1005 ز- ثعلبة بن معن بن محصن [ (1) ] ،
من بني عامر بن مالك بن النجّار.
استدركه ابن فتحون، وقال: ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
قلت: وهو في عدة نسخ من كتاب ابن أبي حاتم ثعلبة بن عمرو بن محصن، وقد أخرجه أبو عمر فلا يستدرك عليه.
1006- ثعلبة البهراني [ (2) ] .
ذكره عبدان، وأورد له من طريق موسى بن أعين، عن عبد الكريم الجزري، عن فرات، عن ثعلبة البهراني- مرفوعا: «يوشك العلم أن يختلس ... »
الحديث.
وهذا غلط نشأ عن تصحيف، وإنما هو عن فرات بن ثعلبة، فصارت ابن: عن، والفرات بن ثعلبة تابعيّ معروف.
ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» ، وقال: روى عنه أهل الشام.
وقال أبو موسى: الحديث المذكور يعرف بأبي الدرداء.
[الثاء بعدها اللام]
1007- الثّلب العنبري [ (3) ]-
ذكره ابن الأمين مستدركا هنا [ (4) ] ، والصواب بالمثناة كما تقدم التنبيه عليه في القسم الأول.
1008 ز- ثلدة الأسديّ-
استدركه ابن الأمين وغيره، وهو وهم، والصّواب ثور أو ثوب بن ثلدة كما تقدم في القسم الثالث، وتقدم أن ثلدة اسم أمّه فيما يقال. واللَّه أعلم.
[الثاء بعدها الواو]
1009 ز- ثوبان
بن فزارة العامري. ذكره المرزبانيّ [ (5) ] في معجم الشعراء فيمن اسمه ثوبان مع ثوبان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد صحّفه، والصواب ثروان- براء ثم واو- كما تقدم في القسم الأول.
__________
[ (1) ] في أمحيصن.
[ (2) ] أسد الغابة 1/ 281، تجريد أسماء الصحابة 1/ 66، أسد الغابة ت (587) .
[ (3) ] في أ، ب الأثير.
[ (4) ] أسد الغابة ت (618) .
[ (5) ] الاستيعاب ت (278) .(1/539)
حرف الجيم
القسم الأول
[الجيم بعدها الألف]
1010- جابان [ (1) ] والد ميمون [ (2) ] .
روى ابن مندة من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن أبي خالد: سمعت ميمون بن جابان الصردي عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير مرة حتى بلغ عشرا يقول: «من تزوّج امرأة وهو ينوي ألّا يعطيها الصّداق لقي اللَّه وهو زان» .
قلت: كذا قال عن أبيه إن كان محفوظا.
1011- جابر بن الأزرق الغاضري [ (3) ] .
حديثه في أهل حمص.
قال ابن مندة: نزل حمص، وروى من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي راشد الحبراني، حدثني جابر بن الأزرق الغاضري، قال:
أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على راحلة ومتاع، فدفعني رجل فقلت: جئت من أقطار اليمن لأسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأعي ثم أرجع فأحدّث من ورائي وأنت تمنعني؟ قال: صدقت ثم ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث. وفيه دعاؤه للمحلّفين ثلاث مرات، قال: غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
1012- جابر بن أسامة الجهنيّ [ (4) ]-
يكنى أبا سعاد، نزل مصر ومات بها، قاله ابن
__________
[ (1) ] في أجابر.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، تهذيب التهذيب 2/ 37، تقريب التهذيب 1/ 122، تهذيب الكمال 1/ 178، التاريخ الصغير 1/ 262، 263، الجرح والتعديل 2، أسد الغابة ت (630) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، أسد الغابة ت (631) .
[ (4) ] الثقات 3/ 53، تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، حسن المحاضرة 1/ 181، التاريخ الكبير 2/ 202، الجرح والتعديل 2/ 220، دائرة معارف الأعلمي 14/ 218، أسد الغابة ت (632) ، الاستيعاب ت (302) .(1/540)
يونس في حديث ذكره عن ابن وهب عن أسامة بن زيد.
وروى البخاريّ في «تاريخه» وابن أبي عاصم والطّبرانيّ وغيرهم من طريق أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب عن جابر بن أسامة الجهنيّ، قال: لقيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالسّوق في أصحابه، فسألتهم: أين يريد؟ قالوا: اتّخذ لقومك مسجدا، فرجعت فإذا قومي فقالوا: خط لنا مسجدا، وغرز في القبلة خشبة.
قال ابن السّكن: لا يروى عنه شيء إلا من هذا الوجه، وكذا قال البغويّ نحو هذا.
1013- جابر بن حابس [ (1) ] ،
أو عابس، العبديّ.
روى الطّبرانيّ من طريق حصين بن نمير، حدثني أبي عن أبيه عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» [ (2) ] .
إسناده مجهول، ووقع في رواية يوسف بن خليل بخطه عابس، وكذا هو عند ابن الجوزيّ.
1014 ز- جابر بن الحارث العبديّ
أحد الوفد الذين قدموا مع الأشجع فأسلموا.
يأتي ذكره في ترجمة صحار العبديّ إن شاء اللَّه تعالى.
1015- جابر بن خالد [ (3) ] بن مسعود
بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجّار الخزرجيّ.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ومحمد بن إسحاق
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 178، الوافي بالوفيات 11/ 31، أسد الغابة ت (633) ، الاستيعاب ت (299) .
[ (2) ] قال ابن الجوزي: رواه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ثمانية وتسعون صحابيا منهم العشرة، ولا يعرف ذلك لغيره، وأخرجه الطبراني نحو هذا العدد، وذكر ابن دحية أنه خرج من نحو أربعمائة طريق وقال بعضهم: رواه مائتان من الصحابة وألفاظهم متقاربة والمعنى واحد 1 هـ. والحديث أخرجه البخاري 1/ 28 ومسلم في المقدمة (3- 4) وابن ماجة حديث (30- 32) وأبو داود (3651) والترمذي (2659) وأحمد في المسند 1/ 78 والدارميّ 1/ 56 والحاكم 1/ 77 والبيهقي في السنن 3/ 276 وابن حبان (1461) والطبراني في الكبير 1/ 73، 5/ 403 والصغير 2/ 55 وابن حبان (1461) والحميدي (1166) وأبو نعيم في الحلية 8/ 108 والطحاوي في المعاني 4/ 128 والمشكل 1/ 164 وحميدي (1166) والشافعيّ في المسند (239) وابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 75 والبيهقي في الدلائل 6/ 284 والبغوي في التفسير 2/ 124 وذكره الهيثمي في المجمع 1/ 142 وابن حجر في المطالب (3083) وانظر فيض القدير 6/ 216.
[ (3) ] المغازي 165، ابن هشام 1/ 705، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 394، أسد الغابة ت (634) ، الاستيعاب ت (288) .(1/541)
فيمن شهد بدرا، ووقع عند [ (1) ] ابن إسحاق جابر بن عبد اللَّه، والصّواب الأول.
1016- جابر بن رئاب
هو ابن عبد اللَّه بن رئاب- يأتي.
1017- جابر بن أبي سبرة الأسدي [ (2) ]-
روى الحاكم والبيهقيّ في الشعب وابن مندة من طريق ابن عجلان، عن موسى بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن أبي سبرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يذكر الجهاد فقال: «إنّ الشّيطان قعد لابن آدم بأطرقة ... »
[ (3) ] الحديث.
قال ابن مندة: غريب تفرد به طارق، والمحفوظ في هذا عن سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي فاكهة كما سيأتي في موضعه.
1018- جابر بن سفيان [ (4) ] :
من بني زريق الخزرجيّ، حليف معمر بن حبيب الجمحيّ.
كان أبوهما قد حالف معمرا وأقام بمكة، ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة ثم قدم هو وابناه جابر وجنادة في السفينتين من أرض الحبشة، قاله ابن إسحاق، وقال: هو وهشام بن الكلبي: مات الثّلاثة في خلافة عمر.
وقال ابن إسحاق: كان شرحبيل بن حسنة أخا جابر وجنادة لأبيهما، وذكر قصّة لشرحبيل مع أبي سعيد بن المعلى لما تحوّل عن الأنصار وحالف بني زهرة.
1019- جابر بن سليم [ (5) ]
وقيل سليم بن جابر، أبو جريّ الهجيمي- مشهور بكنيته، يأتي في الكنى.
1020- جابر بن سمرة [ (6) ]
بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن
__________
[ (1) ] في أووقع عند ابن مندة عن ابن إسحاق.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، أسد الغابة ت (635) ، الاستيعاب ت (301) .
[ (3) ] أخرجه النسائي في السنن 6/ 21 كتاب الجهاد باب 19 ما لمن أسلم وهاجر وجاهد حديث رقم 313.
وأحمد في المسند 3/ 483، والطبراني في الكبير 7/ 138 وكنز العمال حديث رقم 10569، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 73.
[ (4) ] أسد الغابة ت (636) ، الاستيعاب ت (293) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (637) ، الاستيعاب ت (305) ، الثقات 3/ 254، تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، تقريب التهذيب 2/ 39، الطبقات الكبرى 179، تهذيب الكمال 1/ 178، الوافي بالوفيات 11/ 26، التاريخ الصغير 1/ 117، التاريخ الكبير 2/ 205، الجرح والتعديل 2/ 2027، تبصير المتنبه 3/ 915.
[ (6) ] الطبقات الكبرى 6/ 24، طبقات خليفة 56، التاريخ لابن معين 2/ 73، تاريخ خليفة 273، العلل لابن(1/542)
سواءة بن عامر بن صعصعة العامريّ السّوائي، حليف بني زهرة. وأمه خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص.
[له] [ (1) ] ولأبيه صحبة، أخرج له أصحاب الصّحيح.
وروى شريك عن سماك عن جابر بن سمرة، قال: جالست النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أكثر من مائة مرة، أخرجه الطّبرانيّ.
وفي الصّحيح عنه قال: صليت مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكثر من ألفي مرة.
قال ابن السّكن: يكنى أبا عبد اللَّه، ويقال يكنى أبا خالد.
نزل الكوفة، وابتنى بها دارا، وتوفّي في ولاية بشر على العراق سنة أربع وسبعين.
وقال سلمة [ (2) ] بن جنادة [ (3) ] عن أبيه: صلّى عليه عمرو بن حريث.
1021- جابر بن شيبان [ (4) ]
بن عجلان بن عتاب [ (5) ] بن مالك الثقفي. ذكر المدائنيّ في كتاب أخبار ثقيف أنه ممن شهد بيعة الرضوان، واستدركه ابن الدّبّاغ.
1022- جابر بن صخر [ (6) ]
بن أمية الأنصاريّ، أخو جبّار. قال ابن القداح: شهد العقبة والمشاهد إلا بدرا، وكذا قال ابن إسحاق.
[قال ابن سعد: لم يعرفه الواقديّ ولا موسى بن عقبة، ووقع في مسند مسدّد، من طريق ابن إسحاق] [ (7) ] ، عن أبي سعد، عن جابر بن عبد اللَّه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى به
__________
[ () ] حنبل 1/ 106، و 211، التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 205، التاريخ الصغير له 69 و 70، المعرفة والتاريخ 2/ 754 و 3/ 280، تاريخ أبي زرعة 1/ 59، المعارف لابن قتيبة 305، 306، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 273، أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 163، المعجم الكبير للطبراني 2/ 194، 257، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 72، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 388، تهذيب الأسماء للنووي 1/ 142، تهذيب الكمال للمزي 1/ 74، الكاشف 1/ 121، سير أعلام النبلاء 3/ 186، 188، دول الإسلام 1/ 50، الكامل في التاريخ 4/ 260، مرآة الجنان 1/ 141، الوافي بالوفيات للصفدي 11/ 27، تاريخ ابن خلدون 2/ 120، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 39، تقريب التهذيب 1/ 122، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 179، خلاصة تذهيب التهذيب 50، شذرات الذهب 1/ 74، تاريخ العروس 10/ 365، أسد الغابة ت (638) ، الاستيعاب ت (303) .
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] في أسلمة.
[ (3) ] في أجبارة.
[ (4) ] أسد الغابة ت (639) .
[ (5) ] في أغياث.
[ (6) ] في أسد الغابة ت (640) .
[ (7) ] سقط في أ.(1/543)
وبجابر بن صخر فأقامهما وراءه. ورواه غيره فقال: جبّار بن صخر، وهو المحفوظ كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى.
1023- جابر بن أبي صعصعة [ (1) ] ،
هو ابن عمرو، يأتي.
1024- جابر بن طارق
بن أبي طارق بن عوف الأحمسي [ (2) ]- بمهملتين- البجلي- وقد ينسب إلى جده فيقال جابر بن عوف، ويقال جابر بن أبي طارق.
قال البخاريّ: له صحبة، وحديثه عند النسائيّ بسند صحيح قال البغويّ: لا أعلم له غيره.
وروى ابن السّكن من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر- وكان من أهل القادسيّة- عن أبيه، فذكر حديثا وهو عند الشيرازي في الألقاب بدون قوله: وكان من أهل القادسية- أن أعرابيا مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حتى أزبد شدقيه فقال: «عليكم بقلّة الكلام فإنّ تشفيق الكلام من شقاشق الشّيطان» [ (3) ] .
وفرّق ابن حبّان بين جابر بن طارق الأحمسي وجابر بن عوف الأحمسي، فقال في الأوّل: سكن الكوفة، وكان يخضب بالحمرة، وقال في الثاني: له صحبة، وهو والد حكيم.
وكذا استدرك ابن فتحون جابر بن طارق على أبي عمر حيث أورد جابر بن عوف:
وكلّ ذلك وهم، فهو رجل واحد.
1025- جابر بن ظالم [ (4) ]
بن حارثة بن عتّاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بحتر البحتري الطائي.
قال الطّبريّ: وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأسلم وكتب له كتابا، فهو عندهم. استدركه ابن فتحون والرّشاطيّ.
__________
[ (1) ] في أسد الغابة ت (642) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 72، تقريب التهذيب 1/ 122، تهذيب التهذيب 2/ 41، تهذيب الكمال 1/ 179، الكاشف 1/ 177، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 156، الوافي بالوفيات 11/ 31، الجرح والتعديل 2/ 224 الطبقات 118/ 139، تلقيح فهوم الأثر 379، دائرة معارف الأعلمي 3/ 281، أسد الغابة ت (643) .
[ (3) ] أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 323.
[ (4) ] أسد الغابة ت (644) ، الاستيعاب ت (298) .(1/544)
1026- جابر بن عابس
هو ابن حابس، تقدم، ونسبه في التجريد للتلقيح، ولم ينبّه على أنه الّذي تقدم.
1027- جابر بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. أحد الستّة الذين شهدوا العقبة الأولى.
قال ابن إسحاق: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: لما لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الستّة من الأنصار، وهم: أسعد بن زرارة، وجابر بن عبد اللَّه بن رئاب، وقطبة بن عامر، ورافع بن مالك، وعقبة بن عامر بن زيد، وعوف بن مالك- فأسلموا قالوا ... فذكر الحديث.
وذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا.
قال ابن عبد البرّ في ترجمته: له حديث عند الكلبيّ عن أبي صالح عنه، لا أعلم له غيره.
قلت: بل جاء عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب أحاديث من طرق ضعيفة،
فروى البغويّ، وابن السكن وغيرهما من طريق الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «مرّ بي ميكائيل في نفر من الملائكة ... »
[ (2) ] الحديث.
قال البغويّ: الوازع ضعيف جدا، قال: ولا أعرف لجابر مسندا غيره.
قلت: بل له غيره، ذكر البخاريّ في التاريخ من طريق ابن إسحاق، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب في قصة أبي ياسر بن أخطب، رواها يونس بن بكير في المغازي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس وجابر بن رئاب- أن أبا ياسر بن أخطب مرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يقرأ فاتحة الكتاب والم، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ [البقرة: 1] ، فذكر القصّة، فكأنه نسب جابرا إلى جده.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 52، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، الوافي بالوفيات 11/ 9 الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار 349 الطبقات 103، الجرح والتعديل 2/ 2021، الطبقات الكبرى 3/ 574، أصحاب بدر 200، الإكمال 4/ 4، التاريخ الكبير 2/ 208، المحدثين 657، الاستيعاب ت (289) .
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 15171 ولفظه مر بي ميكائيل ومعه ملك على جناحه غبار وهو راجع في طلب العدو وأنا أصلي فضحك وتبسمت إليه- وعزاه للبغوي وضعفه وابن السكن والباوردي وابن قانع وابن عدي والطبراني والبيهقي وضعفه عن جابر بن عبد اللَّه قال البغوي لا أعلم له حديثا مسندا غيره وقال غيره بل له أحاديث.(1/545)
وكذلك روى ابن شاهين وابن مردويه من طريق همام عن الكلبي في قوله تعالى:
يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ [الرعد: 39] ، قال: يمحو من الرزق، وقال: فقلت: من حدثك؟ قال: أبو صالح عن جابر بن رئاب عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
1028- جابر بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السّلميّ- يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا عبد الرحمن، وأبا محمد- أقوال.
أحد المكثرين عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وروى عنه جماعة من الصّحابة، وله ولأبيه صحبة.
وفي الصّحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة، وروى البخاريّ في تاريخه بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر، قال: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر.
ومن طريق حجاج بن الصواف: حدثني أبو الزبير أنّ جابرا حدثهم، قال: غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة.
وأنكر الواقديّ رواية أبي سفيان عن جابر المذكور.
وروى مسلم من طريق زكريا بن إسحاق، حدثنا أبو الزّبير أنه سمع جابرا يقول:
غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تسع عشرة غزوة. قال جابر: لم أشهد بدرا ولا أحدا، منعني أبي، فلما قتل لم أتخلّف.
وعن جابر قال: استغفر لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ليلة الجمل خمسا وعشرين مرّة، أخرجه أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه.
وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال: كان لجابر بن عبد اللَّه حلقة في المسجد- يعني النبويّ- يؤخذ عنه العلم.
وروى البغويّ من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، قال: جاءنا جابر بن عبد اللَّه وقد أصيب بصره وقد مسّ رأسه ولحيته بشيء من صفرة.
ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال: كان آخر أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم موتا بالمدينة جابر.
__________
[ (1) ] طبقات خليفة ت 623. العبر 298، التاريخ الكبير 2/ 207، الجرح والتعديل 2/ 492. مشاهير علماء الأمصار ت 25، المستدرك 3- 564، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 72، تاريخ ابن عساكر 3- 311، جامع الأصول 9- 86، تهذيب الأسماء واللغات 1- 1- 142 تهذيب الكمال 182، تاريخ الإسلام 3/ 143، تذكرة الحفاظ 1/ 4، العبر 1/ 89، تذهيب التهذيب 1/ 99، خلاصة تذهيب الكمال 50، شذرات الذهب 1/ 84- وفيه ابن عمر بن حرام، تهذيب ابن عساكر 3/ 389، أسد الغابة ت (647) ، الاستيعاب (290) .(1/546)
قال البغويّ: هو وهم، وآخرهم سهل بن سعد.
قال يحيى بن بكير وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين، وقال علي بن المدينيّ:
مات جابر بعد أن عمر فأوصى ألا يصلّي عليه الحجاج.
قلت: وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين، وفي الطبري وتاريخ البخاريّ ما يشهد له، وهو أن الحجاج شهد جنازته، ويقال: مات سنة ثلاث [وسبعين] ، ويقال: إنه عاش أربعا وتسعين سنة.
1029 ز- جابر بن عبد اللَّه [ (1) ] ،
ويقال ابن عبيد بن جابر العبديّ.
روى أحمد في كتاب الأشربة، وعنه البغويّ من طريق الحارث بن مرة، عن نفيس، عن عبد اللَّه بن جابر العبديّ، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من عبد القيس، ولست منهم، إنما كنت مع أبي، فنهاهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الشّرب في الأوعية
[ (2) ] ...
الحديث.
وفيه:
إنه حجّ مع أبيه بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى الحسن بن علي، فسلّم عليه، فرحب به، فسأله رجل عن نبيذ الجرّ فرخص فيه، قال: فقال له أبي: أبعد ما نهى عنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟
قال: نعم. قد كان بعدكم رخّصه. إسناده حسن، ولم أره في مسند أحمد. أخرجه أبو نعيم عن القطيعي، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل. عن أبيه.
[وأغرب ابن الأثير فساقه بإسناد المسند، فكأنه لما رأى إسناد أبي نعيم قدم على ذلك، وإنما هو في كتاب الأشربة لأحمد] .
وو روى الباورديّ من طريق النضر بن شميل، عن حبيب بن أبي جويرة الصفاويّ، حدّثني قيس، قال: خرجت حاجا فلقيت رجلا من عبد القيس يقال له عبد اللَّه بن جابر، فقال: حججت مع أبي، فأخذنا طريق المدينة، فقال: ألا تلمّ بنا بأم المؤمنين؟ قلت: بلى، قال: فصعدنا إليها، فقال لها أبي- وأنا أسمع: إني كنت في الوفد الذين جاءوا من البحرين، فهل سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أحدث بعدنا في الأشربة شيئا؟ قالت: لا.
1030- جابر بن عبد اللَّه الرّاسبيّ [ (3) ] .
قال صالح جزرة: نزل البصرة، وقال أبو
__________
[ (1) ] الثقات 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، تهذيب التهذيب 2/ 52، الطبقات الكبرى 7/ 88، الوافي بالوفيات 11/ 31.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 446 عن عبد اللَّه بن جابر العبديّ.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 72، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، معجم رجال الحديث 4/ 11، التعديل والتجريح 193، أسد الغابة ت (645) ، الاستيعاب ت (291) .(1/547)
عمر: روى عنه أبو شدّاد.
وروى ابن مندة من طريق عمر بن برقان، عن أبي شداد، عن جابر بن عبد اللَّه الراسبيّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من عفا عن قاتله دخل الجنّة» [ (1) ] .
قال: هذا حديث غريب إن كان محفوظا. قال أبو نعيم: قوله «الراسبيّ» وهم، وإنما هو الأنصاريّ.
1031 ز- جابر بن عبد اللَّه
من الأنصار. ذكره أبو الفتح اليعمريّ في «السيرة النبويّة» فيمن ردّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد. قال: وليس هو الّذي يروي عنه الحديث.
قلت: ولم ير في غير الأنصار صحابيّ يقال له جابر بن عبد اللَّه غير العبديّ، وهذا الرّاسبيّ إن صحّ، ولم يوصف واحد منهما بأنه ردّ عن أحد، فلعله ثالث. ثم وجدته في ذيل ابن فتحون فقال: قال ابن سعد: أخبرنا ابن سماعة حدّثنا أبو يوسف القاضي، عن عثمان بن عبد اللَّه بن يزيد بن حارثة عن عمه ابن يزيد بن حارثة عن أبيه، قال: استصغر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد ابن عمر، وزيد بن أرقم، وأبا سعيد، وجابر بن عبد اللَّه، وليس بالذي يروي عنه الحديث، وسعد بن حبتة، حكاه الطبري عن ابن سعد.
1032- جابر بن عتيك [ (2) ]
بن قيس بن الحارث بن هيشة- بفتح الهاء وسكون التحتانية بعدها معجمة- ابن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس الأنصاريّ. هكذا نسبه ابن الكلبي، وابن إسحاق، وقالا: شهد بدرا والمشاهد.
وروى مالك في «الموطّأ» عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك، وهو جدّ عبد اللَّه لأمه- أنّ جابر بن عتيك أخبره أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جاء يعود عبد اللَّه بن ثابت فوجده قد غلب، فصاح به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يجبه فاسترجع، وقال:
غلبنا عليك يا أبا الربيع ... [الحديث] .
ورواه أبو داود والنّسائيّ من طريق مالك، ورواه النسائي من طريق عبد الملك بن عمير،
فقال عن جبر بن عتيك: إنه دخل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ميّت فبكى النّساء ...
الحديث.
ورواه ابن ماجة وغيره من طريق أبي أسامة وغيره عن أبي العميس عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جبر عن أبيه عن جده نحوه.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39855 وعزاه لابن مندة عن جابر الراسبي.
[ (2) ] طبقات ابن سعد 3/ 469، الجرح والتعديل 2/ 532، معجم الطبراني 2/ 205، الاستبصار 292، 293، تهذيب الكمال 187. تاريخ الإسلام 3- 2، تهذيب التهذيب 2/ 90059، خلاصة تذهيب الكمال 460، أسد الغابة ت (649) ، الاستيعاب ت (294) .(1/548)
ورواه النّسائيّ من طريق جعفر بن عون عن أبي العميس، فلم يقل عن جده.
ورواه ابن مندة من وجه آخر عن أبي العميس، فقال: عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر ابن عتيك عن أبيه عن جدّه، وفيه اختلاف كثير.
ورواية مالك هي المعتمدة، ويرجّحها ما روى أبو داود والنسائي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن جابر بن عتيك عن أبيه مرفوعا: «إنّ من الغيرة ما يبغض اللَّه
[ (1) ] ... »
الحديث وإسناده صحيح.
وفي «تاريخ البخاريّ» من طريق نافع بن يزيد: حدثني أبو سفيان بن جابر بن عتيك عن أبيه- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرّم اللَّه عليه الجنّة [ (2) ] » .
فهذه الأحاديث تبيّن أن اسمه جابر، لكن الحديث الأخير ذكر في ترجمة الّذي بعده، وهو محتمل، فإن جده لم يسمّ. وصحّح الدمياطيّ أن اسمه جبر. وجزم غيره كالبغويّ بأنّ جبرا أخوه. وقد جزم ابن إسحاق وغيره بأن جبر بن عتيك شهد بدرا.
وفي الصّحابة ممن يسمى جابر بن عتيك غير هذا اثنان أحدهما:
1033 ز- جابر بن عتيك
بن النعمان بن عتيك الأنصاري. [ (3) ] ذكره ابن حبّان في الصّحابة، فقال: يكنى أبا عبد اللَّه، وله صحبة. روى عنه ابنه سفيان.
قلت:
وحديث أبي سفيان بن جابر عن أبيه في تاريخ البخاريّ أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرّم اللَّه عليه الجنّة» .
قال: وكان أبو سفيان قدم مصر، ولا يوقف على اسمه. وثانيهما:
__________
[ (1) ] أخرجه النسائي في السنن 5/ 78 كتاب الزكاة باب 66 الاحتيال في الصدقة حديث رقم 2558، وأحمد في المسند 5/ 445، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 308، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1313، وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 161.
[ (2) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 249، 2/ 210، وأورده المنذري في الترغيب 2/ 624، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 3، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 184،
وعن جابر بن عتيك أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ بيمينه حرم اللَّه عليه الجنة وأوجب له النار- الحديث
قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
[ (3) ] الثقات 3/ 52، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، الطبقات الكبرى 8/ 400، تقريب التهذيب 1/ 123، تهذيب التهذيب 2/ 43 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157- التحفة اللطيفة 1/ 405 الوافي بالوفيات 11/ 28، الاستبصار 345 الطبقات 84، 103 الكاشف 1/ 177، مشاهير علماء الأمصار 106، التاريخ الكبير 2/ 208، الجرح والتعديل 2/ 2022، البداية والنهاية 8/ 263، إسعاف المبطإ 185، الاستيعاب ت (295) .(1/549)
1034- جابر بن عتيك
بن قيس بن الأسود بن مريّ بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاريّ السلميّ.
اشترك مع الأول في اسمه واسم أبيه وجدّه، بخلاف الثاني، لكن اختلف في شهود هذا أحدا.
وذكر ابن سعد عن جماعة من العلماء بالسير أنه شهد ما بعدها، وهو والد عبد الملك ابن جابر بن عتيك الّذي حدّث عن جابر بن عبد اللَّه: إذا حدّث الرجل القوم ثم التفت فهي أمانة [ (1) ] ، قاله الدمياطيّ.
1035- جابر بن أبي صعصعة
عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ المازنيّ [ (2) ] .
ذكر ابن القدّاح في نسب الأنصار، قال: فمن ولد عوف بن مبذول: قيس بن أبي صعصعة، شهد العقبة وبدرا، وأخوه جابر بن أبي صعصعة شهد أحدا وما بعدها واستشهد بمؤتة، وكذا قال ابن سعد وابن شاهين في جابر.
1036- جابر بن عمير الأنصاري [ (3) ] .
قال البخاري: له صحبة. وقال ابن حبّان: يقال له صحبة.
وروى النّسائيّ بإسناد صحيح عن عطاء قال: رأيت جابر بن عبد اللَّه وجابر بن عمير يرتميان فملّ أحدهما فجلس، فقال له الآخر: كسلت؟ قال: نعم. قال: أما إنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «كلّ شيء ليس من ذكر [اللَّه] فهو لعب إلّا أربعة [ (4) ] ... » الحديث.
__________
[ (1) ] أخرجه الترمذي 4/ 301 كتاب البر والصلة باب 39 ما جاء أن المجالس أمانة حديث رقم 1959 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن، وأبو داود 2/ 683 كتاب الأدب باب في نقل الحديث حديث رقم 4868، وأحمد في المسند 3/ 380، البيهقي في السنن الكبرى 10/ 247.
[ (2) ] الاستيعاب ت (297) .
[ (3) ] الثقات 3/ 53، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، بقي بن مخلد 736، تقريب التهذيب 1/ 123، تهذيب التهذيب 4412، تهذيب الكمال 1/ 180، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، التحفة اللطيفة 1/ 405، الوافي بالوفيات 11/ 30، والاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار 345، الكاشف 1/ 177، الجرح والتعديل 1/ 394، و 2/ 2028، التاريخ الكبير 2/ 208، معجم البلدان 2/ 747، أسد الغابة ت (650) ، الاستيعاب ت (296) .
[ (4) ] أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 272 عن جابر بن عبد اللَّه وجابر بن عبيد اللَّه الأنصاري وقال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا عبد الوهاب بن بخت، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 193، 2/ 279، 10/ 15 والحسيني في إتحاف السادة المتقين 6/ 520، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40612.(1/550)
1037- جابر بن عوف [ (1) ]-
تقدم في ابن طارق.
1038- جابر بن عوف الثقفي [ (2) ] ،
ذكره سعيد بن يعقوب، وأورد له من طريق يعلى ابن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس، واسمه جابر بن عوف- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى ومسح على قدميه، انتهى.
والمحفوظ أن اسم أبي أوس حذيفة كما سيأتي.
1039- جابر بن ماجد الصدفي [ (3) ] .
ذكره ابن يونس، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر.
وروى ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جدّه حديثا متنه: «سيكون بعدي خلفاء ثمّ أمراء ثمّ ملوك جبابرة ... [ (4) ] »
الحديث.
خالفه فيه الأوزاعيّ، فرواه عن قيس بن جابر عن أبيه، عن جدّه، فعلى هذا فالرواية لماجد والد جابر، ويكون الضمير في رواية ابن لهيعة في قوله: عن جده- يعود على قيس.
واللَّه أعلم.
1040- جابر بن النعمان [ (5) ]
بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد البلوي حليف الأنصار.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنه من رهط كعب بن عجرة، وله صحبة. وسواد في نسبه قيّده ابن ماكولا بضم أوله.
1041- جابر بن ياسر [ (6) ]
بن عويص، بوزن قدير، بمهملتين- الرعينيّ.
قال ابن مندة: له ذكر في الصّحابة، وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وهو جدّ عباس وجابر ابني عباس بن جابر، ولا يعرف له حديث.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] الثقات 3/ 53، تجريد الصحابة 1/ 73 الجرح والتعديل 2/ 2026، أسد الغابة ت (651) ، الاستيعاب ت (304) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (653) .
[ (4) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 1556، وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 273 وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 158، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38667.
[ (5) ] أسد الغابة ت (654) .
[ (6) ] تنقيح المقال/ 1622، جامع التحصيل 183، أسد الغابة ت (655) .(1/551)
1042- جابر الأسدي.
ذكر سيف في الفتوح أن سعد بن أبي وقّاص أمّره على بعض السّرايا في قتال القادسيّة.
وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصّحابة، استدركه ابن فتحون.
1043- جاحل [ (1) ] ،
أبو مسلم الصّدفي.
روى ابن مندة من طريق ابن وهب، حدثنا أبو الأشيم مؤذّن مسجد دمياط عن شراحيل بن يزيد، عن محمد بن مسلم بن جاحل، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ أحصاهم لهذا القرآن من أمّتي منافقوهم» .
قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وذكره أبو نعيم، فقال: ليست له عندي صحبة، ولم يذكره أحد من المتقدّمين ولا من المتأخّرين. انتهى.
وقد ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في «تاريخ الصّحابة الذين نزلوا مصر» ، وقال: لا نعرف له حضور الفتح ولا خطة بمصر، وللمصريين عنه حديث فذكره، وذكره أيضا ابن يونس وابن زبر، فلابن مندة فيهم أسوة.
1044- الجارود بن المعلى [ (2) ] .
ويقال ابن عمرو بن المعلى. وقيل الجارود بن العلاء. حكاه التّرمذيّ العبديّ، أبو المنذر، ويقال أبو غيّاث- بمعجمة ومثلثة- على الأصح. وقيل بمهملة وموحدة ويقال: اسمه بشر بن حنش- بمهملة ونون مفتوحتين ثم معجمة.
وقال ابن إسحاق: قدم الجارود بن عمرو بن حنش- وكان نصرانيا، على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر قصّة، وقال في اسمه غير ذلك، ولقّب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم، قال الشاعر:
قدّسناهم بالخيل من كلّ جانب ... كما جرّد الجارود بكر بن وائل [ (3) ]
[الطويل]
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (656) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 74، تنقيح المقال- 1628، أعيان الشيعة 4/ 56، جامع الرجال 1/ 354، بقي بن مخلد 356، الطبقات الكبرى 5/ 557، 7/ 86، الثقات 3/ 59 تقريب التهذيب 1/ 124، تهذيب الكمال 1/ 182، الوافي بالوفيات 11/ 35، التاريخ الكبير 1/ 43، 50، تاريخ الإسلام 3/ 133، التاريخ الكبير 2/ 236، الجرح والتعديل 2/ 2181، الكاشف 1/ 178، ابن سعد 5/ 407، تلقيح فهوم أهل الأثر 3730، تبصير المتنبه 3/ 923 مشاهير علماء الأمصار 246، أسد الغابة ت (657) ، الاستيعاب ت (353) .
[ (3) ] ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (353) .(1/552)
وكان سيّد عبد القيس.
وحكى ابن السّكن أن سبب تلقيبه بذلك أنّ بلاد عبد القيس أجدبت وبقي للجارود بقية من إبله، فتوجّه بها إلى بني قديد بن شيبان، وهم أخواله، فجربت إبل أخواله، فقال الناس: جردهم بشر، فلقب الجارود، فقال الشاعر ... فذكره.
وقدم الجارود سنة عشر في وفد عبد القيس الأخير وسرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بإسلامه. وروى الطّبرانيّ من طريق زربيّ بن عبد اللَّه بن أنس، قال: لما قدم الجارود وافدا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فرح به وقرّبه وأدناه.
وقال ابن إسحاق في المغازي: كان حسن الإسلام صليبا على دينه.
وروى الطّبرانيّ من طريق ابن سيرين عن الجارود، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقلت: إن لي دينا فلي إن تركت ديني ودخلت في دينك ألا يعذبني اللَّه؟ قال: «نعم» طوّله البغويّ.
وكان الجارود صهر أبي هريرة، وكان معه بالبحرين لما أرسله عمر كما سيأتي في ترجمة قدامة بن مظعون، وقتل بأرض فارس بعقبة الطين، فصارت يقال لها عقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر. وقيل: قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرّن. وقيل:
بقي إلى خلافة عثمان.
روى ابن مندة من طريق أبي بكر بن أبي الأسود: حدّثني رجل من ولد الجارود.
قال: قتل الجارود بأرض فارس في خلافة عمر. قال أبو عمر من محاسن شعره:
شهدت بأنّ اللَّه حق وسامحت ... بنات فؤادي بالشّهادة والنّهض
فأبلغ رسول اللَّه عنّي رسالة ... بأنّي حنيف حيث كنت من الأرض [ (1) ]
فإن لم تكن داري بيثرب فيكم ... فإنّي لكم عند الإقامة والخفض
وأجعل نفسي دون كلّ ملمّة ... لكم جنّة من دون عرضكم عرضي
[الطويل] وابنه المنذر بن الجارود كان من رؤساء عبد القيس بالبصرة، مدحه الأعشى الحرمازي وغيره، وحفيده الحكم بن المنذر، وهو الّذي يقول فيه الأعشى هذا أيضا:
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود
__________
[ (1) ] ينظر البيتان الأولان في أسد الغابة ترجمة رقم (657) والاستيعاب ترجمة رقم (353) .(1/553)
أنت الجواد ابن الجواد المحمود ... نبتّ في الجود في بيت الجود
والعود قد ينبت في أصل العود
[الرجز] قال: فكان الحجاج يحسد الحكم على هذه الأبيات.
1045- الجارود بن المنذر العبديّ [ (1) ]
- آخر. فرّق البخاري بينه وبين الّذي قبله في كتاب الوحدان، قاله ابن مندة، وجعل هذا هو الّذي يروي عنه ابن سيرين. وأما الحسن بن سفيان والطّبرانيّ وغيرهما فأخرجوا حديث ابن سيرين عن الجارود في الّذي قبله. والصواب أنهما اثنان، لأن الجارود بن المنذر قد بقي حتى أخذ عنه الحسن وابن سيرين، وأما ابن المعلى فمات قبل ذلك. والمنذر كنيته لا اسم أبيه. واللَّه أعلم.
1046- جارية
بن أصرم الكلبيّ الأجداري، من بني عامر بن عوف المعروف بعامر الأجدار [ (2) ] .
روى الشرقيّ بن قطاميّ عن زهير بن منظور، عن جارية بن أصرم، قال: رأيت ودا في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل وقال ابن ماكولا: جارية بن أصرم صحابي يعدّ في البصريين. وقال أبو نعيم: لا صحبة له.
1047- جارية بن جابر العصري [ (3) ] ،
أحد وفد عبد القيس- ذكره الرشاطيّ.
قلت: وقد ذكر ابن مندة جويرية العصريّ، فأظنّه هو، وله ذكر في ترجمة صحار بن العباس العبديّ وأنه كان مع الأشج في جملة من قدم فأسلم.
1048- جارية بن حميل [ (4) ]
- بمهملة مصغرا- ابن نشبة [ (5) ] بن قرط الأشجعيّ.
قال الطّبريّ: أسلم وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ذكره عنه الدار الدّارقطنيّ وغيره.
وقال ابن الكلبيّ: هو جارية بن حميل بن نشبة بن قرط بن مرّة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع الدهماني الأشجعي.
شهد بدرا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن البرقي: استشهد بأحد.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (658) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (659) .
[ (3) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 85.
[ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 211، أسد الغابة ت (660) ، الاستيعاب ت (307) .
[ (5) ] في أأشبه.(1/554)
1049- جارية بن زيد [ (1) ] .
عدّه ابن الكلبي فيمن شهد صفّين من الصّحابة مع علي رضي اللَّه عنه.
1050- جارية بن ظفر اليمامي الحنفي [ (2) ] ،
أبو نمران. قال ابن حبّان: له صحبة، له في ابن ماجة حديثان من رواية دهثم بن قرّان عن تمران بن جارية عن أبيه. ولا يعرف له رواية إلا من طريق دهثم، ودهثم ضعيف جدا. وسيأتي لجارية ذكر في ترجمة يزيد بن معبد الحنفي اليمامي.
1051- جارية بن عبد اللَّه الأشجعي،
حليف بني سلمة من الأنصار.
استدركه ابن فتحون، ونقل عن سيف بن عمر أنه كان على الميسرة يوم اليرموك مع خالد بن الوليد. وذكره الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا عن سيف، وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في عهد عمر في حروبهم إلّا الصحابة.
1052- جارية بن قدامة [ (3) ]
بن مالك بن زهير بن حصن بن رزاح بن سعد بن بحير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي. يقال له عم الأحنف.
قال الطّبرانيّ: كان الأحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له، لأنهما لا يجتمعان إلا في سعد زيد.
ذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصّحابة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.
وروى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (661) ، الاستيعاب ت (309) .
[ (2) ] الثقات 3/ 60، تجريد أسماء الصحابة 751، تقريب التهذيب 1/ 124، تهذيب التهذيب 2/ 54، الكاشف 1/ 178، تهذيب الكمال 1/ 58، الوافي بالوفيات 11/ 38، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 158 الطبقات 289، التاريخ الكبير 2/ 237، الجرح والتعديل 2/ 2157 تصحيفات المحدثين 519، تلقيح فهوم الأثر 374، تنقيح المقال 1625 الإكمال 2/ 41 أسد الغابة ت (662) ، الاستيعاب ت (308) .
[ (3) ] الثقات 3/ 60، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75 تقريب التهذيب 1/ 124 تهذيب التهذيب 2/ 54، تهذيب الكمال 1/ 182، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 158، الطبقات الكبرى 7/ 56، الوافي بالوفيات 11/ 37، تاريخ من دفن بالعراق من الصحابة 67، الطبقات 44/ 179، التاريخ الكبير 2/ 537، الجرح والتعديل 2/ 2156، تلقيح فهوم الأثر 373، تنقيح المقال 1626، معجم الثقات 249، البداية والنهاية 7/ 278، المشتبه 126، الإكمال 2/ 1، بقي بن مخلد 341، ذيل الكاشف 172، معجم رجال الحديث 4/ 31، أسد الغابة ت (664) الاستيعاب ت (306) .(1/555)
جارية بن قدامة، قال: قلت يا رسول اللَّه: أوصني وأقلل. قال: «لا تغضب» .
وهو بعلو في المعرفة لابن مندة. وفيه اختلاف على هشام، رواه أكثر أصحابه عنه كما تقدّم.
وصحّحه ابن حبّان من طريقه، ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغسّاني وسعيد بن يحيى اللخمي عن هشام، فزاد فيه: عن جارية عن عمّه.
ورواه ابن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان، عن هشام على عكس ذلك، قال: عن الأحنف، عن عمّ له، عن جارية.
ووقع في رواية لأبي يعلى عن جارية بن قدامة عن عمّ أبيه، فذكر الحديث. والأول أولى، فقد رواه الطّبرانيّ من طريق ابن أبي الزنّاد عن أبيه عن عروة، ومن طريق محمد بن كريب، عن أبيه: شهدت الأحنف يحدث عن عمّه، وعمّه جارية بن قدامة، وهو عند ابن عباس أنه قال: يا رسول اللَّه، قل لي قولا ينفعني وأقلل.. الحديث.
قال أبو عمر: كان من أصحاب عليّ في حروبه، وهو الّذي حرق عبد اللَّه بن الحضرميّ في دار سنيد بالبصرة، لأن معاوية بعث إلى الحضرميّ ليأخذ له البصرة، فوجّه عليّ إليه أعين بن ضبيعة فقتل، فوجّه جارية بن قدامة، فحاصر ابن الحضرميّ، ثم حرق عليه.
وقيل: إنه جويرية بن قدامة الّذي روى عن عمه [ (1) ] في البخاريّ.
[ولجارية هذا قصة مع معاوية يقول فيها: فقال له: سل حاجتك يا أبا قندس، قال:
تقرّ الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك، فإنما يوفدون إليك الأغنياء ويذرون الفقراء [ (2) ]] .
1053- جارية بن مجمّع [ (3) ]
بن جارية الأنصاريّ. ذكره الطبرانيّ وغيره، لكن ذكروا في ترجمته أنه أحد من جمع القرآن. والمحفوظ أن ذلك ورد في حقّ أبيه.
1054- جاهمة [ (4) ]
بن العباس بن مرداس السلمي. نسبه ابن ماجة في السّنن.
وقال ابن السّكن: يقال هو ابن العباس بن مرداس. وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق، وقال: أسلم وصحب.
__________
[ (1) ] في أعمر.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] الثقات 3/ 60، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، أسد الغابة ت (665) .
[ (4) ] الثقات 3/ 63، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، الطبقات الكبرى 4/ 274، 7/ 33، الوافي بالوفيات 11/ 41، الجرح والتعديل 2/ 2260، تلقيح فهوم الأثر 379، بقي بن مخلد 778، أسد الغابة ت (666) ، الاستيعاب ت (356) .(1/556)
وروى البغويّ وابن أبي خيثمة والطّبرانيّ من طريق سفيان بن حبيب عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن معاوية بن جاهمة السلمي، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أستشيره في الجهاد، فقال: «هل لك أمّ؟ قلت: نعم. قال: «الزمها [ (1) ] » .
وقد اختلف فيه على ابن جريج، وقد جوّده سفيان بن حبيب، لكن أسقط من السند طلحة، قاله البغويّ.
ويقال عن يحيى بن سعيد القطّان، عن ابن جريج مثله. ورواه يحيى بن سعيد الأمويّ عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
أخرجه البغويّ عن شريح بن يونس عن الأموي، ثم رواه من طريق حجّاج بن محمد، عن ابن جريج، فخالف في نسب محمد بن طلحة، فقال: عن محمد بن طلحة بن عبد اللَّه ابن عبد الرحمن، عن أبيه طلحة، عن معاوية بن جاهمة- أنّ جاهمة جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ...
فذكر الحديث.
وكذا أخرجه النّسائيّ وابن ماجة من طريق حجاج.
قال البيهقيّ: رواية حجاج أصحّ، وتابعه أبو عاصم، وهي عند ابن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة.
قلت: ورواه أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة كرواية حجاج.
وأخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن إسحاق فقال: عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر- وافق حجاجا، لكن حذف عبد اللَّه بن طلحة.
وأخرجه ابن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة من رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فأثبته، وتابعه محمد بن سلمة الخزاعي عن محمد بن إسحاق. هذا هو المشهور عنه.
وقيل عن ابن إسحاق عن الزهريّ عن ابن طلحة عن معاوية السلميّ.
وقال ابن لهيعة: عن يونس بن يزيد، عن ابن إسحاق بهذا الإسناد، لكن حرّف اسم الصّحابي ونسبته، قال: عن جهم الأسلميّ.
ورواه عبد الرّحمن بن سليمان عن ابن إسحاق، فقال: عن محمد بن طلحة عن أبيه
__________
[ (1) ] أخرجه النسائي 2/ 54 والحاكم 4/ 51 وصححه ووافقه الذهبي والمنذري في الترغيب 3/ 214.(1/557)
طلحة بن معاوية بن جاهمة. قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وهو غلط نشأ عن تصحيف وتقليب.
والصّواب عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه، فصحّف «عن» فصارت «ابن» ، وقدم قوله عن أبيه، فخرج منه أن لطلحة صحبة. وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب، ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد لكان هؤلاء أربعة في نسق صحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العبّاس بن مرداس.
وقد أخرج الطّبرانيّ من طريق سليمان بن حرب عن محمد بن طلحة بن مصرّف، عن معاوية بن درهم أن درهما جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: جئتك أستشيرك في الغزو، وقال: «ألك أمّ [أم لا] ؟ قال: نعم قال: «فالزمها» .
وهذه قصّة جاهمة بعينها، فإن كان جاهمة تحرّف بدرهم، ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جدّه، وإلا فهي قصّة أخرى وقعت لآخر.
1055- جبّار بن الحارث [ (1) ] .
يأتي في عبد الجبار.
1056- جبّار بن الحكم السّلمي [ (2) ] .
ذكره المدائني وابن سعد فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأسلم.
1057- جبّار بن سلمى [ (3) ] ،
بضم السين وقيل بفتحها، ابن مالك بن جعفر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي- كان يقال لأبيه نزّال المضيق.
ذكر ابن سعد أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع عامر بن الطفيل وهو مشرك، ثم كان هو الّذي قتل عامر بن فهيرة.
وفي المغازي لابن إسحاق: حدّثني رجل من ولد جبّار بن سلمى قال: كان جبار فيمن حضرها يومئذ مع عامر بن الطفيل- يعني بئر معونة، ثم أسلم بعد ذلك.
وذكر الواقديّ أنه أسلم على يد الضّحاك بن سفيان الكلابيّ.
وروى الواقديّ أيضا عن موسى بن شيبة عن خارجة عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، قال: قدم وفد بني كلاب وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة فنزلوا دار رملة بنت
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (667) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (668) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (669) ، الاستيعاب ت (311) .(1/558)
الحارث، وكان بين جبّار بن سلمى وبين كعب بن مالك صحبة، فجاء كعب فرحّب بهم، وأكرم جبّار بن سلمى، وانطلق معهم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر القصّة.
وروى ابن إسحاق والواقديّ وغيرهما أن جبّار بن سلمى هو الّذي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فقال: فزت وربّ الكعبة، ووقع من رمحه فلم توجد جثّته، فأسلم جبار لذلك وحسن إسلامه وحكى ابن الكلبيّ أنه كان يقال إنه أفرس من عامر بن الطفيل.
1058- جبّار بن صخر [ (1) ]
بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنّم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ ثم السّلمي.
يكنى أبا عبد اللَّه.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب في أهل العقبة، وذكره أبو الأسود عن عروة في أهل بدر.
وروى الطّبرانيّ من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: إنما خرص عليهم عبد اللَّه بن رواحة عاما واحدا، فأصيب يوم مؤتة، فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يبعث جبّار بن صخر فيخرص عليهم- يعني أهل خيبر.
وفي المغازي لابنه إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد اللَّه بن مكنف، حدثني حارثة، قال: لما أخرج عمر يهود خيبر ركب في المهاجرين والأنصار، وخرج معه جبّار بن صخر، وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم.
وروى مسلم من طريق عبادة بن الوليد، عن جابر بن عبد اللَّه- أنه كان مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزاة، فذكر الحديث، قال: فقال من يتقدمنا فيمدر لنا الحوض ويشرب ويسقينا؟
قال جابر: فقلت هذا رجل. فقال: من رجل مع جابر فقام جبار بن صخر، فقال له: أنا يا رسول اللَّه [ (2) ] .
الحديث.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (670) ، الاستيعاب ت (310) ، الثقات 3/ 64، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، الطبقات الكبرى 3/ 576، عنوان النجابة 56، التحفة اللطيفة 1/ 407، الوافي بالوفيات 11/ 42، الاستبصار في تسبب الصحابة من الأنصار 145، كتاب الطبقات 102، تاريخ الإسلام 19213، الجرح والتعديل 2/ 2253، الإكمال 3712، البداية والنهاية 7/ 156، أصحاب نذر 197، المشتبه 127، تعجيل المنفعة 66، جامع الرواة 1/ 146، تنقيح المقال 1642، التمهيد 1/ 266، مشاهير علماء الأمصار 109، المشتبه 176، تصحيفات المحدثين 481، ذيل الكاشف 174، التبصرة والتذكرة 3/ 167.
[ (2) ] أخرجه مسلم في كتاب الزهد (68- 69) وأبو داود في كتاب الأدب (9) والترمذي في الزهد (55) وابن ماجة في كتاب الأدب (36) وأحمد في المسند 2/ 94.(1/559)
وروى أحمد والبغويّ وغيرهما من طريق ابن أبي أويس عن شرحبيل بن سعد عن جبار بن صخر نحو هذا الحديث قال البغويّ: لا أعلم له غيره.
قلت بل له آخر
أخرجه ابن شاهين وابن السّكن وغيرهما من طريق زهير بن محمد عن شرحبيل- أنه سمع جبار بن صخر يقول: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: إنا نهينا أن نرى عوراتنا
انتهى.
وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى عن شراحيل أخرجه ابن مندة قال ابن السكن وغيره مات جبار بن صخر سنة ثلاثين في خلافة عثمان زاد أبو نعيم وهو ابن ثنتين وستين سنة.
1059 ز- جبار الثعلبي.
ذكر الواقدي في المغازي أن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أسروه في طريقهم إلى ذي أمر في ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة، فأدخلوه على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام فأسلم.
وذكر في موضع آخر أنه كان دليل النبي إلى غطفان [ (1) ] فهربوا.
1060 ز- جبار،
غير منسوب- يأتي في جبلة.
1061- جبارة،
بالكسر والتخفيف، ابن زرارة البلويّ [ (2) ]- ذكره ابن يونس وقال:
صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر، وليست له رواية.
1062 ز- جبجاب-
بجيمين وموحدّتين، يأتي في الحاء المهملة.
1063- جبر بن أنس
بن سعد بن عبد اللَّه بن عبد ياليل بن خزاق بن غفار الغفاريّ.
ذكره ابن ماكولا وقال: له صحبة. ويقال: هو جبر بن عبد اللَّه القبطي الآتي.
1064- جبر بن أنس
بن أبي زريق [ (3) ] ، ذكره الطّبرانيّ عن مطيّن بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصّحابة، وقال: إنه بدري. والإسناد ضعيف، ولم
__________
[ (1) ] غطفان بن سعد: بطن عظيم، متسع، كثير الشعوب، والأفخاذ، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو غطفان بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانت منازلهم بنجد مما يلي وادي القرى، وجبل طيِّئ، ثم افترقوا في الفتوحات الإسلامية، واستولت عليها قبائل طيِّئ، وقد جار بهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلم) في غزوة الخندق، وهي الأحزاب وكانوا ألوفا. ثم ارتدوا بعد انتقاله (صلّى اللَّه عليه وسلم) عن الإسلام، فحاربهم أبو بكر الصديق، فبعث إليهم خالد بن الوليد، فقتلهم أشر قتلة، وورد ذكرهم سنة 231 هـ. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 888.
[ (2) ] أسد الغابة ت (671) ، الاستيعاب ت (387) .
[ (3) ] الثقات 1/ 63، تجريد أسماء الصحابة 1/ 76، الطبقات الكبرى 2/ 197، 3/ 592، أسد الغابة ت (673) .(1/560)
يذكره أصحاب المغازي في البدريين إنما ذكروا جبير بن إياس.
قلت: وحكى أبو موسى أنه يقال فيه جزء بن أنس. وليس بصواب، لأن جزء بن أنس سيأتي أنه سلميّ. وهذا أنصاريّ.
1065- جبر بن إياس.
يأتي في جبير.
1066- جبر بن عبد اللَّه القبطي [ (1) ] ،
مولى بني غفار، ويقال مولى أبي بصرة الغفاريّ.
حكى ابن يونس عن الحسن بن علي بن خلف بن قديد- أنه كان رسول المقوقس بمارية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال الحسن: وقد رأيت بعض ولده بمصر. وقال هانئ بن المنذر: مات سنة ثلاث وستين.
1067 ز- جبر بن أبي عبيد الثقفي:
ذكر البلاذريّ أنه استشهد مع أبيه يوم الجسر، وسيأتي شرح ذلك في ترجمة أبي عبيد في «الكنى» إن شاء اللَّه تعالى.
1068- جبر بن عتيك [ (2) ]
بن قيس بن هيشة بن الحارث. تقدم في جابر بن عتيك وأنه شهد بدرا، وأنّ منهم من قال: إنه أخو جابر بن عتيك المتقدم، وكان معه راية قومه يوم الفتح.
وقال الواقديّ: مات جبر بن عتيك الأنصاريّ سنة إحدى وسبعين. وقال ابن سعد:
هم ثلاثة إخوة: جابر، وجبر، وعبد اللَّه، وكان جبر أكبرهم.
وروى ابن مندة في ترجمته من طريق حجاج بن أرطاة عن إبراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة، قال: رأيت جبرا وسعدا وابن مسعود يعطون أرضهم بالربع والثلث.
قلت: خالف حجاج أبو عوانة وغيره فقالوا: خبابا- بدل قوله جبرا.
1069- جبر،
غير منسوب.
روى ابن قانع وابن مندة من طريق رحمة بن مصعب.
عن شريك، عن الأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، قال: كان فينا أعرابيّ يؤذّن بالحيرة يقال له جبر، فقال: إن عثمان لن يموت حتى يلي هذه. فقيل له: من أين تعلم؟
فقال: لأني صليت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة الفجر، فلما سلّم استقبلنا بوجهه، فقال: «إنّ
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (675) ، الاستيعاب ت (314) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (676) ، الاستيعاب ت (313) .(1/561)
ناسا من أصحابي وزنوا اللّيلة فوزن أبو بكر فوزن ثمّ وزن عمر [فوزن] ، ثمّ وزن عثمان فوزن» .
قال ابن مندة: هذا حديث غريب بهذا الإسناد، قال أبو موسى ذكره ابن مندة في آخر ترجمة جبر بن عتيك، والصّواب أنه غيره.
قلت: وكذلك أفرده أبو عمر. وقال فيه: جبر الأعرابيّ المحاربيّ.
1070- جبر، مولى عامر
بن الحضرميّ- يأتي ذكره في [ترجمة الّذي بعده] [ (1) ] .
1071- جبر مولى بني عبد الدار-
ذكر الواقديّ أنه كان بمكة، وكان يهوديّا، فسمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فأسلم وكتم إسلامه، ثم أطلع مواليه على ذلك، فعذبوه، فلما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مكة شكا إليه ما لقي فأعطاه ثمنه فاشترى نفسه وعتق واستغنى، وتزوّج امرأة ذات شرف [في بني عامر] [ (2) ] .
وحكى مقاتل بن حيّان في تفسيره أنه أحد من نزل فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106] وأنه أحد من نزل فيه: وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً [الفرقان:
20] .
وأخرج الطّبريّ في تفسير قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ [الأنعام: 21] من طريق السّدّيّ- أنّ عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين، ووشى بعمار، وجبر عبد ابن الحضرميّ أو ابن عبد الدار، فأخذوهما وعذبوهما حتى كفرا، فنزلت: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106] .
وفي تفسير ابن أبي حاتم وعبد بن حميد من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه ابن مسلم الحضرميّ، قال: كان لنا عبدان أحدهما يقال له يسار، والآخر يقال له جبر وكانا صيقليين، فكانا يقرءان كتابهما، ويعملان عملهما، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يمرّ بهما فيسمع قراءتهما، فقالوا: إنما يتعلم منهما، فنزلت: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [النحل: 103] ، ولم يذكر أنهما أسلما.
ومن طريق قتادة أنها نزلت في عبد ابن الحضرميّ يقال له يحنّس، وسيأتي.
[واستدركه ابن فتحون] .
__________
[ (1) ] في أيأتي ذكره في ترجمته.
[ (2) ] سقط في أ.(1/562)
1072- جبر الكنديّ [ (1) ] .
روى ابن شاهين من طريق عمرو بن غياث عن عبد الملك بن عمير عن رجل من كندة يقال له ابن جبر الكندي عن أبيه، وكان في الوفد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على السكاسك والسكون، وقال أسلم: أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرقّ أفئدة، وبلغني أنه قال: اللَّهمّ اقبل بقلوبهم [ (2) ] .
ووقع في مسند بقيّ بن مخلد في هذا الحديث عن ابن جبير عن أبيه. فاللَّه أعلم.
1073- جبل [ (3) ]-
بفتح الجيم الموحدة- ابن جوّال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشّاعر الذّبياني ثم الثّعلبيّ.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» : له صحبة. وقال هشام بن الكلبيّ: كان يهوديا مع بني قريظة فأسلم، ورثى حيي بن أخطب بأبيات منها:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ... ولكنّه من يخذل اللَّه يخذل [ (4) ]
[الطويل] وكذا ذكر ابن إسحاق، في «المغازي» ، الأبيات له، قال: وبعض الناس يقول إنها لحيي بن أخطب نفسه.
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : كان يهوديّا فأسلم، وهو القائل لما فتح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خيبر:
رميت نطاة من النّبيّ بفيلق ... شهباء ذات مناقب وفقار
[الكامل] وفي ديوان حسّان بن ثابت صنعة أبي سعيد السّكري عن ابن حبيب، قال: وقال
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 76، أسد الغابة ت (677) .
[ (2) ] أخرجه الترمذي في سننه 5/ 683 كتاب المناقب باب 72 في فضل اليمن حديث رقم 3934 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان، وأحمد في المسند 3/ 342 والهيثمي في الزوائد 3/ 304، 10/ 69، والطبراني في الصغير 1/ 98 والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 236.
[ (3) ] أسد الغابة ت (678) ، الاستيعاب ت (365) .
[ (4) ] ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة (365) وأسد الغابة ترجمة رقم (678) . وفي سيرة ابن هشام 2/ 241.(1/563)
حسان بن ثابت يجيب جبل بن جوال الثعلبي وكان يهوديّا فأسلم بعد علي قوله:
ألا يا سعد سعد بني معاذ ... لما فعلت قريظة والنّضير
تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور [ (1) ]
[الوافر] فقال حسان:
تعاهد معشر نصروا علينا ... فليس لهم ببلدتهم نصير
هم أوتوا الكتاب فضيّعوه ... فهم عمي عن التّوراة بور
كذبتم بالقرآن وقد أبيتم ... بتصديق الّذي قال النّذير
وهان على سراة بني لؤيّ ... حريق بالبويرة مستطير
[الوافر] الأبيات:
وأورد المرزبانيّ لجبل الأبيات المذكورة وزاد فيها:
ولكن لا خلود مع المنايا ... تخطّف ثمّ تضمنها القبور
كأنّهم غنائم يوم عيد ... تذبّح وهي ليس لها نكير
[الوافر]
1074 ز- جبلة بن الأزرق الحمصي [ (2) ] .
روى البخاري في تاريخه وابن السكن والطّبرانيّ وغيرهم من طريق معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن جبلة بن الأزرق- وكانت له صحبة- قال: صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جانب جدار كثير الأحجرة إما ظهرا وإما عصرا، فلما جلس لدغته عقرب فغشي عليه، فرقاه الناس، فأفاق، فقال: «إنّ اللَّه شفاني وليس برقيتكم» .
قال البغويّ: لا أعلم له غيره، وقال ابن السّكن: ليس له غيره.
1075- جبلة بن الأشعر الخزاعيّ [ (3) ] .
ذكر الواقديّ أنه قتل مع كرز بن جابر يوم فتح مكّة.
__________
[ (1) ] ينظر البيتان في ديوان حسان: 193.
[ (2) ] الثقات 3/ 58، تجريد أسماء الصحابة 1/ 76، الطبقات الكبرى 7/ 432 الوافي بالوفيات 11/ 52، التاريخ الكبير 2/ 218، الجرح والتعديل 2/ 2089، تلقيح فهوم الأثر 379، بقي بن مخلد 595، أسد الغابة ت (679) ، الاستيعاب ت (322) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (680) ، الاستيعاب ت (325) .(1/564)
ذكره أبو عمر. والمشهور أن المقتول مع كرز هو حبيش بن خالد وهو حبيش بن الأشعر كما سيأتي في موضعه، والأشعر لقب بذلك لكثرة شعره.
1076- جبلة بن ثعلبة [ (1) ]
الأنصاري الخزرجيّ البياضيّ. ذكره مطيّن بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من أهل بدر، أورده الطّبرانيّ وأبو نعيم وغيرهما.
وقال ابن حبّان: جبلة بن ثعلبة من بني بياضة بدري وذكر ابن الأثير أن صوابه رخيلة بن خالد بن ثعلبة، فأسقطت الراء وصحّف ونسب إلى جده.
قلت: ويحتمل أن يكون غيره، نعم الّذي شهد بدرا هو رخيلة، وقد تكرّر لنا أنّ الإسناد إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع ضعيف جدّا.
1077- جبلة بن ثور الحنفي.
كان في وفد بني حنيفة، وذكر أبو عبيد أنه أحد من شرك في قتل مسيلمة الكذّاب. استدركه ابن فتحون.
1078- جبلة بن جنادة [ (2) ]
بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن الناقد بن تيم بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعيّ.
ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. واستدركه أبو موسى وابن فتحون، وكذا ذكروا جبلة بن سعيد الآتي.
1079- جبلة بن حارثة بن شراحيل [ (3) ] ،
أخو زيد بن حارثة وعمّ أسامة بن زيد. وهو أكبر سنّا من زيد.
روى التّرمذيّ وأبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيبانيّ، أخبرني جبلة بن حارثة، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: أرسل معي أخي. فقال: «هو ذا بين يديك، إن ذهب فليس أمنعه» [ (4) ] ، فقال زيد: لا أختار عليك يا رسول اللَّه أحدا، قال:
فوجدت قول أخي خيرا من قولي.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (681) ، الثقات 3/ 58، تجريد أسماء الصحابة 1/ 77.
[ (2) ] أسد الغابة ت (682) .
[ (3) ] الثقات 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، المشتبه 82، تقريب التهذيب 1/ 125، تهذيب التهذيب 2/ 61، مشاهير علماء الأمصار 289، تهذيب الكمال 1/ 184، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 160، الوافي بالوفيات 11/ 57، التاريخ الكبير 2/ 217، الجرح والتعديل 2/ 2086، و 1/ 5080، الكاشف 1/ 179، دائرة معارف الأعلمي 14/ 250، تفسير الطبري 3/ 22220 و 22529، تنقيح المقال 1658، أسد الغابة ت (683) ، الاستيعاب ت (320) .
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37065 وعزاه لأبي يعلى، والدار الدّارقطنيّ في الأفراد والطبراني وأبو نعيم والنسائي وابن عساكر عن جبلة بن حارثة الكلبي.(1/565)
وفي تاريخ البخاريّ من هذا الوجه، عن الشّيبانيّ: سمعت جبلة.
وله في النّسائيّ حديث متصل صحيح الإسناد من رواية أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن حارثة في القول عند النوم، ولفظه: قلت: يا رسول اللَّه، علّمني شيئا ينفعني اللَّه به. قال: «إذا أخذت مضجعك فاقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» [الكافرون: 1] .
1080- جبلة بن سعيد [ (1) ]
بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين. ذكره ابن شاهين وأبو موسى وابن فتحون. كما تقدم في جبلة بن جنادة.
1081- جبلة بن شراحيل [ (2) ]
الكلبيّ، عمّ زيد بن حارثة. ذكره ابن مندة بأمر محتمل، سيأتي شرحه في الفصل الأخير إن شاء اللَّه تعالى.
1082- جبلة بن عمرو [ (3) ]
بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الساعدي الأنصاري.
قال ابن السّكن: شهد أحدا، قال: وهو غير أخي أبي مسعود، لاختلاف النسبتين.
قلت: هو كما قال: وروى ابن شبّة في أخبار المدينة من طريق عبد الرحمن بن أزهر أنهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع، فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعديّ، فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم معبد بن معمر، فدفنوه فيه.
1083 ز- جبلة بن عمرو [ (4) ]
بن ثعلبة بن أسيرة الأنصاريّ، أخو أبي مسعود البدري.
ذكره الطّبرانيّ عن مطيّن بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصّحابة.
وروى ابن السّكن من طريق هارون الهمدانيّ، عن ثابت بن عبيد، قال: دخلت على جبلة بن عمر وأخي أبي مسعود الأنصاري وهو يقطع البسر من التمر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (684) .
[ (2) ] الثقات 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، المشتبه 82، تقريب التهذيب 1/ 125 تهذيب التهذيب 2/ 61، مشاهير علماء الأمصار 289، تهذيب الكمال 2/ 217، الجرح والتعديل 2/ 2086، 1/ 5080 الكاشف 1/ 179، دائرة معارف الأعلمي 14/ 250، تفسير الطبري 3/ 22220، 22529، تنقيح المقال 1658، أسد الغابة ت (685) .
[ (3) ] الثقات 3/ 58، تجريد أسماء الصحابة 1/ 77 التحفة اللطيفة 1/ 408 المنمق 363، الوافي بالوفيات 11/ 52، الاستبصار 131، معالم الإيمان 1/ 136، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان 1/ 59، التاريخ الكبير 2/ 218، الجرح والتعديل 2/ 2087.
[ (4) ] الاستيعاب ت (321) .(1/566)
وروى البخاريّ في تاريخه، وابن السكن، من طريق بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار- أنهم كانوا في غزوة بالمغرب مع معاوية- يعني ابن خديج- فنفّل الناس ومعه أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يردّ ذلك غير جبلة بن عمرو الأنصاريّ.
ورواه ابن مندة من طريق خالد بن أبي عمران عن سليمان بن يسار أنه سئل عن النفل في الغزو، فقال: لم أر أحدا يعطيه، غير ابن حديج- يعني معاوية- نفلنا في إفريقية الثّلث بعد الخمس، ومعنا من الصحابة والمهاجرين غير واحد، منهم جبلة بن عمرو الأنصاريّ.
1084- جبلة بن أبي كريب [ (1) ]
بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين.
قال ابن سعد: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.
وذكره ابن شاهين عن رجاله، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.
1085- جبلة بن مالك [ (2) ]
بن جبلة بن ضفارة بن درّاع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداريّ.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الدّاريين. ذكره ابن شاهين عن رجاله، وأخرجه أبو عمر مختصرا.
وقال ابن أبي حاتم- عن أبيه: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم منصرفه من تبوك، لا أعرفه.
واستدركه أبو موسى، وسيأتي ذكره عن الواقديّ في ترجمة نعيم بن أوس، وذكره أبو إسحاق بن الأمين في حرف الحاء المهملة مستدركا على ابن عبد البر ولم يذكره سلفه في ذكره بالحاء.
1086 ز- جبلة- غير منسوب [ (3) ] .
قال البخاريّ: له صحبة. وروى عنه ابن سيرين مرسلا، أراه الأول- يعني جبلة بن عمرو الأنصاري.
وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وليست له عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رواية.
وفي البخاريّ، تعليقا: قال ابن سيرين. لا بأس به- يعني الجمع بين المرأة وابنة زوجها من غيرها.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (687) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (688) ، الاستيعاب ت (324) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (689) ، الاستيعاب ت (323) .(1/567)
ووصله البغويّ وابن السّكن من طريق حماد، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمصر من الأمصار يقال له: جبلة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها.
قال أيّوب: وكان الحسن يكرهه.
قال ابن مندة: هكذا رواه عفان وغيره، ورواه سليمان بن حرب عن حماد، فقال:
جبار، والأول أصحّ.
قلت: وكذا رواه ابن عليّة، عن أيوب، أخرجه ابن أبي شيبة عنه، ورواه أيضا عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيّوب، قال: نبئت أن سعد بن قرحاء رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره نحوه.
1087- جبيب [ (1) ]-
بالجيم وموحدتين مصغرا- ابن الحارث. ذكره ابن السكن، وقال: لم يصح إسناد حديثه.
وروى هو والطّبرانيّ من طريق نوح بن ذكوان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: جاء جبيب بن الحارث، فقال: يا رسول اللَّه، إني رجل مقراف للذنوب. قال: «فتب إلى اللَّه عزّ وجلّ ... »
الحديث.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال الطّبرانيّ في «الأوسط» : لا يروى عن هشام إلا بهذا الإسناد، تفرّد به عيسى عن إبراهيم عن سعيد بن عبد اللَّه عن نوح عنه.
وذكر عبد الغنيّ بن سعيد في «المؤتلف» أنّ أيوب بن ذكوان رواه عن هشام.
قلت: وأيّوب ونوح ضعيفان، ويحتمل أن يكون بعض الرواة حرّف نوحا بأيوب، ونبّه البيهقيّ في «الشّعب» على أن بعضهم رواه، وقال جبير بن الحارث بالراء، وقال: هو وهم، وصحّفه ابن شاهين فأورده في الخاء المعجمة، وتعقبه أبو موسى، وسيأتي لجبيب أيضا ذكر في ترجمة أبي الغادية.
1088- جبير بن إياس
بن خلدة [ (2) ] بن مخلّد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الخزرجيّ.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (691) ، الاستيعاب ت (364) .
[ (2) ] المغازي: 277، ابن هشام 1/ 700، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 444، أسد الغابة ت (692) ، الاستيعاب ت (316) .(1/568)
ذكره أبو الأسود عن عروة وموسى بن عقبة عن ابن شهاب وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم فيمن شهد بدرا.
وقال ابن مندة: لا تعرف له رواية، وقال ابن القداح جبر- بفتح الجيم وسكون الموحدة.
1089- جبير بن بحينة [ (1) ] ،
أخو عبد اللَّه، وهو ابن مالك بن القشب الأزديّ، حليف بني المطلب.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم اليمامة من الصّحابة، وأخرجه الطبرانيّ فقال في صدر الترجمة: جبير بن مالك النوفلي، ووهم في قوله النوفلي، وإنما هو الأزديّ أو المطلبيّ.
1090- جبير بن الحباب
بن المنذر الأنصاريّ [ (2) ] قال ابن حبّان: يقال له صحبة، وفي إسناده نظر.
وذكره مطيّن في الصّحابة وقال: إنه في سير عبيد اللَّه بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين مع علي من الصحابة.
أخرجه الباورديّ والطّبرانيّ عن مطيّن وابن مندة عن الباورديّ، وأبو نعيم عن الطّبرانيّ.
1091- جبير بن الحويرث [ (3) ]
بن نقيد بن بجير بن عبد بن قصي بن كلاب القرشيّ.
قال الزّبير: قتل أبوه يوم الفتح.
وقال ابن سعد: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه. وروى عن أبي بكر وغيره.
وروى الواقديّ عن ابن المسيب عن جبير بن الحويرث، قال: حضرت يوم اليرموك المعركة فلا أسمع للناس كلمة إلا صوت الحديد.
قلت: ومن يكون يوم اليرموك رجلا يكون يوم الفتح مميزا، فلا مانع من عدّه في الصّحابة وإن لم يرو.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (693) ، الاستيعاب ت (317) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (694) ، الثقات 3/ 51، تجريد أسماء الصحابة 1/ 78.
[ (3) ] طبقات خليفة 232، الجرح والتعديل 2/ 512، تاريخ الطبري 4/ 209 سير أعلام النبلاء 3/ 439، العقد الثمين 3/ 410، جامع التحصيل 182 تعجيل المنفعة 66، تاريخ الإسلام 1/ 184، أسد الغابة ت (695) ، الاستيعاب ت (319) .(1/569)
وقال أبو عمر: في صحبته نظر. وعدّه ابن حبّان في التابعين.
1092- جبير بن حيّة [ (1) ]-
بفتح المهملة وتشديد التحتانية- ابن مسعود الثقفي، ابن عم المغيرة بن شعبة، وابن أخي عروة بن مسعود.
قلت: ثبت في صحيح البخاريّ أنه شهد الفتوح في عهد عمر. وأخرج البخاريّ الحديث بذلك من رواية زائدة بن زياد بن جبير عنه، ولم أر من ذكر جبيرا في الصحابة، وهو من شرطهم، لأن ثقيفا لم يبق منهم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ممن كان موجودا أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع.
وقد ذكره أبو موسى في الصحابة، وأخرج له حديثا، وزعم أنه مرسل، وصحّح أنه تابعي. وليست صحبته عندي بمندفعة، فمن يشهد الفتوح في عهد عمر لا بد أن يكون إذ ذاك رجلا. والقصّة التي شهدها كانت بعد الوفاة النبويّة بدون عشر سنين، فأقلّ أحواله أن يكون له رؤية. وكان المذكور يسكن الطائف، وكان معلم كتاب، ثم قدم العراق فاستقرّ كاتبا في الدّيوان، ثم ولّاه زياد أصبهان، وعظم شأنه في خلافة عبد الملك.
1093- جبير بن مالك النوفلي،
هو ابن بحينة المتقدم.
1094- جبير بن مطعم [ (2) ]
بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، وأمه أم حبيب بنت سعيد. وقيل أم جميل بنت سعيد بن عبد اللَّه بن أبي قيس، من بني عامر بن لؤيّ.
كان من أكابر قريش وعلماء النّسب. وقدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في فداء أسارى بدر، فسمعه يقرأ «الطّور» . قال: فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبي.
روى ذلك البخاريّ في الصّحيح، وقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو كان أبوك حيّا وكلّمني فيهم لوهبتهم له» .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (696) .
[ (2) ] نسب قريش 201، طبقات خليفة ت 43، المحبر 67، 69- التاريخ الكبير 2/ 223، المعارف 485، الجرح والتعديل 2- 512، مشاهير علماء الأمصار ت 35- جمهرة أنساب العرب 116، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 76، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1- 141، تهذيب الكمال 188، تاريخ الإسلام 2/ 274. العبر 1/ 59، تذهيب التهذيب 1- 102، مرآة الجنان 1/ 127، 130، البداية والنهاية 8/ 46، العقد الثمين 3/ 408، تهذيب التهذيب 2- 63، خلاصة تذهيب الكمال 52، شذرات الذهب 1/ 64، أسد الغابة ت (698) ، الاستيعاب ت (315) .(1/570)
وأسلم جبير بين الحديبيّة والفتح، وقيل في الفتح. وقال البغويّ: أسلم قبل فتح مكة. ومات في خلافة معاوية.
وقال ابن إسحاق: أخبرني يعقوب بن عتبة، عن شيخ من الأنصار- أن عمر حين أتي بنسب النعمان دعا بجبير بن مطعم، وكان أنسب قريش لقريش والعرب قاطبة، قال: وقال جبير: أخذت النسب عن أبي بكر الصّديق، وكان أبو بكر أنسب العرب.
وروى عنه من الصّحابة سليمان بن صرد، وعبد الرحمن بن أزهر، وروى عنه ابن المسيّب أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وعثمان فسألاه أن يقسم لهم كما قسم لبني هاشم والمطلب.
وقالا: إن قرابتنا واحدة: أي أن هاشما، والمطّلب، ونوفلا جدّ جبير، وعبد شمس جد عثمان إخوة فأبى وقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين.
1095- جبير بن نفير الكندي [ (1) ] .
.. فرق العسكريّ بينه وبين جبير بن نفير الحضرميّ وقد تقدم في جبر الكندي قريبا.
1096- جبير بن نوفل [ (2) ] .
.. قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة وفي إسناده ليث بن أبي سليم وذكره مطّيّن والباورديّ وابن مندة في الصحابة
وأخرجوا من طريق أبي بكر بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نوفل قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما تقرّب عبد إلى اللَّه بأفضل ممّا خرج منه» [ (3) ] يعني: القرآن. قال ابن مندة: رواه بكر بن خنيس عن ليث عن زيد عن جبير بن نفير مرسلا واللَّه أعلم.
1097- جبير مولى كثيرة [ (4) ]
بنت سفيان.. يأتي ذكره في ترجمة سعيد مولى كثيرة.
__________
[ (1) ] بقي بن مخلد 768.
[ (2) ] الثقات 3/ 50، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79، تقريب التهذيب 1/ 26، تهذيب التهذيب 2/ 64، شذرات الذهب 1/ 88، الطبقات الكبرى 7/ 44، الوافي بالوفيات 11/ 59، العبر 1/ 91، الطبقات 308 الجرح والتعديل 2/ 2116، حلية الأولياء 5/ 133، البداية والنهاية 9/ 33، أسد الغابة ت (701) .
[ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 162 عن أبي أمامة ولفظه وما تقرب العباد إلى اللَّه بمثل ما خرج منه الحديث. كتاب فضائل القرآن (46) باب 17 حديث رقم 2911 قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وبكر بن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه في آخر أمره وقد روي هذا الحديث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو مرسل وأحمد في المسند 5/ 268، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 88، 12/ 220، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2366.
[ (4) ] أسد الغابة ت (697) .(1/571)
1098- جبير
خاطب بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جابر بن عبد اللَّه في حديث رواه أبو عبد اللَّه صاحب الصدقة عن أبي الزبير عن جابر أخرجه ابن أبي خيثمة وغيره.
1099- جبيلة بن عامر
بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن حلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع البلويّ حليف الأنصار.
ذكره ابن الأمين مستدركا على الاستيعاب» ، ولم يسق نسبه، وساقه الرشاطيّ في الأنساب، ونقل عن ابن الكلبيّ أنه قال: كان صاحب حلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان عينه يوم الأحزاب، قال: ولم يذكره ابن عبد البر ولا ابن فتحون.
[الجيم بعدها الثاء]
1100- جثامة [ (1) ]
- بفتح أوله وتثقيل المثلثة- ابن قيس-
ذكره ابن مندة، وروى من طريق حبيب بن عبيد الرحبيّ، عن أبي بشر، عن جثامة بن قيس، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرفوعا: «من صام يوما في سبيل اللَّه باعده اللَّه عن النّار مائة عام» .
وفي الإسناد من لا يعرف.
وسيأتي في ترجمة الصعب بن جثّامة بن قيس بن عبد اللَّه بن يعمر الليثي ووالده غير هذا.
1101- جثّامة [ (2) ]
بن مساحق بن ربيع بن قيس الكناني. له صحبة، وأرسله عمر إلى هرقل.
وروى ابن مندة من طريق عبد الخالق الحمصي، عن يحيى بن أيوب، عن الكنانيّ رسول عمر إلى هرقل، وكان يقال جثّامة بن مساحق، قال: جلست فلم أدر ما تحتي وإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته نزلت عنه، فضحك، فقال لي: لم نزلت عنه؟ فقلت:
إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى عن مثل هذا.
1102 ز- جثجاث،
قيل هو اسم أبي عقيل صاحب الصّاع. ضبطه السهيليّ تبعا لابن عبد البرّ، وضبطه غيره بالحاء المهملة. وقيل اسمه غير ذلك، وتأتي ترجمته في الكنى.
1103 ز- جثيلة-
بجيم ومثلثة مصغرا- ابن عامر. يأتي في الحاء المهملة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (702) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 79، المصباح المضيء 2/ 295، أسد الغابة ت (703) .(1/572)
[الجيم بعدها الحاء]
1104- جحدم بن فضالة الجهنيّ [ (1) ] .
روى ابن مندة من طريق محمد بن عمرو بن عبد اللَّه ابن جحدم: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه جحدم أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح رأسه وقال: «بارك اللَّه في جحدم» [ (2) ] ،
وكتب له كتابا ... فذكر الحديث بطوله، وقال: هو حديث غريب.
قلت: في إسناده من لا يعرف، ثم هو من رواية النضر بن سلمة بن شاذان، وهو متروك.
[1105- جحدم الحمسي [ (3) ]-
بضم المهملة وسكون الميم بعدها مهملة-
كذا قرأته بخط الخطيب في «المؤتلف» ، وأورد له من طريق محمد بن المسيّب الأرغياني، عن موسى بن سهل الرمليّ، عن محمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن فضالة، سمعت أبي يحدّث عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه فضالة عن جحدم الحمسي أنه أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح رأسه، وقال:
«اللَّهمّ بارك في جحدم [ (4) ] » .
وهو محتمل أن يكون هو الّذي قبله، كأن قوله في الأول الجهنيّ تصحيف، ويكون لقصته إسنادان] .
1106- جحدم، غير منسوب-
روى عيسى غنجار، عن المغيرة البصري، عن الهيثم ابن ميمون، عن حكيم بن جحدم أراه عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من حلب شاته، ورقّع قميصه، وخصف نعله، وأكل مع خادمه، وحمل من سوقه، فقد بريء من الكبر» .
إسناده ضعيف، أخرجه ابن مندة من هذا الوجه.
1107 ز- جحدم [ (5) ]
الجذيمي من بني جذيمة- بفتح الجيم وكسر الذّال المعجمة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (706) .
[ (2) ] ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 310 (36883) وعزاه لأبي نعيم وذكره ابن الأثير في أسد الغابة.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] والنضر هذا قال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه إلا للاعتبار الميزان 4/ 256، 257.
[ (5) ] جزيمة بن عوف: بطن من عبد القيس، من ربيعة بن نزار، من العدنانية وهم: بنو جذيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ كانت منازلهم البيضاء بناحية الخط من البحرين، والقطيف، وبعث النبي (صلّى اللَّه عليه وسلم) سنة ثمان خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عوف وبعث معه 350 رجلا من المهاجرين والأنصار، وبني سليم، داعيا إلى الإسلام، لا مقاتلا.(1/573)
ذكره الأمويّ في «المغازي» عن ابن إسحاق فيمن أسلم من بني جذيمة، وذكره الواقديّ فيمن قتله خالد بن الوليد من بني جذيمة لما قالوا صبأنا ولم يقولوا أسلمنا. والقصة مشهورة إلا أنّ الواقدي تفرّد بتسميته جحدم فيهم، ذكره ابن فتحون في ذيله.
1108- جحدمة، غير منسوب-
له صحبة ورواية، قاله أبو حباب عن إياد عنه، كذا في التّجريد للذهبيّ، وسيأتي في القسم الأخير جهدمة، ويوضّح القول فيه إن شاء اللَّه تعالى.
1109- جحش الجهنيّ [ (1) ]-
قال ابن فتحون في ذيله ذكره الطبريّ في الصّحابة.
قلت: وسيأتي في القسم الأخير جحش الجهنيّ، وأنّ بعض الرواة صحّف اسمه، فما أدري هو هذا أو غيره؟
1110 ز- جحش بن رئاب الأسديّ،
والد أبي أحمد. يأتي في نسبه في ترجمته.
قال ابن حبّان: له صحبة، ذكره الجعابيّ فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الصّحابة هو وابنه.
وروى الدّار الدّارقطنيّ بإسناد واه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم جحش هذا، كان اسمه برّة فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جحشا. والمعروف أن ابنته كان اسمها برّة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
[الجيم بعدها الدال]
1111- جدار [ (2) ]
- بكسر أوله وتخفيف الدال-
روى البغويّ وابن أبي عاصم وغيرهما من طريق العباس بن الفضل بن عمرو الأنصاري، عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاريّ، عن الزّهريّ، عن يزيد بن شجرة، عن جدار، قال: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقينا عدوّنا، فقام فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: «أيّها النّاس، إنّكم قد أصبحتم وعليكم من اللَّه نعم فيما بين خضراء وصفراء وحمراء وفي البيوت ما فيها ... [ (3) ] » فذكر الخطبة بطولها.
قال ابن مندة غريب، وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة بطوله ولم يذكر جدارا، وكذا رواه منصور عن يزيد،
لكن وقفه. قلت: وتابعه الأعمش على وقفه عن مجاهد. والعبّاس ضعيف جدّا.
__________
[ () ] انظر: معجم قبائل العرب 1/ 176، صفة جزيرة العرب/ 133.
[ (1) ] أسد الغابة ت (707) ، الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79.
[ (2) ] أسد الغابة ت (708) ، الاستيعاب ت (359) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79، الأنساب 3/ 212 ت تلقيح فهوم الأثر 9/ 30.
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 326.(1/574)
وقد قال عبّاس الدّوريّ عن ابن معين عن يزيد بن شجرة: له صحبة.
فأما حديث جدار فليس بصحيح، ولا نعلم الزهري روى عن يزيد شجرة شيئا، والحديث حديث منصور.
وقال البغويّ نحوه، وزاد أنّ الزهريّ لم يسمع من يزيد.
وقال ابن الجوزيّ، عن النّسائيّ: هذا حديث باطل. وقال الدار الدّارقطنيّ: ليس بالمحفوظ.
والصواب قول منصور والأعمش: قاله في العلل.
1112 ز- جدجد
- بجيمين مضمومتين بينهما دال ساكنة مهملة- هو الجندعي.
ذكره البيهقيّ في «الدّلائل» من رواية عبد الرزّاق عن رجل عن سعيد بن جبير، قال:
جاء رجل إلى ناس من الأنصار، فقال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أرسلني إليكم وزوّجني فلانة.
فأرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليا والمقداد فقال: اقتلاه، وما أراكما تدركانه، فوجداه ميتا من لدغة.
قال البيهقيّ: وقد سمي هذا الرجل في رواية عطاء بن السائب عن عبد اللَّه بن الحارث جدجد الجندعي.
قلت: ووقع عند ابن مندة من طريق يحيى بن بسطام عن عمرو بن فرقد، عن عطاء ابن السائب، عن عبد اللَّه بن الحارث أن جريحا الجندعي فذكر القصّة. أورده في أثناء ترجمة جندع الأنصاريّ، وليس بصواب، فعلى هذا اختلف على عطاء بن السائب في اسمه.
1113- جدّ [ (1) ]
بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ، أبو عبد اللَّه- روى الطّبراني وابن مندة من طريق معاوية بن عمار الدّهني، عن أبيه، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: حملني خالي جد بن قيس وما أقدر أن أرمي بحجر في السبعين راكبا من الأنصار الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث في بيعة العقبة، وإسناده قوي.
قال ابن مندة: غريب من حديث معاوية بن عمار، تفرد به محمد بن عمران بن أبي ليلى- وكان الجدّ بن قيس سيّد بني سلمة كما سيأتي في ترجمة عمرو بن الجموح، ويقال:
إن الجدّ بن قيس كان منافقا.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 80، الثقات 3/ 64، الوافي بالوفيات 1/ 63، الاستبصار 145، أسد الغابة ت (709) ، الاستيعاب ت (355) .(1/575)
روى أبو نعيم وابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس- أنه نزل فيه قوله تعالى:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [التوبة 49] . ورواه ابن مردويه من حديث عائشة، بسند ضعيف أيضا، ومن حديث جابر بسند فيه مبهم. وعن جابر أن الجدّ تخلف يوم الحديبيّة عن البيعة، أخرجه ابن عساكر من طريق الأعمش عن أبي سفيان عنه.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ [التوبة 102] نزلت في نفر ممن تخلف عن تبوك، منهم أبو لبابة، والجد بن قيس لم يتب عليهم وقال أبو عمر في آخر ترجمته: يقال إنه تاب وحسنت توبته، ومات في خلافة عثمان.
1114- جدرة [ (1) ]
- بضم فسكون- ابن سبرة العتقيّ- قال ابن يونس: له صحبة، وشهد فتح مصر، وكذا ذكره عبد الغني بن سعيد.
1115- جديع بن نذير [ (2) ]
- بالتصغير فيهما- المرادي [ثم] الكعبيّ، من بني كعب بن عوف، بطن من مراد، خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وقال: له صحبة، وخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا أعلم له رواية، وهو جدّ أبي ظبيان عبد الرحمن بن مالك.
1116- جدي.
بالتصغير، ابن مرة بن سراقة البلوي حليف بني عمرو بن عوف من الأنصار. ذكره ابن سعد، وقال: استشهد هو وأبوه بخيبر.
1117- جديمة بن عمرو العصري،
من وفد عبد القيس- ذكره الرشاطيّ في الأنساب في العصري، وقال: فيمن وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جديمة بن عمرو، وعمرو بن مرحوم، وهمام بن ربيعة، ذكر هؤلاء الأربعة أبو عبيدة، ولم يذكرهم أبو عمر ولا ابن فتحون.
1118- الجذع الأنصاري [ (3) ]
- هو ثعلبة بن زيد.
1119 ز- الجذع الأنصاري-
ذكره ابن شاهين، وأفرده عن الأول.
روى من طريق شريك بن أبي نمر، قال: حدثني رجل من الأنصار يسمى ابن الجذع عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أكثر أمّتي الّذين لم يعطوا فيبطروا ولم يقتّر عليهم فيسألوا» .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (711) .
[ (2) ] تبصير المنتبه 4/ 1413، تجريد أسماء الصحابة 11/ 80 رقم 749، أسد الغابة ت (710) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (712) .(1/576)
قال أبو موسى: لا أدري هو ثعلبة بن زيد أو آخر.
قلت: بل هو غيره، فإن ابنه ثابت بن ثعلبة استشهد بالطائف، فلم يدركه شريك بن أبي نمر، وهذا قد صرح بالحديث [ (1) ] عنه، فافترقا.
[الجيم بعدها الراء]
1120- الجرّاح الأشجعي [ (2) ]-
ترجم له الطبراني ولم يسق له نسبا، ويقال أبو الجراح.
روى حديثه أحمد وأبو داود من طريق عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود. قال: أخبرني عبد اللَّه بن مسعود في رجل تزوّج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها ... الحديث قال: فقام رجل من أشجع، فقال: قضى فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك في بروع بنت واشق، قال: هلمّ شاهداك على هذا. قال: فشهد أبو سنان والجراح- رجلان من أشجع.
1121- جراد بن عبس [ (3) ] ،
عداده في أعراب البصرة. روى ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك، عن قرة بنت مزاحم، سمعت أم عيسى بنت جراد تقول عن أبيها الجراد بن عبس أو ابن عيسى، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إن لنا ركايا فكيف لنا أن نعذّب- الحديث.
1122- جراد العقيلي [ (4) ] ،
والد عبد اللَّه. روى ابن مندة من طريق يعلى بن الأشدق، وهو متروك، عن عبد اللَّه بن جراد العقيلي، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة فيها الأزد والأشعريون، فغنموا وسلموا ... الحديث. قال أبو نعيم: إنما يعرف من حديث عبد اللَّه بن جراد نفسه.
قلت: وقد ذكره ابن الكلبيّ في «الأنساب» جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل، وقال:
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فالظاهر أنه هذا. واستدركه ابن الأمين.
1123- جرثوم،
أبو ثعلبة الخشنيّ [ (5) ] . وقيل في اسمه غير ذلك. يأتي في الكنى.
__________
[ (1) ] في أبالتحديث.
[ (2) ] الكاشف 1/ 180، تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، تقريب التهذيب 1/ 126، تهذيب التهذيب 2/ 65، تهذيب الكمال 1/ 186، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 161، الوافي بالوفيات 11/ 64، أسد الغابة ت (714) ، الاستيعاب ت (357) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (716) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (715) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (717) ، الاستيعاب ت (362) .(1/577)
1124 ز- جرجرة الإسرائيليّ.
يأتي في الحاء المهملة.
1125- جرج-
ذكره أبو نعيم فيما حكاه ابن بشكوال وأبو إسحاق بن الأمين، وذكر له حديث أسد بن وداعة أن رجلا يقال له جرج أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إن أهلي يعصونني.. الحديث.
وسيأتي في جزء- بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة- على الصّواب.
1126- جرموز الهجيمي [ (1) ] .
وقال أبو حاتم: جرموز القريعي البصري، له صحبة.
ونسبه ابن قانع فقال: جرموز بن أوس بن عبد اللَّه بن جرير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم.
وقال ابن السّكن: له صحبة. حديثه في البصريّين.
روى البخاريّ في تاريخه من طريق أبي عامر العقديّ، عن عبيد اللَّه بن هوذة القريعي، حدثني رجل من بني الهجيم، عن جرموز ورواه أحمد وغيره من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبيد اللَّه بن هوذة عن رجل سمع جرموزا الهجيمي يقول: قلت يا رسول اللَّه أوصني. قال: أوصيك ألّا تكون لعّانا.
ورواه ابن السكن من طريق مسلم بن قتيبة، حدثنا عبيد اللَّه بن هوذة،
ورأيته في مهده من الكبر. قال: حدّثني جرموز، فذكره.
وعلى هذا فلعلّ عبيد اللَّه سمعه عنه بواسطة ثم سمعه منه، والرجل المبهم في الرواية الأولى جزم البغويّ وابن السّكن بأنه أبو تميمة الهجيمي.
وقال ابن مندة: روى عنه أيضا ابنه الحارث بن جرموز، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه.
1127 ز- جرهم [ (2) ]-
قيل: هو اسم أبي ثعلبة، حكاه البغوي عن أحمد، وكذا الرشاطي، وأبو عمر.
1128- جرو السدوسي [ (3) ] ،
براء ساكنة ثم واو، وقيل بزاي معجمة ثم همز.
روى ابن مندة من طريق محمد بن جابر، عن حفص بن المبارك، عن رجل من بني
__________
[ (1) ] الثقات 6213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، كتاب الطبقات 179، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، أسد الغابة ت (718) ، الاستيعاب ت (370) .
[ (2) ] التقريب 2/ 404، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 291.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، الجرح والتعديل 2/ 2268، أسد الغابة ت (719) .(1/578)
سدوس يقال له جرو، قال: أتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بتمر من تمر اليمامة [ (1) ] ، فقال: «أيّ تمر هذا؟ ... »
الحديث قال: هذا حديث غريب حسن المخرج.
قلت: محمد بن جابر هو اليمامي ضعيف. وقد أخرج أبو نعيم هذا الحديث عن ابن مندة، وكأنه لم يجده من غير طريقه.
1129- جرو بن عمرو العذري [ (2) ]
وقيل بالتصغير، وقيل جزء- بزاي ثم همزة، وقيل جزي، بكسر الزاي بعدها ياء. ورأيت في نسخة صحيحة من الاستيعاب جزاء على وزن خفاء.
روى ابن مندة من طريق أبي ثمامة بن الضريس بن ربعي، عن أبيه، عن أبيه ربعي، عن أبيه أقيصر أنّ جرو بن عمرو حدثه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وكتب له كتابا أن ليس عليكم حشر ولا عشر [ (3) ] ، هذا إسناد مجهول.
1130- جرو بن مالك [ (4) ]
بن عمرو، من بني جحجبى بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأوسي الأنصاري- وقيل: بالزاي والهمز. وقيل: غير ذلك.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، فيمن استشهد باليمامة.
1131- جرول بن الأحنف [ (5) ]
بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندي.
قيل: هو اسم جدّ رجاء بن حيوة، قاله أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين.
وروى الطبرانيّ من طريق جارية بن مصعب عن رجاء بن حيوة عن أبيه عن جدّه، وهو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن جارية من سبي حنين مرّت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «لمن هذه؟»
الحديث- ولم يسم جدّه.
وحكى ابن عساكر فيه قولين آخرين: أحدهما جندل بنون ثم دال، والآخر: بزاي بدل الدال.
__________
[ (1) ] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 40، 8/ 225 وانظر الكنز (38326) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (720) .
[ (3) ] أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم بل يأخذها في أماكنهم. النهاية 1/ 289.
[ (4) ] أسد الغابة ت (721) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (722) .(1/579)
1132- جرول
بن عباس بن عامر الأنصاريّ [ (1) ] . قال أبو عمر: ذكره ابن إسحاق وخليفة بن خيّاط، وأنه قتل باليمامة.
قلت: وفي كتاب ابن ماكولا: جرو- بضم الجيم بعدها راء، ابن عياش- بتحتانية وشين معجمة، من بني مالك بن الأوس، هذه رواية العطاردي عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق. وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه جرو بن عباس- بفتح أوله وبموحدة وسين مهملة.
وعند موسى بن عقبة بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة، ووافق على الموحدة والمهملة. واللَّه أعلم.
1133- جرول [ (2) ] ،
ويقال جرو بن مالك بن عمرو بن عويمر بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري.
ذكره ابن الكلبيّ، وأن بسر بن أبي أرطاة هدم داره ولده زرارة بن جرول بالمدينة لما غزاها من قبل معاوية في أواخر خلافة علي رضي اللَّه عنه، لأنه كان ممن أعان على عثمان رضي اللَّه عنه.
1134- جرهد بن خويلد [ (3) ]
بن بجرة بن عبد ياليل بن زرعة بن رزاح بن عدي بن سهم بن تميم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي.
كان من أهل الصّفّة، وكان يكنى أبا عبد الرّحمن، ويقال: كان شريفا ورويت عنه أحاديث منها حديثه المشهور في أنّ الفخذ عورة [ (4) ] .
وقد اختلفوا في إسناده اختلافا كثيرا، وصحّحه ابن حبّان، قال ابن حبّان: عداده في أهل البصرة، وقال غيره: في أهل المدينة، وهو الصّحيح.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (723) ، الاستيعاب ت (352) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (724) .
[ (3) ] الثقات 3/ 62، تجريد أسماء الصحابة 1/ 82، تقريب التهذيب 1/ 126، تهذيب التهذيب 2/ 69، تهذيب الكمال 1/ 187، عنوان النجابة 57، التحفة اللطيفة 1/ 410، الطبقات الكبرى 4/ 298، الوافي بالوفيات 11/ 69، الطبقات 111، حلية الأولياء 1/ 353، حسن المحاضرة 1/ 186، التاريخ الكبير 2/ 248، الجرح والتعديل 224012، رياض النفوس 1/ 54، معالم الإيمان 1/ 104، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، الطبقات الكبرى 5/ 248، تراجم الأخيار 1/ 243، مشاهير علماء الأمصار 259، بقي بن مخلد، أسد الغابة ت (725) ، الاستيعاب ت (363) .
[ (4) ] أخرجه الترمذي 5/ 102 كتاب الأدب باب 40 ما جاء أن الفخذ عورة حديث رقم 2795 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن وأحمد في المسند 3/ 478، 479، 5/ 290، والطبراني في الكبير 19/ 246، وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 118 وشرح السنة للبغوي 5/ 72.(1/580)
وروى ابن السّكن من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع: حدّثني مسلم بن جرهد عن ابن عم لي عن أبيه، وكان شهد الحديبيّة، فذكر حديثا.
وروى الطّبرانيّ من طريق زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جلس إليه، وكان من أصحاب الصّفّة.
ومن طريق سفيان بن فروة، عن بعض بني جرهد عن جرهد- أنه أكل بيده الشمال، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «كلّ باليمين» .
فقال: إنّها مصابة، فنفت عليها فما شكا حتى مات.
قال الواقديّ: كانت له دار بالمدينة. ومات بها في آخر خلافة يزيد.
1135- جريج الإسرائيلي-
كان يهوديا فأسلم. وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي ابن الأشعث أحد المتروكين المتهمين، فروى بإسناده من طريق أهل البيت إلى علي بن أبي طالب أنّ يهوديا يقال له جريج.. فذكر الحديث في إسلامه [ووجدته في موضع آخر جريجرة] [ (1) ] .
1136- جريج الجندعي.
تقدم في جدجد.
1137- جرير بن الأرقط [ (2) ] .
قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع فسمعته يقول: «أعطيت الشّفاعة» . رواه ابن مندة من طريق يعلى بن الأشدق، وهو متروك، عنه.
1138- جرير
بن أوس بن حارثة الطائي [ (3) ] ، أخو خريم. قال أبو عمر: قدما معا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وجرير هو الّذي قال له معاوية: من سيّدكم؟ قال: من أعطى سائلنا، وأغضى عن جاهلنا. فقال له معاوية: أحسنت يا جرير.
1139- جرير بن عبد اللَّه [ (4) ]
بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 82، أسد الغابة ت (727) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (728) ، الاستيعاب ت (327) .
[ (4) ] مسند أحمد 4، 357، طبقات ابن سعد 6- 22، طبقات خليفة 116- 138، تاريخ خليفة 218، التاريخ الكبير 2/ 211، المعارف 292/ 293، 586- 592، الجرح والتعديل 2/ 502، معجم الطبراني الكبير 2- 326، المستدرك 3/ 464، جامع الأصول 9/ 85، تهذيب الكمال 191، تاريخ الإسلام 2/ 274، العبر 1/ 57، تهذيب التهذيب 2/ 73- 75، خلاصة تذهيب الكمال 61 شذرات الذهب 1- 57، 58، أسد الغابة ت (730) ، الاستيعاب ت (326)(1/581)
حزيمة بن حرب بن علي البجليّ الصّحابي الشهير، يكنّى أبا عمرو، وقيل يكنّى أبا عبد اللَّه.
اختلف في وقت إسلامه،
ففي الطّبرانيّ الأوسط من طريق حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: لما بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتيته فقال: «ما جاء بك؟» . قلت: جئت لأسلم، فألقى إليّ كساءه، وقال: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.» [ (1) ]
حصين فيه ضعف، ولو صحّ لحمل على المجاز، أي لما بلغنا خبر بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، أو على الحذف، أي لمّا بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم دعا إلى اللَّه، ثم قدم المدينة، ثم حارب قريشا وغيرهم، ثم فتح مكة، ثم وفدت عليه الوفود.
وجزم ابن عبد البرّ عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأربعين يوما وهو غلط،
ففي الصّحيحين عنه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «استنصت النّاس في حجّة الوداع» [ (2) ] .
وجزم الواقديّ بأنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر، وأنّ بعثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك، وأنه وافى مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حجة الوداع من عامه.
وفيه عندي نظر،
لأن شريكا حدّث عن الشّيبانيّ عن الشعبي عن جرير، قال: قال لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ أخاكم النّجاشي قد مات ... » الحديث.
أخرجه الطّبرانيّ، فهذا يدل على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر، لأن النجاشي مات قبل ذلك.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن عن ابن عمر 2/ 1223 في كتاب الأدب باب 19 إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه حديث رقم 3712، قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 1223 في إسناده سعيد بن مسلمة وهو ضعيف والحاكم في المستدرك 4/ 292، عن جابر بزيادة في أوله ولفظة من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فإذا أتاه كريم قوم فليكرمه قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. قال الهيثمي في الزوائد 8/ 18
عن جرير أقبل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال لأصحابه إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه رواه الطبراني في الأوسط وفيه حصين بن عمر وهو متروك،
والطبراني في الكبير 2/ 370، والطبراني في الأوسط 2/ 12 وابن عساكر في تاريخه 2/ 196، والبيهقي في السنن الكبرى 87/ 168 وأبو نعيم في الحلية 6/ 205، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 25484، 25487، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 347 وابن عدي في الكامل 1/ 181، 2/ 862.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 41، 5/ 224، 9/ 3 ومسلم 1/ 82 كتاب الإيمان باب 29 بيان معنى قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا حديث رقم 118- 65 والنسائي 7/ 128 كتاب تحريم الدم باب 29 تحريم القتل حديث رقم 4132 وابن ماجة 2/ 1300 كتاب الفقه باب 5 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حديث رقم 3942، أحمد في المسند 4/ 363، 366 والطبراني في الكبير 2/ 348، والبغوي في شرح السنة 1/ 513، وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 30، 31.(1/582)
وكان جرير جميلا، قال عمر: هو يوسف هذه الأمة، وقدّمه عمر في حروب العراق على جميع بجيلة، وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسيّة، ثم سكن جرير الكوفة، وأرسله عليّ رسولا إلى معاوية، ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات سنة إحدى وقيل أربع وخمسين.
وفي الصّحيح أنه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها، وفيه عنه قال: ما حجبني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسّم [ (1) ] .
وروى البغويّ من طريق قيس عن جرير، قال: رآني عمر متجرّدا فقال: ما أرى أحدا من الناس صوّر صورة هذا إلا ما ذكر من يوسف.
ومن طريق إبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، قال: كان طول جرير ستة أذرع.
وروى الطّبرانيّ من حديث علي- مرفوعا: «جرير منّا أهل البيت» . [ (2) ]
وروى عنه من الصّحابة أنس بن مالك، قال: كان جرير يخدمني، وهو أكبر مني، أخرجه الشّيخان.
1140- جرير بن عبد اللَّه الحميري [ (3) ] .
قال ابن عساكر: له صحبة، ثم روى من طريق سيف بن عمر في الفتوح، عن محمد، عن أبي عثمان. قال: لما عزم خالد على المسير من اليمامة إلى العراق جدّد التعبية، وتوخّى الصحابة، ثم توخى منهم الكماة، فقال: على قضاعة جرير بن عبد اللَّه الحميري. أخو الأقرع بن عبد اللَّه رسول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى اليمن.
وذكر القصة.
وذكر سيف أيضا أن جرير بن عبد اللَّه هذا كان الرسول إلى المدينة بوقعة اليرموك.
وذكر سيف في عدة أماكن: استدركه ابن فتحون وابن الأثير. وفي «التّجريد» : قيل جرير بن عبد الحميد.
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1925 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه (29) حديث رقم (134/ 2475) ، والترمذي في السنن 5/ 637 عن جرير ... الحديث، كتاب المناقب (50) باب مناقب جرير بن عبد اللَّه البجلي (42) حديث رقم 3820، 3821 وقال هذا حديث حسن صحيح وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 152، وابن عدي في الكامل 2/ 752.
[ (2) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 328، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 376 وقال رواه الطبراني وأبو بكر ابن حفص لم يدرك عليا وسليمان بن إبراهيم بن جرير لم أجد من وثقه وبقية رجاله ثقات. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33184.
[ (3) ] أسد الغابة ت (729) .(1/583)
قلت: وأظنه تصحيفا.
1141- جرير بن معدان الكنديّ [ (1) ] .
سيأتي [في الجفشيش] [117] .
1142- جريّ الحنفيّ [ (2) ]-
براء بعد الجيم مصغرا.
روى ابن مندة من طريق سلام الطويل، عن إسماعيل بن رافع، عن حكيم بن سلمة، عن رجل من بني حنيفة يقال له جري أنّ رجلا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إني ربما أكون في الصلاة فتقع يدي على فرجي. فقال: «امض في صلاتك» [ (3) ] .
قال: غريب.
قلت: وسلام ضعيف، وإسماعيل كذلك.
1143 ز- جريّ بن عمرو العذري [ (4) ]-
تقدم في جرو.
1144 ز- جري [ (5) ] ،
غير منسوب. يأتي في الّذي بعده.
ذكر من اسمه جزء- بفتح الجيم وسكون الزاي وهمزة، أو بكسر الزاي بعدها تحتانية [الجيم بعدها الزاي]
1145- جزء بن أنس السلمي [ (6) ]-
ذكره ابن أبي عاصم، وروى من طريق نائل بن مطرف بن عبد الرحمن بن رزين بن أنس، قال: أدركت أبي وجدّي وفي أيديهم كتاب كتبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لرزين بن أنس، وهو عم جده قال أبو موسى: هذا الكتاب لرزين ليس لجزء فيه ذكر.
قلت: لكن
ذكر أبو محمّد بن حزم، من طريق عبد الكريم أبي أميّة، قال: سأل جزء بن أنس السلمي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن الأرنب فقال: «لا تأكلها ... » الحديث.
وقال أبو عمر: جري، بجيم وراء مصغرا، غير منسوب، سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن الضبّ والثّعلب وخشاش الأرض. وليس إسناده بقائم يدور على عبد الكريم أبي أمية، وذكره أيضا في جزي- بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء تحتانية، وأظن أنه هو الّذي ذكره ابن حزم.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت (732) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 83.
[ (3) ] ذكره المتقي الهندي في الكنز (79/ 27) وعزاه لأبي نعيم وضعفه.
[ (4) ] أسد الغابة ت (733) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (734) .
[ (6) ] تبصير المنتبه 1/ 255، أسد الغابة ت 735) .(1/584)
1146- جزء بن الحدرجان [ (1) ]
بن مالك اليماني [ (2) ] . روى ابن مندة من طريق هاشم بن محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان بن مالك عن أبيه عن جدّه عن أبيه عبد الرحمن: حدثني أبي جزء بن الحدرجان وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال:
وفد أخي قداد بن الحدرجان إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من اليمن بإيمانه وإيمان من أطاعه من أهل بيته، وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان، وآمن بمحمد صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقيتهم سرية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال لهم قداد: أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه، فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا [النساء: 94] فأعطاني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دية أخي مائة ناقة حمراء. وغزوت طيِّئا، فأصبت منهم غنائم، وسبيت أربعين امرأة، فأتيت بهنّ المدينة، فزوّجهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أصحابه.
هذا إسناد مجهول. وعند ابن ماكولا جزء بن الحدرد له صحبة. وكذا استدركه ابن الأمين، فلعله هذا اختلف في اسم أبيه.
[وفي جمهرة ابن الكلبيّ في نسب الأزد عبد الملك بن جزء بن الحدرجان، كان شريفا بالشام، وولي في زمن الحجاج] [ (3) ] .
1147 ز- جزء بن سهيل السلمي [ (4) ] .
جاء ذكره في حديث ذكره ابن عساكر في تاريخه، وثابت بن قاسم في «الدّلائل» من طريق نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن حوالة، قال: كنّا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «أبشروا» . فذكر قصّة، وفيها: فقلت: ومن يستطيع الشام وفيها الروم ذات القرون؟ قال: «واللَّه ليستخلفنّكم اللَّه فيها حتّى تظلّ العصابة البيض منهم قياما على الرّجل الأسود منكم، ما أمرهم فعلوا» .
قال: فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول: فعرف أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم النعت في جزء بن سهيل السلمي، وكان قد ولى الأعاجم، وكان أسود قصيرا، فكانوا يرون تلك الأعاجم وهم حوله قيام لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه، فيتعجّبون من هذا الحديث.
1148- جزء السدوسيّ [ (5) ] .
1149- وجزء العذريّ [ (6) ] .
__________
[ (1) ] في أالخدرجان.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، الاستبصار 317، تبصير المنتبه 1/ 255، أسد الغابة ت (736) .
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، الاستيعاب ت 1/ 373، الوافي بالوفيات 1/ 84.
[ (5) ] أسد الغابة ت (737) ، الاستيعاب ت (378) .
[ (6) ] أسد الغابة ت (738) ، الاستيعاب ت (377) .(1/585)
1150- وجزء بن عبّاس [ (1) ] .
1151- وجزء بن مالك [ (2) ]
من بني جحجبى. تقدموا في جرو، وجرول.
1152- جزء بن معاوية بن حصين [ (3) ]
بن عبادة بن النزّال بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعديّ، عم الأحنف بن قيس.
قال أبو عمر: كان عامل عمر على الأهواز [ (4) ] . وقيل: له صحبة، ولا يصح.
قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة.
وعاش جزء إلى أن ولى لزياد بعض عمله، ذكر ذلك البلاذريّ في أنساب الأشراف.
1153 ز- جزء [ (5) ] ،
غير منسوب. قال ابن مندة: عداده في أهل الشام.
وروى الطّبرانيّ من طريق معاوية بن صالح، عن أسد بن وداعة حدثه أن رجلا يقال له جزء أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إن أهلي عصوني فبم أعاقبهم؟ قال: «تعفو» ثلاثا، فإن عاقبت فعاقب بقدر الذّنب واتّق الوجه» .
ورواه أبو مسعود الرّازي من هذا الوجه، فقال: عن أسد بن وداعة، عن رجل يقال له جزء- أنه أتى.. فذكره وذكره
ابن بشكوال، وابن الأمين فيمن اسمه جرج- بضم الجيم وسكون الراء بعدها جيم، ونسباه لأبي نعيم عن الطبرانيّ بالسند المذكور والّذي يترجّح ما تقدّم. واللَّه أعلم.
1154- جزي،
أبو خزيمة السلمي [ (6) ] . ويقال الأسلمي.
روى ابن السّكن من طريق يحيى بن محمد الجاري، عن حصين بن عبد الرّحمن من أهل الدّفينة، عن حبّان بن جزيّ عن أبيه- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وافدا فكساه ثوبين.
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 278.
[ (2) ] أسد الغابة ت (739) ، الاستيعاب ت (361) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (743) ، الاستيعاب ت (369) .
[ (4) ] الأهواز: آخره زاي وهي جمع هوز وأصله هوز فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة وإذا تكلموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن وفي محمد مهمّد ثم تلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان.
[ (5) ] أسد الغابة ت (740) .
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، الوافي بالوفيات 1/ 84، أسد الغابة ت (742) ، الاستيعاب ت (368) .(1/586)
ورواه الطّبرانيّ من هذا الوجه بلفظ أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأسير كان عنده من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كانوا أسروه وهم مشركون فأسلموا. وأسلم جزء فقال: «ادخل على عائشة تعطيك بردين» .
رواه ابن مندة من حديث جزء، فذكره، قال: فكسا جزءا بردين [وأسلم] .
[الجيم بعدها السين]
1155- جسر بن وهب
بن سلمة الأزديّ [ (1) ]-
ذكره الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف، وأخرج من طريق وجيه بن عمارة، حدثنا أبو عمارة بن دجي بن جسر، حدثني جسر بن زهران عن جده جسر بن وهب قال: سمعت نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» .
هذا إسناد مجهول. وقال ابن ماكولا: هو بكسر الجيم [118] .
[الجيم بعدها الشين]
1156- جشيب-
بعد الجيم شين [ (2) ] معجمة ثم تحتانية ثم موحدة [ (3) ]
- روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي فديك عن جهم بن عثمان عن أبي جشيب عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال: «من تسمّى باسمي يرجو بركتي غدت عليه البركة وراحت إلى يوم القيامة» .
قال ابن مندة: إن كان جشيب هذا هو الّذي روى عنه سعيد بن سويد: فهو تابعيّ قديم من أصحاب أبي الدّرداء.
[الجيم بعدها العين]
1157- جعال بن زياد
يأتي في جعيل.
1158- جعال بن سراقة الضمريّ [ (4) ] ،
أو الغفاريّ أو الثعلبيّ،
ذكره أبو موسى.
وأورد من طريق أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عوف بن سراقة عن أخيه، قال: قلت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو متوجّه إلى أحد: إنه قيل لي إنك تقتل غدا. فقال: «أو ليس الدّهر كلّه غدا» .
قال أبو موسى: قد ذكروا جعيل بن سراقة، فما أدري هو هذا صغّر أو غيره.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، أسد الغابة ت (744) .
[ (2) ] في أجشيب بفتح الجيم وشين.
[ (3) ] أسد الغابة ت [745] .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 84، التحفة اللطيفة 1/ 412، الطبقات الكبرى 4/ 245، المصباح المضيء 1/ 176، أسد الغابة ت [748] . الاستيعاب ت [371] .(1/587)
قلت: يحتمل أن يكون أخاه. وروى الواقديّ في المغازي من طريق العرباض بن سارية، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في تبوك فطلع جعال بن سراقة وعبد اللَّه بن مغفل، وكنا ثلاثتنا نلزمه، فذكر قصة.
وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي في غزوة بني المصطلق: وكان في أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رجل يقال له جعال، وهو زعموه أحد بني ثعلبة، ورجل من بني غفار [ (1) ] يقال له جهجاة فعلت أصواتهما، فذكر قصّة فيها طول.
قال ابن إسحاق في المغازي: لما غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بني المصطلق في شعبان سنة ستّ استعمل على المدينة جعالا الضّمريّ، فهذا مغاير لقول موسى بن عقبة: إنه كان معهم في غزاة بني المصطلق، ويتعين في طريق الجمع بينهما أن يقال هما اثنان.
1159 ز- جعال الحبشيّ [ (2) ] ،
روى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت بين يديك حتى أقتل يدخلني ربي الجنة ولا يحقرني؟.
قال: «نعم» ،
قال: فكيف وأنا منتن الريح أسود اللّون؟ وفيه: إنه استشهد.
قال أبو موسى بعد أن ذكره: غير منسوب لا أدري هو ذا- يعني ابن سراقة- أو غيره؟
وقال ابن الأثير: بل هو غيره.
قلت: قد ذكره الصّفّار في كتاب «الأنساب» فقال الحبشي، فظهر أنه غيره. واللَّه أعلم.
1160 ز- الجعد بن قيس المرادي.
الشاعر، أحد بني غطيف. روى حديثه أبو سعد النيسابورىّ في كتاب «شرف المصطفى» ، قال: قال الجعد بن قيس، وكان قد بلغ مائة سنة:
خرجنا أربعة نفر نريد الحج في الجاهلية، فمررنا بواد من أودية اليمن، فلما أقبل الليل استعذنا بعظيم الوادي، وعقلنا رواحلنا، فلما هدأ الليل ونام أصحابي إذا هاتف من بعض أرجاء الوادي يقول:
__________
[ (1) ] غفار بن مليل: بطن من كنانة من العدنانية، وهم: بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (عمرو) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانوا حول مكة، ومن مياههم: بدر، ومن أوديتهم ودّان. وقد قاتلوا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة حنين، وعددهم ألف،
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: الأنصار ومزينة، وجهينة، وغفار، وأشجع، ومن كان من بني عبد اللَّه مواليّ دون الناس، واللَّه ورسوله مولاهم.
انظر: معجم قبائل العرب 3/ 890، وتاريخ ابن خلدون 2/ 321.
[ (2) ] أسد الغابة ت [349] .(1/588)
ألا أيّها الرّكب المعرّس بلّغوا ... إذا ما وقفتم بالحطيم [ (1) ] وزمزما
محمّدا المبعوث منّا تحيّة ... تشيّعه من حيث سار ويمّما
وقولوا له إنّا لدينك شيعة ... بذلك أوصانا المسيح ابن مريما
[الطويل] فذكر الحديث بطوله، وفي قصّة إسلامه.
1161- جعدة بن خالد
بن الصّمّة الجشمي [ (2) ] . روى له أحمد والنّسائي حديثين أحدهما صحيح الإسناد، حديثه في البصريين.
قال ابن السّكن: ويقال إنه نزل الكوفة، وسمى ابن قانع أباه معاوية.
1162- جعدة بن هانئ الحضرميّ [ (3) ] .
روى ابن مندة من طريق محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ حدثني المقدام الكنديّ والجعد بن هانئ أبو عتبة أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى رجل نصرانيّ بالمدينة يدعوه إلى الإسلام فإن أبي يقسم له نصفين.
1163- جعدة بن هبيرة الأشجعي [ (4) ] ،
كوفيّ، روى يزيد الأزدي عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «خير النّاس قرني» حديثه عند إدريس وداود ابني يزيد الأودي، عن أبيهما عنه. هكذا أخرجه ابن عبد البر مفردا عن جعدة بن هبيرة المخزومي.
قال ابن الأثير: غالب الظّن أنه هو، لأنّ هذا الحديث قد رواه عبد اللَّه بن إدريس عن أبيه عن جدّه عن جعدة بن هبيرة المخزومي.
قلت: لكن لم أر عند من أخرجه أنه قال الأشجعيّ، نعم أخرجه ابن أبي شيبة،
__________
[ (1) ] الحطيم: بالفتح ثم الكسر، بمكة قال مالك بن أنس: هو ما بين المقام إلى الباب وقال ابن جريج: هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر، وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام.
انظر: معجم البلدان 2/ 315.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 84، تقريب التهذيب 1/ 129، تهذيب التهذيب 2/ 81، تهذيب الكمال 1/ 191، تاريخ ابن معين 3/ 46، الاستيعاب 1/ 241، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 164، الوافي بالوفيات 11/ 86، الطبقات 55، 131، التاريخ الكبير 2/ 238، الجرح والتعديل 2/ 2186، بقي بن مخلد 401/ ذيل الكاشف رقم 181، أسد الغابة ت [750] ، الاستيعاب ت [330] .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 84، أسد الغابة ت [751] .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 85، الاستيعاب 1/ 240، تقريب التهذيب 1/ 129، تهذيب التهذيب 2/ 81، تهذيب الكمال 1/ 991، بقي بن مخلد 702، الوافي بالوفيات 11/ 85 التاريخ الصغير 1/ 120، 175، التاريخ الكبير 2/ 239، العقد الثمين 3/ 413، التاريخ لابن معين 1/ 246 أسد الغابة ت [752] الاستيعاب ت [329] .(1/589)
وأحمد بن منيع، وابن أبي عاصم والبغويّ والباورديّ وابن قانع والطّبرانيّ والحاكم في ترجمة جعدة بن هبيرة المخزوميّ.
ووقع في مصنف ابن أبي شيبة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، وهذا هو المخزومي، فكأن ابن عبد البرّ وهم في جعله غيره.
وذكر ابن أبي حاتم أن أباه حدثهم بهذا الحديث في ترجمة جعدة المخزومي في الوحدان، وقال: إن جعدة تابعي.
1164- جعدة [ (1) ] بن هبيرة [ (2) ]
بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، أمّه أم هانئ بنت أبي طالب.
له رؤية بلا نزاع، فإن أباه قتل كافرا بعد الفتح، واختلف في صحبته وصحة سماعه، وسأذكر ذلك مبسوطا في القسم الثاني إن شاء اللَّه تعالى بعد.
1165- جعدة
غير منسوب- كان له شعر جعد، فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جعدة، رواه أبو داود الطّيالسيّ عن محمّد بن عبد اللَّه بن حسين بن جعدة عن بعض أهله عن جده جعدة. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
1166- جعشم [ (3) ] الخير
بن خليبة بن شاجي بن موهب الصدفي بايع تحت الشجرة، وكساه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قميصه ونعليه، وأعطاه من شعره، وكان قد تزوّج آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية. قتله الشريد بن مالك في الردة بعد قتل عكاشة، هكذا ذكر أبو عمر. فأما ابن يونس فقال في تاريخ مصر: إنه شهد فتح مصر، فعلى هذا يكون لم يقتل في الردة، فإنّها كانت قبل فتح مصر.
قال ابن ماكولا: تزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بن مالك، فهذا أقرب إلى الصّواب، فلعل قتله بالمثناة تصحيف ويكون الضمير وقوله في الردة- وهما.
1167- جعفر بن أبي الحكم [ (4) ]-
وقيل جعفر بن عبد اللَّه بن أبي الحكم، قيل: له صحبة.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة [753] ، الاستيعاب ت [328] .
[ (3) ] الأنساب 4/ 144، أسد الغابة ت [754] ، الاستيعاب، [382] .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 85، بقي بن مخلد 962، تقريب التهذيب 1/ 129، تهذيب الكمال 1/ 193، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 168، تلقيح فهوم الأثر 379، أسد الغابة ت [755] .(1/590)
روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «الوحدان» له عن يحيى بن الحمّاني، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الحكم بن صهيب، قال: رآني جعفر بن أبي الحكم، وأنا آكل من ها هنا وها هنا، فقال: مه يا بن أخي، هكذا يأكل الشّيطان، إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا أكل لم يعد ما بين يديه [ (1) ] .
ورواه البخاريّ في «تاريخه» من وجه آخر عن عبد اللَّه بن جعفر عن عبد الحكم، سمع جعفر بن عبد اللَّه بن أبي الحكم به، وقال: هذا مرسل.
ورواه أبو نعيم من وجه آخر عن عبد اللَّه بن جعفر عن عبد الحكم عن جعفر بن أبي الحكم
قال: رآني الحكم بن رافع بن سنان، فهذا لو صح نفى الصحبة عن جعفر، ولكن راويه النّعمان بن شبل، وهو ضعيف، وفي الجملة هو على الاحتمال.
1168- جعفر بن أبي سفيان [ (2) ]
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم- قال ابن سعد: ذكر أهل بيته أنه شهد حنينا، وأدرك زمن معاوية، وتوفّي في وسط أيّامه.
وكذا ذكره ابن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله، وزاد أنه لم يزل ملازما لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبيه حتى قبض.
وظنّ أبو نعيم أن ابن مندة انفرد بذلك فتعقّبه بأنه وهم وأن الّذي شهد حنينا هو أبوه أبو سفيان.
ولا حجة لأبي نعيم في ذلك، فقد جزم ابن حبان بأنه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنينا، قال: وأمه حمامة بنت أبي طالب وإنه مات بدمشق سنة خمسين.
وقال الجعابيّ في كتاب من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، هو وأبوه وجعفر بن أبي سفيان لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبوه بالأبواء [ (3) ] فأسلم.
__________
[ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 117. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18175 وعزاه للطبراني في الكبير عن الحكم بن عمرو الغفاريّ والبخاري في التاريخ الكبير عن جعفر بن أبي الحكم مرسلا، وأبو نعيم في المعرفة عنه نافع عن الحكم بن رافع بن يسار.
[ (2) ] طبقات ابن سعد 4/ 1- 38- الجرح والتعديل 2/ 480، العقد الثمين 3/ 423، أسد الغابة ت [758] ، الاستيعاب ت [332] .
[ (3) ] الأبواء: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة، وقال قوم: سمّي بذلك لما فيه من الوباء، ولو كان مقلوبا وقال ثابت بن أبي ثابت اللغوي: سمت الأبواء لتبوّئ السيول بها وهذا أحسن. والأبواء قرية من أعمال الفزع في المدينة. (1) الأبواء وهي على خمسة أميال منها مسجد للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأول غزواته عليه الصلاة والسلام غزوة الأبواء بعد اثني عشر شهرا من مقدمة المدينة يريد بني ضمرة وبني بكر بن عبد(1/591)
وسيأتي في ترجمة أبيه أبي سفيان أنه لما استأذن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يأذن له قال: لئن لم يأذن لي لآخذن بيد ابني هذا فنتوجّه في الأرض. قال أبو اليقظان: لا عقب لجعفر.
1169- جعفر بن أبي طالب [ (1) ]
بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو عبد اللَّه ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأحد السّابقين إلى الإسلام، وأخو علي شقيقه.
قال ابن إسحاق: أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا، وقيل بعد واحد وثلاثين قالوا:
وآخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين معاذ بن جبل.
كان أبو هريرة يقول: إنه أفضل الناس بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وفي البخاريّ عنه قال: كان جعفر خير الناس للمساكين. وقال خالد الحذّاء عن عكرمة: سمعت أبا هريرة يقول: ما احتذى النّعال، ولا ركب المطايا. ولا وطئ التراب بعد رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- أفضل من جعفر بن أبي طالب.
رواه التّرمذيّ والنّسائيّ، وإسناده صحيح.
وروى البغويّ من طريق المقبريّ عن أبي هريرة، قال: كان جعفر يحبّ المساكين، ويجلس إليهم، ويخدمهم ويخدمونه.
فكان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- يكنيه أبا المساكين.
وقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أشبهت خلقي وخلقي» [ (2) ] . رواه البخاريّ ومسلم من طريق حديث البراء.
وفي المسند من حديث عليّ رفعه: «أعطيت رفقاء نجباء» .
فذكره منهم.
__________
[ () ] مناة فوادعته بنو ضمرة ثم رجع رسول اللَّه ولم يلق كيدا. معجم ما استعجم 1/ 102، الروض المعطار/ 6، وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. معجم البلدان 1/ 102.
[ (1) ] أسد الغابة ت [759] ، الاستيعاب ت [331] مسند أحمد/ 201، 5/ 290- طبقات ابن سعد 4/ 1- 22، نسب قريش 80- 82، طبقات خليفة 4، تاريخ خليفة 86، 87، التاريخ الكبير 2/ 185، التاريخ الصغير 1- 22، الجرح والتعديل 2/ 482، حلية الأولياء 1/ 114- 118، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 148، 149، تهذيب الكمال 199، شذرات الذهب 1/ 12، 48، العبر 1/ 9، العقد الثمين 3/ 424، تهذيب التهذيب 2/ 98، خلاصة تذهيب الكمال 63.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242، 5/ 24، 180. والترمذي 5/ 612 كتاب المناقب باب 30، مناقب جعفر بن أبي طالب حديث رقم 3765، وأحمد في المسند 1/ 98، 108، 115، 230، 4/ 342، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 5، 10/ 226. والحاكم في المستدرك 3/ 120، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20394.(1/592)
وهاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه، وأقام جعفر عنده، ثم هاجر منها إلى المدينة فقدم والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر، وكلّ ذلك مشهور في المغازي بروايات متعددة صحيحة.
وروى البغويّ وابن السّكن من طريق محمد بن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، قالت: لما قدم جعفر وأصحابه استقبله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقبّل ما بين عينيه.
وروى ابن السّكن من طريق مجالد عن الشّعبي عن عبد اللَّه بن جعفر قال: ما سألت عليّا فامتنع، فقلت له: بحق جعفر إلا أعطاني.
استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر، مجاهدا للرّوم في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، سنة ثمان في جمادى الأولى. وكان أسنّ من عليّ بعشر سنين فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها على الصحيح.
قال ابن إسحاق: حدّثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، حدّثني أبي الّذي أرضعني. وكان أحد بني مرة بن عوف [ (1) ] قال: واللَّه لكأنّي انظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
أخرجه أبو داود من هذا الوجه، وقال ابن إسحاق: هو أول من عقر في الإسلام.
وروى الطّبرانيّ من حديث نافع عن ابن عمر، قال: كنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين بين طعنة ورمية، قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رأيت جعفرا يطير في الجنّة مع الملائكة [ (2) ] .
روى ذلك الطّبرانيّ من حديث ابن عباس. وفي الطبراني أيضا من طريق سالم بن أبي
__________
[ (1) ] مرّة بن عوف: بطن من غطفان، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان. كانت لهم حرة ليلى، يطؤها حجّاج بيت اللَّه الحرام في طريقهم إلى المدينة. وفيهم أفخاذ. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 1072، والصحاح للجوهري 1/ 398.
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 612 كتاب المناقب باب (30) مناقب جعفر بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم 3763 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة. والحاكم في المستدرك 3/ 209 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح إلا أنه قال المديني واه. والطبراني في الكبير 2/ 106، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 33189، 33205.(1/593)
الجعد قال: أري النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جعفرا ملكا ذا جناحين مضرّجين بالدّماء، وذلك لأنه قاتل حتى قطعت يداه.
وفي الصّحيح عن ابن عمر أنه كان إذا سلم على عبد اللَّه بن جعفر قال: السّلام عليك يا بن ذي الجناحين.
وروى الدّار الدّارقطنيّ في «الغرائب» لمالك، بإسناد ضعيف، عن مالك عن نافع عن ابن عمر، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء فقال: «وعليكم السّلام ورحمة اللَّه وبركاته» . فقال الناس: يا رسول اللَّه، ما كنت تصنع هذا، قال: «مرّ بي جعفر بن أبي طالب في ملإ من الملائكة فسلّم عليّ» .
وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهل بن زياد القطان من طريق سعدان بن الوليد عن عطاء، عن ابن عباس: بينما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ قال: «يا أسماء، هذا جعفر بن أبي طالب قد مرّ مع جبرائيل وميكائيل فردّي عليه السّلام» الحديث.
وفيه «فعوّضه اللَّه من يديه جناحين يطير بهما حيث شاء» .
وقال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الحزن.
وقال حسّان بن ثابت لما بلغه قتل عبد اللَّه بن رواحة يرثي أهل مؤتة من قصيدة:
رأيت خيار المؤمنين تواردوا ... شعوب وقد خلّفت ممّن يؤخّر
فلا يبعدنّ اللَّه قتلى تتابعوا ... بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيد وعبد اللَّه حين تتابعوا ... جميعا وأسباب المنيّة تخطر [ (1) ]
[الطويل] ويقول فيها:
وكنّا نرى في جعفر من محمّد ... وفاء وأمرا صارما حيث يؤمر
فلا زال في الإسلام من آل هاشم ... دعائم عزّ لا تزول ومفخر
[الطويل]
1170 ز- جعفر بن عبد يزيد
بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبيّ، أخو ركانة وعمّ السائب بن يزيد بن عبد يزيد جد الشافعيّ.
ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي عن ابن إسحاق أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أطعمه من تمر
__________
[ (1) ] ينظر في ديوان حسان: 187.(1/594)
خيبر ثلاثين وسقا، وأطعم أخاه ركانة خمسين وسقا استدركه ابن فتحون.
1171- جعفر بن محمد بن مسلمة [ (1) ]
الأنصاريّ [ (2) ] . ذكره ابن شاهين عن عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث، قال: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مكة وما بعدها، واستدركه أبو موسى.
1172 ز- جعونة بن زياد [ (3) ]
الشّنّي-
ذكره ابن مندة، وقال: ذكر عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد الضعفاء، عن عبيد اللَّه بن زياد الشنّي، عن الجلاس بن زياد الشنّي، عن جعونة بن زياد الشنّي أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا بدّ من العريف، والعريف في النّار» [ (4) ] .
وبقية رجاله مجهولون.
1173 ز- جعونة بن نضلة الأنصاريّ.
له ذكر في الفتوح، وروى ابن جرير في «التّاريخ» والباورديّ في الصحابة من طريق أبي معروف عبد اللَّه بن معروف، عن أبي عبد الرحمن الأنصاريّ، عن محمّد بن حسن بن عليّ بن أبي طالب- أنّ سعد بن أبي وقاص لما فتح حلوان العراق خرج المسلمون وفيهم رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة، فمرّ بشعب وقد حضرت الصلاة، فذكر الحديث بطوله في قصة زريب بن ثرملي وصي عيسى ابن مريم وهذا الإسناد ضعيف، وسنذكر سياق القصة من طريق الباوردي في ترجمة زريب إن شاء اللَّه تعالى.
وفي «الجرح والتّعديل» لابن أبي حاتم جعونة بن نضلة عن سعيد بن أبي وقّاص، وعنه قتادة سمعت أبي يقوله.
ولا يخفى ما في هذا من الفساد وللقصة طريق أخرى موصولة إسنادها ضعيف أيضا من طريق نافع عن ابن عمر، لكن سمى الرجل فيها نضلة بن معاوية الأنصاري وأخرى من طريق منصور بن دينار عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل، قال: وجّه سعد بن أبي وقّاص نضلة بن عمرو الأنصاريّ كما سيأتي أيضا.
1174- جعيل بن زياد الأشجعي [ (5) ]
- وقيل: ابن ضمرة. روى حديثه النسائيّ بسند
__________
[ (1) ] في أمسلم.
[ (2) ] في أسد الغابة ت [761] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [763] .
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14975 وعزاه لأبي نعيم في المعرفة عن جعونة بن زياد الشني.
[ (5) ] الثقات 3/ 62، تجريد أسماء الصحابة 1/ 86، تقريب التهذيب 1/ 133، تهذيب التهذيب 2/ 109،(1/595)
صحيح من رواية عبد اللَّه بن أبي الجعد [ (1) ] ، وفيه أنه غزا مع رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- وقيل: فيه أيضا جعال.
1175- جعيل بن سراقة الضمريّ [ (2) ] .
تقدم بعض ما ورد فيه في ترجمة جعال بن سراقة.
وروى ابن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: قيل: يا رسول اللَّه، أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة، وتركت جعيلا، فقال: «والّذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض مثل عيينة والأقرع، ولكنّي أتألفهما وأكل جعيلا إلى إيمانه» .
وهذا مرسل حسن، لكن له شاهد موصول.
روى الرّويانيّ في مسندة، وابن عبد الحكم في فتوح مصر، من طريق بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشانيّ، عن أبي ذرّ- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: كيف ترى جعيلا؟ قلت:
مسكينا كشكله من الناس، قال: «وكيف ترى فلانا» ؟ قلت: سيدا من السادات قال: «لجعيل خير من ملء الأرض مثل هذا» . قال: قلت: يا رسول اللَّه، ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع؟
قال: «إنّه رأس قومه فأتألّفهم» [ (3) ] .
وإسناده صحيح، وأخرجه ابن حبان من وجه آخر عن أبي ذرّ، لكن لم يسم جعيلا.
وأخرجه البخاريّ من حديث سهل بن سعد فأبهم جعيلا وأبا ذرّ.
وروى ابن مندة من طريق يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن عوف، عن سراقة عن أبيه، قال: أصيبت عين أخي جعيل في بني قريظة.
1176 ز- جعيل [ (4) ] ،
غير منسوب. فرّق أبو موسى بينه وبين الأول، وروى ابن إسحاق في المغازي عن يزيد بن رويان، عن عروة، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، قال:
__________
[ () ] بقي بن مخلد 361، تهذيب الكمال 1/ 404، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال 1/ 175، الوافي بالوفيات 11/ 171، الجرح والتعديل 2/ 2249، الكاشف 1/ 187، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، أسد الغابة ت [764] ، الاستيعاب [334] .
[ (1) ] في أعبد اللَّه بن أبي عقبة.
[ (2) ] أسد الغابة ت [765] ، الاستيعاب ت [333] .
[ (3) ] أورده ابن حجر في فتح الباري 1/ 280، 11/ 277، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17100، 33238، وعزاه لأبي نعيم عن أبي ذر ورمز له بالضعف.
[ (4) ] أسد الغابة ت [766] .(1/596)
لما حفر النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- الخندق قسم الناس،. فكان يعمل معهم، وكان فيهم رجل يقال له جعيل، فسماه عمرا فارتجز بعضهم:
سمّاه من بعد جعيل عمرا ... وكان للبائس يوما ظهرا [ (1) ]
[الرجز] ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إذا قالوا عمرا، قال: عمرا، وإذا قالوا ظهرا قال: ظهرا.
[الجيم بعدها الفاء]
1177- جفشيش [ (2) ] بن النّعمان الكندي
- كذا سمى ابن مندة أباه، وقال: يقال اسمه معدان، يكنى أبا الخير، ويقال جرير بن معدان، ووقع في بعض الروايات خفشيش- بالخاء المعجمة، وكذا قال أبو عمر: إنه قيل فيه بالجيم والمعجمة، وزاد أنه قيل فيه بالمهملة أيضا، وذكر بكسر أوله وضمه.
وقال ابن الكلبيّ وابن سعد: اسمه معدان بن الأسود بن معديكرب بن ثمامة بن الأسود. [وذكر أبو عمر بن عبد البرّ من طريق مجالد عن الشعبي، قال: قال الأشعث بن قيس: كان بين رجل منّا وبين رجل من الحضرميين يقال له الجفشيش- خصومة في أرض.
الحديث. وأصل الخبر في سنن أبي داود من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث، لكن لم يسم الجفشيش.
وأخرج أبو عمر من طريق ابن عون عن الشعبيّ عن جرير بن معدان- وكان يلقب الجفشيش- أنه خاصم رجلا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث.
قلت: وهذا ظاهره أنّ اسم الجفشيش جرير وأنه الصّحابي، وهو غريب.
ويمكن أن يكون الضمير في قوله: «وكان يلقب» لمعدان والد جرير، ويكون الخبر من رواية جرير عن أبيه، وأرسله جرير، وهذا أقرب عندي إلى الصواب.
وذكر أبو سعد النّيسابوريّ من طريق مسلمة بن محارب عن السّدّيّ عن أبي مالك عن ابن عباس، قال: قدم ملوك حضر موت] ، فقدم وفد كندة فيهم الأشعث بن قيس فذكر القصّة، قال: وفي ذلك يقول الجفشيش، واسمه معدان بن الأسود الكنديّ:
جادت بنا العيس من أعراب ذي يمن ... تغور غورا بنا من بعد إنجاد
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الطبقات 4/ 181 وأسد الغابة ترجمة (766) .
[ (2) ] 1/ 345، تجريد أسماء الصحابة 1/ 86، الجرح والتعديل 2/ 2282، أسد الغابة ت [767] .(1/597)
حتّى أنخنا بجنب الهضب من ملأ ... إلى الرّسول الأمين الصّادق الهادي
[البسيط]
وروى الطّبرانيّ من طريق صالح بن حيّ، عن الجفشيش الكنديّ، قال: جاء قوم من كندة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقالوا: أنت منا، وادّعوه. فقال: «لا تنتفوا منّا ولا ننتفي من أبينا» .
وله من طريق أخرى عن صالح، حدثنا الجفشيش- وهو خطأ، فإنه لم يدركه.
وأصل الحديث في مسند أحمد من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في رهط من كندة ولم يذكر الجفشيش، وذكر أبو عمر عن عمران بن موسى بن طلحة عن الجفشيش مثله، وهو مرسل أيضا.
[وذكره ابن الكلبيّ بغير سند، وقال: إنه أعاد ذلك ثلاثا فأجابه في الثالثة، فقال له الأشعث: فضّ اللَّه فاك، ألا سكتّ عليّ مرتين، قال: والجفشيش هو القائل في الردة:
أطعنا رسول اللَّه إذ كان صادقا ... فيا عجبا ما نال ملك أبي بكر
[الطويل] قلت: وأنشد المبرّد هذا البيت في الكامل للحطيئة، ولفظه حاضرا بدل صادقا، ولهفا بدل عجبا] [ (1) ] .
وذكر عمر بن شبّة أن الجفشيش ارتدّ [ (2) ] من كندة، وأنه أخذ أسيرا، وأنه قتل صبرا، فإن صحّ ذلك فلا صحبة له، ورواية كل من روى عنه مرسلة، لأنهم لم يدركوا ذلك الزّمان.
واللَّه أعلم.
1178- جفينة الجهنيّ [ (3) ]
- وقيل النهدي، ويقال الغسانيّ.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
وروى البغويّ والطّبرانيّ من طريق أبي بكر الزاهريّ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عرينة، عن جفينة أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إليه كتابا فرقع به دلوه، فقالت له ابنته: عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك؟ فهرب وأخذ كلّ قليل وكثير هو له ثم جاء بعد مسلما، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السّهام فخذه» .
قال البغويّ: منكر من حديث الثّوريّ، وأبو بكر الزاهريّ ضعيف الحديث.
__________
[ (1) ] سقط في ج.
[ (2) ] في أارتد فيمن ارتد.
[ (3) ] أسد الغابة ت [768] .(1/598)
قلت: وقد وقع لنا الحديث بعلوّ من طريقه في الثاني من فوائد العيسويّ، ورواه إسرائيل- وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن الشعبيّ- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى رعية السّحيمي ... فذكره مطولا.
وشاهده رواية حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق، إلا أنه قال: عن رعية الجهنيّ، ولم يذكر الشعبي، وسيأتي على الصّواب في حرف الراء إن شاء اللَّه تعالى.
[الجيم بعدها اللام]
1179- جلاس بن سويد [ (1) ]
بن الصامت الأنصاري. كان من المنافقين ثم تاب وحسنت توبته.
قال يحيى بن سعيد الأمويّ في مغازيه: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتاني قومي فقالوا: إنك امرؤ شاعر، فإن شئت أن تعتذر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ببعض العذر، فذكر حديث توبة كعب بن مالك بطوله إلى أن قال: وكان ممن تخلّف من المنافقين ونزل فيه القرآن منهم الجلاس بن سويد بن الصامت، وكان على أم عمير بن سعد، وكان عمير في حجره فسمعه يقول: لئن كان محمدا صادقا لنحن شرّ من الحمير، فذكر القصة التي دارت بينهما ونزول قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ... إلى قوله فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ ... [التوبة: 74] الآية، فزعموا أن الجلاس تاب وحسنت توبته.
قلت: قصة الجلاس أدرجها الأموي في قصة توبة كعب، وانتهى حديث كعب قبلها، واقتصر ابن هشام على قصّة كعب، ولم يذكر قصة الجلاس.
وقد ذكرها الواقديّ عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مطولة، وفي آخرها: فتاب الجلاس، وحسنت توبته، ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
وحكى العذريّ أن الجلاس هو الّذي قتل المجذّر بأبيه سويد بن الصامت.
قال: والصّحيح أن الّذي قتل المجذر هو الحارث بن سويد كما سيأتي.
1180 ز- جلاس بن صليت [ (2) ] اليربوعي [ (3) ]
-
روى ابن السّكن وابن شاهين من طريق
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [769] ، الاستيعاب ت [354] .
[ (2) ] في أالصامت.
[ (3) ] أسد الغابة ت [770] .(1/599)
عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثتنا مرار بنت منقذ الصليتية، حدثتني أم منقذ بنت الجلاس بن صليت اليربوعية عن أبيها، قال: قلت يا رسول اللَّه، إني كثير المال ذو خطر وعشيرة، وقد بلغ آبائي أن قد أوقدوا النار، ونصبوا السفر، وفعلوا وفعلوا، فهل ينفعهم ذلك؟ قال: «لا» ،
قال: ثم أمّر علينا غلاما من موالينا كان أقرأ لكتاب اللَّه، قال فبلغ ولد الجلاس في الإسلام أمرا عظيما.
وعلق ابن مندة من هذا الوجه عن الجلاس أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسأله عن الوضوء، فقال: واحدة تجزئ وثنتان. قال: ورأيته توضأ ثلاثا ثلاثا،
وقال: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. انتهى.
وعبد الرّحمن متروك الحديث.
قلت: مرار رأيتها مضبوطة في كتاب ابن شاهين، وفي نسخة معتمدة من كتاب ابن السّكن بضم وتخفيف وآخره دال وفي غيرها آخره راء. واللَّه أعلم.
1181 ز- جلّاس بن عمرو الكندي [ (1) ] .
روى البغوي من طريق علي بن قرين. عن يزيد [ (2) ] بن هلال، عن أبيه هلال بن قطبة، سمعت جلاس بن عمرو، قال: وفدت في نفر من قومي من كندة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلما أردنا الرجوع قلنا: أوصنا يا نبي اللَّه قال: «إنّ لكلّ ساع غاية وغاية ابن آدم الموت ... » الحديث.
وعلي بن قرين ضعيف جدا ومن فوقه لا يعرفون.
1182- جليبيب، غير منسوب [ (3) ] ،
وهو تصغير جلباب
روى مسلم من حديث حماد عن ثابت عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة الأسلمي- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء اللَّه [ (4) ] ، فقال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: فقدنا فلانا وفلانا قال: «ولكنّي أفقد جليبيبا» .
فذكر الحديث.
وأخرجه النّسائيّ، وله ذكر في حديث أنس في تزويجه بالأنصاريّة، وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «لكنّك عند اللَّه لست بكاسد» [ (5) ] وهو عند البرقاني في مستخرجه في حديث أبي برزة أيضا.
__________
[ (1) ] في أسد الغابة ت [771] .
[ (2) ] في أزيد.
[ (3) ] أسد الغابة ت [772] ، الاستيعاب ت [366] .
[ (4) ] في أفأفاء اللَّه عليه.
[ (5) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2276. والطبراني في الكبير 5/ 316، وأبو بكر الخطيب في(1/600)
وقد أخرجه أحمد مطوّلا.
وحديث أنس أخرجه البزّار من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عنه مطوّلا، وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق، وحكى ابن عبد البرّ في ترجمته أنه نزل في قصته: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ...
[الأحزاب: 36] الآية. ولم أر ذلك في شيء من طرقه الموصولة من حديث أنس ومن حديث أبي برزة.
1183- جليحة بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن محارب بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر ابن عبد مناة الليثي.
ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بالطائف، وقيل في جده الحارث بدل محارب.
1184- جليحة [ (2) ]
بن شجار الغافقي.
[الجيم بعدها الميم]
1185- جمانة الباهليّ،
ذكره أبو الفتح الأزديّ في الصّحابة، وروى من طريق بكر بن خنيس [ (3) ] ، عن عاصم بن [ (4) ] جمانة الباهلي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لمّا أذن اللَّه لموسى في الدّعاء على فرعون أمّنت الملائكة ... »
[ (5) ] الحديث. وفيه فضل المجاهدين، استدركه أبو موسى.
1186- جمرة بن عوف [ (6) ]
- يكنى أبا يزيد، عداده في أهل فلسطين. وروى الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف من طريق وهاس بن علاق بن هاشم بن يزيد بن جمرة: سمعت أبي
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 408. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 371- 372 عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا ... الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح للخليفة عند الناس السمع والطاعة 2/ 7.
[ (1) ] أسد الغابة ت [773] ، الاستيعاب ت [381] .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 87، أسد الغابة ت [774] .
[ (3) ] في أبكر بن حبيش.
[ (4) ] في أعاصم بن عاصم عن جمانة.
[ (5) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1065 وعزاه لأبي الفتح الأزدي في الصحابة وأبي موسى في الذيل عن جمانة الباهلي.
[ (6) ] أسد الغابة ت [776] .(1/601)
عن أبيه عن جده يزيد بن جمرة. قال: ذهبت مع أبي جمرة بن عوف إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له ومسح صدره.
ورواه ابن مندة من هذا الوجه، فقال فيه: عن يزيد بن جمرة، قال: أتى أبي جمرة بن عوف إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه حريث، ورجاله مجهولون.
1187- جمرة بن النعمان [ (1) ]
بن هوذة بن مالك بن سمعان العذري قال ابن الكلبيّ:
هو أول من قدم بصدقة بني عذرة [ (2) ] إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال أبو حاتم: قدم في وفد عذرة. قال الطّبري: كان سيد بني عذرة، ووفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأتاه بصدقتهم.
وقال ابن الكلبيّ: كان أول أهل الحجاز قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بصدقة قومه، أقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حضر فرسه، ورمية سوطه، من وادي القرى فنزلها إلى أن مات.
ذكره ابن شاهين، لكنه أخرجه في الحاء المهملة، وكذلك استدركه ابن بشكوال عن ابن رشدين. وهما فيه، فقد ضبطه الدار الدّارقطنيّ وغيره بالجيم والراء.
وقال الواقديّ: حدثنا شعيب بن ميمون، عن أبي مراية البلوي، سمع حمزة بن النعمان العذري- وكانت له صحبة- يقول: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بدفن الشعر والدم، أخرجه الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف من طريقه.
وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد بن مالك العذريّ.
1188 ز- جمرة غير منسوب
-
جاء ذكره في الحديث الّذي رواه ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن يعيش الغفاريّ قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للقحة عنده: «من يحلبها» ؟ فقام رجل فقال: «ما اسمك» ؟ قال: مرّة. قال: «اقعد» ، ثم قام آخر فقال: «ما اسمك؟ قال: «جمرة» قال: «اقعد» ... الحديث.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 87، الطبقات الكبرى 4/ 356، الوافي بالوفيات 11/ 180 المصباح المضيء 2/ 106، الأنساب 4/ 145 تبصير المنتبه 3/ 999، أسد الغابة ت [777] ، الاستيعاب ت [374] .
[ (2) ] عذرة بن سعد: بطن عظيم من قضاعة، من القحطانية، وهم: بنو عذرة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، تتفرع منه أفخاذ عديدة، وعذرة هؤلاء هم المعروفون بشدة العشق، قال سعيد بن عقبة للأعرابي: ممن الرجل؟ قال: من قوم إذا عشقوا ماتوا. قال: عذري ورب الكعبة، فقلت له: وممّ ذاك؟ قال: في نسائنا صباحة، وفي رجالنا عضة.. انظر: معجم قبائل العرب 2/ 768.(1/602)
كذا ذكره أبو عليّ بن السّكن. وقد ساقه ابن عبد البرّ من طريق سحنون، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة.
وسيأتي فيمن اسمه حرب في الحاء المهملة أنه قال: «حرب» بدل جمرة.
1189- جمهان الأعمى [ (1) ] .
استدركه ابن الأثير. قرأت على فاطمة بنت عبد الهادي عن حسن بن عمر الكرديّ. عن مكرم بن أبي الصّقر- حضورا-
أن سعد بن سهل أخبرهم:
حدّثنا أبو الحسن بن الأخرم، أخبرنا أبو نصر الفامي، حدثنا الأصمّ، أخبرنا الربيع، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا نصر بن طريف، عن أيوب بن موسى، عن المقبري، عن ذكوان، عن أم سلمة أنها كانت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فجاء جمهان الأعمى، فقال: «استتري» . قالت:
يا رسول اللَّه، جمهان الأعمى، قال: «إنّه يكره للنّساء أن ينظرن إلى الرّجال كما يكره للرّجال أن ينظروا إلى النّساء» .
نصر بن طريف ضعيف.
1190 ز- الجموح [ (2) ] الأنصاريّ،
من بني سلمة- قال عمر بن شبّة في كتاب مكّة في ذكر الأصنام التي كانت تعبد في الجاهليّة ما نصه: وكان لبني سلمة صنم يقال له مناف، فغدا عليه رجل منهم يقال له الجموح، فربطه بكلب ثم طرحه في بئر، وقال:
الحمد للَّه الجليل ذي المنن ... قبّح بالفعل منافا ذا الدّرن
أقسم لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب في وسط بئر في قرن
[الرجز]
1191 ز- الجموح بن عثمان بن ثابت
بن الجذع الغفاريّ.
استدركه ابن فتحون، وروى عمر بن شبّة من طريق عبد العزيز بن عمران، حدّثني محمد بن إبراهيم بن جعفر مولى بني غفار عن الجموح، قال: كنا بمنازلنا في الجاهليّة فإذا صائح يصيح من الليل، فذكر رجزا، قال: ثم دعا الليلة الثانية ثم الثالثة، قال: فلم نلبث أن جاءنا ظهور النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
1192- جميع بن مسعود [ (3) ]
بن عمرو بن أصرم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [778] .
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، ج.
[ (3) ] أسد الغابة ت [779] .(1/603)
قال هشام بن الكلبيّ: هو الّذي تصدق بجميع جهازه في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
1193- جميل الغفاريّ [ (1) ] ،
أبو بصرة- يأتي في المهملة.
1194- جميل بن أسيد الفهري [ (2) ] ،
يكنى أبا معمر، ويلقّب ذا القلبين- سماه الفراء في «معاني القرآن» .
وقال الزّبير بن بكّار: حدّثنا عمر بن أبي بكر الموصلي، عن زكريّا بن عيسى، عن ابن شهاب، قال: ذو القلبين من بني الحارث بن فهر، وهو أبو معمر الّذي أخبر قريشا بإسلام عمر.
وقال مقاتل في تفسيره في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب: 4] نزلت في أبي معمر الفهري. وكذا قال إسماعيل بن أبي زياد الشامي: نزلت في أبي معمر الفهري، وكان من أذكى العرب وأحفظهم.
وقال أبو زكريّا الفرّاء في «معاني القرآن» : نزلت في أبي معمر جميل بن أسيد، كان أهل مكّة يقولون لأبي معمر قلبان وعقلان في صدره من قوة حفظه.
وذكره الواحديّ في «الأسباب» أيضا.
وأما ابن دريد فقال: اسمه عبد اللَّه بن وهب، وقيل: إن ذا القلبين هو جميل بن معمر الآتي، قاله السّهيليّ، والمشهور أنه غيره، واللَّه أعلم.
1195- جميل بن ردام العذري [ (3) ] .
روى ابن مندة من طريق عتيق بن يعقوب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه، عن عمرو بن حزم [عن أبيه] [ (4) ] قال: كتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لجميل بن ردام العذريّ: هذا ما أعطى محمد رسول اللَّه جميل بن ردام العذريّ [ (5) ] الرّمد [ (6) ] لا يحاقّه فيه أحد. وكتب علي بن أبي طالب.
1196- جميل بن عامر [ (7) ]
بن حذيم الجمحيّ. أخو سعيد، وهو جد نافع بن عمر بن
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 346، أسد الغابة ت [780] .
[ (2) ] في أأبو نصرة يأتي في الحاء المهملة.
[ (3) ] تبصير المنتبه 3/ 998، أسد الغابة ت [781] .
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] في أأعطاه الرمد.
[ (6) ] الرّمد: رمال بإقبال الشيحة وهي رملة بين ذات العشيرة وبين الينسوعة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 632.
[ (7) ] أسد الغابة ت [782] ، الاستيعاب ت [335] .(1/604)
عبد اللَّه بن جميل بن عامر الجمحيّ المكيّ المحدث المشهور. قال أبو عمر: لا أعلم له رواية.
1197- جميل بن معمر
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ [ (1) ] .
قال أبو العبّاس المبرّد في «الكامل» : له صحبة، وكان خاصّا بعمر [ (2) ] بن الخطاب، ولا نسب بينه وبين جميل بن عبد اللَّه بن معمر العذريّ الشّاعر المشهور صاحب بثينة، وهو الّذي أخبر قريشا بإسلام عمر، كما في السيرة لابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، قال:
لما أسلم أبي قال: أيّ قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحيّ، فأخبره بإسلامه واستكتمه [ (3) ] ، فنادى بأعلى صوته: إن عمر صبأ ... القصة.
ثم أسلم جميل، وشهد حنينا، وقتل زهير بن الأبجر في قصة مشهورة، ورثى أبو خراش الهذلي زهيرا بأبيات مشهورة.
قال المبرّد في «الكامل» : شهد جميل بن معمر الفتح فتح مكّة، وقتل فيها أخا لأبي خراش الهذلي.
وقال ابن يونس: شهد جميل بن معمر فتح مصر، ومات في أيام عمر، وحزن عليه حزنا شديدا، وأظنه لما مات قارب المائة، فإنه شهد حرب الفجار وهو رجل، وكان أبوه من كبار الصّحابة كما سيأتي.
