[المجلد الأول]
من هو الصّحابيّ؟
الصّحابيّ لغة:
مشتقّ من الصّحبة، وليس مشتقّا من قدر خاصّ منها، بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا أو كثيرا.
كما أنّ قولك: مكلّم، ومخاطب، وضارب، مشتق من المكالمة، والمخاطبة، والضّرب.
وجار على كلّ من وقع منه ذلك، قليلا أو كثيرا. يقال: صحبت فلانا حولا وشهرا ويوما وساعة وهذا يوجب في حكم اللّغة اجراءها على من صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ساعة من نهار.
قال السّخاويّ: «الصّحابيّ لغة: يقع على من صحب أقلّ ما يطلق عليه اسم صحبة، فضلا عمّن طالت صحبته وكثرت مجالسته» [ (1) ] .
الصّحابيّ عند علماء الأصول
قال أبو الحسين في «المعتمد» : هو من طالت مجالسته له على طريق التّبع له والأخذ عنه، أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تطل كالوافدين فلا.
وقال الكيا الطّبريّ: هو من ظهرت صحبته لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صحبة القرين قرينه حتى يعد من أحزابه وخدمه المتصلين به.
قال صاحب «الواضح» : وهذا قول شيوخ المعتزلة. وقال ابن فورك: هو من أكثر مجالسته واختص به.
الصّحابيّ عند علماء الحديث
قال ابن الصّلاح حكاية عن أبي المظفّر السّمعانيّ أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصّحابة على كل من روى عنه حديثا أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من
__________
[ (1) ] فتح المغيث للسّخاوي 3/ 86.(1/7)
الصّحابة، وهذا لشرف منزلة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصّحابة [ (1) ] .
وقال سيّد التّابعين سعيد بن المسيّب: الصّحابي من أقام مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سنة أو سنتين، وغزا معه غزوة أو غزوتين [ (2) ] .
ووجهه أن لصحبته صلّى اللَّه عليه وسلم شرفا عظيما فلا تنال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السّفر الّذي هو قطعة من العذاب، والسّنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج.
وقال بدر الدّين بن جماعة [ (3) ] : وهذا ضعيف، لأنه يقتضي أنه لا يعد جرير بن عبد اللَّه البجليّ، ووائل بن حجر وأضرابهما من الصحابة، ولا خلاف أنهم صحابة.
وقال العراقيّ: ولا يصح هذا عن ابن المسيّب، ففي الإسناد إليه محمّد بن عمر الواقديّ شيخ ابن سعد ضعيف في الحديث [ (4) ] .
وقال الواقديّ: ورأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقد أدرك الحلم فأسلم وعقل أمر الدّين ورضيه فهو عندنا ممّن صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولو ساعة من نهار [ (5) ] .
وهذا التعريف غير جامع، لأنه يخرج بعض الصحابة ممّن هم دون الحلم ورووا عنه كعبد اللَّه بن عبّاس، وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، وابن الزبير.
قال العراقيّ: والتّقييد بالبلوغ شاذّ [ (6) ] .
وقال السّيوطيّ في «تدريب الرّاوي» : ولا يشترط البلوغ على الصّحيح، وإلا لخرج من أجمع على عدّه في الصّحابة.
والأصح ما قيل في تعريف الصّحابيّ أنه «من لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في حياته مسلما ومات على إسلامه.
__________
[ (1) ] المقدمة ص 118، وفتح المغيث للعراقي 4/ 3، 31.
[ (2) ] الكفاية 69، وعلوم الحديث 293، المنهل الرّويّ 117، تدريب الرّاوي 2/ 211.
[ (3) ] المنهل 117 بتصرف، وتدريب الرّاوي 2/ 211.
[ (4) ] تدريب الرّاوي 2/ 212.
[ (5) ] فتح المغيث 4/ 32 والكفاية 5.
[ (6) ] فتح المغيث 4/ 32.(1/8)
شرح التّعريف:
(من لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم) : جنس في التّعريف يشمل كل من لقيه في حياته، وأمّا من رآه بعد موته قبل دفنه صلّى اللَّه عليه وسلم فلا يكون صحابيّا كأبي ذؤيب الهذليّ الشّاعر فإنه رآه قبل دفنه.
(مسلما) : خرج به من لقيه كافرا وأسلم بعد وفاته كرسول قيصر فلا صحبة له.
(ومات على إسلامه) : خرج به من كفر بعد إسلامه ومات كافرا.
أما من ارتدّ بعده ثم أسلم ومات مسلما فقال العراقيّ: فيهم نظر، لأن الشّافعيّ وأبا حنيفة نصّا على أن الردّة محبطة للصّحبة السابقة كقرّة بن ميسرة والأشعث بن قيس.
وجزم الحافظ ابن حجر شيخ الإسلام ببقاء اسم الصّحبة له كمن رجع إلى الإسلام في حياته كعبد اللَّه بن أبي سرح.
وهل يشترط لقيه في حال النّبوة أو أعم من ذلك حتى يدخل من رآه قبلها ومات على الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل، وكذا من رآه قبلها وأسلم بعد البعثة ولم يره؟.
قال العراقيّ: ولم أر من تعرّض لذلك، وقد عد ابن مندة زيد بن عمرو في الصّحابة.
هل من الملائكة صحابة؟
الملائكة أجسام نورانيّة قادرة على التّشكيل والظهور بأشكال مختلفة، وهي تتشكل بأشكال حسنة، شأنها الطاعة وأحوال جبريل مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حين تبليغه الوحي وظهوره في صورة دحية الكلبي تؤيد رجحان هذا التعريف للملائكة على غيره.
والملائكة لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتوالدون، فمن وصفهم بذكورة فسق ومن وصفهم بأنوثة أو خنوثة كفر، لقوله تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ [ (1) ] الآية، ومسكنهم السموات ومنهم من يسكن الأرض.
وقد دل على وجودهم الكتاب والسنّة والإجماع فالمنكر كافر، وإذا فيجب الإيمان إجمالا فيمن علم منهم إجمالا، وتفصيلا فيمن علم بالشخص كجبريل وميكائيل أو بالنوع كحملة العرش والحافين من حوله والكتبة والحفظة وقد خلق اللَّه الملائكة جندا له منفذين لأوامره في خلقه فمنهم ساكن السّماوات وأفضلهم حملة العرش والحافّين من حوله وهم الكروبيون، ومنهم الموكلون بالنار وهم الزبانية مع مالك ومنهم الموكلون بالجنة لإعداد النعيم مع رضوان، ومنهم سفير اللَّه إلى أنبيائه وهو جبريل، والموكل بالمطر والسحاب
__________
[ (1) ] الزخرف: 19.(1/9)
والرزق وهو ميكائيل، وصاحب النفخ وهو إسرافيل، والموكلون بحفظ بني آدم والكاتبون لأعمالهم، ومنهم منكر ونكير فتانا القبر، ومنهم ملك الموت وأعوانه وهو عزرائيل وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ.
عصمة الملائكة
والقول الحق أنهم معصومون يستحيل صدور الذنوب منهم كبيرة كانت أو صغيرة بدليل قوله تعالى: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [ (1) ] .
وقوله: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ [ (2) ] . وقوله: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [ (3) ] . وقوله: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ [ (4) ] . أي أن شأنهم وحياتهم التي فطروا عليهما هي الخضوع والعبادة واللَّه أعلم وهل هم صحابة أم لا؟. أجاب الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه فقال: وهل تدخل الملائكة محل نظر؟، وقد قال بعضهم إن ذلك ينبئ على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا. وقد نقل الإمام فخر الدّين في «أسرار التّنزيل» الإجماع على أنه صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة ونوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ تقيّ الدّين السّبكيّ أنه كان مرسلا إليهم.
هل من الجن صحابة؟!
اختلف علماء التّوحيد في بيان حقيقة الجن، فقال بعضهم بتغاير حقيقته، فعرّفوا الجن بأنها أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة وتظهر منها أفعال عجيبة، منهم المؤمن ومنهم الكافر.
أما الشّياطين: فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية والفساد.
وقال آخرون إن حقيقتها واحدة وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة، وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون ويكلفون، منهم المؤمن ومنهم العاصي، أما الشّيطان فاسم للعاصي، ويدل على ذلك قوله تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ [ (5) ] . كما يدل على تكليفهم ووجودهم قوله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.
الآيات، وقوله: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً [ (6) ] . وحيث ثبت وجودهم بكلام اللَّه وكلام أنبيائه
__________
[ (1) ] التحريم: 6.
[ (2) ] الأنبياء: 20.
[ (3) ] النحل: 50.
[ (4) ] الأعراف: 206.
[ (5) ] الحجر: 27.
[ (6) ] الأحقاف: 29.(1/10)
وانعقد عليه الإجماع كان الإيمان بما ثبت واجبا ومنكره كافر.. والسؤال بعد ذلك هل هم داخلون في الصحابة الحق؟.
نعم. يدخل في الصّحابة رضوان اللَّه تعالى عليهم من رآه صلّى اللَّه عليه وسلم أو لقيه مؤمنا به من الجنّ، لأنه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليهم قطعا وهم مكلّفون، وفيهم العصاة والطّائعون.
قال الحافظ ابن حجر، الرّاجح دخولهم، لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليهم قطعا.
قال السّبكيّ في فتاويه: كونه صلّى اللَّه عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس والجن كافّة وأن رسالته شاملة للثقلين فلا أعلم فيه خلافا، ونقل جماعة الإجماع عليه.
قال السّبكيّ: والدّليل عليه قبل الإجماع الكتاب والسّنة، أما الكتاب فآيات منها قوله تعالى: لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً. [ (1) ]
وقد أجمع المفسّرون على دخول الجنّ في ذلك في هذه الآية. ومع ذلك هو مدلول لفظها، فلا يخرج عنه إلّا بدليل.
ومنها قوله تعالى في سورة الأحقاف: فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [ (2) ] .
والمنذرون هم المخوفون مما يلحق بمخالفته لوم، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لما كان القرآن الّذي أتى به لازما لهم ولا خوفوا به.
ومنها قولهم فيها، أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ فأمر بعضهم بعضا بإجابته دليل على أنه داع لهم، وهو معنى بعثه إليهم.
ومنها قولهم: وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ ... الآية، وذلك يقتضي ترتيب المغفرة على الإيمان به، وأن الإيمان به شرط فيها، وإنّما يكون كذلك إذا تعلّق حكم رسالته بهم، وهو معنى كونه مبعوثا إليهم.
ومنها قولهم: وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ الآية، فعدم إعجازهم وأوليائهم، وكونهم في ضلال مرتّب على عدم إجابته، وذلك أدلّ دليل على بعثته إليهم.
ومنها قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ [ (3) ] . فهذا تهديد ووعيد شامل لهم وارد على لسان رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم عن اللَّه، وهو يقتضي كونه مرسلا إليهم، وأيّ معنى للرسالة غير ذلك وكذلك مخاطبتهم في بقيّة السورة بقوله: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ، [ (4) ] وغير ذلك من الآيات التي تضمّنتها هذه السورة.
__________
[ (1) ] الفرقان: 1.
[ (2) ] الأحقاف: 29.
[ (3) ] الرحمن: 31.
[ (4) ] الرحمن: 46.(1/11)
ومنها قوله تعالى في سورة الجنّ: فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً [ (1) ] ، فإن قوة هذا الكلام تقتضي أنهم انقادوا له وآمنوا بعد شركهم، وذلك يقتضي أنّهم فهموا أنّهم مكلّفون به، وكذلك كثير من الآيات التي في هذه السّورة التي خاطبوا بها قومهم.
ومنها قولهم فيها: وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ [ (2) ] ، وكذا قولهم: فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [ (3) ] الآيات.
ومنها قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [ (4) ] .
فهذه الآية تقتضي أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم منذر بالقرآن كله من بلغه القرآن جنيّا كان أو إنسيّا، وهي في الدّلالة كآية الفرقان أو أصرح، فإن احتمال عود الضّمير على الفرقان غير وارد هنا، فهذه مواضع في الفرقان تدل على ذلك دلالة قوية، أقواها آية الأنعام هذه، وتليها آية الفرقان، وتليها آيات الأحقاف، وتليها آيات الرحمن، وخطابها في عدّة آيات: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ، وتليها سورة الجنّ، فقد جاء ترتيبها في الدلالة والقوة كترتيبها في المصحف، وفي القرآن أيضا ما يدلّ لذلك، ولكن دلالة الإطلاق اعتمدها كثير من العلماء في مباحث، وهو اعتماد جيد وهو هنا أجود، لأن الأمر بالإنذار، والمطلق إذا لم يتقيّد بقيد يدل على تمكن المأمور في الإتيان به في أي فرد شاء من أفراده وفي كلها، وهو صلّى اللَّه عليه وسلم كامل الشفقة على خلق اللَّه، والنصيحة لهم والدعاء إلى اللَّه تعالى، فمع تمكنه من ذلك لا يتركه في شخص من الأشخاص، ولا في زمن من الأزمان، ولا في مكان من الأمكنة، وهكذا كانت حالته- صلّى اللَّه عليه وسلم، ويعلم أيضا من الشريعة أن اللَّه تعالى لم يرده قوله: قُمْ فَأَنْذِرْ [ (5) ] مطلق الإنذار حتى يكتفي بإنذار واحد لشخص واحد، بل أراد التّشمير والاجتهاد في ذلك، فهذه القرائن تفيد الأمر بالإنذار لكل من يفيد فيه الإنذار، والجن بهذه الصّفة، لأنه كان فيهم سفهاء وقاسطون وهم مكلفون فإذا أنذروا رجعوا عن ضلالهم فلا يترك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دعاءهم، والآية بالقرائن المذكورة مفيدة للأمر بذلك فثبتت البعثة إليهم بذلك، ومنها كل آية فيها لفظ المؤمنين ولفظ الكافرين مما فيه أمر أو نهي ونحو ذلك فإنّ المؤمنين والكافرين صفتان لمحذوف، والموصوف المحذوف يتعيّن أن يكون النّاس بل المكلّفون أعمّ من أن يكونوا إنسا أو جنّا، وإذا ثبت ذلك أمكن الاستدلال بما لا يعدّ ولا يحصى من الآيات كقوله تعالى:
__________
[ (1) ] الجن: 2.
[ (2) ] الجن: 13.
[ (3) ] الجن: 14.
[ (4) ] الأنعام: 19.
[ (5) ] المدثر: 2.(1/12)
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ (1) ] فالجن الذين لم يتبعوه ليسوا مفلحين، وإنما يكون كذلك، وإذا ثبتت رسالته في حقهم.
وكقوله تعالى: لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ [ (2) ] ، وكقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [ (3) ] ، ونحو ذلك من الآيات أيضا قوله تعالى: إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ [ (4) ] ، ومن الجن كذلك، ولو تتبّعنا الآيات التي من هذا الجنس لوجدناها جاءت كثيرة.
واعلم أن المقصود بتكثير الأدلة أن الآية الواحدة والآيتين قد يمكن تأويلها، ويتطرّق إليها الاحتمال فإذا كثرت قد تترقى إلى حدّ يقطع بإرادة ظاهرها، وبقي الاحتمال والتأويل عنها.
وأمّا السّنّة
ففي صحيح مسلم من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: (فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وخيم بي التّيسيّون) [ (5) ] .
ومحل الاستدلال قوله: (وأرسلت إلى الخلق كافّة) ، فإنه يشمل الجن والإنس، وحمله على الإنس خاصّة تخصيص بغير دليل فلا يجوز، والكلام فيه كالكلام في قوله تعالى: لِلْعالَمِينَ.
فإن قال قائل: على أن المراد بالخلق الناس
رواية البخاري من حديث جابر عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد من الأنبياء قبلي)
[ (6) ] ، فذكر من جملتها:
__________
[ (1) ] الأعراف: 157.
[ (2) ] الأحقاف: 12.
[ (3) ] البقرة: 2.
[ (4) ] يس: 11.
[ (5) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 371- 372 كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5) حديث رقم (5/ 523) والترمذي في السنن 4/ 104- 105 كتاب السير (22) باب ما جاء في الغنيمة (5) حديث رقم 1553 وقال حسن صحيح وأحمد في المسند 2/ 412- والبيهقي في السنن 2/ 432، 9/ 5 والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 472- وذكره الهيثمي في الزوائد 8/ 269- والهندي في كنز العمال حديث رقم 31932.
[ (6) ] متفق عليه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 435- 436 كتاب القيم (7) باب (1) حديث رقم (335) - واللفظ له- ومسلم في الصحيح 1/ 370 كتاب المساجد (5) حديث رقم (3/ 521) وأحمد في المسند 3/ 304، 5/ 148- والدارميّ في السنن 2/ 224 والبيهقي في السنن 1/ 212، 2/ 329، 433، 6/ 291، 9/ 40 وأبو نعيم في الحلية 8/ 316- وابن أبي شيبة(1/13)
«وأرسلت إلى النّاس كافّة» ،
قلنا: لو كان هذا حديثا واحدا كنا نقول: لعلّ هذا اختلاف من الرّواة، ولكن الّذي ينبغي أن يقال: إنهما حديثان، لأن حديث مسلم من رواية أبي هريرة، وفيه ست خصال، وحديث البخاريّ من رواية جابر وفيه خمس خصال.
والظّاهر أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قالهما في وقتين، وفي حديث مسلم زيادة في عدة الخصال، وفي سنن المرسل إليهم فيجب إثباتها زيادة على حديث جابر، وليس بنا ضرورة إلى حمل أحد الحديثين على الآخر إذ لا منافاة بينهما، بل هما حديثان مختلفا المخرج والمعنى، وإن كان بينهما اشتراك في أكثر الأشياء، وخرج كل من صاحبي الصّحيحين واحدا منها ولم يذكر الآخر.
فهذا الحديث الّذي ذكرناه عن مسلم واستدللنا به أصرح الأحاديث الصحيحة الدالة على شمول الرّسالة للجنّ والإنس.
ومن الأدلّة أيضا أن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم خاتم النبيين وشريعته آخر الشرائع وناسخة لكل شريعة قبلها، ولا شريعة باقية الآن غير شريعته، ولذلك إذا نزل عيسى ابن مريم صلّى اللَّه عليه وسلم إنّما يحكم بشريعة محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم فلو لم يكن الجن مكلفين بها لكانوا إمّا مكلفين بشريعة غيرها، وهو خلاف ما تقرّر، وإمّا ألّا يكونوا مكلّفين أصلا، ولم يقل أحد بذلك، ولا يمكن القول به، لأن القرآن كله مليء بتكليفهم، قال تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وقال قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ إلى غير ذلك من الآيات، ودخولهم النار دليل على تكليفهم، وهذا أوضح من أن يقام عليه دليل، فإن تكليفهم معلوم من الشرع بالضرورة، وتكليفهم بغير هذه الشّريعة يستلزم بقاء شريعة معها، فثبت أنّهم مكلّفون بهذه الشريعة كالإنس [ (1) ] .
وقال ابن حزم الظّاهريّ:
قد أعلمنا اللَّه أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ففيهم صحابة فضلاء. هذا واللَّه تعالى أعلى وأعلم.
__________
[ (11) ] / 432 والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 114، 5/ 455 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 433- والهيثمي في الزوائد 8/ 61، 62 والهندي في كنز العمال حديث رقم 31930، 32059، 32060، 32061، 32062.
[ (1) ] انظر فتاوى السبكي 2/ 594 وما بعدها بتصرف.(1/14)
بم يعرف الصّحابيّ؟
يعرف الصّحابيّ بأحد الأدلّة التّالية:
أولا: التّواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك كأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وبقيّة العشرة المبشّرين بالجنّة- رضي اللَّه عنهم.
ثانيا: الشّهرة أو الاستفاضة القاصرة عن حد التواتر كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن.
ثالثا: أن يروى عن آحاد الصّحابة أنه صحابي كما في حممة بن أبي أحممة الدّوسيّ الّذي مات ب «أصبهان» مبطونا فشهد له أبو موسى الأشعريّ أنه سمع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم حكم له بالشهادة، هكذا ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» .
رابعا: أن يخبر أحد التّابعين بأنه صحابي بناء على قبول التّزكية من واحد عدل وهو الرّاجح.
خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحابيّ بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فإنه بعد ذلك لا يقبل ادّعاؤه بأنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو سمعه،
لقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في الحديث الصحيح: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممّن على ظهر الأرض ... » [ (1) ] .
يريد بهذا انخرام ذلك القرن، وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ لم يقبل الأئمّة قول من ادّعى الصّحبة بعد الغاية المذكورة.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» - هنا- ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصّحابة يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار:
أحدها: أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصّحابة، فمن تتبّع الأخبار الواردة من الرّدة والفتوح وجد من ذلك الكثير.
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 235 كتاب مواقيت الصلاة باب ذكر العشاء والعتمة حديث رقم 564 ومسلم في الصحيح 4/ 1965 كتاب فضائل الصحابة (44) باب
قوله صلّى اللَّه عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم
(53) حديث رقم (217/ 2537) والترمذي في السنن 4/ 451 كتاب الفتن (34) باب (64) حديث رقم 2251- وأحمد في المسند 2/ 221 والبيهقي في السنن 1/ 453، 9/ 7 والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 500 والحاكم في المستدرك 2/ 37 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 38344.(1/15)
ثانيها: أن عبد الرّحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا أيضا يوجد منه الكثير.
ثالثها: أنه لم يبق بالمدينة ولا بمكّة ولا الطّائف ولا من بينها من الأعراف إلا من أسلم وشهد حجّة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وإن لم يرهم هو.
قال الذّهبيّ في «الميزان» في ترجمة «رتن» 2/ 45 «وما أدراك ما رتن؟! شيخ دجّال بلا ريب، ظهر بعد السّتمائة فادّعى الصّحبة، والصّحابة لا يكذبون وهذا جريء على اللَّه ورسوله، وقد ألّفت في أمره جزءا» .
حكمة اللَّه في اختيار الصّحابة
الواقع أنّ العقل المجرّد من الهوى والتعصّب، يحيل على اللَّه في حكمته ورحمته، أن يختار لحمل شريعته الختاميّة أمة مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى اللَّه عن ذلك علوّا كبيرا، ومن هنا كان توثيق هذه الطّبقة الكريمة طبقة الصّحابة، يعتبر دفاعا عن الكتاب والسّنّة وأصول الإسلام من ناحية، ويعتبر إنصافا أدبيّا لمن يستحقونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديرا لحكمة اللَّه البالغة في اختيارهم لهذه المهمّة العظمى من ناحية ثالثة، كما أن توهينهم والنيل منهم يعدّ غمزا في هذا الاختيار الحكيم، ولمزا في ذلك الاصطفاء والتّكريم فوق ما فيه من هدم الكتاب والسنّة والدّين.
على أن المتصفّح لتاريخ الأمّة العربية وطبائعها ومميزاتها يرى من سلامة عنصرها وصفاء جوهرها، وسمو مميزاتها، ما يجعله يحكم مطمئنّا بأنّها صارت خير أمّة أخرجت للنّاس بعد أن صهرها الإسلام، وطهرها القرآن ونفى خبثها سيّد الأنام، عليه الصّلاة والسّلام.
ولكن الإسلام قد ابتلي حديثا بمثل أو بأشدّ ممّا ابتلي به قديما، فانطلقت ألسنة في هذا العصر ترجف في كتاب اللَّه بغير علم، وتخوض في السّنة بغير دليل، وتطعن في الصّحابة دون استحياء، وتنال من حفظة الشريعة بلا حجّة، وتتهمهم تارة بسوء الحفظ، وأخرى بالتزيد وعدم التثبت، وقد زوّدناك، وسلّحناك، فانزل في الميدان ولا تخش عداك.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ.
نصرنا اللَّه بنصرة الإسلام، وثبت منا الأقدام والحمد للَّه في البدء والختام
.(1/16)
مرتبة الصّحابة
للصّحابة- رضي اللَّه عنهم أجمعين- خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، وذلك أمر مسلّم به عند كافّة العلماء، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الشرع من الكتاب والسّنة، وإجماع من يعتدّ به في الإجماع من الأمّة.
فأمّا الكتاب:
قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ، تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ، وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ، فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [ (1) ] .
وقال تعالى: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا، وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ (2) ] .
وقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [ (3) ] .
وقال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ، وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [ (4) ] .
وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ (5) ] .
وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [ (6) ] .
وقال تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [ (7) ] .
__________
[ (1) ] الفتح: 29.
[ (2) ] الحشر: 8- 9.
[ (3) ] الأنفال: 74.
[ (4) ] الفتح: 18.
[ (5) ] التوبة: 118.
[ (6) ] التوبة: 100.
[ (7) ] البقرة: 143.(1/17)
والوسط: الخيار والعدول، فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونيّاتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرّسل على أممهم يوم القيامة، واللَّه تعالى يقبل شهادتهم عليهم فهم شهداؤه، ولهذا نوّه بهم ورفع ذكرهم وأثنى عليهم، لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء، وأمر ملائكته أن تصلّي عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم، والشّاهد المقبول عند اللَّه هو الّذي يشهد بعلم وصدق فيخبر بالحق مستندا إلى علمه به، كما قال تعالى: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ (1) ] [ (2) ] .
وقال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ (3) ] .
ويدخل في الخطاب الصَّحابيّ من باب أولى، فلقد شهد بأنهم يأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر.
وقال تعالى: وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ، وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ [ (4) ] .
فأخبر تعالى أنه اجتباهم، والاجتباء كالاصطفاء، وهو افتعال من «اجتبى الشّيء يجتبيه» ، إذا ضمّه إليه وحازه إلى نفسه، فهم المجتبون الّذين اجتباهم اللَّه إليه وجعلهم أهله وخاصّته وصفوته من خلقه بعد النّبيين والمرسلين، ولهذا أمرهم تعالى أن يجاهدوا فيه حقّ جهاده ويبذلوا له أنفسهم ويفردوه بالمحبّة والعبوديّة، ويختاروه وحده إلها معبودا محبوبا على كل ما سواه، كما اختارهم على من سواهم، فيتخذونه وحده إلههم ومعبودهم الّذي يتقربون إليه بألسنتهم وجوارحهم وقلوبهم ومحبتهم وإرادتهم، فيؤثرونه في كل حال على من سواه كما اتخذهم عبيده وأولياءه وأحبّاءه، وآثرهم بذلك على من سواهم، ثم أخبرهم تعالى أنّه يسّر عليهم دينه غاية التّيسير، ولم يجعل عليهم فيه من حرج البتّة لكمال محبَّته لهم ورأفته ورحمته وحنانه بهم، ثم أمرهم بلزوم ملّة إمام الحنفاء أبيهم إبراهيم، وهي إفراده تعالى وحده بالعبودية والتعظيم والحبّ والخوف والرّجاء والتوكّل والإنابة والتفويض والاستسلام، فيكون تعلّق ذلك من قلوبهم به وحده لا بغيره، ثم أخبر تعالى أنه فعل ذلك
__________
[ (1) ] الزخرف: 86.
[ (2) ] أعلام الموقعين 4/ 102.
[ (3) ] آل عمران: 110.
[ (4) ] الحج: 78.(1/18)
ليشهد عليهم رسوله ويشهدوا هم على النّاس، فيكون مشهودا لهم بشهادة الرّسول، شاهدين على الأمم بقيام حجّة اللَّه عليهم [ (1) ] .
وقال تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى [ (2) ] .
قال ابن عبّاس: أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم اصطفاهم اللَّه لنبيه عليه السّلام [ (3) ] .
تلك آيات عظيمة نزلت من عند المولى عزّ وجلّ تشهد بفضل وعدالة جميع أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم الّذين كانوا معه في المواقف الحاسمة في تاريخ الدّعوة الإسلامية ابتداء من دار الأرقم بن أبي الأرقم، وانتهاء بفتح المدائن.
فمن الأمور القطعيّة الثبوت والدّلالة أن عدالة أصحاب سيدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جاءت من فوق سبعة أرقعة، فلا يتصور لإنسان مهما أوتي من علم ومعرفة أن يطعن في صحابة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعد شهادة اللَّه عز وجل لهم!! وهذا سنفرد له كلمة عن الحديث عن سيدنا «أبي هريرة» رضي اللَّه تعالى عنه.
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [ (4) ] .
وأمّا السّنّة:
وفي نصوص السّنّة النبويّة المشرّفة الشّاهدة بذلك كثرة منها:
عن أبي سعيد عن النّبي- عليه السّلام- قال: «لا تسبّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» [ (5) ] .
__________
[ (1) ] أعلام الموقعين 4/ 102.
[ (2) ] النحل: 59.
[ (3) ] شرح السنن بتحقيقنا 7/ 71 والدّليل عليه قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فاطر: 32 وحقيقة الاصطفاء: افتعال من التّصفية فيكون قد صفّاهم من الأكدار والخطأ من الأكدار فيكونون مصفّين منه، ولا ينتقض هذا بما إذا اختلفوا، لأن الحق لم يعدهم، فلا يكون قول بعضهم كدرا، لأن مخالفته أكدر، وبيانه يزيل كونه كدرا بخلاف ما إذا قال بعضهم قولا ولا يخالف فيه فلو كان قولا باطلا ولم يرده راد لكان حقيقة الكدر، وهذا لأن خلاف بعضهم لبعض بمنزلة متابعة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أموره، فإنّها لا تخرجه عن حقيقة الاصطفاء: أعلام الموقعين 4/ 100.
[ (4) ] التوبة: 32.
[ (5) ] أخرجه البخاريّ 7/ 12 كتاب «فضائل الصّحابة» باب
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «لو كنت متّخذا خليلا»
(3673) ومسلم 4/ 1967- 1968 كتاب «فضائل الصّحابة» : باب تحريم سبّ الصحابة (222- 2541) وأبو(1/19)
وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولأقرانه من مسلمة الحديبيّة والفتح، فإذا كان مدّ أحد أصحابه أو نصيفه أفضل عند اللَّه من مثل أحد ذهبا من مثل خالد وأضرابه من أصحابه، فكيف يجوز أن يحرمهم اللَّه الصّواب في الفتاوى ويظفر به من بعدهم؟ هذا من أبين المحال [ (1) ]
وعن عبد اللَّه بن مغفّل المزنيّ قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: اللَّه اللَّه في أصحابي، اللَّه اللَّه في أصحابي لا تتّخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللَّه، ومن آذى اللَّه فيوشك أن يأخذه [ (2) ] .
وعن أبي موسى قال: صلّينا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المغرب، ثم قلنا: لو انتظرنا حتى نصلّي معه العشاء، فانتظرناه فخرج علينا، فقال: «ما زلتم ها هنا» ، قال: قلنا: نعم يا رسول اللَّه، قلنا: نصلّي معك العشاء، قال: «أحسنتم وأصبتم» ، ثم رفع رأسه إلى السّماء، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السّماء، قال: «النّجوم أمنة لأهل السّماء، فإذا ذهبت النّجوم أتى أهل السّماء ما يوعدون وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يوعدون» [ (3) ] .
ووجه الاستدلال بالحديث أنه جعل نسبة أصحابه إلى من بعدهم كنسبته إلى أصحابه، وكنسبة النّجوم إلى السماء، ومن المعلوم أنّ هذا التّشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيّهم صلّى اللَّه عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنّجوم، وأيضا فإنه جعل بقاءهم بين الأمة أمنة لهم، وحرزا من الشّرّ وأسبابه [ (4) ] .
وعن عمران بن حصين قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خير أمّتي القرن الّذي بعثت فيهم، ثمّ الَّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم» [ (5) ] .
__________
[ () ] داود 4/ 214 كتاب السنن: باب النّهي عن سب أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم (4658) والترمذي 5/ 653 كتاب «المناقب» : باب فضل من بايع تحت الشجرة (3861) .
[ (1) ] أعلام الموقعين لابن القيم 4/ 105.
[ (2) ] أخرجه التّرمذيّ 5/ 653 في المصدر السابق (3962) وصححه ابن حبان ذكره الهيثمي في «موارد الظّمآن» (569) باب فضل أصحاب رسول اللَّه (2284) وأحمد في المسند 4/ 87.
[ (3) ] أخرجه مسلم 4/ 1961 كتاب «فضائل الصّحابة» : باب بيان أن بقاء النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمان لأصحابه (207- 2531) وأحمد في المسند 4/ 399.
[ (4) ] أعلام الموقعين 4/ 104، 105.
[ (5) ] أخرجه مسلم في المصدر السابق 2151- 2535) والترمذي 4/ 434 كتاب الفتن: باب ما جاء في القرن الثالث (2222) وأبو داود 4/ 214 كتاب السنة: باب في فضل أصحاب الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم (4657) وأحمد في المسند 2/ 2228 والبيهقي في السنة 10/ 160 والطبراني في الكبير 18/ 213.(1/20)
فأخبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن خير القرون قرنه مطلقا،
وذلك يقتضي تقديمهم في كل باب من أبواب الخير، وإلّا لو كان خيرا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقا [ (1) ] .
وقد يقول قائل: إن هذه الأدلّة تتناول أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الذين كانوا معه قبل الفتح، وأمّا من أسلم بعد الفتح فلا دليل على عدالتهم، فأسوق جوابا له قول الدّكتور محمّد السّماحيّ: (وأما مسلمة الفتح والأعراب الوافدون على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فهؤلاء لم يتحملوا من السنة مثل ما تحمّل الصّحابة الملازمون لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومن تعرّض منهم للرّواية كحكيم بن حزام، وعتّاب، وغيرهم عرفوا بالصّدق والدّيانة وغاية الأمانة على أنه ورد ما يجعلهم أفضل من سواهم من القرون بعدهم،
كقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ثمّ يفشو الكذب» [ (2) ] .
وهو حديث صحيح مروي في «الصّحيحين»
وغيرهما بألفاظ مختلفة، والخيرية لا تكون إلا للعدول الذين يلتزمون الدّين والعمل به. وقال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ (3) ] .
والخطاب الشّفهيّ لصحابة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومن حضر نزول الوحي، وهو يشمل جميعهم، وكذلك قوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً، لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [ (4) ] ، وسطا: عدولا.
فالإسلام كان في أول شبابه فتيّا قويّا في قلوب من أذعنوا له واتّبعوا هداه، وتمسّكوا بمبادئه، واصطبغوا بصبغته، فكانت العدالة قوية في نفوسهم شائعة في آحادهم، حتى إننا نرى الذين وقعوا منهم في الكبائر ما لبثوا أن ساقتهم عزائمهم إلى الاعتراف وطلب الحدّ، ليطهروا به أنفسهم، وسارعوا إلى التّوبة حيث تاب اللَّه عليهم، ولا نريد بقولنا: الصحابة عدول- أكثر من أنّ ظاهرهم العدالة [ (5) ] .
ثناء أهل العلم على الصّحابة
وهذا الثّناء للاستئناس وليس للتّدليل إذ لا يصحّ القول مع اللَّه عزّ وجلّ ورسوله صلّى اللَّه عليه وسلم
__________
[ (1) ] أعلام الموقعين 4/ 104.
[ (2) ] أخرجه التّرمذي 4/ 476 (2303) وذكره ابن حجر في تلخيص الحبير 4/ 204.
[ (3) ] آل عمران: 110.
[ (4) ] البقرة: 143.
[ (5) ] المنهج الحديث في علوم الحديث ص 63 نقلا عن السنة قبل التدوين د. الخطيب، وانظر السنة قبل التدوين 401، 402.(1/21)
حيث نص اللَّه ورسوله على عدالتهم، فهل بعد تعديل اللَّه عز وجل رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم تعديل؟!! فأقول وللَّه الحمد والمنّة:
قال الإمام النّوويّ: الصّحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتدّ به [ (1) ] .
قال إمام الحرمين: والسّبب في عدم الفحص عن عدالتهم أنهم حملة الشّريعة، فلو ثبت توقّف في روايتهم لانحصرت الشّريعة على عصره صلّى اللَّه عليه وسلم ولما استرسلت سائر الأعصار.
قال أبو زرعة الرّازيّ: إذا رأيت الرّجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أنّ الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء الزّنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة فالجرح بهم أولى.
قال ابن الصّلاح: «ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصّحابة ومن لابس الفتن منهم، فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتدّ بهم في الإجماع إحسانا للظّنّ بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن اللَّه سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشّريعة» [ (2) ] .
قال الخطيب البغداديّ في الكفاية» مبوبا على عدالتهم:
ما جاء في تعديل اللَّه ورسوله للصّحابة، وأنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم، وإنما يجب فيمن دونهم كل حديث اتّصل إسناده بين من رواه وبين النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النّظر في أحوالهم سوى الصّحابي الّذي رفعه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل اللَّه لهم، وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن.
والأخبار في هذا المعنى تتّسع، وكلها مطابقة لما ورد في نصّ القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصّحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل اللَّه تعالى لهم، المطّلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له [ (3) ] .
وقال الإمام مالك: من انتقص أحدا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فليس له في هذا الفيء حق، قد قسم اللَّه الفيء في ثلاثة أصناف فقال:
__________
[ (1) ] التقريب 214 مع التدريب.
[ (2) ] الحديث والمحدثون 129، 130.
[ (3) ] الكفاية 46، 48.(1/22)
لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [ (1) ] .
ثم قال:
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ، يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا، وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [ (2) ] .
وهؤلاء هم الأنصار.
ثم قال:
وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [ (3) ] .
فمن تنقّصهم فلا حق له في فيء المسلمين [ (4) ] .
عقيدة أهل السّنّة في تفضيل الصّحابة
أجمع أهل السّنّة على أن أفضل الصّحابة بعد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر، وممّن حكى إجماعهم على ذلك أبو العبّاس القرطبي، فقال: ولم يختلف أحد في ذلك من أئمّة السّلف ولا الخلف، فقال: ولا مبالاة بأقوال أهل التّشيّع ولا أهل البدع، انتهى. وقد حكى الشّافعيّ وغيره إجماع الصّحابة والتابعين على ذلك، قال البيهقيّ في كتاب «الاعتقاد» : روينا عن أبي ثور عن الشّافعيّ قال: ما اختلف أحد من الصّحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصّحابة، وإنما اختلف من اختلف منهم في عليّ وعثمان [ (5) ] .
وقال العلّامة الكمال بن الهمّام في «المسايرة» : فضل الصّحابة الأربعة على حسب ترتيبهم في الخلافة، إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند اللَّه تعالى، وذلك لا يطلع عليه إلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقد ورد عنه ثناؤه عليهم كلهم، ولا يتحقّق إدراك حقيقة تفضيله عليه السّلام لبعضهم على بعض إن لم يكن سمعيّا يصل إلينا قطعيّا في دلالته إلا الشاهدين لذلك الزمان، لظهور قرائن الأحوال لهم، وقد ثبت ذلك لنا صريحا ودلالة كما في صحيح البخاريّ من حديث عمرو بن العاص حين سأله عليه السّلام:
__________
[ (1) ] الحشر: 8.
[ (2) ] الحشر: 9.
[ (3) ] الحشر: 10.
[ (4) ] الشفا للقاضي عياض 1111، 1112.
[ (5) ] فتح المغيث للعراقي 4/ 41.(1/23)
من أحبّ النّاس إليك من الرّجال؟ فقال: «أبوها» . يعني عائشة رضي اللَّه عنها- وتقديمه في الصّلاة على ما قدّمنا مع أن الاتّفاق على أن السّنّة أن يقدم على القوم أفضلهم علما، وقراءة، وخلقا، وورعا، فثبت أنه كان أفضل الصّحابة، وصحّ من حديث ابن عمر في صحيح البخاريّ قال: كنا في زمن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا نفاضل بينهم،
وصحّ فيه من حديث محمّد بن الحنفيّة: قلت لأبي: أيّ النّاس خير بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت قال: ما أنا إلا واحد من المسلمين،
فهذا عليّ نفسه مصرّح بأن أبا بكر أفضل النّاس، وأفاد بعد ما ذكرنا تفضيل أبي بكر وحده على الكلّ، وفي بعض ترتيب الثّلاثة، ولما أجمعوا على تقديم عليّ بعدهم دل على أنه كان أفضل من بحضرته وكان منهم الزّبير وطلحة فثبت أنه كان أفضل الخلق بعد الثلاثة.
هذا واعتقاد أهل السّنّة تزكية جميع الصّحابة والثناء عليهم، كما أثنى اللَّه سبحانه وتعالى عليهم إذ قال:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [ (1) ] . [ (2) ] .
وقال العلّامة البغداديّ في «أصول الدّين» : [ (3) ] أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم السّتّة الباقون بعدهم إلى تمام العشرة وهم: طلحة والزّبير وسعد بن أبي وقّاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرّحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجرّاح، ثم البدريّون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرّضوان بالحديبية، واختلف أصحابنا في تفضيل عليّ وعثمان، فقدم الأشعريّ عثمان، وبناه على أصله في منع إمامة المفضول.
وقال محمّد بن إسحاق بن خزيمة والحسين بن الفضل البجليّ بتفضيل علي رضي اللَّه عنه- وقال القلانسيّ: لا أدري أيهما أفضل، وأجاز إمامة المفضول.
وقال العلّامة اللقانيّ في جوهرته:
وأوّل التّشاجر الرجز الّذي ورد ... إن خضت فيه واجتنب داء الحسد
__________
[ (1) ] آل عمران: 110.
[ (2) ] المسايرة 166- 168.
[ (3) ] أصول الدين للبغدادي 304.(1/24)
فقال العلّامة البيجوريّ في شرحه عليها:
وقد وقع تشاجر بين علي ومعاوية- رضي اللَّه عنهما- وقد افترقت الصحابة ثلاث فرق:
فرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع عليّ، فقاتلت معه، وفرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع معاوية، فقاتلت معه، وفرقة توقّفت.
وقد قال العلماء: المصيب بأجرين والمخطئ بأجر، وقد شهد اللَّه ورسوله لهم بالعدالة، والمراد من تأويل ذلك أن يصرف إلى محمل حسن لتحسين الظّنّ بهم فلم يخرج واحد منهم عن العدالة بما وقع بينهم، لأنهم مجتهدون.
وقوله: (إن خضت فيه) أي إن قدّر أنّك خضت فيه فأوّله: ولا تنقص أحدا منهم، وإنما قال المصنّف ذلك لأن الشّخص ليس مأمورا بالخوض فيما جرى بينهم، فإنه ليس من العقائد الدّينية، ولا من القواعد الكلامية، وليس ممّا ينتفع به في الدّين، بل ربّما ضرّ في اليقين، فلا يباح الخوض فيه إلا للرّدّ على المتعصبين، أو للتّعليم كتدريس الكتب التي تشتمل على الآثار المتعلقة بذلك، وأما العوام فلا يجوز لهم الخوض فيه لشدّة جهلهم، وعدم معرفتهم بالتأويل. [ (1) ]
وقال السّعد التّفتازانيّ:
«يجب تعظيم الصّحابة والكفّ عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطّعن فيهم على محامل وتأويلات، سيّما المهاجرين والأنصار وأهل بيعة الرّضوان، ومن شهد بدرا وأحدا والحديبيّة، فقال: انعقد على علوّ شأنهم الإجماع، وشهد بذلك الآيات الصّراح، والأخبار الصّحاح» .
«وللرّوافض سيما الغلاة منهم مبالغات في بغض البعض من الصّحابة- رضي اللَّه عنهم- والطّعن فيهم بناء على حكايات وافتراءات لم تكن في القرن الثّاني والثّالث، فإياك والإصغاء إليها، فإنّها تضلّ الأحداث، وتحيّر الأوساط وإن كانت لا تؤثر فيمن له استقامة على الصّراط المستقيم، وكفاك شاهدا على ما ذكرنا أنّها لم تكن في القرون السّالفة ولا فيما بين العترة الطّاهرة، بل ثناؤهم على عظماء الصّحابة وعلماء السّنّة والجماعة، والمهديين من خلفاء الدّين مشهور وفي خطبهم ورسائلهم وأشعارهم ومدائحهم مذكور» [ (2) ] .
__________
[ (1) ] شرح الجوهرة للقاني 104، 105.
[ (2) ] المقاصد للتفتازاني 5/ 303، 304.(1/25)
وقال العلّامة المرعشيّ في «نشر الطّوالع» :
«يجب تعظيم جميع أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم والكفّ عن مطاعنهم، وحسن الظّنّ بهم، وترك التّعصّب والبغض لأجل بعضهم على بعض، وترك الإفراط في محبّة بعضهم على وجه يفضي إلى عداوة آخرين منهم والقدح فيهم، فإن اللَّه تعالى أثنى عليهم في مواضع كثيرة منها قوله تعالى:
يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ.. [ (1) ]
الآية.
وقد أحبّهم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأثنى عليهم وأوصى أمّته بعدم سبّهم وبغضهم وأذاهم، وما ورد من المطاعن، فعلى تقدير صحته له محامل وتأويلات، ومع ذلك لا يعادل ما ورد في مناقبهم، وحكي عن آثارهم المرضية وسيرهم الحميدة نفعنا اللَّه بمحبّتهم أجمعين [ (2) ] .
قال: الإمام النّوويّ- رحمه اللَّه تعالى:
واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة، فلشدّة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام: قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحقّ في هذا الطرف، وأن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه فعلوا ذلك، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخّر عن مساعدة الإمام العدل في قتال البغاة.
وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطّرف الآخر، فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه.
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيّروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم، لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخّر عن نصرته في قتال البغاة عليه.
فكلهم معذورون- رضي اللَّه عنهم- ولهذا اتّفق أهل الحق ومن يعتدّ به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم رضي اللَّه عنهم أجمعين.
__________
[ (1) ] التحريم: 8.
[ (2) ] نشر الطوالع للعلامة المرعشي الشهير بساجقلي زاده ص 385 وما بعدها.(1/26)
الدواعي والعوامل التي توافرت في الصحابة حتى استظهروا القرآن والحديث النبوي الشريف وثبتوا فيهما
إن محاولة الطّعن في أصحاب سيّدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هي محاولة للطّعن في القرآن الكريم والسّنّة النبويّة المشرفة فالطّاعن فيهم يريد زعزعة النّاس بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم مقصده في ذلك افتتان المسلمين عن دينهم فكثرت الأيدي الآثمة من النيل بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم فاستكثروا على الصّحابة- رضوان اللَّه عليهم- أن يكونوا قد حفظوا الحديث الشّريف، وهذا ما ستراه في الدّفاع عن إمام الحافظين سيدنا أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- ومع كل ذلك أبي اللَّه إلّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون.
وإليك ما كتب العلّامة الزّرقانيّ في «مناهل العرفان» فقال: ويزعم أن شبهات القوم كلها متشابهة، وطرق دفعها هي الأخرى متشابهة، فإن واجب الحيطة والحذر يقتضينا أن نقيم خطّا منيعا من خطوط الدّفاع عن الكتاب والسّنة، وأن نؤلف هذا الخطّ من جبهتين قويتين:
الجبهة الأولى: تطاول السّماء بتجلية الدواعي والعوامل التي توافرت في الصحابة حتى جعلت منهم كثرة غامرة يحفظون القرآن والحديث، وينقلونهما نقلا متواترا مستفيضا.
والجبهة الثانية: تفاخر الجوزاء بنظم الدّواعي والعوامل التي توافرت فيهم رضوان اللَّه عليهم، حتى جعلتهم يتثبّتون أبلغ تثبّت وأدقه في القرآن وجمع القرآن، وكل ما يتّصل بالقرآن، وفي الحديث الشّريف، وكل ما يتّصل بالحديث الشريف.
وإنّي أستمنح اللَّه فتوحا وتوفيقا في هذه المحاولة الجليلة، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [ (1) ] .
أوّلا: عوامل حفظ الصّحابة للكتاب والسّنّة
العامل الأوّل:
أنهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة، ولا يحذقون الخطّ والكتابة اللَّهمّ إلّا نزر يسير لا
__________
[ (1) ] الأنفال: 42 وانظر مناهل العرفان 1/ 283 وما بعدها.(1/27)
يصاغ منهم حكم على المجموع، وترجع هذه الأميّة السّائدة فيهم إلى غلبة البداوة عليهم وبعدهم عن أسباب الحضارة، وعدم اتّصالهم اتصالا وثيقا بالأمّتين المتحضّرتين آنذاك الفرس والروم.
ومعلوم أن الكتابة والقراءة وإمحاء الأميّة في أيّة أمّة رهين بخروجها من عهد السّذاجة والبساطة إلى عهد المدنية والحضارة.
ثم إن هذه الأميّة تجعل المرء منهم لا يعوّل إلا على حافظته وذاكرته فيما يهمّه حفظه وذكره، ومن هنا كان تعويل الصّحابة على حوافظهم يقدحونها في الإحاطة بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم لأن الحفظ هو السّبيل الوحيدة أو الشّبيهة بالوحيدة إلى إحاطتهم بها، ولو كانت الكتابة شائعة فيهم لاعتمدوا على النقش بين السّطور بدلا من الحفظ في الصّدور.
نعم، كان هناك كتّاب للوحي، وكان بعض الصّحابة يكتبون القرآن لأنفسهم، إلا أن هؤلاء وهؤلاء كانوا فئة قليلة، ولعلك لم تنس أن كتابة القرآن في عهد الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم كان الغرض منها زيادة التوثّق والاحتياط للقرآن الكريم بتقييده وتسجيله.
أما السّنة النّبوية
فقد نهى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أصحابه عن كتابتها أوّل الأمر مخافة اللّبس بالقرآن، إذ قال عليه الصّلاة والسّلام: «لا تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي فلا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعدة من النّار» [ (1) ] .
نعم. خشي الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم أن يختلط القرآن بالسّنّة إذا هم كتبوا السّنّة كما كانوا يكتبون القرآن، أو أن تتوزّع جهودهم وهي لا تحتمل أن يكتبوا جميع السّنّة وجميع القرآن فقصرهم على الأهمّ أوّلا وهو القرآن، خصوصا إذا لاحظنا أن أدوات الكتابة كانت نادرة لديهم إلى حدّ بعيد، حتى كانوا يكتبون في اللخاف والسّعف والعظام كما علمت.
فرحمة بهم من ناحية، وأخذا لهم بتقديم الأهمّ على المهمّ من ناحية ثانية، وحفظا للقرآن أن يشتبه بالسّنّة إذا هم كتبوا السّنّة بجانب القرآن نظرا إلى عزّة الورق، وندرة أدوات الكتابة، رعاية لهذه الغايات الثّلاث نهى الرّسول عن كتابة السّنّة.
أما إذا أمن اللّبس، ولم يخش الاختلاط، وكان الأمر سهلا على الشّخص فلا عليه أن
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2298- 2299 كتاب الزهد والرقائق (53) باب التثبت في الحديث وحكم كتاب العلم (16) حديث رقم (72/ 3004) وأحمد في المسند 3/ 21، 39، 56. والدارميّ في السنن 1/ 119- والحاكم في المستدرك 1/ 127- وابن عدي في الكامل 3/ 926، 5/ 1771 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 29168.(1/28)
يكتب الحديث الشريف كما يكتب القرآن الكريم، وعلى ذلك تحمل الأحاديث الواردة في الإذن بكتابة السّنة آخر الأمر، والواردة في الإذن لبعض الأشخاص كعبد اللَّه بن عمرو- رضي اللَّه عنه-.
وأيّا ما تكن كتابة القرآن والسّنة النّبويّة، فإن التّعويل قبل كل شيء كان على الحفظ والاستظهار، ولا يزال التّعويل حتى الآن على التّلقّي من صدور الرّجال، ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
غير أنّ الرّجل الأميّ والأمّة الأميّة يكونان أسبق من غيرهما إلى الحفظ، للمعنى الّذي تقدّم.
العامل الثّاني:
أن الصّحابة كانوا أمّة يضرب بها المثل في الذّكاء وقوة الحافظة وصفاء الطّبع، وسيلان الذّهن وحدّة الخاطر، وفي التاريخ العربيّ شواهد على ذلك يطول بنا تفصيلها، حتى لقد كان الرّجل منهم يحفظ ما يسمعه لأوّل مرّة مهما طال وكثر، وربّما كان من لغة غير لغته ولسان سوى لسانه، وحسبك أن تعرف أنّ رءوسهم كانت دواوين شعرهم، وأنّ صدورهم كانت سجلّ أنسابهم، وأن قلوبهم كانت كتاب وقائعهم وأيّامهم، كلّ أولئك كانت خصائص كامنة فيهم وفي سائر الأمّة العربيّة من قبل الإسلام، ثم جاء الإسلام فأرهف فيهم هذه القوى والمواهب، وزادهم من تلك المزايا والخصائص بما أفاد طبعهم من صقل، ونفوسهم من طهر، وعقولهم من سموّ، خصوصا إذا كانوا يسمعون لأصدق الحديث وهو كتاب اللَّه، ولخير الهدي، وهو هدي محمد صلّى اللَّه عليه وسلم.
العامل الثّالث:
بساطة هذه الأمّة العربية، واقتصارها في حياتها على ضروريات الحياة من غير ميل إلى التّرف، ولا إنفاق جهد أو وقت في الكماليات، فقد كان حسب الواحد منهم لقيمات يقمن صلبه، وكان يكفيه من معيشته ما يذكره شاعرهم في قوله: [الطويل]
وما العيش إلّا نومة وتبطّح ... وتمرٌ على رأس النّخيل وماء
وأنت تعلم أن هذه الحياة الهادئة الوادعة وتلك العيشة الراضية القاصدة توفر الوقت والمجهود، وترضي الإنسان بالموجود، ولا تشغل البال بالمفقود، ولهذا أثره العظيم في صفاء الفكرة، وقوّة الحافظة وسيلان الأذهان، خصوصا أذهان الصّحابة في اتجاهها إلى حفظ القرآن وحديث النّبي- عليه الصّلاة والسّلام وذلك على حد قول القائل: [من الطويل](1/29)
............. .... ... فصادف قلبا خاليا فتمكّنا
العامل الرّابع:
حبّهم الصّادق للَّه ولرسوله ملك مشاعرهم، واحتل مكان العقيدة فيهم، وأنت تعرف من دراسة علم النّفس أنّ الحب إذا صدق وتمكّن حمل المحبّ على ترسّم آثار محبوبه، والتلذّذ بحديثه، والتّنادر بأخباره، ووعى كل ما يصدر عنه، ويبدو منه، ومن هنا كان حب الصّحابة للَّه ورسوله من أقوى العوامل على حفظهم كتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم على حد قول القائل: [البسيط] ل
ها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشّراب وتلهيها عن الزّاد
لها بوجهك نور يستضاء به ... ومن حديثك في أعقابها حاد
إذا شكت من كلال السّير واعدها ... روح القدوم فتحيا عند ميعاد
أما حب الصّحابة العميق للَّه تعالى فلا يحتاج إلى شرح وبيان، ولا إلى إقامة دليل عليه وبرهان فهم كما
قال فيهم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم [ (1) ] ،
وهم الّذين بذلوا نفوسهم ونفائسهم رخيصة في سبيل رضاه، وهم الّذين باعوا الدّنيا بما فيها يبتغون فضلا من اللَّه، وهم الّذين حملوا هداية الإسلام إلى الشّرق والغرب، وأتوا بالعجب العجاب في نجاح الدعوة الإسلامية بالحضر والبدو، وكانوا أحرياء بمدح اللَّه لهم غير مرّة في القرآن وبثناء الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم عليهم في أحاديث عظيمة الشّأن.
وأمّا مظاهر حبهم للرسول صلّى اللَّه عليه وسلم فما حكاه التاريخ الصادق عنهم من أنه ما كان أحد يحبّ أحدا مثل ما كان أصحاب محمّد يحبون محمّدا، دم الرّجل منهم رخيص في سبيل أن يفدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من شوكة يشاكها في أسفل قدمه، وماء وضوئه يبتدرونه في اليوم الشّديد البرد
__________
[ (1) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 475- 476 كتاب الشهادات (36) باب (4) حديث رقم 2302، 2303 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث الأعمش وأخرجه البخاري بلفظ خير الناس وكذلك مسلم وهو متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 3 كتاب فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم (62) باب فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم (1) حديث رقم 3651 واللفظ له وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1963 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضل الصحابة (52) حديث رقم (212/ 2533) وأحمد في المسند 1/ 378، 434، 4423، 4/ 267 والبيهقي في السنن 10/ 122، 160- وابن أبي شيبة 12/ 176، 177، 178- وابن حبان في الموارد حديث رقم 2285 والطبراني في الكبير 2/ 320، 18/ 212، 234، 235 وأبو نعيم في الحلية 2/ 78، 4/ 125- وابن عدي في الكامل 7/ 2610 وذكره الهيثمي في الزوائد 10/ 22، 23- والهندي في كنز العمال حديث رقم 32449، 32451، 32452، 32453، 32491، 32495.(1/30)
يتبركون به، وأب الواحد منهم وأبناؤه من ألدّ أعدائه ما داموا يعادون محمّدا وحديث محمّد موضع التّنافس من رجالهم ونسائهم، حتى إذا أعيا الواحد منهم طلابه، تناوب هو وزميل له الاختلاف إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على أن يقوم أحدهما بعمل الآخر عند ذهابه، ويقوم الآخر برواية ما سمعه وعرفه من الرّسول بعد إيابه.
وهذه وافدة النّساء تقول لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يا رسول اللَّه، غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا ممّا علّمك اللَّه، إلى غير ذلك من شواهد ومظاهر، تدلّ على مبلغ هذا الحبّ السّامي الشّريف.
ويرحم اللَّه القائل: [الوافر]
أسرت قريش مسلما في غزوة ... فمضى بلا وجل إلى السّيّاف
سألوه: هل يرضيك أنّك سالم ... ولك النّبيّ فدى من الإتلاف
فأجاب كلّا لا سلمت من الرّدى ... ويصاب أنف محمّد برعاف
ولقد كان من مظاهر هذا الحبّ تسابقهم إلى كتاب اللَّه يأخذون عنه، ويحفظونه منه، ثم إلى سنّته الغرّاء يحيطون بأقوالها وأفعالها وأحوالها وتقريراتها، بل كانوا يتفنّنون في البحث عن هديه وخيره، والوقوف على صفته وشكله، كما تجد ذلك واضحا من سؤال الحسن والحسين عن حلية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وما أجيبا به من تجلية تلك الصّور المحمّدية الرائعة، ورسمها بريشة المصور الماهر والصّناع القادر، على يد أبيهما عليّ بن أبي طالب، وخالهما هند بن أبي هالة رضي اللَّه عنهم أجمعين.
العامل الخامس:
بلاغة القرآن الكريم إلى حدّ فاق كلّ بيان، وأخرس كلّ لسان وأسكت كل معارض ومكابر، وهدم كلّ مجادل ومهاتر، حتى قام ولا يزال يقوم في فم الدنيا معجزة من اللَّه لحبيبه، وآية من الحقّ لتأييد رسوله، وبعد كلام اللَّه في إعجازه وبلاغته كلام محمد صلّى اللَّه عليه وسلم في إشراقه وديباجته وبراعته وجزالة ألفاظه وسموّ معانيه وهدايته، فقد كان صلّى اللَّه عليه وسلم أفصح النّاس وأبلغ النّاس، وكان العرب إلى جانب ذلك مأخوذين بكل فصيح بليغ، متنافسين في حفظ أجود المنظوم والمنثور، فمن هنا هبّوا هبّة واحدة يحفظون القرآن ويفهمون القرآن، وكذلك السّنّة النّبويّة كانت عنايتهم بحفظها والعمل بها تلي عنايتهم بالقرآن الكريم يتناقلونها ويتبادرونها كما سمعت.
والكلام في أسرار بلاغة القرآن ووجوه إعجازه، وفي بلاغة كلام النّبوّة وامتيازه وفي(1/31)
تنافس العرب في ميدان البيان كل ذلك مما لا يحتاج إلى شرح ولا تبيان، فهذا كتاب اللَّه ينطق علينا بالحقّ، ويتحدّى بإعجازه كافّة الخلق، وهذا سحر النّبوّة يفيض بالدّراري واللآلئ، ويزخر بالهدايات البالغة والحكم الغوالي، وهذا تاريخ الأدب العربيّ يسجّل لأولئك العرب تفوقهم في صناعة الكلام، وسبقهم في حلبة الفصاحة كافة الأنام، وامتيازهم في تذوق أسرار البلاغة خصوصا بلاغة القرآن.
العامل السّادس:
التّرغيب في الإقبال على الكتاب والسّنّة علما وعملا، وحفظا وفهما، وتعليما ونشرا، وكذلك التّرهيب من الإعراض عنهما والإهمال لهما.
ففي القرآن الكريم قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [ (1) ] .
فتأمّل كيف قدم تلاوة القرآن على إقام الصّلاة وإيتاء الزكاة؟ ونقرأ قوله جلّ ذكره:
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ (2) ] .
فانظر كيف حثّ بهذا الأسلوب البارع على تدبّر القرآن والتذكّر والاتّعاظ به.
ونقرأ قوله عزّ اسمه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [ (3) ] .
فتدبّر كيف يكون وعيد من كتم القرآن وهدى القرآن؟
ثم نقرأ في السّنّة النّبوية
قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه يتلون كتاب اللَّه ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة وذكرهم اللَّه فيمن عنده»
[ (4) ] .
__________
[ (1) ] [فاطر: (30) ] .
[ (2) ] [سورة ص آية: (29) ] .
[ (3) ] [البقرة: 159] .
[ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2074 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48) حديث رقم (38/ 2699) وأبو داود في السنن 1/ 460 كتاب الصلاة باب في ثواب قراءة القرآن حديث رقم 1455 وابن ماجة في السنن 1/ 82 المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (17) حديث رقم 225 وذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين 5/ 8.(1/32)
وفي «الصّحيحين» قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» [ (1) ] .
وفي السّنة قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «عرضت عليّ ذنوب أمّتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أتاها رجل ثمّ نسيها» [ (2) ] .
أليس ذلك وأمثال ذلك وهو كثير يحفز الهمم ويحرّك العزائم إلى حفظ القرآن واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه، وهو وعيد شديد؟
أمّا السّنّة النّبوية فقد جاء في شأنها عن اللَّه تعالى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ (3) ] ، وقوله: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ [ (4) ] ، وقوله: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [ (5) ] ، وقوله:
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [ (6) ] .
وجاء ترغيبا في السّنّة النّبوية من الحديث الشّريف
قوله صلّى اللَّه عليه وسلم «نضّر اللَّه امرأ سمع منّا حديثا فأدّاه كما سمعه، فربّ مبلّغ أوعى من سامع» [ (7) ] ،
وهو حديث متواتر.
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 330 كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن حديث رقم 5027 وأبو داود في السنن 1/ 460 كتاب الصلاة باب في ثواب قراءة القرآن حديث رقم 1452 والترمذي في السنن 5/ 159- 160 كتاب فضائل القرآن (46) باب ما جاء في تعليم القرآن (15) حديث رقم 2907، وقال هذا حديث حسن صحيح 2908 وابن ماجة في السنن 1/ 76- 77 المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (16) حديث رقم 211، 212، 213 وأحمد في المسند 1/ 58، 69- والدارميّ في السنن 2/ 437 وابن سعد 6/ 111- والخطيب في التاريخ 4/ 19، 109، 10/ 459- 11/ 35، وأبو نعيم في الحلية 4/ 194 وابن عدي في الكامل 2/ 610، 3/ 1234، 4/ 1568، 5/ 1938 وذكره المنذري في الترغيب 2/ 342 والهيثمي في الزوائد 7/ 169- والهندي في كنز العمال حديث رقم 2351، 2353.
[ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 179 كتاب الصلاة باب في كنس المسجد حديث رقم 461 والترمذي في السنن 5/ 163- 164 كتاب فضائل القرآن (46) باب (19) حديث رقم 2916 وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[ (3) ] [الحشر: 7] .
[ (4) ] [النساء: 80] .
[ (5) ] [الأحزاب: 21] .
[ (6) ] [النساء: 65] .
[ (7) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 346 كتاب العلم باب فضل نشر العلم حديث رقم 3660 والترمذي في السنن 5/ 33 كتاب العلم (42) باب ما جاء من الحث على تبليغ السماع (7) حديث رقم 2656، 2657 وقال أبو عيسى: حديث حسن وقال: هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 85 المقدمة(1/33)
وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: «ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب، فلعلّ بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه» [ (1) ] .
وجاء ترهيبا من الإعراض عن السّنّة
قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «من رغب عن سنّتي فليس منّي» [ (2) ] .
وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عنّي، وهو متكئ على أريكته فيقول:
بيننا وبينكم كتاب اللَّه تعالى، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرّمناه، وإنّ ما حرّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما حرّمه اللَّه» [ (3) ] .
فأنت ترى في الآيات والأحاديث الشّريفة ما يحفز همّة المؤمن الضّعيف إلى الإقبال على روائع النّبوة يستهديها، وبدائع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يستظهرها، فكيف أنت والصّحابة الّذين كانوا لا يضارعون طول باع ولا علوّ همّة في هذا الميدان؟
العامل السّابع:
منزلة الكتاب والسّنّة من الدّين، فالكتاب هو أصل التّشريع الأوّل والدّستور الجامع لخير الدّنيا والآخرة، والقانون المنظم لعلاقة الإنسان باللَّه، وعلاقته بالمجتمع الّذي يعيش فيه، ثمّ السّنّة هي الأصل الثّاني للتّشريع، وهي شارحة للقرآن الكريم، مفصّلة لمجمله، مقيّدة لمطلقه، مخصّصة لعامه، مبيّنة لمبهمه، مظهرة لأسراره كما قال سبحانه: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ، وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [ (4) ]
__________
[ () ] باب من بلغ علما (18) حديث رقم 230- وأحمد في المسند 4/ 180، 82 والطبراني في الكبير 17/ 49، 158، 2/ 131، 4/ 172 والحاكم في المستدرك 1/ 86- وأبو نعيم في الحلية 7/ 331 والدارميّ في السنن 1/ 75- وابن عساكر 6/ 159 وذكره المنذري في الترغيب 1/ 108 والهندي في كنز العمال حديث رقم 29165، 29166.
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 63 كتاب العلم باب ليبلغ العلم حديث رقم 105 وابن ماجة في السنن 1/ 86 المقدمة باب من بلغ علما (18) حديث رقم 234، 235- وأحمد في المسند 5/ 37، 45 والبيهقي في السنن 5/ 166- والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 23- وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 175.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 2 كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح حديث رقم 5063 وأحمد في المسند 2/ 158، 3/ 241، 259، 285، 5/ 409 والدارميّ في السنن 2/ 133- والبيهقي في السنن 7/ 77 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 197 وابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 95 والخطيب في التاريخ 3/ 330- وأبو نعيم في الحلية 3/ 228- وذكره المنذري في الترغيب 1/ 87 والسيوطي في الدر المنثور 2/ 17، 307.
[ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 610 كتاب السنة باب في لزوم السنة حديث رقم 4604 بلفظ مقارب وأحمد في المسند 4/ 131 عن المقدام بن معديكرب الكندي.
[ (4) ] النحل: 44.(1/34)
ومن هنا يقول ابن كثير: «السّنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب قاضيا على السّنّة» ، يريد بهذه الكلمة ما وضحه السّيوطيّ بقوله: والحاصل أن معنى احتياج القرآن إلى السّنّة أنها مبيّنة له ومفصّلة لمجملاته، لأن فيه لو جازته كنوزا يحتاج إلى من يعرف خفايا خباياها فيبرزها، وذلك هو المنزل عليه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو معنى كون السّنّة قاضية على الكتاب، وليس القرآن مبيّنا للسّنّة ولا قاضيا عليها، لأنها بيّنة بنفسها، إذ لم تصل إلى حدّ القرآن في الإعجاز والإيجاز، لأنها شرح له، وشأن الشّرح أن يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح» .
ولا ريب أنّ الصّحابة كانوا أعرف النّاس بمنزلة الكتاب والسّنّة، فلا غرو أن كانوا أحرص على حذقهما وحفظهما والعمل بهما.
العامل الثّامن:
ارتباط كثير من كلام اللَّه ورسوله بوقائع وحوادث وأسئلة من شأنها أن تثير الاهتمام، وتنبّه الأذهان، وتلفت الأنظار إلى قضاء اللَّه ورسوله فيها، وحديثهما عنهما وإجابتهما عليها، وبذلك يتمكّن الوحي الإلهي والكلام النّبويّ في النّفوس أفضل تمكن، وينتقش في الأذهان على مرّ الزّمان.
انظر إلى القرآن الكريم تجده يساير الحوادث والطّوارئ في تجددها ووقوعها، فتارة يجيب السّائلين على أسئلتهم بمثل قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ (1) ] .
وتارة يفصّل في مشكلة قامت، ويقضي على فتنة طغت بمثل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، إلى قوله: مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [ (2) ] .
وهي ستّ عشرة آية نزلت في حادث من أروع الحوادث هو اتّهام أمّ المؤمنين سيدتنا الجليلة السيدة أم المؤمنين عائشة زوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، الصّديقة بنت الصّديق، وفي هذه الآيات دروس اجتماعية قرئت، ولا تزال تقرأ على النّاس إلى يوم القيامة، ولا تزال تسجل براءة الحصان الطاهرة من فوق سبع سماوات، وتارة يلفت القرآن أنظار المسلمين إلى تصحيح أغلاطهم الّتي وقعوا فيها، ويرشدهم إلى شاكلة الصّواب كقوله في سورة آل عمران. وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ إلخ الآيات، التي نزلت في
__________
[ (1) ] الإسراء: 85.
[ (2) ] النور: 11- 26.(1/35)
غزوة أحد والتي تدل المسلمين على خطئهم في هذا الموقف الرّهيب، وتحذرهم أن يقعوا حينا آخر في مثل هذا المأزق العصيب.
وعلى هذا النّمط نزلت سور في القرآن وآيات تفوق الحصر.
وإذا نظرت في السّنّة رأيت العجب، انظر إلى قصّة المخزومية التي سرقت،
وقول الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم لمن شفع فيها: «وايم اللَّه، لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها» [ (1) ] ثم تأمّل حادث تلك المرأة الجهنية الّتي أقرّت بزناها بين يدي رسول اللَّه وهي حبلى من الزّنا، كيف أمر رسول اللَّه فكفلها وليّها حتى وضعت حملها ثم أتى بها فرجمت ثم صلّى رسول الرّحمة عليها؟، ولمّا سئل صلّى اللَّه عليه وسلم كيف تصلي عليها وهي زانية؟ قال: «إنّها تابت توبة لو قسّمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها للَّه عزّ وجلّ» [ (2) ] .
وتدبّر الحديث المعروف بحديث جبريل، وفيه يسأل جبريل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والسّاعة وأشراطها على مرأى ومسمع من الصّحابة، وقد
قال لهم أخيرا: «هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم» [ (3) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 287 كتاب الحدود باب كراهية الشفاعة ... حديث رقم 6788 ومسلم في الصحيح 3/ 1315 كتاب الحدود (29) باب قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود (2) حديث رقم (8/ 1688، 9/ 1688) وأبو داود في السنن 2/ 537 كتاب الحدود باب في الحد يشفع حديث رقم 4373 والترمذي في السنن 4/ 29 كتاب الحدود (15) باب ما جاء من كراهية أن يشفع في الحدود (6) حديث رقم 1430 والنسائي في السنن 8/ 73- 74 كتاب قطع السارق (46) باب اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر الزهري في المخزومية التي سرقت (6) حديث 4899 وابن ماجة في السنن 2/ 851 كتاب الحدود (20) باب الشفاعة في الحدود (6) حديث رقم 2547- والدارميّ في السنن 2/ 173- والبيهقي في السنن 8/ 253 والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 88- وذكره ابن كثير في التفسير 3/ 104.
[ (2) ] أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1321- 1324 كتاب الحدود (29) باب من اعترف على نفسه بالزنا (5) حديث رقم (22/ 1695) ، (23/ 1695) ، (24/ 1696) وأبو داود في السنن 2/ 556 كتاب الحدود باب المرأة التي أمر النبي برجمها من جهينة حديث رقم 4440 والترمذي في السنن 4/ 33 كتاب الحدود (15) باب تربص الرجم بالحبلى حتى تضع (9) حديث رقم 1435 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 4/ 63 كتاب الجنائز باب الصلاة على المرجوم (64) حديث رقم 1957- وأحمد في المسند 4/ 440 والطبراني في الكبير 18/ 197- وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1512 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 100 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 8/ 581.
[ (3) ] متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 114، كتاب الإيمان (2) باب سؤال جبريل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم (37)(1/36)
والنّاظر في السّنّة يجدها في كثرتها الغامرة تدور على مثل تلك الوقائع والحوادث والأسئلة.
وقد قرر علماء النّفس أنّ ارتباط المعلومات بأمور مقارنة لها في الفكر، تجعلها أبقى على الزّمن وأثبت في النفس، فلا بدع أن يكون ما ذكرنا داعية من دواعي حفظ الصحابة لكتاب اللَّه وسنّة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم على حين أنهم هم المشاهدون لتلك الوقائع والحوادث المشافهون بخطاب الحقّ، المواجهون بخطاب الحق، المواجهون بكلام سيّد الخلق في هذه المناسبات الملائمة والأسباب القائمة التي تجعل نفوسهم مستشرفة لقضاء اللَّه فيها، متعطشة إلى حديث رسوله عنها، فينزل الكلام على القلوب، وهي متشوّقة كما ينزل الغيث على الأرض وهي متعطّشة تنهله بلهف، وتأخذه بشغف، وتمسكه وتحرص عليه بيقظة، وتعتز به وتعتد عن حقيقة، وتنتفع به وتنفع، بل تهتز به وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج.
العامل التّاسع:
اقتران القرآن دائما بالإعجاز، واقتران بعض الأحاديث النبويّة بأمور خارقة للعادة، تروع النّفس، وتشوق النّاظر وتهول السّامع وإنما اعتبرنا ذلك الإعجاز وخرق العادة من عوامل حفظ الصّحابة، لأنه الشّأن فيما يخرج على نواميس الكون وقوانينه العامّة أنه يتقرّر في حافظة من شاهده، وأنه يتركز في فؤاد كل من عاينه فردا كان أو أمّة، حتى لقد يتخذ مبدأ تؤرخ بحدوثه الأيّام والسّنون، وتقاس بوجوده الأعمار.
أمّا القرآن الكريم فإعجازه سار فيه سريان الماء في العود الأخضر، لا تكاد تخلو سورة ولا آية منه، وأعرف الناس بوجوه إعجازه وأعظمهم ذوقا لأسرار بلاغته هم أصحاب محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم لأنّهم يصدرون في هذه المعرفة وهذا الذّوق عن فطرتهم العربية الصّافية وسليقتهم السّليمة السّامية، ومن هذا كان القرآن حياتهم الصّحيحة به يقومون ويقعدون وينامون ويستيقظون ويعيشون ويتعاملون، ويلتذّون ويتعبدون وهذا هو معنى كونه روحا في قول اللَّه سبحانه: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا [ (1) ] وليست هناك طائفة في التّاريخ تمثل فيها القرآن روحا كما تمثّل في هذه الطّبقة العليا الكريمة طبقة الصّحابة الذين وهبوه حياتهم فوهبهم الحياة، وطبعهم طبعة جديدة حتى
__________
[ () ] حديث رقم (50) - ومسلم في الصحيح 1/ 45 كتاب الإيمان (1) باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان (1) حديث (7/ 10) .
[ (1) ] [الشورى: 52] .(1/37)
صاروا أشبه بالملائكة، وهكذا سواهم اللَّه بكتابه خلقا آخر. فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ.
وأما السّنّة النّبوية فقد اقترن بعضها بمعجزات خارقة وأمامك أحاديث المعجزات، وهي كثيرة فيها المعجب والمطرب غير أنّا نربأ بك أن تكون فيها كحاطب ليل على حين أن بين أيدينا في الصّحيح منها الجمّ الغفير والعدد الكثير، «ولا ينبئك مثل خبير» .
وهذا نموذج واحد،
عن أبي العبّاس سهل بن سعد السّاعديّ رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطينّ هذه الرّاية غدا رجلا يفتح اللَّه على يديه، يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله» فبات النّاس يدوكون [ (1) ] ليلتهم أيّهم يعطاها، فلما أصبح النّاس غدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كلّهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقيل: يا رسول اللَّه، هو يشتكي مرضا بعينيه، قال: فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعينيه، ودعا له، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الرّاية، فقال عليّ رضي اللَّه عنه يا رسول اللَّه أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه تعالى فيه، واللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم [ (2) ] » [ (3) ] .
وهذه الوصيّة من رسول اللَّه لعليّ جديرة أن تقطع لسان من يقول: إنّ الإسلام انتشر بحدّ السّيف
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً [ (4) ] .
__________
[ (1) ] يعني يخوضون.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 145 كتاب الجهاد والسير باب فضل من أسلم على يديه رجل حديث رقم 3009 ومسلم في الصحيح 4/ 1871 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم (32/ 2404) ، (33/ 2405) والترمذي في السنن 5/ 596 كتاب المناقب (50) باب 21 حديث رقم 3724- وابن ماجة في السنن 1/ 45 المقدمة باب فضائل أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضل علي بن أبي طالب حديث رقم 121- وأحمد في المسند 1/ 99، 185، 4/ 52 والبيهقي في السنن 6/ 362، 9/ 131- وابن سعد 2/ 1/ 82 والطبراني في الكبير 18/ 237، 238 وأبو نعيم في الحلية 4/ 356 وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 126، 127.
[ (3) ] أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 123 كتاب الجهاد والسير باب دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم 2942، 4/ 145 كتاب الجهاد والسير باب فضل من أسلم على يديه حديث رقم 3009، 5/ 88 كتاب المناقب باب مناقب علي بن أبي طالب حديث رقم 3701 ومسلم في الصحيح 4/ 1872 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (4) حديث رقم (34/ 2406) - وأحمد في المسند 5/ 333 والبيهقي في السنن 9/ 107 وذكره ابن عبد البر في التمهيد 2/ 218 والهيثمي في الزوائد 5/ 337.
[ (4) ] [الكهف: 5] .(1/38)
العامل العاشر
حكمة اللَّه ورسوله في التّربية والتّعليم، وحسن سياستهما في الدّعوة والإرشاد مما جعل الكتاب والسّنة يتقرران في الأذهان، ويسهلان على الصّحابة في الحفظ والاستظهار.
أما القرآن الكريم فحسبك أن تعرف من حكمة اللَّه في التربية والتعليم أنه أنزله على الأمة الإسلامية باللغة الحبيبة إلى نفوسهم، وبالأسلوب الخلّاب والنّظم المعجز الآخذ بقلوبهم. وأنه تدرج بهم في نزوله، فلم ينزل جملة واحدة يرهقهم به ويعجزون عنه بل أنزله منجما في مدى عشرين أو بضع وعشرين سنة، ثم ربطه بالحوادث والأسباب الخاصة في كثير من آياته وسوره، ودعمه بالدليل والحجة، وخاطب به العقول والضّمائر، وناط به مصلحتهم وخيرهم وسعادتهم، وصدر في ذلك كلّه عن رحمة واسعة بهم يكادون يلمسونها باليد ويرونها بالعين ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ، وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ، وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [ (1) ] . مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها، وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [ (2) ] .
وأما السّنة النّبوية فلقد كان محمد صلّى اللَّه عليه وسلم هو المعلّم الأوّل في رعاية تلك الوسائل الموضحة، ذلك لأنه صلّى اللَّه عليه وسلم كان أفصح النّاس لسانا وأوضحهم بيانا، وأجودهم إلقاء، ينتقي عيون الكلام وهو الّذي أوتي جوامع الكلم، ولا يسرد الحديث سردا يزري برونقه أو يذهب بشيء منه، يل يتكلّم كلاما لو عدّه العادّ لأحصاه، وكان يعيد الكلمة ثلاثا أو أكثر من ثلاث عند الحاجة كيما تحفظ عنه كما
جاء عنه صلّى اللَّه عليه وسلم قوله: «هلك المتنطّعون» [ (3) ] قالها ثلاثا، وقال:
«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر- ثلاثا- قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدين، ألا وقول الزّور وشهادة الزّور- وكان متكئا فجلس- فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت» [ (4) ] .
__________
[ (1) ] [المائدة: 6] .
[ (2) ] [فصلت: 46] .
[ (3) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2055 كتاب العلم (47) باب هلك المتنطعون (4) حديث رقم (7/ 2670) والطبراني في الكبير 10/ 216- وذكره ابن حجر في فتح الباري 13/ 267- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 4785- والزبيدي في الإتحاف 2/ 50.
[ (4) ] أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 5، 6 كتاب الأدب باب عقوق الوالدين- حديث رقم 5976، 5977، 3/ 339 كتاب الشهادات باب ما قيل في شهادة الزور حديث رقم 2654- ومسلم في الصحيح 1/ 91 كتاب الإيمان (1) باب بيان الكبائر وأكبرها (38) حديث رقم (143/ 87، 144/ 88) وأحمد في المسند 3/ 131، 5/ 36، 38- والبيهقي في السنن 10/ 121- والطبراني في الكبير 18/ 140-(1/39)
وكان صلّى اللَّه عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم، ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين [ (1) ]- ويقرن بين إصبعيه السّبّابة والوسطى- ويقول: أمّا بعد فإنّ خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ثم يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ» [ (2) ] .
ومن وسائل إيضاحه صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يضرب لهم الأمثال الرّائعة الّتي تجلّي لهم المعاني.
ضرب لأصحابه المثل في ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطر إهمالهما
فقال: «مثل القائم في حدود اللَّه، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الّذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا، لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا» [ (3) ] .
__________
[ () ] والطبري في التفسير 5/ 28- وذكره المنذري في الترغيب 3/ 221 والهيثمي في الزوائد 1/ 106- وابن عبد البر في التمهيد 5/ 72 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 7/ 515، 8/ 538.
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 93 كتاب الطلاق باب اللعان حديث رقم 5301، 8/ 190 كتاب الرقاق باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثت ... حديث رقم 6504، 6505 ومسلم في الصحيح 4/ 2268 كتاب الفتن وأشراط الساعة (52) حديث رقم (133/ 2951) ، 134، 951، (135/ 2951) - والترمذي في السنن 4/ 429 كتاب الفتن (34) باب ما جاء في
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى
(39) حديث رقم 2213، 2214 والنسائي في السنن 3/ 189 كتاب صلاة العيدين (19) باب كيف الخطبة (22) حديث رقم 1578 وابن ماجة في السنن 1/ 45 المقدمة باب اجتناب البدع والجدل (7) حديث رقم 45- وأحمد في المسند 3/ 124، 30، 131، 193، 237، 275، 283، 319، 5/ 103، 8 والبيهقي في السنن 3/ 206، 213- وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1785- والطبراني في الكبير 2/ 227، 6/ 208، 243، 66 وابن عساكر 4/ 199، 5/ 433، 7/ 121 وابن سعد 1/ 2/ 98- والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 355 والخطيب في التاريخ 6/ 281- وذكره المنذري في الترغيب 1/ 83 والهندي في كنز العمال حديث رقم 38348، 38349، 38350، 39571- والهيثمي في الزوائد 1/ 314، 315.
[ (2) ] أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 592 كتاب الجمعة (7) باب تخفيف الصلاة والخطبة (13) حديث رقم (43/ 867) والبيهقي في السنن 3/ 207- وذكره ابن حجر في فتح الباري 2/ 405- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 141.
[ (3) ] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 278 كتاب الشركة باب هل يقرع ... حديث رقم 2493 وأحمد في المسند 4/ 269- والبيهقي في السنن 10/ 288 وذكره المنذري في الترغيب 3/ 225 وابن كثير في التفسير 3/ 579 والهندي في كنز العمال حديث رقم 5533.(1/40)
ومن وسائل إيضاحه صلّى اللَّه عليه وسلم أسئلته التي كان يلقيها على أصحابه، ونأخذ مثالا واحدا من ذلك:
عن أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس» ؟ قالوا:
المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع، فقال: «إنّ المفلس من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النّار» [ (1) ] .
وكان صلّى اللَّه عليه وسلم يستعين بالرّسم في توضيح المعاني وتقريبها إلى الأذهان- رغم أنه كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم الهندسة ولا غيرها.
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود- رضي اللَّه عنه- قال: «خط لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خطّا مربعا، وخطّ وسطه خطّا، وخطّ خطوطا إلى جنب الخطّ- أي الّذي في الوسط- وخط خطّا خارجا فقال: «أتدرون ما هذا» قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هذا الإنسان» يريد الخط الّذي في الوسط- وهذا الأجل محيط به- يريد الخط المربع وهذه الأعراض تنهش- يشير إلى الخطوط التي حوله- إن أخطأ، هذا نهشه هذا، وهذا الأمل- يعني الخطّ الخارج.
ومن سياسته الحكمية في التّربية والتّعليم أنه كان ينتهز فرصة الخطأ ليصحح لهم الفكرة في حينها.
من ذلك ما يقصّه علينا سيدنا: أنس- رضي اللَّه عنه- قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النَّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلما أخبروا كأنهم تقالوه [ (2) ] ، وقالوا: أين نحن من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر؟ قال أحدهم: أمّا أنا فأصلّي الليل أبدا وقال الآخر: وأنا أصوم الدّهر أبدا، وقال الآخر: وأنا أعتزل النّساء فلا أتزوّج أبدا، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- إليهم فقال: «أنتم الّذين قلتم كذا وكذا!!! واللَّه إني لأخشاكم للَّه وأتقاكم للَّه، ولكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأرقد، وأتزوّج النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» [ (3) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1997 كتاب البر والصلة والآداب (45) باب تحريم الظلم (15) حديث رقم (59/ 2581) والترمذي في السنن 4/ 529- 530 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص (2) حديث رقم (2418) وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والطبري في التفسير 28/ 99- وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5127.
[ (2) ] أي عدوها قليلة.
[ (3) ] متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 104، كتاب النكاح (67) باب الترغيب في النكاح (1)(1/41)
وكان من وسائل إيضاحه صلّى اللَّه عليه وسلم تمثيله بالعمل
يصلّي ويقول: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي»
[ (1) ]
ويحج ويقول: «خذوا عنّي مناسككم»
[ (2) ]
ويشير بإصبعيه السّبابة والوسطى ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» .
العامل الحادي عشر
التّرغيب والتَّرهيب اللّذان يفيض بهما بحر الكتاب والسّنّة، ولا ريب أن غريزة حب الإنسان لنفسه كدفعه إلى أن يحقق لها كلّ خير، وأن يحميها من كل شرّ، سواء ما كان فيهما من عاجل أو آجل، ومن هنا تحرص النّفوس الموفقة على وعي هداية القرآن وهدي الرّسول، وتعمل جاهدة على أن تحفظ منها ما وسعها الإمكان.
ولسنا بحاجة أن نلتمس شواهد التّرغيب والتّرهيب من الكتاب والسّنّة، فمددها فياض بأوفى ما عرف العلم من ضروب التّرغيب والتّرهيب، وفنون الوعد والوعيد، وأساليب التّبشير والإنذار، على وجوه مختلفة، واعتبارات متنوّعة في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق على سواء.
وهذا نموذج من ترغيبات القرآن وترهيباته على سبيل التذكرة، والذكرى تنفع المؤمنين.
يقول اللَّه تعالى: وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ. قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ. وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ
__________
[ () ] حديث رقم (5063) ، ومسلم في الصحيح 2/ 1020 كتاب النكاح (16) باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة (1) حديث رقم (5/ 1401) ، وعند عبد الرزاق أن الرهط الثلاثة هم علي ابن أبي طالب وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة والبيهقي في السنن 7/ 77- وذكره القرطبي في التفسير 6/ 261، 9/ 328- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 145.
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 258 كتاب الأذان للمسافرين ... حديث رقم 631، 8/ 16 كتاب الأدب باب رحمة الناس والبهائم حديث رقم 6008 والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 273، 346 والبيهقي في السنن 2/ 345- وذكره ابن عبد البر في التمهيد 5/ 117، 9/ 213- والقرطبي في التفسير 1/ 39، 171، 173، 9/ 112- وابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 122- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 683- والزبيدي في الإتحاف 3/ 71، 203، 396.
[ (2) ] أخرجه البيهقي في السنن 5/ 125 وذكره ابن عبد البر في التمهيد 2/ 69، 91، 98، 4/ 333، 5/ 117، 7/ 272 وابن حجر في فتح الباري 1/ 217، 499 والزيلعي في نصب الراية 3/ 55 وابن كثير في البداية والنهاية 5/ 184، 215 والقرطبي في التفسير 1/ 39، 2/ 183، 410، 3/ 5، 5/ 85 والزبيدي في الإتحاف 4/ 437.(1/42)
ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ. وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ [ (1) ] .
فانظر بعين البصيرة في هذه الأساليب، والقرآن مليء كلّه من هذه الأنوار على هذا الغرار.
ولا تحسبنّ السّنّة النّبوية إلّا بحرا متلاطم الأمواج في هذا الباب، وهاك نموذجا بل نماذج منها.
ها هو صلّى اللَّه عليه وسلم يبشر واصل رحمه بسعة الرزق والبركة في العمر فيقول: «من سرّه أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» [ (2) ] .
وها هو صلّى اللَّه عليه وسلم يتحدث بالوعد لمن جعل الآخرة همّه، وبالوعيد لمن جعل الدنيا همّه فيقول: «من كانت الآخرة همّه. جعل اللَّه غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدّنيا وهي راغمة، ومن كانت الدّنيا همّه جعل اللَّه الفقر بين عينيه، وفرّق اللَّه عليه شمله، ولم يأته من الدّنيا إلّا ما قدّر له» [ (3) ] .
__________
[ (1) ] السجدة: 10- 22.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 119 كتاب البيوع باب من أحب البسط ... حديث رقم 2067، 8/ 8 كتاب الأدب باب من بسط له.. حديث (5985) ومسلم في الصحيح 4/ 1982 كتاب البر والصلة والآداب (45) باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6) حديث رقم (20/ 2557) ، (21/ 2557) - وذكره المنذري في الترغيب 3/ 335 والقرطبي في التفسير 9/ 330- والدولابي في الأسماء والكنى 1/ 108- والهندي في كنز العمال حديث رقم 6965.
[ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 554 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب (30) حديث رقم 2465 وابن حبان في الموارد حديث رقم 72 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 121 والزبيدي في الإتحاف 6/ 390، 10/ 8 والهندي في كنز العمال حديث رقم 8186.(1/43)
وها هو صلّى اللَّه عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال فيقول: «ضمن اللَّه لمن خرج في سبيل اللَّه، لا يخرجه إلّا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة أو أرجعه إلى مسكنه الّذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والّذي نفس محمّد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل اللَّه إلّا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون الدّم، وريحه ريح مسك، والّذي نفس محمّد بيده، لولا أن أشقّ على المسلمين ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل اللَّه عزّ وجلّ أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني ويشقّ عليهم أن يتخلّوا عنّي، والّذي نفس محمّد بيده لوددت أن أغزو في سبيل اللَّه فأقتل ثمّ أغزو فأقتل» [ (1) ] .
أنت ترى في هذه الكلمات النّبوية قوة هائلة محولة تجعلها ماثلة في الأذهان كما تجعل النّفوس رخيصة هيّنة في سبيل الدّفاع عن الدين والأوطان، حتى لقد كان الرّجل يستمع إلى هذه المرغبات والمشوّقات وهو يأكل، فما يصبر حتى يتم طعامه، بل يرمي بما في يده، ويقوم فيجاهد متشوّقا إلى الموت، متلهفا على أن يستشهد في سبيل اللَّه.
العامل الثّاني عشر
اهتداء الصّحابة- رضوان اللَّه عليهم- بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم يحلّون ما فيهما من جلال، ويحرّمون ما فيهما من حرام، ويتبعون ما جاء فيهما من نصح ورشد. ويتعهدون ظواهرهم وبواطنهم بالتربية والآداب الإسلامية دستورهم القرآن، وإمامهم الرسول عليه الصلّاة والسلام.
وما من شك أن العلم بالعمل يقرّره في النّفس أبلغ تقرير وينقشه في صحيفة الفكر أثبت نقش، على نحو ما هو معروف في فن التّربية وعلم النّفس، من أن التّطبيق يؤيد المعارف والأمثلة تقيد القواعد، ولا تطبيق أبلغ من العمل، ولا مثال أمثل من الاتباع، خصوصا المعارف الدّينية، فإنّها تزكو بتنفيذها، وتزيد باتباعها.
قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً [ (2) ] أي هداية ونورا تفرقون به بين الحق والباطل، وبين الرشد والغيّ كما جاء في بعض وجوه التفسير.
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1495- 1496 كتاب الإمارة (33) باب فضل الجهاد والخروج في سبيل اللَّه (28) حديث رقم (103/ 1876) والنسائي في السنن 8/ 119- 120 كتاب الإيمان وشرائعه (47) باب الجهاد (24) حديث رقم 5030 وأحمد في المسند 2/ 399، 424- وابن أبي شيبة 5/ 287 والبيهقي في السنن 9/ 39- وذكره المنذري في الترغيب 2/ 269- والقرطبي في التفسير 5/ 277.
[ (2) ] [الأنفال: 29] .(1/44)
وذلك أن المجاهدة تؤدي إلى المشاهدة، والعناية بطهارة القلب وتزكية النفس تفجر الحكمة في قلب العبد، قال الغزالي: أما الكتب والتّعليم فلا تفي بذلك- أي بالحكمة تتفجّر في القلب بل الحكمة الخارجة عن الحصر والعدّ إنّما تتفتح بالمجاهدة ومراقبة الأعمال الظاهرة والباطنة، والجلوس مع اللَّه عز وجل في الخلوة مع حضور القلب بصافي الفكرة، والانقطاع إلى اللَّه عزّ وجلّ عما سواه فذلك مفتاح الإلهام ومنبع الكشف فكم من متعلّم طال تعلّمه ولم يقدر على مجازاة مسموعه بكلمة وكم من مقتصر على المهم في التّعليم، ومتوفر على العمل ومراقبة القلب، فتح اللَّه عليه من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب، ولذلك
قال- صلّى اللَّه عليه وسلم-: «من عمل بما علم ورّثه اللَّه علم ما لم يكن يعلم» [ (1) ] .
العامل الثّالث عشر:
وجود الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم بينهم يحفظهم الكتاب والسّنة ويعلمهم ما لم يتعلموه، ويفقههم في أمور دينهم.
قال الشيخ الزّرقانيّ: «ولا ريب أن هذا عامل مهمّ ييسر لهم الحفظ ويهون عليهم الاستظهار ... » .
عوامل خاصّة بالقرآن الكريم:
وهذه العوامل- الخاصّة توافرت في حفظ الصّحابة للقرآن الكريم دون السّنّة النّبوية المطهرة.
أوّلها: تحدّي القرآن للعرب بل لكافّة الخلق.
قال تعالى: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ [ (2) ] ، ولما عجزوا قال: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ [ (3) ] ، ولما عجزوا قال: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ [ (4) ] ، ولما عجزوا سجّل عليهم هزيمتهم وأعلن إعجاز القرآن فقال عز اسمه: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [ (5) ] .
ثانيها: عنايته صلّى اللَّه عليه وسلم بكتابة القرآن فيما تيسر من أدوات الكتابة، إذ اتخذ كتّابا للوحي من
__________
[ (1) ] قال الحافظ العراقي في هذا الحديث: رواه أبو نعيم في «الحلية» لكن بسند ضعيف- الحلية 10/ 15.
[ (2) ] [الطور: 34] .
[ (3) ] [هود: 13] .
[ (4) ] [يونس: 38] .
[ (5) ] [الإسراء: 17] .(1/45)
أصحابه، وأقر كل من يكتب القرآن لنفسه في الوقت الّذي نهى فيه عن كتابة السنة
ففي الحديث «لا تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي شيئا غير القرآن فليمحه» [ (1) ] .
ثالثها: تشريع قراءة القرآن في الصّلاة، فرضا كانت أو نفلا، سرّا أو جهرا.. وتلك وسيلة فعّالة جعلت الصحابة يقرءونه ويسمعونه ويحفظونه.
رابعها: الترغيب في تلاوة القرآن في كل وقت، واقرأ قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ [ (2) ] .
ويقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الّذي يقرأ القرآن، وهو ماهر به مع السّفرة الكرام البررة والّذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران» [ (3) ] .
وغير هذا الكثير والكثير مما حفل به القرآن والسنة.
فهل يعقل أنّ أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم يتوافون لحظة بعد سماع ذلك عن قراءة القرآن؟!! خامسها: عناية الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم بتعليم القرآن وإذاعته ونشره إذ كان يقرؤه على النّاس على مكث كما أمره اللَّه.. وكان يرسل بعثات القرّاء إلى كل بلد يعلّمون أهلها كتاب اللَّه.. قال عبادة بن الصّامت: كان الرّجل إذا هاجر دفعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل منا يعلّمه القرآن.
سادسها: القداسة التي امتاز بها كتاب اللَّه عن كل ما سواه.. تلك القداسة التي تلفت الأنظار إليه، وتخلع همم المؤمنين به عليه، فيحيطون به علما، ويخضعون لتعاليمه عملا..
قال الشّيخ الزّرقانيّ: «ونحن نتحدّى أمم العالم بهذه الدّواعي التي توافرت في الصّحابة حتى نقلوا الكتاب والسنة وتواتر عنهم ذلك خصوصا القرآن الكريم.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
[الطويل] :
غمرهم اللَّه برحمته ورضوانه.. آمين.
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2298- 2299 كتاب الزهد والرقائق (53) باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم (16) حديث رقم (72/ 3004) وأحمد في المسند 3/ 12، 21، 39، 56 والدارميّ في السنن 1/ 119- والحاكم في المستدرك 1/ 127 وابن عدي في الكامل 3/ 926، 5/ 1771 وذكره ابن حجر في فتح الباري 1/ 208، 9/ 12، 14 والهندي في كنز العمال حديث رقم 29168.
[ (2) ] [فاطر: 29] .
[ (3) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 490.(1/46)
ثانيا: عوامل تثبّت الصّحابة في الكتاب والسّنّة
بعد أن ألقينا الضّوء على عوامل حفظ الصّحابة للكتاب والسّنة نعرج على بيان عوامل تثبتهم- رضوان اللَّه عليهم- فيهما.
قال الشّيخ الزّرقانيّ: «إنّ النّاظر في تاريخ الصّحابة يروعه ما يعرفه عنه في تثبتهم أكثر مما يروعه عنهم في حفظهم، لأن التثبت فضيلة ترجع إلى الأمانة الكاملة والعقل الناضج من ناحية، ثم هو في الصّحابة بلغ القمّة من ناحية أخرى.
ولهذا التّثبّت النادر في دقته واستقصائه بواعث ودواع أو أسباب وعوامل إليك بيانها:
العامل الأوّل
أمر اللَّه تعالى في محكم كتابه بالتّثبّت والتّحرّي، وحذّر من الطّيش والتّسرّع فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ [ (1) ] .
وكذلك نهى اللَّه عن اتباع ما لا دليل له فقال: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا [ (2) ] .
وقد عاب القرآن على من يأخذون بالظّن فقال جلّ شأنه: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [ (3) ] وكان الصّحابة هم المخاطبين بهذه التعاليم والمشافهين بها فلا ريب أن تكون تلك الآداب الإسلامية من أهم العوامل فمن تثبيتهم وحذرهم خصوصا فيما يتصل بكتاب ربهم وسنّة نبيهم، وبعيد كل البعد أن يكونوا قد أهملوا هذا النصح السّامي وهم خير طبقة أخرجت للناس.
العامل الثّاني:
الترهيب الشديد، والتهديد والوعيد لمن يكذب على اللَّه أو يفتري على رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم قال عز اسمه: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ، وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ [ (4) ] والآيات في هذا الشأن كثيرة.
ونقرأ في السّنة النبويّة
قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار»
وهو حديث مشهور، بل متواتر، ورد أنه قد رواه اثنان وستون صحابيّا منهم العشرة المبشرون بالجنة، والسّنّة أيضا مليئة بأحاديث من هذا النوع.
__________
[ (1) ] [الحجرات: 6] .
[ (2) ] [الإسراء: 36] .
[ (3) ] [النجم: 28] .
[ (4) ] [الأنعام: 21] .(1/47)
فهل يستبيح عاقل منصف أن يقول: إن الصّحابة الذين سمعوا هذه النّصائح وتلك الزّواجر يقدمون على كذب في القرآن والسّنّة أو يقصرون في التّثبّت والتّحرّي والاحتياط..؟!!
العامل الثّالث:
أمر الإسلام لهم بالصّدق ونهاهم عن الكذب إطلاقا فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ (1) ] .
ففي هذا إشارة إلى أن الصدق من مقتضيات الإيمان، ويفهم منه أن الكذب سبيل الكفر والطغيان، وقد صرح اللَّه سبحانه بذلك في قوله: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ [ (2) ] .
ويقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «عليكم بالصّدق فإنّه من البرّ وهما في الجنّة، وإيّاكم والكذب فإنّه من الفجور وهما في النّار» [ (3) ] .
وفي الكتاب والسّنّة أضعاف أضعاف ما ذكر في الموضوع فهل بعد ذلك ترضى هذه الطبقة- الصحابة- أن تركب رأسها وتنكص على أعقابها فتكذب على اللَّه ورسوله أو لا تتحرى الصدق في كتاب اللَّه وسنة رسوله!! ذلك شطط بعيد لا يجوز إلا على عقول المغفلين.
العامل الرّابع:
أن الصّحابة- رضوان اللَّه عليهم- كانوا مغرمين بالتّفقه والتعلّم مولعين بالبحث والتنقيب، مشغوفين بكلام اللَّه وكلام رسوله
روى البخاريّ ومسلم أن ابن مسعود قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اقرأ عليّ القرآن» [ (4) ] قلت: يا رسول اللَّه أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:
__________
[ (1) ] [التوبة: 119] .
[ (2) ] النحل: 105.
[ (3) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1265 كتاب الدعاء (34) باب الدعاء بالعفو والعافية (5) حديث رقم 3848 وأحمد في المسند 1/ 3، 5- والحميدي في مسندة 7 وابن حبان في الموارد حديث رقم 106 والبخاري في الأدب المفرد 724- وابن عساكر 3/ 156.
[ (4) ] متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 250 كتاب التفسير (65) تفسير سورة النساء (4) باب فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد (9) حديث رقم 4582، وفي 9/ 93 كتاب فضائل القرآن (66) باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره (32) حديث رقم (5049) وفي 9/ 94 باب قول المقرئ للقارئ حسبك (33) حديث (5050) وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 551 كتاب الصلاة المسافرين (6) باب فضل استماع القرآن ... (40) حديث رقم (247/ 800) ، (248/ 800) والترمذي في السنن 5/ 222 كتاب(1/48)
«إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال: «حسبك الآن» فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.
وكذلك كان الصّحابة همّتهم أن يقرءوا القرآن ويستمعوه
روى الشّيخان عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالليل حين يدخلون، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنّهار» [ (1) ] .
أليس هذا الولوع بالكتاب والسّنة من دواعي تثبتهم فيهما كما هو من دواعي حفظهم لهما، لأن اشتهار الشّيء وذيوعه ولين الألسنة به يجعله من الوضوح والظّهور بحيث لا يشوبه لبس ولا يخالطه زيف، ولا يقبل فيه دخيل.
العامل الخامس:
يسر الوسائل لدى الصّحابة إلى أن يتثبتوا، وسهولة الوصول عليهم إلى أن يقفوا على جليّة الأمر، فيما استغلق عليهم معرفته من الكتاب والسّنة، وذلك لمعاصرتهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يتصلون به في حياته، فيشفي صدورهم من الرّيبة والشّك، ويريح قلوبهم بما يشع عليهم من أنوار العلم وحقائق اليقين.
أما بعد غروب شمس النّبوة، وانتقاله صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جوار ربّه، فقد كان من السّهل عليهم أيضا أن يتّصلوا بمن سمعوا بآذانهم من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم والسامعون يومئذ عدد كثير وجمّ غفير، يساكنونهم في بلدهم، ويجالسونهم في نواديهم فإن شك أحدهم في آية من كتاب اللَّه تعالى، أو خبر عن رسول اللَّه أمكنه التثبت من عشرات سواه دون عنت ولا عسر.
العامل السّادس:
الشّجاعة الفطرية للأصحاب، والصّراحة الطّبيعية لهم، حتى لقد كان الرّجل منهم يقف في وسط الجمهور يرد على أمير المؤمنين وهو يلقي خطاب عرشه ردّا قويّا صريحا
__________
[ () ] تفسير القرآن (48) باب (5) ومن سورة النساء حديث رقم 3025 وابن ماجة في السنن 2/ 1403 كتاب الزهد (37) باب الحزن والبكاء (19) حديث رقم 4194- وأحمد في المسند 1/ 380، 433 والبيهقي في السنن 10/ 231- والطبراني في الكبير 9/ 79 وابن أبي شيبة 10/ 563، 13/ 254، 14/ 10، 11 وابن سعد 2/ 2/ 104- وأبو نعيم في الحلية 7/ 203 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 2826.
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1944 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل الأشعريين رضي اللَّه عنهم (39) حديث رقم (166/ 2499) والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 175 وذكره ابن حجر في فتح الباري 7/ 485 وابن كثير في البداية والنهاية 4/ 206 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33974.(1/49)
خشنا، بل كانت المرأة تقف في سترة المسجد الجامع فتقاطع خليفة المسلمين وهو يخطب، وتعارض رأيه برأيها، وتقرع حجته بحجتها فيما تعتقد أنه أخطأ فيه شاكلة الصّواب.
فهل يرضى العقل والمنطق أن تجرح هذه الأمة الصريحة القوية وتتهم بالكذب أو بالسكوت على الكذب في كلام اللَّه، وفي سنة رسول اللَّه؟! ثم ألا يحملهم هذا الخلق المشرق فيهم على كمال التّثبت ودقة التحرّي في كتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه؟!
العامل السّابع:
تكافل الصّحابة تكافلا اجتماعيا فرضه الإسلام عليهم.
لقد كان كلّ واحد منهم يعتقد أنه عضو في جسم الجماعة، عليه أن يتعاون هو والمجموع في المحافظة على الملّة، ويعتقد أنه لبنة في بناء الجماعة، عليه أن يعمل على سلامتها من الدغل والزغل والافتراء والكذب خصوصا في أصل التّشريع الأول وهو القرآن وأصله الثّاني وهو سنة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام.
واقرأ آيات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر التي تقرر ذاك التّكافل الاجتماعي الإسلامي بين آحاد الأمّة بما لا يدع مجالا لمفتر على اللَّه، ولا يترك حيلة لحاطب ليل في حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
يقول اللَّه تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ إلى أن قال جلّ ذكره: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ (1) ] .
وهكذا قدّم اللَّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان باللَّه، تنويها بجلالتهما، وحثّا على التمسّك بحبلهما، وإشارة إلى أن الإيمان باللَّه لا يصان ولا يكون إلا بهما.
وأما السّنة
فيقول صلّى اللَّه عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ أن يبعث اللَّه عليكم عقابا منه، ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم» [ (2) ] .
__________
[ (1) ] [آل عمران: 104- 110] .
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 406- 407 كتاب الفتن (34) باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (9) حديث رقم 2169 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن وأحمد في المسند 5/ 389- والطبراني(1/50)
فهل بعد هذا كلّه يعقل أن يعبث الصّحابة، أو يقرون من يعبث بكتاب اللَّه تعالى وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم.
العامل الثّامن:
تعويدهم الصّدق وترويضهم عليه عملا، كما أرشدوا إليه وأدبوا به فيما سمعوا علما، والتّربية غير التّعليم، والعلم غير العمل، ونجاح الفرد والأمّة مرهون بمقدار ما ينهلان من رحيق التّربية، وما يقطفان من ثمرات الرّياضة النفسية والقوانين الخلقية، أما العلم وحده فقد يكون سلاح شقاء، ونذير فناء، كما نرى ونسمع.
ولقد أدرك الإسلام هذه النّاحية الجليلة في بناء الأمم فأعارها كل اهتمام، وعني بالتّنفيذ والعمل أكثر مما عني بالعلم والكلام.
انظر إلى
قول الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم لمن يدرسون العلم في مسجد قباء «تعلّموا ما شئتم أن تعلّموا فلن يأجركم اللَّه حتّى تعملوا» .
ولقد مرّ بنا قبل ذلك الحديث عن الكذب، وهو أنواع، وشرع اللَّه عقوبة من أشنع العقوبات لمن اقترف نوعا منه وهو الخوض في الأعراض، تلك العقوبة هي حدّ القذف الّذي يقول الحقّ جلّ شأنه فيه: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [ (1) ] .
أفبعد هذه التربية العالية يصح أن يقال: إن الصحابة يكذبون على اللَّه ورسوله، ولا يتثبتون، ألا إن هؤلاء من إفكهم ليهرفون بما لا يعرفون، ويسرفون في تجريح الفضلاء واتهام الأبرياء ولا يستحون، فويل لهم من يومهم الّذي يوعدون.
العامل التّاسع:
القدوة الصّالحة، والأسوة الحسنة، التي كانوا يجدونها في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ماثلة كاملة، جذابّة أخّاذة، ولا شكّ أن القدوة الصّالحة خير عامل من عوامل التّعليم والتربية والتّأديب والتّهذيب.
ولم يعرف التّاريخ ولن يعرف قدوة أسمى ولا أسوة أعلى ولا إمامة أسنى من محمد صلّى اللَّه عليه وسلم في كافة معناه الكمال البشري، خصوصا خلقه الرّضي، وأدبه السّني، ولا سيما صدقه وأمانته وتحريه ودقته.
__________
[ () ] في الكبير 10/ 180 وذكره السيوطي من الدر المنثور 2/ 301، 341 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 7/ 12.
[ (1) ] [النور: 40] .(1/51)
وكانت هذه الفضائل المشرقة فيه، من بواعث إيمان المنصفين من أهل الجاهليّة به، ولقد اضطر أن يشهد له بها أعداؤه الألدّاء، كما آمن بها أتباعه الأوفياء.
ومما يذكر بالإعجاب والفخر لبني الإسلام
أنه صلّى اللَّه عليه وسلم عرض الإسلام على بني عامر بن صعصعة، وذلك قبل الهجرة، وقبل أن تقوم للدين شوكة، فقال كبيرهم: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك، ثم أظهرك اللَّه على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك، فأجابه صلّى اللَّه عليه وسلم بتلك الكلمة الحكيمة الخالدة: «الأمر للَّه يضعه حيث يشاء» [ (1) ]
فقال له كبيرهم: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك اللَّه كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك.
وهنا تتجلّى سياسة الإسلام، وأنها سياسة صريحة مكشوفة، رشيدة، شريفة لا تعرف الالتواء والكذب والتّضليل كما تتجلّى صراحة في نبيّ الإسلام وصدق نبي الإسلام، وشرف نبيّ الإسلام، عليه الصلاة والسلام.
العامل العاشر:
سموّ تربية الصّحابة على فضائل الإسلام كلّها، وكمال تأدبهم بآداب هذا الدين الحنيف وشدة خوفهم من اللَّه، وصفاء نفوسهم إلى حدّ لا يتفق والكذب، خصوصا الكذب على اللَّه تعالى، والتجنّي على أفضل الخليقة صلوات اللَّه وسلامه عليه.
وإذا استعرضنا تاريخ الصّحابة رضوان اللَّه عليهم نشاهد العجب من عظمة تأديب الإسلام لهم، وتربيته إيّاهم تربية سامية جعلتهم أشباه الملائكة يمشون على الأرض لا سيما ناحية الصّدق والأمانة، والتثبّت والتّحرّي والاحتياط، وذلك من كثرة ما قرر القرآن فيهم لهذه الفضائل.
ومن عناية الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم بهم علما وعملا ومراقبة حتى أصبحوا بنعمة من اللَّه وفضل منطبعة قلوبهم على هذه الجلائل متشبّعة نفوسهم بمبادئ الشّرف والنبل تأبى عليهم كرامتهم أن يقاربوا الكذب أو يقارفوا التّهجم لا سيّما التّهجّم على مقام الكتاب العزيز وكلام صاحب الرسالة صلّى اللَّه عليه وسلم.
قالت عائشة رضي اللَّه عنها «ما كان خلق أشد على أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من الكذب، ولقد كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يطّلع على الرّجل من أصحابه على الكذب فما ينجلي من صدره حتى يعلم أنه أحدث توبة للَّه عزّ وجلّ» [ (2) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه الدار الدّارقطنيّ في السنن 3/ 221 بلفظ الأمر إلى اللَّه- وذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 224.
[ (2) ] مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ الزرقاني ص 283 والصفحات التي بعدها بتصرف.(1/52)
الصّحابة والفقه
الصّحابة رضوان اللَّه عليهم كانوا يسألون عما يقع لهم من الحوادث، وحكم اللَّه فيها، يتوجّهون بالسؤال إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيفتيهم تارة بالآية أو الآيات ينزل الوحي بها عليه وتارة عند ما لا يسعفه الوحي يفتيهم باجتهاده.
وعند ما لا يتيسّر لهم سؤال الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم يسأل الصّحابة بعضهم بعضا فيما يعنّ لهم من أمور وما يشكل عليهم من حوادث، علّه يعرف في الواقعة حكما لم يعرفه، فهم ليسوا سواء في العلم والفقه، فقد كان علم التّيمّم عند عمّار وغيره ولم يعلمه عمر، وكان حكم المسح عند عليّ وحذيفة ولم تعلمه عائشة وابن عمر وأبو هريرة.
والنّاس في البلاد البعيدة عن المدينة يسألون الصحابة الموفدين إليهم من قبل الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم فيما يعرض لهم من أمور.
وبعد أن ألحق النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وانتقلت السّلطة التّشريعية إلى الخلفاء الرّاشدين وإلى كبار الصّحابة من بعده، بدأ الفقه يظهر بوضوح: ويأخذ في الظهور شيئا فشيئا، ذلك أن الفتوحات الإسلامية انتشرت وامتدت رقعة البلاد شرقا وغربا، وانتقل إلى هذه البلاد المفتوحة الصّحابة يحكمون ويقضون، ويفتون على وفق ما يفهمون من كتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم فإن لم يجدوا في كتاب اللَّه ولا في سنّة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما يسعفهم فيما يسألون عنه أعملوا رأيهم واجتهدوا وحاولوا الوصول إلى حكم اللَّه في المسائل التي تعرض عليهم ملبّين رغبات الناس وأهل البلاد المفتوحة، واتّسعت صدورهم ولم يتقيّدوا بقيود في المصلحة الواجب مراعاتها، وقبلوا من غير تفكير طويل الأمور الغريبة عنهم ما دام لا يوجد ضدّها اعتراض ديني أو خلقي أو واقعة فقهية حصلت، وبهذا كان اجتهادهم فسيحا متّسعا لحاجات النّاس ومصالحهم، وكانت حريّة هذا الاجتهاد كفيلة بالتّقنين والتّشريع لكل معاملاتهم وحاجاتهم، ومن هنا أخذ الفقه يتطور حثيثا، ويخطو خطوات سريعة نحو التقدّم والازدهار.(1/53)
كان عصر الخلفاء الراشدين، وعصر كبار الصحابة عصرا يحمل طابع التّقوى والصّلاح والتّمسك بروح الدّين والفضيلة التي عرفوها من الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم.
هذا العصر الّذي امتاز بالهدوء والنّظام، ولم تختلف فيه وجهات النّظر كثيرا في الحكم بين الأمّة وحكامها، وكان عصر انتصار يقود من نصر إلى نصر، ومن فتح إلى فتح، واتّسعت به رقعة البلاد الإسلامية وامتدت أطرافها ونعم الناس فيه بنعمة الدّين والدّنيا.
ومن هذا يتّضح أن الصحابة رضوان اللَّه عليهم تفرقوا في البلاد المفتوحة حاكمين ومعلّمين حرّاسا ومرابطين قضاة ومفتين، وآثر بعضهم البقاء في المدينة كزيد بن ثابت وعبد اللَّه بن عمر، ففي مكّة كان عبد اللَّه بن عباس، وذهب إلى الكوفة عبد اللَّه بن مسعود، وإلى مصر عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وإلى الشّام معاذ بن جبل وعبادة بن الصّامت وأبو الدّرداء، وإلى البصرة أبو موسى الأشعريّ، وأنس بن مالك، وكانت الأمصار متعطّشة إلى معرفة تعاليم الدّين الإسلاميّ الّذي بزغ نوره منذ فجر قريب، فأقبل أهل كل مصر على من نزل بهم من الصّحابة يغترفون من بحورهم ويستفتونهم ويتعلّمون منهم، واكتفى كل مصر بما عنده، ووثقوا به لقلة الاتّصال وصعوبة المواصلات.
ولم يكن الصّحابة جميعا في العلم والفهم ومعرفة أحاديث الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم سواء، فمنهم من لازم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مدّة طويلة، فسمع من الحديث أكثر من غيره ومنهم من لازمه في الغزوات والأسفار، ومنهم من لم يظفر بذلك.
وقد كان لهؤلاء الصّحابة آثارهم الخاصّة في البلاد التي استوطنوها أو نزلوا بها ممّا تركوا فيها من ثروة تشريعية كبيرة، وبما كان لهم فيها من تلاميذ أخذوا عنهم علمهم وفقههم وخلفوهم في التّشريع وإفتاء الناس. وقاموا بما كان يقوم به أساتذتهم من الصّحابة، وذلك هم التّابعون كسعيد بن المسيّب بالمدينة ومجاهد وعطاء بن أبي رباح بمكّة وإبراهيم النّخعي بالكوفة وابن سيرين والحسن البصري بالبصرة ومكحول وعمر بن عبد العزيز، وأبي إدريس الخولانيّ بالشام وطاوس باليمن، ويزيد بن حبيب بمصر.
وتبعا لشخصيّات الصّحابة ومناحيهم في التشريع وتبعا لشخصيّات تلامذتهم الّذين ترسّموا خطاهم، ونظرا لاختلاف عادات البلاد وتقاليدها واختلاف معيشتها وأحوالها الاجتماعية، والاقتصادية أخذت تبرز الخلافات التّشريعية في الأمصار المختلفة، وبدأت تتكوّن المدارس الفقهيّة في هذه الأمصار وتظهر آثارها واضحة جليّة.
وفي مقدمة هذه المدارس ومكان الصدارة منها كانت تقوم مدرسة المدينة ومدرسة الكوفة، وبعبارة أخرى مدرسة الحجاز، ومدرسة العراق، نظرا لما تركتاه من آثار تشريعية(1/54)
كبيرة، وبما تميّزت به كل واحدة عن الأخرى من سمات ظاهرة كانت علما عليها، وكانت المنافسة بين هاتين المدرستين حامية الوطيس، كل تعيب على الأخرى مسلكها في التشريع، وكان لكل منها رجالها وأعلامها المبرزون.
مدرسة المدينة
كان لمدرسة المدينة في العصر الأول للإسلام المكانة المرموقة إذ كانت الجامعة التي يقصدها طلاب الفقه والحديث الرّاغبون في العلم والمعرفة، لأنّها دار هجرة المصطفى صلّى اللَّه عليه وسلم والبلد الّذي نزل فيها الوحي وعاش فيها الصّحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعون فضلا عن كونها العاصمة السّياسيّة للدولة الإسلامية، ومركز الخلافة بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فكانت مجمع العلماء ومثوى الفقهاء، ودار الأتقياء والصّالحين، وبقيت كذلك وقتا طويلا.
وكان إمام هذه المدرسة سعيد بن المسيّب، يرى هو وأصحابه أن أهل الحرمين أثبت النّاس في الفقه، حيث الصّحابة كثيرون والسّنة متوافرة، فما وجدوه مجمعا عليه بين علماء المدينة فإنّهم يتمسكون به، وما كان فيه اختلاف عندهم فإنّهم يأخذون بأقواه وأرجحه، إمّا بكثرة من ذهب إليه أو لموافقته لقياس جليّ أو تخريج صريح من الكتاب والسّنّة أو نحو ذلك، وإذا لم يجدوا فيما حفظوا منهم جواب المسألة، خرجوا من كلامهم وتتبّعوا الإيماء والاقتضاء فحصل لهم من ذلك مسائل كثيرة في كل باب من أبواب الفقه.
أصول هذه المدرسة
الصّحابة الّذين أثروا فيها هم: عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عمر، وأم المؤمنين عائشة، وعبد اللَّه بن عباس.
قال الشّعبي: من سرّه أن يأخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقول عمر.
وقال مجاهد: إذا اختلف النّاس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به.
وقال ابن المسيّب: ما أعلم أحدا بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعلم من عمر بن الخطاب.
وقال بعض التّابعين: دفعت إلى عمر فإذا الفقهاء عنده مثل الصّبيان قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه.
وأما عن زيد بن ثابت، فقد قال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الرّاسخين في العلم،
وصح عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال للصحابة: «أفرضكم زيد» .
وقال الشّعبي: غلب زيد النّاس على اثنتين: الفرائض والقرآن.(1/55)
وقال سليمان بن يسار: ما كان عمر ولا عثمان يقدمان على زيد أحدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وبالجملة: فقد كان واسع الاطّلاع ضليعا في فهم تعاليم الإسلام له القدرة الفائقة على استنباط الأحكام ذا رأي فيما لم يرد فيه أثر.
وأما عن ابن عمر وابن عبّاس، فكان ميمون بن مهران يقول عنهما إذا ذكرا عنده: ابن عمر أورعهما، وابن عباس أعلمهما، وقال أيضا: ما رأيت أفقه من ابن عمر ولا أعلم من ابن عباس، وكان ابن سيرين يقول: اللَّهمّ أبقني ما أبقيت ابن عمر أقتدي به.
وقال ابن الأثير: كان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقّي لدينه في الفتوى، وكل ما تأخذه به نفسه.
وقال الشّعبي: كان جيد الحديث ولم يكن جيد الفقه، وقد حمله الورع على أن لا يكثر من الفتوى، ومن مذهبه في الفقه تفرّع مذهب المدنيين ثم مالك وأتباعه.
وقال ابن عباس: ضمّني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة» ،
وقال أيضا: دعاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح على ناصيتي، وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» .
ولما مات ابن عبّاس قال محمّد بن الحنفيّة: مات رباني هذه الأمّة، وقال عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم بالسّنّة ولا أجلد رأيا ولا أثقب نظرا حين ينظر مثل ابن عباس.
وقال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشّعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع.
وقال ابن عبّاس: كان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال الأعمش: كان ابن عباس إذا رأيته قلت: أجمل الناس، فإذا تكلم قلت: أفصح الناس، فإذا حدث قلت: أعلم الناس.
وأما عائشة- رضي اللَّه عنها- فكانت مقدمة في العلم والفرائض والأحكام والحلال والحرام، وكان من الآخذين عنها الّذين لا يكادون يتجاوزون قولها المتفقّهون بها القاسم بن محمد بن أبي بكر ابن أخيها، وعروة بن الزبير ابن أختها أسماء.
قال مسروق، لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يسألونها عن الفرائض.
وقال عروة بن الزّبير: ما جالست أحدا قطّ كان أعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا أروى للشعر، ولا أعلم بفريضة ولا طبّ من عائشة.(1/56)
الفقهاء السّبعة بالمدينة
هم على أشهر الرّوايات: سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزّبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت.
عبد اللَّه بن عمر عبيد اللَّه ابن عبد اللَّه ابن عتبة ابن مسعود 94 هـ/ عروة بن الزبير بن العوّام 94 هـ/ القاسم بن محمد بن أبي بكر 106 هـ/ سعيد ابن المسيب 94 هـ/ سليمان ابن يسار 107 هـ/ خارجة ابن زيد 100 هـ/ أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام 94 هـ/ وقد ذاعت شهرة هؤلاء الفقهاء حتى سمّي عصرهم بعصر الفقهاء السّبعة، وكان عملهم هو تأسيس الفقه الإسلامي، وصبغ الحياة كلها والعمل على نفاذها بأسرها على قواعد من الدّين والأخلاق.
مدرسة الكوفة
وفي موازاة مدرسة المدينة، وفي النّصف الثّاني من القرن الهجريّ الأوّل كانت تقوم بالعراق مدرسة أخرى مركزها الكوفة تناهض مدرسة المدينة وتحاول جاهدة في إفساح الطّريق أمام مبادئها، وقد كان لهذه المدرسة قيمة فقهيّة كبيرة وشهرة ذائعة حصلت عليها بفضل جهود فقهائها الّذين عملوا مخلصين في إرساء قواعدها، وكافحوا في سبيل إعلاء منارتها، وإن كانت لم تصل إلى مركز مدرسة المدينة وشهرتها، بل ولم تتبوّأ مركزها الممتاز إلا في القرن الثّاني الهجريّ بفضل جهود تلامذتها، وعلى الأخصّ في عصر وعلى يد أبي حنيفة النّعمان وأصحابه وتلامذته.
مؤسّس هذه المدرسة
ومؤسّس هذه المدرسة من الصّحابة هو عبد اللَّه بن مسعود بن غافل الهذليّ من السّابقين إلى الإسلام، وممّن شهدوا بدرا، وأحد المبشّرين بالجنّة، أقرب الناس سمتا ودلّا(1/57)
وهديا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما قال حذيفة، معلّم أهل الكوفة وقاضيها، ومؤسّس طريقتها، كان ينحو منحى عمر بن الخطّاب- رضي اللَّه تعالى عنه- وعلى منحاه كان يسير من الاعتداد بالرّأي حيث لا نصّ من كتاب أو سنّة وهو الّذي يقول: لو سلك النّاس واديا وشعبا وسلك عمر واديا وشعبا لسلكت وادي عمر وشعبه، وكان لا يخالفه إلا في القليل النّادر، وكان ذلك القليل النّادر أقرب إلى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو وعمر- رضي اللَّه عنه-.
عن الأعمش عن إبراهيم النّخعي أنه كان لا يعدل بقول عمر وعبد اللَّه إذا اجتمعا، فإذا اختلفا كان قول عبد اللَّه أعجب إليه، لأنه ألطف، وقرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسّنة، ولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان- رضي اللَّه عنه- وقدم آخر عمره المدينة ومات بها في خلافة أمير المؤمنين عثمان- رضي اللَّه عنه- سنة 32. هـ.
تلاميذ هذه المدرسة
وأشهر تلاميذ هذه المدرسة من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود الّذين أخذوا أقواله وتثقّفوا بآرائه هم هؤلاء الفقهاء السّتة: علقمة بن قيس النّخعي، والأسود بن يزيد النّخعي، ومسروق ابن الأجدع الهمدانيّ، وعبيدة بن عمرو السّلماني، وشريح بن الحارث القاضي، والحارث الأعور.
مدرسة الكوفة
عبد اللَّه بن مسعود شريح بن الحارث الكندي 78 هـ/ الأسود بن يزيد النخعي 75 هـ/ علقمة بن قيس النخعي 62 هـ/ مسروق بن الأجدع الهمدانيّ 63 هـ/ عبيدة السلماني 72 هـ/ الحارث الأعور 65 هـ/ إبراهيم النخعي 95 هـ/ عامر بن شراحيل الشعبي 104 هـ(1/58)
أصول مدرسة الكوفة
كان أهل الكوفة يرون أن عبد اللَّه بن مسعود وأصحابه أثبت النّاس في الفقه، واعتقدوا أنّهم في الدّرجة العليا من التّحقيق وكانت قلوبهم أميل شيء إلى أصحابهم كما قال علقمة لمسروق: هل أحد منهم أثبت من عبد اللَّه؟ وقال أبو حنيفة: إبراهيم أفقه من سالم، ولولا فضل الصحبة لقلت علقمة أفقه من ابن عمر، وعبد اللَّه هو عبد اللَّه، وقد جمعوا من فتاوى ابن مسعود وقضايا علي وفتاواه وكل ما تيسّر لهم جمعه، وصنعوا في آثار أصحابهم كما صنع أهل المدينة، وخرجوا كما خرج هؤلاء ولم يكن عندهم من الأحاديث والآثار ما يقدرون به على استنباط الفقه على الأصول التي اختارها أهل الحديث، ولم تنشرح صدورهم للنّظر في أقوال علماء البلدان وجمعها، وكان عندهم من الفطانة والحدس وسرعة انتقال الذّهن من شيء إلى شيء ممّا يقدرون به على تخريج جواب المسائل على أقوال أصحابهم وكلّ ميسّر، لما خلق له و «كلّ حزب بما لديهم فرحون، فمهدوا الفقه على قاعدة التخريج.
مقارنة بين المدرستين
كان طابع كلتا المدرستين فقهيّا، غير أن مدرسة المدينة كانت تعتمد في الاستنباط الفقهي على النصوص لقيامها في المدينة تلك البلد التي عاش فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم والخلفاء الرّاشدون وأكثر الصّحابة، فالأحاديث فيها كثيرة والآثار متوافرة، وقد توجّهت هممهم وانشرحت صدورهم لجمع أحاديث الرّسول وآثار الخلفاء الرّاشدين والصّحابة المقربين بها، فحصل لهم من ذلك الشّيء الكثير أغناهم في كثير عن استعمال الرّأي، فما من مسألة مسائل إلا وجدوا فيها حديثا مرفوعا متّصلا أو مرسلا أو موقوفا، صحيحا أو حسنا أو صالحا للاعتبار، أو وجدوا أثرا من آثار الخلفاء الرّاشدين والصّحابة عندهم، وقلّما تعرض مسألة ليس فيها نصّ من كتاب أو سنّة أو أثر صحابي ولم يكن عندهم من العمران ما تتّجه به المسائل وتتكاثر فالحياة بمنأى عن المؤثرات الخارجية والأعراف الأخرى فهي لا زالت يدويّة متكررة، ما يحدث اليوم قد حدث بالأمس القريب أو البعيد، وإن وقعت حادثة ليس لها سابقة وقلّما يكون أعملوا رأيهم على نحو ما كان يفعل سلفهم من الصّحابة مع مراعاة اقتضاء النّصّ وإيمائه، ولم يذهبوا بعيدا، فكانت بذلك أقرب إلى السّنن النّبوية وإلى الحديث.
وأمّا مدرسة الكوفة، فإنّها وإن كانت تقليدية من حيث المبدإ واعتمادها على الأحاديث والآثار المروية عن طريق الصحابة الذين عاشوا بينهم ووثقوا بهم إلا أن الأحاديث(1/59)
عندهم كانت قليلة، فقد روي أن عمر- رضي اللَّه عنه- حينما يعث رهطا من الأنصار إلى الكوفة نهاهم عن كثرة التّحديث وقال لهم: إنكم تأتون قوما لهم أزيز بالقرآن، فيأتونكم فيقولون: قدم أصحاب محمد، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقلّوا الرّواية عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
ونظرا لشيوع الوضع في العراق من جانب الشّيعة وغيرهم وتهيبهم من رواية الحديث كان بالتّالي ذخيرة الأحاديث عندهم قليلة، ونظرا لأن هذه المدرسة كانت تقوم في جوّ أوسع من جوّ التّقليد المدني، فالحياة في العراق مزدحمة بالعمران والحضارات متشعّبة من رومانيّة وفارسيّة والمسائل متشابكة كان لا بد من استعمال الرّأي كثيرا وكثيرا جدّا، وكانوا لا يكرهون المسائل ولا يهابون الفتيا فخرجوا المسائل على أقوال أصحابهم وافترضوا وأجابوا وساروا في هذا الاتّجاه شوطا طويلا. [ (1) ] وللَّه الحمد والمنّة.
__________
[ (1) ] المفصل للشيخ الخضراوي ص 38 وما بعدها.(1/60)
جهود الخلفاء الرّاشدين في نشر الإسلام
فإنّ اللَّه حين اختار نبيّه محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم لتبليغ رسالته اختار له أصحابا على شاكلته، عزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذي أنزل معه، عاشوا تحت راية نبيّهم سعداء، وماتوا صديقين أو شهداء، كان التّوحيد مبدأهم، والحب ديدنهم، والسلام طبيعتهم، والصلاة والصيام والصدقة وصلة الأرحام منهجهم، ورضا اللَّه غايتهم. ملئوا الدنيا نورا، وأشاعوا في الكون بهجة وسرورا، وقادوا الإنسانية إلى ركب الحضارة المستنيرة، وأرسوا قواعد الدين فلم يغيروا ولم يبدّلوا، حبب اللَّه إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من اللَّه ونعمة.
ولما ختار اللَّه نبيه إلى جواره بعد أن ترك الناس على المحجّة البيضاء تألق في سماء الإسلام نجم كان الوزير الأول في حياته صلّى اللَّه عليه وسلم ثم صار الخليفة بعد مماته، ذلكم هو أبو بكر الصديق الّذي سار على النّهج المحمدي في غير تحريف ولا تبديل.
فقضى على أول فتنة ظهرت بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة ... تلك التي أثارها وأشعل نارها سعد بن عبادة الخزرجي، بعد أن منّ اللَّه على أبي بكر بقوة الحجّة والبرهان، ومنّ على سعد بن عبادة ومن اتبعه بالطاعة والإذعان، ثم توجّه إلى مانعي الزّكاة فأعادهم بقوة بأسه ورباطة جأشه إلى ما كانوا عليه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وحارب المرتدين فعادوا إلى حظيرة الإسلام صاغرين، وأنفذ جيش أسامة إلى الرّوم، وكان قد جهزه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للخروج إليهم، ولتأديب الغساسنة العرب الذين هجروا الجزيرة العربية، واستقروا في الشام، وواجه أدعياء النّبوة من أمثال مسيلمة الكذّاب والأسود العنسيّ وطليحة الأسديّ وسجاح التميمية وغيرهم فارتدوا خاسرين.
ثم انطلق أبو بكر يرسل كتائب الإيمان خارج الجزيرة العربية في العراق والشام، ليكسر حاجز الخوف الّذي استولى على نفوس العرب من بطش هاتين الدّولتين العظيمتين (الفرس والروم) .(1/61)
وتم ذلك كله في غضون عامين مدّة خلافة الصّديق رضي اللَّه عنه، ثم ودع الحياة راضيا مرضيا ليحمل الرّاية من بعده الفاروق عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ذلك الّذي وضع منهجا للدولة الإسلامية يحوي التنظيمات الإدارية، فدوّن الدواوين كديوان العطاء، وديوان الجند، وديوان الاستيفاء، كما أوجد مصادر للدخل بما أفاء اللَّه على جيوشه من ثروات الدّولة الفارسية والبيزنطية إلى جانب الزّكاة والخراج والجزية.
ونظم القضاء بصفة خاصّة، ولم يكن هو وصاحبه في سلوكهما هذا على بدع من القول أو الفعل، وإنما كان اقتداء بالنبيّ القدوة، والرّسول الأسوة صلّى اللَّه عليه وسلم.
وحقق الفاروق قضية الشّورى كما أرادها اللَّه ورسوله في محكم التنزيل.
وازدادت السّياسة الخارجية في عهده رسوخا ووضوحا فتمت الفتوحات التي بدأت في عهد الصديق على يده بعد أن عدل الخطط الحربية، وغير القيادات، وفتحت دمشق، وتم الاستيلاء على بيت المقدس، وكانت الخاتمة الحسنى بفتح مصر في العام الثلاثين من الهجرة، ودخل الأقباط في الإسلام أفواجا بعد أن خلصهم عمرو بن العاص وجنوده من اضطهاد الرومان وتعسّفهم.
ثم كان عثمان بن عفان الخليفة الثالث بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب، وانكسر الباب، وخرجت الفتنة تطل برأسها من جحرها، فظنوا حلم عثمان ضعفا، وما كان إلا رجلا حييّا ستّيرا تستحي منه ملائكة الرّحمن.
انظر إليه حين تولّى هذا الأمر، تجده أمام مهام تنوء بعصبة أولي قوة وقد حملها وحده.
فها هو معاوية يتربّع على عرش الشام ويدين له أهلها بالطّاعة العمياء فلم يشأ أن ينقض بناء أرسى قواعده من سبقه، وهذه أساليب الدّهاء والمكر والخداع تحيط به من كل مكان حتى اضطر للاستعانة بأهل الثّقة من أقاربه بعد أن فقدها فيمن حوله.
ومع ذلك فإن الإمبراطورية التي امتدت في عهد أمير المؤمنين عمر من أقصى فارس شرقا، إلى حدود برقة وطرابلس غربا، ومن بحر قزوين شمالا إلى بلاد النوبة جنوبا، لم تتوقف في عهد ذي النّورين عثمان بن عفان حيث اجتازت جيوشه أرض فارس حتى وصلت إلى طبرستان شرقا، وإلى بلاد خراسان، كما تكونت أول قوة بحرية لصد عدوان الأساطيل البيزنطية على سواحل مصر والشام، فانضم جزء آخر من بلاد النوبة في الجنوب وانضمت لها بلاد أرمينيّة، ودخلت البحرية الإسلامية جزيرة «قبرص» وما أمر واقعة «ذات الصّواري»(1/62)
ببعيد حيث كان النصر فيها إيذانا بتفوّق المسلمين على دول البحر المتوسط.
وانتقل الخليفة عثمان إلى جوار ربه متوّجا بالشهادة وهو يقرأ القرآن على أثر فتنة تبنّاها عبد اللَّه بن سبإ اليهودي، وأشعل نارها في سائر الولايات الإسلامية بما تحمل من شائعات كاذبة وانتقاصات باطلة تقلّل من شأن الخليفة الراحل، وكانت هذه الفتنة اليهودية سببا في الهرج والمرج والقيل والقال مما واجهه الإمام علي بن أبي طالب في بداية خلافته، وإن شئت قلت: في بداية محنته، فقد كان يمسك بزمام الأمور في عهد عثمان الشهيد بعض الولاة غير الأكفاء، ومنهم متطلّع إلى الخلافة نفسها، أو مطالب بدم عثمان بدعوى أنه ولي دمه.
باختصار كان علي بن أبي طالب في موقف لا يحسد عليه، فأراد أن يؤمّن الدولة من الداخل بعزل بعض الولاة، وتولية آخرين ممن يراهم أهلا للمهمّة الخطيرة في المرحلة القادمة، فلم يلق إلا العصيان والتمرد والخروج عليه مما عطل مسيرة الحكم الراشد الّذي أراده لهذه الأمة.
وبينما عليّ يفكر في أمر معاوية إذا بأخبار تصله بخروج طلحة والزبير في صحبة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي اللَّه عنها، واستمر اليهودي المتآمر عبد اللَّه بن سبإ ليعلن أن الثّوار قد خرجوا لمهاجمة علي وراع عليّا ما كان من خروج أم المؤمنين في صحبة هؤلاء، ولكن سرعان ما هدأ حين علم أنها جاءت للصلح بين أولادها المتنازعين باعتبارها أمّا للمؤمنين،
وقال علي: لا بأس. إنها أمّنا وزوجة نبينا،
ولكن زعيم الفتنة اليهودي خشي افتضاح أمره وتسليمه ليد العدالة فاجتمع بأتباعه، وقال لهم: يا قوم إن عزكم من خلطة الناس فصانعوهم وتملقوهم، وإذا التقى الطرفان المتنازعان غدا فانشبوا القتال ولا تفرغوهم للنظر والجلوس على مائدة الصلح وبات الجميع على الصلح، وبات ابن سبإ وأنصاره (قتلة عثمان الحقيقيون) بشرّ ليلة حتى إذا أصبح الصباح نشبوا القتال، وظن أصحاب أم المؤمنين أن عليّا قد بدأ القتال
بينما تعجب علي مما رأى من تغيير النية فنادى طلحة قائلا.
- يا طلحة جئت بعرس رسول اللَّه تقاتل بها، وقد خبأت عرسك في بيتك؟
ماذا أنت صانع يوم القيامة حين يقول لك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لم جئت بزوجتي إلى هذه الأرض؟ فأحس طلحة بعظم ما ارتكب فأدار وجهه وقفل راجعا، ولكن لم يفلت من القتل على يد أحد أرباب الفتنة، وتذكر الزّبير ما كان من أمره مع علي أمام النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فعاد وهو يقول: العار ولا النّار، وحرص ابن سبإ على قتل أم المؤمنين، فهاجم هو وجنوده الهودج الّذي يحملها على جملها، ولكن عليّا عاجل الجمل بضربة عقرته وأوقعت الهودج قبل أن يتمكن منه دعاة(1/63)
الفتنة وأعاد أم المؤمنين إلى بيتها في حماية أربعين حارسا أوصلوها سالمة ولم يكن هؤلاء الجنود إلا نساء من فتيات قريش تزيوا بزيّ الرجال مراعاة لحرمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وكان على رأسهم أخوها محمد بن أبي بكر، فلما اكتشفت أم المؤمنين ذلك أطرقت برأسها قائلة: لقد أبي أبو الحسن إلا أن يكون عليّا.
وبعد شهر من هذه الواقعة بدا يوم صفّين مكشرا عن أنيابه، وكانت نهاية هذه الموقعة أسوأ من بدايتها فقد انتهت بخدعة التحكيم المشهورة، أما الخوارج فقد حكموا على الإمام علي بالكفر وقتله أحدهم وهو عبد الرحمن بن ملجم الّذي ألحقه اللَّه بعاقر ناقة ثمود في النّار بجريمته النكراء وفعلته الشّنعاء.
وتولى الخلافة بعده ابنه الحسن بن علي الّذي ما لبث أن ودعها غير آسف عليها تاركا أعباءها لمعاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه الّذي لم تصح له الخلافة إلا بعد تنازل الحسن عنها له، وكان قد أخذ البيعة من أهل الحلّ والعقد كما بويع لأبيه الإمام علي من قبل وَصدقت نبوءة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيما
أخبر به عن الحسن حيث قال: «إنّ ابني هذا سيّد وسيصلح اللَّه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» [ (1) ] .
وهكذا أصبحت الخلافة ملكا عضوضا على يد معاوية الّذي ورثها لابنه اليزيد، وأجبر الناس على بيعته في حياته حتى لا ينازعه في ملكه منازع من بعده.
ولسنا نقول بأن الخبر الّذي قاله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن الملك العضوض حين يفيد انتقاصا من قدر الملوك فإنه غالبا ما يكون فيهم الحزم والكياسة إلى جانب الشّدة والعنف، وها هو داود وابنه سليمان كانا رسولين ملكين، وكان الملك والجاه والسلطان خير سند لرسالتهما، كما كانت ملكة سبإ من خير ملكات العالم بما أوتيت من الحكمة والرشاد حيث حكمت اليمن وقادت الجيوش الجرّارة حتى إذا دعيت للإسلام قادت شعبها وجيشها إلى الدّخول في طاعة سليمان قائلة: «وأسلمت مع سليمان للَّه ربِّ العالمين» وهذه الأرض يعيش عليها الآن ملوك يقودون شعوبهم متّجهين بهم إلى السّير في ركب الحضارة الإنسانية بما أوتوا من الحنكة والتجربة وعراقة الأصل وسلامة الدّين.
هذا وما زالت آثار الصّحابة والخلفاء قائمة بين دول الإسلام بما خلّفوه من علم وفهم لكتاب اللَّه وسنّة نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم، وستظل باقية حتى يرث اللَّه الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 44. وابن عساكر 4/ 209- وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 16 والقاضي عياض في الشفا 1/ 671.(1/64)
(أبو هريرة) المفترى عليه (رضي اللَّه عنه)
طعن أرباب الأهواء قديما وحديثا في أبي هريرة- رضي اللَّه عنه ليتخلصوا من أحاديثه التي تقف دون أهوائهم، وتردّ كيدهم. في نحورهم، وسندهم في هذه المطاعن إمّا روايات مكذوبة أو ضعيفة، وإما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها، بل تأوّلوها تأويلا باطلا يتفق وأهواءهم، وإنّا لذاكرون لك بعضا من هذه الطّعون، والجواب عنها بإيجاز ليكون ذلك نموذجا يحتذي في الدّفاع عن هذا الصّحابي الجليل، فنقول وباللَّه التوفيق:
(أ) - مما طعن به أهل الأهواء في صدق أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- «حديث الوعاءين» وهو ما رواه البخاريّ من باب «حفظ العلم» من كتاب «العلم» عن أبي هريرة قال:
«حفظت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وعاءين، فأمّا أحدهما فبثثته وأمّا الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم» [ (1) ] .
قالوا: هذا الحديث لو صح لترتّب عليه أن يكون النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قد كتم شيئا من الوحي عن جميع الصحابة سوى أبي هريرة، وذلك لا يجوز بإجماع المسلمين.
والجواب: أنه ليس في الحديث ما يفيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصحابة، وعلى تقدير أنه اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصّحابة، فليس فيه شيء من كتمان الوحي الّذي أمر اللَّه رسوله أن يبلغه النّاس.
قال ابن كثير: «هذا الوعاء الّذي كان لا يتظاهر به هو الحروب والفتن والملاحم، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال وما سيقع» . أهـ.
فالإخبار عن بعض الحروب والملاحم الّتي ستقع ليس مما يتوقف عليه شيء من أصول الدّين أو فروعه، فيجوز للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يخص مثل هذا النّوع من الوحي شخصا دون الآخر، أو فريقا دون فريق.
(ب) - وممّا اتّخذ شبهة على صدق أبي هريرة في الحديث
أنه كان يروي عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «من أدرك الصّبح وهو جنب فلا يصم» ، ويفتي به النّاس فبلغ ذلك عائشة وأمّ سلمة- رضي اللَّه عنهما- فأنكرتا عليه، وذكرتا «أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم «يغتسل ويصوم» ،
فرجع إلى حديثهما وقال: كذلك حدثني الفضل بن العبّاس
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 258 كتاب العلم باب حفظ العلم (42) حديث رقم 118.(1/65)
وأسامة بن زيد عنه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأمهات المؤمنين أعلم بمثل ذلك من الرجال.
والجواب: أن أبا هريرة لم يسمع الحديث من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وإنما سمعه من الفضل وأسامة عنه صلّى اللَّه عليه وسلم وهما من أهل الصّدق والأمانة، ولكن لما ترجّح لديه حديث عائشة وأم سلمة رجع إليه، وترك فتواه اتّباعا للحق، وأمّا حديث الفضل وأسامة، فقد أجاب عنه العلماء بأجوبة (منها) : أنه معارض بما هو أقوى منه، فيترك العمل به إلى الأرجح.
(ومنها) : أنه كان في مبدإ فرض الصّيام حين كان الأكل والشّرب والجماع محرّما بعد النوم، ثم أباح اللَّه ذلك كله إلى طلوع الفجر، فكان للمجامع أن يستمر إلى طلوعه، فيلزم أن يقع اغتساله بعد طلوع الفجر، فدل على أن حديث عائشة وأم سلمة ناسخ لحديث الفضل وأسامة، ولم يبلغهما ولا أبا هريرة الناسخ، فاستمر أبو هريرة على الفتيا به، ثم رجع عنه بعد ذلك لما بلغه.
قال الحافظ ابن جحر: «وفيه فضيلة لأبي هريرة لاعترافه بالحق ورجوعه إليه» [ (1) ] .
(ج) - قالوا:
روى أبو هريرة حديث: (لا عدوى ولا صفر ولا هامة) ، فقال أعرابيّ:
يا رسول اللَّه، فما بال الإبل تكون في الرّمل كأنها الظّباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «فمن أعدى الأوّل» [ (2) ] .
وروى أيضا حديث: «لا يوردنّ ممرض على مصحّ» ،
أي: صاحب إبل مريضة على صاحب إبل صحيحة مخافة العدوي.
قالوا: وبين الحديثين تناقض إذ الحديث الأول ينفي العدوي والثاني يثبتها، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا يتكلم بمثل هذا فدار الأمر بين كذب أبي هريرة أو نسيانه في الرواية فإن قلنا بكذبه ارتفعت الثقة بمروياته، وإن قلنا بنسيانه ناقض حديث ضم الرداء وقوله فيه (فو الّذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئا بعد) .
__________
[ (1) ] فتح الباري 4/ 128.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 231 كتاب الطب باب الجذام.. إلخ حديث رقم 5707، 7/ 253 كتاب الطب باب لاهامه حديث رقم 5770، 5772. ومسلم في الصحيح 4/ 1743- 1747 كتاب السلام (39) باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم (34) حديث رقم (102/ 2220، 104/ 2221، 105/ 2221، 107/ 2222، (111/ 2224) ، 112/ 2224) ، (113/ 2223) ، (114/ 2223) وابن ماجة في السنن 1/ 34 المقدمة باب 10 حديث رقم 86 وأحمد في المسند 1/ 174، 2/ 24، 153، 222، 434، 3/ 130، 173، 178، 251. وابن أبي شيبة 9/ 40، 41، 45- والطبراني في الكبير 17/ 54 وذكره الهيثمي في الزوائد 5/ 105- والهندي في كنز العمال حديث رقم 286، 285299، 28600، 28603، 28611.(1/66)
والجواب: أنه لا تناقض بين الحديثين، فحديث: «لا عدوى» معناه نفي أن تكون العدوي مؤثرة بذاتها دون إرادته تعالى.
وحديث
«لا يوردنّ ممرض على مصحّ»
المقصود منه ألّا يورد صاحب الإبل المريضة إبله على إبل صحيحة، لئلا تمرض فيتوهم النّاس أن ذلك المرض جاء للإبل الصحيحة من طريق العدوي بدون إذنه تعالى، ولك أن تقول: إنّ المقصود من الحديث الثّاني هو إثبات العدوي من طريق السّببية العادية التي يجوز فيها تخلّف المسبّب عن سببه،
فنهى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن تلك المخالطة من باب اتّقاء أسباب الهلاك العادية امتثالا لقوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [ (1) ] .
وإذا لم يكن بين الحديثين تناقض فلا كذب ولا نسيان.
نعم ثبت أنّ أبا هريرة كان يروي الحديثين جميعا في بعض المجالس، وكان يقتصر على رواية أحدهما في بعضها، اقتصر مرّة على رواية الحديث الثّاني فقيل له: إنك رويت الحديث: «لا عدوى» فرطن بالحبشية، وأنكر على من قال ذلك، فظن أبو سلمة «الراويّ للحديثين عنه» أن إعراضه عن رواية حديث «لا عدوى» في ذلك المجلس نسيان منه روايته.
ويجاب عن ذلك بأن إعراضه عن روايته هذا الحديث ليس من قبيل النّسيان كما فهم أبو سلمة، وإنما هو مراعاة حال من يحدثهم، ولذلك يقول القرطبي في «المفهم» : (ويحتمل أن يكون أبو هريرة خاف اعتقاد جاهل يظنهما متناقضين فسكت عن أحدهما، وكان إذا أمن ذلك حدث بهما جميعا) أ. هـ.
وإن أردت زيادة على ذلك فارجع إلى «فتح الباري» في باب (لا هامة) من كتاب «الطّبّ» .
(د) - قالوا: كان أبو هريرة يدلّس في الحديث، فيروي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم ما لم يسمعه منه كما
في حديث: (من أصبح جنبا فلا صوم له) ،
وقد تقدّم، والتّدليس أخو الكذب.
والجواب عن ذلك: أن أبا هريرة بحكم تأخّر إسلامه إلى سنة سبع من الهجرة قد فاته كثير من أحاديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فكان عليه ليستكمل علمه بالحديث أن يأخذه من الصّحابة الذين سمعوه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم شأنه في ذلك شأن سائر الصّحابة الذين لم يحضروا مجالسه صلّى اللَّه عليه وسلم إمّا لاشتغالهم ببعض أمور الدّنيا، وإمّا لحداثة سنّهم وإما لتأخّر إسلامهم، أو لغير ذلك، يؤيد ذلك ما ثبت عن حميد قال: كنا مع أنس بن مالك، فقال: «واللَّه ما كلّ ما نحدثكم عن
__________
[ (1) ] البقرة: 195.(1/67)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سمعناه منه، ولكن لم يكن يكذب بعضنا بعضا» [ (1) ] . رواه الطّبرانيّ في «الكبير» ، ورجاله رجال الصحيح.
وعن البراء قال: «ما كلّ الحديث سمعناه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يحدّثنا أصحابه عنه، كانت تشغلنا عنه رعية الإبل» [ (2) ] .
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الحاكم أيضا في «المستدرك» بلفظ: «ليس كلّنا سمع حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس كانوا لا يكذبون يومئذ، ويحدث الشّاهد الغائب» [ (3) ] .
قال الحاكم: صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه، وأقرّه الذّهبيّ.
ولا ينبغي أن يعدّ حذف الصّحابي الّذي سمع الحديث، ولقنهم إياه من قبيل التّدليس، إذ الصحابة كلهم عدول بإجماع أهل الحق، وخلاف العلماء في الاحتجاج بالمرسل إنما كان للجهل بحال المحذوف، وذلك لا يتأتّى ها هنا، ولذلك يقول ابن الصّلاح في «مقدّمته» :
«مرسل الصّحابي مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمعوه منه في حكم الموصول المسند، لأن روايتهم عن الصّحابة، والجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصحابة كلهم عدول» أ. هـ.
وقال السّيوطيّ في «التّدريب» : «أمّا مرسل الصّحابي وإخباره عن شيء فعله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو قاله مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه فمحكوم بصحته على المذهب الصّحيح الّذي قطع به الجمهور أصحابنا وغيرهم، وأطبق المحدثون المشترطون للصّحيح القائلون بضعف المرسل، وفي «الصّحيحين» من ذلك ما لا يحصى، لأن أكثر روايتهم عن الصّحابة، وكلهم عدول رواياتهم عن غيرهم نادرة، وإذ رووها بيّنوها، بل أكثر ما رواه الصّحابة عن التّابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليّات أو حكايات أو موقوفات» .
ومن ذلك كلّه يتبيّن أنه لا كذب من أبي هريرة، إذ إنه لم يقل في هذا الضّرب من الحديث: «سمعت رسول اللَّه يقول كذا، أو رأيته يفعل كذا» ، بل كان يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، وما شابه ذلك، كما أنه لا تدليس منه أيضا، لأن الرّاوي المحذوف من الصّحابة والإجماع قائم على عدالتهم.
__________
[ (1) ] ذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 156.
