2571- رباح «1»
: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ثبت ذكره
في الصحيحين من حديث عمر في قصة اعتزال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نساءه، قال: فجئت إلى المشربة التي هو فيها فقلت: «يا رباح، استأذن لي.»
سماه مسلم في روايته، وفي مسلم أيضا من حديث سلمة بن الأكوع الطويل، قال: وكان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم غلام اسمه رباح.
وروى الطّبرانيّ، من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عمر: أخبرني بلال مثله.
وقال البلاذريّ: كان أسود، وكان يستأذن عليه، ثم صيّره مكان يسار بعد قتله، فكان يقوم بلقاحه.
وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن أبي غسان، قال: اتخذ رباح مؤذّن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دارا على زاوية الدار اليمانية، ثم
أخرج من طريق كريمة بنت المقداد، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا رباح، أدن منزلك إلى هذا المنزل، فإنّي أخاف عليك السّبع.»
2572- رباح:
غير منسوب.
قال ابن مندة: هو من أهل الشام.
روى ابن مندة من طريق عبد الكريم الجزري، عن عبيدة بن رباح، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من احتجب عن النّاس لم يحتجب عن النّار.»
«2»
2573- رباح، السلمي:
له ذكر في شعر هوذة السلمي الآتي ذكره في القسم الثالث من حرف الهاء.]
«3»
2574- ربتس «4»
: بسكون الموحدة وفتح المثناة بعدها مهملة، ابن عامر بن حصن ابن خرشة بن عمرو بن مالك الطائيّ.
قال الطبريّ: له وفادة، وكتب له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا.
2575- ربعي:
بن الأفكل العنبريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (1607) ، الاستيعاب ت (748) 3/ 128، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، التحفة اللطيفة 2/ 54، الطبقات الكبرى 9/ 66، الوافي بالوفيات 14/ 86، التاريخ الكبير 3/ 315.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 4686 وعزاه لابن مندة عن رباح.
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1615) ، الاستيعاب ت (794) .(2/377)
ذكر سيف في «الفتوح» أن سعدا ولّاه حرب الموصل، وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
وذكر سيف في موضع آخر أن عمر استعمله على مقدّمة جيش أميره عبد اللَّه بن المعتمّ، وله مشاهد في فتوح العراق.
2576- ربعي:
بن تميم بن يعار الأنصاريّ.
قال العدويّ: شهد أحدا واستشهد باليمامة.
2577- ربعي «1»
: بن أبي ربعي، واسم أبي ربعي رافع بن يزيد «2» بن حارثة بن الجدّ ابن العجلان [بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي] البلوي، [وهم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن مالك ابن الأوس، من الأنصار، حليف الأنصار.]
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وفرّق أبو نعيم وأبو موسى بني ربعي بن أبي ربعي، [وبين ربعي] «3» بن رافع، وهما واحد.
2578- ربعيّ:
بن عامر بن خالد بن عمرو.
قال الطّبريّ: كان عمر أمدّ به المثنى بن حارثة، وكان من أشراف العرب، وللنجاشيّ الشاعر فيه مديح.
وقال سيف في «الفتوح» ، عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن يصرف جند العراق إلى العراق، وعليهم هاشم بن عتبة، وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو، وعلى مجنبته عمير بن مالك وربعي بن عامر، وفي ذلك يقول ربعي:
أنخنا إليها كورة بعد كورة ... نقصّهم حتّى احتوينا المناهلا
[الطويل] وله ذكر أيضا في غزوة نهاوند. وكان ممن بنى فسطاطا أمير تلك الغزوة النّعمان بن مقرّن، وولّاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان.
وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (1618) .
(2) في أ: ربعي بن أبي ربعي بن رافع بن زيد.
(3) سقط من أ.(2/378)
2579- ربعي بن عمرو الأنصاريّ «1»
: ذكره ضرار بن صرد بإسناده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدرا. وشهد صفّين مع علي. أخرجه أبو نعيم وغيره.
ذكر من اسمه الرّبيع- محلّى بأل
2580- الربيع بن إياس «2»
: بن عمرو بن عثمان بن أمية بن زيد الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدرا.
2581- الربيع بن ربيعة:
بن رفيع السلميّ. يأتي في ربيعة بن رفيع.
2582- الربيع بن ربيعة «3»
: بن عوف بن قتال بن أنف الناقة التميميّ، أبو يزيد «4» المعروف بالمخبّل السعديّ الشاعر المشهور. وزعم زكريّا بن هارون الهجريّ في نوادره أن له صحبة استدركه ابن الأثير وابن فتحون.
وقال ابن دريد: اسم المخبّل ربيعة بن كعب، وقيل ربيعة بن مالك، وقيل اسمه ربيعة بن عوف، قاله المرزبانيّ وحكى الخلاف فيه، وقال: كان مخضرما نزل البصرة، وقال ابن الكلبيّ: اسمه الربيع بن مالك.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان المخبل مخضرما من فحول الشعراء، وعمّر عمرا طويلا، وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان، وفيه يقول الفرزدق الشاعر:
وهب القصائد لي النّوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
[الكامل] وأورد مهاجاة بين المخبل وبين الزبرقان بن بدر.
وقال المرزبانيّ: كان شاعرا مفلقا مخضرما نزل البصرة، وهو القائل في قصيدته المشهورة:
إنّي وجدت الأمر أرشده ... تقوى الإله وشرّه الإثم
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (1619) .
(2) أسد الغابة ت (1622) ، الاستيعاب ت (752) ، تصحيف المحدثين 1110، الأعلمي 18/ 214، الجرح والتعديل 3/ 2052، الطبقات الكبرى 3/ 552.
(3) أسد الغابة ت (1624) .
(4) في أأبو مرصد.(2/379)
وذكر وثيمة في «الردة» أن المخبّل شهد مع قيس بن عاصم حرب ربيعة بالبحرين، وله في قيس بن عاصم، مديح، وقد مضى له ذكر في ترجمة بغيض بن عامر في القسم الثالث، ويقال: إنه خطب أخت الزبرقان فمنعه لشيء كان في عقله وزوّجها هزّالا [وكان هزّال قتل جارا للزبرقان فغيّره المخبل بأبيات منها:
أنكحت هزّالا خليدة بعد ما ... زعمت بظهر الغيب أنّك قاتله]
«1» [الطويل]
2583- الربيع «2»
: بن زياد بن أنس بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. قال أبو عمر: له صحبة، ولا أعرف له رواية. كذا قال.
وقال أبو أحمد العسكريّ: أدرك الأيّام النبويّة، ولم يقدم المدينة إلا في أيام عمر.
وذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان في التّابعين.
وقال ابن حبّان: ولّاه عبد اللَّه بن عامر سجستان «3» سنة تسع وعشرين، ففتحت على يديه.
وقال المبرّد في «الكامل» : كان عاملا لأبي موسى على البحرين، وفد على عمر فسأله عن سنّه، فقال: خمس وأربعون، وقصّ قصّة في آخرها أنه كتب إلى أبي موسى أن يقرّه على عمله، واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر «4» سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة، وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد.
وروي من طريق سليمان بن بريدة أن وافدا قدم على عمر، قال: ما أقدمك؟ قال:
قدمت وافدا لقومي، فأذن للمهاجرين والأنصار والوفود. فتقدّم الرجل، فقال له عمر:
هيه. قال: هيه يا أمير المؤمنين، واللَّه ما وليت هذه الأمة إلا ببلية ابتليت بها، ولو أنّ شاة
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (1625) ، الاستيعاب ت (753) ، التاريخ الكبير 915، الجرح والتعديل 2073، العبر 1/ 53، التجريد 1/ 177، شذرات الذهب 1/ 55، تهذيب الكمال 9/ 78، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 202.
(3) سجستان: بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون ناحية كبيرة وولاية واسعة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 694.
(4) مناذر: بالفتح والذال معجمة مكسورة وروي بالضم: بلدان بنواحي خوزستان صغرى وكبرى لها في الفتوح قصة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1313.(2/380)
ضلّت بشاطئ الفرات لسئلت عنها يوم القيامة، قال: فانكبّ عمر يبكي، ثم رفع رأسه قال:
ما اسمك؟ قال: الربيع بن زياد.
وله مع عمر أخبار كثيرة، منها أنّ عمر قال لأصحابه: دلّوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير، وإذا لم يكن بأمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعرفه إلا الربيع بن زياد. قال: صدقتم. ذكرها ابن الكلبيّ.
وذكر ابن حبيب أنّ زيادا كتب إلى الربيع بن زياد أنّ أمير المؤمنين كتب إليّ أن آمرك أن تحرز البيضاء والصّفراء وتقسم ما سوى ذلك، فكتب إليه: إني وجدت كتاب اللَّه قبل كتاب أمير المؤمنين: وبادر فقسّم الغنائم بين أهلها، وعزل الخمس، ثم دعا اللَّه أن يميته، فما جمع حتى مات قلت: وقد رويت هذه القصّة لغيره، وكان الحسن البصري كاتبه، وولى خراسان لزياد إلى أن مات، وكان حفيده الحارث بن زياد بن الربيع في حملة أبي جعفر المنصور، ولم يكن في عصره عربي ولا عجمي أعلم بالنّجوم منه، وكان يتحرج أن يقضي، وكان يبصر حكم ما دلت عليه النّجوم.]
«1»
2584- الربيع بن زيد «2»
: ويقال ابن زياد، ويقال ربيعة.
قال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا؟ ثم أخرج هو والطّبراني من طريق داود الأودي أنه سمع أبا كرز الحارثي عن ربيع بن زيد، قال بينما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أبصر شابا يسير معتزلا. فقال: «ما لك اعتزلت الطّريق؟» قال: كرهت الغبار. قال: «فلا تعتزله، فو الّذي نفسي بيده إنّه لذريرة الجنّة.»
وأخرجه أبو داود في «المراسيل» وأخرجه النسائي في الكنى، لكن قال ربيعة بن زياد وأخرجه ابن مندة فقال: ربيعة بن زياد أو ابن زيد.
2585- الربيع بن سهل «3»
: بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاري الظفري.
__________
(1) سقط من أ.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 177، الكاشف 1/ 403، خلاصة تذهيب 1/ 319، غاية النهاية 1/ 282، تقريب التهذيب 1/ 244، تهذيب التهذيب 3/ 255، الوافي بالوفيات 14/ 114، أسد الغابة ت (1626) .
(3) أسد الغابة ت (1627) ، الاستيعاب ت (754) .(2/381)
قال أبو عمر: شهد أحدا.
2586- الربيع بن طعيمة:
بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف القرشيّ النوفليّ ابن عم جبير بن مطعم بن عديّ.
قتل أبوه طعيمة بن عدي بوم بدر كافرا. وأم هذا أم حبيبة بنت أبي العاص عمة مروان بن الحكم ذكره الزبير بن بكّار.]
«1»
2587- الربيع «2»
: بن قارب العبسيّ.
استدركه أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: حديثه عند ولده عبد اللَّه بن القاسم بن حاتم بن عقبة بن عبد الرحمن بن مالك بن عنبسة بن عبد اللَّه بن الربيع بن قارب العبسيّ، حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي جده أن أباه ربيعا وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فكساه بردا وحمله على ناقة، وسمّاه عبد الرحمن.
2588- الربيع بن مالك:
قد مضى في الربيع بن ربيعة.]
«3»
2589- الربيع بن معاوية:
بن خفاجة بن عمرو بن عقيل الخفاجي بايع وأسلم.
ذكره ابن سعد في وفد بني عقيل، كذا قرأت بخط شيخنا شيخنا الإسلام البلقيني في حاشية نسخته من التجريد، [ثم راجعت طبقات ابن سعد، وقد ذكرت خبره في مطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم.]
2590- الربيع بن النعمان:
بن يساف «4» أخو الحارث. شهد أحدا. استدركه الأشيري.
2591- الربيع الأنصاريّ الزرقيّ «5»
: روى البغويّ وابن أبي عاصم والطّبرانيّ، من طريق جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن الربيع الأنصاريّ، قال: عاد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ابن أخي جبر الأنصاريّ فجعل أهله يبكون.
فقال لهن عمر: مه. فقال: «دعهنّ يبكين ما دام، فإذا وجب فليسكتن» .»
كذا قال:
جرير.
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت (1628) .
(3) ليس في أ.
(4) أسد الغابة ت (1630) .
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 176، الاستبصار 346، أسد الغابة ت (1620) ، الاستيعاب ت (751) .
(6) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 303 عن ربيع الأنصاري وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(2/382)
ورواه داود الطّائيّ، عن عبد الملك بن عمير، عن جبر بن عتيك. فاللَّه أعلم.
2592
- الربيع الأنصاريّ «1» آخر «2»
روت عنه ابنته أمّ سعد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «سوء الخلق شؤم، وطاعة النّساء ندامة، وحسن الملكة نماء» «3»
أورده ابن مندة.
2593- الربيع الجرمي «4»
. قال ابن حبّان: له صحبة. وروى الطبرانيّ والباوردي من طريق مسلم «5» بن عبد الرحمن، عن سوادة بن الربيع، قال: انطلقت أنا وأبي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأمر لنا بذودين ... الحديث.
قال أبو نعيم: رواه جماعة عن مسلم «6» بن عبد الرحمن فلم يقل أحد منهم مع أبي إلا سلمة بن رجاء في هذه الرواية. ووقع عند البغويّ من وجه آخر: أتيت بأمي فأمر لها، فليحرر.
ذكر من اسمه ربيعة بزيادة هاء في آخره
2594- ربيعة بن أكثم:
بن أبي الجون الخزاعي. نسبه ابن السّكن، وأورد له الحديث الّذي رويناه في الغيلانيات من طريق سعيد بن المسيب، عن ربيعة بن أكثم، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يستاك عرضا. وإسناده إلى سعيد بن المسيب ضعيف.
قال ابن السّكن: لم يثبت حديثه.
2595- ربيعة بن أكثم:
بن سخبرة «7» بن عمرو بن لكيز «8» بن عامر بن غنم بن
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (1621) .
(3) أخرجه أبو داود في المسند 2/ 763 في كتاب الأدب باب في حق المملوك حديث رقم 5162، 5163 وأحمد في المسند 3/ 502. وأبو نعيم في الحلية 10/ 249، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 276 وابن عساكر في التاريخ 1/ 427، 5/ 297. وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 113 وقال روى أبو داود منه حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم فقط ورواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم والزوائد 8/ 25 وقال رواه أبو داود سوء الخلق شؤم ورواه أحمد من طريق بعض بني رافع ولم يسمه وبقية رجاله ثقات.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 177، الثقات 3/ 131، أسد الغابة ت (1623) .
(5) في أ: من طريق سليم.
(6) تجريد أسماء الصحابة 1/ 178، أصحاب بدر 95، الجرح والتعديل 3/ 2115 العقد الثمين 4/ 390، الطبقات الكبرى 3/ 67، 95، الوافي بالوفيات 11614، أسد الغابة ت (1632) ، الاستيعاب ت (756) .
(7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 178، أصحاب بدر 95، الجرح والتعديل 3/ 2115 العقد الثمين 4/ 390، الطبقات الكبرى 3/ 67، 95، الوافي بالوفيات 11614، أسد الغابة ت (1632) ، الاستيعاب ت (756) .
(8) في أ: عمرو بن نكير.(2/383)
دودان «1» بن أسد بن خزيمة الأسديّ، حليف بني عبد شمس.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغير واحد فيمن شهد بدرا، واستشهد بخيبر، وهو ابن ثلاثين سنة، قتله الحارث اليهوديّ بحصن النّطاة.
وله ذكر في ترجمة معاذ بن ماعص، وكان قصيرا، وكنيته أبو يزيد. وأورد أبو عمر في ترجمته الحديث الّذي ذكرته في الّذي بعده. والّذي يظهر أن الّذي صنعه ابن السكن أصوب.
2596- ربيعة بن أمية:
بن أبي الصّلت الثقفيّ.
ذكره المرزبانيّ، وأنشد له شعرا يردّ به على أبيه انتسابه في أبيات يقول فيها:
وإنّا معشر من جذم قيس ... فنسبتنا ونسبتهم سواء
[الوافر] وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق أحد من ثقيف وقريش بمكّة والطّائف في حجة الوداع إلا شهدها مسلما، وكانت وفاة أمية بن أبي الصّلت قبل ذلك بيقين سنة تسع من الهجرة.
وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة أخيه القاسم بن أمية بن أبي الصّلت.
2597- ربيعة بن أبي براء:
هو ابن عامر بن مالك. يأتي]
«2»
2598- ربيعة بن الحارث «3»
: بن عبد المطلب بن هاشم، أبو أروى الهاشمي.
وكان أسنّ من عمه العباس. قاله الزّبير قال: ولم يشهد بدرا مع قومه. لأنه كان غائبا بالشام. وأمّه عزّة بنت قيس الفهرية.
وثبت ذكره في صحيح مسلم من طريق عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب بن ربيعة، قال: اجتمع ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب والعبّاس بن عبد المطلب فقالا لو بعثنا هذين الغلامين إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأمّرهما على الصّدقات..»
الحديث بطوله.
__________
(1) في أجودان.
(2) ليس في أ.
(3) طبقات ابن سعد 4/ 1/ 32، طبقات خليفة 5، 6، تاريخ خليفة 153، 348، التاريخ الكبير 3/ 283، مشاهير علماء الأمصار ت 1630، تهذيب الكمال 409، تهذيب التهذيب 3/ 253، خلاصة تذهيب الكمال 117، أسد الغابة ت (1635) ، الاستيعاب ت (757) .(2/384)
وكان ربيعة شريك عثمان في الجاهليّة في التجارة.
قال الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : أطعمه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من خيبر مائة وسق كل عام، وكذا قال الزبير.
ومات ربيعة في خلافة عمر قبل أخويه: نوفل، وأبي سفيان. وقيل: مات سنة ثلاث وعشرين بالمدينة.
2599- ربيعة بن الحارث:
بن نوفل.
ذكره البغويّ في الصّحابة، وكان سكن المدينة، رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل ولم أر له حديثا.
قلت: قد
أورد حديثه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق موسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن الفضل، عن ربيعة بن الحارث بن نوفل، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا ركع أحدكم فليقل: «اللَّهمّ لك ركعت، وبك آمنت ... » الحديث.
أخرجه أبو نعيم في ترجمة الّذي قبله، وفي سياقه عن ربيعة بن الحارث بن نوفل، فإن كان نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب فإن لأبيه وجده صحبة ولأخيه عبد اللَّه بن الحارث رؤية.
2600- ربيعة بن خراش «1»
: الصّباحيّ.
ذكر الرّشاطيّ، عن أبي الحسن المدائني أنه ممن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع الأشج، قال ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
2601- ربيعة بن أبي خرشة «2»
: بن عمرو بن ربيعة بن حبيب بن جذيمة مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
أسلم يوم الفتح، واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر.
2602- ربيعة بن خويلد:
بن سلمة بن هلال بن [عامر بن] «3» عائذ بن كليب بن عمرو بن لؤيّ بن رهم الأنماريّ. «4»
ذكره ابن شاهين، من طريق الكلبيّ، وقال: كان شريفا. واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.
__________
(1) ملل الحديث للمديني 114.
(2) أسد الغابة ت (1637) ، الاستيعاب ت (755) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (1638) .(2/385)
2603- ربيعة بن درّاج:
بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الجمحيّ.
ذكر الواقديّ في المغازي أنه أسر يوم بدر كافرا، ثم أطلق، وهو عمّ عبد اللَّه بن محيريز التابعي المشهور وعاش ربيعة إلى خلافة عمر، فالظاهر أنه من مسلمة الفتح، لأنه لم يبق إلى حجّة الوداع أحد من قريش غير مسلم.
وقد ذكره أبو زرعة الدّمشقيّ وابن سميع في الطبقة الأولى من التّابعين.
وقد روى ابن جوصاء، من طريق بشر بن عبد اللَّه بن يسار، عن عبد اللَّه بن محيريز، عن عم له. قال: صليت خلف عمر، فصلّى العصر ركعتين، فرأى عليا يسبّح بعد العصر فتغيظ عليه ... الحديث.
قال ابن جوصاء: قال أبو زرعة- يعني الدمشقيّ: اسم عم ابن محيريز ربيعة بن دراج.
قال أبو زرعة: حدّثنا أبو صالح، حدّثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن ابن شهاب: كتب إليه يذكر أن ابن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج به.
ورواه أحمد من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهريّ، حدّثني ربيعة بن دراج، كذا قال.
ورواه ابن المبارك عن معمر، عن الزهريّ، عن ربيعة، ولم يقل: حدّثني، وهو الصّواب، فإن بينهما ابن محيريز.
ورواه البخاريّ في تاريخه من طريق عقيل عن الزهري، عن حرام بن دراج- أن عليا.
ومن طريق يونس عن الزهري: حدثني درّاج أن عليا. ومن طريق الزبيديّ، عن الزهريّ، سمع ابن محيريز صلّى بنا عمر، فهذا الاختلاف عن الزهري من أصحابه، وأرجحها رواية أبي صالح عن الليث واللَّه أعلم. وذكر الزبير أن ابنه عبد اللَّه بن ربيعة قتل يوم الجمل.
2604- ربيعة بن رفيع «1»
: بالتصغير: ابن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سمّال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ. كان يقال له ابن الدغنّة وهي أمّه ويقال اسمها لذعة، وهو الّذي جزم به ابن هشام، وهشام بن الكلبيّ وأبو عبيدة.
__________
(1) أسد الغابة ت (1639) ، الاستيعاب ت (758) .(2/386)
قال أبو إسحاق في المغازي في غزوة حنين. فلما انهزم المشركون أدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمّة وهو في شجار له فظنه امرأة فإذا به شيخ، فذكر قصة قتله، وفيها: فإذا رجعت إلى أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصّمة، فأخبر أمّه بذلك، فقالت: لقد أعتق أمهات لك.
وزاد أبو عبيدة في الجماجم له: فقالت له: ألا تكرمت عن قتله لما أخبرك بمنّه علينا؟
فقال: ما كنت لأتكرم عن رضا اللَّه ورسوله، ووافقه الواقديّ على ذلك.
وأما ابن الكلبيّ فقال هو: ربيع بن ربيعة بن رفيع. فاللَّه أعلم.
وفي حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أنه الّذي قتل دريد بن الصمّة بعد أن قتل دريد عمّه أبا عامر الأشعريّ، لكن ذكر ابن إسحاق أن الّذي قتله أبو موسى هو سلمة بن دريد بن الصّمة، وهذا أشبه، فإن دريد بن الصّمة إذ ذاك لم يكن ممّن قاتل لكبر سنه.
2605- ربيعة بن رقيع «1»
: بن مسلمة بالقاف- بن محلم بن صلاءة «2» - بمهملة ولام خفيفة- ابن عبدة- بضم المهملة وسكون الموحدة، ابن عدي بن جندب بن العنبر التميميّ العنبريّ.
ذكره ابن الكلبيّ وابن حبيب فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من بني تميم، ونادى من وراء الحجرات.
وله ذكر في ترجمة الأعور بن بشامة.
وذكر ابن إسحاق في المغازي، عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن قتادة قال: يا رسول اللَّه، إن عليّ رقبة من ولد إسماعيل، قال: فقدم سبي بلعنبر، وقد قدم فيهم ركب من بني تميم منهم ربيعة بن رقيع، وسبرة بن عمرو، ووردان بن محرز، وفراس بن حابس، وأخوه الأقرع، فكلموا فيهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
2606- ربيعة بن رواء «3»
: العنسيّ، بالنون.
ذكره الطّبرانيّ وغيره. وأخرج من طريق عيسى بن محمد بن عبد العزيز بن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن عبد العزيز، عن أبيه، أنّ ربيعة بن رواء العنسيّ قدم على النبيّ صلّى اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (1640) .
(2) في أ: ربيعة بن رفيع بن سلمة بن محلم بن دلاة بن صلاق.
(3) أسد الغابة ت (1641) .(2/387)
عليه وآله وسلم فوجده يتعشّى، فدعاه إلى العشاء فأكل، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «قل أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله.» «1» فقالها، فقال: «أراغبا أم راهبا؟ فقال: أما الرغبة فو اللَّه ما هي في يديك، وأما الرهبة فو اللَّه إنّا لبلاد ما تبلغنا جيوشك ... الحديث.
وفيه
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ربّ خطيب من عنس» «2»
وفيه: أنه مات وهو راجع إلى بلاده.
وأبو بكر بن محمد أظنه ابن عمرو بن حزم.
2607- ربيعة «3»
: بن روح العنسيّ. مدني.
روى عنه محمد بن عمرو بن حزم، قاله أبو عمر. قال ابن الأثير: يغلب عليّ ظني أنه غير الّذي قبله، لأنه روى عنه محمد، وهو مدنيّ، والأول عاد إلى بلاده فمات في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: بل الّذي يغلب على ظني أنهما واحد، وأنّ اسم أبيه تصحّف، وما احتج به ابن الأثير فضعيف، فإنه لا يمتنع على محمد أن يروي قصته وإن لم يدركه كما رواه غيره.
2608- ربيعة بن زرعة:
الحضرميّ. من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس.
2609- ربيعة بن زياد «4»
: وقيل ابن أبي يزيد السّلميّ. ويقال اسمه ربيع.
له حديث: الغبار ذريرة الجنّة. وفي إسناده مقال أخرجه ابن مندة وأبو عمر.
2610- ربيعة بن سعد الأسلميّ «5»
: أبو فراس.
ذكره البخاريّ، وقال: أراه له صحبة، [حجازيّ.
قلت: وأخشى أن يكون هو ربيعة بن كعب الآتي.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 242. وأورده الحسين في إتحاف السادة المتقين 7/ 135.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 63 وابن سعد في الطبقات الكبرى 1: 2: 75 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 398 وقال رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف ولم يسمع من أبيه والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1/ 340، وعزاه للطبراني عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو ابن حزم مرسلا.
(3) أسد الغابة ت (1642) ، الاستيعاب ت (759) .
(4) أسد الغابة ت (1643) ، الاستيعاب ت (760) .
(5) أسد الغابة ت (1644) .(2/388)
2611- ربيعة بن السّكن «1»
: أبو رويحة الفزعيّ.
قال ابن حبّان: له صحبة] «2» وسكن فلسطين، ومات ببيت جبرين.
وقال الدّولابيّ في الكنى: سمعت موسى بن سهل يقول: أبو رويحة الفزعيّ من خثعم، واسمه ربيعة بن السّكين، وذكره إسحاق بن إبراهيم الرمليّ في الأفراد من أحاديث بادية الشّام من طريق حرام بن عبد الرحمن الخثعميّ، عن أبي زرعة الفزعيّ ثم الثّمالي «3» - أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عقد له راية رقعة بيضاء ذراعا في ذراع. لفظ ابن مندة،
وفي رواية الدولابيّ راية بيضاء، وقال: اذهب يا أبا رويحة إلى قومك فناد فيهم: «من دخل تحت راية أبي رويحة فهو آمن» «4» ففعلت.
وروى الدولابي وابن مندة من طريق أبي عبيد اللَّه عبد الجبار بن محرز «5» بن عبد الجبار بن أبي رويحة عن أبيه [عن أبيه] «6» عن أبي رويحة ربيعة بن السّكين، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فعقد لي راية بيضاء.
وقال الدّولابيّ في الكنى: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سويد، حدثنا حسان بن جبير مولى الحبشة، حدثني خالد أجلح بن أشعر، عن عمه حسّان بن أبي مطير، أنه سمع حسين بن سريج «7» أبا حفصة الحبشي يحدث عن أبي رويحة الفزعيّ: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يواخي بين الناس، فآخى بينهم، وبقيت، فقدم رجل من الحبشة، فآخى بيني وبينه، وقال: أنت أخوه وهو أخوك.
2612- ربيعة بن سيار:
بن عمرو بن عوف. ذكر ابن ماكولا أن له صحبة. قرأت ذلك بخط مغلطاي، وهو في التجريد، وأنا أخشى أن يكون هو ربيعة بن عمرو بن يسار الآتي قريبا.
2613- ربيعة بن أبي الصّلت الثقفيّ:
ذكره خليفة بن خيّاط فيمن نزل البصرة من الصّحابة، واختطّ بها، واستدركه ابن فتحون.
2614- ربيعة بن عامر بن بجاد»
: - بموحدة وجيم خفيفة- الأزديّ، ويقال الدئليّ،
__________
(1) أسد الغابة ت (1645) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 180، الثقات 3/ 139.
(2) ليس في أ.
(3) في أ: عن أبي رويحة الفزعيّ ثم اليماني.
(4) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 30.
(5) في أ: عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار.
(6) ليس في أ.
(7) في أحبيش بن سريح.
(8) الثقات 3/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 180، الكاشف 1/ 306، خلاصة تذهيب 1/ 321، تقريب التهذيب 1/ 246، الجرح والتعديل 3/ 2112، تهذيب التهذيب 3/ 257، الوافي بالوفيات 14/ 110، التاريخ الكبير 3/ 280، أسد الغابة ت (1647) ، الاستيعاب ت (761) .(2/389)
يعد في أهل فلسطين. وسمي أبو عمر جدّه الهاد.
روى حديثه أحمد، والنسائي، والحاكم، من طريق يحيى بن حسان- شيخ من أهل بيت المقدس، عن ربيعة بن عامر، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ألظّوا بيا ذا الجلال والإكرام.»
«1» قال أبو عمر: لا يعرف له إلا هذا الحديث من هذا الوجه.
وقوله: «ألظّوا» ، بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الظاء: أي الزموا ذلك.
2615- ربيعة بن عامر بن مالك:
هو ابن أبي براء. يأتي.
2616- ربيعة بن عباد «2»
: بكسر المهملة وتخفيف الموحدة، الدئليّ. ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل، والأول الصّواب، قاله ابن معين وغيره.
وروى أحمد من طريق أبي الزّناد، عن ربيعة بن عباد- وكان جاهليا فأسلم، قال:
رأيت أبا لهب بسوق عكاظ «3» وهو وراء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الجاهلية، وبسوق ذي المجاز وهو يقول: يا أيّها النّاس، قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا..» «4» الحديث.
وخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زياداته من طريق سعيد بن خالد القارظيّ عن ربيعة بن عباد الدئلي، قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقول: «إنّ هذا قد غوى فلا يغوينكم ... الحديث.
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق سعيد بن سلمة، عن ابن المنكدر وزيد بن أسلم جميعا، عن ربيعة نحوه.
__________
(1) أخرجه الترمذي 5/ 504 كتاب الدعوات باب 92 حديث رقم 3524 قال أبو عيسى هذا حديث غريب وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير وجه والحاكم في المستدرك 1/ 498، والطبراني في الكبير 5/ 60 والهيثمي في الزوائد 10/ 158، وأحمد في المسند 4/ 177 وابن عدي في الكامل 7/ 103 عن أنس بن مالك.
(2) أسد الغابة ت (1648) ، الاستيعاب ت (763) ، الثقات 3/ 128، تجريد أسماء الصحابة 1/ 180، التحفة اللطيفة 2/ 55، حسن المحاضرة 1/ 198، علماء إفريقيا وتونس 70: 75، الجرح والتعديل 3/ 2113 الطبقات 34، الوافي بالوفيات 14/ 109، التاريخ الكبير 3/ 210، تبصير المنتبه 3/ 893، الإكمال 6/ 61، بقي بن مخلد 285، ذيل الكاشف 438. سير أعلام النبلاء 3/ 516.
(3) عكاظ: بضم أوله وآخره ظاء معجمة وهو نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة ثلاث ليال كانت تقام سوق العرب بموضع منه يقال له الأثيداء وبه كانت الفجار. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 953.
(4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 492، 4/ 63، 341، 5/ 371، 376.(2/390)
ومن طريق ابن إسحاق، عن حسين بن عبيد اللَّه: سمعت ربيعة بن عباد يقول: إني لمع أبي وأنا شابّ انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يتبع القبائل، فقلت لأبي:
من هذا؟ فذكر الحديث.
وروى الواقديّ من وجه آخر عن ربيعة، قال: دخلنا مكة بعد فتحها بأيام نرتاد وأنا مع أبي فنظرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فساعة رأيته عرفته، وذكرت رؤيتي إياه بذي المجاز، فسمعته يومئذ يقول: «لا حلف في الإسلام» .
قال أبو عمر عمّر ربيعة عمرا طويلا، ولا أدري متى مات.
قلت: ذكر خليفة وابن سعد أنه مات في خلافة الوليد.
2617- ربيعة بن عثمان «1»
: بن ربيعة التيميّ.
روى ابن مندة، من طريق سعدان بن يحيى، عن ثابت أبي حمزة، بن بحينة، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيميّ، قال: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الخيف، فقال: «نضّر اللَّه امرأ، سمع مقالتي ... » «2» الحديث بطوله.
ومن طريق عمرو بن عبد الغفار، عن أبي حمزة، عن ربيعة بن عثمان، عن أبيه عن جده. ومن طريق أبي حمزة الخراساني عن عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان، قال:
صلّى بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في مسجد الخيف من منى.
2618- ربيعة بن عتيك:
ذكر سيف في «الفتوح» أنّ خالد بن الوليد أمّره على الحيرة في زمن أبي بكر الصّديق، وقد قدّمنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلا الصّحابة.
2619- ربيعة بن عمرو «3»
: بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، أخو أبي عبيد والد المختار.
__________
(1) تاريخ خليفة 427، طبقات خليفة 272، التاريخ الكبير 3/ 985، المعرفة ليعقوب 3/ 6، تاريخ الطبري 4/ 148، الجرح والتعديل 3/ 2140، مشاهير علماء الأمصار 1050، ثقات ابن شاهين 361، الجمع لابن القيسراني 1/ 136، تذهيب التهذيب 1/ 223، تهذيب الكمال 1883، الكاشف 1/ 307، الكاشف 1/ 307، ميزان الاعتدال 2/ 2754، المغني 1/ 2105، العقد الثمين 4/ 397، تهذيب التهذيب 3/ 259، خلاصة الخزرجي 1/ 2046، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 448، أسد الغابة ت (1651) .
(2) أخرجه من حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 1/ 437 والترمذي 5/ 34 (2657) وقال: حديث حسن صحيح وابن ماجة 1/ 85 (232) .
(3) أسد الغابة ت (1652) ،(2/391)
روى ابن مندة، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في ربيعة بن عمرو وأصحابه: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ ... [البقرة 279] الآية. وقد تقدم في ترجمة أخيه حبيب بن عمرو.
2620- ربيعة بن عمرو «1»
: بن يسار بن عوف بن جراد بن يربوع الجهنيّ، حليف بني النّجار من الأنصار. وهو أخو وديعة بن عمرو. ذكرهما ابن الكلبيّ، واستدركه أبو علي الغسانيّ.
2621- ربيعة بن عمرو الجرشيّ «2»
: [تابعيّ] «3» يأتي في ابن الغاز.
[2622- ربيعة بن عوف:
مضى في الربيع بن مالك.]
«4»
2623- ربيعة بن عيدان «5»
: بفتح المهملة وسكون التحتانية على المشهور، ابن ذي العرف بن وائل بن ذي طواف الحضرميّ، ويقال الكنديّ.
روى الطّبرانيّ، من طريق عبد الملك بن عمير، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال:
كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتاه خصمان، فقال أحدهما: يا رسول اللَّه، إن هذا انتزع عليّ أرضي في الجاهلية، وهو امرؤ القيس بن عابس وخصمه ربيعة بن عيدان ...
الحديث.
وأصله في مسلم من حديث علقمة دون تسميتهما. وله طرق.
وقال أبو سعيد بن يونس: شهد ربيعة بن عيدان بن ربيعة الأكبر بن عيدان الأكبر بن مالك بن زيد بن ربيعة الحضرميّ فتح مصر، وله صحبة، وليست له رواية نعلمها، [وسيأتي له ذكر في عيدان بن أشوع.]
«6»
__________
(1) أسد الغابة ت (2653) .
(2) طبقات ابن سعد 7/ 438، التاريخ لابن معين 2/ 164، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 3/ 281، الزيادات 12، المعرفة والتاريخ 2/ 318، تاريخ أبي زرعة 233: 235، 692، الجرح والتعديل 3/ 472، الثقات لابن حبان، تراجم الصحابة 3/ 130، تراجم التابعين 65، مشاهير علماء الأمصار 115، ترتيب الثقات للعجلي 159، حلية الأولياء 6/ 105، المعجم الكبير 5/ 61، الإكمال 7/ 4، الأنساب 3/ 228، الكاشف 1/ 328، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 185، تجريد أسماء الصحابة 1/ 181، الوافي بالوفيات 14/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 261، تقريب التهذيب 1/ 247، تهذيب الكمال 9/ 137: 139، خلاصة تذهيب التهذيب 116، شذرات الذهب 1/ 72، مرآة الجنان 1/ 140، تاريخ الإسلام 2/ 113.
(3) هذه الترجمة سقط في أ.
(4) هذه الترجمة سقط في أ.
(5) تبصير المنتبه 3/ 5- 9، أسد الغابة ت (1654) ، الاستيعاب ت (765) .
(6) ليس في أ.(2/392)
2624- ربيعة الجرشيّ «1»
: هو ابن عمرو- وقيل ابن الغاز.
قال ابن عساكر: الأول أصح. وحكى ابن السّكن أنه ربيعة بن الردم، يكنى أبا الغاز، وهو جد هشام بن الغاز بن ربيعة، قال البغويّ: يشك في سماعه.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قال بعض الناس: له صحبة.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطّبقة الثانية من التابعين، وابن سميع في الأول منهم.
وقال الدّارقطنيّ: في صحبته نظر. وقال العسكريّ: اختلف في صحبته. وقال ابن سعد فيمن نزل بالشام من الصّحابة: ربيعة بن عمرو الجرشي. وفي بعض الحديث أن له صحبة، وكان ثقة.
وقال الصّوريّ في حاشية الطبقات: لا أعلم له صحبة.
وروى ابن السّكن من طريق زيد بن أبي أنيسة بن عبد الملك بن يزيد، عن ربيعة الجرشي، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «عشر آيات بين يدي السّاعة» «2» ، فذكر الحديث.
وقال البخاريّ: قال بشر بن حاتم، عن عبيد اللَّه، عن زيد، عن عبد الملك، عن مولى لعثمان، عن ربيعة الجرشي، وكانت له صحبة.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغاز، عن أبيه، عن جده ربيعة: سمعت رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ ... » «3» الحديث.
وروى البغويّ من طريق عليّ بن رباح، عن ربيعة الجرشي، يقال: قيل: يا رسول اللَّه، أي القرآن أفضل؟ قال: «البقرة ... » الحديث.
وروى الطّبرانيّ بإسناد صحيح عن قتادة، عن النّضر بن أنس، أنه حدثه عن ربيعة الجرشي، وله صحبة. قال في قوله عز وجل: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر 67]- قال: بيده.
__________
(1) أسد الغابة ت (1655) ، الاستيعاب ت (764) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38646، 38647، 38648 وعزاه إلى ابن عساكر والبغوي والطبراني عن الربيع بن نضلة عن أبي شريح.
(3) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1350 عن سهل بن سعد بلفظه كتاب الفتن (36) باب الخسوف (29) حديث رقم 4060 قال البوصيري في الزوائد إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38716، 40690.(2/393)
ومن طريق عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عطيّة، عن ربيعة الجرشي، فذكر حديثا آخر. وله رواية عن عائشة.
روى عنه خالد بن معدان، وعطيّة بن قيس، والحارث بن يزيد، ويحيى بن ميمون المصريّان، ومجاهد وأبو المتوكل الناجي البصريّ، وقال: لقيته وهو فقيه الناس في زمن معاوية، وبشير بن كعب.
وقال يعقوب بن شيبة: كان أحد الفقهاء اتفقوا على أنه قتل بمرج راهط مع الضّحاك بن قيس سنة أربع وستين، وكان زبيريا.
2625- ربيعة بن الفراس «1»
: ويقال الفارسيّ. يعدّ في المصريّين.
روى حديثه ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن ربيعة بن الفراس:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «يسير حيّ حتّى يأتوا بيتا تعظّمه العرب مستترا فيأخذون من ماله ... » الحديث.
وذكره ابن يونس، وقال: روى بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عنه قوله.
2626- ربيعة بن الفضل «2»
: بن حبيب بن زيد بن تميم، من بني معاوية بن عوف.
ذكره ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة فيمن شهد أحدا وقتل بها. أخرجه الطبراني وغيره.
[2627- ربيعة بن قريش:
يأتي في آخر من اسمه ربيعة]
«3» .
2628- ربيعة بن قيس العدوانيّ «4»
: ذكره ضرار بن صرد بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصّحابة. وهو من عدوان قيس، خرجه أبو نعيم وغيره.
2629- ربيعة بن كعب «5»
: بن مالك بن يعمر، أبو فراس الأسلمي، حجازي.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 181، حسن المحاضرة 1/ 198، التاريخ الكبير 3/ 281، الجرح والتعديل 3/ 2117، أسد الغابة ت (1656) .
(2) أسد الغابة ت (1657) .
(3) سقط في أهذه الترجمة.
(4) أسد الغابة ت (1659) .
(5) أسد الغابة ت (1660) ، الاستيعاب ت (767) ، الثقات 3/ 128، تجريد أسماء الصحابة 1/ 181، عنوان النجابة 82، الكاشف 1/ 307، الرياض المستطابة 72، خلاصة تذهيب 1/ 323، الطبقات 111، التحفة اللطيفة 2/ 60، صفوة الصفوة 1/ 683، تقريب التهذيب 1/ 248، الجرح والتعديل 3/ 2111، تهذيب التهذيب 3/ 262، الطبقات الكبرى 4/ 313، 9/ 67، الوافي بالوفيات 14/ 107 التاريخ الكبير 3/ 280، المعرفة والتاريخ 2/ 466، الجمع بين رجال الصحيحين 533، در السحابة 768، الحلية 2/ 31، الإكمال 7/ 57 البداية والنهاية 5/ 335، 336، الأعلمي 18/ 221.(2/394)
روى حديثه مسلم وغيره، من طريق أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب، قال: كنت أبيت على باب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأعطيه الوضوء فأسمعه الهوي من الليل يقول:
«سمع اللَّه لمن حمده» ، وكان من أهل الصّفة.
وقال الحاكم أبو أحمد، تبعا للبخاريّ: أبو فراس الّذي يروي عنه أبو عمران الجوني غير ربيعة بن كعب هذا.
وذكر مسلم والحاكم في علوم الحديث أنّ أبا سلمة بن عبد الرّحمن تفرد بالرواية عن ربيعة بن كعب. وذكر الذهبيّ أنه روى عنه أيضا محمد بن عمرو بن عطاء، وحنظلة بن علي الأسلمي، ونعيم المجمر.
قلت: ورواية محمد بن عمرو عنه عند ابن مندة، لكن قال: عن أبي فراس الأسلميّ، ولم يسمّه.
وفي «المسند» رواية لمحمد بن عمرو هذا عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب.
وفي «المستدرك» من طريق أبي عمران الجوني: حدّثني ربيعة بن كعب، وهذا يقوي قول من قال: إن أبا فراس شيخ أبي عمران هو ربيعة، ويكمل بهذا أنّ ربيعة أربعة من الرواة غير أبي سلمة.
قال الواقديّ: كان من أصحاب الصّفة، ولم يزل مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أن قبض فخرج من المدينة فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة، وبقي إلى أيام الحرّة، ومات بالحرة سنة ثلاث وستين في ذي الحجّة.
2630- ربيعة بن كعب:
آخر، تقدم في الربيع بن مالك.]
«1»
2631- ربيعة بن كلدة:
بن أبي الصلت الثقفيّ. له صحبة.
استدركه ابن فتحون. ويحتمل أن يكون هو الّذي مضى نسبه هناك إلى جدّه.
__________
(1) سقط في أ.(2/395)
2632- ربيعة بن لهيعة «1»
: ويقال لهاعة الحضرميّ.
روى يعقوب بن محمد الزهريّ عن زرعة بن مغلس [عن أبيه] «2» عن أبيه فهد بن ربيعة، عن أبيه ربيعة بن لهيعة، قال: وفدت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأديت إليه زكاتي، وكتب لي كتابا ... الحديث.
2633- ربيعة بن ليث
بن حدرجان بن عباس بن ليث، المعروف بالمبرق، سمي بذلك لقوله:
إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني ... من الأرض لا برّ فضاء ولا بحر
بأرض بها عبد الإله محمّد ... أبيّن ما في الصّدر إذ بلغ الصّدر
وتلكم قريش تجحد اللَّه ربّها ... كما جحدت عاد ومدين والحجر
«3» [الطويل] ذكره المرزبانيّ [وذكرها في ترجمة عبد اللَّه بن الحارث بن قيس السهمي، وذكر أنّ نسبتها له أثبت.]
«4»
2634- ربيعة بن مالك:
تقدم في الربيع.] «5»
2635- ربيعة بن معاوية:
بن الحارث بن معاوية بن ثور. له صحبة.
قال خليفة: وذكره ابن فتحون.
2636- ربيعة بن ملّة «6»
: أخو حبيب بن ملّة.
تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن أبي إياس.
2637- ربيعة بن المنتفق العقيلي:
يأتي ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسي.
2638- ربيعة بن ملاعب الأسنة
أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي ثم الجعفريّ.
لم أر من ذكره في الصّحابة إلا ما قرأت في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري روايته، عن أبي جعفر بن حبيب، وقال حسّان لربيعة بن عامر بن مالك، وعامر هو ملاعب الأسنّة، في قصة الرّجيع يحرّض ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل بإخفاره ذمّة أبي براء:
__________
(1) أسد الغابة ت (1663) ، الاستيعاب ت (768) .
(2) سقط في أ.
(3) تنظر هذه الأبيات من اللآلئ: 300، والمزهر 2/ 439.
(4) سقط في أ.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (1665) .(2/396)
ألا من مبلغ عنّي ربيعا ... فما أحدثت في الحدثان بعدي
أبوك أبو الفعال أبو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد
بني أمّ البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكّم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد
«1» [الوافر]
قال: فلما بلغ ربيعة هذا الشعر جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول، أيغسل عن أبي هذه الغدرة أن أضرب عامر بن الطفيل ضربة أو طعنة؟ قال: «نعم» .
فرجع ربيعة فضرب عامرا ضربة أشواه منها، فوثب عليه قومه، فقالوا لعامر بن الطفيل:
اقتصّ، فقال: قد عفوت.
قلت: فذكر غير واحد من أهل المغازي أنه أهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بغلة أو ناقة.
ورأيت له رواية عن أبي الدّرداء من طريق حبيب بن عبيد عنه، فكأنه عمّر في الإسلام.
2639- ربيعة بن نيار «2»
: له صحبة. قال الطبراني: واستدركه ابن فتحون.
2640- ربيعة بن وقاص «3»
: روى له ابن مندة، من طريق أبان، عن أنس، عن ربيعة بن وقّاص، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «ثلاثة مواطن لا يردّ فيها الدّعاء: رجل يكون في برّيّة حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلّي..» الحديث.
قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: وإسناده ضعيف.
2641- ربيعة بن يزيد السلميّ»
:
__________
(1) تنظر الأبيات في ديوان حسان ص 231.
(2) من أ: ربيعة بن بيان.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 182، أسد الغابة ت (1666) ، الاستيعاب ت (769) .
(4) الثقات 3/ 129، الكاشف 2/ 308، خلاصة تذهيب 1/ 3 ... شذرات الذهب 1/ 161، طبقات الحفاظ 80، المحن 268، تقريب التهذيب 1/ 48، الجرح والتعديل 3/ 2114، تهذيب التهذيب 3/ 264، الطبقات 313، الطبقات الكبرى 7/ 465، سير أعلام النبلاء 3/ 332، الوافي بالوفيات 14/ 105(2/397)
قال البخاريّ: له صحبة، وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال العسكريّ: قال بعضهم: إن له صحبة.
وقال ابن عبد البرّ في آخر ترجمة ربيعة الجرشي: أما ربيعة بن يزيد السلميّ فكان من النواصب يشتم عليّا. قال أبو حاتم: لا يروى عنه ولا كرامة، ومن ذكره في الصّحابة لم يصنع شيئا. انتهى.
وقد استدركه ابن فتحون، وأبو علي الغساني، وابن معوز على أبي عمر اعتمادا على قول البخاريّ.
2642- ربيعة الأجذم الثقفي «1»
: ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق أبي معشر، عن رجاله بأسانيد قالوا: كان في وفد ثقيف رجل من بني مالك يقال له ربيعة الأجذم، فكانوا يبايعون النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويمسحون على يديه، فلما بلغ ربيعة ليبايعه قال له: قد بايعناه فارجع، فرجع.
2643- ربيعة الجرشي:
هو ابن عمرو- تقدم.
2644- ربيعة السّعديّ:
ذكره البغويّ، وأخرج من طريق الضّحاك البناني، عن ربيعة السعدي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ أعزّ الدّين بأبي جهل بن هشام. أو بعمر بن الخطّاب»
«2»
2645- ربيعة القرشيّ «3»
: ذكره ابن أبي خيثمة، وقال لا أدري من أي قريش هو.
وروى الحسن بن سفيان، والبغويّ، والباوردي، من طريق جرير عن عطاء بن السّائب، عن ابن ربيعة عن أبيه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واقفا في الجاهلية بعرفات مع المشركين، ورأيته واقفا في ذلك الموقف، فعرفت أنّ اللَّه وفقه لذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (1631) .
(2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4281 وعزاه للحميدي وأبي يعلى مسند الحميدي 1/ 155. قال الحافظ في الفتح رواه أبو يعلى بإسناد حسن 7/ 117 وقال البوصيري رواه الحميدي وأبو يعلى بإسناد رواته ثقات قلت أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق الحميدي 1/ 31 وكنز العمال حديث رقم 32776، 35847، 35853، 5887.
(3) أسد الغابة ت (1658) ، الاستيعاب ت (866) .(2/398)
قال البغويّ: لا يروى عنه إلا بهذا الإسناد، واختلف في ضبطه، فقيل كالجادة، وقيل بالتصغير والتثقيل.
قال أبو نعيم: أظنه ربيعة بن عباد، واستند إلى ما أخرجه ابن السّكن من طريق مسعود بن سعد، عن عطاء بن السّائب، عن ابن عباد، عن أبيه، فذكر مثل هذا الحديث.
قلت: وعطاء اختلط، وجرير ومسعود سمعا منه بعد الاختلاط.
وقد أخرج ابن جرير هذا الحديث في ترجمة ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب فلم بصنع شيئا.
وحكى ابن فتحون أنه قيل فيه: ربيعة بن قريش.
الراء بعدها الجيم
2646- رجاء بن الجلاس «1»
: يأتي في زيد بن الجلاس.
2647- رجاء الغنوي «2»
: ذكره البخاريّ، وأخرج من طريق ساكنة بنت الجعد عنه أنه كانت أصيبت يده يوم الجمل، وقال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أعطاه اللَّه حفظ كتابه، فظنّ أنّ أحدا أعطي أفضل ممّا أعطي فقد غمص «3» أعظم النّعم.»
«4» وأخرج ابن مندة من هذا الوجه حديثا آخر، وذكره ابن أبي حاتم، فقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وروت عنه ساكنة بنت الجعد.
وأما ابن حبّان فذكره في «ثقات التّابعين» ، وقال: يروي المراسيل. وقال أبو عمر: لا يصح حديثه، روت عنه سلامة بنت الجعد كذا قال، فصحّف.
2648- رجاء «5»
: غير منسوب.
وروى أبو موسى، من طريق يحيى بن أيوب، عن إسحاق بن أسد، عن ابنه يزيد،
__________
(1) أسد الغابة ت (1667) ، الاستيعاب ت (771) .
(2) الثقات 4/ 237، الجرح والتعديل 3/ 2264، التاريخ الكبير 3/ 311، الأعلمي 18/ 224، أسد الغابة ت (1668) ، الاستيعاب ت (772) .
(3) غمصه وغمصه: حقره واستصغره ولم يره شيئا. اللسان 5/ 3298.
(4) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 349 والمتقي الهندي في الكنز العمال حديث رقم 2317 وعزاه للبخاريّ في التاريخ الكبير والبيهقي في شعب الايمان عن رجاء الغنوي مرسلا.
(5) أسد الغابة ت (1669) .(2/399)
عن رجاء، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «قليل الفقه خير من كثير العبادة.»
«1» وهذا إسناد مجهول.
2649- رجل:
من بلقين.
ذكر ابن حزم أنه اسم علم على صحابيّ، وقد أعدته في القسم الرّباع.
الراء بعدها الحاء
2650- رحضة «2»
: بفتح أوله وثانية ثم ضاد معجمة، ابن خربة الغفاريّ. والد إيماء المتقدم في الهمزة، وجدّ خفاف المتقدم في الخاء المعجمة، قال أبو عمر في ترجمة خفاف: يقال له ولأبيه وجده صحبة.
واستدركه لذلك أبو علي الغساني وابن فتحون.
قلت: ولا أعرف لأبي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف.
وقد ثبت في صحيح البخاريّ، عن عمر، ما يدل على أن لابن خفاف صحبة، فإن ثبت ما ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في نسق لهم صحبة، برحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف، فهم نظير ابن أسامة بن زيد بن حارثة، وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع [فيرد على قول موسى بن عقبة ومن تبعه أن أربعة في نسق صحابه مختص ببيت أبي بكر الصّديق.]
«3»
الراء بعدها الخاء
2651- رخيلة «4»
: بالمعجمة مصغّرا، ابن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة الأنصاريّ الزّرقيّ.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
قال ابن هشام: قاله ابن إسحاق بالجيم. والصّواب بالخاء كذا أطلق، وقيّده الدارقطنيّ وغيره بالخاء المعجمة.
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ 1/ 381 وأبو نعيم في الحلية 5/ 173 وانظر كنز العمال (8794) (28922) .
(2) أسد الغابة ت (1670) .
(3) ليس في أ.
(4) أسد الغابة ت (1672) ، الاستيعاب ت (797) .(2/400)
وقد تقدم أن أبا نعيم ذكره في حرف الجيم في جبلة، فأسقط أول اسمه.
2652
- رخيّ «1» العنبريّ:
ذكره ابن فتحون هنا، وقال غيره: بالزاي، وسيأتي.
الراء بعدها الدال
2653- ردّاد الليثي:
أخرجه حديثه أبو داود، وسيأتي شرح حاله في حرف الراء من الكنى.
2654- ردّاد:
آخر، غير منسوب،
ذكره العلائي في الوشي في الفصل الثّاني من الباب الأول، فقال بشير بن سلمة بن محمد بن ردّاد، من ولد ابن أم مكتوم. عن أبيه. عن جدّه- رفعه: «لو سار جبل يوم السّبت من مشرق إلى مغرب لردّه اللَّه إلى وطنه.»
قال ابن قانع: حدثنا أحمد بن زنجويه، حدثنا إبراهيم بن الوليد، حدثنا بشير به.
كذا أخرجه ابن قانع في ترجمة ردّاد، ولم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن مندة، وأولاده مجاهيل، والحديث منكر أو موضوع.
قلت: ولم يذكره ابن الأثير في أسد الغابة ولا الذهبيّ في تجريده، مع أنه يكثر النّقل من معجم ابن قانع، لأنه غير مسموع، فتعجبت من ذلك، فراجعت معجم ابن قانع فلم أره في حرف الراء، لكن وجدته أخرجه في حرف العين فيمن اسمه عمرو، فقال في آخر ترجمة عمرو بن أم مكتوم: حدثنا أحمد بن زنجويه. فذكره.
وكذا جزم صاحب الفردوس لما ذكر هذا الحديث أنه من حديث ابن أم مكتوم، لكنه سماه عبد اللَّه، ولم يخرج له ولده في مسندة إسنادا، وهذا بحسب الاختلاف في اسم ابن أم مكتوم كما سيأتي في ترجمته، فعلى هذا فالخبر من رواية سلمة بن محمد بن رداد، عن جدّه الأعلى ابن أم مكتوم. واللَّه أعلم.
وقد كتبته هنا على الاحتمال تبعا لشيخ شيوخنا العلائي.]
«2»
2655- رديح:
بمهملات مصغرا، ابن ذؤيب العنبري «3» تقدم في ذؤيب بن شعثم العنبري.
__________
(1) في أ: رخيّ بالتصغير العنبري.
(2) ليس من أ.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 182، أسد الغابة ت (1673) .(2/401)
الراء بعدها الزاي
2656- رزغة بن عبد اللَّه الأنصاريّ:
أوله راء ثم زاي ساكنة ثم غين. كذا هو قبل من اسمه رباح
في كتاب ابن السّكن، وقال: روى حديثه ابن لهيعة، عن أحمد بن حازم، عن أبي الحويرث، عن رزغة بن عبد اللَّه الأنصاريّ- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «يحبّ أحدكم الحياة والموت خير له من الفتن.» الحديث.
وأخرجه أبو موسى، من طريق ابن جريج، عن أبي الحويرث، عن رزغة به. وقال:
رزغة هذا قد روى عن أسماء بنت عميس، وعن التّابعين أورده في حرف الزاي
فاللَّه أعلم.
2657- رزين «1»
: براء وزاي، بوزن عظيم، ابن أنس بن عامر، سلمي قال ابن حبان:
يقال إن له صحبة.
قال ابن السّكن. له صحبة وروى أبو يعلى وابن السكن والطبراني من طريق فهد بن عوف، عن نائل بن مطرّف بن رزين بن أنس السّلمي، حدثني أبي عن جدي رزين بن أنس، قال: لما أظهر اللَّه الإسلام وكانت لنا بئر فخفنا أن يغلبنا عليها من حولنا فأتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكتب لي كتابا.. الحديث.
وروى محمد بن حميد عن نائل بن مطرّف بن العباس، عن أبيه، عن جدّه العباس قال: استقطعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ركية ... فذكر الحديث. فما أدري هل نائل واحد أو اثنان؟ وقال ابن مندة: رواه عبد السلام بن عمير الجنبي، عن نائل بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حزم بن أنس بن عامر السّلميّ، حدّثني أبي عن آبائه أنّ الكتاب كتبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لرزين بن أنس.
قلت: وقد تقدم ذكر أبيه أنس بن عباس. ويأتي ذكر جدّه العباس إن شاء اللَّه تعالى.
2658- رزين بن مالك «2»
: بن سلمة بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف المحاربيّ.
ذكر ابن الكلبيّ والطّبريّ، والدارقطنيّ أن له وفادة، واستدركه ابن فتحون.
__________
(1) الثقات 3/ 130 تجريد أسماء الصحابة 1/ 182، الجرح والتعديل 3/ 2301، الوافي بالوفيات 14/ 148، تصحيفات المحدثين 563، الأعلمي 18/ 240، أسد الغابة ت (1674) ، الاستيعاب ت (799) .
(2) أسد الغابة ت (1675) .(2/402)
الراء بعدها السين
2659- رسيم العبديّ الهجريّ «1»
: وهو عند ابن ماكولا بوزن عظيم، قال ابن نقطة:
بل هو مصغر، وقال: إنه نقله من خط أبي نعيم.
قلت: وكذلك رأيته في أصلين من كتاب ابن السكن وابن أبي حاتم.
روى حديثه ابن أبي شيبة، وأحمد من طريق يحيى بن غسان، عن ابن الرّسيم، عن أبيه، قال: وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فنهانا عن الظروف، ثم رجعنا إليه في العام الثاني فقال: «اشربوا فيما شئتم..» الحديث.
وقال ابن مندة في سياقه عن أبيه: وكان فقيها من أهل هجر.
قال ابن السّكن: إسناده مجهول.
الراء بعدها الشين
2660- رشدان الجهنيّ «2»
: له صحبة. قاله البخاري.
وساق ابن السّكن حديثه مطوّلا من طريق أبي أويس، عن وهب بن عمرو بن سعد بن وهب الجهنيّ- أن أباه أخبره عن جده أنه كان يدعى في الجاهلية غيّان- يعني بغين معجمة وتحتانية مشدّدة- فلما وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال له: «ما اسمك؟» قال:
غيّان، قال: «وأين منزل أهلك؟» قال: بوادي غوى فقال له: «بل أنت رشدان وأهلك برشاد.» قال: فتلك البلدة إلى اليوم تدعى برشاد.
قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وقال ابن الأثير: هذا الرجل لا أصل لذكره في الصّحابة، وكلام أبي نعيم وأبي عمر يدلّ على ذلك.
والّذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه، والّذي يصح من جهينة أن وفدهم كان بعضهم من بني غيّان بن قيس بن جهينة
فقال: «من أنتم؟» قالوا: بنو غيّان. قال: «بل أنتم بنو رشدان.»
قلت هذه القصّة ذكرها ابن الكلبيّ، وهي مشهورة، لكن لا يلزم من ذلك ألّا يتفق ذلك في القبيلة وفي اسم واحد منها، ولا سيما مع وجود الإسناد بذلك. وأما زعمه أن كلام أبي نعيم وأبي عمر يدلّ لذلك فليس كما قال، فإن لفظ أبي نعيم: ذكره بعض المتأخرين من حديث أبي أويس، وساق السند والحديث. ولفظ أبي عمر. رشدان رجل مجهول ذكره
__________
(1) التمييز والفصل 2/ 774، الإكمال 4/ 66، أسد الغابة ت (1676) ، الاستيعاب ت (800) .
(2) أسد الغابة ت (1677) .(2/403)
بعضهم في الصّحابة الذين رووا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى.
فليس في كلام واحد منهما ما يدل على ما زعم، وهو واضح. واللَّه أعلم.
2661- رشيد «1»
: بالتصغير، الفارسيّ، مولى بني معاوية من الأنصار. ومن قال فيه رشيد الهجريّ فقد وهم، لأنه آخر متأخر من صغار التابعين وأتباعهم.
روى حديثه البغويّ، من طريق خالد بن مخلد، عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن رشيد [الفارسيّ، مولى بني معاوية.
وقال ابن مندة: روى حديثه أبو عامر العقديّ، عن ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت عن رشيد] «2» الهجريّ مولى بني معاوية- أنه ضرب رجلا يوم أحد، فقال: خذها وأنا الغلام الفارسيّ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما منعك أن تقول الأنصاريّ، فإنّ مولى القوم منهم؟»
«3» ووقع في روايته رشيد الهجريّ، فقال: رشيد يروي حديثا مرسلا.
وقد ذكر الواقدي هذه القصّة فقال: كان رشيد الفارسيّ مولى بني معاوية لقي رجلا من المشركين. فذكر القصّة،
قال: فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أحسنت يا أبا عبد اللَّه»
«4» ، فكناه يومئذ ولم يولد له.
وروى نحو هذه القصّة ابن إسحاق، لكنه قال: عقبة الفارسيّ. وسيأتي في العين، وقد جزم بعضهم بأنه أبو عقبة رشيد، فاللَّه أعلم.
2662- رشيد بن علاج الثقفي:
يأتي في رويشد، بالتصغير.
2663- رشيد:
أبو عميرة المزني.
قال ابن يونس: ذكره في أهل مصر، وله بمصر حديث رواه ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن شيبان الغساني، عن رجل من مزينة يقال له أبو عميرة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنهم كانوا إذا كانوا في الغزو لم يقاتلوا حتى يسألوا: هل لأحد منكم أمان؟
__________
(1) أسد الغابة ت (1678) ، الاستيعاب ت (773) .
(2) سقط في ت.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29640، 29711 وعزاه لابن مندة عن رشيد الفارسيّ وابن أبي شيبة عن رشيد الفارسيّ.
(4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3983 عن عمر رضي اللَّه عنه وعزاه إلى الطبراني في الأوسط ولفظه أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني.(2/404)
2664- رشيد بن مالك «1»
: أبو عميرة السعديّ، من بني تميم، ويقال الأسديّ من أسد بن خزيمة.
قال الدّولابيّ: له صحبة، وروى البخاريّ في التاريخ وابن السكن والباورديّ، والطّبرانيّ، وأبو أحمد الحاكم كلّهم من طريق معروف بن واصل، حدثتني امرأة من الحيّ يقال لها حفصة بنت طلق، حدثني أبو عميرة وهو رشيد بن مالك، قال: كنت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ذات يوم فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال: «هذا صدقة، فقدّمها إلى القوم والحسن متعفّر بين يديه، فأخذ تمرة فأدخل إصبعه في فيه فقذفها، ثمّ قال: إنّا آل محمّد لا نأكل الصّدقة. «2»
اتفق أبو نعيم، وعبد اللَّه بن نمير، وآخرون على هذا الإسناد، وخالفهم أسباط بن محمد، عن معروف كما سيأتي بيانه، في عمير في القسم الأخير.
الراء بعدها العين
2665- رعية:
بكسر أوله وإسكان ثانيه بعده تحتية، وقال الطّبريّ: بالتصغير، السّحيمي «3» - بمهملتين.
قال ابن السّكن: روى حديثه بإسناد صالح، وروى أحمد وابن أبي شيبة، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبيّ، عن رعية السحيميّ، قال: كتب إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرقع به دلوه، فبعث إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله فلم يتركوا له رائحة ولا سارحة ... الحديث بطوله، وفيه: أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما فردّ عليه أهله، وقال له: «أمّا مالك فقسّم.»
وقد تقدم ما وقع من وهم فيه في ترجمة جفينة.
الراء بعدها الفاء
2666- رفاعة بن أوس «4»
: بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ.
__________
(1) الثقات 3/ 127، تجريد أسماء الصحابة 1/ 183، حسن المحاضرة 1/ 198، الجرح والتعديل 3/ 2295، الوافي بالوفيات 14/ 161، التاريخ الكبير 3/ 4، حاشية الإكمال 6/ 278، أسد الغابة ت (1679) ، الاستيعاب ت (774) .
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 15768.
(3) الثقات 3/ 131 تجريد أسماء الصحابة 1/ 183، ذيل الكاشف 449، أسد الغابة ت (1680) ، الاستيعاب ت (802) .
(4) أسد الغابة ت (1681) .(2/405)
ذكره أبو الأسود، عن عروة فيمن شهد أحدا، وأخرجه الطّبرانيّ ومن تبعه من طريقه.
2667- رفاعة بن تابوت الأنصاريّ «1»
: جاء ذكره
في حديث مرسل أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من طريق قيس بن جبير النهشلي، قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، ولكن من قبل ظهره، وكانت الحمس بخلاف ذلك، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حائطا ثم خرج من بابه، فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس، فقالوا: يا رسول اللَّه، نافق رفاعة فقال: «ما حملك على ما صنعت؟» قال: تبعتك. قال: إني من الحمس، قال: «فإنّ ديننا واحد، فنزلت: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها [البقرة 189] .
وله شاهد في الصحيح من حديث البراء، لكن لم يسمه، وسيأتي نحو هذه القصة لعطية بن عامر، فلعلها وقعت لهما.
وأما الحديث الّذي
أخرجه مسلم من حديث جابر أنّ ريحا عظيمة هبّت، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّما هبّت لموت منافق عظيم النّفاق»
- وهو رفاعة بن تابوت، فهو آخر غير هذا، فقد جاء من وجه آخر رافع بن التابوت.
2668- رفاعة بن الحارث «2»
: بن رفاعة الأنصاريّ وهو رفاعة بن عفراء.
ذكره ابن إسحاق في البدريين، وأنكر ذلك الواقديّ وغيره.
2669- رفاعة بن رافع الأنصاري «3»
: ابن أخي معاذ بن عفراء.
روى عنه ابنه معاذ، حديثه عند زيد بن الحباب، عن هشام بن هارون، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه.
كذا أورده ابن مندة، وتبعه أبو نعيم. وأوردا في ترجمته حديثا من رواية رفاعة بن مالك الزّرقيّ.
ووقع للترمذي في سياقه ابن رافعة بن رافع بن عفراء، فلعل اسم أم رافع أو جدّته عفراء، وقد فتشت على حديث زيد بن الحباب فلم أعرف من أخرجه.
2670- رفاعة بن رافع «4»
: بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق
__________
(1) أسد الغابة ت (1683) .
(2) أسد الغابة ت (1684) ، الاستيعاب ت (775) .
(3) أسد الغابة ت (1685) .
(4) أسد الغابة ت (1686) ، الاستيعاب ت (776) ، الثقات 3/ 225، تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، عنوان النجابة 82، الكاشف 1/ 311 أصحاب بدر 209، خلاصة تذهيب 1/ 327، التحفة اللطيفة 2/ 66 علماء إفريقيا وتونس 90، العبر 1/ 41، التاريخ الصغير 1/ 14، الطبقات الكبرى 3/ 596، 9/ 68، الجرح والتعديل 3/ 2236، 2230 تهذيب التهذيب 3/ 281، الأعلام 13/ 59، التاريخ الكبير 3/ 319، 323، الإكمال 3/ 363، معجم الثقات 273، رجال الصحيحين 541، تراجم الأحبار 1/ 419، در السحابة 769، إسعاف المبطإ 189 بقي من مخلد 112(2/406)
الأنصاريّ الخزرجيّ الزرقيّ، أبو معاذ، وأمه أم مالك بنت أبيّ ابن سلول مشهورة.
أخرج له البخاريّ وغيره. وهو من أهل بدر، كما ثبت في البخاريّ، وشهد هو وأبوه العقبة وبقية المشاهد.
وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن أبي بكر الصديق، وعن عبادة بن الصّامت.
وروى عنه ابناه عبيد، ومعاذ، وابن أخيه يحيى بن خلاد. وابنه علي بن يحيى، وزعم ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد اللَّه بن أبي رافع أنه شهد صفّين. أخرجه الطّبرانيّ.
وروى أبو عمر قصة فيها أنه شهد الجمل وقال ابن قانع: مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين.
2671- رفاعة بن زنبر»
: بزاي ونون وموحدة، وزن جعفر- ذكره ابن ماكولا، وقال: له صحبة. واستدركه ابن الأثير، وأنا أظن أنه رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر وسيأتي.
2672- رفاعة بن زيد «2»
: بن عامر بن سواد بن كعب، وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاريّ الظفريّ، عم قتادة بن النّعمان.
روى الترمذيّ والطّبريّ، من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جدّه قتادة بن النّعمان، قال: كان أهل بيت منّا يقال لهم بنو أبيرق، فابتاع عمّي رفاعة بن زيد جملا من الدرمك، فجعله في مشربة له، فعدا عليه من تحت الليل، فذكر الحديث بطوله في نزول قوله تعالى: وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً [النساء 105] وفي آخره قال قتادة:
فأتيت عمي بسلاحه، وكان قد عشا في الجاهلية، وكنت أظنّ إسلامه مدخولا، قال: فلما أتيته به قال: يا بن أخي، هو في سبيل اللَّه، فعرفت أنّ إسلامه كان صحيحا.
قال التّرمذيّ: غريب تفرد محمد بن سلمة بوصله، ورواه غيره مرسلا، ورواه الواقديّ
__________
(1) أسد الغابة ت (1687) .
(2) تبصير المنتبه 3/ 851، الجرح والتعديل 3/ 2233، الأعلمي 18/ 263، أسد الغابة ت (1688) ، الاستيعاب ت (777) .(2/407)
من طرق عن محمود بن لبيد، فذكر القصة مطولة فزاد ونقص.
2673- رفاعة بن زيد «1»
: بن وهب الجذامي.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : وقدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في هدنة الحديبيّة قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضّبيبي- بفتح المعجمة وكسر الموحدة- فأسلم وحسن إسلامه، وأهدى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم غلاما.
وروى ابن مندة من طريق حميد بن رومان، عن زياد بن سعد، أراه ذكره عن أبيه- أن رفاعة بن زيد كان قدم في عشرة من قومه ... الحديث.
وفي الصّحيحين من حديث أبي هريرة في قصة خيبر: فأهدى رفاعة بن زيد لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غلاما أسود يقال له مدعم، فذكر القصة في الغلول.
ومضى له ذكر في ترجمة خليفة بن أمية، وسيأتي له ذكر في ترجمة معبد الجذامي.
2674- رفاعة بن سهل:
وقع عند النّووي في شرح مسلم أنه أحد ما قيل في اسم الّذي تصدّق بالصّاع [فلمزه المنافقون، وهو أبو عقيل، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى.]
«2»
2675- رفاعة بن سموال القرظي «3»
: له ذكر في الصّحيح من حديث عائشة، قالت: جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، إن رفاعة طلقني فبتّ طلاقي ... » «4» الحديث.
وروى مالك عن المسور بن رفاعة، عن الزّبير بن عبد الرحمن بن الزّبير أنّ رفاعة بن سموال طلّق امرأته تميمة بنت وهب.. فذكر الحديث.
وهو مرسل عند جمهور رواة الموطأ، ووصله ابن وهب، وإبراهيم بن طهمان، وأبو علي الحنفي، ثلاثتهم عن مالك، فقالوا فيه: عن الزّبير بن عبد الرّحمن بن الزّبير، عن أبيه، والزّبير الأعلى بفتح الزاي، والأدنى بالتصغير.
__________
(1) أسد الغابة ت (1689) ، الاستيعاب ت (778) ، التمهيد 2/ 3، الأعلمي 18/ 263.
(2) سقط من أ.
(3) الثقات 3/ 125 تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، التحفة اللطيفة 2/ 66، الطبقات الكبرى 9/ 68، الاستبصار 332، 334، الوافي بالوفيات 14/ 171، أسد الغابة ت (1690) ، الاستيعاب ت (779) .
(4) أخرجه البخاري 5/ 249 (2639) ومسلم 2/ 1055 (11/ 1433)(2/408)
وروى ابن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيّان في قوله تعالى: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ [البقرة: 230] نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضري، وكانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك. وهو ابن عمها، فطلقها طلاقا بائنا فتزوّجت بعده عبد الرحمن بن الزّبير، فذكر القصّة مطوّلة.
قال أبو موسى: الظاهر أن القصّة واحدة.
قلت: وظاهر السياقين أنهما اثنان، لكل المشكل اتحاد اسم الزوج الثاني عبد الرحمن بن الزّبير، وأما المرأة ففي اسمها اختلاف كثير، كما سيأتي في النساء.
2676- رفاعة بن المنذر «1»
: بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية الأنصاريّ الأوسيّ، أخو أبي لبابة.
ذكره أبو الأسود، عن عروة في أهل العقبة، وموسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريّين.
وقال ابن الكلبيّ: هو أخو أبي لبابة ومبشر. قال: وقد خرج الثلاثة إلى بدر فاستشهد مبشر، وردّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أبا لبابة، وشهدها رفاعة. قال: وشهد العقبة وقتل بخيبر.
وجزم العدويّ بأن اسم أبي لبابة بشير ورجّحه الرشاطيّ. وأما ابن السّكن فقال: ذكر ابن نمير، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني- أن اسم أبي لبابة رفاعة. قال: وقال ابن إسحاق: رفاعة هو أخو أبي لبابة.
2677- رفاعة بن عبد المنذر:
أحد ما قيل في اسم أبي لبابة. وسيأتي في الكنى.]
«2»
2678- رفاعة بن عرابة «3»
: وقيل عرادة، الجهنيّ المدنيّ.
__________
(1) حلية الأولياء 1/ 366، تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، عنوان النجابة 83، الكاشف 1/ 312، أصحاب بدر 152، خلاصة تذهيب 1/ 327، التحفة اللطيفة 1/ 312، الطبقات الكبرى 9/ 68، تهذيب التهذيب 3/ 282، الوافي بالوفيات 14/ 171، التاريخ الكبير 3/ 456، 9/ 608، تقريب التهذيب 1/ 251، التاريخ لابن معين 3/ 166، تصحيفات المحدثين 807، الإكمال 4/ 167، والحاشية، الأعلمي 18/ 264، تهذيب الكمال 1/ 415، رجال الصحيحين 540، الجرح والتعديل 3/ 2227، الطبقات الكبرى 3/ 271، 382، 386، 388، 390، 392، 405، 4/ 142، أسد الغابة ت (1692) ، الاستيعاب ت (780) .
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (1693) ، الاستيعاب ت (782) ، الثقات 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، الأعلمي 18/ 264 بقي بن مخلد 494 الكاشف 1/ 311، خلاصة تذهيب 1/ 327، التحفة اللطيفة 2/ 67، تقريب التهذيب 1/ 251، المعرفة والتاريخ 1/ 318، 2/ 146، تهذيب التهذيب 3/ 282، الجرح والتعديل 3/ 2226، التاريخ الكبير 3/ 321.(2/409)
قال التّرمذيّ: عرادة وهم، وقال ابن حبّان: عرادة جدّه، فمن قال ابن عرادة نسبه إلى جدّه.
وذكر مسلم أن عطاء بن يسار تفرّد بالرواية عنه، وحديثه عند النسائيّ بإسناد صحيح.
وحكى ابن أبي حاتم وتبعه ابن مندة أنه يكنى أبا خزامة، ويظهر أنه وهم. وأنه كنية الّذي بعده.
2679- رفاعة:
بن عرادة العذري، آخر.
ذكره خليفة بن خيّاط في الصّحابة. وقال أبو حاتم: أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد هذيم «1» ، يقال اسمه رفاعة بن عرادة وروى عنه ابنه حكاه العسكري.
2680- رفاعة بن عمرو بن زيد «2»
: بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم الخزرجي السالميّ، أبو الوليد.
ذكره ابن إسحاق وغيره في البدريّين، ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة: رفاعة بن عمرو بن قيس بن ثعلبة.
2681- رفاعة بن عمرو الجهنيّ «3»
: ذكره أبو معشر في البدريّين، قال: وشهد أحدا. وقال أبو عمر: الصّواب وديعة بن عمرو، وسيأتي في مكانه.
2682- رفاعة بن عمرو:
بن نوفل بن عبد اللَّه بن سنان الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وعند ابن إسحاق في شهداء أحد رفاعة بن عمرو من بني الحبلي.
2683- رفاعة بن قرظة «4»
: القرظيّ،
__________
(1) في أابن سعد بن هذيم.
(2) تنقيح المقال 4126، أعيان الشيعة 7/ 30، الأعلمي 18/ 264، الجرح والتعديل 3/ 2232، أسد الغابة ت (1695) ، الاستيعاب ت (781) .
(3) أسد الغابة ت (1694) ، الاستيعاب ت (783) .
(4) أسد الغابة ت (1696) ، الثقات 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 185، التحفة اللطيفة 2/ 68، الجرح والتعديل 3/ 229.(2/410)
قال أبو حاتم: له رؤية. وروى الباوردي والطّبراني من طريق عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن رفاعة بن قرظة قال: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم: وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [القصص 51] .. الحديث.
وأخرجه البغويّ، لكن وقع عنده ورفاعة الجهنيّ، وقال: لا أعلم غير هذا الحديث وقيل: هو رفاعة بن سموال، وبه جزم ابن مندة، ولكن قال الباوردي وابن السّكن: إنه كان من سبي قريظة، وإنه كان هو وعطية صبيين، وعلى هذا فهو غير ابن سموال واللَّه أعلم.
2684- رفاعة بن مبشّر «1»
: بن الحارث الأنصاريّ الظفريّ.
شهد أحدا مع أبيه، ذكره أبو عمر.
2685- رفاعة بن مسروح «2»
: أو ابن مشمرخ الأسدي، أسد بن خزيمة، حليف بني عبد شمس.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر.
2686- رفاعة بن النعمان الدارانيّ:
يأتي في الطّيّب بن عبد اللَّه.
وقال الواقديّ: هو الفاكه بن النعمان. وسيأتي.
2687- رفاعة بن وقش «3»
: بفتح الواو والقاف بعدها معجمة، [ابن زغبة بن زعوراء بن عبد «4» الأشهل] الأشهليّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وهو أخو ثابت [وعم سلمة بن سلامة وإخوته، وكان الّذي قتله يومئذ خالد بن الوليد «5» ] وذلك قبل أن يسلم.
[وذكر بعض أهل المغازي أنه الّذي جعل في الآطام مع النساء، ومعه حسل بن جابر:
والمعروف أن الّذي اتفق له ذلك أخوه ثابت تقدم.]
«6»
2688- رفاعة بن وهب القرظي «7»
: تقدم في رفاعة بن سموال.
__________
(1) أسد الغابة ت (1697) ، الاستيعاب ت (784) .
(2) أسد الغابة ت (1698) ، الاستيعاب ت (785) ، تنقيح المقال 4128، دائرة معارف الأعلمي 18/ 264.
(3) أسد الغابة ت (1699) ، الاستيعاب ت (786) .
(4) سقط من أ.
(5) سقط من أ.
(6) سقط من أ.
(7) أسد الغابة ت (1700) .(2/411)
2689- رفاعة بن يثربي «1»
: قيل هو اسم أبي رمثة. وقيل اسمه يثربي بن عوف.
وسيأتي.
2690- رفاعة الأنصاريّ:
جد عباية بن رافع بن خديج.
مات في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وليس في نسب عبابة من اسمه رفاعة إلا أبوه، ولا صحبة له. وعاش بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم دهرا، فكأنه جدّ له من قبل أمه أو غيرها. وقد تقدم له ذكر في خديج في الخاء المعجمة.
2691- رفاعة «2»
: غير منسوب.
روى ابن مندة من طريق الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن رفاعة، قال: أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن أطوف في الناس وأنادي لا ينبذن أحد في المقيّر «3» ، وإسناده ضعيف.
الراء بعدها القاف
2692- رقاد بن ربيعة العقيليّ «4»
: قال ابن حبّان: له صحبة وروى الطبرانيّ من طريق يعلى بن الأشدق، عن رقاد بن ربيعة، قال: أخذ منا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من الغنم من المائة شاة.. الحديث.
2693- رقيبة بن عقيبة «5»
: أو عقيبة بن رقيبة. كذا ورد بالشك.
روى حديثه ابن مندة، والخطيب في «الجامع» من طريق مكي بن إبراهيم، أما الخطيب فقال عمن حدثه، عن الحسن بن هارون بن الحسن، وأما ابن مندة فقال: عن مكّي، عن هارون، ولم يذكر الواسطة. وفي رواية الخطيب ببلغ به رقيبة بن عقيبة، أو عقيبة بن رقيبة.
وأما
ابن مندة فقال: عن عبد اللَّه بن عمر، عن يزيد بن حبيبة قال: جاء رقيبة فذكر
__________
(1) أسد الغابة ت (1701) ، الاستيعاب ت (787) .
(2) أسد الغابة ت (1703) .
(3) القير والقار لغتان، وهو صعد يذاب فيستخرج منه القار، وهو شيء أسود تطلى به الإبل السّفن يمنع الماء أن يدخل ومنه ضرب تحشى به الخلاخيل والأسورة، والقار شجر. مر اللسان 5/ 3793.
(4) الثقات 3/ 126، تجريد أسماء الصحابة 1/ 185، الإكمال 4/ 108، والحاشية، أسد الغابة ت (1705) .
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 185، أسد الغابة ت (1706) .(2/412)
حديثا مرفوعا، فقال: «أقم حتّى يهلّ الهلال وتخرج يوم الاثنين أو الخميس..» الحديث.
2694- رقيم بن ثابت «1»
: بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية الأنصاريّ، أبو ثابت الأنصاريّ.
كذا نسبه ابن مندة، وقال ابن الكلبيّ بعد ثعلبة: ابن أكال بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
وذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بالطّائف، وكذا ذكره فيهم موسى بن عقبة وابن إسحاق [وابن الكلبيّ.]
«2»
الراء بعدها الكاف
2695- ركانة بن عبد يزيد «3»
: بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبيّ.
قال البلاذريّ: حدّثني عباس بن هشام، حدّثنا أبي عن ابن خرّبوذ وغيره، قالوا: قدم ركانة من سفر. فأخبر خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلقيه في بعض جبال مكّة، فقال: يا بن أخي. بلغني عنك شيء، فإن صرعتني علمت أنك صادق، فصارعه فصرعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأسلم ركانة في الفتح، وقيل: إنه أسلم عقب مصارعته.
قال ابن حبّان: في إسناد خبره في المصارعة نظر.. يشير إلى الحديث الّذي أخرجه أبو داود والترمذيّ من رواية أبي الحسن العسقلانيّ، عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه. أن ركانة صارع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فصرعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث.
قال التّرمذيّ: غريب، وليس إسناده بقائم.
__________
(1) أسد الغابة ت (1707) ، الاستيعاب ت (803) .
(2) ليس من أ.
(3) السير والمغازي لابن إسحاق 276، سيرة ابن هشام 2/ 41، المغازي للواقدي 694، طبقات خليفة 9، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 3/ 337، أنساب الأشراف 1/ 155، مقدمة بقي بن مخلد 108، مشاهير علماء الأمصار 34، المنتخب من ذيل المذيل 553، المعجم الكبير للطبراني 4/ 67، جمهرة أنساب العرب 73، الكامل في التاريخ 2/ 75، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 191، تحفة الأشراف للمزي 3/ 172، تهذيب الكمال له 19/ 221، المعين في طبقات المحدثين 21 رقم 40، الكاشف 1/ 243، تجريد أسماء الصحابة 3/ 186، الوافي بالوفيات 14/ 142، العقد الثمين 4/ 400، تهذيب التهذيب 3/ 287، التقريب 1/ 252، خلاصة تذهيب التهذيب 149، تاريخ الإسلام 5011، أسد الغابة ت (1708) ، الاستيعاب ت (804) .(2/413)
وقال الزّبير: ركانة بن عبد يزيد الّذي صارع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكّة قبل الإسلام، وكان أشدّ النّاس، فقال: يا محمد، إن صرعتني آمنت بك، فصرعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أشهد أنّك ساحر، ثم أسلم بعد، وأطعمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خمسين وسقا.
وفي الترمذيّ من طريق الزبير بن سعيد، عن عبد اللَّه بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني طلقت امرأتي البتة. فقال: «ما أردت بها؟» قال:
واحدة..
الحديث وفي إسناده اختلاف على أبي داود وغيره.
وروى عنه نافع بن عجير، وابن ابنه علي بن يزيد بن ركانة.
قال الزّبير: مات بالمدينة في خلافة معاوية، وقال أبو نعيم: مات في خلافة عثمان.
وقيل: عاش إلى سنة إحدى وأربعين. وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده يزيد.
2696- ركب المصريّ «1»
: قال عباس الدّوري: له صحبة. وقال أبو عمر فيه:
كندي، له حديث حسن في آداب، وليس هو بمشهور في الصّحابة.
وقد أجمعوا على ذكره فيهم. وروى نصيح العنسيّ.
قلت: إسناد حديثه ضعيف، ومراد ابن عبد البرّ بأنه حسن لفظه.
وقد أخرجه البخاريّ في تاريخه، والبغويّ، والباورديّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ وغيرهم، قال ابن مندة: لا يعرف له صحبة وقال البغويّ: لا أدري أسمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم لا؟ وقال ابن حبّان: يقال إنّ له صحبة، إلا أنّ إسناده لا يعتمد عليه.
الراء بعدها الهاء
2697- رهم العدويّ:
من آل عمر بن الخطاب. ذكره وثيمة في الردة، وأنشد له في قتل زيد بن الخطّاب مرثية يقول فيها:
ألا يا زيد زيد بني نفيل ... لقد أورثتنا ويلا بويل
[الوافر] فذكر القصّة، وذكرها سيف في «الفتوح» ، وقال فيه: قال رهم العدويّ من آل
__________
(1) الثقات 3/ 130، تجريد أسماء الصحابة 1/ 186، حسن المحاضرة 1/ 198، الجرح والتعديل 3/ 2346، الوافي بالوفيات 14/ 190، التاريخ الكبير 3/ 338، أسد الغابة ت (1710) ، الاستيعاب ت (805) .(2/414)
الخطاب. ووقع في بعض النسخ من ذيل ابن فتحون رهم بن رهم بن عمر بن الخطّاب.
والصّواب رهم ابن عمّ عمر بن الخطّاب واللَّه أعلم.
2698- رهين:
وقيل زهير- يأتي إن شاء اللَّه تعالى في حرف الزاي.
الراء بعدها الواو
2699- روح بن سيار «1»
: أو سيار بن روح.
قال ابن أبي حاتم: شاميّ، وقال: إني لا أعرفه. وقال البخاريّ: له صحبة يأتي في ترجمة أبي منيب في الكنى.
2700 ز- روح، غير منسوب:
ذكر ابن الحذاء أنه اسم اليتيم الّذي قال أنس: فصففت أنا واليتيم وراءه، والمعروف أن اسمه ضميرة.
2701- رومان، سكن الشام «2»
: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، حكاه أبو القاسم البغويّ، عن البخاريّ، ولم يذكر حديثه وأظنه رومان بن بعجة، بن زيد بن عميرة الجذاميّ.
وقد روى ابن شاهين حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، عن ابن إسحاق، عن حميد بن رومان بن بعجة عن أبيه، قال: وفد، رفاعة بن زيد الجذاميّ إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكتب له كتابا.. فذكر الحديث.
وقد رواه إسماعيل بن عيّاش، عن حميد بن رومان، فقال: عن زيادة بن سعد بن رفاعة بن زيد عن أبيه أن رفاعة بن زيد وفده ... فذكره.
2702- رومان الروميّ «3»
: يقال: إنه اسم سفينة. قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين أنه من سبي بلخ، وبلخ لم تفتح في زمن النبيّ صلّ اللَّه عليه وآله وسلّم، فكيف يسبى منها؟.
2703- رويشد:
بمعجمة مصغرا، الثقفي. صهر بني عدي بن نوفل بن عبد مناف.
ذكره عمر بن شبّة في «أخبار المدينة» ، وأنه اتخذ دارا بالمدينة في جملة من اختط بها من بني عدي، وله قصّة مع عمر في شربه الخمر.
__________
(1) الجرح والتعديل 3/ 2241، أسد الغابة ت (1712) ، الاستيعاب ت (789) .
(2) أسد الغابة ت (1714) .
(3) أسد الغابة ت (1713) .(2/415)
وفي «الموطأ» من طريق سعيد بن المسيّب وغيره أن طليحة الثقفية كانت تحت رشيد الثقفي فطلّقها فنكحت في عدّتها فخفقها عمر ضربا بالدرّة.
وروينا في نسخة إبراهيم بن سعد رواية كاتب الليث، عنه، عن أبيه، قال: أحرق عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه بيت رويشد، وكان حانوت شراب. قال سعد بن إبراهيم عن أبيه: إني لأنظر ذلك البيت يتلألأ كأنه جمرة. وكذلك أخرجه الدّولابي في الكنى من طريق عبد اللَّه بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن سعد بن إبراهيم عن أبيه، قال: رأيت عمر أحرق بيت رويشد الثقفي حتى كأنه جمرة أو حممة، وكان حانوتا يبيع فيه الخمر.
ورواه ابن أبي ذئب، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف نحوه، وإنما ذكرته في الصّحابة، لأن من كان بتلك السن في عهد عمر يكون في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مميّزا لا محالة، ولم يبق من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
2704- رويفع بن ثابت البلويّ»
: ذكره الطّبريّ في وفد بليّ، وأنهم نزلوا عليه سنة تسع، وهو غير رويفع بن ثابت الأنصاريّ، قاله ابن فتحون.
[قلت: وسيأتي في قصته في الكنى في حرف الضّاد المعجمة في ترجمة أبي الضبيب.]
«2»
2705- رويفع بن ثابت «3»
: بن السّكن بن عديّ بن حارثة، من بني مالك بن النّجّار، نزل مصر، وولّاه معاوية على طرابلس «4» سنة ستّ وأربعين، فغزا إفريقية.
وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وعنه بشر بن عبيد اللَّه الحضرميّ، وحنش الصنعاني، وأبو الخير، وآخرون.
__________
(1) أسد الغابة ت (1717) ، الاستيعاب ت (790) .
(2) ليس من أ.
(3) الثقات 3/ 126، الكاشف 1/ 314، خلاصة تذهيب 1/ 23، التحفة اللطيفة 2/ 70، شذرات الذهب 1/ 55، العبر 1/ 54، حسن المحاضرة 1/ 199، علماء إفريقيا وتونس 1/ 28، الأعلام 3/ 36، الطبقات 292 بقي من مخلد 218.
(4) طرابلس: بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة أيضا وسين مهملة: بالشام بلدة على شاطئ البحر عليها سور من صخر ويقال أطرابلس، وطرابلس الغرب: على جانب البحر أيضا ومنها جبل نفوسة ثلاثة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 882.(2/416)
وقال ابن البرقيّ: توفي ببرقة وهو أمير عليها. وقال ابن يونس: مات سنة ست وخمسين، وهو أمير عليها من قبل مسلمة بن مخلد.
2706- رويفع، مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم «1»
: ذكره أبو أحمد العسكريّ في موالي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ذكره المفضل الغلابي، عن مصعب الزبيري، وقال ابن أبي خيثمة: جاء ابن رويفع إلى عمر بن عبد العزيز ففرض له، ولا عقب له، حكاه ابن عساكر، وقال: لا أعلم أحدا ذكره غيره. وقال أبو عمر: لا أعلم له رواية.
الراء بعدها الياء
2707- رئاب بن حنيف «2»
: بن رئاب بن الحارث بن أمية بن زيد الأنصاريّ، ذكره العدويّ في نسب الأوس، وقال: شهد بدرا، وقتل يوم بئر معونة، واستدركه أبو علي الغساني وغيره.
2708- رئاب بن عمرو:
بن عوف بن كعب الليثيّ.
ذكره ابن السّكن، وقال: حديثه عند بعض ولده، حدث به نصر بن قديد الليثيّ، عن مسلم بن حجاج بن مسلم عن أبيه عن جدّه، عن رئاب أنه شهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيعة الرضوان.
2709- رئاب بن مهشم «3»
: بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم القرشي السهمي.
قال أبو عليّ الجيّاني: هو مذكور في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه.
قلت: يشير إلى ما أخرجه الدّارقطنيّ كما سيأتي في ترجمة وائل بن رئاب، ويأتي ذكر معمر بن رئاب.
2710 ز- رياح بن الحارث:
التميميّ المجاشعيّ.
ذكره ابن سعد في وفد بني تميم، وتبعه الطّبريّ، وسيأتي بسط ذلك في ترجمة عطارد بن حاجب.
2711- رياح:
بن الربيع.
__________
(1) أسد الغابة ت (1718) ، الاستيعاب ت (791) .
(2) أسد الغابة ت (1720) ، الإكمال 4/ 3.
(3) أسد الغابة ت (1721) .(2/417)
ذكره ابن أبي حاتم، والدّارقطنيّ بالياء آخر الحروف، والأكثر على أنه بالموحدة وقد تقدم.
2712 ز- ريبال الثقفي «1»
: لم أجد له ذكرا إلا فيما
ذكره الحافظ صلاح الدين العلائي في الوشي المعلم، فأخرج من طريق الثوري عن عمران الثقفيّ، عن أبيه. عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى عليه خاتما من ذهب، فقال له: أتركه قال: لا.
الحديث.
قال العلائيّ: عمران الثقفي: هو ابن مسلم بن رياح ثقة وأما أبوه فلا أعرف حاله.
قلت: لا أدري من أين وقع له ذلك، وأظن أنه راجع ترجمة سفيان الثوري فلم ير في شيوخه من يسمى عمران إلا هذا، لكن صنيع الطّبرانيّ يأبى ذلك، فإنه أخرج هذا الحديث في أثناء ترجمة يعلى بن مرّة الثقفيّ، فكأن عمران عنده حفيد يعلى، ويؤيّد ذلك أن الوليد بن مسلم أخرجه عن الثوريّ، عن أبي يعلى، عن أبيه، فذكر نحوه.
2713 ز- ريبال بن عمرو:
ذكره سيف في «الفتوح» ، وذكر له مقالات «2» مشهورة فيها، وذكر الطّبرانيّ أنه كان من أمراء سعد بن أبي وقاص بالقادسيّة. وقد قدمنا غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمّرون إلا الصّحابة.
القسم الثاني من له رؤية من حرف الراء
الراء بعدها الألف
2714- رافع بن أبي رافع، مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
ذكره الباورديّ في الصّحابة، ولم يذكر ما يدلّ على أن له صحبة.
الراء بعدها الباء
2715- ربيعة بن شرحبيل:
ابن حسنة «3» . له رؤية، سيأتي ذكر أبيه.
__________
(1) في أرياح الثقفي.
(2) في أمقامات.
(3) أسد الغابة ت (1646) ، الثقات 6/ 301، الجرح والتعديل 3/ 2121، التاريخ الكبير 3/ 290، الإكمال 2/ 469، الأعلمي 18/ 220.(2/418)
قال ابن يونس: شهد فتح مصر. ويقال: إن عمرو بن العاص كان يستعمله على بعض العمل. وروى عنه ابنه جعفر، ويناق مولاه.
2716- ربيعة بن شرحبيل:
ابن حسنة «1» . ذكره محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي فيمن دخل مصر من الصّحابة فقال: وممن شهد فتحها. وقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو غلام. وأخوه عبد الرحمن بن شرحبيل.
2717- ربيعة بن عبد اللَّه «2»
: بن الهدير «3» ، بالتصغير، ابن عبد العزّى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيميّ.
ولد في حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وله رواية عن أبي بكر وعمر وغيرهما، وهو معدود في كبار التّابعين، هذا كلام أبي عمر، ومنهم من أدخل بين عبد اللَّه والهدير ربيعة آخر.
وذكره ابن سعد، فقال: ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وذكره ابن حبّان فقال: له صحبة. ثم ذكره في ثقات التّابعين.
وفي صحيح البخاريّ: له قصّة مع عمر.
وقال الدّارقطنيّ: تابعي كبير قليل السّند. وقال العجليّ: ثقة من كبار التّابعين.
وقال أبو بكر بن أبي مليكة: كان من خيار الناس. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وتسعين.
2718 ز- ربيعة بن نوفل بن الحارث:
بن عبد المطّلب.
ذكره الدّارقطنيّ في الإخوة، وقال: لا عقب له انتهى.
ولأبيه ولأخيه صحبة، ولا يبعد أن يكون له رؤية.
الراء بعدها الواو
2719- روح بن زنباع «4»
: بن روح بن سلامة الجذامي، أبو زرعة.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (1650) ، الاستيعاب ت (762) .
(3) في أ: عبد اللَّه بن الهدير.
(4) تاريخ خليفة 440، التاريخ لابن معين 2/ 168، التاريخ الكبير 3/ 307، البيان والتبيين 1/ 358 تاريخ أبي زرعة 1/ 234، أنساب الأشراف 1/ 36، الأخبار الطوال 264، الكامل في الأدب 2/ 125، الأخبار الموفقيات 209، عيون الأخبار 1/ 102، تاريخ الطبري 5/ 496، الجرح والتعديل 3/ 494، جمهرة أنساب العرب 364، أخبار القضاة لوكيع 1/ 123، الولاة والقضاة للكندي 43، الأسامي والكنى للحاكم 206، مشاهير علماء الأمصار 902، المحاسن والمساوئ 390، ربيع الأبرار 3/ 306، تاريخ اليعقوبي 2/ 251 ثمار القلوب للثعالبي 546، شرح أدب الكاتب 111، مروج الذهب 1955 الوزراء والكتاب 35، الحيوان 1/ 226، العقد الفريد 1/ 20، تاريخ دمشق 205، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 340، الكامل في التاريخ 4/ 123، أخبار النساء لابن الجوزي 111، العبر 1/ 98، سير أعلام النبلاء 4/ 251، البداية والنهاية 9/ 53، بلاغات النساء 129، الوافي بالوفيات 14/ 150، الأغاني 9/ 229، محاضرات الأدباء للراغب 1/ 160، التذكرة الحمدونية 2/ 27 المستطرف 1/ 122، شذرات الذهب 1/ 95، الجامع للشمل 1/ 465، تاريخ الإسلام 3/ 61، أسد الغابة ت (1711) ، الاستيعاب ت (788) .(2/419)
ذكره بعضهم في الصّحابة، ولا يصحّ له صحبة، بل يجوز أن يكون ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإن لأبيه صحبة ورواية كما سيأتي.
ووقع في الكنى لمسلم: له صحبة. وقال أبو أحمد الحاكم: يقال له صحبة، وما أراه يصح.
وقال ابن مندة: أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذكره محمّد بن أيوب في الصّحابة. ولا يصح له صحبة. وقال أبو عروبة وحسين القبانيّ: يقال له صحبة. وقال أبو عمر وأبو نعيم وابن مندة: لا يصحّ له صحبة.
وقال ابن أبي خيثمة: وممّن روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم روح بن زنباع.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، وقالا:
كان أميرا على فلسطين،
وأورد له ابن مندة من طريق بكر بن سوادة عن عبيد بن عبد الرّحمن، عن روح بن زنباع، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «الإيمان يمان، وبارك في جذام»
«1» . قلت: ولروح مع عبد الملك بن مروان وغيره قصص حسّان، وكان عبد الملك بن مروان يقول: جمع روح طاعة أهل الشّام، ودهاء أهل العراق، وفقه أهل الحجاز.
وروي عن الشّافعي أن روحا كان يقول: لم أطلب بابا من الخير إلا تيسّر لي، ولا طلبت بابا من الشر إلا لم يتيسر لي.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 387، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2299، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 386 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 58، 59 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا عروة بن رويم وهو ثقة والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33940، 33955، 33958، 33960.(2/420)
وقال ضمرة بن ربيعة عن الوليد بن أبي عون: كان روح إذا خرج من الحمّام أعتق رقبة. وله حديث عن عبادة بن الصّامت، وآخر عن تميم الدّاري، أوردهما ابن عساكر في ترجمته.
وقال أبو سليمان بن زبر: مات سنة أربع وثمانين.
القسم الثالث من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وكان يمكنه أن يسمع منه فلم ينقل ذلك
الراء بعدها الألف
2720- راشد بن عبد الرحمن الأزدي:
له إدراك، وشهد اليرموك.
روى عن أبي عبيدة بن الجراح. ذكره ابن عساكر.
2721 ز- رافع الأشجعي:
يقال: هو اسم أبي الجعد والد سالم. ويأتي في الكنى.
2722 ز- رافع الأشجعيّ:
يقال هو اسم أبي هند. ويقال اسمه النعمان، ويأتي في الكنى.
2723 ز- رافع غير منسوب «1»
: قرأت في كتاب مكة للفاكهيّ، من طريق أبي بكر بن عبد اللَّه: حدّثني عثمان بن عبيد اللَّه بن رافع، عن أبيه، عن جدّه، وكان قد رحل مع قريش الرحلتين، قال: الأثر الّذي في المقام «2» أثر امرأة إسماعيل جاءت إبراهيم بالمقام وهو على دابته ... الحديث.
قلت: وأنا أظن أنه أبو رافع الصّحابي المشهور.
2724 ز- رافع بن سالم:
ويقال ابن سليمان الفزاري.
أدرك الجاهليّة، وسمع من عمر.
روى عنه محمد بن إبراهيم التيميّ، ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم.
__________
(1) أسد الغابة ت (1578) .
(2) المقام: بالفتح: هو الحجر الّذي قام عليه إبراهيم عليه السلام، حين رفع بناء البيت وقيل: الّذي قام عليه حين غسلت زوجة إسماعيل رأسه وهو موضع بالمسجد الحرام أمر اللَّه عزّ وجل بالصلاة عنده وهو معروف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1295.(2/421)
الراء بعدها الباء
2725- رباب بن رميلة:
يأتي في آخر الباب.
2726- رباح بن قصير اللّخمي:
والد علي.
تقدم في القسم الأوّل، وهو من هذا القسم على الصحيح.
2727 ز- ربعيّ «1»
: بكسر أوله وسكون الموحدة بلفظ النسب، ابن حراش، بمهملة مكسورة، ابن جحش بن عمرو بن عبد اللَّه العبسيّ ثم الكوفيّ- التابعيّ الجليل المشهور، أبو مريم.
روى عن عمر بن الخطّاب، وسمع خطبته بالشام، روى ذلك خيثمة في فضائل الصّحابة من طريق حيدة، وعن علي وابن مسعود وغير واحد.
روى عنه جماعة من التابعين، كالشّعبي، وأبي مالك الأشجعي، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، وغيرهم.
قال العجليّ: تابعي ثقة من خيار الناس لم يكذب قط. وقال اللالكائيّ: مجمع على ثقته، قال أبو موسى: يقال إنه أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقد ذكر ابن الكلبيّ أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى أبيه فحرق كتابه، فهذا يؤيد أن لربعيّ إدراكا.
مات سنة مائة. ويقال بعدها بسنة، وقيل بأربع.
2728 ز- ربعيّ الحنظليّ:
والد شبيب.
قال سيف، عن رجاله: قدم ربعي على عمر، فأمدّ به المثنى بن حارثة بالعراق، ولما مات رأس بعده ولده شبثا.
[2729- ربعي الذهليّ:
ذكره دعبل بن علي في طبقات الشّعراء، وقال: شهد القادسيّة، وأنشد له شعرا في قومه من بني سدوس] «2» .
__________
(1) طبقات خليفة ت 1104، تاريخ البخاري 3/ 327 الجرح والتعديل وق 2 م 509، الحلية 4/ 367 وفيه صحف بالخاء المعجمة وتاريخ بغداد 8/ 433، تاريخ ابن عساكر 6- 99، وفيات الأعيان 2/ 300، تهذيب الكمال ص 402، تاريخ الإسلام 4/ 111، تذكرة الحفاظ 1/ 65، العبر 1/ 121، تهذيب التهذيب 3/ 236، النجوم الزاهرة 1/ 253، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 27، خلاصة تذهيب التهذيب 114، شذرات الذهب 1/ 121، تهذيب ابن عساكر 5/ 300، أسد الغابة ت (1616) .
(2) هذه الترجمة سقط في أ.(2/422)
ذكر من اسمه الربيع محلى بأل
2730
ز- الربيع «1» بن ربيعة:
تقدم في القسم الأول.
2731 ز- الربيع بن أوس:
بن الأعور بن شيبان بن عمرو بن جابر بن عقيل بن مالك بن شمخ بن فزارة الفزاريّ.
شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ، [وأنشد له من أبيات:
أبوكم من مزينة غير شكّ ... وهل تخفى علامات النّهار]
«2» [الوافر]
2732- الربيع بن ربيعة:
بن عوف بن قتال بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن سهم التميمي ثم السعديّ ثم القريعيّ. الشّاعر المشهور بالمخبّل، بفتح المعجمة والموحدة الثقيلة، يكنى أبا يزيد سمّاه ابن الكلبيّ وقال ابن دأب:
اسمه كعب بن ربيعة. وقال ابن حبيب: اسمه ربيعة بن مالك، وهو المراد بقول الفرزدق:
وهب القصائد لي النّوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
«3» [الكامل] قال أبو الفرج في الأغاني. عمّر في الجاهليّة والإسلام عمرا طويلا، وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان، وهو شيخ كبير، وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده شيبان في حرف الشّين المعجمة.
وقال ابن حبيب: خطب المخبّل إلى الزبرقان أخته خليدة فرده وزوّجها رجلا من بني جشم بن عوف يقال له هزّال، فهجاه المخبّل.
وقال ابن حبيب، وغير واحد من رواة الأخبار فيما ذكر أبو الفرج بأسانيده: اجتمع الزبرقان بن بدر، والمخبّل السعديّ، وعبدة بن الطبيب، وعمرو بن الأهتم، وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا وقبل مبعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فنحروا جزورا واشتروا خمرا ببعير، وجلسوا يشوون ويأكلون، فذكروا الشعراء، وأيهم أجود شعرا، فرضوا أن يحكموا أوّل من يطلع، فطلع عليهم ربيعة بن حذار الأسديّ، فسألوه، فقال: أخاف أن تغضبوا،
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) ينظر البيت في الطبقات 124، النقائض: 200.(2/423)
فأمّنوه من ذلك، فقال أما أنت يا مخبل فشعرك شهب من نار يلقيها اللَّه على من يشاء من عباده. وذكر بقية القصّة.
2733 ز- الربيع بن زياد:
بن سلامة بن قيس القضاعي ثم التّويلي، بالمثناة مصغّرا.
فارس مشهور، يعرف بالأعرج، وله إدراك وأشعار في الجاهلية، ثم عاش إلى أن مات في خلافة عثمان، حكاه ابن الكلبيّ.
2734- الربيع بن ضبيع:
بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عديّ بن فزارة الفزاريّ. جاهليّ.
ذكر ابن هشام في «التيجان» أنه كبر وخرف، وأدرك الإسلام، ويقال: إنه عاش ثلاثمائة سنة منها ستّون في الإسلام ويقال لم يسلم.
وذكر أبو حاتم السجستاني أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: يا ربيع، أخبرني عما أدركت من القهر، ورأيت من الخطوب، فقال أنا الّذي أقول:
إذا عاش الفتى مائتين عاما ... فقد ذهب اللّذاذة والفتاء
«1» [الوافر] قال: وقد رويتها من شعرك وأنا غلام ففصّل لي عمرك، قال: عشت مائتي سنة في فترة عيسى، وستين في الجاهليّة، وستين في الإسلام، فذكر قصّته معه [وهو القائل ذلك البيت السائر]
إذا جاء الشّتاء فأدفئوني ... فإنّ الشّيخ يهرمه الشّتاء
«2» [الوافر] وأنشد المرزباني بعده:
وأمّا حين يذهب كلّ قرّ ... فسربال خفيف أو رداء
«3» ] «4» [الوافر]
__________
(1) هذا البيت في المعمرين 8، 9.
(2) البيت من الوافر، وهو للربيع بن ضبع في الأزهية ص 184، وأمالي المرتضى 1/ 255، وتخليص الشواهد ص 242، حماسة البحتري ص 202، خزانة الأدب 7/ 381، والدرر 2/ 60، وسمط اللآلي ص 803، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 135، وشرح شذور الذهب ص 458، ولسان العرب 13/ 365 (كون) ، وهمع الهوامع 1/ 116. وهذا البيت فيه شاهد نحوي في قوله: «إذا كان الشتاء» حيث جاءت «كان» تامة بمعنى «حدث» .
(3) ينظر هذا البيت من آمالي المرتضى: 254، وذيل الآمالي: 21، والخزانة: 3/ 306.
(4) ليس من أ.(2/424)
2735- الربيع بن مطرف:
بن بلخ التميمي له إدراك، وأنشد له سيف في الفتوح أشعارا كثيرة في فتح دمشق والقادسيّة وطبريّة «1» ، فمن ذلك قوله في فتح طبريّة:
وإنّا لحلّالون بالثّغر تحتوي ... ولسنا كمن هرّ الحروب من الرّعب
منعناهم ماء الحياة بعيد ما ... سما جمعهم فاستهولوه من الرّهب
[الطويل] قال ابن عساكر: أدرك حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكر من اسمه ربيعة
2736- ربيعة بن أبيّ الضبي:
ذكره المرزباني في معجم الشّعراء، فقال: مخضرم، أدرك يوم بسطام في الجاهليّة وعاش إلى أن شهد الجمل مع عائشة، وهو القائل:
وإذا ساميت قوما ضمتهم ... ببني ضبّة أصحاب الجمل
[الرمل]
2737 ز- ربيعة بن خوط:
بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس [بن طريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ، ثم الفقعسيّ] «2» . أبو المهرش.
ذكره المرزبانيّ «3» ، وقال: شاعر مخضرم حضر يوم ذي قار، ثم نزل بعد ذلك الكوفة [وأنشد له في يوم ذي قار:
نجّى إيادا ولخما كلّ سلهبة ... واستحكم الموت أصحاب البراذين
[البسيط] وقال ابن عساكر: أدرك حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ونسبه ابن الكلبيّ فلم يزد على وصفه بالشّاعر، وذكر بعده أن عمه ربيعة بن ثعلبة بن رئاب المذكور. وقال: يكنى
__________
(1) طبريّة: بليدة مطلّة على البحيرة المعروفة بها وهي من أعمال الأردن في طرف الغور بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وكذلك بينها وبين بيت المقدس وهي مستطيلة وعرضها قليل حتى تنتهي إلى جبل صغير عنده آخر العمارة وفيها عيون ملحة حارة قد بنيت عليها حمامات فهي لا تحتاج إلى الوقود والحمام الّذي يقال إنه من عجائب الدنيا وينسب إليها ليس بها وإنما هو من أعمالها في موضع يقال له: الحسينية في واد. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 878.
(2) ليس في أ.
(3) في أ: ذكره المرزباني أيضا.(2/425)
أبا ثور. وهو الّذي قتل صخر بن عمرو أخا الخنساء، ولم يصفه بما يدلّ على إدراكه الإسلام، وقد تقدم ابن عمها حبيب بن مطهر بن رئاب]
«1» .
2738 ز- ربيعة بن زرارة العتكيّ:
أبو الحلال، بالمهملة والتخفيف.
أدرك الجاهليّة، ثم نزل البصرة، روى ابن الجارود في الكنى من طريق المهلب بن بكر بن حازم، عن الفضل بن موسى، عن أبي الحلال العتكيّ أنه أدرك أهل بيته يعبدون الحجارة، ويقال: إنه توفي وهو ابن مائة وعشرين سنة في زمن الحجاج.
وقال أحمد في كتاب «الزهد» : حدثنا عبيد اللَّه بن ثور بن عون بن أبي الحلال، واسمه ربيعة بن زرارة، حدّثتني أمي عن عمّتها العيناء بنت أبي الحلال، قالت: كان لأبي الحلال حصير يسجد عليها لا يستطيع أن يقوم من الكبر، وكان يقول: اللَّهمّ لا تسلبني القرآن.
قالت العيناء: ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة.
2739 ز- ربيعة بن سلمة:
ويقال ابن عبد اللَّه بن الحارث بن سوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السّكون الشّاعر السّكوني، يعرف بابن الغزالة. قال ابن الكلبيّ:
جاهليّ، وسمى أباه سلمة. وقال ابن دريد في الاشتقاق: أدرك الإسلام فأسلم، وسمى أباه عبد اللَّه.
2740 ز- ربيعة الكنود:
شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ، [ورأيت في نسخة: ابن الكنود، وأنشد له]
«2» .
2741- ربيعة بن مالك:
قيل هو اسم المخبل السعدي.
2742- ربيعة بن مقروم:
بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو بن غيظ بن السيّد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي.
قال المرزبانيّ: كان أحد شعراء مضر في الجاهليّة والإسلام، ثم أسلم فحسن إسلامه، وشهد القادسيّة وغيرها من الفتوح، وعاش مائة سنة، وهو القائل:
ولقد أتت مائة عليّ أعدّها ... حولا فحولا أن بلاها مبتلى
[الكامل] وذكر أبو عبيد في شرح «الأمالي» مثله.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: وفد على كسرى في الجاهليّة، ثم عاش إلى أن أسلم،
__________
(1) ليس في أ.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.(2/426)
وبقي زمانا [وذكره دعبل في طبقات الشعراء، وقال: مخضرم حبسه كسرى بالمشقّر، ثم أدرك القادسيّة، وأنشد له في ذلك شعرا]
«1» .
2743- ربيعة بن النمر بن تولب:
ذكره ابن قتيبة، وسيأتي ذلك في ترجمة أبيه.
الراء بعدها الحاء
2744- رحيل، بالمهملة مصغّرا،» الجعفيّ.
ذكره أبو عمر، فروى الدارقطنيّ من طريق زهير بن معاوية الجعفيّ، عن أسعر بن رحيل أن أباه وسويد بن غفلة انتهيا- يعني إلى المدينة حين رفعت الأيدي عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزل سويد على عمر، ونزل الرّحيل على بلال.
وروى أبو نعيم من طريق الحارث بن مسلم الجعفي ابن عمّ زهير بن معاوية قال: قدم الرحيل وسويد حين سوّي على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم التراب.
الراء بعدها الشين
2745 ز- رشيد بن ربيض العذري «3»
: الشاعر المشهور.
ذكره المرزبانيّ وقال: مخضرم. قال: وهو القائل في محرز بن المكعبر الضبي:
ولقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر ... كما كلّ ضبّيّ من اللّؤم أزرق
[الطويل] قال: وله أشعار في يوم الشيّطين «4» ، وهو يوم كان لبكر بن وائل على بني تميم في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
الراء بعدها الفاء
2746- رفيع بن مهران «5»
: بالتصغير، أبو العالية الرياحيّ- بالتحتانية مشهور في التابعين. له إدراك.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (1671) ، الاستيعاب ت (798) .
(3) في أ: رشيد بن دميص.
(4) الشّيطان: بالفتح ثم السكون وآخره نون: محلة بالكوفة والشّيطان بالفتح ثم الكسر والتشديد وآخره نون واديان في ديار تميم لبني دارم أحدهما طويلع أو قريبا منه به يوم للعرب. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 826.
(5) أسد الغابة ت (1704) . طبقات ابن سعد 7/ 112، طبقات خليفة ت 1634، تاريخ البخاري 3/ 326، المعارف 454، الجرح والتعديل ق 2- م 5101، الحلية 2/ 217 تاريخ أصبهان 1/ 314، طبقات الفقهاء للشيرازي 88 تاريخ ابن عساكر 6/ 131، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ح 2 251، تهذيب الكمال 417، 1625، تذكرة الحفاظ 1/ 58.(2/427)
يقال: إنه دخل على أبي بكر وصلّى خلف عمر.
وأخرج أبو أحمد «1» الحاكم من طريق أبي خلدة، قال: قلت لأبي العالية: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين [أو ثلاث] «2» .
وروى قتادة عنه، قال: قرأت القرآن بعد نبيّكم بعشر سنين.
وروى ابن المدينيّ، من طريق حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن على عهد عمر ثلاث مرات.
وروى ابن أبي حاتم من طريق عاصم قال: قلت لأبي العالية، من أكبر من رأيت؟
قال: أبو أيوب، غير أني لم آخذ عنه شيئا. إسناده صحيح، وبينه وبين الّذي قبله مغايرة ظاهرة، وإسناد الآخر صحيح. فاللَّه أعلم.
وقال العجليّ: هو من كبار التّابعين. وقال الآجريّ عن أبي داود: ذهب علم أبي العالية لم يكن له رواة. انتهى.
وقد روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، ومحمد وحفصة ابنا سيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد اللَّه المزني، وثابت البنانيّ، وقتادة، ومنصور بن زادان وآخرون، فكأن أبا داود أراد من نقل عنه الفقه أو التّفسير.
وقد وثقه العجليّ، وابن حبّان، وغيرهما. وأما ما نقل عن الشافعيّ أنه قال حديث الرياحي رياح، فإنما أراد حديثا خاصّا وهو حديث القهقهة، كما نبه عليه ابن عديّ، ثم قال: وسائر أحاديثه مستقيمة. قالوا: مات سنة تسعين، وقيل بعدها بثلاث وقيل سنة ست ومائة. والأول أقوى.
2747-[الرّفيل:
بالتصغير أيضا له إدراك وهو جد أبي جعفر بن المسلم قال أبو سعد بن السمعاني وغيره لما ترجموا لأبي جعفر أسلم جده الرفيل على يد عمر بن الخطاب وبينهما سبعة آباء وأقل ما يكون بين أبي جعفر وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ستة أنفر بسند صحيح وخمسة بسند ضعيف وممن ساق نسبه أبو بكر الخطيب،
__________
(1) في أ: وأخرج أبو داود.
(2) ليس في أ.(2/428)
وروى عنه في تصانيفه وجمع له مجالس واستملى عليه وذلك بسنة ثلاث وستين ومات سنة خمس وتسعين]
«1» .
الراء بعدها الواو
2748- روح بن حبيب التغلبيّ:
ذكره ابن عساكر في «تاريخه» ، وقال: أدرك عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وروى عن أبي بكر وعمر، وشهد خطبة عمر بالجابية، ثم روى من طريق الحكم بن خطاب، عن الزهري عن أبي واقد، عن روح بن حبيب، قال: بينا أنا عند أبي بكر الصّديق إذا أتي بغراب، فلما رآه بجناحين قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما صيد من صيد إلّا بنقص من تسبيح، وما دخل على أمر مكروه إلّا بذنب، وما عفا اللَّه عنه أكثر، ثمّ خلّى سبيل الغراب»
«2» .
الراء بعدها الياء
2749 ز- رئاب
[بكسر أوله ثم تحتانية مهموزة. ويقال بزاي منقوطة وموحدتين الأولى ثقيلة] «3» ابن رميلة، أخو الأشهب بن رميلة.
له إدراك، وقتل في عهد عثمان. تقدم ذكره في ترجمة أخيه.
2750 ز- رياب،
بكسر أوله ثم تحتانية، ابن الحارث النخعي. له إدراك، وشهد الفتوح في عهد عمر.
روى البخاريّ من طريق صدقة بن المثنّى، عن جدّه رياح بن الحارث- أنه حجّ مع عمر حجّتين.
ومن طريق سماك عن جرير بن رياح عن أبيه «4» أنهم أصابوا قبرا بالمدائن، فوجدوا عليه ثيابا منسوجة بالذّهب ومالا، فكتب عمار إلى عمر، فكتب أن لا ينزعوه.
فرق البخاريّ بينهما، وجمعهما ابن أبي حاتم، وهو أصوب.
القسم الرابع
الراء بعدها الألف
2751- رافع بن بديل:
بن ورقاء الخزاعيّ «5» .
__________
(1) سقط في ط.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 184.
(3) ليس في أ.
(4) في أ: عن أبيه ابن الحارث.
(5) أسد الغابة ت (1571) ، الاستيعاب ت (742) .(2/429)
ذكره ابن مندة، وقد استشهد يوم بئر معونة، وذكر قصّة قتله من طريق ابن إسحاق.
وتعقّبه أبو نعيم فقال: صحّفه المتأخر، وإنما هو نافع بالنون، لا يختلف فيه، بل تواطأ عليه أصحاب المغازي والتواريخ.
2752
ز- رافع بن بشر «1» السلميّ:
قلبه بعض الرواة، وإنما هو بشر بن رافع. وله حديث في الحشر، كذا قال أبو عمر، وذكر ابن شاهين أن الّذي قلبه علي بن ثابت.
قلت: ومن طريقه أخرجه بقي بن مخلد، وقد تقدم على الصّواب.
2753- رافع بن ثابت:
نزل مصر «2» . فرّق ابن مندة بينه وبين رويفع بن ثابت، وهما واحد، قاله أبو نعيم.
2754- رافع بن معبد الأنصاريّ «3»
: أبو الحسن، نزيل حمص. روى عنه محمد بن زياد وغيره، ذكره ابن الأثير، فاستدركه على ما تقدمه، وعزاه لأبي علي الجياني، وقد صحّف اسم أبيه، فإنه ذكره في باب الميم، وإنما هو سعد، وقد ذكرته على الصّواب في الأول منسوبا لابن شاهين.
[الراء بعدها الباء]
ذكر من اسمه الربيع- محلى بأل
2755- الربيع بن زياد:
بن عبد اللَّه بن سفيان بن ناشب بن هدم بن عوذ «4» بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ.
مشهور في الجاهلية، وكان ينادم النعمان بن المنذر، ويقال: إنه أخذ [السكملة] «5» ، ولم أر من ذكر أنه أدرك الإسلام إلا الرشاطيّ، فذكر في ترجمة الأشعريّ قصة للربيع بن زياد الحارثي مع عمر، فقال الرشاطيّ: هو الربيع بن زياد العبسيّ.
والقصّة مشهورة للحارثيّ، فوهم الرشاطيّ وهم فاحشا.
2756 ز- الربيع بن عمرو:
بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري: والد سعد بن الرّبيع.
استدركه ابن فتحون، وحكى عن مكّي بن أبي طالب أنّ سعد بن الربيع لما استشهد
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 172، الجرح والتعديل 3/ 2162، التاريخ الكبير 3/ 304، بقي بن مخلد 621 ذيل الكاشف 427، أسد الغابة ت (1573) ، الاستيعاب ت (726) .
(2) في أ: رافع بن ثابت بن نصر.
(3) أسد الغابة ت (1600) .
(4) في أ: هدم بن عون.
(5) ليس في أ.(2/430)
بأحد ترك ابنين، فضمّ أبوه ماله كلّه، فأتت أمّهما للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت:
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ [النساء: 11] . انتهى.
والمعروف أن الّذي ضمّ مالهما هو عمّهما، وهو الصّواب.
وروى ابن مندة، من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها ترفعه: «طاعة النّساء ندامة»
«1» ، والصواب عن أم سعد بنت سعد بن الربيع.
2757- الربيع بن كعب الأنصاريّ «2»
: وهو وهم، هكذا أخرجه ابن مندة، والصّواب ربيعة بن كعب، وهو الأسلميّ، حليف الأنصار، تقدم.
[2758 ز- الربيع بن محمود المارديني:
وكان من مشايخ الصّوفية فادّعى الصحبة.
كذا ذكره الذّهبيّ في «الميزان» ، ويقال: إنه دجّال ادّعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وكان قد سمع من ابن عساكر سنة بضع وستين.
قلت: الّذي ظهر لي من أمره أن المراد بالصّحبة التي ادّعاها ما
جاء عنه أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في النوم وهو بالمدينة الشريفة، فقال له: «أفلحت دنيا وأخرى» ،
فادّعى أنه بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو يقول ذلك.
قرأت بخط العلامة تقي الدين بن دقيق العيد: أن الكمال بن العديم كتب إليهم أن عمّه محمد بن هبة اللَّه بن أبي جرادة أخبره قال:
قال لي الشيخ ربيع بن محمود: كنت بمسجد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأتيته أستشيره في شيء، فنمت فرأيته، فقال لي: «أفلحت دنيا وأخرى» ، ثم انتبهت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ،
وذكر الحكاية بطولها، وذكر أشياء من هذا الجنس.
قلت: وقرأت بخط محمد بن الحافظ زكي الدين المنذريّ، سمعت عبد الواحد بن عبد اللَّه بن عبد الصّمد بن أبي جرادة يقول: سمعت جدي يقول: حججت سنة إحدى وستمائة، فاجتمعت بالشيخ رتن فعرضت عليه الصّحبة إلى حلب، فقال: أنا أريد أن أموت ببيت المقدس، قال: فرافقته إلى القدس، فمرض فاشتد مرضه فوصلنا خبره أنه مات بالقدس سنة اثنتين وستمائة، ووجدت في فوائد أبي بكر بن محمد العربيّ]
«3» .
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1112 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44493 وعزاه لابن عدي في الكامل والقضاعي وابن عساكر عن عائشة.
(2) أسد الغابة ت (1629) .
(3) هذه الترجمة سقط في أ.(2/431)
[ذكر من اسمه ربيعة]
2759- ربيعة بن أمية:
بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ القرشيّ الجمحيّ «1» أخو صفوان.
أسلم يوم الفتح، وكان شهد حجة الوداع، وجاء عنه فيها حديث مسند، فذكره لأجله في الصّحابة من لم يمعن النظر في أمره، منهم البغويّ وأصحابه: ابن شاهين، وابن السّكن، والباوردي والطّبرانيّ، وتبعهم ابن مندة، وأبو نعيم.
ووقع عند ابن شاهين، من طريق يحيى بن هانئ الشجري عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن ربيعة بن أمية، قال: أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أقف تحت صدر راحلته، وهو واقف بالموقف بعرفة، وكان رجلا صيّتا فقال: «يا ربيعة، قل يا أيّها النّاس، إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لكم: تدرون أيّ بلد هذا؟ ... »
الحديث.
ورواه غيره عن ابن إسحاق، فقالوا: إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر أمية، وهو الصّواب.
ورواية يحيى بن هانئ وهم، ولم يدرك عباد أمية، وهو على الصّواب في مغازي بن إسحاق.
وقد أخرجه ابن خزيمة، والحاكم من وجه آخر، عن ابن إسحاق، عن ابن نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ربيعة ... فذكره، فلو لم يرد في أمره إلا هذا لكان عدّه في الصّحابة صوابا، لكن ورد أنه ارتدّ في زمن عمر، فروى يعقوب بن شيبة في مسندة، من طريق حماد، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب- أنّ أبا بكر الصّديق كان أعبر الناس للرؤيا، فأتاه ربيعة بن أميّة، فقال: إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة، وخرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة، ورأيتك في جامعة من حديد عند سرير إلى الحشر، فقال: إن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر، وأما أنا فإنّ ذلك ديني جمع لي في أشد الأشياء إلى يوم الحشر.
قال: فشرب ربيعة الخمر في زمن عمر، فهرب منه إلى الشّام، ثم هرب إلى قيصر فتنصّر ومات عنده.
__________
(1) الثقات 3/ 128- تجريد أسماء الصحابة 1/ 178 التحفة اللطيفة 2/ 55، العقد الثمين 4/ 391، الطبقات الكبرى 9/ 67، دائرة معارف الأعلمي 18/ 19، 3/ 282، 8/ 266، تعجيل المنفعة 126، البداية والنهاية 5/ 171، المعرفة والتاريخ 1/ 368، أسد الغابة ت (1633) .(2/432)
وذكر ابن عبد البرّ هذه القصّة في الاستيعاب مختصرة، وأن عمر هو الّذي عبرها له.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزّهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرّحمن بن عوف أنه حرس ليلة مع عمر بالمدينة فشبّ لهم سراج في بيت، فانطلقوا يؤمّونه، فإذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر لعبد الرحمن: أتدري بيت من هذا؟ قال: لا. قال: هذا بيت ربيعة بن أمية، وهم الآن شرب، فما ترى؟ قال: أرى أنّا قد أتينا ما نهى اللَّه عنه: ولا تجسّسوا. قال: فانصرف عمر.
وبهذا الإسناد إلى الزّهري، عن سعيد بن المسيب- أن عمر غرّب ربيعة بن أميّة بن خلف في الخمر إلى خيبر، فلحق بهرقل فتنصر، فقال عمر: لا أغرّب بعده أحدا أبدا.
أخرجه النّسائي، من طريق معتمر بن سليمان، عن عبد الرّزّاق.
وله قصة أخرى مع عمر قبل هذا ذكرها مالك في الموطإ عن ابن شهاب، عن عروة أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر، فقالت له: إن ربيعة بن أميّة استمتع بامرأة موحّدة فحملت منه، فخرج عمر يجرّ رداءه فزعا، فقال: هذه المتعة، لو كنت تقدمت فيها لرجمته.
2760- ربيعة بن الحارث:
بن مالك، أبو فراس الأسلميّ. من أهل الصّفة.
استدركه الذّهبيّ في التجريد، وقد حرّف اسم أبيه، وإنما هو كعب لا الحارث وقد مضى على الصّواب.
2761- ربيعة بن حصين:
كان رسول جرير إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
هكذا ذكره ابن شاهين عن ابن الكلبيّ، وهو مقلوب، والصّواب حصين بن ربيعة.
وقد مضى.
2762- ربيعة بن مالك الساعديّ «1»
: هكذا زعم بعضهم أنه اسم أسيد فقلبه، والصّواب مالك بن ربيعة، ونبّه عليه أبو موسى.
2763- ربيعة بن لقيط «2»
: تابعيّ معروف، أرسل حديثا فذكره أبو علي العسكري:
وأخرج من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط، لما دخل رسول
__________
(1) أسد الغابة ت (1664) .
(2) أسد الغابة ت (1662) .(2/433)
صاحب الروم سأله فرسا فأعطاه، فتكلم في ذلك بعض الصّحابة فقال: إنه سيسلبها منه رجل من المسلمين. فكان كذلك.
قال أبو موسى: لا يعلم له صحبة، إنما يروي عن عبد اللَّه بن حوالة وغيره.
قلت: وذكره في التّابعين البخاريّ، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم، والعجليّ، وابن يونس، وآخرون.
2764- ربيعة:
خادم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
استدركه ابن الأمين، وقد ذكره أبو عمر في موضعه على الصّواب، فقال: ربيعة بن كعب، وهو خادم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم المذكور.
2765- ربيعة الكلابيّ «1»
: ذكره أبو موسى من طريق أبي مسلم الكجيّ، قال: حدّثنا سليمان بن داود، حدثنا سعيد بن خثيم، عن ربيعة، بنت عياض حدثني عياض، حدثني ربيعة الكلابيّ، قال: رأيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم توضأ فأسبغ الوضوء «2» ..
الحديث.
ورواه يحيى الحمّاني وغيره عن سعيد، فقالوا: عن ربيعة «3» ، عن عبيدة بن عمرو الكلابيّ، وهو الصّواب. وسيأتي.
الراء بعدها التاء
2766 ز- رتن بن عبد اللَّه:
الهندي ثم البترندي، ويقال المرندي، ويقال: رطن- بالطّاء بدل التاء المثناة- ابن ساهوك بن جكندريو، هكذا وجدته مضبوطا مجوّدا بخط يوثق به، وضبطه بعضهم، - بقاف بدل الواو. ويقال رتن بن نصر بن كربال. وقيل رتن ميدن بن مندى «4» .
شيخ خفي خبره بزعمه دهرا طويلا إلى أن ظهر على رأس القرن السادس، فادّعى الصّحبة، فروى عنه ولداه: محمود، وعبد اللَّه، وموسى بن مجلى بن بندار الدنيسريّ، والحسن بن محمد الحسيني الخراسانيّ، والكمال الشيرازيّ، وإسماعيل البارقيّ «5» ، وأبو
__________
(1) أسد الغابة ت (1661) .
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 241 عن عبيدة بن عمرو الكلابي قال رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم توضأ فأسبغ الوضوء ... قال الهيثمي رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات.
(3) في أ: عن ربيعة.
(4) في ب مندلي.
(5) في ب الفارقيّ.(2/434)
الفضل عثمان بن أبي بكر بن سعيد الإربليّ، وداود بن أسعد بن حامد القفّال المنحروريّ، والشريف علي بن محمد الخراساني الهرويّ، والمعمر أبو بكر المقدسيّ، والهمام السهركنديّ، وأبو مروان عبد الملك بن بشر المغربي، لكنه لم يسمّه، قال: لقيت المعمر فوصفه بنحو مما وصفوا به رتن، ولم أجد له في المتقدمين في كتب الصّحابة ولا غيرهم ذكرا، لكن ذكره الذّهبي في تجريده، فقال: رتن الهنديّ شيخ ظهر بعد ستمائة بالشرق، وادّعى الصّحبة، فسمع منه الجهل، ولا وجود له، بل اختلق اسمه بعض الكذابين، وإنما ذكرته تعجبا كما ذكره أبو موسى سرباتك الهندي، بل هذا إبليس اللعين قد رأي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم منه، وأغرب من ذلك صحابي هو أفضل الصّحابة مطلقا، فذكر عيسى ابن مريم عليهما السلام كما سيأتي في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى.
وذكره في «الميزان» فقال: رتن الهنديّ، وما أدراك ما رتن شيخ دجّال بلا ريب، ظهر بعد ستمائة فادّعى الصّحبة، والصّحابة لا يكذبون، وهذه جراءة على اللَّه ورسوله. وقد ألّفت في أمره جزءا، وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ومع كونه كذّابا فقد كذبوا عليه جملة كثيرة من أسمج الكذب والمحال.
قلت: وزعم الإربلي أنه سمع منه بعد ذلك في سنة ستمائة وخمسة وخمسين، وما زلت أطلب الجزء المذكور حتى ظفرت به بخط مؤلفه، فكتبت منه ما أردته هنا من خطه بلفظه.
وأوله: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، سبحانك هذا بهتان عظيم،
قال شيخ الشيوخ، ومن خطه نقلت، واسمه محمد أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الكريم الحسيني الكاشغري: حدّثني الشّيخ القدوة مهبط الأسرار الربّانية، منبع الأنوار السبحانية، همام الدين السهركنديّ، حدّثني الشيخ المعمر بقية أصحاب سيد البشر، خواجا رطن بن ساهوك بن جكندريق الهندي البترندي، قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تحت شجرة أيام الخريف فهبّت ريح فتناثر الورق حتى لم يبق عليها ورقة، فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ المؤمن إذا صلّى الفريضة في الجماعة تناثرت الذّنوب منه كما تناثر الورق من هذه الشّجرة» .
وقال عليه السّلام: «من أكرم غنيّا لغناه أو أهان فقيرا لفقره لم يزل في لعنة اللَّه أبد الآبدين إلّا أن يتوب» «1» .
__________
(1) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 103 من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة أخرجه الترمذي في السنن 4/ 228 عن نبيشة بلفظ كتاب الأطعمة باب ما جاء في اللقمة تسقط (11) حديث رقم 1804 قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد وابن ماجة في السنن 2/ 1089 كتاب الأطعمة (29) باب تنقية الصحفة (10) حديث رقم 3271، 3272، وأحمد في المسند 5/ 76 والدارميّ في السنن 2/ 96، وابن سعد في الطبقات 7/ 34 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40787.(2/435)
وقال عليه السلام: «من مات على بغض آل محمّد مات كافرا» .
وقال عليه السلام: «من مشّط حاجبيه كلّ ليلة وصلّى عليّ لم ترمد عيناه أبدا»
«1» . قلت: وسرد ثمانية أحاديث أخرى، ثم قال الذهبي عن الكاشغري: حدثنا السيد القدوة تاج الدين محمد بن أحمد بن محمد الخراساني بالمدينة النبويّة في ذي الحجة سنة سبع وسبعمائة، قال: أما بعد فهذه أربعون حديثا متباينات «2» رتنيات انتخبتها مما سمعت من الشّيخ المسلك أبي الفتح موسى بن مجلى الصّوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة في الخانقاه السابقية بسمنان بقراءتي عليه
عن صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أبي الرضا رتن بن نصر، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «ذرّة من أعمال الباطن خير من أعمال الظّاهر كالجبال الرواسي» «3» .
وقال الفقير على فقره أغير من أحدكم على أهل بيته «4» ... فذكر الأحاديث، ثم قال:
قال رتن: كنت في زفاف فاطمة وجماعة من الصّحابة، وكان ثمّ من يغنّي شيئا فطابت قلوبنا ورقصنا، فلما كان الغد سألنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن ليلتنا، فدعا لنا ولم ينكر علينا فعلنا، وقال:
«اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا اللَّه جهرة»
»
. قال الذّهبيّ: ووقفت على نسخة يرويها عبيد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي، قال: حدثني الإمام صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلى بن بندار الدنيسريّ، أخبرنا الشيخ الكبير العديم النظير رتن بن نصر كربال الهندي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إيّاك وأخذ الرّفق من السوقة والنّسوان، فإنّه بعد من اللَّه تعالى» .
وقال: «لو أنّ ليهوديّ حاجة إلى أبي جهل وطلب منّي قضاءها لتردّدت إلى باب أبي جهل مائة مرّة في قضائها» «6» .
__________
(1) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 103، 160.
(2) في ب ثنائيات وثنيات.
(3) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 192.
(4) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 176.
(5) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 40 وذكره المصنف في لسان الميزان 2/ 1838.
(6) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 65، 104.(2/436)
وقال: شقّ العالم القلم أحبّ إلى اللَّه من شقّ جوف المجاهد في سبيل اللَّه» .
وقال: نقطة من دواة عالم أو متعلّم على ثوبه أحبّ إليّ من عرق مائة ثوب شهيد» «1»
وقال: «من ردّ جائعا وهو قادر على أن يشبعه عذّبه اللَّه ولو كان نبيّا مرسلا» «2» .
وقال: «ما من عبد يبكي يوم أصيب ولدي الحسين إلّا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرّسل» .
وقال: «البكاء في يوم عاشوراء نور تامّ يوم القيامة» «3» .
وقال: من أعان تارك الصّلاة بلقمة فكأنّما أعان على قتل الأنبياء كلّهم» «4»
فذكر نحوا من ثلاثمائة حديث.
وفي آخر النسخة طبقة صورتها: قرأ عليّ هذه الأحاديث الشيخ أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم الحسيني الكاشغري بسماعي على الإمام أبي عبد اللَّه أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسديّ بسماعه لها من الإمام الحافظ جلال الدين موسى بن مجلى الدنيسريّ بخوارزم سنة خمس وستين وستمائة وسمعها موسى من رتن.
وكتب محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي الأنصاريّ في شهر ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة.
ثم قال الذّهبيّ: وأظن أنّ هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى بن مجلى أو وضعها له من اختلق ذكر رتن، وهو شيء لم يخلق، ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمائة فهو إما شيطان تبدّى في صورة بشر فادّعى الصّحبة وطول العمر المفرط، وافترى هذه الطامّات، وإما شيخ ضالّ أسس لنفسه بيتا في جهنم بكذبه على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي لنا أن ننزّهه عنها فضلا عن سيد البشر، لكن ما زال عوام الصّوفية يروون الواهيات، وإسناد فيه هذا الكاشغري والطيبي وموسى بن مجلى ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذّهب.
__________
(1) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 23.
(2) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 62، 104.
(3) أورده القرطبي في التذكرة ص 119.
(4) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 317 قال العجلوني قال في اللآلئ موضوع وضعه رتن الهندي الكذاب وأورده الفتني في تذكرة الموضوعات 104.(2/437)
ثم تكلم الذّهبي في أقل ما يروى في عصره من العدد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وذكر طرفا من أقسام العلوّ المصطلح عليه، وأن العالي المكذوب هو ولا شيء سواء.
ثم استطرد إلى ذكر غلاة الصّوفية ومن يقول منهم حدثني قلبي عن ربي، ثم إلى الاتحادية، ومن يزعم منهم أنه عين الإله، ثم قال: وينبغي أن تعلموا همم الناس ودواعيهم متوفرة على نقل الأخبار العجيبة، فأين كان هذا الهندي مطمورا في هذه الستمائة سنة؟ أما كان الأطراف يتسامعون به وبطول عمره، فيرحلون إليه في زمن المنصور والمهدي؟ أما كان متولّي الهند يتحف به المأمون؟
قلت: يعني مع تطلّعه إلى المستغربات، أما كان بعد ذلك بمدة متطاولة يعرف به محمود بن سبكتكين لما افتتح بلاد الهند، ووصل إلى البلد الّذي فيه البدّ، وهو الصنم المعظّم عندهم، وقضيته في ذلك مشهورة مدوّنة في التواريخ، ولم يتعرض أحد ممن صنفها إلى ذكر رتن. انتهى.
ثم قال الذّهبيّ: ثم مع هذا تتطاول عليه الأعمار، ويكرّ عليه الليل والنهار إلى عام ستمائة ولا ينطق بوجوده تاريخ ولا جوّال ولا سفار، فمثل هذا لا يكفي في قبول دعواه خبر واحد، إذ لو كان لتسامع بشأنه كلّ تاجر، ولو كان الّذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئا من هذه الأحاديث لكان الأمر أخف.
ثم قال: ولعمري ما يصدّق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمّد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلا أو يؤمن برجعة عليّ، وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج.
وقد اتّفق أهل الحديث على أن آخر من رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة
وثبت في الصّحيح أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال قبل موته بشهر أو نحوه: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن اليوم عليها أحد»
«1» فانقطع المقال، وماذا بعد الحق إلا الضلال. انتهى. ما ذكره الذهبيّ في خبر كسر وثن رتن ملخصا.
__________
(1) البخاري في صحيحه 1/ 148، 156 وأحمد في المسند 2/ 88 والطبراني في الكبير 12/ 279، وابن عساكر 5/ 161.(2/438)
وقد وقفت على الجزء الّذي أشار إليه وفيه أكثر من ثلاثمائة حديث كما قال، ثم وقفت على طريق أخرى إليه، فأنبأنا غير واحد عن المحدث المكثر الرحال جمال الدين الأقشهري نزيل المدينة النبويّة عن علي بن عمران الصنعانيّ، عن رفيع الدين عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقنديّ أنه حدّثه من لفظه بالمسجد الجامع بصنعاء سنة أربعة وثمانين، عن أبي الفتح موسى بن مجلّى، فذكر النسخة بطولها.
وفي نسخة الإربلي المذكور قال رتن: كنت في زفاف فاطمة أنا وأكثر الصّحابة، وكان ثمّ من يغنّي شيئا، فطابت قلوبنا ورقصنا بضربهم الدفّ وقولهم الشعر، فلما كان من الغد سألنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن ليلتنا، فقلنا: كنا في زفاف فاطمة، فدعا لنا، ولم ينكر علينا.
وقرأت بخط المؤرّخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه، قال:
سمعت النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسيّ الصوفيّ بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة يقول: قدم علينا بشيراز سنة خمس وسبعين وستمائة الشيخ المعمر محمود ولد بابارتن، فأخبرنا أن أباه أدرك ليلة شقّ القمر، وكان ذلك سبب هجرته، وأنه حضر حفر الخندق، وكان استصحب معه سلة فيها تمر هندي أهداها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأكل منها، ووضع يده على ظهر رتن، ودعا له بطول العمر، وله يومئذ ستّ عشرة سنة، فرجع إلى بلده وعاش ستمائة واثنتين وثلاثين سنة، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ثم أورد عنه أحاديث ذكر أنه سمعها من أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم قال النجيب وذكر محمود أنّ عمره مائة وسبعون سنة.
قال النّجيب: ثم قدم علينا أناس من شيراز إلى القاهرة، وأخبروني أنه حيّ وأنه قد رزق أولادا.
وقرأت قصته من وجه آخر مطوّلة بخط الأديب الفاضل صلاح الدين الصفديّ في تذكرته، وأنبأني عنه غير واحد شفاها أنه قرأ في تذكرة الأديب الفاضل علاء الدين الوداعيّ.
قلت: وأنبأنا علي بن محمد بن أبي المجد شفاها عن الوداعيّ، قال: حدّثنا جلال الدين محمد بن سليمان الكاتب بدار السعادة بدمشق، أخبرنا أقضى القضاة نور الدين علي بن محمد بن الحسيني الحنفي سنة إحدى وسبعمائة بالقاهرة، وأنبأنا غير واحد شفاها عن الإمام العلّامة شمس الدين محمد بن عبد الرّحمن بن الصّائغ الحنفيّ، قال: أخبرني القاضي معين الدين عبد المحسن ابن القاضي جلال الدّين عبد اللَّه بن هشام سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، قال: أخبرني القاضي نور الدّين، قال: أخبرنا جدّي الحسين بن محمد، قال:(2/439)
كنت في زمن الصّبا وأنا ابن سبع عشرة سنة سافرت مع أبي وعمّي من خراسان إلى الهند في تجارة، فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من الضياع، فعرج القفّل نحوها فنزلوا بها، فضجّ أهل القافلة فسألناهم عن ذلك. فقالوا: هذه ضيعة الشّيخ رتن المعمّر، فلما نزلنا خارج الضّيعة رأينا بفنائها شجرة عظيمة تظلّ خلقا عظيما وتحتها جمع عظيم من أهل الضّيعة، فبادر الكلّ نحو الشّجرة ونحن معهم، فلما رآنا أهل الضّيعة رحّبوا بنا فرأينا زنبيلا كبيرا معلقا في بعض أغصان تلك الشجرة، فسألناهم فقالوا: في هذا الزنبيل الشيخ رتن الّذي رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ودعا له بطول العمر ستّ مرات، فسألناهم أن ينزلوا الشيخ لنسمع كلامه وحديثه. فتقدّم شيخ منهم إلى الزنبيل وكان ببكرة فأنزله فإذا هو مملوء بالقطن والشيخ في وسط القطن، ففتح رأس الزنبيل فإذا الشيخ فيه كالفرخ، فحسر عن وجهه ووضع فمه على أذنه، وقال: يا جدّاه، هؤلاء قوم قد قدموا من خراسان وفيهم شرفاء من أولاد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ وماذا قال لك؟
فعند ذلك تنفس الشيخ، وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية ونحن نسمع ونفهم، فقال: سافرت مع أبي وأنا شابّ من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة، فلما بلغنا بعض أودية مكّة، وكان المطر قد ملأ الأودية، فرأيت غلاما أسمر اللون مليح الكون، حسن الشمائل، وهو يرعى إبلا في تلك الأودية، وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض الماء لقوة السيل، فعلمت حاله، فأتيت إليه وحملته وخضت السيل إلى عند إبله من غير معرفة سابقة، فلما وضعته عند إبله نظر إليّ وقال بالعربيّة: بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك، فتركته ومضيت إلى حال سبيلي إلى أن دخلنا مكة، وقضينا ما أتينا له من أمر التّجارة، وعدنا إلى الوطن، فلما تطاولت المدة على ذلك كنا جلوسا في فناء ضيعتنا هذه في ليلة مقمرة ليلة البدر، والبدر في كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشق نصفين فغرب نصف في المشرق ونصف في المغرب ساعة زمانية، وأظلم الليل ثم طلع النصف الأول من المشرق والنّصف الثاني من المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء كما كان أول مرة، فتعجبنا من ذلك غاية العجب، ولم نعرف لذلك سببا، فسألنا الرّكبان عن خبر ذلك وسببه، فأخبرونا أنّ رجلا هاشميا ظهر بمكّة، وادّعى أنه رسول اللَّه إلى كافة العالم وأن أهل مكّة سألوه معجزة كمعجزات سائر الأنبياء، وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر أن ينشقّ في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب، ثم يعود إلى ما كان عليه، ففعل لهم ذلك بقدرة اللَّه تعالى.(2/440)
فلما أن سمعنا ذلك من السفار اشتقت إلى أن أرى المذكور، فتجهزت في تجارة، وسافرت إلى أن دخلت مكة، فسألت عن الرجل الموصوف فدلّوني على موضعه، فأتيت إلى منزله فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه فوجدته جالسا في وسط المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيّرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة الأولى، فلم أعرفه، فلما سلّمت عليه نظر إليّ وتبسم وعرفني، وقال: وعليك السّلام، ادن منّي، وكان بين يديه طبق فيه رطب، وحوله جماعة من أصحابه يعظّمون ويبجّلونه، فتوقفت لهيبته، فقال: يا أبانا، ادن مني وكل، الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة، فتقدمت وجلست وأكلت معهم من الرطب، وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ستّ رطبات سوى ما أكلت بيدي، ثم نظر إليّ وتبسّم، وقال: ألم تعرفني؟ قلت: كأنّي، غير أني ما أتحقق، فقال: ألم تحملني في عام كذا، وجاوزت بي السّيل حين حال السّيل بيني وبين إبلي، فعرفته بالعلامة، وقلت له: بلى، يا صبيح الوجه، فقال لي: امدد يدك، فمددت يدي اليمنى إليه، فصافحني بيده اليمنى، وقال: قل أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنّ محمدا رسول اللَّه. فقلت ذلك كما علّمني، فسرّ بذلك، وقال لي عند خروجي من عنده: بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك.
فودّعته وأنا مستبشر بلقائه وبالإسلام، فاستجاب اللَّه دعاء نبيه، وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة، وها عمري اليوم ستمائة سنة وزيادة، وجميع من في هذه الضّيعة العظيمة أولادي وأولاد أولادي. فتح اللَّه عليّ وعليهم بكل خير وبكل نعمة ببركة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقد وقعت لي روايات أخرى غير ما ذكره الذّهبي إلى رتن، منها ما قرأت في كتاب الوحيد في سلوك أهل طريق التّوحيد، للشّيخ عبد الغفّار بن نوح القوصي، وقد لقيت حفيده الشيخ عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار وهو يروي عن أبيه عن جدّه، قال: حدّثني الشّيخ محمد العجميّ، قال: صحبت كمال الدين الشيرازي وكان قد أسنّ وبلغ مائة وستين سنة، قال: صحبت رتن الهندي، وقال: إنه حضر الخندق مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وبه قال عبد الغفّار بن نوح: وحدثني الشيخ عماد الدين السّكري خطيب جامع الحاكم، عن الشيخ إسماعيل الفارقيّ عن خواجه رتن الهنديّ، فذكر حديثا.
وقال البهاء الجندي في تاريخ اليمن. وجدت بخط الشّيخ حسن بن عمر بن محمد بن علي بن أبي القاسم الحميريّ: أخبرني الشيخ العالم المحدّث أبو الحسن بن شبيب بن(2/441)
إسماعيل بن الحسن الواسطي، حدّثنا الشيخ الصالح الفقيه داود بن أسعد بن حامد القفّال المنحروري بقرية من صعيد مصر، يقال لها أسيوط: سمعت المعمر رتن بن ميدن بن مندي الصّراف السنديّ، قال: كنت في بدء أمري أعبد صنما، فرأيت في منامي قائلا يقول لي:
اطلب لك دينا غير هذا. فقلت: أين أطلبه؟ قال: بالشّام. فأتيت الشام فوجدت دين أهلها النّصرانيّة، فتنصرت مدة، ثم سمعت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمدينة فأتيته فأسلمت على يده، ودعا لي بطول العمر، ومسح على رأسي بيده الكريمة، ثم خرجت معه غزوة اليهود، ولما عدت استأذنته في العود إلى بلدي لأجل والدتي، فأذن لي.
قال: وتواتر عند أهل بلده أنه بلغ من العمر سبعمائة سنة ببركة دعاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومات في رجب سنة ثمان وستمائة.
قال: وقدم اليمن أيضا رجل اسمه عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقنديّ فروى عن أبي الفتح موسى بن مجلى الدنيسريّ عن أبي الرضا رتن بن نصر بن كربال.
قلت: وجدت بخط عمر بن محمد الهاشمي، عن الشيخ حسين بن عبد الرّحمن بن محمّد بن علي بن أبي بكر اليماني، أخبرنا الشيخ علي بن أبي بكر الأزرق إجازة، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير، عن والده، عن محمد بن عمرو بن علي التباعي الفقيه، عن أبيه، حدثنا الشريف موفق الدين علي بن محمد الخراساني من أهل هراة في ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة بالمخلاف من بلاد الشاور، قال: دخلت الهند سنة إحدى وستمائة في جمادى الأولى ... فذكر لي خبر رجل معمّر أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يسكن بقرية من مدينة دلي، فقصدته زائرا أنا ورجل مغربي، فلما وقفنا عنده وسلّمنا عليه سألني ممّن أنا؟ فقلت: أنا رجل شريف من ولد الحسين بن علي من أهل خراسان، من هراة وهذا رجل من أهل المغرب، فقال عجب عجيب، أنا حملت جدّك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قلت: يا شيخ، كم لك من العمر؟ قال: سبعمائة، قلت: يا شيخ، أنت من قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم، أنا من قوم عيسى، وأنا حملت رسول اللَّه قبل النبوّة وهو صبيّ صغير قلت: وكيف كان ذلك؟ قال: سمعت بأن محمدا خاتم النبيين في الحجاز، فركبت البحر ثلاث مرات تنكسر المركب في كل مرّة إلى أن ركبت الرابعة، فوصلت إلى جدّة «1» ، وخرجت من البحر: فلما كنت بين جدّة ومكّة وقع المطر وسال الوادي، فلقيت صبيا معه جمال، وقد جاوزت الإبل الوادي، ولم يقدر هو أن يجوز، فحملته وقطعت به ذلك النّهر،
__________
(1) جدّة: بالضم والتشديد، بلد على ساحل بحر اليمن وهي فرضة مكة. انظر معجم البلدان 2/ 133.(2/442)
فقال لي: «بارك اللَّه في عمرك» - قالها ثلاثا- فدخلت مكّة وأقمت مدة ولم أعرف للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خبرا، فرجعت إلى بلدي فأقمت بها ثلاثين أو إحدى وأربعين، فسمعت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنه تحوّل إلى المدينة، فركبت البحر خامس مرة، فوصلت إلى المدينة، فدخلت المسجد، وأبصرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جالسا في المحراب، فسلمت عليه، وجلست، فقال لي: «من أين أنت يا شيخ» ؟ قلت: من الهند.
قال: «أنت الّذي حملتني بين جدّة ومكّة وأنا صبيّ ومعي جمال» ؟ قلت: نعم. قال: «بارك اللَّه في عمرك» فأسلمت وأقمت عنده اثني عشر يوما، وأكلت معه الطعام، ورجعت إلى بلدي، فأقمت تحت هذه الشّجرة وهي شجرة قوقل. قال: ثم أمر لنا بطعام وأكل معنا ثلاث لقيمات، وقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «الموافقة من المروءة والمنافقة من الزّندقة» .
قال: ورأيت أسنانه مثل أسنان الحنش دقاقا، ولحيته مثل الشّوك، وفيها شعر أكثره بياض، وقد سقط حاجباه على وجنتيه يرفعهما بكلاب.
قال: وسألت الشريف: هل كان للشيخ أولاد؟ فقال: سألته فذكر أنه لم يتزوّج قط ولا احتلم إلا مرة في الجاهليّة.
قال الشّريف: أقمت معه من طلوع الشمس إلى العصر، ورأيت طول قعدته ثلاثة أذرع، ومات سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وقرأت في تاريخ اليمن للجندي، ومنها ما أنبئت عن المحدّث الرحال جمال الدين محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري نزيل المدينة النبويّة في فوائد رحلته: أخبرنا أبو الفضل وأبو القاسم بن أبي عبد اللَّه علي بن إبراهيم بن عتيق اللواتي المعروف بابن الخبّاز المهدوي في العشرين من شوّال سنة عشر وسبعمائة بتونس، قال: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن علي بن محمد بن يعلى المغربي التلمساني بثغر الإسكندرية في شهر رمضان سنة ستّ وثمانين وستمائة يقول: سمعت المعمر أبا بكر المقدسي- وكان عمّر ثلاثمائة سنة من لفظه ببلدة السومنات بالهند بمسجد السلطان محمود بن سبكتكين في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة يقول: حدّثنا الشيخ المعمر خواجه رتن بن عبد اللَّه في داره ببلدة توبندة من لفظه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يكون في آخر الزّمان للَّه تبارك وتعالى جند من قبل عسقلان، وهم ترك ما قصدهم أحد إلّا قهروه، ولا قصدوا أحدا إلّا قهروه» .
قال: وذكر خواجه رتن بن عبد اللَّه أنه شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخندق، وسمع منه هذا(2/443)
الحديث، ورجع إلى بلاد الهند، ومات بها وعاش سبعمائة سنة ومات سنة ست وتسعين وخمسمائة.
وقال الأقشهريّ: وهذا السند يتبرك به، وإن لم يوثق بصحبته، ثم قال الأقشهريّ:
وأخبرنا الفقيه أبو القاسم بن عمر بن عبد العال الكناني ثم التونسيّ، قال: سمعت الشيخ نجم الدين عبد اللَّه بن محمد بن محمد الأصبهانيّ يقول: سمعت عبد اللَّه بن بابارتن يقول:
سمعت والدي بابارتن يقول: من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له دخل الجنّة.
وعن الأقشهريّ: أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن علي الجزائريّ، قال: أخبرني علي بن أحمد بن عبد الرّحمن بن حديدي، قال: سافرت من مالقة «1» إلى غرناطة «2» ، فلقيت أحمد بن محمد بن حسين الجذامي، قال لي: لقيت محمّد بن بكرون بن أبي مروان عبد الملك بن بشر، قال: قال لي محمد بن زكريّا بن براطن التجيبي: لما تكاثرت الأخبار بقصّة المعمر، ولقي أبي مروان له اجتزت على وادي آش في شهر رجب سنة إحدى وستين وستمائة، فألفيت بها أبا مروان، فسألته عن خبر المعمر، فقال لي: خرجت عن الأندلس «3» سنة سبع عشرة وستمائة إلى أن وصلت إلى مكّة، فأقمت بها سبع سنين، ثم تجولت في البلاد فوصلت إلى البصرة، فوجدت خبر المعمّر بها شهيرا، ثم قيل لي: هو في إقليم كذا، فانحدرت إلى كش «4» ، فقوي الخبر، فانحدرت أيضا إلى بلدة أخرى، فقيل لي: إن الطّريق ممتنع لأنه صحراء مسافتها خمسة وأربعون يوما، وكنت أقيم أياما لا آكل ولا أشرب، فعزمت على المسير فيها، ثم قيل لي: إن هنا طريقا أقرب، لكنها لا تسلك من أجل التّتر، فهان ذلك عليّ، فسرت ولا أكلم من يكلمني، بل أظهر الصمم ولا آكل ولا أشرب، قال:
فمشيت في عسكر التّتر ستّة أيام على ذلك، ثم خرجت عنهم، فسرت يومين حتى وصلت
__________
(1) مالقة: بفتح اللام والقاف: مدينة بالأندلس عامرة من أعمال ريّة سورها على شاطئ البحر بين الجزيرة الخضراء والمريّة، قيل: هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1221.
(2) غرناطة: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون وبعد الألف طاء مهملة وقيل بألف قبلها وهي أقدم مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس يشقّها النهر المعروف بقلزم يلفظ منه سحالة الذهب وعليه في داخل المدينة أرجاء كثيرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 990.
(3) الأندلس: وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتهما العرب في الإسلام وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام. انظر معجم البلدان 1/ 311.
(4) كشّ: بالفتح ثم التشديد: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل وكشّ: قرية من قرى أصفهان بكاف غير صريحة إلّا أنه يكتب بالجيم بدل الكاف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1167.(2/444)
إلى الموضع الّذي قصدته، فعجب أهله مني، وأضافني شيخ منهم، فأدخلني بيتا، فإذا فيه الشّيخ المعمّر ملفوفا في القطن، وهو في مهد، فدعاه فقال: يا سيدي، هذا رجل من بلاد بعيدة من المغرب الأقصى، جاء إلينا، ليس له حاجة غير رؤيتك، ويريد أن يسمع منك، فكلّمني بكلام ترجمة لي ذلك الشّيخ، فقال: كنت يوم الخندق أعمل مع المسلمين، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلما رأيته وجدت في نفسي خفّة في العمل، فلما رأى ذلك مني قال:
عمّرك اللَّه. عمّرك اللَّه. عمّرك اللَّه. ثم سكت فقال لي الّذي أدخلني عليه: يكفيك.
ثم أخرج الأقشهريّ نحو هذه القصّة من وجهين آخرين، فسمى المعمّر عمارا، وسأذكر ذلك في حرف العين من هذا القسم إن شاء اللَّه تعالى.
وقد تكلم الصّلاح الصفديّ في تذكرته في تقوية وجود رتن، وأنكر على من ينكر وجوده، وعوّل في ذلك على مجرد التجويز العقلي ... وليس النزاع فيه، إنما النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد ثبوت حديث المائة في الصّحيحين والاستبعاد الّذي عوّل عليه الذهبي.
وتعقّب القاضي برهان الدين بن جماعة في حاشية كتبها في تذكرة الصفديّ. فقال:
قول شيخنا الذّهبي هو الحقّ، وتجويز الصّفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع، إذ ليس كلّ جائز بواقع انتهى.
ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد «1» من اليمن، وهو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن، رأيته ينكر على الذهبيّ إنكار وجود رتن، وذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل بلاد الهند ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن، ويثبتون وجوده، فقلت: هو لم يجزم بعدم وجوده، بل تردّد، وهو معذور.
والّذي يظهر أنه كان طال عمره، فادّعى ما ادعى، فتمادى على ذلك حتى اشتهر، ولو كان صادقا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، ولكن لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السّادسة ثم في أوائل السّابعة قبيل وفاته وقد اختلف في سنة وفاته كما تقدّم.
واللَّه أعلم.
الراء بعدها الجيم
2767 ز- رجل، صحابي:
لم يسمّ ادعى ابن حزم أن هذه اللفظة علم عليه، سمّاه بها
__________
(1) زبيد: بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت: اسم واد به مدينة يقال لها الخصيب وهي التي تسمى اليوم زبيد وهي مشهورة باليمن محدثة في أيام المأمون، وبإزائها ساحل غلافقه وساحل المندب وزبيد: بالضم، ثم الفتح: موضع آخر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 658.(2/445)
أهله، فقال: صحابيّ معروف، ذكر ذلك في أواخر المحلى في باب من سبّ اللَّه ورسوله، واعتمد على ما رواه من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن، عن حبيب البخاريّ صاحب أبي ثور، عن محمد بن سهل: سمعت علي بن المديني يقول ... فذكر قصة له مع المأمون فيمن سبّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذكر فيها حديث رجل من بلقين، قال عليّ:
بهذا يعرف هذا الرجل، وهو اسمه، وقد وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبايعه.
قلت: محمد بن سهل ما عرفته، وفي طبقته محمد بن سهل العطار رماه الدارقطنيّ بالوضع وقال: ناقض ابن حزم،
فذكر في الجهاد حديث عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل من بلقين، قال: قلت: يا رسول اللَّه، هل أحد أحق بشيء من المقيم من أحد. قال: «لا» ...
الحديث.
قال ابن حزم: هذا عن رجل مجهول لا ندري أصدق في دعواه الصّحبة أم لا؟
2768- رجّال:
بتشديد الجيم، وضبطه عبد الغنيّ بالمهملة قال الأمين: الأكثر على أنه بالجيم، ابن عنفوة- بنون وفاء- الحنفيّ.
ذكره ابن أبي حاتم، فقال: قدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في وفد بني حنيفة، وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا، سمعت أبي يقول ذلك.
قلت: لكنه ارتد وقتل على الكفر،
فروى سيف بن عمر في الفتوح، عن مخلد بن قيس البجلي، قال: خرج فرات بن حيّان، والرّجال بن عنفوة، وأبو هريرة من عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «لضرس أحدهم في النّار أعظم من أحد، وإنّ معه لقفا غادر»
«1» . فبلغهم ذلك إلى أن بلغ أبا هريرة وفراتا قتل الرجال فخرّا ساجدين.
وروى الواقديّ عن رافع بن خديج، قال: كان في الرّجال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شيء عجيب، فخرج علينا يوما والرّجال معنا جالس، فقال: أحد هؤلاء النفر في النّار، قال رافع: فنظرت فإذا هم أبو هريرة، وأبو أروى، والطّفيل بن عمرو، والرّجال، فجعلت انظر وأتعجب، فلما ارتدّت بنو حنيفة سألت ما فعل الرّجال؟ فقالوا: افتتن وشهد لمسيلمة أنّ رسول اللَّه أشركه في الأمر، فقلت: ما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو الحق قالوا: وكان الرّجال يقول كبشان انتطحا فأحبّهما إلينا كبشنا- يعني مسيلمة، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
__________
(1) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 181.(2/446)
الراء بعدها الدال
[2769 ز- ردّاد:
ذكر في القسم الأول] «1» .
الراء بعدها الفاء
2770- رفاعة «2»
بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار الأنصاري.
ذكره أبو نعيم، وفرّق بينه وبين رفاعة المتقدم في القسم الأول المذكور فيه زنبر بدل دينار، وهو الصّواب، ونبه عليه أبو موسى.
2771- رفاعة بن عمرو الجهنيّ:
ذكره أبو معشر وحده في أهل بدر، وإنما هو وديعة بن عمرو، وسيأتي على الصّواب في موضعه.
2772- رفاعة البدريّ:
استدركه أبو موسى تبعا لأبي بكر بن أبي علي، وهو وهم، فإن الحديث لرفاعة بن رافع، وهو حديث المسيء في صلاته. وقد ذكره ابن مندة على الصّواب.
2773- ز- رفاعة، أبو عباية:
وهم من ذكره في الصّحابة، وقد ذكرت شبهة ذلك في حرف الخاء في خديج.
2774- رفاعة، غير منسوب:
وهو من أصحاب الشجرة.
ذكره أبو موسى، وساق من طريق أبي أمية بن أبي المخارق، حدّثني أبو عبيدة بن رفاعة، عن أبيه، وكان ممن بايع تحت الشّجرة قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا رأى الهلال كبّر ... الحديث.
قال أبو موسى: هذا غير رفاعة بن رافع.
وقد أورده أبو نعيم في ترجمة رفاعة بن رافع، لكن لا أعرف له ابنا يقال له أبو عبيدة، فالظاهر أنه غيره.
قلت: بل هو، وإنما تصحف اسم الراويّ عنه، والصّواب عبيد بن رفاعة، وكذلك وقع في الغيلانيات.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (1691) .(2/447)
الراء بعدها القاف
2775 ز- رقيس الأسديّ:
ذكر البلاذريّ أن بعضهم ذكره في مهاجرة الحبشة. قال: وهو غلط: والصّواب قيس بن عبد اللَّه.
الراء بعدها الكاف
2776- ركانة أبو محمد «1»
: فرّق ابن أبي داود والبلاذريّ بينه وبين ركانة بن عبد يزيد المطلبيّ، وأوردا من طريق أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه قال: صارعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فصرعني، وأورده ابن مندة وقال: أراه الأول.
قلت: بل هو المحقق، فإن قصّة المصارعة مشهورة لركانة بن عبد يزيد، وقد أورده الترمذيّ وابن قانع وغيرهما.
الراء بعدها الواو
2777- رومان بن بعجة:
بن زيد بن عميرة الجذامي. تقدم في القسم الأول.
2778 ز- رومة الغفاريّ «2»
: صاحب بئر رومة.
أورده ابن مندة، فقال: يقال إنه أسلم.
روى حديثه عبد اللَّه بن عمر بن أبان، عن المحاربيّ، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة كان يبيع القربة منها بالمدّ، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «بعنيها بعين في الجنّة» . فقال: يا رسول اللَّه، ليس لي ولا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، أتجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة عينا في الجنة؟ قال:
«نعم» : قال: قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين.
قلت: تعلق ابن مندة على قوله: أتجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة ظنّا منه أن المراد به صاحب البئر، وليس كذلك، لأن في صدر الحديث أنّ رومة اسم البئر، وإنما المراد بقوله جعلت لرومة، أي لصاحب رومة أو نحو ذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (1709) .
(2) أسد الغابة ت (1716) .(2/448)
وقد أخرجه البغويّ، عن عبد اللَّه بن عمر بن أبان بهذا الإسناد، فقال فيه: مثل الّذي جعلت له، فعاد الضمير على الغفاريّ.
وكذا أخرجه ابن شاهين والطّبرانيّ من طريق ابن أبان.
وقال البلاذريّ في تاريخه: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يشرب من بئر رومة بالعقيق وبصق فيها فعذبت «1» قال: هي بئر قديمة قد كانت ارتطمت، فأتى قوم من مزينة حلفاء للأنصار فقاموا عليها وأصلحوها، وكانت رومة امرأة منهم أو أمة لهم تسقي منها الناس فنسبت إليها.
قال: وقال بعض الرّواة: إنّ الشعبة التي على طرفها تدعى رومة، والشعبة واد صغير يجري فيه الماء.
وروى عمر بن شبّة في أخبار المدينة، عن أبي غسّان المدنيّ، أخبرني غير واحد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «نعم القليب قليب المزنيّ» . فاشتراها عثمان فتصدق بها.
وروى عمر بن شبة بإسناد ضعيف، عن أبي قلابة قال: أشرف عليهم عثمان فناشدهم هل تعلمون أن رومة كانت لفلان اليهوديّ لا يسقي أحدا منها قطرة إلا بثمن، فاشتريتها بمالي؟
وله شواهد في الترمذيّ وغيره، ولكن المراد هنا قوله لفلان اليهوديّ.
وذكر ابن هشام في التيجان أنّ تبّعا لما غزا يثرب اجتوى البئر التي حفرها، فكانت فكيهة بنت زيد بن خالد بن عامر بن زريق تسقي له من ماء رومة ... فذكر قصّة.
2779- رويبة «2»
: بالموحدة مصغر، الثقفي، والد عمارة.
روى الطّبرانيّ من طريق رقبة بن مصقلة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن رويبة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لن يلج النّار من صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها»
أورده أبو موسى من هذا الوجه، وفي الإسناد خلل، وذلك أن مسلما وغيره أخرجوه من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عمارة، عن أبيه، فلعلّ ابنا سقط من الرّواية الأولى.
__________
(1) أخرجه ابن سعد 1/ 2/ 184.
(2) أسد الغابة ت (1715) .(2/449)
الراء بعدها الياء
2780- رئاب المزني «1»
: جدّ معاوية بن قرّة.
روى الطّبرانيّ، والحسن بن سفيان من طريق عبد الواحد بن غياث، عن فرات بن أبي الفرات، عن المفضل بن طلحة، عن معاوية بن قرّة بن رئاب عن أبيه أنه كان مع جدّه حين أتى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وفي رواية الحسن بن سفيان عن أبيه قال: كنت مع أبي حين أتى.
والصّواب في هذا ما رواه ابن قانع وغيره من طريق فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة بن إياس بن رئاب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي، فالصّحبة لإياس ولقرّة لا لرئاب.
وقد تقدم في ترجمة إياس بن هلال بن رئاب في القسم الأول. واللَّه أعلم.
2781 ز- الرّئيس بن عامر:
بن حصن الطائي.
له وفادة. هكذا استدركه الذّهبيّ في التجريد، وضبطه بفتح الرّاء بعدها ياء مهموزة ثم أخرى ساكنة ثم مهملة، وهو تصحيف. والصّواب ربتس بسكون الموحدة وفتح المثناة، والباقي سواء. وقد ذكرته على الصّواب أولا.
__________
(1) أسد الغابة ت (1719) .(2/450)
حرف الزاي المنقوطة
القسم الأول
الزاي بعدها الألف
2782- الزّارع بن عامر «1»
: ويقال ابن عمرو العبديّ، أبو الوازع، من عبد القيس، عداده في أعراب البصرة.
قال ابن عبد البرّ: يقال اسم أبيه زارع، والوازع بالواو اسم ولده.
وروى أنه وفد مع الأشج العصريّ على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد تقدّم ذكره في ترجمة جهم بن قثم، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، [روت عنه ابنة ابنه أمّ أبان بنت الوازع، وذكر أبو الفتح الأزدي أنها تفردت بالرواية عنه]
«2» .
2783 ز- زاملة:
هو لقب بريدة بن الحصيب.
2784- زاهر بن الأسود:
بن حجاج «3» بن قيس الأسلمي، والد مجزأة. وكان من أصحاب الشّجرة، وسكن الكوفة.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في النّهي عن أكل لحوم الحمر الإنسيّة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1722) ، الاستيعاب ت (872) ، الثقات 3/ 143 تجريد أسماء الصحابة 1/ 187، الكاشف 1/ 316، تقريب التهذيب 1/ 256، 3/ 2797، الوافي بالوفيات 14/ 163، التاريخ الكبير 3/ 447 بقي بن مخلد 602.
(2) سقط من أ.
(3) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 187، الكاشف 1/ 316، الرياض المستطابة 88، الطبقات 112، 137، تقريب التهذيب 1/ 256، الطبقات الكبرى 4/ 319، وج 6 32، الوافي بالوفيات 14/ 166، التاريخ الكبير 3/ 442، 3/ 2815، حاشية الإكمال 4/ 158، بقي بن مخلد 483، أسد الغابة ت (1723) ، الاستيعاب ت (808) .
(4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 419 عن أبي سليط.(2/451)
روى عنه ابنه مجزأة.
وذكر مسلم وغيره أنه تفرد بالرواية عنه.
وأخرج حديثه البخاريّ في الصّحيح، وفيه أنه شهد الحديبيّة وخيبر. وقال محمد بن إسحاق: كان من أصحاب عمرو بن الحمق [يعني لما كان بمصر، فيؤخذ منه أنه عاش إلى خلافة عثمان]
«1» .
2785- زاهر بن حرام الأشجعيّ «2»
. قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا ولم يوافق عليه. وقيل: إنه تصحّف عليه، لأنه وصف بكونه بدريّا.
وقد جاء ذكره
في حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذيّ في الشّمائل من طريق معمر، عن ثابت، عن أنس- أنّ رجلا من أهل البادية اسمه زاهر كان يهدي للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث.
وفيه قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «زاهر باديتنا ونحن حاضرته» .
وكان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يجهّزه إذا أراد الخروج إلى البادية، وكان زاهر دميم الخلقة، فأتاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يبيع شيئا له في السّوق، فاحتضنه من خلفه، فقال له: من هذا؟ أرسلني، والتفت فعرف النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فجعل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من يشتري منّي هذا العبد؟ وجعل هو يلصق ظهره بصدر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقول: إذا تجدني كاسدا. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لكنّك عند اللَّه لست بكاسد» .
أخرجه البغويّ وغيره، وخالفه معمر، وقد رواه حماد بن سلمة فقال: عن ثابت، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث مرسلا، وهو حماد في ثابت أقوى من معمر، ولكن للحديث شاهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعيّ، عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام كان بدويا لا يأتي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هديّة، فرآه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يبيع سلعة فأخذ بوسطه ... الحديث.
__________
(1) ليس في أ.
(2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 5/ 187، تصحيفات المحدثين 554، تنقيح المقال 4190، الطبقات 48، الوافي بالوفيات 14/ 165، التاريخ الكبير 3/ 442، الأعلمي 19/ 8، أسد الغابة ت (1724) ، الاستيعاب ت (807) .(2/452)
[وحرام والده يقال بالفتح والراء، ويقال بالكسر والزّاي. ووقع في رواية عبد الرزاق بالشكّ]
«1» .
2786- زائدة بن حوالة العنزي «2»
: [يأتي في ترجمة عبد اللَّه بن حوالة] «3» .
[ذكره ابن عبد البرّ مختصرا، وتبعه ابن الأثير، وعلّم له الذهبي علامة أحمد، وذكره العماد بن كثير في تسمية الصحابة الذين أخرج لهم أحمد فقال: زائدة أو مزيدة بن حوالة
في الجزء الثاني من مسند البصريين، فوجدت حديثه عند أحمد من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد اللَّه بن شقيق: حدثني رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة، قال: كنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، ونزل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ظل دوحة، فرآني وأنا مقبل من حاجة وليس غيره وغير كاتبه، فقال:
«أنكتبك يا ابن حوالة؟» ... الحديث.
أخرجه يزيد بن هارون، عن كهمس.
وأخرج أحمد أيضا في مسند عبد اللَّه بن حوالة عن إسماعيل بن عليّة، عن الحريري، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن ابن حوالة، فذكر نحوه.
هكذا أخرجه في مسند عبد اللَّه بن حوالة، وليس في الخبر تسميته عبد اللَّه، لكن أخرجه الطبرانيّ من طريق حماد بن سلمة عن الحريري، فسمّاه عبد اللَّه.
وعبد اللَّه بن حوالة صحابيّ مشهور نزل الشّام وهو مشهور بالأزديّ، وهو أشهر من زائدة راوي هذا الخبر، فلعل بعض رواته سماه عبد اللَّه ظنا منه أنه ابن حوالة المشهور، فسماه عبد اللَّه، والصّواب زائدة أو مزيدة على الشكّ وليس هو أخا عبد اللَّه، لأن عبد اللَّه أزديّ، ويقال عامري حالف الأزد، وزائدة عنزي، بمهملة ونون وزاي، ولم أر له ذكرا إلا في هذا الموضع من مسند أحمد]
«4» .
الزاي بعدها الباء
2787- زبان «5»
: بفتح أوله وتشديد الموحدة ثم نون، ويقال براء بدل النون، ورجحه عبد الغنيّ- بن قسورة ويقال قيسور الكلفيّ.
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت (1725) ، الاستيعاب ت (868) ، تعجيل المنفعة 133، ذيل الكاشف 454.
(3) سقط في ط.
(4) ليس في أ.
(5) أسد الغابة ت (1726) ، الاستيعاب ت (869) .(2/453)
روى حديثه الدارقطنيّ في المؤتلف، من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، قال الدارقطنيّ: حديثه منكر.
2788 ز- زبّان العدويّ.
روى حديثه أبو محمد بن قتيبة، من طريق عيسى بن يزيد بن دأب»
قال: ذكرت الكهانة عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال زبان العدويّ: يا رسول اللَّه، رأيت عجبا.
2789- الزّبرقان بن بدر:
بن امرئ القيس «2» بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مر التيمي السعديّ.
يقال كان اسمه الحصين، ولقّب الزّبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر.
ذكر ابن إسحاق في وفود العرب قال: قدم وفد تميم فيهم عطارد بن حاجب في أشرافهم، منهم: الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر- أحد بني سعد، وعمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم، فنادوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من وراء الحجرات ... فذكر القصّة بطولها، وفيها: ثم أسلموا.
وذكر قصتهم ابن أبي خيثمة، عن الزبير بن بكّار، عن محمد بن الضحّاك، عن أبيه مرسلا بطولها.
وأخرجها ابن شاهين من وجه آخر ضعيف، وذكرها أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين في ترجمة أكثم بن صيفي على سياق آخر.
وروى أبو نعيم، من طريق حماد بن زيد، عن محمد بن الزبير الحنظليّ، قال: دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن هذا- يعني الزّبرقان- فذكر الحديث، وفيه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ من البيان لسحرا» «3»
وإسناده حسن إلا أن فيه انقطاعا.
__________
(1) في أ: يزيد بن دلب.
(2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1/ 188، الاستبصار 314، 315 الأعلام 3/ 41، تقريب التهذيب 1/ 257، 1/ 294، 2/ 161، الطبقات الكبرى 7/ 36، 1/ 294، 2/ 161، المشتبه 354 الجرح والتعديل 3/ 2760، البداية والنهاية 5/ 41، المعرفة والتاريخ 3/ 294، 356، أسد الغابة ت (1758) ، الاستيعاب ت (870) .
(3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 269 عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إن من الشعر حكما ومن البيان سحرا وأخرجه الطبراني في الكبير 10/ 126، 207، 11/ 287 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 126 عن أنس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال إن من البيان لسحرا وإن من الشعر حكمة قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأزرق وهو متروك.(2/454)
وأخرجه ابن شاهين، من طريق أبي المقوم الأنصاريّ، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس، قال: اجتمع عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قيس بن عاصم، والزّبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم.. فذكر الحديث بطوله.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق وقاص بن سريع بن الحكم أن أباه حدثه، قال: حدّثني الزبرقان بن بدر، قال: قدمت على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت على رجل من الأنصار ... فذكر الحديث بطوله.
قال ابن مندة: وذكر الطّبراني من هذا الوجه حديثا آخر وقصته مع الحطيئة، وقد ذكرتها في ترجمة الحطيئة في القسم الثالث من حرف الحاء المهملة.
وقال أبو عمر بن عبد البرّ: ولّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صدقات قومه، فأدّاها في الردّة إلى أبي بكر فأقره ثم إلى عمر، وأنشد له وثيمة في الردّة في وفائه بأداء الزكاة، وتعرض قيس بن عاصم بأذواد الرسول:
وفيت بأذواد الرّسول وقد أتت ... سعاة فلم يردد بعيرا مخرفا
[الطويل] ويقول في أخرى:
من مبلغ قيسا وخندف أنّه ... عزم الإله لنا وأمر محمّد
[الكامل] قلت: وله في ذلك قصة مع قيس بن عاصم ذكرها أبو الفرج في ترجمة قيس، وعاش الزّبرقان إلى خلافة معاوية، فذكر الجاحظ في كتاب «البيان» أنه دخل على زياد وقد كفّ بصره، فسلّم خفيفا فأدناه زياد وأجلسه معه، وقال: يا أبا عبّاس، إن القوم يضحكون من جفائك. فقال: وإن ضحكوا، واللَّه: إن رجلا إلا يودّ أني أبوه لغيّة أو لرشدة.
وذكره المراديّ في نسخة أخرى فيمن عمي من الأشراف.
وذكر الكوكبيّ أنه وفد على عبد الملك، وقاد إليه خمسة وعشرين فرسا، ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته، وحلف على كل فرس منّا يمينا غير التي حلف بها على غيرها، فقال عبد الملك: عجبي من اختلاف أيمانه أشدّ من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل.(2/455)
2790- الزّبرقان بن أصلم «1»
: من آل ذي لعوة.
ذكره ابن مندة في الصّحابة من طريق عمرو بن شمر «2» ، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي وائل، قال: برز الحسين بن علي يوم صفين ... فذكر قصة فيها: فقال له الزّبرقان بن أصلم: انصرف يا بني، فلقد رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مقبلا من ناحية قباء وأنت قدّامه، فما كنت لألقى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بدمك.
2791- الزّبيب بن ثعلبة «3»
: بن عمرو بن سواء العنبريّ.
قال البغويّ: سكن البادية. وقال غيره: نزل البصرة، وهو بموحدتين مصغّر عند الأكثر، وخالفهم العسكريّ فجعل الموحدة الأولى نونا، واعترف أنّ أصحاب الحديث يقولونها بموحدة «4» .
وله حديث أخرجه أبو داود، روى عنه ابنه دجين وابن ابنه شعيث، وصرح بسماعه منه في سنن أبي داود.
[وسيأتي له ذكر في ترجمة أمه أم زبيب في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى] «5» .
2792 ز- زبيد السلميّ.
[أخرج حديثه محمد بن يحيى العدني] «6» بن أبي عمر «7» في مسندة، فقال: حدثنا سفيان، أخبرنا صاحب لنا يقال له عمرو بن حفص ثقة، عن شيخ من بني سليم يقال له زبيد قرأ القرآن عشر سنين يختمه في يوم وليلة، وعشرين سنة يختمه في يومين وليلتين،
قال: واللَّه لقد كان على وجهه نور، إن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان إذا أنس من أصحابه
__________
(1) أسد الغابة ت (1727) .
(2) من أ: عمرو بن شمس.
(3) أسد الغابة ت (1729) ، الاستيعاب ت (871) ، الثقات 3/ 144، تجريد أسماء الصحابة 1/ 188، الأنساب 9/ 87 الكاشف 1/ 317، تهذيب التهذيب 3/ 310، الطبقات 42، 178 تقريب التهذيب 1/ 257، التاريخ الكبير 3/ 447، الجرح والتعديل 13/ 2811، الوافي بالوفيات 14/ 176 الاستيعاب 1/ 212، الإكمال 4/ 163، المشتبه 332، تصحيفات المحدثين 753، 1129، بقي بن مخلد 528.
(4) في أيقولونها بموحدة بدل النون.
(5) بدل ما بين القوسين في أ. وروى حديثه أبو داود والطبراني، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه من طرق. ومضى ذكر بعضه في ترجمة ذؤيب بن شهيم.
(6) سقط في أ.
(7) في أ: ذكره ابن أبي عمر.(2/456)
غرّة أو غفلة نادى فيهم بأعلى صوته: أتتكم المنية لازمة إمّا بشقوة وإما بسعادة
«1» .
ذكر من اسمه الزبير
2793- الزبير بن عبد اللَّه الكلابيّ «2»
. ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال أبو عمر: لا أعلم له لقاء إلا أنه أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عثمان.
قلت: كأنه أراد ما رواه العلاء بن الزبير عن أبيه، قال: رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلية الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس، كل ذلك في خمس عشرة سنة.
وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشّام.
2794 ز- الزبير بن عبيدة الأسدي «3»
: من بني أسد بن خزيمة.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد هو وأخوه تمام بن عبيدة.
2795 ز- الزّبير بن عدي:
بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ ابن أخي ورقة بن نوفل. ذكره البلاذريّ.
2796- الزّبير بن العوّام «4»
: بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب القرشي الأسدي، أبو عبد اللَّه، حواريّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وابن عمته.
أمه صفية بنت عبد المطّلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستّة أصحاب الشّورى، كانت أمه تكنّيه أبا الطّاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطّلب، واكتنى هو بابنه عبد اللَّه فغلبت عليه، وأسلم وله اثنتا عشرة سنة وقيل ثمان سنين.
وقال اللّيث: حدثني أبو الأسود، قال: كان عمّ الزّبير يعلقه في حصير ويدخّن عليه ليرجع إلى الكفر، فيقول: لا أكفر أبدا.
وقال الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب: حدّثني عمي مصعب، عن جدّي عبد اللَّه بن
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42099 وقال أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد المسلمي مرسلا وأورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 95 وضعفه.
(2) أسد الغابة ت (1730) ، الاستيعاب ت (809) .
(3) أسد الغابة ت (1731) ، الاستيعاب ت (810) .
(4) أسد الغابة ت (1732) ، الاستيعاب ت (811) .(2/457)
مصعب أن العوّام لما مات كان نوفل بن خويلد يلي ابن أخيه الزبير، وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه، فعاتبها نوفل وقال: ما هكذا يضرب الولد، إنك لتضربينه ضرب مبغضة فرجزت به صفية:
من قال إنّي أبغضه فقد كذب ... وإنّما أضربه لكي يلب
ويهزم الجيش ويأتي بالسّلب ... ولا يكن لماله خبأ مخب
يأكل في البيت من تمر وحب
[الرجز] تعرض نوفل فقال: يا بني هاشم، ألا تزجرونها عنّي؟
وهاجر الزبير الهجرتين.
وقال عروة: كان الزبير طويلا تخطّ رجلاه الأرض إذا ركب. أخرجه الزبير بن بكّار.
وقال عثمان بن عفّان لما قيل له استخلف الزبير: أما إنه لأخيرهم وأحبهم إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرجه أحمد والبخاريّ، وفيه يقول حسّان بن ثابت فيما رواه الزبير بن بكّار:
أقام على عهد النّبيّ وهديه ... حواريّه والقول بالفعل يعدل
[الطويل] إلى أن قال:
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدّهر ما دام يذبل
[الطويل]
روى الزّبير بن بكّار، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: سألت الزبير عن قلة حديثه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: كان بيني وبينه من الرّحم والقرابة ما قد علمت، ولكني سمعته يقول: «من قال عليّ ما لم أقل فليتبوَّأ مقعده من النّار» «1» .
وأخرجه البخاريّ من وجه آخر عن عروة قال: قاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلا فكسر
__________
(1) أخرجه أحمد 1/ 65، 2/ 158، 171، 365، 4/ 159، 334، 5/ 297، 301، وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (2214) والطبراني في الكبير 1/ 135، والشافعيّ كما في البدائع 16، والبخاري في التاريخ 6/ 209 والحاكم في المستدرك 1/ 102 وذكره المصنف في المطالب (3085) وابن سعد 2/ 2/ 100 وانظر كنز العمال (29490) وانظر المجمع 8/ 149.(2/458)
يده، فمرّ بالرجل محمولا على صفية فسألته عنه، فقيل لها. فقالت: كيف رأيت زبرا؟ أقطا وتمرا؟ أو مشمعلا صقرا.
أخرجه ابن سعد، وعن عروة وابن المسيّب قال: أول رجل سلّ سيفه في اللَّه الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة فقال «1» . أخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقبل الزبير يشقّ الناس بسيفه والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأعلى مكة.
أخرجه الزّبير بن بكّار من الوجهين.
وفي رواية ابن المسيّب: فقيل: قتل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج الزبير متجرّدا بالسيف صلتا.
وروى ابن سعد بإسناد صحيح عن هشام عن أبيه، قال: كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر، فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ الملائكة نزلت على سيماء الزّبير» «2» .
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي المليح، عن أبيه نحوه.
ومن حديث عروة، عن ابن الزبير، قال: قال لي الزبير قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «فداك أبي وأمّي» .
وعن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسّيف كنت أدخل أصابعي فيها: ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.
وروى البخاريّ عن عائشة أنها قالت لعروة: كان أبوك من الذين استجابوا للَّه وللرسول من بعد ما أصابهم القرح، تريد أبا بكر والزبير.
وروى أيضا عن جابر قال: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم بني قريظة: «من يأتيني بخبر القوم» ؟ فانتدب الزبير، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ لكلّ نبيّ حواريّا وحواريي الزّبير» .
وروى أحمد، من طريق عاصم عن زرّ، قال: قيل لعلي: إن قاتل الزبير بالباب. قال:
ليدخل قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ لكلّ نبي حواريّا، وإنّ حواريي الزّبير» .
__________
(1) في ب: قال.
(2) أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 1: 72.(2/459)
وروى هذا المتن ابن عديّ من حديث أبي موسى الأشعريّ.
وروى أبو يعلى أنّ ابن عمر سمع رجلا يقول: أنا ابن الحواري. فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلّا فلا.
وروى يعقوب بن سفيان، عن مطيع بن الأسود أنه أوصى إلى الزّبير فأبى، فقال:
أسألك باللَّه والرحم إلّا ما قبلت، فإنّي سمعت عمر يقول: إن الزبير ركن من أركان الدّين.
وروى الحميديّ في «النوادر» أنه أوصى إليه عثمان، والمقداد، وابن مسعود، وابن عوف، وغيرهم، فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله، وزاد الزبير بن بكار، ومطيع بن الأسود، وأبو العاص بن الرّبيع.
وروى يعقوب بن سفيان أنّ الزبير كان له ألف مملوك يؤدّون إليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئا، يتصدق به كله.
وقصّته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكور في كتاب الخمس من صحيح البخاريّ بطولها.
وكان قتل الزّبير بعد أن انصرف يوم الجمل بعد أن ذكره عليّ،
فروى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني، قال: شهدت عليا والزبير توافيا يوم الجمل، فقال له علي: أنشدك اللَّه، أسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّك تقاتل عليّا، وأنت ظالم له؟» «1» قال: نعم. ولم أذكر ذلك إلى الآن. فانصرف.
وروى ابن سعد بإسناد صحيح، عن ابن عبّاس أنه قال للزّبير يوم الجمل: أجئت تقاتل ابن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله. قال: فجاء ابن عبّاس إلى عليّ، فقال: إلى أين يدخل قاتل ابن صفية؟ قال: النّار.
وكان قتله في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وله ست أو سبع وستون سنة، وكان الّذي قتله رجل من بني تميم يقال له عمرو بن جرموز قتله غدرا بمكان يقال له وادي السّباع: رواه خليفة بن خياط وغيره.
وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» من طريق حصين، عن عمرو بن جاوان، قال:
__________
(1) أخرجه أبو يعلى في مسندة 2/ 30 (666) وقال الهيثمي في المجمع 7/ 235 وعزاه لأبي يعلى فيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري لم يصح حديثه، وذكره ابن حجر في المطالب (4476) وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 35 وأورده ابن الجوزي في العلل 2/ 365 والمتقي الهندي في الكنز (31688) وعزاه فضلا عن هؤلاء لابن عساكر والبيهقي في الدلائل.(2/460)
لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم اللَّه والإسلام، فلم ينشب أن قتل، فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل، فانطلق الزبير على فرس له فبلغ الأحنف، فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه، فسمعها عمرو بن جرموز، فانطلق فأتاه من خلفه فطعنه وأعانه فضالة بن حابس ونفيع، فقتلوه.
2797- الزّبير بن أبي هالة التميميّ «1»
: روى ابن مندة من طريق عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهيّ، عن الزبير بن أبي هالة، قال: قتل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلا من قريش ثم قال: «لا يقتلنّ بعد اليوم رجل من قريش صبرا»
«2» . وأخرجه ابن عديّ في «الكامل» في ترجمة مصعب بن سعيد، وقال: كان يحدّث عن الثقات بالمناكير، وساق في آخر هذا الحديث: إلا قاتل عثمان.
وقال ابن أبي حاتم: جاء حديثه من طريق سيف بن عمر.
قلت:
روى سيف في «الفتوح» ، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في أصحابي ... »
«3» الحديث. لكن وقع في كثير من النسخ، عن الزبير بن العوّام. فاللَّه أعلم.
الزاي بعدها الجيم، والخاء
2798 ز- الزّجاج:
والد عبد الرحمن، غلام أم حبيبة.
يأتي ذكره في ترجمة ولده إن شاء اللَّه تعالى.
2799 ز- زخيّ «4»
: بالمعجمة ومصغّر.
ذكره ابن مندة، وأبو نعيم في حرف الزّاي، وذكره ابن فتحون في حرف الراء.
وقد تقدّم ذكره في ترجمة ذؤيب بن شعثم.
__________
(1) أسد الغابة، [1733] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 275 وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 826، وانظر كنز العمال (30167) .
(3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 3/ 13، 7/ 81.
(4) أسد الغابة ت [1734] .(2/461)
الزاي بعدها الراء
2800 ز- زرارة بن أوفى النخعيّ «1»
، أبو عمرو.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. ومات في زمن عثمان، وتبعه أبو عمر فلم يزد.
قلت: فأما زرارة بن أوفى قاضي البصرة فهو تابعيّ معروف ثقة، وهو حرشيّ، بفتح المهملة والراء بعدها معجمة.
2801- زرارة بن جزي «2»
أو جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ.
روى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، من طريق زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة أن زرارة بن جزي قال لعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى الضّحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. إسناده حسن.
وله طريق أخرى تأتي في ترجمة شريك بن وائلة، وذكر الجاحظ في البيان أن زرارة بن جزي حين أتى عمر بن الخطاب وتكلّم عنده فرفع به أنشده:
أتيت أبا حفص ولا يستطيعه ... من النّاس إلّا كالسّنان طرير
ووفّقني الرّحمن لمّا لقيته ... وللباب من دون الخصوم صرير
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 150، العلل 1/ 283، التاريخ الكبير 3/ 438، التاريخ الصغير 76، تاريخ الثقات للعجلي، أخباره القضاة لوكيع 1/ 292، الجرح والتعديل 3/ 603، المراسيل 63، البيان والتبيين 3/ 210، الجامع الصحيح للترمذي 2/ 307، المعرفة والتاريخ 1/ 217، تاريخ الطبري 5/ 224، الثقات 4/ 266، مشاهير علماء الأمصار 701، رجال صحيح مسلم 1/ 229، حلية الأولياء 2/ 258، رجال صحيح البخاري 1/ 275، الفرج بعد الشدة 1/ 172، الأسامي والكنى 164، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155، العقد الفريد 6/ 97، الأنساب للسمعاني 4/ 108، الكامل في التاريخ 3/ 451، تهذيب الكمال 9/ 339، الكاشف 1/ 520، سير أعلام النبلاء 4/ 515، العبر 1/ 109، المعين في طبقات المحدثين 33، عهد الخلفاء الراشدين 611، دول الإسلام 1/ 68، البداية والنهاية 9/ 93، مرآة الجنان 1/ 185، جامع التحصيل 213، الوافي بالوفيات 14/ 192، تهذيب التهذيب 3/ 322، تقريب التهذيب 1/ 259، خلاصة تذهيب التهذيب 121، شذرات الذهب 1/ 102، أسد الغابة ت [1737] ، الاستيعاب ت [812] . (2) الجرح والتعديل 3/ 2726، التاريخ الكبير 4381، دائرة معارف الأعلمي 19/ 17، الإكمال 2/ 8225، بقي بن مخلد 258، أسد الغابة ت [1738] ، الاستيعاب ت [813] .(2/462)
فقلت له قولا أصاب فؤاده ... وبعض كلام القائلين غرور
[الطويل] وقال ابن الكلبيّ: عاش إلى خلافة مروان بن الحكم.
وقال الزّبير بن بكّار: حدثني هارون أخي، حدثني بعض أهل البادية، قال: كان عبد العزيز بن زرارة رجلا شريفا ذا مال كثير، فأشرف عيينة فواجهه المال، فأعجبه، فقال:
اللَّهمّ إنّي أشهدك أني حبست نفسي وأهلي ومالي في سبيلك، ثم أتى أباه فأخبره بذلك، فقال: ارتحل على بركة اللَّه. قال: فتوجّه نحو الشّام.
وذكر الواقديّ أنه شهد مع يزيد بن معاوية غزاة القسطنطينية.
وقيل: إنه مات في تلك الرحلة، فنعاه معاوية إلى زرارة، فقال: مات فتى العرب، فقال: ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك، فاسترجع.
وروى هشام بن الكلبيّ أن مروان لما بويع بالخلافة اجتاز على زرارة وهو على ماء لهم وهو شيخ «كبير» ، فقال له: كيف أنت؟ قال بخير، أنبت اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا. وكانوا قد هلكوا في الجهاد.
2802- زرارة بن عمرو النخعي «1»
: قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اليمن في النصف من المحرم سنة إحدى عشرة، وقال أبو عمر: بل كان قدومه في نصف رجب سنة تسع انتهى.
والّذي ذكره أبو حاتم جزم به ابن سعد، وقال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلميّ، قال:
كان آخر من قدم من الوفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفد النخع، وقدموا من اليمن للنّصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن، وكان فيهم زرارة بن عمرو انتهى.
وذكر له أبو عمر حديثا فيه: أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا له ألا تدركه الفتنة: والحديث المذكور
أورده ابن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني عن شيوخه، قالوا: قدم وفد النخع في المحرم سنة عشر عليهم زرارة بن عمرو، وهم مائتا رجل، فقال زرارة: يا رسول اللَّه، رأيت في طريقي رؤيا هالتني: رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا
__________
(1) الثقات 3/ 143، أسد الغابة ت [1739] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 89، الطبقات الكبرى 1/ 346، 8/ 315، الوافي بالوفيات 14/ 192، الجرح والتعديل ج 3/ 2724، الاستيعاب ت [814] .(2/463)
أسفع أحوى، ورأيت نارا خرجت من الأرض حالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو، وهي تقول: لظى لظى، بصير وأعمى، ورأيت النّعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان، ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض.
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل خلّفت أمة مسرّة حملا» ؟ قال: نعم.
قال: «قد ولدت غلاما وهو ابنك» . قال: فما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن «مني» . فدنا، قال: «أبك برص تكتمه» ؟ قال: نعم، والّذي بعثك بالحق ما علمه أحد من الخلق قبلك.
قال: فهو ذاك. وأمّا النّار فإنّها تكون فتنة بعدي» . قال: وما الفتن؟ قال: «يقتل النّاس إمامهم ويشتجرون- وخالف بين أصابعه- حتّى يصير دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء، يحسب المسيء أنّه محسن، فإن متّ أدركت ابنك، وإن أنت بقيت أدركتك» .
قال: فادع اللَّه ألا تدركني، فدعا له. قال: فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق اللَّه تعالى خلع عثمان بن عفان.
قال: وأما النّعمان وما عليه فذاك ملك العرب يصير إلى فضل بهجة وزينة، والعجوز الشّمطاء بقية الدّنيا.
وأخرج ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدّثني رجل من جرم، عن رجل منهم، قال: وفد رجل من النخع يقال له زرارة بن قيس بن الحارث بن عديّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر نحوه، وقال في الحديث: قال فمات زرارة وأدركها ابنه عمرو، فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة، وبايع علي بن أبي طالب.
2803 ز- زرارة بن عمير:
أخو مصعب بن عمير. وهو أبو عزيز. وهو بكنيته أشهر.
يأتي في الكنى.
2804- زرارة بن قيس «1»
: بن الحارث بن عدي النخعي.
ذكره في زرارة بن عمرو الماضي قريبا.
2805- زرارة بن قيس:
بن الحارث بن «2» فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ
__________
(1) أسد الغابة ت [1741] .
(2) أسد الغابة ت [1742] ، الاستيعاب ت [815] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189، الطبقات الكبرى 1/ 346، الوافي بالوفيات 14/ 193، تبصير المنتبه 3/ 1054،(2/464)
ذكره ابن عبد البرّ وقال: قتل باليمامة.
2806 ز- زرارة بن قيس:
بن عمرو النخعيّ.
أظنه ابن أخي الّذي قبله بترجمة.
قال ابن شاهين: حدثنا المنذر بن محمد، حدّثنا الحسن بن محمد، حدّثني يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعيّ، عن الحسن بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن عابس النخعيّ، عن أبيه عن زرارة بن قيس بن عمرو- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأسلم وكتب له كتابا ودعا له.
2807- زرارة الأنصاريّ:
روى ابن شاهين وابن مردويه، من طريق عمر أبي حفص، عن خالد بن سلمة «1» ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزوميّ، عن ابن زرارة الأنصاريّ عن أبيه، قال: تلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوما هذه الآيات: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ- إلى قوله:
بِقَدَرٍ [القمر: 47] ، فقال: أنزلت هذه الآيات في أناس يكونون في آخر أمتي يكذبون بالقدر.
وأخرجه ابن شاهين أيضا وابن مندة من وجه آخر إلى حفص بن سليمان عن خالد بن سلمة بهذا الإسناد، لكن لم يقل الأنصاريّ. ومن ثمّ ظن ابن الأثير أنه النخعيّ. وقد صحّ أنه غيره.
ورواه ابن مندة أيضا، وابن مردويه من طريق حفص بن سليمان أيضا، عن سعيد بن عمرو، عن زياد بن أبي زياد الأنصاري، عن أبيه، كذا قال.
والاضطراب فيه من حفص بن سليمان وهو ضعيف، وكناه ابن مندة أبا عمرو بابنه عمرو.
2808 ز- زرّ بن جابر:
بن سدوس بن أصمع الطائيّ النّبهانيّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع زيد الخيل، وقد تقدم إسناد ذلك في ترجمة حارثة بن قعين.
2809- زرّ بن عبد اللَّه «2»
: بن كليب الفقيميّ.
__________
(1) في أخالد بن يشكر.
(2) أسد الغابة ت [1736] .(2/465)
قال الطّبريّ: له صحبة ووفادة، وكان من أمراء الجيوش في فتح خوزستان «1» ، وكان على جيش في حصار جنديسابور «2» وفتحها صلحا. ذكره ابن فتحون.
وروى ابن شاهين من طريق سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن، عن زرّ بن عبد اللَّه الفقيمي أنه وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في نفر من بني تميم، فأسلم، ودعا له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولعقبه.
ثم روى من طريق أبي معشر عن يزيد بن رومان، قال: وفد زرين بن عبد اللَّه الفقيميّ على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال أبو موسى: يقال إن هذا هو الصّواب- يعني بفتح الزّاي وتخفيف الراء المكسورة بعدها تحتانية ثم نون- واللَّه أعلم.
2810- زرعة بن خليفة اليمامي «3»
: ذكره ابن أبي حاتم. وقال ابن السّكن: روى عنه حديث بإسناد مجهول، ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرازيّ، عن موسى بن الحكم الخراساني، عن محمد بن زياد الراسبيّ، عن زرعة بن خليفة، قال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يناديه باليمامة، فأتيناه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، وأسهم لنا، وقرأ في العشاء»
بالتّين والزّيتون، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر.
قال ابن السّكن: لولا أن أبا زرعة حدّث به ما ذكرته، فليس في إسناده من يعرف غيره وغير شيخنا.
قلت: أورده الشّيرازيّ في «الألقاب» ، من طريق أبي حاتم الرّازي، عن أبي زرعة، ثم قال: هكذا قال الخراساني.
ورأيت في موضع آخر موسى بن الحكم أبو عمران الجرجانيّ.
__________
(1) خوزستان: بضم أوله وبعد الواو الساكنة زاي وسين مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون. وهو اسم لجميع بلاد الخوز، واستان كالنسبة في كلام الفرس، أرض خوزستان أشبه شيء بأرض العراق وهوائها وصحتها فإن مياهها طيبة جارية. انظر معجم البلدان: 2/ 462.
(2) جنديسابور: بضم أوله وتسكين ثانيه وفتح الدال وياء ساكنة وسين مهملة وألف وباء موحدة مضمومة وواو ساكنة وراء. مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده. انظر معجم البلدان 2/ 198.
(3) أسد الغابة ت [1744] ، الاستيعاب ت [817] .
(4) في أ: وقرأ في الصلاة بالتين.(2/466)
وروى ابن السّكن أيضا، وابن مندة، من طريق محبوب بن مسعود البصريّ، حدّثنا أبو المعدل الجرجانيّ، قال: خرجت حاجّا، فقيل لي: هاهنا رجل قد رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له زرعة بن خليفة، فأتيت، فإذا هو شيخ معظّم في قومه، فقلت: أنت رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: أتيناه في جماعة من قومنا فلم نلقه بالمدينة، وقد كان خرج في بعض مغازيه، فانصرفنا فصادفناه، فحضرت صلاة الفجر فصلّى بنا فقرأ:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.
قال ابن مندة: غريب.
2811- زرعة بن ضمرة العامريّ «1»
: له ذكر في حديث لا يصحّ، قاله ابن مندة.
2812 ز- زرعة بن عامر بن مازن «2»
: بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلميّ.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة قديمة، وشهد أحدا، واستشهد بها، وهو أول من قتل من المسلمين بها.
2813- زرعة الشّقريّ:
كان اسمه أصرم، فسمّاه النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زرعة تقدم في الهمزة.
2814 ز- زرين «3»
: تقدم في زر.
الزاي بعدها العين والفاء
2815 ز- زعبة بن هشام الجهنيّ:
ذكر الطبري أن له صحبة.
2816- زفر بن حرثان «4»
: بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية النصريّ ثم الكلفيّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال ابن سعد وابن جرير. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
2817 ز- زفر بن زرعة:
ذكره أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» ، وساق بسنده عنه أنه استعاذ في شعر له بعظيم الوادي في فلاة على عادتهم في الجاهليّة، فسمع أراجيز يتجاوب بها الجنّ
__________
(1) أسد الغابة ت [1747] .
(2) أسد الغابة ت [1748] .
(3) أسد الغابة ت [1750] .
(4) أسد الغابة ت [1753] .(2/467)
تدلّ على مبعث النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: فرجعت من سفري وقد شاع خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر القصة.
2818- زفر بن يزيد بن هاشم «1»
: بن حرملة.
له ذكر في حديث قاله ابن مندة.
الزاي بعدها الكاف
2819
- زكرة «2» بن عبد اللَّه:
غير منسوب.
ذكره الأزديّ في الصّحابة، وأخرج حديثه هو وعلي العسكريّ من طريق بقية. عن عمرو بن عتبة، عن أبيه، عن زياد بن سمية: سمعت زكرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لو أعرف موضع قبر يحيى بن زكريّا لزرته»
«3» . قال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الّذي ادعاه معاوية، وقال ابن عبد البرّ: ليس إسناده بقوي.
الزاي بعدها اللام والميم
2820 ز- زلعب الجنّي:
يأتي ذكره في أول حرف الشّين المعجمة.
2821- زمعة بن أبي بن خلف الجمحيّ:
ذكره عمر بن شبّة فيمن استوطن المدينة. واتخذ بها دارا، وأبوه قتله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأحد، ومضى ذكر ابن عمه ربيعة بن أمية.
2822 ز- زمعة بن الأسود:
بن عامر القرشي، من بني عامر بن لؤيّ.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، فقال في تسمية من عقد له أبو بكر الصدّيق من أمراء الأجناد: ودعا زمعة بن الأسود بن عامر من بني عامر بن لؤيّ. فعقد له، ثم قال:
أنت مع يزيد بن أبي سفيان، ثم أمر يزيد أن يولّيه مقدمته، وقال: إنه من صلحاء قومك ومن الفرسان. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت [1755] .
(2) أسد الغابة ت [1756] ، الاستيعاب ت [874] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 190.
(3) ذكره المتقي الهندي في الكنز [32442] ، وعزاه للديلمي عن زكرة بن عبد اللَّه.(2/468)
وقد ذكرنا غير مرة أنّ من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا، وهو من قريش، فهو على شرط الصحبة، لأنه لم يبق بعد حجّة الوداع منهم أحد على الشّرك، وشهدوا حجّة الوداع مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جميعا، وذكرنا أيضا أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
2823- زمل بن عمرو بن عنز «1»
: بن خشّاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة العذريّ. ويقال زمل بن ربيعة، ويقال له زميل- مصغر.
له وفادة.
ذكره هشام بن الكلبيّ فقال: رواه ابن سعد في الطبقات عنه عن الشرقي بن القطامي، عن مدلج بن المقداد العذريّ، عن عمه عمارة بن جزي، قال: وقال زمل:
سمعت صوتا من صنم. فجئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ذاك من مؤمني الجنّ» . قال: «فأسلم» ، وأنشأ يقول:
إليك رسول اللَّه أعملت نصّها ... أكلّفها حزنا وقورا من الرّمل
[الطويل] الأبيات:
وذكر الحديث في قصّة إسلامه ووفادته، وعقد له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لواء على قومه، وكتب له كتابا، وشهد بلوائه المذكورة صفّين مع معاوية، وقتل يوم مرج راهط مع مروان سنة أربع وستين.
وأخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» من طريق أبي حاتم السجستاني، عن أبي عبيدة، عن الشرقي، لكن قال: عن مدلج العذريّ، عن أبيه، عن زميل بن ربيعة به.
وروى حديثه تمام في فوائده، عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ، عن مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذريّ عن آبائه، وذكر أن اسم الصّنم خمام- بالخاء المعجمة.
وقال أبو عبيدة: استعمله معاوية على شرطته [وكان أحد شهود التحكيم بصفّين، وأقطعه معاوية عند باب توما، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه، وشهد بيعة مروان بالجابية.
__________
(1) أسد الغابة ت [1758] ، تبصير المنتبه 3/ 99، الاستيعاب ت (875) .(2/469)
قال ابن سعد: وكان ابنه مدلج شريفا، وتزوّج أمينة بنت عبد اللَّه القسريّ، أخت خالد]
«1» .
الزاي بعدها النون
2824- زنباع بن سلامة «2»
: ويقال: بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية الجذامي، والد روح.
قال ابن مندة: عداده في أهل فلسطين، له صحبة.
وقال أبو الحسين الرّازي: كانت له دار بدمشق عند درب العرنيّين.
روى أحمد من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أنّ زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له فجدع أنفه وجبّه، فأتى العبد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر له ذلك، فقال لزنباع: «ما حملك على هذا» ؟ فذكره. فقال للعبد: «انطلق فأنت حرّ» .
ورواه ابن مندة، من طريق المثنى بن الصّباح، عن عمرو بن شعيب، فسمّى العبد سندرا.
وروى البغويّ، من طريق عبد اللَّه بن سندر، عن أبيه أنه كان عند زنباع بن سلامة الجذامي ... فذكره.
وروى ابن ماجة القصّة من حديث زنباع نفسه بسند ضعيف.
وذكر الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» ، عن المدائني، عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه- أنّ عمر خرج تاجرا في الجاهليّة مع نفر من قريش، فلما وصلوا إلى فلسطين قيل لهم: إنّ زنباع بن روح بن سلامة الجذامي يعشّر من يمرّ به للحارث بن أبي شمر. قال: فعمدنا إلى ما معنا من الذّهب فألقمناه ناقة لنا، حتى إذا مضينا نحرناها، وسلم لنا ذهبنا. فلما مررنا على زنباع قال فتّشوهم، ففتشونا فلم يجدوا معنا إلا شيئا يسيرا، فقال: اعرضوا عليّ إبلهم، فمرت به الناقة بعينها، فقال: انحروها. فقلت: لأي شيء؟ قال: إن كان في بطنها ذهب وإلّا فلك ناقة غيرها وكلها. قال: فشقوا بطنها، فسال الذهب، قال: فأغلظ علينا في العشر، ونال من عمر، فقال عمر في ذلك:
__________
(1) ليس في أ.
(2) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، تقريب 1/ 263، الطبقات الكبرى 7/ 505، 506، الوافي بالوفيات 14/ 215، أسد الغابة ت [1759] ، الاستيعاب ت 876.(2/470)
متى ألق زنباع بن روح ببلدة ... لي النّصف منه يقرع السّنّ من ندم
ويعلم أنّ الحيّ حيّ ابن غالب ... مطاعين في الهيجا مضاريب في التّهم
[الطويل] [وذكر ابن الكلبيّ في نسب بليّ أنه وقع بين حمزة بن الصليل البلوي وبين زنباع بن روح هذا في الجاهلية مخايلة، فجاء زنباع بالطّعام، وجاء حمزة بالدّراهم، فنثرها، فمال الناس إلى الدّراهم وتركوا الطّعام، فلما رأى ذلك زنباع أفحم فقيل فيه:
لقد أفحمت حتّى لست تدري ... أسعد اللَّه أكبر أم جذام
فما فضلي عليك ونحن قوم ... لنا الرّأس المقدّم والسّنام]
«1» [الوافر]
2825- زنكل:
غير منسوب.
ذكره أبو محمّد بن حزم في «الوحدان» من «مسند بقي بن مخلد» ، واستدركه الذهبيّ في التجريد. وأنا أخشى أن يكون تصحيفا من رجل، فيكون مبهما.
2826 ز- زنيم:
غير منسوب.
قال الطّبريّ: له صحبة [واستعمله معاوية على شرطته، وكان أحد شهود التحكيم بصفين، وأقطعه معاوية عند باب توما، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه، وشهد بيعة مروان بالجابية قال ابن سعد: وكان ابنه مدلج شريفا وتزوج أمينة بنت عبد اللَّه القسري أخت خالد] «2» قال عبد بن حميد في تفسيره: حدّثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة في قوله:
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ [الفتح 24] ، قال: طلع رجل من الصّحابة الثّنية يقال له زنيم فقتله المشركون- يعني يوم الحديبيّة، فنزلت.
وأخرجه الطّبريّ من طريق قتادة. انتهى لكن في مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن المقتول ابن زنيم.
[2827- زنيم آخر، أو هو الّذي قبله] «3»
: روى ابن أبي شيبة من طريق أبي جعفر الباقر مرسلا، قال: مرّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل قصير- قال: فسجد سجدة الشّكر وقال: «الحمد للَّه الّذي لم يجعلني مثل زنيم» .
__________
(1) سقط في أ، ت.
(2) سقط في ط.
(3) سقط في أ.(2/471)
ومن طريق يحيى بن الخراز أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ رجل به زمانة فسجد ولم يسمّه.
ووصله أبو علي بن الأشعث من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل المسجد فإذا زنيم- وكان رجلا مشوّه الخلق قصيرا دميم الوجه- فخرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال: «الحمد للَّه الّذي لم يجعلني مثل زنيم» .
الزاي بعدها الهاء
2828- زهرة بن حوية «1»
: بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية، ابن عبد اللَّه ابن قتادة التميميّ السعديّ.
ذكر سيف وابن الكلبيّ أنّ ملك هجر أوفده على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأسلم، ثم شهد القادسيّة مع سعد، وهو الّذي قتل الجالينوس، وعاش إلى زمن الحجّاج فقتل في وقعة شبيب الخارجيّ سنة سبع وسبعين.
بعثه الحجاج مع عتّاب بن ورقاء وهو شيخ كبير فوطئته الخيل، فأخذ يذبّ عن نفسه، فمرّ به الفضل بن عامر الشيبانيّ فقتله، فجاء شبيب فوقف عليه فقال: من قتل هذا؟ فقال الفضل: أنا. فقال: أما واللَّه يا زهرة كيف كنت قتلت على ضلالة. لربّ يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه غناؤك، وربّ خيل للمشركين قد هزمتها، وقرية من قراهم قد فتحتها، فذكره الطبريّ عن أبي مخنف.
وزعم أبو عمر أنه قتل بالقادسيّة، وتعقّبه الرشاطيّ، فأصاب.
ذكر من اسمه زهير
2829- زهير بن أبي أمية «2»
: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو أم سلمة أم المؤمنين.
ذكره هشام بن الكلبيّ في «المؤلّفة» .
وروى ابن مندة من طريق مجاهد، عن السّائب شريك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: ذهب بي عثمان وزهير بن أبي أمية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأثنيا
__________
(1) أسد الغابة ت [1760] ، الاستيعاب ت [877] .
(2) أسد الغابة ت [1763] ، الاستيعاب ت [821] . الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، العقد الثمين 4461. الطبقات الكبرى 1/ 201، 210.(2/472)
عليّ، فقال: «أنا أعلم به منكما ... » الحديث.
وقال ابن إسحاق: إنه كان ممن قام في نقض الصّحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ولم يسلم منهم غيره وغير هشام بن عمرو.
ووقع عند ابن سعد في تسمية من كان يؤذي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من قريش ويواجهه بالعداوة.
وعن يعقوب بن عتبة أنه عدّهم عشرين رجلا وزيادة. ثم قال: ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان والحكم بن أبي العاص.
قلت: ويرد عليه زهير بن أبي أميّة هذا.
وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، أنه أخبره أن علقمة بن وقّاص أخبره أن أم سلمة شهدت لمحمد بن عبد اللَّه بن زهير بن أبي أمية أنّ أبا ربيعة بن أبي أميّة أعطى أخاه زهيرا نصيبه من ريعه، فقضى معاوية بذلك وعلقمة حاضر.
2830- زهير بن أبي جبل «1»
: يأتي في القسم الرابع.
2831- زهير بن الحارث:
في زهير بن عوف.
2832- زهير بن خطامة الكناني «2»
: تقدّم ذكره في ترجمة الأسود بن خطامة أخيه.
2833- زهير بن صرد «3»
: السعديّ الجشميّ، أبو جرول، ويقال أبو صرد.
قال ابن مندة: سكن الشام. وقال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أن وفد هوازن أتوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسلموا قالوا: يا رسول اللَّه، إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامنن علينا، منّ اللَّه عليك. قال: وكان رجل من هوازن يكنى أبا صرد، فقال: يا رسول اللَّه، إنما في الحظائر عمّاتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفلنك، فذكر الحديث والشعر بطوله.
__________
(1) أسد الغابة ت [1766] ، الاستيعاب ت [820] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، الوافي بالوفيات 14/ 227.
(2) أسد الغابة ت [1767] .
(3) أسد الغابة ت [1769] ، الاستيعاب ت [823] .(2/473)
وقد وقع لي هذا الحديث وفيه الشّعر عاليا عشاري الإسناد، ذكرته في العشرة العشارية، وأمليته من وجه آخر في الأربعين المتباينة، وأعلّ ابن عبد البرّ إسناده بأمر غير قادح قد أوضحته في لسان الميزان في ترجمة زياد بن طارق. واللَّه المستعان.
[و
ذكر ابن سعد في الطّبقات في الترجمة النبويّة في قصة يوم حنين وقسمة الغنائم بالجعرانة عن الواقديّ، عن معمر، عن الزهريّ، وعن عبد اللَّه بن جعفر المسوريّ، وعن ابن أبي سبرة وغيره. قالوا: وقدم علينا أربعة عشر رجلا من هوازن مسلمين، وجاءوا بإسلام من وراءهم من قومهم، وفيه: فكان رأس القوم والمتكلم أبو صرد زهير بن صرد، فقال: يا رسول اللَّه، إنا أهل وعشيرة.. فذكره دون الشّعر، وفيه: «إنّ أبعدهنّ قريب منك، خضنّك في حجرهنّ، وأرضعنك بثديهنّ، وتوركنّك على أوراكهنّ، وأنت خير المكفولين.» ]
«1»
2834- زهير بن طهفة الكنديّ:
روى ابن مندة، من طريق إياد بن لقيط، عن زهير بن طهفة الكنديّ، قال: أنا واللَّه في الرّهط الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وفيهم ابنا مليكة ... الحديث.
قال ابن مندة: غريب من حديث صدقة أبي عمران، وهو كوفي يجمع حديثه.
2835- زهير بن عاصم «2»
: بن حصين بن مشمت. تقدم ذكر جدّه.
قال ابن مندة: وفد زهير على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وله ذكر في حديث حصين بن مشمت، كأنه أشار إلى الحديث الّذي في ترجمة حصين أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أقطعه مياها عدة، فذكر الحديث. وقال في آخره: فقال زهير بن عاصم بن حصين في ذلك:
إنّ بلادي لم تكن أملاسا ... بهنّ خطّ القلم الأنفاسا
من النّبيّ حيث أعطى النّاسا
[الرجز] قلت: وهذه الأبيات قد ناقضه فيها أبو نخيلة السعديّ الشّاعر المشهور في أواخر دولة بني أميّة، وليس في القصّة ما يصرح بوفادة زهير، فيحتمل أنه قال ذلك مفتخرا به وإن لم يدرك ذلك الزمن.
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت [1770] .(2/474)
2836- زهير بن عبد اللَّه بن جدعان «1»
: أبو مليكة التيميّ من رهط الصّديق.
قال ابن شاهين: له صحبة. ووقع في صحيح البخاريّ من طريق ابن أبي مليكة عن جدّه، عن أبي بكر، قال ابن عبد البرّ: لجدّ ابن أبي مليكة صحبة، وأبوه عبد اللَّه بن جدعان مات قبل أن يسلم، وإذا عاش ولده إلى أن يحدّث عن أبي بكر دلّ على أن له صحبة: إذ لم يمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعلى الأرض قرشيّ كافر.
وذكر عمر بن شبّة في أخبار مكّة، عن عبد العزيز بن المطلب أنّ آل مسعود بن عمرو القارئ حالف عبد اللَّه بن جدعان، فحضرت ابن جدعان، الوفاة قالوا: يا أبا مساحق، إنه لا ولد لك، فاردد إلينا حلفنا، ففعل، فحالفوا نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. قال عبد العزيز: ثم ولد لابن جدعان أبو مليكة بعد وفاته، وهو من بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة.
2837- زهير بن عثمان الثقفيّ «2»
: نزل البصرة، له حديث في الوليمة عند أبي داود والنسائيّ بسند لا بأس به.
وقال ابن السّكن: ليس بمعروف في الصّحابة إلا أنّ عمرو بن علي ذكره فيهم.
وقال البخاريّ: لا تعرف له صحبة، ولم يصحّ إسناده، وأثبت صحبته ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، والترمذي والأزديّ وغيرهم، زاد الأزديّ: تفرد بالرواية عنه عبد اللَّه بن عثمان الثقفيّ.
2838- زهير بن العجوة الهدلي: «3»
قتل يوم حنين مسلما، استدركه الأشيريّ، وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه أبي خراش، فقال: كان جميل بن معمر قتل زهيرا يوم الفتح مسلما. حكاه المبرد، وقال: وكان جميل يومئذ كافرا ثم أسلم.
وقال أبو عبيدة: أسر زهير بن العجوة الهذلي يوم حنين، وكتّف، فرآه جميل بن معمر، فقال: أنت الماشي لنا بالمعايب، فقتله.
وقال أبو خراش يرثيه ... فذكر المرثية، ويقال: إن العجوة لقب زهير نفسه.
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/ 142، در السحابة 77، أسد الغابة ت [1772] .
(2) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 192، بقي بن مخلد 762، خلاصة تذهيب 1/ 340، تهذيب التهذيب 3/ 347، التاريخ الكبير 3/ 25، العقد الثمين 4/ 449، الطبقات 54، 183، 285، تقريب التهذيب 1/ 264 الوافي بالوفيات 14/ 230، أسد الغابة ت [1773] ، الاستيعاب ت [824] .
(3) أسد الغابة ت [1774] .(2/475)
2839- زهير بن علقمة الفرعيّ:
قال ابن مندة: عداده في أهل الرّملة.
وروى بإسناد له فيه مجاهيل من طريق الفارعة بنت المنذر بن زهير بن علقمة عن أبيها أن جدّها زهيرا كان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وتزوّج معاوية بنته كبشة.
2840- زهير بن علقمة «1»
: ويقال ابن أبي علقمة البجلي أو النخعيّ.
روى أبو مسعود، الرازيّ في مسندة، والطّبرانيّ وغيرهما، من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن زهير بن علقمة أنّ امرأة جاءت بابن لها قد مات.
فكأن القوم عنّفوها، فقالت: يا رسول اللَّه، مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا. فقال: «لقد احتظرت بحظار شديد من النّار» .
قال البغويّ: لا أعرف له صحبة، إلا أنهم أدخلوه في المسند.
وقال ابن السّكن: لا صحبة له.
وروى البخاريّ في التاريخ، من طريق أسلم المنقري، عن زهير بن علقمة، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده.» «2»
قال البخاريّ: لا أراه إلا مرسلا.
وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه إلا أنه قال عن زهير بن أبي علقمة الضّبعيّ، وقال رواه علي بن قادم، عن الثوريّ، فقال: روايته عن زهير الضّبابيّ. فاللَّه أعلم.
2841- زهير بن علقمة «3»
: أو ابن أبي علقمة الضّبعيّ أو الضّبابيّ.
فرّق أبو نعيم بينه وبين الّذي قبله، وعمل البخاريّ يشعر بأنهما واحد.
2842- زهير بن عمرو الهلالي «4»
: نزيل البصرة.
__________
(1) أسد الغابة ت [1775] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 192، ثقات 4/ 263، الوافي بالوفيات 14/ 229، التاريخ الكبير 3/ 426. الجرح والتعديل 3/ 2664. جامع التحصيل 214، دائرة معارف الأعلمي 19/ 49، 50
(2) أخرجه الترمذي 5/ 114 كتاب الأدب باب 54 ما جاء أن اللَّه تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده حديث رقم 2819 وقال هذا حديث حسن وأحمد في المسند 2/ 213، والحاكم في المستدرك 4/ 135. وكنز العمال حديث رقم 17174، 17192.
(3) أسد الغابة ت [1777] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 193، الرياض المستطابة 89، خلاصة تذهيب 1/ 340، تهذيب التهذيب 3/ 347، الطبقات 56، 184، تقريب التهذيب 1/ 264، الوافي بالوفيات 14/ 230، التاريخ الكبير 3/ 424، بقي بن مخلد 956، أسد الغابة ت [1779] ، الاستيعاب ت [826] .(2/476)
روى عنه أبو عثمان النّهديّ، قال الأزديّ: تفرد أبو عثمان عنه، وقال العسكريّ:
كانت له دار بالبصرة.
قال البغويّ: لا أعلم له إلا حديث الإنذار.
قلت: وقد أخرجه مسلم، ونقل ابن السّكن أن البخاريّ لم يصححه، لأنه لم يذكر السّماع.
2843- زهير بن عمرو البجليّ:
قال ابن السّكن: ذكره بعضهم في الصّحابة، ولم يصح، لأنه لم يذكر سماعا ولا حضورا، وأفرده عن الّذي قبله.
2844 ز- زهير بن عوف:
بن الحارث. ويقال زهير بن الحارث بن عوف، أبو زينب.
مشهور بكنيته، يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
2845- زهير بن عياض الفهري «1»
: روى عبد الغني بن سعيد الثّقفي في تفسيره بسنده إلى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أرسل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مقيس بن صبابة إلى بني النّجار، ومعه زهير بن عياض الفهريّ من المهاجرين، وكان من أهل بدر وأحد، فجمعوا لمقيس دية أخيه، فلما صارت الدّية إليه وثب على زهير بن عياض فقتله وارتدّ إلى الشّرك.
وأخرجه الطّبرانيّ- وهو إسناد ضعيف- لكن روى ابن جرير، من طريق حجاج، عن ابن جريج عن عكرمة- أن رجلا من الأنصار قتل أخا مقيس بن صبابة، فأعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الدّية فقبلها، ثم وثب على قاتل أخيه فقتله.
قال ابن جريج: وقال غيره: ضرب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ديته على بني النّجار، ثم بعت مقيسا، وبعث معه رجلا من بني فهر في حاجة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاحتمل مقيس الفهريّ، وكان أيّدا، فضرب به الأرض ورضخ رأسه بين حجرين، ثم تغني:
قتلت به فهرا وحمّلت عقله ... سراة بني النّجّار أرباب فارع
«2» [الطويل]
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 193، 5781، العقد الثمين 4501، أسد الغابة ت [1780] .
(2) تنظر الأبيات في المغازي 408.(2/477)
فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لئن أحدث حدثا لا أؤمنه في حلّ ولا حرم» .
فقتل يوم الفتح.
قال ابن جريج: وفيه نزلت: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ... [النساء 93] الآية.
2846- زهير بن غزيّة «1»
: بن عمرو بن عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن. قال الطّبري، والدّارقطنيّ: له صحبة.
2847 ز- زهير بن قنفد الأسديّ:
ذكره الفاكهيّ في «أخبار مكّة» من طريق زكريّا من طريق زكريّا بن قطن «2» ، عن صفية بنت زهير بن قنفد الأسديّة، عن أبيها أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يكون في حراء بالنهار، فإذا كان الليل نزل من حراء. فأتى المسجد الّذي في الشّعب وتأتيه خديجة من مكة فتلقاه بالمسجد الّذي في الشّعب، فإذا قرب الصّباح افترقا.
2848- زهير بن قيس البلويّ»
: قال ابن يونس: يقال إن له صحبة، يكنى أبا شداد. شهد فتح مصر.
وروى عن علقمة بن رمثة البلوي، وروى عنه سويد بن قيس- وقتلته الروم ببرقة سنة ست وسبعين، وذكر له قصّة مع عبد العزيز بن مروان قال فيها: إنه قال لعبد العزيز- وهو أمير على مصر وقد ندبه إلى برقة فخاطبه بشيء، فأجابه زهير: أتقول لرجل جمع ما أنزل اللَّه على نبيه قبل أن يجمع أبواك هذا؟ ونهض إلى برقة، فلقي الروم في عدد قليل فقاتل حتى قتل شهيدا.
2849- زهير بن مخشيّ «4»
: الأزديّ.
ذكره ابن شاهين من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأزديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال:
وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم زهير بن مخشي.
2850 ز- زهير بن مذعور:
بن ظبيان السدوسيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت [1781] ، الاستيعاب ت [827] .
(2) في أ: فطن.
(3) تاريخ خليفة 251، و 253، فتوح البلدان 730، الولاة والقضاة، 43، الحلة السيراء 2/ 327: 331، المعرفة والتاريخ 2/ 512، الوافي بالوفيات 14/ 226، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 396، تاريخ الإسلام 2/ 404، أسد الغابة ت [1783] .
(4) أسد الغابة ت [1784] .(2/478)
جاء عنه حديث من طريق أولاده في قصّة إسلام مرثد بن ظبيان، يأتي في ترجمة مرثد إن شاء اللَّه تعالى.
2851- زهير بن معاوية «1»
: الجشميّ يكنّى أبا أسامة.
ذكره أبو نعيم، وقال: شهد الخندق، وتبعه أبو موسى.
2852 ز- زهير بن الهيثم الأشهليّ:
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب. وذكره عمر بن شبّة بسنده إليه فيمن شهد العقبة.
2853- زهير الثّقفيّ «2»
: ذكره الحسن بن سفيان في «مسندة» ، وأخرج من طريق عمرو بن حمران، عن شيخ كان بالمدينة، عن عبد الملك بن زهير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا سمّيتم فعبّدوا.» «3» قال ابن مندة: رواه أبو أميّة بن يعلى، فقال: عن عبد الملك بن زهير، عن أبيه، عن جدّه.
قلت: أخرجه الطّبرانيّ من «مسند مسدّد» ، قال: حدّثنا أبو أمية.. فذكره، وليس فيه عن جدّه.
وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي زهير الثّقفيّ والد أبي بكر بإسناد معضل. فاللَّه أعلم.
وقال ابن الأثير: قد ذكروا زهير بن عثمان الثقفيّ، فلا أدري أهو هذا أو غيره.
قلت: بل هو غيره، وسيأتي هذا الحديث فيمن اسمه معاذ إن شاء اللَّه تعالى.
الزاي بعدها الواو
2854- زوبعة الجنّي «4»
: أحد الجنّ الذين استمعوا القرآن.
__________
(1) أسد الغابة ت [1785] .
(2) أسد الغابة ت [1765] .
(3) قال الهيثمي في الزوائد 8/ 53، رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 95 قال السخاوي رواه أبو سلمى عن معاذ مرفوعا ورواه الحاكم في الكنى بإسناد معضل ورواه الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود، وقد رواه مسلم بلفظ رواية الطبراني ثم قال السخاوي وأما ما يذكر على الألسنة خير الأسماء ما حمد أو عبد فباطل أ. هـ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45196.
(4) أسد الغابة ت [1787] .(2/479)
روى الحاكم في «المستدرك» ، وابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع مسنديهما، من طريق عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه، قال: هبطوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يقرأ ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، وكانوا سبعة، أحدهم زوبعة «1» . إسناده جيّد، ووقع لنا بعلو في جزء ابن نجيح.
قلت: أنكر ابن الأثير على أبي موسى إخراجه ترجمة هذا الجنيّ، ولا معنى لإنكاره، لأنهم مكلّفون، وقد أرسل إليهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فآمن منهم به من آمن، فمن عرف اسمه ولقيه للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فهو صحابي لا محالة. وأما قوله: كان الأولى أن يذكر جبرائيل، ففيه نظر، لأن الخلاف في أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هل أرسل إلى الملائكة مشهور، بخلاف الجنّ. واللَّه أعلم.
الزاي بعدها الياء
ذكر من اسمه زياد
2855- زياد بن الأخرس «2»
: ويقال زيادة ويقال: هو ابن الأخرس «3» الجهنيّ.
حليف الأنصار.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا.
2856- زياد بن الجلاس «4»
: عداده في أهل البصرة روى حديثه دلهاث بن مالك بن نهشل بن كثير، عن أبيه، عن جدّه، عنه. ذكره ابن مندة.
2857- زياد بن الحارث الصّدائي «5»
: بضم المهملة، وقيل زياد بن حارثة.
__________
(1) في أ: آخرهم زوبعة.
(2) أسد الغابة ت [1788] .
(3) في أ: ويقال: هو عمرو بن الأخرس.
(4) أسد الغابة ت [1791] .
(5) أسد الغابة ت [1793] ، الاستيعاب ت [830] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 194، الأنساب 8/ 283، خلاصة تذهيب 1/ 342، التحفة اللطيفة 2/ 85، تهذيب التهذيب 3/ 359 علماء إفريقيا وتونس 75، الطبقات 75، 292، 306، تقريب التهذيب 1/ 266، حسن المحاضرة 1/ 200، الطبقات الكبرى 1/ 268، 7/ 503، التاريخ الكبير 3/ 344، الوافي بالوفيات 15/ 9- الميزان 2/ 88، تراجم الأحبار 1/ 453، الجرح والتعديل 3/ 2384، 2399، دائرة معارف الأعلمي 19/ 56، البداية والنهاية 5/ 83، المعرفة والتاريخ 2/ 151، 495، السابقة واللاحقة 120، مشاهير علماء الأمصار 399، طبقات علماء إفريقيا وتونس 96 بقي بن مخلد 345، 954.(2/480)
قال البخاريّ: والحارث أصح.
له حديث طويل في قصّة إسلامه، وفيه
«من أذّن فهو يقيم.» «1»
أخرجه أحمد بطوله. وأخرجه أصحاب السّنن، وفي إسناده الإفريقي.
قال ابن السّكن: في إسناده نظر.
قلت: وله طريق أخرى، من طريق المبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن الصّدائي، ولم يسمه.
وروى الباورديّ، من طريق عبد اللَّه بن سليمان، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن زياد الصّدائيّ، فذكر طرفا من الحديث الطّويل.
وقال ابن يونس: هو رجل معروف، نزل مصر.
2858- زياد بن حدرة «2»
: بن عمرو بن عدي التميميّ.
قال ابن أبي حاتم في باب الجيم من الآباء: روى عنه ابنه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وروى أبو موسى من طريق جميع بن علي بن زياد بن حدرة، حدّثني أبي، عن أبيه زياد بن حدرة، قال: أتانا أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعوننا إلى الإسلام، ففررنا منهم، فربطوا نواصينا، وجاءوا بنا في سبي بني العنبر، فأسلمنا عنده، ودعا لنا، ومسح رأس زياد، ودعا له.
قلت: اختلف في ضبط أبيه، فقيل بالجيم، وقيل بالمهملة، وقيل بالمعجمة.
2859- زياد بن حنظلة التميميّ «3»
: حليف بني عدي.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 197، عن زياد بن الحارث الصّدائي بلفظه كتاب الصلاة باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر حديث رقم 514 والترمذي في السنن 1/ 383- 384 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء أنه من أذن فهو يقيم حديث رقم 199 قال أبو عيسى وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى القطان وغيره قال أحمد لا أكتب حديث الإفريقي ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول هو مقارب الحديث والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم وابن ماجة في السنن 1/ 237 كتاب الأذان والسنة فيها (3) باب السنة في الأذان (3) حديث رقم 717، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 381، 399، وابن أبي شيبة في المصنف 1/ 116، والمتقي في كنز العمال حديث رقم 23181، 37075.
(2) أسد الغابة ت [1794] ، الاستيعاب ت [831] .
(3) أسد الغابة ت [1795] ، الاستيعاب ت [832] .(2/481)
قال أبو عمر: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، ليتعاونا على قتل مسيلمة، ثم عاش زياد إلى أن شهد مع عليّ مشاهده. انتهى.
وذكر سيف في «الفتوح» ، عن أبي الزهراء القشيري، عن رجال من بني قشير، قالوا:
لما خرج هرقل من الرّها كان أول من أنبح كلابها زياد بن حنظلة، وكان من الصّحابة.
وأنشد له سيف في «الفتوح» أشعارا كثيرة منها:
سائل هرقلا حيث شئت وقوده ... شببنا «1» له حربا يهزّ القبائلا
قتلناهم في كلّ دار وقيعة ... وأبنا بأسراهم تعاني السّلاسلا
[الطويل] وكان أميرا في وقعة اليرموك.
وروى عنه ابنه حنظلة، والعاص بن تمام.
2860- زياد بن سبرة «2»
: اليعمريّ.
روى ابن أبي عاصم والطّبري، من طريق عيسى بن يزيد الكناني، عن عبد الملك بن حذيفة أن زياد بن سبرة اليعمري قال: أقبلت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة، فمازحهم وضحك معهم، وقال: «أما إنّهم خير من بني فزارة، ومن بني الشّريد، ومن قومك..» الحديث.
2861- زياد بن السّكن «3»
: بن رافع بن امرئ القيس الأنصاريّ.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثنا الحصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن عمرو، عن يزيد بن السّكن في قصة أحد، قال: فوثب خمسة من الأنصار منهم زياد بن السكن فقتلوا، قال: وبعض الناس يقول: هو عمارة بن زياد بن السّكن فوسّده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قدمه حتى مات عليها.
وساقه البخاريّ في تاريخه في ترجمة يزيد بن السّكن مطوّلا.
2862- زياد بن طارق «4»
: ويقال طارق بن زياد.
ذكره ابن مندة هكذا، وصوّب الثاني.
__________
(1) في أشبيبا، وفي ت سنيا.
(2) أسد الغابة ت [1796] .
(3) أسد الغابة ت [1799] ، الاستيعاب ت [833] .
(4) أسد الغابة ت [1801] .(2/482)
2863 ز- زياد بن عبد اللَّه:
بن مالك الهلالي، ابن أخت ميمونة أم المؤمنين.
ذكر الرّشاطيّ أنه قدم في وفد بني هلال مع عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن قبيصة بن مخارق، فدخل زياد منزل ميمونة أم المؤمنين وكانت خالته، واسم أمه عزّة، فدخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرآه عندها فغضب، فقالت: يا رسول اللَّه، إنه ابن أختي، فدعاه فوضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه، فكان بنو هلال يقولون: ما زلنا نعرف البركة في وجه زياد.
[قلت: وذكر ابن سعد القصّة مطوّلة عن هشام بن الكلبيّ، عن جعفر بن كلاب الجعفريّ، عن أشياخ بني عامر ... فذكر القصّة، وفيها: وزياد يؤمئذ شابّ، وزاد في آخره: وقال الشّاعر لعلي بن زياد المذكور:
يا ابن الّذي مسح الرّسول برأسه ... ودعا له بالخير عند المسجد
ما زال ذاك النّور في عرنينه ... حتّى تبوّأ بيته في ملحد]
«1» [الكامل]
2864- زياد بن عبد اللَّه الأنصاريّ «2»
: روى ابن مندة من طريق قيس بن الربيع، عن فراس، عن الشعبيّ، عن زياد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، قال: لما بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن رواحة يخرص على أهل خيبر لم يجده أخطأ بحشفة.
قال ابن مندة: تفرد به عبيد بن إسحاق، عن قيس.
2865 ز- زياد بن عمار:
ذكره العسكريّ في الصّحابة: نقلته من خط مغلطاي.
2866- زياد بن عمرو «3»
: وقيل ابن بشير الأنصاريّ، من بني ساعدة، وقيل مولى لهم.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هو وأخوه ضمرة بن عمرو.
__________
(1) ليس في أ.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، الاستبصار 347، التحفة اللطيفة 2/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 379، مقاتل الطالبيين 213، تقريب التهذيب 1/ 269، الطبقات الكبرى 1/ 309، التاريخ الكبير 3/ 360، أسد الغابة ت [1802] ، الاستيعاب ت [834] .
(3) أسد الغابة ت [1804] ، الاستيعاب ت [835] .(2/483)
2867 ز- زياد بن عياض «1»
: يأتي في عياض بن زياد.
2868- زياد بن عياض الأشعريّ:
يأتي في القسم الثّالث.
2869 ز- زياد «2»
: بن أبي الغرد الأنصاريّ.
قال ابن حبّان: يقال له صحبة.
وروى الباوردي، من طريق مسعود بن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الزهريّ، عن الزهريّ، عن زياد بن الغرد، وأبي اليسر أنهما سمعا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لعمار: «تقتلك الفئة الباغية.»
قال ابن مندة: غريب.
قلت: فيه انقطاع بين الزهريّ وبينهما. والغرد بالغين المعجمة والراء المكسورة وقيل ساكنة. وقيل بقاف بدل الغين. وقيل الفرد، بالفاء أو ابن أبي الفرد.
2870- زياد بن كعب:
بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن كليب بن مودوعة الجهنيّ.
قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا وأحدا.
2871- زياد بن لبيد «3»
: بن ثعلبة بن سنان بن عامر الأنصاريّ البياضيّ.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا. وذكر الواقديّ وغيره أنه كان عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على حضرموت، وولّاه أبو بكر قتال أهل الرّدة من كندة، وهو الّذي ظهر بالأشعث بن قيس فسيّره إلى أبي بكر.
وقال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا أوان انقطاع العلم.»
فقلت: يا رسول اللَّه، وكيف يذهب العلم، وقد أثبت ووعته القلوب؟ ...
الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت [1805] ، الاستيعاب ت [836] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، الاستبصار 231، التاريخ الكبير 3/ 365.
(2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، أسد الغابة ت [1807] ، الاستيعاب ت [837] .
(3) أسد الغابة ت [1808] ، الاستيعاب ت [838] . أسد الغابة ت [1809] ، الاستيعاب ت [839] ، سيرة ابن هشام 2/ 340، الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 583، المحبر لابن حبيب 126، المغازي للواقدي 171، الطبقات الكبرى 3/ 598، تاريخ خليفة 97، وطبقاته 100، التاريخ الكبير 3/ 344، التاريخ الصغير 1/ 41، تاريخ اليعقوبي 7612، أنساب الأشراف 1/ 245، تاريخ الطبري 3/ 147، الجرح والتعديل 3/ 543، المعجم الكبير 5/ 304، جمهرة أنساب العرب 356.(2/484)
وأخرجه الحاكم، وابن ماجة من هذا الوجه، وسالم لم يلق زيادا.
وله شاهد أخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» من طريق أبي طوالة عن زياد بن لبيد نحوه، وهو منقطع أيضا من أبي طوالة وزياد.
وفي الترمذيّ والدارميّ، من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدّرداء، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال:
هذا أوان يختلس العلم. فقال له زياد بن لبيد الأنصاريّ ... فذكر الحديث، قال: فلقيت عبادة بن الصّامت، فقال: صدق، وأول ما يرفع الخشوع.
وأخرجه النّسائيّ، وابن حبّان، والحاكم، من طريق الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، قال: حدّثني عوف بن مالك أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نظر إلى السماء فقال: «هذا أوان رفع العلم ... » «1»
الحديث.
وفيه: فلقيت شداد بن أوس، فذكر قصّة الخشوع.
ووقع في رواية النسائيّ لبيد بن زياد، وهو مقلوب، ولزياد بن لبيد ذكر في ترجمة عكرمة بن أبي جهل.
2872- زياد بن مطرف «2»
: ذكره مطيّن، والباوردي، وابن جرير، وابن شاهين في الصّحابة، وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة فليتولّ عليّا وذرّيته من بعده»
«3» . وقال ابن مندة: لا يصحّ.
قلت: في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي، وهو واه.
2873- زياد بن نعيم الحضرميّ «4»
:
__________
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 115.
(2) أسد الغابة ت [1810] .
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 220. والهيثمي في الزوائد 9/ 111 عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني. وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف، وأورده المتقي في كنز العمال حديث رقم 32959، 32960 وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 349.
(4) أسد الغابة ت [1811] .(2/485)
ذكره ابن أبي خيثمة، والبغويّ في الصّحابة. قال البغويّ: لا أدري أهو الّذي روى عنه الإفريقي أم لا؟
قلت:
أخرج حديثه أحمد في مسندة، ولفظ المتن: «أربع فرضهنّ اللَّه في الإسلام ... » «1»
الحديث. تفرد به ابن لهيعة، وزياد بن نعيم الّذي روى عنه الإفريقي تابعي باتّفاق.
2874- زياد بن نعيم الفهري «2»
: قال أبو عمر: مذكور في الصّحابة، ولا أعرف له رواية. قتل يوم الدار مع عثمان.
2875- زياد الألهاني:
والد محمد بن زياد الحمصي.
أورد له عبد الصّمد في تاريخ الصّحابة الذين نزلوا حمص حديثا.
2876- زياد الباهليّ:
والد الهرماس.
روى الدّارقطنيّ من طريق عمرو بن نابل «3» بن القعقاع، حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه الهرماس بن زياد، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع أبي فولّاه على عشيرته من باهلة ... الحديث.
وروى ابن مندة، من طريق عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: أبصرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطب الناس وأبي مردفي على جمل، وأنا صبيّ صغير.
إسناده صحيح.
2877- زياد الغفاريّ «4»
: يعدّ من أهل مصر، له صحبة. روى عنه يزيد بن نعيم، كذا ذكره ابن عبد البرّ وقال ابن السّكن. له صحبة.
وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة، وابن السّكن، من طريق يزيد بن عمرو، عن زياد بن نعيم: سمعت زيادا الغفاريّ على المنبر بالفسطاط» يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 201. قال الهيثمي في الزوائد 1/ 52 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة. والمنذري في الترغيب والترهيب 1/ 384، 541.
(2) أسد الغابة ت [1812] ، الاستيعاب ت [840] .
(3) في ب (بابل) .
(4) أسد الغابة ت [1806] .
(5) الفسطاط: وأصله أن عمرو بن العاص حين نزل على مصر ضرب في منزله لقتالهم بيتا من أدم أو شعر فلما فتحت مصر وحاز عمرو ومن معه ما كان في حصنها أجمع على المسير إلى الإسكندرية وأمر بفسطاطه أن يقوّض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه، فقال: لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف ويطير فراخها فأقر فسطاطه ووكل به من يحفظه ألّا يباح ومضى إلى الإسكندرية فأقام عليها ستة أشهر حتى فتحها اللَّه عليه فكتب الى عمر يستأذنه في سكنها فكتب إليه: لا تنزل بالمسلمين منزلا يحول بيني وبينهم بحر ولا نهر فقال عمرو لأصحابه: أين ننزل؟ قالوا: نرجع إلى فسطاطك فيكون على ماء وصحراء فرجعوا ونزل عمرو فيه ونزل الناس حوله وجعلوا يقولون نزلت عن يمين الفسطاط وشماله فسميت البقعة بالفسطاط لذلك انظر مراصد الاطلاع 3/ 1036.(2/486)
وآله وسلّم يقول: «من تقرّب إلى اللَّه شبرا تقرّب اللَّه إليه ذراعا ... » «1» الحديث.
2878- زياد «2»
: والد الأغرّ.
تقدم ذكره في ترجمة حصين.
2879- زياد مولى سعد بن أبي وقاص «3»
: ذكره ابن سعد، قال: حدّثنا الواقدي، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن الحليس بن هاشم بن عتبة، عن زياد مولى سعد، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أوضع في وادي محسّر.
وأما ابن حبّان فذكره في التّابعين.
ذكره من اسمه زيد
2880
- زيد بن أرقم «4» بن زيد:
بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.
__________
(1) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد 13/ 521 (7536- 5737) ومسلم 4/ 2061 (2- 2675) .
(2) أسد الغابة ت [1789] .
(3) أسد الغابة ت [1797] .
(4) طبقات ابن سعد 6/ 18، طبقات خليفة ت 594- 931، التاريخ الكبير 3/ 385، المعرفة والتاريخ 1/ 203، الجرح والتعديل 3/ 554، مشاهير علماء الأمصار ت 296، جمهرة أنساب العرب 365، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، تاريخ ابن عساكر 6/ 268، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 199، تهذيب الكمال 450، العبر 1/ 73، تذهيب التهذيب 1/ 247، تهذيب التهذيب 3/ 294، الوافي بالوفيات 15- 22، خلاصة تذهيب الكمال 108، شذرات الذهب 1/ 74، خزانة الأدب 1/ 363، سيرة ابن هشام 3/ 237، المغازي للواقدي 21، 216، تاريخ خليفة 264، المعارف 499، التاريخ الصغير 93، و 153، أنساب الأشراف 1/ 288، و 316، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، تاريخ الطبري 1/ 42، 2/ 310، و 5/ 425، الأسماء والكنى للحاكم 218، المعرفة والتاريخ 1/ 303، تاريخ واسط 103 و 288، المعجم الكبير 5/ 183: 242، الثقات لابن حبان 3/ 139، المعرفة والتاريخ 1/ 303، الأخبار الموفقيات 578، معجم البلدان 1/ 879، الكاشف 1/ 263، الكامل في التاريخ 2/ 57، و 192 و 235 و 4/ 62، سير أعلام النبلاء 3/ 165: 168، تحفة الأشراف 3/ 191: 205، تجريد أسماء الصحابة 1/ 196، تقريب التهذيب 1/ 272، النكت الظراف 3/ 192: 197، دول الإسلام 1/ 50، المعين في طبقات المحدثين 21، مرآة الجنان 1/ 143، تاريخ الإسلام 2/ 118، أسد الغابة ت [1819] ، الاستيعاب ت [842] .(2/487)
مختلف في كنيته، قيل أبو عمر، وقيل أبو عامر، واستصغر يوم أحد.
وأول مشاهده الخندق، وقيل المريسيع، وغزا مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبع عشرة غزوة، ثبت ذلك في الصّحيح، وله حديث كثير ورواية أيضا عن عليّ.
روى عنه أنس مكاتبة، وأبو الطّفيل، وأبو عثمان النهديّ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد خير، وطاوس، وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصّحيح، وشهد صفّين مع علي، ومات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين. وقيل سنة ثمان وستين.
قال ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن بعض قومه، عن زيد بن أرقم، قال: كنت يتيما لعبد اللَّه بن رواحة، فخرج بي معه مردفي- يعني إلى مؤتة ... فذكر الحديث.
وهو الّذي سمع عبد اللَّه بن أبي يقول: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون: 8] ، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسأل عبد اللَّه، فأنكر، فأنزل اللَّه تصديق زيد.
ثبت ذلك في الصّحيحين. وفيه: فقال: «إنّ اللَّه قد صدقك يا زيد» .
وقال أبو المنهال: سألت البراء عن الصّرف فقال: سل زيد بن أرقم، فإنه خير مني وأعلم.
2881- زيد بن الأزور الأسديّ:
ذكر عمر بن شبّة أنه شهد اليمامة وأبلى فيها حتى قطعت رجلاه، وقتل، ويقال إنه أخو ضرار بن الأزور، ومن قوله في الحرب:
هل تأبين جنوب عنّي مشهدي ... حين أردت الموت أدنى من يدي
ملفّفا «1» في ثوبه المورّد ... آخر هذا اليوم أقصى من غد
إلى ملاقاة النّبيّ أحمد
[الرجز]
__________
(1) في ب نلففا.(2/488)
2882- زيد بن إساف بن غزيّة:
بن عطية بن خنساء بن مبذول، والد نعيم.
ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا، وذكره العدويّ وقال: زيد بن يساف، بالياء التّحتانية.
2883- زيد بن أسلم «1»
: بن ثعلبة بن عديّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ، حليف بني العجلان. وهو ابن عم ثابت بن أقرم.
ذكره موسى بن عقبة، والزّهريّ، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقيل: إنه من بني عمرو بن عوف بن الأوس.
وزعم ابن الكلبيّ أن طليحة قلته. وذكره ضرار بن صرد أحد الضعفاء بسنده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي.
2884 ز- زيد بن أسيد بن حارثة الثقفيّ:
ثم الزهريّ بالحلف.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة.
2885 ز- زيد بن أبي أوفى «2»
: بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي، أخو عبد اللَّه، فيما جزم به ابن حبّان.
وروى حديثه ابن أبي حاتم، والحسن بن سفيان، والبخاريّ في التّاريخ الصّغير، من طريق ابن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسجد المدينة، فجعل يقول: «أين فلان؟ أين فلان» ؟ فلم يزل يتفقدهم، ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده: فذكر الحديث في إخاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ولحديثه طرق: عن عبد اللَّه بن شرحبيل، وقال ابن السّكن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصحّ. وقال البخاريّ: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه.
رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبد اللَّه بن أبي أوفى. ولا يصحّ.
[قلت: ولم يأت عند أحد ممن خرج حديثه منسوبا إلى أسلم، بل ذكر ابن أبي عاصم أنّ بعض ولده ذكر له أنه كان من كندة]
«3» .
__________
(1) الجرح والتعديل 3/ 2509- الأعلمي 19/ 72، أسد الغابة ت [1821] ، الاستيعاب ت [843] .
(2) الثقات 3/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، التاريخ الصغير 1/ 217، الطبقات 110، 737 الوافي بالوفيات 5/ 43- التاريخ الكبير 3/ 386، مقدمة مسند بقي بن مخلد 529، أسد الغابة ت [1822] ، الاستيعاب ت 844.
(3) ليس في أ.(2/489)
2886 ز- زيد بن بولا «1»
: بالموحدة، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أبو يسار.
له حديث عند أبي داود، والترمذيّ، من رواية ولده بلال بن يسار بن زيد: حدّثني أبي عن جدّي، ذكر أبو موسى أن اسم أبيه بولا- بالموحدة- وقال غيره: اسمه زيد.
وقال ابن شاهين: كان نوبيّا أصابه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة بني ثعلبة فأعتقه.
2887- زيد بن ثابت «2»
: بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو سعيد. وقيل: أبو ثابت. وقيل غير ذلك في كنيته.
استصغر يوم بدر. ويقال: إنه شهد أحدا، ويقال: أول مشاهده الخندق، وكانت معه راية بني النّجار يوم تبوك. وكانت أولا مع عمارة بن حزم، فأخذها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منه فدفعها لزيد بن ثابت،
فقال: يا رسول اللَّه، بلغك عني شيء؟ قال: «لا، ولكنّ القرآن مقدّم»
«3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، التحفة اللطيفة 2/ 93، تقريب التهذيب 1/ 274، الوافي بالوفيات 15/ 44، أسد الغابة ت [1823] ، الاستيعاب ت [844] .
(2) طبقات ابن سعد 2/ 358 طبقات خليفة 89، تاريخ خليفة 99، 207، 223، التاريخ الكبير، 3/ 380، 381، المعارف 260، 355، 447، تاريخ الفسوي 1/ 300، 483، أخبار القضاة 1/ 107، الجرح والتعديل 3/ 558، ابن عساكر 6/ 278، تهذيب الكمال 452، العبر 1/ 53، معرفة القراء 35، تهذيب التهذيب 3/ 399، خلاصة تذهيب الكمال 127، شذرات الذهب 1/ 54، 62، أسد الغابة ت [18245] ، الاستيعاب ت [840] . السير والمغازي لأبي إسحاق 130، المغازي للواقدي 3/ 1171، سيرة ابن هشام 2/ 180، المحبر لابن حبيب 286، ترتيب الثقات للعجلي 170، تاريخ اليعقوبي 2/ 80، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، العقد الفريد 2/ 127، فضائل الصحابة للنسائي 164، أخبار القضاة لوكيع 1/ 107، أنساب الأشراف 1/ 267، الثقات لابن حبان 3/ 135، مشاهير علماء الأمصار 10، المعجم الكبير للطبراني 5/ 111، جمهرة أنساب العرب 348، المستدرك للحاكم 3/ 421، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، الجامع بين رجال الصحيحين 1/ 142، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 446، معجم البلدان 1/ 269، تحفة الأشراف 3/ 205، الكاشف 1/ 264، العبر 1/ 53، سير أعلام النبلاء 2/ 226، تذكرة الحفاظ 1/ 30، صفة الصفوة 1/ 704، مروج الذهب 2581، الزيادات للهروي 94، مرآة الجنان 1/ 125، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 104، الوفيات لابن قنفذ 61، المعين في طبقات المحدثين 21، الوافي بالوفيات 15/ 24، غاية النهاية 1/ 296، تاريخ الإسلام 1/ 53، و 54.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 421، عن زيد بن ثابت وابن عساكر في التاريخ 5/ 449.(2/490)
وكتب الوحي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عديّ، وقتل أبوه يوم بعاث، وذلك قبل الهجرة بخمس سنين. أخرج الواقديّ ذلك من رواية يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عنه.
وكان زيد من علماء الصحابة، وكان هو الّذي تولّى قسم غنائم اليرموك.
روى عنه جماعة من الصّحابة، منهم: أبو هريرة، وأبو سعيد، وابن عمر، وأنس، وسهل بن سعد، وسهل بن حنيف، وعبد اللَّه بن يزيد الخطميّ.. ومن التّابعين: سعيد بن المسيب، وولداه: خارجة، وسليمان، والقاسم بن محمد، وسليمان بن يسار، وآخرون.
وهو الّذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، ثبت ذلك في الصّحيح.
وقال له أبو بكر: إنك شابّ عاقل لا نتّهمك.
وروى البخاريّ تعليقا، والبغويّ، وأبو يعلى موصولا، عن أبي الزّناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: أتى بي النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النّجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب يهود، فإنّي ما آمنهم على كتابي. ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له.
ورويناه في مسند عبد بن حميد من طريق ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال لي النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّي أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا عليّ أو ينقصوا، فتعلّم السّريانيّة» . فتعلمتها في سبعة عشر يوما.
وروى الواقديّ من طريق زيد بن ثابت، قال: لم أجز في بدر ولا أحد وأجزت في الخندق. قال: وكان فيمن ينقل التراب مع المسلمين، فنعس زيد، فجاء عمارة بن حزم، فأخذ سلاحه وهو لا يشعر، فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا أبا رقاد. ويومئذ نهى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يروع المؤمن، ولا يؤخذ متاعه جادّا ولا لاعبا»
«1» . وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن الشّعبي، قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب، فأمسك ابن عباس بالرّكاب. فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللَّه. قال: لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن سيرين حجّ بنا أبو الوليد، فدخل بنا على زيد بن
__________
(1) ابن عساكر كما في التهذيب 5/ 449.(2/491)
ثابت، فقال: هذا لام، وذا لام، وذا لام، فما أخطأ.
وقال ثابت بن عبيد: ما رأيت رجلا أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد.
وعن أنس قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أفرضكم زيد» .
ورواه أحمد بإسناد صحيح: وقيل، إنه معلول، وروى ابن سعد بإسناد صحيح، قال:
كان زيد بن ثابت أحد أصحاب الفتوى، وهم ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ، وأبو موسى، وزيد بن ثابت.
وروى بسند فيه الواقديّ من طريق قبيصة، قال: كان زيد رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض.
وروى البغويّ بإسناد صحيح، عن خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر، فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل.
ومن طريق ابن عبّاس: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد أنّ زيد بن ثابت كان من الرّاسخين في العلم.
مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين. وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين، وفي خمس وأربعين قول الأكثر.
وقال أبو هريرة حين مات: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى اللَّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفا، ولما مات رثاه حسّان بقوله:
فمن للقوافي بعد حسّان وابنه ... ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت
[الطويل]
2888 ز- زيد بن ثابت،
آخر.
استدركه الذهبي وعزاه لبقي بن مخلد.
2889- زيد بن ثعلبة:
بن عبد ربه الخزرجي «1» ، والد عبد اللَّه بن زيد الّذي أري النداء.
يأتي في زيد بن عبد ربّه.
2890- زيد بن جارية:
بالجيم «2» ، الأنصاريّ الأوسيّ.
__________
(1) الثقات 3/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، أسد الغابة ت [1825] .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 292، التحفة اللطيفة 2/ 95، تهذيب التهذيب 3/ 400، التاريخ الصغير 1/ 161- تقريب التهذيب، التاريخ الكبير 3/ 386، تبصير المنتبه 1/ 231، 232، الإكمال 2/ 51، أسد الغابة ت [1816] ، الاستيعاب ت [846] .(2/492)
روى ابن مندة، من طريق عثمان بن عبيد اللَّه بن زيد بن جارية، عن عمر بن زيد بن جارية، حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية- يعني نفسه- والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد ابن حبتة وابن عمر، وجابر.
وروى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق يعقوب بن مجمّع بن زيد بن جارية، عن أبيه، عن جدّه زيد بن جارية، قال: بعنا سهماننا من خيبر نخلة نخلة.
وروى البيهقيّ في الشّعب، من طريق عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال جاء رجل إلى ابن عمر، فقال: إن زيد بن جارية مات وترك مائة ألف. قال: لكن هي لا تتركه.
وله حديث آخر في المواقيت، أخرجه البغويّ.
2891 ز- زيد بن جارية:
بالجيم أيضا، جدّ محمد بن خالد إن ثبت-
روى ابن شاهين من طريق الوليد بن صالح، عن أبي المليح الرقيّ، حدّثنا محمد بن خالد بن زيد بن جارية عن أبيه، عن جدّه سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا كان للعبد عند اللَّه درجة لم ينله إيّاها ابتلاه في الدّنيا ثمّ صبّره على البلاء لينيله تلك الدّرجة»
«1» . قلت: هذا الحديث أورده ابن مندة في ترجمة للجلاح بن حكيم السلمي، وزعم أنه أخو الجحّاف بن حكيم، وأنه في أهل الجزيرة، وساق حديثه من طريق أبي المليح أيضا إلا أنه لم يسم والد خالد، بل قال: عن محمد بن خالد، عن أبيه عن جدّه، وهكذا أورده البخاريّ في ترجمة محمد بن خالد.
وأخرجه أبو داود من رواية ابن راشد عنه في السّنن، ولم أر والد خالد مسمّى إلا في رواية ابن شاهين هذه واللَّه أعلم.
2892- زيد بن جارية:
آخر.
روى عنه أبو الطّفيل، وسيأتي في المبهمات، وجعله بعضهم الأول، والّذي ظهر لي أنه غيره.
2893 ز- زيد بن جبير الجهنيّ:
إن كان محفوظا.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6815 وعزاه الى ابن شاهين.(2/493)
أخرج الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاريّ من تأليفه من طريق إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد، حدّثني أبو بكر بن محمد، عن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، عن أبي حمزة، عن زيد بن جبير الجهنيّ أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم جاره ... » الحديث وفيه: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ... » وبه «الضّيافة ثلاث، وما كان وراء ذلك فهو صدقة»
«1» . قال الإسماعيليّ: كذا قال زيد بن جبير، وأبو حمزة، وهما عندي مصحّفان.
قلت: ولم يبين بماذا تصحّفا، وأظن الصّواب زيد بن خالد الجهنيّ.
2894- زيد بن الجلاس «2»
: في رجاء بن الجلاس.
2895- زيد بن الحارث بن قيس «3»
: بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، أخو زيد بن الحارث.
شهد أحدا، قاله العدويّ، وتبعه الطّبريّ.
2896 ز- زيد بن الحارث:
آخر: في ترجمة يزيد بن الحارث.
2897- زيد بن حارثة «4»
: بن شراحيل الكعبي.
تقدم نسبه في ترجمة ولده أسامة بن زيد قال ابن سعد: أمه سعدى بنت ثعلبة بن عامر، من بني معن من طيِّئ [وقال ابن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] الحديث أخرجه البخاريّ] «5» .
__________
(1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه 10/ 445 (6018) ومسلم 1/ 68 (75- 47) .
(2) أسد الغابة ت [1827] ، الاستيعاب ت [847] .
(3) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 124، طبقات الحفاظ 93، شذرات الذهب 1/ 9، التاريخ الصغير 1/ 315، الوافي بالوفيات 15/ 25، أسد الغابة ت [1828] .
(4) أسد الغابة ت [1829] ، الاستيعاب [848] ، المسند لأحمد 4/ 161، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 27، طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 86، 87، التاريخ الكبير 3/ 390، التاريخ الصغير 1/ 23، الجرح والتعديل 3/ 559، ابن عساكر 6/ 291، 1، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 202، 203، تهذيب الكمال 453، العبر 1/ 9، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 4/ 459، 473، تهذيب التهذيب 3/ 401، خلاصة تذهيب الكمال 127، تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 454.
(5) ليس في أ.(2/494)
وحدثنا هشام بن محمد بن السّائب الكلبيّ، عن أبيه، وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما، قالوا: زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهليّة على أبيات بني معن، فاحتملوا زيدا وهو غلام يفعة، فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهبته له، وكان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل
[الطويل] في أبيات يقول فيها:
أوصي به عمرا وقيسا كلاهما ... وأوصي يزيدا ثمّ بعدهم جبل
«1» «2» [الطويل] يعني بعمرو وقيس أخويه، وبيزيد أخا زيد لأمه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل، وبجبل ولده الأكبر، قال: فحجّ ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه، فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات:
أحنّ إلى قومي وإن كنت نائيا ... بأنّي قطين البيت عند المشاعر
[الطويل] في أبيات.
فانطلقوا فأعلموا أباه، ووصفوا له موضعا،
فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه، فقدما مكة، فسألا عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا: يا بن عبد المطّلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم اللَّه تفكّون العاني وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنن علينا، وأحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك. قال وما ذاك؟ قالوا: زيد بن حارثة. فقال: أو غير ذلك؟ أدعوه فخيّروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء. وإن اختارني فو اللَّه ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء قالوا: زدتنا على النّصف، فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، هذا أبي وهذا عمّي، قال: فأنا من قد
__________
(1) في ت بجل.
(2) ينظر البيت الأول والثاني في أسد الغابة ترجمة رقم (1829) والاستيعاب ترجمة رقم (848) الأول والأخير منهما وفي الطبقات 3/ 28. وسيرة ابن هشام 1/ 248.(2/495)
علمت، وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما.
فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني بمكان الأب والعمّ.
فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبوديّة على الحرية، وعلى أبيك وعمّك وأهل بيتك؟
قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا.
فلما رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال: «اشهدوا أنّ زيدا ابني، يرثني وأرثه» ، فلما رأى ذلك أبوه وعمّه طابت أنفسهما، وانصرفا، فدعي زيد بن محمد حتى جاء اللَّه بالإسلام.
وقد ذكر ابن إسحاق قصّة مجيء حارثة والد زيد في طلبه بنحوه.
وقال ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: لما تبنّى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيدا زوّجه زينب بنت جحش، وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطّلب، وزوّجه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل ذلك مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة، ثم لما طلق زينب زوّجه أم كلثوم بنت عقبة، وأمها أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد المطّلب، فولدت له زيد بن زيد، ورقية، ثم طلق أم كلثوم، وتزوّج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب، ثم طلقها وتزوّج هند بنت العوام أخت الزبير.
وقال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمّد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] .. الحديث. أخرجه البخاريّ.
ويقال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم، وهو اسم قصي وقد تقدم ذكر مجيء أبيه إلى مكّة في طلب فدائه في ترجمته.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهريّ، قال: ما نعلم أن أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزّاق: لم يذكره غير الزهريّ.
قلت: قد ذكر الواقديّ بإسناد له عن سليمان بن يسار جازما بذلك. وقاله زائدة أيضا.
وشهد زيد بن حارثة بدرا وما بعدها، وقتل في غزوة مؤتة، وهو أمير، واستخلفه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بعض أسفاره إلى المدينة.
وعن البراء بن عازب أنّ زيد بن حارثة قال: يا رسول اللَّه، آخيت بيني وبين حمزة.
أخرجه أبو يعلى.
وعن عائشة: ما بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيد بن حارثة في سرية إلا(2/496)
أمره عليهم، ولو بقي لاستخلفه. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد قويّ عنها.
وعن سلمة بن الأكوع، قال: غزوت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة سبع غزوات، يؤمّره علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرجه البخاريّ.
قال الواقديّ: أول سرايا زيد إلى القردة «1» ثم إلى الجموم «2» ثم إلى العيص «3» ثم إلى الطّرف «4» ، ثم إلى حسمى ثم إلى أم قرفة، ثم تأميره على غزوة مؤتة، واستشهد فيها وهو ابن خمس وخمسين سنة، ولم يقع في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق ثم السّجلّ إن ثبت.
وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة: «يا زيد، أنت مولاي، ومنّي وإليّ وأحبّ النّاس إليّ»
أخرجه ابن سعد بإسناد حسن، وهو عند أحمد مطول.
وعن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وايم اللَّه إن كان لخليقا للإمارة- يعني زيد بن حارثة- وإن كان لمن أحبّ النّاس إليّ.»
أخرجه البخاري.
وروى التّرمذيّ وغيره من حديث عائشة، قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه حتى اعتنقه وقبّله.
وعن ابن عمر: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي، فسألته، فقال: إنه كان أحبّ إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منك، وإن أباه كان أحبّ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أبيك. صحيح.
__________
(1) قردة: بالتحريك: ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرمة لبني نعامة وقيل بالفاء وقد مرّ. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1077.
(2) الجموم: هو أرض لبني سليم وبها كانت إحدى غزوات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، أرسل إليها زيد بن حارثة غازيا. انظر: معجم البلدان 2/ 190.
(3) العيص: بالكسر واحد الّذي قبله: موضع في بلاد بين سليم به ماء يقال له ذنبان العيص وهو فوق السّوراقيّة والعيص: حصن بين ينبع والمروة وقيل: هو عرض من أعراض المدينة على ساحل البحر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 975.
(4) طرف: بالتحريك وآخره فاء. قال الواقدي: الطرف ماء قريب من المرمى دون النخيل وهو على ستة وثلاثين ميلا من المدينة وقال ابن إسحاق: الطرف من ناحية العراق وطرف القدّوم بتشديد الدال وضمّ القاف ثنيّة بالسراة مخفف والمحدّثون يشددونه م/ 2/ 885.(2/497)
وعن زيد بن حارثة رواية في الصحيح عن أنس عنه في قصة زينب بنت جحش. روى عنه أنس، والبراء بن عازب، وابن عبّاس، وابنه أسامة بن زيد، وأرسل عنه جماعة من التّابعين.
2898 ز- زيد بن حاطب:
بن أميّة بن رافع الأنصاريّ الأوسيّ ثم الظّفريّ.
قال الواقديّ: شهد أحدا، وجرح بها، فرجع بها، فرجع به قومه إلى أبيه وكان أبوه منافقا، فجعل يقول لمن يبكي عليه: أنتم فعلتم به هذا؟ غررتموه حتى خرج، ذكر ذلك الواقديّ في أثناء القصّة، ولم يذكره فيمن استشهد بأحد، فلعله أفاق من جراحته.
وقرأت في حاشية جمهرة ابن الكلبيّ: يزيد بن حاطب بزيادة ياء تحتانية مثناة في أوله فاللَّه أعلم.
واعتذر عن ترك ذكر الواقديّ له فيمن استشهد بأنه لم يستوعبهم.
2899 ز- زيد بن الحر العبسيّ:
أحد التسعة الذين وفدوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكره الطّبريّ والباوردي وغيرهما.
2900 ز- زيد بن حصن:
الطّائي، ثم السّنبسيّ.
ذكره الهيثم بن عديّ، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر الهمدانيّ- أنه كان عامل عمر بن الخطاب على حدود الكوفة.
أخرجه محمد بن قدامة في أخبار الخوارج له.
قلت: وقد قدمت غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزّمان إلا الصّحابة.
2901- زيد بن خارجة «1»
: بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
شهد أبوه أحدا، وشهد هو بدرا.
__________
(1) أسد الغابة ت [1831] ، الاستيعاب ت [849] . الثقات 3/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، الكاشف 1/ 338، الاستبصار 116، عنوان النجابة 86، أصحاب بدر 241- خلاصة تذهيب 1/ 351، التحفة اللطيفة 2/ 98، تهذيب التهذيب 3/ 409، تقريب التهذيب 1/ 274، التاريخ الصغير 1/ 61، الطبقات الكبرى 8/ 364. الوافي بالوفيات 15/ 42- التاريخ الكبير 3/ 383- بقي بن مخلد 767.(2/498)
وذكر البخاريّ وغيره أنه الّذي تكلّم بعد الموت. وسيأتي بعض طرق ذلك في ترجمة أخيه سعد بن خارجة.
وقال ابن السّكن: تزوج أبو بكر أخته، فولدت له أم كلثوم بعد وفاته.
وروى النّسائيّ وأحمد من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن موسى بن طلحة، عنه، قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كيف الصّلاة عليك؟ قال: «صلّوا فاجتهدوا، ثمّ قولوا: اللَّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد..» الحديث.
2902- زيد بن خالد الجهنيّ «1»
: مختلف في كنيته: أبو زرعة، وأبو عبد الرّحمن، وأبو طلحة.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عثمان، وأبي طلحة، وعائشة.
روى عنه ابناه: خالد، وأبو حرب، ومولاه أبو عمرة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، وأبو سلمة، وآخرون.
وشهد الحديبيّة، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، وحديثه في الصّحيحين وغيرهما.
قال ابن البرقيّ وغيره: مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة، وله خمس وثمانون.
وقيل: مات سنة ثمان وستين، وقيل: مات قبل ذلك في خلافة معاوية بالمدينة «2» .
2903- زيد بن خريم «3»
: روى ابن مندة، من طريق علي بن مسهر، عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم، عن أبيه، عن جدّه، قال: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن المسح على الخفّين فقال:
«ثلاثة أيّام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.»
2904- زيد بن الخطاب «4»
: بن نفيل العدويّ. يأتي نسبه في ترجمة أخيه عمر.
__________
(1) الثقات 3/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، الكاشف 1/ 338، الرياض المستطابة 87، تاريخ من دفن بالعراق 186- تهذيب التهذيب 3/ 410- الطبقات 120- تقريب التهذيب 1/ 274 الأعلام 3/ 58- تاريخ جرجان 455- العبر 76، 79- الطبقات الكبرى 2/ 376، 4/ 344، 345- 5/ 83، 250- الوافي بالوفيات 15/ 41- التاريخ الكبير 3/ 384- بقي بن مخلد 41، أسد الغابة ت [1832] ، الاستيعاب ت [850] .
(2) في أ: خلافة معاوية بالكوفة.
(3) أسد الغابة ت [1832 ب] .
(4) الثقات 3/ 136- تجريد أسماء الصحابة 1/ 198- حلية الأولياء 1/ 367- الكاشف 1/ 338- الرياض المستطابة 89- الاستبصار 296، 297- أصحاب بدر 83- خلاصة تذهيب 1/ 352- التحفة اللطيفة 2/ 99- صفة الصفوة 1/ 447- سير أعلام النبلاء 1/ 297 الملحق 147- تهذيب التهذيب 3/ 411- العقد الثمين 4/ 473- التاريخ الصغير 1/ 34- الطبقات 22- تقريب التهذيب 1/ 274- الأعلام 3/ 58- العبر 14- الطبقات الكبرى 3/ 376- 379- 415- 93- 457- 65- 67- 4/ 163- 5/ 285- 7/ 91- 8/ 345، 348 التاريخ الكبير 3/ 379- البداية والنهاية 6/ 336.(2/499)
أمّه أسماء بنت وهب من بني أسد. وكان أسنّ من عمر، وأسلم قبله، وشهد بدرا والمشاهد: واستشهد باليمامة. وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. وحزن عليه عمر حزنا شديدا، ولما قتل قال عمر: سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي، واستشهد قبلي.
له في الصّحيح حديث واحد في النّهي عن قتل حيات البيوت من رواية ابن عمر عنه مقرونا بأبي لبابة، ورجّح صالح جزرة أنّ الصّواب عن أبي لبابة وحده.
2905- زيد بن الدّثنة»
: بفتح الدّال وكسر المثلثة بعدها نون، ابن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاريّ البياضيّ.
شهد بدرا وأحدا، وكان في غزوة بئر معونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتّنعيم.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثنا عاصم بن عمر بن قتادة أنّ نفرا من عضل والقارة قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أحد، فقالوا: إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقّهوننا في الدّين، فبعث معهم خبيب بن عدي وزيد بن الدّثنة ... فذكر القصّة بطولها وهي في صحيح البخاريّ من حديث أبي هريرة.
2906 ز- زيد بن ربيعة «2»
: أو ربيعة بن أسد بن عبد العزّى.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بحنين وقيل اسم أبيه زمعة. وسيأتي قريبا.
2907- زيد بن رقيش «3»
: بقاف ومعجمة مصغّر، حليف بني أمية.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة، وذكره ابن إسحاق فيهم، لكنه سمّى أباه قيسا، فكأنه حذف الراء وأهمل الشين. وسماه الزّهريّ يزيد- بزيادة تحتانية في أوله.
__________
(1) الثقات 3/ 140، أسد الغابة ت [1834] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 199، الاستبصار 177، 264، 305، أصحاب بدر 184، صفة الصفوة 1/ 49، العقد الثمين 4/ 476، أزمنة التاريخ الإسلامي 3/ 625، الطبقات الكبرى 2/ 55، 3/ 389، 2/ 2، الوافي بالوفيات 15/ 45، الاستيعاب ت [851] .
(2) أسد الغابة ت [1835] ، الاستيعاب ت [852] .
(3) أسد الغابة ت [1839] .(2/500)
2908 ز- زيد بن زمعة:
بن الأسود بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ.
ذكره الطّبريّ فيمن استشهد يوم حنين، واستدركه ابن فتحون، وقيل هو يزيد بن سلمة الآتي.
2909 ز- زيد بن أبي زهير الأنصاريّ:
ذكر مقاتل في تفسير قوله تعالى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ [النساء 34]- أنّ زيد ابن أبي زهير جاء بابنته حبيبة وقد لطمها ... فذكر القصّة في سبب نزول الآية، وقد ذكرها عبد بن حميد والطّبري وغيرهما ولم يسمّه أحد منهم.
2910- زيد بن سراقة «1»
: بن كعب بن عمرو بن عبد العزّى بن خزيمة- أو غزيّة- ابن عمرو بن عوف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الخزرجيّ النّجاريّ.
استشهد يوم جسر أبي عبيد بالقادسيّة.
ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود، عن عروة، وكان ذلك في سنة خمس عشرة.
2911- زيد بن سعنة «2»
: الحبر الإسرائيليّ.
اختلف في سعنة، فقيل بالنّون وقيل بالتحتانية. قال ابن عبد البرّ: بالنون أكثر.
روى قصّة إسلامه الطّبراني، وابن حبّان، والحاكم، وأبو الشّيخ في كتاب «أخلاق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف، عن عبد اللَّه بن سلام، عن أبيه عن جدّه، عن عبد اللَّه بن سلام، قال: قال زيد بن سعنة: ما من علامات النّبوة شيء إلّا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا خصلتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ... فذكر الحديث بطوله، وفيه مبايعته النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم التّمر إلى أجل، ومقاضاته إياه عند استحقاقه. وفي آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا عبده ورسوله، وآمن وصدق، وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مشاهده.
واستشهد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.
ورجال الإسناد موثقون، وقد صرح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراويّ له، عن الوليد.
__________
(1) أسد الغابة ت [1840] الاستيعاب ت [853] .
(2) بقي بن مخلد 918، أسد الغابة ت [1841] ، الاستيعاب ت [854] .(2/501)
وثّقه ابن معين وليّنه أبو حاتم. وقال ابن عديّ: محمد كثير الغلط واللَّه أعلم.
ووجدت لقصّته شاهدا من وجه آخر، لكن لم يسم فيه، قال ابن سعد: حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن حازم، حدّثني من سمع الزهريّ يحدّث أن يهوديّا قال: ما كان بقي شيء من نعت محمد في التّوراة إلا رأيته إلا الحلم. فذكر القصة.
2912- زيد بن سهل «1»
: بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو طلحة.
مشهور بكنيته، ووهم من سماه سهل بن زيد، وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد العقبة.
وقد قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة، قال اسم أبي طلحة زيد، وهو القائل:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكلّ يوم في سلاحي صيد
«2» [الرجز] كان من فضلاء الصّحابة، وهو زوج أم سليم.
روى النّسائيّ من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك بردّ، ولكنك امرؤ كافر، وأنا مسلمة لا تحلّ لي، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم، فكأن ذلك مهرها.
وقد رواه أبو داود الطيالسيّ في مسندة، عن جعفر، وسليمان بن المغيرة، وحمّاد بن سلمة كلّهم عن ثابت مطوّلا. وفي رواية ابن سعد خير من ألف رجل.
وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد. فرفع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينظر، فرفع أبو طلحة صدره، وقال: هكذا لا يصيبك بعض سهامهم، نحري دون نحرك، صحيح الإسناد.
__________
(1) مسند أحمد 4/ 28، طبقات ابن سعد 3/ 504، طبقات خليفة 88، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 3/ 381، المعارف 166، 308، تاريخ الفسوي 1/ 300، الجرح والتعديل 3/ 564، معجم الطبراني 5/ 91، المستدرك 3/ 351، 354، الاستبصار 50، ابن عساكر 6/ 305، جامع الأصول 9/ 73- 77. تهذيب الكمال 457- تاريخ الإسلام 2/ 119، العبر 1/ 35، مجمع الزوائد 9/ 312، تهذيب التهذيب 3/ 414، 415، خلاصة تذهيب الكمال 128، شذرات الذهب 1/ 40، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 4- 12، أسد الغابة ت [1843] ، الاستيعاب ت [855] .
(2) ينظر البيت في الطبقات 3/ 64. والاستيعاب ترجمة رقم (855) .(2/502)
وهذا قد يخالف قول من قال: إنه شهد العقبة، وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة، وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا،
وقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة.
أخرجه أحمد مرسلا.» «1»
واختلف في وفاته: فقال الواقديّ- وتبعه ابن نمير، ويحيى بن بكير، وغير واحد:
مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان، وقيل قبلها بسنتين.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: عاش بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعين سنة، وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت، عن أنس، قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر.
قلت: فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين. وبه جزم المدائني.
ويؤيده ما أخرجه في «الموطأ» ، وصحّحه الترمذيّ، من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة ... فذكر الحديث في التّصاوير، وعبيد اللَّه لم يدرك عثمان ولا عليّا. فدلّ على تأخر وفاة أبي طلحة.
وقال ثابت، عن أنس أيضا: مات أبو طلحة غازيا في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغيّر.
أخرجه الفسوي في «تاريخه» ، وأبو يعلى، وإسناده صحيح.
روى أبو طلحة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ربيبه أنس، وابن عبّاس، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وغيرهم.
وروى مسلم وغيره من طريق ابن سيرين عن أنس أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما حلق شعره بمنى فرّق شقّه الأيمن على أصحابه: الشعرة، والشعرتين، وأعطى أبا طلحة الشقّ الأيسر كلّه.
وفي الصّحيحين عن أنس، لما نزلت: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 112، وأبو نعيم في الحلية 7/ 309 قال أبو نعيم مشهور من حديث ابن عيينة تفرد به عنه علي بن زيد بن جدعان. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 224. وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 4: 62. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 315 عن أنس وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.(2/503)
عمران 92] قال أبو طلحة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ أحبّ أموالي إليّ بيرحا وإنها صدقة أرجو برّها وذخرها» . فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بخ بخ، ذاك مال رابح ... » الحديث.
2913- زيد بن شراحيل الأنصاريّ «1»
: أو يزيد.
روى ابن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مرة، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدم على الكوفة نشد الناس: من سمع رسول اللَّه عليه وآله وسلم يقول:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه؟» فانتدب له بضعة عشر رجلا منهم زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاريّ.
وإسناده ضعيف جدا.
2914- زيد بن أبي شيبة «2»
: أبو شهم، مشهور بكنيته يأتي.
2915- زيد بن الصّامت «3»
: ويقال ابن النّعمان، أبو عياش الزرقيّ مشهور بكنيته يأتي.
2916- زيد بن صحار «4»
: بمهملتين، الثانية خفيفة، العبديّ.
روى ابن مندة بإسناد ضعيف، من طريق جعفر بن زيد بن صحار العبديّ، عن أبيه، قال: قلت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إني أنبذ أنبذة، فما يحلّ لي؟ قال: «لا تشرب النّبيذ في المزفّت ولا القرع ولا الجرّ.»
قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز.
2917- زيد بن صوحان «5»
: بضم المهملة وسكون الواو ومهملة. يقال: إن له صحبة، وسيأتي ما ورد في ذلك في ترجمة زيد العبديّ.
وقال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. والمعروف أنه مخضرم.
__________
(1) أسد الغابة ت [1844] .
(2) أسد الغابة ت [1845] .
(3) أسد الغابة ت [1846] ، الاستيعاب ت [1856] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 199، أسد الغابة ت [1847] .
(5) طبقات ابن سعد 6/ 123، طبقات خليفة ت 1024. التاريخ الكبير 3/ 397، المعارف 402، مشاهير علماء الأمصار ت 745، تاريخ بغداد 8/ 439، تاريخ ابن عساكر 6/ 315، الوافي بالوفيات 15/ 32 مرآة الجنان 1/ 99، تعجيل المنفعة 97، شذرات الذهب 1/ 44، تهذيب ابن عساكر 6/ 12.(2/504)
وستأتي ترجمته مستوفاة في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.
2918- زيد بن عاصم «1»
: بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ المازنيّ.
تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب بن زيد، وأنه شهد أحدا.
وذكر أبو عمر أنه شهد العقبة وبدرا، ويقال: إن كنيته أبو الحسن، وزاد أبو عمر في نسبه بين عاصم وعمرو بن عوف: كعب بن منذر، فاللَّه أعلم.
2919- زيد بن عامر الثقفيّ «2»
: روى ابن مندة، من طريق إسحاق الرمليّ، عن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز، سمعت أبي يحدّث عن زيد بن عامر عن أخيه يزيد بن عامر، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت، فقال لتميم الدّاري: سلني، فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم، فأعطاه، وقال لي: سلني يا زيد، فقلت: أسألك الأمن والأمان لولدي، فأعطاني ذلك.
قال ابن مندة: وروى عبد العزيز بن قيس، عن حميد، عن أنس أن زيد بن عامر سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن النبيذ ... الحديث.
2920- زيد بن عائش «3»
: المريّ. «4»
[ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، والخطيب في المؤتلف من طريقه.] «5»
روى حديثه ابنه حباب بن زيد عنه، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ أقبل قيس بن عاصم، فسمعته يقول: «هذا سيّد أهل الوبر.»
وفي السّند عليّ بن قرين، وهو متروك.
ذكره ابن ماكولا في حباب، بضم المهملة وبالموحدتين، وقال: له صحبة.
2921- زيد «6»
: بن عبثر الزبيدي.
__________
(1) أسد الغابة ت [1849] ، الاستيعاب ت [858] .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، أسد الغابة ت [1850] .
(3) في أ: زيد بن عباس المزني.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، تبصير المنتبه 3/ 889، الإكمال 6/ 19، أسد الغابة ت [1851] .
(5) ليس في أ.
(6) هذه الترجمة سقط في أ.(2/505)
ذكره إسماعيل في الصحابة، وأخرج من طريق علي بن قرين، عن قيس بن الحارث اليماني، سمعت عبد اللَّه بن ربيعة القيسي يحدّث عن زيد بن عبثر الزبيديّ، قال: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن البئر تكون بظهر الطريق ... الحديث في حريم البئر أربعون ذراعا.
وقال الخطيب في «المتّفق» : إن عبد اللَّه بن ربيعة، وقيس بن الحارث، وزيد بن عبثر:
الثلاثة مجهولون، وعلي بن قرين كان غير ثقة.
2922- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ «1»
: قال ابن حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان.
وروى البخاريّ في «التّاريخ» ، والطّبراني في «الأوسط» ، من طريق الليث، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ، عن الحسن بن أبي الحسن، عن زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، قال: عرضنا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رقية من الحية، فأذن لنا فيها، وقال: «إنّما هي مواثيق.»
«2» قال ابن السّكن: لم نجد حديثه إلا من هذا الوجه، وليس بمعروف في الصّحابة.
وقال الطّبرانيّ: لا يروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلا بهذا الإسناد. تفرّد به الليث.
2923- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ:
قال ابن مندة: روى حديثه فراس عن الشّعبي، وأراه الّذي قبله.
2924 ز- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ:
هو ابن عبد ربه.
2925 ز- زيد بن عبد ربه:
تقدم في زيد بن ثعلبة.
2926 ز- زيد بن عبد المنذر:
أخو أبي لبابة الأنصاريّ.
ذكر أبو عبيد أنه شهد العقبة الأخيرة استدركه ابن فتحون، وأنا أخشى أن يكون تصحّف عليه، وإنما هو زنبر: بسكون النون بعدها موحدة مفتوحة.
__________
(1) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، الكاشف 1/ 340، الاستبصار 346، شذرات الذهب 1/ 39، الطبقات الكبرى 4/ 142، 5/ 203 التاريخ الكبير 3/ 385، أسد الغابة ت [1852] ، الاستيعاب ت [859] .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 393. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 114 رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.(2/506)
2927 ز- زيد بن عبيد:
بن عمرو الضّبعيّ.
وفد مع جيرانه من بني حنيفة السبعة، وهم قيس بن طلق، وعلي بن سنان «1» ، وغيرهم، قال: فعدّ المذكور.
2928- زيد بن عبيد «2»
: بن المعلّى بن لوذان الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكر العدويّ وحده أنه شهد بدرا، وقال هو وابن سعد: إنه استشهد يوم مؤتة.
2929- زيد بن عمرو بن غزيّة الأنصاريّ «3»
: ذكره أبو عمر في ترجمة الحارث بن عمرو بن غزية، قال: وعمرو بن غزية ممن شهد ليلة العقبة، وكان له فيما يقول أهل النّسب من الولد أربعة كلّهم صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهم الحارث، وسعيد، وزيد، وعبد الرحمن.
قلت: وبهذا جزم ابن السّكن في ترجمة الحارث بن عمرو. وقال أبو عمر أيضا في ترجمة عمرو بن غزية: كان له من الولد: الحارث، والحجاج، وزيد، وسعيد، وعبد الرحمن. ولم يصلح لعبد الرحمن ولا لزيد ولا لسعيد صحبة. كذا قال.
2930- زيد بن عمرو «4»
: بن نفيل العدويّ، والد سعيد بن زيد.
أحد العشرة، تأتي ترجمته في القسم الرابع، وابن عم عمر بن الخطاب.
ذكره البغويّ، وابن مندة، وغيرهما في الصّحابة، وفيه نظر، لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين، ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصّحابي، وهو أنه من رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مؤمنا به هل يشترط في كونه مؤمنا به أن تقع رؤيته له بعد البعثة فيؤمن به حين يراه أو بعد ذلك، أو يكفي كونه مؤمنا به أنه سيبعث كما في قصّة هذا وغيره؟
وقد روى «5» ابن إسحاق في الكتاب الكبير، عن هشام بن عروة أنه حدّثه عن أبيه، عن
__________
(1) في أوعلي بن شيبان.
(2) أسد الغابة ت [1857] .
(3) أسد الغابة ت [1859] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، تهذيب التهذيب 2/ 421، المنمق 176، 177، 178، 200، 456، 532، العقد الثمين 4/ 482، الأعلام 3/ 60، الطبقات الكبرى 1/ 111، 162، 4/ 384، الوافي بالوفيات 15/ 38، أسد الغابة ت [1860] .
(5) في ت وقد ذكر.(2/507)
أسماء بنت أبي بكر، قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والّذي نفسي بيده، ما أصبح منهم أحد على دين إبراهيم غيري.
وأخرجه من طريق هشام البخاريّ، من طريق الليث تعليقا، والنسائي، من طريق أبي أسامة، والبغويّ، من طريق علي بن مسهر، كلّهم عن هشام. وزادوا فيه: وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، فأنا أكفيك مؤنتها.
وزاد ابن إسحاق: وكان يقول: اللَّهمّ إني لو أعلم أحبّ الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحته.
وأخرجه البغويّ من رواية الزهريّ، عن عروة نحوه، قال موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضى يحدّث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير اللَّه تعالى.
وأخرج البخاريّ من طريق سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، قال: خرج زيد بن عمرو إلى الشام يسأل عن الدين، فاتفق له علماء اليهود والنّصارى على أنّ الدّين دين إبراهيم، ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا. فقال- ورفع يديه: اللَّهمّ إني أشهدك أنّي على دين إبراهيم.
وأخرج أبو يعلى، والبغويّ، والرّوياني، والطّبراني، والحاكم، كلّهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في يوم حارّ من أيام مكّة، وهو مردفي، فلقينا زيد بن عمرو، فقال: يا زيد، ما لي أرى قومك سبقوك؟ إلى أن قال: خرجت أبتغي هذا الدين، فذكر الحديث المشهور باجتماعه باليهوديّ
وقوله: لا تكون من ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب اللَّه، وبالنصرانيّ
وقوله: حتى تأخذ نصيبك من لعنة اللَّه، وفي آخره: إن الذين تطلبه قد ظهر ببلادك، قد بعث نبيّ طلع نجمه، وجميع من رأيت في ضلال، قال: فرجعت فلم أحسّ بشيء.
وأخرج البغويّ بسند ضعيف، عن ابن عمر أنه «1» سأل سعيد بن زيد، وعمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن زيد بن عمرو، فقال له: أستغفر له؟ قال: نعم.
وعند ابن سعد عن الواقديّ بسند له أن سعيد بن زيد قال: توفي أبي وقريش تبني الكعبة.
__________
(1) في ت أن ابن عمر سأل.(2/508)
قلت: كان ذلك قبل المبعث بخمس سنين.
وذكر ابن إسحاق أن ورقة بن نوفل لما مات زيد بن عمرو رثاه. قال مصعب الزبيري، حدّثني الضّحاك بن عثمان، عن ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، بلغنا أن زيد بن عمرو بلغه مخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقبل يريده، فقتله أهل مبقعة: موضع بالشام.
وأخرج الفاكهيّ بسند له إلى عامر بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء، فقال: يا عامر، إني قد فارقت قومي، واتبعت ملّة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده: كان يصلّي إلى هذه البنية، وأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من ولد عبد المطّلب، وما أرى أني أدركه، وأنا أو من به وأصدّقه، وأشهد أنه نبيّ ... الحديث.
وفيه سأخبرك بنعته حتى لا يخفى عليك فوصفه بصفته.
وأخرج الواقديّ في حديث نحوه، فإذا طالت بك مدّة فرأيته فاقرأه مني السّلام.
وفيه: فلما أسلمت أقرأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منه السّلام، فردّ وترحّم عليه، وقال: «قد رأيته في الجنّة يسحب ذيولا.»
وفي مسند الطّيالسيّ، عن سعيد بن مزيد أنه قال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك. أستغفر له؟ قال: «نعم، فإنّه يبعث يوم القيامة أمّة واحدة.»
2931- زيد «1»
: بن عمير الكنديّ. «2»
ذكره ابن السّكن، وأشار إلى حديثه، ولم يخرجه.
وأخرجه أبو موسى من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة- أحد المتروكين، قال:
حدّثنا طلحة بنت أبي سعيد، قالت: حدّثتني أميّ، عن أبيها زيد بن عمير الكنديّ- أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، هل أغير مع قومي؟ فقال: «يا زيد، ذهب ذاك بالإسلام، وذهبت نخوة الجاهليّة، المسلمون إخوة.»
2932- زيد بن عمير العبديّ «3»
: له صحبة. قاله أبو عمر، ولم يزد. وأظنّه الّذي قبله.
وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق الجارود أنه قرأ في نسخة عهد «4» العلاء بن
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ن.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، أسد الغابة ت [1863] .
(3) أسد الغابة ت [1862] ، الاستيعاب ت [860] .
(4) في أعبد العلاء.(2/509)
الحضرميّ: وشهد زيد بن عمير. وسيأتي في ترجمة شبيب بن قرّة شيء يتعلق به.
2933 ز- زيد بن غنم اللخميّ:
ذكره أبو عمر في حاشية كتاب ابن السّكن، ولم يذكره في الاستيعاب، فنقلت من خطه أنه روي عنه حديث بإسناد مجهول مخرجه عن قوم من الأعراب، ثم ساق بسنده إلى قيس بن صخر بن ثوابة اللّخمي من أهل نابلس، عن محمد بن عاصم اللّخمي، من أهل عقرباء عن عبد العزيز- رجل منهم، عن عبد الأطول، عن زيد بن غنم اللّخمي قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض غزواته، فكان لي فرس يصهل فحصبته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما كنت أحبّ ذلك..» الحديث.
2934 ز- زيد بن قنفذ:
بن زيد بن جدعان التيميّ.
وجدت له خبرا يدلّ على صحبته. قال عبد الرّزّاق في «مصنفه» ، عن ابن جريج:
حدّثت أنه أوّل من قام بالنّاس بمكّة في خلافة عمر. وكان من شاء قام لنفسه ومن شاء طاف.
قلت: ذكر أبو عمر في «التمهيد» أنّ أول ما جمع عمر النّاس على إمام في رمضان كان في سنة أربع عشرة، فمن يكون حينئذ إماما يكون في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مميّزا لا محالة، وهو قرشيّ، فثبت كونه صحابيّا، إذ لم يبق من قريش عند موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلا من أسلم وصحب، وسيأتي زيد بن المهاجر بن قنفذ.
فاللَّه أعلم، هل هو أم عمه؟
2935- زيد بن قيس «1»
: تقدم في زيد بن رقيش.
2936- زيد بن كعب»
: أو كعب بن زيد.
روى حديثه البغويّ من طريق القاسم بن مالك، عن جميل بن زيد، قال: صحبت شيخا من الأنصار يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب، فحدّثني أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تزوّج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها وقعد على الفراش، ووضع ثوبه أبصر بكشحها بياضا، فقال: ضمّي إليك ثيابك، ولم يأخذ مما أعطاها شيئا.
__________
(1) أسد الغابة ت [1864] .
(2) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، الكاشف 1/ 341، تاريخ من دفن بالعراق 200 الطبقات 52، خلاصة تذهيب 1/ 354، تهذيب التهذيب 3/ 424، تقريب التهذيب 1/ 276، أسد الغابة ت [1868] .(2/510)
ومن طريق أبي معاوية عن جميل، عن زيد بن كعب، ولم يشك.
قال البغويّ: روى عن جميل بن زيد عن ابن عمر.
قلت: وأخرجه الباوردي، من طريق أبي معاوية كذلك. لكن قال زيد بن كعب بن عجرة.
وأخرجه من طريق عباد بن العوام عن جميل، فقال: عن كعب بن زيد- ولم يشكّ.
ورواه محمد بن أبي حفصة فقال: عن جميل، عن سعد بن زيد، وقيل عنه، عن سعيد بن زيد. وقيل: عنه، عن عبد اللَّه بن كعب.
2937- زيد بن كعب البهزي «1»
: في ترجمة عمير بن سلمة عن البهزيّ في المبهمات.
2938- زيد بن لبيد «2»
: بن ثعلبة الأنصاريّ البياضيّ.
ذكره ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة فيمن شهد العقبة. وأخرجه أبو نعيم وغيره.
2939- زيد بن لصيت «3»
: بلام مهملة ومثناة مصغرا، وقيل بنون أوله وآخره موحدة- القينقاعي. «4»
قال ابن إسحاق في «المغازيّ» : حدّثني عاصم بن عمر، قال: في غزوة تبوك: وسار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلّت ناقته، فقال زيد بن لصيت، وهو في رحل عمارة بن حزم: يزعم محمد أنه نبيّ وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إنّ رجلا قال كذا وكذا، وإنّي واللَّه لا أعلم إلّا ما علّمني اللَّه، هي في الوادي، قد حبستها شجرة بزمامها، فذهبوا فوجدوها. فرجع عمارة إلى رحله فأخبره بما اتفق، فأعلموه بأن الّذي قال ذلك هو زيد فوجأ في عنقه، وقال: اخرج عني، واللَّه لا تصحبني.
قال ابن إسحاق: وقال بعض الناس: إن زيدا تاب. وقيل: لا.
2940 ز- زيد بن لوذان الأنصاريّ:
أبو المعلّى. في الكنى.
__________
(1) أسد الغابة ت [1866] ، الاستيعاب ت [861] .
(2) أسد الغابة ت [1869] .
(3) في أ، ب لصيب.
(4) أسد الغابة ت [1870] .(2/511)
2941- زيد بن مربع «1»
: ويقال عبد اللَّه بن مربع في ترجمة يزيد بن شيبان، عن ابن مربع في المبهمات.
قال البخاريّ: قال أحمد: اسم ابن مربع زيد. وقال غيره: يزيد. انتهى.
وقال عبّاس الدّوريّ، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين أيضا: إن اسمه زيد.
2942- زيد بن المزين بن قيس «2»
: بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق، وكذا سماه القداح في نسب الأنصار، وسماه الواقديّ يزيد- بزيادة ياء في أوله، وقال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بينه وبين مسطح بن أثاثة.
تنبيه
المزين بضم الميم وزاي، آخره نون مصغر: ضبطه الدارقطنيّ وغيره، وزعم طاهر ابن معوز أنه بكسر الميم، وحكى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أنه المرس- كسر الميم وراء ساكنة مهملة بعدها مهملة. فاللَّه أعلم.
2943 ز- زيد بن معاذ الأنصاريّ الأوسيّ:
أخو سعد سيّد الأوس.
ذكر فيمن قتل كعب بن الأشرف، قال عبد بن حميد في التفسير: أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه عن عكرمة ... فذكر القصّة، وسمّاه فيهم، ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية.
2944- زيد بن معاوية النميريّ «3»
: عم قرة «4» بن دعموص.
له ذكر في حديث قرّة، وذكر في حديث علي بن فلان النميريّ.
وقال ابن أبي حاتم: روى الشاذكوني، عن يزيد بن عبد الملك النميريّ، عن عائذ بن
__________
(1) الثقات 3/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، بقي بن مخلد 161، الكاشف 1/ 342، الاستبصار 236، خلاصة التذهيب 1/ 355، تهذيب التهذيب 3/ 455، تقريب التهذيب 1/ 277، الوافي بالوفيات 15/ 26، التاريخ الكبير 3/ 380، أسد الغابة ت [1872] ، الاستيعاب ت [862] .
(2) تبصير المنتبه 4/ 1278، أسد الغابة ت [1874] ، الاستيعاب [863] .
(3) أسد الغابة ت [1875] .
(4) في أفروة.(2/512)
ربيعة، عن زيد بن معاوية. عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الماعون، قال: تفرد به الشاذكوني.
وقد أخرجه الباوردي من طريق ليس فيها الشاذكوني.
2945 ز- زيد بن المعلى الأنصاريّ:
قال أبو عبيد: شهد هو وإخوته: رافع، وعبيد، وأبو قيس- بدرا فيمن شهدها من بني مالك بن زيد مناة.
استدركه ابن فتحون.
2946- زيد بن ملحان بن خالد «1»
: بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار.
شهد أحدا، واستشهد يوم جسر أبي عبيد قال العدويّ: واستدركه ابن الأثير، عن الأشيري.
«2»
2947 ز- زيد بن المهاجر:
بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيميّ، والد محمد.
لابنه صحبة، وأما زيد هذا فذكر ابن أبي حاتم أنّ محمد بن زيد بن المهاجر روى عن أبيه. قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة، وإنا لنماري في الفداء «3» . انتهى.
وهذا يدلّ على إدراكه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد تقدم ذكره في زيد ابن قنفذ.
2948- زيد الخيل «4»
: بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن أفصى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ الطائي.
وفد في سنة تسع، وسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيد الخير.
قال ابن أبي حاتم ليس يروى عنه حديث.
وروى البخاريّ ومسلم، من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدريّ،
__________
(1) أسد الغابة ت [1876] .
(2) في أالأسدي.
(3) في أ: وإنا لنتمارى في الغداء
(4) أسد الغابة ت [1877] ، الاستيعاب ت [866] ، الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 202، الأعلام 3/ 61، الوافي بالوفيات 15/ 40.(2/513)
أنّ عليا بعث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من تربتها، فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر. وزيد الخيل، وعلقمة بن علاثة.. الحديث.
وروى ابن شاهين، من طريق سنين مولى بني هاشم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقبل راكب حتى أناخ، فقال:
يا رسول اللَّه، إني أتيتك من مسيرة تسع أسألك عن خصلتين، فقال: «ما اسمك؟» قال: أنا زيد الخيل. قال: «بل أنت زيد الخير، سل» . قال: أسألك عن علامة اللَّه فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد ... الحديث.
وأخرجه ابن عديّ في ترجمة بشير وضعّفه.
قال أبو عمر: مات زيد الخيل منصرفه من عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقيل: بل مات في خلافة عمر.
قال: وكان شاعرا خطيبا شجاعا كريما، يكنى أبا مكنف.
وقال المرزبانيّ: اسم أمه قوسة بنت الأثرم، كليبة، وكان أحد شعراء الجاهلية وفرسانهم المعدودين، وكان جسيما طويلا موصوفا بحسن الجسم وطول القامة، وهو القائل:
وخيبة من يخبّ على غنيّ ... وباهلة بن يعصر والرّكاب
«1» [الوافر] قال أبو عبيدة: أراد وصفهم بعدم الامتناع والجبن، فإذا خاب من يريد الغنيمة منهم كان غاية في الإدبار.
وقال ابن إسحاق: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لزيد الخيل: «ما وصف لي أحد في الجاهليّة فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون الصّفة غيرك» وسمّاه زيد الخير، وأقطعه فيدا، وكتب له بذلك، فخرج راجعا، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إن ينج زيد من حمّى المدينة فإنّه غالب» فأصابته الحمى بماء يقال له قردة، فمات به.
وذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصّة بلفظ: ما سمعت بفارس، وساقه بإسناد مجهول.
وقال ابن دريد في «الأخبار المنثورة» : كتب إلي علي بن حرب الطائيّ سنة اثنتين
__________
(1) ينظر البيت في الشعراء 46، والأغاني 16/ 52.(2/514)
وستين، وأجاز لي وأنا بعمان، قال: حدّثنا أبو المنذر، وقرأته عليه عن أبي مخنف، قال:
وفد زيد الخيل ... فذكر نحوه مطوّلا، وقال فيه. وكان من أجمل الناس، وقال: في آخره فأقام بقردة ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قبيصة بن الأسود بن عامر المناحة سنة، ثم توجّه براحلته ورحله، وفيها كتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنّار فاحترفت فاحترق الكتاب، وأنشد له وثيمة في الردة، قال:
وبعث بها إلى أبي بكر:
أمام أما تخشين بنت أبي نصر ... فقد قام بالأمر الجليّ أبو بكر
نجيّ رسول اللَّه في الغار وحده ... وصاحبه الصّدّيق في معظم الأمر
[الطويل] قلت: وهذا إن ثبت يدل على أنه تأخرت وفاته حتى مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة.
2949- زيد بن وديعة:
بن عمرو بن قيس بن جزيّ بن عديّ بن مالك بن سالم بن الحبلي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود، عن عروة وابن إسحاق والكلبيّ وغيرهما.
2950- زيد بن يساف «1»
: في يزيد بن إساف.
2951- زيد الثقفيّ:
جد عطاء بن السّائب. ويقال: اسمه يزيد، ويقال مالك. يأتي في المبهمات.
2952- زيد:
أبو حسن الأنصاريّ.
روى ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن يحيى البرلّسي، عن حيوة بن شريح، عن محمد بن عجلان، عن حكيم- رجل من أهل البصرة- عن أبي مسعود، عن زيد أبي حسن، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما بقي من كلام الأنبياء إلّا قول النّاس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.»
2953- زيد الدّيلميّ «2»
: مولى سهم بن مازن. ويقال: يزيد، يأتي في التحتانية.
__________
(1) أسد الغابة ت [1881] .
(2) أسد الغابة ت [1836] .(2/515)
2954- زيد، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «1»
: هو ابن بولا. تقدم.
2955 ز- زيد، أبو عبد اللَّه «2»
: روى ابن مندة من طريق بن أبي فديك، عن صالح بن عبد اللَّه بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن زيد، عن أبيه، عن جدّه زيد، قال: وقف النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عشية عرفة، فقال: «أيّها النّاس، إنّ اللَّه قد تطوّل عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما كان منكم.»
«3» قلت: قال البخاريّ: صالح بن عبد اللَّه منكر الحديث.
2956- زيد أبو عبد اللَّه:
آخر.
روى ابن مندة، من طريق ابن شهاب، عن طلحة بن زيد، عن ثور بن زيد، عن عبد اللَّه بن زيد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أكرموا الخبز، فإنّ اللَّه أنزل معه بركات السّماء، وأخرج له بركات الأرض» .
قلت: قال ابن المديني: طلحة بن زيد كان يضع الحديث.
2957 ز- زيد العبديّ:
غير منسوب.
ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم. فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، عن المنجاب بن الحارث، عن إبراهيم بن يوسف، حدثني رجل من عبد القيس، قال: قال رجل منّا شعرا يذكر فيه دعاء رسول اللَّه لعبد القيس فيها:
منّا صحار والأشجّ كلاهما ... حقّا «4» يصدّق قاله المتكلّم
سبقا الوفود إلى النّبيّ مهلّلا ... بالخير فوق النّاجيات الرّسّم
في عصبة من عبد قيس أوجفوا ... طوعا إليه وحدّهم لم يكلم
واذكر بني الجارود إنّ محلّهم ... من عبد قيس في المكان الأعظم
__________
(1) أسد الغابة ت [1838] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200. (3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 199، ولفظه أن اللَّه قد تطاول عليكم ... الحديث قال أبو نعيم غريب تفرد به عبد العزيز عن نافع ولم يتابع عليه. والهيثمي في الزوائد 3/ 259، ولفظه أيها الناس إن اللَّه عز وجل تطول عليكم ... الحديث قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه صالح المري وهو ضعيف. (4) في ب بصدق.(2/516)
ثمّ ابن سوّار على علّاته ... بذّ الملوك بسؤدد وتكرّم
وكفى بزيد حين يذكر «1» فعله ... طوبى لذلك من صريع مكرم
ذاك الّذي سبقت لطاعة ربّه ... منه اليمين إلى جنان الأنعم
فدعا النّبيّ لهم هنالك دعوة ... مقبولة بين المقام وزمزم
[الطويل] وقد ذكر ابن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان. وعلى هذا فهو صحابيّ لا محالة.
2958- زيد العجلانيّ «2»
: ويقال عمير يأتي في العين.
وروى أبو موسى، من طريق نافع: سمعت عبد الرحمن بن زيد العجلاني يحدث حديث ابن عمر عن أبيه أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم نهى أن يبال مستقبل القبلة.
وفي رواية أخرى عن أبيه عن أبي العجلان.
2959 ز- زيد العقيليّ:
استدركه أبو عمر على كتاب ابن السّكن، فقرأت بخطه، من طريق بقية، عن نافع بن زيد، أنه سمعه يحدّث عن نافع بن سليمان، عن زيد العقيلي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «سيكون من بعدي ناس من أمّتي يسدّ اللَّه بهم الثّغور، يؤخذ منهم الحقوق، ولا يعطون حقوقهم، أولئك منّي وأنا منهم» .
2960- زيد، أبو يسار «3»
: هو ابن بولا- تقدم.
2961 ز- زيد غير منسوب:
روى الطّبراني من طريق سكين بن دينار، عن مجاهد، عن زيد، أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنّة عاقّ ولا مدمن خمر ولا منّان.»
«4»
__________
(1) في ت تذكر.
(2) أسد الغابة ت [1858] .
(3) أسد الغابة ت [1880] .
(4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 203 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه وابن أبي شيبة من المصنف 8/ 8، 356- وعبد الرزاق حديث رقم 13859، وأبو بكر بن الخطيب في تاريخ بغداد 9/ 452 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 323، 4/ 176، والهيثمي في الزوائد 6/ 260 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه وقال رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية- رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43776.(2/517)
2962 ز- زيد، آخر:
غير منسوب.
أخرج ابن أبي شيبة، من طريق يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: انكشف الناس يوم حنين عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا رجل يقال له زيد، أخذ بعنان بغلته الشهباء التي أهداها إليه النجاشيّ، فقال: «يا زيد، ويحك، ادع النّاس» . فقال:
يا أيها الناس، هذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.. الحديث.
[2963- زيد، جدّ يحيى بن سعيد الأنصاريّ:
ذكره أبو داود في باب من فاتته ركعتا الفجر، فقال قال عبد ربه ويحيى ابنا سعيد:
صلّى جدّنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... هكذا قرأت بخط شيخنا البلقيني الكبير في هامش نسخة من تجريد الذهبيّ، ولم أر في النسخ المعتمدة من السّنن لفظ زيد، بل فيها جدّنا خاصة، فليحرر، فإنّ نسب يحيى بن سعيد ليس فيه أحد يقال له زيد إلّا زيد بن ثعلبة، وهو جد أعلى، جد هلك في الجاهليّة.] «1»
القسم الثاني من حرف الزاي
الزاي بعدها الفاء
2964 ز- زفر بن أوس «2»
: بن الحدثان النصري، أخو مالك.
قال ابن مندة: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يعرف له صحبة.
قلت: كان أبوه من مشاهير الصّحابة، فإن كان لأبيه إدراك فهو من أهل القسم.
الزاي بعدها الياء
2965 ز- زيد بن زيد:
بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ. أخو أسامة.
قال ابن سعد: أخبرنا ابن الكبيّ، عن أبيه، وعن شرقي بن قطامي وغيرهما، قالوا:
أقبلت أم كلثوم بنت عقبة مهاجرة في الهدنة، فخطبت، فأشار عليها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزيد بن حارثة، فولدت له زيد بن زيد بن حارثة، ورقية، فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان.
قلت: كانت الهدنة سنة ستّ، وقتل زيد بن حارثة سنة تسع.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت [1754] .(2/518)
2966 ز- زيد بن عمر بن الخطاب «1»
: القرشيّ العدويّ، شقيق عبد اللَّه بن عمر المصغّر.
أمّهما أم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر، ففرّق بينهما الإسلام لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة 10] ، فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة، وكان زوجها قبله عمر.
ذكر ذلك الزبير وغيره، فهذا يدل على أن زيدا ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فيكون من هذا القسم.
2967 ز- زبيد «2»
: بالتّصغير، ابن الصّلت بن معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ، حليف بني جمح، أخو كثير بن الصّلت.
ساق نسبة ابن سعد وقال الواقديّ: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان.
وقال البخاريّ: سمع من عمر. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: حديثه عن أبي بكر مرسل.
روى عنه عروة، والزهريّ، وإبراهيم بن قارظ، وقتادة، وغيرهم.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن الصلت: سمعت أبا بكر الصديق يقول: لو أخذت شاربا لأحببت أن بستره اللَّه.
قلت وأخرجه ابن سعد من هذا الوجه ورواته ثقات، وهو يرد على ابن أبي حاتم، وثبت سماع زبيد من أبي بكر الصّديق.
__________
(1) السير والمغازي 248، تاريخ اليعقوبي 2/ 260، نسب قريش 352، المعارف 188، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 78، مروج الذهب 1561، تاريخ الطبري 4/ 199، العقد الفريد 3/ 423، أنساب الأشراف 1/ 402، الجرح والتعديل 3/ 568، المعرفة والتاريخ 1/ 214، جمهرة أنساب العرب 38، الكامل في التاريخ 3/ 54، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 27، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 204، الوافي بالوفيات 15/ 37، سير أعلام النبلاء 3/ 502، في ترجمة أم كلثوم بنت علي رقم 114، تاريخ الإسلام 1/ 58.
(2) أسد الغابة ت [1882] .(2/519)
لقسم الثالث من حرف الزاي
الزاي بعدها الباء
2968 ز- زبّاب بن رميلة:
تقدم في حرف الرّاء.
2969 ز- زبّان بن الأصبغ:
بن عمرو الكلبيّ له ذكر في ترجمة تماضر في النّساء.
2970 ز- زبيد الأعور:
بن جيفر بن الجلندي الأزديّ.
كان أبوه ملك عمان وقد تقدم ذكره، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إليه فأسلم هو وأهله، ثم ارتد ولده زبيد في عهد أبي بكر، وحارب ثم رجع، فهو من أهل هذا القسم.
2971 ز- زبيد بن عبد الخولانيّ:
له إدراك، وشهد فتح مصر، ثم شهد صفّين مع معاوية، وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحوّل إلى عسكر عليّ ذكره ابن يونس ومن تبعه.
2972 ز- الزّبير بن الأشيم الأسديّ:
والد عبد اللَّه بن الزبير الشاعر المشهور.
ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة عبد اللَّه بن الزبير المذكور ما يدل على أن لأبيه إدراكا، فإنه أنشد لعبد اللَّه شعرا ذكر فيه أنه كان عند عثمان
«1» .
الزاء بعدها الحاء
2973 ز- زحر:
بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة- بمهملة ونون- الجعفيّ.
له إدراك وكان من الفرسان، وكان مع عليّ فإذا نظر إليه قال: من سرّه أن ينظر إلى شهيد الحيّ فلينظر إلى هذا، واستعمله عليّ على المدائن، وكان لزحر أربعة أولاد نجباء أشراف بالكوفة أحدهم فرات قتله المختار، والثّاني جبلة قتل مع ابن الأشعث، وكان على الفراء، فقال الحجّاج: ما كانت فتنة قط فتنجلي حتى يقتل عظيم من العظماء، وهذا من عظماء اليمن، والثالث جهم بن زحر كان مع قتيبة بن مسلم بخراسان وولي جرجان، والرابع حمال بن زحر كان بالرستاق ذكر لك ذلك ابن الكلبيّ.
__________
(1) في أ: كان عند عمر.(2/520)
الزاي بعدها الراء
[2974 ز- زرارة بن هودة:
بن مالك بن عمرو بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامريّ ثم الحريشيّ «1» .
له إدراك، وكان ابنه طفيل صاحب روابط هشام بن عبد الملك. ذكره ابن الكلبيّ]
«2» .
2975 ز- زرارة بن عمرو:
بن حطيان بن رائس الدهميّ.
له إدراك، وكان ابنه قيس بن زرارة في صحابة علي بن أبي طالب. ذكره ابن الكلبيّ.
2976 ز- زرارة بن المخبّل السعدي:
يأتي ذكره في ترجمة أخيه شيبان.
2977 ز- زرارة بن جزء بن عمرو «3»
: بن عوف بن كعب بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب.
له إدراك، وكان ولده عبد العزيز سيّد البادية في زمانه، وله أخبار مع بني أمية.
ذكر ابن الكلبيّ عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه، قال: مر مروان بن الحكم سنة بويع على ماء لبني جزء عليه زرارة- شيخ كبير، فقال: كيف أنتم آل جزء؟ فقال: بخير، أنبتنا اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا، وكانوا هلكوا بالرّوم في الجهاد.
وقال ابن الكلبيّ: أتى زرارة بن جزء باب معاوية، فقال: من يستأذن لي اليوم استأذن له غدا، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين، إني رحلت إليك بالأمل، واحتملت جفوتك بالصبر، ورأيت أقواما أدناهم منك الحظّ، وآخرين باعدهم منك الحرمان، وليس ينبغي للمقرّب أن يأمن، ولا للباعد أن ييأس. فأعجب معاوية كلامه، فضمه إلى يزيد وفرض له في ألفين، وخرج مع بزيد إلى الصّائفة، فجاء نعي»
عبد العزيز إلى معاوية وأبوه زرارة جالس. فقال معاوية لما قرأ الكتاب: في هذا الكتاب موت سيّد شباب العرب، فقال زرارة:
ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك قال: والشّعر الّذي يروى في هذه القصة مصنوع.
قلت: كانت بيعة مروان سنة أربع وستين من الهجرة، والّذي يوصف بأنه شيخ كبير يكون من أبناء السّبعين إلى الثمانين، فيكون زرارة من أهل هذا القسم.
__________
(1) في ت الخرشي.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) في أ: زرارة بن حر.
(4) في ت نعبه.(2/521)
وقال المرزبانيّ: وفد زرارة وعبد العزيز على معاوية، فمات عبد العزيز جدّنا بعد أن استعمله على بعض أعماله، فقال زرارة أبو يرثيه:
الآن إذ «1» مات عبد العزيز ... تصلى الحروب وسدّ الثّغورا
وساد هناك بني عامر ... غلاما وقضي عليها الأمورا
فكلّ فتى شارب كأسه ... فإمّا صغيرا وإمّا كبيرا
[المتقارب]
2978- زرّ بن حبيش بن حباشة «2»
: بن أوس بن بلال بن جعالة بن نصر بن غاضرة الأسديّ ثم الغاضريّ، أبو مريم- مشهور من كبار التّابعين، أورده أبو عمر لإدراكه.
وقد روى عن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود، والعبّاس، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة، وأبي بن كعب، وغيرهم.
روى عنه إبراهيم النّخعيّ وعاصم بن أبي النجود، وعدي بن ثابت، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق الشيبانيّ، وآخرون.
قال عاصم: كان من أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية.
__________
(1) في ت إذا قتل.
(2) أسد الغابة ت [1735] ، الاستيعاب ت [873] ، طبقات ابن سعد 6/ 104، التاريخ لابن معين 2/ 172، التاريخ الكبير 3/ 447، طبقات خليفة 140، والتاريخ له 288، مسند أحمد 5/ 129، العلل 1/ 14، التاريخ الصغير 79، تاريخ الثقات 165، المعرفة والتاريخ 1/ 232، تاريخ اليثربي 2/ 240، أنساب الأشراف 1/ 164، المعارف 427 تاريخ الطبري 4/ 196، الجرح والتعديل 3/ 622، مشاهير علماء الأمصار 740، البرصان والعرجان 31، أخبار القضاة لوكيع 1/ 51، الثقات لابن حبان 4/ 269، حلية الأولياء 4/ 181، السابق واللاحق 157، الإكمال 4/ 183، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 154، الأنساب 4/ 37، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 377، التبيين في أنساب القرشيين 101، الكامل في التاريخ 4/ 497، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 169، تهذيب الكمال 9/ 335، الزيادات للهروي 77، وفيات الأعيان 3/ 9، سير أعلام النبلاء 4/ 166، تذكرة الحفاظ 1/ 57، دول الإسلام 1/ 59، الكاشف 1/ 250، المعين في طبقات المحدثين 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189، العبر 1/ 95، مرآة الجنان 1/ 166، الوافي بالوفيات 14/ 190، جامع التحصيل 213، غاية النهاية 1/ 294، تهذيب التهذيب 3/ 321، تقريب التهذيب 1/ 259، عهد الخلفاء الراشدين 9، خلاصة تذهيب التهذيب 130 طبقات الحفاظ للسيوطي 19، شذرات الذهب 1/ 91، الكنى والأسماء 2/ 110، المشتبه 10/ 337، رجال صحيح البخاري 1/ 274، رجال صحيح مسلم 1/ 228، صفة الصفوة 3/ 31، تاريخ الإسلام 3/ 66.(2/522)
وقال أيضا- عن زرّ: خرجت من الكوفة في وفد ما لي همّ إلا لقاء أصحاب محمّد فلقيت عبد الرحمن بن عوف وأبيّا. فجالستهما.
وقال أيضا: كان أبو وائل عثمانيا وزرّ علويّا، وكان مصلّاهما في مسجد واحد، وكان أبو وائل معظما لزرّ وعنه قال: كان زرّ أكبر من أبي وائل.
وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد: قلت لزرّ: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة.
وروى ابن أبي شيبة، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل مثله.
ومات سنة ثلاث وثمانين أو قبلها بقليل.
وروى الطّبرانيّ، من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن زرّ: خطبنا عمر بالشام ... فذكر الحديث.
وقال البرديجي في الأسماء المفردة في التّابعين: زرّ بن حبيش كان جاهليّا- يعني أدرك الجاهلية، وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى.
2979- زرعة بن سيف «1»
: بن ذي يزن الحميري.
من مشاهير الملوك، كتب إليه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : وقدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتاب ملوك اليمن وملوك حمير مقدمة من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم، وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي يزن بإسلامهم، فكتب إليه من محمّد رسول اللَّه إلى الحارث بن عبد كلال، وإلى النعمان، وإلى زرعة ... فذكر القصّة مطوّلة.
وروى ابن مندة، من طريق محمد بن عبد العزيز بن عفير، سمعت أبويّ يحدثان عن أبيهما عن جدّهما عفير عن أبيه زرعة بن سيف، قال: كتب إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكره مطوّلا.
قال ابن مندة: لا أعرفه موصولا إلا من هذا الوجه.
قلت: وله ذكر في ترجمة الحارث بن عبد كلال وكلام ابن الكلبيّ يدلّ على أن زرعة هذا نسب إلى جدّه الأعلى، وأنّ بينه وبين سيف خمسة آباء، فإنه في ذرية ذي يزن النعمان بن قيس بن عفير بن سيف بن ذي يزن.
__________
(1) أسد الغابة ت [1745] ، الاستيعاب ت [818] .(2/523)
ومن ولده عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النّعمان، كان سيد حمير بالشام أيام عبد الملك بن مروان انتهى.
فزرعة المذكور في الحديث المذكور هو ابن عفير المذكور، وبينه وبين سيف عدة آباء
2980- زرعة بن غريب:
ذكره أبو عبيدة من مناقب الفرس أنّ الأسود العنسيّ لما قتل بعث الفرس برأسه مع نفر منها. منهم عبد اللَّه بن الدئليّ «1» ، وزرعة بن غريب، وغيرهما، فأنذر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقدومهم قبل موته، وأوصى بهم وبمن باليمن منهم خيرا.
2981- زرعة بن أبي عقبة الحميري:
ذكر وثيمة في «الردة» أنه قدم بكتاب من آل حمير إلى أبي بكر عند ما بلغهم موت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يذكرون فيه ثباتهم على دينهم.
2982 ز- زرعة السّيباني:
بالمهملة والموحّدة، يكنى أبا عمرو يأتي في الكنى.
2983 ز- زريب «2»
: بالتصغير ابن ثرملا. «3»
ذكره الطّبريّ في الصّحابة.
وروى الباوردي، من طريق عبد اللَّه بن معروف، عن أبي عبد الرحمن الأنصاريّ، عن محمد بن حسين بن علي أنّ سعد «4» بن أبي وقاص لما فتح حلوان «5» مرّ رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة بشعب، فحضرت الصّلاة، فتوضأ، ثم أذّن، فأجابه صوت، فنظر فلم ير شيئا، فأشرف عليه رجل من كهف شديد بياض الرأس واللّحية، فقال: من أنت؟
قال: أنا زريب بن ثرملا من حواري عيسى ابن مريم. وقد أردت الوصول إلى محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فحالت بيني وبينه فارس، فأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا رسول اللَّه فانطلق جعونة فأخبر سعدا، فكتب سعد إلى عمر، فكتب عمر: أطلب لرجل فابعث به إليّ. فتتبعوا الشّعاب والأودية فلم يروا له أثرا.
__________
(1) في أالديلميّ.
(2) في أ: ابن زملا.
(3) في أ: ابن زملا.
(4) في أ: حسين بن علي بن سعيد.
(5) حلوان: بالضم ثم السكون وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، حلوان مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها وهي بقرب الجبل وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها. انظر معجم البلدان 2/ 334.(2/524)
ورواه عبد الرّحمن بن إبراهيم الرّاسبيّ أحد الضّعفاء، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، كما تقدم في ترجمة جعونة بن نضلة من وجه آخر.
ورواه أبو نعيم في «الدّلائل» من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، لكن في إسناده النضر بن سلمة شاذان، وهو متروك، وزاد فيه أن عيسى ابن مريم دعا له بطول العمر، وأنه يعيش إلى أن ينزل عيسى وله طريق أخرى.
الزاي بعدها الفاء
2984- زفر بن [يزيد:
بن] «1» حذيفة الأسديّ، أسد خزيمة «2» .
كان من ساداتهم، وثبت على إسلامه حين ظهر، طليحة بن خويلد، وردّ على طليحة في خطبة طويلة وشعر يقول فيه:
لهفي على أسد أضلّ سبيلهم ... بعد النّبيّ طليحة الكذّاب
[الكامل] ذكره ابن الأثير.
الزاء بعدها الميم
2985 ز- زمّان بن عمار الفزاريّ:
كان ممن ارتدّ مع طليحة بن خويلد، وحارب المسلمين ثم تاب، وجاء إلى اليمامة فحذرهم عاقبة الردة، ودعاهم إلى الإسلام ذكره وثيمة.
2986 ز- زميل بن أبير:
ويقال وبير بن عبد مناف بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة الفزاريّ. يقال له ابن أمّ دينار.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: إنه هو الّذي قتل ابن دارة في خلافة عثمان وأنشد له:
يخبّرني أنّي به ذو قرابة ... وأنبأته أنّي به متلافي «3»
علوت بنصل السّيف مفرق رأسه ... وقلت التحفه دون كلّ لحاف
[الطويل]
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت [1754] .
(3) في ب متلاقي.(2/525)
وقال أيضا:
أبلغ فزارة أنّي قد شريت لها ... مجد الحياة بسيفي مع ذوي الحلق
«1» [البسيط] قلت: واسم ابن أبي دارة سالم بن مسافع، ودارة أمه وسيأتي سبب قتل زميل له في ترجمة في القسم الثالث من السين.
الزاء بعدها الهاء
2987- زهرة بن حميضة:
تقدم في أزهر بن حميضة]
«2» .
2988 ز- زهير بن حرام الهذليّ:
من بني سهم بن معاوية.
مخضرم، هكذا ذكره المرزبانيّ مختصرا.
2989- زهير بن خيثمة بن أبي حمران الجعفي «3»
: جدّ المحدث الشهير أبي خيثمة زهير بن معاوية.
ذكر أبو أحمد العسكريّ أنه قدم المدينة مسلما في الليلة التي توفّي فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فنزل على أبي بكر الصدّيق.
2990- زهير بن قيس:
بن مشجعة الجعفي.
يأتي ذكره في ترجمة أخيه مرثد. وتقدم نسبه في ترجمة الأحيمر
«4» . 2991
ز- زهير بن المغفل «5» بن عوف «6»
: بن عمير بن كلب بن ذهل بن يسار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن عامر.
له إدراك، وشهد القادسيّة في عهد عمر، فاستشهد بها. ذكره ابن الكلبيّ.
الزاء بعدها الياء
2992 ز- زياد بن الأشهب:
بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة العامريّ الجعديّ.
له إدراك، وكان كبير القدر في قومه، وكان قد مشى في الصّلح بين عليّ ومعاوية.
وفي ذلك يقول النابغة الجعديّ:
__________
(1) في بن الخلق.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت [1768] .
(4) في أ: في ترجمة الأخثم.
(5) في أ: زهير بن العقل.
(6) في ت عون.(2/526)
مقام زياد عند باب ابن هاشم ... يريد صلاحا بينكم ويقرّب
[الطويل] وفيه يقول زياد الأعجم:
إذا كنت مرتاد السّماحة والنّدى ... فسائل تخبّر عن زياد الأشاهب
[الطويل] قال ابن الكلبيّ: وكان زياد بن الأشهب من أشراف أهل الشّام. وكان عظيم المنزلة عند معاوية، وهو الّذي سأله ألّا يجعل لبشر على قيس «1» سبيلا لما أرسل بشرا إلى اليمن، وقد تقدم ذكر أخيه الحشرج بن الأشهب وابنه عبد اللَّه معا.
2993 ز- زياد بن جزء «2»
: بن مخارق الزّبيدي.
له إدراك، وجاهد في عهد عمر.
ذكر ابن إسحاق. عن القاسم بن قزمان، عن زياد بن جزء بن مخارق، قال: كنت في البعث الّذي بعثه عمر مع عمرو بن العاص بفلسطين.
قال ابن يونس: وليس هذا الحديث الّذي رواه ابن إسحاق عند أهل مصر. وذكره ابن حبّان في الثّقات.
2994 ز- زياد ابن أبيه «3»
: وهو ابن سمية الّذي صار يقال له ابن أبي سفيان.
ولد على فراش عبيد مولى ثقيف، فكان يقال له: زياد بن عبيد، ثم استلحقه معاوية، ثم لما انقضت الدولة الأمويّة صار يقال له زياد ابن أبيه، وزياد ابن سميّة، وكنيته أبو المغيرة.
وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح، عن ابن سيرين، أنه كان يقال له زياد ابن أبيه.
__________
(1) في أ: على عيسى سبيلا.
(2) في أ: زياد بن حزن.
(3) أسد الغابة ت [1800] ، الاستيعاب ت 829، طبقات ابن سعد 7/ 99، طبقات خليفة ت 1516، المحبر 184، 303، 479، التاريخ الكبير 3/ 357، التاريخ الصغير 1/ 115 المعارف 246، تاريخ الطبري 5/ 76- 214- 288، مروج الذهب 3/ 192- 215- تاريخ ابن عساكر 6/ 242، الكامل 3/ 493، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 198، العبر 1/ 58، تاريخ الإسلام 2/ 279، الوافي بالوفيات 15/ 10، مرآة الجنان 1/ 126، شذرات الذهب 1/ 59، خزانة الأدب 2/ 517، تهذيب ابن عساكر 5/ 49.(2/527)
ذكره أبو عمر في الصّحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته. وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى، وكان كاتبه، ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك.
وجزم ابن عساكر بأنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره، وأنه أسلم في عهد أبي بكر، وسمع من عمر.
وقال العجليّ: تابعي، ولم يكن يتهم بالكذب.
وفي تاريخ البخاريّ الأوسط، عن يونس بن حبيب، قال: بزعم آل زياد أنه دخل على عمر وله سبع عشرة سنة قال وأخبرني زياد بن عثمان أنه كان له في الهجرة عشر سنين، وكانت أمه مولاة صفيّة بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفيّ، وكانت من البغايا بالطّائف.
وقال أبو عمر: كان من الدهاة الخطباء الفصحاء، واشترى أباه بألف درهم فأعتقه، واستكتبه أبو موسى، واستعمله على شيء من البصرة، فأقره عمر، ثم صار مع علي، فاستعمله على فارس، وكان استلحاق معاوية له في سنة أربع وأربعين، وشهد بذلك زياد بن أسماء الحرمازي، ومالك بن ربيعة السلوليّ، والمنذر بن الزبير فيما ذكر المدائني بأسانيده وزاد في الشهود جورية بنت أبي سفيان والمستورد بن قدامة الباهليّ، وابن أبي نصر الثقفيّ، وزيد بن نفيل الأزديّ، وشعبة بن العلقم المازنيّ، ورجل من بني عمرو بن شيبان، ورجل من بني المصطلق، وشهدوا كلهم على أبي سفيان أنّ زيادا ابنه، إلا المنذر فيشهد أنه سمع عليا يقول: أشهد أنّ أبا سفيان قال ذلك، فخطب معاوية فاستلحقه، فتكلّم زياد فقال: إن كان ما شهد الشّهود به حقا فالحمد للَّه، وإن يكن باطلا فقد جعلتهم بيني وبين اللَّه.
وروى أحمد بإسناد صحيح، عن أبي عثمان لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا؟ إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من ادّعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام»
«1» فقال أبو بكرة: وأنا سمعته. وأصله في الصّحيح.
وكان يضرب به المثل في حسن السياسة، ووفور العقل، وحسن الضبط لما يتولّاه.
مات سنة ثلاث وخمسين، وهو أمير المصرين: الكوفة والبصرة، ولم يجمعا قبله لغيره، وأقام في ذلك خمس سنين.
2995- زياد بن حدير «2»
: بالتّصغير، الأسدي، نزيل الكوفة. له إدراك، وكان كاتبا لعمر على العشور.
__________
(1) أخرجه مسلم في الإيمان (114) وفي البيهقي 7/ 403.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 130، طبقات خليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 177، العلل لأحمد 1/ 230 و 281، التاريخ الكبير 3/ 348، المعرفة والتاريخ 2/ 642. تاريخ واسط 42، و 252، الزهد لابن المبارك 70، الكنى والأسماء 2/ 66، الجرح والتعديل 3/ 529، الثقات لابن حبان 4/ 251، تهذيب الكمال 9/ 449: 451، الكاشف 1/ 258، تهذيب التهذيب 3/ 361، تقريب التهذيب 1/ 266، خلاصة تذهيب التهذيب 124، تاريخ الإسلام 2/ 404.(2/528)
وروى عبد اللَّه بن أحمد في الزهد من طريق أبي حصين عنه، قال: استعملني عمر على العشور، وقال لي: أعشرهم في السّنة مرة.
ومن طريق عاصم: قدمت على عمر فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ، فسألت ابنه عاصما، فقال: رأى عليك شيئا.
قلت: ولزياد رواية عن بعض الصّحابة في سنن أبي داود وله قصّة مع ابن مسعود في البخاريّ.
وروى عنه الشّعبيّ، وحبيب بن أبي ثابت، وآخرون.
2996- زياد بن عبد اللَّه الغطفانيّ:
له إدراك، وكان ممن فارق عيينة بن حصن لما بايع طليحة في الردة، ولحق بخالد بن الوليد. ذكره وثيمة، وأنشد له شعرا يقول فيه:
أبلغ عيينة إن عرضت لداره ... قولا يشير به الشّفيق النّاصح
أعلمت أنّ طليحة بن خويلد ... كلب بأكناف البزاخة نابح
كيف البقاء إذا أتاكم خالد ... ومهاجرون مسوّمون سرائج
[الكامل]
2997- زياد بن عياض الأشعريّ:
ختن أبي موسى.
له إدراك، قال يونس بن أبي إسحاق، عن الشّعبي، عن زياد بن عيّاض: صلّى عمر فلم يقرأ، فأعاد. أخرجه البخاريّ في تاريخه.
وأخرج ابن سعد، من طريق الشّعبي، عن زياد بن عيّاض، قال: صلّى عمر بنا العشاء بالجابية فلم يقرأ ... فذكر الحديث.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين.
وروى ابن مندة، من طريق مغيرة، عن الشّعبي، عن زياد بن عياض، قال: كلّ شيء رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يفعله رأيتكم تفعلون غيره: إنكم لا تغتسلون في العيد(2/529)
وهذا وهم فيه شريك على مغيرة، إنما المحفوظ في هذا عن الشّعبيّ عن عياض الأشعريّ.
وقد رواه عن شريك على الصّواب.
وأخرجه البغويّ وغيره في ترجمة عياض، من طريق شريك.
2998- زياد بن فائد اللّخميّ:
من بني سعد بن زرّ بن غنم.
له إدراك، وشهد فتح مصر، وكان مسنّا، وعاش إلى أن رثى الأكدر بن حمام لما قتل في جمادى الآخرة سنة خمس وستين، ومروان يومئذ بمصر، ذكره أبو الكنديّ.
2999- زياد بن النّضر:
أبو الأوبر الحارثيّ.
له إدراك ورواية عن أبي هريرة.
وعنه الشّعبيّ، وعبد الملك بن عمير، وغيرهما.
وذكر الهيثم بن عديّ أنّ زياد النّضر يكنى أبا عائشة.
قال الأصمعيّ، عن أبي عوانة، عن عبد الملك: حدّثني الشّعبي أنّ زياد بن النضر الحارثي حدّثه، قال: كنا على غدير ماء في الجاهلية، ومعنا رجل من الحيّ يقال له عمرو بن مالك له بنت على ظهرها ذؤابة، فقال لها أبوها: خذي هذه الصفحة فأتيني بشيء من ماء هذا الغدير، فانطلقت فاختطفها جنيّ، فنادى أبوها في الحيّ، فخرجوا إلى كل شعب ونقب، فلم يجدوا لها أثرا، ومضت على ذلك السّنون حتى كان زمن عمر، فإذا هي قد جاءت متغيرة الحال فقال لها أبوها: أين كنت؟ فقالت: اختطفي جنّي، فكنت فيهم حتى الآن، فغزا هو وأهله قوما فنذر إن هم ظفروا أن يعتقني، فظفروا، فحملني فأصبحت فيكم، فذكر قصّة طويلة جدا فيها أن الجنيّ قال لهم: إني رعيتها في الجاهلية بحسبي، وصنتها في الإسلام بديني، وو الله إن نلت منها محرّما قط.
وفيها أنه وصف لهم في دواء الحنّى الرّبع ذباب الماء الطّوال القوائم. يؤخذ منه واحدة فتجعل في سبعة ألوان صوف: أحمر، وأصفر، وأخضر، وأسود، وأبيض، وأزرق، وأكحل، ثم يفتل بأطراف الأصابع، ثم يعقد على عضد المريض الأيسر، وأنهم جرّبوا ذلك فصحّ أخرجه ابن عساكر.
والّذي أظنّه أن أبا الأوبر الّذي روى عن أبي هريرة آخر غير صاحب هذه القصّة، وإن كان كلّ منهما يسمى زيادا، فإنّي لم أجد لأبي الأوبر رواية عن غير أبي هريرة: ومما يدل على قدم عصر زياد بن النضر أنّ سيف بن عمر ذكره فيمن خرج من أهل الكوفة إلى عثمان.(2/530)
3000- زياد بن هوذة:
بن شماس بن لاي التميمي ثم القريعي، أخو علقمة بن هوذة.
تزوج ابنته يحيى بن أبي حفصة مولى مروان بن الحكم، فوقعت له منازعة من أهلها من جهة مولى، فترافعوا إلى عبد الملك بن مروان، فقال: لو تزوج بنت قيس بن عاصم ما نزعتها منه.
وسيأتي ذكر أخيه علقمة بن هوذة في موضعه.
3001- زياد مولى آل دراج:
له إدراك. ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه روى عن أبي بكر الصّديق، وعنه خالد بن معدان، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطّبقة الأولى التي تلي الصّحابة. وأنه حفظ عن أبي بكر. وذكر ابن سميع أنه من موالي بني مخزوم، وقيل مولى بني جمح.
3002- زيادة بن جهور اللخميّ «1»
: عداده في أهل فلسطين روى الطّبراني في الصّغير، وابن مندة، من طريق خالد بن موسى بن نائل بن خالد بن زيادة عن أبيه، عن جدّه، عن زيادة بن جمهور، قال: ورد عليّ كتاب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فذكره.
ورواه الوليد بن عمير بن سفيان بن نائل عن آبائه بهذا الإسناد.
3003- زيد بن حيلة:
بمهملة وتحتانية، وقال بجيم وموحدة. ويقال زيد بن رواس التميميّ ثم البويّ- بفتح الموحدة وتشديد الواو.
كان أحد رؤساء وفد تميم إلى عمر.
ذكره الرّشاطيّ، وذكره ابن عساكر فيمن وفد على معاوية، وذكره بين زيد بن ثابت وزيد بن حارثة، فدلّ على أنه عنده بالجيم وساق نسبه، فقال: زيد بن جبلة بن مرداس بن بو بن عبد قيس بن مسلمة بن عامر «2» بن عبيد السعديّ البصريّ، أحد الفصحاء.
ثم ساق من طريق يعقوب بن شيبة، قال: وبلغني أنّ عبد اللَّه بن عامر كان أول من اتخذ صاحب شرطة، فولّاها زيد بن حيلة.
وكان زيد شريفا في الإسلام، كان الأحنف يقول: طالما خرقنا النّعال إلى زيد بن حبلة، فنتعلّم منه المروءة- يعني في الجاهليّة.
__________
(1) أسد الغابة ت [1792] ، تبصير المنتبه 4/ 1401، الأعلمي 19/ 56، الإكمال 4/ 195.
(2) في ت عالم.(2/531)
قال: ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحدا وأعطى زيد بن حيلة آخر، فهم يتوارثونه إلى اليوم. كذا قال يعقوب بن شيبة.
وله قصّة مع معاوية يقول فيها: وإن خلفنا لجيادا جيادا، وأدرعا شدادا، وألسنا شدادا.
وذكر الجاحظ في البيان أنه وفد هو والأحنف، وهلال بن وكيع على عمر، فقال كلّ منهم كلاما يحضّ عمر على إرفاده إلا الأحنف فإنه حضه على الإحسان إلى جميع أهل المصر. قال الجاحظ: يرويه بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة.
وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ عن العلاء بن الفضل، قال: مر عمرو بن الأهتم على الأحنف بن قيس، وزيد بن حيلة، وحارثة بن بدر، فسلم فردّوا عليه، فوقف متفكرا فقالوا:
مالك؟ قال: ما في الأرض أنجب من آبائكم، كيف جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم، فضحكوا من ذلك.
وذكر ابن عساكر أنه وفد على معاوية فجرى بينهما كلام طويل فيه ما يدل على أنه كان مع علي بصفّين.
3004- زيد بن صوحان:
بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان العبديّ أبو سليمان، ويقال أبو عائشة، أخو صعصعة وسيحان.
قال ابن الكلبيّ في تسمية من شهد الجمل مع عليّ: وزيد بن صوحان أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصحبه.
وتعقبه أبو عمر، فقال: لا أعلم له صحبة، وإنما أدرك، وكان فاضلا ديّنا سيّدا في قومه. انتهى.
وقد حكى الرّشاطيّ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبديّ ما يؤيد ذلك.
وروى أبو يعلى، وابن مندة، من طريق حسين بن رماحس، عن عبد الرّحمن بن مسعود العبديّ، قال: سمعت عليّا يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سرّه أنّ ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنّة فلينظر إلى زيد بن صوحان»
«1» .
وروى ابن مندة، من طريق الجريريّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: ساق
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 6/ 13.(2/532)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأصحابه فجعل يقول: «جندب، وما جندب؟ والأقطع الحبر زيد» ، فسئل عن ذلك، فقال: «أمّا جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمّة وحدة، وأمّا زيد فرجل من أمّتي تدخل الجنّة يده قبل بدنه» .
فلما ولي الوليد بن عقبة الكوفة في زمن عثمان فذكر قصّة جندب في قتله السّاحر، وأما زيد بن صوحان فقطعت يده يوم القادسيّة وقتل يوم الجمل، فقال: أدفنوني في ثيابي، فإنّي مخاصم.
وروى البخاريّ، ويعقوب بن سفيان في تاريخهما، من طريق العيزار بن حريث، عن زيد بن صوحان، قال: لا تغسلوا عنا دماءنا فإنّي رجل محاجّ.
وقال يعقوب بن سفيان: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل، كان علي عبد القيس.
وذكر البلاذريّ أنّ عثمان كان سيّره فيمن سيّره من أهل الكوفة إلى الشّام، فجرى بينه وبين معاوية كلام، فقال له زيد بن صوحان: إن كنا ظالمين فنحن نتوب، وإن كنا مظلومين فنحن نسأل اللَّه العافية، فقال له معاوية: يا زيد، إنك امرؤ صدق، وأذن له بالرجوع إلى الكوفة، وكتب إلى سعيد بن العاص يوصيه به لما رأى من فضله وهديه وقصده، وأمر بإحسان جواره، وكفّ الأذى عنه.
وروى حنبل في «فوائده» ، من طريق عمارة الدّهني، قال: وطّأ عمر لزيد بن صوحان راحلته، وقال: هكذا فاصنعوا بزيد.
وروى يعقوب بن شيبة، من طريق غيلان بن جرير، قال: كان زيد بن صوحان يحبّ سلمان، فمن شدّة حبّه له اكتنى أبا سلمان. وكان يكنّى أبا عبد اللَّه، ويقال أبا عائشة.
وروى ابن مندة، من طريق إسماعيل بن عليّة، عن أيّوب، عن ابن سيرين، قال:
أخبرت أنّ عائشة أخبرت بقتل زيد بن صوحان، فقالت له خيرا.
وروى البيهقيّ، من طريق خالد بن الواشمة، قال: قالت لي عائشة: ما فعل طلحة والزّبير؟ قلت: قتلا قالت: إنا للَّه، يرحمهما اللَّه، ما فعل زيد بن صوحان؟ قلت: قتل، قالت: يرحمه اللَّه.
3005- زيد بن عمرو بن قيس:
بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع التميمي اليربوعي.
ذكره المرزبانيّ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له أبياتا يرثي بها رجلين من بني تميم،(2/533)
قتلهما بنو تيم اللَّه بن ثعلبة في مقتل عثمان يقول فيها:
لتبك النّساء المرضعات بسحرة «1» ... وكيعا ومسعودا قتيل الحناتم
كلا أخوينا كان فرعي دعامة ... ولا يلبث البيت انقضاض الدّعائم
[الطويل]
3006- زيد بن كعب:
تقدم ذكره في ترجمة أخيه أرطاة بن كعب.
3007- زيد بن مالك بن ثعلبة:
[بن قرة] «2» بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن ذيبان «3» بن الحارث بن سعد هذيم.
له إدراك، وولده زيادة هو قتيل هدبة بن الخشرم، وافتدى به هدبة في خلافة معاوية.
وقصّة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره.
3008- زيد بن وهب الجهنيّ:
أبو سليمان، نزيل الكوفة.
كان في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما ولم يره.
وروى أبو نعيم من طريق الخريبي، عن يحيى بن مسلم. عن زيد بن وهب، قال:
خرجت وأنا أريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبلغتني وفاته في الطّريق.
وأخرجه البخاريّ من هذا الوجه في التّاريخ، وأغرب ابن حزم في المحلّى، فذكر صفة الصّلاة من المحلّى بعد أن ذكر رواية منصور، عن زيد بن وهب، قال: دخلت أنا وابن مسعود المسجد ... فذكر قصّة.
قال ابن حزم: زيد بن وهب صاحب من الصّحابة، فإن خالفه ابن مسعود لم يبق في واحد منهما حجّة.
قلت: ولزيد رواية عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وحذيفة، وابن مسعود، وأبي الدّرداء وغيرهم.
وروى عنه الأعمش، ومنصور، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وطلحة بن مصرّف وآخرون.
واتفقوا على توثيقه إلا أن يعقوب بن سفيان أشار إلى أنه كبر وتغير ضبطه ومات سنة ست وتسعين.
__________
(1) في ب بمرة.
(2) ليس في أ.
(3) في أ، ب: عبد اللَّه بن دينار.(2/534)
القسم الرابع من حرف الزاي
لزاي بعدها الباء
3009 ز- الزّبير بن عبد الرحمن:
بن الزّبير القرظيّ.
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: إنه رآه في كتاب البخاريّ، وقال: إنه سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا. قال البغويّ: لم يذكر الحديث.
قلت: هو في «الموطأ» في قصة رفاعة وزوجته، لكنه مرسل، فقد وصله ابن وهب وأبو علي الحنفيّ عن مالك، فقال فيه: عن الزّبير بن عبد الرّحمن، عن أبيه، أخرجه ابن خزيمة من طريق ابن وهب، وقد ذكره البخاريّ في التّابعين، وكذا ابن حبّان وابن أبي حاتم.
تنبيه: الزبير جدّ هذا بفتح الزاء، وأما هذا فبضمها- على الجادّة- وقيل كجدّه.
الزاي بعدها الراء
3010- زرارة بن كريم «1»
: بن الحارث بن عمرو بن الحارث السهميّ.
أورده أبو نعيم، وقال: ذكره المتأخرون، ولم يخرج له شيئا.
وقد تقدّم في الحارث بن عمرو، كذا قال.
وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة لم يفرده، وإنما ذكر روايته عن أبيه عن جدّه.
قلت: ولم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أن لزرارة صحبة ولا رؤية، نعم ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
[3011 ز- زرارة والد أسعد:
في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة] «2» .
الزاي بعدها العين
3012- زعبل «3»
: بعين مهملة ثم موحدة، وزان جعفر.
تابعيّ مجهول أرسل شيئا
فذكره أبو موسى متعلقا بما أورده الخطيب في تكملة المؤتلف بسند لا بأس به إلى أبي قدامة الحارث بن عبيد عن زعبل، قال: قال رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت [1743] .
(2) ليس في أ.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 190، أسد الغابة ت [1751] .(2/535)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «تهادوا وتزاوروا ... » الحديث.
قلت: وأبو قدامة لم يلق أحدا من الصّحابة، ولا من كبار التّابعين.
الزاي بعدها الكاف
3013- زكريا بن علقمة الخزاعي»
: صحّفه بعض الرواة. فذكره ابن شاهين في الصّحابة هنا وإنما هو كرز بن علقمة.
أخرجه أحمد وغيره من طريق الزهري، عن عروة عنه.
الزاي بعدها الهاء
3014- زهير بن الأقمر «2»
: تابعيّ معروف، أرسل شيئا، فذكره ابن شاهين بسبب ذلك وقد أخرج النّسائيّ في التفسير الحديث المذكور من طريق زهير بن الأقمر، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص على الصّواب.
3015- زهير بن أبي جبل «3»
: ذكره البغويّ وجماعة في الصّحابة، وهو تابعيّ.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل حديثه مرسل. مع أنه ذكره في الجرح والتعديل بين صحابيين، فاقتضى ذلك أنه صحابيّ.
وقال أبو عمر: زهير بن أبي جبل الأزديّ هو زهير بن عبد اللَّه بن أبي جبل، روى عنه أبو عمران الجوني «4» حديث: من بات فوق إجّار.
وقال أبو نعيم نحوه، وزاد: وقيل محمد بن زهير، ثم أسند الحديث من طريق غندر، عن شعبة، عن أبي عمران، عن محمد بن زهير بن أبي جبل، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ومن طريق حماد بن زيد، عن أبي عمران، عن زهير بن عبد اللَّه ... فذكره.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، العقد الثمين 4/ 443، أسد الغابة ت [1757] .
(2) أسد الغابة ت [1761] .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، الوافي بالوفيات 14/ 227.
(4) أسد الحربي.(2/536)
ومن طريق هشام الدستوائي، عن أبي عمران، قال: كنا بفارس وعلينا رجل يقال له زهير بن عبد اللَّه. فذكر الحديث.
وأخرجه ابن شاهين، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن زهير بن عبد اللَّه أيضا.
وقال البخاريّ في تاريخه زهير بن عبد اللَّه: حدّثنا موسى، حدّثنا الحارث بن عبيد، حدّثنا أبو عمران، عن زهير، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ...
فذكر الحديث «من بات فوق إجار» .
وأخرجه في الأدب المفرد كذلك.
قال ابن حبّان: زهير بن عبد اللَّه روى عن رجل من الصّحابة، وعنه أبو عمران. وسمع من أنس.
قلت: وأبو عمران من صغار التّابعين وقول شعبة: محمد بن زهير- شاذّ لاتفاق الحمادين وهشام على أنه زهير بن عبد اللَّه، واللَّه أعلم.
[ثم وجدته من طريق ابن المبارك عن شعبة، فقال: عن زهير بن أبي حبّان ليس فيه محمد، أخرجه الخطيب في المؤتلف]
«1» . 3016
- زهير بن رهم «2» القضاعي المهريّ:
له وفادة. قاله أبو عمر عن الطبريّ.
قلت: وقد صحّفه أبو عمر، فالصّواب ذهبن، كما تقدم في الذّال المعجمة.
3017- زهير الأنماريّ «3»
: شاميّ.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الدّعاء، هكذا أخرجه أبو عمر فوهم تبعا لغيره والصّواب أبو زهير، وهو معروف في ذوي الكنى، وقد سبق إلى الوهم فيه أبو سعيد بن الأعرابي راوي السّنن عن أبي داود، ونبّه على وهمه فيه غير واحد، ثم إنه نميري لا أنماريّ واللَّه أعلم.
__________
(1) ليس في أ.
(2) في أ: زهير بن قرضم.
(3) أسد الغابة ت [1764] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191.(2/537)
الزاي بعدها الياء
3018- زياد أبو الأغرّ النهشلي «1»
: ذكره الطّبرانيّ، والباورديّ، وابن شاهين، وابن مندة، ومن تبعهم في الصّحابة وفيه نظر، فإنّهم أخرجوا كلهم من طريق إسحاق الصوّاف، عن أبي الهيثم القصاب عن عتبان بن الأغر بن زياد النهشلي، حدثني أبي عن أبيه- أنه قدم بعير له إلى المدينة، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأسه وقال: «أحسنوا بيعة الأعرابيّ»
«2» هكذا قال إسحاق الصّواف.
والصّواب ما قال الصّلت بن محمد، عن حسان بن الأغرّ بن حصين. حدّثني عمي زياد بن الحصين، عن أبيه، أخرجه كذلك النسائيّ والطّبرانيّ.
وسبب الوهم أنها كانت عتبان بن الأغر أبو زياد فصارت ابن زياد. ومثل ذلك يقع كثيرا. والقصة لحصين لا لزياد. وقد تقدمت في ترجمته على الصّواب.
وقد ذكر ابن الأثير زياد النهشلي بترجمتين، وتبعه الذّهبيّ، فقال في الأولى: زياد أبو الأغر النهشلي له حديث، روى عنه أولاده. وقال في الثانية: زياد النهشليّ، روى عنه ابنه الأغر إن صحّ، فأوهم أنهما اثنان، أحدهما صحيح، والآخر فيه نظر، فانظر وتعجّب.
3019- زياد بن جارية «3»
: بالجيم- التميمي.
تابعي،
أرسل حديثا، فذكره بسببه ابن أبي عاصم في الصّحابة، وتبعه أبو نعيم، وأبو موسى، وهو حديث: «من سأل وله ما يعنيه ... » الحديث.
وله عند أبي داود حديث من روايته عن حبيب بن مسلمة في النفل، وهو من رواية مكحول عنه ووقع عند ابن ماجة زيد بن جارية وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: من قال فيه يزيد بن جارية فقد وهم.
وأخرج حديثه ابن أبي عاصم، من طريق يونس بن ميسرة، قال: كنت جالسا عند أم الدّرداء، فدخل زياد بن جارية، فقالت له أم الدّرداء: حديثك عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسألة فحدّث به.
وقال الهيثم بن عمران العنسيّ دخل زياد بن جارية مسجد دمشق، وقد تأخرت
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 196، أسد الغابة ت [1813] .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 35 و 5/ 307.
(3) أسد الغابة ت [1790] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 194- خلاصة تذهيب 1/ 342.(2/538)
صلاتهم الجمعة إلى العصر فقال: واللَّه ما بعت اللَّه نبيا بعد محمد يأمركم بتأخير هذه الصّلاة. قال: فأخذ فأدخل الخضراء فقطع رأسه، وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك.
3020- زياد بن جهور:
استدركه ابن الأثير، وعزاء لابن ماكولا وللعسكريّ.
والصّواب زيادة- بزيادها- وقد تقدم في القسم الّذي قبله.
3021 ز- زياد بن سعد بن ضميرة «1»
: تابعيّ معروف، ذكره ابن قانع وسقط من روايته شيخه، وذلك أنه أخرج من طريق محمد بن جعفر، عن زياد بن سعد حديثا، وهو عند أبي داود من هذا الوجه فقال فيه: عن زياد بن سعد، عن أبيه، وجده فذكره.
3022 ز- زياد بن أبي هند «2»
: استدركه أبو موسى، وعزاه لأبي بكر بن أبي علي، ووهم في موضعين: أحدهما في جعله صحابيّا، وإنما الصحبة لأبيه، والرواية عنه جاءت من طريق سعيد بن زياد بن قائد بن زياد بن أبي هند الدّاري، عن أبيه، عن جدّه. ثانيهما في جعله مع من اسمه زياد. وإنما هو زيّاد- بفتح الزاي وتشديد الموحّدة. كذلك ضبطه ابن ماكولا.
3023- زياد السّهميّ:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه نهى أن تسترضع الحمقاء.
وروى عنه ضمام بن إسماعيل. وأورده أبو داود في المراسيل.
3024 ز- زياد، مولى معيقيب:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه سعيد بن أبي أيّوب.
قال البخاريّ: حديثه مرسل.
3025- زيد بن أرطاة العامريّ «3»
: من بني عامر بن لؤيّ.
ذكره ابن قانع في الصّحابة. وأخرج من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن جبير بن نفير، عن زيد بن أرطاة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) أسد الغابة ت [1798] .
(2) أسد الغابة ت [1815] .
(3) أسد الغابة ت [1818] .(2/539)
وسلّم: «إنّكم لن تتقرّبوا إلى اللَّه تعالى بأفضل ممّا خرج منه» - يعني القرآن. انتهى.
وهذا الحديث معروف من رواية معاوية بن صالح، عن العلاء، عن زيد بن أرطاة عن جبير بن الحارث، عن جبير بن نفير، عن زيد بن أرطاة، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، فكأنه انقلب على ابن قانع.
وقد ذكر البخاريّ أن العلاء يروي عن زيد بن أرطاة، وأن زيدا يروي عن جبير بن نفير، وذكر أن زيدا أرسل عن أبي الدّرداء وأبي أمامة.
3026- زيد بن إسحاق الأنصاريّ «1»
: روى أبو موسى من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن زيد بن إسحاق، قال:
أدركني نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على باب المسجد ... فذكر الحديث في فضل لا حول ولا قوة إلا باللَّه. ثم قال أبو موسى يستحيل لابن لهيعة إدراك الصّحابي، فلعله سقط بينهما رجل أو سقط الصّحابي.
قلت: سقطا جميعا، فإن البخاريّ قال في تاريخه: زيد بن إسحاق روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد اللَّه بن أبي جعفر مرسل وقال ابن حبّان: أرسل عن عمر، وروى عن أنس: وقال ابن يونس: زيد بن إسحاق بن جارية الأنصاريّ مدنيّ قدم مصر، روى عنه عبيد اللَّه بن أبي جعفر.
3027- زيد بن ثعلبة:
بن غنم بن مالك بن النجار، جدّ عال ليحيى بن سعيد الأنصاريّ.
وقع في أصل سماعنا من سنن أبي داود ما يقتضي أنّه صحابي، فقال في باب من فاتته ركعتا الفجر بعد حديث محمد بن إبراهيم التميمي، عن قيس بن عمرو، قال: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلا يصلّي بعد الصبح ركعتين ... الحديث.
وروى عبد ربّه، ويحيى، ابنا سعيد هذا الحديث: أن جدّهما زيدا صلّى مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. انتهى.
فاعتزّ بذلك شيخنا البلقيني، فألحق زيد بن ثعلبة في حاشية التجريد في الصّحابة، وعزاه لأبي داود وزيد بن ثعلبة مات قبل الإسلام بدهر طويل، وهو الجدّ الرابع لقيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد، وكنت أظن أن الرواة اختلفوا في اسم جد يحيى بن سعيد هل
__________
(1) أسد الغابة ت [1820] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 270، التاريخ الكبير 3/ 388.(2/540)
هو قيس بن عمرو، أو زيد بن عمرو كما قالوا فيه قيس بن فهد؟ ثم راجعت النسخ القديمة من سنن أبي داود، فوجدت فيها بدل قوله زيدا مرسلا، فهذا هو المعتمد، والأول تصحيف. واللَّه أعلم.
3028- زيد بن أبي حزامة «1»
: أورده أبو موسى فوهم، والصّحبة لأبيه كما سيأتي في الكنى واضحا.
3029- زيد بن ربيعة الأسديّ «2»
: صحّفه ابن لهيعة فيما ذكره الطّبرانيّ، وإنما هو زيد بن زمعة كما تقدم. وقيل يزيد.
قال الطّبرانيّ: لا يعرف في بني أسد بن عبد العزّى أحد اسمه ربيعة، وإنما هو زمعة والد أم المؤمنين سودة.
3030- زيد بن سلمة «3»
: قال ابن مندة: ذكره بعضهم في الصّحابة، وإنما هو يزيد.
3031- زيد بن طلحة بن ركانة:
يأتي في زيد بن طلحة.
3032 ز- زيد بن طلحة التميميّ:
أخرج حديثه الحاكم في «المستدرك» ، وهو تابعيّ صغير أرسل شيئا قال مالك في الموطّأ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه، أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: إنّها زنت ... الحديث.
قال الحاكم: مالك هو الحكم في حديث المدنيين.
قلت: ليس لزيد ولا لأبيه ولا لجدّه صحبة: فهو زيد بن طلحة بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة، وجدّه مشهور في التّابعين، وقد نسبه القعنبي وغيره من رواة الموطأ.
ووقع عند يحيى بن الليثيّ عن يعقوب بن زيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن أبي مليكة، فذكره مرسلا.
3033- زيد بن عمرو بن نفيل:
نقدم في القسم الأوّل.
3034- زيد بن كعب:
__________
(1) أسد الغابة ت [1833] .
(2) أسد الغابة ت [1837] .
(3) أسد الغابة ت [1842] .(2/541)
ذكره في التجريد، والصّواب يزيد: بمثناة تحتانية أوله.
3035- زيد بن كعب:
في دريد بن كعب.
3036- زيد بن مالك «1»
: وهم بعض الرواة في اسم والده، وإنما هو زيد بن ثابت:
قال آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال: حدّثنا روح، حدّثنا أبان بن أبي عياش، عن أنس رضي اللَّه عنه، قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن مالك، فوضع يده على منكبي يتكىء عليه، فجعلت وأنا شابّ أخطو خطو الشّباب، فقال لي زيد قارب الخطأ، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «من مشى إلى المسجد كان له بكلّ خطوة عشر حسنات» «2»
أخرجه أبو موسى في الذيل، من طريق آدم، وقال: كذا وقع هذا الاسم هنا، ورواه الناس عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، وهو الصّحيح.
قلت: نسب زيد بن ثابت في هذه الرواية إلى جدّه الأعلى، فإنه زيد بن ثابت بن الضّحّاك بن زيد، يتصل نسبه إلى مالك بن النّجار، كما تقدم في ترجمته.
3037 ز- زيد بن المرس «3»
: قد تقدمت الإشارة إليه في زيد بن المزيّن، وبينت وجه الصّواب في ضبط اسم والده.
3038- زيد بن وهب الجهنيّ «4»
: تقدم في القسم الثالث أنّ ابن حزم ادّعى أنه صحابي، فوهم، وبينت وجهه هناك.
__________
(1) أسد الغابة ت [1871] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، الطبقات الكبرى 3/ 246، 8/ 450.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 150. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 49.
(3) أسد الغابة ت [1873] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 202، تاريخ من دفن بالعراق 201، خلاصة تذهيب 1/ 355، غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 299، تهذيب التهذيب 3/ 447، الطبقات 158- تقريب التهذيب 1/ 277، الطبقات الكبرى 6/ 102، الوافي بالوفيات 15/ 41، التاريخ الكبير 3/ 407، أسد الغابة ت [1879] ، الاستيعاب ت [865] .(2/542)
[المجلد الثالث]
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
حرف السين المهملة
القسم الأول
السين بعدها الألف
3039- سابط بن أبي حميضة «1» :
بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، والد عبد الرّحمن.
قال ابن ماكولا: له صحبة. ذكره أبو حاتم في «الوحدان» .
وروى بقيّ بن مخلد والباورديّ وابن شاهين، من طريق أبي بردة، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنّها من أعظم المصائب» «2» .
وإسناده حسن، لكن اختلف فيه على علقمة.
وروى أبو نعيم من طريق الحسن بن عمارة، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ البيت الّذي يذكر اللَّه فيه ليضيء لأهل السّماء كما تضيء النّجوم لأهل الأرض» «3» .
وإسناده ضعيف.
وقد قيل: إن عبد الرّحمن بن سابط هذا هو ابن عبد اللَّه بن سابط، وإن الصّحبة والرواية لأبيه عبد اللَّه بن سابط، وبذلك جزم البغوي، فأخرج الحديث الأول في ترجمة عبد اللَّه بن سابط..
3040- سارية بن أوفى المزنيّ «4» :
ذكره ابن شاهين. ويأتي ذكره في ترجمة الوليد ابن زفر إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) بقي بن مخلد 676 أسد الغابة ت 1883، الاستيعاب ت 1132.
(2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (6655) وعزاه لابن السني في عمل اليوم والليلة وأبي نعيم عن بريدة.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1818، والحسيني في اتحاف السادة المتقين 4/ 446.
(4) أسد الغابة ت 1885.(3/3)
3041- سارية بن زنيم «1» :
بن عبد اللَّه بن جابر بن محمية بن عبد «2» بن عديّ بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الدئليّ- تقدّم في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم ما يشعر بأن له صحبة.
وقال ابن عساكر: له صحبة.
وقال مصعب الزّبيري فيما أنشد ابن أبي خيثمة لسارية بن زنيم معتذرا إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان بلغه أنه هجاه فتوعّده فأنشد:
تعلّم رسول اللَّه أنّك قادر ... على كلّ حيّ من تهام ومنجد
تعلّم رسول اللَّه أنّك مدركي ... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد
تعلّم بأنّ الرّكب آل عويمر ... هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد
ونبيّ رسول اللَّه أنّي هجوته ... فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي
سوى أنّني قد قلت ويل أمّ فتية ... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد
أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفاء فعزّت عولتي وتجلّدي
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا «3» ... أولئك إلّا تدمع العين أكمد
على أنّ سلمى ليس فيها كمثله ... وإخوته وهل ملوك كأعبد
وإنّي لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكّر عالم الحقّ واقصد «4»
[الطويل] يقول فيها:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد
[الطويل] وقد تقدّم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أنّ هذه الأبيات له، فاللَّه أعلم. وتقدّم أيضا بعض هذه الأبيات في ترجمة أنس بن زنيم، قال المرزبانيّ: أصدق بيت قالته العرب هذا البيت:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد
[الطويل] وجزم عمر بن شبة بأنه لأنس.
__________
(1) أسد الغابة ت 1886.
(2) في أ، ج عبيد.
(3) في أ، ج تتايعوا.
(4) تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 46.(3/4)
قال: وسارية ولّاه عمر ناحية فارس، وله يقول: يا سارية، الجبل.
وقال المرزبانيّ: كان سارية مخضرما.
وقال العسكريّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يلقه. وذكره ابن حبّان في التابعين.
وذكر الواقديّ، وسيف بن عمر- أنه كان خليعا في الجاهليّة، أي لصّا كثير الغارة، وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمّره عمر على جيش، وسيّره إلى فارس «1» سنة ثلاث وعشرين، فوقع في خاطر عمر وهو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو وهم في بطن واد وقد همّوا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل، فقال في أثناء خطبته: يا سارية، الجبل، الجبل، ورفع صوته، فألقاه اللَّه في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل، وقاتلوا العدوّ من جانب واحد ففتح اللَّه عليهم.
قلت: هكذا أخرج القصة الواقديّ عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، وأخرجها سيف مطوّلة عن أبي عثمان وأبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن، فذكرها مطولة.
وأخرجها البيهقيّ في الدّلائل واللالكائي في شرح السنّة والزين «2» عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في «كرامات الأولياء» من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
وجّه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هزمنا، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، فأسندنا ظهرنا إلى الجبل، فهزمهم اللَّه تعالى. قال: قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك.
وهكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب، وهو إسناد حسن. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.
وروى ابن مردويه، من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عمر، عن أبيه- أنه كان يخطب يوم الجمعة، فعرض في خطبته أن قال: يا سارية، الجبل، من استرعى الذّئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال لهم: ليخرجن مما «3» قال. فلما فرغ سألوه، فقال:
__________
(1) فارس: ولاية واسعة، وإقليم فسيح كان أول حدودها من جهة العراق أرّجان ومن جهة كرمان السّيرحان ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مكران. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1012.
(2) في ب: والزين العقولي.
(3) في ج بما.(3/5)
وقع في خلدي أنّ المشركين هزموا إخواننا، وأنهم يمرّون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه.
قال: فجاء البشير بعد شهر، فذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال:
فعدلنا إلى الجبل، ففتح اللَّه علينا.
وقال خليفة: افتتح سارية أصبهان صلحا وعنوة فيما يقال.
3042- ساعدة بن محصن:
ذكره ابن مندة، ولم يخرج له شيئا، وإنّما قال: ذكره البخاري في الصّحابة، وتبعه أبو نعيم على ذلك. وجوّز ابن الأثير أن يكون ساعدة بن محيّصة الآتي في القسم الرّابع.
3043- ساعد» :
ويقال ساعدة بن هلوات المازني. تقدم ذكره في ترجمة ابنه أسمر بن ساعدة.
3044- ساعدة التميمي العنبري:
ورد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أقطعه. تقدّم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة، وأفرده الذّهبي، فقال: ساعد- غير منسوب، أقطعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بئرا في المعلاة «2» ، كذا ذكره بلا هاء.
3045- ساعدة الهذلي «3» :
أبو عبد اللَّه. قال أبو عمر: في صحبته نظر.
وروى أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق عبد اللَّه بن يزيد الهذليّ، عن عبد اللَّه بن ساعدة الهذليّ، عن أبيه، قال:
كنا عند صنمنا سواع، وقد جلبنا إليه غنما لنا مائتي شاة قد أصابها جرب فأدنيتها منه أطلب بركته، فسمعت مناديا من جوف الصنم ينادي: ذهب كيد الجن، ورمينا بالشّهب لنبي اسمه أحمد، قال: فصرفت وجه غنمي منحدرا إلى أهلي، فلقيت رجلا فخبّرني بظهور النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث وإسناده ضعيف.
3046- سالف بن عثمان «4» :
بن عامر بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
__________
(1) أسد الغابة ت 1889.
(2) المعلاة: بالفتح ثم السكون: موضع بين مكة وبدر والمعلاة: من قرى الخرج باليمامة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1290.
(3) أسد الغابة ت 1890، الاستيعاب ت 881.
(4) أسد الغابة 1891.(3/6)
روى ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وعن رجال المدائني، قالوا:
لما قدم وفد ثقيف على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سألوه أن يتركهم على دينهم، فذكر القصة، وفيها:
فلما أسلموا استعمل من الأحلاف سالف بن عثمان على صدقة ثقيف.
وذكره ابن الكلبيّ في الأنساب الكبرى، وقال: ولّي الطّائف، ومدحه النّجاشي الشّاعر.
ذكر من اسمه سالم
3047 ز- سالم بن ثبيتة:
بن يعار بن عبيد بن زيد الأنصاريّ، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: إنه بدريّ، ولا أعلم له رواية.
قلت: ويغلب على ظني أنه وهم، وأنه سالم مولى ثبيتة، وهو سالم مولى أبي حذيفة الآتي قريبا.
وثبيتة بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغّر، ويعار بتحتانية ومهملة. واللَّه أعلم.
3048- سالم بن حرملة:
بن زهير «1» بن حشر- بفتح المهملة وسكون المعجمة ثم راء.
وقيل خنيس- بمعجمة ثم نون ثم مهملة مصغّر. وقيل بفتح أوله وسكون النون بعدها موحدة مفتوحة ثم معجمة، وبالأول جزم الدارقطنيّ وابن ماكولا، والثالث وقع عند ابن السّكن، وساق نسبه إلى عديّ بن الرّباب العدويّ من بني عديّ بن الرباب.
قال أبو عمر: له صحبة ورواية، ثم قال: سالم العدويّ مخرج حديثه عن ولده، ولا أحسبه من عدي قريش. انتهى. فجعل الواحد اثنين، وسيأتي التنبيه على ذلك في القسم الرابع.
وقد روى حديثه البغويّ، والحسن بن سفيان، وابن الجارود، والباوردي، وابن السكن، والطبراني، كلّهم من طريق أبي الربيع سليمان بن عبد العزيز بن عبثر بن سالم بن حرملة، حدثني أبي عن أبيه أن أباه وفد إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيمن وفد إليه وهو حدث وله ذؤابة وقد كاد أن يبلغ فتطهّر من فضل وضوء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فشمت عليه رسول اللَّه ودعا له.
__________
(1) أسد الغابة ت 1893، الاستيعاب ت 883. الثقات 2/ 159، تجريد أسماء الصحابة ط 2031، الطبقات 192، الإكمال 2/ 101.(3/7)
ووقع عند ابن قانع، من طريق سليمان بن عدي المذكور إلى قوله: إنّ أباه وفد، فقال في هذه الرواية: إن أباه أخبره عن جدّه سالم أنه وفد، فذكر الحديث. ووقع عند الذّهبي سالم بن حرملة بن حشر «1» من الإكمال، ففرق بينه وبين الّذي قبله، فوهم.
3049 ز- سالم بن حمير العبديّ:
من بني مرة بن ظفر بن عمرو بن وديعة.
ذكره الرّشاطيّ عن المدائني فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
3050 ز- سالم بن رافع الخزاعيّ:
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: إنه مخضرم، أنشد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شعرا لما طرقتهم بكر بن عبد مناة بالوتير، قال: ومحمد بن إسحاق يروي هذه الأبيات لعمرو بن سالم بن حصيرة «2» الخزاعي، فلعل الشّعر له وكان سالم بن رافع رفيقه.
3051 ز- سالم بن عبد اللَّه:
يأتي بعد ترجمة.
3052- سالم بن عبيد الأشجعي «3» :
من أهل الصفة ثم نزل الكوفة، وروى له «4» من أصحاب السّنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس. وله رواية عن عمر فيما قاله وصيفه «5» عند وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكلام أبي بكر في ذلك أخرجه يونس بن بكير في زياداته.
روى عنه هلال بن يساف، ونبيط بن شريط، وخالد بن عرفطة.
3053- سالم بن عمير «6» :
ويقال ابن عمرو، ويقال بن عبد اللَّه بن ثابت بن النّعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة، ويقال في نسب جدّه ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
__________
(1) في ب: ابن حر.
(2) في أ: خضيرة، في الطبقات حضيرة.
(3) أسد الغابة ت 1897، الاستيعاب 884. الثقات 3/ 158، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204، تقريب التهذيب 1/ 280. تهذيب التهذيب 3/ 440- تهذيب الكمال 1/ 363- خلاصة تذهيب 1/ 362، الكاشف 1/ 344، الجرح والتعديل 4/ 795، حلية الأولياء 1/ 371، الوافي بالوفيات 15/ 113، التاريخ الكبير 4/ 106، البداية والنهاية 6/ 336 المعرفة والتاريخ 1/ 455، 446، دائرة معارف الأعلمي 19/ 107 التاريخ لابن معين 3/ 187. بقي بن مخلد 103.
(4) في أ: وقال له.
(5) في أ: وصنعه.
(6) أسد الغابة ت 1900، الاستيعاب ت 885. الطبقات الكبرى 3/ 480، المغازي للواقدي 3/ 160، سيرة ابن هشام 2/ 332 تاريخ اليعقوبي 2/ 27، الوافي بالوفيات 15/ 89، تاريخ الإسلام 1/ 60.(3/8)
ذكره موسى بن عقبة في البدريّين [وله ذكر في ترجمة أمامة أبي ندبة. يأتي في الكنى] «1» ، وقال ابن سعد ويونس بن بكير عن ابن إسحاق: هو أحد البكّاءين. وقال فيه سالم بن عمرو بن عوف، وكذا قال ابن مردويه من طريق مجمّع بن جارية، وزاد في نسبه العمري، يعني أنه من بني عمرو بن عوف.
وقال أبو عمر: شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ومات في خلافة معاوية.
وروى ابن جرير، من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكّاءين سالم بن عمير، من بني واقف.
قلت: فهذا يحتمل أن يكون غير الأوّل. واللَّه أعلم.
3054 ز- سالم بن عمير الواقفي:
ذكر في الّذي قبله.
3055- سالم بن عوف الأنصاريّ:
من حلفاء بني زعوراء بن عبد الأشهل.
ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق في المغازي فيمن شهد بدرا.
3056- سالم بن عوف:
بن مالك الأشجعيّ. له ولأبيه صحبة.
وروى ابن مردويه من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء عوف بن مالك الأشجعيّ إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن ابني أسره العدوّ وجزعت أمه، فما تأمرني؟ قال: «آمرك وإيّاها أن تستكثروا من قول: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» .
فقالت المرأة: نعم ما أمرك به! فجعلا يكثران منها، فغفل عنه العدوّ، فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة، فنزلت: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ...
[الطلاق: 2] الآية.
ورواه الخطيب في ترجمة سعيد بن القاسم البغداديّ من «تاريخه» عن رواية جويبر عن الضّحاك عن ابن عبّاس كذلك.
ورواه السّدي في تفسيره كذلك.
وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه قال: جاء رجل- أراه عوف بن مالك- فذكر معناه.
وأخرجه الثّعلبيّ من وجه آخر ضعيف، وزاد أنّ الابن يسمى سالما، وساق القصّة بالمعنى. وقال آدم في الثّواب: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد، حدثنا عبد اللَّه بن الوليد،
__________
(1) سقط في ج.(3/9)
عن محمد بن إسحاق، قال: جاء مالك الأشجعيّ، فقال: يا رسول اللَّه، أسر ابني عوف، فذكر الحديث، وهذا كأنه سقط منه ابن، فكان في الأصل جاء ابن مالك، فتوافق الرّوايات الأخرى، وإن ثبتت هذه الرواية فيكون لمالك صحبة.
3057- سالم بن وابصة الأسديّ «1» :
ذكره الطبريّ وغيره في الصحابة، فإن كان وابصة أباه فهو ابن معبد فلا صحبة لسالم. وقال ابن مندة: مجهول.
قلت: إن كان هو ابن معبد فليس بمجهول، وأبوه مجهول في الصّحابة.
وقال ابن حبّان في الثّقات: من التابعين سالم بن وابصة بن معبد، يروي عن أبيه، روى عنه أهل الجزيرة.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: سألت عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر عن ولد جدّه وابصة، فقال: هم سالم، وعتبة، وعبد الرّحمن، وعمر، فأكبرهم سالم وعتبة، قال: ومات سالم في آخر خلافة هشام، وكان في خلافة عثمان غلاما شابا.
وأخرج إسحاق والحسن بن سفيان والطّبريّ وابن مندة من طريق بقية، عن مبشّر بن عبيد، عن حجاج بن أرطاة، عن فضيل بن عمرو، عن سالم بن وابصة- سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ألا إنّ شرّ السّباع الأثعل» ، أي الثعلب.
وهذا إسناد ضعيف جدّا.
وقد أخرجه البغويّ من طريق آخر عن بقيّة: فقال: عن سالم بن وابصة، وكذلك رواه محمد بن شعيب، عن مبشّر بن عبيد، وهذا يدل على أنه وقع في الإسناد الأول تصحيف، وأنه عن سالم عن وابصة لا سالم بن وابصة، فظهر أنه سالم بن وابصة بن معبد.
وهو تابعيّ، كما تقدّم من حكاية أبي زرعة- أنه كان في خلافة عثمان شابا، لأنّ مولده يكون في خلافة عثمان أو في خلافة عمر.
[وقد ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، فقال: سالم بن وابصة بن معبد الأسديّ، ويقال:
اسم جدّه عتبة بن قيس بن كعب، وساق نسبه إلى أسد بن خزيمة، لأبيه وابصة رواية عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وكان سالم شاعرا مسلما متديّنا عفيفا، ولّي الرّقة عن محمد بن مروان. واللَّه أعلم] «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت 1901، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204 الجرح والتعديل 4/ 814، الأعلام 3/ 73.
(2) سقط في أ.(3/10)
3058- سالم الحجّام «1» :
قال أبو عمر: سالم رجل من الصّحابة حجم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وشرب دم المحجمة، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أما علمت أنّ الدّم كله حرام» «2» .
انتهى.
وقال ابن مندة: يقال هو أبو هند. ويقال اسم أبي هند سنان، ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب حدثنا أبو الجحاف عن سالم، قال: حجمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلما وليت المحجمة منه شربته. فذكر الحديث.
3059- سالم:
مولى أبي حذيفة «3» بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. أحد السّابقين الأولين.
قال البخاريّ: مولاته امرأة من الأنصار.
وقال ابن حبّان: يقال لها ليلى، ويقال ثبيتة بنت يعار «4» ، وكانت امرأة أبي حذيفة، وبهذا جزم ابن سعد.
وقال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: هو سالم بن معقل، وكان مولى امرأة من الأنصار يقال لها فاطمة بنت يعار، أعتقه سائبة فوالى أبا حذيفة، وسيأتي في ترجمة وديعة أن اسمها سلمى.
وزعم ابن مندة أنه سالم بن عبيد بن ربيعة، وتعقّبه أبو نعيم فأجاد «5» ، وإنما هو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، فوقع فيه سقط وتصحيف.
وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم روي عنه شيء.
قلت: بل روي عنه حديثان: أحدهما عند البغويّ من طريق عبدة بن أبي لبابة، قال:
بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال: كانت لي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حاجة، فقعدت في المسجد أنتظر، فخرج فقمت إليه فوجدته قد كبّر، فقعدت قريبا منه، فقرأ البقرة ثم النّساء والمائدة والأنعام ثم ركع.
ثانيهما:
عند سمويه في السّادس من فوائده، وعند ابن شاهين من طريق عمرو بن
__________
(1) أسد الغابة ت 1896، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204.
(2) أورده ابن حجر في تلخيص الحبير «1/ 30 رواه أبو نعيم في المعرفة وفي إسناده أبو الجحاف وفيه مقال، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40960 وعزاه لابن مندة عن سالم الحجام.
(3) أسد الغابة ت 1892، استيعاب ت 886.
(4) في أ: بنت لغات.
(5) في ح: فأجاده.(3/11)
دينار قهرمان آل الزبير- حدّثني شيخ من الأنصار، عن سالم مولى أبي حذيفة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة، فيجعل اللَّه أعمالهم هباء، كانوا يصلّون ويصومون، ولكن إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه» «1» .
وأخرجه ابن مندة، من طريق عطاء بن أبي رباح عن سالم نحوه.
وفي السّندين جميعا ضعف وانقطاع، فيحمل كلام ابن أبي حاتم على أنه لم يصحّ عنه شيء. وكان أبو حذيفة قد تبنّاه كما تبنّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم زيد بن حارثة، فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه، فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة، فلما أنزل اللَّه: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] ردّ كل أحد تبنّى ابنا من أولئك إلى أبيه، ومن لم يعرف أبوه ردّ إلى مواليه.
أخرجه مالك في «الموطأ» ، عن الزهري، عن عروة بهذا، وفيه قصة إرضاعه.
وروى البخاريّ من حديث ابن عمر: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤمّ المهاجرين الأولين في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر. أخرجه الطّبراني من طريق هشام بن عروة عن نافع، وزاد: وكان أكثرهم قرآنا.
وقصته في الرّضاع مشهورة،
فعند مسلم من طريق القاسم عن عائشة أنّ سالما كان مع أبي حذيفة، فأتت سهلة بنت سهيل بن عمرو رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت: إن سالم بلغ ما يبلغ الرجال، وإنه يدخل عليّ وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا، فقال: أرضعيه تحرمي عليه»
الحديث.
ومن طريق الزّهري عن أبي عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن زمعة، عن أمه زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة- أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قلن لعائشة: ما نرى هذا إلا رخصة رخّصها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لسالم.
وقال مالك في الموطّأ عن الزّهري: أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة ... فذكر الحديث، قال: جاءت سهلة بنت سهيل- وهي امرأة أبي حذيفة- فقالت: يا رسول اللَّه، إنا كنا نرى سالما ولدا، وكان يدخل عليّ وأنا فضل، فماذا ترى فيه؟ فذكره.
ووصله عبد الرّزّاق عن مالك، فقال: عن عروة، عن عائشة.
وأخرجه البخاريّ من طريق اللّيث عن الزّهري موصولا.
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 178 عن سالم مولى أبي حذيفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 67. وأورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 8/ 86. ودفع(3/12)
وروى البخاريّ ومسلم والنّسائيّ والتّرمذيّ من طريق مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي- رفعه: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ ابن كعب، ومعاذ بن جبل» .
ومن طريق ابن المبارك في كتاب «الجهاد» له، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن ابن سابط- أن عائشة احتبست على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ما حبسك؟» قالت: سمعت قارئا يقرأ- فذكرت من حسن قراءته- فأخذ رداءه وخرج، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة. فقال:
«الحمد للَّه الّذي جعل في أمّتي مثلك» - وأخرجه [أحمد، عن ابن نمير عن حنظلة] «1» وابن ماجة والحاكم في المستدرك، من طريق الوليد بن مسلم، حدثني حنظلة، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن عائشة ... ، فذكره موصولا، وابن المبارك أحفظ من الوليد،
ولكن له شاهد
أخرجه البزّار عن الفضيل بن سهل، عن الوليد بن صالح، عن أبي أسامة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بالمتن دون القصّة، ولفظه: قالت: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال: «الحمد للَّه الّذي جعل في أمّتي مثله» .
ورجاله ثقات. وروى ابن المبارك أيضا فيه أنّ لواء المهاجرين كان مع سالم، فقيل له في ذلك، فقال: بئس حامل القرآن أنا- يعني إن فررت- فقطعت يمينه، فأخذه بيساره، فقطعت، فاعتنقه إلى أن صرع، فقال لأصحابه: ما فعل أبو حذيفة؟ يعني مولاه، قيل:
قتل، قال: فأضجعوني بجنبه، فأرسل عمر ميراثه إلى معتقته ثبيتة، فقالت: إنما أعتقه سائبة، فجعله في بيت المال، وذكر ابن سعد أن عمر أعطى ميراثه لأمه، فقال: كليه.
3060
- سالم «2» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
[روى ابن مندة من طريق عمر بن هارون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن سالم مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كنّ يجعلن رءوسهن بأربع قرون، فإذا اغتسلن جمعنهنّ على أوساط رءوسهن. قال: ورواه خارجة بن مصعب عن جعفر فقال: سلمى بدل سالم. وذكره العسكري فقال: سالم خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم] «3» ..
يأتي في سلمى في القسم الرابع.
3061- سالم «4» :
غير منسوب. قال الواقديّ: حدّثنا أبو داود سليمان بن سالم، عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أن رجلا مرّ على مجلس بالمدينة فيه عمر بن الخطاب، فنظر إليه فقال: أكاهن أنت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هدى اللَّه بالإسلام كلّ جاهل،
__________
(1) سقط في أ، ج.
(2) أسد الغابة ت 1894.
(3) سقط في ط.
(4) الاستيعاب ت 887.(3/13)
بالحقّ كلّ باطل، وأقام بالقرآن كلّ مائل، وأغنى بمحمد كلّ عائل. فقال عمر: متى عهدك بها؟ يعني صاحبته- قال: قبيل الإسلام، أتتني فصاحت: يا سالم، يا سالم ... فذكرت قصّة.
3062- سالم العدويّ «1» :
أفرده أبو عمر عن سالم بن حرملة، وهو هو.
ذكر من اسمه السائب
3063- السّائب بن الأقرع «2» :
بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم الثّقفيّ.
قال البخاريّ:
مسح النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم رأسه «3» ، وروى ابن مندة من طريق أبي حمزة، عن عطاء بن السّائب، عن بعض أصحابه، عن السّائب بن الأقرع أن أمه مليكة دخلت به على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو غلام فمسح رأسه ودعا له.
قال ابن مندة: ولي أصبهان ومات بها، وعقبه بها، منهم مصعب بن الفضيل «4» بن السائب.
وقال أبو عمر: شهد فتح نهاوند، وسار بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرّن، واستعمله عمر على المدائن.
قلت: أخرج ذلك ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصة.
وقال هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، قال ابن عبّاس: لم يكن للعرب أمرد ولا أشيب أشدّ عقلا من السائب بن الأقرع.
وحكى الهيثم بن عديّ عن الشعبي: أنّ السائب شهد فتح مهرجان ودخل دار الهرمزان فرأى فيها ظبيا من جصّ مادّا يده، فقال: أقسم باللَّه إنه ليشير إلى شيء، فنظر فإذا فيه خبيئة للهرمزان فيها سفط من جوهر.
وروى ابن أبي شيبة، من طريق الشّيبانيّ، عن السّائب بن الأقرع نحوه.
__________
(1) أسد الغابة ت 1898، الاستيعاب ت 888.
(2) أسد الغابة ت 1902، الاستيعاب ت 889. الثقات 3/ 173، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204، الجرح والتعديل 4/ 30، الطبقات الكبرى 6/ 82، العقد الثمين 4/ 493، ذكر أخبار أصبهان 1/ 75، 243، الوافي بالوفيات 15/ 145، تاريخ بغداد 1/ 202، التاريخ الكبير 4/ 51.
(3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 182. عن ابن عباس.
(4) في أالفضل.(3/14)
وقال سعيد بن منصور «1» ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن حصين، عن أبي وائل، قال: كان السائب بن الأقرع عاملا لعمر، فذكر قصة طويلة، وسيأتي في ترجمة قريب بن ظفر أن عمر بعثه مع النعمان بن مقرّن لما وجّهه إلى نهاوند قاسما.
3064 ز- السّائب بن الحارث «2» :
بن صبرة- بفتح المهملة وكسر الموحدة- ابن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
قال البخاري: له صحبة. وهو السائب بن أبي وداعة، وروى البخاري من طريق إبراهيم بن المطلب أن السائب بن أبي وداعة تصدق بداره سنة سبع وخمسين [ومات فيها] «3» .
وقال الزّبير بن بكّار، عن عمه: زعموا أنه كان شريكا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة، وهو أخو المطلب بن أبي وداعة. وأما قول أبي عمر: إن السّائب هو المطلب فلم يتابع عليه.
3065- السّائب بن الحارث «4» :
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشيّ السهميّ.
أحد السّابقين.
قال ابن إسحاق: هاجر إلى الحبشة، وكذا ذكره موسى بن عقبة. وذكره ابن إسحاق فيمن قتل بالطّائف، وكذا ذكره الواقديّ، وزاد: وقتل معه أيضا أخوه عبد اللَّه، لكن ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب، ووافقه معمر عن ابن شهاب- أنه جرح وأنه عاش بعد ذلك إلى أن استشهد بالأردنّ يوم فحل»
في أول خلافة عمر سنة ثلاث عشرة، وكذا ذكر ابن سعد وزاد: وأمه أم الحجاج كنانيّة.
3066- السّائب بن أبي حبيش «6» :
بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ أخو فاطمة.
ذكره العسكريّ، وقال: لا أعلم له رواية.
__________
(1) ثبت من أ.
(2) أسد الغابة ت 1903.
(3) سقط في ج.
(4) أسد الغابة ت 1904، الاستيعاب ت 890.
(5) فحل: بالفتح ثم الكسر: موضع وفحل بالفتح ثم السكون واللام: جبل بتهامة لهذيل يصبّ منه واد يسمى شجوة أسفله لقوم من بني أمية بالأردن قرب طبرية وفحل بكسر أوله ثم السكون موضع بالشام كانت للمسلمين مع الروم به وقعة، قتل فيها ثمانون ألفا من الروم وهي مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1018، 1019.
(6) أسد الغابة ت 1905، الاستيعاب ت 891.(3/15)
وقال ابن سعد، في الطّبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح: أمه أم جميل بنت الفاكه بن المغيرة المخزوميّة، وتزوّج عاتكة بنت الأسود بن المطلب، فولد له منها عبد اللَّه ورقيّة، وأسلم يوم الفتح، وأطعمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر ثلاثين وسقا، ولا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا، وكانت له سن عالية، وله بالمدينة دار كبيرة، ومات في زمن معاوية بالمدينة. وقال أبو عمر: هو الّذي قال فيه عمر: ذاك رجل لا أعلم فيه عيبا بخلاف غيره.
وقد روي أن عمر قال ذلك في ولده عبد اللَّه بن السائب، وكان شريفا وسيطا أيضا، والأثبت أنه قاله في السّائب وهو أخو فاطمة المستحاضة.
روى عنه سليمان بن يسار وغيره.
وقال ابن مندة: روى عنه سليمان بن يسار أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «يا ابن أبي حبيش» .
رواه الواقديّ ولم يزد ابن مندة في ترجمته على ذلك.
3067- السّائب بن حزن «1» :
بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزوميّ، عمّ سعيد بن المسيّب.
قال ابن عبد البرّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمولده. وقال مصعب: المسيب، والسّائب، وعبد الرحمن، وأبو معبد إخوة، أمهم أم الحارث بنت سعيد بن أبي قيس العامريّة، ولم يرو منهم إلا المسيّب.
وقال ابن عبد البرّ: لا أعلم له رواية.
قلت: زاد ابن سعد في أولاد حزن: حكيم بن حزن، وقال: أسلم يوم الفتح، واستشهد باليمامة، ولم يذكر السّائب.
3068- السّائب بن خبّاب «2» :
أبو مسلم- ويقال أبو عبد الرحمن صاحب المقصورة، ويقال: هو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. والصّواب أنه غيره، فإن مولى فاطمة ولد سنة خمس وعشرين، ومات سنة تسع وتسعين. ذكر ذلك ابن حبّان في الثقات، وأما صاحب المقصورة فقال الدارقطنيّ: مختلف في صحبته.
__________
(1) أسد الغابة ت 1906، الاستيعاب ت 892.
(2) أسد الغابة ت 1907، الاستيعاب ت 893، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 282، تهذيب التهذيب 3/ 446، تهذيب الكمال 1/ 464، خلاصة تذهيب 1/ 364، الكاشف 1/ 346، الجرح والتعديل 4/ 1028، 1043، التلقيح 380، التحفة اللطيفة 2/ 113، تصحيفات المحدثين 430، 431، العقد الثمين 4/ 298، التاريخ الكبير 4/ 151، الإكمال 5/ 149، الثقات 4/ 327، مشاهير علماء الأمصار 554، بقي بن مخلد 686.(3/16)
قلت: ولكن تقدّم في ترجمة خبّاب والد السائب هذا أنه مولى فاطمة، فلعل ابن حبان لم يحرّر مولده.
وقال البخاريّ: يقال له صحبة. وقال الدار الدّارقطنيّ: مختلف في صحبته.
وروى له ابن ماجة حديث: «لا وضوء إلّا من صوت أو ريح» ،
ولم ينسبه في روايته المشهورة.
ووقع في نسخة: السائب بن يزيد وعليها اعتمد ابن عساكر، ونسبه أحمد من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عنه، فقال: عن السائب بن خبّاب.
وقال البغويّ: لا أعلم له سندا غيره. انتهى.
وقد أورد له ابن مندة آخر، وقال الأزدي: تفرد عنه محمد بن عمرو بن عطاء. انتهى.
وقد قال أبو حاتم: روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء، وإسحاق بن سالم- أنه قال:
سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال ابن قسيط، عن مسلم بن السّائب، عن أمه: توفي السّائب فأتيت ابن عمر ...
فذكر قصّة.
وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة أن عثمان استعمل السائب بن خبّاب على المقصورة، ورزقه دينارين في كل شهر، فتوفي عن ثلاثة رجال: مسلم، وبكير، وعبد الرحمن.
وغفل ابن حبّان فذكر في ثقات التابعين السّائب بن خبّاب. وروي عن ابن عمر أنه مات سنة تسع وتسعين، وليس هو صاحب المقصورة، ولذا فرقهما.
3069- السائب بن خلّاد «1» :
بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة «2» بن امرئ القيس بن مالك الأنصاري الخزرجي، أبو سهلة.
قال أبو عبيد: شهد بدرا، وولي اليمن لمعاوية، وله أحاديث. روى عنه ابنه خلاد،
__________
(1) أسد الغابة ت 1909، الاستيعاب ت 895، تجريد أسماء الصحابة 1/ 205، تقريب التهذيب 1/ 282- تهذيب الكمال 1/ 464، خلاصة تذهيب 1/ 364، الكاشف 1/ 346، الجرح والتعديل 4/ 27، حلية الأولياء 1/ 372، الاستبصار 120، الطبقات 94، الطبقات الكبرى 8/ 363- التحفة اللطيفة 113، حسن المحاضرة 1/ 202، الوافي بالوفيات 15/ 135، التاريخ الكبير 4/ 150، الثقات 3/ 73، اسعاف 191، تاريخ الثقات 175، المعرفة والتاريخ 2/ 707، دائرة معارف الأعلمي 9/ 95، 96، تنقيح المقال 4586.
(2) في أ، ب جارية.(3/17)
وصالح بن حيوان، وعطاء بن يسار، وغيرهم.
روى له أصحاب السّنن حديث رفع الصوت بالتلبية، وصححه الترمذيّ، وروى له النسائي آخر في فضل المدينة. وروى أبو داود من طريق صالح بن صفوان، عن أبي سهلة حديثا آخر، فزعم أبو عمران أنه السّائب بن خلاد الجهنيّ، وجزم غيره بأنه الأنصاريّ.
قال البخاريّ: السّائب بن خلّاد أبو سهلة من الخزرج، وقال: قال أبو نعيم: إنه مات سنة إحدى وسبعين فيما قال الواقديّ.
3070- السّائب بن خلّاد الجهنيّ «1» :
أبو خلّاد. روى البخاريّ في «التاريخ» ، والبغويّ، من طريق حماد بن الجعد، عن قتادة، عن خلاد الجهنيّ، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الاستنجاء.
وروى الطّبرانيّ وغيره، من طريق ابن أخي الزهري: أخبرني ابن خلّاد أن أباه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره.
وأورد له الطّبرانيّ حديثا آخر في الدعاء اختلف فيه على ابن لهيعة.
3071- السائب بن سويد «2» :
مدني.
روى ابن أبي عاصم والبغوي من طريق محمد بن كعب، عن السائب بن سويد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من شيء يصيب من زرع أحدكم من العوافي إلّا كتب اللَّه له به أجرا» .
قال البغوي: لا أعلم له غيره.
3072- السائب بن أبي السائب «3» :
واسمه صيفي بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، والد عبد اللَّه بن السائب.
روى له أبو داود والنّسائيّ من طريق مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب- أنه كان شريك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وقيل: عن مجاهد عن السائب بلا واسطة.
وروى ابن أبي شيبة، من طريق يونس بن خباب، عن مجاهد: كنت أقود بالسائب فيقول لي: يا مجاهد، أدلكت الشمس؟ فإذا قلت: نعم- صلّى الظهر، وذكر سيف بن عمر في الردة أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الردة، وأنه بعثه بشيرا بالفتح إلى أبي بكر.
__________
(1) أسد الغابة ت 1908، الاستيعاب ت 894.
(2) أسد الغابة ت 1912، الاستيعاب ت 898.
(3) أسد الغابة ت 1911، الاستيعاب ت 897.(3/18)
وروى الزّبير بن بكّار، من طريق يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص، عن أبيه- أنّ معاوية حجّ فطاف ومعه جنده، فزحموا السّائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال:
ارفعوا الشيخ، فقام فقال: هي يا معاوية؟ أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت؟ أما واللَّه لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال له معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أبي السّائب- يعني عبد اللَّه بن السائب.
وقد خالف الزبير بن بكّار ما دلّت عليه هذه القصّة، فذكر أن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرا، فيحتمل أن يكون السّائب بن صيفي عنده غير السائب بن أبي السائب.
3073- السائب بن عبد اللَّه المخزوميّ «1» :
قيل: هو ابن صيفي، وقيل غيره.
روى أحمد من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السّائب بن عبد اللَّه، قال: جيء بي إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم فتح مكّة، فجعل عثمان وغيره يثنون عليّ، فقال لهم: لا تعلموني به، كان صاحبي في الجاهليّة ...
الحديث.
وهذا لعله الماضي، فإنه هو الّذي كان شريكا، وسأذكر قصّة الشريك في ترجمة قيس بن السائب إن شاء اللَّه.
وروى الطّبرانيّ، من طريق يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن السائب بن عبد اللَّه، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بين الرّكن اليماني والحجر الأسود يقول: «اللَّهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار» .
وقيل: الصواب في هذا عن يحيى بن عبيد، عن أبيه عن عبد اللَّه بن السّائب. فاللَّه أعلم.
3074- السائب بن عبيد «2» :
بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي، جد الإمام الشّافعي رضي اللَّه عنه.
ذكر الخطيب في ترجمة الشّافعي بغير إسناد أن السائب أسلم يوم بدر: وكان صاحب راية بني هاشم مع المشركين، فأسر ففدى نفسه وأسلم.
وروى الحاكم في مناقب الشافعيّ، من طريق إياس بن معاوية، عن أنس بن مالك،
__________
(1) أسد الغابة ت 1913، الثقات 3/ 173، 4/ 326، تجريد أسماء الصحابة 1/ 205- تقريب التهذيب 1/ 282، تهذيب التهذيب 2/ 320، 3/ 448، تهذيب الكمال 1/ 464، خلاصة تذهيب 1/ 364، الكاشف 1/ 246، الجرح والتعديل 4/ 1037، التحفة اللطيفة 114، التاريخ الصغير 1/ 278، العقد الثمين 4/ 502، 499، طبقات الحفاظ 35، الوافي بالوفيات 15/ 138، 147، التاريخ الكبير 4/ 151، تنقيح المقال 4589، تبصير المنتبه 3/ 887.
(2) أسد الغابة ت 1915، الاستيعاب ت 899، الأعلمي 19/ 96، العقد الثمين 4/ 504.(3/19)
قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذات يوم في فسطاط إذ جاء السّائب بن عبيد ومعه ابنه، فقال: «من سعادة المرء أن يشبه أباه» .
ويقال: إن السّائب هذا كان ممن يشبه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال الزّبير في كتاب «النسب» : ولد عبيد بن عبد يزيد السائب، وكان يشبه بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وأسر يوم بدر.
[وذكر ابن الكلبي أنه كان يشبه بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرج الحاكم في «مناقب الشّافعي» من طريق أبي محمد أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب، قال: سمعت أبي يقول: اشتكى السائب بن عبيد، فقال عمر: اذهبوا بنا نعود السائب بن عبيد، فإنه من مصاصة قريش، قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حين أتى به وبعمه العباس: «هذا أخي» .
قال البيهقي بعد تخريجه: فالسائب بن عبيد صحابي، وابنه شافع صحابي، وأخوه عبد اللَّه بن السائب صحابي.
وقال زكريّا السّاجي في «مناقب الشّافعي» : سمعت أحمد بن محمد بن حميد العدوي النسابة يقول: أم السائب بن عبيد الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف، وأم الشفاء هذه خالدة بنت أسد بن هاشم خالة علي بن أبي طالب وإخوته] «1» .
3075- السائب بن عثمان «2» :
بن مظعون بن حبيب الجمحيّ. يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
قال ابن إسحاق: أسلم في أول الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا والمشاهد، واستشهد باليمامة، واستعمله النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على المدينة في غزوة بواط «3» . وكذا ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين.
وقال ابن سعد: كان ابن الكلبيّ يقول: إن الّذي شهد بدرا السائب بن مظعون عمّ
__________
(1) سقط في أ، ج.
(2) أسد الغابة ت 1916، الاستيعاب ت 901. طبقات ابن سعد 3/ 1/ 292، نسب قريش 393، طبقات خليفة 25، الجرح والتعديل 4/ 241، 242، مشاهير علماء الأمصار ت 188، تاريخ الإسلام 1/ 368، العقد الثمين 4/ 505- 506.
(3) بواط: بالضم، وآخره طاء مهملة واد من أودية القبلية وقالوا: هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى غزاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- في شهر ربيع الأول من السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ورجع ولم يلق كيدا. انظر معجم البلدان 1/ 596.(3/20)
هذا. قال ابن سعد: وذلك وهم منه لمخالفته جميع أهل السّير، فإنّهم كلهم أثبتوه فيمن شهد بدرا وما بعدها، وجرح باليمامة فمات من ذلك السهم، وهو ابن بضع وثلاثين سنة.
3076- السائب بن عمير القاري «1» :
ويقال: الأزدي. له ذكر في حديث أخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن عصام، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، قال: أمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم السائب بن عمير القاري إن مات سعد بن خولة ألا يقبر بمكة.
وأخرجه الفاكهيّ من طريق أخرى عن ابن جريج نحوه.
وسيأتي في ترجمة عمرو بن القاري نحو هذا، لكن في حق سعد بن أبي وقاص.
3077- السائب بن العوّام القرشي «2» :
الأسدي، أخو الزبير شقيقه.
روى البخاريّ والبلاذريّ، من طريق هشام بن عروة عن أبيه، أنه استشهد باليمامة.
وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق. ورأيت في ديوان حسّان رواية أبي سعيد السكري عن ابن حبيب: وليس للسائب بن العوام عقب.
وقد شهد بدرا. وذكر ابن الكلبيّ أنه شهد الخندق وغيرها.
3078 ز- السائب بن قيس السّهمي:
ذكر أبو حذيفة البخاري في الفتوح أنه استشهد بأجنادين، ولعله السائب بن الحارث بن قيس الّذي تقدم أو هو عمه إن ثبت.
3079- السائب بن مظعون الجمحيّ «3» :
أخو عثمان- تقدم كلام ابن الكلبي في ترجمة السائب بن عثمان بن مظعون، واعتمد أبو عمر ذلك، فقال: ذكره ابن الكلبي فيمن شهد بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة.
3080- السائب بن نميلة «4» :
قال أبو عمر: مذكور في الصحابة.
وروى ابن شاهين، من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، عن مجاهد، عن السائب بن نميلة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «صلاة القاعد على النّصف من صلاة القائم» «5» .
قال أبو عمر: ولا أعلم له غيره، وأخشى أن يكون مرسلا.
__________
(1) أسد الغابة ت 1917.
(2) أسد الغابة ت 1918، الاستيعاب ت 902، التاريخ الصغير 1/ 34، 36، دائرة الأعلمي 19/ 96.
(3) أسد الغابة ت 1922، الاستيعاب ت 904.
(4) أسد الغابة ت 1923، الاستيعاب ت 905.
(5) أخرجه النسائي في السنن 3/ 223 كتاب قيام الليل باب 21 فضل صلاة القاعد على صلاة القائم حديث رقم 1660. وابن ماجة في السنن 1/ 388 كتاب الصلاة والسنة فيها باب (141) صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم حديث رقم 1329، 1330، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 52. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1236، وأحمد في المسند 2/ 139، 3/ 425، 6/ 61، 71، والبيهقي في السنن 2/ 491 والطبراني في الكبير 18/ 236، والطبراني في الصغير 2/ 141، والدارقطنيّ في السنن 1/ 397.. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 152 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد ضعفه الجمهور وقال أحمد يعتبر لحديثه.(3/21)
قلت: ذكر ابن مندة أن السّائب بن أبي السائب يقال له السائب بن نميلة، فإن ثبت فهو هذا.
3081- السائب بن أبي وداعة «1» :
تقدم في السائب بن الحارث.
3082- السائب الغفاريّ «2» :
صحابي نزل مصر، ذكره ابن يونس.
وأخرج البغويّ، وأبو نعيم، ومحمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر من طريق أبي قبيل:
سمعت رجلا من بني غفار يقول: أتت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعليّ تميمة فقطعها، وقال:
«ما اسمك» ؟ قال: قلت: السائب. قال: «بل اسمك عبد اللَّه» .
قال أبو قبيل: فقلت على أيهما تجيب؟ قال: على كليهما. فقلت: لكنّي واللَّه لو كنت أنا ما أجبت إلا على الاسم الّذي سماني به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا، قال: لا أعلم له غيره. وسيأتي في العبادلة أتمّ من هذا إن شاء اللَّه تعالى.
3083 ز- السائب الثقفيّ «3» :
مولى غيلان بن سلمة. روى ابن يونس في تاريخ مصر، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بن السائب- أن أباه كان عبدا لغيلان بن سلمة الثقفي، فأسلم، فأعتقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فلما أسلم غيلان ردّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليه ولاءه.
3084- السائب بن يزيد بن سعيد «4» :
بن ثمامة «5» - ويقال: عائذ بن الأسود الكنديّ
__________
(1) أسد الغابة ت 1925، الاستيعاب ت 906، الثقات 3/ 172، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204، الجرح والتعديل 4/ 1026، التاريخ الصغير 1/ 102، العقد الثمين 4/ 493، الوافي بالوفيات 15/ 136، التاريخ الكبير 4/ 149- تنقيح المقال 4603.
(2) أسد الغابة ت 1919، الاستيعاب ت 900.
(3) أسد الغابة ت 1920.
(4) أسد الغابة ت 1926، الاستيعاب ت 907، طبقات خليفة ت 39، التاريخ الكبير 4/ 150، المعرفة والتاريخ 1/ 358، مشاهير علماء الأمصار ت 141، معجم الطبراني 7/ 172، جمهرة أنساب العرب 428، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، تاريخ ابن عساكر 7/ 26، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 208، تهذيب الكمال 466، تاريخ الإسلام 3/ 369، تذهيب التهذيب 3/ 450، خلاصة تذهيب الكمال 113، شذرات الذهب 1/ 99، تهذيب ابن عساكر 6/ 63.
(5) في أيمامة.(3/22)
أو الأزديّ، وقيل: هو كنانيّ ثم ليثيّ، وقيل: هذليّ، يعرف بابن أخت النمر، والنمر خال أبيه يزيد، هو النمر بن جبل، ووهم من قال إنه النمر بن قاسط، وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة يزيد.
وقال الزّهريّ: هو أزديّ، حالف بني كنانة، له ولأبيه صحبة.
روى البخاريّ من طريق محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، قال: حجّ أبي «1» مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن ستّ سنين.
ومن طريق الزّهري عنه، قال: خرجت مع الصبيان نتلقّى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «2» من تبوك.
وفي الصحيحين أيضا من طريق محمد بن يوسف، عن السائب أن خالته ذهبت به وهو وجع، فمسح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رأسه ودعا له وتوضأ فشرب من وضوئه، ونظر إلى خاتم النبوة، [وأم أم السائب أم العلاء بنت شريح الحضرمية] «3» وكان العلاء بن الحضرميّ خاله.
وقد روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث، وعن أبيه وعمر وعثمان وعبد اللَّه بن السعدي وخاله [نصر] «4» وحويطب بن عبد العزيز وطلحة وسعد وغيرهم.
روى عنه الزّهريّ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وإبراهيم بن قارظ، وآخرون.
قال مصعب الزّبيريّ: استعمله عمر على سوق المدينة هو وسليمان بن أبي خيثمة، وعبد اللَّه بن عتبة بن مسعود.
وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل بعد التسعين. وقيل: سنة إحدى وقيل: سنة أربع.
وقال ابن أبي داود: هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة، ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قتل يوم الحرّة.
السّين بعدها الباء
3085- سباع بن ثابت الزهريّ «5» :
حليفهم.
ذكره البغويّ وابن قانع في الصحابة، وأخرجا له من رواية عبيد اللَّه بن أبي يزيد عنه،
__________
(1) في أحج بي.
(2) في أصلّى اللَّه عليه وسلم مقدمه من تبوك.
(3) سقط في أ، ج.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت 1928.(3/23)
قال: أدركت أهل الجاهليّة وهم يطوفون بين الصفا «1» والمروة، ويقولون: اليوم نقرّ عينا، بقرع المروتينا.
ووجه الدلالة من هذا على صحبته ما تقدم من أنه لم يبق بمكة قرشي إلا شهد حجة الوداع مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهذا قرشيّ أدرك الجاهليّة، وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد اللَّه بن أبي يزيد، وهو من صغار التّابعين.
ولسباع هذا رواية أيضا عن عمر، وله حديث في السنن عن أم كرز الكعبية الصحابية، من رواية عبيد اللَّه عنه أيضا، وقيل: من رواية عبيد اللَّه عن أبيه عنه.
3086- سباع بن يزيد «2» :
أو ابن يزيد، بن ثعلبة بن قزعة بن عبد اللَّه بن مخزوم بن مالك بن غلاب «3» بن قطيعة بن قيس العبسيّ.
روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ، حدثني أبو الشغب العبسيّ، قال: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تسعة رهط من عبس، منهم سباع بن زيد بن قزعة، وأبو الحصين بن لقمان، فأسلموا، فدعا لهم وعقد لهم لواء، وقال: ابغوني رجلا يعشركم. وجعل شعارهم يا عشرة.
ومن طريق الحسين بن محمد بن علي الأزدي: حدّثنا عائذ بن حبيب العبسيّ عن أبيه، حدّثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكروا له قصّة خالد بن سنان، فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه» .
3087- سباع بن عرفطة الغفاريّ» :
ويقال له الكنانيّ.
له ذكر في حديث أبي هريرة، فروى ابن خزيمة والبخاريّ في التاريخ الصغير، والطحاوي من طريق خثيم بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قدمت المدينة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر، وقد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة فشهدنا معه الصبح، وجهزنا فأتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر.
__________
(1) الصّفا: بالفتح والقصر المذكور في القرآن الكريم: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين (المسجد الحرام عرض الوادي الّذي هو طريق وسوق وإذا وقف الواقف عليه كان حذاء الحجر الأسود ومنه يبتدئ السعي بينه وبين المروة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 843.
(2) أسد الغابة ت 1929.
(3) في ج: علاف.
(4) أسد الغابة ت 1930، الاستيعاب ت 1134، الثقات 3/ 181، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208، الجرح والتعديل 4/ 1361، التحفة اللطيفة 118، التاريخ الصغير 1/ 18، الطبقات الكبرى 2/ 62، 106، 4/ 328، البداية والنهاية 4/ 92، 5/ 7، المعرفة والتاريخ 2/ 739، 3/ 160.(3/24)
قال البخاريّ: ورواه وهيب، عن أبيه، عن نفر من قومه، قالوا: قدم أبو هريرة ...
فذكره.
قلت: وطريق وهيب هذه وصلها البيهقيّ في «الدّلائل» .
وقال أبو حاتم: استعمله النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على المدينة في غزوة دومة الجندل.
3088- سبرة بن أبي سبرة «1» :
هو ابن يزيد- يأتي.
3089 ز- سبرة بن عمرو:
بن سابط الأنصاريّ. ذكره ابن حبان في الصّحابة.
3090- سبرة بن عمرو التميميّ «2» :
ذكره ابن إسحاق في وفد بني تميم، منهم الأقرع، والقعقاع بن معبد.
وذكر سيف أن خالد بن الوليد استعمله لما توجه إلى العراق، وأنه كان مع المثنى بن حارثة في جملة قوّاده في حروب العراق.
3091 ز- سبرة بن عوسجة «3» :
ذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: مات في ولاية معاوية، وفرّق بينه وبين سبرة بن معبد، وقال غيره: هما واحد، وهو سبرة بن معبد بن عوسجة نسب لجده.
3092- سبرة «4» :
كالذي قبله: بفتح أوله وسكون ثانيه، ويقال بميم مضمومة بدل الموحدة- ابن فاتك بن الأخرم الأسدي- بفتح الهمزة وسكون السين: هو الأزديّ، هكذا يقال بالسين والزاي، صرح بذلك أبو القاسم في «طبقات أهل حمص» ، وأما ابن أبي عاصم فقال إنه بفتح السين، ثم جعله من بني أسد بن خزيمة، وهو أخو خريم بن فاتك.
روى الطّبرانيّ من طريق الشعبي عن أيمن بن خريم قال: كان أبي وعمي، شهدا بدرا، وذكر الواقدي هذا الكلام واستنكره، وقال: إنما أسلم خريم وأخوه بعد الفتح.
__________
(1) أسد الغابة ت 1931، الاستيعاب ت 908.
(2) أسد الغابة ت 1933، الاستيعاب ت 910.
(3) الثقات 3/ 176، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208، تقريب التهذيب ح 1/ 283، تهذيب التهذيب ج 3/ 453، خلاصة تذهيب 1/ 365، تهذيب الكمال 1/ 465، الكاشف 1/ 348، الجرح والتعديل 4/ 1281، تلقيح فهوم أهل الأثر 68- الطبقات 121، التحفة اللطيفة 118، التاريخ الكبير 4/ 178، الوافي بالوفيات 1/ 58، بقي بن مخلد 131.
(4) أسد الغابة ت 1934، الاستيعاب ت 911، الثقات 3/ 175، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208، الجرح والتعديل 4/ 79، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، الطبقات 35، الوافي بالوفيات 15/ 7، التاريخ الكبير 4/ 187، البداية والنهاية 3/ 319- ذيل الكاشف 505.(3/25)
قلت: ولهذا لم يذكرا في البدريّين.
وقد وقع لي في غرائب شعبة لابن مندة، من طريق جبير بن نفير، عن سبرة بن فاتك، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الميزان بيد الرّحمن، يرفع أقواما ويضع آخرين ... » «1» الحديث.
وأخرجه من طريق أخرى، فقال: سمرة.
وروى ابن مندة أيضا، من طريق عبد اللَّه بن يوسف التّنّيسي قال: كان سبرة بن فاتك هو الّذي قسم دمشق بين المسلمين. وذكره محمد بن عائذ، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز مثله.
وروى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين أن سبرة بن فاتك مرّ بأبي الدرداء فقال: إن مع سبرة نورا من نور محمد صلّى اللَّه عليه وسلم.
ومن طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: لقد رأيت رجلا سبّ سبرة فكظم غيظه متحرّجا من جوابه حتى بكى من الغيظ.
3093- سبرة بن الفاكه «2» :
ويقال ابن الفاكهة، ويقال ابن أبي الفاكه المخزومي.
وقيل الأسديّ. صحابيّ نزل الكوفة.
له حديث عند النّسائي بإسناد حسن، إلا أنّ في إسناده اختلافا، ولفظه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ الشّيطان قعد لابن آدم بأطرقة» ...
الحديث في قضيّة «3» الجهاد. وقد صححه ابن حبّان، ووقع عنده سبرة بن أبي فاكه، روى عنه عمارة بن خزيمة، وسالم بن أبي الجعد.
3094- سبرة بن معبد:
بن عوسجة «4» بن حرملة بن سبرة الجهنيّ، أبو ثريّة- بفتح
__________
(1) أورده البيهقي في الأسماء والصفات 148، 341.
(2) أسد الغابة ت 1935، الاستيعاب ت 912، الثقات 3/ 176، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268، تهذيب التهذيب 3/ 53- تهذيب الكمال 1/ 465، خلاصة تذهيب 1/ 365، الكاشف 1/ 347، الجرح والتعديل 4/ 1280، التلقيح 380، أصحاب بدر 129، العقد الثمين 4/ 12، الوافي بالوفيات 15/ 159، التاريخ الكبير 4/ 178، بقي بن مخلد 679.
(3) في أفضل.
(4) أسد الغابة ت 1936، الاستيعاب ت 913، مسند أحمد 3/ 404، طبقات ابن سعد 4/ 348، جمهرة أنساب العرب 445، مشاهير علماء الأمصار 35، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 209، الجرح والتعديل 4/ 295، المغازي للواقدي 1/ 180، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، طبقات خليفة 121، التاريخ الكبير 4، تهذيب الكمال 10/ 203، تحفة الأشراف 3/ 365، الكاشف 1/ 274، الوافي بالوفيات 15/ 111، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 63، تهذيب التهذيب 3/ 453، تقريب التهذيب 1/ 283، خلاصة تذهيب التهذيب 133، تاريخ الإسلام 1/ 212.(3/26)
المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية- وقيل: مصغّر. صحابي.
نزل المدينة وأقام بذي المروة، وروى عنه ابنه الربيع، وذكر ابن سعد أنه شهد الخندق وما بعدها، ومات في خلافة معاوية.
وقد علق له البخاريّ، وروى له مسلم وأصحاب السّنن، وعند مسلم وغيره من حديثه أنه خرج هو وصاحب له من بني سليم «1» يوم الفتح فأصابا جارية من بني عامر جميلة، فأرادا أن يستمتعا منها، قالت: فما تعطياني؟ فقال كل منا: بردي، قال: فجعلت تنظر فتراني أشبّ وأجمل من صاحبي، وترى برد صاحبي أجود من بردي، قال: فاختارتني على صاحبي، فكنت معها ثلاثا، ثم أمرنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن نفارقهنّ.
وروى سيف في الفتوح أنه كان رسول عليّ لما ولي الخلافة بالمدينة إلى معاوية يطلب منه بيعة أهل الشّام.
3095- سبرة بن يزيد:
بن مالك بن عبد اللَّه بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل الجعفي- هو سبرة بن أبي سبرة.
روى أبو أحمد الحاكم من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمير بن سعيد، عن سبرة بن أبي سبرة- أن أباه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «ما ولدك؟» قال: عبد العزى، والحارث، وسبرة، فغيّر عبد العزى، فقال: «هو عبد اللَّه» . وقال: «إنّ من خير أسمائكم عبد اللَّه وعبد الرّحمن والحارث.» «2»
وزعم ابن قانع أن أبا سبرة صاحب هذا الحديث هو معبد بن عوسجة الجهنيّ. فاللَّه أعلم.
وروى أبو نعيم، من طريق زياد بن منذر عن عبد العزيز، عن أبي سبرة. حدّثني أبي- قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر قصة فيها، فأقبل علينا وهو يقول: «والّذي نفسي بيده ليخرجنّ من هذا المسجد فتن كصياصي البقر» .
وسيأتي له ذكر في ترجمة «عزيز» .
3096- سبيع بن حاطب «3» :
بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أميّة بن معاوية بن
__________
(1) سقط في ط.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 72 عن موسى بن علي عن أبيه عن جده وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 137، عن موسى بن علي عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: ما ولد لك قال وما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 323. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 4695.
(3) أسد الغابة ت 1937، الاستيعاب ت 914.(3/27)
مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بها، لكن عند موسى سبيق- بقاف بدل العين. وحكى ابن هشام فيه سويبق: بالتصغير.
3097- سبيع بن قيس «1» :
بن عائشة «2» بن أمية بن مالك بن عامرة بن عديّ بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره ابن شاهين، ونقل عن ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا وأحدا.
3098- سبيع بن نصر المزنيّ:
له ذكر في حديث،
قال عمر بن شبّة: حدثنا موسى، حدّثنا حماد، عن عبد الملك بن عمير، قال: لما قدم الناس المدينة وكثروا بها قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يرحم اللَّه رجلا كفانا قومه» ، فقام سبيع بن نصر فقال: من كان هاهنا من مزينة فليقم. فقامت حتى خفّت المجالس، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يرحم اللَّه مزينة» - ثلاث مرات.
3099- سبيق:
مضى في سبيع.
السين بعدها الجيم
3100- سجار «3» :
يأتي في الشّين المعجمة.
3101- سجل «4» :
كاتب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
أخرج أبو داود والنّسائيّ وابن مردويه من طريق أبي الجوزاء، عن ابن عبّاس، قال:
السجلّ: كاتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى النّسائيّ من وجه آخر عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاس، أنه قال في قوله تعالى:
يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [الأنبياء 104]- قال: السجل هو الرجل. زاد ابن مردويه: والسّجل هو الرجل بالحبشية.
وروى ابن مردويه وابن مندة من طريق حمدان بن سعيد، عن ابن نمير، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كاتب يقال له السّجل، فأنزل اللَّه عز وجل:
يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [الأنبياء 104]- قال: لا: السجل هو الرجل. زاد ابن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية] .
__________
(1) أسد الغابة ت 1938، الاستيعاب ت 915.
(2) في ب: عائذ، وفي هـ: عابد، وفي الاستيعاب: عيشة.
(3) أسد الغابة ت 1939، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208.
(4) أسد الغابة ت 1940.(3/28)
وأخرجه أبو نعيم، لكن قال حمدان بن عليّ، ووهم ابن مندة في قوله ابن سعيد، قال ابن مندة: تفرد به حمدان.
قلت: إن كان هو ابن علي فهو ثقة معروف، واسمه محمد بن عليّ بن مهران، وكان من أصحاب أحمد، ولكن قد رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد البغداديّ من «تاريخه» ، فترجحت رواية ابن مندة، ونقل عن البرقاني أنّ الأزدي قال: تفرّد به ابن نمير.
قلت: ابن نمير من كبار الثّقات، فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع.
نعم، ورد ما يخالفه، فأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أنّ السجل ملك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث حجات، فذكر قصّة في أقوال الملائكة: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها [البقرة 30] . وزاد النقاش في «تفسيره» أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس. ونقل الثّعلبي وغيره عن ابن عبّاس ومجاهد: السّجلّ الصحيفة] «1» .
السين بعدها الحاء
3102- سحيم «2» :
- بالتّصغير، ابن خفاف. ذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصّحابة.
روى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين من طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: قال سحيم بن خفاف: قام فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقرّب السّاعة والدّجال حتى قمت إلى غنمي وهي خمسمائة شاة مرقد، كل شاة مرقد ناقة فبعتها شيئا فشيئا مما ظننت أنّ السّاعة حاضرة.
3103- سحيم:
آخر غير منسوب- ويحتمل أنه الخزاعيّ.
روى أحمد من طريق أبي الزبير: سألت جابرا عن القتيل الّذي قتل فأذّن فيه سحيم، فقال جابر: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سحيما أن يؤذّن في النّاس أن لا يدخل الجنّة إلا مؤمن «3» ،
ولا أعلم أحدا قتل.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 1942.
(3) أخرجه البخاري 5/ 169، ومسلم في الصيام باب 43 (145) الترمذي (3091) والنسائي في الإيمان باب (7) وأحمد 2/ 299، 3/ 349، 460، 515، 4/ 335، والدارميّ 2/ 24 وأبو عوانة 1/ 48، والطبراني في الكبير 11/ 400، 19/ 97، والبيهقي في الدلائل 4/ 253، وفي السنن 4/ 298، 8/ 197، 9/ 49، 224، 296. وانظر الدر المنثور 1/ 253، 3/ 210.(3/29)
وروى ابن شاهين من طريق محمد بن عبيد اللَّه «1» العرزميّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، وسعيد بن المسيّب، عن عبد اللَّه بن عمرو- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعلي ومعاذ بن جبل وبديل بن ورقاء وسحيم: أن نادوا في النّاس، فانهوهم أن يصوموا أيام التّشريق، فإنّها أيام أكل وشرب.
[3104- سحيم «2» :
يأتي في سمحة] .
السين بعدها الخاء
3105- سخبرة الأزدي: «3»
بسكون الزاي- والد عبد اللَّه بن سخبرة، ويقال له الأسديّ بسكون السين.
وروى التّرمذيّ من طريق أبي داود الأعلمي أحد المتروكين، عن عبد اللَّه بن سخبرة، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «من طلب العلم كان كفّارة لما مضى» .
وله حديث آخر، أخرجه الطّبراني، من طريق عبد اللَّه بن سخبرة، عن أبيه، أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» «4» .
وفي سنده أبو داود أيضا.
3106
- سخبرة بن عبيدة «5» الأسدي:
من بني أسد بن خزيمة.
ذكره ابن إسحاق فيمن تقدم إسلامه من بني غنم بن دودان فيمن هاجر قديما.
3107- سخرور «6» :
بفتح أوله وسكون ثانيه «7» بوزن عصفور، هو ابن مالك الحضرميّ.
__________
(1) في أ، ج عبد اللَّه.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 1943، الاستيعاب ت 1135، الثقات 3/ 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 209، تقريب التهذيب 1/ 84، تهذيب التهذيب 3/ 454، تهذيب الكمال 1/ 465، خلاصة تذهيب 1/ 437، الكاشف 1/ 438، الجرح والتعديل 4/ 1391-.
(4) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (5616) وعزاه للطبراني والبيهقي في الشعب.
(5) أسد الغابة ت 1944.
(6) أسد الغابة ت 1945، تجريد أسماء الصحابة 1/ 209.
(7) في أبفتح أوله وسكون ثانيه، هو ابن مالك.(3/30)
ذكره ابن يونس في «تاريخه» ، فقال: له صحبة، وسكن مصر، وشهد فتحها، وله خطبة قام بها وذكر فيها حديثا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد ذكرها أبو عمر الكنديّ، من طريق الوليد بن سليمان- أنه سمع عائذ بن جابر بن ربيعة الحضرميّ يقول: لما سار مروان إلى مصر أجمع أهل مصر على منعه إلا طائفة من أشرافهم، فقام في كل قبيل خطيب يحضّونهم على الطاعة لابن الزّبير، وقام سخرور بن مالك الحضرميّ خطيبا في حضرموت، وكان قد رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وبايعه فخطبهم، فقال:
ألا إنه من نكث صفقة يمينه طائعا فقد خرج من الإسلام، فذكرها.
قال: فلما صالح أهل مصر مروان على الدخول ودخلها قال سخرور: اللَّهمّ لا أراه ولا يراني، فقد طال عمري، فاقبضني إليك، فتوفي بعد دخول مروان مصر بتسع ليال.
السين بعدها الراء
3108- سراج بن قرة:
بن ربعي بن زرعة بن الكاهن بن عمرو بن عوف بن أبي ربيعة بن الصّموت بن عبد اللَّه عبد بن كلاب الشّاعر. جاهليّ معروف.
زعم أبو الحسين بن سراج الأندلسيّ شيخ عياض أنه جدّه، وأنه وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يقول: إنه ابن قرة- بضم القاف والراء- والمعروف في الشاعر أنه ابن قوة- بالواو.
قال عياض: لم أر أحدا تابع شيخنا على أنّ لسراج وفادة. وقد ذكر أبو مروان بن جناح مؤرّخ «الأندلس» أن عبد اللَّه بن مروان بن سراج من موالي عبد الرّحمن بن معاوية الدّاخل، وأن القاضي سراج بن عبد الملك كان يصرّح بولائهم، ويفتخر بكتاب عتق جده الأكبر سراج، وقد ذكر أبو الوليد بن طريف الكاتب في أخبار عبد الملك بن سراج أن سلفه أصابهم سباء فصيّرهم في موالي بني أمية.
قال عياض: وشيخنا مسلم له ما ادعاه من ذلك لتقدّمه في علم الأثر وإمامته وثقته.
[قلت: وقد ذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» سراج بن قوّة العامري، أحد بني الصّموت بن عبد اللَّه بن كلاب، وقال: إنه جاهليّ، وأنشد له شعرا قاله في يوم من أيام الجاهليّة] «1» .
3109- سراج بن مجاعة:
بن مرارة «2» بن سلمى اليماميّ الحنفيّ. لأبيه صحبة. وأما
__________
(1) سقط في أ، ج.
(2) أسد الغابة ت 1946، الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 209، تقريب التهذيب 1/ 284، تهذيب التهذيب 3/ 455، تهذيب الكمال 1/ 466، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 437، الكاشف 1/ 348، الجرح والتعديل 4/ 1374، المصباح المضيء 1/ 91.(3/31)
هو فقال ابن حبّان: له صحبة، ثم ذكره في التّابعين، وكذا ذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم، وذكره الباوردي وابن السكن وابن قانع وجملة «1» في الصحابة، وأوردوا له من طريق عنبسة بن عبد الواحد القرشي، عن الرّحيل بن إياس بن نوح بن مجّاعة، عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أعطى مجّاعة أرضا باليمامة ... » الحديث.
وروى أبو داود، من طريق هلال بن سراج، عن أبيه سراج، عن أبيه مجّاعة حديثا.
3110- سراج التميميّ «2» :
غلام تميم الدّاري، يكنى أبا مجاهد.
ذكره ابن مندة والخطيب في المؤتلف.
وقال ابن مندة: أنبأنا الحسن بن أبي الحسن العسكريّ بمصر، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الفهري، حدثنا سلامة بن سعيد بن زياد، حدثنا «3» يزيد بن عباس بن حكيم بن خيار بن عبد اللَّه بن يحيى بن علي بن مجاهد بن سراج، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن مجاهد، عن سراج، وكان اسمه فتحا، قال: قدمنا «4» على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم، وكانت تجارتنا الخمر، فأمرني النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشققتها.
وقال الخطيب، ومن خطه مضبوطا نقلت: أخبرني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد، كذا حدثنا سلامة بن سعيد الداريّ، حدثني أبو حامد يزيد بن العباس بن حكيم بن خيار، فذكر النسب مثله إلى سراج، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده- كذا فيه مرتين- عن أبيه علي بن مجاهد، عن جده مجاهد، عن أبيه سراج سادن بيت المقدس، وكان اسمه فتحا- كذا بخطه بمثناة من فوق ساكنة ثم حاء مهملة- قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم الداريّ معه وكانت تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمرني فشققتها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لتميم: «بعني غلمانك لأعتقهم» ، فقال له تميم: قد أعتقتهم يا رسول اللَّه.
__________
(1) في أجماعة.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 209، الإكمال 4/ 289.
(3) بدل ما في القوسين في ج: روى ابن مندة من طريق ...
(4) في أقدمت.(3/32)
قال: وكان يسرج في مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسعف النخل، فقدمنا بالقناديل والزيت والحبال فأسرجت المسجد،
فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أسرج مسجدنا» ؟»
فقال تميم: غلامي هذا، قال: «ما اسمه؟» قال: فتح. قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «بل اسمه سراج» ، فسماني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سراجا،
فذكر قدومه وتشقيق الخمر.
قلت: أغفل ابن مندة وغيره ذكره في فتح في حرف الفاء، ولم يستدركه أبو موسى، بل ذكر هناك تابعيا من أهل اليمن.
وروى عن صحابيّ لم يسمّه، وحديثه في مسند أحمد، ونسبه إلى تخريج أبي بكر بن أبي علي وغيره، وأن جعفر المستغفري ضبطه بنون ثقيلة بعد الفاء وآخره جيم، وهو اسم فارسي فجوزت أن غلام تميم كان هذا اسمه، لكن رأيته كما تقدم بخط الخطيب بمثناة، وحاء مهملة، وكذا في نسخة الاستيعاب «2» .
3111- سرّار بن ربيع:
ذكره ابن إسحاق وابن الأمين في ذيله على الاستيعاب من حديث محمد بن إسماعيل الصائغ، فليحرر.
ذكر من اسمه سراقة
3112- سراقة بن جعشم:
هو ابن مالك. يأتي.
3113- سراقة بن الحارث: «3»
صحابيّ، قال الطبري: له رواية ولا يوقف على نسبه.
3114- سراقة بن الحارث: يأتي في الّذي بعده.
3115
- سراقة «4» بن الحباب:
بن عديّ الأنصاريّ ثم العجلانيّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بحنين، وذكره ابن إسحاق كذلك، لكن سمّى أباه الحارث كذا في «تهذيب السّيرة لابن هشام» ، لكن ذكره يونس بن بكير عن ابن إسحاق في «المغازي» فسمّى أباه الحباب على الصّواب.
ووهم ابن عبد البرّ ففرّق بين سراقة بن الحارث وسراقة بن الحباب، قاله ابن الأثير، قال: والحقّ أنهما واحد، وكذا نبّه عليه ابن فتحون.
__________
(1) ذكره السيوطي في الدر 3/ 217، والفتي في التذكرة (37) .
(2) بدل ما في القوسين في ج: وأنه أسرج في المسجد قنديلا بزيت، فسأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عمن أسرجه، فقال له تميم: غلامي هذا، قال: ما اسمه؟ قال: فتح. قال: بل اسمه سراج.
(3) أسد الغابة ت 1948، الاستيعاب ت 916.
(4) أسد الغابة ت 1949، الاستيعاب ت 917.(3/33)
3116- سراقة بن سراقة «1» :
روى ابن مندة من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف، عن سراقة بن سراقة، قال: أصاب سنان بن سلمة نفسه يوم خيبر بالسيف فلم يجعل له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دية.
3117- سراقة بن عمرو:
بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن عديّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ. ذكر العدوي أنه شهد أحدا وما بعدها، واستشهد يوم القادسيّة.
3118- سراقة بن عمرو «2» :
بن عطيّة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ.
قال أبو حاتم: بدري لا رواية له، وقال ابن سعد: أمه عتيلة بنت قيس بن زعوراء بن حرام النّجاريّ.
شهد بدرا وأحدا والخندق وغيرها، واستشهد بمؤتة.
وذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن شهد بدرا، واستشهد يوم مؤتة. وكذا قال أبو الأسود عن عروة.
3119- سراقة بن عمرو «3» :
لقبه ذو النّور.
قال أبو عمر: ذكروه في الصّحابة ولم ينسبوه. وكان أحد الأمراء بالفتوح، وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.
ذكر سيف في «الفتوح» أن عمر ردّ سراقة بن عمرو إلى الباب، وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، قال: وسراقة هو الّذي صالح سكان أرمينية، ومات هناك، فاستخلف عبد الرحمن فأقرّه عمر على عمله، وكان سراقة يدعى ذا النور، وكذلك عبد الرّحمن.
3120- سراقة بن عمير «4» :
أحد البكّاءين. ذكره الطّبراني من طريق عبد الغني بن سعيد أحد الضّعفاء في تفسيره من طريق عطاء والضّحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... [التوبة 92] الآية، منهم سراقة بن عمير.
__________
(1) أسد الغابة ت 1950، جامع التحصيل 218، الأعلمي 19/ 134.
(2) الاستيعاب ت 918.
(3) الجرح والتعديل 4/ 1343، البداية والنهاية 7/ 122، الأعلمي 19/ 134.
(4) أسد الغابة ت 1953.(3/34)
وقد تقدم سالم بن عمير بهذه القصّة، فيحتمل أن يكونا أخوين.
3121- سراقة بن كعب «1» :
بن عمرو بن عبد العزى بن غزيّة- وقيل: عروة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجار.
ذكره ابن إسحاق وأبو معشر وغيرهما فيمن شهد بدرا.
وقال ابن الكلبيّ: استشهد باليمامة، وأما أبو عمر فقال: عاش إلى خلافة معاوية.
3122- سراقة بن مالك بن جعشم «2» :
بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرّة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجيّ. وقد ينسب إلى جدّه. يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا.
روى البخاريّ قصته في إدراكه النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، ودعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حتى ساخت رجلا فرسه، ثم إنه طلب منه الخلاص، وألّا يدل عليه، ففعل، وكتب له أمانا، وأسلم يوم الفتح.
ورواها أيضا من طريق البراء بن عازب عن أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه، وفي قصة سراقة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول سراقة مخاطبا لأبي جهل:
أبا حكم واللَّه لو كنت شاهدا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأنّ محمّدا ... رسول ببرهان فمن ذا يقاومه؟ «3»
[الطويل]
وقال ابن عيينة عن إسرائيل أبي موسى، عن الحسن- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ «4» » قال: فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة فألبسه، وكان رجلا أزبّ كثير شعر السّاعدين، فقال له: ارفع يديك،
__________
(1) أسد الغابة ت 1954، الاستيعاب ت 920، الجرح والتعديل 4/ 1344، البداية والنهاية 8/ 31، الأعلمي 19/ 134.
(2) أسد الغابة ت 1955، الاستيعاب ت 921، الثقات 3/ 180، تجريد أسماء الصحابة 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 284، تهذيب التهذيب 3/ 456، تهذيب الكمال 1/ 466، الكاشف 1/ 349، الجرح والتعديل 4/ 1342، شذرات الذهب 1/ 35، الرياض المستطابة 117، الطبقات 34، الطبقات الكبرى 9/ 78، التحفة اللطيفة 120، علل الحديث للمديني 66، 67، بقي بن مخلد 130، العقد الثمين 4/ 523، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 630، الوافي بالوفيات 15/ 185، العبر 1/ 27، الأعلام 3/ 80، الأنساب 7/ 116، الأعلمي 19/ 134.
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (1955) والاستيعاب ت 921.
(4) أورده القاضي عياض في الشفا 1/ 674. والحسيني في اتحاف السادة المتقين 7/ 18.(3/35)
وقل: الحمد للَّه الّذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابيّ.
وروى ذلك عنه ابن أخيه عبد الرّحمن بن مالك بن جعشم، وروى عنه ابن عباس وجابر، وسعيد بن المسيّب، وطاوس.
قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان سنة أربع وعشرين. وقيل: بعد عثمان.
3123- سراقة بن مالك الأنصاريّ:
أخو كعب بن مالك.
ذكره الحاكم. وروي من طريق ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أخيه سراقة بن مالك- أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الضالّة ترد حوضه فهل له أجر؟ .... الحديث.
وفي إسناده ضعف، فإنّ فيه ابن لهيعة، ولم أر من ذكر سراقة هذا في الصّحابة إلا أنه سيأتي في ترجمة سهل بن مالك ذكر شيء رواه الطّحاوي من طريق عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن عمه، ولم يسمّه، فيحتمل أن يكون هو.
3124- سراقة بن مرداس السّلمي «1» :
أخو العباس- لم أر من ذكره في الصّحابة، لكن وجدت ما يدلّ على ذلك، قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان العبّاس بن مرداس يكنى أبا الهيثم، وفي ذلك يقول أخوه سراقة يرثيه:
أعين ألا أبكي أبا الهيثم ... وأذري الدّموع ولا تسأمي
[المتقارب] ووجه الدلالة من ذلك أن بقاءه إلى أن مات أخوه العباس، مع أن أباهما مات قبل الإسلام، يدلّ على إدراكه، وقد كان العبّاس يوم الفتح في ألف من بني سليم، فأخوه كان منهم لا محالة.
ومات العبّاس في خلافة عمر أو عثمان «2» ، فإن في ترجمته أنه نزل البصرة، وكان يقيم بالبادية، ويقال: إنه قدم دمشق وابتنى بها دارا.
3125- سراقة بن المعتمر «3» :
بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد اللَّه بن قرط بن
__________
(1) المحبر 456، المؤتلف والمختلف للآمدي 134، أنساب الأشراف 5/ 169، 234، العقد الفريد 2/ 170، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 71. 73، الأخبار الطوال 302، الوافي بالوفيات 15/ 132، اللباب 1/ 107، تاريخ الطبري 6/ 51، 92، 214، تاريخ الإسلام 2/ 407.
(2) في أ: قال.
(3) أسد الغابة ت 1956.(3/36)
رزاح بن عدي بن كعب القرشيّ العدويّ، من رهط عمر. زعم ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا ولم يتابع على ذلك إلا أن يكون أراد أنه شهدها مشركا ثم أسلم بعد ذلك، وهو والد عمرو بن سراقة، ثم وجدت عن أبي عبيد نظير ما نقلته عن ابن الكلبيّ، وهو لا يزال يتبعه. وكان سراقة في أول الإسلام شديدا على المسلمين، حتى
قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «أشدّ النّاس عذابا كلّ جبّار يعّار صخّاب في الأسواق مثل سراقة بن المعتمر» .
حكاه البلاذريّ، وسقط أنس من نسبه عند ابن الأثير، وأما ابن الأمين فانتهى به إلى أنس، وذكر أنه شهد بدرا. وسيأتي ما جاء في ذلك في ترجمة أبيه عمرو بن سراقة.
3126- سرحان:
مولى أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد الأزديّ. يأتي ذكره في ترجمة مولاه عبد الرّحمن في حديث أخرجه الدولابيّ في الكنى.
3127- سرع «1» :
بفتح أوله وسكون الراء. ذكره يحيى بن مندة عن عبد اللَّه بن إشكاب «2» أنه ذكره في الأفراد.
3128- سرقوحة:
غير منسوب. ولا تحرّر لي ضبط اسمه.
وحديثه في جامع ابن عيينة من روايته عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن عبيد بن عمير، قال: أتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم برجل يقال له سرقوحة ليقتل، فقال: «هل يصلّي؟» فقالوا: إذا رآه الناس، قال: «إنّي نهيت أن أقتل المصلّين» . «3»
3129- سرّق «4» :
بضم أوله وتشديد الراء بعدها قاف، وضبطه العسكري بتخفيف الراء، وزن غدّر وعمّر، وأنكر على أصحاب الحديث تشديد الراء ويقال اسم أبيه أسد.
صحابيّ نزل مصر، ويقال: كان اسمه الحباب، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو جهني، ويقال دئلي، ويقال أنصاريّ.
قال ابن يونس والأزدي: له صحبة، وشهد فتح مصر، واختط بها.
وروى ابن مندة من طريق عبد الصّمد بن عبد الوارث، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت 1958.
(2) في أ: إسكاب.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 26 وابن عبد البر 4/ 235، 10/ 152، وانظر المجمع 1/ 296، والسيوطي في الدر 1/ 298، والمتقي في الكنز (11063) .
(4) أسد الغابة ت 1959، الاستيعاب ت 1137، الثقات 3/ 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 285، تهذيب التهذيب 3/ 456، تهذيب الكمال 1/ 466، خلاصة تذهيب 1/ 438، الكاشف 1/ 349، الجرح والتعديل 4/ 1393، التلقيح 376، حسن المحاضرة 1/ 204، الوافي بالوفيات 15/ 191، الإكمال 4/ 295، بقي بن مخلد 492.(3/37)
ابن دينار، عن زيد بن أسلم، قال: رأيت شيخا بالإسكندرية يقال له سرّق، فقلت: ما هذا الاسم؟ فقال: سمّانيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه أبو موسى «1» أيضا، والحسن بن سفيان، من طريق مسلم بن خالد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرّحمن بن البيلماني، قال: كنت بمصر، فقال لي رجل: ألا أدلك على رجل من الصّحابة؟ قلت: نعم، فذكر الحديث مطوّلا. وفيه سبب تسميته بذلك [وسيأتي في العبادلة من الكنى أنّ عبد الرحمن القيني- بقاف مفتوحة ثم ياء مثناة تحتانية ثم نون- حدّث بقصة سرّق المذكور. ومات في خلافة عثمان] «2» . وروى له ابن ماجة حديثا من طريق رجل من أهل مصر عنه في اليمين والشاهد واللَّه أعلم بالصواب.
3130 ز- سرّق:
آخر. هو من الجنّ الذين آمنوا.
روى البيهقيّ في الدّلائل من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبي معمر الأنصاريّ. قال: بينما عمر بن عبد العزيز يسير بفلاة من الأرض قاصدا مكة إذا هو بحية ميتة، فقال عليّ بمحفار، فحفر له، ثم لفّه في خرقة فدفنه فإذا بهاتف يهتف: رحمة اللَّه عليك يا سرق، فأشهد لسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول:
«تموت يا سرّق بفلاة من الأرض فيدفنك خير أمّتي» .
فقال له عمر بن عبد العزيز: من أنت؟ قال: أنا رجل من الجنّ، وهذا سرّق، ولم يكن بقي ممن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غيري وغيره.
وروينا في خبر عباس التّرقفي «3» شبيه هذه القصّة.
وسيأتي في حرف الخاء المعجمة من النّساء إن شاء اللَّه تعالى.
3131- سريع بن الحكم السعديّ: «4»
من بني تميم.
قال ابن السّكن: يعدّ في البصريين.
وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» عن سهل بن وقاص بن سريع، حدّثني عمي سريع بن سريع، حدّثنا عمي كريز بن أبي وقّاص أن أباه وقّاص بن سريع حدّثه، أن أباه سريع بن الحكم حدثه، قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأدينا إليه صدقات أموالنا، فذكر الحديث بطوله.
__________
(1) في ج: ابن يونس.
(2) بدل ما بين القوسين في ج، وهذا اختلاف على زيد بن أسلم.
(3) في أ. الرفقي.
(4) أسد الغابة ت (1961) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211.(3/38)
قال ابن مندة: هذا حديث غريب تفرّد به سهل، وأخرجه الباوردي وابن السّكن من طريق سهل بن وقاص. وذكر الباوردي أنه دلّ خالد بن الوليد لما توجّه إلى اليمامة ليقتل مسيلمة. وله في ذلك آثار حسنة.
السين بعدها العين
ذكر من اسمه سعد- ساكن العين
3132- سعد بن الأخرم:
الطائيّ «1» .
روى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، وابن أبي عمر، وابن أبي شيبة، من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد الأخرم، عن أبيه أو عن عمه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعرفة وأخذت بزمام ناقته فدفعت عنه فقال: دعوه. فذكر الحديث في سؤاله عما يباعده من النار، قال: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا ... » الحديث.
وروى الحسن بن سفيان هذا الحديث من هذا الوجه وزاد فيه- شكّ الأعمش في أبيه أو عمه. وقال البغويّ: تفرد به يحيى بن عيسى عن الأعمش، كذا قال.
وقد تابعه عيسى بن يونس عن الأعمش في رواية عبد اللَّه بن أحمد.
قلت: ولسعد رواية عن ابن مسعود عند التّرمذي وغيره. وقد ذكره البخاريّ وأبو حاتم في التابعين. واسم عمه عبد اللَّه. قال أبو أحمد العسكريّ: وأما البخاريّ فقال: إنما هذا الحديث عن مغيرة بن عبد اللَّه اليشكريّ، وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن الأعمش، فقال فيه: عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكريّ عن أبيه. واللَّه أعلم بالصّواب.
3133- سعد بن إسحاق:
لا أعرف من هو، وإنما ذكره ابن حزم فيمن له في مسند بقي بن مخلد حديثان، واستدركه الذّهبي في «التجريد» ، وأظنه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، فإن يكن هو فحديثه عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل أو معضل. واللَّه أعلم.
3134- سعد بن أسعد «2» :
بن خالد الأنصاريّ والد سهل بن سعد. هو سعد بن مالك. يأتي.
__________
(1) أسد الغابة ت 1962، الاستيعاب ت 922 الثقات 3/ 150، 4/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، تقريب التهذيب 1/ 286، تهذيب التهذيب 3/ 465، تهذيب الكمال 1/ 469، تذهيب تهذيب الكمال، 1/ 367، الجرح والتعديل 4/ 347، الكاشف 1/ 350، الوافي بالوفيات 15/ 223، التاريخ الكبير 4/ 54، الميزان 2/ 119، لسان الميزان، 7/ 226، جامع التحصيل 219، تاريخ الثقات 178، 181، معرفة الثقات 559، 575، الأعلمي 19/ 148.
(2) أسد الغابة ت 1962.(3/39)
3135- سعد بن الأطول «1» :
بن عبد اللَّه بن خالد بن واهب بن غياث بن عبد اللَّه بن سعيد بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنيّ.
نسبه خليفة بن خياط، كنيته أبو مظفر.
له حديث في ابن ماجة سيأتي في ترجمة أخيه يسار بن الأطول.
وفي «تاريخ البخاريّ» و «معجم البغوي» التصريح بسماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
3136- سعد بن إياس «2» :
البدريّ الأنصاريّ.
روى أبو موسى من طريق الأحوص بن يوسف، عن السري بن يحيى، عن إسحاق بن إياس بن سعد بن أبي وقاص، حدثني جدي أبو أمي، حدثني سعد بن إياس الأنصاري البدري، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول للعباس: «يا عمّ، إذا كان غدا فلا ترم منزلك أنت وبنوك ... » الحديث.
إسناده ضعيف، وله عند ابن ماجة طريق أخرى.
3137- سعد بن بجير «3» :
بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس البجلي حليف الأنصار. هو سعد بن حبتة- بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة- وهي أمه وبها يشهر.
قال ابن سعد: هو جد أبي يوسف القاضي. وقال البغويّ: قال أبو يوسف عن أيوب بن النّعمان: شهدت جنازة سعد بن حبتة، فكبّر عليه زيد بن أرقم خمسا.
وروى ابن الكلبيّ، من حديث أبي قتادة، قال: خرجت في طلب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقيت مسعدة فضربته ضربة، وأدركه سعد بن حبتة فضربه فخرّ صريعا، وكان ذلك يوم أحد.
__________
(1) أسد الغابة ت 1966، الاستيعاب ت 923، الثقات 3/ 152، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، تقريب التهذيب 1/ 286، الكاشف 1/ 251، بقي بن مخلد 821، تهذيب التهذيب 3/ 466، تهذيب الكمال 1/ 469- تذهيب تهذيب الكمال 1/ 367، الجرح والتعديل 4/ 339، الطبقات 120، 188، التاريخ الصغير 1/ 141، التاريخ الكبير 4/ 45.
(2) أسد الغابة ت 1968، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، تاريخ من دفن بالعراق 203، غاية النهاية 1/ 303، الطبقات 219، 156، الطبقات الكبرى 6/ 104، التاريخ الصغير 1/ 229، طبقات الحفاظ 26، الوافي بالوفيات 15/ 251، التاريخ الكبير 4/ 47، الأعلام 3/ 84.
(3) أسد الغابة ت 1970.(3/40)
3138- سعد بن تميم السّكونيّ «1» :
قال يحيى بن معين، والبخاريّ، وأبو حاتم: له صحبة. وقال البغويّ: سكن دمشق.
وروى أبو زرعة الدّمشقيّ من طريق عثمان بن مسلم- أنه سمع بلال بن سعد، وكان سعد قد أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ويقال إنه مسح رأسه ودعا له.
قال أبو زرعة: هو سعد بن تميم. ويقال له القاريّ، وهو من السّكون، وكان يوم الجماعة بدمشق، وله بالشام عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلم حديثان حسنا المخرج.
وقال إبراهيم بن الجنيد: قيل لابن معين بلال بن سعد، هل لأبيه صحبة؟ قال: نعم.
وقال ابن عمّار: كان من الصّحابة. وقال الحاكم: لم يرو عنه غير أبيه. وروى ابن أبي خيثمة من طريق ابن أبي جميلة، كان سعد والد بلال يقوم بنا في شهر رمضان، فإذا كان آخر ليلة لم يحضر وقام في بيته.
ومن حديث بلال بن سعد عن أبيه ما رواه ابن جوصا من طريق عبد اللَّه بن العلاء بن زيد: سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه، قال: قلنا يا رسول اللَّه، ما للخليفة من بعدك؟
قال: «مثل الّذي لي ما عدل لي الحكم ... » الحديث.
وروى ابن أبي داود، من طريق ابن جابر، عن بلال بن سعد، أن أباه لما احتضر قال:
أي بني أين بنوك؟ قال بلال: فأمرت أهلي فألبسوهم قمصا بيضا، ثم أتيته بهم، فقال: اللَّهمّ إني أعوذ بك من الكفر ومن ضلال في العمل ومن السّب ومن الفقر إلى بني آدم.
ورواه ابن المبارك في الزّهد كذلك.
وأخرجه الطّبرانيّ من وجه آخر إلى ابن جابر فرفعه فقال فيه: عن بلال بن سعد عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «أين بنوك» ؟ قال «2» : هم أولاء. قال: «فائتني بهم» .
فذكره، وكأن رفعه وهم، واللَّه أعلم.
3139- سعد بن جنادة العوفيّ «3» :
والد عطية.
ذكر ابن السّكن والباورديّ في الصحابة. وروي ابن مندة من طريق يونس بن نفيع
__________
(1) أسد الغابة ت 1972، الاستيعاب ت 925، الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212، الجرح والتعديل 4/ 349، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، الوافي بالوفيات 15/ 230، 202، التاريخ الكبير 4/ 46، 9/ 39، المعرفة والتاريخ 1/ 279، دائرة معارف الأعلمي 19/ 150.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 55، والهيثمي في الزوائد 9/ 417، وقال رواه الطبراني وإسناده حسن.
(3) أسد الغابة ت 1974، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212، الطبقات الكبرى 6/ 304.(3/41)
الحولي «1» ، عن سعد بن جنادة، قال: كنت في أول من أتى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم من أهل الطّائف فأسلمت ... الحديث.
قال أبو نعيم: روى محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قاضي بغداد، عن أبيه عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية عن يونس عن سعد بن جنادة عشرة أحاديث.
3140- سعد بن جارية» :
بالجيم والتحتانية، وقيل بالمهملة والمثلثة- ابن لوذان ابن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاريّ السّاعديّ.
قال ابن إسحاق: قتل باليمامة، وجعله من بني سالم بن عوف.
3141- سعد بن حبتة «3» :
هو ابن بجير. تقدم.
3142- سعد بن أبي جندب:
بن زيد بن أبي سمير، مولى الحكم بن عمرو، قال الطبري: له صحبة.
3143- سعد بن الحارث «4» :
بن الصمّة الأنصاري، أخو جهيم. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة «5» .
وقال ابن شاهين: له صحبة، وشهد صفين مع علي «6» . وقال الطّبري: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد مع علي صفين، وقتل يومئذ.
3144- سعد بن حبّان «7» :
بن منقذ بن عمرو المازني. أمه هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.
قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان، وقتل يوم الحرّة.
3145- سعد بن حبتة «8» :
أخرج الطبراني من طريق الواحدي، عن أيوب بن النّعمان، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد درعين.
__________
(1) في ح: الجدلي.
(2) أسد الغابة ت 1977.
(3) الاستيعاب ت 928.
(4) الاستيعاب ت 926.
(5) سقط في ط.
(6) سقط في ط.
(7) أسد الغابة ت 1978.
(8) الاستيعاب ت 928، المشتبه 214، علوم الحديث لابن الصلاح 336، الإكمال 3/ 121، وهذه الترجمة سقط في ط.(3/42)
وذكر ابن حبّان ما يدلّ على أن اسم والد النعمان سعد بن حبتة، فإنه قال في ثقات التّابعين: النّعمان بن سعد ابن حبتة.
روى عن علي، وزيد بن أرقم. روى عنه ابنه. انتهى.
وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه النّعمان بن سعد. روى عنه ابنه، وللنعمان رواية أيضا عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك الأنصاريّ.
3146- سعد بن حمّاز «1» :
بن مالك الأنصاري، ثم البلويّ، حليف بني ساعدة.
اختلف في اسم أبيه فقيل: بكسر المهملة وتخفيف الميم باسم الحيوان. وقيل:
بتشديد الميم وآخره نون، وهذا قول الأمير. وبالأول جزم الطّبري. وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة: هو سعد بن حبّان- بالموحدة بدل الميم. واللَّه أعلم.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة، وقال ابن شاهين: شهد أحدا وما بعدها.
3147- سعد بن حرة «2» :
ذكره العسكري في الصّحابة،
فروى أبو موسى، من طريق علي بن سعيد العسكريّ، ثم من طريق سعيد بن أبي أيّوب، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن سعد بن حرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا توضّأ أحدكم ثمّ خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبّكنّ بين أصابعه فإنّه في صلاة» «3»
قلت: رجال هذا الإسناد ثقات، إلا أنني أظنّ فيه تصحيفا وسقطا. وقد أخرج المتن ابن ماجة والدّارميّ من طريقين «4» : عن المقبري عن سعد بن حرة وهكذا رواه طائفة عن ابن عجلان، لكن قال ابن جريج: عنه عن المقبري، عن بعض ولد كعب، عن كعب.
وقال اللّيث: عن ابن عجلان، عن المقبري، عن رجل عن كعب. أخرجه التّرمذي، ورواه ابن عيينة عن ابن قسيط وابن عجلان، عن المقبري عن رجل من آل كعب عن كعب.
ورواه القطّان، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال لكعب بن عجرة. وهكذا روي عن إسماعيل بن أميّة عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
__________
(1) أسد الغابة ت 1973، الاستيعاب ت 929.
(2) أسد الغابة ت 1979.
(3) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 227 كتاب الصلاة باب 68 ذكر الدليل على أن الشطر في هذا الموضع القبل لا النصف حديث رقم 441. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 230، والدارميّ في سننه 1/ 327، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 202.
(4) في أ: طريقه.(3/43)
وقال شريك: عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال ابن أبي ذئب وأبو معشر: عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جدّه كعب بن عجرة.
قال ابن خزيمة بعد أن أخرجه: خلط فيه ابن عجلان، قال: ورواه عنه خالد بن حيّان فجاء بطامة، قال: عن ابن عجلان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد، قال: وأما ابن أبي ذئب فجوّد إسناده.
وعندي أنّ الرّجل الّذي من بني سالم هو سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة.
قلت: فيغلب على ظني أنّ الصّواب في رواية العسكري عن سعد بن عجرة، ويكون سعد بن إسحاق قد نسب إلى جدّ أبيه ثم صحّف. فاللَّه أعلم.
3148
- سعد «1» بن حنظلة:
بن يسار. في ترجمة حنظلة «2» .
3149- سعد بن الحنظلية «3» :
هو ابن الربيع. يأتي.
3150- سعد بن خارجة «4» :
بن أبي زهير. أخو زيد. قتل يوم أحد هو وأبوه.
وروى ابن مندة من طريق داود بن أبي هند، عن حبيب بن سالم، عن النّعمان بن بشير، قال: كان شابّ من سراة شباب الأنصار وخيارهم ويقال له زيد بن خارجة، وكان أبوه أو أخوه سعد بن خارجة أصيبا يوم أحد، وأنه تكلّم بعد موته ... فذكر القصّة.
ورواها أبو نعيم مطوّلة، وفيها: إنه قال: يا عبد اللَّه بن خولة، هل أحسنت إلى خارجة وسعد، وكذا رويناها مطوّلة في الجزء الثاني من حديث محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم بإسناده عن إبراهيم بن مهاجر عن حبيب بن سالم، وفي الحادي عشر من أمالي المحاملي الأصبهانية «5» .
3151- سعد بن خليفة «6» :
بن الأشرف بن أبي حزيمة- بفتح المهملة وكسر الزاي- ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة السّاعدي الأنصاريّ.
ذكر ابن شاهين والطبري والعدويّ أنه شهد أحدا، وذكر العدويّ أنه استشهد بالقادسيّة.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ج.
(2) الجرح والتعديل 4/ 350، دائرة معارف الأعلمي 19/ 151.
(3) الاستيعاب ت 930.
(4) أسد الغابة ت 1980.
(5) سقط في ج.
(6) أسد الغابة ت 1981.(3/44)
3152- سعد بن خولة:
القرشيّ العامريّ «1» . من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ، وقيل من حلفائهم، وقيل من مواليهم.
قال ابن هشام: هو فارسي من اليمن حالف بني عامر.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريّين، وله ذكر في الصّحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص حيث مرض بمكّة فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «لكن البائس سعد بن خولة»
يرثي له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن مات بمكة.
وله في الصّحيحين ذكر في حديث سبيعة بنت الحارث أنها كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها في حجّة الوداع وهي حامل، فأتت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
3153- سعد بن خولى الكلبيّ «2» :
مولى حاطب بن أبي بلتعة.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن الكلبي: هو سعد بن خولى بن سبرة بن دريم «3» بن قيس بن مالك بن عميرة «4» بن عامر، قضاعي.
عداده في بني أسد بن عبد العزّى، لأن حاطبا كان من حلفائهم، ويقال إن أباه خولى بن القوسار «5» بن الحارث بن مالك بن عميرة، وكان من مذحج وقد فرض عمر لابنه عبد اللَّه في الأنصار.
وقال أبو عمر: لم يختلفوا أنه شهد بدرا مع مولاه، واستشهد بأحد. قال الكلبيّ والبلاذريّ: وزعم أبو معشر وحده أنه سعد بن خولة العامريّ، وغلط في ذلك، وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد مولى عتبة بن غزوان إن شاء اللَّه تعالى.
3154
- سعد بن خولي «6» - آخر:
فرّق ابن مندة بينه وبين سعد بن خولة الّذي مضى.
__________
(1) الثقات 3/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 359، شذرات الذهب 1/ 11، أصحاب بدر 125، الطبقات الكبرى 3/ 144، 8/ 278، الوافي بالوفيات 15/ 212، البداية والنهاية 3/ 319، علوم الحديث لابن الصلاح 342، المعرفة والتاريخ 1/ 369، تصحيفات المحدثين 1056، أسد الغابة ت 1983.
(2) الاستيعاب ت 932، الثقات 3/ 155، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 427، أصحاب بدر 97، عنوان النجابة 88، الطبقات الكبرى 3/ 115، 408، التحفة اللطيفة 127، الوافي بالوفيات 15/ 211، تصحيفات المحدثين 1056، دائرة معارف الأعلمي 19/ 151.
(3) في ج: درهم.
(4) في ج: مرة.
(5) في ج: من الفرسان.
(6) الاستيعاب ت 931.(3/45)
وقال أبو نعيم: هما واحد، فروى ابن عائذ في المغازي من حديث ابن عبّاس، قال:
وممن هاجر مع جعفر إلى الحبشة في الهجرة الثانية سعد بن خولى، وروى عبد الغني بن سعيد الثقفيّ، أحد الضّعفاء، في تفسيره عن ابن عباس أنه ممن نزل فيه: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ... [الأنعام: 52] الآية.
وقال ابن إسحاق في المغازي، في رواية إبراهيم بن سعد عنه: فيمن شهد بدرا:
سعد بن خولى من بني عامر بن لؤيّ حليف لهم من أهل اليمن.
قلت: فهذا يقوّي ما قاله أبو نعيم.
3155- سعد بن خيثمة «1» :
بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط- بالنون والمهملة- ابن كعب بن حارثة بن غنم بن السّلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسي. يكنى أبا خيثمة، وكان أحد النقباء بالعقبة.
ذكره ابن إسحاق وغيره، وساق بإسناده عن كعب بن مالك قال: لما كانت الليلة التي واعدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيها بمنى للبيعة اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، واتبعه العبّاس وحده، فقال: «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا» «2» فذكرهم، وفيه: وكان نقيب بني عمرو بن عوف- سعد بن خيثمة.
وروى البخاريّ في التاريخ من طريق رباح بن أبي معروف، سمعت المغيرة بن حكيم، سألت عبد اللَّه بن سعد بن خيثمة، هل شهدت بدرا؟ قال: نعم، والعقبة. ولقد كنت رديف أبي وكان نقيبا.
وقال ابن إسحاق في المغازي: نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم، وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكان يقال له بيت الغراب.
وقال ابن إسحاق: استشهد سعد بن خيثمة يوم بدر. وقال موسى بن عقبة، عن ابن
__________
(1) أسد الغابة ت 1986، الاستيعاب ت 934، الثقات 3/ 148، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 357، شذرات الذهب 1/ 9، أصحاب بدر 163، الاستبصار 56، 265، 293، الطبقات الكبرى 9/ 79، التحفة اللطيفة 27، صفة الصفوة 1/ 468، سير أعلام النبلاء 1/ 266، التاريخ الصغير 1/ 161، الوافي بالوفيات 15/ 216، التاريخ الكبير 4/ 49، الأعلام 3/ 84، البداية والنهاية 3/ 319، تنقيح المقال 4679، دائرة معارف الأعلمي 19/ 151، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 47.
(2) أخرجه الطبري في التفسير ح 4/ 490. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 452 عن عبد اللَّه بن أبي بكر.(3/46)
شهاب: استهم يوم بدر سعد بن خيثمة وابنه سعد، فخرج سهم سعد، فقال له أبوه: يا بني، آثرني اليوم. فقال سعد: يا أبت، لو كان غير الجنّة فعلت. فخرج سعد إلى بدر فقتل بها وقتل أبوه خيثمة يوم أحد.
وروى ابن المبارك بإسناد له إلى سليمان بن أبان نحو هذه القصّة.
واختلف في قاتله فقيل طعيمة بن عديّ. وقيل عمرو بن عبد ودّ.
وزعم أبو نعيم أن سعد بن خيثمة هذا هو أبو خيثمة الّذي تخلّف يوم تبوك ثم لحق، وساق [في ترجمته، من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه بن خيثمة، عن أبيه، عن جدّه، قال:
تخلّفت في غزوة تبوك، وساق] «1» القصّة. والحقّ أنه غيره، لإطباق أهل السير على أن صاحب هذه الترجمة استشهد ببدر.
وأورد ابن مندة وأبو نعيم في هذه الترجمة حديثا آخر من طريق إبراهيم أيضا، وهو وهم.
وقال أبو جعفر بن حبيب في قول حسان بن ثابت:
أروني سعودا كالسّعود الّتي سمت ... بمكّة من أولاد عمرو بن عامر
أقاموا عماد الدّين حتّى تمكّنت ... قواعده بالمرهفات البواتر «2»
قال: أراد بالسعود سبعة، وهم أربعة من الأوس وثلاثة من الخزرج، فمن الخزرج سعد بن عبادة، وسعد بن الرّبيع، وسعد بن عثمان أبو عبادة. ومن الأوس سعد بن معاذ، وسعد بن خيثمة، وسعد بن عبيد، وسعد بن زيد.
3156 ز- سعد بن خيثمة:
السلمي، أبو خيثمة، الّذي تخلّف بتبوك. تقدم ذكره في الّذي قبله.
وسيأتي في الكنى، وهو بكنيته أشهر. ويقال: اسمه مالك بن قيس، وهو خزرجيّ والّذي قبله أوسيّ.
__________
(1) سقط في أ، ج.
(2) أروني البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه وبعده:
أقاموا عمود الدّين حتى تمكّنت ... قواعده بالمرهفات البواتر
هم عقدوا للَّه ثمّ وفوا له ... بما ضاق عنه كلّ باد وحاضر
السعود من الخزرج ومن الأوس: سعد بن معاذ، وسعد بن زيد، وسعد بن الربيع، وسعد بن عثمان، وسعد بن عمرو أحد بني الحارث بن الخزرج عن العدوي.(3/47)
3157
- سعد بن أبي ذباب «1» الدّوسي:
قال ابن حبّان: له صحبة.
وروى أحمد وابن أبي شيبة من طريق بسر بن عبد اللَّه عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمت فاستعملني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على قومي، وجعل لهم ما أسلموا عليه من أموالهم ... الحديث- وفيه قصة له مع عمر في زكاة العسل. قال البغويّ:
لا أعلم له غيره.
3158- سعد بن ذؤيب «2» :
له ذكر في حديث أخرجه أبو داود والنّسائي وابن أبي شيبة والدارقطنيّ والحاكم من طريق السّدّي، عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم النّاس إلا أربعة أنفس: عكرمة بن أبي جهل، وعبد اللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، فأما ابن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة، استبق إليه سعد بن ذؤيب وعمار بن ياسر فكان سعد أشبّ الرّجلين فقتله ...
الحديث. ووقع في بعض الرّوايات وهو عند أبي شيبة والبيهقيّ سعيد بن حريث، بدل سعد بن ذؤيب، فاللَّه أعلم.
3159- سعد بن أبي رافع «3» :
ذكره ابن حبان في الصحابة،
وروى الطّبرانيّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: قال سعد بن أبي رافع: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: «إنّك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة ... » «4» الحديث.
تفرّد يونس بن الحجاج، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح بقوله: سعد بن أبي رافع.
ورواه الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن ابن عيينة، فقال: قال سعد، ولم ينسبه.
وكذا أخرجه أبو داود وابن مندة من رواية ابن عيينة. وروى ابن إسحاق، عن إسماعيل بن
__________
(1) أسد الغابة ت 1989، الاستيعاب ت 935، الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 360، الطبقات 115، الوافي بالوفيات 15/ 424، تصحيفات المحدثين 665، المشتبه 283، الإكمال 3/ 308، دائرة معارف الأعلمي 19/ 147، ذيل الكاشف 509.
(2) أسد الغابة ت 1990، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213.
(3) الثقات 3/ 149، تجريد أسماء الصحابة 1/ 513، تقريب التهذيب 1/ 287، تهذيب التهذيب 3/ 469، التحفة اللطيفة 128.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 400، كتاب الطب باب من تمره العجوة حديث رقم 3875، وابن سعد في الطبقات 3: 1: 104 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28199، 28468.(3/48)
محمد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، عن جدّه مثل هذا. فإما أن يكون يونس بن الحجّاج في قوله ابن أبي رافع أو تكون القصّة تعددت.
3160- سعد بن الربيع:
بن عمرو «1» بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ، أحد نقباء الأنصار. تقدّم ذكره في ترجمة سعد بن خيثمة.
وروى البخاريّ من حديث عبد الرّحمن بن عوف قال: لما قدمنا إلى المدينة آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد: إني أكثر الأنصار مالا، فأقاسمك نصف مالي ... الحديث.
وفي الصّحيحين من حديث أنس نحوه. وقال مالك في الموطأ، عن يحيى بن سعيد: لما كان يوم أحد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يأتيني بخبر سعد بن الرّبيع» ؟ فقال رجل: أنا يا رسول اللَّه، فجعل يطوف بين القتلى، فلقيه فقال: أقرئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم السلام، وأخبره أنني طعنت»
اثنتي عشرة طعنة، وأني أنفذت مقاتلي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند اللَّه إن قتل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وواحد منهم حيّ.
قال أبو عمر «في التمهيد» : لا أعرفه مسندا، وهو محفوظ «3» عند أهل السّير.
وقد ذكره ابن إسحاق عن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني.
قلت: وفي الصّحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه.
وحكى ابن الأثير أنّ الرّجل الّذي ذهب إليه هو أبيّ بن كعب.
وروى الطّبراني من طريق خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصّديق، فألقى لها ثوبه حتى جلست عليه، فدخل عمر فسأله فقال: هذه ابنة من هو خير مني ومنك، قال: ومن هو يا خليفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: رجل قبض على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تبوّأ مقعده من الجنّة وبقيت أنا وأنت.
__________
(1) أسد الغابة ت 1993، الثقات 3/ 147، تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الجرح والتعديل 4، ترجمة 361، التلقيح 132، أصحاب بدر 174، عنوان النجابة 89، الاستبصار 56، 114، الطبقات الكبرى 9/ 79، التحفة اللطيفة 128، صفة الصفوة 1/ 480، سير أعلام النبلاء 1/ 318، الوافي بالوفيات 15/ 217، العبر 1/ 360، الأعلام 3/ 85، البداية والنهاية 3/ 319.
(2) في ج: أن بي اثنتي عشرة طعنة.
(3) في ج: المحفوظ.(3/49)
وروى إسماعيل القاضي «في أحكام القرآن» ، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن حزم، أنّ عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الرّبيع، فقتل عنها بأحد، وكان له منها ابنة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تطلب ميراث ابنتها «1» ففيها نزلت: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ ... [النساء الآية:
127] .
اتفقوا على أنه استشهد بأحد. وذكر مقاتل في تفسيره أنه نزل فيه: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ... [النساء الآية: 34] ، ووصفه بأنه من نقباء الأنصار، وكذلك ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره، لكنه سمّاه أسعد، وذكره في حرف الألف، وهو تحريف.
3161- سعد بن الربيع بن عمرو «2» :
بن عدي الأنصاري، أبو الحارث، ويعرف بسعد بن الحنظلية، وهو أخو سهل بن الحنظلية، والحنظلية أمهما، وقيل: جدّتهما. وقال أبو عمر بن عبد البرّ: قيل: إن اسم أبيهما عقيب.
قلت: هو قول ابن سعد. وقال أبو حاتم: استشهد بأحد، وفيه نظر، ولعله أراد الّذي قبله، وأما هذا فذكر ابن سعد أنه شهد الخندق.
3162 ز- سعد بن زرارة الأنصاريّ. «3» :
هو أخو أسعد، تقدم نسبه في ترجمة أخيه.
ذكره أبو حاتم في الصّحابة والباوردي وابن شاهين، وروينا في الثالث من حديث أبي روق الهمدانيّ من طريق يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن سعد بن زرارة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يدعو: «اللَّهمّ انصرني على من بغى عليّ ... » «4» :
الحديث.
وروى الطّبراني في ترجمة يونس بن راشد في مسند الشّاميين من حديث ابن عبّاس، قال: لما نزلت: وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ... [البقرة الآية: 284]- أتى أبو بكر
__________
(1) في ج: أبيها.
(2) طبقات ابن سعد 3/ 2/ 77، تاريخ خليفة 71، الجرح والتعديل 4/ 82، 83، الاستبصار 114، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 210- 211- العبر 1/ 360، مجمع الزوائد 9/ 310، كنز العمال 13/ 420، أسد الغابة ت 1994، الاستيعاب ت 936.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الجرح والتعديل 14 ترجمة 364، الاستبصار 59، الطبقات الكبرى 3/ 118، تراجم الأخبار 2/ 142. دائرة معارف الأعلمي 19/ 152. أسد الغابة ت 1996، الاستيعاب ت 937.
(4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3774 وعزاه للباوردي عن سعد بن زرارة.(3/50)
وعمر ومعاذ بن جبل وسعد بن زرارة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: ما نزلت علينا آية أشدّ من هذه ... الحديث.
وروى ابن مندة في ترجمته من طريق أبي الرّجال محمد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة أن أباه حدثه عن جدّه سعد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال يوما وهو يحدث عن ربّه: «ما أحبّ اللَّه من عبده ذكر شيء من النّعم ما أحبّ أن أذكره ما هداه له من الإيمان ... » الحديث.
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، لكن وقع عنده من وجه آخر عن جده أسعد، وأسعد وسعد معا جدّان لمحمد، أحدهما لأبيه والآخر لأمه، وهذا الحديث من حديث أسعد، ولذلك نسب أبو نعيم الوهم فيه لابن مندة، لكن قد ذكره غيره في الصّحابة.
قال ابن عبد البر: فيه نظر، وأخشى ألّا يكون أدركه الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره، وقد ذكر الواقديّ والعدويّ أنه كان ينسب إلى النفاق، ولعله تاب. واللَّه أعلم.
3163- سعد بن زيد بن سعد الأشهليّ. «1»
قال أبو حاتم: له صحبة، وروى البخاريّ «في التاريخ» والحاكم وابن مندة من طريق إبراهيم بن جعفر، من ولد محمد بن مسلمة، عن سليمان بن محمد بن محمود بن مسلمة عن سعد بن زيد بن سعد «2» الأشهلي أنه أهدى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سيفا ... الحديث.
قال البغويّ: لا أعلم له غيره. وأخرجه ابن مندة والطبراني في الأوسط من وجه آخر، فجاء فيه سعيد. بزيادة ياء. والأول أرجح.
3164 ز- سعد بن زيد بن «3» :
الفاكه. تقدم في أسعد.
3165- سعد بن زيد «4» :
بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهلي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا.
__________
(1) أسد الغابة ت 1997، الاستيعاب ت 940.
(2) سقط في ط.
(3) أسد الغابة ت 1999.
(4) الثقات، 3/ 149، تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الأعلمي 19/ 152، أصحاب بدر 139، الاستبصار 226، الطبقات الكبرى 2/ 81، 146، 613، الوافي بالوفيات 15/ 206، التحفة اللطيفة 128، البداية والنهاية 3/ 319، 4/ 375، التاريخ الكبير 4/ 48، المعرفة والتاريخ 1/ 282، الجرح والتعديل 4/ 362، أسد الغابة ت (2000) .(3/51)
وقال الواقديّ: شهد العقبة، وزعم أبو عمرو العسكريّ وأبو نعيم أنه راوي الحديث المتقدم قبل ترجمة، وهو وهم، فإنّ اسم ذاك سعد، وليس في نسب هذا من اسمه سعد، وله ذكر في السّيرة، وأنه الّذي هدم المنار الّذي كان بالمشلّل، وأنه الّذي بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بسبايا من بني قريظة، فاشترى بها من نجد خيلا وسلاحا.
وفي ديوان حسّان بن ثابت: لما أغار عيينة بن حصن على سرح المدينة قال حسان في ذلك:
هل سرّ أولاد اللّقيطة أنّنا ... سلم غداة فوارس المقداد؟ «1»
[الكامل] قال: فعاتبه سعد بن زيد الأشهليّ، لأنه كان الرئيس يومئذ، كيف نسب الفوارس للمقداد ولم ينسبها إلي، فاعتذر إليه بالقافية، وأراد باللقيطة أم حصن بن حذيفة.
3166
- سعد بن زيد «2» الأنصاريّ:
فرّق البغوي بينه وبين الّذي قبله،
وأخرج من طريق يزيد بن أبي زياد، عن يزيد بن أبي الحسن، عن سعد بن زيد الأنصاري، أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حمل حسنا، ثم قال: اللَّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه» - مرتين.
قال البغويّ: اختلف فيه على يزيد بن أبي زياد.
3167 ز- سعد بن زيد الطّائيّ، «3» :
أو الأنصاري- في ترجمة زيد بن كعب.
3168- سعد بن سعد السّاعدي، «4» :
أخو سهل بن سعد.
روى الطّبرانيّ من طريق عبد المهيمن بن العبّاس بن سهل، عن أبيه، عن جدّه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ضرب لسعد بن سعد يوم بدر بسهم.
والمشهور أن ذلك إنما وقع لسعد والد سهل كما سيأتي في ترجمته. وقد قيل: إنه سعد بن سعد، فإن يكن كذلك سقطت هذه الترجمة، لكن المعروف أنه سعد بن مالك كما سيأتي.
__________
(1) ينظر البيت في ديوان حسان بن ثابت. وروي في سيرة ابن هشام 3/ 298: وأسر أولاد اللقيطة.
(2) أسد الغابة ت 2001، الاستيعاب ت 941.
(3) أسد الغابة ت 1998، الاستيعاب ت 938، تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 363، الاستبصار 358، التحفة اللطيفة 2/ 128، البداية والنهاية 3/ 319، الوافي بالوفيات 15/ 163، الثقات 4/ 294، الطبقات الكبرى 2/ 81، التاريخ الكبير 9/ 39.
(4) أسد الغابة ت 2003.(3/52)
3169- سعد بن أبي سعد «1» :
بن سعد الأنصاري، حليف بني نوفل. قال الطّبري وغيره: شهد أحدا، واستدركه أبو موسى.
3170 ز- سعد بن سعيد:
زوج الجهنيّة. يأتي ذكره في باب هند من النساء إن شاء اللَّه تعالى.
3171- سعد بن سفيان:
بن مالك بن حبيب بن مالك بن خفاف السلميّ.
قال الرّشاطي: ذكر في الشّجرة البغداديّة في النّسب أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
3172- سعد بن سلامة «2» :
بن وقش الأشهليّ. قال ابن الكلبي: استشهد يوم الجسر مع أبي عبيد وقد قيل: هو اسم أبي نائلة. وقد فرق بينهما ابن الكلبيّ. والصواب أن اسم أبي نائلة: ملكان، ويأتي في الكنى.
3173- سعد بن سويد بن قيس، «3» :
أو عبيد، بن الأبحر بن خدرة بن عوف بن الحارث بن خزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وذكره ابن شهاب فيمن استشهد بأحد وكذا ذكر ابن الكلبي «4» : وهو الّذي سمى جده عبيدا.
3174- سعد بن سهل «5» :
بن مالك بن كعب «6» : بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وسمى أبو الأسود عن عروة أباه سهيلا- بالتصغير- فجعله ابن مندة بهذا السبب ترجمتين، وقال أبو معشر والواقديّ: سعيد بن سهيل فجعله أبو موسى ثالثا. وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه سعيد- بالتصغير- فجعله ابن عبد البر آخر، وزعم أن ابن إسحاق أغفله، وليس كذلك.
3175- سعد بن ضميرة «7» :
بن سعد «8» بن سفيان بن مالك بن حبيب بن زعب بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2004.
(2) أسد الغابة ت 2005، الاستيعاب ت 943.
(3) أسد الغابة ت 2006، الاستيعاب ت 945، الجرح والتعديل 4/ 369، تنقيح المقال 4693، دائرة معارف الأعلمي 19/ 153.
(4) سقط في ط.
(5) في ج: سهيل.
(6) أسد الغابة ت 2008، الاستيعاب ت 943.
(7) أسد الغابة ت 2009، الاستيعاب ت 947، الثقات 3/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 287، تهذيب التهذيب 7/ 472، تهذيب الكمال 1/ 418، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 369، الكاشف 1/ 352، تعجيل المنفعة 649، دائرة الأعلمي 19/ 153، الجرح والتعديل 4/ 426، التاريخ الكبير 4/ 50.
(8) في أ: سعيد.(3/53)
مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السّلمي- وقيل: الأسلميّ، وقيل فيه الضّمري، حجازي شهد حنينا، ساق نسبه ابن قانع.
له عند أبي داود حديث في قصّة محلّم بن جثّامة بإسناد حسن. وسيأتي ذكره في ترجمة مكيتل إن شاء اللَّه تعالى.
3176- سعد بن طريف. «1» :
ذكره الخطيب «في المتفق» ، وقال: يقال: إن له صحبة، وفي السند عدة من مجهولين، ثم
روي من طريق سهل بن عبيد الواسطي، عن يوسف بن زياد، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن سعد بن طريف، قال: بينا أنا أمشي مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طس إذ أتت يد الحمار على وهدة فزلق فصرعت المرأة، فصرف النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بصره، فقلت: يا رسول اللَّه، إنها متسرولة. «2» : فقال: «يرحم اللَّه المتسرولات» .
قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه. وفي إسناده غير واحد من المجهولين. وقال ابن الجوزيّ: يحتمل أن يكون هو سعد بن طريف الإسكاف، فسقط شيخه وشيخ شيخه. كذا قال.
3177- سعد بن عامر بن مالك الأنصاريّ:
شهد هو وأخوه حمزة أحدا، قاله ابن سعد والعدويّ والطبريّ.
3178- سعد بن عائذ المؤذّن «3» :
مولى عمّار بن ياسر. وقيل مولى الأنصار. ويقال اسم أبيه عبد الرّحمن، كان يتّجر في القرظ فقيل له سعد القرظ. وروى البغويّ، عن القاسم بن محمد بن عمر بن حفص بن عمر بن سعد القرظ، عن آبائه أن سعيدا اشتكى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قلة ذات يده، فأمره بالتجارة فخرج إلى السوق، فاشترى شيئا من قرظ فباعه فربح فيه، فذكر ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأمره بلزوم ذلك. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأذّن في حياته بمسجد قباء. روى عنه ابناه عمار وعمر، نقله أبو بكر من قباء إلى المسجد النبويّ، فأذّن فيه بعد بلال، وتوارث عنه بنوه الأذان.
__________
(1) في أ: ظريف.
(2) في أ: مسروله.
(3) أسد الغابة ت 2011، الاستيعاب ت 948، الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 287، تهذيب التهذيب 3/ 474، تهذيب الكمال 1/ 471، خلاصة تذهيب 1/ 369، الكاشف 1/ 352، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 384، التحفة اللطيفة 130، التاريخ الصغير 1/ 44، 67، الوافي بالوفيات 15/ 215، الأعلمي 19/ 153، تبصير المنتبه 3/ 1126، التاريخ الكبير 4/ 46، المعرفة والتاريخ 1/ 280، 281.(3/54)
قال خليفة: أذّن سعد لأبي بكر ولعمر بعده. وروى يونس عن الزهري أنّ الّذي نقله عن قباء عمر. قال أبو أحمد العسكري: عاش القرظ إلى أيام الحجاج
3179- سعد بن عباد:
ذكره ابن حزم أنّ له في مسند بقيّ حديثا واحدا، واستدركه الذّهبي «في التجريد» ، ولم أقف على إسناده.
وفي «تاريخ البخاري» سعد بن عباد الزرقيّ، روى عن عمر. روى عنه ابنه عمر «1» ، فيحتمل أن يكون هذا.
3180- سعد بن عبادة بن دليم «2» :
بن حارثة بن حرام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ، سيّد الخزرج. يكنى أبا ثابت، وأبا قيس. وأمه عمرة بنت مسعود لها صحبة، وماتت في زمن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سنة خمس.
وشهد سعد العقبة، وكان أحد النّقباء، واختلف في شهوده بدرا، فأثبته البخاريّ، وقال ابن سعد: كان يتهيأ للخروج فنهس فأقام،
وقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «لقد كان حريصا عليها» .
قال ابن سعد: وكان يكتب بالعربيّة، ويحسن العوم والرّمي، فكان يقال له الكامل، وكان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وولده، وكان لهم أطم ينادى عليه كل يوم: من أحبّ الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة، وكانت جفنة سعد تدور مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في بيوت أزواجه.
وقال مقسم، عن ابن عباس: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في المواطن كلها رايتان، مع علي راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار.
وروى له أحمد، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد: زارنا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في منزلنا، فقال: «السّلام عليكم ورحمة اللَّه ... » الحديث.
وفيه: ثم رفع يده فقال: «اللَّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة» .
__________
(1) في أ: عمرو.
(2) طبقات ابن سعد 3/ 2/ 142، طبقات خليفة 97، تاريخ خليفة 117، 135، التاريخ الكبير 4/ 44، التاريخ الصغير 1/ 39، المعارف 259، الجرح والتعديل 4/ 88، مشاهير علماء الأمصار ت 201، الاستبصار 93، 97، ابن عساكر 7/ 56، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 212- 213، تهذيب الكمال 474، دول الإسلام 1/ 15، تاريخ الإسلام 1/ 379، العبر 1/ 19، تهذيب التهذيب 3/ 475، خلاصة تذهيب الكمال 134، شذرات الذهب 1/ 28، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 86- 93. أسد الغابة ت 2012، الاستيعاب ت 949.(3/55)
وروى أبو يعلى، من حديث جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «جزى اللَّه عنّا الأنصار خيرا لا سيّما عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة» .
وروى ابن أبي الدّنيا من طريق ابن سيرين، قال: كان أهل الصفّة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد، والرجل بالاثنين، والرجل بالجماعة، فأما سعد فكان ينطلق بثمانين.
وروى الدّارقطنيّ كتاب الأسخياء، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان منادى سعد ينادي على أطمه: من كان يريد شحما ولحما فليأت سعدا. وكان سعد يقول:
اللَّهمّ هب لي مجدا، لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللَّهمّ إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
وعن محمد بن سيرين: كان سعد بن عبادة يعشّي كل ليلة ثمانين من أهل الصّفة.
وقصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة، وخرج إلى الشّام فمات بحوران «1» : سنة خمس عشرة، وقيل سنة ست عشرة.
وروى عنه بنوه: قيس، وسعيد، وإسحاق، وحفيده شرحبيل بن سعيد. وروى عنه من الصّحابة أيضا ابن عبّاس وأبو أمامة بن سهل، وأرسل عنه الحسن وعيسى بن فائد.
وروى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اللَّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة» .
أخرجه في أثناء حديث. وقيل: إن قبره بالمنيحة- قرية بدمشق بالغوطة.
وعن سعيد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى، وهي أول مدينة فتحت من الشّام.
3181- سعد بن عبد اللَّه «2» :
روى ابن مردويه في التفسير، من طريق يعلى بن الأشدق: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سئل عن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... «3» : [الحجرات الآية: 4] . قال: هم الجفاة من بني تميم، لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجّال لدعوت اللَّه أن يهلكهم «4» .
قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
__________
(1) حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار وما زالت منازل العرب. انظر معجم البلدان 2/ 364.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 216، الاستبصار 195، تقريب التهذيب 1/ 288، المحن 167، الوافي بالوفيات 15/ 234، أسد الغابة ت 2013.
(3) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 87.
(4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 87.(3/56)
قلت: ويعلى متروك الحديث.
3182- سعد بن عبد قيس. «1»
في سعيد.
3183- سعد بن عبيد بن النعمان» :
بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وقال ابن نمير في تاريخه: مات سعد بن عبيد القاري بالقادسيّة شهيدا سنة ست عشرة، وهو أبو زيد الّذي جمع القرآن.
وروى الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، عن عتبة بن عويم بن ساعدة أنّ سعد بن عبيد- وساق نسبه- كان يؤمّ في مسجد قباء في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر، وتوفّي في زمنه، فأمر عمر مجمّع بن جارية أن يصلي بهم.
وروى البخاريّ في تاريخه من طريق قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال:
شهد سعد بن عبيد القادسيّة، فقام خطيبا، فقال: إنا مستشهدون غدا فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها ... الحديث.
وروى ابن جرير، من طريق قيس بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: قال عمر لسعد بن عبيد- وكان انهزم يوم أصيب أبو عبيد، وكان يسمى القارئ، ولم يكن أحد يسمى القارئ غيره- فذكر قصّته.
قلت: اختلف في أبي زيد الّذي جمع القرآن في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقيل: هذا اسمه، وقيل: بل اسمه سعيد. وقيل: غير ذلك.
3184- سعد بن عثمان بن خلدة «3» :
بن مخلّد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزرقيّ،
__________
(1) أسد الغابة ت 2016.
(2) الثقات 3/ 147، تجريد أسماء الصحابة 1/ 216، الجرح والتعديل 4/ 86، تاريخ من دفن بالعراق 206، أصحاب بدر 152، الاستبصار 71، الطبقات الكبرى 4/ 372، 374، التحفة اللطيفة 133، التاريخ الصغير 1/ 51، الوافي بالوفيات 15/ 521، التاريخ الكبير 4/ 60، 47 العبر 1/ 20، الأعلام 3/ 86، البداية والنهاية 3/ 319، الطبقات الكبرى 3/ 458، 7/ 402، 2/ 355، أسد الغابة ت 2017، الاستيعاب ت 951.
(3) أسد الغابة ت 219، الاستيعاب ت 952، الثقات 3/ 151، المحن 168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 216، الجرح والتعديل 4/ 387، أصحاب بدر 207، الاستبصار 170، الطبقات الكبرى 3/ 592، 5/ 278، التحفة اللطيفة 134، الوافي بالوفيات 15/ 205، البداية والنهاية 3/ 319، تبصير المنتبه 4/ 1269.(3/57)
أبو عبادة. ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين.
روى الزّبير بن بكار في «أخبار المدينة» من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أتى بئر إهاب بالحرة، وهي يومئذ لسعد بن عثمان قد ترك عليها ابنه عبادة يسقي، فلم يعرفه عبادة، ثم جاء سعد فوصفه له، فقال: ذلك رسول اللَّه الحق به، فلحقه فمسح رأسه ودعا له.
يقال: مات وهو ابن ثمانين سنة وما شاب.
3185 ز- سعد بن عديّ:
حليف بني عبد الأشهل.
ذكره الأمويّ فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون.
3186 ز- سعد بن عقيب. «1»
مر في ترجمة سعد بن الربيع.
3187 ز- سعد بن عمارة الثعلبي. «2»
قال عمر بن شبة: حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: جاء رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له: سعد بن عمارة، فقال: يا رسول اللَّه، ما تكلمت بكلمة قط إلا مخطومة مزمومة.
وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل سعد بن عمارة فيمن استعمل من كماة الصّحابة على غطفان.
وروى الطّبرانيّ، من طريق ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم وغيره، [عن سعد بن عمارة، أحد بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة- أنّ رجلا قال له: عظني. قال:
إذا قمت إلى الصّلاة فصلّ صلاة مودّع، وانظر إلى ما تعتذر عنه من القول والفعل فاجتنبه.
وأخرجه البخاريّ في تاريخه من طريقين إلى ابن إسحاق، في أحدهما أنه سعد، وفي الآخر أنه سعيد، ورجّح أنه سعد. وكذا أخرجه أحمد في كتاب الإيمان، والطّبراني.
ورجاله ثقات.
وأخرجه أبو نعيم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري، عن أبيه، عن جده، فذكره مرفوعا، لكنه أفرده بترجمة، فقال: [سعد أبو محمد، وذكر هذا الحديث.
والّذي يظهر أنه هو] «3» .
3188- سعد بن عمارة «4» :
وقيل: عمارة بن سعد هو اسم أبي سعيد الزرقيّ. ويأتي في الكنى.
__________
(1) أسد الغابة ت 2021.
(2) أسد الغابة ت 2024.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 2023، الاستيعاب ت 953.(3/58)
3189-[سعد بن عمارة: «1» :
أحد بني سعد بن بكر وكانت له صحبة، أن رجلا قال له: علمني، فقال: إذا قمت إلى الصلاة فصلّ صلاة مودع، وانظر إلى ما يصدر عنه من القول والفعل فاجتنبه، وأخرجه البخاري في «تاريخه» من طريقين إلى ابن إسحاق أحدهما:
أنه سعد، وفي الأخرى سعيد، ورجح أنه سعد وكذا أخرجه أحمد في كتاب «الإيمان» ، والطبراني في «الكبير» ورجاله موثوقون وأخرجه أبو نعيم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده وذكره مرفوعا لكنه أفرده بترجمة فقال سعد أبو محمد وذكر هذا الحديث والّذي يظهر لي أنه هو] .
3190- سعد بن عمارة «2» :
بن خنساء بن مبذول الأنصاريّ. تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمزة.
3191- سعد بن عمرو «3» :
بن ثقف «4» : بن مالك بن مبذول بن النّجار الأنصاري.
ذكروه فيمن شهد أحدا، واستشهد هو وابنه الطفيل وابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف ببئر معونة.
3192 ز- سعد بن عمرو بن حرام:
تقدم ذكره ونسبه في ترجمة أخيه الحارث، وليس أبوهما جدّ جابر بن عبد اللَّه، بل توافقا والنسب مختلف [وذكر أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام أن خالد بن الوليد استخلفه بالأنبار لما رحل من العراق إلى الشام. ويأتي له ذكر في ترجمة سويد بن قطبة في القسم الثالث] «5» .
3193- سعد بن عمرو «6» :
بن عبيد بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري.
ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، واستشهد باليمامة، واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون، وتبعهما ابن الكلبي كما سبق «7» .
3194- سعد بن عمرو الأنصاريّ «8» :
أخو الحارث بن عمرو. كانا ممن شهد صفّين من الصّحابة. قاله أبو عمر.
ونقله ابن الكلبيّ كما تقدم في ترجمة الحارث بن عمرو.
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت 2022.
(3) الاستيعاب ت 955.
(4) في أ: ثقيف.
(5) سقط في ح.
(6) أسد الغابة ت 2028.
(7) في ج: كما تقدم في ابن عمه الحارث بن عمرو.
(8) أسد الغابة ت 2025، الاستيعاب ت 954.(3/59)
قلت: لعله الّذي قبله، فقد جزم ابن فتحون بأنهما واحد.
3195 ز- سعد بن عمرو:
أبو صفية الثّقفي. ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصّحابة.
3196- سعد بن عمير «1» :
قال ابن مندة: حديثه عند عمرو بن قيس عن محمد بن جحادة، عن أبيه، عنه. وقيل فيه: عمير بن سعد.
3197- سعد بن الفاكه «2» :
بن زيد الأنصاريّ. ويقال سعيد بن زيد بن الفاكه. ويقال في أبيه يزيد.
قال أبو نعيم: ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
قلت: وقد تقدّم في الألف أسعد بن الفاكه، فإن لم يكن هذا أخاه وإلا فهذا تصحيف. والّذي في المغازي لابن إسحاق ما نصّه: وشهدها من بني عامر بن زريق سعد ابن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر، فهذا هو المعتمد.
3198- سعد بن قرحاء «3» :
قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيوب أن سعد بن قرحاء رجل من الصّحابة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها وقد مضى مثل هذا في جبلة من حرف الجيم.
3199- سعد بن قيس العنزي. «4» :
وقيل العنسيّ.
روى ابن مندة من طريق ضمرة بن مروان بن عبد اللَّه بن حكيم بن عبد اللَّه بن سعد بن قيس، حدثني أبي عن جدّي عن أبيه عبد اللَّه عن أبيه سعد بن قيس أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «ما اسمك؟» قال: سعد الخيل. قال: «بل أنت سعد الخير» «5» .
ومن طريق يحيى بن سعد الأنصاريّ، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث سعد بن مالك وسعد الخير إلى مكّة.
وروى ابن قانع وابن مندة، من طريق الحسن بن فرقد، عن الحسن، عن سعد بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «قال اللَّه يا ابن آدم صلّ أربع ركعات أوّل النّهار أكفك آخره» «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2029.
(2) في أ، ج: ابن عمارة.
(3) أسد الغابة ت 2031.
(4) أسد الغابة ت 2033، الاستيعاب ت 957، المعرفة والتاريخ 2/ 47، دائرة الأعلمي 19/ 157.
(5) أسد الغابة ت 2034.
(6) أخرجه التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1313.(3/60)
وغاير ابن مندة بين صاحب الإسناد الأول وبين الّذي روى عنه الحسن مع قوله في الأول: روى عنه ابنه عبد اللَّه والحسن.
3200 ز- سعد بن مالك بن الأقيصر:
بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي، أبو الكنود.
قال ابن يونس: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض، وشهد فتح مصر، وله بها عقب.
روى عنه ابنه [القاسم بن أبي الكنود] «1» ، رواه سعيد بن عفير، عن عمرو بن زهير بن أسمر بن أبي الكنود أن أبا الكنود [وفد] ، فذكره.
3201- سعد بن مالك العذريّ «2» :
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: قدم على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد بني عذرة.
وروى الواقديّ من طريق أبي عمرو بن حريث العبدري «3» ، قال: وجدت في كتاب آبائي، قالوا: قدم وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في صفر سنة تسع- اثنا عشر رجلا منهم جمرة بن النعمان وسعد وسليم ابنا مالك.
3202- سعد بن مالك «4» :
بن أهيب ويقال له ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2037، الاستيعاب ت 960، تجريد أسماء الصحابة 1/ 218، تقريب التهذيب 1/ 290، تهذيب التهذيب 3/ 483، تهذيب الكمال 1/ 371، الكاشف 1/ 354، الرياض المستطابة 91، التلقيح 118، 364، الرياض النضرة 1/ 390، الطبقات 15/ 126، غاية النهاية 1/ 304، الاستبصار 194، 242، المحن 50، 55، 100، 123، 144، 254، 286، 287، المصباح المضيء 2/ 46، الطبقات الكبرى 9/ 80، حلية الأولياء 1/ 368، أصحاب بدر 65، عنوان النجابة 87، النجوم الزاهرة 1/ 20، التحفة اللطيفة 139، صفة الصفوة، تاريخ جرجان 82، 322، 335، 375، 467، 540، التاريخ الكبير 4/ 43، نكت الهميان 155، طبقات علماء إفريقيا 10، 11، 19 حسن المحاضرة 1/ 205، المؤنس 20، العبر 1/ 60119، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 632، طبقات الحفاظ 5، علماء إفريقيا وتونس 61، 63، 83، الوافي بالوفيات 15/ 199، تاريخ بغداد 1/ 144، تذكرة الحفاظ 1/ 22، الأعلام 3/ 87، روضات الجنان 3/ 180، 189، البداية والنهاية 3/ 319، 8/ 702- التعديل والتجريح 1301.
(3) في أالعدوي.
(4) طبقات خليفة ت 601، العبر 291، 429، المعارف 268، مشاهير علماء الأمصار ت 26، جمهرة أنساب العرب 362، معجم الطبراني الكبير 6/ 40، تاريخ بغداد 180، طبقات الشيرازي 51، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 158، تاريخ ابن عساكر 7/ 90، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 237، تهذيب الكمال 476، تاريخ الإسلام 3/ 220، تذكرة الحفاظ 1/ 41، العبر 1/ 84، تذهيب التهذيب 2/ 10، الوافي بالوفيات 15/ 148، مرآة الجنان 1/ 155، البداية والنهاية 9/ 3، تهذيب التهذيب 3/ 479، النجوم الزاهرة 1/ 192، شذرات الذهب 1/ 81، تهذيب ابن عساكر 6/ 110.(3/61)
كلاب القرشيّ الزهريّ، أبو إسحاق، بن أبي وقاص: أحد العشرة وآخرهم موتا، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كثيرا. روى عنه بنوه: إبراهيم، وعامر، ومصعب، وعمر، ومحمد، وعائشة، ومن الصحابة: عائشة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة، والأحنف، وآخرون.
وكان أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، وهو أحد الستة أهل الشورى.
وقال عمر: إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستعن به الوالي، وكان رأس من فتح العراق، وولى الكوفة لعمر وهو الّذي بناها، ثم عزل ووليها لعثمان.
وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك.
مات سنة إحدى وخمسين. وقيل ست. وقيل سبع. وقيل ثمان. والثاني أشهر. وقد قيل: إنه مات سنة خمس. وقيل سنة أربع.
وقع في «صحيح البخاري» عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام.
وقال إبراهيم بن المنذر: كان هو وطلحة والزبير وعلى عذار عام واحد، أي كان سنهم واحدا.
وروى التّرمذيّ، من حديث جابر، قال: أقبل سعد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «هذا خالي فليرني امرؤ خاله» .
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : كان أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة يستخفون بصلاتهم، فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون، فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل، فشجّه، فكان أول دم أريق في الإسلام.
وروى التّرمذي، من حديث قيس بن أبي حازم، عن سعد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اللَّهمّ(3/62)
استجب لسعد إذا دعاك» «1» .
فكان لا يدعو إلا استجيب له.
وروينا في مجابي الدّعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه، قال:
كانت امرأة قامتها قامة صبي، فقالوا: هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها، فقال: قطع اللَّه يديك «2» فما شبّت بعد.
ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته.
وروى الشّيخان والترمذي والنّسائي من حديث عائشة، قالت: لما قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة أرق فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني إذ سمعنا صوت السلاح، فقال:
«من هذا» ؟ قال: أنا سعد، فقام، وفي رواية: ودعا له.
مات سعد بالعقيق، وحمل إلى المدينة، فصلى عليه في المسجد. وقال الواقديّ:
أثبت ما قيل في وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين، [وقال أبو نعيم: مات سنة ثمان وخمسين] «3» .
قال الزّبير: هو الّذي فتح مدائن كسرى، وكان مستجاب الدّعوة، وهو الّذي تولّى الكوفة، واعتزل الفتنة، وجاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة، فقال: هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحقّ بهذا الأمر، فقال: أريد منها سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، وإذا ضربت به الكافر قطع.
[وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جيّد عن أبي إسحاق، قال:
كان أشد أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربعة: عمر، وعلي، والزبير، وسعد.
وروينا في مسند أبي يعلى، من طريق شريك بن أبي نمر، أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضا ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال.
وكان سعد من أحدّ الناس بصرا، فرأى ذات يوم شيئا يزول، فقال لمن معه: ترون شيئا؟ قالوا: نرى شيئا كالطائر. قال: أرى راكبا على بعير، ثم جاء بعد قليل عم سعد على بختي، فقال سعد: اللَّهمّ إنا نعوذ بك من شرّ ما جاء به] «4» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5/ 607 كتاب المناقب باب 27 مناقب سعد بن أبي وقاص حديث رقم 3751. والحاكم في المستدرك 3/ 499، والطبراني في الكبير 1/ 105.
(2) في أقرنك.
(3) سقط في أ.
(4) سقط في أ، ج.(3/63)
وقال عمر في وصيته: إن أصابت الإمرة سعدا فذاك، وإلا فليستعن به الّذي يلي الأمر، فإنّي لم أعزله عن عجز ولا خيانة.
وكان عمر أمّره على الكوفة سنة إحدى وعشرين، ثم لما ولي عثمان أمّره عليها، ثم عزله بالوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين.
وقال الزّبير بن بكّار: حدثني ابن أبي أويس، عن جابر عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فنزعت له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته، فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وسماه الواقديّ، في روايته: حبان بن العرقة «1» ، وزاد أنه رمى بسهم فأصاب ذيل أم أيمن، وكانت جاءت تسقي الجرحى، فضحك منها فدفع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لسعد سهما فوقع السهم في نحر حبان فوقع مستلقيا وبدت عورته، فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال: «استعاذ لها سعد» .
وقال أبو العباس السّرّاج في «تاريخه» : حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا أبو النضر، عن مبارك بن سعيد، عن عبد اللَّه بن بريدة عمن حدّثه عن جرير أنه مرّ بعمر، فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة «2» ، هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عن الباس، وأحب قريش إلى الناس.
وقال الزّبير: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، قال: كان سعد في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول اللَّه إلى رابغ يلقى عير قريش فتراموا بالنبل، وكان سعد أول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، قال: فحدثني محمد بن بجاد بن موسى «3» ، عن سعد، قال: قال سعد في ذلك:
ألا هل أتى رسول اللَّه أنّي ... حميت صحابتي بصدور نبلي «4»
[الوافر] قال: وزاد فيها:
أذود بها عدوّهم ذيادا ... بكلّ حزونة وبكلّ سهل
__________
(1) في ج: حيان بن القرفة. (2) في ج: وأجلهم سمعة. (3) في أ: ابن. (4) ينظر البيت في الطبقات 3/ 100.(3/64)
فما يعتدّ رام من معدّ ... بسهم في سبيل اللَّه قبلي
[الوافر] وأخرجه يونس بن بكير في «زياداته» عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه، وفيه الأبيات الثلاثة.
3203- سعد بن مالك بن خالد» :
بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ الساعديّ، والد سهل بن سعد.
قال الواقديّ: حدثنا أبيّ بن عباس بن سهل عن أبيه عن جدّه، قال: تجهّز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر، فمرض فمات، فضرب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسهمه «2» وأجره.
وأخرجه الحارث في مسندة، عن يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل، عن أبيه، وزاد فيه: فكتب وصيته في آخر رحله، وأوصى للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم برحله وراحلته.
وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن أبيّ بن عباس، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عند أبي أفراس ... الحديث.
وسمّى أبو نعيم أباه سعدا، والمعروف أن اسمه مالك.
3204- سعد بن مالك «3» :
بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو سعيد الخدريّ.
مشهور بكنيته، استصغر بأحد، واستشهد أبوه بها وغزا هو ما بعدها.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الكثير. وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم.
روى عنه من الصحابة: ابن عبّاس وابن عمر وجابر ومحمود بن لبيد، وأبو أمامة بن سهل، وأبو الطفيل. ومن كبار التّابعين: ابن المسيّب، وأبو عثمان النهدي، وطارق بن شهاب، وعبيد بن عمير، وممن بعدهم: عطاء وعياض بن عبد اللَّه بن أبي سرح، [وبشر بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2035، الاستيعاب ت 958، الجرح والتعديل 4/ 407، دائرة معارف الأعلمي 19/ 157، الطبقات الكبرى 9/ 80، والفهارس.
(2) في أبسهم.
(3) الاستيعاب ت 959.(3/65)
سعيد، ومجاهد، وأبو المتوكل الناجي، وأبو نضرة، ومعبد بن سيرين، وعبد اللَّه بن محيريز، وآخرون.
وهو مكثر من الحديث، قال حنظلة بن أبي سفيان، عن أشياخه: كان من أفقه أحداث الصحابة] «1» وقال الخطيب: كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثا كثيرا.
وروى الهيثم بن كليب في مسندة، من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وأبو ذرّ، وعبادة بن الصّامت، ومحمد بن مسلمة، وأبو سعيد الخدريّ، وسادس، على ألا تأخذنا في اللَّه لومة لائم، فاستقال السادس، فأقاله.
وروى ابن سعد، من طريق حنظلة بن سفيان الجمحيّ، عن أشياخه، قال: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أفقه من أبي سعيد الخدريّ.
ومن طريق يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير، قال: خرج أبو سعيد يوم الحرّة فدخل غارا فدخل عليه شاميّ، فقال: اخرج، فقال: لا أخرج وإن تدخل عليّ أقتلك، فدخل عليه فوضع أبو سعيد السيف وقال: بؤ بإثمك. قال: أنت أبو سعيد الخدريّ؟ قال: نعم. قال:
فاستغفر لي.
وروى أحمد وغيره، من طريق عطية، عن أبي سعيد، قال: قتل أبي يوم أحد شهيدا، وتركنا بغير مال، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أسأله، فحين رآني قال: «من استغنى أغناه اللَّه، ومن يستعفّ يعفّه اللَّه» . فرجعت.
وأصل هذا الحديث في الصحيحين، من طريق عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد بقصة أخرى غير هذه، ولفظه: «من يستغن يغنه اللَّه، ومن يستعفف يعفّه اللَّه، ومن يتصبّر يصبّره اللَّه ... » الحديث.
قال شعبة عن أبي سلمة: سمعت أبا نضرة، عن أبي سعيد- رفعه: «لا يمنعن أحدكم مخافة النّاس أنّ يتكلّم بالحقّ إذا رآه أو علمه» ، قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ، سمعت هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدريّ، عن عمها: جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عائدا إلى أبي سعيد، فقدمنا إليه ذراع شاة.
__________
(1) سقط في ج.(3/66)
وقال سعيد بن منصور، حدثنا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد، قلنا له: هنيئا له برؤية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وصحبته: قال: إنك لا تدري ما أحدثنا بعده.
وقال عليّ بن الجعد: حدثنا شعبة، عن سعيد بن يزيد، سمع أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد، قال: تحدثوا، فإن الحديث يهيج الحديث.
قال الواقديّ: مات سنة أربع وسبعين. وقيل أربع وستين. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وستين. وقال العسكريّ: مات سنة خمس وستين.
3205- سعد بن محمد «1» :
بن مسلمة الأنصاريّ. يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
ذكر ابن شاهين، عن ابن أبي داود- أنه شهد فتح مكة وما بعدها. وذكره القداح في أولاد محمد بن مسلمة وهم عشرة.
3206- سعد بن محيّصة «2» :
بن مسعود بن كعب الأنصاريّ الأوسيّ، يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
قال البغويّ: ذكره محمد بن إسماعيل في الصحابة، ولم أجد له حديثا.
وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيصة، عن أبيه- أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت، فقضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ حفظ الأموال على أهلها بالنهار ... الحديث.
اختلف فيه على الزهري اختلافا كثيرا.
وقال الذّهليّ، وأبو داود في التفرد: لم يتابع عبد الرزاق على قوله: عن أبيه. وقد رواه مالك والياس، عن الزهري، عن حرام بن سعد مرسلا.
وقال ابن عبد البر في «التمهيد» : ليست له صحبة، وإنما روايته عن أبيه.
وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن حرام بن سعد، عن أبيه أن محيصة سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن كسب الحجّام ... الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت 2039.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 218، تهذيب التهذيب 3/ 481، تقريب التهذيب 1/ 289، التحفة اللطيفة 137، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 371، تعجيل المنفعة (طبعة الهند) 148، دائرة معارف الأعلمي 19/ 159. أسد الغابة ت 2041.(3/67)
وقال الذّهليّ: رواه مالك وغيره عن الزهري، عن ابن محيّصة، عن أبيه، وقول من قال عن حرام عن أبيه هو المحفوظ.
3207- سعد بن المدحاس «1» :
ويقال بالمثناة بدل الدال.
ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: من أهل الشام، وقال ابن مندة: يعدّ في أهل حمص.
وروى ابن السّكن والباورديّ، من طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ: سمعت سعد بن المدحاس يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ ... »
الحديث.
وروى ابن حبّان من هذا الوجه عنه، قال: غزونا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى الطبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه، قال ابن عائذ: قال أبو أمامة: قال سعد بن المدحاس- وكان من الصحابة- قال: أريت في المنام أني وردت عينا، فإذا الناس من جاء منهم بسقاء ملأه صغيرا كان أو كبيرا، فقلت: ما هذا؟ قيل: القرآن، فحلف سعد حينئذ ليقرأنّ البقرة وآل عمران.
3208- سعد بن مسعود الأنصاريّ «2» :
له ذكر في حديث.
روى الطّبرانيّ، وابن أبي عاصم، من طريق محمد بن عثمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- أنّ الحارث الغطفانيّ جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال له: يا محمد، شاطرنا تمر المدينة، وذلك في وقعة الأحزاب، قال: حتى استأمر السعود، فبعث إلى سعد بن معاذ، وسعد بن خيثمة، وسعد بن عبادة، وسعد بن مسعود ... الحديث.
قال ابن الأثير: في ذكر سعد بن خيثمة نظر، لأنه استشهد ببدر، والخندق كانت بعدها بثلاث سنين.
قلت: لا يلزم من الغلط في سعد بن خيثمة الغلط في سعد بن مسعود، فإن ثبت الخبر فهو من كبار الأنصار بحيث كان يستشار في ذلك الوقت.
3209- سعد بن مسعود الكنديّ «3» :
__________
(1) أسد الغابة ت 2042، الثقات 3/ 154، تجريد أسماء الصحابة 1/ 218.
(2) أسد الغابة ت 2043.
(3) أسد الغابة ت 2045، الاستيعاب ت 962، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، الجرح والتعديل 4/ 414، 417، الطبقات الكبرى 4/ 91، التحفة اللطيفة 137، العقد الثمين 4/ 547، التاريخ الكبير 4/ 41، 64.(3/68)
قال البغويّ: له صحبة. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح له صحبة، وذكره البخاريّ في الصحابة. وروى في تاريخه، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على سعد بن مسعود نعوده فذكر قصته.
وأوردها أبو موسى [تبعا للطبراني] «1» في ترجمة الّذي قبله وهو وهم.
وأما ابن أبي حاتم فذكره في التابعين، وقال في ترجمته: إن عمر بن عبد العزيز بعثه يفقههم- يعني أهل مصر- فهذا يدلّ على تأخره.
وروى ابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن مسلم بن يسار- أن سعد بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من بثّ فلم يصبر، ثمّ قرأ» : نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
[يوسف: 86] .
وأخرجه ابن جرير من وجه آخر، عن ابن أنعم، فأرسله، ولم يذكر الصحابي.
وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر، عن ابن أنعم، فجعله من مسند عبد اللَّه بن عمرو.
وابن أنعم ضعيف.
وقال ابن المبارك في «الزهد» : أنبأنا رشدين بن سعد، عن ابن أنعم، عن سعد بن مسعود- أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ائذن لنا في الاختصاء ... » «2» فذكر الحديث.
وروى الحكيم التّرمذيّ في كتاب أسرار الحج، من طريق المقبري، عن ابن أنعم، عن سعد بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إيّاكم ومحادثة النّساء، فإنه لا يخلونّ رجل بامرأة ليس لها محرما إلّا همّ بها ... » الحديث.
وروينا في «الغيلانيات» ، من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن زحر، عن سعد بن مسعود، قال: سئل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: أيّ المؤمنين أكيس؟ فقال: «أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا» «3» .
__________
(1) سقط في أ.
(2) أخرجه ابن المبارك في الزهد 1/ 290 حديث (845) .
(3) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 312 رواه ابن ماجة باختصار. ورواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن أ. هـ. والطبراني في الكبير 12/ 417، والطبراني في الصغير 2/ 87. والمنذري في الترغيب 4/ 238.(3/69)
3210- سعد بن مسعود الثقفي «1» :
عم المختار بن أبي عبيد.
ذكره البخاريّ في الصحابة. وقال الطّبراني: له صحبة، وذكر أبو مخنف أنّ عليا ولّاه بعض عمله ثم استصحبه معه إلى صفين.
وروى الطّبرانيّ، من طريق أبي حصين، عن عبد اللَّه بن سنان، عن سعد بن مسعود الثقفيّ، قال: كان نوح إذا لبس ثوبا حمد اللَّه، وإذا أكل وشرب حمد اللَّه، فلذلك سمي عبدا شكورا.
3211- سعد بن مسعود:
روى عنه سعيد بن صفوان.
قال ابن حبّان: له صحبة، هكذا في «التجريد» ، ولم يذكره ابن حبان في الصّحابة، وإنما ذكر ذلك في ترجمة سعيد بن صفوان من طبقة التابعين، وأظن أنه الكنديّ.
وذكر ابن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد الرّحمن الإفريقي، وهو ابن أنعم المذكور في ترجمة الكنديّ.
3212- سعد بن معاذ «2» :
بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النّبيت بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأشهليّ، سيّد الأوس. وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة، ويكنى أبا عمرو.
شهد بدرا باتفاق، ورمي بسهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهرا، حتى حكم في بني قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، ثم انتقض جرحه، فمات، أخرج ذلك البخاريّ، وذلك سنة خمس.
وقال المنافقون لما خرجت جنازته: ما أخفها! فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ الملائكة حملته» «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2044، الاستيعاب ت 961.
(2) أسد الغابة ت 2046، الاستيعاب ت 963، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 2/ 13، طبقات خليفة 77، التاريخ الكبير 4/ 65، التاريخ الصغير 1/ 22، الجرح والتعديل 4/ 93، الاستبصار 205- 211، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 214، 215، تهذيب الكمال 477، العبر 1/ 7، 310، تهذيب التهذيب 3/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 635، شذرات الذهب 1/ 11.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 44. والطبراني في الكبير 6/ 14، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 309. والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 22، وابن عساكر في تاريخه 1/ 544. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33322.(3/70)
وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اهتزّ العرش لموت سعد بن معاذ» .
وروى يحيى بن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
وذكر ابن إسحاق أنه لما أسلم على يد مصعب بن عمير قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا، فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام.
وروى ابن إسحاق في قصة الخندق عن عائشة، قالت: كنت في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معي، فمرّ سعد بن معاذ وهو يقول:
لبّث قليلا يلحق الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل «1»
[الرجز] فقالت له أمه: الحق يا بني فقد تأخرت، فقلت: يا أم سعد، لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي، قال: فأصابه السهم حيث خافت عليه، وقال الّذي رماه: خذها وأنا ابن العرقة، فقال: عرق اللَّه وجهك في النار. وابن العرقة اسمه حبّان بن عبد مناف من بني عامر بن لؤيّ، والعرقة أمّه.
وقيل: إن الّذي أصاب سعدا أبو أمامة الجشميّ.
وروى البخاري، من حديث أبي سعيد الخدريّ أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد وجاء على حمار، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «قوموا إلى سيّدكم» .
[وأخرج ابن إسحاق بغير سند أن أمّ سعد لما مات قالت:
ويل أمّ سعد سعدا ... حزامة وجدّا وسيّدا سدّ به مسدّا
[الرجز]
فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «كلّ نادبة تكذب إلا نادبة سعد» .
وأخرجه الطبراني بسند ضعيف، عن ابن عباس، قال: جعلت أم سعد تقول:
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2046) . وفي الطبقات 3/ 3، وقال السهيليّ في الروض: هو بيت تمثل به، عنى به حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي 4/ 192.(3/71)
ويل أمّ سعد سعدا ... حزامة وجدّا «1»
[الرجز]
فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا تزيدي على هذا، كان واللَّه ما علمت حازما وفي أمر اللَّه قويّا» . «2» ] «3» .
3213- سعد بن معاذ الأنصاري:
آخر.
ذكره البغوي في «الصحابة» ، وقال: رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل، ولم يذكر حديثه.
قلت: وله ذكر في ترجمة شبيب بن قرّة.
وروى الخطيب في المتفق بإسناد واه، وأبو موسى في الذيل بإسناد مجهول، عن الحسن، عن أنس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما رجع من تبوك استقبله سعد بن معاذ الأنصاريّ، فقال:
«ما هذا الّذي أرى بيدك؟» قال: من أثر المرّ والمسحاة أضرب وأنفق على عيالي، فقبّل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يده وقال: «وهذه يد لا تمسّها النّار» .
ووقع في رواية أبي موسى سعد الأنصاريّ.
3214- سعد بن معاذ:
أو معاذ بن سعد. وقع في البخاري بالشك فليحرر.
3215- سعد بن المنذر الأنصاريّ «4» :
ذكره البخاريّ، وقال: روى حديثه ابن لهيعة، ولم يصح.
قلت:
وأخرجه ابن المبارك في الزهد، عن أبي لهيعة، حدثني واسع بن حبّان، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري، أنه قال: يا رسول اللَّه، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال:
«نعم، إن استطعت» .
وكان يقرؤه كذلك إلى أن توفّي.
وأخرجه الحسن بن سفيان، والبغوي من طريق ابن لهيعة عن حبّان.
وزعم ابن مندة أنه سعد بن المنذر بن عمير بن عدي بن خرشة، وأنه عقبي بدري
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (2046) والطبقات 3/ 3.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 10.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 2047، الاستيعاب ت 964، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، الجرح والتعديل 4/ 409- الطبقات 2/ 10، 125، التحفة اللطيفة. 13، التاريخ الكبير 4/ 50، 64.(3/72)
أحدي. وتعقّبه أبو نعيم بأنه لم يذكره ابن إسحاق ولا الزهري في البدريين ولا أهل العقبة، وهو كما قال.
وفي كلام ابن مندة في نسبته نظر، فإن عديّ بن خرشة صحابيّ، ولم أر من ذكر المنذر في الصّحابة، فليحرّر.
3216- سعد بن المنذر السّاعدي: «1»
والد أبي حميد.
ذكره ابن أبي حاتم. قال أبو عمر: أخاف أن يكون هو الّذي قبله.
قلت: نسبهما مختلف.
3217- سعد بن النّعمان «2» :
بن زيد بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أميّة بن زيد ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: أسر عمرو بن أبي سفيان يوم بدر، فقيل لأبي سفيان: ألا تفتديه؟ قال: قتلوا حنظلة وأفتدي عمرا؟ لا يجمع مالي ودمي، قال: فخرج سعد بن النعمان بن زيد بن أكال معتمرا فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بمكّة، وقال:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تفاقدتم لا تسلموا السّيّد الكهلا
فإنّ بني عمرو بن عوف أذلّة ... لئن لم تفكّوا عن أسيرهم الكبلا «3»
[الطويل] فمشوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأعطاهم عمرو بن أبي سفيان، فافتدوا به سعدا، وفي ذلك يقول حسّان:
ولو كان سعد يوم مكّة مطلقا ... لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا «4»
[الطويل]
__________
(1) أسد الغابة ت 2048، الاستيعاب ت 965.
(2) أسد الغابة ت 2049، الاستيعاب ت 966.
(3) البيت لأبي سفيان كما في تاريخ الطبري 2/ 467، وفي ديوان حسان بن ثابت 265 منسوبا لأبي سفيان في التاريخ وفي الديوان تعاقدتم بدل من تفاقدتم، وفي أسد الغابة ترجمة رقم (2049) والاستيعاب ترجمة رقم (966) .
(4) البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه ص 264 وبعده:
بعضب حسام أو بصفراء نبعة ... تحنّ إذا ما أنبضت تحفز النّبلا.
وفي أسد الغابة ترجمة رقم (2049) .(3/73)
قال أبو عمر: ذكر ابن الكلبيّ هذه القصّة للنّعمان والد سعد.
قلت: وبيت حسّان يشهد بصحة قول ما قال ابن إسحاق. واللَّه أعلم.
3218- سعد بن النعمان «1» :
بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري.
ذكره ابن لهيعة عن الأسود، عن عروة، فيمن شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة.
3219- سعد بن هلال «2» :
ذكره الطّبري في «الصّحابة» ، ولم يورد له شيئا، واستدركه أبو موسى.
3220- سعد بن وائل:
بن عمرو العبديّ «3» الجذاميّ.
قال ابن مندة: عداده في أهل الرّملة.
وروى هو والباوردي من طريق عبد اللَّه بن كثير بن سعد، حدّثني أبو معاوية الحكم بن أبي سفيان العبديّ، سمعت سعد بن وائل يقول:
إنه سمع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا رسول اللَّه فله الجنّة» .
3221- سعد بن أبي وقاص «4» :
هو سعد بن مالك. مضى.
3222- سعد بن وهب الجهنيّ «5» :
تقدّم ذكره في ترجمة رشدان.
3223- سعد بن وهب النضري «6» :
بفتح النون والضاد المعجمة- ذكر الثّعلبي في «تفسيره» أنه لم يسلم من بني النّضير غيره وغير سفيان بن عمير بن وهب، وكذا ذكره أبو موسى بلا إسناد، واستدركه ابن فتحون.
3224- سعد بن يزيد بن الفاكه «7» :
تقدم في أسعد.
3225- سعد الأسود السّلمي «8» :
ثم الذّكواني.
روى ابن عدي، وابن حبّان، والمخلص في الثاني من فوائده، كلّهم من طريق سويد بن سعيد، عن محمد بن عمر بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2050.
(2) أسد الغابة ت 2052.
(3) أسد الغابة ت 2053، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، التاريخ الكبير 4/ 46، تبصير المنتبه 3/ 985.
(4) الاستيعاب ت 968.
(5) أسد الغابة ت 2054، الاستيعاب ت 969.
(6) أسد الغابة ت 2055.
(7) أسد الغابة ت 2056.
(8) أسد الغابة ت 1965، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، ذيل الكاشف 7/ 5.(3/74)
صالح، عن قتادة، عن أنس: جاء رجل إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟ قال: «لا» ... الحديث.
وفيه: أنه قال: وإني لفي حسب من قومي بني سليم ثم من ذكوان، معروف الآباء، ولكن غلب عليّ سواد أخوالي، وفيه: أنه زوّجه بنت عمر أو عمرو بن وهب الثقفيّ، فذكر قصّة شبيهة بقصة جليبيب، ومحمد بن عمر، ذكر الحاكم أنه روى حديثا موضوعا- يعني هذا.
3226- سعد الأسلمي» :
يأتي ذكره في سعد العرجيّ.
3227- سعد الأحمسيّ:
مولاهم.
روى البغويّ، من طريق أبي محمد «2» عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد مولاهم، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ساجد.
3228- سعد، مولى أبي بكر الصّديق «3» :
ويقال سعيد، والأول أشهر وأصحّ. قاله ابن عبد البرّ.
روى حديثه ابن ماجة، وأشار إليه التّرمذيّ، وهو من رواية الحسن البصري عنه أنه كان يخدم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث في قران التمر، وله حديث آخر من هذا الوجه عند البغوي قال فيه: عن سعد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فظنّ ابن فتحون لهذا أنه مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الآتي، وليس كما ظن، لأنه إنما قيل في هذا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لكونه كان يخدمه. وأما الآتي فقد اختلف في اسمه، كما سيأتي.
3229- سعد الأنصاريّ «4» :
مضى ذكره في سعد بن عبادة.
3230- سعد الأنصاريّ:
مضى ذكره في سعد بن عمارة.
3231- سعد مولى أوس بن حجر:
ذكره العسكريّ. والمعروف الّذي ذكره غيره مسعود، وسيأتي.
__________
(1) أسد الغابة ت 1964، الاستيعاب ت 670.
(2) في أ: من طريق سابق بن محمد.
(3) الثقات 3/ 154، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212، تقريب التهذيب 1/ 290، تهذيب التهذيب 3/ 485، تهذيب الكمال 1/ 475، خلاصة تذهيب 1/ 372، الكاشف 1/ 354، الوافي بالوفيات 15/ 222، التاريخ الكبير 4/ 47، بقي بن مخلد 438. أسد الغابة ت 1971.
(4) أسد الغابة ت 1967.(3/75)
3232- سعد، مولى ثابت بن قيس الأنصاريّ:
أعتقه أبو بكر الصدّيق تنفيذا لوصية مولاه، إذ رآه بلال في المنام. ذكر ذلك الواقديّ في الردّة بإسناده.
3233- سعد الجهنيّ «1» :
قال أبو عمر: في إسناد حديثه مقال،
وهو من رواية سنان بن سعد الجهنيّ، عن أبيه- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ الإمام لا يخصّ نفسه بالدّعاء دون القوم» .
3234- سعد، مولى حاطب «2» :
بن أبي بلتعة- تقدم في سعد بن خولى.
3235- سعد، مولى حاطب:
آخر، عاش بعد أحد،
فروى المغيرة وغيره من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضّاح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعد مولى حاطب، قال: قلت: يا رسول اللَّه، حاطب من أهل النّار؟ قال: «لن يلج النّار أحد شهد بدرا أو بيعة الرّضوان» . «3»
قال البغوي: لا أرى ابن أبي خالد أدركه.
قلت: وهم من خلطه بالأول، فإن بيعة الرّضوان كانت بعد أحد بمدة، والأوّل استشهد بأحد كما تقدم.
وفي «صحيح مسلم» ، من حديث جابر، قال: جاء عبد لحاطب فقال: يا رسول اللَّه ... فذكر نحو حديث ابن أبي خالد ولم يسمّه.
3236- سعد الخير:
أو سعد الخيل- تقدم في سعد بن قيس.
3237- سعد الدّوسي «4» :
روى الباوردي من طريق أبي قلابة، عن أنس، قال: سأل أعرابيّ عن السّاعة فمرّ رجل من أزد شنوءة يقال له سعد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «5» : «إن عمّر هذا حتّى يأكل عمره لا يبقى منكم عين مطرفة» .
ورواه ابن مندة من وجه آخر، عن قيس بن وهب، عن أنس، فقال: مرّ سعد الدّوسي. ورواه قرّة بن خالد، عن الحسن، عن أنس، فقال فيه: فقال لشاب من دوس يقال له سعد.
__________
(1) الاستيعاب ت 971، أسد الغابة ت 1985، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212.
(2) أسد الغابة ت 1985، الاستيعاب ت 932.
(3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 49. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33899، 37867، وعزاه للبغوي في شرح السنة وابن قانع عن سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة.
(4) أسد الغابة ت 1987، الاستيعاب ت 972، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213.
(5) في الاستيعاب: إن يؤخر هذا ويهزم فستدركه الساعة، فلم يعمر.(3/76)
ورواه معبد بن هلال، عن أنس، فقال فيه: فنظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة.
ورواه قتادة عن أنس، فقال فيه: فمر غلام للمغيرة بن شعبة، وكان من أقراني. وسيأتي فيمن اسمه محمد شبيه هذه القصّة، والّذي يظهر تعدادها.
3238- سعد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «1» :
قال أحمد: حدثنا جعفر بن عثمان بن عتاب، قال: كنت مع أبي عثمان- يعني النهدي- فقال رجل من القوم: حدثنا سعد أو عبيد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنهم أمروا بصيام، فجاء رجل فقال: يا رسول اللَّه، إن فلانة وفلانة بلغ بهما الجهد ... الحديث.
ورواه الحسن بن سفيان، من طريق يحيى القطان، عن عثمان بن عتاب، قال: حدّثنا رجل في حلقة أبي عثمان، عن سعد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره مطوّلا.
وسيأتي هذا الحديث من رواية سليمان التيميّ، عن أبي عثمان، عن عبيد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فاللَّه أعلم.
3239- سعد:
والد زيد «2» ، غير منسوب.
روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي حبيب، عن زيد بن سعد، عن أبيه أن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلفّفا في ثياب أخلاق، حتى جلس على المنبر، فقال: «أيّها النّاس، احفظوني في هذا الحيّ من الأنصار ... » «3» الحديث.
أورده ابن مندة في ترجمة سعد بن زيد الأشهليّ المتقدّم، وفرّق بينهما أبو حاتم وابن عبد البرّ. وهو الأشبه.
3240- سعد الظّفري «4» :
ذكره أبو حاتم في الصّحابة،
وروى الطّبراني من طريق عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعد الظّفريّ أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن الكيّ. «5»
وتردّد أبو موسى هل هو سعد بن النعمان الظفري أو غيره؟
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، التحفة اللطيفة 140، الوافي بالوفيات 15/ 220. أسد الغابة ت 1995، الاستيعاب ت 976.
(2) أسد الغابة ت 2002.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 40، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33731 وعزاه للطبراني في الكبير عن سعد بن زيد الأشهلي.
(4) أسد الغابة ت 2010، الاستيعاب ت 973، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، الاستبصار 263، الوافي بالوفيات 15/ 229.
(5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 398 عن عمران بن حصين بلفظه كتاب الطب باب في الكنى حديث رقم 3865. وابن ماجة في السنن 2/ 1155 كتاب الطب (31) باب الكي (23) حديث رقم 3490، وأحمد في المسند 4/ 156، 430 والطبراني في الكبير 17/ 338، 18/ 122، 127. والحاكم في المستدرك 4/ 213، 416 عن عمران بن حصين بلفظه. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.(3/77)
3241
- سعد، مولى عتبة «1» بن غزوان:
ذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن ابن عباس، أنه نزل فيه قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ.
[الأنعام: 52] .
وفي سعد مولى حاطب، وفي حاطب وعتبة. وزعم أبو عمر أنه شهد بدرا مع مولاه، ولم يذكر ابن إسحاق في البدريّين إلا حبابا مولى عتبة بن غزوان.
3242- سعد العرجي «2» :
روى الحارث بن أبي أسامة، من طريق عبد اللَّه بن سعد الأسلميّ، عن أبيه، قال: كنت دليل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من العرج إلى المدينة، قال: فرأيته يأكل متّكئا.
وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر إلى فائد مولى عبادل، قال: خرجت مع إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، فأرسل إلى ابن سعد، فأتانا بالعرج،
قال ابن سعد: حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتاهم ومعه أبو بكر، وكانت لأبي بكر عندنا بنت مسترضعة، وأراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم اختصار الطريق، فدلّه سعد على طريق ركوبه ... فذكر الحديث في قدومه صلّى اللَّه عليه وسلم قباء ونزوله على سعد بن خيثمة، وفيه: إنه مرّ به رجلان فسألهما عن اسميهما، فقالا: نحن المهانان. فقال: «بل أنتما المكرمان» .
ووقع لأبي عمر في هذا خبط، فإنه قال: سعد العرجي، من بني العرج بن الحارث ابن كعب بن هوازن، ويقال: إنه مولى الأسلميين، وإنما قيل له العرجي، لأنه اجتمع بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالعرج، وهو يريد المدينة فأسلم، ثم قال: سعد الأسلميّ روى عنه ابنه عبد اللَّه أنه نزل مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على سعد بن خيثمة. انتهى، فجعل الواحد اثنين.
3243- سعد، مولى عمرو بن العاص «3» :
ذكره يوسف بن موسى وغيره في الصّحابة.
قال ابن مندة: ولا يصح.
وروى الحسن بن سفيان، من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن سعد مولى
__________
(1) أسد الغابة ت 2018، الاستيعاب ت 977.
(2) أسد الغابة ت 2020، الاستيعاب ت 974.
(3) أسد الغابة ت 2027.(3/78)
عمرو بن العاص، قال: تشاجر رجلان في آية فارتفعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «لا تماروا في القرآن، فإنّ من مارى فيه كفر» «1» .
[وذكر ابن حبان في ثقات التابعين أنه مرسل] «2» .
3244- سعد، مولى قدامة بن مظعون «3» :
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: في صحبته نظر، وقتله الخوارج سنة إحدى وأربعين.
3245 ز- سعد الكنديّ:
والد سنان. روى عنه ابنه. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر.
3246- سعد الجهنيّ:
وقد مضى يروي عنه ابنه سنان «4» .
3247 ز- سعد «5» :
أبو الحارث. قال ابن حبّان في «الصّحابة» : يكنى أبا المطرف، وله صحبة.
3248 ز- سعد:
غير منسوب. قال ابن مندة: روى عنه ابنه عبد اللَّه، مجهول.
قلت: يحتمل أن يكون هو العرجي.
3249- سعد:
غير منسوب.
روى البغويّ من طريق يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن سعد، قال: لما بايع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم النّساء قامت امرأة جليلة كأنها من مضر، فقالت:
يا رسول اللَّه، ما يحل لنا من أزواجنا؟ فقال: «الرّطب تأكلنه وتهدينه» . «6»
قلت: أخرجه البزّار، وعبد بن حميد، ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني في مسند سعد بن أبي وقاص، وأفرده البغوي وابن مندة، وهو الرّاجح، فإن الدّارقطنيّ ذكر الاختلاف فيه في العلل، ورجّح أنه سعد رجل من الأنصار، وأنّ من قال فيه سعد بن أبي وقاص فقد وهم.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 170 عن أبي جهيم بن الحارث والطبراني في الكبير 5/ 169، وأبو نعيم في الحلية 2/ 216، وابن عبد البر في التمهيد 8/ 382. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 162، عن زيد بن ثابت بلفظه، وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2032، الاستيعاب ت 978.
(4) هذه الترجمة ساقطة في ط.
(5) الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، التلقيح 381.
(6) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 528، كتاب الزكاة باب المرأة تتصدق من بيت زوجها حديث رقم 1686. وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 285، والحاكم في المستدرك 4/ 134، عن سعد بن أبي وقاص وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 193، وابن سعد في الطبقات 8/ 5.(3/79)
قلت: ويؤيد أنه غيره أن ابن مندة أخرج من طريق حماد بن سلمة، عن يونس عن عبيد عن زياد بن جبير- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث رجلا يقال له سعد على السّعاية، فلو كان هو ابن أبي وقّاص ما عبّر عنه الرّاوي بهذا.
3250 ز- سعد:
والد محمد الأنصاريّ.
ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق حماد بن أبي حماد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، أوصني وأوجز. قال: «عليك باليأس ممّا في أيدي النّاس ... » «1» الحديث.
قال ابن الأثير: تقدّم هذا الحديث في ترجمة سعد بن عمارة، ونقل عن أبي موسى أنّ إسماعيل هذا هو ابن محمد بن سعد بن أبي وقّاص.
قلت: إن كان كما قال أبو موسى فمن نسبه أنصاريّا غلط. وأما قول ابن الأثير: إن الحديث مضى في ترجمة سعد بن عمارة فذلك بسند آخر، وفي كلّ من الحديثين ما ليس في الآخر.
3250 (م) - سعد: مولى أبي محمد
له ذكر في ترجمة سعد بن عمارة «2» .
3251 م- سعد: غير منسوب.
أفرده البخاريّ «3» ، وأخرجه من طريق حفص بن المضاء السّلمي، عن عامر بن خارجة بن سعد، عن جدّه سعد- أنّ قوما شكوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قحط المطر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اجثوا على الرّكب، وقولوا: يا ربّ، يا ربّ ... »
الحديث.
وأورده غيره في مسند سعد بن أبي وقّاص. فاللَّه أعلم.
3252- سعدي «4» :
آخره ياء تحتانية. وأورده ابن شاهين، وحكى عن ابن سعد أن له رواية عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في إبل الصّدقة: انتهى. ولم يتحرر لي ضبطه وأظنه بلفظ النسب.
3253- سعر «5» :
بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء مهملة: هو الدئلي.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 326، عن سعد بن أبي وقاص قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 361، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43987.
(2) هذه الترجمة ساقطة في ط.
(3) في أأورده البغوي.
(4) أسد الغابة ت 2058.
(5) أسد الغابة ت 2059، الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 220، تقريب التهذيب 1/ 291، تهذيب التهذيب 3/ 487، تهذيب الكمال 1/ 476، خلاصة تذهيب 1/ 438، الكاشف 1/ 355، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 896، ذيل الكاشف 518.(3/80)
قال الدّارقطنيّ وابن حبّان: له صحبة، وذكره العسكريّ في المخضرمين، واختلف في اسم أبيه، فقيل: سوادة وقيل ديسم، ويقال إنه عامريّ، ويقال إنه قدم الشّام تاجرا في الجاهليّة.
روى يعقوب بن شيبة، من طريق عبد اللَّه الحمراني، قال: كنت أجلس إلى قوم من ولد السعر بن سوادة فحدّثوني أنه قال: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب، فقدمت الشّام، فدخلت مكّة، فرأيت رجلا أزهر اللون بين يديه جزائر تنحر، وإذا قائل يقول: يا وفد اللَّه، لهمّوا إلى الغداء، قال: وقد كنّا خبّرنا بالشام أن نبيّا سيبعث بالحجاز وقد طلعت نجومه، فتقدمت إليه، وقلت: السّلام عليك يا نبي اللَّه، فقال: «مه» ، وكأن قد، فقلت لرجل: من هذا؟ قال: هذا أبو نضلة هاشم بن عبد مناف. قال: قلت: هذا واللَّه المجد، لا مجد بني حنيفة.
وأخرج الخطيب في المؤتلف هذه القصّة مطوّلة، من طريق إسحاق بن محمد النخعيّ، حدّثنا العلاء بن أبي سويّة المنقري، أخبرني أبو الخشناء عباد بن أبي كسيب، عن أبي عتوارة الخفاجي، عن سعد بن سوادة العامريّ، قال: كنت عسيفا ... فذكر نحو هذه القصّة مطوّلا، وفيها: فإذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي: يا وفد اللَّه الغداء، وآخر على مدرجة الطريق ينادي: ألا من طعم فليرح للعشاء، وفيه: إنه لما قال له: السلام عليك يا نبيّ اللَّه. قال: لست به، وكأن قد، ولتبشرنّ به. ويغلب على ظني أن العامريّ صاحب هذه القصّة مع هاشم بن عبد مناف والد جدّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير الدئلي الّذي أخرج له أبو داود والنّسائي أنّ مصدّقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أتياه يطلبان منه الصّدقة، لأن قصّة العامريّ تقتضي أنه عمّر عمرا طويلا جدا، لبعد عهد هاشم من زمان بعث السّعاة في طلب الصّدقة، ولأن داعية المذكور كانت متوفرة على تعرّف خبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ويبعد أن يبعث والمذكور في أرض الحجاز، ثم لا يسمع به إلا بعد نحو عشرين سنة.
وفي رواية أبي عتوارة عنه ما يدل على أنه عاش بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، لأن أبا عتوارة تابعيّ، وعدّ هذا العامريّ في الصّحابة أقرب من عدّ الدئلي. واللَّه أعلم.
وقد روى أبو داود والنسائيّ من طريق مسلم بن ثفنة عنه أنّ رجلين أتياه من عند النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في طلب الصّدقة ... الحديث.
ووقع في سنن أبي داود ما يدلّ على أنه عاش إلى خلافة معاوية. ووقع عند أبي عمر أنه سعر بن شعبة بن كنانة، قال ابن الأثير: وفيه أوهام، لأنّ شعبة إنما هو والد مسلم الرّاوي(3/81)
عنه، وقيل فيه ثفنة، وأما كنانة فليس والد شعبة، وإنما الصّواب من كنانة فصحّف. «1»
3254 ز- سعنة: «2»
بعين مهملة ونون، وزن حمزة، ويقال بمثناة تحتانية بدل النون- ابن عريض بن عاديا التيماوي- نسبة لتيماء التي بين الحجاز والشام، وهو ابن أخي السموأل بن عاديا اليهودي صاحب حصن تيماء في الجاهليّة الّذي يضرب به المثل في الوفاء، المذكور في المخضرمين.
وسيأتي في القسم الثالث، لكن وجدت بخط ابن أبي طيِّئ في رجال السّبعة الإماميّة ما يقضي أنّ له صحبة، فنقل عن أبي جعفر الحائري أحد أئمة الإماميّة أنه روى بسند له أكثرهم من السّبعة إلى ابن لهيعة عن ابن الزّبير، قال: قدم معاوية حاجّا فدخل المسجد، فرأى شيخا له ضفيرتان كان أحسن الشيوخ سمتا وأنظفهم ثوبا، فسأل فقيل له: إنه ابن عريض، فأرسل إليه فجاء فقال: ما فعلت أرضك تيماء؟ قال: باقية، قال: بعنيها. قال:
نعم، ولولا الحاجة ما بعتها، واستنشده مرثية ابنه لنفسه فأنشده، ودار بينهما كلام فيه ذكر عليّ فغضّ ابن عريض من معاوية، فقال معاوية: ما أراه إلا قد خرف، فأقيموه، فقال: ما خرفت، ولكن أنشدك اللَّه يا معاوية، أما تذكر يا معاوية لما كنّا جلوسا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم،
فجاء عليّ فاستقبله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «قاتل اللَّه من يقاتلك، وعادى من يعاديك» .
فقطع عليه معاوية حديثه، وأخذ معه في حديث آخر.
قلت: وأصل هذه القصّة قد ذكرها عمر بن شبة بسنده إلى الهيثم بن عديّ دون ما فيها من قول ابن عريض: أنشدك اللَّه ... إلى آخره، فكأنه من اختلاف بعض رواته.
وقد ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وحكى الخلاف في سعنة، هل هو بالنون أو الياء؟ وأورد له أشعارا في أمالي ثعلب بسند له أن الشّعر الّذي فيه في وصف الخمر:
معتّقة كانت قريش تعافها ... فلمّا استحلّوا قتل عثمان حلّت
[الطويل] من شعر ابن عريض هذا.
ذكر من اسمه سعيد
3255- سعيد بن بجير «3» :
بالموحدة والجيم مصغرا، الجشميّ.
__________
(1) في ب فصحفه.
(2) هذه الترجمة ساقطة في أ.
(3) الاستيعاب ت 979.(3/82)
روى ابن السّكن وابن مندة، من طريق أبي ذكوان عمران الرّملي: سمعت عطيّة بن سليم بن سعيد رجلا من بني جشم يقول: سمعت أبي يقول: قدمت مع أبي على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ما اسمك؟» قلت: فلان. قال: «بل أنت سليم» «1» .
3256 ز- سعيد بن ثجير:
بالمثلثة والجيم مصغرا. وضبطه ابن فتحون الشّقريّ.
روى ابن السّكن من طريق جنادة بن مروان، عن ابن الحكم بن ثجير الشّقريّ- أنّ أباه أخبره أن جدّه سعيد بن ثجير قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم فتعرضت له بنو عامر في طريقه، وقالوا له: صبأت، قال: فأنشأ جدّي يقول:
وتغضب عامر في غير جرم ... علينا أن رأونا مسلمينا
[الوافر] قال ابن السّكن: لم أجد له ذكرا إلا في هذه القصّة.
3257- سعيد بن البختري» :
بفتح الموحّدة وسكون المعجمة بعدها مثناة.
قال ابن مندة: ذكره ابن خزيمة في الصّحابة، ولا يصحّ، ثم روى من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن بكير الطّائي، عن سعيد بن البختري أنه كان يضرب غلاما له، فجعل يتعوذ باللَّه، فمرّ به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فتعوذ به فتركه، فقال له: «اللَّه أمنع لعائذه» . قال:
فإنّي أشهدك أنه حرّ. قال: «لو لم تفعل لسفع وجهك النّار» .
قلت: أخشى أن يكون وقع فيه تحريف، وأن يكون في الأصل عن سعيد أبي البختري، وهو تابعيّ معروف، فيكون أرسل هذا. والسّبب في هذا أنني لا أعرف لبكير الطائي لقي أحدا من الصّحابة، والمتن مشهور لأبي مسعود الأنصاري.
3258- سعيد بن ثابت:
بن الجذع الأنصاري.
ذكر الطّبريّ أنه استشهد في حصار الطّائف، واستدركه ابن فتحون.
3259- سعيد بن الحارث:
بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، ابن عم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إن ثبت.
روى الحاكم في المستدرك، من طريق موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل، أنه قدم الشّام فقالوا له: ما قرابة بينك وبين معاذ؟ قلت: ابن عمي.
قالوا: فإنه حدّثنا أنه سمع
__________
(1) في أسعيد.
(2) أسد الغابة ت 6062، تجريد أسماء الصحابة 1/ 220.(3/83)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من لقي اللَّه لا يشرك به شيئا دخل الجنّة» . «1»
قال موسى بن جبير:
فحدثت به سليمان الأغرّ، فقال: أشهد لحدّثني سعيد بن الحارث بن عبد المطّلب مثله.
قلت: في الإسناد ابن لهيعة، وهو ضعيف، ولم أر لسعيد هذا ذكرا في كتب الأنساب.
وذكره الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة، وذكر له هذا الحديث، وذكر له حديثا آخر موقوفا، ولكن [نسبه فيه إلى جدّه] «2» ، فقيل سعيد بن نوفل «3» .
3260- سعيد بن الحارث «4» :
بن قيس بن عديّ بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو القرشيّ السهميّ.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة.
وقال موسى بن عقبة: استشهد بأجنادين. وذكر ابن إسحاق وأبو الأسود عن عروة أنه استشهد باليرموك، وكذا قال الزّبير، وسيف وابن سعد.
3261- سعيد بن حاطب «5» :
بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب «6» بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، أخو محمد بن حاطب.
ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال ابن حبّان: وهم من زعم أن له صحبة.
قلت: لا يبعد أن له رواية «7» ، وقد أخرج له ابن مندة من طريق الحسن بن صالح بن حيّ، عن أبيه، عنه، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يخرج فيجلس على المنبر ثم يؤذّن المؤذن، فإذا فرغ قام فخطب.
3262- سعيد بن حريث «8» :
بن عمرو بن عثمان بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. ممّن أسلم قبل فتح مكّة.
قال الواقديّ: شهدها، وكان أسنّ من أخيه عمرو بن حريث.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 6/ 29.
(2) في أليست فيه القصة.
(3) في أنوفل بن الحارث.
(4) أسد الغابة ت 2064، الاستيعاب ت 981.
(5) أسد الغابة ت 2065.
(6) في أبن معجن.
(7) في أ: رؤية.
(8) تجريد أسماء الصحابة 1/ 221، تاريخ من دفن بالعراق 208، الطبقات 20، 126، بقي بن مخلد 96، التحفة اللطيفة 142، العقد الثمين 4/ 554، التاريخ الكبير 3/ 454. أسد الغابة ت 2066، الاستيعاب ت 982.(3/84)
وروى ابن ماجة، وابن أبي عاصم، من طريق عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن أخيه سعيد بن حريث، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من باع عقارا أو دارا ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه» «1» .
وله ذكر في ترجمة سعد بن ذؤيب.
مات بالكوفة، قاله ابن مندة، وقيل: قتل بالحرّة «2» ، قاله أبو عمر.
3263- سعيد بن خالد «3» :
بن سعيد بن العاص بن أميّة.
ذكره العسكريّ في الصّحابة، وذكر موسى بن عقبة أنه ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبوه إليها، وأنه استشهد بمرج الصّفّر.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: هو ممن حمل في السّفينتين. وروى ابن سعد أنه شقيق أم خالد بنت خالد أمهما حمينة، وقيل أمينة بنت خلف بن أسعد «4» الخزاعيّة. [وذكر سيف قصّة قتله بالمرج مطوّلة] «5» .
3264- سعيد بن أبي راشد «6» :
يقال إنه جمحيّ. قال ابن حبّان: له صحبة.
وروى الحسن بن سفيان، وابن أبي داود، وابن شاهين، وابن عديّ في الكامل، من طريق يونس بن حبّان، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعيد بن أبي راشد: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ في أمّتي لخسفا ومسخا وقذفا» «7» .
في إسناده ضعف. وأما سعيد بن أبي راشد شيخ عبد اللَّه بن عثمان بن جشم، روى عنه عن رسول قيصر حديثا، فأظنه غير هذا.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 467، عن سعيد بن حريث بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 113 عن عمرو بن حريث ولفظه لا يبارك في ثمن أرض ولا دار. قال الهيثمي رواه أحمد وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري وغيرهما. وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما.
(2) في أ: بالحيرة.
(3) أسد الغابة ت 2069، الاستيعاب ت 984.
(4) في أسعد.
(5) سقط في أ.
(6) الثقات 3/ 175، تجريد أسماء الصحابة 1/ 221، الطبقات 125، العقد الثمين 4/ 557، بقي بن مخلد 604، أسد الغابة ت 2070، الاستيعاب ت 985.
(7) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 83، وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 42، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 14، وقال رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف. أن من قلب ابن آدم مثل العصفور.(3/85)
3265- سعيد بن حيوة «1» :
ويقال حيدة، وبالأوّل جزم ابن أبي حاتم والعسكريّ وغيرهما.
وروى ابن مندة، والبيهقيّ في الدّلائل، وطائفة من طريق داود بن أبي هند، عن عباس بن عبد الرّحمن، عن كندير بن سعيد، عن أبيه، قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف ويقول:
يا ربّ ردّ راكبي محمّدا ... إليّ ربّي واصطنع عندي يدا «2»
[الرجز] قلت: من هذا؟ قالوا: عبد المطّلب بن هاشم، بعث بابن له في طلب إبل، وما بعثه في حاجة قط إلّا نجح، قال: فما كان بأسرع من أن جاءه فضمّه إليه.
قلت: لم أره في شيء من طرق حديثه أنه لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعد البعثة. فاللَّه أعلم. وتقدّم نحو هذه القصّة لحيدة والد معاوية القشيري.
3266- سعيد بن الرّبيع «3» :
بن عديّ بن مالك الأوسيّ، من بني جحجبى.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة، وذكره ابن مندة فيمن اسمه سعد- بسكون العين، وتعقّبه أبو نعيم.
3267- سعيد بن ربيعة الثّقفي «4» :
ذكره ابن مندة، وأخرج له من طريق إبراهيم بن المختار، عن ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد اللَّه، عن سعيد بن ربيعة، قال: قدم وفد ثقيف على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضرب لهم قبّة في المسجد، فأسلموا في النّصف من رمضان، فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا ويقضوا ما فاتهم. هكذا أورده.
ورواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن ابن عيسى، فقال: عن عطيّة بن سفيان بن ربيعة الثقفي، عن بعض وفدهم، وهو المحفوظ.
3268- سعيد بن قيس «5» :
بن ثابت «6» بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.
__________
(1) الاستيعاب ت 983.
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2068) . وفي الاستيعاب ترجمة رقم (983) .
(3) أسد الغابة ت 2071.
(4) أسد الغابة ت 2072.
(5) في أرقيش.
(6) ثقات 4/ 287، الجرح والتعديل 4/ 78، الطبقات الكبرى 3/ 89، مسند أحمد 1/ 187، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 275، 281، نسب قريش 433، طبقات خليفة 22، 127، تاريخ خليفة 218، التاريخ الصغير 1/ 101، المعارف 245- 246، الجرح والتعديل 4/ 21، مشاهير علماء الأمصار ت 11، حلية الأولياء 1/ 95. 97، ابن عساكر 7/ 115/ 2، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 217- 218، تهذيب الكمال 491، دول الإسلام 1/ 38، تاريخ الإسلام 1/ 285، العقد الثمين 4/ 559، 564 تهذيب التهذيب 4/ 34، خلاصة تذهيب الكمال 138، شذرات الذهب 1/ 57، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 129، 131.(3/86)
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة، ووقع عند ابن مندة أنه أنصاريّ، فوهم، وقد تعقبه أبو نعيم.
3269- سعيد بن زياد الطائي:
في زيد بن كعب «1» .
3270- سعيد بن زيد:
بن سعد الأشهليّ «2» . تقدّم في سعد.
3271- سعيد بن زيد:
بن عمرو «3» بن نفيل بن عبد العزّى العدويّ. أحد العشرة المشهود لهم بالجنّة، وأمّه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعيّة، كانت من السّابقين إلى الإسلام.
أسلم قبل دخول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها، ولم يكن بالمدينة زمان بدر، فلذلك لم يشهدها.
روى عنه من الصّحابة: ابن عمر، وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل، ومن كبار التابعين: أبو عثمان النهديّ، وابن المسيّب، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.
ذكر عروة وابن إسحاق وغيرهما في المغازي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ضرب له بسهمه يوم بدر، لأنه كان غائبا بالشام، وكان إسلامه قديما قبل عمر، وكان إسلام عمر عنده في بيته، لأنه كان زوج أخته فاطمة.
وروى البخاريّ، من طريق قيس بن أبي حازم، عن سعيد بن زيد، قال: لقد رأيتني وإنّ عمر لموثقي على الإسلام.
وكان سعيد من فضلاء الصّحابة، وقصته مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها، وقد شهد سعيد بن زيد اليرموك وفتح دمشق.
وقال سعيد بن حبيب: كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وسعد وسعيد وطلحة
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (2075) .
(3) أسد الغابة ت (2076) ، الاستيعاب ت (987) .(3/87)
والزّبير وعبد الرّحمن بن عوف مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم واحدا، كانوا أمامه في القتال، وخلفه في الصلاة، أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما، وفي قصتها أنّ دعاءه استجيب فيها.
وروى أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة، من طريق أبي بكر بن حزم أنّ سعيدا قال:
اللَّهمّ إنها قد زعمت أنها ظلمت، فإن كانت كاذبة فأعم بصرها، وألقها في بئرها، وأظهر من حقّي نورا بين المسلمين أني لم أظلمها. قال: فبينما هم على ذلك إذ سال العقيق سيلا لم يسل مثله قطّ، فكشف عن الحدّ الّذي كانا يختلفان فيه، فإذا سعيد بن زيد في ذلك قد كان صادقا، ثم لم تلبث إلّا يسيرا حتى عميت، فبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها، قال: فكنّا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للآخر إذا تخاصما: أعمال اللَّه عمى أروى، فكنّا نظنّ أنه يريد الوحشيّة، وهو كان يريد ما أصاب أروى بدعوة سعيد بن زيد.
قال الواقديّ: توفي بالعقيق، فحمل إلى المدينة، وذلك سنة خمسين. وقيل إحدى وخمسين. وقيل سنة اثنتين وعاش بضعا وسبعين سنة، وكان طوالا آدم أشعر.
وزعم الهيثم بن عديّ أنه مات بالكوفة، وصلّى عليه المغيرة بن شعبة، قال: وعاش ثلاثا وسبعين سنة.
3272- سعيد بن سعد:
بن عبادة الأنصاريّ «1» الخزرجيّ. تقدّم نسبه في ترجمة أبيه.
ذكره الجمهور في الصّحابة، وقال ابن عبد البر: صحبته صحيحة، واختلف فيه قول ابن حبّان، فذكره في الصّحابة وفي ثقات التّابعين، وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، وقال الواقديّ: كان واليا لعليّ على اليمن.
وحديثه في النّسائي وابن ماجة، من رواية أبي أمامة بن سهل، وروى عنه أيضا ابنه شرحبيل بن سعيد.
3273- سعيد بن سعيد:
بن العاص «2» بن أمية، أخو أبان وخالد وعمرو أولاد أبي أحيحة. أسلموا كلهم.
__________
(1) الثقات 3/ 156، تقريب التهذيب 1/ 297، تهذيب التهذيب 4/ 37، تهذيب الكمال 1/ 490، الكاشف 1/ 361، خلاصة تذهيب 1/ 380- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 98- التلقيح 376- الطبقات 254 أصحاب بدر 247- التحفة اللطيفة 146- طبقات فقهاء اليمن 43- التاريخ الصغير 1/ 86، الوافي بالوفيات 5/ 308، 222- التاريخ الكبير 3/ 455- طبقات ابن سعد 5/ 58- بقي بن مخلد 608. أسد الغابة ت 2078، الاستيعاب ت 988.
(2) أسد الغابة ت 2078، الاستيعاب ت 989، طبقات ابن سعد 5/ 30 التاريخ الكبير 3/ 502، أنساب الأشراف 4/ 433، معجم الطبراني 6/ 73، المعرفة والتاريخ 1/ 292، مشاهير علماء الأمصار 4462، الجرح والتعديل 4/ 48، تاريخ الطبري 5/ 293، مروج الذهب 3/ 80، الأغاني 16/ 39، جمهرة أنساب العرب 80 وفيه سعيد هو أبو أحيحة، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 174، تاريخ ابن عساكر 7/ 127، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 218، تهذيب الكمال 497، تاريخ الإسلام، العبر 1/ 64، تذهيب التهذيب 2/ 22، الوافي بالوفيات 15- 227، البداية والنهاية 8/ 183، العقد الثمين 4/ 571، تهذيب التهذيب 4/ 48، خلاصة تذهيب الكمال 118، شذرات الذهب 1/ 65، تهذيب ابن عساكر 6/ 133.(3/88)
وهذا ذكره ابن إسحاق فيمه استشهد بالطائف. وذكر ابن شاهين عن شيوخه أنّ إسلامه كان قبل الفتح بيسير. واستعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على سوق مكة.
3274- سعيد بن سفيان الرّعلي «1» :
ويقال: الرّعيني.
[ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وروى من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان] «2» ، قال: أقطع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سعيد بن أبي سفيان الرّعلي، وكتب له بذلك كتابا كتبه خالد بن سعيد.
3275- سعيد بن سويد «3» :
بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر، وهو خدرة الأنصاريّ الخدريّ، أخو سمرة بن جندب لأمه.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد.
وروى الأوزاعيّ، عن ثابت بن عمير، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سئل عن اللّقطة، كذا قال. والمشهور رواية ربيعة عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهنيّ، فإن كان محفوظا فلعبد الملك صحبة أو رؤية إن كان أرسل عن أبيه.
3276- سعيد بن سهيل «4» :
تقدم فيمن اسمه سعد.
3277- سعيد بن شراحيل «5» :
بن قيس بن الحارث بن سفيان بن فاتك»
بن معاوية الكنديّ.
__________
(1) أسد الغابة ت 2079.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2080، الاستيعاب ت 991، تجريد أسماء الصحابة 1/ 222، الجرح والتعديل 4/ 118، 119، مقاتل الطالبيين 69، التحفة اللطيفة 148، التاريخ الكبير 3/ 477، أسد الغابة ت 2081، الاستيعاب ت 990.
(4) الجرح والتعديل 4/ 1380.
(5) أسد الغابة ت 2082.
(6) في ب سنان بن الفاتك.(3/89)
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه ابن أخيه معروف بن قيس بن شراحيل، فارتد يوم البجير، وقتل على ردته- يعني معروفا.
وجزم ابن سعد بأنّ المقتول سعيد المذكور. فاللَّه أعلم.
[ورأيت في نسخة متقنة من الجمهرة شرحبيل- بدل شراحيل- وهو أصوب، ففي قصة شبيب الخارجي الّذي كان خرج على الحجاج أنّ عثمان بن سعيد بن شرحبيل بن عمرو قتل في تلك الواقعة، وكان يلقّب الجزل] «1» .
3278- سعيد بن العاص:
بن سعيد بن العاص «2» بن أمية القرشيّ الأمويّ، أبو عثمان، ابن أخي سعيد بن سعيد الماضي قريبا، أمه أم كلثوم بنت عبد اللَّه بن أبي قيس «3» بن عمرو العامريّة. ولم يكن للعاص ولد غير سعيد المذكور.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.
قلت: كان له يوم مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تسع سنين، وقتل أبوه يوم بدر، قتله علي. ويقال:
إن عمر قال لسعيد بن العاص: لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام. فقال:
ولو قتلته لكنت على الحقّ، وكان على الباطل، فأعجبه قوله.
وكان من فصحاء قريش، ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن، قال ابن أبي داود في المصاحف: حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، أنّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وولي الكوفة، وغزا طبرستان «4» ففتحها، وغزا جرجان، وكان في عسكره حذيفة
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2083، الاستيعاب ت 992، تجريد أسماء الصحابة 1/ 223، تقريب التهذيب 1/ 299، تهذيب التهذيب 4/ 48، تهذيب الكمال 1/ 494، خلاصة تذهيب 1/ 382، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 4 ب، شذرات الذهب 1/ 40، التلقيح 381، المحن 43، 228، الطبقات الكبرى 5/ 155، التحفة اللطيفة 148، سير أعلام النبلاء 3/ 444، تاريخ جرجان 63، التاريخ الصغير 84، 100، 102، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 638، الوافي بالوفيات 15/ 319، العبر 1/ 34، 35، الأعلام 3/ 96، أخبار قزوين (66) .
(3) في الطبقات: أم كلثوم بنت عمرو بن عبد اللَّه بن أبي قيس. وفي ب: بن أبي قيس عمرو، وفي أ: بن أبي عمرو.
(4) طبرستان: بفتح أوله وثانيه وكسر الراء بلاد واسعة ومدن كثيرة يشملها هذا الاسم يغلب عليها الجبال وهي تسمى بمازندران وهي مجاورة لجيلان وديلمان وهي من الرّيّ وقومس. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 878.(3/90)
وغيره من كبار الصّحابة، وولى المدينة لمعاوية.
وله حديث في الترمذي، من رواية أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جدّه- إن كان الضمير يعود على موسى. وله آخر في ترجمة جدّه يأتي في القسم الأخير.
وروى الزّبير، من طريق عبد العزيز بن أبان، عن خالد بن سعيد عن أبيه، عن ابن عمر، قال: جاءت امرأة إلى النّبي صلى اللَّه عليه وسلم ببردة، فقالت: إني نذرت أن أعطي هذه البردة لأكرم العرب، فقال: «أعطيها لهذا الغلام» ، وهو واقف- يعني سعيدا هذا.
قال الزّبير: والثياب السعديّة تنسب إليه.
وروى له مسلم والنّسائيّ، من روايته عن عثمان وعائشة، وروى الهيثم بن كليب في مسندة، من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده: سمعت عمر يقول ... فذكر له حديثا، وسيأتي له ذكر في ترجمة جدّه في القسم الأخير.
وأخرج الطّبرانيّ، من طريق محمد بن قانع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عاد سعيد بن العاص، فرأيته يكمده بخرقة.
وسعيد بن العاص هذا يحتمل أن يكون صاحب الترجمة وتكون رواية جبير هذه بعد الفتح، ويحتمل أن يكون جدّه وتكون رؤية جبير له قبل الهجرة، ولا مانع من عيادة الكافر، ولا سيما في ذلك الزّمان لم يكن أذن فيه في قتال الكفار.
وذكر ابن سعد في ترجمته قصّة ولايته على الكوفة بعد الوليد بن عقبة لعثمان، وشكوى أهل الكوفة منه وعزله مطوّلا. وكان معاوية عاتبه على تخلّفه عنه في حروبه فاعتذر، ثم ولاه المدينة، فكان يعاقب بينه وبين مروان في ولايتها.
وروى ابن أبي خيثمة، من طريق يحيى بن سعيد، قال: قدم محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه، فقال له: من أشرف الناس؟ قال: أنا وابن أمي، وحسبك بسعيد بن العاص.
وقال معاوية: كريمة قريش سعيد بن العاص، وكان مشهورا بالكرم والبرّ، حتى كان إذا سأله السّائل وليس عنده ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطورا، فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينار، فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق.
وحجّ سعيد بالنّاس في سنة تسع وأربعين، أو سنة اثنتين وخمسين، ولبث بعدها، ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن يحيى بن كثير، عن اللّيث.(3/91)
وروي عن صالح بن كيسان، قال: كان سعيد بن العاص حليما وقورا، وكان إذا أحبّ شيئا أو أبغضه لم يذكر ذلك، ويقول: إنّ القلوب تتغيّر، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم عائبا غدا.
ومن محاسن كلامه: لا تمازح الشّريف فيحقد عليك، ولا تمازح الدنيء فتهون عليه.
ذكره في المجالسة من طريق أبي عبيدة، وأخرجه ابن أبي الدّنيا من وجه آخر، عن ابن المبارك.
ومن كلامه: موطنان لا أعتذر من العيّ فيهما، إذا خاطبت جاهلا، أو طلبت حاجة لنفسي، ذكره في المجالسة من طريق الأصمعيّ.
وقال مصعب الزّبيريّ: كان يقال له عكّة العسل.
وقال الزّبير بن بكّار: مات سعيد في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين.
3279- سعيد بن العاص:
بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. له حديث.
[ذكر نسبه الذّهبي في «التجريد» ، فقال ما نصه: سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي، جدّ عكرمة بن خالد إن صحّ، ففي معجم الطبراني: حدثنا مطيّن، حدّثنا سفيان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، عن جدّه، قال: إذا وقع الطاعون ... لكن سها هنا الطبراني فأورده في الخاء- يعني في خالد بن العاص] «1» .
قلت: هذا الحديث قد ذكرته وبينت شاهد ذلك وتحريره في القسم الرابع في ترجمة العاص بن هشام، في حرف العين، كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى، [فإنّ الذّهبي ترجم للعاص بن هشام هناك تبعا للطبراني وأبي نعيم وأبي موسى] «2» .
3280- سعيد بن عامر «3» :
بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح القرشيّ الجمحيّ.
__________
(1) ، سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) الثقات 3/ 155، تجريد أسماء الصحابة 1/ 223، شذرات الذهب 2، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 205، التلقيح 381، الطبقات 25، 299، حلية الأولياء 1/ 368، مقاتل الطالبيين 192، الاستبصار 281، المحن 122، الطبقات الكبرى 7/ 242، 402، التحفة اللطيفة 151، صفة الصفوة 1/ 660، التاريخ الصغير 1/ 8، تاريخ جرجان 394، 497، طبقات الحفاظ 149، الوافي بالوفيات 15/ 320، التاريخ الكبير 3/ 53، الأعلام 3/ 97، البداية والنهاية 6/ 103، بقي بن مخلد 951، أسد الغابة ت 2084، الاستيعاب ت 993.(3/92)
من كبار الصّحابة وفضلائهم، وأمه أروى بنت أبي معيط.
أسلم قبل خيبر، وهاجر فشهدها وما بعدها، وولّاه عمر حمص، وكان مشهورا بالخير والزهد.
وروى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحيّ، وأرسل عنه شهر بن حوشب وغيره.
وروى أبو يعلى، من رواية ابن سابط، عن سعيد بن حذيم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لو أنّ امرأة من الحور العين أخرجت يدها لوجد ريحها كلّ ذي روح ... » «1» الحديث- مختصرا.
أخرجه أبو أحمد الحاكم، وابن سعد مطوّلا، وفيه قصة لسعيد مع زوجته في تفرقته المال الّذي يأتيه من عطائه.
وروى محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في (تاريخه) ، من طريق زيد بن أسلم، قال: قال عمر لسعيد بن عامر بن حذيم: إنّ أهل الشّام يحبونك. قال: لأني أعاونهم وأواسيهم، فقال: خذ هذه عشرة آلاف فتوسّع بها. قال: أعطها من هو أحوج إليها منّي ... الحديث.
وروى ابن سعد، من طريق ابن سابط، قال: أرسل عمر إلى سعيد بن عامر: إني مستعملك. فقال: لا تعنتني. قال: إنما أبعثك على قوم لست بأفضلهم، ولست أبعثك لتضرب أبشارهم، ولا لتهتك أعراضهم، ولكن تجاهد بهم عدوّهم وتقسم بينهم فيأهم.
وروى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، والبغويّ، من طريق ابن سابط أيضا عن سعيد بن عامر: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يجيء فقراء المسلمين يزفّون، فيقال لهم:
قفوا في الحساب، فيقولون: واللَّه ما كان لنا شيء نحاسب عليه، فيقول اللَّه: صدق عبادي، فيدخلون الجنّة قبل النّاس بسبعين عاما» «2» .
قال ابن سعد في الطّبقة الثالثة: مات سنة عشرين، وهو وال على بعض الشّام لعمر.
وروى البخاريّ، من طريق الزّهري، قال: مات في زمن عمر.
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 21، 8/ 145 والترمذي في السنن 4/ 156 عن أنس ولفظه لغدوه في سبيل اللَّه أو روحه خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينها ... الحديث. كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء في الغدو والرواح في سبيل اللَّه (17) حديث رقم 1651 قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وأحمد في المسند 3/ 157 عن أنس، والطبراني في الكبير 6/ 72 وابن عدي في الكامل 2/ 570، وابن عساكر في التاريخ 6/ 147، والهيثمي في الزوائد 10/ 417، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5/ 393.
(2) أخرجه الطبري في الكبير 6/ 71، وابن عساكر في التاريخ 6/ 147، 148.(3/93)
وقال أبو بكر البغداديّ في تسمية من نزل حمص من الصّحابة: استعمله عمر على حمص بعد عياض، فوليها دون نصف سنة، ومات، ولي في المحرم سنة عشرين ومات في جمادى الأولى.
وأرّخه الهيثم بن عديّ وابن زبر سنة تسع عشرة، زاد الهيثم: ومات بقيسارية. وقال أبو عبيد: مات سنة إحدى وعشرين. فاللَّه أعلم.
3281- سعيد بن عامر:
ذكر الثعلبي في تفسيره أنه أحد من أسلم من اليهود، ونزل فيهم: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ.... [البقرة: 121] الآية.
3282- سعيد بن عبد قيس «1» :
وقيل سعيد بن عبيد بن قيس بن لقيط بن عامر بن أمية أو ربيعة [بن ظرب] بن الحارث بن فهر القرشيّ الفهريّ.
ذكر ابن شاهين، من طريق ابن الكلبيّ وغيره، أنه أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة.
وذكر البلاذريّ أنه قدم المدينة قبل جعفر بن أبي طالب، وهو أخو نافع بن عبد قيس.
3283 ز- سعيد بن عبيد «2» :
بن أبي أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفيّ. جدّ إسماعيل بن طريح الشّاعر.
روى ابن مندة، من طريق إسماعيل، حدّثني أبي، عن جدّي، أن أبا سفيان رمى سعيد بن عبيد جدّه يوم الطّائف بسهم، فأصاب عينه، فأتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه، فقال: «إن شئت دعوت اللَّه فردّ عليك عينك، وإن شئت فعين في الجنّة» . قال: عين في الجنة.
قال: هذا غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.
قلت: فيه لفظة منكرة، فإن أبا سفيان في حصار الطائف كان مسلما، فكيف يرمي سعيدا، إن كان سعيد مسلما؟ وأظنّ الصّواب أن أبا سفيان رماه سعيد، ويؤيد ذلك ما أخرجه الزّبير بن بكّار من هذا الوجه، فقال: عن سعيد بن عبيد، قال: رأيت أبا سفيان يوم الطائف قاعدا في حائط يأكل فرميته، فأصبت عينه ... فذكر الحديث.
وروى ابن عائذ، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز أنّ عين أبي سفيان أصيبت يوم الطّائف.
وروى أبو الفرج الأصبهانيّ، من طريق أسامة بن زيد اللّيثي، عن القاسم بن محمد،
__________
(1) أسد الغابة ت 2086، الاستيعاب ت 9942.
(2) أسد الغابة ت 2087.(3/94)
قال: لم يزل السهم الّذي أصاب عبد اللَّه بن أبي بكر حتى قدم وفد الطّائف، فأراهم إياه، فقال سعيد بن عبيد: هذا سهمي أنا بريته، وأنا رميت به. فقال أبو بكر: الحمد للَّه الّذي أكرمه بيدك ولم يهنك «1» بيده.
وله طريق أخرى في ترجمة عبد اللَّه بن أبي بكر، فثبتت بذلك صحبة سعيد بن عبيد، وتحررت الرّواية الأولى. والحمد للَّه.
3284 ز- سعيد بن عبيد بن النّعمان:
تقدّم في سعد، وهو أصحّ وقد روى ابن أبي شيبة ما يدل على أنه سعيد، وأنه غير سعد الّذي مرّ، فقال: حدّثنا أبو إدريس، عن إسماعيل، عن الشّعبي، قال: قرأ القرآن على عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أبي، ومعاذ، وزيد، وأبو الدّرداء، وسعيد بن عبيد ... الحديث.
3285 ز- سعيد بن عتاب:
يأتي ذكره في ترجمة سليط بن سليط.
3286- سعيد بن عثمان الأنصاريّ «2» :
شهد أحدا.
روى إسحاق بن راهويه في مسندة من طريق الزّبير، قال: واللَّه إني لأسمع قول معتّب بن قشير والنّعاس يغشاني: لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا [آل عمران:
154] ، ثم قال: وقوله: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ [آل عمران: 155] ، قال: منهم عثمان بن عفان، وسعيد بن عثمان، وعلقمة بن عثمان الأنصاريان، قال: بلغوا جبلا بناحية المدينة ببطن الأعوص «3» ، فأقاموا هناك ثلاثا.
قلت: ساقه ابن إسحاق في مسندة مع إدراجه، ومن قوله: ثم ... إلخ من كلام ابن إسحاق في المغازي.
3287 ز- سعيد بن عديّ الأنصاريّ:
ذكره الأمويّ فيمن استشهد يوم اليمامة.
واستدركه ابن فتحون.
وقد تقدم نظيره في سعد بن عثمان، فما أدري أهما أخوان أم واحد اختلف في اسمه.
__________
(1) في ب وأسهمك.
(2) أسد الغابة ت 2089.
(3) أعوص: بفتح الواو والصاد المهملة موضع قرب المدينة والأعوص: واد في ديار باهلة لبني حصن منهم ويقال الأعوصين وكان عمر بن عبد العزيز يقول: لو كان لي أن أعهد لم أعد أحد الرجلين: صاحب الأعواص، أو أعمش بني تميم يعني القاسم بن محمد. معجم ما استعجم/ 173 معجم البلدان 1/ 264. وانظر لسان العرب/ 3170 «عوص» .(3/95)
3288- سعيد بن عمارة في أسعد «1» .
3289 ز- سعيد بن عمارة:
آخر تقدم في سعد [بن عمارة] «2» .
3290- سعيد بن عمرو التميميّ «3» :
حليف بني سهم.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، في مهاجرة الحبشة، وقال موسى بن عقبة:
استشهد بأجنادين هو وأخوه لأمّه تميم بن الحارث بن قيس، وكذا قال الزّبير: قاله الذّهبي.
وذكره ابن سعد فيمن تقدم إسلامه، ولم يشهد بدرا، وسماه الواقديّ وأبو معشر وأبو الأسود عن عروة سعيدا «4» . فاللَّه أعلم.
3291- سعيد بن عمرو: «5»
بن غزيّة الأنصاريّ، أخو الحارث.
قال ابن السّكن: له صحبة. وقال ابن فتحون: ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة أخيه الحارث، ولم يفرده بترجمة.
قلت: بل قال أبو عمر في ترجمة أخيه زيد بن عمرو: لا يثبت لسعيد صحبة.
3292- سعيد بن عمرو الكندي:
ذكره ابن الأثير، عن ابن ماكولا، إلا أنه قال: روى حديثه محمد بن المطلب، عن علي بن قرين، عن عبيدة بن حريث الكنديّ، عن الصلت بن حبيب الشّنّي عنه، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
3293 ز- سعيد بن عمرو:
العيذي- بالمهملة ثم التحتانية- المحاربيّ.
ذكره أبو عبيد فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من قومه. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
3294 ز- سعيد بن عمرو: «6»
قيل: هو اسم أبي كبشة الأنماريّ فيما جزم به ابن حبّان، وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى.
3295- سعيد بن القشب الأزدي:
حليف بني عبد مناف. يقال: ولّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على جرش «7» ، أخرجه أبو عمر.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ط.
(2) سقط في ط.
(3) أسد الغابة ت 2091، الاستيعاب ت 995.
(4) في أمعبدا.
(5) أسد الغابة ت 2093.
(6) أسد الغابة ت 2094، الاستيعاب ت 996.
(7) جرش: بالتحريك: وهو اسم مدينة عظيمة كانت، وهي في شرق جبل السواد من أرض البلقاء. انظر معجم البلدان 2/ 148.(3/96)
3296- سعيد بن قيس «1» :
بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عديّ بن غنم «2» بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السّلمي. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا.
3297 ز- سعيد بن مرّة العجليّ:
ذكر سيف والطبري أنّ المثنى بن حارثة استعمله بالعراق سنة اثنتي عشرة، وكان من أشدّ النّاس على نصارى بني تغلب. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدّم أنهم لم يكونوا يؤمّرون إلا الصّحابة.
3298 ز-[سعيد بن مقرّن المزني،
أحد الإخوة. ذكره الطّبري في الصّحابة، وروى سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمّره على شيء من العراق حين توجّه إلى الشام في خلافة أبي بكر.
3299 ز- سعيد بن المنذر: بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الأنصاريّ.
ذكره ابن حبّان في الصّحابة] «3» .
3300- سعيد بن مينا «4» :
مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم-
ذكر الخطيب في «المتفق» من طريق موسى بن سليمان الإيادي، عن عمر بن قيس بن الماصر، عن عطاء، عن سعيد بن مينا مولى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «فرّ من المجذوم فرارك من الأسد» .
3301
- سعيد «5» بن نوفل:
بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، ابن عمّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في الاستئذان. وعنه عمار بن أبي عمار.
ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم: هو عندي مرسل.
قلت: كلام الدّارقطنيّ يدلّ على أنه سعيد بن الحارث أخو نوفل. فاللَّه أعلم.
3302- سعيد بن يربوع:
بن عنكثة «6» بن عامر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ.
__________
(1) أسد الغابة ت 2095.
(2) في أعثمان.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 2097.
(5) أسد الغابة ت 2099.
(6) الجرح والتعديل 4/ ترجمة 304، تقريب التهذيب 1/ 8، تهذيب التهذيب 4/ 99 تهذيب الكمال 1/ 508- خلاصة تذهيب 1/ 393- الكاشف 1/ 375، شذرات الذهب 1/ 600، التلقيح 374 الطبقات 21، 278، - عنوان النجابة 99، الطبقات الكبرى 2/ 153، التحفة اللطيفة 163، سير أعلام النبلاء 2/ 542- المتحف 207، 509، 533، التاريخ الصغير 1/ 45، العقد الثمين 4/ 588- الوافي بالوفيات 15/ 382- العبر 1/ 59، التاريخ الكبير 3/ 453، 9/ 7- دائرة معارف الأعلمي 19/ 184، الثقات 3/ 155، أسد الغابة ت 2102، الاستيعاب ت 998.(3/97)
قال النّسائيّ وغيره: له صحبة، وكان اسمه الصّرم ويقال أصرم، حكاه البخاريّ والعسكريّ.
وقال الزّبير: كان له ولدان: هود، والحكم، وكان يكنى أبا هود. وقال ابن سعد: كان يكنى أبا الحكم، وأمه لبني بنت سعيد بن رياب السهمية، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى حديثه أبو داود، من رواية ابنه عبد الرحمن عنه. وروى عنه أيضا ابن له آخر اسمه عثمان.
وروى البغويّ وابن مندة من طريق عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن الصرم: حدثني جدّي، عن أبيه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «أيّنا أكبر أنا أو أنت؟» قال: أنت أكبر وأخير مني، وأنا أقدم سنّا، وغيّر اسمه فسمّاه سعيدا،
وقال: الصرم قد ذهب.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا بهذا الإسناد.
قلت: بعضه عند أبي داود، وأخرج البغويّ في ترجمة الصرم من حرف الصاد حديثا آخر من هذا الوجه.
وقال الزّبير وغيره: أسلم يوم الفتح، وقيل قبله، يكنى أبا هود، وشهد حنينا، وأعطي من غنائمها.
وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ، قال: أصيب سعيد بن يربوع ببصره فعاده عمر- زاد غيره- فقال له: «لا تدع شهود الجمعة والجماعة» ، فقال: ليس لي قائد، فبعث إليه غلاما من السّبي.
قال الزّبير: وهو أحد الأربعة الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب الحرم.
وروى الواقديّ، من طريق نافع بن جبير، أنّ عمر لما قدم الشّام فوجد الطّاعون، واستشار مشيخة قريش كان منهم مخرمة بن نوفل، وسعيد بن يربوع، وحكيم بن حزام وغيرهم، قال: وكان الّذي كلّمه في الرجوع مخرمة بن نوفل، وأخبره أنّ قوما من قريش كانوا ثمانين رجلا خرجوا تجّارا فطرقهم الطّاعون، فماتوا أجمعين في ليلة إلا رجلين:
أحدهما صفوان بن نوفل- يعني أخاه.
قال الزّبير وغيره: مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون سنة. وقيل وزيادة أربع.(3/98)
3303- سعيد بن يزيد الأزديّ «1» :
نزل مصر.
قال ابن يونس في تاريخ الغرباء: هو من أهل فلسطين، كان أميرا على مصر ليزيد بن معاوية.
روى عنه من أهل مصر أبو الخير مرثد اليزني، ثم ساق، من طريق اللّيث، وكذلك الحسن بن سفيان من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير، عن سعيد بن يزيد- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أوصني. قال: «أوصيك أن تستحي من اللَّه كما تستحي رجلا صالحا من قومك» .
ورواه ابن أبي خيثمة، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي الخير، عن سعيد بن فلان.
وقال أبو عمر: زعم أبو الخير أنّ له صحبة، والّذي رأينا من روايته فعن ابن عمر.
انتهى.
وذكر ابن أبي حاتم أنه اختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر، فروى بعضهم- يعني بالسّند- عنه عن سعيد بن مرثد، عن ابن عم له، قال: قلت: يا رسول اللَّه.
وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنا لا ندري له صحبة أو لا، فروى عنه عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الخير، عن سعيد بن يزيد: رجل من الصّحابة- حديث: «استحي من ربّك» ، قال: فدلّنا على أن لا صحبة له، فعلى قوله يكون الصّواب فيما قاله أبو عمر: فعن ابن عمر- تصحيفا.
وقد حكى أبو عمر الكنديّ أنّ رؤساء أهل مصر لما أمرّ عليهم قالوا: ما كان في زماننا شابّ مثله، فهذا يدل على أن لا صحبة له.
3304 ز- سعيد بن يزيد البلويّ:
ذكره ابن أبي خيثمة، وابن شاهين في الصّحابة، وغايرا بينه وبين الّذي قبله، ووحّدهما غيرهما.
3305 ز- سعيد بن فلان:
أو فلان بن سعيد.
روى الحسن بن سفيان، من طريق يونس بن أبي يعقوب، عن أبيه، قال: جلست أنا وجعفر بن عمرو بن حريث، وسعيد بن أشوع إلى فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان، فحدّثنا أنّ نفرا أتوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه، أرنا رجالا من أهل الجنّة. قال: «أنا من أهل الجنّة،
__________
(1) الجرح والتعديل 4/ 303، جامع التحصيل 225، مراسيل الرازيّ 68، أسد الغابة ت 2103، الاستيعاب ت 999.(3/99)
وأبو بكر وعمر، فسمى جماعة، قال: فقال فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان: وأنا من أهل الجنّة.
قلت: أورده الحسن بن سفيان في مسند سعيد بن زيد، وفيه نظر، لأن ابن أشوع لم يدركه، فإن كان محفوظا فهو غيره.
3306- سعيد:
والد ميسرة. يأتي ذكره في ترجمة مولاته كثيرة بنت سفيان.
3307 ز- سعيد الشّامي:
والد عبد العزيز. جاءت عنه عدّة أحاديث من رواية ولده عنه، تفرّد بها عبد الغفور أبو الصّباح بن عبد العزيز،
عن أبيه عبد العزيز، عن أبيه سعيد، منها ما أخرجه ابن عديّ، من طريق عامر بن سيار، عن أبي الصّباح بهذا الإسناد، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لا يجمع الإيمان والبخل في قلب رجل مؤمن أبدا» «1» .
قال ابن عديّ: وبهذا الإسناد اثنان وعشرون حديثا. وأخرج له ابن مندة، من طريق بقية، عن عبد الغفور بهذا الإسناد، قال فيه: عن أبيه وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا آخر.
وأخرج له ابن قانع حديثا من رواية صالح بن مالك، عن عبد الغفور، عن عبد العزيز، عن أبيه، قال: صلّيت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فكنت قريبا منه ... الحديث.
وأخرج له آخر نسبه فيه أنصاريّا، وسيأتي أبو «2» عبد العزيز في الكنى،
في حديث، وهو هذا أخرجه الطبري في «التفسير» ، وابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأورد البخاريّ في كتاب «الضعفاء» في ترجمة عبد الغفور من رواية عثمان بن مطر، عنه، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه يمسخ خلقا كثيرا، وإنّ الإنسان يخلو بمعصية، فيقول اللَّه تعالى: استهان بي فيمسخه، ثمّ يبعثه يوم القيامة إنسانا يقول له: كما بدأكم تعودون، ثمّ يدخله النّار» «3» .
وله عند بقيّ بن مخلد أربعة أحاديث.
3308- سعيد:
بالتصغير- تقدم في سعيد بن سهل.
3309 ز- سعير:
مصغرا، آخره راء- ابن خفاف التميميّ.
ذكره سيف في الفتوح، وأنه كان عاملا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على بطون تميم، وأقرّه أبو بكر.
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1966 وأورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 8/ 196.
(2) في ب، ج: أبوه.
(3) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 77 وابن حجر في لسان الميزان 4/ 128 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43720.(3/100)
3310- سعير بن سوادة» العامريّ:
وقيل: هو سفيان.
روى ابن مندة، من طريق العلاء بن الفضل، عن أبي سويد المنقري، عن آبائه- أنّ سعير بن سوادة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
3311- سعير بن العدّاء الفريعي «2» :
ويقال البكائيّ. ذكره المدائني في كتاب رسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى من طريق عبد اللَّه بن يحيى، قال: أراني ابن لسعير بن العدّاء كتابا من محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتبه لسعير بن عدّاء، ورواه الباوردي وابن مندة من هذا الوجه، وزاد: إني أحفرتك الرجيح «3» .
3312 ز- سعية:
بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح المثناة التحتانية بعدها هاء التأنيث- ابن العريض- وقيل بالنّون، تقدّم قريبا.
3313- سفعة الغافقي:
رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، شهد فتح مصر. ذكره ابن يونس، وقال: ذكروه في كتبهم
السين بعدها الفاء
3314- سفيان بن أسد «4»
بفتحتين أو أسيد- بوزن عظيم- الحضرميّ.
ذكره ابن أبي خيثمة وابن أبي عاصم وغيرهما في الصّحابة، وأخرجه من رواية بقية، أخبرني ضبارة، بفتح المعجمة والموحدة المخففة،
ابن مالك الحضرميّ أنه سمع أباه يحدّث عن عبد الرّحمن بن جبير أن أباه حدّثه عن سفيان بن أسد الحضرميّ أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «كبرت خيانة أن تحدّث أخاك حديثا هو لك به مصدّق وأنت له كاذب» «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2105.
(2) أسد الغابة ت 2106.
(3) في ب، ج الوحيح، وفي أسد الغابة: الزج.
(4) الثقات 3/ 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 225، تقريب التهذيب 1/ 30، تهذيب التهذيب 4/ 106، الكاشف 1/ 377، تذهيب التهذيب 1/ 395، التاريخ الكبير 4/ 86، أسد الغابة ت 2107، الاستيعاب ت 1001.
(5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 712 عن سفيان بن أسيد الحضرميّ كتاب الأدب باب في المعاريض حديث رقم 4971 والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 199، وابن سعد في الطبقات 7/ 139، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 4845، والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 86، وابن عساكر في التاريخ 5/ 178، وابن عدي في الكامل 4/ 1422، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 291، 595، والهيثمي في الزوائد 8/ 101 عن النواس بن سمعان وقال رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف.(3/101)
قال ابن مندة: غريب. وذكر ابن عدي أن محمد بن ضبارة رواه عن أبيه متابعا لبقية، ورواه يزيد بن شريح، عن جبير بن نفير، فقال: عن النوّاس بن سمعان. فاللَّه أعلم.
3315 ز- سفيان بن أمية:
بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس القرشي الزّهري.
ذكره البلاذريّ، وقال: هو الّذي ذهب بموت عليّ إلى أهل الحجاز، ولا عقب له، ومات أبوه كافرا، وكان ابن عم أبي سفيان بن حرب، وأما ولده سفيان صاحب الترجمة فمقتضى ما قالوا: إنه لم يبق بمكة قرشيّ بعد الفتح إلا أسلم، وحجّ مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع- أن يكون له صحبة.
3316 ز- سفيان بن بشر «1» :
يأتي في نسر- بنون ومهملة.
3317- سفيان بن ثابت الأنصاريّ «2» :
من بني النّبيت «3» .
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في الصّحابة.
وقال ابن شاهين عن الواقديّ: استشهد ببئر معونة.
3318- سفيان بن حاطب «4» :
بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاريّ الظّفريّ.
قال ابن شاهين، عن ابن الكلبيّ: إنه شهد أحدا، واستشهد ببئر معونة.
3319- سفيان بن الحكم الثقفيّ «5» :
مرّ في الحكم بن سفيان.
3320- سفيان بن خولي «6» :
بن عبد عمرو بن خولي بن همام العبديّ.
ذكر ابن الكلبيّ أن له وفادة. وقال الرّشاطي في الحدادي- بضم المهملة: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
3321- سفيان بن أبي زهير الأزديّ «7» :
من أزد شنوءة. قال ابن المديني وخليفة:
__________
(1) الاستيعاب ت 1002.
(2) أسد الغابة ت 2108، الاستيعاب ت 1003، الجرح والتعديل 4/ 944، تنقيح المقال 4939، دائرة الأعلمي 19/ 188.
(3) في أ: من بني الليث.
(4) أسد الغابة ت 2109، الاستيعاب ت 1004.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 226، تقريب التهذيب 1/ 310- تهذيب التهذيب 4/ 109- تذهيب الكمال 1/ 398- أسد الغابة ت 2110، دائرة معارف الأعلمي 19/ 289، الاستيعاب ت 1005.
(6) أسد الغابة ت 2111.
(7) الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226- تقريب التهذيب 1/ 311- تهذيب التهذيب 4/ 110- الكاشف 1/ 377، خلاصة تذهيب 1/ 339- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 949- التلقيح 372- التاريخ الكبير 4/ 86، الإكمال 5/ 110 بقي بن مخلد 305- أسد الغابة ت 2112، الاستيعاب ت 1006.(3/102)
اسم أبيه القرد، وقيل ابن نمير بن مرارة بن عبد اللَّه بن مالك، ويقال فيه النمريّ، لأنه من ولد النمر بن عثمان بن نصر بن زهران.
نزل المدينة، وحديثه في البخاريّ من رواية عبد اللَّه بن الزبير عنه.
وروى البخاريّ أيضا من طريق السّائب بن يزيد، عنه، قال: وهو رجل من أزد شنوءة من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من اقتنى كلبا ... » الحديث.
3322- سفيان بن زيد «1» :
أو يزيد، الأزديّ.
ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال: إن الحديث عنه منقطع، وهو من رواية روح بن عوف، عن ابن سيرين، عنه في العتيرة.
3323- سفيان بن زياد الحمصيّ «2» :
ذكره عبد الصّمد بن سعيد في الصّحابة الذين نزلوا حمص.
3324- سفيان بن سهل «3» :
أو ابن أبي سهل، الثقفيّ. له ذكر في حديث المغيرة بن شعبة.
روى أحمد والنّسائيّ وابن حبّان وغيرهم، من حديث عبد الملك بن عمير، عن حصين بن عقبة، عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو آخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل، وهو يقول: «لا تسبل إزارك»
- لفظ أحمد، وعند النّسائي سفيان بن سهل، ومداره عندهم على شريك بن عبد الملك، وقيل: عن شريك بن عبد الملك، وقيل عن شريك عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر بدل حصين بن عقبة، وقيل: عن عبد الملك عن المغيرة بغير واسطة، والأول أصحّ.
3325- سفيان بن صهابة:
المهري المعروف «4» بالخرنق الشّاعر.
ذكره ابن أبي داود في الصّحابة، وتبعه ابن مندة وغيره. وذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر، وأنه قال: كنت أنا والمقداد «5» لصّين في الجاهليّة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2113.
(2) في أج الحضرمي.
(3) أسد الغابة ت 2114، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226.
(4) أسد الغابة ت 2115.
(5) في أكنت أنا والمقداد بن الأسود لصين في الجاهلية، أسد الغابة ت 2117، الاستيعاب ت 1008.(3/103)
3326- سفيان بن عبد اللَّه:
بن أبي ربيعة «1» بن الحارث [بن مالك] «2» بن حطيط بن جشم الثقفيّ الطائفيّ.
أسلم مع الوفد،
وسأل النبيّ للَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن أمر يعتصم به، فقال: «قل ربّي اللَّه، ثمّ استقم» «3» .
أخرج حديثه مسلم والنسائيّ والترمذيّ، واستعمله عمر على صدقات الطّائف، ووقع في رواية مرسلة لابن أبي شيبة أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله «4» على الطائف.
[وروى عنه أولاده: عاصم، وعبد اللَّه، وعلقمة، وعمرو، وأبو الحكم، وغيرهم.
وقال أبو الحسن المدينيّ: شهد سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة حنينا، فقتل أخوه عثمان، فاستقبل وقال لأبي سويد: لا خير في العيش بعده، فتخيّل أبو سويد حتى انهزم به، وذلك أنه قطع طرف عذاره، وكان على حصان وأبو سويد على أنثى، فأدناها من فرس سفيان حتى شمّها، ثم حرّك أبو سويد فرسه وذهب فرس سفيان ليتبعها، فلحقه سفيان ليحبسه، فانقطع اللّجام، واستمرّ فرسه يتبع فرس أبي سويد فنجيا جميعا، وأسلم سفيان بعد ذلك.
قلت: ولم أقف على حال أبي سويد المذكور] «5» .
3327- سفيان بن عبد الأسد المخزوميّ «6» :
ذكر أبو عمر أنه من المؤلّفة، وفيه نظر.
__________
(1) الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226، تقريب التهذيب 1/ 311- تهذيب التهذيب 4/ 115، خلاصة تذهيب 1/ 396، الكاشف 1/ 378، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 952، الطبقات 286، الأعلمي 19/ 191، التحفة اللطيفة 165، العقد الثمين 4/ 590، الوافي بالوفيات 15/ 404، التاريخ الكبير 86، تاريخ الثقات 194، بقي بن مخلد 304، الجمع بين رجال الصحيحين 732، تاريخ أسماء الثقات 499، تنقيح المقال 4951.
(2) سقط في أ.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 65 عن سفيان بن عبد اللَّه الثقفي كتاب الإيمان (1) باب جامع أوصاف الإسلام (13) حديث رقم (62/ 38) والترمذي في السنن 4/ 525 كتاب الزهد باب (60) ما جاء في حفظ اللسان حديث رقم 2410 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1314 كتاب الفتن (36) باب كف اللسان في الفتنة (12) حديث رقم 3972 وابن ماجة في صحيحه حديث رقم 2543، والدارميّ في السنن 2/ 298 وأحمد في المسند 3/ 413، والحاكم في المستدرك 4/ 313، والطبراني في الكبير 7/ 78، وأبو نعيم في الحلية 1/ 65، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 347، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36524.
(4) في أاستعمله عمر على صدقات الطائف.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت 2116، الاستيعاب ت 1007.(3/104)
وذكره العدويّ في النّسب وأنه أخو أبي سلمة، ولم يذكر أنه أسلم. وعند ابن الكلبيّ، ما يدلّ على أنه أسلم، [فيكتب من ترجمة ربيبته أم عمر وبنت سفيان من النّساء] «1» .
3328 ز- سفيان بن عبد شمس:
بن أبي وقّاص الزهري. ينظر من القسم الثاني.
روى الطّبرانيّ، من طريق إسماعيل بن راشد أنّ معاوية بعثه رسولا إلى عمرو بن العاص يخبره بقتل علي.
وقد تقدّم في سفيان بن أمية أنه كان رسولا إلى الحجاز بمثل ذلك.
قال ابن عساكر: لم أر له ذكرا في كتب الأنساب ولا التواريخ «2» .
3329 ز- سفيان بن العديل:
بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم التميميّ.
ذكره ابن سعد في «الطّبقات» ، فقال: أنبأنا هشام بن الكلبيّ، قال: حدّثني رجل من عبد القيس، قال: حدّثني محمد بن جناح، أخو بني عمرو بن كعب بن تميم، قال: وفد سفيان بن العديل على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، فقال له ابنه قيس: يا أبت، دعني آت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم معك. قال: ومات قيس في زمن أبي بكر مع العلاء بن الحضرميّ بالبحرين، فقال فيه بعض الشّعراء:
فإن يك قيس قد مضى لسبيله ... فقد طاب قيس بالرّسول فأسلما
[الطويل] [وروى عنه أولاده عاصم وعبد اللَّه وعلقمة وعمرو وأبو الحكم وغيرهم] «3» . وسيأتي ذكر ولده غنيم بن قيس في الغين المعجمة.
3330 ز- سفيان بن أبي عزّة الجذاميّ:
كان نازلا في بني حنيفة ولم يرتدّ. ذكر ذلك وثيمة،
وذكر أنّ خالد بن الوليد أخذه فيمن ظفر به من أهل اليمامة، فأراد قتله، فقال له سفيان: يا خالد، إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من عبد يقتل عبدا إلّا قعد له يوم القيامة على الصّراط. فخلّى سبيله» «4» ،
وفيه يقول الشاعر:
إنّني والحصين وابن أبي ... عزّة سفيان ديننا الإسلام
[الخفيف]
__________
(1) سقط في أ.
(2) في ط التاريخ.
(3) سقط في ط.
(4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 46، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 33 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 197712 والحاكم في المستدرك 2/ 126 عن أبي بكرة ولفظه ما من عبد يقتل نفسا معاهدة إلا حرم اللَّه عليه الجنة ... الحديث قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 195.(3/105)
3331- سفيان بن عطية:
بن ربيعة الثقفيّ «1» . روى البغويّ وعمه أحمد بن منيع، من طريق ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد اللَّه، عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفيّ، قال: وفد ناس من ثقيف على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال ابن أبي خيثمة: هو عطية بن سفيان قدم مع وفد ثقيف.
قلت: المحفوظ أنّ الحديث من رواية عيسى بن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفيّ عن بعض وفدهم. فاللَّه أعلم.
3332- سفيان بن عمير «2» :
بن وهب النّضريّ. تقدّم في سعد بن وهب.
3333
- سفيان بن أبي «3» العوجاء الثقفيّ.
ذكره ابن أبي عاصم في الصّحابة، وذكره الطّبراني في المعجم الكبير في الصّحابة، لكنه زعم أنه أبو ليلى الأنصاريّ والد عبد الرّحمن.
وذكر العسكريّ أنّ جريرا روى في حديث سفيان بن أبي زهير، فقال: سفيان بن أبي العوجاء.
3334 ز- سفيان بن عوف الأسلميّ:
أو الغامديّ «4» . يأتي في مالك بن وهب.
وروى الحاكم عن مصعب الزّبيري، قال: وسفيان بن عوف الغامدي صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان له بأس ونجدة وسخاء، وهو الّذي أغار على هيت والأنبار في أيام عليّ، فقتل وسبى، وإياه عنى علي بن أبي طالب في خطبته حيث قال فيها: وإن أخا غامد قد أغار على هيت والأنبار، وقتل حسان بن حسان- يعني عامل عليّ- واستعمل معاوية سفيان بن عوف على الصّوائف «5» ، وكان يعظمه، ثم استعمل بعده ابن مسعود الفزاري، فقال له الشاعر:
__________
(1) أسد الغابة ت 2118، الاستيعاب ت 1009، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226.
(2) أسد الغابة ت 2119.
(3) أسد الغابة ت 2110.
(4) فتوح الشام للأزدي 156، العقد الفريد 1/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 517، مروج الذهب 1668، فتوح البلدان 224، تاريخ الطبري 4/ 261، جمهرة أنساب العرب 256، المستدرك 3/ 446، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 183، الكامل في التاريخ 3/ 97، الوافي بالوفيات 15/ 283، تعجيل المنفعة 155، تاريخ الإسلام 1/ 231.
(5) الصوائف: جبل بالحجاز قرب مكة لهذيل، قال أبو جندب الهذلي:
وقد عصّبت أهل العرج منهم ... بأهل صوائف إذ عصّبوني
انظر: مراصد الاطلاع 2/ 855.(3/106)
أقم يا بن مسعود قناة صليبة ... كما كان سفيان بن عوف يقيمها
[الطويل] وروى ابن عائذ، من طريق صفوان بن عمرو، عن الفرج بن محمد، عن بعض أشياخه، قال: كنّا مع سفيان بن عوف الغامديّ سارين بأرض الرّوم، فأغار على باب الذّهب، حتى حرج أهل القسطنطينية، فقالوا: واللَّه ما ندري أخطأتم الحساب، أم كذب الكتاب، أم استعجلتم المقدّر؟ فإنّا وأنتم نعلم أنها ستفتح، ولكن ليس هذا زمانها.
وقال ابن عساكر: سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمر بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن غامد بن الأزد»
الغامديّ.
شهد فتح الشّام، ثم روى من طريق سفيان بن مسلم الأزديّ، عن سفيان بن عوف الأزدي، قال: بعثنا أبو عبيدة إلى عمر بكتاب.
وذكر خليفة أنه مات سنة ثلاث وخمسين، وأبو عبيد سنة اثنتين، والواقديّ سنة أربع.
فاللَّه أعلم.
وذكره ابن الكلبيّ، فقال: سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد بن زيد مناة بن غامد الغامديّ صاحب الصّوائف.
3335- سفيان بن القرد:
وهو ابن أبي زهير. تقدّم.
3336 ز- سفيان بن قيس:
بن الحارث «2» بن المطّلب القرشيّ المطلبيّ ابن أخي الطّفيل وعبيدة ابني الحارث. لهم صحبة.
أخرج البغويّ، من طريق إبراهيم بن سعد، عن سليمان بن محمد الأنصاريّ، عن رجل من قومه يقال له الضّحاك، كان عالما قال: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بين الحارث بن عبد المطّلب وسفيان بن قيس بن الحارث.
3337- سفيان بن قيس:
بن أبان الثّقفيّ «3» . ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصّحابة،
__________
(1) في ب: الأزدي.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 227، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 951، الطبقات 54، 285، الطبقات الكبرى 8/ 492، العقد الثمين 4/ 592، أسد الغابة ت 2121، الاستيعاب ت 1010.(3/107)
وأخرج من طريق عبد ربّه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة، عن رقيقة قالت: جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الطّائف يطلب النصر من ثقيف، فدخل عليّ فسقيته سويقا فشرب، وقال: «لا تعبدي طاغيتهم، ولا تصلّي إليها» . فقلت: إذن يقتلوني. قال: «فإن جاءوك فقولي ربّي ربّ هذه الطّاغية، وولّيها ظهرك إذا صلّيت» .
قالت أميمة: فحدثني أخواي: وهب وسفيان ابنا قيس، قالا: لما أسلمت ثقيف قال لنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما فعلت أمّكما؟» «1» قالا: ماتت على الحال التي فارقتها عليها. قال:
«أسلمت أمّكما إذن» .
3338 ز- سفيان بن قيس الثّعلبيّ «2» :
قال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصّحابة.
3339 ز- سفيان:
ويقال نفير بن مجيب الثّمالي.
قال ابن عساكر: سفيان أصح.
روى ابن قانع وغيره من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن حجاج بن عبيد الثّمالي، وكان قد رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد معه حجة الوداع- أنّ سفيان بن مجيب حدّثه، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ في جهنّم سبعة آلاف واد» ... الحديث.
ووقع في رواية ابن قانع: بخيت- بموحدة ومعجمة وآخره مثناة مصغّر. قال الخطيب: ومجيب هو الصواب.
ومدار حديثه على إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى. واختلف على إسماعيل، فقال أبو اليمان وغيره: نفير بن مجيب. وقال الهيثم بن خارجة: سفيان، ورجّح أبو حاتم وغيره سفيان على نفير. وانفرد الدار الدّارقطنيّ فرجّح نفيرا.
وروى ابن عائذ في المغازي من طريق يزيد بن أبي حبيب، قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: ابعث إلى سفيان الأزديّ صاحب بعلبكّ «3» ، ليبعث بمن خرج منهم- يعني أهل مصر. قال: فبعث إلى سفيان بن مجيب، [فخرج في أثر عبد الرحمن بن عديس، فأدركوهم، قال: وزوجه معاوية حفصة بنت أميّة بن حرب.
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 93 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 38 عن رقيقة ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(2) أسد الغابة ت 2122.
(3) بعلبكّ: مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرّخام لا نظير لها في الدنيا. انظر معجم البلدان 1/ 37.(3/108)
وروى ابن عائذ أيضا، عن الوليد، عن أبي مطيع- أنّ معاوية وجّه سفيان بن مجيب] «1» الثمالي إلى طرابلس في جماعة ... فذكر قصّة.
3340- سفيان بن معمر «2» :
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ.
ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، في مهاجرة الحبشة، وكانت معه امرأته حسنة وهي والدة شرحبيل.
وقال الزّبير بن بكّار: هو أخو جميل بن معمر.
وذكر ابن إسحاق أنّ معمرا تبنّى سفيان، وكان أصله من الأنصار من بني زريق، فحالف معمرا فتبناه، فنسب إليه، قالوا: وهلك سفيان هذا وولداه جابر وجنادة في خلافة عمر.
3341- سفيان بن نسر «3» :
بن زيد بن الحارث الأنصاريّ الخزرجيّ، من بني جشم بن الحارث.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا. واختلف في اسم أبيه، قال ابن الكلبيّ والواقديّ والقداح: نسر- بالنون والمهملة الساكنة، واستصوبه ابن ماكولا. وقال ابن إسحاق: بشر- بكسر الموحدة وسكون المعجمة. وقال ابن حبيب: هو خطأ.
وقال أبو حاتم: شهد أحدا، كذا قال.
3342- سفيان بن همام المحاربيّ «4» :
من محارب عبد القيس. وقيل من محارب خصفة. والأول أصحّ.
وروى ابن أبي عاصم، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وابن شاهين، من رواية يزيد بن الفضل بن عمرو بن سفيان بن همام، عن أبيه، عن جدّه، عن سفيان بن همام، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «انه قومك عن نبيذ الجرّ» .
ووقع في رواية ابن السكن، عن أبيه، عن جده فقط.
__________
(1) سقط في ب.
(2) الجرح والتعديل 4/ 946، التاريخ الصغير 1/ 3، الاستيعاب ت 1011، أسد الغابة ت 2124.
(3) أسد الغابة ت 2125. تصحيفات المحدثين 584- المشتبه 80.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 227 أسد الغابة ت 2128، الاستيعاب ت 1012.(3/109)
واعتمد البزّار هذه الرواية، فأخرج الحديث في مسند عمرو بن سفيان، وقال: لا نعلم روى عمرو بن سفيان إلّا هذا. وتبعه أبو عمر [فقال: عمرو بن سفيان المحاربيّ يروي في نبيذ الجرّ أنه حرام.
يعدّ في الشّاميين، كذا قال. وأما ابن مندة فقال: عمرو بن سفيان المحاربي سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يعدّ في أعراب البصرة، ثم ساق حديثه كما صنع البزّار، ثم إنه أخرج الحديث بعينه من الوجه المذكور في سفيان بن همّام، ولم يبيّنه في واحد من الموضعين على الاختلاف فيه، وكذا جرى لأبي عمر، فقال فيمن اسمه سفيان بن همام العبديّ من عبد القيس: روى في نبيذ الجرّ، روى عنه ابنه عمرو بن سفيان، ولم يبيّنه أيضا ولا ابن الأثير] «1» .
3343- سفيان بن وهب الخولانيّ «2» :
أبو أيمن.
قال أبو حاتم: له صحبة، وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق غياث الحرّاني، قال: مرّ بنا سفيان بن وهب، وكانت له صحبة، فسلّم علينا.
وقال ابن يونس: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، وولي إمرة إفريقية في زمن عبد العزيز بن مروان، ومات سنة اثنتين وثمانين.
وروى عن عمر والزّبير وغيرهما. روى عنه بكر بن سوادة وعبد اللَّه بن المغيرة، وأبو الخير، وأبو عشّانة وغيرهم.
وروى الحسن بن سفيان وابن شاهين، من طريق سعيد بن أبي شمر السبائي: سمعت سفيان بن وهب الخولانيّ يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تأت المائة وعلى ظهرها أحد باق» .
قال: فحدثت به عبد العزيز، فقال: لعله أراد أنه لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة.
وله في مسند أحمد حديث آخر، وعند ابن مندة ثالث. وحديثه عن عمر في مسند أبي يعلى.
وقال ابن حبّان: من زعم أنّ له صحبة فقد وهم، [كذا قال في التابعين، وقال قبل ذلك في الصحابة: سكن مصر، له صحبة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2129، الاستيعاب ت 1013، طبقات ابن سعد 7/ 440، التاريخ الكبير 4/ 87، المعرفة والتاريخ 2/ 487، الجرح والتعديل 4/ 217، مشاهير علماء الأمصار ت 922، تاريخ ابن عساكر 7/ 191، تاريخ الإسلام 3/ 251، تعجيل المنفعة 106، تهذيب ابن عساكر 6/ 187.(3/110)
وقال العجليّ: تابعيّ ثقة.] «1» .
3344- سفيان بن يزيد «2» :
تقدم في ابن زيد.
3345 ز- سفيان الهذلي «3» :
والد النضر. ذكره أبو عمر مختصرا. وسيأتي في القسم الثالث.
3346- سفينة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «4» :
قيل: كان اسمه مهران. وقيل: طهمان، وقيل: مروان وقيل: نجران، وقيل: رومان، وقيل: ذكوان، وقيل: كيسان، وقيل سليمان، وقيل سنة «5» - بالمهملة والنون وقيل: بالمعجمة، وقيل: أيمن، وقيل: مرقنة «6» ، وقيل أحمر، وقيل أحمد، وقيل رباح، وقيل مفلح، وقيل عمير، وقيل معتب، وقيل قيس، وقيل عبس، وقيل عيسى، فهذه واحد وعشرون قولا، وكان أصله من فارس فاشترته أمّ سلمة، ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن أم سلمة، وعليّ. وعنه ولداه: عبد الرحمن، وعمر، وسالم بن عبد اللَّه بن عمر، وأبو ريحانة، وغيرهم.
قال حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر، فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى عليّ ثوبه حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال: ما أنت إلا سفينة، وكان يسكن بطن نخلة «7» .
السّين بعدها الكاف
3347- سكبة بن الحارث الأسلميّ «8» :
روى مسدّد في مسندة من طريق زياد بن
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2130، الاستيعاب ت 1014، الجرح والتعديل 14 ترجمة 953- تجريد أسماء الصحابة 22811- مقاتل الطالبين 335.
(3) أسد الغابة ت 2126، الاستيعاب 1015.
(4) أسد الغابة ت 2131، الاستيعاب 1140، التاريخ لابن معين 2/ 714، المحبر 128، التاريخ الصغير 94، 98، تاريخ اليعقوبي 2/ 87، أنساب الأشراف 1/ 490، تاريخ ابن زرعة 1/ 456، الثقات لابن حبان 4/ 348، المعجم الكبير 7/ 94، حلية الأولياء 1/ 368، تلقيح فهوم أهل الأثر 150، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 225، تجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 238، الكاشف 1/ 302، المعين من طبقات المحدثين 21 رقم 48، تقريب التهذيب 1/ 312، خلاصة تذهيب التهذيب 162، البداية والنهاية 8/ 323، مختصر التاريخ لابن الكازروني 54، تاريخ الإسلام 2/ 411.
(5) في أسنينة.
(6) في أمرقية.
(7) بطن نخل: قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة. انظر معجم البلدان 1/ 533.
(8) المشتبه 363، أسد الغابة ت 2132، الاستيعاب ت 1142.(3/111)
مخراق، عن رجل من أسلم، قال: كان منّا ثلاثة نفر صحبوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: بريدة، ومحجن، وسكبة.
وروى ابن شاهين من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه بن شقيق العقيلي- أنّ عمران بن حصين دخل المسجد، فإذا سكبة بن الحارث يصلي وبريدة جالس، فقال: يا بريدة، ألا تصلي كما يصلي سكبة، فلم يكلّمه بريدة، ثم أتى باب المسجد، فحدّث أنه خرج مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فاستقبلنا أحدا، فأشرف النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على المدينة، فقال: «يا ويحها قرية» ! ثم نزل. فلما بلغ باب المسجد إذا رجل يصلي، فقال: «من هذا» ؟ قلت: هذا من أمره كذا وكذا، قال: فأرسل يدي، ثم دخل، فقال: «خير دينكم أيسره» .
ورواه أبو داود الطّيالسيّ في مسندة عن أبي بشر، لكن قال فيه: عن ابن شقيق، عن رجاء الأسلميّ: أقبلت مع محجن الأسلميّ، حتى انتهيت إلى المسجد، فوجدنا بريدة ...
فذكر الحديث. وفيه: فقال بريدة: يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة، فلم يرد عليه، فقال محجن: أخذ بيدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره مقطعا في حديثين.
ورواه عمر بن شبّة في أخبار المدينة، من طريق جرير، عن الأعمش، فذكر نحو رواية المؤدب، وزاد فيه: فإذا بريدة جالس، وسكبة- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- قائم يصلي الضّحى، فقال بريدة: يا عمران، ألا تصلي كما يصلّي سكبة؟ قال: فسكت عمران، ثم مضينا، فقال عمران: إني لأمشي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره.
ثم أخرج من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء الباهليّ، قال: دخل محجن المسجد، فرأى بريدة، فقال ما لك لا تصلي كما يصلي سكبة- رجل من خزاعة؟ فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخذ بيدي. فذكر الحديث.
ومن طريق كهمس، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن محجن بن الأدرع، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لحاجة، ثم لقني وأنا خارج في بعض طرق المدينة. الحديث.
ومن طرى الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن محجن نحوه.
وروى أحمد بن منيع في مسندة، من طريق عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى عليّ رجل، فقال: «أتراه مرائيا» ؟ قلت: إنه وإنه.
قال: فقال «عليكم هديا قاصدا، فإنّه لن يشادّ هذا الدّين أحد إلّا غلبه» «1» .
__________
(1) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1179، وأحمد في المسند 4/ 350، 361، 442، والحاكم في المستدرك 1/ 312 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 91 والهيثمي في الزوائد 1/ 65، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5305.(3/112)
3348- السّكران بن عمرو «1» :
بن عبد شمس بن عبد ودّ بن مالك [بن نصر] «2» بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، أخو سهيل بن عمرو.
ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وكذا قال ابن إسحاق، وزاد أنه رجع إلى مكة فمات بها فتزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعده زوجته سودة بنت زمعة، زوجه إياها أخوه حاطب.
وزعم أبو عبيدة أنه رجع إلى الحبشة فتنصّر بها ومات.
وقال البلاذريّ: الأول أصحّ. ويقال: إنه مات بالحبشة.
3349- السّكين:
قيل هو اسم أبي ذرّ الغفاريّ. ويقال اسم أبيه. وسيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
3350- السّكين الضّمري «3» :
بالتصغير. وقيل السكن- بغير تصغير. قال أبو حاتم:
له صحبة.
روى البخاريّ في تاريخه، وابن أبي خيثمة، من طريق ابن جريج، حديثا عن عطاء ابن يسار: سمعت سكينا المصري يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «المؤمن يأكل في معى واحد ... » «4» الحديث.
رواه صفوان بن هبيرة، عن ابن جريج، عن سهيل، عن عطاء، وقد حدّث به موسى بن عبيدة عن عطاء، فقال: عن جهجاه. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 2133، الاستيعاب ت 1141.
(2) سقط في أ.
(3) الثقات 3/ 168، الوافي بالوفيات 15/ 412، حاشية الإكمال 4/ 315، التاريخ الكبير 4/ 198، الجرح والتعديل 4/ 893، دائرة معارف الأعلمي 19/ 200، أسد الغابة ت 2134، الاستيعاب ت 1143.
(4) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 92 ومسلم في الصحيح 3/ 1631 عن ابن عمر بتقديم وتأخير ... الحديث كتاب الأشربة (36) باب المؤمن يأكل من معى واحد ... (34) حديث رقم (182/ 2060) . والترمذي في السنن 4/ 235 كتاب الأطعمة (26) باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معى واحد ... (20) حديث رقم 1818 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1084 كتاب الأطعمة (29) باب المؤمن يأكل من معى واحد ... (3) حديث رقم 3256، 3257، 3258، وأحمد في المسند 2/ 21، 318، 415، 435 والدارميّ في السنن 2/ 99، وابن أبي شيبة في المصنف 8/ 133.(3/113)
السّين بعدها اللّام
3351- سلام «1» :
بالتخفيف، ابن أخت عبد اللَّه بن سلام. يأتي ذكره في ترجمة سلمة ابن أخي عبد اللَّه بن سلام.
3352- سلّام «2» :
بالتثقيل، ابن عمرو. مختلف في صحبته. وقد ذكره ابن حبّان في التّابعين.
وروى ابن مندة، من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سلّام بن عمرو- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- قال: «الكلاب رجس إلّا كلب صيد» .
قال ابن مندة: ورواه شعبة عن أبي بشر، عن سلّام بن عمرو، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن مندة: هذا هو الصّواب.
وفي مسند أحمد و «الأدب المفرد» للبخاريّ من طريق شعبة بهذا الإسناد متن آخر.
3353 ز- سلامة بن قيس الحضرميّ:
يأتي في القسم الأخير.
3354- سلامة بن سالم الثعلبي:
يأتي في سلمة بن سلامة.
3355 ز- سلامة بن عبد اللَّه:
روى ابن مندة، من طريق وهب بن راشد، عن ثور بن يزيد، عن عمرو بن سلامة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ اللَّه بنى جنّة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من مسك ... » «3» الحديث.
قال ابن مندة: لا تصحّ له صحبة.
3356-[سلامة بن عمير الأسلميّ «4» :
قيل: هو اسم أبي حدرد الأسلميّ. يأتي في الكنى] «5» .
3357- سلامة بن قيصر «6» :
ويقال سلمة. نزل مصر.
__________
(1) أسد الغابة ت 2136.
(2) أسد الغابة ت 2137.
(3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 95، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 323 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13185، 39231.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 228، الإكمال 4/ 445، الطبقات 110، الطبقات الكبرى 4/ 309، بقي بن مخلد 694. أسد الغابة ت 2139.
(5) هذه الترجمة ساقطة من أ.
(6) الثقات 3/ 168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 229، التلقيح 381، الطبقات 73، أسد الغابة ت 2140، الاستيعاب ت 1144.(3/114)
قال أحمد بن صالح: له صحبة، ونفاها أبو زرعة، وقال ابن صالح: سلمة عندنا أصحّ، وهو من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال البخاريّ: لا يصح حديثه، وأخرج حديثه مطيّن، والحسن بن سفيان، والطبراني، من طريق عمرو بن ربيعة الحضرميّ، سمعت سلامة بن قيصر، يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من صام يوما ابتغاء وجه اللَّه باعد اللَّه بينه وبين جهنّم كبعد غراب طار فرخا حتّى مات هرما» «1» .
ومداره على ابن لهيعة: فرواه ابن وهب وجلّ أصحابه عنه هكذا، ورواية ابن وهب في مسند أبي يعلى، وقال عبد اللَّه بن يزيد المقرئ عنه بهذا الإسناد، عن سلمة بن قيصر، عن أبي هريرة.
وعنه أخرجه أحمد في مسندة، ورجّح أبو زرعة هذه الزيادة، وأنكرها أحمد بن صالح، فقرأت بخط ابن عبد البرّ: حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا أبو بكر بن خروف، سألت أحمد بن صالح، فقال: لم يصنع المقرئ شيئا.
وقال ابن رشدين، عن أحمد بن صالح: هو خطأ من المقرئ.
وقال ابن يونس: سلامة بن قيصر، وقيل سلمة بن قيصر الحضرميّ، من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى عنه عمرو بن ربيعة، ومرثد أبو الخير اليزني. وذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: سكن مصر، وحديثه عند أهلها، ومات ببيت المقدس، وقبره بها.
3358 ز- سلامة العذريّ:
يقال له المهلب، ذكره علي بن حرب العراقي في كتاب البحار له أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. حكاه الرشاطيّ، ويقال هو والد قبيصة الآتي.
3359-[سلامة بن عمير:
قيل: هو اسم أبي خدرد الأسلمي، يأتي في الكنى] » .
3360 ز- سلم:
غير منسوب.
ذكر أبو داود في السّنن بغير إسناد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم رجل كان اسمه حربا فقال: «أنت سلم» .
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 184 عن سلمة بن قيصر ... الحديث رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال سلامة بن قيصر وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن أبي هريرة ... الحديث رواه أحمد والبزار وفيه رجل لم يسم.
(2) هذه الترجمة سقط في ط.(3/115)
3361 ز- سلم بن سمي بن الحارث:
الأزديّ ثم الدّوسي، أبو العكر- بفتح المهملة والكاف. مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
3362- سلكان بن سلامة «1» :
أبو نائلة. يأتي في الكنى.
3363- سلكان بن مالك «2» :
أورده ابن الدباغ مستدركا على الاستيعاب، وقال: ذكره الواقديّ فيمن دخل مصر من الصحابة.
3364- سلمان بن ثمامة «3» :
بن شراحيل بن الأصهب الجعفي.
قال ابن مندة: أنبأنا علي بن أحمد الحراني، حدثنا محمد بن محمد الأديب- أنّ سلمان وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وغزا مع عليّ ونزل الرقّة.
[وقال ابن الكلبيّ: كان سلمان اعتزل القتال في الفتنة هو وقوم ارتابوا بالقتال، فأقاموا بالرقّة، فكان عليّ يرسل إليهم الأعطية، ويقول: لا نمنعكم حقّكم من الفيء، لأنكم مسلمون، وإن امتنعتم من نصرتنا، قال: وكان سلمان ممّن قام مع حجر بن عديّ على زياد، فلما قبض زياد على حجر وأصحابه أفلت سلمان، وكان جدّه شراحيل رئيسا في الجاهليّة، وليس الأصهب والده، وإنما هو جد أبيه، وهو شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب، واسمه عوف بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفي بن سعد العشيرة. وكان كثير الغارة فقتله بنو جعدة، وفي ذلك يقول النابغة الجعديّ يفتخر بقتله:
أرحنا معدّا من شراحيل بعد ما ... أراها مع الصّبح الكواكب مسفرا] «4» .
[الطويل]
3365- سلمان بن خالد الخزاعيّ «5» :
ذكره الطبراني في الصحابة.
وروى من طريق عيسى بن يونس، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن سلمان بن خالد- أراه من خزاعة، قال: وددت أني صليت فاسترحت، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يا بلال، أقم الصّلاة وأرحنا بها» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2142، الاستيعاب ت 1145، الثقات 3/ 178- تجريد أسماء الصحابة 1/ 229.
(2) الجرح والتعديل 4/ 1398- الطبقات الكبرى 8/ 322- أسد الغابة ت 2143.
(3) جامع التحصيل 227- تنقيح المقال 5049- دائرة معارف الأعلمي 19/ 213 أسد الغابة ت 2145.
(4) سقط في أ.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 229، العقد الثمين 4/ 595 أسد الغابة ت 2146.(3/116)
وقال عليّ بن مسهر، عن مسعر، عن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل من خزاعة غير مسمّى.
وقال ابن عيينة، عن مسعر، عن عمرو، عن رجل، عن عبد اللَّه بن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن رجل من الصّحابة غير مسمّى.
وقال أبو حمزة الثّمالي: عن عبد اللَّه عن أبيه عن صهر لهم من أسلم.
3366- سلمان بن ربيعة «1» :
بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة الباهلي. مختلف في صحبته، قال أبو حاتم: له صحبة، يكنّى أبا عبد اللَّه. وقال أبو عمر: ذكره العقيلي في الصحابة، وهو عندي كما قال أبو حاتم.
وقال ابن مندة: ذكره البخاري في الصحابة، ولا يصحّ، ويقال له سلمان الخيل، وقال: روى عنه كبار التابعين كأبي وائل، وأبي ميسرة، وأبي عثمان النهدي، وسويد بن غفلة، وشهد فتوح الشام، ثم سكن العراق، وولي غزو أرمينية في زمن عثمان، فاستشهد قبل الثلاثين أو بعدها.
ويقال: إنه أول من فرّق بين العتاق والهجين، فقيل له سلمان الخيل.
وقال ابن حبان في ثقات التابعين: كان يلي الخيول أيام عمر، وهو أول من استقضي على الكوفة، وكان رجلا صالحا يحج كل سنة.
وذكره في التابعين أيضا ابن سعد والعجليّ.
وقال الآجريّ، عن أبي داود: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وما أقلّ ما روى، وعن أبي وائل:
اختلفت إلى سليمان بن ربيعة أربعين صباحا فلم أجد عنده فيها خصما.
وحديثه في صحيح مسلم، من روايته عن عمر. وله ذكر في حديث اللقطة، قال سلمة ابن كهيل، عن سويد بن غفلة: وجدت سوطا فأخذته فعاب علي ذلك زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فذكرت ذلك لأبيّ بن كعب، فقال: أحسنت وأصبت السنة، وهو عند البخاري وغيره. وله ذكر في قصة أبي موسى حيث سئل عن بنت وابنة ابن، فوافقه سلمان بن ربيعة في القسم، وسئل أبو مسعود فخالفهما. أخرجها النسائي وأصلها في البخاري، وكانت في خلافة عثمان.
__________
(1) أخبار قزوين 79، أسد الغابة ت 2147، الاستيعاب ت 1016.(3/117)
3367- سلمان بن صخر البياضي «1» :
كذا وقع في الترمذي، وهو سلمة بن صخر.
يأتي.
3368- سلمان بن عامر «2» :
بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضّبيّ.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روت عنه ابنة أخيه أم الرائح «3» ، واسمها الرباب بنت صليع، [وحفيده عبد العزيز بن بشر بن سلمان الضبيّ.
ووقع في رواية الدار الدّارقطنيّ في كتابه الّذي صنّفه في الضبيين: التصريح بأنه كان في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيخا] «4» .
وروى عنه أيضا ابن سيرين وأخته حفصة بنت سيرين.
سكن البصرة، ووهم من زعم أنه مات في خلافة عمر، فإن الصواب أنه عاش إلى خلافة معاوية. وعند الصّريفيني أنه مات في خلافة عثمان. وقال مسلم: ليس في الصحابة ضبّيّ غيره. كذا نقله ابن الأثير، وأقرّه هو ومن تبعه، وقد وجد في الصحابة جماعة ممن لهم صحبة. واختلف في صحبتهم من بني ضبّة منهم يزيد بن نعامة [جزم البخاريّ بأن له صحبة. وفي هذا الكتاب ممن ذكر في الصحابة جماعة منهم كدير الضبيّ، وحنظلة بن ضرار الضّبي] «5» .
3369- سلمان أبو عبد اللَّه الفارسيّ «6» :
ويقال له سلمان ابن الإسلام وسلمان الخير.
__________
(1) أسد الغابة ت 2148، الاستيعاب ت 1017.
(2) أسد الغابة ت 2149، الاستيعاب ت 1018، الثقات 1/ 158 تجريد أسماء الصحابة 1/ 230، تقريب التهذيب 1/ 315، الجرح والتعديل 14 ترجمة 1291 تهذيب الكمال 1/ 520، خلاصة تذهيب 1/ 400، الكاشف 1/ 381، تهذيب التهذيب 4/ 137 الرياض المستطابة 115، الطبقات 39، 177، الطبقات الكبرى 8/ 484 طبقات علماء إفريقيا 23، الوافي بالوفيات 15/ 439، التاريخ الكبير 4/ 136، علل الحديث للمديني 106، بقي بن مخلد 163، التعديل والتجريح 1344.
(3) في أالرابح.
(4) سقط في أ.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت 2150، الاستيعاب ت 1019، طبقات ابن سعد 4/ 54 طبقات خليفة 7/ 189، تاريخ خليفة 90، التاريخ الكبير 4/ 135، 136، المعارف 270، 271، الجرح والتعديل 4/ 296، 297، مشاهير علماء الأمصار ت 274، حلية الأولياء 1/ 715 2080، تاريخ أصبهان 1/ 48، تاريخ بغداد 1/ 163، 171 تهذيب الأسماء واللغات 1/ 226- 228 تهذيب الكمال 523، دول الإسلام 1/ 31، 344، تهذيب التهذيب 4/ 137، خلاصة تذهيب الكمال 147، شذرات الذهب 1/ 44، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 190، 211.(3/118)
[وقال ابن حبان: من زعم أن سلمان الخير آخر فقد وهم] «1» .
أصله من رامهرمز، وقيل من أصبهان. وكان قد سمع بأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سيبعث، فخرج في طلب ذلك، فأسر وبيع بالمدينة، فاشتغل بالرّق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وشهد بقية المشاهد، وفتوح العراق، وولي المدائن.
وقال ابن عبد البر: يقال إنه شهد بدرا، وكان عالما زاهدا.
روى عنه أنس، وكعب بن عجرة، وابن عباس، وأبو سعيد، وغيرهم من الصحابة.
ومن التابعين: أبو عثمان النّهدي، وطارق بن شهاب، وسعيد بن وهب، وآخرون بعدهم.
قيل: كان اسمه مابه- بكسر الموحدة ابن بود، قاله ابن مندة بسنده، وساق له نسبا.
وقيل اسمه بهبود، ويقال إنه أدرك عيسى ابن مريم. وقيل: بل أدرك وصيّ عيسى.
ورويت قصته من طرق كثيرة، من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه، وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا، وأخرجه الحاكم من حديث بريدة، وعلق البخاري طرفا منها، وفي سياق قصته في إسلامه اختلاف يتعسّر الجمع فيه.
وروى البخاريّ في صحيحه، عن سلمان، أنه تداوله بضعة عشر سيّدا.
قال الذهبي: وجدت الأقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين، والاختلاف إنما هو في الزائد، قال: ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين.
قلت: لم يذكر مستنده في ذلك، وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وتزوّجه امرأة من كندة وغير ذلك، مما يدلّ على بقاء بعض النشاط، لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه، وما المانع من ذلك، فقد روى أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانيين» من طريق العباس بن يزيد، قال: أهل العلم يقولون: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيها،
قال أبو ربيعة الإيادي، عن أبي بريدة، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه يحبّ من أصحابي أربعة» ،
فذكره فيهم.
وقال سلمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان، ونحوه في البخاري من حديث أبي جحيفة في قصته. ووقع في هذه القصّة:
فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأبي الدرداء: «سلمان أفقه منك» .
مات سنة ست وثلاثين في قول أبي عبيد، أو سبع في قول خليفة. وروى عبد
__________
(1) سقط في أ.(3/119)
الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت. فهذا يدل على أنه مات قبل ابن مسعود، ومات ابن مسعود قبل سنة أربع وثلاثين، فكأنه مات سنة ثلاث أو سنة اثنتين.
وكان سلمان إذا خرج عطاؤه تصدّق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده.
3370- سلمة بن الأدرع «1» :
هو ابن ذكوان. يأتي.
3371 ز- سلمة بن الأزرق:
تقدم ذكره في أبيه الأزرق.
3372- سلمة بن أسلم بن حريس «2» :
بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الحارثي، أبو سعيد- وقد ينسب إلى جدّه.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، فأرسله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم مع عمرو بن أمية بعد وقعة بني النضير ليقاتل أبا سفيان. حكاه الواقديّ.
وقال أبو حاتم: قتل يوم جسر أبي عبيد.
3373- سلمة بن الأسود «3» :
بن شجرة بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكنديّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه علي بن الأسود، وتبعه ابن شاهين والطّبري والدّارقطنيّ وغيرهم.
3374- سلمة بن الأكوع «4» :
هو سلمة بن عمرو بن الأكوع- يأتي.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 230، التحفة اللطيفة 171 أسد الغابة ت 2151.
(2) الثقات 3/ 167، تجريد أسماء الصحابة 1/ 230، أصحاب بدر 143، الاستبصار 248، الأعلام 3/ 112، الطبقات الكبرى 5/ 93، 94، الوافي بالوفيات 15/ 441 البداية والنهاية 3/ 391. أسد الغابة ت 2152، الاستيعاب ت 1020.
(3) أسد الغابة ت 2153.
(4) طبقات ابن سعد 4/ 305، طبقات ابن خليفة ت 689، التاريخ الكبير 4/ 69، المعارف 323، المعرفة والتاريخ 1/ 336، مشاهير علماء الأمصار ت 80، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، تاريخ ابن عساكر 7/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 229، تهذيب الكمال 525، تاريخ الإسلام 3/ 158، الوافي بالوفيات 15/ 321، البداية والنهاية 609، تهذيب التهذيب 4/ 150، شذرات الذهب 1/ 81، سيرة ابن هشام 3/ 229 و 4/ 264، المغازي للواقدي (فهرس الأعلام) 3/ 1179، تاريخ يحيى بن معين 2/ 225، تاريخ خليفة 271، التاريخ الصغير 92، تاريخ الثقات 196، أنساب الأشراف 1/ 351، تاريخ الطبري 2/ 596، و 3/ 22 و 4/ 224، الجرح والتعديل 4/ 166، المعجم الكبير 7/ 5: 41، جمهرة أنساب العرب 240، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 232: 234، معجم البلدان 4/ 55، الكامل في التاريخ 2/ 188، تحفة الأشراف 4/ 35: 48، الكاشف 1/ 307، المعين في طبقات المحدثين 21، تجريد أسماء الصحابة رقم 2404، سير أعلام النبلاء 3/ 326: 331، مرآة الجنان 1/ 155، دول الإسلام 1/ 54، تقريب التهذيب 1/ 318، النكت الظراف 4/ 36: 46، خلاصة تذهيب التهذيب 126، الوفيات لابن قنفذ 82، تاريخ الإسلام 2/ 412. أسد الغابة ت 2155، الاستيعاب ت 2121.(3/120)
3375- سلمة بن أمية:
بن خلف الجمحيّ اللخمي «1» . تقدم نسبه في ترجمة أخيه ربيعة.
ذكره خليفة بن خياط فيمن سكن مكّة من الصّحابة. وروى عمر بن شبّة في أخبار المدينة، من طريق سماك بن حرب، عن رجل- أنّ سلمة بن أمية تزوّج مولاة له بشهادة أمها وأختها، فرفع ذلك إلى عمر، فقال: أبجهل فعلت ذلك؟ قال: نعم. قال: فأشهد ذوي عدل، وإلّا فرقت بينكما. قال عمر بن شبة: واستمتع سلمة بن أمية من سلمى مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص الأسلمي فولدت له فجحد ولدها.
قلت: وذكر ذلك ابن الكلبي، وزاد: فبلغ ذلك عمر، فنهى عن المتعة. وروى أيضا أن سلمة استمتع بامرأة، فبلغ عمر فتوعده.
وقال ابن حزم في المحلى: ثبت على تحليل المتعة بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الصّحابة ابن مسعود وابن عباس وجابر وسلمة ومغيرة ابنا أمية بن خلف، وذكر آخرين.
3376- سلمة بن أمية:
بن أبي عبيدة التميمي «2» ، أخو يعلى بن أمية. يأتي نسبه في يعلى.
روى حديثه النسائيّ من رواية ابن أخيه صفوان بن عبد اللَّه بن يعلى بن أمية، عنه، في فضل الرجل الّذي عضّ يد الآخر.
قال ابن عبد البرّ: ما له سوى حديث واحد عند ابن إسحاق. قال البخاريّ. يخالف فيه ابن إسحاق، يعني أنه من روايته. واختلف فيه في إسناده، وقد ذكروا أنّ سلمة نزل الكوفة.
3377- سلمة بن بديل «3» :
بن ورقاء الخزاعيّ.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه، له صحبة، وذكر ابن مندة من طريق عبد الرّحمن بن
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت 2156، الاستيعاب ت 1022، تجريد أسماء الصحابة 1/ 230 تقريب التهذيب 1/ 315- الكاشف 1/ 313، الجرح والتعديل 14 ترجمة 687 تهذيب الكمال 1/ 522، خلاصة تذهيب 1/ 401، تهذيب التهذيب 1/ 141، الطبقات الكبرى 5/ 456 التحفة اللطيفة 69، العقد الثمين 4/ 596، التاريخ الكبير 4/ 72، دائرة معارف الأعلمي 19/ 222.
(3) أسد الغابة ت 2158، الاستيعاب ت 1023.(3/121)
بشر بن الحكم أنه ذكره هو وإخوته في الصّحابة، وهو [260] عبد اللَّه، وعبد الرّحمن، وعثمان، وسلمة.
3378- سلمة بن ثابت:
بن وقش «1» بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وكذا قال ابن الكلبيّ.
3379- سلمة بن الحارث «2» :
أبو غليظ- يأتي في الكنى.
3380- سلمة بن حارثة «3» :
يأتي في سهل بن حارثة.
3381- سلمة بن حارثة الأسلميّ:
أحد الإخوة. تقدم ذكر أخيه حمران. «4» وقد ذكره صاحب الاستيعاب في ترجمة أخيه هند بن حارثة.
3382- سلمة بن حاطب «5» :
بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد الأنصاريّ، ذكروه فيمن شهد بدرا وأحدا.
3383- سلمة بن حبيش الأسديّ «6» :
أسد خزيمة. تقدم ذكره في ترجمة حضرميّ بن عامر. وروى المدائنيّ بإسناده، قال: قال سلمة بن حبيش: لما قدم مع ضرار بن الأزور:
إنّي وناقتي الخوصاء مختلف «7» ... منّا الهوى إذ بلغنا منزل التّين «8» «9»
[البسيط]
3384- سلمة بن الخطل الكناني «10» :
ثم العرجي. قال ابن عساكر: يقال له صحبة، ثم ساق من طريق المدائني، عن يعقوب بن داود، قال: خطب معاوية فقال: إنّ اللَّه ولّى عمر، فولّاني، فو اللَّه ما خنت ولا كذبت، فذكر الخطبة، فقام سلمة بن الخطل- أحد بني عريج «11» بن عبد مناة بن كنانة، فقال: واللَّه يا معاوية لقد أنصفت، وما كنت منصفا. فقال:
اجلس، لا جلست، ثم قال له معاوية: لقد رأيتك حيث أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسلمت فردّ عليك، وأهديت إليه فقبل منك وأسلمت، فكنت من صالحي قومك.
وروى الخطابيّ بعض خطبة معاوية هذه من طريق أبي حاتم السجستاني، عن العتبي،
__________
(1) أسد الغابة ت 2159، الاستيعاب ت 1024.
(2) أسد الغابة ت 2160.
(3) أسد الغابة ت 2161.
(4) في أأسماء.
(5) أسد الغابة ت 2162، الاستيعاب ت 1025.
(6) أسد الغابة ت 2163.
(7) في أ: الحوصا لمختلف.
(8) في أ، النفس، وفي ب: اليقين.
(9) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ت 2163 الأول منها.
(10) أسد الغابة ت 2165، تجريد أسماء الصحابة 1/ 231.
(11) في أ: عويج.(3/122)
وأخرجها أبو بكر بن الأنباري في فوائده عن أبي الحسن بن البراء، عن محمد بن موسى، عن محمد بن عمارة، قال: خطب معاوية ... فذكر نحوه، وزاد في آخره: وإن أباك في يوم طرف البلقاء لذو غناء.
[3385- سلمة بن الحيسمان:
بن إياس الخزاعيّ. تقدّم نسبه عند ذكر أبيه الحيسمان. ذكره ابن الكلبيّ مع أبيه.] »
3386- سلمة بن ذكوان:
ويقال هو ابن الأدرع.
روى ابن مندة، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن سلمة بن ذكوان، قال: كنت أحرس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ذات ليلة، فخرج لحاجته، فانطلقت معه، فمرّ برجل في المسجد يصلّي رافعا صوته ... الحديث.
وأخرجه من وجه آخر، عن هشام، عن زيد، قال: قال ابن الأدرع.
وأخرجه أبو يعلى في أثناء مسند سلمة بن الأكوع، من طريق داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن سلمة، ولم ينسبه.
وقد ظهر من رواية هشام بن سعد أنه ابن الأدرع لا ابن الأكوع.
وفي البخاري من حديث سلمة بن الأكوع أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ارموا وأنا مع ابن الأدرع» . «2»
فقيل هو سلمة، وقيل هو محجن، وهو الأكثر.
3387 ز- سلمة بن ربيعة «3» :
وهو ابن المحبّق الهذلي. اختلف في اسم المحبق.
3388- سلمة بن ربيعة العنزي «4» :
ذكر ابن شاهين والطّبري أن له وفادة.
3389- سلمة بن زهير:
في سمرة بن حصين «5» .
3390- سلمة بن سحيم الأسدي «6» :
روى ابن قانع وابن شاهين، من طريق محمد ابن نضلة بن السّكن بن سلمة بن سحيم، حدّثني أبي عن أبيه عن سلمة بن سحيم، قال:
كنت عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاه رجل، فقال: إن صاحبا لنا ركب ناقة ... فذكر القصّة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 236، 7/ 9 عن محمد بن عمر.
(3) أسد الغابة ت 2166.
(4) أسد الغابة ت 2167.
(5) في أحصين.
(6) أسد الغابة ت 2168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 231.(3/123)
وفي إسناده من لا يعرف، وفيه محمد بن إسحاق البلخيّ، وهو واه.
3391- سلمة بن سعد «1» :
بن صريم العنزي «2» وقيل ابن سعيد، وزاد ابن قانع في نسبه بعد صريم: ابن همام بن كامل «3» قال ابن عبد البرّ: حديثه: نعم الحي عنزة مبغيّ عليهم منصورون قوم شعيب وأحبار موسى ... الحديث. لم يرو عنه غير ابنه سعيد بن سلمة.
وروى الطّبرانيّ، من طريق حفص [بن سلمة بن حفص بن المسيب بن سلمة بن سعد بن صريم حدثني سلمة بن حفص عن أبيه عن] «4» ابن سنان بن قيس، عن سلمة بن سعد أنه وفد إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده، فاستأذنوا وقالوا: هذا وفد عنزة، فقال: «بخ، بخ، نعم الحيّ عنزة مبغيّ عليهم منصورون، مرحبا بقوم شعيب، وأحبار «5» موسى، سل يا سلمة عن حاجتك ... » فذكر الحديث، وفي الإسناد من لا يعرف.
وأخرجه ابن قانع، من رواية عبد اللَّه بن سويّة، عن حفص بن سلمة، فنقص من النّسب ذكر سنان، قال: عن حفص بن سلمة بن حفص بن المسيّب بن قيس بن سلمة بن سعد، حدثنا أبي، عن حفص بن المسيّب، عن المسيب، عن سلمة أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «بخ، بخ ... » الحديث ... إلى قوله: «منصورون مرحبا بقوم شعيب، وأحبار موسى] «6» . قال: وهو حديث طويل اختصرته.
3392- سلمة بن سلام الإسرائيليّ «7» :
روى الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: نزلت هذه الآية: ... يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 136] الآية- في عبد اللَّه بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلام ابن أخت عبد اللَّه بن سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بن يامين، وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب.
3393- سلمة بن سلامة بن وقش «8» :
بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ، أبو عوف.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في أهل العقبة وبدر.
__________
(1) أسد الغابة ت 2169.
(2) في أالعنبري.
(3) في أكاهل.
(4) سقط في ط.
(5) ، في أاختار.
(6) في أاختار.
(7) أسد الغابة ت 2170.
(8) طبقات ابن سعد 4393- طبقات خليفة 77، تاريخ خليفة 207، التاريخ الكبير 4/ 68- 69، المعارف 263، تاريخ الفسوي 1/ 334، الاستبصار 222، تاريخ الإسلام 2/ 227، أسد الغابة ت 2171.(3/124)
قال الطّبريّ: شهد العقبة الأولى والثانية في قول جميعهم، وشهد بدرا والمشاهد بعدها.
وروى أحمد، من طريق محمود بن لبيد، عن سلمة بن سلامة بن وقش- وكان من أصحاب بدر- قال: كان لنا جار يهودي في بني عبد الأشهل، قال: فخرج علينا فذكر البعث ... الحديث بطوله في إعلامه بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل مبعثه.
وروى الطّبرانيّ، من طريق جبيرة والد زيد بن جبيرة، عن سلمة بن سلامة بن وقش- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل طعاما فلم يتوضأ، ويقال: إن عمر استعمله على اليمامة، وله ذكر في ترجمة عوف بن سلمة.
وذكر ابن الكلبيّ أنّ عمر قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما بلغه قول عبد اللَّه بن أبيّ في غزوة المريسيع، قال: ابعث سلمة بن سلامة بن وقش يأتيك برأسه، فحينئذ قال عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبيّ ما قال.
وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد أنه كان يؤمّ بني عبد الأشهل، وهو مكاتب، وفيهم من الصّحابة محمد بن سلمة وسلمة بن سلامة.
قال إبراهيم بن المنذر: مات سنة أربع وثلاثين. وقال غيره: بل تأخّر إلى سنة خمس وأربعين [وبه جزم الطّبري، قال: ومات وهو ابن أربع وسبعين سنة بالمدينة] . «1»
3394- سلمة بن سلامة الثّعلبي:
من أهل الكوفة.
قال البغويّ: وروى من طريق عطاء بن السّائب: حدّثني هانئ بن عبد اللَّه، قال: قدم جدّي سلمة بن سلامة على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر قصّته، وفيه: قال يا رسول اللَّه أعشرهم؟، قال:
«لا، إنّما العشور «2» على اليهود والنّصارى، ولكن خذ منهم الصّدقة» .
وأخرجه الطّبريّ من وجه آخر، عن عطاء بن السّائب، فقال: عن حرب بن هلال، عن أبي أمّه رجل من بني ثعلب. فاللَّه أعلم.
وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن عطاء، فقال: عن حرب بن عبد اللَّه، عن جده أبي أمّه، وترجم للصّحابي سلامة بن سالم الثّعلبي، وليس في السند الّذي ساقه هذا الاسم، فالمعتمد ما قاله البغوي.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أالغزو.(3/125)
3395
- سلمة بن أبي سلمة «1» :
بن عبد الأسد. يأتي نسبه في ترجمة أبيه عبد اللَّه بن عبد الأسد. كان سلمة ربيب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى ابن إسحاق في المغازي من حديث أم سلمة قالت: لما أجمع أبو سلمة على الهجرة رحل بعيرا لي وحملني عليه، وحمل ابني سلمة في حجري، ثم خرج يقود بعيره.
وقال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم عن عبد اللَّه بن شداد، قال: كان الّذي زوّج أم سلمة من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة ابنها فزوّجه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمامة بنت حمزة، وهما صبيّان صغيران، فلم يجتمعا حتى ماتا، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: هل جزيت سلمة!.
قال البلاذريّ: ويقال إن الّذي زوّجه إياها ابنها عمر، والأول أثبت.
وزعم الواقديّ، وتبعه أبو حاتم وغيره، أنّ سلمة عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وأما ما وقع أوّلا أنهما لم يجتمعا حتى ماتا فالمراد أنها ماتت قبل أن يدخل بها، ومات هو بعد ذلك، لكن قال ابن الكلبيّ: يقال مات سلمة قبل أن يجتمع بأمامة.
3396
- سلمة بن أبي «2» سلمة:
الجرمي «3» ، هو ابن نفيع. يأتي.
3397- سلمة بن أبي «4» :
سلمة الهذليّ، وقيل الكندي.
روى أبو يعلى، من طريق يحيى بن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمدانيّ، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى قيس بن مالك: أما بعد ...
3398- سلمة بن صخر بن سلمان «5» :
بن الصمة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي- كان يقال له البياضي، لأنه كان حالفهم.
__________
(1) أسد الغابة ت 2172، الاستيعاب ت 1027.
(2) أسد الغابة ت 2173.
(3) في أسلمة الجرمي بن أبي سلمة.
(4) المحبر 64، تاريخ الإسلام 3/ 156، الوافي بالوفيات 15/ 318، العقد الثمين 4/ 598، أسد الغابة ت 2174.
(5) أسد الغابة ت 2176، الاستيعاب ت 1028، تجريد أسماء الصحابة 1/ 232، تقريب التهذيب 1/ 317، تهذيب التهذيب 4/ 47، خلاصة تذهيب 1/ 403، تهذيب الكمال 1/ 524، الكاشف 1/ 384، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 723، الاستبصار 181- الطبقات 101، الطبقات الكبرى 2/ 165، التحفة اللطيفة 172، التاريخ الكبير 4/ 72، الوافي بالوفيات 15/ 447، بقي بن مخلد 240.(3/126)
ويقال: اسمه سلمان، وسلمة أصح، وهو الّذي ظاهر من امرأته.
قال البغويّ: لا أعلم له حديثا مسندا إلا حديث الظهار، رواه عنه سعيد بن المسيّب، وسليمان بن يسار، وأبو سلمة، وسماك بن عبد الرّحمن، ومحمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان.
3399- سلمة بن صخر:
يقال اسم المحبّق صخر. يأتي.
3400- سلمة بن عرادة «1» :
بن مالك الضبي، والد صفوان.
ذكر الدّار الدّارقطنيّ عن كتاب النسب العتيق في أخبار بني ضبّة أنّ سلمة بن عرادة نازع عيينة بن حصن فضل وضوء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «دع الغلام يتوضّأ» ،
فتوضأ ثم شرب البقية، فمسح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رأسه ووجهه بيده.
3401- سلمة بن عمرو بن الأكوع «2» :
واسم الأكوع سنان بن عبد اللَّه. يأتي بقية نسبه في عامر بن الأكوع. وقيل: اسم أبيه وهب، وقيل غير ذلك.
أول مشاهده الحديبيّة، وكان من الشّجعان، ويسبق الفرس عدوا، وبايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عند الشّجرة على الموت. رواه البخاريّ من حديثه.
وقد روى أيضا عن أبي بكر وعمر وغيرهما. وروى عنه ابنه إياس، والحسن بن محمد بن الحنفية، وزيد بن أسلم، ويزيد بن أبي عبيد مولاه، وآخرون.
ونزل المدينة، ثم تحوّل إلى الرّبذة بعد قتل عثمان، وتزوّج بها وولد له، حتى كان قبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة فمات بها، رواه البخاريّ، وكان ذلك سنة أربع وسبعين على الصّحيح. وقيل: مات سنة أربع وستين. وزعم الواقديّ ومن تبعه أنه عاش ثمانين سنة، وهو على القول الأول باطل، إذ يلزم منه أن يكون له في الحديبيّة نحو من عشر سنين ومن يكون في تلك السنّ لا يبايع على الموت. ثم رأيت عند ابن سعد أنه مات في آخر خلافة معاوية، وكذا ذكر البلاذريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت 2178.
(2) أسد الغابة ت 2179، طبقات ابن سعد 4/ 305، طبقات خليفة 689، التاريخ الكبير 4/ 69، المعارف 313، المعرفة والتاريخ 1/ 336، مشاهير علماء الأمصار ت 80، جمهرة أنساب العرب 240، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، تاريخ ابن عساكر 7/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 229، تهذيب الكمال 525، تاريخ الإسلام 3/ 158، العبر 1/ 84، الوافي بالوفيات 15/ 321، البداية والنهاية 9/ 6، تهذيب التهذيب 4/ 150، معجم الطبراني 7/ 4105، خلاصة تذهيب الكمال 126، شذرات الذهب 1/ 81، تهذيب ابن عساكر 6/ 232.(3/127)
3402 ز- سلمة بن عياد:
في عائذ بن سلمة.
3403- سلمة بن عياض الأسدي:
ذكره الرّشاطي وقال: إنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو والجارود العبديّ، وإن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أخبرهما بما جاءا يسألان عنه قبل أن يسألاه في قصّة طويلة، قال: وأنشد سلمة:
رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما
شرعت لنا فيه الهدى بعد رجعنا ... عن الحقّ لمّا أصبح الأمر مظلما
قال: ولم يذكره أبو عمر، ولا نبّه عليه ابن فتحون.
3404- سلمة بن قيس:
الأشجعي الغطفانيّ «1» . له صحبة، يقال: نزل الكوفة، وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى عنه هلال بن يساف، ويقال: إنه تفرد بالرواية عنه، جزم بذلك أبو الفتح «2» الأزدي ومن تبعه، وقد جاءت عنه رواية من طريق أبي إسحاق السّبيعي.
وقال البغوي: روى ثلاثة أحاديث، وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح أنّ عمر استعمله على بعض مغازي فارس.
3405- سلمة بن قيصر «3» :
تقدّم في سلامة.
3406- سلمة بن مالك السّلمي «4» :
روى الباوردي، من طريق عبد اللَّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جدّه، عن عمار بن ياسر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أقطع سلمة بن مالك السلمي، وكتب له: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما أقطع محمّد رسول اللَّه سلمة بن مالك ... » فذكره.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
3407
- سلمة بن المحبّق «5» الهذلي:
وقيل اسم المحبق صخر. وقيل ربيعة. وقيل عبيد. وقيل المحبق جده. والأشهر فيه فتح الباء، وأنكره عمر بن شبّة فكسر الباء. قال العسكريّ: قلت لصاحبه أحمد بن عبد العزيز الجوهري إنّ أهل الحديث كلهم يفتحونها.
قال: أيش المحبّق في اللّغة؟ قلت: المضرّط قال: إنما سماه المضرّط تفاؤلا بأنه يضرط أعداءه، كما قالوا في عمرو بن هند مضرّط الحجارة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2180، الاستيعاب ت 1029.
(2) في ط: الفتوح.
(3) أسد الغابة ت 2181.
(4) أسد الغابة ت 2182.
(5) الاستيعاب ت 1031.(3/128)
يكنى أبا سنان، له رواية، وسكن البصرة.
روى عنه ابنه سنان، وجون بن قتادة، وقبيصة بن حريث، والحسن البصريّ، وغيرهم.
وذكر أبو سليمان بن زبر «1» في «الصّحابة» أنّ سلمة لما بشّر بابنه سنان وهو بحنين قال: لسهم أرمي به عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أحبّ إليّ مما بشّرتموني به.
3408- سلمة بن مسعود:
بن سنان الأنصاريّ «2» ، من بني غنم بن كعب. قال أبو عمر: استشهد باليمامة.
3409- سلمة بن معاوية:
بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية، أبو قرّة الكنديّ. قال ابن سعد والطّبري: له وفادة.
3410- سلمة بن الميلاء الجهنيّ «3» :
وقيل الملياء- بتقديم اللّام.
ذكر ابن شاهين أنه قتل في خيل خالد بن الوليد يوم فتح مكة، ضلّ الطريق فقتل.
3411- سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي «4» :
وقال البخاريّ وأبو حاتم: له ولأبيه صحبة.
وروى الإمام أحمد، من طريق سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نعيم- وكان من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لقي اللَّه لا يشرك به شيئا دخل الجنّة، وإن زنى وإن سرق» .
روى له أبو داود حديثا من روايته عن أبيه في قصة رسول مسيلمة. قال البغويّ: لا أعلم له غيره.
3412 ز- سلمة بن نصر:
بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشيّ العدويّ.
قال الزّبير: فولد غانم بن عامر نصر بن غانم، فولد نصر بن غانم سلمة، وأمه من بني
__________
(1) في أ: زيد.
(2) أسد الغابة ت 2184، الاستيعاب ت 1032.
(3) أسد الغابة ت 2186، الاستيعاب ت 1033.
(4) أسد الغابة ت 2187، الاستيعاب ت 1034، الثقات 3/ 166، تجريد أسماء الصحابة 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 319، تهذيب التهذيب 4/ 199، تهذيب الكمال 1/ 527، خلاصة تذهيب 1/ 405 الكاشف 1/ 387، الجرح والتعديل 4/ ترجمة (756) ، التحفة اللطيفة 174، التاريخ الكبير 4/ 71، بقي بن مخلد 705.(3/129)
فراس، وهلك نصر وولده بالطاعون- طاعون عمواس.
وهذا يقتضي أن يكون لسلمة وابنه صحبة، لأنه لم يبق من قريش بمكّة أحد بعد الفتح إلا وأسلم، وشهد حجة الوداع، كما تقدم.
3413- سلمة بن نفيع الجرمي» :
ذكره الطّبري منفردا عن سلمة والد عمرو الجرمي المكسورة لامه، وكذا قال ابن عبد البرّ. وقال: روى عنه جابر الجرمي. وأما ابن مندة فظنّ أنه والد عمرو. والصّواب خلافه، فإن والد عمرو بن سلمة بكسر اللّام على الأصحّ، واسم أبيه قيس لا نفيع.
3414- سلمة بن نفيل:
السكونيّ «2» ثم التّراغمي- بمثناة وغين معجمة.
قال أبو حاتم والبخاريّ: له صحبة.
وروى عنه ضمرة بن حبيب، وجبير بن نفير، وكان قد نزل حمص، وله في النّسائي حديث يقال ما له غيره، وهو من رواية ضمرة بن حبيب: سمعت سلمة بن نفيل السكونيّ يقول: كنا جلوسا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال رجل: يا رسول اللَّه، وقد «3» أتيت بطعام من الجنة ... الحديث. وفيه: «إنّي غير لابث فيكم إلّا قليلا» . وفيه: «بين يدي السّاعة موتان شديد، ثمّ بعده سنوات الزّلازل» .
وقد أخرجه منه ابن حبّان في النوع التاسع والستين من الثالث: «إنّي غير لابث فيكم إلّا قليلا ... » إلخ،
ولم يذكر الأول، ووجدت له حديثا آخر أخرجه الطّحاوي، وهو في زيادات أبي عوانة من صحيحه.
3415- سلمة بن هشام:
بن المغيرة «4» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو أبي جهل والحارث. يكنى أبا هاشم.
كان من السّابقين، وثبت ذكره في الصّحيح من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له لما رفع رأسه من الركوع أن ينجيه من الكفار، وكانوا قد حبسوه عن الهجرة، وآذوه، فروى عبد الرّزّاق من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام، قال: فرّ عياش بن أبي
__________
(1) أسد الغابة ت 2188، الاستيعاب ت 1035.
(2) أسد الغابة ت 2189، الاستيعاب ت 1036، الثقات 3/ 167، تجريد أسماء الصحابة 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 419، تهذيب التهذيب 4/ 159، تهذيب الكمال 1/ 527، خلاصة تذهيب 1/ 405، الكاشف 1/ 387، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 757، التلقيح 372، الأنساب 3/ 33، الطبقات 72، التاريخ الكبير 4/ 70، المعرفة والتاريخ 1/ 336، الإكمال 7/ 60، دائرة معارف الأعلمي 19/ 226.
(3) في ج: وهل.
(4) أسد الغابة ت 2190، الاستيعاب ت 1037.(3/130)
ربيعة، وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد من المشركين، فعلم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمخرجهم، فدعا لهم لما رفع رأسه من الرّكوع.
وروى ابن إسحاق من حديث أم سلمة أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام: ما لي لا أرى سلمة يصلّي مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: كلما خرج صاح به النّاس يا فرار، وكان ذلك عقب غزوة مؤتة.
ورواه الواقديّ من وجه آخر، وزاد: فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: بل هو الكرار.
وروى ابن سعد أن سلمة لما هرب من قريش قالت أمّه ضباعة:
لاهمّ ربّ الكعبة المحرّمة ... أظهر على كلّ عدوّ سلمة «1»
[الرجز] قال: فلما مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج إلى الشّام فاستشهد بمرج الصّفّر في المحرم سنة أربع عشرة، وذكر عروة وموسى بن عقبة أنه استشهد بأجنادين، وبه جزم أبو زرعة الدمشقيّ، وصوّبه أحمد.
3416 ز- سلمة بن وهب بن الأكوع:
مشهور بالنسبة لجدّه. والمعروف أنه سلمة بن عمرو، كما تقدم. ووقع في الجعليات سلمة بن وهب.
3417- سلمة بن يزيد:
بن مشجعة «2» بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفيّ.
نزل الكوفة، وكان قد وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وحدّث عنه.
وروى عنه حديث: قلت: يا رسول اللَّه: إن أمنا مليكة كانت تصل الرّحم ...
الحديث.
وفي صحيح مسلم من حديث وائل بن حجر: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا. وابنه كريب بن سلمة كان شريفا، قاله ابن الكلبي، وحكي أنه يقال فيه يزيد بن سلمة.
__________
(1) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2190) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (1037) .
(2) أسد الغابة ت 2191، الاستيعاب ت 1038، الثقات 3/ 165، تجريد أسماء الصحابة 1/ 234، تقريب التهذيب 1/ 19، تهذيب التهذيب 4/ 161، خلاصة تذهيب 1/ 406، تهذيب الكمال 1/ 528، الكاشف 1/ 88، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 767، الطبقات 73، 134، الطبقات الكبرى 1/ 324، التاريخ الكبير 4/ 72، بقي بن مخلد 260.(3/131)
[وقال المرزباني: وفد هو وأخوه لأمه قيس بن سلمة بن شراحيل، فأسلما، واستعمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قيسا على بني مروان، وكتب له كتابا، قال: وسلمة بن يزيد هو القائل يرثي أخاه شقيقه قيس بن يزيد:
ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا ... أخي إن أتى من دون أوصاله القبر
وهوّن وجدي أنّني سوف أفتدي ... على أثره يوما وإن نفس العمر
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر] «1»
[الطويل]
3418 ز- سلمة بن يزيد الأشجعيّ:
أحد النّفر الذين أخبروا ابن مسعود بقصّة بروع بنت واشق. ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله الجعفيّ.
وقد وقع لي حديثه عاليا جدا في الثّاني من حديث ابن مسعود لابن صاعد، من رواية زائدة عن منصور. وفيه قال: فقال رجل من أشجع، قال منصور: أراه سلمة بن يزيد الأشجعيّ، فقال: في مثل هذا قضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في امرأة منّا، وكذا أخرجه أحمد من طريق زائدة. وقد أخرجه النّسائيّ، عن شيخ ابن صاعد بإسناده، ولم يسمّه. وأخرجه من طريق داود عن الشّعبي عن علقمة، وفيه: فقام ناس من أشجع. وقد تقدّم في ترجمة الجراح الأشجعيّ طريق أخرى للحديث.
3419 ز- سلمة «2» :
والد الأصيل بن سلمة. تقدّم ذكره في ترجمة ولده.
[قال الواقدي: هو سلمة بن قرط بن عبيد] «3» .
3420- سلمة الخزاعيّ «4» :
ذكره أبو نعيم، وبيّض. ويحتمل أن يكون أراد ابن بديل المتقدم.
وقال الواقديّ: هو سلمة بن قرط بن عبيد.
3421 ز- سلمة، أبو سنان «5» :
روى البغويّ من طريق ابن جريج، عن عبد الكريم ابن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سلمة، عن أبيه، وكان قد صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث بدنتين مع رجل، وقال: «إن عرض لهما عارض فانحرهما ... » الحديث.
__________
(1) سقط في أ، ج..
(2) أسد الغابة ت 2154.
(3) سقط في ط.
(4) أسد الغابة ت 2154.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 232، التلقيح 369.(3/132)
قال البغويّ: رواه ابن أبي يعلى، عن عبد الكريم، فلم يقل عن أبيه.
3422- سلمة، أبو يزيد:
جدّ عبد الحميد الأنصاريّ. سمّى بعضهم أباه يزيد. وقال ابن حبّان: له صحبة.
روى حديثه النّسائيّ، من طريق عثمان البتّي، عن عبد الحميد بن سلمة الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه في قصة تخيير الغلام بين أبويه، وبيّن الدّارقطنيّ وغيره أن سلمة جدّ عبد الحميد، وأنه نسب إليه، وإنما هو عبد الحميد بن يزيد بن سلمة.
وأورد له الدّارقطنيّ في الرؤيا حديثا آخر وترجم له. ذكر الرّواية عن سلمة جدّ عبد الحميد بن يزيد بن سلمة.
وقد روى أبو داود حديث التخيير المذكور من رواية عبد الحميد بن جعفر، عن جدّه، فتوهّم بعضهم أنه اختلف في اسم أبيه، فذكروه في ترجمة رافع بن سنان جدّ عبد الحميد بن جعفر، وليس بشيء، ولا مانع أن تكون القصّة تعددت.
[ومشى البغوي على ظاهر السند، فترجم في الكنى أبو سلمة، وساق الحديث من طريق عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جدّه. وما ذكره الدارقطنيّ هو الّذي ينبغي أن يعتمد] «1» .
3423-[سلمة الهذلي:
أخرج له بقي حديثا واستدركه الذهبي] «2» .
3424- سلمة:
بكسر اللام، هو ابن قيس «3» بن نفيع، ويقال: ابن لأم أو لأي بن قدامة الجرميّ. وقيل: هو بفتح اللّام أيضا، وهو والد عمرو بن سلمة. وسيأتي حديثه منسوبا إلى تخريج البخاريّ. وفيه ذكر وفادة سلمة في ترجمة عمرو ولده، وقد تقدّم أن بعضهم وحدّ بينه وبين سلمة بن نفيع، وهو وهم.
3425- سلمى بن حنظلة السّحيمي «4» :
والد سالم. قال أبو عمر: له حديث واحد. قال ابن حبّان: له صحبة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في ط.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 318، التعديل والتجريح 1371، الثقات 3/ 165، تهذيب الكمال 1/ 556، تهذيب التهذيب 4/ 154، الكاشف 1/ 386، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 741، التلقيح 381- 371، المحن 168- بقي بن مخلد 237، الطبقات 47، 130، الوافي بالوفيات 15/ 446، التاريخ الكبير 4/ 70، البداية والنهاية 7/ 133.
(4) الثقات 3/ 162، تجريد أسماء الصحابة 1/ 234، الطبقات الكبرى 1/ 316، دائرة معارف الأعلمي 19/ 227، أسد الغابة ت 2194، الاستيعاب ت 1041.(3/133)
وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن بدر، عن أبيه، عن جدّه، أو عن أبي سالم سلمى بن حنظلة السّحيمي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لبني أمية: «ويل لهم من فلان» .
وذكر المدائنيّ وغيره أن سلمى المذكور كان هو الّذي خرّب بيعتهم باليمامة، وبنى بدلها المسجد، وكان في وفد بني حنيفة الأول.
3426- سلمى بن القين «1» :
بن عمرو بن بكر بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة التميمي الحنظليّ.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة. وقد مضى له ذكر في ترجمة حرملة بن مريطة.
3427 ز- سلمي بن نوفل بن معاوية الدئليّ:
ذكره ابن الكلبيّ، وسيأتي ذكر أبيه نوفل، وكان سلمى في آخر العهد النبويّ ابن تسع أو نحوها، وفي سلمى يقول الشاعر:
تسوّد أقوام وليسوا بسادة ... بل السّيّد المحمود سلمى بن نوفل
[الطويل] [أنشده المدائنيّ، قال: وكان سلمى جوادا.
وأخرج أبو الفرج في الأغاني بسند له إلى شراحيل بن علي الإراشي أن أبا قزعة سلمى بن نوفل كان بينه وبين ابن الزّبير معارضة قبل أن يلي الخلافة، فلما ولي دخل سلمى المسجد وابن الزبير يخطب، فلما انصرف قال للحرسي: انهض إلى موضع كذا من المسجد فادع لي سلمى بن نوفل، فأتاه به، فقال: إنه ياذيخ. فقال: إن كل من بلغ سنّي وسنّك يسمى ذيخا، فذكر القصّة.
قلت: فدلّ ذلك على أن سنّه قريب من سنّ ابن الزبير] «2» .
3428- سليط بن ثابت «3» :
بن وقش الأنصاري.
ذكر الطّبراني وغيره من طريق أبي الأسود عن عروة أنه شهد أحدا واستشهد بها.
3429- سليط بن الحارث الهلاليّ «4» :
أخو ميمونة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الرّضاعة.
روى ابن مندة، من طريق القاسم بن مطيّب، قال: خرج أبو المليح في جنازة، فأقبل
__________
(1) أسد الغابة ت 2196، الاستيعاب ت 1042.
(2) سقط في أ، ج.
(3) أسد الغابة ت 2198.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 907، أسد الغابة ت 2199.(3/134)
على القوم،
فقال: حدّثني سليط- وكان أخا ميمونة من الرّضاعة- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من صلّى عليه أمّة من النّاس شفعوا إليه» .
قلت: اختلف في إسناده، فقيل عن سليط، عن ميمونة. وقيل: عن عبد اللَّه بن سليط، عن ميمونة، وهو في النسائيّ.
3430 ز- سليط بن حرملة:
يأتي في سويبط.
3431- سليط بن سفيان «1» :
بن خالد بن عوف الأسلميّ.
قال أبو عمر: هو أحد الثّلاثة الذين بعثهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم طلائع في آثار المشركين يوم أحد. وله ذكر في ترجمة مالك بن عوف الخزاعيّ.
3432- سليط بن سليط «2» :
بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشيّ العامريّ، ابن أخي سهيل بن عمرو- سيأتي ذكر والده.
وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة فقال: وهاجر سليط بن عمرو وامرأته أمّ يقظة بنت علقمة، فولدت له هناك سليط بن سليط.
وشهد سليط مع أبيه اليمامة، فاستشهد.
وقال أبو معشر: بل عاش بعد ذلك. قال أبو عمر: هذا أصوب، لأن عمر حصلت له حلل، فقال: دلّوني على فتى هاجر هو وأبوه، فدلّوه عليه.
وقال الزّبير بن بكّار: كانت عند عمر حلّة زائدة عما كسا أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: دلوني على فتى هاجر هو وأبوه، فقالوا: ابن عمر. فقال: ابن عمر هوجر به، ولكن سليط بن سليط، فكساه إياها.
قلت: وهذه القصّة رواها عمر بن شبّة وغيره من طريق ابن سيرين، عن كثير بن أفلح- أنّ عمر كان يقسّم حللا، فوقعت له حلّة حسنة، فقيل له: أعطها ابن عمر، فقال:
إنما هاجر به أبواه، سأعطيها للمهاجر ابن المهاجر سليط بن سليط، أو سعيد بن عتاب.
قلت: اتفق الأكثر على أن أباه استشهد باليمامة، فلعل ذلك مراد ابن إسحاق. وإن
__________
(1) أسد الغابة ت 2200.
(2) الاستيعاب ت 1043، الثقات 3/ 181، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الجرح والتعديل 4، المصباح المضيء 1/ 270، المنمق 496، والطبقات الكبرى 9/ 87، أسد الغابة ت 2201، الاستيعاب ت 1044.(3/135)
صحّ قول ابن إسحاق إنه ولد بالحبشة فلا ينطبق على قول عمر إنه المهاجر ابن المهاجر، فإنه حينئذ يكون شاركه في ذاك عدد كثير، كمحمد بن حاطب، وعبد اللَّه بن جعفر، ومن ثم غاير ابن مندة بين صاحب الترجمة وبين صاحب القصّة مع عمر.
3433 ز- سليط بن سليط:
تقدم في الّذي قبله.
[3434 ز- سليط بن سليط:
يأتي ذكره في ترجمة أمّ سليط في الكنى من النساء] «1» .
3435- سليط بن عمرو:
بن عبد شمس العامريّ «2» . تقدم نسبه في الّذي قبله، وتقدم ذكر أخيه السّكران بن عمرو قريبا، وأسلم سليط قديما قبل عمر.
وقد ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، ولم يذكره موسى بن عقبة، وذكره الواقديّ وأبو معشر في البدريين، ولم يذكره موسى بن عقبة. وذكره ابن إسحاق في تسمية الرسل إلى الملوك، فقال: وسليط بن عمرو أرسله إلى هوذة بن علي رئيس اليمامة، ووصل هذا إسماعيل بن عيّاش، عن ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة. أخرجه الطّبراني. وقد تقدّم أن ابن إسحاق ذكره فيمن استشهد باليمامة، وكذا ذكره ابن الكلبيّ.
[3436 ز- سليط بن عمرو بن زيد:
ذكره ابن عائذ فيمن استشهد بأحد.
3437 ز- سليط بن عمرو الأنصاريّ:
ذكره ابن سعد في باب بيعة النّساء من طبقات النّساء عند الواقديّ بسند له عن أم عمارة، قالت: رجعنا من بيعة العقبة إلى رحالنا، فلقينا رجلين من قومنا، وهما: سليط بن عمرو، وأبو داود المازني، يريدان أن يحضرا البيعة، فوجدا القوم قد بايعوه، فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة، وكان رأس النقباء السّبعين ليلة العقبة] «3» .
3438- سليط بن قيس:
بن عمرو بن عبد اللَّه «4» بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار الأنصاريّ النّجاريّ.
بدري، ذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود عن عروة، قال موسى: لا عقب له. وقال
__________
(1) سقط في أ.
(2) الثقات 3/ 181، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1228، المصباح المضيء 1/ 270، 2/ 47 الطبقات الكبرى 9/ 87، أسد الغابة ت 2203، الاستيعاب ت 1045.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 2205، الاستيعاب ت 1046، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الثقات 3/ 181، الجرح والتعديل 4/ 1227، تاريخ من دفن بالعراق 221، أصحاب بدر/ 224، الاستبصار 43، الطبقات 92.(3/136)
ابن سعد: شهد المشاهد كلها، وقتل يوم جسر أبي عبيد، وكذا ذكر ابن الكلبيّ.
وروى ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن عبد اللَّه بن سليط بن قيس، عن أبيه- أنّ رجلا من الأنصار كان في حائط له نخلة لرجل آخر، فكان يأتيه بكرة وعشية، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يعطيه نخلة مما يلي الحائط.
وأخرجه الإسماعيلي في مسند زيد بن أبي أنيسة، وقال في سياقه: عن عبد اللَّه بن سليط بن قيس الأنصاري، عن سليط- أنّ رجلا ... فذكره مطولا.
ونسبه ابن الأثير لتخريج النّسائيّ، ولم أره في السّنن، وإنما أخرجه ابن مندة من طريقه.
قلت: وهذا يرد قول موسى بن عقبة أنه لم يعقب. ويحتمل إن ثبت قول موسى أن يكون صاحب الحديث غير صاحب الترجمة. واللَّه أعلم.
3439- سليط التميميّ:
قال أبو عمر «1» : له صحبة. يعدّ في البصريين.
روى عنه ابن سيرين، والحسن. ومن رواية ابن سيرين عنه أنّ عثمان نهاهم عن القتال لما حوصر.
قلت:
ومن رواية الحسن عنه ما أخرجه الحسن بن سفيان، من طريق إسماعيل بن مسلم، عنه، عن سليط، قال: انتهيت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسمعته يقول: «المسلم أخو المسلم ... » الحديث.
3440- سليط الأنصاريّ «2» :
روى أبو نعيم في الدلائل، من طريق محمد بن سليمان بن سليط، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في الهجرة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وابن أريقط، فمرّوا على أمّ معبد الخزاعية، وهي لا تعرفهم ... فذكر الحديث بطوله.
وأورده الطبرانيّ في ترجمة سليط بن قيس، وتقدّم في ترجمة سليط بن قيس إشارة إلى التعدّد أيضا. وقد وقع لابن مندة فيه وهم بيّنته في ترجمة علاقة.
3441 ز- سليط الجنيّ:
تقدّم ذكره في ترجمة الأرقم الجني.
3442- سليك:
بالتصغير وآخره كاف، ابن الأغر، أبو سليط. يأتي في الكنى.
__________
(1) أسد الغابة ت 2197، الاستيعاب 1047.
(2) أسد الغابة ت 2202.(3/137)
3443- سليك بن عمرو «1» :
أو ابن هدبة، الغطفانيّ.
ووقع ذكره في الصّحيح من حديث جابر أنه دخل يوم الجمعة والنّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يخطب، فقال: «أصلّيت» ؟
وهو في البخاري مبهم.
ورواه أحمد والدّارقطنيّ، من طريق أبي سفيان، عن جابر، فقال عن السليك قال:
قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه أحمد من وجه آخر، فقال: عن جابر: جاء رجل من غطفان يقال له سليك.
روى ابن ماجة، وأبو يعلى، من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن أبي سفيان عن جابر، قالا: إن سليكا جاء.
وهو عند مسلم وأبي داود وابن خزيمة من طريق جابر فقط.
وروى عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وله أصل في النّسائي، من طريق عياض، عن أبي سعيد. ورواه جماعة عن أبي الزّبير. ووقع لي عاليا من طريق ليث عن أبي الزّبير، عن جابر، قال: جاء سليك الغطفانيّ ... الحديث. وهو في جزء أبي الجهم.
3444- سليك «2» :
آخر، غير منسوب. غاير ابن مندة بينه وبين الغطفانيّ، ووحّدهما أبو نعيم فوهم. وقد تقدّم حديثه في ذي الغرّة في الذّال المعجمة.
3445- سليل:
بوزن عظيم، وآخره لام، الأشجعيّ «3» . قال عبد الغني بن سعيد في المشتبه، وأبو عمر: له صحبة.
وروى عنه أبو المليح بن أسامة، وروى البغويّ، وابن شاهين، والحسن بن سفيان، من طريق خالد بن عبد اللَّه الطحّان، عن الجريريّ، عن أبي المليح، عن السّليل الأشجعيّ، قال: كنّا ذات ليلة مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ففقدناه فسمعنا صوتا كأنه دويّ رحى ... الحديث.
وفيه ذكر الشّفاعة. قال البغويّ: ليس للسّليل غيره. وقال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب رواية ابن عليّة عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن أبي المليح، عن الأشجعيّ. وهو عوف بن مالك.
__________
(1) أسد الغابة ت 2207، الثقات 3/ 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235- التاريخ الكبير 4/ 206، حاشية الإكمال 4/ 232- الجرح والتعديل 4/ 1345- الأعلمي 19/ 228.
(2) أسد الغابة ت 2208.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 235- التلقيح 381- بقي بن مخلد 919- أسد الغابة ت (2209) ، الاستيعاب ت (1149) .(3/138)
وكذا جزم الخطيب في «المؤتلف» ، وتبعه ابن ماكولا في الإكمال بأنّ خالد بن عبد اللَّه وهم فيه، وساق علله وطرقه، ثم قال: والجريريّ لم يلق أبا المليح، وإنما أخذه عنه بواسطة أبي السّليل فخبط فيه خالد.
قلت: وله طريق عن قتادة عن أبي المليح، عن عوف بن مالك. وفي الجملة فأمره محتمل.
3446- سليم بن أحمر «1» :
في أحمر بن سليم.
3447- سليم بن أكيمة الليثي «2» :
روى الطّبراني من طريق الوليد بن سلمة: حدّثني يعقوب بن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فقال:
«إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس» .
ورواه من وجه آخر عنه، فقال سليمان بدل سليم، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، واتّهم به الوليد بن سلمة، وليس كما زعم، فقد أخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن عمر بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه نحوه، ولكن عمر في زمن الوليد.
وأخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن عمر بن إبراهيم، فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد اللَّه بن سليم، زاد في نسبه عبد اللَّه، ثم أورده في ترجمة عبد اللَّه بهذا السند.
وأخرجه أبو القاسم بن مندة في كتاب الوصية من وجهين إلى الوليد بن سلمة، فقال:
عن إسحاق بن يعقوب بن عبد اللَّه بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، وفيه اختلاف آخر يأتي في ترجمة محمد بن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة إن شاء اللَّه تعالى.
3448- سليم بن ثابت»
: بن وقش الأنصاريّ. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: شهد أحدا والخندق، واستشهد بخيبر. وأورده ابن شاهين.
3449- سليم بن جابر «4» :
في جابر بن سليم.
وروى ابن أبي الدّنيا في اصطناع
__________
(1) أسد الغابة ت 2210.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، أسد الغابة ت 2211.
(3) أسد الغابة ت 2213، الاستيعاب ت 1048.
(4) الثقات 3/ 159، تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، تقريب التهذيب 1/ 320، تهذيب التهذيب 4/ 266، الكاشف 1/ 389، تهذيب الكمال 1/ 429، 529، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 407، الجرح والتعديل 4/ 899، شذرات الذهب 1/ 161، الطبقات 42، 179، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، الوافي بالوفيات 15/ 485، دائرة معارف الأعلمي 19/ 254، بقي بن مخلد 477، 439، أسد الغابة ت 2214، الاستيعاب ت 1049.(3/139)
المعروف، من طريق زياد الجصّاص، عن ابن سيرين، عن سليم بن جابر، قال: أتيت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ... » الحديث.
وهذا هو أبو جريّ، فإنه حديثه المخرج في ترجمة جابر بن سليم. واللَّه أعلم.
3450- سليم بن الحارث «1» :
بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق في البدريّين.
3451 ز- سليم بن خلدة:
أبو عمر الزّرقيّ. له ذكر في الفتوح للواقديّ.
وروى ابن عساكر من طريقه أنه كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة لمّا وجّهه أبو بكر إلى الشام.
3452- سليم بن سعيد الجشمي «2» :
ذكره ابن السكن في «الصّحابة» . وقد تقدّم ذكره مع أبيه.
3453- سليم بن عشّ العذريّ «3» :
روى ابن السّكن والباوردي من طريق سليم بن مطيّن، عن أبيه، عن سليم بن عشّ، قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في المسجد الّذي في صعيد الفرع «4» فعلّمنا مصلّاه بحجارة، فهو الّذي يجمع فيه أهل البوادي.
قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» من طريق سليم بن مطيّن بهذا الإسناد خبرا. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
3454- سليم:
بن عبد العزيز بن عبيد السّلميّ «5» ، أبو شجرة، أمه الخنساء الشّاعرة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 907، 932، عنوان النجابة 101، الاستبصار 91- التحفة اللطيفة 191، التاريخ الصغير 22312، الوافي بالوفيات 15/ 482- التاريخ الكبير 4/ 124- البداية والنهاية 3/ 319، ذيل الكاشف 570، أسد الغابة ت 2215، الاستيعاب ت 1050.
(2) أسد الغابة ت 2217.
(3) أسد الغابة ت (2220) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 900- التحفة اللطيفة 192.
(4) الفرع: بالضم ثم السكون وآخره عين مهملة وقيل بضمتين قرية من نواحي الرَّبَذَة. عن يسار السّقيا بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة وقيل أربع ليال: قرية غناء كبيرة بينها وبين المريسيع ساعة من نهار وهي كالكورة بها عدة قرى ومنابر ومساجد للنّبيّ عليه السلام. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1028، 1029.
(5) في أعبد العزى السلمي.(3/140)
أسلم مع أمّه، ثم ارتدّ في زمن أبي بكر، وقاتل المسلمين.
قال المبرّد في «الكامل» : كان من فتاك العرب، واشتهر عنه في زمن الردّة قوله في قصيدة:
ألا أيّها المدلي بكثرة قومه ... وحظّك منهم أن تذلّ وتقهرا
سل النّاس عنّا كلّ يوم كريهة ... إذا ما التقينا دار عين وحسّرا
[الطويل] ويقول فيها:
فروّيت رمحي من كتيبة خالد ... وإنّي لأرجو بعدها أن أعمّرا
[الطويل] ثم أسلم وقدم على عمر، فقال له: أنا أبو شجرة السّلمي، فأعطني. فقال: ألست القائل: فروّيت رمحي- ثم علاه بالدّرّة، فسبقه عدوا وركب راحلته فنجا وهو يقول:
قد ضنّ عنّا أبو حفص بنائله ... وكلّ مختبط يوما له ورق
ما زال يضربني حتّى جذيت له ... وحال من دون بعض الرّعية الشّفق «1»
[البسيط]
3455- سليم بن عقرب «2» :
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وأنه شهد بدرا، ولم يرو عنه أهل العلم، وذكره أبو عمر، فقال: ذكره بعضهم في البدريّين.
3456- سليم بن عمرو «3» :
أو عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواه بن غنم بن
__________
(1) الأبيات لأبي شجرة السلمي وهي هكذا في تاريخ الطبري 3/ 267
ضنّ علينا أبو حفص بنائله ... وكلّ مختبط يوما له ورق
ما زال يرهقني حتى حديت له ... وحال من دون بعض الرّغبة الشّفق
لما رهبت أبا حفص وشرطته ... والشيخ يفزع أحيانا فينحمق
ثمّ ارعويت إليها وهي جانحة ... مثل الطّريدة لم ينبت لها ورق
أوردتها الخلّ من شوران صادرة ... إني الأزري عليها وهي تنطلق
تطير مرو أبان عن مناسمها ... كما تنوقد عند الجهبذ الورق
إذا يعارضها خرق تعارضه ... ورهاء فيها إذا استعجلتها خرق
ينوء آخرها منها بأوّلها ... سرّح اليدين بها نهّاضه العنق
(2) أسد الغابة ت 2221، الاستيعاب ت 1052، الجرح والتعديل 4/ 902- الأعلمي 19/ 254.
(3) أسد الغابة ت 2223.(3/141)
كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. وقيل: اسمه سليمان. ذكره في أهل بدر والعقبة وفيمن استشهد بأحد.
3457- سليم بن قيس:
بن قهد «1» بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ. ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد بدرا، وذكر أن اسم قهد خالد.
وأورده ابن شاهين، قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان.
3458- سليم «2» :
بن قيس بن لوذان بن ثعلبة الأنصاريّ.
ذكره ابن جرير فيمن شهد أحدا، وذكره العدويّ وأنّ له عقبا بالكوفة. واستدركه ابن الدّباغ.
3459 ز- سليم بن مخنف:
في مخنف بن سليم.
3460- سليم بن مالك العذري:
تقدم ذكره في ترجمة أخيه سعيد.
3461- سليم بن ملحان الأنصاريّ «3» :
استشهد مع أخيه حرام «4» يوم بئر معونة.
ذكره ابن الكلبيّ وابن شاهين، وأنه شهد بدرا وأحدا.
3462- سليم الأنصاري «5» :
من رهط معاذ بن جبل، يقال اسم أبيه الحارث.
روى أحمد والطّبرانيّ والبغويّ والطّحاويّ من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن معاذ بن رفاعة الزرقيّ- أنّ رجلا من بني سلمة، يقال له سليم، أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إنا نظلّ في أعمالنا، فيأتي معاذ بن جبل، فيطيل بنا في الصّلاة. فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم:
«يا معاذ، لا تكوننّ فتّانا» . ثم قال: «يا سليم، ما معك من القرآن ... » الحديث.
وفيه أن سليما خرج إلى أحد فاستشهد.
وأخرجه البغويّ أيضا، وأحمد، وابن مندة، من وجه آخر، عن عمرو بن يحيى، فقال: عن معان بن رفاعة، عن سليم- جعل الحديث من مسندة، وهو منقطع، فإن معان بن
__________
(1) الثقات 3/ 159، تجريد أسماء الصحابة 1/ 237- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 103- أصحاب بدر 216، الاستبصار 61- الوافي بالوفيات 15/ 484- روضات الجنان 3/ 30، 32، البداية والنهاية 3/ 319، أسد الغابة ت 2224، الاستيعاب ت 1054.
(2) أسد الغابة ت 2225.
(3) الجرح والتعديل 4/ 901- الأعلمي 19/ 255، أسد الغابة ت 2227، الاستيعاب ت 1056.
(4) في أحزام.
(5) أسد الغابة ت 2212، الاستيعاب ت 1057.(3/142)
رفاعة لم يدركه، والإسناد الأول مع إرساله أصح.
وقد زعم ابن مندة أنّ صاحب هذه القصّة هو الّذي تقدّم ذكره في سليمان بن الحارث، وأن ابن إسحاق قال: إنه شهد بدرا، واستشهد بأحد.
وغاير بينهما ابن عبد البرّ. والظّاهر أنه أصوب، فإن ذاك من بني دينار بن النّجّار فهو خزرجي، وهذا من رهط سعد بن معاذ، ومعاذ بن جبل وهو أوسي.
وأما جزم الخطيب بأنّ صاحب معاذ بن جبل يقال له سليم بن الحارث فلا يدل على التوحيد، إذ لا مانع من الاشتراك في اسم الأب كما اشترك الابن. واللَّه أعلم.
3463 ز- سليم العذري «1» :
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد بني عذرة، فأسلموا، وكانوا اثني عشر رجلا.
وروى ابن مندة بإسناد فيه الواقديّ، عن حريث بن سليم العذري، عن أبيه، قال: سألت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم عمّن فرّق بين السّبي، فقال: «من فرّق بين الوالد والولد فرّق اللَّه بينه وبين الأحبّة يوم القيامة» .
وقد تقدم سليم بن مالك، وسليم بن عش، فما أدري أهو أحدهما أم ثالث؟.
3464- سليم السّلمي «2» :
روى عنه أبو العلاء بن الشّخّير. ذكره أبو عمر.
3465- سليم، مولى عمرو بن الجموح «3» :
له ذكر في كتاب الجهاد لابن المبارك، من حديث ابن عباس، قال: كان عمرو بن الجموح شيخا كبيرا أعرج ... فذكر الحديث في شهوده أحدا، قال: وكان معه غلام له يقال له سليم، فقال له: ارجع إلى أهلك. فقال: وما عليك أن أصيب معك اليوم خيرا. فتقدم العبد فقاتل حتى قتل.
وأخرجه أبو موسى، وأخرجه الحاكم في «الإكليل» ، من حديث ابن المبارك، مطولا وظاهر سياقه أنه مرسل.
3466- سليم، أحد بني الحارث بن سعد.
ذكره ابن السّكن.
وأخرج من طريق عبد الملك عن عروة بن سليم أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه، قال: لما نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تبوك أشار بيده، فقال: «الإيمان يمان والجفاء وغلظ القلوب في الفدّادين أهل الوبر» «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2216، الاستيعاب ت 1059.
(2) أسد الغابة ت 2219، الاستيعاب ت 1058.
(3) أسد الغابة ت 2222.
(4) الفدّادون بالتشديد: الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وأحدهم فدّاد، يقال: فد الرّجل يفدّ فديدا إذا اشتد صوته، وقيل: هم المكثرون من الإبل وقيل: هم الجمّالون والبقّارون والحمّارون والرّعيان وقيل: إنما هو «الفدادين» محقّقا واحدها: فدّان مشدد وهي البقر التي يحرث بها وأهلها أهل جفاء وغلظة.(3/143)
واستدركه ابن فتحون، ولعله سليم بن مالك العذريّ، فإن بني الحارث بن سعد من بني عذرة.
3467- سليم، غير منسوب «1» :
هو أبو كبشة. يأتي في الكنى.
ذكر من اسمه سليمان- بزيادة ألف ونون
3468- سليمان بن أكيمة «2» :
في سليم.
3469- سليمان بن أبي حثمة «3» :
يأتي في القسم الثاني.
3470- سليمان بن صرد «4» :
بن الجون «5» بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب، أبو المطرّف الخزاعيّ.
يقال كان اسمه يسار، فغيره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن علي وأبي الحسن، وجبير بن مطعم.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، ويحيى بن يعمر، وعبد اللَّه بن يسار، وأبو الضحى، وكان خيّرا فاضلا، شهد صفّين مع علي، وقتل حوشبا مبارزة، ثم كان ممّن كاتب الحسين، ثم تخلف عنه، ثم قدم هو والمسيب بن نجبة في آخرين، فخرجوا في الطلب بدمه وهم
__________
(1) أسد الغابة ت 2226، الاستيعاب ت 1055. النهاية 3/ 419.
(2) أسد الغابة ت 2228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 237، تنقيح المقال 5179- مجمع الزوائد 1/ 154- دائرة معارف الأعلمي 19/ 232.
(3) أسد الغابة ت 2229، الاستيعاب ت 1060، الثقات 3/ 191، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 237- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 564- الطبقات 235، التحفة اللطيفة 177- المنمق 372- الوافي بالوفيات 15/ 507.
(4) أسد الغابة ت 2231، الاستيعاب ت 1061، طبقات ابن سعد 4/ 292، 6/ 25، طبقات خليفة ت 665، 941، المحبر 291، التاريخ الصغير 1/ 146، الكنى 2/ 117، تاريخ الطبري 5/ 583، الجرح والتعديل 4/ 123، مشاهير علماء الأمصار 305، جمهرة أنساب العرب 238، تاريخ بغداد 1/ 200، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 176، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 234، تهذيب الكمال 543، تاريخ الإسلام 3/ 17، العبر 1/ 72، تذهيب 2 لتهذيب 2/ 50، الوافي بالوفيات 15/ 392، العقد الثمين 4/ 607، تهذيب التهذيب 4/ 200، خلاصة تذهيب الكمال 1290، شذرات الذهب 1/ 73.
(5) في أصرد بن أبي الجون.(3/144)
أربعة آلاف، فالتقاهم عبيد اللَّه بن زياد بعين الوردة «1» بعسكر مروان، فقتل سليمان ومن معه، وذلك في خمس وستين في شهر ربيع الآخر، وكان لسليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة، وكان الّذي قتل سليمان يزيد بن الحصين بن نمير، رماه بسهم فمات وحمل رأسه ورأس المسيّب إلى مروان.
3471 ز- سليمان بن عمرو الزّرقيّ «2» :
قال ابن حبان: له صحبة، وروى الباوردي من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن سليمان بن عمرو الزرقيّ- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى حضرموت وكندة.
3472- سليمان بن عمرو بن حديدة «3» :
تقدم في سلم.
3473- سليمان بن أبي سليمان الشامي «4» :
قال أبو حاتم: له صحبة.
وروى البغويّ، من طريق عروة بن رويم، عن شيخ من جرش: حدثني سليمان، قال: كنت جالسا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّكم ستجنّدون أجنادا، ويكون لكم ذمّة وخراج وأرض يمنحها اللَّه لكم ... » الحديث.
قال ابن أبي حاتم: أدخله أبو زرعة في مسند الشاميين، وقال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث. وأخرجه أبو حاتم في الوحدان، وقال فيه: عن سليمان صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
3474- سليمان السّلمي:
أبو الحديد- قرأت بخط القطب الحلبي شيخ شيوخنا في تاريخ مصر له ما نصه: أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان بن أبي الحديد سليمان السلمي، صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكر عن بعض العلماء من المصريين أنه لقيه بمصر لما قدمها، قال: ورأيت معه قلادة نعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر لنا أنه ورثها عن آبائه المذكورين إلى سليمان أبي الحديد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات هذا سنة خمس وعشرين وستمائة عن
__________
(1) عين الوردة: هو رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة كانت فيها وقعة للعرب ويوم من أيامهم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 979.
(2) أسد الغابة ت 2232.
(3) الاستيعاب ت 1062.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 237- تقريب التهذيب 1/ 325، تهذيب التهذيب 4/ 197- تهذيب الكمال 1/ 539- خلاصة تذهيب 1/ 413- الكاشف 1/ 395، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 592- الطبقات الكبرى 6/ 345- التاريخ الكبير 4/ 16- التاريخ الصغير 2/ 57.(3/145)
غير وارث، وأخذ الأشرف بن العادل موجودة وكان شيئا كثيرا، فجعل الأشرف ذلك كله في أوقاف المدرسة الأشرفية بدمشق.
قلت: ومن جملتها النعل المذكورة، وقد ذكرها الذهبي وغيره، ويعبّرون عنها بالأثر الشريف، وهذا أصلها.
ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد جدّه محدث مشهور، قد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق.
السّين بعدها الميم
3475- سماك:
بكسر أوله وتخفيف الميم، ابن أوس بن خرشة، أبو دجانة. يأتي في الكنى، والأكثر بحذف أوس.
3476- سماك بن ثابت «1» :
بن سفيان. تقدم في ترجمة أبيه ثابت.
3477- سماك بن الحارث:
بن ثابت الخزرجيّ.
ذكره ابن أبي حاتم في الصحابة. والمعروف الّذي قبله، وله أخ اسمه الحارث بن ثابت بن سفيان، فلعله اختلف عليه.
3478 ز- سماك بن خرشة الأنصاريّ:
آخر. وهو غير أبي دجانة.
قال سيف في الفتوح: وكان سماك بن مخرمة الأسديّ، وسماك بن عبيد العبسيّ، وسماك بن خرشة الأنصاريّ، وليس بأبي دجانة، هؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح دستبي «2» من أرض همذان، وقدم هؤلاء الثلاثة على عمر في وفود أهل الكوفة بالأخماس، وانتسبوا له، فقال: «اللَّهمّ بارك فيهم واسمك بهم الإسلام» .
وذكر سيف أيضا أنّ سماك بن خرشة شهد القادسيّة. قال ابن فتحون: ذكر ابن عبد البر أن أبا دجانة شهد صفين، ولم يشهد أبو دجانة صفين، ولعله اشتبه عليه بهذا. انتهى.
وإنما ذكرت هؤلاء في هذا القسم لما تقدّم من أنهم لم يكونوا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2235، الاستيعاب ت 1064، الجرح والتعديل 4/ 1199- الطبقات الكبرى 3/ 504، 8/ 373، دائرة معارف الأعلمي 19/ 257.
(2) دستبي) بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة المكسورة: كورة كبيرة كانت مشتركة بين الرّيّ وهمذان فقسّمت كورتين وهذه هي كورة همذان التي أفردت لها تشتمل على قريب تسعين قرية وتسمّى قرية منها دستبي همذان. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 526.(3/146)
وقال ابن مسكويه: كان لسماك بن خرشة، وليس لأبي دجانة، ذكر في فتوح الري «1»
3479- سماك بن سعد «2» :
بن ثعلبة الأنصاريّ، عم النعمان بن بشير.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، فيمن شهد بدرا، وشهد أحدا وليس له عقب.
قال ابن أبي حاتم: لا أعلم روي عنه شيء.
3480- سماك بن عبيد العبسيّ:
تقدم ذكره قبل ترجمة، ووقع ذكره في فتوح همذان أيضا، وأنه الّذي أسر دينارا الفارسيّ، وكان في ثمانية أنفس فقتلهم سماك بن عبيد، وأحضر دينارا إلى حذيفة، فصالحه وعاش دينار إلى آخر خلافة معاوية. وله مع أهل الكوفة قصّة، ولم أر التصريح بأنه أسلم.
3481- سماك بن مخرمة» :
بن حمير بن ثابت الأسديّ، أسد خزيمة- تقدم أيضا.
وذكره حمزة بن يوسف في «تاريخ جرجان» فيمن دخلها من الصحابة.
وقال ابن أبي حاتم: إليه ينسب مسجد سماك بالكوفة، وهو خال سماك بن حرب.
وبه سمّي.
وقال أبو عمر: له صحبة. وعن ابن معين أنه قال: إنه من الصحابة. وقال عبيد اللَّه ابن عمرو الرقي: يقال إنه مات بالرقة. ويقال: عاش إلى خلافة معاوية.
[وذكر ابن عساكر لسماك بن مخرمة قصّة مع معاوية يقول فيها: ولئن قدمت إلينا شبرا من غدر لنقدمنّ إليك باعا، لكن نسبه تميمي، فلعله آخر] «4» .
3482 ز- سماك بن النعمان:
بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الأنصاريّ.
قال الطبريّ: شهد أحدا هو وأخوه فضالة.
__________
(1) الرّيّ: بفتح أوله، وتشديد ثانيه. مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الخيرات قصبة بلاد الجبال على طريق السابلة قال الإصطخري: كانت أكبر من أصفهان بكثير تفانى أهلها بالقتال في عصبيّة المذاهب حتى صارت كأحد البلدان. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 651.
(2) أسد الغابة ت 2237، الاستيعاب ت 1066، الثقات 3/ 180، تجريد أسماء الصحابة 1/ 238- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1200- أصحاب بدر 177، الطبقات 94- الوافي بالوفيات 15/ 602- البداية والنهاية 3/ 329، الإكمال 4/ 349، 170، دائرة الأعلمي 19/ 257- المشتبه 196.
(3) أسد الغابة ت 2238، الاستيعاب ت 1067، تجريد أسماء الصحابة 1/ 238، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1202- تاريخ جرجان 45، 46- الوافي بالوفيات 15/ 601.
(4) سقط في أ.(3/147)
3483 ز- سماك الخيبري:
ذكر الواقديّ أنّ عمر أسره يوم خيبر، فلما فتحوا النّطاة «1» فقدمه ليضرب عنقه، فقال: أبلغني أبا القاسم صلّى اللَّه عليه وسلم فأبلغه، فدلّه على عوراتهم، ثم أسلم سماك وخرج من خيبر فلم يعد إليها بعد أن استوهب من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم زوجته- نقيلة- فوهبها له.
استدركه ابن فتحون، وذكره الرشاطي في الخيبريين.
3484- سمالي بن هزال «2» :
ذكره العسكريّ في الأفراد.
وأخرج أبو موسى من طريقه بإسناده إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه- أن سمالي بن هزال اعترف عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالزنا، فأمر به فرجم.
قال أبو موسى: هذه القصة مشهورة بماعز بن مالك مع هزّال كما سيأتي، فلعله مصحّف.
قلت: هو أمر محتمل.
3485 ز- سمحج «3» :
بوزن أحمر، آخره جيم، الجنّي.
روى الفاكهيّ في كتاب مكّة من حديث ابن عباس، عن عامر بن ربيعة، قال: بينا نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرّض على المسلمين، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «هذا شيطان، ولم يعلن شيطان بتحريض على نبيّ إلّا قتله اللَّه» .
فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: قد قتله اللَّه بيد رجل من عفاريت الجن، يدعى سمحجا، وقد سميته عبد اللَّه،
فلما أمسينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقول:
نحن قتلنا مسعرا ... لما طغى واستكبرا
وصغّر الحقّ وسنّ المنكرا ... بشتمه نبيّنا المظفّرا
[الرجز] ومن طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال: لما ظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة هتف رجل من الجنّ يقال له مسعر بالتحريض عليه، قال: فتذامرت قريش، واشتدّ خطبهم، فلما كان في الليلة القابلة قام مقامه آخر يقال له سمحج، فقال مثله، فذكر نحوه.
__________
(1) نطاة: بالفتح وآخره هاء: اسم لأرض خيبر وقيل: حصن بخيبر وقيل: عين بها تسقي بعض نخيل قراها وهي وبيئة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1376.
(2) أسد الغابة ت 2239.
(3) أسد الغابة ت 2240.(3/148)
3486- سمحج:
ويقال: بالهاء بدل الحاء، الجنّي. ما أدري هو الّذي قبله أو غيره.
روى الدّارقطنيّ في «الأفراد» من طريق قال أبو موسى: أخرجناه تبعا له، لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان مبعوثا إلى الإنس والجنّ.
قلت: وأخرجه الشّيرازيّ في الألقاب، من طريق محمد بن عروة الجوهري، حدّثنا عبد اللَّه بن الحسين بن جابر المصّيصي ح.
وقال الطّبرانيّ في الكبير: حدثنا عبد اللَّه بن الحسين، قال: دخلت طرسوس، فقيل لي: ها هنا امرأة قد رأت الجنّ الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذهبت إليها، فإذا امرأة مستلقية على قفاها، وحولها جماعة، فقلت لها: ما اسمك؟ قالت: منوسة، فقلت لها: هل رأيت أحدا من الجنّ الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: نعم، حدثني سمحج، واسمه عبد اللَّه، قال: قلت يا رسول اللَّه، أين كان ربّنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال:
«كان على حوت من نور يتلجلج في النّور» .
قلت: وعبد اللَّه بن الحسين من شيوخ الطبراني، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء، فقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ثم ذكر عن أحمد بن مجاهد عنه حديثين، من روايته عن محمد بن المبارك، وقال: له نسخة أكثرها مقلوبة.
3487- سمرة بن جنادة «1» :
بن جندب بن حجير بن زبّاب بن سواءة السّوائي، والد جابر. لهما صحبة. وحديث سمرة من رواية أبيه في صحيح مسلم، وغلط ابن مندة في نسبه فقال سمرة بن جنادة بن حجر بن زياد، فأسقط منه اسم جندب وجعل حجيرا حجرا وزبابا زيادا.
قال ابن سعد: أسلم في الفتح. وقال الخطيب: كان مع سعد بن أبي وقّاص بالمدائن وتزوج أخت سعد ثم نزل بالكوفة.
وقال ابن حبّان وابن منجويه: مات بالكوفة في ولاية عبد الملك. وقرأت بخط الذهبي أن الّذي مات في ولاية عبد الملك ولده جابر، وأما سمرة فقديم.
__________
(1) أسد الغابة ت 2241- الثقات 3/ 175- تجريد أسماء الصحابة 1/ 239- تقريب التهذيب 1/ 333- تهذيب التهذيب 4/ 336- تهذيب الكمال 1/ 550- خلاصة تذهيب 1/ 422 الكاشف 1/ 403- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 678- تاريخ من دفن بالعراق 226- دائرة الأعلمي 19/ 260- الجمع بين رجال الصحيحين 760.(3/149)
3488- سمرة بن جندب «1» :
بن هلال بن حريج بن مرّة بن حزن بن عمرو «2» بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن فزارة الفزاريّ، يكنّى أبا سليمان.
قال ابن إسحاق: كان من حلفاء الأنصار، قدمت به أمّه بعد موت أبيه، فتزوجها رجل من الأنصار، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار، فمرّ به غلام، فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة فردّه، فقال: لقد أجزت هذا ورددتني، ولو صارعته لصرعته، قال:
فدونكه فصارعه، فصرعه سمرة فأجازه.
وعن عبد اللَّه بن بريدة، عن سمرة: كنت غلاما على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فكنت أحفظ عنه.
ونزل سمرة البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة، وكان شديدا على الخوارج، فكانوا يطعنون عليه، وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه.
وقال ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير.
وروى عنه أبو رجاء العطارديّ، والشّعبي، وابن أبي ليلى، ومطرّف بن الشخير، وآخرون. وعبد اللَّه بن سليمان عنه. ومات سمرة قبل سنة ستين.
قال ابن عبد البرّ، سقط في قدر مملوء ماء حارا، فكان ذلك تصديقا
لقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة: «آخركم موتا في النّار» .
قيل: مات سنة ثمان، وقيل سنة تسع وخمسين، وقيل في أول سنة ستين.
3489- سمرة بن حبيب «3» :
بن عبد شمس العبشمي.
قال ابن حزم في الجمهرة: يقال إنه أسلم في أول الإسلام، ومات قديما. وذكر ابن الدّباغ عن ابن داسة أنه أسلم، وولّاه عثمان. انتهى.
وهذا يقتضي أنه عاش إلى خلافة عثمان، وليس كذلك، بل الّذي ولّاه عثمان ولده عبد الرحمن بن سمرة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2242، الاستيعاب ت 1068، طبقات ابن سعد 6/ 34، 49، طبقات خليفة ت 423، 1404، المحبر 295، التاريخ الكبير 4/ 176، التاريخ الصغير 1/ 106، 107، المعارف 305، الجرح والتعديل 1544، مشاهير علماء الأمصار ت 123، جمهرة أنساب العرب 259، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 235، تهذيب الكمال 553، تاريخ الإسلام 2/ 290، العبر 1/ 65، تذهيب التهذيب 582، الوافي بالوفيات 15/ 454، مرآة الجنان 1/ 131، تهذيب التهذيب 4/ 236، خلاصة تذهيب الكمال 132، شذرات الذهب 1/ 65.
(2) في أعامر.
(3) أسد الغابة ت 2243.(3/150)
وروى ابن قانع، من طريق الشعبي، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان يوتر بسبّح، وقل يا أيّها الكافرون، وقل هو اللَّه أحد. قال ابن قانع: كذا قال:
عن أبيه.
3490- سمرة بن ربيعة العدوانيّ «1» :
ويقال العدويّ.
روى ابن مندة من طريق حرام بن عثمان، عن محمّد وعبد اللَّه ابني جابر، عن أبيهما- أن سمرة بن ربيعة العدوانيّ جاء إلى أبي اليسر يتقاضاه حقّا له، فقال أبو اليسر لأهله: قولوا له ليس هو هنا، فجعل سمرة يستريح «2» ، فظنّ أبو اليسر أنه ذهب وأطلع رأسه فرآه سمرة، فقال أبو اليسر: أما سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من انظر معسرا أظلّه اللَّه في ظلّه ... »
الحديث، فقال سمرة: أشهد لسمعته يقول ذلك.
قلت: أصل هذه القصة في مسلم بغير هذا السياق، وليس فيها لسمرة ذكر، بل فيها أن الدّين كان لأبي اليسر على شخص آخر. وقد تقدم في الحارث بن يزيد شيء من ذلك.
وحرام بمهملتين متروك.
3491- سمرة بن عمرو «3» :
بن قرط العنبريّ، من ولد حبيب بن عديّ بن العنبر بن تميم.
له ذكر في عدة أحاديث، فعند أبي داود في السنن، من طريق شعيب بن عبد اللَّه بن الزبير العنبري، عن أبيه، عن جدّه- بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر، فأخذهم ...
الحديث. وفيه: «هل لكم بيّنة أنّكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا» .
«4» قالوا: سمرة رجل من بني العنبر، ورجل آخر.
وأخرجه البغويّ وابن السّكن وغيرهما من هذا الوجه، فقالوا: سمرة بن عمرو.
وذكر سيف في الفتوح أنّ خالد بن الوليد استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على اليمامة بعد فتحها.
وذكر ابن الأعرابيّ أنّ عثمان استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على هوامي الإبل، فكان لا يخبر بضالّة إلا أخذها فعرفها، فكان من ضلّت له ناقة يطلبها عند سمرة، فبلغه أن
__________
(1) أسد الغابة ت 2244، تجريد أسماء الصحابة 1/ 239- العقد الثمين 4/ 617.
(2) في ط يسرع.
(3) أسد الغابة ت 2246.
(4) في أبينة على أنكم، أسد الغابة ت 2247.(3/151)
ناقة ضلت في بني وثيل فأتاهم وليس هناك منهم أحد، وكانت أمهم ليلى بنت شداد بن أوس، وهي عجوز كبيرة ... فذكر قصّة، فجاء سحيم بن وثيل إلى أمه، فأخبرته الخبر، فسكت حتى يلقى عبيد بن غاضرة بن سمرة فصرعه فدقّ فمه، فاستعدى عليه سمرة عثمان فحبسه. وسيأتي ذكر ولده غاضرة بن سمرة إن شاء اللَّه تعالى.
3492- سمرة بن فاتك «1» :
ويقال ابن فاتكة الأسديّ. ويقال اسمه سبرة- بسكون الموحدة.
روى أحمد والحسن بن سفيان والبخاريّ في تاريخه، والبغويّ وابن مندة وغيرهم من طريق بشر بن عبيد اللَّه، عن سمرة بن فاتكة الأسدي- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «نعم الرّجل سمرة لو أخذ من لمّته، وشمّر من مئزره» ، فبلغه ذلك، ففعل.
وروى ابن المبارك في الجهاد من هذا الوجه عن سمرة أثرا آخر موقوفا قال فيه:
ولوددت أنه لا يأتي عليّ يوم إلا عدا عليّ فيه قرني من المشركين عليه لأمته إن قتلني فذاك، وإن قتلته عدا عليّ مثله.
وقد أورد ابن عساكر هذا المتن في ترجمة سمرة بن فاتك.
والّذي عندي أنه غيره، وقد فرق بينهما البخاري في تاريخه، فقال في هذا: له صحبة، حديثه في الشّاميين، وأورد له هذا الحديث، وأورد في سبرة حديث جبير بن نفير عنه الّذي تقدم في ترجمته.
3493- سمرة بن معاوية «2» :
بن عمرو بن سلمة بن أبي كرب بن ربيعة الكنديّ.
ذكر ابن شاهين أنّ له وفادة، وجدّ أبيه سلمة يقال له المجرّ، لأنه طعن رجلا فأجرّه الرمح، أي نزل في نحره. وبنو المجرّ: بطن من ولده بالكوفة لهم فيها مسجد، ذكر ذلك ابن الكلبيّ.
3494
- سمرة «3» بن معير «4» :
بن لوذان الجمحيّ، أخو أبي محذورة. وقيل هو اسم أبي
__________
(1) تعجيل المنفعة 146- الجرح والتعديل 4/ 1279- الأعلمي 19/ 260- الثقات 207، بقي بن مخلد 325.
(2) أسد الغابة ت 2248، الاستيعاب ت 1071.
(3) أسد الغابة ت 2249، الاستيعاب ت 1070، تجريد أسماء الصحابة 1/ 239- الجرح والتعديل 4/ 680- التاريخ الصغير 1/ 106، 122، الوافي بالوفيات 15/ 613- التاريخ الكبير 4/ 177- المشتبه 597- التاريخ لابن معين 3/ 239- الأعلمي 19/ 260.
(4) في أمعين.(3/152)
محذورة. وقال ابن حزم في الجمهرة: ويظن أهل الحديث أن اسم أبي محذورة سمرة، وليس كذلك، وإنما سمرة أخ له.
قلت: جزم بأن اسم أبي محذورة سمرة ابن معين وابن سعد وغيرهما. وقال مصعب الزبيري: اسم أبي محذورة أوس، وله أخ يقال له سمرة، فهذا مما اعتمد عليه ابن حزم.
3495- سمعان بن خالد «1» :
من بني قريط «2» .
روى ابن مندة من طريق مشنّج «3» بن سمعان بن الهيثم بن عقيل بن ثابت بن سمعان ابن خالد عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له بالبركة لما وفد عليه ومسح ناصيته في حديث طويل. وفي إسناده من لا يعرف.
وذكر أبو عمر في ترجمة النّواس بن سمعان أن سمعان بن خالد هذا هو والد النواس، ولم يفرده بترجمة.
3496- سمعان بن عمرو بن حجر الأسلميّ «4» :
قال ابن مندة: له صحبة، وأخرج من طريق منصور بن عباد بن عمر بن بلال بن عمران بن خيار بن سمعان بن عمرو، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه سمعان بن عمرو- أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعه على الإسلام، وصدق الرسالة «5» ، وأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أرضا.
في إسناده مجاهيل، وابنه خيار بالخاء المعجمة والتحتانية. وعند أبي عمر في الأفراد من حرف السّين المهملة: سمعان بن عمرو الأسلميّ إسناد حديثه ليس بالقائم.
3497 ز- سمعان بن عمرو:
بن قريط بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب الكلابي.
ذكر أبو الحسن المدائني في كتاب رسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بأسانيده، قالوا: وبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى سمعان بن عمرو مع عبد اللَّه بن عوسجة فرقع بكتابه دلو، فقيل لهم بنو المرقع، ثم أسلم سمعان، وقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنشده:
أقلني كما أمّنت وردا ولم أكن ... بأسوإ ذنبا إذ أتيتك من ورد
[الطويل]
__________
(1) في أخالد الكلابي من بني قريط.
(2) أسد الغابة ت 2250.
(3) في أمسيح.
(4) أسد الغابة ت 2251، الاستيعاب ت 1150.
(5) في أإليه ماله.(3/153)
يشير إلى ورد بن مرداس أحد بني سعد هذيم، وكان صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إليه في عسيب فعدا على العسيب فكسره، ثم إنه بعد ذلك أسلم، وغزا مع زيد بن حارثة وادي القرى، فاستشهد. ويحتمل أن يكون هو سمعان والد النواس، ويكون سقط اسم أبيه من نسبه، فهو النواس بن سمعان بن عمرو بن خالد بن عمرو بن قريط، وسائر نسبه كما ذكر هنا.
3498 ز- سمعون، حليف آل حضرموت:
ذكره موسى بن سهل الدئليّ فيمن نزل فلسطين من الصحابة.
3499- ز: [سمعون، بمهملتين، ويقال بمعجمتين:
هو أبو ريحانة. يأتي في المعجمة] «1» .
3500- سميحة «2» :
ويقال سحيمة.
استدركه الأشيريّ على ابن عبد البر، وأخرج من طريق خالد بن نجيح، عن بكر بن شريح، قال: كان لأبي لبابة الأنصاري جار يقال له سحيمة أو سميحة، وكانت له نخلة مظلة على دار أبي لبابة، فذكر الحديث.
قلت: وستأتي هذه القصة في ترجمة أبي الدّحداح، وهي مشهورة به.
3501 ز- السّميدع الكناني:
روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق ابن دأب أن خالد بن الوليد لما توجه إلى بني كنانة يقاتلهم فقالوا: إنا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فقتلهم، فأرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليا فأعطاهم ديات من قتل منهم، قال: فأقبل غلام من القوم يقال له السّميدع من بني أقرم حتى قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبره بأمرهم وبما صنع خالد بهم «3» [قال ابن دأب: فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «هل أنكر عليه أحد ما صنع؟ قال: نعم، رجل أصفر ربعة، ورجل آخر طويل أحمر.
فقال عمر:
الأول ابني، والآخر مولى أبي حذيفة ... فذكر القصة] «4» .
3502- سمير بن الحصين «5» :
بن الحارث بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف الخزرجيّ.
ذكر العدويّ أنه شهد أحدا ومات في خلافة عمر [وكان من عماله، قال] «6» : وكانت له منه ناجية، وذكره الطّبري أيضا.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2252.
(3) في أصنع خالد بهم فذكر القصة.
(4) سقط في أ.
(5) المشتبه 401- الأعلمي 19/ 264، أسد الغابة ت 2253.
(6) سقط في أ.(3/154)
3503- سمير بن زهير «1» :
له ذكر في ترجمة عائذ بن سعد. وروى ابن مندة من حديث عائذ بن سعد، قال: وفدنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال سمير: يا رسول اللَّه، إن أخي سلمة بن زهير خرج مهاجرا إلى اللَّه ورسوله فقتل ... الحديث.
3504 ز- سمير بن كعب:
ذكر سيف في الفتوح أنه كان من أمراء الفتوح مع أبي عبيدة ومع خالد بن الوليد.
3505- سمير، والد سليمان «2» :
لعله سمرة بن جندب. روى ابن مندة من طريق مبشر بن إسماعيل، عن حريز بن عثمان، عن سليمان بن سمير، عن أبيه، قال: كنا نتمتّع على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
3506- سميط البجلي «3» :
ذكره البغويّ وغيره،
فأخرج البغويّ وابن قانع من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن أبي منصور عن السّميط البجلي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من رابط يوما في سبيل اللَّه كان كعدل شهر، صيامه وقيامه» .
3507- سميفع «4» :
في ذي الكلاع.
السين بعدها النون
3508- سنان بن تيم الجهنيّ» :
حليف بني عوف بن الخزرج. يأتي في سنان بن وبرة.
3509- سنان بن ثعلبة:
بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّ «6» . شهد أحدا، قاله أبو عمر.
3510- سنان بن روح «7» :
ذكر الدّارقطنيّ أنه مذكور فيمن نزل حمص من الصّحابة.
وقيل: إنه سيّار- بفتح المهملة وتشديد التحتانية.
3511- سنان بن سلمة «8» :
يأتي في عوف بن سراقة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2254.
(2) أسد الغابة ت 2255.
(3) أسد الغابة ت 2256، تجريد أسماء الصحابة 1/ 240.
(4) أسد الغابة ت 2257.
(5) الاستيعاب ت 1072.
(6) الاستيعاب ت 1073.
(7) الاستيعاب ت 1074، الإكمال 4/ 439.
(8) الاستيعاب ت 1075، الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 240- تقريب التهذيب 1/ 334- تهذيب التهذيب 4/ 241- الكاشف 1/ 405- تهذيب الكمال 1/ 552- خلاصة تذهيب 1/ 423- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1079، شذرات الذهب 1/ 55- الطبقات 192- التاريخ الصغير 1/ 218- الوافي بالوفيات 15/ 627، 633، التاريخ الكبير 4/ 165، العبر 1/ 54.(3/155)
3512- سنان بن سنّة «1» :
بفتح المهملة وتشديد النون- الأسلميّ. يقال إنه عم حرملة بن عمرو، ويقال جده [والأول أصح] «2» .
وروي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الطّاعم الشّاكر له مثل أجر الصّائم الصّابر» . أخرجه ابن ماجة.
وروى أحمد عن طريق حرملة بن عمرو الأسلمي، قال: حججت حجة الوداع، فأردفني عمي سنان بن سنّة.
قال ابن حبّان: يقال مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان.
[قلت: صحّفه بعض الرواة كما سيأتي في القسم الرابع من حرف الشّين المعجمة، وجاء عن سنان بن سنّة حديث آخر غلط فيه راويه، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سنّة، رفعه، في الهدي: «فليأكل فإن أكل غرم» .
وقال عبيد اللَّه بن موسى، عن أبي ليلى بهذا الإسناد، سنان بن سلمة، أخرجه البغويّ وهو الصّواب. وسنان بن سلمة هو ابن المحبّق سيأتي في القسم الثاني] «3» .
3513- سنان بن أبي سنان «4» :
بن محصن الأسديّ ابن أخي عكاشة. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وفي «الفتوح» لسيف بن عمر «5» عن سعيد بن عبيد بن حريث بن المعلى أن سنان بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2263، الاستيعاب ت 1078، الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 240- تقريب التهذيب 1/ 334- الإكمال 4/ 439، 5/ 535، تهذيب التهذيب 4/ 242- تهذيب الكمال 1/ 552- الكاشف 1/ 405- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1078، خلاصة تذهيب 1/ 424- التلقيح 373- الطبقات 112- الطبقات الكبرى 4/ 317، التاريخ الكبير 4/ 161، التحفة اللطيفة 195- الوافي بالوفيات 15/ 626- بقي بن مخلد 343.
(2) سقط في أ.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 2261- الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 240- الجرح والتعديل 14/ ترجمة 1080- أصحاب بدر 93، الطبقات 248- المصباح المضيء 1/ 276- الطبقات الكبرى 3/ 89، 93، التحفة اللطيفة 195- الوافي بالوفيات 15/ 620- التاريخ الكبير 4/ 162- البداية والنهاية 3/ 319.
(5) سقط في أ.(3/156)
أبي سنان كان أول من كتب إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بخبر طليحة بن خويلد الأسديّ، وكان سنان على بني مالك.
وزعم الواقديّ أنه أول من بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تحت الشّجرة.
وسيأتي في ترجمة أبي سنان وهب الأسدي أنه وصف بذلك وصفه به الشّعبي وزرّ بن حبيش من طريقين صحيحين.
قالوا: مات سنة اثنتين وثلاثين.
3514 ز- سنان بن أبي سنان الأسديّ «1» :
آخر. يأتي خبره في ترجمة والده أبي سنان، وفي ترجمة أمه أم سنان] «2» .
3515 ز- سنان بن سويد الجهنيّ:
روى ابن السكن من طريق عبد اللَّه بن داود بن الدّلهاث الجهنيّ، قال: كان ياسر بن سويد، وسنان بن سويد، وسيار بن سويد، كلهم إخوة لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
3516- سنان بن شفعلة «3» :
ويقال شمعلة، ويقال ابن شعلة الأوسي.
روى أبو موسى من طريق ابن مردويه بإسناده إلى عباد بن راشد اليماني، حدّثني سنان بن شفعلة الأوسي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حدّثني جبريل أنّ اللَّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقا بعدد محبّي آل بيت محمّد» .
قال أبو موسى: ليس في إسناده من يعرف سوى عباد بن راشد، وفي السّند محمد بن فارس العطشي، وهو رافضيّ.
3517- سنان بن صيفي «4» :
بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاريّ.
قال ابن شاهين، عن رجاله: شهد بدرا وأحدا وما بعدها، وكذا ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه بدريّ، والّذي عند ابن إسحاق في البدريين أبو سنان بن صيفي، فإن لم يكن أخا هذا وإلا فأحد القولين وهم.
__________
(1) الاستيعاب ت 1077.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2244، الإكمال 4/ 439.
(4) أسد الغابة ت 2265، الاستيعاب ت 1079.(3/157)
3518- سنان بن ظهير الأسديّ «1» :
قال أبو عمر: له صحبة.
وروى أبو نعيم من طريق عقبة بن جودان «2» ، عن أبيه، عن سنان بن ظهير، قال: أهديت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ناقة فقال: «دع داعي اللّبن» .
3519- سنان بن عبد اللَّه:
بن قشير بن خزيمة الأسلمي الملقب بالأكوع. ذكره ابن سعد في الطّبقة الثالثة من الصّحابة، وقال: إنه أسلم قديما وصحب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وابناه عامر وسلمة، وكذا حكاه البغويّ والطّبريّ.
وفي قوله: ابناه تجوّز، لأن عامرا ابنه وسلمة ابن ابنه كما مضى في ترجمته.
واستبعده الذهبي «3» في «التجريد» ، ثم قال: هو خطأ بيقين، وأنه لم يدركه المبعث، وفيما قاله نظر لا يخفي.
3520- سنان بن عبد اللَّه الجهنيّ «4» :
له ذكر في حديث ابن عبّاس.
روى ابن خزيمة من طريق موسى بن سلمة الهذلي قال: انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين، فقلت لابن عباس: إن لي والدة أفأعتمر عنها؟ قال: أمرت امرأة سنان بن عبد اللَّه الجهنيّ أن يسأل لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن أمها ماتت فلم تحجّ، أفيجزى عن أمها أن تحجّ عنها؟ قال: «نعم» .
ومن طريق أخرى قال فيها: فقال فلان الجهنيّ، وكذا هو عند أحمد.
قال ابن مندة: ورواه محمد بن كريب، عن أبيه، فقال: سنان بن عبد اللَّه.
قلت: هو في الطّبراني. وروى عن محمد بن كريب سفيان بدل سنان، وهو وهم، وقيل عن ابن عبّاس عن حصين بن عوف الخثعميّ، لكن الظّاهر أنه قصّة أخرى.
3521 ز- سنان بن أبي عبيد:
بن وهب بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد أحدا.
3522- سنان بن غرفة «5» :
بفتح الغين المعجمة والراء والفاء- كذا ضبطه ابن مفرج
__________
(1) أسد الغابة ت 2267، الاستيعاب ت 1080، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241، الطبقات الكبرى 1/ 293.
(2) في أدودان، أسد الغابة ت 2269.
(3) سقط في ط.
(4) أسد الغابة ت 2268، الاستيعاب ت 1081، الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1084- الطبقات الكبرى 4/ 302، ذكر أخبار أصبهان 1/ 541- الوافي بالوفيات 15/ 623، التاريخ الكبير 4/ 161- الإكمال 4/ 439.
(5) أسد الغابة ت 2270، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241، الإكمال 4/ 439- تبصير المنتبه 3/ 942 تصحيفات المحدثين 975- دائرة معارف الأعلمي 19/ 267.(3/158)
في كتاب ابن السّكن، وكذا هو في الصّحابة للباوردي. قال ابن فتحون: ورأيته في نسخة من كتاب ابن السكن بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف.
وروى الباورديّ وابن السّكن والطّبرانيّ، من طريق بسر بن عبيد اللَّه، عن سنان بن غرفة، وكانت له صحبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في المرأة تموت مع الرجال ليسوا بمحارم. قال: «تيمّم ولا تغسّل، وكذلك الرّجل» .
3523- سنان بن عمرو:
بن طلق القضاعي «1» ، أبو المقنّع، حليف بني ظفر.
قال ابن الكلبيّ: كانت له سابقة وشرف، وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أحدا وغيرها، وأخرجه ابن شاهين.
3524- سنان بن مقرّن المزني «2» :
أحد الإخوة.
قال ابن سعد: له صحبة. وذكره أبو حاتم وابن شاهين وغير واحد في الصّحابة. وقال ابن مندة: له ذكر في المغازي.
3525- سنان بن وبرة «3» :
أو وبر، الجهنيّ، حليف بني الحارث بن الخزرج.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: هو الّذي سمع عبد اللَّه بن أبيّ يقول: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ ... [المنافقون 8] الآية.
وروى الطّبرانيّ من طريق خارجة بن الحارث بن رافع الجهنيّ، عن أبيه: سمعت سنان بن وبرة الجهنيّ يقول: كنّا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في غزاة بني المصطلق، وكان شعارنا يا منصور أمت.
وقال في الأوسط: لا يروى عن سنان إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن جهضم.
وقال أبو عمر: هو سنان بن تيم. ويقال ابن وبرة، وهو الّذي نازع جهجاه الغفاريّ على الماء فاقتتلا.
قلت: الحديث في الصّحيح بدون تسمية الرّجلين، وقد مضى في ترجمة جهجاه شيء من ذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت 2271، الاستيعاب ت 1082.
(2) أسد الغابة ت 2272، الاستيعاب ت 1083.
(3) أسد الغابة ت 2273، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1082، المصباح المضيء 1/ 176- الطبقات الكبرى 2/ 64، 65.(3/159)
3526- سنان الضمريّ «1» :
ذكره أبو عمر، فقال: استخلفه أبو بكر على المدينة حين خرج لقتال أهل الرّدّة. ووقع في قصة سنين أبو جميلة، حين وجد اللقيط أن عمر سأل عنه عريفه، فقال: إنه رجل صالح، فذكر الشيخ أبو حامد أن اسم العريف سنان، فيحتمل أن يكون هو هذا.
3527- سنان «2» :
غير منسوب-
روى الباوردي، من طريق أبي خالد الأحمر، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، عن سنان- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأبي بكر: «تنقّ وتوقّ» .
3528- سنان «3» :
يقال هو اسم أبي هند الحجّام «4» . وقد تقدم في سالم.
3529- سنبر «5» :
بوزن جعفر بنون وموحدة، الإراشي- بكسر الهمزة وتخفيف الراء وبالمعجمة- رأيته بخط الخطيب مضبوطا.
له ذكر في حديث أخرجه ابن شاهين وابن السّكن من طريق رشيد بن إبراهيم بن عاصم بن مالك بن عمرو البلوي، حدثني جدّي عن أبيه مالك، قال: عقلت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأتاه عمرو بن حسّان بوادي القرى برجل من بني إراش يقال له سنبر حليف له، فبايعه على الإسلام، وقال له: يا رسول اللَّه، أقطع حليفي فقطع له، وكتب له في عرجون، ووقع عند ابن فتحون سيار بدل سنبر، فلعله تصحيف، [وذكره الخطيب في المؤتلف، لكنه قال الأبواشي قرأت ذلك بخطه] «6» .
3530- سندر «7» :
مولى زنباع الجذامي. تقدم ذكره في زنباع.
قال البخاريّ: سندر له صحبة، وروى الطّبراني من طريق ربيعة بن لقيط التّجيبي عبد اللَّه بن سندر عن أبيه أنه كان عبدا لزنباع، فغضب عليه فخصاه ... الحديث.
وروى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، وزاد فيه أن سندرا سأل عمر بن الخطاب أن يجعل ديوانه في مصر، فأجابه إلى ذلك، فنزلها. [أخرجه ابن مندة، وفي قصته أنه قال: يا رسول اللَّه، أوص بي. قال: «أوصي بك كلّ مسلم» .
ثم جاء إلى أبي بكر فعاله حتى مات، ثم أتى عمر فقال: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك مالا، فانظر أي المواضع أحبّ إليك فأكتب لك، فاختار مصر، فلما قدم على عمرو أقطعه أرضا واسعة ودارا.
__________
(1) أسد الغابة ت 2266، الاستيعاب ت 1084.
(2) أسد الغابة ت 2275.
(3) أسد الغابة ت 2274.
(4) هذه الترجمة سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت 2276.
(6) هذه الترجمة سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت 2278، الاستيعاب ت 1151.(3/160)
قلت: رجّح ابن يونس أن قصّة عمر إنما كانت مع ابن سندر، وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مسروح بن سندر.
وقال الخطيب في «المؤتلف» : اختلف في الّذي خصاه زنباع، فقيل هو سندر نفسه، وقيل ابن سندر، وقيل أبو سندر.
قلت: وقيل أبو الأسود. والرّاجح أن الّذي خصي هو سندر، وأنه يكنى أبا الأسود، وأن عبد اللَّه ومسروحا ولداه.
وقال البخاريّ في «التاريخ» ، سندر أبو الأسود له صحبة. قال: وروى الزّهري عن سندر، عن أبيه] «1» .
وذكر سعيد بن عفير، عن سماك بن نعيم، عن عثمان بن سويد الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر الّذي جدعه زنباع.
وعمّر سندر إلى زمان عبد الملك.
وروى أبو موسى في «الذيل» ، من طريق أبي الخير عن سندر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أسلم سالمها اللَّه، وغفار غفر اللَّه لها، وتجيب أجابوا اللَّه» .
وسيأتي في القسم الرّابع بيان ما وقع لأبي موسى هنا من الوهم.
وذكر محمد بن الرّبيع الجيزي في الصّحابة الذين دخلوا مصر أن لأهل مصر عن سندر حديثين.
3531- سنين «2» :
بالتّصغير، أبو جميلة السّلميّ. ويقال الضّمري. وقيل اسم أبيه واقد، حكاه ابن حبان.
روى البخاريّ، من طريق الزّهري، عن أبي جميلة- أنه حجّ مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين، وقال: له أحاديث. وقال العجليّ:
تابعيّ ثقة.
3532- سنين بن واقد الظفري «3» :
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: لا يعرف له مسند.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2279، الاستيعاب ت 1152.
(3) أسد الغابة ت 2280، الثقات 3/ 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 242- تقريب التهذيب 1/ 335- تهذيب التهذيب 4/ 245- الكاشف 1/ 406- تهذيب الكمال 1/ 553- خلاصة تذهيب 1/ 440- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1394- الطبقات 249- التحفة اللطيفة 198- التاريخ الصغير 1/ 223- الوافي بالوفيات 15/ 661- الإكمال 2/ 129، 4/ 377.(3/161)
وروى البغويّ، من طريق عثمان بن عبد الملك، قال: سمعت سنين بن واقد الظفري صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «على الرّكن اليمانيّ ملك يؤمّن على كلّ من استلمه» .
وأخرجه ابن قانع عن البغوي.
ومنهم من وحّد بين هذا وبين الّذي قبله، والصّواب التغاير، [قال في «التجريد» :
تأخر موته إلى بعد الستين] . «1»
السين بعدها الهاء
ذكر من اسمه سهل- بسكون الهاء
3533- سهل بن بيضاء القرشيّ» :
وبيضاء أمه، واسمها دعد، واسم أبيه وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر القرشيّ.
كان ممن قام في نقض الصّحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم.
وقال أبو حاتم: كان ممّن يظهر الإسلام بمكّة. [وقال البغويّ في ترجمة أبي بكر:
حدّثني محمد بن عباد، حدّثني سفيان- يعني ابن عيينة، وسئل من أكبر أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟
يعني في السنّ. فقال: حسين بن جدعان، أظنه عن أنس. قال أبو بكر: وسهل بن بيضاء] «3» .
روى مسلم وأبو داود من طريق أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ما صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ابني بيضاء إلا في المسجد «4» : سهيل وأخيه، وأخرجه ابن مندة، فوقع في روايته سهل.
وقال أبو عمر: أسلم سهل بمكّة فكتم إسلامه، فأخرجته قريش إلى بدر، فأسر يومئذ، فشهد له ابن مسعود أنه رآه يصلّي بمكة، فأطلق. ومات بالمدينة وصلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعلى أخيه سهيل في المسجد.
__________
(1) سقط في أ.
(2) الاستيعاب ت 1085، الجرح والتعديل 4/ 835، دائرة معارف الأعلمي 19/ 294، التاريخ الكبير 4/ 103، التاريخ الصغير 1/ 25، 104، در السحابة 778.
(3) سقط في أ.
(4) أخرجه النسائي 4/ 68 وعبد الرزاق (6578) .(3/162)
قلت: ولم يزد مالك في روايته الحديث الماضي على ذكر سهيل. وزعم الواقديّ أن هذا مات بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو نعيم: اسم أخي سهيل صفوان، ومن سمّاه سهلا فقد وهم، كذا قال.
3534- سهل بن الحارث بن عمرو «1» :
أو عروة، بن عبد رزاح الأنصاريّ.
قال العدويّ: شهد أحدا ولا عقب له. فأما تسميته عروة فعند ابن الأمين، وعمرو عند ابن الدّباغ، وتبعه ابن الأثير، وكلاهما نقله عن العدويّ.
3535- سهل بن حارثة الأنصاريّ «2» :
ذكره ابن أبي عاصم في الآحاد.
وروى من طريق الدّراوردي، عن سعد بن إسحاق، عن كعب بن عجرة، عن سهل بن حارثة الأنصاريّ، قال: شكا قوم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنهم سكنوا دارا وهم ذوو عدد فقلّوا، فقال: «فهلّا تركتموها ذميمة» .
قال ابن مندة: لا تصح صحبته، وعداده في التّابعين.
وذكره ابن حبّان في التّابعين أيضا، ونقل ابن الأثير، عن أبي علي الغساني، عن ابن القداح، أنّ حارثة بن سهل والد هذا شهد أحدا والمشاهد، وكذا ولده سهل. وقال ابن ماكولا نحوه، وزاد: ولسهل عقب بالمدينة وبغداد «3» ، وأخرج هذا الحديث أبو نعيم من طريق أبي ضمرة عن سعيد «4» ، فقال فيه سلمة بن حارثة، فاختلف في اسمه على سعد بن إسحاق.
3536- سهل بن أبي حثمة «5» :
بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. اختلف في اسم أبيه، فقيل عبد اللَّه، وقيل عامر. وأمّه أم الرّبيع بنت سالم بن عدي بن مجدعة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2285.
(2) أسد الغابة ت 2284، الاستيعاب ت 1086، تجريد أسماء الصحابة 1/ 242- التحفة اللطيفة 204.
(3) بغداد: تسمى بمدينة السلام وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام وهي بلدة مشهورة. انظر: معجم البلدان 1/ 41.
(4) في أسعد.
(5) الثقات 3/ 169، تجريد أسماء الصحابة 1/ 243- الرياض المستطابة 110- الاستبصار 245، 247- الطبقات 80- الطبقات الكبرى 5/ 304- التحفة اللطيفة 200- الوافي بالوفيات 16/ 8- التمهيد، التاريخ الكبير 4/ 97- اسعاف المبطإ 194، المعرفة والتاريخ 575 والفهارس، بقي بن مخلد 108- التعديل والتجريح 1339، أسد الغابة ت 2286، الاستيعاب ت 1087.(3/163)
قيل: كان لسهل عند موت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سبع سنين أو ثمان سنين. وقد حدّث عنه بأحاديث. وحدّث أيضا عن زيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة. روى عنه ابنه محمد، وابن أخيه محمد بن سليمان بن أبي حثمة، وبشير بن يسار، وصالح بن خوّات، ونافع بن جبير، وعروة، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: بايع تحت الشّجرة، وشهد المشاهد إلا بدرا، وكان دليل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليلة أحد.
وقال ابن القطّان: هذا لا يصح لإطباق الأئمة على أنه كان ابن ثمان سنين أو نحوها عند موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، منهم ابن مندة، وابن حبان، وابن السّكن، والحاكم أبو أحمد، والطبري، وجزم بأنه مات في أول خلافة معاوية. وغلط بأنّ ذلك أبوه، ويظهر لي أنه اشتبه على من قال: شهد المشاهد ... إلخ بسهل بن الحنظلية، فإنه الّذي وصف بما ذكر. ويقال بأنّ الموصوف بذلك أبوه أبو حثمة، وهو الّذي بعثه النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم خارصا، وكان الدليل إلى أحد.
3537- سهل بن حمار الأنصاريّ:
استشهد باليمامة، من التجريد] «1» .
3538- سهل بن الحنظلية «2» :
واسم أبيه الرّبيع. [وقيل: عبيد] «3» ، وقيل: عقيب بن عمرو وقيل عمرو بن عديّ. وهو الأشهر، عدي هو ابن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
قال ابن أبي خيثمة: والحنظلية أمّه. وقيل: الحنظلية جدّته. وقيل: أمّ جدّه.
[وقال ابن سعد- بعد أن ساق هذا النسب: الحنظلية أمّ عمرو بن عدي. واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم التميميّة، فمن كان من ولد عمرو بن عديّ قيل له ابن الحنظليّة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (2287) ، الاستيعاب ت (1088) ، مسند أحمد 4/ 179، المغازي للواقدي 893، طبقات خليفة 196، مقدمة مسند بقي بن مخلد 113، التاريخ الكبير 4/ 98، التاريخ الصغير 61، الطبقات الكبرى 7/ 401، تاريخ أبي زرعة 231، المعرفة والتاريخ 1/ 338، الجرح والتعديل 4/ 195، مشاهير علماء الأمصار 52، المعجم الكبير 6/ 113، الزيارات 13، تهذيب الكمال 1/ 554، تحفة الأشراف 4/ 95، الكاشف 1/ 325، الوافي بالوفيات 16/ 7، تهذيب التهذيب 4/ 250، التقريب 1/ 336، خلاصة تذهيب التهذيب 157، تاريخ الإسلام 1/ 65.
(3) سقط في أ.(3/164)
وقال ابن البرقيّ: اسم أبيه عبيد، من بني عدي بن زيد] «1» ، شهد أحدا وما بعدها، ثم تحوّل إلى الشام حتى مات.
وروي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه أبو كبشة السلولي، والقاسم بن عبد الرّحمن، ويزيد بن أبي مريم الشّامي وغيرهم.
قال البخاريّ: له صحبة، وكان عقيما لا يولد له، وقد بايع تحت الشّجرة. وقال غيره: شهد المشاهد إلا بدرا. وقال أبو زرعة، عن دحيم: توفي في خلافة معاوية.
[وفي جامع ابن وهب، من طريق القاسم مولى معاوية هجّرت يوم الجمعة في مسجد دمشق ومعاوية حينئذ خليفة، فرأيت رجلا بين الناس يحدثهم فاطلعت فإذا شيخ مصفرّ اللّحية، فقيل لي: هذا سهل بن الحنظلية صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرج له أحمد وأبو داود من طريق قيس بن بشر أخبرني أبي، وكان جليسا لأبي الدّرداء، قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحّدا قلّما يجالس النّاس، إنما هو صلاة، فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله قريبا ونحن عند أبي الدّرداء، فقال أبو الدّرداء كلمة تنفعنا ولا تضرّك ... فذكر أحاديث مرفوعة في ثلاثة مواطن.
وقال أبو زرعة الدمشقيّ: توفي في صدر خلافة معاوية بن أبي سفيان] «2» .
3539- سهل بن حنظلة:
العبشميّ. ويقال ابن الحنظلية، يأتي في سهيل مصغّرا.
3540- سهل بن حنيف «3» :
بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حبيش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ. يكنى أبا سعد وأبا عبد اللَّه، من أهل بدر.
روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن زيد بن ثابت، روى له ابناه: أبو أمامة أسعد، وعبد اللَّه أو عبد الرحمن، وأبو وائل، وعبيد بن السبّاق «4» ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى وغيرهم.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2289، الاستيعاب ت 1089، طبقات ابن سعد 6/ 15، 3/ 471، طبقات خليفة 85، 135، تاريخ خليفة 198، التاريخ الكبير 4/ 97، المعارف 291، تاريخ الفسوي 1/ 220، الاستبصار 321، تهذيب الكمال 557، تهذيب التهذيب 4/ 251، خلاصة تذهيب الكمال 157، شذرات الذهب 1/ 48.
(4) في أالساق.(3/165)
كان من السّابقين- وشهد بدرا، وثبت يوم أحد حين انكشف الناس، وبايع يومئذ على الموت، وكان ينفح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بالنبل، فيقول: نبّلوا سهلا فإنه سهل. وكان عمر يقول سهل غير حزن. وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلّها، واستخلفه عليّ على البصرة بعد الجمل، ثم شهد معه صفّين. ويقال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب.
ومات سنة ثمان وثلاثين. قال الواقديّ: حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الإماميّ، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه، قال: مات سهل بالكوفة وصلّى عليه عليّ. وقال المدائنيّ: مات سنة ثمان وثلاثين. وقال عبد اللَّه بن مغفّل: صلّى عليه عليّ فكبر ستّا، وفي رواية خمسا، ثم قال: إنه بدريّ.
3541- سهل بن رافع بن أبي عمرو «1» :
بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ. يقال: إنه صاحب الصّاع.
قال ابن مندة: يقال شهد أحدا، ومات في خلافة عمر.
وروى عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان البلويّ، عن جدّته بنت عديّ- أنّ أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصّاع الّذي لمزه المنافقون خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: ادع اللَّه لي ولها بالبركة فما لي غيرها، فوضع يده عليها، فدعا له.
وأخرجه الطّبرانيّ في الأوسط، وقال: لا يروى عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد.
وزعم ابن الكلبيّ ومن تبعه أنه أخو سهيل، وأنهما صاحبا المربد الّذي كان موضع المسجد، وأما ابن إسحاق فقال: إن صاحبيّ المسجد سهل وسهيل ابنا عمرو.
3542- سهل بن رافع بن خديج «2» :
بن مالك بن غنم بن سريّ بن سلمة بن أنيف البلويّ الإراشي، حليف بني عمرو بن عوف الأنصاريّ- وقال ابن الكلبي في الجمهرة: هو صاحب الصّاع الّذي لمزه المنافقون، وكذا حكاه أبو عمر.
قلت: تقدّم في حرف الحاء أنه الحبحاب. والمحفوظ أنه أبو عقيل، فاختلف في اسمه.
3543- سهل بن الربيع «3» :
بن عمرو بن عدي بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثي. شهد أحدا.
__________
(1) تبصير المشتبه 3/ 1060، أسد الغابة ت 2291، الاستيعاب ت 1090.
(2) أسد الغابة ت 2290، الاستيعاب ت 1091.
(3) أسد الغابة ت 2292.(3/166)
قال العدويّ: وأخرجه أبو عمر.
قلت: هو ابن الحنظلية الّذي تقدّم.
3544- سهل بن رومي «1» :
بن وقش بن زغبة الأنصاريّ الأشهلي. استشهد بأحد، ذكره أبو عمر عن الواقديّ.
3545 ز- سهل بن زيد:
تقدّم التنبيه عليه في زيد بن سهل.
3546- سهل بن سعد:
بن مالك «2» بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ السّاعدي. من مشاهير الصّحابة، يقال: كان اسمه حزنا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، [270] حكاه ابن حبّان.
وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن أبيّ، وعاصم بن عدي، وعمرو بن عبسة. وروى عن مروان، ومروان أصغر منه.
روى عنه ابنه العبّاس، وأبو حازم، والزهري، وآخرون.
قال الزّهريّ: مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وهو آخر من مات بالمدينة من الصّحابة، مات سنة إحدى وتسعين. وقيل قبل ذلك. قال الواقديّ: عاش مائة سنة، وكذا قال أبو حاتم، وزاد أو أكثر، وقيل ستا وتسعين. وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية. وروي عن قتادة أنه مات بمصر، ويحتمل أن يكون وهما، والصّواب أن ذلك ابنه العباس.
3547- سهل بن صخر:
بن واقد «3» بن عصمة بن أبي عوف بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثيّ. نسبه محمد بن سعد وغيره، ويقال اسمه سهيل.
وروى ابن شاهين من طريق خالد بن عمير، عن سهيل بن صخر اللّيثي، قال: دخلت
__________
(1) أسد الغابة ت 2293، الاستيعاب ت 1093.
(2) أسد الغابة ت 2294، الاستيعاب ت 1094، طبقات خليفة ت 606، المعرفة والتاريخ 1/ 338، الجرح والتعديل 4/ 198، مشاهير علماء الأمصار ت 114، جمهرة أنساب العرب 366، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 186، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 238، تذهيب التهذيب 2/ 61، البداية والنهاية 9/ 83، تهذيب التهذيب 4/ 252، خلاصة تذهيب الكمال 133، شذرات الذهب 1/ 99.
(3) أسد الغابة ت 2296، الاستيعاب ت 1096، تجريد أسماء الصحابة 1/ 244- الطبقات 30/ 175- الطبقات الكبرى 7/ 65، 292، 293.(3/167)
مع أبي على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ما اسمك يا غلام؟» قلت: سهل، قال: «ادن» ، فمسح على رأسي، وقال لي: «يا سهل، إن رزقك اللَّه مالا فاشتر به عبدا، فإنّ اللَّه جعل الخير في غرر الرّجال» .
ورواه ابن مندة من هذا الوجه، وقال فيه: وكانت له صحبة. وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وخرجه الطّبراني فسمّاه سهيلا، وجعل الحديث موقوفا. وقال البغويّ- بعد أن ساق الحديث موقوفا، لكنه سماه سهلا: لا أعلم له عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا.
3548- سهل بن أبي صعصعة «1» :
الأنصاريّ، أخو قيس. قال ابن سعد، والعدويّ:
شهد أحدا.
3549- سهل بن عامر «2» :
بن سعد، ويقال: سهيل «3» بن عامر بن عمرو بن ثقيف الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة، وعروة فيمن استشهد ببئر معونة، وقال: إن سهلا عمه، ويقال أخوه.
3550 ز- سهل بن عبيد «4» :
بن قيس. يأتي في سهل بن مالك.
3551- سهل بن عتيك «5» :
بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النّجّار.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن شهد بدرا، وسمّى أبو معشر أباه عبيدا فتبعه ابن مندة، وتعقّبه أبو نعيم. وقد رد على ذلك الطّبراني قبله على أبي معشر، ونقل الاتفاق على أن اسم أبيه عتيك، ووقع عند ابن الأثير. وقيل: سهيل.
3552- سهل بن عتيك الأنصاريّ «6» :
غاير ابن مندة بينه وبين الّذي قبله،
وأخرج من طريق الحميدي، عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبي عبادة الزرقيّ، عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما أتي بجنازة
__________
(1) أسد الغابة ت 2297.
(2) أسد الغابة ت 2299، الاستيعاب ت 1097.
(3) في أسهل.
(4) الثقات 3/ 170، تجريد أسماء الصحابة 1/ 245- الوافي بالوفيات 16/ 5- التحفة اللطيفة 203.
(5) أسد الغابة ت 2300، الاستيعاب ت 1098.
(6) أسد الغابة ت 2301.(3/168)
سهل بن عتيك كبّر عليها أربعا، وقرأ بفاتحة الكتاب.
[وقال: وقفه محمد بن الحسن وضحاك، وقاله عن يحيى- وهو غريب من حديث الزّهري، لا يعرف إلا من هذا الوجه] «1» .
وأخرجه الطّبرانيّ في الأوسط من هذا الوجه بلفظ: أتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بجابر بن عتيك، أو سهل بن عتيك وكان أول من صلّى عليه في موضع الجنائز ... فذكره مطوّلا، [وزاد فيه: ثم كبّر الثّانية، وصلّى على نفسه وعلى المرسلين وقال: لم يروه عن الزّهري إلّا أبو عبادة ولا عنه إلا يحيى بن يزيد النوفليّ. تفرّد به سليم بن منصور، كذا قال. وكلام ابن مندة يرد عليه وعليهما معا في دعوى تفرّد أبي عبادة.
اعتراض آخر، فإن الطّبراني أخرجه من طريق يعقوب بن يزيد، عن الزّهري، ولكن لا ذكر فيه لابن عتيك، ولا لرفع الحديث، بل هو موقوف على ابن عبّاس وهو شاذّ من حيث السّند، فإن المحفوظ عن الزّهري في هذا ما رواه يونس وشعيب عنه عن أبي أمامة بن سهل، عن رجال من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم موقوفا. ومن رواية الزهري عن محمد بن سويد عن الضّحاك بن قيس عن حبيب بن مسلمة موقوفا أيضا] «2» .
3553- سهل بن عدي بن زيد «3» :
بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ. ذكر أبو عمر أنه استشهد يوم أحد.
3554- سهل بن عدّي بن مالك «4» :
بن حرام بن خديج بن معاوية الخزرجيّ.
تقدّم ذكره مع أخويه: ثابت، والحارث، وأنه شهد أحدا.
وذكر الطّبري أنّ عمر كتب إلى أبو موسى الأشعري بالبصرة أن يؤمّر سهل بن عدي هذا، وهو الّذي فتح كرمان «5» ، وأعانه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبان الآتي ذكره في مكانه.
3555 ز- سهل بن عدي» :
بن زيد بن عامر الخزرجي التميمي حليف «7» الأنصار.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2303، الاستيعاب ت 1099.
(4) أسد الغابة ت 2302.
(5) كرمان: بالفتح ثم السكون وآخره نون وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة ولاية مشهورة وناحية معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1160.
(6) سقط في ط.
(7) أسد الغابة ت 2304.(3/169)
3556- سهل بن عمرو بن عبد شمس «1» :
العامريّ، أخو سهيل. ذكر ابن سعد أنه أسلم بالفتح، وسكن المدينة، وله دار. وقال أبو عمر: مات في خلافة أبي بكر أو عمر.
قلت: سيأتي له ذكر في ترجمة زوجته صفية بنت عمرو.
3557- سهل بن عمرو بن عديّ «2» :
بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ.
قال أبو عمر: شهد أحدا وما بعدها.
3558- سهل بن عمرو الأنصاريّ «3» :
النّجاري. له ذكر في حديث الهجرة. قال ابن إسحاق: وبركت النّاقة على باب المسجد وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النّجار، يقال لهما سهل وسهيل ابنا عمرو في حجر معاذ بن عفراء.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وكان المسجد مربدا ليتيمين من بني النّجار في حجر أسعد بن زرارة، وهما سهل وسهيل ابنا عمرو. وأراد السّهيلي التوفيق بين هذا وبين ما تقدّم عن ابن الكلبي أنهما سهل وسهيل ابنا رافع، فقال: هما ابنا رافع بن عمرو.
والأرجح قول ابن شهاب وابن إسحاق. وأما اختلافهما في حجر من كانا فيمكن الجمع بأنهما كانا تحت حجرهما معا،
ولهذا وقع في الصّحيح أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «يا بني النّجار ثامنوني به» .
3559 ز- سهل بن قرط الأنصاريّ:
الأوسيّ، من بني عمرو بن عوف.
قال الدّار الدّارقطنيّ: تزوّج معاذة بنت عبد اللَّه وهلك عنها، فتزوجها بعده الحمير بن عديّ، واستدركه ابن فتحون. وسيأتي ذكر ذلك أيضا في ترجمة معاذة.
3560- سهل بن قرظة بن قيس «4» :
بن عنترة بن أميّة بن زيد بن مالك بن الأوس.
قال الطّبريّ وابن شاهين: شهد أحدا.
3561- سهل بن قيس بن أبي كعب «5» :
بن القين بن كعب بن سواد بن كعب بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2306.
(2) أسد الغابة ت 2307، الاستيعاب ت 2101.
(3) أسد الغابة ت 2305.
(4) أسد الغابة ت 2308.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 245، الجرح والتعديل 4/ 878- عنوان النجابة 104- الاستبصار 162- التحفة اللطيفة 203، الوافي بالوفيات 16/ 9- البداية والنهاية 3/ 319- دائرة معارف الأعلمي 19/ 297، أسد الغابة ت 2310.(3/170)
سلمة الأنصاريّ الخزرجيّ السّلمي. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وهو صاحب القبر المعروف بأحد، وأمه نائلة بنت سلامة بن وقش الأشهلية. قال ابن سعد: بقي من عقب سهل هذا رجل وامرأة.
3562- سهل بن قيس المزني «1» :
روى ابن مندة من طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جدّه، عن سهل بن قيس المزني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليس على من أسلف مالا زكاة» «2» .
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
3563- سهل بن قيس الأنصاريّ «3» :
ضجيع حمزة بن عبد المطّلب- يأتي في عمرو ابن سهيل بن قيس، وأظنه سهل بن قيس بن أبي كعب المتقدّم.
3564- سهل بن منجاب التميميّ «4» :
ذكر الطّبري أنه كان من عمال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم على صدقات بني تميم.
مات النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو على ذلك.
3565 ز- سهل بن مالك «5» :
بن أبي كعب بن القين الأنصاريّ، أخو كعب بن مالك الشّاعر المشهور.
قال ابن حبّان: له صحبة.
روى سيف بن عمر في أوائل «الفتوح» ، عن أبي همام سهل بن يوسف بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من حجّة الوداع صعد المنبر. فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ أبا بكر لم يسؤني قطّ ... » «6» . الحديث.
وأخرجه ابن شاهين، وأبو نعيم، من طريق سهل بطوله. وأخرجه ابن مندة من طريق خالد بن عمرو الأمويّ، عن سهل به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: خالد بن عمرو متروك واهي الحديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 245، الجرح والتعديل 4/ 878- التحفة اللطيفة 203، أسد الغابة ت 2311.
(2) أخرجه ابن عدي من الكامل 6/ 2211.
(3) أسد الغابة ت 2309.
(4) أسد الغابة ت 2313.
(5) أسد الغابة ت 2312، الاستيعاب ت 1103.
(6) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 129.(3/171)
وروى أبو عوانة والطّحاويّ من طريق مالك عن الزّهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن عمه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نهى الذين قتلوا ابن أبي الحقيق عن قتل النّساء والصّبيان «1» ،
فإن كان محفوظا احتمل أن يكون اسم عمّه سهلا، لكن أخرجه أبو عوانة والطّحاوي من وجهين آخرين: عن الزّهري عن عبد الرّحمن عن أبيه، وزعم الدّمياطيّ أن جدّ سهل بن يوسف هو سهل بن قيس بن أبي كعب الماضي، وهو ابن عم هذا.
ويردّه ما رويناه في فوائد الأبنوسي، من طريق محمد بن عمر المقدّمي، عن علي بن يوسف بن محمد بن سفيان، عن قنان بن أبي أيّوب، عن خالد بن عمرو، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك ابن أخي كعب بن مالك عن أبيه عن جدّه ... فذكر الحديث.
[وكذا زعم ابن عبد البرّ أنه سهل بن مالك بن عبيد بن قيس الأنصاريّ. ذكره أبو عمر، ثم قال: ويقال سهل بن عبيد بن قيس، ولا يصح واحد منهما. قال: ويقال إنه حجازي سكن المدينة.
ومدار حديثه على خالد بن عمرو، وهو متروك، وفي إسناد حديثه مجهولون ضعفاء يدور على سهل بن يوسف بن سهل بن مالك، أو مالك بن يوسف بن سهل بن عبيد، وهو حديث منكر موضوع. انتهى.
ووقع للطّبراني فيه وهم، فإنه أخرجه من طريق المقدّميّ، عن علي بن يوسف بن محمد، عن سهل بن يوسف، واغترّ الضّياء المقدسي بهذه الطّريق فأخرج الحديث في المختارة وهو وهم، لأنه سقط من الإسناد رجلان، فإن علي بن محمد بن يوسف إنما سمعه من قنان بن أبي أيّوب، عن خالد بن عمرو، عن سهل.
وقد جزم الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد بأن خالد بن عمرو تفرّد به سهل، لكن طريق سيف بن عمر تردّ عليه، وقد خبط فيه أيضا ابن قانع، فجعله من مسند سهل بن حنيف] .
3566 ز- سهل بن نسير:
بنون ومهملة مصغّرا، ابن عنبس الأنصاريّ الأوسيّ الظّفريّ.
يأتي في حرف النّون في ترجمة والده] «2» .
3567 ز- سهل بن وهب:
بن ربيعة «3» . هو ابن بيضاء. تقدم.
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 74.
(2) سقط في أ.
(3) الثقات 3/ 170- أصحاب بدر 127- التحفة اللطيفة 203- العقد الثمين.(3/172)
3568 ز- سهل «1» :
غير منسوب، مولى بني ظفر. قال ابن الكلبي وابن سعد وابن شاهين: شهد أحدا.
3569- سهل بن فلان بن عبادة:
الأنصاريّ الخزرجيّ، ابن أخي سعد بن عبادة.
روى الطّبرانيّ من طريق ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- أن أبا أسيد صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «خير دور الأنصار بنو النّجّار ... »
الحديث.
فبلغ ذلك سعد بن عبادة، فوجد في نفسه، فقال: أسرجوا لي حماري، حتى آتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال ابن أخي سهل: أتذهب ترد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قوله! اللَّه ورسوله أعلم، فأمر بحماره فحلّ عنه.
وأصله في مسلم. وأخرجه ابن أبي خيثمة أيضا، ولم أر لسهل ذكرا في شيء من الكتب والمسانيد ولا في أنساب الأنصار. فاللَّه أعلم.
3570- سهل الأنصاريّ «2» :
والد إياس، غير منسوب.
ذكره البخاريّ في الصّحابة، وروى الحسن بن سفيان، والبغويّ، والباوردي، من طريق أبي حازم- أنه جلس إلى جنب إياس بن سهل الأنصاريّ من بني ساعدة بمسجدهم، فقال: ألا أحدثك عن أبي؟ قلت: نعم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لأن أصلّي الصّبح ثمّ أجلس في مجلسي أذكر اللَّه حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من شدّ على جياد الخيل في سبيل اللَّه» .
وفي إسناده محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف، ووقع عند البغويّ محمد بن إبراهيم، فقال: لا أعرف من هو، وهو هو فيما أحسب.
3571 ز- سهل الأنصاريّ:
آخر. روى عمر بن شبّة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الأسلمي، عن يحيى بن سهل الأنصاريّ، عن أبيه أنّ هذه الآية نزلت في أهل قباء، وكانوا يغسلون في أدبارهم من الغائط: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ...
[التوبة 108] الآية.
3572- سهم:
آخره ميم، ابن عمرو الأشعريّ. ذكره ابن سعد، وقال: إنه ممن قدم مع أبي موسى في السّفينة، ثم نزل الشام.
__________
(1) أسد الغابة ت 2314.
(2) أسد الغابة ت 2281.(3/173)
3573- سهم بن مازن «1» :
أو ابن مدرك، جدّ يزيد بن سنان. تقدم ذكره فيمن اسمه زيد.
ذكر من اسمه سهيل، بالتصغير
3574- سهل بن بيضاء «2» :
تقدم ذكر نسبه في ترجمة أخيه سهل وأن بيضاء أمّه.
وذكر ابن إسحاق أنه شهد بدرا، وتوفّي سنة تسع. وذكره في البدريين أيضا موسى ابن عقبة، وزعم ابن الكلبيّ أنه الّذي أسر يوم بدر، فشهد له ابن مسعود.
وردّ ذلك الواقديّ، وقال: إنما هو أخوه سهل، ويؤيد قول ابن الكلبي
ما رواه الطّبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم بدر: «لا ينفلت منكم أحد إلّا بفداء أو ضربة» . قال عبد اللَّه: فقلت إلّا سهيل بن بيضاء. قال: وقد كنت سمعته يذكر الإسلام. قال: «إلّا سهيل بن بيضاء» .
وروى ابن حبّان في صحيحه، من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن سعد بن الصّلت، ويقال سعيد بن الصّلت، عن سهيل بن بيضاء، من بني عبد الدّار، قال: بينا نحن في سفر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكر القصّة.
وهو عند الطّبرانيّ من هذا الوجه عن سهل بن بيضاء: بينا نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على بعيره إذ قال: «يا سهيل بن بيضاء» - ورفع صوته ... الحديث.
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه مرسل، لأن سعد بن الصّلت لم يدرك سهيلا، وهذا هو المعتمد، لأن عائشة قالت: ما صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد، أخرجه مسلم، فدل على أنه مات في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأرّخ ابن سعد وفاته سنة تسع كما تقدّم.
وقال ابن مندة: قد روى عن سعد بن الصّلت، عن عبد اللَّه بن أنيس، عن سهيل ابن بيضاء.
قلت: هو كذلك عند البغويّ، وأكثر من رواه لم يذكروا ابن أنيس، وهو عند أحمد
__________
(1) أسد الغابة ت 2315.
(2) أسد الغابة ت 2316، الاستيعاب ت 1105، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 302، التاريخ الكبير 4/ 103، التاريخ الصغير 1/ 25، الجرح والتعديل 4/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 239، شذرات الذهب 1/ 13.(3/174)
من ثلاث طرق: عن يزيد بن الهاد ليس فيه عبد اللَّه بن أنيس، ومنهم من لم يذكر سعد بن الصّلت، ورواه بعضهم فأسقط محمد بن إبراهيم.
وفي الصّحيح من حديث أنس في الّذي كان يسقيهم الفضيخ، فلما نزل تحريم الخمر قالوا: أرقها- ودّ فيهم في بعض الطرق سهيل بن بيضاء.
3575- سهيل بن حنظلة «1» :
ويقال ابن الحنظلية العبشميّ.
روى الحسن بن سفيان، من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن سهيل بن الحنظلية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما اجتمع قوم على ذكر فتفرّقوا عنه إلّا قيل لهم: قوموا مغفورا لكم» «2» .
قال أبو نعيم: وقال مسلم بن إبراهيم عن أبان، عن قتادة ثم سهيل بن الحنظلية العبشميّ.
قلت: أخرجه البخاريّ عن مسلم في ترجمة سهل بن الحنظلية الأنصاريّ، ثم قال:
يقال: إن هذا غير الأول، وذكر أبو الفرج أن سهيل بن الحنظلية غنوي.
3576 ز- سهيل بن حنظلة بن الطّفيل العامريّ «3» :
ابن أخي عامر بن الطّفيل.
يأتي ذكره في القسم الثّالث، وفي سياق قصّته ما قد يشعر بأن له صحبة.
3577- سهيل بن خليفة المنقري «4» :
أبو سويد. ذكره ابن مندة.
[3578- سهيل بن دعد:
هو ابن بيضاء. والبيضاء لقب] «5» .
[3579- سهيل بن رافع «6» :
بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا وأحدا، ويقال: إنه أحد صاحبي المربد] «7» .
3580- سهيل بن سعد «8» :
السّاعدي، أخو سهل- تقدّم ذكر أخيه.
وروى ابن مندة من طريق حفص بن عاصم: سمعت سهيل بن سعد أخا سهل يقول:
__________
(1) أسد الغابة ت 2317.
(2) أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 5092 وابن حجر في لسان الميزان 4/ 73 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1809، 1881، 1890، 3928.
(3) أسد الغابة ت 2318.
(4) تقريب التهذيب 1/ 338، تهذيب التهذيب 4/ 261، تهذيب الكمال 1/ 558، دائرة الأعلمي 19/ 3.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت 2919، الاستيعاب ت 1106.
(7) سقط في أ.
(8) أسد الغابة ت 2320، الاستيعاب ت 1107.(3/175)
دخلت المسجد والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الصّلاة فصلّيت، فلما انصرف رآني أركع فقال: «ما هاتان؟» «1» فذكرت له فسكت، وكان إذا رضي شيئا سكت.
وفي إسناده عمر بن قيس، وقد ذكر أبو نعيم أنه وهم فيه، وأن الصّواب أنه عن قيس بن عمرو.
قلت: إن كان حفظه فلا مانع من التعدد.
3581
ز- سهيل «2» بن السّمط:
وقع ذكره في حديث سهيل بن بيضاء من رواية البغويّ،
فأخرج الخطيب في «المتفق» من طريق أبي القاسم البغويّ، قال: حدثنا محمد بن علي الجوزجاني، حدثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعد بن الصّلت، عن سهيل بن السمط، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا سهيل، ورفع صوته ... الحديث.
وكان أخرجه قبل من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد عن سعد، لكن قال: عن سهل بن بيضاء، قال: بينما نحن في سفر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وسهيل ابن بيضاء رديفه، قال: «يا سهيل بن بيضاء» - ورفع صوته- مرتين أو ثلاثا، بذلك يجيبه سهيل، فلما سمع الناس صوت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عرفوا أنه يريدهم، فجلس من، كان بين يديه، ولحقه من كان خلفه حتى اجتمعوا، قال: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه حرّم اللَّه عليه النّار وأوجب له الجنّة» .
وقد أخرجه أحمد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن يزيد، فخالف في شيخ يزيد، قال بدله محمد بن إبراهيم، عن سهيل بن بيضاء، قال: نادى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ذات ليلة وأنا رديفه ... فذكر الحديث.
وفي سند هذا الحديث اختلاف كثير، ولكن ليس في شيء من طرقه لسهيل بن السمط ذكر إلا في رواية سعيد بن سلمة، وكنت أوردت سهيل بن السّمط في القسم الأخير، ثم تأملت سياقه فوجدته محتملا، فنقلته إلى هذا القسم. واللَّه المستعان.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 275 عن يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده أنه جاء والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم يصلي صلاة الفجر فصلى معه فلما سلم قام فصلّى ركعتي الفجر فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ما هاتان الركعتان فقال لم أكن صليتهما ... الحديث وقال الحاكم صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 456، 483، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 154، والدارقطنيّ في السنن 1/ 364 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1116 وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 188 وعزاه للترمذي وقال غريب لا يعرف إلا من حديث سعد، وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 22040.
(2) أسد الغابة ت 2321، الاستيعاب ت 1108.(3/176)
3582- سهيل بن عامر بن سعد «1» :
في سهل.
3583- سهيل بن عتيك «2» :
ويقال ابن عبيد. تقدم في سهل.
3584- سهيل بن عديّ» :
الأزديّ، من أزد شنوءة، حليف بن عبد الأشهل. قال أبو عمر: استشهد باليمامة. وقد تقدم ذكر أخيه سهل.
3585- سهيل بن عمرو «4» :
صاحب المربد. تقدم ذكره مع أخيه سهل. وزعم ابن الكلبي أنّ هذا قتل بصفّين مع علي بن أبي طالب.
3586- سهيل بن عمرو بن عبد شمس «5» :
بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ خطيب قريش. أبو يزيد.
قال البخاريّ: سكن مكة ثم المدينة، وذكره ابن سميع في الأولى ممّن نزل الشام، وهو الّذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في ذلك في الصّحيحين وغيرهما. وله ذكر في حديث ابن عمر في الذين دعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عليهم في القنوت، فنزلت:
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران 128] . زاد أحمد في روايته: فتابوا كلّهم.
وروى حميد بن زنجويه «6» في كتاب «الأموال» ، من طريق ابن أبي حسين، قال: لما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال: «ماذا تقولون؟» «7» فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا، ونظنّ خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقد قدرت. فقال: «أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم» .
وذكره ابن إسحاق فيمن أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مائة من الإبل من المؤلّفة.
وذكر ابن أبي حاتم، عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه عن الشافعيّ: كان سهيل محمود الإسلام من حين أسلم.
__________
(1) الجرح والتعديل 1057، تنقيح المقال 5413.
(2) أسد الغابة ت 2323.
(3) أسد الغابة ت 2324، الاستيعاب ت 1109.
(4) أسد الغابة ت 2325، الاستيعاب ت 1110.
(5) أسد الغابة ت 2326، الاستيعاب ت 1111، طبقات ابن سعد 7/ 2/ 126- نسب قريش 417، 419، طبقات خليفة 26- 300، تاريخ خليفة 82، 90، التاريخ الكبير 4/ 103، 104، والمعارف 284، الجرح والتعديل 4/ 245، مشاهير علماء الأمصار ت 180، تهذيب الأسماء واللغات 1- 239، تاريخ الإسلام 2/ 26، العقد الثمين 4/ 624، 631، شذرات الذهب 1/ 30.
(6) في أالجونة.
(7) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 58 عن أبي هريرة بلفظه وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 34.(3/177)
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» ، من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية، قال: قال عمر للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: دعني أنزع ثنيّتي سهيل، فلا يقوم علينا خطيبا، فقال: «دعها، فلعلّها أن تسرّك يوما» .
فلما مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قام سهيل بن عمرو، فقال لهم: من كان يعبد محمدا فإنّ محمدا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإنّ اللَّه حيّ لا يموت.
وروى أوله يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه عن محمد بن عمرو بن عطاء، وهو في المحامليات موصول، من طريق سعيد بن أبي هند، عن عمرة، عن عائشة ...
وذكر ابن خالويه أنّ السرّ في قوله: أنزع ثنيتيه أنه كان أعلم، والأعلم إذا نزعت ثنيتاه لم يستطع الكلام.
وذكر الواقديّ من طريق مصعب بن عبد اللَّه، عن مولى لسهيل، عن سهيل- أنه سمعه يقول: لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السّماء، والأرض معلمين، يقاتلون ويأسرون.
وروى أبو قرّة، من طريق ابن أبي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استهداه من ماء زمزم.
وروى البخاريّ في تاريخه، والباوردي من طريق حميد عن الحسن، قال: كان المهاجرون والأنصار بباب عمر، فجعل يأذن لهم على قدر منازلهم، وثم جماعة من الطّلقاء، فنظر بعضهم إلى بعض، فقال لهم سهيل بن عمرو: على أنفسكم فاغضبوا، دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم، فكيف بكم إذا دعيتم إلى أبواب الجنة؟ ثم خرج إلى الجهاد..
وأخرجه ابن المبارك في الجهاد أتمّ منه.
وروى ابن شاهين، من طريق ثابت البناني، قال: قال سهيل بن عمرو: واللَّه لا أدع موقفا وقفته مع المشركين إلّا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا.
وقال ابن أبي خيثمة: مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة، ويقال قتل باليرموك.
وقال خليفة: بمرج الصّفر. والأول أكثر، وأنه مات بالطّاعون،
وأخرجه ابن سعد بإسناد له إلى أبي سعد بن أبي فضالة. وكانت له صحبة، قال: اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «مقام أحدكم في سبيل اللَّه ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله» .
قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت، ولا أرجع إلى مكّة، قال: فلم يزل مقيما بالشّام حتى مات في طاعون عمواس.(3/178)
3587 ز- سهيل بن عمرو الجمحيّ:
معدود في المؤلّفة، ووقع الخبر بذلك في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع.
3588- سهيل بن قيس «1» :
بن أبي كعب الأنصاريّ ابن عم كعب: ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا. وقد تقدّم ذكر سهل، فما أدري أهما واحد أم اثنان؟.
3589 ز- سهيل الثّقفيّ:
ويقال عمرو بن سفيان- تقدم في ترجمة الحارث بن بدل في القسم الرّابع من الحاء المهملة.
السين بعدها الواو
3590- سواء بن الحارث المحاربي «2» :
ذكر ابن سعد عن أبي وجزة السّعديّ، قال:
قدم وفد محارب سنة عشر- عشرة أنفس، فيهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء، فأسلموا، وأجازهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كما يجيز الوفد.
وروى الطّبرانيّ، وابن شاهين، من طرق عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة بن خزيمة بن ثابت، حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال: «بم تشهد ولم تك حاضرا» ، قال:
بصدقك وأنك لا تقول إلا حقّا. فقال: «من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه» .
وأخرجه ابن شاهين فقال: عن سواء بن قيس، وأظنه وهما، فقد روى ابن شاهين أيضا وابن مندة من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة، عن المطّلب بن عبد اللَّه، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبو كما الّذي جحد بيعة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بكرة، وقال له: إن اللَّه سيبارك لك فيها، فما أصبحنا نسوق سارحا ولا نازحا إلّا منها. وأصل القصّة أخرجها مطوّلة أبو داود والنّسائي، ووقع لنا بعلوّ في جزء محمد بن يحيى الذهليّ، من طريق الزّهري: حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاريّ، عن عمّه، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المشي، فطفق رجال يعرضون للأعرابي فيساومونه بالفرس ...
فذكر الحديث والقصّة. وفيه: فطفق الأعرابيّ يقول: هلم شهيدا يشهد أنّي قد بعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك،
إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا، حتى جاء خزيمة بن ثابت، فاستمع مراجعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم والأعرابيّ، فقال له خزيمة: أنا أشهد أنك قد
__________
(1) أسد الغابة ت 2327.
(2) أسد الغابة ت 48212- الثقات 3/ 182- تجريد أسماء الصحابة 1/ 247 أسد الغابة ت 2328.(3/179)
بايعته. فأقبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على خزيمة، فقال: «بم تشهد؟» قال: بتصديقك يا رسول اللَّه، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
3591 ز- سواء بن الحارث بن ظالم:
بن حداد بن ذهل بن طريف بن محارب بن خصفة، أخو عاصم. سيأتي خبره في ترجمة عاصم، فليحرر هل هو سواء بن الحارث هذا أو غيره؟ ولعله الّذي قبله.
3592- سواء بن خالد «1» :
تقدم مع أخيه حبّة بن خالد، وسماه وكيع عن الأعمش سوّارا، بزيادة راء في آخره مع التّشديد. والأول هو المعتمد.
3593 ز- سواد «2» :
آخره دال مهملة، ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عديّ بن كعب بن سلمة الخزرجيّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا. وقيل اسمه زريق، وقيل يزيد، وقيل رزن.
3594- سواد بن عمرو بن عطية «3» :
بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم الأنصاريّ. ويقال سوادة.
روى الطّبرانيّ من طريق ابن سيرين، عن سواد بن عمرو الأنصاريّ، قال: قلت يا رسول اللَّه، إني رجل حبّب إلى الجمال ... الحديث. وفيه «الكبر من بطر الحقّ وغمص النّاس» .
وقال البخاريّ: حديثه مرسل، يعني أنّ ابن سيرين لم يسمعه منه، [وكذا أخرج له البغويّ حديثا آخر من رواية الحسن البصريّ عنه، فأرسله، لأنه لم يسمع منه. وسأذكره في الّذي بعده] «4» .
3595- سواد بن غزيّة الأنصاريّ «5» :
من بني عدي بن النجار، ويقال سوادة. وقيل هو بلوي حليف الأنصار- المشهور أنه بتخفيف الواو. وحكى السهيليّ تشديدها.
قال أبو حاتم: شهد بدرا، وهو الّذي أسر خالد بن هشام المخزومي.
وروى الدّارقطنيّ من طريق عبد الحميد بن سهيل، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي
__________
(1) أسد الغابة ت 2329، الاستيعاب ت 1153.
(2) أسد الغابة ت 2331، الجرح والتعديل 4/ 1314.
(3) أسد الغابة ت (2332) ، الاستيعاب ت 1112.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت 2333، الاستيعاب ت 1113.(3/180)
هريرة وأبي سعيد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي وأمّره على خيبر، فقدم عليه بتمر جنيب ... الحديث.
وهو في الصّحيحين غير مسمّى، ووقع في بعض النّسخ من الدّارقطنيّ سوّار بتشديد الواو وآخره راء. وقال أبو عمر: هو تصحيف.
قلت: وكذا أخرجه ابن شاهين، عن ابن صاعد شيخ الدّارقطنيّ، عنه على الصّواب.
ووقع في رواية عند الخطيب في المبهمات أنّ اسم العامل على خيبر فلان بن صعصعة.
وروى ابن إسحاق عن حبّان بن واسع، عن أشياخ من قومه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عدل الصفوف في يوم بدر وفي يده قدح، فمرّ بسواد بن غزيّة فطعن في بطنه، فقال: أوجعتني فأقدني، فكشف عن بطنه فاعتنقه وقبّل بطنه، فدعا له بخير.
قال أبو عمر: رويت هذه القصة لسواد بن عمرو.
قلت: لا يمتنع التعدد، لا سيما مع اختلاف السّبب.
وروى عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يتخطّى بعرجون، فأصاب به سواد بن غزية الأنصاريّ، فذكر القصّة.
وعن معمر، عن رجل، عن الحسن نحوه، لكن قال: فأصاب به سوادة «1» بن عمرو.
وأخرجه البغويّ من طريق عمرو بن سليط، عن الحسن، عن سوادة بن عمر- وكان يصيب من الخلوق، فنهاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وفيها: فلقيه ذات يوم ومعه جريدة فطعنه في بطنه، فقال:
أقدني يا رسول اللَّه. فكشف عن بطنه فقال له: «اقتصّ» .
فألقى الجريدة وطفق يقبّله. قال الحسن: حجزه الإسلام.
3596- سواد بن قارب الدّوسيّ «2» :
أو السّدوسيّ: قال البخاريّ وأبو حاتم والبرديجي. والدّارقطنيّ: له صحبة.
وروى ابن أبي خيثمة، ومحمد بن هارون الرّوياني في «مسندة» «3» من طريق أبي جعفر الباقر، قال: دخل رجل يقال له سواد بن قارب الدّوسي على عمر، فقال: يا سواد،
__________
(1) في أسواد.
(2) أسد الغابة ت 2334، الاستيعاب ت 1114، الثقات 3/ 179 تجريد أسماء الصحابة 1/ 248- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1316- الوافي بالوفيات 16/ 35 التاريخ الكبير 4/ 202- الأعلام 3/ 144- نثر الدرر المكنونة 117.
(3) سقط في ط.(3/181)
نشدتك اللَّه هل تحسن من كهانتك شيئا اليوم؟ قال: سبحان اللَّه، واللَّه يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به. فقال: سبحان اللَّه يا سواد، ما كنا عليه من شركنا أعظم من كهانتك، فحدّثني حديثك. قال: إنه لعجب، كنت كاهنا في الجاهليّة، فبينا أنا نائم إذ أتاني نجيي فضربني برجله، ثم قال: يا سواد بن قارب، اسمع أقل لك.
قلت: هات، قال:
عجبت للجنّ وأرجاسها ... ورحلها العيس بأحلاسها
تهوى إلى مكّة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل أنجاسها
فأرحل إلى الصّفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها «1»
[السريع] فذكر الخبر بطوله.
وله طريق أخرى أخرجها ابن شاهين، من طريق الفضل بن عيسى القرشيّ عن العلاء بن زيدل، عن أنس بن مالك، قال: دخل رجل من دوس يقال له سواد بن قارب على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.... فذكر القصّة بطولها، وفي آخرها شعره، وفي آخره:
فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب «2»
[الطويل] وله طريق ثالثة أخرجها الحسن بن سفيان، من طريق الحسن بن عمارة، عن عبد اللَّه ابن عبد الرّحمن، قال: دخل سواد بن قارب على عمر، فذكر الحديث بطوله.
وله طريق رابعة أخرجها البخاريّ في تاريخه، والبغوي والطّبراني من طريق عباد بن عبد الصّمد: سمعت سعيد بن جبير، أخبرني سواد بن قارب، قال: كنت نائما ... فذكره بطوله، ولم يذكر القصّة الأخيرة.
وله طريق خامسة أخرجها الحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والحاكم، والبيهقيّ، والطّبراني من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن محمد بن كعب القرظي، قال:
بينا عمر قاعد في المسجد ... فذكره بطوله مثل حديث أبي جعفر وأتمّ منه.
وله طريق سادسة أخرجها البيهقيّ في الدّلائل من طريق أبي إسحاق، عن البراء بن
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2334) . والاستيعاب ترجمة رقم (1114) .
(2) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (1114) .(3/182)
عازب، قال: بينما عمر يخطب إذ قال: أيّها النّاس، أفيكم سواد بن قارب؟ فذكر القصّة.
مطوّلة.
وأصل هذه القصّة في صحيح البخاريّ من طريق سالم عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأظنه إلا كان كما قال- قال: بينما عمر جالس إذ مرّ به رجل جميل، فقال:
لقد أخطأ ظني لو أن «1» هذا على دينه، أو لقد كان كاهنهم على الرجل، فدعا له، فذكر القصّة مختصرة.
قال البيهقيّ: يشبه أن يكون هو سواد بن قارب.
وقال أبو عليّ القاليّ: خرج خمسة نفر من طيِّئ من ذوي الحجى «2» منهم برج بن مسهر أحد المعمّرين، وأنيف بن حارثة بن لأم، وعبد اللَّه بن سعد والد حاتم، وعارف الشاعر، ومرّة بن عبد رضا، يريدون سواد بن قارب ليمتحنوا علمه فقالوا: ليخبأ كلّ منا خبيئا، ولا يخبر أصحابه، فإن أصابه، عرفنا علمه، وإن أخطأ ارتحلنا عنه. ثم وصلوا إليه، فأهدوا إليه إبلا وطرفا، فضرب عليهم قبة ونحر لهم، فلما مضت ثلاثة أيام دعاهم فتكلم برج- وكان أسنّهم- فذكر القصّة في معرفته بجميع ما خبئوه، ثم بمعرفته بأعيانهم وأنسابهم، فقال فيه عارف الشاعر:
ألا للَّه علم لا يجارى «3» ... إلى الغايات في حصني سواد
كأنّ خبيئنا لمّا انتجينا ... بعينية يصرّح أو ينادي «4»
[الوافر]
3597- سواد بن قطبة «5» :
ذكره حمزة بن يوسف السّهمي فيمن دخل جرجان من الصّحابة.
3598- سواد بن مالك «6» :
بن سواد الدّاري. قال ابن الكلبيّ: غيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسمّاه عبد الرّحمن.
3599- سواد بن مالك التميمي:
ذكره سيف في الفتوح، وأنّ سعد بن أبي وقّاص أمّره على أول سرية خرجت له، وأمّره مرة أخرى على الطّلائع، ثم ذكر أنه أغار لما حاصروا القادسيّة، فغنم ثلاثمائة دابة، فأوقرها سمنا، وأتى بها فقسمت بين المسلمين.
__________
(1) في ج أو أن.
(2) في ج: من دور الحمى.
(3) في ألا يجازى.
(4) ينظر البيتان في الأمالي 2/ 290.
(5) أسد الغابة ت 2335.
(6) أسد الغابة ت 2336.(3/183)
3600 ز- سواد بن مقرّن المزني:
أحد الإخوة. له ذكر في الفتوح، وبعثه أخوه نعيم بن مقرّن إلى قومس «1» ففتحها صلحا، وكاتبه صاحب جرجان فصالحه على الجزية.
وقيل هو سويد الآتي ذكره قريبا، فلعله لقب بالتصغير.
3601- سوادة «2» :
بزيادة هاء، ابن الرّبيع الجرمي.
قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في البصريين.
وروى أحمد من طريق سلم بن عبد الرّحمن، سمعت سوادة بن الربيع، قال: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود، وقال: «إذا رجعت إلى بنيك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم وليقلّموا أظفارهم ... » الحديث.
ورواه البغويّ من وجه آخر عن سلم عن سوادة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأمي، فأمر لها بشاة، وقال: «مري بنيك أن يقلّموا أظفارهم ... » الحديث.
وروى الطّبرانيّ وابن شاهين، من طريق سلم الجرمي أيضا، عن سوادة بن الرّبيع- رفعه: «الخيل معقود في نواصيها الخير» «3» .
وروى البغويّ والحسن بن سفيان من هذا الوجه أنه رأى على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خاتما. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قيل سواد بن قارب. وقيل ابن الربيع- يعني بالتخفيف والتثقيل في أبيه «4» .
3602- سوادة بن عمرو «5» :
وسوادة بن غزية- تقدّما قريبا.
3603- سوّار بن همام:
من بني مرة بن همام. ذكر الرّشاطي، عن المدائني، أنه وفد
__________
(1) قومس: ثم السكون وكسر الميم وسين مهملة، تعريب كومس: كورة كبيرة واسعة بها مدن وقرى ومزارع من ذيل جبل طبرستان قصبتها دافعان بين الريّ ونيسابور وبسطام من مدنها.
(2) انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1134، الثقات 3/ 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 248، الجرح والتعديل 4/ 1264. أسد الغابة ت 2338، الاستيعاب ت 1116.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 34، 104، 252، ومسلم في الصحيح 2/ 683 كتاب الزكاة باب (6) اثم مانع الزكاة حديث رقم (26/ 987) . والترمذي في السنن 4/ 148 كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء من فضل من ارتبط فرسا في سبيل اللَّه (10) حديث رقم 1636 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن 6/ 214 أول كتاب الخيل باب (1) حديث رقم 3561، وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 932 كتاب الجهاد (24) باب النية في القتال (13) حديث رقم 2787، 2788 وأحمد في المسند 2/ 49، 57، 101، 112.
(4) في أأمه.
(5) أسد الغابة ت 2340، الاستيعاب ت 1117.(3/184)
على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم حضر الفتوح بالعراق. وله فيها ذكر. وولده عبد اللَّه استعمله معاوية على بعض الهند، فاستشهد هناك.
3604- سويبط بن حرملة «1» :
ويقال ابن سعد بن حرملة، ويقال حريملة بن مالك ابن عميلة بن السبّاق بن عبد الدّار القرشيّ العبديّ.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا.
وروى أحمد من طريق عبد اللَّه بن وهب بن زمعة، عن أمّ سلمة- أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزّاد، فقال له نعيمان: أطعمني. قال: حتى يجيء أبو بكر، وكان نعيمان مضحاكا مزّاحا، فذهب إلى ناس جلبوا ظهرا، فقال: ابتاعوا مني غلاما عربيّا فارها. قالوا: نعم، قال: إنه ذو لسان، ولعله يقول: أنا حرّ، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوه عليّ. فقالوا: بل نبتاعه. فابتاعوه منه بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها، وقال: دونكم هو هذا. فقال سويبط:
هو كاذب، أنا رجل حرّ. قالوا: قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحابه إليهم فردّوا القلائص وأخذوه، ثم أخبروا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك، فضحك هو وأصحابه منها حولا.
وأخرجه أبو داود الطّيالسيّ والرّويانيّ. وقد أخرجه ابن ماجة فقلبه، جعل المازح سويبط والمبتاع نعيمان.
وروى الزّبير بن بكّار في كتاب الفكاهة هذه القصّة من طريق أخرى عن أم سلمة إلا أنه سمّاه سليط بن حرملة، وأظنه تصحيفا، وقد تعقّبه ابن عبد البرّ وغيره.
3605 ز- سويبط بن عمرو «2» :
أحد المهاجرين الأولين.
ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه، قال أبو عمر: فرق أبو حاتم بين سويبط بن عمرو، وسويبط بن حرملة، وسويبط صاحب القصّة مع نعيمان في الزاد، والثلاثة واحد.
قلت: أما سويبط بن حرملة فهو صاحب القصّة مع نعيمان كما تقدم، وأما سويبط بن عمرو فيحتمل أن يكون آخر.
3606- سويبق بن حاطب بن الحارث «3» :
بن هيشة الأنصاريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت 2341، الاستيعاب ت 1154.
(2) الجرح والتعديل 4/ 1387- الطبقات الكبرى 3/ 595.
(3) أسد الغابة ت 2342، الاستيعاب ت 1155.(3/185)
استشهد بأحد، قتله ضرار بن الخطاب. ذكره أبو عمر، وهو سبيع الّذي تقدّم ذكره، ولم ينبه عليه.
3607 ز- سويد بن ثابت:
تقدم ذكره في ترجمة أوس بن ثابت منسوبا إلى الثّعلبيّ.
3608- سويد بن الحارث الأزديّ «1» :
روى أبو أحمد العسكريّ من طريق أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الدّاراني، سمعت شيخا بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد الأزديّ، حدثني أبي عن جدّي سويد بن الحارث، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سابع سبعة من قومي فأعجبه سمتنا وهدينا فقال: «ما أنتم؟» قلنا: مؤمنون. قال:
«فما حقيقة إيمانكم؟» » قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلّقنا بها في الجاهليّة فذكر الحديث بطوله.
وساقه الرّشاطي، وابن عساكر، من وجهين آخرين عن أحمد بن أبي الحواري.
ورواه أبو سعيد النّيسابوري في شرف المصطفى من وجه آخر، عن أحمد بن أبي الحواري، فقال: علقمة بن سويد بن علقمة بن الحارث، فذكر أبو موسى في الذّيل علقمة بن الحارث بسبب ذلك. والأول أشهر.
3609 ز- سويد بن حارثة:
بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ، وهو والد مسعود الّذي تزوّج العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ابنته أمة اللَّه، فولدت له جعفرا أو عونا. ذكره الزّبير بن بكّار.
3610- سويد بن حنظلة «3» :
قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث.
قلت:
أخرجه أبو داود وابن ماجة، ولفظه: «المسلم أخو المسلم» «4» .
وفيه قصّة له مع وائل بن حجر، استفتى فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فذكر له ذلك.
قال الأزديّ: ما روى عنه إلا ابنته، قال ابن عبد البرّ: لا أعلم له نسبا.
قلت: قد زعم ابن حبّان أنه جعفي، وروى الثّوري عن عباس العامريّ عن سويد بن حنظلة البلوي «5» حديثا غير هذا، فما أدري هو الصّحابي أو غيره؟
__________
(1) أسد الغابة ت 2344، تجريد أسماء الصحابة 1/ 249 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1004- التاريخ الكبير 4/ 143.
(2) أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 571.
(3) أسد الغابة ت 2345، الاستيعاب ت 1125. الثقات 3/ 177- بقي بن مخلد 493.
(4) أخرجه من رواية أبي هريرة مسلم 4/ 1986 (33- 2564) .
(5) في أالكبرى. أسد الغابة ت 2346.(3/186)
3611- سويد بن زيد الجذامي «1» :
أخو رفاعة.
ذكره موسى بن سهل الرّملي فيمن نزل فلسطين من الصّحابة. وقال ابن حبّان: له صحبة. ومات ببيت جبرين.
وقال ابن مندة: وفد مع إخوته على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكره ابن هشام والأموي في المغازي والواقديّ والطّبريّ أنه كان ممّن أسر من بني جذام لما غزاهم زيد بن حارثة، فأسلموا فأطلقهم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
3612- سويد بن الصّامت «2» :
بن حارثة بن عديّ بن قيس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ.
قال ابن سعد والطّبريّ: شهد أحدا، [وأنشد له دعبل بن علي في «طبقات الشعراء» ، وكان قد ادّان دينا، وطولب فاستغاث بقومه فقصّروا عنه، فقال:
وأصبحت قد أنكرت قومي كأنّني ... جنيت لهم بالدّين إحدى الفضائح
أدين وما ديني عليهم بمغرم ... ولكن على الحزر الجلاد القرادح
أدين على أثمارها وأصولها ... لمولى قريب أو لآخر نازح] «3»
[الطويل]
3613- سويد بن صخر الجهنيّ «4» :
ذكر الطّبري أنه كان أحد الأربعة الذين يحملون ألوية جهينة، وشهد الحديبيّة.
وذكره الواقديّ في جملة العشرين الّذين خرجوا إلى العرنيين في سريّة غالب بن عبيد اللَّه الليثي.
3614- سويد بن طارق «5» :
يأتي في طارق بن سويد.
3615- سويد بن عامر «6» :
استدركه ابن فتحون،
وأخرج من طريق الباوردي، ثم من
__________
(1) الثقات 3/ 177، تجريد أسماء الصحابة 1/ 249، الجرح والتعديل 1021 ترجمة، الطبقات الكبرى 7/ 435، التاريخ الكبير 4/ 148.
(2) الاستيعاب ت 1121.
(3) سقط في أ.
(4) الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 249. أسد الغابة ت 2349.
(5) تقريب التهذيب 1/ 340- تهذيب التهذيب 4/ 276- الكمال 1/ 560 تذهيب تهذيب الكمال 1/ 431 أسد الغابة ت 22350، الاستيعاب ت 1122.
(6) أسد الغابة ت 2351.(3/187)
رواية عبد العزيز بن كيسان، عن سويد بن عامر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حوضي أشرب منه يوم القيامة ... » «1» الحديث.
وقد ذكر أبو عمر سويد بن عامر مختصرا في الاستيعاب، فإن لم يكن هذا هو فقد بينت في القسم الأخير أنه لا صحبة له، وأن حديثه مرسل، وقد ذكر ابن أبي خيثمة في الصّحابة سويد بن عامر الأنصاريّ وقال: لا أدري هو والد عقبة أم لا.
[وقال ابن مندة: سويد بن عامر بن زيد بن خارجة روى عنه مجمّع بن خارجة. لا تعرف له صحبة، ثم أورد في ترجمته الحديث الآتي في ترجمة سويد بن عمرو.] «2»
3616- سويد بن علقمة «3» :
بن معاذ الأنصاريّ.
ذكره ابن مندة مختصرا، وقال: لا يعرف.
3617- سويد «4» :
بن [عمرو] «5» الأنصاريّ.
قال ابن سعد: آخى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين وهب بن سعد بن أبي سرح، واستشهدا جميعا يوم مؤتة.
[وأخرج ابن مندة من طريق مجمّع بن يحيى: حدثنا سويد بن عمرو الأنصاريّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «بلّوا أرحامكم ولو بالسّلام» .
قال ابن عساكر: إن كان هذا هو الّذي استشهد بمؤتة فالحديث مرسل.
قلت: كيف يكون مرسلا ومجمّع يقول: حدّثنا، بل يكون الصّواب فيه سويد بن عامر، كما تقدم] «6» .
3618- سويد بن عيّاش الأنصاريّ «7» :
كان ممن بعث لهدم مسجد الضّرار، رواه ابن مندة من طريق عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عبّاس. وذكره ابن إسحاق بإسناده أنّ من
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 3/ 312، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39179 وعزاه لحميد بن زنجويه وابن عساكر.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2354.
(4) أسد الغابة ت 2355، الاستيعاب ت 1124.
(5) في أعامر.
(6) سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت 2356.(3/188)
الذين هدموه معن بن عدي ومالك بن [الدّخشم] «1» واللَّه أعلم.
3619- سويد بن غفلة «2» :
روى ابن عساكر من طريق تمام الرّازي، ثم من رواية مبشر بن إسماعيل عن سليمان بن عبد اللَّه بن الزّبرقان، عن أسامة بن أبي عطاء، قال: كنت عند النّعمان بن بشير، فدخل سويد بن غفلة، فقال له النّعمان: ألم يبلغني أنك صليت خلف النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرّة، قال: لا، بل مرارا، كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحدا «3» .
روى ابن مندة من طريق عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد ابن غفلة، قال: رأيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أهدب الشعور، مقرون الحاجبين ... الحديث.
قلت: سويد بن غفلة تابعي كبير، ذكر أنه رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وسيأتي في القسم الثالث أنه هاجر فدخل المدينة يوم دفن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فإن ثبت الإسناد الأول فلعله آخر، وأما الثّاني فلا يدلّ على صحبته، لاحتمال أن يكون رآه قبل أن يسلم.
3620- سويد بن قيس العبديّ «4» :
أبو مرحب «5» .
روى سماك بن حرب عنه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اشترى منه رجل سراويل، أخرجه أحمد وأصحاب السّنن، واختلف فيه على سماك، فقيل عنه عن أبي صفوان بن مالك بن عميرة.
وسيأتي في ترجمته.
وكلام المزّي يوهم أن سويدا يكنى أبا صفوان، وليس كذلك.
3621- سويد بن كلثوم:
بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن فهر الفهريّ.
__________
(1) في أالدخضيم.
(2) أسد الغابة ت 2357، الاستيعاب ت 1125، طبقات ابن سعد 6/ 68، طبقات خليفة ت 1049، تاريخ البخاري 4/ 142، المعارف 427، الجرح والتعديل ق م 2342 الحلية 4/ 174، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 340، تاريخ الإسلام 3/ 252، العبر 1/ 93، تذكرة الحفاظ 1/ 50، البداية والنهاية 9/ 37، تهذيب التهذيب 4/ 278، النجوم الزاهرة 1/ 203، طبقات الحفاظ 17، خلاصة تذهيب الكمال 159، شذرات الذهب 1/ 90.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18576 وعزاه. لابن عساكر في التاريخ عن أسامة بن أبي عطاء عن النعمان بن بشير.
(4) الثقات 3/ 177- تجريد أسماء الصحابة 1/ 250- تقريب التهذيب 1/ 341 تهذيب التهذيب 4/ 279- تهذيب الكمال 1/ 562- تذهيب الكمال 1/ 432- الكاشف 1/ 412 تلقيح فهوم أهل الأثر 374- الطبقات 132- الوافي بالوفيات 16/ 51- التاريخ الكبير 4/ 141 المعرفة والتاريخ 2/ 518- بقي بن مخلد 422 أسد الغابة ت 2358، الاستيعاب ت 1126.
(5) في أمرحبة.(3/189)
قال الزّبير بن بكّار: ولي دمشق، وله ابن اسمه محمد استعمله أبو عبيدة على دمشق، ذكره أبو حذيفة في الفتوح، وله قصة في فتح حمص. وذكره الأزديّ في فتوح الشام.
[وقال أبو حذيفة البخاريّ في كتاب «الفتوح» : خرج خالد في ألف رجل حتى انتهى إلى دمشق، وبها سويد بن كلثوم بن قيس الفهري، وكان أبو عبيدة استخلفه بدمشق في خمسمائة رجل، فقدمها خالد، فعسكر بها، وأمر سويد بن كلثوم أن يقيم في جوفها، وذكر القصّة في فتح حمص] «1» .
3622- سويد:
بن مخشي الطّائيّ «2» .
قال أبو عمر: ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا، ويقال فيه ارتدّ، وسيأتي في أبي مخشي في الكنى.
3623- سويد بن مقرّن «3» :
بن عائذ المزني، يكنى أبا عائذ، أحد الإخوة.
روى حديثه مسلم وأصحاب السّنن، ويقال: إنه نزل الكوفة. روى عنه ابنه معاوية ومولاه أبو شعبة وهلال بن يساف وغيرهم.
3624- سويد بن النّعمان «4» :
بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ. يكنى أبا عقبة.
روى حديثه البخاريّ في المضمضة من السّويق، وفيه أنه خرج مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى خيبر، وقد شهد بيعة الرضوان، وقد ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا، وذكر العسكريّ أنه
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2359، الاستيعاب ت 1127، الجرح والتعديل 4/ 1000، الطبقات الكبرى 3/ 97- دائرة الأعلمي 19/ 291.
(3) الثقات 2/ 493، 3/ 176 تجريد أسماء الصحابة 1/ 250- تهذيب التهذيب 4/ 279- تهذيب الكمال 1/ 562 خلاصة تذهيب 1/ 432- الكاشف 1/ 412- بقي بن مخلد 272- تقريب التهذيب 1/ 341 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 994- الطبقات 38؟ 128- التحفة اللطيفة 207 تاريخ جرجان 45، 46، 48- التاريخ الكبير 1614- الوافي بالوفيات 16/ 51- التاريخ الصغير 1/ 56 أسد الغابة ت 236، الاستيعاب ت 1128.
(4) الثقات 17613 تجريد أسماء الصحابة 1/ 250- بقي بن مخلد 250- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 995 تقريب التهذيب 1/ 341- تهذيب التهذيب 4/ 280- التعديل والتجريح 1361- الكاشف 1/ 412 تهذيب الكمال 1/ 562- خلاصة تذهيب 1/ 432- الرياض المستطابة 116- الاستبصار 241، 250- الطبقات 80- الطبقات الكبرى 5/ 304، التحفة اللطيفة 207- الوافي بالوفيات 16/ 51- التاريخ الكبير 4/ 141 أسد الغابة ت 2361، الاستيعاب ت 1129.(3/190)
استشهد بالقادسية، وفيه نظر، لأنّ بشير بن يسار سمع منه وهو لم يلحق ذلك الزمان.
3625- سويد بن هبيرة:
بن عبد الحارث الدئليّ «1» ، وقيل العبديّ. قاله أبو عمر.
قال ابن الأثير: الدئليّ والعبديّ، لأنه من بني الدّئل بن عمرو، وهو بطن من عبد القيس، قال: وقال أبو أحمد هو عدويّ من عديّ بن عبد مناة، وكذا نسبه ابن قانع. وقال أبو عمر: إنه سكن البصرة.
روى أحمد والطّبرانيّ من طريق مسلم بن بديل، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «خير المال مهرة مأمورة أو سكّة مأبورة «2» » «3» .
قال ابن مندة: لم يقل سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلا روح بن عبادة، عن أبي نعامة، عن مسلم. وقد رواه مروان بن معاوية عن عمرو بن عيسى، عن أبي نعامة، فقال برفع الحديث.
قلت: وأخرجه الطّبرانيّ من طريق عبد الوارث، عن أبي نعامة [عن مسلم كذلك.
وقد رواه مروان بن معاوية بن عمرو بن عيسى، عن أبي نعامة] «4» . كذلك.
ورواه معاذ بن معاذ، عن أبي نعامة، فقال فيه إلى سويد: بلغني عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره البخاريّ في تاريخه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: غلط فيه روح، وإنما هو تابعيّ. وقال ابن حبّان في ثقات التّابعين: يروي المراسيل.
3626 ز- سويد بن هشام التميمي:
ذكره مقاتل في تفسيره في بني تميم الذين نزلت فيهم: «إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... » [الحجرات 4] الآية.
3627- سويد «5» :
ويقال: أبو سويد- يأتي في الكنى.
3628 ز- سويد الآهلي:
ثم العكيّ.
روى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عبد اللَّه بن سويد
__________
(1) بقي بن مخلد 408، ذيل الكاشف 616، أسد الغابة ت 2362، الاستيعاب ت 1130.
(2) مأمورة هي الكثيرة النّسل والنتاج، يقال: أمرهم اللَّه فأمروا أي كثروا، وفيها لغتان: أمرها فهي مأمورة، وآمرها فهي مؤمرة النهاية 1/ 65 والسّكّة: الطريقة المصطفّة من النّخل والمأبورة الملقحة يقال: أبرت النّخلة، وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة، والاسم الإبار، وقيل السّكّة: سكّة الحرث والمأبورة المصلحة له أراد: خير المال نتاج أو زرع النهاية 1/ 13.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 261 وقال رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات، وأورده ابن حجر في الفتح 8/ 395.
(4) سقط في ب.
(5) أسد الغابة ت 2363.(3/191)
الآهلي ثم العكّي عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ اللَّه جعل هذا الحيّ من لخم وجذام بالشّام معونة لأهل اليمن» . «1»
وأخرجه في الكبير من هذا الوجه، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: أو حدثني من سمعه منه. وكذا أخرجه الباورديّ وابن السّكن وابن شاهين.
[وقال أبو نعيم: يكنى أبا عبد اللَّه. وقيل إنه باهلي. وقيل ألهاني، وهو فخذ من الأشعريين. وعند ابن مندة الكلام الأخير، وهو تصحيف. والصّواب الآهلي كما تقدّم، وبه جزم الرّشاطيّ] » .
3629 ز- سويد «3» :
مولى سلمان الفارسيّ. ذكر البخاريّ عن ابن قهزاد أنّ له صحبة، أخرج ذلك ابن مندة، وروى ابن أبي شيبة في الأوائل، من طريق أبي العالية، عن غلام لسلمان يقال له سويد. وأثنى عليه خيرا- قال: لما فتحت المدائن أصبت سلّة، فقال سلمان: هل عندك شيء؟ قلت: سلّة. قال: هاتها، فإن كان طعاما أكلناه أو مالا رفعناه إلى هؤلاء. قال: ففتحناها فإذا أرغفة حوّارى وجبنة، فكان أول ما رأت العرب الحوّارى.
[3630 ز- سويد الأنصاريّ «4» :
ابن عم ثابت بن قيس، أو ابن عم سعد بن الربيع.
تقدم في أوس بن ثابت، ويأتي في أم كجّة في كنى النّساء إن شاء اللَّه تعالى] «5» .
3631- سويد الجهنيّ:
أو المزنيّ، ويقال الأنصاريّ، والد عقبة.
قال ابن حبّان: سويد الجهنيّ له صحبة. وقال أبو عمر: حديثه عند الزّهري وربيعة من رواية ابنه عنه في اللقطة وفي أحد: يحبنا ونحبّه، وهما صحيحان.
قلت: أما حديث الزّهري فقال: أخبرني عقبة بن سويد أن أباه حدّثه قال: لما قفل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من خيبر بدا له أحد فقال: «اللَّه أكبر! هذا جبل يحبّنا ونحبّه» «6» .
__________
(1) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 66 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وكنز العمال حديث رقم 4103، والطبراني في الكبير 7/ 108.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2347.
(4) الاستيعاب ت 1131.
(5) سقط في أ.
(6) قال الهيثمي 6/ 158 رواه أحمد وعقبه ذكره ابن أبي حاتم وقال روى عنه عبد العزيز ولم يجرحه قلت وروي عن الزهري عند أحمد وبقية رجاله رجال الصحيح، والطبراني في الكبير 2/ 140، 6/ 152، وابن عساكر 1/ 88.(3/192)
رواه أحمد والبخاريّ في تاريخه، ورواه البغويّ، وابن أبي عاصم، وابن شاهين، وأبو نعيم من طريق الزّهري فوقع، في السند عن سويد بن عقبة الأنصاريّ أنه سمع أباه، وكان من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكر البخاريّ أنه وقع في رواية يونس بن زيد، وإسحاق بن راشد، عن الزّهريّ، عن عتبة- بالمثناة.
وأما حديث ربيعة فذكره أبو داود تعليقا، ووصله الباوردي والطّبراني ومطيّن، من طريق محمد بن معن بن نضلة، عن ربيعة عن عتبة بن سويد- عن أبيه: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن الشّاة.
وقد فرّق البغويّ بين سويد الّذي روى حديثه الزّهري وبين سويد الّذي روى حديثه ربيعة، لافتراق النسب حيث وقع في رواية الزهري الجهنيّ، وفي رواية ربيعة الأنصاريّ، ويحتمل أن يكونا واحدا بأن يكون جهنيّا حالف الأنصار، ولم أقف على الرواية التي وقع فيها أنه مزني.
3632 ز- سويد:
غير منسوب. ذكره ابن قانع. وأخرج من طريق أبي بكر الحنفي، حدثنا عبيد اللَّه «1» بن عبد الرّحمن بن موهب، عن سويد، قال: لقد رأيتنا نصلّي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة لو صلّاها أحدكم اليوم أعدتموها، يعني الجمعة- وقال: لا تذكر هذا لأميرنا، وذلك في إمرة عمر بن عبد العزيز، يعني على المدينة.
[3633 ز- سويد، جد مسلم بن يسار:
ذكر الخطيب في المتفق في ترجمة مسلم بن يسار الجهنيّ أن ابن شاهين قال: حدّثنا ابن صاعد، قال: قال لنا عبد اللَّه بن داود بن دلهاث، قال: حدثنا سويد جدّ مسلم بن يسار عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم] . «2»
السين بعدها الياء
3634- سيابة:
بكسر أوله والتخفيف، وبعد الألف موحدة- ابن عاصم بن شيبان «3» بن خزاخي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السّلميّ.
قال عبد الغنيّ بن سعيد: له صحبة، وقال له وفادة.
__________
(1) في أ: عبد اللَّه، أسد الغابة ت 2364، الاستيعاب ت 1156.
(2) سقط في أ.
(3) في أسفيان.(3/193)
وقال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم، عن يحيى بن عمرو القرشيّ، أخبرني سيابة بن عاصم السّلمي أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال يوم حنين: «أنا ابن العواتك» .
وأغرب ابن عبد البرّ فقال: روى حديثه هشيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص، عن أبيه عن جدّه، عن سيابة. انتهى، ولم أره عن هشيم كذلك، وإنما اختلف عليه، فقال عنه سعيد بن منصور كما تقدم، وتابعه إسحاق بن إدريس.
وقال أبو حاتم: حدّثنا بعض أصحاب هشيم عنه هكذا، وحدّثنا عنه محمد بن الصّباح، فقال: عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن سعيد، عن سيابة، قال أبو حاتم: الأول أشبه.
قلت: إسحاق ضعيف، وقد تابع محمد بن الصّباح عمرو بن عوف «1» ، أخرجه الطّبراني.
قلت: وأخرجه البغويّ عن لوين عن هشيم، عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد، عن سيابة، قال لوين: لا أدري لعل بينهما رجلا.
وذكر البخاريّ الاختلاف على هشيم في الواسطة، وجزم بأنّ الحديث مرسل.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه في تاريخه أن سيابة بن عاصم كان في زمن الحجاج، وقدم عليه رسولا من عبد الملك.
3635- سيّار بن بلز «2» :
والد أبي العشراء، فيما قيل، وسيأتي في المبهمات.
3636 ز- سيّار:
بن سويد الجهنيّ. مذكور في ترجمة سنان.
3637 ز- سيار:
مذكور في ترجمة سنبر.
3638- سيّار بن روح «3» :
في روح بن سيّار.
3639 ز- سيار:
بن طلق اليمامي، جدّ محمد وأيوب ابني جابر- لم أر من ذكره في الصّحابة، وقد أخرج حديثه ابن عديّ في الكامل في ترجمة محمد بن جابر،
فروى بسنده إلى محمد بن جابر: سمعت أبي يذكر عن جدّي أنه أول وفد وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من بني حنيفة فوجدته يغسل رأسه، فقال: اقعد يا أخا أهل اليمامة فاغسل رأسك، ففعلت فغسلت
__________
(1) في أ، ب: عون.
(2) أسد الغابة ت 2365.
(3) أسد الغابة ت 2366، الاستيعاب ت 1157.(3/194)
رأسي بفضلة غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهدت أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمدا عبده ورسوله، ثم كتب لي كتابا، فقلت: يا رسول اللَّه، أعطني قطعة من قميصك أستأنس بها، فأعطاني، قال محمد بن جابر: فحدّثني أبي أنها كانت عندنا نغسلها للمريض يستشفي بها.
3640 ز- سيّار بن عبد اللَّه:
ذكره العسكريّ في الصّحابة.
3641- سيار، والد عبد اللَّه:
روى عنه ابنه حديثا، كذا في التّجريد، فلا أدري أهو الّذي ذكره العسكريّ أو غيره.
3642 ز- سيّان الكوفي-
ذكره دعبل بن علي الخزاعيّ في طبقات الشّعراء، وقال:
كانت له صحبة، وكان يلي السّجن بالكوفة في خلافة عثمان، قال دعبل في ترجمة أبية الأزديّ لما ضرب جندب بن زهير الأزديّ السّاحر بين يدي الوليد بن عقبة حبسه الوليد، فقال في ذلك أبياتا منها:
أمن ضربة السّحّار يحبس جندب ... ويقتل أصحاب النّبيّ الأوائل
[الطويل] قال: وكان جندب لما بلغه عمل السّاحر اشتمل على سيف ودخل على الوليد، فقال للسّاحر: أنت تقتل رجلا ثم تحييه؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله، فأمر الوليد بسجنه فسجن، فسأله السّجان: فيم سجنت فأخبره فأطلقه، فقدم المدينة فأخبر عثمان، فكتب عثمان إلى الوليد أن لا سبيل لك عليه، فكفّ عنه، وقتل السّجان، واسمه سيان وكانت له صحبة، ففي ذلك يقول الشاعر ما قال.
3643 ز- سيحان بن صوحان:
العبديّ، أحد الإخوة.
ذكر سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف الأنصاريّ، عن القاسم بن محمد أنه كان أحد الأمراء في قتال أهل الرّدة. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة، ويقال إن سيحان قتل يوم الجمل.
3644- سيدان، والد عبد اللَّه «1» :
روى الطبراني من طريق عبد اللَّه بن الغسيل، عن عبد اللَّه بن سيدان، عن أبيه، قال: أشرف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على أهل القليب، فقال: «يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربّكم حقا» «2» . فقالوا: يا رسول اللَّه، وهل يسمعون؟ قال:
«نعم كما تسمعون، ولكن لا يجيبون» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2367.
(2) أخرجه أحمد 2/ 131، 6/ 276 والطبراني في الكبير 7/ 97، 10/ 198 وانظر المجمع 6/ 90.(3/195)
3645- السيد بن بشر:
بن عصر العامريّ بن عبد القيس، ثم من بني عامر بن الحارث بن أنمار.
قال الرشاطيّ: كان سيّد بني عامر بعد أبيه، وكان شريفا جوادا، له وقائع وغارات في الجاهليّة، وأدرك الإسلام، ووفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم كان رأس قومه في قتال أهل الردّة مع الجارود العبديّ. انتهى ملخّصا.
3646- السيّد النّجراني:
ذكر ابن سعد والمدائني أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، فقال في ذكر الوفود وفد نجران، من حديث علي بن محمد القرشيّ، قال: قالوا: وكتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى أهل نجران، فخرج عليهم وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى، فيهم العاقب، وهو عبد المسيح، رجل من كندة، وأبو الحارث بن علقمة، رجل من بني ربيعة وأخوه كرز، والسيّد، فذكر القصّة في مناظرتهم على دين النصرانية،
وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم» ،
وامتناعهم من المباهلة، وطلبهم المصالحة على الجزية، قال:
فرجعوا إلى بلادهم، فلم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأسلما وأنزلهما دار أبي أيّوب الأنصاريّ. وقد تقدّم في حرف الألف أن اسم السيّد أيهم- بياء تحتانية مثناة، وزن جعفر. ويأتي له ذكر في ترجمة العاقب أيضا.
3647- سيف بن قيس «1» :
بن معديكرب، أخو الأشعث بن قيس.
ذكره ابن شاهين، وساق إلى الكلبيّ قال: وفد سيف مع أخيه، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يؤذّن، فلم يزل يؤذّن لهم حتى مات.
وقال أبو عمر: سيف من ولد قيس بن معديكرب، له صحبة.
وروى البغويّ، من طريق الحارث بن سليمان الكنديّ، حدثني غير واحد من بني بجيلة عن سيف، وهو من ولد قيس بن معديكرب، قال: قلت: يا رسول اللَّه، هب لي أذان قومي، فوهبه لي.
ووقع عند ابن مندة سيف بن معديكرب، فنسبه إلى جدّه، فاستدركه أبو موسى.
وتعقبه ابن الأثير، وقال ابن مندة: رواه يحيى بن معين، فقال: عن سيف، من ولد سيف بن معديكرب. فاللَّه أعلم.
[قال ابن الكلبي: وأم سيف هذا التحيا قينة من حضرموت، وهي إحدى الشّوامت] «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2369، الاستيعاب ت 1158.
(2) سقط في أ.(3/196)
3648- سيمويه «1» :
[ويقال سيماه] البلقاويّ. كان نصرانيّا فقدم المدينة بالتجارة فأسلم.
روى الطّبرانيّ وابن قانع وابن مندة، من طريق منصور بن صبيح أخي الربيع بن صبيح، قال: حدّثني سيمويه.
وفي رواية ابن قانع سيماه، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وسمعت من فيه إلى أذني، وحملت القمح من البلقاء «2» إلى المدينة فبعنا وأردنا أن نشتري التمر فمنعونا، فأتينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «أما يكفيكم رخص هذا الطّعام بغلاء هذا التمر الّذي تحملونهم، ذروهم «3» يحملون» «4» .
وكان سيمويه نصرانيّا شماسا فأسلم وحسن إسلامه، وعاش مائة وعشرين سنة «5» .
[ظاهر سياق خبره عند الخطيب في المؤتلف أنه أسلم بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم] «6» .
القسم الثاني
السين بعدها الألف
3649- ساعدة بن حرام:
بن محيّصة الأنصاريّ الأوسيّ «7» .
ذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يخرج له شيئا قاله ابن مندة. ثم وجدت في تاريخ البخاري من طريق ابن إسحاق: حدّثني بشير بن يسار أن ساعدة بن حرام بن محيّصة حدّثه أنه كان لمحيّصة عبد حجّام يقال له أبو طيبة ... الحديث. وفيه: «اعلفه ناضحك» . قال ابن عبد البر: هذا عندي مرسل.
قلت: محيّصة صحابي بلا ريب، وابنه حرام بن محيّصة تقدّم ذكره. وأما ساعدة فيحتمل أن يكون له رؤية. وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: يروي المراسيل.
وأخرج مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن ابن محيّصة، أحد بني حارثة، أنه استأذن على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في إجارة الحجّام فنهاه ... الحديث. كذا قال ابن القاسم ويحيى بن يحيى.
__________
(1) أسد الغابة ت 2371، الاستيعاب ت 1159.
(2) البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى. انظر معجم البلدان 1/ 579.
(3) في ج: الّذي يحملونه، ذرهم يحملونه.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 201.
(5) في أوعشرين سنة وبعضهم سماه سيما واللَّه أعلم.
(6) سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت 1887.(3/197)
وقال جمهور الرواة، عن ابن شهاب، عن ابن محيّصة عن أبيه، قال أبو عمر: لا يختلفون أنّ شيخ الزهري هو حرام بن سعد بن محيّصة، يعني فيكون الحديث من مسند سعد بن محيّصة.
3650- السّائب بن أبي لبابة «1» :
بن عبد المنذر الأنصاريّ.
ذكر ابن سعد أنه ولد في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال ابن حبّان في ثقات التّابعين: روى عن عمر، ويقال إن له رؤية. وساق ابن مندة ذلك بسند صحيح. ومات بعد المائة.
وروى له أبو داود حديثا من طريق الحسين بن السّائب بن أبي لبابة عن أبيه، ذكره تعليقا.
3651- السّائب بن هشام «2» :
بن عمرو بن ربيعة القرشيّ العامريّ.
قال ابن ماكولا: شهد فتح مصر. ويقال: إنه رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يلي الشّرطة بمصر لمسلمة بن مخلّد، وكان من جبناء قريش.
وفي كلام ابن يونس أنه ولّي القضاء والشّرطة بمصر. وذكر غيره أن مسلمة ولّاه بعد سليم بن عتر، ثم عزله بعد يسير، لأنه بلغه أنه قال: لا ينبغي للقاضي أن يأتي الأمير، بل ينبغي للأمير أن يأتي القاضي، فعزله، وولى عابسا، ولم يذكر الكنديّ في قضاة مصر بين سليم وعابس أحدا، [وذكر أيضا أنه هو الّذي جاء بنعي خارجة بن حذافة لما قتل بمصر] «3» .
السين بعدها العين
3652- سعد بن زيد الأنصاريّ «4» :
من بني عمرو بن عوف.
ذكر ابن سعد أنه ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عن عمر بن الخطاب، وتوفي آخر خلافة عبد الملك.
__________
(1) تهذيب الكمال 1/ 464، تقريب التهذيب 1/ 283، تهذيب التهذيب 3/ 450، الثقات 4/ 325، تنقيح المقال 4599، الجرح والتعديل 4/ 1036، التحفة اللطيفة 2/ 116، طبقات ابن سعد 5/ 65، الوافي بالوفيات 15/ 103، أسد الغابة ت 1921، الاستيعاب ت 903.
(2) أسد الغابة ت 1924.
(3) سقط في أ.
(4) الاستيعاب ت 939.(3/198)
3653- سعد بن أبي العادية:
يسار بن سبع المزني، ويقال الجهنيّ.
قال ابن عساكر: ولد في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم ساق بسنده إلى مساور بن شهاب بن مسرور بن مساور بن سعد بن أبي العادية،
حدّثني أبي عن أبيه مسرور بن مساور، عن جدّه سعد بن أبي العادية، عن أبيه، قال: فقد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أبا العادية في الصلاة فأقبل فقال: «ما خلّفك؟» فقال: ولد لي مولود. قال: «هل سمّيته؟» قال: لا. قال: «فجيء به» ، فجاء به فمسح على رأسه بيده وسمّاه سعدا.
3654 ز- سعيد بن ثابت:
بن الجدع. استشهد أبوه بالطّائف. وروى سيف في الفتوح، عن عبد اللَّه بن سعيد بن ثابت بن الجدع حديثا.
3655
- سعيد «1» بن الحارث:
بن نوفل بن عبد المطّلب الهاشميّ. مات أبوه سنة خمس عشرة، كما سبق في ترجمته، وكان سعيد فقيها، قاله الزّبير بن بكّار، وهو جدّ يزيد بن عبد الملك النّوفلي لأمه أمّ عبد اللَّه.
السين بعدها الفاء
3656 ز- سفيان بن عبد شمس:
بن أبي وقّاص الزّهري. له ذكر في مقتل علي، وأنه نعاه إلى أهل الحجاز.
وروى الطّبرانيّ بسند له، عن إسماعيل بن راشد- أنه الّذي ذهب بنعي عليّ من معاوية إلى عمرو بن العاص.
قلت: ذكرته في هذا القسم، لأن أباه مات كافرا، ولعله مات قبل الفتح، فإنّي لم أجد له ذكرا في شيء من كتب الأنساب ولا التواريخ ولا المغازي، فهذا إن لم يكن له صحبة فهو من أهل هذا القسم. واللَّه أعلم.
السين بعدها اللام
3657 ز- سلمة بن طريف:
بن أبان بن سلمة بن حارثة بن فهم الفهميّ.
لأبيه صحبة، وله رؤية، وقتل ولده خفينة «2» بن قيس بن سلمة بن طريف مع الحسين بن عليّ يوم الطفّ «3» .
__________
(1) في أسعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
(2) في أجعينة.
(3) الطفّ: بالفتح والفاء المشددة وهو ما أشرف على أرض العرب على رديف العراق وطفّ الفرات: شاطئها والطفّ أرض من ضاحية الكوفة في طرق البرية بها كان مقتل الحسين رضي اللَّه عنه، بادية قريبة من الرّيف فيها عدة عيون ماء جارية منها عين الصيد والقطقطانة والرّهيمة وعين حمل وهي عيون كانت للموكلين بالمسالح التي كانت للفرس مراصد الاطلاع 3/ 888.(3/199)
3658 ز- سليم بن أحمر:
في أحمر بن سليم.
3659- سليمان «1» :
بن أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عويج بن كعب القرشي العدويّ.
قال ابن حبّان: له صحبة، وقال أبو عمر: رحل مع أمه إلى المدينة، وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم، واستعمله عمر على السّوق، وجمع النّاس عليه في قيام رمضان.
قلت: هذا كله كلام مصعب الزّبيري، وذكره عند الزّبير بن بكّار، وقد ذكره ابن سعد فيمن رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يحفظ عنه، وذكره أباه في مسلمة الفتح. وقال في الطّبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: ولد على عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكره خليفة في الطّبقة الأولى من أهل المدينة. وقال ابن مندة: سليمان بن أبي حثمة الأنصاري ذكر في الصّحابة ولا يصحّ، ثم ساق من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يكبّر على جنائزنا أربعا وخمسا.
قلت: قوله الأنصاريّ وهم. وقد روى عبد الرّزّاق عن معمر، عن الزّهري، عن سليمان بن أبي حثمة، عن أمه الشّفاء، قالت: دخل عليّ عمر وعندي رجلان نائمان- تعني زوجها أبا حثمة، وابنها سليمان- فقال: أما صلّيا الصّبح؟ قلت: لم يزالا يصلّيان حتى أصبحنا فصلّيا الصّبح وناما. فقال: لأن أشهد الصّبح في جماعة أحبّ إليّ من قيام ليلة.
وأخرجه ابن جريج عن ابن أبي مليكة، قال: جاءت الشّفاء إلى عمر، فقال: ما لي لا أرى أبا حثمة؟ فقالت: دأب ليلته فكسل أن يخرج فصلّى الصّبح ثم رقد ... فذكر نحوه.
وأخرجه مالك عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أنّ عمر فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصّبح، فغدا على مسكنه، فمرّ على الشفاء فسألها فذكره.
وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني محمد بن يحيى، عن محمد بن طلحة، قال: اصطلح الناس بأذرح- يعني في زمان التحكيم- على سليمان بن أبي حثمة يصلّي بهم، وكان قارئا مسنّا «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2229، الاستيعاب ت 1060.
(2) في أ: وكان قارئا حسنا.(3/200)
3660 ز- سليمان بن خالد:
بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ. وكان يكنى به، وكان أكبر ولده.
قال الزّبير بن بكّار: أمه كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو العذريّة.
3661- سليمان بن هاشم «1» :
بن عتبة بن أبي وقّاص الزّهري. لأبيه صحبة.
وروى ابن مندة من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقّاص، قال: أتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن عتبة فوضعه في حجره، فبال عليه، فأتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بقدح من ماء فصبّه على مباله حيث بال، ما زاد على ذلك.
وزعم ابن الأثير أن اسم والد عتبة المذكور ربيعة بن عبد شمس، وفيه نظر، لأن البخاريّ ذكر في ترجمة محمد بن إسماعيل بن سعد بن أبي وقّاص: قال ابن فضيل، عن محمد بن إسماعيل بن أبي وقّاص، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن أبي وقاص فصبّ على مباله. انتهى.
فهذا وإن كان فيه بعض مخالفة، لكنه شاهد، لأن القصّة إنما وقعت لشخص من آل أبي وقّاص لا من آل ربيعة بن عبد شمس. وأيضا فإنّ أهل النّسب لم يذكروا في آل عتبة بن ربيعة أحدا اسمه سليمان بن هاشم، وذكروه في آل أبي وقّاص، فثبت ما قلته. واللَّه أعلم.
السين بعدها النون
3662- سنان بن سلمة» :
بن المحبّق الهذلي. لأبيه صحبة.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل: سئل أبو زرعة عن سنان بن سلمة له صحبة، فقال:
لا، ولكن ولد في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 2234.
(2) الاستيعاب ت 1076. طبقات ابن سعد 7/ 124، المصنف لابن أبي شيبة 13/ 15706، طبقات خليفة 192، التاريخ له 209، التاريخ الكبير 4/ 162، التاريخ الصغير 106، تاريخ الثقات 508، المعرفة والتاريخ 1/ 333، تاريخ اليعقوبي 2/ 234، البرصان والعرجان 307، فتوح البلدان 531، الجرح والتعديل 4/ 250، المراسيل 67، الثقات لابن حبان 3/ 178، مشاهير علماء الأمصار 249، جمهرة أنساب العرب 196، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 205، معجم البلدان 1/ 761، تهذيب الكمال 12/ 149، تحفة الأشراف 4/ 87، تجريد أسماء الصحابة 1/ 2522، العبر 1/ 54، الكاشف 1/ 323، ربيع الأبرار 1/ 564، البصائر والذخائر 1/ 283، جامع التحصيل 233، الوافي بالوفيات 15/ 461، التذكرة الحمدونية 2/ 27، تهذيب التهذيب 4/ 241، تقريب التهذيب 1/ 334، خلاصة تذهيب التهذيب 156، شذرات الذهب 1/ 55، رجال مسلم 1/ 294، تاريخ الإسلام 3/ 74.(3/201)
وعن ابن الأعرابيّ أنه ولد يوم حنين فبشر به أبوه، فقال: لسنان، أطعن به في سبيل اللَّه أحبّ إليّ منه، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سنانا.
وروى وكيع عن أبيه عن سنان بن سلمة، قال: ولدت يوم حرب كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسماني سنانا.
[وقال العسكريّ: ولد سنان بعد الفتح فسماه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان شجاعا بطلا] «1» .
قلت: وقد روى سنان عن أبيه، وعن عمر، وابن عبّاس، وأرسل عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [وحديثه عنه عند الطّبراني، ولفظه أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث معه بهدي ... الحديث. أخرجه من طريق الفريابي، عن الثّوري، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة عنه. وقد اختلف فيه على الثّوري، وعلى شيخه.
ورواه ابن جريج، عن عبد الكريم، فقال: عن معاذ، عن سنان بن سلمة، عن أبيه.
أخرجه أحمد عن محمد بن بكر عنه.
وقال أبو عاصم: عن ابن جريج، فقال بسنده عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبّق، أخرجه يعقوب بن سفيان عنه، والدّارقطنيّ من طريق أخرى عن أبي عاصم] «2» .
وروى عنه قتادة، وسلم بن جنادة وغيرهما، ونزل البصرة. قال خليفة: ولّاه زياد غزو الهند سنة خمسين، وله خبر عجيب في ذلك.
وقال عمر بن شبّة: ولّاه مصعب البصرة لما خرج لقتال عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وسبعين. وذكره ابن سعد في التّابعين في الطّبقة الأولى من أهل البصرة.
قال العجليّ: تابعيّ ثقة، وقال ابن حبّان في الصّحابة: مات في آخر ولاية الحجّاج.
القسم الثالث
السين بعدها الألف
3663 ز- سارية:
بن عمرو الحنفيّ. ذكره ابن ماكولا، وقال: هو الّذي قال لخالد بن الوليد: إن كانت لك في أهل اليمامة حاجة فاستبق هذا، يعني مجّاعة بن مرارة.
3664 ز- ساعدة بن جوين:
ويقال ابن جويّة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.(3/202)
شاعر مخضرم، ذكره المرزباني، وأنشد له.
وقال أبو القاسم الحسن بن بشر الآمديّ: ساعدة بن جؤيّة أحد بني كعب بن كاهل بن الحارث بن سعد الهذلي، شاعر محسن جاهليّ، وشعره محشوّ بالغريب والمعاني الغامضة، وهو القائل في صفة سيف:
ترى أثره في صفحتيه كأنّه ... مدارج شبثان لهنّ دبيب «1»
[الطويل] قال: وهو جمع شبث- بمعجمة وموحدة مفتوحة ثم مثلثة: دويبة كثيرة الأرجل.
3665- ساعدة «2» :
بن العجلان الهذليّ. شاعر مخضرم.
ذكره المرزباني أيضا، وقال: كان يغير على رجليه.
3666 ز- سالم بن دارة «3» :،
هو ابن مسافع. يأتي] .
3667- سالم بن ربيعة:
له إدراك.
ذكر القداميّ أنه شهد وقعة فحل في خلافة أبي بكر، وحدّث عنه النضر بن صالح، قال: لقيته في زمن مصعب بن الزّبير.
3668- سالم بن سالم العبسيّ «4» ،
أبو شدّاد. يأتي في الكنى] «5» .
3669- سالم بن سنّة:
بفتح النون المهملة وتشديد النون- ابن الأشيم بن ظفر بن مالك بن عثمان بن طريف الطّائي- كان يقال له سالم صفّار فله إدراك. ذكره البلاذريّ، وكان ولده نفيع بن سالم شاعرا يهاجي الأخطل في خلافة عبد الملك.
3670- سالم، مولى قدامة بن مظعون:
له إدراك. قال أبو عمر في التمهيد: قال عبد الملك بن الماجشون: بلغنا أن عمر قال لمولى لقدامة بن مظعون يقال له سالم: إذا رأيت من يقطع من السّمر شيئا- يعني بالمدينة- فخذ فأسه. قال: وثوبه يا أمير المؤمنين؟ قال:
لا.
__________
(1) تنظر الأبيات في الأسدي (113) ، واللسان (شبث) . وتاج العروس (شبث) ، وفي هذه المراجع. «لهن هميم» .
(2) أسد الغابة ت 1888.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 1895، الاستيعاب ت 882.
(5) سقط في أ.(3/203)
3671 ز- سالم بن مسافع «1» :
بن دارة الشّاعر المشهور.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهليّة والإسلام، ودارة لقب غلب على جدّه، واسمه يربوع بن كعب بن عديّ بن جشم بن بهثة بن عبد اللَّه بن غطفان.
ذكره أبو عبيدة، قال: وأخوه عبد الرّحمن بن دارة من شعراء الإسلام.
وقال المرزبانيّ: هو سالم بن مسافع «2» بن عقبة بن شريح بن يربوع، وساق نسبه، قال: وقيل إنّ دارة أم سالم نفسه. وقيل اسم جدّته. وقيل لقب شريح جدّ مسافع.
وقرأت في ديوان شعر سالم أنه قتل في خلافة عثمان «3» قتله زميل بن أم دينار الفزاري، لأن سالما كان هجاه بقوله المشهور:
لا تأمننّ فزاريّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
[البسيط] ويقول فيها:
أنا ابن دارة موصولا به نسبي ... وهل بدارة يا للنّاس من عار «4»
[البسيط] قلت: وهو يشعر بأن دارة لقب جدّه، كما قال أبو عبيدة ولما قيل فيه:
فلا تكثروا فيها الضجاج فإنّه ... محا السّيف ما قال ابن دارة أجمعا «5»
[الطويل] وقال دعبل بن علي في طبقات الشّعراء، وأنشد له يخاطب عيينة بن حصن الفزاري، وكان قد ارتدّ في خلافة أبي بكر ثم عاد إلى الإسلام، وقال لأبي بكر قصتي وقصة الأشعث واحدة، فما بالكم أكرمتموه وزوّجتموه ولم تفعلوا ذلك بي؟ وكان أبو بكر زوّج الأشعث أخته، فأجاب سالم بن دارة عيينة عن ذلك بقوله:
يا عيينة بن حصن آل عديّ ... أنت من قومك الصّميم صميم
لست كالأشعث المعصّب بالتّاج ... غلاما قد ساد وهو فطيم
جدّه آكل المرار وقيس ... خطبه في الملوك خطب عظيم
إن تكونا أتيتما خطّتا الغدر ... سواؤكما يقدّ الأديم
__________
(1) في أنافع. (2) في أنافع. (3) في أعمر. (4) ينظر البيت في الآمدي: 167، الخزانة 3/ 240. (5) ينظر البيت في الشعراء: 363 والخزانة 2/ 129.(3/204)
فله هيبة الملوك وللأشعث ... إن حان حادث وقديم
إنّ للأشعث بن معديكرب ... عزّة وأنت بهيم] «1»
[الخفيف]
3672 ز- سالم بن هبيرة:
الحضرميّ. أسلم في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ورثاه بأبيات.
ذكره سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه.
3673 ز- السّائب بن الحارث:
بن حزن الهلالي، أخو ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. يأتي نسبه في ترجمة أخيه قطن.
3674 ز- السّائب بن مهجان:
آخره نون أو راء. له إدراك.
روى ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن السّائب بن مهجان- رجل من أهل إيلياء «2» ، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- قال: لما دخل عمر حمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قام فينا خطيبا كمقامي فيكم، فأمر بتقوى اللَّه ... الحديث.
أخرجه ابن عساكر، من طريق جعفر بن أحمد بن سنان، عن عباس الدّوري، عن هارون بن معروف، عن ابن وهب.
ومن طريق أخرى، عن ابن عبّاس، لكن قال فيه: وقد أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا أخرجه البخاريّ، عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب.
وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطّبقة العليا من تابعي أهل الشّام، وكذا صنع ابن سميع وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: أدرك عمر.
السين بعدها الباء والجيم
3675- سبيع بن قتادة:
الحنفي اليمامي. له إدراك، قال وثيمة في الردة: إنه سبي يوم اليمامة وهو شيخ كبير، وذكر عنه كلاما كثيرا يخبر فيه أنه ثبت على إسلامه ونهى مسيلمة وقومه عن الرّدة، فعذره خالد بذلك. واللَّه أعلم.
3676 ز- سجف:
بكسر أوله وسكون الجيم وآخره فاء. شيخ أدرك الجاهليّة،
__________
(1) هذه الترجمة ساقطة من أ.
(2) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت اللَّه، وحكى الحفصي: فيه القصر وفيه لغة ثالثة، حذف الياء الأولى فيقال: إلياء بسكون اللام والمد قال أبو علي: وقد سمي البيت المقدس إيلياء» . انظر معجم البلدان 1/ 348.(3/205)
وسمع من معاذ بن جبل، ذكره البخاريّ في تاريخه.
السين بعدها الحاء
3677 ز- سحبان وائل:
الّذي يضرب به المثل في البلاغة.
ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: بلغني أنه وفد على معاوية.
قلت: إن ثبت هذا فهو من أهل هذا القسم، فإن المعروف أنه جاهليّ.
وقال أبو نعيم في كتاب «طبقات الخطباء» : كان سحبان خطيب العرب غير مدافع، وكان إذا خطب لم يعد حرفا، ولم يتلعثم ولم يتوقّف ولم يتفكر، بل كان يسيل سيلا.
3678 ز- سحيم:
بمهملة مصغّرا- عبد لبني الحسحاس، بمهملات، شاعر مخضرم مشهور.
روى أبو الفرج الأصبهانيّ من طريق أبي عبيدة قال: كان سحيم عبد أسود أعجميا أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد تمثّل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشيء من شعره.
روى المرزبانيّ في ترجمته، والدينَوَريّ في المجالسة، من طريق علي بن زيد، عن الحسن- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «كفى بالإسلام والشّيب للمرء ناهيا»
فقال أبو بكر: إنما قال الشاعر: كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا- فأعادها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كالأول، فقال أبو بكر: أشهد إنك لرسول اللَّه، «وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له» [يس] .
وقال عمر بن شبّة: قدم سحيم بعد ذلك على عمر فأنشده القصيدة، أنبأنا بذلك معاذ بن جبل، عن ابن عوف، عن ابن سيرين، قال: فقال له: لو قدّمت الإسلام على الشّيب لأجزتك.
وأخرج البخاريّ في الأدب المفرد، من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن السّائب، عن عمر، أنه كان لا يمرّ على أحد بعد أن يفيء الفيء إلا أقامه، ثم بينا هو كذلك إذ أقبل مولى بني الحسحاس يقول الشّعر، فدعا به فقال: كيف قلت؟ قال:
ودّع سليمى إن تجهّزت غاديا ... كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا «1»
[الطويل]
__________
(1) عميرة ودّع ... للمرء ناهيا. البيت من الطويل، وهو لسحيم عبد بني الحسحاس في الإنصاف 1/ 168، وخزانة الأدب 1/ 267، 2/ 102، 103، وسر صناعة الإعراب 1/ 141، وشرح التصريح 2/ 88، وشرح شواهد المغني 1/ 325، والكتاب 2/ 26، 4/ 225، ولسان العرب 15/ 226 (كفى) ، ومغني اللبيب 1/ 106، والمقاصد النحوية 3/ 665، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 144، وأوضح المسالك 3/ 253، وشرح الأشموني 2/ 364، وشرح عمدة الحافظ ص 425، وشرح قطر الندى ص 323، وشرح المفصل 2/ 115، 7/ 84، 148، 8/ 24، 93، 138، ولسان العرب 15/ 344 (نهى) .(3/206)
فقال: حسبك، صدقت، صدقت.
وقد قيل: إن سحيما قتل في خلافة عثمان. ويقال إنّ سبب قتله أنّ امرأة من بني الحسحاس أسرها بعض اليهود فاستخصّها لنفسه، وجعلها في حصن له، فبلغ ذلك سحيما فأخذته الغيرة، فما زال يتحيّل حتى تسوّر على اليهوديّ حصنه فقتله، وخلّص المرأة فأوصلها إلى قومه، فلقيته يوما فقالت له: يا سحيم، واللَّه لوددت أني قدرت على مكافأتك على تخليصي من اليهوديّ. فقال لها: واللَّه إنك لقادرة على ذلك، وعرّض لها بنفسها، فاستحيت وذهبت، ثم لقيته مرة أخرى فعرّض لها بذلك، فأطاعته وهويها وطفق يتغزّل فيها، وكان اسمها سميّة، ففطنوا له فقتلوه خشية العار عليهم بسبب سميّة.
وقال ابن حبيب: أنشدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قول سحيم عبد بني الحسحاس:
الحمد للَّه حمدا لا انقطاع له ... فليس إحسانه عنّا بمقطوع «1»
[البسيط] فقال: أحسن وصدق، وإن اللَّه ليشكر مثل هذا وإن سدّد وقارب، إنه لمن أهل الجنّة.
3679- سحيم بن وثيل:
بالمثلثة مصغّرا، الرياحي- بالتحتانية. شاعر مخضرم.
قال ابن دريد: عاش في الجاهليّة أربعين وفي الإسلام ستين، وله أخبار مع زياد ابن أبيه، وقد تقدّمت له قصّة مع سمرة بن عمرو العنبريّ.
وذكر المرزبانيّ أنه هو الّذي تفاخر هو وغالب بن صعصعة والد الفرزدق فتناحرا الإبل فبلغ عليا، فقال: لا تأكلوا منه شيئا، فإنه أهلّ به لغير اللَّه.
وأخرجها سعيد بن منصور: سمعت ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود، سمعت الجارود ابن أبي سبرة، فذكر القصة في المنافرة والمناحرة.
وحاصل القصّة فيما ذكر أهل الأخبار أن غالبا وسحيما خرجا في رفقة وقد خربت بلادهم وفي خلافة عثمان، فنحر غالب ناقة وأطعم، فنحر سحيم ناقة، فقيل لغالب: إنه يؤائمك، فقال: بل هو كريم، ثم نحر غالب ناقتين فنحر سحيم ناقتين، ثم نحر غالب عشرا
__________
(1) ينظر البيت في ديوانه: 68.(3/207)
فنحر سحيم عشرا، فقال غالب: الآن علمت أنه يؤاثمني، فسكت إلى أن وردت إبله وكانت مائتين وقيل أربعمائة، فعقرها كلّها، فلم يعقر سحيم شيئا، ثم استدرك ذلك في خلافة عليّ فعقر بالكناسة مثلها، فقال علي: لا تأكلوها. [قال المرزبانيّ: وسحيم هو القائل:
أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
وماذا يدرك الشّعراء منّي ... وقد جاوزت حدّ الأربعين
أخو خمسين مجتمع أشدّي ... وتجديني مداورة الشّؤون] «1» «2»
[الوافر]
3680 ز- سحيم:
مولى عتبة بن فرقد. له إدراك، وقد أوفده مولاه على عمر.
روى ذلك الحارث بن أبي أسامة من طريق أبي عثمان النهديّ، قال: وكنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان، فبعث مولاه سحيما وآخر على ثلاث رواحل إلى عمر، فقدم على عمر، فذكر قصّته. وإسناده صحيح.
السين بعدها الدال
3681 ز- سديس العدوي:
له إدراك.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مرحوم بن عبد العزيز، عن أبيه عن سديس العدويّ قال: غزونا الأبلّة «3» فظفرنا بهم، ثم انتهينا إلى الأهواز فظفرنا بهم، وسبينا كثيرا، فوقعنا على النّساء، فكتب أميرنا إلى عمر، فذكر قصّته، ولعله شويس الآتي في المعجمة، فليحرر.
السين بعدها الراء
3682 ز- سراقة:
والد عبد الأعلى.
__________
(1) سقط في أ.
(2) تنظر الأبيات في تاج العروس: خلا الأصمعيات: 19 وابن سلام (59) : وماذا يدري ... ؟ والمفضليات 4: وقد جاوزت رأس الأربعين.
(3) الأبلّة: يضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها، قال أبو علي: الأبلّة اسم البلد، الأبلة: من طساسيج دجلة، قال ابن أحمر:
جزى اللَّه قومي بالأبلّة نضرة ... وبدوا لنا حول الفراض وحضّرا
قال الأصمعي: أراد: جزى اللَّه قومي بالبصرة فلم تستعصم له. معجم ما استعجم 1/ 91- الأبلة والأبلة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الّذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصّرت في أيام عمر بن الخطاب وكانت الأبلة حينئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى.(3/208)
قال ابن عساكر: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد اليرموك، ثم روى من طريق عبد الأعلى بن سراقة عن أبيه، قال: انتهينا إلى أبي هريرة يوم اليرموك وهو يقول: تزيّنوا للحور العين.
3683 ز- سرج «1» :
بكسر الراء- بعدها جيم- اليرموكي، من أهل الكتاب. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأسلم بعده.
وروى الدّولابيّ في الكنى من طريق حماد بن سلة، عن يعلى بن عطاء، عن بحير أبي عبيد عن سرج اليرموكي، قال: أجد في الكتاب أن هذه الآية اثني عشر رئيسا نبيهم أحدهم، فإذا وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم، قال: وكان عبد اللَّه بن عمر يتعلم من سرج هذا.
السين بعدها العين
3684- سعد بن إياس:
بن أبي إياس «2» ، أبو عمرو الشّيبانيّ.
أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وقدم بعده، ثم نزل الكوفة واتفقوا على توثيقه.
وروى الطّبراني، من طريق عيسى بن عبد الرحمن، سمعت أبا عمرو الشّيبانيّ يقول:
بلغنا خروج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أرعى إبلا على أهلي بكاظمة «3» .
ويقال: أدرك من حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أربعين سنة. والأصحّ دون ذلك.
وروى عن أبي مسعود وعليّ وحذيفة وغيرهم.
روى عنه أبو إسحاق الشّيبانيّ، والحارث بن شبل، والوليد بن العيزار، والأعمش، وآخرون.
قال إسماعيل بن أبي خالد: عاش مائة وعشرين سنة.
قلت: فكأنه مات سنة ستّ وتسعين، وقد أرّخه ابن عبد البرّ سنة خمس، وهو قريب.
__________
(1) في أبسكون.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 104، طبقات خليفة ت 1131- المعارف 426، الجرح والتعديل ق 1 م 2 78، تهذيب الكمال 471، تاريخ الإسلام 4/ 83، تذكرة الحفاظ 1/ 63، العبر 1/ 116، تذهيب التهذيب 2/ 7، غاية النهاية ت 1327، تهذيب التهذيب 3/ 468، النجوم الزاهرة 1/ 208، طبقات الحفاظ للسيوطي 26، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 113 أسد الغابة ت 1969، الاستيعاب ت 924.
(3) كاظمة: معجمة الظاء: جوّ على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة بينها وبين البصرة مرحلتان وفيها رعايا كثيرة وماؤها شروب. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1143.(3/209)
وزعم ابن حبّان أن القادسيّة كانت سنة إحدى وعشرين، فيكون مات سنة إحدى ومائة.
وسماه ابن حبّان سعيدا. وقال أبو نعيم: سعد أو سعيد. والأصح سعد، وهو مشهور بكنيته.
3685- سعد بن بالويه الفارسيّ:
كان ممن أعان على قتل الأسود العنسيّ.
ذكره الواقديّ في الردة عن إسماعيل بن أبي ربيعة، عن أبيه، قال: ولما قتل الأسود وقف سعد المذكور في نفر من المسلمين فمن مرّ من أصحاب الأسود فشهد أنّ الأسود كذّاب وإلّا قتلوه.
[3686 ز- سعد بن بكر:
له صحبة.
روى أحمد بن حنبل قوله في كتاب الإيمان.
قلت: الّذي في كتاب «الإيمان» لأحمد، من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه ابن أبي بكر، ويحيى بن سعد، أنهما حدّثاه عن سعيد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة، فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعد بن عمارة أخي سعد بن عمارة، وقد تقدّم أنه قيل فيه سعد وسعيد، وكأن النسخة التي وقعت للذهبي تصحّفت قوله أخي بني، فصارت أخبرني، فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة، والواقع أن قوله: وكانت له صحبة المراد بذلك سعد بن عمارة، وأما سعد بن بكر فهو جدّه الأعلى، وهو بطن كبير في ذرّية جماعة من الصّحابة بينهم وبينه عدّة آباء. واللَّه المستعان] «1» .
3687 ز- سعد بن عميلة الفزاريّ.
له إدراك.
وذكر سيف في الفتوح أنّ سعد بن أبي وقّاص أوفد على عمر بفتح القادسيّة.
3688 ز- سعد بن مالك:
الأعرج، ويقال الأقرع اليماني.
أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ووفد على عمر.
روى البخاريّ في «تاريخه» من طريق سماك بن الفضل، عن شهاب بن عبد اللَّه، عن سعد الأعرج- أنه قدم المدينة، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الجهاد. قال: ارجع إلى صاحبك- يعني يعلى بن أمية، ويعلى يومئذ على اليمن، فإن عملا بحقّ جهاد حسن.
وأخرجه عبد الرّزاق مطوّلا، وأخرج محمد بن الحسن في الآثار، عن أبي حنيفة، عن
__________
(1) سقط في أ.(3/210)
عطاء بن السّائب، عن الحسن- أنّ «1» عمر بعث سعد بن مالك أو سعيدا مصدّقا.
3689 ز- سعد بن نوفل:
له إدراك، وكان عاملا لعمر على الجار.
روى عنه ابنه عبد اللَّه، وذكر ذلك ابن حبّان في «ثقات» التّابعين، وقد تقدّم في القسم الأول سعيد بن نوفل، وأنه مختلف في صحبته، فيحتمل أن يكون هذا هو ذاك.
3690 ز- سعد السّبائي:
ذكره الواقديّ فيمن أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من أهل سبإ.
3691- سعد:
مولى الأسود بن سفيان. له إدراك وسماع من عمر.
روى عنه ابنه عبد الرّحمن، وذكره البخاريّ في تاريخه، وابن أبي حاتم.
[3692 ز- سعد المعطّل الهذلي:
مخضرم، ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، ولم يذكر له شعرا] «2» .
3693 ز- سعر:
آخره راء ابن مالك العبسيّ. أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وسمع من عمر، روى عنه حلّام بن صالح.
ذكره البخاريّ، وابن حبّان في التّابعين.
وقد تقدّم في الأول سعر بن سوادة، وأن العسكري ذكره في المخضرمين، وهو غير هذا.
3694- سعيد بن حيدة «3» :
تقدّم في الأوّل، ونبهت على أنه من أهل هذا القسم.
3695 ز- سعيد بن سارية «4» :
بن مرّة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبشية بن كعب الخزاعي.
له إدراك، وكان على شرطة علي، وولاه أذربيجان. ذكره ابن الكلبيّ.
3696 ز- سعيد «5» :
بن البارد وورود أحد الخمسة الذين كتب إليهم أبو بكر الصّديق بمعاونة فيروز على الأسود العنسيّ ومظاهرته. ذكره سيف وغيره.
3697 ز- سعيد:
بن النّعمان العدويّ. ذكر سيف والطّبراني أنّ خالد بن الوليد أوفده
__________
(1) في أ: ابن عمر.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2068.
(4) هذه الترجمة سقط في أ.
(5) في أ: ابن العافر وورود، وفي ج: بن الباورد وورود.(3/211)
على أبي بكر الصّديق بما فضل من الخمس بعد النّقل ومبشّرا بالفتح.
3698- سعيد بن نمران الهمدانيّ «1» :
له إدراك، وقد شهد اليرموك، وسمع من أبي بكر وعمر، وكتب عن علي، قاله خليفة.
وقال حمزة بن يوسف في «تاريخ جرجان» : كان فيمن حمل مع حجر بن عديّ يشفع فيه، فترك فحوّل إلى جرجان فسكنها واختطّ بها.
وذكر سيف أن هاشم بن عتبة لما قدم بعد اليرموك فجعل في سبعين فيهم سعيد بن نمران.
وقال ابن أبي خيثمة، عن سليمان بن أبي شيخ: أراد مصعب أن يولّيه القضاء فمنعه أخوه، وكتب إليه أنه من أصحاب عليّ.
وروى مسدّد في مسندة، وابن المبارك في الزّهد، من طريق عامر البجلي، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر الصّديق في قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَقامُوا [الأحقاف 13]- قال:
هم الّذين لم يشركوا باللَّه شيئا.
وقال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، في تسمية أهل الكوفة: سعيد بن نمران سمع أبا بكر، فقال: مات في حدود السّبعين.
3699- سعيد بن وهب الخيواني «2» :
بالخاء المعجمة وسكون التحتانية.
له إدراك، وسمع من معاذ بن جبل باليمن في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. واستدركه ابن فتحون.
وروى عن عليّ، وابن مسعود، وسلمان، وحذيفة، وغيرهم.
روى عنه ابنه عبد الرّحمن وأبو إسحاق وعمارة بن عمير «3» .
قال ابن حبّان: هو الّذي يقال له سعيد بن أبي حرّة»
، وقال ابن سعيد: لزم عليّا حتى لقب القراد. مات سنة خمس أو ست وتسعين. وذكره في التّابعين البخاريّ وابن سعد والعجليّ.
3700 ز- سعية:
بسكون المهملة بعدها تحتانية، ابن غريض- بفتح المعجمة وآخره معجمة- ابن عاديا التيماوي [نسبة إلى تيماء التي بين الحجاز والشّام، وهو ابن أخي
__________
(1) أسد الغابة ت 2098، الاستيعاب ت 997.
(2) أسد الغابة ت 2101.
(3) في أ: وغيرهم.
(4) في أ: بن أبي خيره.(3/212)
السموأل بن عاديا اليهوديّ الّذي يضرب به المثل في الوفاء] «1» أدرك الجاهليّة والإسلام.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: عمّر طويلا، وأدرك الإسلام فأسلم، ومات في آخر خلافة معاوية. ثم أسند عن الهيثم بن عديّ، قال: حج معاوية، فرأى شيخا يصلّي في المسجد، فقال: من هذا؟ قالوا: سعية بن عديّ، فأرسل إليه فأتاه فذكر قصّة طويلة في آخرها، فقال معاوية: قد خرف الشّيخ فأقيموه.
[وقد اختلف في الحرف الّذي بعد العين في اسمه، فقيل بالنّون، وقيل: بالتحتانية، وهو الراجح، وتقدّمت الإشارة إلى ذلك في القسم الأول] «2» .
السين بعدها الفاء
3701 ز- سفيان:
بن السفيان «3» الجذامي.
تقدّم مع أخويه حصن وحصين، وأنه كان ممن ثبت على إسلامه في الردّة.
3702 ز- سفيان بن عمرو السّلميّ:
ذكر وثيمة أنه كان أحد من ثبت على إسلامه، وعذل قومه على الردة، وخطبهم خطبة بليغة، فشتموه، وأنشد له في ذلك شعرا، قال: فلما رأى أنهم لا يطيعونه رحل عنهم إلى المدينة فأقام بها.
3703- سفيان بن هانئ «4» :
بن جبير بن عمرو بن سعيد بن ذاخر، أبو سالم الجيشانيّ، حليف المعارف. نزل مصر.
قال ابن مندة: اختلف نزل مصر.
قال: ابن مندة أخلفت في صحبته.
قلت: اتّفق البخاريّ، ومسلم، وأبو حاتم، والعجليّ، وابن حبان، على أنه تابعيّ.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله رواية عن عليّ، وكان قد وفد عليه وصحبته.
وروى أيضا عن أبي ذر، وعقبة بن عامر، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص وغيرهم.
وروى عنه ابنه سالم، وحفيده سعيد بن سالم، ويزيد بن أبي حبيب، وبكر بن سوادة، وآخرون.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) في أالسفين.
(4) أسد الغابة ت 2127، تاريخ البخاري 4/ 87، المعرفة والتاريخ 2/ 462، الجرح والتعديل ق 1 ح 2 219، تهذيب الكمال 517، 1613، تاريخ الإسلام 3/ 217، 318، تهذيب التهذيب 4/ 122، خلاصة تذهيب الكمال 146.(3/213)
قال ابن يونس: مات بالإسكندريّة في إمرة عبد العزيز بن مروان.
3704 ز- سفيان الهذلي:
والد النضر. له إدراك.
أخرج أبو نعيم في الدّلائل من طريق النضر بن سفيان، عن أبيه، قال: خرجنا في عير لنا إلى الشّام، فلما كنّا بقرب معاوية عرّسنا، فإذا بفارس يقول- وهو بين السّماء والأرض:
أيّها النّاس، هبّوا فليس ذا بحين رقاد، فقد خرج أحمد وطردت الشّياطين كل مطرد، فرجعنا إلى أهلنا فإذا هم يذكرون أنّ نبيا اسمه أحمد خرج من قريش بمكّة.
قلت: وقد أخرجه الواقديّ من طريق مسلم بن جندب، عن النضر به.
السين بعدها اللام
3705 ز- سلمة بن حبيش «1» :
بن كنيف بن سنان بن بدر بن ثعلبة بن حبال «2» بن نصر بن غاضرة الأسديّ، أسد خزيمة. ذكره المرزبانيّ وقال: كان في جيش خالد بن الوليد باليمامة، وقال في ذلك:
إنّي وناقتي الخوصاء مختلف ... منّا الهوى إذ بلغنا مدفع البين
[البسيط]
3706 ز- سلمة بن سبرة:
له إدراك، وسمع من عمر ومعاذ وسلمان. روى عنه أبو وائل. وروى مسدّد والبغويّ في الجعديات، من طريق أبي وائل، عن سلمة بن سبرة، قال:
خطبنا معاذ بن جبل ... فذكر قصة.
وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة.
3707 ز- سلمة بن مسلم الجهنيّ:
قال ابن عساكر: له إدراك، وجاهد بالشّام فاستشهد بمرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة، ثم أسند ذلك عن أبي حسّان الزيادي.
3708 ز- سليك الفزاري:
له إدراك، وشهد وقعة جلولاء، فروى الثّوري عن راشد ابن سعد، قال: قال السّليك الفزاري: لما بعث سعد بن أبي وقّاص إلى جلولاء كنت فيهم.
ذكره ابن أبي حاتم، وهذا غير السّليك بن سلكة التميميّ أحد صعاليك العرب المشهورين. مات في الجاهليّة.
3709 ز- سليك العقيلي:
الأقطع. له إدراك، وشهد اليمامة فقطعت كفّه في قتال أهل الردّة، وفي ذلك يقول:
__________
(1) أسد الغابة ت 2163.
(2) في أ: حبان.(3/214)
كيف تراني وأخي عطاردا ... نذود من حنيفة المذاودا
أنشد كفّا ذهبت وساعدا ... أنشدها ولا أراني واجدا «1»
[الرجز] في أبيات.
[3710 ز- سليل بن زيد:
بن مالك بن المعلّى الطّائي ثم السّنبسيّ. له إدراك، وشهد فتوح العراق، فغرق يوم عبر المسلمون إلى المدائن في دجلة، لم يغرق غيره. ذكره ابن الكلبيّ] «2» .
3711 ز- سليم بن عتر «3» :
[بكسر المهملة وسكون المثناة] «4» - ابن سلمة بن مالك التّجيبي، أبو سلمة.
له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله سعيد بن عفير، وشهد خطبة عمر بالجابية، روى ذلك ابن عائذ من طريق بكر بن سوادة، عن عبد الرّحمن بن رافع عنه، وسمع أبا الدّرداء، قاله البخاريّ في «التاريخ» ، [وكان يقال له الناسك لكثرة عبادته، قاله ابن يونس] «5» .
وروى ابن أبي حاتم، من طريق كعب بن علقمة، قال: كان سليم بن عتر من خير التّابعين. قال ابن يونس: كان قد هاجر في خلافة عمر، وشهد خطبته بالجابية، وجمع له معاوية القضاء والقصص بمصر، وكانت ولايته على القضاء سنة أربعين، ومات بدمياط سنة خمس وسبعين. وسيأتي له ذكر في ترجمة صلة بن الحارث الغفاريّ.
وقال عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرّحمن بن رافع، عن سليم بن عتر.
سجد بنا عمر في الحج سجدتين. وقال ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد: قلت لحنش بن عبد اللَّه: قوله تعالى: كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ [الذاريات 17]- قال: هذه «6» واللَّه صفة سليم بن عتر، وأبي عبد الرّحمن الجبليّ.
__________
(1) ينظر البيتان في الآسدي: 203.
(2) سقط في أ.
(3) الولاة والقضاة 303 و 307: 311، مرآة الجنان 1/ 156، تاريخ الطبري 4/ 125، الجرح والتعديل 3/ 211، العبر 1/ 86، سير أعلام النبلاء 4/ 131: 133، الوافي بالوفيات 15/ 335، النجوم الزاهرة 1/ 194، حسن المحاضرة 1/ 255 و 295، شذرات الذهب 1/ 83، تاريخ الثقات 200، الثقات لابن حبان 4/ 329، تاريخ الإسلام 2/ 409.
(4) سقط في أ.
(5) سقط في أ.
(6) في أهذه وكذا صفة.(3/215)
وقال ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد: كان يختم كلّ ثلاثة. وقيل: إنه كان يكثر الصّلاة بالليل والجماع، فلما مات قالت امرأته: رحمك اللَّه كنت ترضي ربك وتسرّ أهلك، أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن، وقد استوفيت أخباره في كتاب قضاة مصر.
3712 ز- سليم الأنصاريّ «1» :
أو المخزوميّ، مولاهم، أبو عامر. له إدراك. قال ابن أبي خيثمة، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم الرّازي: صلّى خلف أبي بكر.
وقال أبو عمر: سليم بن عامر وأبو عامر وليس بالخبائري.
وروى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين من طريق ثابت بن عجلان عن سليم أبي عامر، [وكان ممّن سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب، قال: فلما قدمنا على أبي بكر جعلني في المكتب. وعن سليم] «2» قال: رأيت أبا بكر وعمر وعثمان أكلوا مما مسّت النار ثم صلّوا ولم يتوضئوا.
وروى دحيم، من طريق ثابت بن عجلان، عنه، قال: صليت خلف أبي بكر سبعة أشهر. وأخرجه البخاريّ في «تاريخه الصّغير» ، وزاد: وكان أبو بكر أخدمه عمار بن ياسر، وكان ممن أفاء اللَّه على خالد بن الوليد، ثم شهد فتح دمشق والقادسيّة.
وقال أبو بكر البغداديّ في «تاريخ الحمصيين» : سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب.
السين بعدها الميم
3713 ز- سمرة بن جعونة:
له إدراك، وشهد يوم جلولاء، وله رواية عن علي.
وروى عنه أبو إسحاق السّبيعي، ذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان.
3714- السّمط:
بن الأسود الكنديّ، والد شرحبيل.
ذكر سيف في الفتوح أنه شهد اليرموك، وذكر في الردة أنه ثبت هو وولده شرحبيل على الإسلام لما ارتدّت كندة، وانضما إلى زياد بن لبيد، لكن رأيت في التاريخ للمظفريّ في ذكر ردّة أهل اليمن: وارتدت كندة كلّها إلا شرحبيل بن السّمط وابنه. واللَّه أعلم. ثم تبين لي أنّ الصّواب الأول، وسأذكره في ترجمة شرحبيل.
__________
(1) أسد الغابة ت 2212، الاستيعاب ت 1057.
(2) سقط في أ.(3/216)
وأورد البيهقيّ في «السّنن» بسند له إلى الشّعبي أنّ عمر استعمل شرحبيل بن السّمط على المدائن، وأبوه بالشّام، فكتب إلى عمر: إنك تأمر ألّا تفرق السّبايا، وقد فرقت بيني وبين ابني، فكتب إليه فألحقه بابنه.
3715 ز- سمعان بن هبيرة «1» :
بن مساحق بن بجير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، أبو السمّال- آخره لام والميم مشددة- الشّاعر، له إدراك، ونزل الكوفة، قال أبو حاتم السّجستاني في المعمّرين: حدثنا مشيختنا أن سمعان بن هبيرة هو أبو السّمال الأسدي عاش مائة وسبعا وستين سنة.
وقال الدّارقطنيّ في «المؤتلف» : كان مع طليحة في الرّدة، فلما دهمهم خالد قال لطليحة: بم أمرت ... فذكر القصّة.
وقال الزّبير بن بكّار في كتاب «النسب» : حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي، عن أبي صالح الفقعسيّ، وأبي فقعس، الأسديين، وكان من علماء العرب، قال: ولد أسد بن خزيمة عمرا، فولد عمرو لخما وجذيمة وعاملة، وفي ذلك يقول أبو السمّال سمعان بن هبيرة، وساق نسبه كالذي هنا الأسدي:
أبلغ جذاما ولخما معا ... على اليعملات أولات الحقيب
وقولا لعاملة الأقربين ... كأنّ أولئك أولى نسيب
قبائل منّا نأت دارهم ... وهم في القرابة أدنى قريب
هلمّوا إلينا نخلوا إلى ... أخ معتف ومحلّ رحيب
[المتقارب] وقال مغيرة بن مقسم: كان أبو السّمال لا يغلق باب داره، وكان له مناد ينادي: من ليس له خطّة فمنزله على أبي السمّال، قال: فبلغ ذلك عثمان، فاتخذ دارا لأضيافه.
[وقال المرزبانيّ في «معجمه» : هو الّذي شرب في رمضان مع النّجاشي الحارثي، فأقام الحدّ على النّجاشي، وهرب أبو السمّال، وأنشد له في ذلك شعرا قاله] «2» .
3716
ز- سمير «3» بن عبد اللَّه:
بن نهار بن غانم «4» بن سعد بن جبل بن كنانة بن ناجية بن مراد المرادي.
__________
(1) في أبجير بن عمير.
(2) سقط في أ.
(3) في أسمير بن كعب بن عبد اللَّه.
(4) في أعامر.(3/217)
له إدراك، وله ابن يقال له زائدة، قتل مع عليّ بالنّهروان. ذكره ابن الكلبي، [وسيأتي ذكر أخيه عمرو بن عبد اللَّه بن نهار] «1» .
3717 ز- سميط بن عمير «2» :
له إدراك، وكتب إلى عمر في وقعة جرت له. وله رواية عن عمران بن حصين، وعنه عمران بن حدير، وعاصم الأحول، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.
3718- سميفع «3» :
بفتح أوله وبالفاء- والسّمفعة «4» الإقدام والجرأة، قاله ابن دريد، ووهم من ضبطه بالقاف، وكذا من ضمّ أوله فصيّره مصغّرا، تقدم في ذي الكلاع.
السين بعدها النون
3719- سندر أبو الأسود «5» :
استدركه أبو موسى وتقدم على الصواب وهو مولى زنباع] «6» .
3720 ز- سناس:
بفتح أوله وتخفيف النون وبعد الألف مهملة، يقال هو اسم أبي صفرة والد المهلّب.
3721 ز- سنان الوداعي:
له إدراك. أخرج الدّارقطنيّ في السّنن من طريق صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيّب، قال: لما حجّ عمر حجّته الأخيرة غودر رجل من المسلمين قتيلا في بني وداعة، فبعث إليهم عمر فسألهم، فقالوا: لا نعلم من قتله، فأمر فاستخرج منهم خمسون شيخا، فأدخلهم الحطيم، واستحلفهم باللَّه ربّ هذا البيت الحرام والبلد الحرام والمشعر الحرام أنهم لم يقتلوه ولا علموا له قاتلا، فحلفوا بذلك، فقال: أدّوا ديته، فقال رجل منهم يقال له سنان: ما تجزيني يميني من مالي؟ قال: لا، إنما قضيت فيكم بقضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي سنده، عمر بن صبح، وهو متروك.
3722 ز- سنان بن كعب:
بن مالك بن الصّحبان بن الحارث بن عمرو بن عدي الأزديّ.
__________
(1) سقط في أ.
(2) الطبقات لخليفة 199، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 203، الجرح والتعديل 4/ 317، التاريخ لابن معين 2/ 240، المشتبه 401، الكاشف للذهبي 1/ 323، تهذيب التهذيب 4/ 240، تقريب التهذيب 1/ 334، تاريخ الإسلام 3/ 382.
(3) أسد الغابة ت 2257.
(4) في أالسميفعة.
(5) أسد الغابة ت 2277.
(6) سقط في أ.(3/218)
له إدراك، وكان ولده عبد اللَّه من الفرسان الشّجعان، وكان مع المهلب، فكان المهلب يقول: ما وقعت في عظيمة قطّ فرأيت عبد اللَّه بن سنان إلا أفرخ روعي. ذكره ابن الكلبيّ.
السين بعدها الهاء
3723- سهم بن حنظلة:
بن خاقان بن خويلد بن حرثان الغنويّ.
قال المرزبانيّ: شاعر شامي مخضرم، وأنشد له بيتا قاله من أبيات.
3724- سهم بن المسافر:
بن هزمة [بسكون الزاي] ، ويقال جرم. له إدراك قاله ابن عساكر، قال: وشهد فتح دمشق، وروى من طريق سيف بن عمر، عن خالد وعبادة، قال:
وبقي مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من أهل اليمن عدد منهم سهم بن المسافر بن هرمة.
3725- سهيل بن أبي جندل:
[ينظر مسند الحارث بن معاوية، ويحرّر من النّسب وغيره] «1» .
3726 ز- سهيل بن حنظلة:
بن الطّفيل العامريّ، ابن أخي عامر بن الطفيل الفارس المشهور.
وقع في الصّحيح أنّ رجلا عطس عند النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فحمد اللَّه فشمته، وعطس آخر فلم يحمد اللَّه فلم يشمته ... الحديث. وفسرا بأنهما عامر بن الطّفيل، وهو الّذي لم يحمد وابن أخيه وهو الّذي حمد فشمّته النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكر ذلك الطّبراني في مسند سهيل بن سعد من معجمه الكبير بسنده، ولم أر في الأنساب في أولاد الطّفيل من بقي حتى أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلا سهيلا هذا، فالظّاهر أنه هو بقي بعد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم دهرا، وتزوّج عبد العزيز بن مروان ابنته، فولدت له أمّ البنين التي تزوّجها الوليد بن عبد الملك، فإن كان سهيل حين حضر مع عمه عند النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن أسلم، فقد أسلم بعد ذلك فهو من أهل هذا القسم. ويحتمل أن يكون حين شمته النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان مسلما، وإن كان الظّاهر أنه لم يسلم تبعا لعمّه. فاللَّه أعلم.
السين بعدها الواو
3727 ز- سوّار بن أوفى:
بن سبرة بن سلمة بن قشير بن كعب القشيريّ.
قال المرزبانيّ: مخضرم، كان يهاجي النّابغة، وهو القائل:
يدعون سوّارا إذا احمرّ القنا ... ولكلّ يوم كريهة سوّار
[الكامل]
__________
(1) سقط في ط.(3/219)
[قال ابن الكلبيّ: أمّه الحيا بنت خالد بن رباح الجرمي، وله يقول النابغة:
تغلّب عليّ ابن الحيا وظلمتني ... وجمّعت قولا جانبيّا مضلّلا «1»
[الطويل] ومن شعر سوّار يفتخر:
أبو جمل عمّي ربيعة لم يزل ... لدن شبّ حتى مات في المجد راغبا
ومنّا ابن عتّاب وناشد رجله ... ومنّا الّذي أدّى إلى الحيّ حاجبا
[الطويل] وسيأتي خبر ابن عتاب في قيس، ومضى ناشد رجله في حياض] «2» .
3728 ز- سوّار بن حبان المنقري:
شاعر جاهليّ إسلاميّ، ذكره أبو عبيد البكريّ في شرح الأمالي.
3729 ز- شويبط بن رباب النّهشلي:
أخو الأشهب- تقدم في الأشهب.
3730 ز- سويد بن جهبل:
له إدراك، وروى ابن أبي شيبة من طريق مسلم مولى سويد بن جهبل عنه شيئا من كلامه، وكان من أصحاب عمر.
3731 ز- سويد بن حطّان:
وقيل: خطار، بمعجمة ثم مهملة وآخره راء، السّدوسي.
أدرك الجاهليّة.
وروى عن عمر. روى عنه سماك بن حرب، وشهد الفتوح في عهد عمر، ثم شهد الجمل.
وروى ابن جريج من طريق شعبة، عن سماك بن حرب: حدثني عمي سويد بن حطان، قال: كنت في ذلك الجيش- يعني جيش أبي عبيد يوم الجسر.
[3732 ز- سويد بن سلمة:
يأتي في ابن كراع] «3» .
3733 ز- سويد بن عدي:
بن عمرو بن سلمة الطائي.
ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام فأسلم، وهو القائل، وكان كثير الشّعر:
تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصّبح قاما
__________
(1) ينظر البيت في ابن سلام: 48. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ.(3/220)
كتاب اللَّه ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى
[الوافر] [وقيل: اسمه عدي بن عمرو بن سويد. وسيأتي] «1» .
[3734- سويد بن عمرو «2» :
يأتي في ابن كراع] «3» .
3735- سويد بن غفلة» :
بفتح المعجمة والفاء- ابن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث الجعفي. يكنى أبا بهثة «5» .
قال نعيم بن ميسرة، عن رجل، عن سويد بن غفلة: أنا لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال المزي في ترجمته: يقال: إنه صلّى مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا يصح. والأصحّ أنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفنه صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد اليرموك.
وروى عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وبلال، ومن بعدهم، وروى عن زرّ بن حبيش والصّنابحي، وهما من أقرانه.
وروى عنه الشّعبي والنّخعي، وسلمة بن كهيل، ونعيم بن أبي هند، وآخرون.
وكان موصوفا بالزّهد والتّواضع، وكان يؤمّ قومه قائما وهو ابن مائة وعشرين سنة، حكاه حسين بن علي الجعفي، عن أبيه، وعن عاصم بن كليب بلغ مائة وثلاثين.
قال أبو نعيم: مات سنة ثمانين، وقال أبو عبيد: سنة إحدى وثمانين. وقال عمر بن علي سنة اثنتين.
قلت: إن ثبت أنه كان لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان قد جاوز المائة والثّلاثين، والحديث الّذي أشار إليه المزي أولا أخرجه ابن قانع بسند ضعيف، وقد تقدّمت الإشارة إليه في القسم الأول.
3736- سويد بن قطبة:
الوائلي، له ذكر في الفتوح. قال أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام: لما قدم خالد بن الوليد موضع البصرة وجد بها رجلا يدعى سويد بن قطبة، من بني بكر بن وائل، قد اجتمع إليه جماعة، فذكر قصّة فيها: فجعل خالد بن الوليد سويد بن
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2355، الاستيعاب ت 1124.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 2357، الاستيعاب ت 1125.
(5) في أأمية.(3/221)
قطبة في أصحابه. وجعل سعد بن عمرو بن حزام الأنصاريّ في العسكر، وجعل عزيز بن سعيد الأنصاريّ على الرحالة، وبقي هو فيمن بقي.
3737 ز- سويد بن أبي كاهل:
واسمه غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن سعد ابن عدي بن جشم بن ذبيان [بن كنانة بن يشكر اليشكريّ، ويقال] «1» الوائليّ، ويقال:
الغطفانيّ، يكنى أبا سعد. [وفي ذلك يقول:
أنا أبو سعد إذا اللّيل دجا ... دخلت في سرباله ثمّ النّجا «2»
[الرجز] ويقال اسم والده شبيب] «3» .
قال ابن حبيب: مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام.
وقال المرزبانيّ: مخضرم يكنّى أبا سعد، عاش في الجاهلية دهرا، وكانت العرب تسمي قصيدته العينية اليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال، وعمّر سويد في الإسلام إلى زمن الحجاج. ومن أبياته المذكورة:
ربّ من أنضجت غيظا صدره ... قد تمنّى لي موتا لم يطع
مزبد يخطر ما لم يرني ... فإذا أسمعته صوتي انقطع «4»
[الرمل] وقد عدّه محمد بن سلام في طبقات الشّعراء مع عشيرته وذويه.
وقال الحرمازي: هجا سويد بن أبي كاهل قوما من بني شيبان في ولاية عامر بن مسعود الجمحيّ على الكوفة، فاستعدوه عليه فحبسه، [ثم أخرجه وحلف ألّا يعود، وفي ذلك يقول:
يكفّ لساني عامر وكأنّما ... بليت لسانا فيه صاب وعلقم
ألم تعلموا أنّي سويد وأنّني ... إذا لم أجد مستأخرا أتقدّم
[الطويل] وكان ذلك بعد السّتين من الهجرة] «5» .
__________
(1) سقط في أ.
(2) ينظر البيت في اللآلئ: 314.
(3) سقط في أ.
(4) ينظر البيتان في السير: 291، الفضليان: 196.
(5) سقط في أ.(3/222)
[3738 ز- سويد بن كراع العقيلي:
يقال كراع أمه، واسم أبيه سويد، وقيل عمرو.
مخضرم، وكان قديما خطب أم جرير الشّاعر، ثم عمّر إلى أن حكم بين جرير والفرزدق، وكان شاعرا محكما، وهو القائل يخاطب عثمان بن عفان:
فإن تزجراني يا بن عفّان أزدجر «1» ... وإن تدعاني «2» أحم عرضا ممنّعا
[الطويل] ذكره المرزبانيّ] «3» .
3739 ز- سويد، مولى عتبة بن غزوان:
له إدراك، وكان مع مولاه في ولايته على البصرة، ووفد معه على عمر فردّه على البصرة، فلما بلغ عتبة قال: اللَّهمّ لا تردّني إليها، فمات في الطّريق، فرجع سويد إلى عمر يخبره بوفاته فكان ذلك في سنة ست عشرة.
السين بعدها الياء
3740 ز- سياه الفارسيّ:
قال المدائنيّ في المكايد: وكان سياه وأساورة أسلموا مع أبي موسى، فقال أبو موسى لسياه: ما أنت وأصحابك، كما كنا نظن، فذكر قصّته في تحيّله في فتح الحصن في حصار تستر، وأن صاحبها كتب على لسانه يطلب الأمان، ورمى بها في عسكر أبي موسى، فقرأ سياه الكتاب على أبي موسى، فكتب له أمانا في نشّابة فحضر، فأدخله، فذكر القصّة في فتح المدينة.
3741 ز- سيرين، أبو عمرة:
والد محمد وإخوته.
أدرك الجاهليّة، وسبي في خلافة أبي بكر، روى ابن المقبريّ في فوائده، من طريق أبي إسحاق: حدّثني صالح بن كيسان أنّ خالد بن الوليد مرّ حتى نزل بعين التمر، فأصاب سبيا منهم سيرين أبو عمرة.
وذكره البخاريّ تعليقا، ووصله إسماعيل بن إسحاق في الأحكام من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن موسى بن أنس- أنّ سيرين سأل أنسا المكاتبة، وكان كثير المال، فأبى، فانطلق إلى عمر، فقال: كاتبه، فأبى، فضربه عمر بالدّرة وتلا عمر: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً [النور 33] .
[وأخرج البيهقيّ في المعرفة، من طريق معاذ بن معاذ: حدّثنا علي بن سويد بن
__________
(1) في ب: أنزجر.
(2) في ج: تتركني.
(3) سقط في أ.(3/223)
منجوف، عن أنس بن سيرين، عن أبيه، قال: كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفا، فكنت فيمن فتح تستر، فاشتريت رثّة فربحت فيها، فأتيت أنس بن مالك بكتابته، فأبى أن يقبلها مني] «1» .
3742 ز- سيف بن النّعمان:
اللّخمي.
ذكر سيف أنه شهد القتال مع أسامة بن زيد في حربه مع بني جذام في أول خلافة أبي بكر، وأنشد «2» له في ذلك شعرا.
[3743 ز- سيماه البلقاويّ «3» :
ويقال سيمويه، تقدّم في الأوّل] «4» .
القسم الرابع
السين بعدها الألف
3744- سابق خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم «5» :
ذكره خليفة بن خيّاط في الصّحابة في موالي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكناه أبا سلام، وهو وهم، وإنما جاء الحديث عن سابق بن حية، عن خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. والحديث المذكور في كتب السّنن، وسيأتي بيانه في مكانه.
3745 ز- سارية الخلجي:
بضم المعجمة وسكون اللام بعدها جيم، منسوب إلى الخلج، وهو قيس بن الحارث بن فهر. وقيل فيه بتحريك اللّام، كما سيأتي، ويقال إنه من العماليق فادعوا في بني فهر. قاله ابن الكلبيّ.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كانوا في بني عدوان، ثم انتقلوا إلى هوازن، ثم التحقوا ببني فهر في خلافة عثمان فعرفوا بذلك. وأما سارية المذكور فروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، وليست له صحبة، قاله البخاريّ وابن حبّان.
روى عنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد. قال ابن حبّان: روى سارية عن أنس بن مالك.
3746 ز- سالم بن أبي الجعد «6» :
أحد ثقات التّابعين، ذكره بعضهم في المخضرمين
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أ: وأورد.
(3) أسد الغابة ت 2371، الاستيعاب ت 1159.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت 1884، الاستيعاب ت 1133.
(6) طبقات ابن سعد 6/ 291، المصنف لابن أبي شيبة 13، التاريخ لابن معين 2/ 186، معرفة الرجال 1/ 125، العلل لابن المديني 63، تاريخ خليفة 320، طبقات خليفة 156، العلل ومعرفة الرجال لأحمد 405، التاريخ الكبير 4/ 107، التاريخ الصغير 103، تاريخ الثقات للعجلي 173، الجامع الصحيح للترمذي 5/ 278، أنساب الأشراف 1/ 161، المعارف 452، المعرفة والتاريخ 1/ 490، تاريخ أبي زرعة 1/ 293، أخبار القضاة لوكيع 3/ 48، المراسيل 79، الجرح والتعديل 4/ 881، تاريخ الطبري 2/ 316، الثقات لابن حبان 4/ 305، مشاهير علماء الأمصار 809، رجال صحيح مسلم 1/ 259، رجال صحيح البخاري 1/ 316، تاريخ اليعقوبي 1/ 282، ثمار القلوب 469، المحاسن والمساوئ 49، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 188، معجم البلدان 4/ 755، تهذيب الكمال 10/ 130، الكامل في التاريخ، العبر 1/ 119، سير أعلام النبلاء 5/ 108، ميزان الاعتدال 2/ 109، المغني في الضعفاء 1/ 250، الكاشف 1/ 270، المعين في طبقات المحدثين 37، عهد الخلفاء الراشدين 389، جامع التحصيل 217، البداية والنهاية 9/ 189، تهذيب التهذيب 3/ 432، تقريب التهذيب 1/ 279، الوافي بالوفيات 15/ 95، خلاصة تذهيب التهذيب 131، شذرات الذهب 1/ 118، تاريخ الإسلام 3/ 361.(3/224)
معتمدا على ما حكاه ابن زبر أنه مات سنة تسع وتسعين، وله مائة وخمسة عشرة سنة، فيكون أدرك من الحياة النبويّة ستّا وعشرين سنة، وهذا باطل، فقد جزم أبو حاتم الرّازي بأنه لم يدرك ثوبان ولا أبا الدّرداء ولا عمرو بن عبسة، فضلا عن عثمان، فضلا عن عمر، فضلا عن أبي بكر.
3747- سالم بن منصور:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وعنه يحيى بن محمد «1» ، فذكر حديثا موضوعا ركيكا إلى الغاية، فسمعت قصّاصا يورده، هكذا نقلت من خط الذّهبي في التجريد، ويمكن تتبع مثل هذا من كتاب: الذروة للبكريّ، وكذلك السبع حصون وغيرهما من تآليفه الطافحة بالكذب الظّاهر، وفيها من أسماء الصّحابة ما لا وجود له في الخارج، وإنما لم أذكر منه شيئا لأني اقتصرت على من ذكره بعض من صنّف في الصّحابة إلا نادرا.
3748- سالم العدويّ:
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: مخرج حديثه عن ولده.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو شابّ فشمت عليه ودعا له.
قال أبو عمر: لا أحسبه من عديّ قريش. وتعقبه ابن الأثير بأنه سالم بن حرملة الماضي في القسم الأول، وهو كما قال. وقد ذكره ابن عبد البرّ بعد العدويّ باثنين، فقال سالم بن حرملة بن زهير له صحبة، ورواية، وقد نبه ابن فتحون على وهم أبي عمر فيه فأطنب وأجاد.
3749- سالم، خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم:
يأتي في سلمى من هذا القسم.
__________
(1) في أفهر.(3/225)
3750- السّائب «1» :
والد خلّاد الجهنيّ.
روى عنه ابنه خلاد عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الاستنجاء بثلاثة أحجار، كذا قال ابن عبد البرّ:
فغاير بينه وبين السّائب بن خلاد الجهنيّ الّذي تقدّم في القسم الأوّل، وهو واحد، وحديثه في الاستنجاء عند البخاريّ في تاريخه والبغويّ. وقد نبه ابن الأثير على وهم أبي عمر فيه حيث كرّره.
3751- السّائب بن يزيد «2» :
مولى عطاء بن السّائب. فرّق ابن مندة بينه وبين السّائب ابن أخت النمر فوهم، وهو هو،
فأخرج ابن مندة من طريق عطاء بن السّائب، قال: كان السّائب بن يزيد من مقدم رأسه إلى هامته أسود، وسائر لحيته ورأسه أبيض، فسألته، فقال:
مرّ بي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال لي: «من أنت؟» قلت: السّائب بن يزيد، فمسح رأسي فلا يبيض موضع يده أبدا.
قال أبو نعيم: هو عندي السّائب بن يزيد بن أخت النمر، ثم ساق رواية مصرحة بذلك، وكذا أورده البغويّ وابن سعد والبيهقيّ في «الدّلائل» ، ووقع في رواية العجليّ السّائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط، زاد ابن قاسط، وتعقبه أبو عمر بأنه ليس من ولد النمر ابن قاسط.
قلت: وقد تقدّم بيان ذلك في القسم الأول، وكان بعض الرّواة لما رأى النمر ظنه النمر بن قاسط، فنسبه «3» من عند نفسه.
السين بعدها الحاء
3752- سحر الخير:
خرّج حديثه ابن قانع، وهو رجل من هذيل، هكذا استدركه الذّهبي في التجريد، ونقلته من خطه بالسّين «4» المهملة، ولم يضبطها بفتح ولا كسر وبعدها حاء مهملة ساكنة ضبطها، وبعدها راء، وبعد لفظ هذا الاسم لفظة الخير، بفتح المعجمة وسكون المثناة التّحتانية.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 205، أسد الغابة ت 1910، الاستيعاب ت 896.
(2) أسد الغابة ت 1924 طبقات خليفة ت 39، التاريخ الكبير 4/ 150، المعرفة والتاريخ 1/ 358 مشاهير علماء الأمصار ت 141، معجم الطبراني 7/ 172، جمهرة أنساب العرب 428، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، تاريخ ابن عساكر 7/ 29، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 208، تهذيب الكمال 466، تاريخ الإسلام 3/ 369، تذهيب التهذيب 2/ 5 الوافي بالوفيات 15/ 104، مرآة الحنان 1/ 180، تهذيب التهذيب 3/ 450- خلاصة، تذهيب الكمال 113، شذرات الذهب 1/ 99. تهذيب ابن عساكر 6/ 63.
(3) في أ: ونسبه.
(4) في أ: في حرف السين.(3/226)
وقد صحّفه ابن قانع تصحيفا شنيعا، وقال: سحر الخير الهذليّ
، حدّثنا عبد اللَّه بن الصّقر «1» بن هلال السكونيّ، حدّثنا محمد بن عقبة السّدوسي، حدّثنا معلى بن راشد، حدّثتني جدّتي، قالت: دخل «2» علينا رجل من هذيل يقال له سحر الخير، وكانت له صحبة، ونحن نأكل في قصعة، فقال: حدّثنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة.
ورأيته في النّسخة مضبوطا بخاء معجمة ساكنة، وهذا الرّجل هو نبيشة الخير، وهو بنون ثم موحّدة ثم شين معجمة ثم هاء بصيغة التّصغير.
وقد أخرج حديثه أحمد، والتّرمذيّ، وابن ماجة، والبغويّ، والدّارميّ، وابن أبي خيثمة، وابن السّكن، وابن شاهين، وآخرون من طريق معلى بن راشد المذكور بهذا السّند.
قال التّرمذيّ: غريب لا نعرفه إلّا من حديث معلّى بن راشد.
وقد رواه يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن معلى.
وذكر الدّارقطنيّ في «الأفراد» أنّ معلى بن راشد تفرّد به عن جدّته أم عاصم، عن نبيشة- رجل من هذيل.
قال أحمد: حدّثنا عفان، حدثنا المعلى بن راشد الهذليّ، حدّثتني أم عاصم، عن رجل من هذيل يقال له نبيشة.
وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زياداته عن روح بن عبد المؤمن، وعبيد اللَّه القواريري، ومحمد بن جعفر هو الوركاني، قال: حدّثنا المعلى بن راشد، حدّثتني جدّتي أم عاصم- وكانت أم ولد لسنان بن سلمة، قالت: دخل علينا رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير، وكانت له صحبة، ونحن نأكل في قصعة، فذكر لفظ التّرمذي، ولفظ البغوي نحوه، لكن قال: يقال له: نبيشة.
وأخرجه ابن شاهين، عن أبي داود، عن نصر بن علي كالتّرمذيّ.
وأخرجه ابن السّكن عن محمد بن منصور بن الجهم، عن نصر بن عليّ مثله، وقال فيه: نبيشة الخير.
وقال الدّارميّ: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا أبو اليمان البراء هو المعلى بن راشد،
__________
(1) في أ: الصفدي هلال.
(2) في أ: كتب.(3/227)
حدّثتني جدتي أم عطاء، قالت: دخل علينا نبيشة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه ابن أبي خيثمة عن محمد بن إسحاق، عن المعلى بن راشد.
وأخرجه ابن شاهين أيضا من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن المعلّى بن راشد الهذلي النّبّال صاحب القسم، وكنيته أبو اليمان، وقال في سياقه: عن رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير.
وكذا أخرجه من طرق أخرى عن معلّى، قال في بعضها: حدّثتني أم عاصم بنت عبد اللَّه.
وقد أخرجه ابن قانع في ترجمة نبيشة في حرف النّون، وساق الحديث المذكور من وجه آخر عن نصر بن علي، عن المعلى بن راشد، لكنه خبط في سنده، فقال: عن معلى بن راشد القوّاس، حدّثني أبي عن جدّي، عن رجل من هذيل. يقال له نبيشة- رفعه: «من أكل في قصعة ثمّ لحسها استغفرت له» .
وقوله: حدّثني أبي لعله كان أمي بالميم فحرفها، والجدّة يصحّ إطلاق اسم الأم عليها، ويكون قوله: «عن جدّي» زيادة لا يحتاج إليها، أو كان فيها حدّثني جدّتي، فحرّف الكلمتين، وزاد بينهما أبي عن. وهذا أقرب. واللَّه أعلم.
السين بعدها الدال
3753- سديد، مولى أبي بكر:
خرج بعهد عمر. رواه أحمد في مسندة، هكذا وقع في التّجريد في السّين المهملة، وإنما هو بالمعجمة كما سيأتي في حرف الشّين المعجمة من القسم الثّالث، وقد ذكره الذّهبي في المشتبه على الصّواب.
السين بعدها الراء
3754- سراقة بن المعتمر:
بن أنس. قال الذّهبي في التجريد: قال ابن الأثير: شهد بدرا، وتوفي في خلافة عثمان. وكذا ذكره بعد أن ترجم سراقة بن المعتمر بن أذاة بن رياح القرشيّ العدويّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد بدرا، وتوفّي في خلافة عثمان، وهذا نقله من الأصل، وساق ابن الأثير نسبه إلى عديّ بن كعب، وأسقط أنسا بين المعتمر وأذاة مع أنها ثابتة في جمهرة ابن الكلبيّ، وهو الّذي ذكره ابن الأمين. ونقله ابن الكلبيّ، فكأنه لما لم يقع في نسبه أنس ظنه الذّهبي آخر.(3/228)
3755 ز- سرباتك «1» :
بفتح أوله وسكون الراء ثم موحدة وبعد الألف مثناة ملك الهند.
روى أبو موسى في «الذيل» من طريق بشر «2» بن أحمد الأسفرايني صاحب يحيى بن يحيى النيسابورىّ، حدثنا مكي بن أحمد البردعيّ، سمعت إسحاق بن إبراهيم الطّوسيّ يقول: هو ابن سبع وتسعين سنة، قال: رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنّوج «3» - بقاف ونون ثقيلة وواو ساكنة وبعدها جيم، وقيل ميم بدل النّون، فقلت له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: سبعمائة «4» وخمس وعشرون سنة.
وزعم أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنفذ إليه حذيفة وأسامة وصهيبا يدعونه إلى الإسلام فأجاب وأسلم، وقبل كتاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال الذّهبيّ في التّجريد «5» : هذا كذب واضح، وقد عذر ابن الأثير «6» ابن مندة في تركه إخراجه، وقال أبو حامد بن محمد بن الجليل البلويّ: أنبأنا عمر بن أحمد بن محمد ابن عمر بن حفص النّيسابوري، أنبأنا أبو القاسم عبد اللَّه «7» بن الحسين بن بالويه بن بكر بن إبراهيم بن محمد بن فرحان الصّوفي الحافظ، سمعت أبا سعيد مظفر بن أسد الحنفي المتطبّب، سمعت سرباتك الهندي يقول: رأيت محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم مرتين بمكّة، وبالمدينة مرة، وكان من أحسن الناس وجها ربعة من الرّجال.
قال عمر: مات سرباتك سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثمانمائة سنة وأربع وتسعين، قاله مظفر بن أسد «8» .
3756 ز- السّري، والد الربيع «9» :
صوابه سبرة بن معبد، صحّفه بعض الرّواة، فذكره بعضهم في الصّحابة.
حكى أبو موسى أنّ أبا بكر بن أبي علي، وعلي بن سعيد العسكريّ ذكراه، وتعجب من خفاء أمره عليهما،
فساق من طريق العسكريّ، ثم من رواية عبد العزيز بن عمر بن عبد
__________
(1) أسد الغابة ت 1957.
(2) قنوج: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره جيم موضع في بلاد الهند. انظر مراصد الاطلاع: 3/ 129.
(3) أسد الغابة ت 1957.
(4) في أسد الغابة: تسعمائة سنة.
(5) في أعبيد اللَّه.
(6) في أ: أسد.
(7) في أعبيد اللَّه.
(8) في أ: أسد.
(9) أسد الغابة ت (1960) .(3/229)
العزيز عن الرّبيع بن السّري عن أبيه، قال: رخّص رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في متعة النساء ثلاثة أيام ... الحديث.
وهذا الحديث مشهور بهذا الإسناد عن الربيع بن سبرة بن معبد، عن أبيه، وهو الصّواب. كذا في «التجريد» .
السين بعدها العين
3757- سعد بن بكر:
له صحبة، نقل من الثّالث إلى هنا.
3758 سعد بن الربيع» :
من بني جحجبي. ذكره ابن مندة. والصّواب سعيد بكسر العين، كما تقدّم في القسم الأول.
3759 ز- سعد:
بن أبي سرح العامريّ.
ذكره خليفة بن خياط في كتّاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو وهم كما نبّه عليه ابن كثير في «السّيرة النبويّة» من «تاريخه» ، وإنما هو ابنه عبد اللَّه كما سيأتي في العين إن شاء اللَّه تعالى.
3760- سعد بن سهل:
تقدم في سعيد بن سهيل، وبيان الوهم فيه في الأوّل.
3761- سعد بن عياض الثّمالي «2» :
ذكره أبو عمر، لكن نبّه على أنّ حديثه مرسل.
قلت: ولا إدراك له، وإنما روى عن ابن مسعود وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: هو تابعيّ وحديثه مرسل، وقال في المراسيل: روى يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قليل الحديث، فلما أمرنا بالقتال كان من أشدّنا بأسا «3» .
قال ابن أبي حاتم: أدخل أبي هذا الحديث في الوحدان، ثم نبّه على علّته.
3762- سعد:
بن محيّصة الأنصاريّ.
ذكر الشّريف الحسينيّ الدّمشقيّ تلميذ الذّهبي في كتابه «التذكرة برجال العشرة» وعلم له علامة مسندي أحمد والشّافعي، وقال: له صحبة. حديثه في إجارة الحجّام، روى عنه ابنه حرام. انتهى. وأخطأ في ذلك خطأ فاحشا، فإن حراما اختلفت الرواية عن الزهري في جميع طرق الحديث عند أحمد حرام بن محيّصة لا ذكر لسعد في نسبه، ولا في رواية عند الشّافعي حرام بن سعد بن محيّصة، عن محيّصة لا رواية فيه لسعد أصلا.
__________
(1) أسد الغابة ت (1992) .
(2) أسد الغابة ت (2030) ، الاستيعاب ت (956) .
(3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 349 وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 14.(3/230)
3763- سعد بن هذيم «1» :
ذكره البغويّ في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزّهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم، عن أبيه- أنه أخبره، قال:
قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت أدوية نتداوى بها؟ الحديث.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، فقال: عن أبي خزامة، عن الحارث بن سعد بن هذيم، عن أبيه.
وكذا أخرجه ابن زبر، من طريق فليح، عن الزهري- زاد فيه: «عن» أبي خزامة والحارث.
وفي رواية البغويّ تصحيف، وذلك أنه كان فيها عن أبي خزامة أحد بني الحارث فتصحّف، فصارت أخبرني، وتغيّرت في رواية فليح، فصارت «عن» .
وقد رواه على الصّواب الليث وابن المبارك وسليمان بن بلال، عن يونس.
وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق صالح بن كيسان عن الزهري.
والمراد بقوله: أحد بني الحارث بن سعد أنه من ذريته، لا أنه ولده لصلبه على ما سنبينه.
وقد اغترّ ابن أبي داود بظاهره، فحكى ابن شاهين أنه أخرجه من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث، ويونس عن الزهري، فقال: إن خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم أخبره أنّ أباه أخبره أنه قال ... فذكر الحديث.
قال ابن أبي داود: لم يرو سعد عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير هذا.
قلت: وسعد لا رواية له في هذا الحديث أصلا، فإنه لم يتأخر حتى جاء الإسلام، ولو كان كما ظنّ لكانت الصّحبة للحارث بن سعد، على أنّ ابن شاهين التزم هذا الوهم فذكر الحارث في الصّحابة، وأخرج من طريق الزّبيدي، عن الزّهري، عن أبي خزامة- أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه، أنه أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره.
ووهم فيه أبو عمر في الاستيعاب، فقال: سعد بن هذيل والد الحارث بن سعد، لم يرو عنه غير ابنه فيما علمت. حديثه عند ابن شهاب عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن
__________
(1) أسد الغابة ت (2051) ، الاستيعاب ت 967.(3/231)
أبيه، قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت رقى نسترقي بها ... انتهى.
فتبع الواهم في وهمه فيه، وزاد في أنه صحّفه، وقال هذيل، وإنما هو هذيم بالميم، وقد تنبّه للوهم فيه أبو عمر في التمهيد، فأخرجه من طريق ابن عيينة عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه، ثم نقل عن إسماعيل القاضي أنه اختلف فيه على يونس، فقال:
سليمان بن بلال عنه عن الزهري عن أبي خزامة- أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه سأل، وقال عثمان بن عمر: عن أبي خزامة إن الحارث بن سعد أخبره أن أباه أخبر به.
قال إسماعيل: والصّواب قول سليمان، وتابعه عبد الرّحمن بن إسحاق عن الزهري، قاله يزيد بن زريع عنه.
وقد رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن إسحاق، فقال: عن الزهري، عن رجل من بني سعد، عن أبيه، ولم يسمّه ولم يكنّه.
قلت: وسعد بن هذيم المذكور جدّ قبيلة كبيرة، وهو سعد بن زيد بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، وإنما قيل له سعد هذيم، لأن هذيما كان عبدا حبشيا حضن سعدا فعرف به، وهذا مشهور عند أهل النّسب. والعجب كيف يخفى على ابن عبد البرّ مع معرفته بالنسب، وكذا ابن الأثير.
وأبو خزامة المذكور شيخ الزّهري فيه لا نعرف اسمه، واسم أبيه يعمر بتحتانية أوله، وهو الصّحابي كما سيأتي في موضعه على الصّواب.
3764 ز- سعد، والد عبد اللَّه:
غاير ابن مندة بينه وبين سعد بن الأطوال، وهو وهم، قاله أوب نعيم وغيره.
3765- سعد الدئلي «1» .
قال أبو موسى: أورده ابن أبي علي فصحّف فيه، وإنما هو سعر- آخره راء.
[3766- سعد بن زيد:
بن الفاكه ذكره ابن مندة وصوابه سعد بن الفاكه بن زيد] «2» .
3767 ز- سعد بن زيد:
بزيادة ياء، ابن أحمد بن معاوية التميمي.
ذكره ابن فتحون فيمن اسمه سعيد مستدركا على ابن عبد البرّ، وإنما هو شعيل، بمعجمة مصغرا وآخره لام، وسيأتي على الصّواب.
__________
(1) أسد الغابة ت 1988.
(2) سقط في أ.(3/232)
3768- سعيد بن إياس:
أبو عمرو الشيبانيّ.
ذكره الطّبراني، واستدركه أبو موسى، وهو وهم، وإنما هو سعد، بسكون العين، وهو مخضرم لا صحبة له، وقد مضى.
3769 ز- سعيد بن بكر:
له صحبة. روى أحمد [بن حنبل قوله في كتاب الإيمان.
[قلت: الّذي في كتاب «الإيمان» لأحمد] «1» من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، ويحيى بن سعيد، أنهما حدّثاه عن سعيد بن عمارة، أخي بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة، فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعيد بن عمارة، وقد تقدم أنه قيل فيه: سعد وسعيد، وكأن النّسخة التي وقعت للذّهبي تصحف قوله أخي بني فصارت أخبرني، فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة، والواقع أنّ قوله: وكانت له صحبة- المراد بذلك سعيد بن عمارة. وإنما سعد بن بكر فهو جدّه الأعلى، وهو بطن كبير، وفي ذرّيته جماعة من الصّحابة بينهم وبينه عدّة آباء. واللَّه المستعان] «2» .
3770- سعيد بن الحارث «3» :
بن الخزرج.
ذكره أبو عمر في أوّل من اسمه سعيد، فساق من طريق ابن وضّاح عن ابن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن اللّيث بإسناده عن أسامة، قال: أردفه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وراءه يعود سعد بن عبادة، وسعيد بن الحارث بن الخزرج ... الحديث.
وهذا يقال إن ابن وضّاح وهم فيه، وقد حدّث غيره عن ابن أبي شيبة على الصّواب، فقال: يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وهكذا أخرجه الشّيخان وغيرهما من طريق اللّيث، وهكذا رواه ابن يونس، وسعيد بن عبد العزيز، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر عن الزّهري.
3771- سعيد بن حرب:
يقال هو اسم أبي برزة الأسلميّ. ذكر عمر بن شبّة من مرسل سعيد بن جبير قال: لما فتحت مكّة أحد برزة الأسلميّ، وهو سعيد بن الحارث- عبد اللَّه بن خطل، وهو متعلّق بالأستار ... الحديث.
قلت: وفيه تغيير بينته رواية غيره حيث قال: استبق إليه أبو برزة وسعيد بن حرب، وكان أشدّ الرّجلين ... الحديث، فهذا هو الصّواب.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في ج.
(3) أسد الغابة ت 2063، الاستيعاب ت 980.(3/233)
3772- سعيد بن حصين «1» :
ذكره ابن الدّباغ مستدركا على ابن عبد البرّ، وهو غلط نشأ عن تصحيف فيه وفي اسم أبيه، فإنه ذكر من رواية ابن الأعرابيّ بإسناده، عن محمد بن عمرو بن علقمة. عن أبيه، عن جدّه، عن عائشة، قالت: قدمنا من حجّ أو عمرة، فلقينا غلمان الأنصار، فلقوا سعيد بن حصين بموت امرأته فجعل يبكي، فقال له: أتبكي على امرأة ... الحديث.
والصّواب في هذا أسيد بن حضير، كذا أخرجه أحمد وإسحاق، والكجّي، والطّبراني، والهيثم بن كليب، وسيمويه، وابن حبّان في «صحيحه» ، والحاكم من طريق محمد بن عمرو بهذا الإسناد.
3773- سعيد بن حيوة:
والد كندير. ذكره ابن أبي حاتم، وتبعه ابن عبد البرّ، وقد تقدّم ذكره في الأوّل، وأن الرّاجح أنه من أهل القسم الثالث، ونبّهت عليه فيه، ووقع في التّجريد سعيد بن حيدة، وسعيد بن حيوة بواو بدل الدّال. وقد نبّه ابن الأثير على أن ابن عبد البرّ هو الّذي وهم في تسمية أبيه، وقد وقفت على سلفه فيه، وهو ابن أبي حاتم.
3774 ز- سعيد بن أبي ذباب:
ذكره ابن حزم في الوحدان من مسند بقيّ بن مخلد.
والصّواب سعد- بإسكان العين.
3775- سعيد بن ذي لعوة:
أحد الضّعفاء من التّابعين، أرسل حديثا، فذكره العسكريّ في الصّحابة،
وأخرج من طريق ابن إسحاق عنه أنّ جعفر بن أبي طالب أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّ النّجاشيّ صدق» ،
ثم قال العسكريّ: لا تصح له صحبة، وروايته مرسلة.
قلت: اتفق الحفّاظ على أنه تابعيّ.
3776 ز- سعيد بن رسيم:
يقال: بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على الصّدقة، كذا وقع في الكفاية لابن الرفعة، وهو غلط.
والقصّة معروفة لسفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفيّ، فكأنه سقط عليه اسم أبيه وتصحّف جدّه.
3777- سعيد بن أبي سعيد:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في التغني بالقرآن من رواية عبيد اللَّه بن أبي نهيك عنه.
والصّواب عن ابن أبي نهيك، عن سعد، هكذا استدركه الذّهبي في التجريد، وليست
__________
(1) أسد الغابة ت 2067.(3/234)
لسعيد بن أبي سعيد صحبة، وإنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة.
وقد ذكر المزّيّ في «الأطراف» الحديث، وعزاه لأبي داود، وأبو داود قد بين اختلاف في مسندة عن اللّيث، ومن جملته هذه الرّواية، ثم ذكر المزي في «المراسيل» سعيد بن أبي سعيد المقبريّ حديث: ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن: تقدّم في ترجمة عبد اللَّه بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقّاص، وهذا هو الصّواب.
3778- سعيد بن سهيل:
تقدم في سعد في الأول مع بيان الوهم فيه.
3779- سعيد:
بن عامر اللّخميّ- ذكره ابن حزم في الوحدان من مسند بقيّ بن مخلد، وعزاه الذّهبي لأبي يعلى، وقد صحّف نسبه، وإنما هو الجمحيّ المتقدّم.
3780- سعيد العكّي «1» :
ثم الآهلي. ذكره أبو موسى، عن أبي بكر بن أبي علي، ونبّه على أنّ الصّواب أنه سويد.
3781- سعيد بن العاص:
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، فوهم فيه وهما شنيعا، وأعجب من ذلك أنه قال: هو المكبر الّذي زوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أم حبيبة، ثم وجدت لابن حبّان سلفا،
فروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق مليح، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن سعيد بن العاص قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خياركم في الإسلام خياركم في الجاهليّة» .
قال يعقوب بن سفيان: سعيد بن العاص هذا هو ابن أميّة بن عبد شمس، وسعيد بن العاص المذكور يكنّى أبا أحيحة، وكان من وجوه قريش.
قال ابن عساكر: لم يدرك الإسلام، قال: ووهم يعقوب بن سفيان فيما زعم، وإنما الحديث لابن ابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وقال ابن أبي داود في المصاحف:
حدّثنا العباس بن الوليد بن زيد، أخبرني أبي، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز أنّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقتل العاص أبوه يوم بدر مشركا، ومات جدّه سعيد بن العاص قبل بدر مشركا.
ووقع عند أبي داود من حديث أبي هريرة: كلّمت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يسهم لي، فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص، فقال: لا يسهم له. فقلت: ما هذا؟ قاتل ابن نوفل! فقال سعيد بن العاص: يا عجبا لوبر ... الحديث.
وهذا يوهم أنّ سعيد بن العاص حاجّ أبا هريرة بسبب بعض ولده، وليس كذلك، بل
__________
(1) أسد الغابة ت 2090.(3/235)
الصّواب: فقال أبان بن سعيد بن العاص. وقد أوضحت ذلك بحجاجه في شرح البخاريّ.
ووقع في الطّبرانيّ من حديث جبير بن مطعم: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عاد سعيد بن العاص ... الحديث. وقد ذكرته في ترجمة حفيد هذا.
وأبو أحيحة كان إذا اعتمّ بمكّة لم يعتمّ أحد بمثل عمامته إجلالا له، وأمّه ريطة بنت البياع بن عبد ياليل الثقفيّة، وكان سعيد قد قدم الشّام في تجارة، فحبسه عمرو بن جفنة لأجل عثمان بن الحارث، فقال سعيد في ذلك:
يا راكبي إمّا عرضت ... فبلّغن قومي يزيدا
عثمان أو عفّان أو ... أبلغ مغلغلة أسيدا
فلأمدحنّ المادحين ... بمدحة تأتي شرودا
[مجزوء الكامل] وكان حبس مع هشام بن سعيد بن عبد اللَّه بن أبي قيس العامريّ، فقال في ذلك:
قومي وقومك يا هشام أجمعوا ... تركي وتركك آخر الأعصار
[الكامل] في أبيات، فاجتمع رأي بني عبد شمس على أن يفتدوا سعيد بن العاص، فجمعوا مالا كثيرا فافتدوه به، ومات هشام في الحبس.
3782 ز- سعيد:
بن عبد اللَّه الثقفيّ. وقع في كثير من نسخ المصابيح للبغويّ في كتاب الأدب في باب حفظ اللسان من الحسان حديث سعيد بن عبد اللَّه الثقفيّ قلت: يا رسول اللَّه، ما أخوف ما تخاف علي؟ قال: فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: «هذا» هكذا فيه.
وفيه تصحيف، وإنما هو سفيان، وهو طرف من حديث أخرجه التّرمذيّ، وأصله عند ابن مسلم.
3783 ز- سعيد بن عبد العزيز «1» :
له أربعة أحاديث عند بقي، وصوابه سعيد أبو عبد العزيز، كذا في التّجريد، وقد تقدّم في الأوّل سعيد الشّامي أبو عبد العزيز وأنّ ابن قانع نسبه أنصاريا، وذكر الذّهبي سعيدا الأنصاريّ ترجمة مفردة، وقال: يأتي بعد ابن عامر، وذكر بعد ابن عامر سعيدا يروي عنه ابنه عبد العزيز، فهؤلاء الثّلاثة واحد.
3784 ز- سعيد:
بن عقبة الثقفيّ الطّائفي. وقع ذكره في ترجمة طريح عند ابن مندة،
__________
(1) أسد الغابة ت 2085.(3/236)
ظاهر سياقه أنه صحابيّ، ولم يفرده ابن مندة بترجمة، ولا استدركه أبو موسى فأجاد، فإنه غلط نشأ عن خبط وقع في السّند، وذلك أنه قال في ترجمة طريح ما نصّه: أخبرنا سعيد بن يزيد الحمصي، حدّثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن حوشب، حدّثنا ابن إسماعيل بن طريح، عن أبيه، عن جدّه- أن أبا سفيان رمى جدّه سعيد بن عقبة بسهم، فأصاب عينه ... الحديث.
وأورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة سعيد بن عبيد بهذا السند، لكن قال فيه بعد حوشب: حدّثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفيّ، من أهل الطّائف، حدّثني أبي عن جدّه أنّ أبا سفيان رمى جدّي سعيد بن عبيد يوم الطّائف بسهم ... الحديث.
فهذا هو المعتمد، والصّحبة لسعيد بن عبيد، وفي سياق المتن شيء آخر قد بيّنته في ترجمة سعيد بن عبيد.
3785- سعيد:
وقيل معبد بن عمرو التميمي، حليف بني سهم- كرره الذّهبي.
3786- سعيد «1» :
بن وقش الأسديّ. صحّف فيه ابن مندة، وإنما هو رقيش- بالرّاء مصغّرا.
3787- سعيد:
بن يزيد الأزديّ. تقدّم في القسم الأول.
3788- سعيد بالتصغير:
تقدّم في سعيد بن سهيل في الأوّل، وبيان الوهم فيه.
السين بعدها الفاء
3789 ز- سفيان بن بجير:
بموحدة ومعجمة مصغّرا، هو ابن مجيب- بضم الميم بعدها جيم- تقدّم.
3790- سفيان بن أبي العوجاء:
أبو ليلى. ذكره أبو نعيم، وظنّ أنه والد عبد الرّحمن بن أبي ليلى، فوهم، فوالد عبد الرّحمن أنصاريّ، وهذا سلمي، وذاك صحابيّ، وهذا تابعيّ باتفاق البخاري ومسلم وغيرهما.
3791- سفيان بن قيس الكنديّ «2» :
ذكره ابن شاهين، وذكر له حديثا أنه كان مؤذّن وفد كندة. واستدركه أبو موسى.
وفيه تصحيف، وإنما هو سيف بن قيس أخو الأشعث بن قيس. وقد تقدّم على الصّواب.
__________
(1) أسد الغابة ت 2100.
(2) أسد الغابة ت (2122) .(3/237)
السين بعدها الكاف
3792- سكن بن أبي السّكن:
استدركه ابن فتحون فوهم، فإنه نسبه إلى كتاب ابن أبي حاتم وأنه ذكره في ترجمة عثمان بن وكيع، قال: كان فينا سبعة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منهم سكن بن أبي السّكن.
قلت: وهم وفيه ابن فتحون وهما شنيعا، وذلك أن سكن بن أبي السّكن هو الّذي روى عن عثمان بن وكيع أنه كان فيهم سبعة من الصّحابة، وذلك واضح في كتاب ابن أبي حاتم. وسكن هذا يروي عن أتباع التّابعين، ولقد لقيه علي بن المديني وطبقته. والعجب أن الذّهبي ذكره بما ذكره ابن فتحون، فشاركه في الوهم.
3793- سكينة «1» :
ذكره أبو موسى في الذّيل،
وروى من طريق المحامليّ، حدّثنا أبو حاتم الرّازي، حدّثنا الحسن بن عبيد بن عبد اللَّه بن زياد بن سكينة، حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن جدّه سكينة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّين معلّق بالثّريّا» ... الحديث.
قال:
وقال سكينة: أوصى إليّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ألّا أسأل أحدا شيئا.
قال أبو موسى: هذا وهم، وإنما هو سفينة، بالفاء لا بالكاف، ثم أسنده من وجه آخر عن أبي حاتم الرّازي كذلك.
قلت: وكذا رويناه من طريق عبد الغني بن سعيد المصريّ بإسناده عن أبي حاتم كذلك، وزاد في أوله: أنه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأبي أيوب: لا تعيره بالفارسيّة.
السين بعدها اللام
3794- سلّام:
بن عمرو اليشكريّ. تقدّم في الأوّل.
3795 ز- سلام:
بن قيس الحضرميّ. سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه عمرو بن ربيعة.
ذكره هكذا البخاريّ، وتبعه ابن عديّ، وقال: لا يعرف. واستدركه مغلطاي في كتابه الإمامة. وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه. والصّواب قيصر، وقد تبدل الصّاد سينا، وقد قيل في اسمه هو سلامة بزيادة هاء، وقد تقدّم ذكره في رواية عمرو بن ربيعة في الأول.
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 475، نسب قريش 59، المحبر 438، التاريخ الصغير 1/ 205، الأغاني 17/ 41- 54، مصارع العشاق 272، وفيات الأعيان 2/ 394، 397، تاريخ الإسلام 4/ 253، الدر المنثور 244، أسد الغابة ت 2135، شذرات الذهب 1/ 154.(3/238)
3796 ز- سلمان الخير:
فرّق بعضهم بينه وبين سلمان الفارسيّ، وهو هو، ونبّه على ذلك ابن حبّان.
3797- سلمة الأنصاريّ «1» :
جدّ عبد الحميد بن يزيد بن سلمة، غاير [ ... ] بينه وبين سلمة بن يزيد، وهما واحد.
3798- سلمة بن أبي سلمة الجرمي:
أفرده بعضهم، وأورده فيمن اسمه سلمة- بفتح اللّام وهو وهم على وهم، فإنه بكسر اللّام، وهو والد عمرو، واسم أبيه قيس على الصّحيح. وقد تقدّم على الصّواب في الأول، وأن بعضهم وحدّ بينه وبينه سلمة بن نفيع، والراجح التعدّد.
3799- سلمة الهذلي:
فرّق أبو يعلى بينه وبين سلمة بن المحبّق. وتبعه أبو نعيم. وكذا هو في مسند بقيّ بن مخلد، وعلم له الذّهبي علامة بقي بن مخلد، فإنه أخرج له حديثين، وكلّ ذلك وهم، فإنّهما واحد، وقد نبّه على ذلك أبو موسى فأصاب.
3800- سلمة بن المجرّ «2» :
ذكره ابن شاهين مختصرا، وقال: إن لهم مسجدا بالكوفة، وتبعه أبو موسى ولم يتعقّبه، وهو وهم نشأ عن تصحيف، وإنما هو سلمة المجرّ جدّ سمرة بن معاوية بن عمرو بن سلمة الماضي في القسم الأول، وكان سلمة المذكور قبل الإسلام.
والمجر بالجيم بغير موحّدة، كما تقدّم.
3801- سلم بن يزيد:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعنه يزيد بن أبي حبيب، قال أبو عمر:
حديثه عندي مرسل.
قلت: لم أر من ذكره في الصّحابة قبله، بل قال ابن أبي حاتم: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وأنه روى عن أنس، ثم إنني رأيت في عدة نسخ من الاستيعاب أنّ اسم أبيه نذير بالنّون والذّال مصغّرا وآخره راء، والمعروف فيه إنما هو يزيد بالتحتانية والزّاي وآخره دال بغير تصغير.
3802- سلمى «3» :
خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
ذكره ابن شاهين، وتبعه أبو موسى، فأخرج من طريق جعفر الصّادق، عن أبيه، عن
__________
(1) أسد الغابة ت 2157، الاستيعاب ت 1039.
(2) أسد الغابة ت 2183.
(3) أسد الغابة ت 2195.(3/239)
سلمى خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- أنّ أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كنّ يجعلن رءوسهنّ أربعة قرون، فإذا اغتسلن جمعنها ... الحديث.
وسلمى امرأة وهي أمّ رافع زوجة أبي رافع، فظنّ أن قوله خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وليس كذلك.
وذكر ابن شاهين وأبو موسى من طريقه أنّ الراويّ قال مرة في هذا الحديث: عن سالم خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فكأنه تغيّر من سلمى. واللَّه أعلم.
3803-[سليط بن سليط:
أورده ابن مندة عن سليط بن سليط بن عمرو وهما واحد] «1» .
3804- سليط بن عمرو «2» :
بن مالك بن حسل العامريّ.
أفرده الطّبرانيّ ومن تبعه عن سليط بن عمرو بن عبد شمس، وهو هو، فعمرو والده هو ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك، فنسب إلى جدّ أبيه فظنوه آخر، ولكن القصّة واحدة، وهو كونه كان الرسول إلى هوذة بن علي.
3805 ز- السّليل الأشجعيّ:
ينظر من القسم الأوّل، فقد جزم ابن مندة وابن ماكولا بأنه وهم، وأنّ الصّواب أبو السّليل الّذي يروي عن أبي المليح.
3806 ز- سليمان، أبو عثمان:
قال الحاكم في علوم الحديث: أدخله علي بن سعيد العسكريّ وغيره في الصّحابة،
وأخرج من طريق زهير بن محمد، عن عثمان بن سليمان، عن أبيه- أنه سمع النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطّور،
قال الحاكم: وهذا معلوم من ثلاثة أوجه: أحدها أن عثمان إنما هو ابن أبي سليمان، وأبو سليمان هو ابن محمد بن جبير بن مطعم، فليس لأبيه صحبة. ثانيها أنّ عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير عن أبيه، فسقط نافع بن جبير. ثالثها أنّ سليمان لم يسمع من النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم.
قلت: الثالث نتيجة ما قبله.
3807 ز- سلمان بن جابر:
وقع حديثه في معجم ابن الأعرابيّ من رواية قرّة، عن سليمان بن جابر، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعليه بردة، وإنّ هدبها لعلى قدميه، فقلت:
أوصني. فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ... » الحديث.
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت 2204.(3/240)
وقرأت بخط مغلطاي أنّ ابن مندة أورده في «تاريخه» في ترجمة محمد بن الصّلت بن غالب الهجيمي.
قلت: وسليمان هذا صوابه سليم، وهو أبو جري الهجيمي، وسليمان تصحيف.
3808 ز- سليمان بن سعد:
تابعي. أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصّحابة.
قال ابن أبي حاتم: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا. روى عنه موسى بن أبي عائشة.
3809- سليمان بن مسهر «1» .
ذكره الطّبريّ في «الصّحابة» ، وهو وهم، فروى ابن مندة من طريق أبي حريز أنّ رفاعة حدّثه أنّ صاحبا له قال له: انطلق بنا إلى المختار، فإنه يدعو إلى نصرة آل محمد، فدخلنا عليه، قال: فذكر كلمة فأهويت إلى قائم السّيف، فذكرت
كلمة سليمان بن مسهر عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إذا ائتمنك رجل على دمه فلا تقتله» .
قال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب عن رفاعة، عن عمرو بن المحبّق.
قلت: الّذي يظهر أن أبا حريز وهم في اسم والد سليمان بن صرد، فإنّ الحديث رواه ابن أبي ليلى، عن أبي عكاشة، عن رفاعة، عن سليمان بن صرد، فإن كان أبو حريز حفظ فيه سليمان بن مسهر فيكون من رواية تابعيّ عن تابعيّ، فإن رفاعة تابعيّ، وسليمان بن مسهر تابعيّ أيضا مشهور في تابعيّ أهل الكوفة، والمتن معروف من رواية رفاعة عن عمرو بن المحبّق، كما قال ابن مندة- أخرجه النّسائي وابن ماجة، وقد ذكرته من طريق أبي حريز في ترجمة المختار مطوّلا.
3810 ز- سليم، غير منسوب:
استدركه ابن فتحون، وهو وهم نشأ عن تصحيف، فأخرج بإسناده من طريق ابن عيينة، عن إسحاق بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: صليت أنا وسليم في بيتنا خلف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وصلّت أمي من ورائنا. هكذا أخرجه من جزء يحيى بن يحيى النيسابوريّ المشهور، عن ابن عيينة.
والحديث في الجزء المذكور على الصّواب بلفظ صلّيت أنا ويتيم، كذا أخرجه البخاريّ من رواية ابن عيينة، وقد قيل إن اسم اليتيم المذكور ضميرة.
3811 ز- سليم الضبي:
ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق محمد بن هارون بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2233.(3/241)
حميد المجدّر، عن الحسن بن شاذان الواسطي، قال: حدثنا أبو عاصم، حدثنا أبو نعامة العدويّ، عن عبد العزيز بن بشير، عن سليم الضّبي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي كان يقري الضّيف، ويفعل كذا لأشياء عدّها، فقال: أدرك الإسلام؟ قلت: لا. قال: ليس بنافعه. فلما رأى ما بي قال: إنه لا يزال ذلك في عقبه لا يظلمون ولا يستذلون ولا يفتقرون.
قال الخطيب: كذا قال، وإنما هو سلمان.
قلت: هو ابن عامر الضّبي الصحابي المشهور، كذا أخرجه الطبراني والحاكم والدارقطنيّ والخطيب في المؤتلف، من طرق: عن أبي عاصم، عن أبي نعامة، عن عبد العزيز بن بشير، عن جده سلمان بن عامر الضبي، وهو الصّواب.
3812 ز- سليم بن خالد:
الأنصاري الزّرقيّ.
قال ابن عساكر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وخرج إلى الشّام غازيا.
وقال الواقدي: كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة.
قلت: هكذا استدركه مغلطاي، وحرّف اسم والده، وإنما هو خلدة، كما تقدّم في القسم الأول.
3813 ز- سليم «1» :
مصغرا، ابن عامر الخبائري. تابعي، استدركه مغلطاي، وقال:
روى شعبة عن يزيد بن حمير: سمعت سليم بن عامر، وكان قد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال ابن عساكر: ورواية من روى: وكان أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أصحّ.
قلت: ما رأيت هذا الّذي نقله عن ابن عساكر في ترجمة سليم من تاريخه، بل ذكر الرواية التي فيها أدرك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقط، نعم ذكر ذلك المزّي في ترجمته، لكن عبّر بالصحيح وهو الصواب، فإن سليم بن عامر هذا تابعيّ مشهور. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة، قال: وكان ثقة قديما.
وقال ابن معين في تاريخه: كان يقول: استقبلت الإسلام من أوله، وزعم أنه قرئ عليه كتاب عمر، ومراده بقوله: استقبلت ... إلى آخره المبالغة في إدراكه أيام الفتوح، وحضوره كتاب عمر يجوز أن يكون وهو صغير، فقد قال أبو حاتم في المراسيل: روى عن عوف بن مالك مرسلا، ولم يدرك المقداد بن الأسود، ولا عمرو بن عبسة، وأرّخوا، وفاته سنة ثلاثين.
__________
(1) أسد الغابة ت 2218، الاستيعاب ت 1051.(3/242)
وقد تقرّر عند أهل الحديث أنه لم يبق أحد من الناس على رأس المائة من يوم
قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وفاته بشهر: «لا يبقى على الأرض ممّن هو عليها اليوم أحدا» ،
فكان آخر من ضبطت وفاته ممّن رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة.
واختلف في سنة وفاته، فأنهى ما قيل فيها سنة عشر ومائة، وذلك عند تكملة المائة سواء، فظهر أن قول من قال في الرواية المذكورة: إنه أدرك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو الصواب: واللَّه أعلم.
السّين بعدها الميم
3814- سمالي بن هزّال:
ينظر من القسم الأول.
وقد ذكر فيه أنّ أبا موسى أشار إلى أنه وهم، وأن الصواب قصّة ماعز مع هزّال التي ستأتي في حرف الهاء.
السّين بعدها النّون
3815- سناح العبسيّ «1» :
أحد التسعة من بني عبس. ذكره الطبري وغيره، وهكذا استدركه ابن فتحون، وكذا رأيته في التجريد للذّهبيّ، وهو وهم نشأ عن تصحيف.
والصواب سباع، بكسر المهملة ثم موحدة خفيفة وآخره عين.
3816- سنان بن روح:
كذا ذكره بعضهم. والصّواب سيار- بتحتانية وآخره راء.
3817- سنان بن سعد:
وقع ذكره
في الإحياء للغزالي في أواخر كتاب الفقر والزهد من الرابع الأخير، وهو ربع المنجيات، قال فيه: وعن سنان بن سعد، قال: حيكت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جبّة من صوف، وجعلت حاشيتها سوداء، فلما لبسها قال: انظروا، ما أحسنها! وما لبسها، فقام إليه أعرابيّ، فقال: يا رسول اللَّه، هبها لي. قال: وكان إذا سئل شيئا لم يبخل به، فدفعها إليه، وأمر أن تحاك له جبة أخرى، فمات وهي في المحاكة.
قال شيخنا في تخريجه هذا الحديث: أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث سهل بن سعد، وهو عند الطبراني بالقصة الأخيرة، ووقع في كثير من نسخ الإحياء سنان بن سعد، وهو غلط. واللَّه أعلم.
3818 ز- سنان بن سلمة:
أورده ابن شاهين، وأورد له حديثين من رواية سلمة بن جنادة، عنه، وأفرده عن سنان بن المحبّق، وهو وهم. وسنان له رؤية لا سماع، وقد خبط
__________
(1) في أسنابح بن زر.(3/243)
فيه أبو عمر، فقال: سنان بن سلمة الأسلميّ بصري. روى عنه قتادة، ومعاذ بن سعد، في حديثه اضطراب.
قلت: فوهم في نسبه، وإنما هو هذلي. وقد بيّن البغويّ سبب الوهم، وأن بعض الرواة توهم صحبته من إرسال الحديث، فأخرج من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعد، عن سنان بن سلمة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث ببدنتين مع رجل ... الحديث.
قال: ورواه ابن جريج، عن عبد الكريم، عن معاذ بن سعد، عن سنان بن سلمة، عن أبيه، وكانت له صحبة، فذكره. وهذا هو الصواب. [وقد تقدّم شيء منه في القسم الثاني] «1» .
3819- سندر «2» :
أبو الأسود. استدركه أبو موسى، وأورد من طريق ابن لهيعة، عن يزيد، عن أبي الخير، عن سندر- رفعه: «أسلم سالمها اللَّه ... » الحديث. وفيه: تجيب أجابت.
قلت: قد ذكره ابن مندة، فلا يستدرك، وكأن أبا موسى لما رآه في هذه الرواية كنى أبا الأسود ظنّه آخر. وليس كذلك، فإن كنيته أبو الأسود، وله ولد اسمه عبد اللَّه كني به أيضا.
وسيأتي فيمن اسمه عبد اللَّه.
السين بعدها الهاء
3820 ز- سهل بن ثعلبة:
بن جزء الزبيدي. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في النهي عن استقبال القبلة للبول. رواه الليث عنه، قاله البخاريّ، هكذا استدركه ابن فتحون، فغلط غلطا شنيعا، وإنما قال البخاريّ: سهل بن ثعلبة، عن ابن جزء، فسقط «عن» ، وكيف يتخيل ابن فتحون أنّ الليث يروي عن صحابي، وقد أخرج الحديث الطبراني من طريق سهل، عن عبد اللَّه بن الحارث بن جزء. وسهل معدود في التابعين عند البخاريّ وأبي حاتم، وكل من ذكره.
3821- سهل بن حنظلة:
تقدم في الأول، كرره في التجريد.
3822- سهل بن الربيع «3» :
هو ابن الحنظلية. كرره أبو عمر.
3823- سهل بن أبي سهل «4» :
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «تهادوا ... » الحديث.
وعنه سعيد بن أبي هلال. أورده أبو عمر.
__________
(1) سقط في أ.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 241، الجرح والتعديل 4/ 1396 الأعلمي 19/ 268.
(3) الاستيعاب ت 1092.
(4) أسد الغابة ت 2295، الاستيعاب ت 1095، تجريد أسماء الصحابة 1/ 244 تقريب التهذيب 1/ 336، تهذيب التهذيب 4/ 253، تهذيب الكمال 1/ 555، خلاصة تذهيب 1/ 426، الكاشف 1/ 407، حسن المحاضر 1/ 207، طبقات الحفاظ 197، التاريخ الكبير 4/ 101، البر 1/ 91. تذكرة الحفاظ 2/ 452، الأعلام 3/ 142.(3/244)
قلت: سهل تابعيّ أرسل، وسعيد لم يلق أحدا من الصحابة.
3824- سهل:
كان اسمه حزنا «1» . أفرده ابن مندة عن سهل بن سعد، فوهمه، وبيّن ذلك أبو نعيم فأجاد.
3825 ز- سهل بن معاذ الجهنيّ:
أورده ابن شاهين في الصحابة، وهو وهم نشأ
عن سقط، فإنه أخرج من طريق إسماعيل بن عباس، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ الجهنيّ، قال: غزوت مع أبي الصّائفة، فنزلنا على حصن، فضيق الناس المنازل، وقطعوا الطرق، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مناديا، فنادى في الناس: «إنّ من ضيّق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له» .
قلت: لو تدبّره ابن شاهين لعلم وجه الوهم، فإنه لم يكن في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صائفة، وسبب هذا الوهم أنه سقط من المتن شيء، وذلك واضح فيما أخرجه أحمد من طريق إسماعيل هذه بهذا الإسناد، فقال فيه- بعد قوله: وقطعوا الطرق: فقام معاذ بن أنس في الناس، فقال: أيّها الناس، إنّا غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غزوة كذا، فضيق النّاس المنازل، وقطعوا الطرق فبعث ... فذكره.
وهو عند أبي داود دون القصة، وعنده من طريق الأوزاعي عن أسيد أيضا.
وأخرجه الطّبرانيّ من الوجهين. وعند أبي يعلى من هذا الوجه عن سهل بن معاذ:
غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان، وعلينا عبد اللَّه بن عبد الملك، فضيّق الناس المنازل، فقال معاذ: أيها الناس، إني غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره، فظهر أنّ الصحابي في هذا الحديث هو معاذ بن أنس لا ابنه سهل.
3826 ز- سهل بن يوسف:
ذكره الذهبي من مسند بقيّ، فوهم، فإنه من أتباع التابعين. وقد تقدّم حديثه في ترجمة سهل بن مالك وهو جدّه.
3827 ز- سهم، غير منسوب:
ذكره الباوردي، وأورد من طريق أبي حاتم أنه جلس إلى جنب إياس بن سهم، فقال: ألا أحدثك عن أبي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، كذا قال، وإنما هو سهل باللام. وقد أخرجه مطين عن محمد بن يزيد- شيخ الباوردي، فيه على الصواب. وقد تقدم في أواخر من اسمه سهل مع الكلام عليه.
__________
(1) في أحرزا.(3/245)
السين بعدها الواو
3828- سواء بن قيس المحاربي «1» :
فرّق ابن شاهين بينه وبين سواء بن الحارث، وهو هو.
3829- سوادة بن عمرو:
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ذكره أبو عمر مغايرا لسواد بن عمرو، وهو هو، والعجب أنه نبّه في ترجمة سواد بن عمرو على أنه يقال فيه بزيادة هاء، وكأنه أشار إلى صنيع ابن أبي حاتم، فإنه ذكر سواد بن عمرو فيمن اسمه سواد بلا هاء، وذكر قصّته في الخلوق، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم طعنه في بطنه، فسأله أن يقتصّ منه، فكشف عن بطنه وشرع يقبله، وذكر قبل ذلك فيمن اسمه سوادة، بزيادة الهاء، هذه القصة بعينها لسوادة بن عمرو، وقال في كل منهما: روى عنه الحسن البصريّ، وكان ذكره قبل ذلك على صورة أخرى كما سأبينه في الّذي بعده.
3830 ز- سوّار بن خالد:
تقدم في سواء بغير راء.
3831 ز- سوار بن عمرو:
ذكره ابن أبي حاتم في أول من اسمه سوّار، بتشديد الواو وبعد الألف راء، فقال: بصريّ، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نخسة بجريدة النخل، فطالبه بالقصاص.
روى عنه الحسن البصريّ، كذا قال.
وهو تصحيف شنيع لم يتابعه عليه ابن عبد البرّ ولا غيره.
والصّواب من هذا كله أن اسم الرّجل سوادة بزيادة هاء، وقد أشرت إلى ذلك في القسم الأول، وسقت حديثه من عند البغويّ في ترجمة سواد بن غزيّة لمعنى اقتضى ذلك.
3832 ز- سوّار بن غزية «2» :
كذا وقع في بعض النسخ من الدارقطنيّ. والصواب سواد كما تقدم إيضاحه في القسم الأول.
3833- سويبق بن حاطب:
أفرده أبو عمر، ولم ينبّه على أنه تقدم في سبيع «3» .
3834- سويد بن جبلة الفزاريّ «4» :
ذكره أبو عمر الدمشقيّ في مسند الشاميين، وهو
__________
(1) أسد الغابة ت 2330.
(2) الثقات 3/ 179 تجريد أسماء الصحابة 1/ 248- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1315- أصحاب بدر 225- الاستبصار 47 التحفة اللطيفة 206- الوافي بالوفيات 16/ 34- البداية والنهاية 31913.
(3) في أسبيق.
(4) الثقات 4/ 325، الجرح والتعديل 4/ 1010، المعرفة والتاريخ 2/ 348، التاريخ الكبير 4/ 146، مراسيل الرازيّ 67، الوافي بالوفيات 16/ 47، بقي بن مخلد 737، أسد الغابة ت 2343، الاستيعاب ت 1119.(3/246)
غلط، وليست له صحبة. وحديثه مرسل، قاله ابن أبي حاتم. وقال الدارقطنيّ وابن مندة: لا يصح له صحبة، وحديثه مرسل.
قلت: له حديثان مرسلان، أحدهما أخرجه البغويّ وغيره من طريق الجراح بن مليح، عن الزّبيدي، عن لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لتزدحمنّ هذه الأمّة على الحوض ... » الحديث.
وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، والطّبرانيّ في مسند الشاميين، من طريق عبد اللَّه بن سالم، عن الزبيدي بهذا الإسناد، فقال: عن سويد بن جبلة، عن العرباض بن سارية.
وله عند الطّبرانيّ عن العرباض من هذا الوجه حديث آخر.
ومن هذا الوجه أيضا عنده عن عمرو بن عبسة.
الحديث الثاني أخرجه ابن شاهين وغيره من طريق بقية عن الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن سويد بن جبلة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «العارية مؤدّاة ... » الحديث،
وهذا أخرجه النسائي من طريق الحجاج بن فرافصة، عن الزبيدي، عن أبي عامر، عنه، عن أبي أمامة.
وهو الصواب.
3835 ز- سويد بن جملة:
ذكره ابن شاهين، وساق الحديث الثاني في ترجمة الّذي قبله فصحّف أباه.
3836- سويد بن الصامت بن خالد» :
بن عقبة الأوسيّ. ذكره ابن شاهين، وقال:
شك في إسلامه. وقال أبو عمر: أنا أشك فيه كما شك غيري. ذكره بعضهم معتمدا على ما روى ابن إسحاق عن عاصم بن عمرو، عن أشياخ من قومه، قالوا: قدم سويد بن الصامت معتمرا، فدعاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الإسلام فلم يبعد، وقال: إن هذا القول حسن، ثم انصرف فقتل، فكان رجال من قومه يقولون: إنا لنراه مسلما.
قلت: فإن صحّ ما قالوا لم يعدّ في الصحابة، لأنه لم يلق النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا.
3837- سويد بن صبيع «2» :
وقع ذكره في رسالة الغفران لأبي العلاء المعريّ بما يوهم
__________
(1) أسد الغابة ت 2348.
(2) في أ: صميع.(3/247)
أن له صحبة، وليس كذلك، فقال أبو العلاء ما نصه: ولو أدرك سويد بن صبيع لشاغبه أيام الربيع، وسويد هو الّذي يقول:
إذا طلبوا منّي اليمين منحتهم ... يمينا كبرد الأتحميّ الممزّق
وإن أحلفوني بالطّلاق أتيتها ... على خير ما كنّا ولم نتفرّق
وإن أحلفوني بالعتاق فقد دري ... عبيد غلامي أنّه غير معتق
[الطويل] وكان يألف فراش سودة أم المؤمنين، ويعرف مكانه الرسول، ولا يتحرّى عنه، فسألني بعض المشايخ عن ترجمة سويد هذا، وتوهم أنه صحابي، لكنه لم يجد من يعرف بحاله، وأنه كشف الاستيعاب، وما استدرك عليه فلم يجد له ذكرا، وكشف أنساب بني عامر بن لؤيّ رهط سودة فلم يذكروه، فأجبته بأن سويدا شاعر إسلامي، وكان ماجنا، وشعره يدلّ على كلّ من الأمرين المستتر والضمير في قول المعمري، وكان ليس هو لسويد، وإنما هو للذي خاطبه المعري بالرسالة المذكورة، وإنه شرع بعد أن أجابه عن مراسلته له يمدحه ويصفه بأنه لو أدرك فلانا لعرفه، ولو عاصر فلانا إلى غير ذلك، حتى ذكر عددا من الناس، لكنه اقتصر منهم على من يسمّى الأسود، أو من يشتق اسمه من السواد، لأن لون الّذي خاطبه كان إلى السواد أقرب، فإذا تقرّر هذا عرف أن الضمير في قوله «وكان» للمخاطب لا لسويد بن صبيع. واللَّه أعلم.
3838- سويد بن عامر:
بن يزيد بن حارثة الأنصاريّ.
تابعيّ صغير. لجدّه صحبة، وأما هو
فأخرج له البغوي وأبو يعلى من طريق مجمّع بن يحيى، قال: سمعت سويد بن عامر أحد عمومتي قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «بلّوا أرحامكم ولو بالسّلام» .
قال ابن حبّان في ثقات التابعين: حديثه مرسل. وقال البغويّ وابن مندة: لا صحبة له.
3839 ز- سويد الجهنيّ:
والد عقبة. غاير البغويّ بينه وبين سويد الأنصاريّ، وهو هو، فإنه جهنيّ حالف الأنصار.
3840- سياه:
ذكره ابن قانع، كذا استدركه في التجريد، وليس عند ابن قانع إلا سيابة- بزيادة موحدة بعد الألف. [وقد مضى في الأول] «1» .
__________
(1) سقط في أ.(3/248)
3841- سيف بن ذي يزن ملك حمير «1» :
ذكر ابن مندة في الصحابة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخبر جده عبد المطلب بنبوته وصفته، ثم ساق في ترجمته- حديث أنس أن ملك ذي يزن أهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حلّة.
قلت: مات سيف قبل المبعث، والّذي أهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وكاتبه ولده زرعة، كما تقدم في ترجمته.
وروى ابن هشام في الدفائن بسند منقطع عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ ظئره زوج حليمة أخبرهم أنهم لما أرادوا دفن سلول بن حبشية وقفوا على باب مغلق، فإذا فيه سرير عليه رجل وعند رأسه كتاب فيه: أنا أبو شمر ذو النون، فقال ذو النون: هو سيف بن ذي يزن.
قلت: وهو صريح في أنه مات قبل البعثة، ولو كانوا يذكرون في الصحابة من فاه بذكر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ممن مات قبلهم للزمهم ذكر تبّع ومسعر وسطيح وقس بن ساعدة، وجمع كثير نحوهم «2» .
آخر المجلد الأول من كتاب الإصابة في أسماء الصحابة لشيخ الإسلام قاضي القضاة أبي الفضل بن حجر الكناني العسقلاني، أمتع اللَّه المسلمين ببقائه وأدام علومه في معالي ارتقائه آمين آمين آمين.
يتلوه إن شاء اللَّه تعالى في أول المجلد الثاني حرف الشين المعجمة، القسم الأول، والحمد للَّه أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. حسبنا اللَّه ونعم الوكيل. وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما أبدا إلى يوم الدين. ووافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد 13 جمادى الأول سنة 842، أحسن اللَّه العواقب بمنه وكرمه آمين. والحمد للَّه رب العالمين.
ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العليّ العظيم، وأمامه في الهامش:
مررت على هذا الجزء من أوله إلى آخره. كتبه علي الحلبي الشافعيّ. عفي عنه.
__________
(1) أسد الغابة ت 2368.
(2) ثبت في أ: آخر المجلد الأول من كتاب الإصابة في أسماء الصحابة لشيخ الإسلام قاضي القضاة الفضل ابن حجر الكتاني العسقلاني أمتع اللَّه المسلمين ببقائه وأدام علومه في معالي ارتقاءه. آمين آمين آمين. يتلوه إن شاء اللَّه تعالى في أول المجلد الثاني حرف الشين المعجمة القسم الأول والحمد للَّه أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. حسبنا اللَّه ونعم الوكيل وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما أبدا إلى يوم الدين ووافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد 13 جمادى الأول سنة 842 أحسن اللَّه العواقب بمنه وكرمه آمين والحمد للَّه رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم وأمامه في الهامش: مررت على هذا الجزء من أوله إلى آخره كتبه علي الحلي الشافعيّ عفي عنه.(3/249)
حرف الشين المعجمة
القسم الأول
الشين بعدها الألف
3842 ز- شاصر «1» :
أحد الجنّ الذين أسلموا: تقدم ذكره في الأرقم.
3843 ز- شاصر «2» :
آخر من الجنّ. وقع ذكره في خبر غريب لسعد بن عبادة، أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات، قال: حدثنا الرياشي، سمعت سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت يحدث، قال: حدثني أبي، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى حضرموت في حاجة له وهو بمكة، فلما كنت ببعض الطريق عرّست في الليل فسمعت هاتفا يقول:
أبا عمرو تأوّبني السّهود ... وراح النّوم وامتنع الهجود
[الوافر] فذكر أبياتا، قال: فناداه هاتف آخر، فقال: يا زلعب، ذهب بك العجب، إن أعجب العجب، بين مكة ويثرب.
قال: وماذا يا شاصر «3» ؟ قال: نبي أرسل بخير الكلام، إلى جميع الأنام، يخرج من بين البلد الحرام، إلى نخيل وآطام. فقال آخر: ما هذا النبي المرسل، والكتاب المنزل؟
قال: رجل من لؤيّ بن غالب- فذكر القصة إلى أن قال: فسمعت صيحة كأنها صيحة حبلى، فطلع الفجر فرأيت عظاية وثعبانا ميتين، فقدمت فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة.
3844- شافع بن السائب «4» :
[بن عبيد «5» ] بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب المطلبي، جد الإمام الشافعيّ.
__________
(1) في أشاحر.
(2) في أشاحر.
(3) في أشاحر.
(4) أسد الغابة ت 2372.
(5) في أمربض.(3/250)
تقدم ذكره في ترجمة أبيه غير مسمى. وذكر الخطيب في تاريخه أنه سمع أبا الطيب طاهر بن عبد اللَّه الطبري يقول: شافع بن السائب الّذي ينسب إليه الإمام الشافعيّ قد لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو مترعرع، وأسلم أبوه يوم بدر. وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد يزيد والد جدّه.
3845- شاو «1» :
روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن، لكنه مرسل، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن، قالا: كانت بين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وبين المشركين هدنة ... فذكر حديثا طويلا، وفيه: فقال صلّى اللَّه عليه وسلم: «وهي ساعتي هذه حرام لا يعضّد شجرها» . فقال له رجل يقال له شاو. والناس يقولون، قال العباس: يا رسول اللَّه إلا الإذخر ... الحديث.
قلت: والّذي ثبت في الصحيحين أيضا أنّ القائل هو العباس، ولولا أنّ الراويّ مثبت لهذا الاسم لكتبته في الأوهام.
وقد أخرج أبو موسى، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة في هذا الحديث، فقال شاه اليماني: اكتب لي، وهذا وهم، وإنما هو أبو شاه، كما سيأتي في الكنى.
الشين بعدها الباء
3846
- شباث «2» بن خديج بن سلامة:
بن أوس بن عمرو بن كعب البلوي، حليف الأنصار. تقدّم ذكر أبيه. قال ابن سعد: شهد خديج وزوجه أم منيع بنت عمرو بن عديّ بن سنان العقبة، وولدت شباثا ليلة العقبة.
وشباث ضبطه ابن ماكولا بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره مثلثة.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: لا يعرف. وقال أبو عمر: ليست له رواية.
3847- شبث بن سعد «3» :
بن مالك البلوي.
قال ابن يونس: له صحبة، وشهد فتح مصر، وله ذكر في كتاب «الفتوح» . وقال يحيى بن عثمان بن صالح، عن ابن عفير «4» : شهد بيعة الرضوان، وفتح مصر، ولا يحفظ له رواية، كذا قال.
وقد أخرج ابن مندة، من طريق أحمد بن سيار بسند فيه ابن لهيعة عن شبث بن سعد
__________
(1) أسد الغابة ت 2/ 501.
(2) أسد الغابة ت 2374، الاستيعاب ت 1195.
(3) أسد الغابة ت 2375، حسن المحاضرة 1/ 208 تجريد أسماء الصحابة 1/ 252، المشتبه 403.
(4) في أ: عن أبي عقبة.(3/251)
أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ العبد ليخرج له يوم القيامة كتاب فيه حسنات ... » الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في الصّحابة أيضا، ومن طريقه أبو منصور الديلميّ في مسند الفردوس.
وشبث ضبطه ابن ماكولا بفتح أوله وثانيه وآخره مثلثة. وقيل هو بكسر أوله وسكون التحتانية ثم مثلثة «1» . واللَّه أعلم.
3848- شبر «2» :
بفتح أوله وثانيه. وقال ابن ماكولا بسكون ثانيه- ابن صعفوق بفاء وقاف وزن عصفور. قال أبو موسى: وجدته بقافين. وقال أبو نصر: صعفوق بفتح أوله، ولم يأت على هذا الوزن غيره إلا خرنوب، مع أن الفصحاء يضمّون أوله.
قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي عبيد السري بن يحيى أنّ جده شبر بن صعفوق بن عمرو الكاتب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم التميميّ الدّارميّ.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأمّره على صدقة قومه.
3849- شبرمة، غير منسوب «3» :
وقد ذكره في حديث صحيح،
فروى أبو داود، وأحمد، وإسحاق، وأبو يعلى، والدّارقطنيّ، والطّبراني، من طريق عزرة بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا يلبّي عن شبرمة، فقال: «أحججت؟» قال: لا. قال: «هذه عن نفسك. وحجّ عن شبرمة» .
وروى الدّارقطنيّ، من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عبّاس نحوه. ورواه الدّارقطنيّ، من طريق أبي الزبير، عن جابر، من طريق عطاء عن عائشة نحوه.
3850- شبل بن خليد «4» :
المزني. جاء عنه حديثان: أحدهما في قصة العسيف، والآخر في قصة الأمة إذا زنت. قال ابن السّكن: الاختلاف فيه عن الزّهري، فالأكثر قالوا:
عنه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي هريرة وزيد بن خالد، وابن عتبة مثلهم، لكن زاد: وشبل غير منسوب، وشعيب، وبكر بن وائل، عن عمرو بن شعيب، وعبيد اللَّه بن أبي
__________
(1) في أمثناة.
(2) أسد الغابة ت 2376.
(3) أسد الغابة ت 2377.
(4) الثقات 3/ 188 الجرح والتعديل 14 ترجمة 658- تقريب التهذيب 1/ 345- تهذيب التهذيب 4/ 304 تهذيب الكمال 2/ 570- التاريخ الكبير 4/ 257 الاستيعاب ت 1160.(3/252)
زياد، قالوا: عن أبي هريرة فقط. قال: وجاء يونس بالحديث على وجهه، فقال: عن الزّهري، عن عبيد اللَّه، عن شبل بن عامر «1» المزني، عن عبد اللَّه بن مالك الأوسيّ. ووافقه الزّبيدي وابن أخي الزّهري في السّند، لكن قالا: شبل بن خليد، قال ابن حبّان: له صحبة، ومن زعم أنه شبل بن حامد فقد وهم. وقال: في التّابعين شبل بن خليد «2» . روى عن عبد اللَّه بن مالك الأوسيّ، وهذا هو شبل بن خليد الّذي ذكره قبل. وقيل فيه شبل بن حامد.
واشتبه أمره على ابن حبّان، وبقي من وجوه الاختلاف فيه رواية عقيل، فقال عن الزّهري، عن عبد اللَّه «3» ، عن شبل وخليد عن مالك بن عبد اللَّه الأوسيّ.
قال ابن السّكن: شبل يقال له صحبة، وكان ابن عيينة يخطئ فيه فيقول شبل بن معبد.
قال: والصّواب أنه شبل بن حامد. وأنه يروي عن عبد اللَّه بن مالك الأوسي.
قلت: وهو غير شبل بن معبد البجلي الآتي في القسم الثّالث.
3851 ز- شبيب بن حرام «4» :
بن مهان بن وهب بن لقيط بن يعمر الشّداخ «5» الكنّاني الليثيّ.
شهد الحديبيّة، قاله ابن الكلبيّ والطّبريّ، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير.
3852- شبيب بن غالب «6» :
بن أسيد الكنديّ. له صحبة.
ذكره ابن مندة، وأخرج له من طريق شبيب بن حبيب بن غالب، عن عمه شبيب بن غالب، عن أبيه غالب بن أسيد «7» ، عن أبيه أسيد «8» بن شبيب «9» ، عن أبيه- أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن المسح على الخفّين. وفي مسندة علي بن قرين «10» ، وهو واه.
3853- شبيب بن قرّه «11» :
أو ابن أبي مرثد الغسّاني. له ذكر في حديث أخرجه الحارث بن «12» أبي أسامة من طريق المسور بن عبد اللَّه الباهليّ، عن بعض ولد الجارود عن الجارود «13» أنه أخذ هذه النّسخة من نسخة عهد العلاء بن الحضرميّ حين بعثه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى
__________
(1) في أحامل.
(2) في أحفيد.
(3) في أعبيد.
(4) أسد الغابة ت 2380.
(5) في أالسراح.
(6) أسد الغابة ت 2382، تجريد أسماء الصحابة 1/ 252.
(7) في أالسيد.
(8) في أالسيد.
(9) في أحبيب.
(10) في أيونس.
(11) أسد الغابة ت 2383.
(12) سقط في ط.
(13) سقط في ط.(3/253)
البحرين، وشهد معاوية، وعثمان، والمختار بن قيس، وقصيّ بن أبي عميرة.
وفي رواية ابن أبي عمرو، وسعد بن عبادة، والضّحاك بن أبي عمرو، وشبيب بن أبي مرثد.
وفي رواية ابن قرة، والمستنير بن أبي صعصعة الخزاعي، وعوانة أو عبادة بن الشماخ الجهنيّ، وسعد بن مالك، وسعد بن معاذ، وزيد بن عمير.
وفي رواية يزيد بن عميرة، وزاد في رواية: ونوفل بن طلحة.
وسيأتي له سياق آخر في ترجمة عوانة بن الشمّاخ إن شاء اللَّه تعالى.
3854
- شبيب «1» بن نعيم»
:
أورده الطّبرانيّ من طريق بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن شبيب بن نعيم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أم ملدم تأكل اللّحم وتشرب الدّم، بردها وحرّها من جهنّم» .
وقال البخاريّ في «تاريخه» : شبيب بن نعيم أبو روح الحمصي، روى عنه عبد الملك بن عمير، فما أدري هو ذا أو غيره، وأبو روح تابعيّ لا صحبة له. وسيأتي في القسم الأخير.
3855- شبيب، آخر:
يأتي في المبهمات.
الشين بعدها التاء
3856- شتيم:
بالتّصغير.
ذكره أبو القاسم البغويّ، وقال: أحسبه سكن المدينة، وأخرج من طريق إبراهيم بن جعفر، عن سعيد بن شتيم- أحد بني سهم بن مرة حدّثه أبوه أنه كان في جيش عيينة بن حصن لما جاء يمدّ يهود خيبر، قال: فسمعنا صوتا في عسكر عيينة: أيّها النّاس، أهلكم خولفتم إليهم، قال: فرجعوا لا يتناظرون، فلم ير لذلك نبأ، وما نراه كان إلا من السّماء.
وأورده أبو نعيم في ترجمة شتيم والد عاصم الآتي، وهو خطأ وقد فرق بينهما البغويّ
__________
(1) في أشبيث.
(2) أسد الغابة ت 2384- تقريب التهذيب 1/ 246- تهذيب التهذيب 4/ 309 التاريخ الكبير 4/ 231- الوافي بالوفيات 16/ 102- تهذيب الكمال 2/ 572- الكاشف 412 خلاصة تهذيب التهذيب 1/ 442- تجريد أسماء الصحابة 1/ 252.(3/254)
والحسين بن علي البرديجي، وجعفر المستغفري وغيرهم. وذكر ابن الأمين أن ابن الفرضيّ قال: وجدته مضبوطا عن الصنابحي عن البغويّ بفتح أوله وكسر ثانيه.
قلت: والّذي عندنا في النّسخ المعتمدة من كتاب البغوي بصيغة التّصغير كما ذكرته.
الشين بعدها الجيم
3857- شجار «1» :
بتخفيف الجيم، السّلفي- بضم المهملة. ذكره العسكريّ في الصّحابة.
وقال أبو حاتم: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه أبو عيسى، وأخشى أن يكون حديثه مرسلا، وكذا قال أبو عمر،
وأورده ابن قانع من طريق الحسن، قال: حدّثني رجل من بني سليط يقال له شجار أنه مرّ على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو جالس على باب المسجد. وهو يقول:
«المسلم أخو المسلم....» الحديث.
قلت: فإحدى النسبتين تصحيف، والأصوب الثّاني فهو السليطي.
3858- شجاع:
بن الحارث السّدوسي. روى ابن أبي خيثمة، وعبد بن حميد [في التفسير] «2» ، وأبو مسلم الكجّي، كلّهم من طريق العباس بن خليس عن عكرمة، قال: إن هذه الآية التي في النساء: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ [النساء 24] نزلت في امرأة يقال لها معاذة، كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له شجاع بن الحارس، وكان معه ضرّة لها ولدت لشجاع أولادا، وأن شجاعا انطلق يمير أهله من هجر فمرّ بمعاذة ابن عمّ لها فقالت له: احملني إلى أهلي «3» ، فرجع الشيخ فلم يجدها، فانطلق إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشكا إليه وأنشده:
يا مالك النّاس وديّان العرب [الرجز] الأبيات.
فقال: «انطلقوا فإن وجدتم الرّجل كشف لها ثوبا فارجموها، وإلّا فردّوا إلى الشّيخ امرأته» .
قال: فانطلق ابن ضرتها مالك بن شجاع بن الحارث، فجاء بها، فلما أشرف على الحيّ استقبلته أمّ مالك ترميها «4» بالحجارة وتقول لابنها: يا ضار أمه. قال: فلما نزلت معاذة، واطمأنت جعل شجاع يقول:
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 253، أسد الغابة ت 2387، الاستيعاب ت 1198.
(2) سقط في أ.
(3) في أأهلي فحملها فرجع.
(4) في أفرمتها.(3/255)
لعمري «1» ما حبّي معاذة بالّذي ... يغيّره الواشي ولا قدم العهد
[الطويل] قلت: وقد وقع نحو ذلك للأعشى المازني، كما تقدّم في الهمزة.
3859- شجاع بن وهب «2» :
ويقال ابن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي.
ذكره ابن إسحاق في السّابقين الأوّلين، وفيمن هاجر إلى الحبشة، وفيمن شهد بدرا، وكذا ذكره موسى بن عقبة، وابن الكلبي، وعروة.
وقال ابن أبي حاتم: شجاع بن وهب أخو عقبة من المهاجرين الأولين.
وروى الطّبرانيّ من حديث المسور بن مخرمة، قال: بعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني.
وذكر ابن سعد عن الواقديّ بأسانيده أنه بعثه إلى الحارث بن أبي شمر.
وروى ابن وهب عن يونس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن شجاع بن وهب أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى جبلة، وكذا قال الواقديّ: عن شمر، عن الزهري، ورواه ابن مندة من طريق بريدة بن الحصيب نحوه.
وقال ابن سعد وابن الكلبي وغيرهما: استشهد باليمامة، وكنيته أبو وهب.
3860 ز- شجرة النصريّ:
بالنون. شهد حنينا مع هوازن، فلما انهزموا جاء فأسلم، وقال للمسلمين: أين الخيل البلق والرّجال الذين عليهم الثّياب البيض، ما كنا نراكم فيهم إلا كالشّامة. قالوا: تلك الملائكة.
ذكره الأمويّ في مغازيه، واستدركه ابن فتحون.
3861 ز- شجرة الكنديّ «3» :
ذكره يحيى بن مندة مستدركا على جدّه. وقال سعيد بن يعقوب الأصبهاني: لا أدري له صحبة أم لا.
وروى أحمد بن يونس الضبيّ، من طريق خالد بن طهمان، عن شجرة الكنديّ، قال:
__________
(1) في أ، ب: لعمرك.
(2) أسد الغابة ت 2388، الاستيعاب ت 1199.
(3) أسد الغابة ت 2389، تجريد أسماء الصحابة 1/ 253 طبقات علماء إفريقيا 248، 351.(3/256)
شهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جنازة، فأثنى النّاس عليها خيرا، فجلس وهو يدفن، فأتاه جبريل فقال:
«إنّ هذا الرّجل ليس كما أثنوا عليه، وإنّ اللَّه قبل شهادتهم وغفر له ما لا يعلمون» .
الشين بعدها الدال
3862- شدّاد بن أسامة اللّيثي:
هو ابن الهاد. يأتي.
3863- شدّاد بن الأسود:
بن شعوب. يأتي.
3864 ز- شدّاد بن أسيد «1» :
بفتح أوله على الأشهر، وحكى أبو عمر الضّم، أبو سليمان السّلميّ.
قال أبو حاتم وابن ماكولا: له صحبة. وقال البغويّ: سكن البادية. وقال ابن السّكن:
معدود في المدنيين.
وروى البزّار والبغويّ والبخاريّ في «التّاريخ» والطّبرانيّ وابن قانع، من طريق عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السّلمي، حدّثني أبي، عن جدّه شداد- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاشتكى، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، «ما لك يا شدّاد؟» قال: اشتكيت، ولو شربت من ماء بطحاء لبرئت. قال: «فما يمنعك؟» قال: هجرتي. قال: «فاذهب فأنت مهاجر حيثما كنت» .
قال أبو عمر: تفرّد بحديثه زيد بن الحباب، ووقع في رواية ابن مندة عن عمرو بن قيظي: حدثني جدّي عن أبيه، ووقع عند ابن قانع عن أبيه عن جدّه عن شدّاد، زاد فيه «عن» قبل شدّاد، وهو وهم.
وعند ابن أبي حاتم: روى عنه ابن ابنه قيظي بن عمرو بن شداد، كما قال.
3865-[شداد بن أميّة:
الجهنيّ أبو عقبة، قال ابن مندة عداده في أهل الحجاز وله صحبة، ثم
روى من طريق عبد اللَّه بن سلمة بن أسلم الجهنيّ حدّثني عقبة بن شدّاد بن أميّة الجهنيّ عن أبيه وكان شدّاد من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو شيخ كبير وأهدى له عسلا فقال: «من أين أتيت بهذا؟» قال: من ذي الضّلال. فقال: «لا، ولكن من ذي الهدى» -
وهو وادي من نجد، هذا غريب من هذا الوجه] «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2391، الاستيعاب ت 1162. الثقات 3/ 186 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1436- تجريد أسماء الصحابة 1/ 253- التلقيح 381 الطبقات 112- حلية الأولياء 1/ 372- المشتبه 24- التحفة اللطيفة 2/ 215 الوافي بالوفيات 6/ 124- التاريخ الكبير 4/ 225- الإكمال 1/ 58.
(2) سقط في ط.(3/257)
3866- شدّاد بن أوس «1» :
بن ثابت الخزرجيّ، ابن أخي حسّان بن ثابت، أبو يعلى، ويقال أبو عبد الرّحمن.
تقدم نسبه في ترجمة والده وعمه.
قال خليفة: اسم أمه صريمة أو صرمة من بني عديّ بن النّجار.
وقال أبو عمر: قال مالك: هو ابن عم حسّان، وتعقّب أبو عمر بأنه ابن أخى حسان لا ابن عمه، وفي العتبية: قال ابن القاسم: قال مالك: هو ابن عمه أو ابن أخيه، كذا قاله بالشّك، والصّواب الثاني.
قال ابن البرقيّ: شهد أبوه بدرا، واستشهد بأحد.
وفي الطّبرانيّ أوس بن ثابت عقبي، هو والد شدّاد.
وقال البخاريّ: يقال شهد شدّاد بدرا، ولم يصح.
وروى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن كعب الأحبار.
وروى عنه ابناه يعلى ومحمد، ومحمود بن الربيع، ومحمود بن لبيد، وعبد الرحمن بن غنم، وبشير بن كعب، وآخرون.
روى ابن أبي خيثمة من حديث عبادة بن الصّامت، قال: شدّاد بن أوس من الذين أوتوا العلم والحلم، ومن النّاس من أوتي أحدهما.
وعند أبي زرعة الدّمشقيّ، عن أبي هريرة: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز: فضل شدّاد ابن أوس الأنصار بخصلتين: ببيان إذا نطق، وبكظم إذا غضب.
وقال حسّان بن ثابت في قصيدته الدّالية التي تقدم منها في ترجمة أوس بن ثابت قوله:
ومنّا قتيل الشّعب أوس البيت، وبعده:
ومن جدّه الآتي «2» أبي وابن أمّه ... لأمّ أبي ذاك الشّهيد المجاهد «3»
[الطويل]
__________
(1) أسد الغابة ت 2393، الاستيعاب ت 1163. طبقات ابن سعد 7/ 401، طبقات خليفة 88، 303، تاريخ خليفة 227، التاريخ الكبير 4/ 224، المعارف 312، تاريخ الفسوي 1/ 356، 2/ 320، 719، الجرح والتعديل 4/ 328، الاستبصار 54، حلية الأولياء 1/ 264، تهذيب الكمال 574، تاريخ الإسلام 2/ 291 العبر 1/ 62، تهذيب التهذيب 4/ 315، خلاصة تذهيب الكمال 164، شذرات الذهب 1/ 64، تهذيب ابن عساكر 6/ 290.
(2) في أالأدنى.
(3) ينظر البيت في ديوان حسان: 117.(3/258)
قال محمّد بن حبيب: يريد شدّاد بن أوس، وكان خيارا.
وأخرج الطّبرانيّ، من طريق محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن شداد، سمعت أبي يحدّث عن أبيه عن جدّه شدّاد بن أوس «1»
- أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يجود بنفسه، فقال: «ما لك يا شدّاد؟» قال: ضاقت بي الدنيا.
فقال: «ليس عليك، إنّ «2» الشّام سيفتح، وبيت المقدس سيفتح، وتكون أنت وولدك من بعدك أئمّة فيهم إن شاء اللَّه تعالى» .
قال البغويّ: سكن حمص، وقال ابن سعد: مات سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين، وكانت له عبادة واجتهاد في العمل.
وقال أبو نعيم: توفي بفلسطين أيام معاوية. وقال ابن حبّان: دفن ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين، وفيها أرّخه غير واحد وهو ابن خمس وسبعين سنة.
قال: يقال مات سنة إحدى وأربعين، ويقال سنة أربع وستين.
قلت: رواه ابن «3» جوصا، عن محمّد بن عبد الوهاب بن محمد بن محمد «4» بن عمرو بن محمد بن شدّاد بن أوس، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه، فذكر قصّة فيها هذا.
وذكر «5» ابن زبالة في خبر المدينة، عن ابن أبي فديك «6» ، عن يزيد بن عياض، عن أبي بكر بن حرام «7» - أن أبا طلحة تصدّق بماله، فدفعه «8» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أقاربه: أبيّ بن كعب، وحسّان بن ثابت، وشداد بن أوس بن ثابت، أو ابنه أوس بن ثابت، ونبيط «9» بن جابر، فتقاوموه، فصار لحسّان فباعه لمعاوية.
3867 ز- شدّاد بن ثمامة «10» :
ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وقال: ليس بالمشهور فيهم، ثم روى من طريق القاسم ابن معن، عن حميد، عن أنس، قال: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شدّاد بن ثمامة فسأله أن يكتب لبني كعب بن أوس كتابا، فكتب لهم، وبعث شدّاد بن ثمامة على الصّلاة وعلى الزّكاة ...
الحديث.
__________
(1) في أأوس قال:
(2) في أإلا إلى.
(3) في أجوحا.
(4) سقط في أ.
(5) في أوروى.
(6) فرط شريك.
(7) في أحرم.
(8) في أفدفعه إلى رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- فرده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- إلى أقاربه.
(9) في أسليط.
(10) أسد الغابة ت 2394.(3/259)
قال ابن السّكن: تفرّد به عبد اللَّه بن ناصح الرقي «1» ، عن القاسم بن معن.
قلت: وذكر ابن الكلبيّ في الأنساب عاقبة بن شداد بن ثمامة بن سلمة المذحجيّ، من بني مازن بن كعب بن أود. وقيل «2» : إنه قتل مع علي، ولأبيه إدراك، فلعله هذا.
3868- شدّاد بن حي «3» :
ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة،
وأخرج من طريق بشر بن عبد اللَّه السّلمي، أخبرني عروة بن رويم، عن شدّاد بن حي- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يغدر بهذا» - وأشار إلى عثمان رضي اللَّه عنه.
3869 ز- شدّاد بن شرحبيل «4» :
الأنصاريّ.
ذكره أبو القاسم عبد الصّمد فيمن نزل حمص من الصّحابة.
قال ابن حبّان: سكن الشّام، له صحبة، وقال ابن مندة: حمصي، له صحبة. وقال ابن السّكن: ليس بمشهور.
وروى ابن عاصم وابن السّكن والطّبراني والإسماعيليّ من طريق بقية: حدّثنا حبيب بن صالح، عن عياش بن يونس، عن شداد بن شرحبيل، قال: مهما نسيت من الأشياء فلم أنس أني رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصّلاة. رواه جماعة عن بقيّة، فأدخلوا بين عياش وشدّاد رجلا. وفي رواية الإسماعيليّ ومن وافقه: عن عياش، عمّن حدّثه، عن شداد، ووهم أبو عمر في نسبه، فقال: الجهنيّ، والجهنيّ يكنى أبا عتبة، وهو ابن أميّة. وقد تقدّم.
3870 ز- شدّاد بن شعوب:
هو أبو بكر. يأتي في الكنى.
قال المرزبانيّ: شعوب أمّه، واسم أبيه الأسود بن عبد شمس بن مالك، من بني ليث بن بكر بن كنانة.
3871
ز- شدّاد «5» بن عارض الجشمي:
له صحبة، وكان شاعرا مشهورا.
__________
(1) في أالرحى.
(2) في أوقال.
(3) في أ: جني.
(4) أسد الغابة ت 2395، الاستيعاب ت 1164، الثقات 3/ 186 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1437- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254- الوافي بالوفيات 16/ 5- التاريخ الكبير 4/ 224.
(5) أسد الغابة ت 2396.(3/260)
ذكره ابن إسحاق في المغازي، ولما سار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الطّائف قال شدّاد بن عارض الجشميّ في ذلك:
لا تنصروا اللّات إنّ اللَّه مهلكها ... وكيف ينصر من هو ليس ينتصر
إنّ الرّسول متى ينزل بلادكم ... يطعن وليس بها من أهلها بشر «1»
[البسيط] وقال ابن إسحاق في موضع آخر: وقال شداد بن عارض يخاطب عيينة بن حصن الفزاريّ، فذكر له شعرا، وفي كل ذلك دلالة على صحبته.
3872 ز- شدّاد بن عامر:
بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب القرشي العامري، ومن ولده شديد «2» بن شداد، كان في زمن عبد الملك بن مروان، وهو القائل له في أبيات:
عليك أمير المؤمنين بخالد ... ففي خالد عمّا تريد صدود «3»
إذا ما نظرنا في مناكح خالد ... عرفنا الّذي يهوى وأين يريد
[الطويل] يعني خالد بن يزيد بن معاوية، ولم يذكروا والده في الصّحابة فكأنه مات قديما، وكان ابن عم أبيه أبو الوليد بن عبدة بن جابر شاعرا فارسا، مات قبل الهجرة، ذكره الزّبير.
3873 ز- شدّاد بن عبد اللَّه «4» :
القتباني»
ويقال: القناني- بفتح القاف وتخفيف النون. وهو الصّواب.
ذكره ابن إسحاق فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من بني الحارث بن كعب سنة عشر مع قيس بن الحصين، وعبد اللَّه قريط «6» ، ويزيد بن عبد المدان. وسيأتي كلّ منهم في مكانه.
3874 ز- شدّاد بن عمرو «7» :
بن حسل بن الأحبّ بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ الفهريّ، والد المستورد- لهما صحبة.
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (2396) . وسيرة ابن هشام 2/ 481، والأصنام للكلبي: 17.
(2) في أ: سويد.
(3) في أ، ب: صدود وعما يريد.
(4) أسد الغابة ت 2397، الاستيعاب ت 1165.
(5) في أ: الغساني.
(6) في أعبد اللَّه بن قريط.
(7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 254. أسد الغابة ت 2398.(3/261)
وروى الطّبرانيّ من طريق الوليد بن مسلم: حدّثنا سفيان هو الثّوري، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شدّاد، عن أبيه: قال:
أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأخذت بيده، فإذا هي ألين من الحرير، وأبرد من الثّلج.
قلت: إسناده على شرط الصّحيح.
3875 ز- شدّاد بن عوف «1» :
ذكره أبو أحمد العسكري، وروى من طريق عمارة بن غزية، عن يعلى بن شداد بن عوف عن أبيه، قال: كنا نعدّ الرّياء على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الشّرك الأصغر، هكذا أورده ابن الأثير. وأنا أظنّ أن قوله: «عوف» تصحيف سمعي، وإنما هو أوس، فإن المتن مشهور من رواية يعلى بن شدّاد بن أوس عن أبيه.
3876 ز- شدّاد بن الهاد «2» :
واسم الهاد أسامة بن عمرو، حكاه مسلم، وهو المشهور. وأما خليفة فقال: اسم شداد أسامة واسم الهادي عمرو، وبهذا جزم أبو عمر- بن عبد اللَّه «3» بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة اللّيثي، حليف بني هاشم. وإنما قيل لأبي الهاد، لأنه كان يوقد النّار ليلا للسارين.
ذكره أبو عبيدة وغيره. قال البخاريّ: له صحبة.
وقال ابن سعد: شهد الخندق، وسكن المدينة، وتحوّل إلى الكوفة، وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعن ابن مسعود.
روى عنه ابنه عبد اللَّه، وله رؤية، وإبراهيم بن محمد بن طلحة، وعبد الرّحمن بن أبي عمارة. وكانت تحته سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس، فكان من أسلاف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، لأن سلمى أخت ميمونة لأمها، ومن أسلاف أبي بكر. وله في المشارق حديث واحد. قال الدّوري، عن ابن معين: ليس له مسند غيره.
3877 ز- شداد بن يزيد:
بن مرادس بن أبي عامر بن جارية- بالجيم- السّلمي.
__________
(1) أسد الغابة ت 2399، تجريد أسماء الصحابة 1/ 254. أسد الغابة ت 2400، الاستيعاب ت 1166.
(2) الثقات 3/ 186 تقريب التهذيب 1/ 348- الكاشف 2/ 6 تهذيب التهذيب 4/ 318- الطبقات 8، 30، 127 تهذيب الكمال 2/ 575- خلاصة تذهيب 1/ 444- بقي بن مخلد 853- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1435- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254- تاريخ من دفن بالعراق 235- الطبقات الكبرى 6/ 126 التحفة اللطيفة 2/ 216- الوافي بالوفيات 16/ 124- التاريخ الكبير 4/ 224- أفراد مسلم 13.
(3) في أ: عبيد اللَّه.(3/262)
ذكر الرشاطي عن أبي علي الهجريّ أن له صحبة، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
الشين بعدها الراء
3878 ز- شراحيل بن أوس:
يأتي في شرحبيل بن عبد الرحمن.
3879 ز- شراحيل «1» :
بن زرعة الخضرميّ- قال ابن مندة: له ذكر في حديث ابن لهيعة، وقال أبو عمر: قدم في وفد حضرموت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا.
3880 ز- شراحيل بن غيلان «2» :
بن سلمة الثقفيّ.
ذكره ابن حبّان في الصحابة، وغاير بينه وبين شرحبيل بن غيلان. وأخرج الباوردي، من طريق ابن إسحاق، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد قصة جرت لشراحيل بن غيلان في عهد عمر.
ومات شراحيل في خلافة عمر. استدركه ابن فتحون.
3881 ز- شراحيل بن مرة «3» :
ويقال الكنديّ.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: كان عاملا لعلي «4» على النّهرين «5» فيما رواه عبيدة الضبي عن إبراهيم النخعيّ.
وذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: إنه غير معروف، قال: ويقال مرة بن شراحيل، ثم
روى هو وابن شاهين وابن قانع والطبراني من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي البختري، عن حجر بن عديّ: سمعت شراحيل بن مرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لعليّ: «أبشر يا عليّ فإنّ حياتك وموتك معي» .
وسمعته بعلو في الثالث من حديث أبي علي بن الصّواف.
وذكره ابن أبي حاتم بهذا الحديث، ورواه خيثمة في الفضائل من طريق جابر الجعفي، عن محمد بن بشر، عن حجر بن عديّ، عن شرحبيل بن مرة أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم به.
والأول أصح.
__________
(1) أسد الغابة ت 2402، الاستيعاب ت 1167.
(2) في أعبدان.
(3) أسد الغابة ت 2404- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1624- الوافي بالوفيات 16/ 127.
(4) في أعمر.
(5) في أالنهري.(3/263)
ويحتمل إن كان محفوظا أن يكون أخاه.
3882 ز- شراحيل الكندي «1» :
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عمرو بن قيس السكونيّ، عن شراحيل الكنديّ، وكان من الصحابة- أنه صلّى على جنازة فجعلهم ثلاثة صفوف. إسناده صحيح.
وقال أبو نعيم: هو عندي شراحيل بن مرة.
3883 ز- شراحيل المنقري «2» :
ويقال ابن المنقر، والمنقريّ أكثر.
ذكره أبو القاسم بن سعيد في طبقات الحمصيين، وقال ابن أبي حاتم: شراحيل المنقري شاميّ، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه الهوزنيّ.
[روى ابن شاهين، وابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، حدثني أبو يزيد الهوزني] «3» عن شراحيل بن المنقر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أثكل ثلاثة أولاد في سبيل اللَّه دخل الجنّة ... » الحديث. وإسناده ضعيف.
3884 ز- شراحيل، غير منسوب:
وروى خليفة بن خياط، من طريق عطاء بن السّائب، عن يزيد بن شراحيل، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فضل «قل هو اللَّه أحد» .
استدركه ابن فتحون.
3885 ز- شرحبيل بن الأعور «4» :
بن عمرو بن معاوية الكلابي، ثم الضّبابيّ.
ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: يقال إن له صحبة.
3886- شرحبيل «5» :
بن أوس الجعفيّ.
قال ابن أبي حاتم: له صحبة، وروى عنه ابنه عبد الرحمن. وقال ابن حبان: يقال له صحبة.
قلت: وسيأتي في ابنه عبد الرحمن.
3887- شرحبيل «6» :
بن أوس الكندي.
__________
(1) أسد الغابة ت 2403، الاستيعاب ت 1169، الوافي بالوفيات 16/ 127.
(2) الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1625- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254 أسد الغابة ت 2405، الاستيعاب ت 1170.
(3) سقط في أ.
(4) الثقات 3/ 188- الطبقات الكبرى 6/ 46 الوافي بالوفيات 16/ 131.
(5) أسد الغابة ت 2407، الاستيعاب ت 1171.
(6) الثقات 3/ 188 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1482- تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- الطبقات 72/ 325 الوافي بالوفيات 16/ 129- التاريخ الكبير 14/ 250- ذيل الكاشف 635 أسد الغابة ت 2406.(3/264)
قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة، وقال البغويّ: سكن الشّام. وكذا ذكره ابن حبّان في الصحابة.
وقال ابن أبي حاتم: قيل فيه شرحبيل بن أوس، وقيل أوس بن شرحبيل، فأما حريز فقال عن نمران، عن شرحبيل. وأما الزبيدي فقال: عن عباس بن يونس، عن عمران عن أوس بن شرحبيل. ورجّح أبو حاتم والبغويّ أنه شرحبيل، وبه جزم أبو زرعة في مسند الشاميين. وقال ابن السّكن. من النّاس من غاير بينهما.
قلت: قد تقدّم ذكر ذلك في أوس بن شرحبيل.
وأخرج حديث شرحبيل هذا أحمد والبغوي وابن السّكن وابن شاهين، والطّبرانيّ، من طريق حريز بن عثمان، عن نمران، عن شرحبيل بن أوس الكنديّ، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال في شارب الخمر: «اجلدوه» . وقال في الرابعة: «اقتلوه» .
وقد تقدم في أوس أنّ حديثه غير هذا، فالراجح المغايرة، ولا مانع أن يروي نمران عن أوس بن شرحبيل، وعن شرحبيل بن أوس.
3888- شرحبيل بن حسنة «1» :
وهي أمّه على ما جزم به غير واحد. وقال أبو عمر:
بل تبنّته. وأبو عبد اللَّه بن المطاع بن عبد اللَّه الغطريف بن عبد العزّى بن جثّامة بن مالك الكنديّ. ويقال التميميّ، ويقال: إنه من ولد الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ، فقيل له التميميّ لذلك.
كانت أمه مولاة لمعمر بن حبيب الجمحيّ، فكان جنادة وجابر ابنا سفيان بن معمر بن حبيب إخوته لأمّه، ويقال: إنّ معمرا زوّج حسنة لرجل من الأنصار من بني زريق يقال له سفيان، وكان معمر قد تبناه، فنسب إليه، فولدت له جابرا وجنادة، فأسلم جابر وأخوه
__________
(1) تقريب التهذيب 1/ 348، 349 تهذيب التهذيب 4/ 320- تهذيب الكمال 2/ 575- خلاصة تذهيب 1/ 445، 446- الكاشف 2/ 8 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1481- تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- شذرات الذهب 1/ 24، 30 الإكمال 2/ 469- التلقيح 376- الاستبصار 179- المصباح المضيء 49- التحفة اللطيفة 2/ 217 الطبقات الكبرى 1/ 289، 4/ 98، 202، 7/ 514، 8/ 99- المنمق 308، 310، 403 التاريخ الصغير 1/ 3، 52، 73- العقد الثمين 5/ 6- حسن المحاضرة 1/ 208، العبر 1/ 15- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 658- الوافي بالوفيات 16/ 128 التاريخ الكبير 4/ 247- البداية والنهاية 6/ 93. أسد الغابة ت 2410، الاستيعاب ت 1172.(3/265)
وأخوهما لأمهما شرحبيل قديما، وهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ونزلوا في بني زريق، ثم هلك سفيان وابناه في خلافة عمر، فحالف شرحبيل بني زهرة.
وكان شرحبيل ممن سيّره أبو بكر في فتوح الشّام، ويكنى شرحبيل أبا عبد اللَّه، ويقال أبا عبد الرّحمن، ويقال أبا وائلة.
وله رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن ابن ماجة، وعن عبادة بن الصامت.
روى عنه ابناه: ربيعة، وعبد الرحمن بن غنم، وأبو عبد اللَّه الأشعريّ.
قال ابن البرقيّ: ولّاه عمر على ربع من أرباع الشّام، ويقال: إنه طعن هو وأبو عبيدة في يوم واحد، ومات في طاعون عمواس، وهو ابن سبع وستين. وحديثه في الطاعون ومنازعته لعمرو بن العاص في ذلك مشهورة، أخرجه أحمد وغيره.
وقال ابن زبر: الّذي افتتح طبريّة: وقال ابن يونس: أرسله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى مصر فمات شرحبيل بها.
3889- شرحبيل بن السّمط «1» :
بن الأسود، أو الأعور، أو شرحبيل بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكنديّ، أبو يزيد.
قال البخاريّ: له صحبة، وتبعه أبو أحمد الحاكم. وأما ابن السّكن فقال: زعم البخاريّ أن له صحبة، ثم قال: يقال: إنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد القادسيّة، ثم نزل حمص «2» فقسمها منازل.
وذكره البغويّ وابن حبان في الصحابة ثم أعاده في التابعين، زاد البغويّ: سكن الشام، وجدته في كتاب محمد بن إسماعيل، ولم أر له حديثا.
وقال ابن سعد: جاهلي إسلامي، وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وشهد القادسيّة، وافتتح حمص.
وقال ابن السّكن: ليس «3» في شيء من الروايات ما يدلّ على صحبته إلا
حديثه من
__________
(1) الثقات 3/ 187 تقريب التهذيب 1/ 348- الكاشف 2/ 7- تهذيب التهذيب 4/ 322- تهذيب الكمال 2/ 576 خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 445- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1484- الطبقات 307 تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- التاريخ الصغير 1/ 73، 110، 129- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 658- الوافي بالوفيات 16/ 128- تاريخ الإسلام 3/ 375- الأعلام 3/ 159 التاريخ الكبير 4/ 248 أسد الغابة ت 2411، الاستيعاب ت 1173.
(2) في أحمص ووليها فقسمها.
(3) في ألم أجد.(3/266)
رواية يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة، عن كثير بن مرة، عن أبي هريرة وابن السمط، قالا: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يزال من أمّتي عصابة قوّامة على الحقّ ... » الحديث.
وأخرجه ابن مندة، وقال: غريب.
وقال البغويّ: ذكر في الصحابة، ولم يذكر له حديث أسنده عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكر له سيف بسنده أنّ سعد بن أبي وقاص استعمل شرحبيل بن السّمط بن شرحبيل، وكان شابّا، وكان قاتل في الردّة، وغلب الأشعث على الشرق «1» ، وكان أبوه قدم الشام مع أبي عبيدة، وشهد اليرموك، وكان شرحبيل من فرسان أهل القادسيّة.
قلت: وله رواية عن عمر، وكعب بن مرّة وعبادة وغيرهم.
روى عنه سالم بن أبي الجعد، وجبير بن نفير، وسليم «2» بن عامر وآخرون.
وقال ابن سعد: شهد القادسيّة وافتتح حمص، وله ذكر في البخاري في صلاة الخوف.
وذكر خليفة أنه كان عاملا «3» على حمص نحوا من عشرين سنة.
وقال أبو عمر: شهد صفّين مع معاوية، وله بها أثر «4» عظيم.
وقال أبو عامر الهوزنيّ: حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل.
وقال أبو داود: مات بصفين: وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربعين. وقال غيره:
سنة اثنتين وأربعين. وقال صاحب تاريخ حمص «5» . سنة ست وثلاثين.
قلت: وهو غلط، فإنه ثبت أنه شهد صفّين، وكانت سنة سبع وثلاثين، وفي ذلك يقول النّجاشي الشاعر يخاطب شرحبيل:
شرحبيل ما للّذين فارقت أمرنا ... ولكن لبغض المالكيّ جرير «6»
[الطويل] يعني جرير بن عبد اللَّه البجلي، وكان عليّ أرسله إلى معاوية في طلب بيعة أهل الشّام، وإنما نسبه مالكيا، لأنه من ذرية مالك بن سعد بن بدر بطن من بجيلة، وكان ما بين شرحبيل وجرير متباعدا.
__________
(1) في أالشرف.
(2) في أسليمان.
(3) في أعاملا لمعاوية على حمص.
(4) في أأمر.
(5) في أ. قال صاحب تاريخ حمص: مات سنة ست وثلاثين.
(6) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2412) .(3/267)
وذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: كان عاملا على حمص، ومات بها.
3890 ز- شرحبيل بن عبد اللَّه:
هو ابن حسنة- تقدم.
3891 ز- شرحبيل «1» :
بن عبد الرحمن الجعفيّ. كذا سمّى ابن مندة وابن فتحون أباه. وقال العسكريّ: شرحبيل بن أوس.
قال أبو حاتم: له صحبة.
وقال ابن السّكن: [له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة.
وروى البخاريّ في «تاريخه» ، وابن السّكن، والطّبرانيّ من طريق حماد بن يزيد المنقري، عن مخلد بن عقبة بن عبد الرحمن ابن شرحبيل الجعفيّ، عن جده عبد الرحمن عن أبيه، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم وبكفي سلعة، فقلت: يا رسول اللَّه، إن هذه السّلعة قد آذتني، تحول بيني وبين قائم السيف، فقال: «ادن» فدنوت، فوضع يده على السّلعة فما زال يطحنها بكفه حتى رفع. وما أدري أين أثرها.
وذكره البغويّ بلاغا فيمن اسمه شرحبيل. شرحبيل جدّ مخلد بن عقبة، يروي عنه حماد بن يزيد المنقري] «2» . وكذلك أخرجه الطبراني من طريق حماد بن زيد، عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل، فذكر حديث الأعرابيّ في قوله: شيخ كبير [به حمى تفور] «3» وحديث:
من تعذرت عليه الضيعة.
وقال أبو عمر: شرحبيل، ويقال شراحيل، له حديث في علامات النبوة في قصة السّلعة التي كانت في يده.
وقال ابن مندة: جاء بهذا الإسناد عدة أحاديث.
قلت: وروى ابن السّكن من هذا الوجه حديثا آخر متنه: من أعيت عليه التجارة فعليه بعمان. وقال: له صحبة، وقال في إسناده عن أبيه عن جدّه شرحبيل بن عقبة. والصواب عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن جده شرحبيل.
وذكره البغويّ عن كتاب محمد بن إسماعيل، قال: شرحبيل أو عبد الرحمن بن شرحبيل سكن البصرة، ولم يذكر له حديثا.
__________
(1) أسد الغابة ت 2412، الاستيعاب ت 1175، الثقات 3/ 88 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1494- تجريد أسماء الصحابة 1/ 555.
(2) سقط في أ.
(3) في أمدحجى.(3/268)
3892 ز- شرحبيل بن غيلان «1» :
بن سلمة بن معتّب بن مالك الثقفي.
قال ابن سعد نزل الطائف، وله صحبة، ومات سنة ستين. وكذا ذكره ابن شاهين.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه، روى عنه ولم يذكر شيئا.
وقال ابن حبّان: كان ممن وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات سنة ستين، وأمّه رائطة بنت وهب بن معتّب.
وقال أبو عمر: له حديث في الاستغفار بين كل سجدتين، وليس مما يحتجّ بإسناده.
قال: وكان أحد الخمسة الذين بعثتهم ثقيف بإسلامهم.
3893 ز- شرحبيل بن مرّة:
تقدم في شراحيل.
3894 ز- شرحبيل بن معديكرب «2» :
يأتي في عفيف.
قال البغويّ: بلغني أن اسم عفيف الكنديّ شرحبيل.
3895 ز- شرحبيل» :
غير منسوب.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» فقال: أورده أبو أحمد الغساني «4» في «الصحابة» .
وروى أبو نعيم من طريق عباد بن كثير، عن مصعب بن شرحبيل، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من ابتاع سرقة أو خيانة وهو يعلم أنّها خيانة فقد شرك في إثمها وعارها» .
إسناده ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه «5» إسحاق بن أبي فروة «6» في «كامل» ابن عديّ.
3896 ز- شرحبيل:
آخر، غير منسوب.
قال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، وأخرج من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه، عن ابن أبي مليكة، عن شرحبيل، قال: لما قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة قدم في النصف من صفر، فجاءه جبريل فذكر حديثا طويلا.
__________
(1) أسد الغابة ت 2415، الاستيعاب ت 1174، الثقات 3/ 187، 190 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1485- تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- الطبقات الكبرى 1/ 313 المصباح المضيء 1/ 273- الوافي بالوفيات 16/ 130.
(2) أسد الغابة ت 2417.
(3) أسد الغابة ت 2418.
(4) في أالعسال.
(5) في أأبي هريرة في ترجمة إسحاق.
(6) في أجبريل.(3/269)
3897 ز- شرحبيل الضّبابي «1» :
يقال: إنه اسم ذي الجوشن «2» .
حكاه البغويّ وأبو نعيم تقدم في الذال المعجمة.
3898- شريح بن أبرهة:
اليافعي «3» .
قال ابن مندة: له صحبة، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس. وروى ابن قانع وأبو نعيم من طريق شرقي بن قطامي، عن عمرو بن قيس، عن محل بن وداعة، عن شريح بن أبرهة، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كبّر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى، وإسناده ضعيف.
وأخرج ابن مندة من طريق الفضل بن عبد اللَّه، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المحل «4» بن وداعة: سمعت شريحا الحميريّ، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول في حجة الوداع.. فذكر حديثا في التلبية.
قلت: قد أخرجه ابن عديّ في ترجمة عمرو بن شمر، عن عمرو بن قيس، فزاد في إسناده معاذ بن جبل، جعله في مسندة.
وزعم أبو نعيم أن الصواب في المحل «5» بن وداعة أنه «6» بغير لام، ووقع عند أبي عمر: شريح بن أبي وهب «7» حديثه عند عمرو بن قيس، عن المحل بن وداعة عنه، فلعل أبرهة يكنى أبا وهب، ويافع من حمير.
3899- شريح بن الحارث:
بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عمرو بن معاوية بن ثور وهو كندة، أبو أمية القاضي.
نسبه ابن الكلبيّ، وساق له أبو أحمد الحاكم نسبا مخالفا لهذا، ويقال: إنه شريح بن الحارث بن شراحيل، من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، وكان حليف كندة.
مختلف في صحبته. قال ابن السكن: روي عنه خبر يدلّ على صحبته.
__________
(1) في أالضباء.
(2) الاستيعاب ت 1176.
(3) الجرح والتعديل 14 ترجمة 1457 تجريد أسماء الصحابة 1/ 256- حسن المحاضرة 1/ 208- تصحيفات المحدثين 491 دائرة معارف الأعلمي 20/ 43 أسد الغابة ت 2419.
(4) في أالمعلم.
(5) في أالمعلم.
(6) في أ: أنه معل بغير لام.
(7) في أأبي وهب الحميري.(3/270)
وقال ابن مندة: ولّاه عمر القضاء، وله أربعون سنة [وقال عباس الدّوري عن ابن معين شريح بن هاني وشريح بن أرطاة كوفيان، فقلت: أين القاضي منهما؟.
قال: ليس واحد منهما القاضي، شريح بن شرايح وهو أقدم.
وقال يعقوب بن سفيان: شريح القاضي هو ابن شرحيل، ويقال: ابن شراحيل] «1» وكان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره ولم يسمع عنه «2» .
قلت: وهذا هو المشهور، ولكن
روى ابن السكن وغير واحد من طريق علي بن عبد اللَّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، حدثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن أبيه ميسرة، عن أبيه شريح، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول «3» اللَّه، إن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن. قال: «جيء بهم» «4» فجاء بهم والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد قبض.
وأخرج أبو نعيم بهذا الإسناد إلى شريح، قال: وليت القضاء لعمر، وعثمان، وعلي، فمن بعدهم، إلى أن استعفيت من الحجاج، وكان له يوم استعفى مائة وعشرون سنة، وعاش بعد ذلك سنة.
وقال ابن المدينيّ: ولي قضاء الكوفة ثلاثا وخمسين سنة، ونزل البصرة سبع سنين.
يقال إنه تعلم من معاذ إذ كان باليمن.
وقال ابن السّكن: أخبار شريح كثيرة في أيام عمر وعثمان وعلي، غير أني لم أجد له ما يدلّ على لقيه لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غير هذا، واللَّه أعلم بصحته.
وكان قاضي عمر على العراق يقال: إنه عاش مائة وعشرين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين في قول الواقدي وجماعة.
وقال ابن معين: كان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمع منه.
وقال العجليّ: كوفيّ تابعيّ ثقة. وقال ابن المديني. قضى لزياد بالبصرة سبع سنين، وقضى بالكوفة ثلاثا وخمسين سنة.
وقد روى شريح عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم.
روى عنه أبو وائل، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، ومجاهد، وابن سيرين وآخرون.
وقال حنبل «5» ، عن ابن معين: هو أسنّ من شريح بن هانئ ومن شريح بن أرطاة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أمنه.
(3) في ألرسول اللَّه.
(4) في أبهم قال فجاء بهم.
(5) في أابن حنبل.(3/271)
وقال أبو حصين: كان شاعرا فائقا. وقال ابن سيرين: كان كوسجا «1» .
وقال: أبو إسحاق السّبيعي، عن هبيرة بن يريم «2» ، قال عليّ لشريح: أنت أقضى العرب.
وقال عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء: أتانا زياد بشريح فقضى فينا- يعني بالبصرة- سنة لم يقض قبله مثله ولا بعده.
قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة ثمان وسبعين. وقال خليفة: سنة ثمانين، وقال المديني «3» : سنة اثنتين وثمانين. ويقال: سنة تسع وتسعين. وقيل غير ذلك. وادّعى حفيده علي بن عبد اللَّه- وليس بعمدة- أنه بقي إلى بعد سنة تسعين.
3900 ز- شريح «4» :
بن أبي شريح الحجازي «5» .
قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة.
وروى البخاريّ في التاريخ من طريق عمرو بن دينار وأبو الزبير، سمع شريحا رجلا أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «كلّ شيء في البحر مذبوح» .
وعلقه في الصحيح، ورواه الدارقطنيّ، أبو نعيم من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن شريح، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر نحوه مرفوعا.
والمحفوظ عن أبي جريج موقوف أيضا، أشار إلى ذلك أبو نعيم.
3901 ز- شريح بن ضمرة المزني «6» :
قال أبو عمر: هو أول من قدم بصدقة مزينة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
3902- شريح بن عامر «7» :
بن قيس بن عامر بن عمير. وعند ابن قانع: شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن عامر بن صعصعة السعدي، من بني سعد بن بكر.
قال أبو عمر: له صحبة، وولّاه عمر البصرة وقتل ب «الأهواز» . وروى عمر بن شبة من طريق قتادة، قال: كان قطبة بن قتادة كتب إلى عمر يستمدّه، فوجه بشريح بن عامر
__________
(1) الكوسج: الّذي لا شعر على عارضيه، وقال الأصمعي: هو الناقص الأسنان. اللسان 5/ 3871.
(2) في أمريم.
(3) في أالمدائني.
(4) أسد الغابة ت 2422.
(5) تصحيفات المحدثين 490.
(6) أسد الغابة ت 2423، الاستيعاب ت 1178.
(7) الاستيعاب ت 1179.(3/272)
السعدي من بني سعد بن بكر فقال له: كن ردءا للمسلمين، فأقبل إلى البصرة، ثم سار إلى الأهواز فقتلوه بها، وهو جدّ القاسم بن سليمان.
3903 ز- شريح بن عامر «1» :
ذكره البغويّ، وقال: بلغني أنه اسم ذي اللحية الكلاعيّ، يعني الّذي تقدم في الذال المعجمة، وبهذا جزم ابن قانع وابن الكلبي، كما تقدم.
3904- شريح بن عمرو الخزاعي «2» :
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورد من طريق ابن شهاب، عن سلمة بن يزيد، أحد بني سعد بن بكر- أنه أخبره أنّ شريح بن عمرو الخزاعيّ- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم [أن أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم] «3» يوم الفتح لقوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية، فقدم ليبايع على الإسلام فقتلوه، فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فاشتدّ غضبه، فلما كان العشاء قام فأثنى على اللَّه بما هو أهله ... فذكر الحديث.
قال شريح: فوادّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى ابن شاهين أيضا، من طريق ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن شريح ابن عمرو الخزاعي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم جاره ... » الحديث.
قال أبو موسى في «الذّيل» : هذان الحديثان مشهوران عن أبي شريح، واسمه خويلد بن عمرو الخزاعي، وليس العجب من وهم ابن شاهين فيهما، وإنما العجب كيف وقعا؟.
قلت: لم يهم ابن شاهين، وإنما تبع ما وقع، والحديث الثاني غلط بلا ريب فإنه بهذا الإسناد والمتن مخرج في الصحيح من رواية أبي «4» شريح. وأما الأول فسياقه مخالف سندا ومتنا، فيحتمل احتمالا بعيدا أن يكون آخر.
3905 ز- شريح بن مالك:
بن ربيعة.
وهو أحد ما قيل في اسم ابن أم مكتوم. وقد ذكرت قائل ذلك في عبد اللَّه بن شريح.
3906 ز- شريح بن مرّة:
بن سلمة بن مرة بن حجر بن عديّ بن ربيعة بن معاوية
__________
(1) التمييز والفضل 2/ 495 أسد الغابة ت 2424.
(2) أسد الغابة ت 2426.
(3) سقط في أ.
(4) في أآمين.(3/273)
الكنديّ، وهو شريح بن المكدّد. قال ابن الكلبيّ: قيل له المكدد ببيت قاله، وهو:
سلوني فكدّوني فإنّي لباذل ... لكم ما حوت كفّاي في اليسر والعسر «1»
[الطويل] قال: ولشريح وفادة، وكذا قال الطّبريّ، واستخلفه الأشعث بن قيس على أذربيجان.
3907- شريح:
بن أبي وهب الحميري «2» . تقدّم في ابن أبرهة.
3908- شريح الحضرميّ «3» :
جاء ذكره في حديث صحيح،
أخرجه النّسائيّ من طريق الزّهري، عن السّائب بن يزيد أن شريحا الحضرميّ ذكر عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال له: «ذاك رجل لا يتوسّد القرآن» «4» ،
وهكذا قال أكثر أصحاب الزّهريّ.
وأخرجه البغويّ والطّبرانيّ وابن مندة وغيرهم.
وقال النّعمان بن راشد عن الزّهريّ السّائب: [ذكر مخرمة بن شريح، وهو وهم منه، كذا قال ابن مندة هنا، وأخرج] «5» في ترجمة مخرمة بن شريح عن أبي الطّاهر بن المدائني، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزّهري ... الحديث. فقال:
مخرمة بن شريح، وكأنه وهم من ابن مندة، فإنّا رويناه في الجزء الثالث عشر من الخلعيات، عن أبي الطّاهر شيخه بهذا الإسناد، فقال: ذكر شريح، فأما طريق النّعمان فأخرجها الطّبراني موصولة [بهذا الإسناد] »
. قال أبو نعيم- بعد أن أخرجه عن الطّبرانيّ:
كذا قال النّعمان.
والصّواب ما رواه ابن المبارك ومن تابعه عن يونس.
قلت: قد رواه البغويّ من طريق الليث عن يونس، كما قال: قال النّعمان بن راشد.
فاللَّه أعلم.
3909- شريح الكلابيّ «7» :
هو ذو اللّحية. تقدم.
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2427) وتاج العروس «كد» .
(2) الاستيعاب ت 1181.
(3) أسد الغابة ت 2421، الاستيعاب ت 1182.
(4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 449، والطبراني في الكبير 7/ 176، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 269 عن السّائب بن يزيد.
(5) سقط في أ.
(6) سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت 2425.(3/274)
3910- شريح «1» :
غير منسوب. ذكره أبو عمر، فقال: روى واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن شريح- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يقول اللَّه تبارك وتعالى: يا ابن آدم، امش إليّ أهرول إليك ... » الحديث.
قال أبو عمر: لا أدري أهو أحد هؤلاء أم لا، يعني وكان قدم ذكر شريح الحضرميّ، وشريح الحجازيّ، وشريح بن عامر، وشريح بن أبي وهب.
3911- الشّريد «2» :
بن سويد الثقفيّ.
قال ابن السّكن: له صحبة، حديثه في أهل الحجاز، سكن الطّائف. والأكثر أنه الثقفيّ.
ويقال إنه حضرمي، حالف ثقيفا [وتزوّج آمنة بنت أبي العاص بن أمية] «3» ، ويقال:
كان اسمه مالكا فسمّي الشريد، لأنه شرد من المغيرة بن شعبة لما قتل رفقته الثقفيين، فروى عبد الرّزّاق في الجهاد، عن معمر، عن الزّهري، قال: صحب المغيرة قوما في الجاهليّة فقتلهم ... الحديث.
قال معمّر: وسمعت أنهم كانوا تعاقدوا معه ألّا يغدر بهم حتى يعلمهم، فنزلوا منه منزلا، فجعل يحفر بنصل سيفه، فقالوا: ما هذا؟ قال: أحفر قبوركم فلم يفهموها، وأكلوا وشربوا، وناموا فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا الشّريد، فلذلك سمي الشّريد.
وذكر الواقديّ القصّة مطوّلة، وفيها أنهم كانوا دخلوا مصر جميعا، فحباهم المقوقس وأكرمهم سوى المغيرة، فقصّر به فحنق عليهم ذلك، ففعل بهم ما فعل.
قال البغويّ: سكن الطّائف والمدينة وله أحاديث.
وروى مسلم وغيره من طريق عمرو بن الشّريد عن أبيه، قال: استنشدني النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شعر أميّة بن أبي الصّلت.
وفي بعض طرقه في مسلم أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أردفه.
وعلق له البخاريّ حديثا: لي الواجد يحلّ عرضه وعقوبته.
__________
(1) أسد الغابة ت 2429، الاستيعاب ت 1183.
(2) الثقات 3/ 188، 4/ 369- تقريب 1/ 350- تهذيب التهذيب 4/ 332 تهذيب الكمال 5/ 579- تجريد أسماء الصحابة 1/ 257- خلاصة تذهيب 1/ 456 بقي بن مخلد 115- الكاشف 2/ 10- العقد الثمين 5/ 7 التاريخ الكبير 4/ 259، 9/ 140- الإكمال 4/ 394 والحاشية- الجمع بين رجال الصحيحين 813- دائرة معارف الأعلمي 20/ 45، أسد الغابة ت 2430، الاستيعاب ت 1200.
(3) سقط في أ.(3/275)
ووصله النّسائيّ وغيره. وعند أبي داود من حديث الشّريد بن سويد. قال: مر بي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري ... الحديث.
ومن حديثه أيضا أفضت مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فما مسّت قدماه الأرض حتى أتى جمعا.
وله عند النّسائيّ: رجمت امرأة في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلما فرغنا منها جئناه، فذكر الحديث.
وقال أبو نعيم: شهد بيعة الرّضوان، ووفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسماه الشّريد، وروى عنه أيضا أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعمرو بن نافع الثقفي وغيرهما. ووقع ذكر الشّريد من بني سليم في شعر هوذة الآتي ذكره في الهاء، وأظن أنه هذا.
3912- شريط:
بفتح أوله، ابن أنس بن مالك «1» بن هلال الأشجعيّ، والد نبيط. له ولنبيط صحبة.
قال ابن السّكن: له صحبة ورواية، وهو معدود في الكوفيين.
وروى أحمد من طريق نبيط بن شريط، قال: إني رديف أبي في حجّة الوداع إذ تكلم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فوضعت يدي على عاتق أبي، فسمعته يقول: «إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » الحديث.
وأخرجه البغويّ وابن السّكن من وجه آخر، فقال: عن نبيط بن شريط، عن أبيه شريط بن أنس.
وقال ابن السّكن: لم يرو عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير هذا الحديث.
وروى ابن مندة من طريق وكيع: سمعت سلمة بن نبيط يقول: أبي وجدّي من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
ومن طريق عبد الحميد الحماني، عن سلمة، قال: كان أبي وجدّي وعمّي من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهكذا أخرجه أحمد في كتاب الزّهد عن الحماني.
3913
- شريق «2» بوزن الّذي قبله، والد حبيبة.
ذكره البغويّ في الصّحابة، وجرى ذكره في مسند أحمد وفي مسند بديل بن ورقاء، قال: حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا سعيد بن سلمة، حدّثني مولى لآل عمر، حدّثنا صالح بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2431، الاستيعاب ت 1201 الثقات 3/ 190 تجريد أسماء الصحابة 1/ 257- الطبقات 317.
(2) أسد الغابة ت 2432.(3/276)
كيسان، عن عيسى بن مسعود، عن الحكم الزّرقيّ، عن جدته حبيبة بنت شريق أنها كانت مع أبيها- يعني في حجّة الوداع، فإذا بديل بن ورقاء على العضباء ... الحديث.
وأخرجه البغويّ، عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه بهذا. ورواه عبد اللَّه بن رجاء «1» عن سعيد بن سلمة بهذا الإسناد، فقال: إنها كانت مع أمها [أمته العجماء] «2» ، ويجمع بأنها ذكرت أباها مرة وأمها مرّة، فاللَّه أعلم.
3914- شريك:
بوزن الّذي قبله، ابن أبي الأغفل بن سلمة بن عمرة بن قرط بن الحارث بن عبد يغوث التجيبي الشّاعر.
قال ابن يونس وابن الكلبيّ: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وزاد ابن يونس: وشهد فتح مصر.
وقال المرزبانيّ: إنه مخضرم، وأنشد له أبياتا في أمر الردّة التي كانت باليمن، وله ذكر في قصّة أوردها المعافي «3» في الجليس، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن أبي عبيدة بن عمار، قال: دخل عمرو بن معديكرب على عمر، وعنده الرّبيع بن زياد، وشريك بن أبي الأغفل.
3915- شريك «4» :
بن أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد هو وابنه عبد اللَّه أحدا. وقال ابن السّكن: هو من الصّحابة، وليست له رواية. وأورده ابن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله كما قال ابن الكلبيّ، وزاد أنّ أخاه الحارث شهد بدرا.
3916- شريك:
بن حنبل «5» العبسيّ «6» .
__________
(1) في أورقاء.
(2) في أآمنة اللحماء.
(3) في أ: المغافري.
(4) أسد الغابة ت 2434.
(5) في أ، ج: حسد.
(6) تقريب التهذيب 1/ 3501 تهذيب التهذيب 4/ 332- الميزان 2/ 269- تهذيب الكمال 2/ 579- الكاشف 2/ 10 خلاصة تذهيب 1/ 448- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1593- تجريد أسماء الصحابة 1/ 257 المغني 2761- التاريخ الكبير 4/ 237- ترجمة الأخبار 2/ 189 لسان الميزان 7/ 242- مراسيل الرازيّ 87- الإكمال 56312 دائرة المعارف الأعلمي 20/ 48. أسد الغابة ت 2433.(3/277)
ذكر التّرمذيّ والبغويّ في الصّحابة، وزاد البغويّ: سكن الكوفة.
وروى البغويّ وابن شاهين وابن مندة من طريق يونس بن أبي إسحاق عن عمير بن تميم، عن شريك بن حنبل:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ المسجد» .
قال: ورواه قيس بن الربيع وغيره، عن أبي إسحاق، عن عمير، عن شريك عن علي.
وقال ابن السّكن: روى عنه حديث واحد قيل فيه: عن شريك عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقيل فيه عن شريك عن علي. وهو معدود في الكوفيين.
وقال أبو حاتم والعسكريّ: لا تثبت له صحبة. وقد أدخله بعضهم في المسند، وحديثه مرسل.
قلت: وأشار إليه التّرمذيّ في الأطعمة، وهو عند الطّبري في تهذيبه من مسند عمرو، ولا يصح الجزم بأنّ حديثه مرسل مع تصريحه بالسّماع إلا إن كان المراد أن راوي التصريح ضعيف. قال البخاريّ: قال بعضهم شريك بن شرحبيل، وهو وهم. وذكره ابن سعد وابن حبّان في التّابعين.
3917- شريك:
ابن سحماء «1» - بفتح السّين وسكون الحاء المهملتين- وهي أمه.
واسم أبيه عبدة بن مغيث بن الجدّ بن العجلان البلويّ حليف الأنصار.
له ذكر في حديث ابن عباس في الصّحيحين، من طريق هشام بن حسّان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس- أن هلال بن أميّة قذف امرأته بشريك بن سحماء، وتابعه عبادة بن منصور عن عكرمة.
وقال أيّوب عن عكرمة: مرسل. ورواه مسلم والنّسائي من طريق هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أنس، وفيه: وكان شريك أخا البراء بن مالك لأمه.
ونقل أبو نعيم أنّ بعضهم زعم أنّ شريكا صفة لهذا الرجل لا اسم، وإنما كان بينه وبين ابن سحماء شركة، فقيل له شريك بن سحماء، فعلى هذا يتعين كتابة ألف بين شريك وابن سحماء، ولكنه قول شاذّ. وقد يتقوّى بأن البراء بن مالك كان أخا أنس بن مالك شقيقه، فعلى هذا فأمّهم جميعا أم سليم، ولم ينقل أن أم سليم تزوّجت عبدة بن مغيث قط، لكن يجاب عن هذا بأنه كان أخا البراء لأمّه من الرّضاعة.
وقد ذكر ابن الكلبيّ وغيره أن أمّ إبراهيم بن عربي الّذي كان والي اليمامة لعبد الملك
__________
(1) أسد الغابة ت 2435 الثقات 3/ 189 تجريد أسماء الصحابة 1/ 257- تبصير المشتبه 3/ 908- استبصار 266، 300 التحفة اللطيفة 2/ 218.(3/278)
ابن مروان فاطمة بنت شريك ابن سحماء، وذكروا أيضا لفاطمة بنت شريك خبرا يوم الدّار، وأنها حملت مروان بن الحكم لما ضرب يوم الدّار فسقط، فأدخلته بيتا حتى سلم من القتل.
ويقال: إنّ شريك بن سحماء بعثه أبو بكر الصّديق رسولا إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة.
ويقال: إنه شهد مع أبيه أحدا، وروى ذلك ابن سعد عن الواقديّ بسند له، قال:
فبعث أبو بكر إلى خالد أن يسير من اليمامة إلى العراق، وبعث عهده مع شريك بن عبدة العجلاني، وكان شريك أحد الأمراء بالشّام في خلافة أبي بكر، وبعثه عمر رسولا إلى عمرو بن العاص حين أذن له أن يتوجّه إلى فتح مصر، ذكره ابن عساكر ولم ينبّه على أنه ابن سحماء، فكأنه عنده آخر.
3918- شريك بن سلمة:
يأتي بعد قليل.
3919- شريك:
بن سميّ الغطيفيّ- بالمعجمة ثم المهملة مصغّرا- المراديّ.
قال ابن يونس: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان على مقدمة عمرو بن العاص في فتح مصر.
وفي كتاب مصر أنّ شريك بن سمي استأذن عمرا في الزّرع فلم يأذن له، فزرع بغير إذن، فكتب عمرو إلى عمر يخبره بذلك، فكتب إليه: ابعث إليّ به، فبعث به وهو في غاية الجزع، فلما وقف عليه، قال: من أي الأجناد أنت؟ قال: من جند مصر، قال: فلعلك شريك بن سمي. قال: نعم، قال: لأجعلنّك نكالا. قال: وتقبل مني ما قبل اللَّه من العباد؟
قال: وتفعل. قال: نعم. فكتب إلى عمرو إنّ شريكا جاءني تائبا فقبلت منه.
3920- شريك بن طارق:
بن سفيان الحنظليّ «1» ، ويقال الأشجعيّ. ويقال المحاربيّ والأول أصحّ. ويقال: إنه ابن قرط بن ثعلبة بن عوف بن سفيان بن أسيد بن عامر بن ربيعة بن حنظلة بن تميم.
وساق له ابن قانع نسبا إلى بكر بن وائل، وليس هو بعمدة في النّسب ولا السند.
ذكره الواقديّ، وخليفة [بن خياط] «2» ، وابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصّحابة، ونسبه خليفة أشجعيا.
__________
(1) الثقات 3/ 188 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1590- الطبقات 48، 142- التاريخ الكبير 4/ 239 بقي ابن مخلد 380 أسد الغابة ت 2436.
(2) سقط في أ.(3/279)
وقال ابن السّكن: سويد بن طارق روى عنه زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير، ولا صحبة له.
وأخرج حديثه حسين بن محمد القباني في الوحدان من الصّحابة، والبغويّ، والبخاريّ في تاريخه، وأبو يعلى وابن حبّان في صحيحه وتاريخه، والباوردي وابن قانع والطّبرانيّ، فرووه كلهم من طريق زياد بن علاقة عن شريك بن طارق، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلّا وله شيطان ... » الحديث.
قال البغويّ: ليس له مسند غيره، ووقع في رواية البخاريّ وغيره: عن شريك بن طارق الحنظليّ.
وذكره ابن أبي حاتم في حرف الشّين شريك بن طارق- روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ويقال:
روى عن فروة بن نوفل، عن عائشة.
وقال في حرف الطاء: طارق بن شريك، ويقال شريك بن طارق روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا. وروى أيضا عن فروة بن نوفل، وروى عنه زياد بن علاقة.
قلت: رواية زياد الأولى لم تختلف في أنها عن شريك وطارق، والعمدة في كونه صحابيا على قول الواقديّ ومن وافقه، وأما جزم ابن أبي حاتم بأنه مرسل فهو لكونه لم يرد في شيء من طرقه تصريحه بالتّحديث، وانضمّ إلى ذلك أنه روى عن فروة «1» عن عائشة، [ولكن] «2» هو مبني على أنهما واحد، ثم لا يلزم من كونه روى عن فروة ألّا يكون له صحبة، فقد يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر. وقد أخرجه الضّياء في الأحاديث المختارة مما ليس في الصّحيحين.
وذكر ابن فتحون في أوهام بن عبد البرّ أنه وحّد بين الحنظليّ والأشجعيّ، وأنه وهم في ذلك، وأن الباوردي فرّق بينهما، فروى في ترجمة الحنظليّ حديثا وفي الأشجعيّ حديثا آخر غيره.
قلت: وراوي كلّ منهما غير راوي الآخر، وهذا إن كان كما قال وأراد. واللَّه أعلم.
3921 ز- شريك «3» :
بن طارق الأشجعيّ. آخر، ذكر في الّذي قبله.
3922 ز- شريك بن الطّفيل:
بن الحارث الأزديّ. ويقال في نسبه غير ذلك كما سيأتي في الطّفيل.
__________
(1) في أعروة.
(2) سقط في أ.
(3) الاستيعاب ت 1187.(3/280)
يأتي ذكره في ترجمة أمّه أمّ شريك بنت أبي بكر «1» العامريّة القرشية في كنى النّساء.
3923 ز- شريك:
بن عبد الرّحمن الصّباحي.
ذكر الرّشاطي عن أبي عبيدة أنه كان ممّن وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الأشجّ، ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
3924- شريك «2» :
بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ الأنصاريّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحدا هو وأخوه أبو ثابت، وذكره ابن شاهين، ووقع عند أبي موسى شريك بن عبد اللَّه، وهو تغيير في اسم أبيه.
3925- شريك «3» :
بن عبدة العجلاني. تقدم في شريك بن سحماء.
3926 ز- شريك بن أبي العكر:
واسمه سلمة «4» بن سلمى الأزديّ ثم الدّوسيّ.
ذكره خليفة بن خيّاط في الصّحابة، وقال: أمّه أم شريك التي تزوّجها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، يعني ولم يدخل بها، ويأتي له ذكر في ترجمة أمه أم شريك.
3927 ز- شريك:
بن وائلة الهذليّ «5» .
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأورد بإسناد صحيح، عن ابن إسحاق، عن الزّهري- أنه حدّثه قال: حدّثت عن المغيرة بن شعبة، قال: قدمت على عمر فوجدته لا يورّث الجدّتين، فحدثته بحديث حمل بن النّابغة فقال: لتأتيني على ذلك ببينة. فقال «6» : تمهّل حتى الموسم، قال: فأقبل رجل من هذيل يقال له شريك بن وائلة فقصّ على عمر قصّة حمل [بن] «7» النّابغة، قال: وأقبل إليه رجل من بني كلاب يقال له زرارة بن جزء، فحدّثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ورّث امرأة أشيم من دية زوجها.
قلت: ساقه مطوّلا وأنا اختصرته.
__________
(1) في أ. العسكر.
(2) أسد الغابة ت 2437، الاستيعاب ت 1189.
(3) الاستيعاب ت 1188.
(4) في أمسلم.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 258 أسد الغابة ت 2438.
(6) في أفقلت.
(7) في أحمل امرأة النابغة.(3/281)
3928- شريك «1» :
غير منسوب، قال ابن السّكن: رجل من الصّحابة روي عنه حديث في إسناده نظر مخرجه عن أهل أصبهان.
وقال ابن شاهين: شريك لا أعرف اسم أبيه، وهو من الصّحابة، ثم أخرج هو وابن السّكن وابن مندة من طريق يعقوب القمّي، عن عيسى بن جارية- بالجيم، عن شريك:
رجل من الصّحابة.
وفي رواية ابن مندة عن شريك- رجل له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من زنى خرج من الإيمان ... » الحديث.
رجاله ثقات ووقع في رواية ابن شاهين زيادة عتبة الرّازي بين يعقوب وعيسى، وكذا وقع في رواية ابن قانع، ولم [ينسب] «2» في شيء مما وقفت عليه.
وقد أورد ابن عبد البرّ حديثه هذا في ترجمة شريك بن طارق، وليس بجيّد، لأن الأئمة لم يذكروا لهذا راويا إلا عيسى بن جارية، فدلّ على أن هذا غيره، ولم ينبه ابن فتحون في أوهام ابن عبد البرّ على وهمه في هذا.
الشين بعدها الصاد، والطاء
3929 ز- شصار الجنّي:
تقدم ذكره في ترجمة خنافر بن التوأم الحميري في القسم الأول من حرف الخاء المعجمة.
3930- شطب الممدود «3» :
أبو طويل الكنديّ.
قال ابن السّكن: يقال له صحبة. حديثه في الشّاميين.
وروى البغويّ وابن زبر وابن السّكن وابن عاصم والبزّار والطّبرانيّ، من طريق عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود- أنه أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها، فهل له من توبة؟
قال: «فهل أسلمت؟» قال: نعم. قال: «تفعل الخيرات، وتترك السّيّئات يجعلهنّ اللَّه لك خيرات كلّها» . قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: «نعم» . قال: اللَّه أكبر.
قال ابن السّكن: لم يروه غير أبي نشيط، يعني عن المغيرة عن صفوان بن عمرو..
قلت: وهو حصر مردود، فقد أخرجه الطّبراني من غير طريقه. وقال ابن مندة: غريب تفرّد به أبو المغيرة.
قلت: هو على شرط الصّحيح، وقد وجدت له طريقا أخرى، قال ابن أبي الدّنيا في
__________
(1) أسد الغابة ت 2439.
(2) في أولم يثبت في شيء.
(3) أسد الغابة ت 2440، الاستيعاب ت 1202، تجريد أسماء الصحابة 1/ 258.(3/282)
كتاب حسن الظّن: حدّثنا عبيد اللَّه بن جرير، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر، عن مكحول، عن عمرو بن عبسة، قال: إن شيخا كبيرا أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يدعم على عصا، فقال: يا نبي اللَّه، إن لي غدرات وفجرات، فهل تغفر لي؟ الحديث.
وهذا ليس فيه انقطاع بين مكحول وعمرو بن عبسة. قال البغويّ: أظنّ أن الصّواب عن عبد الرّحمن بن جبير أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم طويلا شطبا، والشّطب يعني في اللغة الممدود، يعني فظنّه الرّاوي اسما، فقال فيه: عن شطب أبي طويل
الشين بعدها العين
3931- شعبل:
بن أحمر التميميّ «1» . تقدّم ذكره في ترجمة أبيه أحمر.
واختلف في شعبل، فقيل بالتّصغير، وقيل بوزن أحمر وبالموحدة.
3932- شعبة العنبريّ:
مضى ضبطه وسياق نسبه في ترجمة ولده ذؤيب، وفيها
قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لذؤيب: «بارك اللَّه فيك ومتّع بك أبويك» .
3933- شعيب بن عمرو الحضرميّ «2» .
ذكره ابن أبي عاصم والبغويّ والطّبرانيّ وغيرهم في الصّحابة.
وقال أبو عمر: لا يصحّ حديثه.
وقال ابن مندة: في إسناده نظر. وأخرج هو وابن أبي عاصم والطّبراني من طريق عائذ بن شريح: سمعت «3» أنسأ وشعيب بن عمرو وناجية الحضرميّ يقولون: رأينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يصبغ بالحنّاء.
الشين بعدها الفاء، والقاف
3934- شفيّ الهذليّ» :
والد النّضر. قال أبو عمر: يعدّ في أهل المدينة. ذكره بعضهم في الصّحابة ولا يصح. انتهى.
وروى الواقديّ «5» من طريق النضر بن شفي، عن أبيه، قال: خرجنا في عير إلى
__________
(1) أسد الغابة ت (2441) .
(2) أسد الغابة ت 2443، الاستيعاب ت 1203، تجريد أسماء الصحابة 1/ 258- الوافي بالوفيات 16/ 161- التاريخ الكبير 14/ 519 المعجم الكبير الطبراني 7/ 375- تنقيح المقال 5589.
(3) في أسمع.
(4) أسد الغابة ت 2445، الاستيعاب ت 1204.
(5) في أالواحدي.(3/283)
الشام، فلما كنا بعمان «1» عرّسنا من الليل، فإذا بفارس يقول: أيّها النّاس هبّوا، فليس ذا بحين رقاد، قد خرج أحمد، وطردت الجن كل مطرد. ففزعنا ورجعنا إلى أهلنا، فإذا هم يذكرون خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنه بعث.
قلت: فهذا يدل على إدراك «2» زمن البعثة النبويّة، ووصفه بسكنى المدينة يشعر باللّقاء.
3935- شقران «3» :
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، يقال: كما كان اسمه صالح بن عديّ.
قال مصعب: وكان حبشيا، يقال أهداه عبد الرّحمن بن عوف لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ويقال اشتراه منه فأعتقه بعد بدر. ويقال: إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ورثه من أبيه هو وأمّ أيمن، ذكر ذلك البغويّ عن زيد بن أخرم، سمعت ابن داود يعني عبد اللَّه الخريبي يقول ذلك.
قلت: وهذا يردّ قول من قال: اشتراه، ومن قال أهدي له.
وذكر ابن سعد من رواية أبي بكر بن الجهم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله على جمع «4» ما يوجد في رجال أهل المريسيع وعلى جمع الذّريّة ناحية، وكان فيمن حضر غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ودفنه.
وقال أبو معشر: شهد بدرا، وهو عبد، فلم يسهم له.
وقال أبو حاتم: يقال إنه كان على الأسارى يوم بدر، وكذا حكى ابن سعد، وزاد: لم يسهم له لكونه مملوكا، لكن كان كلّ من افتدى أسيرا وهب له شيئا، فحصل له أكثر مما حصل لمن شهد القسمة.
وفي التّرمذيّ، عن شقران، قال: أنا واللَّه طرحت القطيفة تحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في القبر. ورواه ابن السّكن من طريق ابن إسحاق عن الزّهري عن علي بن الحسين، قال: نزل في قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم العبّاس، والفضل، وشقران، وأوس بن خولي، وكان شقران قد أخذ قطيفة كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يلبسها فدفنها في قبره.
__________
(1) في أبمعان.
(2) في أإدراكه.
(3) أسد الغابة ت 2446، الاستيعاب ت 1205 الثقات 3/ 189 تقريب التهذيب 1/ 354- الكاشف 2/ 14- تهذيب التهذيب 4/ 310- تهذيب الكمال 2/ 587 خلاصة تذهيب 1/ 457- الطبقات 7- الجرح والتعديل 14 ترجمة 1692 تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- حلية الأولياء 1/ 372- الطبقات الكبرى 2/ 64، 263، الوافي بالوفيات 16/ 171- التاريخ الكبير 4/ 268- البداية والنهاية 3/ 320.
(4) في أبمعان.(3/284)
وروى أحمد من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن شقران، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم متوجّها إلى خيبر على حمار يصلّي يومئ عليه إيماء.
قال البغويّ: سكن المدينة، ويقال كانت له دار بالبصرة.
قلت: روى عنه أيضا عبيد اللَّه بن أبي رافع.
الشين بعدها الكاف
3936- شكل:
بفتحتين، ابن حميد العبسيّ «1» . صحابيّ، نزل الكوفة.
قال ابن السّكن: هو من رهط حذيفة بن اليمان. له صحبة. حديثه في الكوفيّين.
وروى أصحاب السّنن من طريق بلال بن يحيى العبسيّ، عن شتير، بالمعجمة والمثناة مصغّرا، عن أبيه شكل بن حميد، قال: قلت: يا رسول اللَّه، علمني دعاء، وفي رواية الترمذيّ: تعوّذا أتعوذ به ... الحديث.
قلت: وله رواية عن عليّ. رضي اللَّه عنه.
الشين بعدها الميم
3937 ز- الشماخ بن ضرار:
بن حرملة بن سنان بن أمامة بن عمرو بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الغطفانيّ، يكنّى أبا سعيد، وأبا كثير، وأمه معاذة بنت بجير بن خلف من بنات الخرشب، ويقال: إنهن أنجب نساء العرب.
كان شاعرا مشهورا. قال أبو الفرج الأصبهانيّ أدرك الجاهليّة والإسلام، وقال يخاطب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم:
تعلّم رسول اللَّه أنّا كأنّنا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل
تعلّم رسول اللَّه لم تر مثلهم ... أجرّ على الأدنى وأحزم للفضل «2»
[الطويل]
__________
(1) أسد الغابة ت 2448، الاستيعاب ت 1207، الثقات 3/ 190 تقريب التهذيب 1/ 354- تهذيب الكمال 2/ 588- بقي بن مخلد 141 تهذيب التهذيب 4/ 364- خلاصة تذهيب 1/ 457- الكاشف 2/ 15- الطبقات 49، 130 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1691- تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- التاريخ الكبير 4/ 264 أفراد مسلم 16- علوم الحديث لابن الصلاح 388، الأعلمي 20/ 95.
(2) ينظر البيتان في الأغاني: 9/ 158، وفي الشعر والشعراء: 274. وفي الاستيعاب ص 1470 ترجمة رقم (2574) . وفي أسد الغابة ترجمة رقم (4858) .(3/285)
قال ابن عبد البرّ: وأنمار رهط كان يهجوهم «1» وذو غسل: قرية لبني تميم، وأنمار قومه، وهم أنمار بن بغيض، والشماخ لقب، واسمه معقل، وقيل الهيثم.
وذكر ابن عبد البرّ هذا البيت في أبيات لأخيه مزرد، وذكر في أواخر ترجمة النّابغة الجعديّ ما يقتضي أن له صحبة، فإنه قال: لم يذكر أحمد بن زهير يعني ابن أبي خيثمة لبيد بن ربيعة ولا ضرار بن الخطاب ولا ابن الزّبعرى، لأنهم ليست لهم رواية. قال: وكذلك الشماخ بن ضرار، وأخوه مزرّد، وأبو ذؤيب الهذليّ. قال: وذكر محمد بن سلام الجمحيّ النابغة والشّماخ ومزردا ولبيدا طبقة واحدة. انتهى.
وهو كما قال، ذكرهم في الطّبقة الثّالثة، لكن لا يدل ذلك على ثبوت صحبة الشّماخ، إلا أن العمدة فيه على البيت الّذي أنشده أبو الفرج.
وقال ابن سلّام: كان الشّماخ أشد كلاما من لبيد، إلا أن فيه كزازة، وكان لبيد أسهل منطقا منه.
وقال الحطيئة في وصيته: أبلغوا الشّمّاخ أنه أشعر غطفان. وذكر ابن سلام للشّماخ قصة مع امرأته في زمن عثمان بن عفان، وأنها ادّعت عليه الطّلاق فألزمه كثير بن الصّلت اليمين فتلكأ ثم حلف، وقال:
يقولون لي احلف ولست بفاعل ... أخاتلهم عنها لكيما أنالها
ففرّجت همّ النّفس عنّي بحلفة ... كما شقّت الشّقراء عنها جلالها «2»
[الطويل] وقال المرزبانيّ: اسم الشماخ معقل، وكان شديد متون الشّعر، صحيح الكلام، وأدرك الإسلام فأسلم، وحسن إسلامه، وقال: إنه توفي في غزوة موقان في زمن عثمان، وشهد الشماخ القادسيّة، وهو القائل في عرابة الأوسي:
رأيت عرابة الأوسيّ يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين «3»
[الوافر]
__________
(1) في أقال أبو الفرج ذو غسل.
(2) انظر ديوان الشماخ بن ضرار ص 292، الأغاني 8/ 100، شرح مقامات الحريري 1/ 129، سمط اللآلئ 1/ 188، حماسة البحتري ص 418، طبقات فحول الشعراء 112- 113، خزانة الأدب 1/ 525، الأغاني 8/ 100. الطبقات: 112.
(3) انظر الديوان ص 335 أنساب الأشراف 1/ 27. الأغاني 8/ 102، شرح الحماسة 4/ 159، رغبة الآمل 2/ 94، اللسان «قطع» ، الشعراء: 278.(3/286)
وكان قدم المدينة، فأوقر له عرابة راحلته تمرا وبرّا وكساه وأكرمه.
قال أصحاب المعاني «1» : قوله باليمين، أي بالقوة، ومنه «2» : لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [الحاقة: 45] .
وقصّته معه مشهورة. ورأيت في ديوان الشّماخ وقال توفّي رجل من بني ليث يقال له بكر أصيب بأذربيجان وكان الشّماخ غزا أذربيجان مع سعيد بن العاص. وفيه أيضا: نزلت امرأة المدينة ومعها بنات لها وسيمات، فجعلت للشّماخ عن كل واحدة جزورا على أن يذكرهنّ، فذكر له قصيدة، وذكر فيه أيضا مهاجاة له مع الخليج بن سويد الثّعلبي وهما يسيران مع مروان بن الحكم، وهو حينئذ أمير المدينة، وقال العتبي: مما يتمثل به من شعر الشّماخ قوله:
ليس بما ليس به بأس باس ... ولا يضرّ البرّ ما قال النّاس
[الرجز] قالوا: وهوى الشّماخ امرأة اسمها كلبة بنت جوال [أخت جبل بن جوّال] الشّاعر التغلبيّ، وغاب فتزوّجها أخوه جزء فلم يكلمه بعد، وماتا متهاجرين.
وروى الفاكهيّ بإسناد صحيح عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة- أنها حجّت مع عمر آخر حجة حجّها، فارتحل من الحصبة آخر اللّيل، فجاء راكب فسأل عن منزله فأناخ به ورفع عقيرته يتغنى:
عليك سلام من أمير وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق «3»
[الطويل] الأبيات في رثاء عمر.
قالت عائشة: فنظرنا مكانه فلم نجد أحدا، فحسبته من الجنّ، فنحل النّاس هذه الأبيات الشّماخ وأخاه جمّاع بن ضرار.
وروى عمر بن شبّة هذه القصّة، فقال في آخرها أو أخاه جزء بن ضرار.
__________
(1) في أالمغازي.
(2) في أومثله.
(3) انظر ديوان الشماخ ص 400، شرح أدب الكاتب ص 134، سمط اللآلئ 1/ 58، الاقتضاب ص 299، مجمع الأمثال 1/ 93، مجالس ثعلب 1/ 39، الشعر والشعراء 1/ 277، الطراز 3/ 359.(3/287)
ورواه من وجه آخر عن عروة عن عائشة قالت: ناحت الجنّ على عمر قبل أن يقتل، فذكرت هذه الأبيات.
وقال ابن الكلبيّ: كان الشمّاخ أوصف الناس للحمر وللقوس. وقال أبو الفرج في الأغاني: كان للشّماخ أخوان شقيقان جزء بن ضرار، ومزرّد بن ضرار، واسمه يزيد، وإنما لقب مزردا لقوله:
فقلت تزرّدها عبيد فإنّني ... لزرد القوافي في السّنين مزرّد «1»
[الطويل]
3938- شمّاس بن عثمان:
بن الشّريد «2» بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ.
قال الزّبير بن بكّار: كان من أحسن الناس وجها. وقال ابن أبي حاتم: من المهاجرين الأوّلين.
وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا، واتفقوا على أنه استشهد بأحد. وشذّ أبو عبيد فقال: إنه استشهد ببدر. وقال حسّان يرثيه ويعزي فيه أخته:
أبقي حياءك في ستر وفي كرم ... فإنّما كان شمّاس من النّاس
قد ذاق حمزة سيف اللَّه فاصطبري ... كأسا رواء ككأس المرء شمّاس «3»
[البسيط] وأنشدها الزّبير لحسّان من طريق يعقوب بن محمد الزّهري، ثم أنشدها لزوج أخته أبي سنان بن حريث، ومن طريق الضّحاك بن عثمان. فاللَّه أعلم.
قال الزّبير: وكان عثمان هذا يقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بنفسه يوم أحد، فقال: ما شبهته يومئذ إلا بالجنّة- يعني بضم الجيم، وزاد في رواية: ما أوتي من ناحية إلا وقاني بنفسه.
وهذا مما يؤيّد أنه قتل بأحد.
وقد ذكر ابن إسحاق في المغازي سبب تسميته شماسا، وأن اسمه كان اسم أبيه عثمان.
__________
(1) ينظر البيت في الاشتقاق: 174، والشعراء (247) باختلاف يسير.
(2) الجرح والتعديل 4/ 1670، تنقيح المقال 5607 أسد الغابة (2449) الاستيعاب ت 1208.
(3) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (1208) . وفي ديوان حسان بن ثابت ص 390.(3/288)
وذكر الواقديّ أنه لما قتل بأحد عاش يوما فحمل إلى المدينة فمات عند أم سلمة ودفن بالبقيع، قال: ولم يدفن به ممن شهد أحدا غيره. وقال غيره: ردّوه إلى أحد فدفن به.
3939 ز- الشّمردل:
بن قباث الكعبيّ النجرانيّ.
ذكره الخطيب في «المتّفق» في ترجمة قيس بن الربيع، وساق من طريق محمد بن أيوب، عن أبيه، عن الضّحاك بن عثمان، عن المقبريّ، عن نوفل بن مساحق، عن فاطمة بنت حسّان، عن قيس بن الرّبيع، عن الشمردل بن قباث الكعبيّ، وكان في وفد نجران بني الحارث بن كعب، قال: فنزل الشمردل بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي، كنت كاهن قومي في الجاهليّة، وإني كنت أتطبّب فما يحلّ لي؟ فإنني تأتيني الشابة.
قال: «فصد العرق، وتحسيم الطّعنة إن اضطررت، ولا تجعل في دوائك شبرما، وعليك بالسّنا، ولا تداو أحدا حتّى تعرف داءه» . قال: فقبّل ركبتيه، فقال: والّذي بعثك بالحق أنت أعلم بالطبّ مني.
قال الخطيب: في إسناده نظر، قال ابن الجوزيّ في العلل المتناهية: في رواته مجاهيل.
قلت: وقد أوردت كلامه في ترجمة قيس بن الربيع في لسان الميزان.
3940- شمغون «1» :
بمعجمتين، ويقال بمهملتين، وبمعجمة وعين مهملة، أبو ريحانة، مشهور بكنيته، الأزديّ، ويقال الأنصاريّ، ويقال القرشيّ.
قال ابن عساكر: الأول أصحّ.
قلت [الأنصار كلّهم من الأزد] «2» ويجوز أن يكون حالف بعض قريش فتجتمع الأقوال.
قال ابن السّكن: نزل الشّام، حديثه في المصريّين. ذكر أبو الحسين الرّازي والد تمام، عن شيوخه الدمشقيين أنه نزل أوّل ما فتح دمشق دارا كان ولده يسكنونها، ومنهم
__________
(1) أسد الغابة ت 2450، الاستيعاب ت 1209، الثقات 3/ 189 تقريب التهذيب 1/ 354- الكاشف 2/ 15- تهذيب التهذيب 4/ 365- تهذيب الكمال 2/ 588، خلاصة تذهيب 1/ 457- الإكمال 4/ 362، 363- الجرح والتعديل 14 ترجمة 169 تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- التحفة اللطيفة 2/ 223- حسن المحاضرة 1/ 246 علوم الحديث لابن الصلاح 294- التاريخ 4/ 264- الطبقات الكبرى 1/ 53- المحدث 573 تنقيح المقال 5613،
(2) في أكلهم من الأنصار.(3/289)
محمد بن حكيم بن أبي ريحانة، وكان من كبار أهل دمشق، وهو أول من طوى الطّومار، وكتب فيه مدرجا مقلوبا.
وقال البخاريّ في الشّين المعجمة: شمعون، أبو ريحانة الأنصاريّ، ويقال القرشيّ، سماه ابن أبي أويس عن أبيه، نزل الشّام له صحبة.
[وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه نحوه، وزاد: وروى عنه أبو علي الهمدانيّ، وثمامة بن شفيّ، وشهر بن حوشب، قال أبو الحسن بن سميع في كتاب الصّحابة الذين نزلوا الشّام:
أبو ريحانة الأسديّ بسكون السين المهملة، وهي بدل الزاي.
وقال ابن البرقيّ: كان يسكن بيت المقدس، له خمسة أحاديث] «1» .
وقال ابن حبّان: قيل اسمه عبد اللَّه بن النّضر. وشمعون أصحّ. وهو [حليف] «2» حضرموت، سكن بيت المقدس. وقال الدّولابي في الكنى: أبو ريحانة اسمه شمعون، وسمعت الجوزجاني يقوله. وسمعت موسى بن سهل يقول أبو ريحانة الكنانيّ.
وقال ابن يونس: شمعون الأزديّ يكنى أبا ريحانة، ذكر فيمن قدم مصر من الصّحابة وما عرفنا وقت قدومه.
روى عنه من أهل مصر كريب بن أبرهة، وعمرو بن مالك، وأبو عامر الحجريّ، ويقال بالعين، وهو أصحّ.
ذكر ابن ماكولا، عن أحمد «3» بن وزير المصريّ أنه ذكره فيمن قدم مصر من الصّحابة. وذكره البرديجيّ في حرف الشّين المعجمة من الأسماء المفردة في الطّبقة الأولى.
وأخرج عبد الغافر بن سلامة الحمصي في تاريخه، من طريق عميرة بن عبد الرّحمن الخثعميّ، عن يحيى بن حسان البكريّ، عن أبي ريحانة صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فشكوت إليه تفلّت القرآن ومشقته عليّ، فقال: «لا تحمل عليك ما لا تطيق، وعليك بالسّجود» .
قال عميرة: قدم أبو ريحانة عسقلان، وكان يكثر السّجود.
وأخرج أحمد والنّسائيّ والطّبرانيّ من طريق أبي علي الهمدانيّ عن أبي ريحانة أنه كان مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة، قال: فأوينا ذات ليلة إلى سرف فأصابنا برد شديد، حتى رأيت
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أوهو جد من حضر موت.
(3) في أأحمد بن يحيى بن وزير.(3/290)
الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويلقي عليه حجفته، فلما رأى ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من يحرسنا اللّيلة، فأدعو له بدعاء يصيب فضله» . فقام رجل من الأنصار، فقال: [أنا يا رسول] «1» اللَّه. قال: «من أنت» ؟ قال: فلان، قال: «ادنه» ، فدنا فأخذ ببعض ثيابه، ثم استفتح الدّعاء، فلما سمعت قلت: أنا رجل. قال: «من أنت» ؟ قال: أبو ريحانة، قال: فدعا لي دون ما دعا لصاحبي، ثم قال: «حرمت النّار على عين حرست في سبيل اللَّه ... » الحديث.
وروى ابن المبارك في «الزّهد» من طريق ضمرة بن حبيب، عن مولى لأبي ريحانة الصّحابي أنّ أبا ريحانة قفل من غزوة له، فتعشّى ثم توضّأ وقام إلى مسجده فقرأ سورة، فلم يزل في مكانه حتى أذّن المؤذن، فقالت له امرأته: يا أبا ريحانة، غزوت فتعبت ثم قدمت، أفما كان لنا فيك نصيب؟ قال: بلى واللَّه، لكن لو ذكرتك لكان لك عليّ حقّ: قالت: فما الّذي شغلك. قال: التفكر فيما وصف اللَّه في جنّته ولذّاتها حتى سمعت المؤذّن.
وبه «2» إلى ضمرة أن أبا ريحانة كان مرابطا بميّافارقين «3» ، فاشترى رسنا من قبطي من أهلها بأفلس، وقفل حتى انتهى إلى عقبة الرّستن، وهي بقرب حمص فقال لغلامه: دفعت إلى صاحب الرّسن فلوسه؟ قال: لا. فنزل عن دابته، فاستخرج نفقة فدفعها لغلامه، وقال لرفقته: أحسنوا معاونته حتى يبلغ أهله، وانصرف إلى ميّافارقين، فدفع الفلوس لصاحب الرّسن، ثم انصرف إلى أهله.
وقال إبراهيم بن الجنيد في كتاب «الأولياء» : حدّثنا أحمد بن أبي العبّاس الواسطيّ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن عروة الأعمى مولى بني سعد، قال: ركب أبو ريحانة البحر، وكانت له صحف «4» ، وكان يخيط فسقطت إبرته في البحر، فقال: عزمت عليك يا رب إلا رددت عليّ إبرتي، فظهرت حتى أخذها.
3941 ز- شميحة الأنصاريّ:
تقدّم في السين المهملة.
3942- شمير، غير منسوب:
له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، قال ابن حزم.
واستدركه الذّهبي.
قلت: وأنا أخشى أن يكون هو سمير بن عبد المدان الرّاوي عن أبيض بن حمّال، فلعله أرسل حديثا، ولم يتيقظ لذلك صاحب السّند المذكور، فقد وقع له من ذلك أشياء كثيرة.
__________
(1) في أفقال: لنا رسول اللَّه.
(2) في أنسبته.
(3) في أعشاء فأرهق.
(4) في أ: صحفة.(3/291)
الشين بعدها النون
3943 ز- شنبر:
في شهاب.
3944
- شنتم «1» ، غير منسوب:
بوزن أحمد، ضبطه الدّارقطنيّ والبغويّ وابن السّكن وغيرهم بنون ثم مثناة، وذكره بعضهم بالمثناة بالتّصغير.
وروى البغويّ وابن السّكن وابن قانع، من طريق همام، عن شقيق بن ليث، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل كفيه، وإذا قام يصلي الركعتين اعتمد على فخذيه ونهض على ركبتيه.
قال البغويّ وابن السّكن: ليس له غيره. قال: وروى شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه، عن وائل بن حجر بعضه.
قلت: وروى أبو داود من طريق همام عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبّار بن وائل، عن أبيه، قال همام: حدّثنا شقيق، حدّثني عاصم بن كليب، عن أبيه ... فذكر الحديث. وفيه: قال أبو داود. وفي حديث أحدهما قال: وأكثر علمي أنه في حديث محمد بن جحادة: وإذا نهض نهض على ركبتيه. انتهى.
وهذه الزّيادة إنما هي في رواية عاصم بن شنتم، فيغلب على الظّن أنه إذا كتبه من حفظه وقع له فيه وهم. وقال البغويّ: لا أعلم حدث به عن شريك إلا يزيد بن هارون، ولم أسمع شنتم يذكر إلا في هذا الحديث.
وقال ابن السّكن: لم يثبت، وهو غير مشهور في الصّحابة، ولم أسمع به إلا في هذه الرّواية. فاللَّه أعلم.
3945 ز- شن، الجرشي:
حليف الأنصار، ذكره وثيمة في الردّة أنه شارك وحشي بن حرب في قتل مسيلمة قال: وقال في ذلك:
ألم تر أنّي ووحشيّهم ... قتلنا مسيلمة المفتتن
فلست بصاحبه دونه ... وليس بصاحبه دون شن
[المتقارب] واستدركه ابن فتحون.
__________
(1) أسد الغابة ت 2451- تقريب التهذيب 1/ 355، تهذيب التهذيب 4/ 366- الإكمال 5/ 41- تهذيب الكمال 2/ 589- تجريد أسماء الصحابة 1/ 259 العقد الثمين 5/ 24.(3/292)
الشين بعدها الهاء
3946- شهاب بن أسماء «1» :
بن مر بن شهاب بن أبي شمر بن معديكرب بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ وابن سعد والطّبريّ: وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وذكره ابن شاهين.
3947- شهاب بن خرفة «2» :
غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اسمه، فقال: أنت مسلم بن عبد اللَّه،
يأتي إسناده في الميم إن شاء اللَّه تعالى.
3948- شهاب:
بن زهير بن مذعور البكريّ «3» .
روى ابن مندة وأبو نعيم من طريق محمد بن هشام، عن عمير بن حاجب بن يزيد بن شهاب، عن أبيه، عن جدّه، قال: وفدت أنا وخمسة من بكر بن وائل، أحدهم مرثد بن ظبيان، قال: وشهد مرثد حنينا، وكساه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حلّتين، وكتب معه إلى بكر بن وائل أن أسلموا تسلموا «4» .
وأخرج أبو بكر الشّيرازيّ في الألقاب من طريق محمد بن يعقوب بن زياد بن حامد، حدّثني بهز بن حاجب بن يزيد بن شهاب بن زهير الذّهليّ، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه شهاب بن زهير. قال: هاجر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خمسة من بكر ابن وائل.
وسيأتي في ترجمة مرثد بن ظبيان إن شاء اللَّه تعالى.
3949- شهاب بن عامر الأنصاريّ:
هو هشام يأتي ذكره- غيّره النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
3950 ز- شهاب بن كليب:
ويقال إنه ابن المجنون المذكور بعده.
3951- شهاب بن مالك «5» :
يقال: إنه يمامي.
__________
(1) أسد الغابة ت 2454.
(2) أسد الغابة ت 2453- تجريد أسماء الصحابة 1/ 260.
(3) أسد الغابة ت 2454- تجريد أسماء الصحابة 1/ 260.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 120، 9/ 26، 131. ومسلم 3/ 1378 في كتاب الجهاد والسير باب 20 إجلاء اليهود من الحجاز حديث رقم 61- 1765. وأبو داود 2/ 171 في كتاب الخراج والفيء والإمارة باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة حديث رقم 3003، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1626، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 208.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 260، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1579، أسد الغابة ت 2457، الاستيعاب ت 1190.(3/293)
ذكر ابن أبي حاتم أن له صحبة ووفادة، وأنه روى عنه حفيده بقير بن عبد اللَّه بن شهاب بن مالك.
وروى عليّ بن سعيد العسكريّ والبغويّ وابن قانع، من طريق عمارة بن عقبة بن عمارة الحنفي، عن بقير بن عبد اللَّه بن شهاب بن مالك أنه حدّثه قال: حدّثني جدّي شهاب بن مالك أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: وكان وفد إليه، فقالت له أم كلثوم ... فذكر حديثا في ذمّ النّساء.
وبقير ضبطه ابن ماكولا بالموحدة والقاف مصغّرا. ووقع عند علي بن سعيد العسكري نفير، بنون وفاء، وعند ابن أبي حاتم بعير، بموحدة وعين مهملة، وعند سعيد بن يعقوب في الصّحابة يعيش، وكلّه تصحيف.
3952- شهاب بن المتروك» :
أحد وفد عبد القيس، قاله ابن سعد. قال: واسم أبيه عباد بن عبيد.
3953- شهاب بن المجنون الجرمي «2» :
يقال إنه جدّ عاصم بن كليب.
قال ابن حبّان والبغويّ: شهاب الجرمي جدّ عاصم بن كليب، له صحبة.
وقال ابن السّكن: شهاب الجرمي حديثه في الكوفيّين. يقال له صحبة، وليس بمشهور في الصحابة.
وقال الطّبرانيّ: يقال اسمه شهاب، ويقال شبيب، ويقال شتير، وقال أبو عمر: له ولأبيه صحبة ورواية.
وروى التّرمذيّ، وأبو يعلى، والبغويّ، ومطيّن، والباورديّ، والطّبري وآخرون من طريق أبي معدان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جدّه، قال: دخلت المسجد ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم واضع يده على فخذه يشير بالسّبابة، ويقول: «يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك» .
قال التّرمذيّ والبغويّ: غريب تفرّد به محمد بن حمران عن أبي معدان.
وأخرج ابن السّكن من طريق عباد بن العوّام، عن عاصم بن كليب بهذا الإسناد: أتيت
__________
(1) في أ: المبذول، وفي ج: المبروك.
(2) أسد الغابة ت 2458، الاستيعاب ت 1191- الثقات 3/ 190، تقريب التهذيب 1/ 355- الكاشف 2/ 16- تهذيب التهذيب 4/ 368، خلاصة تذهيب 1/ 453- تهذيب الكمال 2/ 590- تجريد أسماء الصحابة 1/ 260، الطبقات 119، 139- الأنساب 3/ 252- الإكمال 2/ 452.(3/294)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم انظر إليه كيف يصلّي ... الحديث، في رفع اليدين حيال أذنيه وأخذ يمينه بشماله، قال ابن السّكن: رواه جماعة عن عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر.
قلت: رجاله موثّقون، إلا أنّ أبا داود قال: عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جدّه، ليس بشيء.
3954- شهاب القرشيّ «1» :
مولاهم، نزيل حمص.
روى ابن مندة من طريق محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ، قال: قال عبد اللَّه بن زغب: كان شهاب القرشيّ أقرأه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم القرآن كلّه، فكان عامة النّاس بحمص يقرءون منه.
قال ابن مندة: غريب تفرد به نصر بن خزيمة.
[3955- شهاب، آخر «2» :
غير منسوب.
قال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصّحابة، فقال: رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سكن مصر، روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يذكر الحديث.
وقال أبو عمر: هو أنصاريّ، روى الطّبراني من طريق، مسلم، عن أبي الذّيال، عن أبي سفيان، سمع جابر بن عبد اللَّه يحدّث عن شهاب- رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان ينزل مصر- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من ستر على مؤمن عورة فكأنّما أحيا ميّتا» .
وروى ابن مندة من طريق حفص الرّاسبي، قال: قال جابر بن عبد اللَّه لرجل يقال له شهاب: أما سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول ... فذكر نحوه. قال: فقال: نعم، فقال له جابر:
أبشر، فإن هذا حديث لم يسمعه غيري وغيرك.
وزعم ابن مندة أنّ حفصا هذا أبو سنان.
قلت: وفيه نظر، فقد أخرجه الحسن بن سفيان، من طريق أبي همام الرّاسبي- وكان صدوقا: حدّثنا حفص أبو النّصر عن جابر به، وأتمّ منه] «3» .
3956 ز- شهاب العنبري:
والد حبيب.
روى عنه ابنه حبيب في مصنّف ابن أبي شيبة، قال: كنت أول من أوقد في باب تستر ورمي الأشعريّ فصرع، فلما فتحوها أمّرني على عشرة من قومي. إسناده صحيح. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا من له صحبة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2456.
(2) أسد الغابة ت 2459.
(3) سقط في أ.(3/295)
الشين بعدها لواو
3957- شويفع «1» :
غير منسوب.
ذكره الطّبرانيّ، وأورد من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمرو بن شويفع، عن أبيه عن جدّه شويفع، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لم يستحي فيما قال أو قيل له فهو لغير رشدة» «2» .
تفرد به الوليد بن سلمة عنه. وهو ضعيف نسبوه إلى وضع الحديث.
الشين بعدها الياء
3958 ز- شيبان بن عباد:
بن شيبان بن خالد بن سالم بن مرّة بن عبس بن الحارث ابن بهثة بن سليم السّلمي. أمه أروى بنت عبد المطّلب عمّة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
ذكره خليفة في الصّحابة: واستدركه ابن فتحون.
3959 ز- شيبان بن علقمة «3» :
بن زرارة التميميّ، ابن عم القعقاع بن سعيد ابن زرارة.
ذكر أبو عبيد أن له وفادة. وقد تقدّم له ذكر في ترجمة خالد بن مالك.
3960- شيبان بن مالك:
الأنصاري السّلمي «4» - بفتحتين.
قال مسلم وابن حبّان «5» : له صحبة، زاد مسلم: كوفيّ، وقال البغويّ: سكن الكوفة، وهو جدّ أبي هبيرة يحيى بن عباد، له حديث.
وقال ابن مندة: يعد في الكوفيين. وقال ابن أبي حاتم: شيبان السّلمي المدنيّ الأنصاريّ.
روى حديثه يحيى بن العلاء أحد الضّعفاء عن إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن
__________
(1) أسد الغابة ت 2461.
(2) يقال: هذا ولد رشدة إذا كان لنكاح صحيح كما يقال في ضده ولد زنية بالكسر فيهما، وقال الأزهريّ، في فصل بغى: كلام العرب المعروف: فلان ابن زنية وابن رشدة، وقد قيل: زنية ورشدة، والفتح أفصح اللغتين. النهاية 2/ 225.
(3) في أمعبد.
(4) الثقات 3/ 188- الجرح والتعديل 14 ترجمة 1553- تجريد أسماء الصحابة 1/ 261، الاستبصار 6/ 106- الوافي بالوفيات 16/ 199، أسد الغابة ت 2464.
(5) في أابن حبان والبغوي: له صحبة.(3/296)
شيبان، عن أبيه، عن جدّه، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم آمنة بنت عبد المطّلب.
روى عنه ابن ابنه أبو هبيرة، وابنه عباد بن شيبان، والحديث الّذي أشار إليه ابن [أبي حاتم أخرجه ابن قانع من طريق حفص بن عمر، عن يحيى بن العلاء بسنده المذكور.
وقال ابن مندة: شيبان الأنصاريّ، ثم ذكر أنه تقدّم في ترجمة إبراهيم.
قلت: لم يتقدم هنالك إلا رواية إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه بالحديث الّذي ذكرته آنفا عن ابن أبي حاتم.
وتعقّبها أبو نعيم بأنه وهم، والصّواب عنده: عن أبيه عن جدّه، وهو عباد بن عباد بن شيبان، وسيأتي] «1» .
وروى الحسن بن سفيان، وابن السّكن، وابن شاهين، وابن أبي خيثمة، والطّبراني في الأوسط، من طريق «2» أبي هبيرة عن جدّه شيبان، قال: دخلت المسجد فاستندت إلى حجرة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فتنحنحت، فقال: «أبو يحيى؟» قلت: أبو يحيى. قال: «هلمّ إلى الغداء» . قلت:
إني أريد الصّوم. قال: «وأنا أريد الصّوم، ولكنّ مؤذّننا هذا في بصره سوء، وإنّه أذّن قبل أن يطلع الفجر» .
قال ابن السّكن: ليس يروي عنه غيره.
وروى ابن السّكن من وجه آخر عن أشعث، عن يحيى بن عباد، عن شيبان، عن أبيه، عن جدّه ... فذكر نحوه في الإسناد عن أبيه، وأشار إلى رجحان الرواية الأولى.
ويحيى بن عباد هو أبو هبيرة.
وذكر ابن مندة أنّ جنادة بن مروان رواه عن أشعث، فقال: عن يحيى بن عباد، عن أبيه- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «يا أبا يحيى، هلمّ إلى الغداء» ،
فجعل ابن مندة لعبّاد بن شيبان ترجمة بهذا السّبب، وسيأتي.
وقد أخرج ابن مندة «3» من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي هبيرة «4» ، عن زيد بن ثابت حديثا غير هذا. فاللَّه أعلم.
3961- شيبان بن محرز «5» :
بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزّى بن سحيم ابن مرة بن الدّئل بن حنيفة اليمانيّ الحنفيّ، والد عليّ بن شيبان.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أعن أبي هريرة.
(3) في أماجة.
(4) في أأبي هبيرة عن أبيه عن زيد.
(5) بقي بن مخلد.(3/297)
قال أبو عمر: حديثه يدور على محمد بن جابر.
قلت: وقع في مسند بقي بن مخلد حديث، وهو من رواية محمد بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن علي بن شيبان، عن أبيه، قال: صليت خلف النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فرفع رجل رأسه قبله، فلما انصرف قال: «من رفع رأسه قبل الإمام أو وضعه فلا صلاة له» .
قلت: وقد أخرج ابن ماجة هذا الحديث من هذا الوجه، لكن قال: عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، وهو المعروف.
وولده عليّ صحابيّ، وقد أخرج له أيضا أبو داود وغيره.
وأورد ابن قانع في ترجمة شيبان حديثا آخر من رواية ملازم «1» بن عمرو، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، عن شيبان «2» - رفعه: «لا صلاة لمن صلّى خلف الصّغير «3» » .
يعني وحده.
قلت: وهذا الحديث أخرجه أحمد وابن حبّان «4» من هذا الوجه، لكن ليس فيه عن شيبان، وإنما فيه عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان فصحّفت- ابن- فصارت- عن- واللَّه أعلم.
3962- شيبة بن عبد الرّحمن «5» :
السّلمي.
ذكره أبو نعيم، وقال: مختلف في صحبته. وأورد له من طريق عبد الصّمد بن سليمان المكيّ، عن أبيه: حدّثنا شيبة بن عبد الرّحمن السّلمي، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يسمّي الشّاة بركة. واستدركه أبو موسى.
3963
- شيبة «6» بن عتبة:
بن ربيعة بن عبد شمس، أبو هاشم- مختلف في اسمه، وممّن سماه شيبة الطّبراني. مشهور بكنيته، يأتي في الكنى.
3964- شيبة بن عثمان «7» :
وهو الأوقص، بن أبي طلحة بن عبد اللَّه بن عبد العزّى بن
__________
(1) في أسلام.
(2) في أسنان.
(3) في أالصنف.
(4) في أماجة.
(5) أسد الغابة ت 2465- تجريد أسماء الصحابة 1/ 561، تاريخ جرجان 322- جامع التحصيل 240- دائرة معارف الأعلمي 20/ 135.
(6) أسد الغابة ت 2466.
(7) الثقات 3/ 186، تهذيب التهذيب 4/ 376- تهذيب الكمال 2/ 592- خلاصة تذهيب 1/ 455- الكاشف 2/ 17، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1470- التلقيح 381- تجريد أسماء الصحابة 1/ 261- شذرات الذهب 1/ 65، الطبقات 14، 277- صفة الصفوة 1/ 727- سير أعلام النبلاء 3/ 12- العقد الثمين 5/ 19، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 664- الوافي بالوفيات 16/ 201- التاريخ الكبير 4/ 241، البداية والنهاية 8/ 213- الأنساب 8/ 208- التعديل والتجريح 1389. أسد الغابة ت 2467، الاستيعاب ت 1210.(3/298)
عبد الدّار القرشي العبدريّ الحجبي، أبو عثمان.
قال ابن السّكن: أمّه أم جميل هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار أخت مصعب بن عمير.
قال البخاريّ وغير واحد: له صحبة. أسلم يوم الفتح، وكان أبوه ممن قتل بأحد كافرا، ولبنته صفية بنت شيبة صحبة، وكان شيبة ممن ثبت يوم حنين بعد أن كان أراد أن يغتال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقذف اللَّه في قلبه الرّعب، فوضع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يده على صدره، فثبت الإيمان في قلبه، وقاتل بين يديه، رواه ابن أبي خيثمة عن مصعب النميري.
وذكره ابن إسحاق في المغازي بمعناه. وكذا أخرجه ابن سعد عن الواقديّ بإسناد له مطوّل، وكذا ساقه البغويّ بإسناد آخر عن شيبة، وفيه فجئته من خلفه فدنوت ثم دنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أترّه «1» بالسّيف وقع لي شهاب من نار كالبرق، فرجعت القهقرى، فالتفت إليّ فقال: تعال يا شيبة. فوضع يده على صدري، فرفعت إليه بصري، وهو أحبّ إليّ من سمعي وبصري «2» ... الحديث.
قال ابن السّكن: في إسناد قصّة إسلامه نظر. روى ابن سعد عن هوذة، عن عوف، عن رجل من أهل المدينة، قال: دعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيبة بن عثمان فأعطاه مفتاح الكعبة، فقال:
دونك هذا فأنت أمين اللَّه على بيته «3» .
وقال مصعب الزّبيريّ: دفع إليه وإلى عثمان بن طلحة وقال: خذوها بابني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم.
وذكر الواقديّ أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أعطاه يوم الفتح لعثمان، وأن عثمان ولي الحجابة إلى أن مات، فوليها شيبة، فاستمرت في ولده.
__________
(1) في أأسوره.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 358. وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 187 وقال رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
(3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 301.(3/299)
وروى ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: أسلم العبّاس وشيبة ولم يهاجرا، أقام العبّاس على سقايته وشيبة على حجابته.
وقال يعقوب بن سفيان: أقام شيبة للناس الحجّ سنة تسع وثلاثين. قال خليفة: وكان السّبب في ذلك أنّ عليا بعث قثم بن العباس ليقيم للناس الحجّ، وبعث معاوية يزيد بن شجرة فتنازعا، فسعى بينهما أبو سعيد الخدريّ وغيره، فاصطلحا على أن يقيم الحج شيبة بن عثمان، ويصلّي بالنّاس.
وقد روى شيبة عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر.
روى عنه أبو وائل، وابنه مصعب بن شيبة، وحفيده مسافع بن عبد اللَّه بن شيبة، وعبد الرّحمن بن الزّجاج، وآخرون.
قال خليفة وغير واحد: مات سنة تسع وخمسين. وقال ابن سعد: عاش إلى خلافة يزيد بن معاوية، وأوصى إلى عبد اللَّه بن الزبير. ووقع عند ابن مندة أنه مات سنة ثمان وخمسين، وهو ابن ثمان وخمسين، وهو غلط. وكذا وقع له في سياق نسبه غلط فاحش.
3965- شيبة «1» :
بن أبي كثير الأشجعيّ.
ذكره الطّبرانيّ وغيره، وأوردوا من طريق يحيى بن عمير المدني، حدّثني عمر بن شيبة بن أبي كثير، عن أبيه، قال: كنت أداعب امرأتي فماتت، وذلك في غزوة تبوك، فسألت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «لا ترثها» «2» .
وروى البغويّ وابن قانع والطّبرانيّ، من طريق الواقديّ، عن أخيه شملة بن عمر بن واقد، عن عمر بن شيبة الأشجعيّ.
وفي رواية الطّبراني عن عمر بن شيبة بن أبي كثير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خدر الوجه من النّبيذ تتناثر منه الحسنات» .
قال البغوي: لم يحدّث بهذا الحديث غير محمد بن عمر.
قال أبو أحمد «3» بن عديّ في ترجمة الواقديّ من «الكامل» : حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن حفص، حدثنا محمد بن يحيى الأزديّ، حدّثنا الواقدي، عن أخيه شملة، عن عمر بن كثير
__________
(1) أسد الغابة ت 2468- أسد الغابة 2/ 536- تجريد أسماء الصحابة 1/ 261.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 364، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 233 عن عمر بن شيبة بن أبي بكر بزيادة في أوله. قال الهيثمي: رواه الطبراني وعمر بن شيبة. قال: أبو حاتم مجهول.
(3) في أعن النبي- صلّى اللَّه عليه وسلم- قال أبو أحمد.(3/300)
ابن شيبة الأشجعيّ، عن أبيه ... فذكر الحديث، فاختلف على الواقديّ في تسمية صحابيّ هذا الحديث. والعلم عند اللَّه تعالى.
3966- شبيب بن سعد:
تقدم في أوائل هذا الحرف.
3967- شيحة العوسجي:
قرأت بخط الذّهبي في «التجريد» : جاء ذكره في خبر موضوع لا يحلّ سماعه، أخرجه ابن عساكر في مجلس نفي الجهة.
وفي التّابعين شيحة الضّبعي. روى عن عليّ، ذكره ابن أبي حاتم، وهو غير هذا.
3968 ز- شيطان:
ذكره أبو داود في السّنن بغير إسناد [فيمن غيّر النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم اسمه] «1» .
3969- شييم «2» :
بكسر أوله وتحتانيتين الأولى مفتوحة والثّانية ساكنة. وقال أبو الوليد الفرضيّ: قرأته مضبوطا عن المنائحي، عن البغويّ بمعجمة ثم مثناة مصغّرا، وكذا قال ابن الأثير عن ابن قانع، وهو السّهمي من بني سهم بن مرة.
روى البغويّ من طريق إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن سعيد بن شييم- أحد بني سهم بن مرة- أن أباه حدّثه أنه كان في جيش عيينة بن حصن حين جاء يمد يهود خيبر، قال: فسمعنا صوتا في عسكر عيينة: يا أيها الناس، أهلكم خولفتم إليهم. قال: فرجعوا لا يتناظرون، فلم نر لذلك نبأ، وما نراه كان إلا من السّماء.
وأورد ابن قانع وأبو نعيم حديثه في ترجمة شييم والد عاصم المتقدم، وهو خطأ، فقد فرّق بينهما البغويّ، والحسين بن علي البرذعيّ، وجعفر المستغفريّ وغيرهم. والاسمان مختلفان في النّطق بهما وإن ائتلفا في الخط كما ضبطتهما.
3970 ز- شييم:
آخر، هو ابن عبد العزّى بن خطل، واسمه عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير، بالموحدة، ابن تيم بن غالب ابن أخي هلال بن خطل المقتول يوم الفتح.
وكان شييم يومئذ موجودا، وشهد ولده عبد اللَّه يوم الجمل فقتل، وكان مع طلحة، ورثاه أخوه قطبة بن شييم، ذكر ذلك الزّبير في كتاب النّسب.
وقد ذكرنا غير مرة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكّة والطّائف في حجة
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2469، تجريد أسماء الصحابة 1/ 261، الكاشف 2/ 17- تقريب التهذيب 1/ 357- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1675 تهذيب التهذيب 4/ 379- خلاصة تذهيب 1/ 458- تهذيب الكمال 2/ 593.(3/301)
الوداع أحد إلا أسلم وشهدها، فيكون شييم هذا من أهل هذا القسم.
القسم الثاني من حرف الشين المعجمة
الشين بعدها التاء
3971- شتير «1» :
بن شكل العبسيّ. تابعيّ مشهور.
ذكر أبو موسى المدينيّ أنه أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
قلت: تقدّم ذكر أبيه، وأن له صحبة ورواية من طريق ابنه هذا وحده عنه، وإسناده صحيح عند النّسائي، فمقتضاه أن تكون له رؤية وهو وأبوه لا نظير لهما في الأسماء، ولشتير رواية عن ابن مسعود وحذيفة وعليّ وغيرهم، وكنيته أبو عيسى.
روى عنه الشّعبيّ، وأبو الضّحى، وبلال بن يحيى، وغيرهم.
وقال ابن حبّان في الثّقات: مات في ولاية ابن الزّبير. وقال ابن سعد: مات في ولاية مصعب. وقال العجليّ: ثقة من أصحاب ابن مسعود.
الشين بعدها الياء
3972- شييم:
بمعجمة، مصغّرا. ذكر في آخر القسم الّذي قبله.
القسم الثالث من حرف الشين
الشين بعدها الألف
3973 ز- شابة:
بن مغفل بن المعلّى بن تيم الطّائي.
له إدراك، وكان لولده قيس ذكر بالكوفة زمن الحجّاج. ذكره الكلبيّ.
الشين بعدها الباء
3974 ز- شبث «2» :
بفتح أوله والموحدة، ثم مثلثة، ابن ربعي التميميّ اليربوعيّ، أبو
__________
(1) أسد الغابة ت 2386.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 216، طبقات خليفة ت 1100، تهذيب الكمال 569، تاريخ الإسلام 3/ 159، تذهيب التهذيب 2/ 68، تهذيب التهذيب 4/ 303، خلاصة تذهيب التهذيب 168.(3/302)
عبد القدّوس. له إدراك ورواية عن حذيفة وعليّ.
روى عنه محمّد بن كعب القرظيّ وسليمان التيميّ.
قال الدّارقطنيّ: يقال إنه كان مؤذّن سجاح التي ادّعت النّبوّة، ثم راجع الإسلام.
وقال ابن الكلبيّ: كان من أصحاب عليّ، ثم صار مع الخوارج، ثم تاب، ثم كان فيمن قاتل الحسين.
وقال المدائنيّ: ولى بعد ذلك شرطة»
القباع بالكوفة.
وقال العجليّ: كان أول من أعان على قتل عثمان، وبئس الرجل هو. وقال معتمر، عن أبيه، عن أنس: قال شبث: أنا أول من حرّر الحرورية.
وذكر الطّبريّ من طريق إسحاق بن طلحة «2» ، قال: لما أخرج المختار الكرسي الّذي كان يزعم أنه كالسّكينة التي كانت في بني إسرائيل صاح شبث بن ربعي: يا معشر مضر، لا تكفروا ضحوة. قال: فاجتمعوا فأخرجوه. قال إسحاق: إني لأرجوها له.
ومات شبث في حدود السّبعين.
3975- شبر:
بن علقمة العبديّ الكوفي. له إدراك، وشهد القادسيّة، وله رواية عن ابن مسعود.
وروى عبد الرّزّاق وابن أبي شيبة من طريق الأسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال:
بارزت رجلا يوم القادسيّة فقتلته، فبلغ سلبه اثني عشر ألفا، فنفّلني الأمير سلبه.
وروى ابن حبّان في الثّقات، من طريق الأصبغ بن علقمة، عن حميد بن مرة الربعيّ، عن شبر- أنه صحب عمر فرآه يتوضأ غدوة إلى اللّيل ويمسح على خفّيه.
قلت: فلا أدري هو ذا أم غيره، ثم رأيته في كتاب ابن أبي حاتم أنه روى عن عمر رضي اللَّه عنه.
3976- شبل «3» :
بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي.
نسبه الطّبريّ والعسكريّ وقال: لا يصح له سماع عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
(1) في أشرطة الحارث القباع.
(2) في أبن يحيى بن طلحة.
(3) أسد الغابة ت 2379.(3/303)
وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وأمه سميّة والدة أبي بكرة وزياد.
وروى الطّبرانيّ «1» في ترجمته من طريق سليمان التميميّ عن أبي عثمان قال: شهد أبو بكرة، ونافع، وشبل بن معبد على المغيرة، وأنهم نظروا إليه كما ينظرون المرود في المكحلة، فجاء زياد فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق «2» ، فقال: رأيت منظرا قبيحا وابتهارا، ولا أدري ما وراء ذلك، فجلدهم عمر الحدّ.
وروى القصّة مطولة ابن أبي شيبة والطّبري من طريق الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، وجاء ذكر شبل بن معبد في حديث آخر وقع في رواية ابن عيينة عن الزّهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبيه هريرة، وزيد بن خالد، وشبل بن معبد في الأمة إذا زنت.
قال ابن معين: أخطأ ابن عيينة في هذا فظنّه شبل بن معبد الّذي شهد على المغيرة.
والصّواب أنه شبل بن حامد، كذا قال سعيد بن أبي مريم عن ابن معين، وحكى عنه ابن أبي خيثمة أنه قال: شبل بن معبد أشبه بالصّواب.
قلت: وفيه نظر، فإنه قال في رواية الدّوري عنه: أهل مصر يقولون شبل بن حامد، عن عبد اللَّه بن مالك، وهذا عندي أشبه، قال: وليست لشبل صحبة.
قلت: والحديث عند أصحاب السّنن من طريق ابن عيينة، فقالوا فيه: وشبل، ولم يذكروا أباه.
وأخرجه البخاريّ ومسلم فلم يذكرا شبلا. ورواه النّسائي من طريق آخر عن الزّهري فقال: عن شبل، عن عبد اللَّه بن مالك الأوسيّ. قال النّسائي: هذا هو الصّواب. وحديث ابن عيينة خطأ، وكذا قال البغويّ.
وقال التّرمذيّ: حديث ابن عيينة وهم، وشبل بن خليد [لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وجاء عن ابن عيينة أنه شبل بن حامد، وهو خطأ، إنما هو شبل بن خليد] «3» أو ابن خالد.
وغاير ابن حبّان بين شبل بن خليد فذكره في الصّحابة ولم يذكر له رواية، وبين شبل ابن حامد فذكره في التّابعين، وقال: إنه يروي عن عبد اللَّه بن مالك الأوسي.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: يعدّ في التابعين. وقال أبو عمر: شبل بن معبد البجلي هو الّذي عزل عثمان أبا موسى الأشعريّ على يده، ولا ذكر له في الصّحابة إلا في رواية ابن عيينة، يعني المشار إليها.
__________
(1) في أالطبراني.
(2) في أبالحق.
(3) سقط في أ.(3/304)
وقال الدّار الدّارقطنيّ: تابعيّ، وادعى ابن الأثير، أن ابن مندة، وأبا عمر، وأبا أحمد العسكريّ، وأبا نعيم تواردوا على أن شبل بن معبد وشبل بن خليد وشبل بن حامد واحد، كذا قال، وكأنه أراد كونهم أوردوا في كل منهم رواية ابن عيينة المذكورة، وقد أوضحت حاله في شبل بن خليد في القسم الأوّل.
3977 ز- شبيب بن برد:
بن حارثة اليشكريّ. تقدّم ذكره مع والده.
3978 ز- شبيب بن حجل:
بن نضلة «1» الباهليّ.
له قصة مع أبي موسى الأشعريّ في الفتوح تدلّ أنه أدرك الجاهليّة وعمّر حتى شاخ.
ذكر الزّبير بن بكّار في الموفقيات بغير إسناد أن أبا موسى الأشعريّ عرض الخيل فمرّ به شبيب بن حجل بن نضلة الباهليّ على فرس أعجف، فقال: بال على بال، فبلغه ذلك فأنشد:
رآني الأشعريّ فقال بال ... على بال ولم يعلم بلائي
ومثلك قد قضيت «2» الرّمح فيه ... فباء بدائه وشفيت دائي
[الوافر]
3979 ز- شبيب بن عبد اللَّه:
بن شكل بن حيّ بن جدية، بفتح الجيم وسكون الدّال بعدها تحتانية، المذحجيّ.
له إدراك، وشهد مع عليّ مشاهده، ثم غضب عليه وأمره بالخروج من الكوفة وأجّله ثلاثا، فقال: ثلاث كثلاث ثمود، لا واللَّه لا يكون ذلك، فأجّله عشرا. ذكر ذلك ابن الكلبيّ.
3980- شبيل «3» :
بن عوف البجليّ الأحمسيّ، أبو الطّفيل، ويقال له شبل بغير تصغير.
أدرك الجاهليّة، وشهد القادسيّة، وله رواية عن عمر وأبي جبيرة الأنصاريّ، وغيرهما.
روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وحبيب بن عبد اللَّه الأزديّ، قال ابن أبي حاتم:
يكنى أبا الطّفيل. ما أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكر ابن مندة أنه روى عن أبيه، وأن أباه أدرك الجاهليّة.
__________
(1) في أ: فضلة.
(2) في ج: وقيل قد قصيت.
(3) أسد الغابة ت 2385، الاستيعاب ت 1197.(3/305)
وقال ابن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرحمن، عن ابن أبي خالد، عن شبيل بن عوف- وكان أدرك الجاهليّة ... فذكر حديثا.
قال العسكريّ وأبو نعيم: أدرك الجاهليّة ولم يسمع من النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكره ابن سعد وابن حبّان في التّابعين.
الشين بعدها الجيم
3981 ز- شجرة بن الأغر:
له إدراك، وكان على ساقة خالد بن الوليد لما توجّه من اليمامة إلى الحرّة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. ذكره سيف والطّبريّ.
الشين بعدها الحاء، والدال
3982- شحريب:
رجل من بني نجران.
له إدراك، وكان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الرّدة باليمن، وبعثه بشيرا إلى أبي بكر وصحبته خمس الغنيمة. ذكر ذلك سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق.
3983- شدّاد «1» :
بن الأزمع الكوفيّ.
قال أبو موسى: يقال أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو تابعيّ كوفي. يروي عن ابن مسعود، وذكره ابن حبّان في التّابعين ونسبه وادعيّا، وكذا قاله عمران بن محمد في تابعي أهل الكوفة.
3984- شدّاد بن ثمامة:
تقدّم في الأول.
3985 ز- شديد، مولى أبي بكر:
الصّدّيق. له إدراك، وكان هو الّذي أحضر عهد عمر بعد موت أبي بكر، فروى أحمد من طريق قيس بن أبي حازم، قال: رأيت عمر بيده عسيب نخل يجلس النّاس يقول: اسمعوا وصية خليفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فجاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة، فو اللَّه ما ألويكم. قال قيس: ثم رأيت عمر بعد ذلك قد صعد المنبر.
__________
(1) أسد الغابة ت (2380) .(3/306)
الشين بعدها الراء
3986 ز- شراحيل بن مرثد،:
ويقال ابن عمرو، أبو عثمان الصنعاني، من صنعاء الشام.
قال ابن عساكر: له إدراك، وشهد اليمامة وفتح دمشق. وله رواية عن سليمان الفارسيّ وأبو الدّرداء وغيرهما.
روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني وجماعة من أهل الشام.
وقال ابن حبّان في الثّقات: شراحيل بن مرثد، أبو عثمان الصّنعاني، صاحب الفتوح، يروي المراسيل.
روى عنه أهل الشام.
وقال أبو الحسن بن سميع: أدرك أبا بكر وشهد فتح دمشق. وقال ابن أبي حاتم:
شهد قتل مسيلمة.
3987- شرحبيل بن حجية:
المرادي- أحد الأبطال. له إدراك، وشهد فتح مصر، وكان هو والزبير أول من طلع الحصن حين فتحت مصر.
3988- شرحبيل «1» :
بن عبد كلال من أقيال اليمن، وهو أحد من كتب إليه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بحديث الصدقة الطويل. أخرجه النّسائي. تقدّم ذكره في الحارث بن عبد كلال.
3989- شريح:
بن الحارث القاضي. تقدّم في الأول.
3990 ز- شريح بن عبد كلال:
أحد الإخوة. يأتي ذكره في نعيم بن عبد كلال.
3991 ز- شريح بن هانئ «2» :
بن يزيد بن نهيك، ويقال شريح بن هانئ بن يزيد ابن الحارث بن كعب الحارثي، أبو المقدام.
__________
(1) أسد الغابة ت 2413.
(2) أسد الغابة ت 2428، الاستيعاب ت 1180، طبقات ابن سعد 6/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 251، مشيخة ابن طهمان رقم 208، طبقات خليفة 148، تاريخ خليفة 277، العلل لأحمد 1/ 278، التاريخ الكبير 4/ 228، الأخبار الطوال 166، المعرفة والتاريخ 3/ 79، الجامع الصحيح 4/ 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 668، أنساب الأشراف 1/ 235، فتوح البلدان 378، الجرح والتعديل 4/ 333، الثقات لابن حبان 4/ 353، مشاهير علماء الأمصار رقم 763، الثقات لابن شاهين رقم 531، جمهرة أنساب العرب 417، الإكمال لابن ماكولا 4/ 277، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 416، الكامل في التاريخ 3/ 160، 39، مروج الذهب 1705، الخراج وصناعة الكتابة 397، تهذيب الكمال 12/ 452، الكاشف 2/ 9، سير أعلام النبلاء 4/ 107، العبر 1/ 89، تذكرة الحفاظ 1/ 56، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2705، الوافي بالوفيات 16/ 139، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 318، مرآة الجنان 1/ 160، تهذيب التهذيب 4/ 330، تقريب التهذيب 1/ 350، البداية والنهاية 9/ 29، طبقات الحفاظ 20، خلاصة تذهيب التهذيب 165، النجوم الزاهرة 1/ 201، شذرات الذهب 1/ 86، تاريخ الإسلام 2/ 423.(3/307)
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يهاجر إلا بعده،
ووفد أبوه على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسأله عن أكبر ولده، فقال: شريح. فقال: أنت أبو شريح.
وكان قبل ذلك يكنى أبا الحكم، أخرج ذلك أبو داود والنّسائي وابن حبّان. وذكره مسلم في المخضرمين.
ولشريح رواية عند مسلم وغيره عن عائشة وعليّ وبلال وغيرهم.
روى عنه ابناه: المقدام، ومحمّد، والشّعبيّ، وآخرون.
قال ابن سعد: كان من أصحاب عليّ، وذكر بسنده أن عليّا بعث في التحكيم أبا موسى ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد اللَّه بن عبّاس يصلّي بهم.
وقال معاوية بن صالح، عن ابن معين: وفد أبوه، وأخبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم باسم ولده. وعدّه يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ في وقعة الجمل مع عليّ.
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: عاش مائة وعشر سنين. وقال القاسم بن مخيمرة «1» :
ما رأيت أفضل منه، وقتل غازيا مع عبد اللَّه بن أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين، وكان الكفار قد أخذوا الدّروب على المسلمين فقتل عامّة ذلك الجيش، وفي هذا اليوم يقول شريح بن هانئ أبياته المذكورة «2» الدّالة على إدراكه:
أصبحت ذا بثّ أقاسي الكبرا ... قد عشت بين المشركين أعصرا
ثمّت أدركت النبيّ المنذرا ... وبعده صديقه وعمرا
ويوم مهران ويوم تسترا ... والجمع في صفّينهم والنّهرا
وباخميراوات والمشقرا ... هيهات ما أطول هذا العمرا «3»
[الرجز]
3992 ز- شريك بن أرطاة:
بن عمرو بن الوحيد بن كعب بن عمرو بن كلاب-
__________
(1) في أمجهرة.
(2) في أالمشهورة.
(3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2428) وفي تاريخ الطبري 6/ 323 وفي المعمرين والوصايا لأبي حاتم السجستاني 491.(3/308)
ولقب أرطاة صبير- بمهملة وموحدة مصغّر، له إدراك.
كان مشهورا في الجاهليّة، وهو الّذي كان تحت يده رهن عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة، وابنه عبد اللَّه بن شريك كان مع المختار بالكوفة.
3993- شريك:
بن خباشة النميري.
قال ابن الكلبيّ: هو من بني عمرو بن نمير، له إدراك وله قصّة مع عمر رواها ابن حبان في الثّقات، من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن شريك بن خباشة النميري أنه ذهب يستسقي من جبّ سليمان ببيت المقدس، فانقطع دلوه، فنزل ليخرجه، فبينما هو في طلبه إذ هو بشجرة فتناول منها ورقة فأخرجها معه فإذا هي ليست من شجر الدنيا، فأتى بها عمر، فقال: أشهد أنّ هذا هو الحقّ،
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يدخل «1» من هذه الأمة رجل من أهل الجنّة» .
فجعل الورقة بين دفتي المصحف. وهكذا رواه الطّبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه.
وأخرجه ابن الكلبيّ من وجه آخر، عن امرأة شريك بن خباشة، قالت: خرجنا مع عمر أيام خرج إلى الشّام، فذكر القصة مطوّلة، ولم يذكر المرفوع، وفيه أن عمر أرسل إلى كعب، فقال: هل تجد في الكتاب أنّ رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدّنيا؟ قال: نعم، وإن كان في القوم أنبأتك به. قال: فهو في القوم فتأمّلهم، فقال: هو هذا، فجعل شعار بني نمير خضرة بهذه الورقة إلى اليوم، وأبوه خباشة بضم المعجمة وتخفيف الموحدة وبعد الألف شين معجمة وقيل مهملة.
3994 ز- شريك بن سلمان:
بن خويلد بن سلمة بن عامر بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسديّ الوالبي. له إدراك.
وكان ولده فضالة شاعرا مشهورا في زمن معاوية، وله مع عبد اللَّه بن الزبير قصّة، وهجا ابن الزبير بأبيات يقول فيها:
وما لي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهليّة من معاذ
[الوافر] ورثى آل أبي سفيان بعد موت يزيد بن معاوية، وهو مشهور ذكره المرزبانيّ وغيره.
3995 ز- شريك بن نملة:
أبو حكيم، له إدراك.
وروى الطّبرانيّ من طريق الصّعب بن حكيم بن شريك بن نملة عن أبيه، عن جدّه، قال: ضفت عمر، فأطعمني من رأس بعير بزيت.
__________
(1) في أيدخل.(3/309)
وقال ابن أبي حاتم: روى جابر بن عبد اللَّه عن شريك بن نملة: استعملني عمر على الصّدقات.
3996 ز- شريك الفزاري:
ذكر سيف أنه وفد على أبي بكر الصّديق حين فرغ خالد بن الوليد من حرب طليحة. وقد تقدّم ذلك في ترجمة خارجة بن حصن.
3997 ز- شرية:
بفتح أوله وسكون الرّاء وفتح التحتانية، ابن عبيد بن قليب بن خولى بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن ذهل بن مالك بن خريم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفيّ المعمر.
أدرك الجاهليّة والإسلام، قال عمر بن شبّة: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن حكيم، قال:
عاش شرية بن عبيد ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام، ودخل المدينة في عهد عمر، فقال: لقد أدركت هذا الوادي الّذي أنتم فيه وما فيه قطرة، ولقد أدركت من يشهد أن لا إله إلا اللَّه، قال: وكان معه ابن له قد خرف، فذكر قصّة طويلة، وكذا ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وكذا ذكره ابن الكلبيّ عن أبي بكر بن قيس الجعفيّ، عن أشياخه وهو نسبه، وهو القائل:
فو اللَّه لا يغرني نصر واحد ... ولا اثنان إني بالثّلاثة معذور «1»
[الطويل]
3998 ز- شرية الجرهميّ:
قال عمر بن شبة: حدثنا المدائني عن عيسى بن دأب، قال: أرسل معاوية إلى عبيد بن شرية الجرهميّ.
الشين بعدها العين، والفاء
3999 ز- شعبة:
بن قمير الطّهويّ.
جاهليّ أدرك الإسلام، قاله الآمديّ، وأنشد له شعرا يقول فيه:
وعدت بنصل السّيف رثّت جفونه ... وأبدانه والنّصل غير كليل
[الطويل]
4000- شقيق بن جزء بن رياح «2» :
ويقال: اسم أبيه جرير الباهليّ. له إدراك.
__________
(1) في أ: بعد درهم.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 96، 180، طبقات خليفة ت 1114، تاريخ البخاري 4/ 245، المعارف 449، المعرفة والتاريخ 2/ 574، الجرح والتعديل ق 1/ م 2/ 371، الحلية 4/ 101، تاريخ بغداد 9/ 268، تاريخ ابن عساكر 8/ 53، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ع 1/ 247، وفيات الأعيان 2/ 476، تهذيب الكمال 586، تذكرة الحفاظ 1/ 56، تاريخ الإسلام 3/ 255، تهذيب التهذيب 4/ 361، النجوم الزاهرة 1/ 201، غاية النهاية ت (1429) ، طبقات الحفاظ للسيوطي 20، خلاصة تذهيب التهذيب 167، تهذيب ابن عساكر 6/ 336. أسد الغابة ت 2447، الاستيعاب ت 1206.(3/310)
واستشهد باليرموك. وقد تقدّم في ترجمة حكيم بن قبيصة بن ضرار الضّبي. ذكره ابن عساكر.
4001- شقيق بن سلمة الأسديّ:
أبو وائل، صاحب ابن مسعود. أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهاجر بعده.
وروى عن أبي بكر وعمر وعليّ وحذيفة وخبّاب وغيرهم.
روى عنه الأعمش، ومنصور وعاصم، وعمرو بن مرة وأبو حصين وآخرون.
قال مغيرة بن مقسم: عن أبي وائل: أتانا مصدّق النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأتيته بكبش، فقلت: خذ صدقة هذا. فقال: ليس فيه صدقة.
وقال الأعمش: قال لي أبو وائل: يا سليمان، لو رأيتنا ونحن هراب من خالد بن الوليد، فوقعت عن البعير فلو متّ كانت البارقة. قال يزيد بن أبي زياد: قلت له: أيما أكبر أنت أو مسروق؟ قال: أنا.
وقال عمرو بن مرّة: قلت لأبي عبيدة: من أعلم النّاس بحديث أبيك؟ قال: أبو وائل.
وقال ابن حبّان: مولده سنة إحدى من الهجرة. وقال أبو زرعة: روايته عن أبي بكر مرسلة.
قلت: كأنه هاجر بعده.
وروى أحمد، عن علي بن ثابت، عن أبي العنبس، قال: قال أبو وائل: بعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أمرد ولم يقض لي أن ألقاه.
روى محمد بن حميد الرّازي، من طريق عاصم، عن أبي وائل: كنت في إبل لأهلي فمرّ بي ركب فنفرت إبلي، فقال رجل: ردّوا على الغلام إبله. فقلت لرجل: من هذا؟ قال:
ذاك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
أورده ابن مندة في ترجمة أبي وائل، وقال: لا يثبت.
قلت: ولا دلالة فيه على صحبته، لأنه ليس فيه أنه أسلم حينئذ. واللَّه أعلم.(3/311)
الشين بعدها الميم.
4002- شمّاس بن لأي التميميّ:
تقدم ذكره في ترجمة بغيض بن عامر.
4003 ز- شمر بن جعونة:
له إدراك.
قال ابن أبي حاتم: روى أبو إسحاق الهمدانيّ عنه، قال: اشترى منّي عمر رضي اللَّه عنه قباء ديباج.
4004 ز- شهاب:
بن جمرة بن ضرام بن مالك بن ثعلبة بن جهيش بن عامر بن ثعلبة ابن مودوعة بن جهينة الجهنيّ. نسبه البلاذريّ والرّشاطيّ، عن ابن الكلبيّ. له إدراك، وقصّة مع عمر. رواه أبو حاتم السّجستانيّ، عن أبي عبيدة، قال: وفد شهاب بن جمرة الجهنيّ على عمر، فقال: ما اسمك؟ قال: شهاب. قال: ابن من؟ قال: ابن جمرة قال:
ممن؟ قال: من الحرقة، قال: من أيهم؟ قال: من بني ضرام، قال: فمن أين أقبلت؟ قال:
من حرّة النّار؟ قال: فأين تركت أهلك؟ قال: بلظى. قال: ويحك! ما أظنّ أهلك إلا قد احترقوا. فانصرف فوجد نارا قد أحاطت بهم «1» . وقد تقدّم في ترجمة ابن شهاب.
الشين بعدها الهاء، والواو
4005- شهر «2» :
بن باذام الفارسيّ.
استعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على صنعاء بعد موت أبيه. روى ذلك سيف بسنده. وقال الطّبريّ:
لما غلب الأسود الكذّاب على صنعاء وقتل شهر بن باذام تزوّج زوجته، فكانت هي التي أعانت على قتل الأسود بقصاصه.
4006 ز- شهر ذو يناق «3» :
أحد أقيال اليمن.
قال الطّبريّ: كتب أبو عمر «4» إلى عمير ذي مران، وسعيد ذي رود، وشهر ذي يناق يأمرهم فيه بمطاوعة فيروز في محاربة أهل الرّدّة.
4007 ز- شويس بن حيّاش «5» :
العدويّ. له إدراك.
__________
(1) في أبهم فبادر فأطفأها وقد تقدم.
(2) أسد الغابة ت 2460.
(3) في أبكر.
(4) في أعمه ابن ذي مدار.
(5) الطبقات لخليفة 193 وفيه «حباش» بالباء الموحدة، التاريخ الكبير لخليفة 4/ 265، الجرح والتعديل 4/ 389، المشتبه للذهبي 1/ 207، تهذيب التهذيب 4/ 372، تقريب التهذيب 1/ 356، تاريخ الإسلام 3/ 388.(3/312)
ذكر أبو عبيد الكبريّ في شرح الأمالي أنه كان يقول: أنا ابن التاريخ ولدت عام الهجرة. قال: وعمّر حتى أدرك خلافة الرّشيد، له ذكر في ترجمة سديس العدوي.
روى أحمد في الزّهد من طريق أبي خلدة، قال: قال لي أبو العالية: من بقي من شيوخ بني عدّي؟ قلت: أبو السوار. قال: ذاك من الفتيان. قلت: شويس العدويّ.
قال: نعم، وذاك ممن أخذ العطاء في عهد عمر.
قال: وقوله حتى أدرك خلافة الرّشيد غلط محض.
الشين بعدها الياء
4008 ز- شيبان:
بن دثار النميريّ.
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: إنه من المخضرمين، وأنشد له مدحا في الزّبرقان بن بدر:
فمن يك سائلا عني فإنّي ... أنا النّمريّ جار الزّبرقان
كأني إذ حللت به طريدا ... حللت على الممنّع من أبان
فحلّوا عنهم يا آل لأي ... فليس لكم بسعيهم يدان «1»
[الوافر]
4009 ز- شيبان:
بن محرث. له إدراك وشهد مع علي صفّين.
4010 ز- شيبان:
بن المخبل السّعديّ. له إدراك. قال: الأصمعيّ، وأبو عبيدة، وابن الأعرابيّ: خرج شيبان بن المخبّل السّعديّ بعد أن هاجر في خلافة عمر مع سعد بن أبي وقّاص إلى حرب الفرس، فجزع «2» عليه أبوه، وكان قد أسنّ وضعف، [وكاد يغلب على عقله] «3» ، فعمد «4» إلى ماله ليبيعه ويلحق بابنه، فمنعه علقمة بن هوذة، وأعطاه فرساه، قال له: أنا أكلم لك عمر في ردّ ابنك، وتوجّه إلى عمر، وأنشده قول المخبل:
أيملكني شيبان في كلّ ليلة ... بقلبي من خوف الفراق وجيب
ويخبرني شيبان أن لن يعقّني ... يعقّ إذا فارقتني ويحوب «5»
[الطويل]
__________
(1) تنظر الأبيات في الأغاني 2/ 191.
(2) في أفحرج.
(3) سقط في أ.
(4) في أفتعهد.
(5) ينظر البيتان في اللآلئ: 900.(3/313)
ويقول فيها:
فإن يك غصني أصبح اليوم باليا ... وغصنك من ماء الشّباب رطيب
إذا قال صحبي يا ربيع ألا ترى ... أرى الشّخص كالشّخصين وهو قريب
[الطويل] قال: فبكى عمر رقة له، وكتب إلى سعد أن يقفله، فانصرف شيبان إلى أبيه، فكان معه حتى مات.
4011 ز- شيبان النّخعي:
له إدراك.
روى إبراهيم الحربيّ، من طريق مخالد، عن الشّعبي، قال: خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر، فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه، فامتنع فقام فتوضّأ ثم قام عند رأسه، فقال: اللَّهمّ إني أسلمت لك طائعا، وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك، وإنّ حماري كان يعينني ويكفيني عن النّاس، فقوّني به وأحيه لي، ولا تجعل لأحد عليّ منّة غيرك، فنقض الحمار رأسه، وقام فشدّ عليه ولحق بأصحابه.
4012 ز- شيبان آخر:
غير منسوب. أظنّه ابن المخبّل.
روى ابن أبي شيبة من طريق مسعر عن معن بن عبد الرّحمن، قال: غزا رجل نحو الشّام في عهد عمر يقال له شيبان وله أب شيخ كبير ... فذكر قصّة.
4013 ز- شيمان كالذي قبله:
إلا أن بدل الموحّدة الميم، وهو ابن عكيف بن كيّوم بن عبد، الأزديّ ثم الحدانيّ.
له إدراك، وكان ولده صبرة رأس الأزد يوم الجمل مع عائشة، وله ذكر في ذلك.
ذكره ابن الكلبيّ: وتبعه أبو عبيد. وقال: إن صبرة قتل حينئذ، وفيه نظر، لأن ابن دريد ذكر في الاشتقاق أنه أجار زيادا يوم الجمل، والمبرّد في الكامل ذكر أنه وفد على معاوية، فقال له: يا أمير المؤمنين- في قصّة ذكرها. وهذا يدل على أنه عاش بعد الجمل.(3/314)
القسم الرابع من حرف الشين المعجمة
الشين بعدها الألف
4014- شاه «1» :
صوابه أبو شاه اليماني- تقدّم التنبيه عليه في أوّل هذا الحرف.
الشين بعدها الباء
4015
- شبل «2» ، والد عبد الرّحمن:
بن شبل- يأتي نسبه في ترجمة ولده. قال أبو عمر: روى عنه ابنه عبد الرّحمن، لم يرو عنه غيره، وليس بمعروف ولا ابنه، ولا يصح، فمن حديثه عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب في الصلاة «3» وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا تقوم السّاعة حتى يؤخذ نعل قرشيّ في القمامة، فيقال: هذه نعل قرشيّ» . وهو حديث منكر لا أصل له. وشبل مجهول. انتهى كلام أبي عمر.
فأما قوله: ليس بمعروف ولا ابنه فمردود، لأن عبد الرّحمن بن شبل صحابيّ معروف، مخرج له في السنن، وصحّح حديثه في نقرة الغراب ابن خزيمة وغيره. وأخرجه أيضا أحمد وأصحاب السّنن والحاكم والبغويّ وابن شاهين، عن عبد الرّحمن بن شبل، ليس فيه عن أبيه، [وحديث نعل القرشي أخرجه البغوي في ترجمة عبد الرّحمن بن شبل، من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عمه، عن ابن عبد الرّحمن بن شبل. عن أبيه] «4» فلعل هذا مستند أبي عمر سقط من نسخته لفظ ابن، فصارت عن عبد الرّحمن بن شبل عن أبيه، فظنّ الصّحبة لشبل، فتركّب من هذا هذه الأوهام ثم وقفت على علته، فأخرج ابن قانع الحديث المذكور في ترجمة شبل هذا من هذا الوجه الّذي أخرجه البغويّ، لكن قال: عن عبد الرّحمن بن شبل عن أبيه، قال. وقال مرة: عن ابن لعبد الرّحمن بن شبل عن أبيه. قال ابن قانع: وهو الصّواب.
__________
(1) أسد الغابة ت 2373.
(2) أسد الغابة ت 2378، الاستيعاب ت 1161.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 290 عن عبد الرحمن بن شبل. كتاب الصلاة باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود حديث رقم 862، وأحمد في المسند 5/ 477، والحاكم في المستدرك 1/ 229، عن عبد الرحمن بن شبل: قال الحاكم هذا حديث صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 118، وابن سعد 4: 2: 87.
(4) سقط في أ.(3/315)
4016 ز- شبل بن حامد:
تقدّم ذكره وتحرير روايته في ترجمة شبل بن خليد في القسم الأول.
4017 ز- شبل:
بن مالك.
ذكره ابن قانع فأخطأ فيه خطأ فاحشا، فإنه أورد في ترجمته من طريق جرير بن حازم، عن يونس، عن الزّهريّ، عن عبيد اللَّه، عن شبل بن مالك المزني- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا زنت الأمة فاجلدوها ... » الحديث.
ونشأ هذا الخبط»
عن سقط، فإنّما هو: عن يونس «2» عن الزّهري، عن عبيد اللَّه، عن شبل بن حامد، عن عبد اللَّه بن مالك، فسقط بن حامد عن عبد اللَّه فصار عن شبل بن مالك، وقد بينت الاختلاف فيه على الزّهري في شبل بن خليد في القسم الأول.
4018
- شبيب «3» بن ذي الكلاع:
أبو روح.
قال: صليت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الصّبح، فقرأ الرّوم. قال أبو عمر: حديثه مضطرب الإسناد، روى عنه عبد الملك بن عمير.
قلت: المعروف أنه شبيب بن أبي روح، أو شبيب بن نعيم أبو روح الكلاعي الحمصي، هكذا ذكره البخاريّ وغيره. وبالثّاني جزم ابن أبي حاتم، وقال: إنه حمصي وحاظي، وإنه روي عن أبي هريرة أيضا، وعن يزيد بن حميد «4» .
روى عنه حريز بن عثمان وجماعة. وأما الحديث فأخرجه ابن قانع هكذا، وسقط من إسناده رجل.
وقد رواه الحفّاظ من طريق عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح، عن رجل له صحبة، ومنهم من سماه الأغر كما تقدّم في ترجمته.
وتفرّد أبو الأشهب بإسقاط الصّحابي، فصارت روايته معتمد من ذكر شبيبا في الصّحابة، وهو وهم.
الشين بعدها الحاء، والراء
4019- شحرور الحضرميّ:
أعاده الذّهبي في التّجريد هنا، فوهم وصحف.
__________
(1) في أالخطأ.
(2) في أعند.
(3) أسد الغابة ت 2381، الاستيعاب ت 1196.
(4) في أزيد.(3/316)
والصّواب بالسّين المهملة ثم الخاء المعجمة، كذلك ذكره ابن يونس وغيره. وقد مضى.
4020 ز- شراحيل الحنفي «1» :
- كذا ذكره ابن عبد البر وعزاه لابن المديني، والصّواب شرحبيل.
وقد تقدّم ذكره وحديثه.
وذكره البخاريّ عن علي بن المديني على الصّواب، فقال شرحبيل. وأما الحنفي فتصحيف من الجعفيّ. وقد ذكره أبو عمر في شرحبيل على الشّكّ، فقال: شرحبيل أو شراحيل كما تقدم.
4021- شرحبيل «2» :
بن حبيب، زوج الشفاء بنت عبد اللَّه.
ذكره ابن مندة، وأورد من طريق موسى بن عبيدة عن عبد المجيد بن سهيل، عن أبي سلمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه أنها قالت: دخلت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهي تحت شرحبيل بن حبيب، وهو في البيت، فذكر حديثا، هكذا قال.
وتعقبه أبو نعيم بأن قال: وهم فيه في موضعين: الأول أنه صحف فيه فقال: ابن حبيب، وإنما هو ابن حسنة. الثاني أنه قال: دخلت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وإنما هو دخلت على ابنتي، ثم ساقه من وجه آخر عن أبي سلمة عن الشفاء بنت عبد اللَّه، قالت: دخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت، فقلت له: حضرت الصلاة. فقال: يا خالد «3» لا تلومني ... الحديث. فذكر قصّة.
قلت: ووهم ابن مندة أيضا في قوله زوج الشفاء، وإنما هو زوج بنتها.
[شرحبيل، والد عبد الرحمن. فرق ابن فتحون بينه وبين شرحبيل الجعفيّ، وهما واحد] «4» .
4022 ز- شرحبيل العبسيّ:
ذكره ابن قانع في الصحابة،
وأخرج من طريق عمرو بن تميم، سمعت شرحبيل العبسيّ يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أكل من هذه الشّجرة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا» .
__________
(1) أسد الغابة ت 2401، الاستيعاب ت 1168.
(2) أسد الغابة ت 2409.
(3) في أخالة.
(4) سقط في أ.(3/317)
هكذا ذكره فيمن اسمه شرحبيل، وهو غلط فاحش، فالحديث إنما هو لشريك بن حنبل، وسيأتي في القسم الأول على الصواب، وقد أعاده هو بهذا الحديث فيمن اسمه سويد «1» ، لكن أخطأ في اسم أبيه. فقال شرحبيل، وإنما هو حنبل.
4023- شرحبيل، غير منسوب:
قال مغلطاي: ذكره الصّغاني في المختلف في صحبتهم.
قلت: والصّغاني لم يزد على ما في أسد الغابة، فهو واحد ممن مضى في الأول.
4025 «2»
- شرحبيل، والد عمرو «3» :
ذكره ابن قانع وبقي بن مخلد في مسندة، وهو وهم، فأخرجا من طريق أبي معشر، عن عبد الوهاب، عن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، قال: جاء رجل فقال: يا رسول اللَّه، رجل وجد على بطن امرأته رجلا فضربه بالسيف ... الحديث.
قلت: والضمير في قوله: عن جده يعود على عمرو لا على عبد الوهاب، فشرحبيل
__________
(1) في أشريك.
(2) سقط سهوا الرقم 4024 عند الترقيم.
(3) أسد الغابة ت 2414. طبقات ابن سعد 6/ 131: 145، الأخبار الموفقيات ت 44، طبقات خليفة 145، تاريخ خليفة 155، المحبر 305، التاريخ لابن معين 2/ 250، المصنف لابن أبي شيبة 13/ 15781، العلل لابن المديني 43، العلل لأحمد 1/ 98، التاريخ الكبير 4/ 228، التاريخ الصغير 79، تاريخ الثقات للعجلي 216، الثقات لابن حبان 4/ 352، المعارف 433، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، أنساب الأشراف 1/ 216، الشعر والشعراء 1/ 17، المعرفة والتاريخ 1/ 217، تاريخ أبي زرعة 1/ 205، مشاهير علماء الأمصار رقم 736، مروج الذهب 1826، أخبار القضاة لوكيع 2/ 187، المثلث للبطليوسي 2/ 370، الجرح والتعديل 4/ 332، ثمار القلوب 173، الثقات لابن شاهين رقم 533، حلية الأولياء 4/ 132، جمهرة أنساب العرب 425، الهفوات النادرة 83، ربيع الأبرار 1/ 233، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، الأسامي والكنى للحاكم 1/ 37، الإكمال لابن ماكولا 4/ 277، العقد الفريد 7/ 119، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 305، معجم البلدان 2/ 493، الكامل في التاريخ 2/ 562، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 243، وفيات الأعيان 2/ 460، تاريخ العظيمي 192، نهاية الأرب 21/ 228، تهذيب الكمال 12/ 435، العبر 1/ 89، تذكرة الحفاظ 1/ 59، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2696، سير أعلام النبلاء 4/ 100، المعين في طبقات المحدثين 33 رقم 206، الكاشف 2/ 8، دول الإسلام 1/ 56، طبقات الفقهاء للشيرازي 80، البداية والنهاية 9/ 22، مرآة الجنان 1/ 158، جامع التحصيل 282، الوافي بالوفيات 16/ 140، الأغاني 17/ 144، الزيارات للهروي 79، التذكرة الحمدونية 1/ 403، مختصر التاريخ 77، تهذيب التهذيب 4/ 328، النجوم الزاهرة 1/ 194، شذرات الذهب 1/ 85، تاريخ الإسلام 2/ 420.(3/318)
هو ابن سعيد بن سعد بن عبادة، والحديث لسعيد أو لأبيه سعد. وقد أخرجه أحمد في مسندة من مسند سعيد بن سعد بن عبادة، وساقه من طريق أبي معشر بهذا الإسناد.
4026 ز- شريح بن الحارث «1» :
صوابه الحارث بن شريح. وقد تقدم. وقع مقلوبا عند عمر بن شبة.
4027- شريح «2» :
بن عمرو الخزاعيّ. تقدم التنبيه عليه في الأوّل.
4028- شريح «3» :
بن أبي وهب الحميري. قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يلبي، روى عنه محلم بن وداعة، هكذا أورده ابن عبد البر، وهو وهم نشأ عن تصحيف في اسم أبيه، والصواب شريح بن أبرهة كما تقدم مجودا، وكذا أورده ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد يجوز أن يكون أبرهة يكنى أبا وهب.
4029- شريح اليافعيّ «4» :
غاير في التجريد بينه وبين ابن أبرهة، وهو هو كما تقدم في الأول أنه تابعي.
4030- شريق، والد الأخنس:
له ذكر في مسند أحمد بلا رواية.
قلت: المذكور عند أحمد هو شريق والد حسنة «5» ، وقد ذكره قبل هذا، والأخنس والد شريق مات في الجاهلية وولده الأخنس كان حليف بني زهرة رهط آمنة أم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم بدر، ورجع بهم فلم يشهدوا القتال وأسلم.
وقد تقدم في حرف الألف في الأول، وأنه ارتد بعد إسلامه، وأنه اختلف هل مات مسلما.
4031 ز- شريك بن شرحبيل:
تقدم في شريك بن حنبل في الأول.
__________
(1) الاستيعاب ت (1177) ، أسد الغابة ت (2420) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 256، أسد الغابة ت (2426) ،
(3) الاستيعاب ت (1181) ،
(4) طبقات ابن سعد 6/ 131، طبقات خليفة ت 1037، تاريخ البخاري 4/ 228، المعارف 433، المعرفة والتاريخ 2/ 586، الجرح والتعديل ت 2/ م 1/ 332، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ح 1 243، وفيات الأعيان 2/ 460، تهذيب الكمال 576، تاريخ الإسلام 3/ 160، العبر 1/ 89، تذكرة الحفاظ 1/ 55، البداية والنهاية 9/ 22، 74، تهذيب التهذيب 4/ 328، النجوم الزاهرة 1/ 194، طبقات الحفاظ للسيوطي 20، خلاصة تذهيب الكمال 165، شذرات الذهب 1/ 85.
(5) في أحبيبة.(3/319)
الشين بعدها العين
4032- شعبة بن التوأم الضّبي «1» :
[ذكره خليفة فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من بني ضبة] «2» تابعي معروف، وقع له في مسند بقي بن مخلد وكتاب الصحابة لسعيد بن يعقوب حديث مرسل،
فأخرجا من طريق مغيرة عن ابنه عنه أن قيس بن عاصم سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن الحلف، فقال: «لا حلف في الإسلام» .
قال أبو موسى: أكثر من رواه قال فيه: عن شعبة، عن التّوأم، عن قيس بن عاصم.
قلت: قال ابن أبي حاتم، عن أبيه ولد شعبة بن التّوأم في عهد عمر أو عثمان، وله رواية أيضا عن ابن عباس.
وقال أبو أحمد العسكريّ: روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة. قال: وروايته في مسند جرير بن عبد الحميد في الوحدان، وهو وهم، وكان مولده في عهد عمر.
4033 ز- شعيب بن زريق «3» :
بتقديم الزاي المضمومة الكلفي، بضم الكاف وفتح اللّام.
ذكره ابن قانع في الصحابة،
وساق من طريق شهاب بن خراش عن شعيب بن زريق الكلفي. قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا أيّها النّاس، لن تطيقوا كلّ ما أمرتم به فسدّدوا ويسّروا» .
قلت: هذا خطأ نشأ عن سقط، والصواب عن شعيب بن زريق الطائفي قال: كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي، قال: قدمنا ... إلى آخره، كذلك أخرجه أبو داود وأبو يعلى وغيرهما، ومضى على الصواب في الحاء، فسقط من الطائفي «4» إلى حزن، فصارت ابن زريق الكلفي إلى آخره، فخرج من ذلك أن لشعيب صحبة.
وليس كذلك، بل هو تابعيّ قليل الحديث صدوق. لم يرو عنه إلا شهاب.
وقد أورده هو في حرف الحاء من وجه آخر، عن شهاب بن خراش، عن شعيب بن
__________
(1) الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1605، تجريد أسماء الصحابة 1/ 258- بقي بن مخلد 157- التلقيح 381- الطبقات 39، 128، التاريخ الكبير 4/ 243، أسد الغابة ت 2442.
(2) سقط في ط.
(3) في أالمنقوطة.
(4) في أالكلفي.(3/320)
زريق، سمعت شيخا يقال له الحكم بن حزن الكلفي له صحبة، قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر الحديث، وفي آخره: وقال: «يا أيّها النّاس لن تطيقوا» . فذكره.
4034 ز- شعيب العنبريّ:
ذكره ابن قانع في الصحابة، وهو [آخر] «1» اسم عنده في حرف الشين المعجمة، فقال: حدثنا محمد بن يونس، حدثنا الأزرق بن هارون، حدثنا شعيب بن عبد اللَّه بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قضى بشاهد ويمين، وهذا خطأ فاحش. وشعيب بن عبد اللَّه آخره ثاء مثلثة لا موحدة، واسم جدّه زبيب، بزاي وموحدتين مصغّرا.
وقد أخرجه ابن قانع عن محمد بن يونس بهذا الإسناد على الصّواب في حرف الزّاي قبل الزبرقان «2» وبعد زرعة، وضبط شعيث بن عبد اللَّه بالمثلثة، وساق نسبه في روايته المذكورة، فقال: عن شعيث بن عبد اللَّه بن زبيب بن ثعلبة العنبريّ. وأخرجه مطولا من وجه آخر عن شعيث. وتقدم ذكر زبيب في حرف الزّاي على الصّواب. وللَّه الحمد.
4035- شعيث:
آخره مثلثة أيضا، ابن شداد.
أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا، وجزم ابن أبي حاتم بأنه مرسل، روى له أبو بكر ابن أبي سبرة.
الشين بعدها الفاء
4036 ز- شفيّ:
بالفاء مصغرا، ابن ماتع «3» ، بمثناة مكسورة، الأصبحيّ، أبو عثمان. مشهور في التابعين.
ذكره ابن شاهين والطّبراني وغيرهما لحديث أرسله، فأخرجوا من طريق ثعلبة بن مسلم، عن أيوب بن بشير العجليّ، عن شفيّ بن ماتع- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى ... » الحديث.
ومن هذا الوجه مرفوعا: «إنّ في السّماء أربعة أملاك ينادون من أقصاها إلى أدناها، يا
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أالزبرقان.
(3) أسد الغابة ت 2444، الطبقات 294، 311، تقريب التهذيب 1/ 353- تهذيب التهذيب 4/ 360- تهذيب الكمال 2/ 578- الكاشف 2/ 14، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1704- بقي بن مخلد 862- تجريد أسماء الصحابة 1/ 258، حسن المحاضرة 1/ 209- الوافي بالوفيات 16/ 170- التاريخ الكبير 4/ 266.(3/321)
صاحب الخير أبشر، يا صاحب الشّرّ أقصر ... » الحديث. أخرجه ابن شاهين.
قلت: وأورد حديثه بقي بن مخلد في مسندة أيضا، ولم أر له رواية عن صحابيّ إلا عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وحديثه عنه في السنن، وجزم بأنه تابعي وأن حديثه «1» مرسل البخاريّ وابن حبّان وأبو حاتم الرازيّ وغيرهم.
[4037- شويس:
آخره سين مهملة بالتصغير، أبو الرماد تقدم في آخر الثالث] «2» .
الشين بعدها الياء
4038- شيبان بن محرز:
الحنفي اليماميّ، والد علي بن شيبان. تقدم بيان غلط ابن قانع فيه، ويأتي في طلق من حرف الطاء بيان غلط له آخر. وقال ابن عبد البر: شيبان والد علي «3» ، حديثه يدور على محمد بن جابر.
4039- شيبان الأسلميّ:
عمّ حرملة بن عمرو.
ذكره البغويّ، وقال: زعم أبو يوسف العلويّ «4» أن اسم عمّ حرملة شيبان. وقال:
غيره اسمه سنان «5» ، بكسر المهملة ثم نون.
قلت: وهو صحيح كما مضى بيانه في القسم الأول من السين المهملة.
4040- شيبان الأنصاري «6» :
أفرده ابن مندة عن شيبان بن مالك السلمي الأنصاريّ، وهو كما ثبت ذلك في ترجمته.
4041- شيبة المهريّ:
ذكره ابن قانع، كذا استدركه ابن الأمين، وتبعه الذهبي، وهو وهم نشأ عن سقط، وذلك أنّ الصواب أبو شيبة، فسقطت أداة الكنية.
وقد ذكر الدّارقطنيّ في «العلل» أنّ حماد بن سلمة روى عن عبد الكريم «7» بن عمير عن أبي شيبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ثلاث يصفين لك ودّ أخيك ... » «8» الحديث.
__________
(1) في أوأنه حديث مرسل.
(2) هذه الترجمة سقط في ط.
(3) في أوالذهلي.
(4) في ج: العلوسي.
(5) في أاسمه سنان أي بكسر المهملة.
(6) في أأورده.
(7) في أعبد الملك.
(8) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 85 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الملك بن عمير وهو ضعيف والحاكم في المستدرك 3/ 429، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 520.(3/322)
قال: ورواه موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، وعن شيبة بن عثمان عن عمه فإن كان حفظه فقد جوده.
4042 ز- شيبة الخير:
ذكره ابن قانع، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وذلك أنه أورد من طريق المعلى بن زياد النبال: حدثني جدي عن شيبة الخير، وكانت له صحبة، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن نأكل في قصعة، فقال: «من أكل في قصعة ثمّ لحسها استغفرت له» .
وهذا الحديث إنما هو عن نبيشة، بنون ثم موحدة ثم معجمة مصغّرا، وهو عند الترمذيّ وابن ماجة من هذا الوجه على الصّواب.(3/323)
حرف الصاد المهملة
القسم الأول
الصاد بعدها الألف
4043- صالح الأنصاري «1» :
من بني سالم.
ذكره أبو نعيم في «الصحابة» ،
وروى أبو يعلى من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدريّ، عن أبيه، عن جده، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمر بقرية»
بني سالم، فهتف برجل من أصحابه يقال له صالح، فخرج إليه ... الحديث في قوله: «الماء من الماء» «3» .
وهذا الحديث في الصحيح من طريق أبي صالح عن أبي سعيد، ولم يسمّ الرجل، واسمه عبد الغني في المبهمات، واستدل بهذا الحديث من طريق أبي يعلى. وإسناده حسن.
وقد روى الباورديّ من طريق محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدرا، وشهد صفين مع علي: صالح الأنصاريّ، فما أدرى هو ذا أو غيره.
4044- صالح بن عدي:
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هو شقران. تقدم.
4045- صالح بن عبد اللَّه:
النحّام. يأتي في نعيم.
4046- صالح القرظيّ «4» :
سار من مصر إلى المدينة مع مارية القبطية، كذا ذكره ابن الأثير مختصرا. والصواب القبطي.
قلت: أخذه من ترجمة مارية من المعرفة لأبي نعيم، فإنه أخرج من طريق يعقوب بن محمد، عن مجاشع بن عمرو، عن الليث، عن الزهري، حدثني أنس أن صالحا القبطي
__________
(1) أسد الغابة ت 2470.
(2) في أبقرب بني سالم.
(3) أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1864.
(4) أسد الغابة ت 2473.(3/324)
خرج مع مارية ولم يهده المقوقس، وإنما كان اتبعها من قريتها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنزلها منزل أبي أيوب.
ومجاشع ضعيف.
4047- صالح بن المتوكل «1» :
مولى مازن بن الغضوبة.
قال ابن مندة: روى علي بن حرب، عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه عن جده، قال: كان أبي أبو كثير رجلا وسيما جميلا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لمازن: «من هذا الّذي معك؟» قال: هذا غلامي صالح بن المتوكل. قال: «استوص به خيرا» .
فأعتقه عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال ابن مندة: قتل صالح هو ومولاه مازن في خلافة عثمان ببرذعة «2» .
4048- صالح غير منسوب «3» :
روى ابن مندة من طريق العرزميّ، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء رجل يقال له صالح بأخيه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، أريد أن أعتق أخي هذا. فقال: «إنّ اللَّه قد أعتقه حين ملكته» .
إسناده ضعيف جدا.
وأخرجه الدّارقطنيّ من طريق العرزميّ، وقال العرزميّ: تركه ابن المبارك والقطّان وابن مهديّ. والكلبي هو القائل: كل ما حدثت عن أبي صالح كذب.
قلت: ولكن وجدت له طريقا أخرى، قال زكريا الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا حفص بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مولى يقال له صالح، فاشترى أخا له مملوكا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «قد عتق عليه حين ملكه» ، وابن أبي ليلى هو محمد، سيّئ الحفظ، وحفص بن سليمان هو القاري واهي الحديث، وسليمان بن داود إن يكن الشاذكوني فمعروف الحال، وإلا فلينظر فيه.
وقال البيهقيّ: حفص ضعّفه شعبة، وأحمد ويحيى، وغيرهم من أئمة الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت 2474.
(2) برذغة: وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع بلد من أقصى أذربيجان، كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك وهي في سهل من الأرض، عمارتها بالآجر والجص. انظر معجم البلدان 1/ 451،
(3) أسد الغابة ت 2476.(3/325)
4049 ز- صامت «1» :
مولى حبيب بن خراش حليف الأنصار.
زعم ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا هو ومولاه، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير.
الصاد بعدها الباء
4050 ز- صباح:
بضم أوله، ابن العباس العبديّ، أحد الوفد مع الجارود، وأظنه أخا صحار بن العباس الآتي قريبا.
ذكر وثيمة في الردة أنه شيع أبان بن سعيد لما بلغهم موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حتى ورد على أبي بكر في ثلاثين من قومه، وفي ذلك يقول أبان:
جزى الجارود خيرا ... عن أبان بن سعيد
وصباح وأخوه ... هرم خير عميد
[مجزوء الرمل] وذكر الطّبريّ عن سيف أن خالد بن الوليد أرسل بخمس ما ظفر به من بني تغلب مع صباح، فما أدري أراد هذا أم لا.
4051- صباح:
مولى العباس بن عبد المطلب. روى عمر بن شبة، من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن عمر بن عبد العزيز، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استعمل صباحا مولى العباس بن عبد المطلب، فأعطاه عمالته.
وقرأت في المبهمات لابن بشكوال قال: قرأت بخط ابن حبان قال: ذكر عبد اللَّه بن حسين الأندلسي في كتابه في الرجال عن عمر بن عبد العزيز أن المنبر عمله صباح مولى العباس.
4052 ز- صبرة:
بفتح أوله وكسر ثانيه، والد لقيط بن صبرة.
ذكره ابن شاهين في الصحابة، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق، حدثني جدي إسحاق بن بهلول، حدثنا محبوب، عن إسماعيل بن مسلم المكيّ، عن عبادة بن كثير، عن أبي هاشم، عن لقيط بن صبرة، قال: قال صبرة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تحسبنّ»
ولم يقل: ولا تحسبنّ- يعني بفتح السين- قال: فأخبرت عبد اللَّه بن كثير المكيّ، فقال: واللَّه لا أدعها حتى أموت.
قلت: عبادة والرّاوي عنه ضعيفان، والحديث مخرج في السنن وصحيح ابن حبان
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 262، التحفة اللطيفة 2/ 237، أسد الغابة ت 2478.(3/326)
وغيرهما من طرق عن أبي هاشم، عن لقيط بن صبرة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليس فيه: قال: قال صبرة. وهو طرف من حديث طويل في قصة وقعت للقيط مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهي مذكورة في ترجمته في حرف اللام، فإن كان عبادة حفظه فلعل صبرة كان مع ولده لما وفد، ويغلب على ظني أنه غلط، لكن كتبته هنا للاحتمال.
4053- صبيح «1» :
بالتصغير، مولى أم سلمة.
روى الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة، عن جده صبيح، قال: كنت بباب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين، فجلسوا، فجاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فجللهم بكساء له خيبري ... الحديث، وقال: لا يروى عن صبيح إلا بهذا الإسناد، وقد رواه السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم.
قلت: صبيح شيخ السدي، وصفوه بأنه مولى زيد بن أرقم، وأنه تابعي، فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان، وكلام أبي حامد يقتضي أنهما واحد.
4054 ز- صبيح، مولى أسيد:
ذكره يعقوب بن شيبة في مسندة من طريق ابن جريج، عن عكرمة في قوله تعالى:
وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ... [الأنعام: 52] الآية. قال: منهم صبيح مولى أسيد، وهو عند سعد بن داود في تفسيره، عن حجاج، عن ابن جريج، وفيه: كانوا ثلاثة: عمار بن ياسر، وسالم مولى أبي حذيفة، وصبيح.
4055- صبيح «2» :
مولى أبي العاص بن أمية، ويقال مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص. وهو قول الأكثر.
وذكره ابن إسحاق في «المغازي» ، وقال: خرج إلى بدر، فمرض فحمل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد، ثم شهد المشاهد بعدها. وحكى ابن سعد أنه هو الّذي حمل أبا أسامة «3» ، وذكره ابن ماكولا.
4056 ز- صبيح:
بالتصغير، والد أبي الضّحى مسلم بن صبيح. وقال: وهو مولى سعيد بن العاص.
قلت: وهو عندي غير هذا. وقال أبو حاتم: صبيح مولى العاص ذكر بعض الناس أنه
__________
(1) أسد الغابة ت 2481.
(2) أسد الغابة ت 2479، الاستيعاب ت 1239.
(3) في أأبا سلمة.(3/327)
تجهز إلى بدر، فذكر نحو ما قال ابن إسحاق، وذكره ابن ماكولا.
4057
ز- صبيح، «1» مولى حويطب:
بن عبد العزى.
قال ابن السّكن وابن حبّان: يقال له صحبة. وقال البخاري في «تاريخه» عبد اللَّه بن صبيح عن أبيه: كنت مملوكا لحويطب- هو خال محمد بن إسحاق. انتهى.
وروى ابن السّكن والباورديّ من طريق ابن إسحاق عن خاله، عن عبد اللَّه بن صبيح عن أبيه، وكان جد ابن إسحاق أبا أمه، قال: كنت مملوكا لحويطب فسألته الكتابة ففيّ أنزلت: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ ... [النور: 33] الآية. قال ابن السكن: لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث.
4058- صبيحة «2» :
بن الحارث بن حميد بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيميّ.
من مسلمة الفتح، وهو أحد من بعثه عمر لتحديد أنصاب الحرم. وسيأتي ذكر ابنه عبد الرحمن، ذكره أبو عمر.
قال الفاكهيّ، عن الزّبير بن بكار نحوه، لكن قال: جبلة بدل حميد، وروايته «3» في الأصل المعتمد منه مضبوطا بالتصغير، قال: وكان عمر قد دعاه إلى صحبته في سفر خرجه إلى مكة، فوافقه، وكذا ذكره الرشاطي كالفاكهي. وهو في كتاب النسب للزبير بن بكار «4» .
وهو الصواب في اسم جده.
4059 ز- صبيرة:
بن سعد بن سهم. يأتي في الثالث.
الصاد بعدها الحاء
4060 ز- صحار «5» :
بن صخر- في الّذي بعده.
4061- صحار بن العباس «6» :
ويقال بتحتانية وشين معجمة، ويقال عابس، حكاهما
__________
(1) أسد الغابة ت 2480.
(2) أسد الغابة ت 2482، الاستيعاب ت 1240.
(3) في أورأيته.
(4) في أكذلك.
(5) الاستيعاب ت 1241.
(6) أسد الغابة ت 2483، الثقات 3/ 194، تجريد أسماء الصحابة 1/ 263- رجال السند والهند 2/ 335- حسن المحاضرة 1/ 209، ذيل الكاشف 666- العقد الثمين 64- التاريخ الكبير 4/ 327- الأعلام 3/ 201، الجرح والتعديل 4/ 2006، 2007- تلقيح فهوم أهل الأثر 372- كتاب الطبقات 85، 61، الطبقات الكبرى 5/ 562، 7/ 87- تبصير المشتبه 3/ 902- بقي بن مخلد 284.(3/328)
أبو نعيم. ويقال ابن صخر بن شراحيل بن منقذ بن عمرو بن مرة العبديّ.
قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن السكن: له صحبة، حديثه في البصريين، وكان يكنى أبا عبد الرحمن بابنه.
وقال ابن حبّان: صحار بن صخر، ويقال له صحار بن العباس، له صحبة، سكن البصرة ومات بها،
وروى أحمد وأبو يعلى والبغوي والطبراني من طريق يزيد بن الشّخير، عن عبد الرحمن بن صحار العبديّ، عن أبيه: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تقوم السّاعة حتّى يخسف بقبائل من بني فلان وبني فلان» «1» ،
قال: فعرفت أنّ بني فلان من العرب، لأن العجم إنما تنسب إلى قراها. لفظ أبي يعلى. وفي رواية البغوي، عن عبد الرحمن بن صحار، وكان من عبد القيس، قال البغوي: لا أعلمه روى غير هذا.
وروى ابن شاهين له بهذا الإسناد أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني رجل مسقام، فأحبّ أن تأذن لي في جرّة أنتبذ فيها. وأورد له حديثا آخر بسند ضعيف.
وأخرج البغويّ من طريق خلدة بنت طلق: حدثني أبي أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فجاء صحار عبد القيس، فقال: يا رسول اللَّه، ما ترى في شراب نصنعه في أرضنا ... الحديث.
وروى عنه أيضا ابنه جعفر بن صحار، ومنصور، بن أبي منصور وجيفر بن الحكم.
وقال ابن حبّان في الصّحابة: مات بالبصرة.
قلت: ولصحار أخبار حسان، وكان بليغا مفوّها، ذكر الجاحظ في الحيوان أنه قيل له: ما يقول الرّجل لصاحبه عند تذكيره إياه أياديه وإحسانه؟ قال: يقول: أما نحن فإنّا نرجو أن نكون قد بلغنا من أداء ما يجب لك علينا مبلغا مرضيا.
قال صحار: وكانوا يستحبون أن يدعوا للقول متنفسا، وأن يتركوا فيه فضلا، أن يتجافوا عن حقّ إن أرادوه، ولم يمنعوا منه.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 483 عن عبد الرحمن بن صحار العبديّ عن أبيه ... الحديث. والطبراني في الكبير 8/ 87، وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 41، والحاكم في المستدرك 4/ 445، عن عبد الرحمن بن صحار العبديّ عن أبيه بلفظه قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 11، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38721، 39734، وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 61.(3/329)
وقال الجاحظ في كتاب البيان: قال معاوية لصحار: ما البلاغة؟ قال: الإيجاز. قال:
ما الإيجاز؟ قال: ألا تبطئ ولا تخطىء.
وقال الرّشاطيّ: ذكر أبو عبيدة أنّ معاوية قال لصحار: يا أزرق. قال: القطامي أزرق. قال: يا أحمر. قال: الذّهب أحمر. قال: ما هذه البلاغة فيكم؟ قال: شيء يختلج في صدورنا فنقذفه كما يقذف البحر بزبده. قال: فما البلاغة؟ قال: أن تقول فلا تبطئ وتصيب فلا تخطىء.
وقال محمّد بن إسحاق النّديم في «الفهرست» روى صحار عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديثين أو ثلاثة، وكان عثمانيا أحد النّسابين والخطباء في أيام معاوية، وله مع دغفل النسابة محاورات.
وقال الرّشاطيّ: كان ممن طلب «1» بدم عثمان.
وروى ابن شاهين، من طريق حسين بن محمّد، حدّثنا أبي، حدّثنا جيفر بن الحكم العبديّ، عن صحار بن العبّاس، ومزيدة بن مالك في نفر من عبد القيس، قالوا: كان الأشجّ أشجّ عبد القيس، واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النّعمان العصري صديقا لراهب ينزل بدارين «2» ، فكان يلقاه في كل عام، فلقيه عاما بالزّارة «3» ، فأخبر الأشجّ أنّ نبيا يخرج بمكّة، يأكل الهديّة ولا يأكل الصّدقة، بين كتفيه علامة يظهر على الأديان، ثم مات الرّاهب، فبعث الأشجّ ابن أخت له من بني عامر بن عصر، يقال له عمرو بن عبد القيس، وهو على بنته أمامة بنت الأشجّ، وبعث معه تمرا ليبيعه، وملاحف، وضمّ إليه دليلا يقال له الأريقط، فأتى مكّة عام الهجرة، فذكر القصّة في لقيه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وصحة العلامات، وإسلامه، وأنه علمه الحمد و «اقرأ باسم ربّك» ، وقال له: ادع خالك إلى الإسلام. فرجع وأقام دليله بمكّة، فدخل عمرو منزله، فسلم، فخرجت امرأته إلى أبيها، فقالت له: إن زوجي صبأ، فانتهرها وجاء الأشجّ فأخبره الخبر، فأسلم الأشج، وكتم الإسلام حينا، ثم
__________
(1) في ج: يوم.
(2) دارين: فرصة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند والنسبة إليها داريّ وفي كتاب سيف، أن المسلمين، اقتحموا دارين البحر مع العلاء بن الحضرميّ فأجازوا ذلك الخليج بإذن اللَّه جميعا يمشون على مثل رملة ميناء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل فالتقوا وقتلوا وسبوا فبلغ منهم الفارس ستة آلاف والراحل ألفين. انظر معجم البلدان 2/ 492.
(3) الزارة: عين الزارة بالبحرين معروفة، والزارة: قرية كبيرة بها. والزارة أيضا: من قرى طرابلس الغرب. والزارة: كورة بالصعيد قرب قعط. انظر: مراصد الاطلاع. 2/ 654.(3/330)
خرج في ستة عشر رجلا من أهل هجر، منهم من بني عصر: عمرو بن المرحوم بن عمرو.
وشهاب بن عبد اللَّه بن عصر، وحارثة بن جابر، وهمام بن ربيعة، وخزيمة بن عبد عمرو.
ومنهم من بني صباح: عقبة ابن حوزة، ومطر العنبري، أخو عقبة لأمه. ومن بني عثمان:
منقذ بن حبّان، وهو ابن أخت الأشجّ أيضا، وقد مسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وجهه. ومن بني محارب:
مزيدة بن مالك، وعبيدة بن همام. ومن بني عابس بن عوف: الحارث بن جندب. ومن بني مرة: صحار بن العبّاس، وعامر بن الحارث، فقدموا المدينة،
فخرج النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الليلة التي قدموا في صبحها، فقال: «ليأتينّ ركب من قبل المشرق، ولم يكرهوا على الإسلام، لصاحبهم علامة» .
فقدموا فقال: «اللَّهمّ اغفر لعبد القيس» «1» ،
وكان قدومهم عام الفتح، وشخص النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى مكّة ففتحها، ثم رجع إلى المدينة، فكتب عهدا للعلاء بن الحضرميّ، واستعمله على البحرين، وكتب معه إلى المنذر بن ساوى، فقدموا فبنوا البيعة مسجدا، وأذّن لهم طلق بن عليّ ... فذكر الحديث بطوله.
وبعثه الحكم بن عمرو الثّعلبي بشيرا بفتح مكران، فسأله عمر عنها، فقال: سهلها جبل، وماؤها وشل، وتمرها دقل، وعدوها بطل، فقال: لا يغزوها جيش ما غربت شمس أو طلعت.
4062- صحار بن عبد القيس:
لعله الّذي قبله نسب إلى جدّه الأعلى.
أخرج أحمد في كتاب «الأشربة» التي وقع لنا من طريق أبي القاسم البغويّ عنه، قال:
حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا ملازم بن عمرو السحيمي، حدّثنا سراج بن عقبة، عن عمته خلدة بنت طلق، قالت: حدّثني أبي طلق أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جالسا فجاء صحار بن عبد القيس، فقال: يا رسول اللَّه، ما ترى في شراب نصنعه «2» بأرضنا من ثمارنا ... الحديث.
وقد أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في مسند أبيه، فقال: وجدت بخط أبي وفي روايته:
فجاء صحار عبد القيس بالإضافة ليس بينهما لفظة ابن، فتقوّى بهذا أنه الأوّل.
وكذا أخرجه الطّبرانيّ في المعجم الكبير من وجه آخر عن ملازم، وينبغي أن يحوّل هذا إلى القسم الرّابع.
[4063- صحار بن صخر:
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 60 عن أبي خيرة الصباحي.
(2) في أنصيبه.(3/331)
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في الصّحابة الذين شهدوا فتح مصر، ولعله الّذي قبله، فقد قيل في اسم والده صخر] «1» .
الصاد بعدها الخاء
4064 ز- صخر بن أميّة «2» :
بن خنساء بن عبيد بن عديّ الأنصاريّ.
ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في «المغازي» ، عن ابن إسحاق، أنه شهد بدرا. ولو وقع في تفسير الثّعلبي أنّ صخر بن خنساء واقع امرأته في رمضان، فأنزل اللَّه الكفّارة.
والمشهور أن صاحب قصّة الوقاع سلمة بن صخر، فلعله تحريف في الرّواية المذكورة. واللَّه أعلم.
4065- صخر بن جبر الأنصاريّ «3» :
قال أبو موسى: ذكره الطبريّ «4» ، ولم يخرج له شيئا.
وذكره سعيد بن يعقوب من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه، عن الحسن، بن سالم [عن رجاله] «5» ، قال: قال صخر بن جبر «6» : قدمنا لأربع مضين من ذي الحجّة مهلّين بالحجّ، فأمرنا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فنقضنا حجّنا وجعلناه عمرة ... الحديث.
وروى الطّبراني من طريق جبر بن صخر عن أبيه أنه كان حارس النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.... فذكر حديثا، فيحتمل أن يكون هو هذا. وافق اسم أبيه كنيته.
4066- صخر بن حرب:
بن أمية «7» بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو سفيان القرشيّ الأمويّ.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 2484.
(3) أسد الغابة 913- تجريد أسماء الصحابة 1/ 363.
(4) في أالطبراني.
(5) في أ: بن سالم.
(6) في أبن حرب.
(7) تهذيب الكمال 603، تاريخ الإسلام 2/ 97، العبر 1/ 31، تهذيب التهذيب 4/ 411، 412- خلاصة تذهيب الكمال 172، شذرات الذهب 1/ 30، 37، تهذيب ابن عساكر 6/ 390، 409، طبقات خليفة 10، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 4/ 310، المعارف 73، 74، 125، 3- 167، الجرح والتعديل 4/ 426، ابن عساكر 8/ 119- 2، جامع الأصول 9/ 106، أسد الغابة ت 2486، الاستيعاب ت 1211.(3/332)
مشهور باسمه وكنيته، وكان يكنى أيضا أبا حنظلة، وأمه صفيّة بنت حزن الهلالية، عمة ميمونة زوج النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان أسنّ من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعشر سنين. وقيل غير ذلك بحسب الاختلاف في سنة «1» موته. وهو والد معاوية.
أسلم عام الفتح، وشهد حنينا والطّائف، كان من المؤلفة، وكان قبل ذلك رأس المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب، ويقال: إن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله على نجران، ولا يثبت.
قال الواقديّ: أصحابنا ينكرون ذلك، ويقولون: كان أبو سفيان بمكّة وقت وفاة النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان عاملها حينئذ عمرو بن حزم.
وذكر ابن إسحاق أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وجّهه إلى مناة فهدمها، وتزوّج النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم ابنته أم حبيبة قبل أن يسلم، وكانت أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، فمات هناك.
وقد روى أبو سفيان عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه ابن عبّاس، وقيس بن حازم، وابنه معاوية.
قال جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن ثابت البناني: إنما قال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» «2» ،
لأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا آوى بمكّة دخل دار أبي سفيان، رواه ابن سعد.
وروى ابن سعد أيضا بإسناد صحيح عن عكرمة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان بن حرب تمر عجوة، وكتب إليه يستهديه أدما مع عمرو بن أميّة، فنزل عمرو على إحدى امرأتي أبي سفيان، فقامت دونه، وقبل أبو سفيان الهديّة، وأهدى إليه أدما.
وروى ابن سعد من طريق أبي السّفر، قال: لما رأى أبو سفيان الناس يطئون عقب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حسده، فقال في نفسه: لو عاودت الجمع لهذا الرجل. فضرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في صدره، ثم قال: «إذا يخزيك اللَّه» .
فقال: أستغفر اللَّه وأتوب إليه، واللَّه ما تفوّهت به، ما هو إلا شيء حدّثت به نفسي.
ومن طريق أبي إسحاق السّبيعي نحوه. وقال: ما أيقنت أنك رسول اللَّه حتى السّاعة.
__________
(1) في أسبب.
(2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1405 عن أبي هريرة بزيادة في أوله وآخره كتاب الجهاد (32) باب فتح مكة (31) حديث رقم (84/ 1780) . وأبو داود في السنن 2/ 177 عن ابن عباس ... كتاب الخراج والفيء والامارة. باب ما جاء في خبر مكة حديث رقم 3021، 3022. وأحمد في المسند 2/ 292، 538، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 34، 9/ 117. والطبراني في الكبير 8/ 9، وابن أبي شيبة في المصنف 14/ 475.(3/333)
ومن طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: قال أبو سفيان في نفسه: ما أدري بما يغلبنا محمد! فضرب في ظهره وقال: «باللَّه يغلبك» . فقال: أشهد أنك رسول اللَّه.
وروى الزّبير بن بكّار، من طريق إسحاق بن يحيى، عن أبي الهيثم، عمن أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب يمازح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بيت بنته أم حبيبة، ويقول: واللَّه إن هو إلا أن تركتك فتركتك العرب، إن انتطحت فيك جمّاء ولا ذات قرن. ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يضحك.
ويقول: «أنت تقول ذلك «1» يا أبا حنظلة» !.
وروى» الزّبير من طريق سعيد بن عبيد الثّقفيّ، قال: رميت أبا سفيان يوم الطّائف فأصبت عينه، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه. قال: «إن شئت دعوت فردّت عليك، وإن شئت فالجنّة» «3» . قال: الجنّة.
وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه، قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يا نصر اللَّه اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد. ويقال: فقئت عينه يومئذ.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن ابن الزّبير، قال: كنت مع أبي عام اليرموك، فلما تعبّى المسلمون للقتال لبس الزّبير لأمته، ثم جلس على فرسه، وتركني، فنظرت إلى ناس وقوف على تلّ يقاتلون مع الناس، فأخذت ترسا، ثم ذهبت فكنت معهم، فإذا أبو سفيان في مشيخة من قريش، فجعلوا إذا مال المسلمون يقولون: أيّده ببني الأصفر، وإذا مالت الروم قالوا: يا ويح بني الأصفر.
وهذا يبعده ما قبله، والّذي قبله أصحّ «4» .
وروى البغويّ بإسناد صحيح عن أنس أنّ أبا سفيان دخل على عثمان بعد ما عمي وغلامه يقوده.
وروى الأزرقيّ من طريق علقمة بن نضلة أن أبا سفيان بن حرب قام على ردم المرأتين «5» ، ثم ضرب برجله، فقال: سنام الأرض، إن له سناما يزعم ابن فرقد أني لا
__________
(1) في أذاك.
(2) في أوأورد.
(3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 138 وابن عساكر في تاريخه 6/ 408.
(4) في أأصح سندا.
(5) في أالحدابين.(3/334)
أعرف حقّي من حقّه، لي بياض المروة «1» ، وله سوادها. فبلغ عمر، فقال: إن أبا «2» سفيان لقديم الظّلم، ليس لأحد حقّ إلا ما أحاطت عليه جدرانه.
قال عليّ بن المدينيّ: مات لستّ خلون من خلافة عثمان. وقال الهيثم: لتسع خلون.
وقال الزّبير: في آخر خلافة عثمان. وقال المدائنيّ: مات سنة أربع وثلاثين. وقيل: مات أبو سفيان سنة إحدى، وقيل اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. وقيل: مات سنة أربع وثلاثين. وقيل عاش ثلاثا وتسعين سنة.
وقال الواقديّ: هو ابن ثمان وثمانين. وقيل غير ذلك.
4067
- صخر «3» بن سليمان «4» :
ذكر ابن مندة من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- أنه من جملة البكّاءين الذين نزلت فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... [التوبة: 92] الآية.
4068- صخر «5» :
بن صعصعة الزّبيدي، أبو صعصعة. ادّعى الهيثم بن سهل أحد المتروكين أنه جدّ له، وأن أباه سهل بن عبد اللَّه بن بحر بن [شتر بن مدركة] «6» بن صخر بن معاوية «7» ثم
روى من طريق واهية مجهولة الرواة أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال لصخر بن صعصعة «8» صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ناد في النّاس، لا يصحبنا مضعف» «9» [ولا مصعب] «10» ذكره ابن مندة.
4069- صخر بن العيلة «11» :
بفتح المهملة وسكون التّحتانية، ابن عبد اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسيّ.
__________
(1) في أالمروع، وفي ج: المروءة.
(2) في ألأبي سفيان.
(3) أسد الغابة ت 2487.
(4) في ألأبي سفيان.
(5) في أبن سلمان.
(6) أسد الغابة ت 1488.
(7) في أبسر بن مدرك.
(8) في أصعصعة.
(9) في ألا يصحبنا ضعيف ولا مضعف.
(10) سقط في أ.
(11) أسد الغابة ت 2490، الاستيعاب ت 1212، الثقات 3/ 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 263- الكاشف 2/ 26- تهذيب التهذيب- الطبقات 118، خلاصة تذهيب 1/ 466- تهذيب الكمال 2/ 603- التاريخ الكبير 4/ 310- الإكمال 2/ 279، 6/ 307، تقريب التهذيب 1/ 365- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1871- الوافي بالوفيات 16/ 289، تلقيح فهوم أهل الأثر 381- الطبقات الكبرى 6/ 31- تبصير المشتبه 3/ 912- بقي بن مخلد 823.(3/335)
[قال ابن السّكن] «1» قال ابن ماكولا: كنيته أبو حازم: وقال أبو عمر: يقال إن العيلة أمه.
ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، وقال: روى أحاديث. وقال البغويّ: سكن الكوفة.
وأخرج أبو داود حديثه من طريق أبان بن عبد اللَّه بن أبي حازم، عن عمه عثمان، عن أبيه، عن جدّه صخر بن العيلة- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم غزا ثقيفا ... فذكر طرفا من الحديث.
وأورده الفريابيّ في مسندة «2» مطوّلا، والبغويّ، وهو عند ابن شاهين من طريق.
[وأوله
أخذت عمة المغيرة فقدمت بها إلى المدينة، فقام المغيرة فقال: يا رسول اللَّه، عمّتي عند صخر. فقال: «يا صخر، إنّ الرّجل إذا أسلم أحرز أهله» «3» .
فردّ على الرّجل عمّته.
قال البغويّ: رواه أبو أحمد عن أبان، فقال عن صخر، ومعمر وغير واحد قالوا: عن أبي حازم عن صخر. والصّواب عندهم رواية أبي نعيم] «4» قال البغوي «5» ليس له غيره.
وأخرج البغويّ من طريق أبي نعيم، عن أبان بن عبد اللَّه: حدّثنا عثمان بن أبي حازم عمّي «6» عن صخر، وروى أحمد عنه أن قوما من بني سليم فرّوا عن أرضهم حين جاء الإسلام فأخذتها فأسلموا، فخاصموني فيها إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فردّها «7» عليهم، وقال: إذا أسلم الرّجل فهو أحقّ بأرضه وماله «8» .
[وهذا القدر طرف من الحديث الأول] «9» .
4070- صخر بن قدامة «10» :
العقيلي.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أفي مسندة والبغوي مطولا.
(3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 467، وابن سعد في الطبقات 6/ 19، والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 310، والطبراني في الكبير 8/ 30، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 114، وأورده الزيلعي في نصب الراية 3/ 411.
(4) سقط في أ.
(5) في أ: قال البغوي، وابن السكن.
(6) في أعمر.
(7) في أودعا عليهم.
(8) أخرجه أحمد في المسند 4/ 310 عن صخر بن عيلة. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 395، وعزاه إلى أحمد في المسند.
(9) سقط في أ.
(10) أسد الغابة ت 2491، الاستيعاب ت 1213، الوافي بالوفيات 16/ 290، تجريد أسماء الصحابة 1/ 264.(3/336)
روى الطّبرانيّ وابن شاهين من طريق حماد بن زيد، عن أيّوب، عن الحسن، عن صخر بن قدامة العقيليّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يولد بعد مائة سنة مولود للَّه فيه حاجة» «1»
قال أيوب: فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه، فقال: لا أعرفه. قال ابن شاهين: هذا حديث منكر. وهذا البغداديّ يعني محمد بن جعفر بن أعين لا أعرفه.
قلت: هو ثقة مشهور، ولم يتفرد به، لكن حكى السّاجي عن علي بن المديني أنه كان يضعف خالد بن خداش راوية عن حماد بن زيد، وعن يحيى بن معين: أن خالدا تفرّد عن حمّاد بأحاديث، وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، ونقل عن أحمد أنه قال: ليس بصحيح، وقال ابن مندة: صخر بن قدامة مختلف في صحبته.
قلت: لم يصرح بسماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يصرح الحسن بسماعه منه، فهذه علّة أخرى لهذا الخبر.
4071- صخر بن القعقاع الباهليّ «2» :
خال سويد بن حجير.
روى الطّبرانيّ وابن مندة من طريق قزعة بن سويد الباهليّ، حدّثني أبي، حدّثني خالي صخر بن القعقاع، قال: لقيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بين عرفة والمزدلفة، فأخذت بخطام راحلته، فقتل: يا رسول اللَّه، ما يقرّبني إلى الجنّة ويباعدني من النّار؟ ... الحديث. وفي آخره:
«خلّ خطام الناقة» .
4072 ز- صخر بن نصر:
بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن كعب ابن لؤيّ القرشيّ العدويّ.
ذكره موسى بن عقبة، وعروة، فيمن استشهد بأجنادين.
قال ابن عساكر: أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا أعرف له رواية.
قلت: وزعم سيف أنه قتل باليرموك. وذكر الزّبير بن بكّار أنه استشهد بطاعون عمواس هو وإخوته وأبوهم.
4073 ز- صخر:
بن واقد بن عصمة اللّيثي، والد شريك «3» ، تقدّم ذكره في ترجمة ابنه سهل.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 162 عن صخر بن قدامة بلفظه، وقال رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن جعفر بن أعين ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2) أسد الغابة ت 2492- تجريد أسماء الصحابة 1/ 264.
(3) في أسهل.(3/337)
4074- صخر بن وداعة «1» :
وقال ابن حبّان: صخر بن وديعة، ويقال ابن وداعة الغامديّ، نسبة إلى غامد بالمعجمة، ابن عمرو بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث- بطن من الأزد.
وقال البغويّ: سكن صخر الطّائف. وقال ابن السّكن مثله، وزاد: يعدّ في أهل الحجاز.
روى حديثه أصحاب السنن، وأحمد، وصححه ابن خزيمة وغيره، وهو: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في بكورها» .
وفي بعض طرقه: وكان صخر رجلا تاجرا، فكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النّهار فأثرى وكثر ماله. قال الترمذيّ والبغويّ: ما له غيره. وتعقّب بأن الطّبراني أخرج له آخر متنه: «لا تسبّوا الأموات» . وقال أبو الفتح «2» الأزديّ وابن السّكن: لم يرو عنه إلا عمارة بن حديد.
4075 ز- صخر «3» :
يقال هو اسم أبي حازم. والد قيس. والرّاجح أن اسمه عوف.
وأما صخر أبو حازم فهو ابن العيلة.
4076 ز- صخر الأنصاريّ:
لعله بعض من تقدّم، جرى ذكره في حديث لأنس أنه قتل في بعض المغازي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فروى ابن عساكر من طريق سلمة بن رجاء، عن شعبة بن «4» خالد الحذّاء، عن أنس، قال: قتل عكرمة بن أبي جهل صخرا الأنصاريّ، فبلغ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فضحك، فقال الأنصار: يا رسول اللَّه، أتضحك أن قتل رجل من قومك رجلا من قومنا؟ فقال: ما ذاك أضحكني، ولكنه قتله وهو معه في درجته.
4077- صخر، غير منسوب:
وقع ذكره في حديث روى الطّبراني من حديث موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن
__________
(1) أسد الغابة ت 2496، الاستيعاب ت 1215- الثقات 3/ 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 264- الكاشف 2/ 26- تهذيب التهذيب 4/ 413- الكمال 2/ 603، التاريخ الكبير 4/ 310- تقريب التهذيب 1/ 365- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1870- العقد الثمين 5/ 15، الوافي بالوفيات 16/ 289- الطبقات 113، 285- تلقيح فهو أهل الأثر 376، 381، الطبقات الكبرى 5/ 527- الإكمال 7/ 42- تبصير المشتبه 3/ 1053- بقي بن مخلد 479.
(2) في أأبو المليح.
(3) أسد الغابة ت 2485.
(4) في أ: عن.(3/338)
عقبة بن عامر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يبلغنا لبن لقاحنا» فقام رجل فقال: أنا.
فقال: «ما اسمك» ؟ قال: صخر. أو جندل. فقال: «اجلس» . ثم قال: «من يبلغنا» . فقام آخر فقال: أنا. فقال: «ما اسمك» ؟ قال: يعيش. قال: «أنت» » .
4078- صخير:
بالتصغير، ابن نصر بن غانم.
تقدّم ذكر أخيه قريبا، ومضى ذكره هو في ترجمة أخيه حذافة بن نصر، وفي ترجمة أخيه صخر أيضا.
الصاد بعدها الدال
4079- صديّ:
بالتّصغير، ابن عجلان بن الحارث «2» . ويقال ابن وهب، ويقال ابن عمرو بن وهب بن عريب بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر الباهليّ، أبو أمامة. مشهور بكنيته.
روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعلي وأبي عبيدة، ومعاذ، وأبي الدّرداء، وعبادة بن الصّامت، وعمرو بن عبسة، وغيرهم.
روى عنه أبو سلام الأسود، ومحمد بن زياد الألهاني، وشرحبيل بن مسلم، وشداد، وأبو عمار، والقاسم بن عبد الرّحمن، وشهر بن حوشب، ومكحول، وخالد بن معدان، وآخرون.
قال ابن سعد: سكن الشّام، وأخرج الطّبرانيّ ما يدلّ على أنه شهد أحدا، لكن بسند ضعيف.
وروى أبو يعلى من طريق أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33623 وعزاه لابن عساكر عن أنس. أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 109، عن عقبة بن عامر ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سعيد بن أسد بن موسى، روى عنه أبو زرعة الرازيّ ولم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات.
(2) أسد الغابة ت 2497، الاستيعاب ت 1242، الثقات 3/ 195، طبقات ابن سعد 7/ 411، والمحبر لابن حبيب 291، طبقات تاريخ الإسلام 3/ 89، خليفة 26، و 302. وتاريخ خليفة 292، والتاريخ لابن معين 2/ 69، والمعارف 81، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 81، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 3/ 169، وتاريخ أبي زرعة 1/ 55، و 189. تجريد أسماء الصحابة 1/ 264- الكاشف 2/ 28- صفة الصفوة 1/ 733، الرياض المستطابة 127- خلاصة تذهيب 1/ 473- شذرات الذهب 1/ 96، تهذيب التهذيب 4/ 420- تهذيب الكمال 2/ 606- حسن المحاضرة 1/ 243- التاريخ الكبير 4/ 326- تقريب التهذيب 1/ 366- الجرح والتعديل 4/ 200، الوافي بالوفيات 16/ 305- العبر 1/ 101- الأعلام 3/ 291- الأعلام 3/ 291- التعديل والتجريح 762.(3/339)
قوم فانتهيت إليهم وأنا طاو وهم يأكلون الدّم، فقالوا: هلم. قلت: إنما جئت أنهاكم عن هذا، فنمت وأنا مغلوب، فأتاني آت بإناء فيه شراب، فأخذته وشربته، فكظّني بطني فشبعت ورويت، ثم قال لهم رجل منهم: أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تتحفوه، فأتوني بلبن، فقلت: لا حاجة لي به، وأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم.
ورواه البيهقيّ في «الدلائل» ، وزاد فيه أنه أرسله إلى قومه باهلة.
وقال ابن حبّان: كان مع علي بصفّين.
مات أبو أمامة [الباهلي] «1» سنة ست وثمانين. قال ابن البرقي: بغير خلاف، وأثبت غيره الخلاف، فقيل سنة إحدى، [قاله محمد بن سعد] «2» وقال عبد الصّمد بن سعيد «3» ولما مات خلف ابنا يقال له المغلس [وله- يعني صاحب الترجمة- مائة وستّ سنين، فقد صحّ عنه أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مات وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة] «4» .
وأخرج البخاريّ في تاريخه، من طريق حميد [بن ربيعة] «5» : رأيت أبا أمامة خرج من عند الوليد بن عبد الملك [في ولايته] «6» سنة ست وثمانين، ومات ابنه الوليد سنة ست وتسعين، [قال: وقال الحسن- يعني ابن رافع عن ضمرة] «7» [....] في «فضائل الصحابة» لخيثمة من طريق وهب بن صدقة: سمعت جدّي يوسف بن حزن الباهليّ، سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: لما نزلت: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح: 18] فقلت: يا رسول اللَّه، أنا ممّن بايعك تحت الشّجرة. قال: «أنت منّي وأنا منك» «8» .
وأخرج أبو يعلى، من طريق رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة: أنشأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غزوا فأتيته فقلت: ادع اللَّه لي بالشّهادة. فقال: «اللَّهمّ سلّمهم وغنّمهم ... » «9» .
[وأخرج البيهقي من طريق سليمان بن عامر، جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) في أبن سعيد أن أبا أمامة خلف.
(4) سقط في أ.
(5) في أسعيد.
(6) سقط في أ.
(7) سقط في أ.
(8) أخرجه أحمد في المسند 5/ 204، والطبراني في الكبير 19/ 89، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 186.
(9) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 185، روى النسائي طرفا منه يسيرا في الصيام، رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. أحمد في المسند 5/ 248، 249، 255، 258- والطبراني من الكبير 8/ 108 وابن خزيمة من صحيح حديث رقم 929- حلية 5/ 174، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 7899، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 234، وكنز العمال 21648.(3/340)
رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست، الحديث سنده صحيح] «1» .
الصاد بعدها الراء
4080- صرد:
بن عبد اللَّه الأزديّ «2» .
قال ابن حبّان: جرشي، له صحبة. وقال ابن إسحاق في المغازي: وقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صرد بن عبد اللَّه الأزديّ، فأسلم وحسن إسلامه، وأمّره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد المشركين ... فذكر قصّة طويلة، قال: وكان ذلك في سنة عشر.
وروى الواقديّ أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم توفّى وعامله على جرش صرد بن عبد اللَّه الأزديّ.
وأخرجه ابن شاهين، وقبله «3» ابن سعد.
4081- صرمة بن أنس «4» :
ويقال ابن أبي أنس، ويقال ابن قيس بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجّار، أبو قيس الأوسيّ، مشهور بكنيته.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : وقال صرمة بن أنس حين قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وآمن بها هو وأصحابه:
ثوى في قريش بضع عشرة حجّة ... يذكّر لو يلقى صديقا مواتيا «5»
[الطويل] وأخرج الحاكم من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قلت لعروة: كم لبث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة؟ قال: عشر سنين. قلت: فابن عبّاس يقول: لبث بضع عشرة حجة. قال:
إنما أخذه من قول الشّاعر.
قال ابن عيينة «6» : سمعت عجوزا من الأنصار تقول: رأيت ابن عبّاس يختلف إلى صرمة ابن قيس يتعلّم منه هذه الأبيات.
__________
(1) سقط في ط.
(2) الثقات 3/ 196- تجريد أسماء الصحابة 1/ 64. أسد الغابة ت 2498، الاستيعاب ت 1243.
(3) في أوقاله.
(4) أسد الغابة ت 2500، تجريد أسماء الصحابة 1/ 264- التحفة اللطيفة 2/ 239- الأعلام 3/ 203، تبصير المشتبه 3/ 998.
(5) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2501) ، والاستيعاب ت 1244.
(6) في أقال ابن عيينة: فسمعت حنا بن سعيد يقول: سمعت عجوزا.(3/341)
قال ابن إسحاق: وحدّثني محمد بن جعفر بن الزّبير: كان أبو قيس صرمة ترهّب في الجاهلية، [واغتسل من الجنابة، وهمّ بالنّصرانية، ثم أمسك، فلما قدم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة أسلم،] «1» وكان قوّالا بالحق، وله شعر حسن، وكان لا يدخل بيتا فيه جنب ولا حائض، وكان معظّما في قومه إلى أن أدرك الإسلام شيخا كبيرا، وكان يقول شعرا حسنا فمنه:
يقول أبو قيس وأصبح غاديا ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا
أوصّيكم بالبرّ والخير والتّقى ... وإن كنتم أهل الرّئاسة فاعدلوا
وإن أنتم أمعرتم فتعفّفوا ... وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا «2»
[الطويل] وقال المرزبانيّ: عاش أبو قيس عشرين ومائة سنة.
قال ابن إسحاق: وهو الّذي نزلت فيه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة 187] . ووصل ذلك أبو العبّاس السّراج من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزّبير، عن عبد الرّحمن بن عويم بن ساعدة.
قلت: واسم الّذي نزل فيه اختلف فيه اختلافا كثيرا كما سأبينه في الّذي بعده.
ومقال المرزبانيّ: أبو قيس صرمة بن أبي أنس بن قيس بن مالك عاش نحوا من عشرين ومائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم وهو شيخ كبير، وهو القائل:
بدا لي أنّي عشت تسعين حجّة ... وعشرا ولي ما بعدها وثمانيا
فلم ألفها لمّا مضت وعددتها ... يحسّنها في الدّهر إلّا لياليا «3»
[الطويل]
4082- صرمة:
بن مالك الأنصاريّ.
ذكره ابن شاهين وابن قانع في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق هشيم بن حصين، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، أنّ رجلا من الأنصار يقال له صرمة بن مالك، وكان شيخا كبيرا، فجاء أهله عشاء وهو صائم، وكانوا إذا نام أحدهم قبل أن يفطر لم يأكل إلى مثلها، والمرأة
__________
(1) سقط في أ.
(2) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1244) ، ص 1736، في الاستيعاب ترجمة رقم (3179) ، الأول والثالث والسادس منهم.
(3) ينظر البيتان في المعمرين: 84.(3/342)
إذا نامت لم يكن لزوجها أن يأتيها حتى مثلها، فلما جاء صرمة إلى أهله دعا بعشائه فقالوا:
أمهل حتى نجعل لك سخنا تفطر عليه، فوضع الشّيخ رأسه فنام فجاءوا بطعامه، فقال: قد كنت نمت، فلم يطعم، فبات ليلته يتقلق بطنا لظهر، فلما أصبح أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبره، فأنزلت هذه الآية: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ... [البقرة 187] ، فرخص لهم أن يأكلوا اللّيل كله من أوله إلى آخره، ثم ذكر قصّة عمر في نزول قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ [البقرة: 187] . وهذا مرسل. صحيح الإسناد.
كذلك أخرجه عبد بن حميد في التفسير عن عمرو بن عوف، عن هشيم، وأخرجه الطّبرانيّ من حديث عبد اللَّه بن إدريس كذلك، وأخرجه ابن شاهين أيضا من طريق المسعوديّ عن عمرو بن مرة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: أحلّ صيام ثلاثة أحوال، فذكر الحديث، وفيه: وكانوا إذا صاموا فناموا قبل أن يفطروا لم يحل لهم الطّعام ولا النكاح، فجاء صرمة وقد عمل يومه في حائطه، وقد أعيا فضرب برأسه فنام قبل أن يفطر، فاستيقظ فلم يأكل ولم يشرب واستيقظ وهو ضعيف.
وأخرجه أبو داود في «السّنن» من هذا الوجه ولم يتصل سنده، فإن عبد الرّحمن لم يسمع من معاذ.
ويقال: إن القصّة وقعت لصرمة بن أنس المبدإ بذكره، أخرجه ذلك هشام بن عمار في فوائده، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن أبي فروة، عن الزّهري، عن القاسم بن محمد، قال: كان بدء الصوم أن يصوم من عشاء إلى عشاء، فإذا نام لم يصل أهله ولم يأكل ولم يشرب، فأمسى صرمة بن أنس صائما، فنام قبل أن يفطر ... الحديث. وإسحاق متروك.
وأخرج الطّبريّ من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبّان- أن صرمة بن أنس أتى أهله وهو صائم، وهو شيخ كبير ... فذكر نحو القصّة.
وأخرج الطّبريّ من طريق السّدّي في قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [البقرة 183] ، قال: كتب صيام رمضان على النّصارى وألّا يأكلوا ولا يشربوا، ولا يأتوا النّساء بعد النّوم في رمضان، فلم يزل المسلمون يصنعون ذلك حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة ... فذكر القصّة نحوه.
ووقع في صحيح البخاريّ أنّ الّذي وقع له ذلك قيس بن صرمة، أخرجه من طريق البراء بن عازب كما سأذكره في ترجمته في حرف القاف.(3/343)
ووقع عند أبي داود من هذا الوجه صرمة بن قيس. وفي رواية النّسائي أبو قيس بن عمرو، فإن حمل في هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع له ذلك، وإلا فيمكن الجمع بردّ جميع الرّوايات إلى واحد، فإنه قيل فيه: صرمة بن قيس، وصرمة بن مالك، وصرمة بن أنس. وقيل فيه: قيس بن صرمة، وأبو قيس بن صرمة، وأبو قيس بن عمرو، فيمكن أن يقال: إن كان اسمه صرمة بن قيس، فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه، وإنما اسمه صرمة وكنيته أبو قيس أو العكس، وأما أبوه فاسمه قيس أو صرمة على ما تقرر من القلب، وكنيته أبو أنس. ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية، ومن قال فيه ابن مالك نسبه إلى جدّ له.
والعلم عند اللَّه تعالى.
4083- صرمة العذريّ «1» :
وذكره أبو عمر بالفاء بدل الميم.
روى الطّبرانيّ من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن يحدث عن صرمة العذريّ، قال: غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بني المصطلق، فأصبنا كرائم العرب ... الحديث.
قال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب ما رواه يحيى بن أيوب، عن محمد بن يحيى ابن حبّان، عن ابن محيريز «2» ، قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدريّ.
قلت: هو على الاحتمال.
4084- صرمة بن يربوع «3» :
تقدّم في سعيد.
الصاد بعدها العين
4085- الصّعب بن جثّامة:
بن قيس «4» بن ربيعة بن عبد اللَّه بن يعمر اللّيثي، حليف قريش. أمه أخت أبي سفيان بن حرب، واسمها فاختة. وقيل زينب. ويقال: هو أخو محلم بن جثّامة.
__________
(1) أسد الغابة ت 2502، الاستيعاب ت 1245.
(2) في أمحبر.
(3) أسد الغابة ت 2499.
(4) أسد الغابة ت 2503، الاستيعاب ت 1246، الثقات 3/ 196، تجريد أسماء الصحابة 1/ 265- الكاشف 2/ 28- تهذيب التهذيب 4/ 421- الأعلام 3/ 204، الرياض المستطابة 128- خلاصة تذهيب 1/ 468- تهذيب الكمال 2/ 607- التاريخ الصغير 1/ 36، 39- التاريخ الكبير 4/ 322- تقريب التهذيب 1/ 367- الطبقات 29، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1983- الوافي بالوفيات 16/ 310- تلقيح فهوم أهل الأثر 368- بقي بن مخلد 141- التعديل والتجريح 761.(3/344)
وكان الصّعب ينزل ودّان.
[ويقال: مات في خلافة أبي بكر] «1» ، ويقال: في آخر خلافة عمر، قاله ابن حبّان.
ويقال: مات في خلافة عثمان، وشهد فتح إصطخر، فقد
روى ابن السّكن من طريق صفوان ابن عمرو، حدثني راشد بن سعد، قال: لما فتحت إصطخر نادى مناد: ألا إنّ الدجال قد خرج، فلقيهم الصّعب بن جثّامة، قال: لقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يخرج الدّجّال حتّى يذهل النّاس عن ذكره ... » «2» الحديث.
قال ابن السّكن: إسناده صالح.
قلت: فيه إرسال، وهو يرد على من قال: إنه مات في خلافة أبي بكر.
وقال ابن مندة: كان الصّعب ممن شهد فتح فارس.
وقال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال: إن الصّعب بن جثّامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بيّنا، فقد روى ابن إسحاق عن عمر بن عبد اللَّه أنه حدّثه عن عروة، قال: لما ركب أهل العراق في الوليد بن عقبة كانوا خمسة، منهم: الصّعب بن جثّامة، وللصّعب أحاديث في الصّحيح من رواية ابن عبّاس عنه.
وذكر ابن الكلبيّ في «الجمهرة» أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال في يوم حنين: «لولا الصّعب بن جثّامة لفضحت الخيل» .
وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب «المتحابّين» ، من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بين عوف بن مالك والصّعب بن جثّامة، فقال كل منهما للآخر: إن متّ قبلي فتراء لي، فمات الصّعب قبل عوف فتراءى له. فذكر قصّة.
4086
- الصّعب «3» بن منقر «4» :
روت عنه بنته أم البنين. وقيل ابن منقذ، كذا في «التجريد» وفي أصله.
وذكره زائدا على الأربعة التي جمعها.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 72، عن راشد بن سعد. وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 338، عن راشد بن سعد. قال الهيثمي رواه عن عبد اللَّه بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين وبقية رجاله ثقات.
(3) أسد الغابة ت 2504.
(4) في أحنة.(3/345)
وقد سبق إلى ذكره أبو علي بن السكن، فقال: الصّعب بن منقر القيسي، حديثه ليس بالقائم، ثم أورد عن محمد بن أبي أسامة، عن عبد اللَّه بن أحمد القطّان، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة الباهليّ، حدّثنا سلامة بنت عمرو القادسيّة، سمعت جدّتي أمّ البنين تحدّث عن أبيها الصّعب بن منقر أنه استحفر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حفيرة فأحفره، وأمره ألّا يمنع أحدا، وكان اسمه عبد الحارث فسمّاه عبد اللَّه، وكان رجلا من بني قيس فحفر، فجاءت مالحة مرّة وكان فيها دوابّ، فدفع إليه سهما فوضعه فيها فعذب ماؤها، وذهب ما فيها من الدّواب. قال: لم يروه غير عبد الرّحمن بن جبلة. انتهى كلام ابن السّكن.
وقد ذكره الخطيب في «ذيل المؤتلف» ، وأخرج هذا الحديث من طريق أحمد بن محمد بن علي الدّيباجي، عن أحمد بن عبد اللَّه بن زياد التّستري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، فذكره، لكنه قال الصّعب بن منقذ بذال معجمة بدل الدّال، وقال: فكان اسمه عبد الوارث، هكذا بواو بدل الحاء المهملة، وعنده أيضا بلفظ: وكان رجل من بني قيس يحفر، وقد أغفل ابن الأثير ذكر عبد الواحد أو الوارث الّذي غير اسمه، ولم يذكره ابن عبد البرّ، ولا ذكر أيضا الصّعب، مع أن النّسخة التي نقلت منها من كتاب ابن السّكن هي نسخة ابن عبد البرّ، وفيها بخطه استدراكات عليه، فسبحان من لا يسهو.
4087- صعصعة بن معاوية «1» :
بن حصن بن عبادة بن النزّال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد التميمي السّعديّ، عمّ الأحنف بن قيس.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعمر، وأبي ذرّ، وأبي هريرة، وعائشة، وعنه ابنه عبد اللَّه، والأحنف، ومروان الأصغر، والحسن البصريّ.
وذكره العسكريّ وغيره في الصّحابة. وأخرج النّسائي الحديث الآتي بعد هذا في ترجمة الّذي بعده من طريق جرير بن حازم، عن الحسن، عن صعصعة، عمّ الفرزدق، كذا عنده، وليس للفرزدق عمّ اسمه صعصعة، وإنما هو عمّ الأحنف بن قيس.
وقال النّسائيّ: ثقة، وهذا مصير منه إلى أن لا صحبة له، وكذا ذكره في التّابعين خليفة وابن حبّان.
وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني محمد بن سلام، عن الأحنف بن قيس، قال لأصحابه:
أتعجبون من حلمي وخلقي، وإنما هذا شيء استفدته من عمّي صعصعة بن معاوية، شكوت إليه وجعا في بطني، فأسكتني مرتين، ثم قال لي: يا بن أخي، لا تشك الّذي نزل بك إلى أحد، فإنّ النّاس رجلان إما صديق فيسوؤه وإما عدوّ فيسره، ولكن أشك الّذي نزل بك إلى
__________
(1) بقي بن مخلد 691، أسد الغابة ت 2506، الاستيعاب ت 1217.(3/346)
الّذي ابتلاك، ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الّذي نزل بك، يا بن أخي، إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلا ولا جبلا فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها.
4088
- صعصعة «1» بن ناجية:
بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميميّ الدّارميّ، جدّ الفرزدق الشّاعر.
قال ابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن البصرة.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه ابنه عقال، والطّفيل بن عمرو، والحسن. واختلف عليه فقيل: عنه، عن صعصعة، عم الأحنف. ورجّحه العسكريّ. وقيل: عنه، عن صعصعة، عمّ الفرزدق، وبه جزم أبو عمر، لكن ليس للفرزدق عمّ اسمه صعصعة وإنما صعصعة جده.
وقد روى النّسائي في «التّفسير» من طريق جرير بن حازم، عن الحسن، حدّثنا صعصعة عمّ الأحنف، قال: قدمت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسمعته يقول: «من يعمل مثقال ذرّة خيرا يره» [الزلزلة 7] . قلت: حسبي حسبي.
وروى ابن أبي عاصم وابن السّكن والطّبرانيّ، من طريق الطفيل بن عمرو، عن صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق، قال: قدمت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمت، وعلّمني آيات من القرآن، فقلت: يا رسول اللَّه، إني عملت أعمالا في الجاهليّة، فهل لي فيها من أجر؟ قال:
«وما عملت؟»
فذكر القصّة في افتدائه الموءودة، وفي ذلك يقول الفرزدق:
وجدّي الّذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد «2»
[المتقارب] ويقال: إنه أوّل من فعل ذلك.
قلت: وقد ثبت أن زيد بن «3» عمرو بن نفيل كان يفعل ذلك، فيحتمل أوّليّة صعصعة على خصوص تميم ونحوهم، وأولية زيد على خصوص قريش.
وكان صعصعة من أشراف بني مجاشع في الجاهليّة والإسلام، وهو ابن عمر الأقرع ابن حابس.
وروى ابن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عقال بن شبّة بن عقال بن صعصعة بن
__________
(1) أسد الغابة ت (2507) ، الاستيعاب ت (1218) .
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2507) ، الاستيعاب ت 1218، واللسان مادة (وأد) .
(3) في أيزيد.(3/347)
ناجية، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنّة» .»
وروى أبو يعلى والطّبرانيّ بهذا الإسناد، وقال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه- يعني بمن أبدأ؟ قال: «أمّك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك» .
وذكر الزّبير بن بكار في الموفقيات، عن المدائني، عن عرابة بن الحكم، قال: دخل صعصعة بن ناجية المجاشعيّ جدّ الفرزدق على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: كيف علمك بمضر؟
قال: يا رسول اللَّه، أنا أعلم النّاس بهم، تميم هامتها، وكاهلها الشّديد الّذي يوثق به ويحمل عليه، وكنانة وجهها الّذي فيه السّمع والبصر، وقيس فرسانها ونجومها، وأسد لسانها. فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: صدقت.
4089- صعصعة بن صوحان «2» :
له ذكر في السّنن مع عمر «3» .
ذكر الإمام أبو بكر الطّرطوسيّ في مصنفه في السّماع أنه من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يذكر له مسند «4» ، وما أظنه ذكره كذلك إلا بالتوهّم لشهرته في عصر كبار الصّحابة.
وسيأتي في القسم الثّالث، وفيه جزم ابن عبد البرّ بخلاف ما قال.
4090- الصّعق:
بكسر العين المهملة، غير منسوب.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 303 عن عائشة ... الحديث. وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر الحديث بلفظه وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43205.
(2) أسد الغابة ت 2505، الاستيعاب ت 1216، طبقات ابن سعد 6/ 221، والتاريخ الكبير 4/ 319، والمعرفة والتاريخ 2/ 53، 92، 581، وجمهرة أنساب العرب 297، وربيع الأبرار 4/ 133، 172، وطبقات خليفة 144، وتاريخ خليفة 171، 195، ومروج الذهب 2/ 228، والمعارف 2/ 4 و 624، والشعر والشعراء 621، والبدء والتاريخ 5/ 227، والفهرست 181، وعيون الأخبار 2/ 173 و 3/ 21، والعقد الفريد 1/ 154، و 239، والأخبار الموفقيات 155، والأخبار الطوال 168، والجرح والتعديل 4/ 446، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 204، والكامل في التاريخ 3/ 138، 144، 245، وتهذيب الكمال 2/ 607، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 425- 429، والكاشف 2/ 26، وسير أعلام النبلاء 3/ 528، 529، والمغني في الضعفاء 1/ 307، وميزان الاعتدال 2/ 315، والوافي بالوفيات 6/ 309، وعهد الخلفاء الراشدين 430، 508، والتذكرة الحمدونية 2/ 64، و 325، وتهذيب التهذيب 4/ 422، وتقريب التهذيب 1/ 367، وخلاصة تذهيب التهذيب 147، ومقاتل الطالبيين 370، تاريخ الإسلام 1/ 240.
(3) في أعثمان.
(4) في أمستندا.(3/348)
روى سعيد بن يعقوب في «الصّحابة» بإسناد ضعيف من طريق عبد اللَّه بن الصّعق:
حدّثني أبي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا تغضبوا في كسر الآنية، فإنّ لها آجالا كآجال الإنس» «1» .
الصاد بعدها الفاء
4091- صفرة «2» :
أبو معدان.
ذكره أحمد بن محمّد بن ياسين فيمن قدم هراة من الصّحابة. واستدركه يحيى بن مندة على جدّه وأبو موسى.
4092 ز- صفوان:
بن أسيّد التميميّ، ابن أخي أكثم بن صيفي.
تقدّم ذكره في ترجمة أكثم في القسم الثّالث، وذكر أبو حاتم في المعمّرين عن شيخ له عن أشعث عن الشّعبي، قال: بينا صفوان بن أسيّد في بعض ضواحي المدينة يسير بعد قدوم حاجب بن زرارة بزمان إذ مرّ به رجل من بني ليث قد كان يطلب بني تميم بدم، فقتله فوثب عليه حاجب ووكيع ابنا زرارة، فأخذاه، فأتيا به النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالا: هذا قتل صاحبنا. فقال:
لم أعرفه، وظننت أنه لم يسلم، فعرض عليهم الدّية، فقالا: غيرنا أحقّ- بها يعنيان أولياءه، فأمكنهم فبعثوه إلى بني أخ له أيتام وأخبروهم بهوى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في قبولهم الدّية، فعفوا عنه ووهبوه لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بغير دية.
قال أبو حاتم: وقالوا: إنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث حاجبا على صدقات قومه، ولم يلبث أن مات، فخرج بعد ذلك عطارد بن حاجب والزّبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، والأقرع بن حابس، حتى قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فكان من مفاخرتهم إياه ما كان.
4093- صفوان بن أميّة «3» :
بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، أبو وهب الجمحيّ. أمه صفيّة بنت معمر بن حبيب، جمحية أيضا.
__________
(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 498 عن عبد اللَّه بن الصعق وضعفه. وأورده الفتني في تذكرة الموضوعات 190.
(2) أسد الغابة ت 2509.
(3) طبقات ابن سعد 5/ 449، طبقات خليفة 24، 278، تاريخ خليفة 111- 205، التاريخ الكبير 4/ 304، المعارف 342، تاريخ الفسوي 1/ 309، الجرح والتعديل 4/ 421، المستدرك 3/ 428، الاستبصار 93، ابن عساكر 8/ 159، تهذيب الكمال 608، تاريخ الإسلام 2/ 228، العبر 1/ 50، تهذيب التهذيب 4/ 424، 425، خلاصة تذهيب الكمال 1740، شذرات الذهب 1/ 52، تهذيب ابن عساكر 6/ 429. أسد الغابة ت 2510، الاستيعاب ت 1219، أخبار مكة 2/ 164 و 165، السير والمغازي لابن إسحاق 322، 323، المغازي للواقدي 3/ 1185، 1186، وسيرة ابن هشام 1/ 220، و 3/ 43- 45، نسب قريش 166، والمحبر لابن حبيب 104 و 133، والطبقات الكبرى 5/ 449، وأنساب الأشراف 1/ 194 و 203، وتاريخ اليعقوبي 2/ 56، المعرفة والتاريخ 1/ 309، والعقد الفريد 1/ 148، وتاريخ الطبري 2/ 261، و 472- 474، والمعجم الكبير 8/ 54، ومشاهير علماء الأمصار 31، وجمهرة أنساب العرب 159، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 429- 434، تحفة الأشراف 4/ 187، والكامل في التاريخ 2/ 68 و 131، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 249، وتهذيب الكمال 2/ 608، والزيادات للهواري 77، ووفيات الأعيان 3/ 9، جامع التحصيل 213، وغاية النهاية 1/ 294، وطبقات الحفاظ للسيوطي 19، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 110، المشتبه 1/ 337، ورجال البخاري 1/ 274، 275، ورجال مسلم 1/ 228، 229، وصفة الصفوة 3/ 31.(3/349)
قتل أبوه يوم بدر كافرا. وحكى الزبير أنه كان إليه أمر الأزلام في الجاهليّة، فذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما، وأورده مالك في الموطأ عن ابن شهاب قالوا: إنه هرب يوم فتح مكّة، وأسلمت امرأته وهي ناجية بنت الوليد بن المغيرة، قال: فأحضر له ابن عمه عمير بن وهب أمانا من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فحضر. وحضر وقعة حنين قبل أن يسلم ثم أسلم. ورد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم امرأته بعد أربعة أشهر. رواه ابن إسحاق. [عن الزهري] «1» .
وكان استعار النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم منه سلاحه لما خرج إلى حنين، وهو القائل يوم، حنين: لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن، وأعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قال الزبير: أعطاه من الغنائم فأكثر فقال: أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبيّ، فأسلم.
وروى له مسلم والتّرمذيّ من طريق سعيد بن المسيّب، عن صفوان بن أمية، قال:
واللَّه لقد أعطاني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وإنه لأبغض النّاس إليّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحبّ النّاس إليّ.
وأخرج التّرمذيّ من طريق معروف بن خرّبوذ، قال: كان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شرف الجاهليّة، ووصله لهم الإسلام من عشر بطون.
ونزل صفوان على العبّاس بالمدينة، ثم أذن له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الرجوع إلى مكّة، فأقام بها حتى مات بها مقتل عثمان. وقيل: دفن «2» مسير الناس إلى الجمل. وقيل: عاش إلى أول خلافة معاوية، قال المدائني: سنة إحدى. وقال خليفة: سنة اثنتين وأربعين.
قال الزّبير: جاء نعي عثمان حين سوّي على صفوان، حدّثني بذلك محمد بن سلام،
__________
(1) سقط في ط.
(2) في أوقت.(3/350)
عن أبان بن عثمان. وقال ابن سعد: لم يبلغنا أنه غزا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولا بعده، وكان أحد المطعمين في الجاهليّة والفصحاء.
روى عنه أولاده: عبد اللَّه، وعبد الرّحمن، وأميّة، وابن ابنه صفوان بن عبد اللَّه، وابن أخيه حميد بن حجير، وعبد اللَّه بن الحارث، وسعيد بن المسيّب، وعامر بن مالك، وعطاء، وطاوس، وعكرمة، وطارق بن المرقّع، ويقال: إنه شهد اليرموك.
حكى سيف أنه كان حينئذ أميرا على كردوس.
وقال الزّبير: حدّثني عمّي وغيره من قريش، قالوا: وفد عبد اللَّه بن صفوان على معاوية هو وأخوه عبد الرّحمن الأكبر، وكان معاوية خال عبد الرّحمن، فقدم معاوية عبد اللَّه على عبد الرّحمن، فعاتبته أخته أم حبيبة «1» في تأخير ابن أختها، فأذن لابنها، فدخل عليه، فقال له: «سل حوائجك» ، فذكر دينا وعيالا، فأعطاه وقضى حوائجه، ثم أذن لعبد اللَّه فقال: «سل حوائجك» . قال: تخرج العطاء، وتفرض للمنقطعين، وترفد الأرامل والقواعد، وتتفقد «2» أحلافك الأحابيش. قال: أفعل كلّ ما قلت، فهلم حوائجك. قال:
وأي حاجة لي غير هذا؟ أنا أغنى قريش. ثم انصرف. فقال معاوية لأخته: كيف رأيت؟.
ثم كان عبد اللَّه بن صفوان مع ابن الزبير يؤيّده ويشيد أمره، وصبر معه في الحصار حتى قتلا في يوم واحد.
وذكر الزّبير أنّ معاوية حجّ عاما فتلقاه عبد اللَّه بن صفوان على بعير فسايره، فأنكر ذلك أهل الشّام، فلما دخل مكّة إذا الجبل أبيض من غنم كانت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، هذه ألفا شاة أجزرتها، فقال أهل الشّام: ما رأينا أسخى من هذا الأعرابيّ أي عم أمير المؤمنين.
قال: وقدم رجل على معاوية من مكّة فقال: من يطعم الناس اليوم بمكّة؟ قال: عبد اللَّه بن صفوان. قال: تلك نار قديمة.
[مات قبل عثمان. وقيل عاش إلى زمن عليّ] «3» .
4094- صفوان بن أهيب:
في ابن وهب.
4095
- صفوان «4» بن بيضاء:
هو صفوان بن سهل «5» ، أو ابن وهب.
__________
(1) في أحبيب.
(2) في أوفيه.
(3) سقط في أ.
(4) الاستيعاب ت 1221.
(5) في أأكهل.(3/351)
4096
- صفوان «1» بن صفوان:
بن أسيد التميميّ. قال سيف في أوائل «2» «الرّدة» :
وكان عامل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على بني عمرو صفوان «3» واستدركه الأشيري «4» ولم ينسبه. وقال الطبري: لما مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قدم صفوان بن صفوان بصدقته على أبي بكر. وروى سيف في الرّدة أيضا بإسناد له إلى ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث صلصل بن شرحبيل إلى صفوان بن صفوان التميميّ، وإلى وكيع بن عدس الدّاريّ، وإلى غيرهم، يحضّهم على قتال أهل الرّدة.
وروى ابن قانع من طريق شعيث بن مطير، عن أبيه، عن صفوان بن صفوان بن أسيد، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «إنّ اللَّه إذا جعل لقوم عمادا أعانهم بالنّصرة» «5» .
فعلى هذا فهو ولد صفوان بن أسيد المتقدم.
4097- صفوان بن عبد اللَّه الخزاعيّ «6» :
روى عبد العزيز بن أبّان، عن حمّاد، عن أبي سنان، عن عبد اللَّه بن أوس، قال:
أوصى صفوان بن عبد اللَّه- وله صحبة- قال: إذا متّ فشقّوا ما يلي الأرض من أكفاني، وأهيلوا عليّ التّراب. وأخرجه ابن مندة.
4098- صفوان بن عبد الرّحمن «7» :
أو عبد الرّحمن بن صفوان- على الشّك. يأتي في عبد الرّحمن.
4099- صفوان بن عبيد «8» :
قال ابن حبّان: له صحبة.
روى الباورديّ من طريق الوليد بن عقبة: حدّثني حذيفة بن أبي حذيفة، عن صفوان
__________
(1) أسد الغابة ت 2512.
(2) في أقتال أهل الردة.
(3) في أصفوان بن صفوان.
(4) في أالأستري.
(5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1134، 11256.
(6) أسد الغابة ت 2513، طبقات ابن سعد 5/ 274، والتاريخ الكبير 4/ 305، وتاريخ الثقات للعجلي 228، والمعرفة والتاريخ 1/ 337 و 375، والجرح والتعديل 4/ 421، تاريخ الإسلام 3/ 89.
(7) الثقات 3/ 192، تجريد أسماء الصحابة 1/ 266- الوافي بالوفيات 16/ 316- العقد الثمين 5/ 24، تقريب التهذيب 1/ 68- تهذيب التهذيب 4/ 407، 428- تهذيب الكمال 2/ 610- الكاشف 2/ 29، خلاصة تذهيب الكمال 1/ 470- الجمع بين رجال الصحيحين 831- تراجم الأحبار 2/ 206، 217، إسعاف المبطإ 195- مشاهير علماء الأمصار 608- معرفة الثقات 763، تاريخ الثقات 763- دائرة معارف الأعلمي 2/ 203، أسد الغابة ت 2516، الاستيعاب ت 1222.
(8) الثقات 3/ 193.(3/352)
ابن عبيد، قال: دخلت على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. فتوضّأ ومسح على خفّيه في السّفر والحضر «1» .
وقيل: إنه صفوان بن عسّال، فصحّف.
4100- صفوان بن عسّال «2» :
بمهملتين مثقّل، المرادي، من بني زاهر «3» بن عامر بن عوثبان بن مراد. قال أبو عبيد: عداده في بني حمد. له صحبة.
وقال البغويّ: سكن الكوفة. وقال ابن أبي حاتم: كوفيّ له صحبة مشهور.
روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث. روى عنه زرّ بن حبيش، وعبد اللَّه بن سلمة، وغيرهما.
وذكر أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة. أخرجه البغويّ من طريق عاصم، عن زرّ، عنه.
وقال ابن السّكن: حديث صفوان بن عسّال في المسح على الخفّين وفضل العلم والتّوبة مشهور من رواية عاصم عن زرّ عنه، رواه أكثر من ثلاثين من الأئمة عن عاصم.
ورواه عن زرّ أيضا عدة أنفس.
4101- صفوان بن أبي العلاء:
جرى ذكره في حديث ذكره ابن أبي حاتم من رواية ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن صفوان بن أبي العلاء: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يجتمع غبار في سبيل اللَّه ودخان جهنّم في منخري رجل مسلم» «4» .
قال ابن أبي حاتم: هذا من تخليط ابن لهيعة. والصّواب ما رواه غيره عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة.
قلت: ذكرته هنا للاحتمال.
4102
- صفوان «5» بن عمرو السّلمي:
يقال الأسلميّ. كذا قال أبو عمر فوهم الاصإبة/ ج 3/ م 23
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 259، وقال رواه أحمد وفيه رجل لم يسم.
(2) أسد الغابة ت 2517، الاستيعاب ت 1223، الثقات 3/ 191، تجريد أسماء الصحابة 1/ 266- الكاشف 2/ 30- خلاصة تذهيب 1/ 470، تهذيب التهذيب 4/ 428- تهذيب الكمال 2/ 610- التاريخ الكبير 4/ 304- تقريب التهذيب 1/ 368، بقي بن مخلد 129- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1845- الوافي بالوفيات 16/ 317، تلقيح فهوم أهل الأثر 367- الطبقات 74، 134- الأنساب 3/ 332- المعرفة والتاريخ 3/ 400، الطبقات الكبرى 1/ 451، 6/ 207- دائرة معارف الأعلمي 20/ 203.
(3) في أ: من بني أزهر.
(4) أخرجه الترمذي (1633) (2311) والنسائي 6/ 13، وابن ماجة (2774) وأحمد 2/ 256 والحاكم 2/ 72، وابن حبان ذكره الهيثمي في (الموارد 1599) والبيهقي 9/ 161.
(5) أسد الغابة ت 2518، الاستيعاب ت 1224.(3/353)
والصّواب الأسديّ. وجزم أبو عمر مرة أنه سلميّ حالف بني أسد، فهذا أشبه.
وقد أزال البلاذريّ الإشكال، فنقل عن ابن الكلبي أنه من بني حجر بن عمرو بن عباد بن يشكر بن غدوان، وأنهم حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد، قال: وكان الواقديّ يقول: إنهم سلميون. قال البلاذريّ: والأول أثبت.
قال إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق في «المغازي» : تتابع المهاجرون إلى المدينة إرسالا، وادّعت بنو غنم بن دودان هجرة نسائهم ورجالهم، منهم صفوان بن عمرو، وشهد صفوان أحدا ولم يشهد بدرا، وشهدها إخوته: ثقف، ومالك، ومدلاج. كذا قال ابن إسحاق، وقال ابن الكلبيّ: شهد الأربعة بدرا.
4103 ز- صفوان:
بن غزوان الطائيّ.
روى العقيليّ في «الضّعفاء» في ترجمة الغار بن جبلة، من طريق إسماعيل بن عبّاس، عن الغار بن جبلة، عن صفوان بن غزوان الطّائيّ- أنّ رجلا كان نائما مع امرأته، فقامت فأخذت سكينا وجلست على صدره ووضعت السكين على حلقه، وقالت له: طلّقني وإلا ذبحتك. فطلّقها ثلاثا. فذكرت ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «لا قيلولة في الطّلاق» «1» .
وأخرجه من طريق محمد بن جبير، عن الغار بن جبلة، عن صفوان الأصمّ- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن امرأتي وضعت السّكين على بطني، قال ... فذكر نحوه.
[ونقل] «2» عن البخاريّ أن الغار بن جبلة حديثه منكر.
4104 ز- صفوان بن قتادة:
يأتي خبره في ترجمة ولده عبد الرّحمن بن صفوان.
4105- صفوان «3» :
بن قدامة التميميّ المزنيّ، من بني امرئ القيس بن زيد مناة ابن تميم.
قال ابن السّكن: يقال له صحبة. حديثه في البصريّين.
وروى الطّبرانيّ عن موسى بن هارون، عن موسى بن ميمون بن موسى المزني، عن
__________
(1) أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 159. والعقيلي في الضعفاء 2/ 211، 3/ 442. والزيلعي في نصب الراية 3/ 222، عن صفوان بن غزوان الطائي، وأخرجه ابن حزم في المحلى في الطلاق 10/ 203. وفي لسان الميزان 4/ 412 قال ابن عدي ليس له إلا هذا الحديث. الواحد أ، هـ.
(2) في أ: وقال أبو يعلى عن البخاري.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 267، عنوان النجابة 106- التحفة اللطيفة 2/ 241- الوافي بالوفيات 16/ 315. التمييز والفصل 2/ 586. أسد الغابة ت 252، الاستيعاب ت 1225.(3/354)
أبيه ميمون، عن أبيه موسى، عن جدّه عبد الرّحمن بن صفوان بن قدامة، قال: هاجر أبي صفوان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فبايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على الإسلام، وقال له: إني أحبّك. قال: «المرء مع من أحبّ» «1» .
ورواه ابن مندة مطوّلا، وفيه: وكان معه ابناه: عبد الرّحمن، وعبد اللَّه، وكان اسمهما عبد العزّى، وعبد تميم، وغيّرهما النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال: وفي ذلك يقول ابن أخيه نصر بن نصر بن قدامة:
نحمّل صفوان فأصبح غاديا ... بأبنائه عمدا وخلّى المواليا «2»
فيا ليتني يوم الحنين اتّبعتهم ... قضى اللَّه في الأشياء ما كان قاضيا
[الطويل] وأجابه صفوان:
من مبلغ نصرا رسالة عاتب ... بأنّك بالتّقصير أصبحت راضيا
[الطويل] فأقام صفوان بالمدينة حتى مات، فرثاه ابنه عبد الرحمن بأبيات منها:
وأنا ابن صفوان الّذي سبقت له ... عند النّبيّ سوابق الإسلام
[الكامل] ثم إنّ عمر بعث عبد الرّحمن بن صفوان مددا إلى المثنى بن حارثة بالعراق. وروى أبو عوانة في صحيحه المرفوع منه فقط من طريق مهدي بن موسى بن عبد الرّحمن: حدّثني أبي، عن أبيه، عن صفوان بن قدامة. قال ابن السّكن: لا يروى حديثه إلا بهذا الإسناد.
4106- صفوان:
بن مالك بن صفوان بن البدن بن الحلاحل التميميّ»
الأسديّ.
له صحبة. وكان من خيار المهاجرين، قاله ابن الكلبيّ واستدركه ابن الأثير.
4107- صفوان:
بن مخرمة القرشيّ الزهريّ «4» .
__________
(1) أخرجه البخاري 10/ 557 (6169) ومسلم 4/ 2034 (165- 2640) .
(2) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ت 2520.
(3) أسد الغابة ت 2521.
(4) الثقات 3/ 191- تجريد أسماء الصحابة 1/ 267- التاريخ الكبير 4/ 305، الجرح والتعديل 4/ 1847- العقد الثمين 5/ 43- الوافي بالوفيات 21/ 315، بقي بن مخلد 713- ذيل الكاشف 673. أسد الغابة ت 2523، الاستيعاب ت 1227.(3/355)
قال أبو حاتم والبخاريّ وابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن المدينة. وروى أحمد من طريق بشير بن سلمان، عن القاسم بن صفوان، عن أبيه صفوان بن أمية.
وفي رواية الحاكم: سمعت القاسم بن صفوان عن أبيه، وكانت له صحبة، أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أبردوا بصلاة الظّهر «1» ، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم» «2» .
وقال ابن السّكن: يقال إنه أخو المسور بن مخرمة، ولم يرو عنه غير ابنه القاسم.
وقال أبو حاتم: لا يعرف النّاس القاسم بن صفوان إلا في هذا الحديث.
قلت: ولم ينسب صفوان في هذا الحديث، فغاير بعضهم بينه وبين أخي المسور، لكن قد جزم الجعابيّ بأنّ صفوان بن مخرمة بن نوفل روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم..
وقال الطّبريّ في ترجمة مخرمة بن نوفل: وكان له من الولد صفوان، وبه كان يكنى، والمسور، والصّلت، وهو أكبرهم، وأمّهم عاتكة بنت عوف أخت عبد الرّحمن.
4108- صفوان بن محمد «3» :
أو محمد بن صفوان. هكذا جاء حديثه على الشّك في بعض الطّرق. وسيأتي بيانه في محمد إن شاء اللَّه تعالى.
4109- صفوان بن المعطّل:
بن ربيعة «4» ، بالتّصغير، ابن خزاعيّ بلفظ النّسب، ابن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان السّلمي ثم الذّكوانيّ. هكذا نسبه أبو عمر، لكن عند ابن الكلبي رحضة بدل ربيعة، وزاد بينه وبين خزاعيّ المؤمل.
قال البغويّ: سكن المدينة، وشهد صفوان الخندق والمشاهد في قول الواقديّ، ويقال: أول مشاهدة المريسيع جرى ذكرها في حديث الإفك المشهور في الصّحيحين
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 251 عن القاسم بن صفوان الزهري. يذكر عن أبيه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال ابردوا بصلاة الظهر فإن شده الحر من فيح جهنم. والنسائي 1/ 249 كتاب المواقيت باب 5 الإبراد بالظهر إذا اشتد الحر 501. والبخاري 1/ 142، وابن ماجة حديث رقم 679، 681. وأحمد في المسند 2/ 377، 4/ 262- والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 437 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 331.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 142، وأحمد في المسند 2/ 349 394، 3/ 35.
(3) أسد الغابة ت 2522، الاستيعاب ت 1226، تجريد أسماء الصحابة 1/ 267- الطبقات الكبرى 6/ 61.
(4) أسد الغابة ت 2524، الاستيعاب ت 1228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 267- التحفة اللطيفة 2/ 241- التاريخ الصغير 1/ 43- التاريخ الكبير 4/ 305- الجرح والتعديل 4/ 1844- الوافي بالوفيات 16/ 3200- الأعلام 3/ 206- تاريخ الإسلام 3/ 110- الأعلام 3/ 296، ذيل الكاشف 674.(3/356)
وغيرهما، وفيه
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما علمت عليه إلّا خيرا» «1» .
وقصته مع حسّان مشهورة أيضا، ذكرها يونس بن بكير في زيادات المغازي موصولة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: وقعد صفوان بن المعطل لحسان فضربه بالسيف قائلا:
تلقّ ذباب السّيف منّي فإنني ... غلام إذا هو جيت لست بشاعر «2»
[الطويل] فجاء حسّان إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فاستعداه على صفوان، فاستوهبه الضربة فوهبها له.
وذكره موسى بن عقبة في «المغازي» ، عن الزّهري نحوه. وزاد
أنّ سعد بن عبادة كفن «3» صفوان حلّة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «كساه اللَّه من حلل الجنّة» «4» .
قال البغويّ عن الواقديّ: يكنى أبا عمرو. وله ذكر في حديث آخر أخرجه ابن حبّان وابن شاهين من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: سأل صفوان بن المعطّل عن ساعات الليل والنهار، هل فيها شيء يكره فيه الصّلاة؟ فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «نعم ... »
الحديث.
ووقع عند أبي يعلى، وعبد اللَّه بن أحمد، عن سعيد المقبري عن صفوان، والأول أصحّ..
قال ابن إسحاق: قتل صفوان في خلافة عمر في غزاة أرمينية شهيدا سنة تسع عشرة.
وقد روى ذلك البخاريّ في تاريخه، وثبت في الصّحيح عن عائشة أنه قتل في سبيل اللَّه.
وروى أبو داود من طريق أبي صالح عن أبي سعيد، قال: جاءت امرأة صفوان إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه، إن زوجي صفوان يضربني ... الحديث. وإسناده صحيح، ولكن يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإفك: إنّ صفوان قال: واللَّه ما كشفت كنف أنثى قطّ.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 366- 367، عن سعد مولى أبي بكر قال شكا رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صفوان ابن المعطل وكان يقول هذا الشعر فقال صفوان هجاني فقال دعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح قلت: وثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ما علمت عليه إلا خيرا.
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2524) ، الاستيعاب ت (1228) .
(3) في أكسا.
(4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 6/ 444.(3/357)
وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري، ومال إلى تضعيف الحديث أبو سعيد بذلك، ويمكن أن يجاب بأنه تزوّج بعد ذلك.
روى البغويّ وأبو يعلى من حديث الحسن، عن سعيد مولى أبي بكر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «دعوا صفوان بن المعطّل، فإنّه طيّب القلب خبيث اللّسان ... » «1» الحديث.
وفيه قصّة طويلة.
ووقع له حديث في ابن السّكن والمعجم الكبير وزيادات عبد اللَّه بن أحمد من طريق أبي بكر بن عبد الرّحمن عنه، إلا أن في الإسناد عبد اللَّه بن جعفر بن المديني.
وقال الواقديّ: كان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين، ويقال: إن له دارا بالبصرة، ويقال: عاش إلى خلافة معاوية، فغزا الرّوم، فاندّقت ساقه، ثم نزل يطاعن حتى مات.
وقال ابن السّكن مثله، لكن قال في خلافة عمر. وذكر عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح بسند له أنّ صفوان بن المعطّل حمل على رومي فطعنه فصرعه، فصاحت امرأته، فقال:
ولقد شهدت الخيل يسطع نقعها ... ما بين داريّا «2» دمشق إلى نوى
وطعنت ذا حلي فصاحت عرسه ... يا ابن المعطّل ما تريد بما أرى
[الكامل] وكان ذلك سنة ثمان وخمسين. وقال ابن إسحاق: سنة تسع عشرة. وقيل سنة ستين بسميساط «3» . وبه جزم الطّبري. وسيأتي عنه حديث في ترجمة عمرو بن جابر الجنّي.
4110- صفوان بن وهب «4» :
ويقال أهيب، ويقال ابن سهل بن ربيعة بن عمرو بن
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 47. أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 366، وقال رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ما علمت عليه إلا خيرا.
(2) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس. انظر معجم البلدان 2/ 491.
(3) سميساط: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثنّاة من تحت ساكنة، وسين أخرى ثم بعد الألف طاء مهملة: مدينة على شاطئ الفرات في طرف الروم على غربي الفرات ولها قلعة من شقّ منها يسكنها الأرمن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 741.
(4) طبقات ابن سعد 3/ 1/ 302، التاريخ الكبير 4/ 103، التاريخ الصغير 1/ 25، الجرح والتعديل 4/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 239، شذرات الذهب 1/ 13. أسد الغابة ت 2525.(3/358)
عامر بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشيّ الفهريّ. وهو ابن بيضاء، أخو سهل وسهيل، وهي أمّهم، ويكنى أبا عمرو.
قيل: إنه الأخ المذكور في حديث عائشة: ما صلّى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا في المسجد، اتفقوا على أنه شهد بدرا.
وروى ابن إسحاق أنه استشهد ببدر. وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن سعد وابن أبي حاتم. رواه عن أبيه، قتله طعيمة بن عديّ.
وجزم ابن حبّان «1» بأنه مات سنة ثلاثين، وقيل سنة ثمان وثلاثين، وبه «2» جزم الحاكم أبو أحمد تبعا للواقديّ.
وقال مصعب الزّبيريّ: رجع إلى مكّة بعد بدر، فأقام بها ثم هاجر. وقيل: أقام إلى عام الفتح. وقيل: مات في طاعون عمواس.
وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، وفي السّرية التي خرجت مع عبد اللَّه بن جحش.
وذكره ابن مندة، من طريق عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس مطوّلا، وفيهم نزل: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ... [البقرة: 217] الآية.
4111- صفوان بن اليمان «3» :
أخو حذيفة. قال أبو عمر: شهد أحدا مع أبيه وأخيه.
4112- صفوان:
أو ابن «4» صفوان، غير منسوب.
روى التّرمذيّ، من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير «5» ، عن جابر أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: الم تَنْزِيلُ السّجدة، وتَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ «6» .
ثم أخرج من طريق زهير قال: قلت لأبي الزبير: أحدّثك جابر؟ فذكره، فقال: ليس جابر حدّثني، ولكن حدّثنيه صفوان أو ابن صفوان، وهكذا أخرجه البغويّ، وسعيد بن يعقوب القرشيّ، من طريق زهير. وقال: ما روى عنه غير أبي الزّبير حديثا واحدا، ويقول «7» : إنه حكى قال
__________
(1) في أ: ابن حاتم.
(2) في أ: قد جزم.
(3) أسد الغابة ت 2526، الاستيعاب ت 1229.
(4) أسد الغابة ت 2527، الاستيعاب ت 1230.
(5) في أ: عن ابن الزبير.
(6) أخرجه الترمذي (2892، 3404) وأحمد 3/ 340، والحاكم 2/ 412، وابن أبي شيبة 10/ 424، وابن السني (669) .
(7) في أ: ويقال.(3/359)
أبو موسى: قد روى أبو الزّبير [عن صفوان بن عبد اللَّه، عن أم الدّرداء حديثا غير هذا، فما أدري أهو هذا أم غيره؟
وأورد أبو موسى] «1» في هذه الترجمة ما أخرجه أبو نعيم والطّبراني من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، عن سماك: سمعت صفوان أو ابن صفوان، بعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رجل سراويل ... الحديث. قال أبو موسى: [ورواه ابن مهدي عن شعبة، فقال:
عن سماك: سمعت أبو صفوان مالك بن عميرة، وكأنه أصح.
قلت: هذا الثّاني هو المحفوظ عن شعبة، كذا هو في السّنن، والأول شاذّ] «2» ، وقد خولف فيه شعبة أيضا، عن سماك، كما سيأتي بيانه في ترجمة مالك بن عميرة في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى وهذا غير شيخ أبي الزّبير قطعا، فلا معنى لخلطه به، والأقرب أن يكون هو صفوان بن عبد اللَّه الرّاوي عن أم الدّرداء، وهو تابعيّ، وإنما ذكرته هنا للاحتمال، وأما شيخ سماك فسأذكره في الرّابع.
الصاد بعدها اللام
4113- الصّلت بن مخرمة:
بن المطّلب بن عبد مناف المطلبي «3» ، أبو قيس.
ذكره ابن إسحاق فيمن أطعمه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من خيبر.
4114- الصّلت بن مخرمة:
بن نوفل الزّهري، أخو المسور. تقدّم قريبا مع أخيه صفوان.
4115- الصّلت بن معديكرب:
بن معاوية الكنديّ، والد كثير بن الصّلت.
وروى ابن مندة من طريق الصّلت بن زبيد بن الصلت المديني، عن أبيه، عن جدّه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله على الخرص ... الحديث.
وزبيد بالزاي والتحتانية مصغّر.
ورويناه في «الثقفيّات» من الوجه الّذي أخرجه منه ابن مندة، وقد ذكره ابن سعد أن عمومة كثير بن الصّلت وفدوا على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأسلموا، ثم رجعوا إلى بلادهم، فارتدّوا فقتلوا يوم البجير، ثم هاجر كثير وزبيد وعبد الرّحمن بنو الصّلت إلى المدينة فسكنوها.
4116 ز- الصّلت بن النّعمان:
بن عمرو بن عرفجة بن العامل «4» بن امرئ القيس.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2530.
(4) في أالصائل.(3/360)
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وفد هو وأبوه وعماه على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وكذا ذكره الطّبري، وزاد أنه كان في ألفين وخمسمائة من العطاء في عهد عمر.
4117 ز- الصّلت الجهنيّ:
جد غنم. ينظر في الرّابع.
4118- الصلصال بن الدّلهمس «1» :
بن جندلة بن المحتجب بن الأغر بن الغضنفر «2» بن تميم بن ربيعة بن نزار، أبو الغضنفر.
قال ابن حبّان: له صحبة، حديثه عند ابن الضوء «3» .
وقال المرزبانيّ: يقال إنه أنشد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم شعرا.
وذكر ابن الجوزيّ أن الصّلصال قدم مع بني تميم، وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أوصاهم بشيء، فقال قيس بن عاصم: وددت لو كان هذا الكلام شعرا نعلّمه أولادنا، فقال الصلصال: أنا أنظمه يا رسول اللَّه، فأنشده أبياتا. وأوردها ابن دريد في أماليه عن أبي حاتم السّجستاني، عن العتبي، عن أبيه، قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم، فدخلت عليه، وعنده الصلصال بن الدّلهمس، فقال قيس: يا رسول اللَّه، عظنا عظة ننتفع بها، فوعظهم موعظة حسنة، فقال قيس: أحب أن يكون هذا الكلام أبياتا من الشّعر نفتخر به على من يلينا وندّخرها، فأمر من يأتيه بحسّان، فقال الصّلصال: يا رسول اللَّه قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس، فقال: هاتها، فقال:
تجنّب خليطا من مقالك إنّما ... قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولا بدّ بعد الموت من أن تعده ... ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
وإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن ... بغير الّذي يرضى به اللَّه تشغل
ولن يصحب الإنسان من قبل موته ... ومن بعده إلّا الّذي كان يعمل
ألا إنّما الإنسان ضيف لأهله ... يقيم قليلا بينهم ثمّ يرحل
[الطويل]
وروى ابن مندة من طريق محمد بن الضّوء بن الصّلصال، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «لا تزال أمّتي على الفطرة ما لم يؤخّروا صلاة المغرب إلى اشتباك النّجوم» .
قال: وهذا غريب.
__________
(1) أسد الغابة ت 2531، الاستيعاب ت 1247، الثقات 3/ 196، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268.
(2) في أالعضنفة.
(3) في أعند أبيه، وفي ب، ج: عن ابنه، والمثبت في أسد الغابة: روى عن علي بن سعيد، ومحمد بن الضوء.(3/361)
وعنده بهذا الإسناد أحاديث أخر. قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج بمحمد بن الضوء، وكذبه الجوذقاني والخطيب.
4119- صلصل بن شرحبيل «1» :
تقدم ذكره في ترجمة صفوان بن صفوان.
قال أبو عمر: لا أقف على نسبه، ولا أعرف له رواية.
4120- صلة بن الحارث:
الغفاريّ «2» .
قال البخاريّ وابن حبّان وابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن مصر.
وقال ابن السّكن: حديثه عند المصريين بإسناد جيد. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر.
وروى البخاريّ والبغويّ ومحمّد بن الرّبيع الجيزيّ، وابن السّكن، والطّبريّ، من طريق سعيد بن عبد الرحمن الغفاريّ- أنّ سليم بن عتر كان يقصّ وهو قائم، فقال له صلة ابن الحارث الغفاريّ، وهو من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: واللَّه ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا. قال ابن السّكن: ما له غيره.
وقال محمّد بن الرّبيع المصريّ: عنه حديث واحد: وفي رواية لمحمد بن الربيع:
بينما سليم بن عتر يقصّ على الناس إذ قال شيخ من بني غفار له صحبة ... فذكره بلفظ حتى قام هذا أو نحوه.
وقال ابن السّكن: ليس لصلة غير هذا الحديث.
الصاد بعدها النون
4121- الصّنابح بن الأعسر «3» :
العجليّ «4» الأحمسيّ.
حديثه عند قيس بن أبي حازم عنه. وهو عند أحمد وابن ماجة والبغوي»
من رواية
__________
(1) أسد الغابة ت 2532، الاستيعاب ت 1248.
(2) الثقات 3/ 194، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268- حسن المحاضرة 1/ 210- التاريخ الكبير 4/ 321، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، أسد الغابة ت 2534، الاستيعاب ت 1249.
(3) أسد الغابة ت 2535، الاستيعاب ت 1250- تجريد أسماء الصحابة 1/ 268، الكاشف 2/ 32- خلاصة تذهيب 1/ 474- تهذيب التهذيب 4/ 438- تهذيب الكمال 2/ 613، التاريخ الصغير 1/ 167- التاريخ الكبير 4/ 327- تقريب التهذيب 1/ 370- الطبقات 118/ 139، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 2005- الطبقات الكبرى 6/ 63- بقي بن مخلد 135- الإكمال 5/ 199.
(4) في أالبجلي.
(5) في أابن ماجة والمنصور من رواية.(3/362)
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس ووقع في رواية ابن المبارك ووكيع عن إسماعيل:
الصّنابحي- بزيادة ياء، وقال الجمهور من أصحاب إسماعيل بغير ياء، وهو الصّواب، ونصّ ابن المديني والبخاريّ ويعقوب بن شيبة وغير واحد على ذلك.
وقال أبو عمر، روى عن الصّنابح هذا قيس بن أبي حازم وحده، وليس هو الصّنابحي الّذي روى عن أبي بكر الصّدّيق، وهو منسوب إلى قبيلة من اليمن، وهذا اسم لا نسب، وذاك تابعيّ، وهذا صحابيّ، وذاك شاميّ، وهذا كوفيّ.
وقال ابن البرقيّ: جاء عن الصّنابح بن الأعسر حديثان.
قلت: ذكرهما التّرمذيّ في «العلل» عن البخاري وأعلّ الثاني بمجالد، وأخرجهما الطّبرانيّ، وزاد ثالثا من رواية الحارث بن وهب عنه، لكن جزم يعقوب بن شيبة بأنّ الحارث بن وهب إنما روى عن الصّنابحي التابعيّ.
قلت: إلا أنه وقع عند الطّبرانيّ عن الحارث بن وهب عن الصّنابح بغير ياء، فهذا سبب الوهم، نعم أخرجه البغويّ من طريق الحارث بن وهب، فقال الصّنابحيّ، فتبين من هذا أن كلا منهما قيل فيه صنابح وصنابحي، لكن الصّواب في ابن الأعسر أنه صنابح بغير ياء وفي الآخر بإثبات الياء، ويظهر الفرق بينهما بالرّواية «1» عنهما، فحيث جاءت الرّواية عن قيس بن أبي حازم عنه فهو ابن الأعسر، وهو الصّحابي، وحديثه موصول، وحيث جاءت الرّواية عن غير قيس «2» عنه فهو الصّنابحي، وهو التّابعي، وحديثه مرسل.
واختلف في اسم أبيه، فالمشهور أنه عبد الرّحمن بن عسيلة، وقيل عبد اللَّه. وقيل:
بل عبد اللَّه الصّنابحي الّذي روى عنه عطاء بن يسار آخر صحابيّ، وهو غير عبد الرّحمن بن عسيلة الصنابحي المشهور. وسأوضّح ذلك في العبادلة إن شاء اللَّه تعالى.
الصاد بعدها الهاء
4122- صهبان بن عثمان «3» :
أبو طلاسة الحرسي، بفتح المهملتين.
روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن عبد الكبير، عن أبيه: سمعت أبي صهبان أبا طلّاسة، قال: قدم علينا عبد الجبّار بن الحارث بعد مبايعة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم رجع فغزا معه غزاة فقتل بين يدي النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
(1) في أبالرواة.
(2) في أعن قيس بن أبي حازم.
(3) أسد الغابة ت 2537، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268.(3/363)
قلت: ذكر ابن حبّان في «التّابعين» صهبان بن عبد الجبّار اللّخميّ يكنى أبا طلّاسة، روى عن عمرو، روى عنه أهل فلسطين، فكأنه هو.
4123- صهبان بن شمر:
بن عمرو الحنفيّ اليماميّ.
ذكره وثيمة في الرّدّة، واستدركه ابن فتحون، وذكر له قصّة مع بني حنيفة لما ارتدّوا مع مسيلمة، وفيها أنه كتب إلى بكر الصدّيق يقول له: إن الناس قبلنا ثلاثة أصناف: كافر مفتون، ومؤمن مغبون، وشاك مغموم، وكتب في الكتاب:
إنّي بريء إلى الصّدّيق معتذر ... ممّا مسيلمة الكذّاب ينتحل
[البسيط] قال: ففرح المسلمون بكتابه. قال: وفيه يقول شاعر المسلمين:
لنعم المرء صهبان بن شمر ... له في قومه حسب ودين
[الوافر]
4124- صهيب بن سنان «1» :
بن مالك. ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل. ويقال:
طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمريّ، أبو يحيى.
وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم، وهو الرّوميّ. قيل له ذلك لأن الرّوم سبوه صغيرا.
قال ابن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلّة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكّة فاشتراه عبد اللَّه بن جدعان التميميّ فأعتقه. ويقال: بل هرب من الرّوم فقدم مكّة، فحالف ابن جدعان.
[وروى ابن سعد أنه أسلم هو وعمّار، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في دار الأرقم] «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت 1538، الاستيعاب ت 1231، طبقات ابن سعد 3/ 226، طبقات خليفة 19، 62، التاريخ الكبير 4/ 315، الجرح والتعديل 4/ 444، معجم الطبراني 8/ 33، 53، المستدرك 3/ 397- 402، ابن عساكر 8/ 186، تهذيب الكمال 613، تاريخ الإسلام 2/ 185، 186، العبر 1/ 144، مجمع الزوائد 9/ 305، تهذيب التهذيب 4/ 438 439، خلاصة تذهيب الكمال 175- كنز العمال 13/ 437، شذرات الذهب 1/ 47.
(2) سقط في أ.(3/364)
ونقل الوزير أبو القاسم المغربيّ أنه كان اسمه عميرة فسمّاه الرّوم صهيبا، قال: وكانت أخته أميمة تنشده في المواسم، وكذلك عماه: لبيد، وزحر، ابنا مالك.
وزعم عمارة بن وثيمة أن اسمه عبد الملك.
ونقل البغويّ أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة، وكان كثير شعر الرأس يخضب بالحناء، وكان من المستضعفين ممن يعذّب في اللَّه، وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السّنة فقدما في نصف ربيع الأول وشهد بدرا والمشاهد بعدها.
وروى ابن عديّ من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن آبائه عن صهيب، قال: صحبت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يبعث، ويقال: إنه لما هاجر تبعه نفر من المشركين، فسئل، فقال: يا معشر قريش، إني من أرماكم ولا تصلون إليّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا فعاهدهم ودلّهم فرجعوا فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «ربح البيع» ، فأنزل اللَّه عزّ وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة: 207] .
وروى ذلك ابن سعد وابن أبي خيثمة من طريق حمّاد، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيّب في سبب نزول الآية.
ورواه ابن سعد أيضا من وجه آخر عن أبي عثمان النهديّ، ورواه الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وله طريق أخرى.
وروى ابن عديّ من حديث أنس، والطبراني من حديث أم هانئ، ومن حديث أبي أمامة عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «السّبّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الرّوم، وبلال سابق الحبشة، وسليمان سابق الفرس» .
وروى ابن عيينة في تفسيره، وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكره فيهم.
وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم، قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب وأبو فائد، «1» وعامر بن فهيرة وقوم، وفيهم نزلت هذه الآية: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا [النحل: الآية 110] .
وروى البغويّ من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه: خرجت مع عمر حتى دخلت على
__________
(1) في أفكيهة.(3/365)
صهيب بالعالية، فلما رآه صهيب، قال: يا ناس. فقال عمر: ما له يدعو الناس! قلت: إنما يدعو غلامه يحنس. فقال له: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال:
أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي، وتبذر مالك، قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حق، وأما كنيتي فكنّانيها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأما انتمائي إلى العرب فإنّ الرّوم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم.
ولما مات عمر أوصى أن يصلّي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام. رواه البخاري في تاريخه.
وروى الحميديّ والطبرانيّ من حديث صهيب من طريق «1» آل بيته عنه، قال: لم يشهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سريّة قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة «2» إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفّي.
ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين: وقيل سنة تسع.
وروى عنه أولاده: حبيب، وحمزة، وسعد، وصالح، وصيفي، وعباد، وعثمان، ومحمد، وحفيده زياد بن صيفي.
وروى عنه أيضا جابر الصحابي، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
قال الواقديّ: حدثني أبو حذيفة- رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين.
4125- صهيب بن النعمان «3» :
ذكره عمر بن شبّة في الصحابة.
وروى الطبراني والمعمريّ في اليوم والليلة من طريق قيس بن الربيع، عن منصور بن هلال بن يساف عن صهيب بن النعمان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «فضل صلاة الرّجل في بيته على صلاته حيث يراه النّاس كفضل المكتوبة على النّافلة» .
__________
(1) في ط السنة.
(2) في أغزاة قط إلا كنت.
(3) أسد الغابة ت 2539، الاستيعاب ت 1232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268- بقي بن مخلد 632- الوافي بالوفيات 16/ 338، تبصير المشتبه 3/ 841.(3/366)
الصاد بعدها الواو
4126- صؤاب «1» :
بضم أوله وبهمزة على الواو. ضبطه ابن نقطة.
ذكره البغويّ في «الصحابة» ، وقال: أحسبه نزل البصرة.
وروى أحمد في الزهد من طريق همام عن جار لهم يكنى أبا يعقوب قال: كان هاهنا رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له صؤاب، كان لا يصنع طعاما إلا دعا يتيما أو يتيمين، وأخرجه البغوي من طريق همام.
الصاد بعدها الياء
4127- صيفي «2» :
بلفظ النسب، ابن الأسلت، أبو قيس. يأتي في الكنى.
4128- صيفي «3» :
بن ربعي بن أوس الأنصاريّ.
قال أبو عمر: في صحبته نظر، وشهد صفين مع علي.
4129 ز- صيفي:
بن ساعدة بن عبد الأشهل بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس الأنصاريّ أبو الخريف.
قال ابن الكلبيّ: خرج مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض المغازي، فتوفي بالكديد «4» ، فكفنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في قميصه. واستدركه ابن فتحون.
4130- صيفي «5» :
بن سواد بن عباد بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلمي.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية. وقال أبو الأسود، عن عروة: شهد بدرا.
4131- صيفي «6» :
بن عامر، سيّد بني ثعلبة.
أمّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على قومه. ذكره أبو عمر مختصرا. وقال ابن السّكن: في إسناد حديثه نظر، وهو من رواية البصريين.
وأورد من طريق عبيد اللَّه بن ميمون بن عمرو بن خباب
__________
(1) أسد الغابة ت 2540.
(2) أسد الغابة ت 2541، الاستيعاب ت 1233.
(3) أسد الغابة ت 2543، الاستيعاب ت 1234.
(4) الكديد: قيل بالفتح وبالكسر وآخره دال أخرى، موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة بين عسفان وأمج. انظر مراصد الاطلاع 30/ 1152.
(5) أسد الغابة ت 2544، الاستيعاب ت 1235.
(6) أسد الغابة ت 2545، الاستيعاب ت 1236.(3/367)
العبديّ، قال: حضرت عمرا ومحمدا والصلت بني كريب العبديين، قال: جاءوا بكتاب فوضعوه على يد ثمامة بن خليفة، وكانوا تشاحوا فيه، فقالوا: إن جدّنا دفع إلينا [هذا الكتاب، وأخبرنا أن صيفي بن عامر دفعه إليه، وذكر صيفي أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتبه له] «1» فإذا فيه:
«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. هذا كتاب من محمد رسول اللَّه لصيفي بن عامر على بني ثعلبة ابن عامر من أسلم منهم وأقام الصّلاة، وآتى الزّكاة، وأعطى خمس المغنم، وسهم النّبي والصّفي فهو آمن بأمان اللَّه ... » الحديث.
4132- صيفي بن أبي عامر:
الراهب، أخو حنظلة غسيل الملائكة.
قال ابن سعد والطّبرانيّ: شهد أحدا.
4133 ز- صيفي بن عائذ:
أبو السائب المخزوميّ: مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
4134- صيفي بن عليّة:
بن شامل.
ذكره سيف في أوائل الرّدّة والفتوح له. وقال: هو أحد العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح لما ولاه الشّام، وكانوا كلهم من الصحابة. وكذا ذكره الطبري. واستدركه ابن فتحون.
وعلية ضبطه ابن ماكولا بضم المهملة وسكون اللّام بعدها موحدة.
4135 ز- صيفي بن عمرو:
بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري، عم علبة بن زيد.
يقال: إنه كان من البكاءين الذين نزلت فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ [التوبة: 92] . ذكره ابن فتحون.
4136- صيفي بن قيظي «2» :
بن عمرو بن سهل بن مخرمة بن قلع «3» بن حريش بن عبد الأشهل، أخو الحباب، وهو ابن الصّعبة بنت التيّهان أخت أبي الهيثم.
ذكره أبو حاتم في «الصحابة» . وقال: قتل يوم أحد. وكذا ذكره ابن إسحاق. وقال:
قتله «4» ضرار بن الخطاب.
__________
(1) سقط في أ.
(2) تبصير المشتبه 3/ 1158، أسد الغابة ت 2546، الاستيعاب ت 1237.
(3) في أكلغ.
(4) في أفيه.(3/368)
القسم الثاني من حرف الصاد المهملة
الصاد بعدها الألف
4137 ز- صالح بن نهشل:
بن عمرو الفهريّ.
يأتي ذكره في ترجمة نهشل.
4138- صالح بن العباس:
بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
عدّه أبو بكر بن دريد في أسماء أولاد العباس، وكانوا عشرة، وفيهم يقول: تموا بتمام فصاروا عشرة.
وقال أبو عمر: لكل ولد العباس صحبة أو رؤية، وكان أكبرهم الفضل ثم عبد اللَّه، ثم قثم.
الصاد بعدها الفاء
4139- صفوان بن عبد الرحمن:
بن صفوان بن أميّة بن خلف.
تقدم ذكر جده. له رؤية ولأبيه صحبة ولجده.
وذكر أبو عمر في ترجمة هذا أنه هو الّذي جاء بابنه ليبايع يوم الفتح على الهجرة، فامتنع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
والصواب أن هذه القصة لعبد الرحمن بن صفوان، كما سيأتي في موضعه على الصواب.
القسم الثالث من حرف الصاد المهملة
الصاد بعدها الألف
4140 ز- صالح بن شريح السكونيّ «1» :
له إدراك.
وذكر أبو الحسين الرّازيّ أنه كان كاتبا لأبي عبيدة بن الجراح.
__________
(1) التاريخ الكبير 4/ 282، تاريخ أبي زرعة 1/ 603، الجرح والتعديل 4/ 405، الثقات لابن حبان 4/ 376، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 372، تاريخ الإسلام 3/ 88.(3/369)
وقال البخاري: كان كاتب عبد اللَّه بن قرط عامل أبي عبيدة على حمص.
وروى عن أبي عبيدة. روى عنه ابنه محمد.
وروى الرّويانيّ في مسندة، وأبو القاسم الحمصيّ في «تاريخ الحمصيين» من طريق عيسى بن أبي رزين: حدثني صالح بن شريح: رأيت أبا عبيدة يمسح على الخفين. وقال أبو عبيدة: ما نزعتهما منذ خرجت من دمشق.
وقال أبو بكر البغداديّ في «طبقات أهل حمص» : كان صاحب معاذ بن جبل. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: عاش إلى خلافة عبد الملك، وله رواية في ترجمة النعمان بن الرازية.
4141 ز- صالح بن كيسان:
التابعيّ المشهور.
زعم الحاكم أنه مات وله مائة ونيّف وستون سنة، فعلى هذا يكون أدرك الجاهلية ويكون مولده قبل البعثة بسنين. والّذي ذكره غيره أنه ما بلغ تسعين سنة. واللَّه أعلم.
4142 ز- صبيرة بن سعد:
بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ السهمي.
ذكره أبو مخنف في «المعمرين» ، وقال: عاش مائة وثمانين سنة، وأدراك الإسلام فأسلم، وقيل: لم يسلم. هذا هو الصحيح، وفيه قول ابنته ترثيه:
من يأمن الحدثان بعد صبيرة السّهميّ ماتا ... سبقت منيّته المشيب وكان ذلكم انفلاتا «1»
[مجزوء الكامل]
4143 ز- صبيغ:
بوزن عظيم، وآخره معجمة، ابن عسل، بمهملتين الأولى مكسورة [والثانية] «2» ساكنة، [ويقال بالتصغير] «3» ، ويقال [ابن سهل] «4» الحنظليّ.
له إدراك، وقصته مع عمر مشهورة.
روى الدّارميّ من طريق سليمان بن يسار، قال: قدم المدينة رجل يقال له صبيغ، [بوزن عظيم وآخره مهملة، ابن عسل] «5» ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد اللَّه صبيغ، قال: وأنا عبد اللَّه عمر، فضربه حتى [أدمى] «6» رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الّذي كنت أجده في رأسي.
__________
(1) ينظر البيتان في المعمرين (25) .
(2) في أوالياء ساكنة.
(3) سقط في أ.
(4) في أأنه شريك.
(5) سقط في أ.
(6) في أدمي.(3/370)
وأخرجه من طريق نافع أتمّ منه، قال: ثم نفاه إلى البصرة، وأخرجه الخطيب وابن عساكر من طريق أنس، والسائب بن زيد، وأبي عثمان النهدي مطولا ومختصرا. وفي رواية أبي عثمان: وكتب إلينا عمر: لا تجالسوه. قال: فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا.
وروى إسماعيل القاضي في «الأحكام» ، من طريق هشام عن محمد بن سيرين، قال:
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: لا تجالس صبيغا واحرمه عطاءه.
وروى الدارميّ في حديث نافع أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه صلح حاله فعفا عنه.
وذكر ابن دريد في كتاب «الاشتقاق» أنه كان يحمّق وأنه وفد على معاوية.
وروى الخطيب من طريق عسل بن عبد اللَّه بن عسيل التميمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمه صبيغ بن عسل، قال: جئت عمر ... فذكر قصة.
[ومن طريق يحيى بن معين، قال: صبيغ بن شريك] «1» .
قلت: ظاهر السياق أنه عمّ عطاء، وليس كذلك، بل الضمير في قوله: «عن عمه» يعود على عسل.
وذكره ابن ماكولا في «2» عسل- بكسر أوله وسكون ثانيه والمهملتين، وقال مرّة:
عسيل مصغرا.
وقال الدارقطنيّ في الأفراد بعد رواية سعيد بن سلامة العطّار، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر، فسأله عن الذاريات ... الحديث. وفيه: فأمر به عمر فضرب مائة سوط، فلما بريء «3» دعاه فضربه مائة أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى: حرم على الناس مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى، فحلف له أنه لا يجد في نفسه شيئا، فكتب إلى عمر، فكتب إليه: خلّ بينه وبين الناس.
غريب تفرّد به ابن أبي سبرة.
قلت: وهو ضعيف، والراويّ عنه أضعف منه، ولكن «4» أخرجه ابن الأنباري من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة، عن السّائب بن يزيد، عن عمر بسند صحيح، [وفيه: فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيّدا فيهم.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في ألأبي عسل.
(3) في أدعي به.
(4) في أولكونه.(3/371)
قلت: وهذا يدلّ على أنه كان في زمن عمر رجلا كبيرا. وأخرجه الإسماعيلي في جمعه حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه.
وأخرجه أبو زرعة الدّمشقيّ من وجه آخر من رواية سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي به. وأخرجه الدّارقطنيّ في «الأفراد» مطوّلا. قال أبو أحمد العسكريّ: اتهمه عمر برأي الخوارج] «1» .
4144 ز- صبيّ» :
بصيغة التصغير، ابن معبد «3» التغلبي، بمثناة ثم معجمة ثم لام مكسورة.
له إدراك. وحجّ في عهد عمر، فاستفتاه عن الجمع بين الحجّ والعمرة.
روى حديثه أصحاب السنن من رواية أبي [وائل عنه. وروى أبو] «4» إسحاق وغيره عنه أيضا، وكان سليمان بن ربيعة وزيد بن صوحان نهياه عن ذلك، فقال له عمر: هديت لسنّة نبيك.
وقال العسكريّ: روى عن عمر ولم يلحق له كذا قال.
الصاد بعدها الخاء
4145- صخر:
بن أعيا الأسديّ.
له إدراك. وله ذكر في شعر الحطيئة، وكان قد نزل به فسقاه شربة لبن، وأنشده:
شددت حيازيم ابن أعيا بشربة ... على ظمإ شدّت أصول الجوانح
[الطويل]
4146- صخر «5» :
بن قيس، يقال: إنه اسم الأحنف بن قيس. تقدم.
4147 ز- صخر بن عبد اللَّه:
الهذلي المعروف بصخر الغيّ.
[ذكره المرزبانيّ في معجمه وقال: إنه مخضرم] «6» ، وأنشد له قوله:
لو أنّ حولي من قريم رجلا ... لمنعوني نجدة أو رسلا
[الرجز] [أي بقتال أو بغير قتال] «7» .
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أالتمريض.
(3) في أسعيد.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت 2493، الاستيعاب ت 1214.
(6) سقط في أ.
(7) سقط في أ.(3/372)
الصاد بعدها الراء
4148 ز- صرد بن شمير:
بن مليل بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ.
[له إدراك، وابنه عبد الرحمن له ذكر في الفتوح، ومن ذريته المحدث المشهور عبدة بن سليمان الكلابي شيخ البخاري] «1» .
ذكره ابن سعد في ترجمة عبدة. وقال: أدرك الإسلام وأسلم.
الصاد بعدها العين
4149 ز- الصّعب بن عثمان «2» :
السّحيمي [اليمانيّ] .
ذكر وثيمة في الردة أنه كان شيخا كبيرا معمرا، وأنه وفد على النعمان بن المنذر في الجاهلية، ثم أدرك الإسلام فأسلم وحذر قومه من الردة لما تنبأ مسيلمة، وأنشد له في ذلك شعرا.
4150- صعصعة بن صوحان «3» :
العبديّ. تقدم ذكر أخويه سيحان وزيد.
قال أبو عمر: كان مسلما في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره.
قلت وله رواية عن عثمان وعليّ، وشهد صفين مع علي، وكان خطيبا فصيحا، وله مع معاوية مواقف.
وقال الشعبيّ: كنت أتعلم منه الخطب. وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وعبد اللَّه بن بريدة، وغيرهم. مات بالكوفة في خلافة معاوية. وقيل بعدها.
وذكر العلائيّ في أخبار زياد أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة، أو إلى البحرين. وقيل إلى جزيرة ابن كافان، فمات بها، وأنشد له المرزباني:
هلّا سألت بني الجارود: أيّ فتى ... عند الشّفاعة «4» والباب ابن صوحانا
كنّا وكانوا كأمّ أرضعت ولدا ... عقّت ولم تجز بالإحسان إحسانا «5»
[البسيط]
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أالبخاري.
(3) في أإخوته.
(4) في الشفاء عند.
(5) ينظر البيتان في الشعراء (621) .(3/373)
الصاد بعدها القاف
4151 ز- الصّقر بن عمرو:
بن محصن.
له إدراك، وكان من الفرسان المعروفين. وقتل بصفين مع عليّ، فبلغ أهل العراق أن أهل الشام فخروا بقتله فقال قائلهم:
فإنّ تقتلوا الصّقر بن عمرو بن محصن ... فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا «1»
[الطويل] وكان ذو الكلاع وحوشب من عظماء اليمن بالشام وقتلا يومئذ.
الصاد بعدها اللام
4152- صلة بن أشيم «2» :
بوزن أحمد بمعجمة وتحتانية، أبو الصهباء العبديّ.
تابعيّ مشهور، أرسل حديثا، فذكره ابن شاهين، وسعيد بن يعقوب في الصحابة، وهو من طريق حماد عن ثابت عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من صلّى صلاة لا يذكر فيها شيئا من أمر الدّنيا لم يسأل اللَّه شيئا إلّا أعطاه» .
وكذا أخرجه ابن شاهين. وذكره في التابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وقال: قتل في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين. قال: وقيل في خلافة يزيد بن معاوية. وذكر أبو موسى أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو ابن مائة وثلاثين سنة.
قلت: فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية.
وروى أبو نعيم في «الحلية» من طريق ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: بلغنا أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «يكون في أمّتي رجل يقال له صلة يدخل الجنّة بشفاعته كذا وكذا» «3» .
__________
(1) ينظر البيت في الاشتقاق: 433، ووقعة حنين: 401.
(2) تاريخ خليفة 236، طبقات خليفة 192، تاريخ الثقات للعجلي 229، الثقات لابن حبان 4/ 380، تاريخ الطبري 5/ 472، المعرفة والتاريخ 2/ 77، طبقات ابن سعد 7/ 134، فتوح البلدان 490، التاريخ الكبير 4/ 321، الجرح والتعديل 4/ 447، الكامل في التاريخ 4/ 96، حلية الأولياء 2/ 237، سير أعلام النبلاء 3/ 497، الوافي بالوفيات 16/ 330، صفة الصفوة 3/ 139، البداية والنهاية 9/ 15، التذكرة الحمدونية 1/ 207، طبقات الشعراني 1/ 39، ربيع الأبرار 4/ 185، الأسماء والكنى للحاكم ورقة 288، والزهد لابن المبارك 198، الملحق بكتاب الزهد 62، تاريخ الإسلام 2/ 127. أسد الغابة ت 2533.
(3) أورده المصنف في لسان الميزان حديث رقم 923.(3/374)
الصاد بعدها الياء
4153 ز- صيحان:
بن صوحان العبديّ.
له ذكر في قتال أهل الردة. وكان بعمان لقيط بن مالك الأزديّ، فادّعى النّبوة، فقاتل «1» عكرمة وعرفجة وجبير وعبيد فاستعلاهم، فأتى المسلمين مدد من بني ناجية وعبد القيس عليهم الحارث بن راشد «2» وصيحان بن صوحان العبديّ، فقوي المسلمون، وانهزم لقيط، وقتل «3» ممن كان معه عشرة آلاف، ذكره سيف.
القسم الرابع من حرف الصاد المهملة
الصاد بعدها الألف
4154 ز- صالح بن خيوان «4» :
بالخاء المعجمة، السّبائي، بفتح المهملة والموحدة بعدها همزة.
تابعيّ معروف، أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد، وابن أبي علي في الصحابة، وأورد من طريق بكر بن سوادة، عن صالح بن خيوان- أن رجلا سجد إلى جنب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على عمامته، فحسر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن جبهته. قال أبو موسى في الذيل: صالح هذا يروي عن عقبة بن عامر، ولا أرى له صحبة.
قلت: قد أخرجه أبو داود من هذا الوجه، فقال: عن صالح عن السائب. وقال ابن أبي حاتم: روى عن أبي عقبة، وأبي سهلة السّائب بن خلّاد «5» .
[4155 ز- صالح بن رتبيل:
تابعيّ مشهور. أرسل حديثا، فذكر بعضهم في الصحابة. قال أبو حاتم] «6» [روى عنه بكر بن سوادة] «7» والعسكريّ. حديثه مرسل، روى عنه عمران بن حدير.
4156- الصامت الأنصاريّ «8» :
جد عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت.
وذكره الترمذيّ في «الصّحابة» ، وفي «الجامع» ، فيمن رأى الصلاة في ثوب واحد «9» .
__________
(1) في أفقاتله.
(2) في أأسد.
(3) في أوقيل له.
(4) أسد الغابة ت 2469.
(5) في أ: روى عنه بكر بن سوادة.
(6) سقط في ب.
(7) سقط في أ.
(8) أسد الغابة ت 2477.
(9) أخرجه أبو عوانة في مسندة 2/ 60. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 51 وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.(3/375)
وذكره ابن قانع في الصحابة. واستدركه ابن فتحون وغيره، وهو وهم نشأ عن حذف. وقد تقدم قول أبي عمر في ثابت بن الصامت ولد هذا: إنه مات في الجاهلية، فكيف يستدرك الصامت عليه؟ فروى إبراهيم الحربي، وابن قانع، من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه عن جده أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في ثوب واحد. انتهى.
وقد بينت أمره واضحا في ترجمة ثابت بن الصامت في حرف الثاء المثلثة.
الصاد بعدها الباء، والحاء، والخاء
4157- صبرة، والد لقيط:
ذكره ابن شاهين، وقد تقدم في القسم الأول.
4158- صحمة:
تقدم في أصحمة.
4159 ز- صخر «1» :
بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجيّ.
مشهور من أتباع التابعين، أرسل حديثا فذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة، وأورد من طريق محمد بن أبي يحيى، عن صخر بن عبد اللَّه بن حرملة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لبس ثوبا فحمد اللَّه غفر له» .
قال أبو موسى: صخر هذا لم يلق «2» الصحابة، وإنما يروي عن التابعين.
قلت: حديثه في الترمذي وأكبر شيخ رأيته له أبو سلمة بن عبد الرحمن.
4160 ز- صخر بن مالك:
تابعيّ أرسل حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الضبّ. روى عنه معاوية بن صالح، قاله ابن أبي حاتم عن أبيه، ووهم من ذكره في الصحابة.
4161- صخر بن معاوية النميري «3» :
ذكره ابن قانع فصحفه، وتبعه الذهبي، وإنما هو مخمر، بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الميم الأخرى.
وقد أخرج ابن ماجة في الحديث الّذي أورده له ابن قانع من الوجه الّذي أورده له على الصواب. وذكره البغويّ في حكيم بن معاوية. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 2489.
(2) في أيرى.
(3) أسد الغابة ت 2495. تجريد أسماء الصحابة 1/ 264.(3/376)
الصاد بعدها الراء
4162- صرمة بن أنس:
فرق ابن مندة بينه وبين صرمة بن أبي أنس، وهو هو، وقد أوضحت ذلك فيما مضى.
4163- صرمة الأنصاريّ:
وقع في معجم ابن الأعرابيّ من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ... الحديث بطوله. وفيه: فجاء رجل يقال له صرمة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، رأيت رجلا ينزل من السماء عليه ثوبان أخضران على حريم «1» حائط، فأذّن مثنى مثنى، ثم قعد ثم قام فأقام.
قلت: وهو غلط نشأ عن سقط، وذلك أن القصة عند عبد بن حميد في تفسير قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة: 187] ، فذكر الحديث بطوله. وصرمة إنما جرى [315] له ما تقدم في الّذي قبله أنه نام قبل أن يفطر، والّذي جاء فذكر الرؤيا في الأذان، وهو عبد اللَّه بن زيد، فسقط من السياق من ذكر صرمة إلى ذكر عبد اللَّه بن زيد على الصواب عند أبي داود والنسائي «2» وغيرهما.
الصاد بعدها العين
4164 ز- صعير، غير منسوب:
ذكره الباوردي، وأورده من طريق الزهري، عن عبد اللَّه بن ثعلبة، عن صعير، قال: قام النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فينا، فأمرنا بصدقة الفطر «3» .. الحديث.
وهو وهم نشأ عن تصحيف، والصواب عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير، عن أبيه.
وثعلبة بن صعير ويقال فيه ابن أبي صعير تقدم على الصواب في المثلثة.
الصاد بعدها الفاء
4165- صفوان بن أمية:
بن عمرو السلمي، حليف بني أسد.
واختلف في شهوده بدرا، وشهدها أخوه مالك بن أمية، وقتلا جميعا باليمامة. هكذا
__________
(1) في أحرم.
(2) في أأبي داود والطبراني وغيرهما.
(3) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 587 كتاب الزكاة باب 2123- صدقة الفطر حديث رقم 1830، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2423 والحاكم في المستدرك 3/ 279 والدارقطنيّ في السنن 1/ 142، 2/ 148 وكنز العمال حديث رقم 2451.(3/377)
أورده أبو عمر، فوهم في زيادة أمية، وإنما هو صفوان بن عمرو. وقد مضى في الأول على الصواب واضحا.
4166- صفوان بن عبد اللَّه:
أو عبد اللَّه بن صفوان.
ذكره ابن قانع، وأخرج له حديث صيد الأرنب.
والصواب صفوان بن محمد، أو محمد بن صفوان.
4167- صفوان بن عبد اللَّه الخزاعي:
ذكره بعضهم. والصواب عبد اللَّه بن صفوان الخزاعي. وسيأتي.
4168 ز- صفوان بن أبي العلاء.
من أتباع التابعين، وهم ابن لهيعة، فروى عن خالد بن أبي عمران، عنه، أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر حديثا قدمته في الأول.
قال ابن أبي حاتم: الصواب ما رواه عبيد اللَّه بن أبي جعفر، ومحمد بن عمرو، وسهيل بن أبي صالح، عن صفوان بن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة.
قلت: لم يتفقوا على القعقاع بن اللّجلاج، بل هي رواية سهيل في المشهور عنه.
واختلف على سهيل أيضا. وقال محمد بن عمرو: حصين بدل القعقاع، وتابعه ابن إسحاق، عن صفوان، لكن قال: ابن سليم، فلعل سليم يكنى أبا يزيد «1» . وكان هذا سبب وهم ابن لهيعة فيه، فإنه سمعه من خالد بن أبي عمران رفيق عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن صفوان بن أبي يزيد، فانقلب على ابن لهيعة، فجعل كنية شيخ صفوان اسم أبيه، وحذف الواسطة، فتركب منه هذا الوهم.
ورواه حمّاد بن سلمة [عن سهيل] «2» فقال: عن صفوان بن سليم، عن خالد بن اللجلاج. وهذا يقوي رواية أبي عمرو وابن إسحاق، لكن لم يتابع في خالد.
وقال ابن عجلان: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة- سلك الجادة.
وقد أخرج النّسائيّ أكثر هذه الطرق، وذهل ابن حبان فأخرج من طريق ابن عجلان وغفل عما فيها من الاضطراب.
4169- صفوان بن عمرو الأسلمي «3» :
أورده أبو عمر فتعقبه ابن الأثير بأن الصواب الأسدي، وليس لأبي عمر»
فيه ذنب إلا في قوله الأسلمي، فإن الصواب الأسديّ. والذنب لابن
__________
(1) في أ: وأما ابن أبي جعفر فقال عن أبي العلاء ابن اللجلاج.
(2) سقط في أ.
(3) في أالسلمي أو الأسلمي.
(4) في ألابن.(3/378)
الأثير في مغايرته بين هذا الّذي ذكره أبو عمر وبين الأسدي الّذي ذكره غيره. وقد قال أبو عمر «1» : إنه حليف بني أسد، فلا معنى للتعدد. والعجب أن ابن الأثير خفي عليه ما وقع لأبي عمر فيه من الوهم في مغايرته بين صفوان بن عمرو وصفوان بن أمية بن عمرو لما بينته.
4170- صفوان بن محرز «2» :
تابعيّ مشهور.
ذكره ابن شاهين في «الصحابة» ، وعو غلط نشأ عن فهم فاسد، وذلك أنه أورد من طريق أبي تميمة، قال: شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم- يعني صفوان بن محرز. والحديث حديث جندب بن عبد اللَّه البجلي- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد روى عنه أحاديث فقالوا: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا؟
قال: سمعته يقول: «من سمّع اللَّه به يوم القيامة ... » «3» الحديث.
ظن ابن شاهين أن الحديث لصفوان لجريان ذكره فيه، وليس كذلك، وإنما هو لجندب، والضمير في قوله: وهو يوصيهم لجندب، والموصوف بأنه رجل من الصحابة هو جندب وهو المقول له: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ والحديث المذكور مخرج في الصحيحين من طريق أبي تميمة. وأخرجه ابن شاهين من طريقيه فإنّ ابن شاهين أخرجه عن أبي محمد بن صاعد، عن إسحاق بن شاهين، عن خالد الطحان، عن الجريريّ، عن أبي تميمة.
وأخرجه البخاريّ في الأحكام عن إسحاق بن شاهين بهذا السند، ولفظه عن أبي تميمة، قال: شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم، فقالوا: له سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من سمّع سمّع اللَّه به ... » الحديث.
وفي آخره قيل لأبي عبد اللَّه وهو البخاري: من يقول سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، جندب؟ قال: نعم [من يقول سمعت] «4» جندب.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 147، طبقات خليفة ت 1540، تاريخ البخاري 4/ 305، المعارف 458، المعرفة والتاريخ 2/ 48، الجرح والتعديل ق 1 م 2 423 الحلية 2/ 213، تاريخ الإسلام 4/ 14، تذكرة الحفاظ 1/ 57، تذهيب التهذيب 2/ 95، تهذيب التهذيب 4/ 430، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 21، خلاصة تذهيب التهذيب 174.
(2) طبقات ابن سعد 7/ 147، طبقات خليفة ت 1540، تاريخ البخاري 4/ 305، المعارف 458، المعرفة والتاريخ 2/ 48، الجرح والتعديل ق 1 م 2 423 الحلية 2/ 213، تاريخ الإسلام 4/ 14، تذكرة الحفاظ 1/ 57، تذهيب التهذيب 2/ 95، تهذيب التهذيب 4/ 430، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 21، خلاصة تذهيب التهذيب 174.
(3) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 130، 9/ 80. ومسلم في الصحيح 4/ 2289 عن ابن عباس بلفظة كتاب الزهد والرقائق (53) باب من أشرك في عمله غير اللَّه حديث (47/ 2986) ، أحمد في المسند 5/ 45 وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 526، والطبراني في الكبير 2/ 179 والبغوي في شرح السنة 4/ 237 والهيثمي في الزوائد 8/ 98، 10/ 225، 226.
(4) سقط في أ.(3/379)
وأخرج البخاريّ ومسلم، هذا الحديث وهو: «من سمّع سمّع اللَّه به» من وجه آخر عن جندب، أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، ومسلم في أواخر الصحيح كلاهما من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل، عن جندب.
وصفوان بن محرز له في صحيح مسلم حديث عن جندب غير هذا، وهو من أوساط التابعين، وأقدم شيخ له عبد اللَّه بن مسعود ثم الأشعريّ، وحكيم بن حزام، وعمران بن حصين، ثم ابن عباس، وجندب، وكان من عباد أهل البصرة، قال العجليّ: تابعي ثقة، وقال «1» : له فضل وورع.
وقال خليفة: مات بعد انقضاء أمر ابن الزبير، وأرّخه ابن حبان سنة أربع وسبعين وهي السنة التي قتل فيها ابن الزبير.
4171- صفوان بن يعلى:
بن أمية.
تابعيّ مشهور. ووقع في صحيح البخاري في رواية أبي ذرّ «2» ما يقتضي أن له صحبة، وهو وهم، سقط من الإسناد عن أبيه، ولا بدّ منه.
4172- صفوان:
أو ابن صفوان، صوابه: عن أبي صفوان، وهو مالك بن عميرة.
وقد أوضحت حاله في آخر من اسمه صفوان من القسم الأول.
4173 ز- صفوان أبو كليب «3» :
وهم فيه بعض الرواة،
فأخرج ابن مندة من طريق سليمان بن مروان العبديّ، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن عثيم بن كليب بن الصلت، عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «احلق عنك شعر الكفر» «4» . قال ابن مندة: هذا وهم.
قلت: أخرجه هو فيمن اسمه كليب من طريق سعيد بن الصلت، عن ابن أبي يحيى، فقال: عن عثيم بن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جدّه.
وروى أبو داود هذا الحديث من طريق ابن جريج: أخبرت عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده، فكأن عثيما في هذه الرواية نسب إلى جده، وكأن ابن جريج سمعه من ابن أبي يحيى، فله عادة بالتدليس عنه.
وقال أبو نعيم: روى عبد اللَّه بن منيب، عن عثيم بن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جده بهذا الحديث.
__________
(1) في أوقال العجليّ: ثقة له.
(2) في أزياد.
(3) أسد الغابة ت 2529.
(4) أخرجه ابن عدي من الكامل 1/ 222 عن كليب الحضرميّ.(3/380)
قلت: لكن
روى ابن شاهين من طريق الواقديّ عن عبد اللَّه بن منيب حديثا آخر، فقال: عن عثيم بن كثير بن الصلت الجهنيّ، عن أبيه، عن جده. وله صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الأكبر في الإخوة بمنزلة الأب» «1» .
واللَّه أعلم.
الصاد بعدها اللام
4174- صلة بن أشيم:
تقدم في القسم الثالث.
4175 ز- الصّلت السدوسي:
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الذبيحة. وعنه ثور بن يزيد الرحبيّ.
ووهم من ذكره في الصحابة، بل هو تابعي، بل ذكره ابن حبان في أتباع التابعين.
الصاد بعدها النون
4175 م ز- صحمة:
تقدم في أصحمة.
4176 ز- الصّنابح «2» :
غير منسوب. «3» تقدم بيان من وهم فيه في الصنابح بن الأعسر.
قال أبو نعيم: أفرده، يعني ابن مندة- وهو عندي ابن الأعسر.
الصاد بعدها الياء
4177- صيفي، غير منسوب:
ذكره سعيد بن يعقوب، من طريق وكيع، عن سعيد بن زيد، عن واصل مولى ابن عيينة، عن عبيد بن صيفي، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
وهذا وهم نشأ عن سقط. وفي إسناده إلى وكيع ضعف.
والصواب ما رواه يحيى بن إسحاق، عن سعيد بن يزيد، عن واصل، عن يحيى بن عبيد عن أبيه. هكذا أخرجه ابن قانع والحارث في مسندة. وقد رواه الطبراني في الأوسط، فزاد في الإسناد: عن أبي هريرة.
4178 ز- صيفيّ أبو المرقع «4» :
ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه طلق ابن غنام،
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 244، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45472، والهيثمي في الزوائد 8/ 152 وقال رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف.
(2) سقط في ط.
(3) أسد الغابة ت 2536.
(4) أسد الغابة ت 2547. تجريد أسماء الصحابة 1/ 268.(3/381)
عن عمرو بن المرقع بن صيفي عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن قتل النملة «1» .
انتهى.
وفيه أوهام: أحدها: إعادة الضمير في جده على عمرو، وإنما هو على المرقع، والصحبة لوالد صيفي وهو رباح بن الحارث.
ثانيها: قوله عمرو، والصواب عمر بضم العين ثالثها: النملة وإنما هو المرأة. والحديث على الصواب عند أبي داود والنسائي، وصحّحه الحاكم وغيره. وقد مضى في البراء.
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 91.(3/382)
حرف الضاد المعجمة
القسم الأول
الضاد بعدها الباء والجيم والحاء
4179- ضب بن مالك:
له وفادة، ذكره المدائنيّ.
4180- الضحاك بن أبي جبيرة «1» :
الأنصاري.
قال ابن حبّان: له صحبة.
وروى ابن مندة [316] من طريق المسعوديّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» «2» - وأشار بإصبعيه.
وأورده البغويّ وابن مندة وغيرهما في ترجمة حديث سبب نزول: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات: 11] وهو مقلوب. والصواب أبو جبيرة بن الضحاك كما سيأتي في الكنى، وسيأتي له مزيد ذكر في القسم الرابع.
4181- الضحاك بن حارثة «3» :
بن زيد بن ثعلبة بن عبيد الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وذكره عروة فيمن شهد العقبة،
__________
(1) أسد الغابة ت 2550، الاستيعاب ت 1252. الثقات 3/ 199- تجريد أسماء الصحابة 1/ 269- الكاشف 3/ 321 الوافي بالوفيات 16/ 353.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 131، 132، ومسلم 4/ 2269 في كتاب الفقه وأشراط الساعة باب 27 قرب الساعة حديث رقم 135/ 2951، والنسائي 3/ 189 كتاب صلاة العيدين باب 22 كيف الخطبة حديث رقم 1578، والترمذي 4/ 430 كتاب الفتن باب 39 ما جاء في قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى حديث رقم 2214 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1341 كتاب الفتن باب 25 أشراط الساعة حديث رقم 4040. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1785، والطبراني في الكبير 2/ 227 وأحرر في المسند 3/ 124، 130، 131..
(3) الجرح والتعديل 4/ 2020 أسد الغابة ت 2551، الاستيعاب ت 1253.(3/383)
فقال أبو حاتم: عقبي بدريّ، لم يرو عنه العلم.
4182- الضحاك بن خليفة «1» :
بن ثعلبة بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ.
قال أبو حاتم: شهد غزوة بني النضير، وله ذكر، وليست له «2» رواية: وقال أبو عمر:
هو ولد أبي جبيرة بن الضحاك، شهد أحدا، وعاش إلى خلافة عمر. قال ابن سعد: كان مغموصا عليه، وهو الّذي تنازع هو ومحمد بن مسلمة في الساقية فترافعا إلى عمر، فقال لمحمد: ليمرنّ بها ولو على بطنك.
وقال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: هو الّذي قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عنه:
«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة ذو مسحة من جمال زنته يوم القيامة زنة أحد» «3» .
فاطلع «4» الضحاك بن خليفة، قال: وهو الّذي اشترى نفسه من ربّه بماله الّذي يدعى مال الضحاك بالمدينة.
قلت: بين هذا الكلام وكلام ابن سعد بون: والّذي رأيته في ديوان حسان رواية أبي سعيد السكري: وقال يهجو الضحاك بن خليفة الأشهلي في شأن بني قريظة، وكان أبو الضحاك منافقا، وهو جدّ عبد الحميد بن أبي جبيرة، فذكر شعرا.
قلت: فلعل هذا سلف ابن سعد، لكنه في والد الضحاك لا فيه.
وذكر ابن إسحاق في غزوة تبوك قال: وبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت شويكر اليهودي يثبّطون الناس عن الغزو، فبعث طلحة في قوم من الصحابة وأمره أن يحرق عليهم البيت، ففعل، فاقتحم الضحاك بن خليفة من ظهر البيت فانكسرت رجله وأفلت، وقال في ذلك:
__________
(1) أسد الغابة ت 2553.
(2) في أويسر له.
(3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 581 عن عبد اللَّه بن مسعود بلفظه كتاب المناقب (50) باب في مناقب عمر بن الخطاب (18) حديث رقم 3694. وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب من حديث ابن مسعود وأحمد في المسند 3/ 166، 380، والحاكم في المستدرك 3/ 73 وصححه وأقره الذهبي، والطبراني من الكبير 10/ 206، وأبو نعيم في الحلية 10/ 393، وابن عدي من الكامل 4/ 1514، وابن عساكر في التاريخ 6/ 101، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث 1864 وأورده ابن حجر في لسان الميزان 2/ 944، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3611.
(4) في أ: فطلع.(3/384)
كادت وبيت اللَّه نار محمّد ... يسقط بها الضّحّاك وابن أبيرق
سلام عليكم لا أعود لمثلها ... أخاف ومن يشمل به الرّيح يحرق «1»
[الطويل] وكأنه كان كما قال [ابن سعد، ثم] «2» تاب بعد ذلك وانصلح حاله.
4183- الضحاك بن ربيعة «3» :
ويقال ابن أبي عمرو الحميري. قال أبو عمر: له ذكر في كتاب العلاء بن الحضرميّ.
قلت: تقدم الخلاف في ترجمة شبيب بن قرة.
4184- الضحاك بن زمل الجهنيّ «4» :
يأتي في عبد اللَّه بن زمل.
4185- الضحاك بن سفيان «5» :
بن الحارث بن زائدة بن عبد اللَّه بن حبيب بن مالك ابن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وكذا ذكره ابن سعد وابن البرقي وابن حبان «6» ، وقالوا جميعا: عقد له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم راية.
وقال وثيمة في الرّدّة: كان صاحب راية بني سليم ورأسهم، وقال لهم حين تبعوا الفجاءة السّلمي: يا بني سليم، بئس ما فعلتم وبالغ في وعظه، قال: فشتموه وهمّوا به، فارتحل عنهم، فندموا وسألوه أن يقيم فأبى، وقال: ليس بني وبينكم هوادة. وقال في ذلك شعرا، ثم رجع مع المسلمين إلى قتالهم فاستشهد، ومن شعره:
لقد جرّ الفجاء على سليم ... مخازي عارها في الدّهر باق
[الوافر]
__________
(1) في أيغرق.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 2553.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 270 الجرح والتعديل 4/ 2033 أسد الغابة ت 2554.
(5) أسد الغابة ت 2555. الثقات 3/ 198 تجريد أسماء الصحابة 1/ 270- الكاشف 2/ 35- تهذيب التهذيب 4/ 444- التحفة اللطيفة 2/ 250 خلاصة تذهيب 2/ 3- تهذيب الكمال 2/ 165- التاريخ الكبير 4/ 331- تقريب التهذيب 1/ 372 الجرح والتعديل 4/ 2108- الوافي بالوفيات 16/ 352- الأعلام 2/ 214- الطبقات 58 تلقيح فهوم أهل الأثر 373- علل الحديث 68- المعرفة والتاريخ 3/ 269- بقي بن مخلد 350 التمهيد 3/ 199، 8/ 154- دائرة معارف الأعلمي 28/ 255- التمييز والفصل 2/ 496.
(6) في أوابن حبيب.(3/385)
وذكر أبو عمر في ترجمة الضحاك الكلابي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما سار إلى فتح مكة كان بنو سليم تسعمائة، فقال لهم: هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا «1» ، فوافاهم بالضحاك، وكان رئيسهم، وفيه يقول العباس بن مرداس السّلميّ:
إنّ الّذين وفوا «2» بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضّحّاكا
[أمّرته ذرب السّنان كأنّه ... لمّا تكشّفه العدوّ يراكا] «3»
طورا يعانق باليدين وتارة ... يفري الجماجم صارما بتّاكا «4»
[الكامل] وذكر ابن شاهين نحوه، لكن لم يعين اسم [الغزوة] «5» .
قلت: ويخطر لي أن صاحب هذه الترجمة هو هذا الآتي. واللَّه أعلم.
4186- الضحاك بن سفيان» :
بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ، أبو سعيد.
قال ابن حبّان وابن السّكن: له صحبة. وسيأتي له ذكر في ترجمة قرّة بن دعموص النميري.
قال أبو عبيد: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعقد له لواء، وقال الواقديّ: كان على صدقات قومه، وكان من الشجعان، يعدّ بمائة فارس، وبعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على سرية. وفيه يقول العباس بن مرداس:
إنّ الّذين وفوا بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضّحّاكا «7»
[الكامل] وقال ابن سعد: كان ينزل نجدا في موالي ضرية، وكان واليا على من أسلم هناك من قومه.
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 7/ 261 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37156 عزاه لابن عساكر عن ضحاك بن سفيان.
(2) في أدنوا.
(3) سقط في أ.
(4) في أفتاكا تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2556) والاستيعاب ترجمة رقم (1255) . وسيرة ابن هشام: 2/ 461.
(5) في أالغزاة.
(6) أسد الغابة ت 2556، الاستيعاب ت 1255.
(7) تنظر هذا البيت في المراجع السابقة لهذه الترجمة.(3/386)
وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن عائشة قالت: نزل الضحاك بن سفيان الكلابيّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له وبيني وبينه الحجاب: هل لك في أخت أم شبيب امرأة الضحاك، فتزوّجها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ثم طلّقها، ولم يدخل بها. ولما رجع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الجعرانة بعثه على بني كلاب يجمع «1» صدقاتهم.
وروى سعيد بن المسيب عنه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. أخرجه أصحاب السنن.
روى عنه الحسن البصريّ حديثا أخرجه البغويّ، وسيأتي في ترجمة موله «2» بن كثيف ما أخرجه البغويّ وابن قانع من طريقه أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان سيّافا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا بسيفه.
4187- الضحاك بن عبد عمرو «3» :
بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّ الخزرجيّ النجاريّ.
قال ابن حبّان: شهد بدرا. وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا.
وقال أبو حاتم: لم يرو عنه العلم.
قال أبو حاتم: لم يرو عن العلم.
قال أبو نعيم: شهد أيضا أحدا، وهو أخو النعمان بن عبد عمرو.
4188- الضحاك «4» :
بن عرفجة السعديّ.
روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن عرادة، عن عبد الرّحمن بن طرفة، عن الضّحاك ابن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب، هكذا ورد، والمشهور أن الّذي أصيب أنفه عرفجة، كذا أورده «5» ابن المبارك عن أبي الأشهب عن أبي طرفة بن عرفجة، عن جدّه عرفجة.
4189- الضحاك بن قيس «6» :
بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن
__________
(1) في أ: فجمع.
(2) في أ: هوده.
(3) أسد الغابة ت 2557، الاستيعاب ت 1256. الثقات 3/ 198- تجريد أسماء الصحابة 1/ 270- الاستبصار 91- أصحاب بدر 230 التحفة اللطيفة 2/ 251- الجرح والتعديل 4/ 2021- الطبقات الكبرى 3/ 520، 521 موسوعة الأعلمي 20/ 255.
(4) أسد الغابة ت 2558، الاستيعاب ت 1257.
(5) في أرواه.
(6) أسد الغابة ت 2559، الاستيعاب ت 1258. طبقات ابن سعد 7/ 410، نسب قريش 447، المعبر 295، 302، التاريخ الكبير 4/ 332، المعارف 412، الجرح والتعديل 4/ 457، مشاهير علماء الأمصار ت 368، جمهرة أنساب العرب 178، تاريخ ابن عساكر 8/ 205، - الكامل 4/ 149 تهذيب الكمال 617، تاريخ الإسلام 3/ 21، العبر 1/ 70، تذهيب التهذيب 2/ 98- البداية والنهاية 8/ 241، العقد الثمين 5/ 48، تهذيب التهذيب 4/ 448، خلاصة تذهيب الكمال 149.(3/387)
سنان بن محارب بن فهر الفهريّ، أبو أنيس وأبو عبد الرحمن، أخو فاطمة بنت قيس.
قال البخاريّ: له صحبة. ووقع في الكنى لمسلم أنه شهد بدرا، وهو وهم فظيع نبّه عليه ابن عساكر.
وروى له النّسائيّ حديثا صحيح الإسناد من رواية الزّهريّ، عن محمد بن سويد الفهري، عنه، واستبعد بعضهم صحة سماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا بعد فيه، فإن أقلّ ما قيل في سنّه عند موت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان ابن ثمان سنين.
وقال الطّبريّ: مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو غلام يافع. وقول الواقديّ: وزعم غيره أنه سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى أحمد، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق علي بن زيد، عن الحسن، قال: كتب الضّحاك بن قيس لما مات يزيد بن معاوية: أما بعد فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ بين يدي السّاعة فتنا كقطع الدّخان ... » «1» الحديث.
وروى عنه أيضا محمد بن سوقة «2» ، وأبو إسحاق السّبيعي «3» ، وتميم بن طرفة، وميمون بن مهران، وعبد الملك بن عمير، والشعبي، وهارون «4» .
وروى عن حبيب بن سلمة، وهو من أقرانه وأقاربه.
وروينا عن فوائد ابن أبي شريح، من طريق ابن جريج، عن محمد بن طلحة، عن
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 502 كتاب الفتن والملاحم باب ذكر الفتنة ودلائلها حديث رقم 4259، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1869 وابن ماجة في سننه 2/ 1310 كتاب الفتنة باب 11 التثبت من الفتن حديث رقم 3961، وأحمد في المسند 2/ 272، 277، 416 والطبراني في الكبير 8/ 357، والحاكم في المستدرك 3/ 525 وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 311 وقال رواه أحمد والطبراني من طرق فيها علي بن زيد وهو سيء الحفظ وقد وثقه وبقية رجال أحمد رجال الصحيح وأبو نعيم من الحلية 10/ 171.
(2) في أسويد.
(3) في أالتميمي.
(4) في أوالشعبي وآخرون.(3/388)
معاوية بن أبي سفيان، أنه قال على المنبر: حدّثني الضّحاك بن قيس، وهو عدل- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يزال وال من قريش» «1» .
قال الزّبير: كان الضّحاك بن قيس مع معاوية بدمشق، وكان ولّاه الكوفة، ثم عزله ثم ولّاه دمشق، وحضر موت معاوية، فصلّى عليه، وبايع الناس ليزيد، فلما مات يزيد بن معاوية ثم معاوية بن يزيد دعا الضّحاك إلى نفسه.
وقال خليفة: لما مات زياد سنة ثلاث وخمسين استخلف على الكوفة عبد اللَّه بن خالد ابن أسيد، فعزله معاوية، وولى الضّحاك بن قيس، ثم عزله وولى عبد الرّحمن بن أم الحكم، ثم ولى معاوية الضّحاك دمشق فأقرّه يزيد حتى مات، فدعا الضّحاك إلى ابن الزبير وبايع له حتى مات معاوية بن يزيد.
وقال غيره: خدعه عبيد اللَّه بن زياد فقال: أنت شيخ قريش، وتبايع لغيرك! فدعا إلى نفسه، فقاتله مروان، ثم دعا إلى ابن الزّبير فقاتله مروان فقتل الضّحاك بمرج راهط سنة أربع وستين أو سنة خمسين.
وقال الطّبريّ: كانت الوقعة في نصف ذي الحجّة سنة أربع، وبه جزم ابن مندة. وذكر ابن زيد في وفياته من طريق يحيى بن بكير، عن اللّيث أن وقعة مرج راهط كانت بعد عيد الأضحى بليلتين.
4190
- الضّحاك «2» بن النعمان:
بن سعد.
ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» ،
وروى من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن سليمان ابن عمرو، عن الضّحاك بن النّعمان بن سعد- أنّ مسروق بن وائل قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، فقال: أحب أن تبعث معي رجالا إلى قومي يدعونهم إلى الإسلام، فأمر معاوية وكتب: «من محمّد رسول اللَّه إلى الأقيال «3» من حضرموت، فذكر الكتاب، وبعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم زياد بن لبيد.
وسيأتي له طريق في ترجمة مسروق.
4191- الضّحاك الأنصاري «4» :
غير منسوب.
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 357 والحاكم في المستدرك 3/ 525 عن الضحاك بن قيس وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 198 عن الضحاك بن قيس ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سنيد وهو ثقة وقد تكلم من روايته عن الحجاج بن سليمان وهذا منها واللَّه أعلم.
(2) أسد الغابة ت 2561.
(3) في أالإقبال.
(4) أسد الغابة ت 2549.(3/389)
ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق إسماعيل بن زياد، عن إبراهيم بن بشير الأنصاري، عن الضّحاك الأنصاريّ، قال: لما سار النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى خيبر جعل عليّا على مقدمته، قال:
فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: إن جبرئيل يحبّك. قال: وبلغت أن جبريل يحبني؟ قال: نعم. ومن هو خير من جبرئيل.
إسناده ضعيف. وقد تقدّم ذكر الضّحّاك الأنصاريّ في ترجمة سفيان «1» بن قيس بن الحارث في حديث آخر ووصف بكونه عالما، فلعله هذا.
الضاد بعدها الراء
4192- ضرار بن الأزور «2» :
واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة «3» الأسديّ، أبو الأزور. ويقال أبو بلال.
قال البخاريّ وأبو حاتم وابن حبّان: له صحبة. وقال البغويّ: سكن الكوفة.
وروى ابن حبّان والدّارميّ والبغويّ والحاكم من طريق الأعمش عن بجير بن يعقوب، عن ضرار بن الأزور، قال: أهديت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لقحة، فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها، فقال: «دع داعي اللّبن» «4» .
وفي رواية البغويّ: بعثني أهلي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بلقوح ... الحديث.
وأخرجه البغويّ «5» من طريق سفيان، عن الأعمش، فقال: عن عبد اللَّه بن سنان، عن ضرار.
وروى ابن شاهين من طريق موسى بن الملك بن عمير، عن أبيه، عن ضرار بمعناه.
وروى البغويّ وابن شاهين، من طريق عبد العزيز بن عمران عن ماجد بن مروان، حدّثني أبي عن أبيه، عن ضرار بن الأزور، قال: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأنشدته:
خلعت القداح وعزف القيان ... «6» والخمر أشربها والثّمالا
__________
(1) في أشيبان. (2) أسد الغابة ت 2562، الاستيعاب ت 1259. (3) في أقيس بن خزيمة. (4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76، 311، 322، 339 والدارميّ في السنن 2/ 88 والطبراني في الكبير 8/ 354 والحاكم في المستدرك 2/ 63، 3/ 237 وابن سعد في الطبقات 6/ 112 وابن عساكر 7/ 33 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 199 وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. (5) في أ: وأخرجه أحمد والبغوي. (6) في أ: وعرفت العيان.(3/390)