حرثان، بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة، ابن قيس بن مرة بن بكير، بضم الموحدة، ابن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف بني عبد شمس.
من السابقين الأولين «1» . وشهد بدرا.
وقع ذكره في «الصّحيحين»
في حديث ابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقال عكاشة: ادع اللَّه أن يجعلني منهم. قال: «أنت منهم» ، فقام آخر فقال:
سبقك بها عكّاشة.
وقد ضرب بها المثل، يقال للسابق في الأمر: سبقك بها عكاشة.
وروى الطّبرانيّ، وعمر بن شبّة، من طريق نافع مولى بنت شجاع، عن أم قيس بنت محصن، قال: أخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بيدي حتى أتينا البقيع، فقال: «يا أمّ قيس، يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب» . فقام رجل فقال: أنا منهم؟ قال: «نعم» .
فقام آخر، فقال: سبقك بها عكّاشة.
قيل استشهد عكاشة في قتال أهل الرّدة، قتله طليحة بن خويلد الّذي تنبأ وقد تقدم أن طليحة عاد إلى الإسلام.
5649- عكاشة بن وهب الأسدي:
أخو جذامة.
ذكر ابن فتحون عن أبي على الصدفي أنّ بعض من ألف في الصحابة ذكره فيهم.
قلت:
وقد وجدت حديثه في شرح معاني الآثار للطحاوي، فقال: حدثنا ابن أبي داود، هو إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدثنا ابن أبي مريم، هو سعيد، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عروة، عن جذامة بنت وهب، أخت عكاشة بن وهب- أن عكاشة بن وهب صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأخا له آخر جاءاها حين غابت الشمس يوم النحر فألقيا قميصهما، فقالت: ما لكما؟ قالا: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من لم يكن أفاض منها فليلق ثيابه»
وكانوا تطيّبوا ولبسوا الثياب، هكذا أخرجه.
وقد اختلف فيه على ابن لهيعة، وأخرجه الطحاوي أيضا عن يحيى بن عثمان، عن عبد اللَّه بن يوسف، عنه بهذا الإسناد، لكن قال: عن عروة، عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخل عليّ عكّاشة بن محصن، وآخر في بيتي مساء يوم الأضحى، فذكر نحوه.
وكأن هذا أصحّ، فقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عنها، أخرجه ... والحاكم من
__________
(1) في أ: الأولين من المهاجرين.(4/440)
طريق ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة عبد اللَّه بن زمعة، حدثتني أم قيس بنت محصن، وكانت جارة لهم، قالت: خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بني أسد متقمصين عشية يوم النحر، ثم رجعوا إليّ عشاء وقمصهم على أيديهم ... فذكر الحديث.
5650 ز- عكاشة الغنمي:
بمعجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة.
فرق ابن السّكن بينه وبين ابن محصن، فقال: حدثنا داود بن محمد بن عبد الملك، أبو سليمان الشاعر، حدثني أبي، عن أبيه عبد الملك بن حبيب بن حسين عن أبيه عن جده حسين بن عرفطة، عن عكاشة الغنمي- أنه وقى»
النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى «2» ذهبت أنفه وشفتاه وحاجباه وأذناه، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنت المجدع في اللَّه» .
وقال ابن السّكن: لا يروى عن عكاشة هذا شيء إلا من هذا الوجه.
قلت: وابن محصن يجوز أن يقال فيه الغنمي، لأنه من بني غنم بن دودان كما تقدم، لكن العهدة في ذلك على ابن السكن.
5651- عكاشة الغنوي «3» :
ذكره ابن شاهين، فأخرج من طريق زهير بن عباد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عكاشة الغنوي، أنه كان له جارية في غنم ترعاها ففقد منها شاة فضرب الجارية على وجهها، فذكر مثل حديث معاوية بن الحكم السلميّ.
5652
- عكّاف «4» بن وداعة الهلالي «5» :
ويقال عكّاف بن بشر التميمي.
روى ابن شاهين، من طريق محمد بن عبد الرحمن السلماني، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لعكاف الهلالي: «يا عكّاف، ألك زوجة؟» قال: لا ...
الحديث «6» .
وروى الطّبرانيّ في مسند الشاميين، والعقيلي من طريق برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بسر، عن عكّاف بن وداعة الهلالي ... فذكر الحديث بطوله.
وروى أبو يعلى، وابن مندة، من طريق بقية، عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن
__________
(1) في أ: أنه أتى.
(2) في أ: حين ذهبت.
(3) أسد الغابة ت (3737) .
(4) في أ: عكاف كشداد.
(5) أسد الغابة ت (3739) ، الاستيعاب ت (2061) ، تبصير المنتبه 3/ 957، بقي بن مخلد 348.
(6) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 84، والعقيلي 3/ 256، وذكره ابن حجر في المطالب (1589) والسيوطي في الدر 2/ 311، والهيثمي في المجمع 4/ 250.(4/441)
موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بسر المازني، قال: جاء عكّاف بن وداعة الهلالي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا عكّاف، ألك زوجة؟» قال: لا.
قال: «ولا جارية؟» قال: لا. قال: «وأنت صحيح موسر!» قال: نعم والحمد للَّه قال:
«فأنت إذا من إخوان الشّياطين، إمّا أن تكون من رهبان النّصارى فأنت منهم، وإمّا أن تكون منّا فاصنع كما نصنع، فإنّ من سنّتنا النّكاح. شراركم عزّابكم، ويحك يا عكّاف، تزوّج» .
قال: فقال عكاف: يا رسول اللَّه، لا أتزوج حتى تزوّجني من شئت. فقال: قد زوجتك على اسم اللَّه والبركة كريمة. وعند بعضهم- زينب بنت كلثوم الحميرية.
وهكذا رواه ابن السّكن من طريق بقية بهذا الإسناد إلا أنه قال: عن عطية بن بسر، عن عكاف، وهكذا رواه يوسف الغساني، عن سليمان بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيليّ من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية بن يحيى بهذا الإسناد، لكن لم يذكر غضيفا «1» .
قال ابن مندة: رواه أشعث بن شعبة عن معاوية بن يحيى، عن رجل من بجيلة، عن سليمان بن موسى- زاد فيه رجلا بينهما، قال: ورواه عبد الرزاق، عن محمد بن راشد، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر، قال: جاء عكاف بن بشر التميمي.
قلت: وقد أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. واللَّه أعلم. فاتّفقت الطرق الأول على أنه عكّاف بن وداعة الهلالي، وشذّ محمد بن راشد فقال: عكاف بن بشر التميمي، وخالف في الإسناد أيضا. والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب.
5653- عكراش «2» :
بكسر أوله وسكون الكاف وآخره معجمة، ابن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزّال بن سبرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي.
وقال ابن مندة: في نسبه المنقري، وفيه نظر، لأنه من ولد مرة بن عبيد أخي منقر بن عبيد.
وقد وقع في حديثه بنسبه: بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم، أخرجه التّرمذيّ وغيره.
__________
(1) في أ: تخصيصا.
(2) ، أسد الغابة ت (3740) ، الاستيعاب ت (2062) ، الثقات 3/ 322، التاريخ الكبير 7/ 89، الجرح والتعديل 7/ 40، تحرير أسماء الصحابة 1/ 387، تهذيب التهذيب 7/ 257، تهذيب الكمال 2/ 948، بقي بن مخلد 935، الطبقات 180845، الكاشف 2/ 275.(4/442)
وقال ابن سعد: عكراش بن ذؤيب صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع منه.
وقال ابن حبّان: له صحبة، إلا أني لست بالمعتمد على إسناد خبره.
وذكر ابن قتيبة في المعارف، وابن دريد في الاشتقاق- أنه شهد الجمل مع عائشة، فقال الأحنف «1» : كأنكم به وقد أتي به قتيلا أو به جراحة، لا تفارقه حتى يموت، قال:
فضرب ضربة على أنفه عاش بعدها مائة سنة، وأثر الضّربة به.
وهذه الحكاية إن صحّت حملت على أنه أكمل المائة لا أنه استأنفها من يومئذ، وإلا لاقتضى ذلك أن يكون عاش إلى دولة بني العباس، وهو محال.
5654- عكرمة بن أبي جهل «2» :
عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي.
كان كأبيه من أشدّ الناس على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم أسلم عكرمة عام الفتح، وخرج إلى المدينة ثم إلى قتال أهل الردّة، ووجّهه أبو بكر الصديق إلى جيش نعمان، فظهر عليهم، ثم إلى اليمن ثم رجع، فخرج إلى الجهاد عام وفاته فاستشهد.
وذكر الطّبريّ أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على صدقات هوازن عام وفاته، وأنه قتل بأجنادين، وكذا قال الجمهور، حتى قال الواقدي: لا اختلاف بين أصحابنا في ذلك.
وقال ابن إسحاق، والزّبير بن بكّار: قتل يوم اليرموك في خلافة عمر.
روى سيف في «الفتوح» بسند له أن عكرمة نادى من يبايع على الموت؟ فبايعه عمّه الحارث، وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، وكان أميرا على بعض الكراديس، وذلك سنة خمس عشرة في خلافة عمر، فقتلوا كلهم إلا ضرارا. وقيل قتل يوم مرج الصفر، وذلك سنة ثلاث في خلافة أبي بكر.
وله عند التّرمذيّ حديث من طريق مصعب بن سعد عنه، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم جئته:
__________
(1) في أ: الأخيف.
(2) أسد الغابة ت (3741) ، الاستيعاب ت (1857) ، طبقات ابن سعد 5/ 329، نسب قريش 310- 311- طبقات خليفة 20/ 299، تاريخ خليفة 92- التاريخ الكبير 7/ 48- التاريخ الصغير 1/ 35، 39، 49- المعارف 334- الجرح والتعديل 7/ 6- 7- مشاهير علماء الأمصار ت: 174، ابن عساكر 11/ 375/ 2- تهذيب الأسماء واللغات 1/ 338- 340- تهذيب الكمال 950- العبر 1/ 18- العقد الثمين 6/ 119- 123- تهذيب التهذيب 7/ 257- خلاصة تذهيب الكمال 270- كنز العمال 13/ 540- شذرات الذهب 1/ 27- 28.(4/443)
«مرحبا مرحبا بالرّاكب المهاجر» .
وهو منقطع، لأن مصعبا لم يدركه.
وقد أخرج قصة مجيئه موصولة الدارقطنيّ، والحاكم، وابن مردويه، من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ... فذكر الحديث، وفيه: وأما عكرمة فركب البحر فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم هاهنا شيئا. فقال عكرمة: واللَّه لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره، اللَّهمّ إنّ لك عليّ عهدا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده، فلا أجدنّه إلا عفوّا كريما. قال: فجاء فأسلم.
وروينا في فوائده يعقوب الجصاص، من حديث أم سلمة، قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «رأيت لأبي جهل عذقا في الجنّة» .
فلما أسلم عكرمة قال: يا أم سلمة، هذا هو. ولم يعقب عكرمة.
5655- عكرمة بن عامر:
ويقال ابن عمار، بن هاشم «1» بن عبد مناف «2» بن عبد الدار ابن قصيّ بن كلاب القرشي البدري.
معدود في المؤلفة، وهو الّذي باع دار الندوة من معاوية بمائة ألف، قاله أبو عمر مختصرا.
فأما عدّه من المؤلفة فهو عن ابن الكلبي، وأما بيعه دار الندوة فرواه ابن سعد عن الواقدي، وهو القائل لما تنازعت قريش في الرفادة والحجابة وغيرهما مما في أيدي بني عبد الدار:
واللَّه لا يأتي الّذي قد أردتم ... ونحن جميع أو نخضّب بالدّم
ونحن ولاة البيت لا تنكرونه ... فكيف على علمه البريّة نظلم
وذكر المرزبانيّ أنه هجا رجلا في خلافة عمر، فضربه عمر تعزيزا، فلما أخذته السياط نادى يا آل قصي، فوثب إليه أبو سفيان بن الحارث فسكته. وأنشد له المرزباني شعرا قاله في الأسود بن مصفود الّذي غزا الكعبة ليهدمها، ويقال: إنه الّذي كتب الصحيفة بين قريش وبني هاشم والمطلب، وقيل كتبها ولده منصور، وقيل أخوه بغيض بن عامر. فاللَّه أعلم.
__________
(1) في أ: عمار بن هاشم.
(2) أسد الغابة ت (3742) ، الاستيعاب ت (1858) .(4/444)
5656- عكرمة بن عبيد الخولانيّ «1» :
ذكر في الصحابة ولا يعرف له رواية. وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس وابن مندة عنه.
العين بعدها اللام
5657 ز- العلاء بن جارية:
بالجيم والتحتانية، الثقفي، حليف بني زهرة «2» .
ذكر ابن إسحاق في «المغازي» عن عبد اللَّه بن أبي بكر وغيره أنه ممّن أعطاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من غنائم حنين مائة من الإبل.
ووصله ابن مندة من وجه آخر، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد.
وذكر الواقديّ أنّ العلاء بن الحضرميّ بعثه بصدقات عبد القيس والجزية إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وروى الذّهليّ في الزهريات، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن يزيد، عن الزهري، عن سليمان بن يسار- أن العلاء بن جارية الثقفي طلّق امرأته، فأخبر بذلك عمر، فسأله، فقال:
نعم مائة مرة. فقال: قد بانت منك.
5658- العلاء بن الحضرميّ «3» :
وكان اسمه عبد اللَّه بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن عويف الحضرميّ.
وكان عبد اللَّه الحضرميّ أبوه قد سكن مكة، وحالف حرب بن أمية والد أبي سفيان، وكان للعلاء عدة إخوة منهم عمرو بن الحضرميّ، وهو أول قتيل من المشركين، وماله أوّل مال خمس في المسلمين، وبسببه كانت وقعة بدر.
واستعمل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم العلاء على البحرين، وأقرّه أبو بكر، ثم عمر.
مات سنة أربع عشرة. وقيل سنة إحدى وعشرين.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه من الصحابة السائب بن يزيد، وأبو هريرة، وكان يقال:
إنه مجاب الدعوة، وخاض البحر بكلمات قالها، وذلك مشهور في كتب الفتوح.
__________
(1) أسد الغابة ت (4743) .
(2) أسد الغابة ت (3744) ، الاستيعاب ت (1859) .
(3) أسد الغابة ت (3745) ، الاستيعاب ت (1860) .(4/445)
5659- العلاء بن خارجة «1» :
قال ابن مندة: من أهل المدينة.
روى البغويّ، والطّبرانيّ، وابن شاهين، وغيرهم، من طريق وهب، عن عبد الرحمن [بن عكرمة] «2» بن حرملة عن عبد الملك بن يعلى، عن العلاء بن خارجة- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرّحم محبّة للأهل، مثراة للمال، ومنسأة في الأجل» .
قال البغويّ: قال المخزوميّ: وهو خطأ، والصواب ابن العلاء بن حارثة.
5660- العلاء بن خبّاب «3» :
قال أبو عمر: ذكروه في الصحابة، وما أظنه سمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن حبّان: من زعم أنّ له صحبة فقد وهم.
روى عن رجل، روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي فقال: لا أعلم له صحبة. وقال العسكري: أخرج حديثه في المسند «4» ، وهو مرسل.
قلت: له حديثان، أخرج أحدهما
البغوي والطبراني، من طريق الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن العلاء بن خبّاب [عن أبيه] «5» - أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من أكل الثّوم فلا يقربنّ مسجدنا» .
رجاله ثقات.
ثانيهما:
أخرجه ابن مندة من طريق أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن العلاء بن خبّاب، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال حين استيقظ: «لو شاء اللَّه أيقظنا، ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم» .
5661- العلاء بن سبع «6» :
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال أبو عمر: قيل إنه هو العلاء بن الحضرميّ.
قلت: وفيه نظر، فقد فرق بينهما البخاري.
__________
(1) أسد الغابة ت (3746) ، التحفة اللطيفة 3/ 207، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (3747) ، الاستيعاب ت (1861) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388، التاريخ الكبير 6/ 506.
(4) في أ: السير.
(5) سقط من أ.
(6) أسد الغابة ت (3748) ، الاستيعاب ت (1862) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388، الجرح والتعديل 6/ 356، التاريخ الكبير 6/ 506.(4/446)
وقال في ابن الحضرميّ: روى عنه السّائب بن يزيد. وقال في ابن سبع «1» : سمع منه السائب بن يزيد [فعله] «2» .
5662- العلاء بن سعد الساعدي «3» :
روى ابن مندة من طريق عطاء بن يزيد بن مسعود، عن سليمان بن عمر بن الربيع، حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن سعد، من بني ساعدة، عن أبيه- وكان ممن بايع يوم الفتح- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوما لجلسائه: «هل تسمعون ما أسمع؟ أطّت «4» السّماء وحقّ لها أن تئطّ» ... الحديث.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة محمد بن خالد، من طريق ابن مندة بهذا الإسناد.
5663- العلاء بن عقبة «5» :
ذكره المستغفريّ في الصحابة، وقال: كنت في عهد عمرو بن حزم. واستدركه أبو موسى.
وذكره المرزبانيّ، فقال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يبعثه هو والأرقم في دور الأنصار.
وقرأت في التاريخ المصنف للمعتصم بن صمادح أنّ العلاء بن عقبة والأرقم كانا يكتبان بين الناس المداينات والعهود والمعاملات.
5664- العلاء بن عمرو الأنصاري «6» :
وقال أبو عمر: له صحبة، وشهد صفّين مع علي.
5665- العلاء بن مسروح:
الهذلي «7» . يأتي في عويم.
__________
(1) في أ: سبيع.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (3749) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388، الجرح والتعديل 6/ 356، التاريخ الكبير 6/ 509.
(4) الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، أي إن كثرة ما فيها من الملائكة قد أنقلها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة اللَّه تعالى. النهاية 1/ 54.
(5) التاريخ الكبير 6/ 519، الطبقات الكبرى 1/ 271، 273، الجرح والتعديل 1/ 1982، البداية والنهاية 5/ 353، أسد الغابة ت (3751) .
(6) أسد الغابة ت (3752) ، الاستيعاب ت (1863) .
(7) أسد الغابة ت (3753) .(4/447)
5666- العلاء بن وهب «1» :
بن عبد بن وهبان «2» بن ضباب بن حجير بن عبد بن مصيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
من مسلمة الفتح، وشهد القادسيّة، واستعمله عثمان على الجزيرة، وأقام بالرقة أميرا، وتزوج زينب بنت عقبة بن أبي معيط.
قال ابن مندة: أنبأنا «3» بذلك علي بن أحمد الحراني، حدثني محمود بن محمد الأديب الرقي بهذا، قال ابن الأثير: ولم يذكره أبو عروبة، ولا ابن سعيد.
5667- العلاء بن يزيد:
بن أنيس الفهري «4» .
رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقدم مصر بعد فتحها، وأعقب بها، وهو جدّ أبي الحارث الفهري، قاله أبو سعيد بن يونس.
5668 ز- العلاء، وقيل علاقة:
وقيل علاثة» .
قيل: هو عمّ خارجة بن الصلت. وقيل: اسم عمه عبد اللَّه بن حثير، بمهملة ثم مثلثة ساكنة ثم ياء تحتانية مفتوحة. يأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
5669
- علاثة «6» بن شجّار «7» :
بفتح المعجمة وتشديد الجيم، وقيل بكسر أوله ثم تخفيف السليطي.
من بني سليط بن الحارث بن يربوع، وقيل: هو من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
روى عنه الحسن أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «المسلم أخو المسلم» .
ذكره ابن شاهين.
وقال البخاريّ: قال لي علي بن المديني: علاثة «8» بن شجّار هو الّذي روى عن الحسن عن رجل من بني سليط، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال علي: قال بعض أصحابنا:
سألت عنه قومه، فقالوا: اسمه علام «9» بن شجار.
__________
(1) أسد الغابة ت (3754) .
(2) في أ: وهب بن محمد بن وهبان.
(3) في أ: أخبرنا.
(4) أسد الغابة ت (3755) .
(5) أسد الغابة ت (3750) ، الاستيعاب ت (2063) .
(6) في أ: علاقة.
(7) أسد الغابة ت (3756) ، الإكمال 5/ 42.
(8) في أ: علاقة.
(9) في أ: علاقة.(4/448)
قلت: الحديث المذكور
رواه علي بن المديني، عن عفان، عن حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن، قال: مرّ رجل من بني سليط، فقال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو في أزفلة من الناس، فسمعته يقول: «المسلم أخو المسلم» .
وذكره خليفة في باب الرّواة من الصحابة، وهو في باب من نزل البصرة من الصحابة.
قلت: وقد وهم من وحّد بينه وبين الّذي قبله، فإن حديث عم خارجة بن الصامت في الرقية بالفاتحة.
5670- علباء «1» :
بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة ومدّ، ابن أصمع العبسيّ.
روى ابن مندة من طريق حبان بن السري، سمعت عباد بن جهور يحدّث عن علباء بن أصمع، قال: وفدت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدخلت عليه فسمعته يقول: «إنّ النّاس إذا أقبلوا على الدّنيا أضرّوا بالآخرة» .
5671 ز- علباء بن مرّة:
بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي.
ذكره أبو محمّد بن حزم في «جمهرة النّسب» ، وقال: له صحبة، واستشهد يوم مؤتة.
وذكره ابن عساكر، عن ابن حزم، وقال: أظن أنه سقط من نسبه شيء.
5672- علباء السلمي: «2»
قال أبو حاتم: له صحبة.
وذكره البخاريّ، فقال: قال لي أحمد بن حنبل: حدثنا علي بن ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن علباء السلمي: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تقوم السّاعة إلّا على حثالة «3» من النّاس» .
أخرجه الحاكم، عن القطيعيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه. وأخرجه البغوي عن أبي خيثمة، عن علي بن ثابت.
وأخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن عليّ بن ثابت. وذكر ابن عدي في الكامل أنّ علي بن ثابت تفرد به عن عبد الحميد.
5673- علبة،
بضم أوله وسكون اللام بعدها موحدة، ابن زيد «4» بن عمرو بن زيد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (3759) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 389.
(2) أسد الغابة ت (3760) ، الاستيعاب ت (2064) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 389، الجرح والتعديل 6/ 28، التاريخ الكبير 7/ 77، ذيل الكاشف 1060.
(3) الحثالة: الرديء من كل شيء، ومنه حثالة الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر النهاية 1/ 239.
(4) أسد الغابة ت (3761) ، الاستيعاب ت (2065) .(4/449)
جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
ذكره ابن إسحاق وابن حبيب في «المحبّر» في البكّاءين في غزوة تبوك، ثم قال: فأما علبة بن زيد فخرج من الليل فصلّى وبكى، وقال: اللَّهمّ إنك قد أمرت بالجهاد، ورغّبت فيه، ولم تجعل عندي ما أتقوّى به مع رسولك، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في جسد أو عرض ... فذكر الحديث بغير إسناد.
وقد ورد [مسندا] موصولا من حديث مجمع بن حارثة، ومن حديث عمرو بن عوف، وأبي عبس بن جبر، [ومن حديث علبة بن زيد وقتيبة كما سنبينه.
وروى ابن مردويه ذلك من حديث مجمع بن حارثة. وروى ابن مندة من طريق محمد ابن طلحة، عن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر] ، عن أبيه، عن جده، قال: كان علبة بن زيد بن حارثة رجلا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما حضّ على الصدقة جاء كلّ رجل منهم بطاقته وما عنده، فقال علبة بن زيد: اللَّهمّ إنه ليس عندي ما أتصدّق به، اللَّهمّ إني أتصدّق بعرضي على من ناله من خلقك، فأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مناديا، فنادى: أين المتصدق بعرضه البارحة؟
فقام علبة، فقال: قد قبلت صدقتك.
هكذا وقع هذا الإسناد، وفيه تغيير ونقص، وإنما هو عبد الحميد بن محمد بن أبي عبس. والصحبة لأبي عبس لا لجبر.
وقد روى الطّبرانيّ، من طريق محمد بن طلحة بهذا الإسناد حديثا غير هذا، وروى البزّار، من طريق صالح مولى التّوأمة، عن علبة بن زيد نفسه، قال: حثّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على الصدقة ... فذكر الحديث.
قال البزّار: علبة هذا رجل مشهور من الأنصار، ولا نعلم له غير هذا الحديث.
وقد روى عمرو بن عوف حديثه هذا أيضا.
قلت: وأشار إلى ما أسنده ابن أبي الدنيا وابن شاهين من طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، نحوه.
وأخرجه الخطيب من طريق أبي قرّة الزبيدي في كتاب السنن له، قال: ذكر ابن جريج عن صالح بن زيد، عن أبي عيسى الحارثي، عن ابن عمّ له يقال له علبة بن زيد- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أمر الناس بالصدقة ... فذكره، لكن قال بعد قوله: ولكني أتصدق بعرضي، من آذاني أو شتمني أو لمزني فهو له حلّ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «قد قبلت منك صدقتك» .(4/450)
قال الخطيب: كذا في الكتاب عن أبي عيسى الحارثي. والصواب عن أبي عبس- يعني بفتح العين وسكون الموحدة.
ولحديثه شاهد صحيح، إلا أنه لم يسمّ فيه، رواه ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- أنّ رجلا من المسلمين، قال: اللَّهمّ إنه ليس لي مال أتصدق به، وإني جعلت عرضي صدقة. قال: فأوجب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قد غفر له.
وسيأتي مزيد لذلك في أبي ضمضم في الكنى.
5674- علس:
بمهملتين ولام مفتوحات، ابن الأسود الكندي «1» .
ذكره الطّبرانيّ فيمن وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة بن الأسود.
5675- علعس بن النعمان «2» :
بن عمرو بن عرفجة بن الفاتك «3» بن امرئ القيس الكندي.
قال ابن الكلبيّ: وفد هو وأخواه: حجر، ويزيد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقد تردد ابن الأثير في كونه الّذي قبله. والصواب أنه غيره، فقد تقدم نسب الأول في ترجمة سلمة، ولا يجتمع مع هذا إلا بعد تسعة آباء.
5676- علسة بن عدي البلوي «4» :
بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر. ذكره ابن يونس.
5677- علقمة بن الأعور السلمي «5» :
أبو الأعور.
ذكره ابن السّكن وغيره. وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن طلحة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما ضرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الخمر إلا أخيرا، لقد غزا غزوة تبوك، فغشي حجرته من الليل علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة، فقال: من هذا؟ فقيل: علقمة سكران فقال: ليقم إليه رجل منكم فيأخذ بيده حتى يردّه إلى رحله.
هكذا رواه محمّد بن سلمة، والجمهور، عن ابن إسحاق. ورواه يونس بن بكير، فقال: أبو علقمة بن الأعور [بن قطبة] «6» واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (3762) ، الاستيعاب ت (2066) .
(2) أسد الغابة ت (3763) .
(3) في أ: العامل.
(4) أسد الغابة ت (3764) .
(5) أسد الغابة ت (3765) .
(6) في أ: فقلبه.(4/451)
5678- علقمة بن جنادة:
بن عبد اللَّه بن قيس الأزدي، ثم الحجري «1» ، بفتح المهملة والجيم.
له صحبة، وشهد فتح مصر، وولي البحر لمعاوية. ومات سنة تسع وخمسين، قاله ابن يونس.
5679 ز- علقمة بن حاجب:
بن زرارة بن عدس التميمي.
تقدم ذكر ولده شيبان في الشين المعجمة، وأنّ له وفادة. وتقدم ذكر والده حاجب في الحاء المهملة، وأن له صحبة.
وليزيد بن شيبان قصة مع رجل من بني مهرة أوردها ابن السّمعانيّ في مقدمة كتاب «الأنساب» ، وقد ذكرت بعضها في ترجمة علقمة هذا، وولده شيبان والد يزيد، ثم بيّن له أنه لم يسلم، بل قتل قبل الإسلام والده، ووفد ولده بعد ذلك، فذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى في أيام العرب أنّ علقمة هذا غزا بكر بن وائل فهزموه، وتبعه أشيم بن شراحيل أحد بني عوف بن مالك بن سعد بن قيس بن ثعلبة فقتله، ثم مرّ أشيم ببني تميم حاجّا في الأشهر الحرم فقتلوه، وافتخر لقيط بن حاجب بذلك في أبيات قالها منها:
وآليت لا آسى على فقد هالك ... ولا فقد مال بعدك الدّهر علقما
فنلت به خير الصّنيعات كلّها ... صنيعة قيس لا صنيعة أصحما
[الطويل]
5680- علقمة بن الحارث «2» :
بن سويد بن الحارث.
5681- علقمة بن حوشب الغفاريّ «3» :
أورده المستغفريّ فقال: قال البردعيّ: سكن المدينة، وروى حديثا، وكذلك ذكره الطبراني وابن صدقة عن البخاري مثل هذا سواء.
5682- علقمة بن الحويرث الغفاريّ «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (3767) .
(2) أسد الغابة ت (3768) .
(3) أسد الغابة ت (3771) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390.
(4) أسد الغابة ت (3772) ، الاستيعاب ت (1864) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، الجرح والتعديل 6/ 404، التاريخ الكبير 7/ 4، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الطبقات 33، بقي بن مخلد 641، الثقات 3/ 315.(4/452)
قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة.
وقال خليفة: حدثنا محمد بن مطرف، حدثتني جدتي، سمعت علقمة بن الحويرث الغفاريّ، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رفعه: «زنا العينين النّظر» . أخرجه ابن أبي عاصم عن خليفة. وذكره البغوي، والطبراني، وابن مندة، وابن عبد البر من حديث خليفة به.
5683- علقمة بن خالد:
بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم، أبو أوفى الأسلمي.
مشهور بكنيته، وهو والد عبد اللَّه. له صحبة،
ثبت ذكره في الصحيح من طريق عمرو بن مرة، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى، قال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إذا أتاه قوم بصدقتهم قال:
«اللَّهمّ صلّ على آل فلان» . فأتاه أبي بصدقة، فقال: «اللَّهمّ صلّ على آل أبي أوفى» .
قال ابن مندة: كان أبو أوفى من أصحاب الشّجرة.
5684 ز- علقمة بن ربيعة:
بن الأعور بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحيّ.
قتل حفيده أيوب بن حبيب بن أيوب بقديد بعد الثلاثين ومائة، فإن لم يكن لأيوب الأعلى رؤية فلأبيه صحبة، لأن قريشا لم يبق منهم أحد في حجّة الوداع إلا وقد أسلم. واللَّه أعلم.
5685- علقمة بن رمثة: «1»
بكسر أوله وسكون الميم بعدها مثلثة، البلوي.
قال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن يونس: بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر.
وروى البخاريّ، وابن يونس، وأحمد، والبغوي، وابن مندة، من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس التّجيبي، عن زهير بن قيس البلوي، عن علقمة بن رمثة البلوي، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عمرو بن العاص إلى البحرين، ثم خرج في سرية وخرجنا معه، فنعس ثم استيقظ، فقال: «رحم اللَّه عمرا» . فتذاكرنا كلّ من اسمه عمرو- ثلاثا، فقلنا: من عمرو يا رسول اللَّه؟ قال: «ابن العاص» ... الحديث.
قال ابن وهب في روايته عن الليث، عن يزيد، عن علقمة: فلما كانت الفتنة قلت:
أتّبع هذا الّذي قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيه ما قال.
__________
(1) أسد الغابة ت (3773) ، الاستيعاب ت (1865) ، الجرح والتعديل 6/ 404، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، التاريخ الكبير 7/ 1، الطبقات 292، حاشية الإكمال 7/ 146، بقي بن مخلد 630، ذيل الكاشف 1062، تلقيح فهوم أهل الأثر 283.(4/453)
ووقع في رواية ابن أبي مريم وغيره عن الليث، قال: زهير ... إلى آخره. فاللَّه أعلم.
قال ابن يونس: تفرد به زهير عن علقمة، وسويد عن زهير، ويزيد عن سويد.
5686- علقمة بن سعيد بن العاصي
بن أمية، أخو عمرو، وخالد، والحكم، وأبان.
شهد فتوح الشام فيما ذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح، قال:
حدثني يحيى بن عبد الرحمن الأزدي، عن عمرو بن محصن، عن سعيد بن العاص، قال:
وتهيّأ خالد بن سعيد بن العاص وإخوته: عمرو، وأبان، والحكم، وعلقمة، ومواليهم للخروج صحبة أبي عبيدة، ثم أقبل إلى أبي بكر الصديق فوصّاه، ولم يذكر الزبير بن بكار علقمة هذا في كتاب النسب.
5687- علقمة بن سفيان:
وقيل ابن سهيل، الثقفي «1» وقيل عطية بن سفيان.
وقال يونس بن بكير في زيادات المغازي: حدثني إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، حدثني عبد الكريم، حدثني علقمة بن سفيان، قال: كنت في الوفد من ثقيف، فضربت لنا قبّة، فكان بلال يأتينا بفطرنا من عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
وكذا أخرجه البغويّ، والطّبرانيّ، من طريق يونس.
وقال الطّبرانيّ: تفرد به إسماعيل، وليس كما قال. رواه البزار من رواية الضحاك بن عثمان، عن عبد الكريم، فقال: عن علقمة بن سهيل الثقفي، وقال: لا نعلم «2» غيره.
ورواه ابن إسحاق، فقال ابن عبد البرّ: اضطربوا فيه.
قلت: ورواه زياد البكائي عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن عطية بن سفيان.
ورواه إبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن سفيان بن عطية، فقلبه.
وقال أحمد بن خالد الوهبي: عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن عطية: حدثنا وفدنا.
أخرجه ابن ماجة، ورواية أحمد بن خالد أشبه بالصواب، فإن عطية بن سفيان تابعيّ معروف، ولم أقف في شيء من طرقه على تسمية والد سفيان، وقد نسبه ابن مندة وغيره، فقالوا: علقمة بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي، وهذا هو نسب عطية التابعي.
قلت: قول الضحاك بن عثمان علقمة بن سهيل أولى من قول إسماعيل علقمة بن
__________
(1) أسد الغابة ت (3774) ، الاستيعاب ت (1866) .
(2) في أ: لا يعلم له..(4/454)
سفيان، فإن علقمة في رواية ابن إسحاق محرّف من عطية بخلاف رواية عبد الكريم.
5688- علقمة بن سميّ الخولانيّ «1» :
صحابي، شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، قاله ابن يونس.
5689 ز- علقمة بن سهيل:
تتقدم ذكره في الّذي قبله.
5690- علقمة بن طلحة:
بن أبي طلحة العبدري «2» .
له صحبة، وقتل يوم اليرموك شهيدا. ذكره ابن الأثير.
5691- علقمة بن علاثة: «3»
بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري.
ثبت ذكره في الصحيح في حديث أبي سعيد، من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عنه، قال: بعث عليّ بن أبي طالب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بذهيبة «4» في تربتها فقسمها بين أربعة نفر:
عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وعلقمة بن علاثة، وزيد الخيل ... الحديث.
وقال المفضّل العلائيّ في تاريخه: حدثني رجل من بني عامر، قال: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني كلاب قدامة، وعلقمة بن علاثة ... وسمى جماعة.
وروى ابن عساكر بإسناد له إلى الشّافعيّ: حدثني غير واحد أنّ عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة تنافرا، فقال علقمة: لا أنافرك على الفروسية، أنت أشدّ بأسا مني. فقال عامر: لا أنافرك على الكرم، أنت رجل سخيّ. فقال علقمة: لكني موف وأنت غادر، وعفيف «5» وأنت عاهر، ووالد وأنت عاقر.... فذكر قصة طويلة.
وفيه ردّ على قول ابن عبد البر إنه لم يكن فيه ذلك الكرم.
وروى ابن أبي الدّنيا في كتاب «الشّكر» ، وأبو عوانة في صحيحه، من طريق ابن أبي
__________
(1) أسد الغابة ت (3776) .
(2) أسد الغابة ت (3777) .
(3) أسد الغابة ت (3778) ، الاستيعاب ت (1867) ، الثقات 3/ 315، تجريد أسماء الصحابة 1/ 391، الأعلام 4/ 247.
(4) هي تصغير ذهب، وأدخل الهاء فيها، لأن الذهب يؤنّث، والمؤنّث الثلاثي إذا صغر ألحق في تصغيره الهاء نحو قويسة وشميسة، وقيل: هو تصغير ذهبة على نية القطعة منها، فصغرها على لفظها. النهاية 2/ 173.
(5) في أ: عف.(4/455)
حدرد الأسلمي، قال: قال محمد بن سلمة: كنا يوما عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا حسّان، أنشدني من شعر الجاهليّة» . فأنشده قصيدة الأعشى التي هجا بها علقمة بن علاثة، ومدح عامر بن الطفيل، فقال: «يا حسّان، لا تعد تنشدني هذه القصيدة» . فقال: يا رسول اللَّه، تنهاني عن رجل مشرك مقيم عند قيصر، فقال: «إنّ قيصر سأل أبا سفيان عنّي فتناول منّي، وسأل علقمة فأحسن القول، فإنّ أشكر النّاس للنّاس أشكرهم للَّه تعالى» .
ورأيت نحو ذلك مرويّا عن ابن عباس بنحو هذا السياق.
وذكر البلاذريّ أنّ سبب قدوم علقمة على قيصر أنه بلغه موت أبي عامر الراهب، فقدم هو وكنانة بن عبد ياليل في طلب ميراثه، فأعطاه لكنانة لكونه من أهل المدر، ولم يعطه لعلقمة.
وروى الطّبرانيّ من طريق علي بن سويد بن منجوف «1» ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: اجتمع عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة، والأقرع بن حابس، فذكروا الجدود، فقالوا: «جدّ بني فلان أقوى ... » فذكر الحديث.
وروى أبو داود الطّيالسيّ، من طريق تميم بن عياض، عن ابن عمر، قال: كان علقمة بن علاثة عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: «رويدا يا بلال يتسحر علقمة» . فقال: «وهو يتسحر برأس» «2» .
وروى ابن مندة من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد: حدثني علقمة بن علاثة أنه أكل مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رءوسا.
ومن طريق سوار بن مصعب، عن إسماعيل، عن قيس، عن عليّ، قال: دخل علقمة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فدعا له برأس.
وروى الخرائطيّ في «مكارم الأخلاق» ، والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من حديث أنس أنّ شيخا أعرابيا يقال له علقمة بن علاثة جاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إني شيخ كبير لا أستطيع أن أتعلّم القرآن كله ... فذكر الحديث. وإسناده ضعيف جدا.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه، من طريق أشعث، عن ابن سيرين، قال: ارتدّ علقمة بن علاثة، فبعث أبو بكر إلى امرأته وولده، فقالت المرأة: إن كان علقمة كفر فإنّي لم أكفر أنا ولا ولدي. قال: فذكرت ذلك للشعبي، فقال: هكذا فعل بهم.
__________
(1) في أ: سويد بن فتحون.
(2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 977.(4/456)
ومن طريق عاصم بن ضمرة، قال: ارتد علقمة فأتى ابن نجيح. فقال أبو بكر: لا نقبل منكم إلا حربا مجلية أو سلما مخزية، فاختاروا السلم.
وكان علقمة بن علاثة تنافر مع عامر بن الطّفيل، فخرج مع عامر: لبيد، والأعشى، ومع علقمة: الحطيئة، فحكّما أبا سفيان بن حرب، فأبى أن يحكم بينهما، فأتيا عيينة بن حصن فأبى، فأتيا غيلان بن سلمة الثقفي، فردّهما إلى حرملة بن الأشعري المزي، فردهما إلى هرم بن قطبة الفزاري، فلما نزلا به قال: لأفضينّ بينكما، ولكن في العام المقبل، فانصرفا.
ثم قدما فبعث إلى عامر سرّا فقال: أتنافر رجلا لا تفخر أنت وقومك إلا بآبائه، فكيف تكون أنت خيرا منه؟ فقال: أنشدك اللَّه أن تفضله عليّ، وهذه ناصيتي جزّها، واحكم في مالي بما شئت، أو فسوّ بيني وبينه.
ثم بعث إلى علقمة سرّا، فقال: كيف تفاخر رجلا هو ابن عمك، وأبوه أبوك، وهو أعظم قومك غناء؟ فقال له كما قال له عامر.
فأرسل هرم إلى بينه: إني قائل مقالة، فإذا فرغت منها فلينحر أحدكم عن علقمة عشرا، ولينحر آخر عن عامر عشرا، وفرّقوا بين الناس.
فلما أصبح قال لهما جهارا: لقد تحاكمتما إليّ، وأنتما كركبتي البعير يقعان معا، وكلاكما سيد كريم، ولم يفضل، فانصرفا على ذلك. ومدح الأعشى عامرا، وفضله على علقمة بأبيات مشهورة منها:
سدت بني الأحوص لم تعدهم ... وعامر ساد بني عامر «1»
[السريع] فنذر علقمة دم الأعشى، فاتفق أنه ظفر به، فأنشد قصيدة نقض بها الأولى يقول فيها:
علقم يا خير بني عامر ... للضّيف والصّاحب والزّائر
[السريع] وقال لبيد «2» : لئن مننت عليّ لأمدحنك بكل بيت هجوتك به قصيدة، فأطلقه.
وقال عمر لهرم بن قطبة: من كنت تفضل «3» لو فضلت؟ فقال: لو قلت ذلك لعادت
__________
(1) البيت للأعشى كما في ديوانه.
(2) في أ: وقال له: لئن..
(3) في أ: مفضلا.(4/457)
جذعة. فقال عمر: نعم مستودع أنت مثل هذا، فلتسوده العشيرة.
وذكر سيف في «الفتوح» أنه لما ارتدّ لحق بالشام، ثم أقبل حتى عسكر في بني كعب، فبعث إليه أبو بكر القعقاع بن عمرو، ففر منه، ثم أسلم، وأقبل إلى أبي بكر.
وقال هشام بن الكلبيّ: حدثني جعفر بن كلاب أنّ عمر بن الخطاب ولى علقمة حوران فنزلها إلى أن مات، وخرج إليه الحطيئة فوجده قد مات وأوصى له بجائزة، فرثاه بقصيدة منها:
فما كان بيني لو لقيتك سالما ... وبين الغنى إلّا ليال قلائل
لعمري لنعم المرء من آل جعفر ... بحوران أمسى أدركته الحبائل»
[الطويل] ورواه المدائنيّ عن أبي بكر الهذلي، وزاد فيه: فقال له ابنه: كم ظننت أن أبي يعطيك؟ قال: مائة ناقة. قال: فلك مائة ناقة يتبعها أولادها. وقال ابن الكلبي: صحب علقمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم واستعمله عمر على حوران، فمات بها، وذكر قصة الحطيئة معه حيث قصده، فوصل بعد موته بليال، وكان بلغه قدومه، فأوصى له بسهم لبغيض ولده، فرثاه.
وقال ابن قتيبة: كان ارتدّ بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولحق بقيصر، ثم انصرف عنه، وعاد إلى الإسلام. واستعمله عمر على حوران.
وقال أبو عبيدة: شرب علقمة الخمر، فحدّه عمر، فارتد، ولحق بالروم، فأكرمه ملك الروم، وقال: أنت ابن عم عامر بن الطفيل! فغضب. وقال: لا أراني أعرف إلا بعامر، فرجع وأسلم.
وأخرج الطّبرانيّ بسند مسلسل بالآباء من ذرية بديل بن ورقاء الخزاعي، قال: كتبت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره بطوله، وفيه: أما بعد فإنّ علقمة بن علاثة قد أسلم، وابنا هوذة ... الحديث.
وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح إلى الحسن قال: لقي عمر علقمة بن علاثة في جوف الليل، وكان عمر يشبه بخالد بن الوليد، فقال له علقمة: يا خالد، عزلك هذا الرجل، لقد أبى إلا شحّا حتى لقد جئت إليه وابن عم لي نسأله شيئا، فأمّا إذا فعل فلن أسأله شيئا.
__________
(1) البيتان للحطيئة وهما في ديوانه وبعدهما:
لقد غادرت حزما وبرّا ونائلا ... ولبّا أصيلا خالفته المجاهل(4/458)
فقال له عمر: هيه، فما عندك؟ فقال: هم قوم لهم علينا حقّ، فنؤدي لهم حقّهم، وأجرنا على اللَّه.
فلما أصبحوا قال عمر لخالد: ماذا قال لك علقمة منذ الليلة؟ قال: واللَّه ما قال لي شيئا. قال: وتحلف أيضا.
ومن طريق أبي نضرة نحوه، وزاد: فجعل علقمة يقول لخالد: مه يا خالد.
ورواه سيف بن عمر من وجه آخر، عن الحسن «1» ، وزاد في آخره: فقال عمر:
كلاهما قد صدقا.
وكذا رواه ابن عائذ: وزاد: فأجار علقمة وقضى حاجته.
وروى الزّبير بن بكّار، عن محمد بن سلمة عن مالك، قال: فذكر نحوه مختصرا جدا، وقال فيه: فقال: ماذا عندك؟ قال: ما عندي إلا سمع وطاعة، ولم يسمّ الرجل، قال محمد بن سلمة: وسماه الضحاك بن عثمان علقمة بن علاثة، وزاد: فقال عمر: لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إليّ من كذا وكذا.
5692- علقمة بن الفغواء «2» :
بفاء مفتوحة ومعجمة ساكنة، ويقال ابن أبي الفغواء، ابن عبيد بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي.
قال ابن حبّان: له صحبة وقال ابن الكلبي: علقمة بن الفغواء له صحبة. وساق نسبه كما قدمنا إلى مازن، وذكره في موضع آخر، فخالف في بعضه.
وروى عمر بن شبّة، والبغويّ، من طريق ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بمال إلى أبي سفيان بن حرب في فقراء قريش وهم مشركون يتألفهم، فقال لي: «التمس صاحبنا» . فلقيت عمرو بن أمية، فقال أنا أخرج معك. فذكرت ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال لي: «دونه يا علقمة» . إذا بلغت بلاد بني ضمرة فكن من أخيك على حذر، فإنّي قد سمعت قول القائل: أخوك البكريّ ولا تأمنه ... » فذكر الحديث،
وفي آخره: فقال أبو سفيان: ما رأيت أبرّ من هذا ولا أوصل، إنا نجاهد به، ونطلب دمه، وهو يبعث إلينا بالصلات يبرنا بها.
__________
(1) في أ: عن علقمة.
(2) أسد الغابة ت (3779) ، الاستيعاب ت (1868) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 391، الثقات 3/ 315، المنمق 109، 110.(4/459)
وهو عند أبي داود وغيره من طريق ابن إسحاق، لكن قال: عن عبد اللَّه بن عمرو بن الفغواء، عن أبيه.
ولعلقمة حديث آخر أخرجه مطيّن، والطّحاويّ، والدّارقطنيّ، من طريق جابر الجعفي، عن عبد اللَّه بن محمد بن حزم، عن عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا أراق الماء نكلمه فلا يكلمنا، ونسلم عليه فلا يسلم علينا حتى نزلت:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ... [المائدة: 6] الآية.
وروى أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي مروان الكعبي، عن جدّه عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، قال: أسفر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالصبح جدّا، فقالوا: لقد كادت الشمس أن تطلع. قال: «فماذا عليكم لو طلعت وأنتم محسنون؟» .
5693- علقمة بن مجزّز «1» :
بجيم وزايين معجمتين الأولى مكسورة ثقيلة، ابن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني المدلجي.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة. وسيأتي ذكر أبيه في الميم.
وروى أحمد، وابن ماجة، وابن خزيمة، والحاكم [والكجي] ، من طريق محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم، عن أبي سعيد، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم علقمة بن مجزّز على بعث أنا فيهم، حتى إذا انتهينا إلى رأس أراسة أذن لطائفة من الجيش، وأمّر عليهم عبد اللَّه بن حذافة ... فذكر الحديث. وفيه قصة النار. وفيه: «لا تطيعوهم في [440] معصية اللَّه» .
وقال البخاريّ في صحيحه: سرية عبد اللَّه بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزّز المدلجي، ثم أورد حديثا على بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سرية، واستعمل رجلا من الأنصار ...
فذكر الحديث نحو حديث أبي سعيد.
ولعل بعض الرواة أطلق على علقمة أنصاريّا بالمعنى الأعم.
وذكر الواقديّ أن هذه السرية كانت إلى ناس من الحبشة بساحل يقال له الشّعيبة «2» ، وذلك في ربيع الآخر سنة تسع.
__________
(1) أسد الغابة ت (3780) ، الاستيعاب ت (1869) ، الإكمال 3/ 218- تبصير المنتبه 4/ 1263.
(2) شعيبة: تصغير شعبة واد أعلاه لكلاب ويصبّ في سدّ قناة وهو أيضا مرفأ للسفن من ساحل بحر الحجاز وكان مرفأ السفن لمكة قبل جدّة وقيل هي قرية على ساحل البحر من طريق اليمن وقيل موضع في بيت الرّمة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 802.(4/460)
وروى ابن عائذ في «المغازي» بسند ضعيف إلى ابن عباس، قال: لما بلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تبوك بعث منها علقمة بن مجزّز إلى فلسطين.
وذكر سيف أنه شهد اليرموك، وحضر الجابية، وكان عاملا لعمر على حرب فلسطين.
وقال مصعب الزّبيريّ: كان عمر، أو عثمان، أغزى علقمة هذا في البحر ومعه ثلاثمائة فارس.
وذكر ذلك الطّبريّ عن الواقديّ، قال: وفي سنة عشرين بعث عمر علقمة بن مجزّز المدلجي في جيش إلى الحبشة في البحر، فأصيبوا، فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا.
وذكر ذلك ابن سعد، عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه، ورثاهم جوّاس العذري بقوله:
إنّ السّلام وحسن كلّ تحيّة ... تغدو على ابن مجزّز وتروح «1»
[الكامل]
5694- علقمة بن ناجية:
بن الحارث بن المصطلق الخزاعي «2» .
قال أبو عمر: من أعراب البادية، وله حديث مخرجه عن ولده.
قلت: أخرج حديثه ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، من طريق عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم، عن علقمة بن ناجية عن جده، عن علقمة، قال: بعث إلينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الوليد بن عقبة يصدّق أموالنا، فسار حتى إذا كان قريبا منا رجع فركبنا في أثره، وسقنا طائفة من صدقاتنا، فقدم قبلنا، فقال: يا رسول اللَّه، إني أتيت قوما في جاهليتهم، فمنعوا الصدقة وجدّوا للقتال، فلم يعلم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ذلك حتى نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... [الحجرات: 6] الآية، وهكذا أخرجه «3» من طريق يعقوب بن حميد، عن عيسى بن الحضرميّ، وخالفه يعقوب بن محمد، قال: عن عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم عن عقبة بن ناجية. والصواب علقمة بن ناجية. والضمير في جدّه يعود على الحضرميّ.
ومشى ابن مندة على ظاهره، فأعاده على عيسى، فجعل لكلثوم ترجمة في الصحابة فوهم، فإنه تابعي كما جزم به البخاري وغيره.
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (3780) .
(2) أسد الغابة ت (3781) ، الاستيعاب ت (1870) .
(3) في أ: أخرجاه.(4/461)
وروى البغويّ، من طريق عيسى بهذا الإسناد أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لهم: «إنّا لا نبيع شيئا من الصّدقة حتّى نقبضها» ،
وسيأتي هذا من وجه آخر في ترجمة ناجية بن الحارث.
5695 ز- علقمة بن النّضر:
ذكر الطّبريّ أنه كان على ربع أهل الكوفة لما أمدّوا الأحنف بن قيس في القتال.
واستدركه ابن فتحون.
وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.
5696- علقمة بن وقاص «1» :
يأتي في القسم الّذي بعده.
5697 ز- علقمة بن يزيد «2»
بن عمرو بن سلمة بن منبه بن ذهل بن غطيف المرادي الغطيفي.
ذكر ابن يونس أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم رجع إلى اليمن، ثم قدم المدينة، وشهد فتح مصر، وولاه عتبة بن أبي سفيان الإسكندرية في خلافة معاوية.
وروى عنه أبو قبيل.
5698 ز- عليقة بن عدي «3» :
تقدم في خليفة.
5699- علي بن الحكم السلمي «4» :
أخو معاوية بن الحكم وإخوته.
وروى البغويّ، والطّبرانيّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق كثير بن معاوية بن الحكم السلمي، عن أبيه، قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له صدقا، فأصاب رجله جدار الخندق فدقها، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فمسحها، وقال: «بسم اللَّه، فما آذاه منها شيء» .
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
__________
(1) الاستيعاب ت (1872) ، 2/ 575، طبقات ابن سعد 5/ 60، طبقات خليفة 236، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير 7/ 40، تاريخ الثقات للعجلي 342، المعرفة والتاريخ 1/ 393، تاريخ الطبري 2/ 588، الجرح والتعديل 6/ 405، الثقات لابن حبان 5/ 209، تهذيب الكمال 2/ 954، الكاشف 2/ 242، المعين في طبقات المحدثين 34، تهذيب التهذيب 7/ 280، تقريب التهذيب 2/ 31، خلاصة تذهيب التهذيب 271، تذكرة الحفاظ 1/ 50، سير أعلام النبلاء 4/ 61، طبقات الحفاظ للسيوطي 16، المشاهير رقم 459، رجال مسلم 2/ 104، تاريخ الإسلام 2/ 486.
(2) أسد الغابة ت (3784) .
(3) الاستيعاب ت (2067) .
(4) أسد الغابة ت (3785) ، الثقات 3/ 263، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392.(4/462)
قلت: في الإسناد صفار بن حميد لا يعرف. وزاد الطبري في روايته، فقال في ذلك معاوية بن الحكم من قصيدة:
فأنزاها عليّ فهو يهوي ... هويّ الدّلو مشرعة بحبل
فعصّب رجله فسما عليها ... سموّ الصّقر صادف يوم ظلّ
فقال محمّد صلّى عليه ... مليك النّاس قولا غير فعل
لعا لك فاستمرّ بها سويّا ... وكانت بعد ذاك أصحّ رجل
[الوافر]
5700 ز- علي بن حميل:
من بني حبيب بن عبيدة.
ذكر الهجريّ في نوادره أنه كان على مقدمة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح.
5701- علي بن رفاعة القرظي «1» :
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ. وروى بسند فيه محمد بن حميد الرازيّ، من طريق عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن علي بن رفاعة، قال [محمد بن حميد الرازيّ] قال: كان أبي من الوفد الذين أسلموا من أهل الكتاب، قال أبو موسى: فعلى هذا الصحبة لأبيه.
قلت: ولكن ذكر ابن أبي حاتم حديثا آخر من طريق ابن مجمع، عن عمرو بن دينار، قال: قال لي طاوس: سل من هنا من الأنصار عن المخابرة، فسألت علي بن رفاعة القرظي، فقال: هو كراء الأرض بالثلث أو الربع.
5702- علي بن ركانة «2» :
قال ابن مندة: لا يصح له صحبة.
وأخرج من طريق محمد بن عبد اللَّه بن نوفل عن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح: «يا معشر قريش، ابن أخت القوم منهم» .
قلت: يحتمل أن يكون علي بن يزيد بن ركانة، فيكون الحديث مرسلا.
5703- علي بن شيبان «3» :
[بن محرز] بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزى ابن سحيم الحنفي السّحيمي اليمامي، أبو يحيى.
__________
(1) أسد الغابة ت (3786) .
(2) أسد الغابة ت (3787) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392.
(3) أسد الغابة ت (3788) ، الاستيعاب ت (1874) ، الثقات 3/ 262، تهذيب التهذيب 38، بقي بن مخلد 245، تهذيب التهذيب 7/ 232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392، تهذيب الكمال 2/ 970، التاريخ الكبير 259، الطبقات 65، 289، الجرح والتعديل ص 6/ 1043، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، خلاصة تذهيب ص 2/ 250.(4/463)
كان أحد الوفد من بني حنيفة. وله أحاديث أخرجها البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان، منها من طريق عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه- وكان أحد الوفد- قال: خرجنا حتى قدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعناه.
5704- علي بن أبي طالب الهاشمي رضي اللَّه عنه
ابن عبد المطلب «1» بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الحسن.
أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم. ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربّي في حجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة:
«ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى» .
وزوّجه بنته فاطمة.
وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين أصحابه قال له: أنت أخي.
ومناقبة كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. وقال
__________
(1) أسد الغابة ت (3789) ، الاستيعاب ت (1875) ، الاستبصار 390، الرياض المستطابة 163، الصمت وآداب اللسان فهرس 676، الفوائد العوالي 29، 91، صيانة صحيح مسلم 253، تاريخ بغداد 1/ 133، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 773، البداية والنهاية 7/ 223، 324، الطبقات 4/ 126، 189، تذكرة 1/ 10، التاريخ لابن معين 2/ 49، مروج الذهب 2/ 358، المصباح المضيء (انظر الفهارس) تاريخ جرجان «انظر الفهارس» ، التبصرة والتذكرة 1/ 26، شذرات 1/ 49، الزهد لوكيع 1014، طبقات الشيرازي 41، التحفة اللطيفة 3/ 226، تقريب التهذيب/ 48، تهذيب التهذيب 7/ 334، العبر 524، الرياض النضرة 2/ 201، تاريخ الخلفاء 166، طبقات فقهاء اليمن «انظر الفهارس» ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392، المنمق ص/ 31، 251، 260، 318، 446، 447، 450، 459، 505، 518، 528، 533، 538- طبقات علماء إفريقيا، وتونس 339، مقاتل الطالبيين 24، 45، التاريخ الصغير ص 435، تذهيب تهذيب الكمال ص 2/ 250، التاريخ الكبير ص/ 259، ص 11/ 442، تذهيب تهذيب الكمال ص 2/ 250، التاريخ الكبير ص/ 259، ص 11/ 442، الجرح والتعديل 6/ 191، تاريخ الإسلام 3/ 8، طبقات الحفاظ 20، الطبقات الكبرى ص 9/ 137، بقي بن مخلد 10، التعديل والتجريح 1059، تلقيح فهوم أهل الأثر 110، 367، صفة الصفوة 1/ 308، غاية النهاية 1/ 546، معرفة القراء الكبار 1/ 30، الأعلام 4/ 295، حلية الأولياء 2/ 87، 61، تهذيب الكمال 2/ 971.(4/464)
غيره: وكان سبب ذلك بغض بني أمية له، فكان كلّ من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته، وكلما أرادوا إخماده وهدّدوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا.
وقد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنيّ عنها، وتتبّع النسائي ما خص به من دون الصحابة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كثيرا.
وروى عنه من الصحابة ولداه: الحسن والحسين، وابن مسعود، وأبو موسى، وابن عبّاس، وأبو رافع، وابن عمر، وأبو سعيد، وصهيب، وزيد بن أرقم، وجرير، وأبو أمامة، وأبو جحيفة، والبراء بن عازب، وأبو الطّفيل، وآخرون.
ومن التابعين من المخضرمين، أو من له رؤية: عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وطارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، ومسعود بن الحكم، ومروان بن الحكم، وآخرون.
ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلّهم أولاده: محمد، وعمر، والعباس.
وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام حتى قال فيه أسيد بن أبي إياس بن زنيم الكناني قبل أن يسلم يحرّض عليه قريشا ويعيّرهم به:
في كلّ مجمع غاية أخزاكم ... جذع أبرّ على المذاكي القرّح
للَّه درّكم ألمّا تذكروا ... قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي
هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم ... ذبحا بقتلة يعضد لم يذبح
أين الكهول وأين كلّ دعامة ... في المعضلات وأين زين الأبطح «1»
[الكامل] وكان أحد الشورى الذين نص عليهم عمر، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف، وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها، فعدل عنه إلى عثمان فقبلها، فولاه وسلم عليّ وبايع عثمان، ولم يزل بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم متصديا لنصر العلم والفتيا.
فلما قتل عثمان بايعه الناس، ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان، فكان من وقعة الجمل ما اشتهر.
ثم قام معاوية في أهل الشام، وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله، فدعا إلى الطلب بدم عثمان، فكان من وقعة صفّين ما كان.
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة في الترجمة رقم «3789» .(4/465)
وكان رأي عليّ أنهم يدخلون في الطاعة ثم يقوم وليّ دم عثمان فيدّعي به عنده، ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهّرة، وكان من خالفه يقول له: تتبّعهم واقتلهم، فيرى أنّ القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتّجه. وكل من الفريقين مجتهد.
وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال، وظهر بقتل عمّار أنّ الصواب كان مع علي. واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم، وللَّه الحمد.
ومن خصائص عليّ قوله صلى اللَّه عليه وسلّم يوم خيبر: «لأدفعنّ الرّاية غدا إلى رجل يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه» . فلما أصبح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم غدوا كلّهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أين عليّ بن أبي طالب؟» فقالوا: هو يشتكي عينيه، فأتي به فبصق في عينيه، فدعا له فبرأ، فأعطاه الرّاية «1» .
أخرجاه في «الصّحيحين» من حديث سهل بن سعد، ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار، وفيه: «يفتح اللَّه على يديه» .
وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه، وفيه: فقال عمر: ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم.
وفي حديث بريرة عند أحمد نحو حديث سهل، وفيه زيادة في أوله، وفي آخره قصة مرحب، وقتل عليّ له فضربه على هامته ضربة حتى عضّ السيف منه بيضة رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما قام آخر الناس حتى فتح اللَّه لهم.
وفي المسند لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، من حديث جابر- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما دفع الراية لعلي يوم خيبر أسرع، فجعلوا يقولون له: ارفق، حتى انتهى إلى الحصن، فاجتذب بابه فألقاه على الأرض، ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه.
وفي سنده حرام بن عثمان متروك. وجاءت قصة الباب من حديث أبي رافع، لكن ذكر دون هذا العدد.
وأخرج أحمد، والنّسائيّ، من طريق عمرو بن ميمون: إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط ... فذكر قصة فيها: قد جاء ينفض ثوبه، فقال: وقعوا في رجل له عزّ. وقد قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لأبعثنّ رجلا لا يخزيه اللَّه، يحبّ اللَّه ورسوله» . فجاء وهو أرمد فبزق في
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 384، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9637، 20395، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 263. وابن أبي عاصم في السنة 2/ 608. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 126، عن ابن عمر وقال رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(4/466)
عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاه، فجاء بصفية بنت حييّ، وبعثه يقرأ براءة على قريش، وقال: «لا يذهب إلّا رجل منّي وأنا منه» «1» .
وقال لبني عمه: «أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة؟» فأبوا، فقال علي: أنا. فقال: «إنّه وليي «2» في الدّنيا والآخرة» . وأخذ رداءه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين، وقال:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ [الأحزاب 33] .
ولبس ثوبه، ونام مكانه، وكان المشركون قصدوا قتل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما أصبحوا رأوه، فقالوا: أين صاحبك؟
وقال له في غزوة تبوك: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّك لست بنبيّ» ، أي لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي. وقال له: «أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي» .
وسدّ الأبواب إلا باب علي، فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه، ليس له طريق غيره.
وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» .
وأخبر اللَّه أنه رضي عن أصحاب الشجرة، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد.
وقال صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا عمر، ما يدريك أنّ اللَّه اطّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم» «3» .
وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
وقال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقول: إذا جاءنا الثبت- عن علي- لم نعدل به.
وقال وهب بن عبد اللَّه عن أبي الطّفيل: كان علي يقول: سلوني سلوني، وسلوني عن كتاب اللَّه تعالى، فو اللَّه ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 43، المقدمة باب فضل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم 114. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 122، عن ابن عباس وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين..
(2) في أ: أنت وليي..
(3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 99، كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا. ومسلم في الصحيح 4/ 1941 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل أهل بدر رضي اللَّه عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة حديث رقم (161/ 2494) . والترمذي في السنن 5/ 381، عن علي بن أبي طالب ... الحديث. كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة الممتحنة (60) حديث رقم 3305، وأبو داود في السنن 2/ 54 كتاب الجهاد باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما حديث رقم 2650، وأحمد في المسند 1/ 79- 80. وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 155، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 146، وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 203، 204. والهيثمي في الزوائد 9/ 306.(4/467)
وأخرج التّرمذيّ بسند قوي، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعدا فقال له: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: ما ذكرت ثلاثا قالهنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من أن يكون لي حمر النّعم «1» ، فلن أسبّه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول، وقد خلّفه في بعض المغازي، فقال له علي: يا رسول اللَّه، تخلفني مع النساء والصبيان. فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبوّة بعدي» . وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الرّاية رجلا يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله» ، فتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي عليّا فأتاه، وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح اللَّه عليه» .
وأنزلت هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ [سورة آل عمران/ 61] ، فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليّا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا، فقال: «اللَّهمّ هؤلاء أهلي» .
وأخرج أيضا- وأصله في مسلم- عن علي، قال: لقد عهد إليّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أن لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق» «2» .
وأخرج التّرمذيّ بإسناد قويّ، عن عمران بن حصين في قصة قال فيها: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما تريدون من عليّ! إنّ عليا منّي وأنا من عليّ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي» .
وفي مسند أحمد بسند جيد، عن علي، قال: قيل يا رسول اللَّه: من تؤمّر بعدك؟ قال:
«إن تؤمّروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدّنيا راغبا في الآخرة، وإن تؤمّروا عمر تجدوه قويّا أمينا لا يخاف في اللَّه لومة لائم، وإن تؤمّروا عليّا، وما أراكم فاعلين، تجدوه هاديا مهديّا، يأخذ بكم الطّريق المستقيم «3» .
وكان قتل علي في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر، لأنه بويع بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين، ووقعة النهروان مع الخوارج في سنة ثمان وثلاثين ثم أقام سنتين يحرّض على قتال البغاة، فلم يتهيّأ ذلك إلى أن مات.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 95.
(2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 95.
(3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 109، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 6774، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33071 وعزاه لأحمد في المسند وأبي نعيم في الحلية عن علي.(4/468)
5705- علي بن طلق «1» :
بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزى بن سحيم الحنفي السحيمي اليمامي.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن عبد البر: أظنه والد طلق بن علي، وبذلك جزم العسكري.
وروى حديثه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائي، وهو: «إذا فسا أحدكم فليتوضّأ. ولا تأتوا النّساء في أعجازهنّ» .
ونقل التّرمذيّ عن البخاريّ قال: لا أعرف لعلي بن طلق غير هذا الحديث.
5706- علي بن أبي العاص
بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس «2» بن أمية القرشي العبشمي.
سبط النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أمّه زينب عليها السلام. استرضع في بني غاضرة، فافتصله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منهم، وأبو العاص مشرك بمكة، وقال: «من شاركني في شيء فأنا أحقّ به منه» .
وقال الزّبير: حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي، قال: توفي علي بن أبي العاص «3» وقد ناهز الحلم، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أردفه على راحلته يوم الفتح.
قال ابن مندة، توفي وهو غلام في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقال ابن عساكر: ذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك.
5707- علي بن عبيد اللَّه:
بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر «4» بن معيص «5» بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
قال ابن عبد البرّ: كان إسلامه في الفتح، وقتل يوم اليمامة.
5708- علي بن هبّار
بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي «6» . [يأتي ذكره في ترجمة أبيه إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) أسد الغابة ت (3790) ، الاستيعاب ت (1876) ، تهذيب التهذيب 7/ 341، الثقات 3/ 262، تقريب التهذيب ج/ 39، الكاشف ج/ 288، تجريد أسماء الصحابة ج 10/ 392، تذهيب تهذيب الكمال 2/ 251، التاريخ الكبير ج/ 281، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، تهذيب الكمال 2/ 975، بقي بن مخلد 370.
(2) أسد الغابة ت (3791) ، الاستيعاب ت (1877) .
(3) في أ: بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى وقد ناهز ...
(4) أسد الغابة ت (3792) ، الاستيعاب ت (1878) .
(5) في أ: بغيص.
(6) أسد الغابة ت (3797) .(4/469)
وقال ابن مندة: علي بن هبار بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي] «1» سيأتي ذكر أبيه.
وذكره ابن مندة فقال: علي بن هبّار في إسناده نظر،
أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الهروي، حدثنا هشيم، أخبرني أبو معشر، عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده، قال: مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على دار علي بن هبّار، فسمع صوت دفّ، فقال: «ما هذا؟» قالوا: «تزوّج عليّ بن هبّار» . فقال: «هذا النّكاح لا السّفاح» .
قال ابن مندة: خالد بن القاسم عن أبي معشر، فقال: عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار عن الأسود، عن أبيه، عن جده، عن علي بن هبّار بهذا، ولم يقل عن جده.
انتهى.
وقد أخرج الطّبرانيّ، عن أحمد بن داود المكيّ، عن إبراهيم العبديّ، عن أبي معشر- ولم يذكر عليا في الموضعين.
واعتمد أبو نعيم على هذه الرواية فزعم أنّ ذكر عليّ في هذا السند وهم.
وقد رواه محمّد بن سلمة الحرّانيّ، ومحمّد بن عبيد اللَّه العرزميّ، عن عبيد اللَّه بن أبي عبد اللَّه بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده هبّار مثله، ولم يذكر عليا. انتهى.
ونقل ابن الأثير كلام أبي نعيم وأقرّه، وإنما أنكر أبو نعيم إدخال عليّ في مسند أبي معشر ولم يرد أنه لا يعدّ في الصحابة، لأنه مصرح به في موضعين من المتن، فمن يتزوج في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ويقره على ذلك يكون على شرطهم في الصحابة.
وقد ذكره الإسماعيليّ في معجم الصحابة، وأخرجه الخطيب في المؤتلف من طريقه، قال: زوج هبّار ابنته فضرب في عرسها بالغربال ... الحديث، لكن وقع بخط الخطيب، عن أبي جعفر- بدل أبي معشر، فما أدري أهو سهو أو اختلاف من الرواة.
وأما رواية محمد بن سلمة التي ذكرها أبو نعيم فستأتي في ترجمة هبّار من وجه آخر، وفيها مغايرة لما ذكر أبو نعيم، ولفظه عن محمد بن سلمة الحرّاني، عن الفزاري، عن عبد اللَّه بن هبّار، عن أبيه. والفزاري هو العرزميّ. وليس عنده ابن أبي عبد اللَّه ولا عن جده.
وفيما ذكره أبو نعيم العرزميّ رفيق الحراني، وهذا شيخه، فإحدى الروايتين خطأ،
__________
(1) سقط في أ.(4/470)
وليس فيه مع ذلك ما يدفع ذكر علي بن هبار لاختلاف الطريقين. والعرزميّ ضعيف جدا.
واللَّه أعلم.
5709 ز- علي السلمي:
والد سدرة «1» .
قال أبو عمر: هو من أهل قباء.
وروى الطبراني، وابن شاهين، من طريق عبد اللَّه بن كثير بن جعفر، عن بديح بن سدرة، عن علي السلمي، عن أبيه، عن جده، قال: خرجنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى نزلنا القاحة»
فنزل في صدر الوادي، فبحث بيده في البطحاء، ففحص فانبعث عليه الماء، فقال: «هذه سقيا سقاكموها اللَّه تعالى» . فسمّيت السّقيا.
5710- علي السلمي، آخر:
أخرجه البزّار. وسيأتي في القسم الأخير.
5711- علي النميري «3» :
قال الدّارقطنيّ: له صحبة.
وروى ابن قانع من طريق فضيل بن سليمان، عن عائذ بن ربيعة بن قيس النميري، عن علي بن فلان، عن عبد اللَّه النميري، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعته يقول: «المسلم أخو المسلم إذا لقيه حيّاة يردّ عليه ما هو خير منه، لا يمنعه الماعون» ... الحديث.
وقد تقدم في ترجمة زيد بن معاوية النميري بيان الاختلاف في إسناد هذا الحديث على عائذ بن ربيعة.
5712- علي الهلالي «4» :
ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من طريق ابن عيينة «5» ، عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال: دخلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في شكاته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه فبكت ...
الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (3794) .
(2) القاحة: بالحاء المهملة: قيل مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قيل السّقيا بنحو ميل وقيل: موضع بين الجحفة وقديد وقيل: في جبل نافل الأصغر دوّار في جوفه وفيه بئران عذبتان، وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم في حديث الهجرة في السيرة. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1054.
(3) أسد الغابة ت (3795) .
(4) أسد الغابة ت (3796) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 393.
(5) في أ: عتبة.(4/471)
وأخرجه في «الأوسط» عن محمد بن زريق بن جامع، عن الهيثم بن حبيب، عن أبيه، عن ابن عيينة، وقال: إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد.
العين بعدها الميم
5713- عمّار بن حميد «1» :
قيل هو اسم أبي زهير الثقفي. وقيل معاذ. وقيل: هما اثنان، كما سيأتي في الكنى.
5714- عمار بن زياد بن السكن «2» .
قال ابن الكلبيّ: قتل يوم بدر. وقال ابن ماكولا: له صحبة. واستدركه ابن بشكوال وغيره. وقال ابن فتحون: قد ذكروا عمارا بن زياد وأنه قتل يوم أحد، فلعلهما أخوان.
5715 ز- عمار بن شبيب:
في عمارة.
5716- عمار بن عبيد الخثعميّ «3» :
يأتي في عمارة.
5717 ز- عمار بن عمير:
يأتي في عمر.
5718- عمار بن غيلان «4»
بن سلمة الثقفي.
أسلم هو وأخوه عامر قبل أبيهما، قاله في الاستيعاب. وقد تقدم خبره في ترجمة عامر. وقال هشام بن الكلبيّ عن أبيه، عمار: تزوج غيلان خالدة بنت أبي العاص أخت الحكم، فولدت له عمارا وعامرا، فهاجر عمار إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فعمد خازن مال غيلان فسرق مالا لغيلان، وادّعى أن عمارا سرقه، فجاءت أمة لغيلان فدلّت على مكان المال، وقالت له: إني رأيت عبدك فلانا يدفنه هنا، فأعتق الأمة، وبلغ ذلك عمارا، فقال: واللَّه لا ينظر غيلان في وجهي بعدها. وأنشد:
حلفت لهم بما يقول محمّد ... وباللَّه إنّ اللَّه ليس بغافل
ولو غير شيخ من معدّ يقولها ... تيمّمته بالسّيف غير الأجادل
[الطويل] فلما أسلم غيلان خرج عمرو «5» وعامر مغاصبين له مع خالد إلى الشام، فتوفي عامر بطاعون عمواس، وكان فارس ثقيف في فتوح الشام، فرثاه أبو غيلان.
__________
(1) أسد الغابة ت (3798) .
(2) الاستيعاب ت (1880) .
(3) أسد الغابة ت (3800) .
(4) أسد الغابة ت (3801) ، الاستيعاب ت (1881) .
(5) في أ: عمار.(4/472)
5719- عمار بن معاذ «1»
بن زرارة الأنصاري.
قيل: هو اسم أبي نملة. وقيل عمرو. وقيل عمارة.
5720- عمّار بن ياسر:
بن عامر «2» بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف [بن حارثة بن عامر بن بأمّ بن عنس، بنون ساكنة، ابن مالك العنسيّ، أبو اليقظان، حليف بني مخزوم] «3» ، وأمّه سمية مولاة لهم.
كان من السابقين الأولين، هو وأبوه، وكانوا ممن يعذّب في اللَّه،
فكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يمرّ عليهم، فيقول: «صبرا آل ياسر موعدكم الجنّة» .
واختلف في هجرته إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها، ثم استعمله عمر على الكوفة، وكتب إليهم: أنه من النّجباء من أصحاب محمد.
قال عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه: إن أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر منهم عمارا.
أخرجه ابن ماجة.
وعن وبرة، عن همّام، عن عمّار، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. أخرجه البخاري.
وعن علي قال: استأذن عمّار على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: ائذنوا له، مرحبا بالطّيّب المطيّب» . وفي رواية: إن عليا قال ذلك، وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ عمّارا مليء إيمانا إلى مشاشه» «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (3803) ، الاستيعاب ت (1882) ، الإكمال 7/ 356، أسد الغابة ت 4/ 129، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، الثقات 3/ 302، الجرح والتعديل 6/ 389، الطبقات 81، المحن 172.
(2) أسد الغابة ت (3804) ، الاستيعاب ت (1883) ، الثقات 3/ 302، الرياض المستطابة 211، المصباح المضيء 1/ 75، التحفة اللطيفة 3/ 286، تقريب التهذيب 2/ 48، تهذيب التهذيب 7/ 408، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، أصحاب بدر 111، الكاشف 2/ 301، التاريخ الصغير 1/ 79، 83، 84، خلاصة تذهيب 2/ 261، العبر 25، 38، 40، الجرح والتعديل 6/ 389، التاريخ الكبير 7/ 25، تاريخ الإسلام 3/ 346، صفة الصفوة 1/ 442، تلقيح فهوم أهل الأثر 129، تهذيب الكمال 2/ 998، الطبقات الكبرى 9/ 138، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 794، بقي بن مخلد 54، البداية والنهاية 7/ 312، الطبقات 21، 75، الزهد لوكيع 141، الفوائد العوالي 28، علل الحديث للمديني 51، 59، 71، تنقيح المقال 8598، التبصرة والتذكرة 1/ 169، تفسير الطبري 11/ 264، 13، 9/ 9670، الصمت وآداب اللسان 276، مشتبه النسبة 54، سير أعلام النبلاء 1/ 406.
(3) سقط من أ.
(4) المشاش: رءوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين. قال الجوهري: هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. النهاية 4/ 333.(4/473)
أخرجه التّرمذيّ، وابن ماجة، وسنده حسن، عن خالد بن الوليد، قال: كان بيني وبين عمّار كلام، فأغلظت له، فشكاني إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاء خالد فرفع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رأسه. فقال: «من عادى عمّارا عاداه اللَّه، ومن أبغض عمّارا أبغضه اللَّه» .
وفي التّرمذيّ عن عائشة- مرفوعا: «ما خيّر عمّار بين أمرين إلا اختار أيسرهما» .
وعن حذيفة- رفعه: «اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار» .
وأخرجه التّرمذيّ وابن ماجة، وقال التّرمذيّ: حسن.
وتواترت الأحاديث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ عمارا تقتله الفئة الباغية، وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفّين سنة سبع وثمانين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة، واتفقوا على أنه نزل فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] .
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث. وروى عنه من الصحابة أبو موسى، وابن عباس، وعبد اللَّه بن جعفر، وأبو لاس الخزاعي، وأبو الطفيل، وجماعة من التابعين.
5721 ز- عمّار بن أبي اليسر «1»
كعب بن عمرو الأنصاري.
قال ابن مندة: ذكره في الصحابة، ولا يصح.
5722- عمارة «2» :
بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره، ابن أحمر المازني.
ذكره البخاريّ في «الوحدان» ، وابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة. وقال أبو عمر: لم أقف له على رواية، كذا قال: وقد أخرج حديثه أبو يعلى والطبراني وغيرهما من طريق يزيد بن حنتف، بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة بعدها فاء، عن أبيه: سمعت عمارة بن أحمر المازني قال: كنت في إبل لي أرعاها في الجاهلية فأغارت علينا خيل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجمعت إبلي وركبت الفحل، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فردّها عليّ، ولم يكونوا اقتسموها.
5723- عمارة بن أوس
بن خالد «3» بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطميّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (3802) .
(2) الاستيعاب ت 3/ 1141، أسد الغابة ت 4/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، حاشية الإكمال 1/ 20، الاستيعاب ت (1884) ، أسد الغابة ت (3805) .
(3) أسد الغابة ت (3806) ، الجرح والتعديل 9/ 362، تاريخ بغداد 6/ 494، بقي بن مخلد 882، تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، الثقات 3/ 294.(4/474)
هكذا نسبه ابن سعد، وابن أبي داود.
وقال البخاريّ: له صحبة. وكذا قال ابن حبّان، وزاد: إلا أني لست أعتمد على إسناده وحديثه.
وأخرج ابن أبي خيثمة والبغويّ، من طريق قيس بن الربيع، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن أوس، وكان قد صلى إلى القبلتين، قال: إني لفي إحدى صلاتي العشاء إذ نادى مناد: ألا إنّ القبلة قد حوّلت إلى الكعبة ... الحديث.
تفرد به قيس وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني من رواية عبد اللَّه بن حسين، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن رويبة، فاللَّه أعلم.
5724 ز- عمارة بن أوس بن زيد
بن ثعلبة بن غنم بن مالك «1» بن النجار.
ذكره أبو عمر، وضمّه ابن الأثير إلى الّذي قبله، وهو محتمل.
5725- عمارة بن أوس
بن ثعلبة الأنصاري الجشمي.
ذكر الأمويّ في «المغازي» عن ابن إسحاق أنه استشهد باليمامة هو وأخوه مالك.
استدركه ابن فتحون. ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.
5726- عمارة بن ثابت الأنصاري «2» :
أخو خزيمة.
روى ابن مندة من طريق يونس، عن الزّهري، عن أبي خزيمة بن ثابت، عن عمه عمارة بن خزيمة بن ثابت، رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فذكر ذلك له ... الحديث.
وهذا قد أخرجه النّسائيّ من هذا الوجه فلم يسمّ الصحابيّ، وكذلك أخرج أبو داود من طريق شعيب عن الزّهريّ، حدثني عمارة بن خزيمة بن ثابت- أنّ عمه حدثه وهو من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابتاع فرسا من أعرابي ... الحديث في شهادة خزيمة بن ثابت.
5727- عمارة بن حزم «3»
بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري:
__________
(1) الاستيعاب ت (1885) .
(2) أسد الغابة ت (3807) .
(3) أسد الغابة ت (3808) ، الاستيعاب ت (1886) ، الثقات 3/ 294، التاريخ الصغير 1/ 34، 35، الاستبصار 71، 73، الجرح والتعديل 6/ 364، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395، أصحاب بدر 15، التاريخ الكبير 6/ 494، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الطبقات 89، ذيل الكاشف 1081، الطبقات الكبرى 3/ 486، وسيرة ابن هشام 2/ 201، والمغازي للواقدي 9 و 24، فتوح البلدان 110- تاريخ الإسلام 1/ 86.(4/475)
قال أبو حاتم: له صحبة، وذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، قال أبو عمر: اتفق على ذلك جميع أهل المغازي. وذكره أكثرهم فيمن شهد بدرا.
وقال ابن سعد: شهد المشاهد كلّها، وكانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح.
وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد باليمامة، قالوا: وآخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين محرز بن نضلة، وكان له من الولد: مالك بن عمارة بن حزم لا عقب له.
وروى البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» بإسناد جيد، عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعمارة بن حزم: «اعرض عليّ رقيتك» ،
فلم ير بها بأسا، فهم يرقون بها إلى اليوم. وهذا مرسل.
وروى ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن أم سلمة قالت: كانت الأنصار الذين يكثرون إلطاف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: سعد بن عبادة، وعمارة بن حزم، وأبو أيوب، وسعد بن معاذ، لقرب جوارهم.
وروى أحمد، وأبو عوانة، وابن قانع، من طريق سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: وجدت في كتاب سعيد بن سعد بن عبادة أنّ عمارة بن حزم شهد أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قضى باليمن مع الشاهد. وفي رواية ابن قانع، عن سعيد، عن أبيه، عن جده- أن عمارة بن حزم حدثهم.
وروى أحمد من طريق زياد بن نعيم الحضرميّ عن عمارة بن حزم: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جالسا على قبر، فقال: «انزل من القبر لا تؤذ صاحب القبر» «1» .
5728 ز- عمارة بن حزن بن شيطان «2» :
قال أبو موسى: أورده الإسماعيليّ في الصحابة، وقال: يروي حديث خالد بن سنان ونار الحدثان، أورده أبو سعيد النقاش في العجائب.
قلت: الّذي رأيته في كتاب عمر بن شبّة، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي بن
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 590.
(2) أسد الغابة ت (3809) .(4/476)
عمارة بن مالك بن حزن بن شيطان بن جدع بن جذيمة بن رواد بن بغيض بن عبس، قال:
كانت بأرض الحجاز نار يقال لها نار الحدثان، وأنّ اللَّه أرسل خالد بن سنان العبسيّ فقال:
يا قوم، إن اللَّه أمرني أن أطفئ هذه النار التي قد أضرّت بكم، فليقم معي من كل بطن رجل فكان عمارة ... أبي «1» هو الّذي قام معه من بني خذيمة. قال عمارة: فخرج بنا حتى انتهى بنا إلى النار ... فذكر القصة. وقد استوفيت طرق قصة خالد بن سنان في ترجمته.
5729- عمارة بن أبي حسن الأنصاري «2» :
مختلف في صحبته، فقال ابن قتادة: شهد بدرا، وقال ابن السكن: شهد العقبة وبدرا. وقال ابن عبد البرّ: له صحبة، وأبوه أبو حسن كان عقبيا بدريا.
قلت: شهود العقبة وبدر لأبي حسن بلا شك، وسند من ذكر ذلك لعمارة ما أخرجه البغوي وابن قانع وابن السكن، من طريق حسين بن عبد اللَّه الهاشمي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن، عن أبيه، عن جده، وكان عقبيا بدريا ... فذكر حديثا. وقد وقع عند البغوي عن أبيه عن جده أبي حسن، فعلى هذا فالضمير في قوله: عن جده- يعود على يحيى لا على عمرو، فيكون الحديث لأبي حسن لا لعمارة.
وفي النّسائيّ من رواية الزّهريّ عن عمارة بن أبي حسن عن عمه حديث آخر.
5730- عمارة بن حمزة
بن عبد المطلب الهاشمي «3» .
ذكره أبو عمر، قال: كان له ولأخيه يعلى عند وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعوام، ولا أحفظ لواحد منهما رواية، وكان حمزة يكنى أبا عمارة.
قلت: هو أكبر ولده، فإن كان عاش بعده فله صحبة لا محالة، فإنّ حمزة استشهد قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بست سنين وأشهر. وقد قيل: إن عمارة اسم بنت حمزة. واللَّه أعلم.
5731- عمارة بن رويبة «4» :
براء وموحدة، الثقفي، أبو زهرة.
__________
(1) في أ: أتى.
(2) أسد الغابة ت (3810) ، الاستيعاب ت (1887) ، ذيل الكاشف 1082، التحفة اللطيفة 3/ 281، تقريب التهذيب 49، تهذيب التهذيب 7/ 414، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395، الثقات 3/ 294، تهذيب الكمال 4/ 100، خلاصة تذهيب 2/ 262.
(3) أسد الغابة ت (3811) ، الاستيعاب ت (1888) .
(4) أسد الغابة ت (3813) ، الاستيعاب ت (1889) ، الثقات 3/ 294، تقريب التهذيب 49، تهذيب التهذيب 7/ 416، الكاشف 302، خلاصة تذهيب 2/ 263، الجرح والتعديل 6/ 365، التاريخ الكبير 6/ 494، طبقات الحفاظ 61، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، تهذيب الكمال 2/ 1000، الطبقات 55، 131، بقي بن مخلد 200.(4/477)
سكن الكوفة، وله حديثان. روى له مسلم وغيره. وآخر من روى عنه حصين بن عبد الرحمن.
وذكر المزّيّ في «التّهذيب» أن له رواية عن عليّ، فوهم، فإن الراويّ عن علي حرمي وخيّره عليّ بين أبيه وأمه، وهو صغير، فافترقا من وجهين.
5732- عمارة بن زعكرة المازني «1» :
أبو عدي.
ذكره ابن سعد في «طبقة الفتحيين» ، وقال ابن السّكن: أزدي. وقال البخاريّ: له صحبة، ولم يصحّ إسناده، وفيه عفير بن معدان.
وقال ابن السّكن، له صحبة، حديثه في الشاميين، ولم يرو عنه غير حديث واحد، وفيه نظر.
وقال البغويّ: سكن الشام. وقال ابن مندة: عداده في الحمصيين.
قلت: حديثه عند التّرمذيّ والبغويّ، وفيه التصريح بسماعه عن النبيّ «2» صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه عبد الرحمن بن عائذ الحمصي. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
قلت: فيه عفير بن معدان، وهو ضعيف، لكن رواه الوليد بن مسلم عنه، وكان رواه قبله عبد العزيز بن إسماعيل بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، قال بقول أبيه فذكره. قال الوليد: فذكرته لعقبة فحدثني.
5733- عمارة بن زياد بن السكن «3» :
[قال ابن الكلبيّ: قتل يوم بدر. وتعقّبه بعض أهل النسب، فقال: بل استشهد بأحد.
انتهى] «4» .
وقد ذكر في ترجمة زياد بن السكن.
__________
(1) أسد الغابة ت (3814) ، الاستيعاب ت (1890) ، الكاشف 302، الثقات 1/ 295، تهذيب التهذيب 7/ 417، تقريب التهذيب 50، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395، تهذيب التهذيب الكمال 2/ 363، بقي ابن مخلد 708، الجرح والتعديل 6/ 365، التاريخ الكبير 6/ 494.
(2) في أ: من النبي.
(3) أسد الغابة ت (3815) ، الاستيعاب ت (1891) .
(4) سقط في أ.(4/478)
5734- عمارة بن شبيب السّبائي «1»
: بفتح المهملة والموحدة وهمزة مكسورة مقصور.
مختلف في صحبته. وقيل عمار. وقال ابن السكن: له صحبة. وقال ابن يونس:
حديثه معلول.
روى عنه أبو عبد الرّحمن الحبلي.
قلت: وبيّن البخاريّ علته في تاريخه، وذكره في الصحابة. وقال ابن حبان: من قال إنّ له صحبة فقد وهم. وقال الترمذي: لا نعرف له سماعا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقال أبو عمر: مات سنة خمسين.
5735- عمارة بن شهاب الثوري:
قال الطّبرانيّ «2» : كانت له هجرة، واستعمله عليّ على الكوفة، واستدركه ابن فتحون.
5736- عمارة بن عامر:
بن المشنّج «3» ، بمعجمة ونون مشددة بعدها جيم، القشيري.
ذكره محمّد بن زكريّا الغلابي في تاريخه، عن رجل من بني عامر من أهل الشام، قال: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني قشير [معاوية وعمارة بن المشنّج] »
بن الأعور بن قشير.
أورده الخطيب في المؤتلف من طريق الغلابي.
5737 ز- عمارة بن عامر الأنصاري:
ذكره ابن السّكن في الصحابة،
قال: حدثنا ابن صاعدة، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرّزّاق، عن ابن جريح، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن عمارة ابن عامر الأنصاري- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من اغتسل يوم الجمعة ثمّ تطيّب بأطيب طيب ... » الحديث.
وقد رواه الدّيريّ عن عبد الرّزّاق، فأدخل بين ابن جريح وسعيد رجلا منهما، ولم يذكر عمارة بن عامر.
__________
(1) أسد الغابة ت (3817) ، الاستيعاب ت (1892) ، تهذيب التهذيب 7/ 418، تقريب التهذيب 2/ 50، تهذيب الكمال 2/ 1001، الجرح والتعديل 6/ 366، التاريخ الكبير 6/ 395، خلاصة تذهيب 2/ 363، الطبقات 292، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395.
(2) في أ: قال الطبري.
(3) أسد الغابة ت (3818) ، الثقات 3/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، الجرح والتعديل 1/ 367.
(4) في أ: معاوية جندة وعمارة بن عامر بن الشيخ.(4/479)
5738- عمارة بن عبيد الخثعميّ «1» :
ويقال ابن عبيد اللَّه. ويقال عمار.
قال ابن حبّان: شيخ كبير، كان داود بن أبي هند يزعم أنّ له صحبة.
وروى البخاريّ وابن عديّ في ترجمة سليمان بن كثير، من طريق سليمان، بن داود «2» ، عن عمارة بن عبيد- شيخ من خثعم كبير، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يذكر خمس فتن، أربع قد مضين، والخامسة فيكم يا أهل الشام، وذلك عند فتنة عبد الرحمن بن الأشعث.
قال ابن عديّ: تفرّد به سليمان.
قلت: بل تابعه حماد بن سلمة، وخالد الطّحان. وسلمة بن علقمة، كلّهم عن داود في أصل الحديث، ثم اختلفوا، فأخرجه أحمد من رواية حماد، ورواية حماد هذه أيضا عند ابن قانع، وابن مندة، لكنه قال: عمار، فجزم به، لكن خالفوه في سياقه. والمحفوظ في هذا ما
أخرجه أحمد، من طريق حماد بن سلمة، عن داود، عن عمار. وفي نسخة عمارة رجل من أهل الشام، قال: أدربنا- يعني دخلنا درب الروم، في الغزاة عاما، [ثم] «3» قفلنا ورجعنا، وفينا شيخ من خثعم، فذكر الحجاج بن يوسف فوقع فيه وشتمه، فقلت له: لم تشتمه وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين؟ فقال: إنه هو الّذي أكفرهم، أي أخرجهم بسوء سيرته من الطاعة، ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في هذه الأمّة خمس فتن ... » الحديث.
قلنا: أنت سمعته من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم.
والحاصل أنّ داود بن هند تفرّد بهذا الحديث، فاختلف عليه في اسم شيخه: هل هو عمارة أو عمار؟ وهل هو صحابي هذا الحديث أو الصحابي «4» شيخ من خثعم؟
فالأول لم يترجّح عندي فيه شيء، والثاني الراجح أنّ شيخ «5» داود تابعي، والصحابي خثعمي لم يسمّ. واللَّه أعلم.
وتابعه وهب بن منبّه عن خالد «6» ، ورواية مسلمة قال فيها: عن داود، عن عمارة بن
__________
(1) أسد الغابة ت (3819) ، الاستيعاب ت (1893) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 396، الثقات 3/ 295، التاريخ الكبير 6/ 694.
(2) في أ: سليمان بن داود.
(3) سقط في أ.
(4) في أ: أن عمه شيخ.
(5) في أ: وهب بن قتيبة عن خالد.
(6) في أ: قتيبة.(4/480)
عبيد: حدثني رجل من خثعم. والّذي ذكره ابن حبان تبع فيه البخاري.
وخالفه أبو حاتم، فذكر [أنه عند] «1» عمارة بن عبيد له صحبة.
وروى داود بن أبي هند، عن رجل من أهل الشام عنه، وهذا لا شك أنه غلط، فإنّ الشامي هو عمارة أو عمار كما صرح به في رواية أحمد وشيخه رجل من خثعم، فهذا قول ثالث. واللَّه أعلم.
5739- عمارة بن عقبة بن حارثة:
من بني غفار.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر.
5740- عمارة بن عقبة:
بن أبي معيط «2» القرشي الأموي، أخو الوليد.
قال أبو عمر: كان هو وأخوه الوليد، وخالد، من مسلمة الفتح. وقال الحارث في مسندة: حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا ابن نمير. وقال بن أبي شيبة في مسندة: حدثنا عبد اللَّه بن نمير، حدثنا حرب بن أبي مطر، عن مدرك، عن عفان، عن أبيه عمارة، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأبايعه، قال: فقبض يده، فقال بعض القوم: إنما يمنعه هذا الخلوق الّذي بك، فذهب فغسله، ثم جاء فبايعه.
وهكذا أخرجه الطّبرانيّ والبزّار، وابن قانع، وابن مندة، وغيرهم من طريق ابن نمير بهذا الإسناد.
وقال ابن مندة: عداده في أهل الكوفة، وذكر الزبير في أنساب قريش أن أم كلثوم بنت عقبة لما هاجرت قدم في طلبها أخواها الوليد وعمارة فطلباها «3» من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فردّها عليهم، فأنزل اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ... [الممتحنة: 10] الآية. هكذا ذكره بغير إسناد.
وقد ذكر ذلك ابن إسحاق في «المغازي» . وروى عن الزهري عن عروة قصة مطوّلة في سبب النزول، لكن ليس فيها قصة أم كلثوم.
وقال الزّبير: ومن ولد عمارة: الوليد بن عمارة، ومدرك بن عمارة، وكان له قدر، وأقام عمارة بالكوفة وفيها عقبة.
__________
(1) في أ: عنه.
(2) أسد الغابة ت (3821) ، الاستيعاب ت (1895) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 396، المحن 131.
(3) في أ: فطلب.(4/481)
وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» أبياتا يمدح بها عثمان، وكان أخاه لأمه:
ذكّرتني أخي ابن عفّان (م) ... فاللّيل لدى ذكره غاية طوال
عصمة النّاس في الهنات إذا (م) ... خيف دواهي الأمور والزّلزال
وثمال الأيتام في الجدب والأزل ... (م) إذا هبت الرّيح الشّمال
والوصول للقربى إذا قحط القطر ... قديما وعزّت الأشوال
[الخفيف]
5741 ز- عمارة بن عقبة:
بن حارثة الغفاريّ «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر، كذا ذكره ابن عبد البر. والّذي في المغازي لابن إسحاق: إن المقتول بخير اليهودي الّذي بارز عمارة بن عقبة، وسماه الطبري الذيّال، ونسب عمارة، فقال: ابن عقبة بن عباد بن مليل، وإنه لما ضرب اليهودي قال: خدها وأنا الغلام الغفاريّ.
5742 ز- عمارة بن عمرو:
بن أمية الضّمري.
سيأتي ذكر أبيه، وأما هو فلم أر له ذكرا في الصحابة، لكن استدركه ابن فتحون مستندا إلى ما ذكره الطبري أن عمرو بن العاص أرسله أميرا على مدد إلى الرملة سنة خمس عشرة في صدر خلافة عمر. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.
5743- عمارة بن عمير «2» :
يأتي في عمرو.
5744- عمارة بن الخثعميّ:
له ذكر. كذا في التجريد.
5745- عمارة بن مخشي:
شهد اليرموك، وكان من أمراء الجيوش، كذا في التجريد.
5746- عمارة بن مخلد:
بن الحارث الأنصاري النجاري «3» .
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد بأحد.
وأما ابن إسحاق فذكر في البدريين عامر بن مخلد، وذكر أنه قتل بأحد، فاللَّه أعلم، هل هما اثنان أو واحد، اختلف في اسمه؟ وصنيع ابن عائذ في المغازي يقتضي أنّهما
__________
(1) الاستيعاب ت (1894) .
(2) أسد الغابة ت (3822) ، الاستيعاب ت (1896) .
(3) أسد الغابة ت (3824) .(4/482)
واحد، فإنه عدّ فيمن استشهد بأحد عن الوليد بن مسلم عمارة بن مخلد. قال: وغير الوليد يقول عامر بن مخلد.
5747- عمارة بن مدرك بن جنادة «1» :
ذكره الذّهبيّ، ونسبه لبقي بن مخلد.
5748 ز- عمارة بن معاذ «2» :
قيل هو اسم أبي نملة الأنصاري، قاله ابن حبان، وقال غيره: اسمه عمارة.
5749- عمارة والد مدرك «3» :
هو ابن عقبة بن أبي معيط تقدم.
ذكر من اسمه عمر
5750- عمر بن الحكم السلمي «4» :
أخو معاوية بن الحكم وإخوته.
روى ابن سعد بسند فيه الواقدي إلى عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم السلمي، قال: نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت، فجلّلتها بشقّتين «5» من شعر ووبر، فنحرت البدنة، وسترت الكعبة.
وروى ابن السّكن وغيره من طريق كثير بن معاوية بن الحكم عن أبيه، قال: وفدت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أنا وستّة من إخوتي ... الحديث.
وقد تقدم في ترجمة أخيه عليّ وأما ما رواه مالك عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم في قصة الجارية التي ترعى الغنم، فقد اتفقوا على أنه وهم فيه.
والصواب معاوية بن الحكم.
5751 ز- عمر بن الحكم البهزي:
من بهز سليم.
ذكر خليفة بن خيّاط في الرّواة من بني مازن بن منصور. ذكره مع عتبة بن غزوان وقومه. واستدركه ابن فتحون.
__________
(1) بقي بن مخلد 819.
(2) أسد الغابة ت (3825) ، الثقات 3/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 396.
(3) الجرح والتعديل 6/ 236، أسد الغابة ت (3826) ، الاستيعاب ت (1898) .
(4) تقريب التهذيب 2/ 53، تهذيب التهذيب 7/ 437، تجريد أسماء الصحابة 1/ 397، الكاشف 308، تهذيب الكمال 2/ 1006، خلاصة تذهيب 2/ 267، المحن 171، أسد الغابة ت (3829) .
(5) في أ: سقتين.(4/483)
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.
5752- عمر بن الخطّاب بن نفيل القرشي العدوي رضي اللَّه عنه «1» :
ابن عبد العزّى بن رياح، بالتحتانية، ابن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح، بمهملة ومعجمة وآخره مهملة، ابن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدوي. أبو حفص أمير المؤمنين.
وأمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية، كذا قال ابن الزبير.
وروى أبو نعيم، من طريق ابن إسحاق أنها بنت هشام أخت أبي جهل جاء عنه أنه ولد بعد الفجار الأعظم بأربع سنين، وذلك قبل المبعث النبوي بثلاثين سنة، وقيل بدون ذكر خليفة بسند له: إنه ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان إليه السفارة في الجاهلية، وكان عند المبعث شديدا على المسلمين، ثم أسلم، فكان إسلامه فتحا على المسلمين، وفرجا لهم من الضيق.
قال عبد اللَّه بن مسعود: وما عبدنا اللَّه جهرة حتى أسلم عمر، أخرجه ...
وأخرج ابن أبي الدّنيا بسند صحيح، عن أبي رجاء العطاردي، قال: كان عمر طويلا جسيما، أصلع أشعر شديد الحمرة، كثير السّبلة «2» في أطرافها صهوبة، وفي عارضيه خفّة.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند جيّد إلى زر بن حبيش، قال: رأيت عمر [أعسر] أصلع آدم، قد فرع الناس، كأنه على دابة، قال: فذكرت هذه القصة لبعض ولد عمر، فقال: سمعنا أشياخنا يذكرون أنّ عمر كان أبيض، فلما كان عام الرمادة وهي سنة المجاعة ترك أكل اللحم والسمن وأدمن أكل الزيت حتى تغيّر لونه، وكان قد احمر فشحب لونه.
__________
(1) الرياض المستطابة 147، التاريخ لابن معين 2/ 41، العبر 526، الكاشف 309، أصحاب بدر 46، الفوائد العوالي (الفهرس) ، تفسير الطبري 11/ 13264، تاريخ جرجان 730، تهذيب التهذيب 7/ 438، الرياض النضرة 2/ 85، طبقات وفقهاء اليمن (انظر الفهرس) ، الزهد لوكيع 3، المصباح المضيء ج 1 ج 2 (انظر الفهرس) ، التحفة اللطيفة 3/ 326، تقريب التهذيب 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 1/ 397، الأعلام 5/ 45، طبقات علماء إفريقيا وتونس 339، التاريخ الصغير 5/ 236، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 268، الاستبصار 391، التاريخ الكبير 6/ 138، الجرح والتعديل 105، تاريخ الإسلام 2/ 102، 3/ 418، طبقات الحفاظ 658، صفة الصفوة 1/ 268، غاية النهاية 1/ 591، حلية الأولياء 1/ 38، 55، الطبقات الكبرى 9/ 141، بقي بن مخلد 11، شرف أصحاب الحديث (الفهرس) ، التمييز والفصل 51، التبصرة والتذكرة ج 1/ 23، التعديل والجرح 1024، أسد الغابة ت (3830) ، الاستيعاب ت (1899) .
(2) السّبلة بالتحريك: الشارب، والجمع السّيال، قاله الجوهري، وقال الهروي: هي الشّعرات التي تحت اللحي الأسفل، والسبلة عند العرب مقدّم اللحية وما أسبل منها على الصدر النهاية 2/ 339.(4/484)
وروى الدّينوريّ في «المجالسة» عن الأصمعيّ، عن شعبة، عن سماك: كان عمر أروح، كأنه راكب والناس يمشون، قال: والأروح الّذي يتدانى عقباه إذا مشى.
وأخرج ابن سعد بسند جيّد، من طريق سماك بن حرب، أخبرني هلال بن عبد اللَّه، قال: رأيت عمر جسيما كأنه من رجال بني سدوس.
وبسند فيه الواقديّ: كان عمر يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى، ويجمع جراميزه «1» ، ويثب على فرسه، فكأنما خلق على ظهره.
وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي، عن أبي عمر الجزار، عن عكرمة، عن ابن عباس- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطّاب» .
فأصبح عمر فغدا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرج أبو يعلى، من طريق أبي عامر العقدي، عن خارجة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأحبّ الرّجلين إليك: بعمر بن الخطّاب، أو بأبي جهل بن هشام» .
وكان أحبّهما إلى اللَّه عمر بن الخطاب.
وأخرجه عبد بن حميد، عن أبي عامر، عن خارجة بن عبد اللَّه الأنصاري به.
ورويناه في [الكنجروديات] من طريق القاسم، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عامر، بلفظ اللَّهمّ اشدد الدين. وفي آخره: فشدّ بعمر.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن سعيد بن المسيّب: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا رأى عمر أو أبا جهل قال: «اللَّهمّ اشدد دينك بأحبّهما إليك» .
وأخرج الدّارقطنيّ من رواية القاسم عن عثمان، عن أنس- رفعه: «اللَّهمّ أعزّ الدّين بعمر أو بعمرو بن هشام» - في حديث طويل.
وروينا في أمالي ابن شمعون، من طريق المسعوديّ، عن القاسم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه- يعني ابن مسعود- رفعه: «اللَّهمّ أيّد الإسلام بعمر» .
ورويناه في الخلعيات، من حديث ابن عباس كذلك [و] «2» لم يذكر أبا جهل.
وفي كامل ابن عديّ من رواية مسلم بن خالد، عن هشام، عن أبيه- أنّ عائشة- مثله، لكن لفظه: أعزّ. وزاد في آخره: خاصة [و] «3»
وقال في فوائد عبد العزيز الجرمي، من
__________
(1) يقال: ضم فلان إليه جراميزه إذا رفع ما انتشر من ثيابه ثم مضى اللسان 1/ 607.
(2) سقط في أ.
(3) سقط في أ.(4/485)
رواية أم عمر بنت حسان الثّقفية عن زوجها سعيد بن يحيى بن قيس، عن أبيه، عن عمر «1» ، فذكر قصة. وفيها: وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ اشدد «2» الدّين بعمر، اللَّهمّ اشدد الدّين [بعمر» و، اللَّهمّ اشدد الدّين بعمر» ] «3» .
وأخرج أحمد، من رواية صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، قال: قال عمر:
خرجت أتعرّض لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فوجدته سبقني «4» إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجّب من تأليف القرآن، فقلت: هذا واللَّه شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ [الحاقة: 41، 41] ، فقلت: كاهن، قال: وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الحاقة: 42] حتى ختم السورة، قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقع.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة، عن ابن عباس أنه سأل عمر عن إسلامه، فذكر قصته بطولها، وفيها أنّه خرج ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين حمزة وأصحابه الّذي كانوا اختلفوا في دار الأرقم، فعلمت قريش أنه امتنع فلم تصبهم كآبة مثلها، قال: فسماني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يومئذ الفاروق.
وسيأتي في ترجمة أخته فاطمة بنت الخطاب شيء منها.
5753- عمر بن سعد:
أبو كبشة الأنماري «5» .
يأتي في الكنى. ويقال عمرو- بفتح العين. ويقال أبو سعيد- بفتح السين. وقيل في اسمه غير ذلك.
5754 ز- عمر بن سعيد بن مالك:
ذكر الحسن بن عليّ الكرابيسي في كتاب أدب القضاء له- أنّ عمر بن الخطاب ولّاه فيمن ولى على المغازي أيام الفتوح. كذا وجدته فيه غير منسوب. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة.
5755- عمر بن سفيان:
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه «6» بن عمرو بن مخزوم المخزومي، أخو الأسود.
وهو ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة. كان ممن هاجر إلى الحبشة،
__________
(1) في أ: أن عمر.
(2) في أ: أسعد.
(3) في أ: بعمرو.
(4) في أ: فوجدته فرأيته سبقني.
(5) أسد الغابة ت (3833) ، الاستيعاب ت (1901) .
(6) أسد الغابة ت (3835) ، الاستيعاب ت (1902) .(4/486)
قاله ابن عبد البر، تبعا للزبير بن بكار. وقال: أمه ريطة بنت عمرو «1» بن أبي قيس القرشية العامرية.
5756- عمر بن أبي سلمة:
بن عبد الأسد «2» ، ابن عمّ الّذي قبله، وهو ربيب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
أمه أمّ سلمة أم المؤمنين، ولد بالحبشة في السنة الثانية، وقيل قبل ذلك، وقبل الهجرة إلى المدينة، ويدلّ عليه قول عبد اللَّه بن الزبير: كان أكبر منه بسنتين.
وكان يوم الخندق هو وابن الزبير في الخندق في أطم حسان بن ثابت.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث في الصحيحين وغيرهما، وعن أبيه.
روى عنه ابنه محمّد، وسعيد بن المسيّب، وعروة، وأبو أمامة بن سهل، ووهب بن كيسان، وغيرهم.
ومن حديثه ما رواه عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد اللَّه بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن قبلة الصائم، قال: «سل هذه- لأمّ سلمة» . فقلت: «غفر اللَّه لك» . قال: «إنّي أخشاكم للَّه وأتقاكم» .
أخرجه مسلم.
وفي «الصّحيحين» من رواية وهب بن كيسان عنه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال له: «ادن يا بني فسمّ اللَّه وكل بيمينك وكل ممّا يليك» .
قال الزّبير: وولي البحرين زمن علي، وكان قد شهد معه الجمل، ووهم من قال: إنه قتل فيها، قال أبو عمر: مات بالمدينة سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.
__________
(1) في أ: عمر.
(2) أسد الغابة ت (3836) ، الاستيعاب ت (1903) ، المغازي للواقدي 343، المحبر لابن حبيب 84، تاريخ اليعقوبي 2/ 201، أنساب الأشراف 3/ 283، المعارف 125، طبقات خليفة 20، تاريخ خليفة 200، التاريخ لابن معين 2/ 430، التاريخ الصغير 83، التاريخ الكبير 6/ 139، تاريخ الثقات للعجلي 358، مقدمة مسند بقي بن مخلد 95، المعرفة والتاريخ 1/ 271، تاريخ أبي زرعة 1/ 525، تاريخ الطبري 3/ 164، الجرح والتعديل 6/ 117، الثقات لابن حبان 3/ 263 مشاهير علماء الأمصار رقم 124، رجال صحيح البخاري 2/ 507، رجال صحيح مسلم 2/ 32، جمهرة أنساب العرب 88، الأسامي والكنى للحاكم 120، تاريخ بغداد 1/ 194، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 339، تاريخ دمشق 13/ 116، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 16، تهذيب الكمال 2/ 1011، تحفة الأشراف 7/ 128، الكامل في التاريخ 3/ 240، الكاشف 2/ 271، سير أعلام النبلاء 3/ 406، العقد الثمين 6/ 307، تهذيب التهذيب 7/ 455، تقريب التهذيب 2/ 56، خلاصة تذهيب التهذيب 240، العلل لأحمد 909، تاريخ الإسلام 3/ 159.(4/487)
5757- عمر بن عكرمة:
بن أبي جهل المخزومي «1» .
أسلم مع أبيه، وقيل اسمه عمرو. قال سيف في الفتوح بسنده: أتى خالد بعد ما افتتحوا اليرموك بعكرمة جريحا، فوضع رأسه على فخذه، وبعمر بن عكرمة، فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح وجهه.... فذكر القصة. وذكره الطبري، فقال: عمرو بن عكرمة.
5758- عمر بن عمرو الليثي» :
وقيل عبيد بن عمرو.
وقال أبو نعيم الكوفيّ، عن قرة بن خالد، عن سهل بن علي النميري، قال: لما كان يوم الفتح كان عند عمر بن عمرو الليثي خمس نسوة، فأمره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يطلّق إحداهن.
ورواه عبد الوهّاب بن عطاء، عن قرة، فقال: عبيد بن عمرو، وزاد: فطلق دجاجة بنت أسماء بن الصلت، فخلف عليها عامر بن كريز، فولدت له عبد اللَّه.
أخرجه ابن مندة، ورواه أبو نعيم، من طريق بشر بن المفضل، عن قرة، حدثني سهل النميري، حدثني بعض آل عمير، قال: لما كان يوم الفتح ... فذكره، وقال فيه: فطلق دجاجة بنت أسماء بن الصّلت.
5759- عمر بن عمير بن عديّ:
بن نابي الأنصاري، ابن عم ثعلبة بن غنم «3» ابن عديّ الأنصاري.
قال أبو عمر: شهد المشاهد.
5760 ز- عمر بن عمير:
غير منسوب.
ذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، قال: قلت لجابر: أسمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن» ، قال: لا، حدثني عمر بن عمير.
قلت: والمحفوظ في هذا أن أبا الزبير سأل عبيد بن عمير، وهو الليثي التابعي المشهور.
5761- عمر بن عوف النّخعي «4» :
__________
(1) أسد الغابة ت (3839) .
(2) أسد الغابة ت (3840) .
(3) أسد الغابة ت (3841) ، الاستيعاب ت (1904) .
(4) الثقات 3/ 264، تجريد أسماء الصحابة 1/ 398، أسد الغابة ت (3842) ، الاستيعاب ت (1905) .(4/488)
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن السكن: معدود في الشاميين، يقال له صحبة.
وذكره البخاريّ في الصحابة، وروى من طريق شريح بن عبيد، عن مالك بن عامر، عن عبد اللَّه بن السعدي- رفعه: «لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل» «1» .
فقال معاوية، وعمر بن عوف، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص- إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «الهجرة خصلتان ... »
الحديث، في إسناده إسماعيل بن عيّاش.
ورواه ابن مندة، من طريق أخرى إلى إسماعيل، قال: ويقال عمرو بن عوف- بفتح العين.
وأخرجه أبو نعيم من طريقين عن إسماعيل، ليس فيه ذكر عمرو بن عوف.
5762- عمر بن لاحق «2» :
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد القدوس بن حبيب، عن الحسن، عن عمر بن لاحق صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا وضوء على من مسّ فرجه» .
5763- عمر بن مالك «3» :
ذكره الطّبرانيّ في الصحابة.
وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة- أنه سمع عمر بن مالك- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «آمركم بثلاث وأنهاكم عن ثلاث ... » «4» الحديث.
5764- عمر بن مالك بن عتبة:
بن وهب بن عبد مناف «5» بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، ابن عم والد سعد بن أبي وقاص.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 192 عن ابن السعدي وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 253 عن ابن السعدي- الحديث قال الهيثمي رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير من غير ذكر ابن السعدي والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن السعدي فقط ورجال أحمد ثقات لا تنقطع والهجرة ما قاتل العدو 4/ 79 أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 253 عن ابن سعدي ... وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير ورجال أحمد ثقات.
(2) أسد الغابة ت (3844) .
(3) التاريخ الكبير 194، تجريد أسماء الصحابة 1/ 398.
(4) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 220 عن عمر بن مالك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم آمركم بثلاث ... الحديث رواه الطبراني عن شيخ بكر بن سهل قال الذهبي مقارب الحال وضعفه النسائي وبقية رجاله حديثهم حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 449 وعزاه لأبي نعيم في الحلية كما أورده أيضا حديث رقم 1023 وعزاه إلى الطبراني في الكبير.
(5) أسد الغابة ت (3845) .(4/489)
وكان من مسلمة الفتح، ذكره سيف، والطبري في الفتوح، وأنه كان مع سعد فأرسله عمر بن الخطاب لمحاصرة هيت وغيرها، وأوفده عمر مددا لأبي عبيدة بالشام سنة خمس عشرة.
وقال ابن عساكر: شهد فتح دمشق والجزيرة.
5765 ز- عمر بن معاوية الغاضري:
لعله أخو عبد اللَّه «1» .
روى ابن مندة، من طريق نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، قال: قال عمر بن معاوية الغاضري، من غاضرة قيس: كنت ملزقا ركبتي بفخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاءه رجل، فقال: كيف ترى يا نبيّ اللَّه في رجل ليس له مال يرى الناس يتصدقون ولا يستطيع ذلك؟ قال: «يقول الخير ويدع الشّرّ» .
5766- عمر بن وهب الثقفي:
يأتي في عمرو بن وهب.
5767 ز- عمر بن يزيد الكعبي:
كعب خزاعة «2» .
روى ابن مندة، من طريق هارون بن مسلم بن سعدان، عن أبيه عن جده عنه، قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فحفظت من كلامه: «أسلم سلّمهم اللَّه من كلّ آفة إلّا الموت ... » الحديث.
5768- عمر الأسلمي «3» :
روى الطّبرانيّ والباورديّ وبقيّ بن مخلد، والطّبريّ، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن يزيد بن نعيم- أنّ رجلا من أسلم يقال له عمر اتّبع رجلا من أسلم يقال له عبيد بن عويم، فوقع عمر على وليدته زنا، فحملت، فولدت غلاما يقال له حمام، وذلك في الجاهلية، وأنّ عمر المذكور أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فكلّمه في ولده، فقال: «سله ما استطعت» .
فانطلق فأخذه، فجاء عبيد بن عويم، فأعطى مكانه غلاما اسمه رافع، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أيما رجل ادّعى ابنه فأخذه ففكاكه رقبة يفكّه بها» .
مداره عندهم على سفيان بن وكيع عن أبيه، وسفيان ضعيف، ورواه محمد بن عثمان ابن أبي شيبة عن عمه القاسم عن وكيع، فقال فيه: عن يزيد بن نعيم، عن رجل من جهينة يقال له عمر، أسلم فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعه يقول ... فذكر الحديث الأخير.
__________
(1) أسد الغابة ت (3848) .
(2) أسد الغابة ت (3849) ، الاستيعاب ت (1906) .
(3) أسد الغابة ت (3827) .(4/490)
5769 ز- عمر الجمعيّ «1» :
ذكره أحمد في المسند، وتبعه جماعة، وذكره ابن ماكولا في الإكمال، وجزم بأنّ له صحبة، ومدار حديثه عن أحمد، ومطيّن، وابن أبي عاصم، والبغوي، وابن السكن، والطبراني، على بقية عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير- أن عمر الجمعيّ حدثهم أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا استعمله قبل موته ... »
الحديث.
قال ابن السّكن: يقال اسمه عمرو بن الحمق. وقال البغوي: يقال إنه وهم من بقية.
وبذلك جزم أبو زرعة الدمشقيّ، وقد رواه ابن حبان في صحيحه، من طريق عبد الرحمن بن بجير بن بقية، عن أبيه: فقال: عن عمرو بن الحمق، وكذلك رواه الطبراني من طريق زيد بن واقد، عن جبير بن نفير، وإنما لم أجزم بأنه غلط لمقام الاحتمال.
5770- عمر الخثعميّ «2» :
ذكره وثيمة، كذا في التجريد.
5771 ز- عمر اليماني:
ترجم له ابن قانع، وأخرج من طريق حسن بن واقد، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن عمر اليماني، قال: كنت رجلا من أهل اليمن، وكنت حليفا لقريش، فأرسلني أبو سفيان طليعة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعجبني الإسلام، فأسلمت.
واستدركه أبو عليّ الغسّاني، وابن الدّبّاغ، وابن فتحون، وابن الأمين، وابن الأثير.
وظنّ بعضهم أنه عمرو الثّمالي الآتي في آخر من اسمه عمرو، بفتح العين، لكونه الراويّ عنه شهر بن حوشب، وكنت توهمت ذلك، ثم رجعت، فإن السند مختلف، وكذلك المتن. واللَّه أعلم.
ذكر من اسمه عمرو، بفتح العين وسكون الميم
5772- عمرو بن أبي أثاثة:
بن عبد العزّى العدوي «3» .
قال أبو عمر: ذكره الزبير بن بكار فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، ومات بها وهو أوّل من ورث في الإسلام.
__________
(1) أسد الغابة ت (3828) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 397.
(2) الثقات 3/ 265،
(3) أسد الغابة ت (3851) ، الاستيعاب ت (1907) .(4/491)
قلت: وقد ذكروا مثل ذلك في عديّ بن أبي أثاثة. وقد تقدم ذكر عروة بن أبي أثاثة.
5773- عمرو بن الأحوص الجشمي «1» :
نسبه ابن عبد البرّ، فقال: ابن جعفر بن كلاب. وهو من بني جشم بن سعد. له حديث في السنن الأربعة من رواية ابنه سليمان عنه أنه شهد حجة الوداع. وقد شهد اليرموك في زمن عمر. له ذكر.
5774- عمرو بن أحيحة «2» :
بمهملتين مصغرا، ابن الجلاح، بضم الجيم وآخر مهملة الأنصاري الأوسي.
قال أبو عمر: ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى أيضا عن خزيمة بن ثابت.
وروى عنه عبد اللَّه بن عليّ بن السّائب، قال أبو عمر: هذا لا أدري ما هو، لأنّ أحيحة بن الجلاح تزوّج سلمى بنت زيد من بني عديّ بن النجار والدة عبد المطلب بعد موت هاشم، فولدت له عمرا، فهو أخو عبد المطلب لأمه.
هذا قول أهل النسب والأخبار، وإليهم المرجع في ذلك، قال: ومن المحال أن يروي عن خزيمة بن ثابت من كان في هذا السنّ. وعساه أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة سمّي باسمه.
قلت: ويحتمل ألّا يكون بينه وبين أحيحة بن الجلاح الّذي تزوّج سلمى نسب، بل وافق اسمه واسم أبيه اسمه، واشتركا في التسمية بعمرو.
وليت شعري ما المانع من ذلك مع كثرة ما وقع منه؟.
وحديث عمرو هذا عن خزيمة في سنن النسائي، وهو مضطرب.
__________
(1) أسد الغابة ت (3852) ، الاستيعاب ت (1908) ، تهذيب التهذيب 8/ 2، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، الثقات 3/ 278، تقريب التهذيب 2/ 65، الكاشف 323، خلاصة تذهيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 6/ 305، تهذيب الكمال 2/ 1056، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، بقي بن مخلد 491.
(2) أسد الغابة ت (3853) ، الاستيعاب ت (1909) ، تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 3، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، الكاشف 2/ 323، خلاصة تذهيب 2/ 280، الاستبصار 312، 315، الجرح والتعديل 6/ 220، تهذيب الكمال 2/ 1026، الطبقات الكبرى 1/ 79، التحفة اللطيفة 3/ 29، تراجم الأحبار 2/ 593 الجرح والتعديل 6/ 1218، دائرة معارف الأعلمي 23/ 53.(4/492)
وأما روايته عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فلم أقف عليها.
وقد ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له شعرا في الحسن بن علي لما خطب عند صلحه مع معاوية، وإذا كان كذلك فهو صحابي، لأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حين مات لم يبق من الأنصار إلا من يظهر الإسلام. وقد وقع في رجال المتن ما قدمت ذكره في حرف الألف في أحيحة.
5775- عمرو بن أخطب «1» :
بن رفاعة الأنصاري الخزرجي، أبو زيد، مشهور بكنيته. وسيأتي نسبه في الكنى.
غزا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة مرة، ومسح رأسه، وقال: اللَّهمّ جمّله،
ونزل البصرة.
روى عنه ابنه بشير، وآخرون.
وحديثه في صحيح مسلم، والسنن، وهو ممن جاوز المائة.
5776- عمرو بن أراكة «2» :
أو ابن أبي أراكة.
ذكره البخاريّ في الصحابة، وقال: سكن البصرة.
وقال ابن السكن: روى عنه حديث واحد، ولم يثبت، ثم أخرج من طريق أبان بن عثمان، عن الحسن- أنّ عمرو بن أراكة صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا مع زياد بن أبي سفيان على سريره، فأتي بشاهد فتتعتع في شهادته، فقال له زياد: واللَّه لأقطعنّ لسانك. فقال عمرو بن أراكة: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ينهى عن المثلة.
قال ابن السّكن: المشهور في هذا: عن الحسن، عن عمران بن حصين.
قلت: وفي إسناد ابن السكن ابن لهيعة، وحاله مشهور.
5777 ز- عمرو بن الأزرق:
__________
(1) أسد الغابة ت (3854) ، الاستيعاب ت (1910) ، الرياض المستطابة 237، الثقات 3/ 275، تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 4، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، الكاشف 323، خلاصة تذهيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 6/ 309، سير أعلام النبلاء 3/ 173، تهذيب الكمال 2/ 1026، الإكمال 6/ 266، الطبقات 104، 187، در السحابة 862، الجمع بين رجال الصحيحين 1416، تراجم الأحبار 2/ 578، المعرفة والتاريخ 1/ 331، بقي بن مخلد 326 دائرة معارف الأعلمي 23/ 53، تنقيح المقال 2/ 8667، طبقات ابن سعد 7/ 28، تاريخ الطبري 3/ 180، تحفة الأشراف 8/ 133 تاريخ الإسلام 1/ 338.
(2) أسد الغابة ت (3855) ، الاستيعاب ت (1911) ، طبقات وفقهاء اليمن 49، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تاريخ من دفن بالعراق 339.(4/493)
تقدم ذكره في ترجمة الأزرق. قال البلاذري: قاتل عمرو يوم أحد وأسر.
5778 ز- عمرو بن الأسود «1» :
يأتي حديثه مقرونا في كثير من الروايات بأبي أمامة: منها
ما رواه ابن أبي عاصم من طريق الحارث بن الحارث، عن عمرو بن الأسود، وأبي أمامة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم.
وقد فرّق ابن أبي عاصم، وسعيد بن يعقوب- بين هذا وبين عمرو بن الأسود العنسيّ الآتي في المخضرمين.
5779- عمرو بن أقيش:
يأتي في عمرو بن ثابت.
5780- عمرو بن أم مكتوم القرشي «2» :
ويقال اسمه عبد اللَّه. وعمرو أكثر، وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم.
ومنهم من قال عمرو بن زائدة، لم يذكر قيسا، ومنهم من قال قيس بدل زائدة.
وقال ابن حبّان: من قال ابن زائدة نسبه لجده، ويقال: كان اسمه الحصين فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، حكاه ابن حبان.
وقال ابن سعد: أهل المدينة يقولون اسمه عبد اللَّه، وأهل العراق يقولون اسمه عمرو، قال: واتفقوا على نسبه، وأنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم. وفي هذا الاتفاق نظر، فقد تقدم ما يخالفه كما ترى، وتقدم ما يخالفه أيضا.
قلت: نسبه كذلك ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، وحكي في اسمه أيضا عبد اللَّه بن عمرو.
قال: وقيل عمرو بن قيس بن شريح بن مالك. وقال الثعلبي في تفسيره: اسمه عبد اللَّه ابن شريح بن مالك بن ربيعة بن قيس بن زائدة، واسم الأصم جندب بن هدم بن رواحة بن
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 4، تجريد أسماء الصحابة 1/ 400، الكاشف 324، التاريخ الصغير 1/ 111، 122، 123، تهذيب التهذيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 1/ 315، طبقات الحفاظ 299، صفة الصفوة 4/ 201، الأعلام 5/ 73، تهذيب الكمال 2/ 1026، البداية والنهاية 8/ 33، الطبقات الكبرى 6/ 70، 47، الطبقات 280، أسد الغابة ت (3859) .
(2) المنمق 509، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 791، تاريخ الإسلام 3/ 54، التاريخ الصغير 1/ 26، تجريد أسماء الصحابة 1/ 416، العبر 1/ 19، المعرفة والتاريخ 3/ 324، المحدث الفاصل 182، الأعلام 5/ 83، شذرات الذهب 1/ 28، الطبقات الكبرى 2/ 27، 3/ 234، 4/ 205، 367، عنوان النجابة 139، خلاصة تذهيب 2/ 296، تهذيب التهذيب 8/ 92.(4/494)
حمير بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد اللَّه بن عنكثة، بمهملة ونون ساكنة وبعد الكاف مثلثة، ابن عائذ بن مخزوم، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين، فإنّ أم خديجة أخت قيس بن زائدة، واسمها فاطمة. أسلم قديما بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقيل: بل بعده، بعد وقعة بدر بيسير، قاله الواقديّ.
والأول أصحّ، فقد روي من طريق أبي إسحاق عن البراء، قال: أول من أتانا مهاجرا مصعب بن عمير، ثم قدم ابن أم مكتوم، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يستخلفه على المدينة في عامّة غزواته يصلّي بالناس.
وقال الزّبير بن بكّار: خرج إلى القادسية، فشهد القتال، واستشهد هناك، وكان معه اللواء حينئذ. وقيل: بل رجع إلى المدينة بعد القادسية فمات بها، ذكره البغوي.
وقال الواقديّ: بل شهدها، ورجع إلى المدينة فمات بها، ولم يسمع له بذكر بعد عمر ابن الخطاب.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وحديثه في كتب السنن.
روى عنه عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو رزين الأسدي، وآخرون.
وقال ابن عبد البرّ: روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استحلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة: في الأبواء، وبواط، وذي العشيرة، وغزوته في طلب كرز ابن جابر، وغزوة السّويق، وغطفان. وفي غزوة أحد، وحمراء الأسد، ونجران. وذات الرّقاع، وفي خروجه في حجة الوداع، وفي خروجه إلى بدر، ثم استخلف أبا لبابة لما رده من الطريق، قال: وأما رواية قتادة عن أنس: أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استخلف ابن أم مكتوم فلم يبلغه ما بلغ غيره. انتهى.
وهو المذكور في سورة: عَبَسَ وَتَوَلَّى [عبس: 1] ، ونزلت فيه: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ [النساء: 95] لما نزلت: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ ... [النساء: 95] أخرجه البخاري.
وفي «السّنن» من طريق عاصم بن أبي رزين، عن ابن أم مكتوم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، رجل ضرير ... الحديث في تأكيد الصلاة في الجماعة. واللَّه أعلم
.(4/495)
5781- عمرو بن أمية
بن خويلد «1» بن عبد اللَّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة الضمريّ، أبو أمية.
صحابيّ مشهور، له أحاديث.
روى عنه أولاده: جعفر، وعبد اللَّه، والفضل، وغيرهم.
قال ابن سعد: أسلم حين انصرف المشركون من أحد، وكان شجاعا، وكان أول مشاهده بئر معونة، فأسره عامر بن الطفيل، وجزّ ناصيته، وأطلقه، وبعثه النبيّ، صلى اللَّه عليه وسلّم إلى النجاشي في زواج أم حبيبة، وإلى مكة، فحمل خبيبا من خشبته، وله ذكر في عدة مواطن، وكان من رجال العرب جزأة ونجدة، وعاش إلى خلافة معاوية، فمات بالمدينة.
وقال أبو نعيم: مات قبل الستين.
5782- عمرو بن أمية
بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي «2» .
ذكره الواقديّ، والطّبريّ، وغيرهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، ومات بها.
وقال الطّبريّ في الذيل: كان قديم الإسلام.
5783 ز- عمرو بن أمية:
بن وهب بن معتب بن مالك الثقفي، أبو أمية.
له ذكر في مغازي ابن إسحاق لما أسلمت ثقيف، وأنه بنى مصلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالطائف حيث كان يحاصرها- مسجدا.
وقد اختلف في اسمه، ففي مختصر السيرة هكذا، وعند الأموي في المغازي عن ابن إسحاق أبو أمية بن عمرو بن وهب، وعند الواقدي أمية بن عمرو بن وهب. فاللَّه أعلم.
5784- عمرو بن أمية الدّوسي «3» :
ذكره المستغفريّ، وروى من طريق البكائي، عن ابن إسحاق، عن الزهري، قال: قال
__________
(1) الكاشف 2/ 324، الثقات 3/ 272، الرياض المستطابة 214، التحفة اللطيفة 3/ 291، تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 6، عنوان النجابة 137، المنمق 302، الأعلام 5/ 73، الطبقات 1/ 31، تاريخ الثقات 362، الجمع بين رجال الصحيحن/ 138، بقي بن مخلد 128، 336، 127، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ 6/ 30، المعرفة والتاريخ 1/ 325، البداية والنهاية 2/ 328، 8/ 46، والفهارس- سير أعلام النبلاء 3/ 179، التمهيد 10/ 342، الطبقات الكبرى 1/ انظر الفهارس، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 280، الاستبصار 78، التعديل والتجريح 1085، أسد الغابة ت (3862) ، الاستيعاب ت (1913) .
(2) أسد الغابة ت (3861) .
(3) أسد الغابة ت (3863) .(4/496)
عمرو بن أمية الدوسيّ: دخلت المسجد الحرام، فلقيني رجال من قريش، فقالوا: إياك أن تلقى محمدا أو تسمع مقالته فيخدعك ... فذكر الحديث في إسلامه.
5785 ز- عمرو بن أنس الأنصاري:
من بني عوف بن الخزرج «1» .
ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكره في البدريين الذين شهدوا صفّين. والإسناد ضعيف.
5786- عمرو بن الأهتم:
بن سمّي بن خالد بن «2» منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري، أبو نعيم. ويقال أبو ربعي. واسم أبيه الأهتم سنان.
تقدم له ذكر في ترجمة الزّبرقان بن بدر، وكان عمرو خطيبا جميلا، بليغا شاعرا، شريفا في قومه، قيل هو القائل:
ألم تر ما بيني وبين بني عامر ... من الودّ قد بالت عليه الثّعالب
فأصبح ما في الودّ بيني وبينه ... كأن لم يكن ذا الدّهر فيه عجائب
إذا المرء لم يجببك إلّا تكرّها ... بدا لك من أخلاقه ما يغالب
[الطويل] الأبيات:
والأصح أنها لأبي الأسود الدؤلي.
ومن شعر عمرو بن الأهتم:
ذريني فإنّ البخل يا أمّ مالك ... لصالح أخلاق الرّجال سروق
لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكنّ أخلاق الرّجال تضيق «3»
[الطويل] وكان يقال لشعره: الحلل المنشّرة، وهو القائل يخاطب الزبرقان:
ظللت مفترش الهلباء تشتمني ... عند النّبيّ فلم تصدق ولم تصب
إن تبغضونا فإنّ الرّوم أصلكم ... والرّوم لا تملك البغضاء للعرب «4»
[البسيط]
__________
(1) في أ: من الخزرج.
(2) أسد الغابة ت (3868) ، الاستيعاب ت (1914) .
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (3868) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1914) .
(4) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (3868) ، والأغاني 4/ 9، والبيت الأول في سيرة ابن هشام 1/ 567 والاستيعاب ترجمة رقم (1914) .(4/497)
قال ابن فتحون: أراد بالهلباء ابنته، فإنّها لكثيرة الشعر. وأنشدها ابن عبد البر:
مفترش العلياء- بالعين المهملة والتحتانية بعد اللام- فنسب إلى تصحيفه.
وهو عمّ شيبة بن سعد بن الأهتم، والمؤمل بن خاقان بن الأهتم، وعن خالد بن صفوان بن عبد اللَّه بن الأهتم، وكلّهم من البلغاء المشهورين.
5787- عمرو بن أوس
بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم «1» بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
وهو أخو الحارث، تقدم ذكر أخيه. قال أبو عمر: شهد أحدا والخندق وما بعدهما.
وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا.
5788- عمرو بن أويس:
ويقال ابن أبي أويس بن سعد بن أبي سرح العامري «2» .
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد في اليمامة. وذكره عمر بن شبة أيضا، وهو ابن أخي عبد اللَّه بن سعد.
5789- عمرو بن إياس
بن زيد بن جشم الأنصاري «3» ، حليف لهم من أهل اليمن.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا.
وقال ابن هشام: يقال إنه أخو الربيع بن إياس.
5790- عمرو بن إياس الأنصاري «4» :
من بني سالم بن عوف بن الخزرج.
استشهد يوم أحد ذكره أبو عمر.
5791- عمرو بن أيفع:
بن كريب بن سالم بن ناعط الهمدانيّ «5» ذكر الطّبريّ أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأخوه مالك.
5792- عمرو بن بجاد الأشعري» :
أبو أنس.
__________
(1) أسد الغابة ت (3866) ، الاستيعاب ت (1915) .
(2) أسد الغابة ت (3867) ، الاستيعاب ت (1916) .
(3) أسد الغابة ت (3870) ، الاستيعاب ت (1917) .
(4) أسد الغابة ت (3869) ، الاستيعاب ت (1918) .
(5) أسد الغابة ت (3871) .
(6) أسد الغابة ت (3872) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 401.(4/498)
روى ابن مردويه في تفسيره من طريق خديجة بنت عمران بن أبي أنس، واسمه عمرو بن بجاد الأشعري، قال: قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «السّحاب العنان، والرّعد ملك يزجر السّحاب، والبرق طرف [سوط] ملك» .
في إسناده الكديميّ. وهو ضعيف، وفيه من لا يعرف أيضا.
5793 ز- عمرو بن بديل
بن ورقاء الخزاعي.
قال الطّبرانيّ: له صحبة، وهو أحد من جاء مصر في أثر عثمان «1» . واستدركه ابن فتحون.
5794 ز- عمرو بن بعكك:
يقال: هو اسم أبي السنابل. سماه الطبراني.
5795 ز- عمرو بن بكر «2» :
قيل هو اسم أبي الجعد الضمريّ، يأتي في الكنى.
5796- عمرو بن بلال «3» :
في الّذي بعده.
5797- عمرو بن بليل:
بن بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري، أبو ليلى.
مشهور «4» بكنيته.
شهد أحدا، وله رواية.
روى عنه عبد الرّحمن بن أبي ليلى.
ذكره البغويّ، والباورديّ، والطّبريّ، وابن السّكن، وغيرهم في الصحابة.
وترجم له البخاريّ، فقال: عمرو بن بلال روى عنه ابن أبي ليلى. يعدّ في الكوفيين، وكذا قال ابن أبي حاتم، لكنه قال: عمرو بن بليل.
5798- عمرو بن بيبا «5» :
بكسر الموحدة وفتح التحتانية بعدها موحدة ثانية. ضبطه ابن مفرج، وابن فطيس، وابن فتحون، والصّريفيني.
__________
(1) في أ: في أمر عثمان.
(2) أسد الغابة ت (3876) .
(3) أسد الغابة ت (3877) ، الاستيعاب ت (1919) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 401، التاريخ الكبير 6/ 311.
(4) في أ: شهر بكنيته.
(5) أسد الغابة ت (3878) .(4/499)
وأخرج حديثه ابن السّكن، والباورديّ، والمستغفريّ، من طريق معروف بن طريف، عن علقمة بن تميم، عن صالح بن عمرو بن بيبا، عن أبيه، قال: أتينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بتبوك، فقال: «إنّ تمام إسلامكم زكاة أموالكم» . فقلت: يا رسول اللَّه، إن لي ثلاث بنات لا يقوم بهنّ سوائي. فقال: «أليس على أبي ثلاث بنات غزو ولا تضييف؟» إسناده غريب «1» .
5799- عمرو بن تغلب «2» :
بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام، النّمري، بفتحتين. ويقال العبديّ.
صحابي معروف، نزل البصرة.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث منها أنه أثنى على عمرو بن تغلب في إسلامه، وذلك في صحيح البخاري وغيره، ولم يذكر الأكثرون له راويا غير الحسن البصري.
وذكر ابن أبي حاتم أنّ الحكم بن الأعرج روى عنه أيضا. عاش إلى خلافة معاوية.
5800- عمرو بن تيم البياضي «3» :
ذكره العدويّ في النّسب، عن القدّاح- أنه شهد أحدا وما بعدها.
قال العدويّ: ولم أر من تابع القداح. واستدركه ابن الدباغ وغيره. واللَّه أعلم.
5801- عمرو بن ثابت «4» :
بن وقيش، ويقال: أقيش، بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري.
وقد ينسب إلى جده فيقال عمرو بن أقيش. وأمّه بنت اليمان أخت حذيفة. وكان يلقب أصيرم واستشهد بأحد.
وقال محمّد بن إسحاق: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ،
__________
(1) في أ: إسناده غريب ضعيف.
(2) أسد الغابة ت (3879) ، الاستيعاب ت (1920) ، الثقات 3/ 269 تقريب التهذيب 2/ 66، الإكمال 1/ 507، تهذيب التهذيب 8/ 8، تجريد أسماء الصحابة 1/ 402، 403، الكاشف 325، التعديل والتجريح 1086، خلاصة تذهيب 2/ 281، التاريخ الكبير 6/ 304، تهذيب الكمال 2/ 1027، الحلية 2/ 11، الطبقات الكبرى 7/ 157، علوم الحديث لابن الصلاح 288، البداية والنهاية 4/ 361، بقي بن مخلد 502، علل الحديث للمديني 68، در السحابة 802، تصحيفات المحدثين 981، المعرفة والتاريخ 1/ 330 رجال الصحيحين 1409، الطبقات 63.
(3) أسد الغابة ت (3880) .
(4) أسد الغابة ت (3881) ، الاستيعاب ت (1921) ، معجم الثقات 313، البداية والنهاية 4/ 37، تنقيح المقال 8665.(4/500)
عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي هريرة- أنه كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصلّ صلاة قط، فإذا لم يعرفه الناس يسألونه «1» من هو؟ فيقول: هو أصيرم بني عبد الأشهل: عمرو بن ثابت بن أقيش، قال الحصين: فقلت لمحمود- يعني ابن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم أحد وخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بدا له الإسلام فأسلم، ثم أخذ سيفه حتى أتى القوم، فدخل في عرض الناس، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فبينما رجال من عبد الأشهل «2» يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: إنّ هذا الأصيرم، فما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر، فسألوه ما جاء به؟ فقالوا له: ما جاء بك يا عمرو؟ أحدبا على قومك أم رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، فآمنت باللَّه ورسوله، فأسلمت، وأخذت سيفي، وقاتلت مع رسول اللَّه حتى أصابني ما أصابني، ثم لم يلبث أن مات في أيديهم. فذكره لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إنّه لمن أهل الجنّة» .
هذا إسناد حسن رواه جماعة من طريق ابن إسحاق.
وقد وقع من وجه آخر عن أبي هريرة سبب مناضلته عن الإسلام، فروى أبو داود من وجه آخر والحاكم وغيرهما، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء في يوم أحد فقال: أي بنو عمي؟ قالوا: بأحد. قال: بأحد؟ «3» فلبس لأمته، وركب فرسه، ثم توجّه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنّا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل قتالا حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحا، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخيه سلمة، حمية لقومه أو غضبا للَّه ورسوله؟ قال: بل غضبا للَّه ورسوله. فمات فدخل الجنة، وما صلّى للَّه صلاة.
هذا إسناد حسن، ويجمع بينه وبين الّذي قبله بأنّ الذين قالوا أوّلا إليك عنّا قوم من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل، وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوه إلى بعض أهله. وقد تعيّن في الرواية الثانية من سأله عن سبب قتاله.
ووقع لابن مندة في ترجمته وهمان: أحدهما أنه قال عمرو بن ثابت بن وقش «4» بن أصيرم بن عبد الأشهل فصحّف فيه، وإنما هو أصيرم بن عبد الأشهل. والوهم الثاني أنه فرّق
__________
(1) في أ: فاسألوه.
(2) في أ: رجال بني عبد الأشهل.
(3) في أ: قال ابن فلان، قالوا بأحد؟.
(4) في أ: وقيش.(4/501)
بينه وبين عمرو بن أقيش، وهما واحد، لما بيّناه. واللَّه أعلم.
وفي البخاريّ من طريق إسرائيل، عن ابن إسحاق «1» ، عن البراء: أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجل مقنّع بالحديد، فقال: يا رسول اللَّه، أقاتل أو أسلم؟ قال: «أسلم، ثمّ قاتل» ، فأسلم، ثم قاتل فقتل، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «عمل قليلا وأجر كثيرا» «2» .
وأخرجه مسلم من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق بلفظ: جاء رجل من بني النّبيت- قبيل من الأنصار، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا عبده ورسوله، ثم قاتل حتى قتل ... فذكره.
وأخرجه النّسائيّ، من طريق زهير، عن أبي إسحاق نحو رواية إسرائيل- رفعه.
ولفظه: «لو أنّي حملت على القوم فقاتلت حتّى أقتل أكان خيرا لي ولم أصل صلاة؟» . قال:
«نعم» .
5802- عمرو بن ثعلبة بن وهب
بن عديّ بن عامر «3» بن غنم بن عديّ بن النجار بن حكيم الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقيل كنيته أبو حكيمة «4» .
5803 ز- عمرو بن ثعلبة «5»
الجهنيّ، ثم الزهري.
قال ابن السّكن: له صحبة. وروى البغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق الوضّاح بن سلمة الجهنيّ، عن أبيه، عنه، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالسّيالة «6» ، فأسلمت فمسح على وجهي، فمات عمرو بن ثعلبة عن مائة سنة، وما شابت منه شعرة.
وقال ابن مندة: لا يعرف إلا من هذا الوجه.
__________
(1) في أ: عن أبي إسحاق.
(2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 24، وأحمد في المسند 4/ 357 والطبراني في الكبير 2/ 363، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10592، 10641.
(3) أسد الغابة ت (3885) ، الاستيعاب ت (1924) .
(4) في أ: حليمة.
(5) أسد الغابة ت (3883) ، الاستيعاب ت (1923) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، 204، الثقات ج 3/ 272، الأعلام 5/ 75، الطبقات الكبرى 8/ 424.
(6) في أ: بالسباية. السّيالة: بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد اللام هاء أرض يطؤها طريق الحاج قيل: هي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة، انظر: مراصد الاطلاع 2/ 763.(4/502)
قلت: وفي إسناده من لا يعرف. وقد خلطه ابن مندة بالذي قبله فوهم.
5804- عمرو بن ثعلبة السهميّ:
ذكره في ترجمة الحارث بن عمرو بن ثعلبة.
5805 ز- عمرو بن جابر الطائي:
هو والد رافع بن عمرو.
وقال تمّام «1» الرّازيّ في فوائده: إن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد ابن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن رافع بن عمرو الطائي مات سنة خمس وثلاثمائة، وزعم أنّ له مائة وعشرين سنة.
حدثني عمّ أبي السلم بن يحيى، عن أبيه، حدثني أبي عبد الحميد، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن جده. وحدثني أبي رافع بن عمرو، عن أبيه عمرو الطائي، أنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأجلسه معه على البساط، فأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا.
هذا إسناد غريب لا يعرف أحد من رجاله.
5806- عمرو بن جابر الجنّي «2» :
أحد من وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من الجنّ.
روى عبد اللَّه بن أحمد في «زوائد المسند» ، والباورديّ، والحاكم، والطّبرانيّ، وابن مردويه في التفسير، من طريق مسلم بن قتيبة، حدثنا عمرو بن نبهان، حدثنا سلام أبو عيسى، حدثنا صفوان بن المعطّل، قال: خرجنا حجّاجا، فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب، فلم تلبث أن ماتت، فأخرج رجل منا خرقة من عيبة له فكفنها وحفر لها ودفنها، فإنّا بالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص، فقال: أيكم صاحب عمرو بن جابر؟ قلنا: ما نعرفه. قال: إنه الجان الّذي دفنتم، فجزاكم اللَّه خيرا، أما إنه كان آخر التسعة الذين أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يستمعون القرآن- موتا.
وروى الحكيم التّرمذيّ في نوادره، من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن ثابت بن قطبة الثقفي، قال: جاء رجل إلى عبد اللَّه بن مسعود، فقال: إنا كنا في سفر فمررنا بحية مقتولة في دمها، فواريناها، فلما نزلنا أتانا نسوة أو أناس، فقال: أيكم صاحب عمرو؟
قلنا: من عمرو؟ قال: الحية التي دفنتم، أما إنه من النفر الذين استمعوا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم القرآن. قلنا: ما شأنه؟ قال: كان حيان من الجن مسلمين ومشركين فاقتتلوا فقتل.
قلت: وروى الباورديّ قصة أخرى لآخر اسمه عمرو أيضا، وهي مغايرة لهذه، فأخرج من طريق جبير بن الحكم حدثني عمي الربيع بن زياد، حدثني أبو الأشهب العطاردي، قال:
__________
(1) في أ: تميم.
(2) أسد الغابة ت (3887) .(4/503)
كنت قاعدا عند أبي رجاء العطاردي إذ أتاه قوم، فقالوا: إنا كنا عند الحسن البصري، فسألناه هل بقي من النفر الجن الذين كانوا استمعوا القرآن أحد؟ فقال: اذهبوا إلى أبي رجاء العطاردي، فإنه أقدم مني، فعسى أن يكون عنده علم. وأتيناك، فقال: إني خرجت حاجّا أنا ونفر من أصحابي، وكنت أنزل ناحية، فبينا أنا قائل إذا بجان أبيض، شديد البياض، يضطرب، فقدمت إليه ماء في قدح، فشرب وهو يضطرب حتى مات، فقمت إلى رداء لي جديد أبيض فشققت منه خرقة ثم غسلته ثم كفنته فيها، ثم دفنته فأعمقته، ثم ارتحلنا فسرنا إلى أن كان من الغد عند القائلة نزلنا، فبينا أنا في ناحية من أصحابي إذا أصوات كثيرة [ففزعت منها فنوديت] «1» لا تفزع، لا تفزع، فإنما نحن من الجن، أتيناك لنشرك فيما فعلت «2» بصاحبنا بالأمس، وهو آخر من بقي من النفر الذين كانوا يستمعون «3» القرآن من الجنّ، واسمه عمرو.
قلت: في الخبر الأول أن صاحب القصة صفوان، وفي هذه أنه أبو رجاء، ولم يسمّ في خبر ثابت بن قطبة، فيحتمل أن يفسر بأحدهما. وفيه إشكال، لأن ظاهرهما التغاير. وقد أثبت لكل منهما الآخرية، فيمكن أن يكون الأول مقيدا [بالسبعة، والثاني بمن] «4» استمع بناء على أنّ الاستماع كان من طائفتين مثلا.
وقد تقدم في حرف السين المهملة في سرّق أنّ عمر بن عبد العزيز دفنه، وأنه آخر من بايع، فتكون آخرية هذا مقيدة بالمبايعة، وإنما قيد به مع تأخر عمر بن عبد العزيز «5» عمن تقدم، لأنه سيأتي في عمرو بن طارق أنه وفد وأسلم، وصلّى خلف النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأن عثمان بن صالح لقيه فحدثه بذلك، وعثمان المذكور مات سنة تسع عشرة ومائتين، فإن كان الجنّي الّذي حدّثه بذلك صدق، فيحتمل الحديث رأس مائة سنة، والّذي في الصحيح الدال على أنّه رأس مائة من العام الّذي مات فيه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لا يبقى على وجه الأرض ممّن كان عليها حين المقالة المذكورة على الإنس بخلاف الجن. واللَّه أعلم.
5807- عمر بن جبلة: «6»
بن وائل بن قيس بن بكر الكلبي القضاعي «7» .
ذكره ابن الكلبيّ. وأبو عبيد فيمن وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واستدركه ابن الدباغ وغيره.
وهو جدّ سعيد بن الأبرش «8» بن الوليد بن عمرو حاجب هشام بن عبد الملك.
__________
(1) في أ: فزعت منها فنوديت منها.
(2) في أ: لما فعلت.
(3) في أ: استمعوا.
(4) في أ: بالتسعة والثاني لمن.
(5) في أ: عمرو.
(6) في أ: تأخر عصر عمر بن عبد العزيز.
(7) أسد الغابة ت (3888) .
(8) في أ: سعيد الأبرش.(4/504)
وقد مضت قصته في ترجمة عصام، وأخرجها أبو سعد النيسابورىّ في شرف المصطفى.
5808- عمرو بن جدعان «1» :
روى ابن مندة، من طريق أبي معشر، وأبي أمية بن يعلى جميعا، عن المقبري، عن أبي هريرة- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يا عمرو بن جدعان، إذا اشتريت ثوبا فاستجده» ...
الحديث.
وسيأتي في ذكر المهاجر بن قنفذ أنّ اسمه عمرو بن خلف بن عمير بن جدعان، فلعله هو.
5809- عمرو بن جراد «2» :
له حديث غريب رواه علي بن سعيد العسكري، من طريق الربيع بن بدر، عن أبيه، عن عمرو بن جراد، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوا سعدا فإنّها ستسعد» » .
5810- عمرو بن جعدة:
الأنصاري، ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال إنه مخضرم وأنشد له:
يا عمرو يا عمرو يا أمير الجعدب ... أصيب كعبا في العجاج الأكدر
5811- عمرو بن جندب «4» :
ذكره البغويّ، وقال: روى حديثه بقية، عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن أيهم، عن عمرو بن جندب- أنه قال لسعيد بن عمرو: أما سمعت أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «خاب عبد وخسر لم يجعل اللَّه في قلبه رحمة للنّاس» .
وروى الحسن بن سفيان، عن صفوان بن صالح: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا صفوان، عن أبي رواحة، عن عمرو بن جندب- أنه قال لسعيد بن عمرو: أما علمت ...
فذكر مثله.
وغلط ابن الأثير فذكر هذا الحديث في ترجمة عمرو بن حبيب بن عبد شمس، وقال
__________
(1) أسد الغابة ت (3889) .
(2) أسد الغابة ت (3890) ، تقريب التهذيب 2/ 66، تهذيب التهذيب 8/ 12، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، الكاشف 325، خلاصة تذهيب 2/ 281، تهذيب الكمال 2/ 1028.
(3) في أ: تسعد.
(4) أسد الغابة ت (3892) .(4/505)
في صدر الترجمة: عمرو بن جندب، وقيل ابن أبي جندب، وقيل ابن حبيب، فوهم.
وعمرو بن أبي جندب تابعي آخر يروي عن ابن مسعود. روى عنه علي بن الأرقم، وحديثه في شعب الإيمان للبيهقي في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ... [التوبة/ 73] الآية.
5812- عمرو بن جندب:
العنبري. يأتي في عمرو بن حبيب.
5813- عمرو بن جلاس
بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
ذكره الأمويّ في أهل بدر. وحكى ابن فتحون عن البغوي أنه ذكره فيمن لا يحفظ له حديث من الصحابة، ولم ينسبه.
5814- عمرو بن الجموح «1» :
بفتح الجيم وتخفيف الميم، ابن زيد بن حرام بن كعب ابن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي.
من سادات الأنصار، واستشهد بأحد.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة، وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظّمه، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل، كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو فيجده منكبّا لوجهه في العذرة «2» . فيأخذه ويغسله ويطيّبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينّه، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه فعلّقه عليه، وقال: إن كان فيك خير فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده وأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:
تاللَّه لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قرن «3»
[الرجز] وقال ابن الكلبيّ: كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاما.
وروى البخاريّ في «الأدب المفرد» والسراج، وأبو الشيخ، في الأمثال، وأبو نعيم في
__________
(1) أسد الغابة ت (3891) ، الاستيعاب ت (1925) ، 208 المسند لأحمد 3/ 430، تاريخ خليفة 73، الاستبصار 153- 154 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 25- 26، مجمع الزوائد 9/ 314، سير أعلام النبلاء 1/ 252.
(2) العذرة: الغائط الّذي هو السّلخ اللسان 4/ 2860.
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ت (5814) ، وسيرة ابن هشام 1/ 452.(4/506)
المعرفة، من طريق حجاج الصواف، عن أبي الزبير، حدثنا جابر، قال: قال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سيّدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجدّ بن قيس، على أنّا نبخّله. فقال: بيده هكذا، ومدّ يده: «وأيّ داء أدوأ «1» من البخل، بل سيّدكم عمرو بن الجموح» .
قال: وكان عمرو يولم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا تزوّج.
ورواه أبو نعيم في المعرفة، وفي الحلية، وأبو الشيخ أيضا والبيهقي في الشعب، من طريق ابن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر نحوه.
وروى الوليد بن أبان في كتاب «السّخاء» ، من طريق الأشعث بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر نحوه.
ورواه أبو نعيم أيضا من طريق حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد اللَّه نحوه، وقال فيه: «بل سيّدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح» .
ورواه أبو الشّيخ، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق رشيد «2» ، عن ثابت، عن أنس مختصرا.
ورواه الحاكم في «المستدرك» وأبو الشّيخ بإسناد غريب عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه.
ورواه الوليد بن أبان، من طريق الثّوريّ، عن حبيب بن أبي ثابت عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا.
وروى أبو خليفة عن ابن عائشة عن بشر بن المفضل، عن أبي شبرمة، عن الشعبي نحوه، قال ابن عائشة: فقال: بعض الأنصار في ذلك:
وقال رسول اللَّه والقول قوله ... لمن قال منّا من تسمّون سيّدا
فقالوا له: جدّ بن قيس على التي ... نبخّله منها، وإن كان أسودا
فسوّد عمرو بن الجموح لجوده ... وحقّ لعمرو بالنّدى أن يسوّدا
فلو كنت يا جدّ بن قيس على الّتي ... على مثلها عمرو لكنت المسوّدا «3»
[الطويل]
__________
(1) أي أيّ عيب أقبح منه. النهاية 2/ 142.
(2) في أ: من طريق النضر.
(3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ت (3891) ، الاستيعاب ت (1925) .(4/507)
ورواه العلائيّ، من طريق أخرى، عن الشعبي، وفيه الشعر.
ورواه الوليد بن أبان، من طريق عبد اللَّه بن أبي ثمامة عن مشيخة من الأنصار نحوه، وفيه الشعر.
وقال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر، حدثه عن أبي قتادة، قال: أتى عمرو بن الجموح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال:
يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت في سبيل اللَّه حتى أقتل أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال:
«نعم» .
وكانت رجله عرجاء حينئذ.
وقال ابن أبي شيبة في أخبار المدينة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، قال حيوة: أخبرني أبو صخر أنّ يحيى بن النضر حدّثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل اللَّه أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال: «نعم» . وكانت عرجاء، فقتل يوم أحد هو وابن أخيه، فمرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم به فقال: «فإنّي أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة» . وأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بهما ومولاهما فجعلوا في قبر واحد.
وأنشد له المرزبانيّ في قوله لما أسلم:
أتوب إلى اللَّه سبحانه ... وأستغفر اللَّه من ناره
وأثنى عليه بآلائه ... بإعلان قلبي وإسراره
[المتقارب]
5814 (م) عمرو بن جهم «1»
[بن قيس] بن عبد شراحيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبديّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة.
5815- عمرو بن الحارث
بن زهير بن أبي شداد «2» بن ربيعة بن هلال الفهري، يكنى أبا نافع، وقيل اسمه جابر.
ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وذكره هو وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
5816- عمرو بن الحارث «3»
بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو
__________
(1) أسد الغابة ت (3894) .
(2) أسد الغابة ت (3895) ، الاستيعاب ت (1926) .
(3) أسد الغابة ت (3896) ، الاستيعاب ت (1927) ، الثقات 3/ 273، الرياض المستطابة 229، تقريب التهذيب 2/ 67، تهذيب التهذيب 8/ 14، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، تاريخ جرجان 229، الكاشف 326، خلاصة تذهيب 2/ 282، الجرح والتعديل 6/ 225، التاريخ الكبير 6/ 308، المحن 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تهذيب الكمال 2/ 1028، الطبقات الكبرى 3/ 418، 471، 6/ 102، الطبقات 107، 137، 150، الجمع بين رجال الصحيحين 1382.(4/508)
المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي المصطلقي، أخو جويرية زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى أبو إسحاق السّبيعيّ، عن عمرو بن الحارث أخي جويرية، قال: واللَّه ما ترك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عند موته دينارا ولا درهما ... الحديث. [أخرجه البخاري وغيره.
وروى عمرو أيضا عن أخته جويرية، وعن ابن مسعود، وعن زينب امرأة ابن مسعود] «1» . رجّح ابن القطان أن عمرو بن الحارث الراويّ عن زينب امرأة ابن مسعود غير عمرو بن الحارث بن أبي ضرار صاحب الترجمة، لأن زينب ثقيفة. وجاء في كثير من الطّرق عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب عنها.
5817- عمرو بن الحارث
بن عبد العزى: في عمرو بن عبد العزى.
5818- عمرو بن الحارث «2»
بن كندة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، من القواقل.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة.
5819- عمرو بن الحارث
بن هيشة، أخو عبد اللَّه «3» .
ذكر العدويّ أنه شهد أحدا.
5820 ز- عمرو بن حبيب
بن عبد شمس «4» : هو عمرو بن سمرة بن حبيب، ينسب إلى جدّه.
5821 ز- عمرو بن حبيب:
أبو محجن الثّقفي. سماه المرزباني. مشهور بكنيته.
وسيأتي.
5822- عمرو بن أبي حبيبة:
ذكره الذهبي في التجريد، ونسبه لمسند بقيّ بن مخلد.
5823
ز- عمرو «5» بن حجاج «6» :
الزبيدي.
__________
(1) سقط من أ.
(2) بقي بن مخلد 760، أسد الغابة ت (3897) .
(3) أسد الغابة ت (3899) .
(4) أسد الغابة ت (3900) .
(5) أسد الغابة ت (3901) .
(6) في أ: الحجاج.(4/509)
ذكره الطّبرانيّ «1» أنّ له صحبة. واستدركه ابن فتحون. واللَّه أعلم.
5824 ز- عمرو بن حريث «2»
بن عمرو بن عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي.
له ولأبيه صحبة. قال ابن حبّان: ولد في أيام بدر. وقال غيره: قبل الهجرة بسنتين.
وعند ابن أبي داود عنه: خط لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دارا بالمدينة. وهذا يدل على أنه كان كبيرا في زمانه.