وقال الزّبير: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف، فسمعه يتغنّى بالنّصب يقول:
وكيف ثوائي بالمدينة بعد ما ... قضى وطرا منها جميل بن معمر [ (4) ]
[الطويل] فقال: ما هذا يا أبا محمد؟ قال: إنا إذا خلونا قلنا ما يقول الناس.
وذكر المبرّد هذه القصّة، فجعل عمر هو الّذي كان يتغنّى. واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] التمهيد 6/ 171، دائرة المعارف للأعلمي 15/ 87، الوافي بالوفيات 11/ 188، أسد الغابة ت [783] ، الاستيعاب ت [336] .
[ (2) ] في أوكان قاضيا لعمر.
[ (3) ] في أواستلمته.
[ (4) ] ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (336) . وأسد الغابة ترجمة رقم (783) .(1/605)
1198- جميل النّجراني [ (1) ] .
استدركه ابن فتحون، وأخرج من طريق يعقوب بن شبّة [ (2) ] بإسناده إلى جميل النّجرانيّ، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يقول قبل موته بعام:
«إنّي لأبرأ إلى كلّ ذي خلّة من خلّته ... »
الحديث. وذكره ابن الأثير مختصرا.
[الجيم بعدها النون]
1199 ز- جناب بن حارثة [ (3) ]
بن صخر بن مالك بن عبد مناة العذريّ.
ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمّرين» ، فقال: أدرك حارثة الإسلام فلم يسلم، وأسلم ابنه جناب، وهاجر إلى المدينة فجزع أبوه من ذلك جزعا شديدا، فذكر له شعرا في ذلك يقول فيه:
إذا هتف الحمام على غصون ... جرت عبرات دمعي بانسكاب
يذكّرني الحمام صفيّ عيشي ... جنابا من غذيري من جناب
أردت ثواب ربّك في فراقي ... وقربي كان أقرب للثّواب
[الوافر] وهذه الأبيات تشبه أبيات أميّة بن الأسكر في ابنه كلاب، وفيها قد يشعر بأنّ حارثة أسلم.
1200 ز- جناب بن زيد الأنصاريّ.
يأتي في الحاء المهملة.
1201 أ- جناب بن قيظي
الأنصاري يأتي في الحاء المهملة أيضا.
1201 ب- جناب الكناني،
والد حائط.
روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن العلاء عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب، عن حائط، روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن العلاء عن الزهريّ عن سعيد بن المسيّب، عن حائط بن جناب الكناني، عن أبيه، قال: كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرموم، فقيل: هذا رسول اللَّه، فذكر الحديث بطوله وإسناده ضعيف.
1202- جناب الكلبيّ [ (4) ] .
ذكره أبو عمر، فقال: أسلم يوم الفتح، وروى عن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 88، الأنساب 13/ 40، دائرة معارف الأعلمي 15/ 87، الثقات 4/ 18 و 108، أسد الغابة ت [784] .
[ (2) ] في أشيبة.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 88، دائرة معارف الأعلمي 15/ 18.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 89، الوافي بالوفيات 11/ 188، أسد الغابة ت [787] ، الاستيعاب ت [379] .(1/606)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل ربعة: «إنّ جبريل عن يميني وميكائيل والملائكة قد أظلّت عسكري، فخذ في بعض هناتك» [ (1) ]
فأطرق الرجل شيئا ثم طفق يقول ... فذكر الشعر.
وقال: والرجل حسّان بن ثابت.
قلت: وهذا طرف من الحديث المذكور قبله، فلعله اختلف في نسبه.
1203- جنادح بن ميمون [ (2) ] .
قال ابن مندة، عن ابن يونس: يعدّ في الصّحابة، وشهد فتح مصر، وقرأت بخط مغلطاي: لم أره في تاريخ ابن يونس.
1204- جنادة [ (3) ]
بن أبي أميّة الأزدي. روى أحمد والنسائيّ والبغويّ، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن حذيفة البارقي عن جنادة بن أبي أمية الأزدي أنهم دخلوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ثمانية نفر هو ثامنهم، فقرّب إليهم طعاما يوم الجمعة ...
الحديث- في النهي عن صيام يوم الجمعة.
ومنهم من قال جنادة الأزديّ، ولم يقل ابن أبي أميّة.
وروى أحمد أيضا من طريق يزيد عن أبي الخير أنّ جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالا
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32144 وعزاه لابن مندة عن خابط بن جناب الكناني عن أبيه.
[ (2) ] أسد الغابة ت [788] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [791] . طبقات ابن سعد 7/ 439، طبقات خليفة ت 2905، تاريخ البخاري 2/ 132، مسند أحمد 4/ 62، تاريخ خليفة 180، مقدمة مسند بقي بن مخلد 112، التاريخ الكبير 2/ 232، التاريخ الصغير 72، الجرح والتعديل 2/ 515، فتوح البلدان 278، تاريخ الثقات للعجلي 99، الثقات لابن حبان 4/ 103، مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد 208، تاريخ الطبري 4/ 259، و 5/ 288، جمهرة أنساب العرب 386، المنتخب من تاريخ المنيجي 71، والخراج وصناعة الكتابة 351، تاريخ دمشق 8/ 50، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 409، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، سنن سعيد بن منصور 3/ 244، الأنساب للسمعاني 7/ 79، البدء والتاريخ 6/ 4، تاريخ العظمي 181، مشاهير علماء الأمصار رقم 853، أنساب الأشراف 1/ 63، الكامل في التاريخ 4/ 280، تهذيب الكمال 5/ 133، 135، المعرفة والتاريخ 2/ 316، المعجم الكبير للطبراني 2/ 315، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، الإكمال لابن ماكولا 2/ 151، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 298، تلقيح فهوم أهل الأثر 174، معجم البلدان 1/ 224 و 336، الكاشف 1/ 132، سير أعلام النبلاء 4/ 62، العبر 1/ 91، البداية والنهاية 9/ 26، الوافي بالوفيات 11/ 192، تاريخ داريا، تحفة الأشراف 2/ 438 تقريب التهذيب 1/ 134، حسن المحاضرة 1/ 188، بغية الوعاة 1/ 488، خلاصة تذهيب التهذيب 64، تاج العروس 7/ 525، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطاخي 1/ 112، الأعلام للزركلي 2/ 136، تاريخ الإسلام 2/ 384. تاريخ الإسلام 3/ 146، العبر 1/ 91، البداية والنهاية 1/ 26 تهذيب التهذيب 2/ 115، النجوم الزاهرة 6/ 181، شذرات الذهب 1/ 88.(1/607)
من الصحابة قال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا في ذلك، فانطلقت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّ الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد» [ (1) ] .
وذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وأنه شهد فتح مصر، وروى عنه أهلها، وليست في الروايات الدالة على صحبته لغير أهل مصر عنه رواية. نعم
، روى الطبرانيّ بسند ضعيف، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبد الرحمن الصنعاني أنّ جنادة الأزدي أمّ قوما ...
الحديث. وفيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من أمّ قوما وهم له كارهون فإنّ صلاته لا تجاوز ترقوته»
[ (2) ] . أورده الطبرانيّ في ترجمة جنادة هذا.
وهذا الخبران الأوّلان صحيحان دالّان على صحّة صحبته، ولم يصحّ عندي اسم أبيه.
وأخرج ابن السّكن في ترجمة جنادة بن مالك الأزديّ الحديث الّذي تقدم أول ترجمة جنادة بن أبي أمية. وتبعه ابن مندة وأبو نعيم.
والّذي يظهر أنه وهم واللَّه أعلم.
وقد فرّق ابن سعد وأبو حاتم وابن عبد البرّ وغير واحد بين جنادة بن أبي أمية الأزديّ وبين جنادة بن مالك الأزديّ، وأنكر عبد الغني بن سرور المقدسيّ على أبي نعيم الجمع بينهما. وقد ذكرت سلفة في ذلك.
ولهم جنادة بن أبي أمية آخر اسم أبيه كبير، بموحدة، وهو مخضرم، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخرج له الشيخان وغيرهما من روايته عن عبادة بن الصامت، وسكن الشام، ومات بها سنة سبع وستين، وهو الّذي قال فيه العجليّ. تابعيّ ثقة من كبار التابعين.
وقال ابن حبّان في «التّابعين» : لا تصح له صحبة، وذكره ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، وابن جرير في كبار التابعين وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: جنادة الأزدي له صحبة، وروى الليث: عن يزيد عن حذيفة الأزدي عنه.
قلت: وهو صاحب الترجمة، ولم يذكر اسم أبيه.
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 62، 5/ 375. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 254 وقال رواه أحمد وحيوة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11018. وابن عساكر في تاريخه 3/ 411.
[ (2) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 407. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3893، 3895.
والطبراني في الكبير 2/ 317.(1/608)
1205 ز- جنادة بن تميم [ (1) ]
المالكي الكناني. ذكر سيف في الفتوح أن عمرو بن العاصي أمّره على إحدى المجنّبتين في القتال يوم أجنادين سنة خمس عشرة. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون [أيام عمر] [ (2) ] إلا الصّحابة، قاله ابن فتحون في ذيله.
1206- جنادة بن جراد العيلاني [ (3) ] .
الباهليّ
روى الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف وابن السكن وابن شاهين من طريق زياد بن قريع أحد بني غيلان بن جأوة عن أبيه، عن جنادة بن جنادة بن جراد أحد بني غيلان بن جأوة بن معن قال: انتهيت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بإبلي قد وسمتها في أنفها، فقال: «ما وجدت فيها عضوا تسمه إلّا في الوجه» ؟
الحديث.
قال ابن السّكن: لا أعلم له رواية غيره، وإسناده غير معروف.
[قلت: العيلاني ضبطه الرشاطيّ بالمهملة، وقال: ابن عيلان من باهلة، وأغفل ابن ماكولا وابن نقطة هذه النسبة في مشتبه النسبة، لكن ابن ماكولا ذكر عيلان وغيلان، وقال الّذي بالمعجمة كثير، وإن الّذي بالمهملة قيس عيلان، وذكر الاختلاف في سبب إضافة قيس لعيلان] [ (4) ] .
1207- جنادة بن زيد الحارثي [ (5) ] .
روى ابن السكن والباوردي، من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن سودة بنت المتلمس، عن جدتها أم المتلمس بنت جنادة ابن زيد عن أبيها، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إني وافد قومي من بلحارث من البحرين، فادع اللَّه أن يعيننا على عدوّنا. قال: فدعا وكتب لنا كتابا، إسناده ضعيف ومجهول.
1208- جنادة بن سفيان الجمحيّ [ (6) ]-
تقدم مع أخيه جابر بن سفيان قريبا.
1209- جنادة بن أبي نبقة
عبد اللَّه [ (7) ] بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف [ (8) ] .
ذكر أبو عمر أنه استشهد باليمامة. هكذا قال أبو محمد بن حزم في جمهرة النسب إن جنادة وأخاه الهذيم استشهدا باليمامة ولا عقب لهما.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [785] .
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 90، الوافي بالوفيات 11/ 191، الجرح والتعديل 2/ 2128، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، أسد الغابة ت [792] .
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت [793] .
[ (6) ] أسد الغابة ت [794] .
[ (7) ] في أأنيقة بن عبد اللَّه، الاستيعاب [537] .
[ (8) ] أسد الغابة ت [795] .(1/609)
1210 ز- جنادة بن عوف
بن أميّة بن قلع بن عبّاد بن حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي ابن زيد بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة، أبو ثمامة الكناني.
ذكر ابن إسحاق في «أوائل السّيرة» أمر النسيء والنسأة إلى أن قال: وقام الإسلام على جنادة بن عوف، ولم يذكر أنه أسلم.
قال السّهيليّ: وجدت له خبرا يدلّ على أنه أسلم، فإنه حضر الحجّ في زمن عمر، فرأى الناس يزدحمون على الحجر الأسود، فقال: أيها الناس، إني قد أجرته منكم، فخفقه عمر بالدّرّة، وقال: ويحك! إنّ اللَّه قد أبطل أمر الجاهلية.
وحكى هشام بن الكلبيّ أنه نسأ أربعين سنة، قال: وكان أبعدهم ذكرا وأطولهم أمدا.
[وقال الزّبير في كتاب «النّسب» . أول من نسأ بعد القلمّس حذيفة بن عبد بن فقيم بن عديّ، وهو القلمّس بن عامر بن ثعلبة، ثم بعده عباد بن حذيفة. ثم قلع بن عباد، ثم أمية ابن قلع، ثم عوف بن أمية، ثم جنادة فأدركه الإسلام. يقال إنه نسأ أربعين سنة.
وذكر أيضا عن أبي عبيدة أن الإسلام قام على أبي ثمامة جنادة بن عوف. ثم نقل عن محمد بن الحسن، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد- أنّ أول من نسأ الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة، وآخر من نسأ أبو ثمامة، واسمه أمية بن عوف بن جنادة بن عوف ابن عبّاد بن قلع بن فقيم بن عدي بن عامر بن الحارث بن ثعلبة، كلّ هؤلاء إلى الحارث قد نسأ] [ (1) ] .
1211- جنادة بن مالك الأزدي [ (2) ] ،
أبو عبد اللَّه.
روى ابن سعد وابن السكن والطّبرانيّ من طريق الوليد بن القاسم، عن مصعب بن عبد اللَّه بن جنادة، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «ثلاث من فعل الجاهليّة لا يدعهنّ أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النّسب، والنّياحة على الميّت» .
ورواه البخاريّ في تاريخه، وقال: في إسناده نظر. وقد قدمت ما وهم فيه ابن مندة وغيره في ترجمة جنادة بن أبي أمية.
1212- جنادة، غير منسوب [ (3) ] .
روى ابن مندة بالإسناد المتقدم في ترجمة جميل بن
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الثقات 3/ 60، 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 90، الوافي بالوفيات 11/ 191، حسن المحاضرة 1/ 188، بقي بن مخلد 786 التاريخ الكبير 2/ 232، الجرح والتعديل 2/ 2130، دائرة معارف الأعلمي 15/ 90، أسد الغابة ت [796] ، الاستيعاب ت [338] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [797] .(1/610)
ردام بن عمرو بن حزم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب لجنادة: «هذا كتاب من محمّد رسول اللَّه لجنادة وقومه ومن اتّبعه بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، ومن أطاع اللَّه ورسوله فإنّ له ذمّة اللَّه وذمّه [ (1) ] محمد» .
1213- جنبذ [ (2) ] .
بضم الجيم وسكون النون بعدها موحدة مضمومة، ثم ذال معجمة، وقيل بنون ثم تحتانية ثم مهملة بصيغة التصغير، ابن سبع- وقيل ابن سباع. أبو جمعة. يأتي في الكنى، له حديث باسمه هذا في معجم الطبرانيّ.
1214- جندب بن الأعجم الأسلميّ.
ذكره الواقدي في المغازي في غزاة حنين، قال: وعبّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أصحابه، ووضع الرايات والألوية، وكان في أسلم لوءان أحدهما مع بريدة بن الحصيب، والآخر مع جندب بن الأعجم.
1215 ز- جندب بن الأدلع الهذلي.
قال ابن إسحاق والواقديّ قتله حراس بن أمية يوم الفتح بذحل كان بينهما في الجاهليّة. فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خزاعة أن يدوه.
وحكى الطّبريّ عن ابن إسحاق القصة وسماه جنيدب مصغرا.
1216- جندب بن جنادة [ (3) ] .
أبو ذرّ الغفاريّ- يأتي في الكنى.
1217- جندب بن الحارث
بن وحشي بن مالك الجنبيّ، والد أبي ظبيان حصين بن جندب التابعي المشهور. قيل: له صحبة.
ذكر المعافى بن زكريا في الجليس له من طريق سعد بن عامر، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يفحج ما بين فخذي الحسين ويقبّل زبيبته. وهذا حديث غريب.
وقد رواه الطّبرانيّ في «الكبير» من وجه آخر عن قابوس، فقال: عن أبيه، عن ابن عباس. واللَّه أعلم.
وقد قيل: الصحبة لجدّه، فالضمير في قوله: عن جدّه- يعود على أبي ظبيان.
وسيأتي في الحاء المهملة.
1218- جندب بن حيّان [ (4) ] ،
أبو رمثة- يأتي في الكنى، سماه ابن البرقي جندبا.
__________
[ (1) ] في أوذمة رسوله محمد صلّى اللَّه عليه وسلم.
[ (2) ] في أسد الغابة ت [799] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 90، الوافي بالوفيات 11/ 205، الطبقات 124/ 307.
[ (3) ] أسد الغابة ت [800] ، الاستيعاب ت [343] .
[ (4) ] أسد الغابة ت [801] .(1/611)
1219- جندب بن خالد
بن سفيان. يأتي في ابن عبد اللَّه.
1220- جندب بن زهير [ (1) ]
بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الأزديّ الغامديّ [ (2) ] .
ويقال جندب بن عبد اللَّه بن زهير الغامدي [ (2) ] .
ذكر ابن الكلبيّ في التّفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير الغامدي [ (2) ] إذا صلّى أو صام أو تصدق فذكره ارتاح لذلك، فنزلت: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ... [الكهف 110] الآية.
وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير ومخنف بن سليم، وعبد اللَّه بن سليم، وجندب بن كعب، وغيرهم.
وروى عليّ بن سعد في «الطّاعة والمعصية» ، من طريق مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامديّ إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال:
بأبي وأمي، إني لأرجع من عندك فلم تقرّ عيني بمال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك، فأنّى لي بك في غمار القيامة؟ فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة ومقاتل ضعيف.
وروى ابن سعد بسند له أنه كان مع عليّ يوم الجمل.
وروى خليفة من طريق علي بن زيد، عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي بصفّين، وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه.
وقال أبو عبيد: كان على الرّجالة يومئذ. وذكر ابن دريد في «أماليه» بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس، قال: كان عبد اللَّه بن الزبير اصطفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب عليّ، فقال: يا معشر فتيان قريش، أحذّركم رجلين: جندب بن زهير الغامدي. والأشتر، فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل ربعة يجرّ درعه حتى يعفّي أثره. قال ابن عبد البرّ: ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل السّاحر. والصحيح أنه غيره.
واختلف في صحبة جندب بن زهير، وتكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل.
قلت: فرّق الزبير عن عمه في كتاب «الموفقيات» بين جندب بن زهير، وبين جندب
__________
[ (1) ] تذهيب التهذيب 1/ 111- تاريخ الإسلام 3/ 3- خلاصة تذهيب الكمال 55، تهذيب ابن عساكر 3/ 413، أسد الغابة ت [802] .
[ (2) ] في أالعامري.(1/612)
ابن كعب قاتل الساحر [ابن كبشة، كذا فرق بينهما ابن الكلبي] [ (1) ] .
1221 ز- جندب بن سفيان
- هو ابن عبد اللَّه، يأتي.
1222 ز- جندب بن ضمرة [ (2) ]
- في جندع [ (3) ] .
1223 ز- جندب بن عبد اللَّه الأرقم الأزدي الغامدي [ (4) ] .
يقال له جندب الخير ذكره ابن الكلبي.
وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمي مصعب، قال: تسمية الجنادب من الأزد: جندب ابن عبد بن سفيان. وجندب بن عبد اللَّه بن جبير. وجندب بن زهير، وقيل: مصعر وجندب ابن كعب قاتل الساحر. وجندب بن عفيف.
1224 ز- جندب
بن عبد اللَّه بن زهير- تقدم في ابن زهير.
1225 ز- جندب بن عبد اللَّه [ (5) ] ،
قاتل الساحر. يأتي في ابن كعب.
1226- جندب بن عبد اللَّه
بن سفيان البجلي [ (6) ] ثم العلقي، أبو عبد اللَّه، وقد ينسب إلى جده فيقال: جندب بن سفيان.
سكن الكوفة ثم البصرة، قدمها مع مصعب بن الزبير، وروى عنه أهل المصرين.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت [803] ، الاستيعاب ت [346] .
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] تذهيب التهذيب 1/ 111 أ، تاريخ الإسلام 3/ 3، خلاصة تذهيب الكمال 55، تهذيب ابن عساكر 3/ 413.
[ (5) ] الاستيعاب ت [347] .
[ (6) ] الثقات 3/ 56، تجريد أسماء الصحابة 1/ 91، تقريب التهذيب 1/ 134، تهذيب التهذيب 2/ 117، الجرح والتعديل 2/ 102، الإكمال 6/ 333، تهذيب الكمال 1/ 205، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 173، العبر 1/ 141، الطبقات الكبرى 4/ 219، الوافي بالوفيات 11/ 193، الكاشف 1/ 88، الطبقات 177/ 139، 118/ التاريخ الكبير 2/ 221، الرياض المستطابة 46، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، تبصير المنتبه 3/ 119، سير أعلام النبلاء 3/ 174 طبقات خليفة 117، التاريخ لابن معين 2/ 88، العلل لابن المديني 55، مسند أحمد 4/ 312، العلل له 1/ 391، المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 6، 639، أسد الغابة ت [804] ، الاستيعاب ت [344] ، موضع أوهام الجمع والتفريق الخطيب 2/ 22. تاريخ بغداد له 7/ 249. الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 76، الكامل في التاريخ 3/ 108، الأسماء والكنى للحاكم، المعجم الكبير للطبراني 2/ 158: 177، الأنساب للسمعاني 9/ 38، اللباب لابن الأثير 2/ 353، تحفة الأشراف للمزي 2/ 439: 446، تجريد أسماء الصحابة، تهذيب الكمال للمزي 5/ 137: 139. الجمع بين رجال الصحيحين 287 مشاهير علماء الأمصار 300، بقي بن مخلد 74، التعديل والتجريح 201، تاريخ الإسلام 2/ 86.(1/613)
قلت: وقد روى عنه من أهل الشام شهر بن حوشب، فقال: حدثني جندب بن سفيان، قال ابن السكن: وأهل البصرة يقولون: جندب بن عبد اللَّه، وأهل الكوفة يقولون جندب بن سفيان غير شريك وحده ويقال له جندب الخير. وأنكره ابن الكلبيّ.
وقال البغويّ: يقال له جندب الخير، وجندب الفاروق، وجندب ابن أم جندب.
وقال ابن حبّان: هو جندب بن عبد اللَّه بن سفيان. ومن قال ابن سفيان نسبه إلى جدّه. وقد قيل: إنه جندب بن خالد بن سفيان. والأول أصح.
وحكى الطّبرانيّ نحو ذلك، وفي الطّبرانيّ من طريق أبي عمران الجوني، قال: قال لي جندب: كنت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غلاما حزوّرا.
وفي صحيح مسلم من طريق صفوان بن محرز أن جندب بن عبد اللَّه البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزّبير، قال: اجمع لي نفرا من إخوانك.
وفي الطّبرانيّ من طريق الحسن، قال: جلست إلى جندب في إمارة المصعب- يعني ابن الزبير.
1227- جندب بن عفيف الأزديّ.
يأتي ذكره في جندب بن كعب.
1228- جندب بن عمار
بن نعيم بن شهاب بن لأم بن عمرو بن طريف الطائيّ، ثم اللّامي- نسبه ابن الكلبي، وقال: كان شاعرا شهد القادسيّة. وذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: إنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد القادسية وهو القائل:
زعم العواذل أنّ ناقة جندب ... بلوى القريّة عرّيت وأجمّت
كذب العواذل لو رأين مناخها ... بالقادسيّة قلن لجّ وذلّت
لو يضرب الطنبور تحت جرانها ... رجل أجشّ إذا ترنّم حنّت
[الكامل]
1229- جندب بن عمرو
بن حممة الدّوسي [ (1) ] ، حليف بني أمية. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم أجنادين من الصحابة.
قال ابن مندة: لا يعرف له حديث.
وروى الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» من طريق عبد العزيز بن عمران، عن محرز ابن جعفر، عن جده، قال: قدم جندب بن عمرو بن حممة الدوسيّ مهاجرا، ثم مضى إلى
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [805](1/614)
الشام، وخلف ابنته أم أبان عند عمر، وقال: إن وجدت لها كفأ فزوّجها ولو بشراك نعله، وإلا فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها، فكانت عند عمر تدعوه أباها إلى أن زوّجها من عثمان، فولدت له عمرو بن عثمان في عهد عمر.
وسيأتي له ذكر في ترجمة الطّفيل بن عمرو.
قال ابن الكلبيّ: هو جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع بن ربيعة بن ثعلبة بن لؤيّ بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس، وكان أبوه من حكّام العرب.
قال ابن دريد: حدّثنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد عن الشرقي وعن مجالد الشعبي، قال: كنّا عند ابن عباس، وهو في ضفة زمزم يفتي الناس إذ قام إليه أعرابيّ فقال:
أفتيتهم فأفتنا قال: هات، قال: ما معنى قول الشاعر:
لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلّا ليعلما [ (1) ]
[الطويل] فقال له ابن عبّاس: ذاك عمرو بن حممة الدّوسي، قضى بين العرب ثلاثمائة سنة، فكبر فألزموه السابع أو التاسع من ولده، فكان إذا غفل قرع له العصا. فلما حضره الموت اجتمع إليه قومه فأوصاهم بوصية حسنة فيها حكم.
1230 ز- جندب [ (2) ]
بن كعب بن عبد اللَّه بن جزء بن عامر بن مالك بن دهمان الأزديّ الغامديّ، أبو عبد اللَّه وربما نسب إلى جدّه، وهو جندب الخير، وهو قاتل السّاحر. تقدم في ترجمة جندب بن زهير.
قال ابن حبّان: جندب بن كعب الأزديّ له صحبة، وقال أبو حاتم: جندب بن كعب قاتل الساحر، ويقال جندب بن زهير، فجعلهما واحدا.
وقال ابن سعد عن هشام بن الكلبيّ: حدّثنا لوط بن يحيى، قال: كتب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي بن غامد يدعوه ويدعو قومه، فأجاب في نفر من قومه منهم مخنف وعبد اللَّه وزهير بنو سليم. وعبد شمس بن عفيف بن زهير، هؤلاء قدموا عليه بمكّة، وقدم عليه بالمدينة جندب بن زهير، وجندب بن كعب، والحجر بن المرقع، ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم بن مغفّل.
وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، قال: كان عند
__________
[ (1) ] ينظر البيت في اللسان قرع.
[ (2) ] أسد الغابة ت [806] .(1/615)
الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه، فعجبنا فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزديّ فقتله.
ومن طريق عاصم، عن أبي عثمان، قال: قتله جندب بن كعب.
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» ، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود- أن الوليد بن عقبة كان أميرا بالعراق، وكان بين يديه ساحر يلعب. فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به، فيقوم خارجا فيرتدّ فيه رأسه، فقال الناس: سبحان اللَّه يحيي الموتى! ورآه رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه، فلما كان من الغد اشتمل على سيفه، فذهب يلعب لعبة ذلك. فاخترط الرجل سيفه، فضرب عنقه، وقال: إن كان صادقا فليحي نفسه، فأمر به الوليد فسجن، وكان صاحب السجن يسمّى دينارا، وكان صالحا، فأعجبه نحو الرجل فقال له: انطلق لا يسألني اللَّه عنك أبدا.
وسيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى. من حديث بريدة.
وقال ابن الكلبيّ: اسم الساحر المذكور بستاني.
وفي «الاستيعاب» أبو بستان. وقال صاعد اللّغوي في الفصوص. اسمه بطرونا.
وروى ابن السّكن من طريق يحيى بن كثير صاحب البصريّ، حدّثني أبي، حدثنا الجريريّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: ساق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بأصحابه، فجعل يقول: جندب؟ وما جندب! حتى أصبح، فقال أصحابه لأبي بكر: لقد لفظ بكلمتين ما ندري ما هما، فسأله فقال: «يضرب ضربة فيكون أمّة وحده» . قال: فلما ولى عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة، فأجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيي ويميت، فذكر قصة جندب في قتله، وأنّ أمره رفع إلى عثمان فقال له: أشهرت سيفا في الإسلام، لولا ما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيك لضربتك بأجود سيف بالمدينة،
وأمر به إلى جبل الدخان.
وفي «الاستيعاب» من وجه آخر أن ابن أخي جندب ضرب السجّان، وأخرج عمّه من السّجن، وقال في ذلك:
أفي مضرب السّحّار يسجن جندب ... ويقتل أصحاب النّبيّ الأوائل [ (1) ]
[الطويل] وروى التّرمذيّ من طريق الحسن، عن جندب بن كعب، قال: «حدّ السّاحر: ضربه بالسّيف» ورجّح أنه موقوف، أخرج الطبراني حديث حدّ الساحر في ترجمة جندب بن عبد
__________
[ (1) ] ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (806) . وفي الاستيعاب ترجمة رقم (347) .(1/616)
اللَّه البجليّ والصّواب أنه غيره، وقد رواه ابن قانع والحسن بن سفيان من وجهين عن الحسن عن جندب الخير- أنه جاء إلى ساحر فضربه بالسيف حتى مات، وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول، فذكره.
1231- جندب بن مكيث [ (1) ]
- بفتح أوله وآخره مثلثة- ابن عمرو بن جراد بن يربوع ابن طحيل بن عديّ بن الربعة بن رشدان الجهنيّ، أخو رافع بن مكيث.
قال ابن سعد: بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على صدقة جهينة. وروى البغويّ، من طريق ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد اللَّه، عن جندب بن مكيث، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غالبا الليثي في سرّية وكنت فيهم، فذكر القصّة مطوّلة.
وقال العسكريّ: هو جندب بن عبد اللَّه بن مكيث نسب إلى جده.
وفرّق غيره بينهما، فجعل الثاني ابن أخ للأول، ورجّحه ابن الأثير، لكن وقع في بعض طرقه الحديث الّذي ذكره ابن إسحاق عند الطبرانيّ عن جندب بن عبد اللَّه الجهنيّ.
1232- جندب بن ناجية [ (2) ] .
يأتي في ناجية بن جندب.
1233 ز- جندب بن النعمان الأزدي:
أبو عزيز- قال ابن عساكر في «تاريخه» : قرأت في كتاب أبي الحسن الرّازيّ: حدثني أبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزديّ، سمعت أبي يذكر عن أبيه ظفر عن أبيه عمر عن أبيه حفص عن أبيه عمر عن أبيه سعيد بن أبي عزيز، قال: قدم أبو عزيز جندب بن النعمان الأزدي على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه، وجعله [117] عريف قومه، ثم هاجر إلى الشام في خلافة عمر، وسكن دمشق، وداره تعرف بدار النخلة [ (3) ] ، ودفن فيها هو وابنه سعيد وابنه عمر بن سعيد، ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد إلى زملكا فسكنها.
إسناده غريب، لا أعرف لرجاله ذكرا إلا في هذا الخبر.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 91، تقريب التهذيب 1/ 173، التحفة اللطيفة 1/ 430، الطبقات الكبرى 4/ 346، الطبقات 121، الوافي بالوفيات 11/ 194، التاريخ الكبير 2/ 221، الجرح والتعديل 2/ 2103. الكاشف 1/ 189، تلقيح فهوم الأثر 379، تبصير المنتبه 4/ 1315. الإكمال 7/ 285، أسد الغابة ت [807] ، الاستيعاب ت [345] .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 91، 6/ 399، تقريب التهذيب 2/ 294، الجرح والتعديل 8/ 2221، أسد الغابة ت [808] .
[ (3) ] دار نخلة: مضافة إلى واحد النخل جاء ذكرها في الحديث. وهو موضع سوق المدينة. انظر معجم البلدان 2/ 483.(1/617)
[وقد ذكره أبو عمر في «الكنى» مختصرا، لكن قال أبو عزيز بن جندب قال: وقيل إنه جندب] [ (1) ] .
1234- جندب، غير منسوب [ (2) ] .
روى بقيّ بن مخلد في مسندة من رواية قيس بن الربيع، أخبرني زهير بن أبي ثابت عن ابن جندب، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اللَّهمّ استر عورتي، وأمّن روعتي، واقض ديني» .
وأخرجه ابن مندة من وجه آخر عن قيس [ (3) ] .
1235- جندرة بن خيشنة،
أبو قرصافة الكنانيّ- يأتي في الكنى [ (4) ] .
1236- جندع بن ضمرة [ (5) ]
بن أبي العاص الجندعي الضّمري، أو الليثي.
قال ابن إسحاق في السيرة عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط عن رجال من قومه، قالوا لما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى المدينة، فكان جندع بن ضمرة بن أبي العاص رجلا مسلما فاستبطأ ... فذكر الحديث في قوله لبنيه. أخرجوني من مكة، فخرج مهاجرا، فمات في الطريق، فأنزل اللَّه فيه: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 100] الآية.
هذا هو المشهور عن ابن إسحاق.
ورواه حمّاد بن سلمة عن ابن إسحاق، فقال: جندب بن ضمرة، وبذلك جزم الواقدي.
وروى ابن مندة من طريق جابر بن عبد اللَّه، عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كان رجل من بني ليث اسمه جندب بن ضمرة، فذكره.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] في أسد الغابة ت [810] .
[ (3) ] في أعن قيس بن عبد اللَّه الجهنيّ.
[ (4) ] الثقات 3/ 64، تقريب التهذيب 1/ 135، تهذيب التهذيب 2/ 119، بقي بن مخلد 589 الجرح والتعديل 2/ 2267، تهذيب الكمال 1/ 206، تلقيح فهوم الأثر 379، المشتبه 278، التاريخ الكبير 2/ 250، المعرفة والتاريخ 2/ 101، 3/ 28، 168، الإكمال 2/ 161، 3/ 211، الأعلمي 15/ 96، التمييز والفصل 470، المعجم الكبير للطبراني 3/ 401، تاريخ الإسلام 2/ 88، خلاصة تذهيب التهذيب، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92. أسد الغابة ت [811] ، الاستيعاب ت [372] .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، صفوة الصفوة 1/ 673 الإكمال 3/ 125، الأعلمي 15/ 97، أسد الغابة ت [813] .(1/618)
وروى أبو يعلى وابن أبي حاتم من طريق أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:
خرج ضمرة بن جندب.
وروى ابن مندة من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال:
ضمرة، أو ابن ضمرة.
وروى ابن أبي حاتم من هذا الوجه، فقال: ضمرة، ولم يشك.
وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج، قال: جندب بن ضمرة، قال: وقال مولى ابن عبّاس ضمرة.
ومن طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: فقال رجل من بني بكر فذكره.
وقال ابن عيينة بلغنا أنه ضمرة بن جندب، وقال سعيد بن جبير: ضمرة بن العيص، وقيل عنه: أبو ضمرة بن العيص. واللَّه أعلم.
وروى البلاذريّ والسراج من طريق أبي بشر بن سعيد بن جبير، قال: كان رجل من خزاعة يقال له ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع.
وروى ابن أبي حاتم من طريق سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: خرج أبو ضمرة ابن العيص.
وروى عبد الغنيّ بن سعيد الثّقفيّ في تفسيره، من طريق عطاء والضّحاك عن ابن عبّاس: خرج ضمضم بن عمرو.
وقال غيره، ضمرة بن عمرو. وذكره ابن عبد البر من طريق أشعث المقدم ذكرها، فقال: ضمرة بن جندب، وقيل ابن حبيب، وقيل ابن أنس.
وذكر الواقديّ من طريق عطاء الخراسانيّ عن ابن عباس، قال: قال: حبيب بن ضمرة.
1237- جندع الأنصاريّ الأوسي [ (1) ]
-
روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن ابن لعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن جندع الأنصاريّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» .
أخرجه أبو نعيم، وقال ابن عبد البرّ: روى عنه حارثة بن نوفل، كذا قال.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [812] ، الاستيعاب ت [386] .(1/619)
وأغرب ابن الجوزي فترجم له في مقدمة الموضوعات جندع بن ضمرة، وكأنه تبع ابن مندة في ذلك، فإنه خلطه بالذي قبله، وهو غلط، فإن الّذي قبله مات في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما تقدم ولم يعش حتى يروي، وله ذكر في جدجد.
1238 ز- جندل،
يأتي حديثه في صخر.
1239- جندل [ (1) ] ،
ويقال جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة حديثه في إعلام النبوة حديث حسن، كذا قال أبو عمر مختصرا.
وأخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، كنت شاعرا راجزا وكان لي صاحب من الجنّ فأتاني فدهمني، وقال:
هبّ فقد لاح سراج الدّين ... بصادق مهذّب أمين
فارحل على ناجية أمون ... تمشي على الصّحصح والحزون
[الرجز] فانتبهت مذعورا فقلت ماذا؟ قال: وساطح الأرض، وفارض الفرض، [لقد بعث محمد] في الطول والعرض. نشأ في الحرمات العظام، وهاجر إلى طيبة الأمينة، قال:
فسرت فإذا أنا بهاتف يقول:
يا أيّها الرّاكب المزجي مطيّته ... نحو الرّسول لقد وفّقت للرّشد
[البسيط] فإذا هو صاحبي الجني، فذكر القصة إلى أن قال: فعرض عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الإسلام فأسلم.
1240- جنيد بن سبع، أبو جمعة [ (2) ]-
في الكنى، وفي اسمه واسم أبيه اختلاف.
1241 ز- جنيد بن سميع المزني،
ذكره العقيلي في الصحابة، كذا في التجريد، وأنا أخشى أن يكون الّذي قبله تصحّف اسم أبيه.
1242- جنيد [ (3) ]
بن عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب العامريّ الرؤاسيّ.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، أسد الغابة ت [814] ، الاستيعاب [383] .
[ (2) ] الأعلمي 15/ 145، الوافي بالوفيات 11/ 205، المشتبه 183، أسد الغابة ت [815] ، الاستيعاب ت [358] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [816] .(1/620)
ذكر هشام بن الكلبيّ أنه وفد هو وأخوه حميد وعمرو بن مالك استدركه ابن الأثير.
1243 ز- جنيد بن عوف [ (1) ]
بن عبد شمس بن عمرو بن عابس بن ظرب بن الحارث ابن فهر القرشيّ الفهريّ، جدّ الحارث بن العباس بن عبد المطلب لأمه، واسمها فاطمة بنت جنيد ذكرها الزّبير، ولابنته صحبة، ولم يذكروهما.
1244- جنيدب [ (2) ] .
خاطب بها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أبا ذرّ الغفاريّ، وقع ذلك في كتاب «الأدب» من سنن ابن ماجة.
1245 ز- جنيدب بن الأدلع
- تقدم في جندب بن الأدلع.
1246- جهبش،
بكسر الموحدة. يأتي في جهيش- بصيغة التصغير.
1247- جهبل [ (3) ] بن سيف [ (4) ]
من بني الجلاح ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله، وقال: هو الّذي ذهب بنعي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى حضر موت وله يقول امرؤ القيس بن عابس:
شمت النّعايا يوم أعلن جهبل ... بنعي أحمد النّبيّ المهتدي [ (5) ]
[الكامل] قال: وجهبل وأهل بيته من كلب يسكنون حضر موت.
1248- جهجاه بن سعيد [ (6) ] ،
وقيل ابن قيس، وقيل ابن مسعود الغفاريّ. شهد بيعة الرضوان بالحديبية.
وروى الشّيخان من حديث جابر: كنا في غزاة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ... الحديث. في نزول قوله تعالى: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون 8] . فذكر ابن عبد البرّ أن المهاجري هو جهجاه. وأن الأنصاري هو سنان.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] في أجهيل.
[ (3) ] أسد الغابة ت [817] .
[ (4) ] في أالبغايا.
[ (5) ] ينظر البيت في أسد الغابة ت (817) .
[ (6) ] الثقات 3/ 61، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، بقي بن مخلد 817، التحفة اللطيفة 1/ 431، الوافي بالوفيات 11/ 207، كتاب الطبقات 33، التاريخ الصغير 1/ 79، التاريخ الكبير 2/ 249، الجرح والتعديل 2/ 2258، المصباح المضيء 1/ 176، أسد الغابة ت [818] ، الاستيعاب [360] .(1/621)
وذكر الواقديّ أنه شهد غزوة المريسيع فتنازع هو وسنان بن وبرة حتى تداعيا بالقبائل، وكان جهجاه أجيرا لعمر بن الخطاب، فذكر القصة.
وقد تقدم له ذكر في ترجمة جعال.
وروى ابن أبي شيبة من طريق عبيد الأغر، عن عطاء بن يسار، عن جهجاه الغفاريّ- أنه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام، فحضروا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المغرب، فلما أن سلم قال: ليأخذ كلّ رجل منكم بيد جليسه [ (1) ] ، فذكر الحديث في شربه قبل أن يسلم حلاب سبع شياه فلما أسلم لم يستتم حلب شاة.
الحديث غريب تفرّد به موسى بن عبيدة عن عبيد وقد أشار إليه الترمذي في الترجمة.
وعاش جهجاه إلى خلافة عثمان، فروى الباوردي من طريق الوليد بن مسلم عن مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر، قال: قدم جهجاه الغفاريّ إلى عثمان وهو على المنبر، فأخذ عصاه فكسرها. فما حال على جهجاه الحول حتى أرسل اللَّه في يده الأكلة فمات منها.
ورواه ابن السّكن من طريق سليمان بن بلال وعبد اللَّه بن إدريس، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مثله.
ورواه من طريق فليح بن سليمان عن عمته وأبيها وعمها أنهما حضرا عثمان، قال:
فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاريّ حتى أخذ القضيب من يده، فوضعها على ركبته فكسرها، فصاح به الناس، ونزل عثمان فدخل داره ورمى اللَّه الغفاريّ في ركبته فلم يحل عليه الحول حتى مات.
ورويناه في المحامليّات من طريق حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار أن جهجاه الغفاريّ ... نحو الأول.
وقال ابن السّكن: مات بعد عثمان بأقل من سنة.
1249- جهر،
[أبو عبد اللَّه] [ (2) ] ، غير منسوب [ (3) ] .
روى الطبراني وابن قانع عن شيخ واحد من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن جهر، عن
__________
[ (1) ] أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 34- 35 عن جهجاه الغفاريّ. وقال الهيثمي رواه الطبراني واللفظ له والبزار وأبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الزبدي وهو ضعيف. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1611 وعزاه للطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت [820] .(1/622)
أبيه جهر، قال: قرأت خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا جهر، «أسمع ربّك ولا تسمعني»
[ (1) ] .
أخرجه الطبرانيّ في حرف الجيم، فقال: عن عبد اللَّه بن جهر وأخرجه ابن قانع في حرف الحاء فقال: عن عبد اللَّه بن حجر، وأخرجه أبو أحمد العسكري من طريق عن الوقّاصيّ، فقال: عن عبد اللَّه بن جابر، فهذه ثلاثة أقوال أرجحها الأول.
وقرأت بخط ابن عبد البر في حاشية كتاب ابن السّكن، وممن لم يذكره ابن السكن جهر، حدثنا.. فساق بسنده من وجه آخر إلى عثمان بن عبد الرحمن المخزوميّ وهو الوقّاصي المذكور مثله، قال: لم يرو جهر غير هذا الحديث.
قلت: والوقّاصيّ ضعيف، وقد خالفه النعمان بن راشد، فرواه عن الزهريّ، فقال:
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن حذافة، وهو يصلّي يجهر بقراءته بالنهار فقال: يا عبد اللَّه، «أسمع اللَّه ولا تسمعنا» .
أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، وسمعناه بعلوّ في الرابع من حديث أبي جعفر بن البختري من هذا الوجه.
1250- جهم بن قثم العبديّ [ (2) ] .
له ذكر في ترجمة مطر بن هلال العنزي من حديث الزارع أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه جهم بن قثم.
وذكر أبو عمر الكنديّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهب أخت مارية لجهم العبديّ، فولدت له زكريا بن الجهم.
قال ابن زولاق: المشهور أنه وهبها لحسان.
قلت: وما ذكره أبو عمر الكنديّ أخذه من المغازي لابن إسحاق، فإنه قال فيها حدثني الزّهريّ عن عبد الرحمن بن عبد القاري- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، فذكر القصة. وفيها فأهدى إليه جاريتان إحداهما أم إبراهيم، وأما الأخرى فوهبها لجهم بن قثم العبديّ، فهي أم زكريا بن جهم الّذي كان خليفة عمرو بن العاص.
وروى البيهقيّ في «الدلائل» من طريق أبي بشر الدّولابي، ثم من رواية عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى المقوقس، فذكر القصة. وفيها: وأهدى ثلاث جوار، لكن
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 324. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19710، 22169.
[ (2) ] أسد الغابة ت [823] .(1/623)
قال في الحديث: وهب إحداهن لأبي جهم بن حذيفة.
1251- جهم بن قيس بن عبد شرحبيل [ (1) ]
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصيّ العبدري، أبو خزيمة، ويقال له جهيم- بالتصغير. أخو جهيم بن الصّلت لأمه.
ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وروى ابن مندة بسند ضعيف إلى أبي هند الداريّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب له كتابا وفيه: شهد عباس بن عبد المطلب، وجهم بن قيس، وشرحبيل بن حسنة، ويحتمل أن يكون هذا الشاهد غير صاحب الترجمة إن ثبت الخبر بذلك.
1252 ز- جهم الأصم العامريّ:
تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي.
1253- جهم البلوي [ (2) ] .
روى البغوي من طريق عبد العزيز بن عمران عن جهم بن مطيع، عن علي بن جهم البلوي، عن أبيه، قال: وافينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسألنا من نحن؟
فقلنا: نحن بنو عبد مناف. فقال: «أنتم بنو عبد اللَّه» .
إسناده ضعيف، قال أبو حاتم: عبد العزيز بن عمران ضعيف لا يعتمد على روايته.
وقال ابن مندة: ذكرته فيمن اسمه الزبرقان وله فضيلة، كذا قال، ولم أره في كتابه فيمن اسمه الزبرقان.
1254- جهم، غير منسوب [ (3) ]-
روى ابن أبي غرزة في مسندة من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي وائل- أنّ ذا الكلاع زعم أنه سمع جهما يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ حسنا وحسينا سيّدا شباب أهل الجنّة»
[ (4) ] .
إسناده ضعيف، أخرجه ابن مندة من هذا الوجه.
وجوّز أبو نعيم أن يكون هو البلوي، وفرّق بينهما ابن قانع، وأخرجه من طريق ليث، إلا أنه قال: عن أبي وائل، عن الزبرقان بن الحكم أن ذا الكلاع حدثه، فذكر مثله، ولم يذكر مجاهدا، وزاد الحكم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [825] ، الاستيعاب ت [348] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [822] ، الاستيعاب ت [349] ، الثقات 3/ 465، تجريد أسماء الصحابة 1/ 492، الجرح والتعديل 2/ 2163، الوافي بالوفيات 11/ 210.
[ (3) ] أسد الغابة ت [826] .
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37693 وعزاه لابن مندة وأبي نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخه.(1/624)
1255- جهم الأسلمي [ (1) ] .
يأتي في جهيم.
1256- جهم بن سعد [ (2) ] .
ذكره القضاعيّ في «كتّاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم» وأنه هو والزبير كانا يكتبان أموال الصدقة، وكذا ذكره القرطبي المفسّر في المولد النبوي من تأليفه.
1257- جهيش [ (3) ] ،
آخره معجمة مصغرا. [وقيل بفتح أوله وكسر الهاء وسكون التحتانية. وقيل بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحّدة، وبه جزم ابن الأمين بن أويس النخعي] [ (4) ] .
وروى ابن مندة من طريق عمار بن عبد الجبار، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قدم جهيش بن أويس النخعيّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في نفر من أصحابه من مذحج، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا حيّ من مذحج، فذكر حديثا طويلا فيه شعر، ومنه:
ألا يا رسول اللَّه أنت مصدّق ... فبوركت مهديّا وبوركت هاديا
شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما ... عبدنا- كأمثال الحمير- طواغيا
[الطويل] وذكره الخطّابيّ في «غريب الحديث» بطوله وفسر ما فيه.
وقال ابن سعد في «الطّبقات» في وفد النخع: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن أشياخ النخع قالوا: بعث النخع رجلين منهم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وافدين بإسلامهم: أرطاة بن شرحبيل بن كعب، والجهيش واسمه الأرقم، من بني بكر بن عمرو بن عوف بن النخع، فخرجا حتى قدما على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فعرض عليهما الإسلام فقبلاه، فبايعاه على قومهما وأعجب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شأنهما وحسن هيئتهما، فقال: «هل خلّفتما وراءكما من قومكما مثلكما؟» قالا: يا رسول اللَّه، قد خلفنا وراءنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا، وكلهم يقطع الأمر، وينفّذ الأشياء، ما يشاركوننا في الأمر إذا كان، فدعا لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولقومهما بخير، وقال: «اللَّهمّ بارك في النّخع» [ (5) ] .
وعقد لأرطاة لواء فذكر قصته.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [821] .
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة [827] .
[ (4) ] في أبدل ما في القوسين: وقيل بسكون الهاء بعدها موحدة ابن أويس النخعي.
[ (5) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 260 عن أشياخ النخع.(1/625)
وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : يقال له الخزاعيّ، ذكر في حديث كأنه موضوع.
1258 ز- جهيش بن يزيد
بن مالك بن عبد اللَّه بن الحارث بن بشير بن ياسر النخعي.
قال هشام بن الكلبيّ: وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. استدركه ابن فتحون وفرّق بينه وبين الّذي قبله.
1259- جهيم بن الصّلت
بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبيّ [ (1) ] .
قال ابن سعد: أسلم بعد الفتح، ولا أعلم له رواية، وكذا قال البلاذريّ، وزاد أنه تعلم الخطّ في الجاهلية، فجاء الإسلام وهو يكتب وقد كتب لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
وقال أبو عمر: أسلم عام خيبر، وأطعمه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : ولما انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنّه بن رؤبة، فصالحه، وكتب له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كتابا فهو عندهم. وفي آخره: وكتب جهيم بن الصلت، وهو الّذي رأى أيام بدر رجلا على فرس يقول: قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة. فذكر القصة، وفي آخرها: فقال أبو جهل: وهذا نبي من بني عبد المطلب.
وقال صاحب التّاريخ الصّمادحيّ: كان الزبير وجهيم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات.
1260 ز- جهيم بن قيس [ (2) ]-
هو جهم.
1261 ز- جهيم
بن أبي جهيمة الأسلمي [ (3) ]- كان على ساقة غنائم حنين كما سيأتي ذكره في ترجمة عثمان بن أبي جهيمة.
[الجيم بعدها واو]
1262 ز- جودان العبديّ [ (4) ] ،
غير منسوب. روى ابن شاهين من طريق شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن الأشعث بن عمير، عن جودان، قال: أتى وفد عبد القيس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسألوه عن الأشربة ... الحديث.
قال ابن مندة: رواه عطاء بن السائب عن أبيه عن جودان.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [828] ، الاستيعاب ت [350] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [829] ، الاستيعاب ت [351] .
[ (3) ] في أخيبر.
[ (4) ] الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، 94، تقريب التهذيب 1/ 136، تهذيب التهذيب 2/ 122، أسد الغابة ت [830] ، بقي بن مخلد 814، الكاشف 1/ 189، تهذيب الكمال 1/ 207، الجرح والتعديل 2/ 2266، تلقيح فهوم أهل الأثر 379.(1/626)
وروى ابن حبّان في روضة العقلاء من طريق وكيع عن سفيان، عن ابن جريج، عن العبّاس بن عبد الرحمن بن مينا، عن جودان، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل منه كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس»
[ (1) ] .
قال ابن حبّان: إن كان ابن جريج سمعه فهو حسن غريب.
وأخرجه ابن ماجة والطّبرانيّ من هذا الوجه، وأخرجه أبو داود في المراسيل عن سهل بن صالح، عن وكيع، فقال: عن ابن جودان عن أبيه.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: جودان مجهول، وليست له صحبة انتهى.
ويحتمل أن يكون جودان العبديّ غير هذا الرّاوي الّذي اتفق أبو داود وأبو حاتم على أنّ حديثه مرسل. واللَّه أعلم.
1263- الجون بن قتادة بن الأعور
بن ساعدة بن عوف بن كعب التميمي [ (2) ]- مختلف في صحبته. وسأذكره في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى.
1264- الجون بن مجاسر
بن الضبين [ (3) ] بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار العبديّ ابن خال الأشج العصريّ.
قال الآمديّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسأله عن شيء من أمر قومه يثلبهم، فأجابه بكلام فيه تورية ظاهره كذب. فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «لولا سخاء فيك ومقك اللَّه [ (4) ] عليه لغربت بك، أفّ لك من وافد قوم
[ (5) ] » [ (6) ] ذكره الرشاطيّ.
1265- جويرية العصري [ (7) ] :
قال محمد بن محمد بن مرزوق، حدثتنا سهلة بنت سهيل، سمعت جدتي حمادة بنت عبد اللَّه عن جويرية العصريّ، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد عبد القيس ومعنا المنذر، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «فيك خلّتان يحبّهما اللَّه: الحلم والأناة» .
__________
[ (1) ] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 493.
[ (2) ] أسد الغابة ت [831] .
[ (3) ] في أالضيق.
[ (4) ] أي أحبك اللَّه عليه. اللسان 6/ 4926.
[ (5) ] في أوافده.
[ (6) ] أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 132 عن يحيى بن عباد الحنظليّ. وقال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وكان الصحابي سقط فإن الأصل سقيم وفيه جماعة لم أعرفهم.
[ (7) ] أسد الغابة ت [832] ، الاستيعاب ت [384] .(1/627)
ذكره ابن مندة تعليقا، وأبو نعيم موصولا، وهاتان المرأتان لا تعرفان.
1266 ز- جوين بن النابغة
بن لأي بن مطيع بن كعب بن ثعلبة الغنويّ ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في أنساب بني غني، وقال: له صحبة مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم كان مهاجره إلى الشام، فكان مع الأمراء، ثم رجع من الشّام، فأتى مياه قومه زمن معاوية.
القسم الثاني فيمن له رؤية
[الجيم بعدها الباء]
1267- جبير [ (1) ]
بن الحويرث بن نقيد بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب.
له رؤية ورواية عن أبي بكر الصديق، روى عنه عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال أبو عمر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه شيئا. وقتل أبوه يوم الفتح كافرا، قتله عليّ بن أبي طالب، وقال أبو عمر: في صحبته نظر.
قلت: وروى بعضهم هذا الحديث فسماه جبلة وهو تغيير، والصواب جبير.
[الجيم بعدها العين]
1268- جعدة بن هبيرة
بن أبي وهب بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، أمه أم هانئ بنت أبي طالب.
ولد على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأرسل عنه، وولي خراسان لعلي.
قال ابن مندة مختلف في صحبته، وقال البخاريّ: له صحبة. وذكره الأزدي وغيره فيمن لم يرو عنه غير واحد من الصحابة. وقال الحاكم في تاريخه يقال إن له رؤية. وقال ابن حبان: لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا أعتمد عليه. وقال البغوي: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وليست له صحبة. وقال ابن السّكن نحوه. وقال الآجري: قلت لأبي داود: وجعدة بن هبيرة له رؤية؟ قال: لم يسمع من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا.
قلت: أما كونه له رؤية فحق، لأنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن بنت عمه وخصوصية أم هانئ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شهيرة.
وروى الطّبرانيّ من طريق ابن جريج عن أبي الزبير أنه حدثه عن مجاهد أنه حدثه عن
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/628)
جعدة بن هبيرة، قال: نهاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن أتختم بالذهب.. الحديث.
أخرجه الحافظ الضياء في «المختارة» من طريق الطّبرانيّ، لأن الباورديّ قد رواه عن شيخ الطبراني بإسناده عن جعدة، فقال: نهاني خالي علي، فذكره.
والحديث معروف برواية علي في الصحيح من وجه آخر.
وأورد الطّبرانيّ في ترجمة جعدة بن هبيرة غير منسوب حديثا آخر قال فيه: ذكر عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عبد لبني عبد المطلب يصلّي ولا ينام.. الحديث. وهو مرسل.
قال البخاريّ وغيره: مات جعدة في خلافة معاوية.
[قلت: وسيأتي في ترجمة أم هانئ أنه أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فلو ثبت لبطل قول من أنكر صحبته، وقد أشرت إليه في القسم الأول.
[الجيم بعدها النون]
1269 ز- جنيدب،
بالتصغير- ابن جندب بن عمرو بن حممة الدّوسي- تقدم ذكر والده قريبا في الأول.
وقتل جنيدب هذا بصفّين مع معاوية، ذكره ابن الكلبيّ، وكانت له أخت أصغر منه أوصى بها أبوها عمر، فزوّجها عمر من عثمان، ومقتضى ذلك أن يكون جنيد من أهل] [ (1) ] هذا القسم.
القسم الثالث فيمن أدرك الجاهليّة والإسلام ولم يرد أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
[حرف الجيم بعدها الألف]
1270 ز- جابر بن عمر [ (2) ]
المزني. استدركه ابن فتحون، وقال: ولاه عمر ما سقت دجلة والفرات [ (3) ] ، فاستعفى، قاله الطبري.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] الفرات: بالضم ثم التخفيف وآخره تاء مثناة من فوق وهو النهر المعروف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1021.(1/629)
1271- جابر بن كعب [ (1) ]
بن كرمان بن طرفة بن وهب بن مازن بن تيم بن أسد بن الحارث بن العتيك الأزدي، جدّ ثابت بن قطبة بن كعب بن جابر الشاعر المشهور. وله إدراك.
ذكره ابن الكلبيّ، ومن ولده عبد الأعزّ الشّاعر ابن جابر، له ذكر في دولة بني أمية.
1272 ز- جابر بن يسار
بن عويص- بفتح المهملة وآخره مهملة- ابن فدك الرّعيني القتباني. له إدراك.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وهو جد عيّاش وجابر ابني عباس بن جابر.
1273- جابر.
أبو جويبر العبديّ [ (2) ] . كان في عهد عمر بن الخطاب رجلا، فعلى هذا له إدراك.
روى البخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق أبي نضرة قال: قال رجل منّا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته، قال: فانتهيت إلى المدينة ليلا فغدوت عليه، وقد أعطيت فطنة ولسانا، فأخذت في الدنيا فصغرتها، فذكر القصة.
1274 ز- جابر الرّعيثي،
والد سعيد بن جابر ذكره ابن عساكر في «تاريخه» . وقال:
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح دمشق.
قلت: ويحتمل أن يكون الّذي قبله.
[الجيم بعدها الباء]
1275 ز- الجبان
غير منسوب- كان يلقب بذلك لشجاعته، ولا أعرف اسمه، شهد فتح تستر، مع أبي موسى، وله إدراك.
قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا فزاد أبو نوح: حدثنا عثمان بن معاوية القرشيّ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: لما نزل أبو موسى على الهرمزان بالناس بتستر، فذكر القصّة، وفيها: فدخل مجزأة بن ثور، ومعه ثلاثمائة رجل من القناة إلى المدينة فخلص منه ستة وثمانون رجلا [ (3) ] ، فقال لهم: لا أعود حتى أدخل من بقي منكم. فقال له
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الجرح والتعديل 1/ 1/ 496، الميزان 1/ 384، تهذيب التهذيب 2/ 521، تهذيب الكمال 881، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 92.
[ (3) ] في أفخلص معه ستة وثلاثون.(1/630)
رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته: غيرك يفعل هذا يا مجزأة، إنما عليك نفسك، فامض لما أمرت به، فقال له: أصبت، فمضى بهم إلى الباب فوضعهم عليه، ومضى بطائفة إلى السور، فانحدر عليه علج من الأساورة، فطعن مجزأة فأثبته، فقال لهم مجزأة: امضوا لأميركم [ (1) ] لا يشغلكم شيء، فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه.
ومضوا وكثر المسلمون على السور، وفتحوا الباب، فأقبل أبو موسى ... فذكر بقيّة الحديث.
1276- جبير [ (2) ]
بن القشعم بن يزيد بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
له إدراك، وشهد فتوح العراق، وتولّى القضاء بالقادسية في خلافة عمر.
ذكره ابن الكلبيّ، وذكر أنّ جماعة من بني الأرقم بن النعمان المذكور في نسب هذا كانوا بالكوفة في زمن علي، فكان بعض أهل الكوفة يتناول عثمان، فقال بنو الأرقم: لا نقيم ببلد يشتم فيها عثمان، فتحوّلوا إلى معاوية، فأنزلهم الرّها [ (3) ] من أرض الجزيرة.
1277- جبير بن نفير [ (4) ]
- بالنّون والفاء مصغّرا- ابن مالك بن عامر الحضرميّ، أبو عبد الرحمن مشهور، من كبار التّابعين، ولأبيه صحبة.
قال ابن حبّان في «ثقات التّابعين» : أدرك الجاهلية. وروى الباوردي وابن السكن من
__________
[ (1) ] في ألأمركم.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] الرّها: بضم أوله ويمدّ ويقصر: مدينة بالجزيرة فوق حرّان بينهما ست فراسخ قيل اسمها بالرومية:
أذاسا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 644.
[ (4) ] طبقات ابن سعد 7/ 440، تاريخ خليفة 280، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 2/ 223، العلل لأحمد 1/ 364، تاريخ الثقات 95، الثقات لابن حبان 4/ 111، مشاهير علماء الأمصار رقم 854، أنساب الأشراف 1/ 10، تاريخ أبي زرعة 1/ 220، 290، تاريخ الطبري 1/ 16، 2/ 315، حلية الأولياء 5/ 133: 138، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 77، الجرح والتعديل 2/ 512، تهذيب الكمال 4/ 509: 512، الكاشف 1/ 125، المعين في طبقات المحدثين 32، سير أعلام النبلاء 4/ 76: 78، مرآة الجنان 1/ 162، البداية والنهاية 9/ 33، أسد الغابة ت [700] ، الاستيعاب ت [318] . دول الإسلام 1/ 57، الولاة والقضاة 425، فتوح البلدان 182، تهذيب التهذيب 2/ 64، تقريب التهذيب 1/ 44، خلاصة تذهيب التهذيب 61، شذرات الذهب 1/ 88، الوافي بالوفيات 11/ 59، تاريخ داريا 111، الكامل في التاريخ 4/ 456، العبر 1/ 91، تذكرة الحفاظ 1/ 49، النجوم الزاهرة 1/ 200، تاريخ الإسلام 2/ 382.(1/631)
طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، قال: أدركت الجاهلية وأتانا رسول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم باليمن فأسلمنا.
وساقه ابن شاهين مطوّلا. وزعم أبو أحمد العسكريّ أن جبير بن نفير اثنان: أحدهما كندي، وهو الّذي وفد، والآخر حضرميّ، وليست له صحبة ولا وفادة.
قلت: وقد غلط في ذلك، وسببه أنه وقع له الحديث من رواية جبير بن نفير أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. والصّواب عن جبير بن نفير، عن أبيه، كما سيأتي.
[الجيم بعدها الدال والراء]
1278 ز- جد جميرة
- بجيمين ويقال خرخسرة- بمعجمتين وسين مهملة- الفارسيّ، رسول باذان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأمر كسرى، ثم أسلم بعد.
روى أبو سعيد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» ، من طريق ابن إسحاق، عن الزهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: لما قدم كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى كسرى، وقرأه ومزقه كتب إلى باذان وهو عامله باليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الّذي بالحجاز رجلين جلدين من عندك فليأتياني به. فبعث باذان قهرمانه وهو أبا نوه، وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له جد جميرة، وكتب معهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يأمره أن يتوّجه معهما إلى كسرى، وقال لقهرمانه: انظر إلى الرجل وما هو وكلّمه وائتني بخبره.
فخرجا حتى قدما الطّائف، فوجدا رجالا من قريش تجارا، فسألوهم عنه، فقالوا: هو بيثرب، واستبشروا فقالوا: قد نصب له كسرى، كفيتم الرجل.
فخرجا حتى قدما المدينة فكلمه أبا نوه، فقال: إن كسرى كتب إلى باذان أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثني لتنطق معي، فقال: ارجعا حتى تأتياني غدا.
فلما غدوا عليه أخبرهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بأن اللَّه قتل كسرى، وسلط عليه ابنه شيرويه في ليلة كذا من شهر كذا. فقالا: أتدري ما تقول؟ أنكتب بهذا إلى باذان؟ قال: نعم، وقولا له:
إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك. ثم أعطى جد جميرة منطقة كانت أهديت له فيها ذهب وفضة، فقدما على باذان فأخبراه، فقال: واللَّه ما هذا بكلام ملك، ولننظرنّ ما قال. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه:
أما بعد فإنّي قتلت كسرى غضبا لفارس لما كان يستحلّ من قتل أشرافها، فخذ لي الطاعة ممّن قبلك، ولا تهجّن الرّجل الّذي كتب لك كسرى بسببه بشيء.(1/632)
فلما قرأه قال: إن هذا الرجل لنبيّ مرسل، فأسلم، وأسلمت الأبناء من آل فارس من كان منهم باليمن جميعا.
وهكذا حكاه أبو نعيم الأصبهانيّ في «الدّلائل» ، عن ابن إسحاق، بلا إسناد، لكن سماه خرخسرة ووافق على تسمية رفيقه أبا نوه.
1279- جراد بن طهية
بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب الكلابيّ الوحيديّ.
مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان ابنه شبيب مع الحسين بن علي لما قتل ذكره المرزبانيّ.
1280 ز- جراد بن مالك
بن نويرة التميميّ [ (1) ] .
ذكر سيف في «الفتوح» أنه قتل مع والده، ورثاه عمه متمّم، وسيأتي خبر مقتل مالك في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى.
1281- جراد البجليّ.
أدرك الجاهليّة وشهد فتح القادسيّة مع جرير، قال الخلال:
أخبرني جعفر بن أحمد بن بسر، حدّثنا أبي، حدّثنا أبي بسر بن مجالد بن جراد، وجراد ممّن وافى في القادسية مع جرير، فذكر قصته.
1282- جرجة،
ويقال جرجير الرومي. ذكره ابن يونس [ (2) ] الأزدي في «فتوح الشام» ، ومن طريق أبي نعيم في «الدّلائل» ، وقال: جرجير. وقال سيف بن عمر في الفتوح جرجة، وذكر أنه أسلم على يدي خالد بن الوليد، واستشهد باليرموك، وذكر قصّته أبو حذيفة إسحاق بن بشر في الفتوح أيضا لكن لم يسمّه.
1283 ز- جرول بن أوس،
هو الحطيئة الشّاعر العبسيّ. يأتي في الحاء المهملة.
1284 ز- جرول العبسيّ،
آخر. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وغزا في عهد عمر.
روى يعقوب بن شيبة في مسندة عن سريج بن النّعمان، عن الهيثم بن عمران بن عبد اللَّه، حدّثني جدي عبد اللَّه، عن أبيه أبي عبد اللَّه جرول، قال: شهدت مع عتبة بن غزوان فتح إصطخر [ (3) ] ، فكتب إلى عمر، فكتب إلى صاحب الشّام أن عد أبا عبد اللَّه في
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] في أإسماعيل.
[ (3) ] إصطخر: بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخريّ وإصطخرزي بزيادة الزاي: بلدة(1/633)
سبعين دينارا من العطاء وعدّ عياله في عشرة عشرة.
1285- جروة بن يزيد الطائي
ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين وقال: عاش نحوا من مائة سنة، ثم أدرك الإسلام، وغزا الترك مع الأحنف بن قيس في زمن عثمان، فأصابته ضربة فشلّت يده، فأعطاه الأحنف ديتها، ثم نزل بلخ [ (1) ] ، وكان يكثر الغزو في الترك، وهو شيخ كبير إلى أن قتل مع سعيد بن أبجر، وله في ذلك أشعار كثيرة.
1286 ز- جريبة
- بالجيم والموحدة، مصغّرا- ابن الأشيم بن عمرو بن وهب بن دثار بن فقعس الأسدي ثم الفقعسيّ قال «الآمديّ» : كان أحد شياطين بني أسد وشعرائها في الجاهليّة ثم أسلم فقال:
بدّلت دينا بعد دين قد قدم ... كنت من الذّنب كأنّي في ظلم
يا قيّم الدّين أقمنا نستقيم ... فإن أصادف مأثما فلم أثم [ (2) ]
[الرجز] وقال المرزبانيّ: جاهلي يقول:
فدا الفوارس المعلّمين ... تحت العجاجة خالي وعم
عرضنا نزال فلم ينزلوا ... وكانت نزال عليهم أطم
[المتقارب] [وذكره ابن الكلبيّ فلم يزد على وصفه بالشّاعر، وسيأتي نسبه إلى فقعس من طريق كما هنا] [ (3) ] .
[الجيم بعدها الزاي والشين]
1287- جزء بن الحارث
بن جذيمة العبسيّ. ذكره ابن الكلبيّ، مات أبوه في الجاهليّة، وعمه قيس بن زهير رئيس بني عبس في زمانه مات في الجاهليّة أيضا. وأما جزء هذا فلم أر من ذكره في الصّحابة وقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فإن ولده العباس هو والد أم الوليد بن عبد الملك، وأبوها العبّاس من التابعين له أخبار مع بني أمية.
__________
[ () ] بفارس من الإقليم الثالث وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها قيل كان أنشأها إصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عن الفرس بمنزلة آدم. انظر معجم البلدان 1/ 249.
[ (1) ] بلخ: مدينة مشهورة بخراسان. انظر معجم البلدان 1/ 568.
[ (2) ] ينظر البيتان في المؤتلف والمختلف.
[ (3) ] سقط في أ.(1/634)
1288- جزء بن ضرار
الغطفانيّ. ذكره المرزبانيّ في معجمه وقال: شاعر مخضرم، وهو القائل يرثي عمر بن الخطاب:
جزى اللَّه خيرا من أمير وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق
[الطويل] الأبيات.
1289- جزء [ (1) ] بن مالك
الأسديّ. يأتي في حضرميّ بن عامر.
1290- جشيش الدّيلميّ [ (2) ] ،
بمعجمتين بعد الجيم مصغّرا. قيّده الدار الدّارقطنيّ.
كان ممن أعان على قتل الأسود الكذّاب.
ذكره الطّبريّ واستدركه ابن فتحون.
وفي كتاب «الرّدّة» لسيف: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جشيش وإلى داذويه وإلى فيروز، يأمرهم بمحاربة الأسود العنسيّ. أخرجه من وجهين، عن ابن عبّاس قال: وكان الرسول بذلك وبرة بن يحنّس، وكذا ذكره الواقديّ في الردة من رواية همام بن منبّه.
وقال سيف أيضا: حدثنا المستنير بن يزيد عن عروة بن غزية الدّثيني عن الضّحّاك بن فيروز، عن جشيش الديلميّ، قال: قدم علينا وبرة بن يحنّس بكتاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمل على الأسود الكذّاب، فذكر قصة قتلهم الأسود بطولها.
وفي آخرها: ثم ناديت بالأذان وألقيت إليهم رأسه، وأقام وبرة الصلاة، ثم شننا الغارة، وكتبنا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالخبر، وهو حيّ قد أتاه الوحي من ليلته، وأخبر أصحابه بذلك، وقدمت رسلنا بعده على أبي بكر الصّديق، فهو الّذي أجابنا على كتبنا. انتهى.
وسيأتي في ترجمة داذويه أنه من جملة من أعان على قتل الأسود.
1291- حرجست الفارسيّ.
فإن لم يكن تصحف من هذا وإلا فهو آخر، ولا مانع من تعدّدهم.
[الجيم بعدها العين]
1292- جعدة السلمي.
أدرك الجاهليّة، وله قصة بالمدينة زمن عمر ذكره الآمدي،
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت [746] .(1/635)
وقال: كان غزلا صاحب نساء يحدّثهن ويضحكهن ويمازحهن، فكنّ يجتمعن عنده فيأخذ المرأة فيعقلها، ثم يأمرها أن تمشي فتعثر فتقع، فتنكشف فيتضاحكن من ذلك، فبلغ ذلك بقيلة الأشجعي- وكان غازيا في زمن عمر- فكتب إليه:
ألا بلّغ أبا حفص رسولا ... فدّى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك اللَّه إنّا ... شغلنا عنكم زمن الحصار
لمن قلص تركن معقّلات ... قفا سلع بمختلف الشّجار
قلائص من بني كعب بن عمرو ... وأسلم أو جهينة أو غفار
يعقّلهنّ أبيض شيظمي ... وبئس معقّل الذّود الخيار [ (1) ]
[الوافر] قال: فأرسل عمر إلى جعدة فنفاه.
والقصّة مشهورة وقد رويت لغيره فاللَّه أعلم.
وقرأت في تاريخ ابن عساكر من طريق جعفر بن خنزابة بإسناد له إلى الأصمعيّ.
حدّثنا أبو عمرو بن العلاء، قال: كان بالمدينة رجل من بني سليم يقال له جعدة، وكان يتحدّث إليه النّساء بظهر المدينة، فيأخذ المرأة فيعقلها، ويقول: إن الحصان يثب في العقال، فإذا وثبت سقطت فتنكشف، فبلغ ذلك قوما في بعض المغازي، فكتب رجل منهم إلى عمر، فذكر الشّعر، قال: فقال عمر عليّ بجعدة بن سليم. فأتى به، قال: فكان سعيد بن المسيّب يقول: إني لفي الأغيلمة الذين جرّوا جعدة إلى عمر، فلما رآه قال: أشهد أنك أبيض شيظميّ كما وصف، فضربه ونفاه إلى عمان.
1293- جعفر بن علس
بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية الحارثي.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهلية ثم أسلم.
1294- جعفر بن قرط العامري.
ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وقال:
عاش ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم.
1295- جعونة بن شعوب [ (2) ] الليثي،
أخو أبي بكر بن شداد بن شعوب له إدراك.
روى الفاكهيّ من طريق أبي أويس عن عمّ أبيه ربيع بن مالك، عن أبيه، عن جعونة بن
__________
[ (1) ] تنظر الأبيات في الآمدي: 82.
[ (2) ] الطبقات الكبرى 5/ 45.(1/636)
شعوب الليثي، قال: خرجت مع عمر بن الخطّاب وهو آخذ بيدي أو متّكئ عليها، فنظر إلى ركب صادرين عن العقبة قد بعثوا رواحلهم، فقال: لو يعلم الركب بما ينقلبون به من الفضل ... الحديث.
1297 [ (1) ]- جعونة بن مرثد الأسديّ
مخضرم، له في طلحة بن خويلد لما ادعى النّبوّة:
بني أسد قد ساءني ما فعلتم ... وليس لقوم حاربوا اللَّه محرم
فإنّي وإن عبتم عليّ سفاهة ... حنيف على الدّين القويم ومسلم
[الطويل]
1298 ز- الجعيد، غير منسوب:
أظنه من بني تغلب.
ذكره المدائنيّ في كتاب «المكايد» ، وأنه أفلت من العرب الذين كانوا مع الرّوم بعد وقعة أجنادين، فأتى خالد بن الوليد فدلّه على عورة العدو، وعمل لهم الحيلة حتى هزموهم يوم الناقوصة، وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف. وذكر أن بين الناقوصة واليرموك أربعة فراسخ.
1299 ز- جعيدة بن عبيدة الكلابيّ.
كان مع خالد بن الوليد في قتال الردّة وفي فتح الشام، وهو القائل:
تقول ابنة المجنون هل أنت قاعد ... ولا وأبيها حلفة لا أطيعها
ومن يكثر التّطواف في جيش خالد ... من الرّوم مصبوغ عليها دموعها
[الطويل]
[الجيم بعدها اللام والميم]
1300- الجلندي
- بضم أوله وفتح اللّام وسكون النون وفتح الدّال- ملك عمان.
ذكر وثيمة في «الرّدّة» عن ابن إسحاق أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: بعث إليه عمرو بن العاصي يدعوه إلى الإسلام، فقال: لقد دلّني على هذا النبيّ الأميّ، إنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شرّ إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يهجر، وأنه يفي بالعهد، وينجز الوعد، وأشهد أنه نبيّ، ثم أنشد أبياتا منها:
أتاني عمرو بالّتي ليس بعدها ... من الحقّ شيء والنّصيح تصيح
فقلت له ما زدت أن جئت بالّتي ... جلندي عمان في عمان يصيح
فيا عمرو قد أسلمت للَّه جهرة ... ينادي بها في الواديين فصيح
[الطويل]
__________
[ (1) ] سقط سهوا عند الترقيم الرقم 1296.(1/637)
وسيأتي في ترجمة جيفر بن الجلندي في هذا الحرف أنه المرسل إليه عمرو، فيحتمل أن يكون الأب وابنه كانا قد أرسل إليهما.
وذكر المدائنيّ أنّ بعض ملوك العجم أمر الجلندي بن عبد العزيز الأزديّ، وكان يقال له في الجاهليّة عبد جمل، فذكر قصّته.
1301 ز- جماع بن ضرار.
في ترجمة الشماخ بن ضرار.
1302 ز- جمرة بن شهاب.
مخضرم، له قصة مع عمر رويناها في فوائد أبي القاسم ابن بشران من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة قال: ابن من؟ قال ابن شهاب. قال: ممن؟ قال: من الحرقة. قال: أين مسكنك؟ قال: الحرّة. قال: بأيّها؟ قال: بذات لظى فقال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا.
فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا.
وروى عبد الرّزّاق عن معمر، عن الزّهري، عن ابن المسيّب، قال: قال عمر ...
فذكر نحوه.
قال مالك في الموطّأ: عن يحيى بن سعيد أنّ عمر بن الخطّاب قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة ... فذكر نحوه.
وله طريق أخرى من رواية أبي بلال الأشعريّ، عن خالد الأشعريّ، عن مجالد، عن شيخ أدرك الجاهليّة، قال: كنت عند عمر، فأتاه رجل، نحوه.
وقال ابن دريد في «الأخبار المنثورة» : حدثنا أبو حاتم السّجستانيّ، عن أبي عبيدة بن المثنى، قال: وفد شهاب بن جمرة الجهنيّ على عمر ... كذا ذكره مقلوبا، والأول أرجح.
وذكره ابن الكلبيّ في «الجامع» فقال: جمرة بن شهاب بن ضرام بن مالك الجهنيّ، وذكر قصته مع عمر.
[الجيم بعدها النون]
1303- جناب بن مرثد [ (1) ] ،
أبو هانئ الرّعيني. أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وبايع معاذا باليمن، ثم شهد فتح مصر. ذكره ابن يونس وغيره.
1304- جنادة بن أبي أمية الدّوسي،
واسم أبيه كبير- بالموحدة، وهو صاحب
__________
[ (1) ] الإكمال 6/ 421، 2/ 133، المشتبه 205.(1/638)
عبادة بن الصّامت. وقد قدمت في ترجمة سميّه من الفرق بينهما ما فيه غنية، وأن هذا أدرك الجاهليّة والإسلام، ومات سنة سبع وستين.
1305 ز- جندب بن سلام الهذلي.
أدرك الجاهليّة. وكان تاجرا في عهد عمر بالمدينة.
روى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق سلمة بن جندب عن جندب بن سلامة. قال:
كنّا تجّارا في هذا السّوق، فقال عمر: لا نخلّي بينكم وبين ما يأتينا تحتكرونه. قال مسلم بن جندب: وكان جندب بن سلامة من قومي.
1306 ز- جندب بن سلمى المدلجيّ،
أحد بني سوق. كان ممن ارتدّ في زمن أبي بكر، فبعث إليه عتّاب بن أسيد عامل مكة أخاه خالد بن أسيد، فالتقاه في الأبارق فهزمه، وفلّ جموعه، فندم بعد ذلك وأسلم، وقال:
ندمت، وأيقنت الغداة بأنّني ... أبيت الّتي يبقى مع الدّهر عارها
[الطويل]
1307 ز- جندع بن الصّميل،
أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ورحل إليه فمات في الطريق.
يأتي ذكره في ترجمة رافع بن خداش وهو ابن عمه.
1308- جندل العجليّ.
مخضرم كان بشير خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصّدّيق بقتل جابان، وكان ذلك سنة اثنتي عشرة.
ذكره سيف، والطّبريّ قال: وكان جندل فصيحا، ووهب له أبو بكر جارية من السبي فولدت له. استدركه ابن فتحون.
[الجيم بعدها الهاء]
1309 ز- جهمة [ (1) ] بن عوف الدّوسي.
ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في «المعمرين» ، وقال: عاش ثلاثمائة سنة وستين سنة، وأدرك الإسلام، فكان إذا سمع من يقول لا إله إلا اللَّه يقول: لقد أدركت في شيبي أناسا يقولون هذه الكلمة.
وكان يمرّ بالوادي كله دوم فيقول: لقد كنت أمرّ بهذا الوادي وما به شجرة، وعاش إلى أن سقط حاجباه على عينيه، وهو القائل:
كبرت وطال العمر حتّى أنابني ... سليم أفاعي ليلة غير مودع
فما السّقم أبلاني ولكن تتابعت ... عليّ سنون من مصيف ومربع
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/639)
ثلاث مئين قد مررن كواملا ... وها أنا ذا أرتجيها لأربع
أخبّر أخبار القرون الّتي مضت ... ولا بدّ يوما أن أطار لمصرع
[الطويل]
1310 ز- جهم بن كلدة الباهلي.
وقع ذكره في المختلف والمؤتلف للدّارقطنيّ، من طريق مظهر بن سعيد الباهليّ، حدثني جدّي مظهر بن جهم بن كلدة عن أبيه، قال: لما أتانا نعي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن بسوقة [ (1) ] وهي جرعاء من أرض باهلة فقوّض الناس بيوتهم، فما بنيت سبع ليال.
1311 ز- جهم الحضرميّ [ (2) ] .
يأتي في عامر بن جهدم.
1312 ز- جويرية
بن قدامة التميمي. روى عن عمر يروي عنه أبو جمرة- بالجيم- في البخاريّ. قيل هو جارية وجويرية لقب وقيل: هو آخر من كبار التّابعين.
ويؤيد أنهما واحد ما رواه ابن عساكر من طريق سعيد بن عمرو الأموي، قال: قال معاوية لآذنه: ائذن لجارية بن قدامة، فلما دخل قال له إيها يا جويرية فذكر القصّة.
1313- جيفر [ (3) ]
- بوزن جعفر، لكن بدل العين تحتانية- ابن الجلندي الأزدي، ملك عمان.
ذكره أبو عمر مختصرا.
وقال العسكريّ: لم ير النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو ولا أخوه وقد تقدم ذكر أبيه.
وروى ابن سعد من طريق عمرو بن شعيب، عن مولى لعمرو بن العاص، قال:
سمعت عمرو بن العاص يقول: أسلمت عند النجاشي، فذكر قصة هجرته، قال: وبعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جيفر وعبيد ابني الجلندي وكانا بعمان، وكان الملك منهما جيفرا، وكانا من الأزد، فذكر قصة إسلامهما وأنهما خلّيا بينه وبين الصدقة، فلم يزل بعمان حتى مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى عبدان بإسناد صحيح إلى الزّهري، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنّ رسول
__________
[ (1) ] سوقة: بضم أوله وبعد الواو الساكنة قاف. من نواحي اليمامة وقيل: جبل لقشير وقيل سوقة بالمرّوت وهي واسعة بين القفين وبين شرفين غليظين قريبة من حائل وهو ماء ببطن المرّوت. «وسوقة أهوى» بالرّبذة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 757.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت [833] ، الاستيعاب ت [375] .(1/640)
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث عمرو بن العاصي إلى جيفر وعباد ابني الجلندي أميري عمان، فمضى عمرو إليهما فأسلما وأسلم معهما بشر كثير، ووضع الجزية على من لم يسلم.
قلت: لا منافاة بين هذا وبين ما تقدّم من الإرسال إلى الجلندي، ولا مانع من أن يكون الجلندي كان قد شاخ وفوّض الأمر لوالديه واللَّه أعلم.
1314- جيفر بن جشم الأزدي.
ذكر وثيمة في كتاب الردّة أنه وفد مع عمرو بن العاصي من عمان إلى أبي بكر الصديق بعد النبيّ [ (1) ] صلّى اللَّه عليه وسلم.
القسم الرابع فيمن ذكر بالوهم والغلط
[الجيم بعدها الألف]
1315 ز- جابر بن عبد اللَّه الأشهليّ،
وهم فيه ابن مندة، وصوابه جابر بن خالد بن مسعود. وقد تقدم.
وسبب الوهم فيه أنه من بني عبد الأشهل، فنسبه إلى جدّه الأعلى، وحرّفه فجعله عبد اللَّه الأشهليّ.
1316 ز- جابر بن عيّاش [ (2) ]
قال أبو نعيم: لا يعرف له حديث، أخرجه مختصرا هكذا قال ابن الأثير: فوهم، وإنما قال أبو نعيم في أثناء ترجمة جابر بن ياسر بن عويص، وهو جدّ عيّاش وجابر ابني عياش بن جابر: لا يعرف له ذكر ولا رواية وظن ابن الأثير أنه عطف قوله وجابر بن عيّاش على الأسماء التي ذكرها، وليس كذلك، إنما عطفه على أخيه عياش، وجابر بن عيّاش معروف في المصريّين من صغار التّابعين.
1317- جابر بن النّعمان.
قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «مناولة المسكين» .
هكذا رأيته في فوائد أبي العباس أحمد بن علي الأبّار، قال: حدّثنا علي بن هاشم، حدّثنا ابن أبي فديك، حدّثنا محمد بن عثمان، عن أبيه، عن جابر بن النّعمان بهذا.
هكذا وجدته في نسخة صحيحة من طريق السلفي، ولم أر من ذكره في الصّحابة، وهو شرطهم. وكنت جوّزت أنه جابر بن النّعمان البلوي حليف الأنصار الماضي في القسم الأول، ثم وجدت الحديث عند الحسن بن سفيان والطّبرانيّ، وعند أبي نعيم في الحلية في
__________
[ (1) ] في أبعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
[ (2) ] أسد الغابة ت [652] .(1/641)
ترجمة حارثة بن النّعمان الأنصاريّ، وسيأتي في ترجمته في القسم الأول.
1318- جارية بن عبد المنذر [ (1) ] .
صوابه [ابن] [ (2) ] خارجة- بالخاء المعجمة- وسيأتي.
1319 ز- جارية [ (3) ] بن عمرو
بن المؤمل يأتي في الجيم من النّساء إن شاء اللَّه تعالى.
1320 ز- جارية بن قعيس [ (4) ] الطائي
- صوابه حارثة- بالحاء المهملة، وسيأتي [ (5) ] .
[الجيم بعدها الباء]
1321 ز- جبر بن أوس
من بني زريق- بدري، ليس له كثير حديث. كذا أورده ابن حبّان. وقد تقدّم جزء بن أنس، وما فيه من الخلاف، وهو الصّواب.
1322 ز- جبر، غير منسوب
-
ذكره أبو أحمد العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عن عثمان الوقّاصيّ، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن جبر، عن أبيه، قال: قرأت خلف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا جبر أسمع ربّك ولا تسمعني» .
استدركه ابن الأثير على من تقدمه.
قلت: وهو تصحيف، وإنما هو جهر- بالهاء بدل الموحدة- كما تقدم قريبا، وقد ذكرنا ما فيه هناك.
1323 ز- جبر بن زيد،
والد أبي عبس. سيأتي في ترجمة علبة بن زيد ما يوهم أن له صحبة ورواية، وليس كذلك، وإنّما الصّحبة والرواية لولده أبي عبس.
1324 ز- جبلة بن ثابت،
أخو زيد. وهم فيه بعض الرواة، فروى حديث ابن إسحاق عن فروة بن نوفل عن جبلة أخي زيد- وهو زيد بن حارثة، فظنه الرّاوي زيد بن ثابت، فنسب أخاه لذلك، والحديث معروف لجبلة بن حارثة كما تقدم في القسم الأول.
1325- جبلة بن شراحيل،
أخو حارثة. جعل له ابن مندة ترجمة مفردة، فرد ذلك عليه أبو نعيم، وقال: إنما هو جبلة بن حارثة أخو زيد المتقدم، وحارثة أبوه لا أخوه، وهذا هو الصّواب.
قلت: وسبب الوهم فيه أنّ في آخر قصّة زيد بن حارثة من طريق أولاده كما سيأتي في
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، أسد الغابة ت [663] .
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] في أمعين.
[ (5) ] في أكما سيأتي.(1/642)
ترجمة أبيه حارثة، فقال حارثة يا بني، أما أنا فإنّي مواسيك بنفسي، وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا رسول اللَّه، فآمن حارثة بن شراحيل، وأبى الباقون، ورجعوا إلى البرية، ثم إن أخاه جبلة رجع فآمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. فابن مندة جعل الضّمير في قوله: أخاه يعود على حارثة، لأنه أقرب مذكور، وأبو نعيم جعله يعود على زيد لأنه المحدث عنه، وكلاهما محتمل، لكن يترجّح ما قال أبو نعيم بأن جبلة بن حارثة معروف في الصّحابة باسمه وصحبته، بخلاف عمه زيد، فإنه لم يسمّ إلا في هذه الرواية المحتملة. فاللَّه أعلم.
ثم إنها مع ذلك شاذّة مخالفة للمشهور أنّ زيد بن حارثة لما اختار النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم طابت نفس أبيه وعمّه وتركاه ورجعا، كذلك ذكره أهل السّير، وكذا روى ابن مردويه في تفسيره من طريق الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس.
1326- جبلة، غير منسوب
- فرّق ابن شاهين بينه وبين جبلة بن حارثة وهو هو، والحديث الّذي أورده حديثه، وهو حديث ابن إسحاق عن رجل عن جبلة في قراءة: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عند النّوم.
وقد أخرجه ابن قانع من رواية شريك، عن ابن إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن جبلة بن حارثة.
1327- جبير بن الحارث.
صوابه جبيب- بموحدتين- وقد تقدم.
1328- جبير [ (1) ] بن الحارث الأعرابيّ.
ذكر الأقشهريّ في فوائد رحلته بسند مطوّل إلى الأمير أبي المكارم عبد الكريم ابن الأمير نصر الدّيلميّ، قال: كنت في خدمة الإمام النّاصر العبّاسي، فخرج إلى الصّيد، فركض في أثر صيد، وتبعه بعض خواصه، فانتهينا إلى أرض قفر، وإذا هناك قليل عرب، فتقدم مشايخهم، وقد عرفوا الخليفة، فقبلوا الأرض، وقدّموا ما أمكنهم من الطّعام، وقالوا: يا أمير المؤمنين، عندنا تحفة نتحفك بها، قال: وما هي؟
قالوا: إنا كلنا بنو رجل واحد، وهو حيّ يرزق، وقد أدرك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وحضر معه حفر الخندق، قال: «ما اسمه» ؟ قالوا: جبير بن الحارث، قال: «أروني إيّاه» ،
فأنزلوه في مهد كهيئة طفل، فذكر نحو قصة رتن الهنديّ. قال: وكان ذلك سنة ست وسبعين وخمسمائة، وقد سقتها بتمامها في لسان الميزان.
1329- جبير بن النّعمان [ (2) ]
بن أميّة الأنصاريّ، والد خوّات [ (3) ] بن جبير.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت [699] .
[ (3) ] في أحراث.(1/643)
ذكره سعيد بن يعقوب السّرّاج في «الأفراد» . وروى من طريق زيد بن أسلم عن خوّات بن جبير عن أبيه، قال: جلست مع نسوة فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما لك» ؟ فقلت: بعير شرد لي ... الحديث.
وهذا غلط نشأ عن سقط، وإنما هو عن ابن خوّات، والصحبة لخوّات، والقصّة المذكورة معروفة له.
[الجيم بعدها الحاء والذال]
1330- الجحّاف بن حكيم [ (1) ]
بن عاصم بن سباع بن خزاعيّ بن محارب بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلميّ الفارسيّ المشهور، صاحب الوقائع المشهورة في زمن عبد الملك بن مروان. استدركه ابن الأثير على من تقدمه، واستدل بقوله من أبيات يصف فيها خيول بني سليم:
شهدن مع النّبيّ مسوّمات ... حنينا وهي دامية الحوافي [ (2) ]
[الوافر] قلت: ولا دلالة في هذا على صحبته، وإنما افتخر بقومه بني سليم، وكانوا يوم حنين كثيرا، وقصة العبّاس بن مرداس السّلميّ في ذلك مشهورة.
وقد وجدت لابن الأثير سلفا، لكن تولى ردّه من هو أعلم منه، فروى ابن عساكر بسند صحيح إلى محمد بن سلام الجمحيّ، قال: قال لي أبان الأعرج: قد أدرك الجحّاف الجاهليّة. فقلت له: لم تقول ذلك؟ فقال: لقوله- فذكر هذا البيت- قال محمد بن سلام: فقلت: إنما عنى خيل قومه بني سليم، قال: ثم ذكرت ذلك بعد لعاصم بن السريّ فقال: حدثني قيس بن الهيثم أنه أعطى حكيم بن أمية جارية فولدت له الجحّاف في غرفة دارنا. انتهى.
فعرف بذلك أنه ولد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بزمان، وقد زعم أبو تمام في الحماسة أن الأبيات المذكورة لغيره، وهو الحريش بن هلال القريعي، فاللَّه أعلم.
وقال ابن سيّد النّاس في أسماء الصّحابة الشعراء: استدركه ابن الأمين على ابن عبد البرّ ومن خطّه نقلت، وقال: ذكره هشام، وقال: له شعر في فتح مكّة، والّذي رأيت في
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [704] .
[ (2) ] ينظر هذا البيت في ابن سلام: 414، في أسد الغابة ت 704، وسيرة ابن هشام 2/ 433.(1/644)
السيرة عن ابن إسحاق وقال قائل من بني جذيمة، وبعضهم يقول امرأة يقال لها سلمى، فذكر شعرا أوله:
لولا مقال القوم للقوم أسلموا ... للاقت سليم يوم ذلك ناطحا
[الطويل] قال: فأجابها العباس بن مرداس، ويقال الجحّاف بن حكيم:
دعي عنك تقوال الضّلال كفى بنا ... لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا
[الطويل] الأبيات.
قلت: ولا دلالة فيها على الصّحبة وإنما قال ذلك مفتخرا بقومه كما تقدم.
1331- جحش الجهنيّ [ (1) ] .
ذكره الطّبراني، وهو خطأ نشأ عن تصحيف: فإنّه روي من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التميميّ، عن عبد اللَّه بن جحش الجهنيّ، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن لي بادية أنزلها أصلّي فيها، فمرني بليلة في هذا المسجد ... الحديث.
هكذا أورده، وقد أخرجه أبو داود من طريق ابن إسحاق، فقال فيه: عن التّميميّ، عن عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، عن أبيه، فسقط من الإسناد ابن، وأبدل جحش بأنيس، وابن عبد اللَّه اسمه ضمرة، سمّاه الزهريّ في روايته لهذا الحديث.
1332 ز- جذية، غير منسوب [ (2) ] .
ذكره ابن شاهين، وهو خطأ،
وأخرج من طريق الذيال بن عبيد بن حنظلة بن حنيفة، عن جذية. قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا يتم بعد احتلام»
[ (3) ] .
قال أبو موسى: هذا تصحيف، وإنما هو عن جدّه، واسمه حنظلة.
قلت: وسيأتي على الصّواب في موضعه، وأظنّ الصّواب- عن حذيم، كما سيأتي في الحاء المهملة.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79.
[ (2) ] أسد الغابة ت [713] .
[ (3) ] أخرجه أبو داود في الوصايا باب 9 حديث (2873) والطبراني في الصغير 1/ 96 وفي الكبير 4/ 16 وعبد الرزاق في المصنف (11450) وانظر نصب الراية 3/ 219.(1/645)
[الجيم بعدها الراء]
1333- جردان،
ذكره الذهبيّ مستدركا بين جرثوم وجرموز، وإنما هو جودان بواو، وقد مضى على الصّواب.
1334- جرجيس الراهب.
مضى في بحيرا، في الموحدة.
1335- جرهد بن رداح الأسلمي [ (1) ] .
يكنى أبا عبد الرحمن، وكان من أهل الصّفة.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وفرّق بينه وبين جرهد بن خويلد، وهما واحد، نسب إلى جدّ له. والصّواب رزاح- بالزاي لا بالدّال.
قال ابن سعد، وأبو عبيد: جرهد بن رزاح الأسلميّ يكنّى أبا عبد الرحمن، وكان شريفا.
قال البغويّ: وعن الزّهريّ: هو جرهد بن خويلد الأسلميّ.
وقال ابن قانع: هو جرهد بن عبد اللَّه بن رزاح بن عديّ بن سهم، كذا قال، فأسقط من آبائه جماعة.
1336 ز- جرو [ (2) ] بن جابر.
من شيوخ أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. قال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : يروي المراسيل.
1337- جريج بن سلامة،
أبو شاه ذكره ابن شاهين فصحّف اسمه وكنيته، هو حديج- بمهملة ودال. وكنيته أبو شباث- بمعجمة ثم موحدة خفيفة وآخره مثلثة. [وسيأتي في الحاء المهملة على الصّواب] [ (3) ] .
1338- جرير [104]
أو أبو جرير. صوابه بالحاء المهملة وآخره زاي.
ذكره في الجيم البغويّ وابن مندة، وقالا: لا يثبت.
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 4/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 79، طبقات خليفة 111، النسب الكبير لابن الكلبي 2/ 310، التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 2148، جمهرة أنساب العرب 240، مشاهير علماء الأمصار 42، أنساب الأشراف 1/ 273، الثقات لابن حبان 3/ 62، الجرح والتعديل 2/ 539، حلية الأولياء 1/ 337، المعجم الكبير للطبراني 2/ 271، الكاشف للذهبي 1/ 126، تحفة الأشراف للمزي 2/ 419 تهذيب الكمال 4/ 523، الكامل في التاريخ 4/ 43، تهذيب التهذيب 2/ 69، التقريب 1/ 126، الوافي بالوفيات 11/ 69، النكت الظراف 2/ 419، رياض النفوس 54، حسن المحاضرة 1/ 186، تاج العروس 7/ 499، تاريخ الإسلام 2/ 84.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] سقط في أ.(1/646)
[الجيم بعدها الشين والعين والفاء]
1339- جشيش الكنديّ [ (1) ] .
ذكره ابن شاهين. والصّواب بزيادة فاء كما تقدّم.
1340 ز- جفّال.
ذكره الأزديّ بفاء مشدّدة، والصّواب جعال كما تقدم.
1341- جفشيش بن الأسود الكنديّ [ (2) ] .
استدركه الذهبي، وغاير بينه وبين جفشيش ابن النّعمان، وهما واحد، وهو جفشيش بن النّعمان، ويقال ابن الأسود بن معديكرب كما تقدم.
1342- جعفر بن الزبير [ (3) ]
بن العوّام القرشيّ الأسديّ- روى ابن مندة من طريق إبراهيم بن العلاء. وأبو نعيم من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما [ (4) ] عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن عبد اللَّه بن الزبير وجعفر بن الزبير بايعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين.
قال ابن مندة: هو وهم، والصّواب ما رواه أبو اليمان وغيره عن إسماعيل بهذا الإسناد أنّ عبد اللَّه بن الزبير وعبد اللَّه بن جعفر بايعا.
قلت: كان الغلط فيه من إسماعيل، فإن إبراهيم بن العلاء لم يتفرد به، والحق ما قال ابن مندة، فإنّ جعفر بن الزبير ولد بعد موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر، وهو أصغر من عروة.
1343 ز- جعفر، أبو زمعة البلويّ [ (5) ] .
صحابي، بايع تحت الشّجرة، ثم سكن مصر.
واختلف في اسمه، فقيل جعفر، وقيل عبد، هكذا استدركه ابن الأثير، وقال: ذكره أبو موسى في عبد، ولم يذكره في جعفر. انتهى.
قلت: وقد غلط فيه ابن الأثير غلطا بيّنا، وذلك أن أبا موسى قال ما نصّه: عبد بن زمعة البلويّ ممّن بايع تحت الشّجرة، سكن مصر، اختلف في اسمه، قال جعفر: قيل:
اسمه عبد. انتهى.
فكأن نسخة ابن الأثير كان فيها تحريف، وجعفر الّذي نقل أبو موسى عنه هو المستغفريّ، وأبو موسى كثير النقل عنه في كتابه، فلهذا ربما لم ينسبه.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [747] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 84.
[ (2) ] الاستيعاب ت [380] .
[ (3) ] الجرح والتعديل 2/ 478، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 140، أسد الغابة ت [756] .
[ (4) ] في أكلاهما عن إسماعيل بن عباس عن هشام.
[ (5) ] أسد الغابة ت [757] .(1/647)
1344- جعفر العبديّ [ (1) ] .
تابعيّ أرسل حديثا فذكره علي [ (2) ] بن سعد في الصّحابة.
وروى عن الحسن بن عرفة عن المعتمر، عن ليث، عن زيد، عن جعفر العبديّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ويل للمساكين من أمّتي» .
قال أبو موسى: إن كان هذا هو جعفر بن زيد العبديّ فهو تابعيّ معروف. وإلا فما أعرفه.
قلت: هو هو، فقد ذكره البخاريّ في «التّاريخ» ، وذكر هذا الحديث في ترجمته من طريق معتمر، وقال: هو مرسل.
1345- جعفر بن نسطور الرومي.
أحد الكذّابين الذين ادّعوا الصّحبة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمئين من السّنين، قرأته بخط مغلطاي مستدركا على ابن الأثير، وكذا استدركه ابن الدّباغ على ابن عبد البر، وكذا استدركه الذهبي في «التجريد» ، لكن قال: الإسناد إليه ظلمات، والمتون باطلة، وهو دجّال، أو لا وجود له.
رئي بناحية فاراب من أرض الترك في سنة خمسين وثلاثمائة.
قلت: لم تطب نفسي بإخراجه في القسم الأول، وقد وقعت لنا نسخة من طريق منصور بن الحكم الزاهد الفرغاني عنه، فمنها:
قال: حدّثني جعفر بن نسطور الرومي، قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، فسقط السّوط من يده، فنزلت عن جوادي وأخذته فدفعته إليه، فقال: «مدّ اللَّه في عمرك مدّا» .
فعشت بعدها ثلاثمائة وعشرين سنة.
أخبرنا أبو هريرة بن الذّهبيّ- إجازة، أنبأنا إسحاق بن يحيى الآمدي أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا مسعود الجمال، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمرو الواعظ القومسي إملاء، أنبأنا أبو شجاع عمر بن علي العراقي، أنبأنا منصور بن الحكم، ومنها: من مشى إلى خير حافيا فكأنما مشى على أرض الجنة- الحديث.
وسمعت من حديثه أيضا في آخر مشيخته شهدة بنت الإبري، وستأتي في ترجمة نسطور الروميّ.
وقال السّلفيّ: أخبرنا عبد اللَّه بن عمر بن خلف القروي بمكة سنة سبع وتسعين وأربعمائة، أخبرنا علي بن الحسين بن إسماعيل الكاشغري، أخبرني أبو داود سليمان بن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [760] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 85.
[ (2) ] في أعلي بن سعد العسكري.(1/648)
نوح بن محمد المرغيناني، أخبرنا منصور بن الحكم الفقيه، فذكر النسخة وهي أحد عشر حديثا منها الحديثان المذكوران. ومنها:
كنّا جلوسا بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يستاك، فأشار بيده اليمنى ثم اليسرى، فقلنا: يا رسول اللَّه، ما نرى أحدا، إلى من تشير؟ قال: «كان جبرائيل وميكائيل بين يديّ، فأشرت إلى جبرائيل، فقال: ناول ميكائيل فإنّه أكبر منّي.» [ (1) ]
[وروى النسخة أيضا، وجاء من طريق أبي المظفر ميمون بن محمود: حدثني الشريف عبد الجليل، عن عمر بن الحسين الكاشغري عن ابن نسطور عن أبيه، وسيأتي في النون] [ (2) ] .
1346 ز- جعفي بن سعد [ (3) ]
العشيرة. وهو من مذحج، وكان قد وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد جعفة في الأيّام التي توفّي فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هكذا ذكره ابن أبي حاتم في كتابه. وتبعه أبو عمر فنقله عنه. ولم يتعقبه، قال ابن الأثير: هذا من أغرب ما يقوله عالم: فإنّ جعفي ابن سعد العشيرة مات قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر طويل، فإنّ بعض من صحبه بينه وبين جعفي من الآباء عشرة فأكثر.
قلت: الّذي أظنه أنه رأى في المغازي وفد جعفي بن سعد العشيرة من مذحج، كما جرت عادتهم من تراجمهم بأسماء القبائل، ثم يذكرون أسماء من وفد منهم، فكأنه تخيّل أنه وفد- بفتح الفاء- فخرج له منه أن جعفي بن سعد العشيرة هو الوافد، وليس كذلك، لأنه صيّر الاسم فعلا واسم القبيلة اسم الوافد، واللّوم على أبي عمر في هذا أشدّ من اللّوم على ابن أبي حاتم.
[الجيم بعدها اللام والميم]
1347- ز- الجلاح،
أبو خالد، استدركه الذّهبيّ على من تقدّمه، وعزاه لطبقات ابن سعد، فصحّف، وإنما هو اللجلاج- بجيمين، وأوله لام، كما سيأتي في حرف اللّام.
1348- جمد الكنديّ. [ (4) ]
روى ابن مندة من طريق حماد عن عاصم أنّ جمدا الكنديّ قال: لأن أوتي بقعقعة فأصيب منها أحبّ إليّ من أن أبشر بغلام، فأخبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك فقال: «إنّهم ثمرة الفؤاد» .
__________
[ (1) ] ذكره السيوطي في اللآلئ 1/ 102.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت [762] ، الاستيعاب ت [385] .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 87، تبصير المنتبه 1/ 460، أسد الغابة ت [775] .(1/649)
قال أبو نعيم: المشهور أن قائل ذلك: الأشعث، فلعله شبه قلة رحمة الأشعث بالجماد فلقبه جمدا.
قلت: وليس كذلك، بل المعروف أن الأشعث بشّر بغلام من ابنة جمد الكنديّ، فقال ما قال.
وجمد هو أحد الملوك الأربعة الذين ارتدّوا فقتلوا في خلافة أبي بكر، وكانت ابنته تحت الأشعث.
1349- جميس
بن يزيد بن مالك النخعيّ. له وفادة فيما قيل.
قلت: لم يذكر الذّهبيّ من أين نقله، ولم أره في أسد الغابة في باب (ج م) ، وهو تصحيف، وإنما هو جهيش- بجيم وهاء مصغّرا، وقد تقدّم في الأوّل، وقد أعاده الذّهبي على الصّواب، لكن قال: ذكره ابن الكلبيّ.
[الجيم بعدها النون]
1350- جندب بن بجيلة.
هو ابن عبد اللَّه، يأتي.
قلت: كذا في «التّجريد» ، وهو تصحيف: وإنما وقع في بعض الطرق جندب بن بجيلة.
1351 ز- جندب بن زهير العامري.
فرّق ابن فتحون في الذيل بينه وبين جندب ابن زهير الأزديّ، وهما واحد، وهو الغامديّ- بالغين المعجمة والدّال، لا العامري- بالمهملة والراء، وغامد: بطن من الأزد.
1352- جندب، أبو ناجية، [ (1) ]
ذكره ابن مندة، وروي من طريق إبراهيم بن أبي داود عن مخوّل بن إبراهيم، عن إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر الأسلمي، عن ناجية بن جندب، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حين صدّ الهدي، فقلت: يا رسول اللَّه، ابعث معي بالهدي ...
الحديث.
وهكذا أخرجه الباورديّ والطّحاويّ. وقال ابن مندة: خالفه أبو حاتم الرّازيّ عن مخوّل.
وقال أبو نعيم: هذا وهم فيه بعض الرواة فقلب رواية مجزأة عن أبيه عن ناجية فجعله مجزأة عن ناجية عن أبيه، ثم ساقه على الصّواب من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [809] .(1/650)
إسرائيل، قال: واتفقت رواية الأثبات عن إسرائيل على هذا.
قلت: قد رواه النّسائيّ من رواية عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن مجزأة، أخبرني ناجية بن جندب، فيحتمل أن يكون مجزأة سمعه من ناجية ومن أبيه عن ناجية، وأما جندب فلا مدخل له في الإسناد. فاللَّه أعلم.
1353- جنيد بن سميع المزني.
ذكره العقيليّ في الصّحابة، كذا في التجريد هو جنيد ابن سبيع كما تقدم على الصّواب في القسم الأول.
1354- جنيفة النهديّ
- ذكره العقيلي في الصّحابة، كذا في التجريد: وهو تصحيف، وإنما هو جفينة- بتقديم الفاء على النون. وقد تقدم.
[الجيم بعدها الهاء]
1355- الجهدمة، غير منسوب [ (1) ] .
ذكره ابن شاهين في أواخر حرف الجيم، وساق من طريق منصور بن أبي الأسود عن أبي جناب، عن إياد، عن الجهدمة، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خرج إلى الصلاة ويرأسه ردع الحنّاء.
وألفيت حاشية بخط بعض الحفاظ على هامشه: الجهدمة امرأة، وهي زوج بشير بن الخصاصية، وقد ذكرها المصنّف في النّساء.
لكن تقدم عن تجريد الذهبي في الأول جحدمة، بالمهملة لا بالهاء، وذكر أن له حديثا من رواية أبي جناب، عن إياد بن لقيط عنه، ثم قال: وقيل هو أبو رمثة. انتهى.
ولا أعرف من سمّى أبا رمثة هذا الاسم، وسيأتي في الكنى.
1356- جهم الأسلمي.
روى ابن مندة من طريق ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية بن جهم الأسلمي، عن جهم، أنه قال: جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: إني قد أردت الجهاد ... الحديث.
قلت: وهو غلط، صحّف ابن لهيعة اسمه ونسبته، وإنما هو جاهمة السلميّ، كما تقدم على الصّواب.
[الجيم بعدها الواو]
1357- جون
بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم التميميّ. تابعيّ.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [819] .(1/651)
غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية، فذكر لذلك البغويّ وغيره في الصّحابة، وأبوه صحابي يأتي في موضعه.
قال البغويّ: حدّثنا جدي هو أحمد بن منيع، وشجاع بن مخلد، قالا: حدّثنا هشيم.
وروى ابن قانع من طريق الحسن بن عرفة، وروى ابن مندة من طريق يحيى بن أيوب كلاهما عن هشيم: أخبرنا منصور عن الحسن عن جون بن قتادة التميمي، قال: كنّا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره فمرّ بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء، وأراد أن يشرب، فقال له صاحب السّقاء: إنه جلد ميتة، فذكروا ذلك له، فقال: اشربوا، فإنّ دباغ الميتة طهورها [ (1) ] .
قال البغويّ: هكذا حدّث به هشيم لم يجاوز به جون بن قتادة، وليست لجون صحبة.
وقال ابن مندة: وهم فيه هشيم، وليست لجون صحبة ولا رؤية، قال: وقد رواه قتادة عن الحسن، عن جون، عن سلمة بن المحبّق.
وقال أبو نعيم: قد رواه زكريا بن يحيى بن زحمويه، عن هشيم، فذكر سلمة بن المحبّق في الإسناد ثمّ ساقه من طريقه كذلك.
وقال: جوّده زحمويه، والرّاوي عنه أسلم بن سهيل الواسطيّ، من كبار الحفاظ العلماء من أهل واسط [ (2) ] .
فتبين أن الواهم فيه غير هشيم. وتعقبه المزّيّ بأن كلام ابن مندة صواب، وأن الوهم فيه من هشيم، وأن رواية زحمويه شاذّة.
قلت: ويحتمل أن يكون هشيم حدّث به على الوهم مرارا وعلى الصواب مرة واغترّ أبو محمد بن حزم بظاهر إسناد هشيم، فروى من طريق الطبريّ، عن محمد بن حاتم، عن هشيم، فذكره كما رواه أحمد بن منيع ومن تابعه، وقال: هذا حديث صحيح، وجون قد صحّت صحبته.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 26773 وعزاه للبغوي وابن قانع وابن مندة وابن عساكر 3/ 418.
[ (2) ] واسط: في عدّة مواضع منها واسط الحجّاج سميت بذلك لأنها متوسطة بين البصرة والكوفة لأن منها إلى كل واحدة خمسين فرسخا وقيل لأنه كان هناك قبل عمارتها موضع يسمى واسط القصب فلما عمر الحجاج مدينته سماها باسمه قيل للعرب سبعة مواضع يقال لكل واحدة منها واسط، واسط نجد في شعر خداش بن زهير وواسط الحجاز وواسط الجزيرة في شعر الأخطل وواسط اليمامة في شعر الأعشى وواسط العراق وواسط قرية مشهورة ببلخ وواسط قرية بمحل وواسط قرية بالخابور وواسط بالرّقة قال وواسط بدحيل. وواسط: قرية بنهر الملك وقيل غير ذلك. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1419، 1420.(1/652)
وتعقبه أبو بكر بن معوز فقال: هذا خطأ، فجون رجل تابعي مجهول لا يعرف روى عنه إلا الحسن، وروايته لهذا الحديث إنما هي عن سلمة بن المحبّق أخطأ فيه محمد بن حاتم.
قلت: ولم يصب في نسبته للخطإ فيه إلى محمد بن حاتم، وأما قوله: أن جونا مجهول فقد قاله أبو طالب والأثرم عن أحمد بن حنبل.
وقال أبو الحسن بن البراء، عن عليّ بن المدينيّ: جون معروف وإن كان لم يرو عنه إلا الحسن، وعدّه في موضع آخر في شيوخ الحسن المجهولين.
وقد روى جون بن قتادة أيضا عن الزّبير بن العوام، وشهد معه الجمل، وأما رواية قتادة التي أشار إليها ابن مندة فرواها أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبّان والحاكم، ولم يختلف عليه في ذكر سلمة بن المحبّق في إسناده واللَّه أعلم.(1/653)
حرف الحاء المهملة
القسم الأول
[باب الحاء بعدها الألف]
1358- حابس بن دغنة الكلبيّ [ (1) ] .
له خبر في أعلام النّبوّة، وله صحبة، كذا أورده أبو عمر مختصرا.
والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبيّ من حديث عديّ بن حاتم، قال: كان لي عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنّة، فبينا أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مرّوع الفؤاد، فقال: دونك إبلك. فقلت: ما هاجك؟ قال: بينا أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل تجاهي كأنّ رأسه رخمة. فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى، فقال:
يا حابس بن دغنة يا حابس ... لا تعرضن بقلبك الوساوس
هذا سنا النّور بكفّ القابس ... فاجنح إلى الحقّ ولا تدالس
[الرجز] قال: ثم غاب، فروّحت إبلي وسرحتها إلى غير ذلك الوادي، ثم اضطجعت فإذا راكب قد ركضني، فاستيقظت فإذا هو صاحبي وهو يقول:
يا حابس اسمع ما أقول ترشد ... ليس ضلول حائر كمهتدي
لا تتركن نهج الطّريق الأقصد ... قد نسخ الدّين بدين أحمد
[الرجز] قال: فأغمي واللَّه عليّ ثم أفقت بعد زمن، فذكر بقية القصّة.
وفي آخرها: قال حابس: يا عديّ، قد امتحن اللَّه قلبي للإسلام، ففارقني، فكان آخر عهدي.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [834] ، الاستيعاب ت [388] .(1/654)
1359- حابس بن ربيعة التميميّ [ (1) ] .
قال ابن حبّان: حابس التميميّ له صحبة.
وقال ابن السّكن: يعدّ في البصريّين. روى عنه ابنه حيّة- بتحتانية ثقيلة- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «العين حقّ» [ (2) ] رواه أحمد والتّرمذيّ وابن خزيمة والبخاريّ في تاريخه وفي الأدب المفرد، كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن حيّة.
وقال شيبان عن يحيى، عن حية، عن أبي هريرة، والأول أصحّ.
قال ابن السّكن: يقال له صحبة، واختلف على يحيى بن كثير فيه ولم نجده إلا من طريقه.
وقال البغويّ: لا أعلم له إلا هذا الحديث. وقال ابن عبد البرّ: في إسناد حديثه اضطراب، وسمي أباه ربيعة.
قلت: ووقع في بعض طرقه حيّة بن حابس أو عابس.
ومن الاختلاف فيه ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير: حدّثني حية بن حابس، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... الحديث، فسقط منه عن أبيه.
وذكره أبو موسى في آخر حرف الحاء المهملة، فقال: حيّة- بياء تحتانية، وأشار إلى الوهم فيه، وأنّ الصّواب: عن حية- بموحدة، عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [835] ، الاستيعاب ت [390] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، تقريب التهذيب 1/ 137، الجرح والتعديل 3/ 1301، الثقات 3/ 95، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 127، الكاشف 1/ 191، التاريخ الكبير 3/ 107، 108، المحسن 110 تاريخ الإسلام 3/ 341، الميزان 1/ 428، لسان الميزان 7/ 191، جامع التحصيل 188، تصحيفات المحدثين 997، سؤالات البرقاني 112، المعرفة والتاريخ 2/ 308، تنقيح المقال 2022 العبر 1/ 39.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 171، 214. ومسلم في الصحيح 4/ 1719، عن أبي هريرة في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى (16) حديث رقم (41/ 2187) ، (42/ 2188) . والترمذي في السنن 3/ 347 كتاب الطب باب ما جاء أن العين حق والغسل لها حديث رقم 2061، 2062 وقال أبو عيسى حديث حسن صحيح غريب. وأبو داود في السنن 2/ 401 كتاب الطب باب ما جاء في العين حديث رقم 3879. وابن ماجة في السنن 2/ 1159 كتاب الطب باب العين (32) حديث رقم 3506، 3507، وأحمد في المسند 2/ 289، 319، 420، 487، 4/ 67، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 19778، وابن أبي شيبة 7/ 417، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17656، 17657، 17658، 17660.(1/655)
1360- حابس بن ربيعة اليماني.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال الباوردي: قتل بصفّين مع معاوية.
وروى الطّبرانيّ من طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: مرّ علي بن أبي طالب بصفّين على حابس، وكان يعدّ من العبّاد، فذكر قصّة.
1361- حابس بن سعد [ (1) ]
بن المنذر بن ربيعة بن سعد بن يثربيّ الطّائي.
ذكره ابن سعد وأبو زرعة الدّمشقيّ فيمن نزل الشّام من الصّحابة. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة.
وقال البخاريّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى أحمد من طريق عبد اللَّه بن عامر، قال: دخل حابس بن سعد المسجد في السّحر، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فرأى الناس يصلون في صفّة المسجد فقال: مراءون، فأرغبوهم إنّ الملائكة تصلّي من السّحر في مقدّم المسجد.
هذا موقوف صحيح الإسناد. وقال ابن السّكن: روى بعضهم عنه حديثا زعم فيه أن له صحبة.
وذكره ابن أبي حاتم وخليفة وغير واحد. وأنه قتل بصفّين مع معاوية، فكأنه عندهم الّذي قبله، لكن فرّق بينهما الباورديّ وغيره.
وذكر ابن عبد البرّ أنه يعرف في أهل الشّام باليماني. ونقل بعض أهل العلم بالأخبار أن عمر قال له: إني أريد أن أولّيك قضاء حمص، فذكر قصّة في رؤياه اقتتال الشمس والقمر، وأنه كان مع القمر، وأنّ عمر قال له: كنت مع الآية الممحوّة، لا تلي لي عملا.
1362- حابس بن سعد اليماني [ (2) ] .
ذكره عبد الصّمد بن سعيد الحمصي في تسمية من نزل حمص من الصّحابة، قال: وكان نزل بحمص، ثم ارتحل إلى مصر.
حكى ذلك عن محمد بن عوف وغيره. وفرّق بينه وبين حابس بن سعد الّذي قبله.
ويحتمل أن يكونا واحدا، وسعد وسعيد متقاربان.
1363- حاجب بن زرارة
بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم الدارميّ التميميّ، والد عطارد. يأتي ذكره في ترجمة صفوان بن أسيد في حرف الصّاد المهملة، وفيه قصة إسلامه، وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه على صدقات بني تميم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [836] .
[ (2) ] الاستيعاب ت [389] .(1/656)
وقد مضى له ذكر في ترجمة أكثم بن صيفي في القسم الثالث، ويأتي له ذكر في ترجمة خالد بن مالك.
[قال المرزبانيّ: كان رئيس بني تميم في عدّة مواطن، وهو الّذي رهن قوسه عند كسرى على مال عظيم ووفى به. وأنشد له يفتخر:
ومنّا ابن ماء المزن وابن محرّق ... إلى أن بدت منهم بجير وحاجب
ثلاثة أملاك ربوا في حجورنا ... جميعا ومنّا الفخر [ما هو] كاذب] [ (1) ]
[الطويل]
1364- حاجب بن زيد
بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة الأنصاريّ [ (2) ] الأوسي ثم البياضيّ.
ذكر الطّبريّ أنه شهد أحدا، وكذا ذكره ابن شاهين عن شيوخه. أخرجه أبو عمر، واستدركه أبو موسى.
1365- حاجب بن زيد،
أو يزيد، الأنصاريّ الأشهليّ [ (3) ] . وقيل: هو حليف لهم، من أزد شنوءة.
استشهد يوم اليمامة، كذا ذكره في التجريد.
وقد ذكره سيف فيمن قتل باليمامة من بني عبد الأشهل، وقال بعد ذكر جماعة وحاجب بن زيد، ولم يزد على ذلك.
ذكر من اسمه الحارث
1366- الحارث بن أسد [ (4) ]
بن عبد العزّى بن جعونة بن عمرو بن القيس بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب الخزاعي.
قال هشام بن الكلبيّ: له صحبة.
استدركه ابن فتحون، وذكره ابن ماكولا، وهو في «الجمهرة» .
1367 ز- الحارث بن أقيش [ (5) ]
- بقاف ومعجمة مصغرا- ويقال وقيش العكلي، ثم
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة [839] ، الاستيعاب ت [392] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [840] ، الاستيعاب ت [391] .
[ (4) ] أسد الغابة ت [842] .
[ (5) ] الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 95، الطبقات 1/ 40، 178، 185، الاستبصار 1/ 232،(1/657)
العوفيّ، حليف الأنصار. ويقال: هو الحارث بن زهير بن أقيش.
أخرج ابن ماجة حديثه في الشفاعة بسند صحيح، وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد وقد أخرجه ابن خزيمة مجموعا إلى الحديث الآخر. ووقع عند البغويّ تصريحه بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
1368 ز- الحارث بن الأسلت،
أبو قيس- مشهور بكنيته. وسيأتي في «الكنى» .
1369- الحارث بن أشيم [ (1) ]-
يأتي في الحارث بن أوس.
1370- الحارث بن أنس
بن رافع الأنصاريّ [ (2) ] . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وقال ابن شاهين في ترجمة شريك بن أبي الحيسر، واسم أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، أخو الحارث بن أنس الّذي شهد بدرا.
شهد شريك وابنه عبد اللَّه معه أحدا فيما حدثنا محمد عن محمد بن يزيد عن رجاله [ (3) ] .
1371- الحارث بن أنس
بن مالك بن عبيد بن كعب الأنصاريّ [ (4) ] من بني النّبيت- بفتح النّون وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة ثم مثناة.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وقال أبو عمر: أخشى أن يكون هو الحارث بن أنس بن رافع.
قلت: بل هو غيره كما سأبينه في الّذي بعده.
1372 ز- الحارث بن أنيس،
أبو عبد الرحمن الفهريّ. يأتي في «الكنى» ، وقيل هو الحارث بن يزيد.
1373 ز- الحارث بن أهبان.
يأتي في الحارث بن وهبان.
__________
[ () ] تقرب التهذيب 1/ 139، 145، الجرح والتعديل 3/ 312، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 181، تهذيب الكمال 1/ 212، 121، تهذيب التهذيب 2/ 136، الكاشف 1/ 193، التاريخ الكبير 2/ 261، أسد الغابة ت [844] ، الاستيعاب [398] .
[ (1) ] أسد الغابة ت [843] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [845] ، الاستيعاب ت [396] ، المغازي 24، ابن هشام 1/ 686، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 334.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] أسد الغابة ت [846] ، الاستيعاب ت [397] .(1/658)
1374- الحارث بن أوس
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأوسيّ، ثم الأشهليّ [ (1) ] .
ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا، وذكره موسى بن عقبة فقال: الحارث بن أوس، ولم يسمّ جدّه. وذكره ابن لهيعة عن أبي الأسود، لكن قال: الحارث بن أشيم، أخرجه الطبرانيّ، وقيل فيه الحارث بن أنس بن رافع.
1375- الحارث بن أوس
بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري [ (2) ] .
ذكره القدّاح في نسب الأنصار وابن سعد، وأنه شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم أجنادين.
1376- الحارث بن أوس [ (3) ]
بن معاذ بن النعمان الأنصاري، ثم الأوسيّ، ابن أخي سعد بن معاذ سيد الأوس، ثبت ذكره في حديث صحيح، أخرجه أحمد من طريق علقمة بن وقّاص عن عائشة، قال: خرجت يوم الخندق فسمعت حسّا فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنّه ... الحديث.
وصححه ابن حبّان.
وقال أبو عمر: شهد بدرا، واستشهد يوم أحد، وهو ابن ثمان وعشرين سنة.
قلت: تبع في ذلك ابن الكلبيّ، وهو وهم تعقّبه بعض أهل النّسب، فقال: لم أجده في قتلى أحد الشهداء.
قلت: يحتمل أن يكون المستشهد بأحد غيره، لأن أحدا قبل الخندق بمدة.
وقد ذكر ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد الحارث بن أوس بن معاذ، لكن لم يقل إنه ابن أخي سعد بن معاذ، فهو غيره. أما ابن أخي سعد فقد شهد أيضا قتل كعب بن الأشرف، فسيأتي في ترجمة أبي نائلة في حرف النون من الكنى أن سعد بن معاذ قال له: اذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [851] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [848] ، الاستيعاب ت [395] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [849] ، الاستيعاب ت [393] ، المغازي 24، تاريخ الطبري 2/ 489، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 333.(1/659)
وثبت في البخاريّ من حديث جابر أن محمد بن سلمة جاء معه برجلين: أبو قيس بن جابر. والحارث بن أوس، فهو هذا. واللَّه أعلم.
1377 ز- الحارث [ (1) ]
بن أوس [ (2) ] بن المعلى بن لوذان، أبو سعد. يأتي في الكنى.
1378- الحارث بن أوس الثقفيّ [ (3) ] .
قال ابن سعد: له صحبة. وفرّق بينه وبين الحارث بن عبد اللَّه بن أوس، وكذا فرق بينهما أبو حاتم وابن حبّان وقيل: هما واحد.
1379- الحارث بن بدل [ (4) ]-
يأتي في القسم الأخير [ (5) ]
1380- الحارث بن البرصاء،
هو ابن مالك، والبرصاء أمّه. يأتي.
1381- الحارث بن بلال المزني [ (6) ] :
ذكر سيف في الفتوح عن شيوخه أن خالد بن الوليد تركه مع المثنّى بن حارثة حين قاسمه من معه من الصحابة.
وذكر في موضع آخر أنه كان عامل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على نصف جديلة بني طيِّئ، وهذا غير الحارث بن بلال المزني الآتي في الرّابع.
1382- الحارث بن تبيع الرّعيني [ (7) ] .
ذكر عبد الغنيّ بن سعيد، عن أبي سعيد بن يونس أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد فتح مصر، وتبيع- بالتصغير، وقيل بوزن عظيم.
1383 ز- الحارث بن تميم.
يأتي في الحارث بن أبي وجزة.
1384 ز- الحارث بن ثابت
بن سعيد بن عديّ بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ [ (8) ] .
ذكر ابن شاهين عن شيوخه أنه استشهد بأحد. وذكره ابن عبد البرّ فسمى جدّه سفيان بدل سعيد. واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] الاستيعاب ت [394] .
[ (3) ] التقريب 1/ 350، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 51، أسد الغابة ت [847] .
[ (4) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت [854] ، الاستيعاب ت [400] .
[ (6) ] تقريب التهذيب 1/ 139، تهذيب التهذيب 2/ 137، تهذيب الكمال 1/ 112، الكاشف 1/ 193، الخلاصة 1/ 181، التحفة اللطيفة 1/ 441، الميزان 1/ 431، لسان الميزان 7/ 191، تراجم الأخبار 1/ 340، أسد الغابة ت [855] .
[ (7) ] تبصير المنتبه 4/ 1350، حاشية الإكمال 1/ 493، أسد الغابة ت [856] ، الاستيعاب ت [401] .
[ (8) ] الاستيعاب ت [402] .(1/660)
1385- الحارث بن ثابت [ (1) ]
بن عبد اللَّه بن سعد بن عمرو بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.
ذكر ابن شاهين أيضا عن شيوخه أنه استشهد بأحد.
وجوز ابن الأثير أن يكون هو الّذي قبله فلم يصب: فإنه غيره لاختلاف النسبين.
1386- الحارث بن جمّاز [ (2) ]
بن مالك بن ثعلبة بن عتبان، حليف بني ساعدة.
ذكره الطّبريّ فيمن شهد أحدا، وكذا ذكره ابن شاهين عن شيوخه، وقال: هذا هو أخو كعب بن جمّاز.
1387- الحارث بن جندب العبديّ [ (3) ]-
أحد وفد عبد القيس.
ذكره ابن سعد، وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس إن شاء اللَّه تعالى، وأنه قدم مع الوفد فأسلم.
1388 ز- الحارث بن الجنيد العبديّ [ (4) ] .
ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، وساقه بسند فيه علي بن قرين عن سعد بن عمرو الطائيّ: سمعت رجلا من بني عصر يقال له الحارث بن عصر يقول: سمعت الحارث بن الجنيد يقول: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «إيّاكم والجدال فإنّ الجدال لا يدلّ على خير ... » الحديث.
وعلي اتهموه.
1389- الحارث بن الحارث الأشعريّ [ (5) ]
الشاميّ. صحابيّ، تفرّد بالرواية عنه أبو سلام.
قال الأزديّ: والحارث هذا يكنى أبا مالك.
وقد خلطه غير واحد بأبي مالك الأشعري، فوهموا، فإنّ أبا مالك المشهور بكنيته المختلف في اسمه متقدّم الوفاة على هذا، وهذا مشهور باسمه وتأخّر حتى سمع منه أبو سلام. [وقد أوضحت حاله في «تهذيب التهذيب] » [ (6) ] .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [858] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [859] .
[ (3) ] الثقات 4/ 128، الأعلمي 15/ 2000.
[ (4) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 97، تقريب التهذيب 1/ 139، الوافي بالوفيات 11/ 241، 345، الخلاصة 1/ 182، تهذيب الكمال 1/ 212، تهذيب التهذيب 2/ 137، طبقات فقهاء اليمن 25، الكاشف 1/ 193، التاريخ الكبير 1/ 260، التبصرة والتذكرة 1/ 78، الأعلمي 15/ 200، بقي بن مخلد 262.
[ (6) ] سقط في أ، أسد الغابة ت [861] ، الاستيعاب [405] .(1/661)
1390- الحارث بن الحارث الأزدي [ (1) ]-
بسكون الزاي وقد تبدل سينا.
روى الباورديّ والطّبرانيّ وغيرهما من طريق عبادة بن نسيّ، عن عديّ بن هلال السلميّ، عن الحارث بن الحارث الأزديّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول عند فراغه من طعامه: «اللَّهمّ لك الحمد، أطعمت وسقيت، وآويت لك الحمد ... » [ (2) ] الحديث.
1391- الحارث بن الحارث [ (3) ]
الغامديّ، يكنى أبا المخارق. قال ابن السّكن: يعدّ في الحمصيين.
أخرج البخاريّ في «التّاريخ» ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، والبغويّ، وابن أبي عاصم، والطّبرانيّ من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، حدثني الحارث بن الحارث الغامديّ، قال: قلت لأبي ونحن بمنى: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء اجتمعوا على صابئ لهم.
قال: فتشرّفت فإذا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد اللَّه وهم يردّون عليه. الحديث.
وروى البخاريّ أيضا، وابن السّكن من طريق شريح بن عبيد، عن الحارث بن الحارث وكثير بن مرّة وغيرهما في الأئمة من قريش، قال البخاري: ورواه خالد بن معدان، عن الحارث بن الحارث الغامديّ ورواه ابن السّكن من طريق سليم بن عامر عن الحارث بن الحارث الغامديّ.
وقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وروى عنه أحاديث.
وذكر أبو القاسم بن عيسى في «طبقات الحمصيين» عن محمد بن عوف أنه قال: ما أخلقه أن يكون من أهل حمص، ثم ذكر أنه روى عنه سليم بن عامر وخالد بن معدان وشريح بن عبيد. أنه كانت له قطيعة تمر عين، وأنه شهد وقعة راهط.
1392- الحارث بن الحارث [ (4) ]
بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم القرشي السّهمي.
ذكره ابن الأسود عن عروة فيمن استشهد بأجنادين، وكذا ذكره أبو حذيفة البخاريّ في المبتدإ، وابن إسحاق وغير واحد.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 97، الثقات 3/ 77، الجرح والتعديل 1/ 327، 334، التاريخ الكبير 1/ 265، أسد الغابة ت [860] ، الاستيعاب ت [406] .
[ (2) ] قال الهيثمي في الزوائد 5/ 32 رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف، وعبد الرزاق حديث 2842، وابن عساكر في تاريخه 2/ 371. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16711، 18180، 23400، والطبراني في الكبير 3/ 304.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 97، الجرح والتعديل 3/ 356، الوافي بالوفيات 11/ 346، أسد الغابة ت [862] ، الاستيعاب ت [407] .
[ (4) ] أسد الغابة ت [863] ، الاستيعاب ت [403] .(1/662)
وعند سيف في الفتوح أنه استشهد باليرموك.
وقال البلاذريّ: ذكر بعضهم أنه هاجر مع إخوته إلى الحبشة، قال: وليست هجرته تثبت. وسيأتي ذكر والده.
1393- الحارث بن الحارث
بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفيّ [ (1) ] .
قال ابن عبد البرّ: كان من المؤلفة قلوبهم، وأما أبوه فلا يصح إسلامه.
قلت: سيأتي الرد عليه في ترجمة الحارث بن كلدة.
1394- الحارث بن أبي حارثة.
ذكر ابن فتحون عن الطبري أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خطب إليه ابنته جمرة بنت الحارث، فقال: إن بها سوءا، ولم تكن كما قال قال: فرجع فوجدها قد برصت.
1395- الحارث بن حاطب [ (2) ]
بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ.
هاجر أبوه إلى الحبشة، فولد له الحارث بها ومحمد: قاله الزهريّ.
وفي كلام مصعب ما يدل على أن الحارث ولد قبل هجرة الحبشة، وأن الّذي ولد له فيها أخوه محمد.
ووهل ابن مندة، فحكى عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة الحارث بن حاطب.
والّذي في مغازي ابن إسحاق ومختصرها لابن هشام حاطب بن الحارث، وللحارث ابن حاطب رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وروايته في أبي داود والنسائي.
روى عنه حسين بن الحارث الجذلي وغيره.
وقال مصعب الزّبيري: استعمله مروان على المساعي، أي بالمدينة، وعمل لابنه عبد الملك على مكّة.
وأما ابن حبّان فذكره في «التّابعين» فوهم، لأن نصّ حديثه: عهد إلينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [864] . الاستيعاب ت [404] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [865] ، الاستيعاب ت [409] ، الثقات 3/ 77، تجريد أسماء الصحابة 1/ 97. تهذيب التهذيب 1/ 14، الجرح والتعديل 3/ 328، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 182، الاستبصار 1/ 232، تهذيب الكمال 1/ 213، التحفة اللطيفة 1/ 441، الوافي بالوفيات 11/ 360، تهذيب التهذيب 2/ 138، الكاشف 1/ 193 العقد الثمين 4/ 5، المحن 105.(1/663)
1396- الحارث بن حاطب [ (1) ]
بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصاريّ الأوسيّ، أخو ثعلبة بن حاطب.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وذكر هو وابن إسحاق أنه صلّى اللَّه عليه وسلم ردّه وردّ أبا لبابة من الرّوحاء [ (2) ] ، وضرب لهما بسهميهما وأجرهما.
ووهم ابن مندة فذكر هذا القدر في ترجمة الّذي قبله. وروى الطبرانيّ بسند ضعيف أن هذا شهد صفّين مع عليّ رضي اللَّه عنه.
1397- الحارث بن الحباب
بن الأرقم بن عوف بن وهب الأنصاريّ، أبو معاذ القاري أخو حارثة بن النّعمان لأمّه [ (3) ] .
ذكره العدويّ فيمن شهد أحدا. واستشهد يوم حسر أبي عبيد.
وذكره ابن شاهين عن شيوخه، وقال ابن السّكن: مات في خلافة عمر.
1398- الحارث بن حبال
بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جبلة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي [ (4) ] .
ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد الحديبيّة. وتبعه ابن جرير وابن شاهين.
1399 ز- الحارث بن حبيب
بن خزيمة بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ.
ذكره خليفة بن خيّاط فيمن نزل مصر من الصّحابة قال: وقتل بإفريقية مع معبد بن العباس بن عبد المطلب واستدركه ابن فتحون.
1400- الحارث بن حسان [ (5) ] ،
ويقال ابن يزيد، البكري الذهلي، ويقال اسمه حريث، ولعله تصغير.
__________
[ (1) ] المغازي 85، ابن هشام 1/ 162، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 351، أسد الغابة ت [866] ، الاستيعاب ت [408] .
[ (2) ] الرّوحاء: من الفرع، على نحو أربعين ميلا من المدينة وفي كتاب مسلم بن الحجاج على ستة وثلاثين ميلا وفي كتاب ابن أبي شيبة على ثلاثين ميلا وهو الموضع الّذي نزل به تبّع حين رجع من قتال أهل المدينة يريد مكة فأقام بها وأراح فسمّاها الروحاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 637.
[ (3) ] أسد الغابة ت [867] .
[ (4) ] أسد الغابة ت [868] .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 99 تقريب التهذيب 1/ 140، الجرح والتعديل 3/ 325، الطبقات 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 182، تهذيب الكمال 1/ 213 والوافي بالوفيات 11/ 357، تهذيب التهذيب 2/ 139، والكاشف 1/ 193، بقي بن مخلد 242، أسد الغابة ت [869] ، الاستيعاب ت [410] .(1/664)
روى له أحمد والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجة، وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى عنه أبو وائل وسماك بن حرب وإياد بن لقيط.
وقال البغويّ: كان يسكن البادية. روى الطبرانيّ من طريق سماك بن حرب قال:
تزوج الحارث بن حسان وكانت له صحبة. وكان الرجل إذا عرّس تخدّر أياما، فقيل له في ذلك، فقال: واللَّه إن امرأة تمنعني صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء.
وفي حديثه أنّ قدومه كان أيام بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عمرو بن العاصي في غزوة السلاسل [ (1) ] .
ووقفت في «الفتوح» أن الأحنف لما فتح خراسان بعث الحارث بن حسان إلى سرخس، فكأنه هذا.
1401 ز- الحارث [ (2) ]
بن أبي حيسر. هو الحارث بن أنس بن رافع، تقدم.
1402- الحارث بن خالد [ (3) ]
بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التميميّ.
ذكره ابن إسحاق وغيره في مهاجرة الحبشة.
وروى ابن عائذ من طريق عطاء الخراسانيّ، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال: وممن هاجر إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب الحارث بن خالد بن صخر.
وروى ابن أبي شيبة من طريق موسى بن عبيدة: حدّثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، وكان جدّه من المهاجرين.
وقال ابن إسحاق: ولدت له زوجته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب بأرض الحبشة موسى وعائشة وزينب وفاطمة. ولما قدم المدينة زوّجه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب.
__________
[ (1) ] السّلاسل: جمع سلسلة: ماء بأرض جذام، سميت به غزوة ذات السلاسل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 724.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] حذف من نسب قريش 79، ابن هشام 1/ 326، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 95، أسد الغابة ت [872] ، الاستيعاب ت [411] .(1/665)
ويقال: إنه لما خرج من الحبشة كان معه أولاده، فشربوا ماء في الطريق فماتوا كلهم إلا الحارث.
وحكى ابن عبد البرّ عن مصعب الزبيريّ هذا، فذكر بدل زينب: إبراهيم وقد تقدم ما فيه في إبراهيم بن الحارث.
1403 ز- الحارث بن خالد القرشي [ (1) ] .
قال ابن مندة روى حديثه هشيم بن عبد الرحمن العدويّ، عن موسى بن الأشعث- أن رجلا من قريش يقال له الحارث بن خالد كان مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر. فأتي بوضوء فتوضّأ ... الحديث، وجوّز ابن الأثير أن يكون هو الّذي قبله.
1404- الحارث بن خزمة [ (2) ]-
بفتح المعجمة والزاي- ابن عديّ بن أبيّ بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة.
وقال الطّبريّ: شهد بدرا والمشاهد، ومات بالمدينة سنة أربعين وهو ابن سبع وستين.
وروى ابن مندة بإسناد ضعيف عن الحارث بن خزمة، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الاثنين [ (3) ] .
وروى ابن أبي داود في كتاب «المصاحف» . من طريق ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، قال: أتى الحارث بن خزمة إلى عمر بهاتين الآيتين: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... [التوبة: 128، 129] إلى آخر السورة.
وقال الطّبرانيّ: كان من القواقلة، وحالف بني عبد الأشهل، وكنيته أبو بشر.
وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين إياس بن البكير.
1405- الحارث بن خضرامة [ (4) ]
الضبيّ، أو الهلالي. يأتي في الحر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [873] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [874] ، الاستيعاب ت [412] ، الثقات 1/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الجرح والتعديل 3/ 335، الطبقات 1/ 99، الاستبصار 1/ 191، تنقيح المقال 2048، التحفة اللطيفة 1/ 442، الوافي بالوفيات 11/ 352، عنوان النجابة 1/ 19، أصحاب بدر 238، تاريخ الإسلام 3/ 374، أعيان الشيعة 4/ 305، جامع الرواة 1/ 172، جامع الرجال 1/ 433.
[ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 598، كتاب المناقب باب 21 حديث رقم 3728 وقال حديث غريب.
أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 105 وقال رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن كيسان الملائي وقد اختلط.
[ (4) ] أسد الغابة ت [876] .(1/666)
1406 ز- الحارث بن خفاف
بن إيماء بن رحضة الغفاريّ.
وقع في البخاريّ ما يدلّ على أنه صحابيّ، فأخرج من طريق أسلم عن عمر قال: لقد رأيت أبا هذه- يعني بنت خفاف- وأخوها حاصرا حصنا زمانا ... الحديث. ولم يذكروا الخفاف ولدا سوى مخلد، والحارث ومخلد تابعي شهير، فانحصر كلام عمر في الحارث واللَّه أعلم.
1407 ز- الحارث بن راشد الناجي.
ذكره وأخاه منجاب بن راشد أبو الحسن المدائني وسيف بن عمر فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وآمن به. قال: وكانا عثمانيين، فأما الحارث فأفسد في الأرض فسيّر إليه علي جيشا فأوقعوا ببني ناجية، فذكر القصّة مطولة. وذكروا في الفتوح أنه كان على عبد القيس لما ارتدّ أهل عمان ومعه صيحان [ (1) ] بن صوحان.
1408- الحارث بن رافع [ (2) ] .
قال عبدان المروزيّ: سمعت أحمد بن سيار يقول:
الحارث بن رافع من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ممن استشهد بأحد لا يعرف له حديث.
استدركه أبو موسى.
1409- الحارث بن ربعي،
أبو قتادة الأنصاريّ [ (3) ] في الكنى.
1410- الحارث بن الربيع [ (4) ]
بن زياد بن سفيان بن عبد اللَّه بن ناشب بن هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسيّ- بالموحدة.
روى ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبيّ: حدّثني أبو الشغب العبسيّ، قال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم تسعة أنفس من بني عبس، فأسلموا، فدعا لهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بخير، منهم الحارث بن الربيع بن زياد.
__________
[ (1) ] في أصحار.
[ (2) ] الثقات 3/ 73 تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الجرح والتعديل 3/ 340، التعديل والتجريح 266، رجال الصحيحين 365، الطبقات الكبرى 6/ 15 المعرفة والتاريخ 3/ 322، العبر 1/ 41، 60، خلاصة تذهيب 1/ 82، الاستبصار 1/ 146، التحفة اللطيفة 1/ 443 الوافي بالوفيات 11/ 347، تنقيح المقال 75، تهذيب التهذيب 2/ 41، التاريخ الصغير 1/ 103، 104، سير أعلام النبلاء 2/ 449 البداية والنهاية 8/ 68، التاريخ الكبير 2/ 8، أسد الغابة ت [878] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [879] ، الاستيعاب [414] .
[ (4) ] تنقيح المقال 2076، أعيان الشيعة 8/ 306، جامع الرواة 1/ 173، جامع الرجال 1/ 434، الأعلمي 5/ 202، أسد الغابة ت [880] .(1/667)
قلت: وقد تقدم ذلك في ترجمة بشر بن الحارث، ووالد هذا هو صاحب القصة مع لبيد بن ربيعة عند النعمان بن المنذر وله أخبار غيرها وهو من أشراف العرب في الجاهلية.
1411- الحارث بن أبي ربيعة [ (1) ]
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. روى ابن مندة من طريق قاسم الجرمي، عن الثوريّ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن الحارث بن أبي ربيعة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استسلف منه لما قدم مكة ثلاثين ألفا ... الحديث.
وهذا الحديث معروف بأخيه عبد اللَّه بن أبي ربيعة، كذلك رواه ابن المبارك عن الثوريّ بهذا الإسناد.
ورواه حاتم بن إسماعيل عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة عن أبيه عن جدّه.
ورواه ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي فديك، عن موسى وإسماعيل ابني إبراهيم عن أبيهما، عن عبد اللَّه بن أبي ربيعة.
ويحتمل أن يكون الحديث عند عبد اللَّه والحارث جميعا. فاللَّه أعلم.
1412- الحارث بن زهير
بن أقيش العكلي [ (2) ] .
روى ابن شاهين من طريق الحارث بن يزيد العكليّ: حدثني مشيخة الحي عن الحارث بن زهير بن أقيش أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب له ولقومه كتابا نسخته: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. هذا كتاب من محمّد النّبيّ رسول اللَّه لبني أقيش. أمّا بعد ... »
[ (3) ] الحديث.
استدركه أبو موسى، وزعم ابن الأثير أنه الحارث بن أقيش المتقدم ذكره، وليس كما زعم.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 28، طبقات خليفة 54، المحبر 305، التاريخ الكبير 2/ 273، تاريخ الإسلام 3/ 48، المعرفة والتاريخ 1/ 372، تاريخ الطبري 5/ 396، الجرح والتعديل 3/ 77، الأخبار الطوال 263، جمهرة أنساب العرب 147، الثقات 4/ 129 مشاهير علماء الأمصار 611، الأغاني 1/ 66، معجم البلدان 1/ 704، الكامل في التاريخ 4/ 143، تهذيب الكمال 5/ 239، عيون الأخبار 2/ 171، العقد الفريد 1/ 60، الكاشف 1/ 138، الوافي بالوفيات 11/ 254، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 450، البداية والنهاية 9/ 43، العقد الثمين 4/ 21، تهذيب التهذيب 2/ 144، تقريب التهذيب 1/ 141، خلاصة تذهيب التهذيب 68، الأعلام 2/ 158.
[ (2) ] أسد الغابة ت [882] .
[ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 623.(1/668)
1413- الحارث بن زياد [ (1) ]
الأنصاري الساعديّ. روى ابن أبي شيبة والطبرانيّ من طريق سعيد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد، عن الحارث بن زياد، وكان من أصحاب بدر.
وروى أحمد وأبو داود في فضائل الأنصار وابن أبي خيثمة، والبخاريّ في التاريخ.
والبغويّ وغيرهم من طريق عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد، وكان أبوه بدريا، عن الحارث بن زياد الساعديّ- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الخندق، وهو يبايع الناس على الهجرة، فقلت: يا رسول اللَّه، بايع هذا على الهجرة. قال: «ومن هذا» ؟ قلت: حوط بن يزيد، وهو ابن عمي. فقال: «إنّكم معشر الأنصار لا تهاجرون إلى أحد، ولكنّ النّاس يهاجرون إليكم» .
وزعم ابن قانع أنه خال البراء بن عازب، فوهم، وإنما ذاك الحارث بن عمرو.
1414- الحارث بن زيد
بن أبي أنيسة العامريّ. يأتي في الحارث بن يزيد.
1415- الحارث بن زيد [ (2) ]
بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار، يكنى أبا عتاب.
قال عبدان المروزيّ: سمعت أحمد بن سيار يقول: هو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قتل سنة إحدى وعشرين، واستدركه أبو موسى.
1416- الحارث بن زيد [ (3) ]
بن العطّاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره ابن مندة وأبو نعيم عن ابن إسحاق.
1417 ز- الحارث بن زيد
بن نبيشة- يأتي في الحارث بن يزيد.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 75، 4/ 133، تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الكاشف 1/ 94، تقريب التهذيب 1/ 14، الجرح والتعديل 3/ 345، الطبقات 1/ 106، 136، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1- 183، الاستبصار 1/ 107، تهذيب الكمال 1/ 214، التحفة اللطيفة 1/ 443 الأعلمي 15/ 202، تنقيح المقال 2078، تهذيب التهذيب 2/ 141، الاستيعاب 1/ 289، التاريخ الكبير 2/ 259، در السحابة 761 جامع التحصيل 182، بقي بن مخلد 369، ذيل الكاشف 211 أسد الغابة ت [883] ، الاستيعاب ت [415] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [885] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [886] .(1/669)
1418- الحارث بن أبي سبرة الجعفي [ (1) ] ،
أخو سبرة بن أبي سبرة. ويقال إن سبرة هو ابن الحارث بن أبي سبرة، فنسب إلى جده، واسم أبي سبرة يزيد.
وسيأتي بيانه في ترجمة سبرة إن شاء اللَّه تعالى.
1419- الحارث بن سراقة [ (2) ]
بن الحارث الأنصاريّ النجاريّ. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد ببدر.
وقيل: الصّواب حارثة بن سراقة الآتي.
ويحتمل أن يكون له أخ اسمه الحارث.
1420- الحارث بن سعيد [ (3) ]
بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك بن معاوية الأكرمين الكنديّ.
ذكره ابن شاهين، بإسناده عن ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا ذكره الطّبريّ وابن ماكولا وغيرهم.
1421- الحارث بن سفيان [ (4) ]
بن عبد الأسد المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد.
ذكره الزّبير بن بكّار.
1422- الحارث بن سفيان [ (5) ]
بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ السّهمي. قدم مع أبيه من هجرة الحبشة، ذكره ابن عبد البر في ترجمة أبيه.
1423- الحارث بن سلمة العجلاني [ (6) ] .
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا، قال ابن مندة: ولا يعرف له رواية.
1424- الحارث بن سليم
بن ثعلبة بن كعب بن حارثة.
قال العدويّ في نسب الأنصار: شهد بدرا، واستشهد بأحد. استدركه ابن فتحون وابن الأمين.
1425- الحارث بن سهل [ (7) ]
بن أبي صعصعة الأنصاريّ. ذكره النّفيلي عن محمد بن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [889] ، الاستيعاب [450] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [890] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [892] .
[ (4) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت [893] .
[ (6) ] أسد الغابة ت [894] .
[ (7) ] أسد الغابة ت [896] ، الاستيعاب ت [449] .(1/670)
سلمة. عن ابن إسحاق فيمن استشهد يوم الطّائف. وقيل: الصّواب الحباب، بدل الحارث، ويحتمل أن يكونا أخوين.
1426- الحارث بن سهم النصري.
يأتي في الحارث بن نصر السهمي.
1427- الحارث بن سواد الأنصاريّ [ (1) ] .
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا.
وأخرجه الطّبرانيّ.
1428- الحارث بن سويد [ (2) ]
بن الصامت الأنصاري الأوسي. تقدم ذكر أخيه الجلاس في الجيم. قال ابن الأثير: اتفق أهل النقل على أنه الّذي قتل المجذّر بن ذياد، فقتله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم به.
وفي جزمه بذلك نظر: لأن العدويّ وابن الكلبيّ والقاسم بن سلام جزموا بأن القصة إنما وقعت لأخيه الجلاس، لكن المشهور أنها للحارث.
وروى عبد الرزّاق في تفسيره ومسدّد في مسندة، كلاهما عن جعفر بن سليمان والباوردي وابن مندة وغيرهما من طريق جعفر عن حميد الأعرج عن مجاهد- أن الحارث بن سويد كان مسلما، ثم ارتدّ ولحق بالكفار، فنزلت هذه الآية: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ [آل عمران: 86] ، فحملها رجل فقرأها عليه، فقال الحارث:
واللَّه إنك لصدوق، وإن اللَّه أصدق الصادقين. فأسلم.
وروى عبد بن حميد والفريابي من طريق ابن نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف.
ومن طريق السّدّيّ نزلت في الحارث بن سويد أحد بني عمرو بن عوف.
وروى النّسائي وابن حبان والحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس: كان رجل أسلم ثم ارتدّ ... فذكر نحو هذه القصّة ولم يسمّه.
وأخرجه الطّبريّ من طريق داود موصولا ومرسلا.
وعند أحمد بن منيع. عن علي بن عاصم، عن داود- بلفظ: «إنّ رجلا من الأنصار ارتدّ» ، فذكر الحديث موصولا.
وكان سبب قتله المجذّر أن المجذّر قتل أباه سويد بن الصّامت في الجاهليّة، فرأى
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [897] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [899] .(1/671)
الحارث من المجذر غرّة يوم أحد فقتله وهرب، وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت:
يا حار في سنة من نوم أوّلكم ... أم كنت ويحك مغترّا بجبريل
أم كنت يا بن ذياد حين تقتله ... بغرّة في فضاء الأرض مجهول [ (1) ]
[البسيط] ووقع لابن عبد البرّ الحارث بن سويد، ويقال ابن مسلم المخزوميّ، ارتدّ ولحق بالكفّار فنزلت: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً ... [آل عمران: 86] الآية.
قلت: والمشهور أنه أنصاريّ.
1429- الحارث بن شريح [ (2) ]
بن ذؤيب بن ربيعة بن الحارث بن نمير بن عامر النميري.
قال البخاريّ في «التّاريخ» : وفد على [ (3) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد بني نمير.
وروى الباورديّ ويعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد، عن دلهم بن دهثم عن عائذ بن ربيعة القريعي، عن قرّة بن دعموص، عن الحارث بن شريح- أنه انطلق إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا طويلا سيأتي في ترجمة يزيد بن عمير.
ورواه قيس بن حفص عن دلهم بن دهثم، عن قرّة، وكان في الوفد فذكر نحوه.
وسيأتي في القاف.
وروى الحكيم التّرمذيّ من طريق عائذ بن ربيعة، قال: قلت للحارث بن شريح: ما قال لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في الماعون؟ قال: «الحجر والحديد والماء» .
وأخرجه ابن السّكن مطوّلا، ووقع عند عمر بن شبّة شريح بن الحارث، وهو مقلوب.
1430- الحارث بن شعيب العبديّ.
حكى النووي في شرح مسلم عن صاحب «التّجريد» في شرح مسلم أنه من جملة وفد عبد القيس، ويحتاج إلى تأمل. وسيأتي الحارث بن عبس العبديّ.
__________
[ (1) ] البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه.
أم كنت يا ابن زياد حين تقتله ... ذي غرّة في فضاء الأرض مجهول
وقلتم لن نرى واللَّه يبصركم ... وفيكم محكم الآيات والقيل
محمد والعزيز اللَّه يخبره ... بما تكنّ سريرات الأقاويل
[ (2) ] الثقات 3/ 78، الجرح والتعديل 3/ 355، التاريخ الكبير 2/ 263، تنقيح المقال 2095 تصحيفات المحدثين 500، أسد الغابة ت [900] ، الاستيعاب [451] .
[ (3) ] في أإلى.(1/672)
1431- الحارث بن الصّمة [ (1) ] ،
بكسر المهملة وتشديد الميم. ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجار، والد أبي جهيم.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في أهل بدر، وقالوا: إنه كسر بالرّوحاء فردّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وضرب له بسهمه، وهو القائل:
يا ربّ إنّ الحارث بن الصّمّه ... أقبل في مهامه مهمّه
يسوق بالنّبيّ هادي الأمّة [ (2) ]
[الرجز] وروى ابن إسحاق في المغازي أنه استشهد ببئر معونة، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة.
وقال ابن شاهين: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين صهيب بن سنان.
وروى الطّبرانيّ من طريق عاصم بن عمرو، عن محمود بن لبيد، قال: قال الحارث بن الصمة: سألني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد وهو في الشّعب عن عبد الرحمن بن عوف، فقلت: رأيته إلى جنب الجبل، فقال: «إنّ الملائكة تقاتل معه» .. الحديث.
قلت: وهم من زعم أنه أبو جهيم كمسلم في الكنى ومن تبعه، والصّواب أن أبا جهيم ولده.
1432- الحارث بن أبي ضرار [ (3) ]
بن حبيب بن الحارث بن عائذ بن مالك بن المصطلق، أبو مالك الخزاعي، ثم المصطلقي، وأمه جويرية أم المؤمنين.
ذكر ابن إسحاق في المغازي أنه جاء إلى المدينة ومعه فداء ابنته بعد أن أسرت وتزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل فرغب في بعيرين منها غيّبهما في شعب، ثم جاء فقال: يا محمد، هذا فداء ابنتي، فقال: «فأين البعيران اللّذان
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 74، تجريد أسماء الصحابة 1/ 102 العبر 1/ 6، الاستبصار 1/ 78، الوافي بالوفيات 11/ 367، أصحاب بدر 235، أسد الغابة [903] ، الاستيعاب ت [423] .
[ (2) ] ينظر البيتان في الطبقات 3/ 67. وأسد الغابة في ترجمة رقم (903) الأول والثالث. وفي الاستيعاب ترجمة رقم (422) .
[ (3) ] الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 102، الجرح والتعديل 3/ 360، الوافي بالوفيات 1/ 370، العقد الثمين 4/ 19، التاريخ الصغير 1/ 91، التاريخ الكبير 2/ 261 تعجيل المنفعة 76، تنقيح المقال 2102، الأعلمي 15/ 198 ذيل الكاشف 212، أسد الغابة ت [905] .(1/673)
غيّبتهما بالعقيق» ؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّك رسول اللَّه، واللَّه- ما اطلع على ذلك إلا اللَّه.
قال: فأسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه.
وذكر ذلك ابن عائذ في المغازي عن محمد بن شعيب عن عبد اللَّه بن زياد منقطعا.