[ (2) ] ذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 157.
[ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 127 عن البراء بن عازب.(1/68)
(هـ) - قالوا: نهاه عمر عن التحديث، وقال له: «لتتركن الحديث عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أو لألحقنك بأرض دوس» ، وهذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة.
والجواب: أنّ أبا هريرة كان يرى لزاما عليه أن يحدّث النّاس بما سمعه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خروجا من إثم كتمان العلم، وقد ألجأه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث، فكان في المجلس الواحد يسرد الكثير من أحاديثه صلّى اللَّه عليه وسلم ولكن عمر- رضي اللَّه عنه كان يرى أن يشتغل النّاس أولا بالقرآن، وأن يقلّوا الرّواية عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غير أحاديث العمل، وأن لا يروى للناس أحاديث الرّخص لئلا يتّكلوا عليها، ولا الأحاديث المشكلة التي تعلو على أفهامهم، كما أنه كان يخاف على المكثرين الخطأ في رواية الحديث إلى غير ذلك، ومن أجل ذلك كلّه نهى عمر الصحابة عن الإكثار من الرواية، وأغلظ لأبي هريرة القول وهدده بالنّفي، لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث.
قال الحافظ ابن كثير: «وقد جاء أن عمر أذن له بعد ذلك في التّحديث فقال مسدّد بسنده عن أبي هريرة قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إليّ فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بيت فلان؟ قال: قلت: نعم، وقد علمت لم تسألني عن ذلك؟، قال: ولم سألتك؟ قلت:
إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال يومئذ: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار»
[ (1) ] قال: «أمّا إذن فاذهب فحدّث» [ (2) ] ، (و) - قالوا: ولم يكن عند أبي هريرة رصيد من الأحاديث أكثر من غيره، وإنّما الّذي جعله يتفوق على غيره من الصّحابة في كثرة الرّواية أنه استجاز لنفسه أن ينسب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كل كلام حسن، قاله أو لم يقله، مما هو خارج عن دائرة الحلال والحرام.. قالوا:
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 63 كتاب العلم باب إثم من كذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم 107، 1/ 64 كتاب العلم باب إثم من كذب على رسول اللَّه حديث رقم 110، 2/ 174 كتاب الجنائز باب ما يكره من النياحة حديث رقم 1291، 4/ 328 كتاب الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل حديث رقم 3461. ومسلم في الصحيح 1/ 10 المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم (3/ 3) وأبو داود في السنن 2/ 343- 344 كتاب العلم باب التشديد في الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم 3651 والترمذي في السنن 5/ 34 كتاب العلم (42) باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم (8) حديث رقم 2659- وابن ماجة في السنن 1/ 13 المقدمة باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم (4) حديث رقم 30، 31، 32، 33، 36، 37 وأحمد في المسند 1/ 78، 130، والدارميّ في السنن 1/ 76، 77 والبيهقي في السنن 3/ 276- والحاكم في المستدرك 1/ 77، 102 والطبراني في الكبير 1/ 73، 5/ 203، 215، 6/ 340.
[ (2) ] البداية والنهاية 8/ 106، 107.(1/69)
وسند أبي هريرة في ذلك أحاديث رواها عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم منها:
1-
«إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا، وأصبتم المعنى فلا بأس»
[ (1) ] .
2-
«إذا حدّثتم عنّي بحديث يوافق الحقّ فخذوا به حدّثت به أو لم أحدّث»
[ (2) ] .
3-
«ما بلغكم عنّي من قول حسن لم أقله فأنا قلته» .
والجواب عن ذلك: أن كثرة أحاديث أبي هريرة مع تأخّر إسلامه لا ترجع إلى ما زعموه، وإنّما ترجع إلى انقطاعه عن الدّنيا إلى مجالسه صلّى اللَّه عليه وسلم وملازمته إياه سفرا وحضرا، وإلى دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له ألّا ينسى شيئا من حديثه، وإلى أنه عاش بعد وفاته صلّى اللَّه عليه وسلم نحوا من خمسين عاما يأخذ عن الصحابة ما فاته من الأحاديث ثم يرويها للناس.
وأما زعمهم أنه استجاز لنفسه أن يكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غير الحلال والحرام فباطل من وجوه:
1- أن أبا هريرة من رواة حديث:
«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» ،
وثبت عنه أنه كان يذكره بين يدي ما يريد أن يرويه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في كثير من مجالسه.
2- وأن الصّحابة قد أقرّوه على رواية الأحاديث، ورووها عنه، ومن هؤلاء: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزّبير، وزيد بن ثابت، وأبو أيّوب الأنصاري، وابن عباس، وعائشة، وجابر، وعبد اللَّه بن عمر، وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعريّ [ (3) ] ، وهذا إجماع منهم على صدقه وأمانته.
3- وأنّ الأحاديث التي رواها أبو هريرة وجد أكثرها عند غيره من الصّحابة.
وأما الأحاديث التي نسبوها إلى أبي هريرة فنجيب عنها بما يلي:
1- الحديث الأول في الرّواية بالمعنى لا فيما زعموه من إباحة الكذب عليه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يروه أبو هريرة بل رواه غيره.
روى الحافظ الهيثميّ عن يعقوب بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جدّه قال: أتينا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقلنا له: بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول اللَّه إنا نسمع منك الحديث، فلا
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 117. وذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 157. والهندي في كنز العمال حديث رقم 29215، 29469.
[ (2) ] ذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 155 وقال رواه البزار وفيه أشعث بن براز ولم أر من ذكره.
[ (3) ] راجع في ذلك مستدرك الحاكم 3/ 513 وتاريخ ابن كثير 8/ 108.(1/70)
نقدر أن نؤدّيه كما سمعنا قال: «إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس» [ (1) ] .
2، 3- والحديثان الثّاني والثّالث مكذوبان على أبي هريرة، إذ في سند الأوّل منهما أشعث بن براز كذاب ساقط لا يؤخذ حديثه قال النسائي: متروك الحديث، قال البخاري:
منكر الحديث.
وفي سند الثاني منهما عبد اللَّه بن سعيد كذّاب مشهور، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدار الدّارقطنيّ: ذاهب، وقال الفلّاس: منكر الحديث. قال ابن حزم: «وقد ذكر قوم لا يتّقون اللَّه عز وجلّ أحاديث في بعضها إبطال شرائع الإسلام، وفي بعضها نسبة الكذب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإباحة الكذب عليه ثم سرد تلك الأحاديث، وفيها هذان الحديثان، وأبطلهما ما ذكرناه، ثم قال ردّا على من أباح أن ينسب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما لم يقله:
«حسبنا أنهم مقرّون على أنفسهم بأنّهم كاذبون، وقد صحّ
عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «من حدّث عنّي بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» [ (2) ] [ (3) ] .
دائرة المعارف (الإسلاميّة) ورأيها في أبي هريرة (رضي اللَّه عنه)
كتب أستاذنا العلامة الجليل الشيخ «محمد عرفة» مقالا قيما في الدّفاع عن رواية الإسلام (أبي هريرة) رضي اللَّه عنه يفنّد فيه مزاعم أصحاب دائرة المعارف الإسلامية المترجمة عن الانجليزية، وأنا أنقله حتى يرى القارئ ما عليه أوروبا والغرب من الحقد على الأمة الإسلامية.
قال: للمستشرق «جولدسيهر» رأي في الصّحابي الجليل (أبي هريرة) - رضي اللَّه عنه-. نشره في العدد السابع من المجلّد الأول من دائرة المعارف (الإسلامية) ، هذا الرّأي لا يستند إلى بحث تاريخيّ ولا سند علمي.
طعن «جولدسيهر» في أبي هريرة طعونا عدة، لكنها تدور حول عدم أمانته في نقل الحديث، فقد ذكر أنه مختلق، ومسرف في الاختلاق، وأنه كان يفعل ذلك بداعي الورع،
__________
[ (1) ] رواه الطبراني في الكبير ولم أر من ذكر يعقوب ولا أباه تراه السيوطي في تدريب الرّاوي 161 إلى ابن مندة في معرفة الصحابة والطبراني في الكبير. وانظر مجمع الزوائد 1/ 154.
[ (2) ] الأحكام ابن حزم 2/ 76، 77.
[ (3) ] الحديث والمحدثون محمد محمد أبو زهو من ص 153 إلى 162.(1/71)
وأن الذين أخذوا عنه مباشرة قد شكوا فيما ينقل، وعبروا عن هذا الشّكّ بأسلوب ساخر، وأنه كان يضمن أحاديثه أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، وذلك يدلّ على روح المزاح التي كانت فيه، والّتي كانت سببا في ظهور كثير من القصص، وصاحب هذه المطاعن يعزو مطاعنه إلى كتب إسلامية، ليلقي عليها ثوبا خلّابا. وليوقع في روع الناس أنّها صحيحة، وهذه طريقة فيها كثير من الخداع واللّبس والتزوير، وسنميط اللثام عمّا فيها وباللَّه التوفيق.
إن أبا هريرة الّذي يجرحونه هذا التّجريح، ويسيئون إليه هذه الإساءة هو من جملة الصّحابة، ومن أوسعهم رواية، بل هو أوسعهم رواية لا مستثنيا أحدا إلا ابن عمرو وتجريح هذا البحر الّذي مليء علما وأدّاه إلى من حملوه عنه وأدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا تجريح لهذا العلم الغزير، ورفع الثّقة عن كل مروياته، وفيه إفساد كبير، ولو كان لهذا الطّعن وجه من الصحة لاحتمل، ولكن طعن باطل لا حق فيه.
هذا الإمام قد روى عنه ثمانمائة من أهل العلم كما قال البخاريّ، وهذا فيه الدّلالة على ثقتهم به، لأنهم لو لم يثقوا به لما رووا عنه، وهو ثقة ثبت عند الصحابة وأهل الحديث.
قال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث.
وقال طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة: ولا شك أن أبا هريرة سمع من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما لم نسمع وروى النّسائي أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء، فقال زيد عليك أبا هريرة.. الحديث» .
وكان كثير الحفظ شديد الضّبط، شهد له بذلك أهل العلم والثّقات.
قال الشّافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.
وحدث الأعمش عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم وقال أبو الزّعثرعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه، وكان اجلسني خلف السّرير أكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله، وأمرني أن انظر، فما غيّر حرفا عن حرف.
هذه آراء الثّقات أصحاب هذا الشأن فيه، فمن عدلوه فهو الثبت الّذي لا يجرح، ومن بهرجوه فهو الزّائف الّذي لم يعدّل، ومن حظي بمثل هذا الثّناء من هؤلاء العلماء الأفاضل، فلا يضيره ما يقال بعد ذلك فيه.
إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا عليّ لئامها
[الطويل](1/72)
قال الشّيخ: ولا بدّ لنا أن نعرض لهذه الشّبهة التي أثاروها ونفندها:
- زعموا أنّ علمه الواسع بالأحاديث أثار الشّك في نفوس الذين أخذوا عنه مباشرة فلم يترددوا في التّعبير عن شكوكهم بأسلوب ساخر، وأحالوا القارئ على البخاريّ في كتاب «فضائل الأصحاب» رقم 11 يريدون بذلك حديث أبي هريرة أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لشبع بطني حتى لا آكل الخمير، ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع. الحديث.
والمنصف يرى من هذا الأثر أن بعض النّاس قال: أكثر أبو هريرة تعجّبا من كثرة حفظه وروايته، وقد أظهر لهم السّبب في كثرة روايته وحفظه وهو أنه كان ألزم النّاس لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنه ما كان يعنيه الغنى، وإنما كان يعنيه الأخذ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وكان يلصق بطنه بالحصباء من الجوع، وما كان يشغله عن رسول اللَّه تجارة ولا زراعة، فحفظ ما لم يحفظوا وسمع ما لم يسمعوا، فلما بيّن لهم السبب سكتوا عنه. ولنسلم ما زعموه من أنهم كانوا شاكّين لا متعجّبين، أفما كان ينبغي أن يأخذوا من تركهم إياه يحدّث بعد ذلك مدة عمره- وقد عمّر- بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نحوا من خمسين سنة أنهم اقتنعوا بتعليله، وزال هذا الشّكّ من نفوسهم، إذ لو كانوا يرون في حديثه بأسا لكفوه عن التّحديث، وهم من تعلم في المحافظة على حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم والخوف أن يتسع الناس فيه، ويدخله التّدليس والكذب.
2- وأمّا زعمهم أن روايته ضمّنها أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، وذلك يدل على ما امتاز به من روح المزاح، الأمر الّذي كان سببا في ظهور كثير من القصص وعزوهم ذلك إلى ابن قتيبة، فليس شيء أوغل في التّضليل والإيهام من هذا- نحن لا ندري ما هي هذه الأحاديث التي زعموها، وكان يجب عليهم أن يبيّنوها لنا لنناقشهم فيها، وكان يجب عليهم أيضا إذ عزوا لابن قتيبة أن يذكروا اسم ذلك الكتاب فإن لابن قتيبة مؤلفات كثيرة، طبع منها كثير، إنهم لو فعلوا ذلك لكنّا نبين لهم أن ما في ابن قتيبة ليس كما فهموه، إذ لا يعقل أن يثني ابن قتيبة الثناء المستطاب على أبي هريرة في كتابه «تأويل مختلف الحديث» ، ثم هو ينسب إليه ما ذكره أصحاب الدائرة، عليهم دائرة السّوء وغضب اللَّه عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا عظيما.
3- وأما ما نقلوه من وصف (شيرنجر) لأبي هريرة من أنه المتطرّف في الاختلاق ورعا، فلسنا ممّن يؤمن بقول (شيرنجر) وغير (شيرنجر) من المتطرّفين في الاختلاق على أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تضليلا للمسلمين وتشويشا على الدّين، وإيذاء للحقيقة، وسترا للواقع.(1/73)
وبحسبنا أن نقول: هذا طعن لا مبرر له، وتجريح لا يستند على سند: [الخفيف]
والدّعاوى إن لم تقيموا عليها ... بيّنات أبناؤها أدعياء
وقولهم: إنه المتطرّف في الاختلاق ورعا، كلام متهافت، لأنّا لا نعلم الورع إلا مانعا من الاختلاق على النّاس، فضلا عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وكيف يختلق أبو هريرة على رسول اللَّه؟
وهو راوي حديث:
«من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» ،
وكان يبدأ به عند ما يرى أن يحدث.
فرجل سمع من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هذا الحديث، ووعاه وأدّاه، وكان يستذكره ويذكّر به، ويقدّمه أمام تحديثه عن رسول اللَّه، وهو مؤمن ورع تقيّ، يستحيل في العادة أن يكذب على رسول اللَّه، فضلا عن أن يتطرف في الكذب عليه، ويرى أن الاختلاق والكذب عليه دين وورع.
4- وأمّا قولهم إنّ كثيرا من الأحاديث التي عزيت إلى أبي هريرة نحلت عليه في عصر متأخر، فنحن نسلّم أن أحاديث كثيرة وضعت وعزيت زورا إلى أعاظم المحدثين مثل أبي هريرة، ولكن رجال نقد الحديث قد عنوا ببيان الموضوع منها، وبهرجوا الزائف، ولم يخف عليهم بطلانه وأفسدوا على الوضّاعين طريقهم.
وبعد! فإذا كان أصحاب (دائرة المعارف) قد ألّفوها لغرض أن تكون صورة صحيحة للمعارف الإسلامية فما أبعدها عن أن تكون كذلك، وما أبعدهم فيها عن نيل هذا الغرض، وإذا كانوا قد ألّفوها لغرض تقبيح حال المسلمين في نظر الغربيين وتشويش عقائد المسلمين، وفتنة الشباب في دينهم فهي صالحة لهذا الغرض مؤدية له [ (1) ] .
قال الشّيخ محمد محمد أبو زهو في تعليقه على ما سبق «وبعد فقد طفحت كتب المبتدعة والمستشرقين، وأعداء الدّين، ومن تتلمذ لهم من جهلة المسلمين المأجورين قديما وحديثا بالكيد للإسلام في أشخاص أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولا سيما أبو هريرة راوية الإسلام الأوّل.
وفي هذه الأزمان المتأخّرة، ظهرت شرذمة من أدعياء العلم والخلق التافهين، جمعوا كناسة العصور كلها من الطّعون والإزراء على صحابة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عامة وأبي هريرة خاصة، يريدون ليهدموا ركنا شامخا من أركان الدين وأصلا وطيدا من أصوله ألا وهو سنّة سيّد المرسلين صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يكتفوا بما أوردناه من مزاعمهم الباطلة، ولكنهم ضموا إليها تافها من
__________
[ (1) ] مجلة نور الإسلام (الأزهر حاليا) المجلد الخامس ص 639.(1/74)
القول وزورا، ولا بأس أن نذكر لك شيئا منها مع الرّدّ عليها بإيجاز فنقول:
1- زعموا أنّ أبا هريرة إنما أسلم حبّا في الدّنيا لا رغبة في الدين، وهذه دعوى يكذبها ما كان عليه أبو هريرة من التقشّف والانقطاع إلى العلم والعبادة والجهاد في سبيل اللَّه، والتّفاني في تبليغ أحاديثه صلّى اللَّه عليه وسلم.
2- وزعموا أنّ أبا هريرة كان خفيف الوزن في العلم والفقه وهذا محض افتراء على التّاريخ والواقع.
قال ابن سعد: كان ابن عبّاس وابن عمر وأبو سعيد الخدريّ وأبو هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وجابر، ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبو واقد اللّيثي، وعبد اللَّه بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من لدن توفي عثمان إلى أن توفّوا.
ومعنى هذا أنّ أبا هريرة مكث يفتي النّاس على ملأ من الصّحابة والتّابعين ثلاثة وعشرين عاما.
وقد ذكر ابن القيّم المفتين من الصحابة، وذكر أنهم كانوا بين مكثر منها ومقلّ ومتوسط، وذكر أبا هريرة في المتوسطين مع أبي بكر الصّديق وعثمان بن عفان وأبي سعيد الخدريّ وأم سلمة وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد اللَّه وغيرهم، فمن زعم أن أبا هريرة غير فقيه فهو العاري عن الفقه [ (1) ] .
3- وزعموا أنّ عمر استعمل أبا هريرة على «البحرين» ، ثم بلغه عنه ما يخل بأمانة الوالي العادل، فعزله وأخذ ما بيده من أموال وضربه حتى أدماه، وهذا كلام من لم يميّز بين الحق والباطل من أقوال المؤرّخين، والرّواية التي يعوّل عليها أن عمر لما استحضر أبا هريرة من «البحرين» قال له: استأثرت بهذه الأموال فمن أين لك؟ قال أبو هريرة: خيل نتجت وأعطية تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر عمر فوجدها كما قال، ثم دعاه عمر ليستعمله أيضا فأبى، فقال له عمر: لقد طلب العمل من كان خيرا منك، قال أبو هريرة: إنه يوسف نبيّ اللَّه ابن نبي اللَّه، وأنا أبو هريرة بن أميمة، ومن ذلك يتبيّن أن عمر حاسبه على ما بيده من مال كما حاسب غيره من العمّال- فوجد الأمر كما قال، فعرض عليه أن يوليه ثانية فأبى، وهذا من عمر يدل على وثوقه بأبي هريرة، وأنه كان لديه أمينا حق أمين.
4- وزعموا أنه كان في الفتنة يصلي خلف عليّ، ويأكل مع معاوية، فإذا حمي
__________
[ (1) ] أعلام الموقعين 1/ 9.(1/75)
الوطيس لحق بالجبل، فإذا سئل قال: عليّ أعلم ومعاوية أدسم، والجبل أسلم، وهذا من إفكهم وأباطيلهم، والثابت تاريخيا أنّ أبا هريرة- رضي اللَّه عنه- اعتزل الفتنة وأقام بالمدينة ولم يبرحها.
5- وزعموا أنه كان متشيّعا لبني أمية، ويأخذ من معاوية جعلا على وضع الأحاديث في ذمّ عليّ- رضي اللَّه عنه- والتّاريخ الصّحيح يسجّل أن أبا هريرة روى من الأحاديث ما فيه الثّناء المستطاب على عليّ رضي اللَّه عنه وآل البيت.
ذكر أحمد في مسندة طرفا منها، وقصته مع مروان حين أرادوا دفن الحسن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شاهد عدل على مبلغ حبه لآل البيت [ (1) ] .
ثم أين هي تلك الأحاديث الّتي وضعها أبو هريرة في ذمّ علي- رضي اللَّه عنه- ومن رواها من الثّقات إنها لا وجود لها إلّا في أدمغتهم وخيالاتهم.
إن الّذي تقرءوه عن أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- في الصّحيح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ليس هو الإزراء على أمير المؤمنين عليّ كرم اللَّه وجهه، وإنما هو الإشارة إلى ما سيكون من بعض حكّام الأمويين من ظلم.
ومن تلك الأحاديث:
«هلاك أمّتي على يدي غلمة من قريش» [ (2) ]
فقال مروان: غلمة قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان» .
«يهلك النّاس هذا الحيّ من قريش» ، قالوا فما تأمرنا؟ قال: «لو أنّ النّاس اعتزلوهم» [ (3) ] .
وفي هذا وذاك تعريض ظاهر ببعض أمراء بني أميّة، وتحريض على اعتزالهم، وممّا كان يدعو به كما في الصحيح: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من رأس الستّين وإمارة الصّبيان» .
وقد استجاب اللَّه دعاء أبي هريرة فمات سنة ثمان وخمسين، ولم يدرك سنة ستين التي تولى فيها يزيد، وكان منه ما كان.
__________
[ (1) ] ذكر القصة ابن كثير في تاريخه 8/ 108.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 85 كتاب الفتن باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هلاك أمتي.. حديث رقم 7058 وأحمد في المسند 2/ 324- والحاكم في المستدرك 4/ 527 والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 465 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 30899.
[ (3) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 46 كتاب المناقب باب علامات النبوة حديث رقم 3604 ومسلم في الصحيح 4/ 2236 كتاب الفتن وأشراط الساعة (52) باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (18) حديث رقم (74/ 2917) - وأحمد في المسند 2/ 301 وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 259 والهندي في كنز العمال حديث رقم 30833.(1/76)
العلماء الّذين ألّفوا في الصّحابة
لقد ألّف كثير من العلماء في الصّحابة منهم:
إمام الجرح والتّعديل «عليّ بن المدينيّ» في كتابه: «معرفة من نزل من الصّحابة سائر البلدان» ، وهو في خمسة أجزاء فيما قاله الخطيب [ (1) ] .
ومنهم: البخاريّ [ (2) ] ، قال ابن حجر: «إنّه أول من صنّف فيه فيما علم» .
ومنهم الترمذيّ [ (3) ] ، ومطيّن [ (4) ] ، وأبو بكر بن أبي داود وعبدان، وأبو عليّ بن
__________
[ (1) ] أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أبو بكرة المعروف بالخطيب: أحد الحفاظ المؤرخين المقدمين.
مولده في «غزية» بصيغة التصغير منتصف الطريق بين الكوفة ومكة، ومنشؤه ووفاته ببغداد، رحل إلى مكة وسمع بالبصرة والدينور والكوفة وغيرها.
وكان فصيح اللهجة عارفا بالأدب، يقول الشعر، ولوعا بالمطالعة والتأليف، ذكر ياقوت أسماء 56 كتابا من مصنفاته، من أفضلها «تاريخ بغداد» و «الكفاية في علم الرواية» و «شرف أصحاب الحديث» و «تلخيص المتشابه في الرسم» و «الأسماء المبهمة» و «الفقيه والمتفقه» ، توفي سنة 463 هـ.
وينظر في معجم الأدباء 1/ 248، طبقات الشافعية 3/ 12، النجوم الزاهرة 5/ 87، ابن عساكر 1/ 398، ابن الوردي 1/ 374، فهرست ابن خليفة 181، الفهرس التمهيدي 165، آداب اللغة 2/ 324، وفيات الأعيان 1/ 27، اللباب 1/ 380.
[ (2) ] محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد اللَّه: حبر الإسلام، والحافظ لحديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صاحب «الجامع الصحيح» و «التاريخ» و «الضعفاء» و «خلق أفعال العباد» و «الأدب المفرد» ، ولد في بخارى ونشأ يتيما، وقام برحلة طويلة (سنة 210) في طلب الحديث، فزار خراسان والعراق ومصر والشام وسمع من نحو ألف شيخ، وجمع نحو ستمائة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته، توفي سنة 259 هـ.
وينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 122، تهذيب التهذيب 9/ 247 الوفيات 1/ 455، تاريخ بغداد 2/ 4- 36، السبكي 2/ 2، الخميس 2/ 342، آداب اللغة 2/ 210، دائرة المعارف 3/ 419- 429، طبقات الحنابلة 1/ 271، معجم المطبوعات 534، وهدى الساري مقدمة فتح البخاري 2/ 193.
[ (3) ] محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي، أبو عيسى: من أئمة علماء الحديث وحفاظه، وكان يضرب به المثل في الحفظ، مات بترمذ، من تصانيفه «الجامع الكبير» باسم «صحيح الترمذي» في الحديث. و «التاريخ والعلل» ، توفي سنة 279 هـ.
وينظر في أنساب السمعاني 295 وتهذيب 9/ 387، تذكرة 2/ 187، نكت الهميان 264، وابن النديم 233.
[ (4) ] محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحضرميّ الكوفي، أبو جعفر: من حفاظ الحديث، كان محدث الكوفة، له «المسند» و «تاريخ» صغير، وغيرهما، لقب بمطين، لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيطينون ظهره، توفي سنة 297 هـ.
وينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 210، المستطرفة 48، ميزان الاعتدال 3/ 97، الوافي بالوفيات 3/ 345.(1/77)
السّكن [ (1) ] في «الحروف» وأبو حفص بن شاهين [ (2) ] ، وأبو منصور الباوردي، وأبو حاتم بن حبان [ (3) ] ، وأبو العبّاس الدّغوليّ [ (4) ] ، وأبو نعيم [ (5) ] وأبو عبد اللَّه بن مندة [ (6) ] والذيل عليه لأبي
__________
[ (1) ] سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي، أبو علي: من حفاظ الحديث، نزل بمصر وتوفي بها، قال ابن ناصر الدين: كان أحد الأئمة الحفاظ، والمصنفين الأيقاظ، رحل وطاف، وجمع وصنّف له «الصحيح المنتقى» في الحديث، توفي سنة 353 هـ.
وينظر في تهذيب ابن عساكر 6/ 154، تذكرة الحفاظ 3/ 140، الرسالة المستطرفة 20.
[ (2) ] عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أبو حفص: واعظ علامة، من أهل بغداد، كان من حفاظ الحديث، له نحو ثلاثمائة مصنف، منها كتاب «السنة» سماه صاحب التبيان «المسند» وقال: ألف خمسمائة جزء، و «التفسير» في نحو ثلاثين مجلد، و «تاريخ أسماء الثقات» ممن نقل عنهم العلم وغير ذلك، توفي سنة 387 هـ.
وينظر في تاريخ بغداد 11/ 265، غاية النهاية 1/ 588، لسان الميزان 4/ 283، الرسالة المستطرفة 29، دائرة البستاني 1/ 539، البعثة المصرية 19، كشف الظنون 1425 و 1735.
[ (3) ] محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي، ويقال له ابن حبان، مؤرخ، علامة، جغرافي، محدث، ولد في بست- من بلاد سجستان- وتنقل في الأقطار فرحل إلى الشام وخراسان والعراق ومصر والجزيرة.
وتولى قضاء وسمرقند مدة، ثم عاد إلى نيسابور، ومنها إلى بلدة أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وكانت الرحلة في خراسان إلى مصنفاته، ومن كتبه «روضة العقلاء» و «المسند الصحيح» ويقال إنه أصح من سنن ابن ماجة و «الأنواع والتقاسيم» وغير ذلك، وتوفي سنة 354 هـ.
ينظر في معجم البلدان 2/ 171، شذرات الذهب 3/ 16، اللباب 1/ 122، تذكرة الحفاظ 3/ 125، وميزان الاعتدال 3/ 39، وطبقات السبكي 2/ 141، لسان الميزان 5/ 112، الفهرس التمهيدي 377، مرآة الجنان 2/ 357.
[ (4) ] محمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو العباس الدغولي: من حفاظ الحديث من أهل سرخس، له «معجم» في الحديث ورجاله، وكتاب.. «الآداب» وكان إمام وقته بخراسان، توفي سنة 325 هـ.
وينظر في شذرات الذهب 2/ 307، المستطرفة 102، الوافي بالوفيات 3/ 226.
[ (5) ] أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم حافظ، مؤرخ من الثقات في الحفظ والرواية، ولد ومات في أصبهان من تصانيفه «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» . و «معرفة الصحابة» ، توفي سنة 430 هـ.
وينظر في ابن خلكان 1/ 26، ميزان الاعتدال 1/ 52، لسان الميزان 1/ 201، طبقات الشافعية 3/ 7، الأعلام 1/ 127.
[ (6) ] محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى، ابن مندة، أبو عبد اللَّه العبديّ الأصبهاني: من كبار حفاظ الحديث: الراحلين في طلبه، المكثرين من التصنيف فيه. من كتبه «فتح الباب في الكنى والألقاب «والرد على الجهمية» و «معرفة الصحابة» وغير ذلك، توفي سنة 395 هـ.
وينظر في الرسالة المستطرفة 30، طبقات الحنابلة 2/ 167، ميزان الاعتدال 3/ 26، لسان الميزان(1/78)
موسى المديني [ (1) ] ومنهم: أبو عمر بن عبد البرّ [ (2) ] في «الاستيعاب» و «الذّيل» عليه لجماعة كأبي إسحاق بن الأمين [ (3) ] وأبي بكر بن فتحون [ (4) ] وثانيهما أحسنهما، واختصر محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد الخليلي [ (5) ] «الاستيعاب» وسماه: «أعلام الإصابة بأعلام الصّحابة» .
ومنهم: أبو الحسن محمد بن صالح الطّبريّ.
وأبو القاسم البغويّ [ (6) ] والعثماني وأبو الحسين بن قانع [ (7) ] في معاجيمهم، وكذا أبو
__________
[ (5) ] / 70، ومجلة المجمع العلمي العربيّ 8/ 127، الفهرس التمهيدي 433، خزائن الكتب 45، تذكرة الحفاظ 3/ 338.
[ (1) ] محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى: من حفاظ الحديث، المصنفين فيه، مولده ووفاته بأصبهان، زار بغداد وهمذان، من كتبه «الأخبار الطوال» ، و «اللطائف» و «خصائص المسند» أي مسند أحمد بن حنبل، وتتمة معرفة الصحابة» و «الوظائف» و «عوالي التابعين» و «المغيث» و «الزيادات» قال السبكي: وفضائله كثيرة، وقد صنف فيها غير واحد، ونسبه «المديني» إلى مدينة أصبهان، توفي سنة 581 هـ وينظر في وفيات الأعيان 1/ 486، ابن الوردي 2/ 95 وطبقات الشافعية 4/ 90.
[ (2) ] انظر ترجمته في الاستيعاب بتحقيقنا.
[ (3) ] إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم، أبو إسحاق بن الأمين، مؤرخ أندلسي من أهل قرطبة، أصله من طليطلة، وله «الإعلام بالخيرة الأعلام من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم» . ولما دخل المصامدة قرطبة أرادوا قتله، فنجا منهم، وانتقل إلى لبلة في غربي الأندلس فمات فيها سنة 544 هـ.
ينظر في ابن الأبار 63 ...
[ (4) ] محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون الأندلسي، أبو بكر: فاضل، نقاد، عارف بالتأريخ: من أهل أوريولة، من أعمال مرسية له في الاستدراك على كتاب «الصحابة» لابن عبد البر، سماه «التذييل» ، توفي بمرسية سنة 520 هـ وينظر في الصلة 519، ابن الأبار 104، الوافي بالوفيات 3/ 45، وفي الرسالة المستطرفة: وفاته سنة 519.
[ (5) ] محمد بن يعقوب، شمس الدين الخليلي المقدسي: فاضل. له «إعلام الإصابة بأعلام الصحابة» ، في دار الكتب، اختصر به «الاستيعاب» لابن عبد البر، توفي سنة 797 هـ. وينظر في هدية 2/ 176، دار الكتب 1/ 69.
[ (6) ] عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان، أبو القاسم البغوي، حافظ للحديث، من العلماء: أصله من بغشور- بين هراة ومروالروز، النسبة إليها بغوي- ومولده ووفاته ببغداد، كان محدث العراق في عصره، له معجم الصحابة، وتوفي سنة 317 هـ. وينظر في معجم البلدان: بغشور، اللباب 1/ 133، ميزان الاعتدال 2: 72، لسان الميزان 3: 338، تاريخ بغداد 10/ 111، الرسالة المستطرفة 58، تذكرة الحفاظ 2/ 247، الأعلام 4/ 119.
[ (7) ] عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي، بالولاء، البغدادي أبو الحسين: قاض، من حفاظ(1/79)
القاسم الطّبرانيّ [ (1) ] من «معجمه الكبير» خاصة.
ثم العز أبو الحسن بن الأثير [ (2) ] أخو صاحب «النهاية» في كتابه: «أسد الغابة» جمع فيه بين عدة من الكتب السابقة كابن مندة وأبي نعيم، وابن عبد البرّ، وذيل أبي موسى، وعوّل عليه من جاء بعده، حتى أن كلّا من النّووي [ (3) ] والكاشغري [ (4) ] اختصره، واقتصر الذهبي [ (5) ] على (تجريده) وزاد عليه العراقي [ (6) ] عدة أسماء.
__________
[ () ] الحديث، ومن أصحاب الرأس، كان يرمى بالخطإ في الرواية، له كتاب «معجم الصحابة بالإسناد» توفي سنة 351 هـ. وينظر في الرسالة المستطرفة 95، لسان الميزان 3/ 383، الأعلام 3/ 272.
[ (1) ] سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم من كبار المحدثين، أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته، ولد بعكا، ورحل إلى الحجاز واليمن والعراق ومصر وفارس والجزيرة، ومن مؤلفاته «المعجم الصغير» و «الأوائل» و «دلائل النبوة» وغير ذلك، وتوفي بأصبهان سنة 360 هـ.
وينظر في وفيات الأعيان 1/ 215، النجوم الزاهرة 4/ 59 تهذيب ابن عساكر 6/ 240، مناقب الإمام أحمد 513.
[ (2) ] انظر ترجمته في أسد الغابة بتحقيقنا.
[ (3) ] يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني، النووي، الشافعيّ، أبو زكريا، محيي الدين:
علامة بالفقه والحديث، مولده ووفاته في نوا (من قرى حوران، بسورية) ، وإليها نسبته، ومن كتبه «تهذيب الأسماء واللغات» و «منهاج الطالبين» و «الدقائق» و «المنهاج في شرح صحيح مسلم» وغير ذلك، توفي سنة 676 هـ. ينظر في طبقات الشافعية للسبكي 5/ 165، النعيمي 1/ 24، النجوم الزاهرة 7/ 278، آداب اللغة 3/ 242، مفتاح السعادة 1/ 398، التيمورية 3/ 307، وابن الفرات 7/ 108، الآصفية 1/ 521.
[ (4) ] محمد بن محمد بن علي الكاشغري فقيه، أصله من كاشغر. جاور بمكة، وتصوف، ودخل اليمن، فأقام بتعز، ومات في ساحل موزع، له كتب، منها «مجمع الغرائب ومنبع العجائب» ومختصر «أسد الغابة في معرفة الصحابة» ، توفي سنة 705 هـ. ينظر في العقود اللؤلؤية 368، كشف الظنون 1603.
[ (5) ] محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد اللَّه: حافظ، مؤرخ، علامة محقق، تركمان الأصل، من أهل ميافارقين، مولده ووفاته في دمشق، رحل إلى القاهرة وطاف كثيرا من البلدان وكف بصره سنة 741 هـ، ومن تصانيفه. «المشتبه في الأسماء والأنساب» و «الكنى والألقاب» و «تاريخ الإسلام الكبير» و «سير النبلاء» و «تذكرة الحفاظ» وغير ذلك، توفي سنة 748 هـ. وينظر في فوات الوفيات 2/ 183، نكت الهميان 241، ذيل تذكرة الحفاظ 34، طبقات السبكي 5/ 216، النعيمي 1/ 78، الشذرات 6/ 153، غاية النهاية 2/ 71، الفهرس التمهيدي 428 الدرر الكامنة 3/ 336، النجوم الزاهرة 10/ 182، آداب اللغة 3/ 189، دائرة المعارف 9/ 431.
[ (6) ] عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو الفضل، زين الدين، المعروف بالحافظ العراقي، من كبار حفاظ الحديث، أصله من الكرد، ومولده في رازنان، تحول صغيرا مع أبيه إلى مصر، فتعلم ونبغ فيها، وقام برحلة إلى الحجاز والشام وفلسطين وعاد إلى مصر. ومن كتبه «المغني عن حمل الأسفار في الأسفار» و «نكت منهاج البيضاوي» ، و «ذيل على الميزان» و «الألفية» و «في مصطلح الحديث» وغير(1/80)
وكذا لأبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري [ (1) ] مؤلف في الصحابة.
ولأبي أحمد العسكري فيه كتاب رتبه على القبائل.
ولأبي القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي [ (2) ] «من نزل منهم حمص خاصّة» .
ولمحمد بن الربيع الجيزي من نزل منهم مصر.
وللمحب الطّبريّ [ (3) ] «الرّياض النّضرة في مناقب العشرة» ، ولأبي محمد بن الجارود [ (4) ] «الآحاد» منهم.
ولأبي زكريّا بن مندة «أردافه» منهم وكذا من عاش منهم مائة وعشرين.
ولأبي عبيدة معمر بن المثنى [ (5) ] ، وزهير بن العلاء العبسيّ [ (6) ] وغيرهما.
__________
[ () ] ذلك، توفي سنة 806 هـ. ينظر في الضوء اللامع 4/ 171، غاية النهاية 1/ 382، حسن المحاضرة 1/ 204.
[ (1) ] جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي، أبو العباس: فقيه، له اشتغال بالتأريخ. من رجال الحديث، كان خطيب نسف- من بلاد ما وراء النهر- وتوفي بها وله «الدعوات» في الحديث، و «التمهيد في التجويد» و «فضائل القرآن» و «الشمائل والدلائل ومعرفة الصحابة الأوائل» ، وغير ذلك ورجال الحديث الحديث يأخذون عليه رواية الموضوعات من غير تبين، توفي سنة 432 هـ. وينظر في الفوائد البهية 57 الرسالة المستطرفة 39 الجواهر المضية 1/ 180.
[ (2) ] قاضي حمص أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي روى عن محمد بن عوف الحافظ وعمران بن بكار وطائفة وجمع التاريخ. وينظر في شذرات الذهب لابن العماد 2/ 302 و 303.
[ (3) ] أحمد بن عبد اللَّه بن محمد الطبري، أبو العباس، محب الدين: حافظ فقيه شافعيّ، متفنن، من أهل مكة مولدا ووفاة، وكان شيخ الحرم فيها، له تصانيف منها «السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين» و «الرياض النضرة في مناقب العشرة» و «الأحكام» وغير ذلك، وتوفي سنة 694 هـ. وينظر في النجوم الزاهرة 8/ 74، شذرات الذهب 5/ 425، طبقات الشافعية 5/ 8.
[ (4) ] عبد اللَّه بن علي بن الجارود أبو محمد النيسابورىّ، المجاور بمكة: من حفاظ الحديث، وله «المنتقى» في الحديث، وتوفي بمكة سنة 307 هـ.
وينظر في تذكرة الحفاظ 3/ 15، معجم المطبوعات 61.
[ (5) ] معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، أبو عبيدة النحويّ من أئمة العلم بالأدب واللغة، استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة 188 هـ، وقرأ عليه أشياء من كتبه، قال الحافظ: لم يكن في الأرض أعلم بجميع العلوم منه، وكان إباضيا، شعوبيا، من حفاظ الحديث، قال ابن قتيبة: كان يبغض العرب وصنف في مثالبهم كتبا، وله نحو 200 مؤلف منها «نقائض جرير والفرزدق» و «مجاز القرآن» و «العقفة والبررة» و «وفتوح أرمينية» ، و «تسمية أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأولاده، توفي سنة 209 هـ» . وينطر في وفيات 2/ 105 المشرق 15/ 600، إرشاد 7/ 164، تذكرة 1/ 338، بغية الوعاة 395، والكتبخانة 4/ 341، ميزان الاعتدال 3/ 189، تاريخ بغداد 13/ 252، السيرافي 267 الفهرس التمهيدي 254، تهذيب 10/ 246، نزهة الألباء 137، مفتاح السعادة 1/ 93، أخبار النحويين البصريين 67، إنباه الرواة 3/ 276.
[ (6) ] أظنه هو زهير بن العلاء الراويّ عن عطاء بن أبي ميمونة، روى عنه أبو الأشعث أحمد بن المقدام، روي(1/81)
وللمحب الطّبريّ كتاب «السّمط الثّمين في مناقب أمّهات المؤمنين» .
وللخطيب «من روى منهم عن التّابعين» .
ولأبي الفتح الأزديّ [ (1) ] «من لم يرو عنه منهم سوى واحد» وللحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي [ (2) ] «الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة لأبي نعيم في جزء كبير ولخليفة بن خيّاط [ (3) ] ، ومحمد بن سعد [ (4) ] ، ويعقوب بن سفيان [ (5) ] وأبي بكر بن أبي خيثمة [ (6) ] وغيرهم من كتب لم يخصها بهم بل يضم من يعدهم إليهم.
__________
[ () ] عن أبي حاتم الرازيّ أنه قال: أحاديثه موضوعة. وينظر في ميزان الاعتدال 2/ 83، ولسان الميزان 2/ 492
[ (1) ] محمد بن الحسين بن أحمد، أبو الفتح الأزدي الموصلي: من حفاظ الحديث، قال الخطيب البغدادي:
في حديثه غرائب ومناكير، مولده ووفاته بالموصل نزل بغداد، ولقي ركن الدولة بن بويه، فأكرمه، له كتب، منها «تسمية من وافق اسمه اسم أبيه من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين، توفي سنة 367 هـ. وينظر في تاريخ بغداد 2/ 243 وفيه رواية ثانية بوفاته. سنة 374.
[ (2) ] عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي الدمشقيّ الحنبلي، أبو محمد، تقي الدين: حافظ للحديث، من العلماء برجاله، ولد في جماعيل (قرب نابلس) ، وانتقل صغيرا إلى دمشق، ثم إلى الاسكندرية وأصبهان وامتحن مرات، وله «الكمال في أسماء الرجال» و «الدرة المضية في السيرة النبويّة» و «المصباح» ، توفي سنة 600 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 4/ 160، شذرات الذهب 4/ 345.
[ (3) ] خليفة بن خياط بن خليفة الشيبانيّ العصفري البصري، أبو عمرو، ويعرف بشباب: محدث نسابة اخباري، صنف «التاريخ» عشرة أجزاء، و «الطبقات» ، وكان مستقيم الحديث، من متيقظي رواته توفي سنة 240 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 21، الوفيات 1/ 172، فهرست ابن خليفة 225.
[ (4) ] محمد بن سعد بن منيع الزهري، مولاهم، أبو عبد اللَّه: مؤرخ ثقة، من حفاظ الحديث، ولد في البصرة، وسكن بغداد، فتوفي فيها، وصحب الواقدي المؤرخ، زمانا، فكتب له وروى عنه، وعرف بكاتب الواقدي، قال الخطيب: في تاريخ بغداد: محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقة فإنه يتحرى في كثير من رواياته، أشهر كتبه «طبقات الصحابة» يعرف ب «طبقات ابن سعد» توفي سنة 230 هـ. وينظر في تهذيب التهذيب 9/ 182، الوفيات 1/ 507، تاريخ بغداد 5/ 321، الوافي بالوفيات 3/ 88، الأعلام 6/ 136- 137.
[ (5) ] يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسيّ الفسوي، أبو يوسف: من كبار حفاظ الحديث. من أهل «فسا» بإيران، عاش بعيدا عن وطنه من طلب الحديث، نحو ثلاثين سنة، وروى عن أكثر من ألف شيخ، له التاريخ الكبير، توفي سنة 277 هـ بالبصرة. وينظر في التذكرة 2/ 146، تهذيب 11/ 385، البداية والنهاية 11/ 59، اللباب 2/ 215، النجوم 3/ 77.
[ (6) ] أحمد بن زهير (أبي خيثمة) بن حرب بن شداد النسائي ثم البغدادي، أبو بكر: مؤرخ، من حفاظ(1/82)
وكتاب الحافظ ابن حجر المسمى «بالإصابة» جامع لما تفرق منها مع تحقيق ولكنه لم يكمل [ (1) ] .
طبقات الصّحابة
للعلماء آراء في طبقات الصّحابة، فمنهم من جعلها خمس طبقات، والأشهر ما ذهب إليه الحاكم حيث جعل الطبقات اثنتي عشرة طبقة وهي:
1- قوم تقدّم إسلامهم بمكة كالخلفاء الأربعة.
2- الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة.
3- مهاجرة الحبشة.
4- أصحاب العقبة الأولى.
5- أصحاب العقبة الثانية.
6- أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بقباء قبل أن يدخل المدينة.
7- أهل بدر.
8- الذين هاجروا بين بدر والحديبيّة.
9- أهل بيعة الرضوان في الحديبيّة.
10- من هاجر بين الحديبيّة وفتح مكة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
11- مسلمة الفتح الذين أسلموا في فتح مكة.
12- صبيان وأطفال رأوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح في حجّة الوداع [ (2) ] .
أوّلهم إسلاما وآخرهم موتا
تنوعت آراء السّلف الصّالح من الصّحابة والتّابعين فمن بعدهم في أي الصحابة أول
__________
[ () ] الحديث، كان ثقة، رواية للأدب بصيرا بأيام الناس، له مذهب، ونسب إلى القول بالقدر: أصله من «نسا» - بفتح النون والسين المخففة- ومولده ووفاته ببغداد، من تصنيفه «التاريخ الكبير» ، توفي سنة 279 هـ. ينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 156، طبقات ابن أبي يعلى 1/ 44، النجوم الزاهرة 3/ 83، تاريخ بغداد 4/ 162، شذرات الذهب 2/ 174، لسان الميزان 1/ 174، المنتظم قسم 52/ 139، تذكرة النوادر 79، مجلة مجمع اللغة بدمشق 49/ 382.
[ (1) ] الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للحافظ شمس الدين السخاوي ص 172 وما بعدها.
[ (2) ] قواعد أصول الحديث: د. أحمد عمر هاشم ص 288.(1/83)
إسلاما؟ على أقوال: قيل: أبو بكر، وقيل: عليّ وقيل: زيد، وقيل: خديجة، والصّحيح أن أبا بكر أوّل من أسلم من الرّجال الأحرار، قاله ابن عباس وحسّان والشّعبي والنّخعي في آخرين، ويدلّ له ما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة في قصّة إسلامه،
وقوله للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: من معك على هذا؟ قال: «حرّ وعبد» ، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممّن آمن به [ (1) ] .
وروى الحاكم في «المستدرك» من رواية خالد بن سعيد قال: سئل الشّعبي: من أوّل من أسلم؟ فقال: أما سمعت قول حسّان: البسيط
إن تذكّرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
فخير البريّة أتقاها وأعدلها ... بعد النّبيّ وأوفاها بما حملا
والثّاني التّالي المحمود مشهده ... وأوّل النّاس منهم صدّق الرّسلا
وروى الطبرانيّ في «الكبير» عن الشعبي قال: سألت ابن عباس، فذكره [ (2) ] .
قال ابن الصّلاح: والأورع أنه يقال: أوّل من أسلم من الرّجال الأحرار أبو بكر، ومن الصّبيان عليّ، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد، ومن العبيد بلال.
قال البرماويّ: ويحكى هذا الجمع عن أبي حنيفة. قال ابن خالويه: وأول امرأة أسلمت بعد خديجة لبابة بنت الحارث زوجة العبّاس.
وآخرهم موتا أبو الطّفيل عامر بن واثلة اللّيثي مات سنة مائة من الهجرة، قاله مسلم في صحيحه، ورواه الحاكم في المستدرك عن خليفة بن خياط، وقال خليفة في غير رواية الحاكم: إنه تأخر بعد المائة، وقيل: مات سنة اثنتين ومائة، قاله مصعب بن عبد اللَّه الزبيريّ، وجزم ابن حبان وابن قانع وأبو زكريّا بن مندة أنه مات سنة سبع ومائة.
وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه: كنت بمكّة سنة عشر ومائة، فرأيت جنازة فسألت عنها فقالوا: هذا أبو الطّفيل، وصحح الذّهبيّ أنه سنة عشر وأما كونه آخر الصّحابة موتا مطلقا، فجزم به مسلم ومصعب الزبيريّ وابن مندة والمرّيّ في آخرين.
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 569 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6) باب إسلام عمرو بن عبسة (52) حديث رقم (294/ 832) . والنسائي في السنن 1/ 283 كتاب الصلاة (5) باب إباحة الصلاة إلى أن يصلي الصبح (40) حديث رقم 584 وابن ماجة في السنن 1/ 434 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5) باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل (182) حديث رقم 1364- وأحمد في المسند 4/ 111، 112، 113، 114، 385 والبيهقي في السنن 2/ 454، 6/ 369. وابن سعد 4/ 1/ 157، 158- وأبو نعيم في الحلية 2/ 16 وذكره البيهقي في الزوائد 1/ 57، 63 وابن عبد البر في التمهيد 4/ 14، 24.
[ (2) ] تدريب الراويّ 2/ 225، 226.(1/84)
وفي صحيح مسلم عن أبي الطفيل: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري.
قال العراقيّ: وما حكاه بعض المتأخرين عن ابن دريد من أن عكراش بن ذؤيب تأخر بعد ذلك، وأنه عاش بعد الجمل مائة سنة فهذا باطل لا أصل له، والّذي أوقع ابن دريد في ذلك ابن قتيبة، فقد سبقه إلى ذلك، وهو إمّا باطل أو مؤول بأنه استكمل المائة بعد الجمل لا أنه بقي بعدها مائة سنة.
وأما قول جرير بن حازم أنه آخرهم موتا سهل بن سعد، فالظّاهر أنه أراد بالمدينة وأخذه من قول سهل: لو مت لم تسمعوا أحدا يقول:
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إنما كان خطابه بهذا لأهل المدينة.
وآخرهم موتا قبله أنس بن مالك مات بالبصرة سنة ثلاث وتسعين، وقيل: اثنتين، وقيل: إحدى، وقيل: تسعين، وهو آخر من مات بها.
قال ابن عبد البرّ: لا أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلا أبا الطّفيل.
وقال العراقيّ: بل مات بعده محمود بن الرّبيع بلا خلاف في سنة تسع وتسعين، وقد رآه وحدث عنه كما في صحيح البخاريّ، وكذا تأخر بعده عبد اللَّه بن بسر المازني في قول من قال وفاته سنة ست وتسعين.
وآخر الصّحابة موتا بالمدينة سهل بن سعد الأنصاري، قاله ابن المدينيّ والواقديّ وإبراهيم بن المنذر وابن حبّان وابن قانع وابن مندة، وادّعى ابن سعد نفي الخلاف فيه، وكانت وفاته سنة ثمان وثمانين، وقيل: إحدى وتسعين، وقال قتادة: بل مات بمصر، وقال ابن أبي داود: بالإسكندرية.
وقيل: السائب بن يزيد، قاله أبو بكر بن أبي داود، وكانت وفاته سنة ثمانين، وقيل:
جابر بن عبد اللَّه، قاله قتادة وغيره.
قال العراقيّ: وهو قول ضعيف، لأن السّائب مات بالمدينة بلا خلاف، وقد تأخّر بعده، وقيل: بمكّة، وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع، وقيل سبع، وقيل ثمان، وقيل: تسع.
قال العراقيّ: وقد تأخّر بعد الثّلاث محمود بن الرّبيع الّذي عقل المجّة، وتوفى بها سنة تسع وتسعين، فهو إذا آخر الصّحابة موتا بها.
وآخرهم بمكّة ذكرنا أنه أبو الطّفيل، وهو قول ابن المدينيّ وابن حبان وغيرهما،(1/85)
وقيل: جابر بن عبد اللَّه، قاله ابن أبي داود، والمشهور وفاته بالمدينة، وقيل: ابن عمر قاله قتادة، وأبو الشّيخ بن حبان، ومات سنة ثلاث وقيل: أربع وسبعين.
وآخرهم بالكوفة عبد اللَّه بن أبي أوفى، مات سنة ست وثمانين، وقيل: سبع، وقيل:
ثمان، وقال ابن المديني: أبو جحيفة، والأوّل أصح فإنّه مات سنة ثلاث وثمانين، وقد اختلف في وفاة عمرو بن حريث فقيل: سنة خمس وثمانين، وقيل: سنة ثمان وتسعين فإن صحّ الثّاني فهو آخر من مات من أهل بيعة الرّضوان رضي اللَّه عنهم.
وآخرهم بالشّام عبد اللَّه بن بسر المازنيّ، قاله خلائق ومات سنة ثمان وثمانين، وقيل: ستّ وتسعين، وهو آخر من مات ممّن صلّى للقبلتين، وقيل: آخرهم بالشّام أبو أمامة الباهليّ، قاله الحسن البصري وابن عيينة، والصحيح الأول فوفاته سنة ست وثمانين، وقيل: إحدى وثمانين وحكى الخليل في «الإرشاد» القولين بلا ترجيح.
ثم قال: روى بعض أهل الشّام أنه أدرك رجلا بعدهما يقال له الهدّار رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو مجهول.
وقيل آخرهم بالشّام واثلة بن الأسقع، قاله أبو زكريا بن مندة بدمشق، وقيل: ببيت المقدس، وقيل: بحمص سنة خمس وثمانين، وقيل: ثلاث وقيل ست وآخرهم بحمص عبد اللَّه بن بسر، وآخرهم بالجزيرة العرس بن عميرة الكندي، وآخرهم بفلسطين أبو أبيّ عبد اللَّه بن حرام ربيب عبادة بن الصّامت، وقيل: مات بدمشق، وقيل: ببيت المقدس.
وآخرهم بمصر عبد اللَّه بن الحارث بن جزء الزّبيديّ، مات سنة ست وثمانين، وقيل:
خمس، وقيل: سبع وقيل: ثمان، وقيل: تسع، قاله الطّحاويّ، وكانت وفاته ب «سفط القدور» وتعرف الآن ب «سفط أبي تراب» وقيل: باليمامة، وقيل: إنه شهد بدرا ولا يصحّ فعلى هذا هو آخر البدريّين موتا.
وآخرهم باليمامة الهرماس بن زياد الباهليّ سنة اثنتين ومائة أو مائة، أو بعدها.
وآخرهم ببرقة رويفع بن ثابت الأنصاريّ، وقيل: بإفريقية، وقيل بأنطابلس، وقيل ب «الشام» ومات سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة ست وستين.
وآخرهم بالبادية سلمة بن الأكوع، قاله أبو زكريا بن مندة، والصّحيح أنه مات بالمدينة، ومات سنة أربع وسبعين، وقيل: أربع وستين، وهذا آخر ما ذكره ابن الصّلاح.
وآخرهم ب «خراسان» بريدة بن الحصيب، وآخرهم بسجستان العدّاء بن خالد بن هوذة ذكرهما أبو زكريّا بن مندة.(1/86)
قال العراقيّ: وفي بريدة نظر فإن وفاته سنة ثلاث وسبعين، وقد تأخر بعده أبو برزة الأسلميّ، ومات بها سنة أربع وسبعين.
وآخرهم ب «أصبهان» النابغة الجعديّ، قاله أبو الشّيخ وأبو نعيم.
وآخرهم ب «سمرقند» الفضل بن العباس وقيل: قثم بن العباس، وب «واسط» لبي- مصغر- ابن لبا- ك «عصا» وآخر البدريّين من الأنصار أبو أسيد مالك بن ربيعة السّاعدي، أو أبو اليسر كعب بن عمر، ومن البدريين المهاجرين سعد بن أبي وقاص، وهو آخر العشرة المبشّرين أيضا، وآخر أزواجه- عليه السلام- ميمونة، وقيل: أم سلمة- ورجّحه ابن حجر كما ذكر كل ذلك السّخاويّ [ (1) ] .
العبادلة من الصّحابة
قيل لأحمد بن حنبل: من العبادلة؟ فقال: عبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن عمر، وعبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن عمرو، وقيل له: فأين ابن مسعود؟ قال: لا ليس من العبادلة.
قال البيهقيّ: وهذا لأنه تقدم موته وهؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى عملهم، فإذا اجتمعوا على شيء قيل: هذا قول العبادلة.
وما ذكر من أن العبادلة هم هؤلاء الأربعة هو المشهور بين أهل الحديث وغيرهم.
واقتصر الجوهري صاحب «الصّحاح» على ثلاثة، وأسقط ابن الزبير، وأما ما حكاه النّوويّ في «التّهذيب» أن الجوهري ذكر فيهم ابن مسعود وأسقط ابن العاص فوهم، نعم وقع في كلام الزّمخشريّ في «المفصل» أن العبادلة ابن مسعود وابن عمر وابن عباس، وكذا قال الرّافعيّ في «الشّرح الكبير» في «الدّيات» وغلط في ذلك من حيث الاصطلاح.
قال ابن الصّلاح: ويلحق بابن مسعود في ذلك سائر العبادلة المسمين بعبد اللَّه من الصّحابة وهم نحو من مائتين وعشرين نفسا أي فلا يسمون العبادلة اصطلاحا» [ (2) ] .
عدد الصّحابة
قال العراقيّ: حصر الصحابة- رضي اللَّه عنهم- بالعدّ والإحصاء متعذّر لتفرقهم في البلدان والبوادي. وقد روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك قال في قصة تخلّفه عن غزوة «تبوك» : وأصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ- يعني الدّيوان ولكن
__________
[ (1) ] تدريب الرّاوي ص 328 وما بعدها.
[ (2) ] فتح المغيث للعراقي 4/ 37.(1/87)
قد جاء ضبطهم في بعض مشاهده ك «تبوك» و «حجّة الوداع» .
المكثرين من الصّحابة رواية وإفتاء والمقلّين
قال الحافظ ابن كثير وغيره نقلا عن الإمام أحمد: الذين زاد حديثهم على «ألف» ستة هم:
أنس بن مالك. رضي اللَّه عنه.
وعبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما.
وأم المؤمنين عائشة- رضي اللَّه عنها.
والبحر عبد اللَّه بن عباس- رضي اللَّه عنهما- وسمي بحرا لسعة علمه وكثرته، وممن سمّاه بذلك أبو الشّعثاء جابر بن زيد أحد التّابعين ممن أخذ عنه، ووصفه بالبحر ثابت في صحيح البخاري وغيره وجابر بن عبد اللَّه- رضي اللَّه عنه.
وأبو هريرة- رضي اللَّه عنه- قال السّخاويّ: وهو بإجماع- حسبما حكاه النّوويّ- أكثرهم، كما قاله سعيد بن أبي الحسن وابن حنبل، وتبعهما ابن الصّلاح غير متعرض الترتيب من عداه في الأكثرية، والّذي يدل لذلك ما نسب لبقيّ بن مخلد مما أودعه في مسندة خاصّة كما أفاده شيخنا لا مطلقا، فإنه روى لأبي هريرة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستّين.
ولابن عمر ألفين وستّمائة وثلاثين، ولأنس ألفين ومائتين وستة وثمانين، ولعائشة ألفين ومائتين وعشرة، ولابن عباس ألفا وستمائة وستين، ولجابر ألفا وخمسمائة وأربعين ولهم سابع- كما حكاه ابن كثير- وهو أبو سعيد الخدريّ، فروى له بقيّ بن مخلّد ألفا ومائة وسبعين، وقد نظمه اليرهابيّ الحلبيّ، فقال أبو سعيد نسبة لخدرة سابعهم أهمل في القصيدة.
وكذا أدرج ابن كثير في المكثرين ابن مسعود وابن عمرو بن العاص ولم يبلغ حديث واحد منهما عند بقي ألفا إذ حديث أولهما عنده ثمانمائة وثمانية وأربعون والآخر سبعمائة، واستثناء أبي هريرة له من كونه أكثر الصّحابة حديثا كما في الصّحيح لا يخدش فيما تقدّم ولو كان الاستثناء متّصلا فقد أجيب بأن عبد اللَّه كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتّعليم، فقلّت الرّواية عنه أو أن أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار كان بمصر أو بالطّائف، ولم تكن الرّحلة إليهما ممّن يطلب العلم كالرّحلة إلى المدينة.
وكان أبو هريرة يأتيها للفتوى والتّحديث حتى مات، أو لأن أبا هريرة اختصّ بدعوة(1/88)
النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأن لا ينسى ما يحدثه به فانتشرت روايته إلى غير ذلك من الأجوبة.
وأمّا المكثرون منهم إفتاء سبعة: عمر، وعليّ، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة.
قال ابن حزم: يمكن أن يجمع بين فتيا كل واحد من هؤلاء مجلّد ضخم، والبحر ابن عبّاس في الحقيقة أكثر الصّحابة كلهم على الإطلاق فتوى فيما قاله الإمام أحمد بحيث كان كبار الصّحابة يحيلون عليه في الفتوى، وكيف لا
وقد دعا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بقوله: «اللَّهمّ علّمه الكتاب» [ (1) ] ، وفي لفظ «اللَّهمّ فقهه في الدّين وعلّمه التّأويل» [ (2) ] ، وفي آخر: «اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» [ (3) ] .
وفي آخر: «اللَّهمّ بارك فيه وانشر منه» [ (4) ] .
وقال ابن عمر: هو أعلم من بقيّ بما أنزل اللَّه على محمد صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال أبو بكرة: قدم علينا البصرة وما في العرب مثله حشما وعلما وبيانا وجمالا.
وقال ابن مسعود: لو أدرك أسناننا ما عاشره منّا أحد.
وقالت عائشة: هو أعلم النّاس بالحجّ.
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 49 كتاب العلم باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم اللَّهمّ علمه الكتاب تعليقا في 9/ 164 كتاب الاعتصام بالسنة حديث رقم 7270 وابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضل ابن عباس حديث رقم 166. وذكره ابن حجر في فتح الباري 1/ 170 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 9/ 647 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33586.
[ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 80 كتاب الوضوء باب وضع الماء عند الخلاء حديث رقم 143.
ومسلم في الصحيح 4/ 1927 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما (30) حديث رقم (138/ 2477) - وأحمد في المسند 1/ 266، 314، 327، 328، 335- والخطيب في التاريخ 14/ 435 والطبراني في الكبير 10/ 320، 11/ 110، 12/ 70 وابن سعد 2/ 2/ 120- وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 279 والهندي في كنز العمال حديث رقم 37193.
[ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 638 كتاب المناقب (50) باب مناقب عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما (43) حديث رقم 3824 وقال هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضل عبد اللَّه بن عباس حديث رقم 166- وابن سعد 2/ 2/ 119 والطبراني في الكبير 10/ 293، 11/ 345 وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33586.
[ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 400 وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 296 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 9/ 647 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33585.(1/89)
قال ابن حزم: ويلي هؤلاء السّبعة في الفتوى عشرون وهم:
أبو بكر الصديق- رضي اللَّه عنه.
وعثمان بن عفان- رضي اللَّه عنه.
وأبو موسى الأشعريّ- رضي اللَّه عنه.
ومعاذ بن جبل- رضي اللَّه عنه.
وسلمان الفارسيّ- رضي اللَّه عنه.
وجابر بن عبد اللَّه- رضي اللَّه عنهما.
وأبو سعيد رضي اللَّه عنه.
وطلحة بن عبيد اللَّه- رضي اللَّه عنه.
والزبير بن العوّام- رضي اللَّه عنه.
وعبد الرحمن بن عوف- رضي اللَّه عنه.
وعمران بن حصين- رضي اللَّه عنه.
وأبو بكرة رضي اللَّه عنه.
وعبادة بن الصّامت رضي اللَّه عنه.
ومعاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنهما.
عبد اللَّه بن الزّبير رضي اللَّه عنهما.
وأم سلمة- رضي اللَّه عنها.
قال ابن حزم: وفي الصّحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلّون في الفتيا جدا لا تروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث كأبيّ بن كعب، وأبي الدّرداء، وأبي طلحة، والمقداد رضي اللَّه عنهم، وسرد الباقين ممّا في بعضه نظر.
وقال: ويمكن أن يجمع من فتيا جميعهم بعد البحث جزء صغير [ (1) ] .
ابن حجر
1- نسبه ومولده
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعيّ المصري المولد والمنشأ والدّار والوفاة القاهري.
__________
[ (1) ] فتح المغيث للسّخاويّ 2/ 107 وما بعدها.(1/90)
اختلفت المصادر في اسم جدّه الرابع، فتارة ذكر محمود، وتارة أحمد، والراجح أحمد كما في الترجمة التي كتبها هو لنفسه، كما أن السخاوي أثبت النسب المذكور وقال:
هذا هو المعتمد في نسبه، ثم إن السّخاوي أشار إلى الاختلاف في نسبه فقال «لا أذكر أدناه ... إلا ما قرأته بخط أصحابنا بل وبخط المقريزي، وكان عمدته بعد أحمد أحمديل فإنني لا أعلمه، ثم رأيته بخط صاحب الترجمة نفسه في أجزاء من نسخة من صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كما وجد نسبه بخط قريبة الزّين شعبان بإثبات أحمديل وإسقاط محمود. [ (1) ]
وينسب إليه القول: «إن نسبه يقرأ طردا وعكسا ولا يتهيأ إلا بتأخير محمود عن أحمد وبإسقاطه» .
فإن كان قال ذلك فهو على سبيل التندر لما هو معلوم بأن مفهوم النسب لا يعني سبعة أسماء أو ثمانية لكي يقال: إنه يقرأ طردا وعكسا.
وفي «الدرر الكامنة» ذكر عم والده، فقال: عثمان بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمود، وكذلك في كتابه «رفع الإصر» وفي أول كتابه «إنباء الغمر» بزيادة أحمد بعد محمود بحيث صار محمود بين أحمدين، لكنه خالف ذلك في كتابه «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» وكذلك في ترجمة والده في القسم الثاني من معجم شيوخه، فإنه قال: عليّ بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر العسقلاني.
كما ورد اسم أبيه عبد اللَّه في موضع واحد وهذا وهم وأوضح البقاعي وابن خليل أن الحافظ بن حجر ذكر طرفا من نسبه في استدعاء فقال: [الكامل]
من أحمد بن عليّ بن محمّد ... بن محمّد بن علي الكنانيّ المحتد
ولجدّ جدّ أبيه أحمد لقّبوا ... حجرا وقيل بل اسم والد أحمد
وبمصر مولده وأصل جدوده ... من عسقلان المقدسيّة قد بدي
__________
[ (1) ] استفدنا أكثر هذه الترجمة من الدراسة التي قدمها الدكتور شاكر محمود عبد المنعم عن الحافظ ابن حجر فلتنظر وجزاه اللَّه خيرا، وانظر «رفع الإصر عن قضاة مصر» (73) ، ومعجم المؤلفين 2/ 20، الرسالة المستطرفة (121) ، طبقات الحفاظ 547، حسن المحاضرة 1/ 363، ذيل تذكرة الحفاظ 326، شذرات الذهب 7/ 270، الضوء اللامع 2/ 36، ذيل طبقات الحفاظ 380، نظم العقيان (45) ، التاريخ المكلل 362، طبقات الحفاظ 547، مقدمة كتاب أبناء الغمر (7) ، معجم طبقات الحفاظ (55، 321) ، فهرس الفهارس 11/ 120، الجامع في الرجال 136، الكنى والألقاب 1/ 261، البدر الطالع 1/ 87، القلائد الجوهرية 331، مفتاح السعادة 1/ 209، المؤرخين في مصر 17، عقود الجوهر 188، كشف الظنون 7، 8، 12، ... ، إيضاح المكنون 1/ 13، الأعلام 1/ 179، هدية العارفين 1/ 128.(1/91)
وكان يلقب «شهاب الدين» ويكنى «أبا الفضل» وكناه شيخه العراقي والعلاء بن المحلّى «أبا العباس» كما كني أبا جعفر، غير أن كنيته الأولى «أبو الفضل» - وهي التي كناه بها والده- هي التي ثبتت وصار معروفا بها.
نسبتاه:
1- الكناني- نقل السخاوي عن خط ابن حجر أنه كناني الأصل، نسبة إلى قبيلة «كنانة» .
وقال الحافظ ابن حجر عن والده: «رأيت بخطه أنه كناني النسب وكان أصلهم من عسقلان» .
2- العسقلاني: نسبة إلى «عسقلان» وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين، والظاهر أن القبيلة التي ينتمي إليها الحافظ ابن حجر كانت قد استقرت في عسقلان، وما جاورها إلى أن نقلهم «صلاح الدين الأيّوبي» عند ما خربها ما بين (580- 583 هـ) على أثر الحروب الصّليبية.
وقال ابن حجر: [الكامل]
وبمصر مولده وأصل جدوده ... من عسقلان المقدسيّة قد بدي
اشتهاره بابن حجر:
لقد اشتهر ب «ابن حجر» واختلفت المصادر في اعتباره اسما أو لقبا، وإذا كان لقبا هل هو لقب أحد أجداده فطغى على العائلة كلها؟ أم أنه لقب لحرفة أو مهنة أو صناعة؟.
قال السخاوي: هو لقب لبعض آبائه، وفي موضع آخر قال: قيل: هو لقب لأحمد الأعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالد أحمد المشار إليه. إن هذا الرأي يستند إلى الاستدعاء الّذي كتبه الحافظ ابن حجر بهيئة شعر السابق، وعلى الرغم من الغموض الّذي يكتنقه فهو الراجح.
وذهب بعضهم إلى القول بأنه نسبة إلى آل حجر وهم قوم يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس وفي شرح ابن سلطان القاري على «توضيح النّخبة» أن ابن حجر هو لقب وإن كان بصيغة الكنية [ (1) ] .
__________
[ (1) ] ابن حجر دراسة ص 63 وما بعدها.(1/92)
مولده:
كان مولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة على شاطئ النيل بمصر القديمة وقال:
شعبان عام ثلاثة من بعد سبع ... مائة وسبعين اتفاق المولد
وكان المنزل الّذي ولد فيه يقع بالقرب من دار النحاس ولبث فيه إلى أن تزوج بأم أولاده، فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته «المنكوتمرية» داخل باب القنطرة بالقرب من حارة بهاء الدين واستمر بها حتى مات.
وبينا نجده لا يشير إلى تاريخ يوم ولادته، نلاحظ اختلافا بين مترجميه في تحديدهم لتاريخ ذلك اليوم فذكره البقاعي والسيوطي في الثاني عشر من شعبان، وذكر ابن فهد وابن طولون: في الثالث عشر من شعبان كما ذكره ابن تغري بردي والسخاوي في الثاني والعشرين من شعبان على أن الشوكاني اعتبر مولده في الثاني من شعبان وهذا بعيد الاحتمال بسبب كونه متأخرا أخذ عن الّذين سبقوه وفي هذه الحالة لا يؤمن التحريف.
ويظهر مما فات أن يوم مولد ابن حجر ينحصر ما بين الثاني عشر والثاني والعشرين من شعبان سنة 773 هـ أي بين الثامن عشر من شباط والثامن والعشرين منه من سنة 1372 م.
نشأته وأسرته
نشأ الحافظ ابن حجر يتيما- كما عبر هو عن نفسه- إذ مات أبوه في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وماتت أمه قبل ذلك وهو طفل.
وقال: «تركني ولم أكمل أربع سنين وأنا الآن أعقله كالذي يتخيل الشيء ولا يتحققه، وأحفظ عنه أنه قال: كنية ولدي أحمد أبو الفضل» ولم يكن من يكفله، وكان والده قد أوصى قبل وفاته بولده اثنين من الّذين كانت بينه وبينهم مودّة ويبدو أن عليّا كان حفيّا بولده أحمد، فهو الّذي كناه واصطحبه عند ما حجّ وزار بيت المقدس وجاور، ويظن الحافظ ابن حجر أن أباه أحضره في مجاورته مجالس الحديث وسمع شيئا ما، غير أن المنية اخترمته ولم يسعد بولده الّذي صار له فيما بعد شأن عظيم.
وأصبح اليتيم في وصاية زكي الدين أبي بكر بن نور الدين علي الخروبيّ، وكان تاجرا كبيرا بمصر، وورث مالا كثيرا وأصبح رئيسا للتجار، كما أوصى به والده العلامة شمس(1/93)
الدين بن القطان الّذي كان له بوالده اختصاص لكنه لم ينصح له في تحفيظه الكتب وإرشاده إلى المشايخ والاشتغال حتى أنه كان يرسل بعض أولاده إلى كبار الشيوخ.. ولا يعلمه بشيء من ذلك.
وقال عنه ابن حجر: وكان له اختصاص بأبي فأسند إليه وصيته فلم يحمد تصرفه.
وتشير المصادر إلى أن نشأة الحافظ ابن حجر كانت برغم ذلك- في غاية العفّة والصيانة والرئاسة، وأن الخرّوبي المذكور لم يأل جهدا في رعايته والعناية بتعليمه، فكان يستصحبه معه عند مجاورته في مكّة، وظل يرعاه إلى أن مات سنة 787 هـ وكان الحافظ ابن حجر قد راهق ولم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلّة.
ولم يدخل الكتّاب حتى أكمل خمس سنين فأكمل حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين، ومن الذين قرأ عليهم في المكتب شمس الدين بن العلاف الّذي ولى حسبة مصر وقتا وغيره.
وأكمل حفظه للقرآن على صدر الدين محمد بن محمد بن عبد الرزاق السفطي، وكان الاتجاه الثقافي السائد آنذاك يقتضي من الّذي يستظهر القرآن أن يصلّي بالناس إماما في صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان، غير أن هذه الفرصة لم تتهيأ لابن حجر الصّبي النّابه الّذي حفظ القرآن ولم يزل في التاسعة من عمره، وهذه في الحقيقة مسألة شرعية حيث لا تجزئ صلاة المؤتمين إن لم يكن إمامهم بالغا، ومع الاختلاف النسبي في تحديد سنّ البلوغ، فإن السنة الثانية عشرة من عمر الصبي كانت تتيح له على ما يظهر أن يصلي إماما بالمسلمين إن هو حفظ القرآن الكريم، فكان عليه أن يتنظر بلوغ هذه السنّ.
وفي أوّل سنة 783 اشتغل بالإعادة، وفي سنة 785 أكمل الحافظ ابن حجر اثنتي عشرة سنة من عمره، ومن حسن حظه أن يكون متواجدا حينئذ مع وصيه الزكي الخرّوبي في مكّة في تلك السنة فصلّى التراويح هناك.
ويمكن تصور بوادر نبوغه وشجاعته، فبقدر ما كانت مفخرة له كصبي يتقدّم إماما بالمسلمين في بيت اللَّه الحرام فإنّها كانت لحظة حاسمة وحرجة اجتازها بثبات وحسن أداء، فكانت الخيرة له في ذلك كما قال، وكان الحج يومئذ يوم الجمعة فحج وجاور في الحرم الشّريف ثم صلّى بعد ذلك بالقدس.
ويظهر من استقراء تراجم الّذين عاشوا في عصر الحافظ ابن حجر أن تقليدا ثقافيا كان يسود بين أوساط التلاميذ الذين يدخلون الكتّاب وذلك بإلزام التلاميذ بالتدرج في حفظ بعض مختصرات العلوم والكتب وسماع بعضها الآخر، وهي التي اتفق العلماء آنذاك اعتبارها(1/94)
أساسا في بناء ثقافة طلاب العلم، وكان حفظها أو سماعها يتم بإشراف أساتذة كفاة بارزين في حقول اختصاصهم أو ما يقرب منها.
وإذا كانت ثقافة الحافظ ابن حجر تقليدية في أسلوبها فهي ليست كذلك في مكوّناتها، نظرا لقائمة الكتب المهمة التي كوّنت ثقافته بادئ ذي بدء.
وبعد أن حفظ القرآن الكريم ظهرت مخايل الذكاء الفطري جليّة عليه ما لبث أن استكملها بالتتبع والتحصيل حتى صار حافظ عصره وشيخ الإسلام.
وحفظ بعد رجوعه مع الخرّوبي إلى مصر سنة 786 «عمدة الأحكام» للمقدسي، و «الحاوي الصّغير» للقزويني و «مختصر ابن الحاجب» الأصلي في الأصول، و «ملحة الإعراب» للهروي، و «منهج الأصول» للبيضاوي وألفيّة العراقي وألفيّة ابن مالك، والتنبيه في فروع الشافعيّة للشيرازي وتميز بين أقرانه بسرعة الحفظ فأشار مترجموه إلى أنه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير في ثلاث مرات يصححها ويقرؤها على نفسه ثم يقرؤها أخرى ثم يعرضها حفظا، وكانت له طريقته الخاصة في الحفظ، حدث عنها تلامذته فهو لم يكن يحفظ بالدرس، وإنما بالتأمّل، وصرف همته نحو ما يروم حفظه، وقد وصف السّخاوي هذه الطريقة بأنها طريقة الأذكياء.
وسمع صحيح البخاري سنة 785 على مسند الحجاز عفيف الدين عبد اللَّه النشاوري، وكأنه نسي تفاصيل سماعه منه، لكنه كان يتذكر أنه لم يسمع جميع الصحيح، وإنّما له فيه إجازة شاملة وقد بين ذلك ابن حجر بقوله: «والاعتماد في ذلك على الشيخ نجم الدين المرجاني فإنه أعلمني بعد دهر طويل بصورة الحال فاعتمدت عليه وثوقا به» .
وقرأ بحثا في عمدة الأحكام على الحافظ الجمال بين ظهيرة عالم الحجاز سنة 785 هـ، وكان عمره اثنتي عشرة سنة.
واجتهد في طلب العلم فاهتم بالأدب والتاريخ وهو ما يزال في المكتب فنظر في التواريخ وأيام الناس، واستقر في ذهنه شيء من أحوال الرواة، وكان ذلك بتوجيه رجل من أهل الخير سماه ابن حجر للسخاوي إلا أن السخاوي نسيه.
وسمع في فتوته من المسند نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن رزين بن غالب صحيح البخاري بقراءة الجمال بن ظهيرة سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر، وفاته شيء يسير، كما سمع الصحيح أيضا من أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي وغيرهما.(1/95)
وبلغ به الحرص على تحصيل العلم مبلغا جعله يستأجر أحيانا بعض الكتب، ويطلب إعارتها له، ويبرز في هذا المجال من بين شيوخه بدر الدين البشتكي الشّاعر المشهور الّذي أعاره جملة من الكتب منها كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني وغيره.
ويبدو من خلال الاستقراء أن فتورا حصل في نشاطه الثقافي استمر إلى أول سنة تسعين وسبعمائة، اشتغل في هذه المدة بالتجارة فنشأ في وسط نجاري لأن جده وأعمامه كانوا تجارا، وكان وصيه الخرّوبي رئيسا للتجار في مصر.
ولعل لموت الخرّوبي سنة 787 هـ أثرا في فتور ابن حجر واشتغاله بالتجارة حيث فقد من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج فيها إلى ذلك، كما ترتب عليه أن يكفل نفسه وينهض بأعباء الحياة، وقد يتضح ذلك من قول السخاوي، ولو وجد من يعتني به في صغره لأدرك خلقا ممن أخذ عن أصحابهم» .
في سنة 790 هـ أكمل السّابعة عشرة من عمره، وحفظ فيها القرآن الكريم وكتبا من مختصرات العلوم، وقرأ القراءات تجويدا على الشهاب أحمد الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ.
وقد لازم حينئذ أحد أوصيائه العلامة شمس الدين محمد بن القطان المصري، وحضر دروسه في الفقه والعربيّة والحساب وغيرها، وقرأ عليه شيئا من الحاوي الصغير فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية.
ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء.
وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبويّة والمقاطيع.
وتمثل سنة 793 منعطفا ثقافيا في حياة ابن حجر، فمن هذه الثقافة العامة الواسعة، واجتهاده في الفنون التي بلغ فيها الغاية القصوى أحس بميل إلى التخصص فحبّب اللَّه إليه علم الحديث النبوي فأقبل عليه بكليته.
وأوضحت المصادر أن بداية طلبه الحديث كان في سنة 793 هـ وغير أنه لم يكثر إلا في سنة 796 هـ وكتب بخطه: «.... رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السّبيل» فكان أن تتلمذ على خيرة علماء عصره.
وكان شيخه في الحديث زين الدين العراقي الّذي لازمه عشر سنوات، وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سندا ومتنا وعللا واصطلاحا، فقرأ عليه ألفيته وشرحها فنون(1/96)
الحديث وانتهى منهما في رمضان سنة 798 هـ بمنزل شيخه المذكور بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، كما قرأ عليه نكتة على ابن الصلاح في مجالس آخرها سنة 799 هـ، وبعض الكتب الكبار والأجزاء القصار، وحمل جملة مستكثرة من أماليه واستملى عليه بعضها وهو أول من أذن له بالتدريس في علوم الحديث عام 797 هـ.
وقرأ على مسندي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة فوقع له سماع متصل عال لبعض الأحاديث.
أسرته:
كانت أسرة الحافظ ابن حجر تجمع بين الاشتغال بالتجارة والاهتمام بالعلم، فكان عم والده فخر الدين عثمان بن محمد بن علي الّذي عرف بابن البزاز وب (ابن حجر) قد سكن ثغر الإسكندرية وانتهت إليه رئاسة الإفتاء هناك على مذهب الإمام الشّافعيّ وتفقه به جماعة منهم الدّمنهوري، وابن الكويك، وكان له ولدان هما ناصر الدين أحمد، وزين الدين محمد، وكانا من الفقهاء.
أما جده قطب الدين محمد بن محمد بن علي فلقد كان بارعا رئيسا تاجرا، حصل على إجازات من العلماء، وأنجب أولادا منهم كمال الدين، ومجد الدين، وتقيّ الدين وأصغرهم وليّ الدين ثم نور الدين علي، وهو والد ابن حجر، الّذي انصرف من بينهم لطلب العلم أما إخوته فكانوا تجّارا.
ويبدو من خلال سيرة نور الدين علي أنه مع اشتغاله بالتجارة عكف على الدرس وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب الإمام الشافعيّ وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن محمد بن عقيل وأجازه، وسمع من أبي الفتح بن سيد الناس وطبقته وله استدراك على الأذكار للنووي فيه مباحث حسنة، وعدّة دواوين شعر منها ديوان الحرم فيها مدائح نبوية، وكان معنيّا بالنّظم ذا حظّ جيّد في الأدب.
وقال ابن حجر عن أبيه: «لم يكن له بالحديث إلمام ونظمه كثير سائر» ، ووصفته المصادر بالعقل والدّيانة والأمانة ومكارم الأخلاق، وصحبة الصّالحين، ونوّهت بثناء ابن القطان وابن عقيل والوليّ العراقي عليه، وناب في القضاء، وأكثر من الحج والمجاورة، وصنف، وأجيز بالإفتاء والتدريس والقراءات السبع وتطارح مع ابن نباتة المصري والقيراطي، وتبادل معهما المدائح.
كان مولده في حدود سنة 820 هـ ووفاته في رجب سنة 777 هـ.(1/97)
أما والدته فهي تجار ابنة الفخر أبي بكر بن شمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي، أخت صلاح الدّين أحمد الزفتاوي الكارمي صاحب القاعة الكائنة بمصر تجاه المقياس.
وكانت له أخت، ترجم لها في «إنباء الغمر» و «المجمع المؤسس» وهي ست الركب بنت علي بن محمد بن محمد بن حجر، وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذّكاء، أثنى عليها وقال: «كانت أمي بعد أمي، أصبت بها في جمادى الآخرة من هذه السنة» أي سنة 798 هـ.
وذكر السّخاوي تحصيلها الثقافي وإجازاتها، وزواجها، وأولادها كما ذكر الحافظ ابن حجر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبكّ ومصر وقال: «وتعلّمت الخط وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرت من مطالعة الكتب فمهرت في ذلك جدّا.. وكانت بي برة رفيقة محسنة، وقد رثاها أخوها الحافظ ابن حجر في قصيدة، وكان له أخ من أمّه اسمه عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد البكري، ترجم له في إنبائه وقال: إنه مهر وحصّل مالا أصله من قبل أمه- وهي والدتي- فقدر اللَّه موته فورثه أبوه» .
تزوّج الحافظ ابن حجر عند ما بلغ عمره خمسا وعشرين سنة، وذلك في سنة 798 من أنس ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز ناظر الجيش، وتنتمي أنس إلى أسرة معروفة بالرئاسة والحشمة والعلم.
وكان ابن حجر حريصا على نشر الثقافة والعلم بين أهل بيته وأقاربه كحرصه على نشر العلم بين الناس، وسيتضح ذلك في دراسة جهوده في التدريس وعقده لمجالس الإملاء.
فأسمع زوجته من شيخه حافظ العصر عبد الرحيم العراقي الحديث المسلسل بالأوّلية، وكذا أسمعها إياه من لفظ العلامة الشرف ابن الكويك، وأجاز لها باستدعاء عدد من الحفاظ فيهم أبو الخير بن الحافظ العلائي، وأبو هريرة عبد الرّحمن بن الحافظ الذهبي، ولم تكن الاستدعاءات بالإجازة لها لتقتصر على المصريين فقط بل من الشاميين والمكيين واليمنيين، وكان الحافظ ابن حجر في حالة الاستدعاء لها يدون أسماء من ولدن من بناتها اللاتي ولدن تباعا.
وحجت صحبة زوجها في سنة 815 هـ كما حجت وجاورت بعد ذلك وحدثت بحضور زوجها، وقرأ عليها الفضلاء، وكانت تحتفل بذلك وتكرم الحاضرين، وقد خرج لها السخاوي أربعين حديثا عن أربعين شيخا، وقرأها عليها بحضور زوجها، وكان الحافظ ابن حجر قد أسلف لها بالإعلام بذلك على سبيل المداعبة بقوله: قد صرت شيخة إلى غير ذلك، وكانت كثيرة الإمداد للعلامة إبراهيم بن خضر بن أحمد العثماني العلامة المتفنن الّذي(1/98)
كان يقرأ لها صحيح البخاري في رجب وشعبان من كل سنة، وتحتفل يوم الختم بأنواع من الحلوى والفاكهة، ويهرع الكبار والصغار لحضور ذلك اليوم قبيل رمضان بين يدي زوجها الحافظ، ولما مات الحافظ ابن خضر قرأ لها سبطها يوسف بن شاهين، ولم تضبط لها هفوة ولا زلّة ... وكان زوجها يكن لها الاحترام الكبير كما كانت هي عظيمة الرعاية له. فولدت له عدة بنات: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة، وفاطمة، ولم تأت منه بذكر، وكانت كلّما حملت ذكرا ولد قبل أوانه ميتا.
وتمر السنوات ثقيلة متباطئة، وتتدافع في نفسه أمور متنافرة يحترم أم أولاده ويرعاها، غير أنه شاء اللَّه لها أن لا تلد إلا إناثا، أما الذكور فيموتون، بيد أنه أحب أن يكون له ولد، فاختار التسري، وكانت لزوجته جارية يقال إن اسمها خاص نزل، فأظهر غيظا بسبب تقصيرها، وأقسم بأن لا تقيم بمنزله فبادرت أنس لبيعها، فأرسل شمس الدين بن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة وتزوّجها في مكان بعيد عن منزله، فحملت بولده الوحيد بدر الدين بن المعالي محمد المولود في الثامن عشر من صفر سنة 815 هـ وكانت العقيقة في منزل أنس، ولم تشعر بذلك إلى قبل انفصال الولد عن الرضاع، فلما علمت أنس ذهبت هي وأمها إلى مكان وجود الولد وأمه وأحضرتها معها إلى منزلها وأخفت أمرهما.
ولما حضر الحافظ ابن حجر استجوبته زوجته أنس فما اعترف ولا أنكر بل ورى بما يفهم منه الإنكار، ثم قامت فأخرجت الولد وأمّه فأسقط في يده.
وعاتبته عتابا مرّا، فاعتذر بميله للأولاد الذكور، ودعت عليه أن لا يرزق ولدا عالما، فتألّم لذلك وخشي من دعائها، وقال لها: أحرقت قلبي أو شيئا من هذا القبيل، لأنها كانت مجابة الدّعاء.
وبعد وفاة الحافظ ابن حجر أرسل لها علم الدين البلقيني على يد ولده أبي البقاء يطلب الزواج منها، وقيل: إنها لم تكن تأبى ذلك لكن عصم اللَّه- كما قال السخاوي: ببركة شيخنا- فلم تتزوّجه.
كما تزوّج الحافظ ابن حجر أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي بعد وفاته، وذلك عند مجاورة أم أولاده سنة 834 هـ ورزق منها في رجب سنة 835 ابنة سماها آمنة، لم تعش طويلا حيث ماتت في شوّال 836 هـ، وبموتها طلقت أمها لأنه علّق طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها.
كما تزوج الحافظ ابن حجر من ليلى ابنة محمود بن طوغان الحلبية عند ما سافر مع(1/99)
الأشرف سنة 836 هـ. إلى آمد، وكان زواجه منها في حلب، واستمرت معه إلى أن سافر من حلب ففارقها دون أن يعلمها بالطلاق، لكن أسرّه إلى بعض خواصه، والتمس منه ألا يعلمها بذلك، وكان يريد أن يختبر ولاءها، ولأنها قد لا تطيق أن تترك حلب وتسافر معه إلى مصر، ثم راسل بعض أصدقائه الحلبيين في تجهيزها إن اختارت ويعلمها بأن الّذي يحمله على الطلاق هو الرفق بها لئلا تختار الإقامة بحلب أو يحصل لها نصيبها فلا تتضرّر، وجاء في الكتاب الّذي قرأه السخاوي بخطه وصفه لها بأنها نعم المرأة عقلا وحسن خلق وخلق ويعدها بكل جميل وأنها إن قدمت ينزلها أحسن المنازل.. فامتثلت إشارته وتجهزت حتى قدمت عليه إلى مصر.. واستمرت معه حتى مات، وكان قد أسكنها في بيت خاص..
ويأتي إليها في يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، ولم يرزق منها أولادا، وكان شديد الميل إليها حتى قال فيها شعرا.
أما أولاده فهم خمس بنات وولد واحد، وهم: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة، وفاطمة، وبدر الدين محمد.
فكانت «زين خاتون» هي البكر، ومولدها في ربيع الآخر سنة 802، فاعتنى بها واستجاز لها في سنة ولادتها وما بعدها خلقا وأسمعها على شيوخه كالعراقي والهيثمي وأحضرها على ابن خطيب داريا، ثم تزوّجها الأمير شاهي العلائي الكركي الّذي صار داودارا عند المؤيد مدة، فولدت له عدة أولاد ماتوا كلهم في حياة أمهم، ولم يتأخّر من أولادها إلّا أبو المحاسن يوسف بن شاهين المعروف بسبط ابن حجر، وكانت قد تعلمت القراءة والكتابة وماتت- وهي حامل- بالطّاعون سنة 833 هـ.
وأما «فرحة» فكان مولدها في رجب سنة 804، واستجيز لها مع أمها، وتزوّجها شيخ الشيوخ محب الدين بن الأشقر الّذي ولي نظر الجيش وكتابة السّر، وكان أحد الأعيان في الديار المصرية فولدت له ولدا مات صغيرا في حياة أمه التي كانت وفاتها سنة 828 هـ بعد أن رجعت من الحج مع زوجها موعوكة.
وأما «عالية» فكان مولدها سنة 807 هـ واستجيز لها جماعة وماتت هي وأختها فاطمة في الطّاعون سنة 819 مع من مات من أفراد أسرة أبويهما.
وأما «رابعة» فكان مولدها سنة 811 وأسمعها والدها على المراغي بمكّة سنة 815 هـ وأجاز لها جمع من الشاميين والمصريين وتزوجها الشّهاب أحمد بن محمد بن مكنون، واستولدها بنتا سماها «عالية» ماتت في حياتيهما، ومات عنها زوجها سنة 830 هـ فتزوّجها المحب بن الأشقر حتى ماتت عنه في سنة 832 هـ، وعمل صداقها في أرجوزة.(1/100)
أما ولده الوحيد بدر الدين أبو المعالي محمد فكان والده حريصا على تعليمه وتهذيبه، فحفظ القرآن وصلّى بالنّاس كما كانت العادة جارية في سنة 826، وأسمعه الحديث على الواسطي وجماعة وأجاز له باستدعاء والده منذ مولده سنة 815 هـ فما بعد عدد من كبار المسندين ذكرهم والده في معجم شيوخه.
وبلغ من حرصه واهتمامه به بعد أن صنف كتابه:
«بلوغ المرام من أدلة الأحكام» لأجله، لكنه لم يحفظ إلا اليسير منه وكتب عن والده كثيرا من مجالس الإملاء وسمع عليه شيئا كثيرا واشتغل بأمر القضاء والأوقاف مساعدا لوالده، حتى صارت له خيره بالمباشرة والحساب.. واشتدت محبة والده له.
وولي في حياة أبيه عدة وظائف أجلها مشيخة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية ناب عنه فيهما والده، والإمامة بجامع طولون وغير ذلك.
وقد وصفه ابن تغري بردي بالجهل، وسوء السيرة، ولم يرض ذلك السخاوي فرد عليه مفيدا بأنه كان حسن الشكالة متكرّما على عياله قل أن يكون في معناه، لكن السخاوي أشار في موضوع آخر إلى محنة الحافظ ابن حجر بسبب ولده وما نسب إليه من التصرف في أموال الجامع الطولوني بالاشتراك مع آخرين، واحتجز رهن التحقيق، وكان والده في ضيق صدر زائد وألم شديد بسببه وتأوّه كثيرا وكل يوم يسمع من الأخبار ما لم يسمعه بالأمس، وكان يتوجه إليه في يوم الجمعة يوما أو أكثر إلى المكان الّذي يكون فيه فيرجع.. وهو مسرور لما يرى من ثبات ولده وقوة قلبه وشجاعته وانتظام كلامه ومهارته، إلى أن تبين أن ما أشيع عنه مجرد اتهام، ولذلك عمل الحافظ ابن حجر جزءا سماه «ردع المجرم عن سب المسلم» ويبدو أن القاضي ولي الدين السفطي كان له دور مهم في محنة الحافظ ابن حجر بسبب ما كان بينهما من المنافسة على القضاء فكانت هذه الحادثة سببا في زهد الحافظ ابن حجر في القضاء [ (1) ] .
ابن حجر المحدّث وخطيب الأزهر
تولى ابن حجر الخطابة في عدة مساجد من أكبر المساجد بالقاهرة مثل الجامع الأزهر وجامع عمرو وغيرهما من المساجد الكبرى بالقاهرة فقد كان متبحرا في العديد من العلوم، وكان يفد إليه طلاب العلم وأهل الفضل من سائر الأنحاء، وكان يتسم بالحلم والتواضع والصبر كثير الصيام والقيام.
__________
[ (1) ] ابن حجر دراسة ص 74 وما بعدها.(1/101)
وكان مرجعا في الحديث النبوي، حتى لقب بلقب «أمير المؤمنين» في الحديث وهذا اللقب لا يظفر به إلا أكبر المحدثين الأفذاذ وقد حبب إلى ابن حجر الحديث وأقبل عليه بكليته وطلبه من سنة ثلاث وتسعين ولكنه لم يلزم الطلب إلا من سنة ست وتسعين فعكف على الزين العراقي وتخرج به وانتفع بملازمته، وتحول إلى القاهرة فسكنها قبيل القرن وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية وأخذ عن الشيوخ والأقران وأذن له جل هؤلاء في الإفتاء والتدريس.
وتصدر لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وقراءة وإقراء وتصنيفا وإفتاء وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه- على مائة وخمسين تصنيفا وقد عرف ابن حجر بالحفظ وكثرة الاطلاع والسماع وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه وأثنى عليه شيوخه في هذا الشأن وقد سبق أنه ولي تدريس الفقه بالمدرسة الشيخونية وتدريس الحديث بالمدرسة الجمالية الجديدة ثم تدريس الشافعية بالمؤيدة الجديدة ومشيخة البيبرسية في دولة المؤيد وتدريس الفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة للإمام الشافعيّ، كما تولى الخطابة بالجامع الأزهر وبين التدريس والإفتاء ولي منصب القضاء، وكانت أول ولايته القضاء في السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين وثمانمائة بعد أن امتنع أولا لأنه كان لا يؤثر على الاشتغال بالتأليف والتصنيف شيئا غير أن ابن حجر كما يقول السخاوي قد ندم على قبوله وظيفة القضاء ويقول ابن حجر إن من آفة التلبس بالقضاء أن بعضهم ارتحل إلى لقائي وأنه بلغه تلبسي بوظيفة القضاء فرجع، وعزل عن القضاء وأعيد إليه مرات وكان أخر ولايته القضاء إذ عزل نفسه في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
شيوخه:
بلغ عدد شيوخه بالسّماع وبالإجازة وبالإفادة على ما بين بخطه نحو أربعمائة وخمسين نفسا، وإذا استثنينا الشيوخ الذين أجازوا عموما فقد ترجم في «المجمع المؤسس» لأكثر من ستمائة شيخ، وذكر بعضهم أن عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الأقران.
واجتمع له من الشّيوخ الذين يشار إليهم ويعول في حل المشكلات عليهم ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره، لأن كل واحد منهم كان متبحرا ورأسا في فنه الّذي اشتهر به «فالبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع وابن الملقن في كثرة التصانيف والعراقي في معرفة علوم الحديث ومتعلقاته، والهيثمي في حفظ المتون، واستحضارها والمجد الشيرازي في حفظ اللغة واطلاعه عليها، والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها، وكذا المحب ابن هشام(1/102)
كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه، وكان الغماري فائقا في حفظها، والإيناس في حسن تعليمه وجودة تفهيمه، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة بحيث كان يقول: أنا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها، والتنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها [ (1) ] .
شيوخ القراءات:
1- إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الشيخ برهان الدين الشّامي (709 هـ- 800 هـ) بلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ بالسماع وبالإجازة يجمعهم معجمه الّذي خرّجه له الحافظ ابن حجر ونزل أهل مصر بموته درجة، قرأ عليه الحافظ ابن حجر من أول القرآن (الفاتحة) إلى قوله (المفلحون) من سورة البقرة جامعا للقراءات السبع ثم قرأ عليه الشاطبية تامة بسماعه لها على القاضي بدر الدين بن جماعة كما قرأ عليه الخلاصة للألفية من العربية نظم ابن عبد اللَّه، فضلا عن قراءته عليه صحيح البخاري، وبعض المسانيد، والكتب والأجزاء، وخرج له المائة العشرية، ثم الأربعين التالية لها، وأذن له بالإقراء سنة 796 هـ.
2- محمد بن محمد بن محمد الدمشقيّ الجزري (751- 833) شيخ القراءات وأجاز له ولولده محمد وحثه على الرّحلة إلى دمشق، حدث بكتابه (الحصن الحصين) في البلاد اليمنية، ومهر الجزري في الفقه إلا أن فنّه القراءات.
شيوخ الحديث:
1- عبد اللَّه بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابورىّ المعروف بالنشاوري (705- 790 هـ) وهو أول شيخ سمع عليه الحديث المسند فيما اتصل بعلمه، سمع عليه صحيح البخاري مع فوت بقراءة شمس الدين السلاوي سنة 785 هـ بالمسجد الحرام بسماعه على الرضي الطبري على أنه شك في إجازته منه، وترك التخريج والرّواية بتلك الإجازة وقال: «وفي المصرح به غني عن المظنون واللَّه المستعان» .
2- محمد بن عبد اللَّه بن ظهيرة المخزوميّ المكيّ جمال الدين (751- 817 هـ) وهو أول من بحث عليه في فقه الحديث وذلك في مجاورته مع الخرّوبي بمكّة سنة 785 وهو ابن اثنتي عشرة سنة، حيث قرأ عليه بحثا في عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، ثم كان أول من سمع بقراءته الحديث بمصر سنة 786، وسمع عليه كتبا أخرى.
__________
[ (1) ] ابن حجر دراسة ص 145، 146.(1/103)
3- عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي أبو الفضل زين الدين الحافظ الكبير (725- 806 هـ) وأول ما اجتمع به سنة 786 فقرأ عليه ثم فتر عزمه، كما وضح فيما فات، ثم لازمه عشر سنوات وتخرّج به وهو أوّل من أذن له بالتدريس في علوم الحديث في سنة 797 هـ، وحضر مجالس إملائه، وقرأ عليه كتابه «الأربعين العشارية» من جمعه واستملى عليه الحافظ ابن حجر في غياب ولده أبي زرعة، وحمل عنه جملة مستكثرة من أماليه، وأذن له في تدريس ألفيته من الحديث، وشرحها، والنكت على ابن الصلاح، وسائر كتب الحديث وعلومه، ولقبه بالحافظ وعظمه ونوّه بذكره.
وللحافظ ابن حجر مع شيخه مراجعات كثيرة.
4- علي بن أبي بكر بن سليمان أبو الحسن الهيثمي (735- 807) لازم العراقي أشد ملازمة وهو صهره، خرج زوائد مسند البزار ثم مسند أبي يعلى الموصلي، ثم الطبرانيات، وجمع الجميع في كتاب واحد محذوف الأسانيد، ورتب الثقات لابن حبان على حروف المعجم، وحلية الأولياء على الأبواب، اقتصر منها على الأحاديث المسندة، ومات وهو مسودة فكمل ابن حجر ربعه، وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه العراقي حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك، لأن الحفظ المعرفة.
قال ابن حجر: كان يودني كثيرا وبلغه أنني تتبعت أوهامه في مجمع الزوائد فعاتبني فتركت ذلك» قرأ عليه قرينا لشيخه العراقي ومنفردا.
شيوخ الفقه
1- إبراهيم بن موسى بن أيوب برهان الدين الأنباسي الورع الزاهد (725- 802 هـ) سمع من الوادي آشي وأبي الفتح الميدومي ومسند عصره ابن أميلة وطبقتهم، قال عنه ابن حجر: «سمعت منه كثيرا وقرأت عليه الفقه» وقال «اجتمعت به قديما وكان صديق أبي ولازمته بعد التسعين وبحثت عليه في المنهاج وقرأت عليه قطعة كبيرة من أول الجامع للترمذي بسماعه على.. ابن أميلة» وله مصنفات، يألفه الصّالحون ويحبه الأكابر وفضله معروف.
2- عمر بن عليّ بن أحمد بن الملقن (723- 804 هـ) كان أكثر أهل عصره تصنيفا فشرح المنهاج عدة شروح، وخرّج أحاديث الرافعي في ست مجلّدات، وشرح صحيح البخاري في عشرين مجلدة انتقده ابن حجر عليه وعلى أشياء أخرى. قرأ عليه قطعة من شرحه الكبير على المنهاج.(1/104)
3- عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني نزيل القاهرة أبو حفص، شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الأنام (724- 805 هـ) أقدمه أبوه القاهرة وله اثنتا عشرة سنة فبهرهم بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة إدراكه وعرض عليه محافيظه ورجع، غير أنه لم يرزق ملكة في التصنيف، وقد لازمه الحافظ ابن حجر مدة، وقرأ عليه الكثير من الروضة، ومن كلامه على حواشيها، وسمع عليه بقراءة البرماوي مختصر المزني، وكتب له خطه بالإذن بالإعادة وهو أول من أذن له في التدريس والإفتاء، وتبعه غيره.
4- محمد بن علي بن عبد اللَّه القطان الفقيه (737- 813 هـ) مهر في فنون كثيرة، وتفقه عليه الحافظ ابن حجر، وقال عنه:
قرأت عليه وأجاز لي وذكر لي أنه قرأ الأصول على الشيخ نور الدين الإسنائي وكان ماهرا في القراءات والعربية والحساب ولازمه في الفقه، وقرأ عليه قسما كبيرا من الحاوي وغيره.
5- عليّ بن أحمد بن أبي الآدمي الشيخ نور الدين، قال ابن حجر: قرأت عليه في الفقه والعربيّة، وكان على طريقة مثلي من الدين والعبادة والخير والانجماع ولازمه كثيرا.
شيوخ العربيّة:
1- محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري المصري المالكي (720- 802) وكان كثير الاستحضار للشواهد واللغة مع مشاركة في الأصول والفروع، ودرس القراءات في الشيخونية وهو خاتمة من كان يشار إليه في القراءات العربية، سمع عليه الحافظ ابن حجر القصيدة المعروفة بالبردة بسماعه لها على أبي حيان بسماعه من ناظمها، وأجاز له غير مرّة كما أجازه مروياته عن غيره، وكان عارفا بالعربيّة كثير الحفظ للشعر لا سيما الشواهد قوي المشاركة في فنون الأدب.
2- محمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقيّ الأصل بدر الدين البشتكي الأديب الفاضل المشهور (748- 830 هـ) .
حفظ كتابا في فقه الحنفية ثم تحوّل شافعيّا، ثم نظر في كتب ابن حزم، واشتغل في فنون كثيرة، وعني الأدبيات فمهر فيها، لازمه ابن حجر بضع سنين، وانتفع بفوائده وكتبه وأدبياته وطارحه بأبيات وسمع منه الكثير من نظمه وأجاز له ولأولاده، وسبقت الإشارة إلى أنه كان يعيره بعض الكتب الأدبية، وقرأ عليه مجلسا واحدا من مقدمة لطيفة في علم العروض استفاد منه لمعرفة الفن بكماله، كما قرأ عليه البشتكي بعد ذلك في الحديث فهو شيخه، وتلميذه في آن واحد.(1/105)
3- محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشّيرازي الشيخ العلّامة مجد الدين أبو الطاهر الفيروزآباذي (729- 817 هـ) نظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أن فاق أقرانه، اجتمع به في زبيد، وفي وادي الخصيب وناوله جل القاموس المحيط وأذن له مع المناولة بروايته عنه وقرأ عليه من حديثه عدة أجزاء، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه عن السبكي، وكتب له تقريضا على بعض تخريجاته أبلغ فيه شيخه في أغلب العلوم.
هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن جماعة الحموي الأصل ثم المصري الشيخ عز الدين ابن المسند شرف الدين (759- 819) .
أتقن فنون المعقول إلى أن صار هو المشار إليه في الدّيار المصرية في هذا الفن..
ولم يكن يقرأ عليه كتاب من الكتب المشهورة إلا ويكتب عليه نكتا وتعقيبات واعتراضات بحسب ما يفتح له أخذ عنه في شرح منهاج الأصول، وجمع الجوامع، ومختصر ابن الحاجب وفي المطوّل لسعد الدين وأجاز له غير مرة ولأولاده، وقال البقاعي: وأجل من أخذ عنه المعقول والأدبيات علامة الدّنيا الشيخ عز الدين بن جماعة، ولازمه طويلا، وأخذ عنه علما جزيلا.
وقال السخاوي: إن ابن جماعة كان يقول: أنا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها» .
ولازمه الحافظ ابن حجر في غالب العلوم التي كان يقرؤها من سنة 790 هـ إلى أن مات سنة 819 هـ ولم يخلف بعده مثله كما قال في «إنباء الغمر» .
مصنّفاته:
قال الشّمس السّخاويّ تلميذ الحافظ ابن حجر:
«وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه، والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا رزق فيها من السّعد والقبول خصوصا «فتح الباري بشرح البخاري» الّذي لم يسبق نظيره أمرا عجبا» [ (1) ] .
بلغت مصنفاته أكثر من اثنين وثلاثين ومائة تصنيف، وها هي مرتبة على حروف المعجم.
1- الآيات النّيرات للخوارق المعجزات.
__________
[ (1) ] الضوء اللامع 2/ 38.(1/106)
2- اتباع الأثر في رحلة ابن حجر.
3- إتحاف المهرة بأطراف العشرة.
4- الإتقان في فضائل القرآن.
5- الأجوبة المشرقة على الأسئلة المفرقة.
6- الإحكام لبيان ما في القرآن من إبهام.
7- أربعون حديثا متباينة الأسانيد بشرط السّماع.
8- أسباب النزول.
9- الأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة.
10- الاستبصار على الطّاعن المعثار.
11- الاستدراك على الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.
12- الاستدراك على الكاف الشّاف.
13- الإصابة في تمييز الصّحابة.
14- أطراف المختارة.
15- أطراف الصّحيحين.
16- أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي.
17- الإعجاب ببيان الأسباب.
18- الإعلام بمن ذكر في البخاري من الأعلام.
19- الإعلام بمن ولي مصر في الإسلام.
20- الإفصاح بتكميل النّكت على ابن الصلاح.
21- الأفنان في رواية القرآن.
22- إقامة الدّلائل على معرفة الأوائل.
23- الألقاب.
24- أمالي ابن حجر.
25- الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع.
26- الإنارة في الزّيارة.
27- إنباء الغمر بأنباء العمر.
28- الانتفاع بترتيب الدار الدّارقطنيّ.
29- انتقاض الاعتراض.
30- الأنوار بخصائص المختار.(1/107)
31- الإيناس بمناقب العبّاس.
32- البداية والنهاية.
33- بذل الماعون بفضل الطّاعون.
34- البسط المبثوث في خبر البرغوث.
35- بلوغ المرام بأدلّة الأحكام.
36- بيان الفصل بما رجح فيه الإرسال على الوصل.
37- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه.
38- تبيين العجب بما ورد في فضل رجب.
39- تجريد التّفسير.
40- تحرير الميزان.
41- تحفة أهل التّحديث عن شيوخ الحديث.
42- تحفة الظّراف بأوهام الأطراف.
43- تخريج أحاديث الأذكار للنّووي.
44- تخريج أحاديث الأربعين للنّووي.
45- تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب.
46- تخريج الأربعين النّووية بالأسانيد العليّة.
47- التّعريج على التّدريج.
48- ترجمة النّووي.
49- تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس.
50- التّشويق إلى وصل المهم من التّعليق.
51- تصحيح الرّوضة.
52- تعجيل المنفعة برواية رجال الأئمة الأربعة.
53- التّعريف الأوحد بأوهام من جمع رجال المسند.
54- تعريف أولي التّقدير بمراتب الموصوفين بالتّدليس.
55- تعريف الفئة بمن عاش مائة.
56- تعقّبات على الموضوعات.
57- تعليق التّعليق.
58- تقريب التّقريب.
59- تقريب التّهذيب.(1/108)
60- تقريب المنهج بترتيب المدرج.
61- تقويم السّناد بمدرج الإسناد.
62- التّمييز في تخريج أحاديث الوجيز.
63- تهذيب التّهذيب.
64- تهذيب المدرج.
65- توالي التّأسيس بمعالي ابن إدريس.
66- توضيح المشتبه للأزدي في الأنساب.
67- التّوفيق بتعليق التّعليق.
68- الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل.
69- الجواب الشّافي عن السّؤال الخافي.
70- الخصال المكفّرة للذنوب المقدّمة والمؤخّرة.
71- الخصال الواردة بحسن الاتّصال.
72- الدّراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية.
73- الدّرر.
74- الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثّامنة.
75- ديوان شعر.
76- ديوان منظور الدّرر.
77- ذيل الدّرر الكامنة.
78- ردّ المحرم عن المسلم.
79- الرّسالة العزية في الحساب.
80- رفع الإصر عن قضاة مصر.
81- الزّهر المطلول في بيان الحديث المعلول.
82- الزهر النّضر في أنباء الخضر.
83- السّبعة النّيرات في سبعة أسئلة عن السّيد الشريف في مباحث الموضوع.
84- سلوت ثبت كلوت: التقطها من ثبت أبي الفتح القاهريّ.
85- شرح الأربعين النّوويّة.
86- شرح سنن التّرمذي.
87- شرح مناسك المنهاج.
88- شرح منهاج النّووي.(1/109)
89- شفاء الغلل في بيان العلل.
90- الشّمس المثيرة في معرفة الكبيرة.
91- طبقات الحفّاظ.
92- عرائس الأساس في مختصر الأساس، للزمخشريّ.
93- عشاريات الأشياخ.
94- عشرة أحاديث عشاريّة الإسناد.
95- عشرة العاشر.
96- فتح الباري بشرح البخاري.
97- فضائل شهر رجب.
98- فهرست مرويّاته.
99- فوائد الاحتفال في بيان أحوال الرّجال، لرجال البخاري.
100- الفوائد الجمّة فيمن يجدد الدّين لهذه الأمّة.
101- قذى العين من نظم غريب البين.
102- القصارى في الحديث.
103- القول المسدّد في الذّبّ عن المسند.
104- الكاف الشّاف في تحرير أحاديث الكشّاف.
105- كشف السّحر عن حكم الصّلاة بعد الوتر.
106- لذّة العيش بجمع طرق حديث «الأئمّة من قريش» .
107- لسان الميزان.
108- المجمع المؤسّس في المعجم المفهرس.
109- مختصر البداية والنّهاية لابن كثير.
110- مختصر تهذيب الكمال.
111- الرحمة الغيثيّة عن التّرجمة اللّيثية.
112- مزيد النّفع بما رجح فيه الوقف على الرفع.
113- المسلسل بالأوليّة بطرق علية.
114- المسند المعتلي بأطراف الحنبلي.
115- المشتبه.
116- المطالب العالية من رواية المسانيد الثّمانية.
117- المطالب العالية في زوائد الثّمانية.(1/110)
118- المقترب في بيان المضطرب.
119- المقصد الأحمد فيمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد.
120- الممتع في منسك المتمتع.
121- المنحة فيما علق به الشّافعي القول على الصحة.
122- منسك الحج.
123- النبأ الأنبه في بناء الكعبة.
124- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر.
125- نزهة الألباب في الأنساب.
126- نزهة القلوب في معرفة المبدل عن المقلوب.
127- نزهة النّظر بتوضيح نخبة الفكر.
128- النكت الحديثية على كتاب ابن الصّلاح.
129- نهاية التقريب وتكميل التّهذيب بالتذهيب.
130- النيرات السّبعة، ديوان ابن حجر.
131- هداية الرّواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة.
132- هدي السّاري لمقدمة فتح الباري.
مرضه ووفاته
بدأ المرض بحافظ الدنيا ابن حجر طيب اللَّه مثواه في ذي الحجة سنة 852 هـ، وفي الحادي عشر منه حضر مجلس الإملاء كما أملى في يوم الثلاثاء الخامس عشر من الشهر المذكور مجلسا وهو متوعّك، ثم تغير مزاجه وأصبح ضعيف الحركة.
وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلا لأجل سنه فأشير «بلبن الحليب» ، فتناوله فلانت الطبيعة قليلا وأدى ذلك إلى نشاط ... وصار مسرورا بذلك، ولكنه لم يشف من مرضه تماما ... ثم عاد إلى الكتمان وتزايد الألم بالمعدة وكان يقول هذا بقايا الغبن من سنة تسع وأربعين وتوابعها، ولم يستطع أن يؤدي صلاة عيد الأضحى الّذي صادف يوم الثّلاثاء، وهو الّذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، ثم توجه إلى زوجته الحلبية، وكأنه أحس بدنوّ أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها واسترضاها وكان ينشد:
ثاء الثّلاثين قد أوهت قوى بدني ... فكيف حالي وثاء الثّمانينا
[البسيط] وتردّد إليه الأطباء، وهرع النّاس من الأمراء والقضاة والمباشرين. لعيادته، وقبل(1/111)
منتصف شهر ذي الحجة من سنة 852 هـ أشيع أن شيخ الإسلام قد توعك فأنشأ يقول:
(من المجتث)
أشكو إلى اللَّه ما بي ... وما حوته ضلوعي
قد طال السّقم جسمي ... بنزلة وطلوعي.
وكان مرضه قد دام أكثر من شهر، حيث أصيب بإسهال ورمي دم (ديسانتري) ، غير أن السّخاوي يقول: «ولا استبعد أنه أكرم بالشهادة فقد كان طاعون قد ظهر» .
ثم أسلم الروح إلى بارئها في أواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
واختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، على أنهم يتفقون جميعا تقريبا على أنها- وفاته- كانت في ليلة السّبت من ذي الحجة، والاختلاف ينحصر في تحديدهم لأي سبت منه، وهذا يرجع إلى أن الأرقام عرضة للتحريف أكثر من غيرها فجعلها بعضهم في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وجعلها آخرون في التاسع عشر منه، على حين ذكرها فريق ثالث في ثامن عشر من ذي الحجة سنة 852 هـ.
وترك وصيته التي نقل السّخاوي نصها، مستقاة من سبطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته.
وفي أواخر أيامه عاده قاضي القضاة سعد الدين بن الديري الحنفي فسأله عن حاله، فأنشده أربعة أبيات من قصيدة لأبي القاسم الزّمخشريّ هي:
(من الكامل)
قرب الرّحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عصري آخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره
فأنا المسيكين الّذي أيّامه ولت ... بأوزار غدت متواتره
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم ... فبحار جودك يا إلهي زاخره
وصلي عليه بمصلاة بكتمر المؤمن، حيث أمر السّلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك ليصلي عليه، وتقدم في الصلاة عليه الخليفة بإذن من السلطان.
وحضر الشيوخ وأرباب الدولة وجمع غفير من الناس، وازدحموا في الصلاة عليه حتى حزر أحد الأذكياء من مشى في جنازته بأنهم نحو الخمسين ألف إنسان.(1/112)
ومن شدة حب الناس، وإكرامهم له تصور البعض أن الخضر صلى عليه كما ذكر ذلك صاحب مفتاح السعادة، فقال: ومن جملة من صلّى عليه «الخضر عليه السلام رآه عصابة من الأولياء» .
وكان يوم موته عظيما على المسلمين وحتى على أهل الذمة، وشيعته القاهرة إلى مدفنه في القرافة الصغرى، وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قطّ، فدفن تجاه تربة الديلميّ بتربة بني الخروبي بين مقام الشّافعي ومقام سيدي مسلم السّلمي، وكانت وصيته خلاف ذلك، وقد سنحت لي الفرصة بزيارة قبر الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه، فتبين لي أنه يقع في مسافة تقدر بحوالي 1500 م من مقام الإمام الشافعيّ.
وقيل: إن السماء أمطرت على نعشه مطرا خفيفا فعد ذلك من النوادر.
ذكر من رثاه:
وما أحقه بقول ابن دريد في قصيدة طويلة:
البسيط:
إنّ المنيّة لم تتلف بها رجلا ... بل أبلغت علما للدّين منصوبا
كان الزّمان به تصفو مشاربه ... والآن أصبح بالتّكدير مقطوبا
كلّا وأيّامه الغرّ الّتي جعلت ... للعلم نورا وللتّقوى محاريبا
وبقول غيره:
الكامل:
ذهب العليم بعيب كلّ محدّث ... وبكلّ مختلف من الإسناد
وبكلّ وهم في الحديث ومشكل ... يعنى به علماء كلّ بلاد
وبقول غيره.
الوافر:
بكيت على فراقك كلّ يوم ... وأمليت الحوار من الجفون
ولو كان البكاء بقدر شوقي ... لملّته العيون من العيون
وبقول غيره:
البسيط:
رزء ألمّ فقلب الدّهر في وهج ... وأغفل النّاس منسوب إلى الهوج(1/113)
وللقلوب وجيب في مراكزها ... مهول فهو بتشقيق الصّدور حجي
وللعيون انهمال كالغمام بكا ... فكلّ فجّ به عال من اللّجج
يا واحد العصر يا من لا نظير له ... إذ كلّ شخص من الأمثال في لجج
يا شيخ الإسلام يا مولى لقد خضعت ... غلب الرّجال لما تبدي من الحجج
يا برّ حلم بحور العلم قد تركت ... لمّا سمعنا بداع، مقبل سمج
أصمّ أسماعنا لمّا تلا سحرا ... قد مات من تهزم الأهوال حين نجي
قاضي القضاة المفدّى من بني حجر ... من خلقه ليس في شيء من الحرج
فلو رضي الدّهر منّا فدية عظمت ... إذا وحقّك جدنا فيك بالمهج
ولو حميت بضرب السّيف ما وجدت ... لها المنايا إليك الدّهر من ولج
في حقّ عهدك ما زلنا ذوي شغف ... بعهد ودّ لكم بالرّوح ممتزج
حفّت سجاياك والألباب قد رجحت ... بها نهاك من الإحصاء بالثّبج
ألفت يا حلو، مرّ الصّبر ترشفه ... فأنت للصّبر صبّ بالغرام شجي
من للقيام بجنح اللّيل مجتهدا ... تبيت ترفعه آيات ذي الدّرج
تعلي النّحيب خضوعا والأسى قلقا ... كأنّه في الدّياجي بالحراب وجي
قد كان مصرك ليلا كالنّهار به ... شهاب فضلك يغنيه عن السّرج
واليوم بعدك مثل اللّيل في سدف ... يا لهف قلبي فما صبح بمنبلج
لكأنّ فقدك فقد النّاس كلّهم ... وفقد غيرك قد يلفى من الفرج
من للأحاديث يحييها ويحفظها ... فوقته ليس حمّال إليه يجي
قد كنت للسّنّة الغرّا شهاب علا ... حميت آفاقها عن مارد علج
من كان في علمه في الشّكّ مرتبكا ... فأنت في علمك الأشيا على ثلج
وأنت أذكى الورى قلبا ورائحة ... كأنّما كنت مسكا طيّب الأرج
لهفي عليك شهاب الدّين من رجل ... لمّا ترحّلت صار النّاس في مرج
قد كنت حافظهم في كلّ معضلة ... فبعدك اليوم لا تسأل عن الهمج
كانوا إذا أوهموا معنى وأخر سهم ... فتحت كلّ عم منهم ومرتتج [ (1) ]
لمّا ركبت على الحدباء ما أحد ... إلّا انحنى منه ظهر غير ذي عوج
روحي فداء لبال قد ظفرت بها ... لديك يا حبر بالآمال بالحجج
أروق سمعي بدرّ النّطق منك وما ... طرفي بممتنع من وحيك البهج
__________
[ (1) ] مرتتج: المرتتج: الّذي استغلق عليه الكلام.(1/114)
كأنّه لم يكن يوما فيا أسفا ... ما كنت من بعد ما مرّت بمبتهج
كلّا لعمري وإنّي فالق كبدي ... حزني عليك وقلبي جدّ ملتعج
ولا أحبّ ديارا قد قبضت بها ... فنحوها بعد بعد منك لم أعج
نعم وأبغضت واللَّه الحياة بلا ... وجود أنسك فاعلم ذاك وابتهج
لهفي على مجلس الإملا وحاضره ... من كلّ حبر لسبل الخير منتهج
كم فيه من راس راس هزّ من عجب ... والجمع من شدّة الإصغاء لم يمج
كأنّنا لم نكن يوما لديك ولا ... بقولك العذب منّا قطّ سرّ نجي
فيا دوام افتكاري للسّرور بكم ... ويا بكائي طوال الدّهر والأبج [ (1) ]
لأملأنّ بسيط الأرض من أدب ... ركّبت فيك معانيه من البرج
جمعت قلبا بحبّ فيك ممتلئا ... إلى لسان بأنواع الرّثا لهج [ (2) ]
عليك منّي تحيّات أردّدها ... ما هيّج الورق قلبا فيك ذا وهج
وجاد مهدك في صوب الرّضا مزن ... يا بحر يحيي بقاع الأرض بالثّبج
ومنهم العلامة الشّهاب أبو الطّيّب أحمد بن محمد الحجازي فأنشدني لفظه لنفسه قوله:
الكامل:
كلّ البريّة للمنيّة صابره ... وقفولها شيئا فشيئا سائره
والنّفس إن رضيت بذا ربحت وإن ... لم ترض كانت عند ذلك خاسرة
وأنا الّذي راض بأحكام مضت ... عن ربّنا البرّ المهيمن صادره
لكن سئمت العيش من بعد الّذي ... قد خلّف الأفكار منّا حائرة
هو شيخ الإسلام المعظّم قدره ... من كان أوحد عصره والنّادره
قاضي القضاة العسقلانيّ الّذي ... لم ترفع الدّنيا خصيما ناظره
وشهاب دين اللَّه ذو الفضل الّذي ... أربى على عدد النّجوم مكاثره
لا تعجبوا لعلوّه فأبوه من ... قبل عليّ في الدّنا والآخرة
هو كيميا العلم وكم من طالب ... بالكسر جاء له فأضحى جابره
لا بدع أن عادت علوم الكيميا ... من بعد ذا الحجر المكرّم بائره
__________
[ (1) ] الأبج محركة الأبد: القاموس المحيط 1/ 100.
[ (2) ] الرّثا مقصورة ضرورة، والرثاء تعداد محاسن الميت.(1/115)
لهفي على من أورثتني حسرة ... درس [ (1) ] الدّروس عليه إذ هي حاسره
لهفي على المدح استمالت للرّثا ... وقصور آياتي غدت متقاصره
لهفي عليه عالما، بوفاته ... درست دروس والمدارس بايره
لهفي على الإملاء عطّل بعده ... ومعاهد الأسماع إذ هي شاغرة
لهفي عليه حافظ العصر الّذي ... قد كان معدودا لكلّ مناظرة
لهفي على الفقه المهذّب والمحرر ... حاوي المقصود عند محاوره
لهفي على النّحو الّذي تسهيله ... مغني اللّبيب مساعد لمذاكره
لهفي على اللّغة الغريبة كم أرانا ... معربا بصحاحها المتظاهرة
لهفي على علم العروض تقطّعت ... أسبابه بفواصل متغايره
لهفي عليه خزانة العلم الّتي ... كانت بها كلّ الأفاضل ماهره
لهفي على شيخي الّذي سعدت به ... صحب وأوجه ناظريه ناضرة
لهفي على التّقصير منّي حيث كم ... أملا النّواحي بالنّواح مبادره
لهفي على عذري عن استيفاء ما ... تحوي وعجزي أن أعدّ مآثره
لهفي على لهفي وهل ذا مسعدي ... أو كان ينفعني شديد محاذره
لهفي على من كلّ عام للهنا ... تأتي الوفود إلى حماه مبادره [ (2) ]
والآن في ذا العام جاءوا للعزا ... فهيه وعادوا بالدّموع لهامره [ (3) ]
قد خلّف الدّنيا خرابا بعده ... لكنّما الأخرى لديه عامره
وبموته شقي الفؤاد وأعلم ... العين انثنت في حالتيها شاغرة
ولي المعاجر طابقت إذ للرّثا ... أنا ناظم وهي المدامع ناشره
فكأنّه في قبره سرّ غدا ... في الصّدر، والأفهام عنه قاصره
وكأنّه في اللّحد منه ذخيرة ... أعظم بها درر العلوم الفاخرة
وكأنّه في رمسه سيف ثوى ... في الغمد مخبوء ليوم الثّائره
وكأنّه كشف الغطاء له فإن ... قربت منيّته أفاض محاجره
وغدا بأبيات الرّثا متمثّلا ... وحبا بها بعض الصّحاب وسارره [ (4) ]
__________
[ (1) ] انقطاع الدروس.
[ (2) ] الهنا بمعنى التهنئة.
[ (3) ] والعزا بمعنى التعزية.
[ (4) ] من السرّ الّذي أسر به إليه.(1/116)
ونعى بها من قبل ذلك نفسه ... أكرم بها يا صاح نفسا طاهره
ولصاحب الكشّاف يعزى نظمها ... والعدّ منها أربع متفاخره
وأنا الّذي ضمّنتها مرثيّتي ... جهرا وأوّلها بغير مناكره
قرب الرّحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عمري آخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره
فأنا المسيكين الّذي أيّامه ... ولّت بأوزار غدت متواتره
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم ... فبحار جودك يا إلهي زاخره
هذا لعمري آخر الأبيات إذ ... هي أربع كملت تراها باهره
وأنا أعود إلى رثائي عودة ... تجلو لسامعها بغير منافره
قهرتني الأيّام فيه فليتني ... في مصر متّ وما رأيت القاهره
هجرتني الأحلام بعدك سيّدي ... واحرّ قلب قد رمي بالقاهرة
من شاء بعدك فليمت أنت الّذي ... كانت عليك النّفس قدما حاذره
وسهرت مذ صرخ النّعيّ بزجرة ... فإذا هم من مقلتي بالسّاهرة
ورزئت فيه فليت أنّي لم أكن ... أوليت أنّي قد سكنت مقابره
رزء، جميع النّاس فيه واحد ... طوبى لنفس عند ذلك صابره
يا نوم، عيني لا تلمّ بمقلتي ... فالنّوم لا يأوي لعين ساهره
يا دمع، واسقي تربه ولو أنّها ... بعلومه جرت البحار الزاخرة
يا حبر فارحل ليس قلبي فارغا ... سكنته أحزان غدت متكاثره
يا نار شوقي بالفراق تأجّجي ... يا أدمعي بالمزن كوني ساجره [ (1) ]
يا قبر، طب قد صرت بيت العلم أو ... عينا به إنسان قطب الدائرة
يا موت، إنّك قد نزلت بذي النّدى ... ومذ استضفت حباك نفسا خاطره
يا ربّ فارحمه وسقّ ضريحه ... بسحائب من فيض فضلك غامره
يا نفس صبرا فالتّأسّي كائن ... بوفاة أعظم شافع في الآخرة
المصطفى زين النّبيّين الّذي ... حاز العلا والمعجزات الباهره
صلّى عليه اللَّه ما صال الرّدى ... فينا وجرّد للبريّة باتره
وعلى عشيرته الكرام وآله ... وعلى صحابته النّجوم الزّاهره
ومنهم الشّهاب أحمد بن محمد بن علي المنصوري صاحب القصيدة الماضية
__________
[ (1) ] وإذا البحار سجّرت (فهي بالجيم وليست بالخاء) .(1/117)
ذكرها في المدائح، فقال يوم وفاة صاحب الترجمة:
الرّجز
قد بكت السّحب على ... قاضي القضاة بالمطر
وانهدم الرّكن الّذي ... كان مشيدا من حجر
ومنهم الفاضل أبو هريرة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عثمان بن النقاش الأصم البسيط:
قفا نبك بالقاموس الغامض الزّجر ... والمرسلات بماء الغيث والمطر
مذكّرا لك بالأذكار ذا أسف ... على المعاهد والرّوضات والأثر
على ديار إذا صحّ الحديث ولي ... في الحسن معتقد والضعف للغير
على رباع خلا درس الحديث بها ... والرّبع عاف ومحتاج إلى الحجر
وقل لذي عذل في عبرة سمحت ... دعها سماويّة تجري على قدر
وقل لعيني الّتي بالدّمع قد نزحت ... يا عين، جودي ولا تبقي ولا تذري
وابكي بموج وما المقياس يحصره ... قاضي القضاة أمير المؤمنين في الأثر
قاضي القضاة أمير المؤمنين سمي ... بأحمد بين علي ذي الرّحلة الحجر
أكرم بها مدحة ما حازها أحد ... في عصرنا غير نزر قلّ في العصر
وع الكتابة واحفظها وسق سندا ... وخلّ عنك سواد الطّرس بالحبر
يا موت، ذكّرتني موت النّبيّ به ... الهاشمي المصطفى المبعوث من مضر
ذكّرتني العمرين [ (1) ] الصّاحبين أبا ... بكر الصّدّيق مع الفاروق [ (1) ] من عمر
يا خنس ها أدمعي مع دمعك ائتلفا ... ثمّ اختلفتا بكا في الصّخر والحجر
يا خنس، لو نظرت عيناك لمّته ... وما حوت من فخار العلم والخفر
يا خنس، لو سمعت أذناك منطقه ... من ثغر مبسمه المنظوم بالدّرر
يا خنس، إنّي عن عين له نظرت ... ليس العيان [ (2) ] كما قد قيل كالخبر
يا خنس، قد قلت في صخر مراثيه ... فحوّل الحزن بالإسناد للحجر
مصيبة عمّت الدّنيا بأجمعها ... رمي بها زحل بالقوس والوتر
بالبحر والنّهر والبحرين إذ جمعا ... أبكيه من عبرة تجري بلا ضجر
__________
[ (1) ] يقال العمرين يعني أبا بكر وعمر.
[ (2) ] العيان (بفتح العين) .(1/118)
إن ذكّرتني بوقت صخرها غسقا ... أو نكّرتني بوقت الصّيف في السّحر
فكلّ أوقاتي الغرّا مسبّلة ... جاها وعلما وما يزرى من البدر
شبّهته جالسا في الدّرس في فئة ... هم النّجوم ووجه الشيخ بالقمر
وهم طباق وهم يهدى السّبيل بهم ... من حوله أنجم كالأنجم الزّهر
هم الرّجال ولكن شيخهم رجل ... رجاله سند في مسند الخبر
ساد الرّجال وكم قد ساد من رجل ... يسوقه بعد تحويل من السّطر
يملي الحديث ببيبرس حوى سندا ... عال إلى سيّد الكونين والبشر
تاللَّه لو سمعت حذّاق شرعتنا ... سوق الأسانيد في إملائه الجهر
ولو رأوا يده في فرع روضته ... أو فسّرت آية في محكم السّور
أو ما يوصّله في الدّين معتقدا ... أو رتّبت سندا من نخبة الفكر
أو أظهرت حكمة للشّافعيّ خفت ... يستخرج الكلّ من خرم من الإبر
أثنوا عليه ومن أضحى يخالفه ... بمنزل دحص كقشعم الحجر
أبكي عليه وقد شالوا جنازته ... ونقّطت مزنة من نسمة السّحر
أنقى من الثّلج إشراقا وريحتها ... أذكى من المسك والنّدا الذكي العطر
وبشّرت برضا الرّحمن خالقه ... والحور قد زيّنت بالحلي في السّرر
وعدته قائلا للقلب منه عسى ... وهل يفيد عسى مع سابق القدر
يا قلب، قد كنت تخشى الموت ذا حذر ... وليس ذو حذر ينجو من القدر
وأنت للعالم النّقّاش منتسب ... وكم معان خفت تأتيك في الصّور
خفت المنون وما قد كنت تحسبه ... قد جاء منتقشا كالنّقش في الحجر
إن غاب شخصك يا مولاي عن نظري ... وغيّبوا وجهك المحبوب في القبر
في أساريرك الحسناء مشرقة ... سبط من الحسنيين الخلق والبشر
يا من مراحمه للخلق واسعة ... عمّت نجيّا ومن في دينه الخطر
اجعل على متن هذا القبر سابغة ... من لؤلؤ رطب عذب ذكي عطر
والسّامعين ومن يعزى لمذهبهم ... تحدو على سنّة الهادي النّبي المضري
وقل لمن سمع الأبيات يسترها ... فاللَّه يستره في الورد والصّدر
قدّمتها سلعة مزجا وناظمها ... يعدّها خجلا من أعظم الكبر
وأذن بسحب صلاة منك ثمّ رضا ... على نبيّ الهدى والبشر والبشر
وآله وجميع الصّحب قاطبة ... بهم هدي أمم في البدو والحضر
ما غرّدت ورقه في الأيك آصرة ... بزورة المصطفى والبيت والحجر(1/119)
موت الإمام شهاب الدّين قد جزعت ... له العلوم وما يروى من الأثر
وقال ربع علوم الشّرع مكتئبا ... به درست فما تلقون من أثر
[الكامل] :
إنّ الحياة ذميمة من بعد ما ... قبض الإمام العسقلانيّ الشّافعي
يا نفس، طيبي بالممات وحافظي ... أن تلحقي هذا الإمام وتابعي
[المجتث] :
بكت سماء وأرض ... عليك يا عسقلاني
لكنّنا نتسلّى ... إذ ما سوى اللَّه فاني
[الكامل] :
الجفن قد حاكى السّحاب وناظره ... فأعذر إذا فقد المتيّم ناظره
لو أنّ عاذله رأى ما قد رأى ... لغدا له بعد الملامة عاذره
يا عاذلي، دعني فلي حزن على ... طول المدى لم يلق يوما آخره
ذاب الفؤاد وقد تقطّع حسرة ... أسفا على قاضي القضاة النّادره
أعني شهاب الدّين ذا الفضل الّذي ... عن وصفه أفهام مثلي قاصره
العسقلانيّ [ (1) ] الّذي كانت إلى ... أبوابه تأتي الوفود مهاجره
يا عين، إنّي ناظم مرثيّة ... فيه فكوني للمدامع ناثره
للَّه أيّاما به ولياليا ... سلفت وكانت بالتّواصل زاهره
تاللَّه، لم يأت الزّمان بمثله ... أبدا ولم ير مثله من عاصره
شهدت له كلّ العقول بأنّه ... ما مثله هو درّة هي فاخره
دانت لفطنته العلوم فلم تزل ... أبدا إليه كلّ وقت سائره
يا أيّها الشعراء، هذا سوقكم ... كانت له تأتي التّجار مبادره
واليوم أغلق بابه فلأجل ذا ... أضحت تجارتكم لديكم بائره
كم من حديث قد رواه مسلسلا ... ومدبّجا وله معان ظاهره
وكذا غريبا مسندا ومصحّحا ... جملا وأخبارا غدت متواتره
إنّي لأعجز أن أعدّ فضائلا ... فيه وأعجز أن أعدّ مأثره
كم طالب أقلامه من بعده ... جفّت ولم تمسك يداه محابره
__________
[ (1) ] الرفع أولى ويكون خبر المبتدإ محذوف تقديره هو.(1/120)
أسفا عليه نقول يا نفس اصبري ... فتقول: ما أنا عند هذا صابره
درست دروس العلم بعد وفاته ... ومعاهد الإملاء أضحت دائره
أسفي على قاضي القضاة مؤبّد ... زفرات قلبي كلّ وقت ثابره
أسفي على شيخ العلوم ومن غدت ... أفكار كلّ الخلق فيه حائرة
أسفي على من كان بين صحابه ... كالبدر في وسط النّجوم الزّاهره
ولقد نعى قبل المنية نفسه ... إذ كلّ نفس للمنيّة صائره
لا رأى أجل الحياة قد انقضى ... أضحى يشير إلى الصّحاب مبادره
ويقول أبياتا وليست نظمه ... لكن بلفظ منه أضحت فاخره
وزمخشريّ ناظم أبياتها ... هي أربع معدودة متواترة
كلّ الورى من بعده اشتغلوا بها ... فاسمع فأوّلها أقول مذاكرة
قرب الرّحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عمري آخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره
فأنا المسيكين الّذي أيّامه ... ولّت بأوزار غدت متواتره
فلئن رحمت فأنت أرحم راحم ... فبحار جودك يا إلهي زاخره
ها آخر الأبيات قد أوردتها ... فيما نظمت تبرّكا ومكاثره
وأعود أذكر بعد ذلك حالتي ... وأبثّ أحزانا بقلبي حاضره
وأقول: مات أبو المكارم والنّدى ... ملقي الدّروس وذو العلوم الباهره
ما كان أحسن لفظه وحديثه ... ما كان قطّ يملّه من عاشره
ولو انّه يفدى لكنت له الفدى ... وأودّ لو أنّي سددت مقاصره
لهب بقلبي بعده لا ينطفي ... ودموع عيني لم تزل متقاطره
فاللَّه يسقي قبره ماء الحيا ... أبدا ويورده سحابا ماطره
ثمّ الصّلاة على النّبيّ وصحبه ... وعلى جميع التّابعين أوامره
يا درّة فقدت وكانت فاخره ... في بدء خير حوّلت للآخرة
من كلّ علم حاز أكبره فره ... عزّ الفخار تصل بحارا زاخره
شطن الرّجا كانت لطالب برّه ... من بعد أشجان بفضل ماخره
تعنو الرّؤوس إلى وجوه بديعه ... وإذا عصته أتت إليه ذاخره
وهو المكرّم والكريم بناته ... مع علمه لو أمّ كعبا فاخره
ليلى بعاذرها فشاغل قلبها ... ولمن سواه بذي الدّعاوي شاجره
تجري عليه مودّعا روحي ولن ... تشغل ولو صارت عظاما ناخره(1/121)
قد كان أوّل شاغل قلبي هوى ... وبهونه فالصّبر عدّى آخره
[الطويل] :
شهاب المعالي بينما هو طالع ... فعاجلنا فيه القضا والقوارع
إلى اللَّه إنّا راجعون وحسبنا ... ونعم الوكيل اللَّه فيما نواقع
فقد أورث الآفاق حزنا وذلّة ... وأظلمت الأكوان ثمّ المطالع
وأطلق دمع العين تجري سحائبا ... وأجرى عيون السّحب فهي هوامع
وصيّر طرفي لا يملّ من البكا ... وأحرق قلبا بالجوانح هالع
وفرّق جمع الشّمل من بعد إلفه ... وألّف درّ الدمع في الخدّ لامع
فوجدي وصبري في الرّثاء بيانيا ... فوجدي موجود وصبري ضائع
فصبرا لما قد كان في سابق القضا ... فليس لمقدور المنيّة دافع
وطلّقت نومي والتّلذّذ والهنا ... وألزمت نفسي أنّني لا أراجع
وصاحب سهدي والتّأسّف والأسى ... فواصلتها لمّا جفتني المضاجع
وإنّي غريب لو أقمت بمنزلي ... وإنّي وحيد لا معين أراجع
فلهفي على شيخ الحديث وعصره ... فمجلسه للعلم والفضل جامع
فلهفي على تلك المجالس بعده ... لفقد أولي التّحقيق قفر بلاقع
فلهفي على جدّي وشيخي وقدوتي ... وشيخ شيوخ العصر إذ لا منازع
فأوقاته مقسومة في عبادة ... وفضل لمحتاج ببرّ يتابع
فقد كان ظنّي أن تكون معاوني ... على كلّ خير مثل ما قيل مانع
فعند إلهي قد جعلت وديعتي ... كريم لديه لا يخيب الودائع
فرحب الفضا قد ضاق من بعد بعده ... عليّ وفيه بحر فكري واسع
فيا موت، زر إنّ الحياة ذميمة ... فمن بعد هذا الحبر إني راجع
إمام الهدى والعلم والحلم والتّقى ... وحافظ هذا الوقت للحقّ خاضع
ففي النّظم حسّان وفي الجود حاتم ... وفي العلم ليث وهو في الثّبت نافع
عفيف السّجايا باسط اليد بالنّدا ... جزيل العطايا ناسك متواضع
بزهد له قد كان يحكي ابن آدم ... له ورع بالصّبر للنّفس قانع
فأيّامه صوم وفي اللّيل هاجد ... مقيل خشوع ساجد الرّأس راكع
فمنهاجه حاو لتنبيه غافل ... وبهجته زانت كما الرّوض نافع
وفتح لباريه حواه فوائدا ... يزيل التباسا فهو للشّكل رافع(1/122)
وتقريبه الأسما لتهذيب طالب ... وفي الجرح والتّعديل كالسّيف ساطع
فإن رمت إتقان الحديث فجمعه ... فعن حافظ الإسلام تروى الشّرائع
[الطويل] :
كأن لم يمت من سواه ولم تقم ... على أحد إلّا عليه النّوائح
[البسيط] :
إنّي معزّيك لا أنّي على طمع ... من الخلود ولكن سنّة الدّين
فما المعزّي بباق بعد صاحبه ... ولا المعزّي ولو عاشا إلى حين
[الطويل] :
تعزّ بحسن الصّبر عند كلّ فائت ... ففي الصّبر مسلاة الهموم واللّوازم
وليس يذود النّفس عن شهواتها ... لعمرك إلّا كلّ ماضي العزائم
[الوافر] :
لعمرك ما الرّزيّة هدم دار ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكنّ الرّزيّة موت شخص ... يموت بموته علم كبير
منهج الحافظ ابن حجر في «الإصابة» [ (1) ]
يرى ابن حجر أن علم الحديث النبوي من أشرف العلوم الدينية، ومن أجلّ معارفه تمييز أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وقد صنّف في علم معرفة الصحابة عدد كبير من العلماء، ولقد وقف ابن حجر على مصنفاتهم وانتقدها، ثم وجد في وسعه أن يطوّر التّصنيف في هذا الفرع من فروع المعرفة إلى مستوى أعلى، وقد وقعت له بالتتبع، كثير من الأسماء التي لم تكن في المصنفات السابقة على الرغم من أنها تقع في نطاق هذه المصنفات، وبذلك تسنّى له أن يصنّف كتابا كبيرا أكثر استيعابا من غيره لتمييز الصحابة من غيرهم.
ولقد بدأ تأليفه في سنة 809 هـ، واستمر العمل فيه إلى ثالث ذي الحجة سنة 847 هـ حيث انتهى من كتابته مع ما فيه من الهوامش، فاستغرق تأليفه ما يقرب من أربعين عاما.
وأوضح ابن حجر أنّ الكتابة فيه كانت بالتراخي، وكتبه في المسودات ثلاث مرات، بسبب ما كان يدور في ذهنه من النهوض بهذا اللون من التصنيف، وبسبب الترتيب الّذي
__________
[ (1) ] استفدنا هذا المبحث من الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتاب الإصابة.(1/123)
ابتكره. وحتى في المرّة الثالثة خرجت النسخة وكأنها مسودة أيضا لكثرة الهوامش والإلحاقات التي كان يضيفها تباعا، وعبر أربعين عاما تقريبا. فعمد دون كلل إلى إلحاق أسماء أخرى وإجراء التصحيح أو التنقيح، وهذا هو نهج العالم الأصيل الّذي يدرك بأن الكمال للَّه وحده، وأن الإنسان وما يعمل بعيد عن الكمال.
ولقد تجلّى ورعه في دينه بوضوح في نزعته العلمية الموضوعية، فكان مثال العالم الورع الّذي لا يبتسر الحديث عن شيء ولا يدعي، والقيد الضابط لذلك هو كونه واحدا من تلاميذ مدرسة الإسلام الخالدة.
ويحكي ابن حجر قصة تأليف الإصابة على مدى أربعين عاما بقوله: «وقد قيدت بالحمرة أولا، ثمّ بالصفرة ثم بصورة ما يخالطهما وكل ذلك قبل كتابة فصل المبهم من الرجال والنساء ونتساءل هل كمل الإصابة؟
على الرغم من المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها تأليف كتاب الإصابة، ورغم عناية مصنفه به، ومتابعته له، فإنّه لم يكمل بشكله النهائي، لأنه خصّص بابا للمبهمات وقد قيد منها كثيرا. فلقد ورد في نهاية نسخة دار الكتب المصرية ذات الرقم 228 طلعت قول الناسخ « ... وقد بقي عليه المبهمات، وقيّد منها كثيرا، ولكن لم أظفر به إن شاء اللَّه تعالى» .
وجاء في آخر نسخة دار الكتب المصرية ذات الرقم (229 طلعت) أن آخر كتاب النساء من الإصابة هو آخر ما وجد بخط مصنّف الكتاب.
وقال السخاوي وهو يعدد المصنفين في الصحابة « ... وكتاب شيخنا المسمى بالإصابة. جامع لما تفرق منها مع تحقيق، ولكنّه لم يكمل.
ويبدو أن كثرة السؤال في تبييضه هي التي دفعت ابن حجر إلى نشره قبل أن يكمل باب المبهمات.
وهناك إحالات في الإصابة على المبهمات كقوله مثلا «يأتي في المبهمات ويأتي في الكنى» ، أو كقوله: «وسيأتي ذكر قصتها في المبهمات إن شاء اللَّه» كما وردت ترجمة أبي بجيلة وآخرين في القسم الرابع، وقال تقدموا في الأول وحقهم أن يذكروا في المبهمات، ولكن لا نجد باب المبهمات في المطبوع من الإصابة الّذي طبع أكثر من ست طبعات كما لم يشر أحد من الناشرين أو المحققين إليه، وقد سبقت الإشارة إلى أنه كتب منه كثيرا ولم يظفر به الناسخ.(1/124)
وفي الإصابة بعض المواضع البيضاء التي قد يكون تعليلها أنّها من جملة الأشياء التي لم يدونها المؤلف، لأنها تتطلب المزيد من التحقيق.
ففي أثناء بعض تراجمه ذكر سهيل بن أبي جندل ثم قال: «ينظر مسند الحارث بن معاوية ويحرر من النسب وغيره» .
وقال في موضع آخر عند ترجمة أم سعيد والدة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال:
«يكتب من..... باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقي في السنن الكبير» وجاء في نهاية الترجمة فقال: «وروى ابن سعد ... » ولم يذكر الرواية. وجاء في نهاية ترجمة ما نصه «ينبغي أن يحوّل إلى القسم الرابع» .
ترتيب الإصابة على أربعة أقسام
ألحّ الكثيرون على ابن حجر في نشر كتابه «الإصابة» ، فاستخار اللَّه في ذلك ورتّبه على أربعة أقسام في كل حرف، وهذا يعني أنه قسّم التراجم المبدوءة في حرف الألف مثلا إلى أربعة أقسام، وكذلك الباء والتاء وهلمّ جرا حتّى آخر الحروف.
1- القسم الأوّل:
يقسم القسم الأول بأنه خاص بتراجم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية عنهم أو عن غيرهم، ومهما كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، وشملت تراجم هذا القسم أولئك الذين وقع ذكرهم بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
وكان قد رتّب هذا القسم بادئ ذي بدء على ثلاثة أقسام، ثمّ بدا له أن يجعله قسما واحدا، على أنّه ميّز في كل ترجمة ما إذا كانت الطريق التي وردت بها صحبة الصحابي صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، ولذلك فالقراءة في كتاب الإصابة تستوجب يقظة وتركيزا وإمعانا والقارئ مطالب بذلك إن شاء الوصول إلى الدقة والصواب.
2- القسم الثّاني:
وخصّص القسم الثاني لتراجم من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال وقد مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهم دون سن التمييز وبين أن ذكر هؤلاء الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق لغلبة الظنّ على أنه- صلّى اللَّه عليه وسلم رآهم، وهذه الفكرة إنما تستند إلى أنّ الصحابة- رضي اللَّه عنهم- كانوا حريصين على إحضار أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم تبركا به، والأخبار بذلك شهيرة، واستند ابن حجر في(1/125)
تثبيت هذه الفكرة على أحاديث صحيحة وردت في صحيح مسلم وفي مستدرك الحاكم، وكتاب الصحابة لابن شاهين.
وأعطى المبرر الّذي دعاه إلى إفرادهم عن أهل القسم الأول بقوله: «لكن أحاديث هؤلاء عنه- أي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث.
3، القسم الثّالث:
والقسم الثالث خاصّ بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا. وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاق أهل العلم بالحديث على الرغم من أن بعضهم قد ذكر في كتب معرفة الصحابة، لكن مصنفيها أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلّا بمقاربتهم لتلك الطبقة، ولم يجزموا بأنهم من أهلها. ومن هؤلاء المصنّفين أبي حفص بن شاهين (ت 385 هـ) وأبي عمر بن عبد البر (ت 463 هـ) .
وأحاديث هؤلاء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث.
4- القسم الرّابع:
وهو خاص بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب على سبيل الوهم والغلط وبيان ذلك بالأدلة وبأسلوب أهل الحديث وطرائقهم.
ولم يذكر فيه إلّا ما كان الوهم فيه بيّنا، وأمّا مع وجود احتمال عدم الوهم فلم يلجأ إلى ذكره، إلّا إذا كان ذلك الاحتمال يغلب على ظنّه بطلانه قال ابن حجر: «وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيب الماهر.
والحق أنّ ابن حجر لم يسبق في إفراد تراجم الذين ذكروا على سبيل الوهم، إلّا أن الذين سبقوه أشاروا إلى بعض هؤلاء من خلال ترجمتهم في الصحابة، لكنه لم يسبق أيضا في بيان سبب الوهم أو الذهول مع تحقيق فريد. ولقد حدّد تلميذه البقاعي ذلك بقوله:
«.... بما لم يسبق إلى غالبة» .
وهذا نهج جديد أدخله ابن حجر على التصنيف في علم معرفة الصحابة تمخّض عن نتائج خطيرة.
ميزات القسم الرّابع في كتاب «الإصابة»
يتمثل في هذا القسم جانب الأصالة والإبداع، كما تتجلّى فيه قابلية ابن حجر النقدية وقراءاته الواسعة.(1/126)
وفيه صحّح أوهاما، وحلّ معضلات فكرية، قد تكون صغيرة ولكنها مهمة، تواردت على ألسنة الحفاظ، وصفحات كتب المصنفين.
أما أنواع الأخطاء التي صححها فهي كثيرة يمكن حصرها بالآتي:
1- الكشف عن التّحريف والتّصحيف في الأسماء أشار إلى التحريف أو التصحيف الّذي اعترى الأسماء، ولا يسع الباحث هنا إلّا إعطاء نماذج منها فقط في ترجمة سديد مولى أبي بكر (الترجمة/ 3740) قال: «هكذا وقع في «التجريد» وإنما هو بالمعجمة. فترجم لها ابن حجر في حرف الشين المعجمة. وأن اسمه عامر بن مالك بن صفوان، فورد عند السابقين (عن صفوان) أو أن لفظة (ابن) تصحفت واوا فصار الواحد اثنين. كما أشار إلى التصحيف السمعي، والخط السمعي معا.
2- سقوط اسم من السند، أو سقوط أداة الكنية، أو حرف جر أو زيادة اسم في النسب، وفي كل هذه الحالات تظهر أسماء تؤدي إلى الوهم.
3- توهم الرّواة صحبة الرجل، لأنه أرسل حديثا، وعدم التمييز بين المسند والمرسل.
4- تعدد الأسماء أو الكنى، وعدم التمييز بينها، فيذكر الرجل المترجم مرة بالكنية، ومرة بالاسم أو اللقب، فتتكرر ترجمة الصحابي على أنه اثنين وهو في الحقيقة واحد وكذلك المغايرة بين اسمين أو كنيتين، أو الجهل بوجود لقبين للمترجم مثل عامر بن مالك الكعبي هو القشيري.