وقد روى عن النبيّ «3» صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود وغيرهم.
روى عن أخيه سعيد بن حريث، وله صحبة، وروى عنه ابنه جعفر وآخرون من أهل الكوفة، من أصغرهم فطر بن خليفة، ويقال: إن خلف بن خليفة رآه، ولا يصحّ ذلك.
قال البخاريّ وابن حبّان وغير واحد: مات سنة خمس وثمانين، وكان قد ولى إمرتها نيابة لزياد، ولابنه عبد اللَّه بن زياد، ويقال: مات سنة ثمان وتسعين، ولم يثبت.
5825 ز- عمرو بن حريث «4» :
آخر.
__________
(1) في أ: الطبري.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 23، نسب قريش 233، المحبر 156، طبقات خليفة 20، مسند أحمد 4/ 306، التاريخ الكبير 6/ 305، التاريخ الصغير 91، مقدمة مسند بقي بن مخلد 92، تاريخ الثقات للعجلي 363، الثقات لابن حبان 3/ 272، المعارف 293، الاشتقاق لابن دريد 61، المعرفة والتاريخ 1/ 323، أنساب الأشراف 1/ 228، الزهد لابن المبارك 356، فتوح البلدان 276، البيان والتبيين 4/ 81، مشاهير علماء الأمصار رقم 286، مروج الذهب 1896، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، الجرح والتعديل 6/ 226، تاريخ الطبري 5/ 523، ذيل المذيل 547، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 26، تهذيب الكمال (المصور) 2/ 1028، تحفة الأشراف 8/ 143، العبر 1/ 100، سير أعلام النبلاء 3/ 417، الكاشف 2/ 282، المعين في طبقات المحدثين 25، مرآة الجنان 1/ 176، مجمع الزوائد 9/ 405، العقد الثمين 6/ 368، تهذيب التهذيب 8/ 17، تقريب التهذيب 2/ 67، خلاصة تذهيب التهذيب 244، شذرات الذهب 1/ 95، الأخبار الطوال 233، الخراج وصناعة الكتابة 379، رجال مسلم 2/ 65، تاريخ الإسلام 2/ 492، أسد الغابة ت (3902) ، الاستيعاب ت (1928) .
(3) في أ: وقد روى عمرو عن النبي.
(4) أسد الغابة ت (3904) ، طبقات ابن سعد 6/ 23، نسب قريش 333، طبقات خليفة ت 106، 833، المحبر 156، 379، التاريخ الكبير 6/ 305، التاريخ الصغير 1/ 189، المعارف 293، المعرفة والتاريخ 1/ 323، الكنى 1/ 71، الجرح والتعديل 6/ 226، تاريخ الطبري 5/ 523، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 26، تهذيب الكمال 1030، تاريخ الإسلام 3/ 289، العبر 1/ 100 تذهيب التهذيب 3/ 96، مرآة الجنان 1/ 176، مجمع الزوائد 9/ 405، العقد الثمين 6/ 368، تهذيب التهذيب 7/ 17، خلاصة تذهيب الكمال 244، شذرات الذهب 1/ 95، سير أعلام النبلاء 3/ 417، 418.(4/510)
فرّق أبو يعلى بينه وبين الأول، ونقل عن أبي خيثمة أنّ له صحبة.
وقال ابن الأثير: لما رآه أبو خيثمة وأبو يعلى يروي عنه المصريون، وهو كوفي، ظنّاه غير الأول.
قلت: وظنّهما موافق للحق بالنسبة إلى أنه غيره. وأما الصحبة فمختلف فيها، وقد قاله صالح بن أحمد بن حنبل في المسائل.
قلت: لأبي عمرو بن حريث الكوفي: هو الّذي يحدّث عنه أهل الشام؟ قال: لا، هو غيره.
وأخرج أبو يعلى من طريق سعيد بن أيوب: حدثني أبو هانئ، حدثني عمرو بن حريث، وقال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما خفّفت عن خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك» .
وهكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه.
ومقتضاه أن يكون لعمرو صحبة. وقد أنكر ذلك البخاري، فقال: عمرو بن حريث روى عنه حميد بن هانئ مرسلا. وقال: روى ابن وهب بإسناده إلى عمرو بن حريث، سمع أبا هريرة.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: حديثه مرسل. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين:
تابعي، وحديثه مرسل، واللَّه أعلم.
وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» عن حيوة بن شريح، عن أبي هانئ: سمعت عمرو ابن حريث وغيره يقولان: إنما نزلت هذه الآية في أهل الصّفة: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ [سورة الشورى/ 27] ، وذلك أنهم قالوا: لو أنّ لنا الدنيا؟ فتمنّوا الدنيا، فنزلت.
قال ابن صاعد- عقب روايته في كتاب الزهد: عمرو هذا من أهل مصر، ليست له صحبة، وهو غير المخزومي.
5826 ز- عمرو بن حزم «1»
بن زيد بن لوذان الأنصاري.
__________
(1) أسد الغابة ت (3905) ، الاستيعاب ت (1929) ، الثقات 3/ 267، التحفة اللطيفة 3/ 295، المصباح المضيء 1/ 207، 297، 298، ج 2/ 260، 261، تقريب التهذيب ج 2/ 68، تهذيب التهذيب 8/ 20، طبقات فقهاء اليمن 22/ 23، عنوان النجابة 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 404، الكاشف 326، التاريخ الصغير 1/ 65، 81 تهذيب الكمال 2/ 1029، خلاصة تذهيب 2/ 282، الأعلام 5/ 76، التاريخ الكبير 6/ 305، الاستبصار 73، الجرح والتعديل 6/ 224، المحن 394، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، الطبقات الكبرى 1/ 267، 3/ 486، 522، ج 5/ 69، الطبقات 89، التاريخ لابن معين 2/ 153، العبر 1/ 58، معجم الثقات 314، الإكمال 2/ 449، بقي بن مخلد 297، التحصيل 2/ 149.(4/511)
تقدم نسبه في ترجمة أخيه عمارة. يكنى أبا الضحاك. شهد الخندق وما بعدها، واستعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على نجران.
روى عنه كتابا كتبه له فيه الفرائض والزكاة والديات وغير ذلك أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، والدارميّ، وغير واحد.
روى عنه ابنه محمد وجماعة.
قال أبو نعيم: مات في خلافة عمر، كذا قال إبراهيم بن المنذر في الطبقات. ويقال بعد الخمسين.
قلت: وهو أشبه بالصواب، ففي مسند أبو يعلى بسند رجاله ثقات- أنه كلّم معاوية في أمر بيعته ليزيد بكلام قويّ.
وفي الطّبرانيّ وغيره أنه روى لمعاوية ولعمرو بن العاص حديث: «يقتل عمارا الفئة الباغية» .
واللَّه أعلم.
5827 ز- عمرو بن حزن:
النمري.
ذكر سيف في «الفتوح أنه أمدّ ثمامة بن أثال في حرب أهل اليمامة عند موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
5828 ز- عمرو بن حسّان «1» :
تقدم ذكره في ترجمة سنبر «2» .
5829 ز- عمرو بن أبي حسن:
الأنصاري «3» .
تقدم ذكر أخيه عمارة. ذكره أبو موسى «4» ، عن سعيد بن يعقوب- أنه ذكره في الصحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (3906) .
(2) في أ: ترجمة سفيان.
(3) أسد الغابة ت (3907) .
(4) في أ: ذكر أبو موسى.(4/512)
وروى من طريق محمد بن هلال المازني، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عمه، عن عمرو بن أبي حسن أنه قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يتوضّأ فمضمض واستنشق مرة واحدة.
قلت: في الإسناد من لا أعرفه، وأخاف أن يكون وهما. فإنّ الحديث في الصحيحين من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، قال: شهدت عمرو بن أبي حسن، فقال:
عبد اللَّه بن زيد: فلعل بعض الرواة ذهل، فتجعل الحديث لعمرو بن أبي حسن. ويحتمل أن يكون عمرو روى هذا القدر من الحديث. واللَّه أعلم.
5830- عمرو بن الحضرميّ:
هو ابن عبد اللَّه. يأتي «1» .
5831 ز- عمرو بن الحكم:
القضاعي «2» ، ثم القيني.
ذكر سيف «3» في الفتوح عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث عاملا على بني القين، فلما ارتدّت قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الأصبغ ممن ثبت على الإسلام قال أبو عمر «4» : لا أعلم له غير ذلك.
5832- عمرو بن الحمام «5»
بن الجموح الأنصاري، من بني سلمة.
ذكره أبو جعفر الطّبريّ، والدّولابي، في البكّاءين [ممّن ثبت على الإسلام] «6» كما مضى في ترجمة سالم بن عمرو» .
قلت: [قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا] «8» وهذا عمير بن الحمام الآتي ذكره، فإن البكاءين كانوا بتبوك، وهذا استشهد قبل ذلك بزمان.
ونقل أبو موسى في «الذّيل» عن المستغفري أنه قال: عمرو بن الحمام استشهد بأحد، وكأنه اشتبه عليه بعمرو بن الجموح الماضي قريبا أو بعمير بن الحمام.
5833 ز- عمرو بن أبي حمزة
بن سنان الأسلمي «9» .
ذكر الواقديّ من طريق المنذر بن جهم، عن عمرو بن أبي حمزة هذا أنه شهد الحديبيّة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه قدم معه المدينة، ثم استأذنه أن يقدم على أهله، فأذن له، فلما كان على بريد من المدينة لقي جارية وضيئة فواقعها، ثم ندم، فجاء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره، فأمر رجلا
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (3908) ، الاستيعاب ت (1930) .
(3) في أ: ذكر سيف بن عمر.
(4) في أ: الإسلام. قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا.
(5) أسد الغابة ت (3910) .
(6) سقط في أ.
(7) في أ: عمير.
(8) سقط في أ.
(9) أسد الغابة ت (3911) .(4/513)
أن يقيم عليه الحدّ، فجلده بين الجلدين بسوط قد ركب به ولان.
وقد استدركه ابن شاهين، وابن فتحون، وأبو موسى.
5834- عمرو بن الحمق «1» :
بفتح أوله وكسر الميم بعدها قاف، ابن كاهل «2» ، ويقال الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي.
قال ابن السّكن: له صحبة. وقال أبو عمر: هاجر بعد الحديبيّة، وقيل: بل أسلم بعد حجة الوداع. والأول أصح.
قلت: قد أخرج الطّبرانيّ من طريق صخر بن الحكم، عن عمه، عن عمرو بن الحمق، قال: هاجرت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبينما أنا عنده ... فذكر قصة في فضل عليّ. وسنده ضعيف.
وقد وقع في «الكنى» للحاكم أبي أحمد في ترجمة أبي داود المازني، من طريق الأموي، عن ابن إسحاق ما يقتضي أنّ عمرو بن الحمق شهد بدرا.
وجاء عن أبي إسحاق ابن أبي فروة أحد الضعفاء، قال: حدثنا يوسف بن سليمان، عن [جده معاوية] «3» عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لبنا، فقال: «اللَّهمّ أمتعه بشبابه» .
فمرّت ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء، يعني أنه استكمل الثمانين، لا أنه عاش بعد ذلك ثمانين.
قال أبو عمر: سكن الشام، ثم كان يسكن الكوفة، ثم كان ممّن قام على عثمان مع أهلها، وشهد مع عليّ حروبه، ثم قدم مصر،
فروى الطبراني، وابن قانع من طريق عميرة بن عبد اللَّه المغافري، «4» عن أبيه، أنه سمع عمرو بن الحمق يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ذكر فتنة
__________
(1) في أ: بفتح المهملة.
(2) أسد الغابة ت (3912) ، الاستيعاب ت (1931) ، تقريب التهذيب 2/ 68، تهذيب التهذيب 8/ 23، تاريخ من دفن بالعراق 402، تجريد أسماء الصحابة 1/ 405، الكاشف 327، الجرح والتعديل 6/ 225، خلاصة تذهيب 2/ 283، التاريخ الكبير 1/ 313، المحن 18، 124، 128، الأعلام 5/ 76، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، تهذيب الكمال 2/ 1030، الطبقات الكبرى 3/ 65، 76، 73، ج 4/ 319، الطبقات 107، 136، المعرفة والتاريخ 1/ 330، الفهارس/ 70، معجم الثقات 314، البداية والنهاية 8/ 48، بقي بن مخلد 177، تاريخ اليعقوبي 2/ 167، أنساب الأشراف 1/ 61، تاريخ الإسلام 1/ 87.
(3) في أ: جدته ميمونة.
(4) في أ: عميرة عن عبد اللَّه.(4/514)
يكون أسلم الناس أو خير الناس فيها الجند العربيّ.
قال عمرو: فلذلك قدمت عليكم مصر.
وأخرج النّسائيّ، وابن ماجة، من رواية رفاعة بن سواد عنه حديث: «من أمّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرا» «1» .
وروى عنه أيضا عبد اللَّه بن عامر المعافري، وجبير بن نفير الحضرميّ، وأبو منصور مولى الأنصار.
وذكر الطّبريّ عن أبي مخنف أنه كان من أعوان حجر بن عدي، فلما قبض زياد على حجر بن عدي، وأرسله مع أصحابه إلى الشام هرب عمرو بن الحمق.
قلت: وذكر ابن حبان أنه توجّه إلى الموصل، فدخل غارا، فنهشته حيّة فمات، فأخذ عامل الموصل رأسه فأرسله إلى زياد، فبعث به إلى معاوية، وذلك سنة خمسين.
وقال خليفة: سنة إحدى، وزاد أنّ عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قتل بالموصل وبعث برأسه. وقيل: بل عاش إلى أن قتل في وقعة الحرصة سنة ثلاث وستين.
وقال ابن السّكن: يقال إن معاوية أرسل في طلبه، فلما أخذ فزع فمات فخشوا أن يتّهموا فقطعوا رأسه، وحملوه إليه، ثم ذكر بسند جيد إلى أبي إسحاق السبيعي، عن هنيدة الخزاعي، قال: أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق بعث به زياد إلى معاوية.
5835- عمرو بن حممة:
بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة بعدها مثلها، الدوسيّ.
تقدم نسبه في ترجمة ولده جندب بن عمرو في حرف الجيم.
ذكر أبو بكر بن دريد أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، والّذي ذكره غيره أنه مات في الجاهلية، وكان معمرا، وهو الّذي يقول:
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السفن 2/ 896 عن عمرو بن الحمق الخزاعي يقول قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة كتاب الديات (21) باب من أمن رجلا على دمه فقتله (33) حديث رقم 2688 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 896 إسناده صحيح ورجاله ثقات لأن رفاعة بن شداد أخرج له النسائي في سننه ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الأستاذ على شرط مسلم وأبو نغيم في الحلية 3/ 324، 9/ 24 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 288 عن عمرو بن الحمق ولفظه من من رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القائل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وأسانيد كثيرة أحدها رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10930، 10942، 109043.(4/515)
أخبّر أخبار القرون الّتي مضت ... ولا بدّ يوما أن أطار لمصرعي
[الطويل] أنشده له ابن الكلبيّ.
وقال المرزبانيّ: كان أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين، يقال: إنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة، وأنشد له البيت المذكور، وقبله:
كبرت وقد طال العمر منّي كأنّني ... سليم أفاع ليله غير مودع
وما السّقم أبلاني، ولكن تتابعت ... عليّ سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين من سنين كوامل ... وها أنا ذا أرتجي مرّ أربع
فأصبحت بين الفخّ والعشّ نادبا ... إذا رام تطيارا يقال له قع
[الطويل] قال: ويقال: إنه الّذي كان يقال له ذو الحكم، وضربت به العرب المثل في قرع العصا، لأنه بعد أن كبر صار يذهل، فاتخذوا له من يوقظه [فيقرع العصا، فيرجع إليه] «1» فهمه، وإليه أشار الحارث بن وعلة بقوله:
إنّ العصا قرعت لذي الحكم
[الكامل] وقال الفرزدق:
كأنّ العصا كانت لذي الحكم تقرع
[الطويل] وقال آخر:
لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا
[الطويل] قلت: وقد تقدم سبب ذلك أيضا من حديث ابن عباس في ترجمة جندب بن عمرو بن حممة.
5836- عمرو بن حنّة «2» :
بفتح أوله وتشديد النون، من الأنصار «3» .
__________
(1) في أ: ويقرع له العصا فيرجع إلى.
(2) في أ: بفتح المهملة.
(3) أسد الغابة ت (3913) ، تقريب التهذيب 2/ 68، تهذيب التهذيب 8/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 305، الكاشف 327، خلاصة التهذيب.(4/516)
ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وأخرج له من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حنة، وكان يرقي من الحية، فقال: يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، إنك نهيت عن الرقي، وأنا أرقي من الحية، قال: «قصّها «1» عليّ» . فقصها، فقال: «لا بأس» ، هذه مواثيق ... الحديث،
وفيه: جاء رجل من الأنصار كان يرقي من العقرب ... فذكره.
[وهذا يشبه أن يكون الراويّ غير اسم والده، فقد] «2» أخرجه مسلم وغيره من طريق أبي معاوية، عن الأعمش بهذا السند، فقال فيه: جاء عمرو بن حزم.
وهكذا رواه أبو الزّبير عن جابر. وقيس: كان تغيّر حفظه بأخرة فضعّفوا حديثه، فإن كان حفظه احتمل أن يكون آخر، فإنّ في سياقه ما يدلّ على التعدد.
وفي الرواة عمرو بن حنّة. روى عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. روى ابن جريج عن يوسف بن الحكم عنه. واختلف في إسناد حديثه على ابن جريج.
5837- عمرو بن خارجة
بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر «3» بن النجار الأنصاري الخزرجي.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
5838- عمرو بن خارجة
بن المنتفق الأسدي «4» ، حليف آل أبي سفيان. وقيل: إنه أشعري، وأنصاري، وجمحي، والأول أشهر.
قال ابن السّكن: هو أسدي، سكن الشام، ومخرج حديثه عن أهل البصرة، وكان رسول أبي سفيان إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت:
أخرج له التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم حديثه: خطب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على ناقته، وأنا تحت
__________
(1) في أ: فقصها.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (3914) .
(4) أسد الغابة ت (3915) ، الاستيعاب ت (1932) ، الثقات 3/ 270، تقريب التهذيب 2/ 69، تهذيب التهذيب 8/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 405، الكاشف 4/ 627، التاريخ الكبير 6/ 304، 309، تجريد أسماء الصحابة 1/ 405، الكاشف 4/ 627، التاريخ الكبير 6/ 304، 309، خلاصة تذهيب 2/ 283، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، تهذيب الكمال ج 2/ 1031، الطبقات 35، 52، 125، 128، الأنساب ج 3/ 422 (الجمحيّ) ، بقي بن مخلد 216.(4/517)
جرانها ... الحديث. وفيه: «لا وصيّة لوارث «1» » .
ومنهم من اقتصر عليه.
وأخرجه النّسائيّ في بعض طرقه، من رواية إسماعيل بن أبي خالد، فلم يذكر في السند شهرا ولا ابن غنم. وأخرجه الطبراني من وجه آخر، عن قتادة، فذكر شهرا ولم يذكر ابن غنم.
قال العسكريّ: لا يصح سماع شهر منه، كذا قال. وقد وقع التصريح بسماع شهر منه في حديث آخر عند الطبراني. وأخرج العسكري والطبراني له حديثا آخر من رواية الشعبي عنه.
وأخرج الطبراني «2» حديث: «لا وصيّة لوارث» ، من طريق مجاهد، عن عمرو بن خارجة.
وقد تقدم في الخاء المعجمة أن بعض الرواة قلبه، فقال: خارجة بن عمرو.
5839- عمروب بن خبيب
بن عمرو العنبري.
ذكره ابن ماكولا وضبط «3» أباه.
وتبعه ابن عساكر، وذكر أنه كان أحد القوّاد الذين وجههم أبو عبيدة إلى فحل.
وذكر الطّبريّ عن سيف أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل لما توجّه إلى اليمن لقتال أهل الردة في صدر خلافة أبي بكر الصديق، لكن وقع في النسخة عمرو بن جندب، بجيم ثم نون ساكنة ثم دال ثم موحدة، وكذا ذكره ابن فتحون في الذيل.
وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.
5840- عمرو بن أبي خزاعة «4» :
قال أبو شهر «5» : رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن أبي حاتم «6» : روى محمد ابن عبيد اللَّه الشعبي، عن مكحول، قال: حدثنا عمرو بن أبي خزاعة أنه قتل فيهم قتيل
__________
(1) أخرجه الترمذي (2120، 2121) والنسائي في الوصايا باب (5) وابن ماجة (2713، 2714) وأحمد 4/ 186، 187، وابن أبي حثية 11/ 149، والطبراني في الكبير 17/ 35، والدار الدّارقطنيّ 4/ 70، وعبد الرزاق (7277) وانظر نصب الراية 4/ 404، 405.
(2) في أ: وأخرج له الطبراني.
(3) في أ: ضبطه.
(4) أسد الغابة ت (3917) ، الاستيعاب ت (1933) الجرح والتعديل 6/ 530، تجريد أسماء الصحابة 1/ 406.
(5) في أ: قال أبو مسهر.
(6) في أقبل وقال ابن حاتم: وقال ابن مندة: تحاكم إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.(4/518)
على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجعل القسامة على خزاعة، وساق ابن مندة هذا الحديث من هذا الوجه. وقال أبو شهر «1» : لم يسمع مكحول من عيينة «2» بن أبي سفيان، ولا أدري أدركه أم لا. وقد روى مكحول عن عمرو بن أبي خزاعة رجل من الصحابة. واللَّه أعلم.
5841 ز- عمرو بن الخفاجي:
العامري.
مضى ذكره في ترجمة صلصل بن شرحبيل، فقال الرشاطي: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب يستقدمهما في أمر الردة، ذكر ذلك الطّبريّ. وذكر سيف أنّ الرسول إلى عمرو بن الخفاجي بذلك كان زياد بن حنظلة، وفي الرسالة يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة.
5842- عمرو بن خلف
بن عمير التيمي «3» .
هو المهاجر بن قنفذ، المهاجر، وقنفذ لقبان لهما.
5843 ز- عمرو بن خويلد:
الخزاعي.
قال ابن السّكن: يقال له صحبة، ثم أسند من طريق علي بن المديني، قال: عمرو بن خويلد الخزاعي من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وله عنه أحاديث، ثم ساق له ابن السكن حديثا، وقال: لم أجد له غيره.
قلت: وأنا أظنّ أن الّذي وصفه علي بن المديني إنما هو أبو شريح الخزاعي، لأن الأزرقي اسمه خويلد بن عمرو، فلعله انقلب
الحديث «4» الّذي أورده ابن السكن من طريق حشرج بن نباتة، عن إسحاق بن إبراهيم، عن مكحول، عن عمرو بن خويلد الخزاعي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا ينظر اللَّه إلى مانع الزّكاة يوم القيامة، ولا إلى آكل مال اليتيم، ولا إلى ساحر ولا إلى عاقّ» .
5844 ز- عمرو بن ذي النّور:
الدّوسي. هو عمرو بن الطفيل. يأتي.
5845 ز- عمرو بن ربعي:
قيل هو اسم أبي قتادة «5» ، والمشهور أن اسمه الحارث.
5846 ز- عمرو بن ربيعة «6» :
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: ذكره بعض من ألّف فيهم.
__________
(1) في أ: مسهر.
(2) في أ: عتبة.
(3) أسد الغابة ت (3919) ، الاستيعاب ت (1934) .
(4) في أ: والحديث.
(5) أسد الغابة ت (3921) .
(6) أسد الغابة ت (3922) .(4/519)
وأخرج سعيد بن يعقوب، من طريق عبد المنان بن عبد اللَّه، عن قيس بن همام، عن عمرو بن ربيعة، قال: وفدت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فسمعته يقول: «أدعوكم إلى اللَّه وحده الّذي إن مسّكم ضرّ كشف عنكم» «1»
عمرو بن رياب.
5847 ز- عمرو بن زائدة:
وقيل عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم العامري «2» ، هو ابن أم مكتوم الأعمى.
تقدم في عمرو بن أم مكتوم.
5848- عمرو بن زرارة الأنصاري «3» :
ذكره الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» ، وأخرج من طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة وإزار قد أسبل، فجعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع للَّه عز وجل، ويقول: «اللَّهمّ عبدك وابن عبدك، وابن أمتك» ... حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفت إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله، فقال: يا رسول اللَّه، إني حمش الساقين، فقال: «إنّ اللَّه قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو بن زرارة، إنّ اللَّه لا يحبّ المسبلين» «4» .
5849- عمرو بن زرارة
بن قيس بن عمرو النخعي.
تقدم ذكره في ترجمة والده زرارة، وصحبته محتملة، وله خبر مع ابن مسعود رويناه في فوائد المخلص. وفي ذكر أبيه عن عمرو هذا أنه كان أول من خلع عثمان رضي اللَّه عنه.
5850- عمرو بن أبي زهير
بن مالك بن امرئ القيس الأنصاري «5» .
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
__________
(1) في أبعد كشف عنكم: عمرو بن رئات السهمي. يأتي في عمير.
(2) أسد الغابة ت (3924) . التحفة اللطيفة 3/ 396، تقريب التهذيب 2/ 66، 70، 79، تهذيب التهذيب 8/ 34، 106، التاريخ الصغير 1/ 26، صفة الصفوة 1/ 982، تاريخ الإسلام 3/ 94، تجريد أسماء الصحابة 1/ 406، تهذيب الكمال 2/ 1033، 1051 خلاصة تهذيب التهذيب 2/ 285، تاريخ الإسلام 3/ 94، المعرفة والتاريخ 3/ 168.
(3) أسد الغابة ت (3925) .
(4) المسبل إزاره: هو الّذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا النهاية 2/ 339.
(5) أسد الغابة ت (3928) ، الاستيعاب ت (1937) .(4/520)
5851- عمرو بن سالم:
بن حصين بن سالم بن كلثوم الخزاعي من مليح، بالتصغير، وآخره حاء مهملة- ابن عمرو بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن يحيى بن خزاعة.
قال محمّد بن إسحاق في «المغازي» : حدثني الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة- أنهما حدّثاه جميعا أنّ عمرو بن سالم الخزاعي ركب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم لما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير»
، حتى قدم المدينة يخبره الخبر، فأنشده:
اللَّهمّ إنّي ناشد محمّدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
كنت لنا أبا وكنّا ولدا ... ثمّت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول اللَّه نصرا أعتدا ... وأدع عباد اللَّه يأتوا مددا
فيهم رسول اللَّه قد تجرّدا ... إن سيم خسفا وجهه تربّدا
في فيلق كالبحر يجري زبدا ... إنّ قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكّدا ... هم بيّتونا بالوتير هجّدا «2»
وقتلونا ركّعا وسجّدا
[الرجز] وهي أطول من هذا،
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: نصرت يا عمرو بن سالم.
فذكر القصة في فتح مكة.
وأخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة من طريق حزام، بكسر المهملة وزاي، ابن هشام، عن عمرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنّ أنس بن زنيم قد هجاك، فأهدر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دمه.
وقد تقدمت الإشارة إلى ذاك في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم.
وقد رويت هذه الأبيات لعمرو بن كلثوم الخزاعي، كما أخرجه ابن مندة، من طريق إسماعيل بن سليمان بن عقيل بن وهب بن سلمة الخزاعي: حدثني، أبي عن أبيه، عن عمرو بن كلثوم الخزاعي، قال: جئت بسرح مستنصرا من مكة إلى المدينة، حتى أدركنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأنشأ يقول ... فذكر هذه الأبيات.
ويحتمل أن يكون نسب في هذه الرواية إلى جدّ جده.
__________
(1) الوتير: بالفتح ثم الكسر وياء وراء: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة وربما قاله بعض المحدثين- بالنون وقيل: هو ما بين عرفة إلى أدام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1426.
(2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ت (3929) ، الاستيعاب ت (1938) .(4/521)
وفي أبي طاهر «1» المخلص عن ابن صاعد: حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة، حدثني عمّي محمد عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن ميمونة بنت الحارث- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قام عندها في ليلتها، ثم قام فتوضّأ للصلاة، فسمعته يقول: «لبّيك لبّيك- ثلاثا» ، فقلت: يا رسول اللَّه، سمعتك تكلّم إنسانا، قال: «هذا راجز بني كعب يسترحمني، ويزعم أنّ قريشا أعانت عليهم بني بكر» ،
قال: فأقمنا ثلاثا فصلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فسمعت الراجز ينشد، فذكرت بعض هذه الأبيات والقصة.
وقد طعن السّهيليّ في صحبة هذا الراجز، وقال قوله: ثم أسلمنا، أراد أسلموا «2» من السلم، لا من الإسلام، لأنهم لم يكونوا أسلموا بعد، وردّ بقوله: وقتلونا ركّعا وسجّدا.
ووقع في رواية ابن إسحاق:
هم قتلونا بالصّعيد هجّدا ... نتلو القرآن ركّعا وسجّدا
[الرجز] وتأوله بعضهم بأنّ مراده بقوله: ركّعا وسجدا- أنهم حلفاء الذين يركعون ويسجدون ولا يخفى بعده.
وقد قال ابن الكلبيّ، وأبو عبيد، والطّبريّ- أنّ عمرو بن سالم هذا كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم فتح مكة.
5852- عمرو بن سبيع:
الرّهاوي «3» . ويقال ابن سميع بالميم، حكاه ابن ماكولا.
ذكره ابن شاهين عن ابن الكلبيّ، وأخرج ابن سعد، من طريق يزيد بن طلحة التيمي، قال: قدم عمرو بن سبيع الرّهاوي، في وفد الرهاويّين، وهم من بني سليم ابن رها بن منبه بن حرب بن علة المذحجي، وهم خمسة عشر رجلا فأسلموا واختارهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
انتهى.
ورها: قال الصوري: وقع في الرواية بالضّم، وقيّده عبد الغني بن سعيد بالفتح، فرّق بينه وبين البلد، فإنّها بالضم.
وقال ابن الكلبيّ: حدثنا عمران بن هزّان الرهاوي، عن أبيه «4» ، قال: وفد على رسول
__________
(1) في أ: وفي رواية أبي طاهر.
(2) في أ: استسلموا.
(3) أسد الغابة ت (3932) .
(4) في أ: عن أبيه زيد بن طلحة.(4/522)
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجل يقال له عمرو بن سبيع الرّهاوي مسلما، فأنشده أبياتا منها:
إليك رسول اللَّه أعملت نصّها ... تجوب الفيافي سملقا بعد سملق «1»
[الطويل] فعقد له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم لواء فشهد به صفّين مع معاوية.
5853 ز- عمرو بن سراقة «2»
بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن قرط بن عبد اللَّه بن رزاح بن عديّ بن كعب القرشي العدوي.
من رهط عمر بن الخطاب. وهو أخو عبد اللَّه بن سراقة.
قال خليفة: أمهما قدامة بنت عبد اللَّه بن عمر بن أهيب بن حذافة بن جمح.
ذكره موسى بن عقبة [فيمن خرج في سريّة عبد اللَّه بن جحش. وذكره موسى بن عقبة] «3» عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وغلط فيه ابن مندة، فزعم أنه أنصاري. وردّ عليه أبو نعيم فأصاب.
وقال الحارث بن أبي أسامة في مسندة: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا محمد بن فليح، حدثنا أبو صالح «4» مولى عبد اللَّه بن عباس بن أبي ربيعة، عن عبد اللَّه بن عامر، عن ربيعة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في سريّة نخلة، ومعنا عمرو بن سراقة، وكان لطيف البطن طويلا فجاع فانثنى صلبه، وكان لا يستطيع أن يمشي، فسقط علينا، فأخذنا صفيحة من حجارة فربطناها على بطنه ثم شددناها على صلبه، فمشى معنا حتى جئنا حيّا من أحياء العرب «5» ، فضيّفونا، فمشى معنا ثم قال: قد كنت أحسب الرّجلين يحملان البطن، فإذا البطن تحمل الرجلين.
وذكر ابن إسحاق أن عمر قسم له من أرض خيبر نصيبا.
وذكر خليفة أنه مات في خلافة عثمان. وقد تقدم قول من أرّخ وفاة والده سراقة فيها.
5854- عمرو بن أبي سرح «6» :
بفتح المهملة ثم السكون وآخره مهملة، ابن ربيعة بن
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ت (3932) .
(2) أسد الغابة ت (3933) ، الاستيعاب ت (1939) ، الثقات 3/ 274، تجريد أسماء الصحابة 1/ 407، الطبقات الكبرى 4/ 142، 246، أصحاب بدرة، الطبقات 22.
(3) في أ: ابن عقبة أيضا.
(4) من جد بن صالح.
(5) في أ: حيا من العرب.
(6) أسد الغابة ت (3935) ، الاستيعاب ت (1940) .(4/523)
هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر الفهري، يكنى أبا سعد.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا. وقال البلاذري: يظنّ قوم أنه عمّ عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، وليس كذلك: عمرو فهري، وذاك عامري.
وذكره الطّبريّ أنّ هذا مات سنة ثلاثين في خلافة عثمان «1» .
5855- عمرو بن سعد
بن الحارث بن عباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن أفصى بن حارثة.
قتل شهيدا بمؤتة، ذكر ذلك ابن شهاب في مختصر السيرة النبويّة. وقد تقدم ذكره من وجه آخر في ترجمة أخيه عامر بن سعد بن الحارث.
5856 ز- عمرو بن سعد
بن عمرو بن زيد بن مالك بن يزيد بن أسامة بن زيد بن أرطاة بن شرحبيل الخولانيّ.
ذكره الهمدانيّ في «الأنساب» في ترجمة يزيد بن حجر الّذي كان يقال له المتوكل- أنه كان أول من أسلم من قومه.
قال الرّشاطيّ: وعمرو بن سعد صاحب الترجمة عمّ المتوكل المذكور، قال: وهو أخو شهر الّذي يقول له الشاعر:
قل لعمرو وقل لشهر أبوكم ... خير من أمسكته ذات نطاق
[الخفيف]
5857- عمرو بن سعد
بن معاذ الأنصاري الأوسي «2» .
تقدم نسبه في ترجمة والده.
ذكره ابن أبي داود بن السّكن، وقال: يقال له صحبة. وأخرج أبو نعيم، قال: حكى ابن أبي داود فيما كتب إلى محمد بن يعقوب الحجاجي، قال: ومن بني عبد الأشهل سعد بن معاذ، وولداه: عبد اللَّه، وعمرو، هكذا في كتاب ابن القداح، قال: ورأيت سعدا في النوم، فقلت له في أمر ولديه، فقال: شهدا بيعة الرضوان، وسألته أيهما أكبر؟
فقال: عمرو.
__________
(1) في أ: مات في خلافة عثمان.
(2) التحفة اللطيفة 3/ 298، تقريب التهذيب 2/ 70، الاستبصار 212، تجريد أسماء الصحابة 1/ 407، تهذيب التهذيب الكمال 2/ 285، بقي بن مخلد 724، 9435، أسد الغابة ت (3936) .(4/524)
وذكر ابن مندة، عن ابن القدّاح بغير إسناد.
وأخرج ابن السكن، وأبو نعيم من طريق داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبيه، قال: لبس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قباء مزرّرا بالديباج، فجعل الناس ينظرون إليه، فقال: «مناديل سعد في الجنّة أفضل من هذا»
رواته «1» موثقون إليه.
وسعد مات بعد أن حكم في بني قريظة سنة أربع أو خمس قبل موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بخمس سنين أو ستّ، ومهما كان من عمرو «2» عند موت أبيه فهو زيادة على ذلك، فذلك ذكرته في هذا القسم. [واللَّه أعلم] .
5858- عمرو بن سعد:
أو سعيد، أبو كبشة الأنصاري. في الكنى.
5859- عمرو بن سعد:
يقال هو اسم أبي سعد الخير الآتي في الكنى، ويقال اسمه عامر بن مسعود. وقد خبط فيه ابن الأثير كما ذكرته في القسم الأخير.
5860- عمرو بن سعدى:
القرظي «3» .
ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن شاهين، وغيرهم في الصحابة، وهو الّذي نزل من حصن بني قريظة في الليلة التي فتح حصنهم، فلم يدر أين ذهب.
وقال الواقديّ: حدثنا الضحاك بن عثمان، ومحمد «4» بن يحيى بن حبّان، قال: قال عمرو بن سعدى: يا معشر يهود، إنكم قد حالفتم محمدا على ما حالفتموه عليه على ألا تنصروا عليه أحدا، وأن تنصروه ممّن دهمه، فنقضتم، ولم أدخل فيه، ولم أشرككم، في غدركم ... فذكر القصة إلى أن قال: فإنّي بريء منكم.
وخرج في تلك الليلة فمرّ بحرس النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم محمد بن مسلمة «5» ، فقال محمد: من هذا، فانتسب له، فقال: محمد بن مسلمة «6» ، اللَّهمّ لا تحرمني [من عوارف] «7» الكرام، فخلّى سبيله، فخرج حتى أتى مسجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبات فيه، وأسلم. فلما أصبح غدا فلم يدر أين سلك حتى الساعة،
فأخبر به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ذاك رجل نجّاه اللَّه بصدقة» .
وذكر الطّبرانيّ أنه أوثق فيمن أوثق من بني قريظة، فأصبحت رمّته بمكانها، ولم يوجد له أثر بعد.
__________
(1) في أ: قلت رواته.
(2) في أ: كان سن عمرو.
(3) أسد الغابة ت (3939) .
(4) في أ: عن محمد.
(5) في أ: سلمة.
(6) في أ: سلمة.
(7) في أ: عراب.(4/525)
5861 ز- عمرو بن سعواء «1» :
بفتح السين وسكون العين المهملتين. وقيل بالشين المعجمة «2» . اليافعي.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكر في الصحابة «3» .
5862- عمرو بن سعيد
بن العاص «4» بن أمية بن عبد شمس.
يكنى أبا عقبة القرشي الأموي. تقدم ذكر إخوته: خالد، وأبان، وسعيد، وعبد اللَّه.
ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، ومعه امرأته بنت صفوان بن أمية بن محرث.
وقال الزّبير بن بكّار: ولد سعيد بن العاص أبو أحيحة سعيد بن سعيد، استشهد يوم الطائف. وعبد اللَّه بن سعيد كان اسمه الحكم فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعمّر واستشهد يوم أجنادين، وكان إسلام خالد متقدّما، وأسلم أخوه عمرو بعده.
قال موسى بن عقبة في تسمية من هاجر إلى الحبشة: عمرو بن سعيد وامرأته بنت صفوان، وسماها ابن إسحاق فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث.
وأخرج الواقديّ من رواية أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: قدم علينا عمّي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد قدومها بسنتين، فلم يزل هناك حتى قدم في السفينتين.
__________
(1) أسد الغابة ت (3940) .
(2) في أ: المهملة.
(3) في أ: في الصحابة وأخرج.
(4) طبقات خليفة 11، السير والمغازي لابن إسحاق 227، المحبر 104، المغازي للواقدي 845، نسب قريش 175، تاريخ اليعقوبي 2/ 76، المعارف 145، المراسيل 143، مشاهير علماء الأمصار 20، تاريخ خليفة 97، فتوح البلدان 40، التاريخ الكبير 6/ 338، التاريخ الصغير 20، الجرح والتعديل 6/ 236، طبقات ابن سعد 5/ 237، البرصان والعرجان 274، جمهرة أنساب العرب 81، أنساب الأشراف 1/ 142، الكامل في التاريخ 2/ 414، تاريخ العظمي 89، العقد الفريد 1/ 79، ثمار القلوب 75، تاريخ الطبري 5/ 474، جامع التحصيل 298، الأخبار الموفقيات 152، سيرة ابن هشام 1/ 292، الأخبار الطوال 244، مروج الذهب 1960، المعرفة والتاريخ 3/ 326، تاريخ أبي زرعة 1/ 72، عيون الأخبار 2/ 171، تاريخ دمشق 13/ 226، تهذيب الكمال 1035، الكاشف 2/ 285، مختصر التاريخ 110، لباب الآداب 35، تحفة الأشراف 8/ 151، التذكرة الحمدونية 389، تهذيب التهذيب 8/ 37، تقريب التهذيب 2/ 70، خلاصة تذهيب التهذيب 289، المنتخب من تاريخ المنبجي 76، وربيع الأبرار 4/ 166، الكنى والأسماء 1/ 113، تاريخ الإسلام 2/ 203، أسد الغابة ت (3942) ، الاستيعاب ت (1941) .(4/526)
وقال ابن مندة: كان من مهاجرة الحبشة. قتل بأجنادين في خلافة أبي بكر.
قال ابن إسحاق: لا عقب له، وكان أبوه هلك بمكان يقال له الظّريبة، بظاء معجمة قائمة وموحدة مصغرا، وكان أخوه خالد أسلم أيضا، فقال لهما أخوهما أبان يعاتبهما، وذلك قبل أن يسلم:
ألا ليت ميتا بالظّريبة شاهد ... لما يفتري في الدّين عمرو وخالد
أطاعا معا أمر النّساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من يكايد «1»
[الطويل] فقال عمرو بن سعيد يجيبيه:
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ... ولا هو عن سوء المقالة يقصر
يقول إذا اشتدّت عليه أموره ... ألا ليت ميتا بالظّريبة ينشر
فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله ... وأقبل على الحقّ الّذي هو أظهر
[الطويل] وأخرج أبو العبّاس السّراج، من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، حدثني أبي أنّ أعمامه خالدا وأبان وعمرا بني سعيد بن العاص لما بلغتهم وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر: ما أحد أحقّ بالعمل منكم. فخرجوا إلى الشام فقتلوا بها جميعا، وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على سواد خيبر «2» .
ومن طريق الأصمعيّ قال: كان عمرو بن سعيد من أهل السوابق في الإسلام «3» . وقال الواقديّ: شهد عمرو الفتح، وحنينا، والطائف، وتبوك، وخرج إلى الشام فاستشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر، وكذا قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وأبو الأسود، عن عروة، وخالفهم خليفة بن خيّاط، فقال: إنه استشهد بمرج الصّفّر، قال: وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على وادي القرى وغيرها، وقبض وهو عليها.
وذكر أبو حذيفة وهو في المبتدإ من طريق عبد اللَّه بن قرط الثّمالي- وكانت له صحبة، وكان نزل حمص- أنه قال: مررت يوم أجنادين بعمرو بن سعيد وهو يحضّ المسلمين على الصبر، ثم حملوا على المسلمين، فضرب عمرو على حاجيه ... فذكر قصة فيها: فقال
__________
(1) ينظر البيتان في أأسد الغابة ترجمة رقم (3942) ، سيرة ابن هشام: 2/ 360.
(2) في أ: يتماء وضيبر.
(3) في أ: إلى الإسلام.(4/527)
عمرو بن سعيد: ما أحبّ أنها تأتي قيس [توهن من معي إلا «1» ] قدمت حتى أدخل فيهم، فما كان بأسرع أن حملوا عليه، فمشى إليهم بسيفه فما انكشفوا إلّا وهو صريع، وبه أكثر من ثلاثين ضربة.
5863- عمرو بن سعيد «2» :
الثّقفي.
ذكره ابن قانع في الصّحابة، واستدركه الذّهبيّ، وسأذكره في عمرو بن شعثم إن شاء اللَّه تعالى.
5864- عمرو بن سعيد «3» :
الهذلي «4» .
ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وأخرج من طريق حاتم بن إسماعيل، عن عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، عن سعيد بن عمرو بن سعيد الهذلي، عن أبيه- وكان شيخا كبيرا أدرك الجاهلية والإسلام، قال: بصرت مع رجل من قومي صنما يسمى سواعا، وقد سقنا إليه الذبائح، فسمعنا صوتا من جوفه.
وأخرجه أبو نعيم في «الدّلائل» من هذا الوجه مطولا. وأخرج أبو سعيد النيسابورىّ»
في شرف المصطفى من طريق عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، عن سعيد بن عمرو الهذلي، عن أبيه- ولم يسم والد عمرو، قال: حضرت مع رجال من قومي عند صنمنا سواع، وسقنا إليه الذبائح، فسمعنا صوتا من جوفه: العجب العجاب خرج نبيّ من الأخاشب يحرّم الربا والذّبح للأصنام، قال: فقدمنا مكة، فلقينا أبو بكر الصديق، فأخبرنا بأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ودعانا إلى الإسلام، فلم نسلم إذ ذاك وأسلمنا بعد.
قلت: أسلمت هذيل عند فتح مكة.
وقد ذكر الواقديّ من وجه آخر أنّ رجلا من هذيل يقال له عمرو قدم مكة بغنم فباعها، فرآه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدعاه إلى الإسلام، وأخبره بالحق، فقام إليه أبو جهل، فقال: انظر إلى ما يقول لك، فإياك أن تركن «6» إلى قوله. ففارقه الهذلي، قال: ثم إنّ الهذلي أسلم يوم الفتح.
انتهى.
فيجوز أن يكون المذكور. ويحتمل أن يكون آخر.
__________
(1) في أ: وهو لا يوهن من معي لا.
(2) أسد الغابة ت (3943) .
(3) في أ: الهذلي (وهو بعد عمرو بن إسحاق) .
(4) أسد الغابة ت (3944) .
(5) في أ: أبو سعد النيسابورىّ.
(6) في أ: تدعى.(4/528)
5865- عمرو بن سفيان «1»
الثّقفي.
قال البخاريّ: يعدّ في الشاميين. وقال الحاكم أبو أحمد: شهد حنينا مع المشركين، ثم أسلم. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه والباوردي وابن السكن: له صحبة.
وقد تقدم حديثه في ترجمة الحارث بن بدل من القسم الأخير.
قال ابن السّكن: وما يدل على صحبته غير هذا الحديث.
قلت:
وقد أخرج ابن مندة، من طريق محمد بن راشد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن سفيان الثقفي أنه مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسبل إزاره، فأخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم بطرف إزاره، فقال: «ارفع يا عمرو، فإنّ اللَّه لا يحبّ المسبلين» .
وقد رواه عليّ بن يزيد «2» ، عن القاسم، عن أبي أمامة، فقال: رأى رجلا مسبلا، فذكر نحوه.
ويأتي في عمرو بن شعثم.
5866- عمرو بن سفيان:
المحاربي «3» .
تقدم في سفيان بن همّام «4» المحاربي.
5867- عمرو بن سفيان بن عبد شمس
بن سعد بن قائف «5» بن الأوقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن سليم، أبو الأعور، السلمي. مشهور بكنيته.
قال مسلم، وأبو أحمد الحاكم في الكنى: له صحبة. وذكره البغوي، وابن قانع، وابن سميع، وابن مندة وغيرهم في الصحابة.
وقال عبّاس الدّوريّ في تاريخ يحيى بن معين: سمعت يحيى يقول: أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان مع معاوية، قال يحيى: وأرى اسمه عمرو بن سفيان.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 408، الكاشف/ 330، خلاصة تذهيب/ 286، الجرح والتعديل 6/ 224، التاريخ الكبير 6/ 310، 333، الطبقات 51، 308.
(2) في أ: رواه عمرو بن يزيد.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 409، أسد الغابة ت (3948) ، الاستيعاب ت (1943) .
(4) في أ: سفيان بن هشام.
(5) أسد الغابة ت (4946) ، الاستيعاب ت (1942) .(4/529)
وقال ابن البرقيّ: كان حليف أبي سفيان بن حرب، وقال: وأمّه قريبة بنت قيس ابن عبد اللَّه بن سعد بن سهم القرشية.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: أدرك الجاهلية، ولا صحبة له، وحديثه مرسل. وتبعه أبو أحمد العسكري.
وذكره البخاريّ فيمن اسمه عمرو، ولكن لم يذكره في الصحابة.
وقال أبو عمر: شهد حنينا وهو مشرك مع مالك بن عوف، ثم أسلم.
وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: يقال إن له صحبة. وقال محمد بن حبيب: كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الآفاق أن يبعثوا إليه من كل عمل رجلا من صالحيها، فبعثوا إليه أربعة من البصرة والكوفة والشام ومصر، فاتفق أنّ الأربعة من بني سليم، وهم الحجاج بن علاط، وزيد بن الأخنس، ومجاشع بن مسعود، وأبو الأعور.
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد، قال: ثم كانت غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين، وأمير جيش مصر وهب بن عمير الجمحيّ، وأمير جيش الشام أبو الأعور السلمي.
وروى أبو زرعة الدّمشقيّ «1» أنّ أبا الأعور غزا قبرص سنة ستّ وعشرين، وكانت له مواقف بصفّين مع معاوية.
وقال ابن مندة: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه قيس بن حازم، وأبو عبد الرحمن الحبلى، وعمرو البكالي، قال: وحدثنا أبو سعيد بن يونس أنه قدم مصر مع مروان سنة خمس وستين، وذكره فيمن اسمه الحارث، فقال: الحارث بن ظالم بن علس أبو الأعور السلمي مختلف في اسمه.
5868- عمرو بن سفيان «2»
العوفيّ: في عمرو بن سليم.
5869 ز- عمرو بن سفيان
البكالي.
يأتي في أواخر من اسمه عمرو، وسمّى أبو نعيم أباه سفيان. وحكى ابن عساكر أنّ اسمه سيف، وسماه غيره عبد اللَّه، والأكثر لم يسموه. واللَّه أعلم.
5869 (م) عمرو بن سلامة
بن وقش الأنصاري، أخو سلمة، استشهد يوم أحد.
ذكره الطبري.
__________
(1) في أ: أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه.
(2) أسد الغابة ت (3947) .(4/530)
5870 ز- عمرو بن سلمة
الضّمري.
قيل هو اسم عمير بن أبي سلمة الضمريّ. وسيأتي.
5871 ز- عمرو بن سلمة:
بن سكن بن قريط بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب الكلابي.
ذكره عمر بن شبّة، وأخرج من طريق حميد بن مالك، عن أبي خالد الكلابي، قال:
كان عمرو قد أسلم فحسن إسلامه.
وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فاستقطعه حمّى بين الشّقراء «1» والسّعديّة «2» فحماها زمانا ثم هلك، فحماها حجر إلى أن وقع بينه وبين بني جعفر بن كلاب فقتل، وكذا ذكره الرّشاطي.
وقد ذكره أبو سعيد العسكريّ، عن محمد بن حبيب، عن يحيى بن بشر وأبي عمرو الشيبانيّ ... فذكر قصة، وفيها: من ولد عمرو بن سلمة هذا طهمان بن عمر، وكان شاعرا فاتكا، أخذه نجرة الحروري في سرقة فقطع يده. وله قصص مع آل مروان.
ومات في خلافة عبد الملك. وسعيد بن عمرو، قتل في وقعة حجر وأخوه مجيب بن عمرو له ذكر.
5872- عمرو بن سلمة «3» :
بكسر اللام، الجرمي- يكنى أبا يزيد.
واختلف في ضبطه، فقيل بموحدة ومهملة مصغرا. وقيل بتحتانية وزاي وزن عظيم.
روى عن أبيه قصة إسلامه وعوده إلى قومه ... الحديث. وفيه أنهم قدّموا عمرو بن سلمة إماما مع صغره، لأنه كان أكثرهم قرآنا.
__________
(1) الشقراء: بالمدّ، تأنيث الأشقر ماء بالعريمة بين الجبلين والشقراء ناحية من عمل اليمامة بينها وبين النّباج والشقراء ماء لبني كلاب وهي أيضا قرية لعدي سميت الشقراء بأكمة فيها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 805.
(2) السّعدية: منزل منسوب إلى سعد بن الحارث، قرب الترف وهو أيضا بئر لبني أسد، والسعدية: بئر في ديار بني كلاب وهو أيضا ماء لبني قريط والسعدية: لبني رفاعة من القيم وهي نخل وأرض. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 715.
(3) طبقات ابن سعد 7/ 89، الكنى 1/ 126، الجرح والتعديل 6/ 235، جمهرة أنساب العرب 452 الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 27، تهذيب الكمال 1036، تاريخ الإسلام 3/ 290، العبر 1/ 100 تهذيب التهذيب 3/ 99 ب العبر 1/ 176، تهذيب التهذيب 8/ 42، خلاصة تذهيب الكمال 245، شذرات الذهب 1/ 95، سير أعلام النبلاء 3/ 523، أسد الغابة ت (3951) ، الاستيعاب ت (1944) .(4/531)
أخرجه البخاريّ، وسيأتي ما يدل على صحبته، لكن أخرج ابن مندة من طريق حماد بن سلمة عن أيوب، عن عمرو بن سلمة، قال: كنت في الوفد، وهو غريب مع ثقة رجاله.
5873- عمرو بن سليم «1»
العوفيّ.
ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» من الصحابة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن قيس بن عبد اللَّه، عن عمرو بن سليم العوفيّ- رفعه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «عرضت عليّ الجدود فرأيت جدّ بني عامر جملا أحمر يأكل من أطراف الشّجر، ورأيت جدّ غطفان صخرة خضراء تتفجّر منها الينابيع» ... الحديث.
في ذكر بني تميم. وفيه أنهم أنصار الحق في آخر الزمان، هكذا استدركه ابن الأثير، وساق الحديث بسنده إلى ابن أبي عاصم.
وقد أخرجه ابن مندة، لكن قال: عمرو بن سفيان العوفيّ، أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان. وذكره البخاري في التابعين، لا يعرف له صحبة ولا رؤية.
5874 ز- عمرو بن سمرة:
بن حبيب بن عبد شمس «2» القرشي العبشمي، أخو عبد الرحمن. وقد ينسب إلى جده.
تقدمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة بن أبي عبد الرحمن. وقد رواه الحسن بن سفيان، عن حرملة، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة بسنده المذكور هناك.
5875 ز- عمرو بن سميع:
تقدم في عمرو بن سبيع.
5876- عمرو بن سنان «3» :
الخدريّ.
ذكره ابن مندة من طريق خالد بن إلياس، أحد الضعفاء، عن يحيى بن عبد الرحمن، هو ابن حاطب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن هو ابن عوف، عن أبي سعيد الخدريّ، قال:
كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم بالخندق، فقام رجل من بني خدرة يقال له عمرو بن سنان، فقال: يا رسول اللَّه، إني حديث عهد بعرس، فتأذن لي أن أذهب إلى امرأتي في بني سلمة، فأذن له، فذكر الحديث في قتل الحية ثم موته. وأصل الحديث في الصحيح دون تسمية، وإن كان محفوظا فلعله عمّ أبي سعيد الخدريّ، فهو سعد بن مالك بن سنان.
__________
(1) أسد الغابة ت (3952) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 409.
(2) أسد الغابة ت (3955) ، الاستيعاب ت (1945) .
(3) أسد الغابة ت (3956) .(4/532)
5877- عمرو بن سنّة
الأسلمي، والد حرملة.
ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة. وقد ذكرت ذلك في ترجمة حرملة.
5878 ز- عمرو بن سهل «1»
بن قيس الأنصاري.
قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري ضجيع حمزة بن عبد المطلب: سمعت عبد الرحمن بن جابر بن عبد اللَّه يقول: خرجت مع أبي يوم الحرّة، فذكر حديثا في فضل أهل المدينة. وأخرجه البزار من طريق الطيالسي، ورواه أبو أحمد العسكري من طريق موسى بن إسماعيل، عن طالب بن حبيب، لكنه مخالف في نسب أبي طالب وفي مسندة، فقال طالب بن حبيب بن سهل بن قيس، قال:
قال: حدثنا أبي، قال: خرجت مع أبي أيام الحرّة ... الحديث وكأنّ حبيبا نسب لجده، فصار ظاهره أن الصحبة لسهل بن قيس، وعلى ذلك مشى ابن الأثير كما تقدم في حرف السين.
5879- عمرو بن سهل «2»
الأنصاري.
لعله الّذي قبله. ذكره ابن مندة مفردا عنه، وأخرج هو والطبراني في الأوسط من طريق حنان بن سديد، وهو بفتح الحاء المهملة وتخفيف النون وأبوه بمهملة وزن عظيم، عن عبد الرحمن بن الغسيل عن عمرو بن سهل: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يحثّ على صلة القرابة.
5880 ز- عمرو بن سيف
البكالي. في عمرو بن سفيان.
5881- عمرو بن شأس:
الأسدي «3» ، ويقال الأسلمي، ابن عبيد بن ثعلبة بن رويبة ابن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
هكذا ذكر ابن عبد البرّ، ساق الدّار الدّارقطنيّ نسبه إلى ثعلبة الأول، ثم قال: من بني مجاشع بن دارم.
وقال ابن أبي حاتم: هو عمرو بن شأس الأسلمي.
روى عنه ابن أخيه عبد اللَّه بن نيار الأسلمي.
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه،
__________
(1) الاستيعاب ت (1946) .
(2) أسد الغابة ت (3958) .
(3) أسد الغابة ت (3959) ، الاستيعاب ت (1947) ، الثقات 3/ 272، الأعلام 5/ 79، تجريد أسماء الصحابة 1/ 401، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الأنساب 2/ 325، الجرح والتعديل 6/ 237، ذيل الكاشف 1138، التاريخ الكبير 6/ 306، بقي بن مخلد/ 654.(4/533)
وابن حبان في صحيحه، وابن مندة بعلوّ، من طريق محمد بن إسحاق: حدثني أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل، عن عبد اللَّه بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شأس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبيّة، قال: خرجت مع علي إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك فيه.
من المدينة، فشكوته في المسجد، فبلغ ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.... فذكر الحديث، وفيه قوله صلى اللَّه عليه وسلّم:
«من آذى عليّا فقد آذاني» .
فقال ابن حبان في روايته الفضل بن معقل نسب إلى جده، وهو الفضل بن عبد اللَّه بن معقل بن يسار.
وفرّق المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» بين الأسلمي والأسدي، فجزم بأن الأسلمي هو صاحب الرواية، وأن الأسدي لا رواية له، وإنما شهد القادسية، وله فيها أشعار، وهو القائل في ابنه عرار بمهملات، وكانت أمه سوداء، فجاء أسود، وكانت امرأة عمرو تؤذيه، فقال عمرو بن شأس:
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم
وإنّ عرارا إن يكن غير واضح ... فإنّي أحبّ الجون ذا المنكب العمم «1»
[الطويل] وذكره المبرّد في «الكامل» أنّ الحجاج بعث عرار بن عمرو بن شأس إلى عبد الملك ابن مروان برأس عبد الرحمن بن الأشعث، فما سأل عبد الملك عرارا عن شيء من أمر الوقعة إلا شفاه فيه، فأنشد الشعر، فقال له عرار: يا أمير المؤمنين، أنا واللَّه عرار! فتعجب عبد الملك من هذا الاتّفاق.
5882- عمرو بن شبيل الثقفي،
من بني عتاب بن مالك «2» .
ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، وذكر له شعرا. وقد تقدم غير مرّة أنه لم يبق من قريش ولا ثقيف في حجة الوداع أحد إلا أسلم، ثم وجدت في أسد الغابة أنه شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكانت تحته حبيبة بنت مطعم بن عدي. استدركه ابن الدباغ. واللَّه أعلم.
5883- عمرو بن شبيل:
من ولد عتاب بن مالك الثقفي.
شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، قاله العدوي.
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (3959) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1947) ، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 425.
(2) أسد الغابة ت (3960) .(4/534)
وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : إنه مخضرم، يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وله شعر.
5884- عمرو بن شراحيل: «1»
ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من رواية عبد العزيز بن عبد اللَّه القرشي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن القاسم بن عبد الغفار، عنه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ انصر من نصر عليّا، اللَّهمّ أكرم من أكرم عليّا، اللَّهمّ اخذل من خذل عليّا» .
وسنده واه. وله في حديث آخر في السجود في: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ- قاله أبو نعيم: في إسناده نظر. واللَّه أعلم.
5885- عمرو بن شرحبيل «2» :
قال أبو عمر: لا أقف على نسبه، وله صحبة، وليس هو أبا ميسرة صاحب ابن مسعود.
5886 ز- عمرو بن شريح «3» :
تقدم في عمرو بن أم مكتوم.
5887 ز- عمرو بن الشريد «4» :
يأتي في عمرو بن عبد العزيز «5» .
5888- عمرو بن شعواء «6» :
تقدم قريبا في عمرو بن سعواء بالسين «7» .
5889- عمرو بن شعيب:
العقدي ثم العبديّ، من وفد بني عبد القيس. ذكره في التجريد.
__________
(1) أسد الغابة ت (3961) .
(2) طبقات ابن سعد 6/ 106، تاريخ اليعقوبي 2/ 241، التاريخ الصغير 81، التاريخ الكبير 6/ 341، تاريخ أبي زرعة 1/ 651، الجرح والتعديل 6/ 237، المعرفة والتاريخ 1/ 217، طبقات خليفة 149، جامع التحصيل 299، حلية الأولياء 4/ 141، أنساب الأشراف 1/ 534، الكاشف 2/ 286، تهذيب الكمال 2/ 1040، سير أعلام النبلاء 4/ 135، غاية النهاية 1/ 601، تهذيب التهذيب 8/ 47، تقريب التهذيب 2/ 72، خلاصة تذهيب التهذيب 290، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 135، تاريخ الإسلام 2/ 200 أسد الغابة ت (3962) ، الاستيعاب ت (1948) .
(3) أسد الغابة ت (3963) .
(4) الطبقات الكبرى 5/ 518، الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 6/ 343، الجرح والتعديل 6/ 238، المعرفة والتاريخ 1/ 399، الكاشف 2/ 386، تحفة الأشراف 13/ 325، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 28، تهذيب التهذيب 8/ 47، تقريب التهذيب 2/ 72، تاريخ الإسلام 3/ 441.
(5) في أ: عمر بن عبد العزيز.
(6) أسد الغابة ت (3965) .
(7) في أ: بالسين المهملة.(4/535)
5890 ز- عمرو بن شعثم
الثقفي.
ذكره ابن السّكن في آخر ترجمة عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي،
فقال: وقد روى عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن عمرو شعثم الثقفي، أنه مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسبل إزاره، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ارفع إزارك، فإنّ خلق اللَّه كلّه حسن» .
انتهى. ولم يسق سنده، وضبط شعثم: بضم المعجمة وسكون العين المهملة وضم المثلثة، وسمّى ابن قانع أباه سعيدا فصحفه، ونسبه، فقال: عمرو بن سعيد بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف، ثم ساق الحديث من طريق علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن عمرو بن سعيد. وقد تقدم في عمرو بن سفيان.
5891- عمرو بن صليع «1» :
بمهملتين مصغرا، المحاربي، من محارب خصفة.
أخرج حديثه البخاريّ في الأدب المفرد، من طريق أبي الطّفيل عامر بن واثلة، عنه، وسنده حسن، وقال في سياقه: إنه كان بمثل سنه، وله رواية أيضا عن حذيفة، وعن صخر بن الوليد، كذا ذكره بهذا أبو حاتم وابن حبان في الثقات، أما أبو حاتم الرازيّ فذكره في التابعين.
وذكره ابن مندة في الصحابة، فقال: له صحبة، قال: وذكره البخاري في الصحابة، ثم ساق ابن مندة من طريق سيف بن وهب، قال: قال أبو الطفيل: كان رجل منا يقال له عمرو بن صليع، وكانت له صحبة.
5892 ز- عمرو بن طارق:
يأتي في عمرو بن طلق.
5893- عمرو بن طريف «2» :
والد الطفيل.
ذكر ابن إسحاق أنّ الطّفيل بن عمرو لما رجع إلى بلاد قومه مسلما أتاه أبوه، فقال له: إليك عني، فإنّي أسلمت «3» . فقال: يا بني، فديني دينك. وقد تقدم له ذكر في ترجمة الطفيل بن عمرو بن الطفيل الدّوسي. واللَّه أعلم.
5894- عمرو بن الطفيل:
بن عمرو الدّوسي «4» ، حفيد الّذي قبله.
تقدم ذكره في ترجمة أبيه، وأن أباه استشهد باليمامة، واستشهد هو باليرموك.
__________
(1) ذيل الكاشف 1139، أسد الغابة ت (3966) ، الاستيعاب ت (1950) .
(2) أسد الغابة ت (3968) .
(3) في أ: مسلم.
(4) أسد الغابة ت (3967) ، الاستيعاب ت (1951) .(4/536)
وذكر عبد اللَّه بن محمّد بن ربيعة القداميّ في كتاب «1» فتوح الشام له أنّ خالد بن الوليد أرسله إلى أبي عبيدة يخبره بتوجّهه إليهم، وكان يقال له عمرو بن ذي النور.
وأخرج ابن سعد، من طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: ثم رجع الطفيل بن عمرو إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان معه حتى قبض، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدا، فلما فرغوا من طليحة ثم ساروا إلى اليمامة استشهد الطفيل بها، وجرح ابنه عمرو، وقطعت يده، ثم صحّ، فبينما هو عمر إذ أتي بطعام فتنحّى، فقال: مالك؟ لعلك تتحفّظ لمكان يدك؟
قال: أجل. قال: لا واللَّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، ففعل ذلك، ثم خرج إلى الشام مجاهدا، فاستشهد باليرموك.
وروينا في فوائد أبي طاهر الذّهليّ، من طريق محمد بن عبد الرحمن الأزدي، عمن أدرك من قومه، عن عمرو بن ذي النور ... فذكر قصة السوط الّذي دعا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأبيه، فكان يستضيء به، وذلك قيل له ذو النور.
5895- عمرو بن طلق:
الجنيّ. ويقال عمرو بن طارق» .
أخرج الطّبرانيّ في الكبير، من طريق عثمان بن صالح، حدثني عمرو الجنيّ، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقرأ سورة النجم، فسجد وسجدت معه.
وأخرج ابن عديّ من وجه آخر، عن عثمان بن صالح، قال: رأيت عمرو بن طلق الجنّي، فقلت له: هل رأيت رسول اللَّه «3» صلى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقال: نعم، وبايعته، وأسلمت، وصليت خلفه الصبح، فقرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين.
5896- عمرو بن طلق:
بن زيد بن أمية بن كعب «4» بن غنم بن سواد الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وذكروه فيمن شهد أحدا.
وقال أبو عمر: لم يذكره موسى بن عقبة في البدريين.
5897
- عمرو «5» بن العاص «6» :
بن وائل بن هاشم بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم بن
__________
(1) في أ: في كتابه.
(2) أسد الغابة ت (3967) ، الاستيعاب ت (1951) .
(3) في أ: فقلت: رأيت رسول اللَّه.
(4) أسد الغابة ت (3970) ، الاستيعاب ت (1952) :.
(5) من أول هنا بداية نسخة ل.
(6) أسد الغابة ت (3971) ، مسند أحمد 4/ 202، طبقات ابن سعد 4/ 254، 7/ 493، نسب قريش 409، طبقات خليفة 147، 970، 2820، المحبر 77، 121، 177، تاريخ البخاري 6/ 303، المعارف 285، المستدرك 3/ 452، 455، المعرفة والتاريخ 1/ 323، تاريخ الطبري 4/ 558، مروج الذهب 3/ 212، الولاة والقضاة الفهرس جمهرة أنساب العرب 163، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362، تاريخ بن عساكر 13/ 245، جامع الأصول 9/ 103، تهذيب الكمال 1038، الكامل 3/ 274، الحلة السيراء 1/ 13، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 30، تاريخ الإسلام 2/ 235، تهذيب التهذيب 3/ 101 مرآة الجنان 1/ 119، العقد الثمين 6/ 398 غاية النهاية (ت) 2455، تهذيب التهذيب 8/ 56، النجوم الزاهرة 1/ 113، خلاصة تهذيب الكمال 246، شذرات الذهب 1/ 53 حسن المحاضرة 1/ 224، البداية والنهاية 4/ 236، 238، 8/ 24، 27، المغازي 2/ 741.(4/537)
عمرو بن هصيص «1» بن كعب بن لؤيّ القرشي السهمي، أمير مصر، يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا محمد.
أمّه النابغة، من بني عنزة، بفتح المهملة والنون.
أسلم قبل الفتح في صفر سنة ثمان، وقيل بين الحديبيّة وخيبر، وكان يقول: أذكر اللّيلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب. وقال ذاخر المعافري «2» : رأيت عمرا على المنبر أدعج أبلج «3» قصير القامة.
وذكره الزّبير بن بكّار، والواقديّ بسندين لهما- أنّ إسلامه كان على يد النجاشي، وهو بأرض الحبشة.
وذكر الزّبير بن بكّار أنّ رجلا قال لعمرو: ما أبطأ بك «4» عن الإسلام وأنت أنت في عقلك؟ قال: إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدّم، وكانوا ممّن [يواري «5» حلومهم الخبال] «6» فلما بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأنكروا عليه فلذنا بهم «7» ، فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبّرنا فإذا حقّ بيّن، فوقع في قلبي الإسلام، فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه، فبعثوا إليّ فتى منهم، فناظرني في ذلك، فقلت: أنشدك اللَّه ربك وربّ من قبلك ومن بعدك، أنحن أهدى أم فارس والروم؟ قال: نحن أهدى. قلت: فنحن أوسع
__________
(1) في أ، ل، ت، هـ: يقصص، وفي د: يعصيص.
(2) في أ، ت، هـ، ل: المغاضري.
(3) الدّعج والدّعجة: السواد في العين وغيرها، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد، وقيل الدّعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. النهاية 2/ 119 أي مشرق الوجه مسفره النهاية 1/ 151.
(4) في أ، ل، ت: ما بطأ بك.
(5) في أ: يوازي.
(6) في ل: يوازي خلوبهم الجبال، في خلوبهم الجبال، وفي ت: خلوبهم الجبال.
(7) في أ: قلدناهم.(4/538)
عيشا أم هم؟ قال: هم. قلت: فما ينفعنا فضلنا عليهم إن لم يكن لنا فضل إلا في الدنيا، وهم أعظم منا فيها أمرا في كل شيء.
وقد وقع في نفسي أن الّذي يقوله محمد من أنّ البعث بعد الموت ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته حقّ، ولا خير في التمادي في الباطل.
وأخرج البغويّ بسند جيد، عن عمر «1» بن إسحاق أحد التابعين، قال: استأذن جعفر بن أبي طالب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في التوجه إلى الحبشة، فأذن له، قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص، قال: لما رأيت مكانه قلت: واللَّه لأستقلنّ لهذا ولأصحابه، فذكر قصتهم مع النجاشي، قال: فلقيت جعفرا خاليا فأسلمت. قال: وبلغ ذلك أصحابي فغنموني وسلبوني كلّ شيء، فذهبت إلى جعفر، فذهب معي إلى النجاشي فردّوا عليّ كلّ شيء أخذوه.
ولما أسلم كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقرّبه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وولّاه غزاة ذات السلاسل، وأمدّه بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم استعمله على عمان، فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الّذي افتتح قنّسرين، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية، وولّاه عمر فلسطين.
أخرج ابن أبي خيثمة من طريق الليث، قال: نظر عمر إلى عمرو يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد اللَّه أن يمشي على الأرض إلا أميرا.
وقال إبراهيم بن مهاجر، عن الشعبيّ، عن قبيصة بن جابر: صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا [أبين قرآنا] «2» ، ولا أكرم خلقا، ولا أشبه سريرة بعلانية منه.
وقال محمّد بن سلّام الجمحيّ: كان عمر إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه يقول:
أشهد أنّ خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد، وكان الشعبي يقول: دهاة العرب في الإسلام أربعة، فعدّ منهم عمرا، وقال: فأما عمرو فللمعضلات.
وقد روى عمرو عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث.
روى عنه ولداه: عبد اللَّه، ومحمد، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو قيس مولى عمرو، وعبد الرحمن بن شماسة، وأبو عثمان النهدي، وقبيصة بن ذؤيب، وآخرون.
__________
(1) في أ: عمير.
(2) في أ: أثبت رأيا.(4/539)
ومن مناقبه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أمّره كما تقدم.
وأخرج أحمد من حديث طلحة أحد العشرة- رفعه: عمرو بن العاص من صالحي قريش، ورجال سنده ثقات، إلا أنّ فيه انقطاعا بين أبي مليكة وطلحة.
وأخرجه البغويّ، وأبو يعلى، من هذا الوجه، وزاد: نعم أهل البيت عبد اللَّه، وأبو عبد اللَّه، وأم عبد اللَّه.
وأخرجه ابن سعد بسند رجاله ثقات إلى ابن أبي مليكة مرسلا لم يذكر طلحة، وزاد- يعني عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
وأخرج أحمد بسند حسن عن عمرو بن العاص، قال: بعث إليّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: خذ عليك ثيابك وسلاحك» ، ثم ائتني. فأتيته، فقال: «إنّي أريد أن أبعثك على جيش فيسلّمك اللَّه ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة» . فقلت: يا رسول اللَّه، ما أسلمت من أجل المال، بل أسلمت رغبة في الإسلام. قال: «يا عمرو، نعمّا بالمال الصّالح المرء الصّالح» «1» .
وأخرج أحمد، والنّسائيّ، بسند حسن، عن عمرو بن العاص، قال: فزع أهل المدينة فزعا فتفرقوا، فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيا، ففعلت مثله، فخطب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ألا يكون فزعكم إلى اللَّه ورسوله، ألا فعلتم كما فعل هذان الرّجلان المؤمنان» .
وولي عمرو إمرة مصر في زمن عمر بن الخطاب، وهو الّذي افتتحها، وأبقاه عثمان قليلا ثم عزله، وولّى عبد اللَّه بن أبي سرح، وكان أخا عثمان من الرضاعة، فآل أمر عثمان بسبب ذلك إلى ما اشتهر، ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين عليّ ومعاوية، فلحق بمعاوية، فكان معه يدبّر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين، ثم سار في جيش جهّزه معاوية إلى مصر، فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الّذي جزم به ابن يونس وغيره من المتقنين، وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها، ثم اختلفوا فقيل بستّ، وقيل بثمان، وقيل بأكثر من ذلك، قال يحيى بن بكير: عاش نحو تسعين سنة. وذكر ابن البرقي، عن يحيى بن بكير، عن الليث: توفّي وهو ابن تسعين سنة.
قلت: قد عاش بعد عمر عشرين سنة. وقال العجليّ: عاش تسعا وتسعين سنة. وكان
__________
(1) أخرجه أحمد 4/ 197 والبخاري في الأدب (299) والحافظ ذكره في الفتح 8/ 75.(4/540)
عمر عمّر ثلاثا وستين. وقد ذكروا أنه كان يقول: أذكر ليلة ولد عمر بن الخطاب. أخرجه البيهقيّ بسند منقطع، فكأن عمره لما ولد عمر سبع سنين.
وفي صحيح مسلم من رواية عبد الرحمن بن شماسة، قال: فلما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى، فقال له عبد اللَّه بن عمرو ابنه: ما يبكيك ... فذكر الحديث بطوله في قصة إسلامه، وأنه كان شديد الحياء من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لا يرفع طرفه إليه. وذكرها ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وزاد فيها أشياء من رواية ابن لهيعة.
5898 ز- عمرو بن عاصم:
الأشعري.
يقال: هو اسم أبي مالك الأشعري، وهو غير كعب بن عاصم الآتي في الكاف.
5899 ز- عمرو بن عامر:
بن ربيعة بن هوذة العامري «1» .
قال في التّجريد: ذكره ابن الدباغ وحده.
قلت: قد تقدم في العرس أنه لقبه، واسمه عمرو بن عامر.
5900- عمرو بن عامر
بن الطفيل «2» .
أخرج له بقيّ بن مخلد في مسندة حديثا فيما نقله الذّهبي في «التّجريد» .
5901- عمرو بن عامر «3»
بن مالك بن خنساء الأنصاري، أبو داود المازني. ويقال اسمه عمير، بالتصغير، وسيأتي في الكنى.
5902 ز- عمرو بن عامر
الأنصاري.
ذكر «4» وثيمة أنه ممن شهد اليمامة في خلافة أبي بكر، وأنشد له مرثية في ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري.
5903- عمرو بن عبد الأسد
المخزومي «5» .
قيل: هو اسم أبي سلمة بن عبد الأسد، زوج أم سلمة. والمشهور أنّ اسمه عبد اللَّه، وكان اسمه في الجاهلية عبد مناف.
5904- عمرو بن عبد اللَّه
بن أبي قيس العامري «6» ، من بني عامر بن لؤيّ. وقتل يوم الجمل.
__________
(1) أسد الغابة ت (3972) .
(2) بقي بن مخلد 661.
(3) أسد الغابة ت (3973) .
(4) في أ: ذكره وثيمة.
(5) أسد الغابة ت (3974) .
(6) أسد الغابة ت (3980) ، الاستيعاب ت (1957) .(4/541)
5905 ز- عمرو بن عبد اللَّه
بن أم حرام. يكنى أبا أبي «1» ، وهو مشهور بكنيته.
يأتي.
5906 ز- عمرو بن عبد اللَّه
البكالي «2» .
يأتي في أواخر من اسمه عمرو، سمّى ابن السكن أباه عبد اللَّه، وحكى ابن عساكر أنّ اسمه سيف.
5907 ز- عمرو بن عبد اللَّه
الأنصاري «3» .
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا أعرفه بأكثر من أنه روى، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أكل كتف شاة، ثم قام فتمضمض وصلّى ولم يتوضأ. فيه نظر. ضعّف البخاري إسناده.
قلت: ما رأيته في تاريخ البخاريّ، ولا رأيت له ترجمة في غير الاستيعاب، ولا تعقّبه ابن فتحون، والعجب كيف يجحف أبو عمر في مثل هذا الاختصار ويطيل في المشهورين، ثم فتح اللَّه بالوقوف على علّته، وهو أنه حرّف اسم والده، إنما هو عبيد اللَّه بالتصغير، وهو الحضرميّ الآتي قريبا، ويحتمل على بعد أن يكون آخر، فإن المتن جاء عن جمع من الصحابة، فلو كان أبو عمر ذكر الراويّ عنه لانكشف الغطاء، ولكن الغالب على الظن أنه تحرّف عليه.
وسيأتي مزيد لذلك في عمرو بن عبيد اللَّه.
5908 ز- عمرو بن عبد اللَّه «4»
الأنصاري «5» .
أورد له وثيمة في الردّة شعرا يحرّض فيه أبا بكر الصديق على قتال أهل الردة من مسيلمة ومن معه من بني حنيفة. استدركه ابن فتحون.
5909 ز- عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ «6» :
ذكره أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ فيمن نزل حمص، فقال: حدثني أبو
__________
(1) أسد الغابة ت (3977) .
(2) التاريخ الكبير 1/ 303، ذيل الكاشف 1142، الثقات 3/ 278.
(3) أسد الغابة ت (3976) ، الاستيعاب ت (1954) .
(4) في أ: عبيد اللَّه.
(5) التحفة اللطيفة، 3/ 302، تهذيب التهذيب 8/ 63، الجرح والتعديل 6/ 343، خلاصة تذهيب 1/ 290، الاستبصار 350، تجريد أسماء الصحابة 1/ ج 1/ 412.
(6) الثقات 3/ 277، التحفة اللطيفة 3/ 33، خلاصة تذهيب 290، الجرح والتعديل 6/ 244، التاريخ الكبير 349.(4/542)
عمرو أحمد بن نصر بن سعيد بن حريب «1» بن عمرو الحضرميّ- أنّ جده حريبا «2» يكنى أبا مالك، وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح الشام، وهو مولى قوم من الحضرميين يقال لهم بنو مصعب.
وذكره خليفة بن خيّاط فيمن قتل بصفين مع معاوية.
قلت: ذكرته في هذا القسم، لأني جوزت أنه أخو العلاء بن الحضرميّ، واسم العلاء عبد اللَّه كما تقدم في ترجمته، وكان العلاء وإخوته حلفاء حرب بن أمية والد أبي سفيان، وكان للعلاء من الإخوة: عامر، قتل يوم بدر مع المشركين، والصعبة والدة طلحة أحد العشرة، لها صحبة، وعمرو قتله المسلمون قبل بدر، وبسببه هاجت وقعة بدر، فكأن هذا أخ لهم يكنى باسم أخيه الأكبر، وكلّهم معدودون في قريش.
وقد تقدم أنه لم يبق بمكة قرشيّ في سنة عشر إلّا شهد حجة الوداع.
5910 ز- عمرو بن عبد اللَّه الحارثي:
ذكر العدويّ، وابن سعد عن الواقديّ أن له وفادة. وسيأتي في قيس بن الحصين بيان ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
5911- عمرو بن عبد اللَّه الضبابي «3» :
قال ابن عبد البرّ: له وفادة.
5912- عمرو بن عبد اللَّه القاري «4» :
[ويقال ابن عبد «5» ، بغير إضافة» .
يأتي في عمرو بن القاري] «7» كذا سيجيء في الروايات.
5913
- عمرو بن [عبد] «8» الحارث «9» :
يكنى أبا حازم، وهو والد قيس بن أبي حازم التابعي الكبير المشهور. ويقال: هو عمرو بن عوف «10» .
__________
(1) في أ: حريث.
(2) في أ: حريثا.
(3) أسد الغابة ت (3978) ، الاستيعاب ت (1955) .
(4) في د: القامري.
(5) في د: ويقال عمرو القاري.
(6) أسد الغابة ت (3979) ، الاستيعاب ت (1956) .
(7) سقط في ل.
(8) سقط في أ.
(9) أسد الغابة ت (3981) .
(10) في د: أيضا انتهى.(4/543)
5914 ز- عمرو بن عبد العزى
بن عبد اللَّه بن رواحة بن مليل «1» بن عصيّة «2» السلمي الشاعر. وقيل في نسبه غير ذلك.
يكنى أبا شجرة، ذكره الواقديّ في كتاب «الرّدّة» ، وأنه كان ممن ارتدّ ثم عاد ومات بعد عمر، قال: وأمّه الخنساء بنت الشريد الشاعرة المشهورة، ووقع ذكره في كتاب الردة لوثيمة، لكنه قال أبو شجرة بن شريد «3» ، فكأنه نسب إلى جده لأمه. وسيأتي بأبسط من هذا في أبي شجرة في الكنى.
5915
- عمرو بن عبد عمرو بن نضلة «4» ، ذو الشمالين.
استشهد يوم بدر. تقدم ذكره في الذال المعجمة.
5916- عمرو بن عبد قيس
العبقسيّ «5» الضبي «6» ، ابن أخت أشجّ عبد القيس، وزوج ابنته.
ذكره ابن سعد وأنه أسلم قبل الهجرة، وقد تقدم خبره في ذلك في ترجمة صحار بن العباس في الصاد المهملة. ويقال: إنه الّذي يقال له عمرو بن المرحوم.
5917- عمرو بن عبد نهم الأسلمي «7» :
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: هو الّذي دلّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على الطريق يوم الحديبيّة، وقال: فيه نظر.
قلت: وجه النظر
أنّ ابن شاهين ذكر «8» بإسناد واه من طريق ابن الكلبي أن عمرو بن عبد نهم كان الدليل يوم الحديبيّة، فأخذ بهم على طريق عقبة الحنظليّ، فانطلق أمام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى وقف عليها، فقال: «مثل هذه العقبة مثل الّذي قال اللَّه تعالى لبني إسرائيل: ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا «9» حِطَّةٌ [البقرة: 58] لا يجوز هذه العقبة «10» أحد إلّا غفر له» «11» .
__________
(1) في د، ل، ت، هـ، هليل.
(2) في د: عيصة.
(3) في أ، د: الشريد
(4) أسد الغابة ت (3982) ، الثقات 3/ 273، تجريد أسماء الصحابة 1/ 412، التاريخ الكبير 6/ 359.
(5) في ل، ت: العنقسي.
(6) سقط في أ، ت، ل، هـ.
(7) أسد الغابة ت (3983) ، الاستيعاب ت (1958) .
(8) في أ: ذكره.
(9) في أ: قوله.
(10) في أ: الثنية.
(11) في د: إلا غفر اللَّه تعالى له ... الحديث. انتهى.(4/544)
5918- عمرو بن عبسة
بن خالد بن عامر بن غاضرة بن خفاف «1» بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وقيل ابن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك ابن ثعلبة بن بهثة، كذا ساق نسبه ابن سعد، وتبعه ابن عساكر.
والأول أصح، وهو الّذي قاله خليفة، وأبو أحمد الحاكم وغيرهما، السلمي. أبو نجيح، ويقال أبو شعيب.
قال الواقديّ: أسلم قديما بمكة، ثم رجع إلى بلاده، فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر «2» ، وقيل الفتح «3» ، فشهدها، قاله الواقدي.
وزعم أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ في ذكر من نزل حمص من الصحابة:
عمرو بن عبسة من المهاجرين الأولين، شهد بدرا، كذا قال، وتبعه عبد الصمد بن سعيد.
قال أحمد: وذكر بقية أنه نزلها أربعمائة من الصحابة منهم عمرو بن عبسة أبو نجيح.
قال ابن عساكر: كذا قالا، ولم يتابعا على شهوده بدرا، ويقال: إنه كان أخا أبي ذرّ لأمه، قاله خليفة، قال: واسمها رملة بنت الوقيعة.
أخرج مسلم في صحيحه قصة إسلامه وسؤاله عن أشياء من أمور الصلاة وغيرها.
وقد روى عنه ابن مسعود مع تقدّمه، وأبو أمامة الباهلي، وسهل بن سعد. ومن التابعين شرحبيل بن السمط، وسعدان بن أبي طلحة، وسليم بن عامر، وعبد الرحمن بن عامر، وجبير بن نفير، وأبو سلام، وآخرون.
قال ابن سعد: كان قبل أن يسلم اعتزل عبادة الأوثان.
__________
(1) التاريخ الكبير 6/ 302، المحبر 237، مشاهير علماء الأمصار 51، المعارف 290، تاريخ اليعقوبي 2/ 23، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 31، تاريخ أبي زرعة 1/ 608، مروج الذهب 1465، تحفة الأشراف 8/ 159، مقدمة مسند بقي بن مخلد 87، المعرفة والتاريخ 1/ 327، تاريخ الطبري 2/ 315، المعين في طبقات المحدثين 25، الكاشف 2/ 289، الكامل في التاريخ 2/ 59، النكت الظراف 8/ 164، تقريب التهذيب 2/ 74، تاريخ الإسلام 2/ 201، أسد الغابة 4/ 251، أسد الغابة ت (3984) ، الاستيعاب ت (1959) ، مسند أحمد 4/ 111، 384، التاريخ لابن معين 449، طبقات ابن سعد 4/ 214، طبقات خليفة 49، المعارف 290، الجرح والتعديل 416، المستدرك 3/ 616، ابن عساكر 6/ 241، جامع الأصول 9/ 116، تهذيب الكمال 1041، خلاصة تذهيب التهذيب 291، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 90.
(2) في أ: قبل خيبر.
(3) في أ: وبعد الفتح.(4/545)
وأخرج أبو يعلى من طريق [لقمان «1» بن عامر، عن أبي أمامة، من طريق «2» ] «3» ابن عبسة: لقد رأيتني وإني لرابع الإسلام. [وفي رواية أبي أحمد الحاكم من هذا الوجه. وإني لربع «4» الإسلام] «5» .
وأخرج أحمد من طريق شداد أبي عمار، قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، بأيّ شيء تدّعي أنك رابع الإسلام؟ قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، ولا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت عن مكة خبرا، فركبت حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مستخفيا، وإذا قومه عليه جرآء، فتلطّفت فدخلت عليه، فقلت: من أنت؟ قال: أنا نبيّ اللَّه» . قلت: اللَّه أرسلك؟ قال: «نعم» . قلت: بأي شيء؟ قال: «بأن يوحّد اللَّه فلا يشرك به شيء، وتكسر الأصنام، وتوصل الرّحم» . قلت: من معك على هذا؟ قال: «حرّ وعبد» ، فإذا معه أبو بكر وبلال. فقلت: إني متّبعك. قال: «إنّك لا تستطيع، فارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي ظهرت فالحق بي» .
قال: فرجعت إلى أهلي، وقد أسلمت، فهاجر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وجعلت أتخبّر الأخبار إلى أن قدمت عليه «6» المدينة، فقلت: أتعرفني؟ قال: «نعم، أنت الّذي أتيتني بمكّة» ؟
قلت: نعم، فعلّمني مما علّمك اللَّه ... فذكر الحديث بطوله.
كذا أخرجه أحمد، وظاهره أنّ شدادا رواه عن عمرو بن عبسة، وقد أخرجه مسلم من هذا الوجه، ولفظه: عن شداد، عن أبي أمامة، قال: قال عمرو بن عبسة ... فذكر نحوه.
وأخرج الطّبرانيّ وأبو نعيم عنه في دلائل النبوة من طريق ضمرة بن حبيب، ونعيم بن زياد، وسليم بن عامر- ثلاثتهم عن أبي أمامة: سمعت عمرو بن عبسة يقول: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو نازل بعكاظ، فقلت: يا رسول اللَّه، من معك على هذا الأمر؟ قال: «أبو بكر، وبلال» ، فأسلمت عند ذلك، فلقد رأيتني ربع الإسلام، فقلت: يا رسول اللَّه، أقيم معك أم ألحق بقومي؟ قال: «الحق بقومك» . قال: ثم أتيته قبيل فتح مكة ... الحديث «7» .
ومن طريق أبي سلّام الدّمشقيّ، وعمرو بن عبد اللَّه الشيبانيّ- أنهما سمعا أبا أمامة يحدّث عن عمرو بن عبسة، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، ورأيت أنها لا تضرّ
__________
(1) في أ: عبد الرحمن.
(2) في أ: عن عمرو.
(3) سقط في ل.
(4) في أ، د: لرابع.
(5) سقط في: ل، ت، هـ.
(6) في أ: عقبة.
(7) في أ: فذكر الحديث.(4/546)
ولا تنفع يعبدون الحجارة، فلقيت رجلا من أهل الكتاب، فسألته عن أفضل الدين، فقال:
يخرج رجل من مكة، ويرغب عن آلهة قومه، ويدعو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين، فإذا سمعت به فاتبعه، فلم يكن لي همّه إلا مكة أسأل هل حدث فيها أمر؟ إلى أن لقيت راكبا فسألته، فقال: يرغب عن آلهة قومه ... فذكر نحو ما تقدم أولا.
وأخرج أبو نعيم من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن [عبد الرحمن بن] «1» عمران بن الحارث، عن مولى لكعب. قال: انطلقنا مع المقداد بن الأسود، وعمرو بن عبسة، وشافع بن حبيب الهذلي، فخرج عمرو بن عبسة يوما للرعية، فانطلقت نصف النهار- يعني لأراه، فإذا سحابة قد أظلّته، ما فيها عنه مفصل، فأيقظته، فقال: إن هذا شيء إن علمت أنك أخبرت به أحدا لا يكون بيني وبينك خير. قال: فو اللَّه ما أخبرت به حتى مات.
وقال الحاكم أبو أحمد: قد سكن عمرو بن عبسة الشام، ويقال: إنه مات بحمص.
قلت: وأظنه مات في أواخر خلافة عثمان، فإنني لم أر له ذكرا في الفتنة، ولا في خلافة معاوية.
5919 ز- عمرو بن عبس:
يأتي في عمرو بن عيسى.
5920 أ- عمر بن عبيد اللَّه الحضرميّ «2» :
قال البخاريّ: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولا يصح حديثه، وتبعه أبو عليّ بن السكن، وحكاه «3» ابن عديّ وقال ابن خزيمة: لا أدري هو من أهل المدينة أم لا؟.
أخرجه أحمد، والبغويّ، والطّحاويّ، والطّبريّ، وابن السّكن، والباورديّ، وابن مندة بعلوّ «4» ، كلّهم من طريق الحسن بن عبد اللَّه «5» أنّ عمرو بن عبيد اللَّه الحضرميّ صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أكل كتفا، ثم قام فتمضمض وصلّى ولم يتوضأ.
ووقع في الاستيعاب عمرو بن عبد اللَّه الأنصاري، فذكر الحديث وقال: لا أعرفه بغير هذا. وفيه نظر، ضعّف «6» البخاري إسناده، فخالف في اسم أبيه، فقال: عبد اللَّه مكبرا، وفي نسبه [يقال الأنصاري، فاستدرك ابن فتحون عمرو بن عبيد»
اللَّه الحضرميّ، وأظنه غير
__________
(1) سقط في: أ، د، ت، ل، هـ.
(2) أسد الغابة ت (3985) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، التاريخ الكبير 6/ 312.
(3) في أ: وزكاه.
(4) في أ: نقلوا.
(5) في ل، ت: عبيد اللَّه.
(6) في د: قد ضعف.
(7) في أ: عبد اللَّه.(4/547)
الّذي في الاستيعاب، وليس بجيد «1» ، بل هو من (شرّ كتابه الّذي) «2» جمعه في أوهام الاستيعاب، قال ابن الأثير: تقدم هذا المتن في عمرو بن عبد اللَّه] «3» فقال: الأنصاري، فلعله كان حضرميا وحليفا في الأنصار. ووقع في التجريد: الثقفي بدل الأنصاري، وما أدري ما وجهه؟ [واللَّه أعلم] «4»
5920 ب- عمرو بن عثمان
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة التيمي «5» ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وأمّه هند بنت البياع الليثية.
وقال البلاذري وغيره: استشهد بالقادسية سنة خمس عشرة، وليس له عقب.
5921- عمرو بن عزرة
بن عمرو بن محمود بن رفاعة، أبو زيد الأنصاري.
قال ابن الكلبيّ في الجمهرة: له صحبة.
قلت: وذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في أول نسب قحطان، وذكر أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة.
5922- عمرو بن عطية «6» :
أورده الطّبرانيّ في الصّحابة، وأبو نعيم من طريقه، وأخرج من طريق ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن عطية، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الأرض ستفتح عليكم، وتكفون المئونة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهميه» .
واستدركه أبو موسى.
5923 ز- عمرو بن عقبة «7» :
ذكره سعيد بن يعقوب الشّيرازيّ، وأورد من طريق مكحول عن عمرو بن عقبة- رفعه: «من صام يوما في سبيل اللَّه بعد عن النّار مسيرة مائة عام» .
واستدركه أبو موسى، وقال: قال سعيد: لعله عمرو بن عبسة، يعني فتحرّف.
قلت: لكنه يحتمل التعدد.
5924- عمرو بن عقبة:
بن نيار الأنصاري «8»
__________
(1) في أ: عبيد.
(2) في أ: شرط كتاب الدر.
(3) سقط في د، ل، ت، هـ
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (3987) ، الاستيعاب ت (1960) .
(6) أسد الغابة ت (3989) .
(7) أسد الغابة ت (3991) .
(8) تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، الثقات 3/ 270.(4/548)
ذكره المستغفريّ في الصحابة، وقال: شهد بدرا، يكنى أبا سعيد.
استدركه أبو موسى وخلطه بالذي قبله. والصواب أنه غيره. وسيأتي في عمير بالتصغير.
5925- عمرو بن عقيل «1» :
حضر عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره الطّبرانيّ في مسند الشاميين، ولم يذكره في المعجم الكبير، فأخرج من طريق محمد بن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن جده، حدثني يحيى بن عقيل أن أباه قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذ أقبل رجل جريء يتخطّى الناس، فدنا حتى سلم، ووضع ركبته على ركبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإسلام والإيمان، وفي آخره: فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ذلكم جبريل، أتى النّاس في صورة رجل من بني آدم علّمهم دينهم، ثمّ رجع» «2» .
5926 ز- عمرو بن عكرمة بن أبي جهل:
تقدم في عمر «3» .
5927 ز- عمرو بن علقمة
بن علاثة العامري، ثم الكلابي.
تقدم ذكر أبيه، وله قصة مع معاوية.
5928 ز- عمرو بن عمرو الحارثي:
ذكره ابن إسحاق في وفد بني الحارث «4» . وسيأتي بيان ذلك في يزيد بن عبد المدان «5» .
5929- عمرو بن أبي عمرو العجلاني «6» :
ذكره ابن مندة، وذكره الطّبرانيّ وغيره فلم يذكروا أباه، وقد جرت عادة ابن مندة إذا لم يسمّ والد الصحابي يكنيه باسم ولده.
وأخرج ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، وابن السكن، وغيرهم، من طريق عبد اللَّه بن نافع مولى ابن عمر، عن أبيه، عن عبد الرحمن، وفي رواية الطبراني عبد اللَّه بن عمرو العجلاني، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى أن يستقبل شيء من القبلتين في الغائط والبول «7» .
وفي رواية الطّبرانيّ أنّ عبد اللَّه بن عمرو حدّث ابن عمرو عن أبيه ... فذكره.
__________
(1) في أ: عقيلة.
(2) في أ: ثم رفع.
(3) في أ، د، ت، ل: عمرو.
(4) في أ: بني الحارث بن كعب.
(5) في أ: عبد الدار.
(6) أسد الغابة ت (3994) .
(7) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 91.(4/549)
5930- عمرو بن أبي عمرو المزنيّ:
والد رافع «1» .
هو والد عمرو بن هلال بن عبيد، قاله ابن فتحون، ونبّه على وهم صاحب الاستيعاب حيث قال: عمرو بن رافع، وإنما هو عمرو والد رافع.
وأخرج حديثه النّسائيّ، والبغويّ، وابن السّكن، وابن مندة بعلوّ «2» ، من طريق هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو المزني، قال: إني لفي حجّة الوداع خماسي أو سداسي، فأخذ أبي بيدي حتى انتهينا إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمنى يوم النّحر، فرأيته يخطب على بغلة شهباء، فقلت لأبي: من هذا؟ فقال: هذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فدنوت حتى أخذت بساقه، ثم مسحتها حتى أدخلت كفّي فيما بين أخمص قدمه والنعل، فكأني أجد بردها على كفّي.
قال ابن مندة: رواه علي بن مجاهد، عن هلال بن عامر، قال: كنت مع أبي يوم النحر ... كذا قال.
وقد أخرجه أبو نعيم من رواية القاسم بن مالك، فقال: عن هلال بن رافع بن عمرو، كما تقدم الحديث في ترجمة عامر بن عمرو، وبينت هناك من قال فيه: عن هلال، عن أبيه، فلعله اختلف على القاسم، كما اختلف فيه على شيخه.
5931- عمرو بن أبي عمرو
بن شدّاد الفهري «3» .
يكنى أبا شداد. يأتي في الكنى. وقد مضى في عمرو بن الحارث.
5932- عمرو بن أبي عمرة:
استدركه في «التّجريد» ، وعلّم له علامة من له حديث واحد في مسند بقيّ بن مخلد، والعلم عند اللَّه تعالى، فلو ذكر الحديث لأمكن الوقوف على جليّة الحال فيه.
5933 ز- عمرو بن عمير الأنصاري «4» :
قال ابن السّكن: يقال له صحبة. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (3996) .
(2) في أ: معلوم.
(3) تهذيب التهذيب 8/ 82، أسد الغابة ت (3995) ، تاريخ من دفن بالعراق/ 398، الاستيعاب ت (1961) ، الطبقات 266، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، الكاشف 337، تلقيح فهوم أهل الأثر 383.
(4) المصباح المضيء 1/ 255، تقريب التهذيب 2/ 75، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، التاريخ الكبير 6/ 352، تهذيب الكمال 6/ 352، أسد الغابة ت (3997) .(4/550)
وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في عامر بن عمير النميري، وعمرو فيما يظهر لي أرجح.
أخرج حديثه البغويّ، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي يزيد المزني، عن عمرو بن عمير الأنصاري- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غبر عن أصحابه ثلاثا لا يرونه إلا في صلاة، فقال: «وعدني ربّي أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب» «1» .
ورواه سليمان بن المغيرة، عن ثابت بالشك، قال: عن عمرو بن عمير، أو عامر بن عمير، ومضى حكاية «2» قول من خالف في ذلك في عامر بن عمير.
5934- عمرو بن عمير:
بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وخلطه ابن الأثير بالذي قبله، والّذي يغلب على ظني أنه غيره، ووقع في التجريد يقال: إنه شهد العقبة.
روى عنه جابر.
5935 ز- عمرو بن أبي عمير:
ذكره سعيد بن يعقوب الشّيرازيّ في الصحابة، وأخرج من طريق ابن لهيعة أنّ أبا الزبير أخبره، قال: قلت لجابر: أسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يزني الزّاني وهو مؤمن؟» «3»
قال:
لم أسمعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولكن أخبرني عمرو بن أبي عمير أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأورده أبو موسى في ترجمة عمرو بن أبي عمرو الفهري، وترجمة الفهريّ تقدّمت في عمرو بن الحارث، وليس فيها أنّ له رؤية.
5936 ز- عمرو بن عميس بن مسعود:
كان من عمّال عليّ، فقتله بسر بن أرطاة لما أرسله معاوية للغارة على عمّال عليّ، فقتل كثيرا من عماله من أهل الحجاز واليمن، ذكره المفيد بن النعمان الرافضيّ في كتابه مناقب عليّ، وقصة بسر في الأصل مشهورة عند غيره.
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 540 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب (12) حديث رقم 2437 قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وابن ماجة في السنن 2/ 1433 كتاب الزهد (37) باب صفة أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلّم (34) حديث رقم 4286. وأحمد في المسند 4/ 16، 5/ 268، وابن أبي شيبة 11/ 471.
(2) في أ: خطاب.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 76 عن أبي هريرة بلفظه كتاب الإيمان (1) باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية ... (24) حديث رقم (100/ 57) . وأحمد في المسند 2/ 376، والطبراني في الصغير 2/ 50.(4/551)
5937- عمرو بن عنمة:
بمهملة ونون مفتوحتين، ابن عدي «1» بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا، وفي البكاءين، وكذا ذكره ابن إسحاق.
5938- عمرو بن عوف «2»
بن زيد بن ملحة، ويقال مليحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة المزني، أبو عبد اللَّه، أحد البكّاءين.
وجاءت عنه عدة أحاديث من رواية كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده. وكثير ضعّفوه.
وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام. وقال البخاري في تاريخه: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف، قال: كنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حين قدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا.
وذكر ابن سعد أنّ أول غزوة شهدها الأبواء، ويقال: أول مشاهده الخندق. وذكر ابن سعد وأبو عمرويه «3» وابن حبان في الصحابة أنه مات في ولاية معاوية.
5939- عمرو بن عوف الأنصاري «4» ،
حليف بني عامر بن لؤيّ.
قال ابن إسحاق: كان مولى سهيل بن عمرو. وأخرج الشيخان وأصحاب السنن سوى أبي داود، من طريق الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة- أنّ عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤيّ، وكان شهد بدرا، أخبره أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجراح، فقدم بمال من البحرين ... الحديث.
وقال ابن سعد: عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو، يكنى أبا عمرو، وكان من مولّدي
__________
(1) أسد الغابة ت (3998) ، الاستيعاب ت (1963) .
(2) أسد الغابة ت (4000) ، الاستيعاب ت (1965) ، الثقات 3/ 271، الكاشف 2/ 328، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، عنوان النجابة 139، الرياض المستطابة 214، تقريب التهذيب 2/ 75، خلاصة تذهيب 2/ 292، تهذيب التهذيب 1/ 85، حلية الأولياء 2/ 10، التاريخ الكبير 6/ 37، المعرفة والتاريخ 1/ 325.
(3) في أ: وأبو عروبة.
(4) تهذيب التهذيب 8/ 85، أسد الغابة ت (3999) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، تاريخ الإسلام 3/ 170، تلقيح فهوم أهل الأثر 36، الاستيعاب ت (1964) ، تهذيب الكمال 2/ 1045، الطبقات 227، الطبقات الكبرى 384، المجمع بين رجال الصحيحين 1380، دائرة معارف الأعلمي 23/ 67، التمهيد 2/ 121، بقي بن مخلد 55، التعديل والتجريح 10900.(4/552)
أهل مكة، كان موسى بن عقبة وغيره يقولون: عمير بالتصغير، وكان ابن إسحاق يقول عمرو.
قلت: وذكره ابن حبّان في الصحابة في باب عمير، وقال ابن عبد البر في باب من اسمه عمير: عمير بن عوف من مولّدي مكة، شهد بدرا، وما بعدها، ومات في خلافة عمر، فصلى عليه. وقال في باب من اسمه عمرو بن عوف الأنصاري حليف بني عامر بن لؤيّ يقال له عمير، سكن المدينة لا عقب له، وروى عنه المسور بن مخرمة حديثا واحدا.
وكذا فرّق العسكريّ بين الأنصاري وبين حليف بني عامر، والحقّ أنه واحد، واسمه عمرو، وعمير تصغيره.
5940- عمرو بن عوف
بن يربوع بن وهب بن جراد الجهنيّ «1» .
قال ابن الكلبيّ: كان ممن بايع تحت الشجرة. استدركه ابن الدباغ، وتبعه ابن الأثير وغيره، وفي التجريد: يقال إنه يماني.
قلت: ساق ابن الكلبيّ نسبه إلى جهينة.
5941- عمرو بن غزية «2» :
بغين معجمة مفتوحة ثم زاي مكسورة وتحتانية ثقيلة، ابن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري.
يقال: إنه شهد العقبة وبدرا. وذكر الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود: 114] قال: نزلت في عمرو بن غزيّة، وكان يبيع التمر فأتته امرأة تبتاع منه تمرا ...
الحديث في نزول الآية. انفرد الكلبي بتسميته غزيّة بن عمرو. وقد تقدم ذكر ولده الحجاج بن عمرو.
ووردت القصة لنبهان التمار، ولأبي اليسر كعب بن عمرو. وأغرب الثعلبي في تفسيره، فسمى أبا اليسر عمرو بن غزيّة، كأنه رأى القصة وردت لهما، فظنه واحدا، فإن كان ضبطه حمل على أن عمرو بن غزية كان يكنى أبا اليسر أيضا، فيستدرك على مصنّفي المشتبه، فإنّهم لم يذكروا من الصحابة إلا أبا اليسر كعب بن عمرو.
__________
(1) أسد الغابة ت (4001) .
(2) الثقات 3/ 271، أسد الغابة ت (4002) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 415، الاستبصار 86، 87، الاستيعاب ت (1966) ، الطبقات الكبرى 8/ 438.(4/553)
5942- عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي «1» :
يأتي نسبه في ولده. ذكره خليفة والمستغفري وغيرهما في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال له صحبة. وقد ذكره بعضهم في الصحابة. وقال ابن مندة: مختلف في صحبته. وقال ابن البرقي: لا تصح له صحبة. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: أدرك الجاهلية.
قلت: إن كان أدرك الجاهلية فهو صحابي كما تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من أهل مكة والطائف إلا أسلم وشهدها، وقد ذكره عليّ بن المديني فيمن روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ونزل البصرة.
وأما الرّواية عنه فأخرجها ابن ماجة، والبغوي، والعسكري، وابن أبي عاصم، وغيرهم، من رواية مسلم بن مشكم، بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف- عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ من آمن بي وصدّقني وعلم أنّ ما بعثت به هو الحقّ من عندك فأقلّ ماله وولده، وحبّب إليه لقاءك ... » الحديث.
قال ابن عبد البرّ: ليس إسناده بالقوي. وقال ابن عساكر: ليس له عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيره.
وقال ابن السكن: لم يذكر في حديثه رواية ولا سماعا.
وروى أيضا عن ابن مسعود، وكعب الأحبار.
وروى عنه أيضا عبد الرّحمن بن جبير المصريّ، وقتادة، قال البخاري في تاريخه:
عمرو بن غيلان الثقفي أمير البصرة سمع كعبا، قاله سعيد، عن قتادة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن غيلان.
قلت: وهذا أصح، فقد جزم أبو عمر بأنّ عبد اللَّه بن عمرو كان من كبار رجال معاوية في حروبه، وولاه إمرة البصرة بعد زياد، ثم صرفه بعد ستة أشهر، وأضافها لعبيد اللَّه بن زياد.
5943- عمرو بن الفحيل:
بفاء ثم مهملة مصغرا، الزبيدي.
ذكره وثيمة في كتاب «الرّدّة» عن ابن إسحاق، قال: لما انتهى موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى بني زبيد، وكان رأسهم عمرو بن الفحيل وكان مسلما مهاجرا، فتكلم عمرو بن معديكرب ودعا
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 415، أسد الغابة ت (4002) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الاستيعاب ت (1967) ، تقريب التهذيب 2/ 76، تهذيب الكمال 2/ 1046، خلاصة تذهيب 8/ 88، تهذيب التهذيب 8/ 293، مقدمة مسند بقي بن مخلد 487.(4/554)
إلى الردة، فغضب عمرو بن الفحيل وعمرو بن الحجاج، وكان لهما فضل في رياستهما، فقال ابن الفحيل: يا معشر زبيد، إن كنتم دخلتم في هذا الدين راغبين فحاموا عليه، أو خائفين من أهله فتحصّنوا به ولا تظهروا للناس من سرائركم ما يعلم اللَّه فيظهروا عليكم بها.
ولا أبلغ من نصحي لكم فوق نصحي لنفسي، اعصوا عمرو بن معديكرب، وأطيعوا عمرو بن الحجاج، وقال في ذلك شعرا منه:
الخفيف
أسعديني بدمعك الرّقراق ... لفراق النّبيّ يوم الفراق
ليتني متّ يوم مات ولم ... ألق من الرّزء ما أنا لاق
5944 ز- عمرو بن فروة
بن عوف الأنصاري.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وذكر أنه شهد الجمل مع عليّ وأنشد في ذلك شعرا.
5945 ز- عمرو بن فضيل
بن عبدة بن كثير، من بني قيس بن ثعلبة.
ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة، واستدركه ابن فتحون.
5946- عمرو بن الفغواء «1» :
بفتح الفاء وسكون المعجمة والمد، أخو علقمة.
قال ابن السّكن: له صحبة. وأخرج له أبو داود حديثا في ترجمة أخيه علقمة.
5947 ز- عمرو بن فلان الأنصاري:
يأتي في أواخر عمرو.
5948- عمرو بن القاري «2» :
تقدم في عمرو بن عبد اللَّه.
5949- عمرو بن قيس»
بن زائدة القرشي العامري. وقيل عمرو بن قيس بن شرحبيل «4» ، قيل: هو ابن أم مكتوم الأعمى.
وقد تقدم عمرو بن أم مكتوم في أوائل من اسمه عمرو.
__________
(1) أسد الغابة ت (4006) ، الاستيعاب ت (1968) ، الثقات 3/ 274، تقريب التهذيب 2/ 76، تهذيب الكمال 1046.
(2) أسد الغابة ت (4007) .
(3) أسد الغابة ت (4011) ، الاستيعاب ت (19669) ، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 150، المعارف 290، مشاهير علماء الأمصار 7- 53، حلية الأولياء 3/ 4، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 295. 296، العبر 1/ 19، الشذرات 1/ 28.
(4) في أ، د، ت، ل، هـ) شريح.(4/555)
5950 ز- عمرو بن قيس
بن حزن بن عدي بن مالك بن سالم بن عوف بن مالك الأنصاري الخزرجي، أبو خارجة.
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: لا تعرف له رواية. ذكره يونس بن بكير. وذكره «1» ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
5951 ز- عمرو بن قيس
بن خارجة، من بني عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي.
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنّى فيمن شهد بدرا هو وولده أبو سليط.
5952- عمرو بن قيس:
بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري «2» .
ذكره الواقديّ، وأبو معشر، فيمن شهد بدرا. وذكره ابن إسحاق وغيره فيمن استشهد بأحد.
5953- عمرو بن قيس
بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري «3» : قتل بأحد.
5954- عمرو بن قيس العبديّ:
ابن أخت الأشجّ «4» .
ذكره أبو موسى [عن جعفر] «5» بغير إسناد، فقال: بعثه الأشجّ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليعلم له علمه، فأسلم ورجع إلى الأشج فأخبره فأسلم ووفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
5955 ز- عمرو بن قيس الأزدي:
أقطعه عمر مكانا بالعراق يقال لوبعة «6» عمرو.
5956- عمرو بن قرة «7» :
ذكره غير واحد في الصحابة، وأخرج حديثه عبد الرّزّاق في مصنفه، من رواية مكحول، قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، عن صفوان بن أمية، قال: كنّا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاء عمرو بن قرة فقال: يا رسول اللَّه، إن اللَّه قد كتب عليّ الشقوة، وما أراني أرزق إلا من دفّي بكفي، فائذن لي بالغناء من غير فاحشة. فقال: «لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة، ابتع
__________
(1) في أ: عن.
(2) أسد الغابة ت (4012) ، الاستيعاب ت (1970) .
(3) أسد الغابة ت (4013) ، الاستيعاب ت (1971) .
(4) أسد الغابة ت (4009) .
(5) سقط في: د، ل، ت، هـ.
(6) في أ: كويفة، في ل: لويعة، في ت: لونعة.
(7) أسد الغابة ت (4008) .(4/556)
على نفسك وعيالك حلالا، فإنّ ذلك جهاد في سبيل اللَّه. وأعلم أنّ عون اللَّه تعالى مع صالحي التّجارة» .
هذا لفظ أبي نعيم في «المعرفة» ، من طريق الحسن بن أبي الربيع، عن عبد الرزاق، وشيخ عبد الرزاق فيه يحيى بن العلاء، وشيخ يحيى فيه بشر بن نمير، كلاهما من المتروكين.
وأخرجه «ابن مندة» بعلوّ عن ابن الأعرابي، عن الزيادي، عن عبد الرزاق.
5957 ز- عمرو بن كعب:
بن عمرو الغفاريّ «1» .
استدركه ابن فتحون، وعزاه للواقدي والطبري، وذكر له قصة تشبه القصة التي تأتي في ترجمة كعب بن عمير.
5958 ز- عمرو بن كعب:
جدّ طلحة «2» .
يأتي في كعب بن عمرو إن شاء اللَّه تعالى.
5959 ز- عمرو بن كلثوم الخزاعي:
تقدم في عمرو بن سالم بن كلثوم.
5960- عمرو بن كليب اليحصبي:
استدركه ابن فتحون، ونقل عن سيف والطبري أنه أحد الأمراء العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح. وتقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة. انتهى.
وذكره ابن عساكر، فقال: [عمرو بن كليب أو كلب اليحصبي] «3» - أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ووجّهه أبو عبيدة من مرج الصّفّر إلى فحل فيما رواه سيف بن عمر، عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغفاريّ.
5961- عمرو بن مازن الأنصاري:
من بني خنساء بن مبذول «4» .
عدّه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا، وأخرجه ابن مندة من طريقه،
__________
(1) الثقات 3/ 268، تجريد أسماء الصحابة 1/ 416، تقريب التهذيب 2/ 77، تهذيب الكمال 2/ 1048، تهذيب التهذيب 8/ 95، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الجرح والتعديل 6/ 1415، المغني 4698، ديوان الضعفاء 3206، الميزان 3/ 285، تراجم الأحبار 2/ 566، دائرة الأعلمي 23/ 68.
(2) أسد الغابة ت (4014) .
(3) في أ: عمرو بن كعب بن كليب أو اليحصبي.
(4) أسد الغابة ت (4015) .(4/557)
وتعقّبه أبو نعيم فقال: هذا وهم، لأن عمرو بن غنم جدّ خنساء الّذي ينسب إليه بنو خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم قال: فكأنّ ابن مندة سقط من كتابه شيء، فظن أن عمرا «1» شهد بدرا، وليس كذلك، فإن ابن إسحاق لم يذكر أنه شهد بدرا من بني خنساء إلا رجلان: أبو داود المازني، وسراقة بن عمرو. ولو نظر في نسخة صحيحة لظهر له وهمه، فإن بين عمرو بن مازن وبين الإسلام أكثر من مائة سنة فعدّه في الصحابة وكثّر به كتابه.
وتعقبه ابن الأثير بأنه الّذي نقله ابن مندة من رواية يونس عن ابن إسحاق صحيح، فإنه قال:
شهد بدرا من بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أبو داود المازني، وسراقة بن عمرو، وعمرو بن مازن- ثلاثة نفر. قال: وأصحاب ابن إسحاق يختلفون عليه كثيرا، ومعوّل ابن مندة على رواية يونس بن بكير، وأبو نعيم إنما ينقل رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، وليس فيها ذكر عمرو بن مازن، ولا في روايته البكائي ولا سلمة بن الفضل.
قلت: وظنّ أبي نعيم أن عمرو بن مازن هو جدّ القبيلة فيه نظر، لأن جد القبيلة إنما هو عمرو بن غنم بن مازن، فكأنه جوّز أن يكون غنم سقط بين عمرو ومازن، فبنى على ذلك الجزم توهم ابن مندة، وليس بجيد، لأن الأصل عدم السقوط. واللَّه أعلم.
5962- عمرو بن مالك
بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعفري.
أخرج ابن مندة من طريق أبي أحمد الزبيري، عن مسعر، عن خشرم بن حسان- أن عمرو بن مالك ملاعب الأسنة بعث إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يلتمس دواء ... الحديث.
ورواه جماعة عن مسعر عن خشرم، عن مالك، وهو الأشبه، وقال الذهبي: الأصح مالك بن عمرو.
قلت: الملقب ملاعب الأسنة اسمه عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو عمّ عامر بن الطفيل الفارس المشهور الّذي غدر بأصحاب بئر معونة، وكان عمّه ملاعب الأسنة أجارهم فخفر ذمّته، لكن الحديث المذكور إنما هو لعامر لا لعمرو كما قدمت في ترجمته من جميع طرقه، لكن يحتمل أن يكون عمرو اسم ابن أخيه الّذي لم يسمّ في حديث أبي سعيد الّذي أورده ابن شاهين، وفيه أنّ ملاعب الأسنة بعث إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يسأله الدواء من وجع بطن ابن أخ له، فبعث إليه عكّة عسل فسقاه فبرئ.
__________
(1) في أ: عمرو.(4/558)
وقد اختلف في إسلام ملاعب الأسنة «1» ، فعلى هذا فيكون عمرو بن مالك نسب إلى جدّه، ووقع في التجريد في هذه الترجمة: والأصحّ أن ملاعب الأسنة مالك بن عمرو، وهذا الّذي قال: إنه الأصح ليس بصحيح، وإنما هو عامر بن مالك.
5963- عمرو بن مالك
بن عميرة بن لأي الأرحبي، يكنى أبا زيد.
ذكر الرّشاطيّ أنّ قيس بن نمط لما وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وصفه بأنه فارس مطاع. فكتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم رجع بعد الهجرة إلى مكة، فصادف النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد رحل إلى المدينة، ثم وفد في حجّة الوداع على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الهمدانيّ في «الإكليل» .
5964- عمرو بن مالك
بن قيس بن بجيد، بموحدة وجيم مصغرا، ابن رؤاس «2» ، بضم أوله والهمزة وآخره مهملة، ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
قال البخاريّ وابن السّكن: يعدّ في الكوفيين. زاد ابن السكن: روى عنه طارق بن علقمة بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس، وكان حميد وبجيد «3» شريفين بخراسان.
وقال ابن الكلبي بعد أن ساق نسبه: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هو وحميد وبجيد.
وقال ابن السّكن: له صحبة، ولأبيه صحبة.
وقال أبو عمر: وفد عمرو بن مالك بن قيس مع أبيه فأسلما، وقال- تبعا لابن السكن: وقد قال قوم إن الصحبة لأبيه.
وأخرج ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وابن أبي خيثمة في «التّاريخ» ، وابن السّكن عنه جميعا عن عبد الرحمن بن مطرف، قال: حدثنا ابن عمي وكيع بن الجراح، عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن نافع جدّ علقمة، قال: كنت في القوم، فأتى عمرو بن مالك الرؤاسي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم رجع إلى قومه فدعاهم فأبوا أن يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم من بني عقيل، فأتوهم فأصابوا منهم رجلا فأتبعهم بنو عقيل فقاتلوهم، وفيهم رجل يقال له ربيعة بن المنتفق يقول في رجز له:
أقسم لا أطعن إلّا فارسا ... إذا القيام ألبسوا القلانسا
[الرجز] فقام رجل من القوم يحرّضهم، فحمل المحرّش بن عبد اللَّه الرّؤاسيّ فاطّعنا طعنتين،
__________
(1) في أ: الأسنة كما تقدم.
(2) أسد الغابة ت (4020) ، الاستيعاب ت (1973) .
(3) في أ: جنيد.(4/559)
فطعنه ربيعة في عضده فاختلها، فقال المحرش، [قال رؤاس] «1» ، فقال ربيعة: وما رؤاس أجبل «2» أم أناس؟ فعطف عمرو على ربيعة ثم أسقط في يده، فقال: قتلت مسلما، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقد غلّ يديه لما أحدث، فسمع صبيانا يقولون: لئن أتانا مغلولة يده لأضربنّ ما فوق الغلّ، فأتاه من بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، ارض عني، فأعرض عنه، فأتاه من خلفه، فقال له مثل ذلك، ثم أتاه عن يمينه وعن شماله مثل ذلك، ثم أتاه من بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، ارض عني، فو اللَّه إنّ الرب ليترضى فيرضى. قال: فلان له وقال قد رضينا عنك. وقال البخاري: قال لي.
وقال البغويّ: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وقال الطبراني: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدثنا عثمان. وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، حدثنا وكيع، عن أبيه، عن شيخ يقال له طارق بن عمرو بن مالك الرؤاسي، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، ارض عني، فأعرض ثلاثا، فقلت: يا رسول اللَّه، واللَّه إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني، قال: فرضي عني.
وأخرجه البزّار في مسندة، عن إبراهيم بن زياد الصائغ، عن وكيع هكذا، وقال: لا يعلم روى عمرو بن مالك إلا هذا الحديث. قال أبو موسى: رواه غير واحد هكذا عن وكيع، وخالفهم سفيان بن وكيع فرواه عن أبيه عن جده عن طارق، عن عمرو بن مالك عن أبيه.
قلت: سفيان بن وكيع ضعيف في أبيه وغيره، وقد خبط في السّند فزاد فيه عن جدّه، وزاد بعده عن أبيه، ورواية عبد الرحيم بن مطرف، وهو من الثقات، تشهد لرواية عثمان ابن أبي شيبة، وهو من الحفاظ.
5965 ز- عمرو بن مالك الأشجعي «3» :
ذكره أبو نعيم في «الصحابة» ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، عن أبي النضر مولى ابن معمر، عن عمرو بن مالك الأشجعي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أوصني، فإنّي أتخوّف ألّا أراك بعد يومي هذا، قال: «عليك بجبل الحمى» . قلت: وما جبل الحمى؟ قال: «أرض المحشر. وإيّاك وسريّة النّقل «4» ، فإنّهم إنّ لقوا فرّوا، وإن غنموا غلّوا» .
__________
(1) في ى: رؤاس.
(2) في أ: خيل.
(3) أسد الغابة ت (4016) .
(4) في أ: البغل.(4/560)
قلت: في السّند ضعف. وقد أخرج ابن ماجة المتن دون القصة من طريق ابن لهيعة بسند آخر، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة: سمعت أبا الورد يقول: «إيّاكم والسّريّة ... » فذكره موقوفا.
5966- عمرو بن مالك الأوسي «1» :
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج هو وأبو يعلى من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عمرو بن مالك الأوسي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قرأ حرفا من القرآن كتبت له حسنة» ، أو قال: «عشر حسنات، لا أقول ألم حرف ... » «2» الحديث.
قال أبو موسى: وقع فيه تحريف، وإنما هذا حديث عوف بن مالك، أورده ابن شاهين، وقال: إنه الرؤاسي، وساق حديثه من رواية زرارة بن أوفى عنه، قال: وهذا الّذي يقال له غنم بن مالك وأبي بن مالك.
قلت: وقد تقدم في ترجمة أبي بن مالك القشيري، قال: وساق حديث طارق عن عمرو بن مالك، قال: وهؤلاء ثلاثة مفترقون، فجعلهم واحدا.
قلت: وهذا الثالث هو الرؤاسي المتقدم ذكره قريبا.
5967- عمرو بن مالك العكي:
قدم مع أبي موسى الأشعريّ في وفد الأشعريين، قاله ابن سعد، واستدركه الذهبي.
قلت: وذكر ابن سعد في «الوفود» أنّ وفد الأشعريين قدموا مع أبي موسى وفيهم رجلان من عكّ، ولم يسمهما، فينظر في اسم الثاني.
5968 ز- عمرو بن المحجوب العامري «3» :
استدركه ابن فتحون، وأخرج سيف في «الفتوح» بسندين إلى ابن عباس أنه كان من عمّال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأرسل إليه زياد بن حنظلة يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة.
وقد تقدم له ذكر في صفوان بن صفوان.
__________
(1) الثقات 3/ 270، أسد الغابة ت (4018) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 416، الجرح والتعديل 6/ 258، الطبقات الكبرى 1/ 300، 301- 3/ 513، مقدمة مسند بقي بن مخلد 915.
(2) ومن طريق آخر أخرجه الترمذي (2910) وابن أبي شيبة 10/ 261، 461 والطبراني في الكبير 18/ 76 وانظر كنز العمال 2395 والدر المنثور 1/ 22.
(3) أسد الغابة ت (4019) .(4/561)
5969- عمرو بن محصن الأنصاري:
قيل هو اسم أبي عمرو.
5970- عمرو بن محصن
بن حرثان «1» ، بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة، الأسدي، أخو عكاشة.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه. قال ابن إسحاق في «ذكر الهجرة» : وتتابع المهاجرون أرسالا، فكان بنو غنم بن دودان أهل الإسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم هجرة، منهم عمرو بن محصن وقال ابن شاهين وأبو عمر: شهد أحدا.
5971 ز- عمرو بن محصن:
غير منسوب.
استدركه أبو موسى، لكنه نسبه نسب الّذي قبله، فتعقبه ابن الأثير، وقال لا وجه لاستدراكه على ابن مندة، لأنه ذكره.
قلت: وكذلك
أورده ابن شاهين في ترجمة الّذي قبله، لكن أخرج من طريق ابن أبي مريم عبد الغفار الأنصاري، عن أبي جعفر، حدثني ابن أبي عمرة، عن عمرو بن محصن، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ من اقتراب السّاعة كثرة المطر، وقلّة النّبات، وكثرة القرّاء، وقلّة الفقهاء، وكثرة الأمراء، وقلّة الأمناء» .
قلت: وأبو مريم ضعيف، وابن أبي عمرة هو عبد الرحمن، وأبوه مختلف في اسمه، قيل ثعلبة، وقيل: بشير بن عمرو بن محصن، وهو أنصاري، لا أسدي.
وقال ابن الكلبيّ: اسم أبي عمرة عمرو بن محصن، فلعل السند كان فيه عن ابن أبي عمرة عمرو بن محصن. فيكون مرسلا، ويكون الراويّ سمّى أبا عمرة، ويكون قوله: «عن» زيادة أو يكون عن أبي عمرة بن عمرو بن محصن، فتصحّفت «ابن» فصارت عن، وعلى كل تقدير فليس هو الأسدي.
5972- عمرو:
بن محمد بن سلمة الأنصاري «2» .
يأتي نسبه عند ذكر والده. ذكر ابن أبي داود أنه صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وشهد فتح مكة والمشاهد بعدها. ونقله عنه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى.
5973- عمرو بن المرجوم:
العبديّ.
قال ابن سعد: قدم في وفد عبد القيس.
__________
(1) أسد الغابة ت (4021) ، الاستيعاب ت (1974) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 417.
(2) أسد الغابة ت (4022) .(4/562)
قلت: وقد تقدم ذكره في عمرو بن عبد قيس. وذكر الخطيب في المؤتلف أنه نقل من ديوان المسيب بن علس «1» - صنعة ثعلب النحويّ- أنّ المسيب مدح مرجوما- بالجيم- بن عبد مرّ بن قيس بن شهاب [بن رياح] بن عبد اللَّه [بن زياد] بن عصر، وكان من أشراف عبد القيس ورؤسائها في الجاهلية، وكان ابنه عمرو بن مرجوم سيّدا شريفا في الإسلام، وهو الّذي جاء يوم الجمل في أربعة آلاف فصار مع علي، ولم يقف الخطيب على ما نقله ابن سعد من وفادته وإسلامه.
5974- عمرو بن مرداس السلمي «2» :
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق صالح الترمذي، عن محمد بن مروان السّدي عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي اللَّه عنه، قال: كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلا، فسرد أسماءهم، وفيهم هذا.
وتعقبه أبو نعيم وساق الخبر من طريق أبي عمر المقري، عن محمد بن مروان المذكور، فلم يذكره، وإنما ذكر العباس بن مرداس.
قلت: محمّد بن مروان متروك، وشيخه وشيخ شيخه، وقد جزم عن هشام بن الكلبي في النسب بأنه أخو العباس بن مرداس، وأنهما من المؤلفة.
5975- عمرو بن مرة
بن عبس بن مالك بن المحرّث «3» بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة.
نسبه ابن سعد وابن البرقيّ، وقال خليفة مثله، لكن سقط منه عبس، وزاد فيه بين نصر وغطفان مالكا. ونسبه ابن يونس كالأول، لكن قال سعد بدل نصر.
وقال ابن سعد: كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم شيخا كبيرا، وشهد معه المشاهد، يكنى أبا طلحة، وأبا مريم، ويقال: إن أبا مريم الأزدي آخر أسلم قديما، وشهد كثيرا من المشاهد، وكان أول من ألحق قضاعة باليمن، وهو القائل:
[الرجز] :
نحن بنو الشّيخ الهجان الأزهر ... قضاعة بن مالك بن حمير
__________
(1) في أ: عبس.
(2) أسد الغابة ت (4024) .
(3) الثقات 3/ 274، أسد الغابة ت (4025) ، الكاشف 2/ 343، الاستيعاب ت (1975) ، خلاصة تذهيب 2/ 296، تجريد أسماء الصحابة 1/ 417، الجرح والتعديل 6/ 57، بقي بن مخلد 87، 146، تقريب التهذيب 2/ 79، تهذيب الكمال 2/ 1050، الطبقات الكبرى 1/ 333- 7/ 163.(4/563)
في قصة جرت له مع معاوية لما أمره أن ينسب في مصر، ذكرها الزبير بن بكار.
قال البغويّ: سكن مصر، وقدم دمشق.
وقال ابن سميع: مات في خلافة عبد الملك بن مروان، وهكذا نقله أبو زرعة الدمشقيّ في «تاريخه» ، عن أبي ميسرة.
وقال ابن حبّان، وأبو عمر: مات في خلافة معاوية، وله في جامع الترمذي حديث واحد في كتاب الأحكام، وهو عند أحمد أيضا من
رواية على بن الحكم، أخبرني أبو الحسن، قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلّة والمسكنة إلّا أغلق اللَّه تعالى أبواب السّماء دون حاجته ومسألته ومسكنته» «1» ،
قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.
وله في مسند أحمد حديثان آخران: أحدهما في ذمّ العقوق، والآخر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كان هاهنا من سعد فليقم» . فقمت، فقال: اقعد» ، فصنع ذلك ثلاثا ...
الحديث.
وله عند الطّبرانيّ عدّة أحاديث، منها حديث طويل في قصة إسلامه ورجوعه إلى قومه، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ووفدوا.
أخرجه ابن سعد، ومنها ما أخرجه ابن مندة، من طريق عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهنيّ، قال: جاء رجل من قضاعة إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة إسلامه.
وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه عن عمرو بن مرة أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ممّن أنت» ؟ قال: من قضاعة، ومنها من طريق ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ممن نحن؟ قال: «أنتم من اليد الطّليقة، واللقمة الهنيئة، من حمير» .
وروى عنه أيضا حجر بن مالك، وعبد الرحمن بن الغار بن ربيعة، وآخرون.
5976- عمرو بن المسبّح «2» :
بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الموحدة المكسورة
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 619 عن عمرو بن مرة ... الحديث كتاب الأحكام (13) باب ما جاء في إمام الرعية (6) حديث رقم 1332 وقال أبو عيسى حديث غريب وقد روي من غير هذا الوجه وأورده المنذري في الترغيب 3/ 177.
(2) أسد الغابة ت 4026، الاستيعاب ت 1977.(4/564)
وبعدها مهملة، على المشهور. وضبطه ابن دريد في الاشتقاق بوزن عظيم، بن كعب بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب، بضم المثلثة وفتح الواو بعدها موحدة، ابن معن بن عتود، بمثناة خفيفة مضمومة، ابن عشّ، بفتح المهملة وتشديد المعجمة، بن سلامان بن ثعل، بضم المثلثة وفتح المهملة ثم لام، ابن عمرو بن عوف بن علي الطائي، الفارس المشهور المعمّر.
قال ابن الكلبيّ، ثم الطّبريّ: عمّر مائة وخمسين سنة، ووفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلم، وكان أرمى العرب، وهو الّذي عناه امرؤ القيس بقوله:
ربّ رام من بني ثعل ... يخرج كفّيه من ستره «1»
[المديد] وكذا قال ابن عبد البرّ، وابن شاهين. وقال المعافى النهرواني في كتاب الجليس له:
حدثنا ابن دريد، عن السّكن بن سعيد، عن العباس بن هشام بن الكلبي، عن أبيه: حدثني مثله»
ابن مرثد الطائي من بني معن، عن أشياخه، فذكره.
وقال ابن قتيبة في «المعارف» : لا يدرى أقبض قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أو بعده؟
قلت: قد ذكره أبو حاتم السجستاني في «المعمرين» ، وقال: مات في خلافة عثمان، قال: وهو القائل:
لقد عمرت حتّى شقّ «3» عمري ... على عمرو بن عكوة وابن وهب
[الوافر] يشير إلى رجلين معمرين من قومه. واستدركه أبو موسى.
5977 ز- عمرو بن مسعود
بن معتّب، بمهملة ثم مثناة من فوق ثقيلة، الثقفي، أخو عروة بن مسعود الصحابي المشهور. تقدم نسبه في عروة.
جاء أنه وفد على معاوية في أول خلافته وهو شيخ كبير، وذكر أنه كان صديق أبيه أبي سفيان. وقد تقدم أنه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد إلا أسلم وحضرها.
قال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : كان عمرو بن مسعود الثقفي، وهو أخو عروة بن
__________
(1) ينظر البيت في الاستيعاب ت (ترجمة رقم (1977) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (4026) وفي اللسان مادة «ثعل» والمعارف لابن قتيبة: 314.
(2) في أ: جميل.
(3) في أ: شب.(4/565)
مسعود- صديق أبي سفيان بن حرب، وكان ينزل عليه إذا أتى الطائف. وعاش عمرو إلى أن أسنّ، ثم وفد على معاوية لما استخلف وأنشد:
[البسيط] :
أصبحت شيخا كبيرا هامة لغد ... يزقو لدى جدثي أو لا فبعد غد
في أبيات.
وذكر قصته الزبير بن بكار في «الموفقيات» «1» ، لكن لم يقل الثقفي، وكذا أوردها الخطابي في «غريب الحديث» من وجه آخر، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن رجل من قريش.
وقد رويت القصة لعمرو بن مسعود السلمي. وسأذكره إن شاء اللَّه تعالى في القسم الثالث.
5978- عمرو بن مطرف
[بن عمرو] «2» ، من بني عمرو بن مبذول «3» .
استشهد بأحد، قاله يونس بن بكير عن ابن إسحاق، وسمى موسى بن عقبة جده علقمة.
وروى عن زياد البكّائيّ، عن ابن إسحاق على الوجهين «4» ، وقال أبو عمر: عمرو بن مطرف، وقيل مطرف بن عمرو [بن علقمة] «5» .
5979 ز- عمرو بن مطعم «6» :
يأتي في القسم الرابع.
5980- عمرو بن معاذ
بن الجموح الأنصاري.
صحابي، له ذكر في حديث بريدة. قال ابن مندة: عمرو بن معاذ الأنصاري كان تفل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على رجله حين قطعت حتى برأت. رواه جماعة عن الحسين بن واقد عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تفل على رجل عمرو بن معاذ.
وقال أبو نعيم: عمرو بن معاذ الأنصاري تفل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على رجله لما قطعت فبرأ.
__________
(1) في أ: الموفقيات عن علي بن المغيرة عن هشام بن الكلبي عن أبيه.
(2) سقط في د.
(3) أسد الغابة ت (4028) ، الاستيعاب ت (1987) .
(4) في أبعد الوجهين: وقال ابن مندة: له ذكر ولا نعرف له رواية.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (4029) .(4/566)
وقيل: إنه أخو سعد بن معاذ الّذي تقدم، ثم ساق الحديث من مسند الحسن بن سفيان، عن أبي عمار، عن علي بن الحسين بن واقد، حدثنا أبي، حدثنا عبد اللَّه بن بريدة، سمعت أبي يقول: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ.
وأخرجه ابن حبّان في «صحيحه» ، عن محمد بن أحمد بن أبي عون، عن الحسين بن حريث، وهو أبو عمار، شيخ الحسن بن سفيان فيه، تفل في جرح عمرو بن معاذ بن الجموح، فذكره.
وأخرجه محمّد بن هارون الرّويانيّ في «مسندة» ، عن محمد بن إسحاق الصّغاني، عن محمد بن حميد الرازيّ، عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد مثله.
وأخرجه الضّياء في «المختارة» ، قال: أخرجت طريق محمد بن حميد شاهدا.
قلت: ونسخة زيد بن الحباب بهذا السند أخرجها أحمد عنه، وذكرها شيخنا في تقريب الأسانيد له لقول الحاكم: إنه أصحّ أسانيد بريدة، ولم يقع هذا الحديث فيها. وقد اتبعه الضياء بعد تخريجه أن قال «1» : المعروف معاذ بن عمرو بن حميد بن الجموح.
5981 ز- عمرو بن معاذ
بن النعمان «2» بن امرئ القيس، أخو سعد بن معاذ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد. وكذا ذكره ابن الكلبيّ، وهو أخو سعد بن معاذ سيّد الأوس، وكذا ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وكذا قال أبو عمر: شهد بدرا، وقتل بأحد، قتله ضرار بن الخطاب، وقال حين طعنه فأنفذه: لا تعد منّ رجلا يزوّجك من الحور العين، قاله استهزاء، وذاك قبل إسلام ضرار، وكان له حينئذ اثنتان وثلاثون سنة.
وخلط ابن الأثير هذا بالذي قبله، وتبعه الذّهبيّ، مع أن أبا نعيم صدّر كلامه بالتفرقة بينهما. وقد فتح اللَّه بدليل ذلك باختلاف حديثهما ونسبهما، فإن ابن النعمان أوسيّ من بني عبد الأشهل، وابن الجموح خزرجي من بني سلمة، والعجب أنّ أبا موسى لم يتيقّظ لذلك فيستدركه على ابن مندة كعادته في اتباع أبي نعيم.
5982 ز- عمرو بن معاوية الغاضري،
غاضرة قريش.
ذكره أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، قال: وفي نسخة
__________
(1) في أ: أنه قال.
(2) الثقات 3/ 267، أسد الغابة ت (4030) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 418، عنوان النجابة 143، الاستيعاب ت (1979) ، الاستبصار 219، الجرح والتعديل 6/ 260، تقريب التهذيب 2/ 79.(4/567)
ابن علقمة عن ابن عائذ، قال: عمرو بن معاوية: كنت ملزقا ركبتي بفخذ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ...
الحديث.
5983- عمرو بن معبد
بن الأزعر بن زيد بن العطاف «1» بن ضبيعة الأنصاري الأوسي.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وذكره موسى بن عقبة أيضا، لكن قال: عمير، بالتصغير.
5984- عمرو بن معديكرب «2»
بن عبد اللَّه بن عمرو بن عصم بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه «3» ، وهو زبيد الأكبر، ابن صعب بن سعد العشيرة الزبيدي الشاعر الفارس المشهور. يكنى أبا ثور.
قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. وقال ابن ماكولا: له صحبة ورواية. وقال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهلية، وله في الإسلام بالقادسية بلاء حسن.
قال ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: قدم عمرو بن
__________
(1) أسد الغابة ت (4031) ، الاستيعاب ت (1980) .
(2) أسد الغابة ت (4032) ، الاستيعاب ت (1981) ، 134- المحبر لابن حبيب 261- و 303، سيرة ابن هشام 4/ 226، 227- ترتيب الثقات لابن العجليّ- 371، الثقات لابن حبان 7/ 378، المعرفة والتاريخ 1/ 332، مروج الذهب طبعة الجامعة اللبنانية 7771. و 1072، 1548 و 1563 و 1567 و 1573 و 2490 و 3520، المحاضرات لراغب الأصفهاني 2/ 373، ثمار القلوب 497، البدء والتاريخ 3/ 185، الهفوات النادرة 9، جمهرة أنساب العرب 411، عيون الأخبار 1/ 127، 129، تاريخ الطبري 3/ 132- 134، وانظر فهرس الأعلام 10/ 356، فتوح البلدان 142، مقدمة مسند بقي ابن مخلد 146- ربيع الأبرار 1/ 334 و 4/ 16 و 318، الخراج وصناعة الكتابة 359، الأخبار الموفقيات 166، التاريخ الصغير 24، التاريخ الكبير 6/ 367، الجرح والتعديل 6/ 260، تاريخ خليفة 93 و 132 و 148، وطبقاته 74 و 190، المعارف 106، الشعر والشعراء 1/ 289- 291، الأغاني 15/ 208، 245، المؤتلف 156، معجم الشعراء للمرزباني 208، وفيات الأعيان 2/ 15، السمط الثمين 63، خزانة الأدب 1/ 422، العقد (انظر فهرس الأعلام 71/ 140، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 2/ 33، الزيارات 69 و 98- الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 260، التذكرة الحمدونية 1/ 272، الوفيات لابن قنفذ 49، 50، سرح العيون 243، الحور العين 110، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 95، 96، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 16، 141، المنازل والديار 2/ 288، لباب الآداب 180- 182، الكمال في الأدب للمبرد 1/ 363- تاريخ الإسلام 1/ 98.
(3) في أ: شيبة.(4/568)
معديكرب على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد زبيد فأسلم، [وله قصة] «1» مع قيس بن المكشوح المرادي.
وذكر ابن سعد، عن الواقديّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن محمد بن عمارة ابن خزيمة، قال: قال عمرو بن معديكرب لقيس بن مكشوح حين انتهى إليهم أمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: قد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيا فلن يخفى علينا.
فأتى قيس «2» فركب عمرو إلى المدينة، فنزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأسلم، وأجازه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فرجع إلى قومه، فأقام فيهم مسلما مطيعا، وكان عليهم فروة بن مسيك، فلما مات النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ارتد عمرو.
وذكر ذلك سيف في كتاب «الرّدّة» وأن المهاجر بن أبي أمية أسر عمرو بن معديكرب، فأرسله إلى أبي بكر، فعاود الإسلام.
قال الخطيب في «المتّفق والمفترق» : يقال: إنّ له وفادة: وقيل لم يلق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما قدم إلى المدينة بعد وفاته، وحضر القادسية، وأبلى فيها.
وروينا «3» في مناقب الشّافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، [حدثنا] «4» الشافعيّ، قال: وجّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليّا، وخالد بن سعيد، إلى اليمن، فبلغ عمرو بن معديكرب ما قيل في جماعة من قومه، فقال لهم: دعوني آت هؤلاء القوم، فإنّي لم أسمّ لأحد قط إلا هابني، فلما دنا منهما قال: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معديكرب، فابتدراه، كلّ منهما يقول خلّني وإياه. فقال عمرو: العرب تفزّع بي، وأراني لهؤلاء جزرا «5» ، فانصرف.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق خلاد بن يحيى، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، قال: بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال له: «إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم» ،
فمرّ ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم، فأتاه عمرو بن معديكرب فكلمه فيهم، فوهبهم إياه، فوهب له عمرو سيفه الصّمصامة، فتسلّحه خالد [بن سعيد] «6» ، فقال له عمرو:
على صمصامة السيف السلام
__________
(1) في أ: وذكر له قصة.
(2) في أ: قال قيس.
(3) في أ: وقد روينا.
(4) في أ: قال لنا.
(5) في أ: حرزا.
(6) سقط في أ.(4/569)
في أبيات له.
ومدح عمرو بن معديكرب خالد بن سعيد بقصيدة أشرت إليها في ترجمة خالد.
وشهد عمرو فتوح الشام، وفتوح العراق، فقال ابن عائذ في المغازي: سمعت أبا مسهر يحدّث عن محمد بن شعيب، عن حبيب، قال: قال مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إليه علج فقتله «1» ، ثم انهزموا وتبعهم، ثم انصرف إلى خباء عظيم «2» . فنزل ودعا بالجفان، ودعا من حوله، فقلت: من هذا؟ قيل:
عمرو بن معديكرب.
وقال الهيثم بن عديّ: أصيبت عينه يوم اليرموك.
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، وابن عائذ، وابن السّكن، وسيف بن عمر، والطّبرانيّ، وغيرهم، بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت القادسية فكان سعد على الناس، فجعل عمرو بن معديكرب يمرّ على الصفوف، ويقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسودا أشدّاء، فإنّ الفارس «3» إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أسوار من الأساورة بنشّابة، فأصاب سية قوسه، فحمل عليه عمرو فطعنه فدقّ صلبه، ونزل إليه فأخذ سلبه.
وأخرجها ابن عساكر من وجه آخر أطول من هذا، وفي آخرها: إذا جاءته نشّابة فأصابت قربوس سرجه، فحمل على صاحبها، فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفين، ثم احتزّ رأسه، وقال: اصنعوا هكذا.
وروى الواقديّ من طريق عيسى الخياط، قال: حمل عمرو بن معديكرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه، فنحّوهم عنه.
ورأيت في ديوانه، رواية أبي عمرو الشيبانيّ، من نسخة فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدة يقول فيها:
والقادسيّة حين زاحم رستم ... كنّا الكماة نهرّ كالأشطان
ومضى ربيع «4» بالجنود مشرّقا ... ينوي الجهاد وطاعة الرّحمن «5»
[الكامل]
__________
(1) في أ: فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فقتله،....
(2) في أ: خباء له عظيم.
(3) في أ: الفارسيّ.
(4) ربيع هو ابن زياد الحارثي.
(5) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 162.(4/570)
وأخرج «1» الطّبرانيّ عن محمد بن سلام الجمحيّ، قال: كتب عمرو إلى سعد: إني أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد.
وذكر ابن سعد عن الواقديّ، عن ربيعة، عن عثمان: لما ولي النعمان بن مقرّن كتب إليه لما توجه إلى نهاوند: إن في جندك عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد، فأحضرهما وشاورهما في الحرب.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق مغيرة بن مقسم، قال:
كتب عمر إلى سعد وإلى النعمان بن مقرّن [فذكر] نحوه، وزاد وجرير «2» بن عبد اللَّه البجلي، وعلباء بن الهيثم.
وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح، عن عبد الملك نحو الأول، وزادوا: لا تعطهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
وقال ابن عائذ: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا جابر بن يحيى القارئ، قال:
لما افتتح سعد العراق [ودرّ له] «3» الخراج أوفد عمرو بن معديكرب إلى عمر يذكر له شجاعته، وحسن مؤازرته.
وقال البخاريّ في «تاريخه» : حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن أبي عمران، عن علقمة بن عبد اللَّه بن معقل بن يسار، قال: بعث عمر النعمان بن مقرن إلى نهاوند، وبعث معه عمرو بن معديكرب.
وأخرج ابن سعد والبغويّ، والهيثم بن كليب، والزبير في الموفقيات، والطبراني، وابن مندة، من طريق شرقي بن قطامي، عن أبي طلق الغامدي، عن شراحيل بن القعقاع، عن عمرو بن معديكرب، قال: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا:
لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا «4»
يقطعن خبتا وجبالا وعرا
[الرجز]
__________
(1) في أ: وزاد وجرير.
(2) في أ: وزاد وجرير.
(3) في أ: ودركه.
(4) ينظر والبيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1981) .(4/571)
الحديث، وفيه: وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة، ونقف ببطن محسّر «1» يمنة عرفة، فرقا من أن يتخطّفنا الجن،
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أجيزوا «2» بطن عرفة، فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم» «3» . قال: فعلّمنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم التلبية: لبيك اللَّهمّ لبيك ... إلى آخرها.
لفظ الطبراني.
وقال في «الأوسط» : لم يروه عن شرقي إلا محمد بن زياد. وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن محمد بن الصلت، عن محمد بن زياد، فخالف السند الأول، فقال عن شرقي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعت عمرو بن معديكرب. وابن الصلت متروك.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا أبي عن عمرو بن شمر، عن أبي طوق، عن شرحبيل، كذا قال عمرو بن شمر فيهما.
قال عبد الغنيّ بن سعيد: اسم أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة، وله حديث آخر في فضل بسم اللَّه الرحمن الرحيم موقوف، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، والدينَوَريّ في المجالسة بسندين كلّ منهما واه- أن عمرو بن معديكرب كان في مجلس عمر بن الخطاب، فذكره.
وأخرج الدّولابيّ عن أبي بكر الوجيهي، عن أبيه، عن أبي صالح بن الوجيه، قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند، فقتل النعمان بن مقرّن، ثم انهزم المسلمون. وقاتل عمرو بن معديكرب يومئذ حتى كان الفتح [فأثبتته] الجراحة فمات بقرية روذة «4» .
قال الوجيهيّ: وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي:
الطويل
لقد عادت الرّكبان حين تحمّلوا ... بروذة شخصا لا جبانا ولا غمرا
فقل لزبيد بل لمذحج كلّها ... رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا»
ومن طريق خالد بن قطن، حدثني من شهد موت عمرو بن معديكرب: كان قد رقد،
__________
(1) بطن محسّر: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها هو 4/ 690 وادي المزدلفة وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث: المزدلفة كلها موقف إلّا وادي محسّر. انظر معجم البلدان 1/ 533.
(2) في أ: أخبروا.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12420 وعزاه إلى البغوي وابن مندة وابن عساكر.
(4) روذة: محله بالريّ، وقيل قرية من قراها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 640.
(5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1981) .(4/572)
فلما أرادوا الرحيل أيقظوه، فقام، وقد مال شقّه، وذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فقالت امرأته الجعفرية ... فذكر البيتين.
وقال المرزبانيّ: مات في خلافة عثمان بالفالج. وقد جاوز المائة بعشرين سنة، وقيل بخمسين.
وحكى أبو عمرو أنه مات بالقادسية إمّا قتيلا وإما عطشا. وقيل: بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين.
قلت: وقيل: إنه عاش بعد ذلك، ففي كتاب المعمرين لابن أبي الدنيا، من طريق جويرية بن أسماء، قال: شهد صفّين غير واحد أبناء خمسين ومائة، منهم عمرو بن معديكرب.
وأخرج أحمد بن سيار، وعمرو بن شبّة، من طريق رميح بن هلال، عن أبيه: رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا عظيم الخلقة، أعظم ما يكون من الرجال، أجشّ الصوت، إذا التفت التفت بجميع جسده.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: شهد عمرو بن معديكرب القادسية، وهو ابن مائة وست سنين. وقيل مائة وعشرة.
وقال أبو عمر: كان شاعرا محسنا، ومما يستحسن من شعره قصيدته التي أولها:
أمن ريحانة الدّاعي السّميع ... يؤرّقني وأصحابي هجوع
[الوافر] يقول فيها:
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع «1»
[الوافر] وهو فحل في الشجاعة والشعر.
قال عمرو بن العلاء: لا يفضل عليه [فارس في العرب] «2» ، وهو القائل في قيس بن مكشوح المرادي من قصيدة يقول فيها:
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1981) ، والأصمعيات 172، 174، والأغاني 14/ 32.
(2) في أ: شعراء العرب.(4/573)
أعاذل عدّتي بدني ورمحي ... وكلّ مقلّص سلس القياد
أعاذل إنّما أفنى شبابي ... إجابتي الصّريخ إلى المنادي «1»
[الوافر] ويقول فيها:
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
تمنّى أن يلاقيني قييس ... وددت وأينما منّي ودادي
فمن ذا عاذري من ذي سفاه ... يرود بنفسه منّ المرادي
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
[الوافر]
5985 ز- عمرو بن معديكرب الصدفي:
قال ابن السّكن: يقال له صحبة.
روى عنه حديثه من رواية المصريين، وليس بمشهور،
ثم ساق من طريق جعفر بن ربيعة أنّ أبا سلمة عبد اللَّه بن رافع الحضرميّ من أهل مصر حدثه أن عمرو بن معديكرب الصدفي حدثه قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة الصبح، فقال: «من استطاع منكم فلا يصلّينّ وهو مجحّ» .
قلنا: وما المجحّ؟ فقال: «من خرء أو بول» .
قال ابن السّكن: لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية.
قلت: رواتها ثقات، وقد وجدنا له ذكرا وراويا آخر، قال ابن يونس في تاريخ مصر:
شهد [466] فتح مصر، وروى عن عمر. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرميّ.
5986 ز- عمرو بن أم مكتوم «2» :
تقدم [في أوائل من اسمه عمرو] «3» .
5987- عمرو بن النعمان:
بن مقرّن المزني «4» .
يأتي ذكر أبيه في حرف النون.
__________
(1) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 91، والشكة بالكسر السلاح، البدن: الدرع، فرس مقلّص: طويل القوائم منضم البطن.
(2) مقدمة مسند بقي بن مخلد 393.
(3) سقط في د.
(4) أسد الغابة ت (4035) ، الاستيعاب ت (1983) .(4/574)
قال أبو عمر: له صحبة، وكان أبوه من جلّة الصحابة، وكأنه اعتمد على قول بكر بن خلف الآتي. وذكره البغوي، والباوردي، والطبراني وغيرهم في الصحابة،
وأخرجوا من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن عمرو بن النعمان بن مقرّن، قال: انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى مجلس من مجالس الأنصار، وكان رجل من الأنصار كان يعرف بالبذاء ومسابة الناس، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» «1» .
فقال الرجل: واللَّه لا أسابّ رجلا أبدا.
وذكره ابن مندة من رواية بكر بن خلف، وقال فيه عن عمرو بن النعمان بن مقرن، قال بكر بن خلف: وله صحبة.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه. وقال أبو حاتم الرازيّ: روايته عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلة.
وأخرج ابن أبي شيبة، من طريق معاوية بن قرّة، قال: كنت نازلا على عمرو بن النعمان بن مقرّن، فلما حضر رمضان أتاه رجل بكيس دراهم، فقال: إن الأمير مصعب بن الزبير يقرئك السلام، ويقول: لم يدع قارئا إلّا وقد وصل إليه منّا معروف، فاستعن بهذا، فقال: قل له: واللَّه ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا، وردّه عليه.
5988 ز- عمرو بن النعمان
البياضي الأنصاري.
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في «جمهرة النّسب» ، وقال: كان صاحب راية المسلمين يوم أحد. انتهى.
والّذي ذكره ابن إسحاق أنّ صاحب لواء المسلمين يوم أحد مصعب بن عمير، لكن اللواء غير الراية، وكان لكل قبيلة راية، وبنو بياضة قبيلة من الأنصار.
5989- عمرو بن نعيمان «2» :
بالتصغير، الأنصاري «3» .
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 19، 8/ 18، 9/ 63 ومسلم في الصحيح 1/ 81 في كتاب الإيمان باب بيان قول النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (28) حديث رقم (116/ 64) والترمذي في السنن 4/ 311 كتاب البر والصلة باب (53) حديث رقم 1983 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 7/ 122 كتاب تحريم الدم (37) باب قتال المسلم (27) حديث رقم 4113 وابن ماجة في السنن 2/ 1299 كتاب الفتن (36) باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (4) حديث رقم 3939، 3940، 3941، وأحمد في المسند 1/ 385، 411، 433، 454، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 209، 8/ 20 والطبراني في الكبير 1/ 107.
(2) أسد الغابة ت (4036) ، الاستيعاب ت (1984) .
(3) في د: هو الأنصاري.(4/575)
ذكره ابن السّكن، وقال: له صحبة. وساق من طريق الأعمش عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمرو بن نعيمان- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه مرّ بقوم فقالوا له: أعندك في المرأة التي لا تعلق شيء؟ فقال: نعم، فقالوا: ما هو؟ قال: فأنشأت أقول:
خذ كراعا وفوق ... وغيره من العروق
فألقها في الرّحم العقوق
[الرجز] فذكر قصة له مع أبي بكر الصديق، ولم يزد في ابن الأثير في ترجمته على قوله:
عمرو بن النعمان روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه أبو عمر مختصرا.
5990 ز- عمرو بن هبيرة
بن أبي وهب المخزومي.
قتل أبوه بعد فتح مكة كافرا، وأمّه أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي.
وسيأتي في ترجمة أخيه هانئ أنه وإخوته أدركوا من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
5991- عمرو بن الهيثم
بن الصّلت بن حبيب السلمي.
ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أميرا على إحدى المجنبتين يوم جسر أبي عبيد.
وذكره الطّبريّ أيضا. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.
5992- عمرو بن هرم «1» :
ذكر أنه ممن نزل فيه: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة: 92] استدركه أبو موسى.
قلت: وقد تقدم تخريج ذاك من تفسير أبي بكر بن مردويه في ترجمة سالم بن عمير، لكن فيه عمرو بن هرم الواقفي. واللَّه أعلم.
5993- عمرو بن هلال:
[والد رافع المزني] «2» تقدم في عمرو بن أبي عمرو.
5994 ز- عمرو بن هلال المزني:
قرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي في كتابه الوشي أنه اسم جدّ عبد اللَّه بن بكر المزني، وتبع في ذلك ابن قانع، وأنا أظن أنه اشتبه بوالد رافع، وكلاهما مزني.
__________
(1) أسد الغابة ت (4038) .
(2) سقط في أ.(4/576)
5995- عمرو بن واثلة «1» :
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق مبارك بن فضالة، حدثني كثير، أبو محمد- رجل من أهل الكوفة، عن عمرو بن واثلة، قال: ضحك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى استغرب، فقال: «ألا تسألوني ممّ ضحكت؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «عجبت من قوم يساقون إلى الجنّة بالسّلاسل وهم يتقاعسون عنها ما يكرّهها إليهم؟» قالوا: كيف يا رسول اللَّه [صلى اللَّه عليه وسلّم] «2» ؟ قال:
«هم قوم من العجم يستبيهم المهاجرون. يدخلون في الإسلام وهم كارهون» «3» .
قلت: ترجم له أبو موسى في «الذّيل» ، فقال: عمرو بن واثلة، أبو الطفيل.
قلت: والمعروف في اسم أبي الطفيل عامر. وقد قيل فيه عمرو كما مضى في ترجمته في أول حرف العين.
5996- عمرو،:
ويقال عمر «4» بن وهب الثقفي.
تقدم ذكره في سعد السّلميّ، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم زوّج ابنته وكانت جميلة من سعد. وأما عمرو بن وهب الثقفي الراويّ عن المغيرة بن شعبة فهو آخر، تابعي ثقة، وحديثه عند الترمذي، وتكرر «5» .
5997- عمرو بن يثربيّ:
الضّمري «6» .
يعدّ في أهل الحجاز، قاله البخاري. وقال ابن السكن: له صحبة. أسلم عام الفتح.
وأخرج أحمد والطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق عبد الملك بن الحسن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عثمان، سمعت عمارة بن حارثة الضمريّ، عن عمرو بن يثربي،
__________
(1) أسد الغابة ت (4039) . تجريد أسماء الصحابة 1/ 419.
(2) سقط في أ.
(3) أخرجه أحمدي المسند 1/ 58، 6/ 16 والطبراني في الكبير 8/ 47، 10/ 11 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 787، 10669، 34141، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 229 وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات.
(4) في د: عمرو.
(5) في أ: وغيره.
(6) أسد الغابة ت (4041) ، الاستيعاب ت (1985) ، الثقات 3/ 275، التاريخ الصغير 1/ 85، تجريد أسماء الصحابة 1/ 419، الجرح والتعديل 6/ 269، الإعلام 5/ 87، الإكمال 1/ 522، دائرة معارف الأعلمي 23/ 71، المشتبه 107، المعرفة والتاريخ 1/ 332، تعجيل المنفعة 316، التاريخ الكبير 6/ 310.(4/577)
قال: شهدت خطبة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمنى، وكان فيما خطب به أن قال: «لا يحلّ لامرئ من مال أخيه إلّا ما طابت به نفسه» «1» .
فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي فاجتزرت منها شاة هل عليّ في ذلك شيء؟ قال: «إن لقيتها تحمل شفرة وزنادا فلا تهجها» .
قال الطّبرانيّ: لا يروى عن ابن يثربي إلا بهذا الإسناد. تفرد به عبد الملك.
وأورد الخطيب في «المؤتلف» حديثا من طريق محارب بن دثار، عن عمرو بن يثربي الضمريّ، عن العباس بن عبد المطلب، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يناغي القمر ويشير إليه بإصبعه، فسألته بعد أن أسلمت، فقال: «كان يلهيني عن البكاء، وكنت أسمع وجيبه «2» حين يسجد تحت العرش» .
وسند هذا الحديث واه جدّا.
وقال ابن عبد البرّ: عمرو بن يثربي ضمري، كان يسكن خبت الجميش، بفتح الجيم وزن عظيم، من سيف البحر. أسلم عام الفتح، وصحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، واستقضاه عثمان على البصرة.
وقال ابن الأثير: استقضاه عمر، وقيل عثمان.
قلت: عمرو بن يثربي قاضي البصرة آخر غير هذا، يظهر ذلك من اختلاف نسبهما، فإن الصحابي ضمري، والقاضي ضبّيّ، وسأوضّح ذلك في ترجمته في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.