وروى أحمد والطّبرانيّ ومطيّن وابن السّكن وابن مردويه من طريق عيسى بن دينار المؤذن عن أبيه- أنه سمع الحارث بن أبي ضرار يقول: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، فذكر حديثا طويلا فيه قصّة الوليد بن عقبة إذ جاء إليه مصدقا ونزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... [الحجرات: 6] الآية.
1433 ز- الحارث بن الطّفيل
بن عمرو الدّوسي. سيأتي ذكر أبيه، ذكر أبو الفرج الأصبهاني: وفد الطفيل وأهل بيته فأسلموا، وكان الطّفيل شاعرا فارسا، وأورد له شعرا قاله في الجاهلية في الحرب التي كانت بين دوس وبني الحارث بن يشكر.
1434- الحارث بن ظالم [ (1) ] .
قيل هو أبو الأعور بن الحارث [ (2) ] .
1435- الحارث بن عبد اللَّه [ (3) ]
بن أوس الثقفي. سكن الطّائف، وقد ينسب إلى جدّه.
وقيل: هما اثنان.
روى حديثه أبو داود والنّسائيّ والتّرمذيّ في «الحجّ» ، وإسناده صحيح. وله رواية عن عمر.
روى عنه عمرو بن أوس، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
1436 ز- الحارث بن عبد اللَّه الجهنيّ [ (4) ] .
روى حديثه ابن سعد وغيره من طريق سعيد بن خالد الجهنيّ. قال: بعثني الضّحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد اللَّه الجهنيّ، فقال
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت [908] .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 103، تقريب التهذيب 1/ 141 الإكمال 5/ 199، الطبقات 1/ 54، 285، خلاصة التذهيب 1/ 138، تذهيب الكمال 1/ 214، الوافي بالوفيات 11/ 353، 244، تهذيب التهذيب 2/ 137، 144، رجال الصحيحين 373، الجرح والتعديل 1/ 77، 3/ 361، جامع الرواة 1/ 173، التاريخ الكبير 2/ 1263، أسد الغابة ت [910] ، الاستيعاب ت [427] .
[ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 261.(1/674)
لي: بعثني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى اليمن، ولو أظن أنه يموت لم أفارقه. قال: فانطلقت فأتاني حبر فقال: إن محمدا قد مات؟ قال: فكدت أن أقتله حتى أتاني كتاب أبي بكر بذلك، فدعوت الحبر فقلت: من أين علمت ذلك؟ قال: إنا نجده عندنا في الكتاب. قلت: فكيف يكون بعده؟ قال: ستدور رحاكم إلى خمس وثلاثين. انتهى.
وسنده ضعيف.
وادّعى أبو موسى أنّ الصّواب جرير بن عبد اللَّه البجليّ. وفيه نظر، لتغاير القصّتين، فإن قصّة جرير في البخاريّ بغير هذا السّياق، وقصّة الحارث هذه في إسنادها حمّاد بن عمرو، وهو متروك.
1437- الحارث بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن السائب بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ القرشيّ الأسديّ.
ذكره ابن شاهين عن ابن أبي داود في الصحابة، وسياق أبي داود يدلّ على أنه يكنى أبا الحارث، فإنه أورد له حديثا من طريق أبي معشر عن سعيد بن المقبريّ عن أبي الحارث، فذكره.
1438- الحارث بن عبد اللَّه [ (2) ]
بن سعد بن عمرو بن قيس بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ.
قال أبو عمر: استشهد يوم أحد.
وقيل: هو الحارث بن ثابت بن عبد اللَّه بن سعد، ويحتمل أن يكون عمه.
1439 ز- الحارث بن عبد اللَّه،
ويقال ابن عبيد الأزديّ. أبو علكثة. يأتي في الكنى.
1440- الحارث بن عبد اللَّه [ (3) ]
بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصاريّ الأوسيّ.
قال العدويّ: شهد الحديبيّة وما بعدها، واستشهد بالحرّة.
استدركه ابن فتحون وغيره، وعزاه الذهبيّ لأبي عمر، فأوهم أنه ترجم له، وليس كذلك، وإنما قال ابن الأثير لما استدركه. وقد ذكر أبو عمر أباه.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [913] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [914] ، الاستيعاب ت [425] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [916] .(1/675)
1441- الحارث بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن وهب الدّوسيّ.
قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة، ثم روى بإسناد فيه ضعف عن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللَّه بن وهب الدوسيّ، وكان الحارث قدم مع أبيه على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في السبعين الذين قدموا من دوس، فأقام الحارث مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ورجع أبوه إلى السراة. وكان كثير الثمار. انتهى.
وسيأتي له ذكر في ترجمة أبيه عبد اللَّه بن وهب.
1442- الحارث [ (2) ]
بن عبد شمس الخثعميّ. ذكره البخاريّ وابن حبان في الصّحابة.
وقال ابن مندة: عداده في أهل الشام، ثم ساق بإسناد غريب عن الحميري بن الحارث بن عبد شمس عن أبيه- أنه خرج إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكتب له كتابا وأباحه وأصحابه من بلاد كذا وكذا، الحديث.
1443- الحارث بن عبد العزّى [ (3) ]
بن رفاعة بن ملّان بن ناصرة بن قصبة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن السعدي، زوج حليمة مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال ابن سعد: يكنى أبا ذؤيب. ذكر ابن إسحاق في السيرة: حدّثني أبي عن رجال من بني سعد بن بكر قالوا: قدم الحارث أبو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة، فقالت له قريش: ألا تسمع ما يقول ابنك؟ إن الناس يبعثون بعد الموت، فقال: أي بني، ما هذا الّذي تقول؟ قال: نعم، لو قد كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم.
فأسلم الحارث بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان يقول: لو قد أخذ ابني بيديّ لم يرسلني حتى يدخلني الجنّة.
قلت: وعند ابن سعد حديث آخر مرسل: إنّ هذه القصّة وقعت لولد الحارث،
فأخرج من طريق يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد اللَّه. قال: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخ من الرّضاعة، فقال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- يعني بعد النبوة: أترى أنه يكون بعث؟ فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أما والّذي نفسي بيده لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأعرّفنّك» .
قال: فلما آمن من بعد بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يجلس فيبكي، ويقول: أنا أرجو أن يأخذ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بيدي يوم القيامة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [917] ، الاستيعاب ت [426] .
[ (2) ] الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الجرح والتعديل 3/ 386، التاريخ الكبير 2/ 261، الأعلمي 15/ 205، أسد الغابة ت [919] .
[ (3) ] أسد الغابة ت [940] .(1/676)
ويحتمل أن يكون ذلك وقع للأب والابن.
وقد سماه بعضهم عبد اللَّه، وذكره في الصّحابة، وكذا سمّاه ابن سعد لما ذكر أسماء أولاد حليمة.
وسيأتي في الشّيماء في حرف الشّين المعجمة من أسامي النساء.
وروى أبو داود من طريق عمر بن الحارث أن عمر بن السّائب حدّثه أنه بلغه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان جالسا فأقبل أبوه من الرّضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه [ (1) ] الحديث.
وذكر ابن إسحاق أنه بلغه أنّ الحارث إنما أسلم بعد وفاة النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- فاللَّه أعلم.
[وقد قيل: إنه أبو كبشة حاضن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الآتي ذكره في الكنى] [ (2) ] .
1444- الحارث بن عبد قيس [ (3) ]
بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشيّ الفهري.
ويقال الحارث بن قيس.
ذكره ابن إسحاق وابن دأب في مهاجرة الحبشة. وقال البلاذريّ: لم يذكره الواقدي فيهم.
1445- الحارث بن عبد كلال [ (4) ]
بن نصر بن سهل بن عريب بن عبد كلال بن عبيد بن فهد بن زيد الحميري، أحد أقيال اليمن.
كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كما سيأتي في ترجمة شرحبيل أخيه وغيره.
وقال الهمدانيّ في «الأنساب» : كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الحارث وأخيه وأمر رسوله أن يقرأ عليهما: لَمْ يَكُنِ [البينة: 1] ، ووفد عليه الحارث فأسلم فأعتقه وأفرشه رداءه، وقال قبل أن يدخل عليه: «يدخل عليكم من هذا الفجّ رجل كريم الجذين، صبيح الخدّين،» [ (5) ]
فكأنه. انتهى.
__________
[ (1) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 200 عن عمر بن السايب. وذكره أبو داود في المراسيل، ونقله ابن كثير في التاريخ 4/ 364.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت [921] ، الاستيعاب ت [440] .
[ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 61.، أسد الغابة ت [922] .
[ (5) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 360 عن جرير بزيادة في أوله. يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بخمسين سنة 4/ 224. أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 212.(1/677)
والّذي تظافرت به الروايات أنه أرسل بإسلامه، وأقام باليمن.
وقال ابن إسحاق: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مقدمه من تبوك كتاب ملوك حمير بإسلامهم، منهم الحارث بن عبد كلال، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أرسل إلى الحارث بن عبد كلال المهاجر بن أبي أمية فأسلم، وكتب إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شعرا يقول فيه:
ودينك دين الحقّ فيه طهارة ... وأنت بما فيه من الحقّ آمر
[الطويل] وكذا روى الدّار الدّارقطنيّ من طريق نافع عن ابن عمر، وكذا ذكره أبو الحسن المدائنيّ في كتاب رسل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
1446- الحارث بن عبد مناف [ (1) ] .
روى عبدان من طريق محمد بن عمرو، عن شريك بن أبي نمر: حدثني الحارث بن عبد مناف. قال: سئل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن ميراث العمّة والخالة، فقال: «أخبرني جبرائيل أنّه لا ميراث لهما» .
وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن عمر،
لكن وقع في نسخته الحارث بن عبد- بغير إضافة. فاللَّه أعلم.
وقال الذّهبيّ: إن صحّ فهو مرسل.
1447- الحارث بن عبيد [ (2) ]
بن رزاح بن كعب الأنصاريّ الظفريّ. قال أبو عمر: له ولولده نصر بن الحارث صحبة.
1448 ز- الحارث بن عبيد [ (3) ]
الأزدي. تقدم في الحارث بن عبد اللَّه.
1449 ز- الحارث بن عبيدة
بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبيّ.
ذكره البلاذريّ وغيره من النّسّابين في أولاد عبيدة، وقد استشهد عبيدة ببدر فيكون لولده هذا صحبة، وكأنه مات في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
1450- الحارث بن عتيك [ (4) ]
بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاريّ. أخو جبر والد عتيك بن عتيك.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 104، أسد الغابة ت [923]
[ (2) ] أسد الغابة ت [924] .
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] أسد الغابة ت [926] .(1/678)
ذكره العدويّ فيمن شهد أحدا. وذكره ابن شاهين عن رجاله، لكن سمى أباه عتيقا، وقال: شهدها هو وأبوه وعمه.
وذكره ابن سعد عن الواقديّ في البدريين. وأما ابن عمارة فقال: الحارث بن قيس بن هيشة شهد بدرا.
1451- الحارث بن عتيك [ (1) ]
بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاريّ النّجاريّ يكنّى أبا أحزم [ (2) ] ، شهد أحدا والمشاهد، استشهد يوم جسر أبي عبيد.
ذكره الواقديّ.
1452- الحارث بن عدي [ (3) ]
بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاريّ الخطميّ.
استشهد يوم أحد. ذكره أبو عمر تبعا لابن الكلبيّ.
1453- الحارث بن عدي [ (4) ]
بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية الأنصاريّ المعاويّ.
قال العدويّ: شهد أحدا. وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم الجسر سنة خمس عشرة.
1454- الحارث بن عرفجة [ (5) ]
بن الحارث بن مالك بن كعب الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريّين. وزعم أبو عمر أن ابن إسحاق أهمله فلم يصب. وقد نبه على ذلك ابن فتحون. قال ابن إسحاق: فيمن شهد بدرا الحارث بن عرفجة، ونسبه ابن هشام فقال: ابن كعب بن النجار بن كعب.
1455- الحارث بن عفيف [ (6) ]
الكندي. قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة.
ويحتمل أن يكون هو ابن غطيف الآتي.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [927] ، الاستيعاب ت [438] .
[ (2) ] في أأبا محمد آخر.
[ (3) ] أسد الغابة ت [928] ، الاستيعاب ت [435] .
[ (4) ] أسد الغابة ت [929] ، الاستيعاب ت [436] .
[ (5) ] أسد الغابة ت [930] ، الاستيعاب ت [441] .
[ (6) ] أسد الغابة ت [931] .(1/679)
1456- الحارث بن عقبة [ (1) ]
بن قابوس المزني. ذكر الواقديّ في المغازي أنه أقبل هو وعمّه وهب بن قابوس بغنم لها إلى المدينة، فوجد المدينة خلوا، فأتيا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأحد فأسلما وقاتلا المشركين حتى قتلا، قال: فكان عمر يقول: إنّ أحبّ موتة إليّ موتة المزنيين.
1457- الحارث بن عمرو
بن حرام بن عمرو بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكر ابن سعد أنه شهد هو وأخوه سعد أحدا.
وذكر ابن الكلبيّ أنهما شهدا صفّين مع عليّ.
[وذكر ابن سعد أن لسعد عقبا بسواد الكوفة، وليس عمرو بن حرام والدهما جدّ جابر بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، بل هو آخر وهو ابن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب] [ (2) ] .
1458- الحارث بن عمرو [ (3) ]
بن غزيّة بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن تيم اللَّه بن ثعلبة بن عمرو بن خزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وهو أخو الحجاج وسعيد وعبد الرحمن الآتي ذكرهم.
وقال أبو عمر: أظنه الحارث بن غزيّة، يعني الآتي ذكره، كذا قال: والّذي يظهر أنه غيره.
وقد ترجم ابن قانع للحارث بن عمرو بن غزية هذا. وساق في ترجمته حديثا للحارث ابن غزية فوحّد بينهما أيضا.
1459- الحارث بن عمرو [ (4) ]
بن مؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدويّ. قال أبو عمر: هو أحد السبعين الذين هاجروا إلى المدينة عام خيبر.
1460 ز- الحارث بن عمرو
الطائي [ (5) ] . ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال له
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [932] ، الاستيعاب ت [337] .
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت [937] ، الاستيعاب ت [430] .
[ (4) ] أسد الغابة ت [938] ، الاستيعاب ت [428] .
[ (5) ] الثقات 1/ 402، تجريد أسماء الصحابة 1/ 105، الوافي بالوفيات 11/ 393، تهذيب التهذيب 2/ 151، التاريخ الكبير 2/ 276.(1/680)
صحبة. عداده في أهل الشام. مات غازيا بأرمينية [ (1) ] ، وكان أمير الجيش يومئذ.
1461- الحارث بن عمرو
الأنصاريّ [ (2) ] ، عمّ البراء بن عازب، ويقال خاله.
روى أحمد من طريق أشعث بن سوار، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: مرّ الحارث بن عمرو وقد عقد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لواء، فقلت: أي عم، إلى أين؟ قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه [ (3) ] .
ورواه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: مرّ بي عمّي الحارث بن عمرو. ورواه عبد الرزاق من طريقه، فقال: لقيت عمي ولم يسمّه.
ورواه من وجه آخر عن أشعث، فقال: لقيت خالي. وكذا أخرجه ابن ماجة.
ورواه جماعة عن عديّ بن ثابت، لكنهم اختلفوا عليه في إسناده، فقيل عنه: سمعت البراء، وقيل عنه عن يزيد بن البراء عن أبيه. وهذه رواية أبي مريم عبد الغفار بن قيس عن عدي بن ثابت، عن يزيد، عن أبيه: لقيت خالي ومعه راية، قلت: أين تريد؟ فذكر الحديث ولم يسمّه.
1462 ز- الحارث بن عمرو [ (4) ]
بن ثعلبة، ويقال الحارث بن عمرو بن الحارث بن إياس بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم بن ثعلبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي ثم
__________
[ (1) ] أرمينية: بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال والنسبة إليها أرمني على غير قياس بفتح الهمزة وكسر الميم وقال أهل السير: سمّيت أرمنية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح عليه السلام وكان أول من نزلها وسكنها. انظر: معجم البلدان 1/ 191.
[ (2) ] الثقات 3/ 75، تجريد أسماء الصحابة 1/ 105، تقريب التهذيب 1/ 143، خلاصة تذهيب 1/ 185، تهذيب الكمال 1/ 217، الوافي بالوفيات 11/ 363، تهذيب التهذيب 2/ 151 الكاشف 1/ 196، التاريخ الكبير 2/ 576، أسد الغابة ت [934] ، الاستيعاب ت [431] .
[ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 563 عن البراء ولفظه إلى رجل نكح امرأة أبيه.... كتاب الحدود باب في الرجل يزني بحريمه حديث رقم 4457. وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 643 بلفظه كتاب الأحكام باب 25 فيمن تزوج امرأة أبيه حديث رقم 1362 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن غريب. وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 869 كتاب الحدود باب 35 من تزوج امرأة أبيه من بعده حديث رقم 2607 وقال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد سنن ابن ماجة 2/ 870 إسناده صحيح وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 357.
[ (4) ] الثقات 3/ 75، تجريد أسماء الصحابة 1/ 105، تقريب التهذيب 1/ 143، الطبقات 1/ 180 خلاصة تذهيب الكمال 1/ 185، تهذيب الكمال 1/ 217، التحفة اللطيفة 1/ 448، تهذيب التهذيب 2/ 151، الكاشف 1/ 196، أسد الغابة ت (935) ، الاستيعاب ت (429) .(1/681)
السهمي. يكنى أبا مسقبة. بفتح الميم وسكون المهملة وفتح القاف والموحدة، وصحفه صاحب الكمال، وتبعه المزّي فيما قرأت بخط مغلطاي، فقال: أبو سفينة.
نزل البصرة، وروى حديثا أخرجه البخاريّ في الأدب وأبو داود والنسائي.
وصحّحه الحاكم. ومنهم من طوّله من طريق زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمنى أو عرفات وقد أطاف به الناس [ (1) ] ... الحديث.
ومن طريق يحيى بن زرارة: أخبرني أبي عن جدّه الحارث.
وأخرجه البغويّ من طريق يحيى بن الحارث: أخبرني أبي عن جدّه الحارث، وكان جاهليا إسلاميا، فذكر بعض الحديث في الاستغفار وفي الفرع، والعتيرة. روى عنه ابنه عبد اللَّه بن الحارث، وحفيده زرارة بن كريم بن الحارث، وسيأتي في ترجمة كريم بن الحارث في حرف الكاف شيء من ذكره.
1463- الحارث بن عمرو الأسدي [ (2) ] ،
أبو مكعت، مشهور بكنيته. سماه ابن ماكولا تبعا للمرزبانيّ، وسمّاه ابن قانع وابن مندة وغيرهما عرفطة بن نضلة، وهو أشهر.
تأتي ترجمته في «الكنى» إن شاء اللَّه تعالى.
1464- الحارث بن عمير الأزدي [ (3) ]
ثم اللهي- بكسر اللام وسكون الهاء.
روى الواقديّ عن عمرو بن الحكم قال: بعثه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى ملك بصرى بكتابه، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغسّاني فأوثقه رباطا وضرب عنقه صبرا، ولم يقتل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غيره. فلما بلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الخبر بعث البعث إلى مؤتة.
وذكره ابن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله بغير هذه القصّة.
1465- الحارث بن عوف [ (4) ]
بن أبي حارثة المزني. من فرسان الجاهلية.
ذكر أبو عبيد في كتاب «الدّيباج» ما يدل على أنه أسلم. وكذا ذكره غيره.
قال أبو عبيد: أيام العرب الطوال ثلاثة. حرب ابني قيلة: الأوس والخزرج، وحرب
__________
[ (1) ] أخرجه أبو داود عن الحارث بن عمرو السهمي قال أثبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات ...
الحديث أبو داود 1/ 543 من كتاب المناسك باب المواقيت حديث رقم 1742.
[ (2) ] أسد الغابة ت (936) .
[ (3) ] المغازي 755، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 255، أسد الغابة ت (939) ، الاستيعاب ت (439) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (941) ، الاستيعاب ت (434) .(1/682)
داحس والغبراء بين بني عبس [ (1) ] وفزارة، وحرب ابني وائل: بكر وتغلب، ثم حمل الحاملان دماءهم، والحاملان: خارجة بن سنان والحارث بن عوف، فبعث اللَّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد بقي على الحارث بن عوف شيء من دمائهم، فأهدره في الإسلام.
وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خطب إليه ابنته، فقال: لا أرضاها لك، إنّ بها سوءا ولم يكن بها،
فرجع فوجدها قد برصت، فتزوجها ابن عمها يزيد بن جمرة المزني، فولدت له شبيبا، فعرف بابن البرصاء. واسم البرصاء قرصافة، ذكر ذلك الرشاطيّ.
وقال غيره: وقال أبوها: إن بها بياضا، والعرب تكني عن البرص بالبياض، فقال:
لتكن كذلك، فبرصت من وقتها.
وقال الواقديّ: حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم المدني عن أشياخه، قالوا: قدم وفد بني مرة ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف، وذلك منصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من تبوك.
فنزلوا في دار بنت الحارث، ثم جاءوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في المسجد، فقال الحارث:
يا رسول اللَّه: إنّا قومك وعشيرتك، إنا من لؤيّ بن غالب ... فذكر القصّة.
وقال الزّبير: حدّثني عمّي مصعب أن الحارث بن عوف أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: ابعث معي من يدعو إلى دينك فأنا له جار. فأرسل معه رجلان من الأنصار، فغدر به عشيرة الحارث فقتلوه، فقال حسان:
يا حار من يغدر بذمّة جاره ... منكم فإنّ محمّدا لا يغدر [ (2) ]
[الكامل] الأبيات.
فجاء الحارث فاعتذر، وودى الأنصاريّ، وقال: يا محمد، إني عائذ بك من لسان حسّان.
__________
[ (1) ] عبس بن بغيض: بطن عظيم من غطفان، من قيس بن عيلان، من العدنانية وهم: بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكانت منازلهم بنجد، وتنسب إلى عبس هؤلاء محلة بالكوفة فيها مسجد، وقد سكنوا بلبيس، وهي مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام، تعد عبس من القبائل المحاربة، فمن أيامهم العظيمة: يوم داحس والغبراء، وهو لعبس على فزارة، وذبيان، وبقيت نار الحرب مستعرة مدة مديدة بسبب هذين القرشيين، وقصتهما مشهورة. انظر: معجم قبائل العرب 2/ 738، 739.
[ (2) ] ينظر هذا البيت في أسد الغابة البيت الأول من بيتين ترجمة رقم (941) وفي ديوان حسان 172، 173 وفي الاستيعاب ترجمة رقم (434) البيت الأول.(1/683)
1466- الحارث بن عوف [ (1) ] .
ويقال عوف بن الحارث، ويقال الحارث بن مالك الليثيّ، أبو واقد، مشهور بكنيته، وستأتي ترجمته في الكنى.
1467- الحارث بن عيسى،
وقيل: ابن عبس- بالموحدة، العبديّ ثم الصّباحي- بضم المهملة بعدها موحدة خفيفة- أحد وفد عبد القيس.
ذكره أبو عبيدة فيهم واستدركه ابن الأمين وابن بشكوال، قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
1468- الحارث بن غزيّة الأنصاريّ [ (2) ] .
وقيل غزيّة بن الحارث.
وروى ابن السّكن والباوردي وابن مندة في الصّحابة والحسن بن سفيان في مسندة من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة. وهو متروك، عن عبد اللَّه بن رافع أخبره عن الحارث ابن غزيّة، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: «لا هجرة بعد الفتح [ (3) ] » . الحديث.
قال ابن السّكن: رواه يزيد بن خصيفة، عن عبد اللَّه بن رافع، عن غزيّة بن الحارث
فاللَّه أعلم.
1469- الحارث بن غطيف [ (4) ]
- بالمعجمة مصغّرا- السّكوني الشامي. روى حديثه معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عنه.
اختلف فيه،
فقال أبو صالح وحماد بن خالد عن معاوية [ (5) ] به: لم أنس أنّي رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم واضعا يده اليمني على اليسرى في الصلاة
[ (6) ] . أخرجه البغويّ وسمّويه.
وقال عبد الرّحمن بن مهديّ وزيد بن الحباب عن معاوية كذلك إلا أنهما قالا غطيف
__________
[ (1) ] مسند أحمد 5/ 217، التاريخ لابن معين 731، طبقات خليفة 29، التاريخ الكبير 2/ 58، الجرح والتعديل 3/ 82، معجم الطبراني 3/ 274، المستدرك 3/ 531، تهذيب الكمال 1656، تاريخ الإسلام 3/ 106 تهذيب التهذيب 12/ 270- 271، خلاصة تذهيب الكمال 462، شذرات الذهب 1/ 76، أسد الغابة ت (940) ، الاستيعاب ت (433) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (942) ، الاستيعاب ت (444) .
[ (3) ] أخرجه البخاري 181، 4/ 18 ومسلم في كتاب الإمارة باب 20 (85، 86) وأبو داود في الجهاد باب (2) والترمذي (1590) والنسائي في البيعة باب (15) وأحمد 1/ 226 والدارميّ 2/ 239 وابن أبي شيبة 14/ 499 والحاكم 2/ 257 والطبراني في الكبير 10/ 412، 11/ 31.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 106، أسد الغابة ت (943) ، الاستيعاب ت (443) .
[ (5) ] في أمعاوية بن أنس.
[ (6) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2401 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 108 وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عباس بن يونس ولم أجد من ترجمه.(1/684)
ابن الحارث، أو الحارث بن غطيف على الشك.
أخرجه ابن أبي شيبة وابن السّكن، ورواه ابن وهب ورشدين بن سعد عن معاوية كرواية أبي صالح بلا شك، لكن زادا بين يونس والحارث أبا راشد الحبراني.
أخرجه ابن مندة والباورديّ وابن شاهين، قال ابن مندة: ذكر أبي راشد فيه زيادة.
وقال معين عن معاوية: غضيف بن الحارث- بالضّاد المعجمة، أخرجه ابن مندة، قال: والأول أصحّ.
ونقل ابن السّكن عن ابن معين أنه قال: الصّواب الحارث بن غطيف، قال ابن السّكن: ومن قال فيه غضيف فقد صحّف، فإن غضيف بن الحارث آخر يكنى أبا أسماء.
1470- الحارث [ (1) ]
بن فروة بن الشيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور الكنديّ.
ذكر ابن الكلبيّ وابن سعد والطّبريّ أنّ له وفادة.
وقال ابن الأثير. وقع في ذيل أبي موسى الحارث بن قرّة- بقاف، والّذي في الجمهرة فروة- بفاء، وزيادة واو، وهو الصّواب، وقال: إن جدّه الشيطان سمّي بذلك لجماله.
1471 ز- الحارث
بن أبي قارب القرشي السهمي. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم أجنادين من الصحابة. استدركه ابن فتحون.
1472- الحارث بن قيس بن الحارث بن أسماء [ (2) ]
بن مرّ بن شهاب بن أبي شمر الغسّاني كان فارسا شاعرا، ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكره ابن ماكولا، واستدركه ابن فتحون وابن الأمين عن ابن الدباغ.
1473- الحارث
بن قيس بن خلدة [ (3) ] الأنصاريّ ثم الزّرقيّ. مشهور بكنيته، يكنى أبا خالد، يأتي في الكنى.
1474- الحارث [ (4) ]
بن قيس بن عديّ السهميّ. تقدم ذكر ولده الحارث. وأما هذا فروى ابن أبي خيثمة من طريق نصر بن مزاحم عن معروف بن خرّبوذ، قال: انتهى الشّرف إلى
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (944) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (945) .
[ (3) ] تبصرة المنتبه 4/ 1269، بقي بن مخلد 449، أسد الغابة ت (947) ، الاستيعاب ت (446) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (948) ، الاستيعاب ت (445) .(1/685)
عشرة من قريش في الجاهليّة، ثم اتصل في الإسلام، فذكرهم إلى أن قال: ومن بني سهم الحارث بن قيس، وكانت الحكومة والأموال تجمع إليه.
قلت: ويحتمل أن يكون المراد بقوله: ثم اتّصل في الإسلام، أي بأولادهم، فلا يدل ذلك على أنّ له صحبة فليتأمل.
ثم وجدت ابن عبد البرّ قد ذكر نحو ما ذكره ابن أبي خيثمة، وزاد أنه أسلم وهاجر إلى الحبشة مع بنيه. الحارث، وبشر، ومعمر.
وتعقبه ابن الأثير بأنّ الزّبير وابن الكلبيّ ذكرا أنه كان من المستهزءين، وزاد في التجريد: لم يذكر أحد أنه أسلم إلّا أبو عمر.
قلت: نعم ذكره فيهم أيضا أبو عبيد ومصعب والطبريّ وغيرهم، ولا مانع أن يكون تاب وصحب وهاجر، فلا تنافي بين القولين وأما قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر 95] . فليس صريحا في عدم توبة بعضهم، ويؤيّده أن ابن إسحاق ذكر لكل واحد من المستهزءين ميتة ماتها، وذكر ميتة الحارث بن طلاطلة، ثم روى من طريق عكرمة وسعيد بن جبير فقال الحارث بن غيطلة، وأما عكرمة فقال الحارث بن قيس، ونسبه ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة خزاعيا، فهو غير السهميّ. واللَّه أعلم.
1475- الحارث بن قيس [ (1) ]
ويقال قيس بن الحارث. يأتي في القاف.
1476 ز- الحارث بن قيس الفهري [ (2) ]-
مضى في ابن عبد قيس.
1477 ز- الحارث بن كرز.
ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة، وقال: روى عنه المهاجر بن حبيب: استدركه «في التجريد» ، ونقلته من خط مغلطاي.
1478- الحارث بن كعب [ (3) ] .
قيل: هو اسم الأسلع الّذي مضى في الهمزة.
1479- الحارث [ (4) ]
بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار الأنصاريّ النجاريّ ثم المازنيّ.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة، واستشهد باليمامة، وكذا قال العدويّ. وهو يرد قول «التجريد» ، ذكره الكلبيّ فقط.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (950) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (949) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (952) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (951) .(1/686)
1480- الحارث بن كلدة [ (1) ]
بن عمرو بن أبي علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قصيّ الثقفي طبيب العرب.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني من لا أتهم، عن عبد اللَّه بن مكرم، عن رجل من ثقيف، قال: لما أسلم أهل الطّائف تكلّم نفر منهم في أولئك العبيد- يعني الذين نزلوا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأعتقهم، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «أولئك عتقاء اللَّه [ (2) ] » .
وكان ممن تكلم فيهم الحارث بن كلدة.
قال غيره: وكان فيهم الأزرق مولى الحارث.
وروى أبو داود من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن سعد بن أبي وقّاص، قال: مرضت فأتانا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّك مفئود، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف، فإنّه يتطبّب فمره فليأخذ سبع تمرات فليلدك بهنّ» .
وروى ابن مندة من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه، قال: مرض سعد، فعاده النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «إنّي لأرجو أن يشفيك اللَّه» . ثم قال للحارث بن كلدة: «عالج سعدا ممّا به» . فذكر الخبر.
قال ابن أبي حاتم: لا يصح إسلامه، وهذا الحديث يدلّ على جواز الاستعانة بأهل الذّمة في الطّبّ.
قلت: وجدت له رواية: روينا في الجزء التاسع من الأمالي المحاملية. وفي التصحيف للعسكريّ، من طريق شريك عن عبد الملك بن عمير، عن الحارث بن كلدة، وكان أطبّ العرب، وكان يجلس في مقنأة له، فقيل له في ذلك، فقال: الشمس تثفل الريح، وتبلي الثوب، وتخرج الداء الدّفين.
__________
[ (1) ] سيرة ابن هشام 1/ 202، الأخبار الطوال 219، مروج الذهب 1518، المعارف 288، فتوح البلدان 343، طبقات صاعد 99، معجم الشعراء للمرزباني 172، طبقات الأطباء لابن جلجل 54، عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 109، أخبار الحكماء للقفطي 111، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 507، العقد الفريد 4/ 263، تاريخ الطبري 3/ 419، المغازي للواقدي 931، الجرح والتعديل 3/ 87، أنساب الأشراف 1/ 157، جمهرة أنساب العرب 268، عيون الأخبار 2/ 65، المعارف 91، وفيات الأعيان 2/ 29، الكامل في التاريخ 2/ 419، ربيع الأبرار 4/ 102، الوافي بالوفيات 11/ 245، معجم البلدان 2/ 289 تاريخ الإسلام 1/ 192، أسد الغابة ت (954) .
[ (2) ] الزيلعي في نصب الراية 3/ 281 وعزاه للحاكم وللواقدي في غزوة الطائف.(1/687)
قال العسكريّ: المقنأة- بالقاف والنون: الموضع الّذي لا تصيبه الشمس. وقوله:
تثفل- بالمثلثة والفاء المكسورة: أي تغيّره.
وأخبار الحارث في الطّب كثيرة، منها ما حكاه الجوهري في الصحاح: أن عمر سأل الحارث بن كلدة، وكان طبيب العرب: ما الدواء؟ قال: الأزم- يعني الحمية، ثم وجدته مرويّا في غريب الحديث لإبراهيم الحربي من طريق ابن أبي نجيح، قال: سأل عمر ...
فذكره.
وفي كتاب الطّبّ النّبويّ لعبد الملك بن حبيب من مرسل عروة بن الزبير عن عمر.
وروى داود بن رشيد عن عمرو بن معروف، قال: لما احتضر الحارث اجتمع الناس إليه فقالوا: أوصنا، فقال: لا تتزوّجوا إلا شابّة، ولا تأكلوا الفاكهة إلا نضيجة، ولا يتعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء، وعليكم بالنّورة في كل شهر فإنّها مذهبة للبلغم، ومن تغدّى فلينم بعده، ومن تعشّى فليمش أربعين خطوة. وقصته مع كسرى مشهورة فلا نطيل بها.
ويقال: إن سبب موته أنه نظر إلى حيّة فقال: إن العالم ربما قام علمه له مقام الدواء، وأجزأت حكمته موضع الترياق، فقيل له: يا أبا وائل، ألا تأخذ هذه بيدك؟ فحملته النخوة أن مد يده إليها فنهشته، فوقع سريعا [ (1) ] ، فما برحوا حتى مات.
1481- الحارث بن مالك [ (2) ] ،
أبو واقد الليثيّ. يأتي في الكنى. هكذا سماه أباه الواقديّ.
1482- الحارث [ (3) ]
بن مالك بن قيس بن عوذ بن جابر بن عبد مناف بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر الكنانيّ الليثي المعروف بابن البرصاء، وهي أمّه وقيل أمّ أبيه.
سكن مكّة ثم المدينة.
روى حديثه التّرمذيّ وابن حبّان، وصحّحاه، والدّار الدّارقطنيّ من طريق الشّعبيّ عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح يقول: «لا تغزى مكّة بعد اليوم إلى يوم القيامة [ (4) ] » .
وروى الزّبير بن بكّار من طريق مسور بن عبد الملك اليربوعي، عن أبيه، عن سعيد بن
__________
[ (1) ] في أصريعا.
[ (2) ] أسد الغابة ت (958) ، الاستيعاب ت (418) .
[ (3) ] الثقات 3/ 73، تجريد أسماء الصحابة 1/ 108، تقريب التهذيب 1/ 145، التحفة اللطيفة 1/ 449، تهذيب التهذيب 2/ 137، المحن 130. الطبقات 30، بقي بن مخلد 710، أسد الغابة ت (956) .
[ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 627 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34660.(1/688)
المسيّب، قال: كان ابن البرصاء الليثيّ من جلساء مروان بن الحكم، وكان يسمر معه، فذكروا الفيء عند مروان، فقالوا: الفيء مال اللَّه، وقد وضعه عمر في موضعه فقال مروان:
إن الفيء مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء، فخرج ابن البرصاء فلقي سعد بن أبي وقاص فأخبره.
قال سعيد: فلقيني سعد وأنا أريد المسجد، فقال: الحقني، فتبعته حتى دخلنا على مروان، فأغلظ له.... فذكر القصّة.
قال: فقال مروان: من ترون قال هذا لهذا الشّيخ؟ قالوا: ابن البرصاء، فأتى به فأمر بتجريده ليضرب، فدخل البواب يستأذنه لحكيم بن حزام، فقال: ردّوا عليه ثيابه، وأخرجوه لا يهج علينا هذا الشّيخ الآخر، فذكر القصّة بطولها.
وهي دالّة على أنّ الحارث بقي إلى خلافة معاوية. [وهذا هو المشهور في نسبة الحارث.
ونقل أحمد في «مسندة» لما أخرج حديثه المرفوع عن سفيان أنه قال: إنه خزاعيّ] [ (1) ] .
1483- الحارث بن مالك الأنصاري [ (2) ] .
روى حديثه ابن المبارك في الزهد عن معمر عن صالح بن مسمار أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «يا حارث بن مالك، كيف أصبحت؟» قال:
أصبحت مؤمنا حقا. قال: «إنّ لكلّ قول حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني انظر إلى عرش ربّي، وكأنّي انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار. فقال: «مؤمن نوّر اللَّه قلبه»
[ (3) ] . وهو معضل.
وكذا أخرجه عبد الرّزّاق عن معمر، عن صالح بن مسمار، وجعفر بن برقان- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال للحارث ...
وأخرجه في التّفسير عن الثّوريّ عن عمرو بن قيس الملائي عن يزيد السلمي. قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للحارث: «كيف أصبحت يا حارث؟ [ (4) ] قال: من المؤمنين، قال: «اعلم
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الثقات 3/ 73، تجريد أسماء الصحابة 1/ 108 تقريب التهذيب 1/ 145، التحفة اللطيفة 1/ 449، تهذيب التهذيب 2/ 137، المحن 130، الطبقات 30، بقي بن مخلد 710، أسد الغابة ت (957) .
[ (3) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 327.
[ (4) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 455 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 62 عن الحارث بن مالك الأنصاري(1/689)
ما تقول» . فذكره نحوه. وزاد في آخره: فقال: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي بالشهادة، فدعا له، فأغير على سرح المدينة فخرج فقاتل فقتل.
وجاء موصولا من طرق أخرى.
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم، وابن مندة، من طريق سليمان بن سعيد، عن الربيع بن لوط، كلاهما عن الحارث بن مالك الأنصاريّ أنه جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، أنا من المؤمنين حقا، فقال: «انظر ما تقول» ... الحديث. وفي آخره: «من سرّه أن ينظر إلى من نوّر اللَّه قلبه فلينظر إلى الحارث ابن مالك» [ (1) ] .
قال ابن مندة: ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الكريم بن الحارث، عن الحارث بن مالك. ورواه جرير بن عتبة بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أنس بن مالك
- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دخل المسجد فإذا الحارث بن مالك، فحرّكه برجله ... فذكر الحديث.
وروى البيهقيّ في الشّعب، من طريق يوسف بن عطية الصفّار- وهو ضعيف جدا، عن أنس. أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لقي الحارث يوما، فقال: «كيف أصبحت يا حارث؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا ... الحديث بطوله وفي آخره: قال: «يا حارث، عرفت فالزم» .
قال البيهقيّ: هذا منكر وقد خبط فيه يوسف، فقال مرّة: الحارث ... وقال مرة:
حارثة.
وقال أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتاب «الاستقامة» له: حدثنا عبد العزيز بن أبان، أخبرنا مالك بن مغول، عن فضيل بن غزوان، قال: أغير على سرح المدينة، فخرج
الحارث بن مالك فقتل منهم ثمانية، ثم قتل، وهو الّذي قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «كيف أصبحت يا حارثة؟» .
ورواه ابن أبي شيبة عن ابن نمير، عن مالك بن مغول- بالمرفوع- ولم يذكر فضيل بن غزوان.
[قال ابن صاعد- بعد أن أخرجه عن الحسين بن الحسن المروزي عن ابن المبارك: لا
__________
[ () ] وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 2/ 238، 280.
[ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 327 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33244 وعزاه لابن مندة والطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري.(1/690)
أعلم صالح بن مسمار أسند إلا حديثا واحدا، وهذا الحديث لا يثبت موصولا] [ (1) ] .
1484- الحارث بن مخاشن [ (2) ]
- قال أبو عمر: ذكره إسماعيل القاضي، عن علي بن المدينيّ في «المهاجرين» ، وقبره بالبصرة.
1485 ز- الحارث بن مرّة الجهنيّ.
ذكره سيف في الفتوح، وقال: أمّره خالد بن الوليد على قضاعة أيام أبي بكر الصّدّيق حين توجّه هو إلى العراق. وكان من كماة الصّحابة.
وذكر له رواية عن أرطاة بن أبي أرطاة النّخعي عنه عن ابن مسعود.
1486- الحارث بن مسعود [ (3) ]
بن عبدة بن مظهّر- بضم الميم وفتح المعجمة وكسر الهاء الثقيلة- ابن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد يوم الجسر.
1487- الحارث بن مسلم التميمي [ (4) ] .
يأتي في مسلم بن الحارث إن شاء اللَّه تعالى.
1488- الحارث بن مسلم [ (5) ]
الحجازي، أبو المغيرة المخزوميّ. قال البخاريّ: له صحبة. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه.
واستدركه ابن الدّبّاغ وابن فتحون، ووقع عند ابن الأثير تسمية جدّه المغيرة، وأوهم أنه كذلك عند ابن أبي حاتم. والّذي عنده أبو المغيرة كما عند البخاريّ. وقد تقدم ما ذكره ابن عبد البرّ في هذا في ترجمة الحارث بن سويد.
1489- الحارث بن مضرّس
بن عبد رزاح الأنصاري [ (6) ] .
قال البغويّ: شهد بيعة الشجرة، واستشهد بالقادسية، وله عقب.
واستدركه ابن فتحون، وقد ذكر أبو عمر الحارث بن عبد رزاح، فلعله هذا.
1490- الحارث
بن معاذ الأنصاريّ الظهريّ. أبو ذرّة. يأتي في الكنى.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] المنتبه 575، أسد الغابة ت (959) ، الاستيعاب ت (419) .
[ (3) ] تبصير المنتبه 4/ 1296، أسد الغابة ت (961) ، الاستيعاب ت (417) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (962) ، الاستيعاب ت (420) .
[ (5) ] الثقات 3/ 78، تجريد أسماء الصحابة 1/ 109، الجرح والتعديل 3/ 404، العقد الثمين 4/ 28، بقي ابن مخلد 329، أسد الغابة ت (963) .
[ (6) ] أسد الغابة ت (964) .(1/691)
1491- الحارث [ (1) ]
بن معاذ بن النّعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. أخو سعد بن معاذ.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. وقد تقدم ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ.
1492 ز- الحارث [ (2) ] بن معاوية السكونيّ:
حليف بني هاشم.
قال ابن حبّان: له صحبة، ومات بالكوفة في أيام صلح الحسن ومعاوية.
1493- الحارث
بن معاوية بن زمعة الكندي. مختلف في صحبته.
ذكره ابن مندة في الصحابة، وتبعه أبو نعيم، وتعلق بحديث المقدام الرهاوي، قال:
جلس عبادة بن الصّامت وأبو الدّرداء والحارث بن معاوية، فقال أبو الدّرداء: أيكم يذكر يوم صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بعير من المغنم؟ فقال عبادة: أنا، فذكر الحديث.
قال أبو نعيم: رواه أبو سلّام عن المقدام الكنديّ، فقال الحارث بن معاوية الكنديّ.
وذكره ابن سعد وأبو زرعة الدّمشقيّ في الطبقة الأولى من تابعي الشام، وعده أبو مسهر في كبار أصحاب أبي الدّرداء.
وقال العجليّ: من كبار التّابعين. وذكره في التّابعين البخاريّ ومسلم وأبو حاتم وابن سميع، وابن حبّان.
وروى أبو وهب الكلاعيّ عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكنديّ قال: فكنت أتوضّأ أنا وأبو جندل بن سهل، فذكر قصة في المسح على الخفّين.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق سليم بن عامر، عن الحارث بن معاوية- أنه قدم على عمر، فقال له: ما أقدمك؟ كيف تركت أهل الشّام؟ فذكر قصة.
والّذي يغلب على الظن أنه من المخضرمين، وليس الحديث الأول صريحا في صحبته [ (3) ] واللَّه أعلم.
1494- الحارث [ (4) ]
بن المعلّى وقيل الحارث بن نفيع بن المعلى [ (5) ] . هو أبو سعيد، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (965) .
[ (2) ] الثقات 3/ 77، تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الجرح والتعديل 3/ 416، التاريخ الكبير 2/ 281.
[ (3) ] في أصريعا في صحة صحبته.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 109، أسد الغابة ت (967) .
[ (5) ] في أنفيل بن المحلى.(1/692)
1495- الحارث بن معمّر [ (1) ]-
بالتشديد- ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ، والد حاطب وجدّ الحارث بن حاطب الماضي قريبا.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن هاجر إلى الحبشة. فهؤلاء ثلاثة في نسق من مهاجرة الحبشة: الحارث، وأبوه حاطب. وجدّه الحارث.
وأما ما رواه ابن عائذ، ومن طريقه ابن مندة من رواية عطاء الخراسانيّ عن أبيه عن ابن عباس في مهاجرة الحبشة: الحارث بن معمر، فولد له بها حاطب بن الحارث، فهو غلط بيّن، والّذي ولد له هو حاطب، والمولود، الحارث بن حاطب، كما مضى، ويأتي.
1496- الحارث بن نبيه [ (2) ] :
والد أنس بن الحارث. له ولابنه صحبة.
وقد تقدم ذكر ابنه.
ذكره أبو عبد الرّحمن السّلميّ في أصحاب الصّفّة.
وروى عنه ولده أنس حديثا استدركه أبو موسى. وقد مضى له ذكر في أنس بن الحارث.
1497- الحارث بن نضر السّهميّ.
أو الحارث بن سهم البصريّ.
ذكر له الزّبير بن بكّار في «الموفقيّات» من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة شعرا في الأنصار، أوله:
يا لقومي لخفّة الأحلام ... وانتظاري لزلّة الأقدام
قبل كانوا من الدّعاة إلى ... الله وكانوا أزمّة الإسلام
إنّ ذا الأمر دوننا لقريش ... وقريش هم ذوو الأحلام
[الخفيف] وقد ذكر وثيمة أن المهاجرين والأنصار لما تنازعوا في الخلافة قام الحارث بن النضر الأنصاري يخاطب قومه، فذكر البيت الأول والثالث وزاد:
فاتّقوا اللَّه معشر الأوس والخزرج ... واخشوا عواقب الأيّام
[الخفيف]
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (968) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 109، أسد الغابة ت (970) .(1/693)
وذكر له شعرا آخر في تأمير خالد بن الوليد على قتال أهل الردّة باليمامة، وهذا بخلاف ما سمّى الزبير أباه ونسبته، فاللَّه أعلم.
1498- الحارث بن نضر
بن الحارث الأنصاريّ.
ذكر العدويّ في نسب الأنصار أنّ له صحبة. وذكر القداح أنه شهد بيعة الرّضوان، ولأبيه صحبة. واختلفوا في ضبط اسمه كما سيأتي.
1499- الحارث بن النعمان [ (1) ]
بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ النجاريّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بمؤتة، وكذا قال أبو الأسود عن عروة. وقال العدوي: شهد بدرا وأحدا والمشاهد إلى أن قتل بمؤتة.
قلت: الصّحيح أن الّذي شهد بدرا هو الّذي بعده.
1500- الحارث بن النّعمان [ (2) ]
بن أميّة بن امرئ القيس بن البرك بن ثعلبة بن عمرو ابن عوف بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ.
قال ابن سعد: ذكره في البدريّين موسى بن عقبة وابن عمارة وأبو معشر والواقديّ، ولم يذكره ابن إسحاق.
قلت: وذكره أيضا أبو الأسود عن عروة وابن الكلبيّ.
وروى الطّبرانيّ من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكر فيمن شهد صفّين مع عليّ.
وقال ابن مندة: لا يعرف له حديث.
1501- الحارث [ (3) ]
بن النعمان بن خزمة بن أبي خزمة- وقيل خزيمة- بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره عبدان في الصّحابة، وفرّق بينه وبين حارثة بن النعمان.
1502- الحارث
بن النّعمان بن رافع بن ثعلبة بن جشم الأوسيّ [ (4) ] .
قال ابن مندة: روى حديثه سليمان بن عبيد اللَّه، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (971) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (972) ، الاستيعاب ت (422) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (973) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 110، التحفة اللطيفة 1/ 440.
[ (4) ] أسد الغابة ت (974) .(1/694)
عبد الكريم الجزريّ، عن ابن الحارث بن النعمان، عن أبيه.
1503- الحارث بن النعمان.
يأتي في حارثة بن النعمان
1504- الحارث بن نفيع [ (1) ] .
يقال: هو اسم أبي سعد بن المعلّى.
1505- الحارث بن نوفل [ (2) ]
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، والد عبد اللَّه الملقب ببّة- بموحّدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة.
ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: ولّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعض أعمال مكة وكذا قال الزبير بن بكّار.
وقال ابن أبي خيثمة: حدّثنا مصعب، قال: الحارث بن نوفل له صحبة ورواية وولد له في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه الملقب ببّة.
وقال الزبير بن بكّار: كان نوفل أسنّ ولد أبيه، وكان له من الولد الحارث، وبه كان يكنّى، وهو أكبر ولده.
وروى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق عبد اللَّه بن الحارث أنّ أباه كان على مكة.
وروى ابن السّكن والطّبرانيّ من طريق عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن أبيه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول، فإذا قال حيّ على الصلاة قال: «لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» [ (3) ]
وله أحاديث أخر.
وأخرج النّسائيّ من طريق أبي مجلز عن الحارث بن نوفل عن عائشة: كنت أفرك المنيّ من ثوب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (4) ] . فذكر المزّي أنه الحارث هذا.
وعند ابن حبّان أنه غيره، فإنه ذكر الحارث بن نوفل بن الحارث في الصحابة، وذكر الرّاوي عن عائشة في التّابعين، وهو الأظهر.
وذكر ابن الكلبيّ أنه سبب نزول قوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ...
[الأنفال: 33] الآية.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (975) .
[ (2) ] طبقات ابن سعد 3/ 1، 295، الجرح والتعديل 5/ 67 تاريخ الإسلام 2/ 26، أسد الغابة ت (976) ، الاستيعاب ت (421) .
[ (3) ] أخرجه عبد الرزاق (1846) وانظر المجمع 1/ 331 والكنز (2327) .
[ (4) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 155 عن عائشة ... الحديث كتاب الطهارة باب المني يصيب الثوب حديث رقم 371، 372 والنسائي في السنن 1/ 156 عن عائشة ... كتاب الطهارة باب فرك المني من الثوب (188) حديث رقم 296، 297، وأحمد في المسند 6/ 132، 213.(1/695)
وقال أبو حاتم: مات بالبصرة في آخر خلافة عثمان.
قال ابن سعد: أخبرني علي بن عيسى بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث، قال:
صحب الحارث بن نوفل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فاستعمله على بعض عمله بمكة وأقرّه أبو بكر وعمر وعثمان، ثم انتقل إلى البصرة، واختطّ بها دارا، ومات بها في آخر خلافة عثمان.
وقال غيره من أهل بيته مات زمن معاوية، وكان يشبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
[وأما الزبير بن بكّار فذكر هذا الكلام الأخير في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن نوفل] [ (1) ] .
1506- الحارث بن أبي هالة،
أخو هند بن أبي هالة، ربيب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. يأتي نسبه في ترجمة أخيه.
ذكر ابن الكلبيّ وابن حزم أنه أول من قتل في سبيل اللَّه تحت الركن اليماني.
وقال العسكريّ في «الأوائل» : لما أمر اللَّه نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يصدع بما أمره قام في المسجد الحرام فقال: «قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا» [ (2) ] .
فقاموا إليه فأتى الصريخ أهله، فأدركه الحارث بن أبي هالة فضرب فيهم فعطفوا عليه فقتل، فكان أول من استشهد.
وفي الفتوح لسيف عن سهل بن يوسف عن أبيه، قال عثمان بن مظعون: أول وصية أوصانا بها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما قتل الحارث بن أبي هالة ونحن أربعون رجلا بمكة أحد على مثل ما نحن عليه ... فذكر الحديث.
1507- الحارث بن هانئ
بن أبي شمر بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الكندي [ (3) ] .
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد يوم ساباط [ (4) ] بالمدائن، وكان في ألفين وخمسمائة في العطاء.
وأخرجه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى، وابن فتحون.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 492، 4/ 63، 341، 5/ 371، 376 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 21، وابن سعد في الطبقات 6/ 27 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 263، وابن عساكر في التاريخ 1/ 324.
[ (3) ] أسد الغابة ت (977) .
[ (4) ] (ساباط كسرى) : قرية كانت قريبا من المدائن، عندها قنطرة على نهر الملك، وكأنّ القرية سميت بالقنطرة لأنها ساباط. وساباط: بليدة معروفة بما وراء النهر على عشرة فراسخ من خجند. انظر:
مراصد الاطلاع 2/ 680.(1/696)
1508- الحارث بن هشام [ (1) ] ،
أبو عبد الرحمن الجهنيّ. مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى.
1509- الحارث بن هشام [ (2) ] ،
[بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم] [ (3) ] .
أبو عبد الرّحمن القرشيّ المخزوميّ. أخو أبي جهل، وابن عمّ خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.
حديثه في الصحيحين عن عائشة أنّ الحارث بن هشام سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ الحديث.
ووقع في رواية لأحمد والبغويّ عن عائشة عن الحارث بن هشام.
وروى له ابن ماجة حديثا آخر، من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تزوّج أم سلمة في شوّال [ (4) ] .. الحديث.
قال الزّبير: كان شريفا مذكورا مدحه كعب بن الأشرف اليهودي، وشهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين، وكان فيمن انهزم، فعيّره حسان بن ثابت، فقال:
إن كنت كاذبة الّذي حدّثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرّة ولجام [ (5) ]
[الكامل]
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (978) ، الاستيعاب ت (453) .
[ (2) ] طبقات ابن سعد 5/ 444- 7، 404، طبقات خليفة ت 2819 المعارف 281، الجرح والتعديل- القسم الثاني من المجلد الأول 92، المستدرك 3/ 277، وما بعدها، تاريخ ابن عساكر 4/ 768، تهذيب الكمال ص 223، العبر 1/ 22، تذهيب التهذيب 1/ 116، تاريخ الإسلام 2/ 25، البداية والنهاية 7/ 93، العقد الثمين 4/ 32، تهذيب التهذيب 2/ 161، خلاصة تذهيب الكمال 69، تهذيب ابن عساكر 4/ 8، أسد الغابة ت (979) ، الاستيعاب ت (542) .
[ (3) ] سقط في د.
[ (4) ] أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 285 عن أنس وعن أبي سعيد الخدريّ ولفظة تزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أم سلمة على متاع بيت قيمته عشرة دراهم. قال الهيثمي رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير وفيه الحكم بن عطية وهو ضعيف ورواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن الأزهر وهو متروك.
[ (5) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (979) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (452) وفي ديوان حسان 292.(1/697)
فأجابه الحارث:
اللَّه يعلم ما تركت قتالهم ... حتّى رموا فرسي بأشقر مزبد [ (1) ]
فعلمت أنّي إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يبكي عدوّي مشهدي
ففررت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد
[الكامل] ويقال: إن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار.
قال الزّبير: ثم شهد أحدا مشركا حتى أسلم يوم فتح مكة، ثم حسن إسلامه. قال:
وحدثني عمي، قال: خرج الحارث في زمن عمر بأهله وماله من مكة إلى الشام، فتبعه أهل مكّة، فقال: لو استبدلت بكم دارا بدار ما أردت بكم بدلا ولكنها النقلة إلى اللَّه، فلم يزل مجاهدا بالشام حتى ختم اللَّه له بخير.
وله ذكر في ترجمة سهيل بن عمرو، قال الواقديّ عند أهل العلم بالسير من أصحابنا أن الحارث بن هشام مات في طاعون عمواس.
وقال المدائنيّ: استشهد يوم اليرموك وكذا ذكره ابن سعد عن حبيب بن أبي ثابت.
وأما ما رواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن- أنّ الحارث بن هشام كاتب عبدا له. فذكر قصة فيها: فارتفعوا إلى عثمان.
فهذا ظاهره أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان، لكن ابن لهيعة ضعيف ويحتمل أن تكون المحاكمة تأخرت بعد وفاة الحارث.
قال الزّبير: لم يترك الحارث إلا ابنه عبد الرحمن، فأتى به وبناجية بنت عتبة بن سهل بن عمرو إلى عمر، فقال: زوّجوا الشريدة بالشريد، عسى اللَّه أن ينشر منهما، فنشر اللَّه منهما ولدا كثيرا.
وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر:
أظننت أنّ أباك حين تسبّني ... في المجد كان الحارث بن هشام [ (2) ]
أولى قريش بالمكارم والنّدى ... في الجاهليّة كان والإسلام
[الكامل]
__________
[ (1) ] تنظر هذه الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (454) وأسد الغابة البيت الأول فقط منها ترجمة رقم (979) ، وفي ديوان حسان 366.
[ (2) ] ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (452) .(1/698)
وقال الزّبير بن بكّار في الموفقيّات، من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة- قال: فقام الحارث بن هشام، وهو يومئذ سيّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: واللَّه لولا قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «الأئمّة من قريش» [ (1) ] ، ما أبعدنا منها الأنصار، ولكانوا لها أهلا، ولكنه قول لا شك فيه، فو اللَّه لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لصيّر اللَّه هذا الأمر فيه.
وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز:
إنّي بربّي والنّبيّ مؤمن ... والبعث من بعد الممات موقن
أقبح بشخص للحياة موطن
[الرجز]
1510 ز- الحارث بن أبي وجزة
بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن أميّة الأمويّ.
قال البلاذريّ: اسم أبي وجزة تميم. وكان قد عمّر.
وذكر الواقديّ والزّبير أنه شهد بدرا مع المشركين فأسره سعد بن أبي وقّاص.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمّرين» ، قال: قالوا كان في الحارث جفاء، وكان آدم طويلا، فصلّى خلف عمر فسمعه يقول: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [المنافقون: 4] فقال: أبي تعرّض يا بن الخطاب؟ واللَّه لا أصلّي خلفك أبدا، وأشار المرزبانيّ إلى خبره هذا في «معجم الشّعراء» . وزاد أنه عاش حتى أقعدت رجلاه. وقال في ذلك:
كبرت وأبلتني اللّيالي ومن يعش ... كما عشت يصبح ذا وساوس مقعدا
وقصري وإن عمّرت عشرين حجّة ... فناء ولا يبقى الزّمان مخلّدا
[الطويل] وذكر البلاذريّ أن عمر سمع الحارث بن أبي وجزة يمدح خالد بن الوليد فنهاه وقال: إن حب الفخر مفسد للدين.
قلت: لم أر للحارث هذا في كتب من صنّف في الصّحابة ذكرا، وهو على شرطهم:
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 183، 129، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 170، الطبراني في الكبير 1/ 224، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 121، والحاكم في المستدرك 4/ 76 والهيثمي في الزوائد 5/ 195 وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقي قال الحاكم حدث بغير حديث لم يتابع عليه، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14792، 33800.(1/699)
فإنه كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وعاش إلى خلافة عمر، ولم يبق بمكة بعد الفتح قرشي كافرا كما مرّ، بل شهدوا حجة الوداع كلهم مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كما صرح به ابن عبد البر.
1511 ز- الحارث بن وحشي
بن مالك الجنبي، جدّ أبي ظبيان وحصين بن جندب.
تقدم ذكره في جندب بن الحارث.
1512 ز- الحارث بن وهب [ (1) ] ،
ويقال وهبان، من بني عدي بن الدئل. له وفادة.
وقد تقدم ذلك في ترجمة أسيد بن أبي إياس في الهمزة.
وللحارث بن وهب قصّة مع عمر ذكرها الزّبير في «الموفقيّات» عن يحيى بن محمّد بن عبد اللَّه بن ثوبان، عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة، عن أبيه، قال: عزل عمر أبا موسى عن البصرة وقدامة بن مظعون وأبا هريرة والحارث بن وهب أحد بني ليث بن بكر، وشاطرهم أموالهم- فذكر القصة، وفيها: وقال للحارث: ما أعبد وقلاص بعتها بمائة دينار؟
قال: خرجت بنفقة معي فتجرت فيها. قال: إنا واللَّه ما بعثناك للتجارة في أموال المسلمين.
ثم أمره أن يحملها، فقال: واللَّه لا عملت لك عملا بعدها. قال: تيدك [ (2) ] حتى أستعملك.
1513- الحارث بن يزيد [ (3) ]
بن أنيسة، ويقال ابن نبيشة، ويقال ابن أبي أنيسة، من بني معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
ذكر ابن إسحاق في السيرة عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش، قال:
قال لي القاسم بن محمّد: نزلت هذه الآية: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً [النساء: 92] في جدّك عياش بن أبي ربيعة، والحارث بن زيد أخي بني معيص بن عامر.
وكان يؤذيهم بمكّة وهو كافر، فلما هاجر الصّحابة أسلم الحارث، ولم يعلموا بإسلامه، وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرّة لقيه عيّاش بن أبي ربيعة، وظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله، فنزلت هذه الآية.
ورواه البلاذريّ وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجّيّ، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق، لكن قال: عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه، وسماه الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة [ (4) ] ، وقال فيه: وكان الحارث قد أعان على ربط عياش بن أبي
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (980) .
[ (2) ] يقال: تيدك يا هذا أي اتّئد، والتّيد: التّرفق. اللسان 1/ 459.
[ (3) ] أسد الغابة ت (982) ، الاستيعاب ت (455) .
[ (4) ] في أابن نبيشة.(1/700)
ربيعة، فحلف لئن أمكنته منه فرصة ليقتلنه.. فذكر القصة بطولها.
وأخرجها الكلبيّ في تفسيره مطوّلة، وفيه ما يدلّ على أنه جاء مسلما إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يلقاه عيّاش.
وروى ابن جرير، من طريق ابن جريج، عن عياش، عن عكرمة، قال: كان الحارث ابن يزيد بن أنيسة يعذّب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل.. فذكر نحو هذه القصة.
وروى ابن أبي حاتم في «التّفسير» ، من طريق سعيد بن جبير، أنّ عيّاش بن أبي ربيعة حلف ليقتلنّ الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤيّ، فذكر نحوه.
وروى الطّبرانيّ من طريق السّدّي القصة بطولها، ولم يسمّه، ومن طريق مجاهد، ولم يسمّه أيضا، وفي سياقه ما يدل على أنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعد أن أسلم ثم خرج فقتله عيّاش، واللَّه أعلم.
وبهذا يصح أن يكون صحابيا.
وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتّعديل» : الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة هو الّذي قتله عياش بن أبي ربيعة بالبقيع بعد قدومه المدينة، وذلك بعد أحد.
وأخرجه ابن عبد البرّ في موضعين، سمى أباه في أحدهما زيدا، وفي الآخر يزيد:
فظنه اثنين، وهما واحد. واللَّه أعلم.
1514- الحارث بن يزيد العامري [ (1) ]-
آخر. شهد الفتوح بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره سيف، وروى عن عمر أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل عمرو بن مالك بن عتبة بن وهيب مقدمة العسكر إلى هيت ليحاصرها، فحاصرها عمرو وترك الحارث بن يزيد العامريّ على نصف العسكر، وتقدم هو إلى قرقيسياء فذكر القصّة.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.
استدركه ابن فتحون.
1515- الحارث بن يزيد الجهنيّ [ (2) ] .
قال عبدان: سمعت أحمد بن سيّار يقول: لا يعرف له حديث إلا أنه مذكور في حديث أبي اليسر، وأشار إلى ما أخرجه هو وعبد الغني بن سعيد في «المبهمات» من طريق ابن وهب عن يونس، عن ابن شهاب، عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (985) ، الاستيعاب ت (454) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 111، التحفة اللطيفة 1/ 451، أسد الغابة ت (983) .(1/701)
جابر، قال: قال أبو اليسر: وكان لي على الحارث بن يزيد الجهنيّ مال فطال حبسه إياي..
الحديث.
رجاله ثقات مع انقطاعه، وأصله في صحيح مسلم عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحيّ من الأنصار، فكان أول من لقينا أبا اليسر، فقال أبو اليسر: كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال ... فذكر الحديث.
قلت: والحرامي مضبوط بالمهملتين، وهو في الأنصار، فيحتمل أن يكون جهنيّا حليفا للأنصار.
ووجدت له حديثا من روايته، لكن إسناده ضعيف، أخرجه أبو موسى في «الذّيل» من طريق بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن الحارث بن زياد، عن الحارث ابن يزيد الجهنيّ، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى أن يبال في الماء المجتمع المستنقع [ (1) ] .
1516- الحارث بن يزيد البكري [ (2) ] .
تقدم في الحارث بن حسان.
1517 ز- الحارث- غير منسوب [ (3) ] .
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه. له صحبة.
وروى النّسائيّ من طريق حبيب بن سبيعة، عن الحارث- أنّ رجلا كان عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فمرّ به رجل فقال: يا رسول اللَّه، إني أحبّه ... الحديث.
أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه.
وقال مبارك بن فضالة وحسين بن واقد وغيرهما: عن ثابت، عن أنس. فاللَّه أعلم.
1518 ز- الحارث- غير منسوب-
قال البخاري: إن لم يكن ابن نوفل فلا أدري.
روى عنه ابنه عبد اللَّه. وقال ابن عبد البرّ: روى الحارث أبو عبد اللَّه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الصّلاة على الميت يرويه عنه علقمة بن مرثد، عن عبد اللَّه بن الحارث عن أبيه. قال ابن الأثير: هو الحارث بن نوفل، كرره أبو عمر بلا فائدة. انتهى.
والجزم بكونه ابن نوفل عجيب، فإن الحديث عند البغوي وابن شاهين والباوردي والطّبرانيّ وغيرهم من طرق مدارها على ليث بن أبي سليم عن علقمة عن عبد اللَّه بن الحارث عن أبيه، ولم يقع في رواية أحد منهم أنه الحارث بن نوفل، لكنهم أوردوه في
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم من حديث جابر 1/ 235/ (94/ 281) .
[ (2) ] ذيل الكاشف 222، أسد الغابة ت (984) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (986) .(1/702)
ترجمة الحارث بن نوفل، فهو على الاحتمال، أمّا الجزم بذلك فلا، فلا لوم على ابن عبد البر.
1519- الحارث المليكي [ (1) ] .
ذكره ابن عبد البرّ، وساق له من طريق سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد اللَّه بن الحارث المليكي، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير»
[ (2) ] .
قلت: وأنا أخشى أن يكون صحّفه، فإن الطّبرانيّ أخرج هذا الحديث من هذا الوجه، فقال: عن يزيد بن عبد اللَّه بن غريب عن أبيه عن جدّه، فذكره سواء. وإنما لم أورده في القسم الأخير، لاحتمال أن يكون عند راويه على الوجهين.
1520 ز- الحارث النّهمي-
بكسر النون وسكون الهاء يأتي في العريان في حرف العين.
1521 ز- الحارث الطائفي.
يأتي ذكره في ترجمة ولده حكيم بن الحارث إن شاء اللَّه تعالى.
1522- الحارث الغامديّ.
تقدم ذكره في ترجمة ولده الحارث بن الحارث، ولعله الحارث بن يزيد المتقدّم قريبا.
ذكر من اسمه حارثة
1523- حارثة بن الأضبط [ (3) ] ،
ويقال حارثة الأضبط السلميّ. تقدم في الهمزة.
1524 ز- حارثة بن جابر العبديّ،
من عبد القيس.
له وفادة، يأتي ذكرها في ترجمة صحار بن العباس العبديّ إن شاء اللَّه تعالى.
1525- حارثة بن جبلة [ (4) ]
بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ. سبق ذكر أبيه في الجيم.
__________
[ (1) ] الاستيعاب 1/ 305، أسد الغابة ت 414، تجريد أسماء الصحابة 1/ 109.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 34، 252 ومسلم في الصحيح 2/ 683 كتاب الزكاة باب (6) ثم مانع الزكاة حديث رقم (26/ 987) والترمذي في السنن 4/ 148 كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء من فضل من ارتبط فرسا في سبيل اللَّه (10) حديث رقم 1636 والنسائي في السنن 6/ 214 أول كتاب الخيل باب (1) حديث رقم 3561، وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 932 كتاب الجهاد (24) باب النية في القتال (13) حديث رقم 2787، 2788 وأحمد في المسند 2/ 49، 57، 101، 112 والطبراني في الكبير 2/ 385، والمتقي الهندي كنز العمال حديث رقم 35244، 35245.
[ (3) ] أسد الغابة ت (987) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (988) .(1/703)
وأما هذا فذكره عبدان في الصحابة. وتبعه أبو موسى.
1526- حارثة بن حمير الأشجعي [ (1) ] .
حليف بني سلمة.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ويونس بن بكير عن ابن إسحاق في البدريين.
وقال إبراهيم بن سعد: خارجة- بالمعجمة ثم بالجيم. واختلف في ضبط أبيه فقال الأولون: جميرة بالمعجمة مصغّرا. وقال الطّبري: بالمهملة مصغّر، مثقّل بلا هاء.
وحكى أبو موسى عن ابن أبي حاتم أنه بالجيم والزاي. واللَّه أعلم.
1527- حارثة بن الرّبيع [ (2) ]
الأنصاريّ. ذكره عبدان وأبو بكر بن علي في الصحابة.
واستدركه أبو موسى، وأنا أخشى أن يكون هو حارثة بن سراقة المذكور بعده، فنسب إلى أمه وهي الربيع بتشديد التحتانية. كما سيأتي.
1528 ز- حارثة بن زيد [ (3) ]
بن أبي زهير بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجيّ. ذكره المسيبي عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
وخالفه إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح، فقال: خارجة بالمعجمة والجيم.
1529- حارثة بن سراقة [ (4) ]
بن الحارث بن عديّ بن مالك بن عامر بن غنم بن عديّ ابن النجار الأنصاريّ النجاريّ [ (5) ] وأمه الرّبيّع بنت النّضر عمة أنس بن مالك.
استشهد يوم بدر.
وروى أحمد والطّبرانيّ من طريق حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس، والبخاريّ والنسائيّ من غير وجه عن حميد عن أنس، والترمذيّ من طريق سعيد عن قتادة عن أنس، فاتفقوا على أنه قتل يوم بدر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (990) ، الاستيعاب ت (465) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (991) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (992) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (993) ، الاستيعاب ت (459) ، الثقات 3/ 80، تجريد أسماء الصحابة 1/ 112، تصحيفات المحدثين 976 الجرح والتعديل 1/ 145، الاستبصار 1/ 42، شذرات الذهب 1- 9 أصحاب بدر 224، المشتبه 126.
[ (5) ] في أالخزرجي.(1/704)
وفي رواية ثابت أنه خرج نظّارا فأصيب فأتت أمّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت: قد عرفت موضع حارثة مني ... الحديث.
وفيه: وإنه في الفردوس.
وهكذا ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدرا وقتل بها من المسلمين، ولم يختلف أهل المغازي في ذلك.
واعتمد ابن مندة على ما وقع في رواية لحماد بن سلمة، فقال: استشهد يوم أحد، وأنكر ذلك أبو نعيم فبالغ كعادته.
ووقع في رواية الطّبرانيّ من طريق حماد، والبغويّ من طريق حميد- أنه قتل يوم أحد. فاللَّه أعلم. والمعتمد الأول.
1530- حارثة بن سهل [ (1) ]
بن حارثة بن قيس بن عامر بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف الأنصاريّ.
ذكره الطّبريّ وابن شاهين وابن القدّاح فيمن استشهد بأحد.
وقال العدويّ: لم يختلفوا في أنه شهدها واستدركه أبو موسى وابن فتحون.
1531- حارثة بن شراحيل [ (2) ]
بن كعب بن عبد العزّى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ودّ بن زيد بن اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبيّ، والد زيد بن حارثة، وجدّ أسامة بن زيد. وسبق ذكر حفيده حارثة بن جبلة بن حارثة قريبا.
روى ابن مندة والحاكم من طريق يحيى بن أيوب بن أبي عقال: حدثنا عمّي زيد عن أبيه أبي عقال وهب بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن، عن أبيه أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا أباه حارثة بن شراحيل إلى الإسلام فأسلم.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
ورويناه في «فوائد» تمام في نحو ورقتين، ورجال إسناده مجهولون من يحيى إلى زيد بن الحسن بن أسامة، والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلب ولده زيد فخيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فاختار صحبة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وسيأتي ذلك في زيد، ولم أر لحارثة ذكر إسلام إلا من هذا الوجه.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (994) .
[ (2) ] التمييز والفصل 1/ 459، أسد الغابة ت (995) .(1/705)
1532- حارثة بن عدّي:
بن أمية [ (1) ] بن الضّبيب الجذامي [ (2) ] الضّبيبي- بالمعجمة والموحدة مصغّرا.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.
وكذا قال ابن ماكولا.
وروى أبو بشر الدّولابيّ وابن مندة من طريق ولده عنه، قال: كنت في الوفد أنا وأخي ... فذكر الحديث، وفيه: اللَّهمّ بارك لحارثة في طعامه.
وسيأتي في ترجمة أخيه مخرمة.
وقال أبو عمر: مجهول لا يعرف. وقد ذكره البخاريّ.
1533- حارثة بن عمرو
الأنصاريّ الساعديّ. قتل يوم أحد. ذكره أبو عمر مختصرا.
ويحتمل أن يكون هو خارجة بن عمرو الآتي في الخاء المعجمة.
1534- حارثة بن قطن
بن زابر بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب الكلبيّ.
روى ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبي بإسناد له قال: وفد حصن وحارثة ابنا قطن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلما، وكتب لهما كتابا ... فذكر الحديث. وفيه: فقال حصن من أبيات:
وجدتك يا خير البريّة كلّها ... نبتّ كريما في الأرومة من كعب
[الطويل] وروى ابن سعد عن هشام بن الكلبيّ بإسناد آخر قصة أخرى في وفادة حارثة المذكور سيأتي إسنادها في ترجمة حمل بن سعد أنه الكلبيّ إن شاء اللَّه تعالى، وفيه
أنه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب كتابا لحارثة بن قطن: «هذا كتاب من محمّد رسول اللَّه لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب مع حارثة بن قطن: لنا الصّاخبة من البغل، ولكم الصّامت من النّخل، على الحارثة العشر، وعلى العامرة نصف العشر ... »
فذكر الكتاب.
1535 ز- حارثة بن قعين
بن جليد بن حديد الطّائي، من بني طريف بن مالك.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 112، الجرح والتعديل 3/ 1135، التحفة اللطيفة 1/ 447، التاريخ الكبير 3/ 94، لسان الميزان 2/ 161. الأعلمي 15/ 215.
[ (2) ] في أالجذامي ثم الضبيبي.(1/706)
ذكره ابن شاهين في ترجمة زيد الخيل، وروى بسنده عن هشام بن الكلبي أنه ذكره فيمن وفد مع زيد.
ورأيته في نسخة قديمة من ابن شاهين بالجيم. والصّواب أنه بالحاء المهملة.
1536 ز- حارثة بن مالك.
في الحارث بن مالك.
1537- حارثة بن النعمان
بن نفع [ (1) ] بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة وابن سعد فيمن شهد بدرا، وقد ذكره ابن إسحاق إلا أنه سمى جدّه رافعا. وقال ابن سعد: يكنى أبا عبد اللَّه.
روى النّسائيّ من طريق الزهريّ عن عروة عن عائشة عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: قال: «دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت: من هذا؟ فقيل: حارثة بن النّعمان» [ (2) ] فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
«كذلكم البرّ» .
وكان برّا بأمه، وهو عند أحمد من طريق معمر عن الزهري، عن عروة أو غيره، ولفظه: كان أبرّ الناس بأمه.
إسناده صحيح.
وروى أحمد والطّبرانيّ من طريق الزهري: أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان، قال: مررت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه جبرائيل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلما رجعت قال: «هل رأيت الّذي كان معي» ؟ قلت: نعم، قال: «فإنّه جبريل، وقد ردّ عليك السّلام» .
إسناده صحيح أيضا.
وروى ابن شاهين من طريق المسعودي عن الحكم عن القاسم أنّ حارثة أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يناجي رجلا، ولم يسلم، فقال جبرائيل: أما إنّه لو سلّم لرددنا عليه، فقال لجبرائيل:
وهل تعرفه! فقال: نعم هذا من الثّمانين الّذين صبروا يوم حنين، رزقهم ورزق أولادهم على الجنّة» .
__________
[ (1) ] تاريخ الإسلام 2/ 215، مجمع الزوائد 9/ 313، مسند أحمد 5/ 433. طبقات ابن سعد 3/ 487، التاريخ الكبير 3/ 93، معجم الطبراني 3/ 256، المستدرك 3/ 208، الاستبصار 59/ 60.
[ (2) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 208 وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي على ذلك بقوله خ. م والهيثمي في الزوائد 9/ 316.(1/707)
ورواه الحارث من وجه آخر عن المسعوديّ فقال: عن القاسم عن الحارث بن النعمان، كذا قال.
ورواه الطّبرانيّ من طريق ابن أبي ليلى عن الحكم
فقال: عن ابن عباس، فذكره نحوه.
وله حديث آخر عند أحمد وغيره، ورواه البخاريّ في التّاريخ من طريق ثابت عن عبد اللَّه بن رباح- أنّ حارثة بن النعمان قال لعثمان: إن شئت قاتلنا دونك.
وقال مقسم بن سعد: أدرك خلافة معاوية ومات فيها بعد أن ذهب بصره.
وروى الطّبرانيّ والحسن بن سفيان من طريق محمد بن أبي فديك، عن محمد بن عثمان، عن أبيه. قال: كان حارثة بن النّعمان- وفي رواية له: عن حارثة بن النعمان، وكان قد ذهب بصره فاتخذ خيطا في مصلاه إلى باب حجرته، فكان إذا جاء المسكين أخذ من مكتله شيئا، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك، فيقول: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «مناولة المسكين تقي مصارع السّوء» .
1538- حارثة بن وهب
الخزاعي [ (1) ] ، أمه أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية، فهو أخو عبيد اللَّه بن عمر لأمه. وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعن حفصة بنت عمر وغيرها. وله في الصّحيحين أربعة أحاديث، منها قوله: صلّى بنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم آمن ما كان الناس بمنى ركعتين.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ ومعبد بن خالد وغيرهما.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 6/ 26، مسند أحمد 4/ 306، طبقات خليفة 108، 137، التاريخ الكبير 3/ 93، مقدمة مسند بقي بن مخلد 103، المعرفة والتاريخ 2/ 630، 3/ 89، الجرح والتعديل 3/ 255، مشاهير علماء الأمصار، المعجم الكبير 3/ 262: 265، الإكمال 2/ 7، الجمع بين رجال الصحيحين 11 رقم 445، تلقيح فهوم أهل الأثر 178، تهذيب الكمال 5/ 318، تجريد أسماء الصحابة 1/ 113، تحفة الأشراف 3/ 1210، الكاشف 1/ 142، المشتبه من أسماء الرجال 1/ 127، الوافي بالوفيات 11/ 269، العقد الثمين 4/ 40، تهذيب التهذيب 2/ 167، تقريب التهذيب 1/ 146، النكت الظراف 3/ 12، خلاصة تذهيب التهذيب 69، تاريخ الإسلام 2/ 394.(1/708)
[المجلد الثاني]
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
ذكر بقية حرف الحاء
[تتمة القسم الأول]
الحاء بعدها الألف
1539- حازم بن حرملة:
بن مسعود الغفاريّ «1» . له حديث في الإكثار من الحوقلة.
روى عنه أبو زينب مولاه.
أخرجه ابن ماجة، وابن أبي عاصم في الوحدان، والطّبراني وغيرهم: كلّهم في الحاء المهملة، وإسناده حسن.
وذكره ابن قانع في الخاء المعجمة، فصحّف.
1540- حازم بن حرام الجذامي»
: من أهل البادية بالشام.
روى الباوردي والدّولابي والعقيلي من طريق سليمان بن عقبة بن شبيب بن حازم، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه حازم، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بصيد اصطدته من الأردن «3» وأهديتها إليه فقبلها وكساني عمامة عدنيّة، وقال لي: «ما اسمك؟» قلت: حازم. قال «بل أنت مطعم» .
واختصره بعضهم.
واختلف في أبيه، فقيل بمهملتين، وقيل بكسر أوله ثم زاي، واتفقوا على أنه جذامي- بضم الجيم ثم ذال معجمة.
وقال أبو عمر: خزاعيّ- بضم المعجمة ثم زاي. والأول هو الصواب.
__________
(1) ينظر حلية الأولياء 1/ 356، الكاشف 1/ 199، التاريخ الكبير 3/ 109 الطبقات 1/ 33، أسد الغابة ت (1008) .
(2) أسد الغابة ت (1009) ، الاستيعاب ت (467) .
(3) الأردن: بالضم ثم السكون وضم الدال المهملة وتشديد النون والأردن اسم البلد، أهل السير يقولون: إن الأردن وفلسطين ابنا سام بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وهي أحد أجناد الشام الخمسة وهي كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا وما بين ذلك. انظر معجم البلدان 1/ 176.(2/3)
1541- حازم:
غير منسوب «1» .
روى عبدان، ومن طريقه أبو موسى من رواية محمد السعدي- وهو أخو عطية، عن عاصم البصريّ، عن حازم، قال: فرض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم زكاة الفطر طهورا، للصّائم من اللّغو والرّفث» «2» الحديث.
1542 ز- حاصر الجني:
بمهملات: الجنّي، أحد وفد نصيبين. تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجنّي.
1543- حاطب بن أبي بلتعة «3»
: بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها مثناة ثم مهملة مفتوحات، ابن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللّخمي، حليف بني أسد بن عبد العزّى.
يقال: إنه حالف الزّبير. وقيل: كان مولى عبيد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد فكاتبه فأدّى مكاتبته.
اتفقوا على شهوده بدرا، وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إليهم، فنزلت فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ ... [الممتحنة: 1] الآية. فقال عمر: دعني أضرب عنقه.
فقال: إنّه شهد بدرا. واعتذر حاطب بأنّه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله فقبل عذره.
وروى قصته ابن مردويه من حديث ابن عباس، فذكر معنى حديث عليّ، وفيه، فقال:
يا حاطب، ما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال: يا رسول اللَّه كان أهلي فيهم، فكتبت كتابا لا يضرّ اللَّه ولا رسوله.
وروى ابن شاهين «4» والباورديّ والطّبرانيّ، وسمّويه، من طريق الزهريّ، عن عروة، عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، قال: حاطب رجل من أهل اليمن، وكان حليفا للزّبير، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد شهد بدرا، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب حاطب من المدينة إلى كبار قريش ينصح لهم فيه ... فذكر الحديث نحو حديث علي. وفي
__________
(1) أسد الغابة ت (1010) .
(2) أخرجه الدارقطنيّ في السنن 2/ 138 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (24125) وعزاه للدارقطنيّ والبيهقي عن ابن عباس.
(3) أسد الغابة ت (1011) ، الاستيعاب، ت (472) .
(4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 203 والحسين في إتحاف السادة المتقين 7/ 137.(2/4)
آخره: فقال حاطب: واللَّه ما ارتبت في اللَّه منذ أسلمت، ولكنّني كنت امرأ غريبا، ولي بمكة بنون وإخوة ... الحديث. وزاد في آخره: فأنزل اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ... [الممتحنة: 1] الآيات.
ورواه ابن مردويه من حديث أنس، وفيه نزول الآية.
ورواه ابن شاهين من حديث ابن عمر بإسناد قوي.
وروى مسلم وغيره من طريق أبي الزبير عن جابر أنّ عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء يشكو حاطبا، فقال: يا رسول اللَّه، ليدخلنّ حاطب النّار. فقال: «لا، فإنّه شهد بدرا والحديبيّة» .
وروى ابن السّكن من طريق محمد بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن حاطب: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يزوّج المؤمن في الجنّة ثنتين وسبعين زوجة: سبعين من نساء الجنّة، وثنتين من نساء الدّنيا»
«1» . وأغرب أبو عمر، قال: لا أعلم له غير حديث واحد: «من رآني بعد موتي ... »
الحديث.
قلت: وقد ظفرت بغيره كما ترى، ثم وجدت له ثلاثة أحاديث غيرها: أحدها أخرجه ابن شاهين من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه جده، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
ثانيها أخرجه ابن مندة من هذا الوجه مرفوعا. «من اغتسل يوم الجمعة» .. الحديث.
ثالثها أخرجه الحاكم من طريق صفوان بن سليم، عن أنس، عن حاطب بن أبي بلتعة- أنه طلع على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم- وهو يشتدّ وفي يد عليّ بن أبي طالب ترس فيه ماء.. الحديث.
وروى مالك في «الموطأ» قصة مع رفيقه في عهد عمر.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها.
وقال ابن أبي خيثمة: قال المدائني: مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان وله خمس وستون سنة، وكذا رواه الطبراني عن يحيى بن بكير.
__________
(1) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 39 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (39375) وعزاه لابن السكن وابن عساكر عن محمد بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أبيه عن جده.(2/5)
1544- حاطب بن الحارث بن معمر «1»
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي ثم الجمحيّ.
ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وسمى يونس بن بكير وحده في روايته جدّه المغيرة، وغلّطوه.
وذكر الواقديّ وغيره قالوا: إنه هاجر الهجرة الثانية، ومات بأرض الحبشة. وذكره الطبرانيّ فيمن مات بالحبشة هو وأخوه حطّاب.
1545- حاطب بن عبد العزّى:
بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر «2» بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري ابن عم الّذي بعده.
ذكر أبو موسى في الذّيل أنّ عبد اللَّه بن الأجلح عدّه- عن أبيه عن بشر بن تميم وغيره- من المؤلّفة.
1546- حاطب بن عمرو:
بن عبد شمس «3» بن عبد ودّ القرشي ثم العامري، أخو سهيل.
كان حاطب من السابقين، ويقال: إنه أول مهاجر إلى الحبشة، وبه جزم الزهريّ.
واتفقوا على أنه ممن شهد بدرا. وقيل: إنه آخر من خرج إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب.
قال البلاذريّ: هو غلط، وقد قالوا: إنه هو الّذي زوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم سودة بنت زمعة، وهذا يدلّ على أنه رجع من الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة.
1547- حاطب بن عمرو:
بن عتيك بن أمية بن زيد بن مالك «4» بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأنصاري ثم الأوسي.
قال أبو عمر: شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم.
قلت: ولا رأيته عند غيره، وإنما عندهم جميعاً أنه الحارث بن حاطب، وقد تقدم،
__________
(1) التاريخ الصغير 1/ 412، العبر 1/ 84، وأسد الغابة ت (1012) ، الاستيعاب ت (471) .
(2) أسد الغابة ت (1063) .
(3) الثقات 3/ 83، تجريد أسماء الصحابة 1/ 114، الجرح والتعديل 3/ 1351، الوافي بالوفيات 11/ 399، أصحاب بدر 128، المصباح المضيء 1/ 101، العقد الثمين 4/ 45، أسد الغابة ت (1014) ، الاستيعاب ت (470) .
(4) أسد الغابة ت (1015) ، الاستيعاب ت (469) .(2/6)
لكن اسم جدّ حاطب عبيد لا عتيك، فكأنه تصحّف هنا، فاللَّه أعلم هل لحاطب صحبة أم لا؟
1548- حامد الصائدي «1»
: ذكره الأزدي في الصحابة، وقال: لم يرو عنه غير أبي إسحاق، واستدركه أبو موسى.
قلت: لم يذكر البخاريّ أنّ له صحبة. وأما ابن أبي حاتم فقال: حامد الصائديّ، ويقال الشاكريّ، حيّ من همدان.
روى عن سعد بن أبي وقاص. وعنه أبو إسحاق السبيعي. وقال ابن المديني: سمع من سعد، ولا نعرف حاله. انتهى.
قال في التجريد: إنما سمع من سعد. ولا يعرف. وذكره في الميزان بناء على أنه تابعيّ.
1549 ز- حامية بن سبيع الأسدي:
ذكر الواقدي بإسناده في الردة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم استعمله سنة إحدى عشرة على صدقات قومه.
الحاء بعدها الباء
1550- الحباب:
بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة- ابن جبير «2» ، حليف بني أميّة، وابنه عرفطة استشهد يوم الطائف. ذكره أبو عمر وحده، وسمّى الطّبري والده حبيبا، ونسبه، فقال: ابن عبد مناف بن سعد بن الحارث بن كنانة بن خزيمة، وساق نسبه إلى الأزد، ذكر ذلك في ترجمة ولده عرفطة فيمن استشهد بالطائف.
وذكره ابن فتحون في أوهام الاستيعاب أنّ أبا عمر قال: استشهد بالقادسية، وأنه قال في ترجمة عرفطة إنه ابن الحباب بن حبيب، ونسبه لموسى بن عقبة.
وحكى ابن فتحون أيضا خلافا في اسمه: هل هو بالمهملة المضمومة أو بالمعجمة المفتوحة مع تشديد الموحدة؟ وقد بينت ذلك في الخاء المعجمة.
1551- الحباب بن جزء «3»
: بن عمرو بن عامر بن رزاح بن ظفر الأنصاريّ ثم الظفري.
قال ابن ماكولا: له صحبة. وذكره الطبريّ وابن شاهين فيمن شهد أحدا، واستشهد باليمامة. وسمّى ابن القداح أباه جزيّا بالتصغير.
__________
(1) أسد الغابة ت (1016) .
(2) أسد الغابة ت (1017) ، الاستيعاب ت (477) .
(3) أسد الغابة ت (1018) ، الاستيعاب ت (479) .(2/7)
1552- الحباب بن زيد:
بن تيم «1» بن أمية بن خفاف بن بياضة بن خفاف بن سعد بن مرة بن الأوس الأنصاريّ.
ذكر ابن شاهين أنه شهد أحدا وقتل يوم اليمامة، ولم يرو ابن الكلبي أنه قتل باليمامة.
1553- الحباب بن عبد اللَّه:
بن أبيّ [ابن سلول] «2» . يأتي فيمن اسمه عبد اللَّه.
1554 ز- الحباب بن عبد الفزاري:
ذكره البغوي في الصحابة.
وروى هو وإبراهيم الحربي من طريق عبد اللَّه بن حاجب، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنّ الحباب بن عبد أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: ما تأمرني؟ قال: «تسلم ثمّ تهاجر» . ففعل ورجع إلى أهله وماله، فغدا بهم مهاجرا.
1555 ز- الحباب بن عمرو «3»
: الأنصاري، أخو أبي اليسر، ووالد عبد الرحمن مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
روى أحمد وأبو داود والدّارقطنيّ والطبراني من طريق ابن إسحاق عن الخطاب بن صالح عن أمّه، عن سلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس عيلان، قالت: قدم بي عمّي في الجاهلية فباعني من الحباب بن عمرو، فاستسرّني فولدت له عبد الرحمن، فتوفّي فترك دينا، فقالت لي امرأته: الآن تباعين في دينه، فجئت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته، فقال لأبي اليسر:
«أعتقوها، فإذا سمعتم برقيق قدم عليّ فائتوني أعوّضكم» .
ففعلوا، فأعطاه غلاماً فقال: «خذ هذا لابن أخيك» .
تنبيه: ذكر الدّارقطنيّ أنه رأى الحباب بن عمرو هذا في كتاب علي بن المديني بضم أوله ومثناتين، والمشهور أنه بموحدتين.
1556- الحباب بن قيظي:
بن عمرو «4» بن سهل الأنصاري، ثم الأشهلي. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وذكره ابن إسحاق أيضا. وقال ابن ماكولا: قاله بعضهم عن ابن إسحاق بالجيم يعني المفتوحة ثم النون. قال: والمحفوظ بالمهملة.
قلت: وذكره أبو عمر في الخاء المعجمة بعد أن ذكره في المهملة، واستدركه أبو موسى في المعجمة، فوهم، لأن ابن مندة قد ذكره في المهملة. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (1019) ، الاستيعاب ت (475) .
(2) أسد الغابة ت (1020) .
(3) أسد الغابة ت (1021) .
(4) أسد الغابة ت (1022) ، الاستيعاب ت (474) .(2/8)
1557
- الحباب بن المنذر «1» بن الجموح:
بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي- قال ابن سعد وغيره: شهد بدرا، قال:
وكان يكنى أبا عمر، وهو الّذي قال يوم السقيفة: أنا جذيلها المحكّك «2» ، وعذيقها المرجّب «3» ، رواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عروة.
وقال ابن إسحاق في السيرة: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، وغير واحد في قصة بدر. فذكر قول الحباب: يا رسول اللَّه، هذا منزل أنزلكه اللَّه ليس لنا أن نتعدّاه أم هو الرأي والحرب؟ فقال: «بل هو الرّأي والحرب» «4» . فقال الحباب: كلا ليس هذا بمنزل. فقبل منه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق أبي الطفيل، قال: أخبرني الحباب بن المنذر، قال: أشرت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم برأيين، فقبل مني: خرجت معه في غزاة بدر ...
فذكر نحو ما تقدم. قال: وخيّر عند موته فاستشار أصحابه فقالوا: تعيش معنا، فاستشارني فقلت: اختر يا رسول اللَّه حيث اختارك ربك، فقبل ذلك مني.
قال ابن سعد: مات في خلافة عمر، وقد زاد على الخمسين، ومن شعر الحباب بن المنذر:
ألم تعلما للَّه درّ أبيكما ... وما النّاس إلّا أكمه وبصير
بأنّا وأعداء النّبيّ محمّد ... أسود لها في العالمين زئير
نصرنا وآوينا النّبيّ، وما له ... سوانا من أهل الملّتين نصير
[الطويل]
1558 ز- الحباب:
غير منسوب. يأتي في آخر من اسمه عبد اللَّه وقيل هو ابن عبد اللَّه.
__________
(1) أسد الغابة ت (1023) ، الاستيعاب ت (473) ، الأنساب 3/ 278، طبقات ابن سعد 3/ 427، المغازي للواقدي 53، 54، سيرة ابن هشام 1/ 620، 696.
(2) هو تصغير جذل، وهو العود الّذي ينصب للإبل الجربي لتحتكّ به، وهو تصغير تعظيم: أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربي بالاحتكاك بهذا العود انظر النهاية في غريب الحديث 1/ 251.
(3) تصغير العذق: النخلة، وهو تصغير تعظيم، والرجبة: هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، ورجبتها فهي مرجبة، وقد يكون ترجب النخلة بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها، ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات شعبتين وقيل: أراد بالترجيب التعظيم، يقال: رجّب فلان مولاه: أي عظّمه. ومنه سمي شهر رجب، لأنه كان يعظّم. انظر النهاية في غريب النهاية 2/ 197.
(4) انظر تفسير القرطبي 7/ 375.(2/9)
1559 ز- حبّان:
بفتح أوله وتشديد الموحدة- ابن منقذ «1» بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ الخزرجي.
روى الشّافعيّ وأحمد وابن خزيمة وابن الجارود والحاكم والدارقطنيّ، من طريق ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر: كان حبّان بن منقذ رجلا ضعيفا، وكان قد سقع في رأسه مأمومة، فجعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم له الخيار فيما اشترى ثلاثا، وكان قد ثقل لسانه، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بع وقل لا خلابة» «2» . قال: فكنت أسمعه يقول لا حيابة لا خيابة.
وأخرج هذا الحارث في الصحيح من وجه آخر عن ابن عمر بغير تسمية لحبّان.
وزاد الدارقطنيّ في طريق ابن إسحاق قال: فحدثني محمّد بن حبّان، قال: هو جدي، وكانت في رأسه آمّة- فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في تاريخه من طريق ابن إسحاق فقال: هو جدي منقذ بن عمرو.
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة من وجه آخر عن ابن إسحاق، فقال: عن محمد بن يحيى بن يحيى بن حبّان، عن عمه واسع بن حبّان- أنّ جده منقذ بن عمرو كان قد أتى عليه مائة وثلاثون، وكان إذا بايع غبن، فذكر ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إذا بايعت فقل لا خلابة وأنت بالخيار ثلاثا «3» » .
وروى ابن شاهين من طريق عبد اللَّه بن يوسف، عن ابن لهيعة، عن حبّان بن واسع بن حبّان، عن جده- أنه كان ضرير البصر، فجعل له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الخيار ثلاثة أيام، فقال عمر بن الخطاب: أيها الناس، إني لا أجد في بيوعكم أمثل من الّذي جعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لحبّان بن منقذ.
__________
(1) أسد الغابة ت (1025) ، الاستيعاب ت (482) .
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 788 كتاب الأحكام باب 24 الحجر على من يفسد ماله حديث رقم (2354) ، (2355) وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 552 كتاب البيوع باب 28 ما جاء فيمن يخدع في البيع حديث رقم (1250) قال: أبو عيسى الترمذي حديث أنس حسن صحيح غريب والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم أ. هـ وأبو داود في السنن 2/ 305 كتاب البيوع باب في الرجل يقول عند البيع لا خلابة حديث رقم (3500) ، (3501) . والدارقطنيّ في السنن 3/ 55 والحاكم في المستدرك 2/ 22، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 273 وأورده الزيلعي في نصب الراية 4/ 6 وعزاه لابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والبيهقي في المعرفة والسنن.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 86، 157، 59 وأبو داود في السنن 2/ 304 في كتاب البيوع باب في الرجل يقول عند البيع لا خلابة حديث رقم (3500) والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 262، ومالك في الموطأ 685 والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 17 والزيلعي في نصب الراية 4/ 6، 7، 8.(2/10)
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط والدارقطنيّ من طريق يحيى بن بكير عن ابن لهيعة، فقال: حدثني حبّان بن واسع، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة أنه كلّم عمر بن الخطاب في البيوع فذكره، وقال: لا يروى عن محمد إلا بهذا الإسناد.
وروى أصحاب السّنن من رواية سعيد عن قتادة عن أنس أنّ رجلا كان على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتاع وفي عقله ضعف.. الحديث. ولم يسمّه.
والحاصل أنه اختلف في القصّة هل وقعت لحبّان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟
ووجدت لحبّان رواية في حديث آخر
أخرجه الطّبراني من طريق رشدين، عن قرّة، عن ابن شهاب، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أبيه، عن حبّان بن منقذ- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: «نعم، إن شئت» ... الحديث.
قالوا: مات حبّان في خلافة عثمان.
1560- حبّان «1»
: بكسر أوله على المشهور، وقيل بفتحها وهو بالموحدة، وقيل بالتحتانية- ابن بحّ- بضم الموحدة بعدها مهملة ثقيلة.
روى حديثه البغويّ، وابن أبي شيبة، والباورديّ، والطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن حبان بن بحّ صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: أسلم قومي، فأخبرت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جهز إليهم جيشا فأتيته، فقلت له: إن قومي على الإسلام. فذكر الحديث في أنه أذّن، وفي نبع الماء من بيع أصابع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه: «لا خير في الإمارة لرجل مسلم» «2» .
وفيه: «إنّ الصّدقة صداع في الرّأس وحريق في البطن» .
وأخرج له الطبراني من هذا الوجه حديثا آخر. وذكر ابن الأثير أنه شهد فتح مصر، ولم أر ذلك في أصوله، وإنما قال ابن عبد البرّ: يعدّ فيمن نزل مصر.
1561- حبّان بن الحكم السلمي «3»
: روى إبراهيم بن المنذر من طريق محمود بن لبيد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم الفتح: «يا بني سليم، من يأخذ رايتكم؟ قالوا: أعطها حبان بن
__________
(1) أسد الغابة ت (1026) ، الاستيعاب ت (480) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 116، بقي بن مخلد 826، ذيل الكاشف 227.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 42، 5/ 303 والبيهقي في الدلائل 5/ 356 وفي السنن 10/ 86 وانظر المجمع 5/ 204.
(3) أسد الغابة ت (1027) .(2/11)
الحكم الفرار، فكره قولهم الفرّار، ثم أعطاه الراية ثم أعطاه الراية ثم نزعها منه وأعطاها يزيد بن الأخنس.
وشهد حنينا أيضا، وهو أخو معاوية وعليّ وغيرهما بني الحكم، استدركه أبو علي الغسّاني.
1562 ز- الحبحاب «1»
: قيل فيه بموحدتين، والأشهر بمثلثتين «2» . وسيأتي.
1563 ز- حبشيّ «3»
: بضم أوله وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية، وهو اسم بلفظ النسب- ابن جنادة بن نصر بن أمامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل بن مرة بن صعصعة السّلولي- بفتح المهملة وتخفيف اللام المضمومة- نسبة إلى سلول، وهي أم بني مرّة بن صعصعة.
صحابي شهد حجة الوداع، ثم نزل الكوفة- يكنى أبا الجنوب.. بفتح الجيم وضم النون الخفيفة وآخره موحدة.
أخرج حديثه النّسائي والترمذي وصحّحه.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي وعامر الشعبي، وصرّح بسماعه من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال العسكريّ: شهد مع عليّ مشاهده.
1564- حبلة بن مالك الداريّ:
مضى في الجيم.
1565- حبّة:
بالموحدة ابن بعكك. قيل هو اسم أبي السّنابل.
1566- حبّة بن جوين «4»
: يأتي في الرابع
» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1028) .
(2) في ت بمهملتين.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 116، تقريب التهذيب 1/ 148، الجرح والتعديل 3/ 1395، الطبقات 1/ 55، 131، خلاصة تذهيب الكمال 1/ 267 تهذيب الكمال 1/ 225، الوافي بالوفيات 11/ 421، تهذيب التهذيب 2/ 176، الكاشف 1/ 201، التاريخ الكبير 3/ 127، الأنساب 4/ 50، التاريخ لابن معين 2/ 96، العلل لابن حنبل 1/ 173، المسند له 4/ 164، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 89، المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 225، الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/ 848، المعجم الكبير للطبراني 4/ 17: 20، الإكمال لابن ماكولا 2/ 383، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 183، الكامل في التاريخ 4/ 263، تحفة الأشراف للمزي 3/ 13، المشتبه للذهبي 1/ 209، المغني في الضعفاء له 1/ 144، طبقات خليفة 55، 131، تاريخ الإسلام 2/ 91، وأسد الغابة ت (1029) .
(4) التقريب 1/ 148، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 216، أسد الغابة ت (1031) .
(5) هذه التراجم سقطت في أ.(2/12)
1567- حبّة بن خالد الخزاعي «1»
: وقيل العامري، أخو سواء بن خالد. صحابي نزل الكوفة.
روى حديثه ابن ماجة بإسناد حسن من طريق الأعمش، عن أبي شرحبيل، عن حبة، وسواء ابني خالد، قالا: دخلنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يعالج شيئا ... الحديث.
ذكر من اسمه حبيب بالمهملة والموحدتين بوزن عظيم
1568- حبيب بن أسلم الأنصاري:
ذكره ابن أبي حاتم، وقال: إنه بدريّ. وحكى عن أبيه أنه قال: لا أعرفه، وقال أبو عمر في ترجمة حبيب: مولى الأنصار- وقال آخرون:
هو حبيب بن أسلم بني جشم بن الخزرج.
1569- حبيب بن الأسود «2»
: يأتي في الخاء المعجمة.
1570- حبيب بن أسيد «3»
: بالفتح- بن جارية- بالجيم- الثقفي، حليف بني زهرة.
أخو بني بصير.
استشهد باليمامة، ذكره أبو عمر.
1571 ز- حبيب بن أوس:
أو ابن أبي أوس الثقفي. ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر فدلّ على أن له إدراكا، ولم يبق من ثقيف في حجة الوداع أحد إلا وقد أسلم وشهدها، فيكون هذا صحابيّا.
وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
1572- حبيب بن بديل:
بن ورقاء الخزاعي «4» . له ولأبيه ولأخيه عبد اللَّه صحبة.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة.
وروى حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف من رواية أبي مريم عن زرّ بن
__________
(1) أسد الغابة ت (1033) ، الاستيعاب ت (484) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 116، الطبقات 1/ 57، 132، تهذيب التهذيب 2/ 177، خلاصة تذهيب الكمال 1/ 191، تهذيب الكمال 1/ 256، تقريب التهذيب 1/ 148، الكاشف 1/ 201، التاريخ الكبير 3/ 92، الإكمال 2/ 319، بقي بن مخلد 806.
(2) أسد الغابة ت (1036) ، المغازي 169، ابن هشام 1/ 697، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 429. 2/ 14.
(3) أسد الغابة ت (1037) ، الاستيعاب ت (489) .
(4) أسد الغابة ت (1038) .(2/13)
حبيش، قال: قال علي: من ها هنا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فقام اثنا عشر رجلا، منهم قيس بن ثابت، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللَّه يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»
«1» .
1573 ز- حبيب بن بغيض:
يأتي ذكره في حبيب بن حبيب.
1574 ز- حبيب بن تيم الأنصاري:
ذكر ابن أبي حاتم أنه استشهد بأحد. وسيأتي حبيب بن زيد بن تيم، فعله هذا.
1575 ز- حبيب بن جندب:
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يكون بعض الأهلّة أكبر من بعض» .
ذكره سعيد بن السكن، كذا رأيت في المسودة، وراجعت الصحابة لابن السكن فلم أره فيه.
1576- حبيب بن الحارث «2»
: لم يذكر نسبه.
روى ابن مندة من طريق محمد بن عبد الرحمن الطّفاوي، عن العاصي بن عمرو الطّفاوي، عن حبيب بن الحارث وأبي الغادية قالا: خرجنا مهاجرين ومعنا أم أبي الغادية فأسلموا. فقلت: يا رسول اللَّه، أوصني، قال: «إيّاك وما يسوء الأذن»
«3» . وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن الطفاوي، عن العاصي بن عمرو، قال: خرج ...
فذكره مرسلا.
والعاصي مجهول.
ووجدت لحبيب بن الحارث ذكرا في خبر آخر: روى الإسماعيلي في جمعه حديث
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 84 والترمذي (3713) وابن ماجة (121) وابن حبان (2202) والطبري في الكبير 3/ 199 وابن سعد في الطبقات 5/ 235 والحاكم في المستدرك 3/ 110 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 59 والطحاوي في المشكل 2/ 307 وأبو نعيم في الحلية 4/ 23 وذكره الهيثمي في المجمع 7/ 17.
(2) الإكمال 2/ 30، أسد الغابة ت (1039) ، الاستيعاب ت (494) .
(3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 98 وقال رواه عبد اللَّه والطبراني وفيه العاصي بن عمرو الطفاوي وهو مستور روى عنه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وتمام بن بريع وبقية رجال المسند رجال الصحيح، وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 239 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 324، 336.(2/14)
يحيى بن سعيد الأنصاري، من طريق الحسن الجفري، عن يحيى، عن سعيد بن المسيب، قال: بعث عمر عمير بن سعد أميرا على حمص ... فذكر قصة طويلة، وفيها: ثم إن عمر بعث إليه رسولا لا يقال له حبيب بن الحارث.
وقد رواها أبو نعيم من وجه آخر في «الحلية» ، فقال فيها فبعث: إليه رجلا يقال: له الحارث. فاللَّه أعلم.
1577- حبيب بن حباشة «1»
: بن حويرثة بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي ثم الخطميّ.
نسبه ابن الكلبيّ وقال: صلّى عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقال عبدان: توفي من جراحة أصابته ودفن ليلا فصلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على قبره.
وذكر العسكريّ في التصحيف أنه خبيب- بالمعجمة والتصغير، ولن يتابع على ذلك.
1578- حبيب بن حبيب:
بن مروان بن عامر بن ضباري بن حجيّة بن حرقوص بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي ثم المازني.
قال ابن الكلبيّ: كان يقال له حبيب بن بغيض فوفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: أنت حبيب بن حبيب.
قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون.
قلت: وذكر غيره عن هشام بن الكلبي أنه ذكره، وذكر أباه أيضا وأنهما جميعا وفدا.
1579 ز- حبيب بن حبيب:
لعله الّذي قبله.
روى الحاكم من طريق عمرو بن زياد، عن غالب بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لحسان بن ثابت: «قل في أبي بكر شيئا ... » الحديث.
قال الحاكم: اسم جدّ غالب حبيب بن حبيب.
قلت: والراويّ عن غالب متروك. وقال العقيلي: غالب هذا إسناده مجهول.
1580- حبيب بن حماز الأسدي «2»
: قال أبو موسى، عن عبدان: هو من أصحاب
__________
(1) أسد الغابة ت (1040) ، تجريد أسماء الصحابة، الاستبصار 1/ 270، عنوان النجابة 1/ 60.
(2) الثقات 3/ 81 الجرح والتعديل 3/ 461، تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، الطبقات الكبرى 6/ 232، 9/ 45، التاريخ الكبير 2/ 315، أسد الغابة ت (1041) .(2/15)
النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد معه الأسفار، ثم ساق له من طريق الأعمش عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن حبيب بن حماز، قال: كنّا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في سفر فنزل منزلا فتعجّل ناس إلى المدينة ... الحديث.
ورواه غيره من هذا الوجه: فقال: عن حبيب، عن أبي ذرّ.
وذكر حبيبا هذا في التابعين البخاريّ وأبو حاتم والدارقطنيّ وابن حبان وغيرهم، وله ذكر في ترجمة خالد بن عرفطة يأتي.
1581- حبيب بن حمامة «1»
: ويقال ابن أبي حمامة، ويقال ابن حماطة السلمي الشاعر.
ورد ذكره في حديث فيه أن ابن حمامة السلمي قال: يا رسول اللَّه، إني قد أثنيت على ربي. الحديث.
قال أبو موسى، عن عبدان: اسمه حبيب. فاللَّه أعلم.
1582
- حبيب بن خراش «2» العصري:
بفتح المهملتين.
قال ابن مندة: عداده في أهل البصرة.
وروي بإسناد متروك من طريق محمد بن حبيب بن خراش عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «المسلمون إخوة ... » الحديث.
1583- حبيب بن خراش:
بن حريث «3» بن الصامت بن كباس- بضم الكاف وتخفيف الموحدة- ابن جعفر بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظليّ.
نسبه ابن الكلبيّ، وقال: شهد بدرا ومعه مولاه الصامت، وكان حليف بني سلمة من الأنصار.
وذكره ابن سعد والطّبريّ وابن شاهين في الصحابة.
1584- حبيب بن خماشة «4»
: بضم المعجمة وتخفيف الميم- الخطميّ.
روى
__________
(1) أسد الغابة ت (1042) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، أسد الغابة ت (1045) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، أسد الغابة ت (1044) .
(4) أسد الغابة ت (1046) ، الاستيعاب ت (496) .(2/16)
الحارث بن أبي أسامة في مسندة بإسناد فيه الواقدي أنه قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول بعرفة: «عرفة كلّها موقف»
«1» . وسيأتي حبيب بن عمير بن خماشة جدّ أبي جعفر، فلعله هذا نسب لجده، وبذلك جزم أبو عمر.
وتقدم قريبا حبيب بن حباشة وهو غير هذا، لأنه مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1585- حبيب بن ربيّعة «2»
: بالتشديد- السلمي، والد أبي عبد الرحمن، قال ابن حبّان: له صحبة.
روى ابن مندة والخطيب من طريق وهب، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، قال: قال عبد اللَّه بن حبيب أبو عبد الرحمن: كان أبي من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد معه.
روى الخطيب وأبو نعيم من طريق عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن: سمعت حذيفة يقول: إن المضمار اليوم والسباق غدا. فقلت لأبي: يا أبت، أتستبق الناس غدا؟
قال: إنما هو في الأعمال.
1586- حبيب بن ربيعة:
بن عمرو الثقفي «3» . استدركه أبو علي الجياني، وقال: إنه استشهد يوم جسر أبي عبيد.
1587- حبيب بن رياب:
براء وتحتانية- السهمي. يأتي ذكره في ترجمة أخيه وائل.
1588- حبيب بن زيد:
بن تميم «4» بن أسيد بن خفاف الأنصاريّ البياضي.
روى ابن شاهين عن رجاله أنه قتل يوم أحد شهيدا، واستدركه أبو موسى.
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 893 كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (. 2) حديث رقم (149/ 1218) وأبو داود في السنن 1/ 590 كتاب المناسك باب صفة حج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث رقم 1907، وباب الصلاة بجمع حديث رقم 1935 والترمذي في السنن 3/ 232 كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف حديث رقم 885. وابن ماجة في السنن 1/ 1001 كتاب المناسك باب (55) الموقف بعرفات حديث رقم 3010، والنسائي في السنن 5/ 265 كتاب مناسك الحج باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة حديث رقم 3045 والطبراني في الكبير 11/ 49، 119، وأحمد في المسند 3/ 326، والبيهقي 5/ 115 والهيثمي في الزوائد 3/ 251.
(2) الثقات 3/ 82.
(3) أسد الغابة ت (1047) .
(4) أسد الغابة ت (1048) ، الاستيعاب ت (486) .(2/17)
1589- حبيب بن زيد:
بن عاصم بن عمرو الأنصاريّ المازنيّ «1» ، أخو عبد اللَّه بن زيد.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة من الأنصار، وقال: هو الّذي أخذه مسيلمة فقتله، ثم أسند القصة عن محمد بن يحيى بن حبّان، وغيره.
وقال ابن سعد: شهد حبيب أحدا والخندق والمشاهد، وروى ابن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمد- يعني ابن حزم- أنّ حبيب بن زيد قتله مسيلمة، فلما كان يوم اليمامة خرج أخوه عبد اللَّه بن زيد وأمه وكانت نذرت ألّا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة.
1590- حبيب بن زيد الكندي «2»
: قال أبو موسى: ذكره علي بن سعيد العسكري وغيره في الصحابة، ثم روي من طريق علي بن قرين أحد المتروكين، عن الحسين بن زيد الكندي: سمعت عبد اللَّه بن حبيب الكندي يقول- عن أبيه: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما للمرأة من زوجها إذا مات؟ قال: «لها الرّبع إذا لم يكن لها ولد» .
وأخرجه الإسماعيليّ، وروي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن الحسين بن زيد بهذا الإسناد، أنه سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن الوضوء ... الحديث.
1591- حبيب بن سعد، مولى الأنصار «3»
: ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
قال أبو عمر: قال غيره حبيب بن أسود بن سعد وقيل حبيب بن أسلم مولى جشم بن الخزرج، فلا أدري أواحد أم اثنان.
1592- حبيب بن الضّحاك الجهنيّ «4»
: ويقال الجمحيّ.
روى أبو نعيم من طريق عبد العزيز العمّي عن مسلمة بن خالد، عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: «أتاني جبرائيل فقال: رأيت رحما معلّقة بالعرش تدعو على من قطعها؟ قلت:
كم بينهما؟ قال: خمسة عشر أبا» .
إسناده مجهول، وأظنه مرسلا.
1593 ز- حبيب بن عبد اللَّه الأنصاري:
ذكر وثيمة في الردة أنه كان رسول أبي بكر
__________
(1) أسد الغابة ت (1049) ، الاستيعاب ت (487) .
(2) أسد الغابة ت (1050) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، التحفة اللطيفة 1/ 445، عنوان النجابة 1/ 68.
(3) أسد الغابة ت (1052) ، الاستيعاب ت (485) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 118، العقد الثمين 4/ 48، أسد الغابة ت (1055) .(2/18)
الصديق إلى مسيلمة وبني حنيفة يدعوهم إلى الرجوع إلى الإسلام، فقرأ عليهم الكتاب، ثم وعظهم موعظة بليغة فقتله مسيلمة.
قلت: وهذه القصة يذكر نحوها لحبيب بن زيد أخي عبد اللَّه المقدم ذكره، فلعله آخر.
1594 ز- حبيب بن عبد شمس:
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم أخو الوليد.
ذكر وثيمة أنه استشهد باليمامة.
1595- حبيب بن عمرو:
بن عمير بن عوف بن غيرة «1» بكسر المعجمة وفتح التحتانية- ابن عوف بن ثقيف الثقفي.
روى ابن جرير من طريق عكرمة في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ... [البقرة: 278] الآية، قال: نزلت في ثقيف، منهم مسعود وحبيب وربيعة وعبد ياليل بنو عمرو بن عمير وكذا ذكره مقاتل في تفسيره، وأخرجه ابن مندة من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
1596- حبيب بن عمرو:
بن محصن «2» بن عمرو بن عتيك بن مبذول الأنصاريّ.
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وتبعه أبو عمر، قال: واستشهد وهو ذاهب إلى اليمامة.
1597- حبيب بن عمرو السّلاماني «3»
: بمهملة ولام خفيفة. ذكره ابن سعد. وقال ابن السكن، كان يسكن الجناب، وهو من بني سلامان بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن قضاعة.
قال الواقديّ: حدثني محمد بن يحيى بن سهل، قال: وجدت في كتاب آبائي أنّ حبيب بن عمرو السّلاماني كان يحدّث، قال: قدمنا- وفد سلامان- على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحن سبعة نفر، فانتهينا إلى باب المسجد، فصادفنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها، فلما رأيناه قلنا: السلام عليك يا رسول اللَّه ... فذكر القصة: وفيها أنه أمر ثوبان بإنزالهم، في دار رملة بنت الحارث، وأنهم لما سمعوا الظّهر أتوا المسجد فصلّوا مع رسول
__________
(1) أسد الغابة ت (1058) .
(2) أسد الغابة ت (1059) ، الاستيعاب ت (490) .
(3) الاستيعاب ت (498) ، أسد الغابة ت (1057) ، الثقات 3/ 82، تجريد أسماء الصحابة 1/ 118، المغني 1301، التحفة اللطيفة 2/ 456، الجرح والتعديل 3/ 478، 7/ 206.(2/19)
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنه سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، ما أفضل الأعمال؟ قال: «الصّلاة في وقتها» . وأنه سأل عن رقية العين وذكرها، فأذن له فيها ... فذكر الحديث بطوله.
وقال ابن مندة: روى عبد الجبار بن سعيد، عن محمد بن صدقة، عن محمد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن حبيب بن عمرو السّلاماني- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وساقه ابن السّكن من هذا الوجه مطوّلا، وروى من طريق الواقدي أنّ قدومه كان في شوال سنة عشر من الهجرة.
1598 ز- حبيب بن عمرو:
الطائي ثم الأجئي- بهمزة مفتوحة غير ممدودة وجيم مفتوحة بعدها همزة مكسورة مقصورة.
ذكره الرشاطيّ عن علي بن حرب العراقي في التيجان عن أبي المنذر- هو هشام بن الكلبي- عن جميل بن مرثد، قال: وفد رجل من الأجئيّين يقال له حبيب بن عمرو على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكتب له كتابا: «من محمّد رسول اللَّه لحبيب بن عمرو أحد بني أجأ ولمن أسلم من قومه وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة أنّ له ماءه وماله ... » الحديث.
1599 ز- حبيب بن عمرو «1»
: لم يذكر نسبه.
روى عبدان من طريق العلاء بن عبد الجبار، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن حبيب بن عمرو- وكان قد بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه كان إذا مرّ على قوم قال:
«السّلام عليكم» .
رجاله ثقات.
قال أبو موسى: يحتمل أن يكون هو حبيب بن عمير جدّ أبي جعفر- يعني الّذي بعده.
1600- حبيب بن عمير:
بن حماشة الخطميّ الأنصاري «2» ، روى عبدان من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن جده حبيب بن عمير. أنه جمع بنيه، فقال: اتقوا اللَّه ولا تجالسوا السفهاء ... الحديث.
1601- حبيب بن فويك «3»
: بفاء وواو مصغّرا- ويقال بدل الواو دال ويقال راء.
__________
(1) أسد الغابة ت (1060) .
(2) أسد الغابة ت (1061) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 119، الجرح والتعديل 3/ 493، بقي بن مخلد 797، الاستيعاب ت (493) ، أسد الغابة ت (1063) .(2/20)
ذكره البغويّ وابن السّكن وغيرهما، وروى ابن أبي شيبة وعتبة، من طريق عبد العزيز بن عمر، عن رجل من بني سلامان، عن أمه- أنّ خالها حبيب بن فويك حدّثها أنّ أباه خرج به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله فقال: كنت أروّض جملا لي فوقعت رجلي على بيض حية فأصيب بصري، فنفث في عينيه فأبصر، قال:
فرأيته يدخل الخيط في الإبرة، وإنه لابن ثمانين، وإن عينيه لمبيضتان.
قال ابن السّكن: لم يروه غير محمد بن بشر، ولا أعلم لحبيب غيره.
قلت: روى ابن مندة من طريق عبد العزيز بن عمر أيضا عن الحليس السلاماني عن أبيه عن جده حبيب بن فويك بن عمرو- أنه عرض على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رقية من العين، فأذن له فيها، فدعا له بالبركة.
فهذا حديث آخر، لكنه أشعر أنه حبيب بن عمرو السلاماني المتقدم ذكره، فكأنه نسب هناك لجده. واللَّه أعلم.
1602- حبيب بن مخنف الغامدي «1»
: قال ابن مندة: روى حديثه ابن جريج عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف، قال:
انتهيت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم عرفة ... الحديث.
والصّحيح ما رواه عبد الرزاق وغيره عن ابن جريج عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف عن أبيه، وهو مخنف بن سلم. وسيأتي في الميم إن شاء اللَّه تعالى.
1603- حبيب بن أبي مرضية «2»
: ذكره عبدان في الصحابة، وقال: جاء عنه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل منزلا بخيبر، فقيل له: انتقل فإنه وبيء ... الحديث.
قال عبدان: لا يعرف له صحبة.
قلت: ولم يسق أبو موسى سنده، وقال في التجريد: إنه منكر.
[1604- حبيب بن مروان التميمي «3»
: ثم المازني.
كان اسمه بغيضا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب]
«4» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 119، الجرح والتعديل 3/ 498، ذيل الكاشف 239، أسد الغابة ت (1065) ، الاستيعاب ت (497) .
(2) أسد الغابة ت (1066) .
(3) أسد الغابة ت (1067) .
(4) سقط من أ.(2/21)
1605- حبيب بن مسلمة»
: بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن وائلة بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر، أبو عبد الرحمن الفهري الحجازيّ، نزل الشام.
قال البخاريّ: له صحبة.
وقال مصعب الزّبيريّ: كان يقال له حبيب الروم لكثرة جهاده فيهم. وقال ابن سعد- عن الواقدي: كان له يوم توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم اثنتا عشرة سنة وقال ابن معين: أهل الشّام يثبتون صحبته، وأهل المدينة ينكرونها.
وقال الزّبير: كان تامّ البدن فدخل على عمر، فقال: إنك لجيد القناة. وروى الطبراني من طريق ابن هبيرة عن حبيب بن مسلمة- وكان مستجابا.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان مجاب الدعوة. وذكره حسان في قصيدته التي رثى فيها عثمان يقول فيها:
إن تمس دار بني عفّان خالية ... باب صريع وباب مخرق خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها ويأوي إليه الذّكر والحسب
يا أيّها النّاس أبدوا ذات أنفسكم ... لا يستوي الصّدق عند اللَّه والكذب
إلّا تنيبوا لأمر اللَّه تعترفوا ... كتائبا عصبا من خلفها عصب
فيهم حبيب شهاب الحرب يقدمهم ... مستلئما قد بدا في وجهه الغضب
«2» [البسيط]
قال ابن حبيب: هو حبيب بن مسلمة ... وهو الّذي فتح أرمينية.
وقال ابن سعد: لم يزل مع معاوية في حروبه، ووجّهه إلى أرمينية واليا فمات بها سنة اثنتين وأربعين ولم يبلغ خمسين.
روى له أبو داود وابن ماجة وابن حبّان في صحيحه حديثا واحدا في النفل، وله ذكر في صحيح البخاريّ في قصة الحكمين لما تكلم معاوية. قال ابن عمر: فأردت أن أقول:
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 409، التاريخ الكبير 2/ 310، التاريخ الكبير 1/ 129، الجرح والتعديل 3/ 108، المستدرك 3/ 346، 432 جمهرة أنساب العرب 178- 179، تاريخ ابن عساكر 4/ 90 تهذيب الكمال 232، تاريخ الإسلام 2/ 215، تذهيب التهذيب 1/ 120، العقد الثمين 4/ 94، تهذيب التهذيب 2/ 190 خلاصة تذهيب الكمال 61، تهذيب ابن عساكر 4/ 38، أسد الغابة ت (1068) ، الاستيعاب ت (488) .
(2) انظر ديوان حسان ص 22، وتاريخ الطبري 4/ 425.(2/22)
أحق بهذا الأمر من قاتلك وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجمع، فقال له حبيب بن مسلمة: حفظت وعصمت.
1606- حبيب بن ملة الكناني «1»
: تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن أبي إياس.
1607 ز- حبيب بن يزيد الأنصاريّ:
من بني عمرو بن مبذول. ذكر وثيمة أنه استشهد باليمامة.
1608 ز- حبيب بن أبي اليسر:
بن عمرو الأنصاري «2» . قال أبو علي الجياني: له صحبة، واستشهد بالحرّة. وكذا استدركه ابن الأمين وابن فتحون وعزياه للعدوي.
1609
ز- حبيب السلمي «3» والد عبد الرحمن:
تقدم في حبيب بن ربيعة.
1610 ز- حبيب العنزي «4»
: بفتح المهملة والنون بعدها زاي.
أورده عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق يونس بن خبّاب، عن طلق بن حبيب، عن أبيه- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وبه الأسر، فأمره أن يقول: «ربّنا اللَّه الّذي في السّماء ... » «5» الحديث.
قال: ورواه شعبة عن يونس، عن طلق، عن رجل من أهل الشام عن أبيه. وهو أصحّ.
1611
ز- حبيب الكلاعي «6» ، أبو ضمرة:
روى ابن السكن من طريق عبد العزيز بن ضمرة بن حبيب، عن أبيه، عن جدّه- وكانت له صحبة- عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فضل صلاة الجماعة على صلاة الرّجل وحده خمس وعشرون درجة ... » «7» الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (1069) .
(2) أسد الغابة ت (1072) .
(3) أسد الغابة ت (1053) ، الاستيعاب ت (495) .
(4) أسد الغابة ت (1062) .
(5) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 344 عن أبي الدرداء وقال قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث غير زيادة بن محمد وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28412 وعزاه للطبراني والحاكم عن أبي الدرداء وابن عدي في الكامل 3/ 1054، والمنذري في الترغيب 4/ 305.
(6) أسد الغابة ت (1056) .
(7) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 108، وأحمد في المسند 2/ 264، 396، 501، وعبد الرزاق في المصنف 2001، وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 41، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 20218، 20262، 20261، 20263.(2/23)
قال ابن السّكن: لم أجد لحبيب ذكرا إلا في هذه الرواية. واستدركه أبو علي الجيّاني وابن فتحون.
1612- حبيش الأشعر «1»
: ويقال ابن الأشعر، والأشعر لقب، وهو حبيش بن خالد بن سعد بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن خنيس بمعجمة ثم موحدة ثم مثناة ثم مهملة مصغّرا- ابن حرام بن حبشيّة بن كعب بن عمرو الخزاعي.
يكنى أبا صخر، وهو أخو أم معبد.
قال موسى بن عقبة وغيره: استشهد يوم الفتح.
روى البخاريّ من طريق هشام بن عروة عن أبيه أنّ حبيش بن الأشعر قتل مع خالد بن الوليد يوم فتح مكة، وسيأتي ذلك أيضا في ترجمة كرز بن جابر.
وروى البغويّ وابن شاهين وابن السّكن والطّبرانيّ وابن مندة وغيرهم من طريق حرام بن هشام بن حبيش عن أبيه، عن حبيش بن خالد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حين خرج من مكة مهاجرا خرج معه أبو بكر ... فذكر قصة أم معبد بطولها.
وقال أحمد: حدثنا موسى بن داود، حدثنا حرام بن هشام بن حبيش، قال: شهد جدّي حبيش الفتح مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه ابن مندة.
1613 ز- حبيش بن يعلى بن أمية:
ذكره ابن الكلبيّ والهيثم بن عدي في المثالب فقال ابن الكلبيّ في باب السّرقة: كانت أم عمرو بنت سفيان عند عبد الأسد المخزومي خرجت تحت الليل فوقعت بركب بجانب المدينة، فذكر القصة في قطعها، فقال ابن يعلى بن أمية حليف بني نوفل وهو من بني حنظلة ثم من بني تميم في ذلك:
باتت تجرّعنا تميم في كفّها ... حتّى أقرّت غير ذات بنان
فدنوا «2» عبيدا واقتدوا بأبيكم ... ودعوا التّبختر يا بني سفيان
وذكر هذه القصة والشعر ابن سعد في الطبقات في ترجمة فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد، وهي بنت عم أبي عمر بن سفيان المذكورة. وقال فيها: فقال حبيش بن يعلى ابن أمية. فذكر شيئا من الأبيات، وذكر أن ذلك كان في حجّة الوداع.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 120، الجرح والتعديل 3/ 1332، الوافي بالوفيات 11/ 424، الطبقات الكبرى 4/ 293، العقد الثمين 4/ 52، تبصير المنتبه 2/ 538 المؤتلف والمختلف 49.
(2) في أ: كونوا.(2/24)
وفي رواية ابن الكلبيّ أنها لما قطعت دخلت دار أسيد بن حضير فدلّ على أن ذلك وقع بالمدينة، ويعلى بن أمية صحابي شهير. وهذه القصة تشعر أن لولده صحبة، ولم أر من ذكره في الصحابة وهو على شرطهم فقد ذكروا أمثاله. واللَّه أعلم.
1614- حبيش بن شريح الحبشي «1»
: أبو حفصة. يأتي في القسم الأخير.
1615- حبيلة بن عامر:
يأتي بعد قليل.
1616 ز- حبّى «2»
: بضم أوله وتشديد الموحدة الممالة، وقيل بتحتانيتين مصغّرا، وقيل حي بفتح المهملة وتشديد التحتانية- ابن جارية- بالجيم والتحتانية، وقيل بالمهملة والمثقلة. والأول هو الراجح.
وذكره ابن إسحاق والواقديّ وغيرهما فيمن استشهد يوم اليمامة. وذكره الطبراني فيمن أسلم يوم الفتح، وضبطه ابن ماكولا كما ضبطته أولا. وحكى الخلاف فيه.
الحاء بعدها التاء
1617- الحتات «3»
: بضم أوله وتخفيف المثناة- ابن زيد بن علقمة بن حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي المجاشعي.
ذكره ابن إسحاق وابن الكلبي فيمن وفد من بني تميم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلموا، وقال ابن هشام: هو القائل:
لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلّا قليلا
لقد فتن النّاس في دينهم ... وأبقى ابن عفّان شرّا طويلا
«4» [المتقارب] وأخرج الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ومن طريقه أبو عمر، من رواية نصر بن علي الأصمعيّ، عن الحارث بن عمير، عن أيوب، قال: غزا الحتات المجاشعي، وحارثة بن قدامة، والأحنف، فرجع الحتات، فقال لمعاوية فضّلت عليّ محرقا ومخذلا. قال اشتريت منهما ذمتهما قال: فاشتر مني ذمّتي.
__________
(1) أسد الغابة ت (1076) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الكاشف 1/ 205 خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 195، تهذيب الكمال 1/ 231، تهذيب التهذيب 2/ 194، تقريب التهذيب 1/ 152، التاريخ الكبير 3/ 123.
(2) أسد الغابة ت (1073) .
(3) أسد الغابة ت (1078) .
(4) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (605) . وسيرة ابن هشام 4/ 223.(2/25)
قال نصر: يعني بالمحرق حارثة بن قدامة، لأنه كان حرق دار الإمارة بالبصرة.
وبالمخذّل الأحنف، لأنه كان خذل عن عائشة والزّبير يوم الجمل.
وقال ابن عبد البرّ: ذكر ابن إسحاق وابن الكلبي وابن هشام أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم آخى بين الحتات ومعاوية، فمات الحتات عند معاوية في خلافته فورّثه بالأخوة، فقال الفرزدق في ذلك- فذكر البيتين الآتيين.
قال ابن هشام وهما في قصيدة له.
وقال المدائنيّ: كان الحتات مع معاوية في حروبه، فوفد عليه في خلافته، فخرجت جوائزهم، فأقام الحتات حتى مات فقبض معاوية ماله. فخرج إليه الفرزدق وهو غلام فأنشده:
أبوك وعمّي يا معاوي أورثا ... تراثا فتحتاز التّراث أقاربه
فما بال ميراث الحتات أكلته ... وميراث حرب جامد لك ذائبه
«1» [الطويل] .... الأبيات.
فدفع إليه ميراثه.
وقال أبو عمر: كان للحتات بنون: عبد اللَّه، وعبد الملك، وغيرهما، وقد ولي بنو الحتات لبني أمية. انتهى.
وينظر كيف يجتمع هذا مع قصّة معاوية في حيازته ميراثه؟
1618- الحتات بن عمرو الأنصاري «2»
: أخو أبي اليسر. تقدم في الحباب بموحدتين.
باب الحاء بعدها الثاء
1619- حثيلة بن عامر:
يأتي في جميلة.
__________
(1) البيتان في ديوان الفرزدق مع اختلاف يسير وبعدهما:
فلو كان هذا الأمر في جاهليّة ... علمت من المرء القليل حلائبه
وانظر النقائض 608، 609. وفي أسد الغابة ترجمة رقم 1078 البيتان الأولان من الأبيات.
(2) أسد الغابة ت (1077) .(2/26)
الحاء بعدها الجيم
1620 ز- الحجاج بن الحارث «1»
: بن قيس بن عدي بن سهم القرشي السهمي، أخو السائب وعبد اللَّه وأبي قيس وابن عم عبد اللَّه بن حذافة.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن هاجر إلى الحبشة وقالوا كلهم:
استشهد بأجنادين إلا ابن سعد وسيف فقالا: قتل باليرموك سنة خمس عشرة.
وأنكر ابن الكلبيّ هجرته إلى الحبشة، وقال: لم يسلم إلا بعد ذلك. وكذا قال:
الزبير بن بكار إنه أسر يوم بدر فأسلم بعد ذلك.
1621- الحجاج بن خلي السّلفي:
بضم المهملة وفتح اللام بعدها فاء.
قال ابن يونس: له صحبة فيما قيل، ولا أعلم له رواية، واستدركه في التجريد.
1622- الحجاج بن ذي العنق الأحمسي:
روى ابن السّكن من طريق طارق بن شهاب، عن قيس بن أبي حازم، عنه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في رهط من قومه.
وذكر سيف في الفتوح أنه كان أحد الشهود في عهد كتبه خالد بن الوليد بالعراق سنة اثنتي عشرة، وأنه كان في إمارة بعض نواحي الحيرة.
1623- الحجّاج:
بن سفيان بن نبيرة القريعي. يأتي ذكره في ترجمة زيد بن معاوية النميري، إن شاء اللَّه تعالى.
1624- الحجّاج بن عامر الثّمالي «2»
: عداده في أهل حمص. قال البخاري: ويقال:
ابن عبد اللَّه. نزل الشام، له صحبة.
وقال أحمد بن محمّد بن عيسى الحمصيّ في «تاريخ الحمصيين» : الحجاج بن عامر صحابي أخبرني بعض من رأى ولده بحمص.
وروى الطّبرانيّ من طريق خالد بن معدان عن الحجاج بن عامر الثمالي، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن عبد اللَّه بن عامر الثمالي، وكان من الصحابة أيضا- أنهما صلّيا مع
__________
(1) المغازي 142، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 148، أسد الغابة ت (1080) ، الاستيعاب ت (499) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الجرح والتعديل 3/ 697، التاريخ الكبير 2/ 371، أسد الغابة ت (1081) ، الاستيعاب ت (502) .(2/27)
عمر بن الخطاب فقرأ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق 1] ، فسجد فيها.
وروى البغويّ وابن السّكن والباورديّ والطبراني من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم، أنه سمع الحجّاج بن عامر الثمالي- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ...
فذكر حديثا.
وروى ابن أبي عاصم، والبيهقيّ، وأبو نعيم- من طريق إسماعيل أيضا عن شرحبيل، قال: رأيت خمسة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقصّون شواربهم- الحديث- فذكره فيهم.
1625- الحجّاج بن عبد اللَّه النصري «1»
: بالنون- قال ابن عيسى في تاريخ حمص:
رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحدّث عنه أبو سلام الأسود.
روى البغويّ والباورديّ، والحسن بن سفيان، وابن أبي شيبة، من طريق مكحول:
حدثنا الحجاج بن عبد اللَّه، قال: النفل حق، نفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن الحجاج بن عبد اللَّه النصري هل له صحبة؟
فقال: لا أعرفه.
وقال في موضع آخر: سمعت أبي يقول: هو تابعي.
وقال ابن أبي حاتم في ترجمة سفيان بن مجيب: الحجاج بن عبد اللَّه له صحبة.
وذكره ابن حبّان في التّابعين، وكان ذكره في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة.
وذكره مطين ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وغير واحد في الصحابة.
1626- الحجّاج:
بن عبد اللَّه، ويقال ابن عبد، ويقال ابن عتيك الثقفي. ذكره خليفة فيمن نزل البصرة ثم الكوفة من الصحابة.
وذكر أبو حذيفة إسحاق بن بشر في المبتدإ أنه كان زوج أم جميل الهلالية، فهلك عنها، فكان المغيرة بن شعبة يدخل عليها، فأنكر ذلك عليه أبو بكرة، فكان من قصة الشهادة عليه ما كان، وذلك سنة سبع عشرة من الهجرة.
وقال عمر بن شبّة في أخبار البصرة بإسناد له: إن المرأة التي رمي بها المغيرة هي أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية. ويقال: إن أصل أبيها من ثقيف، قال: واسم زوجها
__________
(1) أسد الغابة ت (1082) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الجرح والتعديل 3/ 693، بقي بن مخلد 3/ 69.(2/28)
الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف بن وهب بن عمرو الجشمي، وكان ممن قدم البصرة أيام عتبة بن غزوان، وولي حائط المسجد مما يلي بني سليم أيام زياد، وكان قد رحل بامرأته إلى الكوفة لمّا جرى للمغيرة ما جرى، ثم رجع إليها في إمارة أبي موسى فاستعمله على بعض أعماله.
1627- الحجاج بن علاط «1»
: - بكسر المهملة وتخفيف اللام- ابن خالد بن ثويرة- بالمثلثة مصغرا- ابن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد السلمي ثم الفهري. يكنى أبا كلاب، ويقال: كنيته أبو محمد وأبو عبد اللَّه.
قال ابن سعد: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بخيبر فأسلم. وسكن المدينة واختطّ بها دارا ومسجدا.
وقال عبد الرّزاق: أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس. لما افتتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول اللَّه، إنّ لي بمكة أهلا ومالا، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حلّ إن قلت فيك شيئا؟ فأذن له ... الحديث بطوله رواه أحمد وأبو إسحاق عن عبد الرزاق، ورواه النّسائي عن إسحاق وأبي يعلى والطّبراني، وابن مندة من طريق عبد الرزاق.
وقال ابن إسحاق في السيرة: حدثني بعض أهل المدينة قال: لما أسلم الحجاج بن علاط شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، فذكر القصّة نحو حديث أنس بطولها.
وروى ابن أبي الدّنيا في هواتف الجان، من طريق واثلة بن الأسقع، قال: كان سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة، فلما جنّ عليه الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول:
أعيذ نفسي وأعيذ صحبي ... حتّى أعود سالما وركبي
«2» [الرجز] فسمع قائلا يقول: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ... [الرحمن 23] الآية.
فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا، فقالوا له: يا أبا كلاب، إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال: فسأل عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقيل له: هو بالمدينة، قال: فأسلم الحجاج وحسن إسلامه.
__________
(1) الاستيعاب ت (500) ، ذيل الكاشف 247، أسد الغابة ت (1083) .
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1083) ، والاستيعاب ترجمة رقم (500) .(2/29)
وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب أنه أول من بعث إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصدقة من معدن «1» بني سليم.
وقال ابن السّكن: نزل الحجاج حمص، واستعمل معاوية ابنه عبد اللَّه بن الحجاج على حمص.
وروى من طريق مجاهد عن الشعبي، قال: كتب عمر إلى أهل الشام أن ابعثوا إليّ برجل من أشرافكم، فبعثوا إليه الحجاج بن علاط.
ويأتي له ذكر في ترجمة أبي الأعور السّلمي.
وقال ابن حبّان: إنه مات أول خلافة عمر. وروى يعقوب بن شيبة، من طريق جرير بن حازم قال: قتل المعرض بن علاط يوم الجمل، فقال أخوه الحجاج يرثيه ...
فذكر الشعر.
قلت: فهذا يدل على أنه بقي إلى خلافة علي، لكن سيأتي في ترجمة ولده نصر بن الحجاج ما يدلّ على أن أباه مات في خلافة عمر.
وذكر الدّارقطنيّ أن الّذي قتل بالجمل ولده معرّض بن الحجاج بن علاط، وأن الّذي رثاه أخوه نصر، فكأن هذا أصوب.
وللحجاج بن علاط أخ اسمه صالح أظنّه مات في الجاهلية. ذكره حسان بن ثابت في قصيدته الطائية التي يقول فيها:
لكميت كأنّها دم جوف ... عتّقت من سلافة الأنباط
فاحتواها فتى يهين لها المال ... ونادمت صالح بن علاط
[الخفيف] [وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشعراء» أبياتا يمدح فيها عليّا يوم أحد يقول فيها:
وعللت سيفك بالدّماء ولم تكن ... لتردّه حرّان حتّى ينهلا
«2» ] [الكامل]
1628- الحجاج:
بن عمرو «3» بن غزيّة بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي.
__________
(1) معدن بني سليم: هو معدن فران ذكر في فران وهو من أعمال المدينة انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1288.
(2) سقط من أ.
(3) الاستيعاب ت (501) ، أسد الغابة ت (1084) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 123، تقريب التهذيب 1/ 153، الجرح والتعديل 3/ 692، الطبقات 1/ 105، خلاصة 1/ 698 تهذيب الكمال 1/ 233، التحفة اللطيفة 1/ 458، الوافي بالوفيات 11/ 450، الكاشف 1/ 207، حلية الأولياء 1/ 357، تهذيب التهذيب 2/ 204، الطبقات الكبرى 5/ 267، التاريخ الكبير 2/ 370، بقي بن مخلد 338.(2/30)
روى له أصحاب السنن حديثا صرح بسماعه فيه من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الحج.
قال ابن المدينيّ. هو الّذي ضرب مروان يوم الدار حتى سقط.
وقال أبو نعيم: شهد صفّين مع عليّ.
وروى عنه ضمرة بن سعيد وعبد اللَّه بن رافع وغيرهما. وأما العجليّ وابن البرقي وابن سعد، فذكروه في التابعين.
1629- الحجّاج:
بن عمرو «1» ويقال الحجاج بن مالك بن عمير، ويقال: عويمر بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة، يكنى أبا حدرد- ذكره ابن سعد في الصحابة، فقال: ابن عمرو، وذكره غيره فقال: ابن مالك.
روى عنه ابنه حجاج وعروة. وروى له الثلاثة حديثا في الرّضاع، سأل عنه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1630- الحجّاج بن مالك الأسلمي «2»
: ذكر في الّذي قبله.
1631- الحجّاج بن منبّه «3»
: بن الحجاج بن حذيفة بن عامر بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
ذكره الدّارقطنيّ في الصّحابة، وأبوه قتل كافرا بأحد. روى ابن قانع من طريق أحمد بن إبراهيم [الكريزي] عن إبراهيم بن منبه بن الحجاج السلمي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فإنّما يرتدّ عن الإسلام»
«4» . وفي إسناده غير واحد من المجهولين استدركه ابن الأمين وابن الأثير عن الغساني.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 154، الجرح والتعديل 3/ 705، خلاصة التذهيب 1/ 198، تهذيب الكمال 1/ 234 الوافي بالوفيات 11/ 455، تهذيب التهذيب 2/ 205، حلية الأولياء 1/ 357 الكاشف 1/ 207، التاريخ الكبير 2/ 371، الطبقات الكبرى 4/ 318، بقي بن مخلد 261.
(2) أسد الغابة ت (1087) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 122، أسد الغابة ت (1089) .
(4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32711 ولفظه من رأيتموه يذكر أبا بكر بسوء فاقتلوه ... الحديث وعزاه لأبي نعيم في الحلية وابن قانع عن إبراهيم بن منبه بن الحجاج السهمي عن أبيه عن جده وفي سنده مجاهيل.(2/31)
1632- الحجاج الباهلي «1»
: روى عن ابن مسعود حديثا، ووقع في السند ما يدل على أن له صحبة.
وروى أحمد من طريق شعبة: سمعت الحجاج بن الحجاج الباهلي يحدّث عن أبيه.
وكان قد حجّ مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: عن ابن مسعود، فذكر حديثا.
ووقع في رواية البغويّ والباوردي وغيرهما من هذا الوجه عن أبيه، وكانت له صحبة.
وقال ابن السّكن: لم أجد له رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1633- حجر بن حنظلة:،
قيل هو اسم دغفل «2» - يأتي في الدال.
1634- حجر:
- بضم أوله وسكون الجيم- ابن عدي بن معاوية «3» بن جبلة بن عدي ابن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، المعروف بحجر بن الأدبر، حجر الخير.
وذكر ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وأخوه هانئ بن عدي، وأن حجر بن عدي شهد القادسية، وأنه شهد بعد ذلك الجمل وصفّين وصحب عليا، فكان من شيعته، وقتل بمرج عذراء»
. بأمر معاوية وكان حجر هو الّذي افتتحها، فقدّر أن قتل بها.
وقد ذكر ابن الكلبيّ جميع ذلك، وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ يوم صفّين.
وروى ابن السّكن وغيره، من طريق إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه- أنه شهد هو حجر بن الأدبر موت أبي ذرّ بالرّبذة «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1079) .
(2) ثبت في ط «دعبل» وهو تصحيف.
(3) الاستيعاب ت (505) ، أسد الغابة ت (1093) ، طبقات ابن سعد 6/ 217، طبقات خليفة ت 1042، المحبر 292، التاريخ الكبير 3/ 72، التاريخ الصغير 1/ 95، المعارف 334، الجرح والتعديل 3/ 266، تاريخ الطبري 5/ 253، مروج الذهب 3/ 188، مشاهير علماء الأمصار 648، الأغاني 17، 133، معجم الطبراني 4/ 39، المستدرك 3/ 468، جمهرة أنساب العرب 426، تاريخ ابن عساكر 4/ 131، الكامل 3/ 472، تاريخ الإسلام 2/ 275، مرآة الجنان 1- 125، البداية والنهاية 8/ 49، شذرات الذهب 1/ 57، تهذيب ابن عساكر 4/ 87.
(4) مرج عذراء: بغوطة دمشق انظر: مراصد الاطلاع 3/ 2255.
(5) الرّبذة: بفتح أوله وثانيه وذال معجمة مفتوحة: من قرية المدينة على ثلاثة أميال منها قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز وإذا رحلت من فيد تريد مكة، بها قبر أبي ذر خربت في سنة تسع عشرة وثلاثمائة بالقرامطة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 601.(2/32)
أما البخاريّ وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين.
وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، فإما أن يكون ظنه آخر، وإما أن يكون ذهل.
وروى ابن قانع في ترجمته من طريق شعيب بن حرب عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن حجر بن عدي- رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ قوما يشربون الخمر يسمّونها بغير اسمها»
«1» . وروى أحمد في الزّهد والحاكم في المستدرك من طريق ابن سيرين قال: أطال زياد الخطبة- فقال حجر: الصلاة فمضى في خطبته فحصبه حجر والناس، فنزل زياد، فكتب إلى معاوية، فكتب إليه أن سرّح به إليّ. فلما قدم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم. فأمر بقتله. فقال: لا تطلقوا عني حديدا. ولا تغسلوا عنّي دما: فإنّي لاق معاوية بالجادّة، وإني مخاصم وروى الرّويانيّ والطّبرانيّ والحاكم من طريق أبي إسحاق قال: رأيت حجر بن عديّ، وهو يقول: ألا إني على بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها.
وروى ابن أبي الدّنيا والحاكم وعمر بن شبّة من طريق ابن عون. عن نافع. قال: لما انطلق بحجر بن عدي كان ابن عمر يتخبّر عنه فأخبر بقتله وهو بالسوق فأطلق حبوته وولى وهو يبكي.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن أبي الأسود، قال: دخل معاوية على عائشة فعاتبته في قتل حجر وأصحابه، وقالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يقتل بعدي أناس يغضب اللَّه لهم وأهل السّماء» .
في سنده انقطاع.
وروى إبراهيم بن الجنيد في «كتاب الأولياء» بسند منقطع: أنّ حجر بن عدي أصابته جنابة، فقال للموكل به: أعطني شرابي أتطهر به. ولا تعطني غدا شيئا. فقال: أخاف أن تموت عطشا فيقتلني معاوية قال: فدعا اللَّه فانسكبت له سحابة بالماء. فأخذ منها الّذي احتاج إليه. فقال له أصحابه: ادع اللَّه أن يخلّصنا. فقال: اللَّهمّ خر لنا. قال: فقتل هو وطائفة منهم.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13263 وعزاه للطبراني وابن قانع عن ابن عباس وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 57 وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات.(2/33)
قال خليفة وأبو عبيد وغير واحد. قتل سنة إحدى وخمسين وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: كان قتله سنة ثلاث وخمسين.
[وقال ابن الكلبيّ: وكان لحجر بن عديّ ولدان. عبد اللَّه، وعبد الرحمن، قتلا مع المختار لما غلب عليه مصعب، وهرب ابن عمهما معاذ بن هانئ بن عدي إلى الشام، وابن عمهم هانئ بن الجعد بن عدي كان من أشراف الكوفة]
«1» .
1635- حجر بن النعمان:
بن عمرو بن عرفجة بن عاتك بن امرئ القيس «2» بن ذهل بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أخرجه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى وابن الأمين.
1636- حجر بن يزيد:
بن سلمة «3» بن مرّة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
قال ابن سعد في الطبقة الرابعة: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلم، وكان شريفا، وكان يلقب حجر الشر، وإنما قيل له ذلك لأن حجر بن الأدبر- أي المتقدم ذكره في حجر بن عديّ- كان يقال له حجر الخير، فأرادوا تمييزهما.
وكان حجر بن يزيد هذا مع علي بصفّين، وكان أحد شهود الحكمين، ثم اتصل بمعاوية، واستعمله على أرمينية.
وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء علي يوم الجمل، واستدركه أبو موسى عن ابن شاهين.
وذكر ابن الأثير وابن الأمين عن ابن الكلبي [وهو في الجمهرة يغالب ما وصف هنا، لكن قال: وكان حجر بن يزيد شريرا ففصلوا بينهما. وذكروا له قصّة مع عمارة بن عقبة بن أبي معيط بالكوفة]
«4»
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (1096) .
(3) أسد الغابة ت (1097) ، جمهرة أنساب العرب 426، تاريخ ابن عساكر 4/ 1139، تاريخ الإسلام 2162، تهذيب ابن عساكر 4/ 90.
(4) سقط من أ.(2/34)
1637- حجر:
بن يزيد بن معديكرب بن سلمة بن مالك بن الحارث الكندي.
صاحب مرباع بني هند.
ذكره الطّبريّ، وقال: وفد هو وأخوه أبو الأسود على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واستدركه ابن فتحون.
1638- حجر- غير منسوب:
والد عبد اللَّه. تقدم في جهر- في حرف الجيم.
1639- حجر. والد مخشي «1»
: يأتي في حجير.
1640- حجن «2»
: بفتح أوله وآخره نون- ابن المرقع بن سعد بن عبد الحارث الأزديّ الغامديّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وضبطه ابن ماكولا. واستدركه ابن الأمين.
1641- حجير:
مصغر- ابن أبي إهاب بن عزيز- بزايين منقوطتين، وزن عظيم- التميمي «3» . حليف بني نوفل بن عبد مناف.
وقال ابن أبي حاتم وابن حبّان: له صحبة.
وروى الفاكهيّ في كتاب مكّة، من طريق عبد اللَّه بن خثيم، عن أبيه. عن حجير بن أبي إهاب، قال: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وأنا عند صنم يقال له بوانة، وهو يراقب الشمس، فلما زالت استقبل الكعبة فصلّى ركعة وسجد سجدتين، ثم قال: أشهد أن هذه قبلة إبراهيم، لا أدع هذا حتى أموت.
وقال أبو عمر: روت عنه مولاته مارية.
قلت: وهو أخو أم يحيى التي تزوّجها عقبة بن الحارث بن نوفل المخرج حديثه في الصحيح في قصّتها.
1642- حجير بن بيان «4»
: ذكره الباوردي وأبو عمر في الصحابة
وأخرج حديثه-
__________
(1) أسد الغابة ت (1095) .
(2) أسد الغابة ت (1098) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 123، الجرح والتعديل 3/ 1292، الطبقات 1/ 279، الوافي بالوفيات 11/ 475، الطبقات الكبرى 2/ 56، 5/ 456، العقد الثمين 4/ 61، الاستيعاب ت (507) ، أسد الغابة ت (1099) .
(4) أسد الغابة ت (1100) ، الاستيعاب ت (509) .(2/35)
بقيّ بن مخلد في مسندة من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة، عن حجير بن بيان، قال: قرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الَّذِينَ يَبْخَلُونَ [آل عمران 180] بالياء.
وقال أبو عمر: يعدّ في أهل العراق روى عنه أبو قزعة حديثا مرفوعا في التشديد في منع الصدقة عن ذي الرّحم.
وقال ابن مندة: ذكره بعضهم، ولا يصح.
وقال ابن أبي حاتم: حجير بن بيان وروى عن ربيض. روى عنه ابنه أبو قزعة سويد بن حجير.
قلت: فأفاد أنه ذهلي لأن أبا قزعة تابعي ذهلي ثقة.
1643- حجير بن أبي حجير الهلالي «1»
: أو الحنفي، ويقال حجر- بغير تصغير.
روى الطّبرانيّ من طريق عكرمة بن عمار، أخبرني مخشي بن حجير. عن أبيه- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في حجة الوداع: «إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام» -
الحديث.
ورواه ابن مندة من هذا الوجه، وإسناده صالح.
وذكره عبدان فقال: حجر والد مخشي، فذكره بغير تصغير.
واستدركه أبو موسى على ابن مندة، ولا وجه لاستدراكه، فإنه ذكره وساق حديثه وقال: إنه غريب.
الحاء بعدها الدال.
1644- الحدرجان بن مالك الأزدي «2»
: - تقدم في ترجمة أخيه الأسود.
1645- حدرد:
بن أبي حدرد بن عمير الأسلمي «3» يكنى أبا خراش، مدني.
روى أبو داود من طريق عمران بن أبي أنس عنه حديثا في الهجرة: وأخرجه البخاري
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، التاريخ الكبير 3/ 107، أسد الغابة ت (1101) .
(2) أسد الغابة ت (1103) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، تقريب التهذيب 1/ 156 الجرح والتعديل 3/ 1394، تهذيب الكمال 1/ 238، الوافي بالوفيات 11/ 479، خلاصة التذهيب 1/ 268، تهذيب التهذيب 2/ 217 الكاشف 1/ 209، أسد الغابة ت (1104) .(2/36)
في الأدب المفرد، والحارث بن أبي أسامة، وابن مندة وغيرهم، ولم يقع عند بعضهم مسمّى.
1646- حدير «1»
: - مصغر، أبو فوزة- بفتح الفاء وسكون الواو بعدها زاي- الأسلمي. ويقال السلمي، وهو أصوب. وقال بعضهم: أبو فروة، وهو وهم.
مختلف في صحبته. ذكره جماعة في الصحابة، وذكره ابن حبّان في التابعين.
روى ابن وهب عن معاوية بن صالح، عن أبي عمرو الأزدي، عن بشير مولى معاوية:
سمعت عشرة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحدهم أبو فوزة حدير كانوا إذا رأوا الهلال قالوا: اللَّهمّ بارك لنا ... الحديث.
ورواه ابن مندة من طريق عثمان بن أبي العاتكة، حدثني أخ لي يقال له زياد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان إذا رأى الهلال «2» ... فذكره.
قال: توالى على هذا الدعاء ستة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، والسابع حدير أبو فوزة السلمي.
وروى البخاريّ في تاريخه وابن عائذ في المغازي، من طريق يونس بن ميسرة، عن أبي فوزة حدير السلمي، قال: حضرت آخر خلافة عثمان، فذكر قصة.
1647- حدير، آخر «3»
: غير منسوب روى ابن مندة من طريق المغيرة بن صقلاب، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جيشا فيهم رجل يقال له حدير، وذكر الحديث.
الحاء بعدها الذال
1648- حذافة بن نصر:
بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدويّ، من رهط عمر بن الخطاب.
قال الزّبير بن بكّار في نسب قريش: ولد نصر بن عاصم- فساق نسبه- صخرا وصخيرا وحذافة هلكوا كلّهم في طاعون عمواس. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (1106) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، الجرح والتعديل 3/ 1314، تبصير المنتبه 3/ 1077.
(2) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 165 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 142 عن رافع بن خديج وقال رواه الطبراني وإسناده حسن.
(3) أسد الغابة ت (1105) .(2/37)
فعلى هذا فلهم صحبة، إذ لم يبق بعد الفتح قرشي إلا أسلم، وشهد حجّة الوداع، ولا سيما آل عديّ بن كعب.
1649- حذيفة بن أسيد «1»
: - بالفتح- ويقال: أمية بن أسيد بن خالد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار الغفاريّ، أبو سريحة- بمهملتين وزن عجيبة، مشهور بكنيته. شهد الحديبيّة، وذكر فيمن بايع تحت الشّجرة، ثم نزل الكوفة، وروى أحاديث.
أخرج له مسلم وأصحاب السّنن، وله عن أبي بكر وأبي ذرّ وعلي.
روى عنه أبو الطّفيل، ومن التابعين الشعبي وغيره.
قال أبو سلمان المؤذن: توفي فصلّى عليه زيد بن أرقم. وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين وأربعين.
1650- حذيفة بن أوس «2»
: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
وروى من طريق عبد اللَّه بن أبان بن عثمان، حدثنا أبي، عن أبيه عن جده حذيفة بن أوس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من فتح له باب من الخير فلينتهزه، فإنّه لا يدري متى يغلق عنه»
«3» . قال: وبهذا الإسناد عدة أحاديث واستدركه أبو موسى.