أو أن ينسب الراويّ إلى جدّه أو اعتماد المنصفين السابقين ل «ابن حجر» على نسخ محرفة فنشأ الخطأ عن تغيير في الاسم، فيتغير «محمية» إلى «محمد» أو اسم رجل ذكروه في النساء أو خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر.
5- منهم من مات قبل المبعث، وذكر في الكتب على أنه صحابي مثل «سيف بن ذي يزن» .
6- الأخطاء الناجمة عن سقط وقلب، كما في ترجمة «عمرو السعدي» الّذي ذكره المصنفون السابقون،
وأوردوا من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا تسأل الناس شيئا وسل اللَّه مسئول ومنطي»
وهذا هو عطية بن عمرو السّعديّ عن أبيه.
7- تشابه الأسماء أدّى إلى الوهم أحيانا.(1/127)
8- أخطاء نشأت عند عدم تأمل أو سوء فهم أو أن حقه أن يذكر في «المبهمات» فذكر في المصنفات السابقة في الأسماء كما في حديث من طريق يزيد بن نمران قال: «رأيت بتبوك رجلا مقعدا» فأورده جعفر المستغفري في الأسماء باسم «المقعد» فرد عليه ابن حجر هذا وهم، وإنّما هي صفة، ومحله أن يذكر في «المبهمات» أو هو اسم جنس فيظن أنه اسم رجل، وليس كذلك كما في ترجمة «هديل» .
9- اختلاف الأسماء من قبل بعض الكذابين مثل معمّر، وعبد النور الجني، وأبو الحسن الراعي، ومكلبة الخوارزمي، وغيرهم.
10- وأشار ابن حجر في القسم الرابع إلى أخطاء تدل على انتباه شديد، ويلاحظ ذلك في ترجمة آبي اللحم الغفاريّ الّذي توهم الترمذي وأبو عمر بجعل «آبي اللحم» كنية، وهي ليست كنية، لكنها صارت كالكنية، وقيل: إنما قيل له ذلك، لأنه كان لا يأكل اللحم ثم قال بعد أن ذكر الذين ترجموه أو ذكروه: «وكل ذلك خطأ وجعله في حرف الهمزة على تقدير أن يكون خطأ آخر وإنما حقه أن يكون في اللام، لأن الألف والباء إن كانت أداة الكنية فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها وقد مشى على ذلك «الدولابي» و «ابن السكن» و «ابن مندة» فذكروه في حرف اللام من الكنى، وأنكر ذلك أبو نعيم على ابن مندة فأصاب.
وهكذا جاء القسم الرابع من كل حرف في كتاب «الإصابة» نهجا جديدا فأوضح اللبس وأزال الغموض الّذي رافق الكثيرين من المصنفين، وارتفع بمستوى الكتابة في علم معرفة الصحابة إلى درجة عالية، ويمكن اعتباره مرحلة أعلى متطورة في هذا اللون من التصنيف.
وقال الأستاذ الدكتور شاكر محمود عبد المنعم:
وفي هذه المرحلة من البحث يبرز السؤال الآتي: إلى أي مدى استوعب كتاب «الإصابة» تراجم الصحابة؟
لقد ذكر ابن حجر في مقدمته الوجيزة ل «الإصابة» عددا من المصنفين في هذا الباب، وانتقد قسما منهم، فذكر ابن عبد البر وكتابه الّذي سماه «الاستيعاب» لظنه أنه استوعب ما في كتب السابقين، ومع ذلك ففاته شيء كثير، وذكر الذيول عليه، ثم ذكر كتاب «أسد الغابة» ل «ابن الأثير» وانتقده إلى أن قال: «ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد اللَّه الذهبيّ، وعلم لمن ذكر غلطا، ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب» .
وقد وقع ل «ابن حجر» كثير من الأسماء ليست في كتاب «الذهبي» ولا أصله، فجمع كتابا كبيرا في ذلك ميز فيه الصحابة من غيرهم وكما مر آنفا إلا أنه قال: «ومع ذلك فلم يحصل(1/128)
لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسماء الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرازيّ قال: توفّي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية» .
علما بأن أبا زرعة أجاب بذلك عن سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم؟
ومع هذا فجميع من في «الاستيعاب» يعني ممن ذكر فيه باسم أو كنية أو وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة واستدرك عليه ابن فتحون على شرطه قريبا من هذا العدد.
وقرأ ابن حجر بخط «الذهبي» من ظهر كتابه «التجريد» لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأى بخطه أن جميع من في «أسد الغابة» سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا.
على أن قول أبي زرعة وجد له تأييدا في رواية عن كعب بن مالك في قصة «تبوك» الواردة في الصحيحين وهي قوله: «والناس كثير لا يحصيهم ديوان» .
وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قدم عليّا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا، مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنهم راض فقال النّوويّ:
وذلك بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الرّدة والفتوح الكثير ممن لم تضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في «الفتوح» وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجة الوداع واللَّه أعلم.
على أن عدد تراجم الإصابة يزيد على 12304 بما في ذلك المكرر بسبب الاختلاف بالاسم أو الكنية أو اللقب وكذلك يشمل هذا العدد أولئك الذين ذكروا في الصحابة على سبيل الوهم.
مما تقدّم يتضح بأن ليس بمقدور أحد أن يستوعب تراجم الصحابة ولا خمس عددهم للأسباب المشار إليها آنفا.
وتجدر الإشارة إلى أن ما شهده حقل معرفة الصحابة من ظهور الاستدراكات والتذييل وبيان الأوهام على المصنفات فيه يعطي دليلا على شعور المهتمين بهذا اللون من التصنيف بأن هناك حيزا لا بد أن يملأ ولكن بعد أن نشر الحافظ ابن حجر كتاب «الإصابة» في نهاية النصف الأول من القرن التاسع الهجريّ لم تشر المصادر إلى كتاب ألف عن معرفة الصحابة، كما لم يظهر تذييل ولا استدراك على الإصابة، وهذا قد يفسر الجهد الضخم(1/129)
المبذول فيه، والاستقصاء الفريد الّذي قام به ابن حجر وقال السيوطي عند ما ذكر «الإصابة» :
«كتاب حافل، وقد اختصرته وللَّه الحمد» . وسماه حاجي خليفة: «عين الإصابة» .
وقيل وقبل أن يشرع بأبواب الكتاب التي تضم باب الأسماء وباب الكنى، وباب النساء، وباب كنى النساء ذكر ثلاثة فصول مهمة تمس الحاجة إليها بمثل تصنيفه وتقع الفصول الثلاثة في ثماني صفحات، خصص الفصل الأول منها لتعريف الصّحابي، وبيّن أصح ما وقف عليه من ذلك وهو أن الصحابي: «من لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام» .
وشرح هذا التعريف بصفحتين ونصف شرحا وافيا جاء فيه على جميع الملابسات المحتملة من حيث لقيا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو الرّواية عنه أو عدمها، ومن لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك؟ والإيمان به من الجن والإنس وماذا بشأن الملائكة؟ أو الّذي لقيه مؤمنا ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام كما ناقش الاحتمالات الأخرى إلى أن قال: «وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما ووراء ذلك أقوال أخرى شاذّة» . كما أشار إلى تعريفات أخرى.
ثم بين ما جاء عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرّجل صحابيّا، وإن لم يرد التنصيص على ذلك، وهي ثلاثة آثار:
1- أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلا الصحابة وقد استدل ابن حجر بهذا الرأي في أكثر من أربعين موضعا على أنه قال في موضع: «كانوا لا يؤمّرون في زمن الفتح إلا من كان صحابيّا، لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح «العراق» فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم «وهو الثالث» .
2- لم يبق بمكة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حجة الوداع واستدل ابن حجر بهذا الرّأي في أكثر من ستة وثلاثين موضعا، وقال في موضع:
«وقد ذكرنا غير مرّة أن من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا وهو من قريش فهو على شرط الصّحبة، لأنه لم يبق بعد «حجة الوداع» منهم أحد على الشرك وشهدوا «حجّة الوداع» مع النبي جميعا» .
وقال في موضع آخر: «ولم يبق بمكّة بعد الفتح قرشي كافرا كما مر، بل شهدوا «حجة الوداع» كلهم مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كما صرح به ابن عبد البرّ» .
وقال في موضع آخر: «وقد ذكرنا غير مرّة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكة والطائف في «حجة الوداع» أحد إلّا أسلم وشهدها» .(1/130)
وفي موضع آخر قال: «لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في «حجّة الوداع» إلا أسلم وشهدها» .
وقال أيضا: «وقد تقدّم لم يبق ب «مكة» قرشي في سنة عشر إلا شهد «حجّة الوداع» كما قال: «وقد قدّمنا غير مرّة أن من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وبقي بعده، وكان قرشيا أو حليفا لهم فقد شهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حجة الوداع» .
3- لم يبق من الأوس والخزرج في آخر عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلا من دخل الإسلام، وما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر.
واستدل ابن حجر بهذا الرأي فيما يتعلق بتراجم الأنصار خاصة في القسم الثالث من كتاب «الإصابة» .
أما الفصل الثّاني فقد جعل عنوانه: «في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيّا» .
وذلك بأشياء منها:
- أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروي عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذلك عن آحاد التابعين بناء على قبول التزكية من واحد وهو الراجح، ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي.
وحدد معنى العدالة والمعاصرة، وبين رأي الآمدي وأبي الحسن القطان، وابن عبد البر في هذين الشرطين وضرب الأمثلة لذلك.
وختم هذا الفصل بما أطلق عليه:
«ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفي فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة وهو مأخوذ من ثلاثة آثار» .
وقد ذكرنا أنّهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة وكان لا يولد مولود للصحابة إلا جاءوا به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيحنكه ويسميه، ولم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع.
أما الفصل الثّالث فقد خصصه ل «بيان حال الصّحابة من العدالة» .
وقد اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وأحال إلى الفصل الّذي كتبه الخطيب البغدادي في «الكفاية» في علم الرواية عن ثبوت عدالة الصحابة- رضوان اللَّه عليهم- بتعديل اللَّه لهم في القرآن، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بآيات كثيرة يطول شرحها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع(1/131)
ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل اللَّه له إلى تعديل أحد من الخلق.
على أنه لو لم يرد من اللَّه ورسوله فيهم شيء عن عدالتهم لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأبناء والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين القطع على تعديلهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.
هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله ولا ينتقص منهم إلا زنديق، لأن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وتجريحهم أو الانتقاص منهم يستهدف إبطال الكتاب والسنّة.
وذكر بعض الآيات والأحاديث في تفضيلهم، ومن الأخبار الدالّة على تعظيمهم عند الخلفاء الراشدين وغيرهم.
وختم الفصل بفائدة بين فيها أن أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة فذكرهم، ثم أورد قولا لابن حزم يتعلق بإمكان جمع مجلد ضخم من فتيا كل واحد منهم جزء صغير وأن في الصحابة مائة وعشرين نفسا مقلّون في الفتيا يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد البحث وهؤلاء من فقهاء الصحابة.
ونبه إلى أنه جعل على كل اسم أورده زائدا على ما في تجريد الذّهبيّ، وأصله الحرف «ز» .
وبعد تحليل مقدمة «الإصابة» أورد الحديث عن السمات الرئيسية في منهجه.
الدّقّة في التّرتيب على حروف المعجم
قسم ابن حجر «الإصابة» على أربعة أقسام في كل حرف من حروف المعجم، فحرف الألف مثلا أربعة أقسام وكذلك الباء والتاء وهلم جرا إلى الياء آخر الحروف.
وتظهر الأقسام الأربعة في أسماء وكنى الرجال وأسماء وكنى النساء مرتبة على حروف المعجم أيضا.
وفي داخل القسم الواحد من كل حرف يظهر الترتيب الهجائي مراعيا الحرف الأول والثاني والثالث والرابع في اسم المترجم، واسم أبيه واسم جده، ولم يشذ عن ذلك إلا في حالات نادرة جدا.(1/132)
وعند ما ذكر الأسماء المبدوءة ب «ذو» مثلا رتبهم على حروف المعجم بعد لفظ «ذو» .
وانتقد ابن حجر بعض من صنف في «الصحابة» لذكرهم جماعة من النساء في الكنى من غير أن يرد أن تلك الكنية موضوعة على تلك المرأة بل إذا ورد في خبر عنها أو عن غيرها أن لها ابنا اسمه «فلان» فيذكرونها بلفظ «أم فلان» .
قال ابن حجر: ومن حق ما هذا سبيله أن يقال: والدة فلان، ولا يقال «أم فلان» إلا إذا ورد أنها كنيت به، وقد كنى ابن حجر أسماءهن تبعا للمصنفين السابقين له، لكنه نبه على ذلك في كل ترجمة، ومن وضح أن لها اسما نبّه عليه أيضا، ومن ورد أن لها كنية تختص بها أعاد ترجمتها في القسم الرابع، وهذا واحد من الأسباب التي أفضت إلى التكرار في التراجم.
الضّبط بالحروف والتّعريف بالمواضع
ضبط ابن حجر الأسماء والألفاظ بالقلم في الغالب وكأنه أحس بضرورة تقييد بعضها بالحروف وخاصة أن كثيرا من الأسماء جاهلية أو غريبة تصعب قراءتها ولا يؤمن التحريف أو التصحيف فيها، على أنه لم يضبط جميع ما يحتاج إلى الضبط، ولعل ذلك يرجع إلى حرصه على الاختصار من جهة وتصنيفه كتابا في المشتبه الّذي سماه «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» والّذي انتهى من تحريره في سنة 816 هـ، وقد يشير إلى أن اللفظ المعين قد ضبطه الأمير ابن ماكولا أو غيره.
ومع ذلك فإنه قيد بالحروف بعض الأعلام والألفاظ وهي إما أن تكون أسماء في سلسلة نسب المترجم أو أسماء أو ألفاظا تمر أثناء حديثه عرضا، وقد تكون أسماء لمواضع.
وفي مواضع قليلة عرف بالأعلام البلدانية والمواضع التي يرد ذكرها في أثناء التراجم، وقد يفسر بعض الألفاظ من الناحية اللغوية أو البلاغية.
التّكرار في تراجم الإصابة
أسفرت طبيعة المنهج الّذي التزم به ابن حجر في «الإصابة» عن ظاهرتين برزتا في كتاب «الإصابة» .
الأولى: التكرار في بعض التراجم.
والثّانية: خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من التراجم أما بالنسبة لتكرار التراجم(1/133)
فذلك لأسباب عدة، منها أن ابن حجر التزم أن يذكر في القسم الأول كل من وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو عن غيره، سواء أكانت الطريق صحيحة أم حسنة أم ضعيفة أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة وبأي طريق كان، فهو يورد لذلك الترجمة في القسم الأول على هذا الأساس، ولكنه يناقش خلال ذلك الطرق وتثبت منها ويكتشف الذين ذكروا في الصحابة على سبيل الوهم، فهو يعيد ترجمة المذكور في الصحابة وهما في القسم الرابع في الغالب، ولكن إذا أدى فحصه للروايات إلى أن صحبة المترجم محتمله فإنه لا يكرر الترجمة ويكتفي بمناقشته للجوانب الضعيفة فيها.
وممّا أدى إلى التكرار أن لبعضهم اسمين أو ثلاثة أسماء قد تكون حقيقية، وقد يكون التصحيف أو التحريف أو الوهم قد وجد سبيله إلى واحد منها فصيره اثنين أو ثلاثة. فترى ابن حجر يترجمه في موضعين أو ثلاثة تبعا لتصحيفه في الحرف الّذي يبدأ به اسمه، لكنه يوضح ذلك ويحيل إلى ما أورده سابقا أو سيأتي به لاحقا مما يتعلق بالمترجم، وهنا لا بد من التوضيح أن ضبط أسماء الصحابة وأنسابهم يتطلب يقظة وحذرا أكثر من غيرهم، لأن أسماءهم لم تدوّن إلا في فترة متأخرة ناهيك بأن بعض أسمائهم أو أسماء آبائهم جاهلية وقد تكون غير مألوفة بالنسبة للمتأخرين، وهذا مما يجعل مسألة اللبس أو الوهم فيهم محتملة، وهذا ما لاحظته في دراسة «الإصابة» .
وقد يكون بعض من صنف من السابقين لابن حجر قد أفرد ترجمتين لاثنين بناء على اختلاف اسميهما وهما في الحقيقة واحد.
وفعل مثل ذلك بالنسبة للمشهورين بكناهم فترجمهم في الأسماء وفي الكنى، وأحال إلى مواضع ورود تراجمهم في الكتاب رجالا كانوا أم نساء.
وقد يترجم لصحابي مثل حذيفة بن اليمان- رضي اللَّه عنه- ولكن ورد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خاطبه باسم «خاطب» فإنه يكرر ترجمته تحت الاسمين.
وكذلك إذا ورد أن للمترجم رؤية والمشهور أنه من المخضرمين فإنه يكرر ترجمته مثل قيس بن أبي حازم الأحمسي الّذي ترجم له في القسم الثاني فيمن له رؤية وفي القسم الثالث مع المخضرمين، أو من لهم إدراك.
وقد تتكرر الترجمة حرفيّا، وقد يختلف فيها اللفظ ومخارج الحديث، وقد تقتصر الترجمة على ذكر الاسم كاملا أو الاسم والكنية فقط- كما في الترجمتين 2562، 2722- وهو في كل ذلك ينبه إلى ما تقدم أو إلى ما سيأتي لاحقا.(1/134)
ورغم ذلك فإنه لم يكرر القصص أو الحوادث التي أوردها خلال ترجمة ما مكتفيا بالإحالة إليها وتحديد موضع ذكره لها من كتابه، بل لم يكرر النسب بطوله عند ما يترجم للإخوة والأخوات أو الآباء والأبناء.
أما الظاهرة الثانية التي ظهرت في منهج الحافظ ابن حجر في كتاب «الإصابة» فهي خلوّ بعض الأقسام في بعض الحروف من التراجم.
(والأمثلة على ذلك كثيرة منها مثلا: القسم الثّاني من حرف الذال، لم يذكر فيه أحد من الرجال والقسم الثاني من حرف الظاء لم يذكر فيه أحد من الرجال) أو اقتصار عدد التراجم على ترجمة واحدة أو ترجمتين- كما في القسم الثاني من حرف الشين المعجمة- ويلاحظ أن خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من تراجم النساء وكناهن بدرجة أكبر.
فمثلا جاءت جميع الأقسام في حرف الذّال المعجمة من تراجم النساء خالية عدا ترجمة واحدة في القسم الأوّل، على حين وردت الإشارة إلى أن هذا الحرف في «الاستيعاب» خال من النساء.
الحوالات في «الإصابة»
لقد حرص ابن حجر على الاحالة إلى ما سبق ذكره وإلى ما سوف يأتي لاحقا في «الإصابة» ولا يفتأ ينبه القارئ على ذلك.
فقد يذكر طرفا من خبر أو قصّة احتاج إليه في موضع ثم يحيل إلى الموضع الّذي وردت فيه كاملة.
وعند ما يترجم ل «إبراهيم» مثلا في القسم الأول، ويوجد غيره بنفس الاسم، لكنه يقع منهجيا ضمن تراجم القسم الثاني فإنه يذكره ويشير إلى أن ترجمته تأتي في القسم الثاني وكذا فعل بالنسبة للذين يترجم لهم ضمن القسم الواحد إلا أنه رتبهم منهجيّا في الكنى- كما فعل في ترجمة إبراهيم أبو رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكر ترجمة رباح بن قصير اللخمي في القسم الأول ثم أورده في القسم الثالث وقال:
«تقدم في القسم الأول وهو من هذا القسم على الصحيح أما عن إحالته إلى التراجم التي سبقت أو التي ستأتي فهي كثيرة مما يشعر بالدّقة والاحتياط، وممّا يقوي هذا الرأي أنه يحدد الموضع الّذي يحيل إليه كأن يقول: تقدّم في أكثم» من القسم الثالث أو يأتي في عديد أو عفيف، أو قوله عن النجاشي ملك الحبشة: «اسمه أصحمة تقدم في حرف الألف» ، أو عن قرظة بن عبد القرشي قال: «ينظر في ترجمة ابنته فاختة زوج معاوية في كتاب النساء» أو(1/135)
يأتي في حرف النون في ترجمة والده بعد أن ذكر اسمه أو كقوله «ووقع ذكر الشريد من بني سليم في شعر هوذة الآتي ذكره في حرف الهاء» .
وفي ترجمة سويبق بن حاجب بن الحارث قال: «وهو سبيع الّذي تقدّم ذكره ولم ينبه عليه» .
وفي تراجم الإخوة والأخوات والآباء والأبناء ذكر النسب في موضع واحد وأحال عليه.
وإذا سبق في التراجم اسم بشكل عرضي فإنه يحيل إلى ترجمته ويبين موضعها، وكذلك الحديث أو الرواية المتشابهة، كما استعمل في الإحالة عبارات مثل: «سيأتي في القسم الثالث» ، أو سأوضح ... ذلك في العبادلة» أو «قد مضى القول فيه في القسم الأوّل» .
وأحال إلى بعض مصنفاته مثل شرح البخاري «فتح الباري» وكتاب «الأوائل» و «تعليق التعليق» و «لسان الميزان» و «أسباب النزول» و «تهذيب التهذيب» وكتاب «المعمرين» و «العشرة العشارية» و «الأربعين المتباينة» وكتاب «معرفة المدرج والبناء الجليل بحكم بلد الخليل» و «مبهمات القرآن» وبعض الأجزاء المفردة.
وجميع هذه الإحالات توضح حرصه على الاختصار، لأنه يذكر طرفا من الحديث أو القصة أو الخبر ثم يشير إلى أنه قد استوفاه في مصنف آخر.
اعتماد الحافظ ابن حجر على مؤلّفات من سبقه في كتابه «الإصابة»
وقف ابن حجر في نهاية تطور طويل لعلم معرفة الصحابة وقد سبقه عدد كبير من المصنفين في هذا الباب، وأشار هو في مقدمة كتابه، «الإصابة» إلى سبعة وعشرين منهم، ثم قال: «وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم» وكان ذلك إلى أوائل القرن السابع الهجريّ ثم ظهرت مصنفات أخرى كثيرة، فاستفاد ابن حجر من المصنفات السابقة له في هذا الباب، سواء أكانت خاصة بالصحابة أم تحدثت عنهم بشكل عرضي في المصنفات الخاصة بالعلوم والآداب المختلفة، على أنه اقتبس من موارد تزيد على ستين مصنفا منفردا عن الصحابة وأغلبها تملك حق روايتها بالسماع وبالإجازة الخاصة كما يبين ذلك في كتابه «المعجم المفهرس» و «المعجم المؤسس» .(1/136)
وقد بذل جهدا عظيما في استقصاء أسماء الصحابة من المصنفات وتخريج تراجمهم بصرف النظر عن كون المصنفات موثقة أو ضعيفة، وفي أي فرع كانت من فروعه المعرفة وذلك بسبب التقسيم الّذي ابتكره، وتخصيصه القسم الرابع من كل حرف لتراجم الذين ذكروا على سبيل الوهم في الصحابة، فجمع مادة كتابه من المصنفات والأجزاء الحديثية والنسخ، وحواشي الكتب والتعليقات، وكل ما يخطر على البال.
على أنه انتقد المصادر التي اعتمد عليها، وبين جوانب الضعف والقوّة فيها كما نقد الأسانيد والروايات فهو يورد الرواية الضعيفة أحيانا ليستدل بها على عنصر من عناصر الترجمة كوفاة صاحبها مثلا فيقول: «وهذه الرواية وإن كان فيها خطأ في التسمية لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم واللَّه أعلم» .
وذكر حديثا ثم قال: «وفي سنده الواقدي وهو واه» أو كقوله: «رواه الواقديّ وهو كذّاب» .
وعند ما يقتبس من ابن سعد صاحب «الطبقات» يقول: «روى ابن سعد بسند فيه الواقديّ» وقد كرر ذلك كثيرا خلال اقتباسه من كتاب «الطبقات» واقتبس من كتاب «الضعفاء» ومن نسخ وأجزاء اشتملت على أحاديث موضوعة، ولكن لغرض مناقشتها والتنبيه عليها.
ويبين وجه الوهم ومن الّذي وهم فيه؟ كما في ترجمة «ديلم الحميري» 2412 ثم سبب الوهم، فهو لا يكتفي بالإشارة إليه فقط، وللاستدلال على ذلك يمكن الرجوع إلى تراجم القسم الرابع من كل حرف ولقد بيّن أوهام عدد من العلماء الأفذاذ مثل محمد بن إسحاق المطلبي، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي حاتم محمد بن عمر بن إدريس الرازيّ، وعبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة، وعبد اللَّه بن محمد المروزي الملقب عبدان، وأبي القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي، وأبي القاسم الطبراني، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عبد اللَّه الحاكم النيسابورىّ وأبي نعيم الأصبهاني، وأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي وأبي عمر بن عبد البر، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي موسى المديني، وأبي الحسن بن الأثير، وأبي عبد اللَّه الذهبي وغيرهم كثير.
تلك نماذج قليلة لتوضيح بعض ما صحح ابن حجر من أوهام الذين سبقوه، وهم أفذاذ لهم مكانتهم المرموقة في أعصارهم، وفي هذا دلالة بيّنة على رسوخ قدمه وسعة أفق تفكيره.
فذكر ما قاله البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى وابن الأثير وقال: «وقد تم(1/137)
الوهم عليهم جميعا، وسببه أن الإسناد الّذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر واسم الصحابي.. إلخ» .
وفي موضع آخر أورد رأي جعفر المستغفري ثم قال: هكذا أورده أبو موسى وهو وهم ابتدأ به جعفر وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب وقلّده الذهبي» ثم بين وجه ذلك الوهم.
وأشار إلى أنواع من الأخطاء منها ما يتعلق بالتحريف والتصحيف، وهذا ما يبرز بوضوح في تراجم القسم الرابع من كل حرف، ومنها ما يتعلق بقراءة الاسم كأن يكون أحد المصنفين قرأه بالجر وهو بالرفع، وبنى على قراءته المغلوطة حكما يستوجب التصحيح.
وقد بيّن تناقض الروايات وتدافعها، وميز الروايات الشاذّة التي تفرد بها شخص معين وذكره بالاسم، وأزال بعض الإشكال الوارد في الروايات.
ورد أحكاما لابن الفرضيّ على ابن وهب في رواية حديث الخليطين، وتحريم المسكر، ولابن الأثير على الشعبي في رواية أخبار المختار الثقفي، ولابن عبد البرّ في حديث زعم أنه مضطرب، وليس كما قال، لأن «شرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف» .
كما تعقب كثيرا من المصنفين، فمثلا في ترجمة سويد بن حنظلة قال قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث، فقال ابن حجر: «قلت:
أخرجه أبو داود وابن ماجة ولفظه: «المسلم أخو المسلم» [ (1) ] :
وقال ابن عبد البرّ، لا أعلم له نسبا، قال ابن حجر: «قلت: قد زعم ابن حبان أنه جعفي..» .
وفي ترجمة شطب المدود ذكر سؤاله للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم أورد رأي ابن السكن في أن الحديث المشار إليه لم يروه غير أبي نشيط فقال ابن حجر «وهو حصر مردود» .
ثم بين من أخرجه.
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 257 كتاب المظالم باب لا يظلم المسلم. حديث رقم 2442، 9/ 40 كتاب الإكراه باب يمين الرجل لصاحبه.. حديث 6951 ومسلم في الصحيح 4/ 1986 كتاب البر والصلة والآداب (45) باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله (10) حديث رقم (32/ 2564) - وأبو داود في السنن 2/ 244 كتاب الأيمان والنذور باب المعاريض من الأيمان حديث رقم 3256 وابن ماجة في السنن 1/ 685 كتاب الكفارات (11) باب من ورى في يمينه (14) حديث رقم 2119 وأحمد في 2/ 68، 91، 277، 311، 3/ 491، 5/ 24، 25 وأبو نعيم في الحلية 2/ 95- وذكره المنذري في الترغيب 3/ 237، 389.(1/138)
وقال في موضع من الإصابة:
قال البغويّ وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين لكنه قال: وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزّار ... وله رابع، قال البخاري في تاريخه ...
ويسترسل أحيانا بذكر القصة أو الخبر ومن أخرجها من المصنفين، وقد تكون القصة واحدة لواحد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه، فتراه يشير إلى هذه الأوجه، وقد يورد قصصا ثم يبين التغاير بينها فيظهر فيها الإشكال ثم يناقشها ويرجح ما استطاع.
وفي ترجمة عروة بن مسعود الثقفي أشار إلى ترجمة ابن عبد البر له وقوله بأنه شهد الحديبيّة وهو كذلك غير أن ابن حجر قال: «لكن في العرف إذا أطلق على الصحابي أنه شهد غزوة كذا يتبادر أن المراد أنه شهدها مسلما فلا يقال: شهد معاوية بدرا، لأنه لو أطلق ذلك ظن من لا خبرة له لكونه عرف أنه صحابي أنه شهدها مع المسلمين» .
وعند ما ذكر أبا بشر السّلمي وساق حديثا أشار إلى أن أبا موسى ذكر أنه- أي الحديث- مشهور عن أبي اليسر ثم قال: «قال: لكن مخرج الحديث مختلف وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدد الرّاوي بخلاف ما إذا اتحدت ولا مانع أن يروى الحكم عن صحابيين وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد واللَّه أعلم.
وناقش الأحاديث سندا ومتنا وبين درجتها، وقد يحيل إلى أن بيان علة الحديث في مكانه غير الّذي ذكره فيه من كتابه ونقد طرق الأحاديث.
واستعمل عبارات للتوهية والتضعيف كقوله: واهي الحديث، أو ضعيف، أو هالك، واستل أحيانا بعض الضعفاء من السند مشيرا إليهم بالضعف، وبين الاختلال أو الاضطراب في بعض الأسانيد ككل.
وناقش صحبة الصحابي كما في مناقشته لصحبة مروان بن الحكم، وقد يناقش الصحبة مناقشة طويلة ثم يقول: «فما أدري أله صحبة أم لا» .
وفي ترجمة رحضة الغفاريّ أبدى بعض التحفظ في إثبات صحبته وقال: «لا أعرف لأبي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف وقد ثبت في صحيح البخاري، عن عمر ما يدلّ على أن لابن خفاف صحبة، فإن ثبت ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في تسعة لهم صحبة، رحضة وابن إيماء وابن خفاف فهم نظير ابن أسامة بن زيد بن حارثة، وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع ... » .(1/139)
وقد يسوق حديثا في أثناء الترجمة ثم يقول: «ليس في سياق الحديث ما يدل على صحبته» كأن يكون الحديث مرسلا أو يعتمد على المصنفين السابقين بذكر حديثين في الترجمة الواحدة وليس في واحد منهما تصريح بسماعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولا بوفادته.
ثم ناقش رأي بعض المتقدّمين عن إبراهيم بن سيد البشر صلّى اللَّه عليه وسلم «أنه لو عاش لكان نبيّا» فوصفه بأنه باطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم ثم قال:
«وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا تظن بالصحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه واللَّه أعلم» .
وكثيرا ما استعمل عبارة واللَّه أعلم أو العلم عند اللَّه تعالى.
ودلت مناقشاته للأنساب على معرفة كبيرة بها، كما نقد أحيانا الشعر الّذي يورده فيبين من أين استقى الشاعر معانيه وأوضح بعد ألفاظه وبين أبلغها.
وإذا ما كان ابن حجر قد اعتمد على المصنفات السابقة وأثبت بالأدلة الذين ذكروا فيها على أنهم صحابة وليسوا كذلك فإنه أضاف قائمة جديدة من الصحابة أو أسمائهم وقعت له بالتتبع غابت عن أذهان الكثيرين، كأن يكون الاسم ورد في شعر أو في قصّة أو لم يذكروه في الصحابة وهو على شرطهم، أو لا رواية له لكونه شهد فتح مصر أو لا رواية له إنما استخرج من المغازي أو لم ير من ذكره في الصحابة إلا أنه وجد ما يدل على ذلك بقراءته في كتاب «الأمثال» للمفضل الضّبي، أو في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعيّ شيخ المراوزة أو في تاريخ جمعه العباس بن محمد الأندلسي للمعتصم بن صمادح أو في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري كما في الترجمة 2624 ز أو استنتج ما يدل على كون المترجم صحابيّا وأغفلوا ذكره في الصحابة.
واقتصر بعض المصنفين السابقين (ابن حجر) في الصحابة على ذكر بعض الصحابة أو الصحابيات مع بعضهم لعلاقة ما تربطهم على حين أفرد هو لهم تراجم مستقلّة.
تلك أمثلة توضيحية فقط، لكنه استعان في إثبات صحبة الصحابي بما يمكن أن نسميه قواعد هي في حقيقتها ثلاثة آثار أشار إليها في الفصل الثالث من مقدمته للإصابة، وقد تقدّم الحديث عنها. وهي:
1- كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة، ومن تتبع الأخبار الواردة في «الردّة» والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الأول.(1/140)
2- كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضا وهم من القسم الثّاني.
3- لم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع.. ويعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، وأن الأنصار لم يكن منهم لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد إلا أسلم.
ولذلك فإنه استعان بهذه القواعد في تحديد صحبة الصحابي، وأشار إلى ذلك كثيرا في تضاعيف كتابه الإصابة، ونبه إلى صحابة لم يترجم لهم المصنفون السابقون له من قبل.
إن هذه الإضافات أو الاستدراكات تعطي للإصابة- مع غيرها- صفات الإبداع بلا شك.(1/141)
وصف نسخ الكتاب ومنهج التحقيق
اعتمدنا في نص الكتاب على النسخ الآتية:
الأولى: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (229) مصطلح حديث طلعت، تقع في خمسة أجزاء مسطرتها (29) سطرا ورمزنا لها بالرمز (أ) .
الثانية: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (14) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء بها ينص في مواضع منها مسطرتها (31) سطرا رمزنا لها الرمز (ب) .
الثالثة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (12) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء مسطرتها (33) سطرا رمزنا لها بالرمز (ج) .
الرابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (8225) حديث، مكتوبة بخط واضح، تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (د) .
الخامسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (316) تاريخ تيمور، مسطرتها (35) سطرا، تقع في مجلدين رمزنا لها برمز (ت) .
السادسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (398) تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (ع) .
السابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1358) تقع في مجلدين تقع في مجلدين، رمزنا لها بالرمز (هـ) .
الثامنة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1191) مسطرتها (25) سطرا مكتوبة بخط مغربي، الموجود منها جزء واحد، رمزنا لها بالرمز (م) .
التاسعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (646) مسطرتها (32) سطرا، ورمزنا لها بالرمز (ل) .(1/143)
وبعد فقد اعتمدنا أيضا على مطبوعتين:
الأولى: طبعة دار نهضة مصر.
الثانية: طبعة مطبعة السعادة.
وبعد مقابلة النسخ وإثبات فروقها غالبا قمنا بالآتي:
1- عزو الآيات إلى مواضعها.
2- تخريج الأحاديث ودرنا في ذلك على متن الحديث.
3- توثيق التراجم.
4- شرح للمعاني اللغوية بالرجوع إلى مصادر اللغة.
5- توثيق الأشعار مع ذكر بحر كل بيت.
6- الضبط الكامل للأحاديث والأشعار.
7- الكلام على البلدان المذكورة في النص.
8- وضع فهارس عامة للكتاب.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين.(1/144)
مقدمة
[قال شيخنا الإمام شيخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، حافظ العصر وممليه، وحامل لواء السنّة فيه، إمام المعدلين والمخرجين: أبو الفضل شهاب الدّين أحمد بن عليّ ابن محمّد بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن حجر العسقلانيّ الشّافعيّ. أبقاه اللَّه [ (1) ] في خير وعافية] [ (2) ] .
الحمد للَّه الّذي أحصى كلّ شيء عددا، ورفع بعض خلقه على بعض، فكانوا طرائق قددا، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك ولا يكون أبدا، وأشهد أن [ (3) ] محمدا عبده ورسوله وصفيّه [ (4) ] وخليله. أكرم به عبدا سيّدا، وأعظم به حبيبا مؤيدا، فما أزكاه أصلا ومحتدا، وأطهره مضجعا ومولدا، وأكرمه أصحابا، كانوا نجوم الاهتداء، وأئمة الاقتداء، صلى اللَّه عليه وعليهم صلاة خالدة [ (5) ] ، وسلاما مؤبّدا [وسلّم تسليما] [ (6) ] .
أما بعد، فإن من أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبويّ، ومن أجلّ معارفه تمييز أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ممن خلف بعدهم.
وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيف [ (7) ] بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم، فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد اللَّه البخاريّ: أفرد في ذلك تصنيفا، ينقل منه أبو القاسم البغويّ وغيره، وجمع أسماء الصحابة مضموما إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه، كخليفة بن خيّاط، ومحمّد بن سعد، ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان، وأبي بكر ابن أبي [ (8) ] خيثمة، وصنف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البغويّ، وأبي بكر بن أبي
__________
[ (1) ] في د تعالى.
[ (2) ] ما بين المعقوفين سقط في أ، ج، ت، هـ.
[ (3) ] في ت سيدنا.
[ (4) ] في أ، د وحبيبه.
[ (5) ] سقط في هـ.
[ (6) ] سقط في أ، ب، ج، هـ.
[ (7) ] في د في تصانيف.
[ (8) ] سقط في أ، د.(1/153)
داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثم كأبي عليّ بن السّكن، وأبي حفص بن شاهين، وأبي منصور الماورديّ، وأبي حاتم بن حبّان، وكالطّبرانيّ ضمن معجمه الكبير، ثم كأبي عبد اللَّه بن مندة، وأبي نعيم، ثم كأبي عمر بن عبد البرّ، وسمّى كتابه «الاستيعاب» ، لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله، ومع ذلك ففاته شيء كثير، فذيّل عليه أبو بكر بن فتحون ذيلا حافلا، وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة، وذيل أبو موسى المديني على ابن مندة ذيلا كبيرا.
وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسّر حصرهم ممن صنف في ذلك أيضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع، فجمع عزّ الدّين بن الأثير كتابا حافلا سماه «أسد الغابة» جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة، إلا أنه تبع من قبله، فخلط من ليس صحابيا بهم، وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم، ثم جرّد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد اللَّه الذّهبيّ، وعلم لمن ذكر غلطا [ (1) ] ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب.
وقد وقع لي بالتّتبّع كثير من الأسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما، فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا [من ذلك] [ (2) ] جميعا الوقوف [ (3) ] على العشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرّازيّ، قال: توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية.
قال ابن فتحون في ذيل «الاستيعاب» - بعد أن ذكر ذلك: أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرّواة خاصة، فكيف بغيرهم؟ ومع هذا فجميع من [في الاستيعاب يعني ممن [ (4) ] ذكر فيه] [ (5) ] باسم أو كنية [ (6) ] ، وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة، وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكره.
قلت: وقرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتابه «التجريد» : لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأيت بخطه أنّ جميع من [في «أسد الغابة» سبعة آلاف] [ (7) ] وخمسمائة [وأربعة وخمسون نفسا] [ (8) ] .
__________
[ (1) ] في د غلط.
[ (2) ] سقط في ج.
[ (3) ] في ج من له الوقوف.
[ (4) ] في ج بمن.
[ (5) ] ما بين المعقوفين بياض في ت.
[ (6) ] في أكنيته.
[ (7) ] ما بين المعقوفين بياض في ت.
[ (8) ] سقط في أ، د.(1/154)
ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في [الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة] [ (1) ] تبوك: والناس كثير لا يحصيهم ديوان.
وثبت عن الثّوريّ فيما [أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه [ (2) ] ، قال:] [ (3) ] من قدّم عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا [مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنهم راض،] [ (4) ] فقال النووي: وذلك بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردّة والفتوح- الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة.
وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجّة الوداع. واللَّه أعلم.
وقد كثر سؤال جماعة من الإخوان في تبييضه، فاستخرت اللَّه تعالى في ذلك، ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه:
فالقسم الأول- فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه، أو عن غيره، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام، ثم بدا لي أن أجعله [ (5) ] قسما واحدا، وأميّز ذلك في كل ترجمة.
القسم الثاني: من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لبعض الصحابة [ (6) ] من النساء والرجال، ممن مات صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في دون سن التمييز، إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق، لغلبة الظنّ على أنه صلّى اللَّه عليه وسلم رآهم لتوفّر [ (7) ] دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنّكهم ويسمّيهم ويبرّك عليهم، والأخبار بذلك كثيرة شهيرة: ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلّى اللَّه عليه وعلى آله وسلم «كان يؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم» [ (8) ] .
__________
[ (1) ] بياض في ت.
[ (2) ] سقط في ج.
[ (3) ] بياض في ت.
[ (4) ] بياض في ت.
[ (5) ] في ج أجمعه.
[ (6) ] في د أصحابه.
[ (7) ] في أ، د لتوفير.
[ (8) ] أخره مسلم في الصحيح 1/ 237 عن عائشة كتاب الطهارة (2) باب حكم بول للطفل الرضيع وكيفية(1/155)
وأخرجه الحاكم في كتاب «الفتن» [ (1) ] في المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف قال: ما كان يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فدعا له- الحديث. وأخرج ابن شاهين [ (2) ] في كتاب الصحابة في ترجمة محمد بن طلحة بن عبد اللَّه من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة [ (3) ] عن ظئر محمد بن طلحة، قال: لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليحنّكه ويدعو له، وكذلك كان يفعل بالصبيان [ (4) ] ، لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الأول.
القسم الثالث- فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا، وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاق من أهل العلم بالحديث، وإن كان بعضهم قد ذكر بعضهم في كتب معرفة الصحابة فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة، لا أنهم من أهلها.
وممن أفصح بذلك ابن عبد البرّ، وقبله أبو حفص بن شاهين، فاعتذر عن إخراجه ترجمة النجاشي بأنه صدق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في حياته وغير ذلك، ولو كان من هذا [ (5) ] سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار.
وغلط من جزم في نقله عن ابن عبد البر بأنه يقول بأنهم صحابة، بل مراد ابن عبد البر بذكرهم واضح في مقدمة كتابه بنحو مما [ (6) ] قررناه، وأحاديث هؤلاء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث، وقد صرح ابن عبد البر نفسه بذلك في التمهيد وغيره من كتبه.
القسم الرابع- فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط، وبيان ذلك
__________
[ () ] غسله (31) حديث رقم (101/ 286) وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 378، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 4150.
[ (1) ] في ج، د من.
[ (2) ] في أ، د وروينا.
[ (3) ] في ج الطلحة.
[ (4) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 52 عن ظئر محمد بن طلحة وقال رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك.
[ (5) ] في ج من كان هذا.
[ (6) ] في د ما.(1/156)
البيان الظاهر الّذي يعوّل عليه على طرائق أهل الحديث، ولم أذكر فيه إلا ما كان الوهم فيه بيّنا. وأما مع احتمال عدم الوهم فلا، إلّا أن كان ذلك الاحتمال يغلب على الظن بطلانه.
وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه [من هذا] [ (1) ] الفن اللبيب الماهر.
واللَّه تعالى أسأل أن يعين على إكماله، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ويجازيني به خير الجزاء في دار إفضاله، إنه قريب مجيب.
وقبل الشروع في الأقسام المذكورة أذكر فصولا مهمّة يحتاج إليها في هذا النوع.
__________
[ (1) ] سقط في ج.(1/157)
الفصل الأول في تعريف الصحابي
وأصحّ ما وقفت عليه من ذلك [أن] [ (1) ] الصحابيّ: من لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى.
ويخرج بقيد «الإيمان» من لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى.
وقولنا: «به» يخرج من لقيه مؤمنا بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة. وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنه سيبعث أو لا يدخل؟ محلّ احتمال. ومن هؤلاء بحيرا الراهب ونظراؤه.
ويدخل في قولنا: «مؤمنا به» كلّ مكلف من الجن والإنس، فحينئذ يتعيّن ذكر من حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور. وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة فليس بمنكر لما ذكرته.
وقد قال ابن حزم في «كتاب الأقضية» من «المحلّى» : من ادّعى الإجماع فقد كذب على الأمة، فإن اللَّه تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فهم صحابة فضلاء، فمن أين للمدّعي إجماع أولئك؟.
وهذا الّذي ذكره في مسألة الإجماع لا نوافقه عليه، وإنما أردت نقل [ (2) ] كلامه في كونهم صحابة.
وهل تدخل الملائكة؟ محلّ نظر، قد قال بعضهم: إن ذلك يبنى على أنه هل كان مبعوثا إليهم أم لا؟ وقد نقل الإمام فخر الدين في أسرار التنزيل الإجماع على أنه صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة، ونوزع في هذا النقل، بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلا إليهم. واحتج بأشياء يطول شرحها. وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى.
وخرج بقولنا: «ومات على الإسلام» من لقيه مؤمنا به ثم ارتدّ، ومات على ردّته
__________
[ (1) ] سقط في د.
[ (2) ] في د نقل.(1/158)
والعياذ باللَّه. وقد وجد من ذلك عدد يسير، كعبيد اللَّه بن جحش الّذي كان زوج أم حبيبة، فإنه أسلم معها، وهاجر إلى الحبشة، فتنصّر هو ومات على نصرانيته. وكعبد اللَّه بن خطل الّذي قتل وهو متعلّق بأستار الكعبة، وكربيعة بن أميّة بن خلف على ما سأشرح خبره في ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء.
ويدخل فيه من ارتدّ وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به صلّى اللَّه عليه وسلم مرة أخرى أم لا، وهذا هو الصحيح المعتمد.
والشقّ الأول لا خلاف في دخوله. وأبدى بعضهم في الشق الثاني احتمالا، وهو مردود لإطباق أهل الحديث على عدّ الأشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه في الصحاح والمسانيد، وهو ممن ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر.
وهذا التعريف مبنيّ على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري، وشيخه أحمد ابن حنبل، ومن تبعهما، ووراء ذلك أقوال أخرى شاذّة، كقول من قال: لا يعدّ صحابيا إلّا من وصف بأحد أوصاف أربعة: من طالت مجالسته، أو حفظت روايته، أو ضبط أنه غزا معه، أو استشهد بين يديه، وكذا من اشترط في صحة الصحبة بلوغ الحلم، أو المجالسة ولو قصرت.
وأطلق جماعة أنّ من رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم [فهو صحابي. وهو محمول على من بلغ سنّ التمييز، إذ من لم يميز لا تصحّ نسبة الرؤية إليه. نعم يصدق أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رآه فيكون صحابيا من هذه الحيثية، ومن حيث الرواية يكون تابعيا، وهل يدخل من رآه ميتا قبل أن يدفن كما وقع ذلك لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر؟ إن صح محل نظر. والراجح عدم الدخول. ومما جاء عن الأئمة من الأقوال [ (1) ] المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابيا وإن لم يرد التنصيص على ذلك- ما أورده ابن أبي شيبة في «مصنّفه» من طريق لا بأس به، أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلا الصحابة. وقول ابن عبد البر: لم يبق بمكة [ (2) ] ، ولا الطائف [ (3) ] أحد
__________
[ (1) ] في أ، د الأفعال.
[ (2) ] مكة: علم على جميع البلدة وهي البلدة المعروفة المعظمة المحجوجة غير مصروفة للعلمية والتأنيث وقد سماها اللَّه تعالى في القرآن أربعة أسماء مكة، والبلدة، والقرية، وأم القرى قال ابن سيده: سميت مكة لقلة مائها وذلك أنهم كانوا يمكون الماء فيها أي يستخرجونه وقيل: لأنها كانت تمك من ظلم فيها أي تهلكه وأما بكة بالباء ففيها أربعة أقوال. أحدها: أنهم اسم لبقعة البيت والثاني: أنها ما حول البيت ومكة ما وراء ذلك والثالث أنها اسم للمسجد والبيت ومكة للحرم كله والرابع: أن مكة هي بكة قاله الضحاك واحتج بأن الباء والميم يتعاقبان يقال سمد رأسه وسبده وضربه لازم ولازب. انظر: المطلع/ 186، 187.
[ (3) ] الطائف: بعد الألف همزة مكسورة ثم فاء: كانت تسمّى قديما وج وسميت الطائف لما أطيف عليها(1/159)
في سنة عشر إلا أسلم، وشهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع. ومثل ذلك قول بعضهم في الأوس والخزرج: إنه لم يبق منهم في آخر عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلّا من دخل في الإسلام، وما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر. واللَّه أعلم.
الفصل الثاني في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا
وذلك بأشياء: أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروى عن آحاد [ (1) ] من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذا عن آحاد التابعين، بناء على قبول التزكية من واحد، وهو الراجح ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي.
أما الشرط الأول- وهو العدالة- فجزم به الآمديّ وغيره، لأن قوله قبل أن تثبت عدالته: أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك- يلزم من قبول قوله إثبات عدالته، لأن الصحابة كلهم عدول، فيصير [ (2) ] بمنزلة قول القائل: أنا عدل، وذلك لا يقبل.
وأما الشرط الثاني- وهو المعاصرة- فيعتبر بمضيّ مائة سنة وعشر سنين من هجرة [ (3) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم،
لقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في آخر عمره لأصحابه: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن هو اليوم عليها أحد» . رواه البخاريّ، ومسلم من حديث ابن عمر.
زاد مسلم من حديث جابر أن ذلك كان قبل موته صلّى اللَّه عليه وسلم بشهر. ولفظه:
سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: «أقسم باللَّه، ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حيّة يؤمئذ» [ (4) ] .
__________
[ () ] الحائط وهي ناحية ذات نخيل وأعناب ومزارع وأودية وهي على ظهر جبل غزوان وبها عقبة مسيرة يوم للطالع من مكة ونصف يوم للهابط إلى مكة يمشي فيها ثلاثة أجمال بأحمالها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 877.
[ (1) ] في د آحاد الصحابة.
[ (2) ] في أ، د فيكون.
[ (3) ] في أ، وفاة.
[ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1966 عن جابر بلفظ متقارب كتاب فضائل الصحابة (44) باب قوله صلّى اللَّه عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم حديث رقم (217/ 2537، 218/ 2538، 219/ 2539، 220/ 2539)
وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 499 عن جابر عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال ما من(1/160)
ولهذه النكتة لم يصدق الأئمة أحدا ادعى الصحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ادعاها جماعة فكذّبوا، وكان آخرهم رتن الهندي على ما سنذكر تراجمهم كلهم في القسم الرابع، لأن الظاهر كذبهم في دعواهم على ما قررته.
ثم من لم يعرف حاله إلا من جهة نفسه فمقتضى كلام الآمديّ الّذي سبق ومن تبعه ألا تثبت صحبته. ونقل أبو الحسن بن القطّان فيه الخلاف ورجّح عدم الثبوت. وأما ابن عبد البر فجزم بالقبول بناء على أن الظاهر سلامته من الجرح، وقوي ذلك بتصرف أئمة الحديث في تخريجهم أحاديث هذا الضرب في مسانيدهم. ولا ريب في انحطاط رتبة من هذا سبيله عمن مضى. ومن صور هذا الضرب أن يقول التابعي: أخبرني فلان [مثلا] [ (1) ] أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول، سواء أسماء أم لا. أما إذا قال أخبرني رجل، مثلا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بكذا فثبوت الصحبة بذلك بعيد، لاحتمال الإرسال. ويحتمل التفرقة بين أن يكون القائل من كبار التابعين، فيرجح القبول، أو صغارهم فيرجح الرد. ومع ذلك فلم يتوقف من صنّف في الصحابة في إخراج من هذا سبيله في كتبهم. واللَّه تعالى أعلم [ (2) ] .
ضابط: [ (3) ] يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: الأول: أخرج [ابن أبي شيبة] [ (4) ] من طريق قال: كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة، فمن تتبع الأخبار الواردة في الردّة والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الأول.
الثاني: أخرج الحاكم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود. إلا أتي به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضا، وهم من القسم الثاني.
[الثالث] [ (5) ] : وأخرج [ابن عبد البر] [ (6) ] من طريق [....] [ (7) ] قال: لم يبق بمكة والطائف [أحد في سنة عشر] [ (8) ] إلّا أسلم، وشهد حجة الوداع. هذا وهم في نفس الأمر
__________
[ () ] نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة عام وهي حية يومئذ.
قال الحاكم قد أخرج مسلم هذا الحديث بهذا الإسناد في الصحيح ووافقه الذهبي.
[ (1) ] سقط في د.
[ (2) ] في د واللَّه تعالى أعلم.
[ (3) ] هذا الضابط كله سقط في أ، د.
[ (4) ] بياض في هـ.
[ (5) ] سقط في ج، هـ.
[ (6) ] ، (7) ، (8) بياض في ج، هـ.(1/161)
عدد لا يحصون، لكن يعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، فيلحق بالقسم الأول أو الثاني لحصول رؤيتهم بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وإن لم يرهم هو. واللَّه أعلم.
الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة
اتفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة.
وقد ذكر الخطيب في «الكفاية» فصلا نفيسا في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل اللَّه لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110] . وقوله: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [البقرة:
143] . وقوله: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح: 18] . وقوله: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة: 100] . وقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال: 64] . وقوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ...
إلى قوله: إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 8: 10]- في آيات كثيرة يطول ذكرها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل اللَّه له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من اللَّه ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد، ونصرة الإسلام. وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأبناء [ (1) ] ، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين- القطع على تعديلهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.
هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله.
ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرّازيّ، قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حقّ، والقرآن حق، وما جاء به حق،
__________
[ (1) ] في ج، هـ الأولاد.(1/162)
وإنما أدى إلينا ذلك كلّه الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا] [ (1) ] ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة. انتهى.
والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة، من أدلها على المقصود
ما رواه الترمذي وابن حبان في «صحيحه» ، من حديث عبد اللَّه بن مغفّل، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّه اللَّه في أصحابي لا تتّخذوهم غرضا، فمن أحبّهم فبحبي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه، ومن آذى اللَّه فيوشك أن يأخذه»
[ (2) ] .
وقال أبو محمّد بن حزم: الصحابة كلّهم من أهل الجنة قطعا، قال اللَّه تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى [الحديد: 10] . وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ [الأنبياء: 101] . فثبت أن الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار، لأنهم المخاطبون بالآية السابقة.
فإن قيل: التقييد بالإنفاق والقتال يخرج من لم يتصف بذلك، وكذلك التقييد بالإحسان في الآية السابقة، وهي [ (3) ] قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ [التوبة: 100] الآية- يخرج من لم يتصف بذلك، وهي من أصرح ما ورد في المقصود، ولهذا قال المازري في «شرح البرهان» : لسنا نعني بقولنا:
الصحابة عدول- كلّ من رآه صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم يوما ما، أو زاره لماما [ (4) ] ، أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كثب، وإنما نعني به الذين لازموه وعزّروه ونصروه، واتبعوا النور الّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. انتهى.
والجواب عن ذلك أن التقييدات المذكورة خرجت مخرج الغالب، وإلا فالمراد من اتصف بالإنفاق والقتال بالفعل أو القوّة. وأما كلام المازري فلم يوافق عليه، بل اعترضه
__________
[ (1) ] من أول وأطلق جماعة أن من رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى هنا سقط في ب، ت.
[ (2) ] أخرجه الترمذي في سننه 5/ 653 كتاب المناقب باب 58 في فضل من بايع تحت الشجرة حديث رقم 3862 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأحمد في المسند 5/ 54، 57. وأبو نعيم في الحلية 8/ 287، وابن حبان في صحيح حديث رقم 2284، وابن عدي في الكامل 4/ 1485 وابن حجر في لسان الميزان 3/ 1269.
[ (3) ] سقط في هـ.
[ (4) ] في ج لحالة.(1/163)
جماعة من الفضلاء. وقال الشيخ صلاح الدين العلائي: هو قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة، كوائل بن حجر، ومالك بن الحويرث، وعثمان بن أبي العاص، وغيرهم، ممن وفد عليه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف، وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد، ولم يعرف مقدار إقامته من أعراب القبائل. والقول بالتعميم هو الّذي صرح به الجمهور، وهو المعتبر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد كان تعظيم الصحابة- ولو كان اجتماعهم به صلّى اللَّه عليه وسلم قليلا- مقررا عند الخلفاء الراشدين وغيرهم، فمن ذلك ما قرأت في كتاب «أخبار الخوارج» تأليف محمد بن قدامة المروزي بخط بعض من سمعه منه [ (1) ] في سنة سبع وأربعين ومائتين، قال: حدثنا علي بن الجعد، حدثنا زهير- هو الجعفي- عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي، قال: كنت عند أبي سعيد الخدريّ، وقرأت على أبي الحسن علي بن أحمد المرادي بدمشق [ (2) ] ، عن زينب بنت الكمال سماعا، عن يحيى بن القميرة، إجازة، عن شهدة الكاتبة سماعا. قالت:
أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي يعقوب بن شيبة. حدثنا محمد بن سعيد القزويني أبو سعيد، حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، عن الأسود- يعني ابن قيس- عن نبيح- يعني العنزي- عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كنا عنده وهو متّكئ، فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجل معاوية، فاستوى أبو سعيد الخدريّ جالسا، ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فكنّا في رفقة فيها أبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات، وفيهم امرأة حبلى، ومعنا رجل من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: أيسرّك أن تلدي غلاما؟ قالت: نعم. قال: إن أعطيتني شاة ولدت غلاما.
فأعطته. فسجع لها أسجاعا، ثم عمد إلى الشاة فذبحها وطبخها، وجلسنا نأكل منها، ومعنا أبو بكر، فلما علم بالقصة قام فتقيّأ كل شيء أكل. قال: ثم رأيت ذلك البدويّ أتي به عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصار، فقال لهم عمر: لولا أن له صحبة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما أدري ما نال فيها [لكفيتكموه] [ (3) ] ولكن له صحبة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ (1) ] في أعنه.
[ (2) ] دمشق بالكسر، ثم الفتح وشين معجمة وآخره قاف: البلدة المشهورة قصبة الشام، هي جنة الشام، لحسن عمارتها وبقعتها وكثرة أشجارها وفواكهها ومياهها المتدفقة في مساكنها وأسواقها وجامعها ومدارسها قيل: سمّيت بذلك لأنهم دمشقوا في بناءها أي أسرعوا وقيل: هو اسم واضعها وهو دمشق بن كنعان وقيل غير ذلك وهي مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 534.
[ (3) ] بياض في ج.(1/164)
لفظ عليّ بن الجعد: ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقف عمر رضي اللَّه عنه عن معاتبته فضلا عن معاقبته. لكونه علم أنه لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أنّ شأن الصحبة لا يعدله شيء.
كما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدريّ من قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه [ (1) ] » .
وتواتر عنه صلّى اللَّه عليه وسلم قوله: «خير النّاس قرني ثمّ الّذين يلونهم» [ (2) ] .
قال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أنتم توفون سبعين أمّة أنتم خيرها وأكرمها على اللَّه عزّ وجلّ» [ (3) ] .
وروى البزّار في مسندة بسند رجاله موثقون من حديث سعيد بن المسيب. عن جابر [ (4) ] ، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ اللَّه اختار أصحابي على الثّقلين [ (5) ] سوى النّبيّين والمرسلين» [ (6) ] .
وقال عبد اللَّه بن هاشم الطّوسيّ: حدثنا وكيع، قال: سمعت سفيان يقول في قوله تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى [النمل: 59]- قال: هم أصحاب
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري 7/ 21 (3673) ومسلم 4/ 1967 في فضائل الصحابة (222/ 2541) . وأخرجه أحمد في المسند 6/ 6 عن عبد اللَّه بن سلام وابن أبي عاصم في السنة 2/ 478. وأورده السيوطي في الدرر المنثور 6/ 172. والهيثمي في الزوائد 10/ 19 عن أبي هريرة ولفظه دعوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يبلغ من أحدهم ولا نصيفه. قال الهيثمي رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق، والمتقى للهندي في كنز العمال حديث رقم 32522.
[ (2) ] أخرجه البخاري في 3/ 224، 8/ 113. ومسلم في صحيحه 4/ 1963 كتاب فضائل الصحابة باب 52 فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حديث رقم 211/ 2533، 212/ 2533. والترمذي في السنة 5/ 652 كتاب المناقب باب 57 ما جاء في فضل من رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصحبه حديث رقم 3859 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 1/ 417، 378 والطبراني في الكبير 2/ 320، وكنز العمال حديث رقم 32449.
[ (3) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 447، 5/ 3، والحاكم في المستدرك 4/ 84 وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 19/ 419، 422، 424، 426 قال الهيثمي في الزوائد 10/ 400 رواه أحمد ورجاله ثقات وعند الترمذي وغيره بعضه أ. هـ.
[ (4) ] في ج عن جابر قال.
[ (5) ] في أالعالمين.
[ (6) ] قال الهيثمي في الزوائد 10/ 20 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 162، كنز العمال حديث رقم 33094، 36708.(1/165)
محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. والأخبار في هذا كثيرة جدا فلنقتصر [ (1) ] على هذا القدر ففيه مقنع.
فائدة
أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة رضوان اللَّه تعالى عليهم أجمعين.
قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد ضخم، قال:
ويليهم عشرون وهم: أبو بكر، وعثمان، وأبو موسى، ومعاذ، وسعد بن أبي وقّاص، وأبو هريرة، وأنس، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وسلمان، وجابر، وأبو سعيد، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن الصامت، ومعاوية، وابن الزبير، وأم سلمة. قال: يمكن أن يجمع من فتيا كلّ واحد منهم جزء صغير.
قال: وفي الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلّون في الفتيا جدا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث، يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد البحث، كأبيّ بن كعب، وأبي الدّرداء، وأبي طلحة، والمقداد وغيرهم [وسرد الباقين] [ (2) ] .
قلت: وسأذكر في ترجمة كل من ذكره من هذا القسم أن ابن حزم ذكر أنه من فقهاء الصحابة، فإن ذلك من جملة المناقب.
وقد جعلت على كل اسم أوردته زائدا على ما في تجريد الذهبي وأصله [وعلى ما في أصله فقط] [ (3) ] (ز) . واللَّه المسئول أن يهدينا سواء الطريق، وأن يسلك بنا مسالك أولى التحقيق، وأن يرزقنا التسديد والتوفيق، وأن يجعلنا في الذين أنعم عليهم مع خير فريق وأعلى رفيق آمين آمين.
__________
[ (1) ] في ج فليقتصر.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] سقط في أ.(1/166)
حرف الألف
القسم الأول
باب الهمزة بعدها ألف [ (1) ]
1- آبي اللحم الغفاريّ [ (2) ] :
صحابي مشهور، روى حديثه الترمذي، والنسائي، والحاكم، وروى بسنده عن أبي عبيدة، قال: آبي اللحم اسمه عبد اللَّه بن عبد الملك بن عبد اللَّه بن غفار، وكان شريفا شاعرا، وشهد حنينا [ (3) ] ومعه مولاه عمير، وإنما سمّي آبي اللحم، لأنه كان يأبى أن يأكل اللّحم. وقال الواقدي: كان ينزل «الصّفراء» [ (4) ] ، وكذا قال خليفة بن خيّاط في اسمه ونسبه. وقال الهيثم بن عدي، وهشام بن الكلبي: اسمه خلف بن عبد الملك، وقال غيرهما. اسمه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك. وقيل: اسمه الحويرث بن عبد اللَّه بن خلف بن مالك. وقال المرزباني: اسمه عبد اللَّه بن عبد ملك، كان شريفا شاعرا أدرك الجاهلية.
قلت: رأيته بخط الرضيّ الشاطبي عبد ملك بفتح اللام مجردا عن الألف واللام.
وروى مسلم في صحيحه حديث عمير مولى آبي اللحم، قال: أمرني مولاي أن أقدّد لحما، فجاءني مسكين فأطعمته ... الحديث. وفيه: قلت: يا رسول اللَّه- أتصدق من مال سيّدي
__________
[ (1) ] في د حرف الألف بعدها باء.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة، أسد الغابة ت (1) الاستيعاب (137) ، تهذيب الكمال 1/ 71 تهذيب التهذيب 1/ 188، تقريب التهذيب 1/ 29، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 378، تصحيفات المحدثين ص 23.
[ (3) ] حنين: وهو موضع قريب من مكة وقيل هو وادي قبل الطائف وقيل واد بجنب ذي المجاز. انظر معجم البلدان 2/ 359.
[ (4) ] الصفراء: بالتأنيث وادي الصفراء: من ناحية المدينة وهو واد كثير النخل والزّرع في طريق الحاج بينه وبين بدر مرحلة وماؤها عيون كلها. وماؤها يجري إلى ينبع ورضوى غريبها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 844.(1/167)
بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما» [ (1) ] .
وقال ابن عبد البر: هو من قدماء الصحابة وكبارهم، ولا خلاف أنه شهد حنينا وقتل بها.
باب الألف بعدها موحدة [ (2) ]
2- أبان بن سعيد:
بن العاص [ (3) ] بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي. قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن حبّان: له صحبة، وكان أبوه من أكابر قريش، وله أولاد نجباء، أسلم منهم قديما خالد، وعمرو، فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها:
ألا ليت ميتا بالظّريبة [ (4) ] شاهد ... لما يفتري في الدّين عمرو وخالد [ (5) ]
[الطويل] ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة، فأقاما بها، وشهد أبان بدرا مشركا، [ (6) ] فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك، ونجا هو، فبقي بمكّة حتى أجار عثمان زمن الحديبيّة [ (7) ] ، فبلّغ رسالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال له أبان:
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح عن يزيد بن أبي عبيد بزيادة في أول كتاب الزكاة (12) باب ما أنفق العبد من مال مولاه (26) حديث رقم (83/ 1025) والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 194، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1953.
[ (2) ] في د القسم الأول باب الأول.
[ (3) ] نسب قريش: 174، 175، طبقات خليفة: 298، تاريخ خليفة 120، 1131، التاريخ الكبير 1/ 450، التاريخ الصغير 1/ 35، 52، الجرح والتعديل 2/ 295، مشاهير علماء الأمصار ت: 70 تاريخ الإسلام 1/ 376- 378، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 127، 133، أسد الغابة ت (2) .
[ (4) ] ظريبة: تصغير ظربة: موضع بالطائف. قال أبان بن سعيد:
ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد ... لما يفتري في الدين عمرو بن خالد
انظر: مراصد الاطلاع 2/ 904.
[ (5) ] ينظر في معجم البلدان «ظريبة، أسد الغابة ترجمة «2» ، والاستيعاب في ترجمة أبان بن سعيد «4» والإصابة.
[ (6) ] بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء ويقال إنه ينسب إلى قريش بن الحارث بن يخلد ويقال مخلّد بن النضر بن كنانة، به سميت قريش فغلبت عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون: جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها، انظر معجم البلدان 1/ 425.
[ (7) ] الحديبيّة: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها وهي قرية متوسطة وليست كبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول اللَّه تحتها وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبيّة بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع وبين الحديبيّة(1/168)
أسبل وأقبل ولا تخف أحدا ... بنو سعيد أعزّة الحرم [ (1) ]
[المنسرح] ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم أبان أيام خيبر. وشهدها مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأرسله النبيّ صلّى الله عليه وسلم في سرية.
ذكر جميع ذلك الواقديّ، ووافقه عليه أهل العلم بالأخبار وهو المشهور، وخالفهم ابن إسحاق فعدّ أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، فاللَّه أعلم.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ أحد الضعفاء عن إياس بن معاوية بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة، فأجاره أبان بن سعيد، فحمله على سرجه، أردفه حتى قدم مكة.
وقال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص، وكان وليّ صدق، فخرج تاجرا إلى الشام. فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له «يكا» ، وصف له صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، واعترف بنبوته، وقال له: أقرئ الرجل الصالح السلام. فرجع أبان فجمع قومه، وذكر لهم ذلك، ورحل إلى المدينة [ (2) ] فأسلم.
وفي البخاريّ، وأبي داود، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد [ (3) ] ، فقدم هو وأصحابه على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر ... الحديث.
وقال الواقديّ: حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، قال:
مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين [ (4) ] ، ثم قدم أبان على أبي بكر، وسار إلى
__________
[ () ] ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل.
[ (1) ] رواية البيت في الاستيعاب هكذا: أقبل وأدبر.... انظر الترجمة «4» .
[ (2) ] المدينة لها أسماء: المدينة، وطابة، وطيبة، بفتح الطاء وقيد بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها فإنّها قرية قرب زرود ويثرب كان اسمها قديما فغيره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما فيه من التثريب وهو التعبير والاستقصاء في اللوم وتسميتها في القرآن يثرب حكاية لقول من قالها من المنافقين المطلع/ 158.
[ (3) ] نجد بفتح النون وسكون الجيم قال صاحب المطالع: وهو ما بين جرش إلى سواد الكوفة وحدّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة ونجد كلها من عمل اليمامة وقال الجوهري ونجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور وهو تهامة كلها وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وهو مذكر. انظر:
المطلع/ 166.
[ (4) ] البحرين: روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحدّه من عمان ناحية جرّفار واليمامة على جبالها(1/169)
الشام، فقتل يوم أجنادين [ (1) ] سنة ثلاث عشرة، قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب.
وقال ابن إسحاق: قتل يوم اليرموك [ (2) ] ، ووافقه سيف بن عمر في الفتوح. وقيل: قتل يوم مرج الصفر [ (3) ] ، حكاه ابن البرقي. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان.
ومما يدل على أنه تأخّرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى ابن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حدثنا النعمان بن بزرج قال: لما توفي رسول صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن [ (4) ] ، فكلّمه فيروز في دم دادويه الّذي قتله قيس بن مكشوح، فقال أبان لقيس: أقتلت رجلا مسلما! فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما، وأنه إنما قتله، بأبيه وعمّه، فخطب أبان فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد وضع كلّ دم كان في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به، ثم قال أبان لقيس: الحق بأمير المؤمنين عمر، وأنا أكتب لك أني قضيت بينكما. فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه.
قال البغويّ: لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غيره.
__________
[ () ] وربما ضمت إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أميّة فلما ولي بنو العباس صيّروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا، قاله ابن الفقيه وهي الآن مدينة مستقلة. انظر: معجم البلدان 1/ 412.
[ (1) ] أجنادين: بالفتح ثم السكون ونون وألف وفتح الدال فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصّلين من يقوله بلفظ الجمع: وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، ويكتب خالد بن الوليد بالفتح إلى أبي بكر الصديق «وأخبرك أيها الصديق أنا لقينا المشركين وقد جمعوا لنا جموعا جما بأجنادين فخرجنا لهم واثقين باللَّه متوكلين عليه فطاعناهم بالرماح شيئا ثم صرنا إلى السيوف فقارعناهم ثم إن اللَّه أنزل نصره وهزم الكافرين والحمد للَّه والسلام» . الروض المعطار/ 12، معجم البلدان 1/ 129.
[ (2) ] يرموك: واد بناحية الشام في طرف الغور يصبّ في نهر الأردن كانت به حرب للمسلمين مع الروم في أيام أبي بكر رضي اللَّه عنه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1477.
[ (3) ] مرج الصّفّر: بالتشديد: بدمشق وقال خالد بن سعيد بن العاص وقتل بمرج الصفر:
هل فارس كره النزال يعيرني ... رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر.
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1254.
[ (4) ] اليمن: قال صاحب المطالع اليمن: كلّ ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور قال الجوهري، اليمن:
بلاد العرب والنّسبة إليها يمني، ويمان مخففة والألف عوض عن ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه:
وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد قال أمية بن خلف:
يمانيا يظلّ يشدّ كيرا ... وينفخ دائما لهب الشواظ(1/170)
قلت: وذكره البخاريّ في ترجمته مختصرا، ورجّح ابن عبد البر القول الأول، ثم ختم الترجمة بأن قال: وكان أبان هو الّذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت، أمرهما بذلك عثمان. ذكر ذلك ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه. انتهى.
وهو كلام يقتضي التناقض والتدافع، لأن عثمان إنما أمر بذلك في خلافته، فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر؟ بل الرواية التي أشار إليها ابن عبد البر رواية شاذة تفرّد بها نعيم بن حماد، عن الدّراوردي. والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد. واللَّه أعلم.
3- أبان المحاربي [ (1) ] :
من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. فيقال [ (2) ] له أبان العبديّ أيضا. قال ابن السكن: له صحبة، حديثه في البصريين.
وقال ابن حبّان: أبان العبديّ، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عداده في أهل البصرة. وأخرج له البغويّ من طريق أبان بن أبي عياش، عن الحكم بن حيان المحاربي، عن أبان المحاربي، وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من عبد القيس- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح: الحمد للَّه ربّي، لا أشرك به شيئا، إلّا غفرت له ذنوبه» .
قال البغوي: لا أعلم له غيره.
قلت: وجدت له آخر أخرجه ابن شاهين، ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر بن خلاد النّصيبي من طريق زياد البكّائي، قال: حدثنا أبو عبيدة العتكيّ، عن الحكم بن حيان، عن أبان المحاربي، قال: كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين رفع يديه يستقبل بهما القبلة [ (3) ] .
وأشار الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» إلى أنّ أبان بن أبي عياش تفرّد بالحديث الأول، وهو ضعيف واه، فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرّد بالحديث عن الحكم المذكور.
4- إبراهيم بن جابر [ (4) ] :
كان عبدا لخرشة [ (5) ] الثّقفي. نزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من حصن الطائف في جملة من نزل من عبيدهم أيام حصارهم، فأعتقه ودفعه إلى أسيد بن حضير
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، أسد الغابة ت (4) ، الاستيعاب ت (5) .
[ (2) ] في د ويقال.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 128 عن جابر وقال رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1.
[ (5) ] في ج لخوشة.(1/171)
وأمره أن يمونه ويعلمه. ذكره الواقدي واستدركه ابن فتحون، [لأنه عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دهرا] [ (1) ] .
5- إبراهيم بن الحارث [ (2) ] :
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرّة القرشي التيمي. قال البخاريّ: هاجر مع أبيه، وروى ابن مندة بسند صحيح عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، وكان أبوه من المهاجرين، وقال ابن عبد البر في ترجمة أبيه الحارث بن خالد: هاجر إلى الحبشة، فولد له بها موسى وزينب وإبراهيم، وهلكوا بأرض الحبشة، قاله مصعب.
وقال غيره: خرج بهم الحارث يريد المدينة فشربوا من ماء فماتوا إلا الحارث.
قلت: لعله كان له ابن آخر يقال له إبراهيم غير إبراهيم والد محمد، إذ كيف يهلك في ذلك الزمان من يولد له محمد بعد دهر طويل؟ وأخرج ابن مندة من طريق لا بأس بها عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سرية ... الحديث. فإن ثبت هذا فإبراهيم واحد، وعاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
6- إبراهيم بن عباد:
بن إساف [ (3) ] بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. شهد أحدا [ (4) ] ، قاله ابن الكلبيّ، وأخرجه ابن شاهين وغيره، واستدركه أبو موسى.
7-[إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف [ (5) ]
يأتي في القسم الثاني] [ (6) ] .
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، العقد الثمين 1/ 209-، أسد الغابة ت (8) .
[ (3) ] أسد الغابة ت 11، الاستيعاب ت 3.
[ (4) ] أحد: بضم أوله وثانيه معا: اسم الجبل الّذي كانت عنده غزوة أحد وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشجّ وجهه الشريف وكلمت شفته وكان يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سنة ثلاث وقيل سمي بهذا الاسم لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر. معجم البلدان 1/ 135.
[ (5) ] طبقات ابن سعد 5/ 55، طبقات خليفة ت/ 2076، تاريخ البخاري 1/ 295، المعارف 237، المعرفة والتاريخ 1/ 367، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الأول 111، تاريخ ابن عساكر 2/ 230، تهذيب الكمال 59، تاريخ الإسلام 3/ 335، العبر 1/ 112، تهذيب التهذيب 1/ 38، تهذيب التهذيب 1/ 139، خلاصة تهذيب التهذيب 19 شذرات الذهب 1/ 111، تهذيب ابن عساكر 2/ 228، الاستيعاب ت 2.
[ (6) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/172)
8- إبراهيم بن قيس [ (1) ]
بن حجر بن معديكرب الكندي، أخو الأشعث: قال هشام ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وهو والد إسحاق الأعرج النسابة، ذكره ابن شاهين في الصحابة، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.
9- إبراهيم، أبو رافع [ (2) ] :
مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، مشهور بكنيته. قال البغوي: سماه مصعب الزبيري إبراهيم، وسماه غيره أسلم واللَّه أعلم.
قلت: وقيل غير ذلك [ (3) ] . وسأذكر ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
10- إبراهيم الطائفي [ (4) ] :
روى البغويّ والطّبرانيّ من طريق أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يعلّم الناس بمنى [ (5) ] يقول: «قابلوا النّعال» [ (6) ] .
قال البغويّ: ولا أعلم له غيره، ونقل الذّهبيّ عن ابن عبد البر أنه قال: لا يصح ذكره في الصحابة، لأن حديثه مرسل- يعني فهو تابعي. قلت: لفظ ابن عبد البر: إسناد حديثه ليس بالقائم، ولا تصح صحبته عندي، وحديثه مرسل. انتهى.
فإن عنى بالإرسال انقطاعا بين أحد رواته فذاك، وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه، لكن مداره على عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز، وهو ضعيف، وشيخه مجهول. وقد اختلف في سياقه عن أبي عاصم: فقيل هكذا. وقيل عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 17.
[ (2) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 73، الجرح والتعديل 2/ 149، الثقات لابن حبان 3/ 16، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، تهذيب التهذيب 12/ 92، تقريب التهذيب 2/ 421، معرفة الصحابة 2/ 147، أسد الغابة ت (10) .
[ (3) ] في أوقيل هرمز.
[ (4) ] الجرح والتعديل 2/ 118 معرفة الصحابة 2/ 151، أسد الغابة ت (16) ، الاستيعاب ت (1) .
[ (5) ] منى: بكسر الميم وفتح النون مخففة بوزن ربا. قال أبو عبيد البكري تذكر وتؤنث فمن أنث لم يجره أي لم يصرفه وقال الفراء: الأغلب عليه التذكير وقال العرجي في تأنيثه:
ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها ... أشدّ من يومنا بالعرج أو ملك
وقال أبو دهبل:
سقى منّى ثم روّاه وساكنه ... وما ثوى فيه واهي الودق منبعق
وقال الحازمي في أسماء الأماكن: منّى بكسر الميم وتشديد النون الصّقع قرب مكة والصواب الأول.
انظر: المطلع/ 194.
[ (6) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 315، 17/ 171. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 141 وقال رواه الطبراني وعبد اللَّه بن هرمز ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41611.(1/173)
يحيى بن إبراهيم بن عطاء عن أبيه عن جده. حكاه ابن أبي حاتم، وعلى هذا فالصحابيّ عطاء، ورجحها ابن السكن، وأخرجها هو وابن شاهين من طريق عمرو بن علي الفلّاس، عن أبي عاصم. ورواه البغوي أيضا عن ابن الجنيد عن أبي عاصم، فقال: إبراهيم بن يحيى بن عطاء. وقيل: عن يحيى بن عبد الرحمن بن عطاء. وقيل: عن يحيى بن عبيد بن عطاء، رواه الطبراني، وترجم لعطاء في الصحابة كذلك ابن حبّان، وابن أبي عاصم، ومطيّن، وآخرون، ويقوي الرواية الأولى ما حكاه أبو العباس الدّغولي قال: قلت لأبي حاتم الرازيّ: هل في الصحابة أحد اسمه إبراهيم؟ قال: نعم، إبراهيم اسم قديم تسمّى به رجل سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، رواه المكيّون عن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه. واللَّه أعلم.
11- إبراهيم النجار [ (1) ] :
روى الطبراني في «الأوسط» من طريق أبي نضرة، عن جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فذكر الحديث في اتخاذ المنبر، وفيه: فدعا رجلا، فقال: ما اسمك؟ قال: إبراهيم. قال: خذ في صنعته. استدركه أبو موسى، وقال في رواية أخرى: إن اسم النجار «باقوم» ، فيحتمل أن يكون إبراهيم اسمه، و «باقوم» لقبه.
قلت: هذا على تقدير الصّحة، وإلا ففي الإسناد العلاء بن مسلمة الرّواسي، وقد كذّبوه.
12- إبراهيم الأشهلي [ (2) ] :
روى ابن مندة من طريق إسحاق بن محمد الفروي عن أبي الغصن ثابت بن قيس، عن إسماعيل بن إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني سلمة [ (3) ] .
قال ابن مندة: يقال إنه وهم. وقال أبو نعيم: هو وهم.
قلت: ولم يبينا وجه الوهم فيه. واللَّه أعلم.
13- أبرهة الحبشي [ (4) ] :
ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره فيمن نزل فيه:
وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ... [المائدة: 83] الآية..
14- أبرهة [ (5) ] بن شرحبيل
بن أبرهة [ (6) ] بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة بن زيد الخير
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 18.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، وأسد الغابة ت (7) .
[ (3) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 251.
[ (4) ] في ت، ج، د إبراهيم الحبشي، أسد الغابة ت (20) .
[ (5) ] ، (6) في د إبراهيم.(1/174)
أبو [ (1) ] أبو مكنف [ (2) ] بن شرحبيل بن معديكرب بن مصبح بن عمرو بن ذي أصبح الأصبحي الحميري. ذكره الرشاطي في «الأنساب» ، وقال: إنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ففرش له رداء، وإنه كان بالشام، وكان يعد من الحكماء. حكاه الهمدانيّ في «النّسب» ، قال: وكان يروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث.
15- أبرهة بن الصباح الحبشي
أو الحميري. قال الفاكهي في كتاب مكة: وممن كان بمكة، يقال إنه من حمير، وهو حبشي- أبرهة بن الصباح، أسلم ولم تصبه منة لأحد، كذا قال، وما أدري أهو جدّ الّذي قبله أو غيره. [ثم ظهر لي أنه غيره، فقد ذكره ابن الكلبيّ فقال: إنه كان ملك تهامة، وأمّه بنت أبرهة الأشرم الّذي غزا الكعبة، وسيأتي أبو شمر بن أبرهة بن الصباح في الكنى] [ (3) ] .
16- أبرهة- آخر:
قال ابن فتحون في الذيل: هو أحد الثمانية الشاميين الّذي وفدوا مع جعفر مع اثنين وثلاثين من الحبشة، وإياهم عنى اللَّه بقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ [القصص: 52] ، حكاه الماوردي عن قتادة انتهى.
وسمى مقاتل الثمانية المذكورين: أبرهة، وإدريس، وأشرف، وأيمن، وبحيرا، وتماما، وتميما، ونافعا. حكاه أبو موسى في «الذّيل» ، وظن ابن الأثير أنّ بحيرا هذا هو الراهب المشهور الّذي رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة. فقال: قد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه انتهى.
والظاهر أنه غيره، لأنه إنما رآه في أرض الشام، وهذا الآخر [ (4) ] إنما هو من الحبشة، وأين الجنوب من الشمال؟ ولا مانع من أن يتسمّى اثنان باسم واحد.
وروى أبو الشّيخ وغيره في «التّفسير» عن سعيد بن جبير في هذه الآية، قال: قال الذين آمنوا من أصحاب النجاشي للنجاشي: ائذن لنا فلنأت هذا النبي الّذي كنّا نجده في الكتاب، فأتوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشهدوا معه أحدا. فهذا يدلّ على أن للقصة أصلا، واللَّه أعلم.
17- أبزى الخزاعي [ (5) ]
مولاهم، والد عبد الرحمن. قال ابن السكن: ذكره البخاريّ في «الوحدان» . روي عنه حديث واحد إسناده صالح، وقع حديثه بخراسان:
حدثنا أحمد بن محمد بن بسطام، حدثنا أحمد بن بكير، حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم، حدثنا
__________
[ (1) ] في أ: ابن.
[ (2) ] في د مكيف.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في د الأخير.
[ (5) ] أسد الغابة ت 21.(1/175)
بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى. عن أبيه، عن جده. عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه خطب الناس، فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: «ما بال أقوام لا يتعلّمون من جيرانهم ولا يتفقّهون..» [ (1) ] الحديث
- قال: لا يروى إلا بهذا الإسناد.
وقال ابن مندة: لا تصحّ له صحبة ولا رؤية. ثم أخرج حديثه عن ابن السكن واستغربه، وقال: رواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل وهو محمد بن مزاحم بهذا الإسناد.
قلت: وهو كما قال: قد رويناه في مسند إسحاق رواية ابن مردويه عنه هكذا: لكن رواه محمد بن إسحاق بن راهويه عن أبيه، فقال في إسناده: عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده. أورده الطبراني في ترجمة عبد الرحمن بن أبزى. ورجّح أبو نعيم هذه الرواية، وقال: لا يصح لأبزى رواية ولا رؤية، واستصوب ابن الأثير كلامه.
قلت: وكلام ابن السّكن يرد عليه. والعمدة في ذلك على البخاري، فإليه المنتهى في ذلك، ورواية محمد بن إسحاق بن راهويه شاذّة. لأن علقمة أخو سعيد لا ابنه. واللَّه أعلم.
18- أبيض بن أسود [ (2) ] :
أحد من توجه لقتل ابن أبي الحقيق. ذكره عمر بن شبّة من طريق ابن إسحاق عن الزّهريّ عن عبد الرحمن بن كعب، واستدركه ابن فتحون.
19- أبيض بن حمّال [ (3) ]
بالحاء المهملة- ابن مرثد بن ذي لحيان- بضم اللام- ابن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك المأربي السّبائي روى حديثه أبو داود والترمذي والنّسائيّ في «الكبرى» ، وابن ماجة، وابن حبّان في صحيحه: أنه استقطع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما وفد عليه
__________
[ (1) ] أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 169 عن علقمة بن سعد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده ...
الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه بكير بن معروف قال البخاري ارم به ووثقه أحمد في رواية وضعفه في أخرى وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 301.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، الثقات 3/ 14، تهذيب الكمال 1/ 71، الطبقات 1/ 123، تهذيب التهذيب 1/ 188، تقريب التهذيب 1/ 49، الوافي بالوفيات 6/ 194، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 2، الكاشف 1/ 99، الجرح والتعديل 2/ 1167، حسن المحاضرة 1/ 167، التاريخ الكبير 2/ 59، معالم الإيمان 1/ 153، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 107، دائرة المعارف للأعلمي 3/ 38، الجامع في الرجال ص 38، الجامع للرواة 1/ 39، الطبقات الكبرى 5/ 382، الإكمال 2/ 544، تبصير المنتبه 4/ 1337، بقي بن مخلد 206، الاستيعاب ت (143) .(1/176)
الملح الّذي بمأرب [ (1) ] ، فأقطعه إياه، ثم استعاده منه.
ومن طريق أخرى أن أبيض بن حمّال كان بوجهه حزازة وهي القوباء، فالتقمت أنفه، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر.
قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة وأحاديث. يعدّ في أهل اليمن.
وروى الطّبرانيّ أنه وفد على أبي بكر لما انتقض عليه عمّال اليمن، فأقرّه أبو بكر على ما صالح عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الصدقة، ثم انتقض ذلك بعد أبي بكر وصار إلى الصدقة.
20- أبيض بن عبد الرحمن [ (2) ] :
بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق البارقي، يكنى أبا عزيز- بفتح المهملة وزاءين- وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله، [وكذا هو في جمهرة ابن الكلبي [ (3) ]] .
وذكره ابن فتحون عن الطّبريّ.
21- أبيض بن هني [ (4) ]
بن معاوية، أبو هبيرة، أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر [ (5) ] ، ذكره ابن مندة في تاريخه، واستدركه أبو موسى، وذكره ابن الكلبيّ أيضا في «الجمهرة» .
22- أبيض الجنّي:
وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي بن الأشعث أحد المتروكين المتهمين، فأخرج بإسناده من طريق أهل البيت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعائشة: «أخزى اللَّه شيطانك ... » الحديث، وفيه: «ولكنّ اللَّه أعانني عليه حتّى أسلم» [ (6) ] ،
واسمه أبيض، وهو في الجنة. وهامة بن هيم [ (7) ] بن لاقيس بن إبليس في الجنة.
__________
[ (1) ] مأرب: بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحّدة: هو بلاد الأزد باليمن وقيل: هو اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لملك سبإ وهي كورة بين حضرموت وصنعاء. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1218.
[ (2) ] أسد الغابة ت (24) .
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، حسن المحاضرة 1/ 68.
[ (5) ] مصر: المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السراج ويجوز صرفه وترك صرفه قال أبو البقاء في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً [البقرة رقم 61] «مصرا» نكرة فلذلك انصرف وقيل: هو معرفة وصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائز وقد قرئ به، وهو مثل: هند، ودعد، وفي تسميتها بذلك قولان: أحدهما:
أنها سميت بذلك لأنها آخر حدود المشرق وأول حدود المغرب فهي حد بينهما والمصر: الحد قاله المفضّل الضبي والثاني أنها سميت بذلك لقصد الناس إياها لقولهم: مصرت الشاة إذا حلبتها فالناس يقصدونها ولا يكادون يرغبون إذا نزولها حكاه ابن فارس عن قوم. المطلع/ 164، 165.
[ (6) ] أخرجه أحمد 1/ 397.
[ (7) ] في د: هيمة.(1/177)
23- أبيض [ (1) ]- غير منسوب:
كان اسمه أسود. فغيّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، نزل مصر، قال ابن يونس: له ذكر فيمن نزل [ (2) ] ، مصر، وروى من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد، قال: كان رجل يسمى أسود فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبيض [ (3) ] .
قال الطّبرانيّ: تفرد به ابن لهيعة. وقال أبو عمر- في ترجمة أبيض بن حمّال: في حديث سهل بن سعد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض، فلا أدري أهو ذا أم غيره.
24- أبيض- آخر:
يحتمل أن يكون هو الّذي قبله، وروى أبو موسى [المديني] [ (4) ] في «الذّيل» من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن موسى بن الأشعث- أن الوليد حدّثه أنه انطلق هو وأبيض- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل يعودانه فذكر قصته.
25- أبيّ بن أميّة: [ (5) ]
بن حرثان بن الأسكر الكناني الليثي. أسلم هو وأخوه كلاب، وهاجر إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال أبو هما أميّة:
إذا بكت الحمامة بطن وجّ ... على بيضاتها أدعو كلابا [ (6) ]
[الوافر] ذكره أبو عمرو الشيبانيّ، ولما ذكره ابن الكلبي قال: إن القصة وقعت لهم في زمن عمر. واستدركه ابن الأثير.
قلت: وذكر الفاكهيّ في «أخبار مكّة» ، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن أبي سعد، قال: كان عمر إذا قدم قادم سأله عن الناس، فقدم قادم، فقال: من أين؟ قال: من الطائف:
قال: فمه؟ قال: رأيت بها شيخا يقول:
تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، حسن المحاضرة 1/ 167، الأعلام 1/ 82.
[ (2) ] في أدخل.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 58 عن سهيل بن سعد وقال رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت (27) . انظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم «27» .
[ (6) ] أمية بن أبي الصلت.(1/178)
إذا نعت الحمام ببطن وجّ [ (1) ] ... على بيضاته ذكرا كلابا
[الوافر] قال: ومن كلاب؟ قال ابن الشيخ المذكور، وكان غازيا فكتب فيه عمر فأقبل.
قلت: وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة أمية إن شاء اللَّه تعالى.
26- أبيّ بن ثابت [ (2) ] الأنصاري [ (3) ] :
أخو حسّان: قال ابن الكلبي، والواقدي، وابن حبّان وغيرهم: هو أبو شيخ، شهد بدرا، وخالفهم ابن إسحاق، فقال: إن أبيّ بن ثابت مات في الجاهلية، وإن الّذي شهد بدرا وأحدا ابنه أبو شيخ بن أبيّ بن ثابت، وكذا قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدرا أبو شيخ بن أبيّ بن ثابت. واللَّه أعلم.
27- أبيّ [ (4) ] بن شريق:
بفتح الشين [المعجمة] [ (5) ] الثقفي [ (6) ] حليف بني زهرة. هو المعروف بالأخنس. وسيأتي قريبا.
28- أبيّ [ (7) ] بن عجلان الباهلي
أخو أبي أمامة. ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، وأنه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
29- أبيّ بن عمارة [ (8) ] :
- بكسر العين، وقيل بضمها. له حديث: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في بيته، فسأله عن المسح على الخفين. أخرجه أبو داود، وابن ماجة، والحاكم، لكن الإسناد ضعيف.
وذكر أبو حاتم أنه خطأ، والصواب أبو أبيّ بن أمّ حرام. فاللَّه أعلم. وحكى البغويّ
__________
[ (1) ] وجّ: بالفتح ثم التشديد: واد موضع بالطائف به كانت غزاة النبي عليه الصلاة السلام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1426.
[ (2) ] في ج أبيّ بن أبي ثابت.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 5، الطبقات الكبرى 7/ 504، التحفة اللطيفة 1/ 156 الاستبصار 53.
[ (4) ] في ج شريف.
[ (5) ] سقط في ج، د.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، الوافي بالوفيات 6/ 189.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 6، الاستيعاب ت (8) ، تهذيب الكمال 1/ 69، تقريب التهذيب 1/ 48، الكاشف 1/ 98، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 62، الوافي بالوفيات 6/ 192، التحفة اللطيفة 1/ 157، تهذيب التهذيب 1/ 187، الجرح والتعديل 2/ 1059، تبصير المنتبه 3/ 969، بقي ابن مخلد 725.(1/179)
أنه أبيّ بن عبادة [ (1) ] . وقال ابن حبّان: صلّى القبلتين، غير أني لست أعتمد على إسناد خبره.
قلت: وذكر ابن الكلبيّ عن أبيه أنه أدركه، وأن أباه عمارة أدرك خالد بن سنان العبسيّ الّذي يقال إنه كان نبيّا [ (2) ] ، وسأذكر ذلك في ترجمة خالد.
30- أبي بن القشب [ (3) ] الأزدي:
روى ابن مندة من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وأبيّ بن القشب يصلّي ركعتين فقال: «أتصلّي الصّبح أربعا» [ (3) ] ؟
قال [ (4) ] أبو نعيم: وهم فيه بعض الرواة، وإنما هو عبد اللَّه بن مالك بن القشب، وهو عبد اللَّه ابن بحينة، وبحينة أمه.
قلت: ورواه مسدد في «مسندة» ، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ بلالا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يؤذنه بالصلاة، فخرج فإذا هو بابن القشب، ورويناه من وجه آخر، فقال: إنه رأى ابن بحينة. والأمر فيه محتمل.
31- أبيّ بن كعب [ (5) ]
بن عبد ثور المزني، أحد من وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من «مزينة» [ (6) ] ، ذكره ابن شاهين عن المدائني عن رجاله.
32- أبي بن كعب [ (7) ]
بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
__________
[ (1) ] في أ، د علاثة.
[ (2) ] في د الّذي كان يقال أنه نبي.
[ (3) ] أسد الغابة ت 32.
[ (4) ] أخرجه مسلم 1/ 494 في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب إكراهه الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن حديث رقم 66/ 711 والنسائي 2/ 117 في كتاب الإمامة باب 60 ما يكره من الصلاة عند الإقامة حديث رقم 866 وأحمد في المسند 1/ 238، الحاكم في المستدرك 1/ 307 والدارميّ 1/ 338، البيهقي في السنن الكبرى 2/ 482 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 4005، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 253، وأبو نعيم في الحلية 8/ 386 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 22033.
[ (5) ] أسد الغابة ت 33.
[ (6) ] مزينة: بطن من مضر، من العدنانية. اختلف فيه، فقال القلقشندي: هم بنو عثمان وأوس وبني عمرو بن أدّ بن طابخة، ومزينة أمهما عرفوا بها، وهي مزينة بنت كلب بن وبرة وقال ابن دريد: مزينة قبيلة، وهم: عمرو بن طابخة، ومزينة أم ولده، وهي ابنة كلب بن وبرة. وقال السهيليّ: مزينة هم بنو عثمان ابن لاطم بن أدّ بن طابخة، ومزينة أمهم بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة، وقال ابن منظور: مزينة قبيلة من مضر، وهم مزينة بن أدّ بن طابخة. وقال ابن خلدون: هم بنو مرّ بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مضر واسم ولده عثمان وأوس، وأمهما مزينة، فسمي جميع ولديها بها، كانت مساكن مزينة بين المدينة ووادي القرى. ومن ديارهم وقراهم: فيحة، الروحاء، العمق، الفرع. معجم قبائل العرب 3/ 1083
[ (7) ] الاستيعاب ت (6) ، مسند أحمد: 5/ 113، 144-، الطبقات لابن سعد 3/ 2/ 59، طبقات خليفة 88،(1/180)
الأنصاري، أبو المنذر وأبو الطفيل سيّد القراء. كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرا والمشاهد كلها.
قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليهنك العلم أبا المنذر» . [ (1) ] وقال له: «إنّ اللَّه أمرني أن أقرأ عليك» [ (2) ] ،
وكان عمر يسمّيه سيد المسلمين، ويقول: اقرأ يا أبيّ [ (3) ] . ويروى ذلك عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أيضا. وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم، وعدّه مسروق في الستة من أصحاب الفتيا.
قال الواقديّ: وهو أوّل من كتب للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان ابن فلان، وكان ربعة أبيض اللحية لا يغيّر شيبة.
وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات، وأبو أيوب، وعبادة بن الصامت، وسهل بن سعد، وأبو موسى، وابن عباس، وأبو هريرة، وأنس، وسليمان بن صرد، وغيرهم.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة. وقال الواقديّ: ورأيت آل أبيّ وأصحابنا يقولون: مات سنة اثنتين وعشرين.
فقال عمر: اليوم مات سيد المسلمين. قال: وقد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبت الأقاويل، وقال ابن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عمر.
__________
[ () ] 89، تاريخ خليفة 167، التاريخ الكبير 2/ 39- 40، المعارف 261، الجرح والتعديل 2/ 290، الاستبصار 148، حلية الأولياء 1/ 250، ابن عساكر 2/ 292، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 108- 110، تهذيب الكمال 70، تاريخ الإسلام 2/ 27، دول الإسلام 1/ 16، تذكرة الحفاظ 1/ 16، العبر 1/ 23، طبقات القراء: 1/ 31، تهذيب التهذيب 1/ 187، طبقات الحفاظ 5 خلاصة تذهيب الكمال 24، شذرات الذهب 1/ 32- 33، كنز العمال 13/ 261- 268، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 325، 334.
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 556 عن أبي بن كعب في كتاب صلاة المسافرين (6) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (44) حديث رقم (258/ 810) والطبراني في الكبير 1/ 165، والبغوي في شرح السنة 1/ 267 وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 322.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 6/ 217. ومسلم 1/ 550 كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب 38 فضل الماهر بالقرآن والّذي ينتفع فيه حديث رقم 246 والترمذي 5/ 624 كتاب المناقب باب 33 مناقب معاذ ابن جبل حديث رقم 3792، 3793 وقال هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند 3/ 130، 185، 273، 284، 5/ 132 والحاكم في المستدرك 2/ 224، والهيثمي في الزوائد 7/ 140.
[ (3) ] أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 240 ومسلم 1/ 560 كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف حديث رقم 270- 818 والطبراني في الكبير 5/ 144، 17/ 337 والنسائي 2/ 153 في كتاب الافتتاح باب 37 جامع ما جاء في القرآن حديث رقم 940، والهيثمي في الزوائد 1/ 152.(1/181)
قلت: وصحّح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتج له بأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان.
وروى البخاريّ في «تاريخه» ، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قلت لأبيّ لما وقع الناس في أمر عثمان ... فذكر القصة [ (1) ] .
وروى البغويّ عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة. وقال ابن حبّان: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر. وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان، [وثبت
عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رجلا من المسلمين قال: يا رسول اللَّه، أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا فيها؟ قال: «كفارات» [ (2) ] ، فقال أبي بن كعب: يا رسول اللَّه، وإن قلّت؟ قال:
«وإن شوكة فما فوقها» .
فدعا أبيّ ألّا يفارقه الوعك حتى يموت، وألّا يشغله عن حجّ ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مسّ إنسان جسده إلا وجد حرّه حتى مات. رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا، وصححه ابن حبّان، ورواه الطبراني من حديث أبيّ بن كعب بمعناه، وإسناده حسن] [ (3) ] .
33- أبيّ بن مالك [ (4) ] القشيري،
ويقال الحرشيّ. من بني عامر بن صعصعة. عداده في أهل البصرة. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، ونسبه،
فقال: أبيّ بن مالك بن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري، أبو مالك. روى عنه البصريون. وقال أبو داود الطيالسي في مسندة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبيّ بن مالك- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار فأبعده اللَّه» [ (5) ] .
وتابعه علي بن الجعد، وغندر، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وآدم بن أبي إياس، وبهز بن أسد، عن شعبة، ورواه عبد الصمد عن شعبة، فقال: عن مالك أو أبيّ بن مالك. ورواه خالد بن الحارث عن شعبة، فقال: عن رجل ولم يسمّه. ورواه
__________
[ (1) ] في أقصة.
[ (2) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 692 وأحمد في المسند 3/ 23، والحاكم في المستدرك 4/ 308 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 305 عن أبي سعيد الخدريّ وقال هو في الصحيح بغير هذا السياق رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات وابن عساكر في التاريخ 2/ 329، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29614.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 6، الوافي بالوفيات 6/ 192، التاريخ الكبير 2/ 40، بقي بن مخلد 312. الاستيعاب (9) .
[ (5) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 344 والطبراني في الكبير 19/ 292 والخطيب في التاريخ 7/ 417.(1/182)
شبابة عن شعبة، فقال: عمرو بن مالك. والأول أصحّ عن قتادة.
قال ابن السّكن: قال البخاريّ: يقال في هذا الحديث مالك بن عمرو، ويقال ابن الحارث، ويقال ابن مالك. والصحيح من ذلك: أبيّ بن مالك. وكذلك رجّح البغوي وغيره. وأما ابن أبي خيثمة فحكى عن ابن معين أنه ضرب على أبيّ بن مالك، وقال: هذا خطأ، ليس في الصحابة أبيّ بن مالك، وإنما عمرو بن مالك.
قلت: لعله اعتمد رواية شبابة، ولكنها شاذّة وقد روى عليّ بن زيد بن جدعان هذا الحديث عن زرارة بن أوفى، عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك أو ابن مالك. ورواه الثوري وهشيم عن علي بن زيد عن زرارة عن مالك القشيري، ورواه أشعث عن علي بن زيد، فقال: مالك [أو] [ (1) ] أبو مالك. أو عامر بن مالك، وقيل: مالك بن عمرو [وقيل: ابن الحارث] [ (2) ] [وهي رواية عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. وقيل: عمرو بن مالك. وهي رواية الثّوري عن عليّ. وكلاهما عن أحمد. وقيل: مالك بن عوف وقيل: ابن الحارث، وهي رواية هشيم عن علي عن أحمد] [ (3) ] .
قلت: وما يقوّي رواية شعبة عن قتادة ما ذكره ابن إسحاق في «المغازي» في أمر غنائم حنين، قال: فقال أبيّ بن مالك القشيري: يا رسول اللَّه، فذكر قصته [وفي «الأخبار المنثورة» لابن دريد، قال: فقال أبيّ بن مالك بن معاوية القشيري، وهو أخو نهيك بن مالك الشاعر المشهور، فذكر قصة] [ (4) ] فيها أنّ الضحاك بن سفيان عتب على أبيّ بن مالك في شيء بعد ذلك فقال:
أتنسى بلائي يا أبيّ بن مالك ... غداة الرّسول معرض عنك أشوس
[الطويل] وسيأتي هذا الخبر في ترجمة مروان بن قيس الدّوسي، وهذا كله يقوّي ما رجحه البخاري، واللَّه أعلم.
34- أبي بن معاذ
بن أنس [ (5) ] بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري. قال الواقديّ: شهد بدرا وأحدا. وقال البلوي: شهد أنس بن معاذ وأخوه
__________
[ (1) ] سقط في د.
[ (2) ] سقط في ج.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ، د.
[ (5) ] أسد الغابة ت 36، الاستيعاب ت 7.(1/183)
أبيّ بن معاذ أحدا، وقتلا يوم بئر معونة [ (1) ] شهيدين.
باب الألف بعدها ثاء مثلثة
35- أثال [ (2) ] بن النعمان الحنفي
روى عن عبدان من طريق الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبيه، عن أثال بن النعمان الحنفي، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وفرات بن حيّان فسلمنا عليه فرد علينا، ولم نكن أسلمنا بعد، فأقطع فرات بن حيّان.
وروى [ (3) ] الطّبريّ أنه كان مع ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة في الردّة. قال ابن فتحون: لعله والد ثمامة.
قلت: بل والد ثمامة اسمه أثال بن سلمة، كما سيأتي في ترجمة عامر بن سلمة.
36- أثبج العبديّ [ (4) ] :
بوزن أحمد، بعد المثلثة موحدة ثم جيم. ذكره الماورديّ في الصحابة. وقال أبو داود الطيالسيّ في مسندة: حدثني مطر بن الأعنق، قال: حدثتني أمّ أبان بنت الوازع بن الزّراع عن جدها الزارع، قالت: خرج جدي الزارع وافدا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأخرج معه ابن أخ له يقال له أثبج، وساق الحديث. استدركه ابن فتحون.
37- أثوب [ (5) ] :
بوزن الّذي قبله وآخره موحدة- ابن عتبة.
ذكره ابن قانع، وأخرج له من طريق هارون بن نجيد، عن جابر بن مالك عنه مرفوعا: «الدّيك الأبيض خليلي» [ (6) ] الحديث.
وذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، وقال: لا يصح سنده، واستدركه ابن فتحون.
38- أثيلة الخزاعي
قال أبو قرة موسى بن طارق في السّنن له: ذكر ابن جريج، عن
__________
[ (1) ] بئر معونة: بالنون، قال ابن إسحاق: بئر معونة بين أرض بني عامرة وحرّة بني سليم وقيل: بئر معونة بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد بين المدينة إلى مكة وهي لبني سليم، قاله عرّام وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان: بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة. انظر معجم البلدان 1/ 359
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4.
[ (3) ] في أو ذكر.
[ (4) ] الثقات 3/ 16.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، تاريخ العروس 1/ 170.
[ (6) ] أورده ابن حجر في المطالب العالية عن عائشة وأنس مرفوعا حديث رقم 2290، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 497 وقال عزاه في الدرر لابن أبي أسامة وأبي الشيخ عن أنس بلفظ الديك الأبيض صديقي فقط وقال وهو منكر، وقال في المقاصد رواه أبو نعيم عن عائشة مرفوعا ورواه أيضا في الضعفاء بسند فيه أحمد بن محمد بن أبي بزة ضعفوه عن أنس. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35273، 35275.(1/184)
ابن أبي حسين أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو: «إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحنّ، أو نهارا فلا تمسينّ حتّى تبعث إليّ من ماء زمزم» [ (1) ] .
قال: فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي، حتى جعلا مزادتين، وفرغا منهما، فملأهما سهيل من ماء زمزم [ (2) ] ، وبعث بهما علي بعير، [ورواه المفضل بن محمد الجندي عن أبي عمر [ (3) ] عن سفيان، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي حسين نحوه] [ (4) ] . وسيأتي أنّ المبعوث بذلك من عند سهيل مولاه [ (5) ] أزيهر.
باب الألف بعدها جيم
39- أحمد بن عجيان [ (6) ] :
بجيم ومثناة تحتانية، بوزن عثمان- ضبطه ابن الفرات.
وقيل بوزن عليّان، حكاه ابن الصّلاح. همداني، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وشهد فتح «مصر» ، ذكره ابن يونس في «تاريخه» وقال: لا أعلم له رواية، وخطّته معروفة بجيزة مصر. وذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» أيضا، وضبطه القاضي ابن العربيّ بالحاء المهملة فوهم. واللَّه أعلم.
باب الألف بعدها حاء
40- أحقب:
ذكر ابن دريد أنه أحد الجن الذين آمنوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وسمعوا منه القرآن من جنّ نصيبين. [ (7) ] .
41- أحمد بن حفص [ (8) ]
بن المغيرة، أبو عمرو المخزومي، مشهور بكنيته، مختلف
__________
[ (1) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 223 وعزاه إلى عبد الرزاق في المصنف. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9127.
[ (2) ] زمزم بالزاي المكررة، غير مصروفة، للتأنيث والعلمية: البئر المشهورة المباركة بمكة: قيل: سميت بذلك، لكثرة مائها ويقال: ماء زمازم وزمزم وقيل اسم لها علم. وقيل: بل من ضمّ هاجر لها حين انفجرت وزمها إياها وقيل بل من زمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عليها وتسمى برّة والمضنونة وتكتم بوزن: تكتب: وهزمه جبريل وشفاء سقم وطعام طعم وشراب الأبرار ذكرها صاحب «المطالع» وقولهم: بئر زمزم من إضافة المسمى إلى الاسم. انظر: المطلع/ 200 وشفاء الغرام 1/ 251.
[ (3) ] في ج ابن أبي عمر.
[ (4) ] سقط في أ، د.
[ (5) ] في أأخوه لأمه.
[ (6) ] أسد الغابة ت 39، الاستيعاب ت 160.
[ (7) ] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من موصل إلى الشام وبينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وهي من قرى حلب ونصيبين أيضا: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم بينها وبين آمد أربعة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1374.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، العقد الثمين 3/ 35.(1/185)
في اسمه، سماه النّسائيّ عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، أنه سأل أبا هشام المخزومي- وكان علّامة بأنسابهم- عن اسم أبي عمرو بن حفص زوج فاطمة بنت قيس، فقال: اسمه أحمد، وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
42- أحمد:
حكى ابن حبّان أنه اسم أبي محمد الّذي كان يزعم أن الوتر واجب.
والمشهور أن اسمه مسعود بن زيد بن سبيع.
43- أحمر:
آخره راء- ابن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان السدوسي [ (1) ] وقال ابن عبد البرّ: أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي. روي عنه حديث في التجافي في السجود، رواه أبو داود، وابن ماجة، وأحمد، والطحاوي من طريق الحسن البصري: حدثنا أحمر صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال عباد بن راشد، عن الحسن:
حدثني أحمر مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، رجاله ثقات، وساق له الباوردي حديثا آخر. وقيل: هو أحمر بن سواء بن جزء، قال البخاري: بصري له صحبة. انتهى. وجزء منهم من يضبطه بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة، ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية.
44- أحمر بن سليم:
وقيل [ (2) ] سليم بن أحمر [ (3) ] . رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره أبو موسى.
45- أحمر بن سواء [ (4) ]
بن عدي بن مرة بن حمران بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي. عداده في أهل الكوفة [ (5) ] ، قاله ابن مندة. وأخرج له من طريق العلاء بن منهال، عن إياد بن لقيط، عن أحمر بن سواء السدوسي- أنه كان له صنم يعبده، فعمد إليه، فألقاه في بئر، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعه، هذا حديث غريب والعلاء كوفي يجمع حديثه.
46- أحمر، أبو عسيب [ (6) ] :
مشهور بكنيته، ووقع في الاستيعاب أحمر بن عسيب،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الثقات 3/ 19، تهذيب التهذيب 1/ 190، تهذيب الكمال 1/ 71، الطبقات 1/ 63، 186، تهذيب التهذيب 1/ 190، الثقات 3/ 19، تقريب التهذيب 1/ 49، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ط 1/ 115، الكاشف ط 1/ 100، الجرح والتعديل 2/ 1302، التاريخ الكبير 2/ 62، التاريخ لابن معين 2/ 31، أسد الغابة ت (43) ، الاستيعاب ت (10)
[ (2) ] في أو يقال.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الوافي بالوفيات 8/ 309، الاستيعاب ت (12) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الطبقات 1/ 63، 186.
[ (5) ] الكوفة: بالضم، المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق سمّيت الكوفة لاستدارتها أو لاجتماع الناس بها وقيل: سميت بموضعها من الأرض وذلك أنّ كل رملة يخالطها حصى سمي كوفة وقيل غير ذلك. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1187.
[ (6) ] الاستيعاب (11) طبقات ابن سعد 7/ 61. طبقات خليفة ت 28، التاريخ الكبير 9/ 61 الكنى 1/ 44،(1/186)
وتعقّب.. ويحتمل أن يكون كنيته وافقت اسم أبيه، وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
47- أحمر بن قطن الهمدانيّ [ (1) ]
شيخ شهد فتح مصر، يقال له صحبة ذكره ابن ماكولا عن ابن يونس. وقال ابن يونس: كان سيدا فيهم
48- أحمر بن مازن:
بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الحبيبي، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعد حنين، قال أبو عليّ الهجريّ، حكاه الرّشاطيّ عنه، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
49- أحمر بن معاوية
بن سليم بن لأي بن الحارث بن صريم بن الحارث [ (2) ] ، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، يكنى أبا شعيل [ (3) ]- له حديث عند ابن السّكن وغيره. يروى من طريق محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن سواء، عن شعيل [ (4) ] بن أحمر بن معاوية عن أبيه عن جده- أن أحمر وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وكان وافد بني تميم. فكتب له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتابا، ولابنه شعيل، قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وقال أبو نعيم: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وأخرجه أيضا البغوي والطبري: وسيأتي ضبط شعيل في ترجمته.
50- أحمر، مولى أم سلمة [ (5) ] :
قيل هو اسم سفينة. وستأتي ترجمته في السين،
وروى ابن مندة من طريق عمران النخلي [ (6) ] عن أحمر مولى أم سلمة، قال: كنّا في غزاة فجعلت أعبر الناس في واد أو نهر، فقال لي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما كنت في هذا اليوم إلّا سفينة» [ (7) ]
وأخرجه الماليني في «المؤتلف» في ترجمة النخلي- بالنون والخاء المعجمة.
51- الأحمري [ (8) ] :
كذا أورده البغويّ وابن قانع وغيرهما في الأسماء، ويحتمل أن يكون الأحمري نسبة. فيحول إلى المبهمات.
__________
[ () ] الجرح والتعديل 9/ 418، الحلية 2/ 27، العقد الثمين 8/ 72.
[ (1) ] أسد الغابة ت 48.
[ (2) ] حاشية الإكمال 1/ 19، أسد الغابة ت (49) .
[ (3) ] في أأبا سعيد.
[ (4) ] في أابن سعيد.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، أسد الغابة ت 44.
[ (6) ] في ج البجلي، وفي د العجليّ.
[ (7) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33349، 37143 وعزاه لابن مندة والماليني في المؤتلف وأبو نعيم من طريق عمران البجلي عن أحمر مولى أم سلمة.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10.(1/187)
وقد أشار إلى ذلك البغويّ،
وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد اللَّه بن أبي سفيان عن أبيه عن الأحمري، قال: كنت وعدت امرأتي بعمرة، فغزوت فوجدت من ذلك، فشكوت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «مرها فلتعتمر في رمضان، فإنّها تعدل حجّة» .
قال البغوي: لا أدري من الأحمري هذا. وكذلك أخرجه ابن قانع عن البغوي بهذا الإسناد.
52- الأحوص بن عبد بن أمية
بن عبد شمس بن عبد مناف. ذكر ابن الكلبيّ والبلاذريّ أنه كان عاملا لمعاوية على البحرين، وسعى لمروان بن الحكم في قصة جرت له، ومقتضى هذا أن يكون له صحبة، وأن يكون عمّر، لأن أباه مات كافرا.
ومن ولده منصور بن عبد اللَّه بن الأحوص، له ذكر بالشام في أيام بني مروان، وكان ابنه عبد اللَّه أيضا عاملا لمعاوية على بعض الشام.
وفي الموطّأ: عن زيد بن أسلم، عن سليمان بن يسار [ (1) ]- أنّ الأحوص هلك بالشام حين دخلت امرأته في الدم من الحيضة الثالثة، فكتب معاوية إلى زيد بن ثابت فقال: لا ميراث [ (2) ] لامرأته [ (3) ] رواه ابن عيينة عن الزهري عن سليمان بن يسار- أنّ الأحوص بن فلان، أو فلان بن الأحوص- فذكر نحوه [قال ابن الحذاء: الأقوى أن القصة في الأحوص، وهو ابن عبد، ويحتمل أن تكون لولده عبد اللَّه بن الأحوص، ولم يسمّ في رواية ابن عيينة عن الزهري] [ (4) ] .
53- الأحوص بن مسعود [ (5) ]
بن كعب بن عامر بن عديّ الأنصاري، أخو خويّصة ومحيّصة، ذكره العدويّ في «أنساب الأنصار» . وقال: شهد أحدا وما بعدها. استدركه ابن فتحون.
54- أحيحة بن أمية
بن خلف [ (6) ] بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ، أخو صفوان. مذكور في المؤلفة قلوبهم، رواه عبدان المروزي من طريق بشر بن تميم وغيره.
وحفيده أبو ريحانة علي بن أسيد بن أحيحة كان ممن شهد قتال ابن الزبير مع الحجاج.
55- أحيحة:
بمهملتين مصغّرا- ابن الجلاح- بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة [روى مالك] [ (7) ] في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير: أن رجلا من
__________
[ (1) ] في أسيار.
[ (2) ] في ألا ترثه.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت 52.
[ (6) ] نقعة الصديان 175، أسد الغابة ت (53) ، الاستيعاب ت (140) .
[ (7) ] سقط في أ.(1/188)
الأنصار يقال له أحيحة بن الجلاح كان له عمّ صغير، هو أصغر من أحيحة، وكان عند أخواله فقتله أحيحة، فقال له أخواله: كنّا أهل ثمّه ورمّه، حتى إذا استوى على غنمه غلبنا عليه وحق أمره [ (1) ] في عمه.
قال عروة: فلذلك لا يرث قاتل من قتل. قلت: لم أقف على نسب أحيحة هذا في أنساب الأنصار، وقد ذكره بعض من ألّف في الصحابة، وزعم أنه أحيحة بن الجلاح بن حريش، ويقال له: خراش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكانت تحته سلمى بنت عمرو الخزرجية، فولدت له عمرو بن أحيحة، وتزوج سليمى [ (2) ]- بعد أحيحة- هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد المطلب جدّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وزعم أن عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت في النّهي عن إتيان النساء في الدّبر. وروى عنه عبد اللَّه بن السائب- هو هذا وقضيته أن يكون لأبيه أحيحة صحبة.
وقد أنكر ابن عبد البرّ هذا إنكارا شديدا، وقال في الاستيعاب: ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: وسمع من خزيمة بن ثابت، قال ابن عبد البر: وهذا لا أدري ما هو، لأن أحيحة قديم، وهو أخو عبد المطلب لأمه، فمن المحال أن يروي عن خزيمة من كان بهذا القدم، ويروي عنه عبد اللَّه بن علي بن السائب، قال: فعسى أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة، يعني تسمّى باسم جده.
قلت: لم يتعين ما قال، بل لعل أحيحة بن الجلاح والد [ (3) ] عمرو آخر غير أحيحة بن الجلاح المشهور.
وقد ذكر المرزبانيّ عمرو بن أحيحة في «معجم الشّعراء» . وقيل: إنه مخضرم- يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وأنشد له شعرا قاله لما خطب الحسن بن علي عند معاوية.
وأحيحة بن الجلاح المشهور كان جاهليا شريفا في قومه، مات قبل أن يولد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر ومن ولده محمد بن عقبة بن الجلاح. أحد من سمّي محمدا في الجاهلية رجاء أن يكون هو النبيّ المبعوث. ومات محمد بن عقبة في الجاهلية، وأسلم والده المنذر بن محمد، وشهد بدرا وغيرها، واستشهد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ببئر معونة.
وممن له صحبة من ذرية أحيحة بن الجلاح عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن
__________
[ (1) ] في أأمه.
[ (2) ] في أسلمى.
[ (3) ] في د والده.(1/189)
أحيحة، شهد أحدا وما بعدها. وعمرو [ (1) ] وبليل ولدا [ (2) ] بلال بن أحيحة شهدا أحدا أيضا، ولم يذكر أحد أباهم في الصحابة.
ومن ذرية أحيحة بن الجلاح أيضا، فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن الأصرم بن جحجبي، أمه بنت محمد بن عقبة المذكور، وذلك من الأدلة على وهم من ذكر أحيحة بن الجلاح الأكبر في الصحابة.
وقال عياض، في «المشارق» : وهم بعضهم ما وقع في الموطّأ، فقال: أحيحة جاهلي لم يدرك الإسلام، والأنصار اسم إسلامي للأوس والخزرج، فكيف يقال [ (3) ] من الأنصار؟
قال عياض وهو مخرج على أن في اللفظ تساهلا لمّا كان من القبيل المذكور، وصار لهم هذا الاسم كالنسب، ذكر في جملتهم، لأنه من إخوانهم، انتهى.
وهذا تسليم منه أنه مات في الجاهلية. وقد أغرب القاضي أبو عبد اللَّه بن الحذّاء في رجال الموطّأ، فزعم أنّ أحيحة بن الجلاح قديم الوفاة، وزعم في ترجمته أنه عمّر حتى أدرك [ (4) ] الإسلام، وأنه الّذي ذكر عنه مالك ما ذكر، وأن عروة لم يدركه، وإنما وقع له الّذي وقع في الجاهلية، والخبر المذكور إنما هو قضية قضى بها في الجاهلية فأقرها الإسلام انتهى.
فجعله تارة أدرك الإسلام، وتارة لم يدركه، والحق أنه مات قديما كما قدمته. وأما صاحب القصة فالذي يظهر لي أنه غيره، وكأنه والد عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت، فيكون أحيحة الصحابي والد عمرو غير أحيحة بن الجلاح جد محمد بن عقبة القديم الجاهلي، ويحتمل أن يكون الأصغر حفيد الأكبر، وافق اسمه واسم أبيه واسم جده واسم ابنه. واللَّه أعلم.
باب الألف بعدها خاء
56- الأخرم: [ (5) ]
فارس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، اسمه محرز بن نضلة [ (6) ] يأتي في الميم [إن شاء اللَّه تعالى] [ (7) ]
__________
[ (1) ] في أوعمران.
[ (2) ] في أوكذا.
[ (3) ] في أويقال فلان من.
[ (4) ] في أأدركه.
[ (5) ] أسد الغابة ت 54، الاستيعاب ت 14.
[ (6) ] في ج فضلة.
[ (7) ] سقط في ت، ج، د.(1/190)
57- الأخرم الهجيمي [ (1) ] :
قال عبد الغنيّ، وابن ماكولا: معدود في الصحابة، وروى خليفة بن خيّاط، والبخاري في «تاريخه» ،
والبغوي من طريق يحيى بن اليمان العجليّ، عن رجل من بني تيم اللات اسمه عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن الأخرم، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار: «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم» [ (2) ]
وفرّق ابن ماكولا بين الأخرم الهجيمي وبين الأخرم غير المنسوب، وهو واحد، والحديث واحد، ولم ينسبه ابن عبد البر أيضا، بل قال: لا أعرف نسبه.
58- الأخرم:
بن أبي العوجاء السلمي. روى عن الزهري أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث الأخرم هذا في سنة سبع في سرية خمسين رجلا إلى بني سليم، فقتل عامتهم وتوصل ابن أبي العوجاء جريحا. ويحتمل أن يكون هو محرز بن نضلة.
59- الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري [ (3) ] :
ذكره ابن السكن،
وروي من طريق الحارث بن حصيرة، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي بن الحسين. عن أبيه، عن الأخضر بن أبي الأخضر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «أنا أقاتل على تنزيل القرآن، وعليّ يقاتل على تأويله» [ (4) ] .
وقال ابن السكن: هو غير مشهور في الصحابة. وفي إسناد حديثه نظر، وأشار الدار الدّارقطنيّ إلى أن جابرا تفرّد به، وجابر رافضيّ.
60- الأخنس السلمي [ (5) ] :
جدّ معن بن يزيد. اسم أبيه حبيب، وقيل خبّاب. ذكره الطّبريّ وابن السّكن وغيرهما. [وقال ابن سعد في وفد بني سليم: والأخنس بن يزيد] [ (6) ] وروى البغوي في ترجمة معن من طريق يزيد بن أبي حبيب- أن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي شهد هو وأبوه وجدّه بدرا. قال: ولا نعلم أحدا شهد هو وابنه وابن ابنه مسلمين إلا الأخنس.
وروى ابن حبّان في صحيحه من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن أبي
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10، الثقات 3/ 22، الإكمال 1/ 37. أسد الغابة ت 56.
[ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 214
عن بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم
قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سليمان ابن داود الشاذكوني وهو ضعيف.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10.
[ (4) ] ذكره المتقي الهندي في الكنز (32968) وعزاه لابن السكن.
[ (5) ] أسد الغابة ت 58.
[ (6) ] سقط في أ.(1/191)
أمامة الباهلي- أن يزيد بن الأخنس السلمي سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فذكر قصة.
وروى البخاريّ من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد، قال: بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وأبي وجدّي. وزعم ابن مندة أنّ اسم جدّ معن ثور، فذكره في حرف الثاء المثلثة. واللَّه أعلم.
61- الأخنس بن شريق [ (1) ]
بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى ابن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، أبو ثعلبة، حليف بني زهرة. اسمه أبيّ، وإنما لقب الأخنس، لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل خنس الأخنس ببني زهرة، فسمي بذلك. ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة، وشهد حنينا، ومات في أول خلافة عمر. ذكره أبو موسى عن ابن شاهين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله. وكذا ذكره ابن فتحون عن الطبري. [وذكر الذّهليّ في «الزّهريات» بسند صحيح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرّا.. فذكر القصة، وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال: ما تقول؟ قال: أعرف وأنكر. [قال أبو سفيان: فما تقول أنت؟ قال: أراه الحق] [ (2) ] .
وذكر ابن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأظهر الإسلام، وقال: اللَّه يعلم إني لصادق، ثم هرب بعد ذلك، فمرّ بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا، وقتل حمرا فنزلت: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ إلى قوله: لَبِئْسَ الْمِهادُ. [البقرة: 204- 206] . وقال ابن عطية: ما ثبت قط أن الأخنس أسلم.
قلت: قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره، ولا مانع أن يسلم ثم يرتدّ ثم يرجع إلى الإسلام. واللَّه أعلم.
باب الألف بعدها دال
62- الأدرس الجنّي:
يأتي ذكره في الأرقم.
63- الأدرع السلمي [ (3) ] :
روى ابن ماجة من طريق سعيد المقبري. عن الأدرع، قال:
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 57.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، والاستيعاب ت (16) ، تقريب التهذيب 1/ 50، الوافي بالوفيات 8/ 313، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 115، الكاشف 1/ 100، تهذيب التهذيب 1/ 194، تهذيب الكمال 1/ 73 بقي بن مخلد 893.(1/192)
جئت ليلة أحرس النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فإذا رجل ميت، فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقيل: هذا عبد اللَّه ذو النّجادين- الحديث.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: فيه موسى بن عبيدة الرّبذي، وهو ضعيف، وقد رويت القصة من طريق زيد بن أسلم، عن ابن الأدرع. فاللَّه أعلم.
64- الأدرع [ (1) ]
أبو جعد الضمريّ [ (2) ] ، مشهور بكنيته. يأتي.
65- إدريس
أحد الثمانية المهاجرين من الحبشة، تقدّم في أبرهة.
66- أدهم بن حظرة [ (3) ]
اللخمي الراشدي، من بني راشدة بن أذينة بن جديلة [ (4) ] بن لخم. قال ابن ماكولا: هو صحابي، ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر، ولم يقع له رواية، وذكره ابن يونس. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
باب الألف بعدها ذال [ (5) ]
67- أذينة بن سلمة [ (6) ] :
بن الحارث بن خالد بن عائذ بن سعد بن ثعلبة بن غنم [ (7) ] بن مالك بن بهثة بن عبد القيس العبديّ، والد عبد الرحمن. وقيل هو أذينة بن الحارث بن يعمر بن عمرو بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة الليثي، وهذان نسبان متغايران. وصحح ابن عبد البرّ الأول، قال: وقال بعضهم فيه: الشني، ولا يصح. وتعقبه الرّشاطيّ بأن شن بن أفصى بن عبد القيس، فلا مغايرة بين الشني والعبديّ.
وقال ابن الأثير: لعل من نسبه كنانيا ظنّه والد ابن أذينة الشاعر المشهور، وليس هو به.
وأذينة هذا مختلف في صحبته، وهو والد عبد الرحمن قاضي البصرة، قال ابن حبان:
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الثقات 3/ 16، تهذيب الكمال 1/ 73، تهذيب التهذيب 1/ 194، تقريب التهذيب 1/ 50، الاستيعاب ت (15) .
[ (2) ] في أالصيمري.
[ (3) ] في أ، د حظيرة.
[ (4) ] في أ، د من بني راشد بن أذن بن حرملة.
[ (5) ] سقط في أ.
[ (6) ] الثقات 3/ 19، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، تنقيح: المقال 629، الطبقات 1/ 62، 139، 1/ 205، بقي بن مخلد 879، أسد الغابة ت 63، الاستيعاب ت 138.
[ (7) ] في أ، د عثمان.(1/193)
له صحبة، ثم ذكره في التابعين. وقال العسكري: كان رأس عبد القيس بالبصرة في زمن عثمان وشهد الجمل، وكان له فيه ذكر.
وقال المدائنيّ: هو أوّل من رأس عبد القيس، وكانت رياسته عليهم قبل المنذر بن الجارود، وقد ولي أذينة لزياد ولايات، وله ابن يقال له عبد اللَّه، وله ذكر مع معاوية بن أبي سفيان ومع المهلب بن أبي صفرة.
قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي [ (1) ] إسحاق عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الّذي هو خير، وليكفر عن يمينه» [ (2) ] . ورواه الطبراني والبغوي وابن شاهين وابن السّكن وأبو عروبة، وغير واحد في كتبهم في الصحابة من طرق عن أبي الأحوص.
قال البغويّ: لا أعلم روى أذينة غيره، ولا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير أبي الأحوص:
وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، ولا أعلم روى حديثه المرفوع غير أبي الأحوص وهو ثقة، غير أنه لم يذكر فيه سماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه التّرمذيّ في «العلل المفردة» عن قتيبة عن أبي الأحوص. [وقال البخاري في «تاريخه» : أذينة العبديّ سمع عمر. وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا] [ (3) ] .
وذكره أبو نعيم الكوفيّ في تابعي أهل الكوفة ومسلم في الطبقة الأولى منهم. وحديثه عن عمر أخرجه عبد الرزاق من طريق الحسن الغرني [ (4) ] ، عن عبد الرحمن بن أذينة، عن أبيه. قال: أتيت عمر.. فذكر قصته.
وذكر التّرمذيّ في العلل المفردة أنه سأل البخاري عنه، فقال: مرسل، وأذينة لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو الّذي روى عمرو بن دينار عنه، عن ابن عباس، كذا قال، فإن [ (5) ] كان قوله:
«وهو ... إلخ» من كلام البخاري فقد اختلف كلامه فيه، فإنه فرق في التاريخ بينهما، وتبعه
__________
[ (1) ] في أابن.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 361 عن أبي هريرة بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 187 عن عبد الرحمن بن أذينة ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وعبد اللَّه بن أذينة ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أالغزي.
[ (5) ] في د قال: كأن.(1/194)
أبو حاتم الرازيّ، قال ابن أبي حاتم أذينة العبديّ بصري. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن عمر.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: ثم قال أذينة روى عن ابن عباس، [روى عنه عمرو بن دينار، ومحمد بن الحارث] [ (1) ] قال ابن عيينة: كان من أهل عمان [ (2) ] . وكذا فرّق بينهما ابن حبّان. وإن كان قوله: وهو الّذي روى.. إلخ من كلام الترمذي فهو وهم. واللَّه أعلم.
باب الألف بعدها راء
68- أربد [ (3) ] بن جبير [ (4) ]
وقيل: ابن حمزة [ (5) ] . [وقيل: ابن حمير] [ (6) ] ، مصغرا مثقلا.
وبهذا الأخير جزم ابن ماكولا. وأما الأول فرواه ابن مندة، من طريق جرير بن حازم عن ابن إسحاق، ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة وفيمن شهد بدرا.
69- أربد بن مخشيّ [ (7) ] :
يكنى أبا مخشي، وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى، ويقال اسمه سويد.
70- أربد خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،
ذكره ابن مندة في تاريخه [ (8) ] من طريق أصبغ بن زيد، عن سعيد بن أبي راشد. عن زيد بن علي بن الحسين، عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر.
استدركه أبو موسى.
71- أرطاة بن الحارث:
له وفادة، وسمع من عمر، قاله معاوية بن صالح، ولعله الّذي بعده.
72- أرطاة بن كعب [ (9) ]
بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (10) ]- روى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق عبد [ (11) ] بن عابس النخعي، عن قيس بن كعب النخعي- أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأخوه أرطاة بن كعب والأرقم،
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] عمّان: بالفتح والتشديد: بلد في طرف الشام كان قصبة البلقاء، جاء في حديث الحوض وحكى الخطابي فيه تخفيف الميم أيضا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 959.
[ (3) ] الطبقات الكبرى 3/ 97، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، معرفة الصحابة 3/ 33، أسد الغابة ت (64) ، الاستيعاب ت (141) .
[ (4) ] في أحمير.
[ (5) ] في أحميرة.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 66.
[ (8) ] أسد الغابة ت (65) .
[ (9) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11.
[ (10) ] في أ، د النخعي.
[ (11) ] في د. من طريق عبد الرحمن.(1/195)
وكانا من أجمل أهل زمانهما، وأنطقه، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما، فدعا لهما بخير، وكتب لأرطأة كتابا، وعقد له لواء، وشهد القادسية [ (1) ] بذلك اللواء، قال: وأخذ اللواء أخوه زيد بن كعب فقتل.
وذكره الرّشاطيّ عن ابن الكلبيّ بنحوه، وسمّى أخاه دريد بن كعب، وكذا قال ابن سعد في الطبقات [ (2) ] قال: أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (3) ] .
وذكر عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، عن أشياخ من النخع- أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو والجهيش واسمه الأرقم. وسيأتي في الأرقم.
ولأرطاة ذكر من وجه آخر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن إدريس، عن حنش بن الحارث، عن أبيه، قال: مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفّحهم، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة، فقال: إني لأرى السرو فيكم متربعا، سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق [ (4) ] ، فقاتلوا. فقاتلوا: بل نسير إلى الشام. قال: سيروا إلى العراق، فساروا إلى العراق.
رواه عن أبي نعيم، عن حنش: سمعت أبي الحارث يذكره، قال: قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة، فخرج علينا عمر، فطاف في النخع- نحوه، وزاد: فأتينا القادسية، فقتل منا كثير، ومن سائر الناس قليل، فسأل عمر عن ذلك، فقال: إن النخع ولوا أعظم الأمر وحدّه.
73- الأرقم بن أبي الأرقم: [ (5) ]
وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد اللَّه.
__________
[ (1) ] القادسيّة: قرية قرب الكوفة من جهة البر بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا وبينها وبين العذيب أربعة أميال عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين وفارس قتل فيها أهل فارس وفتحت بلادهم على المسلمين. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1054.
[ (2) ] في أ، د الطبقات الكبرى.
[ (3) ] في أ، د النخعي.
[ (4) ] العراق: المشهور هو ما بين حديثة الموصل إلى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية إلى حلوان عرضا وسمّي بالعراقيين الكوفة والبصرة لأنهما محل جند المسلمين بالعراق ولكل واحد منهما وال يختص به وسمّي عراقا لأن اسمها بالفارسية إيران فعربها العرب وقالوا: عراق وقيل سمّي عراقا لاستواء أرض وخلوّها من جبال تعلو وأودية تنخفض وقيل غير ذلك. م/ 2/ 926.
[ (5) ] سيرة ابن هشام 1/ 287، المغازي 103، الأسامي والكنى 306، مسند أحمد 3/ 417، طبقات ابن سعد(1/196)
قال ابن السّكن: أمه تماضر بنت حذيم السهمية. ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية، كان من السابقين الأولين، قيل أسلم بعد عشرة.
وقال البخاريّ: له صحبة وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وكانت داره على الصّفا، وهي الدار التي كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يجلس فيها [ (1) ] في الإسلام، وذكر قصة طويلة لهذه الدار، وأن الأرقم حبسها، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور. ورواه ابن مندة من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد اللَّه بن عثمان [ (2) ] بن الأرقم عن جده- وكان بدريا، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين، وكان آخرهم إسلاما عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا.
وروى أحمد من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ الّذي يتخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة، ويفرّق بين الاثنين بعد خروج الإمام كالجارّ قصبه [ (3) ] في النّار [ (4) ] » .
وأخرجه الحاكم أيضا، لكن قال الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد: تفرد به هشام بن زياد، وهو أبو المقدام وقد ضعّفوه.
وروى الحاكم أيضا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقّاص.
وروى ابن مندة، من طريق إبراهيم بن المنذر، قال: توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين. ثم روى بسند ليّن عن عثمان بن الأرقم، قال: توفي أبي سنة ثلاث
__________
[ (3) ] / 242، المعجم الكبير 1/ 306، مشاهير علماء الأمصار 31، المعين في طبقات المحدثين 19، الوافي بالوفيات 8/ 363، المنتخب من ذيل الطبري 519، البدء والتاريخ 5/ 101، أسد الغابة ت (70) طبقات خليفة 21، التاريخ الكبير 2/ 46، الجرح والتعديل 2/ 309- 310، معجم الطبراني 1/ 284، الاستبصار 117، تاريخ الإسلام 2/ 213، العبر 1/ 61 كنز العمال 13/ 269، شذرات الذهب 1/ 61، الاستيعاب ت (133) .
[ (1) ] في أعليها.
[ (2) ] في أ، د عمر.
[ (3) ] القصب- بالضمّ-: المعى. وجمعه: أقصاب، وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلّها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. النهاية 4/ 67.
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 417، والطبراني في الكبير 1/ 285 قال الهيثمي في الزوائد 2/ 181 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه هشام بن زياد وقد أجمعوا على ضعفه. والحاكم في المستدرك 3/ 504 قال الذهبي هشام واه والمنذري في الترغيب 1/ 504، وكنز العمال ح رقم 21203.(1/197)
وخمسين وهو ابن خمس وثمانين سنة، وصلّى عليه سعد [بن أبي وقاص [ (1) ] .]
وروى أبو نعيم، وابن عبد البرّ بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق، وحمله ابن عبد البرّ على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته.
[وشهد الأرقم بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وأقطعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دارا بالمدينة [ (2) ]] .
وقال ابن عبد البرّ: وقع لابن أبي حاتم فيه وهم، فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد اللَّه بن الأرقم- يعني الّذي كان على بيت المال لعثمان، وهذا زهري، والأول مخزومي، ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف.
قلت:
روى الطّبرانيّ، من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس، قال: استعمل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا أبا رافع، إنّ الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد [ (3) ] ،
فهذا يدل على أن للأرقم الزهري أيضا صحبة، لكن رواه شعبة عن الحكم، عن مقسم، فقال: استعمل رجلا من بني مخزوم. وكذلك أخرجه أبو داود وغيره، وإسناده أصح من الأول. واللَّه أعلم.
74- الأرقم بن أبي الأرقم الزهري،
وقد ذكرت حديثه في ترجمة الّذي قبله.
75- الأرقم بن حفينة التّجيبي [ (4) ] ،
من بني نصر بن معاوية. قال ابن مندة: سمعت ابن يونس يقول: إنه شهد فتح مصر عداده في الصحابة، وروي من طريق عبد اللَّه بن الأرقم بن حفينة عن أبيه أنه تخاصم هو وابنه إلى عمر.
76- الأرقم بن عبد اللَّه بن الحارث بن بشر بن ياسر النخعي
[وقيل: هو ابن زيد بن مالك النخعي [ (5) ]] ، له وفادة. وقيل: اسمه أوس، وقيل: جهيس، وهو أصحّ. وسيأتي.
77- الأرقم الجنّي:
أحد الجن الذين استمعوا القرآن من جن نصيبين، ذكر إسماعيل ابن أبي زياد في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أخرجه أحمد 6/ 8، وأخرجه الطبراني في الكبير 11/ 379 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16531 وعزاه للطبراني، والبيهقي عن ابن عباس.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، دائرة معارف الأعلمي 4/ 185، أسد الغابة ت (71) .
[ (5) ] سقط في أ.(1/198)
يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ.... [الأحقاف 29] الآية، قال: هم تسعة: سليط وشاطر وخاضر وحسا ومسا ولحقم [ (1) ] والأرقم، والأدرس، وحاصر، نقلته مجودا من خط مغلطاي.
78- الأريقط العبديّ [ (2) ] :
من بني عامر بن الحارث بعثه الأشجّ العبديّ [ (3) ] دليلا مع ابن أخيه عمرو بن عبد القيس إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما سمع بخبره فأسلم. وسيأتي ذلك في ترجمة الأشج إن شاء اللَّه تعالى.
باب الألف بعدها زاي
79- أزداد [ (4) ]
ويقال له يزداد بن فساءة الفارسيّ، مولى بحير بن ريسان، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في الاستنجاء أخرجه ابن ماجة قال أبو حاتم: حديثه مرسل. ومنهم من يدخله في المسند وقال ابن الأثير: قال البخاريّ: لا صحبة له. وقال غيره: له صحبة.
80- الأزرق بن عقبة:
أبو عقبة الثقفي مولاهم، وكان من عبيد كلدة الثقفي- وقيل من عبيد الحارث بن كلدة، فنزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أيام حصار الطائف، فأسلم، فأعتقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وسلمه لخالد بن سعيد بن العاص ليموّنه ويعلمه، فصار حليفا في بني أمية فأنكحوه ونكحوا إليه. ذكره الواقديّ في «المغازي» ، وكذا ابن إسحاق باختصار. واستدركه ابن فتحون.
قلت: سيأتي له ذكر في ترجمة الحارث بن كلدة، قال البلاذري: كان الأزرق حدادا روميا تزوج سميّة والدة عمّار بعد أن فارقها ياسر، فولدت [ (5) ] سلمة بن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه، ثم ادّعى ولد عمار عمر وعقبة- وهم من غير سميّة- أنهم من ولد الحارث بن أبي شمر الغساني، وأنهم حلفاء بني أمية، وشرفوا بمكة. وكذا ذكره الطّبريّ.
81- أزهر بن خميصة [ (6) ] :
ذكره أبو عمر مختصرا، وقال في صحبته نظر. وذكر أنه روى عن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه.
82- أزهر بن عبد عوف [ (7) ] :
بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، عم عبد الرحمن بن عوف، ووالد عبد الرحمن بن أزهر الآتي ذكره.
__________
[ (1) ] في د لجعم.
[ (2) ] في ج العبدري.
[ (3) ] في د من بني عاصم بن الحارث.
[ (4) ] أسد الغابة ت (75) .
[ (5) ] في أفولدت له قبل الإسلام سلمة.
[ (6) ] الجرح والتعديل 1/ 312، الثقات 4/ 39، التاريخ الكبير 1/ 455، نقعة الصديان 31.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، الوافي بالوفيات 8/ 371. العقد الثمين 1/ 283، التاريخ الصغير 124،(1/199)
وزعم ابن عبد البرّ أنه أزهر بن عوف، وأنه أخو عبد الرحمن [بن أزهر [ (1) ]] بن عوف، فوهم في ذلك.
وروى البغويّ من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، عن الزهري، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، قال: امتريت أنا ومحمد بن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة وعامر بن ربيعة وأزهر بن عبد عوف ومخرمة بن نوفل- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح، وفي إسناده الواقدي. وعن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه: لما ولي عمر بعث أربعة فنصبوا أعلام الحرم، وهم: مخرمة، وأزهر بن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى.
أخرجه الفاكهي وغيره، وأورد الطبراني في ترجمة أزهر هذا عن [أحمد بن [ (2) ]] محمد بن نافع الطحان، عن أحمد بن عمرو بن السرح. قال: وجدت في كتاب خالي، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتي بشارب وهو بحنين- الحديث. وهذا وهم من الطّبرانيّ أو شيخه، فقد أخرجه أبو داود والنسائي عن ابن السرح بهذا الإسناد. عن الزّهريّ، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه: فالحديث من مسند عبد الرحمن بن أزهر، لا من مسند أزهر. وهكذا رواه صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه، لم يقل: عن أبيه، وكذا رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه. واللَّه أعلم.
83- أزهر بن منقر [ (3) ] :
قال أبو عمر: لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر. وقال ابن مندة: هو من أعراب البصرة، ثم
روى من طريق عمير بن جابر عن أزهر بن منقر، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصليت خلفه، فسمعته يفتتح القراءة بالحمد للَّه، ويسلم تسليمتين،
قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
قلت: وفي إسناده علي بن قرين [ (4) ] : وقد كذبه ابن معين، وموسى بن هارون، وغيرهما.
__________
[ () ] جامع الرواة 1/ 78 المعرفة والتاريخ 1/ 356، أعيان الشيعة 3/ 247، دائرة معارف الأعلمي 4/ 198، تنقيح المقال 642، معجم رجال الحديث 3/ 21، أسد الغابة ت: (77) ، الاستيعاب ت (17)
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] سقط في د.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 371، تنقيح المقال 6440 جامع الرجال 1/ 208 وأسد الغابة ت (79) ، الاستيعاب ت (18) .
[ (4) ] في أمدين.(1/200)
84- أزيهر [ (1) ] :
مولى سهيل بن عمرو. له صحبة، وأرسله [ (2) ] مولاه سهيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بماء زمزم، روى الفاكهي، من طريق محمد بن سليمان بن مسمول. عن حزام بن هشام، عن أبيه، عن أمّ معبد، قالت: مر بي بخيمتي غلام سهيل أزيهر ومعه قربتا ماء، فقلت: ما هذا؟
قال إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى مولاي سهيل يستهديه ماء زمزم، فأنا أعجل السير لكيلا تنشف القرب.
باب الألف بعدها سين
85- إساف بن أنمار السلمي [ (3) ]
قال ابن حبّان: له صحبة.
وروى الباورديّ وابن مندة من طريق أيوب بن عتبة، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديج، قال: حدثني [عمي ظهير ابن رافع أنه [ (4) ]] قال: يا بن أخي، لقد نهانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن نكري محاقلنا [ (5) ] .
قال: فسمعه رجل من بني سليم [ (6) ] يقال له إساف بن أنمار فشمت بنا، فقال شعرا، فأجابه شاعرنا إساف بن نهيك أو نهيك ابن إساف، قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: ليس في سياق الحديث ما يدلّ على صحبته.
86- إساف بن نهيك [ (7) ] :
ذكر في ترجمة الّذي قبله.
87- أسامة بن أخدريّ [ (8) ] التميمي ثم الشقري:
نزل البصرة: قال ابن حبان: قدم على
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، تنقيح المقال 645.
[ (2) ] في أوأرسل به.
[ (3) ] أسد الغابة ت (48) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 16، 17، تنقيح المقال 1/ 646- 647.
[ (4) ] في أابن أخي.
[ (5) ] أخرجه أحمد 4/ 143 عن رافع بن خديج.
[ (6) ] سليم بن منصور: قبيلة عظمي من قيس بن عيلان، من العدنانية. تنسب إلى سليم بن منصور بن عكرمة ابن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان تتفرع إلى عدة عشائر وبطون. وكانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر، ومعد منازلهم حرة سليم، حرة النارين، وادي القرى وتيماء انظر: معجم قبائل العرب 2/ 2543.
[ (7) ] أسد الغابة ت 81.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3، تهذيب الكمال 1/ 75، الطبقات 208، تهذيب التهذيب 1/ 206، تقريب التهذيب 1/ 52، الوافي بالوفيات 1/ 376، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الكاشف 1/ 103، الجرح والتعديل 2/ 1032، الأنساب 1/ 132، جامع الرواة 1/ 787، تنقيح المقال 648، دائرة معارف الأعلمي 4/ 200، معجم رجال الحديث 3/ 23، أسد الغابة (82) ، والاستيعاب (24) .(1/201)
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مسلما. انتهى.
وله حديث من رواية بشير بن ميمون عنه، قال: قدم الحيّ من شقرة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال له أصرم، قد ابتاع عبدا حبشيا [ (1) ] ، فقال: يا رسول اللَّه: سمّه وادع له. قال: «ما اسمك؟» قال: أصرم قال: «بل زرعة، فما تريده؟» قال: راعيا، قال: فقبض أصابعه، وقال: «هو عاصم» .
أخرج حديثه أبو داود، والحاكم في المستدرك. وقال ابن السكن: ليس له غير هذا الحديث، وأخرجه الطبراني كذلك، ومن رواية أخرى عن بشير، عن أسامة، عن أصرم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني اشتريت عبدا.... الحديث.
88- أسامة [ (2) ] بن خريم [ (3) ] :
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا تصح له صحبة.
قلت: ذكره في التّابعين البخاريّ وغيره، وقال ابن حبّان: في التابعين أسامة بن خريم [ (4) ] يروي عن مرة بن كعب، وله صحبة [ (5) ] ، فالضمير يعود على مرة لا على أسامة.
89- أسامة:
بن زيد بن حارثة بن شراحيل [ (6) ] بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي، الحبّ ابن الحب، يكنى أبا محمد. ويقال أبو زيد. وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن سعد: ولد أسامة في الإسلام، ومات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وله عشرون سنة، وقال ابن أبي خيثمة: ثماني عشرة. وكان أمّره على جيش عظيم، فمات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يتوجّه، فأنفذه أبو بكر. وكان عمر يجلّه ويكرمه، وفضّله في العطاء على ولده عبد اللَّه بن عمر، واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر
__________
[ (1) ] في د حسنا.
[ (2) ] في أ، د أسامة بن خزيم.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 376، أسد الغابة ت (83) ، الاستيعاب ت (25) .
[ (4) ] في أ، د ابن خزيم.
[ (5) ] في أوله صحبة انتهى.
[ (6) ] مسند أحمد 5/ 199، طبقات ابن سعد 4/ 61، 72، التاريخ لابن معين 22 طبقات خليفة 6/ 297، تاريخ خليفة 100/ 226، التاريخ الكبير 2/ 20، المعارف لابن قتيبة 144، 145، 164، 166، تاريخ الفسوي 1/ 304، الجرح والتعديل 2/ 283، معجم الطبراني الكبير 1/ 120، 144، الاستبصار 34، 87، تهذيب الكمال 78، تذهيب التهذيب 1/ 50، تاريخ الإسلام 2/ 270، العبر 1/ 59 مجمع الزوائد 9/ 286، تهذيب التهذيب 1/ 208، خلاصة تذهيب الكمال 26، كنز العمال 13/ 270، 394- 402، أسد الغابة ت (84) ، والاستيعاب ت (21) .(1/202)
خلافة معاوية. وكان قد سكن المزة [ (1) ] من عمل دمشق، ثم رجع فسكن وادي القرى [ (2) ] ، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف. وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس، ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل، وآخرون، وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة.
90- أسامة بن شريك الثعلبي [ (3) ] :
من بني ثعلبة بن يربوع، قاله الطبراني وأبو نعيم.
وقيل: من بني ثعلبة بن سعد، قاله ابن حبّان. وقيل من بني ثعلبة بن بكر بن وائل، قاله ابن السّكن وابن مندة وابن عبد البرّ، وقال فيه أيضا الذبيانيّ الغطفانيّ. وتعقّبه الرّشاطيّ بأن بكرا ليس له من الولد من سمي ثعلبة، وبأن قولهم في نسبه الذبيانيّ الغطفانيّ دل على أنه من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، واللَّه أعلم.
قال البخاريّ: أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له صحبة. روى حديثه أصحاب السنن، وأحمد، وابن خزيمة وابن حبان، والحاكم، ومن حديثه: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، وفي بعض طرقه: خرجت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع، فجاء قوم، فقالوا: يا رسول اللَّه، إن بني يربوع [ (4) ] قتلونا فقالوا: لا تجني نفس على أخرى [ (5) ] . وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الأشعري. وذكر الأزدي وابن السكن
__________
[ (1) ] المزّة: بالكسر ثم التشديد: قرية كبيرة غنّاء في أعلى الغوطة في سفح الجبل من أعلى دمشق. انظر:
مراصد الاطلاع 3/ 1266.
[ (2) ] وادي القرى: واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى قال جميل:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بوادي القرى إني إذا لسعيد
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1417.
[ (3) ] الثقات 213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، تهذيب الكمال 1/ 77، الطبقات 148، 130، تهذيب التهذيب 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 53 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الوافي بالوفيات 18، 375، الكاشف 1/ 104، الجرح والتعديل 2/ 1021، التاريخ الكبير 2/ 21، المجروحين 2/ 269، تراجم الأحبار 1/ 111، السابق واللاحق 180، علل الحديث 76، 83، بقي بن مخلد 215، المعرفة والتاريخ 1/ 304، 2/ 113/ 619، جامع الرواة 1/ 78، أعيان الشيعة 3/ 251، مشاهير علماء الأمصار 293، تنقيح المقال 651، دائرة معارف الأعلمي 4/ 200. أسد الغابة ت (85) ، الاستيعاب ت (23) .
[ (4) ] يربوع بن حنظلة: بطن من حنظلة بن مالك، من تميم، من العدنانية، وهم: بنو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر منهم: بنو رياح، بنو سليط، بنو صبير، بنو ثعلبة، بنو كليب، وبنو عرين، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع هؤلاء، لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة منهم، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الرادفة، ويكفوا عن أهل العراق الغارة. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 1262، الاشتقاق لابن دريد/ 135.
[ (5) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 890 عن أسامة بن شريك بلفظه قال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح(1/203)
وغير واحد أنّ زياد بن علاقة تفرّد بالرواية عنه.