5998- عمرو بن يزن «3» :
بفتح المثناة التحتانية والزاي ثم نون.
يقال هو اسم أبي كبشة الأنماري، وسماه بهذا أبو بكر بن علي فيما حكاه أبو موسى.
5999- عمرو بن يزيد
بن السكن، أخو أسماء بنت يزيد الآتي ذكرها. استشهد أبوهما بأحد سنة ثلاث، فمهما كان عمره إذ ذاك يضاف إلى سبع سنين ونصف.
6000- عمرو بن يعلى الثقفي «4» :
__________
(1) أخرجه أحمد 3/ 423، 5/ 113، والحاكم في المستدرك 1/ 193 والطحاوي في المعاني 4/ 241 وفي المشكل 4/ 42 وانظر المجمع 4/ 71.
(2) في أ: وجئته.
(3) أسد الغابة ت (4042) .
(4) أسد الغابة ت (4043) ، الاستيعاب ت (1986) ، العقد الثمين 6/ 418.(4/578)
قال أبو عمر: له صحبة، وذكره مطين في الصحابة، وقال ابن مندة: ذكره في الصحابة، ولا يصح، وذكر أنه حضر الصلاة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. انتهى.
وأخرج أبو نعيم حديثه من طريق مطين، ثم من رواية علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل الأزدي، عن عمرو بن دينار، عن عمر بن يعلى الثقفي، قال: حضرت صلاة مكتوبة ونحن مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فصلّى بنا، وهو معنا لا يتقدمنا، فسألت أبا سهل عن ذلك، فقال:
كان المكان ضيقا. انتهى.
قال أبو نعيم: رواه ابن الرّماح، عن أبي سهل، قال: عن عمرو بن عثمان بن يعلى- يعني ابن مرة الثقفي، عن أبيه، عن جده.
قلت: أخرجه أحمد والتّرمذيّ، من طريق ابن الرماح مطولا، لكن لم يدخل بين أبي سهل وعمرو بن عثمان بن يعلى أحدا، فاختلاف السندين وألفاظ المتنين ظاهره التعدد.
وقد قال التّرمذيّ: تفرد به عمرو بن الرماح، ولكنه محمول على سياقه، وإلا فقد روى أصل الحديث المسعودي عن يونس بن خبّاب، عن أبي يعلى، عن أبيه.
ورواه عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن يونس، فأدخل بينه وبين أبي يعلى المنهال بن عمرو. واللَّه أعلم.
6001- عمرو الأشعري:
يقال: هو اسم أبي مالك. وسيأتي في الكنى.
6002- عمرو الأنصاري:
والد سعيد.
ذكر عنه أبو سعد «1» النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» كتابة يؤخذ منها أن له صحبة، وهي من طريق الفضل بن جعفر بن عبد اللَّه، عن السري بن عثمان البجلي، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن سعيد بن عمرو الأنصاري، عن أبيه، قال: صحبت كعب الأحبار وهو يريد الإسلام فلم أر رجلا لم ير رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أوصف لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منه، فذكر قصة طويلة عن كعب في تنقل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الأصلاب.
وكعب أسلم في خلافة عمر، فصحبة هذا الأنصاري له تقتضي أنه كان إذ ذاك رجلا، فيكون على الشّرط، لأنه لم يكن في آخر عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحد من الأنصار لا يظهر الإسلام.
6003- عمرو الأنصاري:
والد سعيد. يأتي في عمير بن نيار «2» إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) في أ، د: أبو سعيد.
(2) في د: في الكنى.(4/579)
6004 ز- عمرو البكالي «1» :
بكسر الموحدة وتخفيف الكاف.
اختلف في اسم أبيه، فقيل سفيان، وقيل سيف، وقيل عبد اللَّه.
قال البخاريّ: له صحبة. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. وذكره خليفة وابن البرقي في الصحابة. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين.
وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: عمرو البكالي «2» يقال له صحبة، كان بالشام.
وأخرج ابن عساكر من طريق المفضل بن غسان، بسنده إلى موسى الكوفي، قال:
وقفت على منزل عمرو البكالي بحمص، وهو أخو نوف البكالي.
وأخرج حديثه البزّار في مسندة من طريق مجّاعة بن الزبير، عن أبي تميمة الهجيمي، عن عمرو البكالي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا كان عليكم أمراء ... » «3» فذكر حديثا.
وأخرج البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» ، محمد بن نصر في قيام الليل، وابن مندة من طريق الجريريّ، عن أبي تميمة الهجيمي: أتيت الشام، فإذا أنا برجل مجتمع عليه، فإذا هو مجدود «4» الأصابع، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أفقه من بقي على وجه الأرض من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، هذا عمرو البكالي. قلت: فما شأن أصابعه؟ قالوا: أصيبت يوم اليرموك.
قال: فسمعته يقول: يا أيها الناس، اعملوا وأبشروا، فإن فيكم ثلاثة أعمال كلها توجب لأهلها الجنة: رجل قام في ليلة باردة من فراشه فتوضّأ ثم قام إلى الصلاة فيقول اللَّه لملائكته: «ما حمل عبدي على ما صنع؟» الحديث. وسنده صحيح.
وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: عمرو بن عبد اللَّه البكالي يقال له صحبة.
سكن الشام وحديثه موقوف. ثم ساقه كما تقدم، لكن قال: فسمعته يقول: إذا أمرك الإمام بالصلاة والزكاة والجهاد فقد حلّت لك الصلاة خلفه، وحرم عليك سبّه.
__________
(1) أسد الغابة ت (3875) ، الاستيعاب ت (1987) ، بقي بن مخلد 636.
(2) في أ: أبو عثمان عمرو البكالي.
(3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 224 رواه الطبراني وفيه مجاعة بن الزبير العتكيّ وثقه أحمد وضعفه غيره وبقية رجالة ثقات. الطبراني في الكبير 17/ 43، 19/ 162، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14820.
(4) الجدّ: القطع. النهاية 1/ 245.(4/580)
وقال أبو سعيد الأشجّ: حدثنا حفص بن غياث، عن خالد الحذّاء «1» ، عن أبي قلابة، عن عمرو البكالي- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وكان ذا فقه ... فذكر حديثا موقوفا، وهذا سنده صحيح.
ولعمرو هذا رواية عن عبد اللَّه بن مسعود عند أحمد وابن خزيمة، لكنه ورد فيها بكنيته، فقيل عن أبي عثمان البكالي، ورواية أخرى عن عبد اللَّه بن عمرو موقوف، رويناه في «النشريات» «2» .
وذكره العجليّ في «ثقات التابعين» ، وكذا [صنع] «3» أبو زرعة الدمشقيّ. واللَّه أعلم.
6005- عمرو الثمالي:
بضم المثلثة وتخفيف الميم.
ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة.
وقال أبو عمر: روى شهر بن حوشب عنه، قال: بعث معي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بهدي تطوّع، فقال: «إن عطب منه شيء فانحره، ثمّ أصبغ نعليه في دمه، ثمّ اضرب به على صفحته، وخلّ بين النّاس وبينه» .
انتهى.
وقد أخرج هذا الحديث الطبراني وغيره من طريق شريك، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر بتمامه.
وساق ابن مندة سنده، واختصر المتن جدّا، وقال في الترجمة: وقيل عمرو الثمامي كذا في نسخة بالميم. وفي «أسد الغابة» بالنون، وذلك الّذي أثار ظنّ من جعل عمر اليماني «4» الماضي في آخر من اسمه عمر هو هذا، وكنت تبعت»
على ذلك، وذكرت عمرا في القسم الأخير، ثم رجعت، لاختلاف السندين والمتنين، وإن كان كل منهما من رواية شهر بن حوشب عن الصحابي.
6006- عمرو الجنّي «6» :
له قصة [مع أبي رجاء] «7» تقدم في عمرو بن جابر ما يدلّ على أنه غيره.
__________
(1) في أ: خالد الخزاعي.
(2) في أ: السرانيات.
(3) في أ: نبه عليه.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 402، أسد الغابة ت (3886) ، الاستيعاب ت (1988) .
(5) في أ: نبهت.
(6) أسد الغابة ت (3893) .
(7) في أبدل القوسين: سأذكره.(4/581)
6007 ز- عمرو:
كان يقال له جعيل، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الجيم.
6008- عمرو، مولى خبّاب «1» :
قال أبو عمرو: روي عنه حديث واحد بإسناد غير مستقيم.
قلت: سأذكره بعد قليل في عمرو والد زرعة.
6009 ز- عمرو الخزاعي:
قيل هو اسم أبي شريح. والصواب خويلد بن عمرو. وذكره أبو موسى عن يحيى بن يونس.
6010 ز- عمرو:
راعي الركاب.
ذكره الباورديّ في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق أولاده- ولا ذكر لهم في كتب الرجال- عنه حديثا غريبا، فقال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو المنجنيقي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا الحسن بن بشير بن الحسين بن ناقد، حدثني عن أبيه، عن جده، عن أبيه عمرو، قال: خرجت مع سريّة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى أشرفنا على المشركين، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم:
«من يقوم لنا في ركابنا حتّى نعود إليه؟» فقلت: أنا. فقال: «اقعد «2» لنا على تلك الثّغرة» ، فقعدت فلم أشعر إلا بالمشركين قد أقبلوا ولا مخرج لهم لأخذ الركاب إلا من الثغرة، فخرج واحد منهم فرميته فقتلته، ثم خرج آخر فرميته حتى قتلت منهم تسعة، فرجعوا وجاء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فوجدني قاعدا، فقال: «ما صنعت؟» فأعلمته، فقال: «اذهب فأنت عمرو راعي الرّكاب» .
6011 ز- عمرو:
والد رافع المزني. تقدم في عمرو بن أبي رافع.
6012 ز- عمرو:
والد زرعة «3» .
ذكره البغويّ ومطين وغيرهما في الصحابة،
فأخرج البغوي عن منصور بن أبي مزاحم، ومطين، عن سويد بن سعيد، كلاهما عن خالد الزيات، عن زرعة بن عمرو عن أبيه، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة قال لأصحابه: «انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم» ، وقال: «ائتوني بحجارة من هذه الحرّة» ، فخط بها قبلتهم، رواه أسود بن عامر، عن خالد، فقال عن زرعة بن عمرو مولى خبّاب.
__________
(1) أسد الغابة ت (3916) ، الاستيعاب ت (1990) .
(2) في أ: أقم.
(3) أسد الغابة ت (3927) .(4/582)
ووقع ذكره في ترجمة عثمان أنه كان رابع أربعة ممن دفن عثمان يوم الدار «1» .
6013 ز- عمرو الخفاجي:
هو ابن الخفاجي.
6014 ز- عمرو «2» :
والد سعيد. تحوّل إلى هنا من عند عمرو بن سعيد.
6015- عمرو الطائي:
قال ابن عساكر: ذكر أن له وفادة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. نزل دمشق.
أخرج حديثه تمّام الرّازيّ في فوائده، حدثنا أبو الحسن عمرو بن عقبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن عمرو بن عبد اللَّه بن رافع بن عمرو الطائي «3» سنة خمس وثلاثمائة، وزعم أن له مائة سنة وعشرين سنة، قال: حدثني عم أبي السلم بن يحيى، عن أبيه، [حدثني أبي عن أبيه] «4» ، عن محمد بن عمرو بن عبد اللَّه [بن رافع] «5» ، عن أبيه، عن جده، حدثني أبي رافع بن عمرو، عن أبيه عمرو الطائي، أنه قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأجلسه معه على البساط، فأسلم وحسن إسلامه، ورجع إلى قومه فأسلموا.
6016- عمرو:
والد الطفيل. تقدم في ابن ظريف.
6017- عمرو العجلاني «6» :
تقدم في عمرو بن أبي عمرو.
6018 ز- عمرو الهذلي:
تقدم في عمرو بن سعيد.
6019- عمرو:
والد فراس الليثي «7» .
ذكره الطّبرانيّ وغيره، وأخرجوا من طريق أبي يحيى التيمي، عن سيف بن وهب، عن أبي الطفيل- أنّ رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو ذهب أبوه إلى رسول اللَّه وبه صداع شديد، فأخذ بجلدة ما بين عينيه فجبذها فذهب عنه الصّداع، ثم إن فراسا همّ
__________
(1) في أ: بعد العتمة.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 408، العبر 77، 78، أسد الغابة ت (3988) ، الاستيعاب ت (1989) .
(3) في أ: بقربة حجر في ...
(4) سقط في أ.
(5) في أ: حدثني أبي عن أبيه ...
(6) الثقات 3/ 276، تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، الجرح والتعديل 6/ 270، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الطبقات الكبرى 3/ 550، بقي بن مخلد 583.
(7) أسد الغابة ت (4005) .(4/583)
بالخروج مع أهل حروراء «1» ، فأخذه أبوه فأوثقه حتى أحدث التّوبة بعد ذلك.
6020- عمرو بن فلان الأنصاري.
قال أحمد في مسندة: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الوليد بن سليمان- أنّ القاسم ابن عبد الرحمن حدّثهم عن عمرو بن فلان الأنصاري، قال: بينما هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وقد أخذ بناصية نفسه، وهو يقول: اللَّهمّ عبدك وابن عبدك وابن أمتك. قال عمرو: فقلت: يا رسول اللَّه، إني رجل حمش الساقين. فقال: يا عمرو، إن اللَّه قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو ... وضرب بأربع أصابع من كفّه اليمنى ... الحديث
في موضع الإزار، وسنده حسن.
6021 ز- عمرو:
غير منسوب.
يأتي حديثه في ترجمة كردم بن قيس في حرف الكاف إن شاء اللَّه تعالى.
ذكر من اسمه عمران
6022- عمران بن بلال
بن أحيحة بن الجلاح، بضم الجيم وتخفيف اللام، عمّ عبد الرحمن بن أبي ليلى التابعي المشهور.
قال العدويّ: له صحبة.
6023- عمران بن الحجاج «2» :
قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يذكر له حديثا.
6024- عمران بن حصين
بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة «3» بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو الخزاعي، هكذا نسبه ابن الكلبي ومن تبعه.
__________
(1) حروراء: بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى وألف ممدودة، وهي قرية بظاهر الكوفة وقيل: موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين 4/ 704 خالفوا علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه- فنسبوا إليها. انظر معجم البلدان 2/ 283.
(2) أسد الغابة ت (4047) .
(3) أسد الغابة ت (4048) ، الاستيعاب ت (1992) ، مسند أحمد 4/ 426، تاريخ ابن معين 436، طبقات ابن سعد 4/ 287، طبقات خليفة 106، 187، التاريخ الكبير 6/ 408، المعارف 309، أخبار القضاة 1/ 291، 292، الجرح والتعديل 6/ 296، المستدرك 3/ 470، تهذيب الكمال 1057، تاريخ الإسلام 2/ 306، العبر 1/ 57، مجمع الزوائد 9/ 381، تهذيب التهذيب 8/ 125، 126، خلاصة تذهيب الكمال 295، شذرات الذهب 1/ 62.(4/584)
وعند أبي عمر: عبد نهم بن سالم بن غاضرة. ويكنى أبا نجيد، بنون وجيم مصغّرا.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وكان إسلامه عام خيبر، وغزا عدة غزوات، وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح، قاله ابن البرقي.
وقال الطّبرانيّ: أسلم قديما هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلاد قومه، ثم تحوّل إلى البصرة إلى أن مات بها.
روى عنه ابنه نجيد، وأبو الأسود الدؤلي، وأبو رجاء العطاردي، وربعي بن حراش، ومطرف، وأبو العلاء ابنا عبد اللَّه بن الشّخّير، وزهدم الجرمي، وصفوان بن محرز، وزرارة بن أبي أوفى، وآخرون.
وأخرج الطّبرانيّ بسند صحيح، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: قدمت البصرة، وبها عمران بن حصين، وكان عمر بعثه ليفقّه أهلها.
وقال خليفة: استقضى عبد اللَّه بن عامر عمران بن حصين على البصرة، فأقام أياما ثم استعفاه.
وقال ابن سعد: استقضاه زياد ثم استعفاه فأعفاه.
وأخرج الطّبرانيّ، وابن مندة بسند صحيح، عن ابن سيرين، قال: لم يكن تقدّم على عمران أحد من الصحابة ممن نزل البصرة.
وقال أبو عمر: كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظة، وكانت تكلّمه حتى اكتوى.
وأخرج الحديث «1» ابن أبي أسامة من طريق هشام، عن الحسن، عن عمران، أنه شقّ بطنه، فلبث زمانا طويلا فدخل عليه رجل ... فذكر قصته، فقال: إن أحبّ ذلك إليّ أحبه إلى اللَّه، قال: حتى اكتوى قبل وفاته بسنتين، وكان تسلم عليه فلما اكتوى فقده، ثم عاد إليه.
وقال ابن سيرين: أفضل من نزل البصرة من الصحابة عمران، وأبو بكرة، وكان الحسن يحلف أنه ما قدم البصرة والسّرو «2» خير لهم من عمران.
__________
(1) في أ: الحارث.
(2) السّرو: بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده واو: سخاء في مروءة وهو منازل حمير، عدة مواضع: سرو حمير، وسرو العلا، وسرو مندد، وسرو لبن وسرو سحيم وسرو الملا وسرو لبن وسرو صنعا وسرو السواد بالشام وسرو الوعل بالرمل يجهمة بينه وبين الماء من كل جهة ثلاث ليال بين فلاة أرض طيِّئ وأرض كلب، والسرو: قرية كبيرة مما يلي مكة. انظر مراصد الاطلاع 24/ 711.(4/585)
أخرجه أحمد في «الزّهد» عن سفيان، قال: كان الحسن يقول نحوه. وكان قد اعتزل الفتنة فلم يقاتل فيها.
[وقال أبو نعيم: كان مجاب الدعوة] «1» وقال الدّارميّ: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، عن مطرف، قال عمران بن حصين: إني محدثك بحديث، إنه كان يسلّم عليّ، وإن ابن زياد أمرني فاكتويت فاحتبس عني حتى ذهب أثر الكي ...
فذكر الحديث [في سنة الحج] «2» .
مات سنة اثنتين وخمسين، وقيل سنة ثلاث.
6025- عمران بن عصام الضّبعي:
والد أبي جمرة «3» ، بالجيم، نصر بن عمران. كذا سمى أباه ابن عبد البر، والمعروف أن اسمه نوح بن مجالد أو مخلد كما سيأتي في حرف النون إن شاء اللَّه تعالى.
قال ابن عبد البرّ: ذكروه في الصحابة، ومنهم من لم يصحح له صحبة، وكان قاضيا بالبصرة. روى عنه ابنه أبو جمرة، وقتادة، وأبو التياح، وغيرهم. وله رواية عن عمران بن حصين. انتهى.
وقال ابن مندة: عمران أبو نصر إن كان محفوظا روى عنه ابنه، ثم ساق من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن أبيه عمران الضبعي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم توفي وهو ابن ثلاث وستين.
وهكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه، عن حجاج، قال ابن مندة: هكذا حدّث به حماد بن سلمة، فوهم فيه. والصواب عن أبي جمرة عن ابن عباس.
قلت: قد أخرجه مسلم في صحيحه «4» من طريق بشر بن السري، عن حماد بن سلمة، فجاز أن يكون الوهم من حماد لما حدّث به حجاجا، وجاز أن يكون من حجاج.
6026- عمران بن عمير «5» :
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (4050) ، الاستيعاب ت (1993) .
(3) أسد الغابة ت (4050) ، الاستيعاب ت (1993) .
(4) في أ: مسلم في صحيحه.
(5) أسد الغابة ت (4051) .(4/586)
استدركه أبو موسى، وقال: أورده عليّ بن سعيد العسكريّ في أفراد الصحابة، ولم يورد له شيئا.
قلت: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده.
6027 ز- عمران بن عويم:
ويقال عويمر «1» - بزيادة راء في آخره، الهذلي.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق عثمان بن سعيد، وابن مندة، من طريق عبيد اللَّه بن موسى، كلاهما عن المنهال بن خليفة، عن سلمة بن تمام، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتي بامرأتين كانتا عند رجل من هذيل يقال له حمل بن مالك، فضربت إحداهما الأخرى «2» بعمود خباء، فألقت جنينا «3» ميتا، فأتى مع الضاربة أخ لها يقال له عمران بن عويم، فقضى عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالدية، فقال: يا نبيّ اللَّه، أدي من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل؟ [حمله يطل فقال: «لا سجع كسجع] «4» الجاهليّة، نعم، فيه غرّة عبد أو أمة» .
لفظ عبيد اللَّه.
وفي رواية عثمان بن سعيد: إحداهما هذلية والأخرى عامرية، فضربت الهذلية العامرية، وفيه أخ لها يقال له عمران بن عويمر، وزاد في آخره بعد قوله: «أو أمة» ، «أو فرس أو عشرون ومائة شاة أو خمسمائة» . فقال عمران: يا نبيّ اللَّه، ان لها اثنين هم سادة الحيّ، وهم أحقّ أن يعقلوا عن أمهم. قال: «أنت أحقّ أن تعقل عن أختك من ولدها» .
فقال: يا نبي اللَّه، ما لي شيء أعقل منه. قال: «يا حمل- وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأتين ووالد الجنين المقتول-: اقبض من تحت يدك من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة» . ففعل «5» .
قال أبو نعيم: رواه سلمة بن صالح، عن أبي بكر بن عبد اللَّه، عن أبي المليح، نحوه.
ورواه أبو أيّوب السّختيانيّ، عن أبي المليح مختصرا. أخرجه الطبراني، وسنده صحيح.
وأخرج الطّبرانيّ في ترجمة حمل بن مالك، من طريق أبي بكر الحنفي، عن عباد بن منصور، عن أبي المليح «6» ، عن حمل بن مالك- أنه كان له امرأتان لحيانيّة ومعاوية، وأنهما اجتمعتا معا، فتغايرتا، فرفعت المعاوية حجرا فرمت به اللحيانية وهي حبلى، فألقت
__________
(1) أسد الغابة ت (4052) .
(2) في أ: إحداهما صاحبتها.
(3) في أ: جنينها.
(4) في أ: بمثله فطل فقال: لا شج كشج....
(5) في أ: فنقل.
(6) في أ: الفتح.(4/587)
غلاما، فقال حمل لعمران بن عويمر «1» : أدّ إليّ عقل امرأتي، فأبى، فترافعا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «العقل على العصبة» .
وقال ابن مندة: رواه النضر بن شميل، عن عباد بن منصور، عن أبي مليح «2» ، قال:
كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم استعمل حمل بن مالك- يعني على صدقات هذيل ... الحديث، وقال فيه: فقال رجل يقال له عمران، ولم ينسبه، هكذا رواه مرسلا.
6028 ز- عمران بن الفصيل «3» :
بفاء ومهملة، وزن عظيم، ابن عائذ التيمي التّرخمي»
، أبو خالد.
قال أبو موسى: أورده الحافظ أبو زكريّا بن مندة، يعني مستدركا على جدّه، وقال:
ذكره ابن يس الحافظ فيمن قدم هراة من الصحابة،
وساق بسنده إلى أبي إسحاق بن يس- قال: أنبأنا عمي «5» ، قال: أنبأنا أبو سعيد النقاش، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي الجرجاني بنيسابور، حدثنا علي بن محمد بن سحنونة، حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن سهل الشعراني، حدثنا يزيد بن محمد بن خالد الحنظليّ، قال: سمعت جدّي من قبل أمي يقول: سمعت أبي يقول عن أبيه عن جده الهيّاج بن عمران، [عن عمران بن الفصيل] «6»
أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في قومه فأكرمه، قال: فقلت: بالذي أكرمك بالنّبوّة، وأكرمنا بك، ما أفضل ما يتوسّل به العبد إلى اللَّه عز وجل؟ قال: «أن تؤثر أمر اللَّه في كلّ شيء، وتطيعه بالعمل عليه، وترفض الكذب، وتعين على الحقّ ... » الحديث. وفيه: «أن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك» ،
قال: ولزم عمران النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى مات، وصلّى عليه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ودفنه.
قلت: الهياج «7» بن عمران تابعي معروف، يروي عن عمران بن حصين. وقد تعقب ابن الأثير كلام ابن يس فقال: هذا الكلام الأخير يرد على ابن يس دعواه أنه ورد إلى هراة.
وأجاب مغلطاي بما حاصله أنّ ابن ياسين لم يقل إنه ورد هراة، وإنما ذكر الهياج «8» ابن بسطام بن عمران بن الفصيل، وهو ممن ورد هراة، فقال: ذكر الهياج وسلفه وخلفه ...
فساق الحديث. يعني فذكر ترجمة عمران بن الفصيل استطرادا في ترجمة الهياج، ثم ذكر جماعة من سلفه.
__________
(1) في أ: عويم.
(2) في أ: الفتح.
(3) أسد الغابة ت (4053) .
(4) في أ: البرجمي.
(5) في أ: عثمان.
(6) في أ: النفيل.
(7) في أ: الهياج.
(8) في أ: الهياج.(4/588)
قلت: ولم يصرح أبو موسى ولا ابن مندة قبله بأنّ عمران ورد هراة، وإنما تصرف ابن الأثير في كلام أبي موسى وقوله: ذكره ابن يس فيمن قدم هراة صحيح، لأنه ذكر في الكتاب المذكور، ولكن استطرادا لما ذكر ترجمة حفيده، فصدق أنه ذكره في الجملة، ولم يصرح بأنه ورد هراة.
6029 ز- عمران بن نوح بن مجالد:
أو مخلد الضبعي، والد أبي جمرة نصر بن عمران. تقدم في عمران بن عصام.
ذكر من اسمه عمير، بالتصغير
6030- عمير بن الأخرم العذري «1» :
تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن إياس العذري، وأنه كان ممن وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
6031- عمير بن الأخنس «2»
بن شريق، بمعجمة وقاف وزن عظيم، الثقفي حليف بني زهرة.
ذكره هشام بن الكلبيّ في المؤلّفة ممن أعطاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين خمسين من الإبل.
وقد تقدمت ترجمة والده في الهمزة.
6032
- عمير بن أسد «3» الحضرميّ «4» :
ذكره
أبو عمر، فقال: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: الكذب خيانة.
روى عنه جبير بن نفير.
6033
- عمير بن أفصى «5» الأسلمي «6» :
ذكره ابن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، ومحمد بن كعب القرظي، وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قالوا: قدم عمير بن أفصى الأسلمي في عصابة من بني أسلم، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا من العرب في أرومة ... فذكر الحديث، وفيه ألفاظ غريبة شرحها أبو موسى.
6034- عمير بن أوس
بن عتيك بن عمرو بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي «7» .
قال الواقديّ: قتل يوم اليمامة شهيدا هو وحاجب بن زيد بن تميم الأشهلي، وثابت بن هزال.
__________
(1) أسد الغابة ت (4055) .
(2) في د، ت، ل، هـ: الأخفش.
(3) في أ: أسيد.
(4) الاستيعاب ت (1996) .
(5) في د، ل، هـ، ت: أقصى.
(6) أسد الغابة ت (4056) .
(7) أسد الغابة ت (4058) ، الاستيعاب ت (1997) .(4/589)
وذكره المستغفريّ بسنده إلى ابن إسحاق فيمن قتل باليمامة عمير بن أوس ولم ينسبه.
وقال أبو عمر- بعد أن نسبه: هو أخو مالك بن أوس، قتل يوم اليمامة، وكان قد شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وظن بعضهم أنه أخو عمرو بن أوس الّذي تقدم أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد، وبعضهم أنه هو، وإنما تكرر على ابن عبد البر، وليس هذا الظن بصحيح لاختلاف نسبهما ومكان استشهادهما.
6035 ز- عمير بن أمية الأنصاري «1» :
أخرج الطّبرانيّ، وسعيد بن إشكاب، ويحيى بن يونس الشّيرازيّ، من طريق [زيد بن أبي حبيب] «2» - أن المسلم بن زيد، ويزيد بن إسحاق حدّثاه عن عمير بن أمية أنه كان له أخت، فكان إذا خرج إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم آذته وشتمت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكانت مشركة، فاشتمل لها يوما على السيف، ثم أتاها فوقف عليها فقتلها، فقام بنوها فصاحوا، فذهب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره فأهدر دمها.
وسيأتي في ترجمة عمير بن عدي أنّ ابن عبد البر خلط هذه القصة بقصّته، وإيضاح كونهما قصّتين إن شاء اللَّه تعالى.
6036- عمير بن ثابت «3» :
يقال هو اسم أبي الضّيّاح الأنصاري. ويقال نعيمان. يأتي في الكنى.
6037 ز- عمير بن ثابت بن كلفة «4» :
قيل هو اسم أبي حبّة الأنصاري.
6038- عمير بن جابر
بن غاضرة بن أشرس الكندي «5» .
وكذا نسبه ابن عبد البرّ، وقال: له صحبة.
وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، ثم أورد من طريق إسماعيل بن إبراهيم هو الترجماني، قال: قال أبو الحارث إسحاق مولى ابن هبّار: رأيت عمير بن جابر بن أشرس بن غاضرة الكندي، وكانت له صحبة، يخضّب بالحناء. وكذا أخرجه ابن أبي خيثمة، والبغوي في غير طريق ابن أبي خيثمة، ووقع بعلوّ متصلا بالسماع في سند أنساب
__________
(1) أسد الغابة ت (4057) .
(2) في أبدل ما بداخل القوسين: يزيد بن حبيب.
(3) أسد الغابة ت (4062) .
(4) في أ، هـ: خلفة.
(5) أسد الغابة ت (4063) ، الاستيعاب ت (1999) .(4/590)
الرازيّ: قرأته على إسماعيل بن إبراهيم بن موسى، عن إسماعيل بن إبراهيم التغلبي سماعا، أنبأنا إسماعيل بن عبد القوي، أنبأنا إسماعيل بن صالح، حدثنا أبو عبد اللَّه الرازيّ، أنبأنا محمد بن أحمد السعدي، أنبأنا أبو عبد اللَّه بن بطة، أنبأنا البغوي به. وإسحاق ضعيف.
6039- عمير بن جودان «1» :
ويقال ابن سعد بن فهد. والأول أرجح قال «2» [....] .
وقال البخاريّ في «التّاريخ» : قال عبدان [.....] : حدثنا أبو جمرة، عن عطاء بن السائب، عن أشعث بن عمير بن جودان، عن أبيه [.....] .
وأخرج أبو يعلى، وابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء، عن أشعث، عن أبيه، قال: أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وفد عبد القيس، فلما أرادوا الانصراف قالوا: سلوه عن النبيذ، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنا في أرض وخيمة لا يصلحنا إلا الشراب.
قال: «وما شرابكم» ؟ قالوا: النبيذ. قال: «لا تنبذوا في النّقير «3» ، فيضرب الرّجل منكم ابن عمّه ضربة لا يزال منها أعرج» . فضحكوا. فقال: «من أيّ شيء تضحكون» ؟ قالوا: والّذي بعثك بالحق، لقد شربنا في نقير لنا فقام بعضنا إلى بعض فضرب هذا ضربة فهو أعرج منها إلى يوم القيامة «4» .
إسناده حسن.
وأخرجه ابن أبي خيثمة من رواية محمد بن فضيل، لكن قال: عن أشعث بن عمير بن فهد.
وأخرجه ابن السّكن، وأبو نعيم من هذا الوجه، فقالا: أشعث بن عمير بن فهد.
وقال أبو عمر: عمير بن جودان، وذكر الحديث، ثم أعاده في عمير بن فهد، وقال:
وقيل عمير بن سعد بن فهد. وذكر الحديث بعينه. ولم ينبّه على أنه واحد.
__________
(1) أسد الغابة ت (4065) ، الاستيعاب ت (2000) ، مقدمة مسند ابن مخلد 142، الجرح والتعديل 375، التاريخ الكبير 6/ 536، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، جامع التحصيل 304- تاريخ الإسلام 1/ 281.
(2) في د: قال ابن حاتم، وباقي الأصول بياض.
(3) النّقير: أصل النّخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا، والنهي واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النّقير. النهاية 5/ 104.
(4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 476 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 766 والهيثمي في الزوائد 5/ 63 عن الأشعث بن عمير العبديّ بزيادة في أوله قال الهيثمي رواه أبو يعلى والطبراني وأشعث بن عمير لم أعرفه وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.(4/591)
وكذا صنع ابن الأثير، أخرج الحديث في الموضع الأول من طريق ابن أبي عاصم، وفي الموضع الثاني من طريق أبي يعلى كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، مع أن كلّا منهما لم يسمّ والد عمير، ولم ينبّه أيضا على أنهما واحد، وإنما نبه على أن عمير بن فهد وعمير بن سعد بن فهد واحد، ولعل جودان أبوه فنسب إلى جدّه، أو جودان جدّ له حذف من الرواية الأخرى.
وقد تقدم كلام ابن حبّان في ترجمة جودان في القسم الرابع من حرف الجيم. وتقدم في القسم الأول من حرف الجيم في جهم بن قثم العبديّ أنه المضروب حتى عرج.
6040- عمير بن الحارث
بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب «1» بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد الأنصاري الخزرجي.
كذا نسبه ابن إسحاق، وزاد موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة «2» ، وقالا: إنه شهد بدرا.
وقال أبو عمر: شهد العقبة وبدرا وأحدا في قول جميعهم.
وقال ابن الكلبيّ: كان يقال له مقرن، لأنه كان يقرن الأسارى بعد وقعة بعاث.
6041- عمير بن الحارث الأزدي «3» :
تقدم ذكره وحديثه في ترجمة جندب بن زهير.
6042- عمير بن حارثة السلمي:
ذكره الباورديّ في الصحابة، وأخرج بسنده المتكرر إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكره فيمن شهد صفين مع عليّ رضي اللَّه عنه من الصحابة.
[6043- عمير بن حرام
بن عمرو بن الجموح الأنصاري «4» السلمي. قال ابن شاهين: ذكره الواقدي فيمن شهد بدرا، ولم يذكره الباقون، وقال أبو عمر: ذكره أيضا ابن الكلبي وابن عمارة. قلت: المعروف من البدريين هو عمير المذكور بعده] «5» .
6044- عمير بن حبيب بن خماشة «6» :
بضم المعجمة وتخفيف الميم وبعدها
__________
(1) أسد الغابة ت 1.
(2) في أ، د: كندة.
(3) أسد الغابة ت (4066) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422.
(4) أسد الغابة ت (4071) .
(5) سقط في: ط، د، ل، ت.
(6) الثقات 3/ 299، أسد الغابة ت (4069) ، الكاشف 2/ 352، الاستيعاب ت (2002) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، التحفة اللطيفة 3/ 368، التاريخ الكبير 6/ 531، الجرح والتعديل 6/ 375، تهذيب التهذيب 8/ 44، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب التهذيب 2/ 86، تهذيب الكمال 2/ 1060، الكاشف 2/ 352، تذهيب الكمال 2/ 304، الإكمال 2/ 264.(4/592)
معجمة، ابن جويبر بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطميّ.
قال البخاريّ: بايع تحت الشجرة. وقال ابن السّكن: مدني له صحبة. ويقال: إنه بايع تحت الشجرة، وهو جدّ أبي جعفر الخطميّ، ولم نجد له رواية عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من وجه ثابت.
وقال البغويّ: حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن أبيه، عن جده عمير بن حبيب، قال: «الإيمان يزيد وينقص ... » الحديث. موقوف.
وقال ابن السّكن: تفرد به حماد بن سلمة. وقال أبو نعيم: اسم أبي جعفر عمير بن يزيد بن حبيب. وأخرجه ابن شاهين من وجه آخر، عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا أبو جعفر الخطميّ، قال: كان جدي عمر بن حبيب، وكانت له صحبة، يقول: أي بني، الإيمان يزيد وينقص.
وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ- أنّ جده عمير بن حبيب، وكان قد بايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أوصى بنيه، فقال: «يا بنيّ، إيّاكم ومجالسة السّفهاء، فإنّها داء ... »
الحديث موقوف أيضا.
وأخرجه أحمد في كتاب «الزّهد» عن يزيد بن هارون، عن حماد. وأخرجه الطبراني من وجه آخر، عن حماد، عن أبي جعفر، فقال: كانت له صحبة. وبايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند احتلامه.
6045- عمير بن الحمام «1» :
بضم المهملة وتخفيف الميم، ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا، وقال ابن إسحاق: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلّا أدخله اللَّه الجنّة» .
فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة- وفي يده تمرات يأكلهن: بخ بخ، فما بيني
__________
(1) الثقات 3/ 299، أسد الغابة ت (4072) ، تعجيل المنفعة 321، البداية والنهاية 3/ 277، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، أصحاب بدر 240، الاستيعاب ت (2004) ، الاستبصار 158، الطبقات الكبرى 2/ 17، 18، 25- 3/ 51، دائرة معارف الأعلمي 23/ 78.(4/593)
وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء! فقذف التمر من يده، وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل، وهو يقول:
ركضا إلى اللَّه بغير زاد ... إلّا التّقى وعمل المعاد
والصّبر في اللَّه على الجهاد «1»
[الرجز] فكان أول قتيل [قتل] «2» في سبيل اللَّه في الحرب.
وقد وقعت لي هذه القصة موصولة بسند عال: قرأت على أبي إسحاق التّنوخي، وأبي بكر بن عمر الفرضيّ، وغيرهما، عن أحمد بن أبي طالب سماعا، أنبأنا ابن الليثي، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا ابن المظفر، أنبأنا ابن حمويه، أنبأنا إبراهيم بن خزيمة، أنبأنا عبد بن حميد، حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض» . فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول اللَّه، جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: «نعم» . قال: بخ بخ! قال: «ما يحملك على قول بخ بخ» ؟ قال: رجاء أن أكون من أهلها. قال: «فإنّك من أهلها» ،
فأخرج ثمرات من قرنه، فجعل يأكل منها، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمرا، إنها لحياة طويلة، قال:
فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل «3» . أخرجه مسلم عن عبد بن حميد فوافقناه فيه بعلوّ ودرجتين.
وأخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة، من طريق حماد، عن ثابت البناني، قال: قتل عمير بن الحمام خالد بن الأعلم يوم بدر.
ووقع لعبد الغني بن سعيد الحافظ في المبهمات وهم، وذلك في حديث جابر، قال رجل: يا رسول اللَّه، إن قتلت أين أنا؟ قال: «في الجنّة» .
فألقى تمرات كنّ في يده فقاتل حتى قتل.
قال عبد الغنيّ: هذا الرجل هو عمير بن الحمام، كذا قال: وعمير بن الحمام اتفقوا على أنه استشهد ببدر، فكيف يبقى إلى يوم أحد؟
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (4072) ، الاستيعاب ت (2004) .
(2) سقط في أ.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1510 عن أنس بن مالك كتاب الإمارة (33) باب ثبوت الجنة للشهيد (41) حديث رقم (145/ 1901) . وأحمد في المسند 3/ 136، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 43، 99، والحاكم في المستدرك 3/ 426، والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 69.(4/594)
فالصواب أنّ القصة وقعت لآخر، وتلقّى أبو موسى هذا الكلام بالقبول، فترجم لعمير بن الحمام بناء على أنه آخر، فزاد الوهم وهما.
6046- عمير بن خرشة القاري:
ناصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالغيب.
قتل اليهودية التي هجته، هكذا ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، وأظنّه نسبه لجده أو أسقطه من النسخة. وسيأتي عمير بن عدي قريبا.
6047 ز- عمير بن رئاب:
بكسر الراء وتحتانية مثناة مهموزة، ابن حذيفة «1» بن مهشم بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم القرشي السّهمي.
كذا نسبه ابن إسحاق والجمهور، وأسقط الواقديّ مهشما من نسبه، وقال بدل حذيفة حذافة.
قال ابن إسحاق: كان من السابقين الأولين، ومن مهاجرة الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، وكذا قال الزبير، قال:
وهو القائل من أبيات:
نحن بنو زيد الأغرّ ومثلنا ... يحامي على الأحساب عند الحقائق
[الطويل] قال: وأراد بزيد سهما جدّه الأعلى، لأنه كان يسمى زيدا فسابق أخاه، فسمّته أمّه سهما فاشتهر بها.
6048- عمير بن زيد بن أحمر» :
ذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال أبو موسى: ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة، ولم يورد له شيئا.
6049 ز- عمير بن ساعدة:
ذكر فيمن روى الحديث في صفة خيل الجنة، فينظر في ترجمة عبد الرحمن بن سابط في القسم الأخير.
6050 ز- عمير بن سعد بن فهد «3» :
تقدم في عمير بن جودان.
__________
(1) أسد الغابة ت (4073) ، الاستيعاب ت (2005) .
(2) أسد الغابة ت (4074) .
(3) أسد الغابة ت (4077) .(4/595)
6051- عمير بن سعد بن عبيد «1»
بن النعمان بن قيس بن عمرو بن عوف.
كذا نسبه الواقديّ، وتبعه ابن عبد البرّ. وقال ابن الكلبيّ: عمير بن سعد بن شهيد، بمعجمة مصغرا، ابن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس «2» الأنصاري الأوسي.
قال البغويّ في معجم الصحابة: كان يقال له نسيج وحده، وساق ذلك بسنده إلى أبي طلحة الخولانيّ. وكذلك أخرجه أبو يعلى.
وأخرج ابن عائذ بسند له إلى محمد بن سيرين- أنّ عمر هو الّذي كان يسميه بذلك لإعجابه به. وقال في عمارة بن عبد اللَّه بن محمد بن عمير بن سعد، وساق نسبه كابن الكلبي، ثم قال: صحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو الّذي رفع إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كلام الجلاس بن سويد، وكان يتيما في حجره، وشهد فتوح الشام، واستعمله عمر على حمص إلى أن مات.
وكان من الزهاد.
وقال ابن سعد: توفي في خلافة معاوية. وقال البخاري، وابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وزاد أبو حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه راشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، زاد ابن مندة: وابنه عبد الرحمن بن عمير.
وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى ممّن نزل حمص من الصحابة.
وقال الواقديّ: كان عمر يقول: وددت أن لي رجالا مثل عمير بن سعد أستعين بهم على أعمال المسلمين.
وأخرج ابن مندة بسند حسن، عن عبد الرحمن بن عمير بن سعد، قال لي ابن عمر:
ما كان بالشام أفضل من أبيك. قال محمد بن سعد: مات عمير بن سعد في خلافة عمر.
وقال غيره: في خلافة عثمان، وجاء في رواية أخرى أنه مات في خلافة عمر فصلّى عليه، ولا يثبت ذلك.
6052- عمير بن سعيد
بن عبيد الأنصاري ابن امرأة الجلاس «3» ، بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4076) ، الاستيعاب ت (2006) ، طبقات خليفة 157، الجرح والتعديل 6/ 376، كنز العمال 13/ 556، الثقات 3/ 300، ابن عساكر 13/ 339، التاريخ الصغير 1/ 48، مجمع الزوائد 9/ 382، تهذيب الكمال/ 1060، تهذيب التهذيب 8/ 144، التاريخ الكبير 6/ 531، تاريخ الإسلام 2/ 89.
(2) في أ: أوس.
(3) أسد الغابة ت (4079) .(4/596)
فرّق غير واحد من العلماء بينه وبين الّذي قبله. وقد ذكر في الّذي قبله. وقيل: هذا هو والد أبي زيد الّذي جمع القرآن.
6053- عمير بن سلمة «1»
بن منتاب «2» بن طلحة بن جدي بن ضمرة الضمريّ.
نسبه ابن إسحاق. قال أبو عمر: لا يختلفون في صحبته. وقال ابن مندة: مختلف في صحبته.
وأخرج ابن أبي عاصم «3» في «الوحدان» ، من طريق الدّراوردي، وابن أبي [حاتم] «4» ، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، قال: بينما نسير مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالرّوحاء، إذا حمار وحش معقور، فذكر لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «دعوه فيوشك أنّ صاحبه يأتيه» ، فأتى صاحبه وهو رجل من بهز، فقال: يا رسول اللَّه، شأنكم بهذا الحمار، فأمر أبا بكر فقسمه بين الرفاق.
وهكذا رواه يحيى بن سعيد، من رواية حماد بن زيد، وهشيم، والليث، عنه، عن محمد بن إبراهيم.
وقال مالك، عن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن عمير، عن البهزي، وتابعه أبو أويس «5» ، وعبد الوهاب الثقفي، وحماد بن سلمة، وغيرهم، عن يحيى، فاختلف فيه على يحيى، ولم يختلف على يزيد. وقد وافق يزيد عبد ربه بن سعيد أخو يحيى، فرواه عن محمد بن إبراهيم، وقال في روايته، عن عيسى، عن عمير: خرجنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال أبو عمر: الصحيح أنه لعمير «6» بن سلمة، والبهزي كان صائد الحمار. انتهى.
ويحتمل أن يكون المراد بقوله: عن البهزي- أي عن قصة البهزي «7» ولذلك نظائر ذكرها أبو عمر في التمهيد، منها في رواية ضمرة عن أبي واقد الليثي، ولذلك جزم
__________
(1) الكاشف 2/ 352، الثقات 3/ 301، تجريد أسماء الصحابة 1/ 423، التحفة اللطيفة 3/ 369، التاريخ الكبير 6/ 533، الجرح والتعديل 6/ 376، تقريب التهذيب 2/ 86، تهذيب الكمال 2/ 1061، خلاصة تذهيب 2/ 304، بقي بن مخلد 619، تهذيب التهذيب 8/ 147، تلقيح فهوم أهل الأثر 369/ 383.
(2) في د: منثاب.
(3) في أ: عاصم.
(4) في أ، د: حاتم. وسقط في ط.
(5) في أ: إدريس.
(6) في أ: لعمر.
(7) في أ: ولم يقصد الرواية عن البهزي.(4/597)
موسى بن هارون في حديث البهزي، كما نقله الدارقطنيّ في العلل، وتعكر عليه رواية عباد بن العوام، ويونس بن راشد، عن يحيى، فإنه قال فيها: إن البهزي حدّثه.
ويمكن أن يجاب بأنهما غيّرا قوله عن البهزي إلى قوله إلى البهزي ظنا أنهما سواء، لكون الراويّ غير مدلّس، فيستوي في حقه الصيغتان.
6054- عمير بن عامر
بن مالك «1» بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، أبو داود المازني، المشهور بكنيته.
ذكره موسى بن عقبة، وأبو إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا. وقيل: اسمه عمرو.
وسيأتي في الكنى.
6055 ز- عمير بن عامر
بن نابي بن يزيد بن حرام الأنصاري الخزرجي.
قال ابن الكلبيّ: شهد المشاهد كلّها، واستشهد يوم اليمامة.
ذكره الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن فتحون.
6056 ز- عمير بن عبد عمرو
بن نضلة «2» بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو الخزرجي.
كذا نسبه ابن الكلبيّ، وأبو عبيد، ونسبه أبو عمر إلى نضلة بن عمرو، فقال: ابن غسان بن سليمان بن مالك بن أفصى. قال ابن إسحاق: كان يعمل بيديه جميعا، فقيل له:
ذو اليدين، وشهد بدرا، واستشهد بها.
وقال أبو عمر: قتل بأحد، وزعم أنه ذو اليدين، وليس بذي الشمالين المقتول ببدر.
وجزم ابن حبان بأنه ذو اليدين، وغيره بأنه ذو الشمالين.
6057 ز- عمير بن عبيد:
تقدم في عمرو بن سعيد.
6058- عمير بن عدي
بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة.
كان أبوه عدي شاعرا، وأخوه الحارث بن عدي قتل بأحد، وهو الأنصاري ثم الخطميّ.
__________
(1) الثقات 3/ 299، 301، أسد الغابة ت (4084) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 412/ 424، أصحاب بدر 228، الاستيعاب ت (2009) ، الطبقات الكبرى 3/ 518، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، بقي بن مخلد 571.
(2) الثقات 3/ 301، تراجم الأخبار 1/ 390، الطبقات الكبرى 3/ 167، 534، تنقيح المقال 9141.(4/598)
ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: هو البصير الّذي كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يزوره في بني واقف، ولم يشهد بدرا لضرارته.
وقال ابن إسحاق: كان أول من أسلم من بني خطمة، وهو الّذي قتل عصماء بنت مروان، وهي من بني أمية بن زيد كانت تعيب الإسلام وأهله، فقتلها عمير بن عدي، ومن يومئذ عزّ الإسلام وأهله بالمدينة.
قال الواقديّ، بسند له: كانت عصماء تحرّض على المسلمين وتؤذيهم، فلما قتلها عمير قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا ينتطح فيها عنزان» «1» ، فكان أول من قالها فسار بها المثل، وكان ذلك لخمس بقين من رمضان من السنة الثانية.
وأخرجه ابن السّكن من طريق الواقديّ، عن عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل، عن أبيه.
وكذلك أبو أحمد العسكري في الأمثال.
وروينا الحديث الّذي أشار إليه ابن السكن في مسند الهيثم بن كليب الشاشي، أخرجه من طريق حسين بن علي الجعفي، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «انطلقوا بنا إلى البصير الّذي في بني واقف نعوده» «2» وكان رجلا أعمى ...
الحديث.
قال ابن السّكن: لم يروه عن ابن عيينة إلا الجعفي، وكأنه أراد السند المذكور، وإلا فقد أخرجه أبو العباس السراج في تاريخه، عن محمد بن يونس الجمال عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار بسند آخر، فقال: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وأخرجه أبو نعيم، من طريقه، وقال: لم يقل فيه عن أبيه إلا الجمال، وأرسله غيره من أصحاب ابن عيينة.
وأخرجه البغويّ، عن سريج بن يونس، ومحمد بن عباد، وغيرهما، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن جبير- مرسلا. وقال البخاريّ في الصحابة، عمير بن عدي الأعمى قارئ بني خطمة وإمامهم، قاله الليث عن هشام- يعني ابن عروة- عن أبيه، عن ابن لعمير.
وقال عبدة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن ابن لعمير عن أبيه. وقال أبو
__________
(1) أي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان، لأن النطاح من شأن التيوس والكباش لا العنوز، وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خلف ونزاع. النهاية 5/ 74.
(2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 200، وأبو بكر الخطيب في تاريخ البغدادي 7/ 431، وابن حجر في فتح الباري 11/ 286.(4/599)
معاوية: عن هشام، عن أبيه، عن عدي بن عمير، عن أبيه. انتهى.
وقال جرير، عن هشام، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمير: إنه كان إمام بني خطمة، وهو أعمى، على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وجاهد معه وهو أعمى. أخرجه البغوي، والحسن بن سفيان من هذا الوجه. وقال ابن مندة: لم يتابع عليه جرير. والصواب ما رواه أبو معاوية عن هشام، فذكر ما تقدم، وزاد: فكانت له صحبة، انتهى.
وقد قدمت رواية جرير في ترجمة عبد اللَّه بن عمير، وهو على الاحتمال أن يكون مات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقام ولده مقامه.
6059- عمير بن عقبة
بن عمرو بن عدي الأنصاري.
قال ابن سعد والعدوي: شهد أحدا مع أبيه.
وذكر الواقديّ في كتاب «الردة» أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة، فلما فرغ من اليمامة أرسل «1» عمير بن عديّ في نفر من الجيش إلى طليحة وأخيه في بني أسد «2» .
6060 ز- عمير بن عقبة «3»
بن نيار «4» ابن أخي أبي بردة بن نيار «5» .
له حديث في النّسائيّ في فضل الصلاة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنه ولده سعيد وقد ينسب إلى جده فيقال عمير بن نيار، ومدار حديثه على أبي الصّباح سعيد بن سعيد التغلبي، رواه عن سعيد بن عمير، فقال وكيع عنه عن سعيد بن عمير بن نيار عن أبيه، وقال أبو أسامة، عنه، عن سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار عن أبيه، عن عمه أبي بردة أخرجها «6» النسائي، واختلف على وكيع، فقال الأكثر عنه. هكذا، ولم يسمّوا والد عمير. وقال عمار بن أبي شيبة «7» بهذا السند سعيد بن عمرو الأنصاري، ولم يسمّ والد عمير أيضا.
6061 ز- عمير بن عمرو
بن عمير الأنصاري. «8»
__________
(1) في أ: أرسله.
(2) في أ: أسلم.
(3) الثقات 3/ 299، تقريب التهذيب 2/ 87، تهذيب التهذيب 8/ 149، جامع التحصيل 304، مراسيل الراويّ 63، 164.
(4) في د: ديار.
(5) في د: ديار.
(6) في أ: أخرجهما.
(7) في ت، ل: عنه.
(8) الثقات 3/ 300، الجرح والتعديل 6/ 2103.(4/600)
ذكره ابن حبان في الطبقة الأولى، وقال: له صحبة.
6062- عمير بن عمرو
بن مالك الأنصاري، ويقال الأزدي «1» .
وقال البلاذريّ: شهد حنينا، وقطعت رجله يومئذ، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «سبقتك إلى الجنّة.»
6063 ز- عمير بن عمرو الليثي.
تقدم في عمر- مكبرا، وهو بالتصغير أشهر.
6064- عمير بن عوف:
مولى سهيل بن عمرو القرشي العامري «2» ، خطيب قريش.
ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: كان من مولدي أهل مكة. وقال ابن سعد: شهد بدرا، وكان قد فرّ من مكة هو وعبد اللَّه بن سهيل وقاتل معه يوم بدر، وكان سهيل بن عمرو يقول بعد أن أسلم: قد شهد عمير بن عوف بدرا، وإني لأرجو أن [تناله شفاعتي] «3» .
6065- عمير بن قتادة «4» :
بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكناني الليثي الجندعي، والد عبيد بن عمير التابعي المشهور.
قال العسكريّ: شهد الفتح.
6067- عمير بن قهد: «5»
في عمير بن جودان «6» . تقدم.
6066 ز- عمير بن قرّة الليثي.
ذكره الباورديّ في الصحابة، وروى بسنده المتكرر إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكره فيمن شهد صفّين من الصحابة، قال: وكان شديدا على معاوية وأهل الشام حتى حلف معاوية لئن ظفر به ليذيبنّ الرّصاص في أذنيه.
6068- عمير بن مساحق
بن قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
__________
(1) الاستيعاب ت (2011) .
(2) الاستيعاب ت (2012) .
(3) في أ: تنالني شفاعته، وفي د: تناله شافعتي يوم القيامة.
(4) الثقات 3/ 300، أسد الغابة ت (4085) ، الكاشف 2/ 352، الاستيعاب ت (2014) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 424، الجرح والتعديل 6/ 378، تقريب التهذيب 2/ 86، تهذيب الكمال 1/ 1061، خلاصة تذهيب 2/ 304.
(5) في د: فهار.
(6) الاستيعاب ت (2013) .(4/601)
تزوّج درة بنت هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وولده منها حميد كان شريفا في زمن معاوية. ذكره الزّبير بن بكّار.
6069
ز- عمير بن معبد «1» بن الأزعر «2» :
تقدم في عمرو.
6070- عمير بن نيار» :
هو عمير بن عقبة بن نيار، نسب لجده «4» . وقد تقدم.
6071- عمير بن ودقة «5» .
قال أبو عمر: هو أحد المؤلفة، أعطاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من غنائم حنين دون المائة هو وقيس بن مخرمة، وهشام بن عمرو، وسعيد بن يربوع، وعباس بن مرداس، وأعطى من عدا «6» هؤلاء من المؤلفة مائة مائة.
قلت: ولم يذكره ابن إسحاق، وذكر بدله عمير بن وهب الجمحيّ، وبدل قيس «7» بن مخرمة- مخرمة بن نوفل، وزاد عدي بن قيس السّهمي «8» .
6072- عمير بن أبي وقاص «9»
بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أخو سعد.
أسلم قديما، وشهد بدرا، واستشهد بها في قول الجميع. يقال: [و] قتله عمرو بن [عبد] ودّ العامري الّذي قتله عليّ يوم الخندق وقال ابن حبّان: له صحبة،. وقال ابن السكن: لم أجد له رواية لقدم إسلامه [و] موته.
وأخرج أحمد وإسحاق بسند حسن، وهو من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: أتي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بقصعة فأكل منها، ففضلت فضلة، فقال: «يجيء رجل من هذا الفجّ يأكل هذه الفضلة من أهل الجنّة» .
وكنت
__________
(1) أسد الغابة ت (4090) ، الاستيعاب ت (2016) .
(2) في د، هـ: الأوعر.
(3) في د: ديار.
(4) أسد الغابة ت (4093) .
(5) أسد الغابة ت (4094) ، الاستيعاب ت (2018) .
(6) في د: من عدهن.
(7) في د: حسن.
(8) في د: انتهى.
(9) الثقات 3/ 298، أسد الغابة ت (4095) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 220، الاستيعاب ت (2019) .(4/602)
تركت أخي عميرا يتوضّأ، فقلت: هو عمير، فجاء عبد اللَّه بن سلام فأكلها» .
ووقع لي بعلوّ في مسند عبد بن حميد، وصححه الحاكم.
وأخرج أبو يعلى من رواية أبان العطار، عن عاصم. وأخرج الحاكم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عمه عامر بن سعد، عن أبيه، قال: عرض على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جيش بدر، فردّ عمير بن أبي وقاص، فبكى عمير، فأجازه، فعقد عليه حمائل سيفه، وهو عند البغوي كذلك.
وأخرجه ابن سعد عن الواقديّ، من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه، قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيستصغرني فيردّني، وأنا أحبّ الخروج، لعل اللَّه أن يرزقني الشهادة- قال: فعرض على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فاستصغره فردّه، فبكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة.
وأخرج البغويّ من طريق محمد بن عبد اللَّه الثقفي، عن سعيد، قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير، وقتلت أنا سعيد بن العاص، والصواب العاص بن سعيد بن العاص.
6073- عمير بن وهب «1»
بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ- يكنى أبا أمية.
قال موسى بن عقبة في «المغازي» ، عن ابن شهاب: لما رجع كلّ المشركين إلى مكة فأقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر، فقال صفوان: قبّح اللَّه العيش بعد قتلى بدر، قال: أجل، واللَّه ما في العيش خير بعدهم، ولولا دين عليّ لا أجد له قضاء وعيال لا أدع لهم شيئا، لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه، فإنّ لي عنده علة أعتلّ بها عليه، أقول: قدمت من أجل ابني هذا الأسير.
قال: ففرح صفوان، وقال له: عليّ دينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة، لا يسعني شيء فأعجز عنهم. فاتفقا، وحمله صفوان وجهّزه، وأمر بسيف عمير فصقل وسمّ، وقال [عمير لصفوان: اكتم خبري أياما] «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4096) ، الاستيعاب ت (2020) ، الجرح والتعديل 6/ 2091، البداية والنهاية 3/ 113، 5/ 8.
(2) في د: وقال صفوان لعمير: نكتم هذا الأمر بيننا.(4/603)
وقدم «1» عمير المدينة، فنزل باب المسجد، وعقل راحلته، وأخذ السيف، وعمد إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع ودخل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، لا تأمنه على شيء. فقال: «أدخله عليّ» ، فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ويحترسوا «2» من عمير.
وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومع عمير سيفه، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لعمر: «تأخّر عنه» . فلما دنا عمير قال: انعموا صباحا- وهي تحية الجاهلية، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «قد أكرمنا اللَّه عن تحيّتك، وجعل تحيّتنا تحيّة أهل الجنّة وهو «3» السّلام» . فقال عمير: إن عهدك بها لحديث. فقال: «ما أقدمك يا عمير» ؟ قال: قدمت على أسيري عندكم، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل. فقال: «ما بال السّيف في عنقك» ؟
فقال: قبحها اللَّه من سيوف! وهل أغنت عنا شيئا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اصدقني، ما أقدمك يا عمير» ؟ قال: ما قدمت [إلا في طلب أسيري] «4» .
قال: «فماذا شرطت لصفوان في الحجر» ؟ ففزع عمير، وقال: ماذا شرطت له؟ قال:
«تحمّلت له بقتلي على أن يعول أولادك «5» ويقضي دينك، واللَّه حائل بينك وبين ذلك» .
فقال عمير: أشهد أنك رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، كنّا يا رسول اللَّه نكذّبك بالوحي وبما يأتيك من «6» السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر كما قلت، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك اللَّه به، فالحمد للَّه الّذي ساقني هذا المساق.
ففرح به المسلمون، وقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اجلس يا عمير نواسك» . وقال لأصحابه: «علّموا أخاكم القرآن» .
وأطلق له أسيره. فقال عمير: ائذن لي يا رسول اللَّه، فألحق بقريش، فأدعوهم إلى اللَّه وإلى الإسلام، لعل اللَّه أن يهديهم. فأذن له فلحق بمكة. وجعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر. وجعل يسأل كلّ راكب قدم من المدينة: هل كان بها من حدث؟ حتى قدم عليهم رجل، فقال لهم: قد أسلم عمير، فلعنه المشركون، وقال صفوان: للَّه عليّ ألّا أكلمه أبدا، ولا أنفعه «7» بشيء.
ثم قدم عمير، فدعاهم إلى الإسلام ونصحهم بجهده، فأسلم بسببه بشر كثير.
وهكذا ذكره أبو الأسود عن عروة مرسلا، وأورده ابن إسحاق في المغازي عن محمد بن جعفر بن الزبير مرسلا أيضا.
__________
(1) في د: فقدم.
(2) في د: يحرسوه.
(3) في د: وهي.
(4) في د: إلا لذلك.
(5) في د: عيالك.
(6) في د: خبر.
(7) في د: ولا أنفق عليه.(4/604)
وجاء من وجه آخر موصولا، أخرجه ابن مندة من طريق أبي الأزهر، عن عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن أنس أو غيره.
وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه عن أبي عمران إلا من هذا الوجه.
وأخرجه الطّبرانيّ، من طريق محمد بن سهل بن عسكر عن عبد الرزاق بسنده، فقال:
لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك.
وفي مغازي الواقديّ أنّ عمر قال لعمير: أنت الّذي حزرتنا يوم بدر؟ قال: نعم، وأنا الّذي حرّشت بين الناس، ولكن جاء اللَّه بالإسلام وما كنّا فيه من الشرك أعظم من ذلك.
فقال عمر: صدقت.
وذكر ابن شاهين بسند منقطع أنّ عميرا هذا هاجر، وأدرك أحدا فشهدها وما بعدها، وشهد الفتح.
وله قصة في ذلك مع صفوان حتى أسلم صفوان، وعاش عمير إلى خلافة عمر. وله ذكر في تبوك مع أبي خيثمة السالمي الّذي كان تأخّر ثم لحقهم، فترافق مع عمير ببعض الطريق، فلما دنا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعمير: إنك امرؤ جريء، وإني أعرف حبّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لهم، وإني امرؤ مذنب، تأخّر عني حتى أخلو به، فتأخر عنه عمير.
وأخرجه البغويّ من رواية إبراهيم بن عبد اللَّه بن سعد بن خيثمة، حدثني أبي عن أبيه به.
6074 ز- عمير بن وهب الزّهري:
ذكره ابن أبي حاتم،
وقال: روى سعيد بن سلام العطار، عن محمد بن أبان، عن عمير بن وهب- أنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبسط رداءه، وقال: «الخال والد» .
قلت: سعيد كذّبه أحمد، وهذه القصة وقعت للأسود بن وهب، فلعلها وقعت له ولأخيه عمير هذا. واللَّه أعلم.
6075 ز- عمير بن أبي اليسر:
بفتح المثناة التحتانية والمهملة، الأنصاري.
تقدم ذكر والده في القسم الأول، واسمه كعب بن عمرو، ذكره العدوي، فقال: له صحبة، وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد، كذا قال موسى بن عقبة في وقت موته.
6076 ز- عمير:
غير منسوب «1» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4097) .(4/605)
روى عنه ولده أبو بكر. قال البخاريّ: له صحبة، ولم يسمّ البخاري أباه ولا أبو حاتم ولا ابن شاهين ولا الطبراني ولا من بعدهم، ولم أجده منسوبا عند أحد منهم.
وذكره ابن أبي حاتم فيمن لا يعرف اسم والده.
وقد قيل فيه عمير بن سعد. كما سأذكره في الميم من القسم الرابع في محمود بن عمير.
روى البغويّ، وابن أبي خيثمة، وابن السّكن، والطّبرانيّ وغيرهم، من طريق قتادة، عن أبي بكر بن أبي أنس، عن أبي بكر بن عمير، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ وعدني أن يدخل من أمّتي ثلاثمائة ألف الجنّة [بغير حساب] «1» فقال عمير: يا رسول اللَّه، زدنا، فقال: هكذا- بيده. فقال عمير: يا رسول اللَّه، زدنا، فقال عمر: حسبك يا عمير فقال عمير: ما لنا وما لك يا ابن الخطاب، وما عليك أن يدخلنا كلنا الجنة. فقال عمر رضي اللَّه عنه: إن اللَّه إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة واحدة. فقال نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «صدق عمر» .
قال ابن السّكن: تفرد به معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، وكان معاذ ربما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وربما لم يذكره.
وقال البغويّ: بلغني أنّ معاذ بن هشام كان في أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وفي آخر أمره كان يزيده في السند، وقد خالف معاذا في سنده معمر، فقال: عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، وأبو يعلى من طريق، و [كذلك] «2» وقع لي بعلوّ في جزء البعث لابن أبي داود، قال: حدثنا سليمان بن معبد، حدثنا عبد الرزاق بسنده هذا، ولفظه: عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ وعدني أن [يدخل من أمّتي الجنّة] «3» أربعمائة ألف» «4» . فقال أبو بكر: زدنا يا رسول اللَّه.
فقال: كذا وكذا. قال: زدنا يا رسول اللَّه. قال: وهكذا. قال: زدنا يا رسول اللَّه، فقال
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) في أ: يدخل الجنة من أمتي.
(4) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2642. وأحمد في المسند 3/ 165، والطبراني في الكبير 8/ 187، والصغير 1/ 124. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 407 رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.(4/606)
عمر: دعنا يا أبا بكر، أو قال حسبك يا أبا بكر. فقال أبو بكر: ما عليك أن يدخلنا اللَّه كلّنا الجنّة. فقال عمر: يا أبا بكر، إنّ اللَّه إن شاء أن يدخل خلقه الجنة بكفّ واحدة فعل. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «صدق عمر» .
أخرجه الضّياء في «الأحاديث المختارة» ، وصحّح الحاكم من طريق أبي بكر بن عمير عن أبيه، ولكن أبو بكر لا أعرف من وثقه.
6077 ز- عمير الفزاري:
والد بهيّة، بموحدة ومهملة مصغّرة.
ذكره أبو عمر فسماه عميرا، ولم أره لغيره. ويأتي في الكنى.
6078- عمير المزني «1» :
ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وتبعه أبو نعيم، ولم يورد له شيئا.
6079
- عمير «2» ، مولى آبي اللحم:
شهد مع مولاه خيبر. أخرج حديثه أحمد، وأصحاب السنن الأربعة، من طريق محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن عمير مولى آبي اللحم، قال: شهدت خيبر مع سادتي فكلّموا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيّ، فأعطاني من طريف «3» المتاع ولم يسهم لي.
وأخرج مسلم له من طريق محمد بن زيد أيضا عنه، قال: كنت مملوكا فسألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتصدق من مال مولاي بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما» .
وأخرج له أبو داود من طريق الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يستسقي عند أحجار الزيت ... الحديث.
6080- عمير:
والد قيس.
قرأت بخط الذّهبيّ في «التّجريد» ، أخرج له ابن قانع حديثا.
قلت: لم أره في معجم ابن قانع، وإنما هو «4» عمير السدوسي، وهو والد شقيق لا
__________
(1) أسد الغابة ت (4089) .
(2) الثقات 3/ 300، الكاشف 2/ 353، تجريد أسماء الصحابة 1/ 421، التحفة اللطيفة 3/ 370، التاريخ الكبير 6/ 530، الرياض المستطابة 237، الجرح والتعديل 6/ 379، تقريب التهذيب 2/ 87، تهذيب الكمال 2/ 1062، خلاصة تذهيب 2/ 305، رجال الصحيحين 1499، أسد الغابة ت (4054) ، الاستيعاب ت (1995) .
(3) في أ: خرثي.
(4) في أ: فيه.(4/607)
قيس، وصحابيّ الحديث هو عبد اللَّه بن عمير. كما تقدم.
6081- عمير:
ويقال عميرة، أبو سيبان «1» ، بفتح المهملة بعدها تحتانية وموحدة ثقيلة، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
6082 ز- عمير:
غير منسوب.
ذكره الإسماعيليّ في الصحابة، واستدركه أبو موسى، وذكر من طريق أبي سعيد النقاش، عن ابن المرزبانيّ، عن محمد بن المطلب، عن علي بن قرين، عن زيد بن حفص: سمعت مالك بن عمير يحدّث عن أبيه أنه سأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن اللقطة، قال:
«عرّفها، فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه، وإلّا فاستمتع بها، وأشهد بها عليك، فإن جاء صاحبها وإلّا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء» . وسنده ضعيف جدا.
6083 ز- عمير:
آخر.
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سليمان [الخبائري] «2» عن سعيد بن موسى، عن رياح بن زيد عن معمر، عن الزهري، عن أنس، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوما نصف النهار وعلى بطنه حجر مشدود، فأهدى له غلام شيئا، فقال: «من أنت؟» قال: أنا عمير، وأمّي فلانة. فقال: «كلوا، فأكلوا حتّى شبعوا وشربوا من اللّبن» .
وذكر بن حبّان في «الضّعفاء» سعيد بن موسى، وأورد في ترجمته، من طريق سليمان الخبائري «3» ، حديثين، وقال: إنهما موضوعان، وقال: لا أدري وضعهما سليمان أو سعيد.
ذكر من اسمه عميرة
6084 ز- عميرة بن سنان:
قيل هو اسم صهيب، تقدم في ترجمته.
6085- عميرة:
بوزن عظيمة، ابن فروة الكندي، والد العرس وعدي ابني عميرة.
ذكره خليفة في الصحابة، وقال ابن حبان: له صحبة، لكنه قال عمير مصغرا بلا هاء.
وأخرج ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، من طريق سيف بن سليمان، سمعت عديّ بن عدي الكندي يحدّث مجاهدا، قال: حدثني مولى لنا عن جدي، قال: قال رسول
__________
(1) في أ: سيارة.
(2) في أ، ت، ل: الجبايري.
(3) الثقات 3/ 299، تجريد أسماء الصحابة في د: 1/ 426.(4/608)
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: (إنّ اللَّه لا يعذّب [الخاصّة بعمل العامّة] «1» حتّى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه) ... الحديث.
ورواته ثقات لكن المولى لم يسمّ ولا يعرف.
وأخرج ابن عبد البرّ في ترجمة زيد بن أسلم من كتاب التمهيد، من طريق يحيى بن آدم، عن عبيد بن الأجلح، عن أبيه، عن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه، عن جده عميرة بن فروة- أنّ عمر بن الخطاب قال لأبيّ بن كعب، وهو إلى جنبه: أو ليس كنّا نقرأ من كتاب اللَّه: (إنّ اللَّه انتقاكم من آبائكم ليقرّبكم) فقال أبيّ: بلى، ثم قال: أو ليس كنا نقرأ:
«الولد للفراش وللعاهر الحجر» «2» فيما فقدنا من كتاب اللَّه تعالى؟ فقال أبي: بلى.
6086- عميرة «3» :
بالتصغير، ابن مالك الخارقي.
ذكره أبو عمر في ترجمة مالك بن نمط، ولم يذكره هنا، فاستدركه ابن الأثير، وأغفله ابن فتحون وهو على شرطه. وسيأتي بيان ذلك في حرف الميم.
6087- عميرة «4» :
في عمير بلا هاء.
العين بعدها النون
6088- عنبس بن ثعلبة
بن هلال بن عنبس البلوي» .
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ فيمن سكن مصر من الصحابة، وقال: إنه شهد بيعة الرضوان.
وذكره ابن يونس: وقال: إنه من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد فتح مصر. ذكروه في كتبهم.
وقال أبو نعيم: لا نعرف له رواية.
__________
(1) في أ: العامة بعمل الخاصة.
(2) الحجر: أي الخيبة يعني أن الولد لصاحب الفراش من الزوج أو السيد وللزاني الخيبة والحرمان. النهاية 1/ 343.
(3) أسد الغابة ت (4100) .
(4) أسد الغابة ت (4098) .
(5) أسد الغابة ت (4101) .(4/609)
6089- عنبسة بن أمية:
بن خلف الجمحيّ. يقال: هو اسم أبي غليظ «1» . يأتي في الكنى.
6090- عنبسة بن ربيعة الجهنيّ «2» :
قال ابن حبّان: يقال له صحبة، وتبعه جعفر المستغفري. واستدركه أبو موسى.
6091- عنبسة بن عدي:
من بني جعل، ثم من بني صخر.
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ فيمن سكن مصر من الصحابة، ونقل عن سعيد بن عفير أنه قال: شهد عنبسة هذا الحديبيّة، وقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولرهط من قومه انتسبوا إليه لا إلى جعد ولا إلى صخر: «أنتم بنو عبيد اللَّه» .
6092- عنبة «3» :
بكسر أوله وفتح النون بعدها موحدة، ابن سهيل بن عمرو القرشي العامري.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه، وهو أخو أبي جندل الآتي في الكنى.
قال الزّبير بن بكّار: أمّه فاختة بنت عامر بن نوفل، أسلم مع أبيه، وخرج إلى الشام معه مجاهدا، وكانت معه ابنته فاختة، واستشهد أبوه قبله، ثم مات هو في طاعون عمواس، فقدموا على عمر بفاختة وبعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان أبوه استشهد مع سهيل بن عمرو، فقال عمر: زوّجوا الشريد الشريدة، فزوّجوها له، فهي أم أبي بكر بن عبد الرحمن وإخوته.
قال ابن الأثير: ضبطه بعضهم بضم أوله وسكون المثناة، ولا يصح.
قلت: وجدته بخط البرزالي الكبير في تاريخ ابن عساكر بقاف بدل المثناة، قال ابن عساكر: وهو وهم.
6093- عنترة:
بسكون النون وفتح المثناة، الأنصاري «4» ، مولاهم.
قال ابن إسحاق: هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة، وقال ابن هشام: هو حليف بني تميم بن كعب بن سلمة. قال موسى بن عقبة، وابن إسحاق: شهد بدرا، واستشهد بأحد، قتله نوفل بن معاوية الدؤلي.
__________
(1) في أ: ابن عليظ، أسد الغابة ت (4104) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 426، الثقات 3/ 321.
(2) أسد الغابة ت (4103) .
(3) أسد الغابة ت (4107) ، الاستيعاب ت (2068) .
(4) أسد الغابة ت (4109) ، الاستيعاب ت (2070) .(4/610)
6094- عنترة الشيبانيّ «1» :
والد هارون.
استدركه أبو موسى، فقال: أورده الطّبرانيّ، ثم أخرج من طريقه بسنده إلى المشمعل بن ملحان، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم: «ما تعدّون الشّهيد فيكم؟» «2» الحديث.
وكلام الدّارقطنيّ يقتضي أنّ عنترة تابعي، فإن البرقاني قال: سألت عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، فقال: يكذب، وأبوه يحتجّ به، وجدّه يعتبر به.
وكذا ذكره مسلم وابن حبّان وغيرهما في التابعين.
وأخرج له النّسائيّ حديثا من روايته عن ابن عباس. فاللَّه أعلم.
6095- عنتر «3» :
ويقال عنيز «4» العذري. تقدم في عس.
6096- عنمة:
بفتح أوله وثانيه، ابن عدي بن عبد مناف بن كنانة «5» بن جهمة بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهنيّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا والشاهد. وضبطه الدارقطنيّ وقيل فيه بالغين المعجمة.
وجوّز ابن الأثير أن يكون هو الّذي بعده.
6097- عنمة الجهنيّ «6» :
ويقال المزني، قاله ابن يونس في ترجمة أبيه إبراهيم بن عنمة من تاريخ مصر، فقال: لأبيه صحبة.
وقال ابن ماكولا: هو بنون بفتحتين، وخطّأ ابن الأثير أبا نعيم حيث ذكره بسكون المثلثة.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق رفيع بن خالد، عن محمد بن إبراهيم بن غنم الجهنيّ، عن أبيه، عن جده، قال: خرج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار. فقال: يا رسول اللَّه،
__________
(1) أسد الغابة ت (4110) ، تاريخ جرجان/ 66، تجريد أسماء الصحابة 1/ 427، تهذيب الكمال 2/ 1064، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 328، تهذيب التهذيب 8/ 162.
(2) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب 51 (165) وأحمد 2/ 310، 5/ 315، وعبد الرزاق (9576) ، وابن أبي شيبة 5/ 332، والطبراني في الكبير 6/ 303، 18/ 87.
(3) تبصير المنتبه 3/ 903، الاستيعاب ت (2069) ، الإكمال 6/ 103.
(4) في أ: عنترة.
(5) الاستيعاب ت (4113) .
(6) الإكمال 6/ 143، الاستيعاب ت (2071) ، تبصرة المنتبه 3/ 533.(4/611)
بأبي وأمي، إني ليسوؤني «1» الّذي أرى بوجهك، فما هو؟ قال: «الجوع» . فخرج الرجل يعدو، فالتمس في بيته طعاما فلم يجد، فخرج إلى بني قريظة فآجر نفسه كل دلو ينزعه بتمرة حتى جمع حفنة من تمر، وجاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فوضعه بين يديه، وقال: كل. فقال:
«من أين لك هذا؟» فأخبره، فقال: «إنّي لأظنّك محبّا للَّه «2» ورسوله» . قال: أجل، لأنت أحبّ إليّ من نفسي وولدي ومالي. قال: «إما لا فاصطبر للفاقة، وأعدّ للبلاء تجفافا «3» ، والّذي بعثني بالحقّ لهما أسرع إلى من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله» .
قلت: [475] في سنده من لا يعرف.
6098- عنيز:
بالتصغير وآخره زاي «4» . تقدم في عس «5» .
العين بعدها الواو
6099- العوام بن جهيل «6» :
بجيم مصغرا، الهمدانيّ، ثم المسلمي، سادن يغوث «7» .
ذكره أبو أحمد العسكريّ عن ابن دريد في «الأخبار المنثورة» ، من طريق هشام بن الكلبي، قال: كان العوّام يحدّث بعد إسلامه، قال: كنت أسمر مع جماعة من قومي.
فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم بتّ أنا في بيت الصنم، فقمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد، فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول- ولم أكن سمعت منه كلاما قبل ذلك:
يا ابن جهيل، حلّ بالأصنام الويل، هذا نور سطع من الأرض الحرام، فودّع يغوث بالسلام.
قال: فألقى اللَّه في قلبي البراءة من الأصنام، فكتمت «8» قومي ما سمعت، فإذا هاتف يقول:
هل تسمعنّ القول يا عوّام ... أم قد صممت عن مدى الكلام
قد كشفت دياجر الظّلام ... وأصفق النّاس على الإسلام
[الرجز]
__________
(1) في أ: يسوءني.
(2) في أ: تحب اللَّه.
(3) في أ: كفافا. التّجفاف: ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقية الجراح. النهاية 1/ 182.
(4) أسد الغابة ت (4114) .
(5) في أ: عبس.
(6) أسد الغابة ت (4115) .
(7) يغوث: آخره ثاء مثلّثة: اسم صنم، كان لمذحج باليمن ثم أقروه بنجران. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1480.
(8) في أ: فكلمت.(4/612)
فقلت:
يا أيّها الهاتف بالنّوام ... لست بذي وقر عن الكلام «1»
فبيّن عن سنة الإسلام [الرجز] قال: وما كنت واللَّه عرفت الإسلام قبل ذلك، فأجابني يقول:
أرحل على اسم اللَّه والتّوفيق ... رحلة لا وان «2» ولا مشيق
إلى فريق خير ما فريق ... إلى النّبيّ الصّادق المصدوق «3»
[الرجز]
فرميت الصنم، وخرجت أريد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فصادفت وفد همدان يدور بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فدخلت عليه فأخبرته خبري، فسرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: «أخبر المسلمين» . وأمرني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بكسر الأصنام،
فرجعت إلى اليمن وقد امتحن اللَّه قلبي بالإسلام، وقلت في ذلك:
ومن مبلغ عنّا شآميّ قومنا ... ومن حلّ بالأجواف سرّا وجهرا
بأنّا هدانا اللَّه للحقّ بعد ما ... تهوّد منّا حائر وتنصّرا
وأنّا برئنا من يغوث وقربه ... يعوق وتابعناك يا خير الورى
[الطويل]
6100- العوام بن المنذر الطائي:
يأتي في القسم الثالث.
6101- عوذ بن عفراء «4» :
هو عوف- اختلف في اسمه، وعوف أصح.
6102- عوذ الغافقي:
ذكر في وفد غافق مع جليحة بن صحار.
6103- عوانة بن الشماخ:
مضى في عبادة.
6104- عوسجة بن حرملة «5» :
بن جذيمة بن سبرة بن خديج بن مالك بن الحارث بن
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (4115) .
(2) في أ: دان.
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4115) .
(4) الاستيعاب ت (2072) ، أسد الغابة ت (4116) ، علوم الحديث لابن الصلاح 335.
(5) أسد الغابة ت (4117) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 427، الطبقات الكبرى 4/ 352.(4/613)
مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة- كذا نسبه ابن الكلبيّ. وقيل إنّ جده الأعلى مالك بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة، والباقي سواء.
قال ابن مندة: ذكر البخاريّ في الصحابة، وذكره إسحاق بن سويد الرّمليّ في أعراب بادية الشام ممّن له صحبة.
وروي عن أحمد بن محمد بن عروة الجهنيّ: سمعت جدّي عروة بن الوليد يحدّث عن أبيه عن جدّه، عن عوسجة بن حرملة الجهنيّ أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان ينزل [بالمروة] ، وكان يقعد في أصلها الشرقي، ويرجع نصف النهار إلى الدومة التي بني عليها المسجد، فكان يدور بين هذين الموضعين، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال حين رآه أعجب به، ورأى من قيامه ما لم ير [من] «1» أحد غيره من بطون العرب: «يا عوسجة، سلني أعطك» .
وقال ابن الكلبيّ: عقد له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على ألف يوم الفتح، وأقطعه ذا مرّ.
6105- عوف بن أثاثة:
بن عباد بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
هو مسطح، وهو لقبه، وعوف اسمه، يأتي في الميم.
6106- عوف بن البلاد «2» «3» «4» :
بن خالد الجشمي، من بني غنم.
ذكر سيف في الفتوح أنه كان من عمّال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعد «5» موته. واستدركه ابن فتحون.
6107- عوف بن الحارث «6» :
هو عوف بن عفراء، أخو معاذ ومعوذ.
قال أبو عمر: سماه بعضهم عوذا، وعوف أصح، كذا قال. وكذا ذكر ابن إسحاق فيمن شهد بدرا معاذا، ومعوذا، وعوفا: بني الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد، من بني النجار، شهدوا بدرا.
وقال أيضا: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء: يا رسول اللَّه، ما يضحك الرب من عبده؟ قال: «أن يراه قد غمس يده في
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (4118) ، الاستيعاب ت (2022) .
(3) في أالثلاد.
(4) أسد الغابة ت (4119) ، الاستيعاب ت (2023) ، طبقات ابن سعد، 3/ 492، طبقات خليفة 90، تاريخ خليفة 61، الجرح والتعديل 7/ 14، الاستبصار 64.
(5) في أ: عند موته.
(6) أسد الغابة ت (4119) ، الاستيعاب ت (2023) .(4/614)
القتال حاسرا» .
فنزع عوف درعه، وتقدم فقاتل حتى قتل شهيدا.
6108- عوف بن الحارث:
قيل هو اسم أبي واقد الليثي «1» . يأتي في الكنى.
6109- عوف بن حصيرة «2» »
:
ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، قال ابن مندة: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج من طريق الشعبي عنه «4» في ساعة الجمعة أنها من خروج الإمام إلى أن تنقضي الصلاة، ولم يرفعه.
وذكره البخاريّ وغيره في التابعين.
6110- عوف بن دلهم «5» .
قال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، ثم ذكر له أثرا موقوفا.
6111- عوف بن ربيع:
بن حارثة بن ساعدة بن خزيمة بن نصر «6» بن قيس بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، ذو الخيار «7» .
وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم [نزل الرقة] وولده بها.
ذكره ابن مندة عن علي بن أحمد الخزاعي، عن محمود بن محمد الأديب، ولم يذكره أبو عروبة ولا غيره في تاريخ الخزرجيين «8» ، قاله أبو نعيم.
6112- عوف بن سراقة الضمريّ:
وأخوه جعيل «9» .
تقدم ذكره في ترجمة أخيه.
وروى ابن مندة من طريق يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن عوف بن سراقة، عن أبيه، قال: لما أصاب سنان بن سلمة نفسه بالسيف لم يخرج له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دية، ولم يأمر بها، وأصاب أخي جعيل بن سراقة نفسه فذهبت عينه يوم قريظة فلم يخرج له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دية ولم يأمر بها.
6113- عوف بن سلمة «10» :
بن سلامة بن وقش، بفتح الواو والقاف ثم معجمة، الأنصاري.
__________
(1) أسد الغابة ت (4120) .
(2) في أ: عوف بن حصين.
(3) أسد الغابة ت (4121) .
(4) في أ: عند ساعة.
(5) أسد الغابة ت (4143) .
(6) أسد الغابة ت (4124) .
(7) في أ: ذو الحيارى.
(8) في أ: الخزيميين.
(9) أسد الغابة ت (4125) .
(10) أسد الغابة ت (4126) ، الاستيعاب ت (2024) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 428.(4/615)
تقدم ذكر أبيه.
وأخرج البغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، عن عوف بن سلمة بن عوف بن سلمة الأشهلي، عن أبيه، عن جده- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» «1» .
قال ابن السّكن: ابن أبي حبيبة هو إبراهيم- يعني ابن إسماعيل- لين الحديث.
وقال ابن عبد البرّ: مخرج حديثه عن أهل المدينة، يدور على ابن أبي حبيبة، عن عوف بن سلمة، عن أبيه عوف في فضل الأنصار. وإسناده كله ضعيف. وليس له غيره. ولم ينسبه البغويّ، بل قال: عوف الأنصاري [وقال يقال ابن العطاف] «2» .
6114- عوف بن عبد الحارث «3» :
بن عوف بن حبيش بن الحارث الأحمسي، هو أبو حازم، والد قيس، مشهور بكنيته- وسيأتي في الكنى.
6115- عوف بن القعقاع «4» :
بن معبد بن زرارة التميمي الدارميّ.
يأتي ذكره ونسبه في ترجمة والده. ذكره ابن السكن وغيره في الصحابة.
وأخرج الطّبرانيّ، من طريق محمد بن محمد بن مرزوق، عن محمود بن ثوبة «5» ، بن قيس بن عوف بن القعقاع، حدثني أبي، عن جده عوف، قال: وفد أبي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا معه غليم، فأمر لكل رجل ببردين، وأمر لي ببرد. فلما انصرفنا باع رجل منهم عليّ أحد برديه، فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في بردين، فقال: «من أين لك هذا؟» قلت: اشتريته من فلان.
قال: «أنت كنت أحقّ به منه، إذ ضيّع ما أعطاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم» .
قال: ابن السّكن: لا يصح.
قلت: لأنّ في السند من لا يعرف. وقد ذكر الزبير بن بكار عوف بن القعقاع هذا في الموفقيات، وذكر عنه كلاما حسنا، وهو قوله: لئن لم يغفر اللَّه لنا بإحسانه لنهلكنّ، فإنا لا نلقى اللَّه بعمل.
__________
(1) ومسلم 4/ 1948 في كتاب فضائل الصحابة باب 43 فضائل الأنصار. أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 187. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 43 رواه البزار والطبراني ورجالها رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة. والبخاري في صحيحه 6/ 192، 193 حديث رقم 172- 2506. والترمذي 5/ 672 كتاب المناقب باب 66 فضل الأنصار وقريش حديث رقم 3909، وأحمد في المسند 3/ 139، والحاكم في المستدرك 4/ 80. وابن حبان في صحيحه حديث 2295.
(2) في أ: ثم قال: يقال له ابن العطان ثم أخرج.
(3) في أ: حبيش بن هلال الحارث.
(4) أسد الغابة ت (4129) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 428.
(5) في أ: بومة.(4/616)
6116- عوف بن مالك:
بن أبي عوف الأشجعي «1» .
مختلف في كنيته. قيل أبو عبد الرحمن. وقيل أبو محمد. وقيل غير ذلك.
قال الواقديّ: أسلم عام خيبر، ونزل حمص، وقال غيره: شهد الفتح، وكانت معه راية أشجع، وسكن دمشق.
وقال ابن سعد: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين أبي الدرداء.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عبد اللَّه بن سلام، وعن شيخ لم يسمّ.
روى عنه أبو مسلم الخولانيّ، وأبو إدريس الخولانيّ، وجبير بن نفير، وعبد الرحمن بن عائذ، وكثير بن مرة، وأبو المليح بن أسامة، وآخرون.
روى أبو عبيد في كتاب «الأموال» ، من طريق مجالد عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب، فقال: إنّ رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى، وهو مشجوج مضروب. فغضب عمر غضبا شديدا وقال لصهيب: انطلق فانظر من صاحبه فائتني به، فانطلق فإذا هو عوف بن مالك. فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فأت معاذ بن جبل فكلّمه، فإنّي أخاف أن يعجل عليك. فلما قضى عمر الصلاة قال: أجئت بالرجل؟ قال: نعم، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه عوف بن مالك، فاسمع منه ولا تعجل عليه. فقال له عمر: ما لك ولهذا؟
قال: رأيته يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع، فدفعها فصرعت فغشيها أو أكبّ عليها. قال: فلتأتني المرأة فلتصدق ما قلت، فأتاها عوف، فقال له أبوها وزوجها: ما أردت إلى هذا، فضحتنا «2» . فقالت المرأة: واللَّه لأذهبنّ معه. فقالا: فنحن نذهب عنك، فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف، فأمر عمر باليهوديّ فصلب، وقال: ما على هذا صالحناكم.
قال سويد: فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام.
قال الواقديّ والعسكريّ وغيرهما: مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك.
__________
(1) أسد الغابة ت (4130) ، الاستيعاب ت (2025) ، مسند أحمد 6/ 22، طبقات خليفة 269، التاريخ الكبير 7/ 56، المعارف 315، الجرح والتعديل 7/ 13، 14، المستدرك 3/ 546، الاستبصار 126، تهذيب الكمال 1066، العبر 1/ 81، تهذيب التهذيب 8/ 168، خلاصة تذهيب الكمال 298، شذرات الذهب 1/ 79.
(2) في أ: فضيحتنا.(4/617)
6117- عوف بن مالك النصري:
ذكره خليفة في عمّال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: وعلى هوازن ونصر وثقيف وسعد بن مالك- عوف بن مالك النصري، كذلك قال. وكأنه انقلب عليه. والمعروف مالك بن عوف.
وسيأتي في مكانه.
6118- عوف بن نجوة «1» :
يأتي في القسم الثالث.
6119- عوف الخثعميّ «2» :
والد حصين بن عوف. تقدم ذكره في ترجمة ولده حصين.
6120- عوف السلمي:
شهد فتح مكة، وافتخر به العباس بن مرداس فيمن شهد الفتح من قومه من أبيات يقول فيها:
خفاف وذكوان وعوف تخالهم ... مصاعب راقت في طروقتها كلفا
بمكّة إذ جئنا كأنّ لواءنا ... عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا
[الطويل]
6121- عوف الوركاني:
كان من عمال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأرسل إليه ضرار بن الأزور يأمره بمحاربة الذين ارتدوا.
ذكره سيف بن عمر. وقد تقدم سند ذلك في ترجمة صلصل.
6122- عوف بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي،
ابن عمّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
ولد بأرض الحبشة، وقدم به أبوه في غزوة خيبر.
وأخرج النّسائيّ وغيره، من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم:
«ادعوا لي بني أخي» ، فجيء بنا كأنا أفراخ، فقال: «ادعوا إليّ الحلّاق» ، فأمره فحلق رءوسنا، ثم قال: «أمّا محمّد فشبيه عمّنا أبي طالب، وأمّا عون فشبيه خلقي وخلقي» . ثم أخذ بيدي فأمالها فقال: «اللَّهمّ أخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد اللَّه في صفقة يمينه» .
وهذا سند صحيح أورده ابن مندة من هذا الوجه مختصرا مقتصرا على قوله
إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعون: «أشبهت خلقي وخلقي» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4132) .
(2) أسد الغابة ت (4122) .(4/618)
ولما أورده ابن الأثير في ترجمته قال: هذا إنما قاله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأبيه جعفر، فأومأ إلى أنه وهم، وليس كما ظن، بل الحديثان صحيحان، وكل منهما معدود فيمن كان أشبه بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
واختلف في أي ولدي جعفر محمد وعون كان أسنّ، فأما عبد اللَّه فكان أسنّ منهما.
وذكر موسى بن عقبة أنّ عبد اللَّه ولد سنة اثنتين، وقيل غير ذلك كما سبق في ترجمته. وقال أبو عمر: استشهد عون بن جعفر في تستر، وذلك في خلافة عمر «1» ، وما له عقب.
6123 ز- عون بن قيس «2» :
بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة ابن عامر بن سعد بن مالك بن أنس بن وهب بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم الخثعميّ، أخو أسماء بنت عميس، وأختها سلمى، وخال أولاد جعفر وأبي بكر وحمزة وعلي.
قال ابن الكلبيّ: قتل يوم الحرّة، وهو ابن مائة سنة.
6124 ز- عويج بن خويلد:
يقال هو اسم أبي عقرب. وسيأتي في الكنى.
6125- عويف بن الأضبط «3» :
بن أبير، بموحدة مصغرا [ابن جذيمة] «4» بن عدي بن الدئل، واسم الأضبط ربيعة.
قال ابن الكلبيّ، أسلم عام الحديبيّة. وقال غيره: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استخلفه على المدينة في عمرة الحديبيّة. وحكى البلاذري ذلك، قال: وقيل أبو ذر. وقال ابن ماكولا: استخلفه لما اعتمر عمرة القضية، قال: ويقال فيه عويث، بمثلثة [بدل الفاء] «5» .
6126 ز- عويف الورقاني:
ذكر سيف في «الرّدة» أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استنهضه لقتال طليحة الأسدي لما بلغه خبره.
6127- عويم:
بصيغة التصغير «6» ليس في آخره راء: هو ابن ساعدة بن عائش «7» بن
__________
(1) في أ: عثمان.
(2) في أ: عبيس.
(3) تبصير المنتبه 3/ 945، أسد الغابة ت (4136) ، الاستيعاب ت (2074) .
(4) في أ: ابن نهيك بنون مصغر ابن خزيمة.
(5) في أ: بعد الياء.
(6) في أ: عويم بميم مصيغة التصغير.
(7) أسد الغابة ت (4138) ، الاستيعاب ت (2075) ، مسند أحمد 3/ 422، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 30، التاريخ الصغير 1/ 44، 74، مشاهير علماء الأمصار 107، حلية الأولياء 2/ 11، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 41، تهذيب الكمال 1068، تهذيب التهذيب 8/ 174، خلاصة تذهيب الكمال 306.(4/619)
قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وقيل في نسبه غير ذلك.
قال ابن إسحاق: أصله من بلّي، وحالف بني أمية بن زيد. كان ممن شهد العقبة وبدرا وأحدا والمغازي «1» ، ومات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، هذا قول الواقدي.
وقال غيره: مات في خلافة عمر بن الخطاب، ويؤيده أنه وقع في الصحيح من طريق الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، عن عمر في حديث السقيفة «2» ، قال عمر: فلقينا رجلان صالحان من الأنصار. وزاد الإسماعيلي في روايته قال الزهري:
فأخبرني عروة بن الزبير أنّ الرجلين اللذين لقياهما هما عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي،
فأما عويم فهو الّذي بلغنا أنه قيل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: من الذين قال اللَّه تعالى فيهم «3» : رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [التوبة: 108] ؟ فقال: «نعم المرء منهم عويم بن ساعدة» .
وجاء هذا المتن مفردا من حديث جابر.
وأخرج البخاريّ في «التّاريخ» من طريق عاصم بن سويد، سمعت الصفراء بنت عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة، قالت: حدثتني جدتي، قالت: دعا عمر إلى جنازة عويم بن ساعدة، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم آخى بينه وبين عمر، فقال عمر: ما نصبت راية للنّبيّ «4» صلى اللَّه عليه وسلّم إلا وتحت ظلها عويم. انتهى.
وقال ابن إسحاق: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة.
6128 ز- عويم الهذلي:
وقيل عويمر- بزيادة راء في آخره. يأتي.
6129- عويمر:
بزيادة راء في آخره- هو ابن أبي أبيض العجلاني «5» . وقال الطبراني: هو عويمر بن الحارث بن زيد بن جابر بن الجدّ بن العجلان. وأبيض لقب لأحد آبائه. ويؤيد ذلك ما سيأتي عن الموطأ. أخرج الشيخان «6» وغيرهما من حديث سهل بن
__________
(1) في أ: والخندق.
(2) سقيفة بني ساعدة «بالمدينة، وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها» انظر: مراصد الاطلاع 2/ 721.
(3) في أ: فيه.
(4) في أ: النبي.
(5) أسد الغابة ت (4139) ، الاستيعاب ت (2027) .
(6) في أ: أخرج الصحيحين.(4/620)
سعد، قال: جاء العجلاني إلى عاصم بن عدي، فقال له: يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ الحديث في نزول آية اللّعان.
ووقع في «الموطّأ» رواية القعنبي أنه عويمر بن أشقر العجلاني. وقيل: إنه خطأ، وإن عويمر بن أشقر آخر مازني، وهو المذكور بعد.
ولعل أحد آباء عويمر العجلاني كان يلقب أبيض، فأطلق عليه الراويّ أشقر.
6130 ز- عويمر بن الأخرم:
ويقال عمير. تقدم.
6131- عويمر بن أشقر:
بن عدي «1» بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن عثمان بن مازن الأنصاري المازني.
نسبه ابن البرقيّ، وذكره خليفة فيمن لم يتحقق نسبه من الأنصار، وذكره أبو أحمد العسكري في بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. وسبقه ابن خيثمة فنسبه كذلك.
وله حديث في الأضاحي من رواية عباد بن تميم، عنه، عند ابن ماجة وغيره.
وأخرجه الخطيب في المتفق في ترجمة يحيى بن أبي كثير الأنصاري من بني النجار، عن عمرو بن يحيى المازني، عنه.
ووقع في بعض طرق حديثه أنه بدري. وذكر يحيى بن معين أن عباد بن تميم لم يسمع منه. فاللَّه أعلم.
6132- عويمر:
أبو الدرداء «2» - مشهور بكنيته وباسمه جميعا.
واختلف في اسمه، فقيل هو عامر، وعويمر لقب، حكاه عمرو بن الفلاس عن بعض ولده، وبه جزم الأصمعي في رواية الكديمي عنه.
واختلف في اسم أبيه، فقيل: عامر، أو مالك، أو ثعلبة، أو عبد اللَّه، أو زيد، وأبوه ابن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
قال أبو شهر، عن سعيد بن عبد العزيز: أسلم يوم بدر، وشهد أحدا وأبلى فيها.
__________
(1) الثقات 3/ 286، أسد الغابة ت (4140) ، الكاشف 2/ 358، الاستيعاب ت (2028) ، خلاصة تذهيب 2/ 310، تجريد أسماء الصحابة في د: 1/ 429، التاريخ الكبير 7/ 77، الجرح والتعديل 7/ 28، تقريب التهذيب 8/ 70، دائرة معارف الأعلمي 23/ 98، إسعاف المبطإ 209.
(2) أسد الغابة ت (4142) ، الاستيعاب ت (2029) .(4/621)
قال صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد: «نعم الفارس عويمر» ، وقال: «هو حكيم أمّتي» » .
وقال الأعمش، عن خيثمة، عنه: كنت تاجرا قبل البعث، ثم حاولت التجارة بعد الإسلام فلم يجتمعا.
وقال ابن حبّان: ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي أمامة، وفضالة بن عبيد.
روى عنه ابنه بلال، وزوجته أم الدرداء، وأبو إدريس الخولانيّ، وسويد بن غفلة، وجبير بن نفير، وزيد بن وهب، وعلقمة بن قيس، وآخرون.
قال أبو شهر، عن سعيد بن عبد العزيز: مات أبو الدرداء وكعب الأحبار لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. وقال الواقدي وجماعة: مات سنة اثنتين وثلاثين. وقال ابن عبد البر: إنه مات بعد صفّين. والأصح عند أصحاب الحديث أنه مات في خلافة عثمان.
6133 ز- عويمر بن الحارث:
تقدم في عويمر بن أبي أبيض «2» .
6134- عويمر:
والد قيس- يأتي ذكره في ترجمة ولده قيس.
6135- عويمر الهذلي «3» :
ويقال بغير راء.
أخرج ابن أبي خيثمة، والهيثم بن كليب، والطّبرانيّ، وغيرهم، من طريق محمد بن سليمان بن سموال «4» أحد الضعفاء، عن عمرو بن تميم بن عويم الهذلي، عن أبيه، عن جده، قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها أم عوف بنت مسروح، من بني سعد بن هذيل- تحت رجل منا يقال له حمل بن مالك، أحد بني هذيل، فضربت أم عفيف أختي بمسطح بيتها وهي حامل فقتلتها، وما في بطنها، فقضى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيها بالدية وفي جنينها بغرّة ... الحديث.
قال: وسألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: إنا أهل بدر. فقال: «إذا رميت الصّيد فكل ما أصميت ولا تأكل ما أنميت» .
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 117، والحاكم في المستدرك 3/ 337 ... الحديث.
(2) في أ: بن أبيض.
(3) أسد الغابة ت (4141) ، الاستيعاب ت (2030) .
(4) في أ: بن ميمون.(4/622)
وقد تقدم عمران بن عويم بنحو قصة الجنين، وفيها بعض مخالفة لهذا السياق.
قال ابن الأثير: أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم في عويم- بغير راء، وذكرا له حديث الصيد ثم عادا وأخرجاه في عويمر بالراء، وذكر له قصة المرأتين «1» وهو واحد.
العين بعدها الياء
6136- عيّاذ «2» :
بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره معجمة، ابن عمرو، أو ابن عبد عمرو، الأزدي أو السلمي.
ذكره الحسن بن سفيان والطّبرانيّ وغيرهما في الصحابة،
وأخرجوا له من طريق بشر بن صحّار العبديّ، حدثنا المعارك بن بشر بن عيّاذ العبديّ، وغير واحد من أعمامي، عن عياذ بن عمرو، وكان يخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فخاطبه يهودي، فسقط رداؤه عن منكبيه، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه، فقال: «من فعل هذا؟» فقلت: أنا. قال:
«تحوّل إليّ» . فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي، فأمرّها على وجهي وصدري، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه رقبة عنز.
هذه رواية ابن مندة والطّبرانيّ ومن تبعهما.
وللخطيب من هذا الوجه بلفظ: أنه كلم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في أن يخدمه، وقال: فوضع يده على جبهتي، ومسح بيده حتى بلغ حجزة الإزار.
وفيه مثل ركبة العنز «3» . وفيه: «إذا جاء ظهر فائتني» .
وفيه: فأعطاني ناقة ثنية أو جذعة فكانت عندي حتى قتل عثمان رضي اللَّه عنه. وفي سنده من لا يعرف.
وذكره الطّبرانيّ، وابن مندة وغيرهما بالموحدة والمهملة، وكذا أورده ابن عبد البر مع عباد بن بشر، وخالفهم الخطيب، وتبعه ابن ماكولا فذكره بالمثناة من تحت كما هنا.
6137- عياش بن أبي ثور «4» :
قال أبو عمر: له صحبة، وولاه عمر البحرين قبل قدامة بن مظعون.
6138- عيّاش بن أبي ربيعة:
واسمه عمرو، ويلقب ذا الرّمحين «5» ، ابن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، ابن عم خالد بن الوليد بن المغيرة.
__________
(1) في أ: المراقيس.
(2) أسد الغابة ت (4143) ، الاستيعاب ت (2076) ، الإكمال 6/ 62، تبصير المنتبه 3/ 893.
(3) في أ: ركبة البعير.
(4) أسد الغابة ت (4144) ، الاستيعاب ت (2031) .
(5) أسد الغابة ت (4145) ، الاستيعاب ت (2032) .(4/623)
وكان من السابقين الأولين، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل إلى أن رجعوا من المدينة إلى مكة فحبسوه، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة.
وذكر العسكريّ أنه شهد بدرا وغلطوه. وسيأتي له ذكر في ترجمة هشام بن العاص السهمي.
روى ابنه عبد اللَّه عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في تعظيم مكة. وروى عنه أيضا أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن سابط، وأرسل عنه عمر بن عبد العزيز، ونافع مولى ابن عمر. قال ابن قانع والقراب وغيرهما: مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر. وقيل: استشهد باليمامة. وقيل باليرموك.
6139 ز- عياش بن علقمة:
بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ.
ذكره الزّبير بن بكّار وأنّ أباه مات كافرا قبل الفتح.
وعياش هذا يشبه أن يكون من مسلمة الفتح، فقد ذكر الزبير عن ابن زبالة في أخبار المدينة، أن ابنه عبد اللَّه بن عياش أقطعه مروان، وهو أمير المدينة، في سنة إحدى وأربعين- أرضا بالعقيق.
6140- عياض بن جمهور «1» :
ذكره الإسماعيليّ في الصحابة،
وأخرج له من طريق حريث بن المعلّى الكندي- كان ينزل كندة، سمعت ابن عباس «2» يحدث عن عياض بن جمهور، قال: كنت عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال رجل: الرجل يدخل عليّ بسيفه يريد نفسي ومالي، كيف أصنع؟ قال: «تناشده «3» اللَّه عزّ وجلّ وتذكّره به وبأيامه، فإن أبي فقد حلّ لك دمه، فلا تكوننّ أعجز منه» .
وفي سنده علي بن قرين، وهو واه ضعيف.
6141- عياض بن الحارث «4» :
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (4148) .
(2) في أ: عياش.
(3) في أ: مناشدة.
(4) أسد الغابة ت (4149) ، الاستبصار ت 351، الاستيعاب ت (2033) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 430.(4/624)
تيم بن مرة القرشي التيمي، عم محمد بن إبراهيم التيمي.
ذكره ابن مندة وغيره، وأخرجوا من طريق الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمه عياض، أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد جاء وقد مثل بحمزة، فذكر القصة.
6142 ز- عياض بن حارث الأنصاري:
يأتي في عياض بن عبد اللَّه.
6143- عياض بن حمار «1» :
بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي.
نسبه خليفة وغيره. حديثه في صحيح مسلم، وعند أبي داود والترمذي عنه حديث آخر أنه أهدى إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبل أن يسلم فلم يقبل منه، وسكن البصرة.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وروى عنه مطرف بن عبد اللَّه، وأخوه يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، والعلاء بن زياد، وعقبة بن صهبان، وغيرهم. وأبوه باسم الحيوان المشهور. وقد صحفه بعض المتنطعين «2» من الفقهاء لظنه أن أحدا لا يسمى بذلك.
6144- عياض بن خويلد:
الهذلي ثم الضبعي، لقبه بريق، بموحدة مصغرا.
قال المرزبانيّ «في معجم الشّعراء» : حجازي، وأنشد له في بني لحيان:
جزتنا بنو دهمان حقن دمائهم ... جزاء سمّار بما كان يفعل
فإن تصبروا فالحرب ما قد علمتم ... وإن ترحلوا فإنّه شرّ من رحلوا
[الطويل]
__________
(1) تاريخ الإسلام 1/ 281- أنساب الأشراف 1/ 117- المعجم الكبير 17/ 357، 366، المحبر 181- طبقات خليفة 40، 178، مسند أحمد 4/ 161، و 266، جمهرة أنساب العرب 231، مشاهير علماء الأمصار 40، مقدمة مسند بقي بن مخلد 88، المعارف 337، الإكمال 2/ 546، 548، المعين في طبقات المحدثين 25، الكاشف، 2/ 312، تبصير المنتبه 1/ 260، المشتبه 1/ 170، تحفة الأشراف 8/ 250- 252، أسد الغابة ت (4150) ، الاستيعاب ت (2034) ، الثقات 3/ 380، خلاصة تذهيب 2/ 315، تجريد أسماء الصحابة 1/ 430، التاريخ الكبير 7/ 19، الرياض المستطابة 240، الجرح والتعديل 6/ 407، تقريب التهذيب 2/ 95، تهذيب الكمال 2/ 1076، تهذيب التهذيب 1/ 200، التمهيد 2/ 11، تلقيح فهوم أهل الأثر 36، حلية الأولياء 2/ 16، رجال الصحيحين 1539، دائرة الأعلمي 23/ 101، طبقات ابن سعد 7/ 36، تاريخ أبي زرعة 2/ 685.
(2) في أ: المنقطعين.(4/625)
قال: فاستعدوا عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وذلك في حجة الوداع، فقالوا: يا رسول اللَّه، هجينا في الإسلام، فاستعداهم «1» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فكلمه فيه رجال من قريش، فوهبه لهم، قال: وله قصة مع عمر.
قلت: ذكرها ابن إسحاق في «المغازي» ، ورويناها في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريقه، قال: حدثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس، وأخرجها البيهقي في شعب الإيمان، من طريق ابن لهيعة، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: [حدثني من سمع عكرمة] «2» بينما نحن عند عمر بن الخطاب وهو يعرض الديوان إذ مرّ به رجل أعمى أعرج قد عيي قائده، فرآه عمر. فعجب من شأنه، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم:
هذا من بني ضبعاء أبهلة بن بريق. قال: ومن بريق؟ رجل من اليمن اسمه عياض، قال:
أشاهد هو؟ قال: نعم. فأتى به عمر فقال: ما شأنك؟ وما شأن بني ضبعاء؟ فقال: إن بني ضبعاء كانوا اثني عشر رجلا، فجاوروني في الجاهلية، فجعلوا يأكلون ويشتمون عرضي، وإني نهيتهم وناشدتهم اللَّه، والرحم، فأبوا عليّ فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت عليهم، فقلت:
اللَّهمّ أدعوك دعاء جاهدا ... اقتل بني ضبعاء إلّا واحدا
ثمّ اضرب الرّجل فذره قاعدا ... أعمى إذا ما قيد عيّي القائدا
[الرجز] فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد، وهو كما ترى قد أعيا قائدة، فقال عمر:
سبحان اللَّه! إن في هذا لعبرة وعجبا، فذكر القصة.
قلت: واسم الأعمى المذكور أبهلة، مضى في حرف الألف «3» .
6145 ز- عياض بن زعب:
بن حبيب المحاربي.
يأتي ذكره في ولده مسلم بن عياض في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى.
6146- عياض بن زهير:
بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة «4» بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
__________
(1) في أ: فأعطاهم.
(2) سقط في أ.
(3) في أ: وقاله الفاكهي في كتاب مكة.
(4) أسد الغابة ت (4151) ، الاستيعاب ت (2035) .(4/626)
ذكره موسى بن عقبة ومحمّد بن إسحاق وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة، وفيمن شهد بدرا.
وقال خليفة بن خيّاط: يقال إنه عياض بن غنم بن زهير المعروف في فتوح الشام، يعني أنه نسب «1» إلى جده، ومال ابن عساكر إلى هذا، وقوّاه بأنّ الزبير وعمه مصعبا لم يذكرا إلا ابن غنم، وقد أثبت هذا ابن سعد تبعا للواقدي، فإنه قال عياض بن زهير ابن أخي عياض بن غنم بن زهير، وكذا جزم أبو أحمد العسكري بأن عياض بن غنم غير عياض بن زهير.
6147- عياض بن زيد العبديّ «2» :
ذكره البغويّ في الصحابة، وعزاه لابن سعد، وقال أبو شيخ الهنائي: حدثني رجل من عبد القيس يقال له عياض أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «عليكم بذكر ربكم، وصلّوا صلاتكم في أوّل وقتكم، فإنّ اللَّه يضاعف لكم» .
أخرجه الطّبرانيّ وغيره، وفي السند من لا يعرف، وفيه سليمان بن داود المنقري وهو الشاذكوني المشهور بالحفظ والضعف الشديد.
6148- عياض بن سعيد:
بن جبير بن عوف الأزدي ثم الحجري «3» .
ذكره ابن مندة في الصحابة، وقال: شهد فتح مصر، وله ذكر، ولا تعرف له رواية، ولم يزد ابن يونس في تعريفه على أنه شهد فتح مصر.
6149- عياض بن سليمان «4» :
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج حديثه الحاكم في «المستدرك» ، من طريق الوليد بن مسلم، عن ضمرة، عن حماد بن أبي حميد، عن مكحول، عن عياض بن سليمان، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خيار أمّتي فيما أنبأني به الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا، ويبكون سرّا من خوف شدّة عذاب اللَّه ... » «5» الحديث.
__________
(1) في أ: أنه نسبه.
(2) أسد الغابة ت (4152) .
(3) أسد الغابة ت (4153) .
(4) أسد الغابة ت (4154) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 431.
(5) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 17، قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وحماد ضعيف ولكن لا يحمل مثل هذا وأحسبه أدخل على ابن السماك ولا وجه لذكره في هذا الكتاب ثم سرد الحاكم أسماء خلق من أهل الصفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 73، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 815، وعزاه لأبي نعيم والحاكم وتعقبه البيهقي في شعب الإيمان وضعفه ابن النجار عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وعياض لا يدري من هو ابن النجار ذكره أبو موسى المديني في الصحابة؟. هـ.(4/627)
وأخرجه أبو موسى من هذا الوجه، لكن وقع عنده عن حماد بن أبي حميد، وأخرج أبو نعيم نحو هذا الحديث من وجه آخر عن مكحول، لكن قال: عياض بن غنم.
6150- عياض بن عبد اللَّه الضّمري «1» :
ذكره أبو سعيد العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري- أنه كتب إليهم أنّ عياض بن عبد اللَّه أخبرهم أنهم تذاكروا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الطاعون، فقال: «أرجو ألّا يطلع علينا من نقابها» .
6151- عياض بن عبد اللَّه الثّقفي «2» :
ويقال عياض بن الحارث الأنصاريّ. أخرج حديثه ابن أبي عاصم في الوحدان من طريق أبي عاصم، قال: حدثنا أبو عليّ «3» الثقفي: هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي- أنّ عبد اللَّه بن عياض حدثه عن أبيه، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى هوازن في اثني عشر ألفا، فقتل من أهل الطائف مثل ما قتل من قريش يوم بدر، ثم أخذ بطحاء فرمى بها وجوهنا فانهزمنا.
وأخرج البخاري، ومطيّن، وابن مندة، من طريق أبي عاصم بهذا الإسناد إلى عبد اللَّه بن عياض، عن أبيه، قال: شهدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأتاه رجل من بهز بعسل، فقال: «ما هذا؟» قال: أهديته لك، فقبله، فقال: «أحم لي بقيعي» ،
قال: فحماه له، وكتب له كتابا.
وأخرج الحديث الأول الحاكم من طريق أبي قلابة الرّقاشيّ، عن أبي عاصم، لكن وقع عنده: أخبرني عبد اللَّه بن عياض بن الحارث الأنصاري. فاللَّه أعلم.
6152- عياض بن عبد اللَّه:
بن سعد بن أبي ذئاب.
ذكره ابن مندة في الصحابة، وأخرج من طريق الجعيد بن عبد الرحمن عن الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئاب، عن عمه عياض بن عبد اللَّه بن أبي ذئاب. قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى دخل المسجد يصلّي فقام إليه رجل فصلّى بصلاته ... الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (4157) .
(2) أسد الغابة ت (4155) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 431.
(3) في أ: يعلى.(4/628)
6153- عياض بن عمرو:
بن بليل بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري «1» الخزرجي.
قال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها، وكانت له صحبة، وهو جدّ أيوب بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عياض صديق العمري الزاهد. استدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
6154- عياض بن عمرو الأشعري «2» :
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغويّ: يشكّ في صحبته. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه، روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا. ورأى أبا عبيدة بن الجراح.
قلت: وحديثه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند ابن ماجة من طريق الشعبي، قال: شهد عياض عقدا «3» بالأنبار، فقال: ما لي أراكم لا تقلّسون «4» كما كان يقلس عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يسم أباه فيها.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، فسمّى أباه عمرا.
واختلف فيه على شريك عن مغيرة، فقيل عنه عن زياد بن عياض بن عوف بن عياض بن عمرو، وروايته عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عند مسلم.
وروى عنه أيضا سماك بن حرب، وحصين بن عبد الرّحمن.
6155- عياض بن غنم:
بفتح المعجمة وسكون النون، ابن زهير «5» بن أبي شداد الفهري.
تقدم نسبه في عياض بن زهير.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى: عياض بن زهير، وساق نسبه، هاجر الهجرة الثانية
__________
(1) أسد الغابة ت (4159) .
(2) طبقات ابن سعد 6/ 152، التاريخ الكبير 7/ 19، 20، تاريخ اليعقوبي 2/ 278، مقدمة مسند بقي بن مخلد 122، تاريخ الطبري 4/ 39، المراسيل لابن أبي حاتم 151، الجرح والتعديل 407، المعجم الكبير للطبراني 17/ 371، تهذيب الأسماء واللغات ت 21/ 42، 43، تجريد أسماء الصحابة في 1/ 43، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 1/ 217، تحفة الأشراف 8/ 252، تهذيب الكمال 2/ 1076، تهذيب التهذيب 8/ 202، تقريب التهذيب 2/ 96، جامع التحصيل 306، أسد الغابة ت (4158) ، الاستيعاب ت (2036) .
(3) في أ: عيدا.
(4) المقلّسون: هم الذين يلعبون بالسيوف. النهاية 4/ 100.
(5) أسد الغابة ت (4161) ، الاستيعاب ت (2037) .(4/629)
إلى أرض الحبشة في رواية ابن إسحاق، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد.
مات بالمدينة سنة عشرين، وليس له عقب.
وقال في الطبقة الثانية: عياض بن غنم بن زهير، وساق نسبه، ثم قال: أسلم قبل الحديبيّة وشهدها، وتوفي بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.
وذكره فيمن نزل الشام من الصحابة، وزاد: أنه كان صالحا سمحا، وكان مع ابن عمته»
أبي عبيدة، فاستخلفه على حمص لما مات، وقيل إن أبا عبيدة كان خاله فأقره عمر قائلا: لا أبدّل أميرا أمّره أبو عبيدة.
وذكر أبو زرعة بسنده إلى حفص بن عمر، عن يونس، عن الزهري بعض هذا.
وقال ابن إسحاق: كتب عمر إلى سعد سنة تسع عشرة: ابعث «2» جندا وأمّر عليهم خالد بن عرفطة، أو هاشم بن عتبة، أو عياض بن غنم، فبعث عياضا.
قال الزّبير: هو الّذي فتح بلاد الجزيرة وصالحه أهلها، وهو أول من أجاز الدرب.
وقال ابن أبي عاصم، عن الحوطيّ، عن إسماعيل بن عياش: كان يقال لعياض زاد الراكب، لأنه كان يطعم رفقته ما كان عنده، وإذا كان مسافرا آثرهم بزاده، فإن نفد نحر لهم جمله.
6156- عياض بن غنم:
الأشعري.
أخرج ابن قانع من طريق القواريري، عن عمرو بن الوليد الأغضف، عن معاوية بن يحيى، عن زيد بن جابر، عن جبير بن نفير، عن عياض بن غنم الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا عيّاض لا تزوّجنّ عجوزا ولا عاقرا، فإنّي مكاثر بكم» .
وسنده ضعيف من أجل عمرو.
وأورده أبو نعيم في ترجمة الفهري، رواه من طريق القواريري أيضا، لكن لم يقع في روايته قوله الأشعري.
وكذا أخرجه الحاكم من طريق داهر بن نوح، عن عمرو بن الوليد.
وأخرجه ابن مندة من طريق الزهري عن عروة عن عياض بن غنم أنه رأى نبطا يشمّسون في الجزية، فقال لعاملهم: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللَّه يعذّب الّذين يعذّبون
__________
(1) في أ: عمه.
(2) في أ: أن أبعث.(4/630)
النّاس في الدّنيا» «1» .
وقد قيل في هذا: عن عروة، عن هشام بن حكيم.
أورده ابن مندة في ترجمة عياض بن غنم الفهري أو الأشعري، وعروة لم يدرك الفهري، [لكن قد] «2» أخرج ابن مندة من طريق ابن عائذ، عن جبير بن نفير- أنّ عياض بن غنم وقع على صاحب داريا حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم ... فذكر قصة.
وفيها: فقال عياض لهشام: ألم تسمع
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يقل له علانية» «3» .
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من هذا الوجه، ووقع عنده عياض بن غنم الأشعري، وأظن الأشعري وهما، واللَّه أعلم، فإن الّذي ولى الإمرة حيث كان هشام بالشام هو الفهري لا الأشعري لكن للأشعري
حديث آخر أخرجه أبو يعلى، من طريق أبي الزبير عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما ... » «4» الحديث.
وهذا هو الأشعري، فإن شهرا أشعري، وهو لم يدرك الفهري. واللَّه أعلم.
6157- عياض بن يزيد،:
أو يزيد بن عياض.
ذكره الطّبرانيّ بالشك، وأخرج من رواية أبي الطيالسي، عن شعبة، عن عاصم بن كليب، سمعت عياض بن [مرثد أو مرثد] «5» بن عياض يحدّث أنّ رجلا سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أمر يدخل به الجنة، فقال: «هل من والديك أحد حيّ» ؟ قال: لا. قال: «اسق الماء ... »
الحديث «6» .
__________
(1) أخرجه مسلم 4/ 2018، كتاب البر والصلة باب 33 الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق حديث رقم 118. وأبو داود في السنن 2/ 158 كتاب الخراج والفيء والإمارة باب التشديد على جباة الجزية حديث رقم 3045. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1567، وأحمد في المسند 3/ 404 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 205.
(2) في أ: وقد.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 404 عن هشام بن حكيم وعياض بن غنم. وابن أبي عاصم في السنة 2/ 521. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 232، عن شريح بن عبيدة وغيره ... الحديث. قال الهيثمي في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أني لم أدر لشريح عن عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا.
(4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 176 عن عبد اللَّه بن عمر بزيادة في أوله وآخره، وأخرجه الدارميّ في السنن 2/ 111. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 71، عن عبد اللَّه بن عمرو ... الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ورجال الصحيح خلا نافع بن عاصم وهو ثقة.
(5) في أ: يزيد أو يزيد.
(6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1975 عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص بزيادة في أوله وآخره ... - الحديث. كتاب البر والصلة والآداب (45) باب بر الوالدين وأنهما أحق (1) حديث رقم (6/ 2549) . وأحمد في المسند 5/ 368، والطبراني في الكبير 17/ 370. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 26، والبيهقي في الزوائد 3/ 134.(4/631)
ورواه الحوضيّ عن شعبة، فزاد فيه بعد عياض، عن رجل منهم أنه سأل.
6158- عياض الأنصاري «1» :
ذكره الطّبرانيّ وغيره. حديثه عند محمد بن القاسم الأسدي، أحد الضعفاء،
عن عبيدة بن أبي رائطة الحذاء، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عياض الأنصاري وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «احفظوني في أصحابي وأصهاري ... » الحديث «2» .
أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة، وسنده ضعيف،
وأخرجاه أيضا من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، عن عبيدة، عن عبد الملك، عن عياض الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا إله إلّا اللَّه كلمة على اللَّه كريمة، ولها من اللَّه مكان» «3» .
قال أبو نعيم: رواه أبو داود بن شبيب، عن عبيدة، فقال: عن عبد الملك بن عمير.
والمحفوظ أن عبد الرحمن في الحديثين معا.
6159 ز- عياض الكندي «4» :
ذكره ابن أبي عاصم، وأخرج من طريق سعيد بن صالح «5» بن عياض الكندي، عن أبيه، عن جده: سمعت نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا شرب الرّجل الخمر فاجلدوه، ثمّ إن عاد فاجلدوه، ثمّ إذا عاد فاضربوا عنقه» «6» .
6160 ز- عيدان بن أشوع الحضرميّ:
__________
(1) أسد الغابة ت (4146) ، الاستيعاب ت (2038) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 430، الاستبصار 351.
(2) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 18 رواه الطبراني وفيه ضعفاء جدا وقد وثقوا. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32481 وعزاه إلى البغوي والطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن عياض الأنصاري وابن عساكر في تاريخه 3/ 122، والطبراني في الكبير 17/ 369. وابن عدي في الكامل 2/ 158 عن ابن عباس.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 227 وعزاه لأبي نعيم عن عياض الأشعري.
(4) أسد الغابة ت (4162) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 431.
(5) في أ: سالم.
(6) قال الهيثمي في الزوائد 6/ 280، رواه أحمد ويزيد بن أبي كبشة وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. أحمد في المسند 4/ 389، المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13707.(4/632)
ذكر مقاتل في تفسيره أنه الّذي حاصر «1» امرأ القيس بن عابس الكندي في أرضه، وفيه نزلت: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا ... [آل عمران 77] الآية. وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة ربيعة بن عيدان.
ووقع في تفسيره الماورديّ عيدان بن ربيعة.
6161 ز- عيسى بن عبد اللَّه الصباحي:
ذكر الرّشاطيّ عن أبي عبيد بن المثنى أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع الأشج، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
6162- عيسى بن عقيل الثقفي «2» :
قال أبو عمر: روى عنه زياد بن علاقة أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بابن له به لمم اسمه حارثة، فسماه عبد الرحمن.
قلت: وأخرج حديثه أبو علي بن السكن تبعا للبغوي، وقال: ليس بمعروف في الصحابة، وهو معدود في الكوفيين، ثم ساق من طريق حماد الحنفي، قال: واسمه مفضل بن صدقة، كوفي، صالح الحديث عن زياد بن علاقة. وقال: لم يحدث به عن زياد غيره. انتهى.
وكذا ذكره ابن مندة من طريق أبي حماد الحنفي، عن زياد، وقال: إن كان محفوظا.
وقال: وقيل عيسى بن معقل. وأما ابن السكن فتردّد في ضبط عقيل أهو بالتصغير أو بوزن عظيم، والثاني هو المعتمد، وبه جزم ابن ماكولا تبعا للخطيب، وقال: له صحبة.
وعيسى بن معقل آخر تابعي، أخرج له أبو داود، وهو أسدي لا ثقفي.
6163- عيسى بن لقيم العبسيّ «3» :
ذكره المستغفري. وروي عن ابن إسحاق أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قسم له من خيبر مائتي وسق. استدركه أبو موسى.
6164- عيسى المسيح ابن مريم:
الصديقة بنت عمران بن ماهان بن الغار، رسول اللَّه، وكلمته ألقاها إلى مريم.
__________
(1) في أ: خاصم.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 432، الجرح والتعديل 6/ 290، الإكمال 6/ 234، أسد الغابة ت (4164) ، الاستيعاب ت (2077) .
(3) أسد الغابة ت (4165) .(4/633)
ذكره الذّهبيّ «في التّجريد» ، مستدركا على من قبله، فقال: عيسى ابن مريم رسول اللَّه، رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة الإسراء، وسلم عليه، فهو نبيّ وصحابيّ، وهو آخر من يموت من الصحابة، وألغزه القاضي تاج الدين السبكي في قصيدته في آخر القواعد له، فقال:
من باتّفاق جميع الخلق أفضل من ... خير الصّحاب أبي بكر ومن عمر
ومن عليّ ومن عثمان وهو فتى ... من أمّة المصطفى المختار من مضر
وأنكر مغلطاي على من ذكر خالد بن سنان في الصحابة كأبي موسى، وقال: إن كان ذكره لكونه ذكر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان ينبغي له أن يذكر عيسى وغيره من الأنبياء، أو من ذكره هو من الأنبياء غيرهم. ومن المعلوم أنهم لا يذكرون في الصحابة. انتهى.
ويتّجه ذكر عيسى خاصة لأمور اقتضت ذلك.
أولها- أنه رفع حيّا، وهو على أحد القولين.
الثاني- أنه اجتمع بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ببيت المقدس على قول، ولا يكفي اجتماعه به في السماء لأن حكمه من حكم الظاهر.
الثالث- أنه ينزل إلى الأرض، كما سيأتي بيانه بيانه، فيقتل الدجال، ويحكم بشريعة محمد صلى اللَّه عليه وسلّم، فبهذه الثلاث يدخل في تعريف الصحابي، وهو الّذي عوّل عليه الذهبي.
وقد رأيت أن أذكر له ترجمة مختصرة: ساق ابن إسحاق في كتاب المبتدإ نسب مريم إلى داود عليه السلام، فكان بينها وبينه ستة وعشرون أبا، وكانت أمّ مريم لا تحمل، فرأت طيرا يزق فرخا، فاشتهت الولد، فاتفق أن حملت، فنذرت إن تمّ حملها، ووضعت، أن تجعل حملها خادما لبيت المقدس، وكانوا يفعلون ذلك، الربيع بن أنس عن أبي العالية، عن أبي بن كعب في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الأعراف 172] ، قال:
جمعهم، فجعلهم أرواحا. ثم صوّرهم، ثم استنطقهم، فتكلموا، فأخذ عليهم العهد والميثاق أن لا إله غيره، وأنّ روح عيسى كانت في تلك الأرواح، فأرسل إلى مريم ذلك الروح، فسئل مقاتل بن حيان: أين دخل ذلك الروح؟ فذكره عن أبي العالية، عن أبيّ أنه دخل من فيها. أخرجه أبو جعفر الفريابي في كتاب القدر، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات كتاب الزّهد، وسنده قوي.
وثبت في الصحيحين من طريق الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما من وليد «1» إلّا ويمسّه الشّيطان حين يولد فيستهلّ صارخا إلّا مريم وابنها» .
__________
(1) في أ: مولود.(4/634)
وأخرجه مسلم من طريق أبي يونس، وأحمد من طريق عجلان وعن طريق الأعرج، من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، والطبري، من طريق أبي سلمة، ومن طريق أبي صالح كلّهم عن أبي هريرة.
وذكر السّدّيّ في تفسيره بأسانيد إلى ابن مسعود وغيره أنّ أخت مريم قالت لمريم:
أشعرت أني حبلى؟ قالت: فإنّي أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك.
وذكره مالك من رواية ابن القاسم، عنه، قال: بلغني أن عيسى ويحيى ابنا خالة، وكان حملهما معا، فذكره بمعناه، أخرجه ابن أبي حاتم، من طريقه.
وقد ثبت في حديث الإسراء أنّ عيسى ويحيى ابنا خالة، ومن طريق مجاهد، قال:
قالت مريم: كنت إذا خلوت به حدّثني، وإذا كنت بين الناس سبح في بطني.
واختلف في مدة حملها به، فقيل ساعة، وقيل ثلاث، وقيل تسع ساعات، وقيل ثمانية أشهر، وقيل سنة، وقيل تسعة أشهر.
وقال ابن إسحاق: لما ظهر حملها لم يدخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا، وتكلم فيها اليهود، فتوارت مريم عنهم، واعتزلتهم فكان ما قص اللَّه تعالى عنها في سورة مريم في قوله تعالى: فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا، فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ ... [مريم 22] إلى قوله: رُطَباً جَنِيًّا [مريم 22] ،
فجاء عن عليّ «1» عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «أطعموا نساءكم حتّى الحاملات الرّطب، فإن لم يكن رطبا فتمرا، فليس من الشّجر شجرة أكرم على اللَّه من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران ... «2» » الحديث. وفيه: «أكرموا عمّتكم النّخلة فإنّها خلفت من الطّينة الّتي خلق منها آدم» .
وفي سنده ضعف وانقطاع.
والمشهور أنها ولدته «3» ببيت لحم من بيت المقدس. وأخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعا بسند لا بأس به، وله شاهد عند البيهقي من حديث شداد بن أوس، وجاء عن وهب بن منبه أنها ولدته «4» بمصر، وجزم غيره بأنها ولدته ببيت لحم «5» ، فخافت عليه
__________
(1) في أ: رضي اللَّه عنه.
(2) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 92 رواه أبو يعلى وفيه مسرور بن سعيد التميمي وهو ضعيف. قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 149، قال ابن حجر رواه ابن المنذر بسند فيه كذاب ومن ثم أورده ابن عبد اللَّه بن المنذر بسند فيه كذاب وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2380.
(3) في أ: ولدت.
(4) - بيت لحم: بالفتح، وسكون الحاء المهملة: بليد قرب بيت المقدس عامر حقل ومكان مهد عيسى ابن مريم عليه السلام. انظر معجم البلدان 1/ 618.
(5) في أ: ولدت.(4/635)
فتوجّهت به إلى مصر، فنشأ بها حتى صار عمره اثنتي عشرة سنة. وقيل إنها لم تحض قبل الحمل به إلّا حيضة واحدة.
وذكر وهب أنه لما ولد تكسّرت الأصنام في الشرق والغرب، واشتهر أمره منذ تكلّم في المهد، وظهرت على يده الخوارق.
واختلف متى تكلم بعد أن قال في المهد ما قال؟ ففي تفسير مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: لم يتكلم بعد حتى بلغ ما يبلغ الأطفال الكلام، فنطق بالحكمة.
وذكر أبو حذيفة البخاريّ في «المبتدإ» ، وهو واهي الحديث، من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد، ومن طريق مكحول، عن أبي هريرة «1» ، قال: أول ما نطق لسان عيسى به بعد كلامه في المهد أنه مجّد اللَّه تمجيدا لم تسمع الآذان مثله، وكان كلامه في المهد، وهو ابن أربعين يوما.
وذكر السّدّيّ بأسانيد عن مشايخه في حديث ذكره أنّ ملكا من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره، فجاء عيسى، فدعا اللَّه فأحياه.
وأخرج أبو داود في كتاب «القدر» ، من طريق معمر، عن الزهري، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: لقي عيسى إبليس، فقال: أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك؟ قال:
نعم. قال: فارق بذروة هذا الجبل فتردّى منه، فانظر تعيش أو لا، قال عيسى: أما علمت أنّ اللَّه قال: لا يجربني عبدي، فإني أفعل ما شئت؟ لفظ طاوس. وفي رواية الزهري: فقال عيسى إن العبد لا يبتلي ربّه، لكن اللَّه يبتلي عبده.
وأخرجه من طريق خليد «2» بن زيد، عن طاوس. وأخرجه ابن أبي الدنيا من وجه آخر نحوه.
ونشأ عيسى زاهدا في الدنيا لم يتخذ بيتا ولا زوجة، وكان يسبح في الأرض، ويتقوّت بما يخرج منها، ولا يدّخر شيئا، وكان يخبر الناس بما يأكلون وما يدّخرون، كما قال اللَّه تعالى، ويحيى الموتى، ويخلق الطير، فقيل هو الخفاش. قيل: كان لا يعيش إلّا يوما واحدا.
وقال وهب: كان يطير بحيث يغيب عن الأعين، فيقع ميتا ليتميز خلق اللَّه من فعل غيره.
__________
(1) رضي اللَّه عنه.
(2) في أ: خليفة.(4/636)
وقال الثّعلبيّ: إنما خص الخفّاش، لأنه [يجتمع فيه] «1» الطير والدابة، فله ثدي وأسنان، ويحيض ويلد ويطير.
واتفق أنّ عصر عيسى كان فيه أعيان الأطباء، فكان من معجزاته الإتيان «2» بما لا قدرة لهم عليه، وهو إبراء الأكمه والأبرص.
ونزلت عليه المائدة، وأرسل إلى بني إسرائيل، وعلم التوراة، وأنزل عليه الإنجيل، فكان يقرؤهما ويدعو إليهما، فكذّبه «3» اليهود، وصدّقه الحواريّون، فكانوا أنصاره وأعوانه، وأرسلهم إلى من بعث إليه يدعونهم إلى التوحيد.
ثم إن اليهود تمالئوا على قتله، فألقى اللَّه شبهه على واحد من أتباعه، ورفعه اللَّه، فأخذوا ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه، وظنوا أنهم قتلوا عيسى، فأكذبهم اللَّه في ذلك.
وثبت «في الصّحيحين» ، عن ابن عمر- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وصف عيسى، فقال: «ربعة آدم، كأنّما خرج من ديماس، أي حمام» . وفي لفظ: «آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرّجال» . وفي لفظ: سبط الشعر.
وفي البخاريّ، من حديث ابن عباس رفعه: «رأيت ليلة أسري بي ... » فذكر الحديث. وفيه: «ورأيت عيسى أحمر ربعة سبطا» .
ومن حديث أبي هريرة مثله.
وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة- رفعه: «ينزل عيسى ويكسر «4» الصّليب ... » الحديث. وفيه: «وتعطّل الملل كلّها، فلا يبقى إلّا الإسلام، ويقع الأمن في الأرض» .
وفي «الصّحيحين» عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «والّذي نفسي بيده يوشك أن ينزل عليكم عيسى ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال ... » «5» الحديث.
وفي صحيح مسلم عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ينزل عيسى ابن مريم على المنارة
__________
(1) في أ: يجمع خلقه.
(2) في أ: بالاتفاق.
(3) في أ: فكذبته.
(4) في أ: فيكسر.
(5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 135، عن أبي هريرة ولفظه: والّذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ... الحديث. كتاب الإيمان (1) باب نزول عيسى ابن مريم حاكما ... (71) حديث رقم (242/ 155) . وأحمد في المسند 2/ 272) .(4/637)
البيضاء شرقي دمشق» . وفيهما عنه: «ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدّجّال» . «1»
وقال النووي في ترجمته في تهذيب الأسماء: إذا نزل عيسى كان مقررا للشريعة المحمدية، لا رسولا إلى هذه الأمة، ويصلّي وراء إمام هذه الأمة تكرمة من اللَّه لها من أجل نبيها.
وفي الصحيح: كيف إذا نزل عيسى ابن مريم وإمامكم منكم؟
قال: وقد جاء أنه يتزوج بعد نزوله ويولد له، ويدفن عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. انتهى.
واختلف في مدة إقامته في الأرض بعد أن ينزل آخر الزمان، فقيل سبع سنين. وقيل أربعين. وقيل غير ذلك. وقد وقع عند أحمد من حديث أبي هريرة بسند صحيح رفعه أنه يلبث في الأرض مدة أربعين سنة.
واختلف في عمره في الدنيا منذ ولد إلى أن رفع، فقيل ثلاث وثمانون سنة، وهذا أشهر. وقيل أربع وثمانون، وفي مرسل سعيد بن المسيب أنه عاش ثمانين، ذكره من رواية علي بن زيد، عنه، وهو ضعيف.
وفي مستدرك الحاكم عن فاطمة رضي اللَّه عنها أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرها أنّ عيسى عاش مائة وعشرين سنة
في حديث ذكره.
وأخرج النسائيّ وابن ماجة من طريق الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما أراد اللَّه أن يرفع عيسى خرج على أصحابه، وفي البيت اثنا عشر رجلا. فقال: إن منكم من يكفر بي بعد أن آمن ... ثم قال: أيّكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، فيكون رفيقي في الجنة؟ فقام شاب- أحدثهم سنّا، فقال: أنا، قال: اجلس، ثم عاد فعاد، فقال: اجلس، ثم عاد فعاد الثالثة، فقال: أنت هو، فألقى عليه شبهه، وأخذ الشابّ فصلب بعد أن رفع عيسى إلى السماء من البيت، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشّاب، وهذا أصحّ «2» مما حكاه الفراء أنّ رأس الجالوت، وهو كبير اليهود، هاجم البيت الّذي فيه عيسى، فألقى اللَّه عيسى عليه، ورفع عيسى، فخرج على اليهود والسيف في يده مشهور، فقال: لم أجد عيسى فرأوا شبهه عليه، فقالوا: أنت عيسى، فأخذوه وقتلوه وصلبوه.
6165- العيص بن ضمرة:
تقدم في ضمرة بن العيص.
6166- عيينة بن حصن:
بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويّة»
، بالجيم، مصغرا،
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 86، 19/ 196، وابن عساكر كما في التهذيب 1/ 48، وذكره السيوطي في الدر 2/ 245.
(2) في أ: أصح الأدلة.
(3) أسد الغابة ت (4166) ، الاستيعاب ت (2078) .(4/638)
ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي فزارة الفزاري، أبو مالك.
يقال: كان اسمه حذيفة فلقب عيينة، لأنه كان أصابته شجّة فجحظت عيناه.
قال ابن السّكن: له صحبة. وكان من المؤلفة، ولم يصح له رواية.
أسلم قبل الفتح، وشهدها، وشهد حنينا، والطائف، وبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لبني تميم فسبى بعض بني العنبر، ثم كان ممن ارتدّ في عهد أبي بكر، ومال إلى طلحة، فبايعه، ثم عاد إلى الإسلام.
وكان فيه جفاء سكّان البوادي،
قال إبراهيم النخعي: جاء عيينة بن حصن إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنده عائشة، فقال: من هذه، وذلك قبل أن ينزل الحجاب، فقال: «هذه عائشة» ، فقال: ألا أنزل لك عن أمّ البنين! فغضبت عائشة، وقالت: من هذا؟ فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «هذا الأحمق المطاع» - يعني في قومه. رواه سعيد بن منصور، عن أبي معاوية، عن الأعمش عنه، مرسلا، ورجاله ثقات.
وأخرجه الطّبرانيّ موصولا من وجه آخر، عن جرير- أن عيينة «1» بن حصن دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال- وعنده عائشة: من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال: «عائشة» . قال: أفلا أنزل لك عن خير منها- يعني امرأته؟ فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «اخرج فاستأذن» .
فقال: إنها يمين عليّ ألّا أستأذن على مضري. فقالت عائشة: من هذا؟ فذكره.
ومن طريق أبي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي وائل: سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد اللَّه بن مسعود: أنا ابن الأشياخ الشّمّ. فقال له عبد اللَّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
وأخرج ابن السّكن في ترجمته، من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن سعيد بن يزيد، عن الحارث بن يزيد، عن عيينة بن حصن، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ موسى عليه السّلام آجر نفسه بعفّة فرجه وشبع بطنه ... » «2» الحديث.
وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من هذا الوجه.
__________
(1) في أ: جرير بن عيينة.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 817، كتاب الرهون باب 15 حديث رقم 2444، قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة 2/ 817 إسناده ضعيف لأن فيه بقية وهو مدلس وليس لبقية هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء من بقية الكتب الخمسة. والطبراني في الكبير 17/ 135، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9201.(4/639)
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «الوصايا» أنّ حصن بن حذيفة أوصى ولده عند موته، وكانوا عشرة، قال: وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه، فاشتدّ مرضه، فقال لهم: الموت أروح مما أنا فيه، فأيّكم يطيعني؟ قالوا: كلنا، فبدأ بالأكبر، فقال: خذ سيفي هذا فضعه على صدري، ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري، فقال: يا أبتاه، هل يقتل الرجل أباه! فعرض ذلك عليهم واحدا وأحدا، فأبوا إلا عيينة، فقال له: يا أبت، أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى، ولك فيه مني طاعة؟ قال: بلى، قال: فمرني كيف أصنع؟
قال: ألق السيف يا بني، فإنّي أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم لي في حياتي، فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب، أنت سيد ولدي من بعدي، ولك رياستي، فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك، فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه، وقتل كرزا.
وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات.
وفي صحيح البخاريّ أن عيينة قال لابن أخيه الحرّ «1» بن قيس: استأذن لي على عمر، فدخل عليه فقال: ما تعطي الجزل، ولا تقسم بالعدل. فغضب، وقاله له الحر «2» بن قيس:
إن اللَّه يقول: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ [الأعراف 199] ، فتركه بهذا الحديث أو نحوه.
وذكر ابن عبد البر أن عثمان تزوّج بنته فدخل عليه عيينة يوما فأغلظ له، فقال له عثمان: لو كان عمر ما أقدمت عليه.
وقال البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» : حدثنا محمد بن العلاء. وقال المحامليّ في أماليه: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، واللفظ له، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن حميد «3» المحاربي، حدثنا حجاج بن دينار، عن أبي عثمان، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو، قال: جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن إلى أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، فقال: يا خليفة رسول اللَّه، إنّ عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فإن رأيت أن تقطعناها؟ فأجابهما، وكتب لهما، وأشهد القوم وعمر ليس فيهم، فانطلقا إلى عمر ليشهداه فيه، فتناول الكتاب وتفل فيه ومحاه، فتذمّرا له وقالا له مقالة سيئة، فقال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان يتألّفكما، والإسلام يومئذ قليل، إن اللَّه قد أعزّ الإسلام، اذهبا فاجهدا عليّ جهدكما، لا رعى اللَّه عليكما إن رعيتما، فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران، فقالا: ما ندري واللَّه، أنت الخليفة أو عمر؟ فقال: بل هو لو كان شاء، فجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على أبي
__________
(1) في أ: الحارث.
(2) في أ: الحارث.
(3) في أ: محمد.(4/640)
بكر، فقال: أخبرني عن هذا الّذي أقطعتهما، أرض هي لك خاصة أو للمسلمين عامة؟ قال:
بل للمسلمين عامة. قال: فما حملك على أن تخص بها هذين؟ قال: استشرت الذين حولي، فأشاروا عليّ بذلك، وقد قلت لك: إنك أقوى على هذا مني فغلبتني.
وقرأت في كتاب «الأمّ» «1» للشّافعيّ في باب من «كتاب الزكاة» أنّ عمر قتل عيينة بن حصن على الردّة، ولم أر من ذكر ذلك غيره، فإن كان محفوظا فلا يذكر عيينة في الصحابة، لكن يحتمل أن يكون أمر بقتله، فبادر إلى الإسلام، فترك، فعاش إلى خلافة عثمان. واللَّه أعلم.
6167- عيينة بن عائشة المزّي «2» :
ذكره ابن ماكولا، ونقل عن ابن معدان أنّ له صحبة، وأنه شهد مؤتة ومن بعدها.
استدركه ابن الأثير، وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده كعب بن عيينة، إن شاء اللَّه تعالى.
[وبه تمّ] «3» حرف العين من القسم الأول، وقد فرغت منه في تاسع عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة [من الهجرة الشريفة] «4» .
__________
(1) في أ: الإمام.
(2) أسد الغابة ت (4167) .
(3) في أ، هـ، ت: آخر، في ل: في آخر.
(4) سقط في أ، ل، ت.(4/641)
[المجلد الخامس]
[تتمة من حرف العين]
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
القسم الثاني من حرف العين في معرفة من لم يره صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يرد أنه سمع منه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لصغره
العين بعدها الألف
6168 ز- عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي:
تقدّم نسبه في ترجمة عروة، وهذا هو والد داود بن عاصم بن عروة. وكان وفاة عروة في أواخر حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سنة تسع من الهجرة قبل أن يسلم قومه من ثقيف، كما مضى في ترجمته.
6169- عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي «1» :
أمّه جميلة «2» بنت ثابت بن أبي الأفلح الأنصاري.
__________
(1) نسب قريش 353، مسند أحمد 3/ 478، المحبر 418، طبقات ابن سعد 5/ 15، طبقات خليفة 234، تاريخ خليفة 267، التاريخ الكبير 6/ 477، تاريخ الثقات للعجلي 242، الثقات لابن حبان 5/ 223، الجرح والتعديل 6/ 346، المعارف 184، العقد الفريد 6/ 8، المعرفة والتاريخ 1/ 221، أنساب الأشراف 1/ 427، مروج الذهب 1561، فتوح البلدان 226، معجم الشعراء للمرزباني 271، مشاهير علماء الأمصار رقم 442، عيون الأخبار 1/ 322، جمهرة أنساب العرب 152، تاريخ الطبري 2/ 642، ربيع الأبرار 4/ 285، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 255، وفيات الأعيان 6/ 302، الكامل في التاريخ 2/ 210، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، تهذيب الكمال 2/ 636، العبر 1/ 78، سير أعلام النبلاء 4/ 97، الكاشف 2/ 46، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 268، الوافي بالوفيات 16/ 570، مرآة الجنان 1/ 271، تهذيب التهذيب 5/ 52، تقريب التهذيب 1/ 385، خلاصة تذهيب التهذيب 183، النجوم الزاهرة 1/ 185، شذرات الذهب 1/ 77، تاريخ الإسلام 2/ 137.
(2) في أ: أمه أم جميلة.(5/3)
قال ابن البرقيّ: ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يرو عنه شيئا، كذا قال وقد جاءت عنه رواية.
وقال أبو أحمد العسكريّ: ولد في السادسة. وقال أبو عمر: مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وله سنتان.
وذكر الزّبير بن بكّار أنّ عمر زوّجه في حياته، وأنفق عليه شهرا، ثم قال: حسبك! وذكر قصة.
قال الزّبير: كان من أحسن الناس خلقا. وكان عبد اللَّه بن عمر يقول: أنا وأخي عاصم لا نغتاب الناس. وقالوا: كان طوالا «1» جسيما، حتى أن ذراعه تزيد نحو شبر. وكان يقول الشّعر، وهو جدّ عمر بن عبد العزيز لأمه. وكان عمر طلّق أمّه فتزوجها يزيد بن جارية- بالجيم، فولدت له عبد الرحمن، فهو أخو عاصم لأمه. وركب عمر إلى قباء فوجده يلعب مع الصبيان، فحمله بين يديه، فركبت جدّته لأمّه الشموس بنت أبي عامر إلى أبي بكر فنازعته، فقال له أبو بكر: خلّ بينها وبينه. ففعل.
وذكره مالك في «الموطأ» «2» وذكر البخاري في «التاريخ» ، من طريق عاصم بن عبيد اللَّه بن عصام بن عمر أنه كان له يومئذ ثمان سنين.
وعند أبي عمر أنه كان حينئذ ابن أربع.
وقال السّريّ بن يحيى، عن ابن سيرين، عن رجل حدثه، قال: ما رأيت أحدا من الناس إلا ولا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد إلا عاصم بن عمر.
قال ابن حبّان: مات بالربذة، وأرخه الواقدي ومن تبعه سنة سبعين. وقال مطين: سنة ثلاث وسبعين.
وتمثل أخوه عبد اللَّه لما مات بقول متمم بن نويرة:
فليت المنايا كنّ خلّفن مالكا ... فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا «3»
[الطويل] فقال له «4» عمر رضي اللَّه عنه لما تمثل به: كنّ خلّقن عاصما «5» .
__________
(1) في أ: طويلا.
(2) في أ، ت: وروى.
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2674) .
(4) في أ: فقال ابن عمر.
(5) ثبت في د فإنه أحق به من غيره.(5/4)
6170 ز- عامر بن «1» .
.. عبد المطلب.
ذكره ابن الكلبيّ في النسب، وقال: درج، يعني مات، قبل أن يعقب.
6171 ز- عامر بن الطفيل:
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبي.
لأبيه صحبة وقد تقدم أنه مات في السنة الثانية، وولد هو في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره البلاذريّ، ولم يسمع له بذكر ولا رواية، فكأنه مات صغيرا.
6172 ز- عائذ اللَّه بن عبيد اللَّه:
بن عمرو، ويقال عيّذ اللَّه، بتشديد الياء التحتانية والذال المعجمة: الخولانيّ، أبو إدريس.
قال مكحول: ولد يوم حنين، رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز عنه.
وأرسل أبو إدريس عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وروي عن عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وبلال، وأبي ذر، وعون «2» بن مالك، وحذيفة، وثوبان، ومعاوية وغيرهم.
روى عنه الزهري، وربيعة بن يزيد، وبشر بن عبد اللَّه، وأبو حازم بن دينار، ومكحول وآخرون.
قال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء. وقال أبو زرعة «3» :
أحسن الناس لقيا لأجلّة الصّحابة، ويليه جبير بن نفير، وكثير بن مرّة.
واختلفوا في سماعه من معاذ وأنكره الزّهري وطائفة، وأثبته جماعة منهم ابن عبد البر.
وفي «الموطأ» ، عن أبي حازم، عن أبي إدريس دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى برّاق الثنايا، فسألت عنه، فقالوا: معاذ. فذكر القصة في قوله: إني لأحبك.
وقال ابن حبّان: ولّاه عبد الملك قضاء دمشق بعد بلال بن أبي الدرداء.
وقال ابن معين وغيره: مات سنة ثمانين من الهجرة.
العين بعدها الباء
6173- عباس بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف:
__________
(1) في د: عامر بن عامر بن عبد المطلب وفي باقي النسخ بياض نحو كلمتين.
(2) في أ: عوف.
(3) في أ: قال أبو زرعة كان أحسن.(5/5)
ذكره «1» أبو الفتح الأزديّ فيمن وافق اسمه اسم أبيه، وكأنه الأصغر من ولد العباس.
وقد مضى قول العباس:
تمّوا بتمّام فصاروا عشره
[الرجز] في ترجمة تمام «2» بن عباس.
6174- عباس بن عتبة بن أبي لهب:
في ترجمة والده.
6175- عباس بن علقمة بن عبد اللَّه بن أبي قيس القرشي العامري:
أمه زينب بنت عديّ بن نوفل. ومات أبوه قبل الفتح، وهو الجدّ الأعلى لمحمد بن عمرو بن عطاء المحدث المشهور. ذكره الزبير بن بكار.
6176 ز- عبد اللَّه بن سيّد البشر محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب:
تقدّم ذكره في ترجمة الطاهر، وجزم هشام بن الكلبي بأن عبد اللَّه والطيّب والطاهر واحد اسمه عبد اللَّه، والطيب والطاهر لقبان له.
6177
- عبد اللَّه بن أبي أحمد بن جحش «3» بن رئاب:
- بكسر الراء ثم تحتانية مهموزة وآخره موحدة- الأسدي.
قال ابن سعد: له رؤية. وقال ابن مندة: أتى به أبوه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما ولد فسماه عبد اللَّه.
وأخرج له الطّبراني حديثا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وقال أبو أحمد العسكريّ، لا يصح له منه سماع.
وأخرج أبو داود، والطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، عن عبد اللَّه بن أبي أحمد، عن علي حديث: لا يتم بعد احتلام.
قال الطبراني بعد تخريجه: لا نعرف لعبد اللَّه حديثا مسندا غير هذا، فكأنه أشار إلى أنّ حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل.
__________
(1) في أ: ذكره أبو الفتح الأزدي.
(2) في أ: والده.
(3) أسد الغابة ت (2808) ، المحبر 69، أنساب الأشراف 1/ 436، تاريخ الثقات للعجلي 249، الجرح والتعديل 5/ 5، طبقات ابن سعد 5/ 62، تهذيب التهذيب 5/ 143، تقريب التهذيب 1/ 401، خلاصة تذهيب التهذيب 190، تاريخ الإسلام 2/ 169.(5/6)
وأخرج ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، من طريق حسين «1» بن أبي لبابة، قال:
هاجرت أم كلثوم بنت عقبة في الهدنة، فخرج أخواها: عمارة والوليد، فكلّما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيها، فنقض اللَّه العهد الّذي كان بينهم في النساء خاصة، ونزلت الآية التي في سورة الامتحان.
6178- عبد اللَّه بن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي:
مات أبوه في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كما سيأتي في ترجمته في الكنى، فهو من أهل هذا القسم، لأن الأنصار كانوا يأتون بأولادهم إذا ولدوا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيحنّكهم ويدعو لهم.
وقد روى هو عن أبيه، وأرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
روى عنه ابنه المنيب، وابن ابنه عبد اللَّه بن المنيب، وصالح بن كيسان، وآخرون.
وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: كنيته أبو رملة. وله شيخ آخر يقال له عبد اللَّه بن أبي أمامة البلوي، فرّق بينهما البخاري، وجعلهما بعض المصنفين في الرجال واحدا والظاهر أنهما اثنان.
6179- عبد اللَّه بن أبي أوفى الأسلمي «2» :
ابن أخي عبد اللَّه بن أبي أوفى.
__________
(1) في أ: البشير.
(2) طبقات ابن سعد 4/ 301، 302، 6/ 12، والمصنف لابن أبي شيبة 13، التاريخ لابن معين 2/ 297، وتاريخ خليفة 292، وطبقات خليفة 110، 137، العلل لابن المديني 61، 380، والعلل له 1/ 161، والمحبر لابن حبيب 298، والمغازي للواقدي 487، والتاريخ الكبير 5/ 24، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 250، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 83، والمعرفة والتاريخ 1/ 265، 2/ 159، وتاريخ أبي زرعة 1/ 241، 638، وتاريخ واسط 48، 49، وأنساب الأشراف 1/ 248، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 59، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والزاهر للأنباري 1/ 138، والبرصان والعرجان 362، والجرح والتعديل 5/ 120، وتاريخ الطبري 2/ 621، و 3/ 411، 4/ 352، وسيرة ابن هشام 1/ 275، والثقات لابن حبان 3/ 222، ومشاهير علماء الأمصار 320، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 242، والكامل في التاريخ 1/ 21، و 3/ 138، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 261، وعيون الأخبار 1/ 123، وتهذيب الكمال 14/ 317- 319، وتحفة الأشراف 4/ 276- 292، وسير أعلام النبلاء 3/ 428- 430، والعبر 1/ 192، وتجريد أسماء الصحابة 1، والكاشف 2/ 65، والمعين في طبقات المحدثين 23، والوافي بالوفيات 17/ 78، 79، ونكت الهميان 182، والبداية والنهاية 9/ 75، ومرآة الجنان 1/ 177، ووفيات الأعيان 2/ 400، و 5/ 406، والوفيات لابن قنفذ 84، وتهذيب التهذيب 5/ 15، 152، وتقريب التهذيب 1/ 402، والنكت الظراف 4/ 277- 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 96، ورجال البخاري 1/ 393، تاريخ الإسلام 2/ 98.(5/7)
ذكره المرزباني في معجم الشعراء، واسم أبي أو في علقمة، وله ولولده عبد اللَّه صحبة، ولم أر لوالده أوفى ذكرا، فكأنه مات قبل الإسلام، وترك ولده هذا فيكون من أهل هذا القسم.
6180 ز- عبد اللَّه بن يقطر «1» .
ذكر أبو جعفر الطّبريّ أنه قتل مع الحسين بن علي رضي اللَّه عنه بكربلاء وكان رضيعه.
6181- عبد اللَّه بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري:
ذكره خليفة فقال: قتل هو وأخواه محمد ويحيى يوم الحرّة، وأبوهم استشهد باليمامة، ولأولاده رؤية.
6182- ز- عبد اللَّه بن ثابت بن الجذع الأنصاري:
ذكر ابن سعد أن أباه ثابتا استشهد بالطائف، وترك من الولد عبد اللَّه والحارث وأمّ إياس.
6183- عبد اللَّه بن الحارث بن عمرو بن المؤمل القرشي العدويّ «2» :
ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فحنكه، قاله أبو عمر.
قلت: وقد مضى ذكر والده في القسم الأول من حرف الحاء.
6184- عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي «3»
: لأبيه ولجده صحبة، وأمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب.
قال البغويّ: لما ولدت أرسلت به أمّه إلى أختها أم حبيبة، فقالت يا رسول اللَّه، هذا ابن أختي، فحنّكه، وتفل في فيه.
وكذا قال ابن سعد. وكان يلقّب ببّة، بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة.
وقد روي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. ويقال: كان له عند وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سنتان.
__________
(1) في أ، ت: بعطة، وفي د نقطة.
(2) أسد الغابة ت (2879) ، الاستيعاب ت (1515) .
(3) أسد الغابة ت (2882) ، الاستيعاب ت (1518) .(5/8)
وروي عن أبيه، وعمّ جدّه العبّاس، وعن عمر، وعلي، وابن مسعود، وأم هانئ وغيرهم.
روى عنه أولاده: عبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وإسحاق، ومن التابعين: عبد الملك بن عمير، وأبو إسحاق السبيعي، والزهري وآخرون.
اتفقوا على توثيقه، قاله ابن عبد البر.
وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ظاهر الصلاح، وله رضا في العامة. ولما مات يزيد بن معاوية وهرب عبد اللَّه بن زياد عامله على العراقين رضي أهل البصرة بعبد اللَّه بن الحارث هذا.
وذكر البغويّ في ترجمته أنه ولى البصرة لابن الزّبير، وكانت وفاته بعمان سنة أربع وثمانين، قاله ابن سعد.
وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات بالأبواء، قتلته السموم سنة تسع وسبعين. وقال غيره: إن الّذي مات بالسموم إنما هو ولده عبد اللَّه بن «1» الحارث.
6185- عبد اللَّه بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي «2» :،
أخو عبد الرحمن.
قال أبو عمر ولد على عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأرسل عنه، ولا صحبة له، وكذا قال البخاريّ، وابن أبي حاتم: إن روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلة.
وقال أبو حذيفة البخاريّ في «الفتوح» : بلغنا أنّ الطاعون الّذي كان بعمواس لم ينج منه من آل المغيرة ابن عبد اللَّه بن مخزوم إلا المهاجرين خالد بن الوليد، وعبد اللَّه بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن أبي عمرو بن أبي حفص بن المغيرة.