1651- حذيفة بن محصن القلعاني «4»
: - قال خليفة استعمله أبو بكر على عمان بعد عزل عكرمة، وكذا قال أبو عمر، وزاد: فلم يزل عليها إلى أن مات أبو بكر.
وذكر أبو عبيدة أنه دعا أهل عمان إلى الإسلام فأسلموا كلهم إلا أهل دبا «5» .
__________
(1) الثقات 3/ 81، تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، بقي بن مخلد 162، تقريب التهذيب 1/ 156، الجرح والتعديل 3/ 1141، الطبقات 1/ 32، 157، الكاشف 1/ 210 خلاصة تذهيب 1/ 200، تهذيب الكمال 1/ 238، التحفة اللطيفة 1/ 464، المشتبه 24، الوافي بالوفيات 11/ 481، حلية الأولياء 1/ 355، تهذيب التهذيب 2/ 219، الرياض النضرة 56، الطبقات الكبرى 6/ 24، التاريخ الكبير 3/ 96، تاريخ الثقات 3/ 111، معجم الثقات 257، دائرة معارف الأعلمي 15/ 319 الإكمال 1/ 58، 102، ط 2/ 415، تصحيفات المحدثين 926- الجمع بين رجال الصحيحين 415، مشاهير علماء الأمصار 288 المعرفة والتاريخ 2/ 178، 3/ 198، أسد الغابة ت (1108) ، الاستيعاب ت (511) .
(2) أسد الغابة ت (1109) ، تجريد أسماء الصحابة ت 1/ 124.
(3) أخرجه ابن حبان في صحيحة حديث رقم 28 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43134 وعزاه لابن المبارك عن حكيم بن عمير مرسلا وابن شاهين عن عبد اللَّه بن أبان عثمان بن خليفة بن أوس عن أبيه عن جده عن حذيفة.
(4) أسد الغابة ت (1112) ، الاستيعاب ت (512) ،
(5) دبا بفتح أوّله والقصر. دبا: سوق من أسواق العرب بعمان، غير دما بالميم وهي سوق أيضا. ودبا: مدينة عظيمة مشهورة بعمان كانت قصبتها. ودبّا، بالضم وتشديد ثانيه: من نواحي البصرة فيها أنهار وقرى، ونهرها الأعظم الّذي يأخذ من دجلة «حفرة الرشيد» . انظر: مراصد الاطلاع 2/ 511.(2/38)
وذكر سيف في الفتوح عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد أنّ أبا بكر أسره في الردة.
وقال عمر بن شبّة: ولاه عمر على اليمامة. وروى ابن دريد في المنثور أنّ عمر أوصى عتبة بن غزوان في كلام قال فيه: وقد أمرت العلاء بن الحضرميّ أن يمدّك بعرفجة بن هرثمة فإنه ذو مجاهدة ومكايدة في العدو. وكذا ذكره ابن الكلبيّ والقلعاني.
قال ابن الأثير: ضبطه أبو عمر بالقاف واللام والعين، وضبطه الطبري [الغلفاني] .
بالغين المعجمة واللام والفاء. فاللَّه أعلم.
1652- حذيفة بن اليمان العبسيّ «1»
: من كبار الصّحابة. يأتي نسبه في ترجمة أبيه حسل قريبا.
كان أبوه قد أصاب دما فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية. وتزوّج والدة حذيفة، فولد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، وأراد شهود بدر فصدّها المشركون، وشهدا أحدا، فاستشهد اليمان بها، وروى حديث شهوده أحدا واستشهاده بها البخاري، وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن وما بعدها.
وروى حذيفة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم الكثير وعن عمر. روى عنه جابر وجندب وعبد اللَّه بن يزيد، وأبو الطفيل في آخرين، ومن التابعين ابنه بلال، وربعي بن خراش، وزيد بن وهب، وزرّ بن حبيش، وأبو وائل وغيرهم.
قال العجليّ: استعمله عمر على المدائن، فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي، بأربعين يوما.
قلت: وذلك في سنة ست وثلاثين.
وروى علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، عن حذيفة: خيرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين الهجرة والنصرة. فاخترت النصرة.
__________
(1) الاستيعاب ت (510) ، أسد الغابة ت (1113) ، انظر طبقات ابن سعد 6/ 15- 7/ 317، التاريخ لابن معين 104، طبقات خليفة 48، 130، تاريخ خليفة 182، التاريخ الكبير 3/ 95، تاريخ الفسوي 3/ 311، الجرح والتعديل 3/ 256، معجم الطبراني الكبير 3/ 178، الاستبصار 233- 235، حلية الأولياء 1/ 270، ابن عساكر 4- 145- 1، تهذيب الكمال 241، تاريخ الإسلام 2/ 152، العبر 1/ 26- 37، طبقات القراء 1/ 203، تهذيب التهذيب 2/ 219- 220، خلاصة تذهيب الكمال 74، شذرات الذهب 1/ 32/ 44، تهذيب ابن عساكر 4/ 96، 106.(2/39)
وروى مسلم عن عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، عن حذيفة، عن حذيفة، قال: لقد حدّثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة.
وفي الصّحيحين أنّ أبا الدرداء قال لعلقمة: أليس فيكم صاحب السرّ الّذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة، وفيهما عن عمر أنه سأل حذيفة عن الفتنة. وشهد حذيفة فتوح العراق، وله بها آثار. [كثيرة]
«1» .
1653- حذيفة بن اليمان الأزدي «2»
: ذكر ابن سعد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثه مصدّقا على الأزد في قصة طويلة.
وذكر الواقديّ في كتاب الرّدة وفد الأزد من دبا، مقرّين بالإسلام- أي بموحدة خفيفة، فبعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدّقا. فلما توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ارتدّوا، فأرسل أبو بكر عكرمة بن أبي جهل وكان رأسهم لقيط بن مالك، فانهزموا، وقوي حذيفة وأصحابه، فأسر عكرمة منهم جماعة، فأرسلهم مع حذيفة إلى أبي بكر بعد أن قتل طائفة، وأقام عكرمة ثم عزله أبو بكر.
1654
- حذيفة الأزدي «3» البارقي:
ذكرته في القسم الثالث.
1655- حذيم بن الحارث بن أرقم:
أحد بني عامر بن مناف بن كنانة.
له ذكر في غزوة الفتح لما أرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن الوليد إلى بني حذيفة، فقال لهم:
أسلموا، فقالوا: نحن مسلمون، قال: فألقوا السلاح، فقال لهم حذيم بن الحارث: لا تفعلوا فما بعد وضع السّلاح إلا القتل، فأطاعته طائفة، وعصته طائفة فقتلهم خالد بن الوليد، فأنكر عليه عبد اللَّه بن عمر، وسالم مولى أبي حذيفة.
1656- حذيم بن حنيفة الحنفي «4»
: ويقال: المالكي، والد حنظلة يأتي ذكره في ترجمة ولده حنظلة.
__________
(1) في ط شهيرة.
(2) أسد الغابة ت (1107) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، الجرح والتعديل 3/ 1142، التاريخ الكبير 3/ 97، خلاصة تذهيب 1/ 200، تهذيب الكمال 1/ 238 تهذيب التهذيب 2/ 219، تقريب التهذيب 1/ 156، أسد الغابة ت (1110) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 125، تقريب التهذيب 1/ 156 الجرح والتعديل 3/ 1376، تهذيب الكمال 1/ 240، الوافي بالوفيات 11/ 485، خلاصة تذهيب 1/ 268، تهذيب التهذيب 2/ 221، الكاشف 1/ 210، التاريخ الكبير 3/ 127 الإكمال 2/ 404، أسد الغابة ت (1114) ، الاستيعاب ت (514) .(2/40)
1657- حذيم بن عمرو الساعدي «1»
: والد زياد.
روى حديثه النسائي وابن حبان في صحيحه من طريق موسى بن زياد بن حذيم، عن أبيه، عن جده: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع: «إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » «2» الحديث.
وأفاد أبو عمر أنه تميمي، وأنه سكن البصرة.
الحاء بعدها الراء
1658- حرام «3»
: - بفتح المهملتين، الأنصاريّ وقع ذكره في حديث صحيح.
روى النّسائيّ وأبو يعلى وابن السّكن من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان معاذ يؤمّ قومه، فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله فصلّى مع القوم: فلما رأى معاذا يطوّل تجوّز ولحق بنخله ... الحديث. وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أفتّان أنت؟ لا تطوّل بهم»
«4» وقد جزم الخطيب ومن تبعه بأن حراما هذا هو ابن ملحان المذكور بعده، ولكن لم أقف في شيء من طرقه عليه إلا مذكورا باسمه دون ذكر أبيه، فاحتمل عندي أن يكون غيره.
وذكر أبو عمر في ترجمة حزم بن أبي كعب بعد أن ساق قصته من تاريخ البخاري.
وفي غير هذه الرواية- أنّ صاحب معاذ اسمه حرام بن أبي كعب، كذا قال. وقال في ترجمة حرام: وقال عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: حرام بن أبي كعب. انتهى.
وليس في رواية عبد العزيز تسمية أبيه كما تقدم.
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 50، أسد الغابة ت (1116) ، الاستيعاب ت (513) .
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 26، 2/ 215، 5/ 224 ومسلم 3/ 1305 كتاب القسامة باب 9 تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال حديث رقم 29- 1679، 30، 31 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2809، وأحمد في المسند 3/ 313، 5/ 40 والطبراني في الكبير 5/ 316، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 166، 3/ 215 وأبو نعيم في الحلية 4/ 343، والبغوي في شرح السنة 3/ 91 والهيثمي في الزوائد 3/ 274، 275.
(3) الاستيعاب ت (516) .
(4) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 180، 8/ 33 ومسلم 1/ 339 كتاب الصلاة باب 36 القراءة في العشاء حديث رقم 178- 465 وأحمد في المسند 3/ 299، والنسائي 2/ 168 في كتاب الافتتاح باب 63 القراءة في المغرب بسبح اسم ربك الأعلى حديث رقم 984 وابن خزيمة في صحيح حديث رقم 1611، 1634، البيهقي في السنن الكبرى 3/ 85، 112، 116، والهيثمي في الزوائد 2/ 71 وكنز العمال حديث رقم 20445.(2/41)
وقد روى أبو داود من حديث جابر، عن حزم بن أبي كعب أنه مرّ بمعاذ، فذكر قريبا من هذه القصة، فيحتمل أن تكون القصة واحدة، ووقع في أحد الرجلين تصحيف وهو واحد.
1659- حرام بن ملحان الأنصاريّ «1»
: خال أنس بن مالك يأتي نسبه في ترجمة أم سليم.
روى البخاريّ من طريق ثمامة عن أنس، قال: لما طعن حرام بن ملحان، وكان خاله يوم بئر معونة قال: فزت وربّ الكعبة.... الحديث.
وأورده الطّبرانيّ مطوّلا من هذا الوجه. ورواه مسلم من طريق ثابت عن أنس مطوّلا أيضا. واتفق أهل المغازي على أنه استشهد يوم بئر معونة.
[وحكى أبو عمر عن بعض أهل الأخبار أنه ارتثّ»
يوم بئر معونة، فقال الضحاك بن سفيان الكلابي- وكان مسلما يكتم إسلامه لامرأة من قومه: هل لك في رجل إن صحّ كان نعم الراعي، فضمّته إليها، فعالجته فسمعته يقول:
أبا عامر ترجو المودّة بيننا ... وهل عامر إلّا عدوّ مداهن
إذا ما رجعنا ثمّ لم تك وقعة ... بأسيافنا في عامر أو يطاعن
«3» [الطويل] فوثبوا عليه فقتلوه.]
«4»
1660- حرام الجهنيّ «5»
: أو المزني. يأتي في حلال.
1661- حرب بن الحارث المحاربي «6»
: روى الطّبراني وأبو نعيم وغيرهما، من
__________
(1) المغازي 164، ابن هشام 1/ 705، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 390، أسد الغابة ت (1124) ، الاستيعاب ت (515) .
(2) ارتث أي حمل من المعركة جريحا، والمرتث هو الصّريع الّذي يثخن في الحرب ويحمل حيّا ثم يموت، وقال ثعلب: هو الّذي يحمل من المعركة وبه رمق، والارتثاث: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح، وأصل اللفظة من الرث: الثوب الخلق والمرتث مفتعل منه. انظر اللسان 3/ 1580.
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1124) [الأولان فقط] منه والاستيعاب ترجمة رقم (515) .
(4) سقط من أ.
(5) هذه الترجمة سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (1126) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، التاريخ الكبير 3/ 60، الجرح والتعديل 3/ 1106، بقي بن مخلد 577، 605.(2/42)
طريق يعلى بن الحارث المحاربي، عن الربيع بن زياد المحاربي، عن حرب بن الحارث- سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول يوم الجمعة على المنبر: «قد أمرنا للنّساء بورس وأبوا ... الحديث.
وذكر البخاريّ في التاريخ حرب بن الحارث سمع عليا، روى قوله عنه ربيع بن زياد، فيتأمل ما وقع في هذا، فلعل هذا الموقوف غير ذلك المرفوع.
1662- حرب، غير منسوب:
قيل، هو اسم أبي الورد. وقيل اسمه عبيد بن قيس.
1663- حرب، غير منسوب:
روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال في لقحة «1» : «من يحلب هذه؟» فقام رجل، فقال: «ما اسمك؟» قال: مرّة، قال: «اجلس» ، ثم قال: «من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال: «ما اسمك؟» قال: «حرب قال: «اجلس» ، ثم قال: «من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال: «ما اسمك؟» قال: يعيش، قال: احلب» .
وله طريق في ترجمة خلدة في المعجمة. وقد تقدم في الجيم. من وجه آخر أنه قال جمرة- بالجيم- بدل حرب. فاللَّه أعلم.
1664- حرب:
بن ريطة بن عمرو بن مازن بن وهب بن الربيع بن الحارث بن كعب من بني سامة بن لؤيّ.
قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مع جماعة من أهله فلقوه بين الجحفة والمدينة، فمات بعضهم، واشتكى بعضهم، فتطيّروا من ذلك، فرجعوا إلى بلادهم، فقال فيهم حسان بن ثابت شعرا.
فقال حرب بن ريطة:
ألا بلّغا عنّي الرّسول محمّدا ... رسالة من أمسى بصحبته صبّا
حلفت بربّ الرّاقصات عشيّة ... خوارج من بطحاء تحسبها سربا
لقد بعث اللَّه النّبيّ محمّدا ... بحقّ وبرهان الهدى يكشف الكربا
[الطويل] [في أبيات نقلتها من منح المدح لابن سيد الناس]
«2»
1665- حرثان:
بن عامر بن عميلة القضاعي.
ذكر ابن فتحون في الذيل عن مغازي الأموي أنه ذكره عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
__________
(1) اللقاح: ذوات الألبان من النّوق، واحدها لقوح ولقحة اللسان 5/ 4058.
(2) سقط من أ.(2/43)
1666- حرقوص «1»
: بضم أوله وسكون الراء والقاف بعدها واو ساكنة ثم صاد مهملة- ابن زهير السّعديّ. له ذكر في فتوح العراق.
وزعم أبو عمر أنه ذو الخويصرة التميمي رأس الخوارج المقتول بالنهروان «2» . وسيأتي في ترجمته ذكر من قال ذلك أيضا.
وذكر الطّبريّ أن عتبة بن غزوان كتب إلى عمر يستمدّه فأمده بحرقوص بن زهير، وكانت له صحبة، وأمره على القتال على ما غلب عليه، ففتح سوق الأهواز.
وذكر الهيثم بن عدي أن الخوارج تزعم أن حرقوص بن زهير كان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنه قتل معهم يوم النّهروان قال: فسألت عن ذلك، فلم أجد أحدا يعرفه.
وذكر بعض من جمع المعجزات
أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل النّار أحد شهد الحديبيّة إلّا واحد» «3» فكان هو حرقوص [124] بن زهير.
فاللَّه أعلم.
1667- حرملة بن إياس «4»
: وقيل: ابن أوس. يأتي في ابن عبد اللَّه.
1668- حرملة:
بن خالد بن هوذة بن خالد بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامريّ، أخو العدّاء بن خالد.
قال أبو عمر: قال الأصمعيّ: أسلم العدّاء وأخوه حرملة وأبوهما وكانا سيّدي قومهما. وذكرهما ابن الكلبي في المؤلّفة.
1669- حرملة بن زيد الأنصاري «5»
: أحد بني حارثة.
روى ابن الطّبرانيّ من حديث ابن عمر، قال: كنت جالسا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأتاه حرملة بن زيد الأنصاري، فقال: يا نبي اللَّه، الإيمان هاهنا- وأشار إلى لسانه- والنفاق هاهنا- ووضع يديه على صدره، فقال: «اللَّهمّ اجعل لحرملة لسانا صادقا....»
«6» الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (1127) .
(2) نهروان: وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون وهي ثلاث نهروانات أعلى وأوسط وأسفل وهو كورة واسعة أسفل من بغداد من شرقيّ سامرّا منحدرا إلى واسط فيها عدّه بلاد متوسطة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1407.
(3) أورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 443.
(4) أسد الغابة ت (1128) .
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، أسد الغابة ت (1129) .
(6) أخرجه الطبرانيّ في الكبير 4/ 6، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (10445) وعزاه لأبي نعيم في الحلية قال الهيثمي في الزوائد 9/ 405 رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات.(2/44)
وإسناده لا بأس به. وأخرجه ابن مندة أيضا، وروينا في فوائد هشام بن عمار رواية أحمد بن سليمان بن زبان- بالزاي والموحدة- من حديث أبي الدرداء نحوه.
1670- حرملة بن سلمى:
قال سيف والطّبري: أمّره خالد بن الوليد سنة ثنتي عشرة حين دخل العراق، وكان معه ومع المثنى بن حارثة، ومذعور بن عدي، وسلمى بن القين- ثمانية آلاف، وكان مع خالد بن الوليد عشرة آلاف، [وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة]
«1» .
1671- حرملة:
بن عبد اللَّه بن إياس «2» . وقيل ابن أوس العنبريّ. نزل البصرة.
وقال أبو حاتم: له صحبة. وروى عنه ابنه عليبة، وقال ابن حبان: حرملة بن إياس له صحبة، عداده في أهل البصرة، وحديثه في الأدب المفرد للبخاريّ، ومسند أبي داود الطيالسي، وغيرهما، بإسناد حسن.
وقد ينسب لجدّه فيقال حرملة بن إياس. وفرّق بينهما بعضهم كالبغوي. وردّ ذلك الذهبي [وقال البغوي في الكنى: أبو عليبة العنبر سكن البصرة ونقل بسند له أن حرملة كان أحد المصلّين وكان له مقام قد غاصت فيه قدماه من طول القيام]
«3»
1672- حرملة:
بن عمرو بن سنة الأسلمي. «4»
قال ابن السّكن: له صحبة، وكان ينزل بينبع.
وروى الطّبرانيّ من طريق عبد الرحمن بن حرملة، حدثني يحيى بن هند، عن والدي حرملة بن عمرو: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعرفة وعمّي مردفي. فنظرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو واضع إصبعيه إحداهما على الأخرى.
قلت: واسم عمه سنان بن سنّة جاء مصرحا به في رواية الدراوَرْديّ وغيره.
__________
(1) سقط من أ.
(2) الاستيعاب ت (518) ، أسد الغابة ت (18) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 158، الجرح والتعديل 3/ 1215، خلاصة تذهيب 1/ 203، الوافي بالوفيات 11/ 500، حلية الأولياء 1/ 358 تهذيب التهذيب 2/ 227، الطبقات الكبرى 9/ 47، التاريخ الكبير 3/ 66، بقي بن مخلد 599، ذيل الكاشف 260.
(3) سقط في أ.
(4) الاستيعاب ت (520) ، أسد الغابة ت (1131) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 127، الوافي بالوفيات 11/ 502، الطبقات الكبرى 4/ 317.(2/45)
ورواه خليفة من هذا الوجه فقال: حججت حجة الوداع ومردفي أبي.
1673- حرملة بن مريطة التيمي «1»
: ذكر الطّبريّ أنه كان مع عتبة بن غزوان بالبصرة، فسيّره إلى قتال الفرس بميسان سنة سبع عشرة، وكانت له صحبة وهجرة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: وسير عتبة معه سلمى بن القين، وكان من المهاجرين أيضا، فكانا في أربعة آلاف من تميم والرباب، فذكر القصّة.
قلت: وقد تقدم قريبا في حرملة بن سلمى شيء يشبه هذا، فيحتمل أن يكونا واحدا.
1674- حرملة بن معن الهذلي:
يأتي في معن بن حرملة.
1675- حرملة بن النعمان:
ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق محمد بن سوقة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن حرملة بن النعمان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «امرأة ولود ودود أحبّ إلى اللَّه من حسناء لا تلد، إنّي مكاثر بكم الأمم»
«2» . وذكره الدارقطنيّ واستدركه ابن فتحون.
1676- حرملة بن هوذة «3»
: بن خالد العامري، عمّ العدّاء بن خالد.
ذكره ابن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله، وأن له وفادة، وتقدم له ذكر في حرملة بن خالد.
وقال ابن الكلبيّ: خالد وحرملة ابنا هوذة بن خالد بن ربيعة بن عمرو، وفدا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكتب إلى خزاعة كتابا يبشّرهم بإسلامهما.]
«4»
1677- حرملة بن الوليد:
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزومي، أخو سيف اللَّه خالد بن الوليد.
قال ابن عساكر: ذكر أبو الحسين الرازيّ، حدثني إبراهيم بن محمد بن صالح، قال:
__________
(1) أسد الغابة ت (1133) .
(2) أخرجه النسائي في السنن 6/ 66 كتاب النكاح باب 11 كراهية تزويج العقيم حديث رقم 3227 وابن ماجة في السنن 2/ 1300 كتاب الفتن باب (5) لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حديث رقم 3944 قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة 2/ 1301 إسناده صحيح ورجاله ثقات أ. هـ وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1858 وأحمد في المسند 4/ 351، والهيثمي في الزوائد 7/ 298 والطبراني في الكبير 10/ 229، 19/ 416، وابن عساكر تاريخ 4/ 293.
(3) أسد الغابة ت (1134) ، الاستيعاب ت (517) .
(4) سقط من أ.(2/46)
كان عند دير البقر بدمشق ديران: أحدهما لخالد بن الوليد أقطعه أبو عبيدة، والآخر لأخيه حرملة بن الوليد مع قرية بالغوطة «1» تعرف بدير حرملة بعد أن كاتب أبو عبيدة فيها عمر، فأذن له.
1678
- حرملة المدلجي «2» أبو عبد اللَّه:
قال ابن سعد: كان ينزل بينبع، سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه، ويقولون: إنه سافر معه أسفارا.
وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن حرملة.
وسيأتي لحفيده خالد بن عبد اللَّه بن حرملة ترجمة أيضا.
1679- حرميّ بن عمر الواقفي:
يأتي في هرمي في الهاء إن شاء اللَّه تعالى.
1680- حريث بن أبي حريث «3»
: وهو ابن عمرو، يأتي.
1681- حريث بن حسان البكري «4»
: وهو الحارث- تقدم.
1682- حريث:
بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد بن الحارث الخزرجيّ، ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا.
وقال ابن شاهين. هو أخو عبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة الّذي أري النداء. شهد بدرا وأحدا: قاله محمد بن يزيد عن رجاله.
وقال أبو عمر: شهد أحدا في قول جميعهم، وقدم أبو عمر عبد ربه على ثعلبة مع أنه أخو عبد اللَّه الّذي أري النداء. والأول هو الصّواب.
1683- حريث «5»
: بن زيد الخيل بن مهلهل الطائي.
__________
(1) الغوطة: بالضم ثم السكون وطاء مهملة هي الكورة التي منها دمشق استدارتها ثمانية عشر ميلا يحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها ولا سيما من شماليها فإن جبالها عالية جدا وتمتد فيها أنهار تسقى بساتينها وتصبّ فضلاتها في بحيرة هناك، والغوطة أيضا في بلاد طيِّئ لبني لام منهم قريب من جبال صبح لبني فزارة يوصف ماؤها بالرداءة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 1005، 1006.
(2) الاستيعاب ت (519) ، أسد الغابة ت (1132) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 127، الطبقات 1/ 34، الجرح والتعديل 3/ 1218، الوافي بالوفيات 11/ 501، التاريخ الكبير 3/ 67، تبصير المنتبه 4/ 1507.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 41، أسد الغابة ت (1135) .
(4) المغازي 166، ابن هشام 1/ 692، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 406، أسد الغابة ت (1136) ، الاستيعاب ت (521) .
(5) أسد الغابة ت (1137) .(2/47)
قال الدّارقطنيّ: له صحبة. وقال هشام بن الكلبي، عن أبيه، قال: كان لزيد الخيل ابنان: مكنف وحريث، أسلما وصحبا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهدا قتال الردّة مع خالد بن الوليد.
وروى الواقدي بإسناد له أن حريث بن زيد الخيل هذا كان رسول النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى نجبة من زربة وأهل أيلة «1» .
وقال المرزبانيّ: هو مخضرم، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد قتال أهل الردة، وهو القائل:
أنا حريث وابن زيد الخيل ... ولست بالنّكس ولا الزّمّيل
[الرجز] وأنشد له الواقديّ في الردة أشعارا منها:
ألا أبلغ بني أسد جميعا ... وهذا الحيّ من غطفان قيلي
بأنّ طليحة الكذّاب أضحى ... عدوّ اللَّه حاد عن السّبيل
[الوافر] وله قصة في عهد عمر تقدمت «2» في ترجمة أوس بن خالد الطائيّ.
وقيل: إن عبيد اللَّه بن الحر الجعفي قتله مبارزة في حرب كانت بينهما من قبل مصعب بن الزبير.
1684- حريث:
بن سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن «3» زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي «4» .
روى عنه محمود بن لبيد، ذكره أبو عمر.
1685- حريث:
بن عمرو بن عثمان «5» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، والد سعيد وعمرو.
روى حديثه أبو عوانة في صحيحه من طريق جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه عن
__________
(1) أيلة: بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام وهي مدينة لليهود الذين حرّم اللَّه عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير وفي يد اليهود عهد لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. انظر معجم البلدان 1/ 346، 347.
(2) من أ: زغبة بن فرعون بن زعوراء.
(3) من أ: زغبة بن فرعون بن زعوراء.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 127، تقريب التهذيب 1/ 159، أسد الغابة ت (1138) ، الاستيعاب ت (524) .
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 128، التاريخ الكبير 3/ 69، أسد الغابة ت (1141) .(2/48)
جدّه، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نستسقي ... الحديث.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق فطر بن خليفة، عن أبيه. عن عمرو بن حريث، قال:
ذهب بي أبي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ... الحديث.
وقد أخرجه أبو داود مختصرا.
وروى مسدّد في مسندة من طريق عطاء بن السّائب، عن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الكمأة من المنّ» .
قال ابن السّكن: لعل عبد الوارث أخطأ فيه. وقال الدّارقطنيّ في الأفراد: تفرد به عبد الوارث، ولا يعلم لحريث صحبة ولا رواية، وإنما رواه عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد.
وقال ابن مندة: حديث سعيد هو الصّواب.
قلت: الاعتماد في صحبته على الخبر الأول والثاني.
1686- حريث بن عوف «1»
: تقدم في ترجمة أخيه جمرة في حرف الجيم.
1687- حريث بن غانم الشيبانيّ:
ذكره الطبري. وروى له حديثا يشبه حديث حريث بن حسان المتقدم، فيحتمل أن يكونا واحدا.
1688- حريث بن ياسر العبسيّ:
أخو عمّار بن ياسر. ذكره الطبري وأبو بكر بن دريد.
[وقال ابن الكلبيّ في الجمهرة: قتله بنو الدّيل من مكة]
» .
1689- حريث الأسدي:
ذكر ابن فتحون عن الواقدي أنه وفد سنة تسع.
1690- حريث العذري:
قال ابن عساكر: له صحبة. وروى من طريق الواقدي قال:
لما نزل أسامة بن زيد بوادي القرى- يعني في خلافة أبي بكر- بعث عينا له من بني عذرة يسمى حريثا. فذكر قصة.
وروى ابن قانع من طريق ابن بسطاس عن أبيه عن عمرو بن حريث العذري، عن أبيه، قال: وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسمعته يقول: «في سائمة الغنم الزّكاة»
- الحديث «3» .
وقال البخاريّ في التاريخ: قال مسلم بن إبراهيم، عن وهب، عن إسماعيل- هو ابن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن جدّه حريث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وخالفه ابن عيينة وغيره
__________
(1) أسد الغابة ت (1142) .
(2) سقط من أ.
(3) ذكره ابن عساكر كما في التهذيب 4/ 115.(2/49)
فقالوا: عن إسماعيل، عن أبي عمر، عن جده، عن أبي هريرة وهو الصحيح.
قلت: الراويّ عن أبي هريرة غير صاحب الترجمة، وإنما ذكرته لئلا يظن أنهما واحد.
1691- حريث، أبو سلمى الراعي «1»
: يأتي في الكنى.
1692- حريز «2»
: بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي- ابن شرحبيل الكندي. مختلف فيه: قال ابن مندة: روى الوليد بن مسلم عن عمرو بن قيس السكونيّ، عن حريز بن شرحبيل، عن رجل، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو أصح، قاله أبو زرعة الدمشقيّ.
وقال ابن ماكولا: قتل في وقعة الخازر «3» سنة ست وستين.
1693- حريز:،
أو أبو حريز، غير منسوب «4» .
ذكره عبد الغنيّ بن سعيد بالحاء المهملة.
وذكره ابن مندة في جرير بالجيم، وعزاه لأبي سعيد الرازيّ. وحكى الطّبراني فيه الوجهين.
وروى البغويّ والطّبرانيّ من طريق قيس بن الربيع عن عثمان بن المغيرة عن أبي ليلى الكندي، قال: حدثني صاحب هذه الدار- حريز أو أبو حريز قال: انتهيت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يخطب فوضعت يدي على رجله فإذا ميثرته جلد ضائنة. [قال البغوي في روايته بمنى:
أورده في الكنى، وذكره ابن مندة في الجيم من الكنى، وقال: لا يثبت]
«5» .
1694- حريش «6»
: بوزن الّذي قبله، لكن آخره شين معجمة.
روى عبدان والخطيب في المؤتلف من طريق أبي بكر بن عيّاش عن حبيب بن خدرة عن حريش، قال: كنت مع أبي حين رجم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ما عزا، فلما أخذته الحجارة أرعدت، فضمّني النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إليه، فسال عليّ من عرقه مثل ريح المسك.
__________
(1) أسد الغابة ت (1139) .
(2) أسد الغابة ت (1143) .
(3) خازر: بعد الألف زاي مكسورة، كذا رواه الأزهري وغيره ثم راء وهو نهر بين إربل والموصل. انظر: معجم البلدان 2/ 386.
(4) أسد الغابة ت (1144) .
(5) سقط من أ.
(6) أسد الغابة ت (1145) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 128.(2/50)
[وقال ابن ماكولا: خدرة، رجل من ولد حريش كان مع أبيه فيمن رجم ما عزا، وروى عنه ابن عيينة أنه أتاه.]
«1»
1695- الحريش التميمي:
العنبريّ.
روى حديثه أبو الشيخ في كتاب النّكاح وعمر بن شبّة، كلاهما من طريق ملقام بن التّلب أن التلب حدّثه، قال: لما جاء سبايا بلعنبر كانت فيهم امرأة جميلة، فعرض عليها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوّجها فأبت، فلم يلبث أن جاء زوجها الحريش- رجل أسود قصير، فذكر الحديث، وفيه: فهمّ المسلمون بلعنها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«لا تفعلوا، إنّه ابن عمّها وأبو عذرها» .
واسم هذه المرأة نعامة سماها محمد بن علي بن حمدان الوراق في روايته لهذا الحديث من هذا الوجه.
1696- الحرّ «2»
: بضم أوله وتشديد الراء- ابن خضرامة الضبيّ أو الهلالي، روى ابن شاهين من طريق سيف بن عمر، عن الصعب بن هلال الضبيّ، عن أبيه، قال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الحر بن خضرامة، وكان حليفا لبني عبس، فقدم المدينة بغنم وأعبد، فأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كفنا وحنوطا، فلم يلبث أن مات، فقدم ورثته، فأعطاهم الغنم، وأمر ببيع الرقيق بالمدينة، وأعطاهم أثمانها.
قال أبو موسى المدائنيّ: روى عن الدارقطنيّ عن شيخ ابن شاهين فيه، فقال الحارث بن خضرامة. فاللَّه أعلم.
1697- الحرّ:
بن قيس بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري «3» ، ابن أخي عيينة بن حصن.
ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وروى ابن شاهين من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن حاطب، عن أبي وجزة السلمي، قال: لما قفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن حصن، والحارث بن قيس ابن أخي عيينة بن حصن، وهو أصغرهم ... فذكر الحديث.
وروى البخاريّ من طريق الزّهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عبّاس، قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس، وكان من النفر الذين بعثهم عمر ...
الحديث.
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت (1117] .
(3) أسد الغابة ت (1118) .(2/51)
وروى الشّيخان بهذا الإسناد قالا: تمارى ابن عباس والحرّ بن قيس في صاحب موسى، فمرّ بهما أبيّ بن كعب ... فذكر الحديث.
وقال مالك في «العتبية» : قدم عيينة بن حصن المدينة فنزل على ابن أخ له أعمى، فبات يصلي، فلما أصبح غدا إلى المسجد، فقال: ما رأيت قوما أوجه لما وجّهوهم له من قريش، كان ابن أخي عندي أربعين سنة لا يطيعني.
الحاء بعدها الزاي
1698- حزابة «1»
: بضم أوله وتخفيف الزاي وآخره موحدة- ابن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضّبيب الضبابي.
قال أبو عمر: أسلم عام تبوك.
روى إسحاق الرمليّ في كتاب الأفراد من أحاديث بادية الشّام، من طريق معروف بن طريف، عن أبيه، عن جده حزابة- مرفوعا: «لا حطّة لأحد على أحد في دار العرب إلّا على نخل ثابت أو عين جارية أو بئر معمورة» .
وبهذا الإسناد عدة أحاديث.
وروى ابن مندة من طريق نعيم بن طريف بن معروف بن عمرو بن حزابة عن أبيه، عن معروف، عن أبيه، عن جده حزابة، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بتبوك [في جماعة وهو نازل فقال:
«عرّفوا عليكم عرفاء، وأدّوا زكاتكم فلا دين إلّا بزكاة» «2» فقال أبو زيد اللّقيطي: وما الزكاة يا رسول اللَّه؟ قال: «زكاة الرّقاب وزكاة الأموال»
في إسناده من لا يعرف]
«3» .
1699 ز- حزابة السلمي:
أبو قطن. ذكره يحيى بن سعيد الأموي في المغازي في وفد بني سليم، وأنشد للعباس بن مرداس يذكره في جماعة مما قاله يوم حنين:
لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا ... سببا بحبل محمّد لا يقطع
وفد أبو قطن حزابة منهم ... وأبو الغيوث وواسع ومقنّع
«4» [الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (1147) ، الاستيعاب ت [581] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 128، الجرح والتعديل 3/ 1374، التاريخ الكبير 3/ 127، الإكمال 2/ 457.
(2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (15787) وعزاه لابن مندة عن نعيم بن ظريف بن معروف عن عمرو بن حزابة عن أبيه عن جده حزابة بن نعيم الضبابي وقال: وفي سنده من لا يعرف.
(3) سقط في أ.
(4) ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 97.(2/52)
1700 ز- حزام:
بكسر أوله- ابن عوف، من بني جعل.
ذكره محمد بن عبد اللَّه بن الربيع الجيزي فيمن نزل مصر من الصحابة.
وحكى عن سعيد بن عفير أنه كان ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تحت الشجرة في رهط من قومه، فقال لهم: لا صخر ولا جعل، أنتم بنو عبد اللَّه، واستدركه ابن فتحون.
1701- حزام:
غير منسوب. روى عبدان من طريق هارون بن سليمان مولى عمرو بن حريث، عن حكيم بن حزام، عن أبيه، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن صوم الدهر ... الحديث.
قال أبو موسى: هكذا رواه علي بن يزيد الصّدائي، وهو خطأ. ورواه أبو نعيم وغيره عن هارون، عن مسلم بن عبيد اللَّه عن أبيه، قال: سألت، وهو الصّواب.
قلت: هو محتمل. وظنّه ابن الأثير والد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد، فترجم له مستدركا. وتعقّبه الذّهبيّ فقال: غلط من عدّه- يعني في الصّحابة.
1702 ز- حزام:
غير منسوب. له ذكر في ترجمة قيلة بنت مخرمة. وهي أمّه، وذكرت أنه قتل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1703 ز- حزم:
بفتح أوله ثم سكون الزاي، ابن عبد عمرو الخثعميّ «1» وقال البغوي: حزم عبد أحسبه مدنيا، ولا أدري هل له صحبة أم لا؟
وروى البغويّ والطّبرانيّ وابن شاهين من طريق موسى بن عبيدة عن أبي سهل بن مالك، عن حزم بن عبد عمرو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «للخليفة على النّاس السّمع والطاعة» ...
الحديث.
وقد ذكره ابن حاتم وابن حبّان في التابعين.
1704- حزم بن عمرو الواقفي «2»
: عدّه أبو معشر في البكاءين الذين نزلت فيهم، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ... [التوبة، 92] الآية.
حكاه أبو موسى عن عبدان ولم أره في التجريد ولا أصله.
1705- حزم بن أبي كعب الأنصاريّ «3»
: روى أبو داود الطيالسي عن موسى بن
__________
(1) أسد الغابة ت (1149) .
(2) أسد الغابة ت (1150) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 129، تقريب التهذيب 1/ 160، الجرح والتعديل 3/ 1307، تهذيب الكمال 2/ 247، التحفة اللطيفة 1/ 468، تهذيب التهذيب 2/ 243، التاريخ الكبير 3/ 110، الاستيعاب ت (583) ، أسد الغابة ت (1151) .(2/53)
إسماعيل، عن طالب بن حبيب: سمعت عبد الرحمن بن جابر يحدّث عن حزم بن أبي كعب أنه مرّ على معاذ بن جبل وهو يصلّي بقومه ... فذكر الحديث في تطويله بهم وأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم له بالتخفيف.
وهذا أخرجه البزّار من طريق الطيالسي، عن طالب، عن ابن جابر، عن أبيه، وهو أشبه.
ولم أر من ترجم لحزم بن أبي كعب من القدماء إلا ابن حبان، فذكره في الصّحابة، ثم ذكره في ثقات التابعين، ولعل التابعي آخر وافق اسمه واسم أبيه، وإلا فالقصّة صريحة في كونه صحابيا.
وقد ذكره ابن مندة وتبعه أبو نعيم وسبق كلام ابن عبد البر فيه في حازم.
1706- حزن «1»
: آخره نون- ابن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، جدّ سعيد بن المسيّب.
روى البخاريّ وأبو داود من طريق الزهري عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه، عن جده- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له: «ما اسمك» ؟ قال: حزن قال: «أنت سهل» «2» ..
الحديث.
أسلم حزن يوم الفتح، وشهد اليمامة، ولا نعرف عنه رواية إلا من ولده عنه.
وذكر الزّبير بن بكّار في الموفقيات، من طريق محمد بن إسحاق، قال: لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة السقيفة وبيعة أبي بكر مطولة، وفيها: فقام حزن بن أبي وهب وهو الّذي سمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سهلا، فقال لما سمع خطبة خالد بن الوليد في ذلك:
وقام رجال من قريش كثيرة ... فلم يك في القوم القيام كخالد
أخالد لا تعدم لؤيّ بن غالب ... يقاتل فيها عند قذف الجلامد
كساك الوليد بن المغيرة مجده ... [وعلّمك الشّيخان ضرب القماحد
وكنت لمخزوم بن يقظة جنّة] ... كذا اسمك فيها ماجد وابن ماجد
[الطويل]
__________
(1) الإكمال 6/ 10، الجرح والتعديل 308، أسد الغابة ت (1152) ، الاستيعاب ت (578) .
(2) أخرجه البخاري 8/ 45 وأحمد 5/ 433 وابن سعد 5/ 88 والبيهقي 9/ 307.(2/54)
170- حزن:
قال ابن حبّان: كان اسمه سهل بن سعد الساعدي، حزنا فسماه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سهلا.
الحاء بعدها السين
1708- حسّان بن أسعد الحجري:
ذكر ابن يونس أنّ له صحبة، وأنه شهد فتح مصر.
1709- حسّان بن ثابت بن المنذر «1»
: بن حرام بن عمرو بن زيد بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ ثم النجاريّ، شاعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وأمه الفريعة- بالفاء والعين المهملة مصغّرا- بنت خالد بن حبيش بن لوذان، خزرجية أيضا.
أدركت الإسلام فأسلمت وبايعت. وقيل: هي أخت خالد لا ابنته.
يكنى: أبا الوليد، وهي الأشهر، وأبا المضرّب، وأبا الحسام، وأبا عبد الرحمن.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث، روى عنه سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وآخرون.
قال أبو عبيدة: فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام. وكان مع ذلك جبانا.
وفي الصّحيحين من طريق سعيد بن المسيّب، قال: مرّ عمر بحسان في المسجد وهو ينشد فلحظ إليه فقال: كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال:
أنشدك اللَّه، أسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أجب عنّي، اللَّهمّ أيّده بروح القدس»
«2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1153) ، الاستيعاب ت (525) ، التاريخ لابن معين 107، طبقات خليفة 88، تاريخ خليفة 202، التاريخ الكبير 3/ 49، المعارف 2/ 128، 197- 132، تاريخ الفسوي 1/ 235، الجرح والتعديل 3/ 223، الأغاني 4/ 134، - 169، معجم الطبراني 4/ 44، تهذيب الكمال 251، تاريخ الإسلام 2/ 277، تهذيب التهذيب 2/ 247- 248، خلاصة تهذيب الكمال 75، شذرات الذهب 1/ 41، 60.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 335 عن عبد اللَّه بن عمر بلفظه وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والنسائي 2/ 48 كتاب المساجد باب 24 الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد حديث رقم 716. وأحمد في المسند 2/ 269، البيهقي في السنن الكبرى 2/ 448، 10/ 126، 237- وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20509.(2/55)
وأخرج أحمد من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: مرّ عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فقال: أفي مسجد رسول اللَّه تنشد الشعر؟ فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك.
وفي الصّحيحين عن البراء أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لحسان: «اهجهم- أو هاجهم- وجبريل معك»
«1»
وقال أبو داود: حدثنا لؤيّ، عن ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن عائشة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجو الذين كانوا يهجون النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «إنّ روح القدس مع حسّان ما دام ينافح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم»
«2» . روى ابن إسحاق في المغازي، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه، قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع «3» حصن حسان بن ثابت، قالت: وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان، فمرّ بنا رجل يهودي، فجعل يطيف بالحصن، فقالت له صفية: إن هذا اليهودي لا آمنة أن يدلّ على عوراتنا، فانزل إليه فأقتله. فقال: يغفر اللَّه لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية: فلما قال ذلك أخذت عمودا، ونزلت من الحصن حتى قتلت اليهوديّ. فقالت: يا حسّان، انزل فاسلبه. فقال: ما لي بسلبه من حاجة.
مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة. وقيل سنة أربعين. وقيل خمسين: وقيل أربع وخمسين، وهو قول ابن هشام، حكاه عنه ابن البرقي، وزاد وهو ابن عشرين ومائة سنة أو نحوها.
وذكر ابن إسحاق أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قدم المدينة ولحسان ستون سنة.
قلت: فلعل هذا يكون على قول من قال: إنه مات سنة أربعين بلغ مائة أو دونها، أو في سنة خمسين ومائة وعشرة، أو سنة أربع وخمسين مائة وأربع عشرة.
والجمهور أنه عاش مائة وعشرين سنة، وقيل عاش مائة وأربع سنين، جزم به ابن أبي
__________
(1) أخرجه البخاري 4/ 136 ومسلم في فضائل الصحابة (153) .
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 22 كتاب الأدب باب ما جاء في الشعر حديث رقم 5015.
(3) فارع: اسم أطم من آطام المدينة، وفارع: قرية في أعلى الشراة بالشين المعجمة بها نخل كثير، وبها مياه من عيون تجري تحت الأرض. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1013.(2/56)
خيثمة عن المدائني [وقال ابن سعد: عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين، ومات وهو ابن عشرين ومائة]
«1» .
1710- حسّان بن جابر «2»
: ويقال ابن أبي جابر السلمي- قال ابن السكن: في إسناده نظر، وهو غير معروف.
وروى هو والحسن بن سفيان في مسندة وابن أبي عاصم في الآحاد من طريق سعيد بن إبراهيم بن أبي العطوف، قال: حدثنا أبو يوسف- وكان قد أدرك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: كنا بإصطخر فجاءنا رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له حسان بن أبي جابر السلمي، فسمعته يقول: كنا نطوف مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم [بالبيت] «3» ، فالتفت فرأى قوما قد صفّروا لحاهم وآخرين قد حمّروا فسمعته يقول: «مرحبا بالمصفّرين والمحمّرين» .
1711- حسان بن خوط «4»
: بن مسعر بن عتود بن مالك بن الأعور بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر الشيبانيّ.
نسبه ابن الكلبيّ، وقال: كان شريفا في قومه، وكان وافد بكر بن وائل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعاش حتى شهد الجمل مع عليّ ومعه ابناه: الحارث، وبشر، وأخوه بشر بن خوط وأقاربه، وكان لواء عليّ مع حسين بن محدوج بن بشر بن خوط، فقتل فأخذه أخوه حذيفة فقتل، فأخذه عمهما الأسود بن بشر بن خوط فقتل، فأخذه عنبس بن الحارث بن حسّان بن خوط فقتل، فأخذه وهيب بن عمرو بن خوط فقتل، قال: وبشر بن حسان هو القائل:
أنا ابن حسّان بن خوط وأبي ... رسول بكر كلّها إلى النّبي
«5» [الراجز] وأخرج عمرو بن شبة في وقعة الجمل من طريق قتادة، قال: كانت راية بكر بن وائل في بني ذهل مع الحارث بن حسان فقتل، وقتل معه ابنه وخمسة من إخوته، وكان الحارث يقول:
أنا الرّئيس الحارث بن حسّان ... لآل ذهل ولآل شيبان
[الراجز]
__________
(1) سقط من أ.
(2) الثقات 3/ 72، تجريد أسماء الصحابة 1/ 129، بقي بن مخلد 779، الجرح والتعديل 3/ 27، الوافي بالوفيات 11/ 517، التاريخ الكبير 3/ 29، الاستيعاب ت (526) ، أسد الغابة ت (1154) .
(3) أسد الغابة ت (1156) ، الاستيعاب ت (527) .
(4) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (527) وأسد الغابة ترجمة رقم (1156) .
(5) أسد الغابة ت (1156) ، الاستيعاب ت (527) .(2/57)
وذكر نحوا مما تقدم.
1712 ز- حسّان بن الدّحداح «1»
: أو الدّحداحة: أظنه ابن الدحداح الآتي في المبهمات. مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فصلّى عليه.
1713- حسّان بن شداد «2»
: بن شهاب بن زهير. وقيل بالعكس. ابن ربيعة بن أبي سود التميمي ثم الطّهوي- بضم أوله وفتح ثانيه.
روى الطّبرانيّ، وابن قانع وغيرهما من طريق يعقوب بن عضيدة- بالضاد المعجمة مصغرا- ابن عفاس- بكسر المهملة وتخفيف الفاء، ابن حسان بن شداد: حدثني أبي عن أبيه عن جدّه حسان أنّ أمه وفدت به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، إني وفدت إليك يا بني هذا لتدعو له أن يجعل اللَّه فيه البركة، قال: فتوضأ وفضل من وضوئه فمسح وجهه وقال: «اللَّهمّ بارك لها فيه»
»
. وأخرجه ابن مندة من طريق يعقوب، فزاد في الإسناد آخر، وهو نهشل بين عفاس وحسّان، ووقع عنده عفاص بالصّاد بدل السين، قال العلائي في الوشي المعلم في إسناده أعرابي لا ذكر لروايته في شيء من التواريخ.
1714- حسّان بن قيس «4»
: بن أبي سود- بضم المهملة- التميمي، كنيته أبو سود يأتي في الكنى.
1715- حسّان بن يزيد العبديّ:
ثم المحاربي. فذكره أبو عبيدة فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس، فسمى منهم عباد بن نوفل بن خراش، وابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن وعبد الحكم ابني حبان، وعبد الرحمن بن أرقم، وفضالة بن سعد، وحسان بن يزيد، وعبد اللَّه وعبد الرحمن ابني همام، وحكيم بن عامر، قال: وكانوا من سادات عبد القيس وأشرافها وفرسانها. قال الرشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
1716- حسّان الأسلمي:
ذكره الطبريّ وقال: كان يسوق بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وخالد بن يسار الغفاريّ. واستدركه ابن فتحون.
1717- حسّان الجنّي:
أحد جنّ نصيبين، تقدم ذكره في ترجمة الأرقم.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 129، تبصير المنتبه 3/ 885، أسد الغابة ت (1158) .
(3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 1/ 151.
(4) أسد الغابة ت (1160) .(2/58)
1718- حسحاس «1»
: بمهملات- ابن بكر بن عوف بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن الأزدي. نسبه ابن ماكولا وقال له صحبة. ومن ولده أبو الفيض بن حسحاس بن بكر بن حسحاس بن بكر، قال: وذكر له ابن حاتم عن أبيه حديثا في قول سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلّا اللَّه واللَّه أكبر.
وقال أبو عمر: ذكره ابن أبي حاتم في الحاء المهملة، وذكره غيره في الخاء المعجمة، فإن كان كذلك فهو العنبري، وأشار إلى أنّ ذكره في الخاء المعجمة وهم، لأن حديثه غير حديثه.
قلت: وذكره عبدان بمعجمات في الخاء المعجمة وهو وهم، وقد حققه ابن ماكولا.
وأغرب أبو موسى فغاير بين حسحاس هذا الأزدي وبين حسحاس آخر غير منسوب، وأورد في ترجمة الثاني من طريق بقية عن يونس بن زهران «2» الحسحاس- وكانت له صحبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من لقي اللَّه بخمس عوفي من النّار وأدخل الجنّة: سبحان اللَّه، والحمد للَّه ... »
«3» الحديث.
والصّواب أنهما واحد، فصاحب هذا الحديث هو الّذي ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
والعجب أن أبا موسى أورده من طريق ابن أبي حاتم بإسناده إلى بقية، فظهر أنهما واحد. واللَّه أعلم.
وأخرجه الباورديّ في آخر الحاء المهملة، وساق الحديث من طريق يونس بن زهران.
1719 ز- حسحاس بن الفضيل:
بن عائذ الحنظليّ.
ذكره أبو إسحاق بن ثابت في تاريخ هراة، وأورد له من طريق حسان بن قتيبة بن الحسحاس بن عيسى بن الحسحاس، قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده عيسى عن أبيه الحسحاس بن فضيل الحنظليّ قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس منكم أحد إلّا وله منزلان:
أحدهما في الجنّة، والآخر في النّار ... »
«4» الحديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، بقي بن مخلد 815، أسد الغابة ت (1161) .
(2) في أ: يونس بن أبي.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43667 وعزاه للباوردي عن الحسحاس.
(4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39404 وعزاه لأبي إسحاق بن يونس في تاريخ هراة عن حسان بن قتيبة بن الحسحاس بن عيسى بن الحسحاس بن فضيل عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده الحسحاس بن فضيل الحنظليّ ورجال إسناده مجاهيل وفيه خالد بن هياج متروك.(2/59)
ورجال إسناده مجاهيل، وهو من رواية خالد بن هياج وهو متروك.
1720 ز- حسكة الحنظليّ:
قال سيف: كان من عمال خالد بن الوليد على بعض نواحي الحيرة في خلافة أبي بكر.
قلت: تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إذ ذاك إلا الصحابة.
1721 ز- حسل:
بكسر أوله وسكون ثانيه- ابن جابر العبسيّ، والد حذيفة. يأتي في حسيل بالتصغير.
1722- حسل بن خارجة الأشجعيّ «1»
: يأتي في حسيل- بالتصغير- أيضا.
1723- حسل:
هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي سماه ابن حبان. وهو مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
1724- الحسن بن علي بن أبي طالب «2»
: بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي. سبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وريحانته، أمير المؤمنين أبو محمد.
ولد في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، قاله ابن سعد وابن البرقي وغير واحد. وقيل في شعبان منها. وقيل ولد سنة أربع وقيل سنة خمس. والأول أثبت.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث حفظها عنه، منها في السنن الأربعة، قال: علّمني رسول
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، أسد الغابة ت (1163) ، الاستيعاب ت (593) .
(2) انظر الثقات 3/ 67، تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، تهذيب التهذيب 1/ 168، الجرح والتعديل 3/ 73، الطبقات 1/ 5، 126، 189، 230، خلاصة تذهيب 1/ 216، تهذيب الكمال 1/ 268، التحفة اللطيفة 1/ 481، شذرات الذهب 1/ 10- 16، 4، الوافي بالوفيات 12/ 92، عنوان النجابة 1/ 64، حلية الأولياء 2/ 35، تهذيب التهذيب 2/ 295، طبقات الحفاظ 1/ 49، الكاشف 1/ 224، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 582، الطبقات الكبرى 9/ 49، طبقات فقهاء اليمن 42، 47، العقد الثمين 4- 157، تاريخ جرجان 694، روضات الجنان 1- 393- ثمار القلوب للثعالبي 90، 177، أمالي المرتضى 1/ 118، التذكرة الحمدونية 1/ 69 و 86 و 101، أنساب الأشراف 1/ 387، ترتيب الثقات 119، التاريخ لابن معين 2/ 18، أسد الغابة ت [1165] ، الاستيعاب ت [573] العقد الفريد 7/ 107، جمهرة أنساب العرب 52، طبقات خليفة 5 و 189، التاريخ الكبير 2/ 381، المستدرك على الصحيحين 3/ 176: 180، المعجم الكبير 3/ 98: 148، المنتخب في ذيل المذيل 548، صفة الصفوة 1/ 762: 764، الثقات لابن حبان 3/ 68، ذكر أخبار أصبهان 44، التاريخ الكبير 2- 286، علماء إفريقيا وتونس 27، 273، البداية والنهاية 8/ 11، بقي بن مخلد 161، تاريخ بغداد 7/ 368، شرف أصحاب الحديث 69، التبصرة والتذكرة 2/ 15، 3/ 98، التعديل والجرح 215، تاريخ الإسلام 2/ 94.(2/60)
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كلمات أقولهن في الوتر ... الحديث. ومنها عن أبي الحوراء- بالمهملة والراء:
قلت للحسن: ما تذكر من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي فنزعها بلعابها.. الحديث.
وهذه القصّة أخرجها أصحاب الصحيح من حديث أبي هريرة.
وروى الحسن أيضا عن أبيه وأخيه الحسين وخاله هند بن أبي هالة، روى عنه ابنه الحسن وعائشة أم المؤمنين، وابن أخيه علي بن الحسين، وابناه عبد اللَّه، والباقر، وعكرمة، وابن سيرين، وجبير بن نفير.
وأبو الحوراء- بمهملتين- واسمه ربيعة بن شيبان، وأبو مجلز، وهبيرة بن يريم- بفتح المثناة التحتانية أوله- بوزن عظيم، وسفيان بن الليل وغيرهم.
وروى التّرمذيّ من حديث أسامة بن زيد، قال: طرقت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في بعض الحاجة، فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللَّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما.
ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد: سمعت أبا جحيفة يقول: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وكان الحسن بن علي يشبهه «1» .
وفي الترمذي من حديث بريدة، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يخطب إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه ...
الحديث.
ومن طريق الزهري عن أنس قال: لم يكن أشبه برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من الحسن وفي رواية معمر عنه أشبه وجها.
وفي البخاري، عن أسامة: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يجلسني والحسن بن علي فيقول: «اللَّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما»
«2» .
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1822 عن ابن جحيفة كتاب الفضائل (43) باب شبيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم (29) حديث رقم (107/ 2343) وأخرجه الترمذي 5/ 128- 129 كتاب الأدب (60) باب ما جاء في العدة حديث رقم 2826، 2827، ما رواه الترمذي أيضا 5/ 659 وكتاب المناقب (50) باب مناقب الحسن والحسين (31) رقم 3777 وقال حسن صحيح وأحمد في المسند 4/ 307 وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 205.
(2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 446. قال الهيثمي في الزوائد 9/ 182 رواه أحمد ورجال الصحيح والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 233 والطبراني في الكبير 3/ 39، 21، 42، وكنز العمال حديث رقم 34255، 34279، 34280، وابن عدي في الكامل 3/ 1045.(2/61)
وفي البخاريّ عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث، قال: صلى بنا أبو بكر العصر، ثم خرج، فرأى الحسن بن علي يلعب، فأخذه فحمله على عنقه وهو يقول: بأبي شبيه بالنبيّ: ليس شبيها بعلي، وعليّ يضحك.
وفي المسند من طريق زمعة بن صالح، عن ابن أبي مليكة: كانت فاطمة تنقر الحسن وتقول مثل ذلك.
وذكر الزبير عن عمه، قال: ذكر عن البهيّ، قال: تذاكرنا من أشبه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من أهله؟
فدخل علينا عبد اللَّه بن الزبير، فقال: أنا أحدّثكم بأشبه أهله به وأحبهم إليه: الحسن بن علي، رأيته يجيء وهو ساجد، فيركب رقبته، أو قال ظهره- فما ينزله حتى يكون هو الّذي ينزل. ولقد رأيته يجيء وهو راكع فيفرّج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
وساقه ابن سعد موصولا من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد اللَّه البهيّ مولى الزبير.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا عبدان، حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن معاوية بن أبي مزرّد، عن أبيه، عن أبي هريرة: سمعت أذناي هاتان، وأبصرت عيناي هاتان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو آخذ بكفيه جميعا- يعني حسنا أو حسينا وقدماه على قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يقول:
«حزقه حزقّه. ترق عين بقّة» . فيرقي الغلام حتى يضع قديمه على صدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ثم قال له: افتح. ثم قبله ثم قال: «اللَّهمّ أحبّه فإنّي أحبّه» .
وأخرجه خيثمة عن إبراهيم بن أبي العنبس، عن جعفر بن عون، عن معاوية نحوه.
وعند أحمد من طريق زهير بن الأقمر: بينما الحسن بن علي يخطب بعد ما قتل علي إذ قام رجل من الأزد آدم طوال، فقال: لقد رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم واضعه في حبوته، يقول:
«من أحبّني فليحبّه، فليبلغ الشّاهد الغائب» .
ومن طرق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ومعه الحسن وحسين، هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يليم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال: «من أحبّهما فقد أحبّني «1» ، ومن أبغضهما فقد أبغضني»
«2» .
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 950.
(2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 288، 440، 531 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6369 والطبراني في الكبير 3/ 40، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 29 والحاكم في المستدرك 3/ 166 عن أبي هريرة ... الحديث قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي وابن عساكر في التاريخ 4/ 318، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 182.(2/62)
وعند أبي يعلى من طريق عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فإذا قضى الصّلاة وضعهما في حجره «1» ، فقال: «من أحبّني فليحبّ هذين»
«2» . وله شاهد في السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة، وفي معجم البغوي نحوه بسند صحيح عن شدّاد بن الهاد.
وفي المسند من حديث أم سلمة، قالت: دخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى، فجعل عليهم خميصة سوداء، فقال: «اللَّهمّ إليك لا إلى النّار»
«3» . وله طرق في بعضها كساء، وأصله في مسلم.
ومن حديث حذيفة رفعه: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة
«4» . وله طرق أيضا، وفي الباب عن علي وجابر وبريدة وأبي سعيد.
وفي البخاري عن أبي بكر: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على المنبر والحسن بن علي معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة، ويقول: «إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ اللَّه أن يصلح بن بين فئتين من المسلمين»
«5» .
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 51. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 178 عن أبي بكرة وقال رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق.
(2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2233 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 887 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 263، وابن عساكر في التاريخ 4/ 207 وأورده الهيثمي الزوائد 9/ 182 عن عبد اللَّه ابن مسعود قال الهيثمي رواه أبو يعلى والبزار والطبراني باختصار ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم خلاف وعن عبد اللَّه بن مسعود أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال للحسن والحسين اللَّهمّ إني أحبهما فأحبهما ومن أحبهما فقد أحبني. رواه البزار وإسناده جيد وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3992.
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 295، 296. والطبراني في الكبير 3/ 48، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 73، قال الهيثمي في الزوائد 9/ 169 رواه أحمد وكنز العمال 34187، 37628، 37630.
(4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 614 كتاب المناقب باب 31 مناقب الحسن والحسين عليها السلام حديث رقم 3768 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة في السنن 1/ 44 المقدمة باب فضل علي بن أبي طالب وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2228، وأحمد في المسند 3/ 3، 62، 82، والطبراني في الكبير 3/ 25، 28 والحاكم في المستدرك 3/ 166، والهيثمي في الزوائد 9/ 181. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17795، 34246 وأبو نعيم في الحلية 4/ 139، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 429.
(5) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 244 وأبو داود في السنن 2/ 628 كتاب السنة باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة حديث رقم 4662، والترمذي 5/ 616 كتاب المناقب باب 31 مناقب الحسن والحسين عليهما السلام حديث رقم 3773 والنسائي 3/ 107 كتاب الجمعة باب 27 مخاطبة الإمام رعية وهو على المنبر حديث رقم 1409، وأحمد في المسند 5/ 44، 51 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 96، 15/ 96، والطبراني في الكبير 3/ 21، 22 23، وكنز العمال حديث رقم 37691 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 364، 13/ 18.(2/63)
وقال أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثنا الحسن بن أبي الحسن، حدثنا أبو بكرة: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلّي بالناس، وكان الحسن بن علي يثب على ظهره، إذا سجد، ففعل ذلك غير مرة، قالوا له: إنك لتفعل بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد.
قال: «إنّ ابني هذا سيّد، وسيصلح اللَّه به بين فئتين من المسلمين» قال: فلما ولي لم يهرق في خلافته محجمة من دم.
وأخرجه إسماعيل الخطبيّ من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد وهشام، عن الحسن نحوه.
قال: فنظر إليهم أمثال الجبال في الحديد، فقال: أضرب هؤلاء بعضهم ببعض في ملك من ملك الدنيا، لا حاجة لي به.
وقال العبّاس الدّوريّ: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة. قال: قدم الحسن بن عليّ على معاوية، فقال: لأجيزنّك بجائزة ما أجزت بها أحدا قبلك، ولا أجيز بها أحدا بعدك، فأعطاه أربعمائة ألف.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب، قال: لما قتل عليّ سار الحسن في أهل العراق ومعاوية في أهل الشام، فالتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن يجعل العهد له من بعده، فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار أمير المؤمنين، فيقول: العار خير من النّار.
وأخرج ابن سعد من طريق مجالد عن الشعبي وغيره، قال: بايع أهل العراق بعد عليّ الحسن بن علي، فسار إلى أهل الشام وفي مقدمته قيس بن سعد في اثني عشر ألفا يسمون شرطة الجيش، فنزل قيس بمسكن من الأنبار، ونزل الحسن المدائن، فنادى مناد في عسكر الحسن. ألا إنّ قيس بن سعد قتل، فوقع الانتهاب في العسكر حتى انتهبوا فسطاط الحسن، وطعنه رجل من بني أسد بخنجر، فدعا عمرو بن سلمة الأرحبي، وأرسله إلى معاوية يشترط عليه: وبعث معاوية عبد الرحمن بن سمرة وعبد اللَّه بن عامر فأعطيا الحسن ما أراد، فجاء له(2/64)
معاوية من منبج «1» إلى مسكن، فدخلا الكوفة جميعا، فنزل الحسن القصر، ونزل معاوية النّخيلة «2» ، وأجرى عليه معاوية في كل سنة ألف ألف درهم، وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين.
قال ابن سعد: وأخبرنا عبد اللَّه بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار، قال: وكان معاوية يعلم أن الحسن أكره الناس للفتنة، فراسله وأصلح الّذي بينهما، وأعطاه عهدا إن حدث به حدث والحسن حيّ ليجعلنّ هذا الأمر إليه. قال: فقال عبد اللَّه بن جعفر قال الحسن: إني رأيت رأيا أحبّ أن تتابعني عليه. قلت: ما هو؟ قال:
رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها، وأخلي الأمر لمعاوية، فقد طالت الفتنة، وسفكت الدماء، وقطعت السبل. قال: فقلت له: جزاك اللَّه خيرا عن أمة محمد. فبعث إلى حسين فذكر له ذلك، فقال: أعيذك باللَّه فلم يزل به حتى رضي.
وقال يعقوب بن سفيان: حدّثنا سعيد بن منصور، حدثنا عون بن موسى، سمعت هلال بن خباب: جمع الحسن رءوس أهل العراق في هذا القصر «3» - قصر المدائن- فقال:
إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت، وإني قد بايعت معاوية، فاسمعوا له وأطيعوا.
قال الواقديّ: حدثنا داود بن سنان، حدثنا ثعلبة بن أبي مالك، شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع فرأيت البقيع ولو طرحت فيه إبرة ما وقعت إلا على رأس إنسان.
قال الواقديّ: مات سنة تسع وأربعين. وقال المدائنيّ: مات سنة خمسين. وقيل سنة إحدى وخمسين. وقال الهيثم بن عدي: سنة أربع وأربعين. وقال ابن مندة: مات سنة تسع وأربعين- وقيل خمسين. وقيل سنة ثمان وخمسين. ويقال: إنه مات مسموما.
قال ابن سعد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق:
__________
(1) منبج: بالفتح ثم السكون وباء موحدة وجيم بلد قديم كبير واسع بينه وبين الفرات ثلاثة فراسخ وإلى حلب عشرة فراسخ. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1316.
(2) النخيلة: تصغير نخلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام والنّخيلة أيضا ماء عن يمين الطريق قرب المغيثة والعقبة على سبعة أميال من جوى غربيّ واقصة بينها وبين الحفر ثلاثة أميال. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1366.
(3) القصر: والمراد به البناء المشيد العالي وأصله الحبس لقوله تعالى: حور مقصورات في الخيام. أي محبوسات فيها، والقصر في مواضع كثيرة إلا أنه في الأعمّ الأغلب ينسب إليه، قصريّ، يترك الإضافة للطول. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1096.(2/65)
دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي، وإني قد سقيت السم مرارا، فلم أسق مثل هذا. فأتاه الحسين بن علي فسأله: من سقاك؟ فأبى أن يخبره رحمه اللَّه تعالى.
1725- حسيل «1»
- بالتصغير، ويقال بالتكبير- ابن جابر بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس المعروف باليمان العبسيّ- بسكون الموحدة، والد حذيفة بن اليمان.
استشهد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقد
وقع ذكره في صحيح مسلم من طريق أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان: قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، فأخذنا كفّار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده. فأخذوا منا عهد اللَّه وميثاقه لننصرفنّ إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرناه، فقال: انصرفا ...
الحديث.
وقال ابن إسحاق في المغازي، عن عاصم بن عمرو، عن محمود بن لبيد: لما خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أحد رفع حسيل بن جابر. وهو والد حذيفة بن اليمان، وثابت بن وقش إلى الآطام مع النساء ... الحديث. وقد تقدم في ترجمة ثابت بن وقش.
وروى البخاريّ بعض هذه القصة من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في حديث أوله: لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصاح إبليس: أي عباد اللَّه أخراكم فرجعت أولاهم، فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد اللَّه، أبي! أبي! فو اللَّه ما احتجزوا عنه حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر اللَّه لكم. قال عروة: فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق باللَّه.
وروى السّراج في تاريخه من طريق عكرمة أنّ والد حذيفة بن اليمان قتل يوم أحد، قتله رجل من المسلمين وهو يظنّ أنه من المشركين، فوداه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ورجاله ثقات مع إرساله وله شاهد أخرجه أبو إسحاق الفزاري في كتاب السير عن الأوزاعي عن الزهريّ، قال: أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر اللَّه لكم. وهو أرحم الرّاحمين، فبلغت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فزاده عنده خيرا ووداه من عنده.
1726- حسيل «2»
: - بالتصغير أيضا، ويقال بالتكبير: ابن خارجة وقيل ابن نويرة
__________
(1) أسد الغابة ت (1166) ، الاستيعاب ت (528) .
(2) أسد الغابة ت (1167) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 130.(2/66)
الأشجعي. وحكى ابن مندة أنه يقال فيه حسين بالنون أيضا. والّذي يظهر أنه آخر، كما سيأتي في القسم الثالث.
وروى الطّبرانيّ وغيره من طريق إبراهيم بن حويّصة الحارثي، عن خاله معن بن حويّة- بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية- عن حسيل بن خارجة الأشجعيّ، قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه، فأتى بي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا حسيل، هل لك أن أعطيك عشرين صاع تمر على أن تدلّ أصحابي على طريق خيبر؟» ففعلت، قال: فأعطاني، قال: فذكر القصّة. قال: فأسلمت
«1» . وروى ابن مندة من هذه الطريق عنه، قال: شهدت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، فضرب للفرس سهمين ولصاحبه سهما.
وروى عمر بن شبّة من هذه الطريق عنه، قال: بعت يهود فدك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين افتتح خيبر: أعطنا الأمان وهي لك: فبعث إليهم حويصة فقبضها، فكانت له خاصّة.
1727 ز- حسيل:
بن عرفطة بن نضلة بن الأشتر «2» بن حجوان بن فقعس الأسدي ثم الفقعسيّ.
روى ابن شاهين، عن ابن عقدة، عن داود بن محمد بن عبد الملك بن حبيب بن تمام بن حسيل بن عرفطة، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن حسين بن عرفطة أنه كان اسمه حسيلا فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حسينا.
وروى الدّارقطنيّ عن ابن عقدة بهذا الإسناد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت في الصّلاة فقل: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. الحمد للَّه ربّ العالمين، حتّى تختمها ... » «3» الحديث.
ورجال هذا الإسناد لا يعرفون.
1728- حسين بن عرفطة «4»
: في الّذي قبله.
1729- الحسين:
بن علي «5» بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، أبو عبد اللَّه سبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وريحانته.
__________
(1) ذكره المتقي في الكنز (30123) .
(2) في أ: الأسير.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19687 وعزاه إلى الدارقطنيّ.
(4) أسد الغابة ت 1172، تجريد أسماء الصحابة 1/ 131.
(5) نسب قريش 57، 396، 448، 480، 490، التاريخ الكبير 2/ 381، الجرح والتعديل 3/ 55، تاريخ الطبري 5/ 347، 381، 400، مروج الذهب 3/ 248، الأغاني 14/ 163، المستدرك 3/ 176، الحلية 2/ 39، جمهرة أنساب العرب 52، تاريخ بغداد 1/ 141، تاريخ ابن عساكر 5/ 66، الكامل 4/ 46، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 162، تهذيب الكمال 290، تاريخ الإسلام 2/ 340، 3، 5، 13، العبر 1- 65، تذهيب التهذيب 1/ 1149، الوافي بالوفيات 12/ 423، مرآة الجنان 1/ 131، البداية والنهاية 8/ 149 وما بعدها، العقد الثمين 4/ 202، غاية النهاية ت 1664، تهذيب التهذيب 2/ 345، خلاصة تذهيب الكمال 71، شذرات الذهب 1/ 66، تهذيب ابن عساكر 4/ 314، أسد الغابة ت (1173) . الاستيعاب ت (574) .(2/67)
قال الزّبير وغيره: ولد في شعبان سنة أربع. وقيل سنة ست وقيل سنة سبع، وليس بشيء.
قال جعفر بن محمّد: لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد.
قلت: فإذا كان الحسن ولد في رمضان وولد الحسين في شعبان احتمل أن تكون ولدته لتسعة أشهر. ولم تطهر من النفاس إلا بعد شهرين.
وقد حفظ الحسين أيضا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنه.
أخرج له أصحاب السنن أحاديث يسيرة.
وروى ابن ماجة وأبو يعلى عنه، قال:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلّا أعطاه اللَّه ثواب ذلك» .
لكن في إسناده ضعف.
وروى عن أبيه وأمه وخاله هند بن أبي هالة، وعن عمر. وروى عنه أخوه الحسن وبنوه: علي زين العابدين وفاطمة وسكينة، وحفيده الباقر والشعبيّ وعكرمة وسنان الدؤلي وكرز التيمي، وآخرون.
وروى أبو يعلى من طريق محمد بن زياد بن أبي هريرة، قال: كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل يقول: «هي حسين» . فقالت فاطمة: لم تقول هي حسين؟ فقال: «إنّ جبريل يقول هي حسين» .
وفي الصّحيح عن ابن عمر حين سأله رجل عن دم البعوض: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «هما ريحانتاي من الدّنيا» «1» - يعني الحسن والحسين.
ومن حديث ابن سيرين، عن أنس، قال: كان الحسن «2» والحسين أشبههم برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 33، 8/ 8 وأحمد في المسند 2/ 85، 93، والطبراني في الكبير 3/ 137، وابن أبي شيبة 12/ 100، وأبو نعيم في الحلية 5/ 71، 7/ 365، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34256، 37719.
(2) في د حسن.(2/68)
وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عبيد بن حنين: حدثني الحسين بن عليّ، قال:
أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك. فقال عمر: لم يكن لأبي منبر. وأخذني فأجلسني معه أقلّب حصى بيدي، فلما نزل انطلق بي إلى منزله، فقال لي: من علّمك؟ قلت: واللَّه ما علّمني أحد. قال: بأبي، لو جعلت تغشانا. قال: فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر فرجعت معه فلقيني بعد قلت فقال لي: لم أراك. قلت: يا أمير المؤمنين، إني جئت وأنت خال بمعاوية، فرجعت مع ابن عمر. فقال: أنت أحقّ بالإذن من ابن عمر: فإنما أنبت ما ترى في رءوسنا اللَّه ثم أنتم. سنده صحيح وهو عند الخطيب.
وقال يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث: بينما عبد اللَّه بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا، فقال: هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء اليوم.
وكانت إقامة الحسين بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة فشهد معه الجمل ثم صفّين ثم قتال الخوارج، وبقي معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن سلّم الأمر إلى معاوية، فتحوّل مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية، فخرج إلى مكة، ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب فأخذ بيعتهم، وأرسل إليهم فتوجّه، وكان من قصّة قتله ما كان.
وقال عمار بن معاوية الدّهني: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسن: حدثني عن مقتل الحسين حتى كأني حضرته، قال: مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة فأرسل إلى الحسين بن علي ليأخذ بيعته ليلته، فقال: أخّرني، ورفق به، فأخّره، فخرج إلى مكّة، فأتاه رسل أهل الكوفة: إنّا قد حبسنا أنفسنا عليك. ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي، فأقدم علينا. وقال: وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة، فبعث الحسين بن علي إليهم مسلم بن عقيل، فقال: سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إليّ، فإن كان حقا قدمت إليه.
فخرج مسلم حتى أتى المدينة، فأخذ منها دليلين، فمرّا به في البريّة، فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين، فقدم مسلم الكوفة، فنزل على رجل يقال له عوسجة، فلما علم أهل الكوفة بقدومه دبّوا إليه، فبايعه منهم اثنا عشر ألفا، فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية إلى النّعمان بن بشير، فقال: إنك ضعيف أو مستضعف، قد فسد البلد، قال له النّعمان: لأن أكون ضعيفا في طاعة اللَّه أحبّ إليّ من أن أكون قويّا في معصيته، ما كنت لأهتك سترا.(2/69)
فكتب الرجل بذلك إلى يزيد، فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون فاستشاره، فقال له: ليس للكوفة إلا عبيد اللَّه بن زياد، وكان يزيد ساخطا على عبيد اللَّه، وكان همّ بعزله عن البصرة، فكتب إليه برضاه عنه، وأنه أضاف إليه الكوفة، وأمره أن يطلب مسلم بن عقيل، فإن ظفر به قتله.
فأقبل عبيد اللَّه بن زياد وفي وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثّما، فلا يمر على أحد فيسلم إلا قال له أهل المجلس: عليك السّلام يا ابن رسول اللَّه، يظنونه الحسين بن علي قدم عليهم فلما نزل عبيد اللَّه القصر دعا مولى له فدفع إليه ثلاثة آلاف درهم، فقال:
اذهب حتّى تسأل عن الرجل الّذي يبايعه أهل الكوفة فادخل عليه، وأعلمه أنك من حمص، وادفع إليه المال وبايعه، فلم يزل المولى يتلطّف حتى دلّوه على شيخ يلي البيعة، فذكر له أمره، فقال: لقد سرني إذ هداك اللَّه، وساءني أنّ أمرنا لم يستحكم. ثم أدخله على مسلم بن عقيل فبايعه ودفع له المال، وخرج حتى أتى عبيد اللَّه فأخبره، وتحول مسلم حين قدم عبيد اللَّه من تلك الدار إلى دار أخرى، فأقام عند هانئ بن عروة المرادي.
وكان عبيد اللَّه قال لأهل الكوفة: ما بال هانئ بن عروة لم يأتني؟ فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس من وجوه أهل الكوفة وهو على باب داره، فقالوا له: إن الأمير قد ذكرك واستبطأك، فانطلق إليه، فركب معهم حتى دخل على عبيد اللَّه بن زياد، وعنده شريح القاضي، فقال عبيد اللَّه لما نظر إليه لشريح: أتتك بحائن رجلاه.
فلما سلم عليه قال له: يا هانئ، أين مسلم بن عقيل؟ فقال له: لا أدري. فأخرج إليه المولى الّذي دفع الدراهم إلى مسلم، فلما رآه سقط في يده وقال: أيّها الأمير، واللَّه ما دعوته إلى منزلي، ولكنه جاء فطرح نفسه عليّ، فقال ائتني به، فتلكأ فاستدناه، فأدنوه منه، فضربه بالقضيب وأمر بحبسه. فبلغ الخبر قومه، فاجتمعوا على باب القصر، فسمع عبيد اللَّه الجلبة، فقال لشريح القاضي: اخرج إليهم فأعلمهم أنني ما حبسته إلا لأستخبره عن خبر مسلم، ولا بأس عليه منّي.
فبلغهم ذلك فتفرقوا، ونادى مسلم بن عقيل لما بلغه الخبر بشعاره، فاجتمع عليه أربعون ألفا من أهل الكوفة، فركب وبعث عبيد اللَّه إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فأمر كلّ واحد منهم أن يشرف على عشيرته فيردّهم، فكلّموهم فجعلوا يتسللون، فأمسى مسلم وليس معه إلا عدد قليل منهم.
فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا، فلما بقي وحده تردّد في الطرق بالليل، فأتي باب امرأة فقال: اسقيني ماء، فسقته فاستمر قائما، قالت: يا عبد اللَّه، إنك مرتاب، فما(2/70)
شأنك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوى؟ قالت: نعم، ادخل، فدخل، وكان لها ولد من موالي محمد بن الأشعث، فانطلق إلى محمّد بن الأشعث، فأخبره، فلم يفجأ مسلما إلا والدار قد أحيط بها، فلما رأى ذلك خرج بسيفه يدفعهم عن نفسه، فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان، فأمكن من يده، فأتى به عبيد اللَّه فأمر به فأصعد إلى القصر ثم قتله وقتل هانئ بن عروة وصلبهما، فقال شاعرهم في ذلك أبياتا منها:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السّوق وابن عقيل
[الطويل] ولم يبلغ الحسين ذلك حتى كان بينه وبين القادسيّة ثلاثة أميال، فلقيه الحرّ بن يزيد التميمي، فقال له: ارجع، فإنّي لم أدع لك خلفي خيرا، وأخبره الخبر، فهمّ أن يرجع، وكان معه إخوة مسلم، فقالوا: واللَّه لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل. فساروا، وكان عبيد اللَّه قد جهّز الجيش لملاقاته، فوافوه بكربلاء، فنزلها ومعه خمسة وأربعون نفسا من الفرسان ونحو مائة راجل، فلقيه الحسين وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وكان عبيد اللَّه ولّاه الري، وكتب له بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين، فلما التقيا قال له الحسين: اختر مني إحدى ثلاث: إما أن ألحق بثغر من الثّغور، وإما أن أرجع إلى المدينة، وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية.
فقبل ذلك عمر منه، وكتب به إلى عبيد اللَّه، فكتب إليه لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي، فامتنع الحسين، فقاتلوه فقتل معه أصحابه وفيهم سبعة عشر شابّا من أهل بيته، ثم كان آخر ذلك أن قتل وأتي برأسه إلى عبيد اللَّه فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد، ومنهم علي بن الحسين، وكان مريضا، ومنهم عمته زينب، فلما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى المدينة.
قلت: وقد صنّف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغثّ والسّمين، والصّحيح والسّقيم، وفي هذه القصّة التي سقتها غنى.
وقد صحّ عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول: لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنّة لاستحييت أن انظر إلى وجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقال حمّاد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمّار، عن ابن عباس: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول اللَّه! ما هذا قال: «هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فكان ذلك اليوم الّذي قتل فيه» .(2/71)
وعن عمار، عن أم سلمة: سمعت الجن تنوح «1» على الحسين بن علي.
قال الزّبير بن بكّار: قتل الحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وكذا قال الجمهور، وشذّ من قال غير ذلك.
الحاء بعدها الشين
1730
- حشرج «2» ، غير منسوب:
بوزن جعفر، آخره جيم.
ذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، قال ابن أبي خيثمة: حدثنا التّرجماني، حدثنا أبو الحارث مولى بني هبار، قال: رأيت حشرج رجلا من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أخذه فوضعه في حجره ودعا له.
الحاء بعدها الصاد
1731- حصن:
بكسر أوله- ابن قطن «3» . في ترجمة أخيه حارثة بن قطن.
1732- حصن:
بن أبي قيس بن الأسلت الأنصاري. ذكره الثعلبيّ في تفسيره أنه حلف على امرأة أبيه بعد موته، فنزلت: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ...
[النساء 22] الآية. استدركه ابن فتحون.
[قلت: ذكر الثعلبيّ القصة مطولة، وعزاها للمفسرين بغير سند، وذكرها الواقديّ أيضا بغير سند، وعندهما أنّ المرأة كبيشة بنت معن] »
وسيأتي في حرف القاف أنّ اسمه قيس.
فاللَّه أعلم.
1733- حصين:
- بالتصغير- ابن أوس «5» . ويقال ابن أويس، ويقال ابن قيس بن حجير بن بكر بن صخر بن نهشل «6» بن دارم.
وقال خليفة والعسكري: هو ابن أوس بن صخير «7» بن طلق بن بكر، والباقي مثله.
يكنى أبا زياد.
روى حديثه النّسائيّ من طريق غسان بن الأغرّ «8» بن حصين النهشلي، حدثني عمي زياد بن حصين، عن أبيه- أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له: «ادن منّي» . فدنا منه فوضع يده على ذؤابته، ودعا له.
__________
(1) في أ: سمعت الحسن ينوح على الحسين.
(2) أسد الغابة ت (1174) ، الاستيعاب ت (601) .
(3) أسد الغابة ت (1176) .
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (1177) ، الاستيعاب ت (534) .
(6) في أ: صخر بن سهل بن دارم.
(7) في أ: صخر بن سهل بن دارم.
(8) في أ: صخر بن سهل بن دارم.(2/72)
رواه الطّبرانيّ من وجه آخر، عن غسان بن الأغرّ، قال: حدثنا عمي زياد بن حصين، عن حصين بن قيس، فذكره.
ومن طريق [عبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ، عن] «1» نعيم بن حصين السدوسي، عن عمه زياد، عن جده نحو هذه القصة [ولفظه: أتيت المدينة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بها ومعي إبل لي، فقلت: يا رسول اللَّه، مر أهل العائط أن يحسنوا مخالطتي، وأن يعينوني. قال: فقاموا معي، فلما بعت إبلي أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ادنه، فمسح على ناصيتي ودعا لي ثلاث مرات.
قال الطّبراني في الأوسط: لم يروه عن نعيم بن حصين إلا عبد اللَّه بن معاوية وهو نعيم ابن فلان بن حصين، وجدّه هو حصين السدوسي. انتهى.
ويحتمل أن يكون هذا آخر، لاختلاف النسبتين والمخرجين والاختلاف في تسمية أبيه] «2» فاللَّه أعلم.
1734- حصين بن بدر التميمي «3»
: هو الزّبرقان. يأتي في الزاي.
1735
- حصين بن جندب «4» ، أبو جندب:
روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن حارث الليث، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن قال: لقيته بالكوفة، عن جندب بن حصين، عن أبيه حصين بن جندب، قال: كنّا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فشكى إليه قوم فقالوا: إنا نمنا حتى طلعت الشمس. فأمرهم أن يؤذّنوا ويقيموا. في إسناده من لا يعرف.
1736- حصين بن الحارث «5»
: بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبي أخو عبيدة «6» .
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن
__________
(1) سقط من أ.
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (1178) ، الاستيعاب ت (531) .
(4) أسد الغابة ت (1179) ، طبقات ابن سعد 6/ 224- 241، طبقات خليفة ت 1152، تاريخ البخاري 3/ 3، الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول 190، تاريخ ابن عساكر 5/ 73، تهذيب الكمال 50، 1624، تاريخ الإسلام 3/ 319، 4/ 79، العبر 1/ 105، تذهيب التهذيب 1/ 160، تهذيب التهذيب 2/ 379، خلاصة تذهيب التهذيب 85، شذرات الذهب 1/ 99، تهذيب ابن عساكر 4/ 373.
(5) أسد الغابة ت (1180) ، الاستيعاب ت (530) .
(6) في أ: عبيد.(2/73)
ابن عباس- أنه نزل فيه إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ [فاطر 29] الآية. ويقال نزلت فيه: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ... [الكهف 110] الآية.
قال أبو عمر: يقال: مات سنة ثلاث وثلاثين. وقيل: قبل ذلك. وروى الطّبراني من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه شهد صفين مع علي. والإسناد إلى عبيد اللَّه ضعيف.
وقد تكرر ذكره في كتابي هذا، [وللحصين هذا ولد ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء.]
«1» 1737
- حصين بن «2» أبي الحر «3»
: كان من عمّال خالد بن الوليد في بعض نواحي الحيرة زمن الفتوح في خلافة أبي بكر.
ذكره سيف والطّبريّ، وقال ابن سعد: كان الحصين بن أبي الحر عاملا لعمر بن الخطاب على ميسان، وعاش إلى زمن الحجاج.
قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.
1738- حصين بن الحمام «4»
: بضم المهملة وتخفيف الميم- ابن ربيعة بن مسّاب- بضم أوله وتشديد المهملة وآخره موحدة- ابن حرام بن وائلة بن سهم بن مرة بن عوف المري الشّاعر المشهور. يكنى أبا معيّة- بفتح الميم وكسر المهملة بعدها تحتانية مثقلة، وقيل مصغّر. قال ابن ماكولا: له صحبة. وقال أبو عمر: إنه أنصاري. وأنكره ابن الأثير وقال: هو مرّي.
قلت: لعله خالف الأنصار، وكان له أخ اسمه معيّة وولدان معيّة ويزيد ابنا حصين، وليزيد ولد اسمه معية أيضا، ولكلهم ذكر في شعراء بني مرة.
قال البلاذريّ: كان رئيسا وفيا.
وقال أبو عبيدة: اتفقوا على أن أشعر المقلّين في الجاهلية ثلاثة، المسيّب بن علس، والحصين بن الحمام، والمتلمس. قال أبو عبيدة في شرح الأمثال: هو جاهليّ، زعم أبو عبيدة أنه أدرك الإسلام، واحتج على ذلك بقوله:
__________
(1) سقط في أ.
(2) التاريخ الكبير 11، أخبار القضاة 1/ 55، تاريخ ابن عساكر 4/ 374، تاريخ الإسلام 3/ 245، الكاشف 1/ 237، تهذيب التهذيب 2/ 388، تهذيب الكمال (1368) ، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 90.
(3) في ت: ابن الحرية.
(4) أسد الغابة ت (1182) ، الاستيعاب ت (538) .(2/74)
أعوذ بربّي من المخزيات «1» ... يوم ترى النّفس أعمالها
وخفّ الموازين بالكافرين ... وزلزلت الأرض زلزالها
«2» [المتقارب] وأنشد له المرزبانيّ في معجم الشعراء الأبيات المشهورة التي منها:
نفلّق هاما من رجال أعزّة ... علينا وإن كانوا أعقّ وأظلما
«3» [الطويل] وبهذا البيت يتمثّل يزيد بن معاوية لما جاءه قتل الحسين بن علي رضي اللَّه عنهما.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني أنه مات في سفر له فسمع قومه قائلا يقول في الليل:
ألا هلك الحلو الحلال الحلاحل ... ومن عقده حزم وعزم ونائل
«4» [الطويل] فسمعه أخوه معيّة، فقال: هلك واللَّه الحصين، وكان كذلك، ورثاه بأبيات منها:
فلا تبعد حصين فكلّ حيّ ... سيلقى في صروف الدهر حينا
لعمر الباكيات على حصين ... لقد عزّت رزيّته علينا
«5» [الوافر] وله مرثية أخرى مذكورة في معيّة.
1739- حصين بن ربيعة بن عامر «6»
: بن الأزور الأحمسي. أبو أرطاة. مشهور بكنيته.
وخرّج مسلم من حديث جرير بن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألا تريحني من ذي الخلصة!»
فسرت في خمسين ومائة راكب من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأحرقناها، فجاء بشيرا جرير وأبو أرطاة حصين بن ربيعة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: والّذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب.
__________
(1) في ت: المجرمات.
(2) ينظر البيتان في الأغاني 14/ 1.
(3) ينظر البيت في الأسدي: 126 ومختار الأغاني 2/ 512.
(4) ينظر البيت في مختار الأغاني 2/ 518.
(5) ينظر البيتان في مختار الأغاني 2/ 518.
(6) أسد الغابة ت (1183) ، الاستيعاب ت (535) .(2/75)
وأخرجه البخاريّ، لكن لم يسمّه، وإنما قال: يقال له أبو أرطاة، وفي بعض نسخ مسلم: حسين بالسين المهملة وهو تحريف.
وذكر ابن السّكن أنه قيل فيه ربيعة بن حصين كأنه انقلب. وتقدم أنه قيل فيه أرطاة.
1740- حصين:
بن عبيد بن خلف الخزاعي «1» والد عمران.
اختلف في إسلامه، فروى أحمد والنسائي بإسناد صحيح عن ربعي، عن عمران بن حصين- أنّ حصينا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل أن يسلم ... الحديث.
وفيه: ثم إن حصينا أسلم.
ورواه النّسائيّ من وجه آخر عن ربعيّ، عن عمران بن حصين، عن أبيه أنه أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا محمد، كان عبد المطلب خيرا لقومك منك ... الحديث، وفيه: فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قل: «اللَّهمّ قني شرّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري» . «2»
فانطلق ولم يكن أسلم، ثم أسلم فقال يا رسول اللَّه، فما أقول الآن حين أسلمت؟
قال: قل: «اللَّهمّ قني شرّ نفسي، واعزم لي أرشد أمري، اللَّهمّ اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت» .
وفي رواية للنّسائيّ: فما أقول الآن وأنا مسلم؟ وسنده صحيح من الطريقين.
وروى ابن السكن والطّبراني من طريق داود بن أبي هند عن العباس بن ذريح، عن عمران بن حصين، قال: أتى أبي حصين بن عبيد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا محمد، أرأيت رجلا كان يصل الرّحم، ويقري الضيف، ويصنع كذا وكذا لم يدركك، هل ينفعه ذلك؟
فقال: «لا ... » الحديث.
وفيه: قال فما مضت عشرون ليلة حتى مات مشركا.
قال الطّبرانيّ: الصحيح أنّ حصينا أسلم.
وقال ابن خزيمة: حدثنا رجاء العذري. حدثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، حدثني أبي عن أبيه عن جدّه- أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت
__________
(1) أسد الغابة ت (1185) ، الاستيعاب ت (532) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، الخلاصة 1/ 234، تهذيب الكمال 1/ 298، تهذيب التهذيب 2/ 384، العقد الثمين 4/ 212.
(2) أخرجه ابن حبان حديث رقم 2431، وأحمد في المسند 4/ 444، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36995، والحاكم في المستدرك 1/ 510، قال الهيثمي في الزوائد 10/ 184 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(2/76)
تعظّمه، فقالوا له: كلّم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا ويسبّهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أوسعوا للشّيخ» وعمران وأصحابه متوافرون، فقال حصين: ما هذا الّذي بلغنا عنك؟ إنك تشتم آلهتنا وتذكرهم وقد كان أبوك حصين خيرا فقال: يا حصين، «إنّ أبي وأباك في النّار، يا حصين، كم تعبد من إله» ؟ قال: سبعا في الأرض وواحدا في السماء. قال: «فإذا أصابك الضّر من تدعو» ؟ قال: الّذي في السماء.
قال: «فإذا هلك المال من تدعو؟ قال: الّذي في السماء. قال: «فيستجيب لك وحده وتشركهم معه؟ أرضيته في الشّكر أم تخاف أن يغلب عليك؟» قال: ولا واحدة من هاتين. قال: وعلمت أني لم أكلم مثله. قال: «يا حصين أسلم تسلم» . قال: إن لي قوما وعشيرة، فماذا أقول؟ قال: قل: «اللَّهمّ إنّي أستهديك لأرشد أمري، وزدني علما ينفعني» . فقالها حصين. فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران فقبّل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بكى، وقال: «بكيت من صنيع عمران، دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه عمران ولم يلتفت ناحيته، فلمّا أسلم قضى حقّه، فدخلني من ذلك الرّقة» ، فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: «قوموا فشيّعوه إلى منزله» فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا: صبأ، وتفرّقوا عنه.
1741- حصين بن عوف الخثعميّ «1»
: قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة. وروى ابن ماجة من طريق محمد بن كريب عن أبيه. عن ابن عباس عنه، قال: قلت: يا رسول اللَّه إن أبي قد أدركه الحج ولا يستطيع أن يحجّ ... الحديث.
وأخرج أحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة، والحسن بن سفيان، والطّبراني، من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه، عن حصين بن عوف، نحوه.
1742- حصين بن عوف البجلي «2»
: يقال هو اسم أبي حازم والد القيس. سيأتي في الكنى.
1743
ز- حصين «3» بن مالك:
بن أبي عوف البجلي. وكان رأس بجيلة في القادسية.
يأتي في القسم الثالث.
__________
(1) أسد الغابة ت (1188) ، الاستيعاب ت (533) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 234، تهذيب الكمال 1/ 298، تقريب التهذيب 1/ 183، الجرح والتعديل 3/ 835، والتحفة اللطيفة 1/ 517، تهذيب التهذيب 2/ 386، الطبقات 1/ 116، ذيل الكاشف 289.
(2) أسد الغابة ت (1186) .
(3) هذه الترجمة سقط في أ.(2/77)
1744- حصين بن محصن بن النعمان «1»
: بن عبد كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ ثم الأشهلي.
ذكره ابن شاهين وساق نسبه، لكنه أورد في ترجمته حديثا لغيره.
وقال عبدان: سمعت ابن سيّار يقول: إنه من الصّحابة، وذكره في الصّحابة أبو أحمد العسكريّ.
1745- حصين بن محصن:
بن عامر بن أبي قيس بن الأسلت الأنصاريّ الأشهلي.
ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة. واستدركه ابن فتحون، وقد تقدّم ذكر عم أبيه حصين.
1746- حصين بن محصن:
الأنصاريّ «2» الخطميّ. اختلف في صحبته. ذكره عبدان وابن شاهين العسكري والطبراني في الصحابة.
وقال ابن السّكن: يقال إن له صحبة، غير أن روايته عن عمته، وليس له رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: أخرجه المذكورون أولا، فقالوا: عن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ورواه النّسائيّ كما قال ابن السّكن، وهو الصحيح، وذكره في التابعين البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبان. فاللَّه أعلم.
1747- حصين بن مروان بن الأعجس «3»
: وهو الأسود بن معديكرب بن خليفة بن هشام بن معاوية بن سوار بن عامر بن ذهل بن جشم الجشمي.
ذكر هشام بن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأقام بالمدينة. أخرجه ابن شاهين، واستدركه ابن فتحون.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 235، تهذيب الكمال 1/ 299، الجرح والتعديل 3/ 851، التحفة اللطيفة 1/ 517، تهذيب التهذيب 2/ 89، تقريب التهذيب 1/ 183، التاريخ الكبير 3/ 5، الطبقات 1/ 81.
(2) أسد الغابة ت (1190) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 235، تهذيب الكمال 1/ 299، الجرح والتعديل 3/ 851، التحفة اللطيفة 1/ 517، تقريب التهذيب 1/ 183، التاريخ الكبير 3/ 5، الطبقات 1/ 81، تهذيب التهذيب 2/ 389.
(3) أسد الغابة ت (1191) .(2/78)
1748- حصين بن مشمت «1»
: بضم أوله وسكن المعجمة وكسر الميم وكسر الميم بعدها مثناة- ابن شداد بن زهير.
قال ابن حبّان وغيره: له صحبة. وروى البخاريّ في تاريخه وابن أبي عاصم والحسن بن سفيان وابن شاهين والطّبرانيّ من طريق محرز بن ورد بن عمران بن شعيث- بالمثلثة- بن عاصم بن حصين بن مشمت: حدثني أبي أن أباه شعيثا حدث أن أباه عاصما حدثه أن أباه حصينا حدثه أنه وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فبايعه بيعة الإسلام، وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشرط عليه ألا يمنع ماءه ولا يمنع فضله، وفي ذلك يقول زهير بن حصين:
إنّ بلادي لم تكن أملاسا ... بهنّ خطّ القلم الأنقاسا
من النّبيّ حيث أعطى النّاسا
«2» [الرجز] وأكثر رواته غير معروفين، لكن قد صحّحه ابن خزيمة وأخرجه الضياء في المختارة.
1749- حصين بن المعلى «3»
: بن ربيعة بن عقيل العقيلي- بضم أوله.
روى ابن شاهين من طريق المدائني عن رجاله، وعن أبي معشر عن يزيد بن رومان، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حصين بن المعلى وافدا فأسلم.
1750- حصين بن نضلة الأسدي»
: روى ابن مندة من طريق عتيق بن عبد الرّحمن، عن عبد الملك بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن جده عمرو بن حزم- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب لحصين بن نضلة الأسدي. إن له مربدا «5» وكنفا «6» لا يحاقّه فيهما أحد. وكتب المغيرة.
قال ابن مندة: لا يعرف ألا من هذا الوجه.
[قلت: وذكر ابن الكلبي في الجمهرة في نسب خزاعة حصين بن نضلة بن زيد، وقال: إنه كان سيد أهل زمانه، ومات قبل الإسلام]
«7» .
1751 ز- حصين بن نمير الأنصاريّ «8»
: ذكره ابن إسحاق في المغازي في غزوة
__________
(1) أسد الغابة ت (1192) ، الاستيعاب ت (537) .
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1192) .
(3) أسد الغابة ت (1193) .
(4) أسد الغابة ت (1194) .
(5) من أ: ثرمدا.
(6) في ت: كنيفا.
(7) سقط في أ.
(8) تاريخ الطبري، فهرس الأعلام 10/ 226، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، 376، مروج الذهب 3/ 71 و 82 و 94، 97، فتوح البلدان للبلاذري ص 54، المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 103، المعارف 343 و 351، العقد الفريد 4/ 390، تاريخ خليفة 249، تهذيب التهذيب 2/ 392، البداية والنهاية 8/ 224: 226، اللباب 1/ 550، الأنساب 7/ 100، جمهرة أنساب العرب 429، الوافي بالوفيات 13/ 88، أنساب الأشراف 3/ 79، تاريخ الإسلام 2/ 109.(2/79)
تبوك، قال: ولما كان من هم المنافقين أن يزاحموا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في الثنية وإطلاع اللَّه تعالى نبيه على أمرهم «1» ... فذكر الحديث في دعائه صلّى اللَّه عليه وسلّم إياهم، وإخبارهم بسرائرهم، واعتراف بعضهم،
قال: وأمرهم أن يدعوا حصين بن نمير: وكان هو الّذي أغار على تمر الصدقة فسرقه، فقال له: «ويحك! ما حملك على هذا؟» قال: حملني عليه أني ظننت أن اللَّه لا يطلعك عليه، فأما إذ أطلعك اللَّه عليه وعلمته فإنّي أشهد اليوم أنك رسول اللَّه، وأني لم أؤمن بك قطّ قيل هذه الساعة يقينا. فأقاله صلّى اللَّه عليه وسلّم عثرته، وعفا عنه، لقوله الّذي قاله.
أخرجه البيهقيّ في «الدّلائل» ، وفي السّنن الكبرى له، وله ذكر في ترجمة الّذي بعده.
1752 ز- حصين بن نمير:
آخر. ما أدري هو الّذي قبله أو غيره.
ذكر ابن عساكر في تاريخه. [قال: كان عامل عمر علي الأردن، وقد قدمنا أنهم ما كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة. وروى البخاري في تاريخه] من طريق يزيد بن حصين عن أبيه، قال: شهدت بلالا خطب على أخيه فزوجوه عربيّة. وقال: لم يصحّ سنده.
وخلط ابن عساكر ترجمة هذا بترجمة حصين بن نمير السّكوني الّذي كان أمير يزيد بن معاوية على قتال أهل مكة، والّذي يظهر أنه غيره. واللَّه أعلم.
وذكر أبو علي بن مسكويه في كتابه تجارب الأمم الحصين بن نمير في جملة من كان يكتب للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم [كذا ذكره العبّاس بن محمد الأندلسي في التاريخ الّذي جمعه للمعتصم بن صمادح، فقال: وكان المغيرة بن شعبة والحصين يكتبان في حوائجه.
وكذا
ذكره جماعة من المتأخرين، منهم القرطبي المفسّر في المولد النبوي له، والقطب الحلبي في شرح السيرة، وأشار إلى أن أصل ذلك مأخوذ من كتاب القضاعي الّذي صنفه في كتاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه: «إنّهما كانا يكتبان المداينات والمعاملات]
«2» فلا أدري أراد هذا أو أراد الّذي قبله؟ [وكأنه أراد الّذي قبله، والّذي كان أميرا ليزيد بن معاوية] .
نسبه ابن الكلبيّ، فقال: حصين بن نمير بن فاتك بن لبيد بن جعفر بن الحارث بن سلمة بن شكامة، وقال: إنه كان شريفا بحمص، وكذا ولده يزيد وحفيده معاوية بن يزيد وليا إمرة حمص]
«3» .
__________
(1) في أ: سرائرهم.
(2) سقط من أ.
(3) سقط من أ.(2/80)
1753- حصين بن نيار:
كان أحد عمال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكره سيف والطبرانيّ، واستدركه ابن فتحون.
1754- حصين بن وحوح «1»
: بمهملتين، وزن جعفر- الأنصاريّ.
قال البخاريّ وابن أبي حاتم: له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة. وقال ابن السكن: يقال إنه قتل بالعذيب «2» .
قلت: هو قول ابن الكلبي في الجمهرة، وقال: إنها واقعة القادسيّة. وقتل معه أخوه محصن فيها. وقد ذكرت نسبهما في ترجمة محصن.
وروى أبو داود، وابن أبي عاصم، وابن أبي خيثمة، من طريق عروة بن سعيد الأنصاريّ، عن أبيه، عن الحصين بن وحوح- أنّ طلحة بن البراء مرض فأتاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يعوده ... الحديث.
وقد سقته بطوله في ترجمة طلحة بن البراء، وعلى ما ذكر ابن الكلبي يكون هذا الحديث مرسلا، لأن سعدا والد عروة لم يدرك زمن القادسية، فإما أن يكون حصين بن وحوح آخر ممن أدركهم سعيد، وإما أن يكون لم يقتل بالقادسية كما قال ابن الكلبي.
1755- حصين بن يزيد «3»
: بن جزيّ بن قطن الكلبي. يكنى أبا رجاء. ذكره الطّبري ولم يخرج حديثه. وروى ابن قانع من طريق جبير الأسود الحبشي مولى حصين بن يزيد، وكانت أتت عليه مائة وأربع وثلاثون سنة، عن أبي رجاء حصين بن يزيد الكلبي، قال: ما رأيت رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم ضاحكا ما كان إلا متبسّما.
1756- حصين بن يزيد:
بن شدّاد بن قنان بن سلمة بن وهب «4» بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي: ذو الغصّة بفتح المعجمة وتشديد المهملة.
قال الدّارقطنيّ في «المؤتلف» : وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وكذا ذكره ابن الكلبي، وقال: إنه
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، خلاصة تذهيب 1/ 236، الاستبصار 1/ 275، الجرح والتعديل 3/ 860، تهذيب الكمال 1/ 300، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 152، تقري التهذيب 1/ 184، التحفة اللطيفة 1/ 518، تهذيب التهذيب 2/ 393، التاريخ الكبير 3/ 100، أسد الغابة ت (1195) .
(2) العذيب: تصغير العذب: ماء عن يمين القادسية لبني تميم بينه وبين القادسية أربعة أميال منه إلى مفازة القرون في طريق مكة، والعذيب: ماء قرب الفرما من أرض مصر، في وسط الرمل. والعذيب: موضع بالبصرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 925.
(3) أسد الغابة ت (1196) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، الجرح والتعديل 3/ 861.
(4) أسد الغابة ت (1197) .(2/81)
لقب بذلك لأنه كان في حلقه شبه الحوصلة، ويقال: إنه رأس بني الحارث بن كعب مائة سنة. وسيأتي ذكر ولده قيس بن الحصين.
1757 ز- حصين بن يعمر العبسيّ «1»
: أحد الوفود التسعة الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من بني عبس.
ذكره أبو عبيدة، والباورديّ، والطّبريّ، والدّارقطنيّ وغيرهم. واستدركه ابن الأثير عن الأشيري.
1758- حصين:
جدّ مليح بن عبد اللَّه الخطميّ: سماه هارون الجمال، وسيأتي حديثه في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
1759- حصين الأنصاريّ السالميّ:
ويقال: أبو الحصين. يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
1760- حصين السدوسيّ:
[تقدم في حصين بن أوس] «2» .
1761- حصين العرجي «3»
: قال أبو عمر في ترجمة أبي الغوث: مات أبوه الحصين وعليه حجّة، فأمره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يحجّ عن أبيه «4» ، ولم يذكره واستدركه ابن الأمين عليه.
1762 ز- حصين «5»
: غير منسوب.
ذكره ابن مندة بسند منقطع عن الحارث بن محمّد، عن حصين- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من والي عشيرة إلا جاء يوم القيامة مغلولا معذبا أو مغفورا»
«6» .
1763- حصين الأنصاريّ «7»
: غير منسوب- ذكر أبو داود في الناسخ والمنسوخ من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، وأسند إلى من فوقه في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ [البقرة: 256] نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحصين، كان له ابنان، فقدم تجار من الشام فدعوهما إلى النصرانية- فذكر الحديث الآتي فيمن كنيته أبو الحصين في الكنى.
__________
(1) أسد الغابة ت (1198) .
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (1187) .
(4) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 1/ 385.
(5) أسد الغابة ت (199) .
(6) أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 118.
(7) هذه الترجمة سقط في أ.(2/82)
وأورده الطّبريّ وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتاب «أحكام القرآن» جميعا من طريق السّدّيّ، فقالا: إن أبا الحصين الأنصاريّ كان له ابنان ... الحديث.
وذكر الواحدي في أسباب النزول من طريق مسروق، قال: كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان فتنصّرا قبل أن يبعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ثم قدما المدينة في نفر من الأنصار بالطّعام، فأتاهما أبوهما ولزمهما، وقال: واللَّه أدعكما حتى تسلما، فأبيا أن يسلما، فاختصموا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال أبوهما: يا رسول اللَّه، أيدخل بعضي النار وأنا انظر؟ فأنزل اللَّه تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ... [البقرة: 256] الآية.
وقد أخرجه عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن عبيدة- أنّ رجلا من الأنصار من بني سالم بن عوف كان له ابنان فتنصّرا قبل البعثة ... فذكر نحوه نحوه وموسى ضعيف.
وأخرجه الطّبريّ في التفسير من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس، قال في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ [البقرة: 256] قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو رجلا مسلما فقال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّهما قد ابتدلا النّصرانيّة، ألا أستكرهما» ؟ فأنزل اللَّه تعالى فيه ذلك- يعني هذه الآية- وسيأتي في الكنى شيء من هذا تكمل به هذه الترجمة إن شاء اللَّه تعالى.
الحاء بعدها الضّاد المعجمة
1764
- حضرمي «1» بن عامر:
بن مجمّع بن مولة- بفتحات- ابن حمام بن ضبّة بن كعب بن القين بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ، يكنى أبا كدم.
ذكره ابن شاهين وغيره في الصحابة.
وروى أبو يعلى وابن قانع من طريق محفوظ بن علقمة عن حضرمي بن عامر الأسدي، وكانت له صحبة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا بال أحدكم فلا يستقبل الرّيح ولا يستنجي بيمينه»
«2» .
وروى ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب بن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، عن سلمة بن محارب، عن داود، عن الشعبي
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، أسد الغابة ت (1200) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 26374 وعزاه لأبي يعلى وابن قانع عن حضرمي بن عامر وهو مما بيض له الديلميّ.(2/83)
وأسانيد آخر- قالوا: وفد بنو أسد بن خزيمة: حضرمي بن عامر، وضرار بن الأزور، وسلمة بن حبيش، وقتادة بن القائف، وأبو مكعت ... فذكر الحديث في قصة إسلامهم، وكتب لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتابا: قال: فتعلم حضرمي بن عامر سورة عبس وتولى، فقرأها فزاد فيها: والّذي أنعم على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا نزد فيها» .
وأخرجه من طريق منجاب بن الحارث من طريق ذكر فيها أن السورة: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى»
[الأعلى: 1] .
ومن طريق هشام بن الكلبيّ وشرقي بن قطامي نحو هذه القصة.
وروى عمر بن شبة بإسناد صحيح إلى أبي وائل، قال: وفد بنو أسد فقال لهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«من أنتم» ؟ قالوا: نحن بنو الزّنية أحلاس الخيل. قال: «بل أنتم، بنو الرّشدة» . فقالوا: لا ندع اسم أبينا ... فذكر قصة طويلة.
وروى سيف في «الفتوح» من طريق أبي ماجد الأسدي عن الحضرميّ بن عامر قال:
اتصل بنا وجع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنّ مسيلمة غلب على اليمامة. فذكر طرفا من أمر الردة.
قال «المرزبانيّ» في معجمه: كان يكنى أبا كدام، ولما سأله عمر بن الخطاب عن شعره في حرب الأعاجم أنشده أبياتا حسنة في ذلك.
وروى أبو عليّ القاليّ من طريق ابن الكلبيّ قال: كان حضرميّ بن عامر عاشر عشرة من إخوته فماتوا فورثهم، فقال فيه ابن عم له يقال له جزء بن مالك: يا حضرميّ، من مثلك، ورثت تسعة إخوة فأصبحت ناعما، فقال حضرميّ من أبيات:
إن كنت قاولتني بها كذبا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا
«1» [المنسرح] فجلس جزء على شفير بئر هو وإخوته وهم أيضا تسعة فانخسفت بهم فلم ينج غير جزء، فبلغ ذلك حضرمي بن عامر فقال: كلمة وافقت قدرا، وأبقت حقدا.
الحاء بعدها الطاء
1765- حطاب بن الحارث «2»
: بن معمر «3» بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ.
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1200) البيت الأول فقط.
(2) أسد الغابة ت (1201) ، الاستيعاب ت (576) .
(3) في أ: يعمر.(2/84)
ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وكذا ذكره ابن إسحاق والطّبريّ في الذّيل.
1766 ز- حطان التميمي اليربوعي:
ذكره ابن فتحون في الذيل، قال سعيد بن يحيى الأمويّ: حدّثنا أبي، حدثني من سمع حصين بن عبد الرحمن، حدّثنا عمرو بن ميمون الأوديّ. قال: إني لقائم خلف عمر ما بيني وبينه إلا ابن عباس فوصف قصة قتله، فلما رأى ذلك رجل من المهاجرين يقال له حطّان التميمي اليربوعي طرح عليه برنسا فلما ظنّ أبو لؤلؤة أنه مقتول أمرّ الخنجر على أوداجه فذبح نفسه.
قلت: والقصة في صحيح البخاريّ، وليس فيها تسمية حطان.
وفي قصة أخرى أن الّذي طرح عليه البرنس هاشم بن عتبة، وفي أخرى عبد اللَّه بن عوف. فاللَّه أعلم.
الحاء بعدها الفاء
1767- حفشيش «1»
: تقدم في الجيم.
1768- حفص بن حليمة السعدية:
التي أرضعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، أخو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرّضاعة. وقفت له على رواية من أمّه من طريق محمد بن عثمان اللخمي، عن محمد بن إسحاق، عن جهم بن أبي جهم، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن حفص بن حليمة، عن أمه، عن آمنة بنت وهب أم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في قصة ميلاده صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1769- حفص بن السائب «2»
: روى ابن شاهين من طريق محمد بن جعفر البلخيّ عن هارون بن حفص بن السائب، عن أبيه. قال: سمّاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصا.
1770- حفص بن أبي العاص «3»
: بن بشر بن عبد بن دهمان بن عبد اللَّه بن أبان الثقفي، أخو عثمان بن أبي العاص الصّحابي المشهور.
ذكره ابن سعد في الطبقات الصغرى فيمن نزل البصرة من الصحابة. وقال في الكبرى:
كتبناه مع إخوته عثمان والحكم ولم يبلغنا أنّ له صحبة. وذكره خليفة في التابعين.
قلت: قد تقدم غير مرة أنه لم يبق قبل حجة الوداع أحد من قريش ومن ثقيف إلّا أسلم، وكلهم شهد حجة الوداع. [وهذا القدر كاف في ثبوت صحبة هذا.
__________
(1) أسد الغابة ت (1204) ، الاستيعاب ت (602) .
(2) أسد الغابة ت (1206) .
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 29.(2/85)
وروى البلاذريّ بإسناد لا بأس به أنّ حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام عمر ...
الحديث]
«1» .
1771- حفص بن المغيرة «2»
: أبو عمر المخزومي يقال هو زوج فاطمة بنت قيس.
وقيل هو عمرو بن حفص بن المغيرة أبو حفص. وستأتي ترجمته في العين من الكنى.
إن شاء اللَّه تعالى.
الحاء بعدها الكاف
1772 ز- الحكم بن الأقرع، هو ابن عمرو. يأتي.
1773 ز- الحكم بن أيوب «3»
: في الّذي بعده.
1774- الحكم بن الحارث السلمي «4»
: ويقال الحكم بن أيوب.
قال البخاريّ وابن أبي حاتم: الحكم بن الحارث له صحبة، روى عنه عطية الدعاء.
وقال ابن حبّان، في الصّحابة: الحكم بن الحارث السلمي له صحبة، ثم قال:
الحكم بن أيوب السلمي. وروى من طريق عطية الدعاء، سمعت الحكم بن أيوب السلمي قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في مقدمة الناس إذ خلأت ناقتي، فزجرها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فتقدمت الرّكاب، وهكذا الحديث أخرجه الحسن بن سفيان، وابن أبي عاصم، والبغويّ، من طريق عطية الدعاء، عن الحكم بن الحارث السلمي.
وروى الطّبرانيّ من طريق عطية أيضا عن الحكم أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاث غزوات، وأنه أوصاهم حين مات أن يرشّوا على قبره ماء، ويقوموا على قبره مستقبلي القبلة يدعون له.
وأخرجه ابن السّكن من طريق عطية أيضا عنه حديثا آخر.
1775
- الحكم بن حزن «5» الكلفي:
من بني كلفة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (1207) .
(3) الثقات 3/ 86، الجرح والتعديل 3/ 527.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 134، الثقات 3/ 85، الطبقات 1/ 52، 182، الجرح والتعديل 3/ 532، التحفة اللطيفة 1/ 525، التاريخ الكبير 2/ 331، أسد الغابة ت (1208) ، الاستيعاب ت (551) .
(5) أسد الغابة ت (1209) ، الاستيعاب ت (550) ، الثقات 3/ 85، الإكمال 2/ 454، خلاصة التذهيب 1/ 243، تهذيب التهذيب 2/ 425، تهذيب الكمال 1/ 310، بقي بن مخلد 696، تقريب التهذيب 1/ 190، الجرح والتعديل 3/ 534، التاريخ الكبير 2/ 331.(2/86)
تميم. وهو قول البخاريّ. ويقال من بني كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهو قول خليفة في آخرين.
وروى حديثه أبو داود وأبو يعلى وغيرهما من طريق شعيب بن زريق الطائفي، قال:
كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي، وكانت له صحبة، قال: قدمت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سابع سبعة أو تاسع تسعة، فقلنا: يا رسول اللَّه، أتيناك لتدعو لنا بخير ...
الحديث.
لفظ أبي يعلى قال مسلم: لم يرو عنه إلا شعيب.
1776- الحكم بن أبي الحكم الأموي»
: ذكره ابن أبي حاتم، وقال: روى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن قيس بن حبتر عنه، قال: تواعدنا أن نأخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
وقد أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة من هذا الوجه عن قيس أنّ ابنة الحكم قالت للحكم:
ما رأيت قوما كانوا أسوأ رأيا ولا أعجز في أمر رسول اللَّه منكم يا بني أمية: فقال: لا تلومينا يا بنية، إني لا أحدثك إلا ما رأيت، فذكره وليس فيه تصريح بإسلامه، لكن العمدة فيه على ما تقدم أنه لم يبق بعد الفتح قرشيّ إلا أسلم وشهد حجة الوداع.
وقد روى هذا الحديث العسكري هكذا، ثم قال بعضهم في هذا الحديث: الحكم بن أبي العاص- يعني عمّ عثمان الآتي ذكره قريبا، وأما أبو عمر فجزم بأنه غيره، وقال:
مجهول لا أعرفه بأكثر من هذا الحديث، وصوّب ابن الأثير قول العسكريّ.
1777- الحكم بن أبي الحكم الأنصاريّ «2»
: له ذكر في غزوة تبوك، ذكره ابن مندة، وسيأتي ذكره في ترجمة كعب بن الخزرج، وأنه شهد غزوة تبوك مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1778
ز- الحكم بن حيّان «3» العبديّ:
ثم النجاريّ «4» . ذكروه في وفد عبد القيس هو وأخوه عبد الرّحمن.
1779- الحكم بن الربيع:
بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ،
__________
(1) أسد الغابة ت (1211) .
(2) الجرح والتعديل 3/ 537، الأعلمي 16/ 321، أسد الغابة ت (1210) ، الاستيعاب ت (546) .
(3) في ت حبان.
(4) في أالمحاربي(2/87)
والد مسعود. سيأتي ذكر ولده مسعود فيمن له رؤية، وأنه ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم،.
وقد جاء للحكم هذا رواية أخرجها ابن مندة من طريق ميمون بن يحيى، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه- سمعت سليمان بن يسار أنه سمع ابن الحكم الزّرقيّ وهو مسعود، يقول: حدّثني أبي أنهم كانوا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بمنى ... الحديث.
قال أبو نعيم: الصّواب رواية ابن وهب عن مخرمة بهذا الإسناد عن سليمان عن الحكم: حدّثتني أميّ.
قلت: قد قال النّسائيّ: لا أعلم من تابع مخرمة على قوله الحكم، والصّواب مسعود بن الحكم.
وأخرجه النّسائيّ أيضا من طريق ابن وهب أيضا عن عمرو بن الحارث. عن بكير بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن مسعود بن الحكم، عن أمه.
وأخرجه من طريق حكيم بن حكم وعبد اللَّه بن أبي سلمة، كلاهما عن مسعود بن الحكم، عن أمه به. ومن طريق يوسف بن مسعود بن الحكم عن جدّته، وهو المحفوظ.
1780- الحكم:
بن رافع بن سنان الأنصاري «1» .
روى أبو نعيم من طريق عبد الحكيم بن صهيب، عن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم، قال: رآني الحكم وأنا غلام آكل من هنا ومن هنا، فقال: يا غلام، هكذا يأكل الشيطان، إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه. «2» سنده ضعيف.
1781- الحكم بن سعيد الطائفي:
روى الطّبراني من طريق أبي أمية بن يعلى الطّائفي: حدّثني جدّي عن الحكم بن سعيد، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أبايعه، فقال: «ما اسمك؟» قلت: الحكم. قال: «بل أنت عبد اللَّه.»
«3» قلت: أورده في ترجمة الحكم بن سعيد بن العاص الآتي بعده. وعندي أنه غيره.
ووقع له نظير ما وقع لسميّه من تغيير الاسم إن كان هذا الطريق محفوظا، والحجّة في ذلك أنّ أبا أميّة بن يعلى ثقفي، فجدّه وعمّ جده ثقفيان، والثقفي غير الأموي، وتعدد القصة ليس ببعيد، ولا سيما مع اختلاف المخرج. واللَّه أعلم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 134، أسد الغابة ت (1212) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18175 وعزاه للبخاريّ في التاريخ الكبير عن جعفر بن أبي الحكم مرسلا.
(3) أخرجه البخاري في التاريخ 2/ 231 والطبراني في الكبير 2/ 10 والطبري في التفسير 10/ 138.(2/88)
1782- الحكم بن سعيد «1»
: بن العاص بن أمية الأمويّ، أبو خالد، وإخوته، أمه هند بنت المغيرة المخزومية.
ذكره مسلم في الصّحابة المدنيين.
وروى البخاريّ في التاريخ من طريق سعيد بن عمرو بن العاص. حدّثني الحكم بن سعيد، أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ما اسمك؟» قلت:
الحكم. قال: «بل أنت عبد اللَّه» . ورواه ابن أبي عاصم، وابن شاهين، والطّبراني، والدّارقطنيّ في الأفراد، كلّهم من طريق عبيد اللَّه بن عبد الرحمن البصري، حدثني عمر بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص، عن جدّه سعيد به.
ووقع عند بعضهم الحكم بن سعيد بن العاص.
وذكره التّرمذيّ تعليقا عن الحكم بن سعيد. وقال الزبير في نسب قريش: عبد اللَّه بن سعيد بن العاص اسمه الحكم فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، وأمره أن يعلم الكتاب بالمدينة، وكان كاتبا، وقتل يوم بدر شهيدا.
قلت: ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة في البدريين. وقد قال حليفة: إنه استشهد يوم اليمامة.
وقال ابن إسحاق: إنه استشهد يوم مؤتة، وتصريح سعيد بن عمرو عن بالتحديث يدلّ على أن وفاته تأخّرت، فإنه أقدم شيخ سمع منه سعيد بن عمرو وعائشة رضي اللَّه عنها.
ويحتمل أن يكون التّصريح وهما من بعض الرواة، وإنما هو معنعن. والرواية منقطعة. واللَّه أعلم.
وقد ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى ممّن نزل الشام من الصّحابة.
وقال السّرّاج في «مسندة» : حدثنا أبو السّائب، حدّثنا إبراهيم بن يوسف بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، حدّثني خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، حدّثني أبي أنّ أعمامه خالدا وأباه وعمرا أولاد سعيد أنهم رجعوا عن أعمالهم بعد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكانوا لا يعملون بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لغيره، فخرجوا إلى الشام فقتلوا جميعا، وفيه: وكان الحكم يعلم الحكمة.
1783- الحكم «2»
: بن سفيان بن عثمان بن عامر بن معتّب بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، الثقات 3/ 85، الطبقات 1/ 11، 298، التاريخ الكبير 2/ 330، أسد الغابة ت (1213) ، الاستيعاب ت (541) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1، الثقات 3/ 85، خلاصة التذهيب 1/ 243، تهذيب الكمال 1/ 310، تقريب التهذيب 1/ 190، الجرح والتعديل 3/ 541، تهذيب التهذيب 2/ 425، التاريخ الكبير 2/ 329، العقد الثمين 4/ 216، أسد الغابة ت (1214) ، الاستيعاب ت (549) .(2/89)
قال أبو زرعة وإبراهيم الحربيّ: له صحبة.
وروى حديثه أصحاب السّنن في النّضح بعد الوضوء.
واختلف فيه على مجاهد، فقيل هكذا، وقيل سفيان بن الحكم، وقيل غير ذلك.
وقال أحمد والبخاريّ: ليست للحكم صحبة. وقال ابن المدينيّ والبخاري، وأبو حاتم: الصحيح الحكم بن سفيان عن أبيه.
1784- الحكم بن الصّلت بن مخرمة «1»
: بن المطّلب بن عبد مناف، وقيل حكيم.
وقيل الصّلت بن حكيم.
روى ابن وهب عن حرملة بن عمران، عن عبد العزيز بن حيان، عن الحكم بن الصّلت القرشي- رفعه: «لا تقدّموا بين أيديكم في صلاتكم وعلى جنائزكم سفهاءكم» . «2»
أخرجه أبو موسى عن عبدان.
ويقال إنه شهيد خيبر، واستخلفه محمد بن أبي حذيفة على مصر لما خرج إلى العريش «3» ، قال: وكان من رجّالة «4» قريش.
1785- الحكم «5»
: بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثّقفيّ، أخو عثمان.
تقدم ذكر أخيه حفص.
قال ابن سعد: يقال له صحبة، وولّاه أخوه عثمان البحرين، فافتتح فتوحا كثيرة قال:
ولما كان أخوه على الطّائف كتب إليه عمر: أقبل واستخلف أخاك.
وله رواية عن عمر. روى عنه معاوية بن قرّة، وقدم على عمر بسبي من شهرك، فأمر عمر عثمان أن يختنهم، وكان أبو صفرة والد المهلّب حاضرا، فقال: أنا مثلهم، فختن وهو
__________
(1) أسد الغابة ت (1216) ، الاستيعاب ت (542) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20389، وعزاه لابن قانع وعبدان وأبو موسى عن الحكم بن الصلت القريشي.
(3) عريش: بفتح أوله وكسر ثانيه وشين معجمة بعد الياء المثناة: مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 935.
(4) في أرجال.
(5) أسد الغابة ت (1218) ، الاستيعاب ت (544) .(2/90)
شيخ وخفضت زوجته وهي عجوز، وقال في ذلك زياد بن الأعجم شعرا.
1786- الحكم «1»
: بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس القرشي الأموي، عمّ عثمان ابن عفّان، ووالد مروان.
قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح، وسكن المدينة ثم نفاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى الطّائف، ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، ومات بها.
وقال ابن السّكن. يقال إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا عليه، ولم يثبت ذلك.
وروى الفاكهيّ من طريق حماد بن سلمة، حدثنا أبو سنان، عن الزهري، وعطاء الخراساني أنّ أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما له؟ قال: «دخل عليّ شقّ الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي» ، فقالوا: أفلا نلعنه نحن؟ قال: «كأني انظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه» ، فقالوا: يا رسول اللَّه، ألا تأخذهم؟ قال: «لا» . ونفاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى الطّبرانيّ من حديث حذيفة قال: لما ولى أبو بكر كلم في الحكم أن يردّه إلى المدينة، فقال: ما كنت لأحلّ عقدة عقدها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى أيضا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر. قال: كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فإذا تكلم اختلج فبصر بن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «كن كذلك» ، فما زال يختلج حتى مات. في إسناده نظر.
وأخرجه البيهقيّ في «الدّلائل» من هذا الوجه، وفيه ضرار بن صرد، وهو منسوب للرفض.
وأخرج أيضا من طريق مالك بن دينار: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بالحكم فجعل الحكم يغمز النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بإصبعه، فالتفت فرآه، فقال: «اللَّهمّ اجعله ورعا» . فرجف مكانه.
وقال الهيثم بن عديّ عن صالح بن حسان، قال: قال الأحنف لمعاوية: ما هذا الخضوع لمروان؟ قال: إن الحكم كان ممن قدم مع أختي أم حبيبة لما زفّت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم
__________
(1) الاستيعاب ت (547) ، أسد الغابة ت (1217) ، طبقات ابن سعد 5/ 447، 509، التاريخ لابن معين 124، طبقات خليفة 197، تاريخ خليفة 134، التاريخ الكبير 2/ 331، المعارف 194- 353- 576، الجرح والتعديل 3/ 120، تاريخ الإسلام 3/ 95، شذرات الذهب 1/ 38.(2/91)
وهو يتولى نعلها «1» ، فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يحدّ النظر إلى الحكم، فلما خرج من عنده قيل له: يا رسول اللَّه، أحددت النظر إلى الحكم. فقال: «ابن المخزوميّة! ذاك رجل إذا بلغ ولده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر» .
وروينا في جزء ابن نجيب، من طريق زهير بن محمد، عن صالح بن أبي صالح، حدثني نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فمرّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ويل لأمّتي في صلب هذا» .
وروى ابن أبي خيثمة من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية. أمّا أنت يا مروان فاشهد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعن أباك وأنت في صلبه.
قلت: وأصل القصة عند البخاريّ بدون هذه الزيادة.
وذكر أبو عمر في السّبب في طرده قولا آخر: إنه كان يشيع سرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقيل: كان يحكيه في مشيته، ويقال: إنّ عثمان رضي اللَّه عنه اعتذر لما أن أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فيه، وقال: قد كنت شفعت فيه فوعدني بردّه.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك، قال: مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان، فضرب على قبره فسطاط في يوم صائف، فتكلم الناس في ذلك، فقال عثمان: قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جحش فسطاط، فهل رأيتم عائبا عاب ذلك؟ مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان.
1787- الحكم بن عبد اللَّه الثقفي «2»
: روى ابن مندة من طريق إسرائيل، عن الحكم ابن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن الحكم بن عبد اللَّه الثقفيّ، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره، فعرضت له امرأة بصبي، فقالت: يا رسول اللَّه، إن ابني هذا عرض له ... فذكر الحديث.
قال أبو نعيم: روى من غير وجه عن يعلى بن مرّة ليس فيه الحكم بن عبد اللَّه، ولا تصحّ هذه الزيادة.
1788- الحكم بن عمرو بن الشّريد «3» .
__________
(1) في ت نقلها.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1، التاريخ الكبير 2/ 332، طبقات فقهاء اليمن 61، أسد الغابة ت (1219) .
(3) أسد الغابة ت (1222) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 135، التحفة اللطيفة 1/ 523، البداية والنهاية 8/ 47، الجرح والتعديل 287.(2/92)
قال البغويّ. ذكره البخاريّ في الصّحابة ولم يذكر حديثه.
قلت: أخرج حديثه الحسن بن سفيان، من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، عن ابن الشّريد، قال: صليت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فعطس رجل فقال: يرحمك اللَّه. قال الحسن بن سفيان: قال محمد بن المثنى: اسم ابن الشريد هذا: الحكم.
1789- الحكم بن عمرو بن مجدّع «1»
: بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أبو عمرو الغفاريّ. أخو رافع. ويقال له: الحكم بن الأقرع، وإنما نسب إلى غفار لأن نعيلة بن مليل أخو غفار، وقد ينسبون إلى الإخوة كثيرا.
وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وحديثه في البخاريّ والأربعة.
وروى عنه أبو الشعثاء، وأبو حاجب، وعبد اللَّه بن الصّامت، والحسن، وابن سيرين، وغيرهم.
قال ابن سعد: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى مات، ثم نزل البصرة، وولاه زياد خراسان فمات بها.
وروي عن أوس بن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ معاوية عتب عليه في شيء، فأرسل عاملا غيره فقيده فمات في القيد سنة خمس وأربعين.
وقال المدائنيّ: مات سنة خمسين. وقال العسكريّ: سنة إحدى وخمسين.
قلت: والصّحيح أنه لما ورد عليه كتاب زياد بالعتاب دعا على نفسه فمات.
وذكر أبو عمر عن قصة ولاية زياد أنها لم تكن عن قصد منه، وأنه لما حضره الموت استخلف على عمله أنس بن أبي إياس.
1790- الحكم:
بن عمرو بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفيّ. قال أبو عمر: كان أحد الوفد الذين قدموا مع عبد ياليل بإسلام ثقيف.
__________
(1) الثقات 3/ 84، تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، تهذيب الكمال 1/ 313، تقريب التهذيب 1/ 192، الجرح والتعديل 3/ 551، تهذيب التهذيب 2/ 436، خلاصة تذهيب 1/ 245، سير إعلام النبلاء 2/ 474، العقد الثمين 509، التاريخ الصغير 1/ 140، التاريخ الكبير 2/ 328، الوافي بالوفيات 13/ 110، المشتبه 165، مشاهير علماء الأمصار 415، الجمع بين رجال الصحيحين 395، بقي بن مخلد 775، تنقيح المقال 3238، دائرة معارف الأعلمي 16/ 325، الإكمال 7/ 223، المعرفة والتاريخ 2/ 376، 3- 25.(2/93)
1791- الحكم بن عمرو الثعلبي:
له ذكر في الفتوح، وأنه الّذي حاصر مكران «1» وهزم مليكها، وبعث بالفتح إلى عمر في قصة طويلة.
1792- الحكم «2»
: بن عمير- بالتّصغير، الثّمالي. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث منكرة يرويها عيسى بن إبراهيم، وهو ضعيف، عن موسى بن أبي حبيب وهو ضعيف، عن عمه الحكم.
قلت: أخرج منها ابن أبي عاصم من طريق بقية، عن عيسى بهذا الإسناد، وقال فيه:
عن الحكم، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكر حديثا.
قال ابن مندة: روى بقية بهذا الإسناد عدة أحاديث.
قلت: منها ما أخرجه ابن أبي خيثمة عن الحوطي. عن بقيّة. ولفظ المتن:
«الاثنان فما فوقهما جماعة» .
قال بقيّة: حدثت به سفيان، فقال: صدق. ووجدت له راويا غير موسى،
أخرج إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفّين له، من طريق العلاء بن جرير، حدثنا شيخ من أهل الطائف له ثمانون سنة، عن الحكم بن عمير الثمالي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كيف بك يا أبا بكر إذا وليت؟ ... » فذكر الحديث.
ووجدت لعيسى متابعا عن موسى في روايته عن الحكم، أخرجه ابن السّكن. وروى أبو نعيم من وجه آخر، عن موسى، عن الحكم بن عمير، وكان بدريا.
قال: أبو عمر: الحكم بن عمير روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اثنان فما فوقهما جماعة»
«3» . مخرج حديثه عن أهل الشّام ثم قال: الحكم بن عمرو الثمالي، وثمالة من الأزد، شهد بدرا، رويت عنه أحاديث مناكير من حديث أهل الشام لا تصحّ، فجعل الواحد اثنين والثّمالي الّذي رويت عنه الأحاديث المناكير هو الحكم بن عمير، ولعلّ أباه كان اسمه عمرا فصغّر واشتهر بذلك.
__________
(1) مكران: بالضم ثم السكون ونون وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى وهي معدن الفانيد. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1301.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، الثقات 3/ 85، الجرح والتعديل 3/ 568، التحفة اللطيفة 1/ 254، حلية الأولياء 1/ 358، بقي بن مخلد 155.
(3) أخرجه ابن ماجة عن أبي موسى الأشعري بلفظه ابن ماجة 1/ 312 في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها 97 باب 44 الاثنان جماعة حديث رقم 972، والدارقطنيّ في السنن حديث رقم 1. ح 1/ 280، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 69 قال الهيثمي في الزوائد 2/ 48 رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف وابن حجر في لسان الميزان 4/ 1193.(2/94)
1793- الحكم بن كيسان «1»
: مولى هشام بن المغيرة المخزومي، والد أبي جهل أسر في أول سريّة جهّزها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من المدينة، وأميرها عبد اللَّه بن جحش، فأسر الحكم المذكور فقدموا به على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، والقصة مشهورة في السير لابن إسحاق.
وروى الواقديّ بإسناد له عن المقداد بن عمرو. وقال: أنا الّذي أسرت الحكم، فأراد عمر قتله. فأسلم عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقتل شهيدا ببئر معونة. وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره.
وروى الهيثم بن عديّ عن يونس، عن الزهري، وعن ابن عبّاس عن أبي بكر بن أبي جهم، قالا: تزوّج الحكم بن كيسان مولى بني مخزوم- وكان حجّاما- آمنة بنت عفّان أخت عثمان، وكانت ماشطة.
1794- الحكم بن مرة «2»
: قال ابن مندة: في صحبته وإسناد حديثه نظر.
وروى من طريق الحكم بن فضيل عن شيبة بن مساور، عن الحكم بن مرّة صاحب رسول اللَّه عليه وسلم- أنه رأى رجلا يصلّي فأساء ... الحديث.
1795- الحكم بن مسعود:
بن عمرو الثقفيّ، أخو أبي عبيد. شهد الجسر مع أخيه.
واستشهد به، وسيأتي ذكره في ترجمة أخيه في الكنى.
1796- الحكم بن مسلم العقيلي «3»
: قال أبو أحمد العسكريّ: له صحبة وروى أيضا عن عثمان استدركه ابن الأثير.
1797- الحكم:
بن منهال أو ابن مينا.
روى أبو يعلى من طريق أبي الحويرث أنه سمع الحكم بن منهال أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لعمر: «اجمع لي قريشا ... »
الحديث. وفيه: ابن أخت القوم منهم» . كذا أخرجه ابن الأثير من طريق أبي يعلى. ورواه من طريق ابن أبي عاصم عن المقدمي شيخ أبي يعلى فيه، فقال الحكم بن مينا، وكذا هو في نسخة أخرى من مسند أبي يعلى معتمدة، فيحتمل أن يكون هو الّذي بعده.
1798
- الحكم «4» بن مينا الأنصاريّ:
مولاهم. ذكر ابن سعد أنّ ولده كانوا يقولون:
__________
(1) أسد الغابة ت (1226) .
(2) أسد الغابة ت (1227) .
(3) أسد الغابة ت (1229) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، تهذيب الكمال 1/ 314، تقريب التهذيب/ 193، الجرح والتعديل 3/ 578، التحفة اللطيفة 1/ 525، خلاصة تذهيب 1/ 246، تهذيب التهذيب 2/ 440، التاريخ الكبير 2/ 343، أسد الغابة ت (1230) .(2/95)
إن أبا عامر الراهب والد حنظلة غسيل الملائكة وهب مينا لأبي سفيان بن حرب، فوهبه أبو سفيان للعباس، فأعتقه العباس.
وشهد مينا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تبوك. واما ابنه الحكم فروى البخاريّ في التاريخ والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق شبيث- وهو بالمعجمة والموحدة ثم المثلثة مصغّرا، ابن الحكم بن مينا، عن أبيه، قال: إنّي لأتوضأ على باب المسجد بدمشق مع بلال مولى أبي بكر وأبي جندل إذ ذكرنا المسح على الخفّين ... فذكر حديثا.
وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم عن شبث بن الحكم عن أبيه أن رجلا من أسلم أصيب فرقاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، [كذا وقع عنده شبت بغير تصغير.
1799- الحكم الزرقيّ:
هو ابن الربيع تقدم.
1800- الحكم، أبو شبيث «1»
: هو ابن مينا تقدم.
1801- الحكم الأنصاريّ «2»
: جدّ مطيع، وهو من أعمام مسعود بن الحكم الزرقيّ ذكره البغويّ وابن السّكن وغيرهما في الصّحابة، وكناه ابن مندة أبا عبد اللَّه، وأورد له من طريق محمد بن القاسم، حدثنا مطيع أبو يحيى الأنصاريّ، وكان شيخا عابدا، حدثني أبي عن جدي، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا قام يوم الجمعة على المنبر استقبلنا بوجهه.
قال محمّد بن القاسم: قال لي رجل من أصحاب الحديث: هذا مطيع بن فلان بن الحكم، وهو ابن عم مسعود بن الحكم، وقد شهد الحكم أحدا.
ذكر من اسمه حكيم بفتح الحاء وكسر الكاف
1802- حكيم بن الأشرف:
ذكره مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ ... [البقرة 234] الآية.]
1803- حكيم:
بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي «3» ، حليف بني أميّة.
ذكر له ابن هشام شعرا ينهي فيه بني أمية عن عداوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت (1215) .
(2) أسد الغابة ت (1220) .
(3) أسد الغابة ت (1232) .(2/96)
وكان حكيم أشبه ولد حارثة بن الأوقص جده به.
وكان حكيم قبل البعثة قائما على سفهاء قريش يردعهم ويؤدبهم باتفاق من قريش على ذلك، وفي ذلك يقول شاعرهم:
أطوّف بالأباطح كلّ يوم ... مخافة أن يؤدّبني حكيم
[الوافر] ذكر ذلك الفاكهيّ في كتاب مكة عن أبي ثابت الزهريّ واستدركه ابن الأثير عن الأشيري، وعراه لابن هشام وابن إسحاق، وذكره أنه أسلم قديما بمكة.
1804- حكيم بن الحارث الطائفيّ:
روى الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس، أنه هاجر بامرأته وبنيه فتوفّي، وفيه نزلت: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً.. [البقرة 234] الآية واستدركه ابن فتحون.
وقد ذكر القصّة ابن إسحاق في تفسيره، قال: حدثت عن مقاتل بن حيّان في هذه الآية أنّ رجلا من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء، ومعه أبواه وامرأته فمات بالمدينة، فرفع ذلك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأعطى الوالدين وأولاده بالمعروف، ولم يعط امرأته شيئا، غير أنهم أمروا أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول.
1805- حكيم بن حزام «1»
: بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ الأسديّ، ابن أخي خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
واسم أمه صفية، وقيل فاختة، وقيل زينب بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، ويكنى أبا خالد له حديث في الكتب السّتة.
روى عنه ابنه حزام، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، وعروة، وغيرهم.
قال موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزّبير: سمعت حكيم بن حزام يقول:
__________
(1) أسد الغابة ت (1234) ، الاستيعاب ت (553) ، مسند أحمد 4/ 401، 403، نسب قريش 231، طبقات خليفة ت 70، 473، تاريخ البخاري 3/ 11، المعارف 311، الجرح والتعديل 3/ 202، المستدرك 3/ 482- 485، جمهرة أنساب العرب 121، الجمع بيت رجال الصحيحين 1/ 105، تاريخ ابن عساكر 5/ 123، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ح 1، 166، تهذيب الكمال 321، تاريخ الإسلام 2/ 277، العبر 1/ 60، تذهيب التهذيب 1/ 169، مرآة الجنان 1/ 127.(2/97)
ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح عبد اللَّه ابنه.
وحكى الواقديّ نحوه، وزاد وذلك قبل مولد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس سنين.
وقتل والد حكيم في الفجار وشهدها حكيم.
وحكى الزّبير بن بكّار أنّ حكيما ولد في جوف الكعبة، قال: وكان من سادات قريش، وكان صديق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل المبعث، وكان يودّه ويحبه بعد البعثة، ولكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح.
وثبت في السيرة وفي الصحيح أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن» .
وكان من المؤلفة.
وشهد حنينا وأعطي من غنائمها مائة بعير، ثم حسن إسلامه، وكان قد شهد بدرا مع الكفّار، ونجا مع من نجا، فكان إذا اجتهد في اليمين قال: والّذي نجّاني يوم بدر. وكنيته أبو خالد.
قال الزبير: جاء الإسلام وفي يد حكيم الرّفادة، وكان يفعل المعروف، ويصل الرّحم.
وفي الصّحيح أنه سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أشياء كنت أفعلها في الجاهلية ألي فيها أجر؟
قال: «أسلمت على ما سلف لك من خير.»
«1» وكانت دار النّدوة بيده فباعها بعد من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه ابن الزبير، فقال له: يا بن أخي، اشتريت بها دارا في الجنة، فتصدق بالدراهم كلّها، وكان من العلماء بأنساب قريش وأخبارها.
مات سنة خمسين، وقيل سنة أربع، وقيل ثمان وخمسين وقيل سنة ستين وهو ممن عاش مائة وعشرين سنة شطرها في الجاهلية في الإسلام.
قال البخاري في «التاريخ» : مات سنة ستين، وهو ابن عشرين ومائة سنة. قاله إبراهيم بن المنذر، ثم أسند من طريق عمر بن عبد اللَّه بن عروة، عن عروة، قال: مات لعشر سنوات من خلافة معاوية.
1806
- حكيم بن حزن «2» بن أبي وهب:
بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، عمّ سعيد بن المسيب.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 402، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 123، 10/ 316، الطبراني في الكبير 3/ 210، 213، كنز العمال حديث رقم 1341، والبخاري في التاريخ الصغير 70 ومسلم 1/ 113، 114 في كتاب الإيمان باب 55 بيان حكم عمل الكافر حديث رقم 194، 195.
(2) أسد الغابة ت (1235) ، الاستيعاب ت (555) .(2/98)
قال ابن إسحاق وعروة وأبو معشر: استشهد يوم اليمامة. وقال ابن إسحاق: أسلم يوم الفتح مع أبيه، وأمه فاطمة بنت السّائب المخزومية، وقال ابن مندة: لا نعرف له رواية.
1807- حكيم:
بن طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس الأموي.»
قال هشام بن الكلبيّ كان من المؤلّفة، وأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مائة من الإبل ولا عقب له.
وقال أبو عبيد: كان له ابن يقال له المهاجر وبنت تزوّجها زياد بن أمية.
1808- حكيم بن عامر العبديّ،
ثم المحاربي. ذكره أبو عبيدة فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس، قال الرشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
1809- حكيم «2»
: بن معاوية النميري.
قال الباورديّ، عن البخاريّ: في صحبته نظر. حديثه عند أهل حمص، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة. وقال في التاريخ: في إسناده نظر.
قلت: مدار حديثه على إسماعيل بن عياش، رواه عن سليمان بن سليم، عن يحيى ابن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن معاوية أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «بم أرسلك اللَّه؟» الحديث.
هذه رواية الترمذيّ، وقيل عن حكيم بن معاوية، عن عمه محمد بن معاوية، وهي رواية ابن ماجة. وقد رواه عقبة عن سليمان عن يحيى عن معاوية، وحكيم عن أبيه، أخرجه ابن أبي عاصم من طريقه، ورواه ابن أبي خيثمة من طريق سعيد بن سنان «3» عن يحيى بن جابر كذلك، وهذا أشبه، لأنه على الرواية الأولى يلزم أن يكون حكيم اسم أبيه واسم عمه، وقال أبو عمر: كلّ من جمع في الصّحابة ذكره فيهم. [وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.]
«4» 1810
- حكيم «5» ، والد معاوية:
ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وهو عندي غلط،
__________
(1) أسد الغابة ت (1236) ، الاستيعاب ت (554) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 137، الثقات 3/ 171، خلاصة تذهيب 1/ 49، تقريب التهذيب 1/ 195، الجرح والتعديل 3/ 92، تهذيب التهذيب 2/ 421، التاريخ الكبير 3/ 11، بقي بن مخلد 367، أسد الغابة ت (1238) ، الاستيعاب ت (556) .
(3) في ت: شيبان.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (1239) ، الاستيعاب ت (557) .(2/99)
ولم يذكره غيره. والحديث الّذي ذكره له هو
حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، وجدّه هو معاوية بن حيدة، هكذا ذكره ابن عبد البرّ: ثم ساق من طريق ابن أبي خيثمة عن الحوطي، عن بقية، عن سعيد بن سنان، عن يحيى بن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن أبيه، أنه قال: يا رسول اللَّه، ربنا بم أرسلك؟ قال: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، كلّ مسلم على كلّ مسلم محرّم، هذا دينك، وأينما تكن يكفك» .
ثم أورد من طريق عبد الوارث عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت يا رسول اللَّه: ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد- يعني أصابعي- أن لا آتيك.... فذكر الحديث مطوّلا، وفيه نحو الّذي قبله.
وبنى أبو عمر على أنّ اسم الراويّ انقلب وأنه حكيم بن معاوية لا معاوية بن حكيم، وحكيم بن معاوية تابعيّ معروف، فذلك جزم بأنه غلط، ولكن يحتمل أن يكون هذا آخر.
ولا بعد في أن يتوارد اثنان على سؤال واحد، ولا سيما مع تباين المخرج.
وقد ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأخرجه الحديث عن عبد الوهاب بن نجدة، وهو الحوطي شيخ ابن أبي خيثمة فيه.
1811- حكيم الأشعريّ «1»
: لا أعرف له خبرا سوى ما
وقع في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون باللّيل» «2» ، أي إلى المسجد، «ومنهم حكيم إذا لقي الخيل ... »
فذكر الحديث.
[استدركه أبو علي الغساني، وقد زعم ابن التين «3» ، وغير واحد من شراح] «4» ذكر البخاري أنّ
قوله: «ومنهم حكيم»
صفة رجل غير مسمّى، وكذا حكاه عياض عن شيخه أبي علي الصّدفي. واللَّه أعلم.
الحاء بعدها اللام
1812- حلال، غير منسوب:
جهني. وقيل مزني.
روى أحمد من طريق سفيان
__________
(1) أسد الغابة ت (1231) .
(2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1944 كتاب فضائل الصحابة باب (39) ، من فضائل الأشعريين رضي اللَّه عنهم حديث رقم 166/ 2499. والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 175، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33974.
(3) في ت ابن البين.
(4) بدل ما في القوسين في أذكر البخاري.(2/100)
الثوري، عن أبي إسحاق، عن رجل من جهينة أو مزينة سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلا ينادي: يا حرام، يا حرام، وكان شعارهم، فقال: «يا حلال، يا حلال» .
1813- حلبس:
بموحدة ثم مهملة، وزن جعفر. وقيل بتحتانية مصغّر، غير منسوب.
روى ابن مندة من طريق نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ. عن ابن عائذ: حدثني حلبس أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهنّ أن تنام أن تحمد ثلاثا وثلاثين، وتسبّح ثلاثا وثلاثين، وتكبر ثلاثا وثلاثين «1» ، [وفي رواية أربعا وثلاثين.
1814- الحليس «2»
: بالتصغير،
ذكره] «3» الحسن «4» بن سفيان في مسندة «5» ، وأخرج من طريق أبي الزاهرية عن الحليس أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «أعطيت قريش ما لم يعط النّاس ... » الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في ترجمة الّذي قبله، وقال: إنه يعدّ في الحمصيين.
والّذي يظهر لي أنه غيره، والّذي في تاريخ حمص هو الّذي يروي عنه ابن عائذ [وهو السابق]
«6»
1815- حليس: «7»
بالتصغير أيضا، ابن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة الضبيّ.
ذكره ابن شاهين، وروى من طريق سيف بن عمر بإسناده أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد وفاة أخيه الحارث بن زيد بن صفوان، فمسح وجهه ودعا له بالبركة فقال: يا رسول اللَّه، إني أظلم فأنتصر، قال: «العفو أحقّ ما عمل به ... » الحديث.
[1816- حليمة:
بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن نافذ بن مرة بن تيم بن
__________
(1) أورد المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18257 وعزاه لابن مندة عن حلبس.
(2) أسد الغابة ت (1241) .
(3) سقط في أ.
(4) في أروى الحسن.
(5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33805 وعزاه للحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة عن الحليس.
(6) سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت (1240) .(2/101)
سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي. ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، وقال: بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، كذا رأيته مضبوطا في نسخة مصحّحة بمهملة ثم لام ثم تحتانية مثناة]
«1»
الحاء بعدها الميم
1817- حمّاد «2»
: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره دال.
جاء ذكره
في حديث أخرجه أبو موسى من طريق اليقظان بن عمار بن ياسر- أحد الضعفاء، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: بينما النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جالس في عدّة من أصحابه إذ أقبل شيخ كبير يتوكّأ على عكاز، فسلّم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه فردّوا عليه، فقال: «اجلس يا حمّاد، فإنّك على خير» ، فسأله عن ذلك، فقال: «إذا بلغ العبد أربعين أمّنه اللَّه من الخصال الثّلاث ...
«3» الحديث بطوله.
1818- حمار «4»
- بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره راء، باسم الحيوان المشهور.
روى البخاريّ من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، قال كان رجل يسمى عبد اللَّه ويلقب حمارا، وكان يضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. الحديث، وفيه أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا تلعنه، فإنّه يحبّ اللَّه ورسوله
«5» . وذكر الواقديّ أنّ القصّة وقعت له في غزاة خيبر.
وروى أبو يعلى من وجه آخر، عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد أنه كان يهدي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم العكّة من السّمن أو العسل، ثم يجيء بصاحبها فيقول: أعطه الثمن.
قلت: ووقع نحو ذلك للنعمان فيما ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح.
وروى أبو بكر المروزي في مسند أبا بكر له من طريق زيد بن أسلم أنّ عبد اللَّه المعروف بحمار شرب في عهد عمر، فأمر به عمر الزبير وعثمان فجلداه ... الحديث.
1819- حماس:
- بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره مهملة- ابن قيس- ويقال ابن خالد بن قيس بن مالك الدئلي.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (1242) ، خلاصة تذهيب 1/ 270، التاريخ الكبير 30، 20.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42659 وعزاه إلى أبي يعلى في المسند وأبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس ورواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 71، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1/ 72.
(4) التاريخ الكبير 3/ 130، أسد الغابة ت (1243) .
(5) أورده السيوطي في الجامع الكبير 1/ 392.(2/102)
ذكر ابن إسحاق والواقديّ أنه كان بمكّة يوم الفتح، فلما قرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكّة أعدّ سلاحه وقال لامرأته: إنّي لأرجو أن يخدمك اللَّه منهم، فإنك محتاجة إلى خادم، فخرج فلما أبصرهم انصرف حتى أتى بيته فقال: اغلقي الباب فقالت له: ويحك! فأين الخادم؟
وأقبلت تلومه، فقال:
وأنت لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة
واستقبلتنا بالسّيوف المسلمة ... يقطعن كلّ ساعد وجمجمة
ضربا فلا تسمع إلّا غمغمه ... لم تنطقي باللّوم أدنى كلمه
«1» [الرجز] وذكر أبو عمر هذه القصّة في ترجمة صفوان بن أمية، لكنه سماه خناس بن قيس:
والأوّل أصحّ.
وقد ذكر موسى بن عقبة هذه القصّة في المغازي فقال: دخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته. فذكر القصة، وقال في آخرها: قال ابن شهاب: هذه الأبيات قالها حماس أخو بني سعد بن ليث.
1820- حماس:
غير منسوب.
روى ابن قانع من طريق حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن حميد بن حماس، عن أبيه، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحن نيام، فقال: «أي بنيّ، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر»
«2»
1821- حمّال بن مالك
بن حمال الأسدي. ذكر سيف في الفتوح أنّ سعد بن أبي وقاص أمّره على الرّجل حين توجه إلى العراق.
1822- حمام بن عمر الأسلمي «3»
: روى الطّبراني من طريق يزيد بن نعيم- أنّ رجلا من أسلم يقال له عبيد بن عويم قال: وقع عمّي على وليدة، فحملت بغلام يقال له حمام، وذلك في الجاهلية، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فكلّمه في ابنه، فقال له: «خذ ابنك» . فأخذه فجاء مولى الوليدة فعرض عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غلامين، فقال: «خذ أحدهما ودع للرّجل ابنه» .
فأخذ غلاما اسمه رافع، وترك له ابنه، ثم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أيّما رجل عرف ابنه
__________
(1) تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 27 والطبقات 5/ 444، واللسان (خندم) .
(2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 93 عن عائشة رضي اللَّه عنها وأبو نعيم في الحلية 8/ 287 عن سالم بن عبد اللَّه ... الحديث.
(3) أسد الغابة ت (1245) .(2/103)
فأخذه ففكاكه رقبة» «1» .
إسناده حسن.
وأخرجه الباورديّ وبقيّ بن مخلد، والطّبريّ في تهذيب الآثار من هذا الوجه بلفظ:
إن رجلا من أسلم يقال له عمر اتبع رجلا من أسلم يقال له عبيد فوقع على وليدة عبيد زنا، فولدت له غلاما يقال له حمام، وذلك في الجاهليّة، وأن عمر أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث.
1823- حمام الأسلمي «2»
: آخر. يأتي ذكره في ابن حمامة في المبهمات.
1824- حمام:
بن الجموح «3» بن زيد الأنصاري. ذكره ابن الكلبي أنه استشهد بأحد.
استدركه ابن الأثير.
1825- حمران بن جابر اليمامي «4»
: أبو سالم.
روى ابن مندة من طريق محمد بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن أم سالم جدّته، عن أبي سالم حمران بن جابر أحد الوفد، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ويل لبني أميّة» - ثلاث مرات.
1826- حمران بن حارثة الأسلمي «5»
: أخو أسماء. ذكر البغوي عن بعض أهل العلم أنهم كانوا ثمانية إخوة أسلموا كلهم وصحبوا، وهم: أسماء، وحمران، وخراش، وذؤيب، وسالم، وفضالة، ومالك، وهند، فأما حمران فذكروا أنه شهد بيعة الرّضوان واستدركه ابن الأمين.
قلت: وحكى الطّبرانيّ أنّ الثمانية شهدوا بيعة الرضوان، وسيأتي شيء من ذلك في مالك بن حارثة. وذكره أبو موسى فقال: الفزاري- بدل الأسلمي، وهو غلط واضح.
1827- حمرة:
- بضم أوله، وبراء مهملة- ابن مالك [بن ذي المشعار] بن مالك بن منبّه بن سلمة بن مالك بن عدي بن سعد بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ.
قال ابن سعد: أخبرنا المدائني، عن رجاله من أهل العلم، قالوا: قدم وفد همدان على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وفيهم حمرة بن مالك بن ذي المشعار، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «نعم الحيّ همدان ... » الحديث.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11312، وعزاه لبقي بن مخلد وابن جرير في التهذيب والباوردي.
(2) في ت: السنن.
(3) أسد الغابة ت (1246) .
(4) أسد الغابة ت (1248) .
(5) أسد الغابة ت (1249) .(2/104)
ووقع في بعض الروايات حميرة بن مالك، فكأن بعضهم صغره.
[وقال ابن الكلبيّ: وفد في ثلاثمائة من العرب أو ثلاثمائة بيت من العرب كلّهم مقرّ له بالولاء]
«1» .
1828- حمزة:
بن أبي أسيد «2» بفتح الهمزة. ذكره الإسماعيلي في الصّحابة وضبط والده. ذكر ذلك الخطيب في المؤتلف في ترجمة الرشيديّ، وساق من طريق علي بن معبد، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن محمد بن خالد الأنصاريّ، عن حمزة بن أبي أسيد، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى جنازة بالبقيع فإذا ذئب مفترش ذراعيه بالطريق ... فذكر الحديث قال الخطيب: ينبغي أن يكون هو حمزة بن أبي أسيد الأنصاريّ، فأبوه بضم الهمزة.