91- أسامة بن عمرو الليثي
قيل هو شداد بن الهاد. وسيأتي في الشين.
92- أسامة [ (1) ]
بن عمير بن عامر بن الأقيشر [ (2) ] بن عبد اللَّه بن حبيب بن يسار بن ناجية ابن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي، والد أبي المليح. قال البخاريّ: له صحبة، روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم، ومن حديثه: أصابتنا السماء ونحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم حنين، قال خليفة: نزل البصرة، ولم يرو عنه إلا ولده، قاله جماعة من الحفاظ.
93- أسامة الحنفي [ (3) ] :
ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن رجل، عن أسامة الحنفي، قال: لقيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في أصحابه بالسوق، فقلت لهم: أين يريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالوا: يريد أن يخط لقوم مسجدا- الحديث.
واستدركه ابن فتحون.
94- إسحاق الغنوي [ (4) ] :
روى البخاريّ في «تاريخه» وسمّويه وأبو يعلى وغيرهم من طريق بشّار بن عبد الملك المزني، قال: حدثتني جدتي أمّ حكيم بنت دينار المزنية عن مولاتها أم إسحاق الغنوية أنها هاجرت من مكة تريد المدينة هي وأخوها إسحاق، حتى إذا
__________
[ () ] محمد بن عبد اللَّه ذكره ابن حبان في الثقات وقال النسائي لا بأس به وأبو العوام القطان اسمه عمران بن داود وثقه الجمهور وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين ابن ماجة 2/ 890 كتاب الديات (21) باب لا يجني أحد على أحد (26) حديث رقم 2672، وأخرجه النسائي في السنن 8/ 53، 54 عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي بلفظه والطبراني في الكبير 1/ 151، 2/ 79 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39816.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3، تهذيب الكمال 1/ 77، الطبقات 35/ 175، معجم رجال الحديث 3/ 25، تهذيب التهذيب 1/ 207 تقريب التهذيب 1/ 53، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الوافي بالوفيات 8/ 375، الكاشف 1/ 104، العقد الثمين 1/ 289 الجرح والتعديل 2/ 1029، التاريخ الكبير 2/ 21، أفراد مسلم 19، الإكمال 1/ 105، 7/ 160، دارة معارف الأعلمي 4/ 200، مشاهير علماء الأمصار 230، تنقيح المقال 652، أعيان الشيعة 3/ 252، جامع الرواة 1/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 304، الطبقات الكبرى 7/ 30، أسد الغابة ت (86) ، الاستيعاب ت (22) .
[ (2) ] في أالأقيس.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الطبقات الكبرى 1/ 291، 2/ 263/ 300، 4/ 146، 7/ 98، 8/ 114، المنمق ص 115، 116، تنقيح المقال 1/ 646، 647.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، أسد الغابة ت (88) .(1/204)
كانت ببعض الطريق قال لها أخوها: اجلسي حتى أرجع إلى مكة فآخذ نفقة لي أنسيتها.
قالت: إني أخشى عليك الفاسق- تعني زوجها- أن يقتلك، فذهب أخوها إلى مكة وتركها، فمر بها راكب بعد ثلاث، فقال: يا أم إسحاق، ما يقعدك ها هنا؟ قالت: أنتظر أخي إسحاق. قال: لا إسحاق لك، أدركه زوجك بعد ما خرج من مكة فقتله. فذكر الحديث في قدومها المدينة.
وبشّار: بالموحدة والشين المعجمة- ضعّفه ابن معين.
95- إسحاق، غير منسوب [ (1) ]
روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن عن إسحاق صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة،
في إسناده ضعف وانقطاع أخرجه أبو موسى.
96- أسد
بن أسيد بن أبي أنّاس [ (2) ] بن زنيم الكناني. وسيأتي ذكر أبيه وذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» عن دغفل أن أسد بن أسيد هذا أسلم يوم الفتح هو وأبوه.
97- أسد بن خويلد [ (3) ]
في نسب [ (4) ] خديجة
- روى حديثه محمد بن جابر عن سماك وعمن سمع أسد بن خويلد، كذا ذكره ابن مندة، وقال أبو عمر: أسد ابن أخي خديجة روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «لا تبع ما ليس عندك» .
ذكره العقيلي، وقال: في إسناده مقال.
انتهى. ولم يذكر أهل النسب لخديجة أخا سوى العوام والد الزبير، ومات في الجاهلية، ونوفل وقتل يوم بدر كافرا. وقيل: قتله ابن أخيه الزبير، وقيل: علي، فيحتمل أن يكون أسد هذا ابن نوفل لكنهم لم يذكروا ذلك.
[98- أسد بن خزيمة.
ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى: وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ... [التوبة 122] الآية، فما أدري أراد القبيلة أو اسم رجل بعينه.] [ (5) ]
99- أسد بن حارثة الكلبي [ (6) ] :
ثم العليمي، من بني عليم بن جناب. قال أبو عمر:
قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه قطن في نفر من قومهم، فسألوه الدعاء لقومهم في غيث
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 89.
[ (2) ] في أ، ج أبي إياس.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، أسد الغابة ت (90) ، الاستيعاب ت (26) .
[ (4) ] في ج نسيب.
[ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الوافي بالوفيات 9/ 5. والاستيعاب ت (29) أسد الغابة ت (91) .(1/205)
السماء، وكان متكلّمهم وخطيبهم قطن بن حارثة، فذكر حديثا فصيحا كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة بن الزبير.
100- أسد بن سعية القرظي [ (1) ] .
أحد من أسلم من اليهود. روى ابن السكن من طريق سعيد بن بزيغ، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن شيخا من بني قريظة حدثه أن إسلام ثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية، وأسد بن عبيد إنما كان عن حديث ابن الهيبان، فذكر قصته [ (2) ] بطولها، وأنه كان يعلمهم بقدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل الإسلام، فلما كانت الليلة التي في صبحها فتح قريظة قال لهم هؤلاء الثلاثة: يا معشر يهود، إنه واللَّه للرجل الّذي كان وصف لنا ابن الهيبان، فاتقوا اللَّه واتبعوه، فأبوا عليهم، فنزل الثلاثة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا، ورواه أيضا من طريق يحيى بن محمد بن عباد الشجري، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر. والإسناد الأول أقوى.
ورواه الطبري وابن مندة من طريق أخرى عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عبد اللَّه بن سلام، وثعلبة بن سعية، [وأسد ابن عبيد [ (3) ]] ، وأسد أو أسيد بن سعية، قالت يهود: ما أتى محمدا إلا شرارنا، فأنزل اللَّه تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ... إلى قوله: الصَّالِحِينَ [آل عمران 113، 114] .
101- أسد [ (4) ] بن عبيد القرظي [ (5) ] .
ذكره ابن حبان في الصحابة. وقد ذكر في ترجمة الّذي قبله.
102 ز- أسد بن عبد اللَّه:
ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ ... [الفتح 25] الآية.
103- أسد
بن كرز [ (6) ] بن عامر بن عبد اللَّه بن عبد شمس بن عقبة بن جرير بن شق بن صعب البجلي ثم القسري، جد خالد أمير العراق.
روى البخاريّ في تاريخه، والطّبرانيّ،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 15، التحفة اللطيفة 1/ 303، أسد الغابة ت (93) .
[ (2) ] في أقصة.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أ، ج تأتي هذه الترجمة بعد ترجمة أسد بن عبد اللَّه.
[ (5) ] أسد الغابة ترجمة، رقم (93) ، الاستيعاب ت (27) . السيرة لابن هشام 1/ 213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، معرفة الصحابة 2/ 275.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 18، الوافي بالوفيات 9/ 7، ذيل الكاشف رقم 62، أسد الغابة ت (95) ، الاستيعاب (28) .(1/206)
وابن السّكن- من طريق أرطاة بن المنذر السكونيّ: حدثني مهاجر بن حبيب، عن أسد بن كرز، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أسد بن كرز، لا تدخل الجنّة بعمل ولكن برحمة اللَّه» .
إسناده حسن.
وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند وأبو يعلى، والبغوي من طريق إسماعيل بن واسط البجلي [ (1) ] ، عن خالد القسري عن جده أسد بن كرز: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «المريض تحات خطاياه» .
الحديث فيه انقطاع بين خالد وأسد. وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان، قال: أهدى أسد بن كرز إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قوسا. الحديث فيه انقطاع أيضا بين عاصم وقتادة. ورويناه من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: أسلم أسد بن كرز، ومعه رجل من ثقيف، فأهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قوسا، فقال أسد: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي. فدعا له. وليزيد بن أسد هذا أيضا صحبة.
وسيأتي ذكره.
104- أسد بن كعب القرظي [ (2) ] :
روى ابن جرير من طريق ابن جريج، قال في قوله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران 113]- قال: هم: عبد اللَّه بن سلام، وأخوه ثعلبة، وسعية، وأسد وأسيد ابنا كعب.
105- أسد:
ويقال: أسيد- بالتصغير، ابن يعمر بن وهب الخزاعي، لقبه النّعيت.
يأتي ذكره في النون إن شاء اللَّه تعالى.
106- أسد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
لم أر له ذكرا إلا في تاريخ جمعه العباس بن محمد الأندلسي للمعتصم بن صمادح، ذكر في أوله ترجمة بيوته، وقال فيها: وكان أنس بن مالك ومولاه أسد يستأذنان عليه.
107- أسعد
بن حارثة بن لوذان [ (3) ] بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد.
108- أسعد
بن حارثة الأنصاري الساعدي. ذكره عمر بن شبّة فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون.
109- أسعد بن حرام الخزرجي.
أحد قتلة ابن أبي الحقيق، ذكره عمر بن شبّة، عن
__________
[ (1) ] في د العجليّ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، معرفة الصحابة 2/ 302، أسد الغابة ت (96) .(1/207)
محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، واستدركه ابن فتحون.
110- أسعد الخير [ (1) ] .
سكن الشام. ذكره البخاري في الوحدان. حكاه ابن مندة.
111- أسعد:
بن زرارة بن عدس [ (2) ] بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، أبو أمامة الأنصاري الخزرجي النجاري. قديم الإسلام، شهد العقبتين، وكان نقيبا على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنّا منه. ويقال: إنه أول من بايع ليلة العقبة.
وقال الواقديّ- عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن خبيب، عن عبد الرحمن، قال:
خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وتلا عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة.
وأما ابن إسحاق فقال: إن أسعد إنما أسلم في العقبة الأولى مع النفر الستة. فاللَّه أعلم.
ووهم ابن مندة، فقال: كان نقيبا على بني ساعدة. وقيل: إنه أول من بايع ليلة العقبة.
وقال ابن إسحاق: شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة، وروى أبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: كنت قائد أبي حين كفّ بصره، فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان استغفر لأسعد بن زرارة.. الحديث. وفيه: كان أسعد أول من جمع بنا المدينة قبل مقدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حرّة بني بياضة في نقيع الخضمات. وذكر الواقدي أنه مات على رأس تسعة أشهر من الهجرة،
رواه الحاكم من المستدرك من طريق الواقدي عن ابن أبي الرّجال، وفيه: فجاء بنو النجار فقالوا: يا رسول اللَّه: مات نقيبنا فنقّب علينا، فقال: أنا نقيبكم.
__________
[ (1) ] سيرة ابن هشام 1/ 507، الطبقات الكبرى 3/ 2/ 138، طبقات خليفة 90، 91، تاريخ خليفة 56، المعارف 309، الجرح والتعديل 2/ 344، الاستبصار 56، 58 العبر 1/ 3، شذرات الذهب 1/ 9، أسد الغابة ت (97) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 1، جامع الرواة 1/ 90 التاريخ لابن معين 3/ 29، الطبقات الكبرى 5/ 82، 5/ 12، الوافي بالوفيات 1/ 19، الأعلام 1/ 299، الجامع في الرجال 236، المحن 427، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 524 الطبقات الكبرى 1/ 165، 218، 219، التاريخ الصغير 20، تنقيح المقال 752، أعيان الشيعة 3/ 297، علل الحديث 55، ذيل الكاشف رقم 63 معجم رجال الحديث 3/ 84، أسد الغابة (98) .(1/208)
وذكر ابن إسحاق: كان ذلك في شوال. قال البغوي: بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأنه أول ميت صلّى عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى الواقدي من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم قال: أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة. هذا قول الأنصار. وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن به عثمان بن مظعون.
وروى الحاكم من طريق السراج في «تاريخه» ، ثم من طريق محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حلى أمها وخالتها رعاثا من تبر وذهب فيه لؤلؤ، وكان أبوهما أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، قال: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على أسعد بن زرارة وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وقد أخذته الشوكة فكواه ...
الحديث. وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس عن الزهري.
قلت: هذا هو المحفوظ، ورواه عبد الأعلى، عن عمر، عن الزهري، عن أنس.
أخرجه الحاكم أيضا، وهي شاذّة. ورواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وهي شاذة أيضا. ورواه زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي أمامة أسعد بن زرارة وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لأنه لم يرد بقوله: عن أبي أمامة أسعد بن زرارة الرواية، وإنما أراد أن يقول عن قصة أسعد بن زرارة. واللَّه أعلم.
وقد اتفق أهل المغازي والتّواريخ على أنه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل بدر.
ووقع في الطّبرانيّ من طريق الشعبي، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة- أن أسعد بن زرارة قال لعمر: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضّبابي من دية زوجها. وهذا فيه نظر، ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة فصحّف. واللَّه أعلم، وإلّا فيحمل [ (1) ] على أنه أسعد بن زرارة آخر. انتهى.
112- أسعد بن زرارة [ (2) ]
ذكر في الّذي قبله إن ثبت. [وسيأتي في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة أن بعضهم روى الحديث المذكور في ترجمته، فقال: عن عبد اللَّه بن أسعد ابن زرارة، عن أبيه. فلعله كان فيه ابن [ (3) ] أسعد. قال: وهو عبد اللَّه هذا [ (4) ]] .
113- أسعد [ (5) ] بن زيد
بن الفاكه. يأتي في أسعد بن يزيد.
__________
[ (1) ] في د فيحتمل أنه.
[ (2) ] سيرة ابن هشام 1/ 429، الطبقات الكبرى 3/ 456.
[ (3) ] في ب، ج أن ابن.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/209)
114- أسعد
بن سلامة الأشهلي الأنصاري. روى أبو نعيم [ (1) ] من طريق موسى بن عقبة، عن ابن شهاب- أنه استشهد يوم الجسر، وتعقّبه ابن الأثير بأن الكلبيّ ذكره «سعد» بغير ألف.
قلت: ويحتمل أن يكونا أخوين. واللَّه أعلم.
115- أسعد
بن عبد اللَّه [ (2) ] بن مالك بن ثعلبة بن مالك الخزاعي.
قال الحاكم في تاريخه: أخبرني خلف بن محمد، حدثنا موسى بن أفلح، حدثنا سعيد بن سلم [ (3) ] بن قتيبة، أخبرني جعفر بن لاهز بن قريظ، أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي- وهو جد جعفر أبو أمه، عن أبيه كثير، عن أبيه أمية بن أسعد، عن أبيه أسعد بن عبد اللَّه [بن مالك [ (4) ]] ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أحبّ الدّين إلى اللَّه الحنيفيّة السّمحة» .
ورويناه في الغرائب لأبيّ النّرسيّ.
وقد ذكره أبو موسى في الذّيل، ومن طريقه ابن الأثير فأسقطا من بين الحاكم وجعفر، وهو وهم فاحش، وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه. في ترجمة سليمان بن كثير الخزاعي على الصواب.
116- أسعد
بن يربوع [ (5) ] الأنصاري الخزرجي الساعدي، قتل يوم اليمامة [ (6) ] شهيدا، ذكره سيف بن عمر في الفتوح وتبعه أبو عمر.
117- أسعد بن يزيد بن الفاكه [ (7) ]
بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة الأنصاري الخزرجي. ويقال ابن زيد. ذكره أبو موسى بن عقبة، وابن الكلبيّ، فيمن شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق، لكن ذكره سعد بن يزيد- بغير ألف، ونسبه أبو نعيم نجاريا فوهم.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة 1/ 56 الصحابة 2/ 302، أسد الغابة ت (99) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، أسد الغابة ت (101) .
[ (3) ] في أسليم، وفي ج سلمة.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت 103، الاستيعاب ت 32.
[ (6) ] اليمامة مدينة على أربعة أيام من مكة ولها عمائر قاعدتها حجر باليمامة وتسمى العروض وكان اسمها جوّا فسميت اليمامة وهو اسم امرأة وقال ابن الأثير في النهاية: اليمامة الصّقع المعروف شرقي الحجاز وهذا يقتضي ألا يكون من الحجاز. انظر المطلع/ 226.
[ (7) ] المغازي 1/ 171، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 594، السيرة لابن هشام 1/ 700، تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة الصحابة 2/ 305، الاستيعاب ت (31) .(1/210)
118- أسعد [ (1) ] بن عطية [ (2) ]
بن عبيد بن بجالة بن عوف بن ودم بن ذبيان بن هميم [ (3) ] بن هنيّ بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعي البلوي. ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وقال: بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر، له ذكر وليست له رواية.
119- الأسفع [ (4) ] البكري.
ويقال ابن الاسفع، قال ابن ماكولا: هو بالفاء. يقال له صحبة،
أخرج حديثه الطبراني من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج. قال: أخبرني عمر ابن عطاء مولى بن الأسفع، رجل صدق، عن الأسفع البكريّ أنه سمعه يقول: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة 255] ، رواه عبدان من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن مولى الأسفع، عن ابن الأسفع، وهو الأشهر.
120- الأسفع الجرمي،
هو ابن شريح [ (5) ] بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، قاله الطّبريّ تبعا لابن الكلبي وابن شاهين عن رجاله، وذكره ابن ماكولا في رياح- بكسر الراء والياء التحتانية، واستدركه ابن فتحون.
121- الأسقع:
بالقاف: والد واثلة بن الأسقع البكري الليثي الصحابي المشهور. ذكر أبو سعد في شرف المصطفى شيئا يدل على أن له صحبة، فأخرج من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب، عن يحيى بن أبي عمرو، عن عمر بن عبد اللَّه، عن واثلة بن الأسقع، قال: خرجت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فصلّى بالناس.... الحديث. وفيه: ثم رجعت فوجدت والدي جالسا مستقبل الشمس ضحى، فسلمت عليه تسليم الإسلام، فقال: أصبوت؟ قلت:
نعم، أسلمت. قال: عسى اللَّه أن يجعل لك ولنا في ذلك خيرا، قال: فقعدت معه، يعني إلى زمن الفتح ... الحديث. ثم وجدت له أصرح من ذلك، فأخرج أبو نعيم في دلائل النّبوّة، من طريق أبي عاصم، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عمر بن الدّرفس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع، قال: كنا في الصفّة وهم عشرون رجلا، فأصابنا جوع، وكنت من أحدث أصحابي سنّا، فبعثوا بي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أشكو جوعهم.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في ب، ت، ج، هـ وتأتي في أقبل ترجمة أسعد بن يربوع.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة الصحابة 2/ 306، أسد الغابة ت (102) .
[ (3) ] في أالهميم.
[ (4) ] أسد الغابة ت (106) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 15.
[ (5) ] أسد الغابة ت 107.(1/211)
122- الأسلع الأعرجيّ [ (1) ]-
بالراء، من بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. قال ابن السّكن: حديثه في البصريين. وفيه نظر.
وقال ابن حبّان: الأسلع السعدي رجل من بني الأعرج بن كعب، يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده خبره الربيع بن بدر.
وقال الطّبرانيّ في الترجمة: الأسلع بن شريك الأشجعي، ثم ساق حديثه من طريقين:
عن الربيع بن بدر، حدثني أبي، عن أبيه، عن رجل يقال له الأسلع، قال: كنت أخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم: «يا أسلع، قم فأرحل» . فقلت: يا رسول اللَّه، أصابتني جنابة، فسكت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأتاه جبريل بآية الصعيد [النساء 43] فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
«قم يا أسلع فتيمّم» ، قال: فقمت فتيممت، ثم رحلت له، فسار حتى مرّ بماء، فقال لي:
«يا أسلع مس- أو أمس- هذا جلدك» .
قال: فأراني التيمم ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين انتهى.
ثم ساقه من طريق يحيى الحمّانيّ، عن الربيع، فقال: الأسلع رجل من بني الأعرج ابن كعب، وكذا أخرجه إسماعيل القاضي في «الأحكام» عن يحيى، ثم ساقه الطبراني أيضا من طريق الهيثم بن رزيق، عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحل ناقة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت، ثم لحقت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه، فقال: «يا أسلع، ما لي أرى رحلتك تغيّرت؟ فقلت: يا رسول اللَّه، لم أرحلها، رحلها رجل من الأنصار. قال: ولم؟ فقلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القرّ على نفسي، فأمرته فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت ماء فاغتسلت به،
فأنزل اللَّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى. إلى قوله: عَفُوًّا غَفُوراً [النساء 43] .
قلت: وهذه القصة فيها شبه يسير من الأولى، وبينهما مغايرة ظاهرة، فحمل الطبراني وجماعة الأمر على أن ذلك كله وقع للأسلع، ويؤيّد ذلك أن ابن مندة قال في ترجمته: أسلع ابن شريك بن عوف الأعرجي، ثم يروي من طريق قيس بن حفص الدارميّ، قال: سألت بعض بني عمّ الأسلع عنه، فقال: هو الأسلع بن شريك بن عوف. انتهى. وقال خليفة في تاريخه: ومن بني الأعرج بن كعب: الأسلع بن شريك. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في التيمم، ولم
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، الوافي بالوفيات 1/ 49، بقي بن مخلد 536.(1/212)
أر في شيء من طرقه أنه أشجعيّ، ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الأعرج بن كعب. فلعله وقع فيه تصحيف سمعي، أراد أن يقول الأعرجي فقال الأشجعيّ، وأما ابن عبد البرّ ففرّق بين القصتين، وجعلهما لرجلين كل منهما يقال له الأسلع، فالأول قال إنه الأسلع بن الأسقع، روى حديثه الربيع بن بدر، والثاني الأسلع بن شريك الأعرجي التميميّ، ونسبه الثاني إلى الأعرج يدلّ على أنه الأول، فإن الأول ثبت أنه أعرجيّ، وما أدري من أين له اسم أبيه الأسقع، فإن ثبت فلعله كان يسمّى شريكا ويلقب الأسقع. ووقع في أصله بخطه الأعوجي- بالواو- وتعقبه الرشاطيّ، فقال: إنما هو بالراء، وكذا وقع التيمي، وتعقبه الرشاطيّ أيضا. وقد قال ابن السكن في الأعرجي أيضا: يقال له ابن شريك، فهذا يدل على الوحدة. واللَّه أعلم.
وحكى ابن مندة، عن علي بن سعيد العسكري- أن اسم الأسلع الحارث بن كعب، وأظنه خطأ. واللَّه أعلم.
[ (تنبيه) وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع هذا إلى الحافظ في كتاب البرهان، ولفظه إن الأسلع الأعرجي كان يرحل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: فقال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: إني جنب، وليس عندي ماء، فأنزل اللَّه آية التيمم. وهذا تقصير شديد منه، مع كثرة اطلاعه [ (1) ]] .
123- الأسلع [ (2) ] بن شريك [ (3) ]
وقد قدمت خبره في ترجمة الّذي قبله.
124- أسلم بن أوس بن
بجرة [ (4) ] . يأتي في الّذي بعده.
125- أسلم بن بجرة [ (5) ]-
بفتح الموحدة وسكون الجيم- الأنصاري. نسبه ابن الكلبيّ. فقال: أسلم بن بجرة بن الحارث بن غيّان- بالغين المعجمة والياء التحتانية المشدّدة- بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعدي، هكذا نسبه ابن الكلبيّ. وأما العدويّ فقال: أوس بدل غياث. وقال ابن ماكولا وقبله الدار الدّارقطنيّ: أسلم بن أوس بن بجرة والباقي مثله. وذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله كذلك، وتبعوا كلهم العدوي، فإنه كذلك ذكره في نسب الأنصار، وقال: إنه شهد
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] في ج ثبت.
[ (3) ] أسد الغابة ت 110، الاستيعاب ت (148) .
[ (4) ] أسد الغابة ت 111.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 50. أسد الغابة ت (112) ، الاستيعاب ت (37) .(1/213)
أحدا وقال ابن عبد البر: لم يصح عندي نسبه وفي صحبته نظر.
قلت: قد نسبه ابن الكلبيّ، وهو عمدة النسابين، كما ذكرناه. وتبعه ابن شاهين، وابن قانع، وغيرهما. وروى الطّبرانيّ في «الصّغير» ، من طريق الزبير بن بكار، عن عبد اللَّه بن عمرو الفهري، عن محمد بن إبراهيم بن محمد [ (1) ] بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم الأنصاري، قال: جعلني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على أسارى قريظة- الحديث. وقال لا يروى عن أسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به الزبير. انتهى.
وقد رواه الطّبرانيّ نفسه في «الكبير» من وجه آخر، أخرجه من طريق إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة، عن أبيه، عن أسلم بن بجرة مثله. ومن هذا الوجه الثاني أخرجه ابن السكن، وقال: لا يثبت. وابن مندة استغربه. وقال ابن عبد البر [ (1) ] :
حديثه يدور على إسحاق، كذا قال. وفرّق ابن الأثير بين أسلم بن بجرة وبين أسلم بن أوس ابن بجرة، وهما واحد كما ترى. ويحتمل على بعد أن يكون أحدهما ابن أخي الآخر، وتوافقا في الاسم، واللَّه أعلم. [و [ (2) ]] قال ابن عبد البرّ: هو أحد من منع من دفن عثمان بالبقيع، [ونقل البغويّ عن أبي عبيد قال: أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي، يكنى أبا جبيرة، وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك [ (3) ]] .
قلت: أخرج ذلك ابن شبّة في خبر المدينة من طريق مخلد بن خفاف عن عروة، قال:
منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي.
126- أسلم بن جبيرة [ (4) ]
بن حصين بن جبيرة بن حصين بن النعمان بن سنان بن عبد الأشهل. الأنصاري الأوسي الأشهلي- نسبه ابن الكلبي. وقال ابن مندة: أسلم بن الحصين.
وساق نسبه. ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثا. [ونقل البغوي عن أبي عبيد، قال: أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي، يكنى أبا جبيرة، وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك [ (5) ]] .
قلت: فالاختلاف في نسبه كالاختلاف في الّذي قبله، والاحتمال فيهما كذلك. واللَّه أعلم.
127- أسلم بن حصين: [ (6) ]
مضى في الّذي قبله [ (7) ] .
__________
[ (1) ] في أمحمد بن إبراهيم بن أسلم.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] سقط في ج.
[ (4) ] أسد الغابة ت 113.
[ (5) ] سقط في أ.
[ (6) ] في ج تأتي هذه الترجمة بعد ترجمة أسلم بن الحارث.
[ (7) ] أسد الغابة 117.(1/214)
128- أسلم بن الحارث:
بن عبد المطلب بن هاشم [الهاشمي] ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخو نوفل، ذكره محمد بن عمر الحافظ الجعابيّ فيمن حدّث هو وولده عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، نقلته من خط مغلطاي.
129- أسلم حادي [ (1) ] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
قال ابن مندة: روى إسحاق بن سليمان، عن سعيد بن عبد الرحمن المدني، قال: كان رافع وأسلم خادمين للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يعني اللذين ذكرهما عمر بن الخطاب في قوله:
وكن رفيق رافع وأسلما ... واخدم الأقوام كيما تخدما [ (2) ]
[الرجز] :
وهو خبر رواه ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، قال: ما شعرنا ليلة ونحن مع عمر إلا وقد رحل رواحلنا وأخذ راحلته فرحلها، وأيقظنا وهو يرتجز ... [فذكر هذا البيت [ (3) ]] .
130- أسلم [ (4) ]-
يقال: هو اسم أبي رافع مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو بكنيته أشهر.
وسيأتي هناك. وممن جزم بأن اسمه أسلم البخاري.
131- أسلم- مولى عمر [ (5) ] :
روى ابن مندة من طريق عبد المنعم بن بشير، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده- أنه سافر مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سفرتين.
والمعروف أن عمر اشترى أسلم بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره، كما سنورده في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 114، الاستيعاب ت 34.
[ (2) ] انظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (114) .
[ (3) ] سقط في أ، ج.
[ (4) ] التعديل والتجريح 119.
[ (5) ] طبقات ابن سعد 5/ 10، التاريخ الكبير 2312، الجرح والتعديل 2/ 306، تاريخ الطبري 10/ 179، طبقات خليفة 235، تاريخ خليفة 117، التاريخ لابن معين 2912، تاريخ الثقات للعجلي 63، الثقات لابن حبان 4/ 45، تهذيب تاريخ دمشق 913، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 117، تهذيب الكمال 52912، العبر 1/ 91، تذكرة الحفاظ 1/ 49، سير أعلام النبلاء 4/ 98، المعين في طبقات المحدثين 32، الكاشف 1/ 68، ربيع الأبرار 4/ 87، المعارف 189، دول الإسلام 1/ 57، البداية والنهاية 3219، مرآة الجنان 1/ 161، تهذيب التهذيب 1/ 266، تقريب التهذيب 1/ 64، طبقات الحفاظ 16، خلاصة تذهيب التهذيب 31، شذرات الذهب 1/ 88، تاريخ الإسلام 36112. أسد الغابة ت (120) .(1/215)
132- أسلم الراعي الأسود [ (1) ] :
قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني أبي إسحاق بن يسار [ (2) ] أنّ راعيا أسود أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم كان أجيرا فيها لرجل يهودي، فقال: يا رسول اللَّه، أعرض عليّ الإسلام، فأسلم. كذا ذكره ابن عبد البرّ.
واعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم، وهو اعتراض متّجه. وقد [ (3) ] سماه أبو نعيم يسارا [ (4) ] كما سيأتي في الياء التحتانية إن شاء اللَّه تعالى.
وقال الرّشاطيّ في الأنساب: أسلم الحبشي أسلم يوم خيبر، وقاتل فقتل وما صلّى [ (5) ] صلاة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ معه الآن زوجته من الحور العين» .
133- أسلم بن سليم الصّريمي [ (6) ] ،
عم خنساء بنت معاوية بن سليم. سماه ابن مندة، وقال أبو نعيم: لا يصحّ ذلك، يعني وإنما يروى عن خنساء عن عمها غير مسمى.
134- أسلم [ (7) ] بن عبيدة [ (8) ] [ (9) ] :
ذكره الدمياطيّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولعله بعض من تقدم.
135- أسلم بن عميرة [ (10) ] :
بفتح العين- ابن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا، قاله محمّد بن سعد، والطّبريّ، وأخرجه ابن عبد البرّ.
136- أسلم الطائي:
ذكر الواقديّ أنه كان مولى لرجل من بني نبهان، وأن عليا أصابه حين بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى طيِّئ في ربيع الآخر سنة تسع، فعرض عليه الإسلام، فدلّه على عوراتهم، فأغار عليهم وسبى آل عدي بن حاتم وأخته، ثم أسلم أسلم. وذكره الطّبريّ أيضا. وأخرجه ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن يزيد [ (11) ] ، عن رجاله. وذكر ابن سعد والطبري أيضا أنه حضر مع خالد بن الوليد يوم اليمامة، وأبلى بلاء حسنا. واستدركه ابن فتحون.
137- أسماء بن حارثة:
بن سعيد [ (12) ] بن عبد اللَّه بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 49، أسد الغابة ت 115، والاستيعاب ت 35.
[ (2) ] في أسيار.
[ (3) ] في هـ وهو.
[ (4) ] في أسيارا.
[ (5) ] في أ، هـ وما صلّى للَّه صلاة.
[ (6) ] أسد الغابة ت 119.
[ (7) ] سقطت هذه الترجمة في أ، د.
[ (8) ] في ب، ت، ج، هـ بن عبيد.
[ (9) ] الثقات 3/ 18.
[ (10) ] أسد الغابة ت 121. الاستيعاب ت 36.
[ (11) ] في أعن محمد بن يزيد.
[ (12) ] أسد الغابة (123) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 17، الوافي بالوفيات والاستيعاب ت(1/216)
ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى الأسلمي. يكنى أبا هند. نسبه ابن الكلبيّ، وقال: ابن عبد البرّ أسماء بن حارثة بن هند بن عبد اللَّه ... والباقي مثله.
وذكر هند في نسبه غلط، وإنما هند أخوه.
وروى أحمد بن مندة من طريق يحيى بن هند بن حارثة، وكان هند من أصحاب الحديبيّة، وأخوه هو الّذي بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قومه يأمرهم بصيام عاشوراء. وهو أسماء بن حارثة. قال: يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه، وقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم» ... الحديث.
وروي عن الأوزاعيّ، عن ابن حرملة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أسماء بن حارثة نحوه. وعن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أسماء بن حارثة.
وروى الحاكم في «المستدرك» ، من طريق الواقديّ، عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عن جده، عن أسماء بن حارثة. وأخرجه من طريق يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: ما كنت أرى هندا وأسماء ابني حارثة إلا خادمين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه.
قال ابن سعد، عن الواقديّ: مات أسماء سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، وكان من أهل الصّفّة، قال: وقال غير الواقدي [ (1) ] : مات في خلافة معاوية أيام زياد، وكان موت زياد سنة ثلاث وخمسين.
138- أسماء [ (2) ] بن ربّان [ (3) ]
بن معاوية بن مالك بن الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي ابن شمس بن طرود بن قدامة بن جرم الجرمي. قال ابن سعد في الطّبقات وابن الكلبيّ:
خاصم بني عقيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في العقيق [ (4) ] ، فقضى به لجرم، وهو ماء في أرض بني عامر،
__________
[ () ] (38) 9/ 58، حلية الأولياء 1/ 348، تاريخ من دفن بالعراق 39، الطبقات الكبرى 1/ 497، 504، بقي بن مخلد 812، ذيل الكاشف رقم 64.
[ (1) ] في أوقال غير الواقدي.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الوافي بالوفيات 9/ 62، تصحيفات المحدثين 659، دائرة معارف الأعلمي 4/ 281، أسد الغابة ت (124) الاستيعاب ت (39) .
[ (3) ] في أذئاب، وفي هـ رئاب.
[ (4) ] العقيق: بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت وهو كل مسيل ماء شقّه السيل في الأرض فأنهره ووسّعه وفي ديار العرب أعقّة فمنها عقيق عارض اليمامة، واد واسع، مما يلي العرمة تتدفق فيه شعاب العارض وفيه قرى ونخل كثير يقال له: عقيق تمرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 952.(1/217)
وليس الّذي بالمدينة. وكذا أخرجه ابن شاهين عن محمد بن محمد، عن رجاله، وهو القائل:
وإنّي أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النّبيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإنّي بما قال النّبيّ لقانع [ (1) ]
139 ز- أسماء بن مالك الكعبي [ (2) ] :
ذكره الباوردي، وأخرجه من طريق قرّة بن خالد، سمعت يزيد بن الشخّير، قال: كنا بالمربد [ (3) ] ، فأتى علينا رجل من أهل البادية:
فذكر الحديث، وهو معروف بالنّمر بن تولب، كما سيأتي في موضعه. واستدركه ابن فتحون.
وقال ابن حبّان: أسماء بن مالك العكلي له صحبة. وروى عنه البصريون.
140- إسماعيل [ (4) ] :
رجل من الصحابة، نزل البصرة،
روى مسلم من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام، والبختري بن المختار. والنسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي، ومسلم أيضا من طريق عبد الملك بن عمير، كلهم عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا يلج النّار رجل صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها» .
ورويناه في خبر عبد اللَّه الجابري، قال: حدثنا ابن أبي المثنى، حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة، قال: جاء شيخ من أهل البصرة إلى أبي. فقال: حدّثنا ما سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكره. فقال الشّيخ. أنت سمعته؟ قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي. فقال الشيخ: وأنا سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقوله.
وما علمت أحدا وافقني عليه. ورواه ابن خزيمة في صحيحه، عن بندار، عن يزيد بن هارون. عن إسماعيل، فقال فيه: شيخ من أهل البصرة يقال له إسماعيل. أخرجه ابن مندة، عن إبراهيم بن محمد عن ابن خزيمة. ولا نعرف تسمية هذا الشيخ إلا في هذه الرواية، وهي رواية صحيحة. واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (124) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (94) وفي الإصابة ترجمة رقم (138) .
[ (2) ] الثقات 3/ 18.
[ (3) ] المربد: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهو كل موضع حبست فيه الإبل وبه سمّي مربد البصرة وهو محلّة من أشهر محالها والمربد أيضا الموضع الّذي يجمع فيه التمر وهو الجرين. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1252.
[ (4) ] أسد الغابة ت 126.(1/218)
141 ز- إسماعيل
بن سعيد بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج الثقفي. سيأتي في ترجمة أبيه أن له صحبة. وإسماعيل المذكور كان معه، وشهد موت أمية بن أبي الصلت، وذلك فيما رواه البخاريّ في تاريخه، عن الجرّاح بن مخلد، عن العلاء بن الفضل، سمع محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد، عن أبيه، عن جده، عن جدّ أبيه، قال: شهدت أمية بن أبي الصلت عند الموت، فذكر الحديث بطوله.
وقد أخرجه ابن مندة في ترجمة طريح من طريق عمرو بن علي، عن العلاء بن الفضل عن محمد بن إسماعيل بن طريح، عن أبيه، عن جده، قال: حضرت أمية. وكذلك أخرجه ابن السكن، عن المحاملي، عن محمد بن صالح، عن العلاء.
وما قاله البخاريّ هو المعتمد. ويمكن ردّ الرواية الثانية إلى الأولى بأن يعود الضمير في جده على إسماعيل لا على محمد.
وسقط عند ابن قانع وابن مندة بين طريح وسعيد ذكر إسماعيل، وهو غلط.
وقد ساق الزّبير بن بكّار نسبه على الصواب. واللَّه أعلم.
وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت بعد وقعة بدر بمدة.
وقد ذكر ابن عبد البرّ أنه لم يبق من قريش وثقيف أحد بعد حجة الوداع إلا أسلم.
استدركه ابن فتحون.
142- إسماعيل بن عبد اللَّه الغفاريّ:
ويقال الأشجعي ذكر الثّعلبيّ في التّفسير، وهبة اللَّه بن سلامة في الناسخ، عن الكلبي ومقاتل- أنه طلق امرأته قتيلة على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يعلم بحملها. ثم علم فراجعها، فولدت فماتت ومات ولدها فنزلت:
وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ.... الآية. استدركه ابن فتحون.
143- أسمر بن أبيض:
يأتي قريبا.
144- أسمر بن ساعد [ (1) ]
بن هلوات المازني. روى ابن مندة من طريق أحمد بن داود ابن أسمر بن ساعد، قال: حدثني أبي داود، قال: حدثنا أبي أسمر بن ساعد، قال: وفدت مع أبي على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: إن أبانا شيخ كبير- يعني هلوات، وقد سمع بك، وليس به نهوض، وقد وجه إليك بلطف الأعراب، فقبل منه الهدية، ودعا له ولولده.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، مراسيل العلائي 173، تنقيح المقال 925، أسد الغابة ت (128) .(1/219)
145- أسمر بن مضرّس [ (1) ] الطائي:
قال البخاري وابن السكن: له صحبة. وحديث واحد.
وقال أبو عمر: هو أخو عروة بن مضرّس، وهو أعرابي.
وقال ابن مندة: هو أسمر بن أبيض بن مضرّس، زاد في نسبه أبيض. وقال: عداده في أهل البصرة.
قلت:
وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فبايعته، فقال:
من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له.
146- الأسود بن أبيض [ (2) ] .
ذكر أبو موسى عن عبدان- أن حماد بن سلمة سماه في جملة من قتل ابن أبي الحقيق، والمعروف فيهم أسود بن خزاعيّ، وأسود بن حرام، كما سيأتي.
147- الأسود بن أبي الأسود [ (3) ] النهدي [ (4) ] .
روى ابن مندة من طريق يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن ابن الأسود النهدي، عن أبيه، قال: ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الغار فدميت إصبعه، فقال:
هل أنت إلّا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت [ (5) ]
[الرجز] قال ابن مندة في «التّرجمة» : الأسود بن أبي الأسود، وهذه عادته فيمن لا يعرف اسم أبيه، يجعل له من اسم صاحب الترجمة كنية.
وقد ترجم له قبله البغويّ، فقال: الأسود، ولم ينسبه، ثم ساق حديثه، ووقع عنده:
عن أبي الأسود أو ابن الأسود عن أبيه، وقال: لا أعلم بهذا الإسناد غيره.
قال أبو نعيم: الصحيح ما رواه الثّوريّ، وشعبة، وابن عيينة وغيرهم، عن الأسود،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 18، تهذيب الكمال 1/ 111، تقريب التهذيب 1/ 75، الوافي بالوفيات 1/ 62 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 116، تهذيب التهذيب 1/ 338، الكاشف 1/ 130، الجرح والتعديل 2/ 3. الطبقات الكبرى 7/ 51، التبصرة والتذكرة 3/ 100، تنقيح المقال 956، بقي ابن مخلد 905، أسد الغابة ت (129) ، الاستيعاب ت (156) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 130.
[ (3) ] مراسيل العلائي 173، أسد الغابة ت (131) .
[ (4) ] في ج الهندي.
[ (5) ] ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة (103) ذكره مسلم في صحيحه 3/ 1421.(1/220)
ابن قيس عن جندب البجلي، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الغار فدميت إصبعه ...
الحديث.
وتعقبه ابن الأثير بأن جندبا لم يكن مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الغار- يعني الّذي دخله لمّا هاجر إلى المدينة.
قلت: وصواب العبارة: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في غار، كذا ثبت في الطرق الصحيحة، وأراد غارا من الغيران لا الغار المعهود. واللَّه أعلم.
148- الأسود بن أصرم المحاربي [ (1) ] :
قال ابن حبان: عداده في أهل الشام، وروايته فيهم.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ، وابن سميع، وابن عبد البرّ فيمن نزل الشام من الصحابة.
وقال ابن السّكن: مخرج حديثه في أهل الشام.
ورواه الطبراني من طريق عبد الوهاب بن بخت عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أسود بن أصرم المحاربي- أنه قدم بإبل له سمان إلى المدينة في زمن محل، فأتى بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: ما أردت بها؟ قال: خادما. فقال:
من عنده خادم؟ فقال عثمان: عندي، فأتاه بها، فلما رآها قال: فخذها. وقبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إبله. فقال أسود: يا رسول اللَّه، أوصني. قال: «لا تقل بلسانك إلّا معروفا، ولا تبسط يدك إلّا إلى خير» .
وأخرجه البغويّ مختصرا، وقال: لا أعلم له غيره، ولم يحدّث به غير أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب. انتهى.
وقد أخرجه ابن السّكن والبخاريّ في تاريخه، وابن أبي الدّنيا في «الصّمت» ، من وجه آخر، عن سليمان، قال: حدثني أسود بن أصرم نحوه، لكن قال البخاري: في إسناده نظر.
149- الأسود بن أبي البختري [ (2) ] ،
واسمه العاص [بن هاشم [ (3) ]] بن الحارث بن أسد ابن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. أمّه عاتكة بنت أمية بن الحارث بن أسد. قتل أبوه يوم بدر كافرا، وأسلم هو يوم الفتح. وقال الزّبير بن بكّار: حدثنا سفيان بن عيينة، عن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 8، أسد الغابة ت (132) ، الاستيعاب ت (49) . التاريخ الكبير 1/ 243، 443، الجامع في الرجال 273، جامع الرواة 1/ 105 أعيان الشيعة 3، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 49.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، العقد الثمين 1/ 315، أسد الغابة ت (133) ، الاستيعاب ت (42) .
[ (3) ] سقط في أ.(1/221)
عمرو بن دينار، قال: بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى المدينة، وأمره أن يستثير رجلا من بني أسد يقال له الأسود بن فلان، فلما دخل المسجد سدّ الأبواب، وأراد قتلهم حتى نهاه الأسود. قال الزبير: هو الأسود بن أبي البختري، وكان الناس اصطلحوا عليه بالمدينة أيام حرب عليّ ومعاوية. وذكر الزبير أيضا أنه قال لأخته أم عبد اللَّه بنت أبي البختري لما أرسل زوجها عديّ بن نوفل يطلبها إذ استعمله عمر على حضرموت: قد بلغ الأمر من ابن عمك فاشخصي إليه. ففعلت، وفي ابنه سعيد بن الأسود تقول امرأة:
ألا ليتني أشري وشاحي ودملجي ... بنظرة عين من سعيد بن أسود [ (1) ]
[الطويل] وكان سعيد بن الأسود هذا رجلا في أيام عثمان. قال ابن أبي شيبة: حدثنا عفان، حدثنا معتمر، سمعت أبي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد، فذكر حديث قتل عثمان بطوله، وفيه: ولقد رأيت سعيد بن الأسود بن أبي البختري، وإنه ليضرب رجلا بعرض السيف، ولو شاء أن يقتله لقتله، ولكن عثمان عزم عليهم فأمسكوا.
150- الأسود بن البختري
بن خويلد. قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصحابة، وروى عن الحسن بن مدرك، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي مالك، عن أبي حازم- أن الأسود بن البختري بن خويلد قال: يا رسول اللَّه، أعظم لأجري أن أستغني عن قومي. رجاله ثقات مع إرساله. ومال ابن الأثير إلى أنه هو الأول.
قلت: وظاهر السياق يأبى ذلك.
151- الأسود بن ثعلبة اليربوعي [ (2) ] :
ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وذكره ابن شاهين، وابن مندة، وأبو نعيم، وابن عبد [ (3) ] البرّ، ولم يزيدوا في ترجمته على ما حكاه ابن سعد عن الواقدي أنه [ (4) ] شهد خطبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع.
152- الأسود بن حازم [ (5) ]
بن صفوان بن عرار. روى ابن مندة من طريق أبي أحمد بحير
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الإصابة ترجمة رقم (149) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (42) وأسد الغابة ترجمة رقم (133) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 2/ 289.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الثقات 3/ 9، أسد الغابة ت (134) الاستيعاب ت (47) .
[ (4) ] في أأنه ذكر أنه شهد.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الإكمال 2/ 79، أسد الغابة ت (135) .(1/222)
ابن النضر، عن أبي جميل عباد بن هشام، وكان مؤذنا في «بمجكث» قرية [ (1) ] من قرى بخارى- قال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له الأسود بن حازم بن صفوان، وكنت آتيه مع أبي، وأنا يومئذ ابن ستّ أو سبع سنين، فقال: شهدت غزوة الحديبيّة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن ثلاثين سنة.
قلت: إسناده ضعيف جدا.
153- الأسود بن حرام [ (2) ] :
مضى في الأسود بن أبيض. ويأتي في الّذي بعده. وذكره عمر بن شبّة عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة فيمن قتل ابن أبي الحقيق. لكنه قال:
أسعد بن حرام كما مضى.
154- الأسود بن خزاعيّ الأسلمي [ (3) ] :
حليف بني سلمة من الأنصار. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في قتلة ابن أبي الحقيق، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن عتيك، وعبد اللَّه بن أنيس، وأبا قتادة، ومسعود بن سنان، وأسود بن خزاعيّ. وأسود بن حرام، فذكر القصة، وسماه ابن إسحاق خزاعيّ بن الأسود، وكذلك معمر عن الزهري. وروى ابن مندة- من طريق الواقدي، عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، [ (4) ] عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما حضر خيبر أمر عليّا بقتالهم، فبرز رجل مدجّج، فنزل إليه الأسود بن خزاعيّ، فقتله الأسود وأخذ سلبه.
وقال الطّبريّ: شهد الأسود بن خزاعيّ أحدا. وذكر الواقدي أنه سار مع عليّ إلى اليمن لما بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر أيضا أنه شهد لأبي قتادة بسلب قتيله يوم حنين.
155- الأسود بن خطامة الكناني [ (5) ] :
روى ابن مندة من طريق إبراهيم بن المنذر:
حدثني عبد الملك بن يحيى، حدثني إسماعيل بن النضر بن الأسود بن خطامة، من بني كنانة. عن أبيه، عن جده، قال: خرج زهير بن خطامة وافدا حتى قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، ثم قال: إن لنا حمى [ (6) ] كان في الجاهلية فاحمه لنا، ثم ذكر إسلام الأسود بطوله،
__________
[ (1) ] بمجكث: بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة وهي من قرى بخارى. انظر معجم البلدان 1/ 586.
[ (2) ] أسد الغابة ت 137.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 2/ 284، أسد الغابة ت (138) .
[ (4) ] في أعطاء بن سيار.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 1/ 71، 2/ 292، أسد الغابة ت (139) .
[ (6) ] في ألنا حمى كان في الجاهلية.(1/223)
كذا هو في الأصل مختصرا، والإسناد مجهول.
156- الأسود بن خلف [ (1) ]
بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي. ذكره خليفة في الصحابة. وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، وفي إسناده بعض النظر.
ووهم ابن سعد في ترجمته فأورد فيها حديث الأسود بن خلف بن عبد يغوث الآتي، وتفطّن لذلك الذّهبيّ، لكن ما أفصح بالمراد، بل ذكر ترجمة هذا عقب ترجمة ابن عبد يغوث، ثم قال: هو الّذي قبله فيما أرى. انتهى. وليسا واحدا، بل هما اثنان متغايران، لكن الحديث لابن عبد يغوث.
157- الأسود بن خلف
بن عبد يغوث القرشي [ (2) ] كذا نسبه البخاري في ترجمته. وفي ترجمة ابنه محمد. وقال ابن السكن: يقال إنه من بني جمح، ورجّحه ابن عبد البر. وتعقب ذلك ابن الأثير بأنه ليس في بني جمح أحد اسمه عبد يغوث.
وقال ابن مندة: هو زهري. وقال العسكريّ: قال مطيّن: هو قرشي، أسلم يوم الفتح. وعبد يغوث هو ابن وهب بن زهرة، وكان له ابن يقال له الأسود بن عبد يغوث، وكان أحد المستهزءين. ومات على كفره. وكان الأسود بن خلف يسمّى باسم عمّه. واللَّه أعلم.
وقال الإمام أحمد في مسندة: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال:
أخبرني ابن خثيم- أنّ محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أبا الأسود رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يبايع الناس عند قرن مصقلة، وأخرجه الحاكم من رواية ابن جريج وقال فيه: إن أباه حدثه أنه رأى. قال البغوي وابن السكن: لم يحدّث به غير ابن جريج.
وروى البغوي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم بهذا الإسناد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أخذ حسنا فقبله، وقال: «إنّ الولد مبخلة [ (3) ] مجبنة» [ (4) ] .
قال البغويّ وابن السّكن والدّار الدّارقطنيّ: تفرد به معمر. وقال البغوي
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الثقات 3/ 9، العقد الثمين 1/ 313 المعرفة والتاريخ 2/ 161، الجامع في الرجال 275، جامع الرواة 1/ 5، الطبقات الكبرى 1/ 200، 3/ 43، 161، علوم الحديث لابن الصلاح 338، تنقيح المقال 949، ذيل الكاشف رقم 80.
[ (2) ] أسد الغابة ت 140، الاستيعاب ت 43.
[ (3) ] هو مفعلة من البخل ومظنّة له أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال لأجله. النهاية 1/ 103.
[ (4) ] الجبان من الرجال: الّذي يهاب التقدم على كل شيء ليلا كان أو نهارا، والجمع جبناء، والجبن والجبان ضد الشجاعة والشجاع. اللسان 1/ 539.(1/224)
وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين انتهى.
وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزار: عن بشر بن معاذ، عن فضيل بن سليمان، عن ابن خثيم، عن محمد بن خلف، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمره أن يجدّد أنصاب الحرم. وأخرجه الطبراني عن البزار. وله رابع، قال البخاري في تاريخه: حدثنا معلى، حدثنا وهيب، عن ابن خثيم، حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث، عن أبيه- أنهم وجدوا كتابا أسفل المقام، فدعت قريش رجلا من حمير، فقال: إن فيه لحرفا لو أحدّثكموه لقتلتموني.
قال: فظننا أن فيه ذكر محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. فكتمناه.
158- الأسود بن ربيعة [ (1) ]
بن [ (2) ] الأسود اليشكري.
روى ابن مندة من طريق الحارث بن عبيد الإيادي، حدثني عباية أو ابن عباية- رجل من بني ثعلبة، عن الأسود بن ربيعة بن الأسود اليشكري أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا، فقال: «ألا إنّ دماء الجاهليّة وغيرها تحت قدميّ إلّا السّقاية والسّدانة»
[إسناد مجهول، لكن ذكره أبو عبيدة في كتاب «الأرحام والمحاجم ومآثر العرب» قال: كان من مآثر يشكر في الجاهلية
أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خطب يوم الفتح، فقال: ألا إن كل مكرمة كانت في الجاهلية فقد جعلتها تحت قدمي إلا السقاية والسّدانة] [ (3) ] فقام إليه الأسود بن ربيعة بن أبي الأسود بن مالك بن ربيعة بن جميل بن ثعلبة بن عمرو بن عثمان بن حبيب بن يشكر، فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي كان تصدّق بمال من ماله على ابن السبيل في الجاهلية، فإن تكن لي تكرمة تركتها، وإلّا تكن لي مكرمة فأنا أحقّ بها. فقال: بل هي لك مكرمة فتقبلها.
قال: وإياها أراد الفرزدق حين قال لجرير:
هلمّ إلى الحكّام بكر بن وائل ... ولا تك مثل الحائر المتردّد
إلى اليشكريّين الكرام فعالهم ... بني مطعم الأضياف من آل أسود [ (4) ]
[الطويل]
159- الأسود بن ربيعة الحنظليّ [ (5) ]
من بني ربيعة بن مالك بن حنظلة. ذكره ابن شاهين. وسيأتي ذكره في الأسود بن عبس.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة ت (141) .
[ (2) ] في ج ابن أبي الأسود.
[ (3) ] سقط في ج.
[ (4) ] ديوانه 149.
[ (5) ] أسد الغابة ت 142.(1/225)
160- الأسود بن زيد [ (1) ] :
بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وذكره ابن عبد البر فصحف ثعلبة فجعله قطبة. قال: ويقال الأسود بن رزم بن زيد بن قطبة بن غنم، كذا قال قطبة في الموضعين، فصحّف.
وفي كتاب ابن هشام قيل هو الأسود بن رزين [ابن زيد] [ (2) ] بن ثعلبة. كذا وقع فيه رزين بالنون، وقيل هو سواد بن زيد. وسيأتي في حرف السين.
161- الأسود بن سريع [ (3) ]
بن حمير بن عبادة بن النزال [ (4) ] بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم التميمي السعدي الشاعر المشهور.
روى البخاريّ في تاريخه، عن مسلم بن إبراهيم، عن السري بن يحيى، عن الحسن البصري، قال: حدثنا الأسود بن سريع، قال: غزوت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أربع غزوات. وأخرجه ابن حبان وابن السكن من طريق السري. وروى البخاري في «الأدب المفرد» له حديثا آخر.
وقال أحمد: حدثنا علي بن عبد اللَّه، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع: وعن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أربعة يدلون يوم القيامة بحجّة» ، الحديث. رواه ابن حبان في صحيحه من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام.
وروى الحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع أنه قال: يا رسول اللَّه، ألا أنشدك محامد ... الحديث.
قال البغويّ: كان شاعرا، وكان في أول الإسلام قاصّا، ثم روى من طريق السري بن يحيى، عن الحسن أنه كان أول من قصّ في مسجد البصرة. وقال خليفة: كانت له دار بحضرة الجامع بالبصرة، توفي في عهد معاوية. وقال ابن أبي خيثمة، عن أحمد وابن معين: مات سنة اثنتين وأربعين.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، معرفة الصحابة 2/ 287، أسد الغابة ت (143) ، الاستيعاب ت (46) .
[ (2) ] سقط في ج.
[ (3) ] الجامع في الرجال 274، المعرفة والتاريخ 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 11/ 19، الثقات 3/ 8، الطبقات الكبرى 7/ 57، تهذيب الكمال 1/ 111، الطبقات 44/ 180، تهذيب التهذيب 1/ 338، تقريب التهذيب 1/ 76، الوافي بالوفيات 9/ 252، التاريخ الكبير 1/ 445، الكاشف 1/ 130، الجرح والتعديل 2/ 1063، التاريخ الصغير 89. أسد الغابة ت (144) ، الاستيعاب ت (44) .
[ (4) ] في ج البزار.(1/226)
وقال البخاريّ: قال علي: فقد أيام الجمل، وبذلك جزم أبو حاتم وأبو داود وابن السّكن وابن حبّان وابن زبر [ (1) ] وغيرهم.
وروى الباورديّ عن الحسن. قال: لما قتل عثمان ركب الأسود سفينة وحمل معه أهله وعياله، [فانطلق] [ (2) ] فما رئي بعد.
162- الأسود بن سفيان [ (3) ]
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أمّ سلمة. ذكره ابن عبد البر، وقال: في صحبته نظر.
قلت: وذكره العدوي في النسب، وقال: كان [في بدر أسيرا. انتهى] [ (4) ] .
[وذكر الزّبير أنّ أباه سفيان قتل يوم بدر كافرا: قتله حمزة بن عبد المطلب، فهو من أهل هذا القسم، وذكر أيضا أنه تزوّج أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب، فولدت له الأسود] [ (5) ] .
وسيأتي ذكر أخيه عبد اللَّه بن سفيان [وغيره من إخوته] [ (6) ] .
163- الأسود بن سلمة
بن حجر [ (7) ] بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان معه ابنه يزيد، وهو غلام، فدعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره الطّبريّ. وأبو موسى في «الذّيل» . واستدركه ابن فتحون.
164- الأسود بن عبد اللَّه السدوسي:
اليماني [ (8) ] ، أحد من وفد مع بشير بن الخصاصية. يأتي في عبد اللَّه بن الأسود.
165- الأسود بن عبس [ (9) ]
بن أسماء بن وهب بن رياح بن عوذ بن منقد بن كعب بن ربيعة الجوع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. ذكر هشام الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: جئت لأقترب إلى اللَّه بصحبتك، فسماه المقرب.
وذكر سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظليّ، قال: قدم على رسول
__________
[ (1) ] في ج رزين.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] مراسيل العلائي 174، دائرة معارف الأعلمي 4/ 339، أسد الغابة ت (145) ، الاستيعاب ت (48) .
[ (4) ] في أكان له قدر.
[ (5) ] سقط في أ.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 146.
[ (8) ] أسد الغابة ت 149، الاستيعاب ت 50.
[ (9) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة ت (150) .(1/227)
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الأسود بن ربيعة من ولد ربيعة بن مالك بن حنظلة، فقال: «ما أقدمك» ؟ قال: أقترب بصحبتك؟
فترك الأسود، وسمي المقرب، وصحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد مع علي صفّين.
وروى [ (1) ] الطّبريّ أن عمر استعمل الأسود بن ربيعة أحد بني ربيعة بن مالك على جند البصرة، وهو صحابي مهاجريّ، وهو الّذي قال: جئت لأقترب، فسمي المقرب، قال بعض الحفاظ: لعل بعضهم نسبه إلى جده الأعلى ربيعة، واللَّه أعلم.
166- الأسود بن عمران البكري [ (2) ] .
روى ابن مندة من طريق ميسرة النهدي [ (3) ] ، عن أبي المحجّل، عن عمران بن الأسود، أو الأسود بن عمران، قال: كنت رسول قومي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما دخلوا في الإسلام ووافدهم قال ابن عبد البر: في إسناد حديثه مقال.
قلت: ما فيه غير أبي المحجّل. وهو مجهول.
167- الأسود بن عوف الزهري [ (4) ] ،
أخو عبد الرحمن، أحد العشرة. قال ابن سعد:
أسلم هو وأخوه عبد اللَّه يوم الفتح وقال ابن عبد البرّ- تبعا للزبير: هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر الّذي ولي المدينة لابن الزبير. ولجابر قصة في الموطأ، وقتل أخوه محمد وعباس ابنا الأسود مع ابن الأشعث بالراوية.
168- الأسود بن عويم السدوسي [ (5) ] :
روى ابن مندة، من طريق حبيب السدوسي، عن الأسود بن عويم، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الجمع بين الحرّة والأمة، فقال: للحرة يومان، وللأمة يوم [و] [ (6) ] في إسناده علي بن قرين، وقد كذّبه ابن معين.
169- الأسود بن مسعود الثقفي [ (7) ] :
ذكر عمر بن شبّة، من طريق الشعبي: أنه جاوب ظبيان بن كداد عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. في حديث طويل، ذكر وفوده فيه، وأورد له شعرا يمدح به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فمنه:
أمسيت أعبد ربّي لا شريك له ... ربّ العباد إذا ما حصّل اليسر
أنت الرّسول الّذي ترجى فواضله ... عند القحوط إذا ما أخطأ المطر
[البسيط]
__________
[ (1) ] في أوذكر.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة، 151، الاستيعاب ت (52) .
[ (3) ] في ج الهندي.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، معرفة الصحابة 2/ 289، أسد الغابة ت (152) ، الاستيعاب ت (40) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (153) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 20.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، الوافي بالوفيات 9/ 255، المنمق 205.(1/228)
ذكره ابن فتحون في «الذيل» .
170- الأسود بن مالك
الأسدي اليماني [ (1) ] ، أخو الحدرجان. روى ابن مندة من طريق أحفاده عنه، قال: قدمت أنا وأخي الأسود على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فآمنا به وصدقناه. قال: وكان جزء والأسود قد خدما النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصحباه. قال ابن مندة: تفرد به إسحاق الرّملي.
قلت: وهم مجهولون.
171- الأسود بن نوفل [ (2) ]
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، ابن أخي خديجة كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية، ذكره ابن إسحاق، وأمه فريعة بنت عدي بن نوفل بن عبد مناف. وهاجر إلى المدينة بعد قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وهو جد أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن الأسود يتيم عروة، وكان أبوه نوفل شديدا على المسلمين في أول الإسلام.
172- الأسود بن وهب [ (3) ]
بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري، خال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى ابن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن رستم الثقفي، سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب: «ألا أعلّمك كلمات من يرد اللَّه به خيرا يعلّمهنّ إيّاه ثمّ لا ينسيه أبدا؟» قال: بلى، يا رسول اللَّه. قال: «قل اللَّهمّ إنّي ضعيف فقوّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضاي ... » الحديث.
وروى ابن مندة، من طريق محمد بن العباس بن خلف، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة السمين، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، حدثني وهب بن الأسود بن وهب [ (4) ] ، خال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «ألا أنبّئك بشيء عسى اللَّه أن ينفعك به؟» قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: «إنّ الرّبا أبواب، الباب [ (5) ] منه عدل سبعين حوبا [ (6) ] ، أدناها فجرة كاضطجاع الرّجل مع أمّه، وإنّ أربى الرّبا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حقّ» .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20 أسد الغابة ت 154.
[ (2) ] العقد الثمين 3/ 317، أسد الغابة ت (155) ، الاستيعاب ت (41) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، العقد الثمين 1/ 318، أسد الغابة ت (157) ، والاستيعاب ت (45) .
[ (4) ] في أعن أبيه الأسود بن وهب.
[ (5) ] في أالأول.
[ (6) ] سبعون حوبا قال شمر: كأنه سبعون ضربا من الإثم. اللسان 2/ 1036.(1/229)
ورواه ابن قانع في معجمه، من طريق أبي بكر بن الأعين، عن عمرو بن أبي سلمة، فقال: عن وهب بن الأسود خال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يقل عن أبيه، وأدخل بين صدقة وزيد الحكم الأيلي، والحكم وصدقة ضعيفان.
وروي عن القاسم عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استأذن عليه، فقال: «يا خال، ادخل» . فدخل فبسط له رداءه- الحديث.
رواه ابن شاهين،
وفي إسناده عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي، وهو ضعيف.
173- الأسود بن هشام
بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة [ (1) ] بن مالك بن حسل [ (2) ] بن عامر بن لؤيّ. وكان أبوه هشام هو الّذي قام في نقض الصحيفة التي اكتتبتها قريش على بني هاشم، وذلك قبل موت أبي طالب، ثم أسلم هشام، وكان من المؤلفة، ذكره الزّبير بن بكّار.
174- الأسود [ (3) ] :
الّذي غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. تقدم في أبيض.
ذكر من اسمه أسيد- بفتح الهمزة وكسر السين
175- أسيد بن أبي أناس [ (4) ]
بن زنيم بن عمرو بن عبد اللَّه بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الدئلي [ (5) ] ، ابن أخي سارية. ضبطه العسكريّ، والدّار الدّارقطنيّ بفتح أوله. والمرزبانيّ بضم أوله. وردّ ذلك ابن ماكولا.
وروى ابن شاهين، من طريق المدائني، عن رجاله من طرق كثيرة إلى ابن عباس وغيره، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي، فيهم الحارث بن وهب، وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملّة، ومعهم رهط من قومهم [فذكر قصتهم مطولة، وفيها] : [ (6) ] قالوا إنا لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك. ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دمه، يقال له أسيد بن أبي أناس، فتبرءوا منه، فبلغ أسيدا ذلك، فأتى الطائف. فأقام به، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فقال له: يا بن أخي، أخرج إليه، فإنه لا يقتل من أتاه، فخرج إليه فأسلم، ووضع يده في يده، فأمّنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ومدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأبيات.
[وهذه القصة أن أسيدا لما أراد الاجتماع بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج معه بامرأته وهي حامل،
__________
[ (1) ] في أجابر.
[ (2) ] في أحق.
[ (3) ] أسد الغابة ت 159.
[ (4) ] في د إياس.
[ (5) ] أسد الغابة ت 161.
[ (6) ] سقط في أ.(1/230)
فوضعت له ولدا في قرن [ (1) ] الثعالب] [ (2) ] .
وذكر العسكريّ أنه كان رثى أهل بدر، فأهدر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دمه بذلك. قال: أخبرنا بذلك ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
وقد رويت نظير قصته لأنس بن زنيم كما سيأتي في ترجمته. ويحتمل وقوع ذلك لهما، واللَّه أعلم.
ونقل أبو بكر بن العربيّ القاضي، عن أبي عامر العبدريّ، أنه قال: أسلم أسيد هذا، وصحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأظنه أدرك أحدا. وردّ ذلك ابن العربيّ على شيخه بما تقدم، ثم وجدت في فضائل علي رضي اللَّه عنه جمع المفيد [ (3) ] بن النعمان الرافضيّ نحو ما ذكر العبديّ، فإنه ذكر قصة بدر، ثم قال في آخرها فيما صنعه رضي اللَّه عنه يوم بدر: يقول أسيد بن أبي أناس يخاطب قريشا بقوله:
في كلّ مجمع غاية أخزاكم ... جذع يفوق على المذاكي القرّح
هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم ... ذبحا وقتلا بغضه لم يربح
للَّه درّكم ألمّا تذكروا ... قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي
[الكامل] والّذي ذكره الزّبير أن أسيدا أنشد قريشا هذه الأبيات لما ساروا إلى أحد.
176- أسيد بن جارية [ (4) ]
بن أسيد بن عبد اللَّه بن سلمة بن عبد اللَّه بن غيرة بن عوف ابن ثقيف الثقفي [ (5) ] ، حليف بني زهرة. ذكره العسكريّ وغيره في الصحابة.
وقال الواقديّ: أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، وأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مائة من الإبل.
ضبطه ابن ماكولا وغيره بالفتح، وأبوه بالجيم والياء التحتانية، وهو جدّ عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية شيخ الزهري الّذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة.
__________
[ (1) ] قرن: بسكون الراء بلا خلاف، قال صاحب المطالع: وهو ميقات نجد على يوم وليلة من مكة ويقال له قرن المنازل، وقرن الثعالب ورواه بعضهم بفتح الراء وهو غلط إنما قرن «بفتح الراء قبيلة من اليمن، آخر كلامه، وقد غلط غيره من العلماء ممن ذكره بفتح الراء وزعم أن أويسا القرني منه إنما هو من «قرن» بفتح الراء بطن من مراد. انظر المطلع/ 166.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في أ: المعند.
[ (4) ] أسد الغابة ت (162) ، الاستيعاب ت (62) .
[ (5) ] تصحيفات المحدثين 928، الطبقات الكبرى 2/ 152.(1/231)
177- أسيد بن سعية [ (1) ]
- تقدم في أسد- بفتح السين بغير ياء، ووقع بالكسر والياء عند ابن إسحاق. ونقل ابن عبد البرّ، عن البخاريّ، أنه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وحكى ابن ماكولا الخلاف فيه هل هو بالفتح أو بالضم، وصحّح أنه بالفتح تبعا للدّارقطنيّ. وقد اختلف في ذلك عن ابن إسحاق، واختلف أيضا في اسم أبيه، فقيل سعنة- بالنون، وقيل بالياء التحتانية.
178 ز- أسيد [ (2) ] من [ (3) ] ذرية الفطيون [ (4) ] :
قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أدم جماله»
فلم يشب. وهو مشهور بكنيته أبو المقشعرّ، ذكره الكلبيّ في أوائل نسب قحطان كذلك [ (5) ] .
179- أسيد بن صفوان [ (6) ]
نسبه ابن قانع سلميّا. وقال الباورديّ: يقال إنه صحابي، وليس له رواية إلا عن عليّ.
وقال ابن السّكن: ليس بالمعروف في الصحابة. وروى ابن ماجة في التفسير، وأبو زكريا في طبقات أهل الموصل [ (7) ] ، وغير واحد من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي- أحد المتروكين، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكانت له صحبة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال: لما توفي أبو بكر الصديق ارتجت المدينة بالبكاء، ودهش الناس، كيوم قبض النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: فذكر الحديث مطوّلا.
180- أسيد المزني [ (8) ] :
قال ابن ماكولا: له صحبة.
وروى ابن السّكن. وابن مندة،
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 163، الاستيعاب ت 59.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، د.
[ (3) ] في ب، ت، ج ابن.
[ (4) ] في ت الغيطون.
[ (5) ] في ت هكذا.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21، ميزان الاعتدال 1/ 57، تهذيب الكمال 1/ 113 أسد الغابة ت (164) ، والاستيعاب ت (61) تهذيب التهذيب 1/ 345، تقريب التهذيب 1/ 77، التحفة اللطيفة 1/ 326، جامع الرواة 1/ 6، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 97، الوافي بالوفيات 1/ 261، الكاشف، الجامع في الرجال 276، مراسيل العلائي 174، تصحيفات المحدثين 926، المشتبه 24- أعيان الشيعة 3/ 446، ذيل الكاشف رقم 82.
[ (7) ] الموصل: بالفتح وكسر الصاد: المدينة المشهورة العظيمة، باب العراق ومفتاح خراسان وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بلدها والحديثة وقيل إن الملك الّذي أحدثها كان يسمّى الموصل وهي مدينة قديمة الأساس على طرف دجلة.
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1333.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 21 أسد الغابة ت (167) .(1/232)
من طريق ابن وهب، عن عمر بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن رجل من قومه، يقال له أسيد المزني- قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أريد أن أسأله. وعنده رجل يسأله، فأعرض عنه مرتين أو ثلاثا، ثم قال: «من كان عنده أوقيّة ثمّ سأل، فقد سأل إلحافا» [ (1) ] .
قال ابن السّكن: إسناده صالح، ولم أقف على نسبه. وقال ابن مندة: تفرد به ابن وهب.
ذكر من اسمه أسيد- بالضم
181 ز- أسيد بن أحيحة
بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، ابن أخي صفوان بن أمية، من مسلمة الفتح.
قال الزّبير بن بكّار: فولد أحيحة بن أمية بن خلف- أسيد بن أحيحة، فولد أسيد عليا، وكان يكنى أبا ريحانة، وكان من أصحاب معاوية، وكان مباينا لعبد اللَّه بن الزبير، فتقاول هو وابن عمه عبد اللَّه بن صفوان بن أمية في أمره. فسار إلى الشّام، ورجع مع جيوش يزيد بن معاوية. فحاصر ابن الزبير.
وهو ابن عم أبي دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة.
وحكى الفاكهيّ، عن الزبير- أنه كان يقال له عليل- بالتصغير- وأنه لحق بعبد الملك، فاستمده للحجاج فأمدّه بطارق في أربعة آلاف، فأشرف [ (2) ] أبو ريحانة على أبي قبيس [ (3) ] ، فصاح أبو ريحانة: أليس قد أخزاكم اللَّه؟ قال له ابن أبي عتيق- وكان مع ابن الزبير: بلى واللَّه.
182 ز- أسيد بن الأخنس
بن شريق الثقفي، حليف بني زهرة. ذكره عمر بن شبّة فيمن سكن المدينة من الصحابة. استدركه ابن فتحون.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16773 وعزاه للباوردي وابن السكن وابن مندة عن أسيد المزني بالفتح قال ابن السكن إسناده صالح وقال ابن مندة تفرد به ابن وهب.
[ (2) ] في أفاستولى.
[ (3) ] أبو قبيس: بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار: وهو اسم الجبل المشرف على مكة وجهه إلى قعيقعان من غريبها، قيل سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بني فيه قبّة قال الحميري:
أبو قبيس وأبو قابوص اسمان لجبل مكة ويقال شيخ الجبال أبو قبيس وقيل بثير. الروض المعطار/ 452 انظر معجم البلدان 1/ 103 وانظر معجم ما استعجم 3/ 1040.(1/233)
183- أسيد بن ثعلبة الأنصاري [ (1) ] . ذكر ابن عبد البر أنه شهد بدرا، وشهد صفّين [ (2) ] مع علي.
184- أسيد بن أبي الجدعاء: [ (3) ]
ذكره ابن ماكولا، وقال: يقال له صحبة. أورده أبو موسى في «الذّيل» .
قلت: قضية كلام ابن ماكولا أنه روى عنه عبد اللَّه بن شقيق. والّذي أعرفه في اسم شيخه عبد اللَّه بن شقيق أن اسمه عبد اللَّه، فلعله أخوه.
185- أسيد بن الحضير [ (4) ]
بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. يكنى أبا يحيى، وأبا عتيك. وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث [ (5) ] ، وكان أسيد من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ.
واختلف في شهوده بدرا، قال ابن سعد: كان شريفا كاملا، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان ممن ثبت يوم أحد، وجرح حينئذ سبع جراحات.
وقال ابن السّكن [ (6) ] : شهد بدرا [والعقبة] [ (7) ] ، وكان من النقباء. وأنكر غيره عدّه في أهل بدر. وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 168، الاستيعاب ت 55.
[ (2) ] صفّين: بكسر أوله وثانيه وتشديده: موضع بقرب الرّقة على شاطئ الفرات من غربيها قال: بين الرقة وبالس. وهي أرض فوق بالس بمقدار نصف مرحلة وهما غربي الفرات وأما الرّقة فهي شرقي الفرات أسفل من محاذاة بالس بها كانت الوقعة بين علي رضي اللَّه عنه ومعاوية. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 846.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21. أسد الغابة ت (169) .
[ (4) ] مسند أحمد 4/ 226، 351- 352- طبقات ابن سعد 3/ 2/ 135، طبقات خليفة 77، تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 2/ 47 التاريخ الصغير 1/ 46، الجرح والتعديل 2/ 310، مشاهير علماء الأمصار ت 360، الاستبصار 213، 216، ابن عساكر 3/ 7/ 1، تهذيب الكمال 115، تاريخ الإسلام 2/ 33، العبر 1/ 34، مجمع الزوائد 9/ 310، تهذيب التهذيب 1/ 347، خلاصة تذهيب الكمال 38 كنز العمال 13/ 277- 280، شذرات الذهب 1/ 31، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 53، 61، أسد الغابة ت (170) ، والاستيعاب ت (54)
[ (5) ] بعاث: بالضم وآخره ثاء مثلثة موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية. انظر معجم البلدان 1/ 535.
[ (6) ] في أالكلبي.
[ (7) ] سقط في أ.(1/234)
وقال البغويّ: حدثنا ابن زنبور، حدثنا ابن أبي حازم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «نعم الرّجل أسيد بن حضير» [ (1) ] .
وقال ابن إسحاق: حدثنا يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
[وأخرج أحمد في مسندة، من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي، عن عائشة، قالت: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو أقرؤه، وحين أسمع خطبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة] [ (2) ] .
وروى الواقديّ، من طريق طلحة بن عبد اللَّه التّيمي، قال: كان أبو بكر لا يقدّم أحدا من الأنصار على أسيد بن حضير.
وروى البخاريّ في «تاريخه» ، عن ابن عمر، قال: لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه- فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه.
وروى ابن السّكن، من طريق ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين، فوفّى بها دينه، وقال: لا أترك بني أخي عالة، فردّ الأرض وباع ثمرها.
وأرّخ البغويّ وغيره وفاته سنة عشرين. وقال المدائني: سنة إحدى وعشرين.
186 ز- أسيد بن ساعدة [ (3) ]
بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا.
قال ابن ماكولا: وهو عم سهل بن أبي حثمة.
187- أسيد بن سعية الإسرائيليّ:
رجّح ابن ماكولا أنه بفتح الهمزة. وقد تقدم.
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 419 عن أبي هريرة وابن عساكر في التاريخ 3/ 57. والحاكم في المستدرك 3/ 289 عن أبي هريرة بلفظه قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت 172، الاستيعاب ت 57.(1/235)
188- أسيد بن ظهير [ (1) ]
بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، ابن عم رافع بن خديج. يكنى أبا ثابت، له ولأبيه صحبة.
قال البخاريّ: مدنيّ. له صحبة. وأخرج له أصحاب السنن، قال الترمذي- بعد أن أخرج له حديثا في الصلاة في مسجد قباء: لا يصحّ لأسيد بن ظهير غيره.
قلت: وقد أخرج له ابن شاهين حديثا آخر، لكن فيه اختلاف على رواته. قال ابن عبد البرّ: مات في خلافة عبد الملك بن مروان.
189- أسيد بن عمرو [ (2) ]
بن محصن الأنصاري. ذكر أبو موسى أنه أحد الأقوال في اسم أبي عمرة.
190- أسيد بن كعب القرظيّ:
تقدم ذكره في ترجمة أخيه أسد بن كعب.
191- أسيد بن يربوع
بن البدي [ (3) ] بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي، ابن عم أبي أسيد. ذكره العسكري، وقال: شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة. وكذا قال ابن إسحاق، والواقديّ، ووثيمة، وذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة [ (4) ] .
192- أسيد بن يعمر الخزاعي،
الملقب بالنعيت. تقدم فيمن اسمه أسد.
193- أسيد الجعفي:
ذكره العسكري في الصحابة، وأخرج عن طريق عنبسة بن سعد، عن الزبير بن عدي، عن أسيد الجعفي، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فكتب إلى أهل الطائف أن نبيذ الغبيراء حرام.
وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: يروي المراسيل.
قلت: لكن قوله كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يدل على أن لا إرسال فيه.
194- أسير- غير منسوب،
آخره راء.
روى البخاريّ في تاريخه، وابن سعد،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، الثقات 3/ 7، تهذيب الكمال 1/ 114، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 98، تهذيب التهذيب 1/ 349، تقريب التهذيب 1/ 78، الطبقات الكبرى 1/ 327، الوافي بالوفيات 9/ 211، التحفة اللطيفة 1/ 328 الاستبصار 239، 207، الكاشف 1/ 133، الجرح والتعديل 2/ 164، تصحيفات المحدثين 941، المشتبه 25 بقي بن مخلد 448، أسد الغابة ت (174) ، الاستيعاب ت (58) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 165.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 271. أسد الغابة ت 175، الاستيعاب ت (56) .
[ (4) ] في ج استشهد باليمامة.(1/236)
والبغويّ، وابن السّكن، وابن شاهين، من طريق أبي عوانة، عن داود بن عبد اللَّه الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخلنا على أسير- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يأتيك من الحياء إلّا خير» [ (1) ] .
قال البغويّ: لا يعرف لأسير غيره. ورواه غير أبي عوانة، عن داود، فقال: عن رجل من الصحابة ولم يسمّه، وذكره البخاريّ أيضا. فقال: يسير- بالياء التحتانية، وزاد فقال يسير- حين استخلف يزيد بن معاوية، يقولون: إنّ يزيد ليس بخير أمّة محمّد، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن يجمع اللَّه أمة محمد أحبّ إليّ من أن تفترق. وكذا ذكره محمد بن سعد، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، وسياقه أتمّ.
195- أسير بن جابر بن سليم:
[ (2) ] بن حيان بن عمير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم التميميّ.
روى ابن قانع، من طريق يونس بن عبيد، عن بعض أصحابه، عن أسير بن جابر بن سليم التميمي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو محتب ببردة، فقلت: يا رسول اللَّه، علمني مما علمك اللَّه، فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا» [ (3) ] .
وهذا غير أسير بن جابر [التابعي الّذي سيأتي ذكره في المخضرمين، وله أحاديث مرسلة تبين هناك إن شاء اللَّه تعالى] [ (4) ] .
196- أسير بن عروة [ (5) ]
بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظّفري. قال ابن القداح: شهد أحدا والمشاهد بعدها، واستشهد بنهاوند [ (6) ] ، وله ذكر في ترجمة رفاعة بن زيد.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 47 والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 423 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6/ 18.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 114، تهذيب التهذيب 1/ 349، العبر 1/ 100، تقريب التهذيب 1/ 78، الجرح والتعديل 2/ ترجمة، الطبقات الكبرى 6/ 162، 163 أسد الغابة ت 176.
[ (3) ] أخرجه من رواية أبي ذر الغفاريّ مسلم 2/ 2026 من كتاب الزكاة باب استحباب طلاقة الوجه حديث (144/ 2626) .
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] الثقات 3/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، الطبقات الكبرى 3/ 512، أسد الغابة ت (177) والاستيعاب ت (63) .
[ (6) ] نهاوند: بالكسر وتفتح والواو مفتوحة والنون ساكنة وذال مهملة مدينة عظيمة في قبلة همذان قيل:
أصلها نوح أوند فعربت كذلك وهي أقدم مدينة في الجبل وهي ماء البصرة أي لأنها في حسابهم والدينور ماه الكوفة لأنها في حسابهم وجبلها ينقسم ماؤه قسمين: فقسم يأخذ إلى نهاوند وقسم يأخذ في الغرب(1/237)
197- أسير الكندي [ (1) ] ،
غير منسوب. ذكره العقيليّ في الصّحابة، كذا استدركه الذّهبيّ، وكأنه أسير بن عمرو الآتي ذكره في المخضرمين.
198- أسيرة بن عمرو،
[ (2) ] أبو سليط البدري. يأتي في الكنى، سماه ابن إسحاق وموسى بن عقبة. وأما أبو عبيدة فسماه سبرة.
199- أسير بن عمرو [ (3) ]
بن يسار التجيبي، ثم الدّرمكي. ذكره ابن الكلبي. وسيأتي في يسير.
200- أسيم ز-
خاطب بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أسامة بن زيد في حديث
أخرجه أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق أبي بكر بن أبي عاصم [ (4) ] ، من رواية معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن أسامة بن زيد- أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشاة مصلّية. فقال لي «يا أسيم، ناولني ذراعها»
- الحديث.
باب الألف بعدها شين
201- الأشجّ العبديّ [ (5) ]
يقال له أشجّ عبد القيس، ويقال له أشجّ بني عمر. مشهور بلقبه هذا، واسمه المنذر بن عمرو. أو ابن الحارث. يأتي إن شاء اللَّه تعالى في الميم.
قال الواقديّ: كان قدوم الأشجّ ومن معه سنة عشر من الهجرة. وسيأتي عن غيره أنّ قدومه كان سنة ثمان قبل فتح مكّة.
202- أشرس بن غاضرة الكندي [ (6) ] :
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبو إبراهيم
__________
[ () ] فيسقي رستاقا يقال له الأشتر. مراصد الاطلاع 3/ 1397.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 349، العبر 1/ 100، تقريب التهذيب 1/ 78، الجرح والتعديل 2، الطبقات الكبرى 6/ 162، 163.
[ (2) ] الإكمال 1/ 78، الطبقات لابن سعد 3/ 512، السيرة لابن هشام 1/ 704، الثقات لابن حبان 3/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 431، أسد الغابة ت 179، الاستيعاب (134) .
[ (3) ] التاريخ الكبير 8/ 422، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 434: أسد الغابة، (ت 178) الاستيعاب (64) .
[ (4) ] في أأبي عاصم العبديّ ثم من رواية.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، تهذيب الكمال 1/ 114، الطبقات 61، الوافي بالوفيات 9/ 265، تقريب التهذيب 2/ 274 تهذيب التهذيب 1/ 301، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 55 الكاشف 3/ 452، الجرح والتعديل 2- 344، الطبقات الكبرى 7/ 85 البداية والنهاية 5/ 47، 48. أسد الغابة ت (180) ، الاستيعاب (152) .
[ (6) ] أسد الغابة ت 181.(1/238)
التّرجمانيّ عن إسحاق بن الحارث القرشي، قال: رأيت عمير بن جابر، وأشرس بن غاضرة، وكانت لهما صحبة، يخضبان بالحناء والكتم. ورواه البغويّ وابن مندة وغيرهما.
203- أشرف،
أحد الثمانية الذين قدموا من رهبان الحبشة. تقدم في أبرهة.
204- أشرف غير منسوب [ (1) ] .
ذكره أبو إسحاق بن ياسين فيمن قدم من الصحابة هراة [ (2) ] . استدركه أبو موسى.
205- الأشعث بن [ (3) ] قيس
بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية [الأكرمين] [ (4) ] بن ثور الكندي، يكنى أبا محمد.
قال ابن سعد: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سنة عشر، في سبعين راكبا من كندة، وكان من ملوك كندة، وهو صاحب مرباع حضر موت [ (5) ] ، قاله ابن الكلبي.
وأخرج البخاريّ ومسلم، حديثه في الصحيح، وكان اسمه معديكرب، وإنما لقب بالأشعث.
قال محمّد بن يزيد- عن رجاله: كان اسمه معديكرب، وكان أبدا أشعث الرأس، فسمّي الأشعث.
وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: شهدت جنازة فيها الأشعث، وجرير، فقدّم الأشعث جريرا، وقال: إنه لم يرتد، وقد كنت ارتددت، ورواه ابن السكن وغيره وكان الأشعث قد ارتد فيمن ارتدّ من الكنديين، وأسر، فأحضر إلى أبي بكر فأسلم، فأطلقه وزوّجه أخته أم فروة في قصة طويلة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 182.
[ (2) ] هراة: بالفتح: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات خراسان فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة إلّا أنّ التتار خرّبوها. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1455.
[ (3) ] مسند أحمد 5/ 211، طبقات ابن سعد 6/ 22، تاريخ خليفة 116، 193- 199، المعارف 168، 189، 333، 551، 555، 586، الطبري 3/ 138، 139، 539، 4/ 561، 569، 5/ 51، 820، ابن عساكر 3/ 17/ 2، تهذيب الكمال 119، العبر 1/ 42، 46 تهذيب التهذيب 1/ 359. خلاصة تذهيب الكمال 39 أسد الغابة ت (185) ، الاستيعاب ت (135) .
[ (4) ] بياض في ج.
[ (5) ] حضر موت: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والميم ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود عليه السلام وقال ابن الفقيه: حضر موت مخلاف من اليمن. انظر:
معجم البلدان 2/ 311.(1/239)
قال الواقديّ: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت الأشعث بن قيس يقول لأبي بكر- حين أتي به في الردة: استبقني لحريك، وزوّجني أختك، ففعل.
وقال الطّبرانيّ: حدثنا عبد الرحمن بن سلم، حدثنا عبد المؤمن بن علي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما قدم بالأشعث أسيرا على أبي بكر أطلق وثاقه وزوّجه أخته، فاخترط سيفه، ودخل سوق الإبل، فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه، فصاح الناس: كفر الأشعث. فلما فرغ طرح سيفه، وقال: إني واللَّه ما كفرت، ولكن زوّجني هذا الرجل أخته، ولو كنا في بلادنا كانت وليمة غير هذه. يا أهل المدينة، كلوا، ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها.
ثم شهد الأشعث اليرموك ب «الشام» و «القادسية» وغيرها ب «العراق» ، وسكن الكوفة. وشهد مع علي صفين، وله معه أخبار.
قال خليفة وأبو نعيم وغير واحد: مات بعد قتل علي بأربعين ليلة، وصلّى عليه الحسن بن علي. وقيل: مات سنة اثنتين وأربعين.
وفي الطّبرانيّ- من طريق أبي إسرائيل الملائي عن أبي إسحاق ما يدلّ على أنه تأخّر عن ذلك، فإن أبا إسحاق كان صغيرا على عهد عليّ.
وقد ذكر في هذه القصّة أنه كان له على رجل من كندة دين، وأنه دخل مسجدهم فصلّى الفجر، فوضع بين يديه كيس وحلّة ونعل، فسأل عن ذلك، فقالوا: قدم الأشعث الليلة من مكة.
وفيه أيضا من وجه آخر: استأذن الأشعث على معاوية بالكوفة، وعنده الحسن بن علي وابن عباس، فذكر قصته، لكن هذا لا يدفع ما تقدّم.
وقال أبو حسّان الزّياديّ: مات وله ثلاث وستون سنة.
206- الأشعث الأنصاري
غير منسوب. جاء ذكره في خبر مرسل، قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» : حدثنا وكيع، عن عاصم، عن الشّعبيّ: كان أخوان من الأنصار يقال لأحدهما أشعث. فغزا في جيش من جيوش المسلمين، فقالت زوجته لأخيه: هل لك في امرأة أخيك معها رجل يحدّثها؟ فصعد فأشرف عليه وهو معها على فراشها، وهي تنتف دجاجة، وهو يقول:(1/240)
وأشعث عزّه الإسلام منّي ... خلوت بعرسه ليل التّمام [ (1) ]
[الوافر] الأبيات- قال: فوثب إليه الرجل فضربه بالسيف حتى قتله، ثم ألقاه، قال: فبلغ ذلك عمر، فقال: أنشد اللَّه رجلا كان عنده من هذا علم إلا قام به، فذكر القصّة.
ذكرته وإن لم يكن في القصّة تصريح بصحبته، لأن الأنصار لم يكن فيهم عند موت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد غير مسلم، لا يتهيأ أن يغزو رجل في عهد عمر إلا وقد كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مميّزا وإن لم يكن رجلا.
ولهذه القصة طريق أخرى: أخرجها ابن مندة، من طريق أبي بكر الهذلي، عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي قتل رجلا يهوديا في عهد عمر فخرج عمر وصعد المنبر فقال. أذكر اللَّه رجلا كان عنده علم بهذا إلا أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ، فقال: أنا به. فقال عمر: اللَّه أكبر، فقال بكر: خرج فلان غازيا، ووكلني بأهله، فجئت إلى بابه، فوجدت هذا اليهودي وهو يقول:
وأشعث عزّه الإسلام مني ... الأبيات- قال: فصدق عمر قوله وأبطل دمه.
207- أشيم-
بوزن أحمد [ (2) ] ، الضّبابي- بكسر المعجمة بعدها موحدة وبعد الألف أخرى. قتل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسلما، فأمر الضحاك بن سفيان أن يورث امرأته من ديته.
أخرجه أصحاب السّنن، من حديث الضحاك. وأخرجه أبو يعلى، من طريق مالك، عن الزهري، عن أنس، قال: قتل أشيم خطأ. وهو في الموطّأ عن الزّهريّ بغير ذكر أنس.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «الغرائب» : وهو المحفوظ.
وروى أبو يعلى أيضا، من حديث المغيرة بن شعبة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى الضحاك أن يورث امرأة أشيم من دية زوجها، ورواه ابن شاهين، من طريق ابن إسحاق: حدثني الزّهريّ، قال: حدّثت عن المغيرة أنه قال: حدّثت عمر بن الخطاب بقصة أشيم، فقال:
لتأتيني على هذا بما أعرف، فنشدت الناس في الموسم فأقبل رجل يقال له زرارة بن جزي، فحدثته عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك.
208- الأشيم- غير منسوب:
ذكره ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن
__________
[ (1) ] والبيت بعده:
كأن مجامع الربلات ... ... فئام
انظر اللسان «ربل» .
[ (2) ] تهذيب الأسماء واللغات 1/ 123، تنقيح المقال 1003، أسد الغابة ت 186، الاستيعاب ت (144) .(1/241)
عبد اللَّه بن مكنف [ (1) ] الحارثي فيمن قسم له عمر بن الخطاب من وادي القرى، قال: فكان مما قسم لعثمان، وعامر بن ربيعة، وعمرو بن سراقة، والأشيم، وعبد اللَّه بن الأرقم، وغيرهم، أخرجه عمر بن شبّة في «أخبار المدينة» من طريق ابن إسحاق.
باب الألف بعدها صاد
209- أصبغ بن غياث [ (2) ]-
بالمعجمة والمثلثة آخره، وقيل بالمهملة والموحدة آخره.
وروى ابن مندة من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء- عن الشعبي، عن أصبغ بن غياث: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «فيكم أيّتها الأمّة خلّتان لم يكونا في الأمم قبلكم ... »
[ (3) ] الحديث.
210- أصرم الشقري [ (4) ] .
تقدم في ترجمة أسامة بن أخدريّ.
211- الأصرم
أو أصيرم بن ثابت [ (5) ] . اسمه عمرو. يأتي في العين إن شاء اللَّه تعالى.
212 ز- الأصمّ [ (6) ] العامري،
ثم البكّائي. ذكر ابن شاهين من طريق عليّ بن محمد المدائنيّ، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وعن خلاد بن عبيدة، عن عليّ بن زيد، عن الحسن، وعن أسد بن القاسم، عن السّدّيّ، عن أبي [ (7) ] مالك، وعن رجال المدائني، قالوا:
وفد من بني البكاء [ (8) ] معاوية بن ثور بن عبادة، وابنه بشر بن معاوية، والفجيع [ (9) ] بن
__________
[ (1) ] في ج ابن أبي مليكة الحارثي.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، التاريخ الصغير 2. أسد الغابة ت (187) .
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5839 وعزاه لابن مندة وأبو نعيم عن أصبغ بن غياث بالمعجمة والمثلثة وقيل بالمهملة والموحدة وسنده ضعيف.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، الطبقات 179043، الوافي بالوفيات 9/ 284 أسد الغابة ت (189) ، الاستيعاب ت (153) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، معرفة الصحابة 2/ 426. أسد الغابة ت (190) .
[ (6) ] في ج الأصرم.
[ (7) ] في د ابن.
[ (8) ] بطن من عامر بن صعصعة من العرنانية وهم بنو البكّاء، واسمه عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. من منازلهم فلجة (منزل على طريق مكة من البصرة) ينسب إليهم دار الحكيم (دار الحكيم محلة بالكوفة منسوبة إلى الحكيم بن سعد بن ثور البكائي. انظر: معجم قبائل العرب 1/ 9، الاشتقاق لابن دريد ص 179) .
[ (9) ] في أالفجع.(1/242)
عبد اللَّه بن جندع بن البكاء، والأصم- في ناس من بني البكاء، وسيدهم معاوية بن ثور، وهو ابن مائة سنة، فأسلموا وأقاموا أياما في ضيافة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: فلما حضر شخوصهم، ودعوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له معاوية: إني أتبرّك بمسّك، وقد كبرت، وابني بشرّ يربي فامسح وجهه. قال: فمسحه وأعطاه أعنزا عفرا، ودعا له بالبركة، فتصيب السّنة بني البكاء ولا تصيب آل معاوية، وكتب للفجيع وانصرفوا.
وذكر ابن سعد هذه القصة عن الواقديّ بسنده بنحوها، وسمي الأصمّ المذكور عبد عمرو.
213- أصيد-
بوزن أحمد، بن سلمة السلمي [ (1) ] . روى أبو موسى، من طريق سعيد ابن عبيد اللَّه [ (2) ] بن الوليد الوصّافي، عن أبيه- وهو أحد الضّعفاء، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة فأسروا رجلا من بني سليم يقال له الأصيد [ (3) ] بن سلمة، فلما رآه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رقّ له، وعرض عليه الإسلام فأسلم، وكان له أب شيخ كبير فبلغه ذلك فكتب إليه:
من راكب نحو المدينة سالما ... حتّى يبلّغ ما أقول الأصيدا
أتركت دين أبيك والشّمّ العلا ... أودوا وتابعت الغداة محمّدا [ (4) ]
[الكامل] في أبيات:
قال: فاستأذن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في جوابه، فأذن له، فكتب إليه:
إنّ الّذي سمك السّماء بقدرة ... حتّى علا في ملكه وتوحّدا
بعث الّذي ما مثله فيما مضى ... يدعو لرحمته النّبيّ محمّدا [ (5) ]
[الكامل] في أبيات.
فلما قرأ كتاب ولده أقبل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم.
214 ز- أصيد بن سلمة
بن قريظ بن عبيد بن أبي بكر بن عبد اللَّه بن كلاب الكلابي.
قال الواقديّ، والطّبريّ: أسلم، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في جيش مع الضحاك بن سفيان
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 191.
[ (2) ] في أعبيد.
[ (3) ] في أأصيد.
[ (4) ] انظر أسد الغابة ترجمة رقم «191» .
[ (5) ] انظر أسد الغابة ترجمة «191» .(1/243)
الكلابي إلى قومه، فلما ضافّوهم دعا الأصيد أباه إلى الإسلام فأبى، فحمل عليه الأصيد فعرقب فرسه، فسقط سلمة وتوكأ على رمحه، وأمسك أصيد عنه تأدبا، فلحقه المسلمون فقتلوه، وذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع.
استدركه ابن فتحون، ونقله ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله، ولكنه خلطه بالذي قبله. والصواب التفرقة.
215- أصيل-
بالتصغير واللام [ (1) ] ابن سفيان- وقيل: ابن عبد اللَّه الهذلي، [ (2) ] وقيل:
الغفاريّ، وقيل: الخزاعي.
روى الخطّابيّ في غريب الحديث، من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن الزّهريّ، قال: قدم أصيل الغفاريّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من مكّة قبل أن يضرب الحجاب على أزواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت له عائشة: كيف تركت مكّة؟ قال: اخضرّت أجنابها [ (3) ] ، وابيضت بطحاؤها، وأعذق إذخرها، وانتشر سلمها- الحديث. وفيه: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حسبك يا أصيل، لا تحزنّا» [ (4) ] .
ورواه أبو موسى في «الذّيل» من وجه آخر، من طريق أحمد بن بكار بن أبي ميمونة، عن عبد اللَّه بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن بديح، ويقال [ (5) ] : هو ابن سدرة السلمي، قال: قدم أصيل الهذلي، فذكر نحوه باختصار، وفيه: فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم « [ويها يا أصيل] [ (6) ] دع القلوب تقرّ» [ (7) ] .
وذكره الجاحظ في كتاب «البيان» له، فقال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأصيل الخزاعي: «يا أصيل كيف تركت مكّة» [ (8) ]
فذكر نحوه.
وفي كتاب اليشكريّ النّسّابة لمّا ذكر خفاجة بن غفار قال: وهم رهط أصيل بن سفيان الّذي سأله النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن مكة.
__________
[ (1) ] سقط في ج.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، الوافي بالوفيات 9/ 287، العقد الثمين 1/ 320 أسد الغابة ت (192) ، الاستيعاب ت (139) .
[ (3) ] في أأخضب جنابها.
[ (4) ] أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 414 وعزاه للخطابي في غريب الحديث عن الزهري.
[ (5) ] في أويقال هو ابن سدرة.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] ذكره المتقي الهندي (34702) وعزاه لأبي موسى في الذيل عن بديح بن سدرة السلمي.
[ (8) ] ذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 414.(1/244)
باب الألف بعدها ضاد
216- الأضبط بن جني [ (1) ] ،
وقيل حسين بن رعل الأكبر.
روى أبو نعيم، وأبو موسى، من طريق عبد المهيمن بن الأضبط بن جني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا» .
وروى ابن مندة في ترجمة حارثة بن الأضبط [ (2) ] من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن أبي نهشل، عن محمد بن مروان العقيلي، عن عبد اللَّه بن يحيى بن حارثة بن الأضبط عن أبيه، عن جده- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال ... فذكر مثله، فالظاهر أن الضمير في قوله: «عن جده» يعود على يحيى.
217- الأضبط السلميّ [ (3) ] :
فرّق أبو نعيم بينه وبين الّذي قبله والظاهر عندي أنهما واحد، ولم يذكر ابن مندة غير هذا،
فأخرج هو وأبو نعيم من طريق سهل بن صقير عن مكرم بن عبد العزيز السلمي، عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط السلمي: حدثني جدي الأضبط السلمي، وكانت له صحبة، قال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اطّلعت في النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء» [ (4) ] .
باب الألف بعدها عين
218- الأعرج:
اسمه عبد اللَّه بن إسحاق. يأتي إن شاء اللَّه تعالى.
219- الأعرس بن عمرو اليشكري [ (5) ] :
روى ابن شاهين، من طريق أبي غسّان، عن معتمر: سمعت كهمسا يحدث عن أبي سنان الحنفي، قال: أول حي أدوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صدقتهم حيّ من بني يشكر، فأتى الأعرس بن عمرو، فقال له: «من أنت» ؟ قال: أنا الأعرس بن عمرو، قال: «لا، ولكنّك عبد اللَّه» [ (6) ] .
وذكره ابن مندة تعليقا. وأخرج أيضا من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة- أحد
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24. أسد الغابة ت (193) .
[ (2) ] في أوروى ابن مندة في ترجمة حارثة بن الأضبط من طريق ...
[ (3) ] أسد الغابة 1/ 129، تجريد أسماء الصحابة 1/ 24. أسد الغابة ت (194) .
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 234، 359، 4/ 429 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2568.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25 أسد الغابة ت 195.
[ (6) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 57 عن أبي عبيد ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.(1/245)
المتروكين- عن عبد اللَّه بن يزيد بن الأعرس، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بهدية فقبلها مني ودعا لنا في مرعانا. قال ابن مندة: تفرد به ابن جبلة.
قلت: وجدته في كتاب ابن شاهين الأعوس- بالواو.
220- الأعشى المازني [ (1) ] ،
ويقال الحرمازي، ومازن وحرماز أخوان من بني تميم.
اسمه عبد اللَّه بن الأعور، وقيل غير ذلك، ومدار حديثه على أبي مسعر البراء عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي عن أعشى بني مازن، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره.
وأخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره.
وسنذكره في العين إن شاء اللَّه تعالى.
221- الأعور بن بشامة [ (2) ]
بن نضلة بن سنان بن جندب بن الحارث بن جهمة بن عدي ابن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم. قال ابن الكلبي: اسمه ناشب، والأعور لقب.
وقال ابن عبدان في الصحابة: حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا سالم بن عدي بن سعيد العنبري، عن بكر بن مرداس، عن الأعور بن بشامة، ووردان بن مخرم، و [ابن] [ (3) ] ربيعة بن رفيع العنبريين- أنهم أتوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في حجرته نائم إذ جاء عيينة بن حصن بسبي بني العنبر، فقلنا: ما لنا يا رسول اللَّه سبينا وقد جئنا مسلمين؟ قال: «احلفوا أنّكم جئتم مسلمين» [ (4) ] .
قال: فكنت أنا ووردان وخلف بن ربيعة- الحديث. في إسناده من لا يعرف.
وقال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن عبد اللَّه بن نصر القاضي، قال: حدثنا العباس بن صالح بن مساور، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن غراب الفزاري، قال: حدثني أبو بكر المكيّ، عن عمير [ (5) ] بن محمد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أصابت بنو العنبر دماء في قومهم، فارتحلوا فنزلوا بأخوالهم من خزاعة، فبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مصدقا إلى خزاعة فصدقهم، ثم صدق بني العنبر، فلما رأت بنو العنبر الصدقة قد أحرزها وثبوا فانتزعوها، فقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن بني العنبر منعوا
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، الثقات 3/ 21، التاريخ الكبير 2/ 61، ذيل الكاشف رقم 83، أسد الغابة ت (196) ، الاستيعاب ت (159) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، أسد الغابة ت 197.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11613.
[ (5) ] في أعمير.(1/246)
الصدقة، فبعث إليهم عيينة بن حصن في سبعين ومائة، فوجد القوم خلوفا، فاستاق تسعة رجال وإحدى عشرة امرأة وصبيانا. فبلغ ذلك بني العنبر، فركب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منهم سبعون رجلا. منهم الأقرع بن حابس، ومنهم الأعور بن بشامة العنبريّ، وهو أحدثهم سنّا، فلما قدموا المدينة بهش إليهم النّساء والصّبيان، فوثبوا على حجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في قائلته، فصاحوا به: يا محمد، علام تسبى نساؤنا ولم ننزع يدا من طاعتك؟ فخرج إليهم فقال:
«اجعلوا بيني وبينكم حكما» . فقالوا: يا رسول اللَّه، الأعور بن بشامة. فقال: «بل سيّدكم ابن عمرو» [ (1) ] قالوا: يا رسول اللَّه، الأعور بن بشامة، فحكّمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحكم أن يفدي شطر، وأن يعتق شطر.
222- أعين بن ضبيعة [ (2) ]
بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الحنظليّ الدارميّ، ابن أخي صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق. ذكره صاحب «الاستيعاب» ولم يذكر ما يدل على صحبته.
وهو والد النوار زوج الفرزدق، وكان شهد الجمل مع علي، وهو الّذي عقر الجمل الّذي كانت عائشة رضي اللَّه عنها عليه، فيقال: إنها دعت عليه بأن يقتل غيلة، فكان كذلك.
بعثه عليّ إلى البصرة [ (3) ] فلما غلب عليها عبد اللَّه بن الحضرميّ فقتل أعين غيلة سنة ثمان وثلاثين.
باب الألف بعدها غين
223- الأغرّ بن يسار [ (4) ] المزني.
ويقال الجهنيّ، من المهاجرين.
روى له مسلم وأحمد وأبو داود والنّسائيّ من طريق أبي بردة بن أبي موسى، عن الأغر المزني، أنه سمع
__________
[ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 219 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 2: 112 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36859.
[ (2) ] أسد الغابة ت 198، الاستيعاب ت 154.
[ (3) ] في أفلما.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، الثقات 3/ 15 الطبقات 39، 128- تهذيب التهذيب 1/ 365، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 102، الوافي بالوفيات 9/ 194، التحفة اللطيفة 1/ 333، تقريب التهذيب 1/ 82، الكاشف 1/ 137، تهذيب الكمال 1/ 119، تراجم الأخبار 1/ 140. أعيان الشيعة 3/ 469، ميزان الاعتدال 1/ 273، بقي بن مخلد الجامع في الرجال 280، جامع الرواة 1/ 107، الطبقات الكبرى 5/ 284، الوافي بالوفيات 9/ 294، الجرح والتعديل 2/ 308، أسد الغابة ت (201) ، الاستيعاب ت (65) .(1/247)
النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يا أيّها النّاس، توبوا إلى اللَّه، فإنّي أتوب [ (1) ] إليه في اليوم واللّيلة مائة مرّة» [ (2) ] .
وفي رواية مسلم وأحمد، عن الأغر المزني: وكانت له صحبة.
وفي رواية للبغويّ، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: دخلت على رجل من المهاجرين يعجبني تواضعه.
قال أبو نعيم: وروى عن نافع عن ابن عمر، عن الأغر- وهو رجل من مزينة كانت له صحبة مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأنه كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف، فذكر الحديث في «السلم» [ (3) ] .
وقد أخرجه البغويّ في ترجمة الأغر المزني، [وسمعناه في الأدب المفرد للبخاريّ، وفيه أنّ الأغر كانت له أوسق على رجل من بني عمرو بن عوف، قال: فجئت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأرسل معي أبا بكر الصديق. فذكر قصة السّلم] [ (4) ] .
ثم
ذكر أبو نعيم حديث معاوية بن قرّة، عن الأغر المزني في الوتر من طريق خالد بن أبي كريمة، عن معاوية، ولفظه: أن رجلا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني أصبحت ولم أوتر. قال: «إنّما الوتر باللّيل» [ (5) ] .
وقال أبو نعيم: غاير بعض الناس- يعني ابن مندة- بين صاحب حديث الوتر وبين الّذي قبله، وهو واحد.
وكذا جزم ابن عبد البرّ بأن الأغر المزني والجهنيّ واحد.
وقال أبو عليّ بن السّكن: حدثنا محمد بن الحسن، عن البخاريّ، قال: كان مسعر يقول في روايته عن الأغرّ الجهنيّ: والمزني أصحّ وقال ابن عبد البر: يقال إن سليمان بن
__________
[ (1) ] في أفإنّي أتوب إليه في اليوم.
[ (2) ] أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة 11/ 101 في كتاب الدعوات (6307) ومن رواية الأغر مسلم 4/ 2075 (42/ 2702) 4/ 2076 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب (12) استحباب الاستغفار والاستكثار منه حديث رقم 42/ 2702 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 43.
[ (3) ] في أالسلام.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أخرجه أحمد 3/ 4 وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 281 وأخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 4607 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 479، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21901.(1/248)
يسار روى عن الأغر المزني ولا يصح، ومال ابن الأثير إلى التفرقة بين المزني والجهنيّ، وليس بشيء، لأن مخرج الحديث واحد.
وقد أوضح البخاريّ العلّة فيه، وأن مسعرا تفرد بقوله الجهنيّ، فأزال الإشكال.
224- الأغر آخر-
غير منسوب [ (1) ] . وقال بعضهم: إنه غفاري.
روى أحمد والنسائيّ، من طريق الثّوريّ، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب [ (2) ] بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى بأصحابه الصبح فقرأ الروم ... » الحديث.
وأخرجه الطّبرانيّ، من طريق بكر بن خلف، عن مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عبد الملك، عن شبيب، عن الأغرّ- رجل من الصحابة،
لكن أدخل الطبراني حديثه هذا في أحاديث الأغر المزني. وتبعه أبو نعيم.
وممن غاير بينهما البغويّ، فأورد حديثه عن زياد بن يحيى، عن مؤمل بسنده، وقال فيه: عن الأغرّ- رجل من بني غفار، ورواه البزار في مسندة عن زياد بن يحيى بهذا الإسناد، فوقع عنده عن الأغر المزني. وهو خطأ. واللَّه أعلم.
225- الأغلب بن جشم [ (3) ]
بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس [ (4) ] ابن سعد بن عجل العجليّ الراجز المشهور. قال ابن قتيبة، أدرك الإسلام فأسلم وهاجر، ثم كان ممن سار إلى العراق مع سعد، فنزل الكوفة، واستشهد في وقعة نهاوند. واستدركه ابن الأثير.
قلت: ليس في قوله: «وهاجر» - ما يدل على أنه هاجر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فيحتمل أنه أراد هاجر إلى المدينة بعد موته صلّى اللَّه عليه وسلم، ولهذا لم يذكره أحد في الصحابة.
وقد قال المرزبانيّ في معجمه: هو مخضرم. وروى أبو الفرج الأصبهاني بإسناده إلى الشّعبيّ، قال: كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من الشعراء عما قالوه في الإسلام: قال: فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة، وقال: قد أبدلني اللَّه بهذه في الإسلام مكان الشعر. وجاء الأغلب إلى المغيرة فقال له:
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 6/ 49 التاريخ الكبير 2/ 43، الجرح والتعديل 2/ 308، تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، تهذيب التهذيب 1/ 365، تقريب التهذيب 1/ 82، معرفة الصحابة 2/ 399، أسد الغابة ت (199) ، الاستيعاب ت (66) .
[ (2) ] في أعن شبيب بن أبي روح.
[ (3) ] في ج جشم.
[ (4) ] أسد الغابة ت (202)(1/249)
أرجزا تريد أم قصيدا ... لقد طلبت هيّنا موجودا
[الرجز] فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه: أنقص [ (1) ] من عطاء الأغلب خمسمائة فزدها في عطاء لبيد.
ورواه ابن دريد في الأخبار «المنثورة» عن الرّياشيّ، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء نحوه. وأنشد له المرزباني:
الغمرات ثمّ تنجلينا ... ثمّت تذهبن ولا تجينا
[الرجز] وقوله:
المرء توّاق إلى ما لم ينل ... والموت يتلوه ويلهيه الأمل
[الرجز] وأنشد أبو الفرج أرجوزة، يهجو فيها سجاح التي ادعت النبوة وتزوجت بمسيلمة الكذاب.
باب الألف بعدها فاء
226- الأفطس [ (2) ]-
قال أبو عمر: رجل من الصحابة. وروى الطبراني في مسند الشّامّيين، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وابن مندة من طريق بقيّة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: أدركت رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له الأفطس عليه ثوب خزّ.
227- أفلح أخو أبي القعيس [ (3) ]
عم عائشة من الرضاعة. قال ابن مندة: عداده في بني سليم، وقال أبو عمر: يقال: إنه من الأشعريين، وروينا في حديث زيد بن أبي أنيسة تخريج الإسماعيلي، من طريق عراك، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخلت [ (4) ] على أفلح بن قعيس المخزومي. فاحتجبت منه ... فذكر الحديث، وأصله مسلم.
وثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من طريق مالك، عن الزهري، عن عروة، عن
__________
[ (1) ] في أفكتب إليه أن أنقص.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، معرفة الصحابة 3/ 37، أسد الغابة ت (203) ، الاستيعاب ت (147) .
[ (3) ] أسد الغابة (204) تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، الثقات 3/ 15، الجامع في الرجال 28، الاستيعاب ت (68) الوافي بالوفيات 9/ 299، التحفة اللطيفة 1/ 335 جامع الرواة 1/ 107- أعيان الشيعة 3/ 47، بقي من مخلد 496.
[ (4) ] في أدخل.(1/250)
عائشة- أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمّها من الرّضاعة بعد ما أنزل الحجاب. وهكذا يجيء في أكثر الروايات.
ووقع في رواية لمسلم: أفلح بن أبي القعيس، وكذا وقع عند البغوي من وجه آخر، وفي أخرى لمسلم أفلح بن قعيس، وهي أشبه. ووقع عنده أيضا من طريق عطاء، عن عروة، عن عائشة: استأذن عليّ عمّي أبو الجعد، وكأنها كنية أفلح.
ووقع في رواية له: استأذن عليها أبو القعيس، وهذا وهم من بعض رواته، وهو أبو معاوية راويه عن هشام، فقد خالفه حماد بن زيد، عنه: وهو أحفظ منه لحديث هشام، فقال: إن أخا أبي القعيس. وقد رواه الطبراني في «الأوسط» من وجه آخر موافق لرواية أبي معاوية، قال: حدثنا إبراهيم- هو ابن هاشم- قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، قال: حدثنا أبو القعيس أنه أتي [ (1) ] عائشة يستأذن عليها. وهذه الرواية، وإن كان فيها خطأ في التسمية، لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم. واللَّه أعلم.
وروى البغويّ من طريق خلف الأزديّ، عن الحكم، عن عراك بن مالك، عن أفلح بن أبي القعيس- أنه أتى عائشة فاحتجبت منه. فقال: أنا عمك- الحديث.
قال البغويّ: هكذا أسنده عن أفلح، وقد رواه شعبة عن الحكم فقال: عن عراك، عن عروة، عن عائشة.
228- أفلح:
يقال هو اسم أبي فكيهة [ (2) ] ، سماه أبو جعفر الطبري. وسيأتي ذكره في الكنى، وقيل: اسمه يسار.
229- أفلح مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ] :
مذكور في مواليه، قاله أبو عمر.
وقال ابن مندة: روى حديثه يوسف بن خالد، عن سلم بن بشير- أنه سمع حبيبا المكيّ يقول: إنه سمع أفلح مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ضلالة الأهواء واتّباع الشّهوات» [ (4) ] .
قال: ونسيت الثالثة. انتهى.
__________
[ (1) ] في أأنه أتى على عائشة.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، أسد الغابة ت (207) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، أسد الغابة ت (205) الاستيعاب ت (67) .
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 567 وعزاه إلى ابن عدي وكنز العمال حديث رقم 14632، 28966.(1/251)
ورواه الحكيم التّرمذيّ في «نوادره» من هذا الوجه، وسمى الثالثة «العجب» ، ورواه ابن شاهين، فسمى الثالثة «الغفلة» بعد المعرفة، ومداره على يوسف بن خالد وهو السّمتي، وهو متروك الحديث.
230- أفلح مولى أم سلمة [ (1) ] :
روى الترمذي من طريق أبي حمزة ميمون، عن أبي صالح، عن أم سلمة، قالت: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ، فقال: «يا أفلح، ترب وجهك» [ (2) ] . قال: غريب.
وقال بعضهم: عن أبي حمزة رباح، وميمون أبو حمزة، ضعيف.
قلت: تابعه طلق بن غنام، عن سعيد [ (3) ] أبي عثمان الوراق، عن أبي صالح به، وأخرج النّسائيّ من طريق كريب، عن أم سلمة نحو هذا الحديث، فقال فيه: فرأى غلاما لنا يقال له رباح، ويحتمل التعدد. واللَّه أعلم.
باب الألف بعدها قاف
231- الأقرع بن حابس [ (4) ]
بن عقال [ (5) ] بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعيّ الدرامي.
تقدم ما في نسبه في ترجمة أعين. قال ابن إسحاق: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مكة وحنينا والطائف، وهو من المؤلفة [قلوبهم] [ (6) ] وقد حسن إسلامه.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26 أسد الغابة ت (206) .
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 2/ 221 عن أم سلمة بلفظه كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في كراهية النفخ في الصلاة حديث رقم 381، 382 قال أبو عيسى وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك وميمون أبو حمزة ضعفه بعض أهل العلم وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1002 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19776، 22247.
[ (3) ] في أسعيد بن عثمان.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 18، الجامع في الرجال 281، الطبقات 41/ 178، الوافي بالوفيات 9/ 307، التحفة اللطيفة 1/ 337، جامع الرواة 1/ 107، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 531، الطبقات الكبرى 1/ 288، 294، 358، 447، 2/ 153، 161، 4/ 246، 273، 282، التاريخ الصغير 59، البداية والنهاية 7/ 141، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 124، أعيان الشيعة 3/ 470، تراجم الأخبار 1/ 13 تهذيب تاريخ دمشق 3/ 89، المعرفة والتاريخ ط- 338، 3/ 293 علوم الحديث لابن الصلاح 340، در السحابة 755، تنقيح المقال 1034 أسد الغابة ت 208، الاستيعاب ت 69.
[ (5) ] في ج غفال.
[ (6) ] سقط في أ.(1/252)
وقال الزّبير في «النّسب» : كان الأقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول جرير، وقيل غيره، لما تنافر إليه هو والفرافصة أو خالد بن أرطاة:
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إن تصرع اليوم أخاك تصرع [ (1) ]
[الرجز]
وروى ابن جرير، وابن أبي عاصم، والبغويّ- من طريق وهيب، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس، أنه نادى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من وراء الحجرات: يا محمد، فلم يجبه، فقال: يا محمد، واللَّه إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين.
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ذلكم اللَّه» [ (2) ] .
قال ابن مندة: روي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلا، وهو الأصح. وكذا رواه الرّويانيّ من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلا.
وأخرجه أحمد على الوجهين، ووقع في رواية ابن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر.
وفي الصّحيحين من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: أبصر الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقبّل الحسن- الحديث، وفيهما من حديث أبي سعيد الخدريّ، قال: بعث عليّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بذهيبة من اليمن، فقسّمها بين أربعة، أحدهم الأقرع بن حابس.
وفي البخاريّ، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: قدم ركب من بني تميم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، أمر الأقرع ... الحديث.
وروى ابن شاهين من طريق المدائنيّ، عن رجاله، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن من بني العنبر قدم وفدهم، فذكر القصة، وفيها: فكلم الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في السبي، وكان بالمدينة قبل قدوم السّبي، فنازعه عيينة بن حصن، وفي ذلك يقول الفرزدق يفخر بعمه الأقرع:
وعند رسول اللَّه قام ابن حابس ... بخطّة إسوار إلى المجد حازم
__________
[ (1) ] ينظر القرطبي 2/ 227.
[ (2) ] أورده الحسين في اتحاف السادة المتقين 8/ 292.(1/253)
له أطلق الأسرى الّتي في قيودها ... مغلّلة أعناقها في الشّكائم [ (1) ]
[الطويل] وروى البخاريّ في «تاريخه الصّغير» ، ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح، من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السّلماني- أن عيينة والأقرع استقطعا أبا بكر أرضا، فقال لهما عمر: إنما كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يتألّفكما على الإسلام، فأما الآن فاجهدا جهدكما، وقطع الكتاب.
قال عليّ بن المدينيّ في «العلل» : هذا منقطع، لأن عبيدة لم يدرك القصة، ولا روى عن عمر أنه سمعه منه. قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد.
ورواه سيف بن عمر في الفتوح مطولا، وزاد: وشهدا مع خالد بن الوليد اليمامة وغيرها، ثم مضى الأقرع، فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندل [ (2) ] ، وشهد مع خالد حرب أهل العراق وفتح الأنبار [ (3) ] .
وقال ابن دريد: اسم الأقرع بن حابس فراس، وإنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه، وكان شريفا في الجاهلية والإسلام، واستعمله عبد اللَّه بن عامر على جيش سيّره إلى خراسان [ (4) ] ، فأصيب بالجوزجان هو والجيش، وذلك في زمن عثمان.
وذكر ابن الكلبيّ أنه كان مجوسيّا قبل أن يسلم. وقرأت بخط الرضيّ الشاطبي قتل الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه. واللَّه أعلم
232- الأقرع بن شفيّ العكيّ [ (5) ]-
عادة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مرضه، لم يرو عنه إلا لفاف بن كرز وحده، هكذا أورده أبو عمر. قال الرشاطيّ: كذا وقع عنده لفاف ابن كرز- براء وزاي.
__________
[ (1) ] ينظر ديوانه.
[ (2) ] دومة الجندل بالضم ويفتح وأنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين وجاء في حديث الواقدي دوما الجندل. قيل: هي من أعمال المدينة: حصن على سبعة مراحل من دمشق بينها وبين المدينة قيل:
هي غائط من الأرض خمسة على فراسخ ومن قبل مغربه عين تثج فتسقي ما به من النخل والزرع وحصنها مارد وسميت دومة الجندل: لأنها مبنية به وهي قرب جبلي طيِّئ. مراصد الاطلاع 2/ 542.
[ (3) ] الأنبار: بفتح أوله: مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان وهي على الجبل ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة. انظر معجم البلدان 1/ 305.
[ (4) ] خراسان: بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة، وسجستان وكرمان وتشتمل على أمهات من البلدان منها نيسابور وهراة ومرو وغير ذلك. انظر معجم البلدان 2/ 401.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الوافي بالوفيات 9/ 308، أسد الغابة ت 209، الاستيعاب ت (70) .(1/254)
والصّواب ابن كدن- بدال مفتوحة بعدها نون.
والحديث الّذي أشار إليه أخرجه ابن السكن وابن مندة، من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف، عن أمية، ولفاف بن الفضل بن أبي كريم، عن المفضل بن أبي كريم، عن أبيه، عن جدّه لفاف بن كدن، عن الأقرع بن شفيّ العكيّ، قال: قال: دخل عليّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميّت في مرضي. قال: «كلا لتبقينّ ولتهاجرنّ إلى أرض الشّام وتموت وتدفن بالرّبوة من أرض فلسطين» [ (1) ] .
قال ابن السّكن: لا نعرف من رجال هذا الإسناد أحدا.
وقال ابن مندة: ورواه إسماعيل بن رشيد عن ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور، عن رجل من عكّ، عن الأقرع العكي نحوه، قال ضمرة: وتوفي الأقرع هذا في خلافة عمر.
قلت: فهذا طريق ثان يردّ على ما جزم به أبو عمر، ورواه هشام بن عمار في فوائده عن المغيرة بن المغيرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، قال: مرض رجل من عك يقال له الأقرع، فذكر نحوه. وقال في آخره: ودفن بالرملة [ (2) ] ، أخرجه ابن عساكر في مقدمة تاريخه من هذا الوجه، فهذه طريق ثالثة.
233- الأقرع بن عبد اللَّه الحميري [ (3) ] :
بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى ذي مرّان وذي رود إلى طائفة من اليمن، كذا أورده أبو عمر مختصرا. وقد ذكر ذلك سيف في «الفتوح» ، عن الضّحّاك بن يربوع، عن أبيه، عن ماهان، عن ابن عباس بذلك.
وذكر الطّبريّ، عن سيف- أن أسامة بن زيد لما توجه بالعسكر بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وجه رسلا [ (4) ] فرجعوا إليه بخبر أهل الرّدة، ومنهم الأقرع بن عبد اللَّه، وجرير بن عبد اللَّه البجلي، فذكر القصة.
234- الأقرع الغفاريّ [ (5) ] :
قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي سعد [ (6) ] ، حدثنا علي بن سعيد، حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن
__________
[ (1) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 10.
[ (2) ] الرملة: واحدة الرمل: مدينة بفلسطين، كانت قصبتها وكانت رباطا للمسلمين وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا وهي كورة منها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 633.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الوافي بالوفيات 9/ 308 أسد الغابة ت 210، الاستيعاب ت (71) .
[ (4) ] في أرجلا.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 26 أسد الغابة ت 211.
[ (6) ] في أسعيد.(1/255)
أبي حاجب، عن الأقرع الغفاريّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى أن يتوضأ الرجل من فضل [ (1) ] وضوء المرأة [ (2) ] .
قال ابن مندة: لا أعلم أحدا سماه غير هذا الرجل. ورويناه من طريق عن أبي داود قال فيه: عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، لم يسمّه.
قلت: هذا الحديث معروف من طريق شعبة عن عاصم، عن أبي [ (3) ] حاجب، عن الحكم بن عمرو الغفاريّ، كذلك رواه حفّاظ أصحابه عنه.
وقد رواه يعقوب بن سفيان، عن ابن بشار، عن أبي داود بسنده، فقال: عن الحكم ابن عمرو- هو الأقرع، فظهر أن الأقرع هو الحكم بن عمرو، وتضمّن ذلك الرد على ابن مندة في زعمه، تفرّد علي بن مسلم بتسميته. وقد سمّاه غيره عن شعبة أيضا.
قال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد بن عصمة، قال: حدثنا أحمد بن عمر بن بسطام بمرو، قال: حدثنا خلف بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبي، عن جدي، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي حاجب، قال: حدثنا الأقرع الغفاريّ- فذكره.
قال ابن شاهين: أحسبه وهما من بعض الرواة، كذا قال.
235- أقرم بن زيد الخزاعي [ (4) ] .
يأتي ذكره في ترجمة ولده عبد اللَّه بن أقرم إن شاء اللَّه تعالى.
236- الأقعس بن سلمة [ (5) ] :
عداده في أهل اليمامة، له صحبة. قال ابن حبان: ويقال اسمه الأقيصر بن سلمة الحنفي، قال البغوي: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا سليمان بن محمد، حدثنا عمارة بن عقبة، حدثنا محمد بن جابر، عن المنهال بن عبيد اللَّه بن ضمرة بن
__________
[ (1) ] في أبفضل.
[ (2) ] أخرجه النسائي 1/ 179 عن سواده بن عاصم عن الحكم بن عمرو كتاب المياه باب النهي عن فضل وضوء المرأة حديث رقم 343 وابن ماجة في السنن 1/ 132 عن الحكم بن عمرو ... الحديث كتاب الطهارة وسننها (1) باب النهي عن ذلك (34) حديث رقم 373 قال السندي في سنن ابن ماجة 1/ 132 قال في شرح السنة لم يصحح محمد بن إسماعيل حديث الحكم بن عمرو وإن ثبت فمنسوخ وأخرجه أحمد في المسند 4/ 213.
[ (3) ] في أعن ابن حاجب.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 140، بقي بن مخلد 379 أسد الغابة ت 212، الاستيعاب ت 150.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 22، الوافي بالوفيات 9/ 321 الطبقات الكبرى 1/ 316، 317، أسد الغابة ت 213، الاستيعاب ت 146.(1/256)
هوذة، سمعت أبي يقول: أشهد لجاء الأقيصر بن سلمة بالإداوة التي بعث بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فنضح بها في مسجد قرّان. واعتمد العسكري على ذلك فترجم للأقيصر [ (1) ] .
وقال ابن مندة: الصّواب أن اسمه الأقعس، ثم أخرج الحديث من وجه آخر عن محمد بن جابر، فقال: عن المنهال بن عبيد اللَّه بن ضمرة بن هوذة عن أبيه، قال: أشهد لجاء الأقعس.
وذكر الرّشاطيّ عن أبي عبيد أن الأقعس بن سلمة بن عبيد بن عمرو بن عبد اللَّه بن عبد العزى [ (2) ] بن سحيم قدم عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في [ (3) ] وفد بني سحيم، فأسلم وحسن إسلامه، فردهم إلى قومهم، وأمرهم أن يدعوهم إلى الإسلام، وأعطاهم إداوة من ماء قد تفل فيها أو مجّ، وقال، «ألكني إلى بني سحيم فلينضحوا بهذه الإداوة مسجدهم، وليرفعوا رءوسهم إذ رفعها اللَّه» .
قال: فما تبع مسيلمة منهم رجل، ولا خرج منهم خارجي قط.
وقوله: ألكني- بفتح الهمزة وكسر اللام وسكون الكاف- أي أدّ رسالتي. والرسالة تسمّى ألوكة.
237- الأقمر الوداعيّ [ (4) ] :
والد عليّ وكلثوم. قيل اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية ابن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن وداعة الهمدانيّ. ذكره ابن شاهين، وقال: إن صحّ أنه صحابي وإلا فالحديث مرسل ثم
أخرج من طريق أبي حنيفة، عن علي بن الأقمر، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «المطعون شهيد ... »
[ (5) ] الحديث، وكذا ذكره [أبو] [ (6) ] موسى في «الذّيل» .
باب الألف بعدها كاف
238- أكال بن النعمان:
الأنصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة.
239- أكبر الحارثي [ (7) ] :
غيّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فسماه بشيرا. يأتي في الموحدة.
__________
[ (1) ] في أالأقيصر.
[ (2) ] في ب، ت عبد العزيز.
[ (3) ] بياض في ج.
[ (4) ] أسد الغابة ت 214.
[ (5) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 169، وأحمد في المسند 2/ 522، 5/ 315، 329، وعبد الرزاق في المصنف حديث 6695 وابن سعد في الطبقات 3: 1: 301، وابن عساكر 7/ 218 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11221، 11228.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 215.(1/257)
240- أكثم بن الجون [ (1) ] :
أو ابن أبي الجون. واسمه عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، وهو عمّ سليمان بن صرد الخزاعي.
قال أحمد: حدثنا محمد بن بشير، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «عرضت عليّ النّار فرأيت فيها عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النّار، وهو أوّل من غيّر عهد إبراهيم فسيّب السّوائب، وبحّر البحائر، وحمى الحامي، ونصب الأوثان. وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون» فقال أكثم: يا رسول اللَّه، أيضرني شبهه؟ قال: «لا، إنّك مسلم وهو كافر» [ (2) ] .
ورواه الحاكم، من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن محمد بن عمرو مثله، ورويا أيضا من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الطفيل ابن أبيّ بن كعب، عن أبيه في قصة طويلة.
وروى ابن أبي عروبة وابن مندة من طريق ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لأكثم بن أبي الجون: «يا أكثم، رأيت عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النّار» [ (3) ]
- الحديث. وفيه قول أكثم بن الجون وجوابه، ورواية أبي سلمة أتمّ. والحديث مخرج عند مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه أخصر منه دون قصة أكثم.
وأخرج الزّبير في كتاب «النّسب» قصة أكثم من وجهين آخرين منقطعين.
وأخرجه أحمد من وجه آخر، عن جابر، فقال: أشبه من رأيت به معبد بن أكثم، فذكره.
ويحتمل التعدد. ورأيت في الجمهرة لابن الكلبي- لما ذكر أكثم- هذا وجزم بأنه
ابن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، الثقات 3/ 21، الوافي بالوفيات 9/ 431، العقد الثمين 1/ 326، الجرح والتعديل 2/ 339، 349، جامع الرواة 1/ 108، أنساب الأشراف 1/ 262، 391، أعيان الشيعة 3/ 471 دائرة معارف الأعلمي 5/ 259، أسد الغابة ت 217، الاستيعاب ت 155.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 224، 6/ 69 ومسلم في الصحيح 4/ 2191 كتاب الجنة وصفه نعيمها وأهلها باب (13) النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء حديث رقم (50/ 2856) والحاكم 4/ 605 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 173، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34095 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 338.
[ (3) ] أخرجه الطبري في التفسير 7/ 56 عن أبي هريرة قال سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون يا أكثم رأيت ... الحديث والبغوي في شرح السنة 2/ 100.(1/258)
أبي الجون، قال: هو الّذي قال فيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «رفع لي الدّجّال فإذا رجل آدم جعد، وأشبه بني عمرو بن كعب بن أكثم بن عبد العزى. فقام أكثم فقال: يا رسول اللَّه، أيضرني شبهي إياه شيئا؟ قال: «لا، أنت مسلم وهو كافر» .
قلت: وهذا ظاهره [ (1) ] يخالف ما تقدم، ويمكن أن يكون الضمير في قوله «به» لعمرو بن كعب [ (2) ] ، وهو عمرو بن لحيّ، فلا يتخالفان، فكأنهما حديثان مستقلان:
أحدهما: في صفة الدجّال، والآخر: في شبه عمرو بن كعب. والّذي ورد أنه يشبه الدّجّال عبد العزّى بن قطن.
وروى الطّبرانيّ وابن مندة من طريق ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي نهيك، عن شبل بن خليد المزني، عن أكثم بن الجون الخزاعي، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، «إنّ فلانا لجريء في القتال» ، قال: «هو في النّار» .
الحديث بطوله إسناده حسن.
وهذه القصة وقعت بخيبر، كما في الصحيح من حديث سهل بن سعد الساعدي [ (3) ] ، فيستفاد من ذلك أنّ أكثم بن أبي الجون شهدها.
وروى ابن أبي حاتم في «العلل» ، والعسكريّ في «الأمثال» ، والبغويّ، وابن مندة، من طريق أبي سلمة العاملي، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أكثم، اغز مع غير قومك يحسن خلقك» .
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو سلمة العاملي متروك. والحديث باطل. انتهى.
وأخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن أكثم نفسه، وأشار إليها ابن عبد البر. واللَّه أعلم
241- الأكوع الأسلمي [ (4) ] .
اسمه سنان. يأتي في السين. [و] [ (5) ] ذكر ابن سعد والطبري أنه أسلم، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
242- أكيدر دومة [ (6) ] .
اختلف فيه. والأكثر على أنه قتل كافرا. وسنذكر خبره مفصلا في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[ (1) ] في أقلت وهذا ظاهره.
[ (2) ] في ألعمرو بن لحي.
[ (3) ] في أسهل بن سعد الساعدي.
[ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 226.
[ (5) ] سقط في ج.
[ (6) ] أسد الغابة 1/ 135، تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، معرفة الصحابة 3/ 29، أسد الغابة ت 220.(1/259)
243- أكيمة بن عبادة الليثي [ (1) ] :
ويقال الزهري. روى ابن السّكن، من طريق عمر بن إبراهيم- أحد المتروكين، عن محمد بن إسحاق بن أكيمة بن عبادة، عن أبيه، عن جده أكيمة بن عبادة، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكل كتفا وصلّى ولم يتوضّأ. قال ابن السّكن: لم أسمعه إلا من ابن عقدة.
قلت: وإسناده مجهول.
وأخرج أبو موسى في الذّيل، من طريق عبدان بسنده إلى محمد بن إسحاق بن سليمان ابن أكيمة، عن أبيه، عن جده: أن أكيمة قال: يا رسول اللَّه، فذكر حديثا في جواز الرواية بالمعنى.
سيأتي في ترجمة سليم بن أكيمة، إن شاء اللَّه تعالى.
244- أكينة [ (2) ] ،
جد رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي. قال ابن ماكولا: قال لي رزق اللَّه: إن لجده أكينة صحبة، وحدّث ابن ماكولا أيضا عن رزق اللَّه أن جده عبد اللَّه قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عبد اللّات [ (3) ] فسمّاه عبد اللَّه، وهو رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد اللَّه التميمي.
وقد أخرج الخطيب، عن عبد الوهاب والد رزق اللَّه، عن آبائه حديثا ينتهي إلى أكينة المذكور، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب، فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الّذي ساقه الخطيب، وكذلك أورده ابن الصّلاح في علوم الحديث، ونصّ الخطيب على أنهم تسعة آباء، ولا يصح ذلك إلا بإثبات يزيد، وقد ساق ابن ماكولا نسب أكينة، فقال: ابن يزيد بن الهيثم بن عبد اللَّه بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
ورويناه في المجلس الّذي أملاه رزق اللَّه التميمي بأصبهان.
قال: سمعت أبي عبد الوهاب يقول: سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول: سمعت أبي أبا بكر الحارث يقول: سمعت أبي أسدا يقول: سمعت أبي سليمان يقول: سمعت أبي الأسود يقول:
يقول: سمعت أبي سفيان يقول: سمعت أبي يزيد يقول: سمعت أبي أكينة يقول: سمعت أبي الهيثم يقول: سمعت أبي عبد اللَّه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ما اجتمع قوم على ذكر إلّا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرّحمة» .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27.
[ (2) ] في أهذه الترجمة قبل ترجمة أكيمة بن عبادة.
[ (3) ] في أالحارث.(1/260)
قال الذّهبيّ: أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال. وقد سقط من هذا الإسناد الليث والد أسد، وقد أثبته الخطيب في تاريخه لما ترجم عبد العزيز.
قلت: ولكنه لم يقع عنده ذكر الهيثم، وقاله شيخ شيوخنا الحافظ العلائي في الوشي المعلم.
باب الألف بعدها لام
245- الأشر:
- بفتح الهمزة وتخفيف [ (1) ] اللام- أحد ما قيل في اسم أبي ثعلبة [الخشنيّ] [ (2) ]
246- الياس نبي اللَّه عليه السلام.
سيأتي في ترجمة الخضر أشياء من خبره، ويلزم من ذكر الخضر في الصحابة أن نذكره. ومن أغرب ما روي فيه أنه هو الخضر،
فأخرج ابن مردويه في تفسير سورة الأنعام، من طريق هشام بن عبيد اللَّه الرازيّ، عن إبراهيم بن أبي جزي، عن ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الخضر هو الياس» . أخرجه عن طاهر بن أحمد بن حمدان، عن محمد بن جعفر الأشناني، عن محمد بن يوسف الفراء، عن هشام.
باب الألف بعدها ميم
247- أماناه:
- بالنون- ابن قيس بن [ (3) ] شيبان بن العاتك بن معاوية الأكرمين الكنديّ. ذكر ابن سعد عن ابن الكلبي أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان قد عاش دهرا، وله يقول عوضة [ (4) ] من بني براء الشاعر النخعي:
ألا ليتني عمّرت يا أمّ مالك ... كعمر أماناه بن قيس بن شيبان
لقد عاش حتّى قيل ليس بميّت ... وأفنى فئاما من كهول وشبّان [ (5) ]
[الطويل] [ويقال: إنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة] [ (6) ] وذكره أيضا الطبري، وابن شاهين في الصحابة، وابن فتحون في الذيل، وابنه يزيد أسلم معه، ثم ارتد فقتل في خلافة أبي بكر.
248- أمد بن أبد الحضرميّ [ (7) ] .
قال الطبرانيّ: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو
__________
[ (1) ] من أول ولم يقع يزيد إلى هنا سقط في أ.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت 222.
[ (4) ] في أعويصة.
[ (5) ] أسد الغابة ت (222) .
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 223، تجريد أسماء الصحابة 1/ 27.(1/261)
عبيد القاسم، حدثنا أبو عبيدة معمر، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد، قال: كنا عند معاوية، فقال: وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ فقيل له: بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجلسه، ثم قال: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فذكر قصة طويلة، وفيها: فهل رأيت محمدا؟ قال: ألا قلت رسول اللَّه! نعم رأيته، قال: فصفه لي، قال:
رأيته- بأبي وأمي- فما رأيت قبله ولا بعده مثله، أخرجه أبو موسى في الذيل. وفي الإسناد إرسال ظاهر. وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرج من الشام إلى مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، تأكل من الثمار، وتشرب من العيون. وهذا باطل.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب المعمرين عن أبي عامر، عن رجل من أهل البصرة، قال: وحدث به أبو الجنيد الضرير، عن أشياخه، قالوا: قال معاوية: إنّي لأحبّ أن ألقي رجلا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى، فذكر القصة، وليس فيها تلك الزيادة المنكرة، بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس، وأنه قال له: ما كان صنعتك؟ قال: كنت تاجرا قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري غبنا، ولا أردّ ربحا. وإن معاوية قال له: سلني، قال: أسألك أن تردّ عليّ شبابي. قال: ليس ذاك بيدي.
قال: فاسألك أن تدخلني الجنة، قال: ليس ذاك بيدي. قال: لا أرى بيدك شيئا من الدنيا والآخرة، فردّني من حيث جئت بي. قال: أما هذه فنعم.
249- امرؤ القيس
بن الأصبغ الكلبيّ [ (1) ] . كان زعيم قومه، وبعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عاملا على كلب في حين إرساله إلى قضاعة، ذكره ابن عبد البر، قال: أظنه خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. انتهى.
وقال سيف في «الفتوح» : لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كانت عمّاله على قضاعة من كلب امرأ القيس بن الأصبغ الكلبي من بني عبد اللَّه فلم يرتد وذكره في مواضع أخر من كتابه.
250- امرؤ القيس
بن عابس بن المنذر [ (2) ] بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكنديّ.
قال البغويّ [ما نصه] [ (3) ] : في كتاب البخاريّ في تسمية من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: امرؤ القيس بن عابس سكن الكوفة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 224، الاستيعاب ت 73.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 6/ 1، أسد الغابة ت 225 الاستيعاب ت 72.
[ (3) ] سقط في أ.(1/262)
وروى النّسائيّ، وأحمد، والبغويّ، من طريق رجاء بن حيوة، عن عدي بن عميرة، قال: كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال للحضرمي: بيّنتك وإلا فيمينه. فقال: يا رسول اللَّه إن خلف ذهب بأرضي. فقال: «من حلف على يمين كاذبة يقتطع بها حقّ أخيه لقي اللَّه وهو عليه غضبان» . فقال امرؤ القيس: يا رسول اللَّه، فما لمن تركها وهو [ (1) ] يعلم أنه محق؟ قال: «الجنّة» . قال: فإنّي أشهدك أني قد تركتها،
إسناده صحيح. وسيأتي الحديث في ترجمة ربيعة بن عيدان من وجه آخر، وأنه هو المخاصم.
وعيدان بفتح العين بعدها ياء تحتانية.
وقال سيف بن عمر في «الفتوح» : كان امرؤ القيس يوم «اليرموك» على كردوس.
وذكر المرزبانيّ أنه كان ممن حضر حصار حصن النّجير، فلما أخرج المرتدون ليقتلوا وثب على عمه ليقتله، فقال له عمه: ويحك! أتقتلني وأنا عمّك! قال: أنت عمّي، واللَّه ربي، فقتله.
وقال ابن السّكن: كان ممن ثبت على الإسلام، وأنكر على الأشعث ارتداده، وأنشد له ابن إسحاق شعرا يحرّض فيه قومه على الثّبات على الإسلام، ومن شعره:
قف بالدّيار وقوف حابس ... وتأنّ أنّة غير آيس
لعبت بهنّ العاصفا ... ت الرّائحات من الرّوامس
[مجزوء الكامل] يقول فيها:
يا ربّ باكية عليّ ... ومنشد لي في المجالس
لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بن عابس [ (2) ]
[مجزوء الكامل] وكتب إلى أبي بكر في الردة:
ألا بلّغ أبا بكر رسولا ... وبلّغها جميع المسلمينا
فليس مجاورا بيتي بيوتا ... بما قال النّبيّ مكذّبينا [ (3) ]
[الوافر]
__________
[ (1) ] في أوهو محق يعلم أنه محق.
[ (2) ] الاستيعاب ترجمة رقم 72 وأسد الغابة ترجمة رقم (226) .
[ (3) ] ينظر في الآمدي: 5.(1/263)
وجد أبيه امرؤ القيس بن السّمط كان يقال له ابن تملك- بمثناة فوقانية، وهي أمه.
وقد ذكره امرؤ القيس الشاعر في قصيدته الرائية، فقال امرؤ القيس ابن تملك- نسبه لأمه.
قال [ (1) ] ابن الكلبيّ: ومن رهطه رجاء بن حيوة التابعي الشهير صاحب عمر بن عبد العزيز، وهو رجاء بن حيوة بن جندل بن الأحنف بن السّمط، ولأبيه إدراك، ولم يصرحوا بصحبته، فكأنه لم يفد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
251- امرؤ القيس [ (2) ] بن الفاخر
بن الطماح [ (3) ] الخولانيّ، أبو شرحبيل. شهد فتح مصر، وله ذكر في الصحابة، قال ابن مندة: قاله لي أبو سعيد بن يونس.
قلت: لم أر في تاريخ ابن يونس التصريح بأنه من الصحابة.
252 ز- أمية بن أسعد
بن عبد اللَّه الخزاعي. تقدم ذكر أبيه، وأما هو فذكر أحمد بن سيار المروزي في تاريخ مرو في أسماء النقباء لبني العباس، قال: فأما السبعة الذين من العرب فمنهم: أبو محمد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللَّه الخزاعيّ من أهل المدينة، من ربع حرثان، وأمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تحت الشّجرة.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن مندة، عن القاسم [ (4) ] بن القاسم السيّاريّ، عن جده أحمد بن سيار، ومثله سواء، ذكره محمد بن حمدويه في تاريخ مرو، ولكنه قال: أمية بن سعد- بغير ألف، وهو خطأ. وخبط أبو زكريا بن مندة في ترجمته خبطا آخر ذكرناه في القسم الأخير.
353- أمية بن الأسكر [ (5) ]-
بالسين المهملة فيما صوبه الجيّاني- وضبطه ابن عبد البر بالمعجمة- ابن عبد اللَّه بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي الجندعيّ. كان يسكن الطائف، وقد تقدم ذكر ابنه أبي.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: قال أبو عمرو الشّيبانيّ: هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر.
__________
[ (1) ] في أقاله.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، تهذيب التهذيب 12/ 54، تقريب التهذيب 2/ 405، معرفة الصحابة 3/ 5.
[ (3) ] في ج الصماح.
[ (4) ] في أالقسيم.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، معرفة الصحابة 2/ 339، أسد الغابة ت 227، الاستيعاب ت (78) .(1/264)
فقال أبوه فيه شعرا، فأمره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بصلة أبيه وملازمة طاعته. قال أبو الفرج: هذا خطأ من أبي [ (1) ] عمرو، وإنما أمره بذلك عمر لما غزا الفرس في خلافة عمر، ثم نقل عن ابن المدائني، عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: لما هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر إلى المدينة في خلافة عمر أقام بها مدة، ثم لقي طلحة والزّبير فسألهما: أيّ الأعمال أفضل؟ قالا: الجهاد في سبيل اللَّه، فسأل عمر فأغزاه. وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما طالت غيبة كلاب قال أبوه:
لمن شيخان قد نشدا كلابا ... كتاب اللَّه لو قبل الكتابا
أناديه فيعرض في إباء ... فلا وأبى كلاب ما أصابا
وإنّك والتماس الأجر بعدي ... كباغي الماء يتّبع السّرابا
[الوافر] ثم أنشد عمر أبياتا يشكو فيها شدّة شوقه إليه، فبكى وأمر بردّه إليه.
وقال إبراهيم الحربيّ في «غريب الحديث» له: حدثنا ابن الجنيد، حدثنا ابن أبي الزنّاد، عن أبيه، عن [ (2) ] الثقة- أن عمر رد رجلا على أبيه كان في الغزو، فكان أبوه يبكي عليه ويقول:
أبرّا بعد ضيعة والديه ... فلا وأبى كلاب ما أصابا
[الوافر] فقال عمر: أجل وأبي كلاب ما أصابا، وقال الفاكهيّ في «أخبار مكة» : حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن أبي سعيد [ (3) ] الأعور- أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم عليه قادم سأله عن الناس، فقدم قادم فسأله من أين؟ قال: من الطّائف، قال: فمه؟ قال: رأيت بها شيخا يقول:
تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا
إذا نعب الحمام ببطن وجّ ... على بيضاته ذكرا كلابا [ (4) ]
[الوافر] قال: ومن كلاب؟ قال: ابن الشيخ، كان غازيا، قال: فكتب عمر فيه فأقفله.
وروى عليّ بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أدرك أمية بن الأسكر
__________
[ (1) ] في أابن عمرو.
[ (2) ] في أعن الثور الثقة.
[ (3) ] في أعن ابن سعد الأعور.
[ (4) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ت 277.(1/265)
الإسلام وهو شيخ كبير، وكان شريفا في قومه، وكان له ابنان ففرّا منه، وكان أحدهما يسمّى كلابا، فبكاهما بأشعار، فردهما عليه عمر بن الخطاب، وحلف عليهما ألا يفارقاه حتى يموت.
[وروى الدّولابيّ في «الكنى» - من طريق أبي سعد عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجمحيّ، عن الزّهريّ، قال: مررت بعروة وهو جالس في سقيفة، فقال: هل لك في حديث غريب؟
إن أمية بن الأسكر الجندعي خرف، وقد هاجر ابنان له مع سعد بن أبي وقاص، فقال أمية في شعره:
أتاه مهاجران فربّخاه ... عباد اللَّه قد عقّا وخابا
[الوافر] تركت أباك ... البيت.
وفيها:
أناديه فولّاني قفاه ... فلا وأبى كلاب ما أصابا
[الوافر] وروى الزّبير في «الموفقيّات» هذه القصة بطولها] [ (1) ] .
ولأمية بن الأسكر خبر في حرب الفجار، ذكره ابن إسحاق في السّيرة الكبرى، قال:
فقال ابن أبي أسماء بن الضريبة:
نحن كنّا الملوك من أهل نجد ... وحماة الدّيار عند الذّمار
وضربنا به كنانة ضربا ... حالفوا بعده سوام العشار
[الخفيف] قال: فأجابه أمية بن الأسكر:
أبلغا حمّة الضّريبة أنّا ... قد قتلنا سراتكم في الفجار
وسقيناكم المنيّة صرفا ... وذهبنا بالنّهب والأبكار
[الخفيف] وأنشد له محمّد بن حبيب، عن أبي عبيدة، شعرا آخر في حرب الفجار قاله في وهب ابن معتب الثقفي:
المرء وهب وهب آل معتّب ... ملّ الغواة وأنت لمّا تملل
__________
[ (1) ] سقط في أ.(1/266)
يسعى توقّدها بحرك وقودها ... وإذا تهيّأ صلح قومك تأتلي
[الكامل] لكنه قال فيه أمية بن حرثان بن الأسكر.
وروى قصته أيضا أسلم بن سهل في تاريخ واسط، من طريق شبيب بن شيبة بن عبد اللَّه بن الأهتم التميميّ، عن أبيه، قال: كان رجل له أبوان شيخان كبيران ... فذكر القصة وفيها الشعر.
وقال المدائنيّ، عن أبي عمرو بن العلاء: عمّر أمية طويلا حتى خرف.
وقال أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمّرين» : عاش أمية بن الأسكر دهرا طويلا، وقال يتشوق إلى ابنه كلاب:
أعاذل قد عذلت بغير علم ... وما يدريك ويحك ما ألاقي
فإمّا كنت عاذلتي فردّي ... كلابا إذا توجه للعراق
سأستعدي على الفاروق ربّا ... له رفع الحجيج إلى بساق
إن الفاروق لم يردد كلابا ... إلى شيخين هامهما زواقي
[الوافر] فبلغ عمر شعره، فكتب إلى سعد يأمره بإقفال كلاب، فلما قدم أرسل عمر إلى أمية، فقال له: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: النظر إلى ابني كلاب، فدعاه له، فلما رآه اعتنقه وبكى بكاء شديدا، فبكى عمر، وقال: يا كلاب، الزم أباك وأمك ما بقيا.
قلت: إنما لم أؤخره إلى المخضرمين لقول أبي عمرو الشيبانيّ الّذي صدّرنا به، فإنه ليس في بقية الأخبار ما ينفيه، فهو على الاحتمال، ولا سيما من رجل كناني من جيران قريش. وسيأتي خبر كلاب في الكاف.
وذكر ابن الكلبيّ أن اسم الابن الآخر أبيّ بن أمية.
254 ز- أمية بن أمية الذبيانيّ:
ذكره خليفة بن خياط في الصحابة، واستدركه ابن فتحون.
255- أميّة بن ثعلبة [ (1) ] .
قال الأشيري: له حديثان في المسند الّذي جمعه محمد بن أحمد بن مفرج الأندلسي، من حديث قاسم بن أصبغ. وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : لعله
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 28.(1/267)
الّذي ذكر ابن إسحاق وفادته- يعني الّذي بعده.
256- أمية بن ضفارة [ (1) ]
من بني الضّبيب. ذكر ابن إسحاق في المغازي أنه قدم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم استدركه ابن فتحون وغيره.
257- أمية بن أبي عبيدة:
[ (2) ] بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظليّ، حليف بني نوفل، والد يعلى بن أمية الّذي يقال له يعلى بن منية [ (3) ]- ويعلى: صحابي مشهور.