6186- عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص العبشمي:
ابن أخي عتاب.
لأبيه صحبة، وتقدّم في القسم الأول.
6187 ز- عبد اللَّه بن زيد بن سهل الأنصاري:
أخو أنس من أمه هو عبد اللَّه بن أبي طلحة. يأتي.
6188 ز- عبد اللَّه بن سبرة الحرشيّ.
له صحبة، وشهد الفتوح في بدء الإسلام. وقال أبو عليّ القالي في «الأمالي» : بارز
__________
(1) في أ: عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث.
(2) أسد الغابة ت (2883) ، الاستيعاب ت (1519) .(5/9)
أرطبون الرومي عبد اللَّه بن سبرة سنة خمس عشرة فقتله عبد اللَّه، وقطع أرطبون يده، فقال عبد اللَّه يرثي يده:
ويل أمّ جار غداة الرّوع فارقني ... أهون عليّ به إذ بان فانقطعا
يمنى يديّ غدت منّي مفارقة ... لم أستطع يوم فلطاس لها تبعا
وقائل غاب عن شأني وقائلة ... هلّا اجتنبت عدوّ اللَّه إذ صرعا
ويل امّه فارسا أجلت عشيرته ... حامي وقد ضيّعوا الأحساب فارتجعا
يمشي إلى مستجيب مثله بطل ... حتّى إذا أمكنا سيفيهما انقطعا
حاسيته الموت حتّى اشتفّ آخره ... فما استكان لما لاقى ولا جزعا
فإن يكن أرطبون الرّوم قطّعها ... فإنّ فيها بحمد اللَّه منتفعا
[البسيط] وهو القائل:
إن أقلب الطعن فالطّاعون يرصدني ... كيف البقاء على طعن وطاعون
[البسيط] وهو القائل يخاطب يزيد بن معاوية:
تجاوز بحلم منك عنّي هذه ... لك الخير وانظر بعد كيف أكون
[الطويل]
6189- عبد اللَّه بن سندر الجذامي.
تقدم التنبيه عليه في ترجمته في القسم الأول:
6190 ز- عبد اللَّه بن سهل بن قرظة الأنصاري:
أحد بني عمرو بن عوف.
ذكر الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف والمختلف» أنّ أمه معاذة بنت عبد اللَّه مولاة عبد اللَّه ابن أبيّ، تزوّجها أبوه سهل بن قرظة فولدته في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذا حكاه ابن عبد البرّ في ترجمة معاذة.
6191- عبد اللَّه بن سهل بن حنيف الأنصاري «1» :
أبوه صحابي شهير. قال ابن مندة: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال:
وأنه أميمة التي كانت امرأة حسان بن الدحداح، وفيها نزلت: إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ
__________
(1) أسد الغابة ت (2994) .(5/10)
[الممتحنة: 12] ، رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب أنه بلغه ذلك.
قال ابن الأثير: الصحيح أن عبد اللَّه روى عن أبيه.
روى عنه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ثم ساق حديثه في فضل من أعان مجاهدا من مسند أحمد كذلك.
قلت: وليس بينه وبين ما قال ابن مندة تدافع.
6192- عبد اللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي «1» :
تقدم في ترجمة أبيه في القسم الأول سياق نسبه، وولد هو في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأمّه سلمى بنت عميس، فهو أخو أولاد حمزة بن عبد المطلب لأمهم، وابن خالة أولاد جعفر، وكذا محمد بن أبي بكر، وبعض ولد علي، أمهم أسماء بنت عميس.
روى عبد اللَّه عن أبويه وخالاته: ميمونة أم المؤمنين، وأم الفضل زوج العباس، وأسماء بنت عميس، وعمر، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، وطلحة، والعباس بن عبد المطلب، وغيرهم.
__________
(1) أسد الغابة ت (3006) ، الاستيعاب ت (1591) ، طبقات ابن سعد 5/ 61، و 6/ 126، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وتاريخ خليفة 283، و 287، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 26، 28، والتاريخ الكبير 5/ 115، والتاريخ الصغير 1/ 179، وتاريخ الثقات للعجلي 261، والمعرفة والتاريخ 2/ 294، و 550، وتاريخ أبي زرعة 1/ 541، وتاريخ واسط 174، 175، وأنساب الأشراف 1/ 447، 3/ 283، والمعارف 66، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 231، والجرح والتعديل 5/ 80، والثقات لابن حبان 5/ 30، ومشاهير علماء الأمصار 772، ورجال الطوسي 47، والفرج بعد الشدة للتنوخي 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 9/ 473، 474، والسابق واللاحق 107، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 263، والتبيين في أنساب القرشيين 64، 123، والكامل في التاريخ 4/ 477، وتاريخ الطبري 1/ 420، 491، وعيون الأخبار 1/ 261، والعقد الفريد 2/ 408، و 3/ 186، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 272، وتهذيب الكمال 15/ 81- 85، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 3/ 488، 489، والكاشف 2/ 85، وعهد الخلفاء الراشدين 57، 591، والمحبر 108، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 147، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وجامع التحصيل 259، والوافي بالوفيات 17/ 210، وتهذيب التهذيب 2575، 252، وتقريب التهذيب 1/ 422، وخلاصة تهذيب التهذيب 170، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال البخاري 1/ 410، 411، ورجال مسلم 1/ 369، تاريخ الإسلام 3/ 111.(5/11)
روى عنه جماعة من كبار التابعين: كربعي بن حراش، ومن أوساطهم، كطاوس، ومن صغار التابعين، كسعد بن إبراهيم، وأبي إسحاق الشيبانيّ، والحكم بن عتبة، وغيرهم.
قال: قال الميمونيّ: سئل أحمد: أسمع عبد اللَّه بن شداد من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم شيئا؟ قال: لا.
وقال العجليّ: من كبار التابعين وثقاتهم، ووثّقه الجماعة في الصحيحين وغيرهما.
وقد أرسل شيئا يأتي بعضه في ترجمة عبد اللَّه بن الهاد العتواري في القسم الأخير، اتفقوا على أنه فقد في وقعة الجماجم. قال العجليّ: اقتحم فرسه وفرس عبد الرحمن بن أبي ليلى نهر دجيل، فذهبا بهما وكذا جزم ابن حبان بأنه غرق بدجيل، وذلك سنة إحدى أو اثنتين وثمانين.
6193- عبد اللَّه بن صفوان» بن أمية بن خلف الجمحيّ المكيّ:
تقدّم نسبه في ترجمة والده، يكنى أبا صفوان. وأمّه برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي.
ولد في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله الجعابيّ «2» .
وروى عن عمرو «3» بن عمر حفصة، وعبد اللَّه، وأم سلمة، وغيرهم.
روى عنه ابن ابنه أمية بن صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان، وعمرو بن دينار، ومحمد ابن عباد بن جعفر، وآخرون.
__________
(1) أسد الغابة ت (3018) ، الاستيعاب ت (1595) ، طبقات ابن سعد 5/ 465، الأخبار الموفقيات 623، نسب قريش 356، السير والمغازي لابن إسحاق 104، المغازي للواقدي 202، المحبر 142، تاريخ خليفة 214، طبقات خليفة 235، العلل لأحمد 77، التاريخ الكبير 5/ 118، التاريخ الصغير 1/ 142، المعرفة والتاريخ 1/ 533، تاريخ اليعقوبي 2/ 389، أنساب الأشراف 1/ 56، فتوح البلدان 58، الجرح والتعديل 5/ 84، الثقات لابن حبان 3/ 231، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، مشاهير علماء الأمصار رقم 599، العقد الفريد 4/ 5، التبيين في أنساب القرشيين 1/ 133، الكامل في التاريخ 2/ 149، تاريخ الطبري 2/ 287، تهذيب الكمال 15/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3360، سير أعلام النبلاء 4/ 150، العبر 1/ 82، الكاشف 2/ 87، جامع التحصيل رقم 372، الوافي بالوفيات 17/ 215، البداية والنهاية 1/ 345، مرآة الجنان 1/ 151، تهذيب التهذيب 5/ 265، تقريب التهذيب 1/ 423، العقد الثمين 5/ 178، خلاصة تذهيب التهذيب 202، شذرات الذهب 1/ 80، تاريخ الإسلام 2/ 450.
(2) في أ، د، هـ: الجعان.
(3) في ت، ل، هـ: ابني عمر.(5/12)
قال الزّبير بن بكّار: كان من أشراف قريش، وكان مع ابن الزبير في خلافته يقوّي أمره، ولم يزل معه حتى قتلا جميعا.
وقال مجاهد: كان شريفا حليما، ذكره ابن سعد في الطبقة العليا من التابعين. وذكره ابن حبّان في الصّحابة، فقال: له صحبة، ثم ذكره في ثقات التّابعين.
وأخرج العسكريّ له حديثين مسندين في كل منهما نظر.
وقال ابن عبد البرّ: روي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حديث: ليغزونّ هذا البيت جيش فيخسف بهم.
ومنهم من جعله مرسلا.
قلت: وسبقه لذلك ابن أبي حاتم، وإنما رواه عبد اللَّه بن صفوان عن حفصة أم المؤمنين، كذا هو عند مسلم والنسائي وتاريخ البخاري، وكذا هو في مسانيد أحمد، وابن أبي عمر، وأبي يعلى، وغيرهم.
6194
- عبد اللَّه بن أبي طلحة «1» زيد بن سهل الأنصاري:
أخو أنس بن مالك لأمّه.
تقدم نسبه في ترجمة والده ثبت ذكره
في حديث أنس في الصحيح أنه لما ولدته أمّ سليم قالت: يا أنس، اذهب به إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فليحنّكه، فكان أوّل شيء دخل جوفه ريق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحنّكه بتمرة، فجعل يتلمّظ، فقال: «حبّ الأنصار التّمر» .
قال ابن سعد: ولد بعد غزوة حنين، وأقام بالمدينة، وكان قليل الحديث، فروى عن أبيه وأخيه لأمه أنس.
روى عنه ابناه: إسحاق، وعبد اللَّه، وابن ابنه يحيى بن إسحاق، وأبو طوالة، وغيرهم.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: استشهد بفارس. وقال غيره: مات بالمدينة سنة أربع وثمانين.
__________
(1) أسد الغابة ت (3027) ، الاستيعاب ت (1600) ، طبقات ابن سعد 5/ 74- 76، وطبقات خليفة 337، وتاريخ الثقات للعجلي 262، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71، و 562، والجرح والتعديل 5/ 57، والثقات لابن حبان 3/ 243، و 5/ 13، ومشاهير علماء الأمصار 136، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 272، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 273، ورجال الطوسي 50، وتهذيب الكمال 15/ 133، والوافي بالوفيات 17/ 184، 185، وجامع التحصيل 256، والبداية والنهاية 9/ 43، وتهذيب التهذيب 5/ 269، وتقريب التهذيب 1/ 424، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، ورجال مسلم 1/ 364، وتاريخ الإسلام 3/ 113.(5/13)
6195- عبد اللَّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي «1» :
ابن خال عثمان بن عفان، لأنّ أم عثمان هي أروى بنت كريز المذكور، وأمّها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، واسم أمّ عبد اللَّه هذا دجاجة بنت أسماء بنت الصلت السلمية.
ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأتي به إليه وهو صغير، فقال: «هذا شبيهنا» وجعل يتفل عليه، ويعوذه، فجعل يبتلع ريق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّه لمستقي» ،
وكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء حكاه ابن عبد البر.
وقد روي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وما أظنه رآه ولا سمع منه، كذا قال:
وأثبت ابن حبّان له الرؤية، وهو كذلك.
وقال ابن مندة في الصحابة: مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وله ثلاث عشرة سنة، كذا قال: وهو خطأ واضح،
فقد ذكر عمر بن شبّة في أخبار البصرة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وجد يوم الفتح عند عمير بن قتادة الليثي خمس نسوة، فقال: فارق إحداهن.
ففارق دجاجة بنت الصلت، فتزوّجها عامر بن كريز، فولدت له عبد اللَّه، فعلى هذا كان له عند الوفاة النبويّة دون السنتين. وهذا هو المعتمد.
الحديث المذكور أخرجه ابن قانع، وابن مندة، من طريق مصعب الزبيري.
حدثني أبي، عن جدي مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن عامر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد» .
وليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل.
وكان عبد اللَّه جوادا شجاعا ميمونا، ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين، وضمّ إليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص. فافتتح خراسان كلّها، وأطراف فارس، وسجستان، وكرمان، وغيرها، حتى بلغ أعمال غزة «2» ، وفي إمارته قتل يزدجرد آخر ملوك فارس، وأحرم ابن عامر من نيسابور شكرا للَّه تعالى، وقدم على عثمان فلامه على تغريره بالنسك، وقدم بأموال عظيمة ففرّقها في قريش والأنصار.
__________
(1) أسد الغابة ت (3033) ، الاستيعاب ت (1605) .
(2) غزّة: بفتح أوله وثانيه وتشديده، مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقل في غربيها من عمل فلسطين وفيها مات هاشم (جد النبي) . انظر: مراصد الاطلاع 2/ 993.(5/14)
وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة، وأجرى إليها العين، وقتل عثمان وهو على البصرة، فسار بما كان عنده من الأموال إلى مكّة، فوافى أبا طلحة والزبير فرجع بهم إلى البصرة، فشهد معهم وقعة الجمل، ولم يحضر صفّين، وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس عليه، ثم صرفه عنها، فأقام بالمدينة.
ومات سنة سبع أو ثمان وخمسين، وأوصى إلى عبد اللَّه بن الزبير.
وأخباره في الجود كثيرة، وليست له رواية في الكتب الستة، لكن أشار البخاري إلى قصة إحرامه فقال في باب قوله تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ [البقرة: 197] من كتاب الحج: وقال ابن عباس من السنة ألّا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج. وكره عثمان أن يحرم من خراسان أو كرمان، وذكرت في تعليق التعليق أنّ سعيد بن منصور وأبا بكر بن أبي شيبة أخرجا من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن- أنّ عبد اللَّه بن عامر أحرم من خراسان، فلما قدم على عثمان لامه فيما صنع، وكرهه.
وأخرجه عبد الرزاق، من طريق محمد بن سيرين، قال: أحرم عبد اللَّه بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه، وقال: غررت بنسكك.
وأخرج البيهقيّ، من طريق داود بن أبي هند- أنّ عبد اللَّه بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال: لأجعلنّ شكري للَّه أن أخرج من موضعي محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع، قال البيهقيّ: هو عن عثمان مشهور.
6196 ز- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سراقة بن المعتمر العدوي:
تقدم نسبه في ترجمة أبيه.
قال الزّبير بن بكّار في ذكر أولاد عمر بن الخطاب: وأما زينب بنت عمر فكانت عند عبد الرحمن بن سلول، ثم مات فخلف عليها عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سراقة، فولدت له، ثم ذكر أنّ ابني سراقة ماتا فأوصيا إلى عمر بابن عبد اللَّه، فجعله عمر عند بنته زينب، فلما بلغ الحلم قال له: من تحبّ أن أزوّجك؟ قال: أمي زينب، فقال: إنها ليست أمك، ولكنها بنت عمك، فزوّجها له فولدت له ابنه عثمان، فيؤخذ من هذا أنه ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لكونه بلغ وتزوّج وولد له في حياة عمر، وكل ذلك بعد الوفاة النبويّة بثلاث عشر سنة.
6197 ز- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة العنزي:.
حليف آل عمر بن الخطاب القرشي العدوي مولاهم، يكنى أبا محمد.(5/15)
ذكره التّرمذيّ في الصّحابة، وقال: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وسمع منه حرفا.
وقال أبو زرعة وابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: تقدم في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن عامر الأكبر أنه استشهد بالطائف، وأنّ هذا ولد بعده، فسماه أبوه على اسمه، وعلى هذا فلم يسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، بل أخذ القصة عن أمه فأرسلها وإن كان ظاهر القصة أنه سمع، ومن ثمّ قال الواقديّ فيما حكاه ابن سعد: لا أرى الحديث الّذي فيه قصّة سماعة محفوظا. انتهى.
وله رواية عن أبيه، وعمر، وعثمان، وعبد الرّحمن بن عوف، وعائشة وغيرهم.
روى عنه عاصم بن عبيد اللَّه، والزّهري، ويحيى بن سعيد، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، ومحمد بن يزيد بن المهاجر، وآخرون.
قال الهيثم بن عديّ: مات سنة بضع وثمانين. وقال غيره: مات سنة خمس. وقيل سنة تسع.
6198- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن العوّام الأسديّ:
له رؤية، ومضى ذكره في ترجمة أبيه، وأنه قتل يوم الدار، وقتل ولده خارجة مع بن الزبير.
6199- عبد اللَّه بن عبد:
بغير إضافة، القاريّ- بتشديد التحتانية.
حليف بني زهرة، وهو أخو عبد الرحمن بن عبد، وجدّ يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد.
ذكره ابن حبّان في الصحابة.
وأخرج البغوي من طريق ابن وهب: حدثني يعقوب ابن عبد الرحمن القاريّ، قال: قال أتى أبي بعبد الرحمن وعبد اللَّه ابني عبد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبرّك عليهما ومسح رءوسهما «1» ، وقال لعبد اللَّه: «هذا عابد» ، فكانا إذا حلقا رءوسهما نبت موضع يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل الباقي.
6200 ز- عبد اللَّه بن عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي «2» :،
سبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أمه رقية.
__________
(1) في أ: قال لعبد الرحمن: هذا تاجر.
(2) أسد الغابة ت (3067) .(5/16)
قال مصعب الزبيري: لما هاجر عثمان ومعه رقية إلى أرض الحبشة ولدت له هناك غلاما سماه عبد اللَّه وكني به، وكان قبل ذلك يكنى أبا عمرو.
[وأخرج أبو نعيم من طريق حجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري نحوه] «1» .
وأخرج ابن مندة من طريق عبد الكريم بن روح بن عبسة بن سعيد، عن أبيه. عن جده- مولى عثمان. وكانت أمه أم عباس مولاة لرقيّة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: قالت أمّ عبّاس: ولدت رقية لعثمان غلاما فسماه عبد اللَّه وكني به.
وقال أبو سعد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» : ذكروا أن عبد اللَّه بن عثمان مات قبل أمّه بسنة.
قلت: فعلى هذا يكون مات في السنة الأولى من الهجرة إلى المدينة.
[6201 ز- عبد اللَّه بن عدي بن الخيار النوفلي «2» :
سيأتي نسبه في ترجمة أخيه عبيد اللَّه مصغّرا، وقتل أبوهما كافرا، فيكون من هذا القسم كما يأتي تقريره في ترجمة أخيه، وكان لعبد اللَّه هذا من الولد: عبد العزيز، له ذكر، ولعبد العزيز ولد اسمه عبد اللَّه قتل شهيدا في أرض الروم مع مسلمة بن عبد الملك على رأس المائة] .
6202
- عبد اللَّه بن عمرو «3» بن الأحوص الأزدي:
وأمّه أم جندب. لها ولأبيه صحبة، ولعبد اللَّه هذا رؤية وسقته أمه في حجة الوداع من ماء مجّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيه.
ووقع لي ذلك بسند عال: أخبرنا أحمد بن أبي بكر المقدسي في كتابه، أخبرنا عيسى بن معالي، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، قالا: أنبأنا محمد بن إبراهيم الإربلي، أنبأتنا شهدة بنت الآبري ح.
وقرأت على الزّين بن عمر بن محمد البالسي، عن زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم سماعا، عن إبراهيم بن محمود، قال: قرئ على أم عبد اللَّه الرهبانية ونحن نسمع، قالت:
أنبأنا طرّاد بن محمد الزبيبي «4» ، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر، حدّثنا الحسين بن يحيى بن عياش، حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانيّ، حدثنا عبيدة بن حميد، عن يزيد بن
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (3068) .
(3) أسد الغابة ت (3083) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 325.
(4) في أ: الزيني.(5/17)
أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه، قالت: «رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند جمرة العقبة راكبا ووراءه رجل يستره من رمي النّاس، فقال: «يا أيّها النّاس، لا يقتل بعضكم بعضا، ومن رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الخذف» .
قال:
ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى ورمى النّاس «1» ، ثم انصرف، فجاءته امرأة معها ابن لها به مسّ، فقالت: يا نبيّ اللَّه، ابني هذا- تعني ادع له، قال: فأمرها فدخلت بعض الأخبية، فجاءت بتور «2» من حجارة فيه ماء، فأخذ بيده فمجّ فيه ودعا فيه وأعاده، وقال: اسقيه واغسليه منه. قالت: فتبعتها فقلت: هبي لي من هذا الماء. فقالت: خذي منه، فأخذت منه حفنة فسقيتها ابني عبد اللَّه فعاش، فكان من برئه ما شاء اللَّه أن يكون. قالت: ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها بريء، وأنه غلام لا غلام خير منه.
وأخرجه أبو موسى في «الذّيل» بطوله، من طريق طرّاد، وأخرج أبو داود طرفا منه عن أبي ثور ووهب بن بيان «3» ، كلاهما عن عبيدة بن حميد، فوقع لنا «4» عاليا.
6203- عبد اللَّه بن فضالة الليثي «5» :
ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فعقّ عنه أبوه بفرس، ذكر ذلك البخاري في تاريخه من رواية موسى بن عمران الليثي، عن عاصم بن حدثان «6» الليثي، عن عبد اللَّه بن فضالة الليثي، فذكره.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: إسناد مضطرب، مشايخ مجاهيل، كذا قال.
ولعبد اللَّه رواية عن أبيه في سنن أبي داود، وصححها ابن حبان من طريق داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود عنه، عن أبيه، أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال أبو حاتم: اختلف في سنده: فقال مسلم بن علقمة، عن داود، عن أبي حرب، عن عبد اللَّه بن فضالة أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) أخرجه أبو داود (1966) وأحمد 3/ 503، 6/ 376، 379، والبيهقي في الدلائل 5/ 244، وفي السنن 5/ 130، وابن سعد 8/ 224، وانظر نصب الراية 3/ 75.
(2) التّور من الأواني: مذكّر، قيل: هو عربيّ، وقيل: دخيل قال الأزهري: التّور إناء معروف تذكّره العرب تشرب فيه، وقيل: هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضّأ منه. اللسان 1/ 455.
(3) في أ: نبان.
(4) في أ، ل: لنا بدلا عاليا.
(5) أسد الغابة ت (3120) ، الاستيعاب ت (1649) .
(6) في ب، ل: جدان.(5/18)
وقول من قال فيه عن أبيه أصحّ.
وفرّق العسكري بين الراويّ عن أبيه والّذي عقّ عنه، وهو محتمل.
وذكر ابن حبّان الّذي روى عنه أبو حرب في ثقات التابعين.
6204
ز- عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة «1» بن المطلب بن عبد مناف:
ذكر العسكري أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو صغير، وأبوه صحابي، يأتي ذكره.
وروى هو عن أبيه، وزيد بن خالد، وأبي هريرة، وابن عمر.
روى عنه ابناه: محمد، والمطلب، وإسحاق بن يسار والد محمد بن إسحاق صاحب المغازي. ووثّقه النسائي، وعمل لعبد الملك بن مروان على العراق، وولى قضاء المدينة في أول إمرة الحجاج.
وذكره البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان في التابعين. وذكره في الصحابة ابن أبي خيثمة، والبغوي، وابن شاهين، واستدركه أبو موسى من أجل حديث وهم فيه بعض الرواة، قال ابن أبي خيثمة: حدثنا ابن أبي أويس، حدثني أبي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، قال: قلت: لأرمقنّ «2» صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فصلّى ركعتين ركعتين حتى صلّى ثلاث عشرة ركعة.
الحديث أخرجه البغويّ عن ابن أبي خيثمة، وقال: يشكّ في سماعه.
وأخرجه ابن شاهين عن البغويّ، واستدركه أبو موسى من طريق ابن شاهين. قال البغويّ: رواه مالك في الموطأ، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس، عن زيد بن خالد الجهنيّ، قال: قلت: لأرمقن «3» ... فذكر الحديث.
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 239، التاريخ الكبير 5/ 172، تاريخ خليفة 293، أنساب الأشراف 5/ 374، المعرفة والتاريخ 1/ 296، تاريخ الإسلام 3/ 121، الثقات لابن حبان 5/ 10، مشاهير علماء الأمصار 471، أخبار القضاة لوكيع 1/ 124، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، تاريخ الطبري 6/ 201، الكامل في التاريخ 4/ 373، الكاشف 2/ 107، تجريد أسماء الصحابة 3495، تهذيب التهذيب 5/ 363، تقريب التهذيب 1/ 441، تهذيب الكمال 15/ 453، جامع التحصيل 262، خلاصة تذهيب التهذيب 210، رجال مسلم 1/ 383، أسد الغابة ت (3143) .
(2) في أ: لابن معن.
(3) في أ: لابن معن.(5/19)
قلت: وهذا هو الصواب. وهكذا أخرجه مسلم، وأصحاب السنن، من طريق مالك، وأبو أويس كثير الوهم، فسقط عليه الصحابي، وسماع أبي أويس كان مع مالك، فالعمدة على رواية مالك، ولولا قول العسكري: إن لعبد اللَّه بن قيس رؤية لم أذكره إلا في القسم الرابع، ولو كان كما قال العسكري لكانت له رواية عن عمر فمن يقاربه «1» ، ولم يوجد ذلك. واللَّه أعلم.
ووقع لابن مندة فيه خبط ذكرته في ترجمة عبد اللَّه بن قيس بن عكرمة في القسم الرابع.
6205
- عبد اللَّه بن كعب بن مالك «2» بن أبي القين الأنصاري، المدني:
أبو فضالة.
يأتي نسبه في ترجمة والده.
قال البغويّ، عن الواقديّ: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وذكره العسكريّ فيمن لحق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وروي عن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي أمامة بن ثعلبة، وجابر وغيرهم، وعن أبيه كعب الشاعر المشهور.
وكان قائده حين عمي.
روى عنه ابناه: عبد الرحمن، وخارجة، وإخوته: عبد الرحمن، ومعبد، ومحمد أولاد كعب، والأعرج، والزهري، وسعد بن إبراهيم، وعبد اللَّه بن أبي يزيد، وغيرهم.
ووثّقه العجليّ، وابن سعد، وأبو زرعة، وابن حبّان، وقال: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين من الهجرة، وسيأتي في ترجمة والده ما نقله أحمد عن هارون بن إسماعيل أنّ كعبا كان يكنى في الجاهلية أبا بشير، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أبا عبد اللَّه، فكأنه كناه بولده هذا، فإنه كان أكبر أولاده كما ثبت في الصحيح في حديث طويل.
وقال أحمد أيضا: حدثنا هارون بن إسماعيل، قال: كان عبد اللَّه بن كعب وصي أبيه، ومات من آخر من مات من ولد كعب، وكنيته أبو عبد الرحمن.
6206- عبد اللَّه بن مسعود بن معتب الثقفي أمّه:
أم عمرو بنت العوّام بن عبد المطلب.
__________
(1) في هـ: لمن يقاربه.
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 272، الثقات لابن حبان 126، التاريخ الكبير 5/ 178، الجرح والتعديل 5/ 142، تاريخ الإسلام 3/ 404، الوافي بالوفيات 17/ 411، مشاهير علماء الأمصار 70، تهذيب التهذيب 5/ 369، الكاشف 2/ 108، البداية والنهاية 9/ 43، تقريب التهذيب 1/ 442، تاريخ الإسلام 3/ 404، أسد الغابة ت (3152) .(5/20)
ذكره ابن سعد في ترجمة أبيه.
6207- عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدوي المدني «1» :
هذا هو الصّواب في نسبه. ونسبه ابن حبان إلى الأسود، ولكن قال: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، فوهم.
ذكره ابن حبّان، وابن قانع، وغيرهما في الصحابة.
وأخرج الطّبراني، وابن مندة وغيرهما، من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع عن أبيه عن جدّه، قال: رأى مطيع في المنام أنه أهدي إليه جراب تمر، فذكر ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «هل بأحد من نسائك حمل» «2» ؟ قال: نعم، امرأة من بني ليث. قال: فإنّها ستلد لك غلاما فولدت له غلاما، فأتى به النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحنّكه بتمرة، وسمّاه عبد اللَّه، ودعا له بالبركة» .
إسناده جيّد.
وأخرج ابن مندة من طريقه حديثا أرسله عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفيه: «من عرضت عليه كرامة فلا يدع أن يأخذ منها ما قلّ أو كثر» .
وقال الزُّبير بن بكّار: كان عبد اللَّه بن مطيع أمير أهل المدينة من قريش وغيرهم في وقعة الحرّة، وكان أمير الأنصار عبد اللَّه بن حنظلة.
قلت: ولابن مطيع مع ابن عمر في ذلك قصة مروية في صحيح البخاري.
وأخرج مسلم والبخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق الشعبي عنه عن أبيه حديثا يأتي في ترجمة أبيه.
وأخرج البغويّ من طريق داود بن أبي هند، عن محمد بن أبي موسى، قال: كنت واقفا مع عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود بعرفات، فذكر أثرا موقوفا.
قال الزّبير بن بكّار: حدثني عمي، قال: كان ابن مطيع من رجال قريش شجاعة ونجدة وجلدا، فلما انهزم أهل الحرة قتل عبد اللَّه بن طلحة، وفر عبد اللَّه بن مطيع فنجا حتى توارى في بيت امرأة من حيث لا يشعر به أحد، فلما هجم أهل الشام على المدينة في بيوتهم ونهبوهم دخل رجل من أهل الشام دار المرأة التي توارى فيها ابن مطيع، فرأى المرأة
__________
(1) أسد الغابة ت (3190) ، الاستيعاب ت (1679) .
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 187، عن زكريا بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع عن أبيه عن جده. قال الهيثمي رواه الطبراني عن زكريا عن إبراهيم ولم أعرفهما.(5/21)
فأعجبته فواثبها، فامتنعت منه، فصرعها فاطلع ابن مطيع على ذلك، فدخل فخلّصها منه، وقتل الشامي، فقالت له المرأة. بأبي أنت وأمي! من أنت؟
ثم سكن عبد اللَّه بن مطيع مكة، ووازر ابن الزبير على أمره لما ادّعى الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، فأرسله عبد اللَّه بن الزبير إلى الكوفة أميرا، ثم غلبه عليها المختار بن أبي عبيد، فأخرجه، فلحق بابن الزبير، فكان معه إلى أن قتل معه في حصار الحجاج له، وكان يقاتل أهل الشام وهو يرتجز:
أنا الّذي فررت يوم الحرّة ... والحرّ «1» لا يفرّ إلّا مرّه
وهذه الكرّة بعد الفرّه
[الرجز] وقتل عبد اللَّه بن مطيع يومئذ، وحملت رأسه مع رأس عبد اللَّه بن الزبير، فقال يحيى ابن سعيد الأنصاريّ: أذكر أني رأيت ثلاثة أرؤس قدم بها المدينة: رأس ابن الزبير، ورأس ابن مطيع، ورأس صفوان. أخرجه البخاري في التاريخ، وعليّ بن المديني عن ابن عيينة «2» عنه، قال علي: قتلوا في يوم واحد.
قلت: وكان ذلك في أول سنة أربع وسبعين.
6208 ز- عبد اللَّه بن معبد بن الحارث بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي الأسدي القرشي «3» :
ذكر البلاذريّ أنه قتل مع عائشة يوم الجمل سنة ست وثلاثين، وأبوه مات بمكة يوم «4» الفتح، وهو من أهل هذا القسم.
6209 ز- عبد اللَّه بن المقداد بن الأسود:،
وأمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.
قال ابن سعد: شهد مع عائشة الجمل فقتل بها فمرّ به علي بن أبي طالب فقال: بئس ابن الأخت أنت.
6210- عبد اللَّه بن هانئ بن يزيد الحارثي:
أخو شريح بن هانئ «5» .
تقدّم أنه وإخوته أولاد هانئ كانوا معه وهم صغار لما وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) في أ، هـ: والشيخ.
(2) في أ: عقبه.
(3) أسد الغابة ت (3194) .
(4) في أ: قبل.
(5) أسد الغابة ت (3229) .(5/22)
6211 ز- عبد اللَّه بن ورقاء بن جنادة السلولي:
ابن أخي حبشي بن جنادة الصحابي الماضي. وأبوه ورقاء هلك قبل أن يسلم.
وذكر الطّبريّ ولده عبد اللَّه بن ورقاء هذا فيمن شهد عين الوردة مع سليمان بن صرد سنة خمس وستين، فهو من أهل هذا القسم.
6212- عبد اللَّه بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي:.
هو عبد اللَّه الأصغر. له رؤية.
وأما الأكبر فتقدم في الأول.
6213- عبد اللَّه ابن أخي أم سلمة:
تقدم ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن الوليد قريبا «1» .
6214 ز- عبد الرحمن بن جارية:
يأتي في عبد الرحمن بن يزيد بن جارية.
6215- عبد الرحمن بن الحارث:
بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن محزوم القرشي المخزومي «2» يكنى أبا محمد.
تقدم ذكر أبيه وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد، قيل: كان ابن عشر في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، حكى ذلك عن مصعب، وهو وهم، بل كان صغيرا، وخرج أبوه بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما خرج إلى الجهاد بالشام فمات أبوه في طاعون عمواس سنة ثمانية عشرة»
، وتزوّج عمر أمه، فنشأ في حجر عمر، فسمع منه ومن غيره، وتزوج بنت عثمان، ثم كان ممّن ندبه عثمان لكتابة المصاحف من شباب قريش ويقال: كان أبوه سماه إبراهيم، فغيّر عمر اسمه، حكاه ابن سعد.
وقال ابن حبّان: ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يسمع منه، ثم ذكره في ثقات التابعين.
__________
(1) في أ: بن الوليد في القسم الأول.
(2) أسد الغابة ت (3283) ، الاستيعاب ت (1405) ، الثقات 3/ 253، تجريد أسماء الصحابة 1/ 345، الطبقات 233، تقريب التهذيب 476، الجرح والتعديل 5/ 224، تهذيب التهذيب 6/ 156، التاريخ الصغير 2/ 73، أزمنة التاريخ الإسلامي 696، التاريخ الكبير 5/ 272، الطبقات الكبرى 5/ 12، 6، 22، تهذيب الكمال 2/ 781، الإعلام 3/ 303، التحفة اللطيفة 2/ 476، سير أعلام النبلاء 3/ 484، المحن 74/ 781، خلاصة تذهيب 2/ 128، الكاشف 2/ 160، العقد الثمين 5/ 345، الميزان 2/ 555، المغني 3547.
(3) في أ: ثماني عشرة.(5/23)
وقال البغويّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا أحسبه سمع منه.
وذكره البغويّ والطّبرانيّ في الصحابة، والبخاري وأبو حاتم الرازيّ في التابعين، وراج ذلك على من ذكره بالحديث الّذي أخرجه من طريق ابن إسحاق، عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تزوج أم سلمة في شوال. الحديث.
وقد سقط من النسب رجل، فإنّ عبد الملك هو ابن أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبو بكر هو أحد الفقهاء السبعة من تابعي أهل المدينة، وخبره بذلك مرسل، ونسب عبد الملك في هذه الرواية إلى جده.
وقد أخرجه مالك من طريق عبد الملك، وساق نسبه على الصحة، فقال: عبد الملك ابن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه، فذكره مرسلا وقد وصله غيره من رواية عبد الملك عن أبيه أبي بكر، عن أم سلمة، وتابعه غيره عن أبي بكر بن عبد الرحمن.
وروى عبد الرحمن عن أبيه، وعن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم.
وروى عنه أولاده: أبو بكر، وعكرمة، والمغيرة، ومن التابعين أبو قلابة، وهشام بن عمرو الفزاري، والشعبي، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وآخرون.
قال ابن سعد: كان من أشراف قريش. وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث وأربعين.
6216
- عبد الرحمن بن حاطب «1» بن أبي بلتعة اللخمي:.
تقدم، نسبه في ترجمة أبيه، قال إبراهيم بن المنذر، وابن سعد، وأبو أحمد الحاكم، وابن مندة، وأبو نعيم: ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن مندة: له رؤية، ولا يصح له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة، وإنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرج الطّبرانيّ وابن قانع، من طريق عبد العزيز بن أبان، وخالد بن إلياس، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، قال رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يأتي
__________
(1) أسد الغابة ت (3285) ، الاستيعاب ت (1406) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 245، الطبقات 232، تقريب التهذيب 1/ 476، الجرح والتعديل 5/ 222، تهذيب التهذيب 6/ 158، التاريخ الصغير 1/ 47، التاريخ الكبير 5/ 271، الطبقات الكبرى 9/ 109، تهذيب الكمال 2/ 782، تاريخ الإسلام 3/ 192، الكاشف 2/ 160، التحفة اللطيفة 2/ 477، المحن 161، خلاصة التذهيب 2/ 129، البداية والنهاية 7/ 156، العقد الثمين 5/ 346.(5/24)
العيد يذهب من طريق ويرجع في آخر. وهذا سند ضعيف.
قال البخاريّ في «التاريخ» : سمع عمر، وعلّق له في الصحيح شيئا عن عمر، وله قصة أخرى مع عمر. وأشار البخاري إلى أن الحديث الّذي رواه إسحاق بن راشد، عن الزهري عن عروة عنه في قصة أبيه حاطب مرسل..
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: كان ثقة قليل الحديث..
وعدّه الهيثم بن عديّ، عن أبيه جريح، عن ابن شهاب- فيمن كان يتفقه بالمدينة.
وقال خليفة وغيره: مات سنة ثمان وستين. وخالفهم يعقوب بن سفيان فقال: قتل يوم الحرّة.
6217 ز- عبد الرحمن بن الحباب بن عمرو الأنصاري:.
تقدّم ذكره في ترجمة أبيه في القسم الأول.
6218- عبد الرحمن بن حزن بن أبي وهب المخزومي:.
له رؤية. هو الأصغر. أمه فزارية، وأم أخيه عبد الرحمن الأكبر عامرية كما تقدم ذلك في ترجمته.
6219
- عبد الرحمن بن حسان «1» بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي:
الشاعر، يكنى أبا سعد، وأبا محمد وأمه «2» أخت مارية القبطية.
ذكر الجعابيّ «3» والعسكري أنه ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وقال ابن مندة: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
أخرج ابن رشدين وابن مندة وغيرهما في كتبهم في الصحابة من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، عن أبيه، قال: مرّ حسّان بن ثابت برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فذكر قصة.
وأخرج ابن ماجة، من طريق ابن خثيم، عن عبد الرحمن بن نهمان، عن عبد
__________
(1) أسد الغابة ت (3288) ، طبقات ابن سعد 5/ 266، طبقات خليفة 251، التاريخ الكبير 5/ 270، التاريخ الصغير 1/ 76، تاريخ الفسوي 1/ 235، الجرح والتعديل 5/ 223، تهذيب الكمال 784، تهذيب التهذيب 2/ 208، تاريخ الإسلام 4/ 141، تهذيب التهذيب 6/ 162، خلاصة تذهيب الكمال 226.
(2) في ت، هـ: بياض نحو كلمتين.
(3) في أ: الجعاني.(5/25)
الرحمن بن حسان بن ثابت، عن أبيه، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم زوّارات القبور.
قال ابن سعد: كان عبد الرحمن شاعرا قليل الحديث.
وذكره ابن معين في تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
وقال خليفة وابن جرير وغيرهما: مات سنة أربع ومائة. قال ابن عساكر: لا أراه محفوظا، لأنه قيل إنه عاش ثمانيا وأربعين، ومقتضاه أنه ما أدرك أباه، لأنه مات بعد الخمسين بأربع أو نحوها، وقد ثبت أنه كان رجلا في زمان أبيه، وأبوه القائل:
فمن للقوافي بعد حسّان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت «1»
[الطويل] قلت: وإن ثبت أنه ولد في العهد النبوي وعاش إلى سنة أربع ومائة يكون عاش ثمانيا وتسعين، فلعل الأربعين محرّفة من التسعين.
6220- عبد الرحمن بن أم الحكم «2» :
ويأتي في ابن عبد اللَّه بن عثمان.
6221 ز- عبد الرحمن بن حميد بن عمرو بن عبد اللَّه بن أبي قيس العامري القرشي:
كان من أهل مكة، وشهد الجمل هو وأخوه عمرو مع عائشة: وقتلا في تلك الوقعة، ولأبيهما ذكر في قريش إلا أنه مات قبل أن يسلم وقبل فتح مكة، فيكون هو وأخوه من أهل هذا القسم.
6222 ز- عبد الرحمن بن حويطب:
بن عبد العزّى العامري.
أبوه صحابيّ مشهور، وأما هو فذكره الزبير.
6223
- عبد الرحمن «3» بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي:
__________
(1) البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص 374، وشرح عميرة الحافظ ص 865، ولسان العرب (14/ 119) (ثني) . والشاهد فيه قوله: «بعد حسان» حيث منع حسان من الصرف، لأنه فعلان من الحسّ، ويجوز صرفه على أنه فعّال من الحسن.
(2) أسد الغابة ت (3290) .
(3) أسد الغابة ت (3293) ، الاستيعاب ت (1410) ، الثقات 3/ 250، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346، الطبقات 244/ 311، الجرح والتعديل 5/ 229، أزمنة التاريخ الإسلامي 698، التاريخ الكبير 5/ 277، الطبقات الكبرى 9/ 110، المنمق 449، 451، 452، شذرات الذهب 1/ 55، البداية والنهاية 5/ 348، العقد الثمين 5/ 348.(5/26)
قال ابن مندة: له رؤية. قال ابن السكن، يقال له صحبة، ولم يذكر سماعا ولا حضورا.
وأخرج هو والطّبراني من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه، عن أبي هزّان، عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، فسئل، فقال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يحتجمها ويقول: من أهراق من هذه الدّماء فلا يضرّه ألّا يتداوى بشيء» .
وزعم سيف أنه شهد فتوح الشام مع أبيه وذكره ابن سميع وابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، وأخرج ابن المقري في فوائد حرملة، عن ابن وهب، من طريق عبيد بن يعلى، عن أبي أيوب. قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد، فأتى بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل، فبلغ ذلك
أبا أيوب، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينهى عن قتل الصبر، ولو كانت دجاجة ما صبرتها،
فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» . وأصل حديث أبي أيوب عند أحمد وأبي داود.
وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال الحاكم أبو أحمد لا أعلم له رواية.
وأخرج ابن عساكر من طرق كثيرة أنه كان يؤمّر على غزو الروم أيام معاوية، وشهد معه صفّين، وكان أخوه المهاجر بن خالد مع عليّ في حروبه، وقد تقدم في ترجمة عبد اللَّه بن مسعدة قصة عهد معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ثم نزع ذلك منه، وأعطاه لسفيان بن عوف، وفي آخر القصة عند الزبير في الموفقيات أنّ عبد الرحمن قال لمعاوية:
أتعزلني بعد أن وليتني بغير حدث أحدثه، واللَّه لو أنا بمكة على السواء لانتصفت منك.
فقال معاوية: ولو كنّا بمكة لكنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب، منزلي بالأبطح ينشقّ عنه الوادي، وأنت عبد الرحمن بن خالد بن الوليد منزلك بأجياد «1» أسفله عذرة وأعلاه مدرة.
قال الزّبير: وكان عبد الرحمن عظيم القدر عند أهل الشام، وكان كعب بن جعيل
__________
(1) . 153- أجياد: بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه جمع جيد وهو العنق وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد وقال أبو القاسم الخوارزمي: أجياد موضع بمكة يلي الصفا (1) أجياد أحد جبال مكة وهو الجبل الأخضر بغربي المسجد الحرام وفي رأسه منار، يذكر أن أبا بكر الصديق أمر ببنائه ينادي عليه المؤذنون في رمضان. الروض المعطار/ 12، 13. معجم البلدان 1/ 130.(5/27)
الشاعر المشهور التغلبي كثير المدح له، فلما مات عبد الرحمن قال معاوية لكعب بن جعيل: قد كان عبد الرحمن صديقا لك، فلما مات نسيته! قال: كلا، ولقد رثيته بأبيات ذكرها، ومنها:
ألا تبكي وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء على فتاها
ولو سئلت دمشق وبعلبكّ ... وحمص من أباح لكم حماها
بسيف اللَّه أدخلها المنايا ... وهدّم حصنها وحوى قراها
وأنزلها معاوية بن صخر ... وكانت أرضه أرضا سواها «1»
[الوافر] وأنشد الزّبير لكعب بن جعيل في رثاء عبد الرّحمن عدة أشعار. وكان المهاجر بن خالد بلغه أن ابن أثال الطبيب- وكان نصرانيا- دسّ على أخيه عبد الرحمن سما، فدخل إلى الشام واعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل محالفا لبني أمية، وشهد مع ابن الزبير القتال بمكّة.
قال خليفة، وأبو عبيد، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم: مات سنة ست وأربعين، زاد أبو سليمان بن زبر: قتله ابن أثال النصراني بالسم بحمص.
6224
ز- عبد الرحمن بن خبّاب «2» بن الأرت:
ذكره البغويّ عن عبّاس بن محمّد وابن معين.
6225- عبد الرحمن بن الزجاج «3» :
له رؤية وأخرج ابن مندة من طريق عمر بن عثمان بن الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج، أخبرني أبي «4» وغيره من أهلي عن عبد الرحمن بن الزجاج، عن أم حبيبة قالت: «دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعبد الرّحمن بن الزّجّاج، وبين يدي «5» ركوة من ماء، فقال:
«ما هذا يا أمّ حبيبة؟ قلت: بني غلام «6» يا رسول اللَّه، ائذن لي أن أعتقه. قال: فأذن» .
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (3293) ، نسب قريش: 325.
(2) الثقات 3/ 253، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346، الطبقات 52، تقريب التهذيب 1/ 478، الجرح والتعديل 5/ 228، تهذيب التهذيب 6/ 167، التاريخ الكبير 5/ 246، 277، تهذيب الكمال 2/ 785، الكاشف 2/ 113، خلاصة تذهيب 2/ 785، الإكمال 2/ 149، تصحيفات المحدثين 429.
(3) أسد الغابة ت (3310) .
(4) بياض بالأصول.
(5) في أ: يدي في ركوة.
(6) في أ: غلامي.(5/28)
وذكره البخاريّ في التابعين، وأخرج سمويه في «فوائده» من طريق عبد الرحمن المذكور عن شيبة بن عثمان أنه سمعه يقول: لقد صلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الكعبية ركعتين بين العمودين، ثم ألصق ظهره وبطنه بها.
6226- عبد الرحمن بن زمعة بن قيس العامري «1» :
أخو عبد، بغير إضافة.
ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو الّذي تخاصم فيه عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص بمكة في عام الفتح،
ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أنّ ابن وليدة زمعة منّي، فأقبضه. فلما فتحت مكة أخذه سعد، فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فتساوقا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقضى به لعبد بن زمعة. وقال لسودة: «احتجبي منه» . الحديث.
قال الزّبير في كتاب النسب: فولد زمعة عبد أو عبد الرحمن.
وقال ابن عبد البرّ: لم يختلف النسابون أنّ اسم ابن الوليدة صاحب هذه القصة عبد الرحمن.
قلت: خبط ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، في نسبه، فجعله من بني أسد بن عبد العزى، وليس كذلك.
ووهم ابن قانع فجعله هو الّذي خاصم سعد بن أبي وقاص، وكأنه انقلب عليه، فإنه المخاصم فيه لا المخاصم. والمخاصم عبد بغير إضافة بلا نزاع.
6227
- عبد الرحمن بن زيد «2» بن الخطاب القرشي العدوي:.
مضى ذكر والده في القسم الأول، وأمه لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية ولد سنة خمس فيما قيل وقال مصعب: كان له عند موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ست سنين وقال ابن حبّان: ولد سنة الهجرة، كذا قال وخطئوه.
وقال الزّبير: حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، قال: ولد عبد الرحمن بن
__________
(1) أسد الغابة ت (3311) ، الاستيعاب ت (1421) .
(2) أسد الغابة ت (3313) ، الاستيعاب ت (1423) ، الكاشف 2/ 146، العقد الثمين 5/ 52، الثقات 3/ 249، تجريد أسماء الصحابة 1/ 347، الطبقات 234، تقريب التهذيب 1/ 480، الجرح والتعديل 5/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 179، التاريخ الصغير 1/ 145، 162، التاريخ الكبير 5/ 284، الأعلام 3/ 37، الطبقات الكبرى 9/ 110.(5/29)
زيد بن الخطاب فكان ألطف من ولد. فأخذه جده «1» أبو لبابة في خرقة، فأحضره «2» عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال: ما رأيت مولودا أصغر خلقة منه، فحنكه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ومسح رأسه، ودعا له بالبركة، قال: فما رئي عبد الرحمن في قوم إلا فرعهم طولا وزوّجه عمر بنته فاطمة، فولدت له عبد اللَّه بن عبد الرحمن، وولد لعبد الرحمن في خلافة عمر ابن فسماه محمدا، فسمع عمر رجلا يسبّه يقول: فعل اللَّه بك يا محمد، فغيّر اسمه، فسماه عبد الحميد.
وولى يزيد بن معاوية عبد الرحمن بن زيد إمرة مكة، فاستقضى فيها مولاهم عبيد بن حسين وكان لبيبا عاقلا.
وروى عبد الرحمن عن أبيه، وعمه، وابن مسعود، وغيرهم.
وعنه ابنه، وسالم بن عبد اللَّه، وعاصم بن عبيد اللَّه، وأبو جناب الكلبي.
قال البخاريّ: مات قبل ابن عمر، يعني في ولاية عبد اللَّه بن الزبير. وذكر المرزباني في معجم الشعراء، له قصة عند عبد الملك بن مروان، وأنشد له في ذلك شعرا.
6228- عبد الرحمن بن السائب بن أبي السائب:
له رؤية وقتل يوم الجمل، قاله أبو عمر.
قلت: تقدم في الأول.
6229- عبد الرحمن بن سعد بن زرارة:
ذكره أبو نعيم. وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ويحتمل أن يكون من أهل هذا القسم. وهو والد عمرة بنت عبد الرحمن التابعية المشهورة التي تكثر الرواية عن عائشة.
6230
ز- عبد الرحمن بن سهل «3» بن حنيف الأنصاري:
تقدم نسبه في ترجمة والده.
قال ابن مندة: ذكره ابن أبي داود في الصحابة ولا يصح، ولأبيه صحبة، ولأخيه أبي أمامة أسعد رؤية.
__________
(1) في أ: جده لأمه أبو لبابة.
(2) فأحضروه.
(3) أسد الغابة ت (3327) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، الطبقات 53، الجرح والتعديل 2/ 238، التاريخ الكبير 5/ 245، تهذيب الكمال 2/ 793، التحفة اللطيفة 2/ 496، خلاصة تذهيب 6/ 136، تقريب التهذيب 1/ 483، تهذيب التهذيب 6/ 191، مجمع الزوائد 274، الثقات 8/ 370، الجرح والتعديل 5/ 1127.(5/30)
قلت: وذكره ابن قانع أيضا في الصحابة، وأخرج هو وابن مندة من طريق أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف، قال: لما نزلت هذه الآية: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ ... [الكهف: - 28] الآية، فذكر قصة، قال العسكري: أحسبه مرسلا.
قلت: لا يبعد أن يكون له رؤية، وإن لم يكن له صحبة. وقد تقدم أخوه عبد اللَّه قريبا.
6231 ز- عبد الرحمن بن شداد بن الهاد:
ذكر أبو عمر في ترجمة أم سلمة بنت عميس أنّ له رؤية.
6232- عبد الرحمن بن شرحبيل «1»
بن حسنة:
تقدّم ذكر أبيه، وأما هو فذكره محمد بن الربيع «2» الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة وشهد فتحها، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ولا يعرف له عنه حديث هو وأخوه ربيعة.
وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: يروي عن أبيه، وله صحبة، روى عنه أهل مصر.
قلت: والضمير في قوله: وله صحبة لأبيه.
6233 ز- عبد الرحمن بن شقران:
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكر البلاذريّ أنّ عمر أرسله إلى أبي موسى الأشعري، وكتب معه: وجّهت إليك الرجل الصالح عبد الرحمن بن صالح شقران مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاعرف له مكان أبيه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «3» ، وإذا كان ولد وأبوه مولاه فقد رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لا محالة.
6234
- عبد الرحمن بن شيبة «4» بن عثمان الحجبي:
يأتي في القسم الأخير، نبّهت عليه هنا، لقول ابن مندة: إنه أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (3331) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، المصباح المضيء 2/ 169، الجرح والتعديل 5/ 243، التاريخ الكبير 5/ 296.
(2) في أ: الجنوي.
(3) في أ: قلت إنه ولد على عهد الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
(4) أسد الغابة ت (3332) .(5/31)
6235
- عبد الرحمن بن صبيحة «1» التيمي «2» :
تقدم نسبه في ترجمة والده.
قال ابن سعد: أنبأنا الواقدي. عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة عن أبيه، قال: قال لي أبو بكر: يا صبيحة، هل لك في العمرة؟
قلت: نعم قال: قرّب ناقتك، فقرّبتها فخرجنا إلى العمرة قال الواقديّ: ويقال إن الّذي سافر مع أبي بكر هو عبد الرحمن نفسه، قال: ولعلهما أعلّا حديثه فلعلهما حجّا مع أبي بكر معا وحكيا عنه.
قال ابن مندة: وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث.
قلت: وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فقال: روى عن جماعة من الصحابة.
6236
- عبد الرحمن بن صفوان «3» بن أمية الجمحيّ:
أمّه أمّ حبيب بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة أم المؤمنين.
ذكره التّرمذيّ، والباوردي، وابن البرقي، وابن حبان، وابن قانع، وابن عبد البر، وغيرهم في الصحابة، ثم أعاده ابن حبان في التابعين. وقال ابن البرقي: لا أظن له سماعا.
وقال العسكري لا صحبة له، وحديثه مرسل.
وذكره في التّابعين البخاريّ، ومسلم، وأبو زرعة الرازيّ، والدمشقيّ، وأبو حاتم، وغيرهم.
وأخرج البخاريّ في «التاريخ» ، والنّسائيّ من طريق إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن صفوان، قال: استعار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أبي بكر دروعا فهلك بعضها، فقال: «إن شئت عوّضناها ... » الحديث.
وهذا قد اختلف «4» على عبد العزيز بن رفيع في مسندة، فقال شريك: عنه، عن أمية بن صفوان، عن أبيه، وقال جرير: عنه عن إياس من آل صفوان. وقال أبو الأحوص:
عنه، عن عطاء، عن إياس «5» من آل صفوان. وفيه من الاختلاف غير ذلك.
__________
(1) في أ: صبحة.
(2) أسد الغابة ت (3333) ، الاستيعاب ت (1434) .
(3) أسد الغابة ت (3336) ، الاستيعاب ت (1435) ، الصحابة 1/ 349، الطبقات 278، تقريب التهذيب 1/ 485، الجرح والتعديل 5/ 245، التاريخ الكبير 5/ 247، تهذيب الكمال 2/ 795، خلاصة تذهيب 2/ 138، الكاشف 2/ 169، العقد الثمين 5/ 357، بقي بن مخلد 337.
(4) في أ: د س.
(5) في أ: أناس.(5/32)
6237- عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي «1» :
أحد الإخوة.
قال مصعب الزّبيريّ: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستشهد بإفريقية، وتقدّم له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن الغسيل في القسم الأول.
6238- عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عقيل عثمان بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك الثقفي ثم المالكي:
ابو مطرف، وقيل أبو سليمان، وهو الّذي يقال له ابن أم «2» الحكم: فنسب لأمه وهي بنت أبي سفيان.
قال البغويّ: يقال ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وذكره البخاريّ، وابن سعد، وخليفة، وأبو زرعة الدمشقيّ، وابن حبان وغيرهم في التابعين.
أخرج البغويّ في نسخة أبي نصر التمار، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه، عن عبد الرحمن ابن أم الحكم أنه صلّى خلف عثمان «3» الصلاة، فذكر ما كان يقرأ به إذا جهر.
وأخرج له البغويّ من طريق العيزار بن حريث عنه حديثا في سؤال اليهود عن الروح، فقال البخاريّ وأبو حاتم: هو مرسل.
وذكر خليفة أنّ خاله معاوية ولّاه الكوفة بعد موت زياد في سنة سبع وخمسين فأساء السيرة، فعزله، وولّاه مصر بعد أخيه عتبة بن أبي سفيان.
وأخرج الطّبريّ من طريق هشام بن الكلبي أن ابن أم الحكم أساء السيرة بالكوفة، فأخرجوه فلحق بخاله، فقال: أولّيك خيرا منها: مصر، فولاه، فلما كان على مرحلتين خرج إليه معاوية بن حديج فمنعه من دخول مصر، فقال: ارجع إلى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك بالكوفة، فرجع وولّاه معاوية بعد ذلك الجزيرة، فكان بها إلى أن مات معاوية.
وكان غزا الروم سنة ثلاث وخمسين، ثم استولى على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس بعد أن غلب عليها ليقاتل مروان بن الحكم بمرج راهط، فدعا عبد الرحمن
__________
(1) أسد الغابة ت (3342) ، الاستيعاب ت (1439) .
(2) في أ: أبي.
(3) في أ: الصلوات.(5/33)
إلى مروان، وبايع له الناس، ثم مات في أول خلافة عبد الملك.
وأخرج الشّافعيّ والبخاريّ في التاريخ من طريق سعيد بن المسيّب أنّ عبد الملك قضى في نسائه، وذلك أنه تزوّج ثلاثا في مرض موته على امرأته، فأجاز ذلك عبد الملك.
وأخرج مسلم والنسائي من طريق أبي عبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود، عن كعب بن عجرة- أنه دخل المسجد- يعني بالكوفة- وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا، قال:
انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال اللَّه عز وجل: وَتَرَكُوكَ قائِماً [سورة الجمعة آية 11] الحديث.
وخلط ابن مندة، وتبعه أبو نعيم وابن عساكر، ترجمته بترجمة عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي، والفرق بينهما ظاهر، فإن الماضي صحيح الصحبة صرّحوا بأنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى ذلك عنه صحابي مثله، وأما هذا فلم يثبت له رؤية»
إلا بالتوهم.
والسبب في التخليط «2» أنّ البخاري أخرج من طريق وكيع أنه نسب هذا فقال: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عقيل، فظنّ من بعده أن عبد الرحمن بن أبي عقيل نسب لجده، وليس كذلك، بل هو ظاهر في أن جده عثمان يكنى أبا عقيل ويدل على مغايرتهما اختلاف سياق نسبهما كما تقدم في الأول، وذكر هنا. واللَّه أعلم.
6239- عبد الرحمن بن عبد القاري «3» :
حليف بني زهرة.
تقدم في ترجمة أخيه عبد اللَّه أنه أتى بهما النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهما صغيران فمسح على رءوسهما.
واختلف فيه قول الواقديّ، فقال مرة: له صحبة. وقال مرة: كان من جلّة تابعي أهل المدينة، وكان على بيت المال لعمر. انتهى.
وروى عبد الرحمن عن عمر، وأبي طلحة، وأبي أيوب، وأبي هريرة.
روى عنه ابنه محمد، والزهري، ويحيى بن جعدة بن هبيرة.
قال العجليّ: مدني تابعي ثقة. وذكره خليفة، وابن سعد، ومسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة.
__________
(1) صحبة في أ.
(2) في أ: بالخلط.
(3) أسد الغابة ت (3349) ، الاستيعاب ت (1441) .(5/34)
وقال ابن سعد: مات في خلافة عبد الملك سنة ثمانين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: مات سنة ثمان وثمانين. وكذا أرّخه ابن قانع، وابن زبر، والفرات «1» ، واتفقوا على مقدار سنّه، فعلى قولهم يكون ولد في آخر عمر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بخلاف قول ابن سعد، وقولهم أقرب إلى الصواب.
6240- عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي «2» :
تقدم ذكر أبيه، وأنه كان أمير مكة، وولد له عبد الرحمن هذا في آخر حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فإن أمّه جويرية بنت أبي جهل التي أراد علي أن يتزوجها ثم تركها فتزوجها عتاب.
قال الزّبير بن بكّار: شهد الجمل مع عائشة، والتقي هو والأشتر، فقتله الأشتر.
وقيل: قتله جندب بن زهير ورآه عليّ وهو قتيل، فقال: هذا يعسوب قريش قال: وقطعت يده يوم الجمل فاختطفها نسر فطرحها باليمامة «3» ، فرأوا فيها خاتمه ونقشه عبد الرحمن بن عتاب، فعرفوا أن القوم التقوا، وقتل عبد الرحمن ذلك اليوم.
6241 ز- عبد الرحمن بن عدي الأصغر بن الخيار بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي:
مات أبوه كافرا قبل الفتح، وقتل ولده عروة بن عبد الرحمن سنة ستين، قتله الخوارج، ذكره الزّبير بن بكّار.
6242- عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، وهو عبد الرحمن الأوسط،
يكنى أبا شحمة.
تقدم ذكر أخيه الأكبر في القسم الأول، ذكر ابن عبد البر أبا شحمة في ترجمة أخيه، فقال: هو الّذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر، ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ثم مرض فمات بعد شهر، كذا أخرجه معمر عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه.
وأما أهل العراق فيقولون: إنه مات تحت السياط، وهو غلط انتهى.
وقد أخرج عبد الرازق القصة مطولة عن معمر بالسند المذكور، وهو صحيح.
__________
(1) زيد والقراب في أ.
(2) أسد الغابة ت (3353) .
(3) في ط قرءوا.(5/35)
وعمر عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نحو ثلاث عشرة سنة، وكان موت عبد الرحمن قبل موت أبيه بمدة، ولا يضرب الحدّ إلا من كان بالغا، وكذا لا يسافر إلى مصر إلا من كان رجلا أو قارب الرجولية، فكونه من أهل هذا القسم ظاهر جدا.
6243- عبد الرحمن بن أبي عمرة «1» :
واسمه بشير «2» . وقيل ثعلبة، وقيل غير ذلك، الأنصاري الخزرجي.
أبوه صحابي شهير «3» وأما هو فقال ابن سعد: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأمّه هند بنت المقوم بن عبد المطلب بنت عمّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وذكره مطيّن وابن السكن في الصحابة،
وأخرجوا له من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة. قال: «أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل، فقال: كيف أصبحتم؟ فقال: بخير، من قوم لم نعد مريضا ولم نصبح صياما» .
قال ابن أبي حاتم عن أبيه لا صحبة له.
وحديثه مرسل انتهى.
وأخرج ابن السّكن من طريق سليمان بن يحيى بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن أبي عمرة حدثني أبي، عن عمه عبد الرحمن بن أبي عمرة، وأبو عمرة صهر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كانت عنده هند بنت المقوم، فولدت له عبد اللَّه وعبد الرحمن،
عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه كان إذا دعا قال: «اللَّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها، فأنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها» ،
وهذا أيضا مرسل.
ولعبد الرحمن رواية في الصحيحين وغيرهما من بعض الصحابة.
روى عن أبيه، وعثمان، وعبادة «4» ، وأبي هريرة، وزيد بن خالد، وغيرهم.
روى عنه ابنه عبد اللَّه، وخارجة بن زيد بن ثابت، ومجاهد، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وشريك بن أبي نمر وغيرهم.
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (3367) .
(2) في ت يسير.
(3) في أ: مشهور.
(4) في أ: قتادة.(5/36)
6244
- عبد الرحمن بن عويم «1» بن ساعدة الأنصاري:
مضى ذكر أبيه في الأول وقال ابن مسعود، وابن حبان: ولد عبد الرحمن في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وذكره البخاريّ في التابعين. وقال البغويّ في «شرح السّنّة» حديثه مرسل. وذكره ابن مندة في الصحابة. وأخرج له من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عويم، قال: لما سمعنا بمخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصة.
وهذا عند ابن إسحاق بهذا الإسناد عن عبد الرحمن: حدثني رجال من قومي، وبذلك جزم البخاريّ في ترجمته.
وأخرج له الحسن بن سفيان، وأبو نعيم، من طريقه خبرا مرسلا والمتن أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم آخى بين أصحابه.
وأنشد له المرزبانيّ في معجم «الشّعراء» شعرا يخاطب بعض الأمراء حين قدم نصيبا الشاعر على غيره يقول فيه:
ألم يعلم جزاه اللَّه شرّا ... بأن شان العلاء بنسل حام
[الوافر] وكان نصيب أسود.
6245- عبد الرحمن بن عيسى:
بن عقيل الثقفي «2» .
تقدم ذكره في ترجمة أبيه عيسى.
6246 ز- عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي «3» :
ولد الشاعر المشهور، يكنى أبا الخطاب.
قال «4» الجعابيّ والعسكريّ: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- وذكره البغوي في «الصحابة» وذكر قول ابن سعد.
__________
(1) أسد الغابة ت (3372) ، الاستيعاب ت (1456) ، التاريخ الكبير 5/ 325، جامع التحصيل 274، الثقات 2/ 75.
(2) أسد الغابة ت (3374) .
(3) أسد الغابة ت (3382) .
(4) في أ: قال ابن سعد الجعاني.(5/37)
وروى عبد الرحمن عن أبيه وأخيه عبد اللَّه، وجابر «1» بن الأكوع، وأبي قتادة، وعائشة.
روى عنه أبو أمامة بن سهل، وهو من أقرانه. وأسنّ منه، والزهري، وسعد بن إبراهيم، وأبو عامر الخزّار «2» .
قال ابن سعد: كان ثقة. وهو أكثر حديثا من أخيه. قال الهيثم بن عدي وحليفة، ويعقوب بن سفيان: مات في خلافة سليمان بن عبد الملك.
6247- عبد الرحمن بن محيريز «3» :
يأتي في القسم الأخير.
6248- عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري «4» :
ذكره أبو عمر، فقال: توفي مع أبيه، وكان فاضلا.
وقال ابن أبي حاتم: يقال: إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال أبو حذيفة البخاريّ في «الفتوح» : شهد عبد الرحمن مع أبيه اليرموك، ومات معه في طاعون عمواس.
وجاء من طرق عند أحمد وغيره، عن أبي منيب وغيره أنّ الطاعون لما وقع بالشام خطب معاوية فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم، اللَّهمّ أدخل على آل معاوية «5» من هذه الرحمة، ثم نزل فطعن ابنه عبد الرحمن فدخل عليه، فقال له:
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [البقرة 147] ، فقال معاذ: سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات 102] .
قال ابن الأثير: ذكر أبو عمر عن بعضهم، قال: لم يكن لمعاذ ولد. وقد قال الزّبير:
إنه كان آخر من بقي من بني أديّ بن سعد، فلعل مراد من قال: لم يكن له ولد- أي لم يخلف ولدا، لأن عبد الرحمن مات قبل أبيه، ولا شك أن له صحبة، لأنه كان كبيرا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو من أهل المدينة.
__________
(1) في أ: وجابر وسلمة.
(2) في أ: الجزار.
(3) أسد الغابة ت (3387) ، الاستيعاب ت (1463) .
(4) أسد الغابة ت (3396) ، الاستيعاب ت (1466) ، الثقات 3/ 252، تجريد أسماء الصحابة 1/ 356، المصباح المضيء 1/ 317، التاريخ الصغير 1/ 73، التاريخ الكبير 5/ 244.
(5) في أ: معاذ.(5/38)
6249 ز- عبد الرحمن بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم:
له رؤية، واستشهد أبوه باليمامة، واستعمل ابن الزبير عبد الرحمن بن الوليد هذا على الطائف.
6250 ز- عبد الرحمن بن يزيد بن جارية:
بالجيم، ابن عامر الأنصاري «1» ، يكنى أبا محمد. وأمّه بنت ثابت بن أبي الأفلح.
قال إبراهيم بن المنذر، وابن حبّان، والعسكريّ، وغير واحد: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وجاء عنه حديث في قصة خنساء بنت خدام «2» .
والصّحيح أنه رواه عنها، وهو في الصحيح.
وقال ابن السّكن: ليست له صحبة، غير أنه أدرك أبا بكر، وعمر، وعثمان، وصلّى خلفهم، وكان إمام قومه.
وأخرج له الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» حديثين:
أحدهما من طريق الزهري، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صلّى الفجر فغلس بها، ثم صلاها بعد ما أسفر، ثم قال: «ما بينهما وقت» .
[والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول] «3» ، وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح تزوّجها أبوه بعد أن اختلعت من ثابت بن قيس بن شماس، كما سيأتي في ترجمة جميلة «4» .
6251- عبد الرحمن الأنصاري:
ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثبت ذكره في الصّحيح، من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم ...
الحديث في إنكار الأنصار ذلك، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سمّ ابنك عبد الرّحمن» .
6252- عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري:
__________
(1) أسد الغابة ت (3410) ، الاستيعاب ت (1470) .
(2) في أ: جذام.
(3) سقط في أ.
(4) في أ: والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول.(5/39)
تقدم أن أباه استشهد بأحد، فيكون هو من أهل هذا القسم.
وقد روى عن أبيه كأنه مرسل، وعن أبي أسيد، وأبي حميد، وأبي سعيد، وجابر.
روى عنه ربيعة وبكير بن الأشجّ، ووثّقه العجليّ وغيره.
6253 ز- عبد الملك بن نبيط بن جابر الأنصاري:
يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
ذكر الدّمياطيّ في أنساب الخزرج أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوج الفارعة وقيل الفريعة بنت أسعد بن زرارة بعد موت أبيها نبيط بن جابر، فولدت له غلاما، فأحضره إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال له: سمّه وبرك عليه. ففعل، وسماه عبد الملك.
وقد نقلته كما هو من طبقات النساء لابن سعد، فإنه ذكره كذلك في ترجمة الفريعة.
6254 ز- عبيد اللَّه:
بالتصغير، ابن عدي بن الخيار بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي.
قال ابن حبّان: له رؤية. وقال البغوي: بلغني أنه ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ويقال: إن أباه قتل ببدر، حكاه ابن ماكولا. وقال ابن سعد: أسلّم أبوه يوم الفتح. وذكر المدائني لعديّ قصة مع عثمان، والجمع بين الكلامين أنهما اثنان: عدي الأكبر، وعدي الأصغر، فالذي أسلّم في الفتح هو والد عبيد اللَّه هذا، والآخر قتل ببدر.
ولعبيد اللَّه رواية عن عمر، وعثمان، وعلي، والمقداد، ووحشي بن حرب، وغيرهم.
روى عنه عروة، وعطاء بن يزيد، وحميد بن عبد الرحمن، وعروة بن عياض، وغيرهم.
وفي صحيح البخاري أن عثمان قال له: يا ابن أخي، أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: لا، ومراده أنه لم يدرك السماع منه بقرينة قوله: ولكن خلص إليّ من علمه.
وقال ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار- وكان من فقهاء قريش وعلمائهم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين، وقال: أمه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص أخت عتّاب بن أسيد.
وكانت وفاته بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك.(5/40)
وقال العجليّ: تابعي ثقة من كبار التابعين. وهو ابن أخت عثمان، كذا فيه، ولعل الصواب عتّاب.
وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: مات سنة خمس وتسعين.
تنبيه:
أورد ابن فتحون تبعا للباوردي في ترجمة عبيد اللَّه بن عدي هذا حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبيد اللَّه بن عدي- أنه شهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم واقفا بالحزورة ... الحديث، في فضل مكة.
وهو غلط نشأ أولا عن تصحيف، فإن الحديث المذكور لعبد اللَّه بن عدي مكبرا، وصاحب الترجمة مصغر، وثانيا أن اسم جد صاحب هذا الحديث الحمراء واسم جد صاحب الترجمة الخيار.
وقد مضى عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء في القسم الأول.
6255- عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي «1» :
أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية، وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه.
ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقد ثبت أنه غزا في خلافة أبيه، قال مالك في «الموطأ» ، عن زيد بن أسلّم، عن أبيه، قال: خرج عبد اللَّه وعبيد اللَّه ابنا عمر في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة، فرحب بهما وسهّل، وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت «2» : ثم قال: بلى. ها هنا مال من مال اللَّه، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلفكما، فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤدّيان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، ففعلا.
وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أكلّ الجيش أسلفكما، فقالا: لا. فقال عمر: أدّيا المال وربحه.
فأما عبد اللَّه فسكت، وأما عبيد اللَّه فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمنّاه. فقال: أدّيا المال. فسكت عبد اللَّه وراجعه عبيد اللَّه، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا، فقال عمر: قد جعلته قراضا، فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا نصف ربحه. سنده صحيح.
__________
(1) أسد الغابة ت (3473) ، الاستيعاب ت (1737) .
(2) في أ: لفعلته.(5/41)
وأخرج الزّبير بن بكّار من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلّم، عن أبيه، قال:
جاءت «1» امرأة عبيد اللَّه بن عمر إلى عمر فقالت له: يا أمير المؤمنين، اعذرني من أبي عيسى. قال: ومن أبو عيسى؟ قالت: ابنك عبيد اللَّه. قال: يا أسلّم. اذهب فادعه ولا تخبره فذكر القصّة.
وهذا كلّه يدلّ على أنه كان في زمن أبيه رجلا، فيكون ولد في العهد النبوي. وفي صحيح البخاري أن عمر فارق أمّه لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة:
10] .
قلت: وكان نزولها في الحديبيّة في أواخر سنة سبع.
وفي البخاري قصة «2» في باب «نقيع» : التمر ما لم يسكر من كتاب الأشربة: وقال عمر: إني وجدت من عبيد اللَّه ريح شراب، فإنّي سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته. وهذا وصله مالك عن الزهري، عن السائب بن يزيد- أن عمر خرج عليهم، فقال ... فذكره، لكن لم يقل عبيد اللَّه. وقال فلان.
وأخرجه سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عن الزّهري، فسماه، وزاد: قال ابن عيينة: فأخبرني معمر عن الزهري، عن السائب، قال: فرأيت عمر يجلدهم.
قال أبو عمر: كان عبيد اللَّه من شجعان قريش وفرسانهم. ولما قتل «3» أبو لؤلؤة عمر عمد عبيد اللَّه ابنه هذا إلى الهرمزان وجماعة من الفرس فقتلهم.
وسبب ذلك ما أخرجه ابن سعد من طريق يعلى بن حكيم، عن نافع، قال: رأى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق السكين التي قتل بها عمر، فقال: رأيت هذه أمس مع الهرمزان وجفينة، فقلت: ما تصنعان بهذه السكين؟ فقالا: نقطع بها اللحم، فإنا لا نمس اللحم.
فقال له عبيد اللَّه بن عمر: أنت رأيتها معهما؟ قال: نعم، فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما واحدا بعد واحد، فأرسل إليه عثمان، فقال: ما حملك على قتل هذين الرجلين؟ فذكر القصة.
وأخرج الذّهليّ في الزهريات، من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب- أن عبد الرحمن بن أبي بكر قال- حين قتل عمر: إني انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي، فنفروا مني، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فانظروا
__________
(1) في أ: جاءته.
(2) في أ: أيضا.
(3) في أ: قتله.(5/42)
بماذا قتل «1» ! فنظروا فإذا الخنجر على النعت الّذي نعت عبد الرحمن، فخرج عبيد اللَّه مشتملا على السيف، حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني ننظر إلى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد اللَّه بالسيف، فلما وجد حرّ السيف قال:
لا إله إلا اللَّه، ثم أتى جفينة وكان نصرانيا فقتله، ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثا. وأقبل عبد اللَّه بالسيف صلتا، وهو يقول:
واللَّه لا أترك بالمدينة شيئا إلا قتلته. قال: فجعلوا يقولون له: ألق السيف، فيأبى ويهابوه إلى أن أتاه عمرو بن العاص، فقال له: يا ابن أخي، أعطني السيف، فأعطاه إياه، ثم ثار إليه عثمان، فأخذ بناصيته حتى حجز الناس بينهما، فلما استخلف عثمان قال: أشيروا عليّ فيما فعل هذا الرجل. فاختلفوا، فقال عمرو بن العاص: إنّ اللَّه أعفاك أن يكون هذا الأمر، ولك على الناس سلطان، فترك وودى الرجلين والجارية.
وقال الحميدي: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال: قال علي: لئن أخذت عبيد اللَّه لأقتلنّه بالهرمزان.
وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة، قال: كان رأي عليّ أن يقتل عبيد اللَّه بالهرمزان لو قدر عليه.
وقد مضى لعبيد اللَّه بن عمر هذا ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
وقيل: إن عثمان قال لهم: من وليّ الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد عفوت عن عبيد اللَّه بن عمر.
وقيل: إنه سلمه للعماديان «2» بن الهرمزان، فأراد أن يقتصّ منه فكلّمه الناس، فقال:
هل لأحد أن يمنعني من قتله؟ قالوا: لا. قال: قد عفوت.
وفي صحة هذا نظر، لأن عليا استمر حريصا على أن يقتله بالهرمزان، وقد قالوا: إنه هرب لما ولى الخلافة إلى الشام. فكان مع معاوية إلى أن قتل معه بصفّين، ولا خلاف في أنه قتل بصفين مع معاوية. واختلف في قاتله، وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين.
6256
- عبيد اللَّه بن معمر بن عثمان «3» بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب التيمي «4» :
__________
(1) في أ: قتل عمر.
(2) في د: وقيل إنه سلمه سيدنا عثمان إلى ابن الهرمزان، وفي ل، هـ بياض.
(3) في أ، د، ل، هـ: معمر بن غنم.
(4) أسد الغابة ت (3480) ، الاستيعاب ت (1741) .(5/43)
له رؤية، ولأبيه صحبة. وسيأتي في الميم. ولعبيد اللَّه رواية عن عمر وعثمان وطلحة وغيرهم.
قال ابن عبد البرّ: وهم من زعم أنّ له صحبة، وإنما له رؤية، ومات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو صغير، وقال أيضا: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان من أحدث أصحابه سنّا، كذا قال بعضهم فغلط، ولا يطلق على مثله صحب، وإنما رآه.
وأورد له البغوي في «معجم الصّحابة» حديثا من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن معمر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما أوتي أهل بيت الرّفق إلّا نفعهم، ولا منعوه إلّا ضرّهم» .
وأخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه.
قال البغويّ: لا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا هذا الحديث، ولا رواه عن هشام بن عروة إلا حماد بن سلمة.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: أدخل قوم هذا الحديث في مسانيد الوحدان، ولم يعرفوا علّته، وإنما حمله عن هشام بن عروة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، وهو أبو طوالة، فلم يضبط اسمه.
وقد رواه أبو معاوية عن هشام بن عروة على الصواب.
وقال خليفة: حدثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، وأبو اليقظان، وأبو الحسن- يعني المدائني- أنّ ابن عامر صار إلى إصطخر، وعلى مقدّمته عبيد اللَّه بن معمر، فقتل وسبى، فقتل ابن معمر في تلك الغزاة، فحلف ابن عامر لئن ظفر بهم ليقتلنّ منهم حتى يسيل الدم ... فذكر القصة.
وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق محمد بن إسحاق، قال: ثم كانت غزوة حور وأميرها عبد اللَّه بن عامر، فسار يومئذ إلى إصطخر، وعلى مقدمته عبيد اللَّه بن معمر فقتلوه، وقتل عبيد اللَّه ورجع الباقون.
قال ابن عبد البرّ: قتل وهو ابن أربعين سنة، كذا قال، وتعقّبه ابن الأثير بأنه يناقض قوله إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مات وعبيد اللَّه بن معمر صغير.
وهو تعقّب صحيح، لأن قتله كان في سنة تسع وعشرين، فلو كان»
أربعين لكان
__________
(1) في أ: كان ابن أربعين.(5/44)
مولده بعد المبعث «1» بسنتين، فيكون عند الوفاة النبويّة ابن إحدى وعشرين سنة.
وقد ذكر سعيد بن عفير أن قتله كان سنة ثلاث وعشرين، فيكون عمره على هذا عند الوفاة النبويّة سبعا وعشرين.
وقال الزّبير بن بكّار: حدثني عثمان بن عبد الرحمن أنّ عبد اللَّه بن عامر وعبيد اللَّه بن معمر اشتريا من عمر رقيقا من السبي، ففضل عليهما من الثمن ثمانون ألف درهم، فلزما بها «2» من قبل عمر، فقضاها عنهما طلحة بن عبيد اللَّه، فهذا يدلّ على أنه كان على عهد عمر رجلا.
وقد أخرج البخاريّ في تاريخه الصغير، من طريق إبراهيم بن محمد «3» بن إسحاق، من ولد عبيد اللَّه بن معمر، قال: مات عبيد اللَّه بن معمر، في زمن عثمان بإصطخر.
وأورد ابن عساكر في ترجمة عبيد اللَّه بن معمر حديثا من رواية أبي النضر، عن عبيد اللَّه بن معمر، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى، وفيه نظر، لأن أبا النضر إنما روى عن عمر بن عبيد اللَّه بن معمر، وحديثه عنه في الصحيح، وأنه كان كاتبه، وأن عبد اللَّه بن أبي أوفى كتب إليه في بني تيم عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن معمر، وهو ابن أخي صاحب الترجمة. وربما نسب إلى جده.
وقد ذكر البخاريّ من طريق أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيد اللَّه بن معمر، وكان يحسن الثناء عليه.
ومن طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن سيرين: أول من رفع يديه يوم الجمعة عبيد اللَّه بن معمر.
وذكر الزّبير بن بكار أنَّ عبيد اللَّه بن معمر وفد إلى معاوية، فهذا غير الأول، فالذي له رؤية، عامل عمر، وغزا في خلافة عثمان، وقتل فيها، وهو صاحب الترجمة، وهو الّذي جاءت عنه الرواية المرسلة، وأما ابن أخيه فهو الّذي وفد على معاوية كما ذكره الزبير بن بكار، وهو الّذي ذكره المرزباني في معجم الشعراء، وأنشد له يخاطب معاوية:
إذا أنت لم ترخ الإزار تكرّما ... على الكلمة العوراء من كلّ جانب
__________
(1) في أ: البعثة. (2) في أ: بهما. (3) في أ: محمد إبراهيم بن إسحاق.(5/45)
فمن ذا الّذي نرجو لحقن دمائنا ... ومن ذا الّذي نرجو لحمل النّوائب «1» .
[الطويل] وهذا لا يخاطب به إلا الخليفة، ومن يقتل في خلافة عثمان لا يدرك خلافة معاوية، فتبيّن أنه غيره. ولعله الّذي عاش أربعين سنة، فظنّه ابن عبد البر الأول.
ومن أخبار الثاني ما رويناه في فوائد الدقيقي من طريق طلحة بن سماح، قال: كتب عبيد اللَّه بن معمر إلى ابن عمر، وهو أمير على فارس، إنا قد استقررنا، فلا تخاف غدرا، وقد أتى علينا سبع سنين، وولد لنا الأولاد، فما حكم صلاتنا؟
فكتب إليه: إن صلاتكم ركعتان ... الحديث.
وهذا عبيد اللَّه بن معمر الّذي ولى إمرة فارس ثم البصرة، وولى ولده عمر بن عبيد اللَّه بن معمر البصرة، ولهما أخبار مشهورة في التواريخ، فظهرت المغايرة بين صاحب الترجمة ووالد عمر المذكور. واللَّه أعلم.
وقد خبط فيه ابن مندة، فقال: عبيد اللَّه بن معمر أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. يعدّ في أهل المدينة، وقد اختلف في صحبته.
روى عنه عروة بن الزبير، ومحمد بن سيرين، ولا يصحّ له حديث.
وقال المستغفريّ في «الصّحابة» : ذكره يحيى بن يونس، فما «2» أدري له صحبة أم لا؟.
6257- عبيد:
بغير إضافة، ابن رفاعة بن رافع الزّرقيّ «3» .
تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال البغوي: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأرسل عنه.
وقال ابن السّكن: لا يصح سماعه، وذكر له حديثين مرسلين:
أحدهما من طريق سعيد بن أبي هلال عن أبي أمية الأنصاريّ، عن عبيد بن رفاعة، قال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقدر تفور، فرأيت شحمة فأعجبتني فأخذتها فازدردتها فاشتكيت سنة.
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة قم (3480) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1741) .
(2) في أ: ولا.
(3) أسد الغابة ت (3496) .(5/46)
قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه عبيد بن رفاعة عن أبيه، قال: دخلت.
وأخرجه أبو مسعود الرّازيّ بسنده إلى سعيد بن أبي هلال، وزاد فيه: عن أبيه، وأشار إلى ذلك ابن أبي حاتم، وأورد له أبو داود من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أمه بنت عبيد بن رفاعة، عن أبيها، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يشمّت العاطس ثلاثا. ثمّ إن شئت فشمّته، وإن شئت فكفّ» . وهذا مرسل أيضا.
ولعبيد رواية عن أبيه عن رافع بن خديج، وأسماء بنت عميس. روى عنه أولاده:
إبراهيم، وإسماعيل، وحميد، وعبيدة، وعمرة بنت عبد الرحمن، وعروة بن عامر، وغيرهم.
وقال العجليّ: مدني تابعي ثقة. وذكره مسلّم في الطبقة الأولى من التابعين، ويدلّ على إدراكه العصر النبوي ما أخرجه الطحاوي عنه أنه كان يجالس زيد بن ثابت في خلافة عمر، فذكر: الماء من الماء.
6258- عبيد بن عمير بن قتادة الليثي يكنى أبا عاصم «1» :
لأبيه صحبة، وسيأتي في مكانه. وذكر البخاريّ أنّ عبيد بن عمير رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال مسلّم: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: وله رواية عن عمر، وعلي، وأبي ذرّ، وأبيّ بن كعب، وأبي موسى، وعائشة، وابن عمر، وغيرهم. روى عنه عبد اللَّه بن أبي مليكة، وعطاء، ومجاهد، وعبد العزيز بن رفيع، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، ومعاوية بن قرّة، وآخرون.
قال العجليّ: مكي ثقة من كبار التابعين.
قال ابن جريج: مات عبيد بن عمير قبل ابن عمر، وقال ابن حبان: مات سنة ثمان وستين.
العين بعدها التاء
6259- عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي «2» :،
أخو معاوية لأبويه.
__________
(1) أسد الغابة ت (3512) ، الاستيعاب ت (1755) .
(2) أسد الغابة ت (3546) ، الاستيعاب ت (1781) ، نسب قريش 125، 153، والأخبار الموفقيّات 327، و 501، وتاريخ خليفة 205، و 208، والعقد الفريد 1/ 49، 258، والمعارف 344، وأنساب الأشراف 1/ 421، 440، والمحبر 20، 261، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222، و 239، وتاريخ الطبري 1/ 263، و 4/ 220، والخراج وصناعة الكتابة 463، وجمهرة أنساب العرب 111، 112، وجامع التحصيل 286، والتذكرة الحمدونية 1/ 347، والولاة والقضاة 34- 39، تاريخ الإسلام 1/ 79.(5/47)
قال ابن مندة «1» : ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وولّاه عمر بن الخطاب الطائف.
قلت: لم أر له بعد التتبّع الكثير ذكرا قبل شهوده الدار حين قتل عثمان، ولم أر في ترجمته عند ابن عساكر ما يدلّ على أنه ولد في العصر النبوي. وهو محتمل، وإنما ولّاه الطائف أخوه معاوية، وحج بالناس سنة إحدى وأربعين وبعدها، ثم ولاه بمصر الجند بعد عزل عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي، فمات بالإسكندرية. [وشهد الجمل مع عائشة وصفين مع أخيه وحضر الحكمين وكان له فيه ذكر كثير، وكان أميرا مفوها] «2» .
العين بعدها الثاء
6260 ز- عثمان بن بديل بن ورقاء الخزاعي:
تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه، قال ابن مندة في ترجمة أبيه: أنبأنا «3» محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سعيد، سمعت عبد الرحمن بن الحكم، وسئل عن بديل بن ورقاء، فقال: هو خزاعيّ. مات قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان له ثلاثة بنين: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، وعثمان.
قال ابن مندة في هذا: إنه توفي قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وإنّ أولاده أدركوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: وقيل إنه يعني بديلا قتل بصفّين، والمقتول بصفّين إنما هو عبد اللَّه بن بديل.
6261
ز- عثمان بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد اللَّه «4» بن عمر بن مخزوم المخزومي:
مات أبوه كافرا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فيكون عثمان من هذا القسم، وهو جدّ العطاف بن خالد بن عبد اللَّه بن عبيد «5» اللَّه بن عثمان المدني المحدّث المشهور.
6262 ز- عثمان بن أبي العاص بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف «6» :
ذكره البلاذريّ في «الأنساب» ، وقال: قتل أبوه يوم بدر كافرا.
__________
(1) في أ: عبد البر.
(2) سقط في ط.
(3) في أ: أخبرنا.
(4) في أ: عمير.
(5) في أ: عبد.
(6) أسد الغابة ت (3581) .(5/48)
6263- عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي «1» :
تقدم ذكر أبيه. وأما هذا فله رؤية وقد ذكره الحسن بن عثمان في الصحابة، وقال «2» :
مات سنة أربع وسبعين.
6264- عثمان بن عبيد اللَّه بن الهدير بن عبد العزّى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي التيمي:
ذكره ابن مندة أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
العين بعدها الدال
6265 ز- عديّ بن الحمير بن عدي:
يأتي ذكره في ترجمة أمه معاذة.
6266 ز- عدي بن كعب العدوي:
أبو حثمة، والد سليمان.
مشهور بكنيته، سمّاه الأزدي. وسيأتي في الكنى.
العين بعدها الراء
6267 ز- عرّام بن المنذر:
بن زيد بن قيس بن حارثة بن لأم الطائي.
شاعر معمّر أدرك الجاهلية والإسلام، وبقي إلى رأس المائة من الهجرة، ويقال عوّام- بالواو بدل الراء.
قال أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمرين» : أدخل على عمر بن عبد العزيز ليكتب في الزّمنى، قالوا: وكان عمّر في الجاهلية دهرا طويلا، فقال له عمر: ما زمانتك هذه، فأنشد:
واللَّه ما أدري أأدركت أمّة ... على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما
متى تنزعا عنّي القميص تبيّنا ... جناحي لم يكس لحما ولا دما
[الطويل] ذكره ابن الكلبيّ عن رجل من بني قيس بن حارثة.
__________
(1) أسد الغابة ت (3583) ، الاستيعاب ت (1793) ، الثقات 3/ 561، الجرح والتعديل 6/ 157، التحفة اللطيفة 3/ 159، تجريد أسماء الصحابة 1/ 374، تهذيب التهذيب 7/ 133، التاريخ الصغير 2/ 161، التاريخ الكبير 6/ 237، الكاشف 2/ 252، تهذيب الكمال 2/ 914.
(2) في أ: قيل.(5/49)
العين بعدها الطاء
6268- عطاء بن يعقوب المدني «1» :
مولى ابن سباع.
تابعي مشهور، حديثه في مسلّم من روايته عن أسامة بن زيد.
وقد روى ابن مندة في تاريخه من طريق الليث بن سعد، قال: كان عطاء مولى ابن سباع لا يرفع رأسه إلى السماء، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسح رأسه.
وأورده أبو موسى، وقال: لم يذكره ابن مندة في الصحابة
العين بعدها القاف
6269 ز- عقرب بن أبي عقرب:
واسمه خويلد بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن بجير بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
كان أبوه من مسلمة الفتح، قاله الطّبريّ. قال: وولد ابنه في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ورآه «2» .
6270 ز- عقبة بن أهبان بن عمرو بن الأكوع:.
ويقال: عقبة بن أهبان بن أوس.
حكاه ابن الكلبيّ، وذكر الطّبريّ أن عمر استعمله على صدقات كلب وغيرها، وفي ذلك دلالة على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبوه صحابي مشهور.
وأنشد فيه ابن الكلبيّ لبعض الشعراء:
إلى ابن مكلّم الذّئب ابن أوس ... رحلت على عذافرة أموز
[الوافر]
6271
ز- عقبة بن نافع بن عبد القيس «3» بن لقيط بن عامر بن أمية بن الطرب بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي:.
__________
(1) أسد الغابة ت (3683) .
(2) سقط في ط.
(3) أسد الغابة ت (3722) ، الاستيعاب ت (1849) ، تاريخ خليفة 204، المعرفة والتاريخ 1/ 162، جمهرة أنساب العرب 63، فتوح البلدان 264، الوفيات لابن قنفذ 59، البيان المغرب 1/ 19، الاستقصاء 1/ 36، الخراج وصناعة الكتابة 344، التاريخ الكبير 6/ 435، فتوح مصر 194، تاريخ الطبري 5/ 240، رياض النفوس 1/ 62، الولاة والقضاة 22، تاريخ اليعقوبي 2/ 156، أنساب الأشراف 1/ 397، الكامل في التاريخ 3/ 20، تاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 358، معالم الإيمان 1/ 164، سير أعلام النبلاء 3/ 532، البداية والنهاية 8/ 217، حسن المحاضرة 2/ 220، تاريخ الإسلام 2/ 188.(5/50)
ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان أبوه ممن نخس بزينب بنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما توجّهت إلى المدينة، ومات أبوه قبيل الفتح. ذكر ذلك الزّبير بن بكّار. وكان عمرو بن العاص خال عقبة «1» وشهد فتح مصر واختطّ بها، ثم ولاه يزيد بن معاوية إمرة المغرب، وهو الّذي بنى القيروان.
قال ابن يونس: يقال له صحبة، ولا يصح.
وأبوه كان مع هبار بن الأسود لما نخس «2» بزينب فيما روى، وروي أنهما اللذان عنى صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقوله: إن لقيتموهما فحرقوهما.
وروى الواقديّ من طريق أبي الخير اليزني، قال: لما فتحت مصر بعث إلى القرى عقبة بن نافع فدخلت خيولهم النوبة، واستأذن عمر في غزو المغرب، وأنه ولّى عقبة بن نافع فلم يأذن له، ثم أذن عثمان لعبد اللَّه بن سعد فأغزى عقبة، فافتتح إفريقية واختطّ قيروانها.
وروى خليفة بإسناد حسن أنّ عقبة لما افتتح إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل هذا الوادي، إنا حالّون فيه إن شاء اللَّه، فاظعنوا ثلاث مرات قال: فما نرى حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال: انزلوا باسم اللَّه.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، قال: قدم عقبة بن نافع على عثمان بفتح إفريقية، بعثه عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح.
ومن طريق بحير بن ذاخر، قال: كنت عند عبد اللَّه بن عمرو، فدخل عليه عقبة بن نافع، فقال: ما أقدمك؟ فإنّي كنت أعلم أنك تحبّ الإمارة. فقال: إن يزيد بن معاوية عقد لي على جيش إلى إفريقية، فقال: إياك أن تكون لعبة لأهل مصر، فإنّي لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك. قال: فقدم فقتل هو وأصحابه، وذلك سنة ثلاث وستين، قتلهم البرابرة.
ومن ولده بمصر والشام وإفريقية بقية.
قال ابن يونس: وروى ابن مندة من طريق خالد بن يزيد، عن عمارة بن سعد، عن عقبة بن نافع الفهري وكان قد استشهد بإفريقية، أنه أوصى ولده فقال: لا تقبلوا الحديث عن رسول اللَّه إلا من ثقة «3» ، وإن لبستم العباء، ولا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن.
__________
(1) في أ: عقبه هذا وشهد فتح مصر.
(2) في هـ: نحس.
(3) من ثقة ولا تدينوا في أ.(5/51)
العين بعدها اللام
6272- العلاء بن عدي بن ربيعة بن عبد العزّى بن عبد شمس العبشميّ:
أخو علي.
ذكره البلاذريّ، وسيأتي ذكر أخيه علي.
6273- العلاء بن يزيد بن أنيس بن عبد اللَّه بن عمرو الفهري:.
لأبيه صحبة. وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، فقال: يقال رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد بعد فتح مصر، وهو جدّ أبي الحارث أحمد بن سعيد بن عمرو بن الحارث بن العلاء الفهري، وعقبه بها.
6274- علقمة بن وقّاص الليثي:
تقدم ذكره في القسم الأول.
6275 ز- علقمة بن سعد بن معاذ الأنصاري، ابن سيّد الأوس:
ذكره ابن فتحون مستندا إلى أنّ سعدا استشهد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فيكون لولده رؤية، ومن نسل هذا إبراهيم بن حبان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ، وله ترجمة في كامل بن عدي.
6276
ز- علقمة بن وقّاص بن محصن «1» بن كلدة بن عبد ياليل بن طريف بن عتوارة «2» بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي:
قال الواقديّ: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأورد ابن مندة، عن خيثمة، عن يحيى بن جعفر، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت الخندق مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: لو ثبت هذا لكان صحابيا، لكن أطبق الأئمة على ذكره في التابعين.
وقال أبو نعيم: هذا وهم، يعني الّذي أورده ابن مندة، ثم «3» قال ابن سعد وابن حبّان: توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان.
__________
(1) أسد الغابة ت (3783) ، طبقات ابن سعد 5/ 60، طبقات خليفة 2017، تاريخ البخاري 7/ 40، الجرح والتعديل 1/ 3/ 405، تهذيب الكمال 958، تاريخ الإسلام 3/ 193، تذكرة الحافظ 1/ 50، تهذيب التهذيب 7/ 280، طبقات الحفاظ السيوطي 16، خلاصة تذهيب الكمال.
(2) في أ: عتوارة.
(3) محذوف من أ.(5/52)
قلت: وحديثه عن عمر وعائشة وغيرهما في الصحيح.
6277
- علي بن عديّ «1» بن ربيعة:.
تقدّم ذكر أخيه قريبا.
قال أبو عمر: لا يصح له صحبة، وإنما ذكرته على ما شرطت فيمن ولد بمكة أو بالمدينة بين أبوين مسلمين على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد ولى عثمان عليا هذا على مكة أول ما ولى الخلافة، وشهد الجمل مع عائشة، فقالت امرأة منهم:
يا ربّنا اغفر بعليّ جمله ... ولا تبارك في بعير حمله
إلّا عليّ بن عديّ ليس له
[الرجز]
6278- علي بن أبي رافع:
مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وسماه عليا، قال المحاملي في «أماليه» :
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا فائد، حدثنا مولاي عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، سمّاه عليّا، حدثني جدّي أبو رافع ... فذكر حديثا.
6279- عمار بن سعد القرظي «2» :
من أولاد الصحابة.
قال ابن مندة: له رؤية، ثم أورد له حديثا مرسلا، قد أورده غيره من روايته عن أبيه، وله رواية عن أبي هريرة وغيره. روى عنه آل بيته، وأبو المقدام، وغيرهم، وأنكر أبو نعيم أن يكون له رؤية.
العين بعدها الميم
6280- عمرو بن حزابة «3» :
بمهملة ثم زاي، ابن نعيم، أبو معروف.
__________
(1) جامع التحصيل 294، أسد الغابة ت (3793) ، الاستيعاب ت (1879) ، طبقات خليفة 232، وتاريخه 205، و 208، التاريخ الكبير 7/ 36، أنساب الأشراف 1/ 135، تاريخ الطبري 5/ 171، مروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2424، 3633، جمهرة أنساب العرب 111، الجرح والتعديل 6/ 400، 401، تاريخ أبي زرعة 1/ 328، المعارف 345، 477، الأخبار الموفقيات 297- 299، المحبر 20، مشاهير علماء الأمصار 115، الكامل في التاريخ 3/ 419، الكاشف 2/ 305، تهذيب التهذيب 8/ 159، 160، التقريب 2/ 88، معجم بني أمية 140، تهذيب الكمال (المصور) 2/ 1063، تاريخ الإسلام 1/ 102.
(2) أسد الغابة ت (3799) .
(3) أسد الغابة ت (3904) .(5/53)
روى ابن مندة من طريق إسحاق بن سويد الرمليّ، عن نعيم بن مطرف بن معروف، عن أبيه، عن جدّه معروف بن عمرو، عن أبيه عمرو بن حزابة بن نعيم أنه ولد في أيام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «تبوك» وهو مرضع.
6281 ز- عمرو بن حمزة بن عبد المطلب:
ذكره هشام بن الكلبيّ، وقال: درج، أي مات قبل أن يعقب.
6282- عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري:
تقدّم ذكره في القسم الأول، وكان محمد بن عمرو بن علقمة يهم فيه فيقول: عمر بن سعد، بضم العين. والصواب عمرو- بفتحها.
6283 ز- عمرو بن سهل بن عمرو العامري:
ابن أخي سهيل بن عمرو.
ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأمه صفية بنت عمرو بن عبد ودّ.
وسيأتي ذكرها.
6284 ز- عمرو بن أبي طلحة الأنصاري:
مات صغيرا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فصلّى عليه.
روى الحاكم من طريق عمارة بن عروبة، عن إسحاق عن أبي طلحة، عن أبيه- أنّ أبا طلحة دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى عمرو بن أبي طلحة حين توفي فأتاهم فصلّى عليه في منزله. إسناده صحيح.
6285- عمرو بن عتبة بن نوفل القرشي «1» :
ابن أخت سعد بن أبي وقاص.
روى ابن مندة، من طريق خلف بن أبي بكر بن عمرو بن نوفل الزهري، عن أبيه:
حدثتني عاتكة بنت أبي وقاص أخت سعد، قالت: جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما دخل مكة في ثمان نسوة ومعي ابناي، فقلت: هذان ابنا عمك، وابنا خالتك، فأخذ أحدهما- عمرو بن عتبة بن نوفل- وكان أصغرهما فوضعه في حجره ... الحديث.
6286- عمرو بن هشام بن عمرو بن ربيعة القرشي العامري:
وكان أبوه ممّن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ثم أسلّم في الفتح، وولد ابنه عمرو في الحياة النبويّة وله عقب. ذكره الزبير بن بكار.
6287 ز- عمران بن طلحة «2» :
بن عبيد اللَّه التيمي.
__________
(1) أسد الغابة ت (3986) .
(2) أسد الغابة ت (4049) .(5/54)
أمّه حمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب.
وذكر ابن مندة عن طلحة ما يدلّ على أن عمران ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإنه أخرج بسند ضعيف عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: سمّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنيّ موسى، وعمران.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى.
6288 ز- عمير بن أبي عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري:
قتل أبوه يوم أحد كافرا، وأعقب ولده عمير هذا ولدا اسمه مصعب قتل يوم الحرّة.
ذكره البلاذريّ.
العين بعدها النون
6289
ز- عنبسة بن أبي سفيان «1» بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي:
أخو معاوية.
ذكره ابن مندة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا تصحّ له صحبة ولا رؤية.
قلت: إذا أدرك الزمن النبوي حصلت له الرؤية لا محالة، ولو من أحد الجانبين، ولا سيما مع كونه من أصهار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أخته أم حبيبة أم المؤمنين، وقد اجتمع الجميع بمكة في حجّة الوداع.
ولعنبسة رواية عن بعض الصحابة في صحيح مسلّم، وفي السنن.
روى عن أخته أم حبيبة، وشدّاد بن أوس.
روى عنه أبو أمامة الباهلي، ويعلى بن عبيد»
، وهما أكبر منه سنا، وقد زاد:
عمرو بن أوس الثقفي، والقاسم أبو عبد الرحمن، ومكحول، وعطاء، وحسان بن عطية وغيرهم.
قال أبو نعيم: اتفق متقدمو أئمتنا على أنه من التابعين. انتهى.
وولى مكة لأخيه معاوية، وحجّ بالناس سنة ست أو سبع وأربعين.
__________
(1) أسد الغابة ت (4105) .
(2) في أ: يعلى بن أمية.(5/55)
وذكر خليفة أن معاوية أمّره على مكة، فكان إذا توجّه إلى الطائف استخلف طارق بن المرقع.
وروى النّسائيّ من طريق عطاء، عن يعلى بن أمية، قال: قدمت الطائف، فدخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو في الموت، فقال: حدثتني أم حبيبة ... فذكر حديث: «من صلّى في يوم اثنتي عشرة ركعة» .
ورويناه في «الكنجروديات» من طريق عمرو بن أوس، قال: دخلت على عنبسة وهو في الموت، فحدثني عن أخته أم حبيبة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «من صلّى في النّهار اثنتي عشرة ركعة دخل الجنّة» ،
قال: فما تركتهن منذ سمعته من أمّ حبيبة.
العين بعدها الواو
6290- عون بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي:
ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأحد الإخوة.
تقدّم ذكره، وذكره ابن عبد البرّ في ترجمة أخيه تمام.
6291- عون بن عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي:
مات أبوه بعد وقعة بدر، وكانت في رمضان من السنة الثانية، فكأنه مات صغيرا، فقد قال البلاذري وغيره: انقرض عقب عبيدة بن الحارث.
العين بعدها الياء
6292 ز- عياض بن عدي بن الخيار القرشيّ النوفلي:
أخو عبيد اللَّه بالتصغير.
مات أبوه قبل فتح مكة، فهو من أهل هذا القسم، وله ولد اسمه عدي له ذكر. وقتل الحرورية له ولدا بعد سنة ستين من الهجرة. ذكره الزبير بن بكّار.
القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره
العين بعدها الألف
6293 ز- عارض الجشمي «1» :
ذكر له الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» قصة تدلّ على أنه من أهل هذا القسم، فأخرج
__________
(1) في أ: الخيثمي.(5/56)
من طريق علقمة بن حر السّلمي، قال: جئت إلى معاوية، فوجدت عنده ابن وثيمة النضري، وابن عارض الجشمي، فذكر قصة فيها: فقال ابن عارض: كنت مع أبي قبل أن يموت، فوجدت في الطريق خشفا فصدته لابنة لأبي كان يحبّها، فخرجت محتضنة حتى وقفنا على دريد بن الصمة «1» ، وقد فند «2» عقله وهو عريان يكوّم بين رجليه البطحاء، فرفع رأسه فرأى الخشف، فقال:
كأنّها رأس حصن ... في يوم غيم ودجن
كالخشف هذا المحتضن ... أحسن من شيء حسن «3»
[الرجز] ثم قام فسقط، فقال:
لا نهض في مثل زماني الأوّل ... محدّب السّاق شديد الأسفل
يا أولي يا أولي يا أولي
[الرجز] قلت: ودريد قتل يوم حنين، وقيل: بل قتل من قبل ذلك، فمقتضاه أن يكون عارض وولده من أهل هذا القسم.
6294
ز- عاصم بن حميد «4» السّكوني:
الحمصي.
أدرك الجاهليّة، ووفد في خلافة أبي بكر، وصحب معاذ بن جبل، قاله ابن سعد والدّارقطنيّ. وأما البزّار فقال: لا أدري أسمع منه؟
__________
(1) في أ: القمة.
(2) في أ: بعد.
(3) البيتان لدريد كما في ديوانه ص 166 وبعده:
يا ليتني عهد زمن ... أنفض رأسي وذقن
كأنّني فحل حصن ... أرسل في حبل عنن
وانظر الأغاني 10/ 28، وشعراء النصرانية 771. وقوله حضن: جبل لبني جشم بنجد، وفيه المثل المشهور: من زاي حضنا فقد أنجد، انظر الجبال والأمكنة 41، وبلاد العرب 11، دجن: جمع دجنة وهي الظلمة.
(4) طبقات ابن سعد 7/ 443، والتاريخ الكبير 6/ 481، المعرفة والتاريخ 2/ 429، الجرح والتعديل 6/ 342، والثقات لابن حبان 5/ 235، وتاريخ دمشق 26- 30، وتهذيب الكمال 13/ 481، 482، والكاشف 2/ 44، والوافي بالوفيات 16/ 566، وتهذيب التهذيب 5/ 40، وتقريب التهذيب 1/ 383، وخلاصة تذهيب التهذيب 154، تاريخ الإسلام 2/ 95.(5/57)
وأخرج أحمد في مسندة من طريق راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد. وكان من أصحاب معاذ بن جبل عن معاذ.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام. وسمع من عمر خطبته بالجابية.
وروى أيضا عن عوف بن مالك. وروى عنه عمرو بن قيس السّكوني، وأزهر بن سعيد الحرازي «1» ، وراشد بن سعد وغيرهم.
وقال ابن القطّان: لا يعرف حاله. وقد وثّقه الدّارقطنيّ، فكأن ابن القطان لم يطلع على ذلك.
6295 ز- عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبّة الضبيّ:
الفارس المشهور في الجاهليّة.
قال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : مخضرم، سكن البصرة.
وقال المبرّد في «الكامل» : هو قاتل بسطام بن قيس بن خالد سيد بني سفيان، وكان فارس بكر بن وائل، فأغار على بني ضبّة، فاكتسح إبلهم، فتنادوا فاتبعوه فنظرت أمّ عاصم بن خليفة إلى عاصم وهو يسنّ حديدة له، فقالت: ما تصنع بها؟ قال: أقتل بها بسطام بن قيس، فنهرته فنظر إلى فرس لعمّه موثقة في شجرة، فركبها عريا، فنظر بسطام إلى خيل بني ضبّة وراءه، فجعل يطعن الإبل في أعجازها، وانحطّ عليه عاصم بن خليفة، فطعنه فأرداه على شجرة ليست بكبيرة يقال لها الألاءة.
وكان قتل بسطام والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة، وكان نصرانيا، وأراد أخوه أن يرجع إلى بني ضبّة، فقال له أبا حنيف: إن رجعت، ومات بسطام من تلك الطعنة، وفي ذلك يقول بعض قومه مرثية له:
فخرّ «2» على الألاءة لم يوسّد ... كأنّ جبينه سيف صقيل
[الوافر] قال: ولما قتل بسطام لم يبق في بني بكر بن وائل بيت إلا هدم.
وسكن عاصم بن خليفة البصرة، وكان يأتي باب عثمان فيستأذن فيقول: عاصم بن خليفة قاتل بسطام بن قيس بالباب.
__________
(1) في ت: الحراري.
(2) في ت، هـ: وخر.(5/58)
6296 ز- عاصم بن عبد اللَّه بن رافع بن مالك بن جلهمة بن يربوع بن سعد بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن حدّان بن غنم بن يحيى بن أعصر الغنوي:
ذكره أبو عبيدة معمّر بن المثنى، وقال: كان جاهليا. ولد قبل أن يبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال أبو عبيدة: حدثني بذلك عبد الحميد بن عبد الواحد بن عاصم بن عبد اللَّه بن رافع، حدثني جدّي وعمي صفوان عن أبيهما عاصم، قال: وكان يقول: حدثني من أدرك مقتل شاس بن زهير ... فذكر القصة.
6297 ز- عاصية السلمي:
له إدراك، وكان في خلافة عمر رجلا، ولم أر من ذكره في الصحابة.
وقع ذكره في حديث أخرجه الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، قال: حدثني محمد بن الحسن- يعني ابن زبالة عن عبد العزيز، وهو الدّراوردي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه- أنّ سعد بن أبي وقّاص وجد جارية لعاصية السلمي تقطع من الحمى، فضربها وسلبها، فدخل عاصية السلمي على عمر، فاستعدى على سعد، فقال له عمر: اردد إليها ثوبها وفأسها.
وأمّا ابن إسحاق فقال: لا أردّ غنيمة غنّمنيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وفي «صحيح مسلّم» قصة لسعد تشبه هذه، لكن ليس فيها ذكر عاصية ولا عمر، بل فيها أنه وجد عبدا يقطع.
وفي سنن أبي داود لسعد قصة أخرى كذلك، وفيها أنه رأى رجلا يصيد.
6298 ز- عامر بن الأضبط:
نبّهت عليه في القسم الأول. وستأتي قصته في محلم.
6299- عامر بن جحدم الحضرميّ:
ذكره ابن دريد في «أماليه» ، وأورد من طريق هشام بن الكلبي، عن أبيه محمد بن السائب الكلبي، قال: حدثني شيخ من حضرموت بمكة، وتذاكرنا أوّلية العرب عن أبيه، واسمه عامر بن جحدم، عن جده، وكان جاهليا، قال: كان بحضر موت شيخ ... فذكر قصة، وأنشد فيها لولد ذلك الشيخ:
من مات فالحيّ له مباعد «1» ... بسرعة «2» البغض بئس الزّائد
__________
(1) في هـ: مساعد. (2) في ت: بشرعة النقص، وفي هـ: بسرعة النقص.(5/59)
والزّرع يجنى لحصاد الحاصد ... كم ولد يحيى بموت الوالد
[الرجز] ويحتمل أن يكون الإدراك لجحدم والد عامر. وقد نبهت عليه في حرف الجيم.
6300 ز- عامر بن عبد قيس بن قيس:
ويقال عامر بن عبد قيس بن ناشب «1» ، بن أسامة بن حذيفة بن معاوية التميمي العنبري، أبو عبد اللَّه، أو أبو عمرو النصري الزاهد المشهور.
يقال: أدرك الجاهلية، حكاه أبو موسى في «الذيل» .
وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق أبي كعب، قال: كان الحسن وابن سيرين يكرهان أن يقولا عامر بن عبد قيس، ويقولان عامر بن عبد اللَّه.
وذكر سيف في «الفتوح» ، من طريق أبي عبيدة العصفري أنه كان فيمن شهد فتح المدائن.
وقال العجليّ: تابعي ثقة من كبار التابعين وعبّادهم. وأما كعب الأحبار فقال: هذا راهب هذه الأمة.
وأخرج ابن سعد، عن عمرو بن عاصم، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، قال: لما رأى كعب عامرا بالشام ... فذكره.
وروى ابن أبي الدّنيا من طرق أنه كان فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة.
وروى أبو نعيم في «الحلية» من طريق مالك بن دينار، قال: مرّ عامر بن عبد قيس بقافلة حبسها الأسد، فقال: ما لكم؟ قالوا: الأسد. فمرّ هو حتى أصاب ثوبه فم الأسد.
وروى ابن المبارك في «الزّهد» من طريق بلال بن سعد أنّ عامر بن عبد قيس وشي به إلى عثمان، فأمر أن ينفى إلى الشام على قتب: أنزله معاوية الخضراء، وبعث إليه بجارية، وأمرها أن تعلمه ما حاله، فكان يقوم الليل كله، ويخرج من السحر فلا يعود إلا بعد العتمة، ولا يتناول من طعام معاوية شيئا، كان يجيء معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء.
فكتب معاوية إلى عثمان بحاله، فأمره أن يصله ويدنيه. فقال: لا أرب لي في ذلك.
قال بلال بن سعد: فأخبرني من رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها عقبة.
__________
(1) في ت: ثابت.(5/60)
وعند ابن أبي الدّنيا من طريق عامر بن يسار: سمعت المعلّى بن زياد يقول: كان عامر بن عبد اللَّه دعا ربه أن يهون عليه الطّهور في الشتاء، فكان يؤتي بالماء له بخار. وسأل ربه أن ينزع منه شهوة النساء من قلبه، ففعل، فكان لا يبالي من لقي، أذكر أم أنثى. وكان إذا غزا قال: إني لأستحي من ربي أن أخشى غيره.
وروى «1» ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق العلاء بن الشخّير، عن عامر بن عبد قيس: كان يأخذ عطاءه، فيجعله في طرف ثوبه، فلا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه، فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها.
وعن ضمرة عن ابن عطاء، عن أبيه، قال: قبر عامر بن عبد اللَّه ببيت المقدس. وقال غيره: وذلك في خلافة معاوية.
6301 ز- عامر بن عبد الأسد:
له إدراك. ذكر الطّبريّ أن العلاء بن الحضرميّ كتب إليه يأمره بالتمادي على جدّه واجتهاده في قتال أهل الردة، والفحص عن أمورهم، والتتبع لأخبارهم. ذكره ابن فتحون.
قلت: ولم ينسبه، فإن كان هو أخا أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة فهو صحابي.
6302- عامر بن عقبة بن حصن بن ربيعة بن بدر الفزاري:
لعمه عيينة بن حصن صحبة، وله هو إدراك، وكان ابنه نصر بن عقبة شاعرا في دولة بني أمية، وهاجى عويف القوافي، وكان يقال له نصر بن طوعة وهي أخته، وأنشد له المرزباني في معجمه:
ولو عصم الرّجال من المنايا ... بلاء الصّدق والحسب التّليد
تجنّبت المرادي ذاك حصن ... فلم يصطدهم فيمن يصيد
[الوافر]
6303 ز- عامر بن مالك الأسلع بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامريّ، ثم الحرشيّ:.
قال ابن الكلبيّ: كان سيّد بني عامر في زمانه، وله قصة مع زفر بن الحارث عند عبد الملك بن مروان، وكان يقال لعامر ذو الغصّة.
__________
(1) في أ: قال.(5/61)
6304 ز- عامر حمل:
مولى مراد.
له إدراك. ذكره أبو عمر الكنديّ في أشراف الموالي من أهل مصر، وأسند من طريق سعيد بن عفير أنه كان قدم من اليمن مع مواليه حتى شهد الفتح بالشام. ويقال: إنه كان من أهل أرمينية «1» فقدم دمشق بزقاق خمر يبيعها، فرغب في الإسلام فأسلم وموالي عبد اللَّه بن يزيد الحملي، فقيل له عامر حمل، ثم سار مع عمرو بن العاص، فشهد فتح مصر.
6305- عائذ بن قيس الجرمزي:
بضم الجيم والميم بينهما راء ساكنة ثم زاي منقوطة. يأتي ذكره في عبد اللَّه بن خليفة البولاني.
6306 ز- عائذ بن اللهبة:
واسمه مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة.
له إدراك. وكان ابنه عبد اللَّه بن عائذ مع معاوية، ذكره ابن الكلبي.
6307 ز- عائش بن الصامت:
بن دريد صبح بن عبيد بن قمير بن سلامة بن زوي «2» بن مالك بن نهد النّهدي.
كان سيّدهم في الجاهلية، ثم أسلم، فكان يقال له الناسك. ذكره ابن الكلبيّ.
العين بعدها الباء
6308- عباد بن الجلندي:
يأتي في عبد.
6309- عباد بن رفاعة العنزي.
له إدراك وقصة مع أبي بكر الصّديق. ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي العتاهية الشاعر، فروى عن محمد بن يحيى الصّولي، عن محمد بن موسى بن حماد، قال:
كان كيسان جدّ أبي العتاهية الأعلى من أهل عين التمر فسبي مع من سبى في غزاة خالد بن الوليد، وكان يتيما، فلما حضروا عند أبي بكر جعل أبو بكر يسألهم واحدا واحدا عن أنسابهم، فيخبره كل واحد منهم بمبلغ معرفته، حتى سأل كيسان فذكر أنه من عنزة، وبحضرة أبي بكر يومئذ عباد بن رفاعة أحد بني هدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، فاستوهبه من أبي بكر، وكان قد صار خالصا له فوهبه له فأعتقه.
6310 ز- عباد بن زرعة بن النعمان الثعلبي:
له إدراك. وذكر في ترجمة السفاح بن مطر من تاريخ البخاري.
__________
(1) سقط في ط.
(2) في أ: رومي.(5/62)
6311 ز- عباد العصري.
له إدراك، وحجّ مع عمر بن الخطاب، فروى البخاري من طريق الحارث بن عبيد، عن هود بن شهاب بن عباد، عن أبيه، عن جدّه، قال: مرّ عمر بن الخطاب على أبيات بعرفة، فقال: لمن هذه؟ فقلنا: لعبد القيس. فقال لهم خيرا.
6312 ز- عباد الناجي.
له إدراك شهد بعض الفتوح في زمن أبي بكر. ذكره سيف.
6313 ز- عبد اللَّه بن أرطاة بن شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب الجعفي:
له إدراك. وقد تقدّم ذكر ابن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل في القسم الأول، وأنّ له وفادة. ويأتي ذكر ابن عمه الآخر قيس بن سلمة بن شراحيل، وله وفادة أيضا. ولم أر من ذكر لعبد اللَّه هذا وفادة.
وذكر ابن الكلبيّ أنه كان مع ابن عمه سلمان وقومه لما اعتزلوا القتال بالرقة مع عليّ ومعاوية، قال: وكانوا ثمانين رجلا. وذكر له قصة مع بشر بن مروان لما كان أمير الكوفة، وأنه خطب يوما فتكلّم بشيء، فقام إليه، فقال له: اتّق اللَّه فإنك ميت ومحاسب، فأمر بضربه، فضرب بالسياط فمات.
6314- عبد اللَّه بن أسيد الخولانيّ:
ثم الجدادي.
له إدراك. وشهد فتح مصر صحبة عمرو، قاله ابن يونس.
6315 ز- عبد اللَّه بن أضحمة الحبشي:
ولد النجاشي.
ذكر الزّبير بن بكّار أن أسماء بنت عميس أرضعته مع ولدها عبد اللَّه بن جعفر لما كانت بالحبشة حتى فطم.
6316- عبد اللَّه بن بكر بن حذلم الأسدي:
قال ابن عساكر: له إدراك. وقدم دمشق صحبة خالد بن الوليد، ونزل داخل الجابية، وهو جد بني حذلم قضاة دمشق.
ذكره أبو الحسن الرازيّ والد تمام. ويقال: إن لأبيه صحبة.
6317- عبد اللَّه بن بريد بن عبد اللَّه بن أصرم الهلالي:
أبو ليلى.
ذكره الذهبي في «التجريد» بعد عبد اللَّه بن البراء، وقال: ذكره ابن الأثير.(5/63)
قلت: ولم أره في «أسد الغابة» في بعض النّسخ، ورأيت بخطّ بعض من نقل عن ابن الأثير أنه قال: إنه مخضرم. ورأيته في «معجم الشعراء» للمرزباني: وقال: هو جدّ زفر بن عاصم، وهو شاعر شامي، وهو القائل في لبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب:
ما ولدت نجيبة من فحل ... نسمة من نسل أمّ الفضل
أكرم به من كهلة من كهل ... عمّ النّبيّ المصطفى ذي الفضل
[الرجز] وضبط «1» الرضي الشاطبي «2» أباه بموحدة ومهملة مصغّرا.
6318- عبد اللَّه بن ثوب «3» :
بضم المثلثة وفتح الواو وبعدها موحدة، أبو سلمة الخولانيّ.
مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
6319- عبد اللَّه بن جبير الخزاعي: شيخ لسماك بن حرب «4» .
ذكره أبو علي بن السكن، ثم قال: ليست له صحبة.
6320- عبد اللَّه بن الحارث بن ورقاء الأسدي:
يأتي في عبد اللَّه بن ورقاء:.
6321 ز- عبد اللَّه بن الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعدي:
أخو النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
سمّاه الواقديّ.
وقال ابن سعد: حدّثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، قال: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخ رضيع، قال: فجعل يقول له: أترى أنه يكون بعث بعد الموت؟ فيقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إي والّذي نفسي بيده لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأعرفنّك» .
قال: فلما آمن بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جعل يبكي، ويقول: أرجو
__________
(1) في أ: ضبطه.
(2) في أ: الرضى عن ثوب الشاطبي.
(3) أسد الغابة ت (2852) ، الاستيعاب ت (1497) .
(4) أسد الغابة ت (2856) ، الاستيعاب ت (1500) .(5/64)
أن يأخذ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيدي يوم القيامة، فأنجو. وهذا مرسل صحيح الإسناد.
6322 ز- عبد اللَّه بن حذق.
ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن ثبت على إسلامه، وأنشد له في ذلك قوله:
ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لكم إلى قوم كرام ... قعود في جواثى محصرينا
توكّلنا على الرّحمن إنّا ... وجدنا النّصر للمتوكّلينا
وقلنا قد رضينا اللَّه ربّا ... وبالإسلام دينا قد رضينا
[الوافر] وذكره الطّبريّ في مواضع، منها أنه دلّ العلاء بن الحضرميّ على عورة قومه حتى ظفر بهم، وذلك أن الجارود كان قوم من بكر بن وائل أسروه، فكتب إلى المسلمين: إن هؤلاء القوم الذين أنا في أسرهم ضباع بالليل أسود بالنهار. فقال العلاء: من يدلّنا عليهم؟ فقال عبد اللَّه بن حذق: أنا، فلما اقترب منهم أخذوه فصاح، وكانت أمه عجلية، فصاح: يا أبجراه! فقال الأبجر: من أنت؟ قال: ابن أمتك عبد اللَّه بن حذق. قال: خلّوه. ويحك! ما لك! قال: خرجت من الجهد، فأطعموني شيئا، فأطعمه وقال: إني لأحسب أنك بئس ابن أخت القوم الليلة لأخوالك، ثم أقبلوا على شرابهم، وغفلوا عنه، فهرب إلى العلاء فبيّنهم العلاء، فكانت هزيمتهم.
وذكره ابن الكلبيّ في نسب بني عامر عبد اللَّه بن حذق بن عبد اللَّه بن عوف بن شداد بن ربيعة بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب «1» بأنه شاعر. فلعله هذا.
6323- عبد اللَّه بن الحرّ العنسيّ.
ذكره ابن عساكر، وقال له إدراك.
وأخرج ابن عائذ في «المغازي» من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال:
بلغ عمر بن الخطاب أن عبد اللَّه الحرّ العنسيّ زرع أرضا بالشام فأنهب زرعه، وقال: انطلقت إلى ذلّ وصغار في أعناق الكبار، فجعلته في عنقك.
قال ابن عساكر: كانت له قطعة بباب كيسان.
__________
(1) في أ: ووصفه بأنه شاعر.(5/65)
6324 ز- عبد اللَّه بن حزن.
أدرك عمر. روى عنه أبو علي الكاهلي قصة لأبي موسى. أخرجها أحمد من رواية عبد الملك العرزميّ، عن أبي عليّ- رجل من كاهل، قال: خطبنا أبو موسى الأشعري، فذكر شيئا، فقام إليه عبد اللَّه بن حزن، وقيس بن المضارب، فقالا: لتخرجنّ مما قلت أو لنأتين عمر «1» . فقال: بل أخرج مما قلت، فذكر حديث: إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك مما لا نعلمه.
وهذان الرجلان من المخضرمين، لأنّ من يكون في زمن عمر رضي اللَّه عنه يخوّف أميره بعمر دون أخواله لا بد أن يكون أدرك العصر النبوي.
6325- عبد اللَّه بن الخرّيت البكريّ «2» :
ذكره ابن إسحاق في «المغازي» ، قال ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن عبد اللَّه بن الخرّيت، وكان قد أدرك الجاهلية قال: لم يكن «3» في قريش فخذ إلا ولهم ناد معلوم في المسجد الحرام يجلسون فيه. وكان لبني بكر مجلس، فبينا نحن جلوس في المسجد إذ أقبل غلام ... فذكر قصة حرمة الكعبة في الجاهلية.
6326- عبد اللَّه بن خلف الخزاعي: والد طلحة الطلحات «4» .
ذكره ابن عبد البرّ وقال: كان كاتب عمر على ديوان البصرة، وقتل يوم الجمل، ولا أعلم له صحبة.
قلت: ووصفه بأنه كان كاتبا لعمر على ديوان البصرة، ذكره ابن دريد في «أماليه» يسنده إلى مجالد بن سعيد.
6327- عبد اللَّه بن خليفة البولاني الطائي:
له إدراك، وكان مع علي بصفّين، ولما أراد عائذ بن قيس الجرمزي أن يأخذ الراية من عديّ بن حاتم قام عبد اللَّه بن خليفة، فقال: أليس كان عديّ وافدكم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورأسكم بالقادسية.
6328- عبد اللَّه بن خنيس العامري:
__________
(1) في أ: لتأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون.
(2) أسد الغابة ت (2919) ، الاستيعاب ت (1539) .
(3) في أ: من.
(4) الاستيعاب ت (1540) .(5/66)
ذكره وثيمة في كتاب «الرّدة» وذكر عن ابن إسحاق أنه ممّن ثبت على إسلامه، وقام في ذلك خطيبا، وله أشعار منها:
لعمري لئن أجمعت عامر ... على كفرها بعد إسلامها
ومناهم قرّة التّرّهات ... لقد رزئت عظم أحلامها
أضاع الصّلاة بنو عامر ... وأهلكها منع أنعامها
وفي منعها الحقّ سفك الدّماء ... ووصم النّساء لأيتامها
[المتقارب] واستدركه ابن فتحون، وقال: قرة المذكور في هذا الشعر هو ابن هبيرة اليشكري، وكان زعيمهم في أيام الردة.
وذكره أبو عمر، لكن لم ينبه على أمر ردّته.
6329- عبد اللَّه بن دارة:
مولى عثمان «1» .
ذكره ابن مندة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وله حديث عن عثمان في صفة الوضوء، أخرجه الدّار الدّارقطنيّ، ولم يسمّ فيه.
روى عنه «2» محمد بن كعب، وغيره، وسماه بعضهم زيدا.
6330
- عبد اللَّه بن ذباب «3» بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس اللَّه بن سعد العشيرة المذحجي:
له إدراك، وشهد صفّين مع علي، قاله ابن الكلبيّ. ومن ولده عبد العزيز بن ثابت بن عبد اللَّه بن ذباب له ذكر «4» .
6331- عبد اللَّه بن أبي رهم بن فراس اليماني:
مخضرم.
ذكره سيف بن عمر في الفتوح، وأنشد له شعرا قاله في أمر الردة، فمنه قوله:
سبحان ربّي لا إله غيره ... ربّ العباد وربّ من يتردّد
[الكامل] وكان اسمه قبل أن يسلم عبد العزّى.
__________
(1) أسد الغابة ت (2926) .
(2) في أ: روى عن محمد.
(3) في أ: ديات.
(4) سقط في أ.(5/67)
6332- عبد اللَّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عمرو بن حيي بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي:،
يكنى أبا الشّعثاء، ويعرف بالعجّاج الراجز المشهور. وكان يقال له عبد اللَّه الطويل، وهو والد رؤبة بن العجّاج الراجز المشهور.
ذكره المرزباني في «معجم الشّعراء» ، وقال: ولد في الجاهلية. وقال أبو عبيدة: كان في الجاهلية يرجز، وعاش إلى خلافة الوليد بن عبد الملك. وأنكر ذلك عمر «1» بن شبة.
وللعجاج رواية عن أبي هريرة.
قال المرزبانيّ: هو أول من رفع الرجز، وجعل له أوائل، وشبّهه بالقصيدة، قال:
ومما يستحسن له يصف ثدي الناقة إذا حلبت:
كأنّ خلفيها إذا ما درّا ... جروا هراش حرّشا فهرّا
[الرجز]
6333- عبد اللَّه بن أبي رومان:
الكاتب.
قال ابن عساكر: أدرك عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح بعلبكّ، وكتب الصلح لأهلها.
ذكره ابن عائذ في «المغازي» ، عن الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن عياش.
6334- عبد اللَّه بن أبي زهير بن كيسان الدّوسي:
ثم المحاربي، من بني محارب بن دهمان بن منهب بن دوس الغساني «2» .
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: كان في أول الإسلام.
6335- عبد اللَّه بن زيد الكندي الدّريكي:
- منسوب إلى دريكة: امرأة من بكر بن وائل، فنسب ولده إليها. يأتي خبره.
6336- عبد اللَّه بن زيد الكندي:،
مخضرم.
ذكره وثيمة في كتاب الرّدة عن ابن إسحاق، قال: لما أزمعت كندة على الردة انتزعوا من زياد بن لبيد عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على اليمن ناقة، وكان وسمها بميسم الصدقة، فقام الوليد بن محصن فوعظهم، فأخرجوه من بينهم، فقام عبد اللَّه بن زيد فقال:
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (2954) .(5/68)
أو كل من قال حقّا اتهمتموه على أنفسكم؟ إن رأيي واللَّه رأي صاحبي فأخرجونا جميعا.
واشتد كلامه عليهم فطردوه، فقال أبياتا منها:
أردت ثمود بوادي الحجر ناقتهم ... والحيّ من قابل في ناقة حوق
والحيّ من كندة صاروا بناقتهم ... مثل الّذين مضوا بالشّؤم في النّوق
أبعد دين تولّى اللَّه نصرته ... من دين سوء ضعيف السّرّ ممحوق
[البسيط] ووقع نحو ذلك لعبد اللَّه بن يزيد السكونيّ كما سيأتي.
6337- عبد اللَّه بن ساعدة الهذلي: أبو محمد «1» .
أورده ابن شاهين في «الصّحابة» ، وقال: روى عن عمر، ومات سنة مائة.
6338- عبد اللَّه بن سبرة الحرشيّ «2» .
شاعر فارس، ذكره أبو علي الهجريّ، وقال: شهد الجسر في فتوح العراق، فقطعت أصابع يده اليمنى فرثاها بأبيات.
وذكر المرزبانيّ ترجمته، ولم يعرف عن حاله بشيء إلا أنه قال: صرع فارسا، ودنا ليجهز عليه فحذفه بالسيف فقطع بعض أصابعه، فرثاها بأبيات قال فيها:
يمنى يديّ غدت منّي مفارقة ... أعزز عليّ بها إذ بان فانصدعا
ويل أمّه فارسا زلّت كتيبته ... حامي وقد ضيّعوا الأحساب فارتجعا
يمشي إلى مستميت مثله حنق ... حتّى إذا أمكنا سيفيهما قطعا
فإن يكن أرطبون الرّوم قطّعها ... فقد تركت بها أوصاله قطعا
[البسيط] وذكر قصة دعبل بن علي في طبقات الشعراء مطوّلة، وذكر له قصة أخرى، وهي أن امرأة من جيرانه «3» عبث بها عطّار يقال له فيروز، فلما أضجرها»
قالت: لو أن عبد اللَّه بن سبرة بقربي ما طمعت فيّ، فبلغته مقالتها وهو في غزاة أرمينية، فترك مركزه وقدم الشام فدخل على المرأة فاستخبرها، فذكرت له قصتها، فقال «5» : أرسلي إليه، وكمن هو في
__________
(1) أسد الغابة ت (2963) .
(2) في أ: الجرشي.
(3) في أ: جيزان.
(4) في أ: أحنجونا.
(5) في أ: فقالت.(5/69)
جانب البيت، فجاء، فلما دخل عليها ودنا منها وثب عليه عبد اللَّه بن سبرة فقتله، ورجع إلى مكانه من غزاته، ولم يعلم بذلك أحد.
6339- عبد اللَّه بن سراقة الأزدي:
روى عن عمر خطبته بالجابية. وروى عن أبي عبيدة.
روى عنه عبد اللَّه بن شقيق.
قال البخاريّ: لا يعرف له سماع من أبي عبيدة، يعني لم يصرّح بسماعه. وقال المفضل الغلابي: كان من أهل دمشق، له شرف ورواية وذكره وخلط ابن مندة ترجمة هذا بترجمة عبد اللَّه بن سراقة بن المعتمر العدوي المقدم ذكره في القسم الأول، والّذي يترجح التفرقة.
6340
- عبد اللَّه بن سعد بن ربيعة بن خداش بن سعد بن عصبة بن جشم بن نمير بن عوف بن سعد بن حبيب بن وداعة «1» بن أنمار الأنماري:
له إدراك، وكان ممن اختط بالكوفة لما اختطها المسلمون في خلافة عمر، وانتقل ولده إلى البصرة فسكنوها. ذكر ذلك ابن الكلبي.
6341
- عبد اللَّه بن سلمة «2» بن أبي الخير بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي:
له إدراك قال ابن الكلبيّ: كان من أشراف أهل البصرة، وولّاه عليّ على السواد.
قال: وكان أحد العشرين الذين جدّدوا حلف ربيعة واليمن، ولابن أخيه سعدان وفادة.
6342- عبد اللَّه بن سلمة المرادي «3» .
تابعي من أهل الكوفة. قيل: أدرك الجاهلية.
__________
(1) في أ، د: أدعه.
(2) في أ: ابن أبي سلمة.
(3) مصنف ابن أبي شيبة 13/ 15782، التاريخ لابن معين 2/ 311، العلل لأحمد 1/ 90، طبقات خليفة 147، التاريخ الصغير 1/ 210، التاريخ الكبير 5/ 99، تاريخ الثقات للعجلي 258، الثقات لابن حبان 5/ 12، المعرفة والتاريخ 2/ 658، تاريخ واسط 120، الضعفاء والمتروكين للنسائي 295، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 20، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 260، سنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 121، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ، الجرح والتعديل 5/ 73، العقد الفريد 4/ 327، الكامل من ضعفاء الرجال 4/ 1486، تاريخ بغداد 9/ 460، موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 330، الإكمال لابن ماكولا 4/ 336، تهذيب الكمال 15/ 50، الكاشف 2/ 83، ميزان الاعتدال 2/ 430، الوافي بالوفيات 17/ 200، تهذيب التهذيب 5/ 241، تقريب التهذيب 1/ 420، خلاصة تذهيب التهذيب 200، تاريخ الإسلام 2/ 449، أسد الغابة ت (2989) .(5/70)
استدركه أبو موسى. ولعبد اللَّه بن سلمة رواية عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وغيرهم.
وروى عنه عمرو بن مرة. قال ابن نمير وجماعة: لم يرو عنه غيره. وقال الإمام أحمد: روى عنه أيضا أبو إسحاق، وردّ ذلك أبو أحمد الحاكم فأطال، وحاصله أن الّذي روى عنه أبو إسحاق آخر همداني، وأما المرادي فلم يرو عنه إلا عمرو بن مرة، كما قال يحيى بن معين وغيره.
6343- عبد اللَّه بن سلمة الهمدانيّ:
ذكره وثيمة في كتاب «الردة» ، وقال: خرج وفد همدان لما بلغتهم وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فدخلوا على أبي بكر الصديق، فقال: يا معشر قريش، إنكم لم تصابوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، دون سائر العرب، لأنه لم يكن لأحد دون أحد، غير أنا معترفون للمهاجرين بفضل هجرتهم، وللأنصار بفضل نصرتهم، وأنشد:
إنّ فقد النّبيّ جزّعنا اليوم ... فدته الأسماع والأبصار
ما أصيبت به الغداة قريش ... لا ولا أفردت به الأنصار
فعليه السّلام ما هبّت الرّيح ... ومدّت جنح الظّلام نوار
[الخفيف] وقد ذكرنا في الّذي قبله قول من خلطه به، وترجّح أن الصواب التفرقة.
6344- عبد اللَّه بن سنان بن عمرو بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة الخثعميّ:
تقدم نسبه في عون بن عميس في القسم الأول.
له إدراك، ولا يبعد أن يكون له صحبة، وله ولد اسمه مالك، ولي الصوائف لمعاوية من سنة نيّف وخمسين إلى أن مات في خلافة سليمان بن عبد الملك أربعين سنة، ويقال إنه كسر على قبره أربعون لواء. ذكره ابن الكلبي.
6345- عبد اللَّه بن سوار:
من عمّال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على البحرين.(5/71)
ذكره وثيمة في كتاب الردة عن ابن إسحاق، وأنه كان ممن وفي لأبان بن سعيد بن العاصي.
6346- عبد اللَّه بن سويد:
ويقال ابن شداد، التميمي، ثم الشّقري.
مخضرم يقول في غزوة السند:
ألا هل أتى الفتيان بالسّند مقدمي ... على بطل قد هزّه القوم مقدم
شددت له أسري وأيقنت أنّني ... على طرف المهواة إن لم أصمّم
[الطويل]
6347- عبد اللَّه بن شهاب الخولانيّ:
له إدراك.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة.
روى خيثمة بن عبد الرّحمن عنه في صحيح مسلّم، عن عائشة حديثا.
وروى عنه أيضا شيئا موقوفا، أخرجه سعيد بن منصور، من طريق خيثمة عن عبد اللَّه بن شهاب، عن عمر قصة، ووصلها ابن أبي شيبة من طريق خيثمة، قال: أتى بشر بن مروان في خلع فلم يجزه «1» ، فقال له عبد اللَّه بن شهاب: شهدت عمر أتى في خلع كان بين رجل وامرأة فأجازه.
وعلقه البخاري في كتاب الطلاق، فقال: وأجاز عمر الخلع دون الطلاق.
6348- عبد اللَّه بن الطّفيل بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء العامري:
ثم البكّائي.
له إدراك، وكان أحد الشهود، يوم الجمل، وشهد مشاهد علي، وهو جدّ زياد بن عبد اللَّه راوي المغازي عن ابن إسحاق.
ذكره ابن الكلبي وقد تقدم ذكر عمّه عبد اللَّه بن ثور. ويأتي ذكر عمّه الآخر معاوية بن ثور.
6349- عبد اللَّه بن عبد العزى:
يأتي في عمرو بن عبد العزى.
6350- عبد اللَّه بن عتبة:
أحد بني نفيل «2» .
__________
(1) في أ: يجده.
(2) الاستيعاب ت (1622) .(5/72)
ذكره وثيمة في الرّدّة عن ابن إسحاق، قال: لما بلغ قومه موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأجمعوا على منع الزكاة والمحاربة دون ذلك: قام فخطبهم وذكّرهم، وكان شريفا فيهم، فسبّوه وخالفوه، وكان شيخا كبيرا، وكان القائم بأمرهم في الردة قرة بن هبيرة، ومن شعر عبد اللَّه بن عتبة في ذلك:
بني عامر لستم بأخوف شوكة ... ولا جمرة في النّاس من غطفان
وليس لكم بالبحرين حابس طاقة ... وليس لكم بالمسلمين يدان
[الطويل]
6351- عبد اللَّه بن عكيم الجهنيّ:
تقدم في الأول.
6352- عبد اللَّه بن عمرو اليشكري:
هو ابن الكوّاء.
مشهور بصحبة عليّ. يأتي.
6353- عبد اللَّه بن عميرة بن حصن بن قيس بن ثعلبة القيسي الكوفيّ «1» :
يكنى أبا المهاجر، من بني قيس بن ثعلبة.
أدرك الجاهلية. قال سماك بن حرب: سمعت عبد اللَّه بن عميرة- وكان قائد الأعشى في الجاهلية، فذكر حديثا أخرجه ابن مندة من رواية روح بن عبادة، عن شعبة عنه.
ورويناه في «فوائد ابن السماك» من وجه آخر عن سماك، عن أبي المهاجر عبد اللَّه بن عميرة: كان رجل من أهل صنعاء يسبق الحاج، فذكر قصة لعمر في قتل الجماعة بالواحد.
6354- عبد اللَّه بن عنمة: بعين مهملة ثم نون مفتوحتين، الضبي.
تقدم التنبيه عليه في الأول، وأنه شهد القادسية.
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وساق نسبه إلى ضبّة، وقال: إنه رثى بسطام بن قيس الشيبانيّ بقوله:
أفاتنة بنو زيد بن عمرو ... ولا يوفى ببسطام قتيل
فخرّ على الألاءة لم يوسّد ... كأنّ جبينه سيف صقيل
__________
(1) أسد الغابة ت (3106) ، سير أعلام النبلاء 4/ 594، الكاشف 2/ 107، تقريب التهذيب 1/ 441، خلاصة تذهيب التهذيب 210، غاية النهاية 1850، الكامل في التاريخ 3/ 457، الطبقات الكبرى 7/ 442، التاريخ لابن معين 2/ 327، تاريخ الإسلام 3/ 511، التاريخ الكبير 5/ 171، المعرفة والتاريخ 2/ 313، الجرح والتعديل 5/ 138، تاريخ مشاهير علماء الأمصار 119، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، تاريخ خليفة 225، فتوح البلدان 1/ 278، تاريخ الرسل والملوك للطبري 4/ 64.(5/73)
فإن يفجع عليه بنو أبيه ... فقد فجعوا وفاتهم خليل
[الوافر]
6355- عبد اللَّه بن قيس الكندي:
حليف بني فزارة الحارثي.
له إدراك، وكان معاوية يرسله في غزو البحر، فغزا خمسين غزوة ما بين صائفة وشاتية لم ينكب فيها، ولم يغرق معه أحد إلى أن قتل سنة ثلاث أو أربع وخمسين.
ذكره الطّبريّ في «تاريخه» ، وكان أول ما غزا سنة سبع وعشرين.
6356- عبد اللَّه بن قيس الهمدانيّ الحمصي:
ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال: كان على كردوس يوم اليرموك، ذكره ابن سميع في الطبقة الأولى التي تلي الصحابة.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ فيمن تلقّى عمر حين قدم الشام، وذكر له قصة، وقال العجليّ: تابعيّ ثقة، وكلام ابن عساكر يقتضي أنه عبد اللَّه بن أبي قيس المخرج حديثه عند مسلّم والأربعة. والصّواب أنه غيره.
6357- عبد اللَّه بن قيس الكندي:
أبو بحرية، بفتح الموحدة وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد المثناة التحتانية، مشهور بكنيته، التراغمي، بفتح المثناة وكسر الغين المعجمة.
قال ابن سميع: أدرك الجاهليّة وصحب معاذا.
قلت: وروى عنه وعن أبي عبيدة «1» وجماعة «2» ، وعنه يزيد بن قطيب «3» ، وضمرة بن يحيى، وخالد بن معدان، وأبو بكر بن أبي مريم «4» ، قال ابن خيثمة، عن ابن معين: شامي ثقة. وكذا قال العجليّ.
ومات في خلافة الوليد. وسيعاد في الكنى.
6358
- عبد اللَّه بن كامل بن حبيب بن عمرة بن ثابت بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «5» بن سليم السلمي:
مخضرم. شهد وقعة مرج الصفر.
ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وأنشد له:
__________
(1) في أ: عبيدة وأبي الدرداء.
(2) في أ: وروى عنه.
(3) في د: فطنة، وفي ت: مطينة.
(4) في أ: مريم وغيرهم.
(5) في أ: نبيه.(5/74)
شهدت قبائل مالك وتغيّبت ... عنّي عميرة يوم مرج الصّفّر
[الكامل] وذكره أبو عبيد في «كتاب النسب» ، وما أبعد أن يكون له صحبة، لكثرة من شهد الفتح من فرسان بني سليم.
6359
- عبد اللَّه بن كعب «1» بن حذيفة بن شداد بن معاوية بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة:
والدليلى الأخيليّة الشّاعرة المشهورة في زمن بني أمية.
قال المرزبانيّ في ترجمة كعب بن حذيفة: شاعر جاهلي، وأنشد له شعرا.
قلت: فيكون لولده عبد اللَّه بن كعب إدراك، فهو من أهل هذا القسم، وولدت لعبد اللَّه ليلى الأخيلية في خلافة عثمان رضي اللَّه عنه.
6360- عبد اللَّه بن كليب:
مضى في ذؤيب بن كليب.
6361- عبد اللَّه بن كيسبة «2» :
بفتح الكاف بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة، النهدي.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: كيسبة أمّه. ويقال اسمه عمرو. وهو القائل لعمر بن الخطاب، واستحمله فلم يحمله:
أقسم باللَّه أبو حفص عمر ... ما مسّها من نقب ولا دبر
فأغفر له اللَّهمّ إن كان فجر
[الرجز] وكان عمر نظر إلى راحلته لما ذكر أنها وجعت، فقال: واللَّه ما بها من قلبة، فرد عليه، فعلاه بالدّرّة وهرب وهو يقول ذلك، فلما سمع عمر آخر قوله حمله وأعطاه.
وله قصة مع أبي موسى في فتح تستر وقيل: إن كنيته أبو كيسبة، وأن عمر سمعه ينشدها، فاستحلفه أنه ما عرف بمكانه، فحلف فحمله.
6362 ز- عبد اللَّه بن لحيّ «3» :
أبو عامر الهوزني.
__________
(1) في أ: كعب.
(2) في أ: كيسه.
(3) في أ: بلام وميم مصغر.(5/75)
مشهور بكنيته «1» ، يقال رأى. ويقال: ذكره ابن سميع في رجال حمص ممن أدرك الجاهليّة.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطّبقة العليا التي تلي الصحابة، فقال: إنه من أصحاب أبي عبيدة، وقال البخاريّ في «تاريخه» : سمع بلالا.
قلت: وروى أيضا عن معاذ بن جبل، والمقدام بن معديكرب، وعبد اللَّه بن قرط، ومعاوية، وشهد خطبة عمر بالجابية.
روى عنه ابنه أبو اليمان عامر، وأزهر بن عبد اللَّه الحرازيّ، وأبو سلام الأسود، وغيرهم.
وقال أبو زرعة الرّازيّ والدّار الدّارقطنيّ: أبو عامر الهوزنيّ لا بأس به. ذكره ابن حبان في ثقات التّابعين قال العجليّ: شاميّ، تابعيّ ثقة من كبار التابعين.
6363- عبد اللَّه بن مجيب بن المضرحي:
من بني أبي بكر بن كلاب، أبو المسيب الشاعر، ويعرف بالقتال الكلابي.
قال أبو زيد الأنصاريّ: هو من شعراء الجاهلية.
وذكر أبو عبيدة أنّ مروان بن الحكم سجنه. قال أبو عبيدة البكري في «شرح أمالي القالي «2» » : فهو على هذا من المخضرمين. ومن شعره في قومه:
هل من معاشر غيركم أدعوهم ... فلقد سئمت دعاء يال كلاب
[الكامل]
6364 ز- عبد اللَّه بن مجمع بن مالك بن إياس بن عبد مناة بن سعد:
له إدراك. وكان أبوه «3» مجمع مع الحسين بن علي بالطّف، فقتل. ذكره ابن الكلبي.
6365- عبد اللَّه بن مخمر:
يأتي في الأخير.
6366 ز- عبد اللَّه بن مرّة العامري.
ذكر «4» وثيمة في كتاب «الردة» أنه جمع قومه لما استغواهم قرّة بن هبيرة فوعظهم وحذرهم، وذكر له في ذلك شعرا.
6367- عبد اللَّه بن المنذر بن الحلاحل التميمي:
__________
(1) قيل ويقال في أ.
(2) في أ: العالي.
(3) في ط: ابنه.
(4) في أ: ذكره.(5/76)
ذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء أنه استشهد باليمامة مع خالد بن الوليد، فقال نافع بن الأسود يرثيه:
أذهب فلا يبعدنك اللَّه من رجل ... موري حروب وللعافين والنّادي
ما كان يعدله في النّاس من أحد ... ولا يوازيه في نعمى وإرصاد
لقد تركت بني عمرو وإخوتها ... يدعون باسمك للمنتاب والرّادي
[البسيط]
6368- عبد اللَّه بن المنذر بن كعب:
جد أحمد بن سعيد بن صخر، شيخ البخاري وغيره من الأئمة.
ذكر أبو علي الجبائي في شيوخ أبي داود أنّ المنذر بن كعب وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأن ابنه عبد اللَّه بن المنذر وفد على أبي بكر الصديق.
6369 ز- عبد اللَّه بن نزار العبسيّ.
قال ابن عساكر: له إدراك، وكان رسول أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة لما دنا من الجابية.
ذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر في «الفتوح» ، عن ابن إسحاق عمّن أخبره، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: وسار أبو عبيدة حتى دنا من الجابية، فقيل له. إن هرقل بأنطاكيّة، فكتب إلى أبي بكر، فكتب إليه يعلمه أنه يمده بالرجال بعد الرجال، وبعث بكتابه مع عبد اللَّه بن نزار العبسيّ.
6370- عبد اللَّه بن النجاشي:
في ابن أصحمة.
6371- عبد اللَّه بن نضلة:
في علقمة بن نضلة.
6372- عبد اللَّه بن هانئ الخولانيّ:
أخو شريح. تقدم «1» في ترجمة شريح.
6373
ز- عبد اللَّه بن هدّاج «2» الحنفي. يأتي في هداج:
قال إبراهيم بن المنذر: حدثنا هاشم بن غطفان، حدثني عبد اللَّه بن هداج. وكان قد أدرك الجاهلية، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فذكر خبرا، أخرجه أبو نعيم.
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (3232) ، الجرح والتعديل 5/ 195، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339.(5/77)
وقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن هاشم بن غطفان، فزاد عن ابن عبد اللَّه بن مداج، عن أبيه، قال: جاء رجل، فذكره.
قال البخاريّ في «التّاريخ» : عبد اللَّه بن هداج من بني عديّ بن حنيف. روى عنه أبو عمار هاشم بن غطفان المزني.
6374 ز- عبد اللَّه بن ورقاء الأسدي.
ذكر الطّبريّ أنّ عمر كتب إلى أبي غسّان لمّا سيره إلى «أصبهان» أن يجعل على مقدمته عبد اللَّه بن ورقاء الرّياحي، وعلى المحبة «1» عبد اللَّه بن ورقاء الأسدي، وقال في موضع آخر: عبد اللَّه بن الحارث بن ورقاء الأسدي.
6375 ز- عبد اللَّه بن وهب الراسبي:
من بني راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد.
له إدراك، وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص. وذكر الطّبري في التّاريخ أن سعدا أرسله مع المضارب العجليّ وجماعة، وأمّر عليهم ضرار بن الخطاب بأمر عمر إلى أناس اجتمعوا من الذين يقاتلونهم، ثم كان مع عليّ في حروبه، ولما وقع التحكيم فأنكره الخوارج. واجتمعوا بالنّهروان أمّر عليهم عبد اللَّه بن وهب الراسبي، وكان عجبا في كثرة العبادة حتى لقب ذا الثفنات «2» ، كان لكثرة سجوده صار في يديه وركبتيه كثفنات «3» البعير.
وقتل الرّاسبي المذكور مع من قتل بالنهروان، وقصّته في ذلك مشهورة. ذكره ابن الكلبي وغيره.
6376 ز- عبد اللَّه بن يزيد بن قيس العاضري السكونيّ:
ذكره وثيمة في «الردّة» وقال: لما أزمع قومه على الردة وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة كان وسمها بميسم الصدقة قام فيهم عبد اللَّه بن يزيد، فقال: يا معشر الملوك: إني لا أصغر عن القول، ولا يعظم أحد منكم عن الاستماع، وإني أناشدكم اللَّه والرحم أن تصيروا أحاديث في ناقة أخذت بحق وارتجاعها باطل، وأنشدهم:
ما كان في ناقة ضلّت حلومكم ... ما تغدرون بعهد اللَّه والذّمم
ألقى زياد عليها حقّ ميسمه ... بعد اللّسان وبعد الكفّ والقدم
ليس التّشوش على بكر وإخوتهم ... أسام فيها وربّ الحلّ والحرم
[البسيط]
__________
(1) في أ: الجنبة.
(2) في أ: النقبات.
(3) في أ: كنقبات.(5/78)
قال: فبعث إليه الأشعث بن قيس: أرى كلامك يدفعنا وإياك إلى ما نكره، وإنا لا نحمل ذلك، وخرج بينهم إلى المدينة ثم رجع مع المسلمين لقتالهم، واستشهد مع زياد بن لبيد، فرثاه مرباع الكندي بقوله:
أعبد اللَّه قد أعذرت فينا ... ولكنّا هزئنا بالنّصيح
وقد أسمعتنا بدعاء داع ... إلى العلياء والأمر الصّحيح
[الوافر]
6377 ز- عبد اللَّه التميمي.
له إدراك. ذكر البخاريّ في «تاريخه» من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن عبد اللَّه التميمي «1» . قال: بعث عمر بن الخطاب عمار بن ياسر أميرا علينا ونحن بالمدائن.
6378 ز- عبد الجد بن عبد العزيز الأزدي:
هو المعروف بالجلندي. تقدم في حرف الجيم
6379 ز- عبد الحجر بن سراقة:
أخو الأحوص «2» بن جعفر بن كلاب العامري الكلابي.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وكان شهد القادسيّة فعقر ناقته، وقال:
وما عقرت بالسيلحين مطيّتي ... وبالجسر إلّا خشية أن أعيّرا
[الطويل] قلت: وما أظنّه ترك اسمه على حاله في الإسلام.
6380- عبد خير بن يزيد:
ويقال ابن «3» محمد بن خولي بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن الصائد الهمدانيّ، أبو عمارة الكوفي «4» .
أدرك الجاهلية قال الخطيب: يقال اسمه عبد الرحمن.
قلت: ولعله غيّر في الإسلام.
__________
(1) في أ: له إدراك ذكره قال..
(2) في أ: الأخوص.
(3) في أ: ويقال اسمه محمد.
(4) أسد الغابة ت (3263) ، الاستيعاب ت (1717) .(5/79)
وقال أبو عمر: أدرك زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولم يسمع منه.
قلت: وتأتي قصة إسلامه في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ترجمة والده يزيد، رواها أبو يعلى وغيره.
روى عبد خير عن أبي بكر الصديق، وعن ابن مسعود، وعلي، وكان من كبار أصحابه، وعن عائشة وغيرهم.
روى عنه ابنه المسيب، والشّعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن سلع، وعلقمة بن مرثد، والحكم، وعطاء بن السائب، وآخرون.
نزل الكوفة قال عبد الملك بن سلع: قلت له: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. أخرجه الدّولابيّ في «الكنى» فيمن يكنى أبا عمارة. وذكره أحمد بن حنبل في الأثبات عن عليّ ووثّقه ابن معين، والنسائي، والعجليّ، وذكره مسلّم في الطبقة الأولى من التابعين.
6381 ز- عبد الرحمن بن أربد الأسدي.
ذكره وثيمة في كتاب «الرّدة» عن ابن إسحاق فيمن انحاز من بني أسد عن طليحة بن خويلد الأسدي لما ادّعى النبوة. واستدركه ابن فتحون.
6382- عبد الرّحمن
بن الأزور الأسدي، أخو ضرار بن الأزور الصّحابي.
كان ببلاد قومه لما ادّعى طليحة بن خويلد النبوة ففارقه، وقال يخاطب أخاه ضرارا ليحرّض الأنصار على جهاد من بالبطاح من أهل الردة بقصيدة أولها:
قد قلت للمرء الشّقيق ضرار ... طال البكاء لفرقة الأنصار
[الكامل] ذكره وثيمة عن ابن إسحاق.
6383 ز- عبد الرحمن بن تيم بن مالك بن الصحبان الأزدي:
ابن عم سنان بن كعب بن مالك بن الصحبان المقدم ذكره.
له إدراك، وكان ولده مجاعة شريفا في الأزد في زمان المهلب. ذكره ابن الكلبيّ.
6384- عبد الرّحمن بن حبيش الأسديّ.(5/80)
ذكره وثيمة في كتاب «الردة» عن ابن إسحاق. وأنه ممن ثبت على إسلامه وفارق طليحة.
وقد تقدم ذكر أبيه حبيش في الحاء المهملة ويأتي ذكر أخيه غسان في الغين المعجمة.
6385- عبد الرحمن بن ذي الجرّة الحميري.
ذكر المدائنيّ أنه وفد على أبي بكر الصديق، فسمّاه عبد الرحمن. وقد تقدّم في حرف الباء الموحدة في باب، وهو اسمه الأول، وذكرت له قصة في فتح تستر مع أبي موسى الأشعري نقلته من خط الخطيب في [كتاب] «1» «المؤتلف» .
6386 ز- عبد الرحمن بن سلمة:
أخو أبي وائل شقيق.
روى عنه شقيق. وكان عبد الرحمن أسنّ منه. وقد تقدم ذكر شقيق في هذا القسم فعبد الرحمن أولى بذلك.
وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. وقال: روى عنه أخوه.
6387 ز- عبد الرحمن بن عائذ الحمصي:
قال البغويّ: يقال إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ونفى ذلك أبو حاتم وغيره. وسأذكر ترجمته في القسم الرابع.
6388 ز- عبد الرحمن بن عبد اللَّه.
قال ابن عساكر: له إدراك، وأخرج من طريق الخرائطي بسند له إلى جعفر بن برقان، عن أبي سكينة الحمصي، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، قال: قدم عمر بن الخطاب الجابية، فقام فينا خطيبا.. فذكر الخطبة.
6389
- عبد الرحمن «2» بن عسيلة:
بمهملتين، مصغرا، ابن «3» عسل مكبرا، ثم سكون ابن عسال المرادي، أبو عبيد اللَّه»
الصنابحي اليماني، نزيل الشام.
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فوجده قد مات، فصلّى خلف أبي بكر.
وروى عنه وعن عمر، وعلي، وبلال، وسعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وجماعة.
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (3360) ، الاستيعاب ت (1447) .
(3) في أ: ابن عبيد بكر.
(4) في أ: عبد.(5/81)
روى عنه أسلّم مولى عمر، وعطاء بن يسار، وعبد اللَّه بن محيريز، وأبو الخير اليزني، ويونس بن ميسرة، وآخرون.
قال ابن سعد ثقة قليل الحديث. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وقال العجليّ:
تابعي ثقة، ونحوه ابن حبان. وقال ابن معين: تأخر إلى زمان عبد الملك. وذكره البخاريّ فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين. وقال يعقوب بن شيبة. هؤلاء الصّنابحيون الذين يروي عنهم في العدد ستة، وإنما هما اثنان فقط: الصنابح الأحمسي، ويقال له الصنابحي الأحمسي، وهو واحد ومن ذكره بلفظ النسب أخطأ، وهو الّذي يروي عنه الكوفيون، والثاني عبد الرحمن بن عسيلة، كنيته أبو عبد اللَّه، روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلة.
وروي عن أبي بكر وغيره، فمن قال فيه عبد الرحمن الصنابحي أصاب اسمه، ومن قال: عن أبي عبد اللَّه الصنابحي أصاب كنيته، ومن قال عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فقد أخطأ قلب كنيته فجعلها اسمه. هذا قول علي بن المديني ومن تابعه. قال يعقوب: وهو الصّواب عندي.