قلت: وقد تقدم في القسم الثاني.
1829- حمزة بن الحميّر «3»
: حليف بني عبيد بن عدي الأنصاري- هكذا سماه الواقديّ، وأما ابن إسحاق فقال خارجة بن الحمير، ويحتمل أن يكونا أخوين. والحمير ضبطوه بضم المهملة مصغّرا مثقّلا، وقال بعضهم: خمير- بالمعجمة مصغرا بلا تثقيل.
1830- حمزة:
بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول الأنصاريّ.
قال ابن سعد: شهد أحدا هو وأخوه سعد. ويقال اسم أبيه عمار. وقد ينسب إلى جدّه، فيقال حمزة بن مالك.
1831- حمزة بن عبد المطلب»
بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو عمارة عمّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأخوه من الرّضاعة. أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب كما ثبت في الصّحيحين وقريبه من أمه أيضا، لأنّ أم حمزة هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ولد قبل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بسنتين. وقيل: بأربع. وأسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازم نصر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهاجر معه.
__________
(1) سقط من أ.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (1250) ، الاستيعاب ت (561) .
(4) طبقات ابن سعد 3/ 1/ 3- 11، نسب قريش 17- 152- 200، تاريخ خليفة 68، الجرح والتعديل 3/ 212، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 168- 169، العبر 1/ 5، العقد الثمين 4/ 227، شذرات الذهب 1/ 1، أسد الغابة ت (1251) ، الاستيعاب ت (559) .(2/105)
وقد ذكر ابن إسحاق قصة إسلامه مطوّلة: وآخى بينه وبين زيد بن حارثة، وشهد بدرا، وأبلى في ذلك. وقتل شيبة بن ربيعة، وشارك في قتل عتبة بن ربيعة أو بالعكس، وقتل طعيمة بن عديّ، وعقد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لواء وأرسله في سريّة، فكان ذلك أول لواء عقد في الإسلام في قول المدائني. واستشهد بأحد.
وقصة قتل وحشيّ له أخرجها البخاريّ من حديث وحشيّ، وكان ذلك في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة. فعاش دون السّتين، ولقّبه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أسد اللَّه، وسماه سيّد الشهداء، ويقال: إنه قتل بأحد- قبل أن يقتل- أكثر من ثلاثين نفسا.
وروى البخاريّ عن جابر: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر «1» ... الحديث.
وفيه: ودفن حمزة وعبد اللَّه بن جحش في قبر واحد.
وروينا في الغيلانيات من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثّل به، فجعل ينظر إليه منظرا ما كان أوجع قلبه منه، فقال: «رحمك اللَّه أي عمّ! كنت وصولا للرّحم، فعولا للخيرات.»
وفي الغيلانيات أيضا من رواية عمر بن شبّة. عن سري بن عياش بن منقذ حدثني جدي منقذ بن سلمى بن مالك، عن جده لأمه أبي مرثد، عن خليفة، عن حمزة بن عبد المطلب، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الزموا هذا الدّعاء: اللَّهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم ورضوانك الأكبر ... »
«2» الحديث. ورثاه كعب بن مالك بأبيات منها:
بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة ذاكم الرّجل القتيل
«3» [الوافر] وفي فوائد أبي الطّاهر- من طريق حمزة بن زيد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
__________
(1) أخرجه البخاري 2/ 115، 17 وأبو داود 3138، 3139 والنسائي 1/ 277، وابن ماجة (1514) ، وابن الجارود (270) والبيهقي في السنن 3/ 325 والدلائل 3/ 295 وابن أبي شيبة 3/ 325، 14/ 260.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3217، 3837 وعزاه للبغوي وابن قانع والباوردي والطبراني في الكبير عن حمزة بن المطلب والطبراني في الكبير 3/ 166.
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1251) وفي الاستيعاب الأولين أيضا ترجمة رقم (559) وفي سيرة ابن هشام 3/ 148. وديوان كعب بن مالك ص 252.(2/106)
استصرخنا على قتلانا بأحد يوم حفر معاوية العين، فوجدناهم رطابا يتثنّون. قال حماد:
وزاد محمد بن جرير بن حازم عن أيوب: فأصاب المرّ رجل حمزة، فطار منها الدم.
1832- حمزة بن عمر «1»
: - بضم العين وفتح الميم- ذكره الباوردي، وقال: لا يصح،
فقال: حدثنا مطين، حدثنا منجاب، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن حمزة بن عمر، قال: أكلت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «كل بيمينك واذكر اسم اللَّه» .
قال منجاب: وهم فيه شريك. والصواب ما أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن أبي سلمة به.
قلت: طريق عمرو بن أبي سلمة مخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طرق عن هاشم قال الترمذيّ: اختلف فيه على هشام. انتهى.
وقد أخرج أبو نعيم هذه الترجمة عن الطبراني عن مطين بتمامه. وأخرجه أبو موسى من طريقه، وقال: هذا مع كونه وهما فقد وهم أبو نعيم أيضا فيه، فإن الطبراني إنما أورده في ترجمة حمزة بن عمرو الأسلمي، ولم يفرده بترجمة، فوهم أبو نعيم حيث نقص الواو من عمرو، وأفرده بترجمة فأخطأ من وجهين.
قلت: لم يخطئ فيه أبو نعيم، بل المخطئ فيه الطبراني، حيث أورده في آخر ترجمة حمزة بن عمرو وإنما حدث به مطين، فقال حمزة بن عمر- بغير واو- كما رواه الطبراني وأعدل شاهد على ذلك موافقة الباوردي كما قدمته، وهو وإن كان منجاب قد جزم بأنّ شريكا وهم فيه لكنه محتمل، وما المانع أن يكون ذلك من جملة الاختلاف فيه على هشام؟ ولولا ذلك لأوردته في القسم الأخير، وهو ممن أستخير اللَّه فيه.
1833- حمزة بن عمّار بن مالك:
تقدم في حمزة بن عامر. ذكره ابن الدباغ هنا.
1834- حمطط بن شريق «2»
: بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشي ثم العدويّ. قال الزبير في كتاب النسب: شهد الفتوح، ومات في طاعون عمواس.
__________
(1) التكملة للحافظ المنذري الترجمة (314) وفيه أنه الغزولي أصله التكملة للحسين. الورقة 10 وذكر أنه مولود سنة 564 أو 565 وفيها أنه الغزالي، تاريخ الإسلام للذهبي (أياصوفيا 3013) ج 20 الورقة 4 وفيه أنه الغزالي. العبر للذهبي 5/ 168 شذرات الذهب 5/ 211، أسد الغابة ت [1253]
(2) أسد الغابة ت (1258)(2/107)
ذكره ابن عساكر، واستدركه ابن الأثير.
1835- حمل:
بفتحتين، ابن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي «1» ، من أهل دومة الجندل. تقدم ذكره في ترجمة حارثة بن قطن، وقال ابن سعد:
حدّثنا هشام بن محمد، حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة، عن ربيعة بن إبراهيم، قال: وفد حارثة بن قطن وحمل بن سعدانة بن حارثة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأسلما فعقد لحمل بن سعدانة لواء، فشهد بذلك اللواء صفّين مع معاوية.
وقال الرّشاطيّ: شهد حمل بن سعدانة مع خالد بن الوليد مشاهده. وقال أبو محمد الأسود الغندجاني هو المعني يقول الشاعر:
لبّث قليلا يلحق الهيجا حمل
قلت: وممن تمثّل به سعد بن معاذ.
1836- حمل بن مالك بن النابغة «2»
بن جابر بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة الهذلي، أبو نضلة.
نزل البصرة وله بها دار، جاء ذكره في حديث أبي هريرة في الصحيح في قصة الجنين. ورواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح أيضا من حديث ابن عباس- أنّ عمر أنشد «3» الناس عن حديث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في دية الجنين، فقام حمل بن مالك فقال ... فذكر الحديث.
وهو دالّ على أنه عاش إلى خلافة عمر، فأما ما سيأتي في ترجمة عامر بن مرقّش أنه قتل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فهو ضعيف جدا. [وسيأتي في ترجمة عمران بن عويم قصة الجنين من حديث حمل بن مالك نفسه، وفيه: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان استعمله على صدقات هذيل]
«4»
1837- حممة الدّوسي «5»
: روى أبو داود ومسدّد والحارث في مسانيدهم، وابن أبي
__________
(1) المشتبه 2175 أسد الغابة ت [1259] ، الاستيعاب ت [563]
(2) الاستيعاب ت [562] ، أسد الغابة ت [1260] ، خلاصة تذهيب 1/ 258، الطبقات 1/ 36، 176، تهذيب الكمال 1/ 335، تقريب التهذيب 1/ 201، الجرح والتعديل 3/ 1349، التحفة اللطيفة 1/ 534، تهذيب التهذيب 2/ 35 خلاصة تذهيب 1/ 258، التاريخ الكبير 3/ 108، الإكمال 2/ 122، التمييز والفصل 2/ 780، المشتبه 75/ 176، تصحيفات المحدثين 952، بقي بن مخلد 2460.
(3) في ت: نشد.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (1261) ، الاستيعاب ت (594) .(2/108)
شيبة في مصنفه، وابن المبارك في كتاب الجهاد، من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري- أنّ رجلا يقال له حممة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم غزا أصبهان «1» زمن عمر فقال: اللَّهمّ إن حممة يزعم أنه يحبّ لقاءك، اللَّهمّ إن كان صادقا فاعزم له بصدقة، وإن كان كاذبا فاحمل عليه، وإن كره ... الحديث.
وفيه: إنه استشهد وإنّ أبا موسى قال: إنه شهيد.
وروى أحمد في الزهد من طريق هرم بن حيان أنه بات عند حممة صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فرآه يبكي الليل أجمع، قال: وكانا يصطحبان أحيانا..
1838- حمنن بن عوف بن عوف «2»
: بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، أخو عبد الرحمن. ذكره الزبير في نسب قريش وقال: إنه عاش في الإسلام ستين سنة، وأقام بمكة إلى أن مات بها، ولم يهاجر [ولم يدخل المدينة] «3» .
وحمنن رأيته مضبوطا بفتح أوله وسكون الميم وفتح النون بعدها نون أخرى، كذا ضبط الأمين وغيره، وكذا في النسب للزبير. قال: وفي وفاة حمنن يقول الشاعر:
[فيا عجبا إن لم تفض عبراتها ... نساء بني عوف وقد مات حمنن]
«4» [الطويل] «5» وضبطه الوزير ابن المغربيّ في كتاب «المنثور» كذلك، لكن جعل آخره بزاي بدل النون، وقال: هو مشتقّ من الحمز، وهي الصعوبة، قال: ونونه زائدة. قال: وكان فيما قبل جوادا مصلحا في عشيرته.
1839- حميد بن ثور «6»
: بن حزن بن عمرو بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن
__________
(1) أصبهان: هي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها. انظر معجم البلدان 1/ 245.
(2) أسد الغابة ت [1262] ، الاستيعاب ت [582] .
(3) سقط في أ.
(4) ينظر البيت في الإكمال 1/ 221 وأسد الغابة ترجمة رقم (1262) والاستيعاب ترجمة رقم (582) .
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت [1264] ، الاستيعاب ت [564] . أخبار الموفقيات 162 و 381، البرصان والعرجان 200 و 296 و 336، طبقات الشعراء لابن سلام 192، الاقتضاب للبطليوسي 458، كنايات الجرجاني 7، الأمالي للقالي 1/ 133 و 235 و 2/ 42 و 146 و 3/ 59، ذيل النوادر 78 و 86، الشعر والشعراء 1/ 306: 310، عيون الأخبار 4/ 104، أمالي المرتضى 1/ 319 و 511، الأغاني 4/ 356: 358، المعجم الكبير للطبراني 4/ 54، ثمار القلوب 400، جمهرة أنساب العرب 274، تهذيب ابن عساكر 4/ 459: 463، معجم الأدباء 11/ 8: 13، أسد الغابة 2/ 53، وفيات الأعيان 7/ 73، التذكرة السعدية 247، الوافي بالوفيات 13/ 193، سمط اللآلي 376، تخليص الشواهد 69 و 214، المصون في الأدب للعسكريّ تحقيق عبد السلام هارون (74) ، شرح الشواهد للعيني 1/ 562، الأشموني- تحقيق محمد محيي الدين 1/ 222، شرح المفضل لابن يعيش 4/ 131، المقرب لابن عصفور- 2/ 47، همع الهوامع للسيوطي 1/ 49، الدرر اللوامع للشنقيطي 1/ 21، التصريح بمضمون التوضيح للشيخ خالد 1/ 78، معجم الشعراء في لسان العرب 132، تاريخ الإسلام 2/ 110.(2/109)
هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي، أبو المثنى- وقيل غير ذلك.
وروى ابن شاهين والخطابيّ في «الغريب» والعقيلي والأزدي في الضّعفاء، والطّبراني، كلّهم من طريق يعلى بن الأشدق أن حميد بن ثور حدّثه أنه حين أسلم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال:
أصبح قلبي من سليمى مقصدا ... إن خطأ منها وإن تعمّدا
«1» [الرجز] في أبيات يقول فيها:
حتّى أتيت المصطفى محمّدا ... يتلو من اللَّه كتابا مرشدا
«2» [الرجز] ساق ابن شاهين الأبيات كلها، ويعلى ضعيف متروك.
وذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين.
وذكره ابن أبي خيثمة فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الشعراء الإسلاميين.
وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن أبي فضالة النحويّ، قال: تقدم عمر إلى الشعراء ألّا يشبّب رجل بامرأة، فقال حميد بن ثور- وكانت له صحبة فذكر شعرا فيه:
أبى اللَّه «3» إلّا أنّ سرحة مالك ... على كلّ أفنان العضاة تروق
وهل أنا إن علّلت نفسي بسرحة ... من السّرح موجود «4» عليّ طريق
«5» [الطويل]
__________
(1) ينظر البيت في ديوانه: 77 وفي أسد الغابة ترجمة رقم (1264) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (564) .
(2) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1264) أول بيت من بيتين والاستيعاب كذلك ترجمة رقم (564) .
(3) من ت: إلى اللَّه أشكو.
(4) من ت: موجود.
(5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1264) والاستيعاب ترجمة رقم (564)(2/110)
أخرجه القاسم في الدلائل من هذا الوجه.
وقال المرزبانيّ: كان أحد الشعراء الفصحاء، وكان كل من هاجاه عليه، وقد وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعاش إلى خلافة عثمان.
وقال الزّبير بن بكّار: أخبرني أبي أنّ حميد بن ثور دخل على بعض خلفاء بني أمية، فقال له: ما جاء بك؟ فقال:
أتاك بي اللَّه الّذي فوق من ترى ... وبرّك معروف عليك دليل
«1» [الطويل] وأنشد له الزبير أيضا:
فلا يبعد اللَّه الشّباب وقولنا ... إذا ما صبونا مرّة سنتوب
«2» [الطويل]
1840- حميد بن جميل:
يأتي في عبد اللَّه بن جميل، سماه عبد العزيز بن برزة «3» .
1841- حميد بن خالد:
روى الطبراني في تهذيب الآثار، من طريق عبد اللَّه بن ربيعة، عن حميد بن خالد، قال: وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكر حديثا.
1842- حميد:
بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشي الأسدي.
وجدت في كتاب «مكّة» للفاكهيّ، قال: ولبني أسد دار حميد بن زهير الملاصقة بالمسجد في ظهر الكعبة. قال: قال الحميديّ: تصدّق جدّي حميد بن زهير بداره هذه، فكتب في كتابه: تصدقت بداري التي تفيء على الكعبة وتفيء الكعبة عليها.
قلت: وقد جعل الزبير في نسب قريش هذه القصة لعبيد اللَّه بن حميد ولد هذا، ولا منافاة بينهما، لاحتمال أن يكون كلّ منهما وقف منها شيئا.
1843- حميد بن عبد الرحمن:
بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم الرّؤاسيّ.
وفد هو وأخوه جنيد، وعمرو بن مالك بن عامر على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله هشام بن الكلبيّ، وقد تقدم ذكره في الجيم في جنيد.
__________
(1) ينظر البيت في ديوانه 116.
(2) الأعلام 2/ 174.
(3) أسد الغابة ت [1265] ، طبقات ابن سعد 7/ 147، طبقات خليفة ت 2075.(2/111)
1844- حميد بن عبد يغوث البكري «1»
: ذكره ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن زياد بن عبيد اللَّه، عن موسى بن عمرو، عن حميد بن عبد يغوث، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم [139] يقول: «أبو بكر أخي وأنا أخوه» .
«2» قلت: عبد الرحمن ضعيف جدّا.
1845- حميد بن منهب بن حارثة الطائي «3»
. قال أبو عمر: لا تصحّ له صحبة، وله سماع عن علي وعثمان، وقد ذكره قوم في الصّحابة.
قلت: هو جدّ زكريا بن يحيى بن السكن الطائي، أحد شيوخ البخاريّ. ويحيى هو ابن عمر بن حصين بن حميد هذا، وهو ابن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس، فلو كانت لحميد صحبة لكان هؤلاء الأربعة في نسق صحابة، لكن لم يذكر أحد حارثة ولا منهبا في الصحابة، فذلك مما يقوّي وهم من ذكر حميدا في الصحابة.
وقد تقدم ذكر أوس بن حارثة في حرف الألف، فيلزم أن يكونوا خمسة، وهو في غاية البعد.
1846- حميد الأنصاريّ «4»
: يقال هو الّذي خاصم الزّبير في شراج الحرّة. والحديث في الصّحيحين من طريق الزهري عن عروة بن الزبير، ولم يسمّ فيه، بل فيه أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزبير، أخرجه أبو موسى من طريق الليث، عن الزهريّ، فسمّاه حميدا، قال أبو موسى: لم أر تسميته إلا في هذه الطريق.
قلت: ويعكّر عليه أنّ في بعض طرقه أنه شهد بدرا، وليس في البدريين أحد اسمه أبو موسى: لم أر تسميته إلا في هذه الطريق.
قلت: ويعكّر عليه أنّ في بعض طرقه أنه شهد بدرا، وليس في البدريين أحد اسمه حميد. فاللَّه أعلم.
1847 ز- حميد:
آخر، غير منسوب،
روى الباوردي من طريق عطاء بن السّائب، عن مالك بن الحارث، عن رجل، وكان في الكتاب عن حميد، قال: استعمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلا على سرّية، فلما رجع قال: «كيف وجدت الإمارة؟» قال: كنت كبعض القوم، فقال:
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 140. أسد الغابة ت (1266)
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32550 وعزاه للديلمي في مسند الفردوس.
(3) جامع التحصيل 202، دائرة معارف الأعلمي 17/ 58.
(4) أسد الغابة ت (1263) .(2/112)
«إنّ صاحب السّلطان على باب عقب إلا من عصم اللَّه وأكبر» .
.. الحديث «1» .
وقد أخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه، لكن أورده في ترجمة حميد بن ثور، والّذي يظهر أنه غيره، فأنه أخرجه من وجه آخر، فقال: عن خيثمة بدل حميد.
1848 ز- حميّر «2»
: بتثقيل التحتانية وآخره راء- ابن عدي القارئ الخطميّ.
ذكره ابن ماكولا، وقال: له صحبة. وذكر أنه تزوّج معاذة مولاة عبد اللَّه بن أبيّ الآتي ذكرها في النساء، فولدت له أم سعيد «3» ، وولدت له الحارث وعديّا توأمان، وسيأتي ذلك واضحا في ترجمة معاذة. وسيأتي ذكر من قال فيه عمير- بالعين مصغرا بلا تثقيل.
1849- حميّر:
آخر»
، مثل الّذي قبله، أشجعي حليف بني سلمة من الأنصار. كان من أصحاب مسجد الضّرار ثم تاب.
حكاه ابن ماكولا عن الغلابي. وسيأتي ذكر عبد اللَّه بن الحمير الأشجعي، وذكر مخشي بن حميّر، فينظر في ذلك.
1850 ز- حميرة بن مالك بن سعد:
تقدم في حمزة بغير تصغير.
1851- حميضة:
بضاد معجمة مصغرا- ابن أبان. يأتي في خميصة في الخاء المعجمة.
1852- حميضة بن رقيم الأنصاريّ «5»
: من أوس اللَّه، ذكر العدويّ والقدّاح أنه شهد أحدا وأنه أحد الأربعة الذين لم يسلم من أوس اللَّه غيرهم.
1853 ز- حميضة بن النّعمان:
بن حميضة البارقي. ذكر سيف أن عمر أمره على السراة، وأنفذه مع سعد بن أبي وقّاص إلى العراق أول سنة أربع عشرة. وذكره الطبريّ أيضا، وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.
1854- حميل:
بالتصغير ابن بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ «6» .
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 174 وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 204 عن مالك بن الحارث وقال رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وبقية رجاله ثقات.
(2) أسد الغابة ت (1268) .
(3) في أ: أم سعد.
(4) أسد الغابة ت (1269)
(5) أسد الغابة ت (1270) .
(6) الإكمال 1/ 329، 2/ 127، أسد الغابة ت [1271] ، الاستيعاب ت [587] .(2/113)
قال عليّ بن المدينيّ: سألت شيخا من بني غفار، فقلت له: هل يعرف فيكم حميل بن بصرة، قلته بفتح الجيم، فقال: صحّفت يا شيخ، واللَّه إنما هو حميل، بالتصغير والمهملة، وهو جدّ هذا الغلام، وأشار إلى غلام معه.
وقال مصعب الزّبيريّ لحميل وبصرة وجدّه أبي بصرة صحبة.
وقال ابن السّكن: شهد جدّه أبو بصرة خيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحميل يكنى أبا بصرة أيضا.
1855- حميلة بن عامر:
بن أنيف الأشجعيّ.
ذكره ابن الكلبيّ وقال: إنه كان صاحب حلف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الأحزاب.
قلت: وهو عمّ نعيم بن مسعود الغفاريّ الصحابي المشهور. قال الرشاطيّ: لم يذكر حميلة أبو عمر، ولا ابن فتحون في الصحابة، يعني وهو على شرطهما.
قلت: اختلف في ضبطه فقيل بالجيم وقيل بالمهملة، واختلف في ثاني حروفه، فقيل بالموحدة وقيل بالمثلثة، وقد تقدمت الإشارة إلى كل ذلك.
الحاء بعدها النون
1856 ز- حنبل بن كعب:
يأتي في هنبل في حرف الهاء.
1857- حنش «1»
: بفتحتين ثم شين معجمة- ابن عقيل، بفتح أوله، أحد بني نعيلة «2» بن مليل أخي غفار- له حديث طويل، وفيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دعاه إلى الإسلام فأسلم. كذا ذكره ابن الأثير بغير عزو، وعزاه ابن فتحون في الذيل لقاسم، فوجدته في الدلائل من طريق موسى بن عقبة عن المسور بن مخرمة، قال: خرجنا مع عمر حجّاجا حتى إذا كنا بالعرج إذا هاتف على الطريق: قفوا، فوقفنا. فقال: أفيكم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال له عمر: أتعقل ما تقول؟
قال: نعم. قال: مات. فاسترجع فقال: من ولى بعده؟ قال: أبو بكر. قال: أهو فيكم؟ قال:
مات فاسترجع. قال: من ولى بعده؟ قال: عمر. قال أهو فيكم؟ قال: هو الّذي يخاطبك.
قال: الغوث الغوث. قال: فمن أنت؟ قال: أنا الحنش بن عقيل أحد بني نغيلة- بنون ومعجمة مصغرا- ابن مليل لقيني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على ردهة بني جعال، فدعاني إلى الإسلام فأسلمت، فسقاني فضلة سويق، فما زلت أجد ريّها إذا عطشت وشبعها إذا جعت، ثم يمّمت رأس الأبيض، فما زلت فيه أنا وأهلي عشرة أعوام أصلّي خمسا في كل يوم، وأصوم شهر رمضان،
__________
(1) أسد الغابة ت (1273) .
(2) في أ: ثعلبة.(2/114)
وأذبح لعشر ذي الحجة نسكا، كذلك علمني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد أصابتني السّنة. قال: أتاك الغوث، الحقني على الماء. قال: فلما رجعنا سألنا صاحب الماء عنه، فقال: ذاك قبره، فأتاه عمر فترحّم عليه واستغفر له.
1858- حنطب بن الحارث «1»
: بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشي المخزوميّ، أبو عبد اللَّه- قال أبو عمر: أسلم يوم الفتح.
روى الباورديّ وغيره من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن المطّلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه عن جده: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أبو بكر وعمر من الدّين بمنزلة السّمع والبصر»
«2» قال أبو عمر: ليس له غيره.
قلت: لكن اختلف في إسناده اختلافا كثيرا سيأتي في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب إن شاء اللَّه تعالى.
1859- حنظلة بن ثعلبة بن سيار:
يأتي في ابن سيار قريبا.
1860- حنظلة بن حذيم:
بن حنيفة التميمي «3» ويقال الأسديّ أسد خزيمة. ويقال له المالكي. ومالك بطن من بني أسد بن خزيمة. وسيأتي نسبه إلى تميم في ترجمة جدّه حنيفة.
له ولأبيه ولجده صحبة. وقد قال فيه العقيلي في رواية حنظلة بن حنيفة بن حذيم فقلبه.
وقد حكى البخاريّ ذلك عن بعض الرواة.
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا الذيّال بن عبيد، سمعت جدّي حنظلة بن حذيم، حدّثني أبي أنّ جدي حنيفة قال لحذيم: اجمع لي بنيّ، فأوصاهم، إنّ ليتيمي الّذي في حجري مائة من الإبل. فقال حذيم: يا أبت، إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا لتقر عين أبينا، فإذا مات رجعنا، فارتفعوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجاء حنيفة وحذيم ومن معهما ومعهم حنظلة- وهو غلام وهو رديف أبيه حذيم- فقصّ حنيفة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قصته. قال: فغضب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 141، الجرح والتعديل 3/ 1397 التاريخ الكبير 3/ 128، العقد الثمين 4/ 249، أسد الغابة ت [1275] .
(2) أخرجه المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 1/ 89 وعزاه إلى مسند أبي يعلى.
(3) أسد الغابة ت [1279] ، الاستيعاب ت [568] تجريد أسماء الصحابة 1/ 141، الجرح والتعديل 3/ 1062، التاريخ الكبير 3/ 37، الوافي بالوفيات 13/ 209، دائرة الأعلمي 17، 72، 73، جامع التحصيل 203.(2/115)
فجثا على ركبتيه، وقال: «لا، لا، الصّدقة خمس، وإلّا فعشر، وإلّا فعشرون، وإلّا فثلاثون فإن كثرت فأربعون» .
قال: فودّعوه ومع اليتيم هراوة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «عظمت هذه هراوة يتيم» فقال حذيم: إن لي بنين ذوي لحي، وإنّ هذا أصغرهم- يعني حنظلة- فادع اللَّه له، فمسح رأسه وقال: «بارك اللَّه فيك» أو قال: «بورك فيك» .
قال الذّيّال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه فيتفل على يديه ويقول:
بسم اللَّه، ويضع يده على رأسه موضع كفّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم.
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة من وجه آخر عن الذيال،
وزاد أن اسم اليتيم ضريس بن قطيعة، وأنه كان شبيه المحتلم.
ورواه الطّبرانيّ منقطعا، ورواه أبو يعلى من هذا الوجه وليس بتمامه، وكذا رواه يعقوب بن سفيان والمنجنيقي في مسندة وغيرهم.
وأخرج له الحسن بن سفيان والباوردي وابن السّكن من طريق مسلم بن قتيبة عن الذيّال: سمعت جدّي حنظلة، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يتم بعد احتلام، ولا تصلّي «1» جارية إذا هي حاضت» .
1861- حنظلة بن أبي حنظلة الأنصاريّ «2»
: إمام مسجد قباء.
ذكره البخاريّ في الصّحابة، وروى له حديثا موقوفا من طريق جبلة بن سحيم: صليت خلف حنظلة الأنصاريّ إمام مسجد قباء من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقرأ سورة مريم، فلما جاءت السجدة سجد، إسناده صحيح.
1862- حنظلة بن أبي حنظلة الثقفي:
ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة.
روى ابن مندة وابن شاهين من طريق ابن عائذ عن غضيف بن الحارث، عن قدامة وحنظلة الثقفيين، قالا: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ارتفع النهار وذهب كل أحد، وانقلب الناس خرج إلى المسجد فركع ركعتين أو أربعا ينظر هل يرى أحدا، ثم ينصرف «3» .
__________
(1) في أ: ولا على جارية.
(2) أسد الغابة ت (1277) ، الاستيعاب ت (559) .
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (23440) وعزاه لأبي نعيم في الحلية.(2/116)
قال ابن السّكن: سنده حمصي، وهو غير مشهور.
1863- حنظلة الراهب «1»
: يأتي في ابن أبي عامر.
1864- حنظلة بن الربيع بن صيفي «2»
: بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم أبو ربعي: يقال له حنظلة الكاتب، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكتب له، وأرسله إلى أهل الطائف فيما ذكر ابن إسحاق. وشهد القادسيّة، ونزل الكوفة، وتخلّف عن علي يوم الجمل، ونزل قرقيسياء حتى مات في خلافة معاوية، ويقال إن الجنّ لما مات رثته، وفي موته تقول امرأته من أبيات:
إنّ سواد العين أودى به ... حزني على حنظلة الكاتب
«3» [السريع] وفي الترمذيّ من طريق أبي عثمان النهدي، عن حنظلة: وكان من كتاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم روى عنه أبو عثمان النهدي، وابن ابن أخيه المرقّع بن صيفي بن رباح بن الربيع، وغيرهما.
1865 ز- حنظلة بن ربيعة الأسديّ:
ذكر ابن إسحاق أنه كان في وفد بني تميم، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له: «ادع قومك إلى الإسلام»
«4» . ويغلب على الظن أنه الّذي قبله، فقد حكى في اسم أبيه أنه ربيعة وأنه الأسدي، فلعلّ أصله الأسيّدي، وحنظلة الكاتب يقال له الأسيّدي بالتشديد، نسبة إلى أسيّد بن عمرو بن تميم.
1866 ز- حنظلة بن سيّار:
بن سعد «5» بن جذيمة بن سعد بن عجل العجليّ.
__________
(1) ذيل الكاشف 349، الجرح والتعديل 3/ 1061.
(2) خلاصة تذهيب 1/ 263، 1640، تجريد أسماء الصحابة 1/ 142، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 56، تهذيب الكمال 1/ 343 الإكمال 1/ 73 تقريب التهذيب 1/ 206، الجرح والتعديل 3/ 1059، تهذيب التهذيب 3/ 60، 63، التاريخ الكبير 3/ 36، جامع الرواة 87، جامع الرجال 1/ 698، أعيان الشيعة 6/ 258، بقي بن مخلد 297- 403 التاريخ الصغير 1/ 116، 117، تاريخ الثقات 137، دائرة معارف الأعلمي 17، 73/ البداية والنهاية 5/ 342، تنقيح المقال (3446) ، (3455) ، أسد الغابة ت [2280] ، الاستيعاب ت [566] .
(3) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1280) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (566) .
(4) أخرجه الترمذي 5/ 336 في كتاب تفسير القرآن باب 35 ومن سورة سبإ حديث قم 3222 والطبراني في الكبير 8/ 325، الدرر المنثور 5/ 231.
(5) في ت: سنان بن سعد.(2/117)
قال أبو عبيدة في كتاب «المآثر» : كان رئيسا في الجاهليّة، وهو صاحب قبّة [حنظلة] ضربها يوم ذي قار، فتقطعت عليها بكر بن وائل، فقاتلوا الفرس حتى هزموهم، فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسره، وقال: «هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا»
«1» . قال: وبعث حنظلة يومئذ بخمس الغنائم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبشره بالفتح، وكانت العرب قبل ذلك تربع، فلما بلغ حنظلة قول اللَّه تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ... [الأنفال: 41] الآية- سرّه ذلك. وفي ذلك يقول حنظلة:
ونحن بعثنا الوفد بالخيل ترتمي ... بهم قلص نحو النّبيّ محمّد
بما لقي الهرمز والقوم إذ غزوا ... وما لقي النّعمان عند التّورّد
[الطويل] يعني النعمان بن زرعة الثعلبي، [وهذا يدل على أنه أسلم، فإن الوقعة كانت بعد الهجرة بمدة، ولا يبعد أنه شهد حجة الوداع] «2» .
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» مختصرا، لكنه قال حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجليّ، وأنشد له فيها أبياتا يحرّض العرب فيها على قتال الفرس، منها قوله:
يا قوم طيبوا بالقتال نفسا ... أجدر يوم أن تفلّوا الفرسا
[الرجز] ومنها قوله:
قد حلّ أشياعهم فجدّوا ... ما علّتي وأنا مؤدّ جلد
والقوس فيها وتر عردّ ... [مثل ذراع البكر أو أشدّ]
«3» [الرجز] وذكر ابن هشام أنه كان على رأس بني عجل يوم قار، ولكن قال: إن الّذي ضرب القبّة هو ولده سعد بن حنظلة. واللَّه أعلم.
1867- حنظلة بن الطّفيل السلمي:
أحد الأمراء في فتوح الشام.
ذكره يعقوب بن سفيان في تاريخه، قال: حدّثنا عمار، حدثنا سلمة، عن ابن
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 34. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (30301) .
(2) سقط في هـ-.
(3) سقط في هـ-.(2/118)
إسحاق، قال: وبعث فيها- يعني سنة خمس عشرة- أبو عبيدة بن الجرّاح حنظلة بن الطّفيل السلمي إلى حمص ففتحها اللَّه على يديه.
قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.
1868- حنظلة بن أبي عامر «1»
: بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس «2» الأنصاري الأوسي المعروف بغسيل الملائكة.
وكان أبوه في الجاهليّة يعرف بالراهب، واسمه عمرو، ويقال عبد عمرو، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية، فلما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عانده وحسده.، وخرج عن المدينة وشهد مع قريش وقعة أحد، ثم رجع قريش إلى مكة، ثم خرج إلى الروم فمات بها سنة تسع، ويقال سنة عشر، وأعطى هرقل ميراثه لكنانة بن عبد ياليل الثقفيّ. وأسلم ابنه حنظلة فحسن إسلامه، واستشهد بأحد، لا يختلف أصحاب المغازي في ذلك.
وروى ابن شاهين بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه، قال: استأذن حنظلة بن أبي عامر وعبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في قتل أبويهما فنهاهما عن ذلك.
وقال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، وأخرج السراج، من طريق ابن إسحاق أيضا: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، عن جده، قال: كان حنظلة بن أبي عامر الغسيل التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلى حنظلة رآه شداد بن شعوب، فعلاه بالسيف حتى قتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«إنّ صاحبكم تغسله الملائكة، فاسألوا صاحبته، فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة «3» ، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لذلك تغسله الملائكة»
«4» .
1869- حنظلة بن عمرو الأسلمي «5»
: ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة، وأخرج عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن زياد بن ربيعة، عن أبي الزّناد،
__________
(1) تعجيل المنفعة 108- الجرح والتعديل 3/ 1061، الطبقات الكبرى 2/ 43، 3/ 245، 5/ 66، الأعلمي 17/ 12، أسد الغابة ت [1281] ، الاستيعاب ت [567] .
(2) في أ: الأوس بن حارثة الأنصاري.
(3) في أ: الهايعة. والهيعة: الصوت الّذي تفزع منه وتخافه من عدو. اللسان 6/ 4737.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 204 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 118 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33252
(5) أسد الغابة ت [1284] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 143.(2/119)
عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن حنظلة بن عمرو الأسلمي، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سرّية ... الحديث.
قال أبو نعيم: وهم فيه الحسن، والصواب عن حمزة بن عمرو، كذلك أخرجه أحمد عن عبد الرزّاق، وكذا رواه محمد بن بكر عن ابن جريج، وكذا أخرجه أبو داود من طريق محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي، عن أبيه.
قلت: فكلّ ذلك لا ينفي الاحتمال.
1870 ز- حنظلة بن قسامة «1»
: بن قيس بن عبيد بن طريف الطائي. ذكره أبو عمر في ترجمة بنته زينب بنت حنظلة زوج أسامة بن زيد، وأنه وفد معها.
وسيأتي ذلك في ترجمة زينب من كتاب النسب للزّبير بن بكار مجوّدا إن شاء اللَّه تعالى.
1871 ز- حنظلة بن قيس:
الحنفي اليمامي. ذكره البغويّ وغيره، وأخرجوا من طريق دهثم عن نمران بن جارية عن أبيه أنه هاج بينه وبين رجل من بني عمه يقال له حنظلة بن قيس قتال في مسرح غنمه، وأنّ حنظلة قطع يد جارية من وسط ذراعها اليمنى، فاختصما إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاستوهبه يده، فأبى، فأمر له بالدّية ... الحديث.
وقد رواه ابن ماجة من حديث دهثم، فأبهم اسم الضارب والمضروب.
واستدركه ابن الأثير على ابن الدباغ، فقال: حنظلة بن قيس الأنصاريّ الظفريّ، من بني حارثة بن ظفر، اختصم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى.
وقوله الأنصاريّ وهم، لتصريح جارية بأنه ابن عمه، وجارية حنفي كما تقدم في ترجمته.
1872- حنظلة بن النعمان:
بن عامر «2» بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاريّ.
ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، وأنه خلف على خولة زوج حمزة بن عبد المطلب.
وذكر الباوردي والطّبراني، من حديث عبد اللَّه بن أبي رافع- أنه عدّه فيمن شهد صفّين مع عليّ، لكنه قال حنظلة بن النّعمان الأنصاري. ويحتمل أن يكون غير الّذي ذكره العدويّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (1285) .
(2) أسد الغابة ت (1290) .(2/120)
1873
- حنظلة بن هوذة «1» بن خالد بن ربيعة:
بن عمرو بن عامر بن صعصعة.
ذكر عبدان بسند فيه انقطاع أنه كان من المؤلّفة واستدركه أبو موسى.
1874- حنظلة العبشمي «2»
: ذكره العسكريّ، وأخرج له من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن حنظلة العبشميّ، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما من قوم جلسوا مجلسا يذكرون اللَّه إلّا ناداهم مناد من السّماء: قوموا فقد غفرت لكم، وتبدّلت سيئاتكم حسنات»
«3» . وفي إسناده إلى قتادة ضعف. واستدركه أبو موسى.
1875- حنيف «4»
: مصغرا، ابن رئاب بن الحارث بن أمية بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
قال العدويّ والعسكريّ: شهد أحدا. وقال مصعب الزبيري، عن ابن القداح: شهد أحدا والمشاهد بعدها، وابنه رئاب بن حنيف شهد بدرا واستشهد يوم بئر معونة. وابنه عصمة بن رئاب بايع تحت الشّجرة، واستشهد باليمامة. وكذا ذكر الثلاثة العسكريّ.
1876 ز- حنيفة:
بفتح أوله، ابن جبير بن بكر بن حيّ بن سعد بن ثعلبة بن زيد مناة بن تميم التميميّ، جدّ حنظلة بن حذيم- تقدم ذكره في ترجمة حنظلة.
1877- حنيفة:
عم أبي حرّة الرقاشيّ.
روى حديثه أبو داود من طريق حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أبي حرّة، عن عمه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا يحل مال امرئ مسلم إلّا بطيب نفس منه» .
جزم الباوردي والطّبرانيّ وغير واحد بأن اسم عمه حنيفة. وقيل إن حنيفة اسم أبي حرّة، وقيل اسم أبي حرّة حكيم.
1878- حنين «5»
: بنون آخره مصغرا- مولى العباس بن عبد المطلب.
قال البخاريّ وأبو حاتم وابن حبّان: له صحبة. وروى سمّويه في الفوائد، والبخاري
__________
(1) أسد الغابة ت (1291) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 142، أسد الغابة ت [1282] .
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 83 عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا اللَّه فيه إلا كان عليهم ترة ... الحديث قال الهيثمي هو عند الترمذي بعضه ورواه أحمد وأبو إسحاق مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل لم يوثق أحد ولم يخرجه وبقية رجال أحد إسناده أحمد رجال الصحيح.
(4) أسد الغابة ت (1296) ، الاستيعاب ت (603) .
(5) أسد الغابة ت (1296) ، الاستيعاب ت (603) .(2/121)
في التاريخ، من طريق الوضين بن عبد اللَّه بن حنين، عن ابنة أخيه، عن خالها- وكان يقال له ابن الشاعر- أنّ حنينا جدّه كان غلاما للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فوهبه للعباس عمّه فأعتقه، وكان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان إذا توضّأ خرج بوضوئه إلى أصحابه، فحبسه حنين. فشكوه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: حبسته لأشربه ... الحديث.
وروى يعقوب بن شيبة في مسندة من طريق الجلاح أبي كثير: سمعت حنينا العباسي يقول: كنّا يوم خيبر، فجعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على الغنائم سعد بن أبي وقاص، وسعد بن عبادة ...
الحديث، وفيه: «الذهب مثلا بمثل» .
وعبد اللَّه بن حنين هذا من الرّواة عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه.
وقد روى النّسائيّ من طريق نافع، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، عن أبيه، عن عليّ رضي اللَّه عنه حديثا في النهي عن لباس القسّيّ.
وقيل: عن نافع، عن عبد اللَّه بن حنين، عن عليّ رضي اللَّه عنه. وقيل عن نافع، عن حنين، عن علي رضي اللَّه عنه. والأول أشبه بالصواب.
الحاء بعدها الواو
1879- حوشب:
غير منسوب. ذكر أحمد «1» في مسندة من طريق حسان بن كريب أنّ غلاما منهم توفي بحمص فوجد أبوه أشدّ الوجد، فقال له حوشب صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم:
سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر حديثا في فضل من مات له ولد.
قال ابن السّكن: تفرّد به ابن لهيعة، وهو ضعيف.
1880- حوشب:
آخر.
روى الحسن بن سفيان في مسندة، والترمذي في النوادر، من طريق الليث، عن يزيد بن حوشب، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لو كان جريح فقيها عالما لعلم أنّ إجابة دعاء أمّه أولى من عبادة ربّه عزّ وجلّ»
»
. قال ابن مندة: غريب تفرّد به الحكم بن الريان، عن الليث. انتهى.
وكتب الدّمياطيّ على حاشية نسخته من صحيح البخاري ما ملخّصه: روى الليث،
__________
(1) في أذكره أحمد.
(2) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 4. وأورده السيوطي في الدرر المنثور 4/ 174. والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 227. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45441 وعزاه للحسن بن سفيان، والحكيم وابن قانع، والبيهقي في شعب الايمان عن حوشب الفهري.(2/122)
فذكر هذا الحديث بسنده، ثم قال: حوشب هذا هو الّذي يعرف بذي ظليم وساق نسبه، وهو عجيب فإن ذا ظليم لا صحبة له كما سيأتي في القسم الثالث. وهذا قد صرّح بسماعه، ونحو ذلك تجويز الذهبي أنّ صاحب هذه الترجمة هو ذو ظليم. واللَّه المستعان.
1881- حوط بن عبد العزّى «1»
: روى يحيى الحماني، ومسدّد، والبخاريّ، والطبرانيّ، وابن السّكن، والبغويّ، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم، عن أبي «2» بريدة، عن حوط بن عبد العزّى- وفي رواية البغوي عن حوط أو حويط أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ به رفقة فيها جرس فأمرهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يقطعوها. قال ابن السّكن: فقال ابن عبد الوارث أخطأ فيه، وإنما هو حوط بن عبد العزيز «3» ليست له «4» صحبة. ومن قال له صحبة فقد جازف، سمعت أبي يقول ذلك كذا فيه عبد العزيز. ولعله تحريف، فإن البخاري ذكره كالجماعة [الصحيح هو حوط]
«5» . 1882
- حوط بن قرواش «6» بن حصين:
بن ثمامة بن شبيب بن حدرد.
روى ابن مندة من طريق حاتم بن الفضل بن سالم بن جون بن عنان بن حوط بن قرواش. حدثنا أبي أن أباه حدثه عن جون بن عنان، عن أبيه حوط، قال: وفدت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنا ورجل من بني عديّ يقال له واقد، فكان ذلك أول ما أسلم. وذكر الحديث بطوله.
1883
- حوط بن يزيد «7» السّاعدي:
ابن عمّ الحارث بن زياد الساعدي. تقدم ذكره في ترجمة الحارث.
1884- حويرث «8»
: قيل هو اسم أبي اللّحم.
1885- حويرث «9»
: والد مالك. يقال له صحبة.
روى الطبراني من طريق عاصم
__________
(1) الاستيعاب ت [591] ، أسد الغابة، تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، الجرح والتعديل 3/ 1284، التاريخ الكبير 3/ 90، العقد الثمين 4/ 251، تاريخ ابن معين 2/ 7، مراسيل الرازيّ 30، جامع التحصيل 204، الأعلمي 17/ 80 الإكمال 3/ 197، بقي بن مخلد 955.
(2) في أعن ابن بريدة.
(3) في أحويطب بن عبد العزى.
(4) في أوقال أبو عمر: الصحيح أنه حوط وقال ابن أبي حاتم حوط بن عبد العزيز.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت [1303] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، جامع التحصيل 204، الأعلمي 17/ 81.
(7) أسد الغابة ت (1305) .
(8) أسد الغابة ت (1307) ، الاستيعاب ت (579) .
(9) أسد الغابة ت (1308) .(2/123)
الجحدري، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أقرأ أبان: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ [الفجر: 25] .
وقد رواه الحسن بن سفيان من طريق خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أقرأ- ولم يذكر أباه.
1886- حويّصة:
بن مسعود «1» بن كعب بن عامر بن عديّ بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ.
شهد أحدا والخندق وسائر المشاهد.
روى ابن إسحاق من حديث محيّصة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال بعد قتل كعب بن الأشرف: «من ظفرتم به من يهود فاقتلوه» .
فوثب محيّصة على تاجر يهودي فقتله، فجعل حويّصة يضربه، وكان أسنّ منه، وذلك قبل أن يسلم حويّصة.
وثبت ذكره
في الصّحيحين في حديث سهل بن أبي خيثمة في قصة قتل عبد اللَّه بن سهل، وفيه ذكر القسامة، وفيه: فذهب عبد الرحمن بن سهل يتكلم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«كبّر، كبّر» فتكلم حويّصة ... الحديث.
1887- حويطب بن عبد العزّى «2»
: بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، أبو محمد، أو أبو الأصبغ.
أسلم عام الفتح. وشهد حنينا، وكان من المؤلّفة، وجدّد أنصاب الحرم في عهد عمر. قال البخاريّ: عاش مائة وعشرين سنة. وقال الواقدي: مات في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين.
قال ابن معين: لا أحفظ لحويطب عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا. انتهى.
وقد روى البخاريّ من طريق السائب بن يزيد، عنه، عن المسعودي، عن عمر حديثا في العمالة وهم أربعة من الصحابة في نسق، وروى عنه أيضا أبو سفيان ولده وأبو نجيح، وعبد اللَّه بن بريدة، وغيرهم.
__________
(1) الجرح والتعديل 3/ 1396، أسد الغابة ت [1309] ، الاستيعاب ت [597] .
(2) طبقات ابن سعد 5/ 454، التاريخ لابن معين 140، طبقات خليفة 27، تاريخ خليفة 223، التاريخ الكبير 3/ 127، المعارف 311- 312- 342، الجرح والتعديل 3/ 314، المستدرك 3/ 492، تاريخ ابن عساكر 5/ 19، تهذيب الكمال 349، تاريخ الإسلام 2/ 278 تهذيب التهذيب 3/ 66- 67، خلاصة تهذيب الكمال 99، أسد الغابة ت [1310] ، الاستيعاب ت [575] .(2/124)
وقال الواقديّ: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، حدّثنا عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم: كان حويطب يقول: انصرفت من صلح الحديبيّة وأنا مستيقن أنّ محمّدا سيظهر ...
فذكر قصة طويلة.
وروى ابن سعد في «الطبقات» ، من طريق المنذر بن جهم وغيره عن حويطب، قال: لما دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مكة خفت خوفا شديدا، فذكر قصة طويلة، ففرّقت أهلي بحيث يأمنون، وانتهيت إلى حائط عوف فأقمت فيه، فإذا أنا بأبي ذرّ وكانت لي به معرفة، والمعرفة أبدا نافعة، فسلمت عليه، فذكرت له، فقال: اجمع عيالك وأنت آمن، وذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبره فاطمأنت، فقال لي أبو ذرّ: حتى ومتى يا أبا محمد! قد سبقت وفاتك خير كثير، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أبرّ الناس وأحلم الناس، وشرفه شرفك، وعزّه عزّك، فقلت: أنا أخرج معك، فقال: إذا رأيته فقل السلام عليك أيها النبي ورحمة اللَّه، فقتلها، فقال:
«وعليك السّلام» ، فتشهدت، فسرّ بذلك وقال: «الحمد للَّه الّذي هداك» .
قال: واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألفا، وشهدت معه حنينا، وأعطاني من الغنائم، ثم قدم حويطب المدينة فنزلها إلى أن مات، وباع داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار، فاستكثرها بعض الناس، فقال حويطب: وما هي لمن عنده خمس من العيال.
وروى عبد الرزّاق من طريق أبي نجيح عن حويطب أن امرأة جذبت أمتها وقد وقد عاذت منها بالبيت، فشلّت يدها، فلقد جاء الإسلام وإن يدها لشلّاء.
ورواه الطّبرانيّ من وجه آخر من طريق ابن أبي نجيح عن أبيه عن حويطب، لكن قال إن العائذ امرأة وإن الّذي جذبها زوجها.
الحاء بعدها الياء
1888- حيّان بن أبجر الكناني «1»
: قال الطبريّ: يقال له صحبة.
وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن جبلة بن حيان بن أبجر، عن أبيه، عن جده حيان، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة. فنزل تحريم الميتة فأكفأت القدر.
وروى الحاكم أبو أحمد من طريق أخرى إلى عبد اللَّه بن سعيد بن حيّان بن أبجر عن أبيه- أنّ حيان بن أبجر شهد مع علي صفّين، وكنّاه أبا القنشر.
__________
(1) أسد الغابة ت [1311] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، تبصير المنتبه 3/ 1121.(2/125)
1889- حيان بن بحّ «1»
: - تقدم في حبّان- بكسر أوله ثم باء موحدة.
1890- حيان بن قيس «2»
: قيل: هو اسم النابغة الجعديّ.
1891- حيان بن كرز البلوي:
شهد فتح مصر، وله صحبة، قاله ابن يونس.
1892- حيان بن ملة «3»
: أخو أنيف بن ملّة، وقيل اسمه حسّان- بالسين المهملة.
قال البخاريّ: له صحبة.
وروى ابن إسحاق: حدثني من لا اتّهم من علماء جذام أن حيان كان صحب دحية لما توجه رسولا إلى قيصر فعلمه: «أمّ الكتاب» ، وقد تقدم له ذكر في ترجمة أخيه أنيف. ويأتي له ذكر في ترجمة حكيم بن أمية. وذكر في ترجمة سعيد والد ضمرة.
1893- حيّان بن نملة الأنصاري «4»
: أبو عمران. قال ابن مندة ذكره البخاريّ، وفي صحبته نظر.
وروى الحسن بن سفيان. والبغويّ، والطبرانيّ، من طريق حميد بن علي: عن عمران بن حيان، عن أبيه- أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم خيبر ينهي أن يباع شيء من المغنم حتى يقسم ... الحديث بطوله. أخرجه الطبراني.
وروى ابن السكن عنه أنه نهى عن زيارة القبور، ولم أر من سمى أباه نملة إلا ابن مندة، وإنما قالوا: حيّان الأنصاري.
1894- حيان بن وهب:
يقال هو اسم أبي رمثة.
1895- حيّان،
غير منسوب، آخر. روى ابن مندة من طريق عبد الملك بن أبجر، عن حيان، قال: قال أبي ومضى بي معه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في فناء البيت له جمة وبه ردع من حنّاء. أورده في ترجمة حيان بن أبجر، وهو غيره فيما يظهر لي.
1896- حيّان، مولى قريش:
ذكره ابن السكن، وقال: معدود في أهل المدينة.
وأخرج من طريق عبد اللَّه بن محمد بن علي بن النّفيلي. عن يحيى بن عبد اللَّه بن
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 145، أسد الغابة ت [1313] .
(2) التبصرة والتذكرة 5- 3/ 166، دائرة معارف الأعلمي 17/ 86، أسد الغابة ت [1316] .
(3) الجرح والتعديل 3/ 1080، التاريخ الكبير 3/ 53، تصحيفات المحدثين 459، دائرة الأعلمي 17/ 87، تبصير المنتبه والحاشية 4/ 1216، أسد الغابة ت [1317] .
(4) أسد الغابة ت (1318) .(2/126)
أنيس، عن عيسى بن سبرة بن حيان مولى قريش، عن أبيه عن جده، قال: صعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم المنبر، فقال: «يا أيها النّاس، ألا لا صلاة إلّا بوضوء، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم اللَّه عليه» .
قلت: ووقع لنا حديثه بعلوّ في المعرفة لابن مندة، لكن لم يسمه، بل ذكره في الكنى، فقال أبو سبرة، وساق الحديث من طريق أبي جعفر العقيلي. وكذا أخرجه أبو نعيم عن الطبرانيّ بسند آخر كلاهما من طريق النّفيلي. ورويناه أيضا في فوائد سمويه كذلك، ولم أره سمّي إلا في رواية ابن السكن هذه.
1897- حيّان الرّبعي:
يأتي ذكره في ترجمة ولده دينار بن حيان.
1898- حيدة:
بن مخرّم «1» بن محرمة بن قرط بن جناب بن الحارث بن حممة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي، أخو وردان.
وقال هشام بن الكلبيّ، وفدا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلما. وكذا ذكرهما الطبري وابن ماكولا [وسيأتي ذكره في ترجمة عبيدة بن قرط العنبري في حرف العين. وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا لهم بخير إن شاء اللَّه تعالى]
«2»
1899- حيدة:
بن معاوية بن القشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم القشيري. له ولابنه معاوية بن حيدة صحبة.
ذكره البلاذريّ، وقال: لم يثبت.
وقال هشام بن الكلبيّ: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال هشام: قال لي أبي: إني رأيته بخراسان: قال: وهو جدّ بهز بن حكيم الفقيه.
وذكره أبو حاتم السّجستانيّ في المعمرين، وقال: إنه أدرك الجاهلية، وعاش إلى ولاية بشر على العراق: ومات وهو عمّ ألف رجل وامرأة.
وروى الباوردي والبيهقيّ في الدّلائل، من طريق داود بن أبي هند، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن حيدة بن معاوية، وهو جدّه- أنه خرج معتمرا في الجاهلية فإذا هو بشيخ يطوف بالبيت وهو يقول:
يا ربّ ردّ راكبي محمّدا ... اردده ربّ واصطنع عندي يدا
[الرجز]
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، الإكمال 2/ 576، أسد الغابة ت [1319] .
(2) سقط في أ.(2/127)
فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا شيخ قريش، هذا عبد المطّلب. قلت: فما محمد منه؟
قال: ابن ابنه، وهو أحبّ الناس إليه. قال: فما برحت حتى جاء محمد. وقد روى نحو هذه القصيدة سعيد والد كندير.
وروى إبراهيم الحربي. من طريق أخرى، عن بهز بن حكيم، عن أبيه حكيم، عن أبيه معاوية، أن أباه حيدة كان له بنون أصاغر. وكان له مال كثير، فحمله لبني علّة واحدة، فخرج ابنه معاوية، حتى قدم على عثمان فخيّر عثمان الشيخ بين أن يردّ إليه ماله وبين أو يوزّعه بينهم، فارتدّ ماله، فلما مات تركه الأكابر لإخوتهم.
[وقال المبرد: عاش حيدة دهرا طويلا حتى أدرك أسد بن عبد اللَّه القسري حيث كان بخراسان أميرا من قبل أخيه خالد بن عبد اللَّه القسري.]
«1»
1900- حيدة،
غير، منسوب:
روى ابن السكن [والإسماعيلي] وابن مندة. من طريق طلق بن حبيب- أنه سمع حيدة يقول: إنّه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا «2» ، وأوّل من يكسى إبراهيم ... »
«3» الحديث.
قال ابن السّكن: لعله والد معاوية بن حيدة، يعني الّذي قبله.
قلت: والّذي أظنه أنه سقط بين طلق وحيدة شيء، فإن هذا الحديث معروف من رواية معاوية بن حيدة، رواه عنه ابنه حكيم بن معاوية من رواية بهز بن حكيم عن أبيه، ومن رواية غير بهز بن حكيم أيضا. فاللَّه أعلم.
1901- حير نجرة الإسرائيلي:
- كان يهوديا فأسلم،
أخرج قصته الحاكم، وأبو سعد في شرف المصطفى، والبيهقي في الدّلائل، من طريق أبي علي بن الأشعث- أحد الضعفاء- بإسناد له، عن علي، أنّ يهوديا كان يقال له حير نجرة كان له على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دنانير فتقاضاه فقال: «ما عندي ما أعطيك» . قال: إذا لا أفارقك حتى تعطيني، فجلس معه فلامه أصحابه، فقال: «منعني ربّي أن أظلم معاهدا» «4» فلما ترجّل النهار أسلم اليهوديّ وجعل شطر ماله في سبيل اللَّه.
فذكر الحديث بطوله في صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) سقط في أ.
(2) الغرل: جمع الأغرل وهو الأقلف، والغرلة: القلفة. النهاية 3/ 362. واللسان 5/ 3246.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق من باب كيف المحشر 8/ 136. والطبراني في الكبير 6/ 205. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35569. وعزاه لأبي نعيم.
(4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 42. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (10916) (35438) والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 281، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 133.(2/128)
ورأيت في بعض النسخ جريجرة- بجيمين مصغرا. والمعتمد الأول، فإنّي رأيته مجوّدا بخط الحافظ زكي الدين البرزالي في تاريخ ابن عساكر.
1902- الحيسمان «1»
: بفتح المهملة وسكون المثناة التحتانية وضم المهملة، ابن إياس بن عبد اللَّه بن إياس بن ضبيعة بن عمرو بن زمّان بن عديّ بن عمرو بن ربيعة الخزاعي.
ذكره ابن الكلبيّ في النسب، وابن سعد في الطبقات، [ووقع عند الطبريّ الحيسمان بن عبد اللَّه بن إياس، كذا نقله عن ابن إسحاق بزيادة عبد اللَّه، وساق نسبه بزيادة عبد اللَّه. وعن الواقديّ زيادة حابس بين الحيسمان وعبد اللَّه، فزاد علي بن الكلبيّ اثنين، ووافق على بقية النسب.
وقال موسى بن عقبة في وقعة بدر: كان أول من قدم بهزيمة المشركين يوم بدر الحيسمان الكعبي، وهو جدّ حسن بن غيلان] .
وقال ابن شاهين: كان شريفا في قومه، ثم أسلم فحسن إسلامه.
وقال أبو عبيد بن سلّام والطّبريّ: هو أول من قدم مكة بمقتل من قتل من قريش ببدر، [وقال ابن الكلبي: كان شريفا] .
1903- حيّ بن ثعلبة بن الهون «2»
: والد بثينة التي يشبّب بها جميل. ذكر أبو الفرج الأصبهاني أنّ له صحبة نقلته من خط مغلطاي.
1904- حيي:
بتحتانيتين مصغّرا- ابن حرام الليثي.
ذكر أنّ يونس في «تاريخ مصر» أنه من الصّحابة، وقال ابن السّكن: له صحبة. عداده في المصريين، وفي حديثه نظر، ثم ساق من طريق ابن لهيعة عن ابن هبيرة، عن أبي تميم الحيسماني، قال: كان حيي الليثي- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- إذا مالت الشمس صلّى الظّهر في بيته ثم راح، فإذا أدرك الظهر في المسجد صلّى معهم.
وقال القضاعيّ في «الخطط» : يقال إن له صحبة.
__________
(1) أسد الغابة ت (1321) .
(2) في أ: ثعلبة بن الهون العذري.(2/129)
القسم الثاني من حرف الحاء المهملة فيمن له رؤية ممن ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بين أبوين مسلمين
لحاء بعدها الألف
1905- الحارث:
بن ثابت بن ثعلبة بن زيد الأنصاري المعروف بابن الجذع والجذع لقب ثعلبة. استشهد ثابت يوم الطّائف، وخلف من الولد: الحارث، وعبد اللَّه، وأم إياس.
ذكر ذلك ابن سعد.
[1906- الحارث بن حمير:
- يأتي في ترجمة أمه معاذة]
«1»
1907- الحارث بن العباس «2»
بن عبد المطلب الهاشمي ابن عمّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
عداده في ولد العباس.
قال أبو عمر: لكل ولد العباس رؤية والصحبة للفضل، وعبد اللَّه، وأمه حجيلة بنت جندب بن الربيع الهلالية، وقيل أم ولد، يقال إنّ أباه غضب عليه فطرده. فلحق بالزبير فجاء وشفع فيه عند خاله العبّاس.
وقال هشام بن الكلبيّ والهيثم بن عديّ: طرده العبّاس إلى الشّام، فصار إلى الزبير بمصر، فلما قدم الزبير على العباس قال له: جئتني بأبي عضل، ولا وصلتك رحم ويقال:
إنه عمي بعد موت العباس.
1908- الحارث بن الطفيل بن سخبرة «3»
: ابن أخي عائشة من الرضاعة يأتي في ذكر أبيه ذكر الجمهور في التّابعين، وذكره ابن عبد البر في الصحابة فكأن له رؤية.
1909- الحارث:
بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبي.
استشهد أبوه ببدر. ذكر البلاذريّ الحارث هذا في ولد عبيدة، وقال ليس له عقب.
1910- الحارث بن عمر الهذلي «4»
: قال الواقدي: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن حبّان: الحارث بن عمرو، ويقال: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وذكره في التابعين.
1911- حازم بن عيسى:
يأتي في عبد الرحمن بن عيسى.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (909) .
(3) أسد الغابة ت (907) .
(4) الجرح والتعديل 8213، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 44.(2/130)
الحاء بعدها الجيم والصاد والكاف
1912- الحجاج بن أيمن بن عبيد:
جدّته أم أيمن خادمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
استشهد أيمن يوم حنين، فيكون لابنه الحجاج رؤية.
وقد ذكره ابن حبّان في التابعين، وقال: روى عنه حرملة مولى أسامة.
وفي البخاريّ، من طريق حرملة قال: دخل الحجاج بن أيمن المسجد، وكان أيمن أخا أسامة بن زيد لأمّه فصلّى فرآه عمر، فقال: أعد.
1913- حصين بن أم الحصين الأحمسية:
قال ابن مندة: له رؤية «1» . وروى الطّبراني من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن جدّته أم الحصين، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع وهو على راحلته، وحصين في حجري.
قال أبو نعيم: رواه جماعة عن أبي إسحاق، فلم يقولوا: وحصين في حجري. تفرّد بتسميته زهير بن معاوية. انتهى.
وزعم أبو عمر أنه حصين بن ربيعة أبو أرطاة، وهو خطأ، فإن حصين بن ربيعة كان رسول جرير إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بفتح ذي الخلصة، فكيف يكون في حجة الوداع صغيرا في حجر أمه؟
وقد رجح ان الأثير قول ابن عبد البر مستندا إلى تفرّد زهير بن معاوية بالزيادة.
والصواب التفرقة بينهما.
1914- حكيم:
بن قيس بن عاصم التميمي «2» .
ذكر ابن مندة أنّ له رؤية.
وقال أبو نعيم: قيل إنه ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وله رواية عن أبيه في الأدب المفرد للبخاريّ، وسنن النسائيّ، من رواية مطرّف بن عبد اللَّه بن الشّخّير عنه وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.
الحاء بعدها الميم
1915- حماس بن عمرو «3»
: والد أبي عمرو بن حماس الليثي.
__________
(1) أسد الغابة ت (1181) .
(2) أسد الغابة ت (1237) .
(3) أسد الغابة ت (1244) .(2/131)
ذكر الواقديّ أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروينا في جزء الحسن بن عفان، من طريق يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن أبي عمرو بن حماس، قال: قال عمر لحماس- وكان حماس يبيع»
الجعاب والأدم: أدّ زكاة مالك. الحديث موقوف.
قلت: وهو غير حماس الدّيلي الّذي تقدم في القسم الأول لقول الواقدي في ذلك: إنه شهد فتح مكّة.
1916- حمزة بن أبي أسيد الساعدي «2»
. ولد في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وله رواية مرسلة، وحدّث عن أبيه، وعنه الزهري، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وغيرهما.
ومات في زمن الوليد بن عبد الملك، وكنيته أبو مالك ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
1917- حمزة الأنصاريّ:
غير منسوب جاء ذكره
في الحديث الّذي رويناه في جزء محمد بن مخلد، من طريق عمرو بن دينار، عن رجل من الأنصار عن أبيه، قال: ولد لي غلام، فأتيت به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقلت: ما أسمّيه؟ قال: «سمّه بأحبّ النّاس إليّ: حمزة»
«3» . وروى الحاكم في الإكليل وفي المستدرك من وجه آخر عن عمرو بن دينار ونحوه.
ورواه من طريق أخرى، فقال: عن عمرو بن دينار، عن جابر. والصّواب الأول.
وحديث جابر فيه تسمية ابن الأنصاريّ عبد الرحمن، وهو في غير هذه القصة.
1918- حميد بن عمرو بن مساحق
بن قيس بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد «4»
__________
(1) في أ: حماس جمع الجعاب.
(2) طبقات ابن سعد 5/ 271، طبقات خليفة 254، التاريخ الكبير 3/ 46، المعرفة والتاريخ 1/ 387، تاريخ أبي زرعة 1/ 491، الجرح والتعديل 3/ 214، الثقات 4/ 168، مشاهير علماء الأمصار 547، أسماء التابعين للدارقطنيّ 248، رجال صحيح البخاري 1/ 209، تهذيب الكمال 7/ 311، الكاشف 1/ 190، تجريد أسماء الصحابة 1/ 139، الوافي بالوفيات 13/ 176، تهذيب التهذيب 3/ 26، تقريب التهذيب 1/ 199، خلاصة تذهيب التهذيب 93، تاريخ الإسلام 3/ 336.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 196 عن جابر بن عبد اللَّه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي بقوله يعقوب ضعيف. سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي 15417. أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 86، 4/ 103، 226، 8/ 52، 53، 54، وأحمد في المسند 3/ 170، 369، والبيهقي في السنن 9/ 308. وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 51 عن ابن عباس وقال رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45216، 45249، 45249.
(4) في أ: حجر بن عدي.(2/132)
ابن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. وهو حميد بن درّة ودرة أمه، وهي بنت هاشم بنت عتبة بن ربيعة، نسبه الزبير بن بكار، وقال مرة حميد بن عمير، وذكر أنه كان له شرف بالشام أيام معاوية.
قلت: ولم أر لأبيه ذكرا في الصّحابة، فكأنّه مات مشركا قبل الفتح، فيكون لابنه رؤية.
الحاء بعدها النون
1919- حنظلة بن قيس
بن عمرو بن حصين «1» بن خلدة الأنصاريّ الزّرقيّ.
ذكر الواقديّ أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وله رواية عن عمر وعثمان وغيرهما.
روى عنه الزهريّ، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم.
وحكى الواقديّ، قال: ما رأيت من الأنصار أحزم ولا أجود رأيا من حنظلة بن قيس.
قال ابن سعد- عن الواقديّ: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.
القسم الثالث من حرف الحاء فيمن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يره
[الحاء بعدها الألف]
1920
ز- الحارث بن الأزمع «2» الهمدانيّ «3» :
قال ابن عبد البر: مذكور في الصّحابة.
توفي في آخر أيام معاوية. هذا جميع ما قال فيه.
وقال أبو موسى في الذّيل: ذكره ابن شاهين، وعبدان في الصّحابة، لكن قال ابن شاهين، هو تابعي أدرك الجاهلية روى عن عمر.
قلت: ونسبه ابن سعد، فقال: الحارث بن الأزمع بن أبي بثينة بن عبد اللَّه بن مر بن مالك بن حرب بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وداعة ذكره في الطبقة الأولى من تابعي
__________
(1) في أحنظلة بن قيس بن عمرو بن حسن.
(2) في أ: الحارث بن الربيع.
(3) أنساب الأشراف 1/ 255، طبقات ابن سعد 6/ 119، التاريخ الكبير 2/ 264، الجرح والتعديل 3/ 69، الثقات لابن حبان 4/ 126، مشاهير علماء الأمصار رقم 782، تاريخ الثقات للعجلي 102، تاريخ الإسلام 2/ 386.(2/133)
أهل الكوفة. وقال: توفّي في آخر أيام معاوية. وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ومسلم، وابن حبان، وخليفة بن خيّاط في التابعين.
1921 ز- الحارث بن زهير «1»
: بن عبد الشارق بن لغط بن مطة بن عامر بن كثير بن الدئل الأزدي.
قال ابن الكلبيّ: كان شريفا. وشهد مع عليّ الجمل، فالتقى هو وعمرو بن الأشرف فاقتتلا فقتل كلّ منهما صاحبه.
1922- الحارث:
بن ربيعة «2» بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة الذّهليّ «3» يلقب الكلح ببيت قاله ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: هو مخضرم، شهد الفتوح.
1923 ز- الحارث بن سعد «4»
: بن أبي ذباب الدّوسي، ابن عم أبي هريرة، ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: بعثه عمر مصدّقا، روى عنه يزيد بن هرمز.
1924 ز- الحارث بن سميّ:
بن رؤاس بن دالان بن صعب بن الحارث بن مرهب «5» الهمدانيّ ثم المرهبي- ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد القادسيّة، وهو الّذي يقول:
أقدم أخا نهم على الأساوره ... ولا تهالن «6» لرءوس نادره
فإنّما قصرك موت السّاهره ... ثمّ تعود بعدها في الحافرة
من بعد ما كنت عظاما ناخره
[الرجز] [وقد روى نحو هذا الرجز لغيره من بني قشير، وفيه:
من بعد ما كنت عظاما ناخره ... أنا القشيريّ أخو المهاجرة
وفيه أن ذلك كان باليرموك، وأنه سمّى الروم أساوره: توهم أنهم كالفرس، وإنما يقال للروم بطارقة]
«7» .
1925- الحارث بن سويد التيمي:
أبو عائشة، يقال: أدرك الجاهلية ونزل الكوفة.
وروى عن عمر وابن مسعود وعلي. روى عنه إبراهيم التيمي، وأشعث بن أبي الشّعثاء.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) في أهذه الترجمة تأتي بعد ترجمة الحارث بن الأزمع.
(3) أسد الغابة ت (881) .
(4) في أ، ت الحارث بن سعيد.
(5) في أ: الحارث بن وهب.
(6) في ت تهادن برءوس بادرة.
(7) في أ: سقط من أ.(2/134)
قال ابن معين: إبراهيم التيمي، عن الحارث، عن علي بالكوفة أجود إسنادا منه.
وقال عبد اللَّه بن أحمد ذكره أبي فعظّم شأنه. وقال ابن عيينة: كان من علية أصحاب ابن مسعود.
مات في أواخر خلافة عبد اللَّه بن الزبير سنة اثنتين وسبعين، وروى له الجماعة.
1926 ز- الحارث بن عبد:
ويقال ابن عبدة الأزدي.
ذكر أبو مخنف بإسناد له أنه شهد اليرموك، قال: فكنت في الخيل. فخرج روميّ يطلب المبارزة فبرزت إليه، فقال لي خالد بن الوليد: هل بارزت قبله أحدا؟ قلت: لا قال:
فارجع.
وذكره ابن سعد، وخليفة في الطبقة الأولى بعد الصّحابة. وذكره خليفة فيمن شهد صفّين مع معاوية، وكان على رجاله أهل فلسطين.
ومات في زمن معاوية.
1927 ز- الحارث بن عبد عمرو:
بن معاذ بن يزيد بن عمرو بن الصّعق بن نفيل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابيّ، والد زفر بن الحارث.
أدرك الجاهلية وأسلم بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1928 ز- الحارث بن عميرة:
الزبيدي بفتح العين- الحارثي الزّبيدي- بفتح الزّاي.
أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وصحب معاذ بن جبل، وقدم معه من اليمن بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى ابن سعد ويعقوب بن شيبة من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم عنه- أنه حضر وفاة معاذ بن جبل بطاعون عمواس، زاد يعقوب في حديثه: وكان قدم معاذ من اليمن، فذكر حديثا طويلا.
وقال سيف في الفتوح، عن داود، عن ابن أبي هند، عن شهر، لما طعن معاذ جاء الحارث بن عميرة الزّبيدي من قرية باليمن تدعى زبيد، فذكر القصّة.
وروى شريك عن أبي خلف، عن الحارث بن عميرة، أنه سمع معاذا باليمن يقول:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»
«1» ذكره الحاكم أبو أحمد.
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 595 عن عائشة لو أمرت أحدا ... كتاب النكاح (9) باب حق الزوج على المرأة (4) حديث رقم 1852. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 595 في إسناده علي بن زيد وهو ضعيف. ولكن للحديث طرق أخر وله شاهدان من حديث طلحة بن علي رواه الترمذي والنسائي ومن حديث أم سلمة رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك 4/ 172 عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي وقال بل واه وفي إسناده صالح بن حيان متروك. وأورده البغوي في شرح السنة 5/ 58، 518، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 154، والهيثمي في الزوائد 4/ 313 عن معاذ بن جبل. وقال رواه البزار والطبراني وفيه النهاس بن فهم وهو ضعيف. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44775، 44797.(2/135)
قال الهيثم بن عدي: مات الحارث في زمن يزيد بن معاوية.
1929 ز- الحارث بن عوف العبديّ:
له إدراك، شهد مع العلاء بن الحضرميّ قتال ربيعة بالبحرين، وله في ذلك آثار كثيرة. ويقال: إنه هو الّذي قتل الحطم.
ويقال: بل قتله أخوه حبيب، وقيل بل قتله الشماخ.
[1930- الحارث بن قموم البهزيّ:
له إدراك، وشهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص، ووصفه سعد لعمر بالشجاعة، فقال: لم أر راكبا مثل الحارث بن قموم إنه جلّل «1» بعيره وبرقعة، ثم ركب الفراديس، ففرّق بينها، فإذا أبصر بفارس انحط عليه فعانقه ثم قتله، ثم وثب على بعيره من قيام] .
[1931- الحارث بن قيس الكندي:
ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء، وقال:
مخضرم، وأنشد له شعرا من قصيدة ثانية] .
[1932 ز- الحارث بن قيس:
ذكره أبو محمد بن حزم في طبقات القرّاء، وقال:
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يلقه]
«2» .
1933- الحارث بن كعب «3»
: يأتي في القسم الرابع.
1934 ز- الحارث بن لقيط النخعي «4»
: والد حنش بن الحارث. له إدراك.
قال ابن سعد: شهد القادسيّة. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبو نعيم، حدثنا حنش بن الحارث، سمعت أبي يذكر قال: لما قدمنا من اليمن، فنزلنا المدينة خرج إلينا عمر بن الخطاب فطاف في النخع ونظر إليهم ... الحديث. روى له البخاري في الأدب المفرد.
__________
(1) في ت أنه ملك بعيره.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (953) .
(4) التقريب 1/ 143، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 197.(2/136)
1935- الحارث بن مالك الطائي «1»
: له إدراك. وذكر وثيمة أنه كان أحد من ثبت في الردة، وأدّى صدقته إلى أبي بكر الصّديق مع عدي بن حاتم، وله في ذلك شعر، أوله:
وفينا وفاء ما وفي النّاس مثله ... وسربلنا مجدا عديّ بن حاتم
[الطويل] استدركه ابن فتحون وابن الأمين.
1936- الحارث بن مرّة بن دودان النّفيلي:
له إدراك.
ذكره وثيمة في الردة، وأورد له موعظة وعظ بها بني عامر، منها:
بني عامر إن تنصروا اللَّه تنصروا ... وإن تنصبوا للَّه والدّين تخذلوا
وإن تهزموا لا ينجكم عنه مهرب ... وإن تثبتوا للقوم واللَّه تقتلوا
[الطويل] استدركه ابن فتحون وابن الأمين.
1937- الحارث بن معاوية الكندي «2»
: تقدم في القسم الأول.
1938 ز- الحارث بن ميناء:
له إدراك. وروى ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن ميناء، قال: كان عمر لا يزال يدعوني، فذكر قصّة تدلّ على أنه كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلا.
ذكرها البخاريّ في تاريخه، وذكره ابن حبان في ثقات التّابعين.
[1939 ز- الحارث بن نظام:
بن جشم بن عمرو بن مالك بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ.
له إدراك. وولده عبد الرحمن هو الأعشى الهمدانيّ الشاعر المشهور في زمن عبد الملك بن مروان، ذكره ابن الكلبي]
«3» .
[1940- الحارث بن النعمان بن قيس]
«4» .
1941 ز- الحارث:
غير منسوب. تقدم ذكره في ترجمة حبيب بن الحارث في القسم الأول.
__________
(1) أسد الغابة ت (955) .
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 309.
(3) سقط في أ.
(4) سقط من أ.(2/137)
1942- حارثة بن بدر بن حصين:
بن قطن بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم التميمي، الغداني- بضم المعجمة وتخفيف الدال وبنون.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان من لداة الأحنف بن قيس.
قلت: فإن يكن كذلك فقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وله أخبار في الفتوح، وقصة مع عمر ومع عليّ، وقصص مع زياد وغيره في دولة معاوية وولده.
وذكر الحاكم في تاريخ نيسابور، عن سليمان بن أحمد اللّخمي، أنه ذكره في الصّحابة.
قلت: واللّخمي هو الطّبراني، ولم أر ذلك في معجمه. فاللَّه أعلم.
وذكر المبرّد في «الكامل» أنه غرق في ولاية عبد اللَّه بن الحارث المعروف بببّة على العراق، وذلك سنة أربع وستين، وذلك أنه كان أمّر على قتال الخوارج فهزموه بنهر تيري، فلما أرهقوه دخل سفينة بمن معه، فجلس فيها، فأتاه رجل من أصحابه فصاح: يا حارثة، ليس مثلي يضيع، فقال للملاح: قرب، فظفر الرجل بسلاحه في السفينة فساخت بحارثة ومن معه فغرقوا جميعا.
1943 ز- حارثة بن سفيان البجلي:
له إدراك، وكان زوج سلمى بنت جابر الأحمسية.
ذكره عبد اللَّه بن المبارك في كتاب البرّ والصلة قال: حدثنا أبان بن عبد اللَّه البجلي، عن فلان ابن أبي حازم- أن سلمى بنت جابر أتت عبد اللَّه بن مسعود فقالت له: إن زوجي حارثة بن سفيان لحق باللَّه، قتل بطبرستان، وإنه خطبني رجال، وإني حبست نفسي على زوجي، أفترجو لي أن أكون من أزواجه في الجنة؟ قال: نعم.
قلت: واسم فلان المذكور كريم، سماه أبو أحمد الزبيري في روايته عن أبان البجلي، وزاد في روايته:
أنّ ابن مسعود قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل أمّتي لحوقا بي امرأة من أحمس» .
[1944 ز- حارثة بن عبيد الكلبي:
ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وقال:
قال هشام الكلبي: قال لي سلمة بن معتّب- رجل من ولده: أظنه عاش خمسمائة سنة، وأنشد له:
ألا يا ليتني أمضيت عمري ... وهل يجدي عليّ الدّهر ليتي(2/138)
حنتني حانيات الدّهر حتّى ... بقيت رديمة في قعر بيتي
تأذّى بي الأقارب إذ رأوني ... بقيت، وأين منّي اليوم موتي
«1» [الوافر] قال ابن أبي حاتم: حجبوه دهرا طويلا]
«2» .
1945- حارثة بن مضرّب «3»
: بتشديد الراء المكسورة- العبديّ. له إدراك ورواية عن عمر وعليّ وغيرهما.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي ووثّقه ابن معين وغيره، وقد استدركه أبو موسى في الذيل لكونه قد أدرك.
1946 ز- حارثة بن النمر، أبو أثال «4»
: له إدراك وشهد اليرموك في عهد أبي بكر.
ذكره أبو مخنف. حدثني مالك بن قسامة قال: قال شاعر المسلمين يوم اليرموك:
نجّى جذاما ولخما كلّ سلهبة ... واستحكم القتل أصحاب البراذين
[البسيط] قال: فقال حارثة بن نمر، أبو أثال:
للَّه باليرموك قوم طحطحوا ... أحساب عاتي «5» الرّوم بالأقدام
فتعطّلت منهم كنائس زخرفت ... بالشّام ذات قساقس ورخام
[الكامل]
1947- حازم بن أبي حازم الأحمسي:
أخو قيس. يأتي نسبه في ترجمة أبيه «6» عوف
__________
(1) تنظر هذه الأبيات في المعمرين: 94.
(2) سقط في أ.
(3) طبقات ابن سعد 6/ 86، العلل لأحمد 1/ 81، 85، التاريخ الكبير 3/ 94، تاريخ الثقات للعجلي 103، الثقات 4/ 137، المعرفة والتاريخ 1/ 504، و 2/ 533، أنساب الأشراف 1/ 494، الجرح والتعديل 3/ 255، أخبار القضاة 1/ 85، تاريخ الطبري 1/ 252، 2/ 424 و 426، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 151، تهذيب الكمال 5/ 317، الكاشف 1/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1، ميزان الاعتدال 1/ 446، تهذيب التهذيب 2/ 166، تقريب التهذيب 1/ 145، خلاصة تذهيب التهذيب 69، تاريخ الإسلام 2/ 394.
(4) في أ، ت أبو أبان، في ع أبو مال.
(5) في ت: عاني.
(6) في أ: ابنه.(2/139)
ابن الحارث، قال أبو عمر كان قيس وحازم مسلمين «1» في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهاجرا، بعده، وقتل حازم بصفّين مع علي بن أبي طالب.
الحاء بعدها الياء
1948 ز- الحباب بن عمير السلمي:
الذّكواني. له إدراك.
وذكر له وثيمة في الردة وصية أوصى بها بني حنيفة بلزوم الإسلام، وذكر له أيضا خطبة وكلاما كثيرا في ذلك. استدركه ابن فتحون.
1949 ز- حبال:
بكسر أوله وتخفيف الموحدة وآخره لام- ابن طليحة بن خويلد.
سيأتي ذكر أبيه، وأما هو فكان موجودا لما ادّعى أبوه النّبوة، فذكر بن دريد أن طليحة قال لأصحابه. وقد أصابهم عطش- اركبوا حبالا، واضربوا أمثالا، تجدوا بلالا، فوجدوا الماء كما قال.
والبلال: الماء، قال: فكان ذلك مما زادهم به فتنة، ومعنى اركبوا حبالا أي اسلكوا طريقه، وحبال ابنه.
1950- حبّان:
بكسر أوله ثم موحدة، ابن أبي حبلة تابعي له إدراك.
قال ابن يونس: بعثه عمر بن الخطاب إلى أهل مصر يفقههم وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. وله رواية عن عمرو بن العاص ومن دونه.
وذكره أبو العرب في طبقات أهل القيروان. وقال أحمد بن يحيى بن الوزير: مات بإفريقية.
1951- حبّة:
بفتح أوله وتشديد الموحدة، ابن جوين- بجيم ونون مصغرا- ابن عليّ بن عبد نهم بن مالك بن غانم بن مالك البجلي ثم العرني، أبو قدامة.
قال الطّبرانيّ: يقال إنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف جدّا عن حبّة بن جوين، قال: لما كان يوم غدير خمّ «2» دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الصّلاة جامعة» ... فذكر حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» قال: فأخذ بيد عليّ، حتى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك.
قال ابن الأثير: هذا الحديث قاله النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لعلي في حجة الوداع، ولم يحجّ يومئذ
__________
(1) في أ: كان قيس بن حازم مسلما.
(2) غدير خم: بين مكة والمدينة بينه وبين الجمعة ميلان. انظر مراصد الاطلاع 2/ 985.(2/140)
أحد من المشركين، فلو صح لكان صحابيا وليس هو بصحابي اتفاقا.
قلت: إن صحّ احتمل أن يكون حبّة رآه اتفاقا، ولم يكن قصد الحج حينئذ، ولكن السند ضعيف، وحبّة اتفقوا على ضعفه إلا العجليّ فوثقه ومشاه أحمد.
وقال صالح جزرة: وسط. وقال الساجي: يكفي في ضعفه قوله: إنه شهد صفّين مع علي ثمانون بدريا.
ولحبّة روايات عن علي وابن مسعود وعمار، وعنه سلمة بن كهيل- وأثنى على دينه وعبادته جدا- والحكم بن عيينة، وغير واحد من أهل الكوفة.
ومات حبّة بعد سنة سبعين، وقيل بسنة، وقيل بأكثر من ذلك.
ثم وجدت له حديثا آخر من جنس الأول، فأخرج ابن مردويه في التفسير من طريق أبان بن ثعلبة، عن نفيع بن الحارث، عن أبي الحمراء، عن أبي مسلم الملائي، عن حبّة العرني، قالا: لما أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بسدّ الأبواب التي في المسجد شق عليهم، قال حبة:
إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان، وهو يقول أخرجت عمّك ... الحديث.
والإسناد إلى أبان ضعيف، ومسلم الملائي ضعيف، وحبّة كما تقدم وصفه، ولو صح لكان حبة صحابيا، ويحتمل أن يكون حضر ذلك وهو يومئذ مشرك كما في الخبر الأول.
واللَّه أعلم.
1952- حبيب بن عاصم المحاربي:
له إدراك.
وروى الزّبير بن بكّار من طريق هشام بن إسحاق بن كنانة، قال: لما كان عام الرمادة وانقضى وأمطرت وسالت الأودية خرج عمر على فرس له عربي إلى العقيق، فناداه أعرابيّ من جانب الوادي: يا بن خيثمة، جزاك اللَّه خيرا. فقال: من أنت؟ قال: أنا حبيب بن عاصم المحاربيّ، فذكر قصة.
1953- حبيب بن عوف العبديّ:
تقدم ذكره مع أخيه الحارث بن عوف.
1954 ز- حبيش الأسديّ «1»
: ذكر وثيمة في «الردة» أنه كان يحرّض بني أسد على الإسلام حين ظهر فيهم طليحة بن خويلد، قال: فواجه طليحة بالتكذيب، وأنشد له في ذلك أشعارا منها قوله:
__________
(1) في أ: الأسيدي(2/141)
شهدت بأنّ اللَّه لا ربّ غيره ... طليح وأنّ الدّين دين محمّد
[الطويل] قال: ثم فارقه حبيش وولداه: غسان، وعبد الرحمن.
استدركه ابن فتحون، وابن الأثير، ولم يذكرا ما يقتضي أنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
الحاء بعدها التاء
1955 ز- الحتات بن وذيح»
: في بشر.
قال المرزبانيّ: استشهد يوم جسر أبي عبيد، فرثاه أبوه فقال:
أنعي الحتات في الجياد ولا أرى ... له شبها ما دام للَّه ساجد
وكان الحتات كالشّهاب حياته ... وكلّ شهاب لا محالة خامد
[الطويل]
[1956- حتيت بن شهاب الشامي:
له إدراك قال الزبير بن بكار: كان له قدر بالبصرة، وأقطعه عبد اللَّه بن عامر نهرا بالبصرة.
1957 ز- حتيت بن مظهّر:
بن رئاب بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الكندي ثم الفقعسيّ. له إدراك وعمّر حتى قتل مع الحسين بن علي. ذكره ابن الكلبي مع ابن عمه ربيعة بن حوط بن رئاب. وسيأتي في حرف الراء إن شاء اللَّه تعالى]
«2» .
الحاء بعدها الجيم
1958- الحجاج بن عبد يغوث:
بن عمرو بن الحجاج الزبيدي «3» ، وذكره أبو حذيفة والبخاريّ: وأنه شهد اليرموك، قال: فانكشفت زبيد، وهم في الميمنة، وفيهم، الحجاج بن عبد يغوث، فتنادوا «4» فشدّوا شدة، فنهنهوا من قبلهم من الروم.
وذكره ابن الكلبيّ في فتوح الشام له فيمن وفد من أهل اليمن للمسير إلى الجهاد في خلافة الصديق.
1959 ز- الحجاج بن عبيد:
ويقال ابن عتيك له إدراك.
ذكره ابن الكلبيّ، أنه كان زوج أم جميل الهلالية التي رمي بها المغيرة بن شعبة.
__________
(1) في أ: ت الحتات بن ذريح في نشرة.
(2) سقط من أ.
(3) في أ: الحجاج المرادي.
(4) في أ: فتنادوا أو ترادوا فشدوا.(2/142)
1960 ز- حجّار بن أبجر بن جابر العجليّ «1»
: له إدراك.
روى ابن دريد في «الأخبار المنثورة» حدثنا أبو حاتم، عن عبيدة، عن أشياخ من بني عجل، قالوا حجار بن أبجر لأبيه- وكان نصرانيّا: يا أبت. أرى قوما قد دخلوا في هذا الدين فشرفوا، وقد أردت الدخول فيه.
فقال: يا بني، اصبر حتى أقدم معك على عمر ليشرفك، وإياك أن يكون لك همّة دون الغاية القصوى ... فذكر القصة، وفيها: إنّ أبجر قال لعمر: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن حجارا يشهد أنّ محمدا رسول اللَّه. قال: فما يمنعك أنت؟ قال: إنما أنا هامة اليوم أو غد.
وذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء أن أبجر مات على نصرانيته في زمن علي قبل قتله بيسير.
وروى الطّبرانيّ من طريق إسماعيل بن راشد، قال: مرت جنازة أبجر بن جابر على عبد الرّحمن بن ملجم وحجّار بن أبجر يمشي في جانب مع ناس من المسلمين ومع الجنازة نصارى يشيّعونها ... فذكر قصة.
1961- حجر بن عدي بن الأدبر:
تقدم في القسم الأول.
1962- حجر بن العنبس «2»
: ويقال له ابن قيس. يكنى أبا السّكن، ويقال أبو العنبس الحضرميّ الكوفي.
ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة وابن حبّان في ثقات التابعين. وقال ابن معين: شيخ كوفي ثقة مشهور، وله رواية عن علي وغيره.
وأخرج له البخاريّ في جزء رفع اليدين، وأبو داود، والترمذي.
وروى البخاريّ في تاريخه أنه شرب الدم في الجاهليّة.
وروى الطبراني من طريق موسى بن قيس عنه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «هل لك يا عليّ؟» .
قلت: واتفقوا على أن حجر بن العنبس لم ير النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكأنه سمع هذا من بعض الصحابة.
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 250.
(2) الاستيعاب ت [506] ، تاريخ خليفة 193 العلل لأحمد 1/ 85، التاريخ الكبير 3/ 73، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 196، المراسيل لابن أبي حاتم 53 الجرح والتعديل 3/ 266، الثقات لابن حبان 4/ 177، المعجم الكبير للطبراني 4/ 40، تاريخ بغداد 8/ 274، تهذيب الكمال 5/ 473، الكاشف 1/ 150، الوافي بالوفيات 11/ 320، تهذيب التهذيب 2/ 214، تقريب التهذيب 1/ 155، خلاصة تذهيب التهذيب 73، تاريخ الإسلام 3/ 49، أسد الغابة ت [1094] .(2/143)
1963- حجر بن مالك:
بن بدر الفزاري، ابن عم عيينة بن حصن. له إدراك.
وذكره المرزبانيّ في «معجمه» وأمه أم قرفة التي قتلت في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
1964
ز- حجناء «1» بن رميلة النّهمي:
تقدم ذكره في ترجمة أخيه الأشهب.
1965 ز- حجيل بن قدامة اليربوعي:
ذكر الأمويّ في المغازي أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة، وشهد مقتل مالك بن نويرة، فكان هو الّذي جاء بخبر قتله إلى أبي بكر الصديق.
الحاء بعدها الدال والذال
[1966 ز- حدير بن علقمة:
بن أبي الجون الخزاعيّ، ابن عم سليمان بن صرد بن أبي الجون الصّحابي المشهور الآتي، وابن أخي أكثم بن أبي الجون الماضي.
له إدراك، وكان له ولد اسمه ميسرة، وله مع كثيّر عزّة الشّاعر الخزاعي قصّة، وله يقول كثير من أبيات يخاطبه:
إذا ما قطعنا من قريش قرابة ... بأيّ قسيّ تحتر النّيل ميسرا
[الطويل] ذكره ابن الكلبيّ في الجمهرة]
«2» .
1967 ز- حذيفة بن عبيد المرادي:
أدرك الجاهلية وشهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية، قال ابن يونس فيما ذكره ابن مندة. قال مغلطاي: لم أر له ذكرا في تاريخ ابن يونس، وله ذكر في قضاء لعمر.
1968- حذيفة:
[البارقي الأزديّ] «3» قال ابن مندة: له ذكر فيمن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى الواقديّ حديثا مقلوبا قد أشرت إليه في ترجمة جنادة. وقال البغويّ: يشكّ في صحبته.
1969- حذيم بن الحارث بن الأرقم:
أحد بني عامر بن عبد مناة. له ذكر في السيرة.
الحاء بعد الراء
[1970- حرام بن خالد:
بن ربيعة بن الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامريّ ثم الوحيدي. له إدراك وتزوج عليّ بن أبي طالب بنته أم البنين بنت حرام فولدت له أربعة
__________
(1) في ت حجباء.
(2) سقط من أ.
(3) سقط من أ.(2/144)
أولاد: العباس، وعبد اللَّه، وعثمان، وجعفرا، قتلوا مع أخيهم الحسين يوم كربلاء. ذكر ذلك هشام بن الكلبي والزّبير بن بكّار]
«1» .
[1971- حرام بن ربيعة:
بن عامر بن بن مالك بن جعفر بن كلاب العامريّ، ثم الجعفريّ: أخو لبيد الشاعر.
له إدراك، وسيأتي ذكر أبيه وجدّه، وكان ولده مالك من رؤساء الكوفة، وهو ممن قتله المختار بن أبي عبيد عند طلبه بدم الحسين.
ويشتبه به حزام بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن كلاب والد أمّ البنين امرأة عليّ، ولدت له العباس وجعفرا وغيرهما، وأبوها من أهل هذا القسم أيضا]
1972- الحرّ بن النّعمان:
بن قيس بن تيم الطائي.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: كان له بلاء عظيم في الإسلام في قتال أهل الردّة- يعني في عهد الصّديق]
«2» .
1973- حرب بن جنادب:
قال ابن عساكر: له إدراك، وشهد فتح دمشق في زمن عمر، وكان له بها أقطاع.
1974- حرقوص العنبري:
له إدراك، وشهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعريّ، وهو غير حرقوص بن زهير السعديّ.
[وجزم ابن أبي داود بعد تخريج قصته بأنه ذو الثديّة، وقد قيل في ذي الثديّة إنه ذو الخويصرة، وقيل في ذي الخويصرة إنه حرقوص]
«3» .
1975- حرملة بن سلمى من بني قرد:
له إدراك، وشهد فتح مصر، ذكره أبو عمر الكندي في كتاب الخندق.
1976 ز- حرملة بن المنذر:
بن معديكرب الكندي، أبو زبيد الشاعر. مشهور بكنيته، له ترجمة طويلة في الأغاني، والّذي أعرفه في أكثر الروايات أنه كان نصرانيا.
وقال أبو عبيد البكريّ في شرح الأمالي: زعم الطبريّ أنه أسلم، واستدلّ بزيارته لعمر وعثمان، وبأنّ الوليد بن عقبة أوصى أن يدفن إلى جنبه.
قلت: ولا دلالة له في شيء من ذلك على إسلامه.
__________
(1) سقط من أ.
(2) ليس في أ.
(3) ليس في أ.(2/145)
1977- حريث بن مخفض المازني:
هو حريث بن سلمة بن مرارة، من بني مازن بن عمرو بن تميم.
قال المرزبانيّ: هو مخضرم له في الجاهلية أشعار، وعاش إلى أن أدرك الحجاج، وله معه قصة، وذلك أنه سمعه على المنبر وهو يقول:
بنو المجد لم تقعد بهم أمّهاتهم ... وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا
«1» [الطويل] وفيها: فقام إليه حريث، وهو شيخ كبير فقال: أيها الأمير، من يقول هذا؟ قال حريث بن مخفض المازني فلما نزل دعاه فقال له: ما حملك على قطع الخطبة عليّ؟ قال:
أنا حريث بن مخفّض، فإنه أنشدت شعري فأخذتني أريحيته. قال: فخلاه. وقد أنشد معاوية هذا البيت لما رأى فتيان بني عبد مناف، وقيل:
ألم تر قومي إن دعاهم أخوهم ... أجابوا وإن يغضب إلى السّيف يغضبوا
«2» [الطويل] انتهى.
ومخفّض رأيته في النسخة بالتشديد، وضبطه الرضي الشاطبيّ في الهامش بسكون المهملة وبعد الفاء ضاد معجمة.
1978 ز- حريث بن عبد الملك:
أخو أكيدر دومة.
ذكر «3» البلاذريّ من طريق الكلبي أنّ أكيدر لما مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم منع الصدقة، ونقض العهد، وخرج من دومة الجندل. فلحق بالحيرة وأسلم حريث على ما في يده فسلم ذلك له، قال: وتزوّج يزيد بن معاوية بنت حريث هذا، [وكذا هو في الجمهرة]
«4»
الحاء بعدها الزاي
1979- حزن بن نصر العدويّ:
عدي تميم يأتي ذكره في ترجمة أخيه قرط.
__________
(1) ينظر البيت في ابن سلام 162 والأمالي: 81.
(2) ينظر البيت في ابن سلام 162 والأمالي: 81.
(3) في أ: روى البلاذري.
(4) سقط في أ.(2/146)
الحاء بعدها السين والشين
1980 ز- حسّان بن فائد العبسيّ «1»
: سمع عمر، فكان له إدراك. ولا أعرف له راويا إلا أبا إسحاق السّبيعيّ.
وقال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في الثّقات.
1981 ز- حسان بن كريب «2»
: بن ليشرح بن عبد كلال بن عريب بن شرحبيل الرّعيني- يكنى أبا كريب له إدراك.
قال أبو سعيد بن يونس: هاجر في خلافة عمر وشهد فتح مصر وروى عن عمر، وعنه أبو الخير اليزني «3» ، وواهب المعافري، وكعب بن علقمة وغيرهم: وساق من طريق واهب بن عبد اللَّه عنه أنّ عمر بن الخطاب سأله يحسبون نفقاتكم، فذكر خبرا.
وأخرج ابن عساكر في ترجمته من طريق عيّاش بن عبّاس عنه قال: كنّا بباب معاوية ومعنا أبو مسعود صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصته وله رواية عن علي وأبي ذرّ ومعاوية.
1982- حسين بن خارجة «4»
: أورده عبدان في الصحابة. وقال أحمد بن سيار: لم يذكروا له صحبة. وهو كبير.
وروى ابن خزيمة ويعقوب بن شبّة وغيرهما، من طريق نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن حسين بن خارجة، قال أشكلت عليّ الفتنة- يعني فتنة عثمان- فقلت: اللَّهمّ أرني أمرا من الحق أتمسّك به ... فذكر قصة طويلة فيها منام رآه وقصّة على سعد بن أبي وقاص، وهو مشعر بأن له إدراكا.
وهو غير حسيل بن خارجة المذكور في القسم الأوّل. فيما يظهر لي.
1983 ز- الحشرج بن الأشهب «5»
: بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة الجعديّ- له إدراك، وولده عبد اللَّه غلب على فارس في إمارة ابن الزبير، وكان جوادا ممدّحا، وفيه يقول زياد الأعجم:
إنّ السّماحة والمروءة والنّدى ... في قبّة ضربت على ابن الحشرج
[الطويل]
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 199.
(2) التاريخ الكبير 3/ 31، الجرح والتعديل 3/ 234، مشاهير علماء الأمصار رقم 932، الثقات لابن حبان 4/ 164، تهذيب الكمال 6/ 40: 42، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 147، تهذيب التهذيب 2/ 252، تقريب التهذيب 1/ 162، خلاصة تذهيب التهذيب 76، تاريخ الإسلام 2/ 392.
(3) في ع، ت البري.
(4) أسد الغابة ت [1169] .
(5) أسد الغابة ت [1174] .(2/147)
وإياه عنى الفرزدق بقوله:
البسيط
وغادروا في جؤاثا سيّدي مضرا
ذكره ابن الكلبيّ، وأورده من شعره في فخره بالكرم، وسيأتي زياد بن الأشهب.
الحاء بعدها الصاد
1984- حصن:
بن وبرة بن عدي بن جابر بن حي بن عمرو بن سلسلة بن تيم الطائي له إدراك، وولده نويرة كان له ذكر في أيام نجدة الحروري الّذي خرج باليمامة بعد موت يزيد بن معاوية. ذكره ابن الكلبيّ.
1985- حصن الجدامي:
في حصين.
1986- حصين بن الحارث:
بن المسلم بن قيس بن معاوية الجعفي له إدراك، وكان ولده الجارح من أتباع عبد اللَّه بن الزبير، فولاه وادي القرى، ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وكان لابن الزبير هناك تمر كثير، فأنهبه الجراح الناس، فبلغ ذلك ابن الزبير فعزله، فلما قدم عليه ضربه، وقال: أكلت تمري، وعصيت أمري! فسارت هذه الكلمة في الناس، وكان أعادي ابن الزبير ينسبونه إلى البجل فوجدوا بهذه القصة مساعدا لهم.
1987- حصين بن حسان:
بن شريك بن حذيفة بن بدر الفزاري ذكر المرزبانيّ في ترجمة ابنه جلهمة أنه مخضرم.
1988- حصين بن حدير «1»
: له إدراك، وسمع من عمر نزل البصرة.
روى عنه حسان بن أزهر «2» ذكره البخاري في تاريخه.
1989
- حصين «3» بن سبرة «4»
: له إدراك، وسمع من عمر. نزل الكوفة.
روى عنه إبراهيم التيمي. ذكره البخاري أيضا.
وقال ابن سعد: قال حصين بن سبرة «5» : صلّى بنا عمر الفجر، فقرأ «يوسف» .
1990- حصين:
بن مالك بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن دينار بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن بدر بن قسر البجلي القسري له إدراك، وشهد
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 194.
(2) في أحسان بن زاهر.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 195.
(4) في أشبرمة.
(5) في أشبرمة.(2/148)
القادسيّة، وكان على بجيلة يومئذ. ذكر ذلك ابن الكلبي.
وهو ابن عم أخي عبد شمس بن أبي عوف الّذي غيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه.
وينبغي أن يحوّل إلى الأوّل، لأنهم ما كانوا يؤمّرون في الفتوح إلّا الصّحابة.
1991- حصين بن هريم التميمي:
ذكره وثيمة في الردة، وقال: بعثه الزبرقان بن بدر إلى محكم بن الطفيل ينهاه عن الارتداد، ويدعوه إلى الرجوع إلى الإسلام. وذكر له قصة.
1992 ز- حصين الهمدانيّ:
ذكره وثيمة أيضا، وقال: أصاب في قومه دما فلحق ببني سليم، فلما قدم الفجاءة يدعوهم إلى الردّة تأثم حصين من سكناه بينهم، وكان قد نصحهم ونهاهم عن الردة: فأبوا، فتركهم بعد أن لطم أحدهم وجهه، فخرج عنهم، وذكر له في ذلك أشعارا.
1993- حصين الجذامي:
له إدراك.
ذكر وثيمة أنه كان نازلا في بني حنيفة، فلما ارتدّوا اختفى يعبد ربّه حتى ظفر خالد بن الوليد فهمّ بقتله، فقال له: إن كنت لا تقتل إلا من خالفك أو قاتلك فإنّي بريء منهما، وإن أخذتني بكفر بني حنيفة فقد رفع اللَّه ذلك عني بقوله: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. قال:
فاستبرأ أمره، وخلّى سبيله، فلحق بالمدينة، وفي ذلك يقول أخوه حصن الجذامي:
إنني والحصين وابن أبي ... بجرة سفيان ديننا الإسلام
في أبيات.
وسفيان أخ لهما ثالث.
وأنشد وثيمة لكل من الإخوة الثلاثة شعرا خاطب به خاطب به خالد بن الوليد بأنهم لم يزالوا مسلمين، وذكر أنهم بعد ذلك حالفوا الأنصار، فكانوا منهم.
الحاء بعدها الطاء
[1994- حطّان:
بن حفص بن مجدع بن وابس بن عمير بن عبد شمس بن سعد السعديّ.
له إدراك، وكان يسكن البادية وله ولد يقال له الهيردان- بفتح الهاء وسكون المثناة التحتانية وضم الراء المهملة وآخره نون، كان في زمن عبد الملك بن مروان يتعانى اللصوصيّة، وله قصة مع المهلب ذكرها المرزبانيّ في معجم الشعراء.]
«1»
__________
(1) سقط في أ.(2/149)
1995- حطّان بن عوف:
له إدراك، وشهد خطبة عمر بالجابية، وسمع من بلال.
ذكره ابن عائذ في «المغازي» ، وسمع منه يزيد بن أبي حبيب الأنصاريّ.
1996- الحطيئة الشاعر «1»
: اسمه جرول بن أوس بن مالك بن جؤيّة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ الشّاعر المشهور يكنى أبا مليكة.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: من فحول الشعراء ومقدميهم وفصحائهم، وكان يتصرّف في جميع فنون الشعر من مدح وهجاء وفخر ونسب. ويجيد في جميع ذلك، وكان ذا شرّ وسفه. وكان إذا غضب على قبيلة انتمى إلى أخرى، زعم مرة أنه ابن عمرو بن علقمة من بني الحارث بن سدوس. وانتمى مرة إلى ذهل بن ثعلبة، وأخرى إلى بني عوف بن عمرو، وله في ذلك أخبار مع كل قبيلة وأشعار مذكورة في ديوانه.
وكان كثير الهجاء حتى هجا أباه وأمه وأخاه وزوجته ونفسه.
وهو مخضرم، أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ثم ارتدّ، ثم أسر وعاد إلى الإسلام، وكان يلقب الحطيئة لقصره.
وقال حماد الراوية: لقّب الحطيئة لأنه ضرط ضرطة بين قوم فقيل له: ما هذا؟ قال:
إنما هي حطأة، فلقّب الحطيئة.
وقال الأصمعيّ: كان ملحفا شديد البخل. وما تشاء أن تقول: في شعر شاعر عيب إلا وجدته إلا الحطيئة، فقلما تجد ذلك في شعره، وكذا قال أبو عبيدة نحوه.
وقد تقدمت قصته مع الزبرقان بن بدر في ترجمة بغيض بن عامر بن شماس.
وقال الزّبير بن بكّار، عن عمه: قدم الحطيئة المدينة، فأرصدت له قريش العطاء خوفا من شره، فقام في المسجد فصاح: من يحملني على نعلين؟
وقال إسحاق الموصليّ: ما أزعم أنّ أحدا من الشعراء بعد زهير أشعر من الحطيئة.
وروى الزبير أن إعرابيا وقف على حسّان وهو ينشد، فقال له: كيف تسمع؟
قال: ما أسمع بأسا، قال: فغضب حسّان، فقال له: من أنت؟ قال: أبو مليكة.
قال: ما كنت قط أهون عليّ منك حتى اكتنيت بامرأة، فما اسمك؟ قال: الحطيئة، فأطرق حسّان ثم قال: امض بسلام.
__________
(1) أسد الغابة ت [1202] .(2/150)
وقال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل العرب بيتا أصدق من قول الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين اللَّه والنّاس
«1» [البسيط] وذكر ابن أبي الدّنيا في اصطناع المعروف عن الشعبي، قال: كان الحطيئة عند عمر، فأنشد هذا البيت، فقال كعب: هي واللَّه في التوراة، لا يذهب العرف بين اللَّه وبين خلقه.
[وذكر محمد بن سلام في طبقات الشعراء أنّ كعب بن زهير قال عند موته:
فمن للقوافي بعدنا من يقيمها ... إذا ما ثوى كعب وفوّز جرول
«2» [الطويل] وقال أبو حاتم السجستانيّ، عن الأصمعيّ: لما هجا الحطيئة الزبرقان استعدى عليه عمر، فدعا حسّان بن ثابت، فقال: أتراه هجاه؟ قال: نعم، وسلح عليه، فحبسه عمر، فقال وهو محبوس:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام اللَّه يا عمر
«3» [البسيط] فبكى عمر فشفع فيه عمرو بن العاص، فأطلقه.] «4»
وعاش الحطيئة إلى خلافة معاوية، وله قصص مع سعيد بن العاص وغيره، ثم رأيت ما يدل على تأخّر موته، فروى أبو الفرج من طريق عبد اللَّه بن عياش المنتوف، قال: بينما ابن عباس جالس بعد ما كفّ بصره وحوله وجوه قريش إذ أقبل أعرابيّ فسلم، فذكر قصة طويلة وفيها أنه الحطيئة.
الحاء بعدها الكاف
1997- الحكم:
بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء الخثعميّ، ثم الفرعي. تقدم في ترجمة تميم بن ورقاء.
[1998- الحكم:
بن المغفّل بن عوف بن عمير بن كليب بن ذهل بن سيّار بن والبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الغامديّ.
__________
(1) ينظر البيت في الأغاني 2/ 173.
(2) ينظر البيت في ابن سلام: 88.
(3) ينظر البيتان في ابن سلام: 98، الأغاني 2/ 186.
(4) سقط في أ.(2/151)
له إدراك، وهو عم سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف الآتي، وكان سفيان مع معاوية، والحكم مع علي، فقتل معه في حرب الخوارج. ذكره ابن الكلبيّ]
» .
1999- حكيم:
بضم أوله مصغرا: ابن جبلة بن حصن بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث العبديّ. «2»
قال أبو عمر: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولا أعلم له رواية ولا خبرا يدلّ على صحبته.
وكان عثمان بعثه إلى السّند ثم نزل البصرة وقتل بها يوم الجمل.
2000- حكيم:
بفتح أوله، ابن قبيصة بن ضرار بن عمرو الضبي، والد بشر. ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال: مخضرم.
وقال ابن قتيبة: روى الزيادي عن الأصمعيّ، قال: حدّثنا الحارث بن مصرّف، قال:
لما كان يوم وسلبرى وساحر طرد شقيق بن جزء بن رياح الباهليّ حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبيّ، فذكر قصّة، قال: فحدّثني غير واحد من أصحابنا أن شقيقا أدرك الإسلام فأسلم، واستشهد باليرموك ... قال: وقال غيره: وأدرك حكيم الإسلام فأسلم وعاش إلى زمن معاوية، فقال له: أي يوم من الزمن مرّ بك أشدّ؟ قال: يوم طردني شقيق، قال: فأي يوم مرّ بك أحبّ؟ قال: يوم هداني اللَّه للإسلام.
الحاء بعدها اللام
2001- حلبس «3»
: بن زياد بن غطيف الطائي، أخو عدي بن حاتم لأمه. يأتي ذكره في ترجمة ملحان، [وروينا في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي، من طريق الهيثم بن عدي، عن ملحان بن عتكي، عن أبيه، عن جده حلبس بن زياد الطائيّ، وكان زياد تزوّج النّوار امرأة حاتم، قال ملحان: فقلت للنوار، أي أمة، حدثينا عن بعض أمر حاتم، فقالت: كلّ أمره كان عجبا: أصابتنا سنة حتى أيقنّا الهلاك ... فذكرت قصة حاتم في إيثاره بما كان عنده حتى إنه نحر فرسه، وقال لبعض جاراته: أيقظي أولادك ودونكم اللحم، فأقبلوا على الفرس يشوون ويأكلون، فقال حاتم، وا سوءتاه! تأكلون وأهل الصّرم جياع؟ فدار عليهم، فأنبههم، وجلس ناحية متلفعا بملحفة حتى فرغوا وما أكل معهم مزعة.]
«4»
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت [1233] ، الاستيعاب ت [558] .
(3) سقط في أ.
(4) سقط في ط.(2/152)
الحاء بعدها الميم
2002- حمامي:
بتخفيف الميم الأولى، ابن جرو بن واسع بن سلمة بن حاصر الأزديّ، جدّ أبي بكر بن دريد اللّغوي، قال ابن دريد فيما رواه الخطيب بإسناده عنه، قال:
كان جدّي أول من أسلم من آبائي وهو من السبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص إلى المدينة من عمان لما بلغتهم وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى وصل إلى المدينة وفي ذلك يقول شاعرهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه ... طريد نفته مذحج والسّكاسك
[الطويل]
2003- حمران بن أبان «1»
: مولى عثمان. أصله من النمر بن قاسط، وسبي من عين التمر، فابتاعه عثمان بن المسيب بن نجبة فأعتقه، وسمع من عمر وعثمان وغيرهما.
روى عنه أبو وائل وغيره. قال ابن سعد: نزل البصرة، وادعى ولده في النمر بن قاسط.
قلت: ساق أبو عمر نسبه في التمهيد في ترجمة هشام بن عروة، قال: وكان حمران من العلماء الجلّة أهل الرأي والشرف.
وحكى قتادة أنه كان يصلي خلف عثمان، فإذا توقف فتح عليه.
وقال ابن معين: من تابعي أهل المدينة ومحدثيهم.
وذكره خليفة في عمال عثمان، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
مات بالبصرة بعد السّبعين، قيل إحدى وقيل خمس، وقيل ست.
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148، العلل لابن المديني 96، تاريخ خليفة 179 و 269، طبقات خليفة 200 و 204، العلل لأحمد 1/ 80، التاريخ الكبير 3/ 80، المعارف 435، الأخبار الطوال 112، تاريخ اليعقوبي 2/ 169 و 173، أنساب الأشراف 1/ 468 و 5/ 286، تاريخ الطبري 3/ 377 و 4/ 327 و 6/ 153، الجرح والتعديل 3/ 365، الثقات لابن حبان 4/ 179، أسماء التابعين للدارقطنيّ رقم 258، جمهرة أنساب العرب 301، أمالي القالي 2/ 182، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438، الخراج وصناعة الكتابة 356، معجم البلدان 1/ 644 و 3/ 597 و 4/ 808، الكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 4/ 307، تهذيب الكمال 7/ 301: 306، العبر 1/ 206، ميزان الاعتدال 1/ 604، سير أعلام النبلاء 4/ 182، المغني في الضعفاء 1/ 191، الكاشف 1/ 189، المعين في طبقات المحدثين 32، البداية والنهاية 9/ 12، تهذيب التهذيب 3/ 24، تقريب التهذيب 1/ 198، الوافي بالوفيات 13/ 168، خلاصة تذهيب التهذيب 93، تاريخ الإسلام 2/ 395.(2/153)
2004- حمرة:
بن أيفع بن ربيب بن شراحيل بن ربيعة بن يزيد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ.
قال ابن الكلبيّ: هاجر في زمن عمر إلى الشام ومعه أربعة آلاف عبد فأعتقهم كلهم فانتسبوا في همدان.]
«1»
2005 ز- حمرة:
بضم أوله وبالراء، ابن عبد كلال بن عريب الرّعيني.
أدرك الجاهليّة وسمع من عمر، وكان معه حين خرج إلى الشام.
ذكره البخاريّ وذكره أبو زرعة في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وقال: كان ممّن صحب عمر.
وذكره ابن يونس فقال: شهد فتح مصر.
[2006- حملة بن أبي معاوية الكناني:
أحد الخمسة الذين أنفذهم سعد بن أبي وقاص] «2» يدعون يزدجرد إلى الإسلام، ذكره سيف.
2007- حملة بن عبد الرحمن العكي «3»
: له إدراك، وقد سمع من عمر قوله: لا صلاة إلّا بتشهّد، ذكره البخاريّ في تاريخه.
2008 ز- حمل:
بن معاوية بن مرداس بن الصّباح النخعي. من رهط الأشتر النخعي، كان مع الأشتر لما وفد في عهد عمر، وشهد الفتوح، وكان للأشتر فرس يقال لها الحنترية لا تسبق، فقال فيها وفي ابن عمه:
فما بلغت بي الحنتريّة مبلغا ... من النّاس إلّا كان سيفا لها حمل
فتى من بني الصّباح يهتزّ للنّدى ... جميل المحيّا لا دنيّ ولا وكل
[الطويل] ذكره ابن الكلبيّ في فتوح الشام له.
2009 ز- حميد:
بن الأعور بن أبي قرّة العقيلي، من بني عامر بن عقيل. مخضرم.
ذكره المرزبانيّ.
[2010- حميد بن حوراء الزبيدي «4»
: وحوراء أمّه. مخضرم، ذكره المرزباني] أيضا، وأنشد له شعرا يقول فيه يخاطب عمر:
__________
(1) سقط من أ.
(2) سقط من أ.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 202.
(4) سقط من أ.(2/154)
أقم لمعدّ سنّة في نسائها ... فإنّك بعد اللَّه أنت أميرها
[الطويل]
الحاء بعدها النون
[2011 ز- حنبص:
بمهملة ونون ساكنة وموحدة مفتوحة ثم مهملة: ابن الأحوص بن ربيعة بن سلامان بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي.
قال ابن الكلبيّ: كان فارسا وغزا في الجاهليّة، ثم أدرك الإسلام وشهد القادسيّة، وفيه تقول امرأته العامرية:] «1»
يا ليت قومي كلّهم حنابصه
[الرجز]
2012- ز حنظل:
ويقال حنظلة، بن ضرار «2» بن الحصين، روى ابن مندة من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري، حدثني حنظل بن ضرار- وكان جاهليا فأسلم ... فذكر قصة.
وقال الجاحظ: طال عمره حتى أدرك يوم الجمل.
وذكره الدّولابيّ أنه قتل يوم الجمل وله مائة سنة، وكذا ذكره عمر بن شبّة عن المدائنيّ، قال: قالت عائشة: ما زال جملي معتدلا حتى فقدت صوت حنظلة.
2013 ز- حنظلة بن أوس:
بن بدر التميمي. مخضرم. ذكره المرزبانيّ عن ابن أبي طاهر.
2014- حنظلة بن جويّة الكناني:
قال ابن عساكر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد اليرموك.
وذكر أبو مخنف عن أبيه عن مكلبة بن حنظلة بن جويّة عن أبيه، قال: إني لفي الميسرة إذ مرّ بنا رجال من خيل العرب ... فذكر قصة مبارزته لرجل من نصارى العرب وقتله.
وأخرجه من وجه آخر من طريق هانئ بن عروة الكناني عن مكلبة بن حنظلة نحوه.
[2015 ز- حنظلة:
بن ربيعة بن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب الكلابي.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت [1276] .(2/155)
له إدراك. وكان ابنه مع الحجّاج في حصار ابن الزّبير، ثم ولي جرجان «1» ، وقتل في زمن مروان الحمار. ذكره ابن الكبيّ ... ]
«2»
2016 ز- حنظلة بن الشّرقي:
أبو الطمحان القيني- بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون، الشاعر.
ذكر أبو عبيدة البكريّ في شرح الأمالي أنه كان نديما للزّبير بن عبد المطّلب في الجاهليّة، ثم أدرك الإسلام. وذكره المرزبانيّ، فقال: أحد المعمّرين، وهو القائل:
وإنّي من القوم الّذين هم هم ... إذا مات منهم سيّد قام صاحبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللّيل حتّى نظّم الجزع ثاقبه
«3» [الطويل] وقال: هو أمدح بيت قيل في الجاهلية.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلّام في «الجمهرة» : هو جاهليّ. وذكر أبو محمد بن قتيبة في كتاب الشعراء له أنه كان ينزل على الزّبير بن عبد المطّلب، ثم ذكر له شعرا يتبرّأ فيه من الذّنوب كالزنا وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير والسّرقة.
ووقع في تذكرة ابن حمدون أنه عاش مائتي سنة، ورأيت ذلك في كتاب المعمّرين لأبي مخنف، وأنشد له:
حنتني حادثات الدّهر حتّى ... كأنّي خاتل يدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني، ... ولست مقيّدا، أنّي بقيد
«4» [الوافر]
[2017 ز- حنظلة:
بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب. له إدراك. وهو جدّ ليلى بنت سهيل بن الطفيل، والدة أم البنين بنت الوليد امرأة عمر بن عبد العزيز. ذكره الزبير بن بكّار.
__________
(1) جرجان: بالضم وآخره نون مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، وقد خرج منها خلق من الأدباء والعلماء والفقهاء والمحدثين. انظر معجم البلدان 2/ 139.
(2) سقط في أ.
(3) ينظر البيت الثاني في الآمدي: 222.
(4) ينظر البيت الثاني في المعمرين: 72.(2/156)
[2018 ز- حنظلة بن فاتك الأسديّ:
أخو خريم. ذكره المرزبانيّ في معجم] «1» الشعراء، وقال: مخضرم، وذكر له في فرسه شعرا.
[2019 ز- حنظلة:
بن نعيم العنزي. له إدراك.
قال الدّولابيّ في الكنى: حدّثنا أبو موسى العنزي، حدّثنا محمد بن الحسن العنزي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عمي غضبان بن حنظلة بن نعيم، عن أبيه، قال: كنت فيمن وفد إلى عمر، فجعل يسألنا رجلا رجلا، قال: فذكر قصّة. وفيه حديث حيّ هاهنا يبغي عليهم منصورون، يعني عنزة.]
[2020 ز- حنظلة، والد علي «2»
: له إدراك. قال عبد الواحد بن زياد، عن الشيبانيّ، عن جبلة بن سحيم، عن علي بن حنظلة، قال: كنا بالمدينة في شهر رمضان فظننا أنّ الشمس غابت، فأفطر بعض الناس، ثم طلعت، فأمر عمر من كان أفطر أن يقضي يوما مكانه.]
2021 ز- حنيف بن عمير اليشكري:
ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم. وروى عمر بن شبّة أنه قال- لما قتل محكّم بن الطّفيل يوم اليمامة:
يا سواد «3» الفؤاد بنت أثال ... طال ليلي بفتنة الرّجّال «4»
إنّها يا سعاد من حدّث الدّهر ... عليكم كفتنة الدّجّال
إنّ دين الرّسول ديني وفي القوم ... رجال على الهدى أمثالي
أهلك القوم محكم بن طفيل ... م رجال ليسوا لنا برجال
ربّما تجزع النّفوس من الأمر له ... (م) فرجة كحلّ العقال
[الخفيف]
2022 ز- حنيف بن يزيد:
بن جعونة العنبري. له إدراك.
ذكر الجاحظ أنه كان قرين دعبل النسابة، وأنهما اجتمعا عند عبد اللَّه بن عامر فقال له دعبل: متى عهدك يا حنيف بسجاح- يعني التي تنبّأت في زمن أبي بكر؟ وكان حنيف ممن اتبعها، فقال: ما لي بها علم، فذكر القصة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أسد الغابة ت [1283] .
(3) في ع يا سعاد.
(4) في أالدجال.(2/157)
الحاء بعدها الواو
2023 ز- حوشب، ذو ظليم «1»
: هو ابن طخية، وقيل ابن طخمة. ويقال ابن الساعي بن عتبان بن ظليم بن ذي أستار «2» ، ويقال غير ذلك في نسبه.
روى سيف في «الفتوح» قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جرير بن عبد اللَّه إلى ذي الكلاع وذي ظليم، وهاجر حوشب بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد اليرموك.
وروى ابن السّكن، من طريق محمد بن عثمان بن حوشب، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما أن أظهر اللَّه محمدا أرسلت إليه أربعين فارسا مع عبد شر، فقدموا عليه بكتابي، فقال له: «ما اسمك» ؟ قال: عبد شرّ. قال: «بل أنت عبد خير» . فبايعه على الإسلام، وكتب معه الجواب إلى حوشب ذي ظليم، فآمن حوشب.
قال أبو عمر: اتفق أهل السّير أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث إليه جرير بن عبد اللَّه ليتظاهر هو وذو الكلاع وفيروز على قتال الأسود الكذّاب.
ونزل حوشب الشام، وشهد صفّين مع معاوية.
وذكر له يعقوب بن شيبة وخليفة في ذلك أخبارا، واتفقوا على أنه قتل بصفّين، فروى يعقوب بن سفيان، وإبراهيم بن ديزيل، في كتاب صفّين، والبيهقيّ في الدلائل، وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي وائل، قال: رأى عمرو بن شرحبيل أنه أدخل الجنة فإذا قباب مضروبة، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: لذي الكلاع وحوشب. قلت: فأين عمار؟ قال: أمامك قلت: وكيف؟ وقد قتل بعضهم بعضا؟ قال: إنهم لقوا اللَّه فوجدوه واسع المغفرة.
2024 ز- حوط بن رئاب الأسديّ:
الشاعر. ذكر أبو عبيد البكري في شرح الأمالي أنه مخضرم، وهو القائل:
دببت للمجد والسّاعون قد بلغوا ... جهد النّفوس وألقوا دونه الأزرا
[البسيط] [وأنشد له المرزباني:
يعيش الفتى بالفقر يوما وبالغنى ... وكلّ كأن لم يلق حين يزايله
«3» ] «4» [الطويل]
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، المحن 100، تبصير المنتبه 3/ 864 ذيل الكاشف 354، أسد الغابة ت [1298] ، الاستيعاب ت [599] .
(2) في ع أسيار وفي ت أبشار.
(3) ينظر البيتان في اللآلئ: 331.
(4) سقط في أ.(2/158)
2025- الحويرث بن الرئاب:
له إدراك. وجرت له قصة مع عمر تقتضي أنه كان في زمانه رجلا مقبول القول: قال ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت: حدّثنا أبو بكر المدائني أحمد بن منصور، حدثنا ابن عفير، حدثنا يحيى بن أيّوب، عن ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم، عن الحويرث بن الرئاب، قال: بينا أنا بالأثاثة إذ خرج علينا إنسان من قبر يلهب وجهه ورأسه يلز في جامعة من حديد، فقال: اسقني، اسقني من الإداوة، وخرج إنسان في أثره فقال: لا تسق الكافر لا تسق الكافر، فأدركه فأخذ بطرف السلسلة فجذبه إليه فكبله ثم جرّه حتى دخلا القبر جميعا.
قال الحويرث: فنزلت فصليت المغرب والعشاء، ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة، فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال: يا حويرث، واللَّه أتّهمك، ولقد أخبرتني خبرا شديدا، ثم أرسل إلى مشيخة من أهل الصفراء، قد أدركوا الجاهليّة، فقال: إن هذا أخبرني كذا، ولست أتهمه، حدّثهم يا حويرث ما حدثتني، فحدثتهم، فقالوا: قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين، هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية، فحمد اللَّه عمر وسرّ بذلك حين قالوا له: إنه مات في الجاهليّة، ثم سألهم عنه، فقالوا: كان رجلا من خير رجال الجاهلية، ولم يكن يقري الضيف حقا.
الحاء بعدها الياء
2026- حياض بن «1»
: قيس بن الأعور من بني قشير بن كعب القشيري.
قال هشام بن الكلبيّ: شهد اليرموك فقتل من العلوج خلقا يقال ألف رجل «2» ، وقطعت رجله وهو لا يشعر، ثم جعل ينشدها، وفي ذلك يقول سوّار بن أبي أوفى:
ومنّا ابن عتّاب وناشد رجله ... ومنّا الّذي أدّى إلى الحي حاجبا
[الطويل] وأنشد له المرزبانيّ يخاطب فرسه يوم اليرموك بعد أن قطعت رجله:
أقدم حذام إنّها الأساوره ... ولا تغرّنّك رجل نادره
أنا القشيريّ أخو المهاجرة ... أضرب بالسّيف رءوس الكافرة
[الرجز]
__________
(1) في أ: حباش بن قيس بن الأعور من بني قشير.
(2) سقط في أ.(2/159)
قلت: وقد تقدّم نحو هذه الأبيات في ترجمة الحارث بن سمي الهمدانيّ.
2027 ز- حيان بن وبرة:
أبو عثمان المزني «1» . له إدراك. قال أبو الحسن بن سميع:
صحب أبا بكر الصديق، ولا يحفظ له عنه رواية.
وروى أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه من طريق عمرو بن شراحيل العبسيّ، قال: أتينا بيروت أنا وعمير بن هانئ العبسيّ فإذا برجل عليه الناس في المسجد، وعليه ثياب رثّة وقميص كرابيس إلى نصف ساقيه يقال له حيان بن وبرة، فقلت لعمير: أمن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هذا؟ قال: لا. ولكن كان صاحبا لأبي بكر.
ورواه ابن البرقي في «تاريخه» من هذا الوجه، وزاد فيه: قال عمرو: فسمعته يحدث عن أبي هريرة.
وأخرجه الدّولابيّ في الكنى من هذا الوجه بمعناه.
وذكره البخاريّ فيمن اسمه حسّان- بالسين المهملة. وتعقبه ابن عساكر فقال: إنما هو حيان. قال: وقد تبع مسلم البخاري فيه فأخطأ أيضا، وأهل الشام أعلم به من غيرهم.
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنّ عبد اللَّه بن سنان روى عن حيان بن وبرة هذا أنّ أعرابيا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «علّمني دعوة..» «2» الحديث. قال أبو حاتم: هذا مرسل.
2028 ز- حيوپل بن ناشرة بن عامر بن أيم:
بن الحارث الكنعيّ، أبو ناشرة. له إدراك، وهو جد قرّة بن عبد الرحمن بن حيويل.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يره، شهد فتح مصر، وشهد صفّين مع معاوية. وله رواية عن عمرو بن العاص، وكان أعور أصيبت عينه يوم دنقلة سنة إحدى وثلاثين مع ابن أبي سرح.
2029 ز- حيوة بن جرول:
أو جندل، بن الأحنف بن السّمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ، والدّرجاء.
له إدراك، فروى ابن عساكر من طريق رجاء بن حيوة عن أبيه أنه دخل على معاذ بن جبل ومعه ابنه، فقال له: علّمه القرآن.
وقد صحّ سماع رجاء من أبي الدّرداء، وتقدّم له ذكر في ترجمة امرئ القيس بن عابس.
__________
(1) في أ: أبو غز المزني.
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 94 وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.(2/160)
2030 ز- حيوة بن مرثد:
التّجيبي، ثم الأندائي «1» ، من ولد أندى بن عديّ بن تجيب، له إدراك.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ولا أعلم له رواية.
القسم الرابع من حرف الحاء من ذكر في الصحابة ولا صحبة له ولا إدراك، وبيان غلط من غلط فيه
الحاء بعدها الألف
2031- حاتم، غير منسوب:
اختلقه بعض الكذابين، فروى أبو إسحاق المستملي، وأبو موسى من طريقه أنه سمع نصر بن سفيان بن أحمد بن نصر يقول: سمعت حاتما يقول: اشتراني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بثمانية عشر دينارا، فأعتقني، فكنت معه أربعين سنة.
قال المستملي: كان نصر يقول: إنه أتى عليه مائة وخمس وستون سنة.
قلت: فعلى زعمه يكون حاتم المذكور عاش إلى رأس المائتين: وهذا هو المحال بعينه.
2032- حاتم بن عديّ «2»
: أو عديّ بن حاتم الحمصي. تابعي، أرسل حديثا.
ذكره عبدان في الصحابة، وأورد من طريق سالم بن غيلان، عن سالم بن أبي عثمان، عن حاتم بن عدي. أو عدي بن حاتم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. «لا تزال أمّتي بخير ما عجّلوا الفطر وأخروا السّحور» .
هكذا أورده، وقد سقط منه اسم الصحابي، والحديث في مسند أحمد من هذا الوجه، عن حاتم بن عدي، عن أبي ذرّ، وبهذا ترجمه ابن أبي حاتم عن أبيه، فقال: يروي عن أبي ذرّ، روى عنه سليمان بن أبي عثمان.
2033- الحارث بن أوس «3»
: بن النعمان الأنصاريّ. فرّق ابن مندة بينه وبين الحارث
__________
(1) في ت الأندوني.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 95، الجرح والتعديل 3/ 150، 151، التاريخ الكبير 3/ 77، الثقات 4/ 178، المغني رقم 1215 لسان الميزان 2/ 146، الميزان 1/ 28، ثقات 6/ 237 تراجم الأخبار 3/ 304، تاريخ الثقات 4/ 178، تنقيع المقال 2026.
(3) جامع الرواة 1/ 172، جامع الرجال 1/ 431، الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 95، الاستبصار 1/ 213 تهذيب الكمال 1/ 212، عنوان النجابة 1/ 58، تهذيب التهذيب 2/ 137، الكاشف 1/ 193، التاريخ الكبير 1/ 263، العقد الثمين 4/ 3، تاريخ الإسلام 3/ 58، تقريب التهذيب 1/ 139، بقي بن مخلد 143، الجرح والتعديل 3/ 312، الطبقات الكبرى 2/ 32، 3/ 31، 421، 6/ 378، أعيان الشيعة 373.(2/161)
ابن أوس بن معاذ بن النّعمان ابن أخي سعد بن معاذ، وهو هو: سقط ذكر معاذ من نسبه.
2034- الحارث بن بدل:
ويقال الحارث بن سليم بن بدل، ويقال عبد اللَّه بن الحارث بن بدل.
تابعي لا صحبة له جاءت عنه رواية موهومة، فذكره جماعة في الصحابة كالبغويّ، ومطيّن، والباوردي، وابن شاهين، فرووا من طريق معاذ، عن محمد بن عبد اللَّه الشّعيثي عن الحارث بن بدل، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين فانهزم أصحابه ...
الحديث «1» .
وهكذا رواه بكر بن بكّار، عن محمد بن عبد اللَّه، لكن قال: الحارث بن سليم بن بدل، وقال مرة: عبد اللَّه بن الحارث بن بدل.
وقال الوليد بن مسلم عن الشعيثي عن الحارث بن بدل عن رجل من قومه، وتابعه صدقة بن خالد.
وقال القاسم بن يزيد الجرمي عن الشعيثي عن الحارث بن بدل، عن سهيل الثقفي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال البغويّ: وقد روى أنّ الحارث بن بدل رواه عن عمرو بن سفيان الثقفي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن عبد البرّ: لا يصح الحديث لكثرة اضطراب الشعيثي فيه.
وذكره البخاريّ وابن أبي حاتم في التّابعين. قال أبو حاتم: الحارث مجهول، والشعيثي لم يلق أحدا من الصحابة، قال ابن أبي حاتم: وخلط فيه بكر بن بكار. وذكره ابن سميع وأبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.
2035- الحارث بن بلال المزني «2»
: وقع ذكره في إسناد مقلوب. والصواب بلال بن الحارث.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 184 عن أبي عبد الرحمن الطهري. وقال رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.
(2) تقريب التهذيب 1/ 139، تهذيب التهذيب 2/ 137، تهذيب الكمال 1/ 212، الكاشف 1/ 193، الخلاصة 1/ 181، التحفة اللطيفة 1/ 441.(2/162)
روى البغويّ من طريق نعيم بن حماد، عن الدراوَرْديّ، عن ربيعة، عن بلال بن الحارث بن بلال، عن أبيه في فسخ الحج إلى العمرة، قال: ووهم فيه نعيم، إنما هو عن الدراوَرْديّ عن ربيعة، عن الحارث بن بلال، عن أبيه بلال بن الحارث. كذلك رواه جماعة عنه، وهو الصّواب.
قلت: قد رواه الدارميّ في مسندة عن نعيم على الصّواب، فلعله حدّث به مرتين، أو الوهم من شيخ البغويّ، وهو في السنن الأربعة من حديث الدّراوردي على الصّواب.
وروى أبو نعيم من طريق يعقوب بن الزهريّ، عن الدراوَرْديّ بهذا الإسناد حديثا آخر وهو مقلوب أيضا، وقد أخرجه الطّبراني من وجه آخر على الصواب.
2036 ز- الحارث بن ثولاء:
بفتح المثلثة- استدركه ابن عبد البرّ على حاشية كتاب ابن السّكن، وهو وهم مروي»
من طريق عبيد اللَّه بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبيد اللَّه بن المهاجر، عن الحارث بن ثولاء، قال: شهدت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين..
الحديث.
قلت: الصواب الحارث بن بدل وقد تقدم شرح حاله في أول القسم، وكأن ابن عبد البرّ تنبّه لذلك فلم يذكره في الاستيعاب.
2037 ز- الحارث بن الحارث الشامي:
أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة من رواية شريح بن عبيد عنه في الأمراء من قريش. ويقال: هو الغامديّ، كما تقدم في القسم الأول.
2038- الحارث بن الحكم السّلميّ:
لقبه بعض الرواة أخرجه ابن مندة، وقال:
الصّواب الحكم بن الحارث.
قلت: وقد مضى على الصّواب.
2039- الحارث بن حكيم الضّبيّ «2»
: ذكره ابن شاهين وأبو موسى من طريقه، وساق بإسناده عنه أنه كان اسمه عبد الحارث فسمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه قال ابن الأثير: لا معنى لذكره في الحارث.
قلت: يعني أنه يذكر في عبد اللَّه، وينبّه عليه في عبد الحارث.
__________
(1) في أفروى من طريق عبيد اللَّه.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 98، الجرح والتعديل 3/ 333.(2/163)
2040- الحارث بن رافع:
بن مكيث الجهنيّ «1» . أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة.
وروى أبو موسى في «الذيل» من طريق بقية، عن عثمان بن زفر، عن محمد بن خالد بن رافع بن مكيت، عن عمه الحارث بن رافع- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم» .
وهذا الحديث أخرجه أبو داود من حديث بقية، وبيّن أنه من رواية الحارث بن رافع، عن رافع، والحديث مشهور لرافع بن مكيث، وقد رواه معمر عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، وكان شهد الحديبيّة.
وقد ذكر ابن حبّان في ثقات التّابعين الحارث بن رافع المذكور، وله رواية عن جابر أيضا.
2041- الحارث بن زياد الشاميّ «2»
: ذكره البغويّ في الصّحابة،
وأخرجه الحسن بن عرفة، عن قتيبة، عن اللّيث، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا لمعاوية، فقال: «اللَّهمّ علّمه الكتاب والحساب وقه العذاب» .
وأخرجه ابن شاهين عن البغويّ كذلك،
وهكذا سمعناه في جزء الحسن بن عرفة بعلوّ.
قال ابن مندة: هذا وهم من قتيبة، أو من الحسن بن عرفة، ثم ساقه من طريق موسى بن هارون، عن قتيبة، لكن لم يقل فيه صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن قتيبة، قال ابن مندة: ورواه آدم وأبو صالح وغيرهما عن الليث، عن معاوية، عن يونس، عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية، وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب، وزيد بن الحباب، ومعن بن عيسى، في آخرين، عن معاوية.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، تقريب التهذيب 1/ 1400، الجرح والتعديل 3/ 342، خلاصة تذهيب 1/ 182، تهذيب التهذيب 1/ 147 الكاشف 1/ 194، التاريخ الكبير 1/ 269.
(2) الثقات 3/ 75، 4/ 133. تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الكاشف 1/ 294، تقريب التهذيب 1/ 140، الجرح والتعديل 3/ 345، الطبقات 1/ 106، 136، خلاصة تذهيب 1/ 183، الاستبصار 1/ 289، التاريخ الكبير 2/ 259 در السحابة 761، جامع التحصيل 182، تنقيح المقال 2078 بقي بن مخلد 369، ذيل الكاشف 2112.(2/164)
قلت: وحديث ابن مهدي في صحيح ابن حبّان، وهو الصّواب.
وقد ذكر ابن حبّان الحارث بن زياد في ثقات التابعين.
2042- الحارث بن سعد «1»
: ذكره البغوي، وابن شاهين، وأخرجاه من طريق عثمان بن عمر، عن الزّهريّ، عن أبي خزامة الحارث بن سعد أنه قال: يا رسول اللَّه، أرأيت دواء نتداوى به «2» ... الحديث.
قال ابن معين: أخطأ عثمان بن عمر فيه، وإنما هو عن الزهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه.
قلت: وهو الصّواب واسم والد أبي خزامة يعمر، كما سيأتي في التحتانية، ووقع لابن شاهين فيه وهم آخر ذكرته فيمن اسمه سعد من حرف السّين.
2043- الحارث بن سويد:
التيمي، أبو عائشة الكوفي.
ذكره ابن مندة في الصّحابة، وأورد من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد، عن الحارث بن سويد، وكان مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مسلما ولحق بقومه مرتدا ثم أسلم، كذا أورده، وهذا الحديث للحارث بن سويد الأنصاري. وقد تقدم على الصّواب.
2044 ز- الحارث بن ضرار:
الخزاعي «3» . كذا وقع عند الطبراني. والصواب ابن أبي ضرار.
2045- الحارث بن ضرار:
ويقال ابن أبي ضرار الخزاعي. فرّق ابن عبد البر بينه وبين والد جويرية. وجزم ابن فتحون وغيره بأن والد جويرية غير صاحب القصة والحديث، ولم يصنعوا شيئا. والصواب أنه شخص واحد.
2046- الحارث بن عاصم:
ذكر النووي في الأذكار عند ذكر حديث أبي مالك الأشعري: «الطّهور شطر الإيمان» - أن اسمه الحارث بن عاصم، وهذا وهم، وإنما هو كعب بن عاصم، أو الحارث بن الحارث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 10، التحفة اللطيفة 1/ 444.
(2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 349 عن ابن شهاب. أن أبا خزامة حدثه أن أباه حدثه ... الحديث.
(3) الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 102، الجرح والتعديل 3/ 360، الوافي بالوفيات 1/ 370، العقد الثمين 4/ 19، التاريخ الصغير 1/ 91، التاريخ الكبير 2/ 261، تعجيل المنفعة 76 تنقيح المقال 1202، الأعلمي 15/ 198، ذيل الكاشف 212.(2/165)
2047- الحارث بن عبد اللَّه البجلي:
أورده أبو موسى [في الذيل، وساق] «1» من طريق عبدان بإسناده عن معبد بن خالد الجهنيّ، قال: بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد اللَّه.. فذكر قصّة توجّهه إلى اليمن. وقد تقدمت القصة في ترجمة الحارث بن عبد اللَّه، فذكر قصة الجهنيّ، وأخرجه ابن مندة على الصّواب، فلا وجه لاستدراكه.
2048- الحارث بن عبد اللَّه:
بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. أرسل حديثا.
وذكره البغويّ، وأخرج من طريق عبد الكريم أبي أمية عنه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أتي بسارق فقيل: يا رسول اللَّه، إنه لناس من الأنصار ما لهم غيره؟ فتركه «2» - الحديث.
قال البغويّ: ذكره هارون الحمال في الصحابة، ولا أعرف له صحبة.
قلت: ما له رؤية، لأن أباه ولد بأرض الحبشة.
وقال ابن أبي حاتم: حديثه مرسل، وهو المعروف بالقباع- بضم القاف وتخفيف الموحدة- استعمله ابن الزبير على البصرة. وأخرج له مسلم من طريق ابن جريج عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عنه عن عائشة حديثا في قصة بناء الكعبة.
وذكره البخاريّ وابن سعد وابن حبان في التابعين.
وأخرج الحاكم في كتاب الجهاد من المستدرك من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن ابن جريج. عن عبد اللَّه بن أمية، عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مر في بعض مغازيه بناس من مزينة فتبعه عبد امرأة منهم ... الحديث- في أمره العبد باستئذان سيّدته، قال: صحيح الإسناد، وخفي عليه أنّ الحارث لا صحبة له.
وأخرجه البيهقيّ عن الحاكم ولم ينبّه على إرساله.
2049 ز- الحارث بن عبد المطلب «3»
: ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسم أبيه على حرف
__________
(1) سقط في أ.
(2) أخرجه أبو داود 2/ 547 عن جابر بن عبد اللَّه ولفظه جيء بسارق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال اقتلوه فقالوا يا رسول اللَّه إنما سرق فقال اقطعوه قال فقطع ... الحديث. أبو داود 2/ 547، في كتاب الحدود باب في السارق يسرق مرارا حديث رقم 4410.
(3) الأعلمي 15/ 205، تعجيل المنفعة 54، الجرح والتعديل 3/ 369 التاريخ الكبير 2/ 273، الطبقات الكبرى 1/ 83، 88، 92، 99.(2/166)
العين، فقال: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، واستعمله على بعض أعمال مكّة، وولاه أبو بكر وعمر وعثمان مكّة، ثم انتقل إلى البصرة.
قلت: وقد وهم فيه وهما شنيعا، فإن هذه الترجمة لحفيده الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، وأما الحارث بن عبد المطلب فمات في الجاهليّة.
2050- الحارث بن عتبة:
ذكره ابن قانع،
وأخرج له من طريق سويد بن سعيد، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عنه، سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا هجرة بعد الفتح» ... الحديث.
وتبعه ابن فتحون، وهو غلط نشأ عن تصحيف: والصّواب الحارث بن غزيّة- بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية وقد أخرجه ابن قانع بعد ذلك من رواية يحيى بن حمزة عن إسحاق على الصّواب وسياق المتن أتمّ من سياق سويد.
2051- الحارث بن عتيق بن قيس الأنصاريّ:
ذكره ابن شاهين، وقال: شهد أحدا هو وأبوه وعمه.
قلت: الصواب الحارث بن عتيك- بالكاف لا بالقاف. وقد مضى على الصواب.
2052- الحارث بن قيس بن حصن:
بن حذيفة بن بدر الفزاري. ذكره العسكري، وقال: كان في وفد بني فزارة، قال: وروى عن ابن عبّاس أنه نزل على عمّه عيينة بن حصن، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر.
قلت: هذه القصّة في الصّحيحين للحرّ بن قيس- بضم المهملة وتشديد الراء، لكن فيها أن عيينة هو الّذي نزل على ابن أخيه الحر، وهو الصّواب.
وقد تقدم في ترجمة الحر بن قيس سياق الرواية وقدومه في وفد بني فزارة.
2053- الحارث بن كعب جاهليّ:
ذكره عبدان، وقال: سمعت أحمد بن سيار يقول: هو جاهليّ. حكى عن نفسه أنه عاش مائة وستين سنة، وذكر أنه أوصى بنيه خصالا حسنة تدلّ على أنه كان مسلما.
قلت: لا يلزم من ذلك صحبته، لأنه إن كان قبل البعثة فلا صحبة له، وإن كان بعدها فليذكر في المخضرمين.
2054- الحارث بن مخلّد الأنصاريّ:
الزّرقي.
تابعي أرسل حديثا، فذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وروى من طريق سهيل بن أبي(2/167)
صالح، عن أبيه، عن الحارث بن مخلّد، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أتى النّساء في أدبارهنّ لم ينظر اللَّه إليه» «1» .
وهذا الحديث قد أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من طرق عن سهيل. عن الحارث ابن مخلّد، عن أبي هريرة.
والحديث معروف لأبي هريرة، والحارث معروف بصحبة أبي هريرة.
وقد ذكره في التّابعين البخاريّ وابن حبّان وغيرهما. وقال البزار: ما هو بالمشهور.
وروى عبدان من طريق سعيد بن سمعان أنه سمع أبا هريرة يقول للحارث بن مخلّد: يا حارث، إن استطعت أن تموت فمت، فذكر قصة، فذكره لأجل هذا في الصحابة، وليس فيما أورده دلالة على صحبته أصلا.
2055- الحارث بن وهب:
ذكره الطبرانيّ، وأورد من طريق أشعث، عن أبي إسحاق، عن الحارث بن وهب، أو وهب بن الحارث، قال: صليت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بمكّة وبمنى ركعتين. الحديث.
وهذا لم يحفظ أشعث اسمه. وإنما هو حارثة بن وهب، وكذلك هو في الصحيح من طرق عن ابن أبي إسحاق.
2056- الحارث بن وهب آخر:
تابعي معروف بالرواية عن الصّنابحي.
أرسل حديثا فذكره الطبرانيّ في الصحابة، وأخرج له حديثا رواه غيره من طريقه عن الصّنابحي، وهو الصّواب.
2057- حارثة بن حرام:
ذكره عبدان، واستدركه أبو موسى، وروى من طريقه بسنده أنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وأهدى له هديّة من صيد فقبلها ... الحديث.
والصّواب حازم بن حرام، وقد ذكر ابن مندة على الصواب هذه القصة بعينها، ولا ينبغي أن يستدرك عليه بالوهم.
2058- حارثة بن ظفر:
ذكره ابن شاهين في هذا الحرف. وتبعه أبو موسى: وقد ذكره غيرهما في حرف الجيم على الصّواب.
2059- حارثة بن عمرو بن المؤمل:
يأتي في الجيم من النساء.
__________
(1) أورده المنذري في الترغيب 3/ 290. والهيثمي في الزوائد 4/ 302 عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر. قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات.(2/168)
2060 ز- حارثة بن مالك بن غضب:
بن جشم بن الخزرج ثم من بني [مخلد بن] عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ.
ذكره الواقديّ فيمن شهد بدرا، هكذا قال ابن عبد البرّ.
وقال الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي عبد اللَّه حارثة بن النعمان: شهد بدرا من الأنصار ممن يسمى حارثة ثلاثة: حارثة بن سراقة واستشهد فيها. وحارثة بن النعمان وعاش إلى خلافة معاوية، وحارثة بن مالك بن غضب.
ثم ساق بسنده إلى الواقديّ فيمن استشهد ببدر من بني زريق بن عامر بن عبد حارثة ابن مالك بن غضب بن جشم من الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زريق. هذا آخر الكلام أبي أحمد، وهو أوّل واهم فيه، فإنه نقل بعض كلام الواقديّ وحذف بعضا، وظن أن النّسب انتهى إلى قوله عبد، وأن المختبر عنه بشهوده بدرا هو حارثة، وليس كذلك، فإن عبد حارثة بن مالك جدّ عليّ الّذي شهد بدرا، واسمه هكذا مركب من ركنين عبد وحارثة، وقد وقع نحو هذا الوهم لابن مندة، فقال حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاريّ، من بني بياضة شهد العقبة، قاله أبو الأسود عن عروة، ثم قال بعد تراجم: حارثة بن مالك الأنصاري: من بني حبيب بن عبد، شهد بدرا، قاله ابن إسحاق. ثم ساق بسنده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك.
انتهى.
وقد وقع في نحو مما وقع فيه الحاكم، فإنه ظنّ أن حارثة هو المخبر عنه بشهوده بدرا، وليس كذلك.
والّذي في كتاب ابن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين من الأنصار ببدر من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم رافع بن المعلى، فقوله: رافع بن المعلى هو المخبر عنه، وهو من ذرية حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، وعبد حارثة اسم مركب كما تقدم، وما نسبه إلى أبي الأسود عن عروة القول فيه كالقول فيما نسبه لابن إسحاق.
وتردّد ابن مندة بأن جعله اثنين، وهو واحد على تقدير أنه يكون قد سلم الخطأ فيه.
وقد بالغ الدمياطيّ في الإنكار على ابن عبد البرّ فيما نقله عن الواقديّ من جعله حارثة بن مالك بن غضب شهد بدرا، وقال: هو عبد حارثة، وهو من أجداد من صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبينهم وبينه عدّة آباء. انتهى. وقد نبه على وهم ابن مندة فيه أبو نعيم، وزعم أن ابن لهيعة(2/169)
أول واهم فيه، ونقل ابن الأثير، عن ابن عبد البرّ أن الواقدي وهم فيه أيضا. قال ابن الأثير:
وليس ذلك في المغازي للواقديّ، فكأنه إنما ذكره في الأنساب.
ومما وقع لابن عبد البرّ فيه من الوهم أنه ساق نسبه إلى الخزرج، ثم قال من بني مخلد، ومخلّد هو ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج كما تقدم، فكيف يكون الجدّ الأعلى من أولاد بنيه؟ واللَّه الموفق.
الحاء بعدها الباء
2061- حباب، أبو عقيل:
كذا وقع عند الطبرانيّ: والصّواب حبحاب. وقد تقدم على الصّواب في القسم الأول.
2062- حبّان بن زيد:
أبو خداش. يأتي في الكنى.
2063- حبة بن حابس التميمي.
ذكره ابن أبي عاصم. وأورد له من طريق يحيى بن أبي كثير: حدثني حبّة بن حابس، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا شيء في الهامّ، والعين حقّ» .
وهو خطأ في موضعين: أحدهما أنه حية- بتحتانية مثناة من تحت لا بموحدة، والثاني أنه روى الحديث المذكور عن أبيه، كذلك أخرجه أحمد والترمذي وابن خزيمة، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، وهو الصّواب.
2064- حبّة بن مسلم «1»
: ذكره عبدان في الصّحابة، وهو تابعي أرسل حديثا أخرجه عبدان من طريق عبد المجيد بن أبي روّاد.
وذكره عبد الملك بن حبيب كلاهما عن أسد بن موسى، عن ابن جريج، حدث «2» عن حبة بن مسلم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ملعون من لعب بالشّطرنج» .
أخرجه ابن حزم، وقال: حبة مجهول، والإسناد منقطع. وقال ابن القطان: حبة مجهول. قال: وقيل إنه حبة بن سلمة أخو شقيق بن سلمة، وهو لا يعرف أيضا.
2065- حبيب بن إساف الأنصاريّ
الخزرجيّ ذكره الطّبرانيّ وابن عبد البرّ.
في حرف الحاء المهملة، وهو تصحيف، وإنما هو خبيب- بالخاء المعجمة مصغرا، وذكره في المهملة عبدان أيضا، فقال: حبيب بن إساف رجل من أهل بدر قديم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 116.
(2) في أحديث عن حبة بن مسلم.(2/170)
2066- حبيب بن تيم:
قتل بأحد، قاله ابن أبي حاتم، وكذا أورده الذّهبيّ مستدركا على من تقدمه، ولا وجه لاستدراكه، لأنه حبيب بن زيد بن تيم، نسبه بعضهم لجده، وقد ذكر على الصّواب في مكانه.
2067- حبيب بن حماز الأسدي «1»
. تابعي أرسل حديثا. فذكره كذلك عبدان، وقال: هو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد معه السفر. ثم ساق من طريق زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن حبيب بن حماز، قال: كنا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في سفر فتعجّل ناس ... الحديث.
ورواه غير زائدة عن الأعمش بهذا الإسناد فقال: عن حبيب عن أبي ذرّ، قال:
كنّا ... فذكره.
وقد ذكر حبيبا في التابعين البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبان والدارقطنيّ وآخرون.
2068- حبيب بن شريح:
غلط فيه الصغاني المتأخر، وإنما هو حبيش بن شريح، وسيأتي.
2069- حبيب العنزيّ:
والد طلق العابد البصريّ،
ذكره عبدان في الصّحابة، وبيّن أنه وهم، فأخرج من رواية يونس بن حباب، عن طلق بن حبيب، عن أبيه- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وبه الأسر فأمره أن يقول: «ربّنا اللَّه الّذي في السّماء ... »
الحديث.
وقال: والصحيح ما رواه شعبة عن يونس، عن طلق، عن رجل من أهل الشام عن أبيه.
2070- حبيب الفهري «2»
: أفرده بعضهم عن حبيب بن مسلمة الفهري، وهو هو:
فروى البغوي من طريق داود العطار عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، عن حبيب الفهري أنه جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأدركه أبوه، فقال: يا نبيّ اللَّه، إنّ ابني يدي ورجلي. فقال: ارجع معه، فإنه يوشك أن يهلك، قال: فهلك في تلك السنة
«3» . قال البغويّ: هو عندي غير حبيب بن مسلمة. وقال ابن مندة: أخرجه البغويّ وأراه وهما، وأخرجه أبو نعيم من طريقين، عن ابن جريج، فقال فيه: إن حبيب بن مسلمة قدم
__________
(1) الثقات 3/ 81، الجرح والتعديل 3/ 461، تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، الطبقات الكبرى 6/ 132، 9/ 45، التاريخ الكبير 2/ 315.
(2) أسد الغابة ت [1064] .
(3) أخرجه ابن سعد 7/ 130 وابن عساكر كما في التهذيب 4/ 38.(2/171)
وإن أباه أدركه. فذكره مطوّلا، فظهر أنه هو. واللَّه أعلم.
2071- حبيب بن مخنف الغامديّ «1»
: روى حديثه ابن جريج، عن عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، قال: انتهيت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم عرفة وهو يقول: «هل تعرفونها..»
الحديث.
قال ابن مندة: ويقال إنه وهم. وقال أبو نعيم: إنه وهم، وإنما هو عن حبيب بن مخنف عن أبيه، قال: وكان عبد الرزّاق يرويه مرة مجرّدا ومرة لا يقول عن أبيه.
وقال ابن عبد البر: حبيب بن مخنف العمري، كذا قال، روى حديثه عبد الكريم بن أبي المخارق، ولا يصحّ إلا أن عبد الرزاق قال: لا أدري عن أبيه أم لا.
قلت: فهذا وجه ثالث عن عبد الرزاق. قال: وروى عن ابن عون، عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم.
[قلت: هذه هي الرواية المشهورة أخرجها أحمد وأصحاب السّنن الأربعة رواية من قال: عن حبيب بن مخنف، عن أبيه. وقد تقدم في الأول على الاحتمال البعيد.
قال البغويّ: عبد الكريم شيخ ابن جريج فيه هو ابن أبي المخارق، وأبو أمية المعلم البصري وفي حديثه لين]
«2» .
2072- حبيب بن أبي مرضية:
ذكره عبدان، وقال: لا يعرف له صحبة، إلا أن هذا الحديث روي عنه هكذا: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل منزلا وبيتا فقال له حبيب: إن رأيت أن نتحوّل.
2073- حبيش بن حذافة:
روى عن معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه- أن حفصة تأيّمت من حبيش بن حذافة السهميّ.. الحديث.
قال الحميديّ: ذكره معمر بالمهملة والموحدة ثم المعجمة، والصّواب بالمعجمة والنون ثم المهملة.
قلت: وهو في الصّحيحين كذلك، وهو الصّواب.
2074- حبيش بن شريح الحبشي «3»
: أبو حفصة.
__________
(1) ذيل الكاشف 239، تجريد أسماء الصحابة 1/ 119، الجرح والتعديل 3/ 498.
(2) بدل ما في القوسين في أ: قلت: فهو يقوي رواية من قال عن حبيب بن مخنف عن أبيه.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الكاشف 1/ 205، خلاصة تذهيب 1/ 195، تهذيب الكمال 1/ 231، تهذيب التهذيب 2/ 194، تقريب التهذيب 1/ 152، التاريخ الكبير 3/ 123.(2/172)
قال ابن مندة: ذكره إسحاق بن سويد الرمليّ في الصّحابة، وذكره موسى بن سهل في التابعين، ثم ساق من طريق إسحاق بن سويد بسند له إلى حسان بن أبي معن، عن أبي حفصة الحبشي، واسمه حبيش، قال: اجتمعت أنا وثلاثون رجلا من الصّحابة فأذنوا وأقاموا الصّلاة وصلّيت بهم ... الحديث. انتهى.
ليس في هذا ما يقتضي صحبته، وقد ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهم في التابعين، وهو معروف يروي عن عبادة بن الصّامت، وذكره الصّغانيّ في المختلف فيهم، لكنه قال: حبيب بن شريح، وهو وهم.
2075- حبيش بن حباشة
بن أوس بن بلال الأسدي، والد زرّ.
ذكره أبو القاسم بن أبي عبد اللَّه بن مندة في كتاب المستخرج للتذكرة في جملة من روى من الصّحابة حديث ليلة القدر، ووهم في ذلك وهما نشأ عن تحريف، وذلك أن الحديث وقع له من طريق زرّ بن حبيش. قال: حدّثني أبيّ، وهو بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد الياء، وهو أبيّ بن كعب، فقرأه أبو القاسم أبي- بفتح الهمزة وكسر الموحدة بغير تشديد، وهو خطأ ظاهر.
وقد تقدم ذكر حبيش الأسدي في القسم الأول، وأظنه غير هذا.
الحاء بعدها الجيم
2076- الحجاج بن الحجاج الأسلميّ «1»
: قال ابن حبّان: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
قلت: ذكره البخاريّ وغيره في التّابعين.
2077- الحجاج بن عمرو الأسلمي «2»
: روى عنه عروة، وذكره ابن سعد. هكذا أورده الذهبيّ في التجريد مستدركا على من تقدمه، ولا وجه لاستدراكه، فإنّهم ذكروه في الحجاج بن مالك بن عويمر الأسلميّ، وهذا هو الباب الصّواب في اسم أبيه.
2078- الحجاج بن قيس:
بن عديّ السهميّ «3» . فرق ابن مندة بينه وبين الحجاج بن الحارث بن قيس، وهو هو، سقط ذكر أبيه من بعض الروايات، ونبّه عليه ابن الأثير.
__________
(1) ذيل الكاشف 244.
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 238، الاستيعاب ت [503] .
(3) أسد الغابة ت [1086] .(2/173)
2079- الحجاج بن مسعود «1»
: ذكره ابن مندة،
وأورد له من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن حجاج بن حجاج الأسلمي، عن أبيه، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أحسبه حجاج بن مسعود. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصّلاة، فإنّ الحر من فيح جهنّم» .
كذا أورده.
وقد أخرجه أبو داود الطيالسيّ في مسندة بهذا الإسناد، لكن قال في سياقه يحسبه حجاج بن مسعود، وهذا هو الصّواب، وفاعل يحسبه هو حجاج الأسلمي، وابن منصوب على المفعولية، والمراد بابن مسعود عبد اللَّه، وحجاج بن مسعود لا وجود له في الخارج.
وقد أخرج الحديث أحمد، عن غندر، عن شعبة: سمعت الحجاج بن الحجاج، وكان إمامهم، يحدث عن أبيه، وكان حجّ مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال حجاج. أراه عبد اللَّه بن مسعود، وكذلك أخرجه أبو نعيم من طرق القواريري عن غندر وهو الصّواب.
2080- حجاج:
والد قابوس «2» .
ذكره ابن قانع فغلط فيه، وإنما هو كنية قابوس، ووالد قابوس اسمه مخارق، وأخرج ابن قانع من طريق سماك بن حرب، عن قابوس بن الحجاج، عن أبيه- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أرأيت رجلا يأخذ مالي ما تأمرني؟ الحديث.
فوقع عنده تصحيف. والصّواب عن قابوس أبي الحجاج.
2081- حجر بن ربيعة بن وائل «3»
: ذكره ابن عبد البرّ، وتعلق برواية الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل، بن حجر عن أبيه عن جده- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يسجد على جبهته وأنفه.
وأخرجه مسدّد في «مسندة» من هذا الوجه، قال أبو عمر: إن لم يكن قوله عن جده وهما فحجر من الصحابة.
قلت: ويحتمل أن يكون كان في الأصل عن ابن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن جدّه. واللَّه أعلم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 122، أسد الغابة ت [1088] .
(2) أسد الغابة ت [1085] .
(3) أسد الغابة ت [1090] ، الاستيعاب ت [504] .(2/174)
2082- حجر العدوي «1»
: ذكره أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريق الترمذيّ بسنده عن الحكم بن جحل عن حجر العدويّ- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لعمر: «قد أخذنا زكاة العبّاس»
«2» . قلت: وهم أبو موسى فيه، وكأنه سقط من نسخته عن علي، فظن حجرا صحابيّا، وإنما هو الترمذيّ عن حجر العدويّ، عن علي. وفي الإسناد مع ذلك علّة غير هذه. واللَّه أعلم.
2083- حجر المدري «3»
: أرسل حديثا فأخرجه بقيّ بن مخلد في الصّحابة، وهو وهم، فإنه معروف. روى عن علي وزيد بن ثابت وغيرهما.
قال العجليّ: تابعيّ ثقة من خيار التّابعين.
الحاء بعدها الذال
2084- حذيم، جدّ حنظلة:
أتى «4» النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، يكنى أبا حذيم، له ولأبيه صحبة أخرجه ابن مندة، وفرّق بينه وبين حذيم بن حنيفة. وقال ابن الأثير: لما رأى ابن مندة الاختلاف في التأخير والتقديم في نسبه ظنه اثنين.
قلت: لم أر ذلك في كتاب ابن مندة، وكذا صنع أبو نعيم تبعا له، والواهم فيه ابن الأثير، ويدلّ عليه قوله: يكنى أبا حذيم، فإنّ هذا لم يقله ابن مندة إلا في ابن حنيفة، ولو كان كما قال ابن الأثير لكان اسمه وكنيته واحدا.
وقال الذّهبيّ في التجريد: حذيم له فيما قيل ولأبيه ولابنه وابن ابنه صحبة. كذا قال، وهو غلط على غلط، لأنه بني على أنه والد حنيفة لما رأى ابن الأثير قال: إنه جد حنظلة، وليس كذلك، وحنيفة تقدم أنّ اسم أبيه جبير وقيل بجير، وفي سياق حديثه ما يبين الصّواب في ذلك. واللَّه أعلم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحبة 1/ 123، تقريب التهذيب 2/ 155، خلاصة تذهيب 1/ 200، تهذيب الكمال 1/ 237، تهذيب التهذيب 2/ 215، المحن 116- 117- 118- 119، الكاشف 1/ 209، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 576 الطبقات الكبرى 6/ 217، تاريخ جرجان 215، أسد الغابة ت [1092] .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16905. وعزاه للترمذي وسعيد بن منصور.
(3) طبقات ابن سعد 5/ 536، طبقات خليفة 287، العلل لأحمد 1/ 92. التاريخ الكبير 3/ 73، تاريخ الثقات للعجلي 110، الثقات 4/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 146، الجرح والتعديل 3/ 267، تهذيب الكمال 5/ 475، الكاشف 1/ 150، تهذيب التهذيب 2/ 215، تقريب التهذيب 1/ 155، خلاصة تذهيب التهذيب 73.
(4) في أ: رأى النبي.(2/175)
الحاء بعدها الراء والزاي
2085- حراش بن أمية الكعبيّ «1»
: ذكره أبو موسى في الذيل. وقال: ذكره ابن طرخان في الحاء المهملة.
قلت: وهو تصحيف، وإنما هو بالخاء المعجمة. وقد ذكره ابن مندة على الصّواب فلا يستدرك.
2086- حرام بن معاوية الأنصاريّ «2»
: وقيل العبسيّ، نزيل دمشق، أرسل حديثا فذكره عبدان في الصحابة.
قال ابن أبي حاتم والبخاريّ والدارقطنيّ وابن حبّان: أحاديثه مراسيل، يروي عنه زيد بن رفيع.
وزعم الخطيب أنّ حرام بن معاوية هذا هو حرام بن حكيم الّذي روى عن عمه عبد اللَّه بن سعد، وأخرج حديثه أصحاب السنن.
وقد فرق بينهما البخاريّ والدارقطنيّ والعسكريّ وغيرهم، وعلى كل حال فهو تابعيّ.
واللَّه أعلم.
2087- حرب بن أبي حرب الثقفي «3»
: قيل اسم أبيه هلال.
تابعيّ أرسل حديثا، فذكره عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق عطاء بن السائب، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: ليس على المسلمين عشور»
... الحديث.
وقد رواه الثّوريّ عن عطاء المذكور، فقال: عن حرب، عن خاله رجل من بني بكر بن وائل وقال جرير: عن عطاء، عن حرب، عن أبي أمية من بني ثعلبة.
قلت: وبنو ثعلبة من بكر بن وائل. واللَّه أعلم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 125، أسد الغابة ت [1120] .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، الجرح والتعديل 3/ 1259، خلاصة تذهيب 1/ 157، 201، تهذيب الكمال 241، تهذيب التهذيب 2/ 222 التاريخ الكبير 33/ 102، أسد الغابة ت [1123] .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، التاريخ الكبير 3/ 60.
(4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 28، كتاب الزكاة باب ما جاء ليس على المسلمين جزية (11) حديث رقم 634. وأحمد في المسند 3/ 474 عن رجل من بني تغلب. وابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 39. وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 197. والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 60، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 119، 211، وابن عدي في الكامل 3/ 916، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 153.(2/176)
2088- حرب السلمي:
يأتي في حريث.
2089 ز- الحرّ الخثعميّ:
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة.
أخرجه البلاذريّ من طريق عبد الملك بن وهب عن الحرّ الخثعميّ- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما خرج مهاجرا مرّ بامرأة يقال لها عاتكة بنت خالد، وهي أم معبد فذكر حديثها.
2090- حريث بن شيبان «1»
، والد بكر بن وائل. ذكره عبدان هكذا، واستدركه أبو موسى، وإنما هو حريث بن حسان كما تقدم على الصّواب. وبذلك ذكره ابن مندة، فلا وجه لاستدراكه.
2091 ز- حريث، أبو فروة السلميّ:
ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة فصحّف اسمه وكنيته جميعا، وهو حدير أبو فروة، كما تقدم على الصّواب، وقرأته بخط مغلطاي حرب- بسكون الراء بعدها موحدة، وهو تصحيف أيضا.
2092- حريش «2»
: بفتح أوله وآخره معجمة- ابن هلال التميمي القريعي. استدركه ابن الأثير، واستند إلى ما أنشد له أبو تمام في الحماسة من أبيات:
شهدن مع النّبيّ مسوّمات ... حنينا وهي دامية الحوامي
«3» «4» [الوافر] قلت: ولا دلالة فيها على صحبته. وقد تقدم في ترجمة الجحاف السلميّ أنها له، وأنه لا دلالة فيها أيضا على صحبته، وإنما قالها مفتخرا بقومه.
وقد تقدم في القسم الأول ذكر الحريش التميمي، وأظنه غير هذا، لأن ذلك عنبري وهذا قريعي، وإن كانا جميعا تميميين. وهذه الأبيات عزاها أبو الحجاج الأعلم في شرح الحماسة لخفاف بن ندبة. ويروي أيضا للعباس بن مرداس.
2093
- حزام بن خويلد «5» بن أسد:
بن عبد العزى، أخو خديجة أم المؤمنين، ووالد حكيم. ذكره ابن الأثير في الصّحابة. وقد تقدم القول فيه في الأول. [فوهم ومستنده ما
__________
(1) أسد الغابة ت [1140] .
(2) أسد الغابة ت [1146] .
(3) في أدامية الحوافي.
(4) ينظر البيت في أسد الغابة ت رقم (1146) وينظر شرح ديوان الحماسة للتبريزي 14/ 134، 135
(5) أسد الغابة ت [1148] .(2/177)
أخرجه أبو موسى من طريق هارون بن سليمان عن حكيم بن حزام عن أبيه قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن صوم الدهر- الحديث.
قال أبو موسى: والصواب عن هارون عن مسلم بن عبيد اللَّه عن أبيه قلت: وهو محتمل فظن ابن الأثير أن حكيم بن حزام المذكور هو الأسدي فترجم لأبيه فوهم وهما شنيعا]
«1» .
الحاء بعدها السين
2094 ز- حسّان بن أبي سنان البصري «2»
: أحد زهّاد التابعين. مشهور.
أرسل حديثا
فذكره علي بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وأخرج من طريق أبي عاصم الحنظليّ عن حسان بن أبي سنان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «طالب العلم بين الجهال كالحيّ بين الأموات»
«3» . وقد ذكره ابن حبّان في «الثّقات» ، وقال: يروي الحكايات، ولا أعرف له حديثا مسندا.
قلت: أدركه جعفر بن سليمان الضبعي، وهو من صغار أتباع التابعين.
2095- حسان بن عبد الرحمن الضبعي «4»
: تابعي. أرسل حديثا
فذكره العسكريّ «5» في الصّحابة، وأخرج من طريق همام عن قتادة عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لو اغتسلتم من المذي لكان أشدّ عليكم من الحيض» .
قال البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبّان حديثه مرسل.
2096- حسان بن قيس:
بن قيس. زعم ابن قانع أنه اسم أبي مسعود التميمي. وقد بينت خطأه في ذلك في الكنى.
__________
(1) سقط في ح.
(2) تقريب التهذيب 1/ 161، الجرح والتعديل 3/ 1046، خلاصة تذهيب 1/ 206، تهذيب الكمال 1/ 249، حلية الأولياء 3/ 114، تهذيب التهذيب 2/ 249، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 579، التاريخ الكبير 3/ 35، تاريخ بغداد 8/ 258، أسد الغابة ت [1157] .
(3) أخرجه الديلميّ عن حسان بن أبي جابر وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للعسكريّ في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن حسان بن أبي سنان مرسل كشف الخفا 2/ 55،
(4) أسد الغابة ت [1159] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، ذكر أخبار أصبهان 286، التاريخ الكبير 3/ 31.
(5) في أ: فروى العسكري.(2/178)
2097 ز- حسان بن هلال الأسلمي:
له صحبة، ذكر ذلك عبد الغني في الكمال، وهو تصحيف نبّه عليه المزّي، وقال: الصّواب ابن بلال- بموحدة عوض الهاء، وليس هو أسلميا]
«1» .
2098 ز- حسان بن وبرة:
تقدم على الصّواب في القسم الثاني في حيّان بالتحتانية.
2099- حسحاس:
بمهملات، غير منسوب «2» . ذكره أبو موسى في الذيل بعد ترجمة حسحاس بن بكر، ثم ساق له
حديث: «من لقي اللَّه بخمس عوفي من النّار ... » الحديث.
وقد ذكره ابن ماكولا في ترجمة حسحاس بن بكر، وكذلك ابن أبي حاتم، فهو واحد.
2100- حسل بن نويرة الأشجعي «3»
: ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: كان دليل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى خيبر واستدركه أبو موسى فوهم، لأنّ ابن مندة قد ذكره في حسيل بن خارجة، وقد قيل فيه حسيل بن نويرة فهو واحد.
2101- حسين بن ربيعة الأحمسي «4»
: أبو أرطاة، رسول جرير بن عبد اللَّه البجلي، كذا وقع في مسند أبي عمر العدني، والصّواب حصين- بالصّاد المهملة بدل السّين، كما ثبت في مسلم.
2102- حسين بن السائب «5»
: بن أبي لبابة الأنصاريّ. من صغار التابعين، أرسل حديثا فذكره الحسن بن سفيان وغيره في الصحابة.
قال ابن مندة بعد أن أخرج له، من طريق رفاعة بن الحجاج، عن أبيه، عن الحسين بن السّائب: لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لمن معه: «كيف تقاتلون» ؟ فقام عاصم بن ثابت ...
فذكر الحديث.
والحسين هذا هو ابن السّائب بن أبي لبابة، ولا يعرف له رؤية، يعني فضلا عن الصّحبة.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت [1162] ، الاستيعاب ت [607] .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 130. الطبقات الكبرى 4/ 280، أسد الغابة ت [1168] ، الاستيعاب ت [529] .
(4) أسد الغابة ت [1170] .
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، خلاصة تذهيب 1/ 226، تهذيب الكمال 1/ 284. تقريب التهذيب 1/ 176، الجرح والتعديل 3/ 239. التحفة اللطيفة 1/ 506، تهذيب التهذيب 2/ 239، أسد الغابة ت [1171] .(2/179)
قلت: ولا لأبيه السّائب، وإنما قيل له رؤية. وذكره ابن حبّان في الثقات.
الحاء بعدها الصاد والطاء
2103- حصيب:
بموحدة مصغّرا «1» ،
ذكره أبو عمر في الأفراد من الحاء المهملة، فقال: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «كان اللَّه ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذّكر كلّ شيء، ثمّ خلق سبع سماوات. ثمّ أتاني آت فقال: إنّ ناقتك قد انحلّت فخرجت والسّراب دونها، ووددت أنّي كنت تركتها ... وسمعت باقي كلامه»
«2» . ثم قال: لا أعرفه بغير هذا، ولم أقف له على نسب.
وتعقّبه ابن فتحون فقال: قال الغسّاني: لا أعرف حصيبا هذا بالموحدة، والحديث معروف لعمران بن حصين، وهو يروي عن أبيه، فأرى أن بعض الرواة تصحّف له حصين بحصيب.
قلت: لكن ليس في شيء من طرق عمران أنه روى هذا الحديث عن أبيه، فصار فيه تصحيف وزيادة لا أصل لها.
وتعقّبه أيضا ابن الأثير، فقال: هذا وهم من أبي عمر، فإن الحديث أخرجه البخاريّ في صحيحه عن عمران، قال: أتيت ... وساق الحديث، ثم قال: ولعل بعض الرواة صحّف حصينا بحصيب. انتهى.
وأغفل التنبيه على قوله عن أبيه، والحديث أيضا عند أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن عمران ليس فيه عن أبيه.
2104 ز- حصين بن محمد السالمي.
روى حديثا مرسلا، فذكره بعضهم في الصّحابة. وروى عنه الزهريّ. وذكره البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبّان في التابعين.
وحديثه في الصّحيحين من رواية الزّهري عقب حديث محمود «3» بن الربيع عن عتبان، قال: فسألت حصين بن محمد فصدقه بذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت [1175] ، الاستيعاب ت [598] .
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 341، عن بريدة الأسلمي. قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 18/ 203، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 322.
(3) في أ: حمود بن الربيع.(2/180)
قال أبو حاتم الرّازيّ: هو من رواية حصين عن عتبان بن مالك.
2105- حطيم الحدّانيّ:
ويقال بالمعجمة، وهو تابعي، أرسل حديثا، فذكره عبدان وغيره في الصحابة.
وأخرج أبو موسى من حديثه من طريق خالد بن يزيد الهادي «1» ، عن أشعث الحداني، عن حطيم الحداني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بشّر المشّاءين إلى المساجد بالنّور التامّ يوم القيامة» .
«الحاء بعدها الفاء»
2106- حفص بن أبي جبلة «2»
: تابعيّ أرسل حديثا فذكره عبدان.
وأخرج من طريق يسار «3» بن مزاحم التميمي عن حفص بن أبي جبلة مولاهم عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ ... [المؤمنون: 51] الآية.
قال: «ذلك عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمّه» .
الحاء بعدها الكاف
2107- الحكم بن أبي الحكم:
فرق في التجريد بينه وبين الحكم الأمويّ، وهما واحد.
2108- الحكم بن عمرو الثّمالي: «4»
ذكره ابن عبد البرّ، وفرق بينه وبين الحكم بن عمير، وهو هو، وقد تقدم.
2109- حكيم بن جبلة العبديّ:
ذكره ابن عبد البرّ بفتح أوله، وإنما هو بضمها مصغّرا، كما تقدم.
2110 ز- حكيم بن عيّاش الكلبيّ:
الأعور، من شعراء بني أمية.
ذكره ابن فتحون في «الذيل» واستند إلى أشعار له هجا فيها بني تميم، ومنهم سجاح التي تنبأت في زمن أبي بكر الصّديق.
ووهم ابن فتحون في ذلك، فإن من كان بمثابة حكيم المذكور هجا من أدركه ومن لم
__________
(1) في أ: يزيد الهدادي.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، أسد الغابة ت [1205] .
(3) في أبشار.
(4) أسد الغابة ت [1221] ، الاستيعاب ت [548] .(2/181)
يدركه، وقد ذكره من صنّف في الشعراء، وذكروا أنه كان يهجو المضريين ويتعصّب لليمانية، وقد ردّ عليه الكميت بن زيد وغيره من شعراء مضر وناقضوه.
وروى الكوكبيّ في «فوائده» بإسناده أنّ رجلا جاء إلى جعفر الصّادق، فقال: هذا حكيم بن عياش الكلبي ينشد الناس هجاءكم بالكوفة. فقال: هل علقت منه بشيء؟ قال:
نعم، قال:
فصلبنا لكم زيدا على رأس نخلة ... ولم أر مهديّا على الجذع يصلب
وقستم بعثمان عليّا سفاهة ... وعثمان خير من عليّ وأطيب
[الطويل] قال: فرفع جعفر يديه، فقال: اللَّهمّ إن كان كاذبا فسلّط عليه كلبك، فخرج حكيم فافترسه الأسد.
قلت: كان قتل زيد بن عليّ سنة اثنتين وعشرين، فدلّ على تأخر حكيم عن هذه الغاية، وظهر أنّ الإدراك له. واللَّه أعلم.
[2111- حكيم بن معاوية النميري:
سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله البخاريّ، كذا في التجريد، وهو المذكور في الأول، كرره ظنا أنّ قول البخاريّ: في صحبته نظر- يغاير قوله: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
والأول حكاه أبو عمر، كأنه نقله من الصّحابة للبخاريّ، والثاني كلام البخاريّ في التاريخ، والنظر الّذي أشار إليه كأنه في الإسناد لما فيه من الاختلاف. فاللَّه أعلم]
«1» .
الحاء بعدها الميم
2112- حمزة بن عمرو:
غير منسوب.
ذكره أبو موسى، وروى من طريق شريك، عن هشام، عن أبيه، عن حمزة بن عمرو، قال: أكلت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم طعاما، فقال: «كل بيمينك ... » الحديث.
وهذا من أوهام شريك، وهو مقلوب، وإنما هو عن هشام، عن، أبيه عن عمرو بن أبي سلمة، كذا رواه الحفّاظ عن هشام، ومشى الطبرانيّ على ظاهره، فأورد هذا الحديث في ترجمة حمزة بن عمرو الأسلمي فوهم.
__________
(1) سقط في أ.(2/182)
وقد تقدم في حمزة بن عمر- بضم العين- في القسم الأول. فاللَّه أعلم.
2113- حمزة بن عوف:
استدركه ابن الأثير «1» : وذكره ابن عبد البر في ترجمة ابنه، قال يزيد: وإنهما وفدا، ولم يفرده هنا. انتهى.
وقد تقدم ذكره في حرف الجيم على الصّواب.
2114- حمزة بن مالك بن مشعار «2»
: استدركه أبو موسى، فذكره بالزاي فصحّفه، وإنما هو حمرة- بالضم وبالراء المهملة، ضبطه ابن ماكولا عن ابن حبيب وقد تقدم على الصّواب.
2115- حمزة بن النعمان العذري «3»
: ذكره ابن شاهين، واستدركه ابن بشكوال فصحفا، وإنما هو بالجيم والراء، ضبطه الدّارقطنيّ والجمهور، وهو الصّواب كما تقدم.
2116- حميد بن منهب:
تقدم في الأول.
2117- حميريّ بن كراءة الرّبعي:
تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصّحابة وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ليست له صحبة.
الحاء بعدها النون
2118- حنبل «4»
: بنون ساكنة ثم موحدة- ابن خارجة. استدركه ابن الأثير، وقال:
روى عنه معن بن حويّة أنه قال: شهدت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حنينا، فضرب للفرس سهمين ولصاحبه بسهم، ذكره ابن ماكولا في حويّة. انتهى.
وقد صحّف فيه ابن الأثير تصحيفا قبيحا، وإنّما هو حسل بكسر «5» المهملتين، والعجب أنه أورد هذا الحديث بعينه في ترجمته على الصّواب في حسيل، لكن بالتصغير.
2119- حنش بن المعتمر «6»
: وقيل ابن ربيعة، أبو المعتمر الكناني. تابعي من أهل
__________
(1) في أقال وذكره ابن عبد البر.
(2) أسد الغابة ت [1257] .
(3) أسد الغابة ت [1257] .
(4) تجريد أسماء الصحابة. المشتبه 187، أسد الغابة ت [1272] .
(5) في أ: بكسر ثم سكون المهملتين.
(6) طبقات ابن سعد 6/ 225، طبقات خليفة 152، التاريخ لابن معين 2/ 129، تاريخ الثقات 136، المعرفة والتاريخ 1/ 220، تاريخ الطبري 5/ 555، الجرح والتعديل 3/ 291، الضعفاء الكبير للعقيليّ 288، المجروحين لابن حبان 1/ 269، أنساب الأشراف 5/ 206، أخبار القضاة 1/ 85، تهذيب الكمال 7/ 432، الكاشف 1/ 195، ميزان الاعتدال 1/ 619، المغني في الضعفاء 1/ 197، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، الوافي بالوفيات 13/ 205، المعارف 252، تهذيب التهذيب 3/ 58، تقريب التهذيب 1/ 205، تاريخ الإسلام 3/ 54، أسد الغابة ت [1274] .(2/183)
الكوفة، جاءت عنه رواية مرسلة، فذكره بسببها ابن مندة في الصّحابة، ثم قال: لا تصحّ له صحبة.
وذكره العجليّ وغيره في التابعين، وقد ضعّفه النّسائي وطائفة، وقوّاه بعضهم.
2120- حنظلة بن علي الأسلمي «1»
: تابعي أرسل حديثا
فذكره ابن مندة في الصّحابة، وأخرج من طريق حسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن حنظلة بن علي الأسلمي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول: «اللَّهمّ آمن روعتي، واستر عورتي ... »
«2» الحديث.
وقد ذكره في التّابعين البخاريّ وابن حبّان والعجليّ، وغيرهم.
2121- حنظلة بن عمرو الأسلمي:
تقدم في الأول.
2122- حنظلة بن قيس:
ذكره عبدان فأخطأ في اسم أبيه وفي جعله صحابيا، فأخرج من طريق الزهري عن حنظلة بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ليهلنّ ابن مريم حاجّا أو معتمرا ... »
»
الحديث.
قال أبو موسى: والصّواب عن الزهريّ، عن حنظلة بن علي الأسلميّ، عن أبي هريرة، كذا هو في مسلم.
2123- حنظلة بن قيس الأنصاريّ:
تقدّم في الأول.
2124- حنظلة، غير منسوب «4»
:
__________
(1) طبقات بن سعد 5/ 251، التاريخ الكبير 3/ 38، تاريخ الثقات للعجلي 137، المعرفة والتاريخ 1/ 405، تاريخ الطبري 5/ 176، الجرح والتعديل 3/ 239، الثقات لابن حبان 4/ 165، رجال صحيح مسلم 1/ 148، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110، تهذيب الكمال 7/ 451، الكاشف 1/ 196، تهذيب التهذيب 3/ 92، تقريب التهذيب 1/ 206، خلاصة التهذيب 96، تاريخ الإسلام 3/ 340.
(2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 25، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2356. والطبراني في الكبير 4/ 94، 12/ 343. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 183 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3647، 3750، 5112، وعزاه للطبراني في الكبير عن خباب.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 915 عن أبي هريرة كتاب الحج (15) باب إهلال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهديه (34) حديث رقم (216/ 1252) وأحمد في المسند 2/ 540.
(4) أسد الغابة ت [1292] .(2/184)
استدركه ابن الدباغ وابن فتحون وابن الأثير، واستندوا إلى ما أخرجه ابن قانع من طريق الذّيّال بن عبيد، عن حنظلة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحبّ أسمائه إليه.
قلت: ووهموا في استدراكه، فإنّ هذا هو حنظلة بن حذيم «1» الّذي تقدم ذكره في القسم الأول. والذيال ابن ابنه، وأحاديثه عنه معروفة، وهذا منها.
الحاء بعدها الواو
2125 ز- حوشب، تابعيّ:
أرسل حديثا،
فذكره بعضهم في الصّحابة، فأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق حوشب، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في دعائه: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة ... » الحديث.
وروى ابن أبي الدّنيا أيضا من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن عمر بن المغيرة الصنعاني «2» ، عن حوشب، عن الحسن البصريّ حديثين مرسلين، أحدهما: كانوا يرجون في حمّى ليلة كفارة لما مضى من الذّنوب.
2126 ز- حويزة العصري:
استدركه أبو موسى وعزاه لابن أبي علي، وهو خطأ نشأ عن تصحيف: والصّواب جويرة- بالجيم مصغرا. وقد أخرجه ابن مندة على الصّواب.
2127- حوط العبديّ:
قال عبدان «3» : ذكره بعض أصحابنا، ولا أعلم له رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: وإنما له رواية عن عبد اللَّه بن مسعود.
2128- حوط بن مرّة «4»
: بن علقمة الأعرابيّ. استدركه أبو موسى، وأخطأ في ذلك، فإنه لم يجئ إلا من طريق موضوعة.
أخرج أبو عبد الرحمن السلّمي في كتاب الأطعمة له عن أحمد بن نصر الذارع أحد الكذّابين، سمعت أبا بكر غلام فرج يقول: سمعت ياسين بن الحسن بن ياسين يقول: حججت سنة ست وأربعين ومائتين، فذكر حديثا، وفيه: فرأيت أعرابيا في البادية اسمه حوط بن مرّة بن علقمة، فقلت له: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا؟ قال: نعم، شهدت محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقيل له: هل أتيت من طعام الجنّة بشيء؟ فقال:
«نعم، أتاني جبريل بخبيصة من خبيص الجنّة فأكلتها» .
2129- حولي «5»
: ذكره أبو الفتح الأزديّ في الوحدان من الصّحابة، فأخطأ، لأنه ابن
__________
(1) في أحنظلة بن حاتم.
(2) في أ: الصنعاني.
(3) أسد الغابة ت [1302] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، أسد الغابة ت [1304] .
(5) أسد الغابة ت [1306] .(2/185)
حوالة واسمه عبد اللَّه،
فأخرج الأزديّ من طريق وكيع، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن رجل يقال له حولي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّكم ستجنّدون أجنادا ... »
«1» الحديث.
قال ابن عساكر في مقدمة تاريخه: وهم فيه وكيع، فأسقط منه رجلا، وصحّف اسم الصّحابي، ثم أخرجه من طريق أبي مسهر، عن ربيعة، فقال: عن أبي إدريس الخولانيّ، عن عبد اللَّه بن حوالة، وقال في أثناء الحديث: فقال الحوليّ: خر لي يا رسول اللَّه....
الحديث.
وكذا أخرجه الطبرانيّ من طريق أبي مسهر. وتابعه الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عند ابن أبي عاصم انتهى.
وكان هذا سبب التصحيف، رأى فيه الحوالي فسقطت الألف، فظن أنه اسمه، وإنما هو نسبه إلى أبيه، وهو بتخفيف الواو.
ووهم فيه ابن شاهين وهما آخر سأذكره في الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى.
الحاء بعدها الياء
2130- حيّان «2»
: بالتحتانية- الأعرج. تابعيّ أرسل بعض الرواة عنه حديثا فوهم بعضهم فذكره في الصحابة. روى الدارميّ، من طريق محمد بن يزيد «3» الخراساني، عن حيان الأعرج- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثه إلى البحرين.
قال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب عن محمد بن يزيد، عن حيان الأعرج، عن العلاء بن الحضرميّ. انتهى.
وحيان الأعرج قد ذكره في التابعين البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبّان.
2131- حيّان بن أبي جبلة «4»
: ذكره عبدان في الصّحابة فوهم، وإنما هو تابعي
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 34، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 326 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 61 وقال رواه البزار والطبراني وفيهما سليمان بن عقبة وقد وثقه جماعة وفيه خلاف لا يضر وبقية رجاله ثقات والمتقي للهندي في كنز العمال حديث رقم 35030، 38211، 31807، 38196، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 33.
(2) أسد الغابة ت [1312] .
(3) في أ: محمد بن زيد.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 145، الجرح والتعديل 3/ 104(2/186)
معروف، وصحّف اسمه، وإنما هو بكسر المهملة بعدها موحدة. وقد تقدّم ذكره في القسم الثّالث.
2132- حيّان بن صخر السّلمي:
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأورد من طريق شرحبيل بن سعد عنه، قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «نهينا أن ترى عوراتنا» .
قال أبو موسى: [من قال] «1» والصّواب جبّار بن صخر- يعني بالجيم والموحدة وآخره راء. وهو كما قال. ومن قال حيان فقد صحّفه، ووقع عند عبدان في هذا الحديث بعينه حيان بن ضمرة، فصحف أباه أيضا.
والسّلمي بفتح المهملة واللام، لأنه من الأنصار لا من بني سليم.
2133- حيّة بن حابس:
ويقال «2» عابس. تقدم في ترجمة حابس في القسم الأول.
2134- حييّ بن حارثة الثّقفي:
حليف بني «3» زهرة.
ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق بحاء مهملة وتحتانيتين مصغّرا، وذكره الواقديّ كذلك، ولكن سمى أباه جارية- بالجيم والتحتانية بدل المهملة والمثلثة.
وذكره الطبريّ فقال: حيّ- بمهملة مفتوحة وياء واحدة- واتفقوا على أنه قتل باليمامة شهيدا.
حكى ابن الأثير ضبطه عن هؤلاء، وليس ضبطه في كتبهم بالأحرف.
والصّواب من ذلك كله أنه حيّي، بضم المهملة وتشديد الموحدة مع الإمالة وآخره تحتانية، وأبوه بالجيم والتحتانية، هكذا حرره ابن ماكولا، وقد تقدم في القسم الأول على الصّواب.
__________
(1) سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت [1322] .
(3) أسد الغابة ت [1323] ، الاستيعاب ت [571] .(2/187)
حرف الخاء المعجمة
القسم الأول
الخاء بعدها الألف
2135- خارج بن خويلد الكعبي:
ذكره ابن سعد في ترجمة خالد بن الوليد، قال: ولما ظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على ثنيّة أذاخر نظر إلى البارقة فقال: «ما هذا؟ ألم أنه عن القتال» .
فقيل: يا رسول اللَّه، خالد بن الوليد قوتل فقاتل. فقال: «قضاء اللَّه خير»
«1» قال: وجعل خالد بن الوليد يتمثل وهو يقاتل بقول خارج بن خويلد الخزاعي الكعبيّ:
إذا ما رسول اللَّه فينا رأيتنا ... كلجّة بحر مال فيها سريرها
إذا ما ارتديناها فإنّ محمّدا ... لها ناصر عزّت وعزّ نصيرها
[الطويل] قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: أنشدناها حزام بن هشام الكعبي عن أبيه.
2136- خارجة بن جزء «2»
: بفتح الجيم وسكون الزّاي بعدها همزة، ويقال بكسر الزاي وتحتانية خفيفة، العذري.
ذكره ابن السّكن وغيره، وأخرج حديثه هو وابن مندة، والبيهقيّ في الشّعب، والخطيب في المؤتلف، من طريق سعيد بن سنان، عن ربيعة بن يزيد، حدثني خارجة بن جزء العذريّ، سمعت رجلا يقول يوم تبوك: يا رسول اللَّه أيباعل أهل الجنّة؟ الحديث في إسناده ضعف وفي رواية الخطيب عن ربيعة الجرشي: حدّثني حارثة، سمعت رجلا بتبوك قال: يا رسول اللَّه. فذكره، وزاد أبو عمر في الرواة عن خارجة جبير بن نفير.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 2: 1: 98. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 121. والبيهقي أيضا في دلائل النبوة 5/ 48
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، أسد الغابة ت [1326] ، الاستيعاب ت [614] .(2/188)
2137
- خارجة بن حذافة «1» بن غانم:
بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج، بفتح أوله وآخره جيم، ابن عديّ بن كعب بن لؤيّ. أمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة العدويّة. وكان أحد الفرسان قيل: كان يعد بألف فارس، وهو من مسلمة الفتح، وأمدّ به عمر عمرو بن العاص، فشهد معه فتح مصر، واختط بها. وكان على شرطة عمرو بن العاص، فيقال: إن عمرو بن العاص استخلفه على الصّلاة ليلة قتل علي بن أبي طالب، فقتله الخارجيّ الّذي انتدب لقتل عمرو بن العاص، وقال: أردت عمرا وأراد اللَّه خارجة.
له حديث واحد في الوتر. وروى المصريون من طريق عبد الرحمن بن جبير، قال:
رأيت خارجة بن حذافة صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم توضّأ ومسح على الخفّين.
قال محمّد بن الرّبيع: لم يرو عنه غير المصريين.
2138- خارجة بن حصن بن حذيفة:
بن بدر «2» ، أخو عيينة بن حصن. وهو والد أسماء بن خارجة، الّذي كان بالكوفة. له وفادة.
ذكر ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، قال: قدم خارجة بن حصن وجماعة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فشكوا الجدب والجهد، وقالوا: اشفع لنا إلى ربك، فقال: «اللَّهمّ اسقنا ... » «3» الحديث.
وفيه: فأسلموا ورجعوا.
وذكر الواقديّ في «الردّة» أنه كان ممن منع صدقة قومه، وأورد للحطيئة في ذلك شعرا مدحه به، وأنه لقي نوفل بن معاوية الدئلي، فاستعاد منه الصدقة، فردها على من أخذها منهم، قال: ثم تاب خارجة بعد ذلك.
__________
(1) الثقات 3/ 111، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، الكاشف 1/ 265، خلاصة تذهيب 1/ 273، تهذيب الكمال 1/ 348، تهذيب التهذيب 3/ 74. تقريب التهذيب 1/ 210، الجرح والتعديل 8/ 43، 3/ 170 التحفة اللطيفة 1/ 49، النجوم الزاهرة 1/ 20، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 600، الطبقات 23/ 191، التاريخ الكبير 3/ 203، التاريخ الصغير 1/ 93، الإكمال 6/ 182، تراجم الأخبار 1/ 390، الكامل 3/ 920، مشاهير علماء الأمصار 383. بقي بن مخلد 409، أسد الغابة ت [1327] ، الاستيعاب ت [609] .
(2) الطبقات الكبرى 1/ 297، تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الجرح والتعديل 3/ 1704، أسد الغابة ت [1328] ، الاستيعاب ت [610] .
(3) أخرجه النسائي في سننه 3/ 159 كتاب الاستسقاء باب أكيف يرفع حديث رقم 1515. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1417. والطبراني في الكبير 12/ 378. وابن عدي في الكامل 3/ 409 عن أنس ابن مالك.(2/189)
وروى الواقديّ أنه قدم على أبي بكر حين فرغ خالد بن الوليد من قتال بني أسد، فقال أبو بكر: اختاروا إمّا سلما مخزية وإما حربا مجلية، فقال له خارجة بن حصن: هذه الحرب قد عرفناها فما السلم؟ ففسرها له، فقال: رضيت يا خليفة رسول اللَّه.
وقال المرزبانيّ: هو مخضرم. وأنشد له أبياتا قالها في الجاهليّة يفتخر بها على الطّائيين يوم عوارض، وذكر أن زيد الخيل أجابه عنها.
2139- خارجة بن الحميّر «1»
: ويقال حارثة، وهو الأصح. تقدم في الحاء المهملة.
2140- خارجة بن زيد:
بن أبي زهير «2» بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ومحمد بن إسحاق، وغير واحد فيمن شهد بدرا، قال: قتل يوم أحد، وهو صهر أبي بكر الصّديق، تزوج أبو بكر ابنته، ومات عنها وهي حامل. ويقال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم آخى بينه وبين أبي بكر.
أخرجه البغويّ في ترجمة أبي بكر، عن زهير بن محمد، عن صدقة بن سابق، عن محمد بن إسحاق: وهو والد زيد بن خارجة الّذي تكلم بعد الموت.
2141- خارجة بن زيد:
جاء أنه تكلم بعد الموت. وسيأتي بيان ذلك في زيد بن خارجة إن شاء اللَّه تعالى.
2142
- خارجة بن عبد المنذر «3» الأنصاري:
يقال هو اسم أبي لبابة.
ذكره ابن أبي داود. وروى عن العطاردي حدثنا ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن خارجة بن عبد المنذر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «سيّد الأيّام يوم الجمعة ... » الحديث
«4» .
__________
(1) أسد الغابة ت [1329] ، الاستيعاب ت [615] . أسد الغابة ت [1320] ، الاستيعاب ت [608] .
(2) الثقات 3/ 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الاستبصار 1/ 115، عنوان النجابة 76، التحفة اللطيفة 2/ 7، الطبقات الكبرى 3/ 524، التاريخ الكبير 3/ 204- سير أعلام النبلاء 4/ 437، 441، تحفة الأولياء 2/ 189 العبر 1/ 119، أصحاب بدر 173، روضات الجنان 3/ 275 التاريخ الصغير 1/ 42، 215، 216، 241، تذكرة الحفاظ 1/ 91، الأعلام 2/ 293، البداية والنهاية 9/ 187، طبقات الحفاظ 35.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، أسد الغابة ت [1333] .
(4) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 3/ 115 حديث رقم 1728. وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 149، وأحمد في المسند 3/ 430. والحاكم في المستدرك 1/ 277 وقال صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي بقوله واستشهد مسلم بابن أبي الزناد وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 216، 218، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21038، 21067، 21069، 21069، 21070، 21071.(2/190)
رواه غيره عن ابن فضيل، فقال: عن أبي لبابة. كذا قال غير واحد عن عمرو بن ثابت، وهو المشهور.
وقد ذكر عبدان عن بعض أصحابه أن اسم أبي لبابة خارجة بن المنذر، ذكره أبو موسى، وقوله: ابن المنذر غلط، وإنما هو ابن عبد المنذر باتفاق.
والمشهور في اسم أبي لبابة رفاعة بن عبد المنذر.
2143
- خارجة بن عقفان «1» الثقفي:
قال ابن أبي حاتم: حدّثنا ابن مرزوق، عن أم دهيم بنت مهدي بن عبد اللَّه بن جميع، عن خارجة بن عقفان، عن أبيها، عن أجدادها حتى بلغت خارجة بن عقفان، أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما مرض، فجعل يعرق فقالت فاطمة: وا كرب أبي، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا كرب على أبيك بعد اليوم»
«2» . وروى ابن مندة من طريق ابن مرزوق، عن أم سعيد بنت أعين، حدثتني أم فليحة بنت ورّاد، عن أبيها، عن عقفان بن سعيم أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وابناه خارجة ومرداس، فدعا لهم. وله ذكر في ترجمة مرداس بن عقفان أيضا.
2144- خارجة بن عمرو الأنصاريّ «3»
: ويقال ابن عامر.
ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه كان ممن ولّى يوم أحد.
2145- خارجة بن عمرو الجمحيّ «4»
: روى الطبرانيّ من طريق عبد الملك بن قدامة
__________
(1) الاستيعاب ت [616] ، أسد الغابة ت [1334] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الجرح والتعديل 3/ 1706، دائرة الأعلمي 17/ 120.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 521، عن أنس بن مالك بلفظه. كتاب الجنائز (6) باب ذكر وفاته ودفنه صلّى اللَّه عليه وسلّم (65) حديث رقم 1629. قال البوصيري في الزوائد في إسناده عبد اللَّه بن الزبير الباهلي. أبو الزبير ويقال أبو معبد المصري ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم مجهول وقال الدارقطنيّ صالح وباقي رجاله على شرط الشيخين أ. هـ-. والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 212، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 262 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18818، 18820.
(3) أسد الغابة ت [1335] ، الاستيعاب ت [611] . أسد الغابة ت [1336] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، الاستبصار 336.(2/191)
الجمحيّ، عن أبيه، عن خارجة بن عمرو الجمحيّ- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم الفتح: «ليس لوارث وصيّة ... » الحديث.
قال أبو موسى: هذا الحديث يعرف لعمرو بن خارجة، يعني فلعله قلب.
قلت: حديث عمرو بن خارجة أخرجه أحمد وأصحاب السّنن، ومخرجه مغاير لمخرج حديث خارجة بن عمرو، فالظاهر أنه آخر. وقد روى المتن أيضا أبو أمامة، وأنس، وابن عباس، ومعقل بن يسار.
2146- خارجة بن عمرو «1»
: حليف آل أبي سفيان. روى ابن مندة من طريق عبد الحميد بن جعفر كذا فيه.
والصّواب ابن بهرام، عن شهر بن حوشب، حدّثني خارجة بن عمرو- وكان حليفا لأبي سفيان في الجاهلية- سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بين شعبتي الرّحل: «إنّ الصّدقة لا تحلّ لي ولا لأحد من أهل بيتي»
«2» . قال ابن مندة: وهم فيه الفريابي، عن عبد الحميد، فقال: خارجة بن عمرو، وإنما هو عمرو بن خارجة.
قلت: تابعه جنادة بن المغلس، عن عبد الحميد بن بهرام، فقال: خارجة بن عمرو.
2147- خاضر:
بمعجمتين وآخره راء. تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجنّي، وأنه أحد جنّ نصيبين.
ذكر من اسمه خالد
2148- خالد بن إساف:
الجهنيّ «3» .
قال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: شهد فتح مكّة. وقال العدويّ: شهد أحدا، وقتل بالقادسية.
وزعم بنو الحارث بن الخزرج أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد.
__________
(1) أسد الغابة ت [1337] .
(2) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 17 رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان الحضرميّ وهو ضعيف. والطبراني في الكبير 4/ 274، 5/ 216. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12917، 16525. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6945، وابن عدي في الكامل 6/ 2349. وابن عساكر في تاريخه 2/ 291.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الاستبصار 134، تاريخ من دفن بالعراق 157، أسد الغابة ت [1342] .(2/192)
2149- خالد بن أسيد:
بن «1» أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأمويّ، أخو عتاب.
قال هشام بن الكلبيّ: أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة، وكان فيه تيه شديد، وكان من المؤلفة.
وقال ابن دريد: كان جزارا. وقال السّراج، عن عبد العزيز بن معاوية: مات خالد قبل فتح مكة. وروى ابن مندة من طريق يحيى بن جعدة، عن عبد الرحمن بن خالد بن أسيد، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أهلّ حين راح إلى منى «2» ، قال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
قلت: وفيه أبو الربيع السّمان وغيره من الضّعفاء.
وذكره أبو حسّان الزّيادي أنه فقد يوم اليمامة.
وذكر سيف في «الفتوح» أن أخاه عتّابا وجّهه أميرا على البعث الّذي أرسله إلى قتال أهل الردّة.
وروى عبدان من طريق بشر بن تيم في المؤلفة خالد بن أسيد هذا، لكنه سمى جدّه أبا المغلّس، وهو تصحيف.
وحكى البلاذريّ أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا على آل خالد بن أسيد أن يحرموا النّصر، ففي ذلك تقول آمنة بنت عمر بن عبد العزيز زوج عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك لما فرّ من أبي حمزة الخارجيّ:
ترك القتال وما به من علّة ... إلّا الوهون وعرقه من خالد
[الكامل]
2150- خالد بن إياس»
: قال ابن مندة: ذكره ابن عقدة، وقال: روى عنه أبو إسحاق. قال: ولا يعرف له حديث.
[2151- خالد بن بجير:
أبو عقرب. يأتي في خويلد بن خالد، وتأتي ترجمة أبي عقرب في الكنى]
«4» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الثقات 3/ 100، المنمق 532، تعجيل المنفعة 110، أسد الغابة ت [1343] ، الاستيعاب ت [624] .
(2) أخرجه البخاري فتح الباري 3/ 412 في كتاب الحج 25 باب (28) من أهل حين استوت به راحلته. ومسلم 2/ 845 كتاب الحج باب (5) الإهلال من حيث تنبعث الراحلة. حديث رقم 28/ 1187.
(3) أسد الغابة ت [1346] .
(4) سقط في أ.(2/193)
2152- خالد بن البرصاء:
تقوم ذكر أخيه الحارث بن البرصاء، وأن اسم أبيه مالك وذكرت هناك نسبه إلى بني ليث.
قال الزبير بن بكّار: حدّثني محمد بن سلام، حدّثني يزيد بن عياض، قال: استعمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على النفل يوم حنين أبا جهم بن حذيفة العدويّ، فجاء خالد بن البرصاء، فتناول زماما من شعر، فمنعه أبو جهم، فقال: إن نصيبي فيه أكثر، فتدافعا فعلاه أبو جهم فشجه منقّلة «1» ، فقضى فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة فريضة.
ورواه الزّبير من وجه آخر موصولا، ولم يسمّ خالدا.
وأخرجه أبو داود والنّسائيّ من طريق معمر، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدّقا فلاحاه رجل فضربه أبو جهم فشجّه. فذكر الحديث بمعناه ولم يسمّ خالدا أيضا
2153- خالد بن بكير «2»
: بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن بكر بن ليث بن عبد مناة الليثي، حليف بني عديّ بن كعب.
مشهور من السّابقين، وشهد بدرا، وهو أحد الإخوة، وقد تقدم منهم إياس.
ويأتي ذكر عامر وغافل: واستشهد يوم الرّجيع وهو ابن أربع وثلاثين سنة.
ذكره ابن إسحاق وغيره، وهو الّذي أراد حسّان بن ثابت بقوله:
فدافعت عن حبّي خبيب وعاصم ... وكان شفاء لو تداركت خالدا
«3» [الطويل] وروى ابن مندة من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن البكير مع عبد اللَّه بن جحش في طلب عير قريش ... الحديث.
2154- خالد بن ثابت:
بن طاعن بن العجلان بن عبد اللَّه بن صبح الفهميّ، جدّ عبد الرحمن بن خالد بن مسافر بن خالد بن ثابت أمير مصر شيخ الليث.
__________
(1) المنقّلة بكسر القاف- من الشجاج: التي تنقل العظم أي تكسره حتى يخرج منها فراش العظام، وهي قشور تكون على العظم دون اللحم. اللسان 6/ 4529.
(2) طبقات ابن سعد 3/ 1، 283، طبقات خليفة 23، تاريخ خليفة 74، 75، العقد الثمين 4/ 261، أسد الغابة ت [1348] ، الاستيعاب ت [619] .
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1348) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (619) وفي ديوان حسان.(2/194)
ذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر. وروى اللّيث عن يزيد بن أبي حبيب أنّ عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهميّ على جيش وعمر بن الخطّاب بالجابية، فذكر قصة أخرجها أبو عبيد.
وقال ابن يونس: ولي خالد بن ثابت بحر مصر سنة إحدى وخمسين.
وقال خليفة بن خيّاط: أغزاه مسلمة بن مخلد إفريقية سنة أربع وخمسين.
قلت: وذكرته في هذا القسم اعتمادا على ما مضى أنهم ما كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
2155- خالد «1»
: بن ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاريّ الظفري.
ذكر العدويّ أنه استشهد يوم بئر معونة، واستدركه أبو علي الجياني.
2156- خالد:
بن ثابت الأنصاريّ الأوسي.
قال ابن عساكر: ذكر ابن دريد أنه قتل يوم مؤتة، قال: ولم أر له ذكرا في المغازيّ.
2157- خالد:
بن جبل «2» بفتح الجيم والموحدة، وقع في رواية البخاريّ وابن البرقي: جيل، بكسر الجيم بعدها تحتانية ساكنة، ورجّح ابن ماكولا الأول، [والخطيب الثاني]- العدوانيّ، بفتح المهملتين، الطائفي.
قال ابن السّكن: سكن الطّائف، وله حديث واحد، ويقال: إنه بايع تحت الشّجرة، أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة في صحيحه، والطّبراني، وابن شاهين من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل العدوانيّ، عن أبيه- أنه أبصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في مشرق ثقيف، وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النّصر، قال: فسمعته يقرأ: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ [الطارق 1] حتى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهليّة، ثم قرأتها في الإسلام.
وفي رواية ابن شاهين عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل.
__________
(1) أسد الغابة ت [1349] .
(2) الثقات 3/ 105، الجرح والتعديل 3/ 450، بقي بن مخلد 629 تجريد أسماء الصحابة 1/ 149، تلقيح فهوم أهل الأثر 380 التاريخ الكبير 3/ 138، الإكمال 2/ 47، الكاشف 381، أسد الغابة ت [1350] ، الاستيعاب ت [638] .(2/195)
وفرّق ابن حبّان بين خالد بن جبل العدوانيّ وخالد بن أبي جبل الثقفي، ووهم.
2158- خالد بن الحارث النصريّ «1»
: بالنون- يأتي ذكره في خالد بن غلاب، إن شاء اللَّه تعالى.
2159- خالد بن حزام:
بن خويلد «2» بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشيّ الأسديّ، أخو حكيم بن حزام.
ذكر البلاذريّ وابن مندة من طريق المنذر بن عبد اللَّه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حيّة فمات في الطريق، فنزل فيه:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 100] الآية.
قال البلاذريّ: ليس بمتفق عليه، ولم يذكره ابن إسحاق- يعني في مهاجرة الحبشة.
وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه موصولا، ولفظه: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوّام، فذكره. وزاد: قال الزّبير: وكنت أتوقع خروجه، وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء كما أحزنني لوفاته حين بلغتني: لأنه كان من بني أسد بن عبد العزى، ولم يكن بقي معي أحد منهم بأرض الحبشة.
وقال الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب: حدثني عمّي مصعب، عن غير واحد من آل حزام، عن الواقديّ، وعن المغيرة بن عبد اللَّه الحزامي، أنّ خالد بن حزام خرج من مكّة مهاجرا، وبلغ الزبير خبره، فسرّ بذلك، فمات خالد في الطريق، فنزلت فيه الآية.
قلت: المشهور أن الّذي نزلت فيه هذه الآية جندب بن ضمرة كما تقدم.
[وقال الطّبريّ: انفرد الواقدي بقوله: إنه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية فنهش في الطريق فمات قبل أن يدخل الحبشة. كذا قال وفيه نظر لرواية الزبير عن مصعب بموافقة الواقديّ.]
«3»
2160- خالد:
بن حكيم بن حزام «4» بن خويلد ابن أخي الّذي قبله.
__________
(1) تبصير المنتبه 3/ 1048.
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 89، أسد الغابة ت [1351] ، الاستيعاب ت [626] .
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت [1352] ، الاستيعاب ت [637] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 149، الكبير 3/ 143. التاريخ الصغير 1/ 102، تصحيفات المحدثين 553.(2/196)
قال هشام بن الكلبيّ: أسلم يوم الفتح، وذكره ابن السّكن في ترجمة أبيه، قال: كان له من الولد خالد وهشام ويحيى أسلموا.
وقال الطّبرانيّ: كان لحكيم من الولد: عبد اللَّه، وخالد، ويحيى، وهشام، أدركوا كلّهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأسلموا يوم الفتح.
وذكره أبو عمر فقال: حديثه عند بكير بن الأشج، عن الضحاك بن عثمان عنه.
قلت: وحديثه بهذا الإسناد إنما هو عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبذلك ذكره البخاريّ وابن أبي حاتم عن أبيه، ولهذا ذكره ابن حبّان وغيره في التابعين، لكن
ساق له ابن أبي عاصم والبغوي وغيرهما حديثا معلولا مداره على ابن عيينة عن عمرو بن دينار، أخبرني أبو نجيح، عن خالد بن حكيم بن حزام قال: كان أبو عبيدة أميرا بالشام. فتناول بعض أهل الأرض، فقام إليه خالد فكلّمه، فقالوا: أغضبت الأمير، فقال: أما إني لم أرد أن أغضبه، ولكني سمعت رسول اللَّه يقول: «إنّ أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة أشدّهم عذابا للنّاس في الدّنيا»
- لفظ البغوي.
قلت: توهّم من أورد له هذا الحديث أن المراد بقوله: فقام إليه خالد فكلمه أنه خالد بن حكيم صاحب الترجمة، وبذلك صرّح الطّبراني في روايته، وهو وهم، وإنما هو خالد بن الوليد، وهو الّذي قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال، بيّن ذلك أحمد في مسندة، عن ابن عيينة. والبخاري في تاريخه، والطّبرانيّ من طريق أخرى في ترجمة خالد بن الوليد.
وأخرج هذا الحديث ابن شاهين من طريق حمّاد بن سلمة، فوقع فيه وهم أيضا- قال فيه: عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح- أن خالد بن حكيم بن حزام مرّ بأبي عبيدة وهو يعذّب ناسا، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر الحديث بعينه.
وهذا وقع فيه حذف اقتضى هذا الوهم، وذلك أن الباوردي أخرجه من وجه آخر عن حماد بن سلمة، فزاد فيه: وهو يعذّب الناس في الجزية، فقال له: أما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر الحديث.
وقد وقع لأخيه هشام بن حكيم شيء من هذا كما سيذكر في ترجمته.
2161 ز- خالد بن الحواري الحبشي «1»
: قال ابن أبي خيثمة والبغويّ ومطين جميعا:
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدّثنا إسحاق بن الحارث، قال: رأيت خالد بن
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 305، أسد الغابة ت [1357] ، الاستيعاب ت [643] .(2/197)
الحواريّ رجلا من الحبشة من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أتى أهله فحضرته الوفاة، فقال: اغسلوني غسلين: غسل للجنابة، وغسل للموت. وأخرجه الطّبراني من هذا الوجه.
2162- خالد بن أبي خالد الأنصاريّ «1»
: ذكره ضرار بن صرد يسنده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع عليّ من الصّحابة.
وأخرجه الطّبرانيّ وغيره من طريقه.
2163 ز- خالد:
بن خلّاد الأنصاريّ له حديث.
قال المحامليّ في «الجزء الخامس من الأمالي» رواية الأصبهانيين عنه: حدثنا عبد اللَّه ابن شبيب، حدثنا إسماعيل، حدثني أخي، عن سليمان- هو ابن بلال- عن موسى بن عبيد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن خالد بن خلّاد، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «من أخاف أهل المدينة أخافه اللَّه وعليه لعنة اللَّه وغضبه إلى يوم القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل» .
هكذا وقع، والمعروف برواية هذا المتن السائب بن خلّاد الأنصاريّ، وموسى بن عبيدة ضعيف.
2164- خالد بن أبي دجانة «2»
: الأنصاريّ. ذكره ضرار أيضا فيمن شهد صفّين من الصحابة.
2165- خالد بن رافع «3»
: ذكره البخاريّ، فقال: يروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعنه مالك بن عبد.
وذكره ابن حبّان في التّابعين، فقال: يروي المراسيل.
وأخرج حديثه ابن مندة من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد المصري. عن عيّاش بن عبّاس، عن عبد بن مالك المعافريّ- أنّ جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم حدّثه عن خالد بن رافع أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لابن مسعود: «لا تكثر همّك، ما يقدّر يكن، وما ترزق يأتك.»
«4» قال سعيد: وحدثنا يحيى بن أيّوب وابن لهيعة عن عباس، عن مالك عن عبد. قال
__________
(1) أسد الغابة ت [1354] .
(2) أسد الغابة ت [1356] .
(3) أسد الغابة ت [1357] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 150، التاريخ الكبير 3/ 148.
(4) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (505) وعزاه لابن حبان عن مالك بن عبادة والبيهقي في القدر عن ابن مسعود.(2/198)
ابن مندة: وقال غيره عن عباس عن جعفر عن مالك مثله.
ورواه البغويّ من رواية سعيد عن نافع، وقال: لا أدري له صحبة أم لا.
وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق سعيد بن أيوب، عن عيّاش بن عباس، عن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم، عن مالك بن عبد اللَّه المعافريّ- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لعبد اللَّه بن مسعود ... فذكر الحديث، ولم يذكر خالد بن رافع، والاضطراب فيه من عياش بن عباس فإنّه ضعيف.
2166- خالد بن رباح الحبشي «1»
: أخو بلال المؤذن، يكنى أبا رويحة.
قال ابن سعد: أخبرنا عارم، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، وحدثنا عمرو بن ميمون، حدّثني أبي أنّ أخا لبلال خطب امرأة من العرب، فقالوا: إن حضر بلال زوّجناك، فذكر الحديث.
وأخرجه من طريق الشّعبي، قال: خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت باليمن.
وروى ابن مندة من طريق سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال بلال لعمر: أقر أخي أبا رويحة الّذي آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بيني وبينه بالشام، فنزلا داريا في خولان.
قلت: وهذا يدلّ على أن أبا رويحة أخو بلال في الإسلام لا في النسب، فينظر في اسم جدّه.
وقال أبو عبيد في «المواعظ» : حدثنا أبو النضر، حدّثنا شيبان، عن آدم بن علي، سمعت أخا بلال المؤذّن يقول: النّاس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب.
2167- خالد بن ربعي النهشلي «2»
: ويقال خالد بن مالك بن ربعي، وسيأتي.
2168- خالد بن زيد:
بن كليب «3» بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن
__________
(1) الاستيعاب ت [639] ، أسد الغابة ت [1358] .، 93، الثقات 3/ 104، تجريد أسماء الصحابة 1/ 150 الطبقات 19، التاريخ الكبير 3/ 139، التاريخ الصغير 1/ 531، الثقات 4/ 206، تعجيل المنفعة 77 (طبقة الهند 112) تصحيفات المحدثين 622، الإكمال 4/ 12، دائرة الأعلمي 17، 1127.
(2) أسد الغابة ت [1359] ، الاستيعاب ت [645] .
(3) الاستيعاب ت [618] ، أسد الغابة ت [1361] . الثقات 3/ 102، تهذيب الكمال 1/ 353، تجريد أسماء الصحابة 1/ 150، الكاشف 1/ 268، خلاصة تذهيب 1/ 277 تقريب التهذيب 1/ 213، الرياض المستطابة 60، المصباح المضيء 1/ 15، التحفة اللطيفة 2/ 10، شذرات الذهب 1/ 57 النجوم الزاهرة 1/ 21، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 601، تاريخ بغداد 1/ 153، حسن المحاضرة 1/ 243، الطبقات 89، 1400، 190، 303، التاريخ الكبير 3/ 136، 9/ 89، أصحاب بدر 213، حلية الأولياء 1/ 361، الأعلام 2/ 295، البداية والنهاية 8/ 58، صفوة الصفوة 1/ 468، المصوغ للهروي 90، 91- 194.(2/199)
النجار، أبو أيوب الأنصاريّ، معروف باسمه وكنيته. وأمّه هند بنت سعيد بن عمرو، من بني الحارث بن الخزرج. من السابقين.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وعن أبيّ بن كعب.
روى عنه البراء بن عازب، وزيد بن خالد، والمقدام بن معديكرب، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وأنس، وغيرهم من الصّحابة، وجماعة من التابعين.
شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ونزل عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لمّا قدم المدينة، فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده، وآخى بينه وبين مصعب بن عمير.
وشهد الفتوح، وداوم الغزو، واستخلفه عليّ على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به بعد، وشهد معه قتال الخوارج، قال ذلك الحكم بن عيينة.
وروى عن سعيد بن المسيب أنّ أبا أيوب أخذ من لحية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا، فقال له:
«لا يصيبك السّوء يا أبا أيّوب.»
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم، من طريق أبي الخير عن أبي رهم- أن أبا أيوب حدثهم أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل في بيته، وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبّع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فنزلت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا مشفق فسألته، فانتقل إلى الغرفة، قلت: يا رسول اللَّه، كنت ترسل إلي بالطّعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام، قال: «أجل إنّ فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأمّا أنتم فكلوا» .
وروى أحمد من طريق جبير بن نفير، عن أبي أيّوب، قال: لما قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة اقترعت الأنصار أيّهم يؤويه؟ فقرعهم أبو أيّوب ... الحديث.
وقال ابن سعد: أخبرنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن محمّد: شهد أبو أيوب بدرا، ثم لم يختلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى إلا عاما واحدا، استعمل على الجيش شابّ فقعد فتلهّف بعد ذلك، فقال: ما ضرّني من استعمل عليّ، فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا متّ فاركب بي ما وجدت مساغا(2/200)
في أرض العدوّ، فإذا لم تجد فادفنّي ثم ارجع. ففعل.
ورواه أبو إسحاق الفزاريّ، عن هاشم، عن محمد، وسمى الشّاب عبد الملك بن مروان.
ولزم أبو أيّوب الجهاد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أن توفي في غزاة القسطنطينية سنة خمسين.
وقيل: إحدى، وقيل اثنتين وخمسين وهو أكثر.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن دحيم، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، قال:
أغزى معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من الصّحابة في البرّ والبحر حتى أجاز القسطنطينية، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها.
2169- خالد بن زيد الأنصاريّ «1»
: قال أبو موسى: ذكر بعض أصحابنا أنه غير أبي أيوب. ثم أورد ما
أخرجه حميد بن زنجويه في كتاب الترغيب له، من طريق حسين بن أبي زينب، عن أبيه، عن خالد بن زيد- رفعه: «من قرأ: قل هو اللَّه أحد عشرين مرة بنى اللَّه له قصرا في الجنّة» «2» ... الحديث.
قلت: وذكر الثّعالبي في تفسيره، عن ابن عباس، قال: خرج الحارث بن عمرو غازيا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخلف على أهله خالد بن زيد، فتحرّج أن يأكل من طعامه. وكان مجهودا، فنزلت: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ... [النور 61] الآية. فلعله صاحب الترجمة.
2170- خالد:
بن زيد بن حارثة، ويقال ابن يزيد بن حارثة الأنصاريّ. «3»
روى أبو يعلى والطّبرانيّ، من طريق مجمّع بن يحيى بن زيد بن حارثة، سمعت عمّي خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بريء من الشّحّ من آتى الزّكاة، وقري الضّيف، وأعطى في النائبة» .
«4» إسناده حسن، لكن ذكره البخاريّ وابن حبّان في التّابعين.
2171- خالد:
بن زيد المزني.
__________
(1) أسد الغابة ت [1332] .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 437، والدارميّ 2/ 459. وانظر الدر المنثور 5/ 344.
(3) أسد الغابة ت (1360) .
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 241. وأخرجه الطبري في التفسير 28/ 29.(2/201)
ذكره خليفة بن خيّاط فيمن نزل البصرة من الصّحابة.
وروى أبو نعيم بإسناد واه جدا من طريق معاذ الجهنيّ، عن خالد بن يزيد المدنيّ- وكانت له صحبة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما من أهل بيت يروح عليهم تالد من الغنم إلّا صلّت عليهم الملائكة.»
«1» قلت: وقع فيه ابن يزيد بزيادة ياء والمدني بدال، وأظنه الّذي ذكره خليفة فاللَّه أعلم.
وروى ابن أبي شيبة، من طريق أبي يحيى، أن خالد بن زيد- وكانت عينه أصيبت بالسّوس قال: حاصرنا مدينة السّوس، فلقينا جهدا، وأميرنا أبو موسى ... فذكر قصّة.
2172- خالد بن سعد:
بن العاصي «2» : بن أمية بن عبد شمس الأمويّ، أبو سعيد.
أمه أم خالد بنت حباب الثقفية. من السّابقين الأولين، قيل: كان رابعا أو خامسا. وكان سبب إسلامه رؤيا رآها أنه على شعب «3» نار، فأراد أبوه أن يرميه فيها فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قد أخذ بحجزته، فأصبح فأتى أبا بكر، فقال: أتبع محمدا فإنه رسول اللَّه، فجاء فأسلم، فبلغ أباه فعاقبه ومنعه القوت ومنع إخوته من كلامه، فتغيب حتى خرج بعد ذلك إلى الحبشة، فكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وولد له هناك بنته أمّ خالد.
قال يعقوب بن سفيان: حدّثنا أبو غسان أن إسحاق بن سعيد حدّثه، قال: أخبرني سعيد بن عمرو بن سعيد وأخواي عن أم خالد بنت خالد- وكان أبوها من مهاجرة الحبشة، وولدت ثمّ.
وروى ابن سعد من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عمه خالد بن سعيد، أنّ سعيد بن العاص بن أمية مرض فقال: لئن رفعني اللَّه من مرضي لا يعبد إله ابن أبي كبشة ببطن مكّة. فقال خالد بن سعيد: اللَّهمّ لا نرفعه.
وبه إلى خالد بن سعيد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثه إلى ملك الحبشة في رهط من قريش
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 42 عن أنس بن مالك..... الحديث وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو محمد الشامي قال عنه الأزدي كذاب.
(2) أسد الغابة ت [1365] ، الاستيعاب ت [617] . طبقات ابن سعد 4/ 1- 69، نسب قريش 174- 175، طبقات ابن خليفة 11/ 298، تاريخ خليفة 97- 120- 201، التاريخ الكبير 3/ 153، التاريخ الصغير 1- 2، 4، 34، 35، المعارف 296 الجرح والتعديل 3/ 334، مشاهير علماء الأمصار ت 172، ابن عساكر 5/ 123- 2- تاريخ الإسلام 1/ 378، البداية والنهاية 7/ 377، العقد الثمين 4/ 267، كنز العمال 13/ 377 شذرات الذهب 1/ 30، تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 48- 55.
(3) في أعلى شفير النار.(2/202)
ومع خالد امرأته، فقدموا فولدت له هناك جارية وتحركت هناك وتكلّمت.
وروى ابن أبي داود في المصاحف، من طريق إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد، قالت: أبي أوّل من كتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم.
وروى الدّارقطنيّ في «الأفراد» من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة: سمعت أمّ خالد بنت خالد بن سعيد تقول: أبي أول من أسلم، وذلك لرؤيا رآها ... الحديث.
قال: تفرّد به إسماعيل، ولم يروه عنه غير محمد بن أبي شملة «1» وهو الواقديّ.
وروى عمر بن شبّة، عن مسلمة بن محارب، قال: قال خالد بن سعيد: أسلمت قبل عليّ لكن كنت أفرّق أبا أحيحة. يعني والده سعيد بن العاص، وكان لا يفرّق أبا طالب.
وقال ضمرة بن ربيعة: كان إسلامه مع إسلام أبي بكر.
وعن أم خالد قالت: كان أبي خامسا سبقه أبو بكر وعلي وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقّاص.
وقدم خالد وأخوه عمرو على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة، وشهد عمرة القضية وما بعدها، واستعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على صدقات مذحج.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق الزهري عن سعيد بن المسيّب وغيره أن الهجرة الأولى إلى الحبشة هاجر فيها جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس، وعثمان بن عفان برقيّة بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته. وكذا قال ابن إسحاق، وسماها أمية بنت خالد بن أسعد بن عامر من خزاعة.
وسيأتي لخالد ذكر في ترجمة فروة بن مسيك.
وذكر سيف في «الفتوح» عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد أن أبا بكر أمّره على مشارف الشام في الردّة، وثبت في ديوان عمرو بن معديكرب أنه مدح خالد بن سعيد بن العاص لما بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مصدّقا عليهم بقصيدة يقول فيها:
فقلت لباغي الخير إن تأت خالدا ... نسرّ وترجع ناعم البال حامدا
[الطويل]
__________
(1) في أمحمد بن أبي سلمة.(2/203)
وقال ابن إسحاق وخليفة والزّبير بن بكّار: استشهد يوم مرج الصّفر، وكذا قال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة. وقال محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة. استشهد يوم أجنادين. كذا قال أبو الأسود عن عروة. وقد اختلف أهل التاريخ أيهما كان قبل. واللَّه أعلم.
2173 ز- خالد بن سلمة «1»
: استدركه ابن الأمين، وعزاه للدارقطنيّ.
وروى ابن قانع في معجمه من طريق خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن خالد بن سلمة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أعتق غلاما فقال: «ولاؤه لك» .
وأخرجه ابن قانع عن عمرو بن الحسن الأشناني، وهو أحد الضّعفاء.
2174- خالد بن سنان «2»
: بن أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ودّ بن ثعلبة الأوسيّ.
قال العدويّ: شهد أحدا واستشهد يوم الجسر.
2175- خالد بن سيار «3»
: بن عبد عوف بن معشر بن بدر الغفاريّ.
قال ابن الكلبيّ: كان سائق بدن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وحسّان الأسلمي، ذكره ابن شاهين والطّبريّ.
2176- خالد بن الطّفيل «4»
: بن مدرك الغفاريّ. قال ابن مندة: ذكره ابن بنت منيع في الصحابة، وفيه نظر.
قلت: لم أره في كتاب ابن بنت منيع، وإنما
أورد حديثه في ترجمة جدّه مدرك، فأخرج من طريق سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن خالد بن الطّفيل بن مدرك الغفاريّ- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث جده مدركا يأتي بابنته من مكّة، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا سجد وركع قال: «اللَّهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك.» الحديث
«5»
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 347، التاريخ الكبير 3/ 154، الجرح والتعديل 3/ 334، تهذيب الكمال 359، تذهيب التهذيب 3/ 95، تاريخ الإسلام 5/ 239، ميزان الاعتدال 1/ 631، تهذيب التهذيب 3/ 95، خلاصة تذهيب الكمال 101، شذرات الذهب 1/ 189.
(2) أسد الغابة ت [1366] .
(3) أسد الغابة ت [1369] .
(4) أسد الغابة ت [1371] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 151، التحفة اللطيفة 2/ 12، التاريخ الكبير 3/ 157.
(5) أخرجه أبو داود في سننه 1/ 452 كتاب الصلاة باب القنوت في الوتر حديث رقم 1427. والترمذي 5/ 524 كتاب الدعوات باب 113 دعاء الوتر حديث رقم 3566 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب والنسائي في سننه 3/ 249 كتاب قيام الليل وتطوع النهار باب الدعاء في الوتر حديث رقم 1747. وابن ماجة 1/ 373 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 117 ما جاء في الفنون في الوتر حديث رقم 1179، وأحمد 1/ 96.(2/204)
فهذا الحديث لا تصريح فيه بصحة خالد إلا أنه على أنه على الاحتمال.
2177- خالد بن العاص»
: بن هشام بن المغيرة المخزوميّ. قتل أبوه يوم بدر.
قال ابن سعد وابن حبان: أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة.
وأورد الطّبراني وابن قانع في ترجمته من رواية حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد عن أبيه، عن جده- حديثا في الطاعون، وهو عجيب، فإنّ جد عكرمة هو العاص بن هشام، وقد اغتر بظاهره الطّبرانيّ، فأورد العاص بن هشام في الصحابة، وهو غلط فاحش كما سنبينه في حرف العين إن شاء اللَّه تعالى. وأبين هناك أنّ خالدا والد عكرمة نسب إلى جده، وأنه عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص، فالصحبة لسعيد لا للعاص، وخالد بن العاص صاحب هذه الترجمة عمّ خالد والد عكرمة واللَّه أعلم.
يقال إنّ عمر استعمل خالد بن العاص هذا على مكّة بعد نافع بن عبد الحارث الخزاعيّ. وكذلك استعمله عليها عثمان بن عفان.
وفي صحيح مسلم من طريق ثابت مولى عمر بن عبد العزيز، قال: لما كان عنبسة بن أبي سفيان وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص ما كان، وتيسّروا للقتال- يعني في خلافة معاوية، حيث أراد عنبسة أخذ شيء من مال عبد اللَّه بن عمرو بالطائف، قال: فركب خالد بن العاص إلى عبد اللَّه بن عمرو فوعظه، فقال عبد اللَّه بن عمرو: أما علمت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد.»
«2»
__________
(1) تعجيل المنفعة 113، تراجم الأخبار 1/ 401، الجرح والتعديل 3/ 1526، دائرة معارف الأعلمي 17/ 129، ذيل الكاشف 369، أسد الغابة ت [1372] ، الاستيعاب ت [625] .
(2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 179. ومسلم في الصحيح 1/ 125 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه كتاب الإيمان (1) باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره ... (62) حديث رقم (226/ 141) . وأبو داود في السنن 2/ 660 عن سعيد بن زيد بلفظه كتاب السنة باب في قتال اللصوص حديث رقم 4772 والترمذي في السنن 4/ 21 كتاب الديات (14) باب ما جاء فيمن قتل دون ماله (22) حديث رقم 1418، 1419، 1420، 1421 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 7/ 115- 116 كتاب تحريم الدم (37) باب من قتل دون ماله (22) حديث رقم 4084، 4085، 4086، 4087، 4088، 4089، 4090. وأحمد في المسند 1/ 79، 187، 188، 189، 190. والحاكم في المستدرك 3/ 639، والطبراني في الكبير 1/ 115.(2/205)
وهذا يدل على أن خالد بن العاص تأخّر إلى خلافة معاوية.
2178- خالد بن عبادة الغفاريّ «1»
: قال أبو عمر: هو الّذي دلّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعمامته في البئر يوم الحديبيّة لما عطشوا، وقيل غيره.
قلت: سيأتي في ترجمة ناجية بن الأعجم الأسلميّ، وفي ترجمة ناجية بن جندب الأسلميّ، وقيل: إن الّذي نزل بريدة بن الحصيب، وقيل البراء بن عازب، ويحتمل التعدّد.
واللَّه أعلم.
2179- خالد:
بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي. «2»
يقال له ولأبيه ولجدّه صحبة وقال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا.
وقال ابن مندة: لا تصحّ صحبته
وذكره ابن أبي عاصم وجماعة، وأورد له من طريق سحبل بن محمد الأسلمي، حدّثني أبي، عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي، قال:
رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعسفان، فقال له رجل: هل لك في عقائل النساء، وأدم الإبل من بني مدلج؟ وفي القوم رجل من بني مدلج، فعرف ذلك في وجهه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خيركم المدافع عن قومه ما لم يأثم» «3» .
كذا في رواية ابن عاصم، من طريق ابن أبي عاصم، عن سحبل.
وأخرجه الطّبرانيّ وغيره من وجوه أخرى ليس فيها رأيت. وأخرجه البيهقي في الشّعب. من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن سحبل، فقال فيه: عن خالد بن عبد اللَّه عن أبيه قال حسين القباني، أحد رواته: لا أعلم أحدا قال فيه عن أبيه غير أبي سعيد انتهى.
ومن طريق أبي سعيد أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة مختصرا. وأخرجه مطيّن في
__________
(1) أسد الغابة ت [1373] ، الاستيعاب ت [633] .
(2) تهذيب التهذيب 3/ 99، خلاصة تذهيب 1/ 279، الجرح والتعديل 3/ 1529، تهذيب الكمال 1/ 157، تقريب التهذيب 1/ 214، التاريخ الكبير 3/ 159، أسد الغابة ت [1374] .
(3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 753 عن سراقة بن مالك ولفظه خيركم المدافع في عشيرته ما لم يأثم. كتاب الأدب باب في العصبية حديث رقم 5120، قال أبو داود أيوب بن سويد ضعيف والطبراني في الصغير 2/ 91 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6932، 6961 وعزاه لابن أبي عاصم والحسن بن سفيان ومطين في الوجدان والبغوي وابن قانع والطبراني في الكبير والبيهقي وأبو نعيم عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي قال البغوي لا أعلم له غيره ولا أدري أله صحبة أم لا وقيل أنه تابعي والحديث مرسل ورواه البيهقي عن خالد عن أبيه.(2/206)
الوحدان من طريق أنس بن عياض عن سحبل. قال العسكريّ: حديث خالد مرسل، ولم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وذكره في التابعين البخاريّ وأبو حاتم الرازيّ وابن حبّان وآخرون.
2180 ز- خالد بن عبد اللَّه الخزاعي:
وقيل الأسلميّ.
ذكره أبو عمر فقال: حديثه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجع يوم حنين بالسّبي حتى قسمه بالجعرانة.
ولا يقوم بإسناد حديثه حجة.
2181 ز- خالد بن عبد اللَّه القنانيّ:
- بالقاف والنون الخفيفة وبعد الألف نون من بني الحارث بن كعب.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله جماعة.
2182 ز- خالد بن عبد اللَّه العدويّ «1»
: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبّان.
2183- خالد بن عبد العزى «2»
: بن سلامة بن مرّة بن جعونة بن حبتر بن عديّ بن سلول بن كعب الخزاعيّ. أبا خناس، وكناه النسائي أبا محرش، وهو قويّ، فإن أبا خناس كنية ابنه مسعود.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال يعقوب بن سفيان في نسخته: حدّثنا سليمان بن عثمان بن الوليد، حدّثني عمي أبو مصرف سعيد بن الوليد بن عبد اللَّه بن مسعود بن خالد بن عبد العزى، حدّثني أبي عن أبيه عن خالد بن عبد العزى أنه أجزر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شاة، وكان عيال خالد كثيرا، فأكل منها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وبعض أصحابه، فأعطى فضلة خالدا، فأكلوا منها وأفضلوا.
أخرجه الحسن بن سفيان في «مسندة» والنسائي في الكنى له عن يعقوب به مطوّلا، وفيه قصة العمرة، وفي آخره قال سليمان: قلت لأبي مصرف: أدركت خالدا؟ قال: نعم.
والمحدّث لي مسعود.
وله طريق أخرى أخرجها الطبرانيّ عن محمّد بن علي الصّائغ، حدّثنا أبو مالك بن أبي فاره «3» الخزاعي، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده مسعود بن خالد، عن خالد بن عبد العزى بن سلامة، ذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل عليه بالجعرانة فأجزره وظلّ عنده ...
الحديث.
وفيه: أنه بدت له العمرة، فبعث معه رجلا من أصحابه يقال له محرش بن عبد اللَّه،
__________
(1) الثقات 3/ 105.
(2) الثقات 3/ 104 تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، أسد الغابة ت [1375] .
(3) في ت ابن أبي قاره.(2/207)
فسلك به طريقا حتى دخل مكّة، فقضى نسكه ثم أصبحنا عند خالد.
وستأتي ترجمة ابنه مسعود بن خالد إن شاء اللَّه تعالى.
2184- خالد:
بن عبيد اللَّه بن الحجاج السلمي. «1»
قال ابن أبي حاتم: له صحبة.
روى ابن السّكن والطّبرانيّ من طريق إسماعيل بن عياش: حدثني عقيل بن مدرك السلميّ، عن الحارث بن خالد بن عبد اللَّه السلمي، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللَّه أعطاكم ثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في أعمالكم.»
«2» قال ابن مندة: مشهور عن إسماعيل.
وأخرج حديثا آخر من طريق ابن عائذ، حدّثني خالد بن عبيد اللَّه بن الحجاج أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يدعو فيقول: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك أن أظلم أو أظلم ... » الحديث.
قال:
غريب.
2185 ز- خالد بن عتبة:
بن ربيعة «3» بن عبد شمس. يقال: هو اسم أبي هاشم.
وسيأتي في الكنى.
2186- خالد بن عديّ الجهنيّ «4»
: بعد في أهل المدينة، وكان ينزل الأشعر. «5»
وروى حديثه أحمد وابن أبي شيبة والحارث وأبو يعلى والطبرانيّ، من طريق بسر بن سعيد، عن خالد بن عديّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف «6» ولا مسألة فليقبله ولا يردّه، فإنّما هو رزق ساقه اللَّه تعالى إليه»
إسناده صحيح. السياق لأبي يعلى.
__________
(1) أسد الغابة ت [1376] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 152، الجرح والتعديل 3/ 1524.
(2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 296. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 249. والزيلعي في نصب الراية 4/ 400 وابن حجر في تلخيص الحبير 3/ 91. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46055.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 54.
(4) أسد الغابة ت [1377] ، الاستيعاب ت [640] . الثقات 3/ 105، الطبقات 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 152 التحفة اللطيفة 2/ 13، ذيل الكاشف 372.
(5) الأشعر: بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة، وراء: الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز، قال أبو هريرة: خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهي بين مكة والمدينة وقال ابن السكيت: الأشعر جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه وقال نصر الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على سبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة والشام. انظر: معجم البلدان 1/ 235،
(6) في ت: إسراف.(2/208)
2187- خالد بن عرفطة «1»
: بضم المهملة والفاء بينهما راء ساكنة- ابن أبرهة- بفتح الهمزة والراء بينهما موحدة ساكنة- ابن سنان الليثي، ويقال العذري، وهو الصّحيح.
قال عمر بن شبّة في «أخبار مكة» : هو خالد بن عرفطة بن صعير بن حزّاز بن كاهل بن عبد بن عذرة. وقدم صغيرا مكّة، فحالف بني زهرة، فهو حليف بني زهرة.
ويقال: إنه ابن أخي ثعلبة بن صعير العذريّ، وابن عم عبد اللَّه بن ثعلبة.
وشذّ ابن مندة فقال: هو خزاعيّ. ونسب ابن الكلبيّ جدّه سنان، فقال: ابن صيفي بن الهائلة بن عبد اللَّه بن غيلان بن أسلم بن حزّاز بن كاهل بن عذرة، قال: وهو حليف بني زهرة، وولّاه سعد القتال يوم القادسية.
أخرج حديثه الترمذيّ بإسناد صحيح، روى عنه أبو عثمان النهدي، وعبد اللَّه بن يسار، ومسلم مولاه، وأبو إسحاق السّبيعي وغيرهم.
وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق. وكتب إليه عمر يأمره أن يؤمّره، واستخلفه سعد على الكوفة، ولما بايع الناس لمعاوية ودخل الكوفة خرج عليه عبد اللَّه بن أبي الحوساء بالنّخيلة، فوجّه إليه خالد بن عرفطة هذا، فحاربه حتى قتله.
وعاش خالد إلى سنة ستّين، وقيل مات سنة إحدى وستين.
وذكر ابن المعلّم المعروف بالشيخ المفيد الرافضيّ في مناقب عليّ من طريق ثابت الثّمالي عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، قال: جاء رجل إلى عليّ، فقال: إني مررت بوادي القرى، فرأيت خالد بن عرفطة بها مات فاستغفر له، فقال: إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، ويكون صاحب لوائه حبيب بن حمار، [فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني لك محبّ، وأنا حبيب بن حمار] فقال: لتحملنّها وتدخل بها من هذا
__________
(1) الثقات 3/ 104، تهذيب الكمال 1/ 360، تجريد أسماء الصحابة 1/ 152، تهذيب التهذيب 3/ 106، خلاصة تذهيب 1/ 281. الكاشف 1/ 272، تقريب التهذيب 1/ 216، تلقيح فهوم الأثر 373، تاريخ بغداد 1/ 100، الطبقات الكبرى 3/ 298- الطبقات 122، 126، 139، الأنساب 4/ 145، التاريخ الكبير 3/ 138، حاشية الإكمال 6/ 413 تبصير المنتبه 3/ 998، أسد الغابة ت [1378] . الاستيعاب ت [636] . طبقات خليفة 122، تاريخ خليفة 203، المحبر 381، المعرفة والتاريخ 2/ 658، الأخبار الطوال 121، فتوح البلدان 316، تاريخ الطبري 10/ 236، الجرح والتعديل 3/ 337، المعجم الكبير 4/ 241، المستدرك 3/ 280، الكامل في التاريخ 2/ 452، الاشتقاق 547، تحفة الأشراف 3/ 110، الوافي بالوفيات 13/ 273، التذكرة الحمدونية 2/ 450، قاموس الرجال 3/ 483، تاريخ الإسلام 1/ 201.(2/209)
الباب، وأشار إلى باب المقبل، فاتفق أنّ ابن زياد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي، فجعل خالدا على مقدمته، وحبيب بن حمار صاحب رايته فدخل بها المسجد من باب المقبل.
وعند أحمد من رواية أبي إسحاق: مات رجل صالح فتلقّانا خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد، وكلاهما كانت له صحبة.
2188 ز- خالد بن عقبة «1»
: بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس الأمويّ، أخو الوليد.
كان من مسلمة الفتح، ونزل الرقّة وبها عقبه. وذكره صاحب تاريخها فيمن نزلها من الصّحابة.
وله أثر في حصار عثمان يوم الدار، وإليه يشير أزهر بن سيحان بقوله:
يلومونني أن جلت في الدّار حاسرا ... وقد فرّ منها خالد وهو دارع
«2» [الطويل]
2189 ز- خالد بن عقبة «3»
: قال أبو عمر: هو الّذي جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: اقرأ عليّ القرآن، فقرأ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ... [النحل 90] الآية. فقال: واللَّه إن له لَحَلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما هذا بقول بشر.
قال أبو عمر: لا أدري هو ابن أبي معيط أم لا، وظنّي أنه غيره.
قلت: لم يذكر إسناده ولا من خرّجه، والمشهور في مغازي ابن إسحاق نحو هذا للوليد بن المغيرة، ومع ذلك فلا دلالة في السياق على إسلام صاحب هذه القصّة.
2190- خالد بن عمرو بن عديّ «4»
: بن نابي- بنون وموحدة مكسورة- ابن عمرو بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ.
شهد العقبة الثانية، وقال هشام بن الكلبيّ: شهد بدرا.
__________
(1) أسد الغابة ت [1380] ، الاستيعاب ت [627] .
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1380) وفي الاستيعاب رقم (627) وفي كتاب نسب قريش 141 وروايته.
تلومنني أن كنت في الدار حاسرا ... وقد حاد عنها خالد وهو دارع.
(3) أسد الغابة ت [1381] ، الاستيعاب ت [630] .
(4) أسد الغابة ت [1382] ، الاستيعاب ت [620] .(2/210)
2191- خالد:
بن عمرو بن أبي كعب الأنصاريّ «1» .
وذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وجوّز ابن إسحاق أن يكون هو الّذي قبله، وأن يكون كنية عديّ أبا كعب.
2192- خالد بن عمير العبديّ «2»
: قال الحسن بن سفيان في مسندة: حدّثنا معلى بن مهدي، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا شعبة. عن سماك بن حرب، عن خالد بن عمير، قال: أتيت مكة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بها فبعته رجل سراويل فوزن لي وأرجح.
رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على شعبة وعلى سماك، والمشهور أنه عن مخرمة العبديّ، أما خالد بن عمير الدوسيّ الّذي روى عن عتبة بن غزوان فمخضرم، ويأتي ذكره في القسم الثالث.
2193- خالد بن العنبس «3»
: ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر، وقال: إنه شهد بيعة الرضوان.
وحكى ابن الأثير عن أبي الجيزي أنه ذكره في الصّحابة. وتعقّبه مغلطاي بأنه ليس في كتاب أبي الربيع، وإنما الّذي ذكره هو ابن يونس، وقال: إن له صحبة.
2194- خالد بن غلاب «4»
: بفتح المعجمة وتخفيف اللام وآخره موحّدة، وهو جد محمد بن زكريا الغلابي، له وفادة ثم نزل البصرة وولى أصبهان لعثمان.
روى ابن مندة من طريق الأحوص بن المفضل بن غسان، عن عمه محمد بن غسان، عن جده خالد بن عمرو، عن أبيه عمرو بن معاوية، عن أبيه عمرو بن خالد بن غلاب، قال: لما حصر عثمان خرج أبي يريد نصره، وكان يتولى أصبهان، فاتصل به قتله. فانصرف إلى منزله بالطّائف، وقدمت في ثقل أبي، فصادفت وقعة الجمل، فدخلت على عليّ فقال:
من هذا؟ قيل: عمرو بن خالد قال: ابن غلاب: قالوا: نعم. قال: أشهد أني رأيت أباه بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وذكر الفتن، فقال: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يكفيني الفتن فقال: «اللَّهمّ اكفه الفتن ما ظهر منها وما بطن.»
«5»
__________
(1) أسد الغابة ت [1383] .
(2) أسد الغابة ت [1384] .
(3) تبصير المنتبه 3/ 920، أسد الغابة ت [1386] .
(4) أسد الغابة ت [1387] ، تاريخ أصبهان 304، المشتبه 489،
(5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31680 وعزاه لأبي نعيم في الحلية وقال هذا الحديث عزيز.(2/211)
قال ابن مندة: غريب تفرّد به أولاده، وغلاب اسم امرأة، قال أبو نعيم- في تاريخ أصبهان، وزاد: وهو خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن عمرو بن حبيب بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن هوازن.
وقال المرزبانيّ: كان على بيت المال لعمر، وقد ولي بعض عمل أصبهان، وفيه يقول أبو المختار يزيد بن قيس الكلابيّ في قصيدته التي شكا فيها العمال إلى عمر بن الخطاب يقول فيها:
إذا التّاجر الهنديّ جاء بفأرة ... من المسك أضحت في سوالفهم تجري
[الطويل] ويقول فيها:
ولا تنسينّ النّافعين كلاهما ... ولا ابن غلاب من سراة بني نصر
[الطويل] [وهي قصيدة طويلة ستأتي بتمامها في ترجمة قائلها يزيد بن قيس في القسم الثالث فأجابه خالد هذا بقوله:
أبلغ أبا المختار عنّي رسالة ... فقد كنت ذا قربى لديك وذا سمر
وما كان لي يوما إليك جناية ... فتجعلني ممّن يؤلّف في الشّعر
[الطويل] أنشدهما دعبل في طبقات الشعراء.]
«1»
2195- خالد بن قيس:
بن مالك «2» بن العجلان بن مالك بن عامر بن بيّاضة الأنصاريّ الخزرجي البياضي.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة وبدرا وأحدا وقال ابن حبّان: كان ممن صدق القتال ببدر. ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر فيمن شهد العقبة.
2196 ز- خالد بن قيس السّهمي:
ذكره في المؤلفة قلوبهم وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع.
__________
(1) سقط في أ.
(2) الثقات 3/ 105، تجريد أسماء الصحابة 1/ 153، الاستبصار 177، وأصحاب بدر 211، أسد الغابة ت [1389] ، الاستيعاب ت [631] .(2/212)
2197- خالد بن قيس بن النعمان «1»
: يأتي ذكره في خليد- بالتصغير.
2198- خالد بن كعب بن عمرو:
بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجار الأنصاريّ المازني. «2»
قتل يوم بئر معونة. ذكره ابن الكلبيّ والعدويّ.
2199- خالد بن مالك:
بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي النهشلي. «3»
وقع ذكره في تفسير مقاتل أنه كان في الوفد الذين نزلت فيهم: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... [الحجرات 4] الآية.
وقرأت في كتاب النصوص لصاعد الربعي بإسناد له عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال: كان القعقاع بن معبد بن زرارة حليما يشبه بعمه حاجب بن زرارة فبينما حاجب جالس وإبله تورد عليه إذ أقبل خالد بن مالك النهشلي على فرس وفي يده رمح، فقال يا حاجب، واللَّه لترقصنّ أو لأطعننك، فقال: تنحّ عني أيها السفيه، فأبى، فقام الشيخ فأقبل وأدبر، فبلغ ذلك شيبان بن علقمة بن زرارة، فقال: أيتهكم خالد بعمّي، واللَّه لأنافرنّه، فكلمت بنو تميم حاجبا فنهاه، فتنافر القعقاع بن معبد، وخالد بن مالك، إلى ربيعة بن حذار الأسدي. فذكر قصّة طويلة، وفيها ثم أدركا الإسلام، فوفدا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، لو بعثت هذا، وقال عمر: يا رسول اللَّه، لو بعثت هذا، فقال: «لولا أنّكما اختلفتما لأخذت برأيكما» فرجعا ولم يولّهما شيئا.
وذكر أبو أحمد العسكريّ هذه القصّة في الصّحابة أيضا.
وقال ابن الأثير. لم يذكر ابن الكلبيّ بعد أن نسبه أن له صحبة، ولم أر من ذكر له صحبة إلا العسكريّ.
قلت: وقد ذكره ابن عبد البرّ إلا أنه نسبه لجده. فقال خالد بن ربعيّ. وذكره أيضا من قدمت ذكره.
وقال أبو عمر، عن ابن المنكدر: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال للقعقاع ولخالد: «قد عرفتكما» ،
وأراد أن يستعمل أحدهما على بني تميم، فاختلف أبو بكر وعمر فذكره فأنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [الحجرات 1] الآية. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت [1390] .
(2) أسد الغابة ت [1391]
(3) أسد الغابة ت [1393] .(2/213)
وهذه القصّة في اختلاف أبي بكر وعمر وقعت عند البخاريّ من طريق ابن أبي مليكة عن أبي الزبير، لكن فيها القعقاع المذكور والأقرع بن حابس بدل خالد بن مالك.
تنبيه: حذار والد ربيعة- بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة وضبطه ابن عبد البر بالجيم ثم بالمهملة فوهم.
2200- خالد بن مغيث «1»
: بالغين المعجمة والمثلثة.
روى ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن شيبة بن نصاح، عن خالد بن مغيث- هو من الصحابة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «رأيت قزمان متلفّعا في خميلة من النّار» . يريد الّذي غلّ يوم خيبر. أخرجه ابن أبي عاصم وغيره من حديث ابن وهب
وأما ابن أبي حاتم فقال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرسلا.
روى عنه شيبة بن نصاح.
قلت: شيبة لم يلحق أحدا من الصحابة، فيكون الانقطاع في روايته عن خالد، وأما خالد فثبت في نفس الإسناد أنه من الصّحابة، واللَّه أعلم.
2201- خالد بن نافع الخزاعي «2»
: يأتي قريبا آخر من اسمه خالد.
2202- خالد بن نضلة الأسلمي «3»
: قيل هو اسم أبي برزة، سماه الهيثم بن عديّ.
والمشهور أنه نضلة بن عبيدة.
»
2203- خالد بن النّعمان:
بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الظفريّ.
ذكر ابن عساكر أنه شهد مؤتة، واستشهد بها.
2204- خالد بن هشام «5»
: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزوميّ، أخو أبي جهل.
ذكره عبدان بإسناده عن بشر بن تميم «6» في المؤلّفة. وذكر ابن الكلبيّ أنه أسر يوم بدر
__________
(1) الثقات 3/ 108، الجرح والتعديل 3/ 1586، تصحيفات المحدثين 918، تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، دائرة الأعلمي 17/ 133، أسد الغابة ت [1395] .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، بقي بن مخلد 412، أسد الغابة ت [1396] ، الاستيعاب ت [641] .
(3) أسد الغابة ت [1397] .
(4) في أ: نضلة بن عبيدة.
(5) أسد الغابة ت [1401] ، الاستيعاب ت [629] .
(6) في أ: بشر بن تيم.(2/214)
كافرا، ولم يذكر أنه أسلم، [وأنشد له الزبير بن بكّار في الكلام على البطحاء رجزا أوله:
إما تريني أشمط العشيات] «1» فاللَّه أعلم.
2205
- خالد بن هوذة «2» بن ربيعة:
البكائيّ ويقال القشيري، جاء ذكره في حديث ابنه العدّاء، فروى الباوردي من طريق عبد المجيد أبي عمرو، عن العدّاء بن خالد، قال:
خرجت مع أبي فرأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يخطب.
وقال الأصمعيّ: عن أبي عمرو بن العلاء: أسلم العدّاء وأخوه حرملة وأبوهما. وكانا سيدي قومهما، وبعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى خزاعة يبشّرهم بإسلامهما.
وذكرهما ابن الكلبيّ في المؤلّفة، وقال في الجمهرة: وفد خالد وحرملة ابنا هوذة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وخالد هو الّذي قتل أبا عقيل جدّ الحجاج بن يوسف الثقفي.
2206- خالد بن الوليد «3»
: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ سيف اللَّه، أبو سليمان أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب الهلاليّة، وهي أخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، وهما أختا ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
كان أحد أشراف قريش في الجاهليّة، وكان إليه أعنّة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفّار قريش الحروب إلى عمرة الحديبيّة. كما ثبت في الصّحيح أنه كان على خيل قريش طليعة، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر، وقيل قبلها، ووهم من زعم أنه أسلم سنة خمس.
قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس، عن حبيب، حدّثني عمرو بن العاص من فيه، قال: خرجت عامدا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبل الفتح، وهو مقبل من مكّة، فقلت: «أين تريد يا أبا سليمان؟
__________
(1) سقط في أ.
(2) تهذيب الكمال 1/ 185، الطبقات الكبرى 1/ 273. دائرة معارف الأعلمي 17/ 135، أسد الغابة ت [1401] ، الاستيعاب ت [628] .
(3) ابن هشام 2/ 276- 279- 292- 594، طبقات ابن سعد 4/ 2- 1، 7- 2، 118، نسب قريش 320- 322 طبقات خليفة 19- 20- 299، تاريخ خليفة 86، 88، 92- 150 التاريخ الصغير 1/ 23- 40، المعارف 267، الجرح والتعديل 3/ 356، مشاهير علماء الأمصار ت، 157، ابن عساكر 5/ 264- 2، تهذيب الأسماء واللغات 10/ 172- 174، تهذيب الكمال 370، دول الإسلام 1- 16، العبر 1/ 25، ابن كثير 7- 113- 118، العقد الثمين 4/ 389- 297، تهذيب التهذيب 3/ 142، خلاصة تذهيب الكمال 103، كنز العمال 13/ 366- 375، شذرات الذهب 1/ 232، تهذيب ابن عساكر 5/ 95- 117، أسد الغابة ت [1399] ، الاستيعاب ت [621] .(2/215)
قال: أذهب واللَّه أسلم، فحتّى متى؟ قلت: وما جئت إلا لأسلم،
فقدمنا جميعا، فتقدم خالد فأسلم وبايع، ثم دنوت فبايعت ثم انصرفت، ثم شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثّالث أخذ الراية فانحاز بالنّاس، وخطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأعلم الناس بذلك كما ثبت في الصّحيح.
وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فتح مكّة، فأبلى فيها، وجرى، له مع بني خزيمة ما جرى، ثم شهد حنينا والطائف في هدم العزّى.
وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الصّحيحين وغيرهما، روى عنه ابن عبّاس وجابر، والمقدام بن معديكرب، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس وآخرون.
وأخرج التّرمذيّ عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منزلا، فجعل الناس يمرّون، فيقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من هذا؟ فأقول: فلان، حتى مرّ خالد فقال: «من هذا» ؟
قلت: خالد بن الوليد. فقال: «نعم، عبد اللَّه، هذا سيف من سيوف اللَّه» رجاله ثقات.
وأرسله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أكيدر دومة فأسره.
ومن طريق أبي إسحاق عن عاصم، عن أنس، وعن عمرو بن أبي سلمة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث خالد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به، فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في قتالهم بلاء عظيما، ثم ولّاه حرب فارس والرّوم فأثر فيهم تأثيرا شديدا وفتح دمشق.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق أبي الأسود، عن عروة، قال: لما فرغ خالد من اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى الشام، فسلك عين التمر فسبى ابنة الجودي من دومة الجندل، ومضى إلى الشّام، فهزم عدوّ اللَّه.
واستخلفه أبو بكر على الشّام إلى أن عزله عمر، فروى البخاريّ في تاريخه من طريق ناشرة بن سمي، قال: خطب عمر واعتذر من عزل خالد، فقال أبو عمرو ابن حفص بن المغيرة: عزلت عاملا استعمله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ووضعت لما رفعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقال: إنّك قريب القرابة حديث السن مغضب لابن عمّك.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثني أبي، حدثني عبّاد بن العوّام، عن سفيان بن حسين، عن قتادة، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن الوليد إلى العزّى فهدمها.
وقال أبو زرعة الدمشقيّ: حدّثني علي بن عباس «1» ، حدّثنا الوليد، حدّثني وحشي،
__________
(1) في أ: علي بن عياش.(2/216)
عن أبيه، عن جده- أنّ أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردّة، فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «نعم عبد اللَّه وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف اللَّه سلّه اللَّه على الكفّار.»
«1»
وقال أحمد: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد، فقال خالد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقوله، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «خالد سيف من سيوف اللَّه، نعم فتى العشيرة.»
«2»
وروى أبو يعلى من طريق الشعبي، عن ابن أبي أوفى- رفعه: «لا تؤذوا خالدا فإنّه سيف من سيوف اللَّه صبّه اللَّه على الكفّار.» «3»
ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أخبرت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مثله.
وقال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه- أن خالد بن الوليد فقد قلنسوته يوم اليرموك، فقال: اطلبوها فلم يجدوها، فلم يزل حتى وجدوها، فإذا هي خلفه، فسئل عن ذلك. فقال: اعتمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصية فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا تبيّن لي النصر.
ورواه أبو يعلى، عن شريح بن يونس، عن هشيم- مختصرا، وقال في آخره: فما وجهت في وجه إلا فتح لي.
وفي الصّحيحين عن أبي هريرة في قصة الصّدقة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن خالدا احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل اللَّه.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 158 بلفظ «نعم ابن العشيرة» .
(2) أخرجه أحمد المسند 4/ 90. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 136. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 351، وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة. والسيوطي في الدر المنثور 2/ 245. المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33280.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 121. وابن سعد في الطبقات 7/ 120. والحاكم في المستدرك 3/ 298 عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلا وهو أشبه وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 352 عن عبد اللَّه ابن أبي أوفى قال الهيثمي رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات، وابن عساكر في التاريخ 5/ 105 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33281، 33283.(2/217)
وفي البخاريّ عن قيس بن أبي حازم، عن خالد بن الوليد، قال: لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة تسعة [أسياف، فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية.
وقال يونس بن أبي إسحاق عن أبي السّفر: لما قدم خالد بن الوليد الحرّة أتى بسمّ فوضعه في راحته ثم سمّى وشربه] فلم يضره، رواه أبو يعلى، ورواه ابن سعد من وجهين آخرين.
وروى ابن أبي الدّنيا بإسناد صحيح عن خيثمة، قال: أتى خالد بن الوليد رجل معه زقّ خمر، فقال: اللَّهمّ اجعله عسلا فصار عسلا. وفي رواية له من هذا الوجه: مر رجل بخالد ومعه زق خمر، فقال: ما هذا؟ قال: خلّ قال: جعله اللَّه خلّا، فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرا.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى آل خالد، قال: قال خالد عند موته: ما كان في الأرض من ليلة أحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد في سريّة من المهاجرين أصبّح بهم العدو، فعليكم بالجهاد.
وروى أبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قال خالد: ما ليلة يهدي إليّ فيها عروس أنا لها محبّ وأبشر فيها بغلام أحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد، فذكر نحوه.
ومن هذا الوجه عن خالد: لقد شغلني الجهاد عن تعلم كثير من القرآن.
وكان سبب عزل عمر خالدا ما ذكره الزبير بن بكّار. قال: كان خالد إذا صار إليه المال قسّمه في أهل الغنائم، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا، وكان فيه تقدّم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر: أقدم على قتل مالك بن نويرة، ونكح امرأته، فكره ذلك أبو بكر، وعرض الدّية على متمم بن نويرة، وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله.
وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد.
وكان أميرا عند أبي بكر بعثه إلى طليحة، فهزم طليحة ومن معه، ثم مضى إلى مسيلمة فقتل اللَّه مسيلمة.
قال الزّبير: وحدّثني محمد بن مسلم، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر لأبي بكر:
اكتب إلى خالد لا يعطي شيئا إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالدا: إمّا أن تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك فأشار عليه عمر بعزله فقال أبو بكر: فمن يجزي عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهّز عمر حتى أنيخ الظّهر في الدّار، فمشى أصحاب(2/218)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أبي بكر. فقالوا: ما شأن عمر يخرج وأنت محتاج إليه، ومالك عزلت خالدا وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله ففعل.
فلما قبل عمر كتب إلى خالد ألّا تعطي شاة ولا بعيرا إلا بأمري. فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال عمر: ما صدقت اللَّه إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه فعزله.
ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخلّيه يفعل ما يشاء فيأبى عمر.
قال مالك: وكان عمر يشبه خالدا، فذكر القصّة التي ستأتي في ترجمة علقمة بن علاثة.
قال الزّبير: ولما حضرت خالدا الوفاة أوصى إلى عمر فتولى عمر وصيته، وسمع راجزا يذكر خالدا. فقال رحم اللَّه خالدا فقال له طليحة بن عبيد اللَّه:
لا أعرفنّك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زوّدتني زادي
فقال عمر: إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه، وما كان يصنع في المال.
مات خالد بن الوليد بمدينة حمص سنة إحدى وعشرين، وقيل: توفّي بالمدينة النبويّة وقال ابن المبارك، في كتاب الجهاد، عن حماد بن زيد: حدّثنا عبد اللَّه بن المختار، عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل- ثم شك حماد في أبي وائل قال: لما حضرت خالدا الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانّة، فلم يقدّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد أن لا إله إلا اللَّه من ليلة بتّها وأنا متترّس والسماء تهلّني تمطر إلى صبح، حتى نغير على الكفّار، ثم قال: إذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدّة في سبيل اللَّه.
فلما توفي خرج عمر إلى جنازته. فقال: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهنّ ما لم يكن نقعا أو لقلقة.
قلت: فهذا يدل على أنه مات بالمدينة. وسيأتي في ترجمة أمه لبابة الصغرى بنت الحارث ما يشيده، ولكن الأكثر على أنه مات بحمص واللَّه أعلم.
2207- خالد بن الوليد الأنصاريّ «1»
: ذكره ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من
__________
(1) أسد الغابة ت [1398] ، الاستيعاب ت [622] .(2/219)
الصّحابة، وكان ممّن أبلى فيها، قال أبو عمر: لا أقف له على نسبة.
2208- خالد بن يزيد بن حارثة «1»
: لا تقدم في خالد بن زيد بن حارثة.
2209- خالد بن يزيد المدني «2»
: تقدم في خالد بن زيد المزني.
2210 ز- خالد الأحدب الحارثي «3» :
روى عبدان من طريق ثابت عن عمارة عن خالد الأحدب- وكانت له صحبة- قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا رسول اللَّه، كان لي أخوان» . فذكر حديثا.
2211 ز- خالد الأزرق الغاضريّ «4» :
- بمعجمتين.
قال ابن السكن والباوردي: نزل حمص، وأخرجا من طريق ابن عائذ أبي راشد الحبراني، حدّثني خالد الأزرق الغاضري. قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على راحلة ومتاع فلم أزل أسايره، فذكر الحديث، قال: وجاء رجل مقصر شعره بمعنى فقال: صلّ عليّ يا رسول اللَّه، قال: «صلّى اللَّه على المحلقين» .
2212 ز- خالد الأشعر «5» :
والد حبيش بن خالد الخزاعي.
تقدم ذكر والده حبيش، وذكر الواقدي أنّ خالدا قتل مع كرز بن خالد في طريق مكّة.
والمشهور أن الّذي قتل بمكّة هو حبيش بن خالد. فاللَّه أعلم.
[2213- خالد الأنصاريّ:
ابن عم أوس بن ثابت. تقدم في أوس بن ثابت.]
«6» .
2214- خالد الخزاعيّ «7»
: والد نافع. وزعم ابن مندة أن اسم والد خالد نافع.
قال ابن السّكن: كان من أصحاب الشجرة، وحديثه في الكوفيين.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، تفسير الطبري 5/ 5418، أسد الغابة ت [1403] .
(2) أسد الغابة ت (1404) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الطبقات 213، الثقات 6/ 263، دائرة معارف الأعلمي 17/ 125. أسد الغابة ت [1340] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148. أسد الغابة ت [1341] .
(5) المغازي 828، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 220، أسد الغابة ت [1345] ، الاستيعاب ت [632] .
(6) سقط في أ.
(7) الثقات 3/ 140، تجريد سماء الصحابة 1/ 150، المحن 46، التاريخ الكبير 3/ 138، الميزان 1/ 648، الجرح والتعديل 3/ 1642، تنقيح المقال 3553، الأعلمي 17/ 127، أسد الغابة ت [1355] ، الاستيعاب ت [635] .(2/220)
روى الحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والطبرانيّ، والطبريّ في تفسيره، وغيرهم، من طريق أبي مالك الأشجعيّ: حدّثنا نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه، وكانت له صحبة، وكان ممن بايع تحت الشجرة- قال: جلس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوما، فذكر الحديث، وفيه: «سألت اللَّه ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة» «1»
رجاله ثقات.
الخاء بعدها الباء
2215- (خبّاب) بن الأرتّ «2»
: - بتشديد المثناة- بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي، ويقال الخزاعي، أبو عبد اللَّه.
سبي في الجاهليّة فبيع بمكّة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية، وقيل غير ذلك، ثم حالف بني زهرة، وكان من السّابقين الأوّلين.
وقال ابن سعد: بيع بمكّة، ثم حالف بني زهرة. وأسلم قديما، وكان من المستضعفين روى الباوردي أنه أسلم سادس ستة، وهو أول من أظهر إسلامه وعذّب عذابا شديدا لأجل ذلك.
وقال الطّبريّ: إنما انتسب في بني زهرة لأن آل سباع حلفاء عمرو بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة وآل سباع منهم سباع بن أم أنمار الخزاعيّة، ثم شهد المشاهد كلّها، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين جبر بن عتيك.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم روى عنه أبو أمامة، وابنه عبد اللَّه بن خبّاب، وأبو معمر، وقيس بن أبي حازم. ومسروق، وآخرون.
وروى الطّبرانيّ من طريق زيد بن وهب، قال: لما رجع علي من صفّين مر بقبر خبّاب، فقال: «رحم اللَّه خبّابا أسلم راغبا. وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه أحوالا، ولن يضيع اللَّه أجره» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 409 عن خباب بن الأرت في كتاب الفتن باب (14) ما جاء في سؤال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثا في أمته حديث رقم 2175، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح والنسائي في السنن 3/ 217 كتاب قيام الليل وتطوع النهار باب 16 إحياء الليل حديث رقم 1638. وابن ماجة في السنن 2/ 1303 في كتاب الفتن (36) باب ما يكون من الفتن (9) حديث رقم 3951، 3952. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1303 إسناده صحيح. رجاله ثقات.
(2) طبقات ابن سعد 3/ 164، طبقات خليفة 17/ 126، تاريخ خليفة 192، التاريخ الكبير 3/ 215، المعارف 316، 317، تاريخ الفسوي 3/ 167، الجرح والتعديل 3/ 395، تهذيب الكمال 373، تاريخ الإسلام 2/ 175، العبر 1/ 43، تهذيب التهذيب 3/ 133، 134، خلاصة تذهيب الكمال، شذرات الذهب 1/ 47، أسد الغابة ت [1407] ، الاستيعاب ت [646] .(2/221)
وشهد خبّاب بدرا وما بعدها، ونزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين، زاد ابن حبان منصرف عليّ من صفّين وصلّى عليه عليّ. وقيل: مات سنة تسع عشرة. والأول أصحّ.
وكان يعمل السيوف في الجاهلية، ثبت ذلك في الصّحيحين وثبت فيهما أيضا أنه تموّل وأنه مرض مرضا شديدا حتى كاد أن يتمنّى الموت.
روى مسلم من طريق قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على خبّاب وقد اكتوى، فقال:
لولا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
ويقال: إنه أول من دفن بظهر الكوفة، ذكر ذلك الطبريّ بسند له إلى علقمة بن قيس النخعي، عن ابن الخباب. قال: وعاش ثلاثا وستين سنة.
2216 ز- خبّاب أبو عرفطة:
بن خبيب، أبو جبير، بن عبد مناف الأسديّ حليف الأنصار. تقدم في المهملة.
قال ابن فتحون: ذكره أبو عمر بضم المهملة وتخفيف الموحدة، وكذا قيّده الدارقطنيّ، قال ورأيته مضبوطا في الطبريّ خباب بالمعجمة المفتوحة والتشديد.
قلت: وكذا رأيته في الذّيل للطبريّ.
2217 ز- خبّاب بن عمرو:
بن حممة الدوسيّ، أخو جندب. ذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمره على بعض الكراديس يوم اليرموك.
قلت: وقد قدمت غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.
2218 ز- خبّاب الخزاعي «1»
: والد إبراهيم. فرّق الطبراني وأبو نعيم بينه وبين خبّاب بن الأرتّ،
روى الطّبرانيّ من طريق قيس بن الربيع، عن مجزأة بن ثور، عن إبراهيم بن خباب، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عنّي ديني.»
«2» واستدركه أبو موسى، ولم أره في التجريد ولا أصله.
2219- خبّاب، والد السّائب «3»
: روى ابن مندة من طريق عبد العزيز بن عمران، عن
__________
(1) أسد الغابة ت [1406] .
(2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2356 والطبراني في الكبير 12/ 343، وأحمد في المسند 2/ 25.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 155. أسد الغابة ت [1408] .(2/222)
عبد اللَّه بن السّائب، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم متّكئا على سرير يأكل قديدا ثم يشرب من فخارة، فقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال أبو نعيم: يقال عن عبد العزيز، عن أبي عبد اللَّه بن السائب- يعني فيكون من مسند السّائب.
وكلام البخاريّ يقتضي أن يكون هو مولى فاطمة بنت عتبة الآتي ذكره، فإنه قال السّائب بن خبّاب أبو مسلم صاحب المقصورة، ويقال مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، وعلى ذلك اعتمد ابن الأثير فلم يفرد لمولى فاطمة ترجمة.
2220- خبّاب، مولى عتبة «1»
: بن غزوان، يكنى أبا يحيى ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من حلفاء بني نوفل بن عبد مناف.
قال أبو نعيم: لا عقب له، ولا رواية. ومات في خلافة عمر سنة تسع عشرة وصلّى عليه عمر.
قلت: وهم ابن مندة، فذكر في ترجمة خبّاب بن الأرتّ أنه مولى عتبة بن غزوان، وقد فرّق بينهما ابن إسحاق، فذكرهما في البدريين. وهو الصّواب.
2221- خبّاب، مولى «2»
: فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، أبو مسلم. صاحب المقصورة، أدرك الجاهليّة، واختلف في صحبته.
وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا وضوء إلّا من صوت أو ريح»
«3» روى عنه بنوه أصحاب المقصورة، ومنهم السّائب بن خباب ولد مسلم، قاله أبو عمر.
قلت: الحديث المذكور عند ابن ماجة من رواية السائب بن خبّاب، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وروى مسلم من طريق عامر بن سعيد بن أبي وقاص عن خبّاب صاحب المقصورة عن عائشة وأبي هريرة في اتباع الجنائز.
__________
(1) أسد الغابة ت [1409] ، تاريخ الطبري 4/ 82، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 73، الاستيعاب ت [648] .
(2) الاستيعاب ت [649] .
(3) أخرجه الترمذي في السنن 1/ 109 عن أبي هريرة بلفظه كتاب أبواب الطهارة باب ما جاء في الوضوء من الريح حديث رقم 74 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في السنن 1/ 172 كتاب الطهارة وسننها (1) باب لا وضوء إلا من حدث (74) ، حديث رقم 515، 156 وأحمد في المسند 2/ 471، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 27 والبيهقي في السنن 1/ 117، 220.(2/223)
2222- خبّاب، والد عطاء «1»
: روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن مسلم، عن محمّد بن عبد اللَّه بن عطاء بن خباب، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت جالسا عند أبي بكر الصدّيق، فرأى طائرا، فقال: طوبى لهذا، فقلت: أتقول هذا وأنت صديق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟
الحديث قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: ليس فيه ما يدل على صحبته، نعم، فيه دلالة على إدراكه، ويحتمل أن يكون هو «2» أحد من قبله.
2223- خبّاب الزبيديّ:
ذكره البزاز في المقلّين، وساق من رواية مالك بن إسماعيل، عن شريك، عن جابر وهو الجعفي، عن معقل الزبيديّ. عن عباد أبي الأخضر، وهو ابن أخضر عن خباب «3» أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا أخذت مضجعك قاقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يفعله.
وهذا الحديث قد أخرجه البغويّ وغيره من رواية يحيى الحماني عن شريك، فلم يذكروا فوق عباد بن أخضر راويا. وسيأتي في عباد.
2224- خبيب:
بالتصغير، ابن إساف «4» ، بهمزة مكسورة، وقد تبدل تحتانية، ابن عنبة، بكسر المهملة وفتح النون بعدها موحدة، ابن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن الأوس الأنصاريّ والأوسيّ.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
وقال الواقديّ، كان تأخّر إسلامه إلى أن خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بدر. فلحقه في الطريق فأسلم وشهدها وما بعدها، ومات في خلافة عمر.
وقال ابن إسحاق، عن مكحول، عن سعيد بن المسيّب، قال: بعث عمر بن الخطاب خبيب بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج على بعض العمل وكان بدريا.
__________
(1) أسد الغابة ت [1410] .
(2) سقط في ط.
(3) في ط جندب.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 156، حلية الأولياء 1/ 364، الاستبصار 186، التحفة اللطيفة 2/ 16، الطبقات الكبرى 8/ 360، الطبقات 95، أصحاب بدر 179، الثقات 3/ 108، التاريخ الكبير 3/ 209، سير أعلام النبلاء 1/ 501، الإكمال 2/ 399، تبصير المنتبه 3/ 927، أسد الغابة ت [1413] ، الاستيعاب ت [651] .(2/224)
وروى أحمد والبخاريّ في تاريخه من طريق المسلم بن سعيد، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم، فقلنا: إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم. قال: «فإنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين.» «1» قال: فأسلمنا وشهدنا معه.
رواه أحمد بن منيع، فقال في روايته: عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب.
وقال ابن إسحاق: حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، قال: ضرب خبيب جدي يوم بدر فمال سيفه فتفل عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وردّه ولأمه.
وذكر الواقديّ أن الّذي ضربه هو أمية بن خلف ويقال: إنه هو الّذي قتل أمية.
قلت: وفي حديثه المذكور عند أحمد أنه قال: ضربني رجل من المشركين على عاتقي فقتلته، ثم تزوّجت ابنته فكانت تقول لي: لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح، فأقول: لا عدمت رجلا عجله «2» إلى النار.
2225- خبيب بن الأسود الأنصاريّ»
: مولاهم. قال عبدان، عن أبي نميلة، عن أبي إسحاق: هو من أهل الحجاز، من بني النجّار مولى لهم.
وقال سلمة بن المفضل، وزياد البكائي. عن ابن إسحاق: خبيب بن الأسود حليف الأنصار.
2226 ز- خبيب:
بن خباشة تقدم في الحاء المهملة.
2227- خبيب بن عدي:
بن مالك «4» بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
شهد بدرا واستشهد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وفي الصّحيح عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عشرة رهط عينا وأمّر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فذكر الحديث، وفيه: «فانطلقوا- أي المشركون- بخبيب بن عدي وزيد بن الدّثنة حتى باعوهما بمكّة، فاشترى بنو الحارث بن عامر بن نوفل
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 394. وابن سعد في الطبقات الكبرى 2: 1: 34، 3: 2: 86.
(2) في أ: رجلا عجل إلى النار.
(3) أسد الغابة ت [1415] .
(4) نسب قريش 204، 205، تاريخ خليفة 74، 76، الاستبصار 305، 307، أسد الغابة ت [1417] ، الاستيعاب ت [650] ، حلية الأولياء 1/ 112، 114، العقد الثمين 4/ 305.(2/225)
خبيبا،
وكان هو الّذي قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فذكر الحديث بطوله، وفيه قصة «1» قتله وقوله:
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أيّ جنب كان في اللَّه مصرعي
[الطويل] وروى البخاريّ أيضا عن جابر قال: قتل خبيبا أبو سروعة.
قلت: اختلف في أبي سروعة هل هو عقبة بن الحارث أو أخوه.
قال ابن الأثير: كذا في رواية أبي هريرة أنّ بني الحارث بن عامر ابتاعوا خبيبا.
وذكر ابن إسحاق أن الّذي ابتاعه حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأمّه، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه. قال: وقيل اشترك في ابتياعه أبو إهاب، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة بن حكيم في الأوقص، وأمية بن أبي عتبة وبنو الحضرميّ، وصفوان بن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر.
قال ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح عن ماوية بنت حجير بن أبي إهاب، وكانت قد أسلمت، قالت: حبس خبيب في بيتي، فلقد اطلعت عليه من صير الباب وإنّ في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض من عنب يؤكل.
وأخرج البخاريّ قصة العنب من غير هذا الوجه.
وروى ابن أبي شيبة من طريق جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب، بعثه وحده عينا إلى قريش، قال: فجئت إلى خشبة خبيب فحللته فوقع إلى الأرض، وانتبذت غير بعيد، ثم التفت، فلم أره، كأنما ابتلعته الأرض.
وذكر أبو يوسف في كتاب «اللطائف» عن الضّحاك- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب عن خشبته، فوصلا إلى التنعيم، فوجدا حوله أربعين رجلا نشاوى، فأنزلاه، فحمله الزّبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء فنذر بهم المشركون، فلما لحقوهم قذفه الزبير فابتلعته الأرض فسمي بليع الأرض «2» .
__________
(1) سقط في ط.
(2) سقط في ط.(2/226)
وذكر القيروانيّ في حلى العلى أنّ خبيبا لما قتل «1» جعلوا وجهه إلى غير القبلة، فوجدوه مستقبل القبلة، فأداروه مرارا ثم عجزوا فتركوه.
2228- خبيب الجهنيّ «2»
: جدّ معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب.
ذكره ابن السّكن وابن شاهين وغيرهما في الصّحابة،
فأخرج ابن السكن من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد، عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن أبيه، عن خبيب الجهنيّ، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «قل» . فسكتّ. ثم قال: «قل» : فلم أدر ما أقول، ثم قال لي الثالثة: «قل» . فقلت: ماذا أقول يا رسول اللَّه؟ قال: «قل: قل هو اللَّه أحد وقل أعوذ بربّ الفلق. وقلّ أعوذ بربّ النّاس- ثلاث مرات حين تصبح وحين تمسي تكفيك من كلّ شيء.»
قال ابن السّكن: أظنّ قوله عن خبيب زيادة، وهذا الحديث مختلف فيه.
قلت: وأخرجه ابن مندة من طريق أبي مسعود عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، فقال: أراه عن جدّه، وقال: هكذا حدّث به أبو مسعود، ورواه غيره فلم يقل عن جده.
قلت: كذلك أخرجه أبو داود والنسائيّ والترمذيّ والطبرانيّ وعبد بن حميد، وغيرهم، لم يقولوا عن جدّه.
وأخرج ابن شاهين من طريق أبي عاصم وعبدان، من طريق ابن عمارة كلاهما عن ابن أبي ذئب فقالا فيه: عن معاذ بن خبيب عن أبيه. زاد ابن عمارة خبيب الجهنيّ، وكأنه انسب إلى جدّه، فجرى ابن عمارة في الظّاهر، وذكره في الصّحابة أيضا ابن قانع والطّبرانيّ وغيرهما.
الخاء بعدها الثاء والدال
2229 ز- خثيم السلميّ «3»
: له ذكر في ترجمة هوذة السلميّ في القسم الثالث منه.
2230- خداش:
بن بشير العامري، ويقال ابن حصين، بن الأصم بن عامر بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. «4»
وقيل، هو خراش، براء بدل الدال.
__________
(1) في أ: خبيبا لما صلب.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 156، أسد الغابة ت [1416] .
(3) هذه الترجمة سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت [1419] ، الاستيعاب ت [653] .(2/227)
قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وهو الّذي يزعم بنو عامر أنه قتل مسيلمة الكذاب، وكذا قال الدارقطنيّ. وأخرجه ابن عبد البر في خداش بن بشير وخداش بن حصين وهو واحد.
2231- خداش بن أبي خداش «1»
: المكيّ. قال أبو عامر العقدي، عن داود بن أبي هند، عن أيوب بن ثابت، عن صفية بنت بحرية، قالت: استوهب عمّي خداش من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم صحفة. ذكره ابن مندة، وقال ابن السّكن: ليس بمشهور.
روى عنه حديث في إسناده نظر، ثم أخرجه من وجه آخر عن أيوب بن ثابت عن بحرية: كذا قال: إن عمّها خداشا رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يأكل في صحفة فاستوهبها منه، قال:
فكانت إذا قدم علينا عمر قال: ائتوني بصحفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن السّكن: وقد قيل في هذا الحديث عن بحرية عن عمّها خراش، ولم يثبت.
قلت: كذلك أخرجه أبو موسى من طريق محمد بن معمر، عن أبي عامر، لكن قال:
عن يحيى بن ثابت. عن صفية. وقال فيه: خراش، وزاد في آخره: فنخرجها له فيملؤها من ماء زمزم فيشرب منها وينضح على وجهه، فلعل لأبي عامر فيه إسنادين. والظاهر أنه واحد، وأنّ أحد الاسمين مصحّف من الآخر، والّذي يترجح أنه خداش. واللَّه أعلم.
2232- خداش بن سلامة «2»
: ويقال ابن أبي سلامة وهو الّذي عند ابن السكن. ويقال ابن أبي مسلمة. ويقال أبو سلمة السّلمي. ويقال السّلامي.
يعدّ في الكوفيّين، أخرج حديثه أحمد وابن ماجة، والطّبراني في الأوسط، وتفرّد بحديثه منصور بن المعتمر، عن عبد اللَّه بن علي بن عرفطة ويقال عن عرفطة عنه.
قال البخاريّ: لم يثبت سماعه من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال ابن السكن: مختلف في إسناده.
وقال ابن قانع: رواه زائدة «3» عن منصور، فقال خراش- يعني بالراء قلت: ذكره ابن حبّان في الموضعين.
وقال أبو عمر: قد وهم فيه بعض من جمع الأسماء، فقال: هو من ولد حبيب السلمي، والد أبي عبد الرحمن فلم يصنع شيئا. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت [1421] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 56.
(2) أسد الغابة ت [1422] ، الاستيعاب ت [652] . الثقات 3/ 113، تجريد أسماء الصحابة 1/ 156، تهذيب الكمال 1/ 370، خلاصة تذهيب 1/ 288، تهذيب التهذيب 3/ 137، الكاشف 1/ 278، تقريب التهذيب 1/ 222، الجرح والتعديل 3/ 1787، التاريخ الكبير 3/ 218.
(3) في أرواه ابن زائدة.(2/228)
2233 ز- خداش:
بن عياش الأنصاريّ العجلاني.
ذكره ابن إسحاق. استشهد باليمامة، واستدركه ابن فتحون.
2234- خداش بن قتادة:
بن ربيعة بن مطرف بن الحارث بن زياد بن عبيد بن زيد الأنصاريّ الأوسيّ «1» .
قال هشام بن الكلبيّ وأبو عبيدة: شهد بدرا واستشهد يوم أحد.
2235- خديج بن رافع بن عديّ الأنصاري الأوسي الحارثيّ والد رافع.
ذكره البغويّ ومن تبعه في الصّحابة. وأوردوا له حديثا فيه وهم.
وروى الطّبرانيّ من طريق عاصم بن علي، عن شعبة، عن يحيى بن أبي سليم، سمعت عباية بن رفاعة، عن جده، أنه ترك حين مات جارية ناضحا وعبدا حجاما وأرضا، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الجارية:
«نهي عن كسبها» «2» وقال في الحجام: «ما أصاب فأعلفه النّاضح» . وقال في الأرض:
« «ازرعها أو دعها» .
ومن طريق هشيم، عن أبي بلج، عن عباية- أنّ جده مات فذكره.
فظهر بهذه الرواية أنّ قوله في الرواية الأولى: عن جده، أي قصّة جدّه، ولم يقصد الرواية عنه، وجدّ عباية الحقيقي هو رافع بن رافع بن خديج، ولم يمت في عهد النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وسلم، بل عاش بعده دهرا، فكأنه أراد بقوله: عن جدّه الأعلى، وهو خديج.
ووقع في مسند مسدّد عن أبي عوانة، عن أبي بلج، عن عباية بن رفاعة، قال: مات رفاعة في عهد النبيّ صلّى عليه وآله وسلم وترك عبدا- الحديث. فهذا اختلاف آخر على عباية.
ورواه الطّبرانيّ من طريق حصين بن نمير عن أبي بلج، فقال عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، قال: مات أبي وترك أرضا- فهذا اختلاف رابع. ووالد رفاعة هو رافع بن خديج، ولم يمت في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كما تقدم، فلعله أراد بقوله: أبي، جدّه المذكور، فإن الجدّ أب.
__________
(1) أسد الغابة ت [1423] .
(2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 287، عن أبي هريرة ولفظه نهي عن كسب الإماء. والدارميّ في السنن 2/ 272 عن أبي هريرة ولفظه نهي عن كسب الإماء والطبراني في الكبير 12/ 129، وأبو نعيم في الحلية 7/ 163. والخطيب في تاريخ بغداد 10/ 433.(2/229)
وروى البغويّ من طريق سعيد بن زيد، عن ليث بن أبي سليم، قال: قدم علينا الكوفة رفاعة بن رافع بن خديج، فحدث عن جدّه أنهم اقتسموا غنائم بذي الحليفة، فندّ منها بعير، فاتبعه رجل من المسلمين على فرسه ... الحديث- وفيه: إن لهذه الإبل أوابد.
قال البغويّ رواه حماد بن سلمة، عن ليث، عن عباية، عن جدّه، وهو الصّواب.
قلت: ورواه عبد الوارث، عن ليث، عن عباية، عن أبيه، عن جدّه، فالاضطراب فيه من ليث، فإنه اختلط. والحديث حديث رافع بن خديج، كما في رواية حمّاد بن سلمة.
وهو في الصّحيحين من وجه آخر من عباية ووقع في الأطراف لابن عساكر مسندا خديج بن رافع والد رافع على ما قيل: حدّثت أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نهى عن كراء الأرض.
والنسائي في المزارعة عن علي بن حجر، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد: أخذت بيد طاوس حتى أدخلته على رافع بن خديج فحدّثه عن أبيه.
فذكره، قال: كذا قال عبد الكريم. والصّواب فأدخلته على ابن رافع: كذا حدث به عمرو بن دينار عن طاوس ومجاهد.
قال المزّي الّذي في الأصول الصحيحة من النسائي، فأدخلته على ابن رافع: فلعل «ابن» سقط من نسخة ابن عساكر، واللَّه أعلم. [وذكري لخديج هذا على الاحتمال.]
«1» 2236
- خديج «2» بن سلامة:
[بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر البلويّ، حليف بني حرام.] «3» ويقال ابن سالم بن أوس بن عمرو، ويقال ابن أوس بن سالم بن عمرو الأنصاريّ، يكنى أبا شباث- بمعجمة ثم موحدة خفيفة وفي آخره مثلثة.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة الثانية، وكذا ذكره الطبريّ وغيره قال: ولم يشهد بدرا ولا أحدا.
وجعله أبو موسى اثنين بحسب الاختلاف في اسم أبيه وهو في ذلك تابع لابن ماكولا.
فإنه قال: خديج بن سلامة، ثم قال: خديج بن سالم.
الخاء بعدها الذال
2237- خذام، والد خنساء «4»
: يقال هو ابن وديعة، وقيل ابن خالد. وقال أبو نعيم:
يكنى أبا وديعة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت [1426] ، الاستيعاب ت [493] .
(3) سقط في أ.
(4) الثقات 3/ 114، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، الاستبصار 330، الاستيعاب ت (691) ، أسد الغابة ت (1427) .(2/230)
وروي في «الموطأ» و «البخاري» من طريق خنساء بنت خذام أنّ أباها زوّجها وهي ثيّب فكرهت ذلك. الحديث.
ومداره على بعد الرّحمن بن القاسم بن محمّد عن أبيه.
وأخرجه المستغفريّ، من طريق ربيعة، عن القاسم، فقال: أنكح وديعة بن خذام ابنته فكأنه مقلوب.
الخاء بعدها الراء
2238- خراش بن أمية «1»
: بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشيّة «2» بن سلول الخزاعي ثم الكليبي- بموحدة مصغرا.
نسبه ابن الكلبيّ، وقال: يكنى أبا نضلة، وهو حليف بني مخزوم، شهد المريسيع والحديبيّة، وحلق رأس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يومئذ أو في العمرة التي تليها.
وقال ابن السّكن: روي عنه حديث واحد من طريق محمد بن سليمان مسمول، عن حرام بن هشام، عن أمية، عن خراش بن أمية، قال: أنا حلقت رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عند المروة في عمرة القضية.
وقال أبو عمر: خراش بن أمية بن الفضل الكعبيّ، فذكر ترجمته، وفيها شهد الحديبيّة وخيبر وما بعدهما، وبعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى مكّة، وحمله على جمل يقال له الثعلب، فآذته قريش وعقرت جمله وأرادوا قتله، فمنعته الأحابيش، فعاد فبعث حينئذ عثمان، ثم قال خراش الكبيّ ثم السّلولي مذكور في الصّحابة، لا أعرفه بغير ذلك.
قلت: ظنّه آخر لكونه لم يسق نسب الأوّل، وهو واحد بلا ريب.
وذكر ابن الكلبيّ أنه كان حجّاما، وأنه رمى بنفسه على عامر بن أبي ضرار الخزاعي يوم المريسيع مخافة أن يقتله الأنصار.
__________
(1) الاستيعاب ت [656] ، أسد الغابة ت [1428] ، الثقات 3/ 107، الطبقات الكبرى 4/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، التحفة اللطيفة 2/ 16. الطبقات لابن سعد 9612، سيرة ابن هشام 4/ 57، المغازي للواقدي 600، الجرح والتعديل 3/ 392، تاريخ الطبري 3/ 631، تاريخ خليفة 227، جمهرة أنساب العرب 237، الكامل في التاريخ 2/ 203، الوافي بالوفيات 13/ 301، جامع التحصيل 207، تاريخ الإسلام 1/ 202.
(2) في أخنثى.(2/231)
2239- خراش بن حارثة «1»
: أخو أسماء تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمران.
2240- خراش «2»
بن الصّمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب الأنصاريّ السلميّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وذكره كذلك ابن الكلبيّ وأبو عبيد وقالا: كان معه يوم بدر فرسان، وجرح يوم أحد عشر جراحات، وكان من الرّماة المذكورين.
2241
- خراش «3» بن مالك:
روى حديثه علي بن سعيد العسكريّ «4» ، من طريق محمّد بن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن بجرة الأسلمي، عن خراش بن مالك، قال: احتجم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما فرغ قال: لقد عظمت أمانة رجل قام عن أوداج رسول اللَّه بحديدة. قال في التجريد: ولعله تابعيّ.
2242- خرافة العذري «5»
: الّذي يضرب به المثل، فيقال: حديث خرافة، لم أر من ذكره في الصّحابة، إلا أني وجدت ما يدلّ على ذلك، فإنني قرأت
في كتاب الأمثال للمفضّل الضبي قال: ذكر إسماعيل بن أبان الورّاق، عن زياد البكائي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن عبد الرحمن، قال: سألت أبي- يعني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن حديث خرافة، فقال: بلغني عن عائشة أنها قالت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: حدّثني بحديث خرافة فقال: «رحم اللَّه خرافة، إنّه كان رجلا صالحا، وإنّه أخبرني أنّه خرج ليلة لبعض حاجته فلقيه ثلاثة من الجنّ فأسروه، فقال واحد: نستعبده «6» وقال آخر: نعتقه فمرّ بهم رجل. «7» »
فذكر قصّة طويلة.
وقد روى الترمذيّ، من طريق مسروق «8» عن عائشة، قالت: حدّث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نساءه بحديث، فقالت امرأة منهن: كأنه حديث خرافة، فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إنّ خرافة كان رجلا من عذرة أسرته الجنّ فمكث دهرا، ثمّ رجع فكان يحدّث بما رأى منهم من الأعاجيب. فقال النّاس: حديث خرافة»
«9» .
__________
(1) أسد الغابة ت [1429] .
(2) الثقات 3/ 107، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، أصحاب بدر 194، الاستيعاب ت [655] ، أسد الغابة ت [1430] .
(3) في أخراش.
(4) أسد الغابة ت [1432] .
(5) في ت: العدوي.
(6) في أنستعيذه وقال آخر نقتله.
(7) في أفمر بهم رجل منهم.
(8) في أ: من طريق مسروق عن عائشة.
(9) أخرجه أحمد في المسند 6/ 157 عن عائشة بلفظه قال الهيثمي في الزوائد 4/ 318 رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات وفي بعضهم كلام لا يقدح وفي إسناد الطبراني علي ابن أبي سارة وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8244(2/232)
وروى ابن أبي الدّنيا في كتاب «ذمّ البغي» له من طريق ثابت، عن أنس، قال: اجتمع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله، فقالت إحداهنّ كأنّ هذا حديث خرافة فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إنّه كان رجلا من بني عذرة أصابته الجنّ، فكان فيهم حينا، فرجع فجعل يحدّث بأحاديث لا تكون في الإنس، فحدّث. أنّ رجلا من الجنّ كانت له أمّ فأمرته أن يتزوّج ... » فذكر قصة طويلة.
ورجاله ثقات إلا الراويّ له عن ثابت وهو سحيم بن معاوية يروي عنه عاصم بن علي، ما عرفته، فليحرر رجاله.
2243- الخرباق السّلميّ «1»
: ثبت ذكره في صحيح «2» مسلم من حديث عمران بن حصين أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» في ثلاث ركعات ثم دخل منزله، فقام إليه رجل يقال له الخرباق.
وروى العقيلي في الضّعفاء والطبرانيّ من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن الخرباق السلميّ ... فذكر حديث السّهو.
وقال ابن حبّان: هو غير ذي اليدين وقيل هو هو.
2244- خرشة
بفتحات، ابن الحارث أو ابن الحرّ المحاربي.
وروى أحمد والبغويّ والطبرانيّ وآخرون، من طريق أبي كثير المحاربي: سمعت خرشة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ستكون بعدي فتنة «4» ..» . الحديث.
ووقع في رواية الطبرانيّ خرشة المحاربي، وفي رواية أحمد خرشة بن الحرّ، وفي رواية الآخرين خرشة بن الحارث، وهو الرّاجح.
__________
(1) الثقات 3/ 114، 120، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، 170، التحفة اللطيفة 2/ 49، العقد الثمين 4/ 365، الجرح والتعديل 3/ 2025، بقي بن مخلد 525، أسد الغابة ت [1433] ، الاستيعاب ت [686] .
(2) في أ: ثبت ذكره في حديث مسلم.
(3) بياض في أ.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 448، عن عمرو بن الحمق رضي اللَّه عنه ... الحديث قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31087 وعزاه لأبي يعلى عن حذيفة.(2/233)
وقال ابن سعد: خرشة بن الحارث الأسديّ، له صحبة، نزل حمص، له حديث واحد، ثم أورد هذا.
وقال أبو حاتم: خرشة شاميّ له صحبة. روى عنه أبو كثير المحاربي وتعقبه ابن عبد البرّ، وزعم أن الصّواب أنه هو خرشة بن الحر، يعني الّذي بعد هذا ولم يصب في ذلك، والحق أنهما اثنان.
وقد فرق بينهما البخاريّ، فذكر خرشة بن الحرّ في التابعين، وذكر هذا في الصّحابة، وكذلك صنع ابن حبّان.
وذكر الحاكم أبو أحمد في ترجمة أبي كثير في الكنى قول من قال عن أبي كثير عن خرشة بن الحرّ، ووهّاه، وصوّب أنه خرشة بن الحارث.
2245- خرشة بن الحارث:
المرادي»
من بني زبيد. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد فتح مصر، ومن ولده أبو خرشة عبد اللَّه بن الحارث بن ربيعة بن خرشة، قاله ابن يونس.
وروى أحمد والطبرانيّ من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن خرشة بن الحارث صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يشهد أحدكم قتيلا يقتل صبرا، فعسى أن يقتل مظلوما فتنزل السّخطة عليهم فتصيبه معهم.»
«2»
2246 ز- خرشة بن الحرّ الفزاريّ «3»
: كان يتيما في حجر عمر، تقدم ذكره في الّذي قبله.
وقال الآجري، عن أبي داود: له صحبة، ولأخته سلامة بنت الحرّ صحبة، وذكره ابن حبان والعجليّ في ثقات التابعين، وروايته عن الصحابة في الصّحيحين.
قال ابن سعد: مات في ولاية بشر على العراق، وقال خليفة: مات سنة أربع وسبعين
«4» .
__________
(1) أسد الغابة ت [1434] ، الاستيعاب ت [658] ، الثقات 3/ 113، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، حسن المحاضرة 1/ 194، التاريخ الكبير 3/ 213، الكاشف 383.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 259، والمتقي الهندي في الكنز (13412) .
(3) تهذيب الكمال 1/ 371، تجريد أسماء الصحابة 1/ 158، الكاشف 1/ 278، تقريب التهذيب 1/ 222، الجرح والتعديل 3/ 1785، حسن المحاضرة 1/ 194، الطبقات الكبرى 6/ 127، الطبقات 143، 153، التاريخ الكبير 3/ 213، العبر 1/ 84 خلاصة تذهيب 1/ 298، بقي بن مخلد 585. أسد الغابة ت [1435] ، الاستيعاب ت [659] .
(4) في أ: أربع وستين.(2/234)
2247 ز- خرشة بن مالك:
بن جريّ بن الحارث بن مالك بن ثعلبة بن ربيعة بن مالك بن أود الأودي.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد مع عليّ مشاهده، ذكره الرّشاطيّ.
2248- خرشة الثقفيّ:
ذكره السّهيلي في الرّوض، وقال: إنه وفد فأسلم.
2249- الخرّيت بن راشد الناجي «1»
: «2» ذكره سيف بن عمر في «الفتوح» ، وأخرج عن زيد بن أسلم، قال: لقي الخرّيت بن راشد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين مكّة والمدينة في وفد بني سامة بن لؤيّ، فاستمع لهم، وقال لقريش: هؤلاء قوم لدّ.
قال سيف: وكان الخريت على مضر كلها يوم الجمل، واستعمله عبد اللَّه بن عامر على كورة من كور فارس.
وروى سيف أيضا عن القاسم بن محمد أنه كان على بني ناجية في حروب الرّدة، وكان أحد الأمراء حينئذ.
وقال الزّبير بن بكّار: كان مع علي حتى حكم الحكمين، ففارقه إلى بلاد فارس، مخالفا، فأرسل عليّ إليه معقل بن قيس، وجهّز معه جيشا، فحشد الخرّيت من قدر عليه من العرب والنّصارى، فأمر العرب بمنع الصّدقة والنّصارى بمنع الجزية، وارتدّ كثير ممّن كان أسلم من النّصارى، فقاتلهم معقل ونصب راية ونادى: من لحق بها فهو آمن، فانصرف إليها كثير من أصحاب الخرّيت، فانهزم الخريت فقتل.
2250- خريم بن أوس:
بن حارثة بن لام الطائي «3» .
روى ابن أبي خيثمة [والبزار] «4» وابن شاهين من طريق حميد بن منهب قال: قال خريم «5» ابن أوس: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له العباس: يا رسول اللَّه، إني أريد أن أمدحك، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «هات لا يفضض اللَّه فاك» فذكر الشعر.
__________
(1) في أالباجي.
(2) أسد الغابة ت [1437] ، الاستيعاب ت [690] .
(3) أسد الغابة ت [1438] ، الاستيعاب ت [662] ، الثقات 3/ 113، تجريد أسماء الصحابة 1/ 158، التحفة اللطيفة 2/ 17، حلية الأولياء 1/ 363، الإكمال 3/ 132، المشتبه 631- الأعلمي 17/ 166.
(4) سقط في أ.
(5) في أحميم.(2/235)
وروى الطّبرانيّ من هذا الوجه قال خريم: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «هذه الحيرة وقد رفعت لي، وهذه الشّيماء بنت نقيلة الأزديّة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ... » «1» فذكر الحديث بطوله، وفيه: فقلت: يا رسول اللَّه، إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها كما هي فهي لي؟ قال: «هي لك» . قال: فشهدت الحيرة مع خالد بن الوليد فكان أول من تلقّاها الشيماء، فتعلّقت بها فسلمها لي خالد ... الحديث.
وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم منصرفه من تبوك.
وسيأتي لحديثه طريق في ترجمة محمد بن بشر.
2251- خريم بن فاتك:
بن الأخرم «2» . ويقال خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك الأزدي، أبو أيمن. ويقال أبو يحيى.
قال مسلم، والبخاريّ والدّارقطنيّ وغيرهم: له صحبة، وزاد البخاريّ في التّاريخ:
شهد بدرا. وكأنه أشار إلى الحديث الآتي.
وقال ابن سعد: كان الشّعبي يروي عن أيمن بن خريم، قال: إن أبي وعمي شهدا بدرا، وعهدا ألا أقاتل مسلما.
قال محمد بن عمر: هذا لا يعرف، وإنما أسلما حين أسلم بنو أسد بعد الفتح فتحوّلا إلى الكوفة فنزلاها. وقيل: نزلا الرّقة وماتا بها في عهد معاوية.
والحديث المشار إليه أخرجه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي. وقد رواه ابن مندة في غرائب شعبة، وابن عساكر من طرق إلى الشعبي، وفيه: شهد الحديبيّة، وهو
__________
(1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 268. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30379. والهيثمي في الزوائد 6/ 225 عن خريم بن أوس.... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(2) الثقات 3/ 113، خلاصة تذهيب 1/ 298، تجريد أسماء الصحابة/ 158 الإكمال 35- 132، 7/ 70، البداية والنهاية 2/ 352، المعرفة والتاريخ 2/ 302، 3/ 129، بقي بن مخلد 165، الكاشف 1/ 279، تقريب التهذيب 1/ 123، الجرح والتعديل 3/ 1837، تهذيب الكمال 1/ 371، التحفة اللطيفة 2/ 17، الطبقات 35، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، التاريخ الكبير 3/ 224، أصحاب بدر 129، حلية الأولياء 1/ 363، أسد الغابة ت [1440] ، الاستيعاب ت [6610] ، التاريخ لابن معين 2/ 147، الطبقات لابن سعد 6/ 38، المعارف 340، مشاهير علماء الأمصار 47، المعجم الكبير 4/ 244، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 51، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 131، التبيين في أنساب القرشيين 460، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 175، المعين في طبقات المحدثين 20، الوافي بالوفيات 13/ 307، طبقات خليفة 1/ 80، تهذيب التهذيب 3/ 139، التقريب 1/ 223، تاريخ الإسلام 1/ 46.(2/236)
الصّواب. وقيل: إنما أسلم خريم بن فاتك ومعه ابنه أيمن يوم الفتح، وجزم ابن سعد بذلك. [وسيأتي في ترجمة مالك بن مالك الجهنيّ]
«1»
الخاء بعدها الزاي
2252- خزاعيّ بن أسود «2»
: تقدم في أسود بن خزاعيّ، وهو بلفظ النسبة.
2253- خزاعيّ بن عبد نهم:
- بنون- ابن عفيف بن سحيم «3» - بمهملتين مصغرا- ابن ربيعة بن عدي- بكسر أوله والقصر، على ما قال الطبريّ. وقال الدارقطنيّ بالتشديد- ابن ذؤيب المزني ويقال خزاعيّ بن عثمان بن عبد نهم.
وقال ابن الكلبيّ: هو أخو عبد اللَّه ذي النّجادين لأبويه، وعمّ عبد اللَّه بن مغفل بن عبد نهم.
وروى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدثنا أبو مسكين وغيره، عن أشياخ لمزينة قالوا: كان لمزينة صنم يقال له نهم «4» ، وكان الّذي يحجبه خزاعيّ بن عبد نهم المزني، فكسر الصنم، ولحق بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يقول:
ذهبت إلى نهم لأذبح عنده ... عتيرة نسك كالّذي كنت أفعل
وقلت لنفسي حين راجعت حزمها ... أهذا إله أبكم ليس يعقل
أبيت، فديني اليوم دين محمّد ... إله السّماء الماجد المتفضّل
«5» [الطويل] قال: فبايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبايعه بني مزينة. قال: وقدم معه عشرة من قومه منهم عبد اللَّه بن ذرة، وأبو أسماء، والنّعمان بن مقرن.
وروى قاسم في «الدّلائل» من طريق محمد بن سلام الجمحيّ. عن ابن دأب، قال:
وفد خزاعيّ بن أسود فأسلم، ووعد أن يأتي بقومه، فأبطأ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حسان بن ثابت، فقال فيه:
__________
(1) سقط في خ.
(2) أسد الغابة ت [1441] .
(3) أسد الغابة ت [1442] .
(4) نهم: بضم النون وسكون الهاء: اسم صنم كان لمزينة وبه كانت تسمّى عبد نهم. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1408.
(5) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (1442) وينظر في كتاب الأصنام للكلبي 39، 40.(2/237)
ألا أبلغ خزاعيّا رسولا ... فإنّ الغدر يغسله الوفاء
فإنّك خير عثمان بن عمرو ... وأسناها إذا ذكر السّناء
وبايعت النّبيّ فكان خيرا ... إلى خير وأدّاك الثّراء
فما يعجزك أو ما لا تطقه ... من الأشياء لا تعجز عداء
«1» [الوافر] يعني قبيلته.
قال: فلما سمع ذلك أقبل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهم معه فأسلموا.
وقوله: خزاعيّ بن أسود غلط، وإنما هو خزاعيّ بن عبد نهم.
قال ابن سعد في «الطّبقات» : أخبرنا هشام بن الكلبي، أخبرنا أبو مسكين وأبو عبد الرحمن العجلاني، قالا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نفر من مزينة منهم خزاعيّ بن عبد نهم، فبايعه على قومه مزينة ومعه عشرة، فذكر القصّة والشّعر، وزاد فيهم بلال بن الحارث، وبشر بن المحتفز، وزاد فقام خزاعيّ بن عبد نهم، فقال: يا قوم قد خصّكم شاعر الرجل فأنشدكم اللَّه، فأطاعوه وأسلموا، وقدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وأعطى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لواء مزينة يوم الفتح لخزاعي هذا، وكانوا يومئذ ألف رجل.
قال ابن سعد: وزاد غيره فيهم دكين بن سعد. وذكر المرزبانيّ هذه القصّة مطوّلة ودلّ شعر حسّان على أن عدي هذا يمدّ. فاللَّه أعلم.
2254- خزرج الأنصاريّ «2»
: غير منسوب.
روى ابن شاهين في «الجنائز» ، من طريق عمرو بن شمر «3» ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: سمعت الحارث بن الخزرج الأنصاريّ يقول: حدّثني أبي أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال: «يا ملك الموت، ارفق بصاحبي، فإنّه مؤمن. فقال له: يا محمّد، طب نفسا، وقرّ عينا، فإنّي بكلّ مؤمن رفيق.»
الحديث بطوله. «4»
__________
(1) ينظر البيت ديوان حسان. والبيت الأول في الطبقات الكبرى 2/ 78 بأن الدم يغسله ألوفا.
(2) أسد الغابة ت [1444] .
(3) في أ: عمرو بن شمس.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 261. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 173. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42810 وعزاه لابن أبي الدنيا في كتاب الحذر عن الحارث بن خزرج الأنصاري والطبراني في الكبير.(2/238)
وأورده ابن مندة من هذا الوجه مختصرا، وأخرجه البزّار وابن أبي عاصم والطّبرانيّ وابن قانع. وعمرو بن شمر متروك الحديث.
2255- خزيمة بن أوس:
بن يزيد- بالتحتانية المفتوحة من فوق وزاي- ابن أصرم الأنصاريّ النجاريّ «1» .
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا: وذكره سلمة بن المفضل، عن ابن إسحاق، فيمن استشهد يوم الجسر.
2256- خزيمة بن ثابت «2»
: بن الفاكه- وكسر الكاف- ابن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان- بالمعجمة والتحتانية، وقيل بالمهملة والنون- ابن عامر بن خطمة- بفتح المعجمة وسكون المهملة- واسمه عبد اللَّه بن جشم- بضم الجيم وفتح المعجمة- ابن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ ثم الخطميّ.
وأمه كبشة بنت أوس الساعدية، أبو عمارة، من السّابقين الأولين شهد بدرا وما بعدها.
وقيل: أول مشاهده أحد، وكان يكسر أصنام بني خطمة وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح.
وروى أبو داود من طريق الزّهريّ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، أنّ عمّه حدّثه، وهو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ابتاع فرسا من أعرابيّ ... الحديث، وفيه: فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من شهد له خزيمة فحسبه.»
«3» وروى الدّارقطنيّ من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (1445) ، الاستيعاب ت (666) .
(2) طبقات ابن سعد 4/ 378، طبقات خليفة 83، 135، التاريخ الكبير 3/ 205- 206، المعارف 149، تاريخ الفسوي 1/ 380، الجرح والتعديل 3/ 381، 382، معجم الطبراني الكبير 4/ 94، المستدرك 3/ 396 الاستبصار 267- 268، تهذيب الكمال 375، تهذيب التهذيب 3/ 140، 141، خلاصة تذهيب الكمال 104، شذرات الذهب 1/ 45.
(3) أخرجه أبو داود 2/ 331 باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد حديث رقم 3607 كتاب الأقضية أخرجه النسائي عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابتاع فرسا من أعرابي. النسائي 7/ 301 كتاب البيوع باب 81 ح 4647.(2/239)
الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جعل شهادته شهادة رجلين.
وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت، قال: فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الّذي جعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم شهادته بشهادتين.
وروى أبو يعلى عن أنس، قال: افتخر الحيّان: الأوس والخزرج، فقال الأوس، ومنا من جعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شهادته بشهادة رجلين. الحديث.
وعند أحمد عن عبد الرزاق بن معمر، عن الزهريّ- أنّ خزيمة استشهد بصفّين.
وروى أحمد من طريق أبي معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة، قال: ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسلّ سيفه، وقاتل حتى قتل. ورواه يعقوب بن شيبة من طريق أبي إسحاق نحوه.
وقال الواقديّ: حدّثني عبد اللَّه بن الحارث، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل، وهو لا يسلّ سيفا وشهد صفّين، وقال: أنا لا أقاتل أبدا حتى يقتل عمار، فأنظر من يقتله، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «تقتله الفئة الباغية»
«1» . فلما قتل عمار قال: قد بانت لي الضّلالة. ثم اقترب فقاتل حتى قتل.
قال الطّبرانيّ: كان له أخوان: وحوح، وعبد اللَّه.
[وقال المرزبانيّ: قتل مع علي بصفين، وهو القائل:
إذا نحن بايعنا عليّا فحسبنا ... أبو حسن ممّا نخاف «2» من الفتن
وفيه الّذي فيهم من الخير كلّه ... وما فيهم بعض الّذي فيه من حسن
[الطويل] وقال ابن سعد: شهد بدرا، وقتل بصفّين.]
«3»
2257 ز- خزيمة بن ثابت الأنصاري «4»
: آخر.
روى ابن عساكر في تاريخه من طريق الحكم بن عتيبة أنه قيل له:
أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل؟ فقال: لا، ذاك خزيمة بن ثابت آخر [ومات ذو الشّهادتين في زمن عثمان.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 164، 206، 3/ 52 وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 244، وقال رواه أحمد وهو ثقة والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31698، 31719، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 282، 8/ 275.
(2) في ت- يخاف.
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1446) ، الاستيعاب ت (663) .(2/240)
هكذا أورده من طريق سيف صاحب «الفتوح» ، عن محمد بن عبيد اللَّه، عن الحكم.
وقد وهّاه الخطيب في الموضح، وقال: أجمع علماء السير أنّ ذا الشهادتين قتل بصفّين مع علي، وليس سيف بحجة إذا خالف.
قلت: لا ذنب لسيف، بل الآفة من شيخه وهو العرزميّ، نعم، أخرج سيف أيضا في قصة الجمل عن محمد بن طلحة أنّ عليا خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى العراق ...
فذكر الخطبة- قال، فأجابه رجلان من أعلام الأنصار: أبو الهيثم بن التّيّهان وهو بدري، وخزيمة بن ثابت، وليس بذي الشّهادتين، ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان.
وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمّى خزيمة، واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين. كذا قال]
«1» .
2258- خزيمة بن ثابت السلميّ:
يأتي في خزيمة بن حكيم.
2259 ز- خزيمة بن جزي «2»
: بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء- السلميّ.
له حديث في أكل الضّب والضّبع وغير ذلك أخرجه الترمذي، وابن ماجة، والباوردي، وابن السّكن، وقال: لم يثبت حديثه، ورويناه في «الغيلانيات» مطوّلا، ومداره على أبي أمية بن أبي المخارق، أحد الضّعفاء.
2260- خزيمة: بن جزيّ بن شهاب العبديّ «3»
: ذكره أبو عمر، فقال: يعدّ في أهل البصرة، قال: وله حديث في الضّب. انتهى.
وإنما روى حديث الضبّ الّذي قبله.
2261- خزيمة:
بن جهم بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبدريّ «4» .
ذكر الزّبير بن بكّار أنه هاجر إلى الحبشة مع أبيه وأخيه عمرو. وأخرجه أبو عمر.
__________
(1) سقط من أ.
(2) الثقات 3/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 159، الكاشف 1/ 279 تقريب التهذيب 1/ 223، الجرح والتعديل 3/ 745، تهذيب التهذيب 3/ 141، تهذيب الكمال، خلاصة تذهيب 1/ 289، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، الطبقات 124، التاريخ الكبير 3/ 206 التمهيد 1/ 161، المشتبه 153، دائرة الأعلمي 17/ 169، بقي بن مخلد 690، أسد الغابة ت (1448) ، الاستيعاب ت (667) .
(3) الاستيعاب ت (167) ، أسد الغابة ت (1449) .
(4) أسد الغابة ت (1450) ، الاستيعاب ت (668) .(2/241)
ووقع في كتاب ابن أبي حاتم، خزيمة بن جهم بن عبد قيس بن عبد شمس. قال:
وكان ممن بعثه النجاشيّ مع عمرو بن أمية.
كذا قال: والنفس إلى ما قاله الزبير أميل.
[ورأيت
في كتاب الفردوس حديث. «النّفث في القلب متعلّق بالنّياط، والنّياط عرق ... » الحديث،
ورواه خزيمة بن جهم، ولم يخرج ولده سنده، بل بيّض له.]
«1»
2262- خزيمة بن الحارث»
: مصري له صحبة، حديثه عند ابن لهيعة، عن يزيد.
يعني ابن أبي حبيب، هكذا ذكره أبو عمر مختصرا. وأظنه وهما نشأ عن تصحيف، فقد تقدم خرشة بن الحارث، ولو أن أبا عمر «3» ذكر حديثه لبان لنا الصّواب.
2263- خزيمة بن حكيم السلميّ «4»
: البهزي. ويقال ابن ثابت.
ذكره ابن شاهين وغيره، وذكر ابن مندة أنه كان صهر خديجة أم المؤمنين.
وروى ابن مردويه في «التفسير» من طريق أبي عمران الجوني. عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، أنّ خزيمة بن ثابت- وليس بالأنصاريّ- سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن البلد الأمين، فقال: «مكّة» .
ورواه الطّبرانيّ في «الأوسط» من هذا الوجه مطوّلا جدا، وأوله أنه كان في عير لخديجة مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: يا محمد، إنّي أرى فيك خصالا، وأشهد أنك النبي الّذي يخرج بتهامة، وقد آمنت بك، فإذا سمعت بخروجك أتيتك، فأبطأ عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى يوم الفتح فأتاه. فلما رآه قال: «مرحبا بالمهاجر الأوّل..» . الحديث.
وقال: لم يروه عن ابن جريج إلا أبو عمران.
قال أبو موسى: رواه أبو معشر، وعبيد بن حكيم، عن ابن جريج، عن الزهري مرسلا، لكن قال خزيمة بن حكيم السلمي.
وكذا سماه ابن شاهين من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، قال: كان خزيمة بن حكم يأتي خديجة في كل عام، وكانت بينهما قرابة، فأتاها فبعثته مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره مطوّلا في ورقتين. وفيه غريب كثير، وإسناده ضعيف جدا مع انقطاعه.
ورويناه في «تاريخ» ابن عساكر من طريق عبيد بن حكيم، عن ابن خريج مطوّلا
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (1451) ، الاستيعاب ت (669) .
(3) في أ: ولبان أبا عمر.
(4) أسد الغابة ت (1452) .(2/242)
كذلك. وروى عن منصور بن المعتمر، عن قبيصة عن خزيمة بن حكيم أيضا.
2264- خزيمة:
بن خزمة- بمعجمتين مفتوحتين- ابن عديّ بن أبي عثمان بن قوقل بن عوف الأنصاريّ الخزرجي «1» من القواقلة.
ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا وما بعدها.
2265- خزيمة:
بن عاصم بن قطن- بفتح القاف والمهملة- ابن عبد اللَّه بن عبادة بن سعد بن عوف العكليّ «2» - بضم المهملة وسكون الكاف.
نسبه ابن الكلبيّ.
وذكره ابن قانع وغيره. وأخرج ابن شاهين من طريق سيف بن عمر عن البختريّ بن حكيم العكلي أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلم فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وجهه، فما زال جديدا حتى مات، وكتب له كتابا.
وروى ابن قانع من طريق سيف بن عمر أيضا، عن المستنير بن عبد اللَّه بن عدس، أن عدسا وخزيمة وفدا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فولى خزيمة على الأحلاف، وكتب له: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول اللَّه لخزيمة بن عاصم، إنّي بعثتك ساعيا على قومك فلا يضاموا ولا يظلموا» .
ذكره الرّشاطيّ في العكليّ، وقال: أهمله أبو عمر.
2266
- خزيمة بن عبد «3» عمرو العصريّ «4»
: بفتح المهملتين- العبديّ. ذكره ابن شاهين أنه أحد الوفد من عبد القيس. وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس، وأنه وفد مع الأشجّ فأسلم.
[2267- خزيمة بن عمرو العصري:
ذكره الرشاطيّ عن أبي عبيدة. وقد تقدم في جديمة- بالجيم]
«5» .
2268- خزيمة بن معمر الخطميّ «6»
:
__________
(1) أسد الغابة ت (1453) ، الاستيعاب ت (665) .
(2) أسد الغابة ت (1454) .
(3) من أ: خزيمة بن عمرو العصري.
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 85.
(5) سقط من أ.
(6) الثقات 3/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 160، التحفة اللطيفة 2/ 17، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 959 التاريخ الكبير 3/ 206، التاريخ الصغير 1/ 170، أسد الغابة ت (1455) ، الاستيعاب ت (664) .(2/243)
ذكره البخاريّ وغيره في الصّحابة، وقال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا.
وقال ابن السّكن: في حديثه نظر.
وروى هو وابن شاهين وغيرهما من طريق المنكدر بن محمد المنكدر، عن أبيه، عن خزيمة بن معمر الأنصاريّ، قال. رجمت امرأة في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «هو كفّارة لذنوبها» .
قال ابن السّكن: تفرد به المنكدر، وهو ضعيف.
قلت: وقد خالفه أسامة بن زيد. فرواه عن ابن المنكدر، عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه. وهذا أشبه وفيه اختلاف آخر.
2269- خزيمة، أو أبو خزيمة:
في حديث زيد بن ثابت في الصحيح، وسيأتي بسط ذلك في أبي خزيمة.
الخاء بعدها الشين
2270- الخشخاش «1»
: بمعجمات: ابن الحارث- وقيل ابن مالك بن الحارث بن أحنف- بمهملة ونون، وقيل بمعجمة وتحتانية- وقيل خلف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. وقيل: هو الخشخاش بن جناب- بجيم ونون، وقيل بمهملة مضمومة ومثناتين.
له صحبة، وهو جدّ معاذ بن معاذ قاضي البصرة.
روى حديثه أحمد وابن ماجة بإسناد لا بأس به: قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ومعي ابن لي.
فقال: «ابنك هذا» ؟ قلت: نعم، قال: «لا يجني عليك ولا تجني عليه» . ويقال: إن اسم ولده مالك.
2271- الخشاش:
بضم أوله وتخفيف المعجمة وآخره معجمة- ابن المفضل «2» بن عائذ الحنظليّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (1456) ، الاستيعاب ت (685) . الثقات 3/ 112 الكاشف 1/ 279، تجريد أسماء الصحابة 1/ 160، تهذيب التهذيب 1/ 223، الجرح والتعديل 3/ 840، تهذيب الكمال 1/ 371، خلاصة التذهيب 1/ 298، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، الأنساب 5/ 135 الثقات 42/ 178، التاريخ الكبير 3/ 225، تاريخ ابن معين 2/ 47، الإكمال 3/ 146، دائرة الأعلمي 17/ 173.
(2) في أ: ابن الفضيل.(2/244)
روى حديثه خالد بن هياج، عن حسان بن قتيبة بن الخشخاش بن عيسى بن المفضل «1» بن عائذ الحنظليّ، وهو خاله حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عيسى، عن أبيه الخشخاش، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس أحد منكم إلّا وله منزلان أحدهما في الجنّة، والآخر في النّار..» الحديث.
نقلته من خط المنذري عمن نقله من خط السلفيّ بإسناده إلى خالد بن هيّاج أحد الضّعفاء.
2272- خشرم «2»
: بمعجمتين [وزن أحمد] «3» ابن الحباب- بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة- ابن المنذر بن الجموح بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب الأنصاريّ السلمي.
ذكر ابن الكلبيّ أنه بايع تحت الشّجرة، وقال ابن دريد: شهد المشاهد بعد بدر. وقال الطّبريّ: كان حارس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
الخاء بعدها الصاد
2273- خصفة «4»
: بفتح المعجمة ثم المهملة-
ذكره ابن مندة في الصحابة، وروى هو والبيهقي والخطيب في المتفق من طريق شعبة عن يزيد بن خصفة، عن المغيرة بن عبد اللَّه الجعفي، قال: كنت جالسا إلى رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له خصفة أو ابن خصفة، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّديد كلّ الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب «5» » الحديث.
وفيه ذكر الرّقوب والصّعلوك، [أورده الخطيب من طريقين: في إحداهما خصفة، وفي الأخرى خصيفة- بالتصغير]
«6» .
2274- خصفة التيمي:
ذكره الطبري فيمن أمره العلاء بن الحضرميّ في زمن الردة، وقد ذكرنا غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك إلا الصحابة.
__________
(1) في أ: عيسى بن الفضل.
(2) أسد الغابة ت (1458) .
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1459) .
(5) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 356 والمنذري في الترغيب والترهيب 2/ 29.
(6) بدل ما بداخل القوس من أ: وأخرجه ابن مندة.(2/245)
الخاء بعدها الضاد
2275- الخضر صاحب موسى عليه السلام:
اختلف في نسبه وفي كونه نبيا، وفي طول عمره وبقاء حياته، وعلى تقدير بقائه إلى زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وحياته بعده. فهو داخل في تعريف الصّحابي على أحد الأقوال، ولم أر من ذكره فيهم من القدماء، مع ذهاب الأكثر إلى الأخذ بما ورد من أخباره في تعميره وبقائه، وقد جمعت من أخباره ما انتهى إليّ علمه مع بيان ما يصحّ من ذلك وما لا يصح:
باب نسبه
قيل: هو ابن آدم لصلبه، وهذا قول رواه الدارقطنيّ في الأفراد، من طريق روّاد بن الجراح، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، وروّاد ضعيف، ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.
القول الثاني: أنه ابن قابيل بن آدم، وذكره أبو حاتم السّجستاني في كتاب «المعمّرين» ، قال: حدثنا مشيختنا منهم أبو عبيدة فذكروه وقالوا: هو أطول الناس عمرا، وهذا معضل.
وحكى صاحب هذه المقالة أن اسمه خضرون وهو الخضر، [وقيل اسمه عامر، وذكره أبو الخطاب بن دحية، عن ابن حبيب البغداديّ] «1» .
القول الثالث: جاء عن وهب بن منبه أنه بليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفخشد «2» بن نوح، وبهذا قال ابن قتيبة.
وحكاه النووي، وزاد: وقيل كلمان بدل ملكان.
القول الرّابع: جاء عن إسماعيل ابن أبي أويس أنه المعمر بن مالك بن عبد اللَّه بن نصر بن الأزد.
القول الخامس: هو ابن عمائيل بن النوار بن العيص بن إسحاق، حكاه ابن قتيبة أيضا. وكذا سمى أباه عمائيل مقاتل.
القول السّادس: إنه من سبط هارون أخي موسى روى عن الكلبيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة عن ابن عباس، وهو بعيد.
__________
(1) سقط من أ.
(2) في أ: أرفخشذ بن سام بن فوح.(2/246)
وأعجب منه قول ابن إسحاق أنه أرميا بن خلفيا، وقد رد ذلك أبو جعفر بن جرير.
القول السابع: أنه ابن بنت فرعون، حكاه محمد بن أيوب عن ابن لهيعة. وقيل ابن فرعون لصلبه، حكاه النقاش.
القول الثامن: أنه اليسع، حكى عن مقاتل أيضا، وهو بعيد أيضا.
القول التاسع: أنه من ولد فارس، جاء ذلك عن ابن شوذب، أخرجه الطّبري بسند جيّد من رواية ضمرة بن ربيعة. عن ابن شوذب.
القول العاشر: أنه من ولد بعض من كان [آمن بإبراهيم] «1» ، وهاجر معه من أرض بابل، حكاه ابن جرير الطبري في تاريخه.
وقيل كان أبوه فارسيا وأمّه روميّة.
وقيل كان أبوه روميا وأمه فارسيّة.
وثبت في الصّحيحين أنّ سبب تسميته الخضر أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتزّ تحته خضراء، هذا لفظ أحمد من رواية ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة. والفروة الأرض اليابسة.
وقال أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة- رفعه- «إنّما سمّي الخضر خضرا لأنّه جلس على فروة فاهتزّت تحته خضراء» .
والفروة: الحشيش الأبيض.
قال عبد اللَّه بن أحمد: أظنه تفسير عبد الرزاق. وفي الباب عن ابن عباس، من طريق قتادة، عن عبد اللَّه بن الحارث، ومن طريق منصور عن مجاهد، قال النوويّ: كنيته أبو العباس. وهذا متفق عليه.
باب ما ورد في كونه نبيا
قال اللَّه تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه: وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي [الكهف:
82] ، وهذا ظاهره أنه فعله بأمر اللَّه، والأصل عدم الواسطة.
ويحتمل أن يكون بواسطة نبيّ آخر لم يذكر، وهو بعيد، ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام، لأن ذلك لا يكون من غير النبيّ وحيا يعمل به من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق.
__________
(1) في أبياض.(2/247)
فإن قلنا إنه نبيّ فلا إنكار في ذلك وأيضا فكيف يكون غير النبيّ أعلم من النبي؟ وقد
أخبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الحديث الصحيح أن اللَّه قال لموسى: «بلى، عبدنا خضر» .
وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبيّ؟
وقد قال الثّعلبيّ: هو نبي في سائر الأقوال، وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقد يحلّ من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا، لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبيّ إلى أن الوليّ أفضل من النبي، كما قال قائلهم:
مقام النّبوّة في برزخ ... فويق الرّسول ودون الوليّ
[المتقارب] ثم اختلف من قال إنه كان نبيا، هل كان مرسلا؟ فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل.
وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد، ومحمد بن إسحاق، وبعض أهل الكتاب أنه أرسل إلى قومه فاستجابوا له.
ونصر هذا القول أبو الحسن الرّماني، ثم ابن الجوزيّ.
وقال الثّعلبيّ: هو نبيّ على جميع الأقوال معمّر محجوب عن الأبصار.
وقال أبو حيّان في تفسيره: والجمهور على أنه نبيّ، وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه، وعلم موسى الحكم بالظاهر، وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفيّة، وقال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة، وأبو بكر بن الأنباري في كتابه الزّاهر، بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا.
وقال أبو القاسم القشيريّ في رسالته: لم يكن الخضر نبيّا وإنما كان وليّا.
وحكى الماورديّ قولا ثالثا: إنه مالك من الملائكة يتصوّر في صورة الآدميين.
وقال أبو الخطّاب بن دحية: لا ندري هل هو ملك أو نبي أو عبد صالح.
وجاء من طريق أبي صالح كاتب اللّيث، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد أن كعب الأحبار، قال: إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الهند، وهو بحر الصين «1» ، فقال: يا أصحابي، دلّوني، فدلّوه في البحر أياما وليالي، ثم صعد،
__________
(1) الصّين: بالكسر وآخره نون، بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك وهي مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 861.(2/248)
فقالوا له: يا خضر، ما رأيت، فلقد أكرمك اللَّه، وحفظ لك نفسك في لجّة هذا البحر؟
فقال: استقبلني ملك من الملائكة فقال لي: أيها الآدمي الخطّاء، إلى أين؟ ومن أين؟ فقلت أردت أن انظر عمق هذا البحر، فقال لي: كيف وقد هوى رجل من زمان داود النبيّ عليه السّلام ولم يبلغ ثلث قعره حتى السّاعة، وذلك منذ ثلاثمائة سنة؟
أخرجه أبو نعيم في ترجمة كعب من الحلية.
وقال أبو جعفر بن جرير في تاريخه: كان الخضر ممن كان في أيام أفريدون الملك في قول عامّة أهل الكتاب الأول، وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الّذي كان أيام إبراهيم الخليل، وإنه بلغ مع ذي القرنين الّذي ذكر أنّ الخضر كان في مقدمته نهر الحياة، فشرب من مائه، وهو لا يعلم ولا يعلم ذو القرنين ومن معه فخلد، وهو عندهم حيّ إلى الآن، قال ابن جرير: وذكر ابن إسحاق أن اللَّه استخلف على بني إسرائيل رجلا منهم، وبعث الخضر معه نبيا، قال ابن جرير: بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام.
قال: وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه، إلا أن يحمل على أنه لم يبعث نبيّا إلا في زمان ذلك الملك.
قلت: بل يحتمل أن يكون
قوله: «وبعث معه الخضر نبيّا» :
أي أيّده به، إلا أن يكون ذلك الوقت وقت إنشاء نبوته، فلا يمتنع أن يكون نبيا قبل ذلك، ثم أرسل مع ذلك الملك.
وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة على تصحيح قول من قال إنه كان نبيا.
وقصته مع ذي القرنين ذكرها جماعة منهم خيثمة بن سليمان، من طريق جعفر الصّادق، عن أبيه أن ذا القرنين كان له صديق من الملائكة، فطلب منه أن يدله على شيء يطول به عمره، فدلّه على عين الحياة، وهي داخل الظلمات، فسار إليها والخضر على مقدمته، فظفر بها الخضر دونه.
ومما يستدلّ به على نبوّته ما أخرجه عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس، قال: قال موسى لما لقي الخضر: «السّلام عليك يا خضر» . فقال: «وعليك السّلام يا موسى» ، قال:
«وما يدريك أنّي موسى» ؟ قال: «أدراني بك الّذي أدراك بي» .
وقال وهب بن منبّه في المبتدإ: قال اللَّه تعالى للخضر: لقد أحببتك قبل أن أخلقك، ولقد قدّستك حين خلقتك، ولقد أحببتك بعد ما خلقتك.
وكان نبيّا مبعوثا إلى بني إسرائيل بتجديد عهد موسى، فلما عظمت الأحداث في بني(2/249)
إسرائيل، وسلّط عليهم بخت نصّر ساح الخضر في الأرض مع الوحش، وأخّر اللَّه عمره إلى ما شاء، فهو الّذي يراه الناس.
باب ما ورد في تعميره والسبب في ذلك
روى الدّارقطنيّ بالإسناد الماضي، عن ابن عباس، قال: «نسيء للخضر في أجله حتّى يكذّب الدّجال» .
وذكر ابن إسحاق في المبتدإ قال: حدثنا أصحابنا أن آدم لما حضره الموت جمع بنيه وقال: إن اللَّه تعالى منزّل على أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى تدفنون بأرض الشام. فلما وقع الطّوفان قال نوح لبنيه: إن آدم دعا اللَّه أن يطيل عمر الّذي يدفنه إلى يوم القيامة، فلم يزل جسد آدم حتّى كان الخضر هو الّذي تولّى دفنه، وأنجز اللَّه له ما وعده، فهو يحيا إلى ما شاء اللَّه أن يحيا.
وقال أبو مخنف لوط بن يحيى في أول كتاب المعمّرين له: أجمع أهل العلم بالأحاديث والجمع لها أنّ الخضر أطول آدمي عمرا وأنه خضرون بن قابيل بن آدم.
وروى ابن عساكر في ترجمة ذي القرنين من طريق خيثمة بن سليمان: حدثنا أبو عبيدة ابن أخي هنّاد، حدّثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبي جعفر، عن أبيه- أنه سئل عن ذي القرنين، فقال: كان عبدا من عباد اللَّه صالحا، وكان من اللَّه بمنزل ضخم، وكان قد ملك ما بين المشرق والمغرب، وكان له خليل من الملائكة يقال له رفائيل، وكان يزوره، فبينما هما يتحدثان إذ قال له: حدثني كيف عبادتكم في السّماء؟
فبكى، وقال: وما عبادتكم عند عبادتنا؟ إن في السّماء لملائكة قياما لا يجلسون أبدا، وسجودا لا يرفعون أبدا، وركّعا لا يقومون أبدا. يقولون ربّنا ما عبدناك حقّ عبادتك» ، فبكى ذو القرنين ثم قال: يا رفائيل، إني أحب أن أعمّر حتى أبلغ عبادة ربي حقّ طاعته، قال:
وتحبّ ذلك؟ قال: نعم، قال: فإنّ للَّه عينا تسمّى عين الحياة، من شرب منها شربة لم يمت أبدا، حتّى يكون هو الّذي يسأل ربه الموت.
قال ذو القرنين: فهل تعلم موضعها؟ قال: لا، غير أنّا نتحدّث في السّماء أنّ للَّه ظلمة في الأرض لم يطأها إنس ولا جانّ، فنحن نظنّ أن تلك العين في تلك الظلمة.
فجمع ذو القرنين علماء الأرض، فسألهم عن عين الحياة، فقالوا: لا نعرفها، قال:
فهل وجدتم في علمكم أنّ للَّه ظلمة؟ فقال عالم منهم: لم تسأل عن هذا؟ فأخبره، فقال:
إني قرأت في وصية آدم ذكر هذه الظّلمة، وأنها عند قرن الشمس.(2/250)
فتجهّز ذو القرنين، وسار اثنتي عشرة سنة، إلى أن بلغ طرف الظلمة، فإذا هي ليست بليل. وهي تفور مثل الدّخان، فجمع العساكر، وقال: إني أريد أن أسلكها، فمنعوه، فسأله العلماء الذين معه أن يكفّ عن ذلك لئلا يسخط اللَّه عليهم، فأبي، فانتخب من عسكره ستة آلاف رجل على ستة آلاف فرس أنثى بكر، وعقد للخضر على مقدمته في ألفي رجل، فسار الخضر بين يديه، وقد عرف ما يطلب، وكان ذو القرنين يكتمه ذلك، فبينما هو يسير إذا عارضه واد، فظنّ أن العين في ذلك الوادي، فلما أتى شفير الوادي استوقف أصحابه، وتوجّه فإذا هو على حافة عين من ماء، فنزع ثيابه، فإذا ماء أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من الشّهد، فشرب منه، وتوضّأ واغتسل، ثم خرج فلبس ثيابه، وتوجّه، ومرّ ذو القرنين فأخطأ الظّلمة، وذكر بقية الحديث.
ويروى عن سليمان الأشجّ صاحب كعب الأحبار، عن كعب الأحبار، أنّ الخضر كان وزير ذي القرنين، وأنه وقف معه على جبل الهند، فرأى ورقة فيها: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، من آدم أبي البشر إلى ذرّيته: أوصيكم بتقوى اللَّه، وأحذّركم كيد عدوّي وعدوّكم إبليس، فإنّه أنزلني هنا» ، قال: فنزل ذو القرنين، فمسح جلوس آدم، فكان مائة وثلاثين ميلا.
ويروى عن الحسن البصريّ، قال: وكل إلياس بالفيافي، ووكل الخضر بالبحور، وقد أعطيا الخلد في الدّنيا إلى الصيحة الأولى، وأنهما يجتمعان في موسم كل عام.
قال الحارث بن أبي أسامة في «مسندة» : حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، حدثني محمد بن بهرام، حدثنا أبان عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الخضر في البحر:
واليسع في البرّ، يجتمعان كلّ ليلة عند الرّدم الّذي بناه ذو القرنين بين النّاس وبين يأجوج ومأجوج ويحجّان ويعتمران كلّ عام، ويشربان من زمزمكم شربة تكفيهما إلى قابل»
«1» . قلت: وعبد الرحيم وأبان متروكان.
وقال عبد اللَّه بن المغيرة، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن كعب، قال: الخضر على منبر من نور بين البحر الأعلى والبحر الأسفل. وقد أمرت دوابّ البحر أن تسمح له وتطيع، وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية، ذكره العقيلي.
وقال: عبد اللَّه بن المغيرة يحدّث بما لا أصل له.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34051 والسيوطي في الدر المنثور 4/ 240- وابن حجر في المطالب حديث رقم 3474.(2/251)
وقال ابن يونس: إنه منكر الحديث.
وروى ابن شاهين بسند ضعيف إلى خصيف، قال: أربعة من الأنبياء أحياء: اثنان في السماء عيسى وإدريس، واثنان في الأرض: الخضر وإلياس، فأما الخضر فإنه في البحر، وأما صاحبه فإنه في البرّ، وسيأتي في الباب الأخير أشياء من هذا الجنس كثيرة.
وقال الثعلبيّ: يقال إن الخضر لا يموت إلا في آخر الزمان عند رفع القرآن.
وقال النّوويّ في «تهذيبه» : قال الأكثرون من العلماء: هو حيّ موجود بين أظهرنا، وذلك متفق عليه عند الصّوفية وأهل الصلاح والمعرفة، وحكايتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصى، وأشهر من أن تذكر.
وقال أبو عمرو بن الصّلاح في فتاويه: هو حيّ عند جماهير العلماء الصّالحين والعامة منهم، قال: وإنما شدّ بإنكاره بعض المحدثين.
قلت: اعتنى بعض المتأخرين بجمع الحكايات المأثورة عن الصّالحين وغيرهم ممن بعد الثلاثمائة وبعد العشرين مع ما في أسانيد بعضها ممن يضعف، لكثرة أغلاظه أو اتهامه بالكذب، كأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي الحسن بن جهضم، ولا يقال يستفاد من هذه الأخبار التواتر المعنويّ، لأن التواتر لا يشترط ثقة رجاله ولا عدالتهم، وإنما العمدة على ورود الخبر بعدد يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب، فإن اتفقت ألفاظه فذاك وإن اختلفت فمهما اجتمعت فيه فهو التواتر المعنوي.
وهذه الحكاية تجتمع في أنّ الخضر حيّ، لكن بطرق حكاية القطع بحياته قول بعضهم: إنّ لكل زمان خضرا، وإنه نقيب الأولياء، وكلمات مات نقيب أقيم نقيب بعده مكانه، ويسمى الخضر.
وهذا قول تداولته جماعة من الصّوفية من غير نكير بينهم، ولا يقطع مع هذا بأن الّذي ينقل عنه أنه الخضر هو صاحب موسى، بل هو خضر ذلك الزمان.
ويؤيده اختلافهم في صفته، فمنهم من يراه شيخا أو كهلا أو شابا، وهو محمول على تغاير المرئي وزمانه. واللَّه أعلم.
وقال السّهيليّ في كتاب «التعريف والأعلام» : اسم الخضر مختلف فيه، فذكر بعض ما تقدم، وذكر في قول من قال: إنه ابن عاميل بن سماطين بن أرما «1» بن حلفا «2» بن
__________
(1) في ت أربا.
(2) في ت علقا.(2/252)
عيصو بن إسحاق، وأنّ أباه كان ملكا وأمّه كانت فارسية اسمها إلها، وأنها ولدته في مغارة، وأنه وجد هناك شاة ترضعه في كل يوم من غنم رجل من القرية، فأخذه الرجل وربّاه، فلما شبّ طلب الملك كاتبا يكتب له الصّحف التي أنزلت على إبراهيم، فجمع أهل المعرفة والنبالة، فكان فيمن أقدم عليه ابنه الخضر وهو لا يعرفه، فلما استحسن خطّه ومعرفته بحث عن جليّة أمره حتى عرف أنه ابنه فضمّه إلى نفسه وولاه أمر الناس.
ثم إنّ الخضر فرّ من الملك لأسباب يطول ذكرها إلى أن وجد عين الحياة فشرب منها فهو حيّ إلى أن يخرج الدجّال، فإنه الرّجل الّذي يقتله الدجال ثم يحييه، قال: وقيل إنه لم يدرك زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا لا يصح، قال: وقال البخاريّ وطائفة من أهل الحديث: مات الخضر قبل انقضاء مائة سنة من الهجرة. وقال: ونصر شيخنا أبو بكر بن العربيّ هذا
لقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «على رأس مائة سنة لا يبقى على الأرض ممّن هو عليها أحد»
«1» يريد ممّن كان حيا حين هذه المقالة. قال: وأما اجتماعه مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وتعزيته لأهل البيت وهم مجتمعون لغسله عليه الصلاة والسلام فروي من طرق صحاح، منها: ما ذكره ابن عبد البر في التمهيد، وكان إمام أهل الحديث في وقته، فذكر الحديث في تعزية الصحابة بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يسمعون القول ولا يرون القائل، فقال لهم علي: هو الخضر، قال: وقد ذكر ابن أبي الدنيا من طريق مكحول، عن أنس، اجتماع إلياس النبي بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وإذا جاز بقاء إلياس إلى العهد النبوي جاز بقاء الخضر انتهى ملخصا.
وتعقّبه أبو الخطّاب بن دحية بأن الطرق التي أشار إليها لم يصح منها شيء، ولا يثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلّا مع موسى كما قصّه اللَّه من خبره.
قال: وجميع ما ورد في حياته لا يصح منه شيء باتفاق أهل النّقل، وإنما يذكر ذلك من يروي الخبر، ولا يذكر علّته، إما لكونه لا يعرفها، وإما لوضوحها عند أهل الحديث، قال: وأما ما جاء عن المشايخ فهو مما ينقم منه كيف يجوز لعاقل أن يلقى شخصا لا يعرفه، فيقول له: أنا فلان فيصدّقه؟
قال: وأما حديث التّعزية الّذي ذكره أبو عمر فهو موضوع.
رواه عبد اللَّه بن المحرر، عن يزيد بن الأصم، عن عليّ. وابن محرر متروك، وهو الّذي قال ابن المبارك في حقه كما أخرجه مسلم في مقدّمة صحيحه: فلما رأيته كانت بعرة أحبّ إليّ منه، ففضل رؤية النجاسة على رؤيته.
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 101 وابن حجر في الفتح 7/ 5.(2/253)
قلت: قد جاء ذكر التعزية المذكورة من غير رواية عبد اللَّه بن محرر، كما سأذكره بعد، وأما حديث مكحول عن أنس فموضوع، ثم نقل تكذيبه عن أحمد ويحيى وإسحاق وأبي زرعة، قال: وسياق المتن ظاهر النكارة، وأنه من الخرافات. انتهى كلامه ملخصا.
وسأذكر حديث أنس بطوله، وأنّ له طريقا غير التي أشار إليها السّهيلي. وتمسّك من قال بتعميره بقصة عين الحياة، واستندوا إلى ما وقع من ذكرها في صحيح البخاري وجامع الترمذي، لكن لم يثبت ذلك مرفوعا، فليحرر ذكر شيء من أخبار الخضر قبل بعثة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم:
قد قص اللَّه تعالى في كتابه ما جرى لموسى عليه السلام، وأخرجه الشيخان من طرق، عن أبيّ بن كعب، وفي سياق القصّة زيادات في غير الصّحيح، قد أتيت عليها في فتح الباري.
وثبت في الصّحيحين أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «وددت أنّ موسى صبر حتى يقصّ علينا من أمرهما»
وهذا مما استدل به من زعم أنه لم يكن حالة هذه المقالة موجودا، إذ لو كان موجودا لأمكن أن يصحبه بعض أكابر الصحابة فيرى منه نحوا مما رأى موسى.
وقد أجاب عن هذا من ادّعى بقاءه بأن التمني إنما كان لما يقع بينه وبين موسى عليه السلام، وغير موسى لا يقوم مقامه.
ومن أخباره مع غير موسى ما
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» من وجهين. عن بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الالهاني، عن أبي أمامة الباهليّ- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لأصحابه: «ألا أحدّثكم عن الخضر؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه قال: «بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدّق عليّ بارك اللَّه فيك. قال الخضر: آمنت باللَّه، ما شاء اللَّه من أمر يكن، ما عندي من شيء أعطيكه فقال المسكين:
أسألك بوجه اللَّه لما تصدّقت عليّ، فإنّي نظرت السماحة في وجهك. ورجوت البركة عندك.
فقال الخضر: آمنت باللَّه، ما عندي شيء أعطيكه إلّا أن تأخذ بي فتبيعني. فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ فقال: نعم. الحقّ أقول، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إنّي لا أخيّبك بوجه ربّي، بعني، قال: فقدّمه إلى السّوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال له: إنّك إنما اشتريتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل. قال: أكره أن أشقّ عليك، إنّك شيخ كبير ضعيف. قال: ليس يشقّ عليّ. قال: فقم فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستّة نفر في يوم، فخرج الرّجل لبعض حاجته، ثمّ انصرف، وقد نقل الحجارة في ساعة: فقال: أحسنت وأجملت، وأطقت ما لم أرك تطيقه قال: ثمّ عرض للرّجل سفر، فقال:(2/254)
إنّي أحسبك أمينا، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة. قال: نعم، وأوصني بعمل، قال: أنّي أكره أن أشقّ عليك. قال: ليس يشقّ عليّ. قال: فاضرب من اللّبن لبيتي حتّى أقدم عليك. قال:
ومرّ الرّجل لسفره، ثمّ رجع وقد شيّد بناءه فقال: أسألك بوجه اللَّه ما سبيلك وما أمرك؟ قال:
سألتني بوجه اللَّه، ووجه اللَّه أوقعني في العبوديّة. فقال الخضر: سأخبرك من أنا؟ أنا الخضر الّذي سمعت به، سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه اللَّه، فمكّنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنّه من سئل بوجه اللَّه فردّ سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة وليس على وجهه جلد ولا لحم ولا عظم يتقعقع» .
فقال الرّجل: آمنت باللَّه، شققت عليك يا نبيّ اللَّه ولم أعلم قال: لا بأس، أحسنت وأبقيت. فقال الرّجل: بأبي وأمّي يا نبيّ اللَّه، احكم في أهلي ومالي بما شئت، أو اختر فأخلّي سبيلك قال: أحبّ أن تخلّي سبيلي، فأعبد ربّي. قال: فخلّى سبيله، فقال الخضر: الحمد للَّه الّذي أوثقني في العبوديّة ثمّ نجّاني منها» .
قلت: وسند هذا الحديث حسن لولا عنعنة بقية، ولو ثبت لكان نصّا أن الخضر نبي لحكاية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقول الرجل: يا نبيّ اللَّه، وتقريره على ذلك.
ذكر من ذهب إلى أن الخضر مات
نقل أبو بكر النقاش في تفسيره عن علي بن موسى الرضا وعن محمد بن إسماعيل البخاريّ، أن الخضر مات وأن البخاري سئل عن حياة الخضر، فأنكر ذلك واستدلّ بالحديث: أن على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها أحد، وهذا أخرجه هو في الصّحيح عن ابن عمر، وهو عمدة من تمسّك بأنه مات، وأنكر أن يكون باقيا.
أبو حيّان في تفسيره: الجمهور على أنه مات. ونقل عن ابن أبي الفضل المرسيّ أنّ الخضر صاحب موسى مات، لأنه لو كان حيا لزمه المجيء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم والإيمان به واتباعه.
وقد
روي عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لو كان موسى حيّا ما وسعه إلّا اتّباعي»
وأشار إلى أن الخضر هو غير صاحب موسى.
وقال غيره لكل زمان خضر، وهي دعوى لا دليل عليها ونقل أبو الحسين بن المنادي في كتابه الّذي جمعه في ترجمة الخضر عن إبراهيم الحربي أنّ الخضر مات. وبذلك جزم ابن المنادي المذكور.
ونقل أيضا عن علي بن موسى الرضا، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه قال:(2/255)
صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلّم قال: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّ على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض أحد» .
وأخرجه مسلم من حديث جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل موته بشهر: «تسألوني السّاعة، وإنّما علمها عند اللَّه أقسم ما على الأرض نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة»
«1» هذه رواية أبي الزبير عنه.
وفي رواية أبي نضرة عنه، قال قبل موته بقليل أو بشهر: «ما من نفس ... وزاد في آخره: «وهي يومئذ حيّة» .
وأخرجه التّرمذيّ من طريق أبي سفيان، عن جابر نحو رواية أبي الزبير.
وذكر ابن الجوزيّ في جزئه الّذي جمعه في ذلك، عن أبي يعلى بن الفراء الحنبلي، قال: سئل بعض أصحابنا عن الخضر هل مات؟ فقال: نعم. قال: وبلغني مثل هذا عن أبي طاهر بن العبادي، وكان يحتج بأنه لو كان حيّا لجاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: ومنهم أبو الفضل بن ناصر، والقاضي أبو بكر بن العربيّ، وأبو بكر بن محمد بن الحسين النقاش، واستدل ابن الجوزيّ بأنه كان حيّا مع ما ثبت أنه كان في زمن موسى وقبل ذلك. لكان قدر جسده مناسبا لأجساد أولئك. ثم ساق بسند له إلى أبي عمران الجوني، قال: كان أنف دانيال ذراعا، ولما كشف عنه في زمن أبي موسى قام رجل إلى جنبه فكانت ركبة دانيال محاذية لرأسه، قال: والذين يدّعون رؤية الخضر ليس في سائر أخبارهم ما يدلّ على أنّ جسده نظير أجسادهم، ثم استدلّ بما
أخرجه أحمد من طريق مجاهد عن الشعبي عن جابر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «والّذي نفسي بيده لو أنّ موسى كان حيّا ما وسعه إلا أن يتّبعني»
«2» . قال: فإذا كان هذا في حقّ موسى فكيف لم يتبعه الخضر: إذ لو كان حيّا فيصلّي معه الجمعة والجماعة ويجاهد تحت رايته، كما ثبت أن عيسى يصلي خلف إمام هذه الأمة «3» واستدلّ أيضا بقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ...
[آل عمران: 81] الآية.
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1966 كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 218/ 2538 وأحمد في المسند 1/ 293، 3/ 326، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 501.
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 387 عن جابر بن عبد اللَّه وابن عساكر في التاريخ 5/ 162 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 178- 179 عن جابر بن عبد اللَّه بزيادة في أوله قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعف أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 179 عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 48، 5/ 147 وعزاه لأحمد عن عبد اللَّه بن ثابت وأبي يعلى عن جابر.(2/256)
وقال ابن عبّاس: ما بعث اللَّه نبيا إلا أخذ عليه الميثاق إن بعث محمد وهو حيّ ليؤمنن به ولينصرنه، فلو كان الخضر موجودا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لجاء إليه ونصره بيده ولسانه، وقاتل تحت رايته، وكان من أعظم الأسباب في إيمان معظم أهل الكتاب الّذي يعرفون قصته مع موسى.
وقال أبو الحسين بن المنادي: بحثت عن تعمير الخضر، وهل هو باق أم لا؟ فإذا أكثر المغفّلين مغترّون بأنه باق من أجل ما روى في ذلك، قال: والأحاديث المرفوعة في ذلك واهية، والسّند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم، وخبر مسلمة بن مصقلة كالخرافة وخبر رياح كالريح، قل: وما عدا ذلك كلّه من الأخبار كلها واهية الصدور والأعجاز. حالها من أحد أمرين، إما أن تكون أدخلت على الثقات استغفالا، أو يكون بعضهم تعمّد ذلك، وقد قال اللَّه تعالى: وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ [الأنبياء: 34] . قال: وأهل الحديث يقولون: إن حديث أنس منكر السند، سقيم المتن، وإن الخضر لم يراسل نبيّا ولم يلقه، قال: ولو كان الخضر حيّا لما وسعه التخلّف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم والهجرة إليه. قال: وقد أخبرني بعض أصحابنا أنّ إبراهيم الحربي سئل عن تعمير الخضر فأنكر ذلك، وقال: هو متقادم الموت، قال: وروجع غيره في تعميره، فقال: من أحال على غائب حيّ أو مفقود ميّت لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلا الشّيطان. انتهى.
وقد ذكرت الأخبار التي أشار إليها، وأضفت إليها أشياء كثيرة من جنسها، وغالبها لا يخلو طريقه من علّة، واللَّه المستعان.
وفي تفسير الأصبهاني روى عن الحسن أنه كان يذهب إلى أن الخضر مات.
وروى عن البخاريّ أنه سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون ذلك، وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في آخر عمره: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن هو اليوم عليها أحد»
«1» . واحتج ابن الجوزيّ أيضا بما ثبت
في صحيح البخاريّ أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم بدر:
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيح 1/ 148، 156 ومسلم 4/ 1965 كتاب فضائل الصحابة باب 53 قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم حديث رقم 217- 2537 والترمذي 4/ 451 كتاب الفتن باب 64 حديث رقم 2251 والحاكم في المستدرك 2/ 37 والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 453، 9/ 7 وأحمد في المسند 2/ 221.(2/257)
«اللَّهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض»
«1» ولم يكن الخضر فيهم، ولو كان يومئذ حيّا لورد على هذا العموم، فإنه كان ممن يعبد اللَّه قطعا.
واستدل غيره
بقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا نبيّ بعدي» ،
ونسب إلى ابن دحية القول في ذلك، وهو معترض بعيسى ابن مريم، فإنه نبيّ قطعا، وثبت أنه ينزل إلى الأرض. في آخر الزمان، ويحكم بشريعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فوجب حمل النفي على إنشاء النبوّة لأحد من الناس لا على نفي وجود نبي كان قد نبئ قبل ذلك.
ذكر الأخبار التي وردت أن الخضر كان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ثم بعده إلى الآن
روى ابن عديّ في «الكامل» ، من طريق عبد اللَّه بن نافع، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان في المسجد، فسمع كلاماً من ورائه، فإذا هو بقائل يقول: اللَّهمّ أعنّي على ما ينجّيني ممّا خوّفتني؟ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين سمع ذلك: «ألّا تضمّ إليها أختها؟» فقال الرجل: اللَّهمّ ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوّقتهم إليه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأنس بن مالك: «اذهب إليه فقل له: يقول لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تستغفر لي» فجاءه أنس فبلّغه، فقال الرجل: يا أنس، أنت رسول رسول اللَّه إليّ، فارجع فاستثبته. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «قل له نعم» . فقال له: اذهب فقل له: إن اللَّه فضّلك على الأنبياء مثل ما فضل به رمضان على الشّهور، وفضّل أمتك على الأمم مثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام، فذهب ينظر إليه فإذا هو الخضر.
كثير بن عبد اللَّه ضعّفه الأئمة، لكن جاء من غير روايته، قال أبو الحسين بن المنادي:
أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكريّ أن محمد بن سلام المنبجي حدّثهم، وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن جابر عن محمد بن سلام المنبجي، حدثنا وضاح بن عباد الكوفي، حدثنا عاصم بن سليمان الأحوال، حدّثني أنس بن مالك، قال: خرجت ليلة أحمل مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم الطهور، فسمع مناديا ينادي، فقال لي: يا أنس «صه» قال فسكت فاستمع فإذا هو يقول: اللَّهمّ أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني منه، قال: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لو قال أختها معها» . فكأن الرجل لقن ما أراد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: وارزقني شوق الصّالحين إلى ما شوّقتهم إليه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أنس، ضع الطّهور وائت هذا المنادي فقل له: ادع لرسول
__________
(1) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد (58) وأحمد في المسند 1/ 30.(2/258)
اللَّه أن يعينه اللَّه على ما ابتعثه به، وادع لأمّته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيّهم بالحقّ» قال:
فأتيته، فقلت: رحمك اللَّه، ادع اللَّه لرسول اللَّه أن يعينه على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق، فقال لي: ومن أرسلك؟ فكرهت أن أخبره، ولم استأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت له: رحمك اللَّه، ما يضرك من أرسلني، ادع بما نقلت لك. فقال:
لا، أو تخبرني بمن أرسلك. قال: فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقلت له: يا رسول اللَّه، أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلني. فقال: «ارجع إليه فقل له: أنا رسول رسول اللَّه» .
فرجعت إليه فقلت له، فقال لي: مرحبا برسول اللَّه رسول اللَّه، أنا كنت أحقّ أن آتيه، اقرأ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مني السلام، وقل له يا رسول اللَّه، الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة اللَّه، ويقول لك: يا رسول اللَّه، إنّ اللَّه فضّلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشّهور، وفضّل أمتك على الأمم كما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام.
قال: فلما وليت سمعته يقول: اللَّهمّ اجعلني من هذه الأمة المرشدة المرحومة.
وأخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» ، عن بشر بن علي بن بشر العمّي عن محمد بن سلام،
وقال: لم يروه عن أنس إلا عاصم، ولا عنه إلا وضاح، تفرد به محمد بن سلام.
قلت: وقد جاء من وجهين آخرين عن أنس.
وقال أبو الحسين بن المنادي: هذا حديث واه بالوضاح وغيره، وهو منكر الإسناد، سقيم المتن، ولم يراسل الخضر نبينا صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يلقه.
واستبعد ابن الجوزيّ إمكان لقيه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم واجتماعه معه، ثم لا يجيء إليه.
وأخرج ابن عساكر من طريق خالد مؤذّن مسجد مسيلمة: حدثنا أبو داود، عن أنس، فذكر نحوه.
وقال ابن شاهين: حدثنا موسى بن أنس بن خالد بن عبد اللَّه بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك، حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، حدّثنا حاتم بن أبي روّاد، عن معاذ بن عبد اللَّه بن أبي بكر عن أبيه، عن أنس، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذات ليلة لحاجة، فخرجت خلفه، فسمعنا قائلا يقول: اللَّهمّ إني أسألك شوق الصادقين إلى ما شوّقتهم إليه. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها» ، فسمعنا القائل وهو يقول: اللَّهمّ إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما خوفتني منه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«وجبت وربّ الكعبة، يا أنس، ائت الرّجل فاسأله أن يدعو لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يرزقه اللَّه(2/259)
القبول من أمّته، والمعونة على ما جاء به من الحقّ والتّصديق» .
قال أنس: فأتيت الرجل، فقلت: يا عبد اللَّه، ادع لرسول اللَّه فقال لي: ومن أنت؟
فكرهت أن أخبره ولم أستأذن، وأبى أن يدعو حتى أخبره، فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته فقال لي: أخبره. فرجعت فقلت له: أنا رسول رسول اللَّه إليك. فقال: مرحبا برسول اللَّه وبرسول رسول اللَّه، فدعا له، وقال: أقرئه منّي السلام وقل له: أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحق أن آتيك، قال: فلما وليت سمعته يقول: اللَّهمّ اجعلني من هذه الأمة المرحومة المتاب عليها.
وقال الدّارقطنيّ في «الأفراد» : حدثنا أحمد بن العباس البغوي، حدثنا أنس بن خالد، حدثني محمد بن عبد اللَّه به نحوه، ومحمد بن عبد اللَّه هذا هو أبو سلمة الأنصاريّ، وهو واهي الحديث جدّا، وليس هو شيخ البخاريّ قاضي البصرة، ذلك ثقة، وهو أقدم من أبي سلمة.
وروينا في فوائد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي تخريج الدارقطنيّ، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمد بن أحمد بن زيد، حدّثنا عمرو بن عاصم، حدثنا الحسن بن رزين، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس- لا أعلمه مرفوعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- قال: «يلتقي الخضر وإلياس في كلّ عام في الموسم فيحلق كلّ واحد منهما رأس صاحبه ويتفرّقان عن الكلمات: بسم اللَّه. ما شاء اللَّه اللَّه. لا يسوق الخير إلّا اللَّه، بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا يصرف السّوء إلّا اللَّه، بسم اللَّه ما شاء اللَّه، ما كان من نعمة فمن اللَّه، بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» .
قال الدارقطنيّ في «الأفراد» : لم يحدث به عن ابن جريج غير الحسن بن رزين.
وقال أبو جعفر العقيلي: لم يتابع عليه، وهو مجهول، وحديثه غير محفوظ.
وقال أبو الحسين بن المنادي: هو حديث واه بالحسن المذكور. انتهى.
وقد جاء من غير طريقه، لكن من وجه واه جدا، أخرجه ابن الجوزي من طريق أحمد بن عمار: حدثنا محمد بن مهدي، حدثنا محمد مهدي بن هلال، حدثني ابن جريج، فذكره بلفظ: يجتمع البري والبحري إلياس والخضر كلّ عام بمكة.
قال ابن عبّاس: بلغنا أنه يحلق أحدهما رأس صاحبه، ويقول أحدهما للآخر: قل بسم اللَّه.. إلخ.
وزاد:
قال ابن عبّاس: قال رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما من عبد قالها في كلّ يوم إلّا أمن من(2/260)
الحرق والغرق والسّرق، وكلّ شيء يكرهه حتّى يمسي، وكذلك قال: حين يصبح» .
قال ابن الجوزيّ: أحمد بن عمار متروك عند الدارقطنيّ، ومهدي بن هلال مثله.
وقال ابن حبّان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات.
ومن طريق عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا محمد بن ميسر، عن عبد اللَّه بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ، قال: يجتمع في كل يوم عرفة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل والخضر، فيقول جبرائيل: ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه، فيرد عليه ميكائيل: ما شاء اللَّه، كلّ نعمة فمن اللَّه، فيرد عليهما إسرافيل: ما شاء اللَّه الخير كله بيد اللَّه، فيرد عليهم الخضر: ما شاء اللَّه لا يدفع السوء إلا اللَّه، ثم يتفرقون ولا يجتمعون إلى قابل في مثل ذلك اليوم
«1» . وعبيد بن إسحاق متروك الحديث.
وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في «زوائد كتاب الزهد» لأبيه، عن الحسن بن عبد العزيز، عن السري بن يحيى، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، قال: يجتمع الخضر وإلياس ببيت المقدس في شهر رمضان من أوله إلى آخره، ويفطران على الكرفس، وإقبال الموسم كل عام. وهذا معضل.
وروينا في فوائد أبي علي أحمد بن محمد بن علي الباشانيّ: حدّثنا عبد الرحيم بن حبيب الفريابي، حدّثنا صالح، عن أسد بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي، قال: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر عنده الأدهان، فقال: «وفضل دهن البنفسج على سائر الأدهان كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق» «2» .
قال: وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يدهن به ويستعط، فذكر حديثا طويلا فيه: الكراث والباذروج «الجرجير» والهندباء، والكمأة، والكرفس، واللّحم، والحيتان.
وفيه: «الكمأة من الجنّة، ماؤها شفاء للعين، وفيها شفاء من السّمّ، وهما طعام إلياس واليسع يجتمعان كلّ عام بالموسم، يشربان شربة من ماء زمزم، فيكتفيان بها إلى قابل، فيردّ اللَّه شبابهما في كلّ مائة عام مرّة، وطعامهما الكمأة والكرفس»
»
. قال ابن الجوزيّ: لا شك في أنّ هذا الحديث موضوع، والمتهم به عبد الرحيم بن
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 5/ 156 وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 196.
(2) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 121 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 237، 576.
(3) أخرجه أحمد 1/ 87، 188، 2/ 301، 3/ 48 والبخاري 6/ 22 ومسلم في الأشربة (157) والطبراني في الكبير 12/ 63 وفي الصغير 1/ 125 والحميدي (82) والبيهقي 9/ 345.(2/261)
حبيب. فقال ابن حبّان: إنه كان يضع الحديث، وقد تقدم عن مقاتل أن اليسع هو الخضر.
وقال ابن شاهين: حدثنا محمد بن عبد العزيز الحراني، حدّثنا أبو طاهر خير بن عرفة، حدثنا هانئ بن المتوكل، حدثنا بقية عن الأوزاعي، عن مكحول، سمعت وائلة بن الأسقع، قال: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غزوة تبوك، حتى إذا كنا ببلاد جذام، وقد كان أصابنا عطش، فإذا بين أيدينا آثار غيث، فسرنا ميلا، فإذا بغدير، حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمناد ينادي بصوت حزين: اللَّهمّ اجعلني من أمّة محمّد المرحومة المغفور لها المستجاب والمبارك عليها. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا حذيفة، ويا أنس، ادخلا إلى هذا الشّعب فانظرا ما هذا الصّوت» «1» قال: فدخلنا فإذا نحن برجل عليه ثياب بيض أشدّ بياضا من الثلج، وإذا وجهه ولحيته كذلك، وإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة، فسلمنا عليه فردّ علينا السلام، ثم قال: مرحبا أنتما رسولا رسول اللَّه؟ فقلنا، نعم، من أنت؟
يرحمك اللَّه. قال: أنا إلياس النبي، خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم. فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبرائيل، وعلى ساقتهم ميكائيل: هذا أخوك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فسلّم عليه والقه، ارجعا إليه، فأقرئاه مني السلام، وقولا له: لم يمنعني من الدّخول إلى عسكركم، إلا أنّي تخوفت أن تذعر الإبل، ويفزع المسلمون من طولي، فإن خلقي ليس كخلقكم، قولا له صلّى اللَّه عليه وسلّم يأتيني.
قال حذيفة وأنس: فصافحناه. فقال لأنس: يا خادم رسول اللَّه، من هذا؟ قال: هذا حذيفة صاحب سر رسول اللَّه، فرحب به ثم قال: وإنه لفي السّماء أشهر منه في الأرض، يسمّيه أهل السّماء صاحب سرّ رسول اللَّه. قال حذيفة: هل تلقى الملائكة؟ قال: ما من يوم إلا وأنا ألقاهم يسلمون عليّ وأسلّم عليهم.
فأتينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فخرج معنا حتى أتينا الشّعب فإذا ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «على رسلكم» ، فتقدمنا قدر خمسين ذراعا فعانقه مليّا. ثم قعدا فرأينا شيئا يشبه الطير العظام قد أحدقت بهما. وهي بيض وقد نشرت أجنحتها فحالت بيننا وبينهما، ثم صرخ بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا حذيفة ويا أنس تقدّما» . فإذا أيديهما مائدة خضراء لم أر شيئا قطّ أحسن منها قد غلبت خضرتها بياضنا، فصارت وجوهنا خضراء وثيابنا خضراء.
وإذا عليها جبن وتمر ورمّان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كلوا
__________
(1) ذكره المتقي الهندي في الكنز (37834) وقال: قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، وإسناده ليس بالقوي.(2/262)
بسم اللَّه» . فقلنا يا رسول اللَّه، أمن طعام الدنيا هذا؟ قال: «لا» ، قال لنا: هذا رزقي، ولي في كلّ أربعين يوما وليلة أكلة تأتيني بها الملائكة، فكان هذا تمام الأربعين. وهو شيء يقول اللَّه له: كن فيكون. فقلنا: من أين وجهك؟ قال: من خلف رومية كنت في جيش من الملائكة مع جيش من مسلمي الجن غزونا أمة من الكفار. قلنا: فكم مسافة ذلك الموضع الّذي كنت فيه؟ قال: أربعة أشهر: وفارقتهم أنا منذ عشرة أيام، وأنا أريد مكّة أشرب منها في كل سنة شربة، وهي ربّي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل. قلنا: وأي المواطن أكثر مثواك؟
قال: الشّام وبيت المقدس والمغرب واليمن، وليس من مسجد من مساجد محمّد إلا وأنا أدخله صغيرا أو كبيرا، فقلنا: متى عهدك بالخضر؟ قال: منذ سنة، كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم وأنا ألقاه بالموسم، وقد كان قال لي: إنك ستلقى محمدا قبلي فأقرئه مني السلام وعانقه، وبكى وعانقنا وبكى وبكينا، فنظرنا إليه حين هوى في السماء كأنه حمل حملا، فقلنا: يا رسول اللَّه، لقد رأينا عجبا إذ هوى إلى السماء قال: يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد.
قال ابن الجوزيّ: لعل بقية سمع هذا من كذّاب فدلسه عن الأوزاعي، قال: وخير بن عرفة لا يدرى من هو.
قلت: هو محدّث مصري مشهور، واسم جده عبد اللَّه بن كامل، يكنى أبا الطاهر، روى عنه أبو طالب الحافظ به شيخ الدارقطنيّ وغيره، ومات سنة 283. وقد رواه غير بقية عن الأوزاعي على صفة أخرى،
قال ابن أبي الدّنيا: حدّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا يزيد بن يزيد الموصلي التيمي مولى لهم، حدثنا أبو إسحاق الجرشي، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس، قال: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى إذا كنا بفج «1» الناقة بهذا الحجر إذا نحن بصوت يقول: اللَّهمّ اجعلني من أمة محمّد المرحومة المغفور لها، المتاب عليها.
المستجاب منها فقال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أنس، انظر ما هذا الصّوت» ؟ قال: فدخلت الجبل، فإذا رجل أبيض الرأس واللحية، عليه ثياب بيض، طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فلما نظر إليّ قال: أنت رسول رسول اللَّه؟ قلت: نعم. قال: ارجع إليه، فاقرأ عليه مني السلام، وقل له: هذا أخوك إلياس، يريد يلقاك، فجاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا معه حتى إذا كنت قريبا منه تقدم وتأخرت. فتحدثا طويلا، فنزل عليهما شيء من السماء شبيه السفرة، فدعواني
__________
(1) الفجّ: موضع أو جبل في ديار سليم، فج حيوة: فج، بفتح أوله وتشديد ثانيه هو الطريق الواسع بين الجبلين وحيوة بفتح الحاء وسكون الياء وفتح الواو: موضع بالأندلس من أعمال طليطلة (فجّ الرّوحاء) بين مكة والمدينة كان طريق الرسول عليه السلام إلى بدر. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1017.(2/263)
فأكلت معهما فإذا فيها كمأة ورمان وكرفس. فلما أكلت قمت فتنحّيت وجاءت سحابة فاحتملته انظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي به قبل الشّام، فقلت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: بأبي أنت وأمي، هذا الطعام الّذي أكلنا من السماء نزل عليك! قال: سألته عنه فقال لي: أتاني به جبريل، لي كل أربعين يوما أكلة، وفي كل حول شربة من ماء زمزم، وربما رأيته على الجبّ يمسك بالدلو فيشرب، وربما سقاني.
قال ابن الجوزي. يزيد وإسحاق لا يعرفان، وقد خالف هذا الّذي قبله في طول إلياس.
وأخرج ابن عساكر من طريق علي بن الحسين بن ثابت الدّوري عن هشام بن خالد، عن الحسن بن يحيى الخشنيّ، عن ابن أبي روّاد، قال: الخضر وإلياس يصومان ببيت المقدس، ويحجّان في كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل.
ثم وجدت في زيادات الزهد لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، حدّثنا مهدي بن جعفر، حدثني ضمرة، عن السّري بن يحيى، عن ابن أبي روّاد، قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويوافيان الموسم في كل عام قال عبد اللَّه: وحدثني الحسن- هو ابن رافع، عن ضمرة، عن السري، عن عبد العزيز بن أبي روّاد مثله.
وقال ابن جرير في تاريخه: حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الحكم المصري، حدثنا محمد بن المتوكل، حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللَّه بن شوذب، قال: الخضر من ولد فارس، وإلياس من بني إسرائيل، يلتقيان في كل عام بالموسم.
باب ما جاء في بقاء الخضر بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ومن نقل عنه أنه رآه وكلمه
قال الفاكهيّ في «كتاب مكّة» : حدّثنا الزبير بن بكّار، حدثني جمرة بن عتبة، حدثني محمد بن عمران. عن جعفر بن محمد بن علي هو الصادق بن الباقر، قال: كنت مع أبي بمكة في ليالي العشر وأبي قائم يصلّي في الحجر، فدخل عليه رجل أبيض الرأس واللحية شئن الآراب، فجلس إلى جنب أبي فخفّف، فقال: إني جئتك يرحمك اللَّه تخبرني عن أول خلق هذا البيت. قال: ومن أنت؟ قال: أنا رجل من أهل هذا المغرب. قال: إنّ أول خلق هذا البيت أن اللَّه لما ردّ عليه الملائكة حيث قالوا: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها [البقرة:
30] غضب، فطافوا بعرشه، فاعتذروا فرضي عنهم، وقال: اجعلوا لي في الأرض بيتا يطوف به من عبادي من غضبت عليه، فأرضى عنه كما رضيت عنكم.(2/264)
فقال له الرجل: إي يرحمك اللَّه، ما بقي من أهل زمانك أعلم منك. ثم ولّى فقال لي أبي: أدرك الرجل فردّه علي، قال: فخرجت وأنا انظر إليه. فلما بلغ باب الصّفا مثل فكأنه لم يك شيئا. فأخبرت أبي. فقال: تدري من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا الخضر.
وهكذا ذكره الزّبير في «كتاب النّسب» بهذا السّند، وفي روايته: أبيض الرأس واللحية جليل العظام. بعيد ما بين المنكبين. عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم.
فجلس إلى جنبه فعلم أنه يريد أن يخفّف. فخفف الصلاة فسلم ثم أقبل عليه. فقال له الرجل: يا أبا جعفر.
وأخرج ابن عساكر من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه بن المغيرة، عن أبيه: حدّثني أبي أنّ قوّام المسجد قالوا للوليد بن عبد الملك: إنّ الخضر كلّ ليلة يصلّي في المسجد.
وقال إسحاق بن إبراهيم الجبليّ في كتاب «الدّيباج» له: حدثنا عثمان بن سعيد الأنطاكيّ، حدّثنا علي بن الهيثم المصّيصي، عن عبد الحميد بن بحر، عن سلام الطويل، عن داود بن يحيى مولى عون الطّفاوي، عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس وبعسقلان، قال: بينا أنا أسير في وادي الأردنّ إذا أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي، فإذا سحابة تظلّه من الشمس، فوقع في قلبي أنه إلياس النبي، فأتيته فسلمت عليه، فانفتل من صلاته فردّ عليّ السلام، فقلت له من أنت يرحمك اللَّه؟ فلم يرد عليّ شيئا، فأعدت عليه القول مرّتين.
فقال: أنا إلياس النبيّ فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب. فقلت له:
إن رأيت يرحمك اللَّه أن تدعو لي أن يذهب اللَّه عني ما أجد حتى أفهم حديثك. قال: فدعا لي بثمان دعوات. فقال: يا برّ يا رحيم، يا حيّ يا قيّوم، يا حنّان يا منّان. «يا هيا شر» آهيا «1» ، فذهب عني ما كنت أجد فقلت له: إلى من بعثت؟ قال: إلى أهل بعلبكّ قلت: فهل يوحى إليك اليوم؟ فقال: أما بعد بعث محمد خاتم النبيّين فلا. قلت: فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال: أربعة، أنا والخضر في الأرض وإدريس وعيسى في السماء. قلت: فهل تلتقي أنت والخضر؟ قال: نعم في كل عام بعرفات. قلت: فما حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره، قلت: فكم الأبدال؟ قال: هم ستون رجلا: خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ الفرات، ورجلان بالمصيصة «2» ، ورجل بأنطاكيّة «3» ، وسبعة في سائر الأمصار
__________
(1) هكذا وردت بالأصول.
(2) المصيصة: بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى وقيل بتخفيف الصادين: وهي مدينة مشهورة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم وكانت من الأماكن التي يرابط بها المسلمون قديما. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1280.
(3) أنطاكية: بالفتح ثم السكون والياء مخففة، قال الهيثم بن عدي: أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر وذكر يحيى بن جرير المطيب التكريتي: أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس (سلوقس) . انظر معجم البلدان 1/ 316.(2/265)
بهم تسقون الغيث، وبهم تنصرون على العدوّ، وبهم يقيم اللَّه أمر الدنيا حتى إذا أراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعا.
وفي إسناده جهالة ومتروكون.
وقال ابن أبي حاتم في التفسير: حدثنا أبي، أخبرنا عبد العزيز الأوسي، حدثنا عليّ بن أبي عليّ الهاشمي، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، أنّ عليّ بن أبي طالب قال لما توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وجاءت التعزية، فجاءهم آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته، كلّ نفس ذائقة الموت، وإنما توفّون أجوركم يوم القيامة، إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب.
قال جعفر: أخبرني أبي أنّ عليّ بن أبي طالب قال: تدرون من هذا؟ هذا الخضر.
ورواه محمد بن منصور الجزار، عن محمد بن جعفر بن محمد، وعبد اللَّه بن ميمون القدّاح جميعا، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين: سمعت أبي يقول: لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: جاءت التعزية يسمعون حسّه ولا يرون شخصه: السلام عليكم ورحمة اللَّه أهل البيت. إنّ في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كلّ ما فات، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإنّ المحروم من حرم الثواب. فقال علي: تدرون من هذا؟ هو الخضر.
قال ابن الجوزيّ: تابعه محمد بن صالح، عن محمد بن جعفر، ومحمد بن صالح ضعيف.
قلت: ورواه الواقديّ، وهو كذّاب، قال: ورواه محمد بن أبي عمر، عن محمد بن جعفر وابن أبي عمر مجهول.
قلت: وهذا الإطلاق ضعيف، فإنّ ابن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا، هو شيخ مسلم وغيره من الأئمة، وهو ثقة حافظ، صاحب مسند مشهور مرويّ، وهذا الحديث فيه
أخبرني به شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه اللَّه. قال: أخبرني أبو محمد بن القيم، أخبرنا أبو الحسن بن البخاري «1» عن محمد بن معمر، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء،
__________
(1) في أ: الحسين البخاري.(2/266)
أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، قال: كان أبي- هو جعفر بن محمد الصّادق- يذكر عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب أنه دخل عليهم نفر من قريش فقال: ألا أحدّثكم عن أبي قاسم؟ قالوا: بلى، فذكر الحديث بطوله في وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: وفي آخره: فقال جبرائيل: يا أحمد، عليك السّلام، هذا آخر وطئي الأرض، إنّما كنت أنت حاجتي من الدّنيا» .
فلما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه، إنّ في اللَّه عزاء عن كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، ودركا من كلّ فائت، فباللَّه فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنّ المحروم من حرم الثّواب، وإن المصاب من حرم الثّواب. والسّلام عليكم «1» .
فقال عليّ: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر.
انتهى.
ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم حدّث عن أبيه وغيره.
وروى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره، وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكة، وحجّ بالنّاس سنة مائتين، وبايعوه بالخلافة، فحجّ المعتصم فظفر به، فحمله إلى أخيه المأمون بخراسان، فمات بجرجان سنة ثلاث ومائتين.
وذكر الخطيب في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيّها الناس، إني قد كنت حدّثتكم بأحاديث زوّرتها، فشقّ الناس الكتب التي سمعوها منه، وعاش سبعين سنة.
قال البخاريّ: أخوه إسحاق أوثق منه. وأخرج له الحاكم حديثا: قال الذهبي: إنه ظاهر النكارة في ذكر سليمان بن داود عليهما السلام.
وأخرج البيهقيّ في «الدّلائل» ، قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه الحافظ، حدثنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الصّنعاني. حدثنا أبو الوليد المخزومي، حدثنا أنس بن عياض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: لما توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عزّتهم الملائكة يسمعون الحسّ ولا يرون الشّخص. فقال: السّلام عليكم ورحمة اللَّه
__________
(1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 268 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ولفظه لما توفي رسول اللَّه وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فباللَّه فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب.(2/267)
وبركاته، إن في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كل فائت، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المحروم من حرم الثّواب «1» .
والسّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته.
وقال البيهقيّ أيضا: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي، حدثنا الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي، حدثنا عبد اللَّه بن أبي زياد، حدثنا سيار بن أبي حاتم، حدثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي، حدثنا الحسن بن علي، عن محمد بن علي- هو ابن الحسين بن عليّ، قال: لما كان قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هبط إليه جبرائيل. فذكر قصّة الوفاة مطوّلة، وفيه: فأتاهم آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: السّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ... فذكر مثله في التعزية.
وأخرج سيف بن عمر التّميميّ في كتاب الردّة له عن سعيد بن عبد اللَّه عن ابن عمر قال: لما توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جاء أبو بكر حتى دخل عليه، فلما رآه مسجى قال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [البقرة: 156] ، ثم صلّى عليه، فرفع أهل البيت عجيجا سمعه أهل المصلّى، فلما سكن ما بهم سمعوا تسليم رجل على الباب صيّت جليد، يقول: السّلام عليكم يا أهل البيت، كلّ نفس ذائقة الموت، وإنّما توفون أجوركم يوم القيامة، ألا وإنّ في اللَّه خلفا من كلّ أحد، ونجاة من كل مخافة، واللَّه فارجوا، وبه فثقوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب.
فاستمعوا له وقطعوا البكاء، ثم اطلعوا فلم يروا أحدا، فعادوا لبكائهم فناداهم مناد آخر: يا أهل البيت، اذكروا اللَّه واحمدوه على كل حال تكونوا من المخلصين، إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل هلكة، فباللَّه فثقوا، وإياه فأطيعوا. فإن المصاب من حرم الثواب.
فقال أبو بكر: هذا الخضر وإلياس قد حضرا وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وسنده فيه مقال. وشيخه لا يعرف.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا عباد بن عبد الصّمد، عن أنس بن مالك، قال: لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم اجتمع أصحابه حوله يبكون، فدخل عليهم رجل أشعر
__________
(1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 269 عن جابر بن عبد اللَّه وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال البيهقي هذان الإسنادان وإن كانا ضعيفين فأحدهما يتأكد بالآخر ويدلك على أن له أصلا من حديث جعفر واللَّه أعلم.(2/268)
طويل المنكبين في إزار ورداء، يتخطّى أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى أخذ بعضادتي باب البيت، فبكى ثم أقبل على أصحابه، فقال: إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل ما فات، وخلفا من كل هالك، فإلى اللَّه فأنيبوا، وبنظره إليكم في البلاء فانظروا، فإنما المصاب من لم يجز الثّواب، ثم ذهب الرجل.
فقال أبو بكر: عليّ بالرجل، فنظروا يمينا وشمالا فلم يروا أحدا فقال أبو بكر: لعل هذا الخضر، أخو نبينا جاء يعزّينا عليه صلّى اللَّه عليه وسلّم «1» .
وعباد ضعّفه البخاريّ والعقيليّ.
وقد أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» ، عن موسى بن أبي هارون، عن كامل، وقال:
تفرد به عباد عن أنس.
وقال الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» : حدّثني حمزة بن عتبة اللهبي، حدثنا محمد بن عمران عن جعفر بن محمد- هو الصادق، قال: كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التّروية بيوم أو يومين وأبي قائم يصلّي في الحجر وأنا جالس وراءه، فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية، جليل العظام، بعيد ما بين المنكبين، عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم، فجلس إلى جنبه، فعلم أبي أنه يريد أن يخفف، فخفّف الصلاة، فسلم ثم أقبل عليه، فقال له الرجل: يا أبا جعفر، أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان؟ فقال له أبو جعفر: فمن أنت يرحمك اللَّه؟ قال: رجل من أهل الشام. فقال: بدء خلق هذا البيت أنّ اللَّه تبارك وتعالى قال للملائكة: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ... [البقرة: 30] الآية وغضب عليهم، فعاذوا بالعرش، فطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون ربّهم فرضي عنهم وقال لهم: ابنوا لي في الأرض بيتا يتعوّذ به من سخطت عليه من بني آدم، ويطاف حوله كما طفتم بعرشي فأرضى عنهم. فبنوا له هذا البيت.
فقال له الرجل: يا أبا جعفر، فما يدخل هذا الركن؟ فذكر القصّة.
قال جعفر: فقام الرجل. فذهب، فأمرني أبي أن أردّه عليه، فخرجت في أثره وأنا أرى أنّ الزّحام يحول بيني وبينه حتى دخل نحو الصّفا فتبصرته على الصّفا فلم أره، ثم
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 6 عن أنس قال لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قعد أصحابه حزان يبكون حوله ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن عبد الصمد أبو معمر ضعفه البخاري.(2/269)
ذهبت إلى المروة فلم أره عليها، فجئت إلى أبي فأخبرته فقال لي أبي: لم تكن لتجده، ذلك الخضر.
وقال ابن شاهين في كتاب الجنائز له: حدّثنا ابن أبي داود، حدّثنا أحمد بن عمرو بن السراج، حدثنا ابن وهب عمّن حدثه، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن المنكدر، قال:
بينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة إذا هاتف يهتف من خلفه: ألا لا تسبقنا بالصلاة يرحمك اللَّه. فانتظره حتى لحق بالصفّ فكبر، فقال: إن تعذّبه فقد عصاك، وإن تغفر له فإنه فقير إلى رحمتك. فنظر عمر وأصحابه إلى الرجل، فلما دفن الميت سوّى الرجل عليه من تراب القبر، ثم قال: طوبى لك يا صاحب القبر إن لم تكن عريفا أو خائنا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيّا.
فقال عمر: خذوا لي هذا الرجل نسأله عن صلاته وعن كلامه، فتولى الرجل عنهم، فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر: هذا هو واللَّه الخضر الّذي حدثنا عنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن الجوزيّ: فيه مجهول وانقطاع بين ابن المنكدر وعمر.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثنا أبي، حدثنا علي بن شقيق، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا عمر بن محمد بن المنكدر، قال: بينما رجل يمشي يبيع شيئا ويحلف قام عليه شيخ فقال:
يا هذا، بع ولا تحلف، فعاد يحلف فقال: بع ولا تحلف، فقال: أقبل على ما يعنيك، قال:
هذا ما يعنيني، ثم قال: آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك، وتكلّم فإذا انقطع علمك فاسكت، واتّهم الكاذب فيما يحدثك به غيرك فقال: أكتبني هذا الكلام.
فقال: إن يقدر شيء يكن، ثم لم يره، فكانوا يرون أنه الخضر.
قال ابن الجوزيّ: فكأن هذا أصل الحديث. وقد رواه أبو عمرو بن السّماك في فوائده، عن يحيى بن أبي طالب، عن علي بن عاصم، عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه، قال: كان ابن عمر قاعدا ورجل قد أقام سلعته يريد بيعها، فجعل يكرر الأيمان، إذ مرّ به رجل، فقال:
اتّق اللَّه ولا تحلف به كاذبا، عليك بالصّدق فيما يضرّك، وإياك والكذب فيما ينفعك، ولا تزيدنّ في حديث غيرك. فقال ابن عمر لرجل: اتبعه فقل له: أكتبني هذه الكلمات، فتبعه، فقال: ما يقضى من شيء يكن، ثم فقده. فرجع فأخبر ابن عمر، فقال ابن عمر: ذاك الخضر.
قال ابن الجوزي: علي بن عاصم ضعيف سيّئ الحفظ، ولعله أراد أن يقول عمر بن محمد بن المنكدر فقال ابن عمر، قال: وقد رواه أحمد بن محمد بن مصعب أحد الوضّاعين(2/270)
عن جماعة مجاهيل، عن عطاء، عن ابن عطاء، عن ابن عمر.
قلت: وجدت له طريقا جيدة غير هذه عن ابن عمر، قال البيهقيّ في دلائل النبوّة:
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدّثنا أحمد بن سليمان الفقيه، حدّثنا الحسن بن مكرم، حدّثنا عبد اللَّه بن بكر- هو السّهميّ، حدّثنا الحجاج بن فرافصة أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد اللَّه بن عمر، فكان أحدهما يكثر الحلف، فبينما هو كذلك إذ سمعهما رجل، فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف: يا عبد اللَّه، اتّق اللَّه ولا تكثر الحلف، فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف. قال: امض لما يعنيك. قال إن هذا مما يعنيني- قالها ثلاث مرات، وردّ عليه قوله فلما أراد أن ينصرف عنهما قال: اعلم أن من الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك، ولا يكن في قولك فضل على فعلك، ثم انصرف.
فقال عبد اللَّه بن عمر: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات. فقال: يا عبد اللَّه، أكتبني هذه الكلمات يرحمك اللَّه، فقال الرجل: ما يقدّر اللَّه يكن، وأعادهنّ عليه حتى حفظهن، ثم مشى حتى وضع إحدى رجليه في المسجد، فما أدري أرض تحته أم سماء. قال: كأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا يعقوب بن يوسف. حدثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن محفوظ بن عبد اللَّه، عن شيخ من حضر موت، عن محمد بن يحيى، قال: قال علي بن أبي طالب: بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل معلّق بالأستار وهو يقول: يا من لا يشغله شيء عن سمع، يا من لا يغلظه السّائلون، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحّين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك.
قال: قلت: دعاؤك هذا عافاك اللَّه أعده. قال: وقد سمعته؟ قلت: نعم، قال: فادع به دبر كلّ صلاة.
فو الّذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر اللَّه لك أسرع من طرفة عين.
وأخرجه الدينَوَريّ في المجالسة من هذا الوجه.
وقد روى أحمد بن حرب النيسابوريّ، عن محمد بن معاذ الهروي، عن سفيان الثوريّ، عن عبد اللَّه بن محرر، عن يزيد بن الأصمّ، عن علي بن أبي طالب، فذكر نحوه، لكن قال: فقلت: يا عبد اللَّه، أعد الكلام، قال: وسمعته؟ قلت: نعم.
قال: والّذي نفس الخضر بيده- وكان الخضر يقولهنّ عند دبر الصّلاة المكتوبة- لا(2/271)
يقولها أحد دبر الصّلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج، وعدد القطر، وورق الشّجر.
ورواه محمد بن معاذ الهروي، عن أبي عبيد اللَّه المخزومي، عن عبد اللَّه بن الوليد، عن محمد بن حميد عن سفيان الثوري نحوه.
وروى سيف في «الفتوح» أن جماعة كانوا مع سعد بن أبي وقاص فرأوا أبا محجن وهو يقاتل، فذكر قصّة أبي محجن بطولها، وأنهم قالوا- وهم لا يعرفونه: ما هو إلا الخضر.
وهذا يقتضي أنهم كانوا جازمين بوجود الخضر في ذلك الوقت.
وقال أبو عبد اللَّه بن بطّة العكبريّ الحنبلي: حدثنا شعيب بن أحمد، حدثنا أحمد بن أبي العوّام، حدثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد الواسطي، حدّثنا أبين بن سفيان، عن غالب بن عبد اللَّه العقيلي، عن الحسن البصري، قال: اختلف رجل من أهل السنّة وغيلان القدري في شيء من القدر، فتراضيا بينهما على أول رجل يطلع عليهما من ناحية ذكراها، فطلع عليهما أعرابيّ قد طوى عباءته فجعلها على كتفه، فقالا له: رضيناك حكما فيما بيننا، فطوى كساءه ثم جلس عليه ثم قال: اجلسا، فجلسا بين يديه، فحكم على غيلان، قال الحسن: ذاك الخضر.
في إسناده أبين بن سفيان متروك الحديث.
وقال حمّاد بن عمر النّصيبي أحد المتروكين: حدّثنا السّري بن خالد، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، أنّ مولى لهم ركب في البحر فكسر به، فبينما هو يسير على ساحله إذ نظر إلى رجل على شاطئ البحر ونظر إلى مائدة نزلت من السّماء، فوضعت بين يديه، فأكل منها، ثم رفعت، فقال له: بالذي وفقك لما أرى، أيّ عباد اللَّه أنت؟ قال: الخضر الّذي تسمع به، قال: بماذا جاءك هذا الطّعام والشّراب؟ فقال: بأسماء اللَّه العظام.
وأخرج أحمد في كتاب الزّهد له، عن حماد بن أسامة، حدّثنا مسعر، عن معن بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن عون بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: بينما رجل في بستان بمصر في فتنة ابن الزبير مهموما مكبّا ينكث في الأرض بشيء إذ رفع رأسه فإذا بفتى صاحب مسحاة قد سنح له قائما بين يديه، فرفع رأسه، فكأنه ازدراه، فقال له: ما لي أراك مهموما؟ قال: لا شيء، قال: أما الدنيا فإنّ الدّنيا عرض حاضر يأكل منه البرّ والفاجر، وإنّ(2/272)
الآخرة أجل صادق يحكم فيه ملك قادر، حتى ذكر أنّ لها مفصلا كمفاصل اللحم، من أخطأ شيئا منها أخطأ الحق.
قال: فلما سمع ذلك منه أعجبه. فقال: اهتمامي بما فيه المسلمون، قال: فإن اللَّه سينجيك بشفقتك على المسلمين، وسأل من ذا الّذي سأل اللَّه فلم يعطه، أو دعاه فلم يجبه، أو توكّل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه قال: فطفقت أقول: اللَّهمّ سلّمني وسلّم منّي.
قال: فتجلّت ولم يصب فيها بشيء.
قال مسعر: يرون أنه الخضر.
وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة عون بن عبد اللَّه، من طريق أبي أسامة، وهو حماد بن أسامة، وقال بعده ورواه ابن عيينة عن أبي مسعر.
وقال إبراهيم بن محمّد بن سفيان الراويّ عن مسلم عقب روايته عن مسلم لحديث أبي سعيد فيه قصته الّذي يقتله الدجّال. يقال إن هذا الرجل الخضر.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي سعيد، في قصة الدجال الحديث بطوله، وفيه قصة الّذي يقتله، وفي آخره: قال معمر:
بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة من نحاس، وبلغني أنه الخضر، وهذا عزاه النوويّ لمسند معمر، فأوهم أنّ له فيه سندا، وإنما هو قول معمر.
وقال أبو نعيم في «الحلية» : فيما أنبأنا إبراهيم بن داود شفاها: أخبرنا إبراهيم بن علي بن سنان، أخبرنا أبو الفرج الحراني، عن أبي المكارم التيميّ، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم في الحلية، حدثنا عبد اللَّه بن محمد- هو أبو الشّيخ، حدثنا محمد بن يحيى- هو ابن مندة، حدثنا أحمد بن منصور المروزي، حدثنا أحمد بن حميد، قال: قال سفيان بن عيينة: بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة، فقلنا بعضنا لبعض: ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم. فاتبعناه حتى قضى طوافه فسار إلى المقام فصلّى ركعتين، فلما سلّم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا فقال:
هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: وماذا قال ربّنا؟ قال: ربكم: أنا الملك أدعوكم إلى أن تكونوا ملوكا. ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا له: وماذا قال ربنا؟ حدثنا يرحمك اللَّه، قال: قال ربكم: أنا الحيّ الّذي لا يموت، أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون. ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم: قلنا: ماذا قال ربنا؟ حدّثنا يرحمك اللَّه قال:(2/273)
قال ربكم: أنا الّذي إذا أردت شيئا كان، أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم.
قال ابن عيينة: ثم ذهب فلم نره، قال: فلقيت سفيان الثوريّ، فأخبرته بذلك: فقال:
ما أشبه أن يكون هذا الخضر أو بعض هؤلاء الأبدال، تابعه محرز بن أبي جدعة عن سفيان، ورواها زياد بن أبي الأصبغ، عن سفيان أيضا، وروى محمد بن الحسن بن الأزهر، عن العباس بن يزيد عن سفيان نحوها.
وروى أبو سعيد؟ في «شرف المصطفى» ، من طريق أحمد بن أبي برزة، حدّثنا محمد بن الفرات، عن ميسرة بن سعيد، عن أبيه: بينما الحسن في مجلس والناس حوله إذا أقبل رجل مخضرة عيناه، فقال له الحسن: أهكذا ولدتك أمك أم هي بلية؟ قال: أو ما تعرفني يا أبا سعيد؟ قال: من أنت؟ فانتسب له فلم يبق في المجلس أحد إلا عرفه. فقال: يا هذا، ما قصّتك؟ قال: يا أبا سعيد، عمدت إلى جميع مالي فألقيته في مركب فخرجت أريد الصّين، فعصفت علينا ريح فغرقت، فخرجت إلى بعض السّواحل على لوح فأقمت أتردّد نحوا من أربعة أشهر آكل ما أصيب من الشّجر والعشب، وأشرب من ماء العيون، ثم قلت لأمضينّ على وجهي إما أن أهلك وإما أن ألحق الجواء، فسرت فرفع لي قصر كأنه بناء فضة، فدفعت مصراعه، فإذا داخله أروقة في كل طاق منها صندوق من لؤلؤ وعليها أقفال مفاتيحها رأي العين، ففتحت بعضها فخرجت من جوفه رائحة طيبة، وإذا فيه رجال مدرجون في ألوان الحرير، فحرّكت بعضهم، فإذا هو ميت في صفة حيّ، فأطبقت الصّندوق وخرجت، وأغلقت باب القصر ومضيت فإذا أنا بفارسين لم أر مثلهما جمالا على فرسين أغرّين محجّلين، فسألاني عن قصتي فأخبرتهما، فقالا: تقدّم أمامك، فإنك تصل إلى شجرة تحتها روضة، هنالك شيخ حسن الهيئة على دكّان يصلّي فأخبره خبرك، فإنه سيرشدك إلى الطريق.
فمضيت فإذا أنا بالشّيخ، فسلّمت فردّ علي وسألني عن قصتي، فأخبرته بخبري كله، ففزع لما أخبرته بخبر القصر، ثم قال: ما صنعت؟ قلت: أطبقت الصناديق، وأغلقت الأبواب: فسكن، وقال: اجلس. فمرّت به سحابة، فقالت: السّلام عليك يا وليّ اللَّه.
فقال: أين تريدين؟ قالت: أريد بلد كذا وكذا. فلم تزل تمرّ به سحابة بعد سحابة حتى أقبلت سحابة فقال: أين تريدين؟ قالت: البصرة. قال: انزلي، فنزلت فصارت بين يديه.
فقال: احملي هذا حتى تردّيه إلى منزله سالما.
فلما صرت على متن السّحابة قلت: أسألك بالذي أكرمك إلّا أخبرتني عن القصر وعن(2/274)
الفارسين وعنك قال: أما القصر فقد أكرم اللَّه به شهداء البحر، ووكل بهم ملائكة يلقطونهم من البحر فيصيرونهم في تلك الصّناديق مدرجين في أكفان الحرير. والفارسان ملكان يغدوان ويروحان عليهم بالسّلام من اللَّه، وأما أنا فالخضر، وقد سألت ربّي أن يحشرني مع أمّة نبيكم.
قال الرّجل: فلما صرت على السّحابة أصابني من الفزع هول حتى صرت إلى ما ترى، فقال الحسن: لقد عاينت عظيما.
وروى الطّبراني في كتاب الدعاء له قال: حدّثنا يحيى بن محمد الحنائي، حدثنا المعلى بن حرمي، عن محمد بن المهاجر البصريّ، حدّثني أبو عبد اللَّه بن التوأم الرقاشيّ أنّ سليمان بن عبد الملك أخاف رجلا وطلبه ليقتله، فهرب الرجل، فجعلت رسله تختلف إلى منزل ذلك الرجل يطلبونه فلم يظفروا به، فجعل الرجل لا يأتي بلدة إلا قيل له: قد كنت تطلب ها هنا، فلما طال عليه الأمر عزم أن يأتي بلدة لا حكم لسليمان عليها. فذكر قصّة طويلة فيها: فبينا هو في صحراء ليس فيها شجر ولا ماء إذ هو برجل يصلّي، قال: فخفته، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: واللَّه ما معي راحلة ولا دابة، قال: فقصدت نحوه فركع وسجد، ثم التفت إليّ فقال: لعل هذا الطّاغي أخافك؟ قلت: أجل. قال: فما يمنعك من السّبع؟ قلت: يرحمك اللَّه، وما السّبع؟ قال: قل سبحان [الواحد] الّذي ليس غيره إله، سبحان القديم الّذي لا بادئ له، سبحان الدائم الّذي لا نفاد له، سبحان الّذي كلّ يوم هو في شأن، سبحان الّذي يحيي ويميت، سبحان الّذي خلق ما نرى وما لا نرى، سبحان الّذي علم كل شيء بغير تعليم، ثم قال: قلها فقلتها وحفظتها والتفتّ فلم أر الرجل.
قال: وألقى اللَّه في قلبي الأمن، ورجعت راجعا من طريقي أريد أهلي، فقلت: لآتين باب سليمان بن عبد الملك، فأتيت بابه فإذا هو يوم إذنه وهو يأذن للنّاس، فدخلت وإنه لعلى فراشه، فما عدا أن رآني فاستوى على فراشه، ثم أومأ إليّ، فما زال يدنيني حتى قعدت معه على الفراش، ثم قال: سحرتني. وساحر أيضا ما بلغني عنك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما أنا بساحر، ولا أعرف السّحر ولا سحرتك. قال: فكيف؟ فما ظننت أن يتمّ ملكي إلا بقتلك. فلما رأيتك لم أستقرّ حتى دعوتك. فأقعدتك معي على فراشي، ثم قال:
أصدقني أمرك، فأخبرته.
قال: يقول سليمان: الخضر واللَّه الّذي لا إله إلا هو علّمكها، اكتبوا له أمانا، وأحسنوا جائزته، واحملوه إلى أهله.
وأخرج أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة رجاء بن حيوة، من تاريخ السراج، ثم من(2/275)
رواية محمد بن ذكوان، عن رجاء بن حيوة. قال: إني لواقف مع سليمان بن عبد الملك، وكانت لي منه منزلة إذ جاء رجل ذكر رجاء من حسن هيئته، قال: فسلّم فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا الرجل وفي قربه الزيغ، يا رجاء، عليك بالمعروف وعون الضعيف واعلم يا رجاء أنه من كانت له منزلة من السلطان فرفع حاجة إنسان ضعيف وهو لا يستطيع رفعها لقي اللَّه يوم القيامة وقد ثبت قدميه للحساب.
واعلم أنه من كان في حاجة أخيه المسلم كان اللَّه في حاجته. واعلم يا رجاء أنّ من أحب الأعمال إلى اللَّه فرجا أدخلته على مسلم، ثم فقده، وكان يرى أنه الخضر عليه السّلام.
وذكر الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» ، قال: أخبرني السري بن الحارث الأنصاريّ، من ولد الحارث بن الصمة، عن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ويصوم الدّهر، قال: بتّ ليلة في المسجد، فلما خرج الناس إذا رجل قد جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فسلم، ثم أسند ظهره إلى الجدار. ثم قال: اللَّهمّ إنك تعلم أني كنت أمسى صائما، ثم أمسيت فلم أفطر على شيء، وظللت اليوم صائما، ثم أمسيت فلم أفطر على شيء، اللَّهمّ وإني أمسيت أشتهي الثريد، فأطعمنيها، من عندك. قال: فنظرت إلى وصيف داخل من خوخة المنارة ليس في خلقه صفة النّاس، معه قصعة فأهوى بها إلى الرجل، فوضعها بين يديه، وجلس الرجل يأكل وحصبني، فقال: هلمّ. فجئت وظننت أنها من الجنة فأحببت أن آكل منها، فأكلت منها لقمة فإذا طعام لا يشبه طعام أهل الدّنيا، ثم احتشمت فقمت فرجعت إلى مكاني. فلما فرغ من أكله أخذ الوصيف القصعة ثم أهوى راجعا من حيث جاء، ثم قام الرجل منصرفا فاتبعته لأعرفه، فمثل، فلا أدري أين سلك، فظننته الخضر.
وقال أبو الحسين بن المنادي في الجزء المذكور: حدّثني أحمد بن ملاعب، حدثنا يحيى بن سعيد السعيدي، أخبرني أبو جعفر الكوفي، حدثني أبو عمر النّصيبي، قال:
خرجت أطلب مسلمة بن مصقلة بالشام، وكان يقال إنه من الأبدال، فلقيته بوادي الأردنّ، فقال لي: ألا أخبرك بشيء رأيته اليوم في هذا الوادي؟ قال: قلت: بلى، قال: دخلت اليوم هذا الوادي فإذا أنا بشيخ يصلّي إلى شجرة، فألقي في روعي أنه إلياس النبيّ، فدنوت منه فسلّمت عليه، فركع، فلما جلس سلّم عن يمينه وعن شماله، ثم أقبل عليّ فقال: وعليك السلام، فقلت من أنت يرحمك اللَّه؟ قال أنا إلياس النبيّ. قال: فأخذتني رعدة شديدة حتى خررت على قفاي، قال: فدنا مني فوضع يده بين يدي فوجدت بردها بين كتفي، فقلت: يا(2/276)
نبي اللَّه، ادع اللَّه أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم كلامك عنك فدعا لي بثمانية أسماء:
خمسة منها بالعربية، وثلاثة بالسريانية، فقال: يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا فرد، يا وتر.
ودعا بالثلاثة الأسماء الأخر فلم أعرفها، ثم أخذ بيدي فأجلسني، فذهب عني ما كنت أجد.
فقلت: يا نبيّ اللَّه، ألم تر إلى هذا الرجل ما يصنع؟ يعني مروان بن محمد، وهو يومئذ يحاصر أهل حمص، فقال لي: ما لك وما له؟ جبّار، عات على اللَّه فقلت: يا نبيّ اللَّه، أما إني قد مررت به قال: فأعرض عني. فقلت: يا نبي اللَّه، أما إني وإن كنت قد مررت بهم فإنّي لم أهو أحدا من الفريقين، وأنا أستغفر اللَّه وأتوب إليه. قال: فأقبل عليّ بوجهه. ثم قال لي: قد أحسنت، هكذا فقل ثم لا تعد.
قلت: يا نبيّ اللَّه، هل في الأرض اليوم من الأبدال أحد؟ قال: نعم، هم ستون رجلا، منهم خمسون فيما بين العريش إلى الفرات، ومنهم ثلاثة بالمصيّصة، وواحد بأنطاكيّة، وسائر العشرة في سائر أمصار العرب.
قلت: يا نبي اللَّه، هل تلتقي أنت والخضر؟ قال: نعم، نلتقي في كل موسم بمنى.
قلت: فما يكون من حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره، قلت: يا نبي اللَّه، إنّي رجل خلو ليست لي زوجة ولا ولد، فإن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك.
قال: إنك لن تستطيع ذلك، وإنك لا تقدر على ذلك.
قال: فبينما هو يحدّثني إذ رأيت مائدة قد خرجت من أصل الشجرة فوضعت بين يديه، ولم أر من وضعها، عليها ثلاثة أرغفة، فمدّ يده ليأكل، وقال لي: كل وسمّ، وكل مما يليك، فمددت يدي فأكلت أنا وهو رغيفا ونصفا، ثم إنّ المائدة رفعت ولم أر أحدا رفعها، وأتى إناء فيه شراب فوضع في يده لم أر أحدا وضعه فشرب، ثم ناولني فقال:
اشرب فشربت أحلى من العسل وأشد بياضا من اللّبن، ثم وضعت الإناء فرفع فلم أر أحدا رفعه. ثم نظر إلى أسفل الوادي فإذا دابّة قد أقبلت فوق الحمار ودون البغل، عليه رحالة، فلما انتهى إليه نزل. فقام ليركب ودرت به لآخذ بغرز الرّحالة، فركب ثم سار. ومشيت إلى جنبه وأنا أقول: يا نبيّ اللَّه، إن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك؟ قال: ألم أقل لك: لن تستطيع ذلك؟ فقلت له: فكيف لي بلقائك؟ قال: إني إذا رأيتك رأيتني. قلت:
(على) ذلك؟ قال: نعم، لعلك تلقاني في رمضان معتكفا ببيت المقدس، واستقبلته شجرة فأخذ من ناحية ودرت من الجانب الآخر أستقبله فلم أر شيئا.
قال ابن الجوزيّ: مسلمة والراوي عنه وأبو جعفر الكوفي لا يعرفون،.
وروى داود بن مهران، عن شيخ عن حبيب أبي محمد أنه رأى رجلا فقال له: من أنت؟ قال: أنا الخضر.(2/277)
وعن محمد بن عمران، عن جعفر الصادق أنه كان مع أبيه، فجاءه رجل فسأله عن مسائل. قال: فأمرني أن أردّ الرّجل فلم أجده، فقال: ذاك الخضر.
وعن أبي جعفر المنصور أنه سمع رجلا يقول في الطّواف: أشكو إليك ظهور البغي والفساد، فدعاه فوعظه وبالغ، ثم خرج، فقال: اطلبوه. فلم يجدوه، فقال: ذاك الخضر.
وأخرج ابن عساكر، من طريق عمر بن فروخ عن عبد الرحمن بن حبيب، عن سعد بن سعيد بن أبي ظبية، عن كرز بن وبرة، قال: أتاني أخ لي من الشام: فأهدى إليّ هديّة، فقلت: من أهداها إليك؟ قال: إبراهيم التيمي. قلت: ومن أهداها إلى إبراهيم التيمي؟
قال: كنت جالسا في فناء الكعبة فأتاني رجل، فقال: أنا الخضر، وأهداها إليّ، وذكر لي تسبيحات ودعوات.
وذكر أبو الحسين بن المنادي، من طريق مسلمة بن عبد الملك، عن عمر بن عبد العزيز أنه لقي الخضر (ح) .
وفي المجالسة لأبي بكر الدينَوَريّ، من طريق إبراهيم بن خالد، عن عمر بن عبد العزيز، قال رأيت الخضر وهو يمشي مشيا سريعا وهو يقول: صبرا يا نفس صبرا لأيام تنفد، لتلك أيام الأبد، صبرا لأيام قصار، لتلك الأيام الطوال.
وقال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : حدّثنا محمد بن عبد العزيز الرمليّ: حدثنا ضمرة- هو ابن ربيعة، عن السريّ بن يحيى، عن رياح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده، فقلت في نفسي: إنّ هذا الرجل [جاف، فلما صلّى قلت: يا أبا حفص، من الرجل الّذي كان معك معتمدا على يدك آنفا؟ قال: وقد رأيته يا رياح؟ قلت: نعم، قال: إني لأراك رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر، بشّرني أني سألي فأعدل.
قلت: هذا أصلح إسناد وقفت عليه في هذا الباب، وقد أخرجه أبو عروبة الحراني في تاريخه، عن أيّوب بن محمد الورّاق، عن ضمرة أيضا.
وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» عن ابن المقري، عن أبي عروبة في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
قال أبو عبد الرّحمن السّلميّ في تصنيفه: سمعت محمد بن عبد اللَّه الرّازي يقول:
سمعت بلالا الخواص يقول: كنت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجل يماشيني فتعجّبت ثم ألهمت أنّه الخضر، فقلت: بحق الحق، من أنت؟ قال: أنا أخوك الخضر. فقلت: ما تقول(2/278)
في الشافعيّ،؟ قال: من الأبدال. قلت: فأحمد بن حنبل؟ قال: صديق، قلت: فبشر بن الحارث؟ قال: لم يخلف بعده مثله. قلت: بأيّ وسيلة رأيتك؟ قال: ببرّك لأمك.
وقال أبو نعيم في «الحلية» : حدثنا ظفر بن محمد، حدّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الحريري، قال: قال أبو جعفر محمد بن صالح بن دريج قال بلال الخواص: رأيت الخضر في النوم، فقلت له: ما تقول في بشر؟ قال: لم يخلف بعده مثله، قلت: ما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: صديق.
وقال أبو الحسن بن جهضم: حدّثنا محمد بن داود، حدثنا محمد بن الصّلت، عن بشر الحافي قال: كانت لي حجرة، وكنت أغلقها إذا خرجت ومعي المفتاح، فجئت ذات يوم وفتحت الباب ودخلت فإذا شخص قائم يصلي فراعني، فقال: يا بشر. لا ترع، أنا أخوك أبو العباس الخضر. قال بشر: فقلت له: علمني شيئا، فقال: قل أستغفر اللَّه من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأسأله التوبة وأستغفر اللَّه من كل عقد عقدته على نفسي ففسخته ولم أف به.
وذكر عبد المغيث من حديث ابن عمر أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما يمنعكم أن تكفّروا ذنوبكم بكلمات أخي الخضر»
«1» ، فذكر نحو الكلمات المذكورة في حكاية بشر.
وروى أبو نعيم، عن أبي الحسن بن مقسم، عن أبي محمد الحريري: سمعت أبا إسحاق المرستاني يقول: رأيت الخضر فعلّمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللَّهمّ إني أسألك الإقبال عليك، والإصغاء إليك، والفهم عنك، والبصيرة في أمرك، والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على إرادتك، والمبادرة إلى خدمتك، وحسن الأدب في معاملتك، والتسليم والتفويض إليك.
وقال أبو الحسن بن جهضم: حدّثنا الخلدي، حدثنا ابن مسروق، حدثنا أبو عمران الخياط، قال: قال لي الخضر: ما كنت أظن أن للَّه وليّا إلا وقد عرفته. فكنت بصنعاء اليمن في المسجد والناس حول عبد الرزاق يسمعون منه الحديث، وشابّ جالس ناحية المسجد.
فقال لي: ما شأن هؤلاء؟ قلت: يسمعون من عبد الرزّاق. قال: عمّن؟ قلت: عن فلان عن فلان عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: فقال: هلا سمعوا عن اللَّه عز وجل؟ قلت: فأنت تسمع عن اللَّه عز وجل؟ قال: نعم. قلت: من أنت؟ قال: الخضر، قال: فعلمت أن للَّه أولياء ما عرفتهم.
__________
(1) أخرجه السيوطي في الجامع الكبير 2/ 501.(2/279)
ابن جهضم معروف بالكذب.
وعن الحسن بن غالب قال: حججت فسبقت الناس وانقطع بي فلقيت شابّا فأخذ بيدي فألحقني بهم، فلما قدمت قال لي أهلي: إننا سمعنا أنك هلكت فرحنا إلى أبي الحسن القزويني، فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع اللَّه له، فقال: ما هلك، وقد رأى الخضر، قال: فلما قدمت جئت إليه فقال لي: ما فعل صاحبك؟ قال الحسن بن غالب، وكنت في مسجدي فدخل عليّ رجل فقال: غدا تأتيك هديّة فلا تقبلها، وبعدها بأيام تأتيك هدية فأقبلها، قال:
فبلغني أن أبا الحسن القزويني قال عنّي: قد رأى الخضر مرتين.
قال ابن الجوزيّ: الحسن بن غالب كذبوه.
وأخرج ابن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازيّ بسند صحيح إلى أبي زرعة أنه لما كان شابّا لقي رجلا مخضوبا بالحناء، فقال له: لا تغش أبواب الأمراء، قال: ثم لقيته بعد أن كبرت وهو على حالته، فقال لي: ألم أنهك عن غشيان أبواب الأمراء، قال: ثم التفت فلم أره، فكأنّ الأرض انشقت فدخل فيها فخيّل لي أنه الخضر، فرجعت فلم أزر أميرا ولا غشيت بابه ولا سألته حاجة.
وذكر ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» عبد اللَّه بن «1» عمر روى كلاما في الزهد عن رجل تراءى له ثم غاب عنه، فلم يدر كيف ذهب، فكان يرى أنه الخضر.
روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب «2» عنه، وروينا في الجزء الأول من فوائد الحافظ أبي عبد اللَّه محمد بن مسلم بن وارة الرازيّ، حدثني الليث بن خالد أبو عمرو، وكان ثقة، حدثنا المسيب أبو يحيى، وكان من أصحاب مقاتل بن حيان، عن مقاتل بن حيان، قال: وفدت على عمر بن عبد العزيز فإذا أنا برجل أو شيخ يحدّثه أو قال متكئ عليه، قال: ثم لم أره. فقلت: يا أمير المؤمنين، رأيت رجلا يحدثك، قال: ورأيته؟ قلت:
نعم، قال: ذاك أخي الخضر يأتيني فيوفقني ويسدّدني.
وروينا في أخبار إبراهيم بن أدهم: قال إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم:
صحبته بالشّام فقلت: يا أبا إسحاق، أخبرني عن بدء أمرك. قال: كنت شابّا قد حبّب إليّ الصيد، فخرجت يوما فأثرت أرنبا أو ثعلبا، فبينا أنا أطرده إذ هتف بي هاتف لا أراه: يا
__________
(1) في ت: عبد اللَّه بن بحر.
(2) يحصب: مضارع حصب: مخلاف فيه قصر ريدان، يزعمون أن لم يبن قطّ مثله وبينه وبين ذمار ثمانية فراسخ ويقال له: علو يحصب وسفل يحصب: مخلاف آخر. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1475.(2/280)
إبراهيم، ألهذا خلقت؟ أبهذا أمرت؟ ففزعت ووقفت ثم تعوّذت وركضت الدابة، ففعل ذلك مرارا، ثم هتف بي هاتف من قربوس السّرج، واللَّه ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت. قال:
فنزلت فصادفت راعيا لأبي يرعى الغنم، فأخذت جبة الصوف فلبستها، ودفعت إليه الفرس وما كان معي، وتوجهت إلى مكة، فبينا أنا في البادية إذا أنا برجل يسير ليس معه إناء ولا زاد، فلما أمسى وصلّى المغرب حرّك شفتيه بكلام لم أفهمه، فإذا أنا بإناء فيه طعام وإناء فيه شراب، فأكلت معه وشربت، وكنت على هذا أياما، وعلمني اسم اللَّه الأعظم، ثم غاب عنّي، وبقيت وحدي، فبينا أنا ذات يوم مستوحش من الوحدة دعوت اللَّه فإذا شخص آخذ بحجزتي، فقال لي: سل تعطه فراعني قوله فقال لي: «لا روع عليك، أنا أخوك الخضر» .
وذكر عبد المغيث بن زهير الحربيّ الحنبليّ في جزء جمعه في أخبار الخضر عن أحمد بن حنبل، قال: كنت ببيت المقدس، فرأيت الخضر وإلياس.
وعن أحمد قال: كنت نائما فجاءني الخضر فقال: قل لأحمد: إن ساكني السماء والملائكة راضون عنك.
وعن أحمد بن حنبل أنه خرج إلى مكة فصحب رجلا. قال: فوقع في نفسي أنه الخضر.
قال ابن الجوزيّ في نقض ما جمعه عبد المغيث: لا يثبت هذا عن أحمد.
قال: وذكر فيه عن معروف الكرخي أنه قال: حدّثني الخضر قال: ومن أين يصح هذا عن معروف؟
وقال أبو حيّان في تفسيره: أولع كثير ممّن ينتمي إلى الصلاح أن بعضهم يرى الخضر.
وكان الإمام أبو الفتح القشيري يذكر عن شيخ له أنه رأى الخضر وحدثه فقيل له: من أعلمه أنه الخضر، أم كيف عرف ذلك؟ فسكت، قال: ويزعم بعضهم أن الخضرية يتولاها بعض الصّالحين على قدم الخضر. ومنه قول بعضهم لكل زمان خضر.
قلت: وهذا فيه تسليم أن الخضر المشهور مات.
قال أبو حيّان: وكان بعض شيوخنا في الحديث وهو عبد الواحد العباسي الحنبليّ يعتقد أصحابه فيه أنه يجتمع بالخضر.
قلت: وذكر لي الحافظ أبو الفضل العراقي بن الحسين شيخنا أنّ الشيخ عبد اللَّه بن أسعد اليافعيّ كان يعتقد أنّ الخضر حيّ، قال: فذكرت له ما نقل عن البخاريّ والحربي وغيرهما من إنكار ذلك، فغضب، وقال: من قال إنه مات غضبت عليه. قال: فقلنا رجعنا عن اعتقاد موته. انتهى.(2/281)
وأدركنا بعض من كان يدّعي أنه يجتمع بالخضر، منهم القاضي علم الدين البساطي الّذي ولي قضاء المالكية في زمن الظاهر برقوق. واللَّه تعالى أعلم، وبغيبه أحكم.
الخاء بعدها الطاء
2276- الخطل العرجى الكناني:
يأتي ذكره في ترجمة ولده سلمة بن الخطل إن شاء اللَّه تعالى.
الخاء بعدها الفاء
227- خفاف «1»
: بضم أوله وتخفيف الفاء، ابن إيماء- بكسر الهمزة وسكون التحتانية [والمد] «2» - ابن رخصة- بفتح الراء المهملة ثم معجمة، الغفاريّ.
مشهور، وله ولأبيه صحبة، وقد تقدم له ذكر في ترجمة والده.
كان إمام بني غفار وخطيبهم، وشهد الحديبيّة كما ثبت ذلك في صحيح البخاريّ من رواية أسلم مولى عمر عن حمراء بنت خفاف أنها قالت ذلك لعمر، فلم ينكر عليها، وكان ينزل غيقة بفتح المعجمة والقاف بينهما تحتانية ساكنة- ويقدم المدينة كثيرا.
وروى عنه ابنه الحارث. قال البغويّ: بلغني أنه مات في زمن عمر.
قلت: وفي قصة ابنته إشارة إلى أنه مات في خلافة عمر أو قبل ذلك.
2278- خفاف بن عمير بن الحارث «3»
بن الشّريد بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وهو المعروف بابن ندبة، بنون. وهي أمه.
قال ابن الكلبيّ: شهد الفتح، وكان معه لواء بني سليم وكان شاعرا مشهورا.
وقال الأصمعيّ: شهد حنينا وثبت على إسلامه في الردة، وبقي إلى زمن عمر.
وقال أبو عبيدة: أغار الحارث بن الشّريد- يعني جدّ خفاف هذا- على بني الحارث بن كعب، فسبى ندبة فوهبها لابنه عمير، فولدت له خفافا فنسب إليها.
__________
(1) أسد الغابة ت (1462) ، الاستيعاب ت (671) ، الثقات 3/ 109، تجريد أسماء الصحابة 1/ 110، الكاشف 1/ 280 تقريب التهذيب 1/ 224، الجرح والتعديل 3/ 1815، تهذيب الكمال 1/ 373، الرياض المستطابة 67، تهذيب التهذيب 3/ 147، خلاصة التذهيب 1/ 299، عنوان النجابة 77، التحفة اللطيفة 2/ 19، الطبقات 33، التاريخ الكبير 3/ 214، التاريخ الصغير 1/ 55 بقي بن مخلد 283.
(2) سقط في ط.
(3) الثقات 3/ 109 الأعلام 2/ 309.(2/282)
قال المرزبانيّ: هي ندبة بنت أبان بن شيطان بن قنان بن سلمة، واسم جده الأعلى الشريد عمرو، وهو مخضرم، أدرك الجاهلية، ثم أسلم، وثبت في الردة، ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر وهو أحد فرسان قيس وشعرائها المذكورين.
قال الأصمعيّ: هو دريد أشعر الفرسان، وكنيته أبو خراشة- بضم المعجمة وشين معجمة- وله يقول العباس بن مرداس من أبيات:
البسيط
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر ... فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع
وأنشد له المبرد في «الكامل» شعرا يمدح به أبا بكر الصديق، وكأنه الّذي أشار إليه المرزبانيّ، وهو قائل البيت المشهور:
أقول له والرّمح يأطر متنه ... تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا
[الطويل] وقبله:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على عيني تيمّمت مالكا
«1» [الطويل] قال المرزبانيّ: «قوله يأطر» أي يثنى. والمتن: الظّهر، أي متنه لما طعنه. وقوله: أنا ذلكا: أي الّذي سمعت به.
2279- خفاف بن نضلة:
بن عمرو «2» بن بهدلة الثقفي- له وفادة. وروى عنه ذابل بن الطفيل بن عمرو الدّوسيّ، وسيأتي حديثه في ترجمة ذابل، أورده ابن مندة مختصرا.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : وفد خفاف بن نضلة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأنشده من أبيات:
إنّي أتاني في المنام مخبّر ... من جنّ وجرة في الأمور موات
يدعو إليك لياليا ولياليا ... ثمّ احزألّ وقال لست بآت
فركبت ناجية أضرّ بمتنها ... جمر تخبّ به على الأكمات
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (672) وأسد الغابة ترجمة رقم (1463) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 161، أسد الغابة ت (1464) .(2/283)
حتّى وردت إلى المدينة جاهدا ... كيما أراك فتفرج الكربات
«1» [الكامل]
ويروى أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استحسنها، وقال: «إنّ من البيان لسحرا، وإنّ من الشّعر كالحكم» «2» .
وقال المرزبانيّ: هذا لفظ هذا الحديث.
قلت: وأخرجه أبو سعيد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» والبيهقيّ في «الدّلائل» ، وسيأتي التنبيه عليه في حرف الذّال المعجمة.
2280- خفشيش الكنديّ «3»
: تقدم في الجيم.
الخاء بعدها اللام
2281- خلّاد بن رافع:
بن مالك الخزرجيّ «4» أخو رفاعة، يكنى أبا يحيى.
ذكرهما ابن إسحاق وغيره في البدريّين.
وروى البزّار والباوردي وابن السّكن والطّبرانيّ، من طريق عبد العزيز بن عمران عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه رفاعة بن رافع، قال: خرجت أنا وأخي خلّاد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى بدر على بعير أعجف حتى إذا كنا خلف الرّوحاء برك بنا بعيرنا، فذكر الحديث. وفيه دعاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لهما وتفله على البعير وغيره.
وقد ذكر ابن الكلبيّ أن خلّادا قتل ببدر، ولم يذكره في شهداء البدريّين غيره، قال أبو عمر: يقولون: إن له رواية.
قلت: وقيل إنه المسيء صلاته، فقد
روى أبو موسى من طريق سفيان بن وكيع، عن
__________
(1) تنظر الأبيات في وقعة صفين 292.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 720 كتاب الأدب باب ما جاء في المتشدق في الكلام وباب ما جاء في الشعر حديث رقم 5007، 5009، 5011 وابن حبان في صحيح حديث رقم 2009، ومالك في الموطأ ص 986 وأحمد في المسند 1/ 269، والبخاري في الأدب المفرد ص 872.
(3) أسد الغابة ت (1465) ، الاستيعاب ت (695) .
(4) أسد الغابة ت (1468) ، الثقات 3/ 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 161، الاستبصار 174 الطبقات الكبرى 3/ 597، الطبقات 100، أصحاب بدر 210، الطبقات الكبرى 3/ 596، 622، 8/ 389، 597، الجرح والتعديل 3/ 1659، دائرة الأعلمي 17/ 212، الاستيعاب ت (673) .(2/284)
أبيه وكيع، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن يحيى بن عبد اللَّه بن خلاد، عن أبيه، عن جدّه أنه دخل المسجد فصلّى، ثم إنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «اذهب فصلّ فإنّك لم تصلّ.» «1»
ورواه سعيد بن منصور، وعبد اللَّه بن محمّد الزّهريّ، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن عليّ بن يحيى بن عبد اللَّه بن خلاد، عن أبيه، عن جده به.
قلت: ذكر عبد اللَّه في نسب عليّ بن يحيى زيادة لا حاجة إليها، وقول ابن عيينة: عن جده وهم، فقد رواه إسحاق بن أبي طلحة ومحمد بن إسحاق وغيرهما عن عليّ بن يحيى، عن أبيه عن عمه- هو رفاعة، والحديث حديثه وهو مشهور به.
وكذا رواه إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن عليّ بن يحيى المذكور، عن أبيه، عن جدّه، عن رفاعة، فهذه الطرق هي وغيرها في السّنن.
وقد رواه أحمد، وابن أبي شيبة، من طريق محمد بن عمرو، عن عليّ بن يحيى، فقال رفاعة: «إنّ خلّادا دخل المسجد-» الحديث.
وكذا أخرجه الطّحاويّ من طريق شريك بن أبي نمر، عليّ بن يحيى، وهو الصّواب.
فخرج من هذا أن خلادا هو المسيء صلاته، وأنّ رفاعة أخاه هو الّذي روى الحديث، فإن كان خلاد استشهد ببدر فالقصّة كانت قبل بدر، فنقلها رفاعة «2» . واللَّه أعلم.
2282- خلاد بن السّائب «3»
بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي.
قال ابن السّكن: له صحبة. وقال غيره: له ولأبيه، كذا وقع في رواية مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد بن السّائب، وكانت له ولأبيه صحبة، فذكر حديثا أخرجه أبو نعيم.
__________
(1) أخرجه من رواية أبي هريرة البخاري 2/ 237 (757) ومسلم 1/ 298 (45- 397) ومن حديث رفاعة ابن رافع أخرجه الشافعيّ في الأم 1/ 102 وأحمد في المسند 4/ 340 والدارميّ 1/ 305 وأبو داود 1/ 537 (859) والنسائي 2/ 193 وابن حبان كذا في الموارد و (484) والحاكم 1/ 241.
(2) في أابن رفاعة.
(3) طبقات ابن سعد 5/ 270، طبقات خليفة 254، التاريخ الكبير 3/ 186، تاريخ الثقات للعجلي 144، المعرفة والتاريخ 1/ 388، الجرح والتعديل 3/ 363، الثقات لابن حبان 4/ 208، تهذيب الكمال 8/ 354، تهذيب التهذيب 3/ 172، تقريب التهذيب 1/ 229، تاريخ الإسلام 3/ 347، أسد الغابة ت (1470) ، الاستيعاب ت (675) .(2/285)
وروى الحسن بن سفيان، والطّبرانيّ، من طريق أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب، أخبرني خلاد بن السائب، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما من شيء يصيب من زرع أحدكم ولا ثمره من طير ولا سبع إلّا كان له فيه أجر.»
إسناده «1» حسن.
وروى ابن السّكن من طريق ابن وهب، عن داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن يحيى المازني، عن خلاد بن السّائب أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج إلى الحرّة، فمرّ به رجل فقال:
«أين يذهب هذا العاجز وحده؟» ثم مر به اثنان فقال: «أين يذهب هذان العاجزان؟» ثم مرّ به ثلاثة، فدعا لهم واستصحب.
وله حديث آخر في السّنن، لكن عن أبيه.
2283- خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاري «2»
الخزرجي، جدّ الّذي قبله.
قال ابن الكلبيّ: شهد بدرا، وولي ابنه السائب بن خلاد اليمن لمعاوية، ولم يذكر خلّاد بن السائب.
وقال أبو أحمد العسكريّ: خلّاد بن سويد، ويقال خلاد بن السّائب بن ثعلبة، جعلهما واحدا واختلف في اسم أبيه، وقال في ترجمته: إنه شهد العقبة وبدرا، واستشهد يوم قريظة.
قلت: وقد ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في البدريين،
وأنه استشهد بقريظة، طرحت عليه امرأة منهم رحى فشدخته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
«فإنّ له أجر شهيدين.»
روى أبو نعيم في ترجمة حديث إبراهيم بن خلّاد بن سويد، عن أبيه، قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد، كن عجّاجا ثجّاجا، ولبيان علّة هذا الحديث مكان غير هذا.
2284- خلّاد بن عمرو بن الجموح «3»
الأنصاري السلمي- يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 236 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 71 عن السائب بن سويد ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد اللَّه بن موسى التيمي وهو ثقة لكنه كثير الخطأ وبقية رجاله ثقات.
(2) الثقات 3/ 112، تجريد أسماء الصحابة 1/ 161، الاستبصار 120 عنوان النجابة 78، التحفة اللطيفة 2/ 27، الثقات 144، تنقيح المقال 33- 37، الطبقات الكبرى 8/ 373، الطبقات 93، أصحاب بدر 176، الجرح والتعديل 3/ 658، الأعلمي 17/ 212، أسد الغابة ت (1471) ، الاستيعاب ت (674) .
(3) تنقيح المقال 3739، الجرح والتعديل 3/ 1657، الأعلمي 17/ 213، أسد الغابة ت (1473) ، الاستيعاب ت (676) .(2/286)
ذكره ابن إسحاق وغيره في البدريين، قال أبو عمر: لا يختلفون في ذلك، واستشهد بأحد.
وذكر الواقديّ أن أمه هند بنت عمرو عمّة جابر بن عبد اللَّه، وأنها حملت ابنها وزوجها وأخاها بعد قتلهم على بعير، ثم أمرت بهم فردّوا إلى أحد فدفنوا هناك.
2285- خلّاد بن النّعمان الأنصاريّ:
ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن عدة التي لا تحيض فنزلت: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ ... [الطلاق 4] الآية استدركه ابن فتحون، ورأيته في تفسير مقاتل، لكن لم أر فيه تسمية أبيه.
2286- خلاد، غير منسوب:
قال الحارث في «مسندة» : حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، عن عبد الرحمن بن خلّاد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أذن لأم ورقة أن تؤمّ أهل دارها «1» ، كذا قال عبد العزيز، وهو ضعيف.
والحديث موقوف من رواية عبد الرّحمن بن خلاد عن أم ورقة، كذلك أخرجه أبو داود وغيره، فإن كان محفوظا يحتمل أن يكون بالوجهين.
2287- خلاد «2»
: غير منسوب.
روى أبو يعلى، من طريق عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شمّاس، عن أبيه، عن جدّه، قال: استشهد شابّ من الأنصار يوم قريظة يقال له خلاد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أمّا إنّ له أجر شهيدين» قالوا: لم يا رسول اللَّه؟ قال: «لأنّ أهل الكتاب قتلوه.»
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: زعم ابن الأثير أن خلّادا هذا هو خلّاد بن سويد المتقدم، ذكره وعاب على من أفرده بترجمة فلم يصب، لأن الحديث ناطق بأنّ هذا شاب وخلاد بن سويد له ولد يقال له السّائب صحابيّ معروف، وابن ابنه «3» خلاد بن السائب صحابيّ أيضا كما تقدم، ولا يلزم
__________
(1) أخرجه أبو داود 1/ 217 في الصلاة باب إمامة النساء حديث (591، 592) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 161.
(3) في أوابن أخيه.(2/287)
من كون خلاد بن السائب قتل يوم قريظة بيد المرأة،
وقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ له أجرين»
ألّا يقتل آخر فيها فيقال ذلك.
2288- خلاد الزّرقيّ «1»
: أورده أبو موسى في «الذيل» ، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن جعفر بن عبد اللَّه بن دينار، عن خلاد الزّرقيّ، عن أبيه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من أخاف أهل المدينة أخافه اللَّه.» الحديث.
قلت: وعبد اللَّه بن جعفر هو المديني ضعيف. والحديث معروف بالسائب بن خلاد، أو خلاد بن السّائب. فاللَّه أعلم.
2289- خلدة الأنصاريّ الزّرقيّ»
: روى ابن عبد البر من طريق عمر بن عبد اللَّه بن خلدة الزرقيّ، عن أبيه، عن جدّه خلدة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «يا خلدة، ادع لي إنسانا يحلب ناقتي هذه. فجاءه برجل فقال: «ما اسمك؟» قال: حرب. قال: «اذهب» . فجاءه آخر فقال: «ما اسمك؟ قال: يعيش. قال: «احلب» . الحديث.
وله شاهد في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد مرسل أو معضل.
2290- خليد بن المنذر بن ساوى العبديّ «3»
. ذكر الطّبريّ أن العلاء بن الحضرميّ أمّره على جماعة ووجّهه في البحر إلى فارس سنة سبع عشرة، وكان أبوه قد مات إثر موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة، فدلّ على أن لخليد وفادة واللَّه أعلم.
2291- خليد:
قيل هو اسم أبي ريحانة. حكاه ابن قانع. والمشهور شمعون كما «4» سيأتي في الشين المعجمة.
2292- خليد
أو خليدة، بالتصغير، ابن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1469) .
(2) أسد الغابة ت (1474) ، الاستيعاب ت (692) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 162، الاستبصار 180
(3) في أالعدوي.
(4) سقط من أ.
(5) أسد الغابة ت (1478) ، الاستيعاب ت (689) .(2/288)
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وأحدا، وسماه ابن إسحاق والواقديّ خليد بن قيس، ولم يقولا: خليدة.
2293
- خلف «1» بن مالك الغفاريّ «2»
المعروف بآبي اللحم. تقدم في الألف.
2294- خليفة بن أمية الجذامي «3»
. ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، وأسند من طريق داود بن عمران بن عائذ بن مالك ابن خليفة بن أمية، عن أبيه عمران، عن أبيه عائذ، عن أبيه مالك، عن أبيه خليفة. قال: خرجت أنا وجبارة من مكة في فداء سبي سبي لنا حتى أتينا المدينة فأسلمنا وأخبر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بما جئنا له: فقال: «أرسل معكما جيشا» قلنا: «يا رسول اللَّه، نصدق ونفي أو نغدر؟ قال: «بل اصدقا» ، فذهبنا إليهم بالفداء، واستقنا ما أخذ لنا إلى المدينة فضربتني اللقوة، فأتينا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمسح وجهي بيمينه فبرأت وزوّدنا تمرا، فأتينا إلى قومنا فأراد قومنا قتلنا لأنّا أسلمنا، ففررنا منهم، فأويت إلى أختي أم سلمى امرأة رفاعة بن زيد. فأقمت حتى جاء زيد بن حارثة بالجيش وخرج رفاعة بن زيد مع قومه فأقمت عند أختي بكراع حتى جاءوا بالسّبي فخرجت معهم يعني إلى المدينة.
2295- خليفة، ويقال عليفة «4»
: بالمهملة بدل الخاء المعجمة، ابن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة البياضي.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وذكره ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع عليّ من الصّحابة. أخرجه الطبرانيّ.
الخاء بعدها الميم
2296- خمخام:
بن الحارث بن خالد الذهلي «5» - واسمه مالك.
روى أبو موسى من طريق منصور بن عبد اللَّه الخالديّ، حدثنا أبي، حدّثنا جدّي خالد بن حماد، حدثنا أبي حماد بن عمرو، حدّثنا أبي، حدثنا جدي مجالد بن خمخام- واسم خمخام مالك بن الحارث بن خالد. قال: هاجر أبي خمخام إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني بكر بن وائل مع أربعة من سدوس، وهم بشير بن الخصاصيّة،
__________
(1) هذه الترجمة سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (1475) .
(3) هذه الترجمة سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (1481) ، الاستيعاب ت (688) .
(5) أسد الغابة ت (1482) .(2/289)
وفرات بن حيان، وعبد اللَّه بن أسود. ويزيد بن ظبيان ... فذكر الحديث.
وأخرجه ابن مندة عن محمد بن أحمد السلميّ، عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب، عن محمد بن عمر الذهلي، قال: ذكر ابن عمي أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو بن مجالد بن الخمخام، وكان الخمخام وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فيمن وفد، فذكره منقطعا.
ومنصور الخالديّ مشهور بالضعف، وكان من حفّاظ الحديث المكثرين.
2297- خميصة بن أبان الحدّاني «1»
: بضم المهملة وتشديد الدال.
ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه قدم من المدينة إلى عمان بوفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فنعاه وقال لهم: تركت الناس بالمدينة يغلون غليان القدر، وذكر قصة طويلة وفيها: فقال عمرو بن العاص في ذلك:
صدع القلوب مقالة الحداني ... ونعى النبيّ خميصة بن أبان
ذكره ابن فتحون في «الذّيل» وابن الأثير ولم ينسبه لوثيمة.
2298 ز- خميصة بن الحكم السلمي:
أحد الإخوة.
ذكره الواقديّ في «الرّدة» ، وأنه كان ممن ارتدّ بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقتل قبيصة السلمي. قال الواقديّ: فحدّثني عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء، قال: قدم معاوية بن الحكم السلمي بأخيه خميصة على أبي بكر، فقال له أبو بكر لأقتلنك بقبيصة، فقال له معاوية إنه قتله وهو مرتدّ وقد تاب الآن وراجع الإسلام، فقال له أبو بكر: فأخرج ديته، فنعم الرجل كان قبيصة وسيأتي له ذكر في ترجمة قبيصة إن شاء اللَّه تعالى.
الخاء بعدها النون
2299- خنيس:
بالتّصغير «2» ، ابن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، أخو عبد اللَّه.
كان من السابقين، وهاجر إلى الحبشة، ثم رجع فهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا،
__________
(1) أسد الغابة ت (1483) .
(2) الحلية 1/ 360، الطبقات الكبرى 3/ 450، الأعلمي 17/ 316، الجرح والتعديل 3/ 1811، بقي بن مخلد 798، أسد الغابة ت (1485) ، الاستيعاب ت (677) .(2/290)
وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها، وكان زوج حفصة بنت عمر، فتزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعده.
ثبت ذكره في الصّحيح من طريق سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه عن جدّه، قال:
تأيّمت حفصة من خنيس بن حذافة ... فذكر الحديث، وفيه: وكان قد شهد بدرا وتوفّي بالمدينة.
قال الحميديّ: وقع في رواية معمر حبيش، بمهملة وموحدة وشين معجمة، مصغرا- وهو تصحيف.
2300- حنيس «1»
: بن خالد الأشعريّ الخزاعيّ، أبو صخر- كذا يقول إبراهيم بن سعد، وسلمة بن الفضل عن أبي إسحاق. وقال غيرهما: بالمهملة والموحّدة ثم المعجمة وهو الصّواب، وقد مضى.
2301- حنيس بن أبي السّائب «2»
: بن عبادة بن مالك بن أصلع بن عيينة الأنصاريّ الأوسي، من بني جحجبي شهد بيعة الرضوان وما بعدها، ثم فتوح العراق.
ذكره يحيى بن مندة مستدركا على جده، واستدركه أبو موسى.
2302- خنيس الغفاريّ «3»
: ويقال أبو خنيس. يأتي في الكنى.
الخاء بعدها الواو
2303- خوّات بن جبير «4»
بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ، أبو عبد اللَّه وأبو صالح.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما في البدريين، وقالوا: إنه أصابه في ساقه حجر فردّ من الصفراء، وضرب له بسهمه وأجره.
ذكر الواقديّ وغيره، وقالوا شهد أحدا والمشاهد بعدها، فروى البغويّ والطبرانيّ، من
__________
(1) أسد الغابة ت (1486) ، الاستيعاب ت (678) .
(2) تنقيح المقال 3781، الأعلمي 17/ 316، أسد الغابة ت (1487) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 163، التاريخ الكبير 3/ 226، أسد الغابة ت (1488) .
(4) طبقات ابن سعد 3/ 477، طبقات خليفة 86، التاريخ الكبير 3/ 216، 217، الاستبصار 323، 324، المعارف 159، 327، الجرح والتعديل 3/ 392، معجم الطبراني الكبير 4/ 24، تهذيب الكمال 385، العبر 1/ 46، تهذيب التهذيب 3/ 171، خلاصة تذهيب الكمال 108، شذرات الذهب 1/ 48، أسد الغابة ت (1489) ، الاستيعاب ت (684) .(2/291)
طريق جرير بن حازم، عن زيد بن أسلم أنّ خوّات بن جبير قال: نزلت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمرّ الظّهران، قال: فخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدّثن، فأعجبنني فرجعت فأخذت حلّتي فلبستها وجلست إليهن، وخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من قبّته، فلما رأيته هبته، فقلت: يا رسول اللَّه، جمل لي شرد، فأنا أبتغي له قيدا ...
الحديث بطوله في قوله: ما فعل شراد جملك.
وروى الطّبرانيّ، وابن شاهين، من طريق عبد اللَّه بن إسحاق بن الفضل بن العباس، حدّثنا أبي، حدّثنا صالح بن خوّات بن صالح بن خوّات بن جبير، عن أبيه، عن جدّه، عن خوّات- مرفوعا: «ما أسكر كثيره فقليله حرام.»
وروى ابن مندة من طريق أبي أويس عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوّات بن جبير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «صلاة الخوف في غزوة ذات الرّقاع..» الحديث.
وهو عند مالك عن يزيد بن رومان، عن صالح عمن شهد، ولم يسمّه، ولم يقل عن أبيه.
وقد رواه العمري عن القاسم بن محمد، عن صالح، عن أبيه، وخاله «1» عبد الرحمن ابن القاسم، عن القاسم بن محمد، فقال: عن أبيه، عن صالح بن خوّات، عن سهل بن أبي حثمة، قال: كان أبو أويس حفظه، فلعل صالحا سمعه من اثنين.
وروى السّراج في «تاريخه» ، من طريق ضمرة بن سعيد، عن قيس بن أبي حذيفة، عن خوّات بن جبير، قال: خرجنا حجاجا مع عمر، فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، فقال القوم. غنّنا من شعر ضرار. فقال عمر: دعوا أبا عبد اللَّه فليغنّ من بنيات فؤاده، فما زلت أغنّيهم حتى كان السّحر، فقال عمر: ارفع لسانك يا خوّات فقد أسحرنا.
وروى الباورديّ من طريق ثابت بن عبيد، عن خوّات بن جبير- وكان من الصّحابة، قال: نوم أول النّهار خرق، وأوسطه حلق، وآخره حمق.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: خوّات بن جبير هو صاحب ذات النّحيين، بكسر النون وسكون المهملة، تثنية نحى، وهو ظرف السّمن، فقد ذكر ابن أبي خيثمة القصّة
__________
(1) في ت وخالفه.(2/292)
من طريق ابن سيرين قال: كانت امرأة تبيع سمنا في الجاهليّة، فدخل رجل فوجدها، خالية فراودها فأبت، فخرج فتنكّر ورجع، فقال: هل عندك من سمن طيّب؟ قالت: نعم، فحلّت زقّا فذاقه، فقال: أريد أطيب منه، فأمسكته وحلّت آخر، فقال: أمسكيه فقد انفلت بعيري قالت: اصبر حتى أوثق الأول قال: لا وإلّا تركته من يدي يهراق، فإنّي أخاف ألا أجد بعيري، فأمسكته بيدها الأخرى، فانقضّ عليها، فلما قضى حاجته قالت له: لا هناك.
قال الواقديّ: عاش خوّات إلى سنة أربعين، فمات فيها وهو ابن أربع وسبعين سنة بالمدينة، وكان ربعة من الرجال.
[وقال المرزبانيّ: مات سنة اثنتين وأربعين.]
«1»
2304- خوط بن عبد العزى «2»
: تقدم في المهملة.
2305- خولي بن أبي خولي «3»
: بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفي، ويقال العجليّ، ويقال اسم أبي خولي عمر، حليف بني عدي بن كعب، نسبه ابن الكلبيّ، وقال: حالف الخطاب والد عمر.
وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق: شهد بدرا.
قال الهيثم بن عديّ: هاجر خولي وأخواه هلال وعبد اللَّه إلى الحبشة في المرة الثانية.
وقال البلاذريّ: ليس ذلك بثبت، والثبت أنه هو وإخوته شهدوا بدرا.
قال الطّبريّ: مات في خلافة عمر، وزعم ابن مندة أنه شهد دفن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأقرّه أبو نعيم، وهو وهم، والّذي شهد الدفن الكريم هو أوس بن خولي، قلبه بعض الرواة كما سيأتي، وسيأتي أيضا بيان وهم من زعم أن له حديثا في سكنى الشام.
2306- خولي:
غير منسوب «4» .
فرّق ابن أبي حاتم بينه وبين الّذي قبله، وجمعهما ابن مندة فتردد ابن عبد البر.
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت [1391] .
(3) ابن هشام 1/ 477، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 299، بقي بن مخلد 653، أسد الغابة ت (1493) ، الاستيعاب ت (679) .
(4) أسد الغابة ت (1494) ، الاستيعاب ت (681) .(2/293)
قال ابن أبي حاتم في ترجمة هذا: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الضحاك بن مخمر،
وساق ابن مندة حديثه، وهو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «يا أبا هريرة، أطب الكلام، وأطعم الطّعام ... » الحديث «1» .
وأخرجه بقيّ بن مخلد في «مسندة» من طريق عبد اللَّه بن عبد الجبار الحمصي، عن أنيس بن الضحاك بن مخمر، عن أبيه به.
2307- خويلد:
بن خالد بن بجير «2» ، بالجيم مصغرا، ابن عمرو بن حماس- بكسر أوله والتخفيف والإهمال- الكناني، أبو عقرب، جدّ أبي نوفل بن أبي عمرو بن أبي عقرب- وقيل: ليس بين أبي نوفل وأبي عقرب أحد.
ذكره الطّبرانيّ، وابن شاهين، وابن حبّان في الصحابة [وسيأتي بقية خبره في الكنى.
وقيل هو خالد بن بجير، كما تقدم.]
«3»
2308- خويلد:
بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعيّ، أخو أم معبد. مذكور في ترجمتها، ذكره أبو عمر.
2309- خويلد الضمريّ «4»
: قال ابن مندة: روى عبد العزيز بن أبي ثابت عن عثمان بن سعيد الضّمريّ، عن أبيه، عن خويلد في قصة عير أبي سفيان في بدر.
2310- خويلد بن عمرو «5»
: بن صخر بن عبد العزى، أبو شريح الخزاعي. يأتي في الكنى. وقيل اسمه غير ذلك.
2311- خويلد:
بن عمرو الأنصاري السلمي «6» .
ذكره محمّد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد صفّين مع عليّ من أهل بدر.
وأخرجه الطبرانيّ وغيره.
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحليلة 9/ 59 عن أبي هريرة والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43443 وعزاه لأبي نعيم في الحلية.
(2) أسد الغابة ت (1495) ، الاستيعاب ت (683) ، الثقات 1/ 190، تجريد أسماء الصحابة 1/ 164، الطبقات 31.
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1497) .
(5) الثقات 3/ 110، الطبقات الكبرى 4/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 164، تقريب التهذيب 1/ 29، خلاصة التذهيب 1/ 299، الجرح والتعديل 3/ 1828، تهذيب الكمال 1/ 381، التاريخ الكبير 3/ 224، التاريخ الصغير 1/ 160، الإكمال 4/ 281، أسد الغابة ت (1500) ، الاستيعاب ت (682) .
(6) أسد الغابة ت (1499) .(2/294)
الخاء بعدها الياء
2312- خيبري «1»
: بموحدة بلفظ النسب، ابن النعمان الطائي.
ذكره أبو أحمد العسكريّ، وأورد من طريق عمرو بن شمر عن جابر بن نويرة بن الحارث الطائي عن جده عن أبيه، عن الخيبري بن النعمان قال: نظر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى جبلنا وهو أجأ فقال: يا لأهل أجا «2» ، جوعا لأهل أجأ، لقد حصّن اللَّه جبلهم، فلما فارقنا الجوع بعد، وأعطيناه السلم، وأدينا إليه الزّكاة، وانصرف عنّا راضيا، ولم نمنع زكاة بعد ذلك.
وذكر الزّبير في الموفقيات أن الخيبريّ بن النعمان هذا نزل على حاتم الطائي بعد أن مات، وطلب منه القرى، فرآه في المنام وأنشده أبياتا والقصّة مشهورة.
2313- خيثمة بن الحارث «3»
: بن مالك بن كعب بن النّحاط- بنون ومهملتين- بن غنم الأنصاريّ.
قال ابن الكلبيّ: هو والد سعد بن خيثمة، استشهد يوم أحد، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي. وسيأتي ذكره في ترجمة ولده سعد بن خيثمة إن شاء اللَّه تعالى.
2314 ز خير:
مولى عامر بن الحضرميّ.
يأتي ذكره في ترجمة عامر بن الحضرميّ، ويقال هو بجيم ثم موحدة كما تقدمت الإشارة إليه في حرف الجيم.
القسم الثاني
الخاء بعدها الألف
2315- (خالد) «4»
بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، لأبيه صحبة، كما سيأتي.
وذكر ابن الكلبيّ أنّ عمر بن الخطاب جلد خالدا هذا في الشّراب.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 164، أسد الغابة ت (1501) .
(2) أجأ: بوزن فعل بالتحريك، مهموز مقصور، والنسب إليه أجئيّ بوزن أصعيّ وهو علم مرتجل لاسم رجل سمي الجبل به، وقال الزمخشريّ أجأ وسلمى جبلان عن يسار سميراء وقد رأيتهما شاهقان ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها وقال أبو عبيدة السكونيّ أجأ أحد جبلي طيِّئ وهو غربي فيد، وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة. انظر معجم البلدان 1/ 119.
(3) الاستبصار 264، الثقات 3/ 106، عنوان النجابة 79، التحفة اللطيفة 2/ 28، الطبقات الكبرى 3/ 482، أسد الغابة ت (1502) ، الاستيعاب ت (687) .
(4) في أخالد بن عمير.(2/295)
قلت: ولا يتأتى أن يجلد عمر أحدا إلا أن يبلغ، ومتى كان بالغا في عهده استلزم أن يكون في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم موجودا، فأقلّ أحواله أن يكون من هذا القسم.
وله أخ اسمه نافع، يأتي ذكره في النون.
الخاء بعدها اللام
2316 ز- خليفة:
بن بشر. «1»
ذكره يحيى بن مندة فيمن استدركه على جدّه، واستأنس بحديث أورده جدّه من طريق فاطمة بنت مسلم، عن خليفة بن بشر، عن أبيه- أنه أسلم فردّ عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ماله وولده ... الحديث ...
القسم الثالث
الخاء بعدها الألف
2317- خارجة بن الصّلت البرجميّ «2»
: بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة، له إدراك.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وكان يسكن الكوفة.
وقال ابن المبارك، عن زكريا، عن الشعبيّ، عن خارجة بن الصّلت، قال: انطلق عمّي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثم رجع إلينا. فمرّ بأعرابي مجنون موثق بالحديد.. فذكر الحديث.
وقد أخرجه أبو داود والنسائي، من طريق زكريا، فقال: عن خارجة عن عمه، وليس فيه: ثم رجع إلينا، واسم عمّ خارجة علاقة.
2318 ز- خارجة
بن عقال الرّعيني ثم الزيادي. له إدراك. وكان ممن شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص. وتقدم في ثمامة.
2319 ز- خالد بن خويلد الهذلي:
أبو ذؤيب.
حكاه المرزبانيّ، والمشهور خويلد بن خالد. ويأتي.
2320 ز- خالد بن ربيعة بن مرّ بن حارثة بن ناصرة الجدلي.
ويقال خالد بن معبد.
والصّواب خالد أبو معبد.
__________
(1) أسد الغابة ت (1479) .
(2) التقريب 1/ 210، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 230، أسد الغابة ت (1332) .(2/296)
له إدراك. قال إبراهيم بن المنذر، عمن ذكره، عن معبد بن خالد، عن أبي سريحة، قال: أبي وأبوك لأول المسلمين وقف على باب مدينة العذراء بالشام.
أخرجه ابن مندة، ورواه ابن وهب عن إسحاق بن يحيى التيمي، عن معبد بن خالد، فذكره مطولا [وقال المرزبانيّ: كان حميدا بليغا اجتمعت عليه ربيعة بعد موت عليّ لما حلف معاوية أن يسبي ربيعة ويبيع ذراريهم لمسارعتهم إلى علي، فقال خالد:
تمنّى ابن حرب حلقة في نسائنا ... ودون الّذي ينوي سيوف قواضب
سيوف نطاق والقناة فتستقي ... سوى بعلها بعلا وتبكي القرائب
فإن كنت لا تفضي على الحنث فاعترف ... بحرب شجى بين اللها والشّوارب
[الطويل] وقال فيه أيضا وقد ذكر له عليا:
معاوي لا تجهل علينا فإنّنا ... يد لك في اليوم العصيب معاويا
ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله ... على أيّ حاليه مصيبا وخاطئا]
»
[الطويل]
2321
- خالد «2» بن زهير:
بن محرّث الهذلي، ابن أخت أبي ذؤيب الشّاعر المشهور.
قدم أبو ذؤيب على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما، فدخل المدينة حين مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل أن يدفن، وكان خالد ابن عمّ أبي ذؤيب.
قال ابن الكلبيّ: وسمى جدّه محرّثا، وكان هو الّذي ربّى خالدا. فاتفق أنه عشق في الجاهلية امرأة من قومه يقال لزوجها مالك بن عويمر، فغلب مالكا عليها، وكان يرسل ابن أخته خالدا إليها من قبل أن تتحوّل إليه، وكان خالد مقيما عند خاله يخدمه وكان جميلا فعلقته المرأة، فاطلع أبو ذؤيب على شيء من ذلك فأتاها وأنشدها أبياتا منها:
تريدين كيما تجمعيني وخالدا ... وهل يجمع السّيفان ويحك في غمد؟
«3» [الطويل]
__________
(1) سقط من أ.
(2) هذه الترجمة سقط من أ.
(3) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 5/ 84، 8/ 514، والدرر 4/ 68، وشرح أشعار الهذليين 1/ 219، ولسان العرب 3/ 266 (ضمد) وللهذليّ في إصلاح المنطق ص 50، وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 5. والبيت فيه شاهد نحوي في قوله: «كيما تجمعيني» حيث فصل بين كي ومعمولها ب «ما» النافية، وهذا جائز.(2/297)
وقال يذم خالدا:
رعى خالدا سرّي ليالي نفسه ... توالى على قصد السّبيل أمورها
«1» [الطويل] فبلغ ذلك خالدا فضمّها إليه وأجاب خاله بقوله:
فلا يبعدنّ اللَّه لبّك إذ غزا ... فسافر والأحلام جمّ عثورها
ألم تنتقذها من يد ابن عويمر ... وأنت صفيّ نفسه وسميرها
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها ... فأوّل راض سيرة من يسيرها
[الطويل]
2322 ز- خالد بن سطيح الغساني «2»
: قال ابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وفي إسناد حديثه نظر.
2323 ز- خالد:
بن عروة بن الورد العبسيّ.
له إدراك، وذلك أن أباه مات قبل البعثة، ولهذا ولد يقال له يزيد بن خالد، ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وأنشد له:
وكان أخي إذا ما عدّ مالي ... وكنت عياله دون العيال
فإنّي لا أجازيه بوفري ... لنسل أصبحوا في قلّ مالي
[الوافر]
2324- خالد:
بن عمير العدويّ البصريّ «3» .
ذكره ابن عبد البرّ وقال: أدرك الجاهليّة، وشهد خطبة عتبة بن غزوان بالبصرة.
__________
(1) ينظر البيت في ديوان الهذليين: 157.
(2) أسد الغابة ت (1363) .
(3) تهذيب الكمال 1/ 362، تجريد أسماء الصحابة 1/ 153، تهذيب التهذيب 3/ 111، خلاصة التذهيب 1/ 282، الكاشف 1/ 273، تقريب التهذيب 1/ 217، الطبقات 193، التاريخ الكبير 3/ 162، أسد الغابة ت (1385) ، الاستيعاب ت (623) .(2/298)
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» . ونقل أبو موسى عن عبدان أنه قال: لا أدري أله رواية أم لا؟
2325 ز- خالد بن معبد «1»
: هو ابن ربيعة.
2326 ز- خالد بن المعمّر
بن سليمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس السدوسي.
له إدراك. قال أبو أحمد العسكري: كان رئيس بكر بن وائل في عهد عمر.
وذكر الجاحظ في كتاب «البيان» أن أبا موسى في عهد عمر جعل رياسة بكر لخالد هذا بعد أن استشهد مجزأة بن ثور، فجعلها عثمان بعد ذلك لشقيق بن مجزأة، ثم صيّرها عليّ لحصين بن المنذر، وكان خالد مع علي يوم الجمل وصفّين من أمرائه، قاله يعقوب بن سفيان، وفيه يقول الشاعر يخاطب معاوية:
معاوي أمّر خالد بن معمّر ... فإنّك لولا خالد لم تؤمّرا
[الطويل] وروى يعقوب بن شيبة من طريق شبيل بن عزرة، أن بني الحارث وثبوا مع خالد بن المعمّر يوم صفّين على شقيق بن ثور، فانتزعوا الراية منه.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق مضارب العجليّ، قال: تفاخر رجلان من بكر بن وائل، فتحاكما إلى رجل من همدان، فقال: أيكما خالد بن المعمّر الّذي بايعته ربيعة يوم صفين على الموت؟ فذكر القصّة. وذكر ابن ماكولا أنّ معاوية أمّره على أرمينية فوصل إلى نصيبين فمات بها.
2327 ز- خالد بن هلال.
ذكره الطّبريّ فيمن استشهد مع المثنى بن حارثة في الفتوح في صدر خلافة عمر، واستدركه ابن فتحون.
2328- خالد:
بن الوليد السكسكي.
ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وقال: أدراك الجاهليّة، وروى المراسيل، روى عنه يحيى بن الضحاك.
__________
(1) التاريخ الكبير 3/ 174، أسد الغابة ت (1394) .(2/299)
الخاء بعدها الباء
2329 ز- خبّاب الحدليّ:
هو ابن ربيعة- تقدم.
2330- خبّاب، والد عطاء:
له إدراك، وقد تقدم في الأول.
الخاء بعدها الثاء
2331 ز- خثيم:
بمثلثة مصغرا، المكيّ القاري من القارة له إدراك، وسمع من عمر.
روى عنه ابن أبي حبيبة.
ذكره البخاريّ وابن حبّان في التابعين. وروى يحيى بن سعيد عن أبيه عنه.
[وقال عمر بن شبة في كتاب مكة: حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سعيد بن حسان، عن عياض بن وهب، حدثني خثيم رجل من القارة. قال: أتيت عمر بن الخطاب وهو يقطع الناس عند المروة «1» ، فقلت: أقطعني لي ولعقبي، فأعرض عني، وقال: هو حرم اللَّه سواء العاكف فيه والبادي قال خثيم: فأدركت الذين أقطعوا باع بائعهم، وورث مورتهم، ومنعت أنا، لأني قلت: لي ولعقبي]
«2» .
الخاء بعدها الدال والراء
2332 ز- خداش
بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامريّ.
شهد حنينا مع المشركين، وله في ذلك شعر يقول فيه:
يا شدّة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا اللّيل والحرم
[البسيط] ثم أسلم خداش بعد ذلك بزمان، ووفد ولده سعساع على عبد الملك يتنازعون في العرافة، فنظر إليه عبد الملك فقال: قد وليتك العرافة فقام قومه وهم يقولون ملح بن خداش، فسمعهم عبد الملك، فقال: كلا واللَّه لا يهجونا أبوك في الجاهليّة، ونسوّدك في الإسلام. وذكر البيت المتقدم.
__________
(1) المروة: واحدة المرو: جبل بمكة ينتهي إليه السعي من الصفا: أكمة لطيفة في سوق مكة حولها وعليها دور أهل مكة عطفت على الصغار هو أول السعي في قوله تعالى: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فلذلك ثنّاها قوم في الشعر فقالوا المروتين. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1262.
(2) سقط من أ.(2/300)
والمراد بقوله سخينة قريش.
وذكر المرزبانيّ أنه جاهليّ، وأن البيت الّذي قاله في قريش كان في حرب الفجار وهذا أصوب.
الخاء بعدها الراء
2333 ز- خراش
بن أبي خراش الهذلي.
واسم أبيه خويلد بن مرة، وسيأتي ذكره.
أدرك الجاهليّة، وغزا في عهد عمر.
قال أبو عبيدة وغيره: أسر بنو فهم عروة أخا أبي خراش، فمضى إليهم أبو خراش بابنه خراش فرهنه عندهم، وأطلق أخاه ثم أحضر الفداء وأطلق ابنه وقال في ذلك شعرا.
وروى أبو الفرج الأصبهانيّ، من طريق ابن أخي الأصمعيّ، عن الأصمعيّ، قال:
هاجر خراش بن أبي خراش في عهد عمر وغزا فأوغل في بلاد العدوّ، فقدم أبو خراش المدينة فجلس بين يدي عمر، وشكا إليه شوقه إلى خراش وأنه انقرض أهله وقتل إخوته ولم يبق له غيره، وأنشده:
ألا من مبلغ عنّي خراشا ... وقد يأتيك بالنّبإ البعيد
«1» [الوافر] الأبيات.
قال: فكتب عمر بأن يقفل خراش، وألّا يغزو من كان له أب شيخ إلا بعد أن يأذن له.
2334- خراش:
والد عبد اللَّه. له إدراك.
روى الرّويانيّ في مسندة، من طريق يعلى بن عطاء، عن عبد اللَّه بن خراش عن أبيه، قال: نزل عمر بن الخطّاب الجابية، فمرّ معاذ بن جبل، فذكر قصة، وفيها قال: فأخبرني أبي أنه سمع عمر يدعو: اللَّهمّ ثبّتنا على أمرك، واعصمنا بحبلك، وارزقنا من فضلك.
2335 ز- خرّزاد بن بزرج الفارسيّ الصنعاني،
أحد من قتل الأسود [الصنعاني] «2» الّذي تنبأ باليمن في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) ينظر البيت في ديوان الهذليين 1/ 170.
(2) سقط في ط.(2/301)
يأتي ذكره، وذكر الّذي بعده «1» في داذويه إن شاء اللَّه تعالى.
2336
ز- خرخست «2» الفارسيّ:،
يأتي ذكره مع الّذي بعده، وقد مضى التنبيه عليه في حنيش الديلميّ.
[2337 ز- خريت بن راشد الشاميّ.] «3»
له إدراك، وكان رئيس قومه، شهد مع علي حروبه، ثم فارقه لما وقع التحكيم، ثم أرسل إليه عليّ معقلا الرياحي، أحد بني يربوع، فأوقع بهم. ذكر ذلك الزبير بن بكار.
الخاء بعدها الزاي
2338 ز- خزيمة:
بن عداس المزني.
ذكره المراديّ في الزّمنى من الأشراف. وروى من طريق الهيثم بن عدي عن أبيه، عن أبي إياس، قال: خرج خزيمة بن عداس المزني، وكان قد ذهب بصره، ويقال: إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة.
الخاء بعدها السين
(2339) - (خسر خسرة) الفارسيّ:
رسول باذان إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، تقدم ذكره في الباء الموحدة في بابويه] .
«4»
2340 ز- خسيس «5»
: بمعجمة مصغرا، الكنديّ.
أنشد له أبو حذيفة البخاريّ في الفتوح شعرا قاله في طاعون عمواس، ذكره ابن عساكر في تاريخه يقول فيه:
فصبرنا لهم كما حكم الله ... وكنّا في الموت أهل تأسّي
[الخفيف] قلت: وهذا غير خسيس الكنديّ الآتي في الأخير.
الخاء بعدها الطاء
2341 ز- خطيل
بن أوس العبسيّ، أخو الحطيئة الشاعر.
__________
(1) في أ: وذكر الّذي قبله.
(2) في أ: خرخشيب الفارسيّ.
(3) سقط من أ.
(4) سقط من أ.
(5) في أخشيش.(2/302)
أدرك الجاهليّة، وله شعر في زمن الردة، ذكره سيف.
الخاء بعدها الفاء
2342 ز- خفاف
بن مالك بن عبد يغوث بن علي بن ربيعة المازني- مازن بني «1» تيم.
قال الآمديّ: شاعر فارس أدرك الجاهليّة والإسلام وهو القائل:
ولا عزّنا يعدي على ظلم غيرنا ... وليس علينا للظّلامة مذهب
«2» [الطويل]
2343 ز- خليفة بن جزء
بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسيّ. والد القعقاع «3» .
مات أبوه في الجاهليّة، وكان القعقاع رجلا في زمن عبد الملك بن مروان، وأقطعه أرضا نسبت إليه، ذكر ذلك البلاذري.
وكانت ولادة بنت العبّاس بن جزء المذكور عند عبد الملك فولدت له ولديه: الوليد، وسليمان.
[2344 ز- خليفة
بن عبد اللَّه بن الحارث بن المستلم بن قيس بن معاوية الجعفيّ.
له إدراك، وتزوّج الحسن بن عليّ ابنته عائشة، ولها معه قصة لما مات عليّ فدخلت عليه تهنئة بالخلافة فطلّقها. ذكر ذلك ابن الكلبيّ.
2345 ز- خليفة المنقري:
جد أبي سويّة أو أبو سويّة، وهو جد العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقريّ.
قال ابن مندة: له إدراك، ولا يعرف له صحبة.
قلت: سيأتي ذكره مبينا في ترجمة محمد بن عدي بن ربيعة]
«4» .
الخاء بعدها النون
2346 ز- خنّابة
بن كعب العبسيّ.
أحد المعمرين، أدرك الجاهليّة والإسلام. وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين، عن العمري، حدثني عطاء بن مصعب، عن الزبرقان. قال عطاء: دخل خنابة بن
__________
(1) من ت: مازن نهم.
(2) ينظر البيت في الآمدي: 154.
(3) في أ: قعقعة.
(4) سقط من أ.(2/303)
كعب العبشمي على معاوية حين اتّسق له الأمر ببيعة يزيد، وقد أتت لخنّابة يومئذ مائة وأربعون سنة، فقال له معاوية: يا خنّابة، كيف نفسك اليوم؟ فقال يا أمير المؤمنين:
عليّ لسان صارم إن هززته ... وركني ضعيف والفؤاد موقر
كبرت وأفنى الدّهر حولي وقوّتي ... فلم يبق إلا منطق ليس يهدر
[الطويل] قال: وهو القائل:
فما أنا إن أخنستما بي وحلتما ... عن العهد بالفتى الصّغير فأخدع
حويت من الغايات تسعين حجّة ... وخمسين حتّى قيل أنت المقزّع
[الطويل]
2347- خنافر بن التّوأم الحميري «1»
: كان كاهنا من حمير، ثم أسلم على يد معاذ بن جبل، وله خبر حسن من أعلام النبوّة في إسناده مقال، ذكره أبو عمر.
قلت: وذكره الأزديّ، وقال: إسناد خبره ضعيف. انتهى.
ووجدت خبره في الأخبار المنثورة لابن دريد، قال: أخبرني عمّي عن أبيه، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه قال: كان خنافر بن التوأم كاهنا، وكان قد أوتي بسطة في الجسم وسعة في المال، وكان عاتيا، فلما وفدت وفود اليمن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وظهر الإسلام أغار على إبل لمراد فاكتسحها، وخرج بماله وأهله فلحق بالشّحر، فحالف جودان ابن يحيى القرضمي، وكان سيدا منيعا فنزل واديا مخصبا. وكان له رئيّ في الجاهليّة ففقده في الإسلام، قال: فبينا أنا ليلة بذلك الوادي إذ هوى على هويّ العقاب فقال: خنافر.
فقلت: شصار. فقال: اسمع أقل. قلت: قل أسمع قال: عه تغنم، لكلّ ذي أمد نهاية، وكل ذي ابتداء له غاية، قلت: أجل. قال: كلّ دولة إلى أجل، ثم يتاح لها حول، وقد انتسخت النّحل، ورجعت إلى حقائقها الملل، إني آنست بالشام نفرا من آل العذام، حكاما على الحكّام، يذبرون ذا رونق من الكلام، ليس بالشعر المؤلّف، ولا السجع المتكلّف، فأصغيت فزجرت، فعاودت فظلفت، فقلت: بم تهينمون؟ وإلام تعتزون؟ فقالوا: خطاب كبّار. جاء من عند الملك الجبّار، فاسمع يا شصار لأصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار تنج من أوار النّار.
__________
(1) أسد الغابة ت (1484) ، الاستيعاب ت (694) .(2/304)
فقلت: وما هذا الكلام؟ قالوا فرقان بين الكفر والإيمان أتى به رسول من مضر، ثم من أهل المدر، ابتعث فظهر، فجاء بقول قد بهر، وأوضح نهجا قد دثر، فيه مواعظ لمن اعتبر.
قلت: ومن هذا المبعوث بالآي الكبر؟ قال: أحمد خير البشر، فإن آمنت أعطيت الشّبر. وإن خالفت أصليت سقر، فآمنت يا خنافر، وأقبلت إليك أبادر، فجانب كل نجس كافر، وشايع كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق.
قال: فاحتملت بأهلي، فرددت الإبل إلى أهلها ثم أقبلت إلى معاذ بن جبل بصنعاء فبايعته على الإسلام، وعلمني سورا من القرآن، وفي ذلك أقول:
ألم تر أنّ اللَّه عاد بفضله ... وأنقذ من لفح الزّخيخ خنافرا «1»
دعاني شصار للّتي لو رفضتها ... لأصليت جمرا من لظى الهوب واهرا
«2» [الطويل]
الخاء بعدها الواو
2348- خويلد
بن خالد بن محرّث، أحد بني مازن بن معاوية بن تميم بن عمرو بن سعد بن هذيل، أبو ذؤيب الهذلي.
مشهور بكنيته، يأتي في الكنى.
2349- خويلد
بن ربيعة العقيلي، أبو حرب.
ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه خطب قومه بني عامر، وأمرهم بالثّبات على الإسلام، قال: وكان فارس بني عامر، ومن شعره في ذلك:
أراكم أناسا مجمعين على الكفر ... وأنتم غدا نهب لخيل أبي بكر
بنى [180] عامر إن تأمنوا اليوم خالدا ... يصبكم غدا منه بقارعة الدّهر
[الطويل]
2350 ز- خويلد
بن مرّة الهذلي، أبو خراش الشاعر الفارس المشهور.
قال المرزبانيّ: أدرك الإسلام شيخا كبيرا، ووفد على عمر وقد أسلم، وله معه أخبار، وقتل أخوه عروة، قتلته ثمالة من الأزد، وأسروا ابنه خراشا، فدعا الّذي أسره رجلا
__________
(1) من أ: جائرا.
(2) ينظر البيتان في الأمالي 1/ 105.(2/305)
للمنادمة، فرأى خراشا موثقا في القيد، فألقى عليه رداءه، فأجاره، فلما أطلق قدم على أبيه، فقال له: من أجارك؟ قال: لا أدري واللَّه.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ. كان أحد الفصحاء، أدرك الجاهليّة والإسلام، ومات في أيام عمر، ثم روى من طريق الأصمعيّ، قال: دخل أبو خراش الهذلي مكّة في الجاهليّة، وللوليد بن المغيرة فرسان يريد أن يرسلهما في الحلبة فقال: ما تجعل لي إن سبقتهما عدوا؟
قال: إن فعلت فهما لك، فسبقهما.
وأنشد له لما هدم خالد بن الوليد العزّى شعرا يبكيها ويرثي سادنها دبيّة السّلمي، وأنشد له شعرا قاله في زهير بن العجوة يرثيه لما قتل يوم الفتح، وقيل في حنين، وهو القائل لما قتل ابنه عروة في الجاهلية وسلم خراش الّذي تقدم ذكره:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشّرّ أهون من بعض
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... ولكنّه قد سلّ عن ماجد محض
«1» [الطويل] وقد ذكر المبرّد في الكامل القصّة وملخّصها ما ذكر.
ويقال: إنه لا يعرف من مدح من لا يعرف غير أبي خراش.
وقال ابن الكلبيّ والأصمعيّ وغيرهما: مرّ على أبي خراش، وكان قد أسلم فحسن إسلامه، نفر من اليمن، وكانوا حجاجا فنزلوا عليه فقال: ما أمسى عندي ماء، ولكن هذه برمة وشاة وقربة، فردوا الماء فإنه غير بعيد، ثم اطبخوا الشاة، وذروا البرمة والقربة عند الماء حتى نأخذها، فامتنعوا وقالوا: لا نبرح فأخذ أبو خراش القربة، وسعى نحو الماء تحت الليل فاستقى، ثم أقبل فنهشته حية، فأقبل مسرعا حتى أعطاهم الماء، ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا يأكلون، فلما أصبحوا وجدوه في الموت، فأقاموا حتى دفنوه، فبلغ عمر خبره فقال:
واللَّه لولا أن يكون سنّة لأمرت ألّا يضاف يماني بعدها، ثم كتب إلى عامله أن يأخذ النفر الذين نزلوا بأبي خراش فيغرمهم ديته. وأنشد له المرزبانيّ في أخيه عروة المذكور:
تقول أراه بعد عروة لاهيا ... وذلك رزء ما علمت جليل «2»
فلا تحسبي أنّي تناسيت عهده ... ولكنّ صبري يا أميم جميل
«3» [الطويل]
__________
(1) ينظر البيتان في ديوان الهذليين 2/ 157.
(2) ينظر البيتان له في أشعار الهذليين: 116.
(3) سقط من أ.(2/306)
الخاء بعدها الياء
2351- خيار
بن أوفى أو ابن أبي أوفى النهديّ. له إدراك.
روى الدينَوَريّ في المجالسة من طريق النضر، عن عمر بن الحسن، عن أبيه، قال:
دخل ابن أبي أوفى النهدي على معاوية، وكان كبير السّن فقال له معاوية: لقد غيّرك الدّهر، فذكر قصة.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثنا العباس بن بكّار، عن عيسى بن يزيد، قال: دخل خيار بن أبي أوفى النهدي على معاوية فقال له: ما صنع بك الدهر؟ قال: ضعضع قناتي، وجرّأ عليّ عداتي، وأنشد شعرا قاله في الزجر عن شرب الخمر.
2352 ز- خيار
بن مرثد التجيبي، ثم الأبذوي.
له إدراك، قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان رئيسا فيهم.
القسم الرابع
الخاء بعدها الألف
2353- خارجة بن جبلة «1»
: ذكره ابن حبّان وغير واحد في الصّحابة، وهو وهم نشأ عن تصحيف وانقلاب، فأخرجوا من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن خارجة بن جبلة في قراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص 1] هكذا قال بشر بن الوليد، عن شريك، وقال سعيد ابن سليمان، عن شريك بن جبلة بن خارجة وهو الصّواب، وهكذا قال أصحاب أبي إسحاق. قال الباوردي: أخاف أن يكون شريك أخطأ فيه لما حدث به بشرا أو أخطأ فيه بشر على شريك.
2354- خارجة:
بن زيد الخزرجي «2» الّذي تكلّم بعد الموت.
__________
(1) الثقات 3/ 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، أسد الغابة ت (1325) ، الاستيعاب ت (612) .
(2) الثقات 3/ 111 تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الاستبصار 1/ 115، عنوان النجابة 76، التحفة اللطيفة 2/ 7، الطبقات الكبرى 3/ 524، التاريخ الكبير 3/ 204، سير أعلام النبلاء 4/ 437، حلية الأولياء 2/ 189، العبر 1/ 119، أصحاب بدر 173، روضات الجنات 3/ 275، التاريخ الصغير 1/ 42، تذكرة الحفاظ 1/ 91، الأعلام 2/ 293، البداية والنهاية 9/ 187، طبقات الحفاظ 35، أسد الغابة ت (1331) .(2/307)
كذا سماه أبو نعيم، وانقلب عليه. والصواب زيد بن خارجة [وسيأتي في الزاي.]
«1»
2355- خارجة بن المنذر «2»
: ذكره أبو موسى عن عبدان. والصّواب خارجة بن عبد المنذر كما تقدم.
2356- خارجة بن النعمان «3»
. ذكره أبو موسى عن علي بن سعيد العسكري، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط، والصّواب أم هشام بنت حارثة بن النّعمان، والواهم فيه محمد بن حبيب شيخ العسكريّ، فروى من طريق شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن، عن معن بن عبد اللَّه أو عبد اللَّه بن معن، عن خارجة بن النعمان. قال: لقد رأيتنا وإن تنوّرنا وتنوّر رسول اللَّه لواحد.» الحديث.
وهذا مشهور من رواية شعبة عن حبيب، عن عبد اللَّه بن محمّد بن معن، عن أم هشام بنت حارثة بن النّعمان. [والحديث عند مسلم وأبي داود وغيرهم ووهم الذهبيّ فذكر هنا أن الحديث لحارثة، وليس كذلك، بل هو لابنته.]
«4»
2357- خالد بن أسيد بن أبي المغلّس.»
ذكره عبدان فصحّفه. والصّواب ابن أبي العيص، كما تقدم على الصّواب.
2358- خالد بن أيمن المعافريّ «6»
: تابعي أرسل حديثا فذكره ابن عبد البرّ في الصحابة. ثم أنكر على ابن أبي حاتم إيراده، ولا إنكار عليه، فإنه بين أمره، فقال خالد بن أيمن: إن أهل العوالي كانوا يصلّون مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنهاهم أن يصلّوا في يوم مرتين.
وروى عنه عمرو بن شعيب. وهكذا أورده البخاريّ من طريق عمرو بن شعيب، وقال في آخره: فذكرته لسعيد بن المسيب، فقال: صدق.
قال أبو عمر: لا يعرف في الصّحابة ولا ذكره غيره أي ابن أبي حاتم، وإنما يعرف هذا عن عمرو بن شعيب. عن سليمان بن يسار، عن ابن عمر، كذا قال. وقد ذكره البخاريّ كما ترى.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (1338) .
(3) أسد الغابة ت (1339) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الطبقات 213، ثقات 6/ 263، دائرة الأعلمي 17/ 125.
(4) سقط من أ.
(5) أسد الغابة ت (1344) .
(6) أسد الغابة ت (1347) ، الاستيعاب ت (644) .(2/308)
2359- خالد بن سعد «1»
: ذكره عبدان، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط،
قال عبدان: حدّثنا يحيى بن حكيم، حدثنا مكي، عن هاشم بن هاشم، عن عامر، عن خالد بن سعد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من تصبّح بسبع تمرات ... » الحديث.
قال وقد أخرجه أحمد في مسندة عن مكي بن إبراهيم، عن هاشم،
فقال: عن عامر ابن سعد، عن أبيه: لا ذكر لخالد فيه.
وهكذا أخرجه الشّيخان وأبو داود والنّسائيّ من طرق عن هاشم بن هاشم.
2360- خالد بن سنان العبسيّ «2»
: ذكره أبو موسى عن عبدان، وقال: ليست له صحبة ولا أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «نبيّ ضيّعه قومه.»
«3» ووفدت ابنته على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالت، وقد سمعته يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كان أبي يقول هذا.
قال ابن الأثير: لا أدري لم ذكره مع اعترافه بأن لا صحبة له؟
قلت: ولو كان كلّ من يذكره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يكون صحابيا لاستدركنا عليه خلقا كثيرا.
وقد نسب ابن الكلبيّ خالدا هذا فقال خالدا بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ.
[و
ذكر المسعوديّ «4» في «مروج الذّهب» من طريق سعيد بن كثير بن عفير المصري، عن أبيه، عن جدّه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه خلق طائرا في الزّمن الأوّل يقال له العنقاء. فكثر نسله في بلاد الحجاز، فكانت تخطف الصّبيان، فشكوا ذلك لخالد بن سنان وهو نبيّ ظهر بعد عيسى من بني عبس، فدعا عليها أن يقطع نسلها، فبقيت صورتها في البسط.»
«5»
__________
(1) أسد الغابة ت (1364) .
(2) أسد الغابة ت (1367)
(3) أخرجه ابن سعد في الطبقات 1: 2: 42.
(4) من هنا حتى إنه نبي أهل الرس سقط من أ.
(5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 35296.(2/309)
وبه قال ابن عباس:
وكان خالد بن سنان بعث مبشرا بمحمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما حضرته الوفاة قال: إذا أنا متّ فادفنوني في حقف من هذه الأحقاف، فذكر نحو ما تقدم.
وبه إلى ابن عبّاس،
قال: ووردت ابنة له عجوز على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتلقّاها بخير وأكرمها، وقال لها: «مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه»
«1» ، فأسلمت وفي ذلك يقول شاعر من بني عبس فذكر شعرا.
وأصحّ ما وقفت عليه في ذلك مع إرساله ما قرأت
على أبي المعالي الأزهريّ، عن زينب بنت أحمد المقدسيّة، عن إبراهيم بن محمود، قال: قرأ على خديجة بنت النهرواني ونحن نسمع عن الحسين بن أحمد بن طلحة سماعا، أنبأنا أبو الحسين بن بشران في الجزء الثاني من الرابع من أمالي عبد الرزاق، عن إسماعيل الصفار سماعا، أنبأنا عبد الرزّاق، إملاء، حدّثنا سفيان، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسيّ إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه.»
«2» ورجاله ثقات إلا أنه مرسل.
وقال الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس: دخلت ابنة خالد بن سنان على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه.»
قال الفضل بن موسى الشّيبانيّ: دخلت على أبي حمزة السكري. فحدثته بهذا عن الكلبيّ، فقال: أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه، أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور.
ورواه أبو محمد بن زبر، عن الخضر بن أبان، عن عمرو بن محمد، عن سفيان الثوريّ، عن سالم نحوه.
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب «الأرجاء والجماجم» ، خالد بن سنان أحد بني مخزوم بن مالك العبسيّ لم يكن في بني إسماعيل نبيّ غيره قبل محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو الّذي أطفأ نار الحرّة. وكانت حرّة ببلاد بني عبس يستضاء بنارها من مسيرة ثلاثة أيام، وربما سطعت منها عنق فاشتعلت في البلاد، فلا تمرّ على شيء إلا أهلكته، فإذا
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34429 وعزاه للمسعوديّ في مروج الذهب عن عكرمة عن ابن عباس قال وردت ابنة خالد بن سنان على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فتلقاها بخير وأكرمها وقال فذكره عبد الرزاق في أماليه عن سعيد بن جبير مرسلا ورجاله ثقات. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 296، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 99.
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34429 وعزاه للمسعوديّ في مروج الذهب عن عكرمة عن ابن عباس قال وردت ابنة خالد بن سنان على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فتلقاها بخير وأكرمها وقال فذكره عبد الرزاق في أماليه عن سعيد بن جبير مرسلا ورجاله ثقات. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 296، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 99.(2/310)
كان النهار فإنما هي دخان يفور، فبعث اللَّه خالد بن سنان العبسيّ فاحتفر لها سربا ثم أدخلها فيه، والناس ينظرون، ثم اقتحم فيها حتى غيّبها، فسمع بعض القوم وهو يقول:
هلك الرّجل. فقال خالد بن سنان: كذب ابن راعية المعزى وخرج يرشح جبينه عرقا وهو يقول عودي بدّا، كل شيء يؤدى، لأخرجن منها وجسدي يندى. فلما حضرته الوفاة قال لقومه: إذا أنا متّ فاحفروا قبري بعد ثلاث فإنكم ترون عيرا يطوف بقبري، وإذا رأيتم ذلك فإنّي أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
فاجتمعوا، فلما رأوا العير أرادوا نبشه فقال ابنه عبد اللَّه بن خالد بن سنان: لا تنبشوه، ولا أدعى ابن المنبوش أبدا، فافترقوا فرقتين، فتركوه.
وقدمت ابنته على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فبسط لها رداءه وأجلسها عليه، وقال: «ابنة نبيّ ضيّعه قومه.»
«1» وقال القاضي عياض في الشّفاء في سياق من اختلف في نبوّته: وخالد بن سنان المذكور يقال إنه نبيّ أهل الرّسّ.]
وقد روى الحاكم وأبو يعلى والطّبرانيّ، من طريق معلى بن مهدي، عن أبي عوانة، عن أبي يونس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنّ رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفئ عنكم نار الحدثان، فقال له عمارة بن زياد- رجل من قومه: واللَّه ما قلت لنا يا خالد قطّ إلا حقا، فما شأنك وشأن نار الحدثان، تزعم أنك تطفئها؟
قال: انطلق، فانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها، وهي تخرج من شقّ جبل من حرّة يقال لها حرة أشجع، فخطّ لهم خالد خطة فأجلسهم فيها، وقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي، قال: فخرجت كأنها جبل سعر يتبع بعضها بعضا، واستقبلها خالد، فضربها بعصاه حتى دخل معها الشقّ، وهو يقول بدّا بدّا بدّا، كلّ هدي يؤدى، زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى، حتى دخل معها الشّق. قال: فأبطأ عليهم، فقال عمارة بن زياد: واللَّه لو كان صاحبكم حيّا لقد خرج منها فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال: فدعوه باسمه، فخرج إليهم وقد أخذ برأسه، فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي؟ قد واللَّه قتلتموني فإذا متّ فادفنوني، فإذا مرت بكم عانة حمر فانبشوني، فإنكم ستجدونني حيّا فأخبركم بما يكون.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 217، عن خالد بن سنان قال الهيثمي رواه البزار والطبراني إلا أنه قال جاءت بنت خالد بن سنان الى النبي فبسط لها ثوبه.... وفيه قيس بن الرفيع وقد وثقه شعبة والثوري وضعفه أحمد مع ورعه وابن معين.(2/311)
فدفنوه فمرّت بهم الحمر فيها حمار أبتر، فقالوا: انبشوه، فإنه قد أمرنا أن ننبشه، فقال لهم عمارة بن زياد تحدّث مضر أنا ننبش موتانا، واللَّه لا تنبشوه أبدا، وقد كان خالد أخبرهم أن في عكن امرأته لوحين، فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما، فإنكم سترون ما تسألون عنه، وقال: لا تمسّهما حائض.
فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض. فذهب ما كان فيهما من علم.
قال أبو يونس: قال سماك بن حرب: سئل عنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه» «1» ، وإن ابنته أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «مرحبا بابنة أخي» .
«2» قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة.
قلت: لكن معلى بن مهدي ضعّفه أبو حاتم الرّازي، قال الحاكم: قد سمعت أبا الأصبغ عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا في وسط جبل لا يصعده أحد، وأن طريقها في البحر على الجبل وإنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض، وهو محتب في صوف أبيض، ورأسه على يديه، كأنه نائم لم يتغير منه شيء، وإن جماعة أهل تلك الناجية يشهدون أنه خالد بن سنان.
قلت: وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة، فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب.
وأخرجه البزّار والطّبرانيّ من طريق قيس بن الربيع، عن سالم موصولا بذكر ابن عباس، قال: ذكر خالد بن سنان عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه.»
وزاد الطّبرانيّ: وجاءت بنت خالد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسألها قومه ... » الحديث.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 599 عن خالد بن سنان قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 217، عن خالد بن سنان وقال الهيثمي رواه البزار والطبراني إلا أنه قال جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي فبسط لها ثوبه، وفيه قيس ابن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ولكن ضعفه أحمد مع ورعه وابن معين وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 247
(2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 200.(2/312)
وقيس ضعيف من قبل حفظه، وسيأتي له ذكر في ترجمة سباع بن زيد العبسيّ.
وذكر المسعوديّ في «مروج الذّهب» من طريق محمد بن عمر: حدثني علي بن مسلم الليثي، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالوا: إنه قدم علينا قراؤنا وأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواش هي معاشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا، فقال: «اتّقوا اللَّه، حيث كنتم، فلن يلتكم من أعمالكم شيئا، ولو كنتم بصدر جازان.» «1» وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا: لا عقب له فقال: «نبيّ ضيّعه قومه»
[ثم أنشأ يحدّث أصحابه حديث خالد بن سنان.
وأخرج ابن شاهين في الصّحابة، من طريق الحسين بن محمد، حدثنا عائذ بن حبيب، عن أبيه، حدّثني مشيخة من بني عبس، عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه.»
«2»
2361- خالد بن سويد «3»
: ويقال خلّاد بن سويد، وهو الأشهر.
قلت: من قال فيه خالد فقد صحّف.
2362- خالد بن صخر «4»
: بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي. جد والد محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد الفقيه.
ذكره عبدان، وأخرج من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر، وكان خالد بن صخر من مهاجرة الحبشة، عن أبيه، عن خالد بن عبد اللَّه، قال:
ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قباء. فذكر حديثا.
قال عبدان: لم أجد لخالد بن صخر ذكرا إلا في هذا الحديث.
قلت الصّواب: وكان الحارث بن خالد من مهاجرة الحبشة، وقد ذكرنا، في موضعه، قال ابن الأثير: والصّحبة والهجرة للحارث لا لخالد، وولد للحارث ابنه إبراهيم بالحبشة، وقد تقدم ذكره أيضا.
2363- خالد:
بن الطفيل بن مدرك الغفاريّ.
قال ابن مندة: ذكره ابن منيع في الصّحابة. وفيه نظر.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 226، عن أبي هريرة.
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (1368) .
(4) أسد الغابة ت (1370) .(2/313)
وروي من طريق سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن خالد بن الطّفيل بن مدرك الغفاريّ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث جدّه مدركا إلى مكة ليأتي بابنته، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا سجد وركع قال: «أعوذ برضاك من سخطك ... »
الحديث.
«1» قلت: لم يورده ابن منيع إلا في ترجمة مدرك، وكلام ابن مندة يوهم أنه ذكر خالدا في الصّحابة، وليس كذلك.
2364- خالد «2»
: بن فضاء.
تابعي أرسل حديثا
فذكره عليّ بن سعيد العسكريّ من طريق حماد بن زيد، عن هشام ابن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن خالد بن فضاء، قال: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أيّ الناس أحسن قراءة؟ قال: «الّذي إذا سمعت قراءته رأيت أنّه يخشى اللَّه تعالى.»
2365- خالد بن كثير:
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليست له صحبة، فقلت: إن أحمد بن يسار أدخله في المسند، فقال: إنما يروي عن أبي إسحاق، ونحوه.
قلت: وذكره ابن حبّان في تابعي التّابعين.
2366- خالد:
بن اللّجلاج «3» .
قال أبو عمر في صحبته نظر، وله حديث حسن رواه ابن عجلان عن زرعة بن إبراهيم عنه. ولا أعرفه في الصّحابة. انتهى.
وما عرفت من هو الّذي ذكره في الصّحابة قبله، وهو تابعي مشهور.
قال أبو حاتم: روايته عن عمر مرسلة، نعم لأبيه صحبة.
وأما خالد فذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة، وخليفة في الأولى من الشّاميّين.
والبخاريّ وابن أبي خيثمة، وابن حبّان في التّابعين. وقال ابن إسحاق: قال لي مكحول:
كان خالد ذا سنّ وصلاح، رواه البخاريّ في تاريخه.
__________
(1) مسانيد 2/ 378.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 153، التاريخ الكبير 3/ 167، التاريخ الصغير 2/ 145، أسد الغابة ت (1388) .
(3) أسد الغابة ت (1392) ، الاستيعاب ت (642) .(2/314)
2367- خالد «1»
بن يزيد بن معاوية.
ذكره عبدان، وأخرج من طريق سعيد بن أبي هلال، عن علي بن خالد- أنّ أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن كلمة سمعها من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث: «ألا كلّكم يدخل الجنّة إلّا من شرد على اللَّه شراد البعير على أهله.»
«2» قلت: ظنّ أن الضمير يعود على خالد، وليس كذلك، بل إنما يعود على المشار إليه وهو أبو أمامة. والحديث حديثه، وليست لخالد، بل ولا لأبيه، صحبة.
2368- خالد، أبو نافع «3»
: الخزاعيّ «4» .
كان ممن بايع تحت الشّجرة، ثم ذكره أبو عمر مفرّقا بينه وبين خالد الخزاعيّ المتقدم ذكره، فوهم، نبّه عليه ابن الأثير.
2369- خالد الجهنيّ «5»
: قال الذهبيّ في الميزان: روى عبد اللَّه بن مصعب بن خالد الجهنيّ، عن أبيه، عن جدّه. فرفع خطبة منكرة، وفيهم جهالة.
قلت: تلقّف ذلك من ابن القطّان، فإنه ذكر الحديث الّذي سأذكره، ثم قال: عبد اللَّه وأبوه لا يعرفان في هذا أو نحوه، ولم يتعرض لخالد فأصاب لأن في سياقه: تلقفت هذه الخطبة من في
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بتبوك، فسمعته يقول: « «والخمر جماع الإثم.» «6»
هكذا أخرجه الدارقطنيّ في السّنن من طريق الزبير بن بكّار، عن عبد اللَّه بن نافع. عن عبد اللَّه بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهنيّ، عن أبيه عن زيد بن خالد،
قال:
__________
(1) تاريخ البخاري 3/ 181، الجرح والتعديل ق 2 م 357، فهرست ابن النديم 419، تاريخ ابن عساكر 5/ 288، معجم الأدباء 11/ 35 وفيات الأعيان 2/ 224، تهذيب الكمال ص 368، تاريخ الإسلام 3/ 246، العبر 1/ 105، تذهيب التهذيب 1/ 194، البداية والنهاية 8/ 236، 9/ 80، تهذيب التهذيب 3/ 128، النجوم الزاهرة 1/ 221، خلاصة تذهيب التذهيب 103، تهذيب ابن عساكر 5/ 119، أسد الغابة ت (1405) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 258 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 406 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد الدؤلي وهو ثقة.
(3) من أ: خالد بن رافع.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، بقي بن مخلد 412.
(5) هذه الترجمة سقط من أ.
(6) أخرجه الدارقطنيّ في السنن 4/ 247.(2/315)
تلقفت. وخالد بن زيد الّذي حاول الذهبي تجهيله لا رواية له أصلا في هذا الحديث ولا في غيره، فإن مقتضى سياق الدارقطنيّ أن يكون الضمير في قوله عن جده لمصعب، وجدّه هو زيد بن خالد الصحابي المشهور وكذا أخرج الترمذي الحكيم هذا الحديث في نوادر الأصول وصرّح بأن الخطبة طويلة.
ثم أخرجه أيضا من رواية عبد اللَّه بن نافع بهذا السند، ولفظه استلقفت هذه الخطبة، فذكر مثله، ولكن اقتصر من المتن على
قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «خير ما ألقي في القلب اليقين.» «1»
وقد وقعت لنا هذه الخطبة مطوّلة من وجه آخر.
أخرجها أبو أحمد العسكريّ في الأمثال، والدّيلميّ في «مسند الفردوس» ، من طريقه بسند له إلى عبد اللَّه بن مصعب بن منظور، عن حميد بن سيار، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: خرجنا في غزوة تبوك.
فذكر الحديث بطوله، وأوله: «يؤمّهم عن صلاة الفجر.»
وفيه: فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: «أمّا بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب اللَّه ... »
فذكره بطوله، وفيه: «وخير ما ألقي في القلب اليقين.»
وعبد اللَّه بن مصعب هذا غير صاحب الترجمة، وهو أيضا كذا.
الخاء بعدها الباء
2370- خبّاب بن قيظيّ «2»
: تقدم القول فيه في القسم الأول من الحاء المهملة.
2371- خبّاب «3»
بن المنذر بن عمرو بن الجموح الأنصاريّ.
استدركه أبو موسى وعزاه لموسى بن عقبة في البدريين.
قلت: وهو تصحيف شنيع، وإنما هو الحباب، بضم المهملة وتخفيف الموحدة.
2372- خبيب بن الحارث «4»
: ذكره أبو موسى عن ابن شاهين، ونبه على أنه صحّفه، وإنما هو بالجيم.
2373- خبيب «5»
: جد معاذ بن عبد اللَّه.
__________
(1) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 225 وعزاه للبيهقي من دلائل النبوة عن عقبة بن عامر من حديث طويل.
(2) أسد الغابة ت (1411) ، الاستيعاب ت (647) .
(3) أسد الغابة ت (1412) .
(4) أسد الغابة ت (1415) .
(5) أسد الغابة ت (1418) .(2/316)
ذكره أبو موسى عن عبدان، وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة ذكره كما تقدم في القسم الأول، وهو الجهنيّ.
«1»
الخاء بعدها الدال
2347- خداش بن حصين بن الأصمّ «2»
أو خراش.
فرق أبو عمر بينه وبين خراش بن بشير، وتعقبه ابن الأثير بأنهما واحد، وهو كما قال.
»
2375- خدع الأنصاريّ «4»
: قال أبو موسى: ذكره عليّ العسكريّ وأبو الفتح الأزديّ في الخاء المعجمة. والصّواب بالجيم كما تقدم.
الخاء بعدها الراء
2376- خراش:
بن جحش بن عمرو بن عبد اللَّه بن بجاد العبسيّ.
ذكره ابن بشكوال، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فحرق كتابه.
قلت: وهذا يدل على أن لا صحبة له، ثم قد صحفه، وإنما هو بالمهملة أوله، وهو والد ربعي وأخيه الربيع.
2377- خراش الكلبيّ: السّلوليّ «5»
، تقدم التنبيه على وهم أبي عمر فيه في خراش ابن أمية في الأول.
2378- خرشة شامي «6»
له صحبة، ذكره ابن عبد البر وعزاه لأبي حاتم، وفرق بينه وبين خرشة بن الحارث المحاربيّ، وخرشة بن الحرّ الفزاريّ. ثم زعم ابن عبد البر أنّ الشامي هو الفزازي، فوهم، وإنما هو المحاربيّ، واللَّه أعلم.
2379- خريم:
فرّق الباوردي بينه وبين ابن فاتك، فوهم، وهما واحد.
2380- خزامة بن يعمر الليثي «7»
:
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (1420) ، الاستيعاب ت (654) .
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1424) .
(5) أسد الغابة ت (1431) ، الاستيعاب ت (657) .
(6) أسد الغابة ت (1436) ، الاستيعاب ت (660) .
(7) أسد الغابة ت (1443) .(2/317)
ذكره أبو موسى، وكذا وقع في ثاني القطعيات، والصّواب أبو خزامة كما سيأتي في الكنى. إن شاء اللَّه تعالى.
الخاء بعدها السين
2381- خسيس الكنديّ:
استدركه ابن فتحون وساق بسنده إليه أنه قال: يا رسول اللَّه أنتم منا ... الحديث.
وهذا حديث معروف بخسيس الكنديّ وقد ذكر في الاستيعاب وأنه يقال فيه بالجيم والخاء والحاء جميعا.
2382- خشخاس الأزديّ:
ذكره عبدان في المعجمة، والصّواب بالمهملة، وقد مضى.
الخاء بعدها الطاء
2383- خطّاب بن الحارث الجمحيّ «1»
ذكره ابن مندة في الخاء المعجمة فصحّفه، وإنما هو بالحاء المهملة.
2384- خطيم الحدّانيّ «2»
: تقدم في الحاء المهملة.
الخاء بعدها اللام
2385- خلّاد بن يزيد بن معاوية.
قال إسحاق «3» في مسندة أخبرنا بقية عن مسلم بن زياد، عن خلاد بن يزيد بن معاوية، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فذكر حديثا، قال البخاري في تاريخه: هو مرسل.
2386- خلف بن عبد يغوث الزهريّ.
ذكره أبو موسى عن عبدان، وروي من طريق ابن خثيم عن محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخذ حسنا فقبّله.
قال أبو موسى: قوله عن جده وهم، والصّواب إسقاطه.
قلت: وهو الّذي في مصنف عبد الرزاق. وكذا أخرجه البغويّ عن ابن زنجويه عن عبد الرزّاق.
__________
(1) أسد الغابة ت (1460) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 160.
(3) في أ: قال إسحاق بن مندة.(2/318)
الخاء بعدها النون
2387
- خنيس «1» المصريّ.
ذكره الباوردي وعبدان في الصحابة، وهو غلط نشأ عن تصحيف وسقط، فإنّهما أخرجا من طريق حماد بن سلمة عن حميد، عن بكر بن عبد اللَّه- أنّ رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له خليد من أهل مصر كان يجعل الرجال من وراء النساء ويجعل النساء مما يلي الإمام- يعني في الجنائز.
والمحفوظ عن حميد، عن بكر بن عبد اللَّه بن سلمة بن مخلد.
«2»
2388- خنيس بن الأشعر
- ذكره الطبري في الذيل بالمعجمة والنّون، وغلطوه وصوّبوا أنه بالحاء المهملة والموحدة كما تقدم في الحاء المهملة.
«3»
الخاء بعدها الواو
2389- خوط «4»
: الأنصاريّ.
ذكره ابن مندة من طريق عبد الحميد الأنصاريّ، عن أبيه عن جده خوط أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم، فجاء ابن لهما صغير فخيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال ابن مندة: كذا قال أبو مسعود عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن عثمان الليثي، عن عبد الحميد، وعبد الحميد هذا هو ابن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم بن رافع بن سنان، ورافع هو صاحب القصّة.
وقد أخرجه عبد الرّزّاق في مصنّفه فلم يقل في إسناد خوط، وهو الصّواب، وكذا رواه يزيد بن زريع، وحماد بن زيد، وعيسى بن يونس، وأبو عاصم وغيرهم عن عبد الحميد عن أبيه عن جدّه رافع.
الخاء بعدها الياء
2390- خير «5»
: بسكون التحتانية.
ذكره ابن مندة. والصّواب عبد خير، وهو مخضرم كما سيأتي، والعجب أنّ الحديث الّذي ذكره ابن مندة جاء فيه عن عبد خير على الصّواب.
__________
(1) من أ: خليد المصري.
(2) من أ: سلمة بن خليد.
(3) أسد الغابة ت (1490) .
(4) سقط من أ.
(5) أسد الغابة ت (1503) .(2/319)
حرف الدال المهملة
القسم الأول
الدال بعدها الألف
2391- دارم التميميّ «1»
: كذا قال ابن عبد البرّ وقال ابن مندة: الجرشيّ، بضم الجيم وبشين معجمة، وساق حديثه بغير نسب له.
وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أمّتي خمس طبقات.» «2»
وفي إسناده ضعف.
روى عنه ولده الأشعث بن دارم.
قلت: أخرج حديثه الحسن بن سفيان في مسندة، عن علي بن حجر، حدثنا إبراهيم بن مطهّر، عن أبي المليح، عن الأسير بن دارم، [عن أبي أحيحة، ولكن قال:
الأشعث بن دارم «3» عن أبيه. وكذا أخرجه ابن مندة من وجه آخر عن علي بن حجر، وكذا أخرجه الإسماعيلي في كتاب الصّحابة عن الحسن بن سفيان به. ولفظ المتن:
«أمّتي خمس طبقات كلّ طبقة أربعون سنة..» . الحديث.
وفي آخره عند قوله. إلى المائتين حفظ امرؤ
__________
(1) أسد الغابة ت (1505) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 165، الاستيعاب ت (697) .
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1349 كتاب الفتن باب 28 الآيات حديث رقم 4058 قال البوصيري في مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة 2/ 1349 إسناده ضعيف وأبو معن والمسور بن الحسن وخازم العنزي مجهولون، وقال أبو حاتم هذا الحديث باطل وقال الذهبي في طبقات رجال التهذيب في ترجمة المسور حديثه منكر وأورده ابن حجر في لسان الميزان 1/ 337، 3/ 1032، 6/ 953 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32445، 32446 وابن الجوزي في الموضوعات 3/ 197، وابن عدي في الكامل 7/ 255.
(3) سقط في ت.(2/320)
لنفسه، وهو الصّواب، وكأنه تصحيف على أبي عمر.
2392- داود «1»
: يقال: هو اسم أبي ليلى وسيأتي في الكنى.
2393- داود:
بن سلمة الأنصاريّ.
له ذكر، فروى ابن أبي حاتم في التفسير من طريق ابن إسحاق: حدّثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس- أنّ يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج بمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل بعثته، فلما بعث كفروا به فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء، وداود بن سلمة: يا معشر يهود، اتّقوا اللَّه وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون به علينا ... فذكر الحديث في نزول الآية، كذا رأيته في نسخة ووقع في نسخة أخرى: فقال لهم معاذ وبشر بن البراء أخو بني سلمة، كذا ذكره الطبريّ من هذا الوجه، فلعل الأول تصحيف.
الدال بعدها الجيم
2394- دجاجة:
والد جسرة.
قال عبد اللَّه بن المبارك في كتاب «الزّهد» : أخبرنا سعيد بن زيد، عن رجل بلّغه، عن دجاجة- وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: كان أبو ذرّ يقول: نفسي مطيتي وإن لم أتيقن أنها تبلغني.
قال ابن صاعد: راوي الكتاب عن الحسين بن الحسن المروزيّ عنه قد روت جسرة بنت دجاجة عن أبي ذرّ غيره، فما أدري أراد والدها أو غيره؟]
«2»
الدال بعدها الحاء
2395- دحية «3»
بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج، بفتح المعجمة وسكون الزاي ثم جيم، ابن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبيّ.
صحابيّ مشهور، أوّل مشاهده الخندق وقيل أحد، ولم يشهد بدرا، وكان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل على صورته، جاء ذلك من حديث أم سلمة، ومن حديث عائشة.
__________
(1) أسد الغابة ت (1506) ، الاستيعاب ت (699) .
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (1507) ، الاستيعاب ت (700) ، السير والمغازي لابن إسحاق 297، سيرة ابن هشام 3/ 184، المغازي للواقدي 78، مسند أحمد 4/ 311، طبقات ابن سعد 4/ 249، تاريخ خليفة 79، التاريخ الكبير 3/ 254، المعارف 329 تاريخ الطبري 2/ 582، أنساب الأشراف 1/ 377، الجرح والتعديل 3/ 439، العقد الفريد 2/ 34، جمهرة أنساب العرب 458، الثقات لابن حبان 3/ 117، مشاهير علماء الأمصار 56، مقدمة بقي بن مخلد 112، المحبر 65، تاريخ اليعقوبي 712، ثمار القلوب للثعالبي 65، المعجم الكبير 4/ 265، المنتخب من ذيل المذيل 534، الإكمال لابن ماكولا 3/ 314، الأنساب لابن السمعاني 10/ 452، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 221، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 141، التبيين في أنساب القرشيين 63، 118، معجم البلدان 3/ 280، الكامل في التاريخ 1/ 185، تهذيب الكمال 8/ 473، المعين في طبقات المحدثين 21، الكاشف 1/ 225، سير أعلام النبلاء 2/ 550، الوافي بالوفيات 4/ 51 تهذيب التهذيب 3/ 506، التقريب 1/ 235، خلاصة التذهيب 112، تاريخ الإسلام 1/ 48.(2/321)
وروى النّسائيّ بإسناد صحيح، عن يحيى بن معمر، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما:
كان جبرائيل يأتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في صورة دحية الكلبيّ.
وروى الطّبرانيّ من حديث عفير بن معدان، عن قتادة، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي.»
«1» وكان دحية رجلا جميلا.
وروى العجليّ في تاريخه عن عوانة بن الحكم، قال: أجمل الناس من كان جبرائيل ينزل على صورته. قال ابن قتيبة في غريب الحديث: فأما حديث ابن عبّاس: كان دحية إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه، فالمعنى بالمعصر العاتق.
وقال ابن البرقيّ: له حديثان عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: يجتمع لنا عنه نحو الستة، وهو رسول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قيصر، فلقيه بحمص أول سنة سبع أو آخر سنة ست. ومن المنكر ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس أن دحية أسلم في خلافة أبي بكر. وقد ردّه ابن عساكر بأنّ في إسناده الحسين بن عيسى الحنفي، وهو أخو سليم القارئ، وهو صاحب مناكير..
وقد روى الترمذي من حديث المغيرة أن دحية أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خفّين فلبسهما.
وعند أبي داود، من طريق خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية، قال: أهدي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قباطيّ فأعطاني منها قبطيّة.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 107، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 1: 184 وأورده الحسين في إتحاف السادة المتقين 10/ 315.(2/322)
وروى أحمد من طريق الشّعبيّ عن دحية، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ألا أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها؟ قال: «إنّما يفعل ذلك الّذين لا يعلمون.»
«1» وقال ابن سعد: أخبرنا وكيع، حدثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دحية سرية وحده، وقد شهد دحية اليرموك، وكان على كردوس.
وقد نزل دمشق وسكن المنزّة، وعاش إلى خلافة معاوية.
الدال بعدها الراء
2396- درهم:
والد معاوية «2» ذكر في ترجمة جاهمة بن العباس في الجيم.
2397- درهم:
والد زياد «3» ذكره ابن خزيمة في الصحابة.
وروى أبو نعيم من طريق يحيى بن ميمون، عن درهم بن زياد بن درهم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اختضبوا بالحنّاء، فإنّه يزيد في جمالكم وشبابكم ونكاحكم.»
«4»
2398- دريد
بن شراحيل بن كعب النخعيّ. يأتي بعد ترجمة.
2399- دريد الراهب:
ذكر الثّعلبيّ في تفسيره أنه أحد الوفد الذين وجههم النجاشي، فلما سمعوا القرآن بكوا، فنزلت فيهم: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ...
[المائدة 83] الآية. واستدركه ابن فتحون.
2400- دريد:
بن كعب النّخعيّ.
ذكره سيف في «الفتوح» وأنه كان معه لواء الفتح بالقادسيّة، وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.
__________
(1) أخرجه أبو داود (2565) والنسائي 6/ 224 وأحمد 1/ 98 وابن حبان (موارد 1639) وابن أبي شيبة 12/ 540 والطحاوي في المشكل 1/ 83 وابن سعد 1/ 175 والبيهقي 10/ 23.
(2) أسد الغابة ت (1510) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 165، أسد الغابة ت (1509) .
(4) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 163 وعن أنس أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في شبابكم ونكاحكم. رواه البزار وفيه يحيى بن ميمون التمار وهو متروك وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17303 وعزاه إلى أبي يعلى والحاكم في الكنى وحديث رقم 17304 وعزاه إلى البزار وأبو نعيم في الطب والمعرفة وحديث رقم 17306 وعزاه إلى ابن عدي.(2/323)
وسيأتي زيد بن كعب أخو أرطاة، فلعل هذا تصحيف، ثم وجدت في الطبقات لابن سعد في وفد النخع ما تقدم في ترجمة أرطاة بن شراحيل بن كعب، وفيه: إنّ لواء النخع كان يوم الفتح مع أرطاة بن شراحيل وشهد القادسية فقتل فأخذه أخوه دريد فقتل.
الدال بعدها العين
2401- دعثور:
بن الحارث الغطفانيّ. «1»
ذكره أبو سعيد «2» النّقّاش. وروى الواقديّ من طريق عبد اللَّه بن رافع بن خديج عن أبيه، قال: خرجنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة أنمار، فلما سمعت به الأعراب لحقت بذرى الجبال، فقالت غطفان لدعثور بن الحارث- وكان شجاعا مسوّدا فيها: قد انفرد محمد عن أصحابه ولا نجده أخلى منه السّاعة، فأخذ سيفا صارما وانحدر، فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مضطجع، فقام على رأسه بالسيف، فاستيقظ فقال له: من يمنعك مني؟ قال: «اللَّه» ، فدفعه جبرائيل عليه السلام فوقع، فأخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم السيف وقال: «من يمنعك منّي؟» قال: لا أحد ... فذكر الحديث.
وفيه: ثم أسلم دعثور بعد ذلك.
قلت: وقصته هذه شبيهة بقصة غورث بن الحارث المخرّجة في الصحيح من حديث جابر، فيحتمل التعدّد أو أحد الاسمين لقب إن ثبت الاتّحاد.
2402- دعموص الرمليّ:
يأتي في رافع بن عمرو.
2403- دعموص:
والد قرّة يأتي ذكره في ترجمة والده قرّة.
الدال بعدها الغين
2404- دغفل «3»
: بغين معجمة وفاء- وزن جعفر- بن حنظلة بن زيد بن عبدة بن عبد
__________
(1) أسد الغابة ت (1512) .
(2) في أذكره أبو سعد.
(3) الثقات 3/ 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 166، تهذيب التهذيب 3/ 210، خلاصة تذهيب 1/ 309، الطبقات 198، الوافي بالوفيات 14/ 15، التاريخ الكبير 3/ 254، الجرح والتعديل 3/ 2004 بقي بن مخلد 776، الكاشف 406، أسد الغابة ت (1513) الأخبار الموفقيات 272، جمهرة أنساب العرب 319، الطبقات لابن سعد 14017، طبقات خليفة 198، العلل لأحمد 1/ 258، التاريخ الصغير 19، المحبر لابن حبيب 478، الجامع الصحيح للترمذي 5/ 605، تاريخ أبي زرعة 1/ 151، المعارف 99، تاريخ الطبري 3/ 216، ربيع الأبرار 4/ 268، المعجم الكبير 4/ 267، البرصان والعرجان 64، مروج الذهب 1480، 1500، الفهرست 131، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242، الهفوات النادرة للصابي 172، المراسيل 56، العقد الفريد 1/ 78، معجم البلدان، الاستيعاب ت (701) .(2/324)
اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل الشيبانيّ الذّهليّ النّسابة.
يقال: له صحبة. قال نوح بن أبي حبيب القومسي: فيمن نزل البصرة من الصّحابة دغفل النّسابة، وقال في موضع: يقال إنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال الباوردي: في صحبته نظر. وقال حرب: قلت لأحمد: له صحبة؟ قال: ما أعرفه. وقال الأثرم، عن أحمد: من أين له صحبة؟ كان صاحب نسب. قيل له: قد روى حديث قبض النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ابن خمس سنين؟ قال: نعم. وحديث عليّ كان على النّصارى صوم؟ قال: قال أحمد: لا أعلم، روى عنه غيرهما.
وقال الجوزجانيّ: قلت لأحمد: لدغفل صحبة؟ قال: ما أدري، وقال عمرو بن علي: لم يصحّ أنّه سمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وقال ابن سعد: لم يسمع منه. وقال البخاريّ: لا يعرف لدغفل إدراك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال التّرمذيّ: لا يعرف له منه سماع، وكان في زمنه رجلا.
وقال ابن أبي خيثمة: بلغني أنه لم يسمع منه. وقال [187] ابن حبّان: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال العسكريّ: روى مرسلا، وليس يصح سماعه. وقال محمد بن سيرين: كان عالما، ولكن اغتلبه النسب. أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه من طريقه. وذكره خليفة في تابعي أهل البصرة.
وقال ابن سعد: كان له علم ورواية للنسب.
وذكره أحمد بن هارون البرديجي في الأسماء المفردة في الصّحابة، قال: وقيل لا صحبة له.
وروى البغويّ من طريق أبي هلال، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: بعث معاوية إلى دغفل، فسأله عن العربية وأنساب الناس والنجوم فإذا رجل عالم، فقال: يا دغفل، من أين حفظت هذا؟ قال: حفظته بلسان سئول، وقلب عقول، وإنما غائلة العلم النّسيان. قال:
اذهب إلى يزيد فعلّمه.
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» من طريق أبان بن سعيد، عن ابن عباس: حدّثني علي بن أبي طالب، قال: لمّا أمر اللَّه نبيّه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر، فدفعنا إلى مجالس العرب، فتقدم أبو بكر- وكان نسّابة ... فذكر القصّة بطولها، وفيها مراجعة دغفل لأبي بكر، ودغفل غلام، وقول علي لأبي بكر: لقد وقعت من الأعرابي على واقعة. فقال: أجل.(2/325)
وقال حنبل بن إسحاق: حدثنا عفان، حدثنا معاذ بن السقير، حدثني أبي، قال: قال دغفل: في العلم خصال، إن له آفة، وله هجنة، وله نكد، فآفته أن تحرمه فلا تحدث به، وهجنته أن تحدث به من لا يعيه ولا يعمل به، ونكده أن تكذب فيه.
قيل: إن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب في قتال الخوارج.
قلت: وكان ذلك سنة سبعين، وحكى محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست أنّ اسمه حجرا ولقبه دغفل.
الدال بعدها الفاء
2405- دفافة الراعي:
تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبد الرحمن، ذكره ابن الأثير في المعجمة.
الدال بعدها الكاف
2406- دكين «1»
: بالكاف مصغرا، ابن سعيد أو سعد الخثعميّ. ويقال المزني. له حديث واحد تفرد أبو إسحاق السّبيعي بروايته عنه. وهو معدود فيمن نزل الكوفة من الصّحابة. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، وأبو داود والدارقطنيّ في الإلزامات. وقد تقدم له ذكر في ترجمة خزاعيّ بن عبد نهم المزني.
«2»
الدال بعدها اللام
2407- دلهمس
بن جميل العامريّ.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «امرؤ القيس حامل لواء الشّعراء إلى النّار» . رواه شيخ من ولده كان بالكوفة يقال له صلصال «3» بن الصوير الدلهمس، عن أبيه عن جده.
2408- دليجة:
غير منسوب.
ذكره عبد الصّمد بن سعيد في الصّحابة الذين نزلوا حمص، ووصفه بالعبادة، وقال:
كانت قدماه قد طاشت من القيام.
__________
(1) الثقات 3/ 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 166، تهذيب التهذيب 3/ 212، خلاصة تذهيب 1/ 310، الطبقات 128 التاريخ الكبير 3/ 255، حلية الأولياء 1/ 365، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، الجرح والتعديل 3/ 1994، بقي بن مخلد 843، أسد الغابة ت (1515) ، الاستيعاب ت (703) .
(2) سقط من أ.
(3) في أ: صلصلة.(2/326)
الدال بعدها الميم والهاء
2409- دمّون:
رفيق المغيرة بن شعبة في سفره إلى المقوقس بمصر، وله معه قصة في قتل المغيرة رفقته، وأخذه أسلابهم، ومجيئه بها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقبل منه الإسلام، ولم يتعرض للمال. وذكره الواقديّ.
الدال بعدها الهاء
2410
- دهر بن الأخرم «1» بن مالك الأسلميّ:
والد نصر.
ذكر البخاريّ أنّ له صحبة ولا رواية له، وقال ابن الأعرابيّ في نوادره: كان شيبان بن بحر أحد بني يقظة جدّ دهر صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رئيس أسلم، وكان طارق رئيس بني سليم، فكانت بينهم وقعة، فذكر القصّة.
2411- دهين «2»
: يأتي في المعجمة.
الدال بعدها الواو
2412- دوس»
: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال ابن مندة: له ذكر في حديث رواه محمد بن سليمان الحراني، عن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى عثمان «4» وهو بمكة: إنّ جندا قد توجهوا قبل مكّة، وقد بعثت إليك دوسا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء.
ورواه صدقة بن خالد، عن وحشي، فلم يذكر فيه دوسا.
قال أبو نعيم: المراد بدوس القبيلة، ولا يعرف في موالي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحد اسمه دوس.
قلت: السّياق يأبى ما قاله أبو نعيم، لكن الإسناد ضعّف.
2413 ز- دريد بن زيد السّاعديّ:
ممن استشهد من الأنصار يوم اليمامة، ذكره وثيمة.
2414 ز- دومي بن قيس «5»
: من بني ذهل بن الخزرج بن زيد اللّات الكلبيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (1518) .
(2) في أدهال.
(3) أسد الغابة ت (1519) .
(4) أ: كتب إلى عمر.
(5) أسد الغابة ت (1520) .(2/327)
ذكر هشام بن الكلبيّ في جمهرة نسب قضاعة أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فعقد له لواء من بايعه من بني كلب، وذكره ابن ماكولا والرشاطيّ.
الدال بعدها الياء
2415- ديلم الحميري «1»
: وهو ديلم بن أبي ديلم، ويقال ديلم بن فيروز، ويقال ديلم بن هوشع، صحابيّ مشهور سأل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الأشربة وغير ذلك، ونزل مصر، فروى عنه أهلها، ونسبه ابن يونس، فقال: ديلم بن هوشع بن سعد بن أبي جناب بن مسعود، وساق نسبه إلى جيشان. قال: وكان أول وافد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من اليمن من عند معاذ بن جبل، وشهد فتح مصر.
وروى عنه أبو الخير مرثد، ثم قال: ديلم بن هوشع الأصغر الجيشانيّ يكنّى أبا وهب، كذا يقوله أهل العلم بالحديث من العراق، وهو عندي خطأ، وإنما اسم أبي وهب الجيشانيّ عبيد بن شرحبيل، كذا سمّاه أهل العلم ببلدنا. انتهى كلامه.
وهو في غاية التحرير. ونقل البغويّ عن يحيى بن معين أنه قال: أبو وهب الجيشانيّ اثنان: أحدهما صحابيّ، والآخر روى عنه ابن لهيعة ونظراؤه.
قلت: وهو موافق لما قال ابن يونس إلّا في الكنية: فإن ابن يونس لا يسلّم أن الصّحابي يكنى أبا وهب. وأما البخاريّ وأبو حاتم وابن سعد وابن حبان وابن مندة فقالوا:
ديلم الحميريّ هو ابن فيروز، زاد ابن سعد، وإنما قيل له الحميريّ لنزوله في حمير.
وقال التّرمذيّ: ديلم الحميري يقال هو فيروز الديلميّ. وقال البخاريّ: ديلم بن فيروز الحميريّ روى عنه ابنه عبد اللَّه.
قلت: وفيه نظر، لأن عبد اللَّه المذكور يقال له ابن الديلميّ، والديلميّ هو فيروز، وهو صحابيّ آخر غير هذا سيأتي في حرف الفاء، فالظاهر أنه التبس على البخاريّ.
وممّن نبه على وهمه في ذلك أبو أحمد الحاكم، فإنه قال: عبد اللَّه بن الديلميّ: واسم الديلميّ فيروز. وقد خبط ابن مندة في ترجمته فقال بعد الّذي سقناه من عند ابن يونس:
روى عنه ابناه: الضّحاك، وعبد اللَّه، وأبو الخير وغيرهم، وكان ممن له في قتل الأسود
__________
(1) أسد الغابة ت (1521) ، الاستيعاب ت (704) ، الثقات 3/ 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 166، الطبقات 123، تهذيب الكمال 1/ 3905، الطبقات الكبرى 7/ 510، الجرح والتعديل 3/ 1972، حسن المحاضرة 1/ 196 بقي بن مخلد 344.(2/328)
العنسيّ الكذّاب باليمن أثر عظيم، وهو حمل رأسه إلى المدينة، فوجد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قد مات. انتهى.
وقد تعقبه ابن الأثير بأنّ قاتل الأسود هو فيروز الدّيلميّ، وليس هو ديلم الحميري، وهو كما قال.
قلت: وكان سبب الوهم فيه أن كلّا من فيروز الديلميّ وديلم الحميري سأل عن الأشربة، فأمّا
حديث الديلميّ فأخرجه أبو داود من طريق يحيى بن أبي عمر والشيبانيّ، عن عبد اللَّه الديلميّ، عن أبيه، قال: أتينا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول اللَّه، قد علمت من أين نحن؟ فإلى أين نحن؟ قال: «إلى اللَّه والى رسوله» . فقلنا: يا رسول اللَّه، إن لنا أعنابا فماذا نصنع فيها؟ «زبّبوها» قالوا: وما نصنع بالزبيب؟ قال: «انتبذوه على غدائكم، واشربوه على عشائكم، وانتبذوه في الشّنان لا في الأسقية» .
وأما
حديث ديلم فأخرجه أبو داود أيضا من طريق أبي الخير مرثد عن ديلم الحميري، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا، وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوّى به على عملنا وعلى برد بلادنا؟
فقال: «هل يسكر» ؟ قلنا: نعم قال: «فاجتنبوه» . الحديث.
فالحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة فيهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين، وإنما أتى الوهم على من اختصر، فقال: له حديث في الأشربة، فلم يعلم مراده بذلك.
وقد خبط فيه أيضا أبو أحمد العسكريّ، فقال: فيمن روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا ديلم بن هوشع الحميريّ، وقال: أدخله بعضهم في المسند، وهو وهم، فإن الّذي قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو ديلم بن هوشع.
وقد ذكر عبّاس الدّوريّ عن ابن معين أن أبا وهب الجيشانيّ يسمى ديلم بن هوشع.
قلت: وقد تقدم ردّ ابن يونس على من زعم ذلك، وأن أبا وهب الجيشانيّ تابعي يسمى عبيد بن شرحبيل لا ديلم بن هوشع، وأن ديلم بن هوشع صحابيّ لا يكنى أبا وهب الجيشانيّ، وبهذا يرتفع الإشكال ويثبت أنه ديلم بن هوشع لا ديلم بن فيروز. وأما من قال فيه ديلم بن أبي ديلم فلم يعرف اسم أبيه، فكناه بولده، وابن مندة يصنع ذلك كثيرا، وليس ذلك باختلاف في التحقيق.
والحاصل أن الّذي سأل عن الأشربة التي تتّخذ من القمح هو ديلم بن هوشع، وحديثه(2/329)
في المصريين، وانفرد أبو الخير مرثد المصري بالرواية عنه، وهو حميري جيشاني، وأما الديلميّ الّذي روى عنه ولده عبد اللَّه فحديثه في الشّاميين، واسمه فيروز، وهو الّذي قتل الأسود العنسيّ، وأما أبو وهب الجيشانيّ فتابعيّ آخر. واللَّه أعلم.
2416
ز- دينار بن حيان «1» الرّبعي:
روى عنه أنه قال: وفد أبي على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا معه فسمّاني دينارا، وأرسل أبي فاستشهد، كذا رأيته في حاشية كتاب ابن السّكن بخط ابن عبد البرّ، ولم يذكره في الاستيعاب.
2417- دينار بن مسلم:
يأتي في عبد اللَّه بن مسلم.
2418 ز- دينار:
جدّ عدي بن ثابت «2» . كذا سماه ابن معين. وسيأتي شرح حاله في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
2419- دينار الحجام:
يأتي في الرابع.
القسم الثاني
الدال بعدها الألف
2420- داود بن عروة بن مسعود الثقفي.
استشهد أبوه في أواخر حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأم داود أخت أم حبيبة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقد تزوج داود هذا بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان.
القسم الثالث
الدال بعدها الألف
2421- داذويه الفارسيّ «3»
. كان خليفة باذام عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على اليمن، فلما خرج الأسود العنسيّ الكذاب وظفر بباذام فقتله هرب داذويه ومن تبعه.
والقصة مشهورة في المغازي. وممّن أخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه. قال:
حدثنا زيد بن المبارك وغيره، حدثنا محمد بن الحسن الصنعانيّ، حدثنا سليمان بن وهب
__________
(1) من أدينار بن حبان.
(2) أسد الغابة ت (1523) ، الاستيعاب ت (705) .
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 64، أسد الغابة ت (1504) ، الاستيعاب ت (697) .(2/330)
عن النعمان بن بزرج- بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم- قال: خرج الأسود العنسيّ، فذكر قصة غلبته على صنعاء اليمن وقتل باذام عامل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستصفى امرأته المرزبانة لنفسه فتزوّجها وكانت تكرهه لما صنع بقومها، قال:
فأرست إلى داذويه وكان خليفة باذام وإلى فيروز وإلى خرزاذ بزرج وجرجست الفارسيّين، فائتمروا على قتل الأسود، وكان على بابه ألف رجل للحرس، فجعلت المرزبانة تسقيه الخمر، فكلما قال لها شوبيه سقته صرفا حتى سكر وقام فدخل في الفراش وهو من ريش، وعمد داذويه وأصحابه إلى الجدار فنضحوه بالخل، وحفروا بحديدة حتى فتحوه، ودخل داذويه وجرجست فهابا أن يقتلاه، ودخل فيروز وابن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش، فتناول فيروز رأسه فعصر عنقه فدقّها، وطعنه خرزاذ بالخنجر فشقّه، ثم احتز رأسه وخرجوا.
وأورده البيهقيّ في «الدلائل» من هذا الوجه، وذكر غيره أن الّذي احتزّ رأسه قيس بن مكشوح المراديّ، ثم إن قيسا خاف من الطلب بدم العنسيّ، فخرج فيروز ليسقي فرسه فخلا قيس بداذويه وهو شيخ كبير فضربه بالسيف حتى برد، فحمله فألقاه في مكانه.
ولما بلغ الخبر قيسا لم يعد إلى بيته، ورفع الأمر إلى أبي بكر الصّديق، فأحلف قيسا يمينا أنه لم يقتل داذويه فحلف. ثم سأل عمر عمرو بن معديكرب من قتل العنسيّ؟ فقال:
فيروز. قال: من قتل داذويه؟ فقال: قيس، فقال عمر: بئس الرجل قيس إذا.
وله ذكر في ترجمة جشيش «1» الديلميّ في حرف الجيم.
الدال بعدها الثاء
2422
ز- دثار بن سنان «2» بن النمر:
بن قاسط، مخضرم. له ذكر في ترجمة الحطيئة، ومن شعر دثار هذا:
تقول خليلتي لمّا اشتكينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان
فقلت ادعي وأدعو إنّ أندى ... لصوت أن ينادي داعيان
فمن يك سائلا عنّي فإنّي ... أنا النّمريّ جار الزّبرقان
«3» [الوافر]
2423 ز- دثار بن عبيد:
بفتح أوله- ابن الأبرص.
__________
(1) من أ: حسيس.
(2) من أشيبان.
(3) تنظر الأبيات من الأغاني 2/ 190.(2/331)
كان أبوه من مشاهير الشّعراء في الجاهليّة، ومات قبل الإسلام، ولد لدثار هذا ولد يقال له يزيد أو بدر «1» روى عن عليّ بن أبي طالب، وروى عنه سماك بن حرب، ومقتضاه أن يكون لأبيه إدراك إن لم يكن له صحبة.
الدال بعدها الجيم
2424 ز- دجاجة بن ربيعة:
بن عامر بن مالك بن كلاب العامريّ ثم الجعفريّ، أخو لبيد الشاعر.
له إدراك وكان ولده عبد اللَّه من أشراف أهل الكوفة. ذكره ابن الكلبيّ
«2» .
القسم الرابع
الدال بعدها الألف
2425
ز- داود بن عاصم «3» بن عروة
بن مسعود الثقفي.
استدركه ابن فتحون فوهم، وليست له صحبة ولا رواية. والحديث الّذي استند إليه ما رواه ابن إسحاق، عن نوح بن حكيم، عن داود- رجل ولدته أم حبيبة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: مراده بقوله: إن أم حبيبة ولدته أنها ولدت أباه. واللَّه أعلم.
الدال بعدها الراء والعين
2426- درهم:
والد معاوية، تقدم في جاهمة.
الدال بعدها العين
2427
- دعامة «4» بن عزيز
بن عمرو بن ربيعة بن عمران بن الحارث السدوسيّ، والد قتادة.
ذكره ابن مندة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف،
فروى ابن مندة من طريق محمد بن جامع العطار، عن عبيس «5» بن ميمون، عن قتادة، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الحمّى حظّ المؤمن من النّار «6» .
وقال الشاذكوني عن عبيس عن
__________
(1) من أ: يزيد أو بدن.
(2) سقط من أ.
(3) تنقيح المقال 3849، جامع الرواة 1/ 305، جامع الرجال 1/ 746، الأعلمي 18/ 21.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 165، أسد الغابة ت (1511) .
(5) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 309 وقال رواه البزار وإسناده حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال
(6) حديث رقم 6746 وعزاه لابن أبي الدنيا عن عثمان.(2/332)
قتادة عن أنس، وهو الصّواب، أخرجه أبو نعيم..
الدال بعدها الفاء
2428- دفة بن إياس:
بن عمرو الأنصاريّ «1» .
ذكره أبو عمر فقال: بدريّ.
قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما هو ودفة، أوله واو- وسيأتي في مكانه على الصواب.
الدال بعدها اللام
2429- دلجة بن قيس «2»
. تابعيّ مشهور، ذكره ابن مندة: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فأورد من طريق المسيب بن واضح، عن ابن المبارك، عن سليمان التيميّ، عن أبي تميمة، عن دلجة بن قيس، قال: قال لي الحكم بن عمرو الغفاريّ: أتذكر يوم نهى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الدّبّاء والمزفّت؟ قال: قلت نعم. وأنا شاهد على ذلك.
قال ابن مندة: رواه غير واحد عن ابن المبارك، فقالوا: عن دلجة أن رجلا قال للحكم، وهو الصّواب.
ورواه يحيى القطان عن التيمي، فقال: إن الحكم قال لرجل.
قلت: وكذا قال أحمد في «مسندة» عن أبي عديّ عن التيميّ.
2430- دليم «3»
: ذكره أبو نعيم وأبو موسى في الصّحابة من طريق الحسن بن سفيان في الوحدان بإسناده عن أبي الخير، عن رجل يقال له دليم أنه سأله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن السّكركة فنهاه عنه، كذا رواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عنه. ورواه ابن إسحاق وعبد الحميد بن جعفر عن يزيد، فقالا: ديلم، وهو الصّواب.
الدال بعدها الهاء
2431 ز- دهين:
بالتصغير. يأتي التنبيه عليه في زهير في حرف الزّاي.
__________
(1) أسد الغابة ت (1514) ، الاستيعاب ت (702) .
(2) أسد الغابة ت (1516) .
(3) أسد الغابة ت (1517) .(2/333)
الدال بعدها الياء
2432 ز- دينار «1»
، والد عمرو. ذكره عبدان في الصّحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته ولا على إدراكه. نبّه عليه أبو موسى.
2433 ز- دينار الحجّام:
ذكر أبو عمر أنه اسم أبي ظبية، وقد بينت من ردّ عليه ذلك في ترجمة أبي ظبية في الكنى
«2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1524) .
(2) سقط من أ.(2/334)
حرف الذال المعجمة
القسم الأول
الذال بعدها الألف
2434- ذابل بن الطفيل «1»
: بن عمرو الدوسيّ.
روى البيهقيّ في «الدّلائل» وأبو سعد في «شرف المصطفى» ، وابن مندة من طريق قدامة بن عقيل الغطفانيّ، عن جمعة بنت ذابل بن الطفيل بن عمرو، عن أبيها أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قعد في مسجده، فقدم عليه خفاف بن نضلة بن بهدلة الثقفيّ..
الحديث.
الذال بعدها الباء
2435 ز- ذباب «2»
: بموحدتين الأولى خفيفة وضم أوله، ابن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس اللَّه بن سعد العشيرة المذحجيّ.
روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدّثنا الحسن بن كثير، حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة، عن أبي خيثمة عبد الرحمن بن أبي سبرة، قال: كان لسعد العشيرة صنم يقال له قرّاص يعظمونه، وكان سادنه رجلا يقال له ابن وقشة، قال عبد الرحمن: فحدّثني ذباب بن الحارث، قال: كان لابن وقشة رئيّ من الجن يخبره بما يكون، فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء، فنظر إليّ فقال: يا ذباب، يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث محمد بالكتاب، يدعو بمكة فلا يجاب. قال: فقلت له: ما هذا؟ قال: لا أدري، كذا قيل لي، فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بمخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلمت وثرت إلى الصّنم فكسرته، ثم أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت، وقال ذباب في ذلك:
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، أسد الغابة ت (1525) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167.(2/335)
تبعت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... وخلّفت قرّاصا بدار هوان «1»
ولمّا رأيت اللَّه أظهر دينه ... أجبت رسول اللَّه حين دعاني
[الطويل] وأخرجه ابن مندة في دلائل النبوّة له من هذا الوجه، وأغفله في الصحابة، فاستدركه أبو موسى.
قلت: ورواه المعافى في الجليس عن ابن دريد بإسناد آخر، قال: حدّثنا السّكن بن سعيد، عن عباس بن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه.
وذكره البيهقيّ في «الدّلائل» معلقا.
وروى ابن سعد عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن سلمة بن عبد اللَّه بن شريك النخعي، عن أبيه، قال: كان عبد اللَّه بن ذباب الأنسي، مع عليّ بصفين، وكان له غناء.
2436 ز- ذباب بن فاتك:
بن معاوية الضبيّ.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، فقال: كان رئيسا في قومه شاعرا فارسا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلم يسلم. ثم أقبل يحصحص عليه، فطلبه فهرب، ثم أقبل عائذا به صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم وأنشده شعرا يمدحه به يقول فيه:
أنت الّذي تهدي معدّا لدينها ... بل اللَّه يهديها وقال لك أشهد
[الطويل] لم يذكر المرزبانيّ إلا هذا البيت، وهو معروف لغيره، وهو سارية بن زنيم، ثم قال:
نزل بعد ذلك البصرة.
2437 ز- ذباب بن معاوية العكلي.
شاعر له مديح في النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. كذا رأيت في المسودة فليحرر، فلعله الأول.
الذال بعدها الراء
2438 ز- ذرّ بن أبي ذر الغفاريّ.
ذكره الحافظ شرف الدّين الدّمياطيّ في السيرة النبويّة أنه كان راعي لقاح رسول اللَّه
__________
(1) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (1526) .(2/336)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم التي كانت بالغابة، فأغار عليها عيينة بن حصن فاستقاها هو ومن معه فقتلوا الراعي وسبوا امرأته، فكان ذلك سبب غزوة الغابة التي صنع فيها سلمة بن الأكوع ما صنع. والقصّة عند ابن إسحاق وفي صحيح مسلم وغيره مطوّلة، ولم يسمّ أحد منهم اسم الراعي.
وذكر ابن سعد في «الطبقات» أن ابن أبي ذر استشهد في غزوة ذي قرد، فكأنه هو.
2439 ز- ذريح:
بفتح أوله وآخره مهملة، بوزن عظيم.
ذكره ابن فتحون، وقال: وقع في التفسير أن زيد الخيل قال: يا نبيّ اللَّه، إن فينا رجلين يقال لأحدهما ذريح ... فذكر حديثا في نزول قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ [المائدة: 4] .
قلت: وجدته في الأخبار المنثورة لابن دريد، قال: أخبرنا عمي، عن أبيه، عن هشام بن الكلبيّ، أخبرني رجل من طيِّئ، قال: قال زيد الخيل للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: يا رسول اللَّه، فينا رجلان يقال لأحدهما ذريح وللآخر أبو حدانة «1» ، ولهما أكلب خمسة يأخذن الظباء، فما تقول فيهن؟ فأنزل اللَّه تعالى الآية. ثم وجدته في تفسير ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: نزلت هذه الآية في عديّ بن حاتم وزيد الخيل الطائيين، وذلك أنهما جاءا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالا: يا رسول اللَّه، إنا قوم نصيد الكلاب والبزاة، وإن كلاب آل ذريح تصيد البقر والحمير والظّباء، فذكر الحديث، فهذا يدل عن أن ذريحا بطن من طيِّئ لا اسم رجل بعينه يمكن أن يكون له صحبة. فاللَّه أعلم.
الذال بعدها الراء
[2440- ذرع الخولانيّ «2»
: يكنى أبا طلحة، وهو بها أشهر. يأتي في الكنى]
«3» .
الذال بعدها الفاء
2441- ذفافة الراعي «4»
: له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبد الرّحمن.
استدركه ابن الأمين وابن الأثير في حرف الذّال المعجمة، وقد أشرت إليه في المهملة.
__________
(1) في أ: أبو صدافة.
(2) أسد الغابة ت (1527) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 167،.
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1528) .(2/337)
الذال بعدها الكاف
2442- ذكوان بن عبد قيس «1»
: بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الخزرجي. يكنى أبا السبع. ذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود في أهل العقبة، وفيمن استشهد بأحد.
وقال ابن المبارك في الجهاد عن عاصم بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح: لما خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أحد قال: من ينتدب؟ فقام رجل من بني زريق يقال له ذكوان بن عبد قيس أبو السّبع، فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من أحبّ أن ينظر إلى رجل يطأ بقدمه غدا خضرة الجنّة فلينظر إلى هذا» . وذكر الحديث بطوله.
وروى الواقديّ من طريق خبيب بن عبد الرّحمن، قال: لما خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة بمكة فسمعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأتياه فعرض عليهما الإسلام فأسلما فكانا أوّل من قدم المدينة بالإسلام.
وروى عمر بن شبّة في أخبار المدينة بإسناد له إلى أنس بن مالك أن سعد بن أبي وقاص اشترى من ذكوان بن عبد قيس بئر السقيا ببعيرين. ومن طريق جابر نحوه، وزاد أن أباه أوصاه أن يشتريها، قال: فوجدت سعدا قد سبقني.
2443 ز- ذكوان بن عبيد «2»
: بن ربيعة بن خالد بن معاوية الأنصاري.
ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
2444- ذكوان بن يامين بن عمير:
بن كعب من بني النضير «3» .
كان يهوديا فقيل: إنه أسلم. استدركه أبو علي الجياني على أبي عمر، فأورد من طريق ابن إسحاق أنّ ذكوان لقي أبا ليلى وعبد اللَّه بن مغفّل باكيين، فقال: ما يبكيكما، قالا: جئنا نستحمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فلم نجد عنده ما يحملنا. قال:
فأعطاهما ناضجا وزوّدهما، وذلك في غزوة تبوك.
قال الجياتي: هذا يدل على أنه أسلم، ولا يعين على الجهاد إلا مسلم.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، الوافي بالوفيات 14/ 38، التحفة اللطيفة 2/ 45، عنوان النجابة 80، الاستبصار 48، أصحاب بدر 205، الجرح والتعديل 3/ 2038، تبصير المنتبه 48/ 1269، أسد الغابة ت (1531) ، الاستيعاب ت (710) .
(2) في أذكوان بن عتبة.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، أسد الغابة ت (1532) ، الاستيعاب ت 713.(2/338)
قلت: لا يتعين ذلك، لاحتمال أن يكون أعان عدوّة على عدوه.
2445
- ذكوان «1» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
ذكره ابن حبّان في الصّحابة،
وروى البغويّ والطّبراني من طريق شريك، عن عطاء بن السّائب، قال: أوصى أبي بشيء لبني هاشم، فجئت أبا جعفر، فبعثني إلى امرأة عجوز- وهي بنت علي- فقالت: حدّثني مولى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له طهمان أو ذكوان، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تحلّ الصّدقة لي ولا لأهل بيتي»
البغويّ والطّبراني من طريق شريك، عن عطاء بن السّائب، قال: أوصى أبي بشيء لبني هاشم، فجئت أبا جعفر، فبعثني إلى امرأة عجوز- وهي بنت علي- فقالت: حدّثني مولى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له طهمان أو ذكوان، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تحلّ الصّدقة لي ولا لأهل بيتي» «2» . قال البغويّ: وروى عن شريك، فقال مهران، وقيل ميمون، وقيل باذام، ولا أدري أيهما الصّواب.
قلت: وقيل فيه أيضا هرمز. وقيل كيسان. وهي رواية جرير عن عطاء [وقيل مهران، وهو أصحها، فإنّها رواية سفيان الثّوري عن عطاء] «3» بن السّائب في هذا الحديث.
2446- ذكوان، مولى بني أمية «4»
: قال عبد الرّزّاق: حدّثنا عمر بن حوشب، عن إسماعيل بن أمية، عن أبيه عن جدّه:
كان لنا غلام يقال له ذكوان أو طهمان فعتق بعضه، فذكر القصّة مرفوعة.
قلت: وقيل فيها رافع. وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى.
2447- ذكوان:
مولى الأنصار «5» .
روى أبو يعلى من حديث جابر قال: ابتعنا بقرة في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فانفلتت منا، فعرض لها مولى لنا يقال له ذكوان بسيف في يده فضربها فوقعت فلم ندرك ذكاتها، فسألنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ما فاتكم من هذه البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش»
«6» . وفي إسناده حرام بن عثمان وهو ضعيف جدا.
__________
(1) الثقات 3/ 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، التحفة اللطيفة 2/ 46، أسد الغابة ت (1530) ، الاستيعاب ت (712) .
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6939.
(3) سقط من أ.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، أسد الغابة ت (1529) ، الاستيعاب ت (711) .
(5) تجريد أسماء الصحابة تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، أسد الغابة ت (1533) .
(6) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 15625 وعزاه لأبي نعيم عن جابر وسنده ضعيف جدا.(2/339)
2448- ذكوان السّلميّ:
بضم أوله، وليس بالذي قبله.
ذكر الأمويّ في المغازيّ عن ابن إسحاق أنه شهد فتح مكّة مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله سلّم، قال: وفيه يقول عباس بن مرداس السلميّ:
وإنّا مع الهادي النّبيّ محمّد ... وفينا ولم يستوبها معشر إلفا
خفاف وذكوان وعوف تخالهم ... مصاعب راقت في طروقتها كلفا
[الطويل] واستدركه ابن فتحون.
ذكر الأذواء مرتبا على ما بعد لفظة ذو
2449- ذو الأذنين. هو أنس «1»
: بن مالك.
مازحه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك فيما
أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس، قال: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا ذا الاثنين» .
2450- ذو الأصابع الجهنيّ «2»
: وقيل التميمي وقيل الخزاعي.
ذكره التّرمذيّ في الصّحابة.
وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا؟ قال: «عليك بالبيت المقدس ... » «3»
الحديث.
وذكره البخاريّ في ترجمة أبي عمران، واسمه سليم مولى أبي الدّرداء، وقال: ليس بالقائم. وأخرجه البغويّ، وزاد في إسناده بين عثمان وأبي عمران رجلا وهو زياد بن أبي سودة. وقال فيه: عن ذي الأصابع ... رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وكذلك أخرجه ابن شاهين وأبو نعيم. قال البغويّ: رواه الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عمران ذي الأصابع والّذي قبله أولى بالصّواب.
وذكره موسى بن سهل الرّمليّ فيمن نزل فلسطين من الصّحابة، وزعم ابن دريد في كتاب الوشاح أن اسمه معاوية.
__________
(1) أسد الغابة ت (1535) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، الثقات 3/ 119، التاريخ الكبير 3/ 264، بقي بن مخلد 505، أسد الغابة ت (1536) ، الاستيعاب ت (714) .
(3) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 983.(2/340)
2451- ذو البجادين المزني «1»
: اسمه عبد اللَّه [بن عبد نهم] «2» سيأتي في العين.
2452 ز- ذو الثديّة:
له ذكر فيمن قتل مع الخوارج في النهروان، ويقال هو ذو الخويصرة الآتي.
وقال أبو يعلى في مسندة رواية ابن المقري عنه: حدثنا محمد بن الفرج، حدثنا محمد الزبرقان، حدثني موسى بن عبيدة، أخبرني هود بن عطاء، عن أنس، قال: كان في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل يعجبنا تعبّده واجتهاده، وقد ذكرنا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم باسمه فلم يعرفه، فوصفناه بصفته فلم يعرفه، فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا: هو هذا. قال: إنكم لتخبروني عن رجل إنّ في وجهه لسفعة من الشيطان، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «فأنشدك اللَّه، هل قلت حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل منّي- أو خير منّي» . قال: اللَّهمّ نعم. ثم دخل يصلي، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«من يقتل الرّجل» ؟ فقال أبو بكر، أنا، فدخل عليه فوجده يصلّي، فقال: سبحان اللَّه، أقتل رجلا يصلي، وقد نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن قتل المصلّين. فخرج، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما فعلت» ؟ قال: كرهت أن أقتله وهو يصلّي، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين. قال: «من يقتل الرّجل» ؟ قال عمر: أنا. فدخل فوجده واضعا جبهته. فقال عمر: أبو بكر أفضل منّي، فخرج فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«مه» . قال: وجدته واضعا وجهه للَّه، فكرهت أن أقتله. فقال: «من يقتل الرّجل» ؟ فقال علي: أنا. فقال: «أنت إن أدركته» . فدخل عليه فوجده قد خرج. فرجع إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال له: «مه» قال: وجدته قد خرج. قال: «لو قتل ما اختلف من أمّتي رجلان كان أوّلهم وآخرهم»
«3» . قال موسى: فسمعت محمد بن كعب يقول الّذي قتله عليّ ذو الثّدية.
قلت: ولقصة ذي الثدية طريق كثيرة جدا استوعبها محمد بن قدامة في كتاب الخوارج، وأصحّ ما ورد فيها ما
أخرجه مسلم في صحيحه، وأبو داود من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي أن عليّا ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد أو مجدّع
__________
(1) أسد الغابة ت (1537) .
(2) سقط من أ.
(3) أخرجه الدارقطنيّ في السنن 2/ 54، وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 229 وقال رواه أبو يعلى وفيه موسى ابن عبيدة وهو متروك، ورواه البزار باختصار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم وله طريق أطول من هذه الترجمة في الفتن.(2/341)
اليد، لولا أن تنظروا لنبأتكم ما وعد اللَّه الذين يقتلونهم على لسان محمّد. فقلت له: أنت سمعته؟ قال: إي وربّ الكعبة.
وقال أبو الرّبيع الزّهرانيّ: حدّثنا حماد، حدّثنا جميل بن مرة عن أبي الوضيء أن عليّا لما فرغ من أهل النهروان قال: التمسوا المجدع فطلبوه، ثم جاءوا فقالوا: لم نجده. قال:
أرجعوا ثلاثا، كلّ ذلك لا يجدونه، فقال علي: واللَّه ما كذبت ولا كذبت. قال: فوجدوه تحت القتلى في طين، فكأني انظر إليه حبشيّ عليه مريطة إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعيرات مثل الّذي على ذنب اليربوع.
أخرجه أبو داود.
قلت: وللقصّة الأولى شاهدان عند محمد بن قدامة. أحدهما من مرسل الحسن، فذكر شبيها بالقصّة. والآخر من طريق مسلمة بن أبي بكرة عن أبيه عن محمد بن قدامة، والحاكم في المستدرك، ولم يسمّ الرجل فيهما.
2453- ذو جدن الحبشي «1»
: ويقال ذو دجن. اسمه علقمة. يأتي.
2454 ز- ذو الحكم «2»
: عمرو بن حممة.
2455- ذو الجوشن الضّبابيّ «3»
: قيل: اسمه أوس بن الأعور. وبه جزم المرزبانيّ، وقيل شرحبيل- وهو الأشهر- ابن الأعور بن عمرو بن معاوية. وهو ضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وزعم ابن شاهين أن اسمه عثمان بن نوفل، قال مسلم: له صحبة. قال أبو السّعادات ابن الأثير: يقال إنه لقّب بذي الجوشن لأنه دخل على كسرى فأعطاه جوشنا فلبسه، فكأن أول عربي لبسه، وقال غيره: قيل له ذلك لأن صدره كان ناتئا. وكان فارسا شاعرا له في أخيه الصّميل مراث حسنة.
قلت: وله حديث عند أبي داود من طريق أبي إسحاق عنه. ويقال: إنه لم يسمع منه، وإنما سمعه من ولده شمر. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (1538) .
(2) سقط من أ.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، الثقات 3/ 120، تهذيب التهذيب 3/ 222، خلاصة تذهيب 1/ 312، الطبقات 131، بقي بن مخلد 385، تهذيب الكمال 1/ 397، تقريب التهذيب 1/ 238، التاريخ الكبير 3/ 566، الكاشف 1/ 298، الجرح والتعديل 3/ 2028، الأنساب 8/ 372، تبصير المنتبه 3/ 859، أسد الغابة ت (1539) ، الاستيعاب ت (715) .(2/342)
2456- ذو الخويصرة «1»
: التميمي-
ذكره ابن الأثير في الصّحابة مستدركا على من قبله، ولم يورد في ترجمته سوى ما أخرجه البخاريّ من حديث أبي سعيد، قال: بينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة- رجل من بني تميم:
يا رسول اللَّه، أعدل. فقال: «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل» ؟
الحديث.
وأخرجه من طريق تفسير الثعلبي ثم من طريق تفسير عبد الرزّاق كذلك، ولكن قال فيه: إذ جاءه ذو الخويصرة التّميمي، وهو حرقوص بن زهير. فذكره.
قلت: ووقع في موضع آخر في البخاريّ، فقال: عبد اللَّه بن ذي الخويصرة. وعندي في ذكره في الصّحابة وقفة. وقد تقدم في الحاء المهملة.
2457- ذو الخويصرة اليماني «2»
: روى أبو موسى في «الذّيل» من طريق أبي زرعة الدمشقيّ، ثم من طريق سليمان بن يسار، قال: اطلع ذو الخويصرة اليمانيّ. وكان أعرابيا جافيا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسجد، فلما رآه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «هذا الّذي بال في المسجد» . فلما وقف قال: أدخلني اللَّه وإياك الجنة ولا أدخلها غيرنا. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سبحان اللَّه! ويحك! احتظرت واسعا» . ثم قال: فدخل فبال الرجل في المسجد، فصاح به الناس. وعجبوا لقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يسّروا» ، يقول «علّموه» . وأمر رجلا فأتى بسجل من ماء فصبّه على مباله.
هذا مرسل وفي إسناده انقطاع أيضا. وقصّة الرجل الّذي بال في المسجد مخرجة في الصحيح من حديث أبي هريرة، ومن حديث أنس بغير هذا السياق ولم يسمّ الرجل. وكذا
أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وزاد فيه: فقال الأعرابيّ بعد أن فقه: فقام إليّ، بأبي وأمي، فلم يؤنب ولم يسبّ، فقال: «إنّ هذا المسجد لا يبال فيه» ... الحديث.
2458- ذو الخيار:
واسمه عوف بن ربيع الأسديّ. يأتي.
2459- ذو خيوان الهمدانيّ اليماني «3»
: اسمه: [عك.
__________
(1) أسد الغابة ت (1541) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 169، أسد الغابة ت (1542) .
(3) أسد الغابة ت (1543) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 169.(2/343)
روى حديثه البزّار، وعبدان، من طريق مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر، قال:
أسلم] «1» عك ذو خيوان فقيل له: انطلق إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخذ منه الأمان. فقدم عليه فقال: يا رسول اللَّه، إن مالك بن مرارة قدم علينا يدعو إلى الإسلام، فأسلمنا ولي أرض فيها رقيق فاكتب لي كتابا. فكتب له وإسناده ضعيف.
وقد رواه أبو يعلى مطوّلا، وتأتي الإشارة إليه في ترجمة عامر بن شهر.
2460- ذو دجن «2»
: روى ابن شاهين، من طريق ابن الكلبيّ، عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جدّه، قال: قدم ذو منادح وذو دجن وذو مهدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال لهم: «انتسبوا» . فقال ذو مهدم:
على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... صوارم يفلقن الحديد المذكّرا
«3» [الطويل] وأخرجه ابن مندة من طريق وحشي بن إسحاق بن وحشي بن حرب بن وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه، قال: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اثنان وسبعون من الحبشة، منهم ذو مناحب وذو مهدم وذو دجن وذو مخبر.
كذا قال: ولم يذكر ذا حدب، فأظنّه غيره، فإنه لم يسرد أسماء السبعين.
2461 ز- ذو الرأي:
هو الحباب بن المنذر الأنصاريّ. تقدم.
2462- ذو الزوائد الجهنيّ «4»
: ذكره الترمذي في الصحابة. ويقال فيه أبو الزوائد.
وزعم الطبرانيّ أنه ذو الأصابع المتقدم، وعندي أنه غيره.
وقد روى مطين والطّبرانيّ في «التهذيب» وغيرهما من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة بن سهل، قال: أول من صلّى الضّحى رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال ذو الزوائد. وفي رواية مطين أبو الزوائد.
__________
(1) سقط في ت.
(2) أسد الغابة ت (1544) .
(3) ينظر البيت في الإكمال 2/ 279.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 169، الثقات 3/ 119، تهذيب التهذيب 3/ 523، خلاصة تذهيب 1/ 312، تهذيب الكمال 1/ 379، التحفة اللطيفة 2/ 48، تقريب التهذيب 1/ 238، التاريخ الكبير 3/ 265، الكاشف 1/ 298، بقي بن مخلد 872، الجرح والتعديل 3/ 2029، أسد الغابة ت (1545) ، الاستيعاب ت (716) .(2/344)
وروى أبو داود والحسن بن سفيان من طريق سليم بن مطين، عن أبيه، عن ذي الزوائد: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجة الوداع أمر الناس، ونهى، ثم قال: «ألا هل بلّغت» ... الحديث.
2463- ذو السّيفين «1»
: هو أبو الهيثم بن التيّهان الأنصاريّ. يأتي في الكنى.
2464- ذو الشّمالين «2»
: عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن [عمرو بن] «3» غبشان بن مالك بن أفصى الخزاعي، حليف بني زهرة. يقال اسمه عمير، ويقال عمرو، ويقال عبد عمرو. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بها. وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره.
ووقع في رواية للزهريّ في قصّة السهو في الصّلاة أنه الّذي قال: يا رسول اللَّه، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ وسيأتي بيان ذلك في ترجمة عبد عمرو.
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي شيبة الواسطي، عن الحكم، قال كان عمار مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثلاثة كلهم أضبط: ذو الشّمالين، وعمر بن الخطّاب، وأبو ليلى. انتهى.
والأضبط هو الّذي يعمل بيديه جميعا.
2465 ز- ذو الشّهادتين:
هو خزيمة بن ثابت تقدم.
2466- ذو العقيصتين:
هو ضمام بن ثعلبة. يأتي.
2467 ز- ذو العين:
هو قتادة بن النعمان. يأتي.
2468- ذو الغرّة الجهنيّ «4»
: ويقال الهلالي.
روى عبد اللَّه في زيادات المسند، والبغويّ، وابن السّكن، من طريق أبي جعفر الرازيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ذي الغرّة، قال: عرض أعرابي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسأله عن الصّلاة في أعطان الإبل. قال: «لا» .
والراويّ له عن أبي جعفر عبيدة بن معتب، وهو ضعيف، وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة، فقالا: عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، وهو أبو جعفر الرازيّ، عن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، قال حجاج بن أرطاة أو أسيد بن حضير. بالشك.
__________
(1) في أذو الشفتين.
(2) أسد الغابة ت (1546) ، الاستيعاب ت (717) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (1549) ، الاستيعاب ت (719) .(2/345)
وقد صحّح الحديث من رواية الأعمش أحمد وابن خزيمة وغيرهما. ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن يعيش الجهنيّ به، وكذا قال عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، فيقال: هو اسم ذي الغرة.
وأخرجه أبو نعيم، من طريق جابر الجعفيّ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سليك.
قال ابن السّكن: لا يصح شيء من طرقه.
2469- ذو الغصة الحارثي «1»
: هو قيس بن الحصين. يأتي.
2470 ز- ذو الغصة، آخر:
اسمه الحصين بن يزيد بن شداد. تقدم.
2471- ذو قرنات «2»
: بفتحات، الحميري.
قال ابن يونس: يقال إن له صحبة. يروي عنه شعيب بن الأسود المعافريّ، وهانئ ابن جدعان اليحصبي، وغيرهما.
وروى البغويّ، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ذي قرنات. قال: لما توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قيل: يا ذا قرنات، من بعده؟ قال: الأمين يعني أبا بكر. قيل: فمن بعده؟ قال: قرن من حديد- يعني عمر. قيل:
فمن بعده؟ قال: الأزهر- يعني عثمان. قيل: فمن بعده؟ قال: الوضّاح المنصور- يعني معاوية.
قال البغويّ: عثمان ضعيف، ولا أحسب سعيدا أدركه، ولا أحسبه هو سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شيئا.
وزعم الخطيب عن ابن سميع أن اسمه جابر بن أزد، وتعقبه ابن عساكر بأن الّذي عند ابن سميع ذو قرنات جابر بن أزد، وهما اثنان، قال: فظن الخطيب لما لم يجد بينهما فاصلة أنهما واحد، ثم ساقه عن ابن سميع في تسمية من روى عن عمر ممن أدرك الجاهليّة ذو قرنات.
وقال ابن مندة: اختلف في صحبته، وأخرج من طريق أبي إدريس الخولانيّ، قال:
كان أبو مسلم الجليلي معلّم كعب الأحبار، وكان يلومه على إبطائه عن الإسلام، قال كعب:
__________
(1) أسد الغابة ت (1550) ، الاستيعاب ت (720) .
(2) أسد الغابة ت (1551) .(2/346)
فخرجت حتى أتيت ذا قرنات، فقال لي: أين تقصد يا كعب؟ فأخبرته، فقال: لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التّراب، فخرجت فإذا أنا براكب فقال: مات محمد وارتدّت العرب ...
الحديث.
وروى الرّويانيّ في مسندة من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه يذكر أنّ معاوية قال لكعب: دلّني على أعلم الناس. قال: ما أعلمه إلا ذا قرنات، وهو باليمن، فبعث إليه معاوية وهو بالغوطة، فتلقاه كعب فوضع رأسه له ووضع الآخر له رأسه، فذكر قصّة طويلة. وفي ضمنها أنه كان يهوديا.
واستنكرها ابن عساكر، لأن كعبا مات قبل أن يلي معاوية الخلافة، وهو كما قال.
قلت: والقصّة التي قبلها تشعر أيضا بأنه لم يسلم. فاللَّه أعلم.
2472- ذو الكلاع الحميري «1»
: روى ابن أبي عاصم، وأبو نعيم، من طريق حسّان بن كريب عن ذي الكلاع: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «اتركوا التّرك ما تركوكم»
«2» تفرد به ابن لهيعة، فإن كان حفظه فهو غير ذي الكلاع الآتي ذكره في القسم الثالث.
2473- ذو اللحية الكلابيّ «3»
: قال سعيد بن يعقوب: اسمه شريح. [وقال ابن قانع:
شريح بن عامر، وحكاه البغويّ] «4» ، وقال المفضل الغلابي هو الضّحاك بن سفيان. [وقال ابن الكلبيّ. ذو اللحية شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، ولم يصفه بغير ذلك] «5» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 170، الوافي بالوفيات 14/ 43، التاريخ الكبير 3/ 266، الجرح والتعديل 3/ 2032، أسد الغابة ت (1552) ، الاستيعاب ت (721) .
(2) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ولفظه دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم. أبو داود 2/ 515 كتاب الملاحم باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة حديث رقم 4302. قال الهيثمي في الزوائد 5/ 307 عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول اتركوا الترك ما تركوكم رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 176، والطبراني في الكبير 7/ 224، 19/ 375 وكنز العمال حديث رقم 10934، 10951، 10952.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 170، تهذيب التهذيب 3/ 223، خلاصة تذهيب 1/ 312، الطبقات 307، تهذيب الكمال 1/ 397، تقريب التهذيب 1/ 238، التاريخ الكبير 3/ 265، الجرح والتعديل 3/ 2030، ذيل الكاشف 419، أسد الغابة ت (1553) ، الاستيعاب ت (732) .
(4) سقط من أ.
(5) سقط من أ.(2/347)
روى البغويّ والطّبرانيّ، والحسن بن سفيان، وابن قانع، وابن أبي خيثمة وغيرهم من طريق سهل بن أسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن ذي اللّحية الكلابيّ، أنه قال: يا رسول اللَّه، أنعمل في أمر مستأنف أم في أمر قد فرغ منه؟ الحديث.
2474- ذو اللّسانين»
: هو موله بن كثيف. يأتي.
2475- ذو مخبر «2»
: يقال ذو مخمر الحبشي، ابن أخي النّجاشي.
وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وخدمه، ثم نزل الشام، وله أحاديث أخرج منها أحمد، وأبو داود وابن ماجة، منها عند أبي داود من طريق حريز بن عثمان، عن يزيد ابن صبيح عن ذي مخبر، وكان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر حديثا في نومهم عن الصّلاة.
روى أبو داود أيضا من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، قال: انطلق بنا إلى ذي مخبر، رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة، فقال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ستصالحون الرّوم» «3» ... الحديث.
2476 ز- ذو المشعار:
هو مالك بن نمط، يأتي.
2477- ذو مرّان «4»
: هو عك يأتي.
2478- ذو مناحب «5»
: وذو منادح «6» ، وذو مهدم «7» - تقدم حديثهم في ذي دجن.
وذكر عبد الصّمد بن سعيد في طبقات الحمصيين الأول والثالث لكن قال ذو مناخب
__________
(1) أسد الغابة ت (1554) .
(2) الطبقات الكبرى 7/ 425، طبقات خليفة 307، مقدمة مسند بقي بن مخلد 103، الجرح والتعديل 3/ 447، التاريخ الكبير 3/ 264، المعجم الكبير 4/ 277، الإكمال 7/ 209، تهذيب الكمال 8/ 531، تجريد أسماء الصحابة 1/ 170، الكاشف 1/ 230، الوافي بالوفيات 14/ 49، تهذيب التهذيب 3/ 224، تقريب التهذيب 1/ 239، خلاصة تذهيب التهذيب 13، تاريخ الإسلام 1/ 204، أسد الغابة ت (1555) ، الاستيعاب ت (724) .
(3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 95 كتاب الجهاد باب في صلح العدو حديث رقم 2767، 2/ 512 كتاب الملاحم باب (2) ما يذكر من ملاحم الروم حديث رقم 4292، وابن ماجة في السنن 2/ 1369 كتاب الفتن باب (35) الملاحم حديث رقم 4089. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة، 2/ 1369 إسناده حسن وروى أبو داود بعضه وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 326 والطبراني في الكبير 4/ 278، والحاكم في المستدرك 4/ 421، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38451.
(4) أسد الغابة ت (1556) .
(5) أسد الغابة ت (1557) .
(6) أسد الغابة ت (1558) .
(7) أسد الغابة ت (1559) .(2/348)
بخاء معجمة وذو مهدب آخره موحدة. وقال: لا يوجد منهما حديث.
2479 ز- ذو النخامة:
لا أعرف اسمه.
روى ابن أبي الدّنيا في المرض والكفارات له من طريق الربيع بن صبيح، عن غالب القطّان أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على ذي النخامة، وهو موعوك فقال: «منذ كم» ؟ قال: منذ سبع قال: «اختر إن شئت دعوت اللَّه لك أن يعافيك، وإن شئت صبرت ثلاثا، فتخرج منها كيوم ولدتك أمّك» قال: أصبر يا رسول اللَّه.
في إسناده ضعف مع إرساله.
2480 ز- ذو النّسعة:
بكسر أوله وسكون المهملة، لا أعرف اسمه.
ثبت ذكره في حديث البخاريّ «1» ، وروى أصحاب السّنن من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قتل رجل على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فدفعه إلى وليّ المقتول، فقال القاتل: لا واللَّه، ما أردت قتله. فقال لوليّ المقتول: إن كان صادقا فقتلته دخلت النار. فخلّى سبيله، وكان مكتوفا بنسعة فخرج يجرّ نسعته فسمي ذا النّسعة.
لفظ النسائي.
وأخرج مسلم معناه أو قريبا منه حديث وائل بن حجر، ولكن ليس في آخره، فسمي ذا النّسعة.
والنّسعة، بكسر النون وسكون المهملة بعدها مهملة هو الحبل.
2481- ذو النمرق:
هو النعمان بن زيد الكندي. يأتي.
2482 ز- ذو النّور:
هو الطفيل بن عمرو الدّوسي.
[يقال: هو الطفيل بن الحارث، ويقال عبد اللَّه بن الطفيل: قاله المرزبانيّ في معجمه] «2» يأتي.
2483 ز- ذو النّور:
آخر هو عبد الرحمن بن ربيعة. يأتي.
2484 ز- ذو النّور:
سراقة بن عمرو. يأتي.
2485- ذو النّورين: عثمان بن عفان:
مشهور بها، والمشهور أن ذلك لكونه تزوّج ببنتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واحدة بعد أخرى.
__________
(1) في أحديث صحيح.
(2) سقط من أ.(2/349)
وروى أبو سعد الماليني بإسناد فيه ضعف عن سهل بن سعد، قال: قيل لعثمان ذو النورين لأنه يتنقل من منزل إلى منزل في الجنّة فتبرق له برقتان، فلذلك قيل له ذلك.
2486 ز- ذو النّون:
بنونين، هو طليحة بن خويلد الأسدي. يأتي.
2487- ذو اليدين السّلمي «1»
: يقال هو الخرباق.
وفرّق بينهما ابن حبّان، قال أبو هريرة: صلّى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إحدى صلاتي العشيّ، فسلم في ركعتين، فقام رجل في يديه طول يدعى ذا اليدين، فقال: يا رسول اللَّه، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ «2» الحديث. أخرجاه من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة.
وروى الحسن بن سفيان والطّبراني وغيرهما، من طريق شعيث بن مطير، عن أبيه أنه لقي ذا اليدين بذي خشب، فحدثه أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى بهم إحدى صلاتي العشيّ وهي العصر فصلى ركعتين، وخرج مسرعا إلى الناس ... فذكر الحديث.
روى ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن مهاجر أن محمد بن سويد أفطر قبل الناس بيوم، فأنكر عليه عمر بن عبد العزيز، فقال: شهد عندي فلان أنه رأى الهلال. فقال عمر: أو ذو اليدين هو؟
[ولذي اليدين ذكر في حديث آخر، يأتي ذكره في ترجمة أم إسحاق من كنى النساء]
«3» .
2488- ذو يزن «4»
: ذكره أبو موسى عن عبدان، قال: قدم ذو يزن، واسمه مالك بن مرارة على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من عند زرعة بن سيف بإسلامهم وإسلام ملوك اليمن فكتب له كتابا.
قلت: وستأتي ترجمته في الميم.
2489 ز- ذو يناق:
يأتي ذكره في ترجمة شهر.
ذكر بقية حرف الذال المعجمة
2490- ذؤاب «5»
: ذكر أبو موسى عن أبي الفتح الأزديّ، وساق بإسناد له ضعيف إلى أنس، قال: كان رجل يقال له ذؤاب يمرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فيقول: السلام
__________
(1) أسد الغابة ت (1560) ، الاستيعاب ت (725) .
(2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 336.
(3) سقط من أ.
(4) أسد الغابة ت (1561) .
(5) أسد الغابة ت (1562) .(2/350)
عليك يا رسول ورحمة اللَّه وبركاته، فيرد عليه ... فذكر الحديث.
2491- ذؤالة بن عوقلة اليمانيّ «1»
. روى أبو موسى بإسناد مظلم إلى هدبة، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: وفد وفد من اليمن وفيهم رجل يقال له ذؤالة بن عوقلة اليماني، فوقف بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه من أحسن الناس خلقا وخلقا؟ قال: «أنا يا ذؤالة ولا فخر»
فذكر حديثا طويلا ركيك الألفاظ جدّا آثار الوضع لائحة عليه.
2492- ذؤيب بن حارثة الأسلمي «2»
:، أخو أسماء بن حارثة وإخوته. تقدم ذكره في حمران بن حارثة.
2493 ز- ذؤيب بن حبيب:
بن تويت، بمثناتين مصغّرا، ابن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي.
ذكره عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن أبي غسّان المدني، قال: اتخذ ذؤيب بن حبيب دارا بالمصلّى مما يلي السّوق، وهي بأيدي ولده اليوم، [وساق نسبه، قال: وكانت له صحبة بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم]
«3» .
2494- ذؤيب بن حبيب الخزاعيّ:
يأتي في الّذي بعده.
2495- ذؤيب بن حلحلة «4»
: ويقال ابن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم الخزاعيّ، والد قبيصة.
وفرّق ابن شاهين بين ذؤيب والد قبيصة، وبين ذؤيب بن حبيب، والّذي روى عنه ابن عبّاس. وزعم ابن عبد البر أن أبا حاتم سبقه إلى ذلك، وهو خطأ.
قلت: ولم يظهر لي كونه خطأ، وأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن ابن معين أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أتى بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له وفاة أبيه، فهذا يدل على أنه مات في زمن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأما الّذي
روى عنه ابن عباس فحديثه عنه في
__________
(1) أسد الغابة ت (1563) .
(2) أسد الغابة ت (1564) . الاستيعاب ت (707) .
(3) سقط من أ.
(4) الثقات 3/ 120، تهذيب التهذيب 3/ 222، بقي بن مخلد 317، خلاصة تذهيب 1/ 312، الطبقات 107، تهذيب الكمال 1/ 396، التحفة اللطيفة 2/ 47، تقريب التهذيب 1/ 238، العقد الثمين 4/ 366، الرياض المستطابة 68، الكاشف 1/ 298، أسد الغابة ت (1565) ، الاستيعاب ت (708) .(2/351)
صحيح مسلم أنه حدثه أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول:
«إن عطب منها شيء ... » «1» فذكر الحديث.
وذكر ابن سعد أنه سكن قديدا «2» ، وعاش إلى زمان معاوية.
2496- ذؤيب بن شعثم «3» :
بضم الشين المعجمة والمثلثة بينهما عين مهملة. ويقال شعثن، آخره نون بدل الميم: ابن قرط بن جناب «4» بن الحارث بن جهمة بن عديّ بن جندب بن العنبر بن تميم التميمي العنبريّ.
قال ابن السّكن: له صحبة، وذكره ابن جرير، وابن السّكن، وابن قانع، والعقيلي وغير هم في الصّحابة.
وله أحاديث مخرجها عن ذريته وروى هو ابن شاهين من طريق عطاء بن خالد بن الزّبير بن عبد اللَّه بن رديح بن ذؤيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جده عن ذؤيب قال: غزوت مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثلاث غزوات.
وروى الطّبرانيّ من هذا الوجه عن ذؤيب أنّ عائشة قالت: إني أريد أن أعتق من ولد إسماعيل قصدا، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعائشة: «انتظري حتّى يجي سبي العنبر غدا» فجاء فقال لها: «خذي أربعة» . قال عطاء: فأخذت جدّي رديحا، وابن عمي سمرة وابن عمي رخيّا، وخالي زبيبا، فمسح النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رءوسهم وبرّك عليهم.
وروى ابن شاهين، وأبو نعيم، من طريق عطاء بن خالد بهذا الإسناد أنّ رسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّوا بأم زبيب، فأخذوا زريبتها، فلحق ذؤيب بالنبيّ صلى اللَّه
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1036 عن ذؤيب الخزاعي كتاب المناسك باب (101) في الهدي إذا عطب حديث رقم 3105 كان يتعوذ باللَّه من فتنة المغرب 1/ 123، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 145 والطبراني في الكبير 17/ 187.
(2) قديد: تصغير قدّ: اسم موضع قرب مكة، قال عبيد اللَّه بن قيس الرقيات:
قل لقند تشيّع الأضغانا ... وبم سرّ عيشنا وكفانا
صادرات عشية عن قديد ... واردات مع الضحى عسفانا
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1070.
(3) الثقات 3/ 121، الوافي بالوفيات 14/ 47، الجرح والتعديل 3/ 2035، أسد الغابة ت (1566) ، الاستيعاب ت (709) .
(4) في أابن قنط بن جناق.(2/352)
عليه وآله وسلم فقال: أخذ الرّكب زريبة أمّي يعني قطيفتها، فقال: «ردّوا عليه زريبة أمّه وقال: بارك اللَّه فيك يا غلام» .
قال ابن مندة: جاء عن عطاء بن خالد بهذا الإسناد عدة أحاديث.
وروى ابن مندة من طريق بلال بن مرزوق بن ذؤيب بن رديح بن ذؤيب: حدثني أبي عن أبيه عن جد أبيه ذؤيب أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «ما اسمك؟» قال: الكلابي، قال: «أنت ذؤيب، بارك اللَّه فيك ومتّع بك أبويك» .
وقال ابن أبي حاتم: روى المسور بن قريط بن معين بن رديح بن ذؤيب عن أبيه عن جده رديح عن أبيه ذؤيب.
الذال بعدها الهاء
2497 ز- ذهبن «1»
: بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحدة مفتوحة ثم نون. وصحّفه بعضهم فقال: زهير، وأبوه قرضم- بكسر القاف والمعجمة بينهما راء- ابن العجيل بن قثاث بن قمومي بن يقلل بن العيدي من بني عيدي بن مهرة المهري، من بني مهرة بن حيدان.
روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ، قال: أخبرنا معمر، عن عمران المهري، قال:
وفد منا رجل يقال له ذهبن بن القرضم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدنيه ويكرمه لبعد داره، وكتب له كتابا هو عندهم، وقد تقدّم في المهملة مصغّرا. وبذلك جزم ابن حبيب وبالأول جزم الدارقطنيّ وابن ماكولا، [وهو ظاهر ما في النسخة المعتمدة من جمهرة ابن الكلبيّ بموحّدة بعد الهاء بوزن جعفر] «2» .
القسم الثاني
لم يذكر به أحد.
القسم الثالث
الذال بعدها الألف والباء
[2498 ز- ذادويه:
تقدم في الأول من المهملة.
__________
(1) تبصير المنتبه 3/ 986
(2) سقط من أ.(2/353)
2499- ذباب بن الحارث بن عمرو:
بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس اللَّه بن سعد العشيرة] «1» .
له إدراك، وشهد ولده عبد اللَّه صفّين مع علي. ذكره ابن الكلبيّ.
2500
ز- ذبيان بن سعد «2» الأسديّ:
له إدراك.
ذكر وثيمة في «الردة» عن ابن إسحاق، قال: وكان ممن فاق طليحة بن خويلد لما ادّعى النبوّة، وقال له: إنما أنت امرؤ كاهن تخطىء وتصيب فائتنا بمثل القرآن، وإلّا فاكفنا نفسك ... فذكر القصة.
استدركه ابن فتحون، وفي نسخة من كتاب وثيمة ظبيان بالظاء المشالة بدل الذال المعجمة.
الذال بعدها الراء
2501- ذرع الخولانيّ:
أبو طلحة. يأتي في الكنى.
2502 ز- ذريح بن الحارث:
بن ربيعة الثعلبيّ، والد الحتات الشاعر تقدم ذكر ولده وقد قيل رديح، بتقديم الراء والتصغير والدال المهملة.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : خرج الحتات إلى جهاد الفرس وأبوه شيخ كبير حيّ فشقّ عليه، وجزع من فراقه، وأنشد أبياتا، فلما بلغت الحتات أجابه:
ألا من مبلغ عنّي ذريحا ... فإنّ اللَّه بعدك قد دعاني
فإن تسأل فإنّي مستقيد ... وإنّ الخيل قد عرفت مكاني
[الوافر] في أبيات.
وقال أبوه يرثيه لما بلغه أنه استشهد:
أبغي الحتات في الجياد ولا أرى ... له شبها ما دام للَّه ساجد
وكان الحتات كالشّهاب حياته ... وكلّ شهاب لا محالة خامد
[الطويل]
__________
(1) سقط من أ.
(2) في أ: دينار بن ربيعة.(2/354)
الذال بعدها الكاف
2503 ز- ذكوان:
مولى عمر. له إدراك، وأخرج أبو الحسين الرّازي والد تمام في كتاب من روى عن الشافعيّ من طريق الهيثم بن مروان، قال: حدثني محمد بن إدريس الشافعيّ، قال: استعمل معاوية ذكوان مولى عمر بن الخطاب على عشور الكوفة، فذكر قصّة.
الذال بعدها الواو
2504 ز- ذو أصبح الحميري:
له ذكر في المخضرمين.
2505- ذو جوشن «1»
: يأتي ذكره في ذي الكلاع
«2» .
2506- ذو ظليم:
اسمه حوشب «3» . تقدم.
2507 ز- ذو رود:
اسمه سعيد بن العاقب. يأتي، وتقدم له ذكر في ترجمة الأقرع بن حابس.
[2508 ز- ذو الشّكوة:
هو أبو عبد الرحمن القينيّ. يأتي في الكنى.
2509- ذو عمرو الحميري
] «4» . «5» كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ملكا، وأرسل إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جرير بن عبد اللَّه برجلين من أهل اليمن.
وروى البخاريّ في الصّحيح من طريق إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن، ذا الكلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدّثهما عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال ذو عمرو: لئن كان الّذي تذكر لقد مرّ على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي، فرفع لنا في الطريق ركب، فقالوا: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واستخلف أبو بكر، فقال: أخبر صاحبك أنّا سنعود إن شاء اللَّه تعالى. فقال أبو بكر: أفلا جئت بهم؟
قال: فلما كان بعد ذلك قال لي ذو عمرو: يا جرير، إن لك عليّ كرامة.. فذكر القصّة.
قلت: وهو يقتضي أنه عاد من اليمن، فإن جريرا لم يرجع إليها بعد ذلك.
__________
(1) في أذو حوشب.
(2) أسد الغابة ت (1540) .
(3) أسد الغابة ت (1547) ، الاستيعاب ت (722) .
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (1548) ، الاستيعاب ت (718) .(2/355)
وروى ابن عساكر، من طريق ابن إسحاق، عن جرير، قال: بعثني النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى ذي الكلاع وذي عمرو، فأما ذو الكلاع فقال لي: ادخل على أم شرحبيل- يعني زوجته، فو اللَّه ما دخل عليها بعد أبي شرحبيل أحد قبلك. قال: فأسلما.
وروى الواقديّ في الردة بأسانيد له متعددة، قالوا: بعث النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جريرا إلى ذي الكلاع وذي عمرو، فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذو الكلاع.
2510 ز- ذو الغصّة العامري:
اسمه عامر بن مالك. يأتي في العين]
«1» .
2511- ذو الكلاع:
اسمه أسميفع: بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة، ويقال: سميفع بفتحتين، ويقال أيفع بن باكور، وقيل ابن حوشب بن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري. وكان يكنى أبا شرحبيل، ويقال أبا شراحبيل تقدم ذكره في الّذي قبله.
وقال الهمدانيّ: اسمه يزيد، قال: وبعث إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جرير بن عبد اللَّه فأسلم وأعتق لذلك أربعة، ثم قدم المدينة ومعه أربعة آلاف أيضا، فسأله عمر في بيعهم فأصبح وقد أعتقهم، فسأله عمر عن ذلك، فقال: إني أذنبت ذنبا عظيما. فعسى أن يكون ذلك كفارة. قال: وذلك أني تواريت مرة ثم أشرفت فسجد لي مائة ألف.
روى يعقوب بن شيبة بإسناد له عن الجراح بن منهال، قال: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين، فبعث إليه عمر، فقال: بعنا هؤلاء نستعين بهم على عدوّ المسلمين. فقال: لا، هم أحرار، فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة.
قال أبو عمر: لا أعلم له صحبة، إلا أنه أسلم واتبع في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقدم في زمن عمر، فروى عنه وشهد صفّين مع معاوية وقتل بها.
وروى أبو حذيفة في الفتوح، من طريق أنس بن مالك- أنّ أبا بكر بعثه إلى أهل اليمن يستنفرهم إلى الجهاد، فرحل ذو الكلاع ومن أطاعه من حمير.
قلت: وأخرج أبو نعيم في ترجمته حديثا فيه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقد غلب على ظني أنه غيره فأفردته فيما مضى.
وقال سيف: كان ذو الكلاع في يوم اليرموك على كردوس. وقال هشام بن الكلبيّ،
__________
(1) سقط من أ.(2/356)
عن أبيه، عن أبي صالح: كان يدخل مكّة رجال متعممون من جمالهم مخافة أن يفتتن بهم، منهم: ذو الكلاع، والزّبرقان بن بدر، وزيد الخيل، وعمرو بن حممة وآخرون.
وروى إبراهيم بن زائل في كتاب «صفّين» من طريق جابر الجعفي عمن حدثه أنّ معاوية خطب، فقال: إن عليا نهد إليكم في أهل العراق فقال ذو الكلاع: عليك أم رأي وعلينا أم فعال. وهي لغة يجعلون لام التعريف ميما.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، أسميفع بن الأكور: ذو الكلاع الأصغر مخضرم له مع عمر أخبار. ثم بقي إلى أيام معاوية، ولما كثر شرب الناس الخمر في خلافة عمر كتب إلى عامله أن يأمر بطبخ كل عصير الشام حتى يذهب ثلثاه، فقال ذو الكلاع:
رماها أمير المؤمنين بحتفها ... فخلّانها يبكون حول المقابر
فلا تجلدوهم واجلدوها فإنّها ... هي العيش للباقي ومن في المقارير
[الطويل] وقال خليفة: كان ذو الكلاع بالميمنة على أهل حمص بصفّين مع معاوية.
روى يعقوب بن شيبة بإسناد صحيح عن أبي وائل، عن أبي ميسرة أنه رأى ذا الكلاع وعمّارا في قباب بيض بفناء الجنّة، فقال: ألم يقتل بعضكم بعضا؟ قالوا: بلى، ولكن وجدنا اللَّه واسع المغفرة.
2512- ذؤيب بن كليب»
: بن ربيعة. ويقال ذؤيب بن وهب الخولانيّ.
أسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ويقال: إن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه عبد اللَّه.
وروى ابن وهب، عن ابن لهيعة- أن الأسود العنسيّ لما ادّعى النبوّة وغلب على صنعاء أخذ ذؤيب بن كليب فألقاه في النار لتصديقه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلم تضرّه النار، فذكر ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأصحابه، فقال عمر: الحمد للَّه الّذي جعل في أمتنا مثل إبراهيم الخليل.
وقال عبدان: هو أول من أسلم من أهل اليمن، ولا أعلم له صحبة إلّا أنّ ذكر إسلامه وما ابتلاه اللَّه تعالى به وقع في حديث مرسل من رواية ابن لهيعة، ووقع عند ابن الكلبيّ في هذه القصة أنه ذؤيب بن وهب. وقال في سياقه: طرحه في النار فوجده حيا، ولم يذكر النبيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (1567) ، الاستيعاب ت (706) .(2/357)
2513
- ذؤيب «1» بن أبي ذؤيب:
خويلد بن خالد بن محرّث، ويقال ابن خالد بن خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة الهذلي. هو ولد الشّاعر المشهور.
مات هو وأربعة إخوة له بالطاعون في زمن عمر. وكانوا قد بلغوا ولهم بأس ونجدة فرثاهم بالقصيدة الشهيرة التي أولها:
أمن المنون وريبها تتوجّع ... والدّهر ليس بمعتب من يجزع
«2» [الكامل] ويقول فيها:
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
[الكامل] قال المرزبانيّ: عامّة ما قال أبو ذؤيب من الشّعر في الإسلام، وكان موته بإفريقية في زمن عثمان.
2514 ز- ذؤيب بن مرار.
له إدراك، فروى ابن دريد عن السكن بن سعيد، عن هشام بن الكلبيّ، عن أبي الهيثم الرحبيّ شيخ من حمير: حدّثني شيخان ممن أدرك حماما، وسمع حديثه من فلق فيه، وهما ذؤيب بن مرار، والأرقم بن أبي الأرقم، قالا: أخبرنا حمام بن معديكرب الكلاعيّ أحد فرسان الجاهليّة.. فذكر قصّة طويلة.
2515 ز- ذؤيب بن يزيد:
أو ابن زيد. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين، وقال: عاش أربعمائة وخمسين سنة، ثم أدرك الإسلام فأسلم بعد أن هرم، وهو القائل:
اليوم يبنى لذؤيب بيته ... لو كان للدّهر بلى أبليته
أو كان قرنا واحدا كفيته ... يا ربّ نهب صالح حويته
ومعصم مخضّب ثنيته
«3» [الرجز] الأبيات.
__________
(1) هذه الترجمة سقط من أ.
(2) ينظر هذا البيت في ديوان الهذليين: 2.
(3) تنظر الأبيات في المعمرين: 25.(2/358)
الذال بعدها الهاء
2516 ز- ذهل بن كعب:
له إدراك. سمع من معاذ بن جبل وعمر، حدث عنه سماك بن حرب، ذكره البخاريّ في تاريخه.
القسم الرابع «1»
الذال بعدها الكاف والواو
2517- ذكوان بن عبد مناف
«2» .
الذال بعدها الواو
2518- ذو يزن:
قد بيّنت ما فيهما في القسم الأول.
__________
(1) القسم الرابع من أ.
(2) في أ: ذكوان بن عبد يامين.(2/359)
حرف الراء
القسم الأول
الراء بعدها الألف
2519- راشد بن حبيش «1»
: بالمهملة ثم الموحدة مصغّر.
ذكره أحمد، وابن خزيمة، والطّبرانيّ وغيرهم في الصّحابة. وقال البغويّ: يشكّ في سماعه. وذكره في التابعين البخاريّ، وأبو حاتم، والعسكريّ وغيرهم،
فروى أحمد من طريق سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن راشد بن حبيش أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على عبادة بن الصّامت يعوده في مرضه، فقال:
«أتعلمون من الشّهيد» «2» الحديث.
قال ابن مندة: تابعه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة، ورواه سفيان بن عبد الرحمن عن قتادة، فقال: عن راشد عن عبادة. وهو الصّواب.
2520- راشد بن حفص الهذلي «3»
: يكنى أبا أثيلة، قاله ابن مندة.
روى البخاريّ، وابن مندة، من طريق راشد بن حفص، عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان جدي من قبل أمي يدعى في الجاهلية ظالما، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أنت راشد» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 171، التاريخ الكبير 3/ 293، ذيل الكاشف 424، أسد الغابة ت (1568) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 489 عن عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال أتعلمون من الشهيد فقال يا رسول اللَّه الصابر المحتسب فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل اللَّه شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة ... الحديث. قال الهيثمي في الزوائد 5/ 302 رواه أحمد ورجاله ثقات والمنذري في الترغيب والترهيب 2/ 334.
(3) الثقات 3/ 127، التحفة اللطيفة 2/ 50، تجريد أسماء الصحابة 1/ 171، التاريخ الكبير 3/ 297 الجرح والتعديل 3/ 2198، أسد الغابة ت (1569) .(2/360)
قلت: وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن مرقش، وخلط ابن عبد البرّ ترجمته بترجمة راشد بن عبد ربه السلميّ، وهو غيره فيها يظهر لي، [بل المحقق التعدّد، لأن هذا هذلي.
2521- راشد بن سعيد السلمي:
ذكره العقيليّ، كذا في التّجريد
«1» .
2522- راشد بن شهاب بن عمرو «2»
: من بني غيلان بن عمرو بن دعمي بن إياد.
قال هشام بن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان اسمه قرصافا فسماه راشدا.
2523 ز- راشد بن عبد ربه السلميّ:
قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان اسمه غويّا، فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم راشدا. وقال المدائنيّ: هو صاحب البيت المشهور، وهو هذا:
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر
[الطويل] وروى أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن حكيم بن عطاء السّلميّ، من ولد راشد بن عبد ربه: عن أبيه، عن جده راشد بن عبد ربه، قال: كان الصنم الّذي يقال له سواع «3» بالمعلاة، فذكر قصّة إسلامه وكسره إياه.
ورواه أبو حاتم بسند له، وفيه: أنه كان عند الصنم يوما إذ أقبل ثعلبان فرفع «4» أحدهما رجله فبال على الصنم وكان سادنه غاوي بن ظالم فأنشد:
أربّ يبول الثّعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثّعالب
[الطويل] ثم كسر الصنم، وأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال له: أنت راشد بن عبد اللَّه.
2524 ز- راشد بن عبد ربه:
ذكر ابن عساكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب له كتابا.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (1570) .
(3) سواع: اسم صنم كان لهذيل برهاط من أرض ينبع وهو عرض من أعراض المدينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 751.
(4) في أ: إذ أقبل ثعلب.(2/361)
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.
2525- راشد بن المعلّى:
بن لوذان الأنصاريّ، أخو رافع.
ذكره ابن الكلبيّ فعده بدريا كذا في التجريد
«1» .
2526 ز- رافع بن أشيم الأشجعي:
أبو هند، والد نعيم بن أبي هند، ويقال اسمه النعمان. يأتي في الكنى]
«2» .
2527 ز- رافع بن ثابت:
هو رويفع بن ثابت. يأتي.
2528 ز- رافع بن جابر الطائيّ:
يأتي في ابن عمرو.
2529 ز- رافع بن جعدبة الأنصاريّ «3»
: ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة.
2530 ز- رافع بن الحارث بن سواد «4»
بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة.
وقال أبو عمر: شهد بدرا وأحدا والخندق، وعاش إلى خلافة عثمان.
2531 ز- رافع بن خداش:
ذكره أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» ، وأخرج بإسناد ضعيف أن جندع بن الصّميل أتاه آت فقال له: يا جندع بن الصّميل أسلم تسلم، وتغنم، من حرّ نار تضرم فقال:
ما الإسلام؟ قال: البراء من الأصنام، والإخلاص لملك العلّام. قال: كيف السبيل إليه؟
قال: إنه قد اقترب ظهور ناجم من العرب، كريم النسب، غير خامل النسب، يطلع من الحرم، تدين له العجم. قال فأخبر بذلك ابن عمه رافع بن خداش فاصطحبا، فلما وصل جندع إلى نجران مات بها وأقام رافع بن خداش، فلما بلغه مهاجرة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى المدينة جاء فأسلم.
2532
- رافع بن خديج «5» بن رافع:
بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث
__________
(1) في ط ذكره ابن الكلبي وعده من البدريين في التجريد.
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (1576) .
(4) أسد الغابة ت (1579) ، الاستيعاب ت (727) .
(5) المغازي للواقدي 18، 216 و 420 و 775 و 10355، المحبر لابن حبيب 411، التعليقات والنوادر للهجري 1 رقم 467، تاريخ خليفة 271، طبقات خليفة 79، التاريخ الكبير 3/ 299: 302، التاريخ الصغير 56، المعارف 306، أنساب الأشراف 1/ 288 و 316 و 3/ 55، تاريخ الطبري 2/ 477 و 505 و 4/ 285 و 308، مروج الذهب 1621، الجرح والتعديل 3/ 479، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، الثقات لابن حبان 4/ 235، مشاهير علماء الأمصار رقم 29، المعجم الكبير 4/ 282: 343، جمهرة أنساب العرب 340، البدء والتاريخ 6/ 212، المعرفة والتاريخ 1/ 223 و 602 و 218 و 623 و 722 و 808، معجم البلدان 2/ 324، أخبار القضاة 3/ 253، الكامل في التاريخ 2/ 136 و 3/ 115 و 4/ 364، تهذيب الأسماء 1/ 187، تهذيب الكمال 9/ 22: 25، تحفة الأشراف 3/ 139: 162، العبر 1/ 83، سير أعلام النبلاء 3/ 181: 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 172، الكاشف 1/ 232، المعين في طبقات المحدثين 21، الوافي بالوفيات 14/ 64، مرآة الجنان 1/ 155، البداية والنهاية 9/ 3، مجمع الزوائد 9/ 345، دول الإسلام 1/ 54، تهذيب التهذيب 3/ 229، تقريب التهذيب 1/ 241، النكت الظراف 3/ 140، المطالب العالية 4/ 110، خلاصة تذهيب التهذيب 97، شذرات الذهب 1/ 82، الأخبار الطوال 196، تاريخ العظيمي 212، الوفيات لابن قنفذ 82، تاريخ الإسلام 2/ 400، أسد الغابة ت (1580) ، الاستيعاب ت (728) .(2/362)
ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسي، الحارثي، أبو عبد اللَّه أو أبو خديج أمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر من بني بياضة.
عرض على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم بدر فاستصغره، وأجازه يوم أحد، فخرج بها وشهد ما بعدها.
وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن عمه ظهير بن رافع. وروى عنه ابنه عبد الرحمن، وحفيده عباية بن رفاعة، والسّائب بن يزيد، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن المسيّب، ونافع بن جبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو النجاشي، مولى رافع، وسليمان بن يسار وآخرون، واستوطن المدينة إلى أن انتقضت جراحته في أول سنة أربع وسبعين فمات، وهو ابن ستّ وثمانين سنة وكان عريف قومه بالمدينة.
كذا قال الواقديّ في وفاته وقد ثبت أن ابن عمر صلّى عليه، وصرح بذلك الواقديّ وابن عمر وفي أوله سنة أربع كان بمكة عقب قتل ابن الزبير، ثم مات من الجرح الّذي أصابه من زجّ الرمح، فكأن رافعا تأخّر حتى قدم ابن عمر المدينة فمات فصلّى عليه، ثم مات ابن عمر بعده، أو مات رافع في أثناء سنة ثلاث قبل أن يحجّ ابن عمر، فإنه ثبت أن ابن عمر شهد جنازته [فقد خرج من طريق أبي نضرة] «1» قال أبو نضرة: خرجت جنازة رافع بن خديج، وفي القوم ابن عمر، فخرج نسوة يصرخن، فقال ابن عمر: اسكتن، فإنه شيخ كبير، لا طاقة له بعذاب اللَّه.
__________
(1) سقط في ت.(2/363)
وقال يحيى بن بكير: مات أول سنة ثلاث وسبعين، فهذا شبه.
وأما البخاريّ فقال: مات في زمن معاوية [وهو المعتمد، وما عداه واه وسيأتي سنده في ذلك في ترجمة أم عبد الحميد في كنى النساء وأرّخه] «1» ابن قانع سنة تسع وخمسين
وأخرج ابن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله: أصاب رافعا سهم يوم أحد فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إن شئت نزعت السّهم وتركت القطيفة، وشهدت لك يوم القيامة أنّك شهيد»
«2» فلما كانت خلافة عثمان انتقض به ذلك الجرح فمات منه.
كذا قال. والصّواب خلافة معاوية كما تقدم، ويحتمل أن يكون بين الانتقاض والموت مدّة.
2533- رافع بن أبي رافع الطائي «3»
: يأتي في ابن عمرو.
2534- رافع بن رفاعة الأنصاريّ «4»
: روى حديثه أحمد، وأبو داود، من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال: لقد نهانا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم اليوم عن شيء كان يرفق بنا، نهانا عن كراء «5» الأرض، وعن كسب الحجام، وعن كسب الأمة إلّا ما عملت بيديها نحو الخبز والغزل «6» .
وقال أبو عمر: رافع بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان لا تصحّ له صحبة، والحديث غلط.
قلت: لم أره في الحديث منسوبا، فلم يتعين كونه رافع بن رفاعة بن مالك. فإنه تابعيّ لا صحبة له، بل يحتمل أن يكون غيره وأما كون الإسناد غلطا فلم يوضحه. وقد أخرجه ابن مندة من وجه آخر عن عكرمة، فقال: عن رفاعة بن رافع. واللَّه أعلم.
__________
(1) بياض في أ.
(2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 378.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 132.
(4) أسد الغابة ت (1581) ، الاستيعاب ت (729) .
(5) في أ: نهانا عن كرى الأرض.
(6) أخرجه النسائي في السنن 7/ 40، عن رافع بن خديج بلفظه كتاب الأيمان والنذور (35) باب ذكر الأحاديث المختلفة في النهي عن كراء الأرض بالثلث ... (45) حديث رقم 3888 وأحمد في المسند 3/ 338، 389 والدارقطنيّ في السنن 3/ 36، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 131، 132، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 142.(2/364)
2535- رافع بن زيد «1»
: بن كرز بن سكن بن زعوراء «2» بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأوسيّ. ويقال رافع بن سهل.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. هكذا على الشكّ وأما ابن إسحاق والواقديّ فقالا: رافع بن زيد. بغير شك. وقال ابن الكلبيّ: رافع بن يزيد، وكذا قال ابن الأسود، عن عروة
«3» .
2536- رافع بن سعد الأنصاريّ:
ذكره أحمد بن محمّد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة. وذكره ابن شاهين وأبو موسى.
2537- رافع بن سنان:
[أخو معقل] «4» الأشجعي «5» .
ذكره خليفة بن خياط فيمن روى من الصّحابة من أشجع.
2538- رافع بن سنان:
الأنصاريّ الأوسيّ، أبو الحكم، جد عبد الحميد بن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم بن رافع بن سنان.
روى عبد الحميد الكبير، عن أبيه، عن جدّه أحاديث، منها عند أبي داود من طريق عيسى بن يونس، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده رافع بن سنان أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم، فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فذكر الحديث.
[وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في الأنساب: أبو الحكم رافع بن سنان صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من ذرية العطبون، وهو عامر بن ثعلبة]
«6» .
2539- رافع بن سهل بن رافع «7»
: بن عدي بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاريّ، حليف القواقلة.
قيل: شهد بدرا، ولم يختلف أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة قال الواقديّ
__________
(1) أسد الغابة ت (1582) ، الاستيعاب ت (730) .
(2) في أ: زعور.
(3) أسد الغابة ت (1583) .
(4) ليس في أ.
(5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 173، الكاشف 1/ 300، الثقات 3/ 121، خلاصة تذهيب 1/ 315، التحفة اللطيفة 2/ 51، تقريب التهذيب 1/ 241، الجرح والتعديل 3/ 2161، تهذيب التهذيب 3/ 231، الطبقات 48، الاستبصار 347، الوافي بالوفيات 14/ 70، أسد الغابة ت (1585) ، الاستيعاب ت (731) .
(6) ليس في أ.
(7) أسد الغابة ت (1586) ، الاستيعاب ت (732) .(2/365)
بسند له: أقبل رافع بن سهل الأشهلي يصيح: يا آل سهل، ما تستبقون من أنفسكم؟ وألقى الدّرع وحمل بالسيف فقتل.
2540- رافع بن سهل»
: بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، أخو عبد اللَّه. شهد أحدا، واستشهد عبد اللَّه بالخندق.
2541- رافع بن ظهير «2» «3»
: أخو أسيد بن ظهير.
معنى ذكره في ترجمة أنس بن ظهير في حرف الألف إن كان محفوظا، وأخرج قاسم بن أصبغ في مسندة من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن رافع بن ظهير أو حضير أنه راح من عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: إنه نهى عن كراء الأرض أخرجه أبو عمر فقال: هذا غلط لا خفاء به.
قلت: الصّواب فيه ما خرجه النسائيّ من هذا الوجه، فقال: عن أبيه، عن رافع بن أسيد بن ظهير، عن أبيه، فسقط من الرواية ذكر أسيد وعن أبيه. واللَّه أعلم.
2542 ز- رافع بن عبد الحارث «4»
: هو ابن عنجدة. يأتي.
2543 ز- رافع بن عدي:
له ذكر في ترجمة عرابة بن أوس.
2544 ز- رافع بن عمرو «5»
: بن جابر بن حارثة بن عمرو بن مخضب، أبو الحسن الطائي السّنبسيّ. ويقال ابن عميرة وقد ينسب لجدّه. وقيل: هو رافع بن أبي رافع.
قال مسلم وأبو أحمد الحاكم: له صحبة. روى الطبراني من طريق الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع، الطائيّ، قال: لما كانت غزوة ذات السّلاسل استعمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه ابن خزيمة من طريق طلحة بن مصرّف، عن سليمان، عن طارق عن رافع
__________
(1) أسد الغابة ت (1587) ، الاستيعاب ت (733) .
(2) في أ: رافع بن ظهير بن رافع.
(3) أسد الغابة ت (1588) ، الاستيعاب ت (734) .
(4) أ: رافع بن عبد اللَّه بن الحارث.
(5) الاستيعاب ت (737) ، التاريخ الكبير 3/ 302، الجرح والتعديل 3/ 479، معجم الطبراني 5/ 504، تهذيب الكمال 402، تهذيب التهذيب 3/ 231، خلاصة تذهيب الكمال 114.(2/366)
الطائي، قال: وكان رافع لصا في الجاهلية، وكان يعمد إلى بيض النّعام فيجعل الماء فيه فيخبؤه في المفاوز، فلما أسلم كان دليل المسلمين. قال رافع: لما كانت غزوة ذات السلاسل قلت لأختارنّ لنفسي رفيقا صالحا، فوفق لي أبو بكر فكان ينيمني على فراشه، ويلبسني كساء له من أكسية فدك. فقلت له: علّمني شيئا ينفعني. قال: أعبد اللَّه ولا تشرك به شيئا، وأقم الصّلاة، وتصدّق إن كان لك مال، وهاجر دار الكفر، ولا تأمّر على رجلين ... » الحديث.
وقال ابن سعد: كان يقال له رافع الخير وتوفي في آخر خلافة عمر، وقد غزا في ذات السلاسل، ولم ير النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. كذا قال، وكذا عدّه العجليّ في التابعين.
وفرّق خليفة بن خياط بن رافع بن عمرو صاحب قصة ذات السّلاسل فذكره في الصحابة، وبين رافع بن عميرة الّذي دلّ خالد بن الوليد على الطريق السّماوة حتى رحل بهم من العراق إلى الشام في خمسة أيام، فذكره في التّابعين، ولم يصب في ذلك، فإنه واحد اختلف في اسم أبيه وذكر ابن إسحاق في المغازي أنه هو الّذي كلّمه الذئب فيما تزعم طيِّئ وكان في ضأن يرعاها فقال في ذلك:
فلمّا أن سمعت الذّئب نادى ... يبشّرني بأحمد من قريب
فألفيت النّبيّ يقول قولا ... صدوقا ليس بالقول الكذوب
[الوافر] وروى الطّبرانيّ من طريق عصام بن عمرو، عن عمرو بن حيّان الطائي، قال: كان رافع بن عميرة السنبسي يغدي أهل ثلاثة مساجد يسقيهم الحيس وما له إلا قميص واحد وهو للبيت وللجمعة.
2545- رافع بن عمرو:
بن مجدّع «1» ، ويقال ابن مخدج بن حاتم بن الحارث بن نغيلة- بنون ومعجمة مصغرا- ابن مليل، بلامين مصغرا، ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمريّ. ويعرف بالغفاريّ. وهو أخو الحكم ابن عمرو. يكنى أبا جبير.
نزل البصرة. وروى عنه ابنه عمران، وعبد اللَّه بن الصّامت، وأبو جبير مولاهم، له في مسلم حديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 174، الكاشف 1/ 301، الرياض المستطابة 72، خلاصة تذهيب 1/ 315، تقريب التهذيب 1/ 541، الجرح والتعديل 3/ 2152، الطبقات 32، الطبقات الكبرى 7/ 29، الوافي بالوفيات 14/ 74، التاريخ الكبير 3/ 302، الإكمال 7/ 223، أسد الغابة ت (1590) ، الاستيعاب ت (735) .(2/367)
2546- رافع بن عمرو بن هلال المزني «1»
: أخو عائذ بن عمرو لهما ولأبيهما صحبة سكن رافع البصرة.
قال ابن عساكر: كان في حجة الوداع خماسيا أو سداسيا، وقد حفظ عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: ورواية عمرو بن سليم المزني عنه في مسند أحمد أنه قال: سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا وصيف، ورواية هلال بن عامر عنه تدلّ على أنه عاش إلى خلافة معاوية.
وله رواية عند أبي داود والنسائي.
2547 ز- رافع بن عمير التميمي:
يلقب دعموص الرمل. سكن الكوفة.
روى خيره الخرائطي في هواتف الجان، من طريق محمد بن عكير، عن سعيد بن جبير، قال: كان رجل من بني تميم يقال له رافع بن عمير، وكان أهدى الناس للطريق، فكانت العرب تسميه دعموص الرمل، فذكر عن بدء إسلامه خبرا طويلا، وأنه رأى شيخا من الجن يخاطب آخر وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخبره بخبره قبل أن يخبره. قال سعيد بن جبير: فكنا نرى أنه الّذي نزل فيه: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ ... الآية. وفي إسناد هذا الخبر ضعف، وفيه أن الشيخ الجني اسمه معنكد بن مهلهل. وأنه قال له: إذا نزلت واديا فخفت فقل: أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي، ولا تعذ بأحد من الجنّ، فقد بطل أمرها، قال: فقلت من محمد؟ قال: نبيّ عربيّ، ومسكنه يثرب ذات النخل. قال: فركبت ناقتي حتى أتيت المدينة.
2548- رافع بن عمير «2»
، آخر: غير منسوب، سكن الشام.
روى ابن مردويه في تفسير سورة ص من طريق محمد بن أيّوب بن سويد، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الزاهرية، عن رافع بن عميرة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ قال لسليمان: سلني أعطلك. قال: أسألك ثلاث خصال: حكما يصادف حكمك، وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلّا الصّلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1591) ، الاستيعاب ت (736) .
(2) الثقات 3/ 124، تجريد أسماء الصحابة 1/ 174، الطبقات 145، أسد الغابة ت (1592) .(2/368)
وأورده الطّبرانيّ مطوّلا، ولكنه أخرجه في ترجمة رافع بن عمير الطّائي، ولم يقل في سنده إلا رافع بن عمير، فهو عندي غيره وقد فرق بينهما ابن مندة وأبو نعيم.
2549 ز- رافع بن عنجدة «1»
: بضم المهملة والجيم بينهما نون ساكنة ثم دال، الأنصاريّ الأوسي. من بني أمية بن زيد.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وقال ابن هشام: عنجدة أمّه، واسم أبيه عبد الحارث. وقيل. هو رافع بن عنجرة. براء بدل الدّال. وهو تصحيف. وقيل رافع بن عنبرة وهو تحريف. وكان أبو معشر يسميه عامر بن عنجدة، ولم يتابع عليه.
2550- رافع بن مالك:
بن العجلان «2» بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزرقيّ شهد العقبة. وكان أحد النقباء.
قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: كان أول من أسلم من الخزرج.
وروى البخاريّ من طريق يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع- وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع بن أهل العقبة، وكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة.
وروى أبو نعيم من هذا الوجه هذا الحديث مختصرا بلفظ: عن معاذ بن رفاعة: كان رافع بن مالك من أصحاب العقبة ولم يشهد بدرا، ووصله موسى بن عقبة فسماه في البدريين، وكذا جاء عن ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير، لا من رواية زياد البكائيّ.
وأورد الحاكم في «المستدرك» في ترجمته حديث معاذ بن رفاعة عن جدّه رافع بن مالك، قال: صلّيت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وسلم فعطس ... الحديث.
وهذا وهم، وإنما هو عن أبيه، كذلك أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من هذا الوجه الّذي أخرجه منه الحاكم.
__________
(1) المغازي 159، ابن هشام 1/ 688، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 351، أسد الغابة ت (1595) ، الاستيعاب ت (738) .
(2) الثقات 3/ 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 174، الكاشف 70، أصحاب بدر 244، التحفة اللطيفة 2/ 52، حسن المحاضرة 1/ 97، تقريب التهذيب 1/ 241، الجرح والتعديل 3/ 2159، تهذيب التهذيب 3/ 232، الطبقات 100، الطبقات الكبرى 3/ 621، الاستبصار 56، الوافي بالوفيات 14/ 64، التاريخ الكبير 3/ 299، دائرة معارف الأعلمي 18/ 202، أسد الغابة ت (1598) ، الاستيعاب ت (739) .(2/369)
وحكى ابن إسحاق أن رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف.
وروى الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة عن عمر بن حنظلة أن مسجد بني زريق أول مسجد قرئ فيه القرآن، وأنّ رافع بن مالك لما لقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت، فقدم به رافع المدينة، ثم جمع قومه فقرأ عليهم في موضعه. قال: وعجب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اعتدال قبلته.
2551
- رافع «1» بن المعلى بن لوذان:
بن حارثة بن عديّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن استشهد ببدر، وقتله عكرمة ابن أبي جهل، ووهم ابن شهاب في نسبه، فقال: إنه من الأوس ثم من بني زريق، وبنو زريق من الخزرج لا من الأوس والمقتول ببدر من الخزرج.
2552- رافع بن المعلى «2»
: الأنصاريّ الزّرقيّ، له ذكر في ترجمة درة بنت أبي لهب في أسماء النّساء.
وروى ابن مندة من طريق ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ ... الآية- نزلت في عثمان بن رافع بن المعلى وخارجة بن زيد، فيحتمل أن يكون هو هذا وقيل هو اسم أبي سعيد الآتي في الكنى، وقد مضى أنه قيل إن اسمه الحارث.
2553- رافع بن مكيث «3»
: بوزن عظيم، آخره مثلثة. الجهنيّ.
شهد بيعة الرّضوان، وكان أحد من يحمل ألوية جهينة يوم الفتح، واستعمله النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على صدقات قومه. وشهد الجابية مع عمر.
__________
(1) أصحاب بدر 245، الثقات 3/ 122، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، خلاصة تذهيب 1/ 315، التحفة اللطيفة 2/ 52، التعديل والتجريح 373، شذرات الذهب 1/ 9، الجرح والتعديل 3/ 2158، الطبقات 3/ 600، الوافي بالوفيات 14/ 66، تهذيب التهذيب 4/ 15، المعرفة والتاريخ 3/ 55، تنقيح المقال 3944، دائرة معارف الأعلمي 18/ 203، أسد الغابة ت (1601) ، الاستيعاب ت (740) .
(2) أسد الغابة ت (1602) .
(3) الثقات 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، المشتبه 611، الكاشف 1/ 301، خلاصة تذهيب 1/ 315، التحفة اللطيفة 2/ 52، الإكمال 7/ 285، تقريب التهذيب 1/ 541، الجرح والتعديل 3/ 2160، تهذيب التهذيب 3/ 231، الطبقات 121، الطبقات الكبرى 4/ 345، التاريخ الكبير 3/ 302، تبصير المنتبه 4/ 1315، بقي بن مخلد 870، أسد الغابة ت (1603) ، الاستيعاب ت (741) .(2/370)
له عند أبي داود حديث واحد من طريق ولده الحارث بن رافع عنه في حسن الملكة.
2554- رافع بن النّعمان بن زيد «1»
: بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار.
قال العدويّ: شهد أحدا.
2555- رافع بن يزيد الثقفي «2»
: قال ابن السّكن: لم يذكر في حديثه سماعا ولا رؤية، ولست أدري أهو صحابيّ أم لا؟ ولم أجد له ذكرا إلا في هذا الحديث.
وروى ابن السّكن وأبو أحمد بن عديّ، من طريق أبي بكر الهذليّ، عن الحسن، عن رافع بن يزيد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ الشّيطان يحبّ الحمرة، فإيّاكم والحمرة، وكلّ ثوب فيه شهرة» «3» .
قال ابن مندة: رواه سعيد بن بشير عن قتادة عن السن، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن رافع نحوه وقال الجوذقاني «4» في كتاب الأباطيل: هذا حديث باطل، وإسناده منقطع. كذا قال.
وقوله: باطل مردود، فإن أبا بكر الهدليّ لم يوصف بالوضع. وقد وافقه سعيد بن بشير وإن زاد في السند رجلا فغايته أن المنن ضعيف. أما حكمه عليه بالوضع فمردود وقد أكثر الجوذقاني في كتابه المذكور من الحكم ببطلان أحاديث لمعارضة أحاديث صحيحة لها مع إمكان الجمع، وهو عمل مردود.
وقد وقفت على كتابة المذكور بخط أبي الفرج بن الجوزيّ، ومع ذلك فلم يوافقه على ذكر هذا الحديث في الموضوعات.
2556- رافع:
بن يزيد الأنصاريّ «5» [الأوس ثم الأشهلي] «6» تقدم في ابن زيد.
__________
(1) أسد الغابة ت (1604) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، عنوان النجابة 81، الجرح والتعديل 3/ 157، العقد الثمين 4/ 383، الاستبصار 224، الطبقات الكبرى 3/ 442، أسد الغابة ت (1605) ، الاستيعاب ت (744) .
(3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 133 رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41161 وابن عدي في الكمال 3/ 1172.
(4) في أالجوزجاني.
(5) سقط في ط.
(6) أسد الغابة ت (1606) .(2/371)
2557- رافع «1»
: مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. يكنى أبا البهيّ، بفتح الموحدة وكسر الهاء الخفيفة.
له ذكر
في حديث أخرجه ابن ماجة، والبلاذريّ. وابن أبي عاصم في الأدب، والحسن بن سفيان في مسندة، كلّهم عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، عن مغيث بن سمي، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: قلت يا رسول اللَّه، من خير الناس؟
قال: «ذو القلب المخموم «2» ، واللّسان الصّادق..» .
فذكر الحديث وفيه: فقلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافعا مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وهذه الزيادة ليست عند ابن ماجة.
وروى الحكيم الترمذيّ في نوادره هذا الحديث من طريق محمد بن المبارك الصوري، عن يحيى بن حمزة بتمامه، وأخرجه الطّبراني من وجه آخر، وزاد البلاذريّ: قال هشام بن عمار: أخشى أن يكون غير محفوظ، ولا أحسبه إلا أبا رافع.
قلت: أخرجه أحمد في «الزهد» من طريق أسد بن وداعة مرسلا، لكنه قال: رافع بن خديج وقوله ابن خديج وهم، وهو يقوّي الرواية الأولى، ويبعد توهم هشام.
وله ذكر في حديث آخر أخرجه الطّبراني من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن سعيد، قال: كان لسعيد بن العاص عبد فأعتق كلّ واحد من أولاده نصيبه إلا واحدا فوهب نصيبه للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأعتق نصيبه، فكان يقول: أنا مولى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكان اسمه رافعا أبا البهي.
وروى هشام بن الكلبيّ هذه القصّة: وزاد: فلما ولّى عمرو بن سعيد الأشدق بعث إليه فدعاه، فقال: مولى من أنت؟ قال: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فضربه مائة سوط، ثم أعاد السّؤال، فأعاد فضربه مائة أخرى، ثم أعاد الثالثة كذلك، فلما رأى أنه لا يرفع عنه الضرب قال: أنا مولاك.
قال ابن الكلبيّ: والناس يغلطون في هذا فيقولون: أبو رافع، وإنما هو رافع.
__________
(1) طبقات ابن سعد 4/ 73، 75، التاريخ لابن معين 704، المعارف 145، 146، الجرح والتعديل 2/ 149، معجم الطبراني الكبير 1/ 286، المستدرك 3/ 597، تهذيب الكمال 1603، تذهيب التهذيب 4/ 212- 2، تهذيب التهذيب 12/ 92- 93، خلاصة تذهيب الكمال 449، أسد الغابة ت (1574) .
(2) القلب المخموم هو النقي من الغل والحسد، ورجل مخموم القلب نقي من الغشّ والدّغل، وهو من خممت البيت إذا كنسته. اللسان 2/ 1269.(2/372)
[وقد ذكر هذه القصّة أبو العبّاس المبرد في الكامل من غير سند]
«1»
2558- رافع:
مولى عبيد بن عمير الأسلميّ- له ذكر في ترجمة حمام الأسلميّ.
2559- رافع الخزاعي «2»
: مولاهم. قال ابن إسحاق في المغازي: ولما دخلت خزاعة مكّة- يمنى يوم الفتح «3» لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاهم.
2560- رافع «4»
: مولى عائشة.
روى ابن مندة من طريق أبي إدريس المرهبي عن رافع مولى عائشة، قال: كنت غلاما أخدمها إذا كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عندها، وأنه قال: «عادى اللَّه من عادى عليّا»
«5» قال: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا.
2561- رافع:
مولى غزيّة بن عمرو «6» ، استشهد يوم أحد، قاله أبو عمر.
2562- رافع:
مولى سعد. «7»
ذكره البغويّ وقال أبو نعيم: ذكره البخاريّ في تاريخه.
وروى الحسن بن سفيان من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق، عن المسور بن مخرمة، عن رافع مولى سعد أنه عرض منزلا أو بيتا له على جار له، فقال:
أعطيكه بأربعة آلاف، لأني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الجار أحقّ بسقبه «8» » . «9»
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت (1572) .
(3) في أ: يوم الفتح جاءوا.
(4) أسد الغابة ت (1589) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 174.
(5) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (32899) وعزاه لابن مندة عن رافع مولى عائشة.
(6) أسد الغابة ت (1596) ، الاستيعاب ت (743) .
(7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 173، أسد الغابة ت (1584) .
(8) السقب بالسين والصّاد في الأصل: القرب، يقال: سقبت الدّار وأسقبت إذا قربت. قال ابن الأثير: ويحتجّ بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار وإن لم يكن مقاسما: أي أن الجار أحق بالشفعة من الّذي ليس بجار، ومن لم يثبتها للجار تأوّل الجار على الشريك، فإن الشريك يسمى جارا، ويحتمل أن يكون أراد أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره. لسان العرب 3/ 2036، والنهاية 2/ 377.
(9) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 115 وأبو داود في السنن 2/ 308 كتاب البيوع باب في الشفعة حديث رقم 3516 والنسائي في السنن 7/ 320 كتاب البيوع باب 109 ذكر الشفعة أحكامها حديث رقم 4704. وابن ماجة في السنن 2/ 834 كتاب الشفعة باب (2) الشفعة بالجوار حديث رقم 2495، 2496، وأحمد في المسند 4/ 389، 390. 6/ 10، 390، والهيثمي في الزوائد 4/ 159.(2/373)
وأخرجه أبو محمّد الحارثيّ في مسند أبي حنيفة، من طريق أبي حنيفة، عن عبد الكريم، فقال فيه: عن المسور عن رافع، قال: عرض علي سعد بيتا، وساق الحديث من مسند سعد.
ورواه من وجه آخر فقال فيه: عن المسور، عن أبي رافع، قال: عرض علي سعد بيتا فقال خذه ... فذكر الحديث.
والمحفوظ من ذلك كله ما أخرجه البخاري من طريق عمرو بن الشريد قال: أخذ المسور بن مخرمة بيدي، فقال: انطلق بنا إلى سعد بن أبي وقاص، فجاء أبو رافع فقال لسعد: ألا تشتري مني بيتيّ اللذين في دارك ... الحديث.
وأصل التخليط فيه من أبي أميّة فإنه ضعيف.
2563- رافع القرظيّ «1»
: ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق فراس بن إسماعيل عن عبد الملك بن عمير، عن رافع- رجل من بني زنباع، ثم من بني قريظة- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكتب له كتابا إنه لا يجني عليه إلّا يده. وإسناده ضعيف.
2564- رافع:
رفيق أسلم، تقدم ذكره معه، ويحتمل أن يكون هو أبا البهيّ.
الراء بعدها الباء
2565- رباح «2»
: بتخفيف الموحدة، ابن الربيع بن صيفي التميمي، أخو حنظلة التميمي. ويقال فيه بالتحتانية. وهو قول الأكثر.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا في النهي عن قتل الذريّة، فيه أنه خرج معه في غزوة غزاها، وعلى مقدمته خالد بن الوليد. أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة.
__________
(1) أسد الغابة ت (1597) .
(2) الثقات 3/ 127، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، الكاشف 1/ 301، خلاصة تذهيب 1/ 316، التحفة اللطيفة 2/ 53، تقريب التهذيب 1/ 242، تهذيب التهذيب 3/ 233، التاريخ الكبير 3/ 314، أسد الغابة ت (1610) ، الاستيعاب ت (745) .(2/374)
2566- رباح بن قصير»
: بفتح أوله، اللخمي.
قال ابن السّكن: في إسناده نظر.
وروى ابن شاهين من طريق موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما ولد لك؟» قال:
يا رسول اللَّه، وما عسى يولد لي؟ الحديث، وفيه: «إنّ النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللَّه كلّ نسب بينها وبين آدم.»
«2»
وروى ابن شاهين، وابن السّكن، وابن يونس، من هذا الوجه مرفوعا: «ستفتح مصر بعدي، فانتجعوا خيرها، ولا تتّخذوها دارا، فإنّه يساق إليها أقلّ النّاس أعمارا.»
«3» قال البخاريّ: لا يصح هذا. وقال ابن يونس: أعاذ اللَّه موسى بن علي أن يحدّث بمثل هذا وقد تفرد عنه بهذا مطهّر بن الهيثم، وهو متروك.
قال: رباح أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأسلم في زمن أبي بكر، وكان أبو بكر بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، فنزل على رباح بن قصير، فأسلم رباح حينئذ.
وقد روى يحيى بن إسحاق أحد الثقات، عن موسى بن علي، قال: سمعت أبي يحدث أن أباه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. أسلم في زمن أبي بكر. انتهى.
وأخرجه البخاريّ في تاريخه الصّغير.
2567- رباح بن المعترف «4»
: واسمه وهب، ويقال ابن عمرو بن المعترف بن حجوان بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ الفهري. يكنى أبا حسّان. وكان من مسلمة الفتح. «5»
قال الزّبير بن بكّار: له صحبة. وكان شريك عبد الرحمن بن عوف في التجارة، وكذا قال الطبريّ.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 176، أسد الغابة ت (1613) ، الاستيعاب ت (746) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 196 والطبراني في الصغير 1/ 158 وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 137 وقال رواه الطبراني وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك، وأورده أيضا المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 575، 3055، 4605.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35161 وعزاه للبخاريّ في التاريخ وقال لا يصح، ورواه ابن يونس وقال منكر جدا، وابن شاهين وابن السكن عن مطهر بن الهيثم عن موسى بن علي بن رياح عن أبيه عن جده وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
(4) أسد الغابة ت (1614) ، الاستيعاب ت (747) .
(5) في أ: قال الرشاطي.(2/375)
وروى ابن أبي عاصم من طريق عيسى بن أبي عيسى، عن محمد بن يحيى بن حبان عن رباح بن المعترف أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سئل عن ضالّة الغنم ... الحديث.
وروى شعيب عن الزّهريّ، عن السّائب بن يزيد. قال: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج اعتزل عبد الرحمن، ثم قال لرباح بن المعترف: غنّنا يا أبا حسّان ...
فذكر قصّة.
وروى إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق عثمان بن نائل عن أبيه، قلنا لرباح بن المعترف: غننا بغناء أهل بلدنا، فقال: مع عمر؟ قلنا: نعم، فإن نهاك فانته.
وذكر الزّبير بن بكّار أن عمر مرّ به ورباح يغنيهم غناء الركبان فقال: ما هذا؟ قال له عبد الرحمن: غير ما بأس يقصر عنا السّفر. فقال: إذا كنتم فاعلين فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب.
وقال أبو نعيم: لا أعرف له صحبة.
2568- رباح مولى أم سلمة «1»
: روى النسائي من طريق كريب، عن أم سلمة، قالت: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بغلام لنا يقال له رباح، وهو يصلّي فنفخ، فقال:
«ترّب وجهك.»
ورواه الباورديّ، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن أبي صالح، عن أم سلمة، وفيه قصته.
وأخرجه الطّبرانيّ في مسند الشاميّين من طريق داود بن أبي هند، عن أبي صالح مولى طلحة، عن أم سلمة نحوه.
2569- رباح:
ومولى بني جحجبى. «2»
ذكره فيمن شهد أحدا [قال] «3» ابن إسحاق استشهد باليمامة.
2570- رباح «4»
: مولى الحارث بن مالك الأنصاري.
ذكره أبو عمر، وقال: استشهد باليمامة، ويحتمل أن يكون الّذي قبله.
__________
(1) أسد الغابة ت (1611) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 176.
(2) أسد الغابة ت (1608) ، الاستيعاب ت (749) .
(3) سقط في ط.
(4) أسد الغابة ت (1609) ، الاستيعاب ت (750) .(2/376)