روى النّسائيّ من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهريّ- أن عمرو بن عبد الرحمن ابن أخي يعلى بن أمية حدثه أن أباه أخبره أن يعلى بن أمية قال: جئت بأبي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح، فقلت: يا رسول اللَّه، بايع أبي على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعد الفتح» .
ورواه ابن أبي عاصم، عن أبي الربيع، عن فليح، عن الزهري، عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى، عن أبيه عن يعلى- نحوه.
قال ابن مندة: ورواه عقيل، عن الزّهريّ نحوه، إلا أنه قال: عمرو بن عبد اللَّه.
قلت: قد أخرجه النّسائيّ من طريق عقيل، فقال: عمرو بن عبد الرحمن.
ورواه ابن مندة من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه، وزاد «ولا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» رواه ابن عيينة [ (4) ] ، عن داود بن سابور، عن مجاهد، عن يعلى،
وهذه أسانيد يقوّي بعضها بعضا.
258- أميّة بن عوف الكناني،
أبو ثمامة. يأتي في جنادة في حرف الجيم.
259- أميّة بن لوذان [ (5) ]
بن سالم بن مالك- وقيل ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره ابن إسحاق، وعروة، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا، وساق نسبه أبو نعيم من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق. وقال ابن مندة: لا يعرف له حديث.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 231.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الوافي بالوفيات 9/ 391، العقد الثمين 1/ 334، أسد الغابة ت 235، والاستيعاب ت 74.
[ (3) ] في أأمية.
[ (4) ] في أمن طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه وزاد لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية رواه ابن عيينة.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، معرفة الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت 238.(1/268)
260- أميّة بن مخشيّ الخزاعي [ (1) ]
ويقال الأزدي، صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم سكن البصرة وأعقب بها، قاله ابن سعد.
وقال البخاريّ، وابن السّكن: له صحبة، وحديث واحد. روى أبو داود والنّسائيّ وأحمد والحاكم، من طريق جابر بن صبح [ (2) ] ، قال: حدثني المثنى بن عبد الرحمن- وكان إذا أكل سمّى، فإذا صار في آخر لقمة قال: بسم اللَّه أوّله وآخره، فقلت له في ذلك، فقال:
إنّ جدّى أمية بن مخشيّ حدثني- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن رجلا كان يأكل ...
فذكر قصته.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» : تفرد به جابر بن صبح [ (3) ] . وقال البغوي: لا أعلم أميّة روى إلا هذا الحديث.
باب الألف بعدها نون
261- أنجشة الأسود الحادي [ (4) ] .
كان حسن الصوت بالحداء.
وقال البلاذريّ: كان حبشيا، يكنى أبا مارية، روى أبو داود الطّيالسيّ في مسندة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان أنجشة يحدو بالنساء، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال، فإذا أعنقت الإبل قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير.
ورواه الشيخان مختصرا. من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، ومن طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
ورواه مسلم، من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن أنس، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حاد يقال له أنجشة، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «رويدا سوقك بالقوارير» .
قال ابن مندة: هو مشهور عن سليمان، ومن طريق أبي قلابة، عن أنس. كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو.
ومن طريق قتادة، عن أنس: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حاد حسن الصوت.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الثقات 3/ 15، أسد الغابة ت 239، الاستيعاب ت 77 تقريب التهذيب 1/ 84، تهذيب الكمال 1/ 121- الكاشف 1/ 139، الطبقات 108، 187، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104 الوافي بالوفيات 9/ 392- العقد الثمين 1/ 335، الجرح والتعديل 2/ ترجمة 1113، تهذيب التهذيب 1/ 373، الإكمال 7/ 228.
[ (2، 3) ] في ج صبيح.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الثقات 3/ 15، الوافي بالوفيات 9/ 409، التحفة اللطيفة 1/ 339، أسد الغابة ت 240، الاستيعاب ت 151.(1/269)
وروى النّسائيّ، من طريق زهير، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن أمه: أنها كانت مع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وسوّاق يسوق بهنّ، فذكره.
ووقع في حديث واثلة بن الأسقع أن أنجشة كان من المخنثين في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم،
فأخرج الطبراني بسند ليّن من طريق عنبسة بن سعيد، عن حماد مولى بني أمية، عن جناح، عن واثلة بن الأسقع، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المخنثين، وقال: «أخرجوهم من بيوتكم» .
وأخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنجشة، وأخرج عمر فلانا.
262- أنس بن أرقم
بن زيد [أو يزيد- بن قيس] [ (1) ] بن النعمان بن ثعلبة بن كعب [ (2) ] بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقال عبدان: لا يذكر له حديث إلا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شهد له بالشهادة.
263- أنس بن أبي أنس [ (3) ]
ويقال ابن عمرو، أبو سليط البدري. ويقال أسير، مشهور بكنيته يأتي.
264- أنس بن أوس
بن عتيك [ (4) ] بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن قتل يوم الخندق، قال: رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله فاستشهد، وكان قد شهد أحدا ولم يشهد بدرا. وقال ابن إسحاق: لم يقتل من المسلمين يوم الخندق سوى ستة نفر، منهم أنس بن أوس بن عتيك.
265- أنس بن أوس الأنصاري [ (5) ] ،
من بني عبد الأشهل. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيدة في خلافة عمر. وذكره أبو نعيم- بعد الّذي قبله- فأصاب، وظنّ ابن فتحون أنه هو الّذي قبله فلم يصب.
266- أنس بن الحارث [ (6) ]
بن نبيه قال ابن السكن: في حديثه نظر. وقال ابن مندة:
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت 241.
[ (3) ] أسد الغابة ت 242.
[ (4) ] أسد الغابة ت 244.
[ (5) ] التحفة اللطيفة 1/ 340، عنوان النجابة 47، تاريخ من دفن بالعراق 44، الطبقات الكبرى 2/ 70 أسد الغابة ت 245، الاستيعاب ت 83.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، الوافي بالوفيات 9/ 421، التاريخ الكبير 2/ 30، أسد الغابة ت 246، الاستيعاب ت 88.(1/270)
عداده في أهل الكوفة. وقال البخاريّ: أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحرانيّ، عن عطاء بن مسلم، حدثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه، سمعت أنس بن الحارث.
ورواه البغويّ، وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه، ومتنه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ ابني هذا- يعني الحسين- يقتل بأرض يقال لها كربلاء، [ (1) ] فمن شهد ذلك منكم فلينصره» .
قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين.
قال البخاريّ: يتكلمون في سعيد- يعني رواية.
وقال البغويّ: لا أعلم رواه غيره. وقال ابن السّكن، ليس يروى إلا من هذا الوجه، ولا يعرف لأنس غيره.
قلت: وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه، ووقع في التجريد للذهبي: لا صحبة له، وحديثه مرسل. وقال المزّي: له صحبة، فوهم. انتهى.
ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه، وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت؟
وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدّغولي وابن زبر، والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم.
267- أنس بن زنيم الكناني [ (2) ] :
تقدم تمام نسبه في ترجمة ابن أخيه أسيد بن أبي أناس بن زنيم. ذكر ابن إسحاق في «المغازي» أن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا يستنصرون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على قريش فأنشده:
لاهمّ إنّي ناشد محمّدا ... عهد أبينا وأبيه الأتلدا
[الطويل] الأبيات، ثم قال: يا رسول اللَّه، إن أنس بن زنيم هجاك، فأهدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه، فبلغه ذلك، فقدم عليه معتذرا، وأنشده أبياتا مدحه بها، وكلمه فيه نوفل بن معاوية الديلي فعفا عنه. وهكذا أورد الواقدي والطبري القصة لأنس بن زنيم، وساق ابن شاهين بسند منقطع إلى حرام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال: لما قدم وفد خزاعة يستنصرون
__________
[ (1) ] كربلاء: بالمد: هو الموضع الّذي قتل فيه الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنه في طرف البرية عند الكوفة على جانب الفرات. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1154.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، تهذيب الكمال 1/ 120 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104، الوافي بالوفيات 9/ 422، أسد الغابة ت 149.(1/271)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر نحو هذه القصة، وفيها: فلما كان يوم الفتح أسلم أنس بن زنيم، وهو القائل من أبيات:
تعلّم رسول اللَّه أنّك مدركي ... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد
[الطويل] وأخرجه ابن سعد، عن محمد بن عمر، حدثني حرام بن هشام بن خالد، عن أبيه نحوها، وفيها: فقال نوفل: أنت أولى بالعفو، ومن منا لم يؤذك ولم يعادك، وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع، حتى هدانا اللَّه بك، وأنقذنا من الهلكة؟ فقال: قد عفوت عنه فقال: فداك أبي وأمي، وأول القصيدة يقول فيها:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد [ (1) ]
ويقول فيها:
ونبّي رسول اللَّه أن قد هجوته ... فلا رفّعت سوطي إليّ إذا يدي
فإنّي لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكّر عالم الحقّ واقصد
سوى أنّني قد قلت يا ويح فتية ... أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد
أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفيئا فعزت غيرتي وتلدّدي
ذؤيبا وكلثوما وسلما وساعدا ... جميعا فإلّا تدمع العين تكمد
على أنّ سلما ليس فيهم كمثله ... وإخوته وهل ملوك كأعبد
[الطويل] وفي هذه القصيدة قوله:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد
قال دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» : هذا أصدق بيت قالته العرب.
قلت: ولأنس بن زنيم مع عبيد اللَّه بن زياد أمير العراق أخبار أوردها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة حارثة بن بدر الغداني، منها أنّ عبيد اللَّه بن زياد كان يحرّش بين الشعراء، فأمر حارثة أن يهجو أنس بن زنيم، فقال فيه أبياتا، منها قوله:
وخبّرت عن أنس أنّه ... قليل الأمانة خوّانها
[المتقارب]
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الشعر والشعراء 714، وسيرة ابن هشام 4/ 46.(1/272)
فأجابه أنس بأبيات أولها:
أتتني رسالة مستنكر ... فكان [ (1) ] جوابي غفرانها
[ذكر المرزبانيّ، من طريق الوليد بن هشام الجعديّ، قال: وعد عبد اللَّه بن عامر أنس بن أبي أناس شيئا، وقد كان عوّده ذلك، فأبطأ عليه، فقام إليه منشدا:
ليت شعري عن خليلي ما الّذي ... غاله في الودّ حتّى ودعه
لا يكن مزنك برقا خلّبا ... إنّ خير البرق ما الغيث معه
لا تهنّي بعد إذ أكرمتني ... فشديد عادة مستنزعه
[الرمل] قلت: وهذا أخو أسيد بن أبي أناس لا عمّه، فلعله سمي باسمه.
وأنس بن زنيم أخو سارية بن زنيم، وسيأتي سارية في مكانه] [ (2) ] .
268- أنس بن صرمة.
يأتي في صرمة بن أنس.
269- أنس بن ضبع [ (3) ]
بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ [ (4) ] وهو عمّ عبيد السهام بن سليم بن ضبع [ (5) ] ، قال أبو عمر: شهد أحدا. وكذا ذكره أبو موسى، عن ابن شاهين.
270- أنس بن ظهير [ (6) ]
أخو أسيد بن ظهير. ذكر أبو حاتم والعسكري أنه شهد أحدا.
وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال لي إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن طلحة، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها، قال:
لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استصغره، وهمّ أن يردّه، فقال عمه ظهير: يا رسول اللَّه، إن ابن أخي رجل رام، فأجازه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
ورواه ابن السّكن، من طريق البخاريّ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، وأخرجه ابن
__________
[ (1) ] في أوكان.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في ج إصبع.
[ (4) ] أسد الغابة ت 251، الاستيعاب ت 87.
[ (5) ] في ح أصبغ.
[ (6) ] التاريخ الكبير 2/ 28، الجرح والتعديل 2/ 287، تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، معرفة الصحابة 2/ 214، أسد الغابة ت 252، الاستيعاب ت 86.(1/273)
مندة، عن علي بن العباس المصري، عن جعفر بن سليمان، عن إبراهيم بن المنذر كذلك، لكن قال فيه: فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع.
وقال الطّبرانيّ في ترجمة أسيد بن ظهير: حدثنا محمد بن عبد اللَّه العدني، حدثنا عثمان بن يعقوب العثماني، حدثنا محمد بن طلحة، حدثنا بشير بن ثابت، وأخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما ثابت، عن جدهما أسيد بن ظهير- كذا وقع عنده، وهو خطأ في مواضع.
واغتر أبو نعيم بذلك، فزعم أن ابن مندة صحّف أسيد بن ظهير فجعله أنس بن ظهير.
والصّواب مع ابن مندة كما ترى إلا قوله: رافع بن ظهير، فالصواب ظهير بن رافع. واللَّه أعلم.
271- أنس بن عباس
بن أنس بن عامر بن حي بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي ثم الرّعلي ذكر ابن سعد، عن أبي معشر، عن شيوخه، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عام الفتح سبعمائة من بني سليم، منهم عباس بن مرداس، وأنس بن عباس بن رعل، وراشد بن عبد ربه، فأسلموا.
قلت: وسيأتي ذكر أبيه أيضا. وقوله عباس بن رعل نسبه إلى جدّ جده.
وذكر ابن الكلبيّ أن أنسا هذا رأس ثم قتلته خثعم، ولابنه رزين بن أنس بن عباس ذكر. وسيأتي في حرف الرّاء. فإن صح فهم ثلاثة في نسق صحابة: رزين بن أنس بن عباس. ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أميرا على ساقة خيل العراق، إذ صرفهم إليها أبو عبيدة بعد فتح دمشق بأمر عمر، فشهد القادسية. وذكره ابن عساكر فيمن شهد اليرموك.
واستدركه ابن فتحون. وسيأتي له ذكر في ترجمة والده عباس.
272- أنس بن عبدة
بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر القرشيّ العامريّ. ذكره الزّبير، وقال قتل ابنه عبيد اللَّه يوم الجمل.
273- أنس بن فضالة [ (1) ]
بن عدي بن حرام بن الهتيم [ (2) ] بن ظفر الأنصاري الظفريّ.
قال أبو حاتم. له صحبة. وقال البخاريّ: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه، وأتاهم زائرا في بني ظفر.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، الاستبصار 259، الوافي بالوفيات 9/ 421- التحفة اللطيفة 1/ 342، الطبقات الكبرى 2/ 37، 8/ 342، الإكمال 7/ 300، أسد الغابة ت 254، الاستيعاب ت 90.
[ (2) ] في أ، ح، د الهيثم.(1/274)
وقال يعقوب بن محمّد الزّهريّ، عن سفيان بن حمزة، عن عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قالوا: قتل أنس بن فضالة يوم أحد، فأتى ابنه محمد بن أنس إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب.
وذكر الواقديّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه هو وأخاه مؤنّسا حين بلغه دنوّ قريش يريدون أحدا فاعترضاهم بالعقيق، فصارا معهم، ثم أتيا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم، وشهدا معه أحدا.
274- أنس بن قتادة [ (1) ]
بن ربيعة الأنصاري. يأتي في أنيس.
275 ز- أنس بن قتادة الباهلي [ (2) ]-
يأتي في أنيس أيضا.
276- أنس بن قيس
بن المنتفق العقيلي. قدم في وفد بني عقيل فبايع وأسلم. ذكره ابن سعد، كذا نقلته من خط شيخنا أبي حفص البلقيني في [حاشية التجريد] [ (3) ] ، ولم أره في ابن سعد بعده. [ثم راجعته فوجدته فيه، وستأتي قصته في ترجمة مطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم إن شاء اللَّه تعالى] [ (4) ] .
277- أنس بن مالك
بن النضر [ (5) ] بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، معرفة الصحابة 2/ 226، أسد الغابة ت 255، الاستيعاب ت 80.
[ (2) ] أسد الغابة ت 256.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] طبقات ابن سعد 7/ 17، طبقات خليفة 91، التاريخ لابن معين 2/ 43، تاريخ خليفة 99، التاريخ الكبير 2/ 27، التاريخ الصغير 91، تاريخ الثقات للعجلي 73، المحبر 301، المعارف 372، السير والمغازي لابن إسحاق 94، المغازي للواقدي 280، المعرفة والتاريخ 1/ 506، الأخبار الطوال 118، أخبار القضاة لوكيع 2/ 3، تاريخ اليعقوبي 2/ 272، الزاهر للأنباري 2/ 239، الأخبار الموفقيات 328، البيان والتبيين للجاحظ 1/ 308، الجرح والتعديل 2/ 286، الثقات لابن حبان 3/ 4، رجال صحيح البخاري 1/ 86، رجال صحيح مسلم 1/ 65، مشاهير علماء الأمصار 215، جمهرة أنساب العرب 351، مروج الذهب 1756، البدء والتاريخ 5/ 117، المستدرك على الصحيحين 3/ 573، طبقات الفقهاء للشيرازي 44، عيون الأخبار 1/ 246، تاريخ الإسلام 3/ 288، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 142. المرصع لابن الأثير 77، جامع الأصول 9/ 88، نهاية الأرب 21/ 319، تهذيب الكمال 3/ 353، تحفة الأشراف 1/ 80، العبر 1/ 107، تذكرة الحفاظ 1/ 42، سير أعلام النبلاء 3/ 395، الكاشف 1/ 88، المعين في طبقات المحدثين 19، مرآة الجنان 1/ 182، البداية والنهاية 9/ 88، دول الإسلام 1/ 64، مختصر التاريخ لابن الكازروني 57، وفيات(1/275)
غنم بن عدي بن النجار، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه، صحّ عنه أنه قال: قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما قدم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقبله.
وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقله كان يجتنبها، ومازحه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «يا ذا الأذنين» [ (1) ] .
وقال محمّد بن عبد اللَّه الأنصاريّ. خرج أنس مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه. أخبرني أبي، عن مولى لأنس- أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ قال: وأين أغيب عن بدر، لا أمّ لك! قلت: وإنما لم يذكروه في البدريين، لأنه لم يكن في سنّ من يقاتل. وقال التّرمذيّ:
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، قلت لأبي العالية أسمع أنس من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرّتين، وكان فيه ريحان ويجيء منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة ومات بها.
قال عليّ بن المدينيّ: كان آخر الصحابة موتا بالبصرة، وقال البخاريّ: حدثنا موسى، حدثنا إسحاق بن عثمان، سألت موسى بن أنس: كم غزا أنس مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: ثماني غزوات.
وروى ابن السّكن، من طريق صفوان بن هبيرة، عن أبيه، قال: قال لي ثابت البنانيّ:
قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضعها تحت لساني قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه.
وقال معتمر، عن أبيه: سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلّى القبلتين غيري. قال جرير بن حازم: قلت لشعيب بن الحبحاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين.
أخرجه ابن شاهين.
وقال سعيد بن عفير، والهيثم بن عدي، ومعتمر بن سليمان: مات سنة إحدى
__________
[ () ] الأعيان 1/ 250، فوات الوفيات 2/ 29، غاية النهاية 1/ 172 الوافي بالوفيات 9/ 411، الفصل لابن حزم 4/ 152، تدريب الراويّ 2/ 217، تهذيب التهذيب 1/ 376، تقريب التهذيب 1/ 84، النجوم الزاهرة 1/ 224، خلاصة تذهيب التهذيب 35، شذرات الذهب 1/ 100، وأسد الغابة ت (258) ، والاستيعاب ت (84) ،
[ (1) ] أخرجه أبو داود (5002) والترمذي (192، 1992، 3828) وأحمد 3/ 127، 260 والبيهقي 10/ 248 وابن عساكر كما في التهذيب 6/ 363.(1/276)
وتسعين. وقال ابن شاهين: حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد مثله، وزاد: وكان عمره مائة سنة إلا سنة.
قال ابن سعد، عن الواقديّ، عن عبد اللَّه بن زيد الهذلي- أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين.
وقال أبو نعيم الكوفيّ: مات سنة ثلاث وتسعين. وفيها أرّخه المدائني، وخليفة، وزاد: وله مائة وثلاث سنين.
وحكى ابن شاهين، عن يحيى بن بكير- أنه مات وله مائة سن وسنة، قال: وقيل مائة وسبع سنين، ورواه البغويّ، عن عمر بن شبّة، عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ كذلك.
قال الطّبرانيّ: حدثنا جعفر الفريابيّ، حدثنا إبراهيم بن عثمان المصّيصي، حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسّان، عن حفصة، عن أنس، قال: قالت أم سليم: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لأنس فقال: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده، وبارك له فيه» .
قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإنّ أرضي لتثمر في السنة مرتين.
وقال جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا غلام، فقالت: يا رسول اللَّه، أنس ادع اللَّه له فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده وأدخله الجنّة» [ (1) ] .
قال: قد رأيت اثنتين، وأنا أرجو الثالثة.
وقال جعفر، أيضا، عن ثابت: كنت مع أنس، فجاء قهرمانه، فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال: فقام أنس متوضئا، وخرج إلى البريّة فصلّى ركعتين، ثم دعا فرأيت السّحاب تلتثم. قال: ثم مطرت حتى ملأت كل شيء. فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله، فقال: انظر أين بلغت السماء؟ فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا، وذلك في الصيف.
وقال عليّ بن الجعد، عن شعبة، عن ثابت، قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من ابن أم سليم- يعني أنسا.
وروى الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق عبيد بن عمرو الأصبحي، عن أبي هريرة،
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أنس بن مالك رضي اللَّه عنه 4/ 1929 وأحمد في المسند 3/ 194، والطبراني في الكبير 1/ 221، وأبو نعيم في الحلية 8/ 267 وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 640 كتاب المناقب باب 46 مناقب أنس بن مالك رضي اللَّه عنه حديث رقم 3829 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح وأخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب قول اللَّه تبارك وتعالى وصلّى عليهم 8/ 91، 93، 101.(1/277)
أخبرني أنس بن مالك أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يشير في الصّلاة [ (1) ] ،
وقال: لا نعلم روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث.
وقال محمّد بن عبد اللَّه الأنصاريّ: حدثنا ابن عون، عن موسى بن أنس- أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجّهه إلى البحرين على السعاية، فدخل عليه عمر فاستشاره، فقال: ابعثه فإنه لبيب كاتب. قال: فبعثه، ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدّا.
278- أنس بن مالك
الكعبي القشيري [ (2) ] ، أبو أمية، وقيل أبو أميمة، وقيل أبو ميّة.
نزل البصرة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في وضع الصيام على المسافر، وله معه فيه قصّة.
أخرجه أصحاب السنن وأحمد، وصححه الترمذي وغيره، ووقع فيه عند ابن ماجة أنس بن مالك- رجل من بني عبد الأشهل، وهو غلط.
وفي رواية أبي داود، عن أنس بن مالك: رجل من بني عبد اللَّه بن كعب، إخوة قشير.
وهذا هو الصواب. وبذلك جزم البخاري في ترجمته.
وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري، لأن قشيرا هو ابن كعب، ولكعب ابن اسمه عبد اللَّه، فهو من إخوة قشير، لا من قشير نفسه.
وقد تعقب الرّشاطيّ قول ابن عبد البرّ فيه القشيريّ، ويقال الكعبيّ. وكعب أخو قشير لا من قشير، فإن كعبا والد قشير لا أخوه. واللَّه أعلم.
ووقع في رواية البغويّ وابن شاهين من طريق عصام بن يحيى عن أبي قلابة عن عبيد اللَّه بن زياد، عن أبي أميمة أخي بني جعدة ... فذكر الحديث.
279- أنس بن مخاشن.
له في مسند بقيّ بن مخلد حديثان. ذكره صاحب التجريد.
280- أنس بن مدرك بن كعب [ (3) ]
بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن
__________
[ (1) ] أخرجه أبو داود (943) وأخرجه أحمد 3/ 138، 6/ 12 والشافعيّ كما في البدائع 291 والحميدي (184) والطبراني في الكبير 8/ 35 وابن سعد 1/ 2/ 6 وعبد الرزاق (3597) وابن أبي شيبة 2/ 74، 14/ 281 والدار الدّارقطنيّ 2/ 84 والحاكم 3/ 12 والبيهقي 2/ 262.
[ (2) ] أسد الغابة ت (257) الاستيعاب ت (85) ، الثقات 3/ 5، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، تهذيب الكمال 5/ 125 الطبقات 58، 184، الكاشف 1/ 140، تهذيب التهذيب 1/ 379 تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 105 الوافي بالوفيات 9/ 420، التحفة اللطيفة 1/ 343، تاريخ من دفن بالعراق 45، الاستبصار 25، 26، تذكرة الحفاظ 1/ 48، طبقات القراء للذهبي 1/ 44 الجرح والتعديل 2، ترجمة 137- تراجم الأخبار 1/ 9، الطبري 3/ 2792، بقي بن مخلد 384.
[ (3) ] أسد الغابة ت 259.(1/278)
عامر بن تيم اللَّه بن مبشّر بن أكلب- بضم اللام- الخثعميّ ثم الأكلبيّ، يكنى أبا سفيان.
ذكره ابن شاهين في الصحابة. ونقل عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله، فذكر نسبه، ثم قال: لا أعرف له حديثا.
وذكره ابن الكلبيّ ونسبه، وقال: كان شاعرا، وقد رأس، ولم يقل: إن له صحبة كعادته في أمثاله، وتبعه أبو عبيد وابن جندب وابن حزم وذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن الطبري، وقال: كان شاعرا، وقتل مع علي. وقد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين، قال: وكان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها، وأدرك الإسلام فأسلم، وعاش مائة وأربعا وخمسين سنة، وقال لما بلغها:
إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما ... وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تبدّل مرّ العيش من بعد حلوه ... وأوشك أن يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه ... لقي ثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبّر عمّن مات حتّى كأنّما ... رأى الصّعب ذا القرنين أو راء تبّعا [ (1) ]
[الطويل] وقل غيره: تزوج خالد بن الوليد بنته، فأولدها عبد الرحمن، وعبد اللَّه، والمهاجر.
وقال المرزبانيّ: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية، ثم أسلم وأقام بالكوفة، وهو القائل:
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ... تغشى البنان وسيفي صارم ذكر
[البسيط] وأخباره في الجاهلية كثيرة، منها ما حكاه أبو عبيدة في «الدّيباج» عن المنتجع بن نبهان، قال: كان السّليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد ملك بن مويلك الخثعميّ إتاوة من غنيمته على الحيرة [ (2) ] ، فمرّ قافلا من غزوة له فإذا بيت من خثعم، ونفره خلوف، وفيه امرأة شابة، بضة، فسألها أين الحي؟ فقالت: خلوف، فتسنّمها، فلما فرغ وقام عنها بادرت إلى الماء، فأخبرت القوم بأمرها. فركب أنس بن مالك بن مدرك الخثعميّ، فلحقه فقتله، فقال عبد ملك: لأقتلن قاتله أو ليدينّه، فقال له أنس: واللَّه لا أديه أبدا لفجوره.
وذكر له أبو الفرج الأصبهانيّ قصة طويلة مع دريد بن الصمة في الجاهليّة أيضا. وذكر
__________
[ (1) ] تنظر الأبيات في المعمرين: 42.
[ (2) ] الحيرة: بالكسر ثم السكون وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النّجف.
انظر: معجم البلدان 2/ 376.(1/279)
الزّبير بن بكّار في «النّسب» : كان عبد اللَّه بن الحارث الوادعيّ يأتي مكة كل سنة، فلقيه أنس بن مدرك الخثعميّ، فأغار عليه وسلبه، فقال في ذلك شعرا منه:
وما رحلت من شرّ وجهي ناقتي ... ليحجبها من دون سيبك [ (1) ] حاجب
عتا أنس بعد المقيل فصدّنا ... عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
[الطويل] :
281- أنس بن أبي مرثد الغنوي [ (2) ] .
واسم أبي مرثد كنّاز بن الحصين. يأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه، يكنى أبا يزيد.
قال ابن مندة: كان بينه وبين أبيه في السن عشرون. روى أبو داود، والنّسائيّ، والبغويّ، والطّبرانيّ، وابن مندة- من طريق أبي توبة، عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثنا السّلولي- يعني أبا كبشة- أنه حدثه سهل، ابن الحنظلية أنهم ساروا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كان عشية، وحضرت صلاة الظهر ... فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يحرسنا اللّيلة؟» فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول اللَّه. وفي آخر الحديث: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «هل نزلت اللّيلة؟» قال: لا، إلا مصلّيا أو قاضي حاجة فقال: «قد أوجبت، فلا عليك ألّا تعمل بعدها» [ (3) ] .
إسناده على شرط الصحيح.
وذكر ابن حبّان وابن عبد البرّ أنه يسمّى أنيسا. وفرّق البغويّ بين أنس بن أبي مرثد وأنيس بن أبي مرثد. وفرق ابن شاهين بين أنس بن أبي مرثد الغنوي وأنيس بن مرثد بن أبي مرثد، فقال في ترجمة أنيس: قال ابن سعد: هو كان عين النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأوطاس، ويكنى أبا يزيد. ومات سنة عشرين، وكان بينه وبين أبيه إحدى وعشرون سنة، وهذا كله وصف
__________
[ (1) ] في ح، د بينك.
[ (2) ] أسد الغابة ت 260 تجريد أسماء الصحابة 1/ 31.
[ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 12 عن سهل بن الحنظلية بزيادة في أوله كتاب الجهاد باب من فضل الحرس في سبيل اللَّه حديث رقم 2501 وأحمد في المسند 1/ 391، وابن أبي شيبة في المصنف 5/ 350 والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 264، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 7، 9/ 149، الطبراني في الكبير 6/ 116، 10/ 278، وابن عساكر 6/ 342 والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 275، 5/ 126 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 323 عن عبد اللَّه بن مسعود ... الحديث وقال رواه رواه أحمد البزار والطبراني في الكبير وأبو يعلى باختصار عنهم وفيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعود وقد اختلط في آخر عمره والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36845.(1/280)
أنس بن أبي مرثد كما مضى. واللَّه أعلم. وقد أوضح البخاريّ ذلك، فقال: أنس بن أبي مرثد، ويقال أنيس بن أبي مرثد.
282- أنس بن معاذ [ (1) ]
بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي- فيمن شهد بدرا. وذكره أبو الأسود، عن عروة، لكنه قال: أنيس- بالتصغير.
وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة: قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما الواقديّ فذكر أنه مات في خلافة عثمان.
283- أنس بن النضر: [ (2) ]
بن ضمضم الأنصاريّ الخزرجي، عمّ أنس بن مالك خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. تقدم تمام نسبه في ترجمة أنس بن مالك.
وروى البخاريّ، من طريق حميد، عن أنس: أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر، فقال: يا رسول اللَّه، غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، واللَّه لئن أشهدني اللَّه قتال المشركين ليرينّ اللَّه ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللَّهمّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء- يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: أي سعد، هذه الجنّة وربّ أنس، إني أجد ريحها دون أحد. قال سعد: فما استطعت ما صنع فقتل يومئذ. فذكر الحديث. وهو عند البخاريّ من طريق ثمامة عن أنس أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. وله ذكر يأتي في ترجمة الرّبيع بنت النضر إن شاء اللَّه تعالى.
284- أنس بن هزلة [ (3) ]
ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبواه، ثم إنه روى عنه ابنه عمرو بن أنس. وفي كلام العسكري ما يدل على أن أنس بن هزلة هذا هو أنس بن الحارث فليحرر.
285 ز- أنس [ (4) ] مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم:
قال الواقديّ، عن ابن أبي الزناد، عن محمد بن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، تنقيح المقال 74، الوافي بالوفيات 9/ 418 الاستبصار 49، أصحاب بدر 222، أعيان الشيعة 3/ 503 جامع الرواة 1/ 110، الجامع في الرجال 1/ 286، الاستيعاب ت (81) ، أسد الغابة ت (261) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (263) ، الاستيعاب ت (82) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، الثقات 3/ 3، الوافي بالوفيات 9/ 419، حلية الأولياء 1/ 121، الاستبصار 31، المعرفة والتاريخ 20/ 532، صفوة الصفوة 1/ 623، تهذيب الأسماء واللغات 128- التمييز والفصل 1/ 668، 1291.
[ (3) ] أسد الغابة ت 264، الاستيعاب ت 89.
[ (4) ] أسد الغابة ت 265.(1/281)
يوسف، قال: مات أنس مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعده في ولاية أبي بكر الصديق. وهذا غير أنس الّذي قيل فيه أبو أنسة مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
286- أنس الجهنيّ [ (1) ]
والد معاذ. ذكره خليفة فيمن نزل الشام من الصحابة.
وفي تاريخ الطّبريّ، عن أبي كريب، عن رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم لم سمّى اللَّه خليله: الّذي وفّى؟ لأنّه كان يقول كلّما أصبح وكلّما أمسى: فسبحان اللَّه حين تمسون وحين تصبحون» [ (2) ] .
وروى ابن مندة، من طريق نعيم بن حماد، عن رشدين بهذا الإسناد في تفسير:
وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [الطارق: 12] .
وروى أحمد في مسندة، وتمّام في «فوائده» ، من طريق ابن لهيعة، والطبراني في مسند الشّامّيين، وأبو الميمون بن راشد في «فوائد» ، من طريق سعيد بن عبد العزيز، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن سهل بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي الدّرداء، حديثا في فضل الصداع والمرض، فكأن سهلا نسب في هذه الرواية إلى جده والصواب معاذ بن سهل بن معاذ بن أنس، فهو من رواية معاذ بن أنس عن أبي الدرداء.
وقد أخرج أصحاب السنن لمعاذ بن أنس، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن أبيه، ووقع عند بعض من صنّف في الصحابة أحاديث أخرى فيها اختلاف، منها ما رواه البغوي،
قال: حدثنا عباس، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاد بن أنس، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رفعه، قال: «اركبوا هذه الدّوابّ سالمة، ولا تتّخذوها كراسيّ» [ (3) ] .
وعن ليث، عن زبّان بن فائد، عن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال البغويّ: وقد روى يزيد بن أبي حبيب، وزبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن معاذ بن أنس عن أنس غير هذا.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 262.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3581 وعزاه لأحمد بن حنبل وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والبيهقي في الدعوات عن معاذ بن أنس وابن عساكر في تاريخه 2/ 153.
[ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 444، 2/ 100 وصححه ووافقه الذهبي فقوله صحيح وأحمد في المسند 3/ 440، 4/ 234- والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 255، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2002 وابن عساكر 3/ 154- وكنز العمال حديث رقم 24957.(1/282)
قلت: وقع في طريقة حذف أوجب هذا الخطأ، وذلك أن أحمد رواه في مسندة عن حجاج بن محمد، عن الليث بالإسنادين جميعا، فقال: عن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه أيضا عن موسى بن داود، وأبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن الليث،.
عن يزيد، وعن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن زبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا رواه أبو يعلى، عن أبي خيثمة، عن يونس بن محمد بالإسنادين معا فرقهما، وكذلك رواه الحاكم، من طريق عاصم بن علي، وسعيد بن سليمان، كلاهما عن اللّيث. قال ابن عساكر في تاريخه: رواية البغويّ وهم واللَّه أعلم.
ووقع عند الحاكم، من طريق إبراهيم بن ديزيل، عن شبابة عن الليث مثل ما وقع عند البغويّ سواء على الخطإ. وقد رواه الدارميّ في مسندة عن عثمان بن أبي شيبة، عن شبابة على الصواب، كما وقع عند أحمد وغيره.
قلت: ويؤيد أن ذلك هو الصواب أن يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد لم يلحقا معاذ بن أنس، وإنما يرويان عن أبيه سهل بن معاذ بن أنس، واللَّه أعلم.
287- أنسة [ (1) ] مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وقيل أبو أنسة.
استشهد يوم بدر، وقيل هو أبو مسروح، وقيل أبو مسرح، وقال مصعب الزبيري: أنسة يكنى أبا مسرح، [وكان يأذن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان من مولّدة السراة [ (2) ] ، ومات في خلافة أبي بكر.
وقال الخطيب: لا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا] [ (3) ] .
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، واستشهد بها [ (4) ] . وكذا ذكره ابن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا. وقال المدائنيّ: حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس مثله، لكن قال أبو أنسة. ورواه ابن عساكر في تاريخه، من طريق خليفة، عن المدائنيّ، فقال: استشهد، كذا ذكره الواقدي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين بسنده.
وقال أبو عمر، إنه المحفوظ. وقال الواقديّ: رأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا، وبقي بعد ذلك زمانا، قال: وحدثني أنيسة بن أبي الزّناد، عن محمد بن يوسف، قال: مات
__________
[ (1) ] تبصير المنتبه 4/ 1291، الاستيعاب ت (142) .
[ (2) ] السّراة: جمع سري: جبل مشرف على عرفة، ينقاد إلى صنعاء، فيه الأعناب وقصب السكر وهو أعلى جبال الحجاز. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 702.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أواستشهد بها أنسة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.(1/283)
أنسة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق، وقال خليفة: كان يأذن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنسة [ (1) ] مولاه، فما أدري أراد هذا أو غيره؟ ثم رأيت مصعبا قد ذكر أن أنسة مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يأذن عليه، [وكان يكنى أبا مسروح وأنه شهد بدرا وأحدا. وكان من مولدة السراة ومات في خلافة أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا] [ (2) ] . واللَّه أعلم
288 ز- أنّة [ (3) ] المخنث،
ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن حفص، قال: قالت عائشة لمخنّث كان بالمدينة يقال له أنّة: ألا تدلّنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى. فوصف امرأة إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فسمعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا أنّة، اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد، فليكن بها منزلك، ولا تدخلنّ المدينة إلّا أن يكون للنّاس عيد» [ (4) ] .
ذكر من اسمه أنيس
289- أنيس بن جنادة [ (5) ]
بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار الغفاريّ، أخو أبي ذرّ.
وكان أكبر منه.
وروى مسلم، والبغويّ من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصّامت، قال: قال أبو ذرّ، قال لي أخي أنيس: قد بدت لي حاجة إلى مكة، فهل أنت كافيّ حتى أرجع إليك؟ قلت: نعم فخرج أنيس إلى مكة، قال: فراث عليّ ثم جاء فقال: إني لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن اللَّه أرسله يسمّونه الصابئ. قلت: ما يقول الناس؟ قال: يزعمون أنه كاذب، وأنه ساحر، وأنه شاعر، وقد سمعت قوله، فو اللَّه ما هو بقولهم، وقد سمعت قولهم، وو اللَّه إني لأراه صادقا، فذكر الحديث بطوله، وفيه: فقال أنيس: ما بي رغبة عن دينك، فإنّي قد أسلمت فصدقت.
وفي المستدرك، من طريق عروة بن رويم حدثني عامر بن لدّ بن الأشعريّ، سمعت أبا ليلى الأشعري، حدثني أبو ذر ... فذكر قصة إسلامه بطولها، وفي آخرها: فخرجت حتى
__________
[ (1) ] في ج أنيسة.
[ (2) ] سقط في أ، د.
[ (3) ] في أأنس، وفي ج أنسة.
[ (4) ] ذكره ابن حجر في فتح الباري 9/ 334.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (297) ، الاستيعاب ت (93) .(1/284)
أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر، فقالا: ما لنا رغبة عن الّذي دخلت فيه، فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة.
290- أنيس بن الضحاك الأسلمي [ (1) ] :
ذكره أبو حاتم الرازيّ، وقال: لا يعرف.
وروى ابن مندة من طريق بقية، قال: حدثنا حسان بن سليمان عن عمرو بن مسلم، عن أنيس بن الضحاك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأبي ذرّ: «يا أبا ذرّ البس الخشن الضّيق حتّى لا يجد العزّ والفخر فيك مساغا» [ (2) ] .
قال ابن مندة: غريب، وفيه إرسال.
وجزم ابن حبان وابن عبد البر بأنه هو الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أغد يا أنيس على امرأة هذا ... » [ (3) ]
الحديث وفيه نظر والظاهر في نقدي أنه غيره. واللَّه أعلم.
291- أنيس بن عتيك [ (4) ]
بن عامر الأنصاريّ الأشهليّ، ذكره أبو الأسود، عن عروة، فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد. وذكره ابن إسحاق، لكن سماه أوسا، فلعلهما أخوان.
292- أنيس بن قتادة الباهليّ [ (5) ] :
بصريّ، قال ابن عبد البر. روى عنه أبو نضرة، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة، قال: ويقال فيه أنس. والأول أصح.
293- أنيس بن قتادة
بن ربيعة [ (6) ] بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ شهد بدرا، واستشهد بأحد.
قال الواقديّ: حدثنا ابن أخي الزهري، عن الزهريّ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية [ (7) ] عن [عمه] مجمّع بن جارية- أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، الوافي بالوفيات 9/ 433، أسد الغابة ت (268) ، الاستيعاب ت (95) .
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5623 وعزاه لابن مندة عن أنيس بن الضحاك السلمي وقال غريب وفيه انقطاع.
[ (3) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 134، 241، 250، 8/ 208 ومسلم 3/ 1325 في كتاب الحدود باب 5 من اعترف على نفسه بالزنا حديث 25- 1697/ 1698 والنسائي 8/ 41، كتاب آداب القضاة باب 22 صون النساء عن مجلس الحكم حديث رقم 5410، وابن ماجة 2/ 852 كتاب الحدود باب 7 حد الزنا حديث رقم 2549، البيهقي في السنن الكبرى 8/ 213، 219، 222.
[ (4) ] أسد الغابة ت 269.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، معرفة الصحابة 2/ 235، أسد الغابة ت (271) والاستيعاب ت (92) .
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، الثقات 3/ 8، الوافي بالوفيات 9/ 434، التحفة اللطيفة 1/ 345، عنوان النجاة 48 أصحاب بدر 155، الطبقات الكبرى 3/ 86، 1/ 243، 456، أسد الغابة ت (272) ، الاستيعاب ت (91) .
[ (7) ] سقط في د.(1/285)
فقتل عنها يوم أحد، فزوجها أبوها رجلا من مزينة فكرهته، وجاءت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فرد نكاحه. فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة، رواه البخاريّ وغيره من طريق مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرّحمن ومجمّع ابني يزيد بن جارية الأنصاريّ، عن خنساء بنت خدام- أن أباها زوّجها وهي كارهة ولم يسمّ زوجها. قال ابن عبد البرّ: قتل شهيدا يوم أحد. وسماه غير الواقدي أنسا، وأنكر ذلك ابن عبد البرّ. واللَّه أعلم.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن حميد، عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشيّ، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خدام تحت أنيس بن قتادة الأنصاريّ، فقتل عنها يوم أحد، فأنكحها أبوها رجلا، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت: إن عمّ ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها. وسيأتي مزيد في طرق هذا الخبر في ترجمة خنساء بنت خدام إن شاء اللَّه تعالى.
294- أنيس بن معاذ
بن قيس الأنصاريّ [ (1) ] . تقدم في أنس، سماه عروة.
295- أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ [ (2) ] :
روى البغوي في معجمه، وبقيّ بن مخلد في مسندة، والبخاريّ في تاريخه، وأبو علي بن السكن من طريق الليث، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن أبي عمران- أن الحكم بن مسعود حدثه أن أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ حدّثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ستكون فتنة بكماء عمياء صمّاء، المضطجع فيها خير من القاعد»
[ (3) ] الحديث.
وأورده ابن شاهين من هذا الوجه، لكن قال: عن أنيس بن مرثد الأنصاريّ، وترجم له ابن عبد البرّ أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ، وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته، فقال:
روى عنه الحكم بن مسعود حديثه في الفتنة. انتهى.
وقد فرّق ابن السّكن وغيره بين أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ، وأنس بن أبي مرثد الغنويّ وهو الصّواب.
__________
[ (1) ] معرفة الصحابة 2/ 238، أسد الغابة ت (274) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الوافي بالوفيات ج 9/ 434 الثقات 3/ 7، الأعلام 2/ 29، البداية والنهاية 7/ 102 أسد الغابة ت (273) ، الاستيعاب ت (94) .
[ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 504 عن أبي هريرة ولفظه ستكون فتنة صماء بكماء عمياء ... الحديث في كتاب الفتن والملاحم باب كف اللسان حديث رقم 4264 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30884، 31088 وعزاه لأبي داود في السنن وبقي بن مخلد في مسندة والبخاري في التاريخ والبغوي وابن السكن والباوردي وابن قانع وابن شاهين عن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري.(1/286)
وذكر العسكريّ أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ في الصحابة.
وأما ابن حبّان فذكره في ثقات التابعين، وإن كان أنس بن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ يدعى أنيسا مصغّرا فهو غير هذا. واللَّه أعلم.
296- أنيس الأسلمي:
مذكور في حديث العسيف،
روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الزّهريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن بحينة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهنيّ- أنّ رجلين اختصما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته، وإني أخبرت أن على ابني الرّجم، فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني أنّ على ابني جلد مائة وتغريب عام. وأن على امرأة هذا الرجم- الحديث، وفي آخره: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «واغد يا أنيس- لرجل من أسلم- على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها» .
فغدا عليها فاعترفت فرجمها قال ابن السّكن: لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث، ولم أجد له رواية، غير ما ذكر في هذا الحديث. ويقال هو أنيس بن الضحاك الأسلميّ، وقال غيره: يقال هو أنيس بن أبي مرثد، وهو خطأ، لأن ابن أبي مرثد غنويّ، وهذا ثبت في هذا الحديث أنه أسلمي.
297- أنيس الأنصاري [ (1) ] .
روى البغويّ وابن شاهين والطبراني في الأوسط، من حديث عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه، عن شهر بن حوشب، قال: قام رجال خطباء [ (2) ] يشتمون عليا ويقعون فيه، فقام رجل من الأنصار يقال له أنيس فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سبّ هذا الرجل وشتمه، وأقسم باللَّه لأنا سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّي لأشفع يوم القيامة لأكثر ممّا على وجه الأرض من حجر ومدر، أترون شفاعته تصل إليكم، ويعجز عن أهل بيته؟» [ (3) ] .
قال الطّبرانيّ في «الأوسط» : لا يروى عن أنيس إلا بهذا الإسناد، قال: وأنيس الّذي روى هذا الحديث هو عندي البياضي، له ذكر في المغازي. وتبعه أبو موسى.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (266) ، الاستيعاب ت (96) .
[ (2) ] في أخطب.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 382 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي ابن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39064. وابن الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 330.(1/287)
298- أنيس،
أبو فاطمة [ (1) ] . مشهور بكنيته. ويقال اسمه إياس، وذكر ابن السكن أنه يقال إنه أنيس بن الضحاك الأسلمي.
299- أنيس-
قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأنس بن مالك: «يا أنيس» . رواه مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس:
[وخاطبته به عائشة في حديث أخرجه البيهقيّ في «فضائل الأوقات» من طريق أبي رجاء العطاردي، عن أنس] [ (2) ] .
300- أنيسة
- تقدم في أنسة.
[ذكر من اسمه] [ (3) ] أنيف
301- أنيف بن جشم [ (4) ]
بن عوذ اللَّه بن تيم بن إراش بن عامر بن حميلة القضاعيّ حليف الأنصار. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، قال ابن مندة: ليست له رواية.
302- أنيف بن حبيب [ (5) ] ،
من بني عمرو بن عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر، وعزاه أبو عمر للطّبريّ.
303- أنيف بن ملة الجذامي [ (6) ]
من بني الضيب، له صحبة سكن الرّملة، ومات ببيت جبرين من كورة فلسطين، ذكره ابن حبان في الصحابة.
وقال ابن السّكن: ذكره ابن إسحاق فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من جذام، وهو أخو حيان الآتي ذكره في الحاء.
وروى ابن مندة، من طريق معروف بن طريف، قال: حدثتني عمتي ظبية بنت عمرو بن حزابة عن نهيسة مولاة لهم، قالت: خرج رفاعة ونعجة ابنا زيد وأنيف وحيان ابنا ملة في اثني عشر رجلا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فلما رجعوا قلنا لأنيف: ما أمركم به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟
قال: أمرنا أن نضجع الشاة على شقّها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه للقبلة ونسمّي اللَّه- الحديث.
304- أنيف بن واثلة [ (7) ] ،
ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بخيبر، واختلف في ضبط أبيه، فقيل بالمثلثة، وقيل بالتحتانية.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (270) .
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] سقط في ج.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، معرفة الصحابة 2/ 430، أسد الغابة ت (275) .
[ (5) ] أسد الغابة ت 276، الاستيعاب ت 98.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33 تبصير المنتبه 4/ 1316، أسد الغابة ت (277) .
[ (7) ] أسد الغابة ت 278، الاستيعاب ت 97.(1/288)
باب الألف بعدها هاء
305- أهبان بن الأكوع [ (1) ]
بن عياذ بن ربيعة الخزاعي. ويقال أهبان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية. روى ابن السّكن، وابن مندة، من طريق أسباط بن نصر: حدثني وهب بن عقبة البكائي، حدثني يزيد بن معاوية البكّائي، عن أهبان بن عياذ الخزاعي، وهو الّذي كلّمه الذئب، وكان من أصحاب الشّجرة، وأنه كان يضحّي عن أهله بالشاة الواحدة، وسيأتي ذكره في أهبان بن أوس.
306- أهبان بن الأكوع:،
عم سلمة الأسلمي- وقيل هو أهبان بن عمرو بن الأكوع، أخو سلمة، واسم الأكوع سنان، ذكره الطبري في الصحابة، قال: ومن ولده جعفر بن محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان، وكان عمر قد استعمل عقبة بن أهبان على صدقات كلب وبلقين وغسّان.
307- أهبان بن أوس الأسلمي [ (2) ] :
ويقال وهبان، قديم الإسلام، صلّى القبلتين ونزل الكوفة، ومات بها في ولاية المغيرة.
قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في أهل الكوفة، وروى له في صحيحه حديثا موقوفا من رواية مجزأة بن زاهر عنه، وفيه أنه كان له صحبة، وكان من أصحاب الشّجرة، وروى في تاريخه من طريق أنيس بن عمرو، عن أهبان بن أوس- أنه كان في غنم له فشدّ الذئب على شاة منها، فصاح عليه فأقعى على ذنبه، قال: فخاطبني، فقال: من لها يوم يشغل عنها.
قال البخاريّ: إسناده ليس بالقويّ.
قلت: لأن فيه عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف.
وأورد ابن السكن في ترجمته حديث أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: بينما راع يرعى
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت (280) ، الاستيعاب ت (99) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الثقات 3/ 17، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات 1/ 37، تهذيب التهذيب 1/ 380، الإكمال 4/ 445، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 105 الكاشف 1/ 141، تبصير المنتبه 3/ 1037، الجرح والتعديل 2/ ترجمة 1156 ذكر إخبار أصبهان 174، تراجم الأخبار 1/ 74، التعديل والتجريح 126، الجامع في الرجال 287، جامع الرواة 1/ 110، الجمع بين الصحبة 1/ 50، الطبقات الكبرى 4/ 309، دائرة معارف الأسلمي 11/ 132.(1/289)
غنما بظهر المدينة إذ عدا الذئب على شاة من غنمه، فحال بينه وبينها. فأقعى الذئب، فقال:
تحول بيني وبين رزق ساقه اللَّه إليّ؟ الحديث.
وذكر ابن الكلبيّ وأبو عبيد، والبلاذريّ، والطّبريّ، أن مكلّم الذئب هو أهبان بن الأكوع بن عياذ.
قال ابن حبّان: مات أهبان بن أوس في ولاية المغيرة بن شعبة بالكوفة حيث كان واليا عليها لمعاوية.
308- أهبان بن صيفي الغفاريّ [ (1) ] ،
ويقال وهبان يكنى أبا مسلم.
وروى له التّرمذيّ حديثا، وحسّن حديثه، وابن ماجة، وأحمد.
قال الطّبرانيّ: مات بالبصرة، وروى المعلّى بن جابر بن مسلم، عن أبيه، عن عديسة بنت وهبان بن صيفي- أن أباها لما حضرته الوفاة أوصى أن يكفّن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا فوجدوا الثوب الثالث على السرير. وكذلك رواه الطبراني من طريق عبد اللَّه بن عبيد، عن عديسة بنت أهبان. ونقل ابن حبان أن أهبان ابن أخت أبي ذرّ الغفاريّ، هو أهبان بن صيفي، وردّ ذلك ابن مندة.
309- أهبان بن عمرو
بن الأكوع سبق في أهبان بن الأكوع.
310- أهبان بن عياذ [ (2) ]
سبق في أهبان بن الأكوع بن عياذ أيضا.
311- أهبان بن عياض الأزديّ [ (3) ] .
ذكر وثيمة في الردة عن ابن إسحاق، قال: بينما حمير مجتمعة إلى مقاولها إذ أقبل راكب من الأزد يقال له أهود بن عياض، فقال: يا معشر حمير، أنعى إليكم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له ابن ذي أصبح، جدّعك اللَّه وافد قوم، كذبت، ما مات، قال: بلى، والّذي بعثه بالحق، فما جزعكم؟ فو اللَّه لأنا أجزع منكم، ولو وجدت أرقّ منكم أفئدة وأغزر عيونا لنعيته إليهم، فأخرجوه من بينهم وكان عابدا، فقال: اللَّهمّ إني إنما
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 17، تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات 33، 175، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 438، الكاشف 1/ 141، تاريخ من دفن بالعراق 26، الجرح والتعديل 2/ 1157، التاريخ الصغير 86، 87، بقي بن مخلد 390، مسند أحمد 5/ 69، أسد الغابة ت (281) ، الاستيعاب ت (100) التاريخ الكبير 2/ 45، طبقات خليفة 33، الجرح والتعديل 2/ 309، مشاهير علماء الأمصار 42، الكنى والأسماء 2/ 293، الطبقات لابن سعد 7/ 80، تحفة الأشراف 2/ 1.
[ (2) ] أسد الغابة ت 282.
[ (3) ] أسد الغابة ت 283.(1/290)
نعيت إليهم رسولك لئلا يفتتنوا بعده، وليواسوني في جزعي عليه. فلما تواترت الركبان بموته آووه بعد ذلك، وفي ذلك يقول ابن ذي أصبح:
جزع القلب أهود [ (1) ] ... إذ نعى لي محمّدا
ليتني لم أكن رأيت ... - أخا الأزد أهودا
[الخفيف] في أبيات ذكرها.
باب الألف بعدها الواو
312- أوس بن الأرقم الأنصاري [ (2) ] ،
يأتي تمام نسبه في أخيه زيد بن الأرقم.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد.
313- أوس بن الأعور [ (3) ]
بن جوشن بن مسعود. ذكره البخاريّ، قاله ابن مندة، وذكر المرزبانيّ أن اسم ذي الجوشن الضّبابي أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية، فقيل هو هذا، وقيل غيره. واللَّه أعلم.
314 ز- أوس بن أقرم الأنصاري
ذكره أبو الأسود بن عروة فيمن نقل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ عبد اللَّه بن أبي قال في غزوة «المريسيع» [ (4) ] ما قال. أخرجه الحاكم في «الإكليل» . وقال:
إنه من خطأ أصحاب المغازي.
والصحيح أن قائل ذلك هو زيد بن أرقم، ولا بعد في أن يقع ذلك لزيد ولأوس. واللَّه أعلم.
315- أوس بن أوس الثقفي [ (5) ]
روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من
__________
[ (1) ] في ج أهودا.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، معرفة الصحابة 2/ 363، أسد الغابة ت (284) ، والاستيعاب ت (106) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، معرفة الصحابة 2/ 365، أسد الغابة ت (285) .
[ (4) ] المريسيع: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين مهملة ورواه بعضهم بالغين المعجمة: ماء من ناحية قديد إلى الساحل به غزوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني المصطلق من خزاعة فقاتلهم وسباهم واصطفى منهم جويرية فتزوّجها. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1263.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، تهذيب الكمال 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 85، الطبقات 54، 285، الجرح والتعديل 2، ترجمة 1126، تهذيب التهذيب 1/ 381، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 442، المغني 1/ 94، التحفة اللطيفة 1/ 346، حلية الأولياء 1/ 347، العقد الثمين(1/291)
رواية الشاميين عنه، نقل عباس، عن ابن معين أن أوس بن أوس الثقفيّ وأوس بن أبي أوس الثقفي واحد.
وقيل: إن ابن معين أخطأ في ذلك، وإن الصواب أنهما اثنان، وقد تبع ابن معين على ذلك أبو داود وغيره. والتحقيق أنهما اثنان، ومن قال في أوس بن أوس: أوس بن أبي أوس- أخطأ، كما قيل في أوس بن أبي أوس: أوس بن أوس، وهو خطأ، وأما أوس بن أبي أوس فاسم والده حذيفة كما سيأتي.
316- أوس بن أبي أوس الثقفي [ (1) ] .
فرّق بعضهم بينه وبين أوس بن حذيفة، كما سيأتي.
317- أوس بن ثابت
بن المنذر بن حرام، أخو حسّان الأنصاري [ (2) ] ، أمه سخطى بنت حارثة بن لوذان بنت عم والدة أخيه حسان، وهو والد شداد بن أوس الصحابيّ المشهور.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وبدرا وأحدا، وقتل بها. وكذا قال عبد اللَّه ابن محمّد بن عمارة القداح في نسب الأنصار، وفيه يقول حسان بن ثابت في قصيدة:
ومنّا قتيل الشّعب [ (3) ] أوس بن ثابت ... شهيدا وأسنى الذّكر منه المشاهد [ (4) ]
[الطويل] وزعم الواقديّ أنه شهد الخندق وخيبر والمشاهد، وعاش إلى خلافة عثمان. فاللَّه أعلم.
ويؤيده ما ذكره ابن زبالة في أخبار المدينة، وأوردته في شداد بن أوس. والأول أثبت لشهادة حسان بأنه شهد الشعب، والقصيدة المذكورة ثابتة في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري، وأولها:
__________
[ () ] 1/ 336، الكاشف 1/ 147، الجامع في الرجال 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 129، جامع الرواة 1/ 110، بقي بن مخلد 114، أسد الغابة ت (287) ، الاستيعاب (112) .
[ (1) ] أسد الغابة ت 288.
[ (2) ] أسد الغابة ت 290، تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 731، التحفة اللطيفة 1/ 346، عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، معجم الثقات 243، أصحاب بدر 222، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286.
[ (3) ] شعب: بكسر أوله: الطريق في الجبل وقيل ما انفرج بين جبلين وهو اسم لماء بين العقبة والقاع في طريق مكة على ثلاثة أميال حبس للماء عند قباب خراب وهو جبل باليمامة، وشعب بضم أوله وسكون ثانيه واد بين مكة والمدينة يصبّ في وادي الصفراء. انظر: مراصد الاطلاع: 2/ 800.
[ (4) ] انظر ديوانه 117.(1/292)
ألا أبلغ المستمعين بوقعة ... تخفّ لها شمط النّساء القواعد [ (1) ]
[الطويل] وسأذكر شيئا منها في ترجمة ولده شداد بن أوس إن شاء اللَّه.
318 ز- أوس بن ثابت الأنصاريّ [ (2) ] :
روى أبو الشيخ في تفسيره، من طريق عبد اللَّه ابن الأجلح الكنديّ، عن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الأولاد الصغار حتى يدركوا، فمات رجل من الأنصار يقال له أوس بن ثابت، وترك بنتين وابنا صغيرا، فجاء ابنا عمّه خالد وعرفطة فأخذا ميراثه، فقالت امرأته للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ذلك، فأنزل اللَّه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء: 7] .
فأرسل إلى خالد وعرفطة، فقال: لا تحرّكا من الميراث شيئا.
ورواه أبو الشّيخ من وجه آخر، عن الكلبيّ، فقال قتادة وعرفطة، ورواه الثعلبي في «تفسيره» ، فقال: سويد وعرفطة، ووقع عنده أنهما أخوا أوس.
وذكر ابن مندة في ترجمة هذا أنه أوس بن ثابت أخو حسان، وهو خطأ، لأن أوسا ليس له أحد من إخوته ولا من أعمامه يسمّى عرفطة ولا خالدا.
ورواه مقاتل في تفسيره، فقال: إن أوس بن مالك توفي يوم أحد، وترك امرأته أم كجّة، وبتين- فذكر القصة.
وسيأتي لهذا مزيد في ترجمة أم كجّة في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى.
319- أوس بن ثابت الأنصاري-
آخر. استدركه ابن فتحون، وأخرج من طريق عبدان عن إسحاق بن الضّيف، عن عبد اللَّه بن يوسف، عن إسماعيل بن عيّاش، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كانت غزوة بدر، وأنا ابن ثلاث عشرة، فلم أخرج وكانت غزوة أحد وأنا ابن أربع عشرة فخرجت، فلما رآني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استصغرني وردّني، وخلّفني في حرس المدينة في نفر منهم: أوس بن ثابت، وأوس بن عرابة، ورافع بن خديج، هكذا أورده.
وقد رواه ابن أبي خيثمة، عن عبد الوهاب بن نجدة، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر الهذلي، عن نافع، فقال فيه: عن زيد بن ثابت، وعرابة بن أوس. ويحتمل أن يكون محفوظا. واللَّه أعلم.
320- أوس بن ثعلبة [ (3) ] .
[بن زفر بن عمرو بن أوس] [ (4) ] التيمي.
__________
[ (1) ] انظر ديوانه 113.
[ (2) ] أسد الغابة ت 290.
[ (3) ] أسد الغابة ت 291.
[ (4) ] سقط في أ.(1/293)
قال الحاكم في «تاريخه» . كان من الصحابة، ثم روي من طريق يزيد بن عمرو بن عباد التيمي أن أوس بن ثعلبة ورد مع سعيد بن عثمان خراسان، ثم وجهه سعيد إلى هراة.
وذكر سلمويه أن عبد اللَّه بن عامر بعث أوس بن ثعلبة إلى بو شيخ- يعني سنة إحدى وثلاثين.
وقال ابن عساكر في تاريخه: أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث بن وديعة بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة، نسبه أبو القاسم الزجاجي عن ابن دريد.
قلت: وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، ونسبه كذلك، ولكن قال: زفر بن عمرو بن أوس بن وديعة. ونقل عن دعبل أنه شاعر مخضرم.
وروى ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس بن عبيد- أن أوس بن ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة، وقع بينه وبين طلحة الطلحات معارضة، فخرج أوس هاربا إلى معاوية، فذكر له القصة وشعرا.
قلت: ولولا أن الحاكم قال: إنه من الصّحابة لما ذكرته في هذا القسم.
321 ز- أوس بن ثعلبة الأنصاري [ (1) ] :
ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي، عن ابن عباس، أنه كان أحد من تخلف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، وأنه أحد من ربط نفسه في السّارية حتى نزلت: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ... [التوبة: 102] الآية.
وقال عبد بن حميد في تفسيره: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة أنها نزلت في سبعة نفر، منهم أربعة ربطوا أنفسهم في السّواري، وهم: أبو لبابة، ومرداس، وأوس، ولم ينسبه، وآخر أبهمه.
ورواه ابن جرير من هذا الوجه وسمى الرابع خداما، وذكر القصة من عدة طرق، ولم يسمّ فيها إلا أبا لبابة. وسيأتي في ترجمة أوس بن خدام عدّتهم بأسمائهم، وأنهم كانوا ستة.
322- أوس بن جبير الأنصاري [ (2) ] ،
من بني عمرو بن عوف. قتل بخيبر شهيدا على حصن ناعم. أورده ابن شاهين، وتبعه أبو موسى.
323- أوس بن جهيش النخعي.
تقدم في الأرقم، وقيل اسمه جهيش بن أوس.
324- أوس بن حارثة الطائي [ (3) ] .
روى ابن قانع، من طريق حميد بن منهب، عن
__________
[ (1) ] التحفة اللطيفة 1/ 347.
[ (2) ] أسد الغابة ت 292.
[ (3) ] أسد الغابة ت 293، الاستبصار 266، تجريد أسماء الصحابة 1/ 35.(1/294)
جده أوس بن حارثة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سبعين راكبا من طيِّئ، فبايعته على الإسلام.
استدركه ابن الدّبّاغ، وساق ابن قانع نسب أوس بن حارثة فقال: ابن لأم بن عمرو ... إلى آخره. وهو وهم، فإن أوس بن حارثة بن لأم مات في الجاهلية، وإنما أدرك الإسلام أحفاده، كعروة بن مضرّس [ (1) ] بن حارثة، وهانئ بن قبيصة بن أوس.
وقد ذكر ابن عبد البرّ بحير بن أوس بن حارثة بن لأم، وقال: في إسلامه نظر.
قلت: وأوس بن حارثة ليس هو جد حميد بن منهب الأدنى، فإنه حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن لأم بن عمرو بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيِّئ. ولجد أبيه خريم بن أوس صحبة كما سيأتي، ولعله كان فيه عن جده خريم بن أوس بن حارثة فقط خريم، واللَّه أعلم.
وقد وقفت على ما يؤيّد ذلك، وهو أن ابن قانع قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأخباري، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا زحر بن حصين، عن جده حميد بن منهب، عن جده أوس بن حارثة بن لأم الطائي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سبعين راكبا من قومي، فبايعته على الإسلام- الحديث بطوله.
قلت: اختصره ابن قانع، فذكر طرفا منه ثم قال: فذكر حديثا طويلا، والحديث المذكور رويناه في جزء أبي السّكين، وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور، ورواية أبي عبيد بن جرمويه القاضي عنه، قال: حدثنا عم أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، قال: قال جدّي خريم بن أوس بن حارثة: هاجرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منصرفه من تبوك، فقدمت عليه، فأسلمت، فذكر حديثا طويلا.
فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لأوس، واللَّه أعلم.
وفي التاريخ المظفري: أتي أوس بن حارثة بن لأم الطائي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ابسط يدك» . قال: على ماذا؟ قال: «على أن أشهد أن لا إله إلّا اللَّه غير شاكّ» ، «وأنّك رسول اللَّه غير مرتاب، وعلى أن أضرب بهذا- وأشار إلى سيفه- من أمرتني» ، فقال: «أحسنت، بارك اللَّه عليك» [ (2) ] .
وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى.
ولعل أوسا عمّر إلى أن أدرك الإسلام.
__________
[ (1) ] في أكعروة بن مضرس بن أوس بن حارثة.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في الكنز (6341) .(1/295)
ثم رأيت في جمهرة ابن الكلبيّ أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة. وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب «المعمرين» : أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله، وكان سيد قومه، فرحل بنوه، وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة، فيهم يسبون بذلك إلى اليوم، وفي ذلك يقول الأسحم بن الحارث بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء [ (1) ] الطائي:
أتاني في المحلّة أنّ أوسا ... على لحمان مات من الهزال
تحمّل أهله واستودعوه ... كساء من نسيج الصّوف بالي
[الطويل] انتهى. وهذا يدلّ على أنه مات في الجاهلية.
325- أوس بن حبيب الأنصاريّ [ (2) ] .
قتل بخيبر، قاله ابن عبد البر.
وقد تقدم أوس بن جبير فقيل هو هو.
326- أوس بن حجر
يأتي في عبد اللَّه بن حجر [ (3) ] .
326 م- أوس بن الحدثان [ (4) ]
بن عوف بن ربيعة بن سعيد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصريّ- بالنون. قال ابن حبان: يقال له صحبة.
وروى ابن أبي عاصم من طريق عمر [ (5) ] بن صهبان- وهو ضعيف، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أبيه- مرفوعا: «أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام ... »
الحديث [ (6) ] .
وذكره ابن مندة، وقال: إنه خطأ.
__________
[ (1) ] في ج، د جدعان.
[ (2) ] أسد الغابة ت 296، والاستيعاب ت 107.
[ (3) ] مثبتة من أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الثقات 1/ 11، الإكمال 2/ 40، الطبقات 55، الوافي بالوفيات 9/ 445، المنمق 186، التمييز والفصل 2/ 690، أسد الغابة ت (297) ، الاستيعاب ت (109) .
[ (5) ] في أعمرو.
[ (6) ]
أخرجه الدار الدّارقطنيّ عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام ...
الحديث. سنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 147 قال الهيثمي في الزوائد 3/ 84 رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بعضه وإسناده له طريق رجالها رجال الصحيح. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 24120، الطبراني في الكبير 1/ 195، وابن عدي في الكامل 5/ 1674.(1/296)
وروى ابن مندة، من طريق أبي ضمرة، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس، عن أبيه- مرفوعا: «من ترك الكذب وهو مبطل بني له في ربض الجنّة..»
[ (1) ] الحديث.
وقد اختلف في إسناده على سلمة مع ضعفه، قرأت بخط ابن عبد البر: لولا حديث كعب بن مالك لم أثبت [ (2) ] له صحبة.
قلت: يشير بذلك إلى ما
أخرجه مسلم، من طريق أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان ينادي أيام التشريق: «إنّ أيّام منى أيّام أكل وشرب» .
وقال ابن مندة: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
327- أوس بن حذيفة [ (3) ]
[بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة بن عوف وقيل: إن حذيفة] [ (4) ] هو ابن أبي عمرو بن عمرو [بن عوف] [ (5) ] بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي، وهو أوس بن أبي أوس.
روى له أبو داود والنّسائيّ وابن ماجة، وصح من طريقه أحاديث، وهو والد عمرو بن أوس، وجدّ عثمان بن عبد اللَّه بن أوس.
قال أحمد: أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة، وقال البخاريّ في تاريخه وابن حبّان: أوس بن حذيفة والد عمرو، ويقال هو أوس بن أبي أوس، ويقال أوس بن أوس.
وقال أبو نعيم: اختلف المتقدمون في هذا، فمنهم من قال ... فذكر الخلافات الثلاثة، ثم قال: وأما أوس بن أوس الثقفيّ فيروي عنه الشاميّون، وقيل فيه أوس بن أبي أوس أيضا، ثم قال: وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين.
328- أوس بن حذيفة.
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسلما وليس بالثقفيّ، قاله ابن حبّان في الصّحابة.
__________
[ (1) ] أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 296، 297، 596.
[ (2) ] في ألم تثبت له صحبة.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الثقات 3/ 10، الوافي بالوفيات 9/ 445، التحفة اللطيفة 1/ 347، العقد الثمين 1/ 337، مشاهير علماء الأمصار 58، بقي بن مخلد 457، جامع الرواة 1/ 110، الطبقات الكبرى 5/ 510، الجامع في الرجال 286، الجرح والتعديل 2/ 303، أسد الغابة ت (298) ، الاستيعاب ت (113) .
[ (4) ] سقط في أ، ج.
[ (5) ] سقط في أ.(1/297)
329- أوس بن حوشب [ (1) ] الأنصاري:
روى أبو موسى في الذيل، من طريق الجريريّ عن أبي السّليل، قال: أخبرني أبي، قال: شهدت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جالسا في دار رجل من الأنصار يقال له أوس بن حوشب، فأتى بعنب فوضع في يده ... فذكر الحديث.
وأبو السّليل اسمه ضريب بن نقير- بتصغير الاسمين، والأب بالنون والقاف.
330- أوس بن خالد
بن عبيد [ (2) ] بن أمية بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد اليرموك، وهو الّذي قال فيه حسان بن ثابت يومئذ:
وأفلت يوم الرّوع أوس بن خالد ... يمجّ دما كالرّعف مختضب النّحر [ (3) ]
[الطويل]
331 ز- أوس بن خالد
بن قرط بن قيس بن وهب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النّجّاري.
أغفلوا ذكره في الصحابة، وهو صحابي، لأن ابنه صفوان بن أوس تابعي معروف، كانت تحته عمرة بنت أبي أيوب الأنصاري.
وأمّ صفوان هذا هي نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر، وكانت إحدى المبايعات، فأوس على هذا صحابي، لأنه لو كان مات في الجاهلية لكان لابنه صحبة، ولكنه تابعي، فيدل على أن أباه مات بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يبق بالمدينة من الأنصار في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد كافرا.
332 ز- أوس بن خالد
بن يزيد بن منهب الطائي ابن عمّ زيد الخيل. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: له وفادة.
وله قصة في زمن عمر بن الخطاب، وذلك أن عمر بعث في خلافته رجلا يقال له أبو سفيان يستقرئ أهل البوادي فمن لم يقرأ ضربه، فاستقرأ أوس بن خالد فلم يقرأ، فضربه أبو سفيان أسواطا، فمات منها، فقامت أمّه تندبه، فأقبل حريث بن زيد الخيل الطائيّ لما أخبرته أمه الخبر فشدّ على أبي سفيان فقتله، وقال في ذلك أبياتا منها:
فلا تجزعي [ (4) ] يا أمّ أوس فإنّه ... يلاقي المنايا كلّ حاف وذي نعل
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، أسد الغابة ت (299) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 300.
[ (3) ] انظر ديوانه 185 وأسد الغابة ت 300.
[ (4) ] في ج، د لا تجزعي.(1/298)
فإن يقتلوا أوسا عزيزا فإنّني ... قتلت أبا سفيان ملتزم الرّحل
[الطويل] وذكر ذلك أبو الفرج الأصبهانيّ، عن أبي [ (1) ] عمرو الشيبانيّ، وزاد فيه أن أبا سفيان المقتول كان رجلا من قريش.
333 ز- أوس بن خدام الأنصاري [ (2) ] .
روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال كان ممن تخلّف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في تبوك ستة: أبو لبابة، وأوس بن خدام، وثعلبة بن وديعة، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميّة، فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسّواري، وجاءوا بأموالهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، خذها، هذا الّذي حبسنا عنك. فقال: «لا أحلّهم حتّى يكون قتال» [ (3) ] .
قال: فنزل القرآن: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ...
[التوبة: 102] الآية. إسناده قوي.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وقال عقبة: ورواه غيره عن الأعمش. وأورده ابن مردويه من طريق العوفيّ، عن ابن عباس مثله وأتمّ منه، لكن لم يسم منهم إلا أبا لبابة. وقد تقدم في ترجمة أوس بن ثعلبة أنهم سبعة واللَّه أعلم.
334- أوس بن خولي [ (4) ]
بن عبد اللَّه بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ويقال أوس بن عبد اللَّه بن الحارث بن خولي.
وقال ابن المدينيّ: يكنى أبا ليلى.
وقال البغويّ في معجمه: حدّثنا علي بن مسلم. حدثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان الّذي غسّل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم علي والفضل، فقالت الأنصار: نشدناكم اللَّه وحقّنا، فأدخلوا معهم رجلا [يقال له أوس بن خولي رجلا] [ (5) ] شديدا يحمل الجرّة من الماء بيده. تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد.
__________
[ (1) ] في أابن عمرو.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، معرفة الصحابة 2/ 362، أسد الغابة ت (301) .
[ (3) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 273.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 11، تنقيح المقال 1105، الوافي بالوفيات 9/ 446، التحفة اللطيفة 1/ 348، عنوان النجاة 48، الاستبصار 186- أصحاب بدر 181، الأنساب 5/ 232، تصحيفات المحدثين 1555 الطبقات الكبرى 2/ 279، 280، 300، 301، 8/ 132، 190، أسد الغابة ت (302) .
[ (5) ] سقط في أ.(1/299)
ورواه ابن شاهين، من طريق أبي جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس نحوه.
وقد ذكر نحو ذلك ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد.
وقال البغويّ: لا أعلم لأوس حديثا مسندا.
قلت:
قد أورد له ابن مندة حديثا من طريق هند بن أبي هالة، عن أوس بن خولي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «من تواضع للَّه رفعه اللَّه» [ (1) ] .
وفي إسناده خارجة بن مصعب، وهو ضعيف. وفيه من لا يعرف أيضا.
قلت: وله ذكر في أحاديث أخرى، منها ما ذكره ابن إسحاق في السيرة، عن الزّهريّ، عن علي بن الحسين، قال: الّذي نزل في قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم علي، والفضل، وقثم، وشقران، وأوس بن خولي.
ورواه أيضا عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس. ومن هذا الوجه أخرجه الطّبرانيّ. وحسين ضعيف.
وذكر المدائنيّ وغيره أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خلّفه في عمرة القضاء بذي طوى ليقطع كيدا إن كادته قريش، وخلّف بشير بن سعد ب «مرّ الظّهران» [ (2) ] .
وذكره إبراهيم بن سعد عن الزّهريّ، عن ابن كعب بن مالك فيمن توجّه لقتل ابن أبي الحقيق.
وذكره الزّهريّ، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهم، فيمن شهد بدرا، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب.
وقال ابن سعد: مات أوس بن خولي قبل حصر عثمان.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1398 عن أبي سعيد ولفظه من يتواضع سبحانه درجه يرفعه اللَّه ...
الحديث. كتاب الزهد (37) باب البراءة من الكبر والتواضع (16) حديث رقم 4176 وقال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1398 هذا إسناده ضعيف ودراج بن سمعان أبو السمح المصري وإن وثقه ابن معين فقد قال أبو داود غير مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم وقال ابن عدي عامة أحاديث دراج مما يتابع عليه وضعفه أبو حاتم والنسائي والدار الدّارقطنيّ. وأبو نعيم في الحلية 7/ 129، 8/ 46، وابن عساكر في التاريخ 4/ 20 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 335. وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 114، والهيثمي في الزوائد 8/ 85
عن عمر بن الخطاب قال: أيها الناس تواضعوا فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول من تواضع ...
قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن سلام العطار وهو كذاب.
[ (2) ] مرّ الظّهران: موضع على مرحلة من مكّة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1257.(1/300)
335- أوس بن ساعدة الأنصاري [ (1) ] .
له ذكر في حديث،
روى أبو موسى من طريق لوين عن إبراهيم بن حبان- أحد الضعفاء المتروكين، عن شعبة، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: دخل أوس بن ساعدة الأنصاري على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فرأى في وجهه الكراهية، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي بنات، وأنا أدعو عليهنّ بالموت، فقال: «لا تدع ... »
الحديث.
336 ز- أوس بن سعد
بن أبي سرح العامري، من مسلمة الفتح، وسكن المدينة، واختط بها دارا. ذكره ابن فتحون عن عمر بن شبّة، وقد وجدت له خبرا فيه أنه عاش إلى ولاية عبد الملك بن مروان على المدينة أو إلى خلافته.
روى الفاكهيّ من طريق ابن جريج: أخبرني عكرمة بن خالد بن أوس بن سعد بن أبي سرح أخى بني عامر بن لؤيّ، قال: كان لنا مسكن في دار الحكم. فقال عبد الملك في إمارته: بعني مسكنك الّذي في دار أبي العاص فقلت: ما هي بدار أبي العاص ولكنها دارنا، كانت لنا في الجاهلية، ثم أسلمنا فيها. فقال: ما كانت لكم إلّا عمري. فقال: أيما كانت فهي لنا بقضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: صدقت. قال: فبعنيها، فقلت له: أمّا بمال فلا، ولكن بدار. قال: فبعتها إياه بدار حرمانس.
337- أوس بن سعد،
أبو زيد الأنصاري [ (2) ] ، من بني أمية بن زيد.
ذكره أبو موسى من جهة عبدان، عن أحمد بن سيار، عن ابن يحيى بن بكير عن أبيه وعن مشيخة له: أن عمر ولّاه بعض الشام، ومات في خلافته سنة ستّ عشرة وهو ابن أربع وستين سنة.
338- أوس بن سلامة
بن وقش، أخو سلمة وسعد وأبي نائلة. قال ابن الكلبيّ في «الجمهرة» : قتل يوم أحد.
339 ز- أوس بن سمعان الأنصاري [ (3) ] .
قال ابن عبد البر: له حديث ليس إسناده بالقوي.
قلت:
أخرجه ابن مندة من طريق إبراهيم بن سويد، عن هلال بن زيد بن يسار، وهو أبو عقال أحد الضعفاء، قال: أخبرني أنس بن مالك أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «بعثني اللَّه هدى
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (303) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 36.
[ (2) ] أسد الغابة ت 304.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، أسد الغابة ت (306) ، الاستيعاب ت (117) .(1/301)
ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المزامير والمعازف [ (1) ] .
فقال أوس بن سمعان: يا رسول اللَّه. والّذي بعثك بالحق إنّي لأجدها في التوراة كذلك.
قال ابن مندة: تفرّد به سعيد بن أبي مريم عن إبراهيم.
340 ز- أوس بن سويد الأنصاري،
ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق ابن جريج، عن عكرمة أنه نزل فيه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء 7] . وقد تقدم في أوس بن ثابت شيء من هذا.
341- أوس بن شرحبيل [ (2) ] ،
أحد بني المجمّع له صحبة، حديثه عند أهل الشّام، قاله ابن حبان، يأتي في شرحبيل بن أوس.
وفرّق بينهما أبو بكر بن عيسى في «تاريخ الحمصيّين» . فقال: وممن نزل حمص من الصّحابة شرحبيل بن أوس، وأوس بن شرحبيل، كذا جعلهما اثنين، وكذا جوّز ذلك ابن شاهين.
وقال البغويّ: والأصح عندي شرحبيل بن أوس.
وأخرج له البخاريّ في «التّاريخ» تعليقا وابن شاهين والطّبرانيّ بإسناد شاميّ من طريق الزبيديّ، عن عياش بن يونس، عن نمران أبي الحسن بن محمد- أنّ أوس بن شرحبيل أحد بني المجمّع حدّثه أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الإيمان [ (3) ] » .
342- أوس بن الصامت [ (4) ]
بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 233. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32096 وعزاه لابن مندة وأبو نعيم وابن النجار عن أنس، وضعف.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 10، الوافي بالوفيات 9/ 447، تعجيل المتعة 43، أسد الغابة ت (307) ، الاستيعاب ت (111) .
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 197. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 256. والهيثمي في الزوائد 4/ 208 عن أوس بن شرحبيل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عباس بن مؤنس ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم كلام. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 389.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 10، تهذيب الكمال 1/ 126، الطبقات 99. تهذيب الكمال 1/ 126، تهذيب التهذيب 1/ 383، تقريب التهذيب 1/ 85، الاستبصار 190، بقي بن مخلد 440، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، الوافي بالوفيات 9/ 447، التحفة اللطيفة 1/ 348، شذرات الذهب 1/ 19، الكاشف 1/ 142، الطبقات الكبرى 3/ 48، 8/ 377، 379، الجامع في الرجال(1/302)
عوف بن الخزرج الأنصاري، أخو عبادة بن الصامت. ذكروه فيمن شهد بدرا والمشاهد.
وقال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أنّ جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلا به لمم، فذكر حديث الظهار، وتابع عازما على وصله شاذان، ورواه موسى بن إسماعيل- عن حماد- مرسلا، وهكذا رواه إسماعيل بن عيّاش وجماعة عن هشام عن أبيه مرسلا.
وروى البزّار، من طريق أبي حمزة الثّمالي، وفيه ضعف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان الرجل إذا قال لزوجته في الجاهلية: أنت عليّ كظهر أمي- حرمت عليه، وكان أول من ظاهر في الإسلام رجل كان تحته بنت عم له يقال لها خويلة، كذا أخرجه مبهما.
وقد رواه ابن شاهين وابن مندة من هذا الوجه بلفظ: أول ظهار كان في الإسلام من أوس بن الصّامت، كانت تحته بنت عم له.
وأخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن ثابت الثمالي، عن عكرمة- مرسلا، فسماها خولة، وسماه أويس بن الصّامت- بالتصغير، وساق القصّة مطوّلة.
وروى أبو داود من طريق يوسف بن عبد اللَّه بن سلام، عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة، قالت: ظاهر منّى زوجي أوس بن الصّامت ... فذكر الحديث، وإسناده حسن.
وروى الدّار الدّارقطنيّ والطّبرانيّ في مسند الشّاميين، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس- أنّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة، قال ابن مندة: تفرد بوصله سعيد بن بشير. ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا.
وروى أبو داود، من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أوس بن الصّامت- حديثا، وقال بعده: عطاء لم يدرك أوسا: هو من أهل بدر قديم الموت.
وقال ابن حبّان: مات في أيام عثمان، وله خمس وثمانون سنة، وقال غيره: مات سنة أربع وثلاثين بالرملة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
343- أوس بن عابد [ (1) ] الأنصاري:
قتل يوم خيبر شهيدا، ذكره ابن عبد البرّ.
__________
[ (286،) ] جامع الرواة 1/ 110، تاريخ جرجان 389، أعيان الشيعة 3/ 510، تنقيح المقال 1106، دائرة معارف الأعلمي 11/ 70، أسد الغابة ت (308) ، الاستيعاب ت (105) .
[ (1) ] أسد الغابة ت 310، الاستيعاب ت 114.(1/303)
344- أوس
بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي [ (1) ] ، يكنى أبا تميم، وربما ينسب إلى جدّه، فقيل أوس بن حجر. روى البغويّ وابن السّكن وابن مندة من طريق فيض بن وثيق، عن صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي شيخ من أهل العرج، قال: أخبرني أبي مالك بن إياس بن مالك أن أباه إياسا أخبره أن أباه مالك بن أوس أخبره أن أباه أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي مر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعه أبو بكر، وهما متوجّهان إلى المدينة «خذوات [ (2) ] » بين الجحفة وهرشى [ (3) ] ، وهما على جمل، فحملهما على فحل إبله، وبعث معهما غلاما يقال له مسعود، فقال له: اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطريق، ولا تفارقهما ... فذكر الحديث.
ورواه الطّبرانيّ- وفي سياقه أن أباه مالك بن أوس بن حجر أخبره أن أباه أوس بن عبد اللَّه بن حجر قال: مرّ بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكره.
ورواه أبو العبّاس السّراج في «تاريخه» ، عن محمد بن عباد العكلي، عن أخيه موسى، عن عبد اللَّه بن يسار، عن إياس بن مالك بن أوس، قال: لما هاجر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ...
فذكره مرسلا.
قال ابن عبد البرّ: مخرج حديثه عن ولده، وهو حديث حسن.
قال: وقد قيل إنه أبو أوس بن تميم بن حجر.
قلت: قلبه بعض الرواة.
وقد أخرج الحاكم في «الإكليل» من طريق الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل، حدثني ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه، عن جده مسعود، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: «أين تريد يا مسعود؟» قلت: جئت لأسلّم عليك، وقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر. قال: «بارك اللَّه عليك» [ (4) ]
وسيأتي طريق لخبره في ترجمة مالك بن أوس.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، معرفة الصحابة 2/ 356، أسد الغابة ت (311) ، الاستيعاب ت (119) .
[ (2) ] في أبقحدوات.
[ (3) ] هرشى: بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر ثنيّة في طريق مكة قريبة من الجحفة من البحر وقيل هرشى هضبة ململمة لا تنبت شيئا وهي على طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1455.
[ (4) ] أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 102. والترمذي في السنن 3/ 400 كتاب النكاح باب 7 ما جاء فيما يقال للمتزوج حديث رقم 1091 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود وفي السنن 1/ 647 كتاب النكاح باب ما يقال للمتزوج رقم 2130. وابن ماجة في السنن 1/ 614 كتاب(1/304)
قلت: وأبوه ضبطه ابن ماكولا بفتحتين، وقيل بضم أوله وإسكان ثانيه.
345- أوس بن عتيك الأنصاري.
تقدم في أنيس.
346 ز- أوس بن عمرو الأنصاري المازني.
ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة.
347 ز- أوس بن عمرو
بن عبد القاري، نزيل مصر، قال القضاعي في «الخطط» : له صحبة، قال: وكان عراك بن مالك عصبة لورثة أوس.
348- أوس بن عوف [ (1) ]
بن جابر بن سفيان بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط ابن جشم بن ثقيف- كذا نسبه ابن حبّان في الصّحابة، وقال: كان في وفد ثقيف.
وزعم أبو نعيم أنه هو أوس بن حذيفة، نسب إلى عوف أحد أجداده.
قلت: وليس كذلك لاختلاف النسبين.
349- أوس بن فائد [ (2) ] .
وقيل ابن فاتك، وقيل: ابن الفاكه، من بني عمرو بن عوف.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر. وروى عبدان من طريق يحيى بن بكير أن أوس بن الفاتك من الصحابة، قتل بخيبر.
350- أوس بن قتادة الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق أيضا فيمن استشهد بخيبر.
351- أوس بن قيظي [ (3) ]
بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ والد عرابة.
شهد أحدا هو وابناه: عرابة، وعبد اللَّه. ويقال: إن أوس بن قيظي كان منافقا، وإنه الّذي قال إن بيوتنا عورة.
__________
[ () ] النكاح باب 23 تهنئة النكاح حديث رقم 1905. والدارميّ في السنن 2/ 134، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1284، والحاكم في المستدرك 2/ 183، وأحمد في المسند 3/ 451 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 148.
[ (1) ] انظر التاريخ لابن معين 2/ 45، الطبقات الكبرى 5/ 501، سيرة ابن هشام 4/ 180، المغازي 961، طبقات خليفة 54، التاريخ الكبير 15، الجرح والتعديل 2/ 303، مقدمة مسند بقي بن مخلد 199، تاريخ الطبري 3/ 97، مشاهير علماء الأمصار 85، المعجم الكبير 1/ 220، تحفة الأشراف 2/ 4، تهذيب الكمال 3/ 388، تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الوافي بالوفيات 9/ 445، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تهذيب التهذيب 1/ 381، تقريب التهذيب 1/ 85، أسد الغابة ت (314) ، الاستيعاب ت (115) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 315.
[ (3) ] أسد الغابة ت 316، الاستيعاب ت 118.(1/305)
وروى أبو الشّيخ في تفسيره من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الثقة عن زيد بن أسلم، قال: مرّ شاس بن قيس- وكان يهوديا عظيم الكفر- على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون، فغاظه ما رأى من تألّفهم بعد العداوة، فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث، ففعل، فتنازعوا وتشاجروا حتى وثب رجلان: أوس بن قيظي من الأوس وجبّار بن صخر من الخزرج، فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم، وأصلح بينهم، فسمعوا وأطاعوا، فأنزل اللَّه في أوس وجبّار ومن كان معهما: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ [آل عمران 100] .
وفي سنن ابن قيس: يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ ... [آل عمران 99] الآية. والحديث طويل أنا اختصرته، وإسناده مرسل، وفيه راو مبهم، أخرجه أبو عمر.
352- أوس بن مالك الأشجعيّ [ (1) ] .
له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم، ذكره ابن مندة مختصرا.
353- أوس بن مالك [ (2) ]
بن قيس بن محرّث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار، أبو السّائب المازنيّ. شهد أحدا، ذكره ابن شاهين مختصرا، وكذا ذكره الطّبريّ.
354- أوس بن مالك الأنصاري.
تقدم في أوس بن ثابت.
355 ز- أوس بن مالك
بن نمط الهمدانيّ. يأتي في نمط بن قيس.
356- أوس بن معاذ [ (3) ]
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بئر معونة، وكذا ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب.
357- أوس بن المعلّى [ (4) ]
بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عديّ بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة. واستدركه ابن الأثير.
358- أوس بن معير [ (5) ] ،
أبو محذورة. يأتي في الكنى.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 318.
[ (2) ] أسد الغابة ت 319.
[ (3) ] أسد الغابة ت (322) ، انظر تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، معرفة الصحابة 2/ 362.
[ (4) ] أسد الغابة ت (323) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (324) ، الاستيعاب ت (116) .(1/306)
سماه خليفة، والزّبير بن بكّار أوسا، وسماه أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن سعد، وأبو خيثمة: سمرة. وقيل- عن ابن معين: اسمه معير بن نفير، كذا نقله عن ابن شاهين.
وقال أبو عمر: قد قيل إن أوس بن معير أخو أبي محذورة، وفي ذلك نظر، والأول- يعني أنه اسم أبي محذورة- أصحّ وأشهر. ثم نقل عن ابن الزبير أن اسم أبي محذورة أوس، وأن له أخا اسمه أنيس قتل كافرا. وبه جزم ابن حزم، وخطأ من خالفه. وعن أبي اليقظان أن اسم أبي محذورة سمرة وأنّ أخاه اسمه أوس، وقتل يوم بدر كافرا.
359 ز- أوس بن مغراء الأنصاريّ.
ذكره وثيمة فيمن استشهد باليمامة.
360- أوس بن المنذر الأنصاري [ (1) ] ،
من بني عمرو بن مالك بن النجار. ذكره ابن إسحاق وأبو الأسود، عن عروة، فيمن استشهد بأحد.
361 ز- أوس بن يزيد [ (2) ] بن أصرم [ (3) ] .
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد العقبة.
362 ز- أوس الأنصاريّ [ (4) ]
أفرده الطبرانيّ عمن تقدّم.
وروي بسنده إلى أبي الزّبير، عن سعيد بن أوس الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطّرق، فنادوا: يا معشر المسلمين، اغدوا إلى ربّ كريم يمنّ بالخير، ثمّ يثيب عليه الجزيل..» وفي آخره: «فهو يوم الجوائز
[ (5) ] » .
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن توبة أو أبي توبة، عن سعيد بن أوس، عن أبيه- نحوه، كذا أخرجه المعافي في «الجليس» من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن أبي توبة بغير شكّ.
363 ز- أوس الأنصاريّ-
آخر. له ذكر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (325) .
[ (2) ] سقط في ب.
[ (3) ] أسد الغابة ت (326) . معرفة الصحابة 2/ 364
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36. معرفة الصحابة 2/ 360، أسد الغابة ت (332) .
[ (5) ] قال الهيثمي في الزوائد 2/ 204 رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه الثوري وروى عنه هو وشعبة وضعفه الناس وهو متروك والطبراني في الكبير 1/ 196. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23740.(1/307)
روى الحاكم في «الإكليل» من طريق الواقديّ، عن ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل، عن ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه مسعود ... فذكر الحديث في غزاة بني المصطلق، وفي آخره: وكان هاشم بن صبابة قد خرج في طلب العدوّ، فرجع في ريح شديدة وعجاج، فتلقّاه رجل من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس، فظنّ أن هاشما من المشركين، فحمل عليه فقتله، فعلم بعد أنه مسلم، فأمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يخرج ديته ...
فذكر الحديث مطوّلا.
364 ز- أوس الكلابيّ.
روى ابن قانع، من طريق يحيى بن راشد. عن المعلّى بن حاجب بن أوس الكلابيّ، عن أبيه عن جدّه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعته على ما بايعه الناس.
وقد ذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان: أن أوسا الكلابي يروي عن الضّحّاك ابن سفيان، وعنه ابنه حاجب. فاللَّه أعلم.
365- أوس المرئيّ:
بالراء بعدها همزة. من بني امرئ القيس. له ذكر في حديث ابنته، رواه عبدان:
حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثتنا جيدة بنت أبي العلانية محمد ابن أعين، حدثني أبي، عن أم جميل بنت أوس المرئية [ (1) ] ، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبي وعليّ ذوائب لي وقزّعة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «احلق عنها زيّ أهل الجاهليّة وائتني بها» ،
فذهب بي أبي فحلقه عني وردّني، فدعا لي وبارك عليّ، ومسح يده على رأسي.
وأورده ابن قانع من هذا الوجه، لكنه قال أوس المزنيّ- بالزاي والنون. وهو تصحيف.
وذكر أبو عليّ في ذيل «الاستيعاب» أنّ اسمها جميلة.
366- أوس مولى [ (2) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
جزم ابن حبّان بأنه اسم أبي كبشة. وقال الطّبرانيّ:
أوس، ويقال: سليم وسيأتي في الكنى.
367- أوس:
يقال هو اسم أبي زيد الأنصاريّ الّذي جمع القرآن، قاله إسماعيل القاضي، عن علي بن المديني، وسيأتي في الكنى.
368- أوفى بن عرفطة [ (3) ] :
له صحبة، قاله ابن عبد البر، قال: واستشهد أبوه يوم الطّائف.
__________
[ (1) ] في أالمزية.
[ (2) ] الثقات لابن حبان 3/ 12، معرفة الصحابة 2/ 364.
[ (3) ] أسد الغابة ت 329، الاستيعاب ت 121.(1/308)
قلت: وهو عرفطة بن حباب الأزديّ حليف بني أميّة. كما سيأتي.
369- أوفى [ (1) ] بن مولة التميمي
العنبري. ذكره البغوي وغيره في الصحابة.
وروى الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق عبد الغفار بن منقذ بن حصين بن حجار بن أوفى بن مولة، عن أبيه، عن جده، عن أوفى بن مولة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقطعني الغميم، وشرط عليّ: «وإنّ ابن السّبيل أوّل ريّان [ (2) ] » ،
وأقطع ساعدة- رجلا منّا- بئرا بالفلاة، وأقطع إياس بن قتادة الجابية [ (3) ] ، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعا، قال ابن عبد البرّ: ليس إسناد حديثه بالقوي.
370- أويس بن الصامت.
تقدم في أوس.
باب الألف بعدها ياء
371- إياد، أبو السّمح،
مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [ (4) ] . مشهور بكنيته، يأتي في الكنى.
372- إياس بن أوس [ (5) ]
بن عتيك الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد بأحد، وكذا ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود، عن عروة، وخالفهم ابن الكلبيّ، فزعم أنه استشهد بالخندق.
373- إياس بن البكير [ (6) ] :
ويقال: ابن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب [ (7) ] بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي، حليف بني عدي.
قال البخاريّ في صحيحه: قال اللّيث: حدثني الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، الطبقات 197، الوافي بالوفيات 9/ 454، أسد الغابة ت (330) ، الاستيعاب ت (120) .
[ (2) ] ذكره الهيثمي في المجمع 6/ 12 في كتاب الجهاد، باب ما يقطع من الأرض والمياه وقال وفيه من لم أعرفهم.
[ (3) ] الجابية: بكسر الباء وياء مخففة، وأصله في اللغة الحوض الّذي يجبى فيه الماء للإبل وهي قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان.
[ (4) ] أسد الغابة ت (332) ، الاستيعاب ت (162) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (333) ، الاستيعاب ت (126) ، السيرة لابن هشام 1/ 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، معرفة الصحابة 2/ 327.
[ (6) ] في أإياس بن البكير ويقال ابن أبي البكير.
[ (7) ] طبقات ابن سعد 3/ 1/ 283، طبقات خليفة 23، العقد الثمين 3/ 339، أسد الغابة ت (334) ، الاستيعاب ت (122) .(1/309)
ابن ثوبان أن محمد بن إياس بن البكير حدثه، وكان أبوه شهد بدرا ووصله في تاريخه.
وقال ابن إسحاق: لا نعلم أربعة إخوة شهدوا بدرا غير إياس وإخوته: عاقل، وخالد، وعامر، وذكر أنهم هاجروا جميعا فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر.
وقال ابن يونس: شهد إياس فتح مصر، وتوفّي سنة أربع وثلاثين، واستشهد أخوه عاقل يوم بدر، وأخوه خالد يوم الرّجيع [ (1) ] ، وأخوه عامر باليمامة.
374- إياس بن ثعلبة [ (2) ] ،
أبو أمامة البلوي، حليف بني حارثة من الأنصار، ويأتي في الكنى.
375- إياس بن رئاب، [ (3) ]
هو ابن هلال بن رئاب، نسب إلى جده. وسيأتي قريبا.
376- إياس بن سلمة [ (4) ]
بن الأكوع، ذكره ابن عبد البر في الصّحابة.، وقال: مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشعر، وفيه نظر.
قلت: إن كان هو الّذي روى عنه أبو العميس فليست له صحبة، لأنه ولد في زمن عثمان. وإن كان لسلمة ابن يقال له إياس أيضا فهو محتمل. وقد سبق ابن عبد البر إلى ذلك المرزباني في معجمه، لكن لم يصرح بأنّ له صحبة، بل قال في ترجمته: هو القائل يمدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم:
سمح الخليقة ماجد وكلامه ... حق وفيه رحمة ونكال
أولاد قيلة حوله في غابة ... كالأسد ترفأ [ (5) ] حولها الأشبال
[الكامل]
__________
[ (1) ] رجيع: بفتح أوله وبالعين المهملة على فعيل هو الموضع الّذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة نفر الذين بعثهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فهم عاصم بن ثابت الّذي حمته الدّبر وهو ماء الهذيل، قرب الهذّة بين مكة والطائف والرجيع: واد قرب خيبر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 606.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، تقريب التهذيب 871، تهذيب الكمال 1/ 127، أسد الغابة ت (335) ، الاستيعاب ت (130) ، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 107، الوافي بالوفيات 9/ 462، تهذيب التهذيب 3/ 387، بقي بن مخلد 207.
[ (3) ] أسد الغابة ت (336) .
[ (4) ] طبقات ابن سعد 5/ 248، طبقات خليفة 249، التاريخ الكبير 4391، الجرح والتعديل 2/ 279، تهذيب الكمال 129، تذهيب التهذيب 1- 76/ 1، تاريخ الإسلام 4/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 388، خلاصة تذهيب الكمال 42.
[ (5) ] في ج، د ترقى.(1/310)
وكان وجه النظر من كونه لا يلزم من مدحه للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يكون له صحبة.
377- إياس بن سهل الجهنيّ [ (1) ]
حليف الأنصار.
ذكره ابن مندة، قال أبو نعيم: أظنه تابعيا،
روى ابن مندة من طريق موسى بن جبير:
سمعت من حدثني عن إياس الجهنيّ أنه كان يقول: قال معاذ: يا نبي اللَّه، أيّ الإيمان أفضل؟ قال: «تحبّ للَّه، وتبغض للَّه، وتعمل لسانك في ذكر اللَّه» .
قال: وروى مصعب بن المقدام، عن محمد بن إبراهيم المدني، عن أبي حازم، أنه جلس إلى إياس بن سهل الأنصاري في مسجد بني ساعدة، فقال لي: أقبل عليّ أبا حازم أحدّثك عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قلت: الإسناد الأول منقطع. وفي الثاني محمد بن إبراهيم، وهو ابن أبي حميد- أحد الضّعفاء.
378 ز- إياس بن شراحيل [ (2) ]
بن قيس بن يزيد بن امرئ القيس بن بكر بن الحارث بن معاوية الكندي.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله ابن الكلبيّ، وابن سعد، والطبريّ، واستدركه ابن معوز، وحكاه الرشاطيّ.
379 ز- إياس بن عبد الأسد القاري [ (3) ] ،
حليف بني زهرة.
ذكره سعيد بن عفير فيمن شهد فتح مصر من الصحابة، واختطّ بها دارا. أخرجه ابن مندة.
380- إياس بن عبد اللَّه [ (4) ] :
ويقال ابن عبد الفهري. أبو عبد الرحمن. مشهور بكنيته. يأتي في: «الكنى» .
381 ز- إياس بن عبد اللَّه الفهري [ (5) ] .
382 ز- إياس [ (6) ]
بن عبد اللَّه بن أبي ذباب الدّوسي [ (7) ] . من أهل مكّة. قال ابن حبّان:
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، معرفة الصحابة 2/ 328.
[ (2) ] أسد الغابة ت (338) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (339) .
[ (4) ] انظر الثقات 3/ 13، تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الاستيعاب ت (128) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (340) .
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 3/ 12، تهذيب الكمال 1/ 127، تهذيب التهذيب 1/ 389، تقريب التهذيب 1/ 87، الوافي بالوفيات 9/ 463، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 108، التاريخ(1/311)
يقال: إنّ له صحبة. ثم أعاده في التابعين، وقال: لا يصحّ عندي أنّ له صحبة.
روى أبو داود والنّسائيّ وغيرهما حديثا بإسناد صحيح، لكن قال ابن السكن: لم يذكر سماعا، وقال البخاريّ: لا نعرف له صحبة.
383- إياس بن عبد.
أبو عوف المزني [ (1) ] قال البخاريّ، وابن حبان: له صحبة، روى له أصحاب السنن وأحمد حديثا في بيع الماء.
قال البغويّ وابن السّكن: لم يرو غيره، ويقال كنيته أبو الفرات.
نزل الكوفة، قال البغويّ: حدّثنا عليّ بن سلمة، حدّثنا ابن عيينة، قال: سألت عنه بالكوفة فأخبرت أنه من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروي أيضا من طريق ابن عيينة، قال: سألت عبد اللَّه بن الوليد بن عبد اللَّه بن معقل ابن مقرّن المزني قلت: تعرف إياس بن عبد المزني؟ فقال: هو جدّي أبو أمي. وروي أيضا من طريق عمرو بن دينار عن أبي المنهال- وهو عبد الرحمن بن مطعم، قال: سمعت إياس ابن عبد صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا موقوفا.
384- إياس بن عبس [ (2) ]
بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الدّيل بن صباح العبديّ الصباحي.
ذكره الرّشاطيّ عن أبي عمرو الشّيبانيّ أنه ممن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الأشجّ هو وأخوه القائف. وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة القائف إن شاء اللَّه تعالى.
385- إياس بن عديّ الأنصاري [ (3) ]
من بني عمرو بن مالك بن النجار.
استشهد يوم أحد، قاله ابن عبد البرّ، وقال: لم يذكره ابن إسحاق.
قلت: قد ذكره ابن هشام [ (4) ] من زياداته.
__________
[ () ] الكبير 1/ 440، العقد الثمين 1/ 340، الجرح والتعديل 2/ 1008، الكاشف 1/ 144، بقي بن مخلد 770، أسد الغابة ت (341) ، الاستيعاب ت (129) .
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 9/ 13، تهذيب الكمال 1/ 127، تقريب التهذيب 1/ 87، الكاشف 1/ 144، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 108، الوافي بالوفيات 9/ 462، العقد الثمين 1/ 340، تهذيب التهذيب 1/ 389، الجرح والتعديل 14، ترجمة 44، بقي بن مخلد 480، أسد الغابة ت (348) ، الاستيعاب ت (127) .
[ (2) ] في ج عيسى.
[ (3) ] أسد الغابة ت (343) والاستيعاب ت (125) .
[ (4) ] في أفي.(1/312)
386- إياس بن قتادة التميمي [ (1) ]
العنبري تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة، وهم فيه بعضهم فصحّفه فقال: العنزي- بالزاي.
وفي بني تميم آخر يقال له إياس بن قتادة، لكنه مجاشعيّ لا صحبة له.
ذكر المبرّد في «الكامل» أن الأحنف دفعه إلى الأزد رهينة من أجل الدّيات التي تحمّل بها في الفتنة الواقعة بين الأزد وتميم بعد عبيد اللَّه بن زياد سنة بضع وستين.
387- إياس بن معاذ [ (2) ]
الأنصاري الأشهلي. قال ابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة.
وذكره البخاريّ في تاريخه «الأوسط» فيمن مات على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من المهاجرين الأولين والأنصار، وترجم له في التاريخ الكبير.
وقال مصعب الزّبيريّ: قدم إياس مكة وهو غلام قبل الهجرة فرجع ومات قبل هجرة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر قومه أنه مات مسلما.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثني الحصين [ (3) ] بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد، قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: «هل لكم إلى خير ممّا جئتم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قال: «أنا رسول اللَّه، بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا [ (4) ] » ،
ثمّ ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ: يا قوم، هذا واللَّه خير مما جئتم له. فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء، فضرب وجهه بها، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا، فسكت، وقام وانصرفوا، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك.
قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومه أنّهم لم يزالوا يسمعونه يهلّل اللَّه
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، معرفة الصحابة 2/ 329، أسد الغابة ت (345) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 3/ 12، الوافي بالوفيات 9/ 464، التحفة اللطيفة 1/ 350، الاستبصار 212، 213، التاريخ الكبير 1/ 442، الطبقات الكبرى 3/ 438، التاريخ الصغير 20، معجم رجال الحديث 3/ 249، أسد الغابة ت (347) ، الاستيعاب ت (123) .
[ (3) ] في ج الحسين.
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 427، والطبراني في الكبير 1/ 351، والحاكم في المستدرك 3/ 180، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله مسلم مرسلا والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 162 وكنز العمال حديث رقم 36849.(1/313)
ويكبّره ويحمده ويسبّحه، فكانوا لا يشكون أنه مات مسلما.
رواه جماعة عن ابن إسحاق هكذا، وهو من صحيح حديثه، لكن رواه زياد البكّائي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو- بدل الحصين، والأول أرجح. أشار إلى ذلك البخاريّ في تاريخه.
388- إياس
بن هلال بن رئاب بن عبد اللَّه المزني، أبو قرّة. له ولولده صحبة، قاله ابن قتيبة.
وروى النّسائيّ وابن ماجة وابن أبي خيثمة وابن السّكن والباورديّ وغيرهم من طريق يوسف بن المبارك، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أباه جدّ معاوية إلى رجل عرّس بامرأة ابنه، فضرب عنقه وخمّس ماله. إسناده حسن.
وهكذا رواه عبد اللَّه بن الوضّاح، وأحمد بن عبد اللَّه العتكيّ، عن عبد اللَّه بن إدريس.
وقال ابن السّكن: هو معروف ب «يوسف» لم يروه من الثّقات غيره.
قلت: قد رواه إسحاق بن راهويه، عن عبد اللَّه بن إدريس، فلم يذكر قرّة في إسناده.
وقال ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: هذا حديث صحيح. كأن ابن إدريس أسنده لقوم وأرسله لآخرين.
وروى ابن قانع والباورديّ وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه- أنه ذهب مع أبيه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فرآه محلول الإزار، فأدخل يده فوضعها في الخاتم.
389- إياس بن ودقة الأنصاري [ (1) ] ،
من بني سالم بن عوف بن الخزرج.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم اليمامة.
قال أبو موسى المدينيّ: رأيته في نسخة بالفاء، والصّواب بالقاف، والدال مفتوحة بالاتفاق، مختلف في إعجامها وإهمالها.
390 ز- أيسر-
لقب أبي ليلى الأنصاري، والد عبد الرّحمن. واسم أبي ليلى داود بن بلال. كذا سمّاه ونسبه حفيده محمد بن عمران بن عبد اللَّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وسيأتي ذكر أبي ليلى في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[ (1) ] تبصير المنتبه 4/ 1470، أسد الغابة ت (349) والاستيعاب ت (124) .(1/314)
391 ز- أيفع بن عبد كلال الحميري.
قال أبو الفتح الأزدي: له صحبة. قال:
وروى أيفع عن عبد اللَّه بن عمر، فإن صحّ فهو آخر.
قلت: الرّاوي عن ابن عمر آخر بلا شك، لكن لهم ثالث، وهو أيفع بن عبد الكلاعي حمصي، روى عن راشد بن سعد وغيره، وأرسل أحاديث، وسيأتي في القسم الأخير.
392- إيماء بن رحضة [ (1) ]
بن خرّبة بن خفاف بن حارثة بن غفار. قديم الإسلام. قال ابن المدينيّ: له صحبة. قال: وقد روى حنظلة الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة حديث القنوت. وقال بعضهم: عن إيماء بن رحضة.
وروى مسلم في صحيحه قصة إسلام أبي ذرّ من طريق عبد اللَّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ، وفيها: فجئنا قومنا فأسلم نصفها قبل أن يقدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة. وكان يؤمّهم إيماء بن رحضة الغفاريّ. [ولكن ذكر أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء بن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدّم على إسلام أبيه. واللَّه أعلم] [ (2) ] .
وذكر الزّبير بن بكّار من حديث حكيم بن حزام أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع المشركين، فيكون إسلامه بعد ذلك.
وذكر ابن سعد أنه أسلم قريبا من الحديبيّة. وهذا يعارض رواية مسلم.
وقال ابن سعد: كان سكن غيقة [ (3) ] من ناحية السّقيا [ (4) ] ، ويأوي إلى المدينة، وسيأتي ذكر ابنه خفاف في موضعه، والقصة المذكورة عن حكيم بن حزام فيها، قال: فخرج عتبة ابن ربيعة مبادرا، وخرجت معه لئلا يفوتني من الخير شيء، وعتبة يبكي على إيماء بن رحضة الغفاريّ، وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر [ (5) ] وفيها أن أبا جهل لما كلمه عتبة بن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، الثقات 3/ 109، التحفة اللطيفة 1/ 351، الطبقات الكبرى 4/ 221.
[ (2) ] سقط في أ، أسد الغابة ت (351) ، الاستيعاب ت (136) .
[ (3) ] غيقة: بالفتح ثم السكون ثم القاف ثم الهاء موضع بظهر الحرة، حرّة النار لبني ثعلبة وقيل: بين مكة والمدينة في بلاد غفار، وقيل: خيت في ساحل بحر الحجاز فيه أودية وقيل: حساء على شاطئ البحر فوق العذببة وقيل: مويهة عليها نخل بطرف جبل جهينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 1007.
[ (4) ] سقيا: بالضم ثم السكون «ثم مثناة تحتانية مقصور» قرية جامعة من عمل م 2/ 721 الفرع بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلا وقيل تسعة وعشرون وقيل السّقيا: من أسافل أودية تهامة وقيل السقيا: بركة وأحساء غليظة دون شميراء للمصعد إلى مكة منها إليها أربعة أميال والسقيا: قرية على باب منبج ذات بساتين كثيرة وقبل بئر بالمدينة وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها.
[ (5) ] ثبت في أ. وفيها أن أبا جهم لما كلمه عتبة بن ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك(1/315)
ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك وسل سيفه فضرب به متن فرسه، فقال إيماء بن رحضة ليس القاتل هذا.
393- أيمن بن خريم
بن الأخرم [ (1) ] بن شدّاد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسديّ. قال المبرد في «الكامل» : له صحبة، وأنشد له شعرا قاله في قتل عثمان يقول فيه:
إنّ الّذين تولّوا قتله سفها ... لقوا أثاما وخسرانا وما ربحوا
[البسيط] وقال المرزبانيّ: قيل له صحبة.
وقال ابن عبد البرّ: أسلم يوم الفتح، وهو غلام يفعة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وأخرج له التّرمذيّ حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم واستغربه، وقال: لا نعرف لأيمن سماعا من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يقف ابن عبد البر على هذا الحديث، فقال: قال الدّار الدّارقطنيّ: روى أيمن عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه وعمّه.
قال الصّوليّ: كان أيمن يسمى خليل الخلفاء، لإعجابهم به وبحديثه لفصاحته وعلمه، وكان به وضح يغيّره بزعفران، فكان عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر يواكله ويحتمل له ما به من الوضح لإعجابه به.
وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، قال مروان بن الحكم لأيمن ابن خريم يوم المرج: ألا تخرج تقاتل معنا؟ فقال: إن أبي وعمّي شهدا بدرا، وعهدا إليّ ألا أقاتل مسلما.... الحديث.
كذا فيه شهدا بدرا، وهو خطأ كما سنبينه في ترجمة خريم إن شاء اللَّه تعالى.
394- أيمن
بن أم أيمن [ (2) ] ، وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج.
كذا نسّبه ابن سعد وابن مندة.
__________
[ () ] وسل سيفه فضرب به متن فرسه وقال ايماء بن رخصة: ليس القاتل هذا.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، الإكمال 7/ 70، تهذيب الكمال 1/ 132، تهذيب التهذيب 1/ 392، تقريب التهذيب 1/ 88، الجرح والتعديل 2/ 1206، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 109، الكاشف 1/ 144، الطبقات الكبرى 6/ 38، التاريخ الكبير 2/ 24 أسد الغابة ت (352) ، الاستيعاب ت (132) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، معرفة الصحابة 2/ 372، الاستيعاب ت (131) .(1/316)
وأما أبو عمر فقال: أيمن بن عبيد الحبشي. وهو أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لأمّه وكانت أم أيمن تزوّجت في الجاهلية بمكة عبيد بن عمرو المذكور، وكان قدم مكّة، وأقام بها، ثم نقل أم أيمن إلى يثرب، فولدت له أيمن، ثم مات عنها فرجعت إلى مكّة، فتزوّجها زيد بن حارثة: قاله البلاذريّ عن حفص بن عمر، عن الهيثم بن عدي عن الشعبي.
وقع ذكره في صحيح البخاريّ، وسيأتي ذلك في ترجمة ابنه الحجاج بن أيمن في قسم من له رؤية.
ويقال إنه الّذي روى عنه عطاء ومجاهد حديث القطع في السرقة، وقد أوضحت صحة ذلك بشواهده في مختصر التهذيب [ (1) ] .
وقال إبراهيم الحربيّ: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو- أنّ سليمان بن زياد حدّثه أنّ عبد اللَّه بن الحارث حدثه أن أيمن وفتية معه تعرّوا واجتلدوا، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا من اللَّه استحيوا ولا من رسوله استتروا» .
وأم أيمن تقول: يا رسول اللَّه، استغفر لهم فيأبى، ما استغفر لهم.
ورواه الطّبرانيّ أيضا. وقد فرق ابن أبي خيثمة بين أيمن الحبشي، وبين أيمن بن أم أيمن. وهو الصّواب.
395 ز- أيمن-
أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب [ (2) ] ، كما تقدم في أبرهة.
396- أيوب بن مكرز [ (3) ]
قال ابن شاهين: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن يزيد، قال: وممن عدّ في أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أيوب بن مكرز.
وذكره أبو جعفر الطّبريّ أيضا في الصحابة.
أما أيّوب بن عبد اللَّه بن مكرز بن حفص بن الأحنف القرشي العامري فهو تابعي، له رواية عن ابن مسعود وغيره، وولي غزو الرّوم في أيام معاوية، وكان صاحب الترجمة عمّه.
__________
[ (1) ] المسمى بالتقريب.
[ (2) ] أسد الغابة ت 355.
[ (3) ] أسد الغابة ت 357.(1/317)
القسم الثاني من حرف الألف
[في ذكر من له رؤية باب الهمزة بعدها الألف] [ (1) ]
397 ز- آدم بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
ذكر ابن حزم وغيره أنه الّذي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيه: «وأوّل دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث» [ (2) ]
وسمّاه الزبير بن بكّار أيضا.
وقد قال البلاذريّ: كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الدّيل، فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم، ونزله بنو سعد بن ليث، فأغار عليهم.
وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم، فقتل، فوضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه يوم الفتح، ويقال هو تصحيف.
قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : وإنما هو دم ابن ربيعة، كذا قال، وفيه نظر. وقيل اسمه إياس، ذكره أبو سعد النيسابورىّ، وقيل غير ذلك.
وسيأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.
[باب الهمزة بعدها الباء] [ (3) ]
398- إبراهيم ابن [ (4) ] سيد البشر
محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم. أمّه مارية القبطية، ولدته في ذي الحجة سنة ثمان.
قال مصعب الزّبيريّ. ومات سنة عشر، جزم به الواقديّ، وقال: يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول.
وقالت عائشة: عاش ثمانية عشر شهرا. وقال محمد بن المؤمّل: بلغ سبعة عشر شهرا وثمانية أيام. وأخرج ابن مندة، من طريق ابن لهيعة، عن عقيل ويزيد بن أبي حبيب، كلاهما عن ابن شهاب، عن أنس: لما ولد إبراهيم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم،
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الطبقات الكبرى 1/ 134، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 1/ 142،
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] أسد الغابة ت (6) .(1/318)
حتى أتاه جبريل عليه السّلام، فقال: «السّلام عليك يا أبا إبراهيم» ، هذا حديث غريب من حديث الزهريّ.
وقال أحمد في مسندة: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد توفّي إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو ابن ثمانية عشر شهرا، فلم يصلّ عليه. إسناده حسن، ورواه البزّار وأبو يعلى، وصحّحه ابن حزم، لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه: حديث منكر.
وقال الخطّابيّ: حديث عائشة أحسن اتصالا من الرواية التي فيها أنه صلّى عليه، قال:
ولكن هي أولى.
وقال ابن عبد البرّ: حديث عائشة لا يصح. ثم قال: وقد يحتمل أن يكون معناه لم يصلّ عليه في جماعة، أو أمر أصحابه فصلّوا عليه ولم يحضرهم.
وروى ابن ماجة من حديث ابن عباس، قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ له مرضعا في الجنّة، فلو عاش لكان صدّيقا نبيّا، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما استرقّ قبطيّ» [ (1) ] .
وفي سنده أبو شيبة الواسطيّ إبراهيم بن عثمان، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، ووقع لنا من طريقة بعلوّ. وقال: غريب.
وروى ابن سعد، وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان، وهو ضعيف، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم وكبّر عليه أربعا
[ (2) ] .
وروى البزّار من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد- مثله، وفيه عبد الرحمن بن مالك بن معقل- وهو ضعيف.
وروى أحمد من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء، عن الشعبي، عن البراء. قال:
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 484 عن ابن عباس ولفظه لما مات إبراهيم ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقال إن له مرضعا في الجنة ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي. كتاب الجنائز (6) باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول اللَّه وذكر وفاته (27) حديث رقم 1511، وأحمد 4/ 289، وابن سعد 1: 1: 92 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 484 في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط قال فيه البخاري سكتوا عنه وقال ابن المبارك ارم به، وقال ابن معين ليس بثقة وقال أحمد منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث. وأخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 296.
[ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 431 عن جعفر بن محمد عن أبيه وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 38 عن أنس وقال رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيد اللَّه العزرمي وهو ضعيف.(1/319)
قد صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ابنه إبراهيم. ومات وهو ابن ستة عشر شهرا، ورواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، فلم يذكر البراء، وكذا عبد الرزاق.
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» - من طريق سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم حين مات.
قال النّوويّ: الّذي ذهب إليه الجمهور أنه صلّى عليه وكبّر عليه أربع تكبيرات.
وفي صحيح البخاريّ أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشكّ.
وأخرج ابن مندة، من طريق أبي عامر الأسدي، عن سفيان، عن السّديّ، عن أنس، قال: توفّي إبراهيم ابن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال: «ادفنوه بالبقيع، فإنّ له مرضعا تتمّ رضاعه في الجنّة» [ (1) ] ،
وقال: غريب، لا نعرفه من حديث الثوريّ إلّا من هذا الوجه.
قلت: أخرج البخاريّ من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت:
لعبد اللَّه بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [أكبر] ؟ قال: مات صغيرا، ولو قضى أن يكون بعد محمد نبيّ عاش ابنه إبراهيم، ولكني لا نبيّ بعده.
وأخرجه أحمد عن وكيع، عن إسماعيل: سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نبيّ ما مات ابنه إبراهيم.
وروى إسماعيل السّدّيّ، عن أنس، كان إبراهيم قد ملأ المهد، ولو بقي لكان نبيّا، لكن لم يكن ليبقى، فإنّ نبيكم آخر الأنبياء.
وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت لابن أبي أوفى: هل رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: نعم كان أشبه الناس به، مات وهو صغير.
وقد استنكر ابن عبد البرّ حديث أنس، فقال- بعد إيراده في التمهيد: لا أدري ما هذا؟
فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي، ولو لم يلد النبي إلا نبيّا لكان كل أحد نبيّا، لأنهم من ولد نوح، ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى.
وقال النّوويّ في ترجمة إبراهيم من تهذيبه: وأما ما روي عن بعض المتقدمين: لو
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40454 وعزاه لعبد الرزاق في المصنف وابن عساكر في تاريخه وأحمد في المسند 4/ 297، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 112 وعزاه للبراء بن عازب.(1/320)
عاش إبراهيم لكان نبيّا فباطل وجسارة على الكلام على المغيّبات، ومجازفة وهجوم على عظيم. انتهى.
وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره. وجوابه أنّ القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع، ولا نظنّ بالصّحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه، واللَّه أعلم.
قال ثابت البنانيّ: قال أنس: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ولد لي اللّيلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم ... »
الحديث.
أخرجه البخاريّ ومسلم، وفيه قصّة موته، وأنه دخل عليه وهو يجود بنفسه، فجعلت عيناه تذرفان، وفيه: «إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يرضي ربّنا، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون» [ (1) ] .
ولمسلم من طريق عمرو بن سعيد عن أنس: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيأخذه ويقبّله، فذكر قصة موته.
وكانت وفاة إبراهيم في ربيع الأول. وقيل: في رمضان: وقيل في ذي الحجة. [وهذا الثالث باطل على القول بأنه مات سنة عشر، لأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان في حجة الوداع إلا إن كان مات في آخر ذي الحجة. وقد حكى البيهقيّ قولا بأنه عاش سبعين يوما فقط، فعلى هذا يكون مات سنة ثمان واللَّه أعلم] [ (2) ] .
399-[إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ]
آخر. ذكر عليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازي في تاريخه، وهو جزء لطيف- أن خديجة ولدت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بناته الأربع، ثم ولدت من بعد البنات: القاسم، والطّاهر، وإبراهيم، والطّيب، فذهبت الغلمة وهم مرضعون، ولم يذكر مارية القبطية. وقال في قصتها: ولدت إبراهيم ومات صغيرا. وهذا لم يره لغيره، ولم يذكر
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 105. والنسائي 4/ 19 كتاب الجنائز باب 16 الرخصة في البكاء على الميت حديث رقم 1859. والحاكم في المستدرك 3/ 412. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1424، وابن أبي شيبة 7/ 416 وأحمد في المسند 2/ 110.
[ (2) ] بدل ما في القوسين في أ. ثم اختلفوا وقيل: كانت في رابع الشهر، وقيل: في عشرة، وقيل: في آخره، ولا يصح على هذه الأقوال أن يكون في ذي الحجة لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذ ذاك في الحج، وإبراهيم مات بالمدينة بلا خلاف.
[ (3) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 134، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 102، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 2/ 142.(1/321)
مارية وما له منها، ولم يكن ما ذكره غلطا محضا بل يكون انتقل ذهنه فظنّ أن الأولاد كلهم من خديجة، وغفل عن مارية] [ (1) ] .
400- إبراهيم بن الحارث
بن خالد بن صخر التيمي [ (2) ] . تقدم ذكره في القسم الأول.
401- إبراهيم بن الحارث
بن هشام. يأتي [ذكره] [ (3) ] في عبد الرحمن [بن الحارث] [ (4) ] .
402- إبراهيم بن خلّاد
بن سويد الأنصاري [ (5) ] . قال ابن مندة: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير، وجاء عنه حديث مرسل، روى الباوردي من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد اللَّه، عن إبراهيم بن خلّاد بن سويد، قال: جاء جبريل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «يا محمّد، كن عجّاجا ثجّاجا» [ (6) ] ، ورواه أبو تميلة عن ابن إسحاق، فقال: عن إبراهيم بن خلّاد، عن أبيه.
قلت: ولا يصحّ أيضا سماعه من أبيه.
وقد رواه الثّوريّ وموسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن أبي لبيد، عن المطلب، عن خلّاد بن السّائب، عن خلّاد بن سويد، عن زيد بن خالد الجهنيّ، وهو المحفوظ.
وتعقّب الدّمياطيّ قول ابن مندة بأن قال: الصّواب في نسب إبراهيم هذا أنه إبراهيم ابن خلّاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاريّ، قال: وأبوه خلّاد بن السّائب ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من التابعين، فكيف يمكن أن يكون ولده ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟.
قلت: وفي هذا التعقيب نظر، فيحتمل أن يكون صاحب الترجمة أخا السّائب بن خلّاد الصّحابيّ الآتي ذكره. وهو جدّ إبراهيم الّذي ذكره الدمياطيّ، فيكون صاحب الترجمة عمّ أبيه. واللَّه أعلم.
403- إبراهيم بن صالح.
هو [أبو] [ (7) ] ابن نعيم. يأتي.
__________
[ (1) ] سقط في أ، ج، د.
[ (2) ] أسد الغابة ت 8.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2 وأسد الغابة ت (9) .
[ (6) ] العجّ: رفع الصوت بالتلبية، وقد عجّ- يعجّ فهو عاجّ وعجّاج. النهاية 3/ 184. والثّجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي يقال ثجّه يثجّه ثجّا. النهاية 1/ 207.
[ (7) ] سقط في أ.(1/322)
404- إبراهيم بن عبد الرحمن
بن عوف الزهري المدني [ (1) ] .
قال الواقديّ وغيره: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
قال البخاريّ في «الأوسط» : روى يونس عن ابن شهاب، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: استسقى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال بعضهم: استسقى بنا، قال: ولا يصحّ، لأن أمّه أمّ كلثوم زوجها أخوها الوليد أيام الفتح.
وقال يعقوب بن شيبة: كان يعدّ في الطبقة الأولى من التابعين، ولا نعلم أحدا من ولد عبد الرحمن روى عن عمر سماعا غيره.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن عليّة، عن إسماعيل بن أمية، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: إني لأذكر مسك شاة أمرت بها أميّ فذبحت حين ضرب عمر أبا بكرة فجعل مسكها على ظهره من شدة الضّرب.
ووقع عند أبي نعيم ما يقتضي أنه ولد قبل الهجرة، فعلى هذا يكون من أهل القسم الأول، لكنه لا يصح. والصواب قبل موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدينة.
مات سنة خمس أو ست وسبعين من الهجرة.
405- إبراهيم بن عبيدة
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قتل والده عبيدة يوم بدر شهيدا، وهو من السّابقين الأولين إلى الإسلام. وابنه هذا ذكره البلاذريّ. وغيره من النسّابين في أولاده، قالوا: ولم يعقب عبيدة.
406- إبراهيم بن أبي موسى الأشعري [ (2) ] :
ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فحنّكه وسمّاه، جاء ذلك في الصحيح من طريق يزيد بن عبد اللَّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: ولد لي غلام على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فسماه إبراهيم وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ، وكان أكبر ولد أبي موسى.
قال ابن حبّان: لم يسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا. وذكره في الصحابة للمعنى المتقدم، ثم ذكره في التابعين.
__________
[ (1) ] الاستيعاب ت 2.
[ (2) ] الجرح والتعديل 2/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 2، تهذيب التهذيب 1/ 135، تقريب التهذيب 1/ 37، معرفة الصحابة 2/ 149.(1/323)
407- إبراهيم بن نعيم
بن النحام العدوي [ (1) ] . يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ويأتي سند حديث هناك أنّ نعيما كان يسمّى نعيما فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صالحا.
قال الزّبير بن بكّار: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر ابن سعد أن أسامة طلّق امرأة له وهو شابّ في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتزوجها نعيم بن النحام فولدت له إبراهيم.
وقال الزّبير: زوّج عمر بن الخطاب إبراهيم هذا ابنته.
قلت: وعند البلاذريّ أنه كانت عنده رقية بنت عمر من أم كلثوم بنت علي.
وذكره البخاريّ في تاريخه، وقال: قتل يوم الحرّة، وابن حبّان في ثقات التّابعين.
وروى البخاريّ في تاريخه من طريق مجاهد، قال: قلت له العلوج، فقال لي إبراهيم ابن نعيم: تب إلى اللَّه، فإن العلج [ (2) ] كافر.
وجاء له ذكر في حديث فيه وهم، أخرجه ابن مندة، من طريق أبي يوسف، عن أبي حنيفة، عن عطاء، عن جابر- أن عبدا كان لإبراهيم بن النحام فدبّره [ (3) ] ، ثم احتاج إلى ثمنه، فباعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بثمانمائة درهم.
وقال ابن مندة: روي من غير وجه عن جابر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باع عبدا لابن النّحام- يعني ليس فيه إبراهيم- وتعقبه أبو نعيم بأنّ ابن مندة صحّف فيه، قال: وإنما كان فيه أن عبدا كان لابن نعيم فجعله لإبراهيم.
قلت: هذا لا يستقيم، لأنه لو كان فيه لابن نعيم لا يثبت ذلك لابن نعيم الصحبة، وإنما الّذي رواه الأثبات عن عطاء قالوا: نعيم بن النحام، وكذا رواه ابن المنكدر، وأبو الزّبير، وغيرهم، عن جابر، فبعضهم لا يسمّيه. وأما إبراهيم فلا يصحّ له ذكر في هذا الحديث.
وقال مصعب الزّبيريّ: كانت تحت إبراهيم بن نعيم بن النحّام بنت لعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب، فماتت، فأخذ عاصم بن عمر بن الخطاب بيده فأدخله منزله، وأخرج إليه ابنتيه أم عاصم وحفصة، وقال له: اختر، فاختار حفصة فزوّجها لها، فقيل له: تركت أم عاصم وهي أجملهما، فقال: رأيت جارية رائعة، وبلغني أنّ آل مروان ذكروها، فقلت:
__________
[ (1) ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 331، تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، معرفة الصحابة 2/ 154.
[ (2) ] العلج: الرجل القوي الضّخم من كفار العجم وغيرهم. اللسان 4/ 3065.
[ (3) ] التدبير: أن يعتق الرّجل عبده عن دبر، وهو أن يعتق موته فيقول: أنت حر بعد موتي، وهو مدبّر. اللسان 2/ 1321.(1/324)
لعلّهم أن يصيبوا من دنياهم. فتزوّجها عبد العزيز بن مروان فولدت عمر بن عبد العزيز، ثم ماتت أمّ عاصم عن عبد العزيز، وقتل إبراهيم يوم الحرّة، فتزوج عبد العزيز أختها حفصة.
ورأيت له ذكرا فيمن شهد على عبد اللَّه بن عمر بوقف أرضه.
باب الهمزة بعدها حاء مهملة
408- أحمد بن جعفر
بن أبي طالب الهاشمي. قال الواقديّ: ولدت أسماء لجعفر:
عبد اللَّه، وعونا، ومحمّدا، وأحمد، حكاه أبو القاسم بن مندة واستدركه ابن فتحون.
409- أحمر [ (1) ] بن سليم [ (2) ] :
ويقال سليم بن أحمر. رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره أبو موسى.
باب الهمزة بعدها زاي
410- أزهر بن مكمّل
بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة القرشيّ الزّهريّ.
قال الزّبير بن بكّار في ترجمة بني زهرة: ومن ولد الحارث بن زهرة أزهر بن مكمل، فذكره، ثم قال: كان ناس يقولون: إنه يلي الخلافة، ثم ساق بسند له عن حفص وعبد العزيز ابني عمر بن عبد الرحمن بن عوف- أنهما تنازعا في شيء، فأمر عبد الملك بن مروان بحملهما إليه، فقدما فتأخّر حفص عن أخيه. فقال له عبد الملك بن مروان: ما حبسك؟
قال: مررت على أزهر بن مكمل، وهو في الموت، فأقمت عنده حتى مات فدفنته، وكان عبد الملك متكئا فجلس، وقال: أحقّا تقول؟ قال: نعم، قال: وإن ما يقول أهل الكتاب لباطل- يشير إلى ما كانوا يقولون إنه سيلي الخلافة.
قلت: وأزهر هذا غير أزهر والد عبد الرحمن بن أزهر الّذي تقدّم. وسياق نسبهما يوضّح تغايرهما، ولم أر لمكمل في الصّحابة ذكرا، فكأنه مات على الشّرك، وخلف هذا صغيرا في العهد النبوي. والعلم عند اللَّه تعالى.
باب الهمزة بعدها السين
411- أسامة بن عبد اللَّه
بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى [ (3) ] بن قصيّ الأسديّ.
ذكر الزّبير بن بكّار: أنّ عليا قتل أباه بأحد، وأن ولده عبيد اللَّه بن أسامة قتل مع ابن
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في ج، د.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الوافي بالوفيات 8/ 309.
[ (3) ] في أعبد العزيز.(1/325)
الزبير، فيكون أسامة من هذا القسم، إن لم يكن له صحبة.
وقد وقع في حديث ابن عباس في البخاريّ في قصة مع ابن الزبير فآثر التويتات [ (1) ] والأسامات والحميدات: أبطن من بني أسد، فكان عبيد اللَّه بن أسامة ممن دخل في ذلك.
412 ز- إسحاق بن سعد
بن عبادة الخزرجي، أخو قيس. ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وله رواية عند أبي داود من طريق إسحاق بن سعد عن أبيه.
413 ز- إسحاق بن سعد بن أبي وقاص.
أكبر أولاد سعد، وبه كان يكنى. ولد له في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات صغيرا.
قال الزّبير في الأنساب: فولد سعد إسحاق الأكبر، وبه كان يكنّى.
414- أسعد بن سهل
بن حنيف بن واهب الأنصاريّ [ (2) ] أبو أمامة مشهور بكنيته.
ولد قبل وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعامين، وأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فحنّكه وسمّاه باسم جده لأمّه أبي أمامة أسعد بن زرارة.
وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث أرسلها.
وروي عن جماعة من الصحابة كعمر، وعثمان، وزيد بن ثابت، وأبيه وعمه عثمان وغيرهم. وأنكر أبو زرعة سماعه من عمر.
وقال البخاريّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمع منه، وكذا قال البغوي، وابن السكن وابن حبان وغيرهم.
وقال ابن أبي داود: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وبايعه، وأنكر ذلك عليه ابن مندة وقال: قول البخاريّ أصح.
وقال الباورديّ: مختلف في صحبته، إلا أنه ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال أحمد بن صالح: أخبرنا عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب: حدّثني أبو أمامة بن سهل، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وسماه وحنّكه.
__________
[ (1) ] في أالنونيات.
[ (2) ] الثقات 3/ 30، تهذيب الكمال 1/ 92، الكاشف 1/ 116، تقريب التهذيب 1/ 64، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 116، تهذيب التهذيب 1/ 263، الجرح والتعديل 2/ 1305، التاريخ الكبير 2/ 62، معجم رجال الحديث 3/ 83، الإكمال 1/ 89، التعديل والتجريح 127. وأسد الغابة ت (100) ، الاستيعاب ت (33) .(1/326)
وقال الطّبرانيّ: له رؤية.
وقال خليفة وغيره: مات سنة مائة.
وقال ابن الكلبيّ، تراضى الناس أن يصلّي بهم، وعثمان محصور.
415- أسير بن عمرو:
يأتي في ترجمته في القسم الآتي.
الهمزة بعدها الياء
416 ز- إياس بن عمرو
بن مؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ له إدراك. لم أر لأبيه ذكرا يقتضي صحبته، فكأنه مات قبل أن يسلم أهل مكّة في الفتح، فيكون من أهل هذا القسم. ولإياس هذا ولد اسمه محمد، له ذكر في ترجمة قيس بن عمرو بن المؤمل- يأتي. وسيأتي ذكر أخيه الحارث وأن له صحبة.
417- أيوب بن بشير
بن سعد بن النعمان الأنصاري [ (1) ] ، [كذا نسبه المزي في «التهذيب» ، وكناه أبا سليمان.
وقال أبو عبيد الآجرّيّ، عن أبي داود: أيوب بن بشير بن النعمان بن أكّال من الأنصار، وكذا نسب العدويّ عن ابن القداح أباه، وقال: شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه.
وأما بشير بن سعد والد النّعمان فاسم جده ثعلبة] [ (2) ] ، أورده ابن شاهين في الصحابة،
وروي بسنده عن الزهري عن أيوب بن بشير، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «أفضل الصّدقة على ذي الرّحم الكاشح [ (3) ] » [ (4) ]
وهذا مرسل لا يقتضي له صحبة وقد جزم بأنه تابعيّ البخاريّ وابن حبّان وغير واحد، ووثقه أبو داود. وقال المزّي: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأرسل عنه، ثم
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 42، الكاشف 1/ 145، تهذيب الكمال 1/ 133، الطبقات 247، و 254، تهذيب التهذيب 1/ 396، تقريب التهذيب 1/ 88، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 109، التحفة اللطيفة 1/ 358، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 407، المحن 172، الثقات 4/ 29، الطبقات الكبرى 5/ 79، دائرة معارف الأعلمي 12/ 127، أسد الغابة ت (356) .
[ (2) ] في أما بين القوسين يأتي في نهاية الترجمة السابقة.
[ (3) ] الكاشح: العدو الّذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحة: أي باطنه، والكشح: الخصر أو الّذي يطوي عنك كشحة ولا يألفك. النهاية 4/ 175.
[ (4) ] أخرجه ابن خزيمة في صحيحة 4/ 78 حديث رقم 2386 والدارميّ 1/ 397، وأحمد في المسند 5/ 416، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 178، كنز العمال حديث رقم 16228، وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 880.(1/327)
نقل عن ابن سعد قال: كان ثقة ليس بكثير الحديث، شهد الحرّة، وجرح بها جراحات، ثم مات بعد ذلك بسنتين، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
قلت: فعلى هذا يكون أدرك من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عشرين سنة، وما أظن هذا المقدار في سنّه إلا غلطا، وكذا غلط ابن حبان في تاريخ وفاته لما ذكره في ثقات التابعين فقال: مات سنة مائة وثلاث عشرة، فالتبس عليه بأيوب بن بشير- بالضّمّ فإنه هو الّذي مات في تلك السّنة.
والمعتمد في تاريخ وفاته قول ابن سعد. وفي سند ابن شاهين المذكور من يضعّف.
وهذا الحديث أخرجه الإمام عبد اللَّه بن أحمد في زياداته. والطّبرانيّ في الكبير، من طريق سفيان بن حسين، عن الزهريّ، عن أيّوب بن بشير بن حزام، فهذا أولى، مع أنه معلول، لأنه اختلف فيه على أيوب بن بشير، فرواه سعيد بن عبد الرحمن الأعشى، عن أيّوب بن بشير، عن أبي سعيد الخدريّ، أخرجه بهذه الترجمة البخاريّ في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي، من طريق سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن.
[وله حديث آخر مرسل
أخرجه الذهلي في الزهريات، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكّال الأنصاريّ- أحد بني معاوية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: صبّوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى، حتّى أخرج على النّاس فأعهد إليهم ... » [ (1) ] الحديث.
وقد أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» من وجه آخر: عن ابن إسحاق،
فوقع له تصحيف شنيع نبّه عليه ابن عساكر. ولفظه: عن أيوب بن بشير، سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره. قال ابن عساكر: كان فيه: عن أيّوب بن بشير بن النعمان أحد بني معاوية، فظنّ قوله أحد بني معاوية حدثني معاوية، ثم غيّر حدثني بسمعت، وزاد نسبه لأبي سفيان.
وأخرجه التّرمذيّ من طريق الدراوَرْديّ عن سهيل، فلم يذكر أيوب بن بشير في سنده.
وقد أخرجه غيره عن الدراوَرْديّ، فذكر فيه أيوب. وقيل: عن أيوب بن بشير، عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن عائشة.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 127 جماع أبواب غسل التطهير باب ذكر الدليل على أن اغتسال النبي من الإغماء.... حديث رقم 258. وأحمد في المسند 6/ 151، 228، عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 179 والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 31، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18842.(1/328)
وعلى هذا الأخير اقتصر ابن أبي حاتم في التعريف به، فقال في ترجمته: روي عن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزبير والزهريّ.
وذكره في الصّحابة أيضا عبدان بن محمد المروزيّ، حكاه أبو موسى في الذّيل عنه، وساق من طريقه من رواية الحكم بن عبد اللَّه بن سعد، عن محمد بن يحيى بن حبّان- أن أيوب بن بشير قال لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: إني قد أجمعت أن أجعل لك ثلث صلاتي دعاء لك ...
الحديث.
قال أبو موسى: الظاهر أن هذا صحابي غير شيخ الزهريّ، قال: إن هذا الكلام قد روي لغيره أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخرجه أحمد وغيره من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، أرأيت إن جعلت صلاتي لك ... » الحديث.
قلت: وهو معروف لأبيّ بن كعب، لكنه لا يمنع أن يفسره بأيّوب إن كان محفوظا.
القسم الثالث من حرف الألف
[الهمزة بعدها باء]
418 ز- أبا يوه الفارسيّ.
يأتي خبره في جد جميرة.
419- الأبّاء
- بوزن الفعّال- ابن قيس الأسديّ [ (1) ] . شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ في معجمه، وقال: كان في الرّده، وله يمدح خالد بن الوليد:
لن يهزم اللَّه قوما أنت قائدهم ... يا بن الوليد ولن يشقى بك الدّبر
كفاك كفّ عذاب عند سطوتها ... على العدوّ وكفّ مرة غفر
[البسيط] [وهكذا ذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد بن الوليد من كتاب النّسب] [ (2) ] .
420- أبير-
بموحدة مصغّرا، ابن يزيد بن عبد اللَّه بن صرمة [ (3) ] ، بن وائلة بن عمرو ابن عبد اللَّه التيمي- تيم الرّباب. له إدراك. وهو والد عصمة بن أبير الّذي أجار عتبة بن أبي سفيان يوم الجمل، ذكره ابن الكلبي.
__________
[ (1) ] في أبن رشدي.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في أصريم.(1/329)
421 ز- أبيض بن هني.
تقدم في الأوّل.
422 ز- أبيّ بن أشيم النهشلي:
سيد بني جرول. يأتي خبره في ترجمة الأشهب بن رميلة.
423 ز- أبيّ بن عمارة [ (1) ]
بن مالك بن جزء بن شيطان بن حذيم بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسيّ.
[قال هشام بن الكلبيّ في «الجمهرة» :] [ (2) ] أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، [وعاش حتى أدركه أبي، وتبعه ابن حزم في الجمهرة] [ (3) ] .
وحكى ابن الكلبيّ عنه، عن أبيه عمارة [ (4) ] ، أنه أدرك خالد بن سنان العبسيّ، وقد ذكرت ذلك في ترجمة أبيّ بن عمارة، فيحتمل أن يكونا واحدا.
424 ز- أبيّ بن قيس النخعي،
أخو علقمة. هاجر مع أخيه زمن عمر، فله إدراك.
وقد ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» .
الهمزة بعدها جيم
425 ز- الأجدع بن مالك
بن أمية الهمدانيّ الوادعي. ذكر ابن ماكولا أنه مخضرم.
وذكر أبو عبيد البكريّ في شرح أمالي القالي أنه شاعر جاهلي إسلامي.
وفد على عمر بن الخطاب، وكان من الفرسان المذكورين، وهو والد مسروق بن الأجدع، فسمّاه عمر عبد الرحمن. [قال ابن الكلبي: جدّه أمية هو ابن عبد اللَّه بن جزء بن سلامان بن يعمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن قانع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان. كان شاعرا وقد رأس، وفد على عمر، وهلك في أيامه رحمه اللَّه] [ (5) ] .
426 ز- الأجلح بن وقّاص.
له إدراك.
قال أبو عبيدة: قدم عمرو بن معديكرب والأجلح بن وقاص على عمر، فأتياه وبين يديه مال يوزن، فلما فرغ نحّاه ثم أقبل عليهما، فقال: هيه؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، هذا الأجلح شديد المرّة، بعيد الغرة، وشيك الكرّة، واللَّه ما رأيت مثله. فقال عمر للأجلح-
__________
[ (1) ] الاستيعاب ت 8.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] بدل ما في القوسين في أقاله ابن حزم في الجمهرة.
[ (4) ] في أعمارة أبيه.
[ (5) ] سقط في أ، د.(1/330)
والغضب يعرف في وجهه. هيه؟ فقال: الناس صالحون، كثير نسلهم، دارّة أرزاقهم، خصب نباتهم، أجرياء على عدوهم، صالحون بصلاح إمامهم.
قال: ما منعك أن تقول في صاحبك مثل ما قال فيك؟ قال: ما رأيت في وجهك من الغضب؟ قال: أصبت. وقد تركتك لبنيتك [ (1) ] وتركته لك.
427 ز- الأجم [ (2) ] بن قيس بن مشجعة
بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي. له إدراك. قال ابن الكلبيّ: شهد هو وأخواه زهير ومرثد القادسيّة.
الهمزة بعدها حاء
428 ز- أحزاب بن أسيد [ (3) ] ،
أبو رهم السّمعي- بفتحتين. ويقال له الظّهريّ.
واختلف في أبيه. فقيل بالفتح وقيل بالضم.
قال ابن يونس: أدرك الجاهلية، وعداده في التابعين، وكذا ذكره في التابعين البخاريّ وابن حبّان. وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وذكر ابن أبي خيثمة وابن سعد أبا رهم السماعي في الصّحابة فيمن نزل الشام منهم ولم يسمّياه.
وروى ابن مندة من طريق بقيّة، عن معاوية بن سعيد التجيبي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللَّه اليزني، عن أبي رهم السّمعي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ بغير حقّ» .
تابعه معاوية بن يحيى الطرابلسي، عن معاوية بن سعيد. فإن كان أبو رهم هذا هو أحزاب فلا دليل على صحبته بهذا الخبر، لاحتمال أن يكون أرسله وإن كان غيره فيحتمل.
429- الأحنف بن قيس [ (4) ]
بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن
__________
[ (1) ] في أليلتك.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، ج.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الطبقات 1/ 293، تهذيب الكمال 1/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 190، تقريب التهذيب 1/ 49، الكاشف 1/ 99، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 114، الجرح والتعديل 2/ 1321- التاريخ الكبير 2/ 64، تبصير المنتبه 3/ 885.
[ (4) ] أسد الغابة ت (51) ، الاستيعاب ت (161) ، طبقات ابن سعد 7/ 93، طبقات خليفة ت 1555، تاريخ البخاري 2/ 50، المعارف 423، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثاني 322، أخبار أصبهان 1/ 224، تاريخ ابن عساكر 8/ 210، وفيات الأعيان 2/ 499، تهذيب الكمال 72، تاريخ الإسلام 3/ 129- العبر 1/ 80، البداية والنهاية 8/ 326، تهذيب التهذيب 1/ 191، النجوم الزاهرة 1/ 184،(1/331)
مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. أبو بحر التميميّ السّعديّ.
أمّه حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهليّة، واسمه الضّحاك على المشهور. وقيل صخر، وهو قول سليمان بن أبي شيخ. رواه ابن السكن، وكذا قال خليفة في رواية يعقوب بن أبي شيبة والفلّاس. وقيل الحارث. وقيل حصن، حكاهما المرزباني وجزم ابن حبّان في الثقات بالحارث، ولقبه الأحنف. وهو مشهور به. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يجتمع به. وقيل: إنه دعا له.
قال ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشّرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنك لتدعونا إلى خير، وتأمر به، وإنه ليدعو إلى الخير، فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «اللَّهمّ اغفر للأحنف» [ (1) ] .
فكان الأحنف يقول: فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك- يعني دعوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
تفرد به علي بن زيد، وفيه ضعف.
وأخرج أحمد في كتاب «الزّهد» ، من طريق خير بن حبيب: أن رجلين بلّغا الأحنف بن قيس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له، فسجد.
وكان يضرب بحلمه المثل. وقال له عمر: الأحنف سيد أهل البصرة.
وفي الزهد لأحمد، عن الحسن، عن الأحنف: لست بحليم ولكني أتحلم.
وروى ابن السكن من طريق النضر بن شميل، عن الخليل بن أحمد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وذكر الحاكم أنه افتتح مروالروذ.
__________
[ () ] خلاصة الكمال 44، شذرات الذهب 1/ 78، تهذيب ابن عساكر 7/ 10.
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 372، والطبراني في الكبير 8/ 33 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 50 والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 157 والحاكم في المستدرك 3/ 614، وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 65.(1/332)
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث.
وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفّين.
روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي ذرّ وغيرهم، وروى عنه أبو العلاء بن الشّخير، والحسن البصريّ، وطلق بن حبيب، وغيرهم.
وله قصص يطول ذكرها مع عمر، ثم عثمان، ثم مع علي، ثم مع معاوية، ثم مع من بعده إلى أن مات بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته، وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرّأي.
الهمزة بعدها الدال والراء
430- أديم
- بالتصغير- التغلبي [ (1) ]- ويقال هديم، يأتي في الهاء.
وهو الّذي استفتاه الصّبيّ بن معبد، عن القران بين الحجّ والعمرة. وقع ذلك في كتاب السّنن لأبي داود.
431- أدهم بن محرز الباهليّ [ (2) ]
أبو مالك. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين وأنه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه كالثّغامة.
432- أربد بن عبد اللَّه البجلي.
أدرك الجاهلية، وحكّمه عمر في قضية [ (3) ] .
قال عبد الرّزّاق عن ابن عيينة عن المخارق بن عبد اللَّه: سمعت طارق بن شهاب يقول: خرجنا حجّاجا، فأوطأ رجل منّا يقال له أربد بن عبد اللَّه ضبّا، فأتينا عمر نسأله، فقال له عمر: احكم فيه. قال: أنت خير مني وأعلم. قال: أنا أمرتك أن تحكم. قال: قلت
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الوافي بالوفيات 8/ 330.
[ (2) ] المؤتلف والمختلف للآمدي 31، تاريخ اليعقوبي 2/ 343، أنساب الأشراف 5/ 209، المعمرين للسجستاني 92، مروج الذهب 471، رجال الطوسي 35، الحيوان 3/ 327، تاريخ الطبري 4/ 404، الكامل في التاريخ 3/ 303، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، الوافي بالوفيات 8/ 330، تاريخ الأعلام 3/ 39، الأسود بن هلال المحاربي 1/ 198، طبقات ابن سعد 6/ 119، طبقات خليفة 142، تاريخ الثقات 67، الثقات لابن حبان 4/ 32 مشاهير علماء الأمصار 102، المعرفة والتاريخ 3/ 86، الجرح والتعديل 2/ 292 الكاشف 1/ 80، تهذيب الكمال 3/ 231، التاريخ الكبير 1/ 449، الوافي بالوفيات 9/ 256، تهذيب التهذيب 1/ 342، تقريب التهذيب 1/ 77، خلاصة تذهيب التهذيب 37، رجال البخاري للكلاباذي 1/ 84، رجال مسلم لابن منجويه 1/ 79، تاريخ الإسلام 3/ 40.
[ (3) ] في أقصة.(1/333)
فيه جدي. قال: قد جمع الماء والشجر. قال: ففيه ذلك. إسناده صحيح.
ورواه الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق، ولم يسمّ الرجل.
433 ز- أرطاة بن سهية.
وسهيّة أمه- وهي بمهملة وتصغير. وهو أرطاة بن زفر بن عبد اللَّه بن مالك بن سواد بن ضمرة الغطفانيّ المزنيّ الشاعر المشهور.
أدرك الجاهليّة، وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان.
قال هشام بن الكلبيّ: أخبرنا محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال: دخل أرطاة بن سهيّة المزني على عبد الملك بن مروان، وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة، فذكر قصة. فعلى هذا يكون مولده قبل البعث بنحو من أربعين سنة.
وقال المرزبانيّ في معجمه: أرطاة بن سهيّة يكنى أبا الوليد، وكان في صدر الإسلام، أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا، فأنشد عبد الملك:
رأيت المرء تأكله اللّيالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنيّة حين تأتي ... على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنّها ستكرّ حتّى ... توفّي نذرها بأبي الوليد
[الوافر] فارتاع عبد الملك، وظن أنه أراده، فقال: يا أمير المؤمنين، إنما عنيت نفسي، فسكت.