قلت: وقد تقدم في العبادلة في القسم الأول بيان الاختلاف في عبد اللَّه الصّنابحي، ومن أثبت أنه غير عبد الرحمن بن عسيلة ومن نسب من قال ذلك للوهم. وللَّه الحمد والمنة.
6390- عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي الحمصي «1» :
قاضيها.
ذكره ابن مندة في الصّحابة، وتعقبه أبو نعيم بأنه مشهور من تابعي أهل الشام.
وقد روى آدم بن أبي إياس في كتاب «الثّواب» عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف- وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر حديثا.
وذكره جمهور من صنّف في الرّجال في التّابعين.
قال العجليّ: شامي تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.
6391 ز- عبد الرحمن بن غنم بن كريز «2» :
ويقال هانئ بن ربيعة بن عامر بن عدي بن وائل الأشعري.
__________
(1) أسد الغابة ت (3371) .
(2) طبقات ابن سعد 7/ 441، طبقات خليفة ت (2883) ، المعرفة والتاريخ 2/ 309، الجرح والتعديل القسم الثامن المجلد الثاني 4/ 27، تاريخ ابن عساكر 10/ 73، تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول الجزء الأول 302، تهذيب الكمال 813، تاريخ الإسلام 3/ 188، تذكرة الحفاظ 1/ 48، العبر 1/ 89، البداية والنهاية 9/ 29، تهذيب التهذيب 6/ 250، النجوم الزاهرة 1/ 198، طبقات الحفاظ للسيوطي 30، خلاصة تذهيب الكمال 233، شذرات الذهب 1/ 84.(5/82)
تقدّم نسبه، وسمّي ابنه في القسم الأول. وأما هذا فتابعي شهير، له إدراك، وهاجر في زمن عمر.
قال البغويّ: هو قديم، لا أدري أدرك أم لا. وقيل: إنه ولد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقال حرب، عن أحمد: أدرك ولم يسمع. وقال التّرمذيّ: يقال إنه أدرك.
وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته. وقال أبو حاتم: جاهلي ليست له صحبة، وروايته مرسلة.
وقال أبو عمر: كان مسلما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره، سمع معاذ بن جبل. وقال يعقوب بن شيبة: أدرك عمر وسمع منه. وقال ابن أبي خيثمة: قال أبو مسهر: كان رأس التابعين.
وقد روى عبد الرحمن بن غنم عن عمر، وعثمان، ومعاذ، وأبي عبيدة، وأبي ذر، وأبي الدّرداء، وأبي مالك الأشعري، وشداد بن أوس، وثوبان، وعبادة، وغيرهم.
روى عنه ابنه محمد، وعطية بن قيس، وأبو سلام الأسود، وشهر بن حوشب، ومكحول، ورجاء بن حيوة، وآخرون.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن دحيم: عبد الرحمن بن غنم مقدّم عندي على الصّنابحي، وهو رجل أهل الشام.
قال خليفة وغيره: مات سنة ثمان وسبعين من الهجرة.
6392- عبد الرحمن بن قيس بن سواء:
أبو عطية المذبوح.
مشهور بكنيته. له إدراك، وشهد اليرموك.
قال ابن المبارك في «الزّهد» : حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حماد بن سعيد بن أبي عطية، قال: لما حضر أبا عطية الموت جزع، فقيل له: أتجزع؟ قال: وما لي لا أجزع، وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يسلك بي.
وذكر ابن أبي حاتم، عن أبيه أنه سأل عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي عطية المذبوح عن اسم جدّه، فقال: عبد الرحمن بن قيس وإنما قيل(5/83)
له المذبوح، لأنه أصابه سهم وهو مع أبي عبيدة باليرموك فقطع جلده، ولم يفر الأوداج، فكان إذا شرب الماء يرى مجراه. عاش بعد ذلك زمانا فسمي المذبوح.
6393 ز- عبد الرحمن بن مسلمة: شامي.
سمع أبا عبيدة بن الجراح.
روى عنه الوليد بن أبي مالك، ذكره البخاري، وقال: لا يصح حديثه. وقال أبو حاتم: بل هو صالح الحديث.
6394- عبد الرحمن بن مطرح الحنفي.
أدرك الجاهليّة، ولما ارتدّ أهل اليمامة أنكر على مسيلمة وقومه، وكتب إلى أبي بكر يخبره بعورتهم. ذكره وثيمة، وأنشد له شعرا يمدح فيه خالد بن الوليد وفيه:
لسنا نغرّك من حنيفة، إنّهم ... والرّاقصات إلى بني كفّار
[البسيط]
6395 ز- عبد الرحمن بن مل «1» :
بفتح الميم ويجوز ضمها وكسرها بعدها لام ثقيلة، ابن عمرو بن عدي بن وهب بن «2» ربيعة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد، أبو عثمان النهدي. مشهور بكنيته.
نسبه ابن الكلبيّ، وتبعه جماعة، وسقط من كلام أبي عمر، ذكره سعد، ولا بد منه.
ذكره ابن أبي شيبة من طريق عاصم. سئل أبو عثمان وأنا أسمع: هل أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: نعم، وأسلمت على عهده، وأدّيت له ثلاث صدقات، وغزوت على عهد عمر غزوات.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق حميد بن أبي عثمان، قال: كنّا في الجاهليّة إذا تحملنا حملنا حجرا على بعير، فإذا رأينا أحسن منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا سقط عن البعير قلنا سقط إلهكم، فالتمسوا غيره.
__________
(1) أسد الغابة ت (3404) ، الاستيعاب ت (1469) ، طبقات ابن سعد 7/ 97، طبقات خليفة ت (1670) ، المعارف 426، الجرح والتعديل قسم 2، مجلد 2/ 283، تاريخ بغداد 10/ 202، تهذيب الكمال 1632، تاريخ الإسلام 4/ 82، تذكرة الحفاظ 1/ 61، العبر 1/ 119، تذهيب التذهيب 2/ 228، البداية والنهاية 9/ 15، 190، تهذيب التهذيب 6/ 277، طبقات الحفاظ للسيوطي: 25- خلاصة تذهيب التهذيب 235، شذرات الذهب 1/ 118.
(2) في أ: أمية.(5/84)
قال ابن المديني: هاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، فوافق استخلاف عمر، فسمع منه ونزل الكوفة، فلما قتل الحسين تحوّل إلى البصرة.
وسمع أبو عثمان من كبار الصّحابة، فروى عن عمر، وعلي، وسعد، وسعيد، وطلحة، وابن مسعود، وحذيفة، وبلال، وأبي هريرة، وأبي موسى، وعائشة، وغيرهم.
روى عنه قتادة، وسليمان التيمي، وثابت، وعاصم الأحول، وعوف، وخالد الحذّاء، وأيوب، وحميد، وآخرون.
قال عبد القاهر بن السّري عن أبيه عن جده: حجّ أبو عثمان ستين حجة وعمرة، وكان يقول: أتت عليّ مائة وثلاثون سنة.
قال عمرو بن عليّ: مات سنة خمس وتسعين. وقال ابن معين: سنة مائة. وقال خليفة: بعد سنة مائة.
6396- عبد الرحمن بن ملجم المرادي:
أدرك الجاهلية، وهاجر في خلافة عمر، وقرأ على معاذ بن جبل. ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، ثم صار من كبار الخوارج، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقتل علي بن أبي طالب، فقتله أولاد علي. وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين. ذكره الذّهبيّ في التجريد لكونه على الشرط، وليس بأهل أن يذكر مع هؤلاء، وبسطت ترجمته في لسان الميزان.
6397
- عبد الرحمن بن النعمان «1» بن بزرج:
ذكره الواقديّ فيمن أسلّم من أهل سبإ في العهد النبويّ. وكذا ذكره سيف في «الفتوح» .
وقد تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه.
وسيأتي في ترجمة أبيه النعمان كيفية إسلامه.
6398 ز- عبد الرحمن بن يزيد اللّخمي:
مولاهم. جدّ موسى بن نصير الّذي افتتح المغرب الأقصى.
قال الرّشاطيّ: وجدت بخط الحكم المستنصر: كان نصير والد موسى شجاعا «2» ،
__________
(1) أسد الغابة ت (3404) .
(2) في أ: شجاعا وشهد فتح مصر.(5/85)
وشهد قبل ذلك مع أبيه اليرموك، واستشهد يومئذ، وذلك في سنة خمس عشرة.
6399 ز- عبد عمرو بن مفرغ:
تقدم في عبد الرحمن.
6400- عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي:
ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان مع أبي عبيدة بمرج الصّفّر، وشهد «اليرموك» .
6401 ز- عبد المنان بن المتلمّس «1» :
جرير بن عبد المسيح.
كان أبوه شاعرا مشهورا في الجاهلية، وأدرك عبد المنان الإسلام ذكره أبو عبيد البكريّ في «شرح الأمالي» .
6402- عبد بن الجلنديّ «2» .
تقدّم ذكره مع أخيه جيفر «3» في حرف الجيم.
6403 ز- عبد بن عبد بن عبد اللَّه بن أبي يعمر بن حبيب بن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان بن عمر بن قيس بن غيلان الجدلي:
أبو عبد اللَّه.
مشهور بكنيته، وقيل اسمه عبد الرحمن. قال ابن مندة: هو قديم، ثم ذكر في الصحابة ولا يصح.
قلت: أرسل شيئا، وهو معدود في التابعين، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وروى عن سلمان الفارسيّ، وعن علي، وعائشة وغيرهم. روى عنه الشّعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وسعيد بن خالد الجدلي، وآخرون. ووثقه أحمد وابن معين والعجليّ.
6404 ز- عبد بن غوث الحميري.
ذكر سيف «4» أن أبا بكر الصّديق بعثه إلى عياض بن غنم لما استمده من العراق، وشكا قلّة من معه.
6405- عبد بن قيس بن بجرة «5» :
ويقال: قيس بن بجرة «6» ، فزاري.
يأتي في قيس إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) في أ: الملتمس النصابي واسم الملتمس.
(2) أسد الغابة ت (3440) .
(3) في أ: جيعر.
(4) في أ: سيف في الفتوح أن.
(5) في أ: بجيرة.
(6) في أ: نجرة.(5/86)
6406 ز- عبدة بن الطبيب:
واسم الطبيب يزيد بن عمرو بن وعلة «1» بن أنس بن عبد اللَّه بن عبد نهم «2» بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم الشّاعر المشهور.
ذكر سيف في «الفتوح» أنه شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز، وله في ذلك آثار مشهورة. وكان في جيش النعمان بن مقرّن الذين حاربوا الفرس بالمدائن.
قال أبو الفرج: هو مخضرم، وهو شاعر مجيد ليس بالمنكر، وهو القائل في قتال الفرس:
هل حبل خولة بعد الهجر موصول ... أم أنت عنها بعيد الدّار مشغول
[البسيط] يقول فيها:
يقارعون رءوس الفرس ضاحية ... منهم فوارس لا عزل ولا ميل
[البسيط] [وذكر ابن دريد في «الأخبار المنثورة» ، وأبو الفرج الأصبهاني في «الأغاني» ، عنه، عن ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قال: اجتمع الزّبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم، وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة قبل أن يبعث، فنحروا جزورا، واشتروا خمرا ببعير، وجعلوا يشوون ويأكلون ويشربون، فقال بعضهم: لو أن قوما طاروا من جودة أشعارهم لطرتم، فتحاكموا إلى أول من يطلع عليهم، فطلع ربيعة بن حذار اليربوعي، فسرّوا به وحكموه، فقال: أخاف أن تغضبوا، فأمنوه من ذلك، فقال لهم: أما عمرو فشعره برود يمنيّة تنشر وتطوى، وأما الزبرقان فكرجل أتى جزورا فأخذ من مطايبها ثم خلطه بعد ذلك. وأما المخبّل فشهب نار يلقيها اللَّه على من يشاء من عباده. وأما علقمة فكمزادة أحكم خرزها فليس يسقط منها شيء] «3» .
وقال المرزبانيّ: كان عبدة أسود من لصوص الرّباب، وهو مخضرم، وهو الّذي رثى قيس بن عاصم المنقري التميمي لما مات بقوله:
عليك سلام اللَّه قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما
__________
(1) في أ: علي. (2) في أ: أيم. (3) في أ: جاءت هذه الفقرة بعد قوله أي تهب بالتراب.(5/87)
تحيّة من أوليته منك نعمة ... إذا زار عن شحط بلادك سلّما
[الطويل] ويقول فيها:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما
[الطويل] كان أبو عمرو بن العلاء يقول: هذا البيت أرثى بيت قيل.
وقال ابن الأعرابيّ: هو قائم بنفسه، ما له نظير في الجاهلية ولا الإسلام قال: ولما أسنّ عبدة جمع بنيه وأنشأ قصيدته التي يوصيهم فيها، وهي من القصائد التي يقول فيها:
ولقد علمت بأنّ قصري حفرة ... غبراء يحملني إليها شرجع
فبكت بناتي شجوهنّ وزوجتي ... والأقربون إليّ، ثمّ تصدّعوا
وتركت في غبراء يكره وردها ... تسفي عليّ الرّيح حين أودّع
[الطويل] قوله: قصري، بفتح القاف وسكون المهملة، أي آخر أمري.
قوله: شرجع- بفتح المعجمة وسكون الراء ثم جيم- هو سرير الميت «1» .
وقوله: تصدّعوا، أي تفرقوا.
قوله: تسفي، بمهملة ثم فاء مع فتح أوله، أي تهب بالتراب.
وقال المرزبانيّ: مخضرم، ويروي أن عمر كان يعجب من شعر عبدة. وقيل لخالد ابن صفوان: إن عبدة لا يحسن أن يهجو فقال: لا، بل كان يترفع عن الهجاء.
6407 ز- عبيد اللَّه بن الحر بن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن عويم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي:
له إدراك. قال ابن الكلبيّ: كان شاعرا فاتكا. وسيأتي في ترجمة مرثد بن قيس أنّ عبد اللَّه بن الحرّ شهد القادسيّة.
6408
ز- عبيد اللَّه بن «2» صبرة:
ويقال: ضمرة بن «3» هوذة، ويقال «4» : هوذ «5» الحنفي اليمامي.
__________
(1) في أ: البيت.
(2) أسد الغابة ت (3469) ، الاستيعاب ت (1733) .
(3) في أ: هودة.
(4) في أ: هوذة.
(5) في أ: الجعفي.(5/88)
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يلقه.
وقد مضى ذكره في ترجمة الأفغس «1» أو الأقيصر اليمامي في القسم الأول.
6409- عبيد:
بغير إضافة، مصغّرا، ابن سراقة [حجازي يقول لعمر:
فإنّك مسترعى وإنّا رعيّة ... وإنّك مدعوّ بسيماك يا عمر
[الطويل] وذكره المرزباني] «2» ، ويأتي في عمرو.
6410 ز- عبيد بن جحش:
شهد القادسيّة، ونزل الكوفة. ذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
6411- عبيد بن شريّة «3» :
بمعجمة، وزن عطية. أحد المعمرين.
روى أبو موسى، من طريق معاوية بن سليم، عن هشام بن محمد، عن أبيه محمد بن السائب الكلبي، قال: عاش عبيد بن شريّة الجرهميّ مائتين وأربعين سنة، وقيل ثلاثمائة سنة، وأسلّم، ووفد على معاوية فقال: أخبرني بأعجب ما رأيت. قال: انتهيت إلى قوم يدفنون ميتا ... فذكر قصة، وفيها الشعر المشهور:
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحيّ مسرور
[البسيط] وأخرجها أبو موسى من طريق عمران بن سعيد القرشي، عن أبيه- أنّ معاوية أتى بعمير بن شريّة، وقد أتت عليه عشرون ومائتا سنة.. فذكره نحوه. وفيه الشعر، فلعل قوله في هذه الرواية عمير تصحيف سمعي. فإن المشهور عبيد.
وقد ذكر الرّشاطيّ عن الهمدانيّ أن معاوية كان مستشرفا لأخبار حمير، فقال له عمرو بن العاص: أين أنت عن عبيد بن شريّة، فإنه أعلم من بقي بأخبارهم وأنسابهم.
فكتب إليه يأخذ منه الأخبار، فألفها كتابا، وقد زيد فيه ونقص، فلا يؤخذ منه نسختان مستويتان.
وذكر محمّد بن إسحاق النّديم في «الفهرست» أنه روى عن زيد بن الكيس وعن أبيه الكيس.
وعاش عبيد إلى خلافة عبد الملك بن مروان.
__________
(1) في أ: الأقعس.
(2) في أ: سقط.
(3) أسد الغابة ت (3502) .(5/89)
6412 ز- عبيد بن عاضرة «1» :
بن سمرة بن عمرو بن قرط التميمي: ثم العنبري «2» .
لأبيه صحبة، وبعثه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، ولولده عبيد ادراك ولا يعرف له صحبة. وله قصة مع إبراهيم بن عربي «3» والى اليمامة في خلافه عبد الملك بن مروان ومع جرير بن الخطفى الشاعر.
6413 ز- عبيد ابن أم كلاب «4» :
له ادراك، ورواية عن عمر. واخرج احمد في الزهد من طريق سعيد بن ابى هلال، عن عبد العزيز بن عمر، انه سمع عمر يقول: لا يعجبنكم «5» طنطنة الرجل، ولكن من ادى الأمانة وكف عن اعراض الناس فهو الرجل.
6414 ز- عبيد بن منقذ:
شهد حرب الفرس بالحيرة، فلما نزل روزبه قنطرة النهرين خرج اليهم عبيد بن منقذ ... فذكر القصة.
6415 ز- عبيد بن نضلة الخزاعي «6» :
تابعي شهير، يكنى ابا معاوية.
روى عن ابى مسعود، والمغيرة بن شعبة، وسليمان بن صرد ومن التابعين عن علقمة، ومسروق والسلماني.
روى عنه إبراهيم النخعي، وأشعث بن سليم، وحمران بن أعين قال العجليّ: كوفى تابعي ثقة، كان يقرئ أهل الكوفة.
وذكر ابن حزم انه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يلقه.
واخرج ابن ابى شيبة في مسندة من طريق القاسم بن مخيمرة عن عبيد بن نضلة ان
__________
(1) في أ: غاضرة.
(2) في أ: العنزي.
(3) في أ: عدي.
(4) في أ: أم كلاب ويأتى بعد ترجمة عبيد بن منقذ.
(5) في أ: تعجبكم.
(6) أسد الغابة ت (3523) طبقات ابن سعد 6/ 117، تاريخ خليفة 273، طبقات خليفة 150، التاريخ الكبير 6/ 5، تاريخ الثقات للعجلى 323، المعرفة والتاريخ 2/ 556، الجرح والتعديل 6/ 3، الثقات لابن حبان 5/ 138، الكاشف 2/ 210، تهذيب التهذيب 7/ 75، تقريب التهذيب 5451، غاية النهاية 1/ 497، خلاصة تهذيب التهذيب 256، رجال مسلم 2/ 26، رقم 1060، تاريخ الإسلام 2/ 480.(5/90)
الناس قالوا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عام مجاعة سعّر لنا ... الحديث. قال العسكري: ليس يصحّ سماعه، وأكثر ظني أنه مرسل.
وقد ذكره كذلك ابن أبي حاتم «1» ، وقال: مختلف في صحبته سوى الحديث المرسل.
وأما إدراكه فصحيح، وعدّه علي بن المديني في الفقهاء من أصحاب ابن مسعود.
6416 ز- عبيد، مولى الأنصار:
له إدراك، وهو من سبي خالد بن الوليد. يأتي خبره في ترجمة يسار جدّ محمد بن إسحاق صاحب المغازي.
6417 ز- عبيد الأنصاري:
ذكر في ترجمة سميه في القسم الأول. وذكره البخاريّ وابن حبّان في التابعين.
6418 ز- عبيد الثّقفي:
الّذي كان ينسب إليه زياد بن سميّة قبل أن يستخلفه معاوية.
ذكر ابن الأعرابيّ أنّ أباه يونس بن عبيد خاصم معاوية في ذلك، فذكر قصة طويلة.
وعبيد المذكور كان مولى الحارث بن كلدة، فزوّجه مولاه سمية، فولدت له زيادا وغيره.
وذكر الغلابي في كتاب «أخبار زياد» بأسانيد له أنّ عمر كان وجّه زيادا في وجه، فقدم عليه وقد كفاه ما بعثه إليه، فخطب خطبة بليغة، وناظر عن أبي موسى، وكان أبو موسى استكتبه لما ولى إمرة البصرة لعمر، فرفعوا فيه إلى أبي موسى، فكان زياد يحاجج عن أبي موسى، فقال له عمر: ما فعلت في أول شيء حصل لك من الكبر؟ «2» قال: وجدت عبيدا أبي في الرقّ، فاشتريته بألف. فقال له عمر: نعم الألف.
6419- عبيد المحاربي:
أحد بني طريف» .
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وأنشد له يخاطب مزرّد بن ضرار الأسدي وهو أخو الشماخ، وسيأتي ذكره في حرف الميم من أبيات، فقال:
فقلت تزرّدها عبيد فإنني ... لزرد الموالي في السّنين مزرّد
[الطويل]
__________
(1) في أ: أبو نعيم.
(2) في أ: من الكبت.
(3) هذه الترجمة سقط في هـ.(5/91)
فسمي لذلك مزرّدا، وقال فسمي لذلك مزرّدا، وقال عبيد يجيبه:
تركت ضرارا في الظّهيرة رازما ... فهلّا ضرار أبا يزيد مزرّد
[الطويل]
6420 ز- عبيد، والد أبي حرّة:
يأتي خبره في ترجمة وهب بن خالد.
6421- عبيدة «1» :
بفتح أوله وزيادة هاء، ابن عمرو. ويقال ابن قيس بن عمرو السّلماني، بفتح المهملة وسكون اللام وفتحها بعضهم.
قال ابن الكلبيّ: أسلم قبل وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بسنتين ولم يلقه. وكذا قال العجليّ، وقال: تابعي ثقة.
وقال الواقديّ: هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة. وروى عن ابن مسعود وعليّ.
روى عنه محمد بن سيرين، وأبو إسحاق السّبيعي، وإبراهيم النخعي، والشّعبي، وأبو حسان الأعرج، وغيرهم. وكان ابن سيرين أروى «2» الناس عنه.
وقد ذكر علي بن المديني والقلّاس أنّ أصح الأسانيد ابن سيرين عن عبيدة عن عليّ.
وقال ابن نمير: كان شريح إذا أشكل عليه شيء كتب إلى عبيدة.
مات سنة اثنتين وسبعين، وأرّخ الترمذي: سنة ثلاث، وابن أبي شيبة سنة أربع. وفي كل ذلك نظر بيّنت وجهه في مختصر التهذيب.
6422- عبيس، مولى أبي بكر الصديق:
يأتي في القسم الأخير.
العين بعدها التاء
6423 ز- عتّاب بن سلمة:
له إدراك، لأن عمر قبل شهادته على قدامة بن مظعون حين شرب الخمر.
أخرجه ابن أبي شيبة من وجهين.
وسيأتي ذكر القصة واضحا في ترجمة أمّه إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) أسد الغابة ت (3532) ، الاستيعاب (1773) .
(2) في أ: راوي.(5/92)
6424- عتبة بن ربيعة بن بهز:
حليف بني عصمة.
شهد اليرموك أميرا، قاله سيف في «الفتوح» ، قال: وأمّره خالد بن الوليد على بعض الكراديس.
وقال ابن عساكر: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا أعرف له رواية، استدركه ابن فتحون.
6425- عتبة بن الوغل التغلبي:
له إدراك، وله مع عثمان خبر في عزل سعيد بن العاص، وولاية الأشعري، وله قصص مع عليّ. ويقال: إنه القائل في يوم صفّين:
لمن راية سوداء يخفق ظلّها ... إذا ما قيل قدّمها حصين تقدّما
[الطويل]
6426 ز- عتريس بن عرقوب «1» :
قال ابن مندة: ذكر فيمن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنه طارق بن شهاب. ولا يصح له صحبة.
6427 ز- عتيبة:
بمثناة وموحدة مصغر، [ابن عتيبة] بن مرداس التميمي بن الحارث بن مدرك الدّهماني.
ذكره أبو القاسم الحسن بن بشر الآمديّ وأنه شهد حنينا مع المشركين، وأنشد له شعرا يمدح مالك بن عوف رأس القوم في تلك الوقعة، وفي أثناء ذلك الشعر ما يدلّ على أنه أسلّم بعد ذلك، ولم أقف على خبر صحيح بأنه صحابي، فذكرته في هذا القسم ونبهت عليه في الأول، من قصيدته المذكورة ما نقلته من خط الحافظ أبي بكر الخطيب:
واذكر مسيرهم للنّاس إذ جمعوا ... ومالك حوله الرّايات تختفق
ومالك ملك ما فوقه أحد ... وافى حنينا عليه التّاج يأتلق
في كلّ جأواء جمهور مسوّمة ... يعشى إذا هي سارت دونها الحدق
وقيس عيلان طرّا تحت رايته ... إن سار ساروا وإن لاقى بهم صدقوا
فضاربوا النّاس حتّى لم يروا أحدا ... حول النّبيّ إلى أنّ جنّه الغسق
ثمة نزل جبريل بنصرهم ... من السّماء فمهزوم ومعتنق
__________
(1) أسد الغابة ت (3564) .(5/93)
منّا ولو غير جبريل يقاتلنا ... لمنّعتنا إذن أسيافنا العتق
وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا ... بطعنة بلّ منها سرجه العلق
[البسيط] قال أبو الفرج الأصبهانيّ: شاعر مقل مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وكان هجّاء، وأنشد له شعرا رثى به قومه.
6428 ز- عتيبة بن النّهّاس:
بنون ومهملة، العجليّ، واسم النهاس عبدل، بن حنظلة بن يام، بتحتانية، ابن الحارث.
كان من كبار العجليين «1» . له إدراك ومشاهد في خلافة أبي بكر رضي اللَّه عنه.
قال ابن ماكولا: كان شريفا، وكان مع خالد بن الوليد باليمامة، واستعمله على اللهازم، حين سار إلى فاطمة. وكذا ذكره سيف في الفتوح، وقال: من الكماة الشجعان.
وذكره الطّبري أيضا، وأن العلاء بن الحضرميّ أرسل إليه في أمر الردّة، وأخوه عتّاب كان شريفا، وابنه المغيرة بن عتبة كان قاضي الكوفة. استدركه ابن فتحون، تردّد هل هو كذا أو بالتحتانية والنون، والأول أصوب.
العين بعدها الثاء
6429- عثعث بن عمرو الكندي:
ممن ثبت على إسلامه في زمن الردّة. ذكره وثيمة عن ابن إسحاق. وأنشد له في ذلك يخاطب الأشعث:
إن تمس كندة ناكثين عهودهم ... فاللَّه يعلم أنّني لم أنكث
لا تبغ إلّا الدّين دينا واحدا ... خذها ولا تردد نصيحة عثعث
[الكامل] واستدركه ابن فتحون.
العين بعدها الجيم والدال
6430 ز- العجاج الراجز «2» :
يقال: له إدراك. وقد تقدّم فيمن اسمه عبد اللَّه.
__________
(1) في ط: البجلين.
(2) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 7/ 397، الشعر والشعراء 493، شرح شواهد المغني 18، الموشح 215، تاريخ الإسلام 3/ 423.(5/94)
6431- عدي بن عمرو:
بن سويد بن زبّان بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن الطائي «1» المعني الشاعر، يعرف بالأعرج.
قال ابن الكلبيّ: جاهلي إسلامي، وهو القائل:
تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصّبح قاما
كتاب اللَّه ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى
[الوافر] قد تقدم في سويد بن عدي بن عمرو «2» ، وحكى المرزباني القولين، وأنشد البيتين المذكورين في الترجمتين، واقتصر ابن الكلبيّ على الّذي هنا، واللَّه أعلم.
6432 ز- عديّ بن كعب:
أرسله أبو بكر الصديق إلى ملك الروم. تقدم في القسم الأول.
6433 ز- عرّام بن المنذر:
بن حارثة بن لأم الطائي.
أحد الشعراء المعمّرين، وهو القائل:
وو اللَّه ما أدري أأدركت أمّة ... على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما
متى تنزعا عنّي القميص تبيّنا ... جآجئ لم يكسين لحما ولا دما
[الطويل] ذكره العسكريّ في «التصحيف» ، وضبطه بالعين والراء المهملتين. وقال أبو حاتم السجستاني في المعمّرين. عوام أو عرام.
عاش إلى أن دخل على «3» عمر بن عبد العزيز «4» ليزمّن، أي «5» يكتب في الزّمنى، فقال له عمر: ما زمانتك هذه؟ فذكر البيتين.
حكاه عن ابن الكلبيّ، عن رجل من بني قيس بن حارثة عنه، وهو في الجمهرة بنحوه بلا سند: وقال في روايته: فقال له عمر: أيها الشّيخ، من أدركت؟ فأنشدهما.
وذكره المرزبانيّ فسمّاه عرّاما كما قال العسكريّ، وقال: إنه مخضرم، نزل الكوفة.
وجزم أبو مخنف «6» أنه عوّام بواو، وذكر له نحو ما تقدم.
__________
(1) أسد الغابة ت (3618) .
(2) في أ: عمر.
(3) في أ: إلى.
(4) في أ: ليرضى.
(5) في أ: إن.
(6) في أ: مخيف.(5/95)
6434 ز- عرفجة السلمي:
روى أبو عون الثقفيّ، عن عرفجة السلميّ، عن أبي بكر الصديق حديثا، ولعله عرفجة بن شريح الكنديّ، والظاهر أنه غيره.
6435- عرفجة بن خزيمة «1» :
تقدم في الأول.
6436 ز- عروة بن أفّاف بن شريح بن سعد بن حارثة بن لأم الطائيّ:
له إدراك، وشهد قتال الخوارج مع علي،
فقال علي: لا يفلت منهم واحد، ولا يقتلون منا عشرة،
فكان كذلك، وكان عروة فيمن قتل من العشرة.
6437 ز- عروة بن زيد الخيل الطائي:
تقدم في الأول.
6438
- عروة بن عياض «2» بن أبي الجعد البارقي:
ذكره ابن عبد البرّ، وكان استعمله عمر على قضاء الكوفة، وضمّ إليه سلمان بن ربيعة قبل أن يستقضي شريحا.
قلت: إن كان محفوظا فهو ابن أخي عروة بن أبي الجعد الماضي في القسم الأول، ومنهم من جزم بأنه هو، ثم اختلفوا فقيل: إن الصّواب في عروة بن أبي الجعد أنه عروة بن عياض، وأنه نسب إلى جدّه، وهذا قول الرّشاطي، ومنهم من قال: بل عياض اسم أبي الجعد، فعلى هذا يقرأ عياض «3» بإعراب عروة.
6439
ز- عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش «4» [بن عصر] «5» بن غنم بن مالك بن عوف بن منبّه بن غطيف المرادي: ثم الغطيفي «6» .
له إدراك، وكان ابنه هانئ بن عروة من رؤساء أهل الكوفة، وهو الّذي نزل مسلّم بن عقيل بن أبي طلب عنده لما أرسله الحسين بن علي لأخذ البيعة على أهل الكوفة، فقبض عبد «7» اللَّه بن زياد عليهما فقتلهما، وفي ذلك يقول الشاعر:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السّوق وابن عقيل «8»
[الطويل]
__________
(1) أسد الغابة ت (3636) ، الاستيعاب ت (1815) .
(2) أسد الغابة ت (3651) ، الاستيعاب ت (2821) ، الأنساب 2/ 29، بقي بن مخلد 164، التعديل والتجريح 1177.
(3) في أ: يقرأ ابن عياض.
(4) في أ: منحدس.
(5) سقط في أ.
(6) في أالعطيفي.
(7) في أ: عبيد.
(8) انظر تاريخ الطبري 3/ 350، 351.(5/96)
[ذكره ابن الكلبيّ] «1» .
6440 ز- عروس بن المفترس بن مقاتل الأسدي الفقعسيّ:
ذكره المرزبانيّ، فقال: مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وهو القائل:
نحن الّذين اغتصبنا النّاس كلّهم ... حتّى اهتدى طائع منهم ومعشور
حتّى أقاموا قناة الدّين واعتدلوا ... فالسّيف عبد وقلب القوم مشهور
[البسيط]
6441
- عريب بن عبد كلال بن عريب «2» بن يشرح «3» الحميري:
ذكر ابن الكلبيّ أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إليه وإلى أخيه الحارث، وكان إليهما أمر حمير.
وقد تقدم الحارث وشرحبيل أخواه «4» ، وذكر ابن إسحاق أن الكتاب كان إلى أخيه ولم يذكر هذا.
العين بعدها الزاي
6442 ز- عزرة بن قيس بن عزية الأحمسي البجلي:
وسكن حلوان في عهد عمر. روى عنه أبو وائل، قال الأعمش، عن أبي وائل، عن عزرة بن قيس: خطبنا خالد بن الوليد، فقال: إنّ عمر بعثني إلى الشام. الحديث في الفتن:
وفيه قول خالد: إنها لا تكون وعمر حيّ.
قال عليّ بن المدينيّ، لم يرو عنه غير أبي وائل. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين.
بقي إلى أيام معاوية فيما بلغني، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى.
العين بعدها السين
6443
ز- عسكلان بن عواكن «5» الحميري:
أحد المعمرين، كان ممن بشّر برسالة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم أدرك البعثة، وأرسل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بشعر يمدحه، ويذكر فيه إسلامه، ولم يبلغنا أنه هاجر.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (3663) ، الثقات 3/ 322، تجريد أسماء الصحابة 1/ 380، الإكمال 1117.
(3) في أ: اليشرح.
(4) في أ: أخوه.
(5) في أ: عواكر.(5/97)
روى حديثه البلويّ، عن عمارة بن زيد، عن عبد اللَّه بن العلاء، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، قال: كان حميد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبي يقول: سافرت إلى اليمن قبل المبعث بسنة، فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري، وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى عاد كالفرخ، وهو يقول:
إذا ما الشّيخ صمّ فلم يكلّم «1» ... وأودى سمعه إلّا يدايا
فذاك الدّاء ليس له دواء ... سوى الموت المنطّق بالرّزايا
شهدت بنا مع الأملاك منّا ... وأدركت المواقف في القضايا
فبادوا أجمعين فصرت جلسا ... صريعا لا أبوح إلى الخلايا
[الوافر] قال عبد الرّحمن: وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال يسألني عن مكة وأحوالها، وهل ظهر فيها من خالف دينهم أو لا؟ حتى قدمت القدمة التي بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا غائب فيها، فنزلت عليه فقعد وقد شد عصابة على عينيه، فقال لي: انتسب يا أخا قريش، فقلت: أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال:
حسبك. قال: ألا أبشّرك ببشارة، وهي خير لك من التجارة؟ قلت: بلى قال: أتيتك بالمعجبة وأبشرك بالمرغبة، إن اللَّه قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيّا، وأنزل عليه كتابا وفيّا، ينهى عن الأصنام، ويدعو إلى الإسلام، يأمر بالحق ويفعله، وينهى عن الباطل ويبطله، وهو من بني هاشم، وإن قومك لأخواله، يا عبد الرحمن، وازره وصدّقه، واحمل إليه هذه الأبيات:
أشهد باللَّه ذي المعالي ... وفالق اللّيل والصّباح
إنّك في السّرّ من قريش ... وابن المفدّى من الذّباح
أرسلت تدعو إلى يقين ... ترشد للحقّ والفلاح
هدّ كرور السّنين ركني ... عن مكرّ السّير والرّواح
أشهد باللَّه ربّ موسى ... أنّك أرسلت بالبطاح
فكن شفيعي إلى مليك ... يدعو البرايا إلى الصّلاح
[مخلع البسيط] قال عبد الرّحمن: فقدمت فلقيت أبا بكر، وكان لي خليطا، فأخبرته الخبر، فقال:
هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه إلى خلقه رسولا، فأته، فأتيته وهو في بيت خديجة
__________
(1) في هـ: يتكلم.(5/98)
فأخبرته، فقال: أما إن أخا حمير من خواصّ المؤمنين، وربّ مؤمن بي ولم يرني، ومصدّق بي وما شهدني، أولئك إخواني حقا.
أخرجه ابن عساكر في «تاريخه الكبير» من هذا الوجه والبلويّ ضعيف، وراويه عنه عمر بن مدرك اتّهمه يحيى بن معين.
العين بعدها الطاء
6444
ز- عطاء بن أبي جليد «1» الخزاعي:
ثم الحميري.
له ذكر في قصة في صدر الإسلام، وعاش إلى خلافة عثمان.
روى عنه ابنه عبد اللَّه بن عطاء، قال عمر بن شبّة في كتاب مكّة: حدثنا غسان، حدثني عبد العزيز بن عمران، عن موسى بن يعقوب- وهو الزّمعي، عن ابن لعبد اللَّه بن عطاء بن أبي جليد «2» ، عن أبيه عن جدّه، قال: أحدث بنو العرابة من بهز- بطن من بني سليم- في قومهم حدة «3» ، قتلوا قتيلا، ثم خرجوا فهبطوا على ابن أبي جليد «4» ، فحالفوه، وكان ينزل ستارة، فطلبهم قومهم فمنعهم، وقال: هم حلفائي وأنا أعقل عنهم.
فلما كان في زمن عثمان خاصموه، وقالوا: حالفوه والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة فهو حلف إسلامي، فقضى عثمان كلّ حلف كان ورسول اللَّه بمكة فهو جاهلي، وما كان في الهجرة فهو إسلامي، إذ لا حلف في الإسلام.
6445 ز- عطارد بن برز العطاردي:
من ولد عطارد بن عوف بن كعب بن سعد.
رأيت في التاريخ المظفري أنه اسم أبي رجاء العطاردي ونسبه لابن قتيبة. والمشهور أن اسمه عمران. وسيأتي «5» .
6446 ز- عطارد العقيلي:
له إدراك، وذكر في قتال أهل الرّدة «6» . تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سليك.
[6447 ز- عطارد بن برز» :
يقال إنه اسم أبي رجاء العطاردي.
__________
(1) في أ: خليد.
(2) في أ: خليد.
(3) في أ: حدثاً.
(4) في أ: خليد.
(5) في أ: وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى.
(6) في أ: الردة باليمامة.
(7) أسد الغابة ت (3684) .(5/99)
ذكره في «التاريخ المظفري» وعزاه لابن قتيبة وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى] «1»
العين بعدها الظاء والفاء
[6448 ز- عظيم بن علاثة بن وهب الغنوي:..
يأتي ذكره في ترجمة أبيه] «2» .
6449
ز- عفيف بن سعد «3» بن ذي يزن الحميري:
مخضرم. أدرك الجاهلية والإسلام، لأنه مات أبوه قبل البعثة، وهاجر هو من اليمن في خلافة عمر، ثم كان مع معاوية بصفّين، وله معه قصة تأتي في ترجمة الوليد بن جابر، ولم يذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو على شرطه.
6450
ز- عفيف بن عبد اللَّه بن كعب بن غزيّة بن مالك بن نصر بن مالك بن دعران «4» بن محارب بن عمرو بن شهران «5» الخثعميّ:
له إدراك، وولده كريم أحد «6» من قتل بمرج عذراء مع حجر بن عدي. ذكره ابن الكلبيّ.
6451 ز- عفيف بن المنذر التميمي:
أحد بني عمرو بن تميم.
ذكره سيف في «الفتوح» ، وأنه شهد مع العلاء بن الحضرميّ قتال الخطيم، وأبلى فيه بلاء حسنا، وهو القائل يذكر خوضهم البحر مع العلاء:
ألم تر أنّ اللَّه ذلّل بحرة ... وأنزل بالكفّار إحدى الحلائل
دعونا الّذي شقّ البحار فجاءنا ... بأعظم من فلق البحار الأفائل
[الطويل]
6452 ز- عقال بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي:
شاعر مخضرم، كان يهاجي النابغة الجعديّ، وكان رئيس بني عقيل، ذكره المرزباني، وأنشد له في ذلك شعرا.
__________
(1) سقط في أ.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) في أ: عفيف بن سيف بن ذيان الحميري.
(4) في أ، ت: دعدعان.
(5) في أ: سهران.
(6) في أ: آخر.(5/100)
العين بعدها القاف
6453 ز- عقبة بن بجرة:
بضم الموحدة وسكون الجيم، الكندي، ثم التّجيبي المصري.
روى يعقوب بن يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة- أنه صحب أبا بكر [وكان معه راية كندة يوم اليرموك. وقال ابن يونس: أسلم والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حيّ، وصحب أبا بكر] «1» ، وشهد الفتح بمصر، وهو أخو مقسم بن بجرة، ثم أخرج من طريق معاوية بن خديج، قال: هاجرنا على زمان أبي بكر، فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر، فقال: لقد قدم علينا برأس يناق البطريق، ولم يكن لنا به حاجة، إنّما هذه سنة العجم، فقال: قم يا عقبة.
فقام رجل منا يقال له عقبة بن بجرة، فقال: إني لا أريدك، إنما أريد عقبة بن عامر وفي إسناده ابن لهيعة أيضا.
6454 ز- عقبة بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأخنس الرّعيني:
له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس.
6455
ز- عقبة بن عمرو بن سعد «2» بن سلمة الخير بن جبير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة:
له إدراك، وكان ولده زرارة بن عقبة أمير خراسان، وكذلك حفيده عمرو بن زرارة وقتل بها، ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنهم من «3» عظماء نيسابور لهم قدر بها.
6456- عقبة بن النعمان العتكيّ «4» :
أبو النعمان، من أهل عمان.
ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه ثبت على إسلامه، وشيّع «5» عمرو بن العاص في جماعة من قومه حتى قدموا على أبي بكر، فشكر لهم أبو بكر ذلك، وهو القائل:
وفينا وفينا يفيض الوفاء ... وفينا يفرّخ أفراخه
كذاك الوفاء يزين الرّجال ... كما زيّن الصّدق شمراخه
وفينا لعمرو وقلنا له ... وقد نفخ الرّأي نفّاخه
[المتقارب]
__________
(1) في أ: سقط.
(2) في أ: سمير.
(3) في أ: عظيم.
(4) أسد الغابة ت (3724) .
(5) في أ: شبع.(5/101)
وله أيضا:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه ... طريد نفته مذحج والسّكاسك
رسول رسول اللَّه أعظم بحقّه ... علينا ومن لا يعرف الحقّ هالك
ونحن أناس يأمن الجار وسطنا ... إذا كان يوم كاسف الشّمس هالك
[الطويل]
6457 ز- عقفان بن قيس بن عاصم التميمي المنقري «1» :
أبوه صحابي، معروف، سيأتي ذكره، وأما هو فذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: قدم مكة في الجاهلية، فنزل على أروى بنت كريز، وهي أمّ عثمان رضي اللَّه عنه، فلما أراد الرحيل مدحها، فقال:
خلّف على أروى سلاما فإنّما ... جزاء الثّويّ أن يعفّ ويحمدا
سلاما أتى من وامق غير عاشق ... أراد رحيلا ما أعفّ وأمجدا
[الطويل] والثويّ بالمثلثة والتشديد: الضيف.
6458- عقيل بن مالك الحميري «2» :
من أبناء الملوك.
كان جارا لبني حنيفة فثبّتهم على الإسلام أيام الردّة، فخالفوه، وقال فيهم، وكان صاحب لسان وبيان، فوعظهم ونهاهم عن الردة، وقال في ذلك شعرا منه:
وقال رجال قد عدا القوم قدرهم ... عقيل، ولو أنصفت لم أعدكم قدري
فلا تأمنوا الصّدّيق واللَّه غالب ... على أمره إنّ العتيق أبو بكر
ثم لحق بخالد بن الوليد فشهد معه حروبه. ذكره وثني في «الردة» واستدركه ابن الدباغ «3» .
6459 ز- عقيل بن أبي عقيل:
تابعي أرسل شيئا، فذكره بعضهم في الصحابة. أخرج أبو جعفر النحاس، من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي- أحد المتروكين، عن عمرو بن سعيد المؤدّب، عن العباس بن الفضل، عن أبي «4» كرز الموصلي، عن عقيل «5» - أنّ آمنة أمّ النبي صلى اللَّه عليه
__________
(1) البصري: في أ.
(2) أسد الغابة ت (3733) .
(3) سقط في ط.
(4) في أ: ابن.
(5) في أ: عقيل بن أبي عقيل.(5/102)
وآله وسلم أتاها آت في منامها، فقال لها: إنك قد حملت بسيد البريّة، فسمّيه محمدا، وعلّقي عليه هذا الكتاب، فاستيقظت وعند رأسها كتاب في قصبة حديد فيه: استرعيتك ربّك ... فذكر كلاما كثيرا، وفي آخره: من كان معه هذا لم يبال بأي أرض اللَّه بات.
6460
ز- عقيم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم «1» بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤيّ بن «2» الحارث بن أسامة بن لؤيّ:
له إدراك. وذكر الزّبير أنه قتل يوم الجمل مع عائشة.
العين بعدها الكاف
6461
ز- عكرة بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة «3» بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي:
ذكره المرزبانيّ [في «معجم الشعراء» وقال: إنّه مخضرم] «4» .
6462
- عكرمة «5» بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة «6» بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي:
[الشاعر] .
[أدرك الجاهلية والإسلام] «7» ، ذكره المرزبانيّ «8» .
العين بعدها اللام
6463 ز- علاثة بن وهب بن خليفة الغنوي:
ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في «أنساب غنيّ» ، وقيل: كان أراد أن يئد ابنتين له في الجاهلية، فقال له ابنه ربيع بن علاثة: ما عليك أن تترك الوأد، فتركهما فأدركتا الإسلام فأسلم علاثة وأولاده. واسم إحدى بنتيه ورية، ثم سأل علاثة: أي الأعمال أفضل؟ قيل:
الجهاد، فأتى الجزيرة ومعه أهل بيته، فجاهد حتى قتل وقتل معه من ولده: ربيع، وعبد اللَّه، وأبي، وعظيم، وقال علاثة في جهاده:
أيا ربّ عيسى دعوة ومحمّدا ... أجبني فألحقني بأبقاهما ليا
[الطويل] في أبيات.
__________
(1) في أ: المخرم.
(2) في أ: بن عيينة بن أسامة.
(3) في أ: عائذ.
(4) في أ: سقط.
(5) في أ: عكرة.
(6) في أ: عائذ.
(7) في أ: سقط.
(8) في أ: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم.(5/103)
6464- علّاق بن وهبيل النخعي:
يأتي ذكره في ترجمة ابن يزيد النخعي.
6465 ز- علباء:
بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة، ابن الهيثم بن جرير.
أبوه من الرؤساء الذين حاربوا كسرى في وقعة ذي قار، وأدرك علباء الجاهلية والإسلام، وشهد الفتوح في عهد عمر، ثم شهد الجمل، فاستشهد بها.
وقد تقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معديكرب.
وروى ابن قتيبة في غريبه، من طريق الأصمعي، حدثني شيخ في مجلس أبي عمرو بن العلاء أنّ أهل الكوفة أوفدوا علباء بن الهيثم السدوسي إلى عمر، فرأى هيئة رثّة، فلما تكلم في حاجته أحسن، فقال عمر: لكل أناس في جملهم «1» خير.
6466 ز- علقمة بن الأرتّ العبسيّ «2» :
مخضرم، شهد وقعة فحل في أول فتوح الشام، وذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح، وأسند عن عمرو بن مالك، عن أدهم بن محرز بن أسد الباهلي، عن أبيه، قال: بلغ الروم أنّ أبا عبيدة أقبل نحوهم، فتحوّلوا إلى فحل، فنزلوها، وهي من أرض الأردن، وخرج علقمة بن الأرت، فجمع أصحابه من بلقين، وقال في ذلك:
ونحن قفلنا «3» كلّ واف سبيله ... من الرّوم معروف النّجار منطّق
ونحن طلقنا «4» بالرّماح نساءهم ... وأبنا إلى أزواجنا لم تطلّق
[الطويل] وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتاب الأخبار له هذين البيتين لعلقمة، وزاد بعدها:
وكم من قتيل أرهقته سيوفنا ... كفاحا وكفّ قد أطيحت وأسوق
[الطويل] وهذا البيت ذكره الخطابي في غريب الحديث له منسوبا لعلقمة المذكور.
6467
ز- علقمة بن أسلم بن مرثد بن زيد بن أعلس بن علقمة بن ذي جدن «5» الأكبر:
__________
(1) في أ: جملتهم.
(2) في أ: العتبي.
(3) في ت: فعلنا.
(4) في ت: طلعنا.
(5) في هـ: ذو حدب.(5/104)
يقال له المطموس، ويلقب النوّاحة، لأنّ غالب شعره مراثي في حمير.
كان يقال له: ذو جدن، وكان من عجائب الزمان في حسن التشبيه مع عماه.
ذكره الهمذاني في الأنساب، وقال: كان مخضرما، ذكره عنه الرشاطي.
6468- علقمة بن حكيم الفراسي:
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد اليرموك «1» ، وجهّزه أبو عبيدة من مرج الصّفر، مسلحة بين دمشق وفلسطين، ذكر ذلك سيف بسنده، وذكر أيضا أن عمر استعمله على الرملة، وأنّ عمرو بن العاص أقرّه على قتال إيليا. واستدركه ابن فتحون.
6469 ز- علقمة بن زيد:
له إدراك، أشار إلى ذلك ابن حبان في الثقات، وقال كتب إليه عمر. روى عنه زيد ابن رفيع.
6470- علقمة بن قيس «2» :
بن عبد اللَّه بن مالك بن علقمة بن سلامان النخعي: أبو شبل الكوفي الفقيه، مخضرم- أدرك الجاهلية والإسلام.
روي عن أبي بكر الصديق وعمر فمن بعدهما، ولازم ابن مسعود. قال هارون بن حاتم: حدثنا عبد الرحمن بن هانئ، قال: مات علقمة سنة اثنتين وسبعين وله تسعون سنة، فعلى هذا أدرك من زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نحوا من ثلاثين سنة. والمشهور أنه مات سنة اثنتين وستين.
قال ابن معين: كان علقمة أعلم بعبد اللَّه- يعني من عبيدة السلماني. وقال الأعمش،
__________
(1) في أ: ووجهة.
(2) أخبار القضاة 3/ 42، تاريخ الطبري 1/ 115، الولاة والقضاة 24، الوفيات لابن قنفذ 95، تاريخ بغداد 12/ 396، حلية الأولياء 2/ 98، جامع التحصيل 293، طبقات ابن سعد 6/ 86، التاريخ الكبير 7/ 41، الجرح والتعديل 6/ 404، العقد الفريد 2/ 233، تاريخ أبي زرعة 1/ 616، الزاهر 1/ 186، أنساب الأشراف 1/ 235، الكامل في التاريخ 3/ 132، جمهرة أنساب العرب 416، المعرفة والتاريخ 2/ 552، طبقات الفقهاء 79، تاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 404، المعارف 431، تاريخ خليفة 196، طبقات خليفة 147، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 342، مشاهير علماء الأمصار 100، التاريخ لابن معين 2/ 415، تاريخ الثقات للعجلي 339، الزيارات 79، تهذيب الكمال 957، تذكرة الحفاظ 1/ 45، العبر 1/ 66، دول الإسلام 1/ 47، الكاشف 2/ 242، سير أعلام النبلاء 4/ 53، مرآة الجنان 1/ 137، البداية والنهاية 8/ 218، غاية النهاية 1/ 516، تهذيب التهذيب 7/ 276، النجوم الزاهرة 1/ 157، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 377، طبقات الحفاظ 12، خلاصة تذهيب التهذيب 271، شذرات الذهب 1/ 70، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 7، تاريخ الإسلام 2/ 190.(5/105)
عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر: كان أشبه الناس بعبد اللَّه سمتا وهديا.
وقال أبو موسى، عن مرة الهمدانيّ: كان علقمة من الربانيين. وقال أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن»
يزيد، عن عبد اللَّه بن مسعود: ما أقرأ شيئا ولا أعلمه إلا وعلقمة يقرؤه ويعلمه. وقال قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه: أدركت ناسا من الصحابة يسألون علقمة ويستفتونه. وقال مغيرة بن إبراهيم: كان علقمة عقيما.
6471
ز- علقمة بن هوذة «2» بن شمّاس بن بابا التميمي اليربوعي:
مخضرم. ذكر في ترجمة الحطيئة، وفي ترجمة سنان بن المخبّل السعدي، وفي ترجمة بغيض بن عامر بن شمّاس بن ظهير، وفي ترجمة زياد بن هوذة [508] أخيه.
6472- علقمة بن يزيد العقبي:
له إدراك، وشهد غزوة ذات الصّواري، وكانت مركب ابن أبي سرح أمير مصر قد كاد ركب «3» العدوّ يأخذها، فقطع علقمة بن يزيد السلسلة بسيفه، فكان ذلك سبب هزيمة العدو. وقد تقدم في الأول علقمة بن يزيد القطيعي، فإن كان هو هذا وإلّا فهو من أهل هذا القسم.
6473 ز- عليم بن سلمة الفهميّ:
له إدراك، قال أبو عمر الكنديّ في كتاب «الخندق» بإسناد له: كان عليم ممّن خرج من أهل مصر إلى عليّ وشهد معه حروبه، ودخل مصر مع محمد بن أبي بكر، ثم شفع له معاوية بن خديج فعفا عنه معاوية، في خلافته، فلما كان يوم الخندق كان رئيس الجيش الذين قاتلوا مروان فهدر دمه، فلما صالح أهل مصر مروان فرّ عليم إلى برقة، فأقام عليها حتى هلك سنة ثمان وستين، وقد بلغ الثمانين.
قلت: فأدرك من عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوق عشرين سنة.
6474- علي بن علقمة بن عبدة التميمي:
ولد علقمة الشاعر المشهور، الّذي يعرف بعلقمة الفحل، وكان من شعراء الجاهلية من أقران امرئ القيس، ولعليّ هذا ولد اسمه عبد الرحمن، ذكره المرزباني في معجم
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أ: لأي.
(3) في أ: يركب.(5/106)
الشعراء، فيلزم من ذلك أن يكون أبوه من أهل هذا القسم، لأن عبد الرحمن لم يدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعبد الرحمن هو القائل:
وشامت بي لا يخفي عداوته ... إذا حمامي ساقته المقادير
فلا يغرّنك جرّ الثّوب معتجرا ... إنّي امرؤ فيّ عند الجدّ تشمير
[البسيط]
6475- علي بن ماجدة السهمي:
أبو ماجدة.
له إدراك. وروى عن أبي بكر، وعمر، وقال ابن أبي شيبة: حدثنا حفص، عن حجاج، عن القاسم، عن نافع، عن علي بن ماجدة، قال: قاتلت غلاما فجدعت أنفه، فأتى به أبو بكر، فوجدني ما بلغت، فجعل على عاقلتي الدّية.
وفي سنن أبي داود، من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي ماجدة، عن عمر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: إني وهبت لخالتي غلاما ... الحديث.
وقد أخرجه من طريق أخرى، فقال: عن العلاء، عن رجل من بني سهم، عن ابن ماجدة- ولم يسمّه من الوجهين.
وأخرجه البخاريّ في تاريخه، وأبو العلاء، عن رجل من بني سهم، عن علي بن ماجدة، سمع عمرة.
قلت: وفيه رد لقول أبي حاتم: بن ماجدة عن عمر مرسل.
العين بعدها الميم
6476 ز- عمار بن سعد التجيبي «1» :
شهد الفتح بمصر، وله رواية عن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، وغيرهما.
مات سنة خمس ومائة، قاله ابن يونس، عن الحسن بن علي العداس، قال: وروى عنه الضحاك بن شرحبيل.
6477 ز- عمار بن أبي سلامة بن عبد اللَّه بن عمران بن رأس بن دالان الهمدانيّ:
ثم الدّالاني.
له إدراك، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده، وقتل مع الحسين بن علي بالطف. ذكره ابن الكلبي.
__________
(1) في أ: النجيبي.(5/107)
6478 ز- عمارة بن الصعق بن كعب:
ذكره سيف في الفتوح، وروى بإسناده أنّ أبا عبيدة وجّهه من مرج الصّفر بعد وقعة اليرموك إلى فحل.
6479 ز- عمارة بن عوف العدوانيّ:
ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، وقال: كان كاهنا «1» ، وعمّر مائتين وخمسين سنة، وعاش إلى خلافة عمر، وكان هجّيراه لما كبر: أقروا ضيفكم، وهو القائل:
عمّرت دهرا ثمّ دهرا وقد ... آمل أن آتي على دهري
خمسون لي قد أكملت بعد ما ... ساعدني قرناي في عمري
[السريع]
6480 ز- عمر بن جرهم:
يأتي في عمرو بن جرهم.
6481 ز- عمر بن قريط العامريّ:
ويقال عمرو.
ذكره وثيمة في كتاب الردة، وأنه كان ممّن ثبت على الإسلام، وحذّر قومه في خطبة بليغة، فقال فيها: أما الصلاة فنوركم، وأما الزكاة فطهوركم، فأجمعوا على معصيته، فقال:
ثقلت صلاة المسلمين عليكم ... بني عامر والحقّ جدّ ثقيل
وأتبعتموها بالزّكاة وقلتم ... ألا لا تفرّوا منهما بقتيل
فلا يبعد اللَّه المهيمن غيركم ... سبيلكم في كلّ شرّ سبيل
[الطويل]
6482 ز- عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي «2» :
أبو الخطاب.
قال المرزبانيّ: مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وغزا في مغازي الروم، وأصيب بإحدى عينيه هناك، ونزل الشام، وتوفي على عهد عثمان بعد أن بلغ سنّا عالية، وهو صحيح الكلام، كثير الغريب، وهو القائل:
متى تطلب المعروف في غير أهله ... تجد مطلب المعروف غير يسير
وإن أنت لم تجعل لعرضك جنّة ... من الذّمّ سار الذّمّ كلّ مسير
[الطويل]
__________
(1) في أ: مجاهد عمر.
(2) في أ: المعمرد بن تميم بن ربيعة بن جزام.(5/108)
وقال أبو الفرج: كان من شعراء الجاهلية المعدودين ثم أسلم، وقال في الإسلام شعرا كثيرا، ومدح الخلفاء الذين أدركهم، وخالد بن الوليد، وكان في جيشه بالشام، ولم يلق أبا بكر، ومدح عمر فمن دونه إلى عبد الملك بن مروان، وكذا قال وهو مخالف قول المرزباني: إنه مات في عهد عثمان. فاللَّه أعلم.
6483 ز- عمرو بن الأسود العنسيّ «1» :
يأتي في عمير.
6484 ز- عمرو بن الأسود بن عامر الطائي «2» :
ذكره وثيمة في كتاب الردة، وقال: استشهد باليمامة بعد أن أبلى مع المسلمين بلاء عظيما. استدركه ابن فتحون.
6485 ز- عمرو بن براقة «3» :
هو ابن منبه. يأتي في عمرو بن الحارث، وبراقة اسم أمه، ومنبه، جدّ أبيه.
6486
ز- عمرو بن البداح «4» القيسي:
له ذكر في ترجمة المشمرخ بن خالد السعدي.
6487 ز- عمرو بن ثبي «5» :
بمثلثة وموحدة، وزن سمي.
ذكره ابن عبد البرّ عن الفتوح لسيف، عن رجاله، قال: كان أول من أشار على النعمان بن مقرّن بمناجزة [أهل] «6» نهاوند عمرو بن ثبي، وكان من أكبر الناس سنّا يومئذ.
قلت: في كتاب سيف من هذا الجنس جمع كثير لم يذكره أبو عمر، واستدركهم ابن فتحون وغيره، فلعل أبا عمر لم ير كتاب سيف.
6488 ز- عمرو بن ثعلبة الخشنيّ:
أخو أبي ثعلبة.
قال ابن الكلبي: أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، هكذا استدركه ابن الدباغ، والّذي في
__________
(1) أسد الغابة ت (3858) طبقات ابن سعد 7/ 442، تاريخ البخاري 6/ 315، المعرفة والتاريخ 2/ 314، 348، الجرح والتعديل قسم 1 مجلد 3/ 220، الحلية 5/ 155، تاريخ ابن عساكر 13/ 196، تهذيب الكمال 1030. تاريخ الإسلام 3/ 194، تهذيب التهذيب 8/ 4، خلاصة تذهيب الكمال 287.
(2) أسد الغابة ت (3857) .
(3) أسد الغابة ت (3873) .
(4) أسد الغابة ت (3882) ، الاستيعاب ت (1922) .
(5) من أ: ثنى.
(6) سقط من أ.(5/109)
كتاب ابن الكلبي لما ذكر أبا ثعلبة وسماه الأثير بن جرهم، قال: وأخوه عمرو بن جرهم. وفي نسخة معتمدة عمر، بضم العين، أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
6489- عمرو بن جرهم:
في الّذي قبله.
6490- عمرو بن جندب بن عمرو العنبري:
ذكره سيف في «الفتوح» وقال: أرسله أبو عبيدة إلى فحل. وذكره الطبري في «تاريخه» فقال: كان مع عكرمة بن أبي جهل، إذ توجه إلى ناحية اليمن لقتال أهل الردّة صدر خلافة أبي بكر.
قلت: وذكر ابن فتحون أباه بجيم ونون ودال، وضبطه ابن ماكولا بمعجمة وموحدتين مصغّرا، وكذا هو في «تاريخ ابن عساكر» وهو الصواب.
6491 ز- عمرو بن الحارث بن عمرو بن منبه بن زيد بن عمرو بن منبه بن سهم بن نهم النّهمي:
بكسر النون.
من همدان، ويعرف ب «عمرو بن براقة» وهي أمه.
ذكره الرشاطي عن الهمدانيّ، وقال: كان شاعر همدان، وله أخبار في الجاهلية، وعمّر إلى أن أدرك الحسن بن علي، فسأله.
وذكره المرزباني في «معجم الشعراء» فقال عمرو بن منبه الّذي يقال له ابن براقة مخضرم، وكان يسعى على رجليه في الجاهلية فلا يلحق، ووفد على عمر بعد ما أسن وضعف، وأنشده أبياتا يقول فيها:
وإنّك مسترعى وإنّا رعيّة
[الطويل] فوصله عمر.
وقال الزبير في الموفقيات: حدثنا ابن المغيرة، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، قال:
أذن عمر للناس، فدخل عمرو بن براقة، وكان شيخا كبيرا يعرج، فأنشد أبياتا يقول فيها:
ما إن رأيت مثلك الخطّابي ... أبرّ بالدّين وبالكتاب
بعد النّبيّ صاحب الكتاب
[الرجز](5/110)
قال: فقال له عمر- وطعنه بالسّوط فما فعل أبو بكر؟ قال: لا علم لي به. فقال: لو كنت عالما به لأوجعت ظهرك.
6492
ز- عمرو بن الأشرف «1» العتكيّ:
له إدراك، وكان مع عائشة يوم الجمل، وكان الحارث بن زهير مع عليّ، فلما التقيا قتل كلّ منهما صاحبه. ذكره ابن الكلبي.
6493
ز- عمرو بن الحبر «2» بن عمرو بن شرحبيل الكندي:
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» وقال: مخضرم، وأنشد له يخاطب بعض الأمراء:
تهدّدني كأنّك ذو رعين ... بأنعم عيشة أو ذو نواس
فكم قد كان مثلك من نعيم ... ومثلك كان في الأقوام راس
[الوافر] قال: وقيل إنهما «3» لعمرو بن معديكرب.
6494 ز- عمرو بن الحجاج الزبيدي:
ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال: كان مسلما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردّة، إذ دعاهم عمرو بن معديكرب إليها، فنهاهم عمرو بن الحجاج، وحثّهم على التمسك بالإسلام.
وقد مضى ذلك في ترجمة عمرو بن العجيل الزبيدي. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
6495 ز- عمرو بن حسان بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي:
له إدراك، وشهد القادسية، ويوم ساباط، ذكره ابن الكلبي.
6496 ز- عمرو بن الحضرميّ:
لم يذكر اسم أبيه.
ذكره أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى في «تاريخ حمص» عن أبي عمرو أحمد بن
__________
(1) في أ: الأشرق.
(2) في أ: الحتبر.
(3) في أ: إنها.(5/111)
نصر بن سفيان بن حرب بن عمرو الحضرميّ- أنّ جدّه حربا كان يكنى أبا مالك، وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح إلى الشام. وذكر خليفة بن خياط أنه قتل مع معاوية بصفّين.
6497 ز- عمرو بن أبي حمزة الهذلي:
أخو بني خريم.
ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وقال: إنه مخضرم «1» .
6498 ز- عمرو بن خفاجي العامري:
ذكر سيف أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب العامري يستنجد بهما في أمر مسيلمة، وذكره الطبري، واستدركه ابن فتحون.
6499 ز- عمرو بن أبي الخير بن عمرو بن شرحبيل الكندي:
ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال: مخضرم.
6500 ز- عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم:
أحد المعمّرين، هو المستوغر، يأتي.
6501 ز- عمرو بن سلمة بن كعب بن وائل بن كعب بن جمل المرادي:
ثم الجملي.
له إدراك، وكان أبوه كعب يلقب الأسلع، وكان من أصحاب حجير عدي فقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية.
6502 ز- عمرو بن أبي سلمى الهجيمي:
قال سيف: كان مع المثنى بن حارثة بالعراق سنة ثلاث عشرة، وأرسله للغارة على من بصفّين من أحياء تغلب والنمر.
6503
ز- عمرو بن شاس «2» بن أبي علي «3» :
واسمه عبيد بن ثعلبة، ويقال ابن رويبة «4» بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة الأسدي، أبو عرار.
تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن شاس الأسلمي في الأول، قال المرزبانيّ: وهو القائل:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا برؤياك هاديا
__________
(1) في أ: وأنشد له شعرا. (2) أسد الغابة ت (3959) ، الاستيعاب ت (3947) . (3) في أ: ليلى. (4) في أ: ذؤيب.(5/112)
أليس تزيد العيس خفّة أذرع ... وإن كنّ حسرى أن تكون أماميا «1»
[الطويل]
6504
ز- عمرو «2» بن شرحبيل الهمدانيّ الكوفي:
أبو ميسرة.
ذكر أبو موسى أنه أدرك الجاهلية، وفضّله أبو وائل على مسروق.
روى عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وسلمان، وعائشة، وغيرهم.
روى عنه أبو وائل، وأبو إسحاق السّبيعي، ومحمد بن المنتشر، والقاسم بن مخيمرة، وآخرون.
ذكره البخاريّ وغيره في التابعين، ووثّقه ابن معين، وآخرون.
قال أبو نعيم- عن إسرائيل كان أبو ميسرة إذا أخذ عطاءه «3» تصدق منه فإذا جاء إلى أهله فعدّوه وجدوه سواء.
وقال عمرو بن مرّة، عن أبي وائل: كان أبو ميسرة من أفاضل أصحاب عبد اللَّه بن مسعود.
وقال محمّد بن سعد: مات في ولاية ابن زياد. وقال ابن حبان في الثقات: كان من العبّاد، وكانت ركبته كركبة العنز من الطاعون. مات سنة ثلاث وستين قبل موت أبي جحيفة.
6505 ز- عمرو بن شمر بن غزيّة اليماني:
ذكره سيف في «الفتوح» وأنه كان أحد الذين توجّهوا إلى الشام مع يزيد بن أبي سفيان في صدر خلافة الصديق. وقال الدار الدّارقطنيّ: كان أحد من بقي من قوّاد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان.
وضبط ابن ماكولا جدّه بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية.
__________
(1) البيتان في ديوانه 84، الحماسة البصرية 2/ 145، وأسد الغابة ت (3959) ، وفي معجم الشعراء للمرزباني 22.
(2) سعد 6/ 106، تاريخ بغداد 10/ 202، طبقات خليفة ت (1069) ، تاريخ البخاري، العبر 1/ 119، 6/ 341، الجرح والتعديل رقم 1 مجلد 1/ 237، الحلية 4/ 141، تهذيب الكمال 1040، تاريخ الإسلام 3/ 56، تذهيب التهذيب 3/ 100، غاية النهاية ت (2453) ، تهذيب التهذيب 8/ 47، خلاصة تذهيب التهذيب 290، الكنى والأسماء 2/ 26، جامع التحصيل 277، طبقات الحفاظ للسيوطي 25، شذرات الذهب 1/ 118، سير أعلام النبلاء 4/ 175.
(3) في أ: عطاءه.(5/113)
6506 ز- عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي:
له إدراك. قال ابن الكلبيّ: كان من أصحاب عبيد اللَّه بن الحرّ وكان يلقب البحير لجوده، فتنافر هو وعامر بن جوين الطائي، فنفر عليه البحير، وهم من رهط أحمر طيِّئ.
انتهى.
وقد يلبس «1» عمرو بن طريف هذا بجدّ أوس بن حارثة بن لأم بن عمرو بن طريف، وليس كذلك، ابن عمرو بن طريف والد لأم ابن عم عمرة بن ثمامة جدّ عمرو بن طريف صاحب الترجمة، فليتنبه لذلك، لئلا يظن أنه غلط، وليس كذلك، بل هما اثنان، اتفقا في الاسم واسم الأب. واللَّه أعلم.
6507 ز- عمرو بن ظالم بن سفيان:
يقال هو اسم أبي الأسود الدئلي، والمشهور ظالم بن عمرو، وقد «2» تقدم.
6508- عمرو بن عامر السلمي:
أدرك من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحو ثلاثين سنة، وعمّر حتى وفد على معاوية.
ذكره ابن عساكر من طريق جعفر بن شاذان، قال: وفد عمرو بن عامر السلمي على معاوية، فدخل عليه وهو يرتعش كبرا، فقال له معاوية: كيف تجدك قال:
اجتنبت النساء، وكنّ الشفاء، وفقدت المطعم، وكان المنعم، وثقلت على «3» الأرض، وقرب بعضي من بعض، فنومي سبات، وفهمي هبات، وسمعي تارات، وأنشد:
إذا ذهب القرن الّذي أنت فيهم ... وخلّفت في قرن فأنت غريب
وما للعظام الباليات من البلى ... شفاء ولا للرّكبتين طبيب
وإنّ امرأ عاش ستّا وتسعين حجّة ... إلى منهل من ورده لقريب
[الطويل] فقال له معاوية: فما تريد؟ قال: عشرة آلاف، أقضي بها ديني، وعشرة آلاف أنفقها أقسمها في أهلي، وعشرة أنفقها في بقية عمري. فأعطاه، ورحل.
6509 ز- عمرو بن عبد ودّ بن الحارث بن كعب بن الذكاء الكلبي:
يعرف بابن شعاش، بكسر المعجمة بعدها مهملة خفيفة آخره شين معجمة، وهي أمّه.
__________
(1) في أ: يلتبس.
(2) في أ: كما.
(3) في أ: على وجه الأرض.(5/114)
ذكره المرزبانيّ، وقال مخضرم: عاش إلى خلافة معاوية، وهو القائل يمدح سعيد بن العاص بن أميّة، ويذمّ عبد اللَّه بن خالد بن أسيد:
قصرت أبا عبد الإله عن العلا ... سيكفيك ما قصّرت عنه سعيد
فتى أمّه من آل حسل كريمة ... وأمّك ينميها بوجّ عبيد
[الطويل] وكانت أم سعيد عامرية قرشيّة، ووالدة عبد اللَّه ثقفية، وهذا غير عمرو بن عبد ودّ الفارس الّذي قتله عليّ يوم الخندق، وهذا الفارس قرشيّ من بني عامر بن لؤيّ.
6510 ز- عمرو بن عبد اللَّه بن الأصم:
تابعي، يقال: أدرك الجاهلية، ذكره أبو موسى مختصرا.
6511 ز- عمرو بن عبد اللَّه بن نهار بن عامر بن سعد بن مرّ بن حمل الحملي:
له إدراك، وشهد فتح نهاوند، فجدع أنفه في الحرب، فقيل له الأجدع. ذكره ابن الكلبي. وقد تقدم أخوه سمير.
6512 ز- عمرو بن عدي بن محارب بن صنيم:
بمهملة ونون مصغرا، ابن مليح، بضم أوله، ابن شزطان، بمعجمتين «1» وفتحتين، ابن معن بن أسلّم بن مالك بن فهر الأزدي.
له إدراك، وكان والده مسعود رئيس الأزد بالبصرة، وقصّته مع عبيد اللَّه بن زياد عند موت يزيد بن معاوية مذكورة في تاريخ الطبري وغيره، وقتل مسعود فيها.
6513 ز- عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد اللَّه بن كعب الصائد بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيرون بن نوف بن همدان الهمدانيّ:
ثم الصائد.
له إدراك، وكان ولده زياد يكنى أبا عامر، وقتل مع الحسين بن علي بالطفّ.
6514 ز- عمرو بن عطية:
شيخ لعاصم الأحول.
ذكر أنه بايع عمر، ذكره مسدّد في مسندة.
6515 ز- عمرو بن أبي عقرب «2» :
__________
(1) في أ: بمعجمة.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، بقي بن مخلد 700، أسد الغابة ت (3992) .(5/115)
تابعي كبير، سمع من عتّاب بن أسيد والي مكة، وعتاب مات بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بسنتين، فيكون لعمرو إدراك.
وقد جاءت رواية موهومة تقتضي أن لعمرو صحبة، فروى سعيد الطالقانيّ، وجعفر المستغفري، من طريق شبابة عن خالد بن أبي عثمان، عن سليط وأيوب ابني عبد اللَّه بن يسار، وعن عمرو بن أبي عقرب، قال: واللَّه ما أصبت من عملي الّذي بعثني إليه إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا ثوبين معقدين، وكذا رواه شبابة، فقال أبو حاتم: إنه أخطأ فيه، فأسقط منه رجلا، وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن مجالد، فزاد بعد عمرو:
سمعت عتّاب بن أسيد. وهو الصواب.
6516 ز- عمرو بن علقمة بن علاثة العامري:
تقدم ذكر أبيه، وعمرو له إدراك، وبقي إلى زمن معاوية.
6517 ز- عمرو بن قبيصة بن علقمة الدارميّ:
يعرف بابن الطيفانة وبابن أخي الطيفانة «1» .
قال المرزبانيّ في «معجمه» مخضرم، من بني عبد اللَّه بن دارم بن حنظلة بن تميم، وهو القائل.
وإنّي لمن قوم زرارة منهم ... وعمرو بن قعقاع الألى والغطارف
وذو الفرس منّا حاجب قد علمتم ... كفى مضر الحمراء إذ هو واقف
[الطويل]
6518 ز- عمرو بن قريط:
تقدم في عمر.
6519 ز- عمرو بن كريب بن المعلّى بن تميم بن ثعلبة بن جدعاء الطائي:
له إدراك، وابنه هو الشاعر المشهور الّذي أغار على الرواحل، وهي إبل كانت تحمل أمتعة التجارة من العنبر والزئبق وغير ذلك في زمن الحجاج بالكوفة، ذكر ذلك ابن الكلبي.
[6520- عمرو بن كعب بن وائل بن كعب بن حمل المرادي:
ثم الحملي.
له إدراك وكان ابن كعب يلقب ب «الأسلع» ، كان من أصحاب حجر بن عدي، وقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية] «2» .
__________
(1) في هـ: الطيفانية.
(2) سقط في ط.(5/116)
6521 ز- عمرو بن كلاب:
له إدراك، وهو الّذي أنشد عمر يحرّش على عماله من أبيات:
إذا التّاجر الهنديّ جاء بفارة ... من المسك راحت في مفارقهم تجري
[الطويل] ذكره إبراهيم الحربي في «غريبه» من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الكوير «1» بن زفر، حدثني أبو المختار، حدثني عمرو بذلك.
6522 ز- عمرو بن كليب اليحصبي:
شهد اليرموك، قاله ابن عساكر.
6523 ز- عمرو بن كيسبة النّهدي:
قيل اسمه: عبد اللَّه.
ذكره المرزبانيّ في معجمه وقد تقدم في العبادلة.
6524
ز- عمرو بن مالك بن عميرة بن لأي بن سلمان بن عميرة بن سعطان «2» الأكبر الأرحبي:
له إدراك، وهو الّذي قال قيس بن نمط للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد خلفت في الحيّ فارسا مطاعا، يكنى أبا يزيد «3» .
6525 ز- عمرو بن مالك الجهنيّ:
ذكره المرزباني، وقال: مخضرم، له شعر.
6526 ز- عمرو بن مخزوم الغاضري» :
ذكره ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، وقالا: له ذكر، وليست له رواية. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ودخل أصبهان وأرّجان «5» في أيام عمر، يقال إنه أخذ دليلا على عقبة
__________
(1) في هـ: اللوينر، وفي ت: الكوثر.
(2) في أ: سفيان.
(3) في أ: زيد.
(4) أسد الغابة ت (4023) .
(5) أرّجان: بفتح أوله وتشديد الراء وجيم وألف ونون وعامة العجم يسمّونها أرغان وقال الإصطخري: أرجان مدينة كبير كثيرة الخير بها نخيل كثير وزيتون وفواكه الجروم والصّرود وهي برية بحرية، سهلية جبلية، ماؤها يسيح بينها وبين شيراز ستون فرسخا وكان أول من أنشأها فيما حكته الفرس قباذ بن فيروز أنوشروان العادل. انظر: معجم البلدان 1/ 172.(5/117)
مارت فشقّ عليه صعودها، فقال لدليله: ما أردت؟ فسميت عقبة مارت.
قلت: لو استوعب ابن مندة جميع من كان في عهد عمر رجلا مثل هذا لكبر كتابه جدا، وقد فاته من هذا الجنس شيء كثير استدركنا منه ما أمكن أن يطلع عليه، والصحبة لغالب هؤلاء ممكنة بأن يكونوا حجّوا حجّة الوداع، ومن هذه الحيثية ينبغي استيعاب من يمكن «1» منهم.
6527 ز- عمرو بن مرداس «2» :
سمع بلالا. روى عنه أبو الورد بن ثمامة، ذكره البخاريّ في تاريخه، وأخرج أحمد حديثه في مسند بلال، فقال: حدثنا إسماعيل بن علية، حدثنا الجريريّ، عن أبي الوقت، عن أبي عروبة.
ووقع في النسخة التي وقفت عليها من المسند عن عمرو بن مرة، وقد تعقبه ابن عساكر، فقال: هذا غلط، ثم ساقه من طريق علي بن المديني، وخلف بن سالم، كلاهما عن ابن عليّة، فقالا: عمرو بن مروان.
6528
ز- عمرو بن مرة بن عبد يغوث بن مالك بن الحارث بن بهجنة «3» بن مرّة ابن زويّ بن مالك بن نهد النهدي:
له إدراك، قال ابن الكلبيّ: يقال بعثه عليّ لما أغار البيّاغ «4» الكلبي على بكر بن وائل فسباهم، فأتاه فاستعاد منه السّبي فردّه عليهم، وقال في ذلك:
رهبت يميني عن قضاعة كلّها ... فأبت حميدا فيهم غير معلق
[الطويل] وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وأنشد له شعرا، وقال: له خبر مع عليّ.
6529- عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري:
ثم العقيلي.
له إدراك، قال ابن الكلبيّ: كان صاحب الصوائف في سلطان بني أمية، وولّاه معاوية أرمينية وأذربيجان، ثم ولاه الأهواز، وأمّه أمامة، أو أميمة، بنت يزيد بن عبد المدان، وكان
__________
(1) في أ: من يمكن معرفته منهم.
(2) أسد الغابة ت (4024) .
(3) في أ: هجنة.
(4) في أ: السباغ.(5/118)
يزيد أسر أباه ثم أطلقه وزوّجه بنته، وهو الّذي فضل الخيل في الغنائم على ما سواها في الإسلام، وقال في ذلك:
إنّي امرؤ للخيل عندي مزيّة ... على فارس البرذون أو فارس البغل
[الطويل] وقتل «1» ابنه زياد بن عمرو يوم مرج راهط سنة أربع وستين، وكان شريفا، وسيأتي في ترجمة المنذر بن أبي خميصة أنه أول من فضّل الخيل على البراذين.
وذكر ابن قتيبة في «المعارف» أنّ أول من فضلها سلار بن ربيعة، فيجمع بأن أولية كل منهم باعتبار بلده. واللَّه أعلم، فإنّ عصرهم متقارب.
6530 ز- عمرو بن منبه:
تقدم في عمرو بن الحارث.
6531 ز- عمرو بن المنذر بن عصر بن أصبح السامي:
بالمهملة، من بني سلمة بن لؤيّ.
له إدراك، وكان ابنه خلاس بن عمرو فقيها من أصحاب علي، وله ابن يقال له زياد حوارين لأنه كان افتتح قرية حوارين من البحرين، وكان لزياد بن عمرو عشرة أولاد وأخ آخر يقال له نافع.
6532- عمرو بن ميمون الأودي «2» :
يكنى أبا عبد اللَّه، أو أبا يحيى.
أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على يد معاذ وصحبه،
__________
(1) من هنا حتى نهاية ترجمة عمران بن تيم سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (4033) ، الاستيعاب ت (1982) ، طبقات ابن سعد 6/ 117، طبقات خليفة 147، تاريخ خليفة 275، التاريخ لابن معين 2/ 454، السير والمغازي لابن إسحاق 68، التاريخ الكبير 6/ 367، التاريخ الصغير 95، تاريخ الثقات للعجلي 371، الثقات لابن حبان 5/ 166، مشاهير علماء الأمصار رقم 733، المعارف 426، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، العقد الفريد 1/ 182، الجرح والتعديل 6/ 258، ربيع الأبرار 4/ 190، أمالي القالي 3/ 42، أخبار القضاة لوكيع 2/ 319، حلية الأولياء 4/ 148، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 322، الكامل في التاريخ 3/ 65، معرفة الرجال لابن معين 2/ 224، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 34، تهذيب الكمال (المصور) 1054، تذكرة الحفاظ 1/ 61، العبر 1/ 85، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 277، المغازي (من تاريخ الإسلام) 73، الكاشف 2/ 296، المعين في طبقات المحدثين 34، مرآة الجنان 1/ 156، العقد الثمين 6/ 417، غاية النهاية 1/ 603، تهذيب التهذيب 8/ 109، تقريب التهذيب 2/ 80، النجوم الزاهرة 1/ 195، طبقات الحفاظ للسيوطي 24، خلاصة تذهيب التهذيب 294، شذرات الذهب 1/ 82، رجال البخاري 2/ 551، رجال مسلّم 2/ 79، تاريخ الإسلام 2/ 496.(5/119)
ثم قدم المدينة، وصحب ابن مسعود، وحدث عنهما، وعن عمر، وأبي ذر، وسعد، وأبي هريرة وعائشة وغيرهم.
روى عنه سعيد بن جبير، وعبد الملك بن عمير، والشعبي، وعمرو بن مرة، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون.
قال العجليّ: تابعي ثقة جاهلي كوفي. وقال أبو بكر بن عياش، عن ابن إسحاق: كان الصحابة يوصونه. وقال عبد الملك بن سابط، عنه: قدم علينا معاذ بن جبل من السحر رافعا صوته بالتكبير، فألقيت عليه محبة مني فلزمته.
وأخرج البخاريّ من طريق حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت في الجاهلية قردة قد زنت اجتمع عليها قردة فرجموها فرجمتها معهم، هكذا أخرجه في آخر باب القسامة في الجاهلية، ويليه باب مبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرجه الإسماعيلي من وجه آخر، عن عيسى بن حطّان، عن عمرو- مطولا، وأوله: كنت في غنم لأهلي، فجاء قرد مع قردة فتوسّد يديها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلّت يدها سلّا رقيقا وتبعته، فوقع عليها، ثم رجعت فاستيقظ فشمها، فصاح، فاجتمعت القردة فجعل يصيح ويومي إليها، فذهبت القردة بمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد- أعرفه، فحفروا حفرة فرجموها، فلقد رأيت الرّجم في غير بني آدم. انتهى ملخصا.
وقد استنكر ابن عبد البرّ هذا، وقال إن ثبت فلعلّ هؤلاء كانوا من الجنّ.
وأنكر الحميدي في جمعه وجوده في صحيح البخاري، وهو عجيب منه، فإنه في جميع النسخ من رواية العزيزي، وإنما سقط من رواية السّبيعي.
وقال أبو عمر: صدق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حياته. ووثّقه ابن معين والنسائي وغيرهما.
وقال أبو نعيم: مات سنة أربع وسبعين، وفيها أرخه غير واحد. وقيل: مات سنة خمس وسبعين.
6533 ز- عمرو بن النعمان بن البراء بن أسعد بن عبد اللَّه بن سعد:
من بني ذهل ابن شيبان.(5/120)
ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، يعرف بالرحال، وأنشد له شعرا، فمنه:
سألوا المثقّفة والرّماح بنو سهم ... شرقى الأسنّة والنّحور من الدّم
فتركت في نقع العجاجة منهم ... جزرا لساغبة ونسر قشعم
[الكامل]
6534 ز- عمرو بن الهذيل العبديّ الربعي:
ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، وهو القائل يخاطب مالك بن سميع لما فرّ أيام القضية، يعني بعد موت بني معاوية، فنزل ماء لبني سعد يقال له ثاج «1» :
نحن أقمنا بكر بن وائل ... وأنت بثاج ما تمرّ وما تحلي
وما يستوي أحساب قوم تورّثت ... قديما وأحساب نبتن مع البقل
[الطويل] قال: وهو الّذي يقول:
ذهلت عن الصّبا إلّا القصيدا ... ولا رمت الإنابة والسّجودا
[الوافر]
6535 ز- عمرو بن وبرة:
كان رأسا على قضاعة في أول سنة أربع عشرة، ذكر ذلك سيف والطبري.
6536 ز- عمرو بن يثربي «2»
بن بشر بن زجف بن أمية بن عبد غنم بن نصر بن عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي: فارس ضبّة، وكان عثمان استقضاه على البصرة قبل ذلك، قال المرزباني في معجمه: كان من رءوس ضبّة في الجاهلية ثم أسلم. وروى أبو رجاء العطاردي أنه سمعه يوم الجمل يقول:
نحن بنو ضبّة أصحاب الجمل
[الرجز] الأبيات.
__________
(1) . 2756- ثاج: بالجيم، قال الغوري يهمز ولا يهمز: عين في البحرين وقال محمد بن إدريس اليمامي: ثاج قرية بالبحرين. انظر معجم البلدان 2/ 82.
(2) أسد الغابة ت (4041) ، الاستيعاب ت (1985) .(5/121)
وهو القائل أيضا:
إن تنكروني فأنا ابن يثربيّ ... قاتل علباء وهند الجمليّ
ثمّ ابن صوحان على دين عليّ
[الرجز] ثم قتل عمرو في ذلك اليوم. وقد تقدم في الأول عمرو بن يثربي الضمريّ: وهو غير هذا، ذكر دعبل في طبقات الشعراء أنه بعد أن قتل الثلاثة
وكانوا من عسكر عليّ طلب البراز فبرز له عليّ، فقال: من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب. قال: واللَّه ما أحبّ أن أقتلك، وما أحبّ أن تقتلني، فرجع عنه، فسأله عمّار عن رجوعه فأخبره، فقال له: أنا له، فقال له عليّ: خذ مغفري، فاجعله على رأسك، ثم أمكنه من ضربة في رأسك فإذا فعل فاقصد رجله، فإنّي رأيتها مكشوفة، ففعل فسقط فجرّه عمار برجله حتى أتى به عليا، فقال له:
استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك، فقال: لو لم تقتل الثلاثة لفعلت، اضرب عنقه يا عمار، ففعل.
6537 ز- عمرو بن يزيد بن الحارث الذّهليّ:
ذكره الأموي في المغازي، عن ابن الكلبي، قال: كان ممن ثبت على إسلامه وقت ردّة كندة، فلما افتتح عكرمة الحصن أطلقه وجميع من كان فيه من المسلمين وخيرهم، فاختار عمرو امرأته وترك أمّه، فعوتب في ذلك، فقال: امرأتي حسناء لا أصبر عنها، وأمي عجوز اشتريها غدا بخمس قلائص، فكان كما قال.
6538 ز- عمرو بن يزيد:
سمع أبا بكر الصديق. روى عنه ربيعة بن مرداس، فلينظر في تاريخ الخطيب.
6539 ز- عمرو بن فلان بن طريف الدّوسي:
ابن عم الطفيل بن عمرو الماضي.
ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، فقال بعد ذكر الطفيل: وقتل عمه عمرو يوم اليرموك.
6540- عمران بن تيم «1» :
وقيل ابن ملحان، وقيل ابن عبد اللَّه، أبو رجاء العطاردي.
مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
6541- عمران بن سوادة:
له إدراك، ذكر البخاري في تاريخه من طريق عبد الرحمن بن يزيد عنه، قال: صليت خلف عمر الصبح، فقرأ سبحان.
__________
(1) أسد الغابة ت (4046) .(5/122)
6542 ز- عمران بن مرّة الشيبانيّ:
ذكره أعشى همدان الشاعر المشهور، فقال: ساد في الجاهلية والإسلام، نقلت ذلك من قصة ذكرها أبو سعيد «1» بن السمعاني في مقدمة كتاب «الأنساب» من طريق أبي سليمان بن زيد بسند له إلى قتادة عن مضارب العجليّ، قال: التقى رجلان من بكر بن وائل، أحدهما من بني شيبان، والآخر من بني ذهل بن ثعلبة، فقال كل منهما للآخر: أنا أفضل منك، فتحاكما إلى رجل من همدان، فقال: إني لا أفضّل أحدكما على صاحبه، لكن اسمعا ما أقول: من أيكما كان عمران بن مرّة الّذي ساد في الجاهلية والإسلام؟ فقال الشيبانيّ. كان منّا، فذكر القصة وفيها سؤاله عن عوف بن النعمان، وعن المثنى بن حارثة، ومصقلة بن هبيرة، ويزيد بن رويم، وكلّهم من بني شيبان، وسؤاله عن بشير بن الخصاصية، وعبد اللَّه بن الأسود، ويزيد بن ظبيان، وقطبة بن قتادة، ومجزأة بن ثور، وعلباء بن الهيثم، وحسان بن مجدوح، وخالد بن معمر، وحصين بن المنذر أبو سامان، وشقيق بن ثور «2» ، وسويد بن منجوف: كلهم من بني ذهل.
ثم ساق الخبر من وجه آخر، وفيه تسمية اللذين تحاكما إليه، وأنه أعشى همدان.
فذكر نحو القصة، وزاد في السؤال الثاني القعقاع بن شور. وقد تقدم ذكر هؤلاء كلهم في أماكنهم، وذكرت في ترجمة كلّ واحد منهم ما وصفت به الأعشى.
6543 ز- عمير بن الأسود العنسيّ:
بالنون: ويقال الهمدانيّ، ويقال عمرو، وهو بالتصغير أشهر.
وهو والد حكيم بن عمير، يكنى أبا عياض، وأبا عبد الرحمن.
سكن داريا من دمشق، وسكن حمص أيضا، وروى أحمد بسند ليّن عن عمر، قال:
من سره أن ينظر إلى هدى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلينظر إلى عمرو بن الأسود.
وأورده ابن أبي عاصم في الوحدان بهذا الأثر، وليس في ذلك ما يقتضي أن له صحبة، ولكن يقتضي أنّ له إدراكا.
وقد أخرج الطّبرانيّ في «مسند الشاميين» من وجه آخر أنّ عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه عبد اللَّه بن عمر يصلّي، فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس بصلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلينظر إلى هذا.
__________
(1) في ط: ابن سعد.
(2) في أ: ثور.(5/123)
وله روايات عن عمر، ومعاذ، وابن مسعود، وعبادة بن الصامت، وأمّ حرام بنت ملحان، وأبي هريرة، وعائشة، وغيرهم.
[وروى عنه ابنه حكيم، وشريح بن عبيد وخالد بن معدان، ومجاهد، ونصر بن علقمة وآخرون] «1» .
وقد روى البخاري عن إسحاق بن يزيد، عن يحيى بن حمزة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن معدان، عن عمير بن الأسود، عن أم حرام قصة ركوبها للبحر.
وأخرجها الطّبرانيّ من طريق هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة بهذا السند، فقال عمرو «2» بن الأسود- قال ابن حبان عمير بن الأسود، وكان من عبّاد أهل الشام، وكان يقسم على اللَّه فيبره.
وقال محمد بن عوف: عمرو «3» بن الأسود، يكنى أبا عياض، وهو والد حكيم بن عمير، وقيل: إن أبا عياض الّذي يروي عنه زياد- ابن عياض «4» آخر.
قال أبو حاتم الرّازيّ: اسمه مسلم بن يزيد، وحكى النسائي في الكنى أن اسم أبي عياض قيس بن ثعلبة، وكذا قال أبو أحمد الحاكم، وأسند من طريق مجاهد، قال: حدثنا أبو عياض في خلافة معاوية، وأخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه، والحسن بن علي الحلواني في «المعرفة» ، كلاهما من طريق مجاهد، قال: ما رأيت أحدا بعد ابن عباس أعلم من أبي عياض.
قلت: لا يمتنع أن يكون عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أن عمرو بن الأسود كان من العلماء الثقات، وأنه مات في خلافة معاوية.
6544- عمير بن الحصين النّجراني:
ذكره وثيمة في كتاب الردة، وحكى عن ابن إسحاق أنه لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وتسارع الناس ومنهم أهل نجران إلى الردة قام فيهم، فقال: إنكم لأن تزدادوا من هذا الأمر أحوج إلى أن تنقصوه، فإن الافتكار الشك بعد اليقين، ودينكم اليوم دينكم بالأمس، فكونوا عليه حتى تخرجوا به إلى رضا اللَّه تعالى ونوره، ثم أنشدهم:
أهل نجران أمسكوا بهدي اللَّه ... وكونوا يدا على الكفّار
لا تكونوا بعد اليقين إلى الشّكّ ... وبعد الرّضا إلى الإنكار
__________
(1) سقط في ط. (2) في أ: عمير. (3) في أ: عمير. (4) في أ: فياض.(5/124)
واستقيموا على الطّريقة فيه ... وكونوا كهيئة الأنصار
[الخفيف]
6545 ز- عمير بن سنان بن عرفطة بن وهب بن أنمار بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم المازني:
يعرف بابن عفراء.
له إدراك، وكان شاعرا فارسا، وشهد الفتوح مع بعض الصحابة، وله في ذلك أشعار.
6546 ز- عمير بن شبرمة «1» :
تقدم في عبيد بن شبرمة.
6547 ز- عمير بن أبي شمر بن نمران بن قيس بن الأسود بن عبد اللَّه بن الحارث الكندي:
له إدراك، وله ابن اسمه محمد، وكان شاعرا في دولة عبد الملك بن مروان.
[6548- عمير بن ضابىء «2» :
بمعجمة وموحدة بعد الألف البرجمي بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة، قتله الحجاج سنة خمس وسبعين وهو شيخ كبير قصته تقدمت في ترجمة والده ضابىء] «3» .
6549- عمير بن ضابىء اليشكري:
آخر.
ذكره وثيمة في «الردة» وقال: كان سيدا من سادات أهل اليمامة، ولما ارتدّوا كان يكتم إسلامه وكان صديقا للرجّال بن عنفوة، وبلغهم أنه قال شعرا يعنفهم فيما فعلوه، منه قوله:
يا سعاد الفؤاد بنت أثال ... طال ليلي لفتنة الرّجال
فتن القوم بالشّهادة واللَّه ... عزيز ذو قوّة ومحال
إنّ ديني دين النّبيّ وفي القوم ... رجال على الهدى أمثالي
إن تكن منيّتي على فطرة اللَّه ... حنيفا فإنّني لا أبالي
[الخفيف]
__________
(1) أسد الغابة ت (4082) .
(2) الأخبار الموفقيات 3، طبقات الشعراء لابن سلام 146، الشعر والشعراء لابن قتيبة 311، أنساب الأشراف 1/ 575، معجم الشعراء لابن المرزباني 244، الأغاني 14/ 230، مروج الذهب 1606، الكامل في الأدب للمبرد 335، البدء والتاريخ 6/ 30، العقد الفريد 5/ 18، نهاية الأرب 21/ 211، التذكرة الحمدونية 1/ 436، تاريخ الطبري 4/ 318، جمهرة أنساب العرب 223، الكامل في التاريخ 3/ 138، تاريخ الإسلام 2/ 499.
(3) سقط في ط.(5/125)
قال: فطلبوه فلحق بالمدينة، ثم أقبل مع خالد، فقاتلهم، وكان كثير السؤدد حتى قال له خالد: لو كنت قرشيا لطمعت في الخلافة.
6550- عمير ذو مرّان «1» :
بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة. وهو ناعط بن مرثد الهمدانيّ الناعطي، جدّ مجالد بن سعيد المحدث المشهور.
كان مسلما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكاتبه،
فأخرج الطبراني من طريق مجالد بن سعيد بن عمير ذي مرّان، عن أبيه، عن جده عمير، قال: جاءنا كتاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول اللَّه إلى عمير ذي مرّان ومن أسلم من همدان. أمّا بعد سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللَّه الّذي لا إله إلّا هو. أمّا بعد فإنّه بلغنا إسلامكم لمّا قدمنا من أرض الرّوم، فأبشروا فإن اللَّه قد هداكم ... » الحديث.
وسيأتي بيانه في ترجمة مالك بن فزارة الرّهاوي.
6551 ز- عميرة:
بزيادة هاء في آخره، ابن بجرة.
ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال: مخضرم، نزل الكوفة، وأنشد له في قتال أهل الردة شعرا منه:
ألم تر أنّ اللَّه يوم بزّاخة ... أحال على الكفّار سوط عذاب
فليت أبا بكر يرى من سيوفنا ... وما نجتلي من أذرع ورقاب
[الطويل]
العين بعدها النون
6552- عنبرة بن الأحرش:
بن ثعلبة بن صبح بن عدي بن أفلت الطائي.
ذكره ابن الكلبيّ في «الجمهرة» وأخرج قصته أبو بكر بن دريد من الأخبار المنثورة من طريقه، قال: حدثني أبو ياسر الطائي، عن عنبرة بن الأحرش، وكان قد أدرك الجاهلية، وكان أبوه أحرش ولد عشرة من البنين كلّهم شاعر، وكان عنبرة عالما بأمر طيّ، فذكر قصة لصنمهم، قال: وبسببه تنصّر عدي بن حاتم.
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، فقال: مخضرم كثير الشعر جزري، وهو القائل:
__________
(1) أسد الغابة ت (4088) ، الاستيعاب ت (2015) .(5/126)
إذا أبصرتني أعرضت عنّي ... كأنّ الشّمس من قبلي تدور
فما بيديك نفع أرتجيه ... وعند صدودك الخطب الكبير
ألم تر أنّ شعري سار عنّي ... وشعرك حول بيتك لا يسير
[الوافر] وهو القائل:
ربّي الّذي اختار صفوف جنده ... محمّد رسوله وعبده
فهو الّذي لا يبتغى من بعده ... شيء ولا يعقد فوق عقده
[الرجز]
6553- عنبس بن ثعلبة البلوي:
ذكره ابن مندة، فقال: شهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس، ولا يعرف له رواية.
العين بعدها الواو
6554 ز- عوّام بن المنذر:
تقدم في عرام- بالراء بدل الواو.
6555 ز- عوف بن حاجر الأزدي:
له إدراك، وكان ممّن شهد فتح الشام.
وأخرج ابن وهب من طريق شييم «1» بن بيتان القتباني، عن شيخ من أشياخ الأزد يقال له عوف، قال: قدم علينا عمر بن الخطاب الشام ونحن في مسجد لنا فقال: لا يحل لأمير ولا حدّاد إذا جلد في حدّ أن يرفع يديه حتى يبدو إبطه.
6556 ز- عوف بن الحصين بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري:
ثم العقيلي.
له إدراك، وابن «2» عمه لقيط بن عامر بن المنتفق [صحابي] «3» ، يأتي ذكره، وله ولد اسمه جهم بن عوف كان يغزو الصائفة زمن بني أمية، فطال عليه الأمر، فقال أبياتا منها:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بعيدا من اسم اللَّه والبركات
[الطويل]
__________
(1) في أ: شنيم بن بنيان.
(2) في أ: إن.
(3) سقط في أ.(5/127)
يريد أنهم كانوا إذا أرادوا أن يغيروا نادوا: يا خيل اللَّه اركبي على اسم اللَّه والبركة.
ذكره ابن الكلبيّ.
6557- عوف بن أبي حيّة البجلي:
والد شبيل.
قال ابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه ولده شبيل.
قلت: وقد تقدم شبيل في هذا القسم، واستشهد عوف في قتال الفرس ب «نهاوند» .
وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، عن مدرك بن عوف الأحمسي، قال: بينما أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرّن، فسأله عمر عن الناس، فذكر من أصيب من المسلمين، وقال: قتل فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم، فقال عمر: لكن اللَّه يعرفهم. قالوا، ورجل اشترى نفسه- يعنون عوف بن أبي حيّة الأحمسي أبا شبيل، قال مدرك بن عوف: يا أمير المؤمنين، واللَّه خالي يزعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة، فقال عمر: كذب أولئك، ولكنه اشترى الآخرة بالدنيا. قال: وكان أصيب وهو صائم فاحتمل وبه رمق فأبى أن يشرب حتى مات.
6558 ز- عوف بن عبد اللَّه الأسدي «1» :
كان ممن شهد الحرب مع خالد بن الوليد ببزاخة، وهو القائل في ذلك:
يوم اختلسنا بالرّماح عذاريا ... بيض الوجوه حواسرا كالرّبرب
ونجا طليحة مردفا امرأته ... وسط العجاجة كالسّقار المحقب
[الكامل] ذكره وثيمة في «كتاب الردة» ، وفي «معجم الشعراء» للمرزباني.
6559 ز- عوف بن عبد اللَّه بن الأحمر الأزدي:
شهد «صفّين» مع علي، ثم رثى الحسين بمرثية يحضّ فيها الذين خرجوا يطلبون بدمه، فإن كان الّذي ذكره وثيمة بسكون السين احتمل أن يكون هو هذا وإلا فهو غيره.
6560 ز- عوف بن مالك الخثعميّ:
ويقال: أدرك الجاهلية،
وسئل أحمد عن حديث عوف الخثعميّ عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من اغبرّت قدماه في سبيل اللَّه حرّمه اللَّه على النّار» .
فقال: ليس لعوف بن مالك صحبة. انتهى.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.(5/128)
وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى وغيره من طريق أبي الصبح، عن مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، كما سيأتي في حرف الميم.
6561 ز- عوف بن مرارة السكونيّ:
ذكر وثيمة في كتاب «الرّدّة» وقال: كان ممن قام في كندة فوعظهم وحذّرهم وذكّرهم ما جرى على الأمم قبلهم من العقوبة والمسخ، فوثبوا عليه وهمّوا بقتله، فخلّصه الأشعث بن قيس منهم.
6562- عوف بن نجوة:
بفتح النون وسكون الجيم، ضبطه ابن الأثير.
قال ابن مندة: له ذكر، شهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية، قاله لي أبو سعيد بن يونس. انتهى.
وقال ابن يونس: عوف بن نجوة شهد فتح مصر، ولم يزد على ذلك، فلعل ابن مندة اكتفى بإدراكه.
6563- عوف بن النعمان الشيبانيّ «1» :
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق العوّام بن حوشب عن لهب بن الخندق، قال عوف ابن النّعمان الشّيبانيّ، وكان في الجاهلية: لأن أموت عطشا أحبّ إلي من أن أكون مخلفا لموصل.
وذكره أعشى همدان في حكومته بين الشيبانيّ والذّهليّ اللذين تفاخرا، ووصفه بأنه كان بلغ عطاؤه في الإسلام ألفين وخمسمائة. وقد ذكرت [سند] «2» قصة الأعشى في ترجمة عمران بن مرّة.
العين بعدها الياء
6564 ز- عياذ:
بتحتانية مثناة وذال معجمة. هو ابن الجلندي، ويقال اسمه عبد [اللَّه] «3» .
تقدم في جيفر في حرف الجيم، ذكره ابن فتحون وضبطه.
6565 ز- عياض بن سفيان بن جبير بن عوف الأزدي الحجري:
ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وذكره عنه ابن مندة، فقال: له ذكر، ولا يعرف له رواية.
__________
(1) أسد الغابة ت (4133) .
(2) سقط من أ.
(3) سقط من أ.(5/129)
6566- عياض بن غطيف السّكوني «1» :
له إدراك ورواية عن أبي عبيدة بن الجراح، وأبوه غطيف بن الحارث له صحبة، سيأتي.
6567 ز- عياض الثّمالي:
أظنه والد سعد بن عياض السامي «2» التابعي المشهور.
ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء، وذكر له قصة مع شرحبيل بن السّمط حين تابع «3» معاوية بصفّين، وأبياتا رأيتها في ذلك يقول فيها:
وماذا عليهم أن تطاعن دونهم ... عليّا بأطراف المثقّفة السّمر
يهون على عليا لؤيّ بن غالب ... دماء بني قحطان في ملكهم تجري
[الطويل] وقد ذكر ابن عبد البرّ ولده سعد بن عياض في الصحابة، ولكنه نبّه على أن حديثه مرسل.
وله رواية عن ابن مسعود، وأبي موسى، فأبوه له إدراك فلا توقف. واللَّه أعلم.
القسم الرابع فيمن ذكر منهم «4» غلطا وبيانه
العين بعدها الألف
6568- العاص بن هشام بن خالد المخزومي» :
جدّ عكرمة بن خالد.
ذكره الطّبرانيّ، وقال: سكن مكة.
وأخرج له من طريق حماد بن سلمة، حدثنا عكرمة بن خالد، عن أبيه أو عمه عن جده- رفعه: «إذا وقع الطّاعون في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإن كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها» .
وتبعه أبو نعيم، وأبو موسى، وسبقهم البغوي، فقال: بلغني أن جدّ عكرمة بن خالد اسمه العاص بن هشام، وسيأتي في هذا الحديث كما تقدم من وجه آخر: عن حماد، عن عكرمة، عن عمه، عن جده، لم يقل فيه: عن أبيه، أو عمه، بل جزم بقوله: عن عمه وقد غلط فيه هو ومن تبعه.
__________
(1) أسد الغابة ت (4160) .
(2) في أ: الشامي.
(3) في أ: بايع.
(4) في أ: فيهم.
(5) أسد الغابة ت (2663) .(5/130)
قال: العاص بن هشام قتل يوم بدر كافرا، ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ووافقوه على ذلك في جميع السير.
وأورد الحديث المذكور أبو الحسن بن قانع في ترجمة الحارث بن هشام، فكأنه ظنّ أن الحارث جدّ عكرمة لأمه. وهذا كلّه بناء على أن عكرمة بن خالد هو ابن العاص بن هشام المذكور، ولكن في الرواية عكرمة بن خالد آخر، واسم جدّه سلمة بن هشام، وهو ابن عم الّذي قبله. [ويحتمل أن يكون الحديث لسلمة وهو صحابي مشهور] «1» .
وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في مسندة من طريق حماد بن سلمة، وقلّد الذهبي البغوي ومن تبعه، فرقم على العاص بن هشام في التجريد علامة المسند، وهو خطأ على خطأ.
وأغرب الطّبرانيّ فأخرج الحديث المذكور بعينه في ترجمة خالد بن العاص بن هشام، فكأنه جوّز أن يكون عكرمة بن خالد نسب لجده، وأنّ اسم أبيه أو عمه سقط، وليس كما ظن، قال «2» ابن أبي حاتم- لما ترجم عكرمة بن خالد: سمي جدّه سعيد بن العاص بن هشام، فهذا أقرب إلى الصواب، ويكون صحابي هذا الحديث هو سعيد بن العاص، ومن يقتل أبوه ببدر كافرا لا يبعد أن يكون لابنه صحبة. ويكفي في ذلك أنّ الروايات التي ذكرها هؤلاء كلّهم لم يسمّ فيها جد عكرمة.
وقد وجدت ما يقوّي الّذي ذكره ابن أبي حاتم، وهو ما أخرجه البيهقي في الشعب، من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن أبيه، عن عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي- أنه لقي عبد اللَّه بن عمر ... فذكر حديثا في ذمّ «3» الخيلاء، فثبت من هذا كله أنّ الحديث من مسند سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر «4» بن مخزوم. واللَّه الموفق.
وقد وقع ذكر العاص بن هشام في حديث آخر مرسل، وهو غلط يتعيّن التنبيه عليه هنالك.
قال أبو بكر بن أبي شيبة في «مصنفه» : حدثنا هشيم بن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حيان، قال: مكث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعين صباحا يقنت في الصبح بعد الركوع، وكان يقول في قنوته: «اللَّهمّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ
__________
(1) سقط في ط.
(2) في أ: فإن.
(3) في ط: الجلاء.
(4) في أ: عمر عبيد بن مخزوم.(5/131)
أنج الوليد بن الوليد، وعيّاش بن أبي ربيعة، والعاص بن هشام ... » الحديث.
وقوله العاص بن هشام غلط من بعض رواته، فإن الحديث ثابت في الصحيحين بسند موصول إلى أبي هريرة، وفيه: سلمة بن هشام بن العاص بن هشام. فاللَّه أعلم.
6569- عاصم بن عاصم،
أبو بشر.
روى حديثه ابن طرخان في الوحدان، هكذا ذكر الذّهبي في التجريد، وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما هو عاصم بن أبي عاصم، واسم أبي عاصم سفيان.
روى عنه ابنه بشر. وقد تقدم على الصواب. وسبب الوهم سقوط أداة الكنية في أبيه.
واللَّه أعلم.
6570- عاصم بن عدي «1» .
غاير البغوي بينه وبين والد أبي البدّاح، وهو واحد، ونبهت عليه في القسم الأول.
6571 ز- عاصم المازني.
وقع ذكره في مسند الإمام أبي عبد اللَّه محمد «2» بن عبد الرحمن الدارميّ المسند المشهور على الأبواب، فقال: حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا ابن لهيعة، عن حبّان بن واسع، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد الأنصاري، عن عمه عاصم المازني، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يتوضّأ بالجحفة، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا..
الحديث.
هكذا رأيته في نسختين، وما عرفت جهة الوهم فيه.
وقد أخرجه أحمد على الصواب، قال: حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة بهذا السند إلى عبد اللَّه بن زيد بن عاصم، فقال: عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المازني، قال:
رأيت....
__________
(1) مسند أحمد 5/ 450، طبقات خليفة 87، 118، الطبقات الكبرى 3/ 466، مقدمة مسند بقي بن مخلد 102، تاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 110، والمعارف 326، المغازي للواقدي 101، 114، سيرة ابن هشام 2/ 331، والتاريخ الكبير 6/ 477، المعرفة والتاريخ 2/ 215، أنساب الأشراف 1/ 21، 241، الجرح والتعديل 6/ 345، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 255، وتحفة الأشراف 4/ 225، وتهذيب الكمال 2/ 636، العبر 1/ 53، الكاشف 2/ 46، ومرآة الجنان 1/ 122، وتهذيب التهذيب 5/ 49، التقريب 1/ 384، الوافي بالوفيات 16/ 569، خلاصة تذهيب التهذيب 182، شذرات الذهب 1/ 54، تاريخ الإسلام 1/ 72.
(2) في أ: في مسند الإمام أبي محمد بن عبد اللَّه.(5/132)
وهكذا أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي من طريق حبّان بن واسع، وليس لعبد اللَّه بن زيد عمّ اسمه عاصم، بل عاصم اسم جده. وليست له صحبة.
6572- عامر بن جعفر بن كلاب.
ذكره الدّار الدّارقطنيّ هكذا. استدركه الذهبي في التجريد، وهو غلط نشأ عن سقط، وإنما هو عند الدّار الدّارقطنيّ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو المعروف بملاعب الأسنة.
وقد مضى على الصواب في القسم الأول.
6573 ز- عامر بن حديدة الأنصاري.
ذكره ابن عبد البرّ فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة، وهو خطأ نشأ من عدم تأمل، وذلك أن الّذي في كتاب الكنى لأبي أحمد: أبو زيد قطبة بن عمرو، أو عامر بن حديدة، فالصحبة لقطبة، والتردّد في اسم أبيه: هل هو عمرو أبو عامر، وسيأتي بيانه في حرف القاف إن شاء اللَّه تعالى.
6574- عامر بن الطفيل:
بن مالك بن جعفر [بن كلاب] العامري الفارس المشهور.
ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة، وهو غلط، وموت عامر المذكور على الكفر أشهر عند أهل السير أن يتردّد فيه، وإنما اغترّ جعفر برواية أخرجها البغوي يسنده إلى عامر بن الطفيل- أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرسا، وكتب إليه: إني قد ظهرت فيّ دبيلة، فابعث إليّ دواء من عندك. فردّ الفرس، لأنه لم يكن أسلم، وأرسل إليه عكّة من عسل.
وهو خطأ نشأ عن تغيير، وإنما هو عامر بن مالك، وهو ملاعب الأسنة، وفي ترجمته أورده البغوي، وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته، وأسند جعفر أيضا إلى الحديث الّذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطّفيل، وقد بينت أنه آخر غير العامري، وقد أورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد.
6575- عامر بن عبد اللَّه «1» :
أبو عبد اللَّه.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف سمعي،
فأورد من طريق أبي أمية الطّرسوسي، عن أبي داود الطّيالسي بسنده إلى أبي مصبح، قال: كنا نسير في أرض الروم في صائفة وعلينا مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، إذ مرّ بعامر بن عبد اللَّه وهو يقود بغلا له
__________
(1) أسد الغابة ت (2711) .(5/133)
وهو يمشي، فقال: يا أبا عبد اللَّه، ألا تركب ... فذكر الحديث: «من اغبرّت قدماه في سبيل اللَّه حرّمه اللَّه على النّار» .
وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة بسنده المذكور، فقال فيه: إذ مر عامر بن عبد اللَّه، وكذا أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد عن عتبة بن حكيم شيخ الطيالسي فيه، وهو في مسند أحمد، وصحيح ابن حبان، من طريق ابن المبارك.
6576- عامر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة «1» .
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق بشر بن عمر، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده- مرفوعا: «إنّما جزاء السّلف الوفاء والحمد» .
وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم في النسب، فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة، عن بشر بن عمر، عن إسماعيل، وليس في نسبه عامر، وكذلك أخرجه إسحاق أيضا، وابن أبي شيبة، وأحمد جميعا، عن وكيع، والنسائي من طريق سفيان الثوري، والطبراني، من طريق حاتم بن إسماعيل، كلّهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة. عن أبيه، عن جده، وأورده أصحاب المسانيد في مسند عبد اللَّه بن أبي ربيعة.
6577- عامر بن عبدة «2» .
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ الشّيطان يأتي القوم في صورة الرّجل يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه، فيحدّثهم، فيقولون: حدّثنا فلان» .
حديثه عند الأعمش، عن المسيّب بن رافع، عنه، كذا أورده ابن عبد البر، وهذا إنما هو عامر بن عبدة، عن عبد اللَّه بن مسعود موقوفا ليس فيه ذكر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه من طريق الأعمش.
وقد ذكر ابن عبد البرّ عامر بن عبد اللَّه هذا في كتاب الكنى، فقال: أبو إياس عامر ابن عبدة تابعي ثقة. انتهى.
وقد وثّقه أيضا ابن معين، وذكر ابن ماكولا أنه روى عنه مع المسيب بن رافع، وأبو إسحاق السّبيعي.
__________
(1) أسد الغابة ت (2710) .
(2) أسد الغابة ت (2716) ، الاستيعاب ت (1343) .(5/134)
واختلف في عبدة، فقيل بالسكون وقيل بالتحريك.
6578
- عامر «1» بن لدين «2» :
بالدال مصغّرا، الأشعري، أبو سهل. ويقال أبو بشر.
ويقال اسمه عمرو.
وذكره ابن شاهين في «الصحابة» وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته، وهو معدود في تابعي أهل الشام، ذكره بعض المتأخرين.
قلت: ولم أره في كتاب ابن مندة فكأنه عنى ببعض المتأخرين غيره.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، قال أسد بن موسى عن معاوية بن صالح، عن أبي «3» بشر مؤذن مسجد دمشق، عن عامر بن لدين الأشعري: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ الجمعة يوم عيدكم، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ... » الحديث.
هكذا أورده ابن شاهين من طريقه ومن تبعه، وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: سمعت. هكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ومن طريق زيد بن الحبّاب، وهكذا رويناه في نسخة حرملة، وفي زيادات للنيسابوري، من طريق يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح به.
ورواه عبد اللَّه بن صالح كاتب اللّيث، عن معاوية بن صالح، عن أبي بشر، عن عامر بن لدين- أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة، فقال: على الخبير سقطت، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكره.
وقال البخاريّ في «التاريخ» : عامر بن لدين سمع أبا هريرة، وروى معاوية بن صالح عن أبي بشر عنه، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال ابن سميع: عامر بن لدين الأشعري قاض لعبد الملك سمع أبا هريرة.
وقال العجليّ: شامي تابعي، ثقة. وقال ابن عساكر: ولى القضاء لعبد الملك، وحدّث عن بلال، وأبي هريرة، وأبي ليلى الأشعري.
روى عنه أبو بشر المؤذن، وعروة بن رويم، والحارث بن معاوية.
قلت: وروايته عن أبي ليلى ستأتي في ترجمته، وحديثه عن بلال ذكره الدّولابي في الكنى. وقال غيره: إنه أرسل عن بلال «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (2727) .
(2) في أ: لذين بالذال.
(3) في أ: ابن.
(4) في أ: هلال.(5/135)
6579- عامر بن مالك الكعبي «1» :
هو القشيري.
استدركه أبو موسى ظانا أنه غيره فلم يصب.
6580- عامر بن مالك بن صفوان «2» .
ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عامر بن مالك، عن صفوان- رفعه: «الطّاعون شهادة والغرق شهادة» .
وهذا غلط نشأ عن تصحيف، وذلك أنّ الحديث معروف من هذا الوجه، لكن عن عامر بن مالك، عن صفوان، وهو ابن أمية الجمحيّ، فتصحّفت عن فصارت ابن.
وقد أخرجه البخاريّ في «تاريخه» على الصواب، وكذا هو عند أحمد والنسائي، وقد استدركه ابن الدباغ وخفيت علّته، وقد تنبه له ابن فتحون، فقال: أحسب أن ابن قانع وهم فيه، بل أقطع بذلك، وعامر بن مالك ذكره ابن حبان في الثقات.
6581- عامر المزني «3» :
أبو هلال، هو عامر بن عمرو الّذي تقدم.
فرّق بينهما ابن مندة، فوهم، والحديث واحد: وهو من رواية هلال بن عامر، عن أبيه. وقد اختلف على هلال فيه كما بينته في رافع بن عمرو.
6582- عامر أبو هشام «4» :
هو عامر بن أمية جد سعد بن هشام الّذي تقدم.
فرق بينهما ابن مندة أيضا، فوهم، والحديث واحد، وهو من رواية سعد بن هشام، عن عائشة- أنها قالت لسعد بن هشام: رحم اللَّه، هشاما، قتل يوم أحد.
العين بعدها الباء
6583
- عباد «5» بن عمرو «6» . «7»
له ذكر في القسم الأول في ترجمة عائذ بن قرط.
6584 ز- عباد بن أحمر المازني.
ذكره أبو محمّد بن قتيبة في «غريب الحديث» ، فقال: ومنه قول عباد بن أحمر
__________
(1) أسد الغابة ت (2736) .
(2) أسد الغابة ت (2734) .
(3) أسد الغابة ت (2740) .
(4) أسد الغابة ت (2745) .
(5) في أعائد.
(6) في ت: عمر.
(7) أسد الغابة ت (2778) .(5/136)
المازني، قال: كنت في إبلي أرعاها، فأغارت علينا خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فركبت الفحل، فجئت صباح تبوك.
قال ابن عساكر: وهم فيها ابن قتيبة. والصواب عمارة بن أحمر، كما تقدم.
6585- عباد بن الحسحاس.
كذا ذكره أبو عمر، فصحفه، والصّواب عبادة، بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره.
6586- عباد بن المطلب.
له ذكر في المهاجرين، ولا يعرف له رواية، قاله ابن مندة، وساق من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في ذكر المهاجرين، قال: ونزل عبيدة بن الحارث، وعباد بن المطلب، وذكر جماعة سمّاهم.
قال أبو نعيم: هذا وهم شنيع، وخطأ قبيح، وإنما هو مسطح بن أثاثة بن المطلب، ثم ساق من طريق إبراهيم، عن سعد بن إسحاق في قدوم المهاجرين المدينة، قال: ونزل عبيدة بن الحارث وأخواه: الطفيل، وحصين، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وسويبط بن سعد بن حرملة، وطليب بن عمرو- علي بن عبد اللَّه بن سلمة العجلاني، وهو كما قال أبو نعيم.
وسبب الوهم أن لفظة ابن تصحّفت واوا فصار الواحد اثنين: مسطح بن أثاثة، وعباد بن المطلب، وعباد إنما هو جدّه مسطح. وقد وقع في رواية غير ابن مندة كما وقع عنده، فليس التصحيف منه، لكن ما كان يليق بسعة حفظه ومعرفته أن يمشي عليه مثل هذا.
وأغرب منه ما ذكر الذّهبيّ في «التجريد» ، فقال: عباد له هجرة، ولا رواية له، وهو مجهول، فمشى على الوهم، وزاد الوهم لبسا بترك ذكر أبيه.
6587- عباد بن تميم.
ذكر الكرمانيّ شارح البخاري أنه رأى بعض نسخ البخاري في حديث عائشة رضي اللَّه عنها: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صوت عبّاد يصلّي في المسجد، فقال: «رحم اللَّه عبّادا» ، قال في بعض النسخ: عباد بن تميم، كذا قال، والمعروف أنه عباد بن بشر، كما وقع في مسند أبي يعلى.
6588- عبادة بن سليمان:
مولى العباس.(5/137)
له في النكاح، قاله ابن سعد، واستدركه الذهبي. والصواب عبّاد، بفتح أوله وتشديد الموحدة، وهو كما تقدم في الأول.
6589- عباس بن جمهان:
أو جهمان.
ذكره أبو أحمد العسكريّ، وقال: حديثه مرسل، ولا تصح له صحبة حكى عنه إسماعيل بن رافع، وكذا ذكره البخاري في «التاريخ» وقال: حديثه مرسل.
6590
- عبد الأعلى «1» بن عدي البهراني «2» .
تابعي أرسل حديثا، فذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة، نقله أبو نعيم، وقال: لا تصح له صحبة.
وجزم بأنّ حديثه مرسل البخاري، وأبو داود.
وقد روى عن ثوبان، وعتبة بن عبد السلمي، وعبد اللَّه بن عمرو، وغيرهم. روى عنه حريز بن عثمان، والأحوص بن حكيم، وصفوان بن عمرو، وغيرهم.
وحديثه في مراسيل أبي داود عند النسائي وابن ماجة.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال يزيد بن عبد ربّه: مات سنة أربع ومائة.
6591 ز- عبد اللَّه: بن إبراهيم الأنصاري.
أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن أبي حاتم: مجهول أرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى فضالة بن حصن، عن الخطاب بن سعيد، عن سليمان بن محمد بن إبراهيم، عنه واستدركه ابن فتحون، ونسبه لابن أبي حاتم.
6592- عبد اللَّه بن أبي الأسد.
استدركه ابن فتحون لحديث أورده الخطيب من طريق محمد بن العباس صاحب السامة «3» ، عن محمد بن بشر، عن عبيد اللَّه «4» العمري، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن أبي الأسد، قال: رأيت «5» النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه، وهو خطأ نشأ عن سقط وتحريف، والصواب ما رواه أبو أسامة عن العمري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد. وسيأتي في عمر بن أبي الأسد فيه خطأ آخر.
__________
(1) أسد الغابة ت (2806) .
(2) المهداني في أ.
(3) في أ: الشامة.
(4) في أ: عن عبد اللَّه.
(5) في أ: رأيته صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.(5/138)
6593 ز- عبد اللَّه بن الأسود المزني «1» .
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فوهم، فإنه هو السدوسي، والرواية التي نسب فيها مزنيا ضعيفة. وقد بينت ذلك في ترجمة الحجاج.
6594- عبد اللَّه بن أنيسة الأسلمي «2» .
ذكره ابن مندة، وأخرج في ترجمته حديث جابر عنه في القصاص، ولم يقع في روايته منسوبا، إنما فيه عبد اللَّه بن أنيس فقط. قال ابن مندة: فرق ابن أبي حاتم بينه وبين الجهنيّ، وأراهما واحدا.
قلت: والحديث معروف للجهني، وقد أشرت إلى ذلك في ترجمته، وجمعهما أبو نعيم في ترجمة، وعاب على ابن مندة التفرقة، ولا ذنب لابن مندة فيه. وقد تقدم في الأول عبد اللَّه بن أنس، أو ابن أنيس الأسلمي، وذكر من جوز أنه الجهنيّ.
6595- عبد اللَّه بن أبي أنيسة «3» .
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر، وأخرج من طريق ابن المبارك، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: سمعت حديثا في القصاص لم يبق أحد يحفظه إلا رجل بمصر يقال له عبد اللَّه بن أبي أنيسة، فذكر رحلته إليه.
أورده الخطيب في «كتاب الرحلة» في الحديث، وهذا هو عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ.
وقد ذكرت في ترجمته من أخرجه، ومداره على عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر.
واستدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه، وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبيه.
6596- عبد اللَّه بن بشر الحمصي.
ذكره البغويّ. وقد تقدم في الأول.
6597- عبد اللَّه بن بغيل «4» :
بموحدة ومعجمة مصغّرا.
تقدم التنبيه عليه في عبد اللَّه بن نفيل، بنون وفاء.
6598- عبد اللَّه بن جبر بن عتيك الأنصاري «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (2816) .
(2) أسد الغابة ت (2823) .
(3) أسد الغابة ت (2824) .
(4) أسد الغابة ت (2841) .
(5) أسد الغابة ت (2855) .(5/139)
أرسل حديثا، فذكره أبو موسى في «ذيل الصّحابة» ، وهو عند النسائي من رواية جعفر بن عون، عن أبي العميس، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جبر بن عتيك، عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عاد جبر بن عتيك.. الحديث.
وأخرجه ابن ماجة من طريق وكيع، عن أبي العميس، فزاد فيه بعد قوله: عن أبيه- عن جده، وهو الصواب.
وعبد اللَّه بن عبد اللَّه من شيوخ مالك، وقد أخرج الحديث عنه في الموطأ، لكن قال:
عن عبد بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث- أن جابر بن عتيك أخبره.
وقد تقدم في ترجمة جابر بن عتيك مفصّلا.
وعبد اللَّه بن جابر المذكور هنا لم أر له ترجمة عند أحد ممن صنّف في الرجال.
6599- عبد اللَّه بن جبير الخزاعي.
تابعي أرسل حديثا فذكره أبو نعيم وأبو عمر في الصحابة، قال أبو نعيم: مختلف في صحبته. وقال أبو عمر: قيل: إن حديثه مرسل. وقال أبو حاتم الرازيّ: شيخ مجهول روى عن أبي الفيل أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجم....
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، روى عنه سماك بن حرب وحده.
6600 ز- عبد اللَّه بن جزء الزّبيدي «1» .
ذكره ابن أبي عليّ، واستدركه أبو موسى، وهو عبد اللَّه بن الحارث بن جزء، نسب لجده، فلا وجه لاستدراكه.
6601- عبد اللَّه بن الحارث:
أبو إسحاق.
روى عنه قتادة، واستدركه أبو موسى، وهو عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب ببّة. وقد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه. وقد تقدم في القسم الثاني.
6602- عبد اللَّه بن الحارث: بن أوس الثقفي» .
__________
(1) أسد الغابة ت (2863) ، طبقات ابن سعد 7/ 497، طبقات خليفة 945، 2715، المعرفة والتاريخ 1/ 268، الجرح والتعديل 5/ 30، المستدرك 3/ 633- الحلية 2/ 6، تهذيب الكمال 672، تاريخ الإسلام 3/ 263، العبر 1/ 101، تذهيب التهذيب 2/ 136، مرآة الجنان 1/ 177، تهذيب التهذيب 5/ 178، حسن المحاضرة 1/ 212، خلاصة تذهيب الكمال 164، شذرات الذهب 1/ 97.
(2) أسد الغابة ت (2871) .(5/140)
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق عارم، عن ابن المبارك، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن السلماني، عن أوس، عنه- في طواف الوداع.
وفي هذا السند خبط في مواضع. وقد رواه غيره عن ابن المبارك، عن حجاج، عن ابن السلماني، عن عمرو بن أوس، عن الحارث بن عبد اللَّه بن أوس، وهو الصواب، وكذا هو عند الترمذي من طريق عبد الرحمن المحاربي، عن حجاج بن أرطاة. وأخرجه أبو داود والنسائي من وجه آخر عن الحارث بن عبد اللَّه بن أوس. ومضى على الصواب.
6603- عبد اللَّه بن الحارث: بن أبي ربيعة المخزومي «1» .
ذكره ابن عبد البرّ، فقال: روى ابن خديج عن عبد اللَّه بن أبي أمية، عن عبد اللَّه بن الحارث بن أبي ربيعة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قطع السارق، قال: وأظنه هو عبد اللَّه بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش «2» بن أبي ربيعة، أخو عبد الرحمن بن الحارث، فإن كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه. انتهى كلام أبي عمر.
فأما عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكر ابن أبي حاتم، قال: إنه روى عن أخيه عبد اللَّه بن الحارث، وحديث عبد الرحمن عند البخاري في الأدب المفرد والسنن الأربعة.
وذكره العجليّ، فقال: تابعي ثقة، ووثّقه ابن سعد، وقال: مات في خلافة المنصور وقيل: كان مولده سنة ثمانين من الهجرة، وأما أخوه عبد اللَّه فهو أكبر منه. وقال النسائي:
ليس بالقوي.
6604- عبد اللَّه بن: الحارث بن زيد بن صفوان الضبي «3» .
تقدم في الأول في عبد اللَّه بن زيد بن صفوان، ذكره أبو عمر، فزاد في نسبه الحارث، وعزاه لابن الكلبي وابن حبيب، وليس عندهما الحارث.
6605- عبد اللَّه بن الحارث: بن زيد بن صفوان الضبي.
ذكره أبو عمر هكذا.
وقد تقدم في الأول أنه وهم، وأن الحارث بين عبد اللَّه وزيد زيادة، وسببها ما ذكر في عبد اللَّه بن زيد أنه كان اسمه عبد الحارث بن زيد فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عبد اللَّه، فرآه أبو عمر عبد الحارث بن زيد، فظنه عبد اللَّه بن الحارث بن زيد.
__________
(1) أسد الغابة ت (2874) ، الاستيعاب ت (1510) .
(2) في أ: عباس.
(3) أسد الغابة ت (2876) ، الاستيعاب ت (1512) .(5/141)
6606 ز- عبد اللَّه بن الحارث العبديّ.
تقدمت الإشارة في القسم الأول.
6607 ز- عبد اللَّه بن الحجاج: الثمالي «1» .
أورده الذّهبيّ، وقال ذكره الثلاثة، وقال «2» ، بعد عبد اللَّه: أبو الحجاج.
قلت: ما رأيت في «أسد الغابة» شيئا من ذلك، بل قال: عبد اللَّه أبو الحجاج الثمالي، قيل اسمه عبد اللَّه بن عبد، أخرجه الثلاثة. نعم رأيته في «ذيل» أبي موسى كما قال الذّهبيّ.
وأخرجه ابن مندة في موضع ثالث فقال: عبد اللَّه الثمالي.
6608- عبد اللَّه بن حرام «3» .
ذكره أبو موسى، وأبو بكر بن علي، وذكره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، قال:
رأيت على رأس عبد اللَّه بن حرام [كساء] «4» قال: صليت إلى القبلتين، قال أبو موسى: إنما هو عبد اللَّه بن عمرو ابن أم حرام، وهو كمال قال.
وقد ذكره ابن مندة على الصّواب في عبد اللَّه ابن أم «5» حرام، وأبوه اسمه عمرو بن قيس.
6609 ز- عبد اللَّه بن أبي حرام.
قال ابن الأثير: رأيته بخطي وعليه علامة الثلاثة، ولم أجده عندهم.
قلت: إنما هو الّذي قبله، وهو عبد اللَّه ابن أم حرام، فتغيرت أداة الكنية من أم إلى أبي.
6610- عبد اللَّه بن حزابة «6» :
بضم المهملة بعدها زاي منقوطة وبعد الألف موحدة.
ذكره ابن مندة، فقال: عبد اللَّه بن خزابة، وعبد اللَّه بن حكل ذكر في الصحابة، وهما من تابعي أهل الشام، روى عنهما خالد بن معدان.
6611- عبد اللَّه بن الحسن. «7»
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، واستدركه أبو موسى من طريقه، ثم من رواية داود بن
__________
(1) أسد الغابة ت (2889) .
(2) في أ: بين.
(3) أسد الغابة ت (2892) .
(4) سقط من أ.
(5) في أ: أبي.
(6) أسد الغابة ت (2896) .
(7) أسد الغابة ت (2897) .(5/142)
عبد الرحمن العطار، حدثنا عبد اللَّه بن الحسن- رفعه: لو كانت عندي ثالثة لزوجتها لعثمان.
قال أبو موسى: هذا مرسل أو معضل، وهو عبد اللَّه بن الحسن بن علي، وهو تابعي صغير.
قلت: روى عن أبيه، وعن أمه فاطمة بنت الحسين، وابن عم جدّه عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، وعمه (لأمه) «1» إبراهيم بن محمد بن طلحة، وعن الأعرج، وعكرمة وغيرهم.
روى عنه ابناه: موسى، (ويحيى) «2» ، ومالك، والثوري، وابن أبي الموالي، وابن عليّة، وآخرون.
وثّقه ابن معين والرازيان والنسائي والعجليّ، وغيرهم. وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات، فكأنه لم تصحّ عنده روايته عن عبد اللَّه بن جعفر.
وكان لسان بني حسن في زمانه، قال مصعب الزبيري: ما رأيت علماءنا يكرمون، أحدا ما يكرمونه، وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز.
مات في حبس المنصور سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
6612- عبد اللَّه بن حكل الأزدي «3» .
قال أبو عمر: شامي، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عقر دار الإسلام الشّام» .
روى عنه خالد بن معدان.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال: هو مرسل، وقد مضى كلام ابن مندة فيه في عبد بن حرام. وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : عبد اللَّه بن حكل روى عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «4» خالد بن معدان.
6613- عبد اللَّه بن حكيم الجهنيّ. «5»
قال ابن الأثير: ذكره البخاريّ، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال أبو حاتم الرازيّ «6» : هو ابن عكيم، بالعين المهملة، وهو كما قال.
__________
(1) في أ: سقط.
(2) في أ: سقط.
(3) أسد الغابة ت (2899) ، الاستيعاب ت (1529) .
(4) في أ: روى عنه خالد.
(5) أسد الغابة ت (2900) .
(6) في أ: الرازيّ إنما.(5/143)
6614- عبد اللَّه بن حكيم «1» :
بصيغة التصغير.
ذكره ابن عبد البرّ، فقال: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول في حجة الوداع: «اللَّهمّ اجعلها حجّة لا رياء فيها ولا سمعة» .
وهذا وهم نشأ عن سقط، وذلك أنه سقط منه الصحابي، وهو بشر بن قدامة كما مضى في الموحدة في القسم الأول على الصواب، وهو حديث انفرد بروايته سعيد بن بشير، عن عبد اللَّه بن حكيم، عن بشر، وما رواه عن سعيد إلا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، ولا يعرف عبد اللَّه بن حكيم ولا شيخه إلا في هذا الحديث.
6615 ز- عبد اللَّه بن خليفة.
قال ابن فتحون في «الذيل» : ذكره الطّبريّ، وأخرج له حديثا في صفة العرش.
قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما يروى الحديث المذكور من طريق عبد اللَّه بن خليفة «2» ، هكذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد، وأبو يعلى، وابن أبي عاصم، والطبراني في كتاب السنة، كلّهم من طريق أبي إسحاق السّبيعي «3» ، وذكره البخاري وغيره في التابعين.
6616- عبد اللَّه بن رئاب «4» .
روي عن- النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- وحديثه عندي مرسل، رواه معمر عن كثير بن يزيد عنه، كذا قال ابن عبد البرّ.
وقال ابن أبي حاتم: عبد اللَّه بن رئاب روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، ويقال ابن زبيب- يعني بزاي وموحدتين مصغرا.
روى عن كثير بن يزيد عنه، فأخذ أبو عمر كلامه، ونسب الحكم بإرساله إلى نفسه، وحذف الفائدة في ذكر الاختلاف في اسم أبيه، وهو الّذي بعده.
6617- عبد اللَّه بن زبيب الجندي.
قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح.
__________
(1) أسد الغابة ت (2903) ، الاستيعاب ت (1531) .
(2) ابن خليفة عن عمر.
(3) في أ: السبيعي عنه.
(4) أسد الغابة ت (2944) ، الاستيعاب ت (1549) .(5/144)
روى حديثه عبد اللَّه بن المبارك، عن معمر بن كثير بن عطاء عنه، ثم ساق من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن كثير بن عطاء الجندي، حدثني عبد اللَّه بن زبيب الجندي، قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عبادة بن الصّامت، يا أبا الوليد، إذا رأيت الصّدقات قد كتمت، واستؤجر على الغزو، ورأيت الرّجل يتمرّس بأمانته كما يتمرّس البعير الشّجرة، وخرب العامر، وعمر الخراب، فإنّك والسّاعة كهاتين- وأخذ إصبعيه السّبابة والّتي تليها» .
وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته، ثم ساق الحديث من وجه آخر عن عبد الرزاق.
قلت: لولا جزم ابن أبي حاتم بأنه هو والّذي قبله واحد، وأن الحديث مرسل لأوردته في القسم الأول.
6618- عبد اللَّه بن زهير «1» .
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى في الذيل،
وأخرج من طريقه عن إبراهيم بن الفضل الرخاني «2» ، عن كامل بن طلحة، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللَّه بن زهير، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «النّفقة في الحجّ كالنّفقة في سبيل اللَّه» .
قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط وقلب وتصحيف، والصواب: عن عطاء بن أبي زهير الضبعي، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، كذا رواه منصور عن أبي الأسود، وأبو عوانة عن عطاء بن السائب، ورواه علي بن عاصم عن عطاء فخبط فيه، قال: عن عطاء بن السائب، عن زهير بن عبد اللَّه، عن أبيه، أخرجه ابن مندة. ونبّه على أنه وهم، وهو كما قال، إلا أنه لم يبيّن جهة الوهم، وقد بينتها وللَّه الحمد.
6619- عبد اللَّه بن زيد الجهنيّ «3» .
ذكره ابن مندة. وقال: في إسناد حديثه نظر،
ثم ساق من طريق محمد بن يحيى المأربي، بالراء والموحدة، عن حرام بن عثمان، أحد المتروكين، عن معاذ عن عبد اللَّه بن زيد الجهنيّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إذا سرق فاقطع يده ... » الحديث.
وفي آخره: «ثمّ إذا سرق فاضرب عنقه» .
قال ابن مندة: كذا قال حرام، وخالفه غيره.
انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (2953) .
(2) في أ: الرحافي.
(3) أسد الغابة ت (2956) .(5/145)
وقال أبو نعيم: الصواب أنه عن معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب، عن عبد اللَّه بن زيد الجهنيّ، وساقه في ترجمة عبد اللَّه بن بدر من طريق حفص بن ميسرة، عن حرام بن عثمان، عن معاذ ... كذلك، فظهر منه أن الوهم من الراويّ عن حرام بن عثمان بخلاف ما يفهمه كلام ابن مندة.
6620- عبد اللَّه بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاري.
ذكره البغويّ، وابن مندة، وهو وهم، فأما البغوي فقال: سكن المدينة روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الأذان، ثم ساق الحديث من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد اللَّه بن زيد، قال: «رأيت في المنام رجلا نزل من السّماء عليه بردان أخضران ... » الحديث.
وهذا هو عبد اللَّه «1» بن عبد ربه الماضي في الأول، أخطأ في نسبه وفي جعله اثنين.
وقد أخرج حديث الأذان من طريق الأعمش، بهذا السند، ابن خزيمة وغيره من مسند عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه. وأخرج الترمذي بعضه من هذا الوجه، ومن رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة كذلك.
وأما ابن مندة، فقال: ذكره ابن إسحاق في المغازي، وأنه كان على النفل يوم بدر، ثم ساق ذلك، وهو خطأ أيضا، وإن الّذي عند ابن إسحاق إنما هو عبد اللَّه بن كعب بن زيد، من بني عمرو بن مازن بن النجار، وعمرو بن مازن جدّه الأعلى لا والد أبيه، وسقط كعب بين عبد اللَّه وزيد، فخرج منه هذا الوهم.
وقد تعقبه أبو نعيم، فقال: وهم فيه وصحّف، فأما الوهم ففي إسقاط كعب، وأما التصحيف ففي قوله ثقل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمثلثة والقاف، وإنّما كان على النفل بالنون والفاء، جعل إليه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم القيام على النفل الّذي هو الغنائم مقفله من بدر إلى المدينة.
وقد ذكره ابن مندة في عبد اللَّه بن كعب على الصواب.
6621- عبد اللَّه بن أبي سديد بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي.
له حديث في قطع السدر، رواه ابن قانع، هكذا استدركه الذهبي فصحّف أباه وقد مضى في حرف الشين المعجمة في الآباء من القسم الأول على الصواب.
__________
(1) في أ: عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه.(5/146)
6622
- عبد اللَّه بن سعد الأزدي «1» السامي.
غاير ابن عبد البرّ بينه وبين عبد اللَّه بن سعد عمّ حرام بن حكيم، وهو واحد وقد جاء حديثه من عدة طرق لم ينسب فيها أزديا. واللَّه أعلم.
6623- عبد اللَّه بن سعد بن مري «2» .
تقدم ذكره في الأول، وأن الذهبي أفرده، وكأنه وهم.
6624 ز- عبد اللَّه بن سعد بن الأطول.
ذكره البغويّ، فقال: سكن البصرة، وأخرج له الحديث الّذي أورده في ترجمة أبيه، وليس له فيه ما يدلّ على أن له صحبة أصلا، وإنما فيه «3» أنه كان يزور أصحابه بتستر فيقيم يوم الدخول واليوم الثاني ويخرج في اليوم الثالث، فإذا سألوه عن ذلك يقول:
سمعت أبي يحدّث عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه نهى عن التناوة «4» ويقول: من أقام في أرض الخراج فقدتنا.
انتهى.
والتناوة: بالمثناة الفوقانية بعدها نون.
6625 ز- عبد اللَّه بن أبي سلمة.
روى حديثه عبد الحميد بن سليمان عن ابن شهاب عنه في لبس الثوب.
وقد تقدم بيان الصواب في عبد اللَّه بن أبي الأسد.
6626- عبد اللَّه بن سهيل بن عمرو:
أخو أبي جندل.
شهد بدرا وذكره ابن مندة، ثم قال: عبد اللَّه بن سهيل «5» من مهاجرة الحبشة، هكذا غاير بينهم، وأبو جندل هو ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس، فما أدري كيف خفي عليه هذا.
وقد تعقبه أبو نعيم فقال: جعله ترجمتين، وهما واحد. وقال ابن الأثير: بل جعله ثلاث تراجم، والجميع واحد: وهو كما قال.
__________
(1) في أ: الشامي.
(2) في أ: بري.
(3) في أ: فيه عنه.
(4) التّناوة: المراد بها: التّناية وهي الفلاحة والزراعة فقلب الياء واوا. النهاية: 1/ 199.
(5) في أ: سهيل.(5/147)
قلت: لكن ابن مندة قال في الثالث: يقال إنه غير الأوّل، وهو محتمل وأبو نعيم معذور.
6626 (م) - عبد اللَّه بن صائد:
وهو الّذي يقال له ابن صياد.
ذكره ابن شاهين، والباوردي. وابن السكن، وأبو موسى في الذيل، قال ابن شاهين:
كان أبوه من اليهود، ولا يدري من أي قبيلة هو، وهو الّذي يقال إنه الدجال، ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعور مختونا، ومن ولده عمارة بن عبد اللَّه بن صيّاد، وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيّب.
روى عنه مالك وغيره، ولم يزد أبو موسى على هذا.
وأما ابن السّكن فقال في آخر العبادلة «ذكر الدجال» : رأيت في كتاب بعض أصحابنا كأنه يعني الباوردي في أسماء من ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال:
ومنهم عبد اللَّه بن صياد وأورد ابن الأثير في ترجمته حديث ابن عمر الّذي في الصحيح أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ بابن صياد وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام لم يحتلم ... الحديث. وفيه سؤاله عن الدخ «1» ،
وحديث ابن عمر أيضا في دخول النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النخيل الّذي فيه ابن صياد، وهو نائم، وهو قول أمه له: يا صاف، هذا محمد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لو تركته بين» ، وفيه قوله: «أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال: أشهد أنّك رسول الأمّيين ... » الحديث.
وفيه: أن «2» عمر استأذن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قتله، فقال: «إن يكنه فلن تسلّط عليه، وإن يكن غيره فلا خير لك في قتله»
قال بعض العلماء: لأنه كان من أهل العهد.
وفي «الصحيحين» عن جابر أنه كان يحلف أن ابن صياد الدّجال. وذكر أنّ عمر رضي اللَّه عنه كان يحلف بذلك عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وفي «صحيح مسلّم» عن أبي سعيد، قال: صحبني ابن صياد في طريق مكة، فقال:
لقد هممت أن آخذ حبلا وأوثقه إلى شيء فأختنق به مما يقول الناس لي، أرأيت من خفي عليه حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فكيف يخفى عليكم يا معشر الأنصار، ألم يقل إنه لا يولد له، وقد ولد لي، ألم يقل إنه لا يدخل المدينة ولا مكة، فها أنا من المدينة،
__________
(1) الدّخّ والدّخّ: الدّخان. اللسان 2/ 1339.
(2) في أ: أن ابن عمر.(5/148)
وهو ذا انطلق إلى مكة، قال: فو اللَّه ما زال يخبر بهذا حتى خفي.
قلت: فلعله يكون مكذوبا عليه، ثم قال: واللَّه يا أبا سعيد لأخبرنك خبرا حقا، إني لأعرفه، وأعرف والده وأين هو الساعة من الأرض. فقلت»
: تبّا لك سائر اليوم.
ثم وجدت في بعض حديث أبي سعيد زيادة، فروينا في الجزء الثاني من أمالي المحاملي
رواية الأصبهانيين عنه، قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سراج «2» ، حدثنا النصر، حدثنا عوف، عن أبي نضرة، قال: قال أبو سعيد: أقبلت في جيش من المدينة قبل المشرق، وكان في الجيش عبد اللَّه بن صائد. وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله أحد ولا يسارّه، ويسمونه الدجال، قال: فبينما أنا ذات يوم نازل فجاء عبد اللَّه بن صياد حتى جلس معي، فقال: [يا أبا سعيد، ألا ترى ما صنع هؤلاء الناس لا يسايرونني.. فذكر ما تقدم، وقال: قد علمت] «3» يا أبا سعيد أن الدجال لا يدخل المدينة، وأنا ولدت بالمدينة وائتدلت، وقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ الدجّال لا يولد له، وقد ولد لي، واللَّه لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء النّاس أن آخذ حبلا فأختنق حتّى أستريح، واللَّه ما أنا بالدّجّال، واللَّه لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه وأمّه، والقرية التي يخرج منها» .
ورجال هذا السند موثقون، لكن محاضر في حفظه شيء، وإن كان قوله: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالرفع، ولم يثبت أنه أسلّم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يدخل في حدّ الصحابي، وقد أمعنت القول في ذلك في كتاب الفتن من فتح الباري في شرح البخاري،
وفي صحيح مسلّم أن ابن عمر غضب منه فضربه بعصا ثم دخل على حفصة.
فقالت: ما لك وله! إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ الدّجّال يخرج من غضبة يغضبها» .
وفي الجملة لا معنى لذكر ابن صيّاد في الصحابة، لأنه إن كان الدجال فليس بصحابي قطعا، لأنه يموت كافرا، وإن كان غيره فهو حال لقيه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يكن مسلما، لكنه إن كان مات على الإسلام يكون كما قال ابن فتحون على شرط كتاب الاستيعاب.
6627- عبد اللَّه بن عبد اللَّه «4» :
بن أبي مالك.
ذكره ابن مندة، وقال: شهد بدرا ذكره يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، وأسنده من طريقه.
__________
(1) في أ: قال فقلت له تبّا.
(2) في أ: براح.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (3040) .(5/149)
وتعقّبه أبو نعيم بأنه سقط من نسخته ابن بين أبي ومالك، والصواب ابن أبيّ بن مالك، فأبيّ ومالك اسمان، وليسا كنية لشخص واحد، وأبيّ بفتح الموحدة والتشديد، وعبد اللَّه المذكور، وهو ولد عبد اللَّه بن أبيّ، المعروف بابن سلول رأس النفاق.
وقد مضت ترجمته في ترجمته في القسم الأول، ووقع في رواية سلمة بن الفضل وزياد البكائي وغيرهما عن ابن إسحاق على الصواب.
6628- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي «1» .
ذكره ابن أبي هاشم في «الصحابة» ، وساق بسند صحيح إلى (عمر بن أبي) عمرو مولى «2» المطلب،
حدثني سعيد بن جبير، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما دفع عشية عرفة سمع وراءه زجرا شديدا وضربا، فالتفت إليهم، فقال: «يا أيّها النّاس، السّكينة، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع» ،
ثم نقل عن يزيد بن هارون أنه قال: كان عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر أكبر ولد ابن عمر.
قلت: نعم ذكر الزبير أن ابن عمر أوصى إليه، وقال الزبير: كان من وجوه قريش وأشرافها. انتهى.
ولا يلزم من ذلك أن يكون له صحبة ولا رؤية: فقد قال الزبير بن بكار: إن أمه صفية بنت أبي عبيد رضيعته كانت في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صغيرة، فلم يولد إلا بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فليست له صحبة ولا رؤية. وحديثه عن أبيه في الصحيحين، ولم أجد له رواية عن أحد من كبار الصحابة كجدّه عمر فمن بعده، وإنما له رواية عن أبي هريرة، ومن دونه.
روى عنه ابنه عبد العزيز ونافع مولاهم، والزهري، ومحمد بن عباد بن جعفر، وعبد الرحمن بن القاسم «3» ، ومحمد بن أبي بكر. وآخرون من أهل المدينة.
قال وكيع والعجليّ وابن سعد وأبو زرعة والنّسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة خمس ومائة.
6629- عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأشهلي. «4»
__________
(1) أسد الغابة ت (3041) ، الاستيعاب ت (1610) .
(2) في أ: بسند صحيح إلى عمرو مولى ابن أبي عمرو مولى المطلب.
(3) في أ: ابن.
(4) الاستيعاب ت (1612) .(5/150)
ذكره ابن حبّان في «الصحابة» وقال ابن عبد البر: له صحبة ورواية: من حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه صلّى في بني عبد الأشهل.
روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة. انتهى.
وكلامه يشعر بأن لعبد اللَّه هذا أحاديث هذا منها.
وقال ابن أبي حاتم: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة.
قلت: وحديثه المذكور عند ابن ماجة، وابن أبي عاصم، ولعله جاءنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في مسجد بني عبد الأشهل، ولكن عبد اللَّه ليس صحابيا، وإنما سقط من رواية هؤلاء قوله في السند: عن أبيه، عن جده.
وقد مضى في الثاء المثلثة أن اسم جده ثابت بن الصامت بن عدي، ويقال: إن ثابتا مات في الجاهلية، وإنّ الصحبة لولده عبد الرحمن، وقد بينت ذلك في القسم الأول في ترجمة ثابت.
6630 ز- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط:
أبي حميضة الجمحيّ.
ذكره ابن شاهين، وأسند من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن أبي بردة، عن علقمة بن مرثد، عن ابن سابط، عن أبيه حديث: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي،
أورده من وجهين عن يحيى ولم يسمّه فيهما، ولا الراويّ عنه، والّذي عند غيره: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط. والصحبة لجدّه سابط. واختلف في عبد اللَّه بن سابط كما تقدم في القسم الأول.
6631
- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر «1» الصديق.
أورده ابن مندة مختصرا، وقال: قتل يوم الطائف، وذكره ابن شاهين، وأورده في ترجمته من طريق عمرو بن الحارث
أنّ بكيرا حدثه أن أبا ثور حدّثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ» .
فأما دعوى ابن مندة فإنّها غلط، نبّه عليه ابن الأثير قال: وللذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر هو عبد اللَّه بن أبي بكر أخو عبد الرحمن بن أبي بكر لا ولده. وقد تقدم في القسم الأول.
__________
(1) الاستيعاب ت (3049) .(5/151)
وأما دعوى ابن شاهين فأوهى منها، وذلك أنه نقل عن أبي بكر بن أبي داود أن أبا ثور الفهميّ صحابي، فظنّ أنه راوي هذا الحديث، وأنه روى عن صحابيين مثله ظنّا من ابن شاهين أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن الصديق. وأن عبد اللَّه بن عبد الرحمن المذكور معه ولده، فترجم هنا لولده، وهو ظنّ فاسد، فإن عبد الرحمن بن أبي بكر هو عبد الرحمن بن أبي بكر عبد اللَّه بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن هو ولده، والحديث من روايتهما مرسل، وأبلغ من ذلك في الغفلة أنّ ابن شاهين أورد في هذه الترجمة قول موسى بن عقبة: لا نعلم أربعة أدركوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في نسق إلا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، وهذا الحصر يردّ عليه إثباته عبد اللَّه بن عبد الرحمن في الصحابة، فإن كان عنده أنه أخو أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، فكان ينبغي أن يفصح بإيراده على موسى بن عقبة وإلّا فعبد اللَّه بن عبد الرحمن هذا إنما هو حفيد محمد بن عبد الرحمن الّذي ذكره موسى بن عقبة، وليس صحابيا، بل هو تابعي مشهور، وأمّه من ولد أبي بكر أخت أم المؤمنين أم سلمة، وحديثه عن أم سلمة في الصحيحين.
قال النووي: قلت: الظاهر المختار الجاري على التواعد أنه إذا لم يتوهما لا تطليق إلا لأحدهما أو أحدهن، لأن الاسم يصدق عليه فلا يلزمه زيادة، وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين، وهذا إذا نوى بحلال اللَّه- تعالى- حرام طلاق وإن جعلناه صريحا، واللَّه أعلم.
6632- عبد اللَّه بن عبس.
شهد بدرا، ولم ينسبوه، بل قالوا: هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج، هكذا ذكره ابن عبد البرّ، قال ابن الأثير: أفرده أبو عمر بترجمة، وهو الأول- يعني عبد اللَّه بن عبس، ويقال ابن عبيس، وقد تقدم في القسم الأول، قال: وإنما اشتبه على أبي عمر حيث رأى في هذا أنه حليف، ولم يذكر في الأول أنه حليف، لكنهم كثيرا ما يختلفون في الواحد يذكر تارة من القبيلة وتارة من حلفائها.
6633
- عبد اللَّه بن عبيد اللَّه «1» بن عتيق.
قال أبو موسى في «الذيل» : أورده علي بن سعيد العسكري في الأفراد، وأخرج أبو بكر بن أبي علي من طريقه عن العطاردي، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عتيق، عن أبيه: سمعت
__________
(1) أسد الغابة ت (3058) .(5/152)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من خرج من بيته مهاجرا في سبيل اللَّه فخرّ عن دابته فمات وقع أجره على اللَّه» ... الحديث.
وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر، فإن هذا في المغازي لابن إسحاق عند جميع الرواة عن ابن إسحاق عن التيمي، عن محمد بن عبد اللَّه بن عقيل، عن أبيه. وقد أخرجه ابن الأثير في ترجمة عبد اللَّه بن عتيك من طريق العطاردي بهذا السند، وهو الصواب.
6634- عبد اللَّه بن عثمان التميمي «1» .
قال أبو موسى في «الذيل» : أورده أبو أحمد العسكري، وأخرج من طريق عمر بن حفص الشيبانيّ، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجّ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد اللَّه بن عثمان- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى عن لقطة الحاج.
وهذا خطأ نشأ عن تغيير اسم، وإنما هو عبد الرحمن بن عثمان، والحديث معروف من رواية ابن وهب بهذا السند، عنه، أخرجه مسلم، عن أبي الطاهر بن السرح، وأبو داود، عن أحمد «2» بن صالح، ويزيد بن خالد، والنسائي، عن الحارث بن مسكين، ثلاثتهم عن ابن وهب وسبق على الصواب فيمن اسمه عبد الرحمن.
6635- عبد اللَّه بن عثمان الثقفي «3» .
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق أبي عمر الحوضيّ، عن همام، عن قتادة، عن الحسن، عن رجل من ثقيف كان يقال له معروف إن لم يكن اسمه عبد «4» الرحمن بن عثمان
__________
(1) أسد الغابة ت (3064) ، الرياض المستطابة 140، الجرح والتعديل 5/ 111، التحفة اللطيفة 2/ 358، أصحاب بدر 41، تجريد أسماء الصحابة 1/ 323، تقريب التهذيب 1/ 422، تهذيب التهذيب 5/ 315، تاريخ الإسلام 2/ 97، أزمنة التاريخ الإسلامي، 1/ 714، خلاصة التهذيب 2/ 78، تهذيب الكمال 2/ 709، الدر المكنون 70، طبقات فقهاء اليمن 11، 20، 30، 31، 32، 37، الأعلام 4/ 102، الرياض النضرة 1/ 61، 234، المتحف 361، 370، 440، 495، 505، 533، الكاشف 2/ 108، صفة الصفوة 1/ 235، 263، الوافي بالوفيات 17/ 305، غاية النهاية ح 1/ 471، الطبقات الكبرى 3/ 54، 170، 243، 5/ 187، 2500، 8/ 240، تذكرة الحفاظ 28، التعديل والتجريح 767، الجمع بين رجال الصحيحين 875، تنقيح المقال 6951.
(2) في أ: محمد.
(3) أسد الغابة ت (3065) .
(4) في أ: عبد اللَّه.(5/153)
فلا أدري أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «الوليمة حقّ ... » الحديث.
وقال أبو موسى في «الذّيل» : هكذا أورده، وهو خطأ، ثم ساقه من طريق عفان بن همام، فقال بدل عبد اللَّه بن عثمان- زهير بن عثمان، قال: وكذا رواه غيره عن الحوضيّ، وكذا رواه غير واحد عن همام.
قلت: وقد مضى على الصواب في حرف الزاي.
6636
ز- عبد اللَّه بن عدي «1» بن الخيار.
تقدّم ذكره في القسم الثاني،
وقد ذكره البلاذري في الصحابة من أجل حديث أورده من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن عدي بن الخيار أنه رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واقفا عند الحزورة «2» ، يقول: إنّك لأحبّ أرض اللَّه إليّ ... » الحديث.
وقد ذكره أبو أحمد العسكري في كتاب «التصحيف» ، وقال: الصواب عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء، قال: ويقال: إن إبراهيم بن سعد أخطأ فيه.
قلت: وقد أوضحت ذلك في ترجمة ابن حمراء في الأول.
6637- عبد اللَّه بن عمار «3» .
روى عن- النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- وعنه عبد اللَّه بن يربوع، أورده ابن عبد البر، وقال: حديثه عندهم مرسل.
6638
- عبد اللَّه بن عمر «4» الجرمي.
استدركه ابن الأمين على الاستيعاب، وقال: يقال له صحبة.
ومن حديثه أنه أقبل من عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بإداوة ... الحديث، وفيه أنه رش بالماء البيعة، واتخذها مسجدا. وتبعه ابن الأثير.
وفيه تغيير في اسم أبيه، وقد ذكره أبو عمر على الصواب كما مضى في عبد اللَّه بن عمير- بالتصغير- في الأول.
__________
(1) أسد الغابة ت (3068) .
(2) حزورة: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، وراء، وهاء وكانت الحزورة سوق مكة وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه. انظر معجم البلدان 2/ 294.
(3) أسد الغابة ت (3080) ، الاستيعاب ت (1629) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 325، ثقات 5/ 36، التاريخ الكبير 5/ 144، أسد الغابة ت (3081) .(5/154)
6639 ز- عبد اللَّه بن عمرو:
غير مذكور بنسبه.
أخرجه عليّ بن سعيد العسكريّ، وأبو موسى في الذيل، من طريقه، ثم من رواية ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان، وعبد اللَّه بن عمرو، وعبد اللَّه بن المسيب، قالوا: صلّى بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الصبح، فاستفتح سورة المؤمنين ... الحديث «1» .
قال أبو موسى: وهذا حديث محفوظ من رواية هؤلاء الثلاثة، عن عبد اللَّه بن السائب، قال: صلّى بنا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث. وهو كما قال:
كذلك أخرجه مسلم من هذا الوجه، وعلّقه البخاري لعبد اللَّه بن السائب، وهو المخزومي، له ولأبيه صحبة، وقد تقدما، وكلّ من أبي سلمة بن سفيان ومن ذكر معه من التابعين.
أما أبو سلمة فاسمه عبد اللَّه بن سفيان، وهو مخزومي تابعي، روى عنه أيضا يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي، ووثّقه أحمد وغيره.
وأما عبد اللَّه بن المسيب فهو مخزومي أيضا، وهو ابن عم عبد اللَّه بن السائب شيخه، وأبوه صحابي، وهو تابعي، وقد قيل: إن له صحبة، ومضى بيان ذلك في القسم الأول، روى عنه أيضا ابن أبي مليكة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
وأما عبد اللَّه بن عمرو فهو العائذي مخزومي أيضا من قرائب المذكورين. ووقع في بعض طرق الحديث عند مسلم عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وخطئوا راويها. والصواب العائذي.
6640- عبد اللَّه بن عمير بن قتادة الليثي «2» .
أورده ابن شاهين، هكذا ذكره أبو موسى في الذيل، ولم يقل ابن شاهين في الترجمة قتادة ولا الليثي، وإنما ذكره مهملا مقتصرا على اسمه واسم أبيه، تبعا للرواية التي أخرجها من طريق ابن أبي خيثمة بسنده.
وقد ساقه أبو موسى من طريقه ليس فيه زيادة قتادة ولا الليثي، وهو من رواية هشام بن عروة «3» ، عن عبد اللَّه بن عمير- أنه كان يؤمّ بني خطمة وهو أعمى ... الحديث.
وهذا أنصاري خطمي أو خدري لا ليثي
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (3105) .
(3) في أ: بن عروة عن أبيه.(5/155)
وقد ذكره ابن مندة، وعاب ابن الأثير على أبي موسى استدراكه، وقال: لا أدري من أين أتى، فإن كان لأجل زيادة قتادة فهو لا يوجب استدراكا، وإن كان لأجل أنه قيل فيه، ليثي فهذا غلط من قائله، ثم أطال في ذلك بما لا طائل فيه.
6641- عبد اللَّه بن عوف «1» .
أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة،
قال ابن مندة: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «الإيمان يمان» . وأخرجه يحيى بن يونس، والشيرازي في كتابه من حديث جبلة بن عطية، عن عبد اللَّه بن عوف،
وهو من تابعي أهل الشام في الطبقة الثالثة وكان عامل عمر بن عبد العزيز، قاله محمود بن إبراهيم بن سميع. انتهى كلام ابن مندة.
ولخص أبو نعيم كلامه، ثم أسند الحديث من طريق الطبراني، عن عقيل بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حماد به، وزاد في المتن في خندف وحرام «2» .
وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في «الوحدان» ، عن أبي بكر بن أبي شيبة.
وقد ذكره ابن عساكر في تاريخه فقال: عبد اللَّه بن عوف الكناني القاري، يكنى أبا القاسم. روى عن عثمان ومعاوية. وبشر «3» بن عقربة، وأبي جمعة، وكعب الأحبار.
روى عنه الزّهريّ. ورجاء بن أبي سلمة، وحجر بن الحارث، وغيرهم. واستعمله عمر بن عبد العزيز على خراج فلسطين، وهو من أهل دمشق.
قلت: وجبلة بن عطية فلسطيني، ثم ساق من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا يحيى بن بكير، وأبو صالح عن اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عبد اللَّه بن عوف القاري، عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين.
قلت: وقد تقدم حديثه عن بشر بن عقربة في حرف الباء الموحدة، وعرّفه البخاري وابن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم في الكنى بما عرفه به ابن سميع، وذكروه في التابعين.
6642 ز- عبد اللَّه بن عياش الأنصاري.
تقدم التنبيه عليه في ترجمة سميّه في الأول.
__________
(1) التاريخ الكبير 5/ 156، الجرح والتعديل 5/ 125، الوافي بالوفيات 17/ 391، المعرفة والتاريخ 1/ 402، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، تاريخ الإسلام 3/ 117.
(2) في ت: خدام.
(3) في أ، ت، هـ: بشير بن عقربة.(5/156)
6643 ز- عبد اللَّه بن فيروز الديلميّ «1» :
أبو بسر- بضم الموحدة وسكون المهملة على الراجح «2» . جاء عنه شيء مرسل، فذكره بعضهم في الصحابة، وأبوه صحابي معروف.
قال العجليّ: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا سعيد بن الربيع، عن هشام، عن ابن سيرين، عن ابن الدّيلميّ، قال: كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل، فلما حضرته الوفاة قلنا يرحمك اللَّه، إنا صحبناك وانقطعنا إليك ... فذكر قصة. كذا [قال. هكذا أخرجه ولم يقع مسمى في سياق روايته، ومع ذلك فقد خولف فيه] «3» ، قال مسدد في مسندة: حدثنا ابن عليّة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن الديلميّ، عن أحد الثلاثة الذين كانوا يخدمون معاذا فذكره.
وأخرج الباوردي من طريق صدقة، عن عروة بن رويم، عن ابن الديلميّ- وكان قد خدم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو ابن أخت النجاشي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في صلاة أو غيرها كتب له براءة من النّار» .
هكذا أخرجه في ترجمة عبد اللَّه بن فيروز الدّيلميّ، ولم يقع مسمّى في سياق روايته، أيضا، ولفيروز الديلميّ ولد آخر اسمه الضحاك وكلّ منهما روى عن أبيه.
وروى عبد اللَّه أيضا عن ابن مسعود، وحذيفة، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عمرو، وغيرهم.
روى عنه عروة بن رويم، ووهب بن خالد، ويحيى بن أبي عمرو، وغيرهم.
ووثقه ابن معين وغيره، وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في تابعي أهل الشام.
6644- عبد اللَّه بن قرّة الأزدي.
وقع تغيير في اسمه «4» ،
فاستدركه أبو موسى، وساق من طريق مهران بن أبي عمر، عن إسماعيل بن عياش، عن بكر بن عبد اللَّه، عن مسلم بن عبد اللَّه بن قرّة- أن النبيّ صلّى
__________
(1) تهذيب التهذيب 5/ 358، تقريب التهذيب 1/ 440، خلاصة تذهيب التهذيب 210، التاريخ الكبير 5/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 336، تاريخ الدارميّ 631، المعرفة والتاريخ 2/ 290، الثقات لابن حبان 55/ 23، تهذيب الكمال 15/ 435، تجريد أسماء الصحابة 3470، تاريخ الإسلام 3/ 119، الكاشف 2/ 105.
(2) في أ: الأرجح.
(3) سقط في أ.
(4) في أ: اسم أبيه.(5/157)
اللَّه عليه وسلم قال له، «ما اسمك؟» قال: شيطان بن قرّة. قال: «بل أنت عبد اللَّه بن قرّة» .
قال أبو موسى: خالفه أبو اليمان، فقال- عن إسماعيل بن عياش: عبد اللَّه بن قرة، أخرجه الطّبرانيّ من طريقه وأبو نعيم عنه.
قلت: وكذا أخرجه أحمد عن أبي اليمان، وقالا في السند: بكر بن زرعة، وهو الصواب قال أبو موسى. وكذلك رواه عبد الرحمن بن عائذ وغيره عن عياش بن قرّة.
قلت: وقد تقدم في القسم الأول.
6645- عبد اللَّه بن قنيع:
بقاف ونون مصغّرا.
استدركه أبو علي الجيّاني وغيره على الاستيعاب، وقد ذكره في عبد اللَّه بن رفيع فيما تقدم.
6646
ز- عبد اللَّه بن قيس بن عكرمة «1» بن المطلب بن عبد مناف:
تابعي جاء عنه حديث أسقط منه بعض الرواة شيخه، قال ابن مندة: ذكره إسماعيل بن أبان، عن أبي أويس، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس- أنه قال: لأرمقنّ صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالليل ... الحديث.
وسبق إلى ذكره أبو القاسم البغوي، وأخرجه عن ابن أبي خيثمة عن ابن أبي أويس، عن أبيه، ووقع عنده عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، وهو الصواب.
والّذي وقع عند ابن مندة تغيير، وهو من تصحيف السمع: أبدل مخرمة بعكرمة، وقال: هكذا قال: وقد حدث مالك في الموطأ، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، فقال: عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس، عن زيد بن خالد الجهنيّ، وهو المعروف.
قلت: وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمة عبد اللَّه بن قيس في القسم الثالث.
6647- عبد اللَّه بن كريز: بالتصغير «2» .
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، واستدركه أبو موسى، فلم يصب، فإنه عبد اللَّه بن عامر بن كريز، نسب في هذه الرواية إلى جدّه، وقد ذكر الحديث في ترجمته في القسم الثاني.
6648- عبد اللَّه بن مالك العبسيّ:
هو عبد اللَّه بن مالك بن المعتم. مضى في الأول.
كرره في التجريد بلا سبب.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 330، أسد الغابة ت (3142) ،.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 331، أسد الغابة ت (3148) .(5/158)
6649- عبد اللَّه بن محمد «1» :
رجل من أهل اليمن.
روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال لعائشة: «احتجبي من النّار ولو بشقّ تمرة» .
وروى عنه عبد اللَّه بن قرط، وله صحبة أيضا.
هكذا ترجم له ابن عبد البرّ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه، والصواب عبد اللَّه بن مخمر بخاء [معجمة] «2» وراء، كما أخرجه ابن أبي حاتم في الوحدان من رواية يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبد اللَّه بن قرط- أنه سمع عبد اللَّه بن مخمر- رجلا من أهل اليمن يحدّث أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال ... فذكره.
وهكذا أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وغيرهم من رواية يحيى بن أيوب. وأغرب ابن الأثير فقال: قول ابن مندة وأبي نعيم تصحيف، كذا قال، مع أنه أخرج الحديث من طريق ابن أبي عاصم، وهو بالخاء المعجمة الساكنة وآخره راء، وكذلك قيّده أصحاب المؤتلف والمختلف: ابن ماكولا ومن قبله، والّذي صحفه هو ابن عبد البر، وقد وهم في موضع آخر، وهو قوله: إن عبد اللَّه بن قرّة»
الّذي رواه [عن عبيد اللَّه] «4» له صحبة. قال «5» يحيى بن أيوب: ما أدرك أحدا من الصّحابة. وقد صرح أنّ عبد اللَّه بن قرط هذا حدثه.
وهو راو آخر غير الصحابي، اختلف في اسم أبيه، فقيل قرط، وقيل قريط، وقيل قريطة، وأما الصحابي فلم يختلف في اسم أبيه. وقد سبق الجميع ابن أبي حاتم، فذكره في كتابه على الصواب، فقال عبد اللَّه بن مخمر الشرعي شامي، حمصي، روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا.
روي عن أبي الدّرداء وغيره، روى يحيى بن أيوب عن عبد اللَّه بن قريط عنه. واللَّه أعلم.
6650- عبد اللَّه بن محيريز «6» :
الجمحيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (3170) ، الاستيعاب ت (1669) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 333، الكاشف 1282، صفوة الصفوة 4/ 206، الوافي بالوفيات 17/ 599، شذرات الذهب 1/ 116، الطبقات 294، طبقات الحفاظ 27، تذكرة الحفاظ 1/ 68، تهذيب الكمال 2/ 739.
(2) في أ: سقط.
(3) في أ: قرط.
(4) في أ: سقط.
(5) في أ: فإن.
(6) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 447، الجرح والتعديل 5/ 168، الثقات لابن حبان 126، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، صفة الصفوة 4/ 206، تاريخ الإسلام 3/ 407، الكاشف 2/ 115، تذكرة الحفاظ 1/ 64، العبر 1/ 117، البداية والنهاية 9/ 185، العقد الثمين 5/ 246، تهذيب التهذيب 6/ 22، طبقات خليفة 294، مشاهير علماء الأمصار 117، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، حلية الأولياء 5/ 138، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 287، سير أعلام النبلاء 4/ 394، الوافي بالوفيات 17/ 599، طبقات الحفاظ للسيوطي 27، خلاصة تذهيب التهذيب 214، شذرات الذهب 1/ 116، أسد الغابة ت (3172) ، الاستيعاب ت (1670) .(5/159)
تابعي مشهور،
ذكره العقيلي في الصحابة فوهم، وذلك أنه أخرج من طريق فهد بن حيان، عن شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي محيريز- وكانت له صحبة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفّكم ... » الحديث.
هكذا وقع عنده غير مسمّى، فسماه العقيلي عبد اللَّه فأخطأ، فإنه إن كان فهو حفظه فهو صحابي يقال له ابن محيريز لم يسمّ. وأما عبد اللَّه فلا يشكّ في أنه تابعي، قال ابن عبد البر بعد أن ذكره عن العقيلي: هذا الأثر رواه إسماعيل بن عليّة، وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة- أن عبد الرحمن بن محيريز قال: «إذا سألتم ... » فذكره مقطوعا.
وقد جاء عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة كذلك، قال: وعبد اللَّه بن محيريز مشهور من أهل الشام من أشراف قريش من بني جمح له جلالة في العلم والدين. روى عن أبي سعيد وغيره. وأما أن تكون له صحبة فلا، ولا يشكل أمره على أحد من العلماء.
وقد قال أبو نصر الكلاباذي- يعني في رجال البخاري: عبد اللَّه بن محيريز أخو عبد الرحمن، سمع أبا سعيد فذكر ترجمته ... انتهى.
ولا لوم عندي على العقيلي إلا في تسميته راوي الحديث المذكور عبد اللَّه فأوهم أنه التابعي المشهور، وفهد بن حبان ضعيف، فلعله وهم في قوله: ولا صحبة، وفي رفع الحديث. والمحفوظ ما قال غيره: إنه عن عبد الرحمن بن محيريز من قوله، وقد ورد المتن المذكور مرفوعا عن ابن عباس بسند ضعيف عن أبي داود وغيره.
6651
- عبد اللَّه بن مخمر «1» شامي:.
روى عنه عبد اللَّه بن قرط، ذكره في التجريد، ثم قال: عبد اللَّه بن مخمر الشّرعبي المخضرم روى عن أبي الدرداء، وهو الّذي روى عن عبد اللَّه بن قرط، أشار على معاوية بالعفو عن حجر بن عدي، وهما واحد لم يكرره ابن الأثير، وقد مضى بيانه قريبا.
__________
(1) أسد الغابة ت (3174) .(5/160)
6652- عبد اللَّه بن مسلم «1» .
ذكره أبو موسى في «الذيل» فقال: ذكر أبو القاسم الرّفاعي في العبادلة له حديثا، رواه سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن حصن «2» : سمعت عبد اللَّه بن مسلم، وكانت له صحبة، فذكر حديثا في فضل العبد الّذي يطيع ربه وسيده.
وهذا قد تقدم في القسم الأول.
أخرجه ابن مندة من هذا الوجه في عبيد بن مسلم بالتصغير وبغير إضافة، ومنهم من قال فيه عبيد اللَّه بالتصغير والإضافة.
6653 ز- عبد اللَّه بن المسيب «3» .
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، وأورده أبو موسى في الذيل، وقد تقدم، فإن الوهم فيه في ترجمة عبد اللَّه بن عمرو من هذا القسم.
6654 ز- عبد اللَّه بن المسور.
تابعي صغير أرسل شيئا، فذكره بعضهم في الصحابة، وهو غلط، فأخرج العقيلي من طريق عبد الواحد، عن خالد بن أبي كريمة، عن عبد اللَّه بن المسور، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنه ليس لي ثوب أتوارى به، وقد كنت أحقّ من شكوت إليه ... الحديث.
وعبد اللَّه بن المسور هذا هو ابن عون بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، هاشمي، سكن المدائن، يكنى أبا جعفر، كذبوه وله ذكر في مقدمة «صحيح مسلم» .
وروى عليّ بن المديني، عن جرير، عن رقبة، أنه قال: كان عبد اللَّه بن المسور يضع الحديث.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أخرى عن جرير، عن مغيرة: كان عبد اللَّه بن مسور يفتعل الحديث. وقال عبد اللَّه بن أحمد: قال لي أحمد: اضرب على حديثه، أحاديثه موضوعة.
6655- عبد اللَّه بن مطر «4» :
أبو ريحانة.
__________
(1) أسد الغابة ت (3184) ، المحن 105، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، التاريخ الكبير 5/ 191، تهذيب الكمال 2/ 741.
(2) في هـ: عن حفص وفي د: حصن.
(3) أسد الغابة ت (3185) .
(4) الجرح والتعديل 168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، تقريب التهذيب 1/ 451، تهذيب التهذيب 6/ 34، التاريخ الكبير 5/ 198، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 100، الكاشف 2/ 132، صفوة الصفوة 3/ 266، الطبقات الكبرى 7/ 239، الطبقات 208، حلية الأولياء 1/ 28، تهذيب الكمال 2/ 743، أسد الغابة ت (3186) .(5/161)
كذا حكى ابن مندة، وأبو نعيم، في تسميته. وأشار ابن الأثير إلى تخطئة من قال ذلك، وأن أبا ريحانة الصحابي اسمه شمعون كما تقدم. وأما الّذي اسمه عبد اللَّه ابن مطر فهو تابعي شهير، روى عن سفينة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن عباس، وابن عمر. أخرج له مسلم وأصحاب السنن.
وقد قيل: إن اسمه زياد، وقال البخاري: عبد اللَّه أصحّ.
6656- عبد اللَّه بن أبي مطرف «1» .
ينظر مما قيل فيه من القسم الأول.
6657- عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم المخزومي:.
ذكره أبو موسى، فقال: ذكر بعض مشايخنا أنّ له صحبة،
وأنه يروي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر.
هذا كلام أبي موسى فيه.
وزاد ابن الأثير: ذكره ابن أبي حاتم، وقال: له صحبة.
قلت: ما رأيته في كتاب ابن أبي حاتم، وليس فيه إلا عبد اللَّه بن عبد المطلب..
روى عن الحسن بن ذكوان، روى عنه عبد اللَّه بن صالح العتكيّ، وأما الحديث المرفوع فهو عند الترمذي من طريق عبد العزيز بن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده. وقد ساقه ابن الأثير من طريق التّرمذي، وذكر قول الترمذي عبد اللَّه بن حنطب لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
6658- عبد اللَّه بن مظفّر:
تقدم بيان الخطأ فيه في الأول.
6659- عبد اللَّه بن معاوية الباهلي.
تقدم في القسم الأول في ترجمة عبد اللَّه بن معرّض أن ابن قانع غيّر اسم أبيه فأخطأ.
6660- عبد اللَّه بن معقل بن مقرن المزني «2» :.
__________
(1) الجرح والتعديل 5/ 152، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، التاريخ الصغير 1/ 183، الكاشف 2/ 132، الطبقات الكبرى 7/ 114، تهذيب الكمال 2/ 743، بقي بن مخلد 868، أسد الغابة ت (3187) ، الاستيعاب ت (1678) .
(2) مسند أحمد 4/ 85، 5/ 54، 2772، تاريخ ابن معين 333، طبقات خليفة 37، 76، تاريخ خليفة 146، المعارف 297، تاريخ الفسوي 1/ 256، المستدرك 3/ 578، تهذيب الكمال 745، تاريخ الإسلام 3/ 122، تهذيب التهذيب 6/ 42، خلاصة تذهيب الكمال 215، 216، شذرات الذهب 1/ 65، سير أعلام النبلاء 4/ 206، الوافي بالوفيات 7/ 628، طبقات الفقهاء للشيرازي 51، تاريخ الثقات لابن حبان 5/ 35، مشاهير علماء الإسلام 695، الجرح والتعديل 5/ 169، الكامل في التاريخ 2/ 278.(5/162)
ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، ولم يذكر مستندا لذكره في الصحابة، وقد قال ابن قتيبة: ليست له صحبة «1» ، ولا إدراك.
وذكره في التّابعين ابن سعد، والعجليّ، والبخاريّ، وابن حبّان، وغيرهم، وله رواية عند أبي داود،
وفي «المراسيل» أخرجها من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عنه، قال: قام أعرابيّ إلى زاوية من زوايا المسجد، فاكتشف فبال، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «خذوا ما بال عليه من التّراب فألقوه وأهريقوا عليه مكانه ماء» ،
فإن كان هذا هو مستند ابن فتحون في ذكره لاحتمال أن يكون أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيكون مرسل صحابي، فإنه يرد عليه أن أبا داود ذكر هذا الحديث في كتاب الطهارة من السنن عقب حديث أبي هريرة، وقال بعده هو مرسل، وابن معقل لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى.
وروايته عن علي عند البخاري، وروى أيضا عن ابن مسعود، وكعب بن عجرة، وعدي بن حاتم، وغيرهم.
وروى عنه أيضا أبو إسحاق السّبيعي، والنسائي، وزياد بن أبي مريم، وغيرهم.
قال العجليّ: تابعي ثقة من خيار التابعين وقال ابن حبان في الثقات: مات سنة بضع وثمانين، وأرّخه البخاري سنة ثمان.
6661- عبد اللَّه بن المعمر العبسيّ «2» .
ذكره أبو عمر: فقال: له صحبة، وهو ممن تخلّف عن علي في قتال أهل البصرة.
قلت: صحّف أباه، وإنما هو المعتمر بمثناة فوقانية مفتوحة بعدها ميم مشددة أو مكسورة، بعدها راء. وقد مضى على الصواب في القسم الأول.
6662- عبد اللَّه بن مغفّل:
بمعجمة وفاء، وزن محمد.
ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، ونقل عن الطبري أنه كان من البكاءين.
__________
(1) ليست له صحبة ولا سماع ولا إدراك في أ.
(2) أسد الغابة ت (3200) ، الاستيعاب ت (1683) .(5/163)
قلت: هذا هو ابن مغفل الصّحابي المشهور، وقد ذكره في الاستيعاب، وذكر في ترجمته أنه كان من البكاءين في غزوة تبوك.
6663 ز- عبد اللَّه بن المغيرة: بن أبي بردة الكناني.
حجازي، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الزّجر عن الغلول «1» ، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: مرسل.
قلت: وروايته من طريق يحيى بن سعيد، عنه، عن رجل من بني مدلج. سيأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
6664 ز- عبد اللَّه بن ملاذ الأشعري.
شيخ من أتباع التابعين أرسل حديثا، فذكره أحمد بن شيبان «2» العطار في الصحابة، وخطّأه في ذلك أبو حاتم، وقال: ليست له صحبة، بل بينه وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعة. وذكر الحديث الّذي رواه جرير بن حازم، عنه، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح «3» ، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه: نعم الحيّ الأزد والأشعريون.
قال ابن معين: لم يكن عنده غيره. وقال علي بن المديني: عبد اللَّه بن ملاذ مجهول وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ، وابن [سميع] «4» في الطبقة الرابعة.
6665- عبد اللَّه بن النضر السلمي «5» .
ذكره ابن عبد البرّ، فقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد إلّا دخل الجنّة ... » الحديث.
روى عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال أبو عمر. هو مجهول لا يعرف، ولا أعرف له غير هذا الحديث، وقد ذكروه في الصحابة، ومنهم من يقول فيه محمد بن
__________
(1) الغلول: هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة، وكل من خان في شيء خفية فقد غلّ، وسميت غلولا، لأن الأيدي فيها مغلولة، أي ممنوعة مجعول فيها غلّ وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه ويقال لها جامعة أيضا. اللسان 5/ 3286.
(2) في أ: سنان.
(3) في ت: مشروح.
(4) بياض في هـ.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 337، الوافي بالوفيات 17/ 650، أسد الغابة ت (3214) ، الاستيعاب ت (1691) .(5/164)
النضر، ومنهم من يقول أبو النضر، كلّ ذلك قال أصحاب مالك. وأما ابن وهب فجعل الحديث لأبي بكر بن محمد، عن عبد اللَّه بن عامر الأسلمي.
قلت: وقال ابن عبد البر في التمهيد: مالك، عن محمد بن أبي بكر، عن أبي النضر السلمي ... فذكر الحديث، اختلف فيه رواة الموطأ، فقال يحيى بن معين وغيره، عن أبي النضر- غير مسمى، وقال بعضهم: عبد اللَّه بن النضر، وبعضهم محمد بن النضر، وقال يحيى بن بكير، والقعنبي، عن أبي النضر- وهو مجهول، وزعم بعضهم أنه أنس بن مالك بن النضر، أبو النضر، وأنه نسب لجده تارة، وكني تارة. قال: وهذا خطأ، فإن أنس بن مالك نجّاري ليس من بني سلمة، وكنيته أبو حمزة لا أبو النّضر.
قلت: ويبعده من الصحابة رواية ابن وهب، فإنّ عبد اللَّه بن عامر من أتباع التابعين، وفيه مقال.
وقال الدّانيّ في «أطراف الموطأ» - بعد أن لخص كلام أبي عمر: انفرد ابن وهب بهذا، وهذا الرجل مجهول. قال أبو عمر: لا أعلم في الموطأ رجلا مجهولا غيره. انتهى.
قال الدّانيّ: وقد جاء معنى هذا الحديث عن أنس، أخرجه النسائي، فظنّ بعض الناس أنه هذا، وليس كذلك، وذكر كلام أبي عمر، ثم قال: وأنس وإن كان له ولد اسمه النضر فإنه لم يكن به. واللَّه أعلم.
6666 ز- عبد اللَّه بن النّواحة.
ذكره بعض من ألّف في الصحابة فقرأته بخطه بما هذا لفظه: كان قد أسلم، ثم ارتدّ فاستتابه عبد اللَّه بن مسعود، فلم يتب، فقتله على كفره وردّته.
والنوّاحة كثيرة النوح، ذكره النووي في التهذيب، ولم يتعرض لصحبته ولا لغيرها.
قلت: ليس في ذكر النووي له لكونه وقع ذكره في الكتب التي يترجم لمن ذكر فيها- أن يكون له صحبة، وقد أفصح النووي بحاله، وظهر مما ذكره انه ليس بصحابي، ولا شبه صحابي.
وقد ذكر البخاري قصته تعليقا في الحدود، وبسطتها في تعليق التعليق.
6667- عبد اللَّه بن الهاد «1» .
ذكره الحسن بن سفيان في وحدان الصحابة.
وأورد أبو نعيم من طريقه ثم من رواية
__________
(1) أسد الغابة ت (3228) .(5/165)
عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن عبد اللَّه بن عمرو الجمحيّ، عن عبد اللَّه بن الهاد- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يقول في دعائه: «اللَّهمّ ثبّتني أن أزلّ، واهدني أن أضلّ، اللَّهمّ كما حلت بيني وبين قلبي فحل بيني وبين الشّيطان وعمله» .
قال أبو نعيم: في صحبته نظر.
قلت: قد ذكره البغويّ، وابن السّكن في الصحابة، وأورد له هذا الحديث، وكأنهم ظنوا أنه آخر غير عبد اللَّه بن شداد بن الهاد الّذي تقدم في القسم الثاني، وأن له رؤية، وليس له سماع، مع أنه وقع في رواية البغوي عن عبد اللَّه بن الهاد العتواري، وهو هو، وعتوارة بطن من بني ليث، وإنما نسب عبد اللَّه في هذه الرواية لجده، كما نسب أبو شداد إلى جد أبيه الهاد، كما سبق بيانه في ترجمته.
وأغرب ابن فتحون في ذيله على الاستيعاب، فجزم بأنه أخو شدّاد بن الهاد، وكأنه مشى على ظاهر ما وقع في هذا السند. واللَّه أعلم.
6668
- عبد اللَّه بن هشام «1» : بن زهرة التيمي.
أفرده الذّهبيّ عن عبد اللَّه بن هشام بن عثمان، وهو مذكور عند ابن الأثير في ترجمة واحدة، وبين الاختلاف في نسبته، فمنهم من أدخل بين هشام وعثمان زهرة، ومنهم من حذفه، وقد ختم الذهبي الترجمة الثانية بأن قال: بل هو هو، فكأنه جوز أولا أنه آخر، ثم ظهر له أنه واحد.
6669 ز- عبد اللَّه بن وهب: بن زمعة.
قال أبو موسى في الذّيل: أورده بعض أصحابنا من رواية يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث عنه، قال: لما دخل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح قال سعد بن عبادة: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من الجمال. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هل رأيت بنات بني أمية بن المغيرة؟ هل رأيت قريبة؟ هل رأيت هندا؟ هل رأيتهنّ وقد فجعن بآبائهنّ وأبنائهنّ» ؟
قال: ولا تصح صحبته، لأن أباه يروي عن ابن مسعود، وهو ابن أخي عبد اللَّه بن زمعة، وهذا الحديث لو ثبت فلعلّه كان قبل الحجاب وإلا فهو منكر لا يثبت.
__________
(1) أسد الغابة ت (3233) ، الاستيعاب ت (1697) ، التعديل والتجريح 784، الثقات 3/ 246، الرياض المستطابة 229، الجرح والتعديل 5/ 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339، تقريب التهذيب 1/ 458، تهذيب التهذيب 6/ 63، خلاصة تذهيب 2/ 18، الكاشف 2/ 139، الطبقات 18، تهذيب الكمال 2/ 751.(5/166)
قلت: في هذا الكلام نظر من أوجه:
الأول- قوله: لا تصح صحبته، لأن أباه روى عن ابن مسعود، فإن التعليل غير مستقيم، وكم من كبير روى عن صغير فضلا عن قرين.
الثاني- وهب بن زمعة صحابي معروف، وسيأتي ذكره، ولا أعرف له رواية عن ابن مسعود.
الثالث- قوله: وهو ابن أخي عبد اللَّه- صوابه عبد بغير إضافة، وعبد هو الّذي خاصم سعد بن أبي وقاص في ابن وليدة زمعة.
الرابع- قوله: لكان قبل الحجاب غلط فاحش، لأن القصة مصرّحة بأنّ ذلك كان يوم الفتح، والحجاب كان قبل الفتح بثلاث سنين أو أربع، ولو ساق سنده لأمكن الوقوف على علّته، وعلى تقدير ثبوته فله وجه لا يلزم منه أن يكون سعد رأى نساء قريش مسفرات، وإنما يجوز أن يكون تزوّج منهن فرأى التي تزوجها وأمّها وبناتها مثلا، فقال ما قال: وفي الجملة هو خبر مرسل، لأن عبد اللَّه بن وهب هذا هو الأصغر.
وقد تقدمت ترجمة أخيه عبد اللَّه الأكبر في القسم الأول، وأنه قتل يوم الدار: وأما الأصغر فإنه روى عن أم سلمة، ومعاوية، وزوجته كريمة بنت المقداد، وغيرهم. ويقال:
إن له رواية عن عثمان.
روى عنه الزّهريّ وحفيداه: يعقوب، وموسى، وغيرهم.
قال الزّبير بن بكّار: كان عريف بني أسد وذكره ابن حبان في الثقات.
6670- عبد اللَّه بن يزيد النخعي:
والد موسى «1» .
ذكره أبو بكر بن أبي عليّ، وعلي بن سعيد العسكري، وقال أبو موسى في الذيل: قال عليّ بن سعيد: حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا موسى بن عبد اللَّه بن زيد النخعي، عن أبيه- أنه كان يصلّي للناس، فكان أناس يرفعون رءوسهم قبله، فقال: أيها الناس، إنكم تأتمون، ولو استقمتم لصليت لكم صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، لا أخرم منها شيئا.
قال أبو موسى: رواه الطبراني، عن أحمد بن خليد، عن أبي نعيم بهذا السند، فلم
__________
(1) أسد الغابة ت (3254) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 341، تقريب التهذيب 1/ 461، تهذيب التهذيب 6/ 80، التاريخ الكبير 5/ 226، خلاصة تذهيب 2/ 112، الكاشف 2/ 143، تهذيب الكمال 2/ 756، التعديل والتجريح 786.(5/167)
يقل النخعي وأورده في ترجمة عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ.
قلت: وموسى هو ولد يزيد الخطميّ معروف، والحديث حديث الخطميّ، وهو كان يؤمّ الناس لما ولي إمرة البصرة لعبد اللَّه بن الزبير، قال ابن الأثير: هو الخطميّ لا شبهة فيه، ولعل الناسخ تحرّف عليه الخطميّ فصارت النخعي.
6671- عبد اللَّه بن يزيد «1» :
غير منسوب.
جاء أنه شهد حجة الوداع، فذكر أبو موسى في الذيل ويعقوب بن سفيان ذكر ابن المبارك حديثا عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان، عن عبد اللَّه بن يزيد، قال: كنا وقوفا بعرفات، فجاء ابن مربع «2» ، فقال: كونوا على مشاعركم قال يعقوب: فذكرت ذلك لصدقة بن الفضل، فقال: هذا غلط من ابن المبارك. قلت له: فإنّ علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعته من سفيان كذلك، فقال: صدقة اتكل على سماع غيره.
قلت: الحديث مخرج في السنن من طرق اتفقت على قوله: عن يزيد بن شيبان.
وسيأتي في ترجمة يزيد بن شيبان بيانه.
6672 ز- عبد اللَّه بن يسار المزنيّ:
تابعي صغير أرسل شيئا،
فذكره البغوي في الصحابة، وذكر من رواية إسماعيل بن عياش عن أبان، عن أبي الجليد، عن عبد اللَّه بن يسار المزني، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «تذهب الأيام والليالي حتّى يخلق القرآن في قلوب أقوام من هذه الأمّة كما تخلق الثّياب، ويكون ما سوى القرآن أعجب إليهم» . الحديث.
وهذا سند غير ثابت.
6673 ز- عبد اللَّه، والد يزيد المزني «3» :
صوابه عبد بغير إضافة. وقد تقدم.
6674 ز- عبد اللَّه البكري.
روت بنته بهية عنه في أفضل الأعمال، كذا أورده ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، ولم ينبه عليه ابن الأثير ولا الذهبي، وهو عبد اللَّه بن حريث «4» الّذي تقدم في الأول.
6675- عبد اللَّه الثقفي:
والد سفيان.
مدني، أفرده ابن الأثير، وهو ابن أبي ربيعة الثقفي، ظنه ابن الأثير آخر، فأفرده عنه وهما.
__________
(1) أسد الغابة ت (3255) .
(2) في ت: سريع.
(3) أسد الغابة ت (3253) .
(4) في أ: عبد اللَّه بن حرب.(5/168)
6676- عبد اللَّه الثمالي «1» :
وعبد اللَّه أبو الحجاج الثمالي، هو عبد اللَّه بن عبد الّذي تقدم في القسم الأول.
6677- عبد اللَّه السدوسي:
هو ابن عمير.
فرّقهما ابن عبد البر، وهما واحد.
6678 ز- عبد اللَّه السلمي:
والد خالد.
ذكره ابن مندة وحده، وصوابه عبيد اللَّه- بالتصغير.
6679 ز- عبد اللَّه العدوي:
هو عبد اللَّه الغفاريّ- تقدم بيانه في القسم الأول.
6680- عبد اللَّه المزني «2» .
ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه أبو معمر عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عبد اللَّه المزني رفعه: «لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم» ،
ثم قال ابن مندة: يقال إنه ابن مغفل.
قلت: أورد البخاري هذا الحديث هكذا عن أبي معمر، وهو عند أكثر الرواة عن الفربري، وكذا في رواية المستملي غير مذكور الأب: ووقع في رواية كريمة عن الكشميهني عبد اللَّه بن مغفل المزني.
وقد أخرجه الطبراني عن علي بن عبد العزيز، عن أبي معمر، وكذا قال عبد الصمد ابن عبد الوارث، عن أبيه. أخرجه الإسماعيلي وغيره، فقول ابن مندة يقال- لا يحمل على أنه قول ضعيف، بل هو الصواب.
6681- عبد اللَّه اليشكري:
والد المغيرة.
استدركه ابن الأثير، وأخرج من «تاريخ الموصل» للمعافى بن عمران، عن يونس بن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: غدوت لحاجة إلى المسجد فإذا بجماعة في السوق فملت إليهم، وقد وصف لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فعرضت له على قارعة الطريق بين منى وعرفات، فعرفته بالصفة، فجئت حتى أخذت بزمام ناقته فقلت: نبئني يا رسول اللَّه بشيء يقرّبني من الجنة، ويباعدني من النار ... الحديث.
قال ابن الأثير: تقدم في عبد اللَّه والد المغيرة وفي عبد اللَّه بن المنتفق، والجميع واحد. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (2851) ، الاستيعاب ت (1704) .
(2) أسد الغابة ت (3178) ، الاستيعاب ت (1711) .(5/169)
وهو كما قال: وما كان ينبغي له أن يترجم له بوالد المغيرة وباليشكري، بل يذكره في أحدهما، وينبّه عليه، وقد أغفل أنه ذكر في عبد اللَّه بن الأخرم، وفي عبد اللَّه بن ربيعة، ووقع في أكثر الطرق عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، أو عمه.
وقد ذكرته في سعد بن الأخرم، وفي عبد اللَّه بن الأخرم، وكأنّ الأخرم لقب، واسمه ربيعة.
6682- عبد اللَّه، والد زهير:
تقدم في عبد اللَّه بن زهير في هذا القسم.
6683 ز- عبد اللَّه، والد سفيان الثقفي «1» .
ذكره ابن مندة، وقد تقدم أنه ذكر في عبد اللَّه بن أبي ربيعة في القسم الأول على الصواب.
6684
ز- عبد اللَّه «2» : والد عصام المزني.
ذكره ابن شاهين في «الصحابة» ، وأورده من رواية عمر بن حفص الشيبانيّ، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن عصام بن عبد اللَّه المزني، عن أبيه، قال:
بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتينا بطن نخلة ... فذكر القصة، وفيها قصة الّذي قتلوه فألقت امرأة نفسها من الهودج عليه، فلم تزل ترشفه حتى ماتت. ورجاله ثقات، إلا أنه انقلب على راويه. والصواب: عن ابن «3» عصام، عن أبيه.
ويقال إنّ اسمه عبد اللَّه. ووقع كذلك مسمى عند ابن سعد. وقد تقدم في القسم الأول في عصام على الصواب.
6685- عبد اللَّه:
أخو معبد بن قيس بن صخر.
ذكره ابن الأثير، وتبعه الذهبي، وهو وهم فاحش، فإنه قال: ذكره أبو عمر مدرجا في ترجمة أخيه معبد، وشهد أخوه أحدا.
قلت: وهم في ظنه أن أبا عمر لم يذكره، فإنه ذكره فقال عبد اللَّه بن قيس كما تقدم في موضعه، وكان ابن الأثير، تفقده في عبد اللَّه أخي معبد فلم يجده، فظن أن أبا عمر أغفله، وغفل عن أنّ أبا عمر ما رتب ترتيبه، وأعجب من ذا أن ابن الأثير ذكره في عبد اللَّه بن قيس، وعزاه للثلاثة.
__________
(1) أسد الغابة ت (285) .
(2) أسد الغابة ت (3075) .
(3) في أ: أبي.(5/170)
6686- عبد الأشهل.
زعم العسكريّ أنه والد أبي إبراهيم الّذي روى عن أبيه دعاء الجنازة، وغلّطه في ذلك ابن الأثير فأصاب، وسيأتي إيضاح ذلك في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
6687
- عبد الحميد بن عبد اللَّه «1» بن عمرو بن حرام،
أخو جابر، يكنى أبا عمرو.
ذكره المستغفريّ: وأورده من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبد الحميد أبي عمرو، وكانت تحته فاطمة بنت قيس فطلّقها ثلاثا، فأتت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «لا نفقة عليك» «2» . أخرجه عن الحسن بن سفيان، عن محمد بن خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى.
قال أبو موسى: أبو عمرو بن حفص بن المغيرة زوج فاطمة بنت قيس هو المخزومي صاحب القصة، ولا أدري من أين للمستغفري أنه أخو جابر بن عبد اللَّه. وقد سماه عبد الحميد جماعة منهم الطبراني، وهو أشهر من أن يخفى.
6688- عبد الحميد بن عمرو» .
ذكره الذّهبيّ وعلّم له علامة من له في مسند بقي حديث واحد، وهذا هو المذكور قبله، وهو عند بقي عن محمد بن خالد بالسند المذكور، لكن فيه عن عبد الحميد أبي عمرو، كما في الّذي قبله. وقد تقدم أن أبا عمرو بن حفص هو زوج فاطمة، ومنهم من قلبه، فقال فيه: أبو حفص بن عمرو بن المغيرة. وقد تقدم في القسم الأول على الصواب.
6689
- عبد الرحمن بن أذينة «4» العبديّ البصري، قاضيها.
تقدّم ذكر أبيه، وأن الصواب أنه مخضرم، وابنه هذا تابعي شهير، أرسل حديثا فأخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة. وذكره أبو نعيم في الصحابة، وكذا أورده ابن البرقي،
قال إسحاق: أنبأنا يحيى بن آدم، عن أبي الأحوص، عن أبي «5» إسحاق عن عبد
__________
(1) أسد الغابة ت (3262) .
(2) في أ: لك.
(3) بقي بن مخلد 866.
(4) أسد الغابة ت (3267) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 342، الطبقات 198، تقريب التهذيب 1/ 472، الجرح والتعديل 5/ 210، تهذيب التهذيب 6/ 134، الكاشف 2/ 155، التاريخ الصغير 1/ 203، التاريخ الكبير 5/ 255، تهذيب الكمال 2/ 773، خلاصة تذهيب 2/ 124.
(5) في أ: ابن.(5/171)
الرحمن بن أذينة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها ... » الحديث.
قال أبو نعيم: الصواب: عن عبد الرحمن، عن أبيه.
قلت: كذلك ذكره الطبراني من رواية سعيد بن منصور، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومسدّد، وغيرهم، عن أبي الأحوص. وذكره في التابعين البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم، وأخرج له ابن ماجة حديثا من رواية عيسى بن أبي إسحاق، عنه، عن أبي هريرة، ووثّقه أبو داود وغيره، وكان الحجاج استقضاه على البصرة سنة ثلاث وثمانين، فلم يزل عليها إلى أن مات بعد التسعين.
6690- عبد الرحمن بن الأرقم الزهري.
تقدم القول فيه في الأول.
6691 ز- عبد الرحمن بن أبي أمية المكيّ «1» :
تابعي أرسل حديثا، فذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن الوليد، عن عبد الرحمن بن أبي أمية، قال: خرجت سريّة فأصابوا غنيمة، وعجّلوا الرجعة، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما رأينا غزوة أسرع إيابا وغنيمة منها ... الحديث.
وقيل: إن هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي أمية، عن رجل، عن عمرو بن العاص.
6692 ز- عبد الرحمن بن أنيس.
ذكره سبط الخيّاط في «كتاب المنهج في القراءات» في شيوخ نافع بن أبي نعيم، وقال:
له صحبة. وخلط في ذلك، فإن نافعا ما لحق أحدا من الصحابة. وقال الذهبي في التجريد:
هذا رجل مجهول.
6693- عبد الرحمن بن بشير بن مسعود.
تقدّم ما قيل فيه في القسم الأول. قال البخاري: روى عنه سعيد بن خالد- منقطع.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: أرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن أبي حاتم: يعرف بالأزرق، ويكنى أبا بشر، يروي «2» عن أبي «3» مسعود، وأبي سعيد، زاد غيره: وعن أبي هريرة، وخباب بن الأرتّ، وغيرهم.
__________
(1) في أ: المكث.
(2) في أ: روى.
(3) في أ: ابن.(5/172)
روى عنه إبراهيم النخعي، وأبو حصين، ومحمد بن سيرين، وموسى بن عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ.
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في التابعين.
6694 ز- عبد الرحمن بن أبي بكرة: الثقفي «1» .
ذكره البلاذريّ وما يقتضي أنّ له صحبة، وهو غلط، قال: ولي زياد البصرة، فاستخلف على بعض عملها عبد الرحمن بن أبي بكرة.
ويروى أن عبد الرحمن بن أبي بكرة سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا تطلب الإمارة، فإنّك إن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها» «2»
انتهى.
وعبد الرحمن هذا تابعي، ولد بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو أوّل مولود ولد بالبصرة بعد أن مصّرت، فأطعم أبوه أهل البصرة جزورا فكفتهم- يعني لقلّتهم، وكان ذلك سنة أربع عشرة، وإنما روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة. وكنية عبد الرحمن بن أبي بكرة أبو بحر، ويقال أبو حاتم، له رواية عن أبيه، وعليّ، وعبد اللَّه بن عمرو، والأشجّ العصري، وغيرهم.
روى عنه ابن أخيه ثابت بن عبد اللَّه بن أبي بكرة، وابن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن سويد العدوي، وغيرهم.
قال العجليّ: بصري، تابعي، ثقة، ومات سنة ست وتسعين.
6695 ز- عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري.
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، قال ابن إسحاق: حدثني حصين، عن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري، وكان من علمائهم، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عباد بن بشر على الصدقة ... الحديث، هكذا رواه جماعة عن ابن إسحاق.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 190، طبقات خليفة ت (1641) ، تاريخ البخاري 5/ 260، المعارف 289، تاريخ ابن عساكر 10/ 114، تهذيب الأسماء واللغات قسم 1 جزء 1/ 295، تهذيب الكمال 779، تاريخ الإسلام 4/ 23، 141، العبر 1/ 123، تذهيب التهذيب 2/ 206، تهذيب التهذيب 6/ 148، خلاصة تذهيب التهذيب 224، شذرات الذهب 1/ 122.
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 58 عن عكرمة قال كان عبد الرحمن بن سمرة ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط مرسلا من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن كيسان وهو ضعيف.(5/173)
وأخرجه أبو داود في فضائل الأنصار، والطبراني في الكبير، من طريق ابن إسحاق، فقال:
عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن عباد بن بشر. وقال البخاري:
الأول مع إرساله أصحّ.
وذكر ابن المديني أن حصينا هذا هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مصعب، وأن عبد الرحمن بن ثابت هو ابن الصامت، وهو محتمل، لكن فرّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم.
6696 ز- عبد الرحمن بن أبي جبل.
ذكر في الصّحابة، ولا يصحّ، قال أحمد بن يحيى الحلواني: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا مروان- هو الفزاري، عن عبد اللَّه الطائفي، عن خالد بن عبد الرحمن بن أبي جبل، عن أبيه- أنه أبصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالطائف ... الحديث.
وهذا مقلوب، وقد رواه غيره عن يحيى بن معين بهذا السند، فقال عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل، عن أبيه- أنه أبصر، وكذا رواه هشام بن عمار، وجماعة، عن مروان، وكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من رواية يوسف بن علي، عن مروان. وهو الصواب.
6697 ز- عبد الرحمن بن جساس.
تابعي أرسل حديثا في النهي عن القضاء رواه عنه نافع بن يزيد، فذكره بعضهم في الصحابة، قال البخاري: حديثه مرسل.
6698 ز- عبد الرحمن بن حمير: هو يحيى.
وقع في تاريخ المنقري أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سماه عبد الرحمن، والمحفوظ ما ذكره ابن إسحاق أنه تغيّر اسمه واسم أبيه، فسماه عبد اللَّه بن عبد الرحمن.
6699 ز- عبد الرحمن بن خالد بن العاص:.
تابعي أرسل حديثا في المسح على الخفين، فذكره بعضهم في الصحابة، وقال أبو حاتم: رفعه العسكري، وهو مرسل.
6700- عبد الرحمن بن خلاد «1» .
ذكره البخاريّ في «الصحابة» ، وذكره غيره في التابعين، هكذا ذكره «2» الذهبي فوهم،
__________
(1) أسد الغابة ت (3298) .
(2) في أ: كذا قال الذهبي.(5/174)
وإنما عبد الرحمن والد خلاد. وقد تقدم ذكره في آخر من اسمه عبد الرحمن.
6701- عبد الرحمن بن أبي درهم الكندي «1» :
تقدم ما فيه في القسم الأول.
6702- عبد الرحمن بن سابط «2» .
هكذا يأتي في الروايات، وهكذا ترجمه بعضهم. وقال يحيى بن معين، هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط، نسب لجده، وكذا ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وجماعة في عبد الرحمن بن عبد اللَّه، وقيل هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط وقد تقدمت ترجمة جده سابط بن أبي حميضة وترجمة أبيه عبد اللَّه بن سابط في القسم الأول، وأما هو فتابعيّ كثير الإرسال، ويقال: لا يصح له سماع من صحابي، أرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كثيرا وعن معاذ، وعمر، وعباس بن أبي ربيعة، وسعد بن أبي وقاص، والعباس بن عبد المطلب، وأبي ثعلبة، فيقال: إنه لم يدرك أحدا منهم. قال الدّوريّ: سئل ابن معين: هل سمع من سعد؟ فقال: لا. قيل: من أبي أمامة؟ قال: لا. قيل: من جابر؟ قال: لا.
قلت: وقد أدرك هذين، وله رواية أيضا عن ابن عباس، وعائشة، وعن بعض التابعين.
وقد ذكره أبو موسى في «ذيل الصحابة» ، وقال: ذكره الترمذي، ثم ساق ما أخرجه الترمذي من رواية الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في صفة الجنة.
قلت: وإنما أخرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه- أن رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: هل في الجنة من خيل؟
الحديث. ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط، وقال فيها: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... بمعناه.
قال التّرمذيّ: هذا أصح من حديث المسعودي يريد على قاعدتهم أنّ طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رجّح المرسل على الموصول، وليس في سياق الترمذي ما يقتضي أنّ عبد الرحمن صحابي، بل فيه ما يدلّ على الإرسال.
__________
(1) أسد الغابة ت (3301) ، الاستيعاب ت (1415) .
(2) أسد الغابة ت (3314) .(5/175)
ثم قال أبو موسى: قال أبو عبد اللَّه بن مندة. عبد الرحمن بن سابط، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- مرسل، قال أبو موسى: وهذا الحديث اختلف فيه على علقمة، فقيل عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير بن ساعدة التميمي وقد تقدمت طريق عبد الرحمن بن ساعدة في الأول.
وذكر ابن الأثير لعبد الرحمن بن سابط حديثا آخر ساقه من طريق أبي داود، من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أخبرني عبد الرحمن بن سابط أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى ... الحديث في «أسد الغابة» .
والّذي في السنن: إنما هو عن الزبير عن جابر- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا ينحرون ... الحديث.
قال: وأخبرني عبد الرحمن بن سابط بمثله، والقائل: وأخبرني- هو أبو الزبير، وقد بيّن ذلك.
وأخرج أبو داود في المراسيل من طريق حبيب بن صالح، عنه حديث: «ما من عبد إلّا سيدخل عليه طيرة ... » الحديث.
ومن طريق أبي السّوداء «1» عنه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى الصبح فقرأ ستّين آية، فسمع صوت صبي فركع، ثم قام فقرأ آيتين، ثم ركع.
روى عن عبد الرحمن بن سابط من القدماء فطر بن خليفة، ويزيد بن أبي زياد، وعبد الملك بن ميسرة، وابن جريج، وليث بن أبي سليم، وآخرون، ووثّقه ابن معين، والعجليّ، وأبو زرعة، والنّسائي، وآخرون.
وقال الزّبير بن بكّار: كان فقيها. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. مات سنة ثمان عشرة ومائة، أجمعوا على ذلك.
6703- عبد الرحمن بن أبي سارة «2» .
ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه عبد اللَّه بن رشيد، عن عبيد بن عبد اللَّه، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي سارة، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن صلاة الليل.. الحديث. قال ابن مندة: أراه وهما.
__________
(1) في أ: السواد.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 348، أسد الغابة ت (3315) .(5/176)
قلت: يعني في تسمية والده،
فقد أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة عن الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، عن السري، فقال: عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أخبرني بصلاتك بالليل. قال: «صلّ ثمان ركعات وأوتر بثلاث» قلت: «ما يقرأ فيهنّ» ؟
فذكر الحديث.
وكذا أخرجه البخاري من طريق إسماعيل بن «1» زربيّ، عن السريّ، قال في روايته، عن الشعبي: حدثني عبد الرحمن بن أبي سبرة، قال: كنت مع أبي حين أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبايعه وبايعته. فذكر الحديث والوتر، وكذا أخرجه مطيّن في الصحابة من طريق إسماعيل بن زربيّ «2» .
6704- عبد الرحمن بن سبرة الأسدي «3» :.
روى عنه الشعبي، له ولأبيه صحبة، وفيه وفي عبد الرحمن بن سبرة «4» الجعفي نظر، هذا كلام ابن عبد البر.
وفرق مطيّن وصاحبه الباوردي وصاحبه ابن مندة بينهما، لكن لم ينسبه أحد منهم أسديّا، والصّواب أنه واحد، ووهم من جعل كنية أبيه اسما أو من نسبه أسديّا، ومشى ابن الأثير على ظاهر ما نسبه ابن عبد البر، فرجّح أنهما اثنان لاختلاف النسبة، وغفل عن علّة الحديث الّذي به تثبت الصحبة، فإنه يدل على أنه واحد، وبذلك جزم ابن أبي حاتم، فذكر في ترجمته أن الرواة عنه: ابنه خيثمة، والشعبي، فأما رواية خيثمة عنه ففي مسند أحمد وغيره، وأما رواية الشعبي عنه فهي هذه. وقد تقدم شيء من هذا في القسم الأول.
6705 ز- عبد الرحمن بن سراقة:
وقع في «تهذيب الطبري» ما يؤخذ منه أنّ له صحبة، وليس كذلك، فأخرج من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، عن الوليد بن أبي الوليد، قال: كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة فسمعته يخطب: فقال يا أهل مكة، أقبلتم على عمارة البيت بالطواف، وتركتم الجهاد في سبيل اللَّه، ولا سواء قووا المجاهدين، فإنني سمعت أبي يقول: من أظلّ غازيا أظله اللَّه، ومن جهّز غازيا حتى يستقلّ كان له مثل أجره ... الحديث. قال: فسألت عنه: فقيل لي: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب.
__________
(1) في أ: رزين.
(2) في أ: رزين.
(3) أسد الغابة ت (3318) ، الاستيعاب ت (1426) .
(4) في أ: شبرة.(5/177)
قلت: يعني عثمان بقوله: سمعت أبي- عمرو بن الخطاب، لا أباه عبد الرحمن بن سراقة، فإن الليث ويزيد بن الهاد وابن لهيعة رووا الحديث عن الوليد بن الوليد، فقالوا: عن عثمان بن عبد اللَّه بن سراقة، عن عمر بن الخطاب. أخرجه أحمد، وأبو يعلى، وابن ماجة، من طريق الليث، وابن أبي عمر، وابن ماجة أيضا من طريق الدراوَرْديّ، وأحمد، من طريق ابن لهيعة.
6706 ز- عبد الرحمن بن سعد «1» :
ذكره بعضهم في الصحابة. وقال أبو أحمد العسكريّ: ليست له صحبة، وحديثه مرسل.
قلت: أظنه عبد الرحمن بن زرارة الماضي في القسم الثاني.
6707
- عبد الرحمن بن سعيد «2» بن يربوع المخزومي:
كان اسمه الصّرم، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد الرحمن، كذا قال ابن عبد البر، ثم قال: وقيل: إن أباه سعيدا هو الّذي كان اسمه الصرم، فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سعيدا، وهذا هو الأولى، كذا قال ابن عبد البرّ، وتبع في ذلك ابن شاهين، فإنه ذكره في الموضعين من طريق زيد بن الحباب، عن عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن أبيه: حدثني جدي، وكان اسمه الصرم، فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سعيدا، كذا أخرجه فيمن اسمه سعيد، ثم أعاده فيمن اسمه عبد الرحمن بالسند بعينه، فقال: فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد الرحمن، وأحد الموضعين وهم لا محالة، والظاهر رجحان سعيد، لأنه جد عثمان حقيقة، وقد قال: حدثني جدي.
وقد تقدم في ترجمة سعيد في القسم الأول أنّ أبا داود أخرجه من حديث سعيد، وهو الصواب وعبد الرحمن بن سعيد تابعي روى أيضا عن عثمان بن عفان بن مالك الدارميّ.
وروى عنه أبو حازم بن دينار، وعبد اللَّه بن موسى المدني.
قال ابن سعد: مات سنة تسع ومائة، وهو ابن ثمانين سنة قال: وهو ثقة في الحديث، وفيها أرّخه علي بن المديني، وابن حبان في ثقات التابعين.
قلت: فعلى هذا يكون مولده في خلافة عمر رضي اللَّه عنه.
__________
(1) أسد الغابة ت (3320) .
(2) أسد الغابة ت (3322) ، الاستيعاب ت (1429) .(5/178)
6708- عبد الرحمن بن سميرة:
أو سمير، أو ابن أبي سمير، ويقال ابن سمرة، ويقال ابن سبرة، ويقال: ابن سمية.
تابعي أرسل حديثا، فذكر في الصحابة،
فأخرج ابن مندة، من طريق السري أن يحيى، عن قبيصة، عن سفيان، عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن سميرة أو سمير، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «أيعجز أحدكم إذا جاءه الرّجل يريد قتله فمدّ عنقه مثل ابني آدم، القاتل في النّار والمقتول في الجنّة» .
قال ابن مندة: لا تصح له صحبة. وكذا قال أبو نعيم، وزاد: وإنما روي هذا الحديث عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ثم أخرجه من طريق حفص بن عمير، عن قبيصة بزيادة ابن عمر فيه، وأخرج أبو داود من طريق عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن أبي سميرة، عن ابن عمر بهذا الإسناد حديثا آخر وروايته عن ابن عمر وصفه البخاري وابن أبي حاتم، وابن حبان وغيرهم. وقال ابن أبي حاتم: ابن أبي سميرة «1» أصح.
6709- عبد الرحمن بن شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة الحجبي العبدري المكيّ:.
تقدم ذكر أبيه وجده، وهو تابعي أرسل حديثا. وقال ابن مندة أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يصح له سماع. وقال أبو نعيم: لا خلاف أنه تابعي انتهى.
وأخرج ابن مندة من رواية أحمد بن عصام، عن أبي عامر العقدي، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، أن عبد الرحمن بن شيبة خازن البيت، أخبره أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم اشتكى، فجعل يتقلّب على فراشه، فقالت له عائشة: لو فعل هذا بعضنا لوجدت عليه. فقال: «إنّ المؤمن يشدّد عليه» .
وهذا السند سقطت منه عائشة، فقد أخرجه أحمد، عن العقدي، بهذا السند إلى عبد الرحمن بن شيبة، فقال: عن عائشة به وكذا أخرجه الطبراني من وجه آخر، عن أبي «2» عامر، وهو معروف لعبد الرحمن عن عائشة، أخرجه سمويه في فوائده، والطبراني، من طرق، عن يحيى بن أبي كثير.
وقال البخاريّ: عبد الرحمن بن شيبة خازن الكعبة عن عائشة. وكذا قال ابن أبي حاتم، وزاد «3» عن أم سلمة.
__________
(1) في أ: سمير.
(2) في أ: ابن.
(3) في أ: عن غير أم سلمة.(5/179)
قلت: وحديثه عن أم سلمة عند النسائي في التفسير.
6710- عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثّمالي «1» :،
ويقال الكندي، ويقال اليحصبي، أبو عبد اللَّه.
تابعي مشهور، وله مراسيل قال البغويّ في الصحابة: ذكره البخاريّ في الصحابة، وله عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثان.
وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصحابة، ولا يصح. وقال الطّبرانيّ: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي يقال: إنه أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
ثم ساق من طريق الوضين «2» بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا يحبّهم اللَّه: رجل نزل بيتا خربا، ورجل نزل على طريق السّبيل، ورجل أرسل دابّته ثمّ جعل يدعو اللَّه أن يحبسها» .
قال ابن عساكر: لم يذكره البخاري في تاريخه في الصحابة.
قلت: وكتاب البخاري في الصحابة ما رأيناه، والبغوي كثير النقل عنه.
وقال ابن إسحاق: حدثني ثور بن يزيد، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عائذ، وكان من حملة العلم يطلبه من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحاب أصحابه. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.
وقال أبو حاتم الرّازي: لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن حبان في ثقات التابعين: يقال إنه لقي عليّا. وقال أبو زرعة الرازيّ: حديثه عن علي مرسل، ولم يدرك معاذا: وقال ابن أبي حاتم: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل.
وروى عن عمر مرسلا، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في تابعي أهل الشام، وذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة منهم.
وله رواية عن جماعة منهم من الصحابة، منهم أبو ذر، وعمرو بن عبسة، وعبد اللَّه ابن عمرو، وعقبة بن عامر، وعياض بن عامر، والعرباض، والمقدام بن معديكرب. وأبو أمامة.
__________
(1) طبقات خليفة ت (2927) - تاريخ البخاري 5/ 324- المعرفة والتاريخ 2/ 382- الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الثاني 270- تهذيب الكمال ص 799- تاريخ الإسلام 4/ 26- تذهيب التهذيب 2/ 214 ب- تهذيب التهذيب 6/ 203- خلاصة تذهيب التهذيب 229- سير أعلام النبلاء 4/ 487، 488، أسد الغابة 3/ 303.
(2) في أ: الوجيز.(5/180)
وروى عن بعض التابعين: ككثير بن مرة، وناشرة بن سمي، وروى عنه من التابعين ومن بعدهم: إسماعيل بن أبي خالد. وسماك بن حرب، ويحيى بن جابر، وشريح بن عبيد، ومحفوظ ونصر ابنا علقمة، وغيرهم.
قال بقية، عن ثور: كان أهل حمص يأخذون كتبه، فما وجدوا فيها من الأحكام اعتمدوه.
وكان قد سكن الكوفة، وخرج مع ابن الأشعث، فأتى به الحجاج أسيرا، ومات بعد ذلك.
6711 ز- عبد الرحمن بن عائذ،
آخر.
ذكره ابن شاهين مفردا عن الثمالي. وأورد من طريق ثور، عن خالد بن معدان، عنه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا بعث بعثا تألّفوا «1» الناس ... الحديث.
وهذا الحديث قد ذكره البغوي في ترجمة الثمالي.
6712 ز- عبد الرحمن بن عائش البلوي:.
ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد من طريق بكر بن عمر: سمعت أبا ثور الفهميّ يقول: قدم علينا عبد الرحمن بن عائش البلوي، وكان ممن بايع تحت الشجرة، فصعد المنبر، فذكر عثمان ... الحديث.
كذا قال، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب عن عبد الرحمن بن عديس، بمهملات مصغرا، (وهو) «2» معروف الصحبة كما مضى في القسم الأول.
6713 ز- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت الأشهلي:.
تقدم التنبيه على ما وقع فيه في عبد اللَّه بن عبد الرحمن، ويزاد على ذلك أنّ الأزدي ذكره فيمن وافق اسمه اسم أبيه، فقال عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأشهل، وقد تقدم أن الرواية سقط منها قوله: عن أبيه، عن جده. واللَّه أعلم.
6714
- عبد الرحمن بن عتبة «3» بن عويم بن ساعدة:.
ذكره البغويّ، وابن قانع، وأبو عمر في الصحابة، وقال: لا يصح له صحبة ولا رواية.
__________
(1) في أ: بالغوا.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (3354) ، الاستيعاب ت (1443) .(5/181)
وأخرج له بقيّ بن مخلد حديثا، وتمسكوا كلهم بما رووه من طريق محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة، عن أبيه، عن جده- رفعه: «إنّ اللَّه بعثني بالهدى ودين الحقّ ولم يجعلني تاجرا ولا زرّاعا وجعل رزقي في رمحي ... » الحديث.
والحديث لعتبة بن عويم بن ساعدة، وفي سنده أورده الحميدي شيخ البخاري، ورويناه في الأربعين للآجري، من طريقه، وقد زدت ذلك بيانا في ترجمة عبيد بن عويم في القسم الأول.
6715 ز- عبد الرحمن بن عثمان بن الأرقم:.
ذكره ابن أبي حاتم، وقال: لا يصح له صحبة. وحديثه مرسل.
قلت: وقد تقدم بيان حاله «1» في ترجمة عبد الرحمن بن الأرقم.
6716- عبد الرحمن بن عجلان البصري:.
روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قصة أبي ضمضم.
روى عنه ثابت البناني. أخرجه أبو داود من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت عنه، ثم قال: رواه محمد بن عبد اللَّه العمّي، وعن ثابت عن أنس، قال أبو داود: حديث حماد أصحّ.
وأورد له البخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق حماد بن سلمة، عن كثير أبي محمد عنه أثرا عن عمر، ثم ذكره في التاريخ، فقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. وذكره غيره في التابعين.
6717 ز- عبد الرحمن بن عدس:
بضمتين.
ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد في ترجمته من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة، عن عبد الرحمن بن عدس: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «يخرج ناس من أمّتي يمرقون من الدّين» ... الحديث.
وهذا وقع في اسم أبيه تحريف، وإنما هو عديس بالتصغير. وقد مضى في القسم الأول، وذكر هذا الحديث في ترجمته.
6718- عبد الرحمن بن عطاء.
ذكره ابن قانع في الصّحابة.
وساق من طريق سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم،
__________
(1) في أ: خالد.(5/182)
عن عبد الرحمن بن عطاء، من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، من بني سلمة، قال بينما نحن مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذ شقّ قميصه حتى خرج منه. قلنا: يا رسول اللَّه، ما شأنك؟ قال: «إنّي واعدت الهوى ولم أشعر» .
كذا ساقه، وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه عبد الرحمن بن عطاء، عن رجل من الصحابة، فسقط قوله: عن رجل من رواية ابن قانع.
وقد أخرجه ابن ملحان في مسندة من هذا الوجه بسنده إلى سعيد، عن زيد بن عبد الرحمن بن عطاء، أنه أخبره أنّ رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخبره ...
فذكره.
وأخرجه أحمد في «مسندة» ، من طريق هشام بن سعد، عن زيد، فقال: عن عبد الرحمن بن عطاء، عن نفر من بني سلمة.
وأخرجه الطحاوي في «معاني الآثار» ، من طريق حاتم بن إسماعيل، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى «1» ، عن عبد الملك بن جابر، عن أبيه ... فذكره.
فهذا هو المعتمد في الإسناد، وعبد الرحمن تابعي معروف.
6719 ز- عبد الرحمن بن علي الحنفي «2» :
قال ابن عبد البرّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مثل حديث أبي «3» مسعود فيمن لا يقيم صلبه.
وقال ابن مندة: عبد الرحمن بن علي اليمامي له صحبة، وساق هو وابن قانع من ثلاثة أوجه: من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي عبد اللَّه الشقري، عن عمرو بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ اللَّه لا ينظر إلى رجل لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده» .
وكذا»
أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، والبغوي في معجمه، وشيبان بن روح، عن عبد الوارث وقال ابن مندة: رواه جماعة عن عبد الوارث، وخالفه عكرمة بن عمار، فقال: عن عبد «5» اللَّه بن بدر، عن طلق بن علي، وهو الصواب. كذا قال.
وقال البغويّ: رواه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، فزاد في السند رجلا، ثم
__________
(1) في أ: لبيبة.
(2) أسد الغابة ت (3364) ، الاستيعاب ت (1450) .
(3) في أ: ابن.
(4) في أ: قد.
(5) في أ: عبيد.(5/183)
أسماه من طريقه المذكور، لكن قال: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه.
قال البغويّ: هذا هو الصواب، ووقع في روايته عن عمر بن جابر، وقال: الصواب عمرو بن جابر، وهو كما قال في الموضعين.
والحديث معروف لعلي بن شيبان، أخرجه ابن ماجة من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، وبهذا جزم البخاري لما ذكر عبد الرحمن بن علي في التابعين.
وقال العجليّ: تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
6720 ز- عبد الرحمن بن عمرو السلمي «1» .
تابعي معروف، أرسل حديثا. فذكره الطبري، وابن شاهين في الصحابة.
واستدركه ابن فتحون، فأورد من طريق بقيّة، عن سليمان بن سالم، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إن اللَّه يوصيكم بهذه البهائم العجم- مرتين أو ثلاثا- فإذا سرتم عليها فأنزلوها منازلها ...
الحديث.
وعبد الرحمن هذا تابعي، يقال إنه ابن عمرو بن عبسة.
روى «2» عن العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وغيرهما.
روى عنه أيضا محمد بن زياد الألهاني، وضمرة بن حبيب، وخالد «3» معدان، وغيرهم.
قال ابن سعد: مات سنة عشر ومائة وله ثمانون سنة. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين، وابن حبّان في «الثقات» .
6721 ز- عبد الرحمن بن الفضل بن العباس الهاشمي:.
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة.
وقال أبو حاتم: هو من التابعين، روى عنه يزيد بن أبي زياد.
قلت: وأبوه كان أسنّ ولد العباس، ومع ذلك كان في حجة الوداع شابا، كما ثبت في
__________
(1) بقي بن مخلد 920.
(2) في أ: روى.
(3) في أ: خالد بن معدان.(5/184)
الحديث الصحيح في نظره للخثعمية،
وقوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلم للعباس: رأيت شابا وشابة.
6722 ز- عبد الرحمن بن قارب بن الأسود الثقفي:.
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، وأخرج من طريق أبي «1» أويس، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن مكرم، عن عبد الرحمن بن قارب في قصة وفد ثقيف.
قال البخاريّ، وأبو حاتم: هو مرسل.
قلت: وقد تقدم في الربيع بن قارب في حرف الراء أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فحمله على ناقة، وكساه بردا، وسماه عبد الرحمن، فإن يكن هو هذا فالحكم على أنّ حديثه مرسل وأنه تابعي مردود، وإن يكن غيره فلا إشكال، ويزيد المغايرة أن هذا ثقفي وهذا عبسي. واللَّه أعلم.
6723- عبد الرحمن بن ماعز «2» .
تقدم في عبد اللَّه بن ماعز أنّ الصواب عبد اللَّه، وأن «3» عبد الرحمن خطأ.
6724- عبد الرحمن بن محيريز الجمحيّ «4» :.
تابعي أرسل حديثا، فذكره العقيلي في الصحابة.
وقال أبو عمر: حديثه في كيفية رفع الأيدي في الدعاء، وهو عندي مرسل، ولا وجه لذكره في الصحابة إلا على ما شرطنا فيمن ولد في عهده.
قلت: لم أر من ذكر أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يذكروا له رواية إلا عمن تأخرت وفاته من الصحابة.
قال البخاريّ- بعد أن ذكره في التابعين: يذكر عن عيسى بن «5» سنان عن أبي بكر بن بشير- أنه رآه مع ابن عمر، وأبي أمامة، وواثلة، وذكر غيره له رواية عن فضالة بن عبيد، وزيد بن أرقم. روى عنه أبو قلابة، وهو من أقرانه، ومكحول، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، وغيرهم.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» .
__________
(1) في أ: ابن.
(2) أسد الغابة ت (3384) .
(3) في أ: وابن.
(4) أسد الغابة ت (3387) ، الاستيعاب ت (1463) .
(5) في ط عن.(5/185)
6725 ز- عبد الرحمن بن أبي ليلى.
تقدّم كلام ابن البرقي في ترجمة أخيه الأكبر عبد الرحمن بن أبي ليلى في القسم الأول.
6726
- عبد الرحمن بن مطيع «1» بن نوفل بن معاوية:.
ذكره ابن مندة في الصحابة، وأورد له حديثا وقع فيه خطأ نشأ عن تصحيف، فأورد من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل بن معاوية، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيمن فاتته صلاة العصر.
قال ابن مندة: هذا وهم، والصواب عن عبد الرحمن بن مطيع عن نوفل، فتصحفت عن فصارت ابن، ثم ساقه على الصواب من وجه آخر: عن عبد اللَّه بن إسحاق.
وقد أخرجه البخاري من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري على الصواب. رواه مالك وغيره عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن نوفل بن معاوية ليس بينهما عبد الرحمن بن مطيع.
تقدم ذكر عبد الرحمن بن مطيع في القسم الأول، وإنما أوردته لظهور المغايرة في في نسبه، وإن كان تصحيفا، فذكرته لتبيين الخطأ فيه.
6727 ز- عبد الرحمن بن معاوية.
ذكره البغويّ، والباوردي، والإسماعيليّ، وابن مندة في الصحابة.
قال البغوي: لا أدري أسمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم لا؟.
قال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، ولا يصح.
أخرجوا من طريق عبد اللَّه بن عقبة، وهو ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس- أنه أخبره عن عبد الرحمن بن معاوية أن رجلا سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما يحل لي وما يحرم علي ... الحديث: وفي آخره: «ما أنكر قلبك فدعه» .
قلت: وعبد الرحمن هذا ليست له صحبة، وقد بيّن ذلك عبد اللَّه بن المبارك في كتاب «الزهد» ، وأخرج الحديث عن ابن لهيعة، ونسب عبد الرحمن، فقال: ابن معاوية بن حديج.
__________
(1) أسد الغابة ت (3395) .(5/186)
قلت: وعبد الرحمن هذا ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن يونس في التابعين.
وقال ابن يونس: مات سنة خمس وسبعين وأبوه معاوية بن حديج مختلف في صحبته كما سيأتي في القسم الأول.
وقد أخرج أحمد من هذا الوجه حديثا آخر، وأدخل بين عبد الرحمن وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيه رجلين، فقال: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، فذكره بالسند إلى عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، قال: سمعت رجلا من كندة يقول: حدثني رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من الأنصار عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «لا ينقص «1» أحد من صلاته شيئا إلّا أتمّها اللَّه تعالى من سبحته» .
6728
ز- عبد الرحمن بن مغفّل «2» بن مقرّن المزني:.
استدركه ابن الأثير «3» على «الاستيعاب» وقال: ذكره الطبري في تفسير قوله تعالى:
وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ [التوبة: 99] .
قلت: وظاهر سياق الطبري يقتضي أن يكون له صحبة، فإنه أخرج من طريق البختري بن المختار، عن عبد الرحمن بن مغفل بن مقرّن، قال: كنا عشرة ولد مقرن المزني، فنزلت فينا وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة: 99] .
ومن طريق مجاهد، قال: نزلت في بني مقرن. انتهى.
وهذا صحيح في نزولها في بني مقرن.
وأما عبد الرحمن فلا صحبة له ولا رؤية، بل هو تابعي، يكنى أبا عاصم.
روى عن علي، وابن عباس، وغالب بن أبجر «4» ، روى عنه مع البختري عبد اللَّه بن خالد العبسيّ، وأبو الحسن السوائي.
قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» . وقال ابن سعد: في تابعي أهل الكوفة، وتكلموا في روايته عن أبيه، لأنه كان صغيرا.
قلت: وأبوه تأخرت وفاته، يروي «5» عنه أبو الضحى وهو من صغار التابعين، وإذا
__________
(1) في أ: ينتقص.
(2) في ت معقل.
(3) في أ: اين الأمين.
(4) في أ: الحر.
(5) في أ: فروى.(5/187)
كان عبد الرحمن في حياة أبيه صغيرا دل على أن أكبر شيخ له علي بن أبي طالب، ولا يلزم من ذلك أن يكون له رؤية فضلا عن الصحبة.
6729 ز- عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي:
لأبيه صحبة، وذكره هو وابن شاهين، فقال: ذكره ابن سعد.
قلت: وابن سعد إنما ذكره في التابعين، وكذا ذكره فيهم، ولعبد الرحمن هذا رواية عن أبي موسى الأشعري، وحديثه عنه في صحيح البخاري.
6730 ز- عبد الرحمن بن هشام.
ذكره البغويّ، وابن قانع في «الصّحابة» وقال البغوي: أحسبه من أهل المدينة، وأخرجا من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن هشام، عن أبيه، قال: أتى ابن الحمامة السلمي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو في المسجد، فقال: إني أتيت على ربي ... الحديث.
قال البغويّ، بعد أن أخرجه من رواية جرير عن ابن إسحاق: لا أدري أسمع عبد الرحمن بن هشام أم لا؟.
قلت: أظنه انقلب، وأنه من رواية عبد الرحمن بن هشام، عن أبيه.
وقد روى الطّبراني بهذه الترجمة حديثا غير هذا، ثم وجدته عند ابن مندة من طريق موسى بن محمد، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الحارث بن أبي بكر، عن أبيه، عن ابن حمامة قال: فذكره.
قلت: فعلى هذا فالحديث مرسل، ونسب الحارث في رواية جرير إلى جده عبد الرحمن إلى جدّه الحارث، فهو الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وأخرجه أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، فقال [....] .
6731 ز- عبد الرحمن الفارسيّ الأزرق:،
أبو عقبة.
ذكره ابن قانع وغيره في الصحابة، ومنهم من ترجم له عبد الرحمن الأزرق الفارسيّ، والد عقبة، وأخرجوا من رواية يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: شهدت أحدا فضربت رجلا، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسيّ ... الحديث.
وقد تقدم في الأول في ترجمة عقبة والد عبد الرحمن، من طريق ابن إسحاق، عن(5/188)
داود مسمّى، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه على الصواب ويحيى بن العلاء ضعيف، وروايته مقلوبة.
6732 ز- عبد العزيز بن أبي أمية.
ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق أسد بن موسى، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد العزيز بن أمية- أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في بيت أم سلمة قد خالف بين طرفي ثوبه على عاتقه.
وأخرجه الطّبريّ والبغويّ وغيرهما من هذا الوجه، فقال: عن عبد اللَّه بن أبي أمية.
وكذا أخرجه أبو داود من طريق عروة على الصواب.
6733 ز- عبد العزيز بن سعيد.
ذكره أبو نعيم في الصحابة، وأخرج من طريق مروان بن جعفر، عن المحاربي، عن عثمان بن مطر، عن عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ رجبا شهر عظيم» .
قال أبو موسى: فيه وهم من وجهين: أحدهما أنه تابعي. والثاني أنه من روايته، عن أبيه، ثم ذكر من رواية معلى «1» بن مهدي، عن عثمان بن مطر، عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه، عن جده، قال ... فالصحبة لسعيد. انتهى.
وقد مضى في السين المهملة، وكلا السندين ضعيف.
وأخرج البخاريّ في كتاب «الضعفاء» من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده حديثا، ولم يسم جده، وعثمان بن عطاء ضعيف.
6734
- عبد العزيز «2» بن عبد اللَّه بن أسيد:.
ذكره ابن أبي داود، وابن شاهين في الصحابة، وأخرج ابن شاهين من طريق العوّام ابن حوشب، عن السفاح بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أسيد، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يوم عرفة يوم يعرّف النّاس» .
وقد أخرجه ابن مندة، من هذا الوجه فقال: عن عبد العزيز بن عبد اللَّه، عن أبيه،
__________
(1) في أ: يعلى.
(2) أسد الغابة ت (3420) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 358، تقريب التهذيب 1/ 51، الجرح والتعديل 5/ 386، تهذيب التهذيب 6/ 331، خلاصة تذهيب 2/ 164، العقد الثمين 5/ 450.(5/189)
وعبد اللَّه هو ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص الأموي، وهو ابن أخي عتاب بن أسيد. قتل أبوه خالد باليمامة كما مضى في الأول. وكذلك مضى ذكر أبيه عبد اللَّه بن خالد.
6735 ز- عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عامر:.
تابعي أرسل حديثا،
فذكره البلاذريّ «1» في الصحابة، وأورد من طريق أبي الأحوص «2» ، عن سماك، عنه: جاء رجل فاعترف بالزنا، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برجمه، فلما أخبر بجزعه قال: «هلا خلّيتموه؟» .
وذكره البخاريّ، وأبو حاتم في التابعين، وقال: حديثه مرسل.
6736- عبد العزيز ابن أخي حذيفة «3» .
ذكره البلاذريّ «4» ، وابن قانع، وغيرهما في الصحابة، وهو تابعي، وأخرج ابن مندة من طريق ابن جريج، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي قلابة، عن عبد العزيز بن اليمان أخي حذيفة، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة.
وهذا الحديث عند أحمد، وأبي داود، من رواية عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد اللَّه الدئلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة بهذا.
قال أبو نعيم: هذا هو الصواب. ومشى ابن فتحون على ظاهر ما وقع عند الباوردي، فقال: صحبة عبد العزيز لا تنكر، لأن أباه اليمان استشهد بأحد. انتهى.
وليس عبد العزيز ولد اليمان، بل نسب إليه في هذه الرواية، لكونه جده. وأما الحديث الّذي فيه عبد العزيز ابن أخي حذيفة ولم يسمّ فيه أبوه فهو المعتمد.
6737- عبد الغفور بن عبد العزيز.
هو الّذي مضى قبل ترجمة، انقلب.
أخرج الطبراني في ترجمة نوح عليه السلام من تاريخه، من طريق عثمان بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد الغفور، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «في أوّل يوم من رجب ركب نوح السّفينة، فصام ذلك اليوم شكرا ... » «5» الحديث.
__________
(1) في أ: الباوردي.
(2) في أ: وأورد عن طريق ابن الأحوص.
(3) أسد الغابة ت (3422) .
(4) في أ: الباوردي.
(5) أخرجه الطبري في التفسير 12/ 29 وذكره السيوطي في الدر 3/ 335.(5/190)
وهذا مقلوب، وفيه انقطاع، والصواب رواية عبد الغفور عن أبيه سعيد هذا من حيث السند، وإلا فرجاله ما بين ضعيف ومجهول.
6738 ز- عبد القيس اليمامي الحنفي:.
ذكره بعضهم في الصحابة متمسكا بظاهر ما وقع في مسند طلق بن علي من مسند أحمد، من طريق سراج بن عقبة. عن عمته خلدة بنت طلق، قالت: حدثني أبي طلق أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جالسا، فجاء عبد القيس، فقال: يا رسول اللَّه، ما ترى في شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا، فأعرض عنه ... الحديث.
هكذا وقع، وظاهره أنه اسم رجل معين، وهو محتمل والمعروف أن الّذي سأله عن ذلك الوفد.
6739 ز- عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف:،
جدّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره ابن السّكن في الصّحابة لما جاء عنه أنه ذكر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سيبعث، كما ذكر بجيرا الراهب، وسيف بن ذي يزن، وقسّ بن ساعدة وأنظارهم ممن مات قبل البعثة.
قال ابن السّكن: روى عنه خبر فيه علم من دلائل النبوة، ثم ساق من طريق المسور بن مخرمة، عن عبد اللَّه بن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب، عن أبيه عبد المطلب بن هاشم، قال: قدمت من اليمن في رحلة الشتاء فلقيني رجل من أهل الزّبور، فجعل ينظر إليه، فانتسب له إلى أن قال له: تزوج في بني زهرة ... فذكر القصة.
6740- عبد الملك بن سعيد بن حريث:.
ذكره الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: له إدراك، وهو ابن أخي عمرو بن حريث كما تقدم.
قلت: ذكره الباورديّ في الصحابة من أجل حديث من روايته مرسل،
أخرجه من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن حريث، قال: ربما مس النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لحيته وهو في الصلاة.
قال ابن أبي حاتم: هو مرسل.
6741 ز- عبد الملك بن محمد الأنصاري:.
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة.(5/191)
وقال ابن أبي حاتم: حديثه مرسل، وذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، أخرجه من طريق ابن أبي فديك، عن سليمان التيمي، عنه.
6742
- عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة «1» بن عوف الثقفي:.
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: كانت له صحبة، وكان من الوفد. وأمّه خالدة بنت سلمة.
وقال غيره: إنما هو لولد مسعود.
اختلف فيه كلام ابن إسحاق. وقال موسى بن عقبة في المغازي: إن القصة لمسعود.
وقد ذكر ابن إسحاق أن أخا لمسعود كان في أول المبعث النبوي معظما في ثقيف يقتدون برأيه. وقد ذكر ذلك ابن إسحاق في قصة قذف النجوم. وقال محمد بن فضيل في كتاب الزهد: حدثنا حصين هو ابن عبد الرحمن، عن عامر، هو الشعبي، قال: لم يحدث النجوم حتى كان مبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما قدف بها جعل الناس يسيبون أنعامهم ويعتقون رقيقهم، يظنون أنها القيامة، فأتوا عبد ياليل، وكان قد عمي. فسألوه، فقال: لا تعجلوا وانظروا فإنّ كانت النجوم التي تعرف، فذلك من أمر القيامة، وإن كانت نجوم لا تعرف فهذا أمر حدث «2» ، فنظروا فإذا هي نجوم لا تعرف.
6743- عبد ياليل:
آخر، ابن ناشب بن غيرة الليثي «3» .
قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا، وتوفي في خلافة عثمان، كذا قال، وهو وهم: فإن أحفاد هذا هم الذين شهدوا بدرا مثل: خالد، وعاقل وإياس بني البكير، والّذي «4» مات منهم في خلافة عثمان بن إياس بن عبد ياليل، وقد تقدم ذكرهم في أماكنهم.
6744- عبيد السلمي:
أو السلامي.
يأتي في عبد «5» بن عبد.
6745
- عبيدة «6» بن الحسحاس.
صوابه عبادة، كما تقدم في الأول.
6746- عبيدة:
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) في أ: عميرة.
(2) في أ: فهو لأمر حدث.
(3) أسد الغابة ت (3437) ، الاستيعاب ت (1726) .
(4) في أ: ومن الذين.
(5) في أ: عبيد.
(6) في أ: عبدة.(5/192)
ذكره ابن شاهين، واستدركه أبو موسى، وإنما هو عبيد- بالتصغير، من غير أن يكون في آخره هاء.
6747- عبيد اللَّه:
بالتصغير، ابن ثعلبة العذري.
ذكره ابن قانع محرّفا، وإنما هو عبد اللَّه، بسكون الباء الموحدة.
6748- عبيد اللَّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومي «1» :.
قتل ب «اليرموك» ذكره ابن عبد البر فصحّف أباه، وكان ذكره على الصواب في عبد اللَّه بن سفيان، فكأنه ظنه آخر.
6749- عبيد اللَّه بن كعب بن مالك الأنصاري:.
تابعي، روى عن أبيه، وعن عثمان فيما قال ابن حبّان في الثقات.
روى عنه أخوه معبد، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه، والزّهري. يكنى أبا فضالة.
قال الحاكم أبو أحمد: كان من أعلم قومه. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
وقال أبو زرعة: ثقة، فذكروه كلّهم في التابعين، وجاء عنه حديث مرسل، فذكره أبو يعلى من أجله في الصحابة. واستدركه الذهبي، وهو وهم، وأثبت ابن حبّان في ثقات التابعين سماعه من عثمان.
6750
- عبيد اللَّه بن أقرم «2» الخزاعي:
ذكره الباورديّ، وهو غلط نشأ عن سقط، فإنه أخرج من طريق داود بن قيس، عن عبيد اللَّه بن أقرم، قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فرأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي ...
الحديث.
وهذا إنما رواه داود، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أقرم، أخرجه التّرمذيّ، عن أبي كريب شيخ الباوردي، عن وكيع وغيره، عن داود، وكذلك أخرجه النّسائيّ والحاكم. وتقدم على الصواب في الأول.
6751- عبيد:
بغير إضافة، ابن عبد «3» .
ذكره المستغفريّ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عتبة، بسكون المثناة بعدها
__________
(1) أسد الغابة ت (3466) ، الاستيعاب ت (1731) .
(2) في هـ: أرقم.
(3) أسد الغابة ت (3507) .(5/193)
موحدة ثم هاء تأنيث، فأخرج المستغفري، من طريق منصور بن أبي مزاحم.
عن يحيى بن حمزة، عن ثور بن زيد، عن شيخ من قوم عتبة، عن عتبة بن عبيد بن عبد- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا تقصّوا نواصي الخيل ولا معارفها ... » »
الحديث.
وقوله: عن عتبة زيادة لا يحتاج إليها.
وقد أخرج هذا البيت أبو داود، وأبو يعلى، من وجهين: عن ثور، عن شيخ، من «2» سليم، عن عتبة بن عبد، وسليم هم قوم عتبة، فإنه سلمي.
وقد وقع للطبراني «3» فيه تصحيف آخر، فإنه أخرجه من طريق أبي عاصم عن ثور، فقال: عن نصر الكناني، عن رجل، عن عبد السلمي، كذا قال: عبد- بفتح أوله وسكون الموحدة بغير إضافة. والصواب عتبة بن عبد اللَّه. واللَّه أعلم.
6752- عبيد بن قشير «4» :
مصري.
حديثه:
«إيّاكم والسّرية التي إن لقيت فرّت وإن غنمت غلّت» .
رواه عنه لهيعة بن عقبة. كذا أورده ابن عبد البر فصحف أباه، وإنما هو عبيد بن قيس، وكنيته أبو الورد، وكذا أخرجه الباوردي وابن قانع، من طريق لهيعة بن عقبة، وسمّياه وكنياه وكذا أخرجه البغوي، لكنه كناه، ولم يسمه. وتقدم على الصواب في عبيد ابن قيس في الأول.
6753- عبيد بن نضلة:
ذكره الطّبرانيّ، وقد بينت الصواب فيه في طلحة بن نضلة في الأول.
6754- عبيد بن نضلة الخزاعي.
ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: روى حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يصح له منه سماع. وقد زعم ابن قتيبة أن أبا «5» برزة الأسلمي عبيد بن نضلة، وهو غلط، وإنما هو نضلة بن عبيد.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 26 عن عتبة بن عبد السلمي بلفظه كتاب الجهاد باب في كراهية حديث رقم 2542، وأحمد في المسند 4/ 184 وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 197 والمنذري في الترغيب 2/ 264، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10825.
(2) في أ: بني.
(3) سقط في ط.
(4) أسد الغابة ت (3514) ، الاستيعاب ت (1756) .
(5) في أأن اسم أبي برزة.(5/194)
6755- عبيد الذهلي.
ذكره ابن قانع فوهم، فإنه أخرج من طريق إبراهيم بن المنذر، عن عبد الرحمن بن سعد المؤدب، عن مالك ابن فلان بن عبيدة الذهلي، عن أبيه عن جده- رفعه: لولا عباد للَّه ركع، وصبية رضّع، وبهائم رتع لصبّ عليكم العذاب صبّا.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه عن إبراهيم، عن عبد الرحمن، فقال: عن مالك ابن عبيدة الدّيلميّ، عن أبيه، عن جده، به وسمي جده شافعا.
وقد ذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن ماكولا مالك بن عبيد، وضبطوه عبيدة بفتح أوله وزن عظيمة، ووصفوه بروايته عن أبيه وبراوية عبد الرحمن بن سعد عنه، فظهر خطأ ابن قانع في تسميته وفي نسبته.
6756- عبيد، مولى السائب.
وقع ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن السّائب بشيء ظاهره أنه صحابي، وهذا غلط نشأ عن سقط، وكنت أظنه من الناسخ حتى وجدته في غير ما نسخه،
قال البغوي: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا محمد بن بكير، وحدثنا زياد بن أيوب، وابن هاني، قال: حدثنا «1» عاصم أنبأنا ابن جريح، أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب- أن أباه أخبره أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين ركن بني جمح وركن الأسود يقول: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ [البقرة: 201] .
هذا لفظ هارون انتهى.
وهذا الحديث ظاهره أنّ الصحبة لعبيد والد يحيى، وليس كذلك، بل هي لعبد اللَّه بن السائب، وإنما سقط من نسخة المعجم.
وقد أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، من طرق، عن ابن جريح، عن يحيى ابن عبيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن السائب، بالحديث. وهو الصواب.
وعبيد تابعي ما روى عنه إلا ابنه يحيى. واللَّه أعلم.
6757- عبيد القاريّ «2» .
رجل من بني خطمة. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه زيد بن
__________
(1) في أ: حدثنا أبو عاصم.
(2) أسد الغابة ت (3513) ، الاستيعاب ت (1764) .(5/195)
إسحاق، كذا أورده ابن عبد البر، فوهم في تسميته، وإنما هو عمير، وكأنه وقع له فيه تصحيف سمعي.
وقد تقدم في عمير بن أمية على الصواب.
6758- عبيد «1» :
رجل له صحبة ورواية، كذا قال الذّهبيّ، ولم يزد على ذلك، ولم أر عند ابن الأثير عبيدا غير منسوب سوى اثنين تقدّما: أحدهما يروي عنه ابنه عبد الرحمن، أورده بعد ترجمة عبيد بن عازب. والثاني يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي في آخر من اسمه عبيد، فالظاهر أن الّذي ذكره الذهبي أحدهما.
6759- عبيدة:
بزيادة هاء، وهو بوزن عظيمة، ابن حزن.
كذا ضبطه. والصواب عبدة- بسكون الموحدة- كما تقدم في القسم الأول.
6760- عبيدة بن همام بن مالك:.
له وفادة. ذكره الذّهبي في «التجريد» عن ابن الكلبي: وذكره ابن الأثير، فقال عبدة بن همام، وهو الصواب كما تقدم.
العين بعدها التاء
6761- عتبة بن الحارث بن عامر:.
استدركه الذهبي في «التجريد» ، وعزاه لبقي «2» بن مخلد، وأنه خرج له حديثه.
وقد صحفه، وإنما هو عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل الصحابي المشهور.
6762- عتبة بن ساعدة.
استدركه ابن الأثير على «الاستيعاب» ، وعزاه للدار للدّارقطنيّ والذهبي في «التجريد» ، وعزاه لابن قانع.
والحديث الّذي ذكره الدّار الدّارقطنيّ، وابن قانع، أورداه من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عويم بن عتبة بن ساعدة، عن أبيه، قال: جاءنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ونحن نبني مسجد قباء، فقال: «قد أفلح من بنى المساجد وقرأ القرآن قائما وقاعدا» .
6763- عتبة بن عبد اللَّه «3» :
__________
(1) أسد الغابة ت (3513) ، الاستيعاب ت (1764) .
(2) في أ: لتقي.
(3) أسد الغابة ت (3550) .(5/196)
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وعزاه للإسماعيلي، وأورد له من طريق عبد اللَّه بن ناشح عنه مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برجلين يتبايعان شاة، وهما يحلفان، فقال: «إنّ الحلف ممحقة «1» للبركة» .
قلت: ولا معنى لاستدراكه فإنه عتبة بن عبد السلمي وابن ناشح معروف بالرواية عنه.
وقد تقدم أن البخاري ذكر أنه يقال فيه عتبة بن عبد اللَّه.
6764- عتبة بن عبيد الثمالي «2» .
أورده أبو موسى أيضا، وروى من تاريخ يعقوب بن سفيان، من طريق صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن عتبة بن عبيد الثمالي «3» - رفعه: «لا يدخل الجنّة قبل سائر أمّتي إلّا إبراهيم وإسماعيل ... » «4» الحديث.
قال أبو موسى: كذا وجدته فيه. والصواب عبد اللَّه بن عبد.
قلت: وهو كما قال: وقد مضى على الصواب.
6765- عتبة بن عمرو بن صالح الرّعيني «5» :.
صحابي شهد فتح مصر، قاله ابن ماكولا عن ابن يونس. كذا استدركه ابن الأثير، والصّواب عبيد، بالموحدة والدال مصغرا، ابن عمر، بضم العين، ابن صبح، وقيل ابن صبيح. وقد مضى على الصواب في باب العين مع الباء.
6766- عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة القرشي الزهري «6» :،
أخو سعد.
لم أر من ذكره في الصّحابة إلا ابن مندة، واستند إلى قول موسى بن سعد في ابن أمة زمعة: عهد إليّ أخي عتبة أنه ولده ... الحديث.
والحديث صحيح، لكن ليس فيه ما يدل على إسلامه وقد اشتد إنكار أبي نعيم على ابن مندة في ذلك، وقال: هو الّذي كسر رباعية النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وما علمت له إسلاما، بل روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عثمان الجزري، عن مقسم- أن عتبة لما كسر رباعية النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دعا عليه ألّا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار، ثم أورده من وجه آخر عن سعيد بن المسيّب نحوه.
__________
(1) في أ: محمد.
(2) أسد الغابة ت (3551) .
(3) في هـ: ابن عبد اليمامي.
(4) بنحوه عند ابن عساكر كما في التهذيب 2/ 159.
(5) أسد الغابة ت (3554) .
(6) أسد الغابة ت (3562) .(5/197)
قلت: وهو في تفسير عبد الرزاق كما ذكره.
وحكى الزّبير بن بكّار، وتبعه أبو أحمد العسكري- أن عتبة أصاب دما في الجاهلية قبل الهجرة، فانتقل إلى المدينة فنزلها، ولما مات أوصى إلى سعد.
قلت: لكن يبعد أن يكون استمر مقيما بها بعد أن فعل مع الكفار بنبيّ اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ما فعل، ووصيته إلى سعد لا تستلزم وقوع موته بالمدينة.
وقد روى الحاكم في المستدرك بإسناد فيه مجاهيل، عن صفوان بن سليم، عن أنس- أنه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول: إنه اطلع على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بأحد وهو يغسل وجهه من الدم، فقال: من فعل هذا بك؟ قال: «عتبة بن أبي وقّاص، هشّم وجهي، ودقّ رباعيتي» . فقلت: أين توجه؟ فأشار إليه، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه، وجئت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فدعا لي، فقال: رضي اللَّه عنك- مرتين.
قلت: وهذا لا يصح، لأنه لو قتل إذ ذاك فكيف كان يوصى سعدا؟ وقد يقال: لعله ذكر له ذلك قبل وقوع الحرب احتياطا.
وفي الجملة ليس في شيء من الآثار ما يدلّ على إسلامه، بل فيها ما يصرح بموته على الكفر كما ترى، فلا معنى لا يراده في الصحابة.
6767 ز- عتبة:،
غير منسوب.
أورده أبو موسى، وقال: ذكره ابن شاهين، وأفرده عمن مضى، وأخرج من طريق مسعود بن عبد الرحمن، عن خالد، عن أبي عمرو- أن عتبة حدثهم أن رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: كيف كان أول شأنك؟ قال: «كانت حاضنتي من بني سعد ابن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم «1» لنا ... » الحديث.
قلت: لم ينبه أبو حاتم على وجه الصواب فيه، وهذا هو عتبة بن عبد السلمي، والحديث معروف له، أخرجه أحمد في مسندة، من طريق يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان بهذا الإسناد.
6768- عتبة:،
آخر غير منسوب.
__________
(1) البهمة: الصّغير من أولاد الغنم الضأن والمعز والبقر من الوحش وغيرها، الذكر والأنثى في ذلك سواء. اللسان 1/ 376.(5/198)
أفرده الباوردي عمن قبله، وأورد من طريق عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة، عن أبيه- رفعه: «تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها اللَّه ... » «1» الحديث.
قال ابن فتحون في «الذيل» : غلط بعض الرواة في قوله: عن أبيه، والحديث إنما هو لنافع، وهو ابن عتبة بن أبي وقاص.
قلت: أخرجه مسلم، وأحمد، وابن ماجة، وابن حبان، من طريق عبد الملك عن جابر، عن نافع، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: ليس فيه: عن أبيه.
6769 ز- عتيق بن قيس الأنصاري «2» :.
شهد أحدا هو وابنه الحارث، واستدركه أبو موسى على ابن مندة، وهو هو «3» .
والصواب عتيك، بالكاف. وقد ذكره ابن مندة.
العين بعدها الثاء
6770- عثم بن الرّبعة الجهنيّ «4» .
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان اسمه عبد العزى فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا أورده ابن عبد البر فوهم وهما فاحشا نبّه عليه الرشاطي في الأنساب، فقال: صحف اسمه، وإنما هو غنم، بغين معجمة ونون، والّذي غيره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إنما هو من أحفاده، وهو عبد العزيز بن بدر بن يزيد بن معاوية بن خشّان، بمعجمتين، ابن أسعد بن وديعة بن مبذول بن غنم بن الرّبعة. «5»
ذكر ابن الكلبيّ في أنساب قضاعة أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واسمه عبد العزي، فسماه عبد العزيز، وقد مضى على الصواب في مواضعه، فعثم بن الرّبعة جدّ جد جدّ جدّ والده، بينه وبين هذا الصحابي تسعة آباء، فيكون في طبقة مالك «6» جماع قريش.
وقد تم هذا الوهم على ابن الأثير ومن تبعه كالذّهبي، وزاد على من تقدمه، وهما
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 178، 4/ 337 وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 147 والحاكم في المستدرك 4/ 426 وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38804.
(2) أسد الغابة ت (3568) .
(3) في أ: وهم.
(4) أسد الغابة ت (3574) .
(5) في هـ: الزمعة.
(6) في أ: طبقة فهو مالك.(5/199)
آخر، فإنه سماه عثمة، وغاير بينه وبين عثم الجهنيّ الّذي اختلف في الحرف الّذي بعد العين في اسمه، هل هو مثلثة أو نون؟
6771
- عثمان بن الأرقم «1» بن أبي الأرقم المخزومي:.
ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأورد له من طريق أبي صالح، عن عطاف، عن عبد اللَّه بن عثمان بن الأرقم «2» ، قال: جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال لي:
أين تريد؟ قلت «3» : الصّلاة في بيت المقدس ... » الحديث.
هكذا أورده، وهو خطأ من أبي صالح أو غيره.
والصّواب ما رواه أبو اليمان عن عطاف، عن عبد اللَّه بن عثمان بن الأرقم، عن أبيه، عن جده. أخرجه ابن مندة وغيره. وهو الصواب.
6772- عثمان بن الأزرق «4» :
ذكره أبو نعيم تبعا للطّبرانيّ.
وأخرجا من طريق هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، قال: دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب ... الحديث، وفيه:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من تخطّى رقاب النّاس بعد خروج الإمام، أو فرّق بين اثنين كان كالجارّ قصبه «5» في النّار» «6» .
هكذا أورده، وقد صحف بعض رواته في اسم أبيه وأسقط منه، قال أحمد: حدّثنا عباد بن عباد، حدّثنا هشام بن زياد، عن عمار، عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه، فذكره: وهو الصواب. والحديث للأرقم بن أبي الأرقم، لا لابنه عثمان. واللَّه أعلم.
6773
- عثمان بن شمّاس «7» بن لبيد:.
كذا سمى ابن مندة جدّه لما ذكر- عن ابن إسحاق- أنه استشهد بأحد، لكنه في الترجمة ذكره على الصّواب: عثمان بن شماس بن الشريد، وقد نبه على ذلك ابن الأثير، وجعله الذّهبي في التجريد ترجمتين، والصّواب ما فعل ابن الأثير.
6774 ز- عثمان بن شيبة الحجبي.
جاء ذكره في حديث غلط في اسمه من الراويّ، روى أبو عوانة في صحيحه من طريق
__________
(1) أسد الغابة ت (3575) .
(2) في أ: الأرقم عن عثمان بن الأرقم.
(3) في أ: قال
(4) أسد الغابة ت (3576) .
(5) القصب: تقدم معناه في الجزء الأول ص 44.
(6) ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 179.
(7) أسد الغابة ت (3579) .(5/200)
الأوزاعي: حدثني حسان بن عطية، حدثني نافع، عن ابن عمر، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح الكعبة ومعه بلال وعثمان بن شيبة، فأغلقوا عليهم الباب ...
الحديث.
كذا وقع فيه. والصّواب عثمان بن طلحة وقد تقدم بيانه.
6775
- عثمان بن محمد «1» بن طلحة بن عبيد اللَّه القرشي التميمي:.
أورده أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى في الذيل، وروى من طريق مسند أبي حنيفة جمع أبي محمد الحارثي، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنكدر، عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه «2» ، قال: تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نائم حتى ارتفعت أصواتنا ... الحديث.
قال عبد اللَّه: رواه عن أبي حنيفة خمسة عشر رجلا من أصحابه. قال أبو موسى: هو مرسل خطأ.
وقال ابن الأثير: لا خلاف في أن عثمان هذا ليس بصحابي، لأن أباه محمدا قتل يوم الجمل، وهو شابّ فكيف يكون ابنه في حجة الوداع ممّن يناظر في الأحكام؟ فهذا سقط منه شيء.
قلت: لو راجع مسند الحارثي لاستغنى عن هذا الاستدلال، وعرف موضع الغلط، فإن الّذي في النسخ الصحيحة منه عثمان بن محمد، عن طلحة بن عبيد اللَّه، فتصحّفت عن فصارت ابن، فنشأ هذا الغلط، ثم إن الحديث مشهور من حديث طلحة، أخرجه مسلم، والنسائي، وأحمد، والدارميّ، وابن خزيمة، وغيرهم، من طريق ابن جريح، عن ابن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان عن طلحة، فخالفه أبو حنيفة في شيخ ابن المنكدر، فإن كان لحفظه فلعل لابن المنكدر فيه شيخين، والمناظر في هذه المسألة طلحة لا عثمان، فإنه الراويّ عنه كذلك. واللَّه أعلم.
6776- عثمان الداريّ.
ذكره ابن شاهين، وهو محرّف، فأخرج من طريق أبي اليمان، عن» صفوان بن عمرو، عن سليم، عن عامر، عن عثمان الداريّ: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) العقد الثمين 6/ 41، التحرير 1/ 403، دائرة معارف الأعلمي 2/ 328، أسد الغابة ت (3593) .
(2) عبد اللَّه في أ.
(3) في أ: و.(5/201)
وسلم يقول: «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل ... » «1» الحديث.
والصواب عن تميم الدّاريّ، كذلك أخرجه أحمد، عن أبي المغيرة، عن صفوان، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سليم بن عامر عن تميم.
6777- عثمة الجهنيّ.
قال أبو موسى: أورده ابن شاهين وأبو نعيم بالثاء المثلثة، وأورده ابن مندة وأبو عمر بالنون، وكذا ضبطه ابن ماكولا، وهو الصواب.
قلت: وقد مضى في عثم الجهنيّ ما وقع للذهبي فيه من الوهم المختص به.
6778 ز- عثور.
ذكره البردعيّ في طبقة الصحابة من الأسماء المفردة، ثم قال: نبهت عليه لئلا يغترّ به، فلا صحبة له.
6779
- عثيم بن كثير «2» بن كليب:.
من أتباع التابعين، غلط فيه بعض الرواة، أورده ابن شاهين ومن تبعه هنا،
فروى من طريق الواقدي، عن محمد بن مسلم بن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس.
قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عن محمد بن مسلم عن عثيم، فالصحابي هو كليب جد عثيم، وليس عثيم جدا لمحمد، وإنما هو شيخه.
وسيأتي بيان ذلك في حرف الكاف إن شاء اللَّه تعالى.
العين بعدها الجيم
6780- عجوز بن نمير «3» . «4»
أورده أبو نعيم في «الصحابة» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فأخرج من طريق نصر
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 103، والطبراني في الكبير 2/ 47 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 181، والحاكم في المستدرك 4/ 430 عن تميم الداريّ.... الحديث وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 17، 8/ 265، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1345.
(2) أسد الغابة ت (3597) .
(3) أسد الغابة ت (3599) .
(4) في التجريد بن نمير، أو من بني نمير.(5/202)
ابن حماد، عن شعبة، عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن عجوز بن نمير، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي «1» في الكعبة: كذا قال، وإنما عجوز من بني نمير، كذلك أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر، عنه، وعن شعبة. وقد نبه على وهم أبي نعيم فيه أبو موسى.
العين بعدها الدال
6781- عدي الأنصاري «2» :
والد أبي البدّاح.
أورده أبو موسى، وروى من طريق الترمذي: حدّثنا ابن أبي عمر، حدثنا ابن عيينة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي البدّاح بن عدي، عن أبيه: رخص للرّعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما، وهذا غلط نشأ عن سقط، لأن أبا البداح هو ابن عاصم بن عدي، فنسب في رواية سفيان إلى جده، والصحبة إنما هي لابنه عاصم.
وقد رواه مالك عن عبد اللَّه بن أبي بكر على الصواب.
6782
- عدي «3» بن جوس بن سعد بن نصر الجذامي:.
صحابي، ولعله الّذي قبله، كذا أورده الذّهبيّ في «التجريد» على أنه جوس بجيم في أوله، وأشار بالذي قبله إلى عدي بن زيد، ووهم في ذلك، لأنه عدي بن حوش فصحفه.
وقد مضى على الصّواب، والعجب أنه أعاده.
6783 ز- عدي بن حاتم الحمصي.
في حاتم بن عدي.
6784 ز- عدي بن حرام بن الهيثم الأنصاري الظّفري:
والد فضالة.
تقدّم ذكر ولده في القسم الأول في الفاء، وصنيع البغوي، وابن أبي داود، وابن شاهين، وغيرهم- يقتضي أن لعدي هذا صحبة، فإنّهم أخرجوا من طريق فضيل بن سليمان، عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه- وكان أبوه ممّن صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو وجده، فالضمير في أبيه ظاهر ليونس، والضمير في قوله: وكان أبوه- لمحمد، وكأن اسم جده محمد عدي، فيكون له صحبة، لكن ليس المراد ظاهر الضمير، بل
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (3606) .
(3) هذه الترجمة سقط في أ.(5/203)
جد محمد هو فضالة، لأن الصحيح أن محمد بن فضالة نسب إلى جده لشهرته. وقد نبهت على ذلك في محمد بن فضالة.
6785 ز- عدي بن خالد الجهنيّ.
جاء ذكره في حديث أخرجه ابن القطان في الوهم من طريق ابن عبد البرّ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثنا سعيد وحيوة، عن أبي الأسود، عن بكير بن الأشج، عن بسر «1» بن سعيد، عن عدي بن خالد الجهنيّ- رفعه: «من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ... » الحديث.
قال ابن القطّان: هو مقلوب. والصواب خالد بن عدي.
قلت: كذلك «2» في المسند: عن عبد اللَّه بن يزيد، وهو المقري، بهذا الإسناد، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن المقري، وأبو يعلى عن أحمد الدّورقي عن المقري، والطبراني.
وغيره من طريق المقري «3» ..
6786- عدي بن ربيعة التميمي السعدي:.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ابنه محمد فقط.
قلت: كذا أورده الذّهبي في التجريد، فأخطأ فيه، وهو عدي بن ربيعة الجشمي المتقدم ذكره، وهو مشكوك في أمره، والّذي يغلب عليه الظن أنه أدرك البعثة. واللَّه أعلم.
6787- عدي بن زيد الأنصاري «4» :
استدركه ابن الأمين وعزاه لتخريج البزار. وقد تقدم أنه الجذامي، فالحديث حديثه، فكأنه جذامي حالف الأنصار.
6788
- عدي بن عدي بن عميرة بن فروة «5» الكندي:،
سيد أهل الجزيرة.
__________
(1) في أ: بشر.
(2) في أ: كذلك هو.
(3) في أ: المقبري.
(4) الاستيعاب ت (1803) .
(5) الثقات 3/ 317، الرياض المستطاب 239، الجرح والتعديل 7/ 168، التاريخ الكبير 1/ 304، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 224، الأعلام 4/ 221، الكاشف 2/ 259، شذرات الذهب 1/ 257، الطبقات 319، الطبقات الكبرى 5/ 341، طبقات الحفاظ 44، تهذيب الكمال 2/ 954، الإكمال 6/ 279، بقي ابن مخلد 512، 196، أسد الغابة ت (3619) .(5/204)
قال الطّبريّ: له صحبة.
قلت: بل هو تابعي معروف، استعمله عمر بن عبد العزيز، وهو المراد بقوله البخاري في الإيمان من صحيحه: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي. قال ابن سعد: كان ناسكا. وقال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة ينزل اللَّه بهم الغيث، فذكره فيهم، فقد جاء عنه حديث مرسل ذكر نسبه الطبراني والعسكري وغيرهما في الصحابة،
وهو من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن عدي بن عدي الكندي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «من حلف على مال مسلم لقي اللَّه، وهو عليه غضبان» .
قلت: وهذا الحديث في النسائي من هذا الوجه، لكن عن عدي بن عدي، عن أبيه.
وعند غيره من طريق عدي بن عدي عن عمه العرس بن عميرة، عن أخيه عدي بن عميرة.
وعند أبي داود من طريق مغيرة بن زياد، عن عدي بن عدي، عن العرس بن عميرة حديث آخر، ورواه من وجه آخر عن مغيرة، فلم يذكر العرس «1» ، فهذان الحديثان مرسلان.
وقال ابن عبد البرّ: اختلفوا في عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز، فقال البخاري: هو ابن عدي بن فروة، وقال غيره: هو ابن عدي بن عميرة. وقال ابن أبي خيثمة:
ليس هو من ولد هذا ولا هذا، وجعل أباه ثالثا.
قلت: كذا ادّعى على ابن أبي خيثمة، ولم أر التصريح بذلك عند ابن أبي خيثمة، وسبب الاشتباه كونه لم ينسب الأول، ونسب الثاني إلى الجد، وإلا فجميع النّسابين قد نسبوه كابن الكلبي، وابن حبيب، وخليفة بن سعد، وابن البرقي، وغيرهم، وكذا أثبتوا نسب عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز، فقالوا: ابن عدي بن عميرة بن فروة، وساقوا نسبه إلى آخره كما تقدم في ترجمة أبيه.
وقد أخرج النّسائي في حديثه من طريق جرير بن حازم، عن عدي بن عدي، عن رجاء بن حيوة. والعرس «2» بن عميرة إنما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة، فذكر الحديث، وليس لعدي بن عدي هذا صحبة، بل مات سنة عشرين ومائة.
6789
ز- عدي بن عدي «3» بن حاتم الطائي:.
__________
(1) في أ: الغرس.
(2) في أ: الغرس.
(3) الثقات 1/ 316، الرياض المستطابة 221، الجرح والتعديل 7/ 2، تجريد أسماء الصحابة 1/ 376، تقريب التهذيب 2/ 16، تهذيب التهذيب 7/ 166، التاريخ الصغير 1/ 148، 154، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 762، التاريخ الكبير 7/ 43- خلاصة تهذيب 2/ 123، الأعلام 4/ 202، الكاشف 2/ 59، شذرات الذهب 1/ 74، الصراط- 1/ 41، 74، الطبقات 68، 133، تهذيب الكمال 2/ 923، بقي بن مخلد 51، التعديل والتجريح 1190، الطبقات الكبرى 1/ 322، 2/ 164، 6/ 118، 180، 247- 294.(5/205)
ذكره يحيى بن مندة في «ذيله» وعزاه للطبراني، فوهم، فإنما ذكر الطبراني عدي بن عدي الكندي.
6790 ز- عدي بن عميرة الحضرميّ «1» :
أخو العرس بن عميرة.
كذا فرق ابن مندة بينه وبين عدي بن عميرة الكندي، فوهم، فهو هو، وهو أخو العرس بن عميرة.
6791- عدي بن فروة «2» :
فرق ابن أبي خيثمة بينه وبين عدي بن عميرة، وتبعه ابن عبد البر، فقال ما هذا نصه:
عدي بن عميرة الحضرميّ، ويقال الكندي، كوفي روى عنه قيس ابن أبي حازم ... فذكر الحديث. روى عنه أخوه العرس، ثم قال: عدي بن فروة، وقيل: هو عدي بن عميرة بن فروة، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى حزان، قيل: هو الأول، وعند أكثرهم هو غيره، كذا قال عن الأكثر، والأكثر على أنه واحد.
العين بعدها الراء
6792- عرفجة بن خزيمة:
قال أبو عمر: قال فيه عمر لعتبة بن غزوان- وقد أمده به: شاوره، فإنه ذو مجاهدة.
وتعقبه ابن الأثير بأن الصّواب عرفجة بن هزيمة «3» . وقد تقدم في موضعه، وهو كما قال.
6793 ز- عرفة بن الحارث الكندي «4» :
ذكره ابن قانع، وابن حبّان، ثم رجع ابن حبان فذكره في العين المعجمة، وهو الصواب.
__________
(1) الثقات 3/ 317، الرياض المستطابة 239، الجرح والتعديل 7/ 168، الأعلام 4/ 221، الكاشف 2/ 259، شذرات الذهب 1/ 157، الطبقات 319- 270، الطبقات الكبرى 5/ 341، 6/ 55، طبقات الحفاظ 44، تهذيب الكمال 2/ 954، الإكمال 796. بقي بن مخلد 512، 196.
(2) أسد الغابة ت (3621) ، الاستيعاب ت (1805) ، التاريخ الكبير 7/ 44، الجرح والتعديل 7/ 3.
(3) في أسد الغابة هرثمة.
(4) الثقات 3/ 318.(5/206)
6794- عركي «1» :
بفتحتين وكسر الكاف.
ذكره ابن أبي حاتم في حرف العين، وقال: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه سأله عن ماء البحر، وتبعه ابن السمعاني في الأنساب، فقال: هذا اسم يشبه النسبة، فذكر حديثه ابن ماكولا، وابن الأثير، وتعقبه النّوويّ بأنّ ذكره في الأسماء وهم، فإن العركي وصف، وهو ملاح السفينة.
قلت: والّذي أعرفه عند أهل اليمن أنه صيّاد السمك، وربما قالوا العروكي. وقد تقدم أن الطبراني ذكره فيمن اسمه عبد.
6795
- عروة بن رفاعة «2» الأنصاري:
ذكره الإسماعيليّ، وأخرج من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن رفاعة الأنصاري- أن أسماء بنت عميس جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث في الرقي.
قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب عروة بن رفاعة عن ابن رفاعة، فعروة هو ابن عامر، ورفاعة هو ابن عبيد، وهو في الّذي بعده.
6796
- عروة بن عامر «3» بن عبيد بن رفاعة:.
ذكره أبو موسى، وعزّاه للإسماعيليّ، وقال: روى من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة- أن أسماء بنت عميس أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بثلاثة بنين لها واستأذنته أن يرقيهم، فأذن لهم.
قلت: وقد وقع فيه أيضا تصحيف. والصواب: عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، فعروة هو الجهنيّ المتقدم في القسم الأول.
وقد جزم أبو حاتم بأنه يروي عن عبيد بن رفاعة. وقد أخرج الترمذي وابن ماجة الحديث على الصواب من طريق ابن عيينة، عن عمرو، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة- أن أسماء بنت عميس.
وأخرجه الترمذي والنسائي، من طريق أيوب، عن عمرو، عن عروة بن عبيد بن
__________
(1) الإكمال 7/ 83، 271.
(2) في أ: سقط.
(3) أسد الغابة ت (3649) .(5/207)
رفاعة، عن أسماء، وهذه الطريق موصولة، فإن عبيد بن رفاعة له رؤية، ولم يصح له سماع عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
6797- عروة السعدي «1» :
ذكره البغويّ والباوردي وغيرهما في الصحابة،
وأخرجوا من طريق الأوزاعي، عن محمد بن حزابة «2» ، عن محمد بن عروة السعدي، عن أبيه- رفعه: «من أشراط السّاعة أن يعمر الخراب ويخرب العامر ... » الحديث.
وهذا غلط نشأ عن قلب وإسقاط، أما القلب فإن الصواب عن الأوزاعي عن عروة بن محمد. وأما الإسقاط فإنما هو عن عروة بن محمد، عن أبيه، عن جده عطية، وسبق على الصواب فيمن اسمه عطية في القسم الأول. ووالده عروة هذا مختلف في أنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كما سأبينه في ترجمة محمد بن عطية في القسم الثاني من حرف الميم.
وقد جزم ابن فتحون بأن قول من قال عروة بن محمد هو الصواب، وأن محمد بن عروة مقلوب، وسأذكر مزيدا لذلك في ترجمة محمد بن حبيب من القسم الرابع في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى.
6798 ز- عريف من عرفاء قريش:
ذكره البغويّ في حرف العين، وذكره في الأسماء وهم، وإنما هو وصف، وكان الصواب أن يذكره في المبهمات.
العين بعدها السين
6799
- عسجدي «3» بن ماتع «4» السكسكي:
عداده في المعافر. شهد فتح مصر، قاله ابن يونس.
قلت: الصواب أنه عجسري، بعد العين جيم ثم سين ثم راء، فهذا تصحيف. وقد تقدم على الصواب في مكانه.
__________
(1) أسد الغابة ت (3647) .
(2) في هـ: خراسة.
(3) في الإكمال عزجدي، وفي التجريد عجزي.
(4) في أ: مقانع.(5/208)
العين بعدها الصاد
6800- عصمة، صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «1» :
روى عنه أزهر. فرق الذّهبيّ في «التجريد» بينه وبين عصمة بن قيس، وهو واحد.
6801- عصيمة الأسدي «2» :
بالتصغير.
استدركه أبو موسى على ابن مندة. وقد ذكره ابن مندة في عصمة، فلا معنى لاستدراكه.
6802- عصيمة الأشجعي «3» :
حليف بني النجار.
كرره ابن عبد البرّ، وقد ذكره في عصمة، نبّه عليه ابن الأثير.
العين بعدها الطاء
6803
- عطاء الشيبي «4» العبدري:
روى عنه ابنه إبراهيم، وفطر بن خليفة، له حديث: قابلوا النّعال، كذا ذكره الذهبي.
ودعواه أن فطر بن خليفة روى عنه هذا غلط، وقوله في هذا: إنه شيبي عبدري غلط أيضا، بل هو ثقفي طائفي.
واختلف في حديثه: «قابلوا النّعال» ، هل هو صحابية أو إبراهيم كما تقدم مستوفى في ترجمة إبراهيم.
وأما الشيبي العبدري فهو الّذي روى عنه فطر بن خليفة، وحديثه: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في نعليه.
وقد تقدّم في الأول مع بيان الاختلاف في اسم أبيه.
6804- عطاء المزني «5» :
ذكره ابن مندة، وروى من طريق إسماعيل بن زيد، عن ابن قتيبة، عن عبد الملك بن نوفل، عن ابن عطاء المزني، عن أبيه، قال ابن مندة: هو غلط. والصواب: عن ابن عصام، كذلك رواه الحفاظ من أصحاب ابن عيينة، وقد مضى على الصواب في عصام في القسم الأول.
__________
(1) الجرح والتعديل 7/ 98، التاريخ الكبير 7/ 63.
(2) أسد الغابة ت (3677) ، الاستيعاب ت (1833) .
(3) أسد الغابة ت (3678) ، الاستيعاب ت (1834) .
(4) الاستيعاب ت (2054) .
(5) أسد الغابة ت (3682) .(5/209)
6805 ز- عطاء» :
مولى أبي أحمد بن جحش.
أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه، وتبعه العسكري: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل.
قلت: وحديثه عن أبي هريرة في سنن النسائي.
6806 ز- عطاء بن سعد:
استدركه ابن فتحون فوهم، فإنه عطية السعدي، فقد تقدم أن أحد ما قيل في اسم أبيه أنه سعد.
6807- عطية بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي «2» :.
تابعي معروف، اختلف في حديثه على ابن إسحاق اختلافا كثيرا، وأصحها رواية إبراهيم بن سعد عنه: حدثني عيسى بن عبد اللَّه بن مالك، عن عطية بن سفيان، حدثني وفدنا الذين قدموا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بإسلام ثقيف، وقدموا عليه في رمضان ...
فذكر الحديث.
وأخرجه ابن ماجة، وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في ترجمة علقمة الثقفي.
6808- عطية بن عمرو بن جشم «3» :
ذكره البغويّ، وقال: لا أدري سمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم لا؟
وتبعه جعفر المستغفريّ، وأبو موسى، وفرّقوا بينه وبين عطية السعدي، وأخرجوا له حديثا، وهو حديث عطية السعدي بعينه.
وقد تقدم أن أحد ما قيل في اسم أبيه عمرو. وأما جشم فهو جدّه الأعلى.
6809 ز- عطية الساعدي:
ذكره بعضهم في الصحابة، وهو غلط.
روى حديثه البيهقي في الشعب من طريق ربيعة بن يزيد وغيره، عن عطية الساعدي، وكانت له صحبة- رفعه «لا يبلغ العبد أن يكون
__________
(1) أسد الغابة ت (3681) .
(2) أسد الغابة ت (3688) ، الثقات 3/ 307، الجرح والتعديل 6/ 382، تجريد أسماء الصحابة 1/ 382، تقريب التهذيب 2/ 24، تهذيب التهذيب 7/ 226، التاريخ الكبير 7/ 10، خلاصة تذهيب 2/ 234، الكاشف 2/ 269، تهذيب الكمال 2/ 940.
(3) أسد الغابة ت (3693) .(5/210)
من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرا ممّا به البأس» .
وهذا حديث عطية السعدي بعينه، فقد أخرجه الترمذي وابن ماجة من حديثه.
العين بعدها الفاء
6810- عفيف بن الحارث اليماني «1» :
ذكره الطّبراني في الصحابة، وتبعه أبو نعيم:
فروى من طريق المعافى بن عمران، عن أبي بكر الشيبانيّ، عن حبيب بن عبيد عن عفيف بن الحارث اليماني- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما من أمّة ابتدعت بعد نبيّها بدعة إلّا أضاعت مثلها من السّنّة» «2» .
قال أبو موسى في «الذيل» وقع التصحيف عنده في مواضع: الأول في اسمه، وإنما هو غضيف بمعجمتين. الثاني في نسبه، وإنما هو الثّمالي، بضم المثلثة. الثالث في السند، وإنما هو أبو بكر الغساني «3» ، وهو ابن أبي مريم، قال: وقد أورده الطبراني في كتاب السنة على الصواب.
العين بعدها القاف
6811- عقبة بن أوس «4» :
تابعي مشهور أرسل حديثا أخرجه بقي بن مخلد في مسندة، واستدركه الذهبي في التجريد، ولا معنى لاستدراكه.
6812- عقبة بن الحارث الفهري:
أمير المغرب لمعاوية ويزيد.
قال ابن يونس: يقال له صحبة، ولا يصح، كذا استدركه الذهبي في التجريد، فلم يصب، وهذا هو عقبة بن نافع بن الحارث، نسبه هنا إلى جده.
وقد ذكره ابن يونس على الصواب، فلعل النسخة سقط منها اسم أبيه. وقد مضى ذكر عقبة بن نافع في القسم الثاني.
__________
(1) أسد الغابة ت (3701) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 19. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 193 عن غضيف بن الحارث الثمالي.... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث. وأورده المنذر في الترغيب 1/ 86، والمتقي الهندي في كنز العمال، حديث رقم 1100.
(3) أسد الغابة: النسائي.
(4) بقي بن مخلد 771.(5/211)
6813- عقبة بن عبد «1» :
بغير إضافة.
ذكره المستغفريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى، وهو مصحّف، فإنه أورده من طريق يحيى بن صالح، عن محمد بن القاسم: سمعت عقبة بن عبد يقول: أعطاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سيفا قصيرا، فقال: «إن لم تستطع أن تضرب به ضربا فاطعن به طعنا» .
قلت: وهو حديث معروف لمحمد بن القاسم، بن عتبة بن عبد السلمي المذكور في القسم الأول.
6814- عقبة بن مالك الجهنيّ «2» :
تقدم القول فيه في القسم الأول.
6815- عقبة بن ناجية الخزاعي:
والد كلثوم.
ذكره يعقوب بن محمّد الزّهري. والصواب علقمة بن ناجية، وقد تقدم واضحا في القسم الأول.
6816- عقبة بن نافع «3» :
صحّف بعض الرواة أباه أيضا، والصواب عقبة بن عامر. روى الإسماعيلي، من طريق إسحاق الأزرق، عن الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن عقبة بن نافع- أنّ رجلا سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن أخته نذرت أن تحجّ ماشية، فقال: مرها فلتركب.
قال الإسماعيليّ: إنما هو عقبة بن عامر.
قلت: كذا أخرجه أبو داود من وجه آخر عن الثوري بهذا الإسناد، ومن وجه آخر عن عكرمة، ومن طريق أخرى عنه عن ابن عباس، عن عقبة بن عامر.
6817- عقبة، أبو عبد الرحمن:
له صحبة. جاء في حديث واه هو الجهنيّ يراه كذا. أورده الذهبي عقب عقبة
__________
(1) أسد الغابة ت (3715) .
(2) أسد الغابة ت (3720) .
(3) التاريخ الكبير 6/ 435، فتوح مصر 194، 197، الطبري 5/ 240، رياض النفوس 1/ 62، جمهرة أنساب العرب 163، 178، تاريخ ابن عساكر 11/ 358، الكامل 4/ 105، معالم الإيمان 1/ 164، 167، تاريخ الإسلام 3/ 49، البداية والنهاية 7/ 217، العقد الثمين 6/ 111، حسن المحاضرة 2/ 220.(5/212)
الجهنيّ. روى عنه ابنه عبد الرحمن، فما كان ينبغي أن يعيده مع اعترافه بأنه هو.
العين بعدها اللام
6818 ز- العلاء بن الحارث الثقفي «1» :
ذكره ابن الكلبيّ في التّفسير، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في المؤلفة وقد صحف اسم أبيه، وإنما هو العلاء بن جارية، بالجيم والتحتانية. وقد مضى على الصواب.
6819
- علباء «2» الأسدي:
ذكره أبو أحمد العسكريّ في بني أسد بن خزيمة في الصحابة، وأشار ابن الأثير إلى ذلك في موضعين: أحدهما أنه أسدي بسكون السين من الأزد والسين مبدلة من الزاي، والثاني أنه تابعي،
فإنه أورد له من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج- أن علباء الأسدي أخبره أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا ... الحديث.
قلت: وفات ابن الأثير ذكر وهم ثالث، وهو تصحيف اسمه، وإنما هو علي، وإنما تثبت الألف لكون الاسم وقع بعد أن، وعليّ الأزدي هذا هو علي بن عبد اللَّه البارقي، مشهور في التابعين، معروف بروايته لهذا الحديث عن ابن عمر. أخرجه مسلم، وابن خزيمة، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، وابن حبان، من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن علي البارقي، عن ابن عمر به. وأخرجه أحمد أيضا، والحاكم، والدارميّ، وابن حبان أيضا، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير كذلك. فاستيقظ ابن الأثير لتحريف النسب، ولم يستيقظ لكون الحديث مرسلا، والراويّ تابعي لا صحابي، ولا يكون اسمه تصحّف، ومشى ذلك على الذهبي فلم ينبه على صوابه.
وقد أخرج ابن عدي في الكامل هذا الحديث في ترجمة علي بن عبد اللَّه البارقي، ووقع في سياقه عن أبي الزبير أن عليّا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه ... فذكر الحديث.
والعجب من العسكري حيث صنّف في التصحيف كتابين أكثر فيهما التشنيع على المحدثين وعلى الأدباء، ثم تبع في هذا التصحيف. نسأل اللَّه التوفيق.
6820- علقمة بن حجر «3» :
__________
(1) أسد الغابة ت (3769) .
(2) أسد الغابة ت (3782) ، الاستيعاب ت (1871) .
(3) في التجريد: حارثة، وفي أسد الغابة العلاء بن حارثة، وفي الاستيعاب العلاء بن جارية.(5/213)
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وهو وهم،
فإنه روى من طريق حجاج، عن عبد الجبار بن وائل بن علقمة بن حجر، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يسجد على جبهته وأنفه.
قال أبو موسى: هذا خطأ، وإنما هو عن حجاج، عن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه.
قلت: سبب الاشتباه أن عبد الجبار إنما سمع هذا الحديث من أخيه علقمة بن وائل، عن أبيه، فوقع في الإسناد تغيير استلزم ذكر علقمة بن حجر، ولا وجود له، وإنما المعروف علقمة بن وائل بن حجر.
6821- علقمة بن نضلة الكناني «1» :
مضى في الأول، وأن أبا حاتم قال: لا صحبة له.
6822- علقمة بن نضلة الخزاعي:.
تقدم فيمن اسمه طلحة، وإن وقع عند ابن قانع مصحفا.
6823 ز- علقمة، والد سماك «2» :
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وروى من طريق ابن يونس، عن سماك «3» بن علقمة، عن أبيه، قال: بينما أنا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذ دخل رجل يقود رجلا بنسعة ... الحديث.
قال أبو موسى: هذا خطأ، وإنما هو عن سماك، عن علقمة، عن أبيه، فسماك هو ابن حرب، وعلقمة هو ابن وائل بن حجر، والصواب وائل بن حجر، وقد حدّث به ابن أبي خيثمة من هذا الوجه على الصواب.
قلت: وكذلك أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، من طريق سماك.
6824 ز- علي السلمي:
ذكره البزّار في «الصحابة» فوهم،
فأخرج في «الوحدان» ، من طريق يزيد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن إبراهيم بن علي السلمي، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 369.
(2) أسد الغابة ت (3775) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 291.
(3) في أ: من طريق حجاج بن يونس بن سماك.(5/214)
عليه وآله وسلم قال له: «ألا أزوّجك بنت ربيعة بن الحارث؟»
قال البزار: لا نعلم روي عن السلمي إلا هذا الحديث بهذا الإسناد. انتهى.
ووقع عنده فيه تحريف، وإنما هو إسماعيل بن إبراهيم بن معاذ. وقد تقدم في عباد على الصواب في القسم الأول.
العين بعدها الميم
6825- عمار بن أوس:
استدركه الذّهبي «1» ، وعلم له علامة بقي «2» بن مخلد، وهو تصحيف، وإنما هو عمارة كما تقدم في الأول.
6826- عمار بن عكرمة:
استدركه الذّهبيّ أيضا، وعزاه لبقي بن مخلد، وهو تصحيف أيضا، وإنما هو عمارة بن زعكرة، بزيادة زاي في أول اسم أبيه بغير ميم. وقد مضى على الصواب.
6827- عمار:
رجل من أهل الشام في عمارة.
6828 ز- عمارة بن حبيب النسائي:
قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلى.
قلت لأبي: له صحبة؟ قال: ما أدري، كتبناه على الظن في الوحدان.
هكذا استدركه ابن فتحون، فصحّف اسم أبيه، وإنما هو شبيب بالمعجمة. وقد مضى على الصّواب. ورأيت بخط أبي علي البكري في الصحابة لابن حبان عمارة بن ثبيت، بمثلثة ثم موحدة مصغرا آخره مثناة، وهو تصحيف أيضا.
6829- عمارة بن راشد «3» :
أورده جعفر المستغفريّ، وعزاه ليحيى بن يونس الشيرازي، قال جعفر: وهو تابعي، روى «4» عن أبي هريرة.
قلت: وبذلك ذكره البخاريّ، وحديثه في مسند أبي يعلى، وفي القطعيات «5» . وقال أبو حاتم: مجهول. وقال غيره: عاش إلى خلافة عمر بن عبد العزيز.
__________
(1) في أ: استدركه الذهبي أيضا.
(2) في أ: تقي.
(3) أسد الغابة ت (3812) .
(4) في أ: يروي.
(5) في ب: القطيعات.(5/215)
6830 ز- عمارة بن عبيد «1» :
رجل من أهل الشام.
تقدم ذكره في القسم الأول، وأن الصواب أنه تابعي، روى عن صحابي من خثعم لم يسمّ.
6831- عمارة بن غراب «2» :
ذكره جعفر أيضا، وعزاه ليحيى بن يونس. أورده أبو موسى، قال: وهو رجل من حمير، تابعي، ليست له صحبة.
قلت: حديثه في سنن أبي داود، عن عمته، عن عائشة. وقال أبو حاتم: روى عن عائشة، وقيل عن عمته، عن عائشة
6832 ز- عمارة بن قرص الليثي:
استدركه مغلطاي فيما قرأت بخطه على أسد الغابة، فصحّفه، وإنما هو عبادة. وقد مضى على الصواب.
6833 ز- عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم:.
استدركه ابن فتحون، وعزاه لمقاتل، فإنه قال في تفسيره في قوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً [المدثر- آية: «11» ] قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان له من الولد سبعة، أسلم ثلاثة: خالد، وهشام، وعمارة، كذا قال.
وأورده الثّعلبيّ في «تفسيره» عن مقاتل. والصواب خالد وهشام والوليد، فأما عمارة فإنه مات كافرا، لأن قريشا بعثوه إلى النجاشي، فجرت له معه قصة، فأصيب بعقله، وهام مع الوحش. وقد بينت «3» أنه ممن دعا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليهم من قريش لما وضع عقبة بن أبي معيط سلى «4» الجزور على ظهره وهو يصلي.
6834 ز- عمارة:
صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) وفي أسد الغابة: وقيل ابن عبيد اللَّه الخثعميّ وقيل عمار بن عبيد. وقد تقدم في عمار. وعمارة بإثبات الهاء أصح.
(2) أسد الغابة ت (3823) .
(3) في أ: ثبت.
(4) السّلى: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك للناس والإبل والخيل، والجمع أسلاء، وقال أبو زيد: السّلى: لفافة الولد من الدواب والإبل، وهو من الناس المشيمة. اللسان 3/ 2086.(5/216)
قال: لقد رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وما يريد أن يشير بإصبعه.
فرق ابن شاهين بين هذا وبين عمارة بن رويبة، فوهم، فإنه هو. والحديث حديثه.
6835 ز- عمارة الدئلي:
ذكره الباوردي في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وهو وهم، فإنه أخرج من طريق مسعود بن سعد، عن عطاء بن السائب، عن ابن عمارة، عن أبيه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعرفة واقفا ... الحديث.
والصّواب: عن عطاء بن السائب، عن ابن عباد، عن أبيه، فابن عباد هو ربيعة وقد مضى.
6836- عمارة، والد أبي عمارة:
ذكره ابن عبد البرّ. قال ابن فتحون: وهو وهم.
6837- عمر بن بليل بن أحيحة الأنصاري:.
قيل: له صحبة. كذا استدركه صاحب التجريد فصحّفه، وإنما هو عمرو، كما مضى على الصواب.
6838- عمر بن ثابت بن وقش:
استدركه ابن الأثير على «الاستيعاب» «1» ، لأن صاحب «الاستيعاب» قال في ترجمة ثابت بن وقش: شهد هو وابناه عمرو وعمر أحدا. والمعروف أن اسم ولديه، سلمة، وعمر، وكذلك ترجمة صاحب الاستيعاب في ترجمة سلمة، وكذلك ذكره العدوي في نسب الأنصار.
6839 ز- عمر بن جابر:
أرسل شيئا، فذكره بعضهم. وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وروى عنه كهمس بن الحسن.
6840- عمر بن سالم الخزاعي «2» :
ذكره ابن مندة، قال: وقيل عمرو بن سالم، وهو وافد خزاعة، ثم ذكر من حديث ابن
__________
(1) وقال في الاستيعاب: إنه عمرو.
(2) أسد الغابة ت (3831) .(5/217)
عباس أنّ عمر بن سالم الخزاعي أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده:
اللَّهمّ إنّي ناشد محمّدا
[الرجز] الأبيات.
قال أبو نعيم: كذا أخرجه، ولم يختلف في أنه عمرو- يعني بفتح العين. قال ابن الأثير: قول أبي نعيم صحيح. وقول ابن مندة وهم وتصحيف.
واختصره الذّهبيّ اختصارا عجيبا، فقال ما نصه: عمر بن سالم الخزاعي. وقيل:
عمرو، وافد خزاعة. والأصح عمر، كذا في النسخة. وأظن الواو سقطت ليلتئم كلامه بأصله.
6841
- عمر بن سراقة «1» بن المعتمر:
ذكره أبو عمر فصحفه، والصواب عمرو: وقد نبّه على ذلك ابن فتحون، وقال: ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه عبد اللَّه على الصواب.
6842- عمر بن سعد السلمي «2» :
ذكره مطين في الوحدان، من طريق مغازي الواقدي، فقال عن زياد بن عمر بن سعد.
حدثني جدي وأبي، وكانا شهدا حنينا، فذكر قصة محلّم بن جثامة. وتبعه أبو نعيم، فقال:
فيه نظر. وذكره أبو موسى فلم ينبه على وهمه. والصواب ضميرة «3» ابن سعد، كذا أخرجه أبو داود في السنن على الصواب بهذا السند والمتن.
6843 ز- عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري «4» :.
ذكره ابن فتحون في «الذيل» مستأنسا بما ذكره أبو عروبة، من طريق سعيد بن بزيع، عن ابن إسحاق «5» ، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: إن اللَّه قد فتح الشام
__________
(1) أسد الغابة ت (3832) ، الاستيعاب ت (1900) .
(2) أسد الغابة ت (3834) .
(3) في هـ: ضمرة.
(4) طبقات ابن سعد 5/ 167، طبقات خليفة ت (2080) ، تاريخ البخاري 6/ 158، المعارف 243، الجرح والتعديل قسم، مجلد 3/ 111، تاريخ ابن عساكر 13/ 109، تهذيب الكمال 1014، تاريخ الإسلام 3/ 52، العبر 1/ 73، تذهيب التهذيب 3/ 84، البداية والنهاية 8/ 273، تهذيب التهذيب 7/ 450، خلاصة تذهيب الكمال 383.
(5) في أ: عن أبي إسحاق.(5/218)
والعراق، فابعث من قبلك جندا إلى الجزيرة، فبعث جيشا مع عياض بن غنم، وبعث معه عمر بن سعد، وهو غلام حديث السن.
وكذا رواه يعقوب بن سفيان، والطّبريّ من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: وكان ذلك سنة تسع عشرة. قال ابن فتحون: من كان في هذه السنة يبعث في الجيوش فقد كان لا محالة مولودا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال ابن عساكر: هذا يدل على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال ابن فتحون: وقد عارض هذا ما هو أقوى منه، ففي الصحيحين من طريق ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: مرضت بمكة فعادني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إني ذو مال لا يرثني إلا ابنة. الحديث.
ففي رواية مالك والجمهور أنّ ذلك كان في حجة الوداع. وفي رواية ابن عيينة في الفتح.
قلت: قد جزم إمام المحدثين يحيى بن معين بأنّ عمر بن سعد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب، ذكر ذلك ابن أبي خيثمة في تاريخه، عن يحيى وذكر سيف في «الردة» أنّ سعدا كانت عنده يسرى»
بنت قيس بن أبي الكيسم من كندة في زمان الردة، فولدت له عمر بن سعد.
6844- عمر بن عامر السلمي «2» :
روى ابن السّكن وابن مندة، من طريق عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن عمر ابن عامر السلمي- أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «إذا صلّيت الصّبح فأمسك عن الصّلاة حتّى تطلع الشّمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان «3» ... »
الحديث.
قال أبو نعيم: غلط فيه بعض الرواة، وإنما هو عمرو بن عبسة السلمي، وكذلك
__________
(1) في هـ: بشرى، وفي الطبقات: وأم عمر مارية بنت قيس بن معديكرب بن أبي الكيسم.
(2) أسد الغابة ت (3837) ، تقريب التهذيب 2/ 58، تهذيب التهذيب 7/ 466، تجريد أسماء الصحابة 1/ 398، تاريخ جرجان 433، الكاشف 314، خلاصة تهذيب 2/ 272، التاريخ الكبير 181، الجرح والتعديل 6/ 126.
(3) قال الهيثمي في الزوائد 2/ 227، رواه عبد اللَّه في زياداته في المسند ورجاله رجال الصحيح إلا أني لا أدري سمع سعيد المقبري منه أم لا واللَّه أعلم. وأحمد في المسند 5/ 312، وابن عساكر في تاريخه 6/ 440.(5/219)
أخرجه ابن السني من الوجه الّذي أخرجه منه ابن السكن، فقال عمرو بن عبسة «1» .
6845
ز- عمر بن عبيد اللَّه «2» بن أبي زياد:.
تابعي، روى عن أنس، غلط بعض الرواة فذكره في الصحابة. قال ابن مندة: لا يصح.
وقال ابن أبي حاتم: عمر بن عبيد اللَّه بن أبي زياد روى موسى «3» النّصيبي عن أبي ضمرة عن الحارث بن أبي ذباب، عن عمر بن عبيد اللَّه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بهم المغرب. قال: فسألت أبي عنه، فقال: أخطأ فيه موسى، وإنما هو عن عمر بن عبيد اللَّه أن أنس بن مالك صلّى بهم. قال: وعمر تابعي، ووقع في كتاب ابن الأثير عمر بن عبيد اللَّه بن أبي زكريا. واللَّه أعلم.
6846- عمر بن عوف:
حليف بني عامر بن لؤيّ.
ذكره ابن شاهين، وروى من طريق الواقدي، قال: عمر بن عوف يماني، حليف «4» بني عامر بن لؤيّ. وأسلم قديما، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وروى عنه.
قلت: والصواب أنه عمرو بن عوف- بفتح العين.
6847- عمر بن غزية «5» :
ذكره ابن مندة، وأعاده في عمرو على الصواب. وقد تقدم.
6848- عمر بن مالك العامري:
صوابه أبيّ بن مالك وقد تقدم.
6849- عمرو، بفتح ثم سكون، ابن أبي الأسد «6» :.
وهم فيه بعض الرواة،
قال الحسن بن سفيان: حدثنا محمد بن حرب المروزي، حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن الزهري، عن عمرو بن أبي الأسد، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه.
قال أبو موسى في «الذيل» رواه أبو كريب، وعلي بن حرب، وغيرهما. عن محمد بن بشر هكذا.
__________
(1) في أسد الغابة: والحديث مشهور من حديث عمرو بن عبسة. (4) في أ: حالف.
(2) أسد الغابة ت (3838) .
(3) في ب: يونس.
(4) في أ: حالف.
(5) أسد الغابة ت (3843) .
(6) أسد الغابة ت (3856) .(5/220)
وقال الدّارقطنيّ في «الأفراد» تفرد به محمد بن بشر هكذا.
والصواب ما رواه أبو أسامة وغيره عن عبيد اللَّه بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
قلت: كذا أورده «1» ابن خزيمة، وابن حبان، من طريق أبي أسامة.
وزعم ابن الأثير أن أبا نعيم سماه عمرو بن الأسود في هذا الإسناد. والّذي رأيته في المعرفة لأبي نعيم عمرو بن أبي الأسد. واللَّه أعلم.
6850- عمرو بن أوس:
بن أبي أوس الثقفي «2» .
تابعي مشهور، حديثه في الكتب الستة. وذكره الجمهور في التابعين، وذكره الطبراني، وابن مندة، وطائفة في الصحابة بسبب الحديث الّذي أخرجوه من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عمرو بن أوس، عن أبيه، قال:
قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد ثقيف.
والمشهور ما رواه الحفاظ، عن الطائفي المذكور، عن عثمان، وهو ابن عبد اللَّه بن أوس، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، فوقع في رواية الوليد إبدال عن فصارت ابن، فالصواب عن عثمان عن عمرو عن أبيه، والحديث حديث أوس. وقد وقع فيه خطأ آخر بينته في ترجمة عبد اللَّه بن أوس.
6851- عمرو بن جندب الوادعي:،
أبو عطية.
تابعي مشهور، سمع عليا، وابن مسعود، وأرسل حديثا
فذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة، فروى من طريق سفيان، عن علي بن الأحمر، عن أبي عطية الوادعي، قال: نظر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى نساء في جنازة، فقال: «ارجعن مأزورات «3» » .
قلت: وهذا الحديث معروف من رواية.
6852
ز- عمرو بن الحارث «4» بن المصطلق:،
هو عمرو بن الحارث بن أبي ضرار.
__________
(1) في أ: رواه.
(2) أسد الغابة ت (3865) ، الثقات 3/ 277، تقريب التهذيب 2/ 66، تهذيب التهذيب 8/ 6، تاريخ من دفن بالعراق 100، تجريد أسماء الصحابة 1/ 400، الكاشف 324، خلاصة تذهيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 3- 314، الطبقات الكبرى 8/ 397، الطبقات 286.
(3) مأزورات: غير مأجورات. اللسان 6/ 4824.
(4) تقريب التهذيب 2/ 67، تهذيب التهذيب 8/ 14، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، تاريخ جرجان 229، الكاشف 326، خلاصة تذهيب 2/ 282، الجرح والتعديل 6/ 225، التاريخ الكبير 6/ 308، المحن 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تهذيب الكمال 2/ 1028، الطبقات الكبرى 3/ 418، 471- 6/ 102، الطبقات 107، 137، 150، الجمع بين رجال الصحيحين 1382، أسد الغابة ت (3898) .(5/221)
ذكره ابن مندة، وأبو نعيم في ابن المصطلق. واستدركه أبو موسى في ابن أبي ضرار، وابن أبي ضرار هو الصحيح. والمصطلق جدّه الأعلى، فهو واحد، لا معنى لاستدراكه.
6853 ز- عمرو بن حرام الأنصاري:
ترجم له النّسائي في كتاب المناقب، فذكره بعد سلمان الفارسيّ، وقبل خالد بن الوليد، وساق من طريق عمرو بن دينار، عن جابر- رفعه: جزاكم اللَّه معشر الأنصار خيرا، لا سيما آل عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة.
قلت: والمراد بآل عمرو ولده عبد اللَّه، والد جابر، وابنه جابر، وعمّاته، وأخواته، وأما عمرو بن حرام جدّ جابر فلم يدرك الإسلام، وكأنه لما قرنه بسعد بن عبادة ظنّ أنه صحابي كسعد، وليس كذلك، وينبغي أن يقرأ سعد بالرفع عطفا على آل لا بالجر عطفا على عمرو وابنه. واللَّه أعلم.
6854
ز- عمرو بن حماس «1» الليثي:.
ذكره ابن مندة من طريق الفريابي، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن الحكم، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس للنّساء سراة «2» الطّريق «3» » .
قال أبو نعيم: لا يصح له صحبة. والصواب أبو عمرو بن حماس وهو تابعي.
6855- عمرو بن خلاس الأوسي «4» :
ذكر أبو موسى، عن جعفر أنه قال: شهد بدرا.
قلت: وقد صحف أباه، وإنما هو الجلاس بالجيم. وقد، بيناه على الصواب.
6856- عمرو بن رافع «5» :
__________
(1) أسد الغابة ت (3909) ، الطبقات 249، 641.
(2) أي لا يتوسطنها ولكن يمشين من الجوانب وسراة كل شيء ظهره وأعلاه. النهاية 2/ 364.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 118، عن علي بن أبي طالب ... الحديث. وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو كذاب ووثقه الحاكم.
(4) أسد الغابة ت (3918) .
(5) أسد الغابة ت (3920) ، الاستيعاب ت (1935) ، الجرح والتعديل 6/ 232، 233، تهذيب الكمال 1033، 1034، تذهيب التهذيب 3/ 98، تهذيب التهذيب 8/ 32، طبقات الحفاظ 214، خلاصة تذهيب الكمال 288، 289.(5/222)
ذكره أبو موسى تبعا لسعيد الطالقانيّ، وأورد من طريق هلال بن أبي هلال «1» ، واسم أبي هلال عامر، عن عمرو بن رافع، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخطب بعد الظهر يوم النّحر ... الحديث.
والصواب عن رافع بن عمرو، وقلبه عليّ بن مجاهد الراويّ عن هلال، وقال مرة:
عن هلال، عن عمرو بن رافع، عن أبيه وهو خطأ أيضا، وإنما اختلف على هلال بن عامر، فقيل: عن هلال، عن رافع بن عمرو. وقيل: عن هلال، عن أبيه، ولا ذكر لرافع ولا لعمرو فيه.
وقد بينته في عامر بن عمرو المزني. وقد رواه وكيع، ومروان بن معاوية، وغيرهما، عن هلال، عن رافع بن عمرو. وهو المحفوظ.
6857- عمرو بن زرارة «2» :
ذكره ابن قانع، وهو خطأ نشأ عن سقط، روى ابن قانع، من طريق جعفر بن سليمان، عن خالد بن سلمة، عن سعيد بن عمرو بن زرارة، عن أبيه، قال: كنت جالسا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتلا هذه الآية: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر: - آية 47] قال: نزلت في أناس يكذبون بالقدر في آخر الزمان.
وقد أخرجه ابن شاهين، وابن مردويه في التفسير، وغيرهما من طريق جعفر بن سليمان، عن خالد، عن سعيد بن عمرو بن جعدة. عن عمرو بن زرارة، عن أبيه.
وأخرجاه من وجه آخر عن خالد بن سلمة كذلك، فسقط لابن قانع من عمرو إلى عمرو، فتركب منه أن الصحبة لعمرو بن زرارة، وليس كذلك.
6858 ز- عمرو بن سالم بن حصيرة بن سالم الخزاعي «3» :.
استدركه ابن فتحون على الاستيعاب، وحكى عن الطبري أنه كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم الفتح.
قلت: ولا معنى لاستدراكه، فإنه هو عمرو بن سالم بن كلثوم الخزاعي الّذي ذكره أبو
__________
(1) في أ: واسم بن أبي هلال أبي هلال.
(2) تاريخ بغداد 11/ 202، 203، العبر 1/ 434، اللباب 1/ 348، لسان الميزان 4/ 306.
(3) أسد الغابة ت (3930) .(5/223)
عمر، قال ابن الأثير: أخرج أبو موسى هذه الترجمة مستدركا على ابن مندة، وعزاه لابن شاهين، ولا وجه لاستدراكه، فإن هذا هو المذكور- يعني عمرو بن سالم بن كلثوم. قال:
وكأنهم لما رأوا الاختلاف في اسم جده ظنوه اثنين، وهذا النسب الّذي ذكره ابن شاهين هو الّذي جزم به ابن الكلبي وغيره.
6859- عمرو بن سالم «1» :
آخر.
أورده أبو موسى، وعزاه لسعيد بن يعقوب، من طريق حرام بن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أنس بن زنيم هجاك ... الحديث.
قلت: هذا هو الخزاعي، وعجبت لابن الأثير كيف غفل عن التنبيه عليه مع قرب العهد به!
6860- عمرو بن سراقة «2» :
استدركه أبو موسى مستندا إلى أنّ عمرو بن سراقة العدوي القرشي مشهور. وقد ذكر ابن مندة عمرو بن سراقة الأنصاري، فيستدرك أحدهما.
قلت: ولا يلزم من كون ابن مندة وهم في جعله أنصاريا أن يكون آخر.
6861- عمرو بن سراقة:،
آخر.
ذكره أبو موسى عن جعفر، وقال: قسم له عمر في وادي القرى، وجعله جعفر غير العدوي، فوهم، فإنه هو.
6862
- عمرو بن سعد «3» الخير:.
أشار إليه ابن الأثير في ترجمة عمرو بن سعد، وعزاه لأبي موسى.
وقد، وهم عليه في ذلك، ولفظ أبي موسى عمرو بن سعد وقال بعضهم: هو اسم أبي سعد الخير، فكأنها سقطت من النسخة «هو اسم أبي» ، فنشأ منه هذا الوهم.
وقد تبعه صاحب «التجريد» ولم ينبه على صوابه.
6863- عمرو بن سعيد بن الأزعر الأنصاري الأوسي «4» :.
__________
(1) أسد الغابة ت (3931) .
(2) أسد الغابة ت (3934) ، الثقات 3/ 274، أصحاب بدر 115، تجريد أسماء الصحابة 1/ 407، الطبقات 220، الطبقات الكبرى 4/ 142، 246- 8/ 348.
(3) أسد الغابة ت (3937) .
(4) أسد الغابة ت (3941) .(5/224)
كذا ذكره أبو موسى في الذّيل في حرف السّين من الآباء، فوهم في استدراكه، وصحّف أباه، وهو عمرو بن معبد. أوله ميم.
6864
- عمرو بن سعيد بن «1» العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي:
المعروف بالأشدق.
تابعي، وأبوه من صغار الصحابة، جاءت عنه رواية مرسلة، من طريق حفيده أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده. أخرجه التّرمذيّ. وجدّ أيوب الأدنى عمرو هذا، وجدّه الأعلى سعيد، والضمير على الصحيح يعود على موسى، لا على أيوب، فالحديث من مسند سعيد.
وقد ذكره الأشدق في الصحابة متمسكا بكون الضمير يعود على أيوب- محمد بن طاهر في الأطراف.
وتبعه ابن عساكر والمزّي.
وقال ابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق: يقال: إنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتبعه عبد الغني والمزّي، وهو من المحال المقطوع ببطلانه، فإنّ أباه سعيدا كان له عند موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثمان سنين أو نحوهما، فكيف يولد له قبل عمرو سنة سبعين من الهجرة.
6865- عمرو بن سعيد الثقفي:
ذكره ابن قانع فصحّف أباه.
والصّواب شعثم، بمعجمة أوله وبعد العين مثلثة، وصحّف ابن عبد البر أباه أيضا، فقال عمرو بن شعبة جعل آخره هاء.
6866- عمرو بن أبي سفيان الثقفي «2» :.
روى حديثه روح بن عبادة، عن عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عن عمه عمرو بن أبي سفيان، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى أن يشرب من ثلمة القدح «3»
كذا أورده ابن مندة،
__________
(1) أسد الغابة ت (3942) ، الاستيعاب ت (1941) ، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 72، نسب قريش 178، تاريخ خليفة 273، المعارف 296، الجرح والتعديل 6/ 236، مشاهير علماء الأمصار 81، تهذيب الكمال 1035، دول الإسلام 1/ 52- 53، العبر 1/ 77، 78، العقد الثمين 6/ 389.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 408، الكاشف 330، خلاصة تذهيب 286، الجرح والتعديل 6/ 224، التاريخ الكبير 6/ 310، 333، الطبقات 51، 308، أسد الغابة ت (3945) .
(3) ثلمة القدح: أي موضع الكسر منه. اللسان 1/ 502.(5/225)
وقال: أراه الأول، يعني عمرو بن سفيان الثقفي الماضي ذكره في الأول، ومن حديثه في إسبال الإزار «1» .
[قلت] «2» : وقد وهم فيه في «3» موضعين: في ظنه أنه راوي حديث إسبال الإزار، وفي قوله: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. أما الأول فلأن الراويّ عنه القاسم أبو عبد الرحمن الشامي، ولا رواية له عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي أصلا. وأما الثاني فلأنه سقط منه اسم الصحابي، فإن البخاري قال في التاريخ عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان روى عن عمه عمرو بن سفيان بن حارثة الثقفي، عن عم أبيه العلاء بن حارثة.
وقد أسند الحديث أبو نعيم من طريق روح بن عبادة، فلم يقل فيه: إنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال فيه: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى ... فذكره مرسلا.
وعمرو بن أبي سفيان بن حارثة الثقفي تابعي (مشهور) . روى عن أبي موسى، وأبي هريرة، وابن عمر، وغيرهم.
روى عنه ابن أخيه عبد الملك، والزهري، وابن أبي حسين «4» وغيرهم.
أخرج له الشّيحان، وأبو داود، والنسائي، وجاء في بعض الطرق أن اسمه عمر- بضم العين.
6867- عمرو بن أبي سلامة الأسلمي، والد أبي حدرد» .
ذكره أبو موسى عن المستغفريّ، والمستغفري ذكره من أجل حديث اختلف في سنده على محمد بن إسحاق، وهو من رواية القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، عن أبيه في قصة عامر بن الأضبط، فأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه وأبا قتادة ومحلّم بن جثامة في سرية ... فذكر الحديث.
[وفي] «6» هذا السياق نقص أوجب الوهم، فإن الخبر عند جميع الرواة عن ابن
__________
(1) في أ: الإزار قلت: في قوله سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
(2) سقط في أ.
(3) في أ: وهم فيه في موضعين.
(4) في هـ: حسن.
(5) أسد الغابة ت (3950) ، تجريد أسماء الصحابة 4091.
(6) في أ: سقط.(5/226)
إسحاق، عن يزيد، عن القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، عن أبيه. ومنهم من أبهم اسم لقعقاع، قال: عن أبي القعقاع، ومنهم من قال: عن ابن القعقاع، ولكن اتفقوا على أن الحديث من مسند عبد اللَّه بن أبي حدرد، وليس لأبي حدرد فيه رواية فضلا عن أبيه.
وقد اختلف في اسم أبي حدرد «1» كما أشرت إليه في سلامة من حرف السين واختلف أيضا في اسم أبيه، كما سأذكره في ترجمة أبي حدرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
6868 ز- عمرو بن سلمة الضمريّ:
وقع كذلك في العلل للدار للدّارقطنيّ من طريق حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة.
والصّواب عمير بن سلمة، كذلك رواه الدراوَرْديّ وغيره عن ابن الهاد.
6869 ز- عمرو بن سليم الزّرقيّ «2» :.
ذكره أبو موسى، عن سعيد بن يعقوب، وقال: لا صحبة له.
وأورد له من طريق عن عامر بن عبد اللَّه بن الزّبير، عنه حديث: «إذا دخل أحدكم مسجدا فليصلّ ركعتين» .
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية مالك عن عامر، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة وهو الصواب.
6870- عمرو بن سليمان المزني «3» :.
ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي إياس، سمعت عمرو بن سليمان المزني، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «العجوة من الجنّة» «4» .
ووهم ابن قانع فيه من وجهين، فإنه صحّف اسم أبيه، وحذف شيخه. والصواب ما أخرجه ابن ماجة وغيره من هذا الوجه عمرو بن سليم المزني، عن رافع بن عمر المزني.
وهو الصواب.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (3953) .
(3) أسد الغابة ت (3954) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 409.
(4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 350، عن أبي هريرة كتاب الطب باب ما جاء في الكمأة والعجوة (22) حديث رقم 2066، 2068. وقال أبو عيسى هذا حديث حسن. وابن ماجة في السنن 2/ 1142، كتاب الطب باب الكمأة والعجوة (8) . حديث رقم 3453، 3455، 3456. والدارميّ في السنن 2/ 338، وأحمد في المسند 2/ 301، 305، 325، وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 376، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 445، والهيثمي في الزوائد 5/ 88.(5/227)
6871- عمرو بن سهل بن الحارث الأوسي الظّفري «1» :،
أبو لبيد.
أورده يحيى بن عبد الوهاب بن مندة مستدركا على جدّه، وأورد له من حديث قتادة بن النعمان أنّ بعض المنافقين اتّهمه بالدرع، فبرأه اللَّه تعالى.
قال ابن الأثير: وهم فيه يحيى، فإن جميع من صنف في الصحابة وجميع من صنّف في النسب ذكروا القصة للبيد بن سليم.
وقد تقدّمت في ترجمة رفاعة بن زيد على الصواب.
قلت: فلعله كان يكنى أبا عمرو، فانقلب.
6872 ز- عمرو بن سواد:
وقع في شرح شيخنا ابن الملقن «في باب غسل الخلوق من شرح البخاري» له ما نصه: هذا الرجل هو الّذي جاء وعليه الخلوق، يجوز أن يكون عمرو بن سواد، إذ
في الشفاء للقاضي عياض عنه، أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا مخلق، فقال: «ورس ورس، حطّ حطّ، وغشّاني بقضيب بيده في بطني، فأوجعني ... » الحديث.
لكن عمرو هذا لا يدرك ذا، فإنه صاحب ابن وهب.
قلت: إن ثبت الخبر فهو آخر وافق اسمه واسم أبيه، لكن القصة معروفة لسواد بن عمرو، كما تقدم في ترجمته، فالظاهر أنه انقلب.
6873 ز- عمرو بن الشريد الثقفي:.
تابعي معروف، سيأتي شرح خبره في ترجمة محمد بن الشريد.
6874- عمرو بن عبد اللَّه العدوي:
ذكره ابن فتحون عن الأموي في مغازيه، وأنه الّذي حلق رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع.
قلت: وهذا خطأ نشأ عن تصحيف: وإنما هو معمر. وسيأتي على الصواب.
6875- عمرو بن عبد اللَّه الأنصاري «2» :.
تقدم التنبيه عليه في القسم الأول، وأنه عمرو بن عبيد اللَّه- بالتصغير- الحضرميّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (3957) .
(2) التحفة اللطيفة 3/ 302، تهذيب التهذيب 3/ 63، الجرح والتعديل 6/ 343، خلاصة تذهيب 290، الاستبصار 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 412، ذيل الكاشف 1141.(5/228)
6876- عمرو بن عبد الحارث البجلي:
أبو حازم، والد قيس.
أورده جعفر المستغفريّ، وتبعه أبو موسى، قال: والمشهور أن اسمه عبد عوف.
قلت: وهو الصواب.
6877- عمرو بن عقبة:
ذكره سعيد بن يعقوب، وهو خطأ نشأ عن تصحيف،
فروى من طريق علي بن خالد، عن مكحول- أن عمرو بن عقبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من صام يوما في سبيل اللَّه بعد من النّار مسيرة مائة عام» .
قال سعيد: أراه عمرو بن عبسة.
قلت: هو هو، والحديث حديثه.
6878- عمرو بن عقبة بن نيار:.
ذكره المستغفريّ، فقال: شهد بدرا، وهو وهم. والصواب عمير، بالتصغير.
6879- عمرو بن أبي عقرب:
تابعي كبير مخضرم. ذكره سعيد بن يعقوب برواية موهومة. وقد بينا ذلك في القسم الّذي قبله.
6880 ز- عمرو بن عبيش «1» :
ذكره سعيد بن يعقوب، قال: كان له رئيّ «2» في الجاهلية ... الحديث.
وقد صحف أباه، وإنما هو أبيش «3» بهمزة لا بعين.
6881- عمرو بن غنم بن مازن بن قيس بن أبي صعصعة الخزرجي «4» :.
أورده جعفر المستغفريّ فيمن شهد بدرا من الأنصار، وذكره أيضا فيمن نزل فيه قوله تعالى: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً [التوبة 92] .
هكذا أورده أبو موسى في الذّيل، وهو وهم ابتدأ به جعفر، وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب، وقلده الذهبي.
__________
(1) في أسد الغابة: عقيس.
(2) في أ: ربا.
(3) في التجريد: أقيش، وفي أسد الغابة: وإنما هو أقش، وقيل وقش، وقيل ابن ثابت بن وقش..
(4) أسد الغابة ت (4003) .(5/229)
وبيان الوهم فيه أظهر «1» فيما ساقه ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي، فقالوا:
ومن بني عمرو بن غنم بن مازن قيس بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم: فكأنه انقلب على جعفر، فوقع فيه هذا الوهم الفاحش، فإنه عمرو بن غنم بن مازن جدّ قبيلة كبيرة من الخزرج، ثم من بني النجار.
6882 ز- عمرو بن كعب بن عمرو الغفاريّ:.
نبهت عليه في القسم الأول.
6883- عمرو بن مالك:
ملاعب الأسنة.
كذا ذكره ابن مندة، وأبو نعيم والصواب أنّ اسمه عامر. وقد مضى على الصواب.
6884- عمرو بن مسلم «2» :
والد يزيد بن عمرو.
أورده ابن شاهين. وساق من طريق يزيد بن عمرو بن مسلم، عن أبيه، عن جده، حديثا والصحبة والحديث إنما هما ليزيد. وسيأتي على الصواب في موضعه، قال أبو موسى: والحديث لمسلم لا لعمرو.
والسبب في وهمه أنه سقط عليه قوله عن أبيه،
وإنما وقع عنده عن يزيد بن عمرو قال: حدثنا أبي، قال: شهدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقد أنشدوه شعرا لسويد بن عامر، فقال: «لو أدرك هذا الإسلام لأسلم»
كذا ذكره هنا مختصرا.
وقد ساقه ابن مندة في ترجمة مسلم بن الحارث مطولا. وسيأتي من هذا الوجه، فقال: حدّثني أبي عن أبيه، قال شهدت..
وقد وجدته في هامش كتاب ابن شاهين، وكأنه من إصلاح غيره، لأنه لم يترجم له في حرف الميم في مسلم، ولو كان وقع عنده عن أبيه لذكره في ترجمة مسلم كما صنع ابن مندة.
6885- عمرو بن مطعم:
ذكره «3» ابن أبي علي في الصّحابة، وعزاه لابن أبي عاصم، وهو ما رواه عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عرفجة بن محمد عن عمرو بن مطعم، عن أبيه- أن أباه أخبره أنه بينما هو يسير مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مقفله من حنين، فلقيه الأعراب يسألونه.
__________
(1) في أ: يظهر.
(2) أسد الغابة ت (4027) .
(3) في أ: ذكره أبو بكر ابن.(5/230)
كذا رواه معمر. ونبّه مسلم في أوائل كتاب اليمين له على وهم معمر فيه، قال: وهو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم لا شكّ فيه، ولم يكن لجبير أخ اسمه عمرو، لا يختلف أهل النسب في ذلك.
قلت: والحديث المذكور مشهور لجبير بن مطعم، كذا رواه أصحاب الزهري عنه.
وقد وقع عند إسحاق الدّبري عن عبد الرزاق في هذا الإسناد- أنّ أباه جبيرا أخبره، فذكر الحديث. وهذا أصرح ما يتمسّك به في ذلك.
6886- عمرو بن نضلة: «1»
ذكره ابن مندة. وصوابه طلحة بن نضلة. كما مضى.
6887 ز- عمرو بن وابصة بن معبد:
تابعي معروف، أخرجه الباوردي في الصحابة،
وساق من طريق معمر، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن عمرو بن وابصة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أبصر رجلا يصلّي خلف الصف، فأمره أن يعيد.
وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عن عمرو، عن وابصة، فتصحّف عن فصارت ابن، فعمرو هو ابن راشد، والصحابي هو وابصة، فقد أخرجه أبو داود، والترمذي، من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال على الصواب.
6888 ز- عمرو السعدي «2» :
ذكره البغويّ، والباوردي، وابن قانع، وابن مندة، وابن فتحون.
وهو خطأ نشأ عن سقط أو قلب،
فإنّهم أوردوا من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه بن أبي المهاجر، عن عطية بن عمرو السعدي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تسأل النّاس شيئا ومال اللَّه مسئول ومنطى» .
وهذا هو عطية بن عمرو السعدي. والحديث معروف لإسماعيل، عن ابن عطية السعدي، عن أبيه.
6889- عمرو، أبو شريح الخزاعي:
كذا سماه يحيى بن يونس الشّيرازي، واستدركه أبو موسى، فوهم، وإنما هو خويلد بن عمرو، فعمرو اسم أبيه. وقد مضى على الصواب.
__________
(1) أسد الغابة ت (4034) .
(2) أسد الغابة ت (3990) .(5/231)
6890- عمرو، والد عطية «1» :
هو عمرو السعدي المذكور آنفا.
6891
- عمران «2» بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن الحارث بن سدوس السدوسي:
ويقال: الذهلي، يكنى: أبا شهاب.
تابعي مشهور، وكان من رءوس الخوارج من القعدية- بفتحتين، وهم الذين يحسّنون لغيرهم الخروج على المسلمين، ولا يباشرون القتال، قاله المبرد، قال: وكان من الصفرية، وقيل: القعدية لا يرون الحرب، وإن كانوا يزينونه.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: إنما صار عمران قعديا بعد أن كبر وعجز عن الحرب.
وقال ابن البرقيّ: كان حروريا. وقال ابن حبان في الثقات: كان يميل إلى مذهب الشراة.
قلت: وقال المرزباني: شاعر مفلق مكثر، ومن قوله السائر:
أيّها المادح العباد ليعطي ... إنّ للَّه ما بأيدي العباد
فاسأل اللَّه ما طلبت إليهم ... وارج فضل المهيمن العوّاد
[الخفيف] لم يذكره أحد في الصحابة إلا ما وقع في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعيّ شيخ المراوزة، فإنه ذكر أبيات عمران هذا التي رثى بها عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي يقول فيها:
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها ... إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره يوما فأحسبه ... أوفى البريّة عند اللَّه ميزانا
[البسيط] قال: فعارضه الإمام أبو الطيب الطبري فقال:
إنّي لأبرأ ممّا أنت تذكره ... عن ابن ملجم الملعون بهتانا
إنّي لأذكره يوما فألعنه ... دينا وألعن عمران بن حطّانا
[البسيط]
__________
(1) أسد الغابة ت (3390) .
(2) في أ: عمرو.(5/232)
قال القاضي حسين: هذا الّذي قاله القاضي أبو الطيّب خطأ، فإن عمران صحابي لا تجوز لعنته، وهكذا قرأت بخط القاضي تاج الدين السبكي، وذكر أنه وجد حاشية على التعليقة ما نصه: هذا غلو من القاضي حسين، وكيف لا يلعن عمران، وقد فعل ما فعل! وطول من هذا المعنى.
قال القاضي تاج الدّين وعجب «1» من الأمرين، وليس عمران صحابيا، وإنما هو من الخوارج، وقد أجابه عن أبياته المذكورة من القدماء بكر بن حماد التاهرتي، وهو من أهل القيروان في عصر البخاري، وأجاب عنها السيد الحميري الشاعر المشهور الشيعي، وهي في ديوانه، وأجابه عنها أبو المظفر الشهرستاني في كتابه التبصير.
وقد أخرج البخاري وأبو داود لعمران بن حطان، من رواية يحيى بن أبي كثير، عنه، عن عائشة حديثا، واعتذروا عنه بأنه إنما أخرج عنه لكونه تاب، فقد ذكر المعافى في تاريخ الموصل، عن محمد بن بشر العبديّ «2» ، قال: ما مات عمران بن حطّان حتى رجع عن رأي الخوارج. وقيل: إنما خرج عنه ما حدّث به قبل أن يبتدع فقد قال يعقوب بن شيبة. أدرك جماعة من الصحابة، وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج، وكان سبب ذلك أنه تزوج ابنة عم له، فبلغه أنها دخلت في رأي الخوارج، فأراد أن يردّها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها.
وقال يعقوب بن شيبة: حديثه «3» عن الأصمعي، عن معتمر بن سليمان عن عثمان البتيّ، قال: كان عمران من أهل السنة، فقدم غلام من عمان كأنه يصل بقلبه «4» في مجلس.
وفي هذا الاعتذار نظر، فإن يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه حال هربه من الحجاج، وكان الحجاج يطلبه ليقتله بسبب رأي الخوارج.
وقصته في ذلك مع روح بن زنباع، وعبد الملك بن مروان، مشهورة، ذكرها المبرد وغيره.
واعتذر أبو داود عن التخريج له بأنّ الخوارج أصحّ أهل الأهواء حديثا، ثم ذكر عمران وأنظاره، وروى عن التّبوذكي، عن أبان العطار، قال: سمعت قتادة يقول: كان عمران لا يتّهم في الحديث.
__________
(1) في أ: وعجبت.
(2) في أ: العقدي.
(3) في هـ: حدث
(4) في هـ: يقدم غلام ... كأنه يصل فقليه....(5/233)
وقال العجليّ: بصري تابعي ثقة، وطعن العقيلي في روايته عن عائشة، فقال:
عمران بن حطّان لا يتابع في حديثه وكان يرى رأي الخوارج. ولم يتبين سماعه من عائشة.
وكذا جزم بن عبد البرّ بأنه لم يسمع منها.
وفيه نظر، لأن في الحديث الّذي أخرجه البخاري تصريحه بسماعه منها، وكذا وقع في «المعجم الصغير» للطبراني بسند صحيح إليه.
وقال العبّاس بن الفرج الرّياشيّ: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن صالح بن شريح الأسدي، عن عمران بن حطان، قال: كنت عند عائشة ...
فذكر قصة.
وممن عاب على البخاري إخراج حديثه الدار الدّارقطنيّ، فقال: عمران متروك، لسوء اعتقاده وخبث مذهبه.
وقال ابن قانع: مات سنة أربع وثمانين من الهجرة.
6892 ز- عمران بن عمار:
تابعي أرسل شيئا، فذكره إسحاق بن راهويه في مسندة «1» ، قال البخاريّ: قال إسحاق: حدثنا أبو هشام، حدثنا سعيد بن زيد، حدثنا محمد بن جحادة «2» ، سمعت عمران بن عمار، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر حديثا.
قال البخاريّ: هو مرسل لا يصح.
6893- عمير بن الأسود العنسيّ «3» :
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق شريح، عن عبيد عن جبير بن نفير، وعمير بن الأسود، والمقدام بن معديكرب، وأبي أمامة في نفر من القدماء «4» - أن رجلا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، ما هذا الأمر إلا في قومك فأوصهم بنا ...
الحديث.
__________
(1) في أ: سنده.
(2) في أ: حمادة.
(3) طبقات ابن سعد 7/ 442، تاريخ البخاري 6/ 315، المعرفة والتاريخ 2/ 314، 348، الجرح والتعديل قسم 1، مجلد 3/ 220، الحلية 5/ 155، تاريخ ابن عساكر 13/ 196، تهذيب الكمال 1030، تاريخ الإسلام 3/ 194، تهذيب التهذيب 8/ 4، خلاصة تذهيب الكمال 287.
(4) في أ: الفقهاء.(5/234)
كذا وقع فيه عمير، وقد أخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه، فقال: عمرو بن الأسود.
وهو الصواب، وليس هو صحابيا، لكنه أرسل. وقد تقدم ذكره في القسم الثالث.
6894- عمير، والد أبي بكر «1» :
روى عنه ابنه أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إنّ اللَّه تعالى وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي ثلاثمائة ألف» «2» . الحديث.
أخرجه أبو موسى، وتبعه ابن الأثير، ولم ينبه ابن الأثير على أنه تقدم في عمير بن عمرو الأنصاري منسوبا لابن عبد البر، وكأنه ظن أنه آخر، وليس كذلك، بل الحديث واحد وراويه «3» عن الصحابي واحد، وهو ابنه أبو بكر.
6895- عمير بن جدعان «4» :
أورده المستغفريّ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فأورده المستغفري من طريق حصين بن المنذر- وهو بالضاد المعجمة مصغّر، عن المهاجر بن قنفذ، عن عمير بن جدعان- أنّه سلّم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يتوضأ ... الحديث.
وإنما «5» هو من رواية المهاجر.
والخطأ وقع في قوله عن عمير، والصواب ابن عمير، وقد نبه على وهم جعفر فيه أبو موسى.
وقال ابن الأثير»
ما أظن عميرا أدرك المبعث «7» ، وهو أخو عبد اللَّه بن جدعان المشهور في قريش بالجود.
6896
ز- عمير بن الحارث «8» بن حرام:.
__________
(1) أسد الغابة ت (4059) .
(2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2642. وأحمد في المسند 3/ 165، والطبراني في الكبير 8/ 187، والطبراني في الصغير 1/ 124. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 365، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32101، 37914.
(3) في أ: وراويته.
(4) أسد الغابة ت (4064) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، المتحف 504.
(5) في أ: وهذا.
(6) قال ابن الأثير: والصواب قنفذ بن عمير.
(7) في أ: البعث.
(8) أسد الغابة ت (4068) ، الاستيعاب ت (2003) .(5/235)
ذكره المستغفريّ، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا، قال: وله رواية.
واستدركه أبو موسى. وقد ذكره ابن مندة، لكنه اقتصر على قوله: عمير بن الحارث الجشمي، من بني سلمة، شهد بدرا، ولا تعرف له رواية. انتهى.
فقصر في نسبه، وإنما هو من الخزرج، وقصر المستغفري في نسبه، وإنما حرام جدّ جدّ أبيه، وقد بينت ذلك في القسم الأول، وهو عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام، كذا عند ابن إسحاق، وأدخل موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة.
6897
ز- عمير «1» بن حبيب:
والد عبيد.
ذكره بعضهم في الصّحابة لوهم وقع لبعض رواته في تسمية أبيه.
والصواب قتادة لا حبيب، أخرجه ابن ماجة، عن هشام، عن عمار، عن رفدة بن قضاعة، عن الأوزاعي، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير بن حبيب، عن أبيه، عن جده: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة ... الحديث.
وأخرجه ابن السّكن، والعقيليّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ، وأبو نعيم، من طريق «2» ، عن هشام بهذا السند، فقالوا: عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثي- لم يقل أحد منهم ابن حبيب إلا ابن ماجة.
قال المزّيّ: عمير بن حبيب جدّ أبي جعفر الخطميّ، لا جدّ عبد اللَّه بن حبيب بن عبيد بن عمير «3» الليثي.
6898- عمير بن سعد «4» :
عامل عمر على حمص «5» .
استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده، ووهم فيه، فإن جده ذكره، فقال: عمير بن سعد، وهو الصحيح، وقد ذكره في مكانه.
6899 ز- عمير بن سلامة: أو ابن أبي سلامة، والد أبي حدرد.
ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، وقال: ذكره ابن السّكن، ولم يسمّه، بل ترجم والد أبي حدرد، ثم ساق من طريق ابن إسحاق، عن ابن قسيط، عن أبي حدرد
__________
(1) هذه الترجمة سقط في هـ.
(2) في أ: طرق.
(3) في أ: عمر.
(4) في التجريد عمير بن سعيد عامل عمر على حصن كذا غلط فيه أبو زكريا بن مندة، وهو ابن سعد.
(5) أسد الغابة ت (4078) .(5/236)
الأسلمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سرية ... فذكر قصة محلّم بن جثّامة.
قال ابن فتحون: سمي والد أبي حدرد عميرا أبو أحمد الحاكم وغيره.
قلت: وهو كذلك، لكن الحديث إنما هو لأبي حدرد نفسه، واسمه عبد اللَّه بن عمير، وقد جوّده أحمد في مسندة، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن ابن أبي حدرد، عن أبيه ...
فذكر الحديث.
وقد سقته في ترجمة عامر بن الأضبط، فعرف أن الصحبة والرواية لأبي حدرد، لا لابنه.
6900- عمير بن فروة:
جدّ عدي بن عدي.
أورده المستغفري، واستدركه أبو موسى، فوهم، وإنما هو عميرة بزيادة هاء في آخر اسمه. وقد مضى على الصواب.
6901- عمير بن مالك «1» :
ذكره ابن شاهين، وساق له حديثا، واستدركه أبو موسى، فوهم، لأن ابن مندة أخرجه وأورده على الصواب في حرف الميم، وهو مالك بن عمير، انقلب على بعض رواته وحديثه مرسل، وله إدراك كما تقدم في القسم الثالث.
6902- عمير بن نويم «2» :
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: يعد في الكوفيين،
ثم ساق من طريق عبد اللَّه بن سلمة الأفطس، عن شعبة، ومسعر، قالا: أنبأنا عبيد اللَّه بن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن غالب بن أبجر، وعمير بن نويم- أنهما سألا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن لحوم الحمر الأهلية.... الحديث. فقال: أطعموا أهليكم من ثمين مالكم.
وقد خبط فيه الأفطس، وهو متروك قال القطان: ليس بثقة فيه نقص وتحريف «3» ،
__________
(1) أسد الغابة ت (4086) .
(2) أسد الغابة ت (4092) ، الاستيعاب ت (2017) .
(3) في أ: قال القطان ليس يبعد قوله عبيد اللَّه عبد اللَّه بن الحسن خطا إنما هو عبيد أبو الحسن وقوله عبيد ابن نويم فيه نقص وتحريف.(5/237)
وإنما هو عبد اللَّه بن عمرو بن لويم «1» ، كما ذكرته في ترجمة العبادلة في القسم الأول على الصواب.
وقد رواه الثقات عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن معمر بن عبيد، عن أبي الحسن «2» ، عن عبد الرحمن بن معقل، عن رجلين بن مزينة أحدهما عن الآخر: عبد اللَّه بن عمرو بن لويم «3» ، والآخر غالب بن أبجر، قال مسعر: وأظن غالبا هو الّذي سأل.
وقد أخرجه أبو داود، وذكر بعض طرقه، وليس في شيء منها عمير بن نويم.
6903- عمير السدوسي «4» :
ترجم له ابن قانع والصواب عبد اللَّه بن عمير، كما بينته في القسم الأول.
6904
- عمير، جد معروف «5» بن واصل:.
ذكر البغويّ في الصّحابة، وأورده من طريق أسباط بن محمد، عن معروف، عن حفصة، عن عمير جدّ معروف، قال: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتي بطبق تمر ... الحديث.
وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص. والصواب عن أبي عميرة، كما تقدم في حرف الراء في ترجمة رشيد بن مالك.
6905- عمير، مولى أم الفضل:
تابعي معروف،
أورده ابن مندة، وقال: ذكره ابن أبي داود في الصحابة، ولا يثبت وساق من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن مهران، عن عمير مولى ابن عباس- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هام» «6» .
وقال ابن مندة: هذا مرسل.
قلت: وعمير إنما روى «7» عن بعض الصحابة وعن بعض التابعين. روى عنه ومات سنة أربع ومائة.
__________
(1) في أ: نويم.
(2) في ب: عن عبيد بن الحسن.
(3) في أ: عويم.
(4) أسد الغابة ت (4075) .
(5) أسد الغابة ت (4091) .
(6) أخرجه أحمد في المسند 1/ 180 عن سعد بن أبي وقاص بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 105، عن أبي طلحة بلفظه وقال رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه قصة طويلة وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات.
(7) في أ: يروي.(5/238)
6906- عميرة:
بزيادة هاء في آخره، ابن فروخ «1» .
ذكره المستغفريّ، عن يحيى بن يونس، واستدركه أبو موسى في الذيل، وقال: هو والد العرس بن عميرة.
قلت: لكن اسم والد العرس فروة لا فروخ، كما تقدم في عمير بن فروة في القسم الأول.
العين بعدها النون
6907- عنان «2» :.
رجل من الصحابة له حديث واحد،
كذا ذكره علي بن سعيد العسكري، وساق من طريق إسماعيل المؤذن، عن عبد الرحمن بن عنان، عن أبيه- رفعه: من صام ستّا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر.
كذا قال.
وهو تصحيف، وإنما هو غنام، بالغين المعجمة وتشديد النون وآخره ميم. وسيأتي على الصواب في مكانه.
6908- عنتر «3» :
بنون ومثناة، وزن جعفر، هو العذري.
له حديث استدركه ابن الأثير، ونسبه ابن أبي «4» حاتم الرازيّ، ثم نقل عن عبد الغني بن سعيد أنه صوّب أنه عس، بمهملتين الأولى مضمومة، كما تقدم.
قلت: وتقدم أيضا في عثير بعد العين مثلثة وآخره راء مصغرا. وقاله أبو عمر بنون وزاي مصغّرا أيضا. والّذي عند الأكثر بمثلثة ثم راء.
6909 ز- عنترة بن وهب العدوي:.
استدركه ابن الدباغ، وهو تصحيف، وإنما هو عنيز بالتصغير، آخره زاي وقد تقدم.
6910 ز- عنيز:
بنون وزاي مصغرا.
ذكره ابن عبد البرّ، وقد أشرت إليه في الترجمة التي قبلها.
العين بعدها الواو
6911- عوسجة:
أرسل حديثا.
__________
(1) أسد الغابة ت (4099) .
(2) أسد الغابة ت (4101) .
(3) تبصير المنتبه 3/ 903، الإكمال 6/ 103، أسد الغابة ت (4108) .
(4) في أ: لأبي.(5/239)
وذكره بعضهم في الصحابة. والصواب أنه عند ابن عباس من قوله.
6912- عوف بن مالك الجشمي:،
والد أبي الأحوص.
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، واستدركه أبو موسى.
وهو وهم نشأ عن تغيير وقلب، ووالد أبي الأحوص «1» اسمه مالك بن نضلة، وأبو الأحوص هو الّذي يقال له مالك بن عوف.
6913 ز- عوف بن مالك النصري «2» :.
ذكره خليفة في عمّال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، فقال: وعلى عجز هوازن، ونصر، وثقيف، وسعد بن مالك، وعوف بن مالك. كذا قال: وقيل: انقلب عليه والصواب مالك بن عوف، وقد نبّه على وهمه في ذلك أبو القاسم بن عساكر في ترجمة مالك بن عوف من تاريخه.
6914- عويمر:
أبو تميم- هو الهذلي تقدم في الأول.
العين بعدها الياء
6915- عياض الثقفي:
هو ابن عبد اللَّه، غاير بينهما ابن الأثير، فوهم.
6916- عيينة:
بتحتانية مثناة ونون مصغرا، ابن ربيعة، حليف بني الحارث بن الخزرج.
ذكره البغويّ واستدركه ابن فتحون. وهو خطأ نشأ عن تغيير. والصواب عقبة. وقد ذكره ابن عبد البر على الصواب: واللَّه عنده حسن المآب «3» .
__________
(1) في أ: الأخوص.
(2) في أ: النضري.
(3) في ب: تم هذا الجزء المبارك من فضل اللَّه وعونه وحسن توفيقه في يوم الأربعاء عند أذان الظهر لسبعة عشر خلت من شهر شوال من شهور سنة واحد وسبعين وألف، ويتلوه حرف الغين المعجمة، وللَّه الحمد على الإتمام وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. استنسخه الفقير أحمد بن العجمي. اللَّهمّ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة والمقربين وعلى آله وأصحابه عدد إنعام اللَّه وإفضاله.(5/240)
حرف الغين المعجمة
القسم الأول
الغين بعدها الألف
6917
- غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط بن جندب «1» بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري «2» :.
تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من حرف السين المهملة، وأما هو فقال ابن الكلبي: له صحبة، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، حكاه الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون.
قلت: بقية كلام ابن الكلبي: وسمرة بن عمرو استخلفه خالد بن الوليد على اليمامة حين انصرف.
وفي تاريخ البخاريّ: غاضرة العنبري سمع عثمان. روى عنه ابن عوف «3» ، وهو هذا، قاله ابن أبي حاتم.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ولغاضرة ولد اسمه عبيد، يكنى أبا النجاب، وهو شاعر، ذكره جرير في شعره.
6918- غالب بن أبجر المزني «4» :
__________
(1) في أسد الغابة جناب.
(2) أسد الغابة ت (4168) .
(3) في أ: ابن عون.
(4) أسد الغابة ت (4169) ، الاستيعاب ت (2079) ، الثقات 3/ 327، تقريب التهذيب 2/ 604، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 329، الكاشف 374، تهذيب التهذيب 9/ 241، التاريخ الكبير 7/ 98، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تنقيح المقال 9347، بقي بن مخلد 791.(5/241)
قال أبو حاتم الرّازي: له صحبة. وهو كوفي، ويقال فيه ابن ديخ، بكسر أوله ومثناة تحتانية بعدها معجمة.
له حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية، اختلف في إسناده اختلافا كثيرا، قال ابن السكن: مخرج حديثه عن شيخ من أهل الكوفة.
قلت: مداره على عبيد بن الحسن، عن عبد الرحمن «1» بن مغفّل، عن ناس من مزينة، عنه، وفيه شعر ورفعه غيره، وشكّ شعبة فيه، فقال: عن أبحر أو ابن أبجر. وقال شريك بن عبد اللَّه القاضي: غالب بن ديخ، حكاه البغوي، ثم أفرد غالب بن ديخ، وأورد حديثه من طريق شريك بن عبد اللَّه، وكذا أفرده البخاري لكن لم يسق الحديث في ترجمة غالب بن ديخ.
وقال أبو عمر: ديخ كأنه جدّه، وله حديث آخر في تاريخ البخاري.
وقال قتيبة: حدثنا عبد المؤمن أبو الحسن، حدثنا عبد اللَّه بن خالد العبسيّ، عن عبد الرحمن بن مقرن، عن غالب بن أبجر، قال: ذكرت قيس عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: إن قيسا لأسد اللَّه.
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة، عن قتيبة، ومن طريقة أبو نعيم، رواه ابن قانع، عن موسى بن هارون، عن قتيبة، وابن مندة من طريق موسى، وفرّق ابن قانع بينهما.
6919 ز- غالب بن ديخ:
ذكر في الّذي قبله.
6920- غالب بن عبد اللَّه الكناني الليثي «2» :.
قال البخاريّ: له صحبة، ونسبه ابن الكلبيّ، فقال: ابن عبد اللَّه «3» بن مسعر»
بن جعفر بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكلبي ثم الليثي.
وصحّح أبو عمر بعد أن قال غالب بن عبد اللَّه وهو الأكثر، ويقال ابن عبيد اللَّه الليثي، ويقال الكلبي، وأشار إلى أن الحديث في مسند أحمد بسند حسن.
قال أحمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: قال أبي: حدثني محمد بن
__________
(1) أسد الغابة عن عبد اللَّه.
(2) أسد الغابة ت (4171) ، الثقات 3/ 327، الطبقات 323، التاريخ الكبير 7/ 98.
(3) في الاستيعاب: غالب بن عبد اللَّه، ويقال ابن عبيد اللَّه، والأكثر يقولون فيه ابن عبد اللَّه الليثي، ويقال الكلبي.
(4) في الإكمال: مسفر.(5/242)
إسحاق، حدثني يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غالب بن عبد اللَّه الكلبي- كلب ليث- إلى الملوّح «1» بالكديد، وأمره أن يغير عليهم، فخرج، وكنت في سريته. فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي، فأخذناه، فقال: إنما جئت مسلما ... فذكر الحديث.
وكذا أخرجه أبو نعيم، من طريق أحمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد. وأخرجه أبو داود، من طريق عبد الوارث، عن محمد بن إسحاق، لكن قال في روايته: عبد اللَّه بن غالب والأول أثبت.
قال أبو عمر «2» : وكان ذلك عند أهل السير سنة خمس.
ولغالب رواية،
فأخرج البخاري في تاريخه، والبغوي، من طريق عمار بن سعد، عن قطن بن عبد اللَّه الليثي، عن غالب بن عبد اللَّه الليثي، قال: بعثني النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح بين يديه لأسهل له الطريق، ولأكون له عينا، فلقيني على الطريق لقاح بني كنانة، وكانت نحوا من ستة آلاف لقحة، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل فحلبت له، فجعل يدعو الناس إلى الشراب، فمن قال إني صائم قال: هؤلاء العاصون.
وذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، قال: حدثني شيخ من أسلم، عن رجال من قومه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم غالب بن عبد اللَّه الكلبي إلى أرض بني مرة، فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة، قتله أسامة بن زيد.
وذكر هشام بن الكلبيّ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه إلى فدك، فاستشهد دون فدك.
قلت: المبعوث إلى فدك غيره، واسمه أيضا غالب، لكن قال ابن فضالة- كما سيأتي ذلك في ترجمته وأما غالب بن عبد اللَّه هذا فله ذكر في فتح القادسية، وهو الّذي قتل هرمز ملك الباب.
وذكره أحمد بن سيار في تاريخ مرو، فقال: إنه قدمها، وكان ولي خراسان زمن معاوية، ولّاه زياد، قال: كان غالب المذكور على مقدمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح، كأنه يشير بذلك إلى حديث قطن بن عبد اللَّه الليثي عنه.
وكذا ذكره ابن حبّان أنّ زيادا ولّاه بعض خراسان زمن معاوية.
__________
(1) في الإكمال إلى بني الملوح.
(2) في الاستيعاب: قطر.(5/243)
وقال الحاكم في مقدمة تاريخه: ومنهم، أي من الصحابة، غالب بن عبد اللَّه بن فضالة بن عبد اللَّه أحد بني ليث بن بكر يقال: إنه قدم مرو، وكان ولي خراسان زمن معاوية، ولّاه زياد.
وقال أبو جعفر الطّبريّ في تاريخه: استعمل زياد بن أبي سفيان سنة ثمان وأربعين على خراسان غالب بن فضالة، وكانت له صحبة.
قلت: وسياق نسبه من عند ابن الكلبي أصحّ فإنه أعرف بذلك من غيره، كما أن غيره أعرف منه بالأخبار، وإنما أتى اللّبس من ذكر فضالة في سياق نسبه، وليس هو فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
6921 ز- غالب بن عبد اللَّه بن فضالة:
تقدم في الّذي قبله.
6922- غالب بن فضالة الكناني «1» :.
استدركه أبو موسى، فقال: روي عن ابن عباس في قوله تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى [الحشر 7] قريظة، والنضير، وفدك، وخيبر، وقرى عرينة، قال:
أما قريظة والنضير فإنّهما بالمدينة، وأما فدك فإنّها على رأس ثلاثة أميال منهم، فبعث إليهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جيشا عليهم رجل يقال له غالب بن فضالة من بني كنانة، فأخذها عنوة. انتهى.
ويحتمل إن ثبت أن يكون الّذي قبله.
الغين بعدها الراء
6923
- غرفة «2» بن الحارث الكندي:
أبو الحارث اليماني، نزيل مصر.
قال أبو حاتم: له صحبة. ويقال إنه قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن وقال ابن السّكن: له صحبة، وهو كندي، ويقال: سكن مصر واختط بها دارا.
وقال أبو نعيم: عرفة الكندي. ويقال الأزدي، وكأنه ظن أنه والّذي يأتي بعده واحد، وليس كذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (4172) .
(2) أسد الغابة ت (4174) ، الاستيعاب ت (2086) ، الثقات 3/ 326، 328، الكاشف 374، تهذيب التهذيب 9/ 244، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الإكمال 6/ 179، تبصير المنتبه 3/ 942، بقي بن مخلد 747.(5/244)
شهد حجة الوداع وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في نحر البدن، وحديثه عند أبي داود.
روى عنه عبد اللَّه بن الحارث الأزدي، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وكعب بن علقمة التّنوخي.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان من أشرف أهلها، وكان يكاتب عمر بن الخطاب.
وذكره ابن قانع في العين المهملة، وهو وهم، وكذا ذكره ابن حبّان، ثم أعاده في المعجمة وهو الصواب، فقال: دعا له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو الّذي قاتل عكرمة بن أبي جهل باليمن، ثم سكن مصر.
قلت: وقد أخرج ابن السكن حديثه في مقاتلته مع عكرمة، من طريق حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة- أن غرفة بن الحارث الكندي مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام ... فذكر القصة، وفيها. فقال غرفة: معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد أن يؤذوننا في نبينا «1» ، وفي آخرها: وكان غرفة له صحبة، وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة.
وذكر ابن فتحون أن أبا عمر ضبطه بسكون الراء، قال: وضبطه الدار الدّارقطنيّ وغيره بالتحريك.
6924- غرفة الأزدي:
ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: يقال له صحبة، وهو معدود في الكوفيين، ثم روى من طريق الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن غرفة الأزدي، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من أصحاب الصّفّة، وهو الّذي دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: اللَّهمّ بارك له في صفقته، فذكر أثرا موقوفا يتعلق بمقتل الحسين.
قلت: وإسناده كوفيون غالبهم شيعة.
الغين بعدها الزاي
6925- غزيّة «2» :
بفتح أوله وكسر الزاي بعدها مثناة مشددة، ابن الحارث.
__________
(1) في أ: نفسنا.
(2) أسد الغابة ت (4176) ، الاستيعاب ت (2081) ، تبصير المنتبه 3/ 1044، تصحيفات المحدثين 975، الإكمال 7/ 18، الجرح والتعديل 7/ 330، التاريخ الكبير 7/ 109.(5/245)
قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازي، وابن حبان: له صحبة. واختلف في نسبه، فقيل أنصاري مازني، قاله البخاري، وابن حبان، وابن السكن، وغيرهم وقيل أسلمي، وقيل خزاعيّ، ولعله من خزاعة حالف الأنصار، وأسلم هو وأخوه خزاعة.
قال البخاريّ: يعدّ في أهل الحجاز. وقال البغوي: سكن الشام وقال ابن يونس: لا نعلم له ذكرا إلا في هذا الحديث، يعني الآتي. وأراه ممّن سكن المغرب من الصحابة.
وقال ابن السّكن: معدود في أهل الحجاز. روي عنه حديث واحد. وقال ابن مندة:
عداده في أهل المدينة، وروى البخاري، والبغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.
عن يزيد بن خصيفة «1» ، عن عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، عن غزيّة بن الحارث- أنه أخبره أنّ شبانا من قريش عام الفتح أو بعده أرادوا أن يهاجروا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فمنعهم آباؤهم، ثم ذكروا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: لا هجرة بعد الفتح، وإنما هو الجهاد والنية.
اختصره البخاري.
قال ابن مندة: تابعه عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال.
قلت: وحديث عمرو بن الحارث عند ابن السكن وابن يونس، من طريق ابن وهب عنه، لكن عند ابن يونس عبد الرحمن بن رافع، وعند ابن السكن عبد اللَّه بن رافع، وهو الأصح كما في رواية البغوي وغيره.
وجزم أبو عمر بأنه عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، وباعتبار ذلك يعكر على ابن يونس ذكره إياه في المصريين.
وأخرج ابن السّكن وابن مندة أيضا من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن رافع، عن غزيّة بن الحارث: سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث: الجهاد، والسنة، والجنة.
6926- غزيّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي «2» :.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد [العقبة، وأورده البغوي في الصحابة من طريقه،.
وقال أبو عمر: شهد] «3» أحدا،
وروى ابن سعد من طريق أم عمارة، قالت: كانت الرجال
__________
(1) في أ: خصفة.
(2) أسد الغابة ت (4177) ، الاستيعاب ت (2082) .
(3) سقط في أ.(5/246)
تصفّف على يمين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة بيعة العقبة، والعباس آخذ بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينادي زوجي غزية بن عمرو يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا تبايعانك فقال: «إنّي لا أصافح النّساء» .
الغين بعدها السين
6927- غسّان العبديّ «1» :
قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: أبو يحيى: من عبد القيس له وفادة.
وقال البغويّ: يكنى أبا يحيى، سكن البصرة. وقال ابن السكن: وتفرد برواية حديثه «2» يحيى التيمي.
وروى البخاري، وابن أبي خيثمة، وابن السكن، من طريق يحيى بن عبد اللَّه الجابر، عن يحيى بن غسان، قال: كان أبي في الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عبد القيس ... فذكر الحديث في الأشربة.
قال أبو عمر: إسناد حديثه في الأوعية «3» مضطرب.
وقال ابن مندة: رواه جماعة عن عبد العزيز- يعني ابن مسلم، عن يحيى بن غسان، عن ابن الرستم، عن أبيه.
قلت: يجوز أن يكون يحيى بن غسان حدّث به على الوجهين لو كان إسناده صحيحا وقد تقدم حديث عبد الرحمن بن سليمان في حرف الراء معزوّا إلى مسند أحمد وغيره.
وفي كلام ابن أبي حاتم شيء يخالف الروايتين جميعا، فإنه قال: غسان يروي عن ابن الرستم، وكان في الوفد.
روى يحيى بن الجابر، عن يحيى بن حسان، عن أبيه، فظاهر هذا أن ابن الرستم هو الصحابي، وأن الراويّ عنه غسان لا ولده، وليس كذلك لما مرّ من سياق البخاري وغيره.
الغين بعدها الضاد والطاء
6928- غضيف:
بالتصغير «4» ، ابن الحارث، ويقال: غطيف بالطاء المهملة بدل
__________
(1) أسد الغابة ت (4179) ، الاستيعاب ت (2087) ، الثقات 3/ 328، المتحف 364، 521.
(2) في أ: حديث.
(3) في أسد الغابة: في الأوعية والأشربة.
(4) أسد الغابة ت (4181) ، الاستيعاب ت (2083) ، طبقات ابن سعد 7/ 429، 443، طبقات خليفة ت (2899) ، الجرح والتعديل 7/ 54، تاريخ ابن عساكر 14/ 766، تهذيب الكمال 1091، تاريخ الإسلام 3/ 201، تذهيب التهذيب 3/ 134، تهذيب التهذيب 8/ 248، خلاصة تذهيب الكمال 261. مسند بقي بن مخلد 112.(5/247)
الضاد المعجمة والأول أثبت- ابن زنيم السكونيّ، ويقال: الكندي، ويقال: الثّمالي، بالمثلثة واللام، ويقال: اليماني، بالتحتانية، ثم النون، حكاه البخاري عن بقية، أبو أسماء.
حديثه عن الصحابة في السنن ذكره جماعة في التابعين، وذكر السكونيّ في الصحابة البخاري، وابن أبي حاتم، والترمذي، وخليفة، وابن أبي خيثمة، والطبراني وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: أبو أسماء السكونيّ الكندي له صحبة، واختلف في اسمه، فقيل الحارث بن غضيف. وقال أبو زرعة: الصحيح الأول، والّذي يظهر لي أن السكونيّ غير الكندي الّذي أخرجوا له، فإن البخاري قال في ترجمة السكونيّ: قال معن- يعني ابن عيسى، عن معاوية- هو ابن صالح، عن يونس بن سيف، عن غضيف بن الحارث السكونيّ، أو الحارث بن غضيف، قال: ما نسيت من الأشياء لم أنس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة.
وأخرجه البغويّ، من طريق زيد بن الحباب، هكذا، لكن قال: الكندي.
وقال البخاريّ في «التاريخ الأوسط» : حدثنا عبد اللَّه- هو ابن صالح. وقال في الكبير: قال لي أبو صالح: حدثنا معاوية، عن أزهر بن سعيد، قال: سأل عبد الملك بن مروان غضيف بن الحارث الثّمالي، وهو أبو أسماء السكونيّ الشامي، أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وقال الثوري في حديثه غطيف، وهو وهم. هذا لفظه في الأوسط.
وذكر له رواية عن عمر، وعائشة، وعن أبي عبيدة.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه وأبي زرعة: غضيف بن الحارث أبو أسماء الثّمالي له صحبة.
وذكر ابن حبّان نحوه، ولم يقال: له صحبة: لكن قال: من أهل اليمن، رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى، وسكن الشام، وحديثه في أهلها.
ومن قال إنه الحارث بن غضيف فقد وهم.
وقال ابن أبي خيثمة: غضيف بن الحارث، وقيل: الحارث بن غضيف. والصحيح الأول، له صحبة، نزل الشام، وهو بالضاد المعجمة، وأما غطيف الكندي، بالطاء المهملة، فهو غير هذا.(5/248)
روى عنه ابنه عياض بن غطيف. انتهى.
وقال ابن السّكن: غطيف بن الحارث الكندي له صحبة، حديثه عن أهل الشام.
وقال أبو أحمد الحاكم في «الكنى» أبو أسماء غطيف بن الحارث السكونيّ، ويقال الثّمالي، ويقال الأزدي، شامي، وذكر له حديث وضع اليد اليمنى في الصلاة. انتهى.
وله حديث أخرجه ابن مندة، من طريق العلاء بن زيد الثمالي، قال: حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي، سمعت غضيف بن الحارث يقول: كنت صبيّا أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم فمسح رأسي، وقال: «كل ممّا سقط ولا ترم نخلهم» .
وله رواية عن بلال، وأبي عبيدة، وعمر، وأبي ذرّ، وأبي الدّرداء، وغيرهم.
روى عنه أيضا عبادة بن نسيّ، وشرحبيل بن مسلم، وسليم بن عامر، وحبيب بن عبيد، وأبو راشد الحبراني وأبو أسماء..
ذكره في التّابعين ابن سعد، والعجليّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
وقال أحمد في مسندة: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان بن عمرو، عن المشيخة أنهم حصروا غضيف بن الحارث حين اشتدّ سوقه، فقال: هل أحد منكم يقرأ يس، قال:
فقرأها صالح بن شريح السكونيّ. فلما بلغ أربعين آية منها قبض قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها، وهو حديث حسن الإسناد.
6929- غطيف بن الحارث الكندي «1» :
والد عياض.
قال أبو نعيم: له صحبة. تقدم كلام ابن أبي خيثمة فيه في ترجمة الّذي قبله.
وأخرج له ابن السّكن، والطّبراني، من طريق إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن سالم الكندي، عن معاوية بن عياض بن غطيف، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه» .
وأخرجه ابن شاهين، وابن أبي خيثمة، من طريق إسماعيل المذكور، قال: حدثني سعيد بن سلم، وأورده ابن شاهين وابن السكن في ترجمة الّذي قبله. والصواب ما قال ابن
__________
(1) أسد الغابة ت (4182) ، الاستيعاب ت (2084) ، الثقات 3/ 326، تقريب التهذيب 2/ 105، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 331، تهذيب التهذيب 9/ 248، سير أعلام النبلاء 3/ 453، التاريخ الكبير 7/ 112، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، بقي بن مخلد 368.(5/249)
أبي خيثمة، وكذا قال الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي في الصحابة من أهل حمص واللَّه أعلم.
وقال أبو عمر: وفي الّذي قبله نظر، والاضطراب فيه كثير، وفي «حاشية الاستيعاب» :
هو رجل واحد لا ثلاثة، والأصحّ فيه بالضاد المعجمة.
6930- غطيف «1» :
أو أبو غطيف، ويقال بالضاد المعجمة.
ذكره البغويّ وغيره في الصحابة، وأخرج البغوي، وابن مندة، من طريق مالك بن إسماعيل، وأبو نعيم من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي «2» ، كلاهما عن عبد السلام بن حرب «3» . عن إسحاق، عن «4» عبد اللَّه بن أبي فروة، عن مكحول، عن [....] «5» الخولانيّ، عن غطيف، أو أبي غطيف، صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا في رواية البغوي، وفي رواية الآخر: وله صحبة، ورفعه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: من قال في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه.
لفظ مالك.
وفي رواية سعيد، عن غطيف بن الحارث، أو أبي غطيف. رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرجه الطّبراني من طريق عبدان «6» . فقال أيضا: غضيف، أو أبو غضيف بالضاد المعجمة، وإسحاق متروك. واللَّه المستعان.
الغين بعدها النون
6931
- غنّام بن أوس بن غنّام «7» بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي «8» :
قال الواقديّ وابن الكلبيّ: شهد بدرا. وذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: هو والد عبد اللَّه بن غنّام.
6932 ز- غنّام:،
صحابي من مسلمة الفتح.
__________
(1) أسد الغابة ت (4184) ، تقريب التهذيب 2/ 106، تهذيب التهذيب 9/ 51.
(2) في أ: الأشجعي.
(3) في ب: حارث.
(4) في ب وأسد الغابة: ابن.
(5) بياض في ب: نحو كلمتين.
(6) بياض نحو كلمتين.
(7) في أسد الغابة: ابن غنام بن أوس بن عمرو.
(8) أسد الغابة ت (4186) ، الثقات 3/ 327، أصحاب بدر 245.(5/250)
قرأت بخط الخطيب في المؤتلف، ومن طريق أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، حدّثني عبد اللَّه بن غنّام، عن أبيه، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في اثني عشر ألفا، وقتل من أهل الطائف يوم حنين مثلي ما قتل من قريش يوم بدر، قال: وأخذ كفّا من حصى «1» فرمى به في وجوهنا فانهزمنا.
قلت: فهو والد عبد اللَّه بن غنام الأنصاري.
6933- غنام، والد عبد الرحمن «2» :
ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه في الصحابة،
وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثه: من صام ستة أيام من شوال رواه حاتم بن إسماعيل، عن إسماعيل المؤذن، مولى عبد الرحمن بن غنام، عن عبد الرحمن بن غنّام، عن أبيه.
قلت: ووصله ابن مندة من رواية حاتم، ولفظه: من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام السنة.
وأخرجه أبو نعيم بنحوه ووقع عند البغوي غنام الأنصاري سكن المدينة. وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديث لم يزد على هذا، ولا ذكر الحديث.
وقد تقدّم أنّ بعضهم صحفه، فقال: عنان، بكسر المهملة وتخفيف النون وبعد الألف نون أخرى.
6934 ز- غنام «3» :
ذكر أبو عمر عقب ترجمته ما نصّه: رجل من الصحابة مذكور في أهل بدر، كذا حكاه ابن الأثير ولم يفرده بترجمة، وأظنّه الّذي روى حديثه ...
6935 ز- غنيم بن زهير:
أخو عياض المتقدم.
ذكره الأمويّ في «مغازيه» ، عن عبد اللَّه بن زياد، عن ابن إسحاق، فيمن هاجر إلى الحبشة هو وأخوه عياض واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم ذكر ولده عياض في القسم الأول.
6936- غنيم بن سعد:
والد عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
قال ابن سعد: له صحبة، وهو ممن قدم مع أبي موسى الأشعري.
__________
(1) في أ: حصباء.
(2) أسد الغابة ت (4187) ، تصحيفات المحدثين 728) .
(3) الاستيعاب ت (2088) .(5/251)
6937- غنيم بن عثمان:
ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وله راية «1» . حدث عنه عبد الرحمن بن أبي عوف.
6938
- غني «2» بن قطيب «3» :
ذكره ابن مندة، وقال: شهد فتح مصر، وذكر في الرواية: ولا تعرف له رواية، قاله لي أبو سعيد بن يونس.
الغين بعدها الواو
6939- غورث بن الحارث:
الّذي قال: من يمنعك مني؟ قال: اللَّه. فوضع السيف من يده وأسلم.
قاله البخاريّ من حديث جابر، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه.
ونقلته من خطه، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه.
قال البخاريّ: من حديث جابر، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه.
ونقلته من خطه، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه.
قال البخاريّ: أخرجه من ثلاث طرق: إحداها موصولة. والأخرى معلقة، والأخرى مختصرة جدا، أما الموصولة
فمن طريق الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن جابر- أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل نجد ... فذكر الحديث، وفيه: ثم إذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يدعونا، فجئناه، فإذا عنده أعرابيّ جالس، فقال: إن هذا اخترط سيفي «4» ، وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده مصلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟
قلت: اللَّه، فها هو ذا جالس.
ثم لم يعاقبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يسمّ في هذه الرواية.
وأما المعلقة فقال البخاري عقب هذه: قال أبان: حدثنا يحيى بن أبي سلمة، عن جابر، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بذات الرقاع ... فذكر الحديث بمعناه، وفيه أن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تهدّدوه، وليس فيه تسميته. أيضا.
وأما المختصرة فقال: فقال مسدّد، عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث، ولم يبيّن البخاري ما في مسند أبي بشر.
وقد رويناه في المسند الكبير لمسدد بتمامه، وفيه ما يصرح بعدم إسلام غورث،
__________
(1) في أ: رواية.
(2) أسد الغابة ت (4188) .
(3) في أ: قطب.
(4) اخترط السّيف: سلّه من غمده. اللسان 2/ 1135.(5/252)
وذلك
أنه رواه عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر بطوله، وزاد فيه: إنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال للأعرابي- بعد أن سقط السيف من يده: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ قال: لا، أو تسلم. قال: لا، قال: لا، أو تسلم. قال:
لا، ولكن أعاهدك ألّا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك.
فخلّى سبيله، فجاء إلى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس.
وكذا أخرجه أحمد في مسندة، من طريق أبي عوانة، ذكره الثعلبي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس ... فذكر نحو رواية العسكري عن جابر فيما يتعلق بقدم إسلامه ولكن ساق في القصة أشياء مغايرة لما تقدم من الطريق الصحيحة.
فهذه الطرق ليس فيها أنه أسلم، وكأنّ الذهبي لما رأى ما في ترجمة دعثور بن الحارث الّذي سبق في حرف الدال أنّ الواقدي ذكر له شبها بهذه القصة، وأنه ذكر أنه أسلم، فجمع بين الروايتين، فأثبت إسلام غورث، فإن كان كذلك ففيما صنعه نظر من حيث إنه عزاه للبخاريّ، وليس فيه أنه أسلم، ومن حيث إنه يلزم منه الجزم بكون القصتين واحدة مع احتمال كونهما واقعتين إن كان الواقدي أتقن ما نقل.
وفي الجملة هو على الاحتمال، وقد يتمسك من يثبت إسلامه بقوله: جئتكم من عند خير الناس.
الغين بعدها الياء
6940
- غيلان بن سلمة بن معتّب «1» بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
وسمى أبو عمر «2» جده شرحبيل.
قال البغويّ: سكن الطائف، وقال غيره: وأسلم بعد فتح الطائف، وكان أحد وجوه ثقيف، وأسلم وأولاده: عامر، وعمار، ونافع، وبادية، وقيل: إنه أحد من نزل فيه: عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ، وقد روى عنه ابن عباس شيئا من شعره، قال أبو عمر: هو ممن وفد على كسرى، وله معه خبر ظريف.
قال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني عمي. حدثنا محمد بن سعيد الكراني، حدثنا
__________
(1) أسد الغابة ت (4190) ، الجرح والتعديل 7/ 143، البداية والنهاية 7/ 143، العقد الثمين 716، الأعلمي 23/ 162، التاريخ الصغير 1/ 297.
(2) في الاستيعاب: غيلان بن سلمة بن شرحبيل.(5/253)
العمري، عن العتبي، عن أبيه، قال: كان غيلان بن سلمة وفد على كسرى، فقال له ذات يوم: أيّ ولدك أحبّ إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم»
، فاستحسن ذلك من قوله، ثم قال له: ما غذاؤك في بلدك؟ قال: خبز البر. قال:
عجبت لك هذا العقل.
قال الكرانيّ، عن العمري: وقد روى الهيثم بن عدي هذه القصة أبين من هذه، وساقه بطوله، وفيها: كان أبو سفيان في نفر من قريش ومن ثقيف فوجّهوا بتجارة إلى العراق، فقال لهم أبو سفيان: إنا نقدم على ملك جبّار لم يأذن لنا في دخول بلاده، فأعدّوا له جوابا. فقال غيلان: أنا أكفيكم على أن يكون نصف الربح لي. قالوا: نعم، فتقدم إلى كسرى، وكان جميلا، فقال له الترجمان: يقول لك الملك: كيف قدمتم بلادي بغير إذني؟ فقال: لسنا من أهل عداوتك، ولا تجسّسنا عليك، وإنما جئنا بتجارة، فإن صلحت لك فخذها وإلا فائذن لنا في بيعها، وإن شئت رجعنا بها قال: وسمعت صوت الملك فسجدت، فقيل له: لم سجدت؟ قال: سمعت صوت الملك حيث لا ينبغي أن ترفع الأصوات.
فأعجب كسرى، وأمر أن توضع تحته مرفقة، فرأى عليها صورة كسرى، فوضعها على رأسه، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: رأيت عليها صورة الملك فأجللتها أن أجلس عليها، فاستحسن ذلك أيضا، ثم قال له: ألك ولد؟ قال: نعم. قال: فأيّهم أحبّ إليك؟ قال:
الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. قال: أنت حكيم من قوم لا حكمة فيهم، وأحسن إليه.
وذكرها أبو هلال العسكريّ في «كتاب الأوائل» بغير إسناد أطول مما هنا، فقال:
خرج أبو سفيان بن حرب في جمع من قريش وثقيف يريدون بلاد كسرى بتجارة لهم، فلما ساروا ثلاثا جمعهم أبو سفيان، فقال: إنا في سيرنا «2» هذا لعلى خطر ما قدومنا على ملك لم يأذن لنا بالقدوم عليه؟ وليست بلاده لنا بمتجر، فأيكم يذهب بالعير. فنحن برآء من دمه إن أصيب، وإن يغنم فله نصف الربح. فقال غيلان بن سلمة: أنا أمضي بالعير، وأنشده:
فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت ... عنّي الأمور بأمر ما له طبق
لقال رغب ورهب أنت بينهما ... حبّ الحياة وهول النّفس والشّفق
إمّا مشفّ على مجد ومكرمة ... أو أسوة لك فيمن يهلك الورق «3»
[البسيط]
__________
(1) في الاستيعاب: حتى يئوب.
(2) في أ: مسيرنا.
(3) انظر الأبيات في تاريخ الطبري 6/ 107.(5/254)
فخرج بالعير، وكان أبيض طويلا جعدا، فتخلّق ولبس ثوبين أصفرين، وشهر نفسه، وقعد بباب كسرى، حتى أذن له، فدخل عليه وشبّاك بينه وبينه، فقال الترجمان: يقول لك:
ما أدخلك بلادي بغير إذني؟ فقال: لست من أهل عداوة لك، ولم أكن جاسوسا، وإنما حملت تجارة، فإن أردتها فهي لك، وإن كرهتها رددتها، قال: فإنه ليتكلم إذ سمع صوت كسرى، فخرّ ساجدا، فقال له الترجمان: يقول لك: ما أسجدك؟ قال: سمعت صوتا مرتفعا حيث لا ترتفع الأصوات، فظننته صوت الملك، فسجدت قال: فشكر له ذلك، وأمر بمرفقة فوضعت تحته، فرأى فيها صورة الملك فوضعها على رأسه، فقال له الحاجب: إنما بعثنا بها إليك لتقعد عليها، فقال: قد علمت، ولكني رأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم أعضائي. فقال: ما طعامك في بلادك؟ قال: الخبز. قال: هذا عقل الخبز، ثم اشترى منه التجارة بأضعاف أثمانها، وبعث معه من بنى له أظما بالطائف، فكان أول أطم بني بالطائف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وقال إسحاق بن راهويه في مسندة:
أنبأنا عيسى بن يونس، وإسماعيل، قالا: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه- أنّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، اختر منهن أربعا.
ورواه الترمذي عن هناد، عن عبيدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن معمر، ثم قال:
هكذا رواه معمر.
وسمعت محمدا يقول: هذا غير محفوظ، والصحيح ما رواه شعيب عن الزهري، قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أنّ غيلان ... فذكره.
قلت: رواه جماعة من أهل البصرة عن معمر، وأخرجه أحمد، عن محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى، وإسماعيل بن عليّة، عنه ورواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن ابن عليّة.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق كثير، عن معمر، ويقال: إنّ معمرا حدّث بالبصرة بأحاديث وهم فيها، لكن تابعهم عبد الرزاق.
ورويناه في المعرفة لابن مندة عاليا، قال: أنبأنا محمد بن الحسين، أنبأنا أحمد بن يوسف، حدثنا عبد الرزاق، به، لكن استنكر أبو نعيم ذلك، وقال: إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا، ثم أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه، عن عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري- أنّ غيلان بن سلمة. فذكره.
وروى عن يحيى بن أبي كثير، وهو من شيوخ معمر، عن معمر، أخرجه أبو نعيم من طريقه.(5/255)
ورواه يحيى بن سلام الإفريقي، عن مالك ويحيى بن أبي كثير، عن الزهري أيضا.
والإفريقي ضعيف.
ورواه يحيى بن أبي كثير السقاء، عن الزهري موصولا أيضا، أخرجه أبو نعيم من طريقه ويحيى ضعيف.
وقد كشف مسلم في كتاب «التمييز» عن علّته، وبيّنها بيانا شافيا، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان: أحدهما مرفوع، والآخر موقوف، قال: فأدرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري، قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد- أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة ... الحديث. وأما الموقوف فرواه الزهري، عن سالم، عن أبيه- أنّ غيلان طلّق نساءه في عهد عمر، وقسّم ميراثه بين بنيه ... الحديث.
قلت: وقد أوردت طرق هذين الحديثين في كتابي الّذي في معرفة المدرج. وللَّه الحمد.
وقد أورده ابن إسحاق في مسندة، عن عيسى بن يونس، وابن عليّة، كما أوردناه، وقال بعد قوله أربعا متصلا به، فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه، وقسّم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر، فقال: واللَّه إني لأظنّ الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك، ولا أراك تمكث إلا قليلا، وايم اللَّه لترجعنّ في مالك، وليرجعن نساؤك أو لأورثهنّ منك، ولآمرنّ بقبرك فيرجم كما يرجم قبر أبي رغال.
قلت: ولهذا المدرج طريق أخرى من
رواية سيف بن عبد اللَّه الجرمي، عن سرّار بن مجشّر عن أيوب عن سالم ونافع، عن ابن عمر، قال: أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يمسك منهن أربعا، فلما كان زمن عمر طلقهنّ ... الحديث بتمامه.
وفي إسناده مقال.
وله حديثان آخران غير هذا من رواية بشر بن عاصم،
فأخرج ابن قانع، وأبو نعيم، من طريق معلى بن منصور، أخبرني شبيب بن شيبة، حدثني بشر بن عاصم، عن غيلان بن سلمة الثقفي، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض أسفاره، فقال: لو كنت آمرا أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها.
وبهذا الإسناد قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر، فمررنا(5/256)
بشجرتين، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا غيلان، ائت هاتين الشّجرتين فمر إحداهما تنضمّ إلى الأخرى حتّى أستتر بهما. فانقلعت إحداهما تخذّ الأرض حتّى انضمّت إلى الأخرى» .
وله ذكر في ترجمة نافع مولاه.
ومن أخبار غيلان في الجاهلية ما حكاه أبو سعيد السكري في ديوان شعره- أنّ بني عامر أغاروا على ثقيف بالطائف، فاستنجدت ثقيف ببني نصر بن معاوية، وكانوا حلفاءهم فلم ينجدوهم، فخرجت ثقيف إلى بني عامر، وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة، فقاتلوهم حتى هزموا بني عامر، وفي ذلك يقول غيلان- فذكر شعرا يذكر فيه الوقعة.
مات غيلان في آخر خلافة عمر.
قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : غيلان شريف شاعر أحد حكّام قيس في الجاهلية، وأنشد له:
لم ينتقص منّي المشيب قلامة ... الآن حين بدا ألبّ وأكيس
والشّيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمرا يكون خلاله متنفّس
[الكامل] أخبرني أحمد بن الحسين الزينبي، أنبأنا محمد بن أحمد بن خالد، أنبأنا محمد بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا عبد السلام الزهري، أنبأنا أبو القاسم العكبريّ، أنبأنا أبو القاسم بن اليسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص. حدثنا أحمد بن نصر بن بجير، حدثنا علي بن عثمان النّفيلي، حدثنا المعافى، حدثنا القاسم بن معن، عن الأجلح، عن عكرمة، قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 4]- قال: لا تلبس على معصية، ولا على غدرة، ثم قال ابن عبّاس: سمعت غيلان بن سلمة يقول:
إنّي بحمد اللَّه لا ثوب فاجر ... لبست ولا من غدرة أتقنّع
[الطويل]
6941- غيلان بن عمرو «1» :
له ذكر في حديث رواه عمر بن شبّة في الصحابة له، وابن مندة، من طريق علي بن عراب «2» ، عن عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: هذا ما كتب رسول
__________
(1) أسد الغابة ت (4191) .
(2) في أ: غراب.(5/257)
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لوفد نجران ... فذكر الكتاب، قال: وشهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو.
وذكره أيضا الأموي في المغازي ليونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده ... فذكر قصة أسقف نجران، وإرسالهم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومصالحتهم له، وكتابه لهم بذلك، وفي آخره: شهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو، ومالك بن عوف من بني نصر، والأقرع بن حابس، والمغيرة، وليث.
6942- غيلان الثقفي:
ما أدري هو ابن سلمة أو غيره؟
ذكر عبد الحق في الأحكام، عن إسرائيل، عن عمر بن عبد اللَّه بن يعلى، عن حكيمة عن أبيها، عن غيلان الثقفي- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من التقط لقطة درهما أو حبلا فليعرّفه ثلاثة أيام ... » الحديث.
6943
- غيلان «1» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
ذكره ابن السّكن، وقال: روي عنه حديث واحد مخرجه عند أهل الرّقة،
ثم روي من طريق عياض بن محمد حدثنا جعفر بن برقان، عن داود بن عراد من بني عبادة بن عبيد، عن غيلان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يخرج الدجّال فيدعو الناس إلى العدل وإلى الحق فيما يرون، فلا يبقى مؤمن ولا كافر إلا اتبعه، وهم لا يعرفونه، فبينما المؤمنون في همّ من ذلك إذ خسفت عينه، وظهر بين عينيه «كافر» يقرؤه كلّ مؤمن، فعند ذلك فارقه المؤمنون، واتّبعه الكافرون.
القسم الثاني
الغين بعدها النون
6944 ز- غنيم بن قيس المازني «2» :
قال ابن ماكولا، تبعا لعبد الغني بن سعيد: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ورآه.
__________
(1) أسد الغابة ت (4192) .
(2) أسد الغابة ت (4189) ، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 123- الطبقات لخليفة 193- التاريخ لخليفة 292- التاريخ الكبير 7/ 110- التاريخ لابن معين 2/ 469- الجرح والتعديل 7/ 58- الكنى والأسماء 2/ 46- كتاب المراسيل 165- الكاشف 2/ 323- تهذيب التهذيب 8/ 251- تقريب التهذيب 2/ 106- جامع التحصيل 308- تاريخ الإسلام 3/ 451.(5/258)
وروى عن سعد بن أبي وقاص وغيره، وكذا ذكره ابن فتحون. وقال ابن مندة: روى عنه جناح «1» ، ولا تصحّ له صحبة ولا رؤية.
قلت: حديثه عن الصحابة في مسلم وغيره، ويقال له أيضا الكعبي، وكنيته أبو العنبر، وله رواية أيضا عن أبيه، وله صحبة، وعن أبي موسى الأشعري، وابن عمر.
روى عنه سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وخالد الحذّاء، وأبو السليل وآخرون.
ووثّقه ابن سعد، والنّسائيّ، وابن حبّان، وقال: مات سنة تسعين من الهجرة.
وفي الجعديات عن شعبة، عن سعيد الجريريّ، سمعت غنيم بن قيس، قال: كنا نتواعظ في أول الإسلام: ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك، وفي شبابك لكبرك، وفي صحتك لمرضك، وفي دنياك لآخرتك، وفي حياتك لموتك.
وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن الوضاح، عن عاصم الأحول، قال: قال غنيم بن قيس أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنهضنا من الاحوية، فقلنا: بأبينا وأمّنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقلت:
ألا لي الويل على محمّد ... قد كنت في حياته بمقعد
وفي أمان من عدوّ معتدي «2»
[الرجز] وأخرج أبو بكر بن أبي على هذه القصة من طريق صدقة بن عبد اللَّه المازني، عن جناح بن غنيم بن قيس، عن أبيه، قال: أذكر موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أشرف علينا رجل، فقال ... فذكر الشعر.
ورواه شعبة، عن عاصم الأحول، عن غنيم بن قيس، قال: أحفظ من أبي كلمات قالهن لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه أبو نعيم.
القسم الثالث
العين بعدها الألف
6945 ز- غاضرة:
سمع عمر. تقدم في الأول.
__________
(1) في أسد الغابة: ابنه جناح.
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4189) .(5/259)
6946- غالب بن بشر الأسدي «1» .
أحد من انحاز عن طليحة بن خويلد حال الردة. من حكماء بني أسد وأشرافهم.
ذكره وثيمة في «كتاب الردة» ، واستدركه ابن فتحون.
6947 ز- غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي الداريّ:،
والد الفرزدق الشاعر.
لأبيه صحبة، ولغالب إدراك، لأن الفرزدق ولد أيام عمر، وقال الشعر الجيد في أيام علي، وسيأتي ذلك مع مزيد عليه في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى في القسم الأخير من حرف الفاء.
وفي التاريخ المظفري، عمّر غالب بن صعصعة، ولقي عليا بالبصرة، وأدخل عليه الفرزدق وكان مشهورا بالجود، فيقال: إن نفرا من بني كلب تراهنوا على أن يقصدوا نفرا سمّوهم، فمن أعطى ولم يسأل سائله من هو فهو أكرمهم، فاختاروا عمرو بن السّليل الشيبانيّ، وطلبة بن قيس بن عاصم، وغالب بن صعصعة، فأتوا عمرا وطلبة، فقالا: من أنتم؟ ثم أتوا غالبا فأعطاهم ولم يسألهم، فأخذ صاحب غالب الرهن. وقد مضى له ذكر في ترجمة سحيم بن وثيل اليربوعي في قصة مفاخرته له في نحر الإبل في خلافة عثمان.
وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده، وفي ترجمة هنيدة بنت صعصعة أخته.
الغين بعدها الراء والزاي
6948 ز- غرقدة:
غير منسوب.
له إدراك، ذكر الطبري في «تاريخه» أنّ المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم إلّا رجلا من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو إليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبره.
6949- غزال الهمدانيّ.
أنشد له سيف في الردة شعرا يهجو به الأسود العنسيّ الكذاب، ويمدح الذين قتلوه منه:
يا ليت شعري، والتّلهّف حسرة ... أن لا أكون وليته برجالي
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (4170) .(5/260)
6950- الغرور بن النعمان بن المنذر اللخمي:
كان أبوه ملك الحيرة، وهو مشهور، وأسلم الغرور، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام.
قال وثيمة في كتاب «الردة» كان اسمه المنذر ولقبه الغرور، ويقال: هو اسمه، وكان يقول بعد أن أسلم: لست الغرور، ولكني المغرور.
وقال سيف في «الفتوح» : خرج الحطيم في بني قيس بن ثعلبة، فجمع من ارتد وأرسل إلى الغرور بن سويد بن المنذر ابن أخي النعمان، فقال له: إن غلبت ملّكتك البحرين حتى تكون كالنعمان بالحيرة.
الغين بعدها السين
6951- غسان بن حبيش:
أو حبش الأسدي «1» ، هكذا أورده ابن الأثير، وعزاه لابن الدباغ.
وقد ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن انحاز عن طليحة مع غالب بن بشر المذكور هو وأخوه عبد الرحمن ووالدهما حبيش، وقد مضى خبر حبيش في ترجمته. واستدركه ابن فتحون.
الغين بعدها الطاء
6952- غطيف بن حارثة
بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن عامر بن كنانة بن حسل اليشكري:، أبو كاهل، والد سويد بن أبي كاهل.
ذكره المرزباني في «المعجم» ، وقال: مخضرم وأنشد له شعرا.
القسم الرابع
الغين بعدها الراء
6953
- عرفة «2» بن مالك الأزدي:،
أخو عبد الرحمن «3» .
صحفه بعض من صنّف في الصحابة من المتأخرين، فذكره بالغين المعجمة، وإنما هو
__________
(1) أسد الغابة ت (4178) .
(2) في أ: غرفة.
(3) أسد الغابة ت (4173) .(5/261)
بالعين المهملة والراء ثم الواو. وقد تقدم في عروة بن مالك على الصواب.
6954- عرقدة، والد شبيب «1» .
ذكر في الصحابة ولا يصحّ، هكذا قال ابن مندة.
وقال أبو موسى في الذيل: لم يورد أبو عبد اللَّه حديثه،
وأورده أبو بكر بن أبي علي، من طريق زكريا بن عدي، عن سلام، عن شبيب بن غرقدة، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يجني جان إلّا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده» «2» .
قلت: وهذا غلط نشأ عن إسقاط، وذلك أن شبيب بن غرقدة إمّا «3» رواه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، فسقط سليمان من هذه الرواية، فصار الضمير في قوله: «عن أبيه» يعود على شبيب، وليس كذلك.
وقد رواه ابن ماجة، من طريق زياد بن علاقة، عن شبيب على الصواب، وذكر المتن بهذه الألفاظ، وكذا رواه الترمذي في حديث طويل، وأورد أبو داود والنسائي بعض الحديث مفرقا من طريق أبي الأحوص، عن زياد، وأبو الأحوص المذكور هو سلام بن سليم المذكور في رواية زكريا بن عدي.
وذكره ابن قانع في الصّحابة أيضا في أول حرف الغين المعجمة، وأتى بغلط آخر أفحش من الأول، قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا مسدّد، حدثنا ابن عيينة، عن شبيب بن غرقدة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أعطاه دينارا ليشتري به أضحية، أو قال: شاة، فاشترى شاتين ... الحديث.
قال ابن قانع: كذا قال، وهو تصحيف، وإنما هو عن عروة، لا عن غرقدة.
قلت: وهذا الحديث في صحيح البخاري من حديث سفيان بن عيينة، لكنه عن عروة بن الجعد. والحديث مشهور من حديثه.
وقد بينت في شرح البخاري السبب في إخراج البخاري له مع أنه عن الحي ولا يعرف أحوالهم. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (4175) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 499، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص بلفظة، والطبراني في الكبير 17/ 32، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40106.
(3) في أ: إنما.(5/262)
الغين بعدها الزاي
6955 ز- غزيّة بن الحارث.
ذكره أبو صالح المؤذّن في الصحابة، وقال: له صحبة. سكن مصر.
روى عنه كعب بن علقمة حديثا طويلا، كذا ذكره في كتاب من لم يرو عنه إلا واحد، وأخطأ فيه من وجهين: أحدهما أنه صحّف اسمه، وإنما هو عرفة، بالراء والفاء المفتوحتين، لا غزيّة، بكسر الزاي وتشديد «1» التحتانية. ثانيهما في ادّعائه أنّ كعب بن علقمة تفرّد بالرواية عنه، وليس كذلك، فقد روى عنه أيضا عبد اللَّه بن الحارث الأزدي حديثه عنه في سنن أبي داود. وأما حديث كعب بن علقمة عنه فقد رواه البخاري في تاريخه، عن نعيم بن حماد، عن عبد اللَّه بن المبارك، عن حرملة بن عمران، حدثني كعب بن علقمة- أن عرفة بن الحارث الكندي، وكانت له صحبة، مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام، فذكر النصراني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتناوله فضربه عرفة فدقّ أنفه، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص، فأرسل إليه: إنا قد أعطيناهم العهد، فقال: معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال عمرو: صدقت.
وإسناده صحيح، وهو معروف، رواه عبد اللَّه بن صالح، عن حرملة بن عمران أيضا.
أخرجه الطبراني عن مطلب عنه.
6956 ز- غزيّة بن سواد.
مذكور في حاشية «الاستيعاب» في باب غزيّة، قال: هو الّذي أقاده النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم من نفسه في كتاب الليث عن ابن الهاد، ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف في باب سواد، وفي باب غزيّة.
قلت: وهو مقلوب، وإنما هو سواد بن غزية، وقد مرّ الحديث في ترجمته في حرف السين المهملة مخرجا من سيرة ابن إسحاق، وكتب صاحب الحاشية قصته قبالة ترجمته من الاستيعاب منسوبا إلى تخريج ابن إسحاق على الصواب.
الغين بعدها الشين
6957- غشمير بن خرشة القارئ «2» .
__________
(1) في أ: وتشديد المثناة التحتانية.
(2) أسد الغابة ت (4180) ، الاستيعاب ت (2089) .(5/263)
ذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق أن له صحبة، قال: وهو قاتل عصماء بنت مروان اليهودية التي كانت تهجو النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. واستدركه ابن الأمين.
قال ابن دريد: وغشمير: فعليل من الغشمرة، وهو أخذك الشيء بالغلبة.
قلت: صحّفه أبو بكر، ثم تكلف تفسيره، وإنما هو عمير لا شك فيه ولا ريب، وهو عمير بن خرشة بن عدي القارئ، بالهمزة، كما تقدم على الصواب في ترجمته.
الغين بعدها الضاد
6958- غضيف بن الحارث الكندي «1» :.
تابعي معروف. حدث عن الصحابة في السنن، وقد تقدم التنبيه عليه في القسم الأول.
وفرّق ابن عبد البرّ بين غضيف بن الحارث الكندي هذا، وبين غضيف بن الحارث الأول، فأجاد، لكن لم يحك خلافا في كون هذا صحابيّا أم لا، فلم يعمل في ذلك شيئا.
الغين بعدها الطاء
6959- غطيف بن أبي سفيان «2» .
ذكره البغويّ في الصحابة. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح عداده في التابعين،
ثم روى هو والبغوي، من طريق بقية، حدثنا معاوية بن يحيى، عن سعيد بن السائب، وفي رواية البغوي سليمان بن سعيد بن السائب: سمعت غطيف بن أبي سفيان يذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: سيكون بعدي أئمة يسألونكم غير الحق، فأعطوهم ما يسألونكم، واللَّه الموعد.
وذكره ابن الجوزيّ في «الضّعفاء» فيمن اختلف في صحبته.
وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل» : سألت أبي وأبا زرعة عنه، فقالا: هو تابعي.
قلت: ذكر ابن حبان في التابعين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومائة، فبهذا لا تصحّ له صحبة ولا إدراك.
وله حديث آخر مرسل رواه الحسن بن سفيان في مسندة، عن الفضل بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحكم بن هشام، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أسد الغابة ت (4182) ، الاستيعاب ت (2085) .
(2) أسد الغابة ت (4185) .(5/264)
وآله وسلم: «أيّما امرأة ماتت جمعا «1» لم تطمث دخلت الجنّة» .
هكذا أورده أبو نعيم في ترجمة هذا، وفرّق البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم بين غطيف بن أبي غطيف بن «2» أبي سفيان، شيخ سعيد بن السائب، وبين راوي هذا الحديث، فقال: غطيف بن سفيان روى عنه الحكم بن هشام لم يزد على ذلك.
الغين بعدها الميم والنون
6960
ز- غنيم «3» بن كليب الجمحيّ.
ذكره خلف بن القاسم شيخ ابن عبد البر، واستدركه على أبي علي بن السكن،
وكتب بخطه حاشية على كتابه، قال: أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بمكة، حدثنا أبي، حدثنا المفضل بن محمد الجندي، حدثنا ثابت بن معاذ، حدثنا عبد المجيد: قال: ذكر ابن جريج عن أبي دعثم، واسمه غثيم بن كليب الجمحيّ، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجته، ودفع من عرفة إلى جمع، والنار توقد بالمزدلفة، وهو يرميها «4» حتى نزل قريبا [منها] «5» .
قلت: وهو غلط من أوجه: الأول أنه عثيم بالعين المهملة والثاء المثلثة لا بالغين المعجمة والنون «6» ، كذلك ضبطه البخاري، والدار الدّارقطنيّ، وعبد الغني وغيرهم. الثاني أنه جهمي لا جمحي، الثالث أنه غنيم بن كثير بن كليب، نسب في هذه الرواية إلى جده. الرابع أنه من أتباع التابعين لا من الصحابة ولا من التابعين، وإنما روى عن أبيه عن جده هذا الحديث وغيره. الخامس أن ابن جريج ما سمع من غنيم هذا، وإنما روى عنه بواسطة، ففي سنن أبي داود، من طريق ابن جريج، أخبرت عن غنيم بن كثير بن كليب ... فذكر حديثا.
ووقع لنا ذلك الحديث، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن غنيم، فكأنه شيخ ابن جريج فيه. ويجوز أن يكون ابن جريج لقي غنما وحدّث عن واحد عنه.
الغين بعدها الميم
6961- غمر الجمحيّ.
ذكره ابن شاهين في آخر حرف الغين المعجمة من كتاب الصحابة، ورأيته مضبوطا
__________
(1) أي تموت بكرا. النهاية 1/ 296.
(2) سقط في أ.
(3) في المغازي: سماه عييم بن جبير بن كليب.
(4) في المغازي: وهو يؤمها.
(5) سقط في أ.
(6) ولا تصغير فيه كذلك.(5/265)
بخط من كتب عنه بفتح الغين وسكون الميم.
وأخرج من طريق بقية عن بحير بن سعد، عن خالد بن سعدان، عن جبير بن نفير، عن عمرو الجمحيّ- أنه حدثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا استعمله ... » «1» الحديث.
قال ابن شاهين: وقال آخرون: غمر بضم الغين المهملة وفتح الميم.
قلت: وهو غلط على غلط، والصواب عمرو بن الحمق، كما بيّنته فيما مضى.
6962 ز- غنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة:.
استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عنمة، بالمهملة، كذلك قيده الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف والمختلف، وذكر أنّ له حديثا في المسح على الخفين، نبّه على ذلك ابن فتحون. وذكر الرشاطي في الأنساب أنّ ابن فتحون ذكره بالغين المعجمة، وتعقبه بكلام الدار الدّارقطنيّ، ويحتاج هذا إلى تحرير. والصواب بالعين المهملة.
واللَّه أعلم.
الغين بعدها الياء
6963 ز- غيلان بن جامع.
ذكر أبو حاتم في ترجمة غيلان بن جامع بن راشد المحاربي الكوفي القاضي المشهور- أنّ بعضهم روى من طريقه حديثا مرسلا. وفرّق بينهما، كأنه ظنه صحابيا آخر لكونه من رواية إسماعيل بن أبي خالد، وهو تابعي، وهو أكبر من المحاربي، قال أبو حاتم: وهو عندي واحد.
قلت: وغيلان جلّ روايته عن أوساط التابعين، كأبي إسحاق السّبيعي، ولم يدرك أحدا من الصحابة، وأكبر شيخ له أبو وائل بن سلمة أحد المخضرمين، ثم راجعت تاريخ البخاري فعرفت أنه المراد بقول أبي حاتم بعضهم، لكن لم يقل البخاري غيلان بن جامع، وإنما قال: غيلان روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، ذكره بغير ترجمة غيلان بن جامع وغيره ممّن اسمه غيلان، فهو عنده آخر غير معروف.
__________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 3/ 393 في كتاب القدر باب 8. حديث رقم 2142، وقال هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند 4/ 135، الحاكم في المستدرك 1/ 340 والهيثمي في الزوائد 7/ 214، 215. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30764، 430766، 30795.(5/266)
حرف الفاء
القسم الأول
الفاء بعدها الألف
6964- فاتك بن عمرو الخطميّ «1» .
ذكره أبو نعيم، وروى من طريق عمرو بن مالك الراسبي، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الحليس بن عمرو، عن بنت الفارعة، عن جدها فاتك بن عمرو الخطميّ، قال: عرضت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رقية العين، فأذن لي فيها، ودعا لي بالبركة، وهي من كل شيء، بسم اللَّه، وباللَّه، أعيذك باللَّه من شر ما ذر أو برأ، ومن شر ما اعتريت واعتراك، واللَّه ربّي شفاك، وأعيذك باللَّه من شر ملقح ومحيل يعني من يولد ومن لا يولد.
وقال أبو موسى: روى إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز، عن الحليس، عن أمه، عن جدها حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني- أنه عرض على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكره.
قلت: فضيل أقوى من إبراهيم، ويحتمل التعدد.
6965- فاتك، غير منسوب «2» .
روى الطبراني، والباوردي، وابن عدي، وغيرهم، من طريق زيد بن الحريش، عن عبيد اللَّه بن عمر «3» ، عن أيوب، وعن نافع، عن ابن عمر، قال: أتي النبي صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أسد الغابة ت (4194) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4.
(2) أسد الغابة ت (4196) .
(3) في أسد الغابة: عمرو.(5/267)
وآله وسلم بسارق، فقطعه، وكان غريبا، في شدة البرد، فقام رجل يقال له فاتك فضرب عليه خيمة وأوقد له نويرة، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبر بذلك، فقال: اللَّهمّ اغفر لفاتك كما آوى عبدك هذا المصاب.
6966
- الفاكه بن بشر «1» بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزّرقيّ:
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
6967
- الفاكه بن سعد «2» بن حبتر بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي الخطميّ:
قال ابن مندة: يكنى أبا عقبة، له صحبة.
روى عنه ابنه عقبة، ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة، وقتل بها، وله حديث في سنن ابن ماجة بسند ضعيف في الغسل يوم الفطر.
روى عنه ابن ابنه عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه.
والفاكه بكسر الكاف بعدها هاء أصلية.
قال ابن سعد: أنصاري، صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
وأخرج البغوي، والباوردي، من طريق أبي جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه الأنصاري، عن جده الفاكه بن سعد، وله صحبة، كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يغتسل يوم الجمعة.
ووقع في «الاستيعاب» : روى أبو جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن سعد بن الفاكه ابن سعد، عن أبيه، عن جده ... فذكر الحديث، وتبع في ذلك ابن أبي حاتم.
وهو وهم في موضعين ... في تسمية والد عبد الرحمن سعدا، وإنما هو عقبة، وزيادة قوله: عن أبيه في السند، وكذلك أخرجه الباوردي من وجه آخر، عن أبي جعفر، لكن قال: عن عبد اللَّه بن عقبة، عن جده، بدل عبد الرحمن، فقال: عبد اللَّه.
__________
(1) أسد الغابة ت (4197) ، الاستيعاب ت (2091) .
(2) أسد الغابة ت (4198) ، الاستيعاب (2092) ، الثقات 3/ 333، الكاشف 2/ 378، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب التهذيب 2/ 107، الجرح والتعديل 7/ 523، تهذيب التهذيب 8/ 255، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 340، الطبقات الكبرى 7/ 77، الطبقات 83، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4، تهذيب الكمال 2/ 1091، بقي بن مخلد 943.(5/268)
وحبتر: بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة ثم راء. ووقع في الاستيعاب جبر، بفتح الجيم وموحدة ساكنة ثم راء، وهو تصحيف.
6968- الفاكه بن السكن:
بن خنساء بن كعب بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي» .
قال ابن الكلبيّ: شهد ما بعد بدر من المشاهد، وكان فارس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويقال: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سماه المؤمن في قصة جرت له.
6969- الفاكه بن عمرو الداريّ «2» :
من رهط تميم الداريّ.
قال جعفر المستغفري: له صحبة، وكذا قال ابن حبان، وزاد ابن عم تميم الداريّ سكن بيت جبرين، من فلسطين وبها مات.
6970- الفاكه
بن النعمان الداريّ «3» ، من رهط تميم الداريّ أيضا.
ذكره المستغفريّ، وروى من طريق ابن إسحاق أنه من جملة البدريين الذين أوصى بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وذكره أيضا الواقديّ، والطّبريّ، وقال: هو فاكه بن النعمان بن جبلة بن ضفارة بن ربيعة بن دارع بن عديّ بن الدار.
وقد تقدّم في ترجمة الطيّب أن اسم هذا رفاعة، واللَّه أعلم.
6971- فائد بن عمارة:
بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ابن أخي خالد بن الوليد.
يأتي ما يدلّ على أن له صحبة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة.
6972- فائد، مولى بن عبد اللَّه بن سلام.
أخرج له المفيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ حديثا من طريق إبراهيم بن عمرو، عمن حدثه، عن فائد مولى عبد اللَّه بن سلام، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الجحفة في غزوة الحديبيّة، فلم يجد بها ماء، فبعث سعد بن مالك، فرجع بالروايا واعتذر، فبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليّا فلم يرجع حتى ملأها.
الفاء بعدها التاء
6973- فتح، غلام تميم:
الداريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4199) .
(2) أسد الغابة ت (4200) ، الثقات 3/ 332، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4.
(3) أسد الغابة ت (4201) .(5/269)
رأيته بخط الخطيب بسكون المثناة من تحت بعدها مهملة، وقد تقدم في سراقة.
الفاء بعدها الجيم
6974- الفجيع:
بجيم مصغرا «1» ، ابن عبد اللَّه بن جندع- بضم الجيم والدال وسكون النون بينهما وآخره مهملة، ابن البكاء، واسمه ربيعة بن عمرو «2» بن ربيعة بن عامر بن صعصعة البكائي.
قال البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان، له صحبة.
وقال ابن أبي حاتم: أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كوفي وذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين. وقال البغويّ: سكن الكوفة.
وله حديث في سنن أبي داود بإسناد لا بأس به في سؤاله ما يحلّ من الميتة وأخرجه البخاري في التاريخ عنه، والبغوي من طريقه.
وله حديث آخر رواه ابن أبي عاصم في «الوحدان» من طريق أبي نعيم، قال: أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء البكائي كتابا فقال: اكتبوه ولم يمله علينا. وزعم أنّ بنت الفجيع حدثته به، فإذا فيه: هذا كتاب من محمد النبي للفجيع، ومن تبعه، ومن أسلم وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأطاع اللَّه ورسوله، وأعطى من المغنم خمس اللَّه، ونصر نبي اللَّه، وفارق المشركين فهو آمن بأمان اللَّه عز وجل وأمان محمد.
ورواه ابن شاهين، من طريق عبد الرحيم بن زيد البارقي، عن عقبة بن وهب البكائي، عن الفجيع نحوه.
وأشار ابن الكلبيّ إلى هذا الحديث، فقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له كتابا، فهو عندهم.
وقد تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي في القسم الأول أيضا.
الفاء بعدها الدال
6975 ز- فدفد:
بن خنافة البكري.
__________
(1) أسد الغابة ت (4202) ، الاستيعاب ت (2112) ، الثقات 3/ 334، الكاشف 2/ 378، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب التهذيب 2/ 107، الجرح والتعديل 7/ 522، تهذيب التهذيب 8/ 257، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، الطبقات الكبرى 6/ 46، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 340، التاريخ الكبير 7/ 137، تهذيب الكمال 2/ 1092، بقي بن مخلد 822.
(2) في أسد الغابة: عامر.(5/270)
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له، فقال: قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان بمكة، وكان فدفد فاتك بني بكر، فاتّفق مع أبي سفيان على قتل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعشرين ناقة، ودفع إليه خنجرا مسموما، قال فدفد: خرجت من عند أبي سفيان وأنا نشوان. فلما صحوت فكّرت في عظيم ما أقدمت عليه، فسرت حتى إذا كنت بالرّوحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع أخفاف الناقة، فلاح لي وميض البرق، وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول:
رسول أتى من عند ذي العرش صادقا ... على طرق الخيرات للنّاس واقف
[الطويل] فظننته بعض السيارة، وقصدت الصوت، فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حسّ، فقفّ شعري، وعلمت أنه بعض الجنّ، فأنشأت أقول:
لك الخير قد أسمعتني قول هاتف ... ونبّهت حوسا قلبه غير خائف
[الطويل] فأجابني وكأنه تحت ناقتي:
لحا اللَّه أقواما أرادوا محمّدا ... بسوء ولا أسقاهم صوب ماطر
عكوفا على الأوثان لا يتركونها ... وقد أمّ دين اللَّه أهل البصائر
[الطويل] فمضيت لوجهي، وفيّ ما سمعت،
فأصبت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بني عبد الأشهل يتحدّث، وقد أخبرهم عن كل ما اتفق، وقال: سيطلع عليكم الآن، فلا تهيجوه، وكنت لا أعرفه، فقلت لصبي: أين هو محمد القرشي الّذي قدم عليكم؟ فنظر إليّ متكرّها، وقال: ويلك! ثكلتك أمك! لولا أنك غريب جاهل لأمرت بقتلك! ألا تقول: أين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هو ذاك عند النخلة العوجاء عند أصحابه، فائته فإنك إذا رأيته أكبرته، وشهدت بتصديقه، وعلمت أنك لم تر قبله مثله،
قال: فنزلت عن راحلتي، ثم أتيته، فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف، ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت، وهو القائل:
ألا أبلغا صخر بن حرب رسالة ... بأنّي رأيت الحقّ عند ابن هاشم
رأيت امرأ يدعو إلى البرّ والتّقي ... عليما بأحكام الهدى غير ظالم
فأخبرني بالغيب عمّا رأيته ... وأسررته من معشر في مكاتم
[الطويل](5/271)
6976 ز- فديك:
حكى السهيليّ أنه كان أمير السرية التي قتل فيها أسامة بن زيد الرجل الّذي أظهر الإسلام، وقال غيره: اسمه قليب، وسيأتي.
6977- فديك بن عمرو السلاماني «1» .
تقدم ذكره وحديثه في ترجمة أبيه حبيب، وقيل: فريك بالراء بدل الدال، قاله الطبري، وقيل فويك بالواو، قاله البغويّ، وأبو الفتح الأزدي، وابن شاهين، وجعفر المستغفريّ، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم. وقال ابن فتحون: رأيته في كتب ابن أبي حاتم وابن السكن بالواو.
6978- فديك الزبيدي «2» .
ويقال العقيلي، وهو أشبه، والد بشير بن فديك، وجدّ صالح بن بشير بن فديك، تقدم ذكره وحديثه في القسم الرابع. وقال البخاري: فديك صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم ذكر عن الأوزاعي، وعن الزبيري، كلاهما عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، قال: خرج فديك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر الحديث في الهجرة وذكر ابن أبي حاتم نحوه.
وقال البغويّ: سكن المدينة، وذكره ابن حبّان، فقال: حديثه عند ولده، وقال ابن السكن: يقال إن فديكا وابنه بشيرا جميعا صحبا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
الفاء بعدها الراء
6979- فرات:
بن ثعلبة البهراني «3» يأتي في الثالث.
6980- فرات بن حيان
بن ثعلبة «4» بن عبد العزى بن حبيب بن حية بن ربيعة بن صعب بن عجل بن لجيم الربعي اليشكري ثم العجليّ، حليف بني سهم.
ووقع في سياق نسبه عند أبي عمر سعد بدل صعب، وهو وهم.
__________
(1) الجرح والتعديل 506، الثقات 3/ 344، أسد الغابة ت (4204) .
(2) أسد الغابة ت (4203) ، الاستيعاب ت (2113) .
(3) أسد الغابة ت (4206) ، الاستيعاب ت (2093) .
(4) أسد الغابة ت (4205) ، الاستيعاب ت (2094) ، الثقات 3/ 333، تقريب التهذيب 2/ 107، الكاشف 2/ 379، الجرح والتعديل 7/ 449، 450، تهذيب التهذيب 8/ 258، ثقات 2/ 297، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 332، الطبقات 65، 132، الطبقات الكبرى 6/ 40، المصباح المضيء 1/ 312، حلية الأولياء 2/ 17، التاريخ الكبير 7/ 128، تهذيب الكمال 2/ 1092، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، جامع التحصيل 308، الإكمال 2/ 325، دائرة معارف الأعلمي 23/ 185، بقي بن مخلد 474.(5/272)
قال البخاريّ، وتبعه أبو حاتم: كان هاجر إلى النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم، زاد أبو حاتم أنه كوفيّ. وقال البغويّ: سكن الكوفة، وابتنى بها دارا، وله عقب بالكوفة، وأقطعه أرضا بالبحرين.
وقال ابن السّكن: له صحبة. وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، وقال: نزل الكوفة،
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: إنّ منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم، منهم فرات بن حيان.
أخرجه أبو داود، والبخاري في التاريخ، وفيه قصة.
وروى عنه حارثة بن مضرّب، وقيس بن زهير، والحسن البصري، وكان عينا لأبي سفيان في حروبه، ثم أسلم فحسن إسلامه.
وقال المرزبانيّ: كان ممن هجا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم مدحه فقبل مدحه «1» .
وقال ابن حبّان: كان من أهدى الناس بالطريق، وأسند ابن السّكن من طريق صدقة بن أبي عمران، عن أبي إسحاق، عن عدي بن حاتم- أنّ فرات بن حيان أسلم، وفقه في الدين، وأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أرضا باليمامة تغلّ أربعة آلاف ومائتين.
وذكر سيف في الفتوح من طريق أحمد بن فرات بن حيان، قال: خرج أبو هريرة، وفرات بن حيان، والرّجّال بن عنفوة من عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد، وإن معه لقفا غادر» .
قال: فبلغنا ذلك، فما آمنّا حتى صنع الرجّال ما صنع، ثم قتل فخرّ أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين شكرا للَّه عز وجل.
قلت: وكان الرجّال ارتدّ وافتتن بمسيلمة، وقتل معه كافرا.
وقال أبو العبّاس بن عقدة الحافظ: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عتبة، حدثنا موسى بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأشهل، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب، عن عليّ: أتي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بفرات بن حيان يوم الخندق، وكان عينا للمشركين، فأمر بقتله، فقال: إني مسلم، فقال: إن منكم من أتألّفهم على الإسلام وأكله إلى إيمانه، منهم فرات بن حيان.
__________
(1) في أ: مديحه.(5/273)
ومضى له ذكر في ترجمة أويس القرني، وله ذكر في ترجمة حنظلة بن الربيع.
6981- فراس:
بن حابس التميمي «1» ، أخو الأقرع. وقيل اسم الأقرع أيضا فراس.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عيينة بن حصن بن حذيفة في سرية إلى بني العنبر، فأصاب منهم رجالا ونساء، فخرج منهم رجال من بني تميم حتى قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «2» [منهم الأقرع، وفراس ابنا حابس ... فذكر القصة] «3» .
[وقال ابن عبد البرّ، عن أنس: أظنه من بني العنبر قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني تميم] «4» .
قلت: وليس هو من بني العنبر، بل قدم بسببهم كما ذكر ابن إسحاق.
6982- فراس:
هو الأقرع التميمي، [من بني تميم] «5» .
جزم بذلك المرزباني، وقبله ابن دريد، وتقدم ذلك في الألف.
6983- فراس بن عمرو الكناني «6» ،
ثم الليثي.
قال ابن حبّان: له صحبة، وقال غيره: له رؤية، ولأبيه صحبة.
وروى الباوردي، وابن مندة، من طريق أبي «7» يحيى التيمي- وهو إسماعيل بن يحيى أحد الكذابين، قال: حدثني يوسف «8» بن هارون، عن أبي الطفيل- أن رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو أصابه صداع شديد، فذهب به أبوه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فشكا إليه الصداع الّذي به، فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فراسا فأجلسه بين يديه، وأخذ جلدة ما بين عينيه فمدّها، فنبتت في موضع أصابعه من جبين فراس شعرة، فذهب عنه الصداع، فلم يصدع، زاد الباوردي في روايته: قال أبو الطّفيل: فأراد أن
__________
(1) أسد الغابة ت (4207) ، الاستيعاب ت (2114) .
(2) في أ: وسلم في وفد بني تميم.
(3) سقط في أ.
(4) سقط في أ.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (4209) ، الثقات 3/ 332، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5.
(7) في أ: ابن.
(8) في أ: سيف.(5/274)
يخرج مع الخوارج يوم حروراء فأوثقه أبوه رباطا، فسقطت الشعرة التي بين عينيه، ففزع لذلك، وأحدث توبة.
قال أبو الطّفيل: فلما تاب نبتت. قال: ورأيتها قد سقطت، ثم رأيتها بعد نبتت.
ورواه بزيادة محمد بن قدامة المروزي في كتاب أخبار الخوارج له من هذا الطريق.
6984- فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبدري، يكنى أبا الحارث «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، وقتل يوم اليرموك شهيدا، وأما أبوه فقتل يوم بدر كافرا.
6985- فراس الخزاعي.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: هو حجازي مخضرم، يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وأنشد له شعرا يدلّ على أن له صحبة، وهو قوله:
إذا ما رسول اللَّه فينا رأيتنا ... كلجّة بحر عام فيها سريرها
وإن جوزيت كعب فإنّ محمّدا ... لها ناصر عزّت وعزّ نصيرها
[الطويل] وذكر الواقديّ عن حزام بن هشام الخزاعي، عن أبيه- أن خالد بن الوليد كان يتمثّل بهذه الأبيات يوم فتح مكة، لكن الواقدي عزاها لخارجة بن خويلد الكعبي، وتبعه ابن سعد على ذلك.
6986 ز- فراس:
له صحبة،
قاله البخاري، ثم روى عن أبي صالح، قال: حدثني الليث، حدثني جعفر، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي أنه قال: أخبرني ابن الفراس أن الفراسي قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أأسأل يا نبي اللَّه؟ قال: إن كنت لا بد سائلا فاسأل الصالحين.
هكذا رأيته في نسخة قديمة من تاريخ البخاري في حرف الفاء، وكذا ذكر ابن السكن أنّ البخاري سماه فراسا. قال: وقال غيره: الفراسي من بني فراس بن مالك بن كنانة، ولا يوقف على اسمه، ومخرج حديثه عن أهل مصر، وذكره البغويّ وابن حبّان بلفظ النسب كما هو المشهور، لكن صنيعه يقتضي أنه اسم بلفظ النسب. والمعروف أنه نسبه، وأن اسمه لا يعرف. والمعروف في الحديث عن ابن الفراسي، عن أبيه. وقيل:
__________
(1) أسد الغابة ت (4210) ، الاستيعاب ت (2115) .(5/275)
عن ابن الفراسي فقط وهو مرسل، وهو كذلك في سنن ابن ماجة، وسيذكر في الأنساب بأتمّ من هذا إن شاء اللَّه تعالى.
6987 ز- فراس، غير منسوب «1» .
روى أبو موسى في الذيل من طريق محمد بن معمر النجراني، حدثنا أبو عامر، حدّثنا يحيى بن ثابت، حدثتني صفية بنت بحرة «2» ، قالت: استوهب عمّي فراس من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قصعة رآه يأكل فيها. فأعطاه إياها، قال: وكان عمر إذا جاءنا قال أخرجوا إليّ قصعة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنخرجها إليه فيملؤها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه.
قلت: وقد أخرجه ابن مندة فيمن اسمه خداش، بالخاء المعجمة والدال والشين المعجمة، وذكرت هناك عن ابن السكن أن بعضهم قال فيه: فراس كالذي هنا.
6988- الفرافصة الحنفي.
ذكره البغوي في الصحابة، وقال: له صحبة، وهو ختن عثمان بن عفان.
حدث أبو كامل الجحدري، عن يزيد بن أبي خالد، عن عثمان بن عبد الملك، قال:
رأيت على الفرافصة وعلى سنين بن واقد صاحبي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نعلين لهما قبالان، ورأيتهما يخضبان رءوسهما بالحناء. قال البغوي: لا أعلم لهذا الإسناد غير هذا.
وأخرج البغويّ، والباوردي، وابن قانع، من طريق فرات بن تمام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن فرافصة، قال: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيّب.
قال البغويّ: هذا وهم، وقد رواه زائدة وغيره عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وقال الدّار الدّارقطنيّ في «العلل» : الصواب عن هشام، عن أبيه مرسل، ليس فيه عائشة ولا غيرها.
قلت: وللفرافصة قصة في تزويج عثمان ابنته نائلة بنت الفرافصة بن عمير الحنفي اليمامي. روى عنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وغيره، ووثّقه ابن حبان، فما أدري هو ذا أو غيره.
__________
(1) أسد الغابة ت (4208) .
(2) في أ: نجرة.(5/276)
6989- فرقد العجليّ:
ويقال التميمي العنبري «1» .
ذكره ابن أبي حاتم، قال ابن جرو العنبري: قال: قال ذهبت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمسح يده عليّ، وبارك علي.
روى عنه ولده، وتبعه أبو عمر بن عبد البر، وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن محمد بن مرزوق: حدثتنا دهمان بنت شهد «2» بنت ملاس بن فرقد، عن أبيها، عن جدها- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أتي به فمسح يده عليه وسيأتي فيمن اسمها أمامة من النساء أن اسم أمه أمامة.
6990- فرقد «3» :
صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره البخاريّ وغيره، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذا قال ابن أبي حاتم، ويذكر أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وطعم على مائدته.
قال البخاريّ: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثني الحسين بن مهران الكرماني، قال: رأيت فرقدا صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: رأيت محمدا صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وطعمت معه على مائدته طعاما.
وقال ابن مندة: روى عنه حديثه محمد بن سلام، فذكره. وقال في الترجمة: فرقد أكل على مائدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحسن هو الّذي أكل على مائدة فرقد.
قلت: وهو تعقّب مردود، فقد أخرجه ابن السكن من وجه آخر عن محمد بن سلام، عن الحسن، قال: وكان بيكند «4» عن رجل من الصحابة، قال: أكلت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ورأيت عليه قلنسوة بيضاء في وسط رأسه، قال: وكان قد أتى على فرقد مائة وخمس سنين.
قال ابن السّكن: لم يروه عن محمد بن سلام. انتهى.
وكذا أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، فالواهم فيه أبو نعيم.
وأخرج ابن السّكن من وجه آخر عن محمد بن سلام، عن الحسن بن مهران، قال
__________
(1) أسد الغابة ت (4213) ، الاستيعاب ت (2095) .
(2) في أسد الغابة: دهماء بنت سهل، وفي ب: سهل بن.
(3) أسد الغابة ت (4214) ، الاستيعاب ت (2096) .
(4) في أ: ببليتكنه.(5/277)
رأيت فرقدا وعليه جماعة عظيمة وهو يحدّث، فرأيت يده وقد رفعها فإذا جلد عضده قد استرخى من كبره حتى كأنه منديل خلق.
وقال ابن حبّان: يقال إنّ في أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا يقال فرقد، وليس بشيء. انتهى.
وما أدري هل عنى هذا أو الّذي قبله؟
6991- فروة بن خراش الأزدي «1» .
ذكره الإسماعيليّ في الصحابة،
وأخرج من طريق علي بن قرين أحد المتروكين، قال:
حدثنا عبد اللَّه بن جبير الجهضمي، سمعت أبا لبيد يحدث عن فروة بن خراش الأزدي، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «أهل اليمن أرقّ أفئدة، وهم أنصار دين اللَّه، وهم الذين يحبهم اللَّه ويحبونه» «2» .
6992- فروة بن عامر:
ويقال ابن عمرو، ويقال في اسم أبيه غير ذلك يأتي في القسم الثالث.
6993- فروة بن عمرو:
بن ودقة «3» بن عبيد بن غانم «4» بن بياضة الأنصاري البياضي.
قال ابن حبّان: شهد بدرا والعقبة، ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا وقال أبو عمر: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين عبد اللَّه بن مخرمة العامري، وروى عبد الرزاق في الركاز من مصنّفه عن معمر، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث رجلا من الأنصار من بني بياضة يقال له فروة بن عمرو فيخرص ثمر أهل المدينة.
ومن طريق سليمان بن شبل، عن رافع بن خديج- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل، فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء، ثم
__________
(1) أسد الغابة ت (4217) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 172، وابن جرير الطبري في تفسيره 27/ 127، وابن كثير في تفسيره 8/ 38.
(3) أسد الغابة ت (4219) ، الاستيعاب ت (2098) ، الثقات 3/ 332، الاستبصار 177، أصحاب بدر 211، التحفة اللطيفة 3/ 394، الطبقات الكبرى 3/ 599، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6.
(4) في أسد الغابة: عامر.(5/278)
ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها فلا يخطئ.
أخرجه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن أبي فروة.
وذكر وثيمة في «كتاب الردة» أن فروة كان ممّن قاد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرسين في سبيل اللَّه، وكان يتصدق في كل عام من نخله بألف وسق، وكان من أصحاب علي يوم الجمل، وأنشد له شعرا قاله يوم السقيفة.
وجزم أبو عمر بأنه البياضي الّذي أخرج مالك حديثه في الموطأ، من طريق أبي حازم عنه في النهي عن أن يجهر بعض على بعض بالقراءة، قال: وكان ابن سيرين وابن وضّاح يقولان: إنما سكت مالك عن اسمه، لأنه كان ممن أعان على عثمان.
قال أبو عمر: هذا لا يثبت، ولا وجه لما قالاه من ذلك، ولم يكن قائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار. انتهى.
وودقة ضبطه الداني في كتاب أطراف الموطأ له بفتح الواو وسكون الدال المهملة بعدها قاف، قال: وهي الروضة.
6994- فروة بن قيس «1» :
أبو مخارق.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ،
وأخرج من طريق أبي القاسم بن مندة في كتاب المعمّرين له، من رواية جعفر بن الزبير، أحد المتروكين، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن فروة بن قيس أبي مخارق: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يكتب على ابن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما، ثم تلا: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» «2» .
قال أبو موسى: هذا لا يثبت، والآية ليس فيها دليل على ما ذكره.
6995 ز- فروة بن قيس:
آخر، يأتي في الرابع.
6996 أ- فروة بن مالك: الأشجعي «3» .
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي حديثا مضطربا لا يثبت، وقد قيل فيه: فروة بن نوفل.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 6، أسد الغابة ت (4220) .
(2) أورده ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 126.
(3) تقريب التهذيب 2/ 109، الجرح والتعديل 7/ 469، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6، أسد الغابة ت (4222) ، الاستيعاب ت (2099) .(5/279)
وهو من الخوارج، خرج على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية مع المستورد، فبعث إليهم المغيرة خيلا فقتلوا سنة خمس وأربعين، وقتل فروة بن معقل الأشجعي، وهو من الخوارج أيضا إلا أنه اعتزلهم بالنهروان، فإن كان فروة بن نوفل فلا صحبة له، ولا لقاء، ولا رؤية.
وكان يروي عن أبيه، عن عائشة.
روى عنه أبو إسحاق، وهلال بن يساف، وشريك بن طارق هكذا عند ابن عبد البر، ونقله ابن الأثير، كما هو، وزاد فساق بسنده إلى أبي يعلى من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي أقولهنّ. قال: اقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، فإنّها براءة من الشّرك» .
وقد ذكر أبو موسى هذا من مسند أبي يعلى في ترجمة فروة بن نوفل، واستدركه علي بن مندة، قال: ورواه الثوري، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن أبيه.
قلت: وهو عند أحمد أيضا، وبقيّة كلام أبي موسى: وقيل عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة. عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم والمشهور الأول. انتهى.
ومن الاختلاف فيه أنّ غندرا رواه عن شعبة عن فروة بن نوفل، أو عن نوفل، والرواية التي ذكرها أبو موسى أخرجها الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة.
وقد أخرجه أبو داود، والنسائي، وأحمد، من رواية زهير بن معاوية، والترمذي، وأحمد، والنسائي أيضا، من رواية إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، عن فروة، كما قال عبد العزيز.
وقيل: عنه، عن أبي إسحاق- كرواية الثوري، فقيل فيه: عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجهما النسائي.
وخالف الجميع شريك بن عبد اللَّه القاضي، فقال: عن أبي إسحاق، عن جبلة بن حارثة، أخرجه النسائي من رواية سعيد بن سليمان عنه.
ورواه أبو صالح الحرّاني، عن شريك، فزاد فيه رجلا، قال- بعد جبلة: عن أخيه زيد بن حارثة، ولم أر في شيء من طريق فروة بن مالك، ولا ابن معقل، ولا أفرد أبو عمر أحدا منهما بترجمة. فاللَّه أعلم.
وقد قال ابن أبي حاتم، في فروة بن نوفل: لا صحبة له وقال ابن حبان: قيل: له(5/280)
صحبة، وساق الحديث المذكور من رواية عبد العزيز بن مسلم، ثم قال: وهم فيه عبد العزيز، وكان يخطئ كثيرا.
6996 (م) - فروة بن مسيك بالتصغير،
ويقال مسيكة»
، والأول أشهر- ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن ذويد بن مالك بن منبه بن غطيف بن عبد اللَّه بن ناجية بن مراد المرادي الغطيفي، أبو عمر.
قال البخاريّ: له صحبة. روى عنه أبو سبرة. يعد في الكوفيين، وأصله من اليمن.
وقال البغويّ: سكن الكوفة. وقال ابن حبان: أصله من اليمن، يكنى أبا سبرة.
وقال أبو عمرو الشّيبانيّ: وفد فروة على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاستعمله على مراد ومذحج كلّها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص، فكان معه في بلاده حتى توفي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فارتدّ عمرو بن معديكرب فيمن ارتد، وقال في فروة أبياتا منها:
رأينا ملك فروة شرّ ملك
وذكر البخاري أوله عن ابن واقد، وأن ذلك سنة عشر.
قال أبو عمرو الشّيبانيّ: وفد فروة مع مذحج فأسلموا، واستعمل فروة على صدقات من أسلم، وقال له: ادع الناس وتألّفهم، فإذا رأيت الغفلة فاغتنمها واغز، قال: وكان سبب مفارقة فروة ملوك كندة الوقعة التي كانت في مراد وهمدان، فأصابوا من مراد حتى أثخنوا فيهم، وكان قائد همدان الأجدع والد مسروق، فلما رحل فروة قال في طريقه:
لمّا رأيت ملوك كندة أعرضت «2» ... كالرّجل خان الرّجل عرق «3» نسائها
يمّمت راحلتي أمام محمّد ... أرجو فواضلها وحسن ثرائها «4»
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (4224) ، الاستيعاب ت (2101) ، الثقات 3/ 331، تقريب التهذيب 2/ 108، الجرح والتعديل 7/ 466، تهذيب التهذيب 8/ 265، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 333، الكاشف 2/ 380، الطبقات الكبرى 5/ 524، التاريخ الكبير 7/ 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، الأعلام 5/ 143، طبقات فقهاء اليمن 14/ 25، 35، تهذيب الكمال 2/ 1094، المشتبه 533، البداية والنهاية 5/ 70، تبصير المنتبه 3/ 1173، بقي بن مخلد 399.
(2) في أسد الغابة: أعرضوا.
(3) في ب: عرف.
(4) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4224) .(5/281)
قال: فبلغنا أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال له: هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟ فقال: يا رسول اللَّه، من ذا الّذي يصيب قومه مثل الّذي أصابهم ولا يسوءه؟ فقال: أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا، واستعمله على مراد ومذحج وزبيد كلها.
وذكر غيره أنّ وفادته كانت سنة تسع أو عشر.
وقد روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه هانئ بن عروة، والشعبي، وأبو سبرة النخعي، وغيرهم.
وذكره أبو إسحاق الفزاري في كتاب «السير» ، وأنشد له شعرا حسنا.
وقال ابن سعد: استعمله عمر على صدقات مذحج، ثم سكن الكوفة، وكان من وجوه قومه، وله أحاديث، منها: ما روى أبو سبرة النخعي عنه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ألا أقاتل من أدبر من قومي؟ الحديث.
وعنه أنه أوصاه بالدعاء إلى الإسلام، وسأله عن سبإ. أخرجه ابن سعد، وأبو داود، والترمذي، وابن السكن مطوّلا ومختصرا.
6997 ز- فروة بن معقل:
في ابن مالك. تقدم.
6998 ز- فروة بن نباتة:
ويقال ابن نعامة، يأتي في الثالث.
6999 ز- فروة بن نفاثة السلولي:
يأتي في قردة، بالقاف والدال.
7000- فروة بن النعمان «1» :
ويقال عمرو بن الحارث بن النعمان بن حسان الأنصاري الخزرجي «2» .
شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم اليمامة شهيدا. ذكره ابن إسحاق.
7001 ز- فروة بن نوفل:
الأشجعي. يأتي في القسم الرابع.
7002- فروة، أبو تميم الأسلمي «3» :
جدّ بريدة بن سفيان.
يأتي ذكره في ترجمة مسعود الأسلمي، وأنّ مولاه أرسله مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دليلا لما هاجر إلى المدينة، وتقدم في ترجمة أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي أنّه أرسل مولاه، فيحتمل التعدّد.
__________
(1) في أ: فروة.
(2) أسد الغابة ت (4226) ، الاستيعاب ت (2102) .
(3) أسد الغابة ت (4215) .(5/282)
7003- فروة السامي:
ويقال الجهنيّ.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وكذا قال البخاري، لكنه لم يقل السامي، وقال غيرهما: الجهنيّ، وسيأتي كلام أبي عمر فيه في القسم الأخير.
الفاء بعدها الضاد
7004- فضالة بن حارثة بن سعيد
بن عبد اللَّه، أخو أسماء وهند الأسلميين- تقدم في ترجمة أسماء.
7005 ز- فضالة
بن سعد العبديّ ثم المحاربي:
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عبد القيس، قال: وكان من أشرافهم.
ذكره الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
7006 ز- فضالة
بن عبد اللَّه يأتي في فضالة الليثي.
7007- فضالة بن عبيد «1»
بن نافذ بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، أبو محمد.
قال ابن السّكن: أمه عقبة بنت محمد بن عقبة بن الجلاح الأنصارية.
أسلم قديما، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا فما بعدها، وشهد فتح مصر والشام قبلها، ثم سكن الشام، وولي الغزو، وولاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، قاله خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، قال: وكان ذلك بمشورة من أبي الدرداء.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عمر، وأبي الدرداء.
روى عنه ثمامة بن شفي، وحبيش بن عبد اللَّه الصنعاني، وعليّ بن رباح، وأبو علي الجنبي، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم.
قال مكحول، عن ابن محيريز: كان ممن بايع تحت الشجرة.
وقال ابن حبّان: مات في خلافة معاوية، وكان معاوية ممن حمل سريره، وكان
__________
(1) أسد الغابة ت (4232) ، الاستيعاب ت (2104) ، طبقات ابن سعد 7/ 401، طبقات خليفة ت (546،) المحبر 294، التاريخ الكبير 7/ 124، التاريخ الصغير 1/ 119، المعرفة والتاريخ 1/ 341، أخبار القضاة 3/ 200، الجرح والتعديل 7/ 77، المستدرك 3/ 473، الحلية 2/ 17، تاريخ ابن عساكر 14/ 111، العبر 1/ 58.(5/283)
معاوية استخلفه على دمشق في سفرة سافرها.
وأرّخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين، وكذا قال ابن السكن، وقال: مات بدمشق، لأنّ معاوية كان جعله قاضيا عليها، وبنى له بها دارا.
وقيل مات بعد ذلك.
وقال هارون الحمّال، وابن أبي حاتم: مات وسط إمرة معاوية.
وقال أبو عمر «1» : قيل مات سنة تسع وستين. والأول أصح.
وذكر ابن الكلبيّ أن أباه كان شاعرا، وله ذكر في حرب الأوس والخزرج، وكان يسبق الخيل، ويضرب الحجر بالحجر بالرحلة فيوري النار.
7008 ز- فضالة بن عدي «2» :
الأنصاري الظفري، جد محمد بن أنس بن فضالة.
ذكر ابن مندة في ترجمة محمد هذا أنّ لأنس ولفضالة صحبة، وأغفل ذكره هنا.
واستدركه أبو موسى.
وقد روى البغويّ حديثا من طريق يونس بن محمد بن فضالة، عن أبيه، قال: وكان أبوه وجده ممّن صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: ووقع له فيه وهم، فإنه أخرج في ترجمته عن ابن أبي سبرة «3» ، عن يعقوب بن محمد الزّهري، عن إدريس بن محمد بن أنس بن فضالة، حدثني جدي، عن أبيه، قال:
قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن أسبوعين.. الحديث.
وهذا خطأ نشأ عن سقط في النسب، وإنما هو إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة. حدثني جدي، وهو يونس، عن أبيه وهو محمد بن أنس كما سيأتي في ترجمته على الصواب. وقد ساقه البغوي على الصواب في ترجمة محمد عن هارون الحمال، عن يعقوب واللَّه الموفق.
7009- فضالة «4» :
بن عمير بن الملوّح الليثي.
__________
(1) في الاستيعاب: وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وقيل توفي في آخر خلافة معاوية وقيل مات سنة تسع وستين.
(2) أسد الغابة ت (4228) ، التاريخ الصغير 1/ 69، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7.
(3) في ب: مرة.
(4) أسد الغابة ت (4233) ، الثقات 3/ 330.(5/284)
ذكر ابن عبد البرّ في كتاب «الدرر» في السير له أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به يوم الفتح وهو عازم على الفتك به، فقال له: ما كنت تحدّث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر اللَّه تعالى فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال: «أستغفر اللَّه لك» .
ثم وضع يده على صدره،
قال: فكان فضالة يقول: واللَّه ما رفع يده عن صدري حتى ما أجد على ظهر الأرض أحبّ إليّ منه. انتهى.
ولم يذكره في الاستيعاب، وهو على شرطه.
وذكره عياض في الشفاء بنحوه، وأنشد الفاكهي في أخبار مكة لفضالة هذا يوم فتح مكة شعرا أنشده لما كسرت الأصنام في فتح مكة، وهو:
لو ما رأيت محمّدا وجنوده ... في الفتح يوم تكسّر الأصنام
لرأيت نور اللَّه أصبح بيّنا ... والشّرك يغشى وجهه الإظلام «1»
[الكامل] وذكر غيره بلفظ شهدت بدل رأيت الأولى، وقبيله بدل وجنوده، وساطعا بدل بيّنا، والباقي سواء.
وذكر في ترجمة فضالة الليثي والد عبد اللَّه أنه قيل فيه فضالة بن عمير بن الملوّح، فهما عنده واحد. والظاهر خلاف ذلك.
وقال ابن أبي حاتم في فضالة والد عبد اللَّه: أدرك الجاهلية، روى عنه ابنه المذكور.
7010- فضالة بن النعمان
بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية.
قال أبو جعفر الطّبريّ: شهد هو وأخوه سمّاك بن النعمان أحدا.
7011- فضالة بن هلال «2» :
المزني.
ذكره الدّار الدّارقطنيّ فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وسمع منه، قاله ابن عبد البر. وسيأتي ذكره في ترجمة يسار مولاه.
7012- فضالة بن هند الأسلمي «3» :
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4233) ، وسيرة ابن هشام/ 2/ 417، مع خلاف يسير.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، أسد الغابة ت (4234) ، الاستيعاب ت (2105) .
(3) أسد الغابة ت (4235) ، الاستيعاب ت (2106) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8.(5/285)
يعدّ في أهل المدينة، هكذا أورده ابن عبد البرّ «1» ، وابن مندة، وزاد: له صحبة. وأما البغوي فقال: أحسب له صحبة،
ثم أورد من طريق أبي نعيم عن عبد اللَّه بن عامر، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن فضالة بن هند، قال: أرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فضالة بن حارثة إلى قومه أسلم، فقال: مرهم بصيام هذا اليوم يوم عاشوراء.
قال أبو نعيم:
أخطأ عبد اللَّه بن عامر في سنده، والصواب ما روى حاتم بن إسماعيل وغيره عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة. وقال ابن شاهين: ذكره ابن أبي خيثمة، وأخرج حديثه عن أبي نعيم، وهو وهم، ولولا أني رأيته في كتابه ما أخرجته.
قلت: قد ذكره غيره كما ترى.
7013 ز- فضالة:
بن وهب، هو الليثي الزهراني. يأتي بعد واحد.
7014- فضالة «2» :
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من أهل اليمن.
نقل جعفر المستغفريّ أنه نزل الشام، وأنّ أبا بكر بن محمد بن حزم ذكره في موالي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال أبو عمر نحو ذلك، وذكره محمد بن سعد عن الواقدي، وقال: نزل الشام فولده بها.
7015- فضالة الليثي «3» :
قال البغويّ: وقيل هو ابن عبد اللَّه، وقيل بن وهب بن بجرة بن بجير بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة.
وقال أبو نعيم: يعرف بالزهراني، وهو والد عبد اللَّه.
وفرّق ابن عبد البر بين الليثي والزهراني، فنسب هذا كذا، وقال: من قال فيه الزهراني فقد أخطأ، فضالة الزهراني تابعي.
قلت: وكأنه عنى البغوي، فإنه قال الزهراني وهو الليثي، وأما ابن السكن فقال:
فضالة بن عبد اللَّه الليثي، ويقال الزهراني، له صحبة ورواية، وحديثه في البصريين لم يروه غير داود بن أبي هند. ووقع «الزّهراني» في الحديث الّذي رواه الليثي كما قال أبو نعيم، نعم فضالة الزهراني آخر تابعي. وسمّى البخاري أباه عميرا، وكأنه عنى به ابن الملوّح. وحديث الليثي في المحافظة على العصرين أخرجه أبو داود في سننه من رواية عبد اللَّه بن فضالة، عن أبيه. وفي إسناد حديثه اختلاف.
__________
(1) أسد الغابة ت (4231) .
(2) أسد الغابة ت (4231) .
(3) أسد الغابة ت (4233) ، الاستيعاب ت (2107) .(5/286)
7016 ز- فضالة الزهراني:
في الّذي قبله.
7017- الفضل «1»
بن ظالم بن خزيمة السّنبسيّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا ذكره الرشاطي، وذكره ابن فتحون في القاف وسيأتي.
7018- الفضل بن العباس «2»
بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم سيدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كان أكبر الإخوة، وبه كان يكنى أبوه وأمه، واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية. قال البغويّ: كان أسنّ ولد العباس، وغزا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مكّة، وحنينا، وثبت معه يومئذ، وشهد معه حجة الوداع، وكان يكنى أبا العباس، وأبا عبد اللَّه، ويقال: كنيته أبو محمد، وبه جزم ابن السكن.
ثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أردفه في حجة الوداع. وفي صحيح مسلم أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم زوّجه وأمهر عنه وسمّى البغوي امرأته صفية بنت محمية بن جزء الزبيدي، وفي بعض حديثه في حجة الوداع: لما حجب وجهه عن الخثعمية رأيت شابّا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان، وحضر غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وله أحاديث.
روى عنه أخواه: عبد اللَّه، وقثم، وابن عمه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو هريرة، وابن أخيه عباس بن عبيد اللَّه بن العباس، وعمير مولى أم الفضل، وسليمان بن يسار، والشعبي وغيرهم.
وأخرج ابن شاهين في ترجمته من رواية العباس والده عنه حديثا. وأخرج البغوي من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، قال: جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: خذ بيدي، وقد عصب رأسه، فأخذت بيده،
__________
(1) أسد الغابة ت (4236) .
(2) الثقات 3/ 330، تقريب التهذيب 2/ 110، تهذيب التهذيب 8/ 280، تلقيح فهوم أهل الأثر 137، 367، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 335، التاريخ الصغير 1/ 36، 52، الطبقات الكبرى 4/ 54، 7/ 399، الطبقات 4/ 297، سير أعلام النبلاء 3/ 444، الكاشف 2/ 382، التاريخ الكبير 7/ 114، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، التحفة اللطيفة 2/ 394، شذرات الذهب 1/ 28، الرياض المستطابة 240، تهذيب الكمال 2/ 1095 أسد الغابة ت (4237) ، الاستيعاب ت (2117) ، مقاتل الطالبيين 20، الأعلام 5/ 355، 149، الطبقات الكبرى 4/ 37، علوم الحديث لابن الصلاح 81، 303، التمهيد/ 161، بقي بن مخلد 110.(5/287)
فأقبل حتى جلس على المنبر، فقال: ناد في الناس فصحت فيهم، فاجتمعوا له ... فذكر الحديث.
وقال الواقديّ: مات في طاعون عمواس، وتبعه الزبير، وابن أبي حاتم: وقال ابن السكن: قتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر، وقيل: ب «اليرموك» .
وذكر ابن فتحون أنه وقع في «الاستيعاب» قتل الفضل يوم اليمامة سنة خمس عشرة، وتعقّبه بأن قال: لا خلاف بين اثنين أنّ اليمامة كانت أيام أبي بكر سنة إحدى أو اثنتي عشرة.
وقال ابن سعد: مات بناحية الأردن في خلافة عمر. والأول هو المعتمد، وبمقتضاه جزم البخاري، فقال: مات في خلافة أبي بكر- رضي اللَّه عنه.
7019- فضيل «1» :
بالتصغير، ابن عائذ، والد الحسحاس.
قال أبو إسحاق بن ياسر في تاريخ هراة: له ولأخيه صحبة. وقد تقدم حديث الحسحاس في ترجمته.
7020- فضيل «2»
بن النعمان الأنصاري السلمي.
قتل يوم خيبر. ذكره ابن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن بكير، وسلمة بن الفضيل، وغيرهما عنه.
وقال محمّد بن سعد: كذا وجدناه في غزوة خيبر، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده، ولا أحسبه إلا وهما، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان. انتهى.
قلت: والطفيل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد خيبر.
الفاء بعدها اللام
7021- الفلتان «3» :
بفتحتين، ومثناة فوقانية، ابن عاصم الجرمي، خال كليب.
يعدّ في الكوفيين. قال البخاريّ: قال عاصم بن كليب: له صحبة، وكذا قال ابن
__________
(1) أسد الغابة ت (4240) .
(2) أسد الغابة ت (4241) ، الاستيعاب ت (2118) .
(3) أسد الغابة ت (4242) ، الاستيعاب ت (2119) ، الثقات 3/ 333، الطبقات الكبرى 6/ 60، الطبقات 119، 139، التاريخ الكبير 7/ 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، تبصير المنتبه 3/ 1083، الإكمال 2/ 452، بقي بن مخلد 265.(5/288)
السّكن، وابن أبي حاتم، وابن حبان- له صحبة، وقال البغوي: سكن المدينة. وقال ابن حبان: عداده في الكوفيين.
وقال أبو عمر: يقال المنقري، والجرمي أصح.
وروى الحسن بن سفيان في مسندة عن عبد الجبار بن العلاء، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، حدثني أبي، عن الفلتان بن عاصم، قال: كنّا قعودا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد، فقال: «يا فلان» . قال:
لبيك يا رسول اللَّه. قال: «أتشهد أنّي رسول اللَّه؟ قال: لا. قال: تقرأ التّوراة؟ قال: نعم.
قال: والإنجيل؟ قال: نعم، فناشده: هل تجدني في التّوراة والإنجيل؟ قال: أجد نعتك، تخرج من مخرجك، كنّا نظنّ أنّه فينا، فلمّا خرجت نظرنا فإذا أنت لست فيه. قال: من أين تجد؟ قال: من أمّته سبعين ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب، وأنتم قليل. قال: فأهلّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكبّر، وقال: والّذي نفسي بيده، إنّي لأنا هو، وإنّ أمّتي أكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا وسبعين ألفا» .
وله حديث آخر بهذا الإسناد، قال: كنّا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان إذا نزل عليه رام بصره وقرع سمعه وقلبه مفتوحة عيناه.. الحديث في نزول قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... الآية، [سورة النساء آية 95] رواهما ابن أبي شيبة، وأبو يعلى في مسنديهما، وابن حبان في صحيحه.
وروى ابن مندة الأول، من طريق صالح بن عمر، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان نحوه، قال: ورواه سعد بن سلمة الأموي، عن عاصم، فقال: عن أبيه، عن جده الفلتان، فوهم.
وله حديث ثالث أخرجه البغوي، وابن السكن، وابن شاهين، من طريق عاصم بن كليب أيضا، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيمن أتاه من الأعراب، فجلسنا ننتظره، فخرج وفي وجهه الغضب، فجلس طويلا لا يتكلم، ثم قال: «إنّي خرجت إليكم وقد بيّنت لي ليلة القدر ومسيح الضّلالة، فخرجت لأبيّنهما لكم، وأبشّركم بهما، فلقيت بسدّة المسجد رجلين متلاحيين معهما الشّيطان، فحجزت بينهما، فأنسيتها، واختلست منّي، وسأشدو لكم منها شدوا، أمّا ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترا، وأمّا مسيح الضّلالة فإنّه رجل أجلى الجبهة، ممسوح العين، عريض المنخر، فيه جفاء كأنّه فلان بن عبد العزّى» .
وأورد له ابن قانع حديثين آخرين غير هذا.(5/289)
7022 ز- فليت:
بصيغة التصغير، وآخره مثناة.
ذكره ابن فتحون هكذا. وسيأتي في القاف وآخره موحدة.
الفاء بعدها الواو والياء
7023 ز- فويك «1» :
تقدم في فديك
7024 ز- فيروز الثقفي:
ذكره ابن قانع، وأخرج عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك، عن سعيد بن فيروز، عن أبيه- أنّ وفد ثقيف قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قالوا: فرأيناه يصلّي وعليه نعلان لهما قبالان.
قلت: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده، وأن قول ابن قانع إنه ثقفي خطأ منه.
7025- فيروز الديلميّ «2» :
ويقال ابن الديلميّ، يكنى أبا الضحاك، ويقال أبا عبد الرحمن، يماني كناني.
من أبناء الأساورة. من فارس الّذي كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة.
وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقال له الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم.
وروى عنه أحاديث، ثم رجع إلى اليمن، فأعان على قتل الأسود العنسيّ.
وروى عنه أولاده الثلاثة: الضحاك، وعبد اللَّه، وسعيد، وأبو الخير اليزني، وأبو خراش الرّعيني، وغيرهم.
قال ابن حبّان: يكنى أبا عبد الرحمن، كان من أبناء فارس، وقتل الأسود الكذاب، وسكن مصر، ومات ببيت المقدس.
__________
(1) أسد الغابة ت (4244) ، الاستيعاب ت (2120) .
(2) أسد الغابة ت (4246) ، الاستيعاب ت (2109) ، تقريب التهذيب 2/ 114، بقي بن مخلد 332، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، الجرح والتعديل 7/ 251، تهذيب التهذيب 8/ 305، الطبقات الكبرى 5/ 533، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 341، الطبقات 7/ 286، التاريخ الكبير 7/ 136، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9، العبر 1/ 59، شذرات الذهب 1/ 59، طبقات فقهاء اليمن 26، 49، الكاشف 2/ 387، تهذيب الكمال 2/ 1106، الطبقات الكبرى 5/ 537.(5/290)
وقال ابن مندة: يقال: إنه ابن أخت النجاشي. ذكره أبو عمر فتناقض فيه، فقال في أول الترجمة: إن حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الأشربة حديث صحيح، وكان ممن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال في آخرها: الّذي عندي أنه لا يصح، وحديثه مرسل، وروايته عن رجل من الصحابة، وعن يعلى بن أمية أيضا.
وقال الجوزجانيّ: اختلف الناس فيه، فالأكثر أنه إنما قدم بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتعقّب بأن حديثه في نسائه يدلّ على أنه قدم قبل ذلك.
أخرجه أبو داود والترمذي، من طريق ابن فيروز الديلميّ، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسلمت وتحتي أختان. قال: «طلّق أيّتهما شئت» .
وفي سنده مقال، فإنه من رواية ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشانيّ، عن الضحاك بن فيروز الديلميّ- أنه سمعه يخبر عن أبيه أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني أسلمت وتحتي أختان ... الحديث.
وأخرجه البغوي من وجه آخر، عن عبد اللَّه بن الديلميّ. عن أبيه فيروز، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّا أصحاب أعناب ...
الحديث. وفي آخره: فقلت: فمن وليّنا؟ قال: «اللَّه ورسوله» .
وهذا هو حديثه في الأشربة الّذي أشار إليه أبو عمر أولا.
وأظنّ الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برأس الأسود، وأخرجه من طريق ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الديلميّ، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برأس الأسود العنسيّ الكذاب، فإن ضمرة لم يتابع عليه.
وأخرج سيف في «الفتوح» من طريق ابن عمر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بشّرهم بقتل الأسود العنسيّ قبل أن يموت، وقال لهم: قتله فيروز الديلميّ.
وعند أبي داود أيضا والنسائي: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنا أصحاب كروم ... الحديث بطوله.
وقال النّعمان بن الزّبير، عن أبي صالح الأحمسي، عن مر المؤدب: قال: خرجت فيروز إلى عمر، فقال: هذا فيروز قاتل الكذاب.
قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما مات في خلافة عثمان، وقيل في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين.(5/291)
7026 ز- الفيل:
روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن الفيل، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ضرب بيمينه على شماله في الصلاة،
ثم قال: لم يروه عن أبي إسحاق إلا يوسف، ولا عن يوسف إلا إبراهيم. تفرّد به شريح بن سلمة، ثم أعاد الحديث بهذا السند، لكن قال بدل قوله: عن الفيل- عن شداد بن شرحبيل، فلعل الفيل لقبه.
وفي «تاريخ البخاري» : قيل مولى زياد بن سمية، ثم أورده من طريق ابن الزبير الحنظليّ، عن فيل مولى زياد، قال: ملك زياد العراق خمس سنين، ثم مات سنة ثلاث وخمسين، وما أظنّه إلا آخر غير هذا.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
الفاء بعدها الألف
7027
- فاتك بن زيد «1» بن واهب العبسيّ،
بالموحدة.
أسلم على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال وثيمة في كتاب «الرّدة» :
كان قومه طردوه بسبب هجائه لهم، فحالف مالك بن نويرة التميمي، فلما ارتدّ مالك أتاه في ناديه، فقال: يا مالك، إن كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مات فإنّ اللَّه حيّ لا يموت في كلام كثير، فقام إليه مالك بالسيف فحيل بينه وبينه، فارتحل مالك إلى الزبرقان بن بدر، وقال فاتك في ذلك شعرا منه:
قلت يا مال إنّ ربّك حيّ ... فاعبدنه ودن بدين الرّسول
إنّها ردّة تقود إلى النّار ... فلا تولعن بقال وقيل
[الخفيف] واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
الفاء بعدها الراء
7028 ز- فرات بن زيد الليثي:
__________
(1) أسد الغابة ت (4194) .(5/292)
له إدراك قال الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» : حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، حدثني عبد اللَّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: دخل فرات بن زيد الليثي على عمر بن الخطاب، وكان ذا مال كثير، وكان يبخّل، وكان من ألبّاء العرب وذوي العلم والرأي، فوجد عمر يعطي المهاجرين والأنصار، فقال له فرات: من الّذي يقول:
الفقر يزري بالفتى في قومه ... والعين يغضيها الكريم على القذى
والمال يبسط للّئيم لسانه ... حتّى يصير كأنّه شيء يرى
والمال جد بفضوله ولتعلمن ... أنّ البخيل يصير يوما للثّرى
[الكامل] قال: لا أدري يا أمير المؤمنين، غير أنى عرفت أن أخا بني ضبيعة أشعر الناس حيث يقول:
وإصلاح القليل يزيد فيه ... ولا يبقى الكثير مع الفساد
[الوافر] فقال عمر: قول اللَّه عز وجل: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] أفضل، قال: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه تعالى يقول: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ [الإسراء: 27] قال عمر: فبين ذلك قواما يا فرات، اتّق اللَّه، وإنما لك من مالك ما أنفقت، يا فرات، أطعم السائل، وكن سريعا إلى داعي اللَّه، إن اللَّه جواد يحبّ الجود وأهله، وإن البخل بئس شعار المسلم، يا فرات، أتدري من الّذي يقول:
سأبذل مالي للعفاة فإنّني ... رأيت الغنى والفقر سيّان في القبر
يموت أخو الفقر القليل متاعه ... ولا تترك الأيّام من كان ذا وفر
وليس الّذي جمّعت عندي بنافع ... إذا حلّ بي يوما جليل من الأمر
[الطويل] قال: لا أدري يا أمير المؤمنين قال هذا شعر أخيك قسامة بن زيد قال: ما علمته قال:
بل، هو أنشدنيه، وعنه أخذته، وإن لك فيه لعبرة قال: يا أمير المؤمنين، وفقك اللَّه وسدّدك، أمرت بخير، وحضضت عليه، وترك فرات كثيرا مما كان عليه.
7029- فرات بن ثعلبة البهراني «1» :
قال أبو عمر: شامي أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا تصح له رؤية، ثم
__________
(1) أسد الغابة ت (4206) .(5/293)
قال: قال بعضهم: له صحبة، وقال بعضهم: حديثه مرسل.
روى عنه ضمرة، والمهاجر ابنا حبيب، وسليم بن عامر. وقال ابن أبي حاتم: أخرجه أبي في مسند الوحدان، وأخرجه أبو زرعة في مسند الشاميين، ولم يذكر فيما يروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لقيا ولا سماعا.
وقال البغويّ: فرات البهراني لم ينسب، ولا أدري له صحبة أم لا. وقال ابن مندة:
فرات النجراني- أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا تصح له رواية، ثم أخرج من طريق محمد بن صدقة، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن سليم بن عامر، عن فرات النجراني- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، من أهل النّار؟ الحديث.
قال: ورواه عبد اللَّه بن عبد الجبار، عن محمد بن حرب، فزاد بعد فرات عن أبي عامر الأشعري: أخرجه أبو نعيم من طريق جعفر الفريابي، عن عبد اللَّه بن عبد الجبار كذلك وقال: لا يصح، وإنما هو تابعي، وقال: قول ابن مندة النجراني تصحيف، وإنما هو البهراني.
قلت: وكذا أخرجه البخاري من رواية الحاكم بن المبارك، عن محمد بن حرب.
تنبيه: النجراني وقع في النسخ المعتمدة من كتاب ابن مندة بنون وجيم، والصواب بموحدة ثم مهملة، فوقع فيه تصحيفان: خطي، وسمعي، أما الخطي فهذا، وأما السمعي فإنه بالهاء لا بالحاء، كذا نقل «1» .
7030 ز- فرعان بن الأعرف:
أبو المنازل السعدي. من رهط الأحنف.
ذكره المرزبانيّ، فقال: مخضرم، له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل، وأنشد له في ذلك شعرا يقول فيه:
وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوّي وأدنى شانئ أنا راهبه
حملت على ظهري وقرّبت شخصه ... صغيرا إلى أن أمكن الطّرّ شاربه
وأطعمته حتّى إذا صار شيظما ... يكاد يساوي غارب الفحل غاربه
تخوّن مالي ظالما ولوى يدي ... لوى يده اللَّه الّذي هو غالبة
[الطويل] وأنشد أبو عبيدة البيت الأخير بلفظ: تظلمني مالي، كذا ولوى يدي، وزاد قال:
فأصبح ملتوية يده.
__________
(1) في أ: كما تقدم.(5/294)
7031 ز- فرقد، مولى عمر:
سمع عمر، قاله البخاري.
7032 ز- الفرزدق «1» :
يأتي في القسم الرابع «2» .
7033 ز- فروخ:
مولى عمر. روى عن عمر، وروى عنه ابنه عبد الرحمن، ذكره البخاري.
7034 ز- الفزع البرجمي:
شيخ له إدراك، يروى عن المقنع السلمي حديثا، رواه سيف بن سليمان البرجمي، عن عصمة بن يسير عنه، قال سيف بن عمر شهد الفزع الفتوح بالقادسية.
7035 ز- فروة بن عامر الجذامي «3» :
أو ابن عمرو، وهو أشهر.
أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وبعث إليه بإسلامه، ولم ينقل أنه اجتمع به، وسمّى أبو عمر جده الناقدة «4» . قال ابن إسحاق: وبعث فروة بن عمرو بن الناقدة البناني الجذامي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام، فبلغ الروم إسلامه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه، فقال في ذلك أبياتا منها قوله:
أبلغ سراة المسلمين بأنّني ... سلم لربّي أعظمي وبناني»
[الكامل] وأخرج ابن شاهين وابن مندة قصته من طريق الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس بسند ضعيف إلى الزهري.
7036- فروة بن قيس الكندي «6» :
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يره.
أخرج ابن مندة، من طريق عدي بن عدي الكندي، عن جده فروة بن قيس، قال:
__________
(1) أسد الغابة ت (4212) .
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (4218) .
(4) في أ: الناقرة.
(5) ينظر البيت في سيرة ابن هشام: 12/ 591، 592.
(6) أسد الغابة ت (4218) .(5/295)
زوجت غلاما لي جارية في الجاهلية، فولدت غلاما، فخاصمه إلى عمر، فقال أبو الغلام:
تزوجت أمه رشدة حتى إذا بلغ ادّعى إلى سيدي، فقال عمر: الولد للفراش.
قال أبو نعيم: ليس في محاكمته إلى عمر ما يوجب له صحبة.
قلت: بل تحقق إدراكه، فيبقى في الاحتمال.
7037- فروة بن نفاثة:
ويقال ابن نباتة، ويقال ابن نعامة وهو ابن عامر الجذامي المذكور قبل.
الفاء بعدها الزاي
7038 ز- الفزر بن مهزم:
بن الجون بن مخاشن بن الضيق بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس العبديّ.
له إدراك، فإن ولده المهزم بن الفزر كان رئيس عبد القيس بالبصرة أربعين سنة، وكان من أخطب الناس، وقد مدحه العجاج بقوله:
حملت كلّ سؤدد وفخر ... تحمل المهزم بن الفزر
[الرجز] حكاه الرّشاطيّ.
الفاء بعدها الضاد
7039 ز- فضالة بن أمية:
له إدراك، قال البخاريّ: روى عن أبي بكر، وعمر. روى شريك عن أبي هاشم عنه، وهو والد المبارك بن فضالة، قال فضالة: كاتبني عمر.
7040- فضالة بن دينار الخزاعي «1» :
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أورده جعفر المستغفري، عن البردعي، وأن البخاري ذكره.
7041- فضالة بن زيد العدوانيّ:
ذكره أبو حاتم السجستاني في «المعمّرين» فقال: زعم العمري، عن عطاء بن مصعب، حدثني «2» عتبة بن أبان النميري، قال: قدم فضالة بن زيد العدوانيّ على معاوية،
__________
(1) أسد الغابة ت (4230) .
(2) في المعمرين: عبيد.(5/296)
فقال له معاوية: كيف أنت والنساء يا فضالة؟ فقال يا أمير المؤمنين:
لاباه «1» لي إلّا المنى، وأخو المنى ... جدير بأن يلحى ابن حرب ويشتما
وفيم تصابى الشّيخ والدّهر دائب ... بمبراته يلحو عروقا وأعظما
[الطويل] فقال له معاوية: كم أتت لك من سنة يا فضالة؟ قال: عشرون ومائة سنة. قال: فأي الأشياء مرّ بك منذ كنت بها أسرّ؟ وأي الأشياء كنت بوقوعه أشد اكتئابا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لم يقطع الظّهر قطع الولد شيء، ولا دفع البلايا والمصائب مثل إفادة المال.
7042- فضالة بن شريك:
بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الأسدي.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وابنه عبد اللَّه بن فضالة هو الّذي وفد على عبد اللَّه بن الزبير، وله معه قصة، وهو الّذي قال: لعن اللَّه ناقة حملتني إليك. فقال له ابن الزّبير: إن وراكبها. وقد قيل: إن الوافد على ابن الزبير فضالة نفسه، وقيل: إن القصة كانت بين معن بن أوس وابن الزبير، وإن ابن الزبير لما أن حرمه أرسل إليه عبد الملك برفد فوجدوه قد مات، وأورد له هجاء في عبد اللَّه بن مطيع، وأنشد له أشعارا وأهاجي في ناس من بني سليم، قال: وكان لفضالة ولد يقال له فاتك، وكان جوادا ممدحا، وله يقول الأشتر:
وفد الوفود فكنت أفضل وافد ... يا فاتك بن فضالة بن شريك
[الكامل]
الفاء بعدها النون
7043- فنج «2» :
بفتح أوله وتشديد النون بعدها جيم، ابن دحرج، ويقال يدجج بجيمين، التميمي.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يره.
ذكره جعفر المستغفريّ وغيره في الصحابة. وقال أبو عمر: لا تصح له صحبة، وحديثه مرسل، وروايته عن رجل من الصحابة.
وروى أحمد، عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، عن عبد اللَّه بن وهب بن منبه، عن
__________
(1) في المعمرين: ولا قمط لي، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9.
(2) في الاستيعاب: وقد ذكره- بالفاء والتاء والحاء. هكذا ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة.(5/297)
أبيه، حدثني فنّج، قال: كنت أعمل في الدينباذ «1» وأعالج فيه، فقدم يعلى بن أمية أميرا على اليمن، ومعه رجال، فجاءني رجل ممن قدم معه، وأنا في الزرع أصرف الماء فيه وفي كمه جوز، فجلس على ساقيه وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل، ثم أشار إليّ فأتيته، فقال:
يا فارسي، هلم، فدنوت إليه، فقال لي: أتأذن لي أن أغرس من هذا الجوز على الماء؟
فقلت: ما ينفعك ذلك. فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند اللَّه.
انتهى.
ويعلى ولي اليمن في عهد عمر. وقد ذكره في الصحابة أيضا علي بن سعيد العسكري، وكذا يحيى بن يونس الشيرازي في كتابه المصابيح في الصحابة، ونبّه جعفر المستغفري على أنه صحفه، فقال فتح، بسكون المثناة الفوقانية بعدها حاء مهملة، وإنما هو بتشديد النون بعدها جيم، وعداده في التابعين.
وقال أبو عمر: ذكره قوم ممن ألّف في الصحابة بالمثناة والمهملة. وذكره عبد الغني بن سعيد بالنون والجيم.
قلت: هو الّذي توارد عليه أصحاب المؤتلف.
الفاء بعدها الهاء
7044 ز- فهد الحميري:
ذكره المدائني فيمن كتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أقيال أهل اليمن ممن أسلم، وفيه يقول الشاعر من أبيات:
ألا إنّ خير النّاس كلّهم فهد
[الطويل] وفهد المذكور ذكره ابن الكلبي، فقال: فهد بن عريب بن ليشرح من بني مدل بن ذي رعين الّذي قال فيه الشاعر «2» :
ألا إنّ خير النّاس كلّهم فهد ... وعبد كلال خير سائرهم بعد
[الطويل] قال: وهو الّذي قال فيه عمرو بن معديكرب:
ألا عتبت عليّ اليوم أروى ... لآتيها كما زعمت بفهد
__________
(1) في أسد الغابة: الرشاد، وفي الإكمال دينباذ، وفي ب: الدنباد. (2) سقط في ب.(5/298)
وما الإخلاف ما يعني إليه ... ولا وأبيك لا آتيه وحدي «1»
[الوافر] ثم قال: ومنهم عريب، والحارث ابنا عبد كلال بن «2» ليشرح.
الفاء بعدها الياء
7045- فيروز الوادعي «3» :
مولى عمر بن عبد اللَّه الهمدانيّ الوادعي.
أدرك الجاهلية والإسلام، وهو جدّ زكريا بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز، وأبو زائدة اسمه كنيته، ذكره أبو عمر.
قلت: ذكر ابن أبي حاتم أن اسم أبي زائدة خالد بن ميمون، وكذا قال عبّاس الدّوري، عن ابن ميمون: وزاد ابن ميمون بن فيروز، وقال مسلم «4» في شيوخ الثوري: اختلف في اسم أبي زائدة: فقال بعضهم: اسمه بستاني، وقال غيره: اسمه هبيرة.
القسم الرابع
الفاء بعدها الألف
7046- فاتك الأسدي «5» :
والد خريم «6» .
وقع غلطا في بعض الروايات،
فأخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ، ثم من طريق الحجاج بن حمزة، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة عن الرّكين «7» بن الربيع، عن أبيه، عن يسير بن عميلة، عن خزيم بن فاتك، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «النّاس أربعة:
موسّع عليه في الدّنيا موسّع عليه في الآخرة ... » الحديث.
وقوله: عن أبيه زيادة لا يحتاج إليها.
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي بدونها. وأخرجه أحمد، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة بدونها. وأخرجه ابن حبان من رواية شيبان «8» بن عبد الرحمن،
__________
(1) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 87، الاشتقاق ص 526، شرح القصيدة الحميرية 180، الإكليل 2/ 363، 8/ 122، الإصابة 1/ 283- 3/ 106- 208.
(2) في أ: بن غريب ليشرح.
(3) أسد الغابة ت (4247) ، الاستيعاب ت (2110) .
(4) في أ: شرح شيوخ.
(5) أسد الغابة ت (4193) .
(6) في أ: خزيم.
(7) في ب: الزكير.
(8) في ب: سيبان.(5/299)
وأبو يعلى، والحاكم، عن طرق من الرّكين بن الربيع، عن أبيه، عن عمه، عن خريم بن فاتك، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والحديث حديث خريم، وهو معروف به.
الفاء بعدها التاء والراء
7047 ز- فتح:
بسكون المثناة الفوقانية بعدها مهملة. تقدم صوابه في القسم الثالث.
الفاء بعدها الراء
7048 ز- فرات بن ثعلبة النجراني «1» :
ذكره ابن مندة. وقد تقدم في الأول.
7049- الفراسي «2» :
تقدم القول فيه في القسم الأول في فراس.
7050- الفرزدق «3» :
قال أبو موسى المديني: أورده أبو بكر بن أبي علي، وأخرج من طريق أبي الدحداح عن شعيب بن عمرو، عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية، عن الفرزدق- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله فقرأ عليه:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8] إلى آخر السورة، فقال حسبي، لا أبالي ألّا أسمع غيرها.
قال أبو موسى: هذا وهم، ولعله أراد عن صعصعة عمّ الفرزدق، مع أن صعصعة إنما هو عم الأحنف.
قلت: وهو الّذي لا يتجه غيره، فقد أخرجه النسائي في التفسير من الكبرى من طريق جرير بن حازم، عن الحسن: حدثنا صعصعة عمّ الفرزدق.
قال ابن الأثير: صعصعة بن معاوية هذا عمّ الأحنف لا الفرزدق، وصعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق لا عمه، لأنه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية. وهذا تعقّب ساقط، فإنّهما من بني تميم جميعا، والعرب تطلق على الكبير عم الصغير. ويجوز أن يكون عمه من قبل أم
__________
(1) أسد الغابة ت (4206) .
(2) أسد الغابة ت (4211) ، الاستيعاب ت (4116) ، الثقات 3/ 333، بقي بن مخلد 490، 590، الجرح والتعديل 7/ 524، الطبقات 124، 370، التاريخ الكبير 7/ 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، تقريب التهذيب 2/ 108، تهذيب التهذيب 8/ 260، تهذيب الكمال 2/ 1093.
(3) أسد الغابة ت (4212) ، طبقات ابن سلام 1/ 299، الشعر والشعراء 381 الأغاني 8/ 186، 19/ 3، معجم المرزباني 465، المهج 50، سمط اللآلي 44، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 280، وفيات الأعيان 6/ 86، تاريخ الإسلام 4/ 178 مرآة الجنان 1/ 238، شرح العيون 389، 464 البداية والنهاية 9/ 265، النجوم الزاهرة 1/ 268 شذرات الذهب 1/ 141، خزانة الأدب تحقيق هارون 1/ 217.(5/300)
أو من الرضاعة. وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء أن الفرزدق قارب المائة، وأنه مات سنة عشر ومائة، وأنّ الرياشي روى عن سعيد بن عامر أن الفرزدق بلغ مائة وثلاثين سنة، قال: والأول أثبت قال: روى الفرزدق أنه قال: خضت الهجاء في زمن عثمان.
قلت: فهذا يدل على أنه قارب المائة، لأنه بين وفاته ووفاة عثمان خمس وسبعون سنة: قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين، وأقلّ ما يبلغ من يخوض الهجاء من يقارب العشرين.
وقال المرزبانيّ: صحّ أنه قال الشعر أربعا وسبعين سنة، لأن أباه أتى إلى عليّ فقال:
إن ابني شاعر، وذلك في سنة ست وثلاثين.
وقال المرزبانيّ: كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند الخفاء والأمراء، وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير، ومن تشبيهات الفرزدق قوله:
والشّيب ينهض في الشّباب كأنّه ... ليل يصيح بجانبيه نهار
[الكامل] وهو القائل:
تصرّم عنّي ودّ بكر بن وائل ... وما خلت دهري ودّهم يتصرّم
قوارص تأتيني ويحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيعمم
[الكامل]
وقال المرزبانيّ: وفد غالب على عليّ، ومعه ابنه الفرزدق، فقال له: من أنت؟ قال أنا غالب بن صعصعة المجاشعي، قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم قال: فما فعلت إبلك؟
قال: دعدعتها الحقوق والنوائب. قال: ذاك خير سبيلها. فقال: من هذا الفتى معك؟ قال:
ابني الفرزدق، وهو شاعر، فقال: علّمه القرآن، فإنه خير له من الشعر.
قال: فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى أن لا يحلّ نفسه حتى يحفظ القرآن.
7051- فروة بن مجالد «1» :
تابعي، روى عنه حسان بن عطية، وكان مستجاب الدعوة، يعدّ في الأبدال، كذا
__________
(1) أسد الغابة ت (4223) ، الاستيعاب ت (2100) ، تقريب التهذيب 2/ 108، الجرح والتعديل 7/ 468، تهذيب التهذيب 8/ 264، التاريخ الكبير 7/ 127، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 333، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، الكاشف 2/ 380، جامع التحصيل 308، ثقات 7/ 321، البداية والنهاية 9/ 93، دائرة معارف الأعلمي 23/ 220.(5/301)
أورده ابن عبد البر، وقال ابن مندة مثله، وزاد فقال: حديثه مرسل، وهو مجهول. وقال البخاري: فروة روى عنه حسان بن عطية، لم يزد البخاري على هذا.
وقال ابن أبي حاتم: فروة بن مجالد مولى لخم من فلسطين روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. وقال أبو نعيم: الّذي روى عنه حسان هو ابن نوفل، كذا قال: وليس بجيد، بل هو ابن مجالد، وهو تابعي، وقد فرق البخاري بينهما، فقال: فروة بن مجالد مولى لخم كان يكن كفرا بالشام، وكانوا لا يشكّون أنه من الأبدال، نسبه حجر بن الحارث، وعاب عليه ابن أبي حاتم، فقال: نقل بعض الناس هذا الاسم اسمين، فقال أبي: هما واحد.
وأورد حديثه ابن شاهين من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن فروة بن مجالد، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. «أيّما سريّة رجعت وقد أخفقت فلها أجرها مرّتين» «1» .
قال ابن شاهين: لا أعلم له غيره إن صحّ أن له صحبة، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي.
7052- فروة بن مسيكة «2» :
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، وفرّق بينه وبين فروة بن مسيك الغطيفي الماضي في الأول، والحديث الّذي أورده معروف بابن مسيك. وقد قدمنا أنه يقال فيه فروة بن مسيك، وفروة بن مسيكة.
7053 ز- فروة بن نفيل:
ذكره البغويّ،
وأورد له من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن شريك بن طارق، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الحيّة فاسقة، والفأرة فاسقة ... » الحديث «3» .
قال ابن شاهين: رواه الناس عن عبد الملك بن شريك بن طارق، عن فروة بن نوفل، عن عائشة.
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 297.
(2) أسد الغابة ت (4225) ، الاستيعاب ت (2101) ، وفي الاستيعاب: فروة بن مسيك. ويقال فروة بن مسيكة..
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 209، 238 أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39992 وعزاه لابن ماجة والبيهقي عن عائشة وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1082 كتاب الصيد باب (19) الغراب حديث رقم 3249 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1082 رجال إسناده ثقات إلا أن المسعودي اختلط بآخره ولم نعلم هل روى الأنصاري هذا عن المسعودي قبل الاختلاط أو بعده فيجب التوقف من حديثه واسم الأنصاري محمد بن عبد اللَّه المثنى.(5/302)
قلت: وهو الصواب.
7054- فروة بن نوفل الأشجعي «1» :
ذكره ابن حبّان في الصحابة، ثم توقف فيه، وقال: يقال إن له صحبة.
وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وإنما الصحبة لأبيه نوفل، وقال المرزباني في معجم الشعراء: كان رئيس السراة، وأنشد له شعرا في ذلك، واتفق الحفاظ على أن عبد العزيز بن مسلم وهم في روايته عن أبي إسحاق حيث قال: عنه، عن فروة بن نوفل، قال:
أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي..
الحديث والمعروف عن فروة بن نوفل عن أبيه، كذا رواه أبو داود، وابن حبّان، والحاكم، وغيرهم. وذكر النسائي الاختلاف فيه. وقد بينته في فروة بن مالك في الأول.
وقد أخرج أبو أحمد العسكري، من طريق بندار عن غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل- أنه كفل صبيا لبني هاشم فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وهذا الخبر إنما هو لنوفل الدئلي الماضي في القسم الأول.
7055- فروة الجهنيّ «2» :
قال ابن مندة: مجهول وقال أبو عمر: فروة الجهنيّ له صحبة، روى عنه بشير مولى معاوية أنه سمعه في عشرة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقولون- إذا تراؤوا الهلال: اللَّهمّ اجعله شهر خير وعافية، كذا قال ابن أبي حاتم، لكن قال فروة السامي، ولم يقل الجهنيّ: ولم يسق المتن. وقد ردّ أبو عمر على نفسه في الكنى، فقال:
أبو فروة الجهنيّ روى عنه بشير مولى معاوية، ومن قال فيه فروة فقد أخطأ، وهو كما قال في الكنى، واسمه حدير.
قلت: مضى في حرف الحاء المهملة.
7056- فروة، غير منسوب:
__________
(1) الثقات 3/ 330، مقدمة مسند بقي بن مخلد 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الجرح والتعديل 7/ 82، تهذيب التهذيب 8/ 266، الكاشف 2/ 380، الكامل في التاريخ 3/ 346، تهذيب الكمال 2/ 1094، الأعلام 5/ 143، تحفة الأشراف 8/ 257، بقي بن مخلد 628، تقريب التهذيب 2/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 308، الأخبار الطوال 210، رجال مسلم 2/ 137، تاريخ الإسلام 2/ 509.
(2) أسد الغابة ت (4216) ، الاستيعاب ت (2103) .(5/303)
ذكره البخاريّ في الصحابة، وروى حديثه معاوية بن صالح، عن أبي عمرو، عن بشير مولى معاوية عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا ذكره ابن مندة، وأفرده ابن الأثير فوهم، فإنه فروة الجهنيّ المذكور قبل هذا، كرره بلا فائدة.
7057 ز- فروة، آخر «1» :
أفرده ابن مندة بالذكر، وقال: فروة مجهول، وروى عنه حسان بن عطية مرسلا، وكذا ذكره أبو نعيم، وهو وهم، فإنه ابن مجالد الماضي، وأغفله ابن الأثير والذهبي.
الفاء بعدها الضاد
7058- الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي «2» :
ذكره أبو موسى في «الذّيل» . وقال: روى أبو مسعود الأصبهاني، من طريق السري بن يحيى، عن حرملة بن أسير، عن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي، أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يعتزي في الحرب، ويقول: «أنا ابن العواتك» «3»
قال أبو موسى: يتأمّل فيه.
قلت: الفضل بن عبد الرحمن تابعي أو من أتباع التابعين ليست له ولأبيه صحبة، واسم جده العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: وهذا السند مرسل أو معضل.
ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة.
7059- الفضل بن يحيى بن قيوم الأزدي «4» :
أورده ابن مندة: فقال مختلف في صحبته، وذكر عن موسى بن سهل الرمليّ، قال:
الفضل الأزدي أبو يحيى هو ابن قيوم، روى عن أبيه عن جدّه، كذا قال وهو وهم فاحش، فإن قيوما هو الّذي قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاعل «روى» هو قيوم، لا الفضل، وكأن ابن مندة توهم أنه الفضل، وليس كذلك، وقد تعقبه أبو نعيم فأصاب.
7060 ز- فضيل بن فضالة:
تابعي، ذكره ابن قانع في الصحابة: فوهم،
وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (4227) .
(2) أسد الغابة ت (4238) .
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 201 قال الهيثمي في الزوائد 8/ 222، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31874.
(4) أسد الغابة ت (4239) .(5/304)
صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن فضل بن فضالة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ أحبّ ما زرتم اللَّه به في مساجدكم وفي قبوركم البياض» «1» .
قلت: وفضل هذا هوزني شامي تابعي صغير، والسند الّذي ذكره ابن قانع مقلوب، وإنما هو من رواية صفوان عن فضيل بن فضالة، عن خالد بن معدان، مرسل.
وقد أخرج أبو داود في المراسيل، من طريق صفوان، عن فضيل هذا، عن خالد بن معدان، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثا غير هذا.
الفاء بعدها اللام
7061 ز- فلاح:
مولى بعض التجار.
ذكر في قصة مكذوبة سلّت «2» عن نسخة تشتمل على أحاديث موضوعة: منها أن أعرابيا سأل فأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قميصه، فذهب إلى السوق فطلب فيه ثمانية دراهم، فعرفه أبو بكر فاشتراه منه بثمانمائة، فتعجّب منه الدلّال، فقال له: إنه قميص النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فسمعه عبد لبعض التجار يقال له فلاح، فذهب إلى سيده، فأخبره، فذهب إلى السوق فدفع في القميص ألف دينار.
وهذا من وضع القصّاص، وكذلك سائر النسخة. واللَّه المستعان.
الفاء بعدها الهاء
7062- فهم بن عمرو بن قيس
غيلان، أبو ثور الفهميّ «3» .
استدركه أبو موسى في الذّيل، ونقل عن أبي بكر بن أبي علي- أن ابن أبي عاصم ذكر في الوحدان، وهو غلط لم يتعقبه أبو موسى، وإنما أراد ابن أبي عاصم أن أبا ثور الفهميّ من ذرية فهم بن عمرو بن قيس غيلان جد القبيلة، ولم يرد أن فهما اسم أبي ثور، فإن فهم بن عمرو كان قبل الإسلام بدهر طويل يكون بين من صحب من ذريته وبينه عدة آباء يبلغون السبعة إلى العشرة، وممن ينسب إليه في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من المشهورين في الجاهلية تأَبَّط شرّا الشاعر المشهور، وبينه وبين فهم بن قيس سبعة آباء، وأبو ثور صحابي معروف، لا يعرف اسمه، وسيأتي في الكنى.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال (41115) .
(2) في أنسلت.
(3) أسد الغابة ت (4245) .(5/305)
حرف القاف
القسم الأول
القاف بعدها الألف
7063- قارب بن الأسود»
بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، ابن أخي عروة بن مسعود.
قال البخاريّ: ويقال مارب. ثم تبين الاختلاف في اسمه، وفي سنده من ابن عيينة.
وقال ابن أبي حاتم: قارب، ونسبه، يقال: إن له صحبة.
وقال ابن السّكن: قارب الثقفي، ويقال مارب، كان عيينة يشكّ في اسمه.
وقال أبو عمر: قارب بن الأسود، وهو قارب بن عبد اللَّه بن الأسود بن مسعود الثقفي جدّ وهب بن عبد اللَّه بن قارب، له صحبة.
وقال ابن إسحاق في المغازي: لما قتل عروة بن مسعود قدم أبو المليح بن عروة وقارب بن الأسود على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل أن يقدم وفد ثقيف، وأسلما، فقال لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: تولّيا من شئتما فقالا: نتولّى اللَّه ورسوله، فلما أسلمت ثقيف ووجّه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان لهدم العزى الطاغية سأله أبو المليح بن عروة أن يقضي عن أبيه عروة دينا كان عليه، فقال:
نعم، فقال له قارب: وعن الأسود فاقض. فقال: إن الأسود مات وهو مشرك فقال قارب:
لكن تصل مسلما- يعني نفسه، إنما الدّين عليّ وأنا الّذي أطلب به، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يقضى دينهما من مال الطاغية.
__________
(1) أسد الغابة ت (4248) ، الاستيعاب ت (2188) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، العقد الثمين 7/ 22، التاريخ الكبير 7/ 196، ذيل الكاشف 1238.(5/306)
وقال أبو عمر: كانت مع قارب راية الأحلاف لما حاصر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الطائف، ثم قدم في وفد ثقيف فأسلم.
قلت: وهذه القصة ذكرها أبو الحسن المدائني محررة، فقال في قصة حنين: كانت راية الأحلاف من ثقيف يوم حنين مع قارب بن الأسود، فقال لقومه: اعصبوا رايتكم بشجرة ليحسب من رآها أنكم لم تبرحوا، وانجوا على خيلكم، ففعلوا فنظر بنو مالك إلى الراية لا تبرح، فصبروا فقتل منهم اثنان وسبعون، واستقبل سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة، لأن أخاه كان قتل، فذكر القصة، وسبقت في ترجمة سفيان بن عبد اللَّه.
وروى ابن شاهين هذه القصة بمعناها من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد ابن رومان.
وقد تقدم ذكر قارب في حديث ولده عبد اللَّه بن قارب.
وروى الحميدي في مسندة عن سفيان: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أخبرني وهب بن عبد اللَّه بن قارب، أو مارب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع يقول: «يرحم اللَّه المحلّقين» «1» وأشار بيده.
قال سفيان: وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد اللَّه بن مارب، وحفظي قارب، والناس يقولون قارب كما حفظت، فأنا أقول مارب وقارب.
وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال علي بن أبي عيينة، عن وهب بن عبد اللَّه بن قارب، عن أبيه، عن جده، فذكره، قال سفيان: وجدت عندي مارب، فقالوا لي هو قارب، قال علي: قلت لسفيان: هو عن أبيه عن جده؟ قال: نعم. قال علي: وحدثنا به مرة عن ابن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه- سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وحدثنا به مرة عن وهب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي فرأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وهذه الطريق الأخيرة قد قدمتها في ترجمة عبد اللَّه، وفيه اختلاف آخر أورده ابن مندة عن ابن الأعرابي، عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن ابن قتيبة، عن إبراهيم، عن وهب بن عبد اللَّه بن قارب، قال: حججت مع أبي ... فذكره.
وأورده في ترجمة وهب، وهكذا رواه أبو الحسن بن سفيان في مسندة عن
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 353 عن ابن عباس 2/ 16، 4/ 70، 6/ 402 والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 134، والحميدي في المسند 931 والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 151، وابن عساكر في التاريخ 2/ 101 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12738، 12739.(5/307)
إسماعيل بن عبيد الحرّاني، عن ابن عيينة، قال أبو نعيم: رواه الكبار من أصحاب ابن عيينة، عن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه، وهو الصواب.
وذكر الذّهبيّ في التجريد أنّ الحميدي صحّف هذا الاسم، فقال: مارب بالميم، قال:
وإنما هو قارب بالقاف ولم يصب في جزمه بأن الحميدي صحّفه وقد بينا أنه حكى ذلك عن ابن عيينة، وجزم الترمذي في كتاب الحج بأنّ الحديث عن مارب بالميم، والحق أنه قارب بالقاف. واللَّه أعلم.
7064 ز- قارظ بن عتبة بن خالد:
حليف بني زهرة.
تزوّج عبد الرحمن بن عوف ابنته، علّق ذلك البخاري في كتاب النكاح، ونسبها إلى ابن سعد في ترجمة عبد الرحمن ولم يسمّها. وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي ولا ثقفي إلا أسلم وشهدها.
7065 ز- القاسم بن أمية
بن [أبي] «1» الصّلت الثقفي.
وكان أبوه يذكر النبوة والبعث، فأدرك البعثة، فغلب عليه الشقاء فلم يسلم، بل رثى أهل بدر بالأبيات المشهورة، واستمر على كفره إلى أن مات، وكان يعتذر عن الدخول في دين الإسلام بأنه كان يقول لقومه: أنا النبيّ المبعوث، قال: فخشي أن يعيّره بسيئات ثقيف بكونه صار يتبع غلاما من بني عبد مناف، حكى ذلك عنه أبو سفيان بن حرب في قصة طويلة ذكرها أبو نعيم في دلائل النبوة وغيره، ومات أمية فيما يقال سنة تسع.
أما ولده القاسم فذكره المرزباني في معجم الشعراء، وهو على شرطهم في الصحابة، لأنا قدمنا غير مرة أنه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها، حكاه ابن عبد البرّ وغيره، وأورد له ثعلب من شعره:
قوم إذا نزل الغريب بدارهم ... ردّوه ربّ صواهل وقيان
لا ينكتون «2» الأرض عند سؤالهم ... كمطلب «3» العلّات بالعيدان
[الكامل] ورأيت له مرثية في عثمان بن عفان منها:
لعمري لبئس الذّبح ضحّيتم به ... خلاف رسول اللَّه يوم الأضاحي
__________
(1) سقط في أ. (2) في ب: إلى الأرض، وفي المرزباني: لا ينقرون. (3) في المرزباني: كتلمس.(5/308)
فطيبوا نفوسا بالقصاص فإنّه ... سيسعى به الرّحمن سعي نجاح
[الطويل]
7066- القاسم بن الربيع
بن عبد شمس «1» .
قيل هو اسم أبي العاص، وهو مشهور بكنيته، وسيأتي في الكنى، اسمه لقيط، وقيل مهشم، وقيل غير ذلك.
7067- القاسم بن مخرمة
بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي «2» ، أخو قيس والصلت.
ذكره ابن إسحاق فيمن قسم له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
7068- القاسم، مولى أبي بكر «3» :
ذكره البغويّ في الصّحابة، وأخرج له من طريق مطرف عن أبي الجهم عنه حديثين، ثم قال: لا أعرف للقاسم غير هذا. وقال ابن عبد البرّ: له صحبة ورواية، ويقال فيه أبو القاسم، وهو أصحّ، وسيأتي في الكنى.
7069 ز- قاطع بن ظالم:
أبو صفرة «4» يأتي في الكنى.
7070- القائف بن عبيس:
الصباحي، أخو إياس.
ذكره الرّشاطي وغيره، وأن له وفادة. وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى بن القائف وإياسا ابنا عبيس بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الديل، وكانا أقوف خلق اللَّه تعالى، وأنشد للقائف:
إذا جئت أرضا بعد طول اجتنابها ... تفقّدت نفسي والبلاد كما هيا
فأكرم أخاك الدّهر ما دمتما معا ... كفى بملمّات الفراق تنائيا
[الطويل] قال أبو عمرو الشّيبانيّ: كان للقائف وأخيه شرف ورباط خيل.
__________
(1) أسد الغابة ت (4251) .
(2) أسد الغابة ت (4254) ، الاستيعاب ت (2121) .
(3) أسد الغابة ت (4250) ، الاستيعاب ت (2122) الطبقات الكبرى 9/ 156، تجريد أسماء الصحابة 2/ 10، العقد الثمين 7/ 37.
(4) أسد الغابة ت (4255) .(5/309)
القاف بعدها الباء
7071 ز- قباث «1» :
بتخفيف الموحدة وبعد الألف مثلثة، والمشهور فتح أوله، وقيل بالضم، وبه جزم ابن ماكولا.
قال البخاريّ: له صحبة، قال: وقال بعضهم: ابن رسيم وهو وهم، وهو ابن أشيم بمعجمة وزن أحمر بن عامر بن الملوّح بن يعمر- بفتح المثناة التحتانية أوله، وهو الشداخ، بمعجمتين، ابن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة الليثي. هذا هو المشهور في نسبه وقيل: هو تميمي، وقيل كندي. وقال ابن حبان: يعمري ليثي، من بني كنانة، له صحبة، وحديثه عند أهل الشام.
قلت: أخرج حديثه الترمذي، من طريق محمد بن إسحاق، عن المطلب بن عبد اللَّه بن قيس، عن أبيه، عن جده، قال: ولدت أنا ورسول اللَّه عام الفتح. قال: وسأل عثمان- يعني ابن عفان- قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث، فقال: أنت أكبر أم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ فقال: رسول اللَّه أكبر مني وأنا أسنّ منه. قال أبو نعيم: القائل وسأل عثمان هو قيس بن مخرمة. وروى عنه أيضا أبو سعيد المقبري وأبو الحويرث، وخالد بن دريك وغيرهم.
وقال ابن سعد: شهد بدرا مع المشركين، وكان له فيها ذكر ثم أسلم وشهد حنينا.
وأخرجه البخاريّ من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن قباث بن أشيم الليثي، قال:
قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «صلاة رجلين يؤمّ أحدهما الآخر أرجى عند اللَّه من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمّهم أحدهم أرجى عند اللَّه من صلاة مائة تترى» «2» .
وقال ابن حاتم: قباث بن أشيم له صحبة. وروى يونس بن سيف، عن عبد الرحمن بن زياد الليثي، عنه، وسمعت محمد بن عوف يقول: كلّ من روى عن يونس بن
__________
(1) أسد الغابة ت (4256) ، الاستيعاب ت (2189) ، طبقات خليفة 30، تاريخ خليفة 52، الجرح والتعديل 7/ 143، تاريخ أبي زرعة 1/ 70، طبقات ابن سعد 7/ 411، تاريخ الطبري 2/ 155، المغازي للواقدي 97، المعجم الكبير 19/ 35، الكامل في التاريخ 2/ 412، فتوح الشام للأزدي 189، تحفة الأشراف 8/ 273، تهذيب الكمال 2/ 1118، المستدرك تلخيص المستدرك 3/ 625، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 23، خلاصة تذهيب التهذيب 314، تاريخ الإسلام 2/ 207..
(2) أخرجه ابن سعد من الطبقات الكبرى 7/ 131، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 193 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 61 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20213، 20273 وعزاه للطبراني في الكبير والبيهقي عن قباب بن أشيم وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 42 وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجال الطبراني موثقون.(5/310)
سيف فإنه يقول: عن عبد الرحمن بن زياد إلا الزّبيدي فإنه يقول: عن يونس، عن عامر بن زياد، عن قباث.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل قصة إسلامه بعد الخندق مطوّلة، وفيها علم من أعلام النبوة.
وقال ابن الكلبيّ: كان صاحب المجنّبة يوم اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح، والمعروف ما أسنده البغوي أنّ عبد الملك بن مروان سأل قباث بن أشيم عن المسألة المذكورة، وقال: وصلت بي أمي على روث الفيل أعقله، وبذلك جزم عبد الصمد وابن سميع، وأسند سيف في الفتوح أنّ مروان هو الّذي سأله. وقال أبو نعيم: أدركه أمية بن عبد شمس. وقال ابن عساكر: شهد اليرموك، وكان على كردوس، ثم سكن حمص، قاله عبد الصمد بن علي وابن سميع.
7072 ز- قبيصة بن الأسود «1»
بن عامر بن جوين بن عبد رضا، بضم الراء ومعجمة مقصور الطائي.
ذكره الطّبريّ، وابن قانع، وقالا: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتقدم له ذكر في ترجمة زيد الخيل «2» بن مهلهل الطائي.
وقال المرزبانيّ: يقال قبيصة بن الأسود.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أخبرني الكوكبي إجازة، حدثني علي بن حرب، أنبأني هشام بن الكلبي وغيره، قالا، وفد زيد الخيل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه وزر بن سدوس النّبهاني، وقبيصة بن الأسود بن عامر بن جوين الجرمي، ومالك بن جسري «3» المعني، وقيس بن كسفة «4» الطريفي، وقيس بن حليف الطريفي، وعدة من طي، فأناخوا ركابهم بباب المسجد، فذكر قصة طويلة، وقد تقدم ذلك في ترجمة زيد الخيل «5» موصولا من الأخبار المنثورة لابن دريد.
7073 ز- قبيصة بن البراء «6» :
قال ابن مندة: ذكروه في الصحابة، ولا يثبت، وروى الطبراني من طريق نعيم بن حماد في كتاب الفتن لنعيم: حدثنا ابن عبد الوارث، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي خثيم،
__________
(1) أسد الغابة ت (4257) .
(2) في الجبليّ.
(3) في الأغاني: جبيذ، وفي الطبقات: بن خيبري.
(4) في الطبقات: وقعين بن خليف.
(5) في أالجبل.
(6) أسد الغابة ت (4259) .(5/311)
عن مجاهد، عن قبيصة بن البراء، قال: إذا خسف بأرض كذا وكذا ظهر قوم يخضبون بالسواد لا ينظر اللَّه إليهم. قال مجاهد: وقد رأيت تلك الأرض التي خسف بها.
7074- قبيصة بن برمة «1» :
بموحدة مضمومة أوله، وتردد فيه ابن حبان، هل هو بالموحدة أو المثلثة- الأسدي.
قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في الكوفيين. وروى أيضا عن ابن مسعود، وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وقد صحب عبد اللَّه بن مسعود، وهو معدود في الكوفيين. وأخرج حديثه في الأدب المفرد، وله رواية أيضا عن المغيرة.
روى عنه ابنه يزيد، وحفيده عمر بن يزيد بن قبيصة، وابن أخيه برمة بن ليث بن برمة، وآخرون.
وذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة، ثم ذكره في التابعين، فقال:
روى عن المغيرة بن شعبة، روى عنه سليمان البنائي. وقال أبو عمر: هو والد يزيد بن قبيصة. وقد قيل: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عن ابن مسعود والمغيرة. وكأنه تبع أبا حاتم فإن ابنه نقل عنه لا تصحّ له صحبة.
7075- قبيصة بن الدمون الحضرميّ:
أخو هميل، يأتي مع أخيه «2» .
7076- قبيصة بن المخارق «3»
بن عبد اللَّه بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة «4» بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي، أبو بشر.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ولده قطن، وكنانة بن نعيم، وأبو عثمان النهدي، وغيرهم.
__________
(1) أسد الغابة (4260) ، الاستيعاب ت (2123) الثقات 3/ 345، الطبقات الكبرى 6/ 38، 9/ 156، تجريد أسماء الصحابة 2/ 11، الجرح والتعديل 7/ 24، تقريب التهذيب 2/ 122، الطبقات 138/ 52، تهذيب التهذيب 8/ 344، تهذيب الكمال 2/ 1119، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 349، التاريخ الكبير 7/ 174، ذيل الكاشف 1256.
(2) أسد الغابة ت (4262) .
(3) أسد الغابة ت (4265) ، الاستيعاب ت (2125) ، الطبقات الكبرى 1/ 309، 9/ 156، تجريد أسماء الصحابة 2/ 11، الجرح والتعديل 7/ 154، تقريب التهذيب 2/ 123، تهذيب التهذيب 8/ 350، الكاشف 2/ 396، تهذيب الكمال 2/ 1120 خلاصة تهذيب الكمال 2/ 350، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، الطبقات 56، 184، التاريخ الكبير 7/ 173، الإكمال 7/ 128، بقي بن مخلد 277/ 574، علل الحديث للمديني 81، دائرة معارف الأعلمي 23/ 12.
(4) في أسد الغابة: ابن ربيعة.(5/312)
قال البخاريّ: له صحبة، ويقال له البجلي، وقال ابن أبي حاتم: بصري من قيس عيلان، له صحبة.
وقال ابن حبّان: له صحبة، سكن البصرة، وقال خليفة كانت له دار بالبصرة. وقال ابن الكلبيّ: كان قطن بن قبيصة شريفا، وقد ولي سجستان.
قلت:
وأخرج ابن خزيمة من طريق قتادة عن أبي قلابة، عن قبيصة البجلي، قال: إن الشمس انخسفت، فذكر حديث النعمان بن بشير: إن اللَّه إذا تجلّى لشيء من خلقه خضع له، فأيهما انخسف فصلّوا حتى ينجلي أو يحدث اللَّه أمرا، وقال ابن خزيمة: لا أدري ألقبيصة البجلي صحبة أم لا.
قلت: وفي الّذي وقع عنده من نسبته نظر، فكأنه ظنّ أنه آخر، وليس كذلك، فقد أخرجه من هذا الوجه، فقال: عن قبيصة بن المخارق الهلالي، قال: كسفت الشمس ونحن إذ ذاك مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالمدينة، فخرج فزعا يجرّ ثوبه فصلّى ركعتين أطالهما ... الحديث. وأخرجه أبو داود من طريق أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر عن قبيصة الهلالي.
7077 ز- قبيصة
بن والق التّغلبي- بمثناة فوقانية وغين معجمة ساكنة ولام مكسورة ثم موحدة.
ذكر أبو جعفر الطّبريّ أنّ له صحبة، وشهد له عدوّه شبيب الخارجي بذلك، فذكر الطبري في حوادث سنة سبع وسبعين، عن أبي مخنف، قال: لما هزم شبيب بن يزيد الخارجي الجيوش دعا الحجاج الأشراف من أهل الكوفة منهم زهرة بن حويّة «1» ، بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية، فاستشارهم فيمن يبعث إليه، فقالوا له: رأيك أفضل، فقال: قد بعثت إلى عتاب بن ورقاء الرياحي، فقال زهرة: رميتهم بحجرهم، واللَّه لا يرجع إليك حتّى يظفر أو يقتل وقال له قبيصة بن والق التغلبي: إني مشير عليك برأي، فإن يكن خطأ فبعد اجتهادي في النصيحة لأمير المؤمنين، وللأمير ولعامة المسلمين، وإن يكن صوابا فاللَّه سدّدني ... فذكر القصة، وإن تميم بن الحارث قال: وقف علينا عتّاب بن ورقاء فقصّ علينا، ثم جلس في القلب ومعه زهرة بن حويّة، وقال لقبيصة بن والق، وكان معه يومئذ على بني تغلب: اكفني الميسرة، فقال: أنا شيخ كبير لا أستطيع القيام إلا أن أقام، فبعث عليهم نعيم بن عليم التغلبي، فحمل شبيب وهو على مسنّاة أمام الخندق
__________
(1) في ب: زهير بن حيوة.(5/313)
ففضّهم، وثبت أصحاب راية قبيصة بن والق فقتلوا، وانهزمت الميسرة كلّها، وتنادى الناس: قتل قبيصة، فقال شبيب: يا معشر المسلمين، مثل قبيصة كما قال اللَّه تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... الآية، [سورة الأعراف آية 175] أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم ثم جاء يقاتلكم، ثم وقف عليه فقال له: ويحك لو ثبتّ على إسلامك الأول سعدت.
7078
- قبيصة «1» بن وقّاص السلمي:
ويقال الليثي.
قال البخاريّ: له صحبة. يعدّ في البصريين. ونقل ابن أبي حاتم عن أبي الوليد الطيالسي يقال إن له صحبة، وكذا قال أبو داود في السّنن، عن أحمد بن عبيد، عن أبي الوليد، وقال محمد بن سعد، عن أبي الوليد: له صحبة، وقال البغوي: سكن المدينة.
وقال الأزدي: تفرّد بالرواية عنه صالح بن عبيد وقال الذهبي: لا يعرف إلا بهذا الحديث.
ولم يقل فيه سمعت، فما ثبت له صحبة لجواز الإرسال. انتهى.
وهذا لا يختص بقبيصة، بل في الكتاب جمع جمّ بهذا الوصف، ويكفينا في هذا جزم البخاري بأن له صحبة، فإنه ليس ممّن يطلق الكلام لغير معنى.
قال ابن أبي حاتم: أدخله أبو زرعة في مسند الصحابة الذين سكنوا البصرة، ولا يعرف له غير هذا الحديث الواحد الّذي رواه أبو هاشم الزعفرانيّ، وقال في روايته: عن صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: فذهب بحث الذهبي.
7079- قبيصة المخزومي:
يقال: هو الّذي صنع المنبر، ذكره بعض المغاربة، كذا في التجريد. وقد ذكر ذلك ابن فتحون، فقال: ذكر عمر بن شبّة، عن محمد بن يحيى، هو أبو غسان المدني، عن سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب. وذكره ابن بشكوال في المبهمات، قال: قرأت بخط أبي مروان بن حبان، قال: ذكر عبد اللَّه بن حنين الأندلسي، عن عبد المطلب- يعني ابن عبد اللَّه بن حنطب- أنّ الّذي عمل المنبر قبيصة المخزومي.
قلت: وكذا ذكره الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» من روايته عن محمد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (4266) ، الاستيعاب ت (2126) ، الثقات 3/ 345، تجريد أسماء الصحابة 2/ 110، الطبقات 51/ 182، تقريب التهذيب 2/ 1203، تهذيب التهذيب 8/ 351، تهذيب الكمال 2/ 1120، الخلاصة 3/ 350، الكاشف 2/ 396، التاريخ الكبير 7/ 173، مشاهير علماء الأمصار 255.(5/314)
الحسن بن زبالة، عن سفيان بن حمزة، لكنه قدم الصاد على الباء، وكذا هو في «ذيل» ابن الأثير على «الاستيعاب» .
7080 ز- قبيصة السلمي «1» :
أحد بني الضربان.
ذكر الواقديّ في «كتاب الردة» ، عن عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل، عن أبيه، عن سفيان بن أبي العوجاء- أن قبيصة وفد على أبي بكر، فأخبره أنه هو وقومه لم يرتدّوا، فأمره أن يقاتل بقومه من ارتدّ من بني سليم، فرجع قبيصة وجمع جمعا وأوقع بجماعة ممن ارتدّ، فلحقه قبيصة بن الحكم السلمي فطعنه بالرمح فدقّ صلبه فمات.
وقال أبو عمر: قبيصة السلمي روى عنه عبيد «2» بن طلحة، فيه نظر.
قلت: فما أدري هو هذا أو غيره أو هو ابن وقّاص الماضي قريبا.
القاف بعدها التاء
7081- قتادة «3»
بن الأعور بن ساعدة بن عوف التميمي، والد الجون.
ذكره البغويّ في الصّحابة، وقال لا أعلم له حديثا.
وقال ابن سعد: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل الوفاة، وكتب له كتابا بالشّبكة «4» . موضع بالدهناء.
7082- قتادة بن أبي أوفى «5»
بن موءلة بن عتبة بن ملادس بن قتادة بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، والد إياس.
ذكره ابن سعد في الصّحابة، وقال: لا نعلم له حديثا مسندا، وقال البغوي: قتادة بن أبي أوفى له صحبة، وكان لأبيه إياس بالبصرة ذكر بعد موت يزيد بن معاوية، وهو الّذي تحمّل ديات القتلى بين الأزد وغيرهم في تلك الأيام، وولي قضاء الري، ولا أعرف لقتادة بن أبي أوفى حديثا ويقال: إن أم إياس هذا أخت الأحنف بن قيس. وقال ابن سعد:
__________
(1) الاستيعاب ت (2127) .
(2) في الاستيعاب: عقيل.
(3) أسد الغابة ت (4270) .
(4) الشّبكة: واحد الّذي قبله: ماء بأجأ يعرف بشبكة ياطب ذات نخل وطلح وقيل ماء لبني أسد قريب من حبش وسميراء، والشبكة من مياه بني نمير بالشريف ويعرف بشبكة ابن دخن وهو جبل من مياه الماشية، ومن مياههم شبكة بني قطن وشبكة هبّود. انظر مراصد الاطلاع 2/ 781.
(5) أسد الغابة ت (4272) ، الاستيعاب ت (2128) .(5/315)
هي الفارعة بنت حميري بن عبادة بن النزّال بن مرة من رهط الأحدب.
7083 ز- قتادة بن ربعي «1» :
ذكره ابن حبّان في الصحابة في الأسماء في حرف القاف، وقال: له صحبة، وكان عاملا على مكة، وأنا أخشى أن يكون أبا قتادة، لكن أبو قتادة ما ولي إمرة مكة.
7084- قتادة بن عباس «2» :
بموحدة ثم مهملة، أو مثناة تحتانية ثم معجمة، أبو هاشم الجرشي، هو قتادة الرهاوي. يأتي.
7085- قتادة بن عوف
بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري ثم الكلابي.
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: قاله أبو علي الهجريّ في نوادره.
7086- قتادة بن القائف الأسدي «3» :
أسد خزيمة.
ذكره أبو موسى، وقال: مضى ذكره في ترجمة حضرمي بن عامر.
7087 ز- قتادة بن قطبة:
يأتي في قطبة بن قتادة.
7088- قتادة بن قيس «4»
بن حبشي الصدفي.
عداده في الصحابة، ولا يعرف له رواية، شهد فتح مصر، وله ذكر وخطّة. هكذا ذكره ابن مندة، فقال: قاله لي ابن سعد بن عبد الأعلى. انتهى.
ولم أر في تاريخ أبي سعيد قوله عداده في الصحابة، وزاد أن محرس قتادة بالصدف يعرف به، وجنان قتادة التي قبليّ بركة المعافر تعرف بجنان الحبش، قال: وبه تعرف أيضا بركة الحبش، كأنها نسبت إليه فقيل لها بركة بن حبشي، ثم خفف.
7089- قتادة» بن ملحان القيسي:
__________
(1) الثقات 3/ 345، العقد الثمين 7/ 61.
(2) أسد الغابة ت (4273) ، الاستيعاب ت (2129) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 12، الجرح والتعديل 7/ 133، 755، الثقات 3/ 345، التاريخ الكبير 7/ 185.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (4274) .
(5) أسد الغابة ت (4276) ، الاستيعاب ت (2130) ، الثقات 3/ 345، تجريد أسماء الصحابة 2/ 12، الجرح والتعديل 7/ 132، تقريب التهذيب 2/ 153، تهذيب التهذيب 8/ 357، تهذيب الكمال 2/ 1122، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 350، الكاشف 2/ 397، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، العقد الثمين 7/ 62، الطبقات 64، 181، التاريخ الكبير 7/ 185، تراجم الأحبار 3/ 284، بقي بن مخلد 459.(5/316)
قال البخاريّ، وابن حبّان: له صحبة، يعد في البصريين. روى همام، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان، عن أبيه، وقال أبو الوليد: وهم «1» فيه ابن سعد، فقال عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه.
قلت: ومتن الحديث في صوم أيام البيض أخرجه أبو داود من طريق همام أيضا، والبغويّ، وأخرج ابن شاهين من طريق سليمان التيمي، عن حيان بن عمرو، قال: مسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وجه قتادة بن ملحان ثم كبر، فبلي منه كلّ شيء غير وجهه، قال: فحضرته عند الوفاة، فمرت امرأة فرأيتها في وجهه كما أراها في المرآة.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه ابنه عبد الملك، وأبو العلاء بن الشخّير ووقع في بعض الطرق عبد الملك بن قدامة، بدل قتادة وفي بعضها ابن المنهال والأول أصوب.
7090- قتادة بن موسى الجمحيّ:
قال محمد بن سلام الجمحيّ أخبرني بعض أهل العلم من أهل المدينة أن قتادة هذا هجا حسان بن ثابت بأبيات ونحلها أبا سفيان بن عبد المطلب، فذكرها.
وقال المرزبانيّ: مخضرم: يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وعلى هذا فهو صحابي، لما ذكر أنه لم يبق في حجة الوداع من قريش أحد إلا أسلم وشهدها.
7091- قتادة بن النعمان «2»
بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأوسي ثم الظفري
__________
(1) في الطبقات: بعد أن أورد الحديث بروايتين: وقال محمد بن سعد والحديث كأنه واحد، ولكن سلمان أبو داود اضطرب في إسناده وفي الحديثين جميعا. والحديث ما رواه عفان.
(2) أسد الغابة ت (4277) ، الاستيعاب ت (2131) ، مسند أحمد 4/ 15، 6/ 384، طبقات ابن سعد 1/ 187، 2/ 190، 3/ 452، 453، طبقات خليفة 81، 96، تاريخ خليفة 153، التاريخ الكبير 7/ 184، 185، تاريخ الفسوي 1/ 320، الجرح والتعديل 7/ 132، المستدرك 3/ 295، 296، الاستبصار 254، 357، تاريخ ابن عساكر 14/ 200، تهذيب الكمال 1123، تاريخ الإسلام 2/ 50 العبر 1/ 27، مجمع الزوائد 9/ 318، تهذيب التهذيب 8/ 357، 358، خلاصة تذهيب الكمال 315، كنز العمال 13/ 574، شذرات الذهب 1/ 34، نسب قريش 27، طبقات خليفة ت 1973، المحبر 17، 46/ 107، التاريخ الكبير 7/ 194، التاريخ الصغير 1/ 142، الجرح والتعديل 7/ 145، أنساب الأشراف 3/ 65، جمهرة أنساب العرب 19، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 427، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 59، تهذيب الكمال 1125، تاريخ الإسلام 2/ 311، العبر 1/ 61، تذهيب التهذيب 3/ 157، مرآة الجنان 1/ 138، البداية والنهاية 8/ 78، العقد الثمين 7/ 67، تهذيب التهذيب 8/ 361، خلاصة تذهيب الكمال 271، شذرات الذهب 1/ 61، الثقات 3/ 344، الطبقات الكبرى 1/ 178، 2/ 190، 3/ 415، 9/ 157، الجرح والتعديل 7/ 132، تقريب التهذيب 2/ 123، تهذيب التهذيب 8/ 357، تهذيب الكمال 2/ 1122، العبر 1/ 27، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 351، أزمنة التاريخ الإسلامي 809، عنوان النجابة 144، الكاشف 2/ 397، شذرات الذهب 1/ 34، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، سير أعلام النبلاء 2/ 331، الاستبصار 128، 238، 254، 255، 256، 260، 261، صفة الصفوة 1/ 463، التحفة اللطيفة 3/ 413 الطبقات 81، 96، التاريخ الكبير 7/ 184، البداية والنهاية 3/ 291، 4/ 34، المعرفة والتاريخ 1/ 320، بقي بن مخلد 234، التعديل والتجريح 1250.(5/317)
أخو أبي سعيد الخدريّ لأمه، أمهما أنيسة بنت قيس النجارية، مشهور، يكنى أبا عمرو الأنصاري يكنونه أبا عبد اللَّه، وقيل كنيته أبو عثمان.
قال البخاريّ: له صحبة. وقال خليفة، وابن حبان، وجماعة: شهد بدرا، وحكى ابن شاهين، عن ابن أبي داود- أنه أول من دخل المدينة بسورة من القرآن، وهي سورة مريم.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه أخوه أبو سعيد الخدريّ، وابنه عمر بن قتادة، ومحمود بن لبيد، وآخرون.
وأخرج البغويّ وأبو يعلى عن يحيى الحمّاني عن ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن قتادة بن النعمان- أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فاستأمروه، فقال: «لا» ثم دعا به فوضع راحته على حدقته ثم غمزها فكان لا يدرى أي عينيه ذهب.
ومن طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدّه- أنه سالت عينه على خدّه يوم بدر فردّها، فكانت أصحّ عينيه، قال عاصم: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا «1»
[البسيط] وجاء من أوجه أخر أنها أصيبت يوم أحد، أخرجه الدار الدّارقطنيّ، وابن شاهين، من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري، عن مالك، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان- أنه أصيبت عينه يوم أحد، فوقعت على وجنته فردّها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكانت أصحّ عينيه.
وأخرجه الدار الدّارقطنيّ، والبيهقي في «الدلائل» ، من طريق عياض بن عبد اللَّه بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدريّ، عن قتادة أنّ عينه ذهبت يوم أحد، فجاء النبيّ صلّى اللَّه عليه
__________
(1) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة (2131) ، أسد الغابة ترجمة (4277) .(5/318)
وآله وسلم فردّها، فاستقامت، وساقها ابن إسحاق عن عاصم بن قتادة مطوّلة مرسلة.
وذكر الواقديّ أنه كان معه يوم حنين، وأنه من ظفر
وأخرج أحمد من طريق سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد في قصة ساعة الجمعة، قال: هاجت السماء، فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لصلاة العشاء، فبرقت برقة، فرأى قتادة بن النعمان، فقال: ما السري يا قتادة؟ قال: يا رسول اللَّه، إن شاهد العشاء قليل، فأحببت أن أشهدها.
قال: فإذا صليت فأت، فلما انصرف أعطاه العرجون، قال: خذ هذا فسيضيء لك، فإذا دخلت البيت، ورأيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم، فإنه شيطان.
وأخرج هذه القصة الطّبرانيّ من وجه آخر، وقال: إنه كان في صورة قنفذ.
مات في خلافة عمر فصلّى عليه ونزل في قبره، وعاش خمسا وستين سنة، قاله ابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهما.
7092- قتادة الرهاوي:
والد هشام، يقال إنه الجرشي، واسم أبيه عباس، كما تقدم.
قال البخاريّ: له صحبة، قال: وقال أحمد بن أبي الطيب: حدثنا قتادة بن الفضل بن عبد اللَّه الرهاوي، أخبرني أبي، عن عمه هشام بن قتادة، عن قتادة، قال: لما عقد لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخذت بيده فودعته، فقال: جعل اللَّه التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجّهك للخير حيثما تكون.
ورواه البغوي والطبراني من طريق علي بن بحر القطان، عن قتادة بن الفضل، مثله.
ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة، عن علي بن بحر مثله. وقال أبو حاتم: له صحبة. وقال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. انتهى.
وقد أخرجه ابن شاهين، والطبراني، من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، عن قتادة بن الفضل بهذا الإسناد في الأمر بالغسل عند الإسلام وحلق الشعر والاختنان، وعند الطبراني بهذا الإسناد حديث آخر.
وفي فوائد محمد بن أيوب بن الصموت المصري، عن أبي أمية الطّرسوسي، عن أحمد بن عبد الملك بالسند المذكور إلى هشام بن قتادة، عن قتادة بن عباس الجرشي- رفعه: لا يزال العبد في فسحة من اللَّه ما لم يشرب الخمر..
الحديث.
قال ابن السّكن: قتادة الرهاوي الجرشي يقال له صحبة، مخرج حديثه عن ولده، وليس يروى إلا من هذا الوجه.
7093- قتادة الأسدي:(5/319)
ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة،
روى من طريق ابن إسحاق عن أبان بن صالح الأسدي، أسد خزيمة: قال: قلت: يا رسول اللَّه، عندي ناقة أهديها؟ قال: لا تجعلها والها.
وفي هذا الإسناد انقطاع.
7094
ز- قتادة «1» أخو عرفطة:
تقدّم ذكره في أوس بن ثابت.
7095- قتادة، والد يزيد «2» :
ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في كتاب المصابيح في الصحابة، وأخرج من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هلال المزني- أن يزيد بن قتادة حدّث أنّ رجلا من أهله مات وهو على غير الإسلام، قال: فورثته أختي دوني، وكانت على دينه، وإن أبي أسلم وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حنينا، فمات فأحرزت ميراثه وكان نخلا، ثم إنّ أختي أسلمت فخاصمتني في الميراث إلى عثمان فحدّثه عبد اللَّه بن الأرقم أنّ عمر قضى أنّ من أسلم على ميراث قبل أن يقسم فله نصيبه، فشاركتني.
وأخرجه المستغفريّ من طريق يحيى. وكذا أخرجه أبو مسلم الكجي، من طريق أيوب. وأورده الطّبرانيّ من هذا الوجه في ترجمة مرثد بن قتادة، وسمّى أبا هلال حسان بن ثابت. وصحبة قتادة أصرح «3» من صحبة يزيد في هذا الحديث.
القاف بعدها الثاء
7096- قثم بن العباس «4»
بن عبد المطلب بن هاشم، أخو عبد اللَّه بن العباس وإخوته أمه أم الفضل.
قال ابن السّكن وغيره: كان يشبه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يصحّ سماعه منه، قال:
وقال علي: كان قثم أحدث الناس عهدا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرج البغوي من طريق سماك بن حرب، عن قابوس بن مخارق. قال: قالت أم الفضل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضائك قال: خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن ابنك قثم فولدت الحسن ... الحديث.
فهذا يدل على أن الحسن أصغر من قثم، وأن الّذي قبله يدلّ على أن سنّه كان في آخر
__________
(1) أسد الغابة ت (4271) .
(2) أسد الغابة ت (4278) .
(3) في أأخرج.
(4) أسد الغابة ت (4279) ، الاستيعاب ت (2190) ، طبقات ابن سعد 7/ 367.(5/320)
عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوق الثمان.
وقال أبو بكر البرديجي: قيل: لا صحبة له. وقال ابن حبان خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان إلى سمرقند فاستشهد هناك. وولّاه عليّ لما استخلف مكة، وعزل خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة، قاله خليفة.
قال البخاريّ في التّاريخ: قال «1» إسحاق عن روح، عن ابن جريج، عن جعفر بن خالد بن سارّة أنّ أباه أخبره أنّ عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب قال له: لو رأيتني، وقثم بن العباس، وعبيد اللَّه بن العباس، نلعب إذ مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على دابته، فقال: ارفعوا هذا إليّ، فحملني أمامه، ثم قال لقثم: ارفعوا هذا إليّ، فحمله وراءه،
وكان عبيد اللَّه أحبّ إلى العباس، فلم يستحي من عمّه أن حمل قثما وتركه.
قلت لعبد اللَّه بن جعفر: فما فعل قثم؟ قال: استشهد.
قلت: اللَّه ورسوله أعلم بالخبر، وجاءت لقثم رواية ذكرها زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي.
القاف بعدها الدال
7097- قداد بن الحدرجان «2»
بن مالك اليماني، أخو جزء بن الحدرجان. تقدم ذكره مع أخيه.
7098 ز- قدامة بن حاطب
بن الحارث الجمحيّ.
ذكره ابن قانع،
وأورده من طريق هشام بن زياد، عن عبد الملك بن قدامة، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى على عثمان بن مظعون، فكبّر أربعا.
7099- قدامة بن عبد اللَّه «3»
بن عمار بن معاوية العامري الكلابي.
قال البخاريّ وابن أبي حاتم: له صحبة. وقال البغويّ: سكن مكّة، وله أحاديث منها حديث يعقوب بن محمد الزهري، عن عريف «4» بن إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا حميد بن
__________
(1) في ب: قاله.
(2) أسد الغابة ت (4287) .
(3) أسد الغابة ت (4281) ، الاستيعاب ت (2133) ، طبقات خليفة ت 415، التاريخ الكبير 7/ 178، جمهرة أنساب العرب 288، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 60، تهذيب الكمال 1126، تاريخ الإسلام 3/ 291، تذهيب التهذيب 3/ 158، العقد الثمين 7/ 71، تهذيب التهذيب 8/ 364، خلاصة تذهيب الكمال 268.
(4) في أسد الغابة: مرة.(5/321)
كلاب، سمعت عمي قدامة الكلابي، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عشية عرفة وعليه حلّة حبرة. قال البغوي: لا أعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال ابن السّكن: له صحبة، ويكنى أبا عبد اللَّه، يقال: أسلم قديما ولم يهاجر، وكان يسكن نجدا، ولقي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع، وذكر الحديث الّذي قبله، وقال: لم يروه إلا يعقوب بن محمد.
قلت: وفيه تعقب على قول مسلم والحاكم والأزدي وغيرهم أنّ أيمن تفرّد بالرواية عنه، ونسبه عبد الرزاق حين روى حديثه عن أيمن بن نابل عنه إلى جدّه، فقال: عن قدامة بن عمار، وقال أبو حاتم: كان ينزل ركية من البدو.
7100- قدامة:
بن عبد اللَّه بن هجان.
ذكره عبد الصّمد بن سعيد في طبقات أهل حمص، وقال: نزل حمص وغزا الصائفة مع مصعب بن الزبير وغيره.
7101 ز- قدامة «1»
بن عبد اللَّه البكري.
قال ابن حبّان: له صحبة، عداده في أهل الكوفة، وفرّق بينه وبين قدامة بن عبد اللَّه العامري، ولم أره لغيره، وما أظنّه إلا واحدا، وفي التابعين قدامة بن عبد اللَّه البكري، نسبه الثوري ومن بعده إلى يعلى بن عبيد، وهو كوفي.
7102- قدامة بن مالك «2»
بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن سمرة بن الحكم بن سعد العشيرة.
وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، وكان في مائتين من العظماء، وهو والد نعيم الّذي كان بدلاص من صعيد مصر، قاله ابن يونس عن هانئ بن المنذر، قال: وزعم سعيد بن عفير أن الّذي كان بمصر أبوه مالك، وأنه هو الّذي شهد فتح مصر، واللَّه أعلم.
7103- قدامة بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ «3» ، أخو عثمان، يكنى أبا عمرو.
كان أحد السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، قال البخاريّ: له صحبة
__________
(1) الثقات 3/ 343، تقريب التهذيب 2/ 124، تهذيب التهذيب 8/ 364، تهذيب الكمال 2/ 1225، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 351، الكاشف 2/ 397، تلقيح فهوم أهل الأثر 377.
(2) أسد الغابة ت (4282) .
(3) أسد الغابة ت (4283) ، الاستيعاب ت (2132) .(5/322)
وقال ابن السّكن: يكنى أبا عمرو، أسلم قديما، وكان تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر.
وأخرج أحمد من طريق محمد بن إسحاق: حدثني عمر بن حسين مولى آل حاطب، عن نافع. عن ابن عمر، قال: توفي عثمان بن مظعون، وترك ابنة له من خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون قال عبد اللَّه: وهما- يعني عثمان وقدامة- خالاي، فمضيت إلى قدامة أخطب إليه ابنة عثمان بن مظعون، فأجابني، ودخل المغيرة بن شعبة على أمها فأرغبها في المال، فكان رأي الجارية مع أمها، فبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قدامة فسأله، فقال: يا رسول اللَّه، هي ابنة أخي، ولم آل أن أختار لها، فقال: هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها فانتزعها مني وزوّجها المغيرة.
وأخرجه الدار الدّارقطنيّ من هذا الوجه، وأخرجه أيضا من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فقال: عن عبد العزيز بن المطلب، عن عمر بن حسين، وأخرجه أيضا من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عمر بن حسين، ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم، وأخرجه ابن مندة من رواية ابن إسحاق عن عمر، فقال ابن علي بن حسين، وزيادة علي بين عمر وحسين خطأ، وأخرجه يونس بن بكير في زيادات المغازي، عن ابن إسحاق، فلم يذكر بينه وبين نافع أحدا- فكأنه سواه لمحمد بن إسحاق، وهو عند الحسن بن سفيان في مسندة عن عبيد بن يعيش، عن يونس بن بكير، والصواب إثبات عمر بن حسين في السند.
واستعمل عمر قدامة على البحرين في خلافته، وله معه قصة، قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة- وكان من أكبر بني عديّ، وكان أبوه شهد بدرا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- أنّ عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وكان شهد بدرا، وهو خال عبيد اللَّه بن عمر وحفصة، كذا اختصره البخاري، لكنه موقوف.
وقد أخرجه عبد الرّزّاق بطوله، قال: أنبأنا معمر، عن ابن شهاب، أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة- أنّ عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وهو خال حفصة وعبد اللَّه ابني عمر، فقدم الجارود سيّد عبد القيس على عمر من البحرين، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ قدامة شرب فسكر، وإني رأيت حدّا من حدود اللَّه، حقا عليّ أن أرفعه إليك. قال: من يشهد معك؟ قال: أبو هريرة فدعا أبا هريرة. فقال: بم تشهد؟ قال: لم أره شرب، ولكني رأيته سكران يقيء. فقال: لقد تنطّعت في الشهادة.
ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين، فقدم فقال الجارود: أقم على هذا(5/323)
كتاب اللَّه، فقال عمر: أخصم أنت أم شهيد؟ [567] فقال: شهيد. فقال: قد أديت شهادتك. قال: فصمت الجارود، ثم غدا على عمر، فقال: أقم على هذا حدّ اللَّه. فقال عمر: ما أراك إلا خصما، وما شهد معك إلا رجل واحد فقال الجارود: أنشدك اللَّه! فقال عمر: لتمسكنّ لسانك أو لأسوءنك. فقال: يا عمر، ما ذلك بالحق أن يشرب ابن عمك الخمر وتسوءني! فقال أبو هريرة يا أمير المؤمنين، إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فاسألها، وهي امرأة قدامة. فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادّك فقال: لو شربت كما تقول ما كان لكم أن تحدوني فقال عمر: لم؟ قال قدامة: قال اللَّه عز وجل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ... [المائدة: 93] الآية. فقال عمر: أخطأت التأويل، أنت إذا اتقيت اللَّه اجتنبت ما حرّم اللَّه.
ثم أقبل عمر على الناس، فقال: ما ترون في جلد قدامة: فقالوا: لا نرى أن تجلده ما دام مريضا، فسكت على ذلك أياما، ثم أصبح وقد عزم على جلده، فقال: ما ترون في جلد قدامة، فقالوا: لا نرى أن تجلده ما دام وجعا. فقال عمر: لأن يلقى اللَّه تحت السياط أحبّ إليّ من أن ألقاه وهو في عنقي، ائتوني بسوط تام، فأمر به فجلد.
فغاضب عمر قدامة وهجره، فحجّ عمر، وحجّ قدامة وهو مغاضب له، فلما قفلا من حجّهما ونزل عمر بالسّقيا نام فلما استيقظ من نومه قال: عجّلوا بقدامة، فو اللَّه لقد أتاني آت في منامي، فقال لي: سالم قدامة، فإنه أخوك، عجّلوا عليّ به، فلما أتوه أبى أن يأتي، فأمر به عمر أن يجرّوه إليه فكلمه واستغفر له.
وأخرجها أبو عليّ بن السّكن، من طريق علي بن عاصم، عن أبي ريحانة، عن علقمة الخصي يقول: لما قدم الجارود على عمر، قال: إن قدامة شرب الخمر. قال: من يشهد معك؟ قال: علقمة الخصي. قال: فأرسل إليّ عمر فقال: أتشهد على قدامة، فقلت: إن أجزت شهادة خصي. قال: أما أنت فإنّا نجيز شهاتك فقلت: أنا أشهد على قدامة أني رأيته تقيّأ الخمر قال عمر: لم يقئها حتى شربها، أخرجوا ابن مظعون إلى المطهرة، فاضربوه الحدّ، فأخرجوه فضرب الحد.
ووقع لنا بعلوّ في نسخة أبي موسى، عن أبي مسلم الكجي، عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن أشعث، عن ابن سيرين أصل هذه القصة باختصار، وسندها منقطع.
وقال عبد الرّزّاق أيضا، عن ابن جريج، عن أيوب: لم يحدّ أحد من أهل بدر في الخمر إلا قدامة بن مظعون- يعني بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.(5/324)
يقال: إن قدامة مات سنة ست وثلاثين في خلافة عليّ، وهو ابن ثمان وستين سنة.
وحكى ابن حبّان فيه قولا آخر، فقال: يقال إنه مات سنة ست وخمسين.
7104- قدامة بن ملحان «1» .
تقدم خبره في قتادة ويقال: إن قدامة تصحيف، ووقع عند النسائي بالوجهين.
7105 ز- قدامة الثقفي «2» :
تقدم حديثه في حنظلة.
7106- قدد:
بدالين، وزن عمر، ويقال آخره راء، ويقال قدن- بفتحتين ونون، ابن عمار بن مالك بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي «3» .
نسبه ابن الكلبي، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقال ابن شبّة: كان عاقلا جميلا، ولما وفد بنو سليم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح سألهم عنه، فقالوا: مات فترحّم عليه، قال: وقدد الّذي يقول:
عقدت يميني إذ أتيت محمّدا ... بخير يد شدّت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فأعطيته كفّ امرئ غير معسر
وإنّ امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معدّ وحمير
[الطويل] وأخرج ابن شاهين، من طريق المدائني، عن رجال، منهم أبو معشر، عن يزيد بن رومان، وعن غيره: لما قدم بنو سليم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح بقديد وهم سبعمائة، ويقال ألف، فقال الناس: ما قدموا إلا لأجل الغنائم، وفقد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم غلاما كان قد قدم عليه قبل ذلك، فقال: ما فعل الغلام الحسّان، الطليق اللسان، الصادق الإيمان، قالوا: ذاك قدد بن عمار توفّي فترحّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليه.
وأخرج ابن شاهين أيضا، من طريق هشام بن الكلبي، حدثني رجل من بني سليم، ثم من بني الشريد، قال: وفد رجل منّا يقال له قدد بن عمار على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلم وعاهده على أن يأتيه بألف من بني سليم على الخيل، وقال في ذلك:
__________
(1) أسد الغابة ت (4284) ، تقريب التهذيب 2/ 124، دائرة الأعلمي 24/ 17، تهذيب التهذيب 8/ 365، تهذيب الكمال 2/ 1125، العقد الثمين 7/ 74، تنقيح المقال 9654، تجريد أسماء الصحابة 2/ 13.
(2) أسد الغابة ت (4280) .
(3) أسد الغابة ت (4286) .(5/325)
شددت يميني إذ أتيت محمّدا ... يخير يد شدّت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فأعطيته كفّ امرئ غير معسر
وإنّ امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معدّ وحمير
[الطويل] ثم أتى قومه فأخبرهم الخبر، فخرج معه تسعمائة، فأقبل بهم يريد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنزل به الموت، فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه، منهم عباس بن مرداس، وأمّره على ثلاثمائة، والأخنس بن يزيد على ثلاثمائة، وحبان بن الحكم على ثلاثمائة، وقال: امضوا العهد الّذي في عنقي.
فأتوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبروه بموته وخبره، فقال: «أين تكملة الألف» ؟ فقالوا: خلفها بالحيّ مخافة حرب كانت بيننا وبين بني كنانة، فقال: «ابعثوا إليهم، فإنّه لا يأتيكم العام شيء تكرهونه» .
فأتوه بالعدّة، عليهم المقنع بن مالك بن أمية، وفي ذلك يقول عباس بن مرداس في المقنع:
القائد المائة الّتي وفّى بها ... تسع المئين فتمّ ألفا أفرعا «1»
[الكامل]
7107 ز- قديم:
بالتصغير.
خاطب بها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم المقدام بن معديكرب، فقال: يا قديم صحّ ذلك من حديثه عند أبي داود وغيره، وهي نظير قوله لأسامة: «يا أسيم» .
القاف بعدها الراء
7108- قردة بن نفاثة:
بنون مضمومة وفاء خفيفة ويعد الألف مثلثة، السلولي «2» ، ابن عمرو بن ثوابة بن عبد اللَّه بن تميمة بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ومرة أخو عامر بن صعصعة الّذي ينسب إليه بنو عامر. وأما بنو مرّة فنسبوا إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان.
ذكره ابن السّكن، وابن شاهين، وأبو عمر في القاف، وكذلك أبو الفتح الأزديّ وغيره، وبه جزم ابن الكلبيّ، وابن سعد، وأبو حاتم السّجستانيّ والمرزباني وغيرهم.
وذكره ابن مندة في الفاء [568] فقال: فروة. والأول أقوى وعكس ذلك أبو الفتح الأزدي، وابن شاهين فذكراه في القاف، وهو تصحيف، وإنما هو فروة- بالفاء والواو.
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ت (4286) .
(2) أسد الغابة ت (4288) ، الاستيعاب ت (2191) .(5/326)
قلت: فروة الّذي تقدم غير هذا، ذاك جذامي، وهذا سلولي، فأنى يجتمعان؟ وقد عجبت من تقرير ابن الأثير كلام أبي موسى مع تحققه بمعرفة الأنساب من أن فروة الّذي أشار إليه لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وإنما أسلم في حياته، فقتلته الروم من أجل ذلك.
وقد تقدّم ذلك في فروة بن عامر الجذامي في القسم الثالث، فإن أحد ما قيل في اسم أبيه نفاثة كما تقدم في ترجمته واضحا.
قال أبو حاتم السّجستانيّ في المعمّرين، قالوا: إنه عاش مائة وأربعين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم وقال ابن سعد والمرزباني: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرج ابن شاهين وابن السّكن بسند واحد إلى عمر بن ثوابة بن تميمة بن قردة بن نفاثة، حدثني أبي عن أبيه عن جده قردة بن نفاثة أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبايعه، فقال: اسمع مني يا رسول اللَّه، فأنشده:
بان الشّباب فلم أحفل به بالا ... وأقبل الشّيب والإسلام إقبالا
وقد أروّي نديمي من مشعشعة ... وقد أقلّب أوراكا وأكفالا
فالحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتّى اكتسيت من الإسلام سربالا «1»
[البسيط] وساق تمام القصيدة،
فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «الحمد للَّه الّذي عرّفك فضل الإسلام، وجعلك من أهله» .
قال المرزبانيّ: ويروى أن البيت الّذي أوله
فالحمد للَّه
من شعر لبيد بن ربيعة، وأنه لم يقل في الإسلام غيره.
قلت: يحتمل أن يكون الخاطران تواردا، ويؤيده أن المنسوب للبيد
حتى تسربلت بالإسلام.
وقال ابن عبد البرّ: عاش قردة مائة وخمسين سنة، وهو القائل:
أصبحت شيخا أرى الشّخصين أربعة ... والشّخص شخصين لمّا مسّني الكبر
وكنت أمشي على السّاقين معتدلا ... فصرت أمشي على ما ينبت الشّجر «2»
[البسيط]
__________
(1) ينظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (4288) ، الاستيعاب ترجمة (2191) .
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4288) ، الاستيعاب ترجمة (2191) .(5/327)
وكان قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في جماعة من بني سلول فأسلموا، فأمّره عليهم.
7109 ز- قردة بن معاوية.
أورده أبو موسى في الذيل. وقال: هو الّذي سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يأذن له في الرّبا، ذكره ابن أبي الفرج المديني مذاكرة.
7110- قرط بن جرير «1» :
جدّ جرير بن عبد الحميد المحدث المشهور، شيخ شيوخ الأئمة الستة.
ذكره ابن شاهين،
وأورد له عن أحمد بن محمد بن مسعدة، عن أحمد بن مسعود الأنطاكي، عن محمد بن قدامة، عن جرير بن عبد الحميد، حدثني أبي، عن أبيه عبد اللَّه بن قرط، عن جده قرط بن جرير، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في بكورها»
وأورد له حديثا آخر، وليس في واحد منهما تصريح بسماعه ولا بوفادته «2» .
7111
- قرط بن ربيعة «3» الذّماريّ.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من طريق أبي أحمد العسال، عن إسحاق «4» بن عثمان بن خرزاذ، عن محمد بن يونس هو الكديمي «5» ، حدثنا قدامة بن عائذ بن قرط بذمار- أني سمعت أبي يحدّث عن أبيه قرط بن ربيعة. وذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: صفه لي. فقال: رأيته مفلج الثنايا.
7112 ز- قرظة بن عبد عمرو
بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، ينظر في ترجمة ابنته فاختة زوج معاوية في كتاب النساء.
7113- قرظة «6» :
بفتحتين وظاء مشالة، ابن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن
__________
(1) أسد الغابة ت (4289) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14.
(2) في أ: وفادته.
(3) أسد الغابة ت (4290) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14.
(4) في أعن إسحاق بن محمد.
(5) الكريمي في أ.
(6) أسد الغابة ت (4291) ، الاستيعاب ت (2192) ، الثقات 3/ 347، الطبقات الكبرى 3/ 472، 6/ 7، 9/ 157، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14، الجرح والتعديل 7/ 144، تقريب التهذيب 2/ 124، تهذيب التهذيب 8/ 268، الكاشف 2/ 398، تهذيب الكمال 2/ 1126، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 352، تاريخ من دفن في العراق 422، الطبقات 94، 136، المصباح المضيء 2/ 248، الاستبصار 123، 124، العبر 1/ 41، التاريخ الكبير 7/ 193، معجم الثقات 321، تبصير المنتبه 3/ 1127، تراجم الأحبار 3/ 290، الأعلمي 24/ 59.(5/328)
الإطنابة الأنصاري الخزرجي ويقال قرظة بن عمرو بن كعب بن عمرو بن «1» عائذ بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، هكذا نسبه ابن الكلبي وغيره.
قال البخاريّ: له صحبة وقال البغويّ: سكن الكوفة وقال ابن سعد: أمّه خليدة بنت ثابت بن سنان، وهو أخو عبد اللَّه بن أنيس لأمه.
وشهد قرظة أحدا وما بعدها، وكان ممن وجّهه عمر إلى الكوفة يفقّه الناس.
وقال ابن السّكن: يكنى أبا عمرو. وقال ابن أبي حاتم: يقال له صحبة سكن الكوفة وابتنى بها دارا، وكنيته أبو عمر ومات في خلافة عليّ فصلّى عليه.
روى عنه عامر بن سعد، والشعبي، وسعد بن إبراهيم، وروايته عنه مرسلة.
وقال ابن حبّان: له صحبة، سكن الكوفة، وحديثه عند الشعبي، وذكر في وفاته ما تقدم.
وفيه نظر، لما ثبت في صحيح مسلم من طريق علي بن ربيعة، قال: أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب،
فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من نيح عليه فإنّه يعذّب بما نيح عليه يوم القيامة» «2» .
وهذا يقتضي أن يكون قرظة مات في خلافة معاوية حين كان المغيرة على الكوفة، لأن المغيرة كان في مدة الاختلاف بين علي ومعاوية مقيما بالطائف، فقدم بعد موت عليّ، فولّاه معاوية الكوفة بعد أن أسلم له الحسن الخلافة، وبذلك جزم ابن سعد، وقال: مات بالكوفة والمغيرة «3» وال عليها، وكذا قال ابن السّكن، وزاد: وهو الّذي قتل ابن النواحة صاحب مسيلمة في ولاية ابن مسعود بالكوفة وفتح الري سنة ثلاث وعشرين، وأسند ما تقدم في
__________
(1) في أسد الغابة: عامد.
(2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 102 ومسلم في الصحيح 2/ 644 عن المغيرة بن شعبة بلفظه كتاب الجنائز (11) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (9) حديث رقم (28/ 933) ، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 389 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 72.
(3) في الاستيعاب: توفي في خلافة علي في دار ابتناها بالكوفة وصلّى عليه علي بن أبي طالب. وقيل: بل توفي في إمارة المغيرة بن شعبة بالكوفة في صدر أيام معاوية.(5/329)
خلافة علي عن علي بن المديني، ووقع التصريح بأن المغيرة كان يومئذ أمير الكوفة في رواية لمسلم.
وفي رواية الترمذي: فجاء المغيرة، فصعد المنبر، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، وقال: ما بال النوح في الإسلام! ثم ذكر الحديث.
وفي كتاب «العلم» من «صحيح البخاري» ما يدلّ على أنّ المغيرة مات وهو أمير الكوفة في خلافة معاوية.
7114 ز- قرّة بن أشقر:
الجذامي، ثم الضّبابي الغفاريّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن كان مع زيد بن حارثة في غزوة بني جذام من أرض حسمى، وذكره أيضا فيمن أسلم من بني الضبيب، وذكر أنه قاتل الرهط الذين خرجوا على دحية الكلبي، وكان فيهم النعمان بن أبي جعال، فرماه قرّة فأصاب ركبته. وقال: خذها وأنا ابن ليثي. قال الرشاطي ضبط عن ابن إسحاق بالضاد والزاي المعجمتين، وذكره ابن حبان بالضاد والراء المهملتين.
7115 ز- قرّة بن الأغر:
في الّذي بعده.
7116- قرّة بن إياس
بن هلال «1» بن رياب المزني، جد إياس بن معاوية القاضي.
قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة، روى عنه ابنه معاوية، قال ابن أبي حاتم:
ويقال له قرة بن الأغر بن رياب. وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق.
وقال أبو عمر: قتل في حرب الأزارقة في زمن معاوية، وأرّخه خليفة سنة أربع وستين، فيكون معاوية المذكور هو ابن يزيد بن معاوية.
وأخرج البغويّ وابن السّكن من طريق عروة بن عبد اللَّه بن قشير، حدثني معاوية بن قرة، عن أبيه، قال أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في رهط من مزينة فبايعناه، وإنه لمطلق الإزار ...
الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (4292) ، الاستيعاب ت (2134) ، الثقات 3/ 346، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14، تقريب التهذيب 2/ 125، البداية والنهاية 8/ 261، تهذيب التهذيب 8/ 370، تهذيب الكمال 2/ 1127، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 352، المحن 235، الكاشف 2/ 399، التاريخ الصغير 1/ 169، 208، بقي بن مخلد 119، تلقيح فهوم أهل الأثر 367، حلية الأولياء 2/ 18، الطبقات 37- 176، التاريخ الكبير 7/ 180، جامع التحصيل 3114، مشاهير علماء الأمصار 257، علوم الحديث لابن الصلاح 287، در السحابة 808، الإكمال 7/ 112.(5/330)
قال البغويّ: غريب لا أعلم رواه غير زهير عن عروة.
وأخرج البخاريّ في «التاريخ» ، من طريق جرير بن حازم، عن معاوية بن قرة، قال:
خرجنا مع ابن عبيس، بمهملتين وموحدة مصغرا. في عشرين ألفا، وكانت الحرورية في خمسمائة فقتل أبي فحملت على قاتل أبي فقتلته.
قلت: وابن عبيس المذكور هو عبد الرحمن بن عبيس بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس، وكان أمير الجيش، وقتل هو وأخوه مسلم في ذلك اليوم.
7117- قرّة بن حصين:
بن فضالة بن الحارث بن زهير العبسيّ»
، أحد الوفد التسعة الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلموا، قاله أبو عمر.
قلت: وذكره الباوردي والطبراني فيمن اسمه مرة، بالميم بدل القاف، وقد ذكرت أسماء التسعة في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد.
7118- قرة بن دعموص «2»
بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن قريع بن الحارث بن نمير بن عامر العامري ثم النميري.
قال البخاريّ، وابن السّكن: له صحبة يعد في البصريين. وقال ابن الكلبي: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى بني هلال يدعوهم إلى الإسلام فقتلوه.
وأخرج أبو مسلم الكجّي في «السنن» ، والحارث بن أبي أسامة في المسند، من طريق جرير بن حازم، قال: رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبة من صوف، فلما رأى القوم يتحدثون قال: أخبرني مولاي قرّة بن دعموص، قال: أتيت المدينة فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قاعد وحوله أصحابه، فأردت أن أدنو منه، فلم أستطع أن أدنو، فقلت: يا رسول اللَّه، استغفر للغلام النميري، قال: غفر اللَّه لك.
قال: وبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الضحاك ساعيا فجاء بإبل جلّة، فقال: أتيتهم فأخذت جلة أموالهم، ارددها عليهم، وخذ صدقاتهم من مواشي أموالهم.
وأخرجه أحمد من هذا الوجه، وأخرجه الباوردي من طريق عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن شريك النميري. إمام مسجد بني نمير: سمعت أبي يذكر عن عائذ بن ربيعة
__________
(1) أسد الغابة ت (4293) ، الاستيعاب ت (2135) .
(2) أسد الغابة ت (4294) ، الاستيعاب ت (2136) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14، التلقيح 367، الطبقات 56، 184، التاريخ الكبير 7/ 180، الإكمال 7/ 111، ثقات 2/ 32، الجرح والتعديل 7/ 739، تعجيل المنفعة 324، ذيل الكاشف 1260.(5/331)
القريعي، عن عباد بن زيد، عن قرة بن دعموص، قال: لما جاء الإسلام انطلق زيد بن معاوية وابنا أخيه قرّة بن دعموص، والحجاج بن [....] فقال قرة: يا رسول اللَّه، إن دية أبي عند هذا- يعني زيدا. فقال: أكذاك يا زيد؟ قال: نعم.
ورواه عمر بن شبة من رواية يزيد بن عبد الملك بن شريك- لم يذكره عباد بن زيد في السند، وزاد أنه كان معهم قيس بن عاصم، وأبو زهير بن أسد بن جعونة، ويزيد بن نمير.
ورواه البخاري في تاريخه، من طريق فضيل بن سليمان، عن عائذ بن ربيعة بن قيس، حدثني جدي قرة بن دعموص، فذكر بعضه.
وأخرجه ابن مندة: من هذا الوجه، وفيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول في حجة الوداع: أعهد إليكم أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة.
أخرجه أبو نعيم من طريق دلهم بن دهثم العجليّ، عن عائذ بن ربيعة النميري، عن قرّة بن دعموص- أنهم وفدوا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: قرة وقيس بن عاصم، وأبو وهب أسد بن جعونة، ومرثد بن عمرو ... الحديث.
وأخرج أبو نعيم من طريق دلهم بهذا السّند، عن قرة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حرّم مال المسلم ودمه» .
وقال ابن حبّان: عداده في البصريين، أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو وعمه فسألاه عن الدّية.
7119- قرة بن عقبة بن قرة الأنصاري،
حليف بني عبد الأشهل «1» .
ذكره ابن شاهين، وقال: استشهد بأحد، وكذا قال أبو عمر.
7120- قرة بن أبي قرة:
وقع ذكره في نسخة هدبة بن خالد جمع البغوي،
قال البغويّ: حدثنا هدبة بن خالد، حدّثنا أبان، هو ابن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير- أن قرة بن أبي قرّة حدثه أنه رأى رجلا يصلّي بعد العصر فزجره، وقال، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا صلاة بعد العصر» .
قلت: أظنه سقط بين يحيى وبين قرة رجل، لأن هذا صرح بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فهو صحابي لا محالة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4295) .(5/332)
وقد أغفل البغوي ذكره في معجم الصّحابة، وكذلك أتباعه الذين صنّفوا في ذلك كابن السكن وابن شاهين.
وذكره الذّهبيّ في التجريد فنقل عن تصريح قرّة بالسماع، فقال ما نصه: قرة بن أبي قرة روى عنه يحيى بن أبي كثير، فهو تابعي، وإنما قال ذلك، لأن يحيى لم يلق أحدا من الصحابة، وكان كثير الإرسال والتدليس. واللَّه أعلم.
7121- قرة بن هبيرة
بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم القشيري «1» .
قال البخاريّ وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وابن السّكن، وابن مندة: له صحبة. قال أبو عمر: هو جد الصّمة الشّاعر، وأحد الوجوه من الوفود.
وروى ابن أبي عاصم، وابن شاهين، من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا شيخ بالساحل، عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال له: إنه كان لنا ربّات وأرباب نعبدهنّ من دون اللَّه، فبعثك اللَّه فدعوناهنّ فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، وجئناك فهدانا اللَّه. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
«أفلح من رزق لبّا» . فقال: يا رسول اللَّه، اكسني ثوبين قد لبستهما، فكساه، فلما كان بالموقف من عرفات قال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أعد عليّ ما قلت» . فأعاد عليه، فقال: «قد أفلح من رزق لبّا» - مرتين.
في إسناده هذا الشيخ الّذي لم يسم. وقد علقه البخاري من وجه آخر عن زيد بن يزيد بن جابر، أخبرني شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة.
وقال ابن أبي حاتم: روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن شيخ لقيه بالساحل عنه، روى عنه سعيد بن نشيط مرسلا.
قلت:
وهذا رواه ابن أبي داود، والبغويّ، وابن شاهين، من طريق الليث عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن نشيط- أن قرة بن هبيرة قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما كان في حجة الوداع نظر إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو على ناقة قصيرة، فقال: «يا قرّة، كيف قلت حيث لقيتني» .
فذكره: وزاد فيه: ثم بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عمرو بن العاص إلى
__________
(1) أسد الغابة ت (4296) ، الاستيعاب ت (2138) .(5/333)
البحرين، وتوفي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وعمرو هناك.
قال ابن السّكن: روي عنه حديث مرسل من رواية أهل مصر، ثم ذكره.
وقال في آخره: ثم ذكر حديث مسيلمة الكذاب بطوله، ثم قال: لم يرو أحد عن قرة غير هذا.
قلت: وقصة مسيلمة أوردها ابن شاهين متصلة بالخبر المذكور، وزاد، قال عمرو- يعني ابن العاص، فمررت بمسيلمة فأعطاني الأمان، ثم قال: إن محمدا أرسل في جسيم الأمر، وأرسلت في المحقرات. فقلت: اعرض عليّ ما تقول فذكر كلامه، وفيه: فقال عمرو: فقلت: واللَّه إنك لتعلم أنك من الكاذبين، فتوعّدني، فقال لي قرة بن هبيرة: ما فعل صاحبكم؟ فقلت: إنّ اللَّه اختار له ما عنده فقال: لا أصدق أحدا منكم بعد. قال: ثم لقيته بعد ذلك وقد أمّنه أبو بكر، وكتب معه أن أدّ الصدقة، فقلت له: ما حملك على ما قلت؟
قال: كان لي مال وولد فتخوّفت من مسيلمة، وإنما أردت أنى لا أصدق من يقول بعده أنه رسول اللَّه. وذكر المرزبانيّ أنه شهد يوم شعب جبلة، قال: وكان قبل مولد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بسبع عشرة سنة، وعاش إلى أن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده:
حباها رسول اللَّه إذ نزلت به ... فأمكنها من نائل غير مفقد
فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة ... وقد أنجحت حاجاتها من محمّد
[الطويل] قلت: وأورد ابن شاهين هذه القصّة من طريق المدائني عن رجاله، وهي عند ابن الكلبي مثله، وذكرها ابن سعد، وزاد بعد البيتين:
عليها بنّى «1» لا يردف الذّمّ رحله ... تروك لأمر العاجز المتردّد
[الطويل] وذكر في كتاب «الردة» أنه ارتدّ مع من ارتد من بني قشير، ثم أسره خالد بن الوليد، وبعث به موثقا إلى أبي بكر، فاعتذر عن ارتداده بأنه كان له مال وولد، فخاف عليهم ولم يرتدّ في الباطن، فأطلق. ووقع عند ابن حبّان قرة بن هبيرة القرشيّ العامريّ له صحبة وأظنّ قوله القرشي تصحيفا من القشيري. وقد تقدم ذلك قريبا مبسوطا وهو الجد الأعلى للصمة بن عبد اللَّه بن الطفيل بن قرة بن هبيرة: شاعر مشهور في دولة بني أمية، وهو القائل:
__________
(1) في ب: فتى.(5/334)
وأذكر أيّام الحمى ثمّ انثني ... على كبدي من خشية أن تصدّعا
فليست عشيّات الحمى برواجع ... عليك ولكن خلّ عينيك تدمعا «1»
[الطويل]
القاف بعدها الزاي
7122- قزعة:
بزاي وعين مهملة وفتحتين، ابن كعب «2» .
ذكره عبدان في الصّحابة، ولم يورد له شيئا، قاله أبو موسى.
قلت: وأنا أخشى أن يكون هو قرظة بن كعب، فصحف.
7123- قزمان بن الحارث،
حليف بني ظفر صاحب القصة يوم أحد.
قيل: مات كافرا فإنّ في بعض طريق قصته أنه صرح بالكفر، وهذا مبنيّ على أن القصة واحدة وقعت لواحد. وقيل: إنها تعددت.
قال ابن قتيبة في «المعارف» : قتل نفسه، وكان منافقا، وفيه قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر» .
وذكر ابن إسحاق والواقديّ قصته، وأنه كان عزيزا في بني ظفر، وكان لا يدري من أين أصله.
قال الواقديّ: وكان حافظا لبني ظفر، ومحبّا لهم، وكان مقلّا لا ولد له ولا زوجة، وكان شجاعا يعرف بذلك في حروبهم التي كانت بين الأوس والخزرج، فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا، فقتل ستة أو سبعة حتى أصابته الجراحة، فقيل له: هنيئا لك بالجنة يا أبا الغيداق. قال: جنة من حرمل، واللَّه ما قاتلنا إلا على الأحساب.
وقيل: إنه قتل نفسه. وقيل: بل مات من الجراح، ولم يقتل نفسه.
وفي صحيح البخاريّ من رواية أبي حازم، عن سهل بن سعد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم التقى هو والمشركون ... فذكر الحديث، وفيه: وفي أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ عنا أحد كما أجزأ فلان. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أمّا إنّه من أهل النّار» . فقال رجل من القوم: أنا أصاحبه، فخرج معه، قال: فجرح جرحا شديدا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه
__________
(1) في أ: وقد تقدم ذلك مبسوطا.
(2) أسد الغابة ت (4298) .(5/335)
بالأرض، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه.. الحديث، وفي آخره: «إنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار.
القاف بعدها السين
7124- قسامة بن حنظلة «1»
الطائي.
له وفادة، وقال ابن مندة: له ذكر في حديث طلحة.
قلت: وأظنه والد الجرباء «2» بنت قسامة التي تزوّجها طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة، فولدت له إسحاق، وكانت في غاية الجمال، فكانت لا تقف معها امرأة إلا استقبحت، فكنّ يتجنبن الوقوف معها، فسمّيت الجرباء «3» لذلك، ويقال اسم أبيه رومان.
القاف بعدها الشين
7125- قشير «4» :
قيل: هو اسم أبي إسرائيل الّذي نذر أن يحجّ، مشهور بكنيته.
ذكره البغويّ، وقال أبو علي بن السّكن: له صحبة.
حدثني محمد بن يزيد الخراساني، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: نذر أبو إسرائيل قشير أن يقوم ولا يقعد ولا يستظلّ ولا يتكلم، فأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: اقعد واستظلّ، وتكلم.
قال أبو علي: لا يعرف إلا من هذا الوجه «5» . وسيأتي في الكنى غير مسمّى.
7126 ز- قشير، غير منسوب:
قال الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة: حدثني محمد بن الحسن بن زبالة، عن إبراهيم ابن جعفر، عن قشير بن عبد اللَّه بن [577] قشير، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إنّ إبراهيم حرّم مكّة، وإنّي أحرّم ما بين لابتيها «6» » .
__________
(1) أسد الغابة ت (4300) .
(2) في أ: الخرقاء.
(3) في أ: الخرقاء.
(4) أسد الغابة ت (4302) .
(5) في أالطريق.
(6) اللّابة: الحرّة وهي الأرض ذات الحجارة السّوداء التي قد ألبستها لكثرتها، وجمعها: لابات، فإذا كثرت فهي اللّاب واللّوب مثل: قارة وقار وقور، وألفها منقلبة عن واو، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين النهاية 4/ 274.(5/336)
القاف بعدها الصاد
7127- قصيل «1» :
بن ظالم بن خزيمة بن عمرو بن جرير بن مخضب بن جبير بن لبيد بن سنبس الطائي «2» .
وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن الكلبيّ والطّبرانيّ، واستدركه ابن فتحون، قال الرّشاطيّ: كذا ذكره في حرف القاف وبعدها صاد، والّذي عندي أنه بالضاد المعجمة.
7128- قصيبة:
تقدم في قبيصة، وأنه هو الّذي عمل المنبر.
7129- قصي بن عمرو «3» :
وقيل ابن أبي عمرو الحميري، أخو الضحاك. له ذكر في كتاب العلاء بن الحضرميّ أنه استشهد فيه، تقدم ذكره في ترجمة شبيب.
7130- قضاعي بن عامر «4» :
وقيل ابن عمرو الدئلي، ويقال العذري.
قال سيف في «الفتوح» : كان عامل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على بني أسد.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن ابن سراقة- أن خالد بن الوليد كتب لأهل دمشق: هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق، إني أمنتهم على دمائهم وأموالهم وكنائسهم، وفي آخره: شهد أبو عبيدة، وشرحبيل بن حسنة، وقضاعي بن عامر، وكتب سنة ثلاث عشرة.
وقال ابن عساكر: شهد فتح دمشق، وكان أحد الشهود في كتاب صلحها، كأنه يشير إلى هذا. وقال الطّبرانيّ: هو أول من كتب إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخبره بأمر أهل الردّة.
7131- قضاعي بن عمرو «5» :
فرّق ابن الأثير بينه وبين قضاعي بن عامر، وقال: ذكره ابن الدّباغ.
قلت: وكذا ابن الأمين «6» . وروى سيف بن عمر في كتاب «الردة» ، عن سعيد بن عبيد، عن حريث بن المعلى- أن قضاعي بن عمرو كان على بني الحارث وعن بدر بن الخليل، عن عبد الرحمن بن زياد بن حدير، قال: رجع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من
__________
(1) في أقصيلي.
(2) أسد الغابة ت (4303) .
(3) أسد الغابة ت (4304) .
(4) أسد الغابة ت (4305) .
(5) أسد الغابة ت (4306) .
(6) في أابن الأثير.(5/337)
حجة الوداع، واستعمل على بني أسد سنان بن أبي سنان، وقضاعي بن عمرو، ومضى في ترجمة قضاعي بن عامر عن سيف أنه قال: كان قضاعي بن عمرو عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على بني أسد، فهذا قد يؤخذ منه أنهما واحد، مع احتمال التعدد.
القاف بعدها الطاء
7132 ز- قطبة بن حريز:
بفتح المهملة وآخره زاي منقوطة. يأتي في قطبة بن قتادة.
7133
ز- قطبة «1» بن عامر:
بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجيّ، يكنى أبا زيد.
ذكروه فيمن شهد بدرا والعقبة، والمشاهد، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: له صحبة، يكنى أبا زيد.
روى أبو الشيخ في تفسيره، عن أبي يحيى الرازيّ، عن سهل بن عثمان، عن عبيدة بن حميد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، قال: كانت الحمس من قريش تدخل من أبواب البيوت، وكانت الأنصار يدخلونها من ظهورها، فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بستان ومعه أناس من أصحابه، فخرج من البستان ومعه قطبة بن عامر، فقال أناس: يا رسول اللَّه، إنّ قطبة رجل فاجر. قال: وما ذاك؟ فأخبره، فقال: يا رسول اللَّه، إنك خرجت، فخرجت، قال: فإنّي أحمسي.
قال قطبة: ديني دينك، قال اللَّه: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها [سورة البقرة آية 189] . قال أبو الشّيخ: رواه غيره عن سهل بن عثمان، فذكر في السند جابرا- يعني وصله.
قلت: وكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، من وجهين آخرين، عن الأعمش، ورواه ابن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس نحوه.
ذكره أبو نعيم وقد تقدم نحو هذه القصة لرفاعة، فلعلها تعددت. قال البغوي: لا أعلم لقطبة بن عامر حديثا.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: توفي قطبة في خلافة عمر. وقال ابن حبان: بدري، مات في خلافة عثمان.
__________
(1) أسد الغابة ت (4308) ، الاستيعاب ت (2140) ، الثقات 3/ 347، الطبقات الكبرى 9/ 159، تجريد أسماء الصحابة 2/ 15، أصحاب بدر 202، الاستبصار 163.(5/338)
7134- قطبة بن عبد بن عمرو:
بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن قتل ببئر معونة شهيدا.
7135- قطبة بن قتادة «1» :
بن جرير السدوسي، أبو الحويصلة «2» .
قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبايعه وروى الحسن بن سفيان في مسندة، عن شباب، عن عون بن كهمس، عن عمران بن جدير، قال: حدّثنا رجل منا يقال له مقاتل، عن قطبة بن قتادة السدوسي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ابسط يدك أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة، قال: وحمل علينا خالد بن الوليد في خيله.
فقلنا: إنا مسلمون، فتركنا وغزونا معه الأبلة فقسمناها بأيدينا.
وذكره البخاري، عن شباب، وهو خليفة بن خيّاط، مختصرا.
وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف والمختلف» من طريق مالك بن عبد الواحد، عن عون، فقال فيه: حدثنا عمران، حدثني مقاتل بن معدان، قال: أتى قطبة بن حريز رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة، وبها كان يكنى، أشهد أنك رسول اللَّه، وضبطه أباه بفتح المهملة وآخره زاي، وضبطه بعضهم بضم الجيم وفتح الزاي بعدها مثناة تحتانية ثقيلة وقال ابن أبي حاتم: قطبة بن حريز أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويكنى أبا الحويصلة، وهو أوّل من فتح الأبلة.
روى ذلك من طريق عون بن كهمس، عن عمران بن حدير، عن معاذ بن معدان، ثم قال: قطبة بن قتادة السدوسي روى عن رجل يقال له مقاتل، كذا جعله اثنين، فوهم، وصحّف مقاتلا فجعله معاذا. وتبعه ابن عبد البر في التفرقة بينهما، وصحّف اسم أبيه أيضا.
قال أبو عمر: قطبة بن قتادة هو الّذي استخلفه خالد بن الوليد على البصرة لما سار إلى السواد.
7136
- قطبة «3» : بن قتادة العذري.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد «مؤتة» ، وأنشد له فيها شعرا، وجوّز ابن الأثير أن يكون
__________
(1) أسد الغابة ت (4309) ، الاستيعاب ت (2141) .
(2) أسد الغابة ت (4310) ، الثقات 3/ 347، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الطبقات 63، 186، التاريخ الكبير 7/ 191، الإكمال 7/ 120، بقي بن مخلد 668.
(3) أسد الغابة ت (4311) .(5/339)
هو قطبة بن قتادة السّدوسي، وفيه يعدّ. وقد قال ابن إسحاق: فالتقى النّاس عند قرية يقال لها مؤتة، وجعل المسلمون على ميمنتهم رجلا من بني عذرة، يقال له قطبة بن قتادة.
وذكر الواقديّ بسند له إلى كعب بن مالك عن نفر من قومه، قال: لما انكشف الناس جعل قطبة بن قتادة يصيح: يا قوم، يقتل الرجل مقبلا خير من أن يقتل مدبرا، وأنشد له شعرا قاله يفتخر بقتله بمشهد «1» القوم، وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة نحو هذا، لكن قال:
فقال قتادة بن قطبة، وأنشد له الشعر المذكور.
7137- قطبة بن مالك الثعلبي «2» :
بمثلثة ومهملة، من بني ثعلبة بن ذبيان، ولذلك يقال له الذبياني، وهو عمّ زياد بن علاقة.
وقال البخاريّ، وابن أبي حاتم: له صحبة، وقال ابن حبّان: هو من بني ثعلبة بن يربوع التميمي. وهو عمّ زياد بن علاقة سكن الكوفة.
وقال ابن السّكن: معدود في الكوفيين، والصحيح أنه ذبياني لا تميمي، وذكر ابن السّكن، عن ابن عقدة- أنه قال هو ثعلي، بضم المثلثة وفتح العين، من ثعل: قبيلة من طيِّئ مشهورة.
وقال ابن السّكن: والناس يخالفونه، ويقولون الثعلبي: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن زيد بن أرقم، وحديثه في الصّحيح: صليت خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الصبح، فقرأ: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ ... [سورة ق آية 10] . الحديث.
روى عنه ابن أخيه زياد، وذكر مسلم وغير واحد أنه تفرّد بالرواية عن قطبة، لكن أفاد المزي أن الحجاج بن أيوب مولى بني ثعلبة روى عنه، وظفرت له براو ثالث، ذكره علي بن المديني في العلل، وهو عبد الملك بن عمير، وهو ممن أخرج لهم مسلم في الصّحابة دون البخاري.
__________
(1) في أسد الغابة: كان على ميمنة المسلمين يعني يوم مؤتة، وقد حمل على مالك بن رافلة قائد المستعربة فقتله، وقال في قتله، وأنشد الشعر الّذي تقدم.
(2) أسد الغابة ت (4312) ، الاستيعاب ت (2143) ، الثقات 3/ 347، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، تقريب التهذيب 2/ 126، تهذيب التهذيب 8/ 379، تهذيب الكمال 2/ 130، الرياض المستطابة 246، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 354، الكاشف 2/ 401، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، الطبقات 48، 130، التاريخ الكبير 7/ 190، المشتبه 115، علل الحديث للمديني 83576، مشاهير علماء الأمصار 302، الإكمال 7/ 120، بقي بن مخلد 230، طبقات ابن سعد 6/ 36، مشاهير علماء الأمصار 47، تاريخ الإسلام 1/ 2847.(5/340)
7138- قطن بن حارثة العليمي «1» :
من بني عليم بن جناب بن كلب.
قال المرزباني في «معجم الشّعراء» : وفد مع قومه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم، وأنشد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من قوله:
رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نبتّ نضارا في الأرومة من كعب
أغرّ كأنّ البدر سنّة وجهه ... إذا ما بدا للنّاس في حلل العصب
أقمت سبيل الحقّ بعد اعوجاجها ... ورشت اليتامى في السّقاية والجدب
[الطويل] قال: فروى أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ردّ عليه خيرا، وكتب له كتابا.
وقال هشام بن الكلبيّ: حدثني أبي عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتب مع قطن بن حارثة كتابا.
وذكره ابن قتيبة في كتاب غريب الحديث من هذا الوجه، وزاد فيه: شهد بذلك سعد بن عبادة، وعبد اللَّه بن أنيس، وغيرهما.
وكتب ثابت بن قيس بن شمّاس.
قال أبو عمر: حديثه كثير الغريب من رواية ابن شهاب، عن عروة، قال: وابن سعد:
يقول حارثة بن قطن، يعني بدل قطن بن حارثة.
7139- قطن بن الحارث:
بن حزن الهلالي، أخو ميمونة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
تزوج العبّاس بن عبد المطلب ابنته الفرعة في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فولدت له ابنه عبيد اللَّه، وله رؤية.
وقد تقدّم بيان ما أدرك من الحياة النبويّة في ترجمته، وقد أسلم الحارث والد قطن، فهذا مشعر بأن لقطن صحبة، وكذا أخوه السائب كما تقدم في ترجمته.
7140- قطن بن عبد العزى الخزاعي:
وقع ذكره عند أحمد من مسند أبي هريرة في حديث فيه ذكر الدّجّال، فقال في رواية
__________
(1) أسد الغابة ت (4313) ، الاستيعاب ت (2193) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، المصباح المضيء 1/ 94.(5/341)
من طريق المسعودي، فقال قطن: يا رسول اللَّه، أيضرّني شبهه؟ قال: «لا، أنت مسلم، وهو كافر» .
والمسعودي اختلط، والمحفوظ أن القصة لعبد العزى بن قطن، وهو عند البخاري، وفي بعض طرقه عنده، قال الزّهريّ: وهو رجل من خزاعة «1» : وفي لفظ بني المصطلق هلك في الجاهلية، والمحفوظ أن الّذي قال أيضرّني شبهه كلثوم، والمراد بالمشبه عمرو بن لحي الخزاعي كما في كلثوم.
القاف بعدها العين
7141- القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي «2» :
قال البخاريّ: له صحبة، وحديثه عند عبد اللَّه بن سعيد المقبريّ، ولا يصح، ويقال القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، وكذا ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه.
وروى البغويّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن سعيد المقبري.
عن أبيه، القعقاع بن أبي حدرد: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «تمعددوا «3» واخشوشنوا وامشوا حفاة» .
قال الطّبراني: لا يروى عن القعقاع إلا بهذا الإسناد. تفرد به صفوان بن عيسى، عن عبد اللَّه بن سعيد.
وقال ابن السّكن: ذكره بعضهم، وأنه من الصحابة، ولم يثبت والمشهور بالصحبة والده عبد اللَّه بن أبي حدرد.
قلت: ولأبي عمر فيه وهم يأتي بيانه في القسم الأخير.
7142- القعقاع:
بن عمرو التميمي، أخو عاصم «4» .
كان من الشجعان الفرسان. قيل: إن أبا بكر الصديق كان يقول: لصوت القعقاع في
__________
(1) في أ: جماعة.
(2) أسد الغابة ت (4314) ، الاستيعاب ت (2144) ، الثقات 3/ 349، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، العقد الثمين 7/ 76، بقي بن مخلد 824، ذيل الكاشف 1264، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الطبقات 110، التاريخ الكبير 7/ 187.
(3) يقال تمعدد الغلام، إذا شب وغلظ، وقيل: أراد تشبّهوا بعيش معدّ بن عدنان وكانوا أهل غلظ وقشف: أي كونوا مثلهم ودعوا التنعم وزيّ العجم. النهاية 4/ 342.
(4) أسد الغابة ت (4315) ، الاستيعاب ت (2145) .(5/342)
الجيش خير من ألف رجل، وله في قتال الفرس بالقادسية وغيرها بلاء عظيم، ذكر ذلك سيف بن عمر في الفتوح.
وقال سيف، عن عمرو بن تمام، عن أبيه، عن القعقاع بن عمرو، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم: «ما أعددت للجهاد؟» قلت: طاعة اللَّه ورسوله والخيل. قال: «تلك الغاية» ،
وأنشد سيف للقعقاع:
ولقد شهدت البرق برق تهامة ... يهدي المناقب راكبا لغبار
في جند سيف اللَّه سيف محمّد ... والسّابقين لسنّة الأحرار
[الكامل] قال سيف: قالوا: كتب عمر إلى سعد: أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة؟ قال:
فكتب إليه: إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتل في كل حملة بطلا.
وقال ابن أبي حاتم: قعقاع بن عمرو قال: شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيما رواه سيف بن عمر، عن عمرو بن تمام، عن أبيه، عنه. وسيف متروك، فبطل الحديث، وإنما ذكرناه للمعرفة.
قلت: أخرجه ابن السّكن، من طريق إبراهيم بن سعد، عن سيف بن عمر، عن عمرو، عن أبيه، عن القعقاع بن عمرو، قال: شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد، فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا أن يولوا سعدا- يعني ابن عبادة، ويتركوا عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاستوحش المهاجرون ذلك. قال ابن السّكن: سيف بن عمر ضعيف، ويقال هو القعقاع بن عمرو بن معبد التميمي.
وقال ابن عساكر: يقال إن له صحبة، كان أحد فرسان العرب وشعرائهم، شهد فتح دمشق، وأكثر فتوح العراق، وله في ذلك أشعار موافقة مشهورة.
وذكر سيف، عن محمد وطلحة- أنه كان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه كان على كردوس في فتح اليرموك، وهو القائل:
ويدفعون قعقاعا لكلّ كريهة ... فيجيب قعقاع دعاء الهاتف
[الكامل] في أبيات.
وقال غيره: استمد خالد أبا بكر لما حاصر الحيرة فأمدّه بالقعقاع بن عمرو، وقال: لا(5/343)
يهزم جيش فيه مثله، وهو الّذي غنم في فتح المدائن أدراع كسرى، وكان فيها درع هرقل ودرع لخاقان، ودرع للنعمان وسيفه وسيف كسرى، فأرسلها سعد إلى عمر.
وذكر سيف بسند له عن عائشة أنه قطع مشفر الفيل الأعظم، فكان هزمهم.
7143
- القعقاع «1» بن معبد:
بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم التميمي الدّارميّ.
قال ابن حبّان: له صحبة.
قلت: ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق ابن أبي مليكة، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفد بني تميم، فقال أبو بكر: أمّر القعقاع بن معبد بن زرارة، وقال عمر: بل أمّر الأقرع، وهذا مما يقتضي الجزم بصحة صحبته.
ورواه البغويّ، من طريق عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، قال: لما قدم وفد بني تميم قال أبو بكر: استعمل القعقاع بن زرارة، وقال عمر: استعمل الأقرع. فذكر الحديث.
فنسب القعقاع في هذه الرواية لجده.
وحكى ابن التّين في «شرحه» أن القعقاع كانت فيه رقة، فلذلك اختاره أبو بكر.
وعند البغوي بسند صحيح، عن كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه، قال: لما كان يوم حنين بعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم القعقاع يأتيه بالخبر، فذكر قصة.
وقال هشام بن الكلبيّ: كان يقال للقعقاع تيار الفرات لسخائه. ومن ولده نعيم بن القعقاع.
7144- قعين:
بن خالد الطّريفي.
ذكر الرّشاطيّ أنه وفد مع زيد الخيل وغيره على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال:
ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
قلت: وقد تقدم في ترجمة زيد الخيل منقولا من الأخبار لابن دريد وقد تقدم قريبا في ترجمة قبيصة بن الأسود من رواية أبي الفرج الأصبهاني، عن ابن الكلبي، ليس فيه لقعين ذكر.
__________
(1) أسد الغابة ت (4316) ، الاستيعاب ت (2146) ، الطبقات الكبرى 9/ 159، 5/ 161، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، الأعلام 5/ 22، تراجم الأحبار 3/ 288، الثقات 3/ 349.(5/344)
القاف بعدها الفاء
7145- قفيز «1» :
غلام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج هو وأبو عوانة»
، من طريق زهير بن محمد، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أنس، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم غلام اسمه قفيز.
وأخرجه ابن مندة، وقال: تفرّد به محمد بن سليمان الحراني عن زهير.
قلت: وهو ضعيف، وفي شيخه مقال، وهو من زيادات أبي عوانة عن مسلم. وقد ضبطه عبد الغني بن سعيد بقاف وفاء آخره زاي، بوزن عظيم.
القاف بعدها اللام
7146
- قليب «3» ، غير منسوب:
ووقع ذكره في تفسير محمد بن سعيد العوفيّ، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، عن جده عطية بن سعد، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً [سورة النساء آية 94] . هو رجل اسمه مرداس خلّى قومه هاربين من خيل بعثها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع رجل من بني ليث يقال له قليب.
واستدركه أبو موسى على ابن مندة، وابن فتحون على الاستيعاب، ولكن ذكره أبو موسى بقاف أوله وموحدة آخره، وابن فتحون بفاء أوله ومثناة آخره، والّذي يظهر أن كلّا منهما تصحيف، وإنما هو غالب الليثي كما تقدم في ترجمته.
القاف بعدها الميم
7147- قمداء «4» :
غير منسوب، ذكره أبو الفتح الأزدي «5» في الأسماء المفردة
وروى من طريق البلويّ، عن أحمد بن ثقيف، عن صالح بن سماعة، قال: قال قمداء: إنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الكبد الحرّى، فقال: «لك فيها أجر» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4318) ، الاستيعاب ت (2194) ، دائرة معارف الأعلمي 24/ 86، تبصير المنتبه 3/ 1082.
(2) في أعوانه في صحيحه.
(3) أسد الغابة ت (4319) ، تبصير المنتبه 3/ 1084.
(4) في أ: قمراء، وفي التجريد: قمرا، وفي أسد الغابة: قمذا.
(5) أسد الغابة ت (4320) .(5/345)
القاف بعدها النون
7148- قنان بن دارم:
بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ «1» ، أحد الوفد، التسعة.
ذكره ابن الكلبيّ، والطّبريّ، والدّار الدّارقطنيّ، وغيرهم، وقد تقدم ذكره في ترجمة.
وذكره أبوه إسماعيل الأزديّ في «فتوح الشام» ، وأنه شهد «اليرموك» .
وذكره ابن سعد في الطبقة الرّابعة، وقال: إنه كان مع خالد بن الوليد في وقائعه بالشام كلها. وذكر عبد اللَّه بن ربيعة القدامي في فتوح الشام بسنده، عن محرز بن أسيد الباهليّ، قال: ثم إن أبا عبيدة أمر خالدا أن يسرعوا المساع، فغلب عليها ونزل على بعلبكّ، فخرج إليه رجال، فأرسل إليهم فرسانا من المسلمين، فواقعوهم حتى أدخلوهم الحصن، فطلبوا الصّلح، وعدّ من الفرسان المذكورين قنان بن دارم.
7149- قنان بن سفيان:
ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى أنه استشهد بأجنادين.
7150 ز- قنان الأسلمي «2» :
ذكره عبدان المروزي في الصحابة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن زحر، عن يزيد بن أبي منصور، عن عبد اللَّه بن قنان الأسلمي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: صدقة المرء المسلم من سعة كأطيب مسك في بر أو بحر يوجد ريحه «3» .
7151- قنفذ بن عمير:
بن جدعان التيمي «4» ، والد المهاجر.
له صحبة، قاله أبو عمر، قال: وولاه عمر مكة ثم صرفه، واستعمل نافع بن عبد الحارث.
القاف بعدها الهاء
7152 ز- قهطم:
التميمي الدارميّ، جد أبي العشراء.
__________
(1) أسد الغابة ت (4321) ، الاستيعاب ت (2195) .
(2) أسد الغابة ت (4322) ، الخلاصة 2/ 360.
(3) في أسد الغابة: يوجد ريحه من مسيرة جواد يوما.
(4) أسد الغابة ت (4323) ، الاستيعاب ت (2196) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 17، العقد الثمين 7/.(5/346)
اختلف في اسم أبي العشراء واسم أبيه وجدّه، فالأشهر فيه أسامة بن مالك بن قهطم، بكسر القاف وسكون الهاء بعدها مهملة مكسورة ثم ميم، وقيل اسمه عطارد بن بلز مسعود، وقيل بدل اللام في اسم والده راء مهملة وهي ساكنة كاللام، وقيل مفتوحة، قال أبو سهل بن زياد القطان في فوائده: حدثنا الحسن بن علي بن سعيد بن شهريار الرقي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارميّ، عن أبيه، قال:
دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على أبي وهو مريض فرقاه فتفل من قرنه إلى قدمه، فرأيت بياض البزاق على خدّه.
7153- قهيد «1» :
بن مطرف، أو ابن أبي مطرف.
قال ابن حبّان وابن السّكن: يقال إن له صحبة، زاد ابن السكن: وممن نزل بين السّقيا والعرج، وهو معدود من أهل المدينة، وليس مشهورا في الصحابة، وحديثه مختلف فيه، ثم ذكره عنه مرفوعا، وساقه من وجه آخر عن أبي هريرة.
وقال البغويّ: سكن المدينة، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، وقال ابن أبي حاتم: قهيد بن مطرف مدني، ثم ذكر الاختلاف في الحديث في ذكر أبي هريرة فيه، وحكوه عنه. قال البغوي: لا أعرف له غير هذا الحديث. ويشك في صحبته، وقد أخرجه النسائي من طريق «2» .
القاف بعدها الواو
7154 ز- قوال:
ذكره محمد بن سعد الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن سعيد، حدثني قوال صاحب الشجرة: قال: «إنكم لتذنبون ذنوبا هي أدقّ في أعينكم من الشّعر، كنّا نعدها على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من الموبقات.
ورواه عن وجه آخر، فقال: عن رجل من أصحاب الشجرة، ولم يسمه، واستدركه ابن فتحون.
قلت: ورأيت في الأنساب لأبي عبيدة في نسب عاملة قوال بن عمرو، كان شريفا، فيحتمل أن يكون هو هذا.
__________
(1) أسد الغابة ت (4324) ، الاستيعاب ت (2197) ، الثقات 3/ 348، تجريد أسماء الصحابة 2/ 17، تقريب التهذيب 2/ 117، تهذيب التهذيب 8/ 384، تهذيب الكمال 2/ 1131، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 360، الكاشف 2/ 402، التاريخ الكبير 7/ 197، الإكمال 7/ 129- تبصير المنتبه 3/ 1140.
(2) في أ: قال البغوي: لا أعرف له غير الحديث ويشك في صحبته، وبياض في ب.(5/347)
القاف بعدها الياء
7155- قياثة:
بكسر القاف بعدها ياء باثنتين من تحت وبعد الألف مثلثة، كذا ضبطه ابن عساكر، وقال: شهد اليرموك، ثم أسند من المبتدإ لأبي حذيفة، قال: وشهد ابن قياثة بن أسامة فقاتل قتالا شديدا فكسر في القوم ثلاثة أرماح، وقطع سبعين، فكان كلما كسر أو قطع رمحا ينادي: من يعير سيفا أو رمحا حتى حبس نفسه، وقد عاهد اللَّه ألا يبرّح يقاتل حتى يظفر أو يموت. قال: فكان من أحسن الناس بلاء في ذلك اليوم، وأنشد له شعرا قاله في ذلك.
ذكر من اسمه قيس
7156- قيس بن أسلع:
ذكره ابن أبي حاتم فقال: قيس بن الأسلع. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يذكر عنه رؤيا ولم ينسبه. وزعم أبو عمر أنه قيس بن سلع الآتي. واللَّه أعلم.
7157 ز- قيس:
بن أسماء بن حارثة تقدم ذكره في عبيد بن أسماء.
7158- قيس «1» :
بن بجد «2» بن طريف بن سحمة بن عبد اللَّه «3» بن هلال بن خلاوة الأشجعي.
له ذكر في مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يذكر فيه أمر بدر، وجلاء بني النضير، أورده ابن إسحاق في المغازي يقول فيها:
وقد كان في بدر لعمرك عبرة ... لكم يا قريش والقليب الململم
غداة أتى في الخزرجيّة عامدا ... إليكم مطيعا للعظيم المكرّم
معانا بروح القدس ينكى عدوّه ... رسولا من الرّحمن حقّا بمعلم
[الطويل] الأبيات.
وهو ممن أغفل ابن سيد الناس، وذكره في كتابه المخصوص بالصحابة الشعراء مع تحققه بمعرفة السيرة النبويّة وتصنيفه فيها.
__________
(1) أسد الغابة ت (4327) .
(2) في أنجد، وفي التجريد، وأسد الغابة: بن بجد أو ابن بحر.
(3) في أعبيد اللَّه.(5/348)
7159- قيس بن البكير:
بن عبد ياليل الليثي.
تقدم نسبه في ترجمة أخويه: إياس، وعاقل، وذكر ابن الكلبي أنه شهد هو وإخوته الأربعة بدرا، وانفرد ابن الكلبي بزيادته، وذكره الرشاطي وقال: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. انتهى.
والمشهور أنهم أربعة فقط: إياس، وخالد، وعامر، وعاقل، كما تقدم ذلك في ترجمة إياس.
7160- قيس بن جابر الأسدي:
من بني أسد بن خزيمة «1» .
ذكره ابن إسحاق في المهاجرين الأولين.
7161- قيس بن جحدر:
بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أبان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ الطائي ثم الثّعلي «2» ، جد الطرماح الشاعر.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والطرماح هو ابن حكيم ابن قيس هذا.
7162- قيس بن جروة:
بن غنم بن وائلة بن عمرو بن عاصم الطائي «3» .
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستدركه ابن فتحون، وابن الأمين. وقد تقدم في ترجمة قبيصة بن الأسود.
7163- قيس بن الحارث «4» :
بن حذار «5» الأسدي- وقيل الحارث بن قيس، كذا جاء بالتردد، والثاني أشبه، لأنه قول الجمهور، وجزم بالأول أحمد بن إبراهيم الدّورقي وجماعة، وبالثاني البخاري، وابن السكن، وغيرهما.
وقال ابن حبّان: قيس بن الحارث الأسدي له صحبة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4329) .
(2) أسد الغابة ت (4331) ، الاستيعاب ت (2147) .
(3) أسد الغابة ت (4333) .
(4) الطبقات الكبرى 1/ 294، تجريد أسماء الصحابة 2/ 18، الجرح والتعديل 7/ 95، تقريب التهذيب 2/ 127، الكاشف 2/ 402، تهذيب التهذيب 8/ 386، تهذيب الكمال 2/ 1131 خلاصة تهذيب الكمال 2/ 355، الاستبصار 248، 249، التاريخ الكبير 7/ 151، الثقات 3/ 341.
(5) سقط في أ.(5/349)
وقال ابن أبي حاتم مثله، قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة ... الحديث.
روى عنه حميضة بن الشمردل انتهى.
وقد تقدم الحديث في الحارث بن قيس.
7164- قيس بن الحارث الغداني:
له حديث في الجهاد، ذكر ابن عساكر عن الحاكم أنه صحابي معمّر، ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده، فإن بني غدانة بطن من «1» تميم.
7165- قيس بن الحارث:
بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري، عم البراء بن عازب.
ذكر أبو عمر قال: وقتل يوم اليمامة شهيدا.
قلت: ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن رجاله، ولم يذكر أبو عمر أنه قتل باليمامة، وإنما قيل: إنه استشهد بأحد، وسيأتي كلامه في قيس بن محرث.
7166 ز- قيس بن الحارث:
بن يزيد بن شبل بن حبان.
ذكره ابن إسحاق في وفد بني تميم، وقد تقدم ذكره في ترجمة عطارد بن حاجب.
وذكر ابن سعد عن الواقدي- أنه ابن عم المقنع التميمي، وكذا ذكره البغويّ، عن ابن سعد، ولكنه خلطه بقيس بن الحارث راوي حديث: رحم اللَّه حارس الحرس.
والّذي عندي أنه غيره.
7167 ز- قيس بن الحارث «2» :
من بني تميم.
ذكره البغويّ، وأسند من طريق سعيد بن عبد الرحمن، حدثني صالح بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن قيس بن الحارث- أنه أخبره أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «رحم اللَّه حارس الحرس» .
وهذا أظنه تابعيّا، وسيعاد في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى، وقد روينا الحديث المذكور في مسند عمر بن عبد العزيز الّذي عندي من روايته عن إسحاق بن إبراهيم، عن الدراوَرْديّ، عن صالح بن محمد: فقال: عن عمر، عن عقبة بن عامر، وهكذا رواه أسد بن موسى عن الدراوَرْديّ، وهو المحفوظ.
وأورد ابن عساكر الحديث المذكور في ترجمة قيس بن الحارث الغامدي المذحجي
__________
(1) في أمن بني شيم.
(2) أسد الغابة ت (4336) ، الاستيعاب ت (2149) .(5/350)
الروي عن سلمان، وأبي سعيد، وفيه بعد، فإن قيس بن الحارث هذا لم ينسب في رواية البغوي.
7168- قيس بن أبي حازم «1» :
زعم الزّمخشريّ في «ربيع الأبرار» أنه الأعرابي الّذي أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبه حمى، فقال: شيخ كبير به حمى تفور، تزيره القبور.
والحديث في الصحيح ليس فيه تسميته، أخرجه البخاري من حديث ابن عباس،
وأخرجه الطبراني من حديث شرحبيل، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذ جاءه أعرابي، فقال: يا رسول اللَّه، شيخ كبير، به حمى تفور، وتزيره القبور فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هي كفّارة أو طهور» . فأعادها فأعادها، فقال: «أمّا إذ أبيت فهو كما تقول، وما قضى اللَّه فهو كائن» .
قال: فما أمسى إلا ميتا.
قلت: وإن كان ما ذكره الزمخشريّ ثابتا فهو غير قيس بن أبي حازم البجلي التابعي المشهور الآتي ذكره في القسم الثاني والثالث أيضا.
7169- قيس بن حازم:
المنقري «2» .
قال أبو موسى: ذكره البخاريّ فيما قيل.
7170- قيس بن حذافة:
بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشيّ السّهميّ «3» .
ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وكذا ذكره الواقديّ، قال: وقدم بعد ذلك مكّة، وهاجر إلى المدينة، وأخرج أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال: هاجر قيس بن حذافة، وقيس بن عبد اللَّه إلى الحبشة الهجرة الأخيرة.
7171- قيس بن الجرير «4» :
بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري.
شهد أحدا، واستشهد باليمامة، قاله العدويّ، قال: وهو أخو أبي عبيد. واستدركه ابن فتحون.
7172 ز- قيس بن حذيم:
بن جرثومة النهدي.
__________
(1) الاستيعاب ت (2150) .
(2) أسد الغابة ت (4338) .
(3) أسد الغابة ت (4339) ، الاستيعاب ت (2151) .
(4) في التجريد: الحريز.(5/351)
ذكر سيف والطّبريّ أن سعد بن أبي وقّاص أمّره على رجاله بني نهد في فتح القادسية، واستدركه ابن فتحون.
وقد تقدم مرارا أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
7173- قيس بن الحسحاس «1» :
ذكره البغويّ في الصحابة، ونقل عن البخاري أنه ذكره فيهم، قال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: ولم يذكره.
قلت: وقد تقدم حديثه في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن الخشخاش، وأنه بمعجمات، وذكره ابن شاهين بالمهملات، وقال ابن حبّان: يقال (إن) «2» له صحبة.
7174 ز- قيس بن حصين:
بن قيس بن عمرو الجعديّ المعروف بالنابغة. كذا نسبه ابن قانع، وستأتي ترجمته في الكنى.
7175- قيس بن الحصين:
بن يزيد بن شداد «3» بن قنان، ذي الغصّة، المازني.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن إسحاق.
وقال ابن حبّان والدّار الدّارقطنيّ: له صحبة وهو من مذحج،
وأخرج ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، ومسلمة بن علقمة، عن خالد بن الحذاء، عن أبي قلابة وعن أبي ريحانة وغيرهم، قالوا: أسلم بنو الحارث فأوفدهم خالد بن الوليد، ومنهم قيس بن الحصين ذي الغصة، ويزيد بن عبد المدان، وعبد اللَّه بن عبد المدان، وشدّاد بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن قراد، ويزيد بن المحجل، وعمرو بن عبد اللَّه، قال: وقال بعضهم: لما وفدوا وشهدوا شهادة الحقّ قال لهم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ما الّذي تغلبون به الناس وتقهرونهم؟ قالوا: لم نقلّ فنذل، ولم نكثر فنتحاسد ونتخاذل، ونجتمع ولا نفترق، ولا نبدأ بظلم أحد، ونصبر عند البأس. فقال: صدقت.
وذكرها ابن إسحاق في (المغازي) بغير هذا السياق كما سيأتي في ترجمة يزيد بن عبد المدان.
__________
(1) في أالخشخاش.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (4340) ، الاستيعاب ت (2152) ، الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى 1/ 268، 339، تجريد أسماء الصحابة 2/ 19، الجرح والتعديل 7/ 95، المصباح المضيء 2/ 258، التاريخ الكبير 7/ 151.(5/352)
وقال ابن الكلبيّ رأس الحصين والد قيس بني الحارث مائة سنة، وكان له أربعة أولاد، كان يقال لهم فوارس الأرباع، كانوا إذا حضر الحرب ولي كلّ منهم ربعها، ولما وفد قيس كتب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا على قومه.
7176- قيس بن خارجة «1» :
ذكره البغويّ، والباوردي، والطّبرانيّ في الصحابة. وقال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا.
وأخرج هو ومطيّن وغيرهما من طريق بقية عن سليم بن دالان، عن الأوزاعي، عن عبادة بن نمى، عن قيس بن خارجة: قال، نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الأغلوطات.
7177- قيس بن خالد الرازيّ:
قال الواقديّ: عقبي بدري، كذا في التجريد.
7178- قيس بن خرشة القيسي:
من بني قيس بن ثعلبة «2» .
ذكره الطّبرانيّ وغير واحد في الصحابة.
قال أبو عمر: له صحبة.
وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة من طريق حرملة بن عمران، قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يحدّث محمد بن يزيد بن زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خرشة، وكعب ذو الكتابين، حتى إذا بلغا صفّين وقف كعب ساعة، فقال: لا إله إلا اللَّه. ليهراقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لا يهراقه ببقعة من الأرض ... الحديث، فقال محمد بن يزيد ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل من قيس: أو ما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك؟ قال: لا. قال: فإن قيس بن خرشة وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من اللَّه وعلى أن أقول الحق، فقال: عسى أن يكون عليك من لا تقدر أن تقوم معه بالحق. فقال قيس: واللَّه لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إذا لا يضرك شيء،
قال: فكان قيس يعيب زيادا وابنه عبد اللَّه، فأرسل إليه عبيد اللَّه فقال: أأنت الّذي تزعم أنه لن يضرك شيء؟
قال: نعم قال: لتعلمنّ اليوم أنك قد كذبت، ائتوني بصاحب العذاب. قال: فمال قيس عند ذلك فمات.
__________
(1) أسد الغابة ت (4341) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 19.
(2) أسد الغابة ت (4342) ، الاستيعاب ت (2153) .(5/353)
رجاله ثقات، لكن في السند انقطاع، ورجل لم يسم.
وأخرجه ابن عبد البرّ من الوجه المذكور، وفي رواية: فغضب قيس، ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق؟ هذا من الغيب الّذي استأثر اللَّه به.
فقال كعب: ما من شيء في الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل اللَّه على موسى، ما يكون عليه إلى يوم القيامة.
فقال محمد بن يزيد: ومن قيس؟ فذكره، وفيه: فبلغ ذلك عبيد اللَّه بن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنت الّذي تفتري على اللَّه وعلى رسوله؟ قال: لا، واللَّه، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري؟ قال: ومن هو؟ قال: من ترك العمل بكتاب اللَّه وسنّة رسوله، قال:
ومن ذاك؟ قال: أنت وأبوك، ومن «1» أمّركما، وذكر بقية الحديث.
7179- قيس بن الخشخاش «2» :
بمعجمات تقدم بمهملات.
7180- قيس بن خليفة الطّرائفي:
وفد مع زيد الخيل مضى ذكره في ترجمة قبيصة بن الأسود.
7181- قيس بن دينار «3» :
قيل: هو اسم جد عدي بن ثابت الراويّ عن أبيه عن جده.
7182 ز- قيس بن الربيع الأنصاري» :
ذكر المبرّد في «الكامل» بغير إسناد أنه ممن شهد بدرا، فذكر أن عليّا دخل على فاطمة عليها السلام فرمى إليها بسيفه، فقال: هاكيه حميدا، فسمعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه معك سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصّمّة، وقيس بن الربيع، وكل هؤلاء من الأنصار. انتهى.
والحديث أخرجه [.....] وليس فيه ذكر قيس بن الربيع.
7183- قيس بن الربيع:
آخر.
ذكره أبو موسى، وأخرج من طريقه حديثا كأنه موضوع، فذكر من طريق علي بن موسى الرضا، عن آبائه واحدا بعد واحد إلى علي، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) في أالّذي.
(2) أسد الغابة ت (4343) ، الاستيعاب ت (2154) ، الثقات 3/ 341، تجريد أسماء الصحابة 2/ 19، الجرح والتعديل 7/ 95، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، بقي بن مخلد 810.
(3) أسد الغابة ت (4344) .
(4) أسد الغابة ت (4346) .(5/354)
وسلم إلى حيّ من أحياء العرب يقال لهم حي ذوي الأضغان بشيء ليقسم في فقرائهم، فكان فيهم شيخ أسن يقال له قيس بن الربيع، فأعطوه شيئا قليلا، فغضب فهجا، ثم جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم معتذرا، فأنشده:
حيّ ذوي الأضغان تسب قلوبهم ... تحيّتك الحسنى وقد يدفع النّغل «1»
فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه ... وإنّ الّذي قالوا وراءك لم يقل «2»
[الطويل]
قال: فطاب قلب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لحسن اعتذاره، وقال له: «يا قيس، لم تقل» وأقبل على أصحابه فقال: «من لم يقبل من متنصّل عذرا صادقا أو كاذبا لم يرد عليّ الحوض» .
قال ابن الأثير: من أغرب ما فيه أنه جعل حي ذوي الأضغان اسم قبيلة، ومعنى البيت ظاهر لا يحتاج إلى شرح.
قلت: هذا القدر هو المذكور من الخبر، وهو قوله: يقال لهم حيّ بني الأضغان، وإنما هذه الجملة من كلام الشيخ ناظم الأبيات، فأمر من وقع منه أمر يوجب أن يحقد عليه أن يسلّم على من يخشى منه ذلك، ويحييه بالتحية الحسنى، يزول ذلك. وأما أصل القصة فمحتمل.
وقد ذكر صاحب الجد والهزل، وهو جعفر بن شاذان- أن عامر بن الأزور أخا ضرار بن الأزور لما قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم استنشده، فأنشده هذه الأبيات.
وذكر أهل السّير في وفد بن أسد بني خزيمة أنّ حضرمي بن عامر أنشد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هذه الأبيات، وبين البيتين المذكورين أولا:
وإن دحسوا «3» بالكره فاعف تكرّما ... وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل
[الطويل] وأنشدها المرزباني للعلاء بن الحضرميّ، وزاد
أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لما سمعه: «إنّ من البيان لسحرا» .
__________
(1) في أسد الغابة: يدبغ النعل.
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4346) .
(3) في أسد الغابة وإن جنحوا، وفي المرزباني: فاعف كريهة ... وإن خنسوا عنه.(5/355)
7184- قيس بن رفاعة الواقفي:
من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاريّ.
ذكره المرزباني في «معجم الشعراء» ، وقال: أسلم، وكان أعور، وأنشد له:
أنا النّذير لكم منّي مجاهرة ... كي لا ألام على نهي وإنذار
من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة ... يصلّى بنار كريم غير غدّار «1»
[البسيط]
7185- قيس بن رفاعة:
بن المهير بن عامر بن عائش بن نمير الأنصاري «2» .
ذكره العدويّ، وقال: كان شاعرا، وأدرك الإسلام فأسلم وذكره ابن الأثير، فقال:
كان من شعراء العرب.
قلت: يحتمل أن يكون الّذي قبله، واختلف في ضبط جده، فقيل بنون وقيل بهاء.
7186- قيس بن زيد «3» :
بن حي بن امرئ القيس بن ثعلبة بن ذبيان بن عوف بن أنمار «4» .
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان سيدا، وعقد له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لواء على بني سعد بن مالك. وكذا ذكره الطبري، واستدركه ابن فتحون، وابن الأمين.
7187 ز- قيس بن زيد:
بن عامر «5» بن سواد بن كعب بن ظفر الأنصاري الظفري.
له صحبة، قاله أبو عمر.
7188- قيس بن زيد:
بن جبار الجذامي «6» ، وهو والد نائل بن قيس الشامي، ويقال له قيس الأعز.
ذكره ابن السّكن في الصّحابة، فقال قيس بن عامر، ويقال قيس بن زيد، له صحبة.
__________
(1) جاء بعد البيتين في أهذا البيت
صاحب الوتر ليس الدهر يدركه ... عندي وإني لدارك الأوتار
(2) أسد الغابة ت (4347) .
(3) في أدينار.
(4) أسد الغابة ت (4350) .
(5) أسد الغابة ت (4351) ، الاستيعاب ت (2155) ، الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى ط 8/ 339، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، تهذيب التهذيب 8/ 395، الاستبصار 257.
(6) الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى 8/ 339، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، تهذيب التهذيب 8/ 395، الاستبصار 257.(5/356)
وقال البخاريّ، وابن حبّان: قيس الجذامي رجل كانت له صحبة.
وساق البخاريّ، والبغويّ، من طريق كثير بن مرّة، عن قيس الجذامي- رجل كانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يعطى الشّهيد ست خصال ... » الحديث.
ووقع لابن أبي حاتم قيس الجذامي ليست له صحبة. روى عنه عقبة بن عامر وغيره، روى عنه كثير بن مرة، وغيره، كذا فيه.
ورأيت في نسخة على قوله: ليست له صحبة: واللَّه أعلم.
قال أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ: حدثنا منصور بن الوليد بن سلمة بن يحيى أنبأنا الطفيل بن قيس الجذامي، حدثني أبي، عن أبيه يحيى، عن أبيه أبي الطفيل، عن أبيه قيس بن زيد بن جبار الجذامي- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فولّاه الرئاسة على قرية، وساق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صدقات بني سعد ثلاث مرات، قال قيس: فأجلسني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين يديه ومسح على رأسي ودعا لي، وقال: «بارك اللَّه فيك يا قيس» . ثم قال: «أنت أبو الطّفيل» ،
فهلك قيس وهو ابن مائة سنة، ورأسه أبيض وأثر يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيه أسود.
وكان يدعى لذلك قيسا الأغر.
وأخرجه ابن مندة، عن الحسن، عن أحمد بن عمير، عن أبيه بطوله.
وأخرجه أبو علي بن السّكن، عن ابن جوصاء باختصار. وقد ذكره ابن سعد، فقال في طبقة أهل الفتح: قيس بن زيد بن جبار بن امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب، وساق النسب إلى جذام، قال: وكان سيّدا عقد له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على قومه لما وفد عليه، وكان ابنه نائل سيد جذام بالشام.
قلت: والّذي يظهر لي أنه غير قيس الجذامي الّذي أخرج له أحمد والنسائي، وذكره البخاري وقال ابن حبان: سكن الشام، وحديثه عند أهلها.
7189- قيس بن زيد:
من بني ضبيعة.
قتل بأحد، ذكر ابن إسحاق في السيرة الكبرى أنّ الحارث بن سويد كان منافقا، وأنه خرج مع المسلمين في غزوة أحد، فلما التقى الناس غدا على المجذّر بن ذياد البلوي وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة، فقتلهما ولحق بمكة، فساق قصته.
وكذا ذكره مكي القيرواني في تفسيره الهداية، لكن بغير عزو إلى ابن إسحاق ولا غيره، وقد أنكر ابن هشام في تهذيب السّيرة ذكر قيس بن زيد فيمن قتله الحارث، واستدل(5/357)
على ذلك بأن ابن إسحاق لم يذكر قيس بن زيد فيمن استشهد بأحد، وهو استدلال عجيب، فإنه يحتمل أنه سها عن ذكره فيهم أو اقتصر على من استشهد بأيدي الكفار، وهذا إنما قتل غرّة على يد من يظهر الإسلام. وأصل قصة نزول الآية أخرجه النسائي بسند صحيح عن ابن عباس، لكن لم يسمّ فيه قيس بن زيد. واللَّه أعلم.
7190- قيس بن زيد:
ويقال: ابن يزيد الجهنيّ «1» .
ذكره الطّبرانيّ في «الصحابة»
وأخرج من طريق جرير بن أيوب، أحد الضعفاء، عن الشعبي، عن قيس بن زيد الجهنيّ، قال: قال رسول اللَّه [577] صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من صام تطوّعا غرست له نخلة في الجنّة» «2» ثمرها أصغر من الرّمان، وأشحم من التفاح ... الحديث.
7191- قيس بن السائب:
بن عويمر بن عائذ «3» بن عمران بن مخزوم. وقيل في نسبه عبد اللَّه بن عمر، بدل عمران.
قال ابن حبّان: له صحبة، أمّه رائطة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
وقال ابن سعد: أمه حسانة خزاعية، قال مجاهد: سمعت قيس بن السائب يقول: إن شهر رمضان يفتديه الإنسان، يطعم فيه كلّ يوم مسكينا، فأطعموا عني مسكينا كل يوم صاعا.
قال قيس: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شريكي في الجاهلية، فكان خير شريك، لا يمارى ولا يشارى. أخرجه البغوي، والحسن بن سفيان وغيرهما، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن مجاهد.
وأخرجه أبو بشر الدّولابي في الكنى، من هذا الوجه، لكنه قال: أبو قيس بن ابن السائب، كذا عنده. وقيس بن السائب أصحّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4348) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، التاريخ الكبير 7/ 152.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 366 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 278 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 919، 924، 925 والهيثمي في الزوائد 3/ 186 عن قيس بن يزيد الجهنيّ ولفظة من صام يوما تطوعا غرست له شجرة من الجنة ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد الأهوازي قال الذهبي لا يعرف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24152.
(3) أسد الغابة ت (4352) ، الاستيعاب ت (2157) ، الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى 5/ 466، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، العقد الثمين 7/ 78.(5/358)
قال ابن أبي خيثمة: واختلف أصحاب مجاهد، فقال إبراهيم بن ميسرة، فذكر ما تقدم. وقال إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن فائدة عن السائب ... وقال الأعمش:
عنه، عن عبد اللَّه بن السائب، قال: والصواب ما قال إبراهيم بن ميسرة.
وحكى ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه رواية إبراهيم بن ميسرة والأعمش، قال: وقال سليمان عن مجاهد: كان السّائب بن أبي السائب. قال أبو حاتم: قيس بن السائب أظنّه أخا عبد اللَّه بن السائب، وعبد اللَّه بن السائب كان في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حدثا.
قلت: فما الصحيح في الشريك؟ قال: الشركة بابنه أشبه.
وأخرج ابن شاهين، من طريق مسلم الأعور، عن مجاهد، عن قيس بن السائب، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي الفجر إذا يغشى السماء النور، والظهر إذا زالت الشمس ... الحديث،
ومسلم ضعيف.
وقال عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن مجاهد، عن قيس بن السائب، قال: كان أبواي يمخضان اللبن، حتى إذا أدرك أفرغا منه في صحن، فيقولان: اذهب بهذا إلى آلهتهم، قال: فيأتي الكلب فيشرب اللبن، ويأكل الزبد، ثم يشعر برجله فيبول عليها.
أخرجه أبو سهل بن زياد القطّان في الجزء الرابع من فوائده.
وأخرج الطّبرانيّ، من طريق يزيد بن عياض، وهو واه، عن عبد الملك بن عبيد، عن مجاهد- أن قيس بن السائب كبّر حتى مرت به ستون على المائة وضعف، فأطعم عنه.
وأخرج ابن سعد، من طريق موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، قال: هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن السائب: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ [البقرة: 184] وذكر المفيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ أن قيس بن السائب المخزومي أحد الرجلين اللذين أجارتهما أمّ هانئ في فتح مكة.
7192- قيس بن سعد:
بن عبادة بن دليم «1» الأنصاري الخزرجي.
__________
(1) أسد الغابة ت (4354) ، الاستيعاب ت (2158) ، طبقات ابن سعد 6/ 52، طبقات خليفة ت 603، 973، 2556، 2722، المحبر 155، 184، 233، 292، 305، التاريخ الكبير 7/ 141، المعرفة والتاريخ 1/ 299، تاريخ الطبري 4/ 546، 5/ 163، الجرح والتعديل 7/ 99، مروج الذهب 2/ 205، الولاة والقضاة 20، جمهرة أنساب العرب 365، تاريخ بغداد 1/ 177، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 417، تاريخ ابن عساكر 14/ 224، جامع الأصول 9/ 101، الكامل 3/ 2268، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 61، تهذيب الكمال 1135، تاريخ الإسلام 2/ 311، تذهيب التهذيب 3/ 163 ب، البداية والنهاية 8/ 99، تهذيب التهذيب 8/ 395، النجوم الزاهرة 1/ 95، خلاصة تذهيب الكمال 270.(5/359)
تقدم نسبه في ترجمة والده، مختلف في كنيته، فقيل أبو الفضل، وأبو عبد اللَّه، وأبو عبد الملك.
وذكر ابن حبّان أنّ كنيته أبو القاسم. وأمّه بنت عمّ أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم.
وقال ابن عيينة، عن عمرو بن دينار: كان قيس ضخما حسنا طويلا إذا ركب الحمار خطّت رجلاه الأرض. وقال الواقدي: كان سخيّا كريما داهية.
وأخرج البغويّ، من طريق ابن شهاب، قال: كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من ذوي الرأي من الناس وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختطّ بها دارا، ثم كان أميرها لعليّ. وفي «مكارم الأخلاق» للطبراني، من طريق عروة بن الزّبير: كان قيس بن سعد بن عبادة يقول: اللَّهمّ ارزقني مالا، فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال.
وذكر الزّبير أنه كان سناطا: ليس في وجهه شعرة، فقال: إن الأنصار كانوا يقولون، وددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. قال أبو عمر: وكذلك كان شريح، وعبد اللَّه بن الزبير، لم يكن في وجوههم شعر.
وفي «صحيح البخاري» ، عن أنس: كان قيس بن سعد من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. وأخرج البخاري في التاريخ، من طريق خريم بن أسد، قال: رأيت قيس بن سعد وقد خدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عشر سنين.
وقال أبو عمر: كان أحد الفضلاء الجلّة من دهاة العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والسخاء والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، وكان أبوه وجدّه كذلك.
وفي «الصحيح» عن جابر في قصة جيش العسرة أنه كان في ذلك الجيش، وأنه كان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك، ونهاه أمير الجيش وهو أبو عبيدة، وفي بعض طرقه:
أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «الجود من شيمة أهل ذلك البيت» . رويناه في «الغيلانيات» ، وأخرجه ابن وهب من طريق بكر بن سوادة، عن أبي جمرة بن جابر.
وأخرج ابن المبارك، عن ابن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- أنّ رجلا استقرض من قيس بن سعد ثلاثين ألفا، فلما ردّها عليه أبى أن يقبلها، وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه(5/360)
وآله وسلم المشاهد، وأخذ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح الراية من أبيه، فدفعها له.
روى قيس بن سعد، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن أبيه. روى عنه أنس، وثعلبة بن أبي مالك، وأبو ميسرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعروة، وآخرون.
وصحب قيس عليّا، وشهد معه مشاهده. وكان قد أمّره على مصر، فاحتال عليه معاوية فلم ينخدع له، فاحتال على أصحاب عليّ حتى حسّنوا له تولية محمد بن أبي بكر فولاه مصر، وارتحل قيس، فشهد مع علي صفّين، ثم كان مع الحسين بن علي حتى صالح معاوية، فرجع قيس إلى المدينة، فأقام بها.
وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال قيس: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب.
قال خليفة وغيره: مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة، وقال ابن حبان: كان هرب من معاوية، ومات سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك قال: وقيل: مات في آخر خلافة معاوية.
قلت: وقول خليفة ومن وافقه هو الصواب.
7193 ز- قيس بن سعد:
بن عدس الجعديّ، هو النابغة.
سماه هكذا ابن أبي حاتم، ووقع ذلك في مسند الحسن بن سفيان، حدثنا سفيان، حدّثنا أبو وهب الحراني، حدثنا يعلي بن الأشدق، حدثني قيس بن سعد بن عبد اللَّه بن جعدة بن نابغة عن جعدة.
7194 ز- قيس بن سعد:
بن الأرقم بن النعمان الكندي.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد هو وقريبه عديّ بن عميرة بن زرارة بن الأرقم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأن ولده كان آخر من خرج من الكوفة إلى الشام غضبا من أهل الكوفة لشتمهم عثمان، فأكرمه معاوية.
7195 ز- قيس بن سفيان:
بن الهذيل.
تقدم ذكره في والده سفيان، وفيه يقول الشّاعر لما مات في خلافة أبي بكر:
فإن يك قيس قد مضى لسبيله ... فقد طاف قيس بالرّسول وسلّما
[الطويل](5/361)
7196- قيس بن السكن:
بن زعوراء «1» . وقيل بين السكن وزعوراء قيس آخر، الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو أحد من جمع القرآن على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وفي «صحيح البخاري» ، عن أنس في تسمية من جمع القرآن: أبو زيد، قال أنس: هو أحد عمومتي، وقد أخرجه أبو نعيم في المستخرج عن البخاري، وابن حبّان، وابن السّكن، وابن مندة، من الوجه الّذي أخرجه منه البخاري، زادوا أن اسمه قيس بن السّكن، وكان من بني عدي بن النجار، ومات ولم يدع عقبا. قال أنس: فورثناه.
وذكره موسى بن عقبة أيضا فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد، وفي التابعين قيس بن السكن أبو أبي، كوفي يروي عن ابن مسعود والأشعث في صوم يوم عاشوراء، أخرج له مسلم، ومات قديما بعد السبعين من الهجرة.
7197- قيس بن سلع «2» :
بفتحتين الأنصاري «3» .
ذكره البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان، وغيرهم في الصحابة، وقال البغوي: سكن المدينة وقال ابن حبان: دعا له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: قال بعضهم:
قيس بن أسلع. قال أبو عمر: ليس بشيء.
قلت: هو قول ابن أبي حاتم. ونبّه ابن فتحون على أن ابن أبي حاتم ذكره في الموضعين في الألف من الياء «4» فيمن اسمه قيس، وفي السين من الياء فيمن اسمه قيس أيضا. وقال في كل منهما: الأنصاري، وفي الثاني: له صحبة، ولم ينبه على أنه الأول.
وأخرج الطّبرانيّ وابن مندة، من طريق أبي عاصم سعد بن زياد، عن نافع مولى
__________
(1) أسد الغابة ت (4355) ، الاستيعاب ت (2159) ، الثقات 3/ 338، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، الجرح والتعديل 7/ 98، تقريب التهذيب 2/ 129، تهذيب التهذيب 8/ 397، تهذيب الكمال 2/ 1135، غاية النهاية 2/ 27، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 357، تاريخ من دفن بالعراق 420، تاريخ الإسلام 3/ 83، الكاشف 4052، الاستبصار 41، الطبقات 92، 140، بقي بن مخلد 902، التحفة اللطيفة 3/ 431، التاريخ الكبير 7/ 145، طبقات خليفة 92، 140، خلاصة تهذيب التهذيب 317، تاريخ الإسلام 1/ 292.
(2) في أسد الغابة: وقيل فيه ابن أسلع، وفي الاستيعاب: قيس بن الأسلع، وليس بشيء.
(3) أسد الغابة ت (4356) ، الاستيعاب ت (2160) .
(4) في ب الآباء.(5/362)
حمنة، عن قيس بن سلع الأنصاري- أن إخوته شكوه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالوا: إنه يبذّر ماله ويبسط فيه، فقال له: يا قيس، ما شأن إخوتك يشكونك؟ قال:
يا رسول اللَّه، إنني آخذ نصيبي من التمر، فأنفقه في سبيل اللَّه وعلى من صحبني. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أنفق قيس ينفق اللَّه عليك»
وقال الطّبرانيّ: لم يروه عن قيس إلا بهذا الإسناد تفرد به سعد أبو عاصم، وهو عند البخاري من هذا الوجه باختصار.
7198- قيس بن سلمة:
بن شراحيل، أو شرحبيل، بن الشيطان «1» بن الحارث بن الأصهب الجعفي «2» .
واستدركه ابن الأثير تبعا لابن الأمين، وقال: قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وذكر في نسبه أن اسم الأصهب عوف بن كعب بن الحارث، قال: وكان يعرف بأمّه مليكة، وأنشد له يرثي أخاه سلمة بن مليكة:
وباكية تبكي إليّ بشجوها ... ألا ربّ شجو لي حواليك فانظري
نظرت وسافي التّرب بيني وبينه ... فلله درّي أيّ ساعة منظري
[الطويل] وقد تقدم خبر جده شراحيل في ترجمة ابن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل. ولما ذكره ابن الكلبيّ وذكر وفاته قال: هو ابن مليكة بنت الحلواني الجعفية، وهي أمّه، ولها خبر، وكان عمه عبد اللَّه بن شراحيل شاعرا.
7199 ز- قيس بن سلمة:
بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك الجعفي «3» ، والمعروف بابن مليكة.
له ولأبيه صحبة ووفادة على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن الكلبيّ، واستدركه ابن الأثير أيضا.
7200- قيس بن صرمة «4» :
وقيل صرمة بن قيس، وقيل قيس بن مالك، أبو صرمة.
وقيل قيس بن أنس، أبو صرمة. وفرّق ابن حبّان بين قيس بن مالك وقيس بن صرمة، فقال
__________
(1) في أشيطان.
(2) أسد الغابة ت (4357) .
(3) أسد الغابة ت (4358) .
(4) أسد الغابة ت (4360) ، الثقات 3/ 340، الطبقات الكبرى 1/ 340، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21.(5/363)
في كل منهما: له صحبة. وقد تقدّم في صرمة بن قيس في حرف الصاد المهملة.
7201- قيس بن صعصعة «1» :
بن وهب بن عدي بن غانم بن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاري الخزرجي «2» .
وقال العدويّ: شهد أحدا، وهو أخو مالك بن صعصعة راوي حديث المعراج المخرج في الصحيحين عن أنس، عنه.
7202- قيس بن أبي صعصعة «3» :
واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة، وفيمن شهد بدرا، وذكر أبو الأسود، عن عروة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جعله يومئذ على السّاقة.
وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن، ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والطبراني وغيرهم، من طريق حبان بن واسع بن حبان، عن أبيه، عن قيس بن أبي صعصعة- أنه قال: يا رسول اللَّه، في كم أقرأ القرآن؟ قال: «في كلّ خمس عشرة» . قال: أجدني أقوى من ذلك ... الحديث.
وذكره ابن أبي حاتم بهذه القصّة، لكن قال قيس بن صعصعة. والصّحيح ابن أبي صعصعة. وذكره ابن السكن بالوجهين، فقال: قيس بن صعصعة، ويقال ابن أبي صعصعة وقال ابن حبّان: قيس بن أبي صعصعة، واسمه عمرو، شهد العقبة، وكان على ساقة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال ابن السّكن: روى عنه حديث تفرد به ابن لهيعة.
7203- قيس:
بن أبي الصلت الغفاريّ.
ذكره ابن سعد، والطّبرانيّ، وقالا: كان ينزل غيقة، بفتح المعجمة وسكون المثناة من تحت ثم قاف، وكان إسلامه بعد انصراف المشركين من الخندق، وهو الّذي نزل عليه الحارث بن هشام لما فرّ يوم بدر، فحمله قيس على بعيره حتى أوصله إلى مكة، ثم التقيا في الإسلام بالسّقيا، فحمد اللَّه على الهداية إلى الإسلام، وقالا: طالما أوضعنا في الباطل في هذه الطريق.
واستدركه ابن فتحون، ووقع عند ابن شاهين أبو الصّلت، كذا في التجريد.
__________
(1) في أعامر.
(2) أسد الغابة ت (4363) .
(3) أسد الغابة ت (4362) ، الاستيعاب ت (2161) ، الثقات 3/ 342، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21، الاستبصار 83.(5/364)
7204- قيس بن صيفي:
بن الأسلت، واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عمرو بن مالك بن الأوسي الأنصاري «1» ، وصيفي وهو أبو قيس بن الأسلت، مشهور بكنيته.
فأخرج الفرباني، وابن أبي حاتم، من طريق عدي بن ثابت، قال: توفي أبو قيس بن الأسلت، كان من صالحي الأنصار، فخطب قيس ابنه امرأته، فقالت له: إنما أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك، ثم أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكرت له ذلك، فأنزل اللَّه عز وجل: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: 22] وفي سنده قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوّار، وهما ضعيفان، والخبر مع ذلك منقطع.
وقد تقدم في ترجمة حصن بن أبي قيس بن الأسلت أن القصة وقعت له مع امرأة أبيه، وهي كبيشة بنت معن، هكذا سماها ابن الكلبيّ، وخالفه مقاتل، فجعل القصة لقيس.
وعند أبي الفرج الأصبهاني ما يوهم أنّ قيسا قتل في الجاهلية، فإنه ذكر أن يزيد بن مرداس السّلمي، وهو أخو عباس بن مرداس، قتل قيس بن أبي قيس بن الأسلت في بعض الحروب، فطلب بثأره ابن عمه عوف بن النعمان بن الأسلت، حتى تمكّن من يزيد بن مرداس، فقتله، وقال: ولقيس يقول أبوه:
أقيس إن هلكت وأنت حيّ ... فلا يعدم فواضلك الفقير
[الوافر] الأبيات.
ويحتمل أن يكون وقع هذا في الإسلام، ومع ذلك فموت قيس قبل أبيه يمنع ما اقتضاه هذا النقل أنه عاش بعد أبيه، فيتعين أن يكون ولدا آخر، أو أبو قيس آخر.
وأنشد ابن الكلبيّ هذا البيت لأبي قيس، ولكن قال في آخره: العديم- بدل الفقير.
ووقع في رواية ابن جريج، عن عكرمة أنّ القصة وقعت لأبي قيس بن الأسلت خلف على امرأة أبيه الأسلت، واسمها سمرة أم عبيد اللَّه، أخرجه سيف في تفسيره من هذا الوجه، وكذا أخرجه المستغفري من طريق ابن جريج. وقد ذكر ذلك أبو عمر في ترجمة أبي قيس، ويأتي الكلام عليه في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
7205- قيس بن الضحاك:
بن جبيرة «2» ، أبو جبيرة «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4364) .
(2) أسد الغابة ت (4365) ، الثقات 3/ 342، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21.
(3) في أأبو جبرة.(5/365)
قال البغويّ: بلغني أنّ اسمه قيس بن الضحاك.
7206- قيس بن طخفة «1» .
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: سكن المدينة. وقال ابن حبّان: له صحبة قال:
ويقال قيس بن طهفة، روى عنه ابنه يعيش.
قلت: وقد تقدم الاختلاف فيه في ترجمة طخفة بن قيس.
7207- قيس بن طريف.
مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في يوم بدر، كذا في التجريد، وقد ذكر قصته ابن هشام، قال: وقال: قيس بن طريف الأشجعي يمدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ويذكر إجلاء بني النضير:
نبيّ تلاقيه من اللَّه رحمة ... فلا تسألوه أمر غيب مرجّم
فقد كان في بدر لعمري عبرة ... لكم يا قريش والقليب الململم
رسول من الرّحمن يتلو كتابه ... وشرعته والحقّ، لم يتلعثم
[الطويل] واستدركه ابن فتحون.
7208- قيس بن عاصم:
بن أسيد بن جعونة بن الحارث بن عامر بن نمير بن عامر ابن صعصعة النميري «2» .
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومسح وجهه، وقال: اللَّهمّ بارك عليه وعلى أصحابه
وكذا ذكره أبو عبيد، والطبري وقد مضى له ذكر في ترجمة قرّة بن دعموص، ويأتي له ذكر في ترجمة يزيد بن نمير، قال ابن الكلبيّ: وفيه يقول الشّاعر:
إليك ابن خير النّاس قيس بن عاصم ... جشمت من الأمر العظيم مجاشما «3»
[الطويل]
__________
(1) أسد الغابة ت (4366) ، الاستيعاب ت (2163) ، الثقات 3/ 343، تجريد أسماء الصحابة 2/ 482، الكاشف 2/ 405، تهذيب التهذيب 8/ 398، تهذيب الكمال ط 2/ 1136، بقي بن مخلد 239.
(2) أسد الغابة ت (4369) .
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4369) .(5/366)
7209- قيس بن عاصم
بن سنان «1» بن منقر بن»
خالد بن عبيد بن مقاعس، واسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري يكنى أبا علي.
وحكى ابن عبد البرّ أنه قيل في كنيته أيضا أبو طلحة، وأبو قبيصة: والأول أشهر، وبه جزم البخاري، وقال: له صحبة.
وجزم ابن أبي حاتم بأنه أبو طلحة. قال ابن سعد: كان قد حرم الخمر في الجاهلية، ثم وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني تميم فأسلم،
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا سيّد أهل «الوبر» ،» وكان سيدا جوادا، ثم ساق بسند حسن إلى الحسن، عن قيس بن عاصم: قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلما دنوت منه قال: «هذا سيّد أهل الوبر ... » فذكر الحديث.
وفيه: فقال لقيس: كيف تصنع بالمنيحة؟ فقال قيس: إني لأمنح في كل عام مائة، قال: فكيف تصنع بالعارية؟ فذكر الحديث، وفي آخره: قال قيس: لئن عشت لأدعنّ عدتها قليلا قال الحسن: ففعل واللَّه، ثم ذكر وصيته.
وقال ابن السّكن: كان عاقلا حليما يقتدى به.
وقال أبو عمر: قيل للأحنف: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم، رأيته يوما محتبيا، فأتى برجل مكتوف، وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك، فالتفت إلى ابن أخيه، فقال: يا ابن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك. ثم قال لابن له آخر: قم يا بني فوار أخاك وحلّ أكتاف ابن عمك، وسق إلى أمه مائة ناقة دية ابنها، فإنّها غريبة.
وذكر الزبير في «الموفقيات» ، عن عمه، عن عبد اللَّه بن مصعب، قال: قال أبو بكر لقيس بن عاصم: ما حملك على أن وأدت، وكان أول من وأد؟ فقال: خشيت أن يخلف عليهنّ غير كفء. قال: فصف لنا نفسك. فقال: أما في الجاهلية فما هممت بملامة، ولا حمت على تهمة، ولم أر إلا في خيل مغيرة، أو نادي عشيرة، أو حامي جريرة. وأما في الإسلام فقد قال اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ [النجم: 32] ، فأعجب أبو بكر بذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (4370) ، الاستيعاب ت (2164) ، الثقات 3/ 338، الطبقات الكبرى 1/ 294، 2/ 161، تجريد أسماء الصحابة 2/ 22، الجرح والتعديل 7/ 101، تقريب التهذيب 2/ 129، تهذيب التهذيب 8/ 399، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 357، الكاشف 2/ 405، أزمنة التاريخ الإسلامي 816، الطبقات 84، 180، التاريخ الكبير 7/ 141، الأنساب 9/ 135، بقي بن مخلد 321.
(2) في أسد الغابة والاستيعاب، وتهذيب التهذيب بن خالد بن منقر.(5/367)
روى قيس عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، روى عنه ابناه: حكيم، وحصين، وابن ابنه خليفة بن حصين، والأحنف بن قيس، ومنفعة بن التوأم، وآخرون.
قال ابن مندة: أنبأنا علي بن العباس العدني بها، حدثنا محمد بن حماد الطّهراني، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، حدثنا سماك بن حرب، سمعت النعمان بن بشير يقول:
سمعت عمر بن الخطاب يقول: وسئل عن هذه الآية: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ [التكوير: 8] فقال: جاء قيس بن عاصم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية. فقال. أعتق عن كل واحدة منهن رقبة. قال: إني صاحب إبل، قال: اهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة
ووقع لي بعلو من حديث الطّهراني.
وله عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في السنن، ومسند أحمد- ثلاثة أحاديث:
أحدها أخرجوه من طريق خليفة بن حصين، عن جده قيس بن عاصم- أنه أسلم فأمر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يغتسل بماء وسدر.
والثاني
أخرجه أحمد والنسائي من طريق حكيم بن قيس، عن أبيه، أنه قال: لا تنوحوا علي فإن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لم ينح عليه ... الحديث.
اختصره النسائي وأورده أحمد مطوّلا، وفيه أنه قال لبنيه: «اتّقوا اللَّه وسوّدوا أكبركم، فإنّ القوم إذا سوّدوا أكبرهم أحيوا ذكر أبيهم، وإيّاكم والمسألة فإنّها آخر كسب الرّجل ...
فذكر بقية الوصية. وهي نافعة.
والثالث أخرجه أحمد في الحلف.
ونزل قيس البصرة، ومات بها، ولما مات رثاه عبدة بن الطيب بقوله:
عليك سلام اللَّه قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما
[الطويل] ويقول فيها:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما «1»
[الطويل] قال ابن حبّان: كان له ثلاثة وثلاثون ولدا.
ونقل البغويّ، عن ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين- أن قيس بن عاصم كان يكنى أبا هراسة.
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2164) .(5/368)
وذكر ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر ورجاله، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قيس بن عاصم، ونعيم بن بدر، وعمرو بن الأهتم، قبل وفد بني تميم، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم استبطأ قيس بن عاصم، فقال له عتبة:
ائذن لي أن أغزوه فأقتل رجاله، وأسبي نساءه، فأعرض عنه. وقدم قيس، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا سيّد أهل «الوبر» » ثم تقدم فأسلم، فسأله النعمان بن مقرن، فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي أن يكون منزله عليّ، قال: «نعم» . فبينما هو يتمشى إذ قال أخو النعمان. بئسما قال عتبة. فقال له: قيس، وما قال: فأخبره، فغدا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: أما لي سبيل إلى الرجوع؟ قال؟ «لا» .
قال: لو كان لي إلى الرجوع سبيل لأدخلت على عتبة ونسائه الذلّ.
7210- قيس:
بن أبي العاص بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي «1» .
ذكره ابن سعد في الصحابة فيمن أسلم يوم الفتح. قال أبو سعيد بن يونس: يقال إن له صحبة، وشهد حنينا، وهو من مسلمة الفتح.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن يزيد بن حبيب، عمن أدرك ذلك، قال: فكتب عمر لعمرو بن العاص أن انظر من قبلك ممن بايع تحت الشجرة فافرض له مائة دينار، وأتمها لنفسك لإمرتك. ولخارجة بن حذيفة لشجاعته، ولقيس بن أبي العاص لضيافته.
وأخرج ابن يونس من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أن عمر كتب إلى عمرو أن يولي قيسا القضاء على مصر، قال يزيد: فهو أول قاض في الإسلام بمصر. قال ابن لهيعة: فقضى يسيرا، ثم مات.
قال سعيد بن عفير: اختطّ قيس له دارا بحذاء دار ابن رمانة، وذكر أبو عمر الكندي في قضاة مصر من طريق الحارث بن عثمان بن قيس بن أبي العاص- أن جدّه قيسا مات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين.
7211 ز- قيس بن عامر الجذامي:
تقدم في ابن زيد.
7212- قيس بن عبادة:
ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد بن مسلم،
__________
(1) أسد الغابة ت (4368) .(5/369)
عن حفص بن غيلان، عن عبيس بن ميمونة، عن قيس بن عبادة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قاتل نفسه.
قال ابن مندة: لا تصح له صحبة، وتبعه أبو نعيم.
7213- قيس بن عائذ الأحمسي «1» :
أبو كاهل، مشهور بكنيته.
قال البخاريّ، وابن أبي حاتم: له صحبة.
وقال ابن حبّان: كان إماما للحيّ، وعداده في أهل الكوفة، وسيأتي في الكنى.
7214 ز- قيس بن عباية:
بن عبيد بن الحارث الخولانيّ، حليف بني حارثة بن الحارث بن الأوس.
وذكره ابن سميع في الطّبقة الأولى من الصحابة، وذكره عبد الجبار بن محمد بن مهنأ، فقال: شهد بدرا، وهو حديث السن، وشهد فتوح الشام مع أبي عبيدة، وهو كهل، وكان أبو عبيدة يستشيره في أمره ومات في خلافة معاوية.
7215- قيس:
بن عبد اللَّه بن عدس «2» ، الجعديّ، قيل: هو اسم النابغة، يأتي في النون.
7216- قيس بن عبد اللَّه:
بن قيس بن وهب بن نفير بن امرئ القيس بن معاوية الكندي «3» .
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن الكلبي، وتبعه الرشاطي.
7217- قيس بن عبد اللَّه الأسدي «4» .
ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، وكانت ابنته آمنة ظئر «5» أم حبيبة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان هو ظئر عبيد اللَّه بن جحش زوج أم حبيبة الّذي تنصّر في الحبشة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4371) ، الاستيعاب ت (2165) ، الجرح والتعديل 7/ 102، تهذيب الكمال 1638، تاريخ الإسلام 3/ 291، تذهيب التهذيب 4/ 229 ب، تهذيب التهذيب 12/ 208، خلاصة تذهيب الكمال 394.
(2) أسد الغابة ت (4374) .
(3) أسد الغابة ت (4376) .
(4) أسد الغابة ت (4373) ، الاستيعاب ت (2166) .
(5) الظئر: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى. النهاية 3/ 154.(5/370)
وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر في الثانية إلى الحبشة، ومعه امرأته بركة بنت يسار، ولا أعلم له رواية، وكذا قال ابن هشام عن ابن إسحاق.
وذكر البلاذريّ أن بعضهم سماه رقيشا بزيادة راء أوله وبعجمة الشين، قال: وهو غلط.
7218 ز- قيس بن عبد اللَّه الهمدانيّ:
قال البخاريّ في تاريخه: روى محمد بن ربيعة، عن قيس بن عبد اللَّه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا فيه، ذكرته هنا لاحتمال أنه كان مميزا حين رأى وإن لم يسمع.
7219- قيس بن عبد العزّى «1» :
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تزال لا إله إلّا اللَّه تدفع عقوبة سخط اللَّه ما لم يقولوها ثمّ ينقضوا دينهم لصلاح «2» دمائهم، فإذا فعلوا ذلك قال اللَّه لهم، كذبتم» «3» . أخرجه ابن مندة من رواية أبي سهيل نافع بن مالك، عن أنس، عنه،
وفي سنده حجاج بن نصير، وهو ضعيف.
7220- قيس بن عبد المنذر الأنصاري «4» :
ذكره ابن مندة، فقال: قتل ببدر، ونزلت فيه وفي أصحابه: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ [البقرة: 154] ، ثم أخرج من طريق ابن الكلبي في تفسيره عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ نزلت فيمن قتل ببدر، وذلك أنهم كانوا يقولون لقتلى بدر: مات فلان فنزلت، قال: وقتل يومئذ من الأنصار ثمانية، فذكر منهم قيس بن عبد المنذر، وقال أبو نعيم: الصواب مبشر بن عبد المنذر.
7221 ز- قيس بن عبيد
بن الحرير بن عبيد الأنصاري «5» ذكره فيمن استشهد باليمامة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4377) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 22.
(2) في أسد الغابة: دنياهم.
(3) انظر مجمع الزوائد 7/ 277.
(4) أسد الغابة ت (4378) .
(5) أسد الغابة ت (4380) .(5/371)
7222- قيس بن عبيد:
الأنصاري، أبو بشير المازني. مشهور بكنيته يأتي في الكنى.
7223 ز- قيس بن عدي السهمي:
ذكره ابن إسحاق في السيرة الكبرى، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم فيمن أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من غنائم حنين في المؤلفة دون المائة، وذكره الواقدي فيمن أعطاه مائة وقد سبق ذكر عدي بن قيس السهمي، فما أدري أهما واحد انقلب أو اثنان؟.
7224 ز- قيس بن الهذيل:
في قيس بن سفيان.
7225 ز- قيس بن عمرو:
بن زيد بن عوف بن مبذول بن مازن الأنصاري المازني.
وذكر الطّبراني أنه من هوازن، حالف الأنصار. وذكره سيف في الفتوح أنه شهد اليرموك مع خالد بن الوليد، وأنه أمره على الكراديس. وقد تقدم مرارا أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة، ثم ظهر لي أنه قيس من أبي صعصعة الماضي، وعمرو اسم أبي صعصعة.
7226 ز- قيس بن عمرو:
بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري «1» ، جد يحيى بن سعيد التابعي المشهور.
وقيل قيس بن سهل. حكاه ابن مندة، وأبو نعيم، فكأنه نسب إلى جده، وقيل قيس بن قهد، قاله مصعب الزبيري، حكاه ابن أبي حاتم وغيره عنه، وخطّأه ابن أبي خيثمة، وأوضح أن قيس بن قهد غير قيس بن عمرو بن سهل، ولذا غاير بينهما البخاري، وقال: قيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد، وله صحبة، وسيأتي مزيد في بيان ذلك في ترجمة قيس بن قهد.
وعدّ الواقدي قيس بن عمرو بن سهل في المنافقين، فلعلّ ذلك كان منه في أول الأمر، وقد بقي في الإسلام دهرا، وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
روى عنه ابنه سعيد بن قيس، وقيس بن أبي حازم، ومحمد بن إبراهيم التيمي،
فأخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، من رواية سعد بن سعيد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن قيس بن عمرو، قال: رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا يصلّي بعد الصبح ركعتين، فقال: الصبح أربعا؟.
قال الترمذيّ: لا نعرفه إلا من حديث سعد بن سعيد: قال ابن عيينة: سمع عطاء بن أبي رباح هذا الحديث من سعد بن سعيد. قال الترمذي، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من قيس.
__________
(1) أسد الغابة ت (4382) ، الاستيعاب ت (2168) .(5/372)
قلت قد أخرج أحمد من طريق ابن جريج: سمعت عبد اللَّه بن سعيد يحدّث عن جده نحوه، فإن كان الضمير لعبد اللَّه فهو مرسل، لأنه لم يدركه، وإن كان لسعيد فيكون محمد بن إبراهيم فيه قد توبع.
وأخرجه ابن مندة من طريق أسد بن موسى، عن الليث، عن يحيى، عن أبيه، عن جده. وقال: غريب تفرد به أسد موصولا، وقال غيره- عن الليث، عن يحيى: إن حديثه مرسل. واللَّه أعلم.
7227 ز- قيس بن عمرو:
بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وزاد ابن الكلبي: هو وأبوه جميعا، وقاله أبو عمر: قال: واختلف في شهود قيس بدرا وذكر ابن سعد في ترجمة أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم أنها تزوّجت عمرو بن قيس، فولدت له قيسا، فهو ابن خالة أنس.
7228- قيس بن عمرو:
بن لبيد بن ثعلبة بن سنان الأنصاري «2» .
ذكره العدويّ، وقال: شهد أحدا، وكذا ذكره ابن القداح، واستدركه ابن الأمين.
7229 ز- قيس بن عمرو:
بن مالك بن عميرة بن لأي الأصغر بن سلمان بن عميرة ابن معاوية بن سفيان الأرحبي، أبو زيد.
ذكره الهمدانيّ في الإكليل فيمن أسلم من همدان، وحكاه «3» .
7230- قيس بن عمير «4» :
قال: انطلقت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت. وأخذت العقد على قومي، فأمّرني عليهم، فجئت ومعي عشرة من إخوتي وبني عمي، وكان أبي أقرأنا فأمره أن يؤمّنا، وأخرجه ابن قانع، وفي سنده علي بن قرين وهو متروك.
7231- قيس بن غربة:
بفتح المعجمة والراء بعدها موحدة، ضبطه ابن الأثير، وقيل بكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية ثقيلة، الأحمسي «5» .
وذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: هو والد عروة بن قيس الّذي روى عنه أبو
__________
(1) أسد الغابة ت (4381) ، الاستيعاب ت (2169) .
(2) أسد الغابة ت (4383) .
(3) في أ: وحكاه المرشاطي.
(4) أسد الغابة ت (4384) .
(5) أسد الغابة ت (4386) .(5/373)