ويقال إن أرطاة عمّر فكان شبيب بن البرصاء يعيّره، ويقول: إنه لم يحصل له ما حصل لآل بيته من العمى، فمات شبيب قبل أرطاة، ثم عمي أرطاة، فكان يقول: ليته عاش حتى رآني أعمى.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كانت سهيّة أمة لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر، فجاءت بأرطاة على فراشه، فادعاه فراش ضرار في الجاهلية، فأعطاه له زفر، ثم انتزعه قومه منه، فغلبت عليه النسبة إلى أمه.
[وقال المرزبانيّ: كان الحارث بن عوف بن أبي حارثة لابن سهيّة أم أرطاة، وكانت أخيذة من كلب قبل أن تصير إلى زفر، فولدت أرطاة على فراش زفر، فلما مات زفر وشب أرطاة جاء ضرار بن الأزور إلى الحارث، فقال:
يا حار أطلق لي بنيّ من زفر ... كبعض من تطلق من أسرى مضر(1/334)
[أعرفه منّي كعرفان القمر] ... إنّ أباه شيخ سوء أن كفر
[الرجز] فدفعه الحارث لضرار، فأردفه، فلحقه، فبلغ أقرم بن عقفان عمّ أبي زفر، فقال لضرار: القه، وإلا انتضيتكما بالسيف، فألقاه، فما صار أرطاة يعرف إلا أرطاة بن سهيّة] [ (1) ] .
434- أرطاة بن كعب
بن قيس بن حبيب بن عامر بن جويّة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاوي. يلقب البكاء. ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، يقول:
وبدارة السّلم الّتي سوقها ... دمن تظلّ حمامها يبكينا
ما كنت أوّل من تفرّق شمله ... ورأى الغداة من الفراق يقينا
[الكامل]
435- أرطبان المزني [ (2) ] .
مولاهم جدّ عبد اللَّه بن عون، مخضرم، له إدراك. أسلم في عهد عمر.
روى الخطيب، من طريق أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن أبيه، عن جدّه، قال:
أتيت عمر بصدقة مالي، فقال: بارك اللَّه لك في مالك، قلت: وفي أهلي، قال: وفي أهلك. انتهى.
ولا يكون في زمن عمر من له أهل إلا من يكون له إدراك.
وقال أبو خليفة: حدثنا الوليد بن هشام، حدثنا أبي، عن ابن عون، عن أبيه، عن أرطبان جدّه، قال: كنت شماسا في بيعة غسّان، فوقعت في السّهم لعبد اللَّه بن درة المزني.
436- الأرقم بن أبي الأرقم الكلاعيّ:
أدرك الجاهليّة، وسمع من حمام بن معديكرب الكلاعيّ، أحد فرسان الجاهليّة قصة حدث بها في الإسلام.
ذكر أبو بكر بن دريد، عن السكن بن سعيد، عن عبد اللَّه بن محمد بن خالد بن عمران البجلي، عن ابن الكلبيّ، عن أبي الهيثم الرحبيّ- رجل من حمير، قال: حدثني شيخان ممن أدرك حمام [ (3) ] ، بن معديكرب، وسمع حديثه من قلق، فيه ذؤيب بن مرار، والأرقم بن أبي الأرقم، فذكر قصة طويلة.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] في ج المري.
[ (3) ] في ج خمام.(1/335)
437 ز- أركون الرومي
أدرك الجاهلية، وأسلم على يدي خالد في عهد أبي بكر.
ذكره ابن عساكر في ترجمة حفيده إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن أركون.
438- أرمى [ (1) ] ،
ويقال أرهى، ويقال أريحا- بن أصحمة بن أبحر ولد النجاشيّ.
قال أبو موسى: ذكر الإمام أبو القاسم إسماعيل- يعني شيخه التيمي- في المغازي- أنه في السنة السابعة كتب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الملوك، وبعث إليهم الرسل ... فذكر القصة. قال:
وبعث إلى النجاشي عمرو بن أميّة، قال: فكتب إليه النجاشي الجواب بالإيمان، وفي كتابه:
إني بعثت إليك ابني أرمى بن أصحمة، فإنّي لا أملك إلا نفسي، وإن شئت يا رسول اللَّه أتيتك.
قال: فخرج ابنه في ستين نفسا من الحبشة في سفينة في البحر، فغرقوا كلهم. هكذا ذكرها أبو موسى عن شيخه بلا إسناد.
وقد ذكرها ابن إسحاق في المغازي مطوّلة. وذكرها من طريقه الطّبريّ في «تاريخه» ، والثّعلبيّ في «تفسيره» ، وذكرها البيهقيّ في «الدلائل» من طريق ابن إسحاق، لكن سماه أريحا واللَّه أعلم.
439- أزاد [ (2) ] مرد بن هرمز الفارسيّ.
ذكره ابن مندة، وروى من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن جرير بن يزيد بن جرير، عن أزادمرد بن هرمز- وكان قد أدرك الإسلام، وكان من أساورة كسرى، قال: بينا نحن على باب كسرى ننتظر الإذن، فأبطأ علينا الإذن، واشتدّ الحر وضجرنا. فذكر القصة الآتية مطوّلة.
وفي آخرها قال: فقلت لا حول ولا قوة إلا باللَّه، ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فلم يزل واللَّه يحترق حتّى صار رمادا. قال ابن مندة: غريب.
قلت: عكرمة فيه ضعف.
وقد روى ابن مندة، من طريق سليمان بن إبراهيم بن جرير، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت بالقادسيّة فسمعني فارسيّ أقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فقال: لقد سمعت هذا الكلام من السماء ... ذكر القصة مطوّلة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 73.
[ (2) ] أسد الغابة ت 74.(1/336)
وروى ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن فهد- أحد الضعفاء- عن حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن جرير، قال: خرجت إلى فارس، فقلت: ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فسمعني رجل، فقال: ما هذا الكلام الّذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقلت: ما أنت وخبر السماء؟ قال: إني كنت مع كسرى، فأرسلني في بعض أموره، فخرجت ثم قدمت، فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي. فقال:
شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك، فصار جليسي يحدّثني وأحدّثه، فقال لي ذات يوم: إني ممن يسترق السمع، والليلة نوبتي. قلت: فهل لك أن أجيء معك؟ قال: نعم، فتهيّأ ثم أتاني، فقال: خذ بمعرفتي، وإياك أن تتركها فتهلك. فأخذت بمعرفته فعرج حتى لمست السّماء، فإذا أنا بقائل يقول: ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه. فسقطوا لوجوههم، وسقطت، فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به دخل بعد أيام، فجعلت أقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه- قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب، ثم قال لي: قد حفظته! فانقطع عنا.
440- أزداد [ (1) ] .
له إدراك، كان مع بشير بن الخصاصية، وغيره في فتوح العراق سنة ثنتي عشرة. ذكره سيف، وعنه الطبريّ.
441- أزهر بن حميضة [ (2) ] .
وقيل زهرة.
قال ابن عبد البرّ: في صحبته نظر. وقال البخاريّ في تاريخه: سمع أبا بكر قوله، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه.
وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: روى عن أبي بكر الصديق.
442 ز- أزهر بن سيحان
بن أرطاة بن سيحان بن عمرو بن نجيد بن أسعد ذكره المرزبانيّ، وأنشد له شعرا قاله يوم الدّار، منه:
يلومونني [ (3) ] أن جلت في الدّار حاسرا ... وقد فرّ عنه خالد وهو دارع
[الطويل]
443 ز- أزهر بن مروان.
له إدراك، ذكره ابن عساكر، وأخرج من طريق محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ، قال: كان الأزهر بن مروان يرمى بالفقه، فقال لمعاذ بن جبل- ونحن
__________
[ (1) ] معجم رجال الحديث 3/ 21، أسد الغابة ت 75.
[ (2) ] أسد الغابة ت 76، الاستيعاب ت (20) .
[ (3) ] في د تلوموني.(1/337)
معه بالجابية: من المؤمنون؟ فقال: إن كنت لأظنك أفقه مما أنت، هم الذين أسلموا وصدقوا وصلّوا وصاموا وآتوا الزكاة.
444 ز- أزهر بن يزيد المرادي الحمصي.
شهد اليرموك والجابية.
وروى عن أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل. وعنه الحارث بن قيس.
ذكره ابن عساكر في تاريخه.
باب الألف بعدها سين
445 ز- أسامة بن الحارث الهذليّ.
أحد بني عمرو بن الحارث.
ذكره المرزبانيّ في معجمه، وقال: مخضرم يقول:
عصاك الأقارب في أمرهم ... فزايل بأمرك أو خالط
ولا تسقطنّ سقوط النّواة ... من كفّ مرتضخ لاقط
[المتقارب]
446- أسامة بن قتادة،
أبو سعدة العبسيّ. له إدراك، وهو الّذي شهد على سعد بن أبي وقّاص لما عزله عمر عن إمرة الكوفة. والقصة مشهورة.
وقع ذكره في الصحيح، وسماه البخاريّ في باب وجوب القراءة للإمام والمأموم، ودعا عليه سعد بدعاء مشهور استجيب له فيه.
وإذا كان في زمن عمر في مقام أن يستشهد اقتضى أن يكون له إدراك.
447 ز- أسبق، مولى عمر.
ذكره ابن سعد، فقال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسيّ، حدثنا شريك، عن أبي هلال الطائيّ، زعم أنه سمع أسبق، قال: كنت مملوكا لعمر بن الخطاب، فكان يعرض عليّ الإسلام ويقول: إنك إن أسلمت استعنت بك على إمامتي.
448 ز- أسدآباد،
أحد ملوك البحرين. ذكر البلاذري أنه أسلم مع المنذر بن ساوى، وكان عاقلا أديبا.
استدركه ابن فتحون.
449- أسلم، مولى عمر [ (1) ] .
تقدم ذكره في الأوّل.
قال زيد بن أسلم: مات وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة وصلّى عليه مروان بن الحكم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 120.(1/338)
450 ز- أسماء بن خارجة [ (1) ]
بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، أبو حسان الكوفيّ، قال أبو حسّان الزّياديّ: مات سنة ستين، وله ثمانون سنة.
قلت: فعلى هذا يكون مولده قبل المبعث.
وقال ابن حبّان: مات سنة خمس وستين. ووافق على مقدار سنه.
وقال ابن عبد البرّ في «الكنى» في ترجمة أبي العريان: لا يبعد أن يكون صحابيّا لرواية كبار التّابعين عنه. انتهى.
وقد ذكروا أباه وعمه الحرّ في الصّحابة، وهو على شرط ابن عبد البرّ.
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي الأحوص. قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلا، فقال:
أنا ابن الأشياخ الكرام.
فقال عبد اللَّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
وقال ابن المبارك في «الزّهد» ، عن المسعوديّ، عن مالك بن أسماء بن خارجة، عن أبيه، قال: سمعت ابن مسعود يقول: «ذو اللّسانين في الدّنيا له لسانان من نار يوم القيامة» .
وقال المرزبانيّ: كان شريفا جوادا كريما لبيبا، وله أخبار كثيرة ووفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا أبو حذيفة عبد اللَّه بن مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء الفزاري عن أبيه، قال: قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحدا قط.
451 ز- أسماء بن خالد [ (2) ]
بن عوف بن عمرو بن سعد بن ثعلبة بن كنانة بن بارق البارقيّ. له إدراك. وهو جدّ سراقة بن مرداس بن أسماء البارقي الشاعر الّذي هجا المختار بن أبي عبيد بعد أن كان من أتباعه وصار مع مصعب بن الزبير.
__________
[ (1) ] المحبر 154، العقد الفريد 1/ 135، و 3/ 290، مشاهير علماء الأمصار 75، مقاتل الطالبين 99 و 108، الأخبار الطوال 236 و 303، عيون الأخبار 1/ 226 و 2/ 112، ربيع الأبرار 4/ 292، جمهرة أنساب العرب 257، أنساب الأشراف 1/ 254، تاريخ خليفة 264، ثمار القلوب 91، التاريخ الكبير 2/ 55، الجرح والتعديل 2/ 325، مروج الذهب 2089، الفرق بين الفرق للبغدادي 34 و 35، الأغاني 20/ 333: 345 الكامل في التاريخ 4/ 21: 24، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43: 59 تاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 270، التذكرة الحمدونية 2/ 71 و 97، الوافي بالوفيات 9/ 59، فوات الوفيات 1/ 168، سير أعلام النبلاء 3/ 535، 537 البداية والنهاية 9/ 43، النجوم الزاهرة 1/ 179، أمالي المرتضى 2/ 207: 210، تاريخ الإسلام 2/ 74.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/339)
ذكره ابن الكلبيّ، وحكى عن سراقة بن غياث بن سراقة المذكور قصة، وهو شاعر أيضا.
452 ز- الأسود بن أقيش النخعي،
والد أبي العريان، الهيثم بن الأسود. له إدراك وشهد الفتوح أيام عمر، قتل يوم القادسيّة، قاله ابن الكلبيّ، وسيأتي ذكر ولده في حرف الهاء.
وقال ابن عبد البرّ في ترجمة أبي العريان: لا يبعد أن يكون صحابيّا لرواية كبار التّابعين عنه.
453 ز- الأسود [ (1) ]
بن شراحيل بن كندي بن الجون بن آكل المرار الكندي.
له إدراك، وولده عبد الرحمن أول من اختط بالكوفة من كندة.
قال ابن الكلبيّ: لم يختط من بني الجون بالكوفة وغيره.
454 ز- الأسود بن عامر
بن عويمر بن مخلّد بن سعيد الخزاعي.
أدرك الجاهليّة، وشهد بعض الفتوح في زمن عمر، وولد له ابنه عبد الرحمن في آخر عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وعبد الرّحمن هو والد كثيّر عزّة الشاعر المشهور، وكان مولد كثيّر سنة خمس وعشرين من الهجرة، لأنه مات سنة خمس ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، ذكر ذلك المرزبانيّ وغيره.
455 ز- الأسود [ (2) ] بن عبد شمس
بن عدي بن حزام بن شعل بن عوف بن معتمر بن الربعة بن سعد بن هميم بن ذهل بن هنيّ بن بلي البلوي.
له إدراك، ونزل قيس بن سعد بن عبادة على ولده لما انصرف عن إمرة مصر، وكان يقال: إنّ الأسود أجود العرب في زمانه. ذكره ابن الكلبيّ.
456 ز- الأسود بن قطبة،
أبو مفزّر- بفتح الفاء وتشديد الزاي المكسورة بعدها راء.
قال الدّار الدّارقطنيّ في المؤتلف: شهد القادسيّة، وله فيها أشعار كثيرة، وهو رسول سعد بن أبي وقاص بسبي «جلولاء» [ (3) ] إلى عمر، وهو شاعر المسلمين في تلك الأيّام.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] جلولاء: بالمد وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة(1/340)
ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال أيضا: وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، ومن شعره:
أقمنا على اليرموك حتّى تجمّعت ... جلائب روم في كتائبها العضل
[الطويل] وقال المرزبانيّ في معجمه: شهد فتوح العراق، وهو القائل:
ألا بلّغا عنّي العريب رسالة ... فقد قسّمت فينا فيوء الأعاجم
ودرّت علينا جزية القوم بالّذي ... فككنا به عنهم ولاة [ (1) ] المعاصم
[الطويل] والأسود هو الّذي قال لرسول كسرى لما قال لهم: أما شبعتم، لا نصالحكم حتى نأكل عسل أربدين بأترج كوثى، وذكر أن ذلك جرى على لسانه، ولم يقصده، ولا كان يفهم معناه.
457- الأسود بن كلثوم العدوي.
له ذكر في الفتوح وهو الّذي فتح بيهق [ (2) ] .
أمّره ابن عامر على الجيش، فقتل يوم الفتح سنة إحدى وثلاثين، وكان فاضلا، وفيه يقول عامر بن عبد قيس: ما آسي [ (3) ] من الفراق إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين، وإخوان منهم الأسود بن كلثوم.
458 ز- الأسود بن مغراء
بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود.
ذكر ابن دريد في «الاشتقاق» ، وقال: إنه شهد اليرموك.
459- الأسود بن هلال المحاربي [ (4) ] ،
أبو سلام الكوفي.
هاجر في زمن عمر، رواه ابن سعد.
وقال العجليّ: كان جاهليا، وكان من أصحاب عبد اللَّه.
وحديثه عن الصحابة في الصحيحين وغيرهما عن معاذ بن جبل ونحوه.
__________
[ (16) ] فسميت جلولاء الواقعية لما أوقع بهم المسلمون وهي أيضا مدينة مشهورة بإفريقية. انظر: معجم البلدان 2/ 181.
[ (1) ] في د وثاق.
[ (2) ] بيهق: بالفتح، ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور. انظر: معجم البلدان 1/ 638.
[ (3) ] في ج ما أسفي.
[ (4) ] أسد الغابة ت (156) .(1/341)
وروى الباورديّ في الصّحابة من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وكذا أخرجه العثماني، واستدركه ابن فتحون.
وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق أبي وائل، قال: أتيت الأسود بن هلال، وكان أعقل مني.
قال ابن سعد: مات زمن الحجاج. وقال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين.
460- الأسود [ (1) ] بن يزيد
بن قيس النخعي، أبو عمرو. ويقال أبو عبد الرحمن.
ذكر ابن أبي خيثمة أنه حجّ مع أبي بكر وعمر وعثمان.
وقال ابن سعد: سمع من معاذ بن جبل في اليمن قبل أن يهاجر. وفي البخاريّ، من طريق أشعث بن سليم، عن الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن معلّما وأميرا، فسألناه عن رجل توفّي، فذكر قصّته.
ومن طريق إبراهيم النّخعيّ، عن خاله الأسود،. قال: قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
ولأبي داود من طريق أبي حسّان الأعرج، عن الأسود بن يزيد- أنّ معاذا ورّث أختا وابنة باليمن ونبيّ اللَّه حيّ.
وقال البخاريّ: سمع أبا بكر وعمر، وحديثه عن كبار الصّحابة في الصّحيحين وغيرهما.
قال الحكم بن عتيبة: كان يصوم الدّهر. وقال العجليّ: كوفيّ جاهليّ ثقة، رجل صالح فقيه.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 6/ 70، تاريخ الثقات 67، الثقات 4/ 31، التاريخ الكبير 1/ 449، التاريخ لابن معين 2/ 38، تاريخ خليفة 275، طبقات خليفة 148، المعارف 134 و 432، تاريخ الطبري 10/ 182، أنساب الأشراف 4/ 517، أخبار القضاة 1/ 99، مشاهير علماء الأمصار 100، العقد الفريد 2/ 433، الجرح والتعديل 2/ 191، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، حلية الأولياء 2/ 102، المعرفة والتاريخ 2/ 553، تاريخ أبي زرعة 1/ 511، تهذيب الكمال 3/ 233، تهذيب الأسماء واللغات 122، طبقات الفقهاء 79، سير أعلام النبلاء 4/ 50، العبر 1/ 86، تذكرة الحفاظ 1/ 48، الكاشف 80، المعين في طبقات المحدثين 32، دول الإسلام 1/ 55، مرآة الجنان 1/ 156، البداية والنهاية 1219، لباب الآداب 252، الوفيات لابن قنفذ 96، تهذيب التهذيب 1/ 342، تقريب التهذيب 1/ 77، طبقات الحفاظ 15، خلاصة تذهيب التهذيب 37، شذرات الذهب 1/ 82، تاريخ الإسلام 2/ 359، أسد الغابة ت (158) ، الاستيعاب ت (53) .(1/342)
مات سنة أربع، وقيل خمس وسبعين. وجزم به أبو نعيم شيخ البخاريّ.
461- أسيخت [ (1) ] مرزبان
البحرين. ذكره أحمد بن يحيى البلاذريّ، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حين كتب إلى المنذر بن ساوى وأهل البحرين يدعوهم إلى اللَّه تعالى، فأسلم أسيخت والمنذر.
استدركه ابن فتحون. وقد تقدم في أسداباد اباد نحو هذا.
462 ز- الأسيفع الجهنيّ.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يسبق الحاجّ.
قال مالك في «الموطّأ» - عن ابن دلاف، عن أبيه- أنّ رجلا من جهينة كان يشتري الرواحل، فيغالي بها، ثم يسرع السّير، فيسبق الحاجّ، فأفلس، فرفع أمره إلى عمر. فقال:
أما بعد أيها الناس، إن الأسيفع أسيفع جهينة، رضي من دينه وأمانته أن يقال سبق الحاجّ، ألا وإنه ادّان معرضا فأصبح وقد دين به، فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بين غرمائه، ثم إيّاكم والدّين.
ووصله الدّار الدّارقطنيّ من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، عن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن عبيد اللَّه بن عمر به.
وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في «غرائب مالك» ، من طريق ابن مهدي، عن مالك، عن ابن دلاف، عن أبيه، عن جده، عن عمر بعضه.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أيوب: ذكر بعضهم قال: كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: لا يغرّنّكم صيام رجل ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدّث، والى أمانته إذا ائتمن، وإلى ورعه إذا استغنى. ثم قال: «ألا إنّ الأسيفع أسيفع جهينة ... فذكر نحو ذلك.
وعن ابن عيينة، عن زياد- هو ابن سعد- عن ابن دلاف عن أبيه فذكره.
باب الألف بعدها الشين
463 ز- أشرف بن حميري
بن ذهل بن زيد بن كعب بن عكيب بن أسد بن الحارث بن عتيك بن الأزد الأسديّ- بالتحريك.
__________
[ (1) ] في ج أسيخب.(1/343)
له إدراك. وقتل ولده عمرو مع عائشة يوم الجمل. ذكره الرشاطيّ عن الشّجرة البغداديّة. [قلت: وهو في جمهرة ابن الكلبيّ، لكن سمّى أباه البختريّ. فاللَّه أعلم.
وذكر أن حفيده زياد بن عمرو بن أشرف جعلته الأزد عليها في كائنة عبيد اللَّه بن زياد بعد موت يزيد بن معاوية، وأنه كان على شرطة الحجاج.
464- أشعث بن عبد الحجر
بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب العامريّ الكلابيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد القادسية والحيرة وتلك المشاهد. وقال حين عقرت ناقته بالقصر:
وما عقرت بالسّيلحين [ (1) ] مطيّتي ... وبالقصر إلّا خشية أن أعيّرا [ (2) ]] [ (3) ]
[الطويل]
465 ز- أشعث بن ميناس السكونيّ.
له إدراك.
ذكر سيف في الفتوح والطّبريّ- أن أبا عبيدة بن الجراح أنزله هو ومن انضوى إليه من قومه حمص سنة خمس عشرة. واستدركه ابن فتحون.
466 ز- الأشهب [ (4) ] بن الحارث
بن هزلة بن معتّب بن أحب بن الغوث الغنويّ.
ذكره الآمديّ، فقال: شاعر فارس جاهليّ، أدرك الإسلام، وقتل يوم الزّعفران ببلاد الروم، وقتل معه أخوان له. وكذا ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ أيضا.
467- الأشهب بن رميلة،
هو ابن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم بن عمرو بن تميم. ورميلة أمه، قاله أبو عمرو الشيبانيّ، قال: وكانت أمة لجندل بن مالك بن ربعي النهشلي، ولدت لثور في الجاهليّة أربعة نفر، وهم رباب وحجناء وسويبط والأشهب، فكانوا من أشد إخوة في العرب لسانا ويدا ومنعة، ثم أدركوا الإسلام فأسلموا، وكثرت أموالهم وعزوا، حتى كانوا إذا وردوا ماء من مياه الصمان [ (5) ] حظروا على
__________
[ (1) ] السيلحين، بالياء: طسوج قرب بغداد بينه وبينها مقدار ثلاثة فراسخ وقرية وراء عقرقوف تسمّيها العامة الصالحين وهي التي بات بها المثنّى بن حارثة وصبح فأغار على سوق بغداد. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 768.
[ (2) ] ينظر البيت في معجم ياقوت 5/ 199.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] هذه الترجمة سقط في ج.
[ (5) ] الصمان: بالفتح ثم التشديد وآخره نون أرض غليظة دون الجبل لبني حنظلة والحزن لبن يربوع والدهناء(1/344)
الناس ما يريدونه منه، فوردوا في بعض السنين ماء، فأورد بعض بني قطن بن نهشل- واسمه بشر بن صبيح، ويكنى أبا بذّال- بعيره حوضا فضربه به رباب بن رميلة بعصا فشجّه، فكانت بين بني رميلة وبين بني قطن حرب، فأسر بنو قطن أبا أسماء أبيّ بن أشيم النهشلي، وكان سيد بني جرول بن نهشل، وكان مع بني رميلة، فقال نهشل بن جري: يا بني قطن، إن هذا لم يشهد شرّكم [ (1) ] ، فخذوا عليه أن ينصرف عنكم بقومه، وأطلقوه، ففعلوا، فذهب من قومه بسبعين رجلا، فلما رأى الأشهب بن رميلة ذلك أصلح بينهم، ودفع أخاه رباب بن رميلة إليهم، وأخذ منهم الفتى المضروب، فلم يلبث أن مات عنده، فأرسل إلى بني قطن يعرض عليهم الدّية، واستعانوا بعباد بن مسعود، ومالك بن ربعيّ، ومالك بن عوف، والقعقاع بن معبد، فقالوا: لا ترضى إلا بقتل قاتله، وأرادوا قتل الرباب، فقال لهم: دعوني أصلّي ركعتين فصلّى. وقال: أما واللَّه إني إلى ربي لذو حاجة، وما منعني أن أزيد في صلاتي إلا أن يروا أنّ ذلك فرق من الموت، فدفعوه إلى والد المقتول، واسمه خزيمة فضرب عنقه، وذلك في الفتنة بعد قتل عثمان، فندم الأشهب على ذلك، فقال يرثي أخاه:
أعينيّ قلّت عبرة من أخيكما ... بأن تسهر اللّيل التّمام وتجزعا
وباكية تبكي ربابا وقائل ... جزى اللَّه خيرا ما أعفّ وأمنعا
وقد لامني قوم ونفسي تلومني ... بما قال رأيي في رباب وضيّعا
فلو كان قلبي من حديد أذابه ... ولو كان من صمّ الصّفا لتصدّعا [ (2) ]
[الطويل] [وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» في حرف الزاي المنقوطة، وأنشد له ما قاله عند قتله أبا بذّال:
قلت له صبرا [ (3) ] أبا بذّال ... تعلّمن واللَّه لا أبالي
أن لا تؤوب آخر اللّيالي ... صبرا [ (4) ] له لغرّة الهلال
أوّل يوم لاح من شوّال [ (5) ]
[الرجز]
__________
[ () ] لجماعتهم وقيل: الصّمان جبل في أرض تميم أحمر ينقاد ثلاث ليال ليس له ارتفاع وقيل الصمان قرب رمل عالج وقيل هو بلد من بلاد تميم، والصمان موضع من نواحي الشام بظاهر البلقاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 851، 852.
[ (1) ] في دسركم.
[ (2) ] تنظر الأبيات في مختار الأغاني 1/ 284.
[ (3) ] في ب اصبر.
[ (4) ] في ب ضربته لغرة.
[ (5) ] تنظر الأبيات في المختار 1/ 272.(1/345)
قال: ولما قتل رباب بأبي بذّال أنشد الأشهب:
ولمّا رأيت القوم ضمّت حبالهم ... ربابا وني [ (1) ] شرى وما كان وانيا
[الطويل] قال: وكان رباب جلدا من أشدّ الناس] [ (2) ] .
468 ز- الأشهب بن ورد
بن عمرو بن ربيعة بن جعدة السلمي. له إدراك.
وكان ابنه زياد مع معاوية بصفّين وبعدها.
ذكر ذلك أبو عمرو الشّيبانيّ.
باب الألف بعدها الصّاد
469 ز- الأصبغ بن حجر
بن سعد الهمدانيّ.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ولما أسلم أخوه يزيد بن حجر على يد معاذ في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غضب الأصبغ وقعد لمعاذ بن جبل على الطريق ليقتله، فلم يقدّر له ذلك، ثم أسلم فحسن إسلامه. ذكر ذلك الهمدانيّ في الأنساب له.
470 ز- الأصبغ بن عمرو
بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبيّ القضاعيّ.
كان نصرانيّا فأسلم على يد عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وتزوّج عبد الرحمن ابنته تماضر بأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له بذلك ذكر الواقديّ عن سعيد بن بانك [ (3) ] .
وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد، من طريق محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمه اللَّه، عن سعيد بن مسلم بن بانك [ (3) ] عن عطاء، عن ابن عمر، قال: دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف، فقال: «تجهّز فإنّي باعثك في سريّة ... »
فذكر الحديث. وفيه:
فخرج عبد الرحمن حتى لحق بأصحابه، فسار حتى قدم دومة الجندل، فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبيّ، وكان نصرانيّا، وكان رأسهم، فكتب عبد الرحمن مع رجل من جهينة يقال له رافع بن مكيث إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أن تزوّج ابنه الأصبغ فتزوجها، وهي تماضر التي ولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن
__________
[ (1) ] في ب وفي.
[ (2) ] سقط في أ، ج.
[ (3) ] في باب فاتك.(1/346)
عبد الرحمن. قرأته بتمامه على أحمد بن الحسن الزيني أن محمد بن أحمد بن خالد البارقي أخبرهم، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مناقب، أخبرنا أبو اليمن الكندي، [أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن النقور] ، أخبرنا أبو سعد. الإسماعيليّ بانتقاء الدار الدّارقطنيّ، حدّثنا محمد بن الحسن الخباز، حدّثنا عمرو بن تميم، حدّثنا أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، حدّثنا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ... فذكره مطوّلا.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» : تفرد به محمد بن الحسن، عن سعيد، ولم يروه عنه غير أبي سليمان.
قلت: رواية الواقديّ له عن سعيد ترد على هذا الإطلاق. واللَّه أعلم.
471 ز- الأصبغ بن نباتة.
صاحب عليّ. أخرج ابن ماجة حديثه عنه، وروى ابن عساكر ما يدلّ على أنّ له إدراكا، فإنه أخرج في ترجمة عبد الرحيم بن محرز الفزاريّ من طريق هشام بن الكلبيّ، عن أبي يعلى- واسمه سويد السجستانيّ، عن مرّة بن عمر، عن الأصبغ بن نباتة، قال: إنا لجلوس ذات يوم عند عليّ في خلافة أبي بكر إذ أقبل رجل من حضرموت ... فذكر قصة طويلة سيأتي ذكرها في ترجمة مدرك بن زياد إن شاء اللَّه تعالى.
[472- أصحبة-
بموحدة: في الّذي يأتي بعده] [ (1) ] .
473- أصحمة بن أبحر [ (2) ] النجاشيّ [ (3) ]-
ملك الحبشة، واسمه بالعربية عطيّة.
والنجاشيّ لقب له، أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام.
وأخرج أصحاب الصّحيح قصة صلاته صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة الغائب من طرق: منها رواية سعيد بن مينا، عن جابر. ومنها
رواية عطاء بن جابر: لما مات النجاشيّ قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «قد مات اليوم عبد صالح يقال له أصحمة، فقوموا فصلّوا على أصحمة، فصفّنا خلفه» [ (4) ] .
هذا لفظ القطّان عن ابن جريج عنه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وفي رواية ابن عيينة، عن ابن جريج: «قد مات اليوم عبد صالح، فقوموا فصلّوا على أصحمة» .
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] في د أبجر، وفي ب أنجر.
[ (3) ] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 287، العبر 1/ 10، مجمع الزوائد 9/ 419، 420، كنز العمال 14/ 33، أسد الغابة ت (188) .
[ (4) ] أخرجه الحميدي (1291)(1/347)
قال الطّبريّ وجماعة: كان ذلك في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح.
قال ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة: لما مات النجاشيّ كنّا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور.
وعند ابن شاهين والدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «قوموا فصلّوا على أخيكم النّجاشيّ» [ (1) ] .
فقال بعضهم:
تأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة؟ فأنزل اللَّه تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ... [آل عمران: 199] إلى آخر السورة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: لا نعلم رواه غير أبي هانئ أحمد بن بكار، عن معتمر.
وجاء من طريق زمعة بن صالح عن الزهري، ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: أصبحنا ذات يوم عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إن أخاكم أصحمة النجاشيّ قد توفّي، فصلّوا عليه» . قال: فوثب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ووثبنا معه، حتى جاء المصلّي فقام فصففنا وراءه فكبّر أربع تكبيرات.
[والنّجاشيّ- بفتح النون على المشهور، وقيل: تكسر- عن ثعلب، وتخفيف الجيم.
وأخطأ من شدّدها عن المطرزيّ، وبتشديد آخره. وحكى المطرزيّ التخفيف ورجّحه الصّغانيّ.
وأصحمة بوزن أربعة، وحاؤه مهملة، وقيل معجمة، وقيل إنه بموحدة بدل الميم.
وقيل: صحمة بغير ألف. وقيل كذلك، لكن بتقديم الميم على الصّاد. وقيل بزيادة ميم في أوله بدل الألف، عن ابن إسحاق في المستدرك للحاكم. والمعروف عن ابن إسحاق الأول، ويتحصل من هذا الخلاف في اسمه ستة ألفاظ لم أرها مجموعة] [ (2) ] .
474 ز- أصعر [ (3) ] بن قيس
بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن معقل بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. له إدراك.
ذكره ابن الكلبيّ في «الجمهرة» ، وقال: كان صاحب راية بني الحارث يوم القادسية.
475- أصخمة-
بخاء معجمة. تقدم في الّذي قبله.
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 64 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 29، والطبراني في الكبير 18/ 193 وابن عدي في الكامل 6/ 2278.
[ (2) ] سقط في أ، ج.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/348)
476 ز- أصمع بن مظهّر
بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي، جدّ الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع.
قال أبو عبيد البكريّ في شرح «أمالي القالي» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأصيب يوم الأهواز.
وقال ابن حزم في «الجمهرة» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأسلم هو وأبوه جميعا. وذكر المبرّد في «الكامل» لابنه علي بن أصمع قصة مع علي بن أبي طالب ثم مع الحجاج.
477- أطّ بن أبي أطّ
أحد بني سعد بن بكر. صحب خالد بن الوليد أيام أبي بكر، وإليه ينسب نهر أطّ بالعراق، وكان خالد استعمله على خراج تلك النّاحية فنسب نهرها إليه.
ذكره الطّبريّ، عن سيف، ووقع في موضع آخر: أطّ بن سويد، ولعله اسم أبيه.
واستدركه ابن فتحون. ورأيته مضبوطا بخط من يوثق به بضمّ الهمزة أوّله.
478 ز- أعبد بن فدكي،
أخو أبي ليلى السعدي. كان مع خالد بن الوليد في قتال الردّة وفي الفتوح. وبعثه على الحيرة مع القعقاع. ذكر ذلك الطبريّ عن سيف، واستدركه ابن فتحون أيضا.
479 ز- الأعور بن الورد
بن حذيفة بن بدر الفزاري، ابن عم عيينة بن حصن.
له إدراك. وقد هاجى [ (1) ] ابنه ربيعة بن الأعور عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية المريّ.
480- الأغلب العجليّ
الراجز. تقدم في الأول.
481 ز- أفلح،
مولى أبي أيوب الأنصاري [ (2) ] ، يكنى أبا كثير.
له إدراك، لأنه سبي من عين التمر [ (3) ] في خلافة أبي بكر الصديق، وله رواية عن عمر وعثمان وعبد اللَّه بن سلام.
__________
[ (1) ] في أهاجر.
[ (2) ] طبقات ابن سعد 5/ 86، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير 2/ 52، ترتيب الثقات للعجلي 71، 72، الثقات لابن حبان 4/ 58، تاريخ الطبري 3/ 415، تهذيب الكمال 3/ 325، التاريخ الصغير 65، المغازي للواقدي 434، الجرح والتعديل 2/ 323، المعرفة والتاريخ 1/ 319 و 1/ 83، خلاصة تذهيب التهذيب 40، تاريخ الإسلام 2/ 75.
[ (3) ] عين التمر: بلدة في طرف البادية على غربيّ الفرات وحولها قريّات منها شفاثا وتعرف ببلد العين أكثر نخلها القسب ويحمل منها إلى سائر الأماكن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 977.(1/349)
قال العجليّ: ثقة من كبار التابعين. وروى البخاريّ في تاريخه بسند صحيح عن ابن سيرين أنه قتل بالحرّة، وذلك سنة أربع وستين. وروى له مسلم.
482 ز- أقرع، مؤذن عمر.
روى عن عمر قوله للأسقف: هل تجدني في الكتاب؟
[قال: نجدك قرنا من حديد. قال: وما قرن من حديد؟ قال: أمر شديد. فقال عمر:
اللَّه أكبر] [ (1) ] .
وعنه عبد اللَّه بن شقيق العقيلي، روى له أبو داود هذا الأثر بنحوه. ذكرته لأنّ من يؤذّن لعمر يقتضي إدراكه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كبيرا. [وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين] [ (1) ] .
483 ز- الأقيشر الأسديّ.
اسمه المغيرة بن عبد اللَّه. يأتي في الميم.
484- أكتل بن شماخ [ (2) ]
بن زيد بن شداد بن صخر بن مالك بن لأي بن ثعلبة بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف العكليّ: نسبه ابن الكلبيّ، وقال: شهد الجسر مع أبي عبيدة، وأسر يومئذ مرد شاه وضرب عنقه. وشهد القادسيّة، وله فيها آثار محمودة، وكذا ذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، وزاد أنّ الشعبي روى عنه حديثا.
وقال ابن الكلبيّ: كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتل قال: من أحبّ أن ينظر إلى الصحيح الفصيح فلينظر إلى أكتل. ذكره ابن عبد البرّ بهذا، لأنّ له إدراكا.
485- أكثم بن صيفي
بن رباح [ (3) ] بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميميّ الحكيم المشهور وهو عمّ حنظلة بن الربيع بن صيفي الصحابيّ المشهور. قال ابن عبد البرّ: ذكره ابن السّكن في الصّحابة فلم يصنع شيئا.
والحديث الّذي ذكره هو:
ولما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه، قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه. قال: فانتدب له رجلان فأتيا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت وما أنت وبم جئت؟
قال: «أنّا محمّد بن عبد اللَّه وأنا عبد اللَّه ورسوله» ثمّ تلا عليهم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ... [ (4) ] [النحل: 90] الآية. فأتيا أكثم، فقالا له ذلك، قال: أي قوم، إنه يأمر
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الطبقات الكبرى 6/ 257، أسد الغابة ت 216، الاستيعاب ت 158.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، معرفة الصحابة 2/ 419، أسد الغابة ت 218.
[ (4) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242. والترمذي 5/ 508 كتاب الدعوات باب 97 حديث رقم 3532 قال أبو عيسى هذا حديث حسن، وأحمد في المسند 1/ 210، 3/ 153 والبخاري في التاريخ الصغير(1/350)
بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رءوسا ولا تكونوا فيه أذنابا.
فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى اللَّه وصلة الرّحم. فذكر باقي الحديث في وصيته.
قال ابن السّكن: حدثنا ابن صاعد، حدثنا الحسن بن داود عن محمد بن المنكدر.
حدّثنا عمر بن علي المقدّمي، عن عليّ بن عبد الملك عن عمير، عن أبيه، فذكره وهو مرسل.
قال ابن عبد البرّ: ليس في هذا الخبر ما يدل على إسلامه.
قال ابن فتحون: قد ذكره الباورديّ في الصحابة كما ذكره ابن السكن. وأخرج الخبر عن إبراهيم بن يوسف. عن المنكدر، لكن قد ذكره الأموي في المغازي قال: حدثني عمي عن عبد اللَّه بن زياد، حدّثني بعض أصحابنا، عن عبد الملك بن عمير- نحوه. وزاد أنه قرّب له بعيره، فركب متوجّها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فمات في الطريق. قال: ويقال نزلت فيه هذه الآية:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ...
[النساء: 100] الآية.
وعبد اللَّه بن زياد هو ابن سمعان أحد المتروكين، فهذا لو صحّ لكان حجّة على ابن عبد البرّ في كونه أسلم، ويكون على شرطه في إخراجه أمثاله في كتابه ممن لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد وجدت له شاهدا ذكره أبو حاتم السجستانيّ في كتاب المعمّرين، عن عمرو بن محمد السعديّ، عن عامر الشعبيّ، قال: سألت ابن عباس عن هذه الآية، فقال: نزلت في أكثم بن صيفي قلت: فأين الليثي؟ قال: كان هذا قبل الليثي بزمان، وهي خاصة عامة.
وروى أبو حاتم أيضا في المعمّرين عن رشدين بن كريب، عن أبيه عن ابن عباس- أن الآية المذكورة نزلت فيه.
وقال الأصمعيّ: حدّثنا أبو حاضر الأسديّ، عن أبيه. قال: كان فيما أوصى به أكثم بن صيفي ولده عند خروجه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.... فذكر قصته.
وقال العسكريّ في الصّحابة في فصل من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يلقه: روى أهل
__________
[ (1) ] / 11، وابن أبي شيبة في المصنف 11/ 431 والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 116، 132، كنز العمال حديث رقم 31867، 31950، 32020، 35512.(1/351)
الأخبار أنه خرج إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأن ابن أخ له غوّر طريقهم ليرجع، ففقد الماء، فرجع فمات عطشا.
وقد تبع ابن مندة ابن السّكن في إخراجه. وأخرج الخبر المذكور عنه، ولم يزد على ذلك، ثم أخرج أكثم بن صيفي، قال: وهو ابن عبد العزّى.... فسرد نسب أكثم بن الجون الخزاعي. ثم قال: أكثم بن الجون، فذكر له ترجمة على حدة، فهذا معدود في أغلاطه.
ثم وجدت قصّة أكثم التي أشار إليها العسكريّ في كتاب الصّحابة مطوّلة، وفيها التصريح بإسلامه.
وقال أبو حاتم في «المعمّرين» : لما سمع أكثم بخروج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليه ابنه حبيشا ليأتيه بخبره، وقال: يا بنيّ، إنّي أعظك بكلمات فخذ بهنّ من حين تخرج من عندي إلى أن ترجع ... فذكر قصّة طويلة، فيها:
فكتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أحمد إليك اللَّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّ اللَّه أمرني أن أقول لا إله إلّا اللَّه» .
فقال أكثم لابنه: ماذا رأيت؟ قال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فجمع أكثم قومه، ودعاهم إلى أتباعه، وقال لهم: إن سفيان بن مجاشع سمّى ابنه محمدا حبّا في هذا الرّجل، وإن أسقف نجران [ (1) ] كان يخبر بأمره وبعثه، فكونوا في أمره أوّلا ولا تكونوا آخرا.
فقال لهم مالك بن نويرة: إنّ شيخكم خرف. فقال أكثم: ويل للشّجيّ من الخليّ، واللَّه ما عليك آسي، ولكن على العامة. ثم نادى في قومه فتبعه منهم مائة رجل، منهم:
الأقرع بن حابس، وسلمى بن القين [ (2) ] ، وأبو تميمة الهجيمي، ورباح [ (3) ] بن الرّبيع، والهنيد، وعبد الرحمن بن الربيع، وصفوان بن أسيد، فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش مسيره، فأدلج على إبل أصحاب أبيه، فنحرها وشقّ قربهم ومزاداتهم، فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر، فجهدهم العطش، وأيقن أكثم بالموت، فقال لأصحابه:
أقدموا على هذا الرجل، وأعلموه بأني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّه رسول اللَّه، انظروا إن كان
__________
[ (1) ] نجران: بالفتح ثم السكون وآخره نون وهو في عدة مواضع: منها نجران من مخاليف اليمن من ناحية مكة وبها كان خبر الأخدود وإليها تنسب كعبة نجران وكانت ربيعة بها أساقفة مقيمون منهم السيد والعاقب اللذين جاءا إلى النبي عليه السلام في أصحابهما ودعاهم إلى المباهلة. وبقوا بها حتى أخلاهم عمر رضي اللَّه عنه عنها انظر: مراصد الاطلاع: 3/ 1359.
[ (2) ] في ج القيس.
[ (3) ] في د رياح.(1/352)
معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه.
قال: فقدموا عليه فأسلموا، قال: فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم، فخرجا في أثره، فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا، ثم قدما على أصحابه، فقالا لهم: ماذا أمركم به أكثم؟ قالوا: أمرنا بالإسلام، قال: فأسلما معهم.
قال أبو حاتم: عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة، وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين عاش مائتين وسبعين سنة، ويقال: بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة.
قلت: وأنشد له المرزبانيّ:
وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة ... إلى مائة لم يسأم العيش جاهل
أتت مائتان غير عشر وفائها ... وذلك من مرّ اللّيالي قلائل [ (1) ]
[الطويل] [وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم. ونقل عنه أنه كان يقول: إنما قلب الرجل مضغة منه، وإنه ينحلّ كما ينحلّ سائر جسده. وقال الخطيب: وكانت له حكمة وبلاغة] [ (2) ] .
486 ز- الأكدر بن حمام
بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زرّ بن تميم اللخمي، وله إدراك.
قال سعيد بن عفير: شهد فتح مصر هو وأبوه.
وقال أبو عمر الكنديّ في كتاب الخندق: حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن ربيعة، عن أبيه: حدثني الوليد بن سليمان، قال: كان أكدر علويّا، وكان ذا دين وفضل وفقه في الدين، وجالس الصحابة، وروى عنهم، وهو صاحب الفريضة التي تسمّى الأكدريّة، وكان ممن سار إلى عثمان، وكان معاوية يتألّف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه، ويرفع مجلسه، فلما حاصر مروان أهل مصر أجلب عليه الأكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه، فلما صالح أهل مصر مروان علم أنّ الأكدر سيعود إلى فعلاته، فألّب عليه قوما من أهل الشّام فادّعوا عليه قتل رجل منهم، فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله.
قال: فحدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، قال: كنت واقفا بباب مروان حين دعا بالأكدر، فجاء ولا يدري فيما دعي إليه، فما كان بأسرع من أن قتل، فتنادى الجند. قتل
__________
[ (1) ] ينظر البيتان في الاشتقاق لابن دريد: 207.
[ (2) ] سقط في أ.(1/353)
الأكدر، فلم يبق أحد إلا لبس سلاحه، وحضروا باب مروان وهم زيادة على ثمانين ألف إنسان، فأغلق مروان بابه خوفا، فمضوا إلى كريب بن أبرهة فأعلموه الخبر. فوجدوه في جنازة زوجته بسيسة بنت حمزة بن عبد كلال، فلما فرغ جاء صحبتهم إلى مروان، فدخل عليه، فقال له مروان: إليّ يا أبا رشيد، فقال: بل إليّ يا أمير المؤمنين، فقام إليه فألقى عليه رداءه، وقال: أنا له جار، فانصرف الجيش عنه، وذهب دم الأكدر هدرا.
وروى أبو عمر الكنديّ من طريق ابن لهيعة، قال: مرض الأكدر بن حمام بالمدينة ليالي عثمان، فجاءه عليّ بن أبي طالب عائدا، فقال: كيف تجدك؟ قال: لما بي يا أمير المؤمنين. قال: كلا لتعيش زمانا، ويغدر بك غادر، وتصير إلى الجنّة إن شاء اللَّه تعالى.
وروى البيهقيّ في «الشعب» ، من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن خديج بن صومي- أنه سمع الأكدر بن حمام يقول: أخبرني رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «جلسنا يوما في المسجد فقلنا لفتى منّا: اذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسله ما يعدل رتبة الجهاد، فأتاه فسأله، فقال: «لا شيء» .
وروى أبو عمر الكنديّ، من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن مسافر بن حنظلة، عن الأكدر بن حمام أنّ عمر بن الخطّاب قال: تعلّموا المهن، فإنه يوشك الرجل منكم أن يحتاج إلى مهنة.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن سفيان، قال: قلت للأعمش: لم سميت الفريضة الأكدريّة؟ قال: طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له الأكدر كان ينظر في الفرائض، فأخطأ فيها. قال وكيع: وكنا نسمع قبل ذلك أن قول زيد بن ثابت تكدر فيها.
قلت: إن كان قول الأعمش محفوظا فلعلّ عبد الملك طرحها على الأكدر قديما، وعبد الملك يطلب العلم بالمدينة، وإلا فالأكدر هذا كما تقدم قتل قبل أن يلي عبد الملك الخلافة.
وروى ابن المنذر في «التّفسير» ، عن علي بن المبارك، عن زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن ابن جريج في قوله تعالى: لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ [آل عمران: 174]- قال: قدم رجل من المشركين من بدر، فأخبر أهل مكة بخيل محمد، فرعبوا فجلسوا فقال شعرا في ذلك، قال: وزعموا أنه الأكدر بن حمام.
487 ز- امرؤ القيس
بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد اللَّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبيّ له إدراك.(1/354)
ذكره ابن الكلبيّ، قال: وقد أمّره عمر بن الخطاب على من أسلم بالشام من قضاعة، وخطب إليه عليّ ومعه ابناه حسن وحسين فزوّجهم بناته. وفي بنته الرباب يقول الحسين بن عليّ، وكان له منها ابنته سكينة:
لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تكون بها سكينة والرّباب
[الوافر] قلت: وروينا قصته في أمالي ثعلب، قال: حدّثنا ابن شبيب، حدّثنا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن أبي المثنى أميّة، أخبرني عبد اللَّه بن حسن، حدّثني خالي عبد الجبار بن منظور، حدثني عوف بن خارجة، قال: إني واللَّه لعند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطّى رقاب الناس، حتى قام بين يدي عمر، فحيّاه بتحية الخلافة، فقال: من أنت؟ قال:
امرؤ نصرانيّ، وأنا امرؤ القيس بن عدي الكلبيّ فلم يعرفه عمر.
فقال له رجل: هذا صاحب بكر بن وائل الّذي أغار عليهم في الجاهلية. قال: فما تريد؟ قال: أريد الإسلام فعرضه عليه فقبله، ثم دعا له برمح فعقد له على من أسلم من قضاعة، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه.
قال عوف: ما رأيت رجلا لم يصلّ صلاة أمّر على جماعة من المسلمين قبله.
قال: ونهض عليّ وابناه حتى أدركه، فقال له: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهذان ابناي من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا.
قال قد أنكحتك يا علي المحياة ابنة امرئ القيس، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس. قال: وهي أم سكينة، وفيها يقول الحسين:
لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تحلّ بها سكينة والرّباب
[الوافر] وهي التي أقامت على قبر الحسين حولا، ثم أنشدت:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر [ (1) ]
[الطويل]
488- أميّة بن أبي عائذ الهذلي
ذكره المرزبانيّ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له في نعت المطر:
__________
[ (1) ] انظر ديوان لبيد بن ربيعة 214.(1/355)
أرقت لبرق واصب هبَّ من بشر ... تلألأ في أثناء أزمنة قمر
تلقّحه هيج الجنوب وتقبل الشّمال ... نتاجا والصّبا حالب تمري
[الطويل] ونقل عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: هذا أجود شيء قيل في نعت المطر.
باب الألف بعدها نون
489- أنس بن حذيفة [ (1) ]
تقدم في الأول.
490 ز- أنس بن نوّاس
بن سيحان المحاربيّ ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم لقبه الحبين، وهو القائل:
فإن لا يذد جهّالكم ذو نهاكم ... تجد حولكم جهّالكم من يذودها
فلا تسمعوا قول العداة فإنّني ... أرى طيش أحلام العداة بعيدها
[الطويل]
491 ز- أنس بن هلال النميري
كان ممن أمدّ به عمر بن الخطاب المثنى بن حارثة الشّيبانيّ في فتوح العراق، واستشهد مع أخيه مسعود بن حارثة. ذكره الطّبريّ.
492 ز- أنيف [ (2) ] بن يزيد
بن فهدة الكعبيّ، أحد بني عمرو بن تميم.
كان أبوه فارسا في الجاهلية مذكورا، ولولده أنيف إدراك، وكان لأنيف ولد اسمه غطفان شاعر له ذكر في خلافة يزيد بن معاوية وبعدها، وهو القائل لما قام مسعود بن عمرو الأزدي في أمر عبيد اللَّه بن زياد يحرّض بني تميم بأبيات رجز منها:
يال تميم إنّها مذكورة ... إن فات مسعود بها مشهورة [ (3) ]
فاستمسكوا بجانب المقصورة
[الرجز] فجاءت بنو تميم إلى المقصورة ومسعود على المنبر فأنزلوه وقتلوه، وحصروا مالك ابن مسمع في داره، وأحرقوا ما حولها وفي ذلك يقول غطفان أيضا:
__________
[ (1) ] الغاية 1/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 30.
[ (2) ] هذه الترجمة ساقطة في أ.
[ (3) ] ينظر البيتان في النقائض: 734.(1/356)
وأصبح ابن مسمع محصورا ... يحمي قصورا دونه ودورا
حتّى شببنا حوله السّعيرا
[الرجز] ذكره المرزبانيّ في معجمه، وفي هذه القصة يقول الفرزدق التميمي يفخر بما فعله قومه:
عزلنا وأمّرنا وبكر بن وائل ... تجرّ خصاها تبتغي من تحالف [ (1) ]
[الطويل]
493- أوس القرني
يأتي في أويس.
494 ز- أوس بن بجير الطائي.
له إدراك.
وشهد وقعة بزاخة مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، وفي ذلك يقول من أبيات:
ليت أبا بكر يرى من سيوفنا ... وما تختلي من أذرع ورقاب
[الطويل] ومنها:
ألم تر أنّ اللَّه لا ربّ غيره ... يصبّ على الكفّار سوط عذاب [ (2) ] ؟
495 ز- أوس:
بن ثويب [ (3) ] الثعلبيّ له إدراك.
وروى البخاريّ في تاريخه من طريقه، قال: اكترى مني جرير بن عبد اللَّه بعيرا في الحج، فركبه إلى عمر بن الخطاب.
496- أوس بن جذيمة الهجيمي.
له إدراك.
وكان فيمن ثبت في الردّة، وأغار مع طائفة من قومه على عسكر سجاح التي تنبّأت ذكره سيف والطبريّ.
497- أوس بن ضمعج
الكوفي الحضرميّ [ (4) ] . ويقال النخعيّ.
__________
[ (1) ] ينظر البيت في النقائض: 729.
[ (2) ] في أذكره وثيمة بن موسى في كتاب الردة.
[ (3) ] في أبويب.
[ (4) ] التاريخ الكبير 1/ 1812، تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، تهذيب الكمال 1/ 126، الطبقات 146، تهذيب التهذيب 1/ 383، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، العبر 1/ 84، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 296، الكاشف 1/ 1042، الجامع في الرجال 286، الثقات(1/357)
تابعيّ كبير ثقة، أدرك الجاهلية، قاله ابن سعد. وقال العجليّ: ثقة.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: كان من القرّاء الأول.
وقال خليفة: مات في ولاية بشر سنة أربع وسبعين، روى له مسلم والأربعة.
وضمعج- بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها عين مهملة ثم جيم. ومعناه الغليظ.
498 ز- أوس بن مغراء القريعي.
مخضرم. يكنى أبا المغراء، قاله المرزبانيّ، قال:
وشهد الفتوح، وبقي إلى أيام معاوية بن أبي سفيان، وله قصة مع النابغة الجعديّ. وهو القائل:
لعمرك ما تبلى سرابيل عامر ... من اللّؤم ما دامت عليها جلودها
[الطويل] وله شعر يمدح به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أورده ابن سيد الناس في كتاب «الصّحابة» الذين مدحوا المصطفى، وأنه مخضرم، ومنه:
محمّد خير من يمشي على قدم ... وصاحباه وعثمان بن عفّانا
[البسيط] وأنشد منها ابن إسحاق في السيرة:
لا يبرح النّاس ما حجّوا معرّسهم ... حتّى يقال: أجيروا آل صفوانا
[البسيط] وهي قصيدة طويلة عدّ فيها ما كان من بلائهم في الفتوح وغيره، وفخر فيها بقريش.
قال ابن أبي طاهر: لم يقل أحد أحسن منها.
499- أوسط بن عمرو [ (1) ] .
وقيل ابن عامر. وقيل ابن إسماعيل البجلي. أبو إسماعيل. ويقال: أبو محمد، وأبو عمرو.
شامي حمصي، له إدراك. روي عنه من غير وجه أنه قال: قدمنا المدينة بعد موت
__________
[ (4) ] / 43، الوافي بالوفيات 9/ 448، الجمع بين رجال الصحيحين، المعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، الطبقات الكبرى 5/ 213، الأنساب 4/ 181، مشاهير علماء الأمصار 106، دائرة معارف الأعلمي 11/ 70، أسد الغابة ت (309) .
[ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 441، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 2/ 64، تاريخ الثقات للعجلي 74، الجرح والتعديل 2/ 346، تهذيب الكمال 3/ 394، الكاشف 1/ 90، تهذيب التهذيب 1/ 384، تقريب التهذيب 1/ 86، خلاصة تهذيب التهذيب 45، تاريخ الإسلام 3/ 298. أسد الغابة ت (328) .(1/358)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعام. أخرجه ابن ماجة وغيره بإسناد صحيح. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشّام، وله رواية عن أبي بكر وعمر.
وروى له ابن ماجة والنّسائيّ في «اليوم واللّيلة» .
وذكر صاحب «تاريخ حمص» أنه ولي إمرة حمص ليزيد، وتوفّي سنة تسع وسبعين.
500- أويس بن عامر [ (1) ] .
وقيل: عمرو. ويقال: أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي القرني الزاهد المشهور.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عن عمر وعلي، وروى عنه بشير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان ثقة وذكره البخاريّ، فقال في إسناده نظر.
وقال ابن عديّ: ليس له رواية، لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشكّ فيه.
وقال عبد الغنيّ بن سعيد: القرني- بفتح القاف والراء- هو أويس، أخبر به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وجوده، وشهد صفّين مع علي، وكان من خيار المسلمين.
وروى ضمرة، عن أصبغ بن زيد، قال: أسلم أويس على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولكن منعه من القدوم برّه بأمه.
وروى مسلم في صحيحه، من حديث أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ خير التّابعين رجل يقال له أويس بن عامر [ (2) ] » ،
وفي رواية له: «فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم» .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (331) . طبقات ابن سعد 6/ 161 طبقات خليفة 1044، تاريخ البخاري 2/ 55، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الأول 326، الحلية 2/ 79، تاريخ ابن عساكر 3/ 97، وأخبار مستوعبة فيه، تهذيب التهذيب 1/ 386، لسان الميزان 1/ 471، شرح المقامات الحريرية 2/ 217، تاريخ الإسلام 2/ 173، مسالك الأبصار 1/ 122، خلاصة تذهيب الكمال 41، تاج العروس مادة أوس، تهذيب ابن عساكر 3/ 157.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 480 وابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 113 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34059. وابن عساكر في تاريخه 3/ 175.(1/359)
وله من طريق قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر: وفيها قول عمر: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يأتي عليك أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن، ثمّ من مراد، ثمّ من قرن، كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ لو أقسم على اللَّه لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ... »
[ (1) ] الحديث.
ورواه البيهقيّ، وأبو نعيم في «الدّلائل» ، وفي الحلية. من هذا الوجه مطوّلا.
وله طرق أخرى، منها ما روى ابن مندة، من طريق سعد بن الصّلت، عن مبارك بن فضالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بن معاوية، قال: كان عمر يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه: تعرفون أويس بن عامر القرني؟ فيقولون: لا، فذكر نحوه.
ورواه هدبة بن خالد، عن مبارك، عن أبي الأصغر- بدل مروان الأصغر- أخرجه أبو يعلى.
وروى الرّويانيّ في «مسندة» ، من طريق بكر بن عبد اللَّه. عن الضّحّاك، عن أبي هريرة، فذكر حديثا في وصف الأتقياء الأصفياء، قال: فقلنا: يا رسول اللَّه.
كيف لنا برجل منهم؟ قال: «ذاك أويس» وساق الحديث في توصية النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليّا وعمر إذا لقياه أن يستغفر لهما. وفيه قصة طلب عمر إيّاه.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أويس القرنيّ يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير، فذكر الحديث منقطعا.
وفي «الدّلائل» للبيهقيّ، من طريق الثقفيّ، عن خالد، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن عبد اللَّه بن أبي الجدعاء- رفعه، قال: «يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» [ (2) ] .
قال الثّقفيّ: قال هشام بن حسّان: كان الحسن يقول: هو أويس القرني، وسيأتي له ذكر في ترجمة فرات بن حيّان.
وقال أحمد في مسندة: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشّام يوم صفّين: أفيكم أويس القرني؟
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد 6/ 113 ومسلم 4/ 1969 في كتاب فضائل الصحابة (225/ 2542)
[ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 384 عن أبي أمامة بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف.(1/360)
قالوا: نعم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ من خير التّابعين أويسا القرنيّ» ورواه جماعة عن شريك.
وقال ابن عمّار الموصليّ: ذكر عند المعافى بن عمران أن أويسا قتل في الرجّالة مع علي بصفّين، فقال معافى: ما حدّث بهذا إلا الأعرج، فقال له عبد ربّه الواسطي: حدثني به شريك، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فسكت.
[وأخرج أحمد في «الزّهد» ، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد اللَّه بن أشعث بن سوّار، عن محارب بن دثار- يرفعه: «إنّ من أمّتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلّاه من العرى، يحجزه إيمانه أن يسأل النّاس، منهم أويس القرنيّ، وفرات بن حيّان» [ (1) ] .
وأخرجه أيضا في الزّهد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد- مرسلا] [ (2) ] .
وفي المستدرك، من طريق يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد، حدثنا أبو مكيس قال: رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده هذا يصلّون ويقرءون حتى غزوا، فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه في الرجّالة بين يدي عليّ.
ومن طريق الأصبغ بن نباته، قال: شهدت عليّا يوم صفّين يقول:
من يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون رجلا. فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه أطمار صوف محلوق الرأس، فبايعه على القتل، فقيل: هذا أويس القرني. فما زال يحارب حتى قتل.
وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد اللَّه بن سلمة، قال: غزونا أذربيجان في زمن عمر، ومعنا أويس، فلما رجعنا مرض فمات.
وفي الإسناد: الهيثم بن عدي، وهو متروك [والمعتمد الأول.
وقد أخرج الحاكم من طريق ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن الجريريّ، عن أبي نضرة العبديّ، عن أسير بن جابر، قال: قال صاحب لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه؟ فذكر قصة أويس، وفيها: فتنحّى إلى سارية فصلّى ركعتين، ثم أقبل علينا
__________
[ (1) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 84 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34060 وعزاه لأحمد بن حنبل في الزهد وأبي نعيم في حلية الأولياء عن محارب بن دثار وعن سالم بن أبي الجعد.
[ (2) ] سقط في أ.(1/361)
بوجهه فقال: ما لكم ولي تطؤون عقبي، وأنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم؟ لا تفعلوا رحمكم اللَّه. من كانت له إليّ حاجة فليقلني بعشاء، ثم قال: إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر: مؤمن فقيه، ومؤمن لم يفقه، ومنافق، وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وإيناعا وطيبا، ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة، ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطّمه، ثم قرأ: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [الإسراء: 82] .
اللَّهمّ ارزقني شهادة توجب لي [47] الحياة والرزق قال أسير: فلم يلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث عليّ. فخرج صاحب القطيفة أويس، وخرجنا معه، حتى نزلنا بحضرة العدو.
قال ابن المبارك: فحدثني حماد بن سلمة، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أسير، قال: فنادى منادي عليّ، يا خيل اللَّه اركبي وأبشري، فصفّ الناس لهم، فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه، ثم جعل يقول: يا أيها النّاس تمّوا ليتمّنّ وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة، فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردّى مكانه كأنما مات منذ [ ... ] وهو صحيح السند] [ (1) ] .
501- إياس بن زيد،
أبو زكريا الخزاعي [ (2) ] .
أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ونزل دمشق، قاله ابن عساكر.
وروى ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال:
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الدّرداء- أو يزيد بن أبي سفيان: وأقرئ مني الرجل الصّالح- أبا زكريا إياس بن زيد- السّلام. ولأبي زكريّا رواية عن سلمان الفارسيّ وغيره.
502- إياس بن صبيح
بن المحرّش بن عبد عمرو الحنفي، يكنى أبا مريم.
قال ابن سعد: كان من أصحاب مسيلمة، ثم تاب وحسن إسلامه، وولي قضاء البصرة في زمن عمر.
أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي مريم الحنفي- أنّ عمر قرأ بعد الحدث، فقال له أبو مريم الحنفيّ: إنك خرجت من الخلاء، فقال له:
أمسيلمة أفتاك بهذا؟ إسناده صحيح.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 177.(1/362)
ورواه البخاريّ في «تاريخه» ، من طرق أخرى، عن هشام- نحوه.
وزعم العسكريّ أن أبا مريم هذا غير أبي مريم الحنفيّ الّذي قتل زيد بن الخطّاب.
القسم الرابع من حرف الألف
[الألف بعدها الباء]
503- أبان العبديّ [ (1) ] .
فرّق ابن مندة بينه وبين المحاربي، وهو هو. ومحارب بطن من عبد القيس.
504- أبجر المزني [ (2) ] .
أخرجه ابن مندة برواية فيها شك، قال راويها: عن أبجر.
والصواب ابن أبجر. وهو غالب بن أبجر سيد مزينة. أخرج حديثه أبو داود في الحمر الأهلية.
505- إبراهيم
بن عبد الرحمن العذري [ (3) ] ، تابعي.
أرسل حديثا فذكره ابن مندة وغيره في الصّحابة.
قال: روى الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، وكان من الصحابة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ... »
الحديث.
قال ابن مندة: ولم يتابع ابن عرفة على قوله وكان من الصحابة.
قلت: قد رويناه في كتاب «الغرر من الأخبار» لوكيع القاضي قال: حدّثنا الحسن بن عرفة. فذكره ولم يقل فيه: وكان من الصّحابة ثم أخرجه ابن مندة من طريق بقية عن معان عن إبراهيم. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأورده أبو نعيم. ثم قال: وهكذا رواه الوليد، عن معان، ورواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان، عن أبي عثمان، عن أسامة.
قلت: ووصل هذا الطّريق الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» وقد أورد ابن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة.
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 84، أسد الغابة ت (3) .
[ (2) ] الطبقات الكبرى 6/ 308، تجريد أسماء الصحابة 1/ 10.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2، ميزان الاعتدال 1/ 45، لسان الميزان 1/ 77. وأسد الغابة ت (12) .(1/363)
وقال في بعض المواضع: رواه الثقات عن الوليد، عن معان، عن إبراهيم، قال:
حدّثنا الثّقة من أصحابنا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره.
506- إبراهيم بن عبيد.
بن رفاعة الزّرقيّ [ (1) ] . أورده عبدان في الصحابة، وأورد له من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، قال: صنع أبو سعيد الخدريّ طعاما فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه ...
الحديث.
قال أبو موسى: هذا مرسل. ثم أخرجه من وجه آخر عن ابن أبي حميد، فقال: عن إبراهيم بن عبيد، عن أبي سعيد.
قلت: ولإبراهيم رواية عن أبيه عن جدّه رفاعة في شهوده بدرا.
وهو تابعيّ صغير، وأبوه لا تصحّ له صحبة. بل قيل: إنه ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
507- إبراهيم الأنصاريّ.
ذكر البخاريّ عن محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، عن أبيه- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في المسح على الخفين.
قال البخاري: لا يثبت.
قلت: لأنه سقط منه الصحابي، ومحمد بن أبي حميد ضعيف جدا.
وقد رواه عمرو بن الحارث أحد الثقات، عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري- أنه حدثه أن أباه حدّثه أنه رأى مسلمة [ (2) ] بن مخلّد يمسح على خفيه ... فذكر الحديث.
508 ز- أبيّ بن لبى-
أورده ابن قانع في حرف الهمزة، وإنما هو لبيّ بن لبى- بضم اللام مصغرا، وسيأتي في مكانه على الصّواب.
509- إباية بن أثال،
أبو أمامة الحنفي- كذا سماه ابن الطلاع في أحكامه، وعزاه «للمدوّنة» وغيرها، وهو تصحيف، وإنما هو ثمامة، كما سيأتي.
الألف بعدها الحاء والذال والراء
510- أحب بن مالك [ (3) ] .
استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البرّ فوهم، وإنّما هو لاحب. وسيأتي في حرف اللام على الصّواب.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2 تهذيب الكمال 1/ 59، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 50، التحفة اللطيفة 1/ 128، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 38، تهذيب التهذيب 1/ 123 الكاشف 1/ 87، أسد الغابة ت (15) .
[ (2) ] في أمسيلمة.
[ (3) ] أسد الغابة ت (40) .(1/364)
511- أذينة الشنّي.
فرّق الباوردي بينه وبين العبديّ، وهو هو، لأن شنّا بطن من عبد القيس، نبه عليه الرشاطيّ.
512 ز- أربد بن رقيش الأسديّ.
مذكور فيمن شهد بدرا، وهو تصحيف، وإنما هو يزيد بن رقيش.
قال ابن عبد البرّ: من قال فيه أربد فقد أخطأ، وإنما هو يزيد بن رقيش.
513- أرطاة الطائي [ (1) ] .
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها، فبعث إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بشيرا يقال له أرطاة أراه ... فذكر الحديث.
ووهم قيس في تسميته، وإنما هو أبو أرطاة حصين بن ربيعة، كما وقع عند مسلم، وكذلك اتفق الحفّاظ على تسميته من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد. واللَّه أعلم.
514- أرطاة بن المنذر السكونيّ [ (2) ] .
وهم فيه عبدان والطبراني. والصواب نقيط بن المنذر، وكأنه انتقال ذهني إلى أرطاة بن المنذر الألهاني أحد التابعين.
ومما يدل على وهم عبدان والطبرانيّ فيه أنهما أخرجا الحديث بعينه في ترجمة لقيط على الصواب بالإسناد الّذي أخرجاه في ترجمة أرطاة، من غير تغيير.
وسنذكره على الصّواب في ترجمة لقيط.
515 ز- أرقم الخزاعي.
كذا ذكره البغويّ، وإنما الصّواب أقرم- بتقديم القاف- وقد نبه على ذلك أبو عمر.
الألف بعدها الزاي
516- أزهر بن قيس [ (3) ] .
ذكره البغويّ، وابن شاهين، وابن عبد البرّ، وأبو موسى-
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الطبقات الكبرى 6/ 359، مقاتل الطالبين ص 251، 449. أسد الغابة ت (67) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، تهذيب الكمال 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 198، تقريب التهذيب 1/ 50، الوافي بالوفيات 8/ 347، العبر 1/ 241، الكاشف 1/ 101 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 115، الجرح والتعديل 2/ 326، التاريخ الكبير 2/ 56، 57، تلخيص المستدرك 4/ 448، الميزان 1/ 70، ابن عدي 1/ 421، لسان الميزان 1/ 338، ديوان الضعفاء 15، الثقات 4/ 58- 6/ 58، المجروحين 1/ 301، المغني 1/ 64، شذرات الذهب 1/ 257- الكنى للإمام مسلم 162، تاريخ حمص 2/ 97، تهذيب تاريخ دمشق الكبير، 2/ 370، أسد الغابة ت (69) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 371، 372، جامع الرواة 1/ 78، تنقيح المقال(1/365)
في الصحابة، وتبعهم ابن الأثير ومن بعده، وهو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت. وسأذكر كلامهم وأبيّن وجه الخطأ فيه، فقال البغويّ: أزهر بن قيس حدثني زياد بن أيوب، حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن حريز، عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب [ (1) ] ، لا أعلم له غيره.
قال ابن شاهين: أزهر بن قيس أبو الوليد، حدثنا عبد اللَّه بن محمد البغوي، فذكره ولم يزد شيئا.
وقال ابن عبد البرّ: أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان، لم يرو عنه غيره فيما علمت- حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب.
وأورده أبو موسى في الذيل، من طريق ابن شاهين لم يزد شيئا، ولما ذكره ابن الأثير اقتصر على ما أورده ابن عبد البر.
وقد تمّ الوهم عليهم فيه جميعا، وسببه أن الإسناد الّذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر، واسم الصّحابي وبقي اسم أبيه فتركيب هذه الترجمة من اسم أزهر ومن اسم والد أزهر، واسم الصّحابي، ولا وجود لذلك في الخارج، وتبع البغويّ ابن شاهين، وبقيّة من جاء بعده من غير تأمّل.
وإيضاح ذلك أن حريز بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد، وقيل: ابن عبد اللَّه الهوزني، عن عصمة بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال أبو زرعة الدمشقيّ:
حدثنا علي بن عيّاش، قال: حدثنا حريز بن عثمان، عن أبي الوليد أزهر الهوزني، عن عصمة بن قيس صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يتعوّذ باللَّه من فتنة المغرب.
ورواه ابن سعد عمن أخبره، عن أبي اليمان، عن حريز.
وكذا رواه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي اليمان. ورواه ابن أبي عاصم والطبرانيّ وأبو نعيم من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن حريز بن عثمان، عن أزهر بن عبد اللَّه، عن عصمة بن قيس.
__________
[ (643،) ] دائرة معارف الأعلمي 4/ 299، معجم رجال الحديث 3/ 21. أسد الغابة ت (78) الاستيعاب ت (19) .
[ (1) ] المغرب: بالفتح ضد الشرق وهي بلاد واسعة كبيرة قيل حدّها من مدينة مليانه وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط، تدخل فيه جزيرة الأندلس. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1293.(1/366)
ويزيد ذلك وضوحا أن البخاريّ وغيره لما ذكروا ترجمة أزهر الهوزني عرّفوه بأنه يروي عن عصمة بن قيس، وأن حريز بن عثمان يروي عنه.
قال البخاريّ: أزهر أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم روى عنه حريز.
وقال ابن أبي حاتم: أزهر بن راشد أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأرسل عن ابن عباس، وسمع من سليم بن عامر. روى عنه حريز بن عثمان. وغيره.
وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: أزهر أبو الوليد الهوزني يروي عن رجل من الصحابة. روى عنه حريز بن عثمان.
فوضح بهذا أن أزهر بن قيس لا وجود له في الخارج.
والعجب أنّ ابن عبد البر أخرج الحديث المذكور في ترجمة عصمة بن قيس على الصواب وأخرجه هنا على الوهم.
وقد وقع لابن عبد البرّ تنبيه على قريب من هذا الوهم في الكنى في ترجمة أبي خداش الشّرعبي، كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى، وتمّ عليه الوهم في هذا، فلم ينبه على وهم من سبقه إلى ذكره، واللَّه الموفق.
الألف بعدها السين
517- أسامة بن مالك،
أبو العشراء الدارميّ [ (1) ] .
قال أبو موسى: أورده عبدان، ووهم فيه، لأن أبا العشراء لا صحبة له، وإنما الصحبة لأبيه.
وقد اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا.
قلت: قد جزم أيضا بأنّ اسم والد أبي العشراء أسامة بن مالك بن قهطم بن حيان في الصّحابة، فقال في حرف الألف: منهم أسامة بن مالك بن قهطم، أبو أبي العشراء الدارميّ.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3 الطبقات الكبرى 7، 85، 254، التاريخ الكبير 2/ 21، الجرح والتعديل 2/ 283، الميزان 1/ 175، المعرفة والتاريخ 2/ 152، 70، 72، 200، علوم الحديث لابن الصلاح 285، الإكمال 6/ 208، الإكمال بالمشكاة 298، مشاهير علماء الأمصار 264، دائرة معارف الأعلمي 4/ 201، بقي بن مخلد 533، أسد الغابة ت (87) .(1/367)
ويقال اسمه عطارد بن برز [ (1) ] ويقال يسار بن بلز [ (2) ] ، ثم ساق حديثه من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه.
قلت: والمعروف عند أهل الحديث أن أسامة اسم أبي العشراء لا اسم أبيه. واللَّه أعلم.
518 ز- أسد بن ربيعة الجعفريّ
الشاعر. له صحبة.
مات في أول ولاية معاوية، وله مائة وأربعون سنة، ذكر السمعاني، كذا رأيته بخط بعض المتأخرين في كتاب جمعه في الصحابة، وأورده في حرف الألف، وهو تصحيف منه، وإنما هو لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور.
519- أسد بن زرارة [ (3) ] .
كذا وقع عند الحاكم. والصّواب أسعد بن زرارة، كما نبّه عليه أبو موسى.
520- أسد بن صفوان.
ذكره الباورديّ، واستدركه مغلطاي بخطه، وهو وهم.
والصّواب أسيد- بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد السين ياء تحتانية، كما تقدم.
521- أسد التركي.
جاء ذكره في خبر مكذوب، ذكره الذهبيّ في التجريد [ (4) ] [هكذا مختصرا] . وقد وقفت على ذكره في ترجمة الرّاوي عنه بهرام بن حمزة،
قال عمر النسفي في «تاريخ سمرقند» [ (5) ] ، أخبرنا بهرام بن حمزة المرغيناني بسرخس [ (6) ] ، أخبرنا موسى بن يعقوب بن محمد الحامدي، عن أسد بن العامش التركي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه وملائكته يصلّون على الصّفّ الأوّل» [ (7) ] .
__________
[ (1) ] في ديرز.
[ (2) ] في ديلز.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، شذرات الذهب 1/ 9، أسد الغابة ت (92) والاستيعاب ت (30) .
[ (4) ] في أفي التجريد فهو من بابه.
[ (5) ] سمرقند: بفتحتين: بلد معروف مشهور قيل إنه من بناء ذي القرنين بما وراء النهر وهو قصبة الصّغد على جنوبي وادي الصّغد مرتفعة عليه. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 736.
[ (6) ] سرخس: بالفتح ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وآخره سين مهملة ويقال سرخس بالتحريك: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة بين نيسابور ومرو في وسط الطريق. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 705.
[ (7) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 204 كتاب الصلاة باب 46 الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعودا حديث رقم 543 وابن ماجة 1/ 318 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 51 فصل الصف المقدم حديث رقم 999 قال البوصيري إسناده صحيح رجاله ثقات وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1550، 1556.
وابن حبان في صحيحه حديث رقم 394، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 20 وكنز العمال حديث رقم 20551، 20554.(1/368)
قال أبو سعد بن السّمعانيّ: سلوا اللَّه الثبات على الصدق. فليس العجب من رواية بهرام عن الحامدي، إنما العجب من رواية عمر النسفي هذا في كتابه غير منكر عليه، بل رواية من يظنّ أنه حديث.
قال: وكانت وفاة بهرام سنة خمسمائة وستّ عشرة.
قلت: فهو من باب رتن ومكلية بن ملكان ونحوهما] [ (1) ] .
522 ز- أسعد بن الربيع [ (2) ] .
صوابه سعد بن الربيع، كما سأبينه في ترجمته.
523- أسعر الديليّ-
صوابه سعر، كما سيأتي في السين.
524- أسقف نجران.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» [ (3) ] ، وقال: لا أدري أسلم أو لا، ثم
ساق حديث ابن إسحاق عن جبلة، عن ابن مسعود- أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: ابعث معي رجلا أمينا. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لأبعثنّ معك رجلا أمينا حقّ أمين»
[ (4) ] .
الحديث. وليس فيه ذكر إسلامه.
وقد ذكر ابن إسحاق أن أسقف نجران لم يسلم. وقد قيل: إن أسقف نجران هذا اسمه الحارث بن علقمة، من بني بكر بن وائل.
والأسقف نعت من نعوت أكابر النصارى.
525- أسلم الراعي [ (5) ] ،
أبو سلمى. قال ابن مندة: استشهد بخيبر، ثم ساق حديث أبي سلام،
قال: حدثنا أبو سلمى الراعي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهنّ في الميزان» [ (6) ] .
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت 108.
[ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1882 عن حذيفة ولفظه لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين ...
الحديث كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنه (7) حديث رقم (55/ 2420) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 86 عن حذيفة رضي اللَّه عنه.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 49، أسد الغابة ت 116. وبخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان 1/ 124- 7/ 117.
[ (6) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 443، 4/ 237 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2328 والهيثمي في الزوائد 10/ 91 وقال رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما ثقات، والحاكم في المستدرك 1/ 511 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43511، 43512.(1/369)
قال أبو نعيم: وهم في تسمية أبي سلمى، وإنما اسمه حريث، وفي قوله: استشهد بخيبر، لأن من يستشهد بخيبر لا يقول عنه أبو سلام حدثنا.
وهو اعتراض متّجه، لأن أبا سلام لا صحبة له.
والحق أن ابن مندة دخلت عليه ترجمة في ترجمة، والراعي الّذي قتل بخيبر غير الراعي الّذي يكنى أبا سلمى. واللَّه أعلم.
526- أسلم- غير منسوب [ (1) ] .
ذكره عبدان،
وأورد له حديث عبد الرحمن بن منهال ابن سلمة عن عمه- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأسلم: «صوموا هذا اليوم» [ (2) ] ، قالوا: إنا قد أكلنا. قال: «صوموا بقيّة يوم عاشوراء» [ (3) ] .
قال أبو موسى: قوله لأسلم المراد به القبيلة لا شخصا معينا اسمه أسلم. ويدل عليه قوله: إنّا قد أكلنا.
527 ز- أسماء بن خارجة الأسلميّ.
ذكره بعضهم في الصّحابة، والصّواب أسماء بن حارثة كما تقدم في الأول، نبّه على ذلك ابن حبان.
528- إسماعيل بن أبي حكيم المزني [ (4) ] ،
ثم أحد بني فضيل. أورده ابن مندة، وقال: أخرجه البخاريّ في «الأفراد» ، ولا أعرف له صحبة ولا رواية. ثم
أخرج من طريق محمد بن إسماعيل الجعفريّ، عن عبد اللَّه بن سلمة، عن ابن شهاب، عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ اللَّه ليسمع قراءة «لم يكن» فيقول: أبشر عبدي» [ (5) ] .
وقال أبو نعيم: لم يذكر أحد من الأئمة إسماعيل في الصّحابة، وهو عندي إسناد منقطع.
قلت: وهو وهم. والصواب إسماعيل بن أبي حكيم المدني، عن أحد بني فضيل، فوقع فيه تصحيف في المدني إلى المزني، وفي عن إلى ثم، وهو تابعيّ معروف من مشايخ
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (122) .
[ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 188 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات.
[ (3) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 29، 368. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 58.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، تهذيب الكمال 1/ 99، الطبقات 260، تهذيب التهذيب 1/ 289، التحفة اللطيفة 1/ 301، الكاشف 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 68 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 86، التاريخ الكبير 1/ 350. أسد الغابة ت 125.
[ (5) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 377 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2711 وابن كثير في تفسيره 8/ 476.(1/370)
يحيى بن سعيد الأنصاري في الموطأ، ولا مانع أن يروي له عن الزّهري أيضا.
529- إسماعيل [ (1) ]
بن زيد بن ثابت الأنصاريّ، ذكره أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريق ابن مردويه بسنده عن زكريا بن إسماعيل الزّيدي، من ولد زيد بن ثابت، عن أبيه، قال: خرجنا جماعة من الصحابة غزاة من الغزوات مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى وقفنا في مجمع طرق، وطلع أعرابيّ عند خطام بعيره ... الحديث.
قال أبو موسى: إسماعيل هو ابن زيد بن ثابت، وهو تابعي، يروي عن أبيه، لا أعلم له إدراكا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
واستدل ابن الأثير على صحة ذلك بأن زيدا كان صغيرا على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال:
إسماعيل تابعي، ولا عبرة بإرسال هذا الحديث، فإنّ التابعين لم يزالوا يرون المراسيل.
كذا قال وفيه نظر، لأن السياق لو صح لأثبت لإسماعيل الصحبة، فإن التابعيّ وإن كان يرسل لكن لا يخبر بشيء لم يشاهده أنه شاهده، وأنت ترى في السياق قوله: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى وقفنا، لكن يجوز أن يحمل على المجاز، وهو خلاف الظّاهر.
والّذي عندي أنه إما أن يكون سقط من الإسناد عن جده، أو أراد زكريا بقوله: عن أبيه، عن جدّه- زيد، لأن الجدّ أب.
وقد ذكر إسماعيل بن زيد بن ثابت في «التّابعين» ابن حبان، وقال: يكنّى أبا مصعب، وهو أصغر ولد زيد بن ثابت، وكذا ذكره البخاريّ في التابعين، وذكر له عن أبيه حديثا موقوفا.
530 ز- إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري.
تابعيّ. ذكره ابن حبّان في ثقاته. وقد أرسل حديثا فذكره الباورديّ في الصّحابة،
فروى من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن سهيل بن مالك، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية» ،
وفي الإسناد ضرار بن صرد، وهو ضعيف.
وأورده أبو موسى في الذّيل أيضا.
531 ز- إسماعيل بن هشام.
أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة، وقد قال البخاريّ، وأبو حاتم: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل.
532- الأسود بن حارثة.
ذكره الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون، عن
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 5/ 203، أسد الغابة ت (127)(1/371)
المسلم بن سعيد، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن خالد [ (1) ] ، قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض غزواته، فأتيته أنا ورجل قبل أن يسلم، فقال: «لا أستعين بمشرك» [ (2) ] .
وقال بعده خبيب هذا هو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة، كذا قال، وهو وهم.
وهذا الحديث رواه أحمد عن يزيد بن هارون، فوقع عنده: عن خبيب بن عبد الرحمن ابن خبيب، وأورده ابن عبد البرّ في ترجمة خبيب بن يساف. وهو الصّواب.
533 ز- الأسود [ (3) ] .
غير منسوب،
قال ابن عبد البر: روى هشيم وأبو عوانة عن يعلى بن عطاء، عن عامر بن الأسود، عن أبيه، أنه شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع، قال: وشهدت معه الفجر في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصلّيا، فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصلّيا معنا ... »
[ (4) ]
الحديث.
قال: وخالفهما: شعبة، فقال: عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه- مثله سواء.
قلت: وهذا خطأ نشأ عن تصحيف وإسقاط، وذلك أن هشيما وأبا عوانة لم يخالفا شعبة ولم يخالفهما، بل اتفقوا جميعا على أنه يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه.
كذلك رواه أبو داود عن حفص بن عمر، عن شعبة، ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ والبغويّ من حديث هشيم. ورواه البغويّ من حديث أبي عوانة كذلك وحديثه أتمّ.
وأظنّ أن الرواية التي وقعت لابن عبد البرّ سقط منها يزيد والد جابر، وتصحّف جابر
__________
[ (1) ] في أعن جده.
[ (2) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 2017.
[ (3) ] أسد الغابة ت (147) .
[ (4) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 213 عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه ... الحديث كتاب الصلاة باب فيمن صلّى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم حديث رقم 575 والترمذي في السنن 1/ 425 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الرجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة حديث رقم 219 قال أبو عيسى حديث حسن صحيح. والنسائي في السنن 2/ 113 كتاب الإمامة باب أعاره الفجر مع الجماعة لمن صلّى وحده (54) حديث رقم 858، وأحمد في المسند 4/ 160 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 300، والحاكم في المستدرك 1/ 244- 245 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 434، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 275 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3934، والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 413، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1638.(1/372)
بعامر: فرآه عامر بن الأسود عن أبيه، فترجم للأسود.
ثم رأيته كذلك على الخطأ في الإسقاط في كتاب مكّة للفاكهيّ، قال حدثنا حسين بن حسن، حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن الأسود، عن أبيه، فوافق الجماعة في جابر فلم يصحّفه. ونسب جابرا لجده.
والعجب أن ابن عبد البرّ أورد الحديث المذكور في كتاب «التمهيد» في ترجمة زيد بن أسلم منه من طريق علي بن المديني، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه على الصواب. وقال عقبة: رواه شعبة عن يعلى بن عطاء مثله سواء، فصرح باتفاق شعبة وهشيم خلاف ما ذكره في الاستيعاب. واللَّه الموفق.
534- الأسود بن عبد الأسد
بن هلال المخزوميّ [ (1) ] ، أخو أبي سلمة.
ذكره أبو موسى عن عبدان، وقال: لا تعرف له رواية إلا أنّ ابن عباس ذكره، وتعقبه ابن الأثير بأن ابن الكلبيّ والزّبير بن بكّار ذكرا أنه قتل يوم بدر كافرا وهو كما قالا.
وقد ذكره كعب بن مالك في قصيدة له في وقعة بدر منها:
فأقام في العطن المعطّن منهم ... سبعون عتبة منهم والأسود [ (2) ]
[الكامل] وابن عبّاس إنما ذكره في المستهزءين، فلا معنى لذكره في الصحابة. أما ابن أخيه الأسود بن سفيان بن عبد الأسد فسبق ذكره في الأول، فلا يمكن أن يكون عبدان أراده، لأن ابن عباس لم يذكره.
ولهذا بنت تسمى فاطمة، ذكرها ابن سعد، فقال: أسلمت وبايعت، وهي التي قطعت في السرقة على الصحيح وسيأتي بيان ذلك في ترجمتها إن شاء اللَّه تعالى.
535 ز- أسيد-
بفتح أوله وكسر السين- ابن أبي أسيد- بالضم مصغرا هو الساعدي [ (3) ] .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (148) .
[ (2) ] فأقام العطن ... منهم والأسود انظر ديوان كعب بن مالك. العطن: مبرك الإبل حول الماء، والمعطن الّذي قد عود أن يتخذ عطنا وعتبة: هو عتبة بن ربيعة، والأسود: هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي، وسيرة ابن هشام 2/ 362.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20 تهذيب التهذيب 1/ 44، تقريب التهذيب 1/ 77، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 97، التحفة اللطيفة 1/ 325، الجرح والتعديل 2/ 1198، المحن 171، التاريخ الكبير 2/ 11، أسد الغابة ت (160) .(1/373)
ذكره أبو موسى، عن عبدان، قال: حدثنا محمد بن سنان، حدثنا أبو عاصم، عن موسى بن عبيدة، حدثني عمر بن الحكم، عن أسيد بن أبي أسيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تزوج امرأة من بني الجون، قال: فبعثني فجئتها فأنزلتها الشّعب ... فذكر قصة المستعيذة.
وتعقبه أبو موسى بأن عمر بن الحكم إنما رواه عن أبي أسيد نفسه.
وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن محمد بن الفرج، عن محمد بن الزبرقان، عن موسى بن عبيدة، وهو المشهور.
قلت: وموسى بن عبيدة ضعيف، وكذلك محمد بن سنان، فيحتمل أن يكون سقط من الإسناد الأول قوله: عن «أبيه» ، فإن أسيد بن أسيد تابعيّ معروف، تأخّرت وفاته إلى خلافة أبي جعفر المنصور، كما ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» .
وقد أخرج البخاريّ حديث المستعيذة من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أيضا.
536 ز- أسيد [ (1) ]
بن ثابت وقع في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى في
حديث: «كلوا الزّيت وادّهنوا به» [ (2) ]- من طريق عطاء الشامي، عن أسيد أو أبي أسيد بن ثابت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
والصّواب عن أبي أسيد بالكنية، وسيأتي على الصّواب في «الكنى» ، واسمه عبد اللَّه بن ثابت.
537 ز- أسيد بن كرز القسري [ (3) ]
كذا وقع عند البغويّ. وصوابه أسد- بفتح الهمزة والمهملة.
538 ز- أسيد بن مالك،
أبو عميرة، روى له أحمد في مسندة. هكذا قرأته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل العراقي في شرح الترمذي من كتاب الزكاة، وهو تصحيف.
والصّواب رشيد- بالراء والشين المعجمة، وسيأتي على الصّواب.
539- أسيد-
بالضم- ابن أخي رافع بن خديج [ (4) ] .
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] أخرجه الترمذي (1851، 1852) وابن ماجة (3320) وأحمد 3/ 497 والحاكم 2/ 398 والطبراني في الكبير 19/ 270.
[ (3) ] أسد الغابة ت (166) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21، الثقات 3- 6، الإكمال 2/ 481، تهذيب الكمال 1/ 113، الطبقات 77، تقريب التهذيب 1/ 78، بقي بن مخلد 136، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 98، الوافي بالوفيات 9/ 258، 1/ 328، العبر ط 1/ 24، سير الإعلام 1/ 299، تهذيب التهذيب 1/ 347،(1/374)
ذكره ابن مندة قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد- أن أسيدا حدثه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا وجد الرّجل سرقته وكان غير متّهم فإن شاء أخذها بالثّمن ... » [ (1) ]
الحديث.
وتعقبه أبو نعيم بأنّ أبا مسعود الّذي أخرجه ابن مندة من طريقه أورده في مسند أسيد بن ظهير.
قلت: لكنه لم ينسبه لعلة سأذكرها، وذلك أن أبا داود والنسائي أخرجاه عن هارون الحمّال، عن حماد بن مسعدة، فوقع عندهما أسيد بن حضير.
وزاد أبو داود: قال أحمد بن حنبل. هو في كتابه أسيد بن ظهير. ولكن كذا حدثهم بالبصرة- يعني ابن جريج.
وقد رواه عبد الرّزّاق، عن ابن جريج: فقال: أسيد بن ظهير أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة عنه.
وأخرجه النّسائيّ من وجه آخر عن عبد الرزاق، وتابعه روح بن عبادة، عن ابن جريج، فعرف من هذا أنه أسيد بن ظهير.
وقد ذكره ابن مندة. فلا وجه للتفرقة.
ثم إن في قوله ابن أخي رافع مؤاخذة، لأن أسيد بن ظهير ابن عمّ رافع لا ابن أخيه، نعم لرافع ابن أخ يقال له أسيد معدود في التابعين. ذكره ابن حبان وغيره، وله رواية عن عمه رافع بن خديج. واللَّه أعلم.
540- أسير-
بالضم، آخره راء. رجل من أسلم، ذكره ابن عساكر في فهرست مسند أحمد، وقال: حديثه في الحادي عشر من مسند الأنصار. انتهى.
وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو في المسند من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم في التعوّذ بكلمات اللَّه التامّات، وكأنه سقط من نسخته عن، وتصحّف «أبيه» أسير، فتركب منه هذا الوهم. وقد نبّه على ذلك الحافظ أبو بكر بن المحبّ.
__________
[ () ] الكاشف 1/ 133، الجرح والتعديل 2/ 1163، التعديل والجرح 125، صفوة الصفوة 1/ 502، الرياض المستطابة 29- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 526، الطبقات الكبرى 2/ 37، 38، 39، 65، 68، 135، 150، 3/ 44، 199، 420، 432، 434، 437، 4/ 3049، 8/ 264، التاريخ الكبير 20/ 47، البداية والنهاية 7/ 101، الأنساب 1/ 278، أسد الغابة ت (171) .
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30371 وعزاه إلى أبي نعيم عن أسيد بن ظهيرة.(1/375)
باب الألف بعدها الشين [ (1) ]
541- الأشج [ (2) ] .
جاء ذكره في خبر موضوع افتراه محمود بن علي الطّرازي أحد الكذابين بعد الخمسمائة، قال: حدثنا الأشجّ صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «خرجنا أربعمائة وخمسين رجلا للتجارة، فأسلمت على يد عليّ، فذهب بي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو يقسّم غنائم بدر ... » الحديث.
وأخبرني أبو هريرة عن الذّهبيّ إجازة، عن إبراهيم بن حمّويه، أخبرنا الظهير البخاريّ، أخبرنا محمد بن عبد الستار الكردي، عن محمود بن عليّ. عن الأشج هذا بخبر آخر مختلف.
قلت: ثم وقفت على نسخة تزيد على أربعين حديثا من طريق أخرى، عن قيس بن تميم، عن الأشجّ. فذكر هذه القصّة، وأحاديث أخرى غالبها موضوع، والوضع فيها ظاهر جدا. وسأذكر ذلك في حرف القاف إن شاء اللَّه تعالى.
[وقرأت في كتاب أبي سعد السمعاني، قال: شاهدت محمد بن الحسين الشاشي- وكان شيخا بكّاء، ينشد الأشعار، ويسرد الحكايات، ويقول: رأيت الأشجّ، وسمعت شيخي الأشج يقول سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من العود إلى العود ثقل ظهر الحطّابين، ومن الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطّائين» .
انتهى.
وما أدري هل هو قيس أو غيره؟ [ (3) ]] .
542- الأشج، أبو الدنيا
[المغربي اختلف في اسمه والأشهر أنه عثمان، وقيل:
علي. وقيل: غير ذلك.
وأكثر الأخبار ليس فيها ما يدلّ على الصّحبة النبويّة، وإنما فيها صحبة عليّ. وفي بعضها الصحبة العليا. وسيأتي بيان ذلك في ترجمة من اسمه عثمان [ (4) ]] .
543 ز- الأشجع بن سنان.
ذكره بعضهم متعلقا بما أخرجه المحاملي في الجزء السادس عشر من حديثه، قال: حدثنا سعيد بن بحر، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سفيان
__________
[ (1) ] سقط في ب.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، تهذيب الكمال 1/ 114. الطبقات 61، الوافي بالوفيات 9/ 265، تقريب التهذيب 2/ 274، تهذيب التهذيب 10/ 301، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 55، الكاشف 3/ 452، الجرح والتعديل 2/ 344 الطبقات الكبرى 7/ 85، البداية والنهاية 5/ 47، 48.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أبدل ما في القوسين يأتي في الكنى.(1/376)
عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة بن مسعود، فذكر قصة بروع بنت واشق وفيه: [فقام الأشجع بن سنان، فقال: قضى فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى والصّواب [ (1) ]] . فقام الأشجعيّ بن سنان، بزيادة ياء النسب، وهو معقل بن سنان.
544- أشعب بن أم حميدة [ (2) ]
المعروف بالطّمع. ذكره مغلطاي في «حاشية أسد الغابة» فقال: ولد سنة تسع من الهجرة، وكانت أمه تدخل على زوجات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ذكره أبو الفرج [ (3) ] الأصبهانيّ. انتهى.
يريد بذلك أن يثبت أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فيعد في القسم الثاني.
ولم يتجه لي صحة ذلك، لأن أبا الفرج ذكره من طريق واهية عن عبيدة بن أشعب، عن أبيه، لكن روى ابن عساكر في ترجمته من طريق نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعيّ، قال: قال لي أشعب: ولدت يوم [50] قتل عثمان.
وأما ما رواه وكيع القاضي في «غرر الأخبار» ، عن محمد بن علي بن حمزة، عن المازني، عن الأصمعي، قال: حدثني أشعب قال: سمعت طويسا- يغني بهذين البيتين في عرس مروان بن الحكم بأمّ عبد الملك- فذكر قصة- ففيه نظر أيضا، لأن عبد الملك ولد في خلافة عثمان، فالظاهر أنه لا يوثق بأشعب فيما يقول، ولو صحّ ذلك لروى عن أكابر الصحابة، ولم نقف له على رواية عن صحابيّ إلا عن ابن عمر وعبد اللَّه بن جعفر: ورواياته عن التابعين كثيرة، كسالم، والقاسم، وفاطمة بنت الحسين ويكفي في الاستدلال على بطلان القول الأول أنهم اتفقوا على أنه مات سنة أربع وخمسين ومائة. وقد قدّمنا أنه لم يتأخر عن سنة عشر ومائة أحد ممن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وترجمة أشعب مبسوطة في كتابي «لسان الميزان» .
545- ز أشعث [ (4) ]-
بالمثلثة- ابن جودان [ (5) ]- روى عنه ابن عمير، كذا وقع في بعض
__________
[ (1) ] سقط في د، ب.
[ (2) ] الأغاني 19/ 135- 182، تاريخ بغداد 7/ 37، 44، الكامل لابن الأثير 5/ 612، وفيات الأعيان 2/ 471، 475 نهاية الأرب 4/ 24، 36، تاريخ الإسلام 6/ 167، 170، ميزان الاعتدال 1/ 258، 262، عبر الذهبي 1/ 222، فوات الوفيات 1/ 197- 201، البداية والنهاية 10/ 111- 113 لسان الميزان 1/ 450- 454، شذرات الذهب 1/ 236، تهذيب ابن عساكر 3/ 78- 83.
[ (3) ] في أأبو الفتوح.
[ (4) ] التاريخ الكبير 1/ 428، الجرح والتعديل 2/ 276، تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، معرفة الصحابة 2/ 311.
[ (5) ] في أجوذان.(1/377)
الروايات عمير بن أشعث بن جودان عن أبيه والصّواب عن أشعث بن عمير بن جودان عن أبيه.
قال ابن مندة وغيره: وقال أبو نعيم قلبه بعض الرواة، وسيأتي في عمير على الصّواب.
باب الألف بعدها الصاد
546 ز- أصرم،
صحّفه بعضهم، وإنما هو الصرم، وهو لقب ابن سعيد بن يربوع المخزومي.
باب الألف بعدها العين
547 ز- أعرابي.
أخرجه البغويّ في حرف الألف، وروى له من طريق أبي العلاء قال: بينما نحن بهذا المربد جلوس إذ أتى علينا أعرابيّ أشعث الرأس، فذكر قصة الكتاب الّذي معه، قال: وبلغني أن اسمه النمر بن تولب.
قال ابن شاهين: هكذا أخرجه في الألف، وينبغي أن يخرج في النون.
548- أعشى بن قيس
بن ثعلبة. يأتي في حرف الميم. واسمه ميمون.
باب الألف بعدها الكاف
549- أكيدر دومة.
هو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة [ (1) ] [بن سلمة بن شكامة بن شبيب [ (2) ]] بن السّكون، صاحب دومة الجندل ذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصّحابة، وقال: كتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه أسلم، وأهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حلّة سيراء [ (3) ] ، فوهبها لعمر.
وتعقب ذلك ابن الأثير، فقال: إنما أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وصالحه ولم يسلم. وهذا لا خلاف فيه بين أهل السّير، ومن قال: إنه أسلم فقد أخطأ خطأ ظاهرا: بل كان نصرانيّا. ولما صالحه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه. ثم إنّ خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر فقتله كافرا.
__________
[ (1) ] في أأثامة.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] السّيراء والسّيراء: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسيّر فيه خطوط تعمل من القزّ كالسيور، وقيل:
برود يخالطها حرير. اللسان 3/ 2170.(1/378)
وقد ذكر البلاذريّ أنّ أكيدر دومة لما قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع خالد أسلم وعاد إلى دومة، فلما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ارتدّ ومنع ما قبله، فلما سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشّام قتله.
قال ابن الأثير: فعلى كل حال لا ينبغي أن يذكر في الصّحابة.
قلت: وذكر ابن الكلبيّ أنه لما منع ما صالح عليه أجلاه أبو بكر إلى الحيرة. ويقال:
بل أجلاه عمر.
وعمدة ابن مندة في أنه أسلم ما أخرجه من طريق بلال بن يحيى عن حذيفة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث بعثا إلى دومة الجندل، فقال: إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا
ثم ذكر حديث إسلامه، كذا وقع فيه، وقد رويناه في زيادات المغازي من طريق يونس بن بكير، عن سعد ابن أوس، عن بلال بن يحيى قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبا بكر على المهاجرين إلى دومة الجندل، وبعث خالد بن الوليد على الأعراب معه، وقال: انطلقوا فإنكم ستجدون أكيدر دومة يقتنص الوحش، فخذوه أخذا، فابعثوا به إليّ ولا تقتلوه. فمضوا وحاصروا أهلها، فأخذوه فبعثوا به إليه، ولم يذكر في هذه القصة أنه أسلم.
وروى أبو يعلى وابن شاهين من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط: سمعت أبي إيادا يحدّث عن قيس بن النعمان الكوني، قال: خرجت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، بلغني أن خيلك انطلقت، وإني خفت على أرضي ومالي فاكتبوا لي كتابا لا يعرضون في شيء هو لي، فإنّي أقرّ بالذي هو عليّ من الحق.
فكتب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج بالذّهب مما كان كسرى يكسوهم، فقال: يا رسول اللَّه. اقبل مني هذا، فإنّي أهديته لك. فقال: ارجع بقبائك، فإنّه ليس أحد يلبس هذا في الدّنيا إلا حرمه في الآخرة [ (1) ] .
فرجع به إلى رحله حتى أتى منزله، ثم إنه وجد في نفسه أن يردّ عليه هديته فرجع، فقال: يا رسول اللَّه، إنّا أهل بيت يشقّ علينا أن تردّ هديّتنا، فاقبل مني هديتي. فقال: ادفعه إلى عمر
- فذكر القصة.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41888 وعزاه الى ابن عساكر. وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2188 وابن عساكر في تاريخه 1/ 116، 3/ 95.(1/379)
فلعل مستند من قال: إنه أسلم قوله في هذا الحديث: يا رسول اللَّه.
وفي مسند أحمد، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن واقد بن عمرو بن سعد ابن معاذ، عن أنس، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بجبّة من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم قام على المنبر- أو جلس- فجعل الناس يلمسونها ... الحديث.
وأخرجه التّرمذيّ والنّسائيّ من هذا الوجه.
وأخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن زيد، عن أنس: أهدى أكيدر دومة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جرّة من منّ، فأعطى لكل واحد قطعة ... الحديث.
وروى ابن مندة أيضا من طريق علي بن إسحاق، قال: حدثنا رزق بن أبي رزق بن صدقة بن مهدي بن حريث بن أكيدر بن عبد الملك، قال: حدثنا أشياخنا- يعني آباءهم- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج بالناس غازيا إلى تبوك، فذكر حديثا طويلا، قال: ورواه غيره، فقال: عن آبائه عن أجداده إلى أكيدر.
قال أحمد بن حنبل: أكيدر هذا هو أكيدر دومة، فتمسّك ابن مندة لكونه أسلم بروايته، وفيها نظر.
وقد ذكر ابن إسحاق قصته في «المغازي» ، قال: حدثنا يزيد بن رومان، وعبد اللَّه بن أبي بكر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك، رجل من كندة، وكان على دومة، وكان نصرانيّا، فقال: إنك ستجده يصيد البقر ... فذكر القصة مطوّلة.
وفيها: فقتل خالد حسان أخا أكيدر، وقدم بأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحقن دمه، وصالحه على الجزية، وخلى سبيله، فرجع إلى مدينته.
وكذلك ذكر القصة نحو هذا عروة في المغازي في رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة، فعلى هذا فقدومه المدينة في رواية قيس بن النعمان كان بعد ذلك.
وستأتي هذه القصة مطوّلة في ترجمة بجير بن بجرة الطائي في حرف الباء الموحدة إن شاء اللَّه تعالى.
وسيأتي كلام الباورديّ في ترجمة حريث بن عبد الملك، وهو أخو أكيدر في حرف الحاء.
وقال ابن حبيب في قول حسان في قصيدته اللامية المشهورة:
إمّا ترى رأسي تغيّر لونه ... شمطا فأصبح كالثّغام المحول(1/380)
فلقد يراني صاحباي كأنّني ... في قصر دومة أو سواء الهيكل [ (1) ]
[الكامل] دومة: بين الشّام والحجاز، وهي دومة الجندل، وهي لكلب، وملكها أكيدر بن عبد الملك السّكوني، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إليه خالد بن الوليد فقتله بها، وكان يسكنها دومان بن إسماعيل.
وقال أبو السّعادات ابن الأثير، أخو مصنف أسد الغابة: من النّاس من يقول إن أكيدر أسلم: وليس بصحيح. وممن وقع في كلامه ما يدلّ على أنه أسلم الواقدي، فإنه قال
في المغازي: حدّثني شيخ من دومة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب:
«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم من رسول اللَّه لأكيدر حين جاء الإسلام. وخلع الأنداد والأصنام، مع خالد بن الوليد سيف اللَّه في دومة الجندل: يقيمون الصّلاة، ويؤتون الزّكاة، عليكم بذلك عهد اللَّه وميثاقه، ولكم الصّدق والوفاء» .
فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية، كما قال ابن إسحاق، ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك كما قال الواقدي، ثم ارتد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع من ارتدّ كما قال البلاذريّ، ومات على ذلك. واللَّه أعلم.
[باب الألف بعدها الميم]
550- أميّة بن خالد [ (2) ]
قال ابن حبّان: يروي المراسيل، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم.
قلت: ذكره جماعة في الصحابة. وهو وهم على ما سنبيّنه، فأول من ذكره فيما علمت البغوي، فقال: حدّثنا القواريري، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد. قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين.
قال البغويّ: أميّة بن خالد لا أرى له صحبة، غير أن القواريري وابن أبي شيبة أخرجا هذا الحديث في المسند.
وقال ابن قانع: أميّة بن خالد أحسب أن له رؤية. وقال العسكريّ: أمية بن خالد بن أسيد ذكر بعضهم أنّ له رؤية.
وذكره أيضا الطّبرانيّ، وقال ابن مندة: أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد الأمويّ في صحبته نظر. عداده في التابعين.
__________
[ (1) ] انظر ديوان حسان 301.
[ (2) ] أسد الغابة ت 229، الاستيعاب ت 79.(1/381)
توفّي سنة ست وثمانين. ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن أمية بن خالد بن أسيد، فذكره.
والنّسب الّذي ترجم به مقلوب، وذكره أبو نعيم على الصّواب، فقال: أميّة بن عبد اللَّه ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، ثم ساق حديثه، ووقع في سياقه: عن أميّة بن عبد اللَّه بن خالد على الصّواب، وقال: مختلف في صحبته.
وكذا قال من قبله الباورديّ، وتبعه ابن الجوزيّ وأما ابن عبد البرّ فقال: أمية بن خالد لا يصحّ عندي صحبته، قال: ويقال إنه أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد.
قلت: قد أوضح البخاريّ أمره، فقال أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد سمع ابن عمر. وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد.
وقال أبو عبيد: هو عندي أمية بن عبد اللَّه بن خالد- يعني أنه قلب.
وروى الطّبرانيّ حديثه في المعجم الكبير، فأتى بنسبه على الصّواب، فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه، حدّثنا أبي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جدّه أبي إسحاق، عن أمية بن عبد اللَّه بن أسيد، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين [ (1) ] .
وبهذا الإسناد إلى ابن إسحاق قال: أمّنا أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين: إنا نستعينك.
قلت: وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية: لأن الصحبة لجده خالد، وهو أخو عتّاب أمير مكة، وأبوه عبد اللَّه مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير، واستعمله معاوية على فارس، وأمية صاحب الترجمة ولّاه عبد الملك بن مروان خراسان، وخبر ولايته مشهور في التواريخ، وكان المهلب معه في عسكره، وكذا أبو إسحاق كما تقدم.
وأم أميّة هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان، وهي تابعية، وكان أمية ربما نسب إلى جده خالد، حتى ظنّ بعضهم أن أميّة بن خالد عمّ لأمية بن عبد اللَّه بن خالد، لكن لولا اتحاد الحديث، وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أسيد ابنا غير عبد اللَّه لجوّزنا ذلك.
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 269- والبغوي في شرح السنة 7/ 62، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5247.(1/382)
وفي «السّنن الكبير» للبيهقيّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، قال: كتب ابن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن إلى أميّة بن خالد بن أسيد، فقرأ علينا كتابهما ...
فذكر قصّة، فنسب أمية في هذا إلى جده.
وقد قال ابن حبّان في «التّابعين» بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده: أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد يروي عن ابن عمر، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. مات سنة ستّ وثمانين.
وتعقّبوا عليه جعله اثنين، وهو واحد لما أوضحناه.
وقال المدائنيّ: مات سنة سبع وثمانين.
551- أمية بن خويلد [ (1) ]
بن عبد اللَّه بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن جدي [59] ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أبو عمرو الضمريّ. قال ابن عبد البرّ: له صحبة، ولابنه عمرو صحبة، وصحبة عمرو أشهر.
روى حديثه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه عينا وحده ... وذكر الحديث.
وقرأت بخطه في حاشية كتاب ابن السّكن: أمية الضمريّ حديثه عند ولده، ثم ساق من طريق هشام بن عروة، عن الزهريّ، عن عمرو بن أمية الضمريّ. عن أبيه.
قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل ثمّ قام فصلّى ولم يتوضّأ.
فأما الحديث الأول فقد ساقه ابن مندة في ترجمة أميّة بن عمرو، قال: وقيل: ابن أبي أمية الضمريّ عداده في أهل الحجاز. روى عنه ابنه عمرو بن أمية، ثم ساق من طريق جعفر ابن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه عينا وحده إلى قريش. قال: فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوّف العيون فرقيت فيها، فحللت خبيبا ... الحديث.
وهذه القصة مذكورة في «المغازي» لعمرو بن أمية لا لأبيه، مشهورة به لا بأبيه وقد بين علي بن المديني أمرها بيانا شافيا في كتاب «العلل» ، فقال بعد أن ساق الحديث من
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 9/ 391، العقد الثمين 1/ 331، أسد الغابة ت 230، الاستيعاب 75.(1/383)
طريق ابن مجمّع المذكور: جعفر بن عمرو هذا ليس هو ابن عمرو بن أمية الضّمري لصلبه، وإنما هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية، وإنما الحديث عن أبيه عمرو عن جده عمرو بن أميّة.
قلت: فالضمير في قوله عن جده عائد إلى عمرو بن فلان لا إلى جعفر، وتبين أنّ الحديث من مسند عمرو بن أمية الضمريّ لا من مسند أمية.
تنبيه: وقع في معجم الطّبرانيّ في الحديث المذكور: عن جعفر بن عوف، عن إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمّع، عن الزهري: أخبرني جعفر. انتهى.
وقوله: عن الزّهريّ من المزيد في متّصل الأسانيد. وأما الحديث الثاني فسقط منه لفظة واحدة وهي ابن.
والصّواب: عن الزّهري عن ابن عمرو بن أميّة عن أبيه، والزهريّ لم يلحق عمرو بن أميّة، وإنما روى عن ابنه جعفر كما سنوضحه.
وقد قال ابن مندة أيضا: أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، أخبرنا أبو مسعود، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن أمية الضمريّ، عن أبيه، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلّى ولم يتوضّأ [ (1) ] . قال ابن مندة: كذا رواه عبد الرزاق، ورواه إبراهيم بن سعد عن الزّهري، عن جعفر بن عمرو بن أميّة عن أبيه. وهو الصّواب.
قلت: لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده: لاحتمال أن يكون الوهم منه في حال تحديثه لأبي مسعود أو ابن أبي مسعود، فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان، عن عبد الرّزاق على الصّواب.
وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدّيري عنه. وكذا رواه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر، وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري. وكلها صحيحة، فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أميّة أيضا واللَّه أعلم.
552 ز- أمية بن أبي الصّلت
الثقفي المشهور ذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: لم يدركه الإسلام، وقد صدّقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض شعره، وقال: قد كاد أمية أن يسلم، ثم قصّ قصة موته من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه عن جده، ثم أخرج حديث عكرمة عن ابن عبّاس أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنشد قول أمية:
__________
[ (1) ] وهو من حديث ابن عباس أخرجه البخاري 1/ 310 في الوضوء (207) ومسلم 1/ 273 (91/ 354) .(1/384)
زحل وثور تحت رجل يمينه ... والنّسر للأخرى وليث مرصد [ (1) ]
[الكامل] فقال: صدق، هكذا صفة حملة العرش.
قلت: وصحّ عن الشريد بن عمرو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استنشده من شعر فقال: كاد أن يسلم.
وفي البخاريّ عن أبي هريرة- مرفوعا- في حديث: وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم.
وأم أمية رقيّة بنت عبد شمس بن عباد بن عبد مناف، فذلك رثى أمية بن أبي الصلت قتلى بدر بقصيدته المشهورة، لأنه كان من رءوس من قتل بها عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس، وهما ابنا خاله.
وكان أبو الصّلت والد أميّة شاعرا، وكذا ابنه القاسم بن أمية، وسيأتي أنّ له صحبة.
وقال أبو عبيدة: اتّفقت العرب على أنّ أمية أشعر ثقيف.
وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمي، قال: كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها، ولبس المسوح وتعبّد أوّلا بذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية، وحرّم الخمر، وتجنّب الأوثان، وطمع في النبوة، لأنه قرأ في الكتب أنّ نبيا يبعث بالحجاز، فرجا أن يكون هو، فلما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حسده فلم يسلم، وهو الّذي رثى قتلى بدر بالقصيدة التي أولها:
ماذا يبدّر والعقنقل ... - من مرازبة جحاجح [ (2) ]
وذكر صاحب المرآة في ترجمته عن ابن هشام، قال: كان أمية آمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. فقدم الحجاز ليأخذ ماله من الطّائف ويهاجر، فلما نزل بدرا قيل له: إلى أين يا أبا عثمان؟ قال:
أريد أن أتبع محمّدا، فقيل له: هل تدري ما في هذا القليب؟ قال: لا، قيل فيه شيبة وعتبة ابنا خالك وفلان وفلان، فجدع أنف ناقته وشقّ ثوبه، وبكى، وذهب إلى الطائف فمات بها، ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية.
والمعروف أنه مات في التاسعة. ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافرا، وصحّ أنه عاش حتى رثى أهل بدر، وقيل: إنّه الّذي نزل فيه قوله تعالى: الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها [الأعراف 175] وقيل: إنه مات سنة تسع من الهجرة بالطائف كافرا قبل أن يسلم الثقفيون.
__________
[ (1) ] انظر ديوانه 25.
[ (2) ] انظر ديوانه 20.(1/385)
وقال المرزبانيّ: اسم أبي الصلت عبد اللَّه بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، ويقال: هو أبو الصلت بن وهب بن علاج بن أبي سلمة، يكنى أبا عثمان، ويقال أبا القاسم.
مات أيام حصار الطائف بعد حنين.
وفي الطّبرانيّ الكبير، عن أبي سفيان بن حرب، قال: خرجت تاجرا في رفقة فيهم أميّة بن أبي الصّلت. فذكر قصة فيها أن أمية قال: إن نبيا يبعث بالحجاز من قريش. وأنه كان يظنّ أنه هو إلى أن تبيّن له أنه من قريش، وأنه يبعث على رأس الأربعين، وأنه سأله عتبة بن ربيعة، فقال: إنه جاوزها. قال: فلما رجعت إلى مكة وجدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد بعث، فلقيت أميّة فقال لي: اتبعه فإنّه على الحق. قلت: فأنت؟ قال: لولا الاستحياء من صبيات ثقيف، إني كنت أحدّثهن أني هو ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف.
ومن شعر أميّة من قصيدة:
كلّ دين يوم القيامة عند ... الله إلّا دين الحنيفة زور [ (1) ]
[الخفيف] ومن قصيدة أخرى:
يا ربّ لا تجعلنّي كافرا أبدا ... واجعل سريرة قلبي الدّهر إيمانا [ (2) ]
[البسيط] ومثل هذا في شعره كثير، ولذلك
قال صلّى اللَّه عليه وسلم: «آمن شعره وكفر قلبه» .
وذكر [ (3) ] ابن الأعرابيّ في «النّوادر» أنّ أمية خرج في سفرته، فذكر قصة أنه رأى شيخا من الجن، فقال: إنك متبوع، فمن أين يأتيك صاحبك؟ قال: من قبل أذني اليسرى، قال:
فما يأمرك أن تلبس؟ قال: السواد، قال: هذا خطيب الجنّ، كدت أن تكون نبيّا، فلم تكن، إن النبيّ يأتيه صاحبه من قبل الأذن اليمنى، ويأمره بلبس البياض.
وذكر عمر بن شبّة بسند له عن الزّهريّ، قال: دخل أمية على أخته فنام على سرير لها فإذا طائران، فوفع أحدهما على صدره فشقّه فأخرج قلبه، فقال له الآخر: أوعى؟ قال: نعم
__________
[ (1) ] انظر ديوانه 38.
[ (2) ] انظر ديوانه 62.
[ (3) ] من أول «وذكر ابن الأعرابي إلى آخر الترجمة» سقط في أ.(1/386)
قال: فقبل؟ قال: أتى. فردّ قلبه مكانه ثم نهض فأتبعه أمية طرفه. فقال:
لبّيكما لبّيكما ... ها أنا ذا لديكما [ (1) ]
[الرجز] فعادا ففعلا مثل ذلك ثلاث مرات. ثم ذهبا وزاد في الثّالثة:
إن تغفر اللَّهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا
[الرجز] ثم انطبق السقف، وقام أمية يمسح صدره، فقالت له: يا أخي، ماذا تجد؟ قال:
لا شيء، إلا أني أجد حرارة في صدري.
وعن الزّبير، عن عمه مصعب بن عثمان، عن ثابت بن الزبير، قال: لما مرض أمية مرض الموت جعل يقول: قد دنا أجلي، وأنا أعلم أن الحنيفية حقّ، ولكن الشّك يداخلني في محمد. قال: ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول: لبّيكما لبّيكما ...
فذكر نحو ما تقدم وفيه: ثم قضى نحبه، ولم يؤمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
553- أمية بن سعد القرشي [ (2) ] .
ذكره أبو زكريّا ابن مندة مستدركا على جدّه، وأخرج من طريق خلف بن عامر عن فضل بن سهل الأعرج، عن نصر بن عطاء الواسطيّ، عن همام، عن قتادة، عن عطاء، عن أمية القرشي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «إذا أتتك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعا» قلت.: والعارية مؤدّاة؟ قال: نعم»
[ (3) ] .
قال أبو موسى في الذّيل: كذا روى.
وقد رواه ابن أبي عاصم عن فضل بن سهل الأعرج بالإسناد المذكور، فقال: عن عطاء، عن يعلى بن صفوان بن أمية، عن أبيه.
وكذا رواه حبّان بن هلال، عن همّام. والحديث معروف محفوظ لصفوان بن أميّة.
ويروي عن أميّة بن صفوان بن أميّة، عن أبيه، وهو عند أبي داود والنسائي على الصّواب.
__________
[ (1) ] ينظر البيت في مختار الأغاني 1/ 62.
[ (2) ] أسد الغابة ت 232.
[ (3) ] أخرجه أحمد 3/ 401 في مسند صفوان وأبي داود 3/ 822 في البيوع باب في تضمين العارية (3562) والحاكم 2/ 47 والبيهقي 6/ 89.(1/387)
554 ز- أميّة بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن خالد بن أسيد. استدركه أبو موسى على ابن مندة.
وقد قدمنا الكلام في ترجمة أمية بن خالد.
555- أميّة بن عبد اللَّه [ (2) ]
بن عمرو بن عثمان.
ذكره عبدان في الصّحابة، قال: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما فتح مكّة قام خطيبا، فقال:
«إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة وتعظيمها بآبائها، فالنّاس رجلان: برّ تقي كريم على اللَّه، وفاجر شقي هيّن على اللَّه ... » [ (3) ] الحديث.
قال أبو موسى: هذا حديث مشهور لعبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، وعبد الملك بن قدامة معروف بالرواية عن عبد اللَّه بن دينار،
فلا أدري كيف وقع هذا؟
قلت: هو من حديث عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر بلا شك، وأما أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان فهو من أتباع التابعين، ذكره فيهم ابن حبان، وكذا ذكر البخاريّ أنه يروي عن عكرمة.
وقال خليفة: مات سنة ثلاثين ومائة.
556- أميّة بن علي [ (4) ] .
ذكره ابن مندة معتمدا على خبر وقع فيه إسقاط وتصحيف، فساق من طريق يحيى الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أمية بن علي، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقرأ على المنبر: وَنادَوْا يا مالِكُ [الزخرف: 77]
قال ابن مندة: الصّواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عن عمرو، عن صفوان بن يعلى بن أميّة عن أبيه.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 478، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير 2/ 7، الجرح والتعديل 2/ 301، تاريخ الطبري 5/ 318، جمهرة أنساب العرب 84، الكامل في التاريخ 4/ 345، تاريخ الإسلام 3/ 42، الكاشف 1/ 87، سير أعلام النبلاء 4/ 272، وفيات الأعيان 3/ 163، تهذيب التهذيب 1/ 371، تقريب التهذيب 1/ 83، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 131، عيون الأخبار 1/ 166، العقد الفريد 1/ 142، العقد الثمين 3/ 332، الوافي بالوفيات 9/ 406، خلاصة تذهيب التهذيب 40، أسد الغابة (234) الاستيعاب ت (79) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، التحفة اللطيفة 1/ 339، التاريخ الكبير 2/ 8 أسد الغابة ت 233.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 180 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال هو في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح وفي السنن بعضه ورواه الطبراني ورجاله ثقات.
[ (4) ] أسد الغابة ت 236(1/388)
قلت: كذلك رواه البخاريّ ومسلم وأبو داود والنّسائيّ من حديث ابن عيينة.
557 ز- أمية بن عمرو
بن وهب بن معتّب بن مالك الثقفيّ. يأتي صوابه في عمرو بن أمية.
558- أمية، جد عمرو [ (1) ]
بن عثمان الثقفي. مدني،
حديثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في الماء والطين على راحلته يومئ إيماء، سجوده أخفض من ركوعه.
هكذا أخرجه ابن عبد البرّ وهو وهم، فقد روى الترمذي الحديث المذكور من طريق كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن يعلي بن مرّة، عن أبيه عن جدّه- أنهم كانوا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مسير، فانتهوا إلى مضيق، فحضرت الصلاة فمطروا ... الحديث. قال الترمذيّ:
غريب.
قلت: إسناده لا بأس به، وصحابية يعلى بن مرة لا أمية، غير أن الطّبراني رواه في معجمه، فقال: عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، عن جدّه- وهو وهم في ذكر أمية، بل صوابه مرّة. وعلى كل تقدير فصحابيه يعلى لا أمية، وإن ثبتت رواية لأمية والد يعلى فهو أمية التميمي المذكور في القسم الأول.
559 ز- أمية بن أبي مرثد الأنصاريّ.
ذكره بعضهم في الصحابة وهو وهم.
قال الإسماعيليّ في مسند يحيى بن سعيد: أخبرنا علي بن محمد العسكري، حدثنا إبراهيم البلدي، حدّثنا أبو صالح، حدثنا الليث، قال: قال يحيى بن سعيد: كتب إليّ خالد بن أبي عمران، عن الحكم بن مسعود- أن أمية بن أبي مرثد الأنصاريّ حدّثه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ستكون فتنة»
[ (2) ] ... الحديث. كذا فيه والصّواب أنس بن أبي مرثد، كذلك أخرجه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي صالح على الصواب.
وقد تقدم في ترجمة أنس في الأول.
560- أنس بن أسيد
بن أبي أناس [ (3) ] بن زنيم الكنانيّ [ (4) ] . ذكره دعبل بن علي في
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 237 الاستيعاب ت 76.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 169، 2/ 282، والطبراني في الكبير 4/ 249 وابن عساكر في تاريخه 7/ 283، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30829، 31091 وعزاه لأحمد في المسند وأبي داود والترمذي والحاكم عن سعد وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 319 عن طلحة بن عبيد اللَّه وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه مثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين وضعفه أيضا.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، تهذيب الكمال 1/ 120، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104، الوافي بالوفيات 9/ 442.(1/389)
طبقات الشعراء، وقال: إنه القائل أصدق بيت قاله الشعراء في المديح:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد [ (1) ]
[الطويل] قلت: وهذا البيت من قصيدة أنس بن زنيم الّذي ذكرته في القسم الأول على الصّواب، وأبو أناس أخوه لا جدّه واللَّه أعلم.
561- أنس بن أم أنس [ (2) ]
ذكره البغوي وابن شاهين في الصحابة، وأخرجا من طريق محمد بن إسماعيل، عن يونس بن عمران بن أبي قيس، عن جدته أم أنس أنها قالت: يا رسول اللَّه، جعلك اللَّه في الرّفيق الأعلى من الجنّة، وأنا معك. قال أنس: قلت: يا رسول اللَّه، علمني عملا، قال: «عليك بالصّلاة ... »
[ (3) ] الحديث.
قال البغويّ: لا أعلم له غيره. انتهى.
وهو خطأ نشأ عن سقط، والصّواب قالت أمّ أنس: فقلت: يا رسول اللَّه ... إلخ.
كذا أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أم أنس من معجمه، وقال: ليست هي أم أنس بن مالك. واللَّه أعلم.
562- أنس بن رافع
أبو الحيسر الأوسي [ (4) ] . ذكره ابن مندة، وقال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة. فأتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا، ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن لبيد بهذا، كذا قال.
والّذي ذكره ابن إسحاق في «المغازي» بهذا الإسناد يدلّ على أنه لم يسلم، وقد سبقت القصة بتمامها في ترجمة إياس بن معاذ. وقوله: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيه نظر، وإنما قدم أبو الحيسر في فتية من بني عبد الأشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على الخزرج، فأتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام فلم يسلموا إذ ذاك وانصرفوا، فكانت بينهم وقعة بعاث المشهورة.
ولأبي الحيسر هذا ابن شهد بدرا، وابنة تزوّجها عبد الرحمن بن عوف، وهي التي قيل له بسببها: «أولم ولو بشاة» .
__________
[ (1) ] ينظر البيت سيرة ابن هشام 4/ 46.
[ (2) ] أسد الغابة ت 243.
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18919 وعزاه للمحاملي في أماليه عن أم أنس.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، معرفة الصحابة 2/ 225.(1/390)
563- أنس بن عبد اللَّه:
بن أبي ذباب [ (1) ] ذكره ابن أبي عاصم، وتبعه عليّ بن سعيد العسكري.
قال أبو موسى: أورده أبو زكريّا ابن مندة مستدركا به على جدّه، وأحاله على العسكري، ولم يورد له شيئا، ولعله أراد إياس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب.
قلت: هو هو بعينه، وبيان ذلك
أن ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن أنس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «لا تضربوا إماء اللَّه»
[ (2) ] ... الحديث.
وقد أخرجه ابن أبي عاصم بهذا الإسناد بعينه في ترجمة إياس بن عبد اللَّه. وهو الصواب، فكذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس.
564 ز- أنس بن مالك [ (3) ] ،
رجل من بني عبد الأشهل. ذكره بعضهم مفردا عن أنس بن مالك الكعبي القشيري، واستند إلى
ما أخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن أبي هلال، عن عبد اللَّه بن سوادة، عن أنس بن مالك، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يتغذّى، فقال: «ادن فكل» . قلت إنّي صائم، فيا لهف نفسي، فهلا كنت طعمت من طعام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم» [ (4) ] .
ورواه ابن ماجة أيضا مطوّلا عن علي بن محمد الطّنافسي، عن وكيع، فقال: عن رجل من بني عبد اللَّه بن كعب.
وكذا قال الترمذي: عن أبي كريب، عن وكيع. وكذا أخرجه أبو داود. عن شيبان بن فرّوخ، عن أبي هلال. وهو الصّواب.
وقد تقدم أنس بن مالك الكعبي في القسم الأول.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30.
[ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 652 عن إياس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب ... الحديث كتاب النكاح باب في ضرب النساء حديث رقم 2146، وعبد الرزاق في المصنف حديث 17945 والدارميّ في السنن 2/ 147، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 304 والحاكم في المستدرك 2/ 188 عن إياس بلفظه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 1/ 244، وابن حبان في صحيحه حديث 1316 وكنز العمال حديث رقم 25030، 45875.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] أخرجه النسائي 4/ 180 في كتاب الصيام باب 51 ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلي بن المبارك في هذا الحديث حديث رقم 2275. وأحمد في المسند 4/ 347، 5/ 29، وابن ماجة في السنن 2/ 1139 في كتاب الطب باب 3 الحمية حديث رقم 3443. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 32 عن أنس بن مالك.(1/391)
باب الألف بعدها الهاء
565- أهبان الغفاريّ [ (1) ] ،
ابن أخت أبي ذرّ. تابعيّ مشهور.
ذكره ابن عبد البرّ، فقال: بصريّ لا تصحّ له صحبة، وإنما يروي عن أبي ذرّ. روى عنه حميد بن عبد الرحمن.
قلت: وزعم ابن مندة أنّ البخاري قال: إن أهبان بن صيفي هو أهبان ابن أخت أبي ذرّ.
والّذي رأيت في «التّاريخ» التفرقة بينهما، نعم وحّد بينهما ابن حبان. والصّواب التفرقة.
باب الألف بعدها الواو
566- أوس بن أويس [ (2) ] .
ذكره أبو جعفر الطحاوي، وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن عمرو بن عبد اللَّه، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن أوس بن أوس أو أوس بن أويس، قال: أقمت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نصف شهر، فرأيته يصلّي وعليه نعلان مقابلتان.
قلت: وعندي أنّ أوسا هذا هو أوس بن أبي أوس الثقفي المتقدم ذكره في القسم الماضي، وهم في اسم أبيه قيس.
وقد رواه شعبة عن النعمان بن سالم: سمعت رجلا جدّه أوس بن أبي أوس، قال: كان جدّي يصلّي فيأمرني أن أناوله نعليه، ويقول: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يصلّي في نعليه [ (3) ] .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الثقات 3/ 17، تهذيب الكمال 1/ 125 الطبقات 33/ 175، تهذيب التهذيب 1/ 380، تقريب التهذيب 1/ 58، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 438، الكاشف 1/ 141، تاريخ من دفن بالعراق 26، الجرح والتعديل 2/ 1157، التاريخ الصغير 86، 87، بقي بن مخلد 390.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، تهذيب الكمال 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 85 الطبقات 54، 285، الجرح والتعديل 2، ترجمة 1126، تهذيب التهذيب 1/ 381، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 442، المغني 1/ 94، التحفة اللطيفة 1/ 346، حلية الأولياء 1/ 347 العقد الثمين 1/ 336، الكاشف 1/ 141، الجامع من الرجال 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 129، جامع الرواة 1/ 110، أعيان الشيعة 3/ 509، بقي بن مخلد 114، أسد الغابة ت (286) .
[ (3) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/ 181. وابن عدي في الكامل 6/ 2214. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 57 عن أبي بكرة وقال رواه أبو يعلى والبزار وفيه بحر بن مرار أحد من اختلط وقد وثقه ابن معين وفي إسناد أبي يعلى عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر ضعفه أحمد وجماعة وكان يحيى بن سعيد القطان حسن الرأي فيه وحدث عنه.(1/392)
567- أوس بن بشير [ (1) ] ،
رجل من أهل اليمن. يقال: إنه من جيشان [ (2) ] .
أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وحديثه عند الليث بن سعد، عن عامر الجيشانيّ. كذا أورده ابن عبد البرّ تبعا لابن أبي حاتم. وفيه أوهام نبيّنها، منها قوله ابن بشير، وإنما هو ابن بشر ومنها قوله: إنه من جيشان، وإنما هو معافري ومنها قوله: إنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو لم يأته، وإنما حكى قصة رجل من جيشان أتاه فسأله. ومنها قوله: عامر الجيشانيّ، وإنما هو المعافريّ.
وقد أخرج الحديث أبو موسى في «الذّيل» من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، عن عامر بن يحيى عن أوس بن بشير- أنّ رجلا من أهل اليمن من جيشان أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن لنا شرابا يقال له المزر [ (3) ] من الدرة، فقال: أله نشوة؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه.
وقال أبو موسى: قد روي هذا الحديث عن ديلم الجيشانيّ
وأظنّه هو الّذي سأل.
قلت: وقد ذكره البخاريّ في تاريخه، فقال: أوس بن بشر المعافري يعدّ في المصريين، صحب أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه عامر بن يحيى المعافريّ.
وواهب بن عبد اللَّه. وسمع عقبة بن عامر، وكذا ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
568- أوس بن ثابت الأنصاري [ (4) ] .
فرّق الطبرانيّ بينه وبين أوس بن ثابت- أخي حسّان، وهو هو، فروى في ترجمة هذا عن عروة: فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك ابن النجار. وشهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، ثم ذكر عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، لا عقب له، وإنما اشتبه على الطبراني من وجهين: أحدهما أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان. والآخر أنه قال: هو والد شداد. ورأى قول موسى إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره.
569- أوس بن حارثة [ (5) ]
بن لأم بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائيّ.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (289) تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الاستيعاب ت (110) .
[ (2) ] جيشان: بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف ونون وهي مدينة وكورة ينسب إليها الخمر السود، خيشان ملاحة باليمن وحيشان أيضا خطة بمصر بالفسطاط. انظر معجم البلدان 2/ 232، 233.
[ (3) ] المزر: نبيذ الشعير والحنطة والحبوب، وقيل: نبيذ الذرة خاصة. اللسان 6/ 4191.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 73، التحفة اللطيفة 1/ 346 عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، ومعجم الثقات 243، أصحاب بدر 227، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286، أسد الغابة ت (290) الاستيعاب ت (103) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35 الاستبصار 266.(1/393)
ذكره ابن قانع. وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الأول، وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» . وقال: إنه شاعر جاهليّ.
وذكر ابن الكلبيّ أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لأم كان نصرانيا، وكان تحته بنت عمّ له نصرانية فأسلمت، ففرّق عمر بن الخطاب بينهما، فلو كان أوس بن حارثة أسلم لم يقرّ حفيده هانئ بن قبيصة على النّصرانيّة.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، قال: عاش أوس بن حارثة بن لأم مائتين وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله، وكان سيّد قومه ورئيسهم.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ عن أبيه، قال: فبلغنا أن بنيه ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة، فهم يسبّون بذلك إلى اليوم، فهذا يؤيد ما قلناه إنه لم يدرك الإسلام.
570- أوس بن عرابة [ (1) ] .
صوابه عرابة بن أوس، كما تقدم في ترجمة أوس بن ثابت.
571- أوس بن محجن،
أبو تميم الأسلمي. ذكره أبو موسى وابن شاهين، وأنه أسلم بعد أن قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة. انتهى.
وقد صحّف أباه، وإنما هو أوس بن حجر- كما تقدم.
572- أوس المزني.
ذكره ابن قانع هكذا- بالزاي والنون. واستدركه ابن الأثير وغيره فوهموا، وإنما هو أوس المرئي- بالراء والهمزة- كما تقدم.
573 ز- أوس- غير منسوب [ (2) ] .
ذكره ابن قانع أيضا، وروى عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد. عن يعلى بن أوس، عن أبيه، قال: كنا نعدّ الرياء في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الشرك الأصغر.
وهذا غلط نشأ عن حذف، وذلك أنّ هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه، فالصّحابية لشدّاد بن أوس، فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده أوس ظن ابن قانع أنه على ظاهره.
والحديث معروف بشدّاد بن أوس من طرق، ولذلك أخرجه الطّبرانيّ من طريق يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه. واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 37، معرفة الصحابة 2/ 365. أسد الغابة ت (312) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (327) .(1/394)
باب الألف بعدها الياء
574- إياس بن عبد اللَّه البهزيّ،
روى عنه عبد اللَّه بن يسار. شهد حنينا.
حديثه في مسند الطّيالسيّ. هكذا أورده الذّهبيّ في «التّجريد» ، وعلم له علامة بقيّ بن مخلد أنه أخرج له حديثا، ثم ذكر إياس بن عبد- بغير إضافة- الفهري.
قلت: وهما واحد، فالذي في أسد الغابة إياس بن عبد اللَّه الفهري- بالفاء والراء روى عنه عبد اللَّه بن يسار، ثم ساق من طريق مسند الطيالسيّ إلى أبي عبد الرحمن الفهريّ حديثه غير مسمّى، ثم قال: أخرجه ابن عبد البرّ وابن مندة وأبو نعيم لكن قال ابن عبد البرّ:
إياس بن عبد- بغير إضافة، فظهر أن جعله اثنين وهم، وأنه بالفاء والراء، وكذا هو في مسند الطيالسي، ولم يسمّ في سياق حديثه.
واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
575- إياس بن مالك [ (1) ]
بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي. ذكره ابن مندة، فقال: أخرجه السّراج في الصّحابة وهو تابعي. ثم أخرج له حديثا أرسله.
وعاب أبو نعيم على ابن مندة إخراجه، لأن الّذي في تاريخ السراج بالسند المذكور عن إياس بن مالك بن أوس، عن أبيه. قال أبو نعيم: نسب ابن مندة الوهم للسراج، وهو منه بريء.
وقال ابن الأثير: قد أخبر ابن مندة بأنه تابعيّ، فما بقي عليه عتب إلا أنه نقل عن السراج ما في تاريخه خلافه.
576- إياس بن معاوية المزني [ (2) ] .
ذكره الطّبراني في الصحابة، واستدركه أبو موسى
وأخرج من طريق الطبراني بإسناده عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا بدّ من صلاة بليل، ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من صلاة اللّيل» [ (3) ] .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، معرفة الصحابة 2/ 331، أسد الغابة ت (346) .
[ (2) ] الطبقات الكبرى 7/ 234، التاريخ الكبير 1/ 442، تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، تهذيب التهذيب 1/ 390، تقريب التهذيب 1/ 87، معرفة الصحابة 2/ 320، أسد الغابة ت (348) .
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 245 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 255 عن إياس بن معاوية المزني ولفظه لا بد من صلاة بليل ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وأورده المنذري في الترغيب 1/ 430، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21427.(1/395)
وقد وهم من جعله صحابيا، وإنما هو تابعيّ صغير مشهور بذلك، وهو إياس القاضي المشهور بالذكاء.
وقد مضى ذكر جده إياس بن هلال بن رئاب، ويأتي ذكر ولد قرّة بن إياس في القاف وظن أبو نعيم أن الحديث المذكور لإياس بن هلال هذا، فساقه في ترجمته الماضية، وهو خطأ، فإنّ ولد قرة ليست له رواية كما مضى.
قال أبو موسى: هذا الحديث من رواية إياس بن معاوية بن قرة. يروي عن أنس وعن التابعين، وإنما الصحبة لجدّة قرّة فضلا عن أبيه معاوية قلت: ومات إياس بن معاوية سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل: سنة اثنتين وعشرين وقيل: إنه لم يبلغ أربعين سنة.
577- إياس- غير منسوب.
قال الخطيب: أخبرنا أبو بكر الحرشيّ، حدّثنا الأصمّ، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقيّة، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد اللَّه، عن إياس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يقبل اللَّه قولا إلّا بعمل. ولا يقبل قولا وعملا إلّا بنيّة، ولا يقبل قولا وعملا ونيّة إلّا بإصابة السّنّة» [ (1) ] .
هكذا أورده ابن الجوزيّ في أوائل كتابه «التّحقيق» ، وتعقّبه ابن عبد الهادي بأنّ قوله إياس في الإسناد خطأ، والصّواب عن أبان وهو ابن أبي عيّاش.
قلت: وإنما رواه أبان عن أنس كذلك. وأخرجه ابن عساكر في أماليه.
578 ز- أيفع بن عبد الكلاعي [ (2) ]
تابعي صغير.
استدركه أبو موسى، وقال: أخرجه الإسماعيليّ في الصحابة،
قال: الإسماعيلي:
حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا الحكم بن موسى، عن الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا أدخل اللَّه أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار قال: يا أهل الجنّة، كم لبثتم في الأرض عدد سنين ... »
[ (3) ] الحديث.
وتابعه أبو يعلى عن الهيثم بن خارجة، عن الوليد، رجال إسناده ثقات، إلا أنه مرسل
__________
[ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 10/ 34.
[ (2) ] أسد الغابة ت (350) .
[ (3) ] أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 189، عن أبي سعيد في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب 13 النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء حديث رقم 41- 2849. وأحمد في المسند 3/ 9، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39364 وعزاه إلى أبي الشيخ في العظمة عن أبي هريرة.(1/396)
أو معضل، لا يصحّ لأيفع سماع من صحابي، وإنما ذكر ابن أبي حاتم روايته عن راشد بن سعد.
وقال عبدان: سمعت محمّد بن المثنى يقول: مات أيفع سنة ست ومائة.
وقال الدّارميّ في مسندة: أخبرنا يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان، عن أيفع بن عبد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فضل آية الكرسي. وهو مرسل أيضا أو معضل.
579- أيمن بن يعلى [ (1) ] ،
أبو ثابت الثّقفيّ. تابعيّ معروف. وليس هو ابنا ليعلى، إلا أنّ له عنه رواية.
قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب، وخيثمة بن سليمان، قالا: حدثنا هلال بن العلاء. حدثنا أبي وعبد اللَّه بن جعفر، قالا: حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن يزيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من سرق شبرا من الأرض أو غلّه جاء يحمله يوم القيامة على عنقه إلى أسفل الأرضين»
[ (2) ] .
قال ابن مندة: وهكذا رواه عمرو بن زرارة عن عبيد اللَّه بن عمرو. ورواه جماعة عن عبيد اللَّه بن عمرو، فأسقطوا الشّعبيّ. ورواه على بن معبد عن عبيد اللَّه بن عمرو، فقال: عن أبي ثابت، عن يعلى بن مرة الثقفيّ. وهكذا رواه غير واحد عن أبي يعفور، عن أبي ثابت، عن يعلى. وهو الصواب.
قلت: ورواه البغويّ عن عمرو بن زرارة مثل رواية علي بن معبد سواء. وأيمن أبو ثابت روى عن يعلى المذكور وعن ابن عباس، وبذلك ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وساق هذا الحديث من رواية أبي يعفور، عن أيمن أبي ثابت: سمعت يعلى به.
وأخرجه في صحيحه من طريق الربيع بن عبد اللَّه، عن أيمن، عن يعلى بن مرة.
580- أيمن.
يقال هو اسم أبي مرثد.
581- أيمن، غير منسوب.
له رواية مرسلة، وروى عن تبيع ابن امرأة كعب عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (354) تجريد أسماء الصحابة 1/ 41.
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 20- 21 عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كتاب الديات (14) باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (22) حديث رقم 1418 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
وأحمد في المسند 1/ 188 والطبراني في الصغير 2/ 103. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19755، 30359.(1/397)
كعب. روى عنه عطاء ومجاهد. ويقال إنه مولى الزبير، أو ابن الزبير.
قال النّسائيّ ما أحسب أن له صحبة. وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق منصور، عن الحكم، عن مجاهد وعطاء، عن أيمن الحبشي، قال. يقطع السّارق- مرسل.
وقال الشّافعيّ من زعم أنه أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لأمه فقد وهم، لأنّ ذاك قتل يوم حنين.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: أيمن راوي حديث السرقة تابعيّ، لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولا الخلفاء بعده.
وقيل: هو أيمن الحبشي والد عبد الواحد بن أيمن مولى بني مخزوم الّذي أخرج له البخاريّ. واللَّه أعلم.(1/398)
حرف الباء الموحدة
القسم الأول يشتمل على معرفة من جاءت روايته أو ذكره بما يدل على صحبته، سواء كان الإسناد بذلك صحيحا أم لا مع بيان ذلك
الباب بعدها الألف
582- باذام [ (1) ]
مولى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم [ (2) ] . ذكره البغويّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وتبعه ابن عساكر.
583- باقوم،
ويقال باقول- باللام والقاف مضمومة- النجار، مولى بني أمية.
قال عبد الرّزّاق في «مصنّفه» : أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن صالح مولى التوأمة أنّ باقول مولى العاص بن أمية صنع لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منبره من طرفاء ثلاث درجات. هذا ضعيف الإسناد، وهو مرسل.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن مندة. روى ابن السكن من طريق إسحاق بن إدريس:
حدثنا أبو إسحاق، عن باقول أنه صنع.... فذكره.
قال ابن السّكن: أبو إسحاق أظنه إبراهيم بن أبي يحيى، وصالح هو مولى التوأمة ولم يقع لنا إلا من هذا الوجه، وهو ضعيف. انتهى.
وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن إسماعيل المسمولي، أحد الضّعفاء، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن صالح مولى التوأمة: حدّثني باقوم مولى سعيد بن العاصي، قال:
__________
[ (1) ] في أبادام.
[ (2) ] أسد الغابة ت (358) ، الاستيعاب ت (232) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 42، الوافي بالوفيات 1/ 74، التحفة اللطيفة 1/ 363، الطبقات الكبرى 1/ 145.(1/399)
صنعت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منبرا من طرفاء الغابة ثلاث درجات المقعد، ودرجتين.
هكذا أورده موصولا. وهو ضعيف أيضا. وصانع المنبر مختلف في اسمه اختلافا كثيرا بيّنته في شرح البخاريّ.
وفي الصّحيح من حديث سهل بن سعد أنه غلام امرأة من الأنصار، لكن لا منافاة بين قولهم مولى بني أمية وبين قولهم غلام امرأة من الأنصار، لاحتمال أن يكون خدم المرأة بعد أن هاجر إلى المدينة فعرف بها.
وقد روى ابن عيينة في جامعه عن عمرو بن دينار عن عبيدة بن عمير، قال: اسم الرجل الّذي بنى الكعبة لقريش باقوم، وكان روميّا، وكان في سفينة حبستها الريح، فخرجت إليها قريش فأخذوا خشبها، وقالوا له: ابنها على بنيان الكنائس، رجاله ثقات مع إرساله.
وقصة بناء الرومي الكعبة مشهورة، وقد ذكرها الفاكهيّ وغيره.
وفي رواية عثمان بن ساج، عن ابن جريج، كان روميّ يقال له باقوم يتّجر إلى المندب فانكسرت سفينته بالشّعيبة، فأرسل إلى قريش: هل لكم أن تجروا عيري في عيركم- يعني التجارة؟ وأن أمدّكم بما شئتم من خشب ونجار فتبنوا به بيت إبراهيم؟
والغرض من هذا الطريق تسميته. فيحتمل أن يكون هو الّذي عمل المنبر بعد ذلك واللَّه أعلم.
584 ز- باقوم- آخر.
ذكره ابن مندة في آخر ترجمة الّذي قبله، فقال: قال سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة عن ابن سيرين- أنّ باقوم الروميّ أسلم، ثم مات فلم يدع وارثا، فدفع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ميراثه إلى سهيل بن عمرو.
قلت: فهذا إن صحّ غير الّذي قبله، لأن من يكون في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا يلحق صالح مولى التوأمة السماع منه، فقد تقدم تصريح صالح بالسماع منه في طريق أبي نعيم.
الباء بعدها الجيم
585- بجاد [ (1) ]-
بفتح أوله وبالجيم، ويقال بجار- بالراء بدل الدال- ابن السائب بن عويمر بن عامر بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤيّ المخزوميّ. ذكره أبو عمر فقال: استشهد باليمامة وفي صحبته نظر. انتهى.
وقرأت بخط مغلطاي: لم أر له في كتاب الزّبير ولا عمّه ولا في الجمهرة لابن الكلبيّ
__________
[ (1) ] أسد الغابة (360) ، الاستيعاب ت (220) .(1/400)
وغيره ولا في الأنساب للبلاذريّ وغيره ذكرا، فاللَّه أعلم.
586 ز- بجاد [ (1) ]
بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيمي، من رهط الصديق.
ولولده محمد بن بجاد ذكر. ومن ذريته يوسف بن يعقوب بن موسى بن عبد الرحمن ابن الحصين بن محمد بن بجاد. كان يسكن عسفان [ (2) ] ، وله أشعار. ذكره الزبير وكان في عصره.
587- بجيد-
مصغر- ابن عمران الخزاعي له ذكر في المغازي. قال ابن هشام في قصة الفتح: وقال بجيد بن عمران الخزاعي:
وقد أنشأ اللَّه السّحاب بنصرنا ... ركام سحاب الهيدب المتراكب
وهجرتنا من أرضنا عند نابها ... كتاب أتى من خير ممل وكاتب
ومن أجلنا حلّت بمكّة حرمة ... لندرك ثأرا بالسّيوف القواضب
[الطويل] واستدركه ابن فتحون وغيره في حرف الباء. ووقع لبعضهم بجير- آخره راء.
والصواب، كما في السيرة: آخره دال.
وزعم بعض المتأخرين أنه بجيد بن عمران بن حصين، وليس بشيء، لأن الّذي جده حصين أوله نون، وهو تابعي معروف. وأما صاحب الشعر فالظاهر أنه غيره.
588- بجير- آخره
راء مصغرا، ابن أوس بن حارثة بن لام الطائي [ (3) ] . ذكره ابن عبد البرّ، وقال: في إسلامه نظر.
وقال ابن الكلبيّ: يكنى أبا لجأ، وقد رأس، ولم تذكر له وفادة.
وقد بينت في القسم الرابع من حرف الألف الاختلاف في صحبة أوس وأن الحق لا صحبة له.
589- بجير
بن بجرة، بفتح أوله وسكون الجيم، الطائي [ (4) ]- قال ابن عبد البرّ: له في
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] عسفان: بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وآخره نون قيل: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة وقيل: عسفان بين المسجدين وهي من مكة على مرحلتين وقيل: هو قرية جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة وهي حد تهامة وبين عسفان إلى ملل موضع يقال له الساحل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 940.
[ (3) ] أسد الغابة (362) ، الاستيعاب ت (164) .
[ (4) ] الوافي بالوفيات 10/ 79، أسد الغابة (363) ، الاستيعاب ت (165) .(1/401)
قتال أهل الردة آثار وأشعار ذكرها ابن إسحاق في المغازي،
قال: حدثني يزيد بن رومان وعبد اللَّه بن أبي بكر- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك- رجل من كندة، وكان على دومة، وكان نصرانيا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّك ستجده يصيد البقر ... »
فذكر القصة، وفيها: فقتل خالد حسّان أخا أكيدر، وقدم بالأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلّى سبيله، فرجع إلى مدينته. فقال رجل من طيِّئ يقال له بجير بن بجرة ... فذكر له شعرا في ذلك.
قال ابن مندة: هذا مرسل، وقد وقع لنا مسندا.
ثم
أخرج من طريق أبي المعارك الشماخ بن معارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطّائيّ، حدثني أبي عن جدّي، عن أبيه بجير بن بجرة، قال: كنت في جيش خالد بن الوليد حين بعثه نبيّ اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنك ستجده يصيد البقر» [ (1) ] .
قال: فوافقناه في ليلة مقمرة، وقد خرج كما نعته رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأخذناه وقتلنا أخاه، وكان قد حاربنا، وعليه قباء ديباج، فبعث به خالد بن الوليد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلما أتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنشدته، أبياتا منها:
تبارك سائق البقرات إنّي ... رأيت اللَّه يهدي كلّ هاد
[الوافر]
قال: فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يفضض اللَّه فاك»
[ (2) ] . فأتت عليه تسعون سنة وما تحرّكت له سنّ.
وأخرجه ابن السّكن وأبو نعيم من هذا الوجه.
وأبو المعارك وآباؤه لا ذكر لهم في كتب الرجال.
وذكر سيف بن عمر في الفتوح أن بجير بن بجرة استشهد بالقادسية.
590- بجير
بن أبي بجير [ (3) ] العبسيّ- بموحدة- حليف الأنصار.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30276 وعزاه لأبي نعيم في الحلية وابن مندة وابن عساكر.
[ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 251 عن عبد اللَّه بن أبي بكر وابن عساكر في التاريخ 1/ 350.
وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4065. والحسيني في إتحاف السادة المتقين 6/ 480، 481. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30276.
[ (3) ] أسد الغابة ت (364) ، الاستيعاب ت (163) ، الطبقات الكبرى 3/ 522، تجريد أسماء الصحابة 1/ 43، معرفة الصحابة 161.(1/402)
ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق. قال ابن مندة: لا نعرف له رواية.
591- بجير بن زهير
بن أبي سلمى [ (1) ]- بضم السين- المزني الشّاعر، أخو كعب بن زهير الشّاعر المشهور أيضا. أسلم قبل أخيه.
وسيأتي ذكر ذلك مفصلا في ترجمة كعب إن شاء اللَّه تعالى، وأنشد ابن إسحاق له يوم فتح مكة:
ضربناهم بمكّة يوم فتح النّبيّ ... - الخير بالبيض الخفاف
وأعطينا رسول اللَّه منّا ... مواثيقا على حسن التّصافي
صبحناهم بألف، من سليم ... وألف من بني عثمان وافي
فأبنا غانمين بما أردنا ... وآبوا نادمين على الخلاف [ (2) ]
[الوافر] في أبيات.
592- بجير بن عبد اللَّه [ (3) ]
بن مرّة بن عبد اللَّه بن صعب بن أسد.
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: هو الّذي سرق عيبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
593 ز- بجير
بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي، أخو الزبير بن العوام.
ذكره أبو عبيدة فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون وقيل: إنه وهم.
وذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» أنه قتل في الجاهلية، قتله صبيح بن سعيد بن هانئ الدّوسي من أجداد أبي هريرة. واللَّه أعلم.
594- بجير الخزاعي [ (4) ]
تقدم في بجيد.
595 ز- بجير أبو مالك
الخزاعي. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 44، الطبقات 1/ 39، الوافي بالوفيات 10/ 80، أسد الغابة ت (366) ، الاستيعاب (166) .
[ (2) ] تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 94.
[ (3) ] أسد الغابة ت (367) ، الاستيعاب ت [167] .
[ (4) ] الثقات 3/ 37، العقد الثمين 3/ 353.(1/403)
الباء بعدها الحاء
596- بحاث [ (1) ]
بوزن فعّال، والحاء المهملة وآخره مثلثة، هو ابن ثعلبة بن خزمة ابن أصرم بن عمرو بن عمّارة بن مالك البلوي، حليف بني عمرو بن لؤيّ- هكذا سماه، ونسبه ابن الكلبيّ. وذكروا أنه شهد بدرا وأحدا، لكن سمّاه ابن إسحاق نحّاب- بنون أوله وموحدة آخره.
وذكره ابن مندة في النون أوله وموحدة آخره.
واستدركه أبو موسى في الموحّدة، وفيها ذكره ابن شاهين.
وعمّارة في نسبه بفتح العين وتشديد الميم.
597- بحر [ (2) ]-
بضمّ أوله وضم المهملة أيضا- ابن ضبع- بضمتين أيضا- ابن أمة بن يحمد الرّعيني.
قال ابن يونس: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر.
وقال في ترجمة حفيده مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر: كان شاعرا، وهو القائل:
وجدّي الّذي عاطى الرّسول يمينه ... وحنّت إليه من بعيد رواحله [ (3) ]
[الطويل] قال: وحفيده الآخر أبو بكر بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط [ (4) ] في خلافة عمر ابن عبد العزيز.
598- بحيرا الراهب [ (5) ]-
أحد الثمانية الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب، تقدم في ذكره أبرهة.
وروى ابن عديّ من طريق ضعيفة جدّا إلى جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (369) ، الاستيعاب ت (228) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 44، معرفة الصحابة 3/ 182، أسد الغابة ت (370) ، الاستيعاب ت [226] .
[ (3) ] ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (370) . والاستيعاب ترجمة رقم (226) .
[ (4) ] (دمياط) مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم والنيل مخصوصة بالهواء الطيب وعمل الشرب الفائق وهي ثغر من ثغور الإسلام ومن شمال دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر المالح في موضع يقال له الأشتوم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 536.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 44، معرفة الصحابة 3/ 187، أسد الغابة ت (371) .(1/404)
جده، قال: سمعت بحيرا الراهب يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إذا شرب الرّجل كأسا من خمر ... »
[ (1) ] الحديث.
قال ابن عديّ: هذا حديث منكر، ولم أسمع لبحيرا بمسند غير هذا. انتهى.
وظن بعضهم أن صاحب الحديث هو بحيرا الرّاهب الّذي لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة مع أبي طالب وليس بصواب، بل إن صحّ الحديث فهو الّذي ذكروا قصته في أبرهة.
599- بحير [ (2) ]
- بفتح أوله وكسر المهملة- ابن أبي ربيعة المخزومي. يأتي في العبادلة إن شاء اللَّه تعالى.
600- بحير الأنماريّ [ (3) ] .
له صحبة ورواية، قاله ابن ماكولا [وسبقه الخطيب وأخرج من طبقات أهل حمص لابن سميع فقال: أبو سعد الخير الأنماري] [ (4) ] ، وعند ابن قانع بحير أبو سعد الأنماريّ.
قلت: وسيأتي في «الكنى» .
601 ز- بحير بن عقربة.
يأتي في بشير.
الباء بعدها الدال
602- بدر بن عبد اللَّه المزني [ (5) ] .
روى له ابن مندة من طريق عمرو بن الحصين- وهو متروك- عن أبي علاثة، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن بكر بن عبد اللَّه المزني، عن بدر بن عبد اللَّه المزني، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني رجل محارف [ (6) ] ، لا ينمى لي مال، فذكر حديثا.
603- بدر بن عبد اللَّه الخطميّ [ (7) ]-
قيل هو اسم جدّ مليح بن عبد اللَّه. وقيل بل اسمه بربر. وقيل حصين.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13210 وعزاه إلى ابن عدي في الكامل عن بحيرا الراهب وقال منكرا ولم أسمع لبحيرا بمسند غير هذا قال ابن حجر في الإصابة ليس هذا بحيرا الّذي لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة مع أبي طالب كما ظن بعضهم بل هذا أحد الثمانين الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب أ. هـ. ورواه ابن حجر في لسان الميزان 3/ 142، وابن عدي في الكامل 3/ 1348.
[ (2) ] أسد الغابة ت (374) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (373) .
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، أسد الغابة ت (377) .
[ (6) ] المحارف- بفتح الراء-: هو المحروم المحدود الّذي إذا طلب فلا يرزق أو يكون لا يسعى في الكسب.
اللسان 2/ 839.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45. أسد الغابة ت (376) .(1/405)
604 ز- بدر بن عبد اللَّه-
غير منسوب.
وروى أبو الشّيخ في تفسيره، من طريق قيس بن البراء، عن عبد اللَّه بن بدر، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أحبّ أن يبارك له في أجله وأن يمتّعه بما خوّله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة» [ (1) ] .
وأورده أبو نعيم في ترجمة جدّ مليح بن عبد اللَّه الخطميّ، وليس هذا من حديثه.
605- بدر:
أبو عبد اللَّه، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (2) ] .
روى محمد بن جابر بن عبد اللَّه بن بكر، عن أبيه حديثا يحرز في التجريد.
606- بدرة، أبو مالك [ (3) ]
أخرج له بقيّ بن مخلد في مسندة حديثا.
607 ز- بديل بن أم أصرم.
ذكره ابن دريد في كتاب الاشتقاق. وقال: كان من سادات خزاعة، وأظنّه الّذي بعده.
608- بديل بن أم أصرم [ (4) ] ،
هو ابن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعيّ السلوليّ.
وقال ابن الكلبيّ: أمّه أم أصرم بنت الأحجم بن دندنة بن عمرو بن القين خزاعية أيضا.
قال أبو موسى: أورده عبدان وقال: لا نحفظ له حديثا إلا ذكره وقصّته، وهو الّذي أجاب الأحرز بن لقيط الديليّ حين ذكر ما أصابوا من خزاعة، وذلك حين صلح الحديبيّة.
وقال ابن عبد البرّ: هو الّذي بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني كعب ليستنفرهم لغزو مكة هو وبشر بن سفيان الخزاعي.
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وأنشد له يخاطب أنس بن زنيم في فتح مكة:
بكى أنس رزءا فأعوله البكا ... وأشفق لمّا أوقد الحرب موقد
بكيت لقتلى ضرّجت بدمائها ... وخضّب منها السّمهريّ المقصّد [ (5) ]
[الطويل]
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34171 وعزاه لأبي الشيخ في تفسيره وأبو نعيم عن عبد اللَّه بن بدر الخطميّ عن أبيه.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، أسد الغابة ت (378) .
[ (3) ] بقي بن مخلد 623.
[ (4) ] الاستيعاب ت [170] .
[ (5) ] ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 84 وابن حزم 237 والاشتقاق 72.(1/406)
حنثر ضبطه الدّار الدّارقطنيّ بفتح المهملة وسكون النون بعدها مثلثة. وضبطه ابن ماكولا بالموحدة ثم المثناة.
609- بديل بن عمرو الخطميّ
الأنصاري [ (1) ] . روى ابن مندة من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الحليس بن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدها بديل بن عمرو الخطميّ، قال: عرضت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رقية الحيّة. فأذن لي فيها، ودعا فيها بالبركة.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. انتهى.
وفي الإسناد من لا يعرف.
والحليس- بمهملتين مصغّر.
610- بديل بن عبد مناف
بن سلمة [ (2) ] . قيل: له صحبة. ذكره عبدان.
وقد قيل إنه الّذي قبله، وإن سلمة جدّه لا أبوه.
611- بديل بن كلثوم [ (3) ]
بن سالم الخزاعيّ. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: هو الّذي يقال له قائل خزاعة. وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأنشده قصيدة له. انتهى.
وروى الباورديّ من طريق عبد اللَّه بن إدريس، عن حزام بن هشام، عن أبيه، قال:
قدم بديل بن كلثوم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأنشده:
لا همّ إنّي ناشد محمّدا..........
[الرجز] الأبيات:
قلت: وهذا الإسناد منقطع، وسيأتي نسبة هذا الشعر لعمرو بن سالم بن كلثوم فاللَّه أعلم.
612- بديل [ (4) ] :
- ويقال بريل- بالراء بدل الدال، ويقال برير- براءين. وقيل غير ذلك- ابن أبي مريم. وقيل ابن أبي مارية السهمي مولى عمرو بن العاص.
روى التّرمذيّ من طريق ابن إسحاق، عن أبي النضر، عن باذام، عن ابن عباس، عن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، الثقات 8/ 154، دائرة معارف الأعلمي 13/ 84.
[ (2) ] في أهذه الترجمة تأتي قبل الترجمة السابقة.
[ (3) ] الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، أسد الغابة ت (381) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45.(1/407)
تميم الداريّ في هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ... [المائدة: 106] الآية- قال: يرى الناس منها غيري وغير عدي بن بدّاء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة معه جام من فضّة.. فذكر الحديث.
قلت: أبو النّضر هو محمّد بن السّائب الكلبيّ ضعيف.
وأخرجه ابن مندة من طريق محمد بن مروان السّدّيّ عن الكلبيّ، فقال: بديل بن أبي مارية، قال: وكان مسلما.
وأصل الحديث في صحيح البخاريّ من طريق أخرى عن ابن عباس، قال: خرج عديّ وتميم، فذكره. لكن لم يسمّ السهمي.
وذكر ابن بريرة في تفسيره أنه لا خلاف بين المفسرين أنه كان مسلما من المهاجرين.
613 ز- بديل- غير منسوب [ (1) ]
- حليف بني لخم. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وأخرجه البغويّ. ولم يسق حديثه،
روى الباوردي وابن مندة من طريق رشدين بن سعد أحد الضعفاء، عن موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن بديل حليف لهم، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يمسح على الخفّين [ (2) ] .
614- بديل بن ورقاء [ (3) ]
بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جري بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي.
قال ابن السّكن: له صحبة سكن مكة، ويقال: إنه قتل بصفّين.
قلت: المقتول بصفين ابنه عبد اللَّه وقد روى ابن مندة عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن محمد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن الحكم، عن بشر أنه سئل عن بديل بن ورقاء، فقال: مات قبل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [384] .
[ (2) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 109. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 260 عن ثوبان وقال رواه أحمد والبزار وفيه عتبة بن أبي أمية ذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي المقاطيع.
[ (3) ] الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 4/ 294، الطبقات 107، 137، الوافي بالوفيات 10/ 102- العقد الثمين 3/ 355، التاريخ الصغير 1/ 77، روضات الجنان 2/ 313، تقريب التهذيب 2/ 96، 4- 294، الجرح والتعديل 2/ 428، تلقيح فهوم الأثر 374 تعجيل المنفعة 1، جامع الرواة 1/ 116، البداية والنهاية 4/ 166، 174، 279، 280، 288، التاريخ الكبير 2/ 141، مشاهير علماء الأمصار 181. دائرة معارف الأعلمي 13/ 83، أسد الغابة ت [383] ، الاستيعاب [168] .(1/408)
وفي «المغازي» عن ابن إسحاق وغيره- أن قريشا لجئوا يوم فتح مكة إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاه.
وكان إسلامه قبل الفتح، وقيل يوم الفتح.
وروى البخاريّ في تاريخه والبغويّ من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن بديل بن ورقاء، عن أبيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة [ (1) ] حتى يقدم عليه ففعل [ (2) ] .
إسناده حسن.
وروى أبو نعيم، من طريق ابن جريج، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة، أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى يقول: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيّام، فإنّها أيّام أكل وشرب [ (3) ] .
ورواه البغويّ من طريق ابن جريج أيضا، لكن قال: بلغني عن محمد بن يحيى.
وروى ابن السّكن من طريق مفضل بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس-
أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمر بديلا ... فذكر نحوه.
وروى إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه: سمعت بديل بن ورقاء، قال. لما كان يوم الفتح قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ورأى بعارضي سوادا: «كم سنوك؟» قلت:
سبع وتسعون. فقال: «زادك اللَّه جمالا وسوادا..» الحديث.
وقال ابن أبي عاصم: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر ابن عبد اللَّه بن سلمة بن بديل بن ورقاء، حدثني أبي عن أبيه عبد الرحمن، عن أبيه محمد ابن بشر، عن أبيه بشر بن عبد اللَّه عن أبيه عبد اللَّه بن سلمة عن أبيه سلمة، قال: دفع إليّ
__________
[ (1) ] الجعرانة: بكسر أوله إجماعا ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشدّدون راءه وهي ماء بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين وأحرم منها صلّى اللَّه عليه وسلم وله فيها مسجد. معجم البلدان 2/ 165.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30205 وعزاه البخاري في التاريخ والبغوي وإسناده حسن.
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24425 وعزاه لابن جرير الطبري في التفسير عن بديل ابن ورقاء. ورواه البغوي في طريق ابن جرير أيضا.(1/409)
أبي بديل بن ورقاء كتابا، فقال: يا بني، هذا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاستوصوا به، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم ... فذكر الحديث.
وفيه: إن الكتاب بخطّ عليّ بن أبي طالب.
[وفي ترجمة إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن بديل ابن ورقاء، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه: سمعت بديل بن ورقاء يقول: إن العبّاس أقامه بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وقال: هذا بديل بن ورقاء، فقال له: «كم سنوك؟» ورأى بعارضيه سوادا. فقال: سبع وتسعون، قال: «زادك اللَّه جمالا وسوادا» [ (1) ]] .
باب الباء بعدها الراء
615- برّ بن عبد اللَّه،
أبو هند الداريّ [ (2) ] . مشهور بكنيته، سمّاه هكذا ابن ماكولا، وقيل: اسمه برير، كما سيأتي، وقيل: اسمه اللّيث بن عبد اللَّه، قاله ابن الحذاء. وقيل: غير ذلك.
616- البراء بن أوس
بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول الأنصاريّ.
قال ابن شاهين: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن زيد [ (3) ] ، عن رجاله- أنه شهد أحدا وما بعدها، قال: وهو زوج مرضعة إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، واسمها خولة بنت المنذر بن زيد.
وقال الواقديّ: عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة، عن البراء بن أوس بن خالد- أنه قاد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فرسين، فضرب له بخمسة أسهم.
وذكره أبو نعيم، وقال أبو عمر هو والد إبراهيم ابن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الرّضاعة، كان زوج أم بردة التي أرضعته.
617 ز- البراء بن حزم [ (4) ] .
ذكره ابن حبان في الصحابة، فقال: أخذ منهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الصدقة [ (5) ] .
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت [221] ، الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، التاريخ الصغير 1/ 176 أسد الغابة ت [388] ، الاستيعاب ت [172] .
[ (3) ] في أيزيد.
[ (4) ] الثقات 3/ 27.
[ (5) ] ويعلى هذا هو أبو الهيثم الجزري الحراني قال البخاري لا يكتب حديثه وقال ابن حبان وضعوا له(1/410)
وروى الباورديّ من طريق يعلى بن الأشدق- أحد الضّعفاء المتروكين، قال: أدركت عشرة من الصّحابة، منهم البراء بن حزم، وعبد اللَّه جراد، قالوا: أخذ منا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من المائة من الإبل جذعتين.
618- البراء بن عازب [ (1) ]
بن الحارث بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، يكنى أبا عمارة. ويقال أبو عمرو.
له ولأبيه صحبة، ولم يذكر ابن الكلبي في نسبه مجدعة وهو أصوب.
قال أحمد: حدثنا يزيد عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: استصغرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر، فردّنا فلم يشهدها [ (2) ] .
وقال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، سمع البراء يقول:
استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر.
ورواه عبد الرّحمن بن عوسجة عن البراء نحوه، وزاد: وشهدت أحدا. أخرجه السّراج.
وروي عنه أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربع عشرة غزوة. وفي رواية خمس عشرة.
إسناده صحيح.
__________
[ () ] أحاديث فحدث بها ولم يدر وقال أبو زرعة ليس بشيء لا يصدق الميزان 4/ 456، 457
[ (1) ] أسد الغابة ت [389] ، الاستيعاب ت [174] . طبقات ابن سعد 4- 364- و 6/ 17، طبقات خليفة ت 512- 913- 1500، المحبر: 298، 412، التاريخ الكبير 2/ 117، التاريخ الصغير 1/ 164- 165، المعارف 326، الجرح والتعديل 2/ 399، مشاهير علماء الأمصار ت 272، جمهرة أنساب العرب 341، تاريخ بغداد 1/ 177، المغازي للواقدي 21، 216، الزهد لابن المبارك 43: 433، البرصان والعرجان 69. سيرة ابن هشام 3/ 29، 258، تاريخ الثقات 79، التاريخ لابن معين 2/ 55، الثقات لابن حبان 3/ 26، تاريخ الطبري 10/ 192، تاريخ أبي زرعة 1/ 164، المعرفة والتاريخ 2/ 262، طبقات الفقهاء 52، العلل لأحمد 37، و 116، مسند أحمد 4/ 280، مقدمة مسند بقي بن مخلد 81، تاريخ واسط لبحشل 103 و 115، فتوح البلدان 390، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة 374، ربيع الأبرار 1/ 451، 4/ 45، العقد الفريد 5/ 282 و 6/ 149، تاريخ اليعقوبي 2/ 124، أنساب الأشراف 1/ 36، الوافي بالوفيات 10/ 104، مرآة الجنان 1/ 145. أخبار القضاة 1/ 38 و 2/ 298، تحفة الأشراف 2/ 13: 68، الكنى والأسماء 1/ 84، المعين في طبقات المحدثين 19، الكاشف 1/ 98، البداية والنهاية 8/ 328، النكت الظراف 2/ 17: 61، تقريب التهذيب 1/ 94، خلاصة تذهيب التهذيب 46، تاريخ الإسلام 2/ 366، شذرات الذهب 1/ 77، 78، العبر 1/ 79.
[ (2) ] قال الهيثمي في الزوائد 6/ 111 رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(1/411)
وعنه قال: سافرت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثمانية عشر سفرا. أخرجه أبو ذرّ الهرويّ.
وروى أحمد من طريق الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: ما كل ما نحدّثكموه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سمعناه، منه حدثناه أصحابنا، وكان يشغلنا رعية الإبل.
وهو الّذي افتتح الريّ سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيبانيّ، وخالفه غيره.
وشهد غزوة تستر مع أبي موسى، وشهد البراء مع علي الجمل وصفّين، وقتال الخوارج، ونزل الكوفة وابتنى بها دارا، ومات في إمارة مصعب بن الزبير.
وأرّخه ابن حبّان سنة اثنتين وسبعين.
وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جملة من الأحاديث، وعن أبيه وأبي بكر وعمر وغيرهما من أكابر الصحابة: أبو جحيفة، وعبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، وجماعة آخرهم أبو إسحاق السبيعي.
619- البراء بن عمرو [ (1) ]
[بن عبد الرحمن] [ (2) ] بن عبيد بن قمئة بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج الخزرجيّ الساعديّ.
ذكره الواقديّ والطّبريّ فيمن شهد أحدا، وكذا ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن زيد، عن رجاله.
وذكره العدويّ، وقال: كان له ولد فانقرضوا.
620- البراء بن مالك
بن النضر الأنصاري [ (3) ] ، أخو أنس تقدم نسبه في ترجمة أنس، وهو أخو أنس لأبيه، قاله أبو حاتم.
وقال ابن سعد: أخوه لأبيه وأمه، أمهما أم سليم. انتهى.
وفيه نظر، لأنه سيأتي في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لأمّه أمهما سحماء، وأما أم أنس فهي أم سليم بلا خلاف، وتقدم في ترجمة أنجشة أن البراء كان حادي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ (1) ] في أالبراء بن عبد عمرو.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] الثقات 3- 26 تجريد أسماء الصحابة 1/ 46، الوافي بالوفيات 10/ 105 التحفة اللطيفة 1/ 364، حلية الأولياء 1/ 350، الاستبصار 34/ 35 صفوة الصفوة 10/ 624، التاريخ الصغير 1/ 55، الأعلام 2- 47 أزمنة التاريخ الإسلامي 541، تقريب التهذيب 3/ 441، 4/ 17، 121، سير أعلام النبلاء 1/ 195، تاريخ الإسلام 3/ 119، التاريخ الكبير 2/ 117 تنقيح المقال 1243، مشاهير علماء الأمصار 37، أسد الغابة ت (391) ، الاستيعاب (173) .(1/412)
وفي المستدرك من طريق ابن إسحاق عن عبيد اللَّه بن أنس: سمعت أنس بن مالك يقول: كان البراء بن مالك حسن الصوت. وكان يرجز لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال له: «إيّاك والقوارير» [ (1) ] .
فأمسك.
وروى السّراج من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس، قال: كان البراء حادي الرجال، وقد تقدم بأتمّ منه في أنجشة.
وشهد البراء مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المشاهد إلا بدرا، وله يوم اليمامة أخبار.
واستشهد يوم حصن تستر [ (2) ] في خلافة عمر سنة عشرين. وقيل قبلها. وقيل سنة ثلاث وعشرين. ذكر سيف أن الهرمزان هو الّذي قتله.
وروى عنه أخوه أنس، وروى البغويّ بإسناد صحيح، عن محمد بن سيرين، عن أنس، قال: دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنّى، فقلت له: قد أبدلك اللَّه ما هو خير منه. فقال: أترهب أن أموت على فراشي، لا واللَّه ما كان اللَّه ليحرمني ذلك، وقد قتلت مائة منفردا سوى من شاركت فيه.
وقال بقيّ بن مخلد في مسندة: حدّثنا خليفة، حدّثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، قال:
زحف المسلمون إلى المشركين يوم اليمامة حتى ألجئوهم إلى حديقة فيها عدوّ اللَّه مسيلمة، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين، ألقوني إليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على حديقة حتى فتحها على المسلمين، ودخل عليهم المسلمون فقتل اللَّه مسيلمة.
حدّثنا خليفة، حدّثنا الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس، قال: رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم وضربه، فحمل إلى رحله يداوي، وأقام عليه خالد شهرا.
وفي تاريخ السّراج من طريق يونس، عن الحسن، وعن ابن سيرين، عن أنس، أنّ خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة: قم يا براء، قال: فركب فرسه، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، وإنما هو اللَّه وحده والجنّة. ثم حمل
__________
[ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 291 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 350، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40633.
[ (2) ] تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى وراء: أعظم مدينة بخوزستان اليوم. انظر: معجم البلدان 2/ 34.(1/413)
وحمل الناس معه، فانهزم أهل اليمامة، فلقي البراء محكّم اليمامة فضربه البراء وصرعة، فأخذ سيف محكّم اليمامة فضرب به حتى انقطع.
وروى البغويّ من طريق أيّوب، عن ابن سيرين، عن أنس، عن البراء، قال: لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده السيف أبيض، فضربت رجليه، فكأنما أخطأته، وانقعر، فوقع على قفاه، فأخذت سيفه، وأغمدت سيفي، فما ضربت به ضربة حتى انقطع.
وفي الطّبرانيّ من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، قال: بينما أنس بن مالك وأخوه عند حصن من حصون العدوّ- يعني بالحريق- وكانوا يلقون كلاليب في سلاسل محماة، فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم، ففعلوا ذلك بأنس، فأقبل البراء حتى تراءى في الجدار، ثم قبض بيده على السلسلة، فما برح حتى قطع الحبل، ثم نظر إلى يده فإذا عظامها تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم، وأنجى اللَّه أنس بن مالك بذلك.
وروى التّرمذيّ من طريق ثابت وعلي بن زيد، عن أنس- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ربّ أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم البراء بن مالك» [ (1) ] .
فلما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس، فقال المسلمون: يا براء، أقسم على ربك فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيّك. فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزّارة من عظماء الفرس، وأخذ سلبه، فانهزم الفرس، وقتل البراء.
وفي المستدرك من طريق سلامة، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس نحوه.
621 ز- البراء بن مالك [ (2) ]-
آخر. ذكره ابن شاهين في الصحابة.
وروي من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن حصين بن وحوح أن البراء بن مالك جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: مرني بما شئت. قال: «اذهب فاقتل أباك» . فلما أدبر قال: «نادوه، إني لم أبعث بقطيعة الأرحام» [ (3) ] . قال: ثم إن البراء بن مالك مرض فعاده النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ...
فذكر
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2024 كتاب البر والصلة والآداب باب (40) فضل الضعفاء والخاملين حديث رقم 138/ 2622 والهيثمي في الزوائد 10/ 267، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 203.
[ (2) ] تاريخ خليفة 146، التاريخ الكبير 2/ 2- 117، التاريخ الصغير 1/ 55- تاريخ الطبري 3/ 209، الجرح والتعديل 2/ 399، مشاهير علماء الأمصار ت/ 37، الاستبصار 34- 36، حلية الأولياء 1/ 350، تاريخ الإسلام 2/ 34، الزوائد 9/ 324، كنز العمال 13/ 294.
[ (3) ] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 27 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6931، وقال الهيثمي في الزوائد 3/ 40 رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن الطبراني في الكبير 4/ 33.(1/414)
الحديث في موته،
وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ الق البراء بن مالك تضحك إليه»
انتهى.
وهذه القصّة، إنما تعرف لطلحة بن البراء كما سيأتي في حرف الطّاء. ولعلّ الوهم في الاسم من عبد الوهاب بن الضّحّاك أحد رواته عند ابن شاهين. وإنما لم أجزم بوهمه لاحتمال أن تكون القصّة وقعت لرجلين، وليس هذا البراء بن مالك أخا أنس المقدم ذكره، فإنه عاش بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كما تقدم.
622- البراء بن معرور [ (1) ]
بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ السّلمي، أبو بشر.
قال موسى بن عقبة، عن الزهري: كان من النفر الذين بايعوا البيعة الأولى بالعقبة، وهو أول من بايع في قول ابن إسحاق، وأول من استقبل القبلة، وأول من أوصى بثلث ماله، وهو أحد النّقباء.
وقال ابن إسحاق: حدّثني معبد بن كعب أن أخاه عبد اللَّه، وكان من أعلم الأنصار حدّثه أن أباه وكان ممن شهد العقبة، قال: خرجنا في حجّاج قومنا وقد صلّينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا.. فذكر القصّة مطوّلة في ليلة العقبة.
قال: وكان أول من ضرب على يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم البراء بن معرور.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب، قال: قال كعب: كان البراء من معرور أول من استقبل الكعبة حيّا، وعند حضرة وفاته قبل أن يتوجّهها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأمره أن يستقبل بيت المقدس فأطاع، فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجّهوه قبل الكعبة.
وروى ابن شاهين بإسناد ليّن، من طريق عبد اللَّه بن أبي قتادة، حدثتني أمي، عن أبي- أن البراء بن معرور مات قبل الهجرة، فوجّه قبره إلى الكعبة. وكان قد أوصى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقبل وصيته ثم ردّها على ولده وصلّى عليه- يعني على قبره، وكبّر أربعا.
وفي الطّبرانيّ من وجه آخر عن أبي قتادة- أنّ البراء بن معرور أوصى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بثلث ماله يصرفه حيث شاء، فردّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 3/ 2/ 146، التاريخ الصغير/ 20 الجرح والتعديل 2/ 399، الاستبصار 142، العبر 1/ 3 كنز العمال 13/ 294، شذرات الذهب 1/ 9، وأسد الغابة ت (392) ، الاستيعاب (171) .(1/415)
قال ابن إسحاق وغيره: مات البراء بن معرور قبل قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بشهر.
623 ز- البربير-
بموحدتين بينهما راء ساكنة الثانية مكسورة ثم ياء تحتانية- يأتي في بكر.
624- برتا بن الأسود
بن عبد شمس القضاعي. شهد فتح مصر. وقيل: قتل يوم فتح الإسكندرية [ (1) ] ، قاله ابن يونس، وقال: له صحبة.
625- برح-
بكسر أوله وسكون الراء بعدها مهملة- ابن عسكر [ (2) ]- بضم العين المهملة وسكون السين المهملة وضم الكاف بعدها راء، ضبطه ابن ماكولا ونسبه، فقال:
برح بن عسكر بن وتّار بن كزغ بن حضرمين بن التّغما بن مهريّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
وذكره ابن يونس فقال: له وفادة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، واختطّ بها دارا وسكنها. وهو معروف من أهل البصرة.
وقال المنذريّ: كان السّلفي يقول: عسكل بلام، قال: ورأيته بخطه كذلك، وكتبه أيضا بالحاء المهملة بدل العين. واللَّه أعلم.
626- برذع بن زيد
بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ، ابن أخي قتادة بن النعمان.
قال ابن ماكولا: شاعر. شهد أحدا وما بعدها، وذكره المرزباني في معجم الشعراء، وأنشد له:
وإنّي بحمد اللَّه لا ثوب فاجر ... لبست ولا من خزية أتلفّع
وأجعل مالي دون عرضي إنّه ... على الوجد والإعدام عرض ممنّع [ (3) ]
[الطويل]
__________
[ (1) ] الإسكندريّة: قال أهل السير: بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسمّاها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعدة وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الإسكندرية التي بناها في باور نقوس ومنها الإسكندرية التي بناها تدعى المحصّنة ومنها الإسكندرية التي بناها ببلاد الهند ومنها الإسكندرية التي في جاليقوس ومنها الإسكندرية التي في بلاد السعوياسيس ومنها الإسكندرية التي على شاطئ النهر العظيم ومنها الاسكندرية التي بأرض ببابل ومنها الإسكندرية التي هي ببلاد الصغد وهي سمرقند ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو ومنها الاسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند ومنها الاسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ ومنها الإسكندرية العظمى التي ببلاد مصر انظر معجم البلدان 1/ 217، 218.
[ (2) ] أسد الغابة ت [393] .
[ (3) ] ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 287. وابن دريد: 557.(1/416)
استدركه ابن فتحون ثم قال: برذع بن النعمان من بني ظفر، ذكره أبو عبيدة فيهم.
قلت: أظن أنهما واحد، وكأنه نسب إلى جده.
وذكر ابن الأثير برزع بن زيد بن عامر، وهو هو فسقط من نسبه رجلان.
627- برذع بن زيد الجذامي [ (1) ] .
قال موسى بن سهل الرمليّ: نزل بيت جبرين هو وأخواه سويد ورفاعة.
وروى ابن مندة من طريق محمد بن سلام بن زيد بن رفاعة بن زيد الجذاميّ، من بني الصّبيب، عن أبيه سلام، عن أبيه زيد، عن جدّه رفاعة بن زيد، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وجماعة من قومي وكنا عشرة ... فذكر الحديث في رجوعه إلى قومه وإسلام برذع وسويد.
وقال ابن إسحاق في المغازي: كان بعجة وبرذع ابنا زيد ممن وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في أمر من أسرى زيد بن حارثة بن جذام بعد إسلامه فأطلقهم لهم.
وكذا ذكر القصّة الواقديّ وغيره في المغازي.
وسيأتي له ذكر في ترجمة حيّان بن ملّة إن شاء اللَّه تعالى.
قلت: وقصّة قدوم رفاعة بن زيد مذكورة في المغازي. وسنذكرها في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى.
628 ز- بردة القطعي.
ذكر ابن فتحون في الذّيل أن الباوردي ذكره في الصّحابة، وأورد له أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن سبإ ما هو؟ أرجل أو امرأة؟ فقال: «ولد له عشرة» ..
الحديث.
انتهى.
ولم أره في حرف الباء من كتاب الباوردي فينظر فيه. وسيأتي في ترجمة تميم شبيه هذه القصّة.
629- برز،
والد أبي رجاء العطاردي. سماه ابن سعد، وذكر أن له وفادة، وذكر غيره أنّ اسمه تيم.
630 ز- برز،
والد أبي العشراء: وقيل: بلز وقيل: مالك بن قهطم. وهذا الأخير أشهر.
وروى أحمد وأصحاب السّنن من طريق حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارميّ،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، معرفة الصحابة 3/ 183، أسد الغابة ت (394) .(1/417)
عن أبيه، أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «أما تكون الذّكاة إلّا في الحلق واللّبة؟» الحديث.
واختلف في اسم أبي العشراء أيضا كما أوضحته في «تهذيب التهذيب» .
631- برمة بن معاوية الأسدي.
ذكره ابن سعد، وقال: له صحبة.
632- بريدة بن الحصيب [ (1) ]
بن عبد اللَّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدّي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي.
قال ابن السّكن: أسلم حين مرّ به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مهاجرا بالغميم [ (2) ] ، وأقام في موضعه حتى مضت بدر وأحد، ثم قدم بعد ذلك. وقيل: أسلم بعد منصرف النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- من بدر، وسكن البصرة لما فتحت.
وفي الصّحيحين عنه أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ستّ عشرة غزوة.
وقال أبو عليّ الطّوسيّ أحمد بن عثمان صاحب ابن المبارك: اسم بريدة عامر، وبريدة لقب، وأخبار بريدة كثيرة ومناقبه مشهورة، وكان غزا خراسان في زمن عثمان ثم تحوّل إلى مرو فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية.
قال ابن سعد: مات سنة ثلاث وستين.
__________
[ (1) ] مسند أحمد: 5/ 346، طبقات ابن سعد 4/ 241- 243- 7- 365، التاريخ لابن معين 57، طبقات خليفة 109، تاريخ خليفة 251، التاريخ الكبير 2/ 141، المعارف 300، الجرح والتعديل 2/ 424، معجم الطبراني 2/ 803، تاريخ الإسلام 2/ 386، العبر 1/ 66، مجمع الزوائد 9/ 398، شذرات الذهب 1/ 70، أسد الغابة ت (398) ، أنساب الأشراف 1/ 262، المغازي للواقدي 3/ 1142، التاريخ الصغير 72، ترتيب الثقات للعجلي 79، الثقات لابن حبان 3/ 29، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، فتوح البلدان 507، المعجم الكبير 2/ 19: 23، المعرفة والتاريخ 3/ 362، أخبار القضاة 1/ 15، المنتخب من ذيل المذيل 533 و 534، تاريخ اليعقوبي 2/ 79، عيون الأخبار 1/ 215، مشاهير علماء الأمصار 60، ربيع الأبرار 4/ 84، تاريخ الطبري 1/ 15، 3/ 11، جمهرة أنساب العرب 240، الكامل في التاريخ 3/ 489، تهذيب الكمال 4/ 53: 55، تحفة الأشراف 2/ 69: 95، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 61، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 133، سير أعلام النبلاء 2/ 469: 471، الكاشف 1/ 99، المعين في طبقات المحدثين 19، الوافي بالوفيات 10/ 124، مرآة الجنان 1/ 137، النكت الظراف 2/ 69: 93، تهذيب التهذيب 1/ 433، تقريب التهذيب 1/ 96، خلاصة تذهيب التهذيب 47، تاريخ الإسلام 2/ 76.
[ (2) ] الغميم: بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وميم أخرى موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة وكراع الغميم: موضع بين مكة والمدينة والغميم تصغير الغم. واد في ديار بني حنظلة من تميم والغميم مصغر مشدّد الياء، قيل ماء لبني سعد. انظر مراصد الاطلاع 2/ 1002، 1003.(1/418)
633- بريد-
بصيغة التصغير- الأسلمي [ (1) ] ، ذكره ابن فتحون في «الذيل» ، وأن الباوردي أورده في الصحابة من طريق ضعيفة عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين من الصحابة مع عليّ وقتل بها. قال: وفيه يقول علي:
جزى اللَّه خيرا عصبة أسلميّة ... حسان الوجوه صرّعوا حول هاشم
بريد وعبد اللَّه منهم ومنقذ ... وعروة وابنا مالك في الأكارم
[الطويل] وهذا إن صح غير بريدة بن الحصيب الأسلمي، لأنه تأخّر بعد ذلك بزمن طويل [69] .
634- بريل [ (2) ]-
بوزن الّذي قبله، لكن باللام بدل الدّال، الشهاليّ، ويقال الشاهليّ.
كذا ذكره ابن شاهين وغيره في حرف الموحدة،
وأخرجوا من طريق بقيّة عن أبي عمرو السّلفي- بضم السين- عن بريل الشهالي، قال: أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمكّة رجل يعالج لأصحابه طعاما فآذاه وهج النار. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لن يصيبك حرّ جهنّم بعدها» .
وقال ابن مندة: لا تثبت له صحبة. وقال أبو نعيم: ذكر في الصّحابة وهو وهم، وذكره ابن ماكولا بالنون والزاي.
635- برير [ (3) ]-
بصيغة التّصغير، وهو الخطميّ. تقدم في بدر.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 29 تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، المشتبه 303، الطبقات 109، 187، 322، رجال الصحيحين 233، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 121، التحفة اللطيفة 1/ 368، العبر 1/ 66، تنقيح المقال 1257، الرياض المستطابة 39، التاريخ الصغير 1/ 139، 140، تقريب التهذيب 1/ 96، التبصرة والتذكرة 3/ 44، الطبقات الكبرى 2/ 63، 64، 160، 170، 190، 191، 4/ 311، 315، الجرح والتعديل 2/ 424 الأنساب 4/ 178، دائرة معارف الأعلمي 13/ 119، تهذيب التهذيب 1/ 432، 433، تاريخ ابن معين 2/ 46، معجم الثقات 244 مشاهير علماء الأمصار 414، تراجم الأخبار 1/ 152، 191، التاريخ لابن معين 3/ 56، دار السحابة 756/ تاريخ الثقات 79 التمهيد 3/ 102، الإكمال 3/ 158، البداية والنهاية 8/ 216 المعرفة والتاريخ 3/ 362، تصحيفات المحدثين 509، بقي بن مخلد 23. والاستيعاب ت (219) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (403) .
[ (3) ] مسند أحمد 5/ 144، طبقات ابن سعد 4/ 219- 237، التاريخ لابن معين 704، طبقات خليفة 31، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 2/ 221، المعارف 6702، 152- 195- 252، 253، أنساب الأشراف 4/ 541، تاريخ الطبري 4/ 283، معجم الطبراني الكبير 2/ 155. المستدرك 3/ 337- 346، الاستبصار 125، حلية الأولياء 1/ 156، 170. ابن عساكر 4/ 7/ 2، جامع الأصول 9/ 50، 59، تهذيب الكمال 1602، تاريخ الإسلام 2/ 111، العبر 1/ 33 مجمع الزوائد 9/ 327، تهذيب التهذيب 12/ 90- 91، خلاصة تذهيب الكمال 449، كنز العمال 13/ 311 شذرات الذهب 1/ 24، 56، 63، أسد الغابة ت (400) .(1/419)
636- برير [ (1) ]-
مثله ويقال: هو اسم أبي ذر الغفاريّ وقيل غير ذلك وسيأتي في الكنى.
637- برير:
ويقال: برّ- بمثقلة واحدة: هو اسم أبي هند الدّاريّ- جزم بالأول ابن إسحاق وبالثاني ابن حبّان، وقيل غير ذلك.
وسيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
638 ز- برير [ (2) ] ،
هو أحد ما قيل في اسم أبي هريرة. سماه مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز. ذكر ذلك ابن مندة، وقال: لم يتابع عليه.
وأما أبو نعيم فقال: هذا غلط، وإنما هو اسم أبي هند.
باب الباء بعدها الزاي
639- بزيع-[ (3) ]
بفتح أوله وكسر الزاي وآخره مهملة، والد العبّاس.
ذكره عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن عيّاض، عن أبيه، عن العبّاس بن بزيع عن أبيه مرفوعا: تزيين أركان الجنّة بالحسن والحسين» . وفيه: «لا يدخلك مراء ولا بخيل» .
وفي إسناده مجاهيل.
قال أبو موسى: هذا غريب جدّا، وقال عبدان: لم يذكر بزيع سماعا. فلا أدري أهو مرسل أم لا؟
باب الباء بعدها السين
640- بسبسة بن عمرو [ (4) ]
بن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان [ (5) ] بن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنيّ. حليف بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
وهو بموحدتين مفتوحتين بينهما مهملة ساكنة ثم مهملة مفتوحة. ويقال له بسبس بغيرها- وهو قول ابن إسحاق وغيره.
شهد بدرا باتفاق. ووقع ذكره في صحيح مسلم من حديث أنس، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسبسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فذكر الحديث في وقعة بدر- وهو بموحدتين وزن فعللة.
وحكى عياض أنه في مسلم بموحدة مصغّر. ورواه أبو داود ووقع عنده بسيسة- بصيغة التّصغير.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (401) .
[ (2) ] معرفة الصحابة 3/ 173. وأسد الغابة ت (402) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (404) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (405) .
[ (5) ] في أدينار.(1/420)
وكذا قال ابن الأثير: إنه رآه في أصل ابن مندة، لكن بغير هاء.
والصّواب الأول، فقد ذكر ابن الكلبيّ أنه الّذي أراد الشاعر بقوله:
أقم لها صدورها يا بسبس ... إنّ مطايا القوم لا تحبّس [ (1) ]
[الرجز]
641 ز- بستاني الإسرائيليّ.
هو الّذي سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن أسماء النجوم التي رآها يوسف عليه السلام.
وذكر البغويّ في التّفسير أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «إن أخبرتك بها تسلم؟» قال: نعم.
قال: فأخبره فأسلم.
قلت: والحديث في مسند أبي يعلى وغيره من طريق عبد الرحمن بن سابط عن جابر، وليس فيه ذكر إسلامه.
وبستاني أورده ابن فتحون في «الذّيل» في الباء الموحدة. ورأيته في نسخة من تفسير ابن مردويه بضم الياء التحتانية بعدها سين مهملة ثم مثناة ثم ألف ثم نون مفتوحة بعدها ياء تحتانية. ولعله أصوب.
ذكر من اسمه بسر- بضم أوّله وسكون المهملة
642- بسر بن أرطاة [ (2) ]
أو ابن أبي أرطاة [ (3) ] . وقال ابن حبان: من قال ابن أبي أرطاة فقد وهم.
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الجمهرة 444، الاستيعاب ت 231، أسد الغابة ت (405) .
[ (2) ] طبقات ابن سعد 7/ 409، نسب قريش 439، تاريخ الطبري 5/ 167، الجرح والتعديل 2/ 422، مشاهير علماء الأمصار ت 364، مروج الذهب 3/ 211- 317، جمهرة أنساب العرب 170، المستدرك 3/ 591، تاريخ بغداد 1/ 210، تهذيب الكمال 144، تاريخ الإسلام 3/ 140، تذهيب التهذيب 1/ 81، الوافي بالوفيات 10/ 129، العقد الثمين 3/ 362، تهذيب التهذيب 1/ 435. المحبر 293، الأخبار الطوال 159 و 167، المعارف 122، فتوح البلدان 132 و 267، أنساب الأشراف 1/ 492، تاريخ اليعقوبي 2/ 156 و 197: 199، الولاة والقضاة 15 و 17، ربيع الأبرار 4/ 304، الأغاني 16/ 200، بلاغات النساء 35، الحلة السيراء 2/ 324، العقد الفريد 2/ 103، الخراج وصناعة الكتابة 287 و 343، التاريخ لابن معين 2/ 58، تاريخ خليفة 142 و 195، طبقات خليفة 27 و 140 و 300، مقدمة مسند بقي بن مخلد 109، التاريخ الكبير 2/ 123، مسند أحمد 4/ 181، التاريخ الصغير 48 و 61، تاريخ أبي زرعة 226، و 376، الثقات لابن حبان 3/ 36، طبقات علماء افريقية لابن العرب القيرواني 68، 76، المعرفة والتاريخ 2/ 478 و 3/ 19، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 223: 228، سير اعلام النبلاء 3/ 409، 411، الكامل في التاريخ 3/ 383، نهج البلاغة 1/ 116، التذكرة الحمدونية 2/ 20، تحفة الأشراف 2/ 95، تقريب التهذيب 1/ 96، أسد الغابة ت (406) ، الاستيعاب ت (175) .
[ (3) ] في أأو ابن أبي أرطاة وهو الأصح.(1/421)
واسم أبي أرطاة عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. يكنّى أبا عبد الرحمن.
مختلف في صحبته، فقال أهل الشام: سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير.
وفي سنن أبي داود بإسناد مصريّ قويّ عن جنادة بن أبي أميّة، قال: كنّا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر فأتي بسارق، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تقطع الأيدي في السّفر» .
وروى ابن حبّان في صحيحه، من طريق أيوب بن ميسرة بن حليس: سمعت بسر بن أبي أرطاة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها..» [ (1) ]
الحديث.
وأما الواقديّ فقال: ولد قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بسنتين.
وقال يحيى بن معين: مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير. وقال الدار الدّارقطنيّ: له صحبة.
وقال ابن يونس: كان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. شهد فتح مصر، واختطّ بها. وكان من شيعة معاوية، وكان معاوية وجّهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين، وأمره أن ينظر من كان في طاعة عليّ فيوقع بهم. ففعل ذلك.
وقد ولى البحر لمعاوية، ووسوس في آخر أيامه.
قال ابن السّكن: مات وهو خرف.
قال ابن حبّان: كان يلي لمعاوية الأعمال، وكان إذا دعا ربما استجيب له، وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها. وقيل: مات أيّام معاوية: قاله ابن السّكن، وقيل:
بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وهو قول خليفة، وبه جزم ابن حبّان. وقيل مات في خلافة الوليد سنة ستّ وثمانين، حكاه المسعودي.
643- بسر بن أبي بسر المازني [ (2) ] ،
والد عبد اللَّه بن بسر، من بني مازن بن منصور بن عكرمة.
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 181، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 5424 والحاكم في المستدرك 3/ 591، والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 30، 2/ 123، وابن عساكر 2/ 227، 3/ 216، والعجلوني في كشف الخفا 2/ 55. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 181 رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات. كنز العمال 3624، 3905، 5109 وابن عدي في الكامل 2/ 5، 6 عن بسر بن أبي أرطاة.
[ (2) ] أسد الغابة ت (407) ، الثقات 3/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، تهذيب التهذيب 1/ 436،(1/422)
ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عبد اللَّه بن بسر، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على أبي، فقدّمنا له طعاما ... الحديث.
ووقع للنّسائيّ عن عبد اللَّه بن بسر، عن أبيه، وروى في الصوم حديثا في صوم يوم السّبت من رواية عبد اللَّه بن بسر عن أبيه. وقيل: عن أخته عن أبيه، وقيل: عنه، بلا واسطة.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: صحب بسر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وابناه وابنته.
وروى ابن السّكن من طريق معاوية بن صالح، عن ابن عبد اللَّه بن بسر، عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه بسر- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أتاهم وهو راكب على بغلة كنّا نسمّيها حمارة شامية.
644- بسر بن جحاش [ (1) ]-
بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة، ويقال بفتحها بعدها مثقّلة وبعد الألف معجمة.
قرشيّ. نزل حمص، قاله محمود بن سميع، وذكر أنه من بني عامر بن لؤيّ.
قال ابن مندة: أهل العراق يقولونه بسر- بالمهملة، وأهل الشّام يقولونه بالمعجمة.
وقال الدّار الدّارقطنيّ وابن زبر: لا يصحّ بالمعجمة، وكذا ضبطه بالمهملة أبو عليّ الهجريّ في «نوادره» لكن سمّى أباه جحشا.
وقال مسلم وابن السكن وغيرهما: لم يرو عنه جبير بن نفير، وحديثه عند أحمد وابن ماجة من طريقه بإسناد صحيح.
وقال ابن مندة: عداده في الشاميّين، مات بحمص.
645- بسر ابن راعي العير الأشجعيّ [ (2) ] .
روى الدارميّ. وعبد بن حميد، وابن حبّان، والطّبرانيّ، من طريق عكرمة بن عمار. عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه- أنّ النبيّ
__________
[ () ] تقريب التهذيب/ 96 تهذيب الكمال 1/ 142، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 122، التبصرة والتذكرة 3/ 149، تنقيح المقال دائرة معارف الأعلمي 13/ 125، تصحيفات المحدثين 578.
[ (1) ] الاستيعاب 1/ 167، أسد الغابة ت 1/ 216 الثقات 3/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، تهذيب التهذيب 1/ 437، تقريب التهذيب 1/ 96، تنقيح المقال 275، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 122، الوافي بالوفيات 10/ 133، العقد الثمين 3/ 362 الجرح والتعديل 2/ 453، تلقيح فهوم الأثر 375، التاريخ الكبير 2/ 123، تصحيفات المحدثين 478، دائرة معارف الأعلمي 13/ 125، بقي ابن مخلد 523، أسد الغابة ت [408] ، الاستيعاب ت (179) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، معرفة الصحابة 3/ 87، أسد الغابة ت [409] .(1/423)
صلّى اللَّه عليه وسلم أبصر بسر بن راعي العير يأكل بشماله فقال: «كل بيمينك. فقال: لا أستطيع. فقال: لا استطعت، فما نالت يمينه إلى فيه بعد» [ (1) ] .
ورواه مسلم من هذا الوجه فلم يسمّ بسرا، وزاد في روايته لم يمنعه إلا الكبر.
واستدل عياض في شرح مسلم على أنه كان منافقا، وزيّفه النووي في شرحه متمسكا بأن ابن مندة وأبا نعيم وابن ماكولا وغيرهم ذكروه في الصّحابة.
وفي هذا الاستدلال نظر، لأن كل من ذكره لم يذكر له مستندا إلا هذا الحديث، فالاحتمال قائم، ويمكن الجمع أنه كان في تلك الحالة لم يسلم ثم أسلم بعد ذلك.
وقد قيل فيه: بشر- بالمعجمة: وبذلك ذكره ابن مندة، وأنكر عليه أبو نعيم، ونسبه إلى التصحيف، ولم يحك الدار الدّارقطنيّ وابن ماكولا فيه خلافا أنه بالمهملة، وأما البيهقيّ فحكى في السنن أنه بالمعجمة أصحّ، وأغرب ابن فتحون فاستدركه فيمن اسمه بشير، كما سيأتي.
646- بسر بن سفيان [ (2) ] ،
بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد اللَّه بن عمير بن حبشيّة بن سلول الخزاعي.
قال ابن الكلبيّ: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان شريفا.
وقال أبو عمر: أسلم سنة ستّ، وجرى ذكره في حديث الحديبيّة وغيره.
قال ابن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، قال: كنت مع أبي إسحاق- يعني السّبيعي- فيما بين مكّة والمدينة، فسايره رجل من خزاعة، فأخرج إلينا رسالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى خزاعة وكتبها يومئذ، كان فيها:
«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم:
من محمّد رسول اللَّه إلى بديل بن ورقاء، وبسر، وسروات بني عمرو ... » فذكر الحديث [ (3) ] .
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد 4/ 45، 46، 50 والدارميّ 2/ 97 والبيهقي في الدلائل 6/ 238 وفي السنن 7/ 277 والطبراني 7/ 15 وابن حبان موارد (1338) والحميدي (570) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، الوافي بالوفيات 10/ 133، العقد الثمين 9/ 367، تقريب التهذيب 2/ 95، 160، 4/ 294. أسد الغابة ت [411] ، الاستيعاب [176] .
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11310، 11456 وعزاه لابن سعد عن قبيصة بن ذؤيب والباوردي والفاكهي في أخبار مكة والطبراني وأبو نعيم وروى ابن أبي شيبة بعضه من وجه آخر.(1/424)
ورواه الطّبرانيّ مطوّلا من رواية عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن بسر بن عبد اللَّه بن سلمة بن بديل بن ورقاء. عن آبائه أبا عن أب إلى بديل، فذكره.
وأخرجه الفاكهيّ في كتاب مكّة عن عبد الرّحمن به،
وذكر أنه أملاه عليهم من كتابه.
وضبطه ابن ماكولا وغيره: بضمّ الموحّدة وسكون المهملة. وكذا رأيت عليه علامة الإهمال في الأصل المعتمد من كتاب الفاكهيّ.
وقال أحمد في مسندة: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عامّ الحديبيّة يريد زيارة البيت لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة، حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبيّ، فقال: يا رسول اللَّه، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل. فذكر الحديث طويلا [ (1) ] .
وهو في البخاريّ من طريق معمر، عن الزهريّ، وفيه: فجاء بديل بن ورقاء في نفر من قومه، فذكر الحديث ولم يسمّ بسرا.
وله يقول عبد اللَّه بن الزّبعرى في قصّة طلب آل مخزوم بدم الوليد بن الوليد بن المغيرة من خزاعة:
ألا بلّغا بسر بن سفيان أنّه ... يبلّغها عنّي الخبير المفرّد [ (2) ]
[الطويل] فذكر القصيدة: قال: فأخذ بسر بيد ابنه، فقال: يا معشر قريش، هذا ابني رهين لكم بالدية، فأخذه خالد بن الوليد، فأطعمه وكساه حلّة وطيّبه، وقال: انطلق إلى أبيك. فحمل بسر بن سفيان إليهم دية الوليد.
647- بسر بن سليمان [ (3) ] .
روت عنه ابنته سعية أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وصلّى خلفه.
قال ابن ماكولا: أورده ابن الأثير مستدركا على من قبله.
وسعية- بسكون المهملة بعدها تحتانية مفتوحة.
648- بسر بن عبد الرحمن الحضرميّ [ (4) ] .
صحابي نزل حمص: قاله أحمد بن
__________
[ (1) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 92.
[ (2) ] يقال: فرّد الرّجل إذا تفقه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأمر والنهي. انظر اللسان مادة (فرد) 5/ 3374.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، الإكمال 5/ 67، أسد الغابة ت [412] .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48.(1/425)
محمد بن عيسى في تاريخه، وقال: روى عنه أبو المثنّى.
649- بسر بن عصمة المزني [ (1) ]
من بني ثور بن هذمة. كان أحد سادات مزينة.
قال أبو بشر الآمديّ: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من آذى جهينة فقد آذاني» .
حكاه ابن ماكولا.
وأما ابن عساكر فذكره في تاريخه فيمن اسمه بشر- بالكسر والمعجمة، كما سيأتي.
650- بسر السلميّ،
والد رافع [ (2) ] يأتي في بشر- بالكسر والمعجمة [ (3) ] .
651- بسرة [ (4) ]-
ويقال بصرة. يأتي بعد.
652 ز- بسطام،
مولى صفوان بن أمية. يأتي في نسطاس بالنون.
ذكر من اسمه بشر- بالكسر والمعجمة
653- بشر
بن أبيرق الأنصاريّ، هو ابن الحارث. يأتي.
654- بشر بن البراء بن معرور [ (5) ] .
تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه قريبا، وأنه كان أحد النقباء، ومات قبل الهجرة.
وأما بشر فشهد العقبة مع أبيه، وشهد بدرا وما بعدها، ومات بعد خيبر من أكلة أكلها مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الشّاة التي سمّ فيها، قاله ابن إسحاق.
وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» ، وأبو الشيخ في «الأمثال» ، والوليد بن أبان في كتاب الجود، من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من سيّدكم يا بني نضلة» ؟ [ (6) ] قالوا:
جدّ بن قيس، قال: «بم تسوّدونه؟» [ (7) ] فقالوا: إنه أكثرنا مالا، وإنا على ذلك لنزنّه بالبخل
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48. أسد الغابة ت (413) .
[ (2) ] في أوالد أبي رافع.
[ (3) ] في أسد الغابة ت [410] ، الاستيعاب ت [177] .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49 و 50، أسد الغابة ت [415] .
[ (5) ] طبقات ابن سعد 3/ 2/ 111، تاريخ خليفة 84، الاستبصار 143 تهذيب الأسماء واللغات 1/ 133- 134، مجمع الزوائد 9/ 315 كنز العمال 13/ 296، أسد الغابة ت (417) ، الاستيعاب ت [179] .
[ (6) ] في أسلمة.
[ (7) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 8/ 196.(1/426)
قال: «وأيّ داء أدوأ من البخل؟ ليس ذا سيّدكم» قالوا: فمن سيدنا يا رسول اللَّه؟ قال: «بشر ابن البراء بن معرور» [ (1) ] .
تابعه ابن إسحاق عن الزّهريّ، وقال في روايته: «بل سيّدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء» .
وهكذا رواه يونس وإبراهيم بن سعد عن الزهريّ من رواية الأويسيّ عنه.
وخالفه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فرواه عن أبيه مرسلا. أخرجه ابن أبي عاصم.
وكذا أرسله معمر، وهو في «مصنّف» عبد الرزاق في «مساوىء الأخلاق للخرائطيّ» ، وابن أخي الزهري، عن عمّه. وهو في الأمثال لأبي عروبة، وشعيب عن الزهريّ في نسخة ابن أبي اليمان، وله شاهد من حديث عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد اللَّه في المعرفة، وآخر من حديث أبي هريرة في «المستدرك» و «الأمثال» لأبي عروبة، و «كامل» ابن عديّ، أورده ابن عديّ في ترجمة سعيد بن محمد الورّاق رواية عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عنه، ولم ينفرد به سعيد، بل تابعه النضر بن شميل عند الوليد بن أبان، وأبي الشيخ، ومحمد بن يعلى عند الحاكم أيضا، وأخرجه أبو الشّيخ أيضا من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف.
655 ز- بشر بن الحارث بن
سريع بن بجاد [ (2) ] بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ.
ذكره ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبي، قال: حدثني أبو الشّغب العبسيّ أنه أحد الوفد التسعة الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من عبس، فدعا لهم بخير وقال: «ابغوا لي لكم عاشرا أعقد لكم» [ (3) ] .
فأدخلوا طلحة بن عبيد اللَّه فعقد لهم، وجعل شعارهم عشرة، فهو إلى اليوم كذلك، وهم: بشر بن الحارث هذا، والحارث بن الربيع بن زياد، وسباع بن زيد، وعبد اللَّه بن مالك، وقرّة بن حصن، وقنان بن دارم، وميسرة بن مسروق، وهرم بن مسعدة، وأبو الحصين بن لقيم. وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه.
656- بشر بن الحارث [ (4) ]
بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ،
__________
[ (1) ] أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 217. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36858، 36859.
[ (2) ] في أ (بن بجاد بن مالك بن غالب) .
[ (3) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 226 عن جماعة من بني عبس ولفظه ابغوني رجلا يعشركم أعقد له لواء.
[ (4) ] في أسد الغابة ت (420) .(1/427)
وهو بشر بن أبيرق. قال ابن عبد البر: شهد بشر وأخواه مبشّر وبشير أحدا، وكان بشير منافقا يهجو الصحابة، ثم سرق الدّرع، ثم ارتد. ولم يذكر عن أخويه بشر ومبشّر النفاق.
واللَّه أعلم.
وستأتي القصة في رفاعة بن زيد.
657- بشر بن الحارث [ (1) ]
بن قيس بن عديّ بن سعيد بن سهم القرشي السهميّ.
من مهاجرة الحبشة هو وأخواه الحارث ومعمر، ذكره أبو عمر. وقيل: اسمه سهم بن الحارث.
658- بشر بن حزن [ (2) ] .
ويقال عبدة بن حزن، مختلف في صحبته.
وسيأتي الكلام عليه في عبدة إن شاء اللَّه تعالى.
659- بشر بن حنظلة الجعفي [ (3) ] .
كأنه أخو سويد بن حنظلة إن صحّ الإسناد.
ذكره ابن قانع، وأخرج له من طريق حفص بن سليمان، عن علقمة بن مرثد، عن سويد بن غفلة أو غيره، عن بشر بن حنظلة الجعفيّ، قال: خرجنا مع وائل بن حجر الحضرميّ نريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمررنا بعدوّ لوائل وأهل بيته، فقالوا: أفيكم وائل؟ قلنا:
لا ... الحديث.
وقد روى أبو داود، وابن ماجة، من طريق إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدّته بنت سويد بن حنظلة، عن أبيها نحو هذا الحديث، وسياق الأول أتمّ.
وقال الأزديّ في سويد هذا: لم يرو عنه إلا ابنته، فإن كان تصحّف على بعض الرواة فيرد ذلك على الأزديّ، وإلا فيحتمل أن يكون بشر وسويد جميعا وقع لهما ذلك.
660 ز- بشر بن ربيعة
الخثعميّ. يأتي في بشر الغنوي.
661- بشر بن سحيم [ (4) ]
[بن فلان] بن حرام بن غفار الغفاريّ. ويقال فيه النهراني [ (5) ] والخزاعيّ، والأول أكثر.
__________
[ (1) ] في أسد الغابة ت (421) ، الاستيعاب (180) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 4911، الاستبصار 26، الجرح والتعديل 2/ 354، دائرة معارف الأعلمي 13/ 134، أسد الغابة ت (422) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 4911. وأسد الغابة ترجمة رقم (423) .
[ (4) ] الثقات 3/ 30، تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، تهذيب التهذيب 1/ 450، جامع الرواة 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 99، الطبقات 33، تراجم الأخبار 1/ 183، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 126، التاريخ الكبير 2/ 75، الكاشف 1/ 155، الجرح والتعديل 2/ 357 تلقيح فهوم الأثر 371، تنقيح المقال رقم 1315، دائرة معارف الأعلمي 13/ 134، بقي بن مخلد 281، 642، وأسد الغابة ت (427) ، الاستيعاب (183) .
[ (5) ] في أالبهزي.(1/428)
وروى له أحمد والنّسائيّ وابن ماجة حديثا واحدا في أيام التشريق: أنّها أيّام أكل وشرب [ (1) ] .
وصحّحه الدّار الدّارقطنيّ وأبو ذرّ الهرويّ قال ابن سعد: كان يسكن كراع [ (2) ] الغميم وضجنان [ (3) ] .
662 ز- بشر بن سفيان العتكيّ [ (4) ] .
ذكره الخرائطي في الهواتف، من طريق عبد اللَّه ابن العلاء، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: لما توجّه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يريد مكّة في عام الحديبيّة قدم عليه بشر بن سفيان العتكيّ فسلم عليه، فقال له: «يا بشر، هل عندك علم أنّ أهل مكّة علموا بمسيري» ؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! إني لأطوف بالبيت في ليلة كذا. وسمّى الليلة التي أنشئوا فيها السفر- وقريش في أنديتها، إذ صرخ صارخ في أعلى أبي قبيس بصوت أسمع قاصيهم ودانيهم يقول:
سيروا فصاحبكم قد سار نحوكم ... سيروا إليه وكونوا معشرا كرما
[البسيط] فذكر أبياتا، فارتجّت مكّة، واجتمعوا عند الكعبة، فتحالفوا وتعاقدوا ألا تدخلها عليهم. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «هذا شيطان الأصنام يوشك أن يقتله اللَّه» .
ثم ذكر إرساله إلى مكّة يتحسس أخبارهم، وذكر بقية القصّة.
663 ز- بشر بن عاصم [ (5) ]
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. عامل عمر.
هكذا نسبه ابن رشدين في الصّحابة.
وأما البخاريّ وابن حبّان وابن السّكن وتبعهم غير واحد، فقالوا: بشر بن عاصم، ومنهم من قال الثّقفيّ، ومنهم من قال بشر بن عاصم بن سفيان. وهذا الأخير وهم، فإن
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 229، 3/ 460، وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 21، والطبراني في الكبير 19/ 97، والهيثمي في الزوائد 3/ 207 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد اللَّه بن عمر بن يزيد الأصبهاني ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات وابن عدي في الكامل 5/ 1698، 6/ 2396.
[ (2) ] كراع: بالضم وآخره عين مهملة. كراع الغميم، موضع بالحجاز بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتد إليه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1153.
[ (3) ] ضجنان: بالتحريك ونونان: جبل بتهامة وقيل: جبل على بريد من مكة وهناك الغميم وقيل: بين مكة وضجنان خمسة وعشرون ميلا وهي لأسلم وهذيل وغاضرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 865.
[ (4) ] هذه الترجمة ساقطة في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت (430) .(1/429)
بسر بن عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه الثقفيّ الّذي يروي عن أبيه عن جدّه سفيان بن عبد اللَّه أنه كان عاملا لعمر بن الخطّاب غير بشر بن عاصم الصّحابي.
وقد فرّق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم.
قال البخاريّ: بشر بن عاصم صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ثم قال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي، حجازي، سمع منه ابن عيينة، فذكر ترجمته.
وقال ابن حبّان: بشر بن عاصم له صحبة.
وقال ابن أبي حاتم، بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل. سمعت أبي يقول:
ذلك، ويقول: لم يذكره عن أبي وائل إلا سويد بن عبد العزيز. انتهى.
يشير إلى ما
رواه سويد عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل- أنّ عمر استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلّف بشر. فلقيه عمر، فقال: ما خلفك؟ أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من ولي من أمر المسلمين شيئا أتي به يوم القيامة حتّى يوقف على جسر جهنّم» الحديث.
أخرجه البخاريّ من طريق سويد،
وقال: لم يروه عن سيّار غير سويد فيما أعلم، وفي حديثه لين. انتهى.
وقد وقع لنا من غير طريق سويد: أخرجه ابن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن فضيل بن غزوان، عن محمد الراسبيّ، عن بشر بن عاصم، قال: كتب عمر بن الخطّاب عهده، فقال:
لا حاجة لي فيه، إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول ... فذكر الحديث.
ومحمد هذا ذكر ابن عبد البرّ أنه سليم الراسبي. فإن كان كما قال فالإسناد منقطع، لأنه لم يدرك بشر بن عاصم. وله طريق أخرى أخرجها ابن مندة من طريق سلمة بن تميم.
عن عطاء عن عبد اللَّه بن سفيان، عن بشر بن عاصم قال: بعث عمر بن الخطاب بشر بن عاصم على صدقات مكّة والمدينة، فمكث بشر بن عاصم لم يخرج، فلقيه عمر ... فذكر الحديث مطوّلا.
قال ابن مندة: قد قيل في هذا الحديث: عن بشر بن عاصم، عن أبيه، ولا يصحّ فيه عن أبيه.
وقد تبين مما ذكرنا أن بشر بن عاصم بن سفيان لا صحبة له، بل هو من أتباع التّابعين وأن بشر بن عاصم الصّحابيّ لم ينسب في الروايات الصّحيحة إلا ما تقدم عن ابن رشدين:
فإن كان محفوظا فهو قرشيّ، وإلا فهو غير الثقفيّ قطعا.(1/430)
وفي كلام ابن الأثير ما ينافي ذلك، وخطؤه فيه يظهر بالتأمل فيما حرّرته. واللَّه المرشد.
664- بشر بن عبد اللَّه [ (1) ]
الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد باليمامة وذكره ابن سعد وقال: لم نجد له نسبا في الأنصار. وذكره ابن شاهين من طريق محمد بن إبراهيم بن يزيد عن رجاله، فقال: بشر بن عبد اللَّه بن الحارث بن الخزرج [ (2) ] . وذكره موسى بن عقبة وغيره فسمّوه بشيرا، كما سيأتي، ويحتمل أن يكونا أخوين.
665- بشر بن عبد اللَّه،
ذكره سيف في «الفتوح» ، وأن عمر بن الخطّاب وجّهه مع سعد إلى العراق سنة أربع عشرة، فأمّره سعد على ألف من قيس.
وذكر الطّبريّ كذلك، وقد ذكر ابن أبي شيبة بإسناده أنهم كانوا لا يؤمّرون [ (3) ] إلا الصّحابة.
666- بشر بن عبد [ (4) ] .
سكن البصرة،
وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّه سمعه يقول: «إنّ أخاكم النّجاشيّ قد مات فاستغفروا له» [ (5) ] ،
وعنه ابنه عفان. لم يرو عنه غيره فيما علمت.
هكذا ذكره ابن عبد البرّ، ولم أره لغيره.
667- بشر بن عرفطة
بن الخشخاش الجهنيّ [ (6) ]- ويقال بشير، وهو أكثر، وقال ابن مندة: الأول أصحّ.
حديثه عند الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا عبد الحميد بن عدّي الجهنيّ، عن عبد اللَّه ابن حميد الجهنيّ، قال قائل من جهينة يسمّى بشر بن عرفطة بن الخشخاش في شعر له:
__________
[ (1) ] في أسد الغابة ت (431) ، الاستيعاب (181) .
[ (2) ] في أالخزرجي.
[ (3) ] في ألا يؤثرون.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، الوافي بالوفيات 10/ 150، وأسد الغابة ت (432) ، الاستيعاب ت (182) .
[ (5) ] أخرجه الترمذي 3/ 357 كتاب الجنائز باب 48 ما جاء في صلاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على النجاشي حديث رقم 1039 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والنسائي 4/ 69 كتاب الجنائز باب 71 الصلاة على الجنازة بالليل حديث رقم 1969، وابن ماجة في السنن 1/ 491 كتاب الجنائز باب 33 ما جاء في الصلاة على النجاشي حديث رقم 1535، 1536، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 362، والطبراني في الكبير 2/ 367، 3/ 199- وكنز العمال حديث رقم 42305، 42866.
[ (6) ] في أسد الغابة ترجمة رقم (433) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، معرفة الصحابة 3/ 94.(1/431)
ونحن غداة الفتح عند محمّد ... طلعنا أمام النّاس ألفا مقدّما
ويوم حنين قد شهدنا هياجه ... وقد كان يوما ناقع الموت مظلما [ (1) ]
[الطويل] وهي أبيات يقول فيها:
أضارب بالبطحاء دون محمّد ... كتائب هم كانوا أعقّ وأظلما
[الطويل] أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن هشام بن خالد، والغنوي في تاريخه، عن صفوان بن صالح، كلاهما عن الوليد، وسمياه بشيرا.
وكذلك ذكره محمّد بن عائد في المغازي عن الوليد، وأورده الخطيب في المؤتلف، من طريق هشام ورأيته بخطه بشير- بوزن عظيم.
وقال البغويّ: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، وهو إسناد مجهول.
قلت: عبد الحميد قال أبو حاتم: إنّه صالح، وأما شيخه فلا أعرفه.
وقد روى الحديث المذكور هشام بن عمار عن الوليد، فقال فيه: عن عبد اللَّه بن حميد، عن بشير بن عرفطة، قال: لما دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جاءت جهينة في ألف منهم وممّن تبعهم فأسلموا وحضروا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مغازي ووقائع وفي ذلك يقول بشير ... فذكر الشعر، ولم أر في شيء من الطرق تسميته بشرا- بالسكون- ولم يسق ابن مندة إسناده إلى الوليد بذلك.
668- بشر بن عصمة الليثي [ (2) ] .
روى الطبراني في الكبير من طريق مجّاعة بن محصن العبديّ عن عبيد بن حصين، عن بشر بن عصمة صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للأزد: «هم منّي وأنا منهم» [ (3) ]
الحديث.
في إسناده ضعف، وقد روي عن مجاهد بإسناد آخر، فقال: عن بشر بن عطية.
669 ز- بشر بن عصمة المزني [ (4) ] :
روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب أنه قال:
__________
[ (1) ] ينظر البيت الأول في أسد الغابة ت (433) .
[ (2) ] الجرح والتعديل 2/ 360 تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، الثقات 3/ 31.
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 52، وأورده ابن حجر في لسان الميزان 2/ 94، 514، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33980 وعزاه لأبي نعيم، والطبراني عن بشر بن عصمة ويقال ابن عطية الليثي.
[ (4) ] في أسد الغابة ت (434) ، الاستيعاب ت (185) .(1/432)
سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «خزاعة منّي وأنا منهم» [ (1) ] .
ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد العسكريّ، وابن عبد البرّ، وقيل هو الّذي قبله، والصّحيح أنه غيره: فقد تقدم أن الآمدي قال: إنه بالضّم وسكون المهملة.
وذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أحد الأمراء الذين وجّههم أبو عبيدة إلى فخذه، لكل منهم صحبة وأورده ابن عساكر فيمن اسمه بشر كالذي هنا، واللَّه أعلم.
670 ز- بشر بن عطية.
ذكره ابن حبّان، وقال: لا أعتمد على إسناد خبره.
وروى الباورديّ من طريق برد بن سنان، عن مكحول، عن بشر بن عطية، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وفاته أربعا وعشرين خصلة، قال: «ألا لعنة اللَّه والملائكة والنّاس على من انتقص شيئا من حقّي» [ (2) ] الحديث بطوله.
وروى ابن مندة من طريق مكحول عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذرّ أنّ بشر بن عطية سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن شيء، فأجابه.
قلت: وهو في قصة «عكاف» كما سيأتي في ترجمته، لكن المحفوظ فيه عطية بن بسر، وهو المازنيّ، وهو بضم الموحّدة وسكون المهملة. وقد تقدم في بشر بن عصمة أنه قيل فيه بشر بن عطيّة.
671- بشر بن عقربة الجهنيّ [ (3) ] ،
أبو اليمان. له ولأبيه صحبة كما سيأتي، وقيل بشير- بزيادة ياء- قال ابن السّكن عن البخاريّ: بشر أصح.
قلت: وكذلك ترجم له في تاريخه،
فقال: قال لي عبد اللَّه بن عثمان: حدّثنا حجر بن الحارث، سمعت عبد اللَّه بن عوف يقول: سمعت بشر بن عقربة يقول: استشهد أبي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض غزواته فمرّ بي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أبكي، فقال لي: «اسكت، أما ترضى أن أكون أنا أباك وعائشة أمّك؟ قلت: بلى.
قال البخاريّ: قال لي عثمان: بشر معروف بفلسطين [ (4) ] وكذا سماه محمد بن المبارك
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34009 وعزاه للديلمي عن بشر بن عصمة المزني.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44057 وعزاه للباوردي عن بشر بن عطية، وضعف.
[ (3) ] الثقات 3/ 31، تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، 53، التحفة اللطيفة 1/ 372، جامع الرواة 1/ 124، تنقيح المقال 1356، التاريخ الصغير 1/ 59، المعرفة والتاريخ 3/ 330، ذيل الكاشف 135 في أسد الغابة ت (435) ، الاستيعاب ت (192) .
[ (4) ] فلسطين: بالكسر ثم الفتح وسكون السين وطاء مهملة وآخره نون: آخر كور الشام من ناحية مصر(1/433)
عن حجر بن الحارث بشرا وقال سعيد بن منصور: بشير بن عقربة.
قلت: هو في حديث آخر قرأته على أبي الفرج بن حمّاد أنّ علي بن إسماعيل أخبرهم، أخبرنا إسماعيل بن عبد القويّ، عن فاطمة بنت سعد الخير سماعا، عن فاطمة الجوزدانيّة سماعا، أن ابن ريذة أخبرهم أخبرنا الطّبرانيّ. حدثنا أبو يزيد القراطيسي، وعلي بن عبد العزيز، قالا: حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا حجر بن الحارث الغسّاني، عن عبد اللَّه بن عوف الكنانيّ، وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشر بن عقربة الجهنيّ يوم قتل عمرو بن سعيد: يا أبا اليمان، إني قد احتجت إلى كلامك، فتكلم.
فقال بشر: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من قام بخطبة لا يلتمس بها إلّا رياء وسمعة وقّفه اللَّه موقف رياء وسمعة» [ (1) ] .
رواه أحمد عن سعيد فوافقناه بعلوّ. ورواه البغويّ عن علي بن عبد العزيز، فوافقناه أيضا.
قال ابن السّكن هذا حديث مشهور.
قلت: له طريق أخرى من رواية إسماعيل بن عيّاش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن بشر بن عقربة نحوه.
ورجّح أبو حاتم أنه بشير: وعكسه ابن حبّان فقال: من زعم أنه بشير فقد وهم، قال ابن عبد البر: مات بشر بن عقربة بعد سنة خمس وثمانين.
وقال ابن حبّان: مات بقرية من كور فلسطين.
وذكره ابن سميع فيمن نزل فلسطين، وسمّاه بشرا.
وله ذكر في حديث آخر سمّي فيه بشيرا- بفتح أوله وكسر المعجمة،
قال إسحاق بن إبراهيم الرّمليّ في فوائده فيما قرأت بخط السلفي: حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا أبي، أنه سمع أباه الحسن بن مالك بن ناقد، عن أبيه، عن جدّه: سمعت بشير بن عقربة الجهنيّ يقول: أتى أبي عقربة الجهنيّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «من هذا معك يا عقربة» ؟ قال: ابني
__________
[ () ] قصبتها بيت المقدس ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان ويافا وبيت جبرين وهي أول أجناد الشام أولها من ناحية الغرب رفح وآخرها اللجون من ناحية الغور وهي الآن أسيرة في أيدي أعداء اللَّه اليهود قاتلهم اللَّه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1042.
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 500 عن بشير بن عقربة بلفظه والطبراني في الكبير 2/ 29، والدولابي في الأسماء والكنى 1/ 94 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 194 عن بشير بن عقربة بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وأحمد ورجاله موثقون والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 159، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 257 وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 144، وابن عساكر 6/ 318.(1/434)
بحير، قال: «ادن» ، فدنوت حتى قعدت على يمينه، فمسح على رأسي بيده، وقال: «ما اسمك» ؟ قلت: بحير يا رسول اللَّه، قال: «لا، ولكن اسمك بشير» ، وكانت في لساني عقدة فنفث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فيّ، فانحلّت العقدة من لساني، وابيضّ كل شيء من رأسي ما خلا ما وضع يده عليه فكان أسود.
ثم رواه إسحاق عن الحسن بن سويد، عن عبد الرّحمن بن عقبة الجهنيّ، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن بشير بن عقربة: سمعت أبي يقول: فذكر نحوه. وضبطه في الموضعين بحير بفتح أوله وكسر المهملة.
672 ز- بشر بن عمرو
بن محصن الأنصاري [ (1) ] . مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، وسنذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
673- بشر بن قدامة الضبابي [ (2) ]-
بفتح المعجمة وموحدتين شهد حجّة الوداع، وحدّث بالخطبة،
قال: أبصرت عيناي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم واقفا بعرفات [ (3) ] مع الناس على ناقة حمراء، وهو يقول: «اللَّهمّ حجّة غير رياء ولا سمعة ... »
الحديث.
روى عنه عبد اللَّه بن حكيم الكنانيّ. وروى حديثه ابن خزيمة في صحيحه، عن ابن عبد الحكم، عن سعيد بن بشير، عن عبد اللَّه بن حكيم.
وأخرجه الباورديّ عن موسى بن هارون، عن ابن عبد الحكم به، ويقال: إنه تفرّد به، ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة وفي التعقبات [ (4) ] .
674 ز- بشر بن قيس
بن كلدة التميمي العنبريّ، من بني مالك بن العنبر. ذكره ابن شاهين،
وروى عنه عبد اللَّه بن أبي ظبية، ثم ساق ابن شاهين بإسناد ضعيف إلى الوليد بن عبد اللَّه بن أبي ظبية، عن أبيه، عن بشر بن قيس بن كلدة- أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه ابنه رحيم، وهما مقرونان في سلسلة في يمين كانت عليه، فقال: «يا بشر، أقطعها فليست عليك يمين» .
فقطعها وأسلم، ومسح وجهه ودعا له بخير.
قلت: وسيأتي في بشر والد خليفة شيء من هذا.
__________
[ (1) ] في أسد الغابة ت [436] .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، تصحيفات المحدثين 2020 أو 1020 أو 6020 أو 9020، دائرة معارف الأعلمي 13/ 136، أسد الغابة ت [439] ، الاستيعاب ت (191) .
[ (3) ] عرفات: موضع بمنى وفي القاموس: على اثني عشر ميلا من مكة وغلط الجوهري فقال: موضع بمنى.
انظر: المطلع 156، 157.
[ (4) ] في أالتقفيات.(1/435)
675 ز- بشر [ (1) ] بن المحتفز المزني:
يأتي ذكره في ترجمة خزاعيّ بن عبد تميم المزني.
676 ز- بشر بن المحتفز
له ذكر في الفتوح، وأن عمر استعمله على السّوس [ (2) ] ، فسأله عما يهدي له العجم فمنعه.
677- بشر بن مسعود [ (3) ] .
ذكره ابن حبّان في الصّحابة. وقال: يقال له صحبة. وفي إسناد حديثه نظر.
قلت: أخشى أن يكون هو بشير بن أبي مسعود الآتي ذكره في القسم الثاني.
678- بشر بن معاذ الأسدي [ (4) ] .
روى أبو موسى في الذّيل من طريق أبي نصر أحمد ابن أحيد بن نوح البزار أنه سمع جابر بن عبد اللَّه العقيلي سنة ستّ وأربعين ومائتين، قال:
حدّثني بشر بن معاذ الأسدي- أنه صلّى مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه وكان غلاما ابن عشر سنين، وكان جبريل أمام النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم والنبيّ ينظر إلى خيال جبريل شبه ظلّ سحابة إذا [74] تحرك الخيال ركع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا الحديث.
قال أبو نصر: كان أتى على جابر خمسون ومائة سنة.
قلت: فعلى هذا يكون بشر بن معاذ بقي إلى بعد المائة من الهجرة، لكن جابر كذّاب مشهور بالكذب.
قال غنجار في تاريخه: نفاه الأمير خالد بن أحمد من بخارى، لأنه ادّعى أنه سمع الحسن البصريّ يقول: لما ولدت حملت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى حديثه أيضا أبو سعد المالينيّ في «المؤتلف» له من طريق أبي جعفر عنبسة بن محمد المروزي، حدثنا جابر بن عبد اللَّه بن أيمن اليماني، حدثنا بشر بن معاذ التّوزي من أهل توّز. يقال له صحبة- وكان يومئذ ابن ستين ومائة سنة، قال: صليت أنا وأبي وأنا غلام ابن عشر سنين وراء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ... الحديث.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] السّوس: بالضم ثم السكون وسين أخرى بلدة بخوزستان وجد فيها جدّ دانيال فدفن في نهرها تحت الماء وغمر قبره وموضعه ظاهر يزار والسوس أيضا: بلد بالمغرب كان الروم يسمّونه قمونية وقيل كورة مدينة طنجة وبالمغرب موضع يسمى السوس الأقصى والسوس بلده بما وراء النهر. انظر مراصد الاطلاع 2/ 755.
[ (3) ] الثقات 3113، الوافي بالوفيات 10/ 153.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، تهذيب التهذيب 1/ 458، أسد الغابة ت (440) .(1/436)
679- بشر بن معاوية [ (1) ]
بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكّاء، واسمه ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكّائي.
قال الباورديّ: حديثه عند بعض ولده، وقال ابن حبان: له صحبة. عداده في أهل الحجاز، وفد هو وأبوه.
روى البخاريّ والبغويّ وغيرهما من طريق عمران بن ماعز- وفي كتاب ابن مندة:
صاعد بن العلاء بن بشر حدثني أبي، عن أبيه، عن بشر بن معاوية أنه قدم مع أبيه معاوية بن ثور على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح رأس بشر ودعا له ... الحديث.
وفيه: فكانت في وجهه مسحة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كالغرّة، وكان لا يمسح شيئا إلا برأ.
قال البغويّ: عمران مجهول. وقال ابن مندة: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.
قلت: بل له طريق أخرى رواها أبو نعيم من طريق أبي الهيثم صاعد بن طالب البكائيّ: حدّثني أبي عن أبيه نواس بن رباط، عن أبيه، عن أبيه واصل بن كاهل، عن أبيه، عن أبيه مجالد بن ثور، عن بشر بن معاوية بن ثور، وهو جدّ صاعد لأمه- أنهما وفدا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فعلمهما يس والفاتحة والمعوّذات، وعلّمهم الابتداء بالبسملة في الصلاة ... فذكر حديثا طويلا. وإسناده مجهول من صاعد فصاعدا.
وله طريق أخرى أخرجها ابن شاهين من طريق زياد بن عبد اللَّه البكائيّ، عن معاوية بن بشر بن يزيد بن معاوية بن ثور، قال: قدم بشر بن معاوية بن ثور على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فمسح على وجهه ودعا له. وهذا فيه انقطاع.
وروى ابن شاهين أيضا وثابت في الدلائل من طريق هشام بن الكلبي، قال: حدّثني أبو مسكين مولى أبي هريرة، حدّثني الجعد بن عبد اللَّه بن ماعز بن مجالد بن ثور البكّائيّ عن أبيه، قال: وفد معاوية بن ثور بن عبادة بن البكّاء على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو شيخ كبير، ومعه ابن له يقال له بشر والهجنّع بن عبد اللَّه بن جندع بن البكّاء، وجهم الأصم، فقال معاوية: يا رسول اللَّه، امسح وجه ابني هذا، ففعل. فذكر الحديث، وفيه: فقال محمد بن بشر بن معاوية في ذلك:
وأبي الّذي مسح النّبيّ برأسه ... ودعا له بالخير والبركات [ (2) ]
[الكامل]
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، الثقات 3/ 30، المصباح المضيء 2/ 237، 239، أسد الغابة ت (441) ، الاستيعاب ت [184] .
[ (2) ] ينظر البيت في لسان الميزان 2/ 34 وفي أسد الغابة ترجمة رقم (441) البيت الأول.(1/437)
[ويأتي له ذكر في ترجمة عبد عمرو بن كعب، وفي ترجمة والده معاوية بن ثور] [ (1) ] .
680- بشر بن المعلّى [ (2) ] .
وقيل ابن حنش بن المعلى. وقيل ابن عمرو. وقيل غير ذلك: هو الجارود العبديّ، أبو المنذر. مشهور بلقبه، مختلف في اسمه. وسيأتي في الجيم.
681- بشر بن الهجنّع [ (3) ] البكّائي [ (4) ] .
ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة، وقال: كان ينزل ناحية ضريّة [ (5) ]- بفتح المعجمة وكسر الراء وتشديد التحتانية. قال: وكان ممن قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، كذا وذكره ابن مندة.
والّذي في الطّبقات الكبرى لابن سعد، إنما أورده في طبقة الوفود وهي الرابعة. وقد تقدّم في ترجمة بشر بن معاوية ذكر للهجنّع [ (6) ] ، فيحتمل أن يكون هو والد هذا.
682- بشر بن هلال العبديّ [ (7) ]
ذكره عبدان في الصحابة، وروي بإسناد مجهول إلى عكرمة عن ابن عباس- مرفوعا: «أربعة سادوا في الإسلام: عديّ بن حاتم، وبشر بن هلال، وسراقة بن مالك، وعروة بن مسعود» .
683- بشر- غير منسوب-
والد خليفة [ (8) ] .
قال ابن مندة: عداده في أهل البصرة،
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي معشر البرّاء، قال: حدثتني النوار بنت عمرو، حدثتني فاطمة بنت مسلم، حدثني خليفة بن بشر، عن أبيه [ (9) ] أنه أسلم فردّ عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ماله وولده ثم لقيه هو وابنه طلقا مقرنين بحبل، فقال له: ما هذا؟ فقال: حلفت لئن ردّ اللَّه عليّ مالي وولدي لأحجنّ بيت اللَّه مقرونا، فقطعه، وقال: «حجّا، فإنّ هذا من الشّيطان»
[ (10) ] .
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، أسد الغابة ت [442] .
[ (3) ] في أالهجيع.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، معرفة الصحابة 3/ 93، أسد الغابة ت (443) .
[ (5) ] ضريّة: بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت مشددة: قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد وضريّة: بئر وقيل: هي أرض بنجد ينسب إليها حمى ضريّة وقيل: هي صقع واسع بنجد ينسب إليه الحمى وقيل ضرية قرية لبني كلاب على طريق البصرة إلى مكة أقرب اجتمع بها بنو سعد وبنو عمرو بن حنظلة ثم اصطلحوا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 868.
[ (6) ] في أللهجنع.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، أسد الغابة ت (444) .
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، معرفة الصحابة 3/ 93، أسد الغابة ت (424) .
[ (9) ] في أعن أبيه بشر.
[ (10) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 25، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46529 وعزاه(1/438)
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وقال: غريب.
تفرّد بالرواية عن بشر ابنه خليفة، وقد تقدّم نحوه لبشر بن قيس، فما أدري هما اثنان أو واحد؟
684 ز- بشر السّلمي، [ (1) ]
والد رافع- وقيل: بفتح أوله وزيادة ياء. وقيل: بضم أوله وبه جزم ابن السّكن وابن أبي حاتم عن أبيه، وقيل بالضم ومهملة ساكنة.
وروى حديثه أحمد وابن حبان من طريق أبي جعفر محمد بن علي عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «تخرج نار بأرض حبس سيل [ (2) ] تسير سير بطيئة الإبل تقيم اللّيل وتسير النّهار
[ (3) ] ... » [ (4) ] الحديث.
وفي آخره: من أدركته أكلته.
وناقص ابن حبّان، فقال في الصّحابة: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
685- بشر الغنوي [ (5) ] .
ويقال الخثعميّ.
قال أبو حاتم: مصريّ له صحبة. وقال ابن السّكن: عداده في أهل الشام.
روى حديثه أحمد والبخاريّ في «التّاريخ» والطّبرانيّ وغيرهم من طريق الوليد بن المغيرة المعافريّ، عن عبد اللَّه بن بشر الغنويّ.
ومنهم من قال الخثعميّ عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لتمنحنّ القسطنطينيّة، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذاك الجيش» !
قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية.
قلت: القائل ذلك هو عبد اللَّه بن بشر.
ورواه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: بشر بن ربيعة الخثعميّ.
__________
[ () ] للطبراني وابن مندة وقال غريب تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة وأبو نعيم.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، تعجيل المنفعة 37، معرفة الصحابة 3/ 90، أسد الغابة ت (426) ، والاستيعاب ت (188) .
[ (2) ] سيل: من أسماء مكة، وسيل بفتحتين: حبس سيل. انظر مراصد الاطلاع 2/ 768.
[ (3) ] في أتقمن بالليل وتسير بالنهار.
[ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 442 وقال الذهبي رافع مجهول وأخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 357 وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 55.
[ (5) ] الثقات 3/ 31، تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، التاريخ الكبير 2/ 81، التاريخ الصغير 1/ 306، دائرة معارف الأعلمي 13/ 134، ذيل الكاشف رقم 131.(1/439)
[وسيأتي في القسم الثالث بشر بن ربيعة الخثعميّ، فيحتمل أن يكون [هو ويحتمل أن يكون] آخر] [ (1) ] .
686- بشر الأسديّ [ (2) ] :
صاحب هند الّذي مات من حبها.
روى القصّة جعفر السراج مطوّلة في كتاب مصارع العشاق له، وجعفر المستغفري، وتبعه أبو موسى في الصحابة. وسيأتي سنده في هند.
ذكر من اسمه بشير- بفتح أوّله وكسر المعجمة بعدها تحتانيّة
687 ز- بشير بن أكّال [ (3) ]
- بفتح أوله وتشديد الكاف- المعاوي الأنصاريّ.
ذكره البغويّ والباورديّ وغيرهما في الصحابة.
وروى البزّار وابن السّكن والطّبرانيّ وغيرهم من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر هو أبو طوالة الأنصاريّ، عن أيوب بن بشير المعاوي، عن أبيه، قال: كانت نائرة في بني معاوية، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يصلح بينهم، وهو متكئ على رجل. قال: فبينما هم كذلك إذ التفت إلى قبر فقال: لا دريت ... الحديث.
قال البغويّ: لا أعلم له غير هذا الحديث وفيه عمر بن صهبان وهو ضعيف.
وقال ابن السّكن: فيه نظر. ولم يذكر في حديثه سماعا ولا حضورا.
وقال ابن الأثير: لم أر من نسبه. ويحتمل أن يكون هو بشير بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أميّة بن معاوية الأوسيّ، وسيأتي ذكر ابن أخيه النّعمان بن زيد بن أكّال.
قلت: ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد بن النعمان بن أكّال الآتي ذكره قريبا فلعلّ بعض الرواة نسبه إلى جدّ أبيه.
688- بشير بن أنس [ (4) ]
بن أميّة بن عامر بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس. شهد أحدا.
ذكره أبو عمر. وذكره ابن شاهين من رواية محمد بن يزيد عن رجاله، قال: ولا أعرف له رواية.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت (440) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51.
[ (4) ] في أسد الغابة ت (446) .(1/440)
689- بشير بن جابر [ (1) ]
بن عراب- بضم المهملة- ابن عوف بن ذؤالة بن شبوة- بفتح المعجمة وسكون الموحدة- ابن ثوبان بن عبس بن صحار بن عكّ بن عدثان بالمثلثة- ويقال بنونين- العبسيّ.
قال ابن يونس: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية.
قلت: ضبطه ابن السّمعانيّ بتحتانية ثم مهملة مصغّرا. واللَّه أعلم.
690- بشير بن الحارث الأنصاري [ (2) ] .
ذكره ابن قانع وغيره في الصّحابة. وقال ابن عبد البر: ذكره ابن أبي حاتم.
قلت: وهو كما قال، وزاد يقال فيه بشير بن الحارث- يعني بالضم.
وأخرج ابن قانع من طريق داود الأودي، عن الشعبي، عن بشير بن الحارث- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا اختلفتم في الياء والتّاء فاكتبوه بالياء»
- ذكر القرآن.
ولفظ ابن قانع: عن عامر- يعني الشعبي- عن بشير أو بشير بن الحارث، قال:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إذا أشكلت عليك آية من القرآن تؤنّثها أو تذكّرها فذكّر القرآن
[ (3) ] » . [ولفظ ابن قانع: عن عامر] كذا ذكره بالشّك هل هو بفتح أوله أو ضمه؟
وقال ابن مندة: ذكره عبد بن حميد فيمن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهو وهم، فقد رواه غير واحد من طريق الشعبي، عن بشير بن الحارث، عن ابن مسعود موقوفا.
قلت: وما قال ابن مندة محتمل، ويحتمل أن يكون رواه مرفوعا وموقوفا واللَّه أعلم.
691- بشير بن الخصاصية [ (4) ] .
هو ابن معبد. يأتي.
692 ز- بشير بن أبي زيد الأنصاريّ.
قال ابن الكلبيّ: استشهد أبوه أبو زيد بأحد، وشهد هو وأخوه وداعة بن أبي زيد صفّين مع علي. ذكره أبو عمر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (450) ، الاستيعاب ت (208) ، معرفة الصحابة 3/ 124.
[ (2) ] في أسد الغابة ت (452) ، الاستيعاب ت (189) والوافي بالوفيات 1/ 161.
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2810 وعزاه إلى ابن قانع عن بشير أو بشير بن الحارث.
[ (4) ] الثقات 3/ 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، تهذيب التهذيب 1/ 4462 تقريب التهذيب 1/ 102، تهذيب الكمال 1/ 153، الحلية 2/ 26، التحفة اللطيفة 1/ 373، تاريخ بغداد 194، الطبقات الكبرى 1/ 223، 315، تلقيح فهوم الأثر 370، التاريخ لابن معين 2/ 332، أسد الغابة ت [455] ، الاستيعاب ت [197] .(1/441)
693- بشير بن أبي زيد الأنصاري [ (1) ]-
أحد من جمع القرآن على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعني أبا زيد، ذكره ابن مندة عن أبي سعد، وأنه قتل يوم الحرّة.
واعترضه ابن الأثير بأنه إنما قتل يوم الجسر في خلافة عمر.
قلت: ظنّ أنّ ابن مندة عنى أباه، ولكن الحقّ أن أبا زيد قتل يوم الجسر: وابنه بشير هذا قتل يوم الحرّة ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.
694- بشير بن سعد [ (2) ]
بن ثعلبة بن جلاس- بضم الجيم مخففا. وضبطه الدار الدّارقطنيّ بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللّام- ابن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري البدريّ، والد النّعمان.
له ذكر في صحيح مسلم وغيره في قصّة الهبة لولده، وحديثه في النسائيّ.
استشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة، ويقال: إنه أول من بايع أبا بكر من الأنصار.
وقال الواقديّ: بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سرية إلى فدك [ (3) ] في شعبان، ثم بعثه في شوّال نحو وادي القرى.
695- بشير بن سعد
بن النعمان بن أكّال الأنصاريّ المعاويّ [ (4) ] . شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه، قاله العدويّ عن ابن القداح، واستدركه ابن فتحون.
696- بشير بن سعد
ذكره ابن قانع، روى من طريق محمد بن كعب القرظي بن بشير ابن سعد صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «منزلة المؤمن منزلة الرأس من الجسد [ (5) ] » .
__________
[ (1) ] الاستيعاب ت [200] .
[ (2) ] أسد الغابة ت [459] ، الاستيعاب ت [194] ، الثقات 3/ 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، تهذيب التهذيب 1/ 464، الطبقات 94، 190، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 130، الوافي بالوفيات 10/ 162، التحفة اللطيفة 1/ 373، العبر 1/ 15، 416، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 62، أصحاب بدر 176، البداية والنهاية 6/ 353، التاريخ الصغير 1/ 73، أزمنة التاريخ الإسلامي 544، تقريب التهذيب 1/ 103 الطبقات الكبرى 2/ 118، 121، 126، 3/ 182، 616، 1/ 36 التاريخ الكبير 2/ 98، الجرح والتعديل 2/ 374، تاريخ الإسلام- 2/ 53.
[ (3) ] فدك: بالتحريك وآخره كاف: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أفاءها اللَّه تعالى على رسوله عليه السلام صلحا فيها عين فوارة ونخل. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1020.
[ (4) ] أسد الغابة ت (460) .
[ (5) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 28 وذكره الهيثمي في المجمع 8/ 87.(1/442)
أخرجه الطّبرانيّ
لكن في ترجمة بشير بن سعد والد النعمان.
قلت: الإسناد ضعيف، فلو صح لكان الصواب مع ابن قانع، لأن القرظي لم يدرك والد النعمان، ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد بن النعمان بن أكّال المذكور أولا.
697- بشير بن عبد اللَّه الأنصاري الخزرجي [ (1) ] .
ذكره أبو موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وأبو [76] الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة. وقد تقدم أن ابن إسحاق سمّاه بشرا.
698- بشير
بن عبد المنذر الأنصاري [ (2) ] ، أبو لبابة. مشهور بكنيته، مختلف في اسمه. وسيأتي في «الكنى» . ورجّح ابن حبّان أن اسمه بشير، تبعا لجزم إبراهيم بن المنذر.
وابن سعد، قال: وقيل رفاعة.
699- بشير بن عتيك
بن قيس بن الحارث بن هيشة الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، أخو جبر بن عتيك.
شهد أحدا وقتل باليمامة. ذكره العدويّ عن ابن القداح، واستدركه ابن فتحون وابن الأمين.
700- بشير بن عرفطة الجهنيّ. [ (3) ]
تقدم في بشر، وكذا بشير بن عقربة، وبشير بن عمرو ابن محصن.
701- بشير بن عنبس [ (4) ]
بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ.
قال أبو عمر: شهد أحدا، واستشهد يوم الجسر. ذكره الطّبريّ. وكان يقال له فارس الحوّاء وهي فرسه. وكذا ذكره الدّار الدّارقطنيّ.
وقال ابن شاهين: حدّثنا محمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن يزيد، عن رجاله، أنه شهد أحدا والخندق. واستشهد في خلافة عمر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت [461] ، الاستيعاب ت [202] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، معرفة الصحابة 3/ 112.
[ (2) ] الثقات 3/ 32، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، تهذيب التهذيب 1/ 465، أسد الغابة ت [462] ، الاستيعاب ت [196] الطبقات 84، الوافي بالوفيات 10/ 164، التحفة اللطيفة 1/ 375، الجرح والتعديل 2/ 375، 1456- تقريب التهذيب 1/ 103، معجم الثقات 246، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 131، رجال الصحيحين 214، تنقيح المقال 1354.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، معرفة الصحابة 3/ 94، أسد الغابة ت [463] .
[ (4) ] أسد الغابة ت (468) . الاستيعاب ت [195] .(1/443)
ونقل ابن ماكولا عن ابن القداح أنه سماه نسيرا- بضم النون وفتح المهملة، وهو عندي أثبت.
702- بشير بن كعب بن أبيّ
الحميري [ (1) ] :
ذكر سيف في «الفتوح» بأسانيد أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك، فذكر ما سيأتي في القسم الثالث.
وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة، فذكرته هنا على هذا [ (2) ] الاحتمال.
703 ز- بشير بن أبي مسعود [ (3) ] .
يأتي في القسم الثاني.
704- بشير بن معبد [ (4) ] ،
ويقال: ابن نذير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباري بن سدوس بن شيبان بن ذهل السدوسي المعروف بابن الخصاصية- بفتح المعجمة وتخفيف المهملة- وهي منسوبة إلى خصاصة واسمه إلاءة بن عمرو بن كعب بن الحارث بن الغطريف الأصغر بن عبد اللَّه بن عامر بن الغطريف الأكبر الأزدي، وهي أمّ جدّ بشير الأعلى ضباري ابن سدوس. حرّر ذلك الدمياطيّ عن ابن الكلبيّ، وجزم به الرّامهرمزيّ، وقال: اسمها كبشة. وقيل ماوية بنت عمرو بن الحارث الغطريفية. وقيل: بنت عمرو بن كعب بن الغطريف.
وأما أبو عمر- فقال: ليست الخصاصية أمه، وإنما هي جدّته. وقال في نسبه بدل ضباري ضباب، وهو تصحيف. وسمى أباه يزيد بدل نذير، وهو عنده في كتاب ابن السكن بخط ابن مفرج بدير، وهو الصواب.
وحديثه في «الأدب المفرد» للبخاريّ والسّنن. وكان اسمه زحما- بالزاي وبسكون
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 223، طبقات خليفة 207، التاريخ الصغير 96، التاريخ الكبير 2/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 93، تاريخ الثقات 83، تاريخ أبي زرعة 1/ 547، الجرح والتعديل 2/ 395 تاريخ الطبري 3/ 404، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 27 ب، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، الثقات لابن حبان 4/ 73، الكامل في التاريخ 2/ 427، تهذيب الكمال 4/ 174، تاريخ واسط 174، الإكمال لابن ماكولا 1/ 298، الجمع بين رجال الأخبار 2/ 328، الكاشف 1/ 106 سير أعلام النبلاء 4/ 351، الوافي بالوفيات 10/ 169، تهذيب التهذيب 1/ 471، تقريب التهذيب 1/ 104، رجال البخاري 1/ 117، العلل ومعرفة الرجال لأحمد، 3/ 33، تاريخ الإسلام 3/ 45.
[ (2) ] في أعلى هذا الاحتمال.
[ (3) ] التاريخ الكبير 2/ 104، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، معرفة الصحابة 3/ 121، الاستيعاب ت (209) .
[ (4) ] في أيزيد.(1/444)
المهملة- فغيّره النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وله أحاديث غير هذا.
705- بشير بن معبد [ (1) ] ،
أبو معبد الأسلمي. قال ابن حبّان: له صحبة، عداده في أهل الكوفة، حديثه عند ابنه.
وقال البخاريّ: بشير الأسلميّ له صحبة، حديثه في الكوفيّين، قال لي طلق بن غنّام:
حدّثنا محمد بن بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه، عن جدّه أنه أتي بأشنان [ (2) ] ليتوضأ به فأخذه بيمينه، فأنكر عليه، فقال: إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا.
ورواه ابن مندة من طريق أبي أحمد الزبيري، عن محمد، وقال: عن جدّه: وكانت له صحبة.
ورويناه من طريق عباس الدوري، عن طلق بن غنّام، فقال فيه: وكان شهد بيعة الرضوان.
وروى البغويّ من طريق قيس بن الربيع، عن بشر بن بشير الأسلمي، عن أبيه، وكانت له صحبة ... فذكر حديثا.
ورواه ابن السّكن من وجه آخر، عن قيس، فقال فيه: وكان من أصحاب الشّجرة، ولم أجد في شيء من طرق حديثه تسمية أبيه معبدا، إلا أن أبا حاتم جزم بذلك.
وقد فرّق ابن حبّان في الصحابة بين بشير الأسلمي، حديثه عند ابنه بشر بن بشير، وبين بشير بن معبد الأسلمي، له صحبة، فوهم فهو واحد.
وقال ابن السّكن: بشير الأسلمي له صحبة، يقال هو بشير بن معبد، ثم قال: من طريق يحيى بن يعلى، عن محمد بن بشر، عن أبيه، عن جدّه بشير بن معبد ... فذكر الحديث الماضي، فوجدنا المستند في تسمية أبيه معبدا. واللَّه أعلم.
وله حديث آخر أخرجه البغويّ من طريق البخاريّ، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه في ذكر بئر رومة [ (3) ] .
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، تهذيب التهذيب 1/ 468، تقريب التهذيب 1/ 1300، تهذيب الكمال 1/ 153، الوافي بالوفيات 10/ 166، التحفة اللطيفة 1/ 375، الجرح والتعديل 2/ 378، تلقيح فهوم الأثر 378، بقي بن مخلد 965، أسد الغابة ت (471) والاستيعاب ت (199) .
[ (2) ] الأشنان: بالضم وهو الّذي تغسل به الثياب. قنطرة الأشنان محلة كانت ببغداد. معجم البلدان 1/ 239.
[ (3) ] بئر رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم، وهي في عقيق المدينة روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «نعم القليب قليب المزني وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها» . انظر معجم البلدان 1/ 356.(1/445)
706 ز- بشير بن معاوية، أبو علقمة النجرانيّ.
ذكره الحاكم في «الإكليل» ، وأبو سعد في شرف المصطفى، والبيهقي في «الدّلائل» من طريق: يونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع.
وفي رواية أبي سعد عن سعيد بن عمرو، عن أبيه عن جدّه- وكان نصرانيا فأسلم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى أهل نجران، فوفد عليه منهم وفد ثم رجعوا، فبينا الأسقف يقرأ كتابه إذ عثرت دابّته، فذكر أخ له يقال له بشير بن معاوية أبو علقمة محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم بسوء فزبره الأسقفّ، وقال: لقد ذكرت نبيّا مرسلا، فقال له بشير: لا جرم واللَّه، لا أحلّ عنها حتى ألحق به، ثم ضرب وجه دابته نحو المدينة، وهو يقول:
إليك تعدو قلقا وضينها ... مخالفا دين النّصارى دينها
[الرجز] فلم يزل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى استشهد أبو علقمة بعد ذلك. اختصرت هذه القصة وهي مطولة في نحو ثلاث ورقات، وسيذكر في الكنى إن شاء اللَّه.
707- بشير [ (1) ]
بن النعمان بن عبيد، ويقال له: مقرّن بن أوس بن مالك الأنصاريّ الأوسيّ.
قال ابن القدّاح: قتل يوم الحرة، وقتل أبوه يوم اليمامة.
708- بشير بن النهاس العبديّ. [ (2) ]
ذكره عبدان، وأورد له حديثا مرفوعا بإسناد ضعيف جدّا. وليس فيه له سماع، ومتنه: «ما استرذل اللَّه عبدا إلا حرم العلم [ (3) ] » . أخرجه أبو موسى.
709- بشير بن يزيد الضبعيّ.
[ (4) ] ووقع عند البغويّ بشير بن زيد.
قال ابن السّكن: حديثه في البصريين. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وقال
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، أسد الغابة ت (472) .
[ (3) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 571، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 30، 253، والفتن في تذكرة الموضوعات 19 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8807، وعزاه لعبدان في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن بشير بن النهاس.
[ (4) ] جامع الرواة 1/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، الطبقات 60 الجرح والتعديل 2/ 380، بقي بن مخلد 781، الثقات 4/ 70 دائرة معارف الأعلمي 13/ 142، التاريخ الكبير 2/ 105، أسد الغابة ت [473] ، الاستيعاب ت (210) .(1/446)
البغويّ: لم أسمع به إلا في الحديث، ثم
ساقه من طريق الأشهب الضبعيّ عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار: «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم» .
وأخرجه بقيّ بن مخلد في «مسندة» من هذا الوجه، وكذلك البخاريّ في «تاريخه» ووقع في سياقه وفي سياق ابن السكن: وكان قد أدرك الجاهليّة.
قال البخاريّ: وقال خليفة مرة يزيد بن بشر. قال أبو عمر: الأول أصح.
وذكره ابن حبّان في «التّابعين» ، فقال: شيخ قديم أدرك الجاهليّة، يروي المراسيل.
قلت: وليس في شيء من طرق حديثه له سماع، فاللَّه أعلم.
ويوم ذي قار من أيام العرب المشهورة، كان بين جيش كسرى وبين بكر بن وائل لأسباب يطول شرحها، قد ذكرها الأخباريون. وذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر، قال:
وأخبرني الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: ذكرت وقعة ذي قار عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «ذاك أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا» .
710- بشير الأنصاري [ (1) ] .
ذكره عبدان، وقال: استشهد يوم بئر معونة.
711- بشير الثقفي [ (2) ] .
ذكره البغوي [والإسماعيلي وغيرهما [ (3) ]] في الصحابة [فيمن اسمه بشير- بوزن عظيم [ (4) ]]
وأخرجوا له من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق- أحد الضّعفاء، عن حفصة بنت سيرين، عنه، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقلت: إني نذرت في الجاهليّة ألا آكل لحم الجزور ولا أشرب الخمر، فقال: «أمّا لحوم الجزر فكلها، وأمّا الخمر فلا تشرب» .
وضبطه ابن ماكولا بضم أوله، وقيل: فيه بجير- بالجيم. فاللَّه أعلم.
712- بشير الحارثي [ (5) ]
الكعبيّ، والد عصام. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة،
وحديثه عند سعيد بن مروان الرهاوي. وتابعه عميرة بن عبد المؤمن، عن عصام بن بشير الحارثي الكعبيّ، قال: حدّثني أبي، قال: وفّدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «من أين أقبلت؟» قلت: أنا وافد قومي إليك بالإسلام، قال: «مرحبا، ما
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (447) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (449) ، الاستيعاب (210 ب) .
[ (3) ] في أ: وغيره.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 13211 ذيل الكاشف رقم 137 أسد الغابة ت (454) ، الاستيعاب ت (211) .(1/447)
اسمك؟» قلت: اسمي أكبر، قال: «أنت بشير» .
أخرجه النسائي في اليوم والليلة، والبخاريّ في تاريخه، وابن السّكن [ (1) ] .
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من حديث أهل الجزيرة عن عصام، وفي رواية البخاريّ: وكان عصام بلغ مائة وعشر سنين.
713- بشير الغفاريّ [ (2) ] ،
له ذكر في حديث أخرجه الحسن بن سفيان وابن شاهين وغيرهما من طريق عبد السلام بن عجلان، وهو ضعيف، عن أبي يزيد المدنيّ، عن أبي هريرة- أنّ بشيرا الغفاريّ كان له مقعد من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لا يكاد يخطئه ... فذكر الحديث.
وفيه:
إنه ابتاع بعيرا وأنه شرد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ الشّرود يردّ» ، وفيه: «فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم النّاس لربّ العالمين [ (3) ] » .
وأخرجه ابن مردويه في «التّفسير» من هذا الوجه.
714- بشير المعاوي،
هو ابن أكّال، تقدم.
715- بشير، والد رافع.
[ (4) ] تقدم في بشر، وقيل بضم أوله- مصغرا.
ذكر من اسمه بشير- بالضم
716- بشير-[ (5) ]
جزم ابن ماكولا بأن الثقفي بالضم. وقيل في والد رافع أنه بالضّم أيضا، ولم يثبت. وكذلك بشير [ (6) ] بن الحارث.
[الباء بعدها الصاد]
717- بصرة بن أكثم الأنصاري [ (7) ] .
وقيل الخزاعيّ. له حديث في النكاح.
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 359، عن جرير بن عبد اللَّه بزيادة من أوله وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 46 عن جرير بن عبد اللَّه ... الحديث قال الهيثمي رواها كلها أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده أبو جناب وهو مدلس وقد عنعنه واللَّه أعلم.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، الوافي بالوفيات 10/ 68، تلقيح فهوم الأثر 378، أسد الغابة ت (369) ، الاستيعاب ت (203) .
[ (3) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1829.
[ (4) ] أسد الغابة ت (457) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (474) .
[ (6) ] في أبشر.
[ (7) ] أسد الغابة ت (478) .(1/448)
روى عنه سعيد بن المسيب، أخرجه أبو داود وغيره وقيل فيه بسرة- بضم أوّله والمهملة.
وقيل نضلة بنون ومعجمة، وقيل نضرة مثله، لكن بدل اللام راء. والراجح الأول.
وهو المحفوظ من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب.
واختلف [بعض] الرّواة عن عبد الرّزّاق فيه، فمنهم من قاله بالنون والضّاد المعجمة ثم قال بعضهم باللّام وبعضهم بالرّاء، وكذلك قال يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم، عن سعيد: نضرة- بالنّون والمعجمة.
أخرجه ابن مندة وغيره، وروى عن محمد بن سعيد بن المسيّب عن أبيه على الشك بصرة أو نضرة بالموحدة والمهملة أو بالنون والمعجمة، ورواه ابن مندة من طريقه، فقال:
بسرة- بموحدة وسين مهملة، وقال في نسبه الغفاريّ أو الكنديّ. والراويّ له عن محمد ضعيف جدا، وهو إسحاق بن أبي فروة.
وأورد الطّبرانيّ حديثه المذكور في النكاح في ترجمة بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ المذكور بعده.
وذكر ابن الكلبيّ في أولاد أكثم بن أبي الجون معبدا وبصرة وبنتا يقال لها جلدية، فيحتمل أن يكون بصرة هو صاحب هذا الحديث إن كان الّذي قال ابن أكثم بن الخزاعيّ ضبطه.
718- بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ [ (1) ] .
له ولأبيه صحبة معدود فيمن نزل مصر.
أخرج مالك وأصحاب السّنن حديثه، وإسناده صحيح.
وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، وإنما عرّض القول فيه للاختلاف في الحديث المرويّ عنه هل هو عنه أو عن أبيه؟
الباء بعدها العين
719- بعجة بن زيد الجذامي [ (2) ] .
تقدم خبره في ترجمة أخيه برذع، وله ذكر في ترجمة أنيف بن ملّة.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الإكمال 1/ 339، تهذيب التهذيب 1/ 473، تقريب التهذيب 1/ 104، تهذيب الكمال 1/ 155، الطبقات 33/ 291، الخلاصة 1/ 133، الوافي بالوفيات 10/ 169، بقي بن مخلد 424، أسد الغابة ت (477) ، الاستيعاب ت (218) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، معرفة الصحابة 3/ 184، أسد الغابة ت (479) .(1/449)
[الباء بعدها الغين]
720- بغيض بن حبيب [ (1) ]
بن مروان بن عامر بن ضباري بن حجيّة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي المازني.
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسماه حبيبا، ذكره هشام بن الكلبيّ.
[الباء بعدها القاف]
721 ز- بقيلة الأكبر الأشجعي،
من بني بكر بن أشجع، يكنى أبا المنهال. وهو بقاف مصغر، ذكره الآمدي في حرف الموحّدة، فقال: يقال إنه أمدّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد ويقال هو صاحب الخيل يوم أحد- يعني خيل أشجع، ويقال: بل صاحب الخيل مسعر الأشجعيّ.
وكان بقيلة سيدا كبيرا شاعرا، وهو القائل- وكتب بها إلى عمر بن الخطّاب من غزاة له:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا ... فدّى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك اللَّه إنّا ... شغلنا عنكم زمن الحصار [ (2) ]
[الوافر] وستأتي القصّة في ترجمة جعدة السلمي إن شاء اللَّه تعالى.
ومن شعر بقيلة المذكور:
ألبس قريبك إن أطماره خلقت ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا
فإنّ أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وإنّما الشّعر لبّ المرء يعرضه ... على المجالس إن كيسا وإن حمقا [ (3) ]
[البسيط] وقال عمر بن شبّة في أخبار المدينة: وقال بقيلة بن المنهال الأشجعي، وكان ممن شهد القادسيّة مع سعد بن أبي وقاص. ومن الناس من يقول نفيلة- يعني بنون وفاء. وأنشد له شعرا يتشوق فيه إلى المدينة.
وقال الزّبير بن بكّار في الموفقيات بعد أن أنشد له شعرا: قال: وسمعت العتبيّ يصحّفه فيقول نفيلة- بالنون.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (481) .
[ (2) ] ينظر البيتان في المؤتلف ص 81.
[ (3) ] تنظر الأبيات في الآمدي ص 82.(1/450)
[الباء بعدها الكاف]
722- بكر بن أمية الضمريّ [ (1) ] ،
أخو عمرو يأتي نسبه في ترجمة أخيه.
ذكره ابن حبّان والبخاريّ وابن السّكن في الصّحابة.
وقال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن حبّان: حديثه عند ابن أخيه الفضل بن عمرو بن أمية.
قلت: ووقع لي حديثه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدّنيا.
وفي «الموفقيّات» من طريق محمد بن إسحاق، حدّثني الحسن بن الفضل بن الحسن ابن عمرو بن أميّة. عن أبيه، عن عمه بكر بن أميّة، قال: كان في بلاد بني ضمرة جار من جهينة في أول الإسلام، ونحن إذ ذاك على شركنا، فذكر قصّة الجهنيّ مع ريشة المحاربيّ وظلمه له، ودعاء الجهنيّ عليه.
وأخرجه الجماعة كلّهم من طريق ابن إسحاق، ولا يعرف إلا بهذا الإسناد، وأحسبه منقطعا، لأن بكر بن أمية عمّ والد الفضل، ولم يأت من طريقه إلا معنعنا.
723- بكر بن جبلة [ (2) ]
بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف ابن عذرة بن زيد اللات الكلبي. كان اسمه عبد عمرو فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بكرا ذكره ابن الكلبي.
وأخرج ابن مندة من طريق هشام بن الكلبيّ قال: حدّثنا الحارث بن عمرو وغيره، قال: قال عبد عمرو بن جبلة: كان لنا صنم يقال له غير [ (3) ] ، وكانوا يعظّمونه، قال: فعبرنا عنده فسمعت صوتا يقول: يا بكر بن جبلة، تعرفون محمدا؟ فذكر الحديث. وفيه قصّة إسلامه. كذا أخرجه ابن مندة مختصرا.
وقد أشار المرزبانيّ إلى قصته، وأنشد له شعرا، فمنه:
أتيت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... فأصبحت بعد الجحد للَّه مؤمنا.
[الطويل]
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 36، تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الجرح والتعديل 2/ 381، أسد الغابة ت (482) ، الاستيعاب ت (212) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، معرفة الصحابة 3/ 143، أسد الغابة ت (483) .
[ (3) ] عير: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ حمار الوحش: جبل بالحجاز وقيل: جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطن العقيق تريد مكة وعن يسارك شوران وهو جبل مطلّ على السّدّ وقيل: بالمدينة جبلان متقابلان يقال لأحدهما عير الوارد وللآخر عير الصادر وقيل: عير جبل يقابل الثنية المعروفة بشعب الخور انظر: مراصد الاطلاع 2/ 974، 975.(1/451)
ومن ولد أخيه سعيد بن الأبرش الكلبيّ الأمير المشهور في دولة بني مروان، وهو سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة.
724- بكر بن الحارث الأنماري [ (1) ] ،
أبو المنقعة، ويقال أبو منقيعة.
ذكره التّرمذيّ، وابن شاهين في الصحابة، وأبو بكر بن عيسى البغداديّ فيمن نزل حمص من الصّحابة، وقال: سألت عبد اللَّه بن عبد الرحمن المخرميّ عن اسم أبي المنقعة، فقال: أخبرني جابر بن النمر بن حبيب وأنس بن خالد أن اسم أبي منقيعة [ (2) ] بكر بن الحارث صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
وفي نسخة: بكر بن الحباب، وقال: وكنيته أبو عبد السميع. استدركه ابن الدّباغ، وابن الأمين، وابن فتحون.
وذكره ابن قانع فسماه أيضا بكر بن الحارث، ثم أخرج حديثه من طريق كليب بن منقعة عن جده أنه قال: يا رسول اللَّه، من أبرّ؟ قال: «أمّك..» الحديث.
725- بكر بن حارثة الجهنيّ [ (3) ] .
ذكره الدولابيّ وروى من طريق الحسن بن بشر. عن أبيه بشر بن مالك، عن أبيه مالك بن ناقد، عن أبيه ناقد بن مالك الجهنيّ، حدّثني بكر بن حارثة الجهنيّ. قال: كنت في سرية بعثها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون ... فذكر حديثا في نزول قوله تعالى: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً [النساء: 92] ، قال:
فأدناني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه ابن مندة، وأخرج المعمري، عن إسحاق بن إبراهيم الرمليّ، عن الحسن، عن بشر بهذا الإسناد إلى بكر بن حارثة الجهنيّ أنه قاتل المشركين فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أيّ شيء صنعت اليوم يا بكر [ (4) ] ؟» فقلت: بربرتهم بالقنا بربرة جيدة: فسمّاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم البربير.
وسيأتي في ترجمة الحارث بن يزيد أن سبب نزول هذه الآية قصّته مع عياش بن أبي ربيعة.
726- بكر بن حبيب الحنفيّ [ (5) ] .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (484) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الوافي بالوفيات 10/ 203، التبصير 4/ 1323.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55 الوافي بالوفيات 10/ 3، تبصير المنتبه 4/ 1323 أسد الغابة ت (485) .
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (36871) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الوافي بالوفيات 10/ 203، أسد الغابة ت (486) .(1/452)
ذكره أبو نعيم وقال: كان اسمه بربرا فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بكرا. واستدركه أبو موسى.
وقد ترجم له الطّبرانيّ، ولم يذكر له حديثا.
727 ز- بكر بن حذلم
الأسديّ. قال ابن عساكر في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن بكر بن حذلم: يقال إنّ لأبيه صحبة.
728- بكر بن الشدّاخ [ (1) ]
الليثيّ. ويقال له بكير. تقدم ذكره في ترجمة أشعث.
وروى ابن مندة من طريق أبي بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي- أن بكر بن شدّاخ الليثي كان ممن يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو غلام، فلما احتلم أعلم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك فدعا له.
وذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصة في كتاب النسب، لكن قال بكير بن شدّاد بن عامر ابن الملوّح بن يعمر، وهو الشّداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي، فذكر القصة المذكورة، ثم قال: وهو فارس أطلال الّذي عناه الشمّاخ بقوله:
وغيّبت عن خيل بموقان أسلمت ... بكير بني الشّدّاخ فارس أطلال [ (2) ]
[الطويل] وأطلال: اسم فرسه، وله معها قصة، ذكرها سيف بن عمر في الفتوح، وذلك أن سعد بن أبي وقاص استعمله على قومه حين دخلوا العراق، فلما أرادوا أن يخوضوا دجلة [ (3) ] تهيّب الناس دخول الماء، فقال بكير: ثني أطلال، فقالت: وثبا وسورة البقرة.
ولبكر مع سعد أخبار كثيرة ذكرها سيف وغيره، ولكن قال في بعضها: بكر بن عبد اللَّه. ويحتمل أن يكون بكر بن عبد اللَّه الليثي آخر.
والظاهر أن الهذلي نسبه إلى جدّه الأعلى، وهو الشداخ، وابن الكلبي يرجع إليه في النّسب، وهو الّذي فتح موقان [ (4) ] وجّهه إليها سراقة بن عمرو.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، أسد الغابة ت (487) .
[ (2) ] انظر ديوان الشماخ ص 456، معجم البلدان 8/ 199، أسماء الخيل لابن الأعرابي 53، أسد الغابة ت 487، الاشتقاق 171 (واللسان- ظلل) .
[ (3) ] (دجلة) النهر العظيم المشهور الّذي يشق بغداد. قيل: هي معرّبة عن ديله ولها اسمان آخران وهما إربل رود وكودك دريا أي البحر الصغير، مخرجها من عين تسمّى عين دجلة. انظر مراصد الاطلاع 2/ 515.
[ (4) ] موقان: بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون وأهله يسمّونه بالغين المعجمة ولاية فيها قرى ومروج كثيرة يحتلها التركمان للرّعي فأكثر أهلها منهم وهي من أذربيجان يمشي القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1335.(1/453)
729- بكر بن عبد اللَّه بن الربيع الأنصاريّ [ (1) ] .
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن سليم بن عمرو الأنصاريّ، عن بكر بن عبد اللَّه بن ربيع الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «علّموا أولادكم السّباحة والرّماية..» الحديث.
وإسماعيل يضعّف في غير أهل بلده، وهذا منه، وشيخه غير معروف، ولم يذكر بكر أنه سمعه، فأخشى أن يكون مرسلا.
730- بكر بن مبشر [ (2) ]
بن جبر [ (3) ] الأنصاريّ الأوسيّ.
قال أبو حاتم: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان، وزاد: عداده في أهل المدينة.
وقال ابن السّكن: له حديث واحد بإسناد صالح.
وأخرجه الحاكم في مستدركه، وأبو داود والبخاريّ في تاريخه، والباورديّ.
وقال ابن القطّان: لم يرو عنه إلا إسحاق بن سالم، وإسحاق لا يعرف.
731- بكير
- بالتصغير: هو ابن شدّاد المعروف بابن الشداخ [ (4) ] . تقدم.
الباء بعدها اللام
732 ز- بلال بن أحيحة
بن الجلاح الأنصاري الخزرجيّ. ذكره العدويّ في الأنساب، وقال: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وابنه بليل.
733- بلال بن بليل
بن أحيحة بن الجلاح. قيل هو اسم أبي ليلى الآتي في الكنى، ونسبه في التجريد لابن الدباغ [وحده] .
734- بلال بن الحارث [ (5) ]
بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة- بالخاء المعجمة
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، تقريب التهذيب 1/ 106 ذكر أخبار أصبهان 226.
[ (2) ] في ج بشير.
[ (3) ] الثقات 3/ 37، تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، تقريب التهذيب 1/ 107، تهذيب الكمال 1/ 158، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 136، الوافي بالوفيات 10/ 211، التحفة اللطيفة 1/ 107، الجرح والتعديل 2/ 392، تهذيب التهذيب 1/ 487.
[ (4) ] أسد الغابة ت (490) .
[ (5) ] الثقات 3/ 28، تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، الطبقات 380/ 177، تهذيب التهذيب 1/ 51، تقريب التهذيب 1/ 109، تهذيب الكمال 1/ 164، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 14، الوافي بالوفيات 10/ 277، التحفة اللطيفة 1/ 381، الأعلام 1/ 381، شذرات الذهب 1/ 65، المصباح المضيء 1/ 132، الطبقات الكبرى 1/ 291، 339، الجرح والتعديل 2/ 395، أسد الغابة ت (491) ، الاستيعاب ت (216) . المغازي للواقدي 276، مسند أحمد 3/ 469، طبقات خليفة 38/ 177،(1/454)
المفتوحة- ابن ثعلبة بن ثور، أبو عبد الرحمن المزني، من أهل المدينة، أقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم «العقيق» ، وكان صاحب لواء «مزينة» يوم الفتح، وكان يسكن وراء المدينة، ثم تحوّل إلى البصرة.
أحاديثه في السنن وصحيحي ابن خزيمة وابن حبّان.
قال المدائنيّ وغيره: مات سنة ستين، وله ثمانون سنة.
735 ز- بلال بن الحارث
بن بجير. أحد بني مرّة.
ذكره ابن شاهين في أثناء ترجمة بلال بن الحارث المزني وهو غيره. قال ابن شاهين:
حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا المنذر، حدثنا حسين بن محمد، حدثني أبو عبد الرحمن، حدثني يحيى بن عطية، عن أبيه وسميع بن يزيد [ (1) ] ، عن أبيه، عن مشيخة بني شقرة، قالوا: قدم بلال بن الحارث بن بجير أحد بني مرة، وهو أحد الأيّدين، فأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
736- بلال بن رباح الحبشي [ (2) ]
المؤذن، وهو بلال بن حمامة، وهي أمّه.
اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذّبونه على «التّوحيد» ، فأعتقه، فلزم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأذّن له، وشهد معه جميع المشاهد، وآخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجرّاح، ثم خرج بلال بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام.
قال أبو نعيم: كان ترب أبي بكر، وكان خازن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
__________
[ () ] التاريخ الكبير 2/ 106، المحبر 120، المعارف 298، جمهرة أنساب العرب 201، المعرفة والتاريخ 3/ 324، التاريخ الصغير 138، مقدمة مسند بقي بن مخلد 99، الكنى والأسماء 1/ 79، الجرح والتعديل 2/ 395 تاريخ الطبري 3/ 410، مشاهير علماء الأمصار 24، المعجم الكبير 1/ 367، فتوح البلدان 13، تاريخ خليفة 227، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 301، الكامل في التاريخ 3/ 556، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 135، تحفة الأشراف 2/ 103، المستدرك 3/ 517، الكاشف 1/ 11، الثقات لابن حبان 3/ 28، الوافي بالوفيات 10/ 277 تاريخ الإسلام 1/ 181.
[ (1) ] في أ، ج زيد.
[ (2) ] أسد الغابة ت (493) ، الاستيعاب ت (214) ، مسند أحمد 6- 12- 15، الطبقات 3، 1، 165، نسب قريش 208، طبقات خليفة 19/ 298، تاريخ خليفة 99/ 149، التاريخ الكبير 2- 106، التاريخ الصغير 1/ 53، الجرح والتعديل 2- 395، مشاهير علماء الأمصار ت 323، الأغاني 3، 120، 121، حلية الأولياء 1- 147- 151، تاريخ دمشق 10، 353، ابن عساكر 3، 223، 1، تهذيب الأسماء واللغات 1- 136- 137، تهذيب الكمال 167، دول الإسلام 1- 61، تاريخ الإسلام 2- 31 العبر 1- 24، مجمع الزوائد 9- 229- 300، العقد الثمين 3- 378- 380، تهذيب التهذيب 1- 502، خلاصة تذهيب الكمال 53، كنز العمال 13- 305- 308، شذرات الذهب 1- 31، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 304- 318.(1/455)
وروى أبو إسحاق الجوزجانيّ في تاريخه، من طريق منصور، عن مجاهد، قال: قال عمّار- كلّ قد قال: ما أرادوا- يعني المشركين- غير بلال.
ومناقبه كثيرة مشهورة، قال ابن إسحاق: كان لبعض بني جمح مولّد من مولديهم، واسم أمه حمامة. وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيقول- وهو في ذلك: أحد أحد. فمرّ به أبو بكر فاشتراه منه بعبد له أسود جلد.
قال البخاريّ: مات بالشام زمن عمر.
وقال ابن بكير: مات في طاعون عمواس [ (1) ] . وقال عمرو بن علي: مات سنة عشرين.
وقال ابن زبر: مات: ب «داريّا» [ (2) ] ، وفي المعرفة لابن مندة أنه دفن بحلب [ (3) ] .
737- بلال بن سعد [ (4) ]-
ذكره ابن حزم في الصّحابة الذين أخرج لهم بقيّ بن مخلد.
وينبغي أن ينظر في إسناده، فإنّي أخشى أن يكون هو بلال بن سعد التابعيّ المعروف الشاميّ.
738- بلال بن مالك المزني [ (5) ] .
ذكره أبو عمر، قال: بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني كنانة سنة خمس من الهجرة فأشعروا به فلم يصب منهم إلا فرسا واحدا.
قلت: ينبغي أن يحرّر لئلا يكون هو بلال بن الحارث الّذي تقدم.
739- بلال الأنصاريّ.
قال أبو عمر: لم ينسب. ولاه عمر عمان ثم عزله وضمها إلى
__________
[ (1) ] عمواس: رواه الزمخشريّ بكسر أوله وكسر ثانيه وغيره بفتح أوله وثانيه وسين مهملة آخره: كورة من فلسطين قرب بيت المقدس وكانت عمواس قصبتها قديما وهي ضيعة جليلة على ستة أميال منها كان ابتداء الطاعون المنسوب إليها في زمن عمر قيل: مات فيه خمسة وعشرون ألفا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 962.
[ (2) ] في أبدارنا.
[ (3) ] حلب: بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة وكثيرة الخيرات طيبة الهواء، صحيحة الأديم والماء. انظر معجم البلدان 2/ 324.
[ (4) ] طبقات ابن سعد 4617، التاريخ الكبير 2/ 108، تاريخ الفسوي 2/ 72، 73، 330- 405، 407، الجرح والتعديل 2/ 398، حلية الأولياء 5- 221، تاريخ ابن عساكر 10/ 356، تهذيب الكمال 167، تذهيب التهذيب 1، 93، تاريخ الإسلام 4/ 234، البداية 9- 348، تهذيب التهذيب 1/ 503، خلاصة تذهيب الكمال 53، تهذيب ابن عساكر 3/ 318.
[ (5) ] أسد الغابة ت (494) ، الاستيعاب ت (215) .(1/456)
عثمان بن أبي العاص، قال: وخبره بذلك مشهور.
740- بلال الفزاري.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه.
وقال: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الإسلام بدأ غريبا» [ (1) ] .
قال: وسمعت أبي يقول: هو مجهول.
741- بلز [ (2) ]-
ويقال برز. يقال هو اسم والد أبي العشراء.
742 ز- بلعام-
قين كان بمكة. روى ابن أبي حاتم في التفسير وابن مردويه من طريق مسلم بن كيسان الأعور- وهو ضعيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام. وكان أعجميّ اللسان، فكان المشركون يرون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا: إنما يتعلم من بلعام، فأنزل اللَّه تعالى:
يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ، لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ ... [النحل: 103] الآية.
وسيأتي في ترجمة [ (3) ] مولى الحضرميّ شيء من هذا.
ورواه ابن أبي حاتم من طريق السّدّيّ، قال: كانوا إذا رأوه دخل على عبد بني الحضرميّ- يقال له أبو اليسر- وكان نصرانيا ... فذكر نحوه، ولم يذكر ما يدل على إسلامه بخلاف الأول.
وسيأتي في الجيم في جبر [ (4) ] حكاية الخلاف في اسمه إن شاء اللَّه تعالى.
743 ز- بلقوم الرومي
النّجار [ (5) ] الّذي بنى الكعبة لقريش قبل البعثة. وسماه ابن شهاب في قصة بناء قريش الكعبة.
أخرجه عمر بن شبّة في كتاب مكّة، عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن يونس
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في صحيحه 1/ 130 كتاب الإيمان باب 65 بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا أنه يأرز بين المسجدين حديث 232- 145 والترمذي 5/ 19 كتاب الإيمان باب 13 ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا حديث رقم 2629 وابن ماجة في السنن 2/ 1320 كتاب الفتن باب 15 بدأ الإسلام غريبا حديث رقم 3988، وأحمد في المسند 1/ 318، والدارميّ في السنن 2/ 312 وكنز العمال حديث رقم 5380، 5381، 5382، 5383، 1192، 1193، 1198، 1199، 1689، 5386 والهيثمي في الزوائد 1/ 106، 156، 7/ 259، 278 والطبراني في الصغير 1/ 104، والطبراني في الكبير 6/ 202، 314، 8/ 179 وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 236، 237، ودلائل النبوة 2/ 244، 520.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، معرفة الصحابة 3/ 182، أسد الغابة ت (497) .
[ (3) ] في أوسيأتي في ترجمة خير مولى الحضرميّ.
[ (4) ] في أخبر.
[ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ.(1/457)
عنه. وليس فيه أنه أسلم، لكن قيل في النّجار الّذي صنع المنبر أنه هو الّذي بنى الكعبة، وسمي في تلك الرواية باقوم- بالألف بدل اللام، وقد تقدم ذكره في أول هذا الحرف. فاللَّه أعلم.
744 ز- بليح بن مخشي-
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء في حرف الموحّدة، وأنشد له شعرا يدلّ على أن له صحبة، فمنه:
نصرنا النّبيّ بأسيافنا ... نكرّ بمكّة نستبشر
بأمر الإله وأمر النّبيّ ... وما فوق أمريهما مأمر
[المتقارب]
745 ز- بليع الأرض،
هو خبيب بن عدي الأنصاريّ- يأتي في الخاء المعجمة.
746- بليل
- مصغرا- ابن بلال بن أحيحة- وقيل بلال بن بليل الأنصاري [ (1) ] ، أخو أبي ليلى والد عبد الرحمن.
ذكره خليفة فيمن نزل الكوفة من الصحابة. وقال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها هو وأخوه عمران.
وقيل: هو اسم أبي ليلى. والّذي جزم به ابن الكلبيّ أن اسم أبي ليلى داود، وقيل بلال بن بليل، وقيل غير ذلك.
الباء بعدها النون
747- بنّة الجهنيّ [ (2) ]-
بنون بعد الموحدة مفتوحة ثقيلة. روى حديثه ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر عنه في النّهي عن تعاطي السيف مسلولا. قال البغويّ: لا أعلمه روى إلا هذا ولا حدّث به إلا ابن لهيعة.
قلت: تابعه رشدين بن سعد، فرواه عن أبي عمرو التّجيبي وابن لهيعة جميعا عن أبي الزبير. وأخرجه أبو نعيم، وخالفه حماد بن سلمة فلم يذكر بنّة في إسناده.
واختلف في ضبطه فذكره الأكثر بالموحدة. وذكره ابن السّكن في الياء الأخيرة بدل الموحدة. وذكر عبّاس [ (3) ] الدّوريّ عن ابن معين أنه قال هو نبيه- يعني بضم النون ثم
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (498) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (499) ، الاستيعاب ت (224) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، الطبقات 122، الوافي بالوفيات 10/ 294، الجرح والتعديل 2/ 438، تهذيب التهذيب 1/ 496.
[ (3) ] في أعياش.(1/458)
بالموحدة مصغّرا، وهذه رواية ابن وهب. واللَّه أعلم.
الباء بعدها الهاء
748- بهزاد [ (1) ]
أبو مالك- هكذا ترجم له أبو موسى عن عبدان المروزي، ثم
أخرج من طريق مسلم بن عبد الرحمن عن يوسف بن مالك بن بهزاد عن جدّه، قال: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا معشر الناس، «احفظوني في أبي بكر ... »
الحديث.
قال ابن عبد البرّ: لا يعرف إلا من هذا الوجه.
قلت: في إسناده جعفر بن عبد الواحد، وهو الهاشميّ، وقد اتهموه بالكذب، وأورده ابن قانع فقال بهزاد، ثمّ ساقه من الوجه الّذي أخرجه عبدان فقال يوسف بن ماهك- بالهاء، وكذا قرأته بخط الحافظ الخطيب، وعند أبي موسى في السّند يوسف بن ماهك بالهاء، وفي الترجمة مالك- باللام.
749- بهز القشيري [ (2) ]
ويقال البهزي. ذكره البغوي وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق ثبيت- وهو بالمثلثة ثم الموحدة وآخره مثناة مصغرا- ابن كثير الضبيّ، عن يحيى بن سعيد بن المسيّب، عن بهز، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستاك عرضا [ (3) ] . قال البغويّ. لا أعلم روى بهز إلا هذا، وهو منكر.
وقال ابن مندة: رواه عباد بن يوسف عن ثبيت، فقال: عن القشيريّ بدل بهز.
ورواه مخيّس بن تميم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال: إن سعيد بن المسيّب إنما سمعه من بهز بن حكيم، فأرسله الراويّ عنه فظنه بعضهم صحابيّا.
قلت: لكن ذكر ابن مندة أن سليمان بن سلمة الجنائزيّ رواه عن اليمان بن عدي، فقال: عن ثبيت، عن يحيى، عن سعيد، عن معاوية القشيري، فعلى هذا لعل سعيدا سمعه من معاوية جد بهز بن حكيم، فقال مرة: عن بهز: فسقط لفظ «جدّ» من بعض الرواة، وفي الجملة- هو كما قال ابن عبد البرّ: إسناده مضطرب ليس بالقائم.
750- بهلول بن ذؤيب النبّاش [ (4) ]-:
جاء ذكره في حديث لم يثبت،
ذكر أبو موسى
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (501) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57.
[ (2) ] أسد الغابة ت (500) .
[ (3) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 229 والشوكاني في الفوائد (11) والهيثمي في المجمع 2/ 100، 5/ 80.
[ (4) ] أسد الغابة ت (502) .(1/459)
أنه روى بإسناد غير متصل عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: دخل معاذ بن جبل على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن بالباب شابّا يبكي على شبابه، وهو يستأذن، فدخل، فقال: «ما يبكيك؟» قال: إني ركبت ذنوبا إن أخذت ببعضها خلدت في جهنم-
فذكر الحديث في اعترافه بأنه كان ينبش القبور وفيه: فجعل ينادي يا سيدي ومولاي: هذا بهلول بن ذؤيب مغلولا مسلسلا معترفا بذنوبه، قال: فذكره بطوله في نحو ورقتين.
قلت: حكم عليه بعض الحفّاظ بالوضع، لكن ذكر أبو موسى أن أبا الشيخ أخرج عن إسحاق بن إبراهيم، عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرّزاق، عن معمّر، عن الزّهري نحوا منه مرسلا ولم يسمّ الرجل، وذكره أبو سعد النيسابورىّ في كتاب الأسباب الداعية إلى التوبة.
751- بهير-
بالتصغير آخره راء. أبو الهيثم الأنصاريّ الحارثيّ [ (1) ] . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وكذا ذكره أبو الأسود، عن عروة، وزاد أنه شهد أحدا، وكذا ذكره الطّبريّ، وقال [ (2) ] : إن أوله نون.
752- بهيس بن سلمى [ (3) ] التميمي [ (4) ]
قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يحلّ لمسلم من مال أخيه إلّا ما أعطاه عن طيب نفس منه» .
كذا أخرجه أبو عمر مختصرا.
الباء بعدها الواو
753- بولا [ (5) ] ،
غير منسوب. ذكره عبدان في الصحابة.
وروي من طريق خطّاب بن محمد بن بولا، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إيّاكم والطّعام الحارّ ... » [ (6) ]
الحديث.
إسناده مجهول.
هكذا أورده أبو موسى في الموحدة. وقد ذكره عبد الغنيّ بن سعيد في المؤتلف، فقال: إنه بالمثناة الفوقانية، كذا قرأته بخط مغلطاي، ولم أره في المشتبه، وإنما فيه عبد اللَّه بن تولا، عن عثمان، وعنه أبو حازم، وهو بالمثناة الفوقانية.
وقد صحّفه ابن قانع، فقال: في الصحابة بولا والد عبد اللَّه، ثم روي من طريق
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، معرفة الصحابة 3/ 186 وأسد الغابة ت (503) ، الاستيعاب ت (223) .
[ (2) ] في أوقيل.
[ (3) ] في أوسليمان.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، الطبقات 203، الوافي بالوفيات 10/ 312، أسد الغابة ت (504) ، الاستيعاب ت (233) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، أسد الغابة ت (505) .
[ (6) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال (40713) .(1/460)
عبد العزيز بن أبي حازم عن عبد اللَّه بن بولا عن أبيه من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتى الجبل الأحمر، فرأى شاة ميتة فأخذنا بآنافنا ... الحديث، وفيه:
«للدّنيا أهون على اللَّه من هذه على أهلها»
[ (1) ] ، ذكره ابن قانع في الموحد فصحّفه، وأخطأ في إسناده، فإن الصّواب عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عبد اللَّه بن تولا، ليس فيه عن أبيه. واللَّه أعلم.
الباء بعدها الياء
754- بيحرة [ (2) ]
- بمهملة مفتوحة قبلها ياء تحتانية ساكنة- ابن عامر.
قال ابن حبّان في الصّحابة: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن السكن: له صحبة وحديث واحد.
قلت: أخرجه هو والطّبرانيّ وغيرهما من طريق المنذر العصري أنه سمع بيحرة بن عامر يقول: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمنا وسألناه أن يضع عنا العتمة، فقلنا: إنا نشتغل بحلب إبلنا، فقال: «إنّكم إن شاء اللَّه ستحلبون وتصلّون» [ (3) ] .
قال أبو نعيم: تفرّد به يحيى بن راشد عن الرّحال بن المنذر عن أبيه.
قلت: يحيى ضعيف، وصحف أبو عمر اسمه، فقال بحراة فكأنه كتبه من حفظه، فإنّي رأيته في نسخته من كتاب ابن السكن مضبوطا مجوّدا كما حكيته أولا.
وحكى ابن مندة أنه يقال فيه أيضا بحرة، قال وعداده في أعراب البصرة: ثم إني أظن هذا من عبد القيس، فأما تسميته بيحرة بن فراس بن عبد اللَّه بن سلمة بن كعب بن قشير القشيريّ، فذكره ابن الكلبيّ أنه نخس برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ناقته فلعنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو غير هذا، ولم أر من ذكره في الصحابة، فالظاهر أنه لم يسلم.
وسيأتي خبره بذلك في ترجمة ضباعة من كتاب «النّساء» إن شاء اللَّه تعالى، ثم رأيت في كتاب ابن السّكن في ترجمة صاحب الترجمة أنه أزدي.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1377 عن المستورد بن شداد كتاب الزهد (37) باب مثل الدنيا (3) حديث رقم 4111 وأحمد في المسند 1/ 329، 2/ 338، 4/ 229، 230، 226 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 290 عن عبد اللَّه بن ربيعة السلمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
[ (2) ] الثقات 3/ 37، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، أسد الغابة ت (507) .
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 35.(1/461)
القسم الثاني من حرف الباء في ذكر من له رؤية
الباء بعدها الشين
755- بشير
بن أبي مسعود الأنصاري البدري- ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي داود الطيالسيّ، عن أيّوب بن عتبة عن ابن حزم الأنصاريّ أنّ عروة أخبره: حدثني أبو مسعود أو بشير بن أبي مسعود، وكلاهما قد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث في المواقيت.
وكذلك أخرجه عليّ بن عبد العزيز في مسندة، عن أحمد بن يونس، عن أيوب [بن عتبة] ، وقال فيه: وكلاهما قد صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو من تخليط أيوب بن عتبة، وإنما رواه عروة عن بشير بن أبي مسعود، عن أبيه كما هو في الصحيحين وغيرهما.
وروى ابن مندة، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، عن بشير بن أبي مسعود، وكان من الصحابة، ومن طريق مسعر عن ثابت بن عبيد، قال: رأيت بشير بن أبي مسعود، وكانت له صحبة.
قلت: والضمير في هذين الطريقين يحتمل أن يعود على أبي مسعود.
ورويناه في الخبر الثالث من فوائد أبي العباس الأصمّ، قال: حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقيّة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، قال: قال بشير بن أبي مسعود- وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «اتّقوا اللَّه وعليكم بالجماعة، فإنّ اللَّه لم يكن ليجمع أمّة محمّد على ضلالة ... » .
والحديث موقوف، فلو كان هذا محفوظا لكان بشير صحابيا لا محالة، لكن عندي أنه سقط منه قوله: عن أبيه، لأن هذا الكلام محفوظ من قول أبي مسعود، أخرجه الحاكم وغيره من طرق عنه، واللَّه أعلم.
وبشير جزم البخاريّ والعجليّ ومسلم وأبو حاتم وغيرهم بأنه تابعي، وقيل: إنه ولد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقيل: بل ولد بعده، ذكر ذلك ابن فتحون.
[وقد جزم ابن عبد البر في التمهيد بأنه ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم] [ (1) ] .
756- بشير بن فديك [ (2) ]
يكنى أبا صالح قال ابن السكن: يقال له صحبة، وإنما
__________
[ (1) ] سقط في ج.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، الثقات 3/ 33.(1/462)
الصحبة لأبيه، وقال ابن مندة: له رؤية ولأبيه صحبة. وذكره ابن حبّان في الصحابة وقال:
جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
حديثه عند ولده.
قال البغويّ: بلغني عن فديك بن سليمان، عن الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن صالح بن بشير بن فديك- أن أباه قال: قلت يا رسول اللَّه: إنه من لم يهاجر هلك. فقال: «أقم الصّلاة ... » الحديث.
وأخرجه الباورديّ من هذا الوجه، لكنه وهم، فقد رواه البغويّ وابن حبّان من طريق الزبيدي، عن الزّهريّ، عن صالح بن بشير، [عن أبيه]- أن فديكا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه ... فذكر الحديث.
ورواه ابن مندة من وجه آخر عن الزبيدي، فقال: عن صالح، عن أبيه،
قال: جاء فديك، فظهر أن قوله في الرواية الأولى إنّ أباه إنما يعني به فديك، فهو أبوه على المجاز، لأنه جده، وكلّ من ذكره من الصحابة تمسّك بالرواية الأولى، والزبيدي أثبت في الزهري من غيره، وحديثه هو الصواب، ولولا أن ابن مندة جزم بأن له رؤية لكان الأولى به القسم الرابع.
القسم الثالث من حرف الباء في ذكر من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يجتمع به سواء أسلم في حياته أم بعده
[الباء بعدها الألف]
757 ز- بابويه الفارسيّ [ (1) ]
الكاتب قال ابن أبي الدّنيا في دلائل النبوة: حدّثنا أحمد بن محمد بن أيّوب، حدّثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا محمد بن إسحاق، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن حذافة إلى كسرى بكتابه يدعوه إلى الإسلام، فلما قرأه شقق كتابه، ثم كتب إلى عامله على اليمن باذان أن ابعث إلى هذا الرجل برجلين جلدين فليأتياني به، فبعث باذان قهرمانه بابويه، وكان كاتبا حاسبا، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خسرة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، وقال لبابويه: ويلك، انظر إلى الرجل ما هو، وائتني بخبره. فقدما الطّائف، ثم قدما المدينة، فكلمه بابويه أنّ شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك
__________
[ (1) ] هذه الترجمة مسقط في أ.(1/463)
باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك، فإن أجبت كتبت معك ما ينفعك عنده، وإن أبيت فإنه مهلكك ومهلك قومك ومخرّب بلادك.
فقال لهما: ارجعا حتى تأتياني غدا، فأوحي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إنّ اللَّه سلّط على كسرى ولده فقتله في ساعة كذا من ليلة كذا من شهر كذا.
فلما أصبحا أخبرهما بذلك، فقالا: نكتب بذلك عنك إلى باذان! قال: نعم، وقولا له: إن أسلمت أقرّك على ملكك، [ (1) ] ثم أعطى خسرة منطقة فيها ذهب وفضة، فرجعا إلى باذان فأخبراه الخبر، فقال: ما هذا بكلام ملك، ولئن كان ما قال حقا فإنه لنبيّ مرسل. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى، ويأمره بأخذ الطّاعة ممن قبله، ولا يتعرض للرجل الّذي كتب إليك كسرى في أمره. قال: فأسلم باذان، وأسلمت الأبناء من فارس ممن كان منهم باليمن.
وكان بابويه قد قال لباذان: ما علمت أحدا كان أهيب عندي منه.
وأخرج ابن أبي الدّنيا، عن علي بن الجعد، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري مختصرا جدّا ولم يسم خسرة ولا بابويه.
758- باب [ (2) ]-
بموحدتين- ابن ذي الجرة- بكسر الجيم- الحميري. من الفرسان المشهورين. شهد مع أبي موسى الأشعري سنة تسع عشرة فتح تستر، وأرسله في أربعين رجلا إلى قلعة دستمولي، فطرقها ليلا فوجد الحرس سكارى والباب مفتوحا، فهجموا عليهم فقتلوهم، فنذروا بهم، فالتقى ذو الرتاق أمير القلعة بباب بن ذي الجرّة فاعتنقه باب ليصرعه فعضّه فقطع إصبعه فلم يفلته حتى صرعة وقتله، وحوى ما في القلعة، ذكره المدائني. وسيأتي مزيد في ذكره فيمن اسمه عبد الرحمن.
759 ز- باذان [ (3) ]-
آخره نون، ويقال ميم- الفارسيّ- من الأبناء الّذي بعثهم كسرى إلى اليمن، وكان ملك اليمن في زمانه، وأسلم باذان لما هلك كسرى، وبعث بإسلامه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فاستعمله على بلاده، ثم مات فاستعمل ابنه شهر بن باذان على بعض عمله، ذكر ذلك ابن إسحاق، وابن هشام، والواقدي، والطبريّ، وذكره في الصّحابة الباوردي وغيره، وسيأتي له ذكر في ترجمة جد جميرة في حرف الجيم. وأخباره مذكورة في التواريخ والسير.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد 1/ 199 عن جماعة.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت (359) .(1/464)
قال الثّعلبيّ: هو أوّل من أسلم من ملوك العجم، وأول من أمّر في الإسلام على اليمن، وقال الفاكهيّ: [حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا] [ (1) ] علي بن عاصم، حدثنا داود عن الشعبي، قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى كسرى فمزّق كتابه، وكتب إلى باذان: أرسل إليه من يأمره بالرجوع إلى دين قومه، فإن أبي فقاتله- فذكر الحديث. وفيه: قال: فخرج باذان من اليمن إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلحقه العنسيّ الكذّاب فقتله.
[الباء بعدها الجيم]
760 ز- بجّاد [ (2) ] بن قيس
بن مسعود بن ذي الحدين- له إدراك، وله ولد يقال له مسعود، وكان شريفا بالكوفة، وهو الّذي كان يخفر الرواحل، وهي إبل كانت تعلف للتجار في زمن الحجّاج بالكوفة، فأغار عليها شبيب بن عمرو بن كعب في قصّة ذكرها ابن الكلبيّ أشرت إليها في عمرو بن كعب.
761 ز- بجالة بن عبدة [ (3) ]
التميمي العنبريّ. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره، وكان كاتبا لجزء بن معاوية في خلافة عمر، ثبت ذلك في الجزية [ (4) ] من صحيح البخاريّ.
وبجالة- بفتح أوله وتخفيف الجيم، وأبوه بفتحتين على الصّحيح.
762- بحر بن الحارث
بن امرئ القيس بن زهير بن جناب الكلبي. ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في «المعمّرين، وقال: عاش مائة سنة وستين سنة، وأدرك الإسلام وهو القائل:
من عاش خمسين عاما بعدها مائة ... من السّنين وأضحى بعد ينتظر
وصار في البيت مثل الحلس مطّرحا ... لا يستشار ولا يعطي ولا يذر
ملّ المعاشر قبل الأقربين له ... طول الحياة وشرّ العيشة الكبر [ (5) ]
[البسيط]
__________
[ (1) ] سقط في ج.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] طبقات ابن سعد 7/ 130 طبقات خليفة 194 التاريخ الكبير 2/ 146 تاريخ أبي زرعة 1/ 511 العلل لأحمد 31 الجرح والتعديل 2/ 437 الثقات لابن حبان 4/ 83 المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 88 الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 تهذيب الكمال 814، الكاشف 1/ 149، تهذيب التهذيب 1/ 417، تقريب التهذيب 1/ 93، الوافي بالوفيات 10/ 77، تاريخ الإسلام 2/ 365.
[ (4) ] في أالحديث.
[ (5) ] ينظر البيتان الأولان في المعمرين: 70.(1/465)
763- ز- بجير-
بالجيم مصغّرا- ابن الحصين الثّعلبي، أحد بني ناشب بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة. ذكره أبو القاسم الآمدي، وقال: شاعر مخضرم، وكان أحد الفرسان في الجاهليّة.
764- بحير بن الحويرث [ (1) ]
بن نقيد بن بحير بن عبد بن قصي، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يرو عنه. وروى عن أبي بكر الصديق، قاله البلاذريّ، وإنه بخط مغلطاي.
765- بحير-
بفتح أوله وكسر المهملة، ابن ريسان- بفتح الراء بعدها تحتانية- ساكنة ثم مهملة- الكلاعي اليماني، كتب إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بإسلامه.
وسيأتي ذلك في ترجمة الحارث بن عبد كلال، ولبحير ذرية بمصر لهم ذكر في تاريخها.
[الباء بعدها الدال]
766 ز- بدر بن عامر الهذليّ [ (2) ]
ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أنه شاعر مخضرم، وأسلم في عهد عمر، نزل هو وابن عمّه مصر، وأورد له في ذلك أشعارا.
[الباء بعدها الراء]
767- برد بن حارثة اليشكريّ.
له ذكر في وقعة ذي قار التي كانت بين الفرس والعرب، وانتصرت فيها العرب. وفي القصّة أن برد بن حارثة اليشكري بارز يومئذ الهامرز أمير الفرس فقتله، ثم قتل برد المذكور مسيلمة باليمامة، وقتل ابنه شبيبا مسلمين.
[الباء بعدها الشين]
768 ز- بشار [ (3) ] بن عدي بن
عمرو بن سويد الطائي ثم المعني- أدرك الجاهليّة والإسلام، وهو القائل:
تركت الشّعر واستبدلت منه ... كتاب اللَّه ليس له شريك
وودّعت المدامة والنّدامى ... إذا داعي منادي الصّبح [ديك] [ (4) ]
[الوافر] ذكره الرّشاطيّ عن ابن دريد.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط عن أ.
[ (2) ] في أعمر.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] ينظر البيتان في الاشتقاق: 488، وروايتهما هناك وهو من الوافر:(1/466)
769 ز- بشر [ (1) ]
بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير بن عامر بن رابية بن مالك بن واهب بن جليحة بن أكلب بن ربيعة بن عفرس [بن خلف] بن أقيل بن أنمار الخثعميّ- قال ابن الكلبيّ: اختط بالكوفة، وخطته بها يقال لها جبّانة [ (2) ] بشر بالكوفة، وشهد القادسيّة وهو القائل:
أنخت بباب القادسيّة ناقتي ... وسعد بن وقّاص عليّ أمير
[الطويل] وقد تقدم في القسم الأول بشر الخثعميّ، ويقال الغنويّ وأنه وقع في بعض الروايات بشر بن ربيعة الخثعميّ، فيحتمل أن يكون هذا.
770 ز- بشر بن ربيعة
وهو بشر بن أبي رهم الجهنيّ- صاحب جبّانة بشر بالكوفة، وهو بضم أوله وسكون المهملة، ضبطه الأمير، وقال: هو بشر بن أبي رهم، وذكر أنه شهد اليمامة، وذكره المرزبانيّ في معجمه كما صدرت به، وقال: كان أحد الفرسان، وهو القائل لعمر بن الخطاب بعد وقعة القادسية:
تذكّر هداك اللَّه وقع سيوفنا ... بباب قديس والقلوب تطير
إذا ما فرغنا من قراع كتيبة ... دلفنا لأخرى كالجبال تسير
[الطويل] يقول فيها:
وعند أمير المؤمنين نوافل ... وعند المثنّى فضّة وحرير
وذكر أبو عبيدة عن يونس وأبي الخطاب أنّ سبب هذا الشعر أن سعدا قسّم غنيمة فبقيت بقية فكتب إليه عمر: فضها على حملة القرآن، فجاءه عمرو بن معديكرب، فقال: ما منعك من كتاب اللَّه؟ قال: شغلت بالجهاد عن حفظه. فقال: ما لك في هذا نصيب، فجاءه
__________
[ () ]
تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي منادي الصّبح قاما
كتاب اللَّه ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في د.
[ (2) ] جبّانة: بالفتح ثم التشديد والجبّان في الأصل الصحراء وأهل الكوفة يسمون المقابر جبّانة كما يسميها أهل البصرة المقبرة وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل منها: جبانة كندة مشهورة، وجبانة السبيع، كان بها يوم للمختار بن عبيد وجبانة ميمون منسوبة إلى أبي بشير مولى محمد بن علي ابن عبد اللَّه انظر معجم البلدان 2/ 116.(1/467)
بشر الخثعميّ فقال: ما معك؟ قال: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. فلم يعطه شيئا، فقال الشعر المذكور، وقال عمرو شعرا آخر. فكتب سعد بذلك إلى عمر، فقال: أعطهما بسبب بلائهما، فأعطى كلّ واحد ألفين.
وقال دعبل في «طبقات الشّعراء» : بشر الخثعميّ صاحب جبّانة بشر يقول لعمر- فذكر البيتين الأولين، وبعده:
غداة يودّ القوم لو أنّ بعضهم ... يعار جناحي طائر فيطير
[الطويل] قال: وكان سعد بن أبي وقاص حين اجتبى الخراج فضلت فضلة، فكاتب عمر فأمره أن يفرّقها في قراء القرآن ففعل، فلما كان العام الماضي كتب إلى عمر: إنهم كانوا سبعة فصاروا الآن سبعين، فكتب إليه فرّقها في أهل البلاء والنكاية في العدوّ، فكتب بشر الخثعميّ إلى عمر بهذا الشّعر، فكتب إلى سعد أن الحقه بأهل البلاء وقدّمه، ففعل.
771- بشر بن رديح
أو ذريح بن الحارث بن ربيعة بن غنم بن عائذ الثعلبي- استشهد يوم جسر أبي عبيد في خلافة عمر، وكان أبوه إذ ذاك حيّا وهو شيخ كبير.
ذكر ذلك المرزبانيّ، قال: وكان بشر يدعى الحتّات- بمهملة ومثناتين الأولى مثقّلة لقوله:
ومشهد أبطال شهدت كأنّما ... أحتّهم بالمشرفيّ المهنّد [ (1) ]
[الطويل]
772 ز- بشر بن شبر-
بفتح المعجمة وسكون الموحدة- روى الخطيب من طريق الحسين بن الرماس الهمدانيّ، قال: أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر منهم بشر بن شبر.
773 ز- بشر بن عامر [ (2) ]
بن مالك العامري، أبو عمر بن أبي براء، ولد ملاعب الأسنة وسيأتي ذكر أبيه وأنه مات في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وابنه هذا له إدراك، وعاش إلى أن تزوّج مروان بن الحكم بنته، فولد له منها بشر بن مروان الّذي ولى الكوفة لأخيه عبد الملك.
ذكر ذلك المدائنيّ والزّبير بن بكّار وغيرهما.
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الإكمال (146) .
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في د.(1/468)
774 ز- بشر بن عامر
بن مالك بن جعفر بن كلاب ابن عم لبيد بن ربيعة الشّاعر. له إدراك، ولأبيه صحبة، وكان له ابن يسمى عبد اللَّه كان له ذكر في خلافة آل مروان، وهو الّذي تحمّل الحمالة التي اختصم فيها هو وعبد العزيز بن زرارة الكلابيّ، وكان عبد العزيز رئيس أهل البادية في زمانه، ذكره ابن الكلبيّ.
775- بشر [ (1) ] بن قحيف،
ذكره ابن مندة في الصّحابة، فقال: لا أعرف له صحبة ولا رؤية، وذكره البخاريّ في التّابعين، وقال أبو نعيم: ليست له صحبة، وإنما ذكره أحمد بن سيار في الصحابة لحديث رواه من طريق محمد بن جابر، عن سماك، عنه، قال: كنت أشهد الصلاة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فكان ينصرف حيث كان وجهه [ (2) ] وهذا إنما رواه سماك بن حرب عنه، عن المغيرة بن شعبة، والوهم فيه من محمد بن جابر.
وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وابن أبي حاتم، فقال: روى عن عمر والمغيرة ابن شعبة.
وقال ابن سعد: حدثنا يزيد، عن شعبة، عن سماك، عن بشر بن قحيف، قال: أتيت عمر بن الخطاب فقلت: أتيتك لأبايعك فقال: أليس قد بايعت أميري؟ قلت: بلى. قال:
فإذا بايعت أميري فقد بايعتني. هذا إسناد صحيح، وهو يدلّ على أنه لا صحبة له، إلا أنّ له إدراكا، ووفد في أيام عمر، فدلّ على أنه كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كبيرا.
776 ز- بشر بن قطبة
بن سنان بن الحارث بن جدعان بن نوفل بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ ويقال هو بشر بن الحارث، وقطبة اسم أمه، وهي بنت سنان شاعر فارس مخضرم، شهد اليمامة في عهد أبي بكر مع خالد بن الوليد، وقال في ذلك:
أروح وأغدو في كتيبة خالد ... على شطبة قد ضمّها الغزو خيفق [ (3) ]
[الطويل] في أبيات ذكرها المرزبانيّ.
وذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد، فقال: وجدت كتابا بخط الضحاك (83) فيه قال بشر بن قطبة، وساق نسبه إلى الحارث وكمله، فقال ابن جدعان بن نوفل بن فقعس،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، الطبقات 144، الجرح والتعديل 2/ 63، أسد الغابة ت (438) .
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 459 عن ابن مسعود سئل عن انصراف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من صلاته عن يمينه كان ينصرف أو عن يساره.
[ (3) ] ينظر البيت في اللسان (شطب، خفق) .(1/469)
وفيه: قال بشر بن قطبة يوم عقرباء بالعرض [ (1) ] من اليمامة، وهو مع خالد بن الوليد فذكر الشعر، وفيه:
إذا قال سيف اللَّه كرّوا عليهم ... كررنا ولم نحفل وصاة المعوّق
أقول لنفسي بعد ما رقّ بالها ... رويدك لما تشققن حين تشقق
وكوني مع الرّاعي وصاة محمّد ... وإن كذبت نفس المنافق فاصدقي
[الطويل]
777 ز- بشر بن قيس-
له إدراك، قال عبد الرزاق عن الثوري عن زياد بن علاقة عن بشر بن قيس، قال: كنا عند عمر في رمضان فأفطرنا ثم ظهر أنّ الشمس لم تغرب، فقال عمر: من أفطر فليقض يوما مكانه، إسناده صحيح.
778- بشر بن ثور العجليّ.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، وقال: كان من أشراف بني عجل ومن فرسان المثنّى بن حارثة، وكان أشار على خالد بن الوليد أن يستمرّ مقيما بالعراق، فحالفه، ورحل إلى الشام في قصّة طويلة.
779- بشير-
بوزن عظيم- ابن كعب بن أبيّ الحميري- أحد الأمراء ب «اليرموك» ذكر سيف في «الفتوح» بأسانيده أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك فنزل على دمشق خلّف باليرموك بشير بن كعب بن أبيّ الحميريّ في خيل، فذكر قصّة مطوّلة، وهذا مخضرم لا شك فيه، أما بشير بن كعب العدويّ فتابعيّ بصريّ، يروي عن عمران بن حصين وغيره. وحديثه في الصّحيحين وهو بضم أوله.
وقد أورد ابن عساكر القصّة الأولى في ترجمته، وتبعه المزّيّ في «التّهذيب» ، وفيه نظر. وقد ذكر ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» الأول فيمن اسمه بشير بفتح أوله، واللَّه أعلم.
[الباء بعدها الطاء]
780- البطين بن عبد اللَّه الحنفي.
أحد من أسلم من بني حنيفة وثبت على إسلامه بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الرّدّة في قصّة لخالد بن الوليد مع مجّاعة.
__________
[ (1) ] العرض: بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره ضاد معجمة: قيل: هو وادي اليمامة ينصبّ من مهبّ الشمال ويفرغ في الجنوب فهو مسيرة ثلاث ليال به النخل والزرع وهو كله لبني حنيفة إلا يسير منه لبني الأعرج من بني سعد بن زيد مناة انظر: مراصد الاطلاع 2/ 929، 930.(1/470)
[الباء بعدها الغين]
781- بغيض بن شمّاس
بن لأي بن شماس بن جعفر، يأتي ذكره في الّذي بعده.
782- بغيض بن عامر
بن شمّاس بن لأي بن أنف الناقة جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميميّ السعديّ. كان من رؤساء بني تميم في الجاهليّة، وأدرك الإسلام ولم يرد في شيء من الطرق أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وله ذكر في خلافة عمر.
وروى أبو الفرج الأصبهانيّ، من طريق أبي عبد اللَّه بن الأعرابي، وأبي عبيدة، ويونس ابن حبيب وغيرهم من أهل الأخبار- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولّى الزّبرقان بن بدو بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب صدقات بني تميم، ثم أقرّه أبو بكر على عمله، ثم قدم على عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئة الشاعر بقرقرى [ (1) ] ومعه ابناه أوس، وسوادة، وبناته، وامرأته، فعرفه الزّبرقان، فقال: أين تريد؟ قال: العراق، لأصادف من يكفيني عيالي وأصفيه مدحي. فقال: لقد لقيته، قال: من؟ قال: أنا. قال: من أنت؟ قال: الزّبرقان بن بدر، فسر إلى أمّ بدرة، وهي بنت صعصعة بن ناجية عمة الفرزدق، وهي امرأة الزّبرقان، بكتابي.
فسار إليها، فبلغ ذلك بغيض بن عامر وإخوته وبني عمه منهم بغيض بن شمّاس.
وعلقمة بن هوذة، وشمّاس بن لأي، والمخبّل وغيرهم، وكانوا ينازعون الزبرقان بن بدر الرئاسة، وكانت بين الزبرقان وبين علقمة مهاجاة فدسّوا إلى أم بدرة أن الزبرقان يريد أن يتزوج بنت الحطيئة، ولذلك أمرك أن تكرميه، فجفته أم بدرة، فأرسل بغيض وأهله إلى الحطيئة أن ائتنا، فنحن أحسن لك جوارا من الزبرقان، وأطعموه ووعدوه، فتحوّل إليهم.
فلما جاء الزّبرقان بلغه الخبر، فركب إليهم، فقال لهم: ردّوا عليّ جاري، فأبوا حتى كاد أن يكون بينهم حرب، فحضرهم أهل الحيّ، فاصطلحوا على أن يخيّروه، فاختار بغيضا ورهطه.
ويقال: إن الزّبرقان استعدى عليهم عمر فأمرهم أن يخيّروه، قال: فجعل الحطيئة يمدحهم من غير أن يتعرّض للزبرقان، فلم يزل كذلك حتى أرسل الزبرقان إلى شاعر من النّمر بن قاسط يقال له دثار بن شيبان، فهجا بغيضا وآل بيته، فلما سمع الحطيئة شعر دثار حمى لجيرانه، فقال أبياته التي منها:
__________
[ (1) ] قرقرى: بتكرير القاف والراء وآخره مقصور: باليمامة وإذا خرج الخارج من الوشم إلى جهة الجنوب ويجعل العارض شمالا فإنه يعلو قرقرى، أرض فيها قرىّ وزروع ونخيل كثيرة وعليها يمرّ قاصد اليمامة من البصرة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1079، 1080.(1/471)
ما كان ذنب بغيض لا أبا لكم ... في بائس جاء يحدو آخر النّاس [ (1) ]
[البسيط] وهي طويلة، فكان من استعداء الزبرقان عمر على الحطيئة وحبسه إياه، وكان ما كان.
وذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمّرين» عن الأصمعيّ، وذكر من القصيدة قوله:
ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ... ذا فاقة حلّ في مستوعر شاس [ (2) ]
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لن يذهب العرف بين اللَّه والنّاس.
[البسيط]
[الباء بعدها العين]
783 ز- بعاطر الأسقفّ.
يأتي ذكره في ضغاطر.
[الباء بعدها الكاف]
784 ز- بكاء الراهب.
من أهل الشام، أدرك الإسلام، وشهد للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالرسالة، ولم يذكر له وفادة.
ذكر الهيثم بن عديّ في «الأخبار» ، عن سعيد بن العاصي، قال: لما قتل أبي العاصي ابن سعيد بن العاصي يوم بدر كنت في حجر عمّي أبان بن سعيد بن العاص، فخرج تاجرا إلى الشام فمكث سنة، ثم قدم، وكان يكثر السبّ لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأوّل شيء سأل عنه أن
__________
[ (1) ] من يفعل ... عن اللَّه والناس البيت من البسيط، وهو للحطيئة في ديوانه ص 109، والخصائص 2/ 489، وشرح الأشموني 3/ 587. والشاهد فيه حذف الفاء من أول الجملة الاسمية «اللَّه يشكرها» الواقعة جوابا لشرط جازم وذلك للضرورة الشعرية، ويروى «من يفعل الخير لا يعدم جوازيه» والشاهد في هذه الرواية أن جوازيه جمع جاز ويجوز أن يكون جمع جزاء وجاز أن يجمع جزاء على جواز لمشابهة المصدر اسم الفاعل.
[ (2) ] البيت في ديوان الحطيئة ص 45 هكذا:
ما كان ذنب بغيض لا أبا لكم ... في بائس جاء يحدو آخر الناس
روي البيت في مختارات ابن الشجري:
ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ... ذا فاقة حلّ في مستوعر شاس
قال ابن الشجري في تعليقه على البيت السابق:
هذه رواية حماد الرواية ورواية الأصمعي:
في بائس جاء يحدو آخر الناس
ورواية حماد أجود، لئلا يتكرر «الناس» في القافية، فيكون إيطاء قبيحا، يقال مكان شأس وشأز وعر أي لم يكن له ذنب حين دعاني فأحسن إليّ لأنه رآني ضائعا.(1/472)
قال: ما فعل محمد؟ فقال له عمي عبد اللَّه: هو واللَّه أعزّ ما كان وأعلاه أمرا، فسكت أبان ولم يسبّه كما كان يسبّه، ثم صنع طعاما، وأرسل إلى سراة بني أمية، فقال لهم: إني كنت بقرية فرأيت بها راهبا يقال له: «بكاء» لم ينزل إلى الأرض أربعين سنة، فنزل يوما فاجتمعوا ينظرون إليه، فجئت فقلت له: إن لي حاجة، فخلا بي، فقلت: إني من قريش، وإنّ رجلا منّا خرج يزعم أن اللَّه أرسله، قال: ما اسمه؟ قلت: محمد. قال: منذ كم خرج؟ قلت: منذ عشرين سنة، قال: ألا أصفه لك؟ قلت: بلى قال: فوصفه فما أخطأ من صفته شيئا، ثم قال لي: هو واللَّه نبيّ هذه الأمة، واللَّه ليظهرنّ، ثم دخل صومعته، وقال لي: اقرأ عليه السلام، قال: وكان ذلك في زمن الحديبيّة.
785 ز- بكر [ (1) ] بن عبد اللَّه [ (2) ] .
له ذكر في الفتوح، وعقد له عمر على أذربيجان، نقلته من التاريخ المظفري.
786 ز- بكير
بن علي بن تميم بن ثعلبة بن شهاب بن لأم الطائيّ. له إدراك، ولولده مسعود ذكر بالكوفة في زمن الحجاج، وكان فارسا، ذكره ابن الكلبيّ.
[الباء بعدها الهاء]
787- بهدل الطائي
له إدراك، وقتلت أمه أم قرفة في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعاش هو إلى أن قتل يحيى بن جعدة بن هبيرة في زمن ابن الزبير فأقيد به ذكره البلاذريّ في «الأنساب» .
[الباء بعدها الياء]
788 ز- بياض بن سويد
بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جناب الكلبي. أدرك الجاهلية، ثم أسلم في عهد عمر. ذكره ابن عساكر في ترجمة ابنه جوّاس.
789- بيرح بن أسد الطاحي [ (3) ] ،
من أهل عمان. هاجر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فوجده قد مات.
روى حديثه أحمد وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق جرير بن حازم. عن الزبير بن حريث، عن أبي لبيد، قال: خرج رجل من أهل عمان يقال له بيرح بن أسد مهاجرا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالمدينة فوجده قد مات، فبينا هو في بعض الطرق لقيه عمر بن الخطاب فأدخله على أبي بكر الصديق ... فذكر الحديث في فضل عمان.
__________
[ (1) ] في أبكير.
[ (2) ] أسد الغابة ت (488) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، معرفة الصحابة 3/ 174، أسد الغابة ت (508) ، الاستيعاب ت (225) .(1/473)
وقال الرّشاطيّ: قدم المدينة بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأيّام وكان قد رآه، كذا قال.
790- بيرزطن الهندي-
شيخ كان في زمن الأكاسرة. له خبر مشهور في حشيشة القنب، وأنه أول من أظهرها بتلك البلاد واشتهر أمرها عنه باليمن. ثم أدرك هذا الشيخ الإسلام فأسلم.
ذكره الشّيخ حسن بن محمّد الشّيرازيّ في كتاب «السّوانح» عن شيخه [الشيخ] [ (1) ] جعفر بن محمد الشّيرازي.
القسم الرابع من حرف الباء الموحدة فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا وبيان ذلك
الباء بعدها الألف
791- باب بن عمير.
ذكره العسكري في فضل من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا.
قلت: وليست له رواية عن أحد من الصحابة، وإنما روايته عند أبي داود عن بعض التابعين.
792- باذان ملك الهند.
ذكر ابن مفوّز، قال: لما قتل كسرى بعث باذان بإسلامه وإسلام من معه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. حكاه ابن هشام، هكذا أورده الذّهبيّ في التّجريد بعد أن ذكر باذان الفارسيّ من الأبناء، وهو المذكور في القسم الثالث، ولم أر من فرق بينهما قبله.
وقوله: ملك الهند- فيه نظر. والصّواب ملك اليمن. ثم ذكر الذّهبيّ ثالثا فقال: باذان ملك اليمن، ذكره الواقدي فيمن أسلم من أهل سبإ [ (2) ] .
قلت: فهذا هو الأول قطعا.
الباء بعدها الجيم
793- بجير بن بجرة الطائي [ (3) ]
- قال الذّهبيّ في التّجريد: مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وفرّق بينه
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] سبأ: بفتحتين وهمزة آخره، وقصيرة: أرض باليمن مدينتها فأرب بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام تفرّق أهلها في البلاد وصار كل قوم منهم إلى جهة لما جاءهم سيل العرم كما في القرآن الكريم انظر مراصد الاطلاع 2/ 687.
[ (3) ] الوافي بالوفيات 10/ 79.(1/474)
وبين بجير بن بجرة الطائي، له ذكر في قتال أهل الردّة، وهما واحد.
794- بجير بن عبد
بن الحضرميّ- استدركه ابن فتحون، وعزاه لتفسير الثعلبيّ، وأنه نزل فيه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ... [النحل: 103] الآية. وهو تصحيف، فقد رواه عبد بن حميد في تفسيره عن يونس، عن شيبان، عن قتادة، فقال:
يحنّس بياء وحاء مهملة ونون مشدّدة ثم سين مهملة. والمشهور في اسمه جبر كما سيأتي في حرف الجيم إن شاء اللَّه تعالى.
الباء بعدها الحاء
795- بحراة بن عامر [ (1) ]-
كذا سماه ابن عبد البر، والصواب بيحرة كما تقدم.
796- بحيرا الراهب
ذكره ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، وقصته معروفة في المغازي، وما أدري أدرك البعثة أم لا؟ وقد وقع في بعض السّير عن الزهريّ أنه كان من يهود تيماء. وفي «مروج الذّهب» للمسعوديّ أنه كان نصرانيا من عبد القيس يقال له جرجيس، فأما قصته فذكر ابن إسحاق في المغازي أن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام فخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم معه، فلما نزل الركب بصرى وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان إليه علم النصرانية. فلما نزل الركب، وكانوا كثيرا ما ينزلون فلا يكلمهم، فرأى بحيرا محمّدا صلّى اللَّه عليه وسلم والغمامة تظلله، فنزل إليهم وصنع لهم طعاما وجمعهم عنده، فتخلّف محمد لصغره في رحالهم، فأمرهم أن يدعوه فأحضره بعضهم، فجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده كان يجدها عنده من صفته.
فلما فرغوا جعل يسأله عن أشياء من حاله، وهو يخبره، فيوافق ذلك ما عنده، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه، فأقبل على عمه، فقال: ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه من يهود، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده.
ويقال: إن نفرا من أهل الكتاب رأوا منه ما رأى بحيرا، فأرادوه فردّهم عنه بحيرا وذكّرهم اللَّه وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم لا يستطيعون الوصول إليه، فلم يزل بهم حتى صدّقوه، ورجعوا.
ورجع به أبو طالب إلى بلده بعد فراغه من تجارته بالشّام.
وذكر أبو نعيم في «الدّلائل» ، عن الواقديّ، وكذا هو في «طبقات ابن سعد» عنه
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (361) ، الاستيعاب ت (230) تجريد أسماء الصحابة 1/ 43، الوافي بالوفيات 10/ 77.(1/475)
بإسناده أنه كان له حينئذ اثنتا عشرة سنة، وذكر القصة مبسوطة جدّا، وزاد: إن أولئك النفر كانوا من يهود.
وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الأشعريّ أخرجها التّرمذيّ وغيره، ولم يسم فيها الراهب، وزاد فيها لفظة منكرة، وهي قوله: وأتبعه أبو بكر بلالا، وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهّلا، ولا اشترى يومئذ بلالا. إلا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث.
وفي الجملة هي وهم من أحد رواته.
وأخرج ابن مندة من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن ابن عباس- أن أبا بكر الصديق صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم ابن عشرين، وهم يريدون الشام في تجارة. حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شيء، فقال له: من الرجل الّذي في ظلّ السّدرة؟ فقال: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب، فقال: هذا واللَّه نبيّ، ما استظل نحتها بعد عيسى ابن مريم إلا محمّد.
ووقع في قلب أبي بكر التصديق، فلما بعث نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم اتبعه، فهذا إن صحّ يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب.
وفي «شرف المصطفى لأبي سعيد النّيسابوريّ» أنّه صلّى اللَّه عليه وسلم مرّ ببحيرا أيضا لما خرج في تجارة خديجة ومعه ميسرة، وأن بحيرا قال له: قد عرفت العلامات فيك كلها إلا خاتم النبوة فاكشف لي عن ظهرك، وأنه كشف له عن ظهره فرآه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أنّك رسول اللَّه النبي الأمي الّذي بشرّ به عيسى ابن مريم، ثم ذكر القصّة مطولة جدا. فاللَّه أعلم.
وإنما ذكرته في هذا القسم، لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه، وهو مسلم لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا به. ومات على ذلك. فقولنا: مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل واللَّه أعلم.
797- بحينة [ (1) ] .
ذكره عبدان في الصحابة، وأخرج عن عباس الدّوري عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة، قال: مرّ بي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا منتصب أصلي بعد صلاة الفجر، فقال: «اجعلوا بينهما فصلا» .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (375) .(1/476)
قال أبو موسى: كذا ترجمه، وروى الحديث: والصّواب ما رواه خيثمة بن سليمان، عن السري بن يحيى، عن أبي نعيم بهذا الإسناد، فقال: عن ابن بحينة.
قلت: وقد بين أحمد بن حازم بن أبي عروة في مسندة الواهم فيه فأخرجه عن أبي نعيم كما رواه عباس سواء، ثم قال بعده: قال لنا أبو نعيم: إنما هو ابن بجينة، ولكن كذا قال لنا- يعني عبد السلام- قال أبو موسى: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن ابن ثوبان على الصواب. ثم ساقه من مسند أحمد كذلك.
798- بحيرة بن عامر.
حكى ابن قانع أن بعضهم صحّف بيحرة، فقال بحيرة والصّواب بيحرة كما تقدم.
الباء بعدها الدال
799- البداء بن عاصم اللّخمي.
روى أبو علي الكرابيسي في كتاب القضاء من طريق عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: خرج البدّاء بن عاصم وتميم الداريّ مسافرين. ومعهما رجل من بني سهم، فذكر الحديث في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ... [المائدة: 106] الآية. أخرجه عن معلى بن منصور. عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك.
وقد أخرجه البخاريّ والتّرمذيّ والطّبرانيّ وأبو داود وغيرهم من طرق متعددة عن ابن أبي زائدة، فاتفقوا على أنه عدي بن بدّاء، ولم يقع عند أحد منهم البداء بن عاصم، فلعله كان فيه عدي بن بدّاء بن عاصم فسقط لفظ عديّ، واللَّه أعلم.
وسيأتي ذكر عديّ في حرف العين إن شاء اللَّه تعالى.
800- البداح بن عدي الأنصاريّ [ (1) ]
قال ابن حبان: يقال له صحبة، وفي القلب من كثرة الاختلاف في إسناده.
وذكره الباورديّ، وهو وهم نشأ عن تصحيف، فإنه أخرج من طريق روح بن القاسم، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن البداح بن عدي، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رخّص للرّعاء- الحديث.
وهذا قد رواه مالك وغيره عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم عن أبي البدّاح بن عاصم بن عديّ وهو الصّواب.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 37.(1/477)
وكذلك أخرجه أبو داود من رواية ابن عيينة، عن محمد بن أبي بكر بن حزم على الصّواب.
ورأيت في حواشي السّنن لابن القيّم الحنبليّ الجزم بأن زوج جميلة بنت يسار أخت معقل بن يسار اسمه البدّاح بن عاصم بن عدي، وكنيته أبو عمرو، فإن كان هذا محفوظا فهو أخو أبي البدّاح التابعيّ، واللَّه أعلم.
801 ز- بديل، [ (1) ] غير منسوب-
قال ابن مندة: خرج في الصحابة، وذكره أهل المعرفة في التابعين، ثم روي عن موسى بن سروان عن بديل، قال: كان كمّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الرّسغ.
قلت: بديل شيخ موسى هو ابن ميسرة العقيلي، وهو تابعي صغير، وجلّ روايته عن التابعين.
الباء بعدها الذال
802- بذيمة [ (2) ]
والد علي- وهو بفتح أوله وكسر الذال المعجمة، ذكر في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن سقط في الإسناد.
قال ابن مندة: ذكره ابن صاعد في الصحابة، وروى عن أحمد بن منيع، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن الوليد بن ثعلبة، عن علي بن بذيمة، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فذكر حديثا في الدعاء انتهى كلام ابن مندة.
وذكره أبو نعيم، وقال: هو وهم، ولم يبيّن وجه الوهم، وهو سقوط أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود بين علي وأبيه، وإنما الحديث من مسند عبد اللَّه بن مسعود، بيّنه مسعر في روايته عن عليّ بن بذيمة عن أبي عبيدة عن أبيه، أخرجه الحاكم في المستدرك وسأذكر الحديث إن شاء اللَّه تعالى في ترجمة سالم بن عوف بن مالك.
وبذيمة ليس له صحبة ولا رؤية ولا رواية، وإنما هو من أبناء الأكاسرة، أسر وهو صغير في قتال الفرس، فوهبه سعد بن أبي وقّاص لجابر بن سمرة، وذلك يوم المدائن [ (3) ] .
ذكر ذلك ابن سعد في «الطّبقات» .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (385) ، الاستيعاب ت (169) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 46 وأسد الغابة ت (386) .
[ (3) ] المدائن: جمع مدينة وإنما سميت بذلك لأنها كانت مدنا، كلّ واحدة منها إلى جنب الأخرى فأوّلها المدينة العتيقة ثم مدينة الإسكندر ثم طيسفون ثم أسفانبر ثم الروميّة وقيل: هي سبع مدائن بين كل مدينة والأخرى مسافة بعيدة أو قريبة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1243.(1/478)
الباء بعدها الراء
803- البراء بن الجعد
بن عوف [ (1) ] ذكره ابن الجوزيّ في تلقيحه، هكذا أورده الذهبيّ في التجريد مستدركا، وهو وهم، فكأنه نسب إلى جده: وهو البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف. وقد تقدم.
804- البراء بن قبيصة [ (2) ]
قال أبو موسى: ذكره عبدان، وقال: رأيته في التذكرة، ولا أعلم له صحبة.
قلت: ذكره في «التّابعين» البخاريّ وابن أبي حاتم عن أبيه، وآخرون، ووقع عند البخاري البراء بن قبيصة بن أبي عقيل الثقفي.
805- برذع بن زيد
بن عامر. ذكره ابن الأمين مستدركا على الاستيعاب. وقد تقدم أنه هو ابن زيد النّعمان بن زيد بن عامر، فسقط من نسبه من زيد إلى زيد فلا يستدرك.
806- بريح بن عرفجة [ (3) ] .
كذا ذكره ابن مندة في حرف الموحدة، ووهمه أبو نعيم، وهو تصحيف قال ابن مندة: روى عبد الرحمن المحاربي عن ليث عن زياد بن علاقة عن بريح بن عرفجة أو شريح. قال: ورواه غيره عن ليث، فقال عرفجة بن بريح [ (4) ] ، وهو الصّواب.
807- بريدة بن سفيان الأسلمي [ (5) ]
تابعي مشهور مضعّف عندهم، قال ابن حبان، في التابعين: قيل: إن له صحبة، وذكره عبدان لحديث أرسله، ووهم فيه أيضا في بعض الأسماء، وذلك أنه روى من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن الزهري، عن بريدة بن سفيان الأسلمي أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث عاصم بن عدّي، وزيد بن الدّثنة، وخبيب بن عديّ، ومرثد بن أبي مرثد، فذكر الحديث في قصة قتل عاصم وغيره، ووهم في قوله عاصم بن عدي، وإنما هو عاصم بن ثابت.
والحديث مخرج في الصّحيحين، من طرق عن الزهريّ، عن عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة على الصّواب.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 46.
[ (2) ] أسد الغابة ت (390) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، معرفة الصحابة 3/ 185، وأسد الغابة ت (397) .
[ (4) ] في أشريح.
[ (5) ] أسد الغابة ت (399) .(1/479)
الباء بعدها السين
808- بسر-
بضم أوله وسكون المهملة- ابن الحارث، وهو أبيرق بن عمرو- كذا ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله فصحّفه، وإنما هو بشر [ (1) ]- بكسر أوله وبالمعجمة.
809- بسر-
بالضم وإسكان المهملة- ابن محجن الديليّ [ (2) ] . تابعي مشهور، جزم بذلك البخاريّ والجمهور، ذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، وأخرجوا من طريق ابن إسحاق عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن بسر بن محجن، قال: صليت الظهر في منزلي، ثم خرجت بإبل لي لأضربها، فمررت برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يصلّي الظهر في مسجده ... الحديث.
وقد سقط من الإسناد قوله: عن أبيه. وقد أخرجه مالك، ومن طريقه النسائي عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، وكذلك أخرجه أحمد من رواية الثوريّ، عن زيد بن أسلم، قال ابن مندة: هذا الصّواب.
810- بسبس بن عمرو الجهنيّ [ (3) ] ،
حليف بني ساعدة بن الخزرج فرّق ابن مندة بينه وبين بسبسة بن عمرو الّذي بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عينا، وهما واحد.
ذكر بشر بالكسر وإسكان المعجمة
811- بشر الثقفي [ (4) ] .
أورده ابن شاهين وابن عبد البر فيمن اسمه بشر- بالكسر وسكون المعجمة فصحّفه، وإنما هو بشير- بزيادة ياء كما تقدّم في القسم الأول.
812- بشر [ (5) ]
بن صحار العبديّ ذكره عبدان في الصّحابة، وروي من طريق مسلم بن قتيبة عنه. قال: رأيت ملحفة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مورّسة، وأدركت مربط حمار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عفيرا، وكنت أدخل بيوت أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأنال سقفها قال أبو موسى: بشر هذا هو
__________
[ (1) ] في أبشير.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، تهذيب التهذيب 1/ 431، الكاشف 1/ 153، تقريب التهذيب 1/ 97 تهذيب الكمال 1/ 143، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 123 الثقات 4/ 79، الوافي بالوفيات 10/ 134 التحفة اللطيفة 1/ 371 التاريخ الكبير 2/ 124، الجرح والتعديل 2/ 423، ميزان الاعتدال 1/ 309 تاريخ الإسلام 3/ 303، بقي بن مخلد 792.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، معرفة الصحابة 3/ 175.
[ (4) ] في الاستيعاب ترجمة رقم (186) .
[ (5) ] الجرح والتعديل 2/ 1369، دائرة معارف الأعلمي 13/ 135، أسد الغابة ت (428) .(1/480)
ابن صحار بن عباد بن عمرو من أتباع التابعين، يروي عن الحسن وغيره، ورؤيته للملحفة وغيرها لا تصيّره صحابيا.
قلت: وقد روي عن بشر بن صحار أبو عاصم النبيل وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما من شيوخ البخاري. وذكره ابن حبان في الثقات، وفي الصحابة صحار العبديّ آخر غير والد هذا سيأتي ذكره في موضعه.
813- بشر بن عاصم
بن سفيان الثقفي [ (1) ] . وهم من ذكره في الصحابة وإنما هو من أتباع التابعين. وقد شرحت ذلك في القسم الأول، وعكس ابن الأثير الأمر، فأنكر على البخاريّ إيراده لبشر بن عاصم الّذي لم ينسب في الصحابة وجعله ترجمة مفردة عن بشر بن عاصم بن سفيان، ولم يجعله صحابيا، وصنيع البخاري هو الصواب لمن له أدنى تأمل.
814- بشر الغنوي [ (2) ] ،
والد عبد اللَّه بن بشر- ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله.
قلت: وهم في التفرقة بينه وبين بشر الغنوي، ويقال الخثعميّ المقدّم ذكره، فهو والد عبد اللَّه كما تقدم.
ذكر بشير بفتح أوله وزيادة ياء
815- بشير بن تيم [ (3) ] .
ذكره ابن أبي شيبة في الصحابة، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن الأجلح، عن أبيه، عن عكرمة، عن بشير بن تيم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فادى بأهل بدر فداء مختلفا، وقال للعباس: «أفد نفسك ... » الحديث.
قلت: هو مقلوب، وإنما هو الأجلح، عن بشير بن تيم، عن عكرمة. وبشير بن تيم شيخ مكيّ يروي عن التابعين، وأدركه سفيان بن عيينة، ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، ولبشير بن تيم خبر آخر مرسل، ذكره بسببه عبدان، فأخرج من طريق سعيد بن مزاحم، عن
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 32، تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، 50، 52، 54، تهذيب التهذيب 1/ 453، تقريب التهذيب 1/ 99، تهذيب الكمال 1/ 149، الطبقات 286، تلقيح فهوم الأثر 378، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 127، المصباح المضيء 2/ 32501، العقد الثمين 3/ 370، 371، التاريخ الصغير 1/ 320، طبقات علماء إفريقيا وتونس 192، التاريخ الكبير 2/ 77، الجرح والتعديل 2/ 360 بقي بن مخلد 887، أسد الغابة ت (429) ، الاستيعاب ت (193) .
[ (2) ] الثقات 3/ 31، تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، التاريخ الكبير 2/ 81 التاريخ الصغير 1/ 306، دائرة معارف الأعلمي 13/ 143، ذيل الكاشف رقم 131، أسد الغابة ت (437) ، الاستيعاب ت (187) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، معرفة الصحابة 3/ 123، أسد الغابة ت (448) .(1/481)
معروف بن خرّبوذ، عن بشير بن تيم، قال: لما كان ليلة مولد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رأى موبذان كسرى خيلا وإبلا قطعت دجلة ... القصّة بطولها.
816- بشير أبو جميلة [ (1) ] ،
من بني سليم- ذكره ابن مندة وعزاه لابن سعد، وتعقبه أبو نعيم بأن الصواب بشر أبو جميلة، وهو كما قال.
817- بشير بن الحارث [ (2) ]
بن سريع بن بجاد العبسيّ- ذكره الباوردي والطبريّ فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من بني عبس، استدركه ابن فتحون في الموحدة، وكذا استدركه ابن الأثير، فوهما جميعا. والصواب أنه يسير- بضم التحتانية بعدها مهملة مصغّرا، كذا ضبطه الحفّاظ، وسيأتي في حرف الياء التحتانية إن شاء اللَّه تعالى على الصواب.
818- بشير بن راعي العير [ (3) ] .
ذكره عمر بن شبّة في الصحابة، كذا استدركه ابن فتحون، وهو تصحيف لا شكّ فيه، وإنما هو بسر- بضم أوله وسكون المهملة على الصّواب كما تقدّم في القسم الأول.
819- بشير بن زيد الأنصاري-
ذكره الحاكم، وقال مسانيده عزيزة، وأورد له من طريق محمد بن إسحاق البلخي، حدثني عمر بن قيس بن بشير، عن أبيه عن جده- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأصرم: «الأحمق» .
قال البيهقيّ في «الشّعب» : وهم فيه الحاكم من ثلاثة أوجه أو أربعة: أحدها: قوله عمر بن قيس، وإنما هو عمرو. وثانيها: قوله: بشير- يعني بموحدة مفتوحة بعدها معجمة مكسورة، وإنما هو يسير بضم التحتانية بعدها مهملة مصغّرا، وثالثها: في رفع الحديث، وإنما هو موقوف، ورابعها في جعله صحابيا. وإنما له إدراك.
قلت: وبقي عليه أنه وهم في قوله: بشير بن زيد، وإنما هو بشير بن عمرو، وفي كونه نسبه أنصاريا، وإنما هو عبدي، وقيل كنديّ.
820- بشير بن عمرو [ (4) ]-
ولد في عام الهجرة، قال بشير: توفّي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين، وروي أنه كان عريف قومه في زمن الحجاج، توفي سنة خمس وثمانين، هكذا ذكره أبو عمر لم يزد على ذلك. وصحف في هذا الاسم، وهو بشير بن عمرو الّذي نبّه
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (451) معرفة الصحابة 3/ 123.
[ (2) ] الاستيعاب ت (198) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (425) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (466) ، الاستيعاب ت (205) .(1/482)
لبيهقي عليه في الّذي قبله، وهو الّذي يقال له أسير بن جابر، وقيل هو غيره وأرخ ابن سعد وفاته سنة خمس وثمانين.
وقال أبو نعيم: كان عريفا في زمن الحجاج، ثم روي عن عمرو بن قيس عن أبيه عن جده بشير، وقال: قبض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين.
وقد صحف فيه أيضا ابن شاهين، فإنه ذكر في الصّحابة في الموحدة: بشير بن عمرو، ثم ساق حديثا من طريق عمرو بن قيس بن بشير بن عمرو عن أبيه عن جدّه، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان إذا أخذ عطاءه أمسك نفقة سنة- الحديث موقوف.
وهذا هو يسير بن عمرو، ويقال أسير بالهمزة. وقال علي بن المديني: أهل البصرة يقولون أسير بن جابر، وأهل الكوفة يقولون أسير بن عمرو. ورجّح البخاريّ الثاني، وأشار إلى تليين قول من قال فيه ابن جابر. وقال غيره: أسير بن عمرو بن جابر. واللَّه أعلم.
821- بشير [ (1) ] ،
والد أيوب روى عنه ابنه أيوب في معجم ابن قانع ومسند البزّار هكذا، وأورده الذّهبيّ في التّجريد فكرره وهما، وهو بشير بن أكّال المتقدم.
822- بشير بن زيد الضبعي [ (2) ]-
صوابه ابن يزيد. وقد تقدم.
823 ز- بشير-
بضم أوله مصغرا- ابن كعب العدوي [ (3) ] . ذكره ابن شاهين و [ابن] عبدان في الصحابة، وقال عبدان: ذكره بعض مشايخنا، ولا نعلم له صحبة، وهو رجل قد قرأ الكتب، قال: وروى طاوس عن ابن عباس أنه قال لبشير بن كعب عدّ في حديث كذا.
قلت: أخرج ذلك مسلم، قال عبدان: وحدثنا عبد الجبار، حدثنا سفيان، عن عمر، وسمعت طلق بن حبيب يحدّث عن بشير بن كعب، قال: جاء غلامان شابان إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقالا: يا رسول اللَّه، أنعمل فيما جفّت به الأقلام؟ الحديث.
وكذا أخرجه ابن شاهين من طريقين عن سفيان.
قال أبو موسى: هذا يوهم أن لبشير صحبة، وليس كذلك: وإنما هو مرسل.
قلت: قد قدمت أن ابن عساكر خلطه بآخر يقال له بشير بن كعب شهد اليرموك، ولو
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 52.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، الوافي الوفيات 10/ 162، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 61.
[ (3) ] تهذيب التهذيب 47111، تقريب التهذيب 1/ 104، تهذيب الكمال 1/ 154، الطبقات 207، الوافي بالوفيات 10/ 165، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 132 التاريخ الصغير 1/ 193، طبقات فقهاء اليمن 2، أسد الغابة ت (476) .(1/483)
كان هذا شهد اليرموك لأدرك كبار الصحابة، لكنا لم نجد له رواية عن أقدم من أبي ذر وأبي الدّرداء، وقيل: إن روايته عنهما مرسلة. واللَّه أعلم.
824 ز- بشير المازني،
أبو عبد اللَّه، ذكره ابن قانع في تضاعيف من اسمه بشير فصحف، فإنه ساق من طريق يزيد بن حمير، عن عبد اللَّه بن بشير، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نزل بهم فأتي بطعام وتمر ... الحديث. وفيه دعاؤه لهم.
وهذا حديث عبد اللَّه بن بسر المازني، وهو بضم أوله وسكون المهملة.
الباء بعدها العين
825- بعجة بن عبد اللَّه
بن بدر الجهنيّ [ (1) ]
ذكره عبدان، وأورد له حديثا مرسلا من طريق أسامة بن زيد، عن بعجة الجهنيّ، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يأتي على النّاس زمان خير النّاس فيه رجل آخذ بعنان فرسه ... »
الحديث.
قال عبدان: لا نعلم لبعجة صحبة ولا رؤية، وإنما الصحبة لأبيه.
قلت: وهو كما قال، والحديث المذكور في صحيح مسلم من رواية بعجة المذكور عن أبي هريرة، فكأن أبا هريرة سقط من تلك الرواية.
وبعجة تابعي مشهور، وثّقه النسائي وغيره، وأرّخ ابن حبان وفاته سنة مائة.
الباء بعدها اللام
826- بلز، أبو العشراء الدارميّ،
ذكره ابن مندة وغيره وهو خطأ، وإنما الصحبة لوالد أبي العشراء.
827- بلال بن حمامة [ (2) ]
- روى عنه كعب بن نوفل في زواج فاطمة.
قلت: فرق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذّن والحديث واه جدّا، ولو ثبت لكان هو بلال بن رباح المؤذن.
828 ز- بلال بن يحيى [ (3) ]-
ذكره الحسن بن سفيان في «الوحدان» ، وأخرج له من طريق محمد بن عثمان القرشي عن حبيب بن سليم، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ معافاة اللَّه
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (480) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (492) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، تهذيب التهذيب 1/ 505 تقريب التهذيب 1/ 160، تهذيب الكمال 1/ 165، التحفة اللطيفة 1/ 384، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 141، أسد الغابة ت (495) .(1/484)
العبد في الدّنيا أن يستر عليه سيّئاته» .
قال أبو نعيم: أراه العبسيّ الكوفيّ صاحب حذيفة.
قلت: وهو كما ظنّ، فإن حبيب بن سالم معروف بالرواية عنه، وهو تابعيّ معروف [حتى] قيل إن روايته عن حذيفة مرسلة.
وقد ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، وعن عمر بن الخطاب. وروى عن حذيفة ويقول: بلغني عن حذيفة.
829- بلال الفزاري-
ذكره بعضهم في الصحابة، واستدركه مغلطاي بخطه في حاشية أسد الغابة، وعزاه لابن أبي حاتم، وهو كما قال ذكره في الجرح والتعديل، فقال:
روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «إنّ الإسلام بدأ غريبا» .
قال: سألت أبي عنه فقال: مجهول.
قلت: وذكره في المراسيل، فقال: حديثه مرسل ولا صحبة له، وأظنه بلال بن مرداس. والحديث المذكور ذكره البخاريّ في تاريخه، فقال لنا إسحاق، عن جرير، عن ليث، عن بلال الفزاري ... فذكره، وبلال بن مرداس الفزاري الّذي أشار إليه أبو حاتم تابعي صغير يروي عن أنس.
[الباء بعدها الواو]
830- بودان [ (1) ]
ذكر علي بن سعيد العسكري، وأخرج من طريق ابن جريج عن ابن مينا، عنه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من اعتذر إليه أخوه المسلم ... »
[ (2) ] الحديث واستدركه أبو موسى، وقال: ذكره أيضا أبو بكر بن أبي عليّ، والمشهور جودان- بالجيم، قلت: وهو الصّواب، وكذا أخرجه ابن ماجة من هذا الوجه، كما سيأتي في موضعه. والأوّل تصحيف.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9457، وأسد الغابة ت (506) .
[ (2) ] أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2560 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 84 عن جابر بن عبد اللَّه ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 323 عن عائشة بلفظ قال العجلوني رواه أبو الشيخ عن عائشة مرفوعا وترجمه السخاوي من غير عزو لأحد بلفظ من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس ثم قال وللديلمي عنه في حديث رفعه من اعتذر قبل اللَّه معذرته.(1/485)
حرف التاء المثناة
القسم الأول
[باب التاء بعدها اللام]
831- التّلب بن ثعلبة [ (1) ]
بن ربيعة بن عطيّة بن أخيف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري. وقيل: أخو زينب بنت ثعلبة، وقيل في نسبه غير ذلك.
له صحبة وأحاديث، روى له أبو داود والنسائي، وقد استغفر له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ثلاثا.
وهو بفتح المثناة وكسر اللام بعدها موحدة خفيفة، وقيل: ثقيلة. وكان شعبة يقوله بالمثلثة في أوله. والأول أصح، قال أحمد: كان في لسان شعبة لثغة.
وأخيف في نسبه بضم أوله وخاء معجمة مصغّرا.
باب التاء بعدها الميم
832- تمّام بن عبيدة الأسدي [ (2) ]-
أسد خزيمة- ذكره ابن إسحاق في المهاجرين، وسيأتي ذكر أخيه الزبير.
833- تمام الحبشي [ (3) ]-
أحد الثمانية الذين قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من الحبشة تقدم ذكره في أبرهة.
834 ز- تمام بن يهودا-
ذكره الضّحاك بن مزاحم فيمن أسلم من أحبار يهود، واستدركه ابن فتحون.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 42 تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، تهذيب التهذيب 1/ 509، تقريب التهذيب 1/ 112، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 147- الطبقات 1/ 42، 178، تهذيب الكمال 1/ 167، الوافي بالوفيات 10/ 386، الكاشف 1/ 161، التاريخ الكبير 1/ 158، الإكمال 1/ 514 بقي بن مخلد 914، أسد الغابة ت (509) ، الاستيعاب ت (244) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، معرفة الصحابة 3/ 213، أسد الغابة ت (511) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (512) .(1/486)
835- تميم بن أسيد [ (1) ] ،
وقيل: أسد بن عبد العزّى بن جعونة بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعيّ.
قال ابن سعد: أسلم وصحب قبل فتح مكّة، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يجدّد أنصاب الحرم، ثم ساق بذلك سندا إلى ابن خثيم عن أبي الطّفيل، عن ابن عباس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره.
وأخرجه أبو نعيم وزاد: وكان إبراهيم وضعها يريه إياها جبريل. إسناده حسن.
وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج: أخبرني ابن خثيم عن محمد بن الأسود بن خلف ... فذكره، وزاد: وهو جدّ عبد الرحمن بن المطلب بن تميم.
وروى ابن إسحاق في «المغازي» من حديث ابن عباس قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة يوم الفتح على راحلة فطاف عليها [ (2) ] ... فذكر الحديث- قال: فما يشير إلى صنم منها إلا وقع لقفاه، وفي ذلك يقول تميم بن أسد الخزاعيّ:
وفي الأصنام معتبر وعلم ... لمن يرجو الثّواب أو العقابا
[الوافر] ورواه ابن مندة من وجه آخر، وقال: هذا حديث غريب تفرّد به يعقوب بن محمد الزهري.
836- تميم بن أسيد [ (3) ] ،
أبو رفاعة العدويّ مختلف في اسمه واسم أبيه، يأتي في «الكنى» ، فهو مشهور بكنيته.
837- تميم بن أوس الأسلمي.
ويأتي في الأخير.
838- تميم بن أوس بن حارثة [ (4) ] ،
وقيل: خارجة بن سود، وقيل: سواد بن جذيمة
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، الطبقات الكبرى 2/ 137، أسد الغابة ت (513) .
[ (2) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8/ 237 والحاكم في المستدرك 3/ 47 وقال هذا حديث صحح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 54 وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 68.
[ (3) ] طبقات ابن سعد 7/ 68، طبقات خليفة 258، 1375، تاريخ البخاري 2/ 151، الكنى 1/ 29 وفيه أبو رفاعة بن أسد، الجرح والتعديل 2/ 44، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، تهذيب الكمال 1604، تاريخ الإسلام 2/ 253، تذهيب التهذيب 4/ 212 رب، تهذيب التهذيب 12/ 96، خلاصة تذهيب الكمال 379، أسد الغابة ت (514) ، الاستيعاب ت (240) .
[ (4) ] الثقات 3/ 39، 4/ 87، تهذيب التهذيب 1/ 511، الطبقات 70، 305، بقي بن مخلد 132، تقريب التهذيب 1/ 113، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 145، الطبقات الكبرى 1/ 343، تهذيب الكمال 1/ 168، الوافي بالوفيات 10/ 4908، التحفة اللطيفة 1/ 389، الإكمال 4/ 88، الرياض المستطابة(1/487)
ابن ذراع بن عدي بن الدار، أبو رقيّة الدّاري. مشهور في الصّحابة.
كان نصرانيا، وقدم المدينة فأسلم، وذكر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قصة الجساسة والدجال، فحدّث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عنه بذلك على المنبر وعدّ ذلك من مناقبه.
قال ابن السّكن: أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم، ولهما صحبة.
وقال ابن إسحاق: قدم المدينة وغزا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال أبو نعيم: كان راهب أهل فلسطين وعابد أهل فلسطين، وهو أول من أسرج السراج في المسجد. رواه الطّبرانيّ من حديث أبي هريرة. وأول من قصّ، وذلك في عهد عمر، رواه إسحاق بن راهويه، وابن أبي شيبة.
انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان، وسكن فلسطين، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أقطعه بها قرية عينون [ (1) ] ، روى ذلك من طريق كثيرة.
وكان كثير التهجّد، قام ليلة بآية حتى أصبح، وهي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ ...
[الجاثية: 21] الآية. رواه البغوي في الجعديات بإسناد صحيح إلى مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم. فذكره.
وروى البغويّ في الصّحابة له قصة مع عمر فيها كرامة واضحة لتميم، وتعظم كثير من عمر له، وسأذكرها في ترجمة معاوية بن حرمل في قسم المخضرمين إن شاء اللَّه تعالى.
قال ابن حبّان: مات بالشام، وقبره ببيت جبرين [ (2) ] من بلاد فلسطين.
وقال البخاريّ: أبو هند الدّاري أخوه وتعقّب، ولكن قال ابن حبان: هو أخوه لأمه.
(تنبيه) جزم الذّهبيّ في التّجريد بأنّ صاحب الجام الّذي نزل فيه وفي صاحبه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ... [المائدة: 106] الآية- غير تميم
__________
[ (40،) ] المصباح المضيء 2/ 303، صفوة الصفوة 1/ 37، تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، الكاشف 1/ 167، المنمق 24 حسن المحاضرة 1/ 177، المحن 290، الأنساب 5/ 282، 1/ 266 علماء إفريقيا وتونس 2/ 87، التاريخ الكبير 1/ 150، الجرح والتعديل 1/ 440، صيانة صحيح مسلم 220، التبصرة والتذكرة 3/ 64، الزهد لوكيع 346 تراجم الأخبار 1/ 197، جامع الرواة 1/ 132، مشاهير علماء الأمصار 878، 353، تاريخ دمشق 10/ 482.
[ (1) ] عينون: بالفتح، قيل: هي من قرى بيت المقدس وقيل قرية من وراء البثنية من دون القلزم عن طريق الشام. انظر مراصد الاطلاع 2/ 979.
[ (2) ] بيت جبرين: لغة في جبريل، بليد بين بيت المقدس وغزة. انظر معجم البلدان 1/ 616.(1/488)
الداريّ، وعزاه لمقاتل بن حيان. وليس بجيد، لأن في الترمذي وغيره عن ابن عباس في قصة الجام أنه تميم الدّاري.
839- تميم بن بشر [ (1) ] .
يأتي بعده.
840- تميم بن جراشة [ (2) ]
الثقفيّ- بضم الجيم- ذكره مطيّن في الصّحابة. وروي من طريق أبي إسحاق بن سمعان الأسلمي، عن عبد العزيز بن الهيثم، عن أبيه، عن جدّه، عن تميم بن جراشة، قال: قدمت في وفد ثقيف على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمنا، وسألناه أن يكتب لنا كتابا فيه شروط ...
الحديث إسناده ضعيف، وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، وأبو يحيى هو سمعان.
841- تميم بن حارث [ (3) ]
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهميّ. قال الزّبير: قتل يوم أجنادين شهيدا، وقتل معه أخوه لأمّه سعيد بن عمرو التميمي، وأمهما من بني عامر بن صعصعة.
وذكره أبو الأسود، عن عروة، فيمن هاجر إلى الحبشة، وكذا ذكره الزهري. وسماه الواقدي نميرا- بنون في أوله مضمومة وبراء، وتقدم أن ابن إسحاق قال: بشير بن الحارث، فذكر أنه هاجر إلى الحبشة.
وقال البلاذريّ: تميم بن الحارث هاجر في الثانية إلى الحبشة، ومعه أخ له من بني تميم يقال له معبد، واستشهد تميم بالشام بأجنادين، وكان أبوه من المستهزءين.
842- تميم بن حجر الأسلميّ [ (4) ] .
قال ابن حبان والطبراني: له صحبة، ولم يخرج حديثه.
وقد ذكر ابن مندة عن ابن سعد أنه قال تميم بن أوس بن حجر أبو أوس الأسلميّ، كان ينزل ناحية العرج، وهو جدّ بريدة بن سفيان، ثم تعقّبه بأنه وهم.
__________
[ (1) ] دائرة معارف الأعلمي 24/ 26، أسد الغابة ت (516) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، المشتبه 1/ 149، دائرة معارف الأعلمي 14/ 126، الإكمال 3/ 129، أسد الغابة ت (517) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (518) ، الاستيعاب ت (236) .
[ (4) ] الثقات 3/ 41، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، الوافي بالوفيات 10/ 407، أسد الغابة ت (519) ، الاستيعاب ت (242) .(1/489)
والصّواب أبو تميم أوس بن عبد اللَّه بن حجر. وقد تقدم] [ (1) ] .
843- تميم بن ربيعة:
بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل الجهنيّ [ (2) ] .
ذكره هشام بن الكلبيّ، فقال: أسلم قديما، وشهد الحديبيّة، وبايع تحت الشّجرة.
وذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. وكذا [ (3) ] ابن فتحون في ذيله عن الطّبريّ.
844- تميم بن زيد الأنصاري [ (4) ] .
والد عباد، وأخو عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المازني في قول الأكثر. وقيل: هو أخوه لأمه. وأما أبوه فهو غزية بن عبد عمرو بن عطية بن خنساء، وبذلك جزم الدمياطيّ، تبعا لابن سعد.
قال ابن حبّان: تميم بن زيد المازني له صحبة، وحديثه عند ولده.
وروى البخاريّ في تاريخه، وأحمد بن أبي شيبة، وابن أبي عمرو البغوي، والطّبراني، والباوردي وغيرهم، كلّهم من طريق أبي الأسود، عن عباد بن تميم المازني عن أبيه. قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يتوضأ ويمسح الماء على رجليه. رجاله ثقات.
وأغرب أبو عمر فقال: إنّه ضعيف.
وقال البغويّ: لا أعلم روى عباد عن أبيه غير هذا، وتبعه غيره على ذلك. وفيه نظر، فقد أخرج له ابن مندة حديثين آخرين: أحدهما في الشّك في الحديث.
وقد وهم فيه ابن لهيعة، وإنما يعرف عن عمه، وثانيهما رويناه في الأول من فوائد العيسوي من طريق الليث، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن أبيه وعمه- أنهما رأيا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مضطجعا على ظهره ... الحديث.
وهو معروف لعباد عن عمه أيضا، لكن لا مانع أن يرويه عباد عنهما معا، وقد أخرجه الباوردي من طريق أبي بكر الهذلي عن الزهري، فقال: عن عباد، عن أبيه، أو عمه- على الشك واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تصحيفات المحدثين 676، تنقيح المقال 1454، دائرة معارف الأعلمي 14، 126، أسد الغابة ت (522) .
[ (3) ] في أوكذا حكاه ابن فتحون.
[ (4) ] الثقات 3/ 41، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، تهذيب الكمال 1/ 168، تقريب التهذيب 1/ 114، دائرة معارف الأعلمي 14/ 126، تراجم الأخبار 1/ 194، أسد الغابة ت (523) .(1/490)
845 ز- تميم بن زيد-
آخر، يأتي في ابن يزيد.
846- تميم بن سعد التميمي [ (1) ]-
كان في وفد تميم الّذي قدموا فأسلموا.
ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. وحكاه ابن فتحون في ذيله عن الطّبريّ.
847 ز- تميم بن سلمة [ (2) ] :
روى أبو موسى من طريق وهيب بن خالد، عن خالد الحذاء، عن رجل، عن تميم بن سلمة، قال: بينما أنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إذ انصرف من عنده رجل، فنظرت إليه موليا معتما بعمامة قد أرسلها من ورائه قلت: يا رسول اللَّه، من هذا؟
قال: «جبريل» .
وروى عليّ بن سعيد العسكريّ، من طريق زياد بن فيّاض، عن تميم بن سلمة- مرفوعا- في الّذي يرفع رأسه قبل الإمام. وهذا رجاله ثقات، وأظنه مرسلا، فإن تميم بن سلمة كوفي تابعي مشهور يروي عنه زياد بن فياض وغيره، ولا أعرف لزياد بن فياض رواية عن أحد من الصحابة.
848 ز- تميم بن عبد عمرو [ (3) ]
وقيل: إنه اسم أبي حسن الأنصاري، وهو مشهور بكنيته، وسيأتي في «الكنى» .
849- تميم بن معبد
بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم الأنصاريّ المازنيّ. ذكر أبو عمر في ترجمة أبيه أنهما شهدا أحدا، فاستدركه ابن فتحون وغيره.
850- تميم بن بشر [ (4) ]
بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ، أخو سفيان بن بشر.
شهد أحدا، ذكره ابن شاهين بإسناده، وكذا قال ابن ماكولا، وضبط والده نسر- بفتح
__________
[ (1) ] ذكر أخبار أصبهان 1- 239، أسد الغابة ت (524) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (525) ، الجرح والتعديل 1/ 441، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، تهذيب التهذيب 1/ 512، تهذيب التهذيب 1/ 113، الخلاصة 1/ 146، تهذيب الكمال 1/ 168، الوافي بالوفيات 10/ 417، الكاشف 1/ 168، تاريخ جرجان 389، التاريخ الكبير 2/ 153، طبقات ابن سعد 6/ 287، تاريخ خليفة 321، تاريخ الإسلام 3/ 306، الثقات 4/ 86، مشاهير علماء الأمصار 805.
[ (3) ] أسد الغابة ت (526) ، الثقات 3/ 41 تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، التحفة اللطيفة 1/ 390، الاستبصار 1/ 89، الاستيعاب ت (241) .
[ (4) ] دائرة معارف الأعلمي 14/ 128، أسد الغابة ت (530) ، الاستيعاب ت (235) .(1/491)
النون بعدها مهملة ساكنة ثم راء، وأما أبو موسى فقال: تميم بن بشر- بالموحدة والمعجمة، وساق نسبه فصحّف.
851- تميم بن يزيد [ (1) ] ،
أو ابن زيد، الأنصاريّ- روى ابن مندة من طريق أبي المليح الرقي: حدثنا أبو هاشم الجعفي، قال: دخلنا مسجد قباء وقد أسفروا، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمر معاذا أن يصلّي بهم- فذكر الحديث.
قال: لا يعرف إلا من هذا الوجه.
قلت: فيه انقطاع، وقد رواه عمر بن شبّة من وجه آخر عن أبي المليح، عن أبي هاشم، قال: جاء تميم بن زيد الأنصاريّ إلى مسجد قباء، فقال: ما يمنعكم أن تصلّوا؟
قالوا: ننتظر معاذا- فذكر الحديث- في صلاته بهم وشكوى معاذ منه، وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «هكذا فاصنعوا إذا احتبس الإمام» .
وفيه: فقال معاذ: ما استبقت أنا وتميم إلى خصلة من الخير إلا سبقني إليها، استبقيت أنا وهو إلى الشّهادة فاستشهد وبقيت.
852- تميم بن يعار
بن قيس [ (2) ] ، أو نسر، بن عديّ بن أمية بن خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.
ذكره عروة والزّهريّ وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا.
وذكره الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا جدّه بالنون والمهملة. وأما أبوه فأوله تحتانية ثم مهملة.
853- تميم مولى خراش [ (3) ]
بن الصمّة الأنصاريّ. قال ابن أبي حاتم: استخرج من المغازي. ولا رواية له، قال أبو عمر: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين خبّاب مولى عتبة بن غزوان.
وذكره الزّهريّ وعروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وخراش بمعجمتين في أوله وآخره.
854 ز- تميم الحبشي،
أحد الثمانية. تقدم ذكره في أبرهة.
855 ز- تميم مولى بني غنم [ (4) ]
بن السّلم بن مالك بن أوس الأنصاري. وقال هشام:
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 60، أسد الغابة ت (531) .
[ (2) ] دائرة معارف الأعلمي 14/ 128، أسد الغابة ت (532) ، الاستيعاب ت (234) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (521) ، الاستيعاب ت (239) .
[ (4) ] الطبقات الكبرى 3/ 483، الجرح والتعديل 2/ 440، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 201، الاستيعاب ت (237) .(1/492)
كان مولى سعد بن خيثمة، وكان سعد من بني غنم، ذكره الزهري وابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، قال: شهد بدرا ستة من الأعاجم، منهم: بلال، وتميم. انتهى.
والسلم بكسر السين المهملة.
[التاء بعدها الواو والياء]
856- التوأم، أبو دخان [ (1) ]-
روى ابن مندة من طريق شعبة بن دخان بن التوأم، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ هذا الشّعر سجع من كلام العرب» .
وقال ابن مندة: إسناده مجهول، وهو وهم.
وأخرج له ابن قانع حديثا آخر من رواية جرير، عن مغيرة، عن أبيه، عن شعبة بن توأم، عن أبيه- رفعه: «لا حلف في الإسلام» . قال: هذا خطأ.
والصّواب رواية هشيم عن مغيرة، فقال: عن شعبة عن قيس بن عاصم.
857 ز- التّيّهان الأنصاريّ [ (2) ]
والد أسعد، ذكره ابن قانع وابن شاهين وابن مندة هنا.
وذكره ابن السّكن في النون، وكأنه أرجح، ويأتي ذكر حديثه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
القسم الثاني في ذكر من له رؤية
[التاء بعدها الميم]
858- تمام بن العباس [ (3) ]
بن عبد المطلب الهاشميّ ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، أصغر الإخوة العشرة. أمّه أم ولد كان العباس يقول:
تموا بتمام فصاروا عشرة
قاله الزبير بن بكار.
وقال أبو عمر: كل ولد العباس له رؤية، وللفضل وعبد اللَّه سماع.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 460، أسد الغابة ت (534) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 60.
[ (3) ] طبقات خليفة ت 1976، التاريخ الكبير 2/ 157، أنساب الاشراف 3/ 67، المعرفة والتاريخ 1/ 361، الوافي بالوفيات 10/ 396، العقد الثمين 3- 381، تعجيل المنفعة 43، أسد الغابة ت (510) ، الاستيعاب ت (243) .(1/493)
قال ابن السّكن: يقال كان أصغر إخوته، وكان أشد قريش بطشا، ولا يحفظ له عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم رواية من وجه ثابت.
وقال ابن حبّان في «ثقات التّابعين» : حديثه عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل، وإنما رواه عن أبيه.
قلت: اختلف علي منصور
عن أبي علي الصّيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «استاكوا هكذا» [ (1) ]- رواه الثوري، وأكثر أصحاب منصور. وأخرجه أحمد وغيره، ورواه عمر بن عبد الرحمن الأبّار عن منصور فقال: عن تمام عن أبيه. أخرجه البزّار، والحاكم، ورواه شيبان عن منصور، عن أبي علي، عن جعفر بن العباس، عن أبيه.
وفي رواية: عنه، عن جعفر بن تمام، عن أبيه.
وروى عن الثّوريّ عن منصور، عن الصّيقل، عن قثم بن تمام، أو تمام بن قثم، عن أبيه، أخرجه أحمد عن معاوية بن هشام عنه، ومعاوية سيء الحفظ، وليّ تمّام المدينة في زمان عليّ، قال خليفة وغيره: ومات في [ ... ] .
قلت: والإخوة العشرة هم: الفضل، وعبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وقثم، ومعبد، وعبد الرّحمن، وكثير، وصبيح، ومسهر، وتمام، وكلهم متفق عليه إلا الثامن والتاسع فتفرّد بذكرهما هشام بن الكلبي.
قال الدّار الدّارقطنيّ في الإخوة: لا يتابع عليه.
859 ز- تميم بن إياس
بن البكير الليثي- تقدم ذكر أبيه. وتميم ذكره أبو يونس في «تاريخه» ، وقال: شهد فتح مصر، وقتل بها مع من استشهد.
قلت: وكان ذلك سنة عشرين، ومقتضاه أن يكون ولد في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
860-[تميم بن غيلان
بن سلمة الثقفي [ (2) ] قال البغوي: يقال: إنه ولد في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم] ، وكذا قال ابن شاهين.
وفي تاريخ البخاريّ من طريق ابن جريج، عن تميم بن غيلان الثقفي، عن عبد الرحمن بن عوف- رفعه: يا عبد الرحمن لا تغلبنّ على اسم العشاء.
وقال ابن أبي حاتم: روى عنه عبد العزيز بن أبي داود، وأورد البغويّ وابن شاهين
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 297 عن أبي خيرة الصباحي ولفظه استاكوا بهذا.
[ (2) ] التاريخ الكبير 2/ 153، الجرح والتعديل 2/ 441، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 209، وأسد الغابة ت (528) .(1/494)
وابن قانع وغيرهم من طريق المفضل بن تميم بن غيلان عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وخالد بن الوليد أو غيره، وأمرهم أن يكسروا طاغية ثقيف- الحديث.
قال ابن مندة: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو مرسل.
القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره
[التاء بعدها الباء والميم]
861 ز- تبيع الحميري [ (1) ]
ابن امرأة كعب الأحبار. أدرك الجاهليّة. وذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل الشام، وذكره أبو بكر البغدادي في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي الصحابة، وقال: كان رجلا دليلا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفّي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأسلم مع أبي بكر.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الشاميين. وذكر ابن يونس في تاريخ مصر أنه مات سنة إحدى ومائة، وأخرج له النسائي.
862 ز- تميم بن حذلم [ (2) ] .
أدرك الجاهليّة، ووفد في عهد أبي بكر.
روى البخاريّ في تاريخه من طريق الأعمش عن العلاء بن بدر، عن تميم بن حذلم، قال: أدركت أبا بكر وعمر- وذكر جماعة، فما رأيت أزهد في الدنيا مثل ابن مسعود.
وأخرج البخاريّ حديثه في «الأدب المفرد» .
863-[تميم بن مالك
له إدراك، كان ممن قاتل يوم الدار، فقتل حينئذ ذكره ابن عساكر في ترجمة حفيده الأزدي محمد بن شيبة] [ (3) ] .
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 452، طبقات خليفة ت 2893، تاريخ ابن عساكر 9/ 257 ب، تهذيب الكمال ص 168، تاريخ الإسلام 4/ 95، تذهيب التهذيب 1/ 793، تهذيب التهذيب 1/ 508، خلاصة تذهيب التهذيب 55، تهذيب ابن عساكر 3، 342.
[ (2) ] التاريخ لابن معين 2/ 67، التاريخ الكبير 2/ 152، طبقات ابن سعد 6/ 206، طبقات خليفة 143، الجرح والتعديل 2/ 442، المعرفة والتاريخ 2/ 547، تهذيب الكمال 4/ 328، الإكمال لابن ماكولا 1612، تهذيب التهذيب 1/ 512، تقريب التهذيب 1/ 113، خلاصة تذهيب التهذيب 55، تاريخ الإسلام 2/ 79.
[ (3) ] هذه الترجمة مثبتة من أ.(1/495)
864 ز- تميم بن مقبل
بن عوف بن حنيف بن قتيبة بن العجلان بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو كعب- ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء وقال: أدرك الإسلام فأسلم، وكان يبكي أهل الجاهلية، وبلغ مائة وعشرين سنة، وله خبر مع عمر بن الخطاب حين استعداه على النجاشي الشاعر، لأنهما كانا يتهاجيان. والقصة مشهورة [ (1) ] [رويناها في كتاب «المجالسة» ، وذكرها ثعلب في «فوائده» من رواية أبي الحسن بن مقسم عنه، قال: قال أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر بن الخطاب على النجاشي فقال: يا أمير المؤمنين، هجاني فأعدني عليه، قال: يا نجاشيّ، ما قلت؟ قال: يا أمير المؤمنين، قلت ما لا أرى عليّ فيه إثما، وأنشد:
إذا اللَّه جازى أهل لؤم بذمّة ... فجازى بني العجلان رهط ابن مقبل
قبيلته لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون النّاس حبّة خردل
[الطويل] فقال عمر: ليتني من هؤلاء.
فقال:
ولا يردون الماء إلّا عشيّة ... إذا صدر الورّاد عن كلّ منهل
[الطويل] فقال عمر: ما على هؤلاء متى وردوا.
فقال:
وما سمّي العجلان إلّا لقوله ... خذ القعب واحلب أيّها العبد واعجل
[الطويل] فقال عمر: خير القوم أنفعهم لأهله.
فقال تميم: فسله عن قوله:
أولئك أولاد الهجين وأسرة اللّئيم ... ورهط العاجز المتذلّل
[الطويل] فقال عمر: أما هذا فلا أعذرك عليه، فحبسه وضربه] [ (2) ] .
__________
[ (1) ] في أوالقصة مشهورة وفيها قول النجاشي المذكور فيه فجاء ابني العجلان رهط ابن مقبل.
[ (2) ] سقط في أ.(1/496)
865- تميم بن نذير العدوي،
يكنى أبا قتادة. مشهور بكنيته. وقيل اسمه بدير بن قنفذ، حكاه خليفة.
قال البزّار: أدرك الجاهليّة، وسمع من عمر بن الخطاب، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا.
وأخرجه الباورديّ وابن السّكن في الصّحابة، وأخرجا من طريق حميد بن هلال عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أيّها النّاس ابتاعوا أنفسكم من اللَّه من مال اللَّه ... [ (1) ] »
الحديث.
ورجاله ثقات.
قال ابن السّكن ليس في حديثه ما يدلّ على صحبته، وقد أدخله جماعة في المسند.
وذكره ابن حبّان في «الثّقات» ، وابن سعد في الأولى، من تابعي البصريين ممن أدرك عمر.
قلت: حديثه عن عمر في صحيح مسلم.
866 ز- تميم بن ورقاء الخثعميّ:
أدرك الجاهليّة، وكان عريف قومه في عهد عمر، وبعثه معاوية بفتح قيساريّة [ (2) ] إلى عمر.
ذكره ابن عساكر في ترجمة الحكم بن عبد الرحمن من طريق هشام بن عمار: حدثنا يزيد بن سمرة، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء- وكان ممن شهد قيسارية- قال: حاصرها معاوية سبع سنين ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف، فدلّهم النطاق على عورة، وكان من الرهون، فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالحمل، وكان في يوم الأحد، وهم بالكنيسة، فلم يشعروا إلا بالتكبير، فكان بوارهم.
قال يزيد بن سمرة: فبعثوا بالفتح إلى عمر مع تميم بن ورقاء عريف خثعم، فقام عمر فقال: ألا إن قيسارية قد فتحت قسرا.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16179، 16180 وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان والديلميّ وابن النجار عن أنس والباوردي وابن السكن والخرائطي في مكارم الأخلاق عن تميم بن يزيد ابن أبي قتادة العدوي قال ابن حجر في الأطراف نظيف الإسناد ولم أر من صححه.
[ (2) ] قيساريّة: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء وياء مشدّدة، بلدة على ساحل بحر الشام تعدّ من فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام وقيساريّة: مدينة كبيرة في بلاد الروم كانت ملك بني سلجوق.
انظر مراصد الاطلاع 3/ 1139.(1/497)
القسم الرابع فيمن ذكر على سبيل التصحيف والغلط
[التاء بعدها اللام والميم
867 ز- تليد بن كلاب الليثي:
استدركه الذهبي في التجريد، فقال: حديثه في مسند أحمد قول ذي الحويصرة أعدل، رواه ابن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن مقسم، عن رجل، عنه.
قلت: والحديث المذكور وقع في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي، من مسند الإمام أحمد، وليس لتليد بن كلاب فيه رواية، بل له فيه مجرّد ذكر، قال الإمام أحمد:
حدّثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي العباس مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي، وهو يطوف بالبيت معلّقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة- فساق الحديث بطوله.
وكذا أخرجه الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي.
وقد تبيّن أنّ مقسما أخذ هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي مشافهة، وليس في السّياق ما يقتضي أن يكون لتليد صحبة ولا له فيه رواية.
868- تميم بن أسد الخزاعي:
استدركه أبو موسى، وقال: قال عبدان: لم نجد له شيئا. انتهى.
والظّاهر أنه أراد تميم بن أسيد الّذي تقدّم أولا، وبذلك جزم ابن الأثير، وكأنه لما تغيّر اسم أبيه ظنّه آخر، وقوّى ذلك عنده قول عبدان لم نجد له شيئا، مع أن له رواية موجودة.
869 ز- تميم بن أوس الأسلمي،
صوابه أبو تميم أوس بن عبد اللَّه بن حجر، وقد تقدم.
870- تميم بن الحمام الأنصاريّ [ (1) ] .
ذكره ابن مندة، وروى من طريق محمد بن مروان السدي، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قتل تميم بن الحمام ببدر، وفيه وفي غيره نزلت: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ ... [البقرة 154] الآية.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 206، أسد الغابة ت (520) .(1/498)
قال أبو نعيم: اتفقوا على أنه عمرو بن الحمام، وأن السّدّيّ صحّفه، وتبعه بعض الناس.
871 ز- تميم- غير منسوب. [ (1) ] :
قال ابن مندة: يقال إنه الداريّ، ولا يصح.
روى حديثه: موسى بن علي عن يزيد بن الحصين عن تميم، قال: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن سبإ أرجلا كان أو امرأة؟ الحديث.
قال ابن مندة: هكذا رواه عبد الوهاب بن عبدة، عن أبي عمرو، عن الليث عنه قال:
وأبو عمرو مجهول.
وقد رواه موسى عن أبيه عن يزيد بن الحصين مرسلا ليس فيه تميم.
قلت: أخرجه ابن مردويه، من طريق زيد بن الحباب، عن موسى كذلك: لكن أخرجه ابن أبي خيثمة عن عبد الوهاب بن عبدة. عن عثمان بن كثير. عن الليث، عن موسى ابن علي، عن يزيد بن حصين، عن تميم الدّاريّ- أن رجلا ... فذكره.
ففيه تعقب عليّ بن مندة من وجهين:
أحدهما: قوله إن أبا عمرو مجهول، فقد عرف أنه عثمان بن كثير.
ثانيها: قوله: يقال: إنه تميم الداريّ، ولا يصحّ، فقد صرّح ابن أبي خيثمة أنه تميم الداريّ، وكونه روى مرسلا لا يقدح في كون تميم المذكور هو الدّاريّ واللَّه أعلم.
والحديث معروف لفروة بن مسيك الآتي في حرف الفاء. أخرجه الترمذيّ، وروي مثله عن ابن عباس، أشار إليه الترمذيّ ووصله ابن مردويه.
[التاء بعدها الياء المثناة من تحت]
872- التّيّهان الأنصاري،
والد أبي الهيثم ذكره مطيّن في الصحابة، وتبعه الطّبراني والباورديّ وابن حبّان، فأخرج مطيّن من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم التيمي، عن أبي الهيثم بن التّيّهان. عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في قصة عامر بن الأكوع بخيبر، قال ابن مندة: وهو خطأ، والصّواب عن ابن أبي الهيثم عن أبيه، أخطأ فيه مطّيّن.
قلت: بل الواهم فيه يونس بن بكير، وهكذا هو في المغازي له، والحق أن التيّهان لم يدرك الإسلام.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 210، أسد الغابة ت (533) .(1/499)
حرف الثاء المثلثة
القسم الأول
[الثاء بعدها الألف]
873- ثابت بن إثلة
الأنصاري الأوسي [ (1) ] ، من بني عمرو بن عوف.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر. واستدركه أبو موسى عن عبدان، وحرّف ابن عبد البر أباه كما سأنبّه عليه في القسم الرابع.
874- ثابت بن أقرم [ (2) ]
بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي، حليف الأنصار. ذكره موسى بن عقبة في البدريين.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، قال:
ثم أخذ الراية- يعني في غزاة مؤتة [ (3) ]- ثابت بن أقرم بعد قتل ابن رواحة، فدفعها إلى خالد بن الوليد.
وكذا رواه ابن مندة من حديث أبي اليسر بإسناد ضعيف.
وروى الواقديّ، عن أبي هريرة، قال: شهدت مؤتة، فقال لي ثابت بن أقرم: إنك لم تشهدنا ببدر، إنا لم ننصر بالكثرة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (537) .
[ (2) ] الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 1/ 60، جامع الرواة 1/ 134، معجم الثقات 248، الطبقات الكبرى 3/ 92، 4/ 253، المعرفة والتاريخ 3/ 257، الوافي بالوفيات 10/ 453، الاستبصار 1/ 300 العبر 1/ 13، المصباح المضيء 1/ 262، أصحاب بدر 156، تاريخ الإسلام 3، 4، الجرح والتعديل 2/ 448، رياض النفوس 34، أسد الغابة ت (539) ، الاستيعاب ت (250) .
[ (3) ] مؤتة: بالضم ثم واو مهموزة ساكنة وتاء فوقها نقطتان وبعضهم لا يهمز، بها قبر جعفر بن أبي طالب وزيد بن أبي حارثة وعبد اللَّه بن رواحة على قبر كل منهما بناء منفرد. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1330.(1/500)
واتفق أهل المغازيّ على أن ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر، قتله طليحة بن خويلد الأسديّ، وقال عمر لطليحة بعد أن أسلم: كيف أحبّك وقد قتلت الصالحين: عكّاشة ابن محصن، وثابت بن أقرم؟ فقال طليحة: أكرمهما اللَّه بيدي ولم يهني بأيديهما.
وقد خالف ذلك عروة، فأخرج الطّبرانيّ من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة قبل الغمرة من نجد، أميرهم ثابت بن أقرم، أصيب فيها ثابت بن أقرم.
فهذا ظاهره أنه قتل في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ويمكن تأويل قوله: أصيب- أي بجراحة فلم يمت.
قلت: والغمرة بفتح الغين المعجمة.
875- ثابت بن الجذع [ (1) ] ،
واسمه ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاريّ السلميّ.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، فيمن استشهد بالطائف. وذكره أيضا ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، في أهل العقبة، لكن وقع في رواية الطبراني من طريق موسى بن عقبة ثابت بن أجذع. وهو تصحيف.
876- ثابت بن الحارث [ (2) ]
الأنصاري. [نسبه ابن يونس في «تاريخ مصر» ] [ (3) ] ، ويقال:
ابن حارثة. قال ابن أبي حاتم: عن أبيه ثابت بن الحارث الأنصاريّ:
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى عن قتل رجل شهد بدرا، فقال: «وما يدريك لعلّ اللَّه قد أطلع أهل بدر [ (4) ] ...
وروى الحسن بن سفيان، وابن سعد، والطّبرانيّ من طريق ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث الأنصاريّ، قال: قسّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غنائم خيبر فقسم لسهلة بنت عاصم بن عديّ الأنصاري ولابنة لها ولدت. إسناده قوي، لأن رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة [من قوى حديث ابن لهيعة] .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (540) ، الاستيعاب ت (245) .
[ (2) ] تاريخ الثقات 89، الجرح والتعديل 101- 450، تعجيل المنفعة 61، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، ذيل الكاشف 159، أسد الغابة ت (541) ، الاستيعاب ت (269) .
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 99 عن علي بن أبي طالب كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا.
ومسلم في الصحيح 4/ 1941 عن عبيد اللَّه بن أبي رافع كاتب علي ... الحديث كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أهل بدر ... (36) حديث رقم (161/ 2494) ، وأحمد في المسند 1/ 79- 80.(1/501)
وأخرجه البغويّ عن كامل بن طلحة عن ابن لهيعة، قال: حدثني الحارث نحوه، وقال: لا أعلم له غيره.
قلت: له عند الطّبرانيّ من هذا الوجه حديث آخر. وعند ابن مندة آخر
أخرجه من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث الأنصاري، قال: كان رجل منا من الأنصار قد نافق، فأتى ابن أخيه يقال له ورقة فقال: يا رسول اللَّه إن عمي قد نافق، ائذن لي أن أضرب عنقه- فقال: «إنّه قد شهد بدرا وعسى أن يكفّر عنه» .
الحديث.
وهو الّذي أشار إليه أبو حاتم.
877- ثابت بن حسّان [ (1) ]
- يأتي في ابن خنساء.
878- ثابت بن خالد بن النعمان [ (2) ] ،
وقيل ابن عمرو بن النعمان بن خنساء بن عسيرة ابن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وابن الكلبيّ فيمن شهد بدرا.
وذكره القدّاح فيمن استشهد يوم بئر معونة، وخالفه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، فذكره فيمن استشهد باليمامة، وكذا ذكره الواقديّ، لكن سمّى جده عمرا بدل النعمان.
وكان له ابنتان دبيّة ورقيّة، ولهما صحبة.
[وعسيرة في نسبه بالمهملة والتّصغير. وقال ابن هشام: بالمعجمة] [ (3) ] .
879- ثابت بن خنساء [ (4) ] ،
ويقال ابن حسان، بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عامر ابن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقديّ فيمن شهد بدرا. أما الواقديّ فقال: ابن خنساء، وأما الآخران فقالا: ابن حسان. وغفل أبو عمر
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (542) .
[ (2) ] الثقات 3، 45، تجريد أسماء الصحابة 1، 61، الطبقات الكبرى 3/ 486، جامع الرواة 1/ 134، الوافي بالوفيات 10/ 457، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، الاستبصار 1/ 75، أصحاب بدر 214، أسد الغابة ت (543) ، الاستيعاب ت (248) .
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 61، معرفة الصحابة 3/ 247، جامع الرواة 1/ 134، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، أسد الغابة ت (544) ، الاستيعاب ت (249) .(1/502)
فزعم أن الواقديّ تفرّد بذكره في البدريين، فكأنه ظن أنه غير ابن حسان الّذي ذكره ابن إسحاق وموسى، وأبو عمر أخذه من كلام ابن شاهين، فإنه قال ثابت بن خنساء، وساق نسبه. شهد بدرا في رواية الواقدي.
880- ثابت بن الدّحداح [ (1) ]
بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار. وكان بلويّا حالف بني عمرو بن عوف. ويقال ثابت بن الدحداحة. ويكنى أبا الدحداح، وأبا الدحداحة.
روى الطّبرانيّ من طريق ابن إسحاق: حدثني موسى بن يسار، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في جنازة ثابت بن الدحداح ... الحديث.
وهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة، لكنه لم يسمّه، قال: صلّينا على ابن الدحداح، وفي رواية: على أبي الدحداح.
وروى الباورديّ من طريق ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي عدي، عن عكرمة- أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس- أن ثابت بن الدحداحة سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فنزلت:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ... [البقرة 222] الآية.
وقال الواقديّ في غزوة أحد: حدثني عبد اللَّه بن عمار الخطميّ، قال: أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد، فقال: يا معشر الأنصار، إن كان محمد قتل فإنّ اللَّه حيّ لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، فحمل بمن معه من المسلمين فطعنه خالد فأنفذه فوقع ميتا.
قال الواقديّ: وبعض أصحابنا يقول: إنه خرج ثم برأ من جراحته. ومات بعد ذلك على فراشه مرجع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الحديبيّة. فاللَّه أعلم.
881- ثابت بن دينار [ (2) ]
يأتي في ثابت بن قيس.
882- ثابت بن ربيعة [ (3) ]
من بني عوف بن الخزرج الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
883- ثابت بن الربيع الأنصاريّ [ (4) ] .
ذكره عبدان، وروى له من طريق ابن لهيعة عن
__________
[ (1) ] معجم الثقات 248، تنقيح المقال 1493، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، أسد الغابة ت (545) ، الاستيعاب ت (254) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 61، أسد الغابة ت (546) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 62، معرفة الصحابة 3/ 246، أسد الغابة ت (548) ، الاستيعاب ت (255) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (547) .(1/503)
يزيد بن أبي حبيب، قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ثابت بن الربيع يعوده فبكى النساء ...
الحديث. وفيه: «فإذا وجب فعلا أسمعنّ صوت باكية» .
قال أبو موسى: الحديث مشهور من رواية جابر بن عتيك، وفيه: إن المنزول به عبد اللَّه بن ثابت.
قلت: هو في «الموطّأ» وغيره، وكأن ابن لهيعة خلط فيه، لكن يحتمل أن تكون القصة تعدّدت لاختلاف مخرج الحديث.
884- ثابت بن رفاعة الأنصاري [ (1) ]
- ذكره ابن مندة وابن فتحون،
وروى ابن مندة من طريق عبد الوهاب بن سعيد عن قتادة أنّ عمّ ثابت بن رفاعة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّ ثابتا يتيم في حجري فما يحلّ لي من ماله؟ قال: «أن تأكل بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله [ (2) ] » .
هذا مرسل، رجاله ثقات.
885- ثابت بن رويفع [ (3) ] ،
ويقال رفيع الأنصاريّ.
قال ابن أبي حاتم: ثابت بن رفيع له صحبة، سمعت أبي يقول: هو شاميّ، وهو عندي رويفع بن ثابت.
وقال ابن السّكن: نزل مصر.
وروى البخاريّ عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن زياد المصفر، عن الحسن البصريّ، أخبرني ثابت بن رفيع من أهل مصر، وكان يؤمّر على السرايا، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إيّاكم والغلول» [ (4) ] .... الحديث.
هكذا أخرجه في تاريخه، وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن مسعود وغيرهما عن عبيد اللَّه بن موسى.
أخرجه ابن مندة وابن السّكن وغيرهما عن عبيد اللَّه بن موسى.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 62، معرفة الصحابة 3/ 242، أسد الغابة ت (549) .
[ (2) ] ذكره السيوطي في الدر 2/ 122 والمتقي الهندي في الكنز (40500) .
[ (3) ] الثقات 3/ 45، تجريد أسماء الصحابة 1/ 62، الوافي بالوفيات 10/ 458، الجرح والتعديل 2/ 451، جامع الرواة 1/ 138، التاريخ الكبير 162، تنقيح المقال 1498، دائرة معارف الأعلمي 14/ 175، بقي ابن مخلد 836، أسد الغابة ت (550) ، الاستيعاب ت (265) .
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 128، 5/ 318، 330، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1693.
والدارميّ في سننه 2/ 230، والطبراني في الكبير 18/ 260، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11047، 11048.(1/504)
قال ابن السّكن: لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية.
قلت: ولها طريق أخرى رواها أبو بكر الهذلي، عن عطاء الخراسانيّ، عن ثابت بن رفيع.
وقال ابن يونس في تاريخ مصر: ثابت بن رويفع بن ثابت بن السّكن الأنصاريّ. روى عن أبي مليكة البلوي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وقد روى الحسن البصريّ عن ثابت بن رفيع من أهل مصر، وأظنه ثابت بن رويفع هذا، فإن أباه معروف الصحبة في المصريين.
886- ثابت بن زيد الحارثي،
أبو زيد الّذي جمع القرآن. كذا سمّاه محمد بن سعد عن أبي زيد النحويّ، وزعم أنه جده. وقيل اسمه قيس، وهو قول الأكثر، وله ولد اسمه ثابت تابعي.
887- ثابت بن زيد
بن قيس بن زيد [ (1) ] بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
شهد أحدا، ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله.
888- ثابت بن زيد
بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي [ (2) ] ، أخو سعد بن زيد.
شهد أحدا، ذكره ابن شاهين بالإسناد الماضي.
889- ثابت بن زيد [ (3) ]
بن وديعة. يأتي في ابن وديعة، اختلف في اسم أبيه.
890- ثابت بن سفيان [ (4) ]
بن عدي بن امرئ القيس بن عمرو بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، شهد هو وابناه سماك والحارث أحدا، وقتل الحارث يومئذ.
ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله.
891- ثابت بن سماك [ (5) ]
بن ثابت بن سفيان، حفيد الّذي قبله. ذكره ابن شاهين
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 7- 1- 17، الجرح والتعديل 2/ 451، أسد الغابة ت (551) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (552) ، الاستيعاب ت (252) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (553) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (554) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (555) .(1/505)
أيضا، وذكره أبو موسى فقال: كأن الأب والابن والجدّ شهدوا أحدا.
قلت: وبهذا جزم العدويّ والطّبريّ.
892- ثابت بن الصّامت الأنصاري الخزرجيّ [ (1) ] ،
أخو عبادة بن الصّامت. ذكره ابن الأثير في ترجمة الّذي بعده.
893- ثابت
بن الصّامت بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهلي [ (2) ] .
ذكره ابن السّكن وغيره، وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وروى ابن خزيمة، من طريق ابن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصّامت، عن أبيه عن جده، قال: صلّى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتفّا به يقيه برد الأرض.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن ماجة، لكن وقع عنده عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن ثابت. وسقط منه: عن أبيه، عن جدّه، فأوهم أنّ الصّحبة لعبد اللَّه بن عبد الرحمن، وليس كذلك.
وقال ابن السّكن: يقال إن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية، والصحبة لابنه عبد الرحمن، وجزم بهذا أبو عمر تبعا لابن سعد.
قال ابن سعد في هذا الحديث: وهل، إما أن يكون عن ابن لعبد الرحمن بن عبد الرحمن عن أبيه عن جدّه، وإما أن يكون عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ليس فيه عن جدّه، لأنّ الّذي صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وروى عنه عبد الرحمن بن ثابت لا أبوه، وعمدة ابن سعد في ذلك قول هشام بن الكلبي إن ثابت بن الصّامت مات في الجاهليّة.
وسيأتي في ترجمة عبد الرحمن بن ثابت أن الصّامت الّذي مات في الجاهلية هو والد عبادة، وليس هو أشهليا.
وأغرب ابن قانع فذكر الصّامت والد ثابت هذا في الصحابة، وساق هذا الحديث من
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (556) ، الجرح والتعديل 2/ 453، الثقات لابن حبان 3/ 45، تجريد أسماء الصحابة 1/ 63، تهذيب التهذيب 2/ 6، تقريب التهذيب 1/ 115، معرفة الصحابة 3/ 228.
[ (2) ] الثقات 3/ 45، تجريد أسماء الصحابة 3/ 63، تهذيب الكمال 1/ 171، 4/ 356، الطبقات 1/ 78، تقريب التهذيب 1/ 15، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 148، تهذيب التهذيب 2/ 6، الوافي بالوفيات 10/ 458 الاستبصار 1/ 226، الكاشف 1/ 170، تلقيح فهوم الأثر 387، الاستيعاب ت (262) .(1/506)
وجه آخر عن ابن أبي شيبة، فقال: عن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، عن جدّه، فكأنه سقط من روايته ابن، وكأنه عن ابن عبد الرحمن.
894 ز- ثابت بن صهيب [ (1) ]
بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيّان- بمعجمة ثمّ تحتانية مشددة- الساعدي.
ذكر ابن سعد وابن شاهين أنه شهد أحدا، وكذا الطبريّ.
895- ثابت بن الضّحاك [ (2) ]
بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن عمرو بن الخزرج.
قال ابن مندة: ذكره ابن سعد، ولا يعرف له حديث. ذكره البرقي وذكر له حديثا.
وذكر الواقديّ أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا.
896- ثابت بن الضّحّاك [ (3) ]
بن خليفة بن ثعلبة بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ.
شهد بيعة الرضوان، كما ثبت في صحيح مسلم من رواية أبي قلابة أنه حدثه بذلك.
وذكر ابن مندة أن البخاريّ ذكر أنه شهد بدرا.
وتعقّبه أبو نعيم فقال: إنما ذكر البخاريّ أنه شهد الحديبيّة.
قلت: وذكر التّرمذيّ أيضا أنه شهد بدرا.
وقال ابن شاهين، عن ابن أبي داود وابن السّكن من طريق أبي بكر بن أبي الأسود:
كان ثابت بن الضّحاك الأشهلي رديف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الخندق ودليله إلى حمراء الأسد [ (4) ] ، وكان ممن بايع تحت الشّجرة.
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 8/ 371، دائرة معارف الأعلمي 14/ 175، أسد الغابة ت (557) ، الاستيعاب ت (251) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (558) ، الاستيعاب ت (260) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (559) ، الاستيعاب ت (261) ، الثقات 3/ 44، تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، تهذيب التهذيب 2/ 8، الوافي بالوفيات 10/ 458، عنوان النجابة 1/ 52، الاستبصار 1/ 18، التحفة اللطيفة 1/ 392، حلية الأولياء 1/ 351، الكاشف 1/ 171، التاريخ الكبير 2/ 165، الجرح والتعديل 2/ 453، تلقيح فهوم الأثر 368، المغازي للواقدي 448، مقدمة مسند بقي بن مخلد 93، تاريخ أبي زرعة 2/ 685، المعرفة والتاريخ 1/ 322، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65.
[ (4) ] حمراء الأسد: الأسد أحد الأسد بالمد والإضافة وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة والحمراء:
اسم لمدينة لتلة بالأندلس وهي مدينة قديمة فيها آثار عجيبة وهي على نهر طنتس والحمراء أيضا: من قرى سنحان باليمن. انظر معجم البلدان 2/ 346.(1/507)
وقال أبو عمر- تبعا للواقديّ: ولد سنة ثلاث من الهجرة، ومات سنة خمس وأربعين.
قلت: وهو غلط، فلعله ولد سنة ثلاث من البعثة، فإن من يشهد الحديبيّة سنة ستّ ويبايع فيها كيف يكون مولده بعد الهجرة بثلاث فيكون سنه في الحديبيّة ثلاث سنين؟
والأشبه أن الّذي ولد سنة ثلاث هو الّذي قبله. واللَّه أعلم.
وقال أبو حاتم: بلغني عن ابن نمير أنه قال: هو والد زيد بن ثابت، فإن كان قال ذلك فقد غلط، فإن أبا قلابة لم يدرك زيد بن ثابت، فكيف يدرك أباه وهو يقول: حدثني ثابت بن الضّحاك؟
قلت: ولعل ابن نمير لم يرد ما فهموه عنه، وإنما أفاد أنّ له ابنا يسمى زيدا لا أنه والد زيد بن ثابت الفقيه المشهور.
وقال البغويّ، عن أبي موسى هارون بن عبد اللَّه: يكنى أبا زيد، مات في أيام ابن الزبير. وكذا أرّخه الطّبريّ، وابن سعد، وأبو أحمد الحاكم، وزاد بعضهم سنة أربع وستين.
وقال عمرو بن عليّ: مات سنة خمس وأربعين، ولعله تبع الواقديّ.
897- ثابت بن طريف المرادي [ (1) ] .
يأتي في القسم الثالث.
898- ثابت بن [أبي] عاصم [ (2) ] .
ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأورد له من طريق ثعلبة بن مسلم عنه حديثا، ولم يذكر فيه سماعا.
وثعلبة من أتباع التابعين لم يلحق أحدا من الصحابة، قال أبو نعيم: هو بالتابعين أشبه.
899- ثابت بن عامر بن زيد الأنصاريّ [ (3) ] .
شهد بدرا، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وتبعه أبو عمر، فقيل: إنه وهم، والصّواب ثابت بن عمرو بن زيد الآتي.
900- ثابت بن عبيد الأنصاريّ [ (4) ] .
شهد بدرا ثم شهد صفين وقتل بها، ذكره أبو عمر.
__________
[ (1) ] الأنساب 13/ 362، الثقات 4/ 94، تنقيح المقال 1511، الإكمال 3/ 403، دائرة معارف الأعلمي 14/ 175، أسد الغابة ت (560) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 63، معرفة الصحابة 3/ 254، أسد الغابة ت (561) .
[ (3) ] تنقيح المقال 1512، دائرة معارف الأعلمي 17114. وأسد الغابة ت (562) ، الاستيعاب ت (257) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (563) ، الاستيعاب ت (259) .(1/508)
901- ثابت بن عتيك [ (1) ]
بن النعمان بن عمرو بن مبذول الأنصاريّ.
قتل يوم جسر أبي عبيد سنة خمس عشرة، قاله موسى بن عقبة وعروة وغيرهما.
902- ثابت
بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية بن مالك [ (2) ] بن عمرو بن عوف [ (3) ] الأوسي.
ذكر ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله- أنه شهد هو وإخوته: الحارث، وعبد الرحمن، وسهل- أحدا، وأمّهم أم عثمان بنت معاذ بن فروة الخزرجية.
وكذا ذكره العدويّ والطّبريّ، وقال العدويّ: إنه قتل يوم جسر أبي عبيد.
قلت: حرام بمهملتين. وخديج بفتح المعجمة وآخره جيم.
903- ثابت بن عمرو [ (4) ]
بن زيد بن عديّ بن سواد بن مالك بن غنم بن عدي بن النجار، وعند أبي الأسود عن عروة بعد سواد في نسبه مخالفة، فإنه قال: سواد بن عصمة أبو عصمة الأنصاريّ، حليف لهم، وكان أصله من أشجع، ثم حالف الأنصار، وانتسب فيهم بالبنوة كما وقع لكثير من العرب، كالمقداد بن الأسود، وإلّا فسياق النسب إلى النجار يقتضي أنه أنصاريّ بالأصالة لا بالحلف.
شهد بدرا، واستشهد بأحد في قول جميعهم إلا ابن إسحاق، قاله أبو عمر تبع في ذلك ابن جرير.
وقد ذكره ابن إسحاق في البدريين، وأنه قتل بأحد، ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد.
904- ثابت بن قيس [ (5) ]
بن الخطيم بن عديّ بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفري.
ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله في الصّحابة.
وقال أبو عمر: هو مذكور في الصحابة، استعمله سعيد بن العاصي على الكوفة لما
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 463، أسد الغابة ت (564) ، معرفة الصحابة 3/ 248.
[ (2) ] أسد الغابة ت (565) .
[ (3) ] في أابن مالك بن عوف بن عمرو الأوشي.
[ (4) ] جامع الرواة 1/ 139، تراجم الأخبار 1/ 203، أسد الغابة ت (566) ، الاستيعاب ت (247) .
[ (5) ] جامع الرواة 1/ 139، تراجم الأخبار 1/ 203، أسد الغابة ت (568) ، الاستيعاب ت (264) .(1/509)
طلبه عثمان لشكوى أهل الكوفة منه، ولا أعلم له رواية، وكان أبوه من فحول الشعراء في الجاهلية.
وقال مصعب الزّبيريّ: حدّثني عبد اللَّه بن محمد بن عمارة القدّاح، قال: عرض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الإسلام على قيس بن الخطيم وهو بمكّة، فاستنظره حتى يقدم المدينة، فقتل قيس في بعض حروب الأوس والخزرج قبل الهجرة. قال: ومن ولده يزيد بن قيس، وبه كان يكنّى.
وثابت بن قيس، جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة، وسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يومئذ حاسرا،:
فكان يقول له: «يا حاسر أقبل، يا حاسر، أدبر» ،
وهو يضرب بسيفه بين يديه، وشهد المشاهد بعدها، واستعمله عليّ على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة عاملا على الكوفة لمعاوية فعزّله.
ومات ثابت في أيام معاوية.
وحكى ابن سعد في «الطّبقات» ، عن مصعب نحو ذلك، وروى القداح أيضا عن محمّد بن صالح بن دينار بإسناده أنّ معاوية كان يكره ثابت بن قيس لما كان في حروبه مع علي، وأن الأنصار اجتمعت فأرادت أن تكتب إلى معاوية بسبب حبسه لحقوقهم، فأشار عليهم ثابت أن يكاتبه شخص واحد منهم لئلا يقع في جوابه ما يكرهون، فذكر قصة طويلة وأنه توجّه بكتابهم إليه، ووقعت بينهما مخاطبة.
وروى الحربيّ في غريب الحديث من طريق ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، سمع أنسا قال: كان الخزرج قتلوا قيس بن الخطيم في الجاهليّة، فلما أسلم ابنه بعثوا إليه بسلاحه، فقال: لولا الإسلام لأنكرتم ما صنعتم.
وقيل: إن رواية عدي بن ثابت عن أبيه عن جدّه التي وقعت في السّنن المراد بجدّه ثابت بن قيس هذا، فإنه عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم. جزم بذلك أبو أحمد الدمياطيّ تبعا لبعض أهل النسب كابن الكلبيّ.
وفيه خلف كثير.
وقيل: هو ثابت بن عازب، أخو البراء، وقيل ثابت بن عبيد بن عازب ابن أخي البراء، وقيل اسم جدّه عدي بن عمرو بن أخطب. وقيل: جده هو جده لأمه عبد اللَّه بن يزيد. وقيل هو ثابت بن دينار. وقيل غير ذلك. ويعكر على قول الدمياطيّ اتفاق أهل النسب كابن الكلبيّ وابن سعد على أن أبان بن ثابت بن قيس درج ولا عقب له.
905 ز- ثابت بن قيس
بن زيد بن النعمان الخزرجي، أبو زيد. ذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: له صحبة.(1/510)
مات في أول خلافة عثمان. وليس هو الّذي جمع القرآن. ذاك اسمه قيس بن السكن.
906- ثابت بن قيس
بن شمّاس بن زهير [ (1) ] بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجي. خطيب الأنصار.
روى ابن السّكن من طريق ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال: خطب ثابت بن قيس مقدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة، فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا؟ قال:
«الجنّة» . قالوا: رضينا.
وقال جعفر بن سليمان، عن ثابت عن أنس: كان ثابت بن قيس خطيب الأنصار يكنى أبا محمد، وقيل أبا عبد الرحمن، لم يذكره أصحاب المغازي في البدريّين، وقالوا: أول مشاهده أحد، وشهد ما بعدها، وبشّره النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالجنة في قصة شهيرة رواها موسى بن أنس عن أبيه، أخرج أصل الحديث مسلم.
وفي التّرمذيّ بإسناد حسن عن أبي هريرة رفعه: «نعم الرّجل ثابت بن قيس» [ (2) ] ،
وفي البخاريّ مختصرا، والطّبرانيّ مطوّلا، عن أنس قال: لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس: ألا ترى يا عم، ووجدته يتحنّط، فقال: ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، بئس ما عوّدتم أقرانكم. اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، ومما صنع هؤلاء، ثم قاتل حتى قتل.
وكان عليه درع نفيسة، فمرّ به رجل مسلم فأخذها، فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيّعه، إني لما قتلت أخذ درعي فلان، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس تستنّ وقد كفأ على الدرع برمة، وفوقها رحل، فائت خالدا فمره فليأخذها، وليقل لأبي بكر: إنّ عليّ من الدّين كذا وكذا، وفلان عتيق.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 206، طبقات خليفة 94، تاريخ خليفة 107، 108، 114، التاريخ الكبير 2/ 167، التاريخ الصغير 1/ 35، 38، الجرح والتعديل 2/ 456، مشاهير علماء الأمصار ت 41، الاستبصار 117، تهذيب الأسماء واللغات 1- 139- 140، تهذيب الكمال 175، تاريخ الإسلام 1/ 371، العبر 1/ 14، تهذيب التهذيب 2/ 12، خلاصة تذهيب الكمال 57، أسد الغابة ت (569) ، الاستيعاب ت (253) .
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 625 كتاب المناقب (50) باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنهم (33) حديث رقم 3795. وقال أبو عيسى هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سهيل وأحمد في المسند 2/ 419 عن أبي هريرة.(1/511)
فاستيقظ الرجل، فأتى خالدا، فأخبره، فبعث إلى الدرع فأتى بها، وحدّث أبا بكر برؤياه، فأجاز وصيته.
ورواه البغويّ من وجه آخر عن عطاء الخراسانيّ، عن بنت ثابت بن قيس- مطوّلا.
907 ز- ثابت بن قيس
وقيل: ابن كامل، أبو الورد. يأتي في الكنى. وقيل: اسمه عبيد. وقيل غير ذلك.
908- ثابت بن مخلّد [ (1) ]
بن زيد بن مخلّد بن حارثة بن عمرو الأنصاري الخطميّ.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: إنه قتل يوم الحرّة، وقال: سمعت عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث يقوله.
وروى ابن شاهين من طريق نصر بن علي، عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن ثابت بن مخلّد الأنصاريّ- رفعه: «من ستر مسلما ستره اللَّه..»
الحديث.
وفيه نظر، فقد رواه أحمد في مسندة عن محمد بن بكر بهذا الإسناد، فقال: عن مسلمة بن مخلّد. والحديث مشهور له، وله فيه مع أبي أيوب قصة رويناها في كتاب «الرحلة» للخطيب.
909- ثابت بن مسعود [ (2) ]
يأتي ذكره في القسم الأخير.
910- ثابت بن النعمان [ (3) ]
[بن أمية] [ (4) ] ، ويقال إنه اسم أبي حبّة البدريّ.
911- ثابت بن النعمان [ (5) ]
بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، يكنى أبا حبّة، شهد فتح مصر، قاله ابن البرقي، وابن يونس: وليس هو البدريّ، ذاك من ولد كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف باتفاق. ووهم ابن مندة فوحّدهما، وذكر ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد أبا الصباح بن ثابت بن النعمان: وساق هذا النسب بعينه، فعلى هذا يكون أبوه عاش بعده بمدّة.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 64 المشتبه 580، أسد الغابة ت (570) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (572) ، الاستيعاب ت (266) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (577) .
[ (4) ] سقط في.
[ (5) ] أسد الغابة ت (575) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، المشتبه 211، الوافي بالوفيات 10/ 455.(1/512)
912- ثابت بن النّعمان
بن الحارث بن عبد رزح بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ [ (1) ] ذكره ابن شاهين بإسناده المتقدم.
وقال القدّاح: شهد أحدا، والمشاهد بعدها. زاد العدويّ: واستشهد يوم جسر أبي عبيد، واستدركه أبو موسى.
913- ثابت بن النعمان [ (2) ]
بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري.
ذكره ابن شاهين أيضا، وقال أبو موسى: أظنه [هو] [ (3) ] الّذي قبله، وردّ ذلك ابن الأثير، وقد فرّق بينهما أيضا أبو عمر.
914- ثابت بن هزّال [ (4) ]
بن عمرو بن عمر بن قربوس بن لوذان بن سالم بن عوف الأنصاريّ.
ذكره ابن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، واستشهد باليمامة. وذكر ابن عبد البرّ أنه من بني عمرو بن عوف.
915- ثابت بن وديعة
يأتي في ابن يزيد.
916- ثابت بن وديعة
بن خذام [ (5) ] ، أحد بني أمية بن زيد بن مالك.
ذكره ابن سعد، وقال: كان أبوه من المنافقين. وفرق بينه وبين ثابت بن يزيد والمعروف بن وديعة. وردّه ابن الأثير.
والّذي يظهر لي أنهما اثنان، لاختلاف نسبهما [ (6) ] ، ولأن الظاهر أن وديعة والد هذا.
وأما ذاك فسيأتي في وديعة اسم أمه.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (576) ، الاستيعاب ت (268) .
[ (2) ] الطبقات الكبرى 8/ 343، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178.
[ (3) ] سقط في أ، الاستيعاب ت (256) .
[ (4) ] الثقات 3/ 145، تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، الوافي بالوفيات 10/ 456، الاستبصار 1/ 199، أصحاب بدر 38، أسد الغابة ت (578) ، الاستيعاب ت (246) .
[ (5) ] الثقات 3/ 43، تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، تهذيب الكمال 1/ 173، تقريب التهذيب 1/ 117، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 4/ 151، تهذيب الكمال 4/ 381، تهذيب التهذيب 1712، الوافي بالوفيات 10/ 406، التحفة اللطيفة 1/ 392، 397، الاستبصار 1/ 296، حلية الأولياء 1/ 351، الكاشف 1/ 172، التاريخ الكبير 2/ 170، تراجم الأخبار 1/ 214، تلقيح مفهوم الأثر 375، تهذيب الكمال 1/ 173، بقي بن مخلد 452، أسد الغابة ت (580) ، الاستيعاب ت (263) .
[ (6) ] في أنسبيهما.(1/513)
917- ثابت بن وقش [ (1) ]
بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكر ابن إسحاق في «المغازيّ» قال: حدّثني عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أحد رفع ثابت بن وقش وحسل بن جابر وهو والد حذيفة بن اليمان في الآطام مع النساء والصبيان، وكانا شيخين كبيرين، فقال أحدهما للآخر: لا أبا لك! ما ننتظر؟ إنما نحن هامة اليوم أو غدا، فلحقا بالمسلمين ليرزقا الشّهادة، فلما دخلا في الناس قتل المشركون ثابت بن وقش، والتفت أسياف المسلمين على والد حذيفة، فقال حذيفة: أبي، أبي، فقتلوه وهم لا يعرفونه، فقال حذيفة: يغفر اللَّه لكم.
وتصدق بديته على المسلمين.
وقصة والد حذيفة في ذلك في الصحيح من حديث عائشة، لكن ليس فيه ذكر ثابت.
918- ثابت بن يزيد
بن وديعة [ (2) ] . ويقال ابن زيد بن عمرو بن قيس بن جزيّ بن عدي بن مالك بن سالم. وهو الحبلي، ابن عوف بن عمرو بن الجموح الأنصاريّ، يكنى أبا سعد.
ذكر التّرمذيّ أن وديعة أمه، وبها يعرف. ويأتي في الروايات.
وأخرج له أبو داود وغيره حديثا في الضبّ، فعند الأكثر: عن ثابت بن وديعة. ووقع في رواية ورقاء عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن يزيد الأنصاريّ، فعرف أنه هو.
وقال ابن أبي حاتم: ثابت بن يزيد له صحبة. روى عنه عامر بن سعد، وهو هذا.
919- ثابت بن يزيد
في قصة عمر في كتابته كتاب الشهود. يأتي في عبد اللَّه بن ثابت.
920- ثابت بن يزيد [ (3) ]
لم ينسب، أخرج الباوردي وابن مندة والطبرانيّ في مسند الشاميّين من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ، قال: قال ثابت بن يزيد:
يا رسول اللَّه، إن رجلي عرجاء لا تمسّ بطن الأرض. قال: فدعا لي، فبرئت حتى استوت مثل الأخرى.
__________
[ (1) ] الاستيعاب ت (258) ، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، الجرح والتعديل 2/ 459، بقي بن مخلد 193، جامع الرواة 1/ 139، التاريخ الكبير 2/ 170، الاستيعاب، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178، أسد الغابة ت (582) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (583) .(1/514)
قال ابن مندة: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: ويحتمل أن يكون هو ابن وديعة.
921- ثابت بن يسار
قيل نزل فيه قوله تعالى: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ... [البقرة: 231] الآية.
روى ذلك الطّبريّ، وابن المنذر، من طريق السّدّيّ، قال: كان رجل يقال له ثابت بن يسار طلّق امرأته. فلما كادت عدتها تنقضي راجعها ثم طلقها، فعل ذلك مرارا فنزلت.
وذكره الثّعلبيّ بغير إسناد، وأما الآية التي تليها، وفيها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة: 232] فنزلت في معقل بن يسار.
922- ثابت مولى الأخنس
بن شريق. ذكر عبدان أنه شهد بدرا، ولا تعرف له رواية، وقد شهد فتح مصر، أخرجه أبو موسى.
923- ثابت الحجبي [ (1) ]
ذكر في الحديث لعقبة بن عامر.
أخرجه الطّبرانيّ في مسند عقبة من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، عن إبراهيم بن محمد بن ثابت الحجبي، حدثني أبي عن عقبة بن عامر، أنه خرج مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، ودار الرعي عليّ وعلى ثابت الحجبي، فقلت لصاحبي: اكفني حتى أجلس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... الحديث.
924 ز- ثابت [ (2) ]
قيل: هو اسم أبي رافع مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
[الثاء بعدها الراء]
925- ثروان بن فزارة [ (3) ]
بن عبد يغوث بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة. ذكر ابن الكلبيّ والطبريّ أن له وفادة، وهو القائل:
إليك رسول اللَّه خبّت مطيّتي ... مسافة أرباع تروح وتغتدي
[الطويل] وكذا ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله.
واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.
[الثاء بعدها العين المهملة]
926- ثعلبة بن أوس [ (2) ]
ويقال ابن ناشب. يأتي.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت (585) .(1/515)
927- ثعلبة بن أبي بلتعة [ (1) ] ،
أخو حاطب. ذكره أبو عيسى الترمذي في الصّحابة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وجلّ روايته عن الصحابة.
928- ثعلبة بن ثابت.
يأتي في أم كجّة من كنى النساء.
929- ثعلبة بن الحارث [ (2) ] .
يأتي في ابن زيد بن الحارث.
930- ثعلبة بن حاطب [ (3) ]
بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين، وكذا ذكره ابن الكلبيّ، وزاد أنه قتل بأحد.
931- ثعلبة بن حاطب:
أو ابن أبي حاطب الأنصاري.
ذكر ابن إسحاق فيمن بنى مسجد الضرار.
وروى الباوردي وابن السكن وابن شاهين وغيرهم في ترجمة الّذي قبله من طريق معان بن رفاعة، عن عليّ بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة- أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال: يا رسول اللَّه ادع اللَّه أن يرزقني مالا. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «قليل تؤدّي شكره خير من كثير لا تطيقه..» [ (4) ] .
فذكر الحديث بطوله في دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له وكثرة ماله ومنعه الصدقة، ونزول قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ ... [التوبة: 75] الآية.
وفيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مات ولم يقبض منه الصدقة ولا أبو بكر ولا عمر، وأنه مات في خلافة عثمان.
وفي كون صاحب هذه القصة- إن صحّ الخبر ولا أظنه يصحّ- هو البدري المذكور قبله- نظر، وقد تأكدت المغايرة بينهما يقول ابن الكلبيّ: إن البدريّ استشهد بأحد، ويقوّي ذلك أيضا أن ابن مردويه روى في تفسيره من طريق عطية عن ابن عبّاس في الآية المذكورة.
قال: وذلك أن رجلا يقال له ثعلبة بن أبي حاطب من الأنصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال:
__________
[ (1) ] أسد الغابة ترجمة رقم (586) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (589) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (590) ، الاستيعاب ت (273) ، الثقات 3/ 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 66، الوافي بالوفيات 11/ 10، التحفة اللطيفة 1/ 398، الاستبصار 1/ 280، أصحاب بدر 154.
[ (4) ] أخرجه الطبري في التفسير 10/ 130 والبغوي في التفسير 3/ 124 والسيوطي في الدر 3/ 261 وابن عساكر كما في التهذيب 4/ 20.(1/516)
لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ [التوبة: 75] الآية. فذكر القصّة بطولها، فقال: إنه ثعلبة بن أبي حاطب. والبدريّ اتفقوا على أنه ثعلبة بن حاطب،
وقد ثبت أنه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يدخل النّار أحد شهد بدرا والحديبيّة»
[ (1) ] .
وحكى عن ربّه أنه قال لأهل بدر: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» [ (2) ] .
فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه اللَّه نفاقا في قلبه، وينزل فيه ما نزل؟ فالظاهر أنه غيره. واللَّه أعلم.
932 ز- ثعلبة بن حرام.
يأتي في ابن زيد.
933- ثعلبة بن الحكم [ (3) ]
بن عرفطة بن الحارث بن لقيط بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن عبد مناف بن كنانة الكناني الليثي.
قال البخاريّ له صحبة. وقال في «تاريخه الصغير» : أسره الصحابة وهو صغير، وساق ذلك بسنده في «الكبير» وذكره في «الأوسط» فيمن مات بين السّبعين إلى الثمانين.
وله في ابن ماجة حديث بإسناد صحيح من رواية سماك بن حرب، سمعت ثعلبة بن الحكم، قال: كنّا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فانتهب الناس غنما فنهى عنها.
934 ز- ثعلبة بن خدام الأنصاري-
أحد من تخلّف في غزوة تبوك. تقدم ذكره في ترجمة أوس بن خدام.
935- ثعلبة بن زهدم التميمي [ (4) ]
الحنظليّ، من بني ثعلبة بن يربوع بن حنظلة.
__________
[ (1) ] أورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 443.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37957، 37958 وعزاه للبزار وابن جرير وأبي يعلى والشاشي والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك وابن مردويه وذكر البرقاني أن مسلم أخرجه في بعض نسخه وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 146، 147.
[ (3) ] الثقات 9/ 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 66، الاستيعاب 1/ 212، تهذيب الكمال 1/ 174، الطبقات 1/ 30، 127، تقريب التهذيب 1/ 118، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152، تهذيب الكمال 4/ 390، تهذيب التهذيب 2/ 22، الوافي بالوفيات 11/ 12، الجرح والتعديل 2/ 462، تلقيح فهوم الأثر 372، تراجم الأخبار 1/ 12، بقي بن مخلد 295، جامع الرواة 1/ 140، التاريخ الكبير 2/ 173، التاريخ الصغير 1/ 17، أسد الغابة ت (592) ، الاستيعاب ت (278) ، مشاهير علماء الأمصار 306، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188.
[ (4) ] الثقات 3/ 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، تهذيب الكمال 1/ 174، الطبقات 1/ 46، تقريب التهذيب 1/ 118، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152، تهذيب الكمال 4/ 391، الوافي بالوفيات 11/ 8، تهذيب التهذيب 2/ 22، بقي بن مخلد 822، أسد الغابة ت (595) ، الاستيعاب ت (277) .(1/517)
قال ابن أبي فديك: يقال له صحبة. وقال البخاريّ: قال الثوريّ: له صحبة ولا يصح. ذكره مسلم والعجليّ وغيرهما في التابعين: وله في النسائي حديث بإسناد صحيح إليه.
936 ز- ثعلبة بن زيد [ (1) ]
بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، قال: وقتل بالطائف وثعلبة هذا هو الملقب بالجذع، وهو والد ثابت الّذي تقدم ذكره.
وذكره ابن مندة، فقال: ثعلبة بن الجدع، جعل لقبه اسما لأبيه، وأعاده فقال:
ثعلبة بن الحارث، نسبه إلى جدّ.
واستدركه أبو موسى وابن فتحون، فقال: ثعلبة بن حرام، نسبه إلى جد أبيه، فصار الواحد ثلاثة.
937- ثعلبة بن زيد الأنصاريّ [ (2) ] ،
أحد بني عمرو بن عوف.
قال ابن مندة: له ذكر في «المغازي» . وذكر عبد الغني بن سعيد الثقفيّ- في تفسيره بإسناده إلى ابن عباس- أنه أحد من نزل في قوله تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... [التوبة: 92] الآية. وذكر عبدان عن أحمد بن سيار، قال: ثعلبة بن زيد من بني حرام، من الأنصار أحد البكّاءين. استدركه أبو موسى.
قلت: الّذي من بني حرام هو الّذي قبله. وأما الّذي من بني عمرو بن عوف فهو صاحب الترجمة. فيحتمل أن يكونا جميعا من البكّاءين، ويحتمل أن يكون صاحب الترجمة تحرّف اسمه.
وقد ذكر مجمّع بن حارثة أسماء البكّاءين ولم يعدّ فيهم ثعلبة بن زيد، وإنما عدّ علية بن زيد الحارثي، أخرجه ابن مردويه في تفسيره واللَّه أعلم.
938- ثعلبة بن ساعدة [ (3) ]
بن مالك. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأحد.
أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة، وقال أبو نعيم: أظنه أخا سهل بن سعد، وكأن التحريف فيه من ابن لهيعة الراويّ عن أبي الأسود.
__________
[ (1) ] جامع الرواة 1/ 14، الطبقات الكبرى 3/ 569، تنقيح المقال 1545، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، أسد الغابة ت [598] .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، معرفة الصحابة 3/ 270، أسد الغابة ت (597) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، معرفة الصحابة 3/ 275، أسد الغابة ت (599) .(1/518)
قلت: جزم أبو عمر بأنه عم أبي حميد الساعديّ، فافترقا.
939- ثعلبة بن سعد [ (1) ]
بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعديّ، أخو سهل بن سعد.
شهد بدرا، واستشهد بأحد، وروى الطّبرانيّ من طريق عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جدّه، فقال: شهد أخي بدرا وقتل يوم أحد. وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد.
940- ثعلبة بن سعية [ (2) ] .
أحد من أسلم من اليهود، تقدم في ترجمة أسد بن سعية.
941- ثعلبة بن سلام [ (3) ] ،
أخو عبد اللَّه بن سلام، روى الطّبرانيّ من قول ابن جريج مقطوعا أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران: 113] ذكره أبو عمر.
942 ز- ثعلبة بن سويد الأنصاريّ
- ذكره ابن فتحون في الصحابة وقد تقدم ذكره. في ترجمة أوس بن سويد.
943- ثعلبة بن سهيل [ (4) ]-
قيل هو اسم أبي أمامة الحارثي. والمشهور أن اسم أبي أمامة إياس بن ثعلبة، وسيأتي في الكنى، وسيأتي في آخر من اسمه ثعلبة- السبب في الاختلاف [ (5) ] فيه.
944- ثعلبة بن صعير [ (6) ] :
بمهملتين مصغرا، ويقال ابن أبي صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن سلامان القضاعيّ العذريّ، حليف بني زهرة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: له صحبة، ولابنه عبد اللَّه رؤية.
__________
[ (1) ] الجرح والتعديل 2/ 1866، الطبقات الكبرى 3/ 625، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، أسد الغابة ت (600) ، الاستيعاب ت (271) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (601) ، الاستيعاب ت (275) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (602) ، الاستيعاب ت (274) .
[ (4) ] أسد الغابة ت (603) ، الاستيعاب ت (276) ، الثقات 3/ 447، تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، الوافي بالوفيات 11/ 11، التاريخ الكبير 2/ 175، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152.
[ (5) ] في أفي ذلك الاختلاف.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، الطبقات 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 118، تهذيب الكمال 1/ 174، 4/ 394، تهذيب التهذيب 2/ 23، الوافي بالوفيات 11/ 12، الإكمال 5/ 182، الكاشف 1/ 173، الأنساب 4/ 145، بقي بن مخلد 521، أسد الغابة ت (604) ، الاستيعاب ت (279) .(1/519)
وروى ابن أبي عاصم، والباورديّ وغيرهما من طريق بكر بن وائل، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير، عن أبيه في صدقة الفطر، قال: تفرد به همام عن بكر.
قلت: وتابع بكر بحر بن كنين السقّاء عن الزهريّ. أخرجه الحسن بن سفيان، ومن طريقه أبو نعيم.
وروى أبو داود الحديث المذكور من طريق النعمان بن راشد، عن الزهريّ، فقال: عن ثعلبة بن أبي صعير، عن أبيه. وفي رواية عنده: عن عبد اللَّه بن ثعلبة، أو ثعلبة بن عبد اللَّه.
وقال ابن السّكن: ثعلبة بن عبد اللَّه بن أبي صعير، العذريّ لم يصحّ سماعه، ثم روى بسنده إلى ابن معين، قال: ثعلبة بن أبي صعير رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى ابن شاهين من طريق يحيى بن خارجة عن الزهري، فقال: عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن أبي صعير. قال ابن شاهين: أرسله يحيى بن خارجة.
وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن ثعلبة.
وقال البخاريّ في «التّاريخ» : عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، إلا أن يكون عن أبيه، فهو أشبه.
أما ثعلبة بن أبي صعير فليس من هؤلاء.
قلت: فهذا يقتضي أن يكون ثعلبة بن صعير غير ثعلبة بن أبي صعير. واللَّه أعلم.
945- ثعلبة بن عبد اللَّه بن سام [ (1) ]-
يأتي في ثعلبة بن أبي مالك.
946- ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاريّ:
[ (2) ] . يقال إنه كان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى ابن شاهين، وأبو نعيم مطوّلا، من جهة سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه عن جابر- أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن كان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فبعثه في حاجة، فمرّ بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأته تغتسل فكرّر النظر إليها، ثم خاف أن ينزل الوحي، فهرب على وجهه حتى أتى جبالا بين مكّة المدينة فقطنها، ففقده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا ودّعه ربّه وقلاه. ثم إنّ جبريل نزل عليه. فقال: يا محمد، إن الهارب بين الجبال يتعوّذ بي من النّار. فأرسل إليه عمر، فقال: «انطلق أنت وسلمان فائتياني به» فلقيهما راع يقال له دفافة،
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (605) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (606) .(1/520)
فقال: لعلكما تريدان الهارب من جهنّم ...
فذكر الحديث بطوله في إتيانهما به وقصة مرضه وموته من خوفه من ذنبه قال ابن مندة- بعد أن رواه مختصرا: تفرّد به منصور.
قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدلّ على وهن الخبر، لأن نزول: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى [الضحى: 3] كان قبل الهجرة بلا خلاف.
947- ثعلبة بن عبيد
بن عدي قال الذهبي في «التجريد» : ذكره ابن الجوزيّ في «التلقيح» .
قلت: وأنا أخشى أن يكون وقع في اسم أبيه تصحيف، وهو ثعلبة بن عنمة بن عدي الآتي بعد قليل.
948- ثعلبة بن عمرو الجذامي.
ذكره ابن إسحاق في المغازي فيمن أسره زيد بن حارثة من بني جذام بعد إسلامهم، وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمره بإطلاقهم.
949 ز- ثعلبة بن عمرو بن [ (1) ]
محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النّجار الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد، وقال الواقديّ: توفّي في خلافة عثمان.
950 ز- ثعلبة بن عمرو [ (2) ]-
وقيل هو اسم أبي عمرة الأنصاري حكاه البغويّ.
951- ثعلبة بن عنمة [ (3) ]-
بفتح المهملة والنون- ابن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة وعروة وغيرهما فيمن شهد بدرا والعقبة، وكان ممن يكسّر أصنام بني سلمة.
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 46، 48، تهذيب الكمال 1/ 174، تقريب التهذيب 1/ 119، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152، تهذيب التهذيب 2/ 24، التمييز والفصل 2/ 535، الوافي بالوفيات 11/ 10، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 64، التحفة اللطيفة 1/ 400، الاستبصار 1/ 76، أصحاب بدر 220، الكاشف 1/ 173، تراجم الأخبار 1/ 212، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، جامع الرواة 1/ 140، الطبقات الكبرى 8/ 418، 589، المشتبه 38، تنقيح المقال 1548، مشاهير علماء الأمصار 98، معجم رجال الحديث 3/ 407، أسد الغابة ت (609) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (610) ، الاستيعاب ت (272) .
[ (3) ] جامع الرواة 1/ 140، الطبقات الكبرى 2/ 70، 3/ 589، المشتبه 38، تنقيح المقال 1549، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، أسد الغابة ت (611) ، الاستيعاب ت (270) .(1/521)
وقال ابن إسحاق: قتل يوم الخندق، قتله هبيرة بن أبي وهب. وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: قتل بخيبر.
وذكر ابن الكلبيّ أنه ممن سأل عن الهلال كيف يبدو صغيرا ثم يكبر، فنزل قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ... [البقرة: 189] الآية.
952 ز- ثعلبة بن قيس-
يأتي ذكره في سلمة بن سلام إن شاء اللَّه تعالى.
953- ثعلبة بن قيظي [ (1) ]
بن صخر بن سلمة الأنصاري- ذكره مطيّن [والطّبرانيّ وغيرهما من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين] [ (2) ] من أهل بدر.
والإسناد إلى [ (3) ] عبيد اللَّه ضعيف جدا.
954- ثعلبة بن أبي مالك القرظي [ (4) ] .
مختلف في صحبته. قال ابن معين: له رؤية، وقال ابن سعد: قدم أبو مالك- واسمه عبد اللَّه بن سام- من اليمن، وهو من كندة فتزوج امرأة من قريظة فعرف بهم.
وقال مصعب الزّبيريّ: كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك كما ترك عطية ونحوه.
قلت: وعطيّة سيأتي ذكره.
وروى البغويّ وغيره من طريق ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتاه أهل مهزور [ (5) ] فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الأعلى [ (6) ] .
تابعه الوليد بن كثير، عن أبي مالك، ورواه ابن أبي عاصم من طريق صفوان بن سليم عن ثعلبة نحوه. ورجاله ثقات.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، معرفة أسماء الصحابة 3/ 270، أسد الغابة ت (612) .
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في أوالإسناد إلى أبي عبيد اللَّه.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، تهذيب الكمال 1/ 174، الطبقات 1/ 255، تقريب التهذيب 1/ 119، الخلاصة 1/ 152، تهذيب الكمال 4/ 397، تهذيب التهذيب 2/ 25، الوافي بالوفيات 11/ 9، التحفة اللطيفة 1/ 400، الكاشف 1/ 173، طبقات ابن سعد 5/ 79، التاريخ لابن معين 2/ 71، تاريخ الإسلام 3/ 309، طبقات خليفة 255، 949، 209 ثعلبة بن وديعة الأنصاري، تنقيح المقال 1552، أسد الغابة ت (613) ، الاستيعاب ت (280) .
[ (5) ] مهزور: بفتح أوّله وسكون ثانيه ثم زاي مضمومة وواو ساكنة وراء. ومهزور ومذينب واديان بالمدينة يسيلان بالمطر خاصة ومهزور وادي قريظة في سيله اختصم الزّبير والأنصاري إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. فقضى للزّبير وأشرفت المدينة على الغرق منه فاتخذ له عثمان ردما وقيل مهزور: سوق بالمدينة. انظر:
مراصد الاطلاع 3/ 1340.
[ (6) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9166 وعزاه لأبي نعيم في الحلية.(1/522)
ورواه ابن ماجة من وجه آخر عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك به.
وذكر ابن حبّان في ثقات «التّابعين» . وقال أبو حاتم: هو تابعي، وحديثه مرسل.
قلت: وحديثه عن عمر في صحيح البخاريّ. ومن يقتل أبوه بقريظة ويكون هو بصدد من يقتل لولا الإنبات لا يمتنع أن يصحّ سماعه، فلهذا الاحتمال ذكرته هنا.
955 ز- ثعلبة بن وديعة الأنصاريّ [ (1) ] .
أحد من تخلّف عن تبوك. تقدم ذكره في ترجمة أوس بن خدام.
956- ثعلبة التميمي العنبريّ [ (2) ] ،
جد الهرماس بن حبيب العنبري، سماه إسحاق بن راهويه في
روايته عن النضر بن شميل [ (3) ] عن الهرماس عن أبيه عن جده، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بغريم لي، فقال لي: «الزمه ... »
[ (4) ] الحديث.
قال ابن مندة: وخالفه الحسن بن عمر بن شقيق عن النضر، فقال: عن الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جدّه الهرماس بن زياد.
وكذا أخرجه ابن مندة من طريق قعنب بن المحرر، عن قتيبة بن الهرماس بن حبيب بن الهرماس بن زياد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، الهرماس بن زياد.
ورواه جماعة عن النضر، فلم يسموا جد الهرماس بن حبيب. فاللَّه أعلم.
957 ز- ثعلبة الأنصاري،
والد عبد اللَّه، يقال اسم أبيه سهيل.
ذكره ابن أبي حاتم،
روى الباورديّ وأبو مسلم الكجّيّ، من طريق خالد بن الحارث، والحاكم في المستدرك، والحسن بن سفيان، وأبو أحمد الحاكم في الكنى، من طريق عبد اللَّه بن حمران، كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، أخبرني عبد اللَّه بن ثعلبة الأنصاريّ، سمعت عبد الرحمن بن كعب يقول: سمعت أباك ثعلبة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أيّما امرئ اقتطع حقّ امرئ بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيّرها شيء إلى يوم القيامة ... » .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (614) .
[ (2) ] في أالتيمي.
[ (3) ] في أإسماعيل.
[ (4) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 79، والمتقي الهندي في كنز العمال (46351) ، وعزاه للطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن ثعلبة الأنصاري.(1/523)
ووقع في مسند بقيّ بن مخلّد: ثعلبة بن عبد اللَّه. فاللَّه أعلم.
وحكى أبو أحمد الحاكم أن الحسين بن محمد القبّاني قال: إن ثعلبة هذا هو أبو أمامة الحارثيّ، لكن المعروف أن اسم أبي أمامة إياس بن ثعلبة.
وقد جزم بأنه غيره البغويّ، وابن أبي حاتم، وابن شاهين، وغير واحد ممن ألّف في الصّحابة.
وبين الحديثين مغايرة في المتن والإسناد، فيحتمل أن يكون غيره، وبالمغايرة جزم أبو حاتم وغيره. واللَّه أعلم.
958- ثعلبة الأنصاري [ (1) ] :
والد عبد الرحمن [ (2) ] نزيل مصر.
روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثا في السّرقة، أخرجه ابن ماجة وابن مندة، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن.
وذكر أبو عمر أنه ثعلبة بن عمرو بن محصن، وأما ابن أبي حاتم فغاير بينهما، وكذا الطبراني، وهو الصواب.
959- ز ثعلبة [ (2) ]-
غير منسوب.
ذكره ابن مندة وأبو نعيم في المبهمات في ابن ثعلبة، وأخرجاه من طريق يحيى بن جابر، عن ابن ثعلبة، أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال له: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي بالشهادة. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ائتني بشعرات» فأتاه بها، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اكشف عن عضدك» . قال: فربطه في عضده، ثم نفث فيه، ثم قال: «اللَّهمّ حرّم دم ثعلبة على المشركين والمنافقين.» [ (3) ] .
قال ابن الأثير: كذا عندهما دم ثعلبة، وليس فيه ما يدل على ابن ثعلبة إلا في أول الإسناد.
قلت: ابن ثعلبة اسمه ضمرة، وقد تقدم هذا الحديث في ترجمته في حرف الضّاد المعجمة، فإن كانت هذه الرواية ثابتة فيكون الضمير في قوله: إنه ابن لثعلبة. وتعيّن ذكره في الصحابة، ويعدّ على هذا فيمن صحب هو وأبوه، لكن الرواية الماضية في حرف الضّاد فيها: «اللَّهمّ حرّم دم ابن ثعلبة» بزيادة لفظة ابن واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] الجرح والتعديل 2/ 462، تجريد أسماء الصحابة 1/ 68، معرفة الصحابة 3/ 262، أسد الغابة ت (607) .
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] قال الهيثمي في الزوائد 9/ 382، رواه الطبراني وإسناده حسن.(1/524)
[الثاء بعدها القاف]
960- ثقاف [ (1) ]
بن عمرو العدوانيّ [ (2) ] . من المهاجرين الأولين قاله ابن أبي حاتم عن أبيه. وروى ابن مندة، من طريق ابن المبارك، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب. عن الجرمي.
وهو أبو قلابة- أن ثمامة بن عدي. وثقف بن عمرو من المهاجرين الأولين لم يحفظ عنهما حديث.
961- ثقب بن فروة بن البديّ [ (3) ]
الأنصاريّ الساعديّ [ (4) ] . وكان يقال له الأحرش، سمّاه ونسبه ابن القداح النّسابة، وقال: استشهد بأحد لكنه ذكره بالتصغير. وأورده ابن شاهين فقال ثقف بفتح أوله وآخره فاء، وكذا ذكره ابن عبد البر وأبو موسى.
962- ثقف بن عمرو [ (5) ]
بن سميط من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. ذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة أنه شهد بدرا هو وأخواه: مدلاج ومالك، وقال: إنه استشهد يوم خيبر.
وقال الواقديّ: ثقاف بن عمرو فذكره، وقال. قتله أسيّد بن رزام اليهودي.
[الثاء بعدها الميم]
963- ثمامة بن أثال [ (6) ]
بن النعمان بن مسلمة بن عتبة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي، أبو أمامة اليماميّ.
حديثه في البخاريّ من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «أطلقوا ثمامة» ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه» .
__________
[ (1) ] جامع الرواة 1/ 141، الطبقات الكبرى 3/ 90، تنقيح المقال 1569، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، 189.
[ (2) ] في أالعدوي.
[ (3) ] في أالبدن.
[ (4) ] تنقيح المقال 1570، دائرة معارف الأعلمي 14/ 189، أسد الغابة ت (615) ، الاستيعاب ت (284) .
[ (5) ] الطبقات الكبرى 3/ 98، تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، معرفة الصحابة 3/ 296، أسد الغابة ت (616) ، الاستيعاب ت (285) .
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، الطبقات الكبرى 5/ 550، الوافي بالوفيات 11/ 19، المصباح المضيء 1/ 271، 312، 346، أسد الغابة ت (619) ، الاستيعاب ت (282) .(1/525)
وأخرجه أيضا مطوّلا، ورواه ابن إسحاق في «المغازي» ، عن سعيد المقبري مطولا،
وأوله أن ثمامة كان عرض لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأراد قتله، فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ربّه أن يمكنه منه، فلما أسلم قدم مكة معتمرا، فقال: «والّذي نفسي بيده لا تأتيكم حبّة من اليمامة- وكانت ريف أهل مكة- حتّى يأذن فيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم» .
ورواه الحميديّ عن سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة.
وذكر أيضا ابن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، وارتحل هو ومن أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء الحضرميّ، فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم، فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة. فظنوا أنه هو الّذي قتله وسلبه فقتلوه.
وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي.
وروى ابن مندة من طريق علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش الميرة، ونزول قوله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون: 76] . وإسناده حسن.
وذكر وثيمة له مقاما حسنا في الردة، وأنشد له في الإنكار على بني حنيفة أبياتا منها:
أهمّ بترك القول ثمّ يردّني ... إلى القول إنعام النّبيّ محمّد
شكرت له فكّي من الغلّ بعد ما ... رأيت خيالا من حسام مهنّد
[الطويل]
964- ثمامة بن أنس [ (1) ] .
ذكر له بقيّ بن مخلد حديثا في مسندة، ويحتمل أن يكون هو ثمامة بن أنس بن مالك، فالحديث مرسل على هذا.
965- ثمامة بن بجاد العبديّ [ (2) ] .
قال أبو حاتم وابن السّكن والباورديّ: له صحبة، وقال أحمد في الزهد: حدّثنا أبو داود، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، وتابعه شعبة عن أبي إسحاق، عن ثمامة بن بجاد، وله صحبة، قال: أنذرتكم سوف سوف. ورواه جماعة عن أبي إسحاق فلم يقولوا: وله صحبة.
وقال أبو حاتم: روى عنه العيزار بن حريث أيضا.
__________
[ (1) ] بقي بن مخلد 620.
[ (2) ] الثقات 3/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، الوافي بالوفيات 11/ 18، التاريخ الكبير 3/ 176، تبصير المتنبه 4/ 1409، أسد الغابة ت (620) ، الاستيعاب ت (283) .(1/526)
966- ثمامة
بن أبي ثمامة بكر الجذامي [ (1) ] ، أبو سوادة. قال أبو سعيد بن يونس:
وجدت في كتاب عمرو بن الحارث بن بكر بن سوادة الجذامي عن مولى لهم- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا لجده ثمامة.
رواه ابن مندة، عن ابن يونس.
967- ثمامة بن حزن [ (2) ]-
يأتي في القسم الثالث.
968- ثمامة بن عديّ القرشيّ [ (3) ] .
تقدم ذكره في ترجمة ثقف بن عمرو، وأنه كان من المهاجرين الأولين.
وذكر أبو موسى عن الطّبريّ أنه شهد بدرا.
وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وكان أميرا على صنعاء [ (4) ] .
وروى البخاريّ في تاريخه وابن سعد بإسناد صحيح إلى أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعانيّ، قال: لما بلغ ثمامة بن عديّ- وكان أميرا على صنعاء الشام، وكانت له صحبة- قتل عثمان بن عفان بكى وطال بكاؤه، فلمّا أفاق قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوّة.
ورواه الباورديّ من وجه آخر عن أيوب عن أبي قلابة.
وروى ابن مندة من طريق النضر بن معبد عن أبي قلابة، حدثني أبو الأشعث الصنعاني أن ثمامة كان على صنعاء، وكان من أصحاب محمّد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره.
[الثاء بعدها الواو]
969- ثوبان-
مولى رسول [ (5) ] اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، صحابيّ مشهور، يقال: إنه من العرب حكميّ
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، معرفة الصحابة 3/ 295، أسد الغابة ت (621) .
[ (2) ] الطبقات لخليفة بن خياط 197، التاريخ الكبير 2/ 176، الجرح والتعديل 2/ 465، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، تهذيب التهذيب 2/ 27، تقريب التهذيب 1/ 119، معرفة الصحابة 3/ 295، أسد الغابة ت (622) .
[ (3) ] الثقات 3/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، التاريخ الكبير 2/ 176، الجرح والتعديل 2/ 465، رياض النفوس 89، 90، الطبقات الكبرى 3/ 80، التاريخ الصغير 1/ 89، 90، مشاهير علماء الأنصار 361، دائرة معارف الأعلمي 14/ 204، الاستيعاب ت (281) .
[ (4) ] صنعاء: وهي في موضعين أحدهما باليمن وهي العظمى والأخرى قرية بغوطة دمشق فأما اليمانية فقيل:
كان اسمها قديما أزال فلما وافتها الحبشة ورأوها حصينة قالوا صنعاء، معناه حصينة، فسميت صنعاء بذلك وهي قصبة اليمن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 853.
[ (5) ] الثقات 1/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، تهذيب الكمال 1/ 176، 4/ 413، التاريخ الكبير(1/527)
من حكم بن سعد بن حمير، وقيل: من السراة، اشتراه ثم أعتقه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة ثم حمص، ومات بها سنة أربع وخمسين. قاله ابن سعد وغيره.
وروى ابن السّكن، من طريق يوسف بن عبد الحميد، قال: لقيت ثوبان فحدثني أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعا لأهله، فقلت: أنا من أهل البيت، فقال في الثالثة: نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله.
وروى أبو داود من طريق عاصم، عن أبي العالية عن ثوبان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يتكفّل لي ألّا يسأل النّاس وأتكفّل له بالجنّة؟
فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا [ (1) ] .
970- ثوبان الأنصاري،
جد محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
روى ابن مندة من طريق محمد بن حمير، عن عباد بن كثير، عن محمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا: فضّ اللَّه فاك» الحديث.
ورواه من طريق أبي خيثمة الجعفي، عن عباد بن كثير، فلم يقل: عن جدّه.
وعباد فيه ضعيف. وخالفه يزيد بن خصيفة فقال: عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وهو المحفوظ. أخرجه النّسائيّ والتّرمذيّ.
971- ثوبان-
جد عمر بن الحكم بن ثوبان. ذكره ابن أبي عاصم،
وروى من طريق عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عمه، عن أبيه ثوبان- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب، وافتراش السبع
[ (2) ] .
__________
[ () ] 2/ 181، الطبقات 1/ 7، 291، تقريب التهذيب 1/ 120، تهذيب التهذيب 2/ 31، الوافي بالوفيات 11/ 21، العبر 1/ 59، التحفة اللطيفة 1/ 401، حلية الأولياء 1/ 350، صفوة الصفوة 670، الجرح والتعديل 2/ 469، الكاشف 1/ 175، تلقيح فهوم الأثر 365، مشاهير علماء الأنصار 324، بقي بن مخلد 34، تنقيح المقال 1578، الزهد لوكيع 140، أسد الغابة ت (624) ، الاستيعاب ت (286) .
[ (1) ] أخرجه أبو داود 1/ 517 (1643) ، والحاكم في المستدرك 1/ 12، والطبراني في الكبير 2/ 95 وأبو نعيم في الحلية 1/ 181.
[ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 290، عن عبد الرحمن بن شبل بلفظه ... كتاب الصلاة باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود حديث رقم 862، وأحمد في المسند 5/ 477، والحاكم في المستدرك 1/ 229، وصححه وأقره الذهبي.(1/528)
قال ابن مندة: خالفه أصحاب عبد الحميد بن جعفر، فقالوا: عنه، عن عمر بن الحكم، عن ثوبان، عن عبد الرّحمن- مرسلا.
قلت: عمر بن الحكم معدود في التابعين، روى عن سعد بن أبي وقّاص وغيره من الكبار، فكيف لا يكون جدّه صحابيا وهو من الأنصار؟.
972- ثوبان العنسيّ،
جدّ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
روى ابن عساكر من طريق الأوزاعي، عن ثابت بن ثوبان، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتي بطعام فقال: «يؤمّ النّاس في الطّعام الإمام أو ربّ الطّعام أو خيرهم» .
وثابت بن ثوبان تابعي معروف، وأبوه لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية فقط. ولم يذكر فيها سماعا، فما أدري أهو مرسل أم لا؟.
973- ثوب،
والد أبي مسلم الخولانيّ. هو بضم أوله وفتح الواو.
وذكر ابن حبّان في «ثقات التّابعين» في ترجمة أبي مسلم الخولانيّ أن أبا مسلم كان من عبّاد أهل الشام، ولأبيه صحبة.
974- ثور:
بن عزرة بن عبد اللَّه بن سلمة، أبو العكير القشيري [ (1) ] .
ذكر ابن شاهين، عن أبي الحسن المدائني، عن يزيد بن رومان وغيره عن رجاله، قالوا: وفد ثور بن عزرة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقطعه حمام والسّدّ [ (2) ] ، وهما من العقيق، وكتب له كتابا، وفيه يقول الشاعر:
فإن يغلبك ميسرة بن بشر ... فإنّ أبا العكير على حمام
[الوافر]
975- ثور السلميّ [ (3) ] .
جدّ معن بن يزيد بن الأخنس السلمي لأمه، يكنى أبا أمامة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (628) .
[ (2) ] السّدّ: بضم أوّله وهو الحاجز بين الشيئين وهو اسم لماء سماء في حزم بني عوال حبيل لغطفان. وقيل ماء سماء حبل شوران مطلّ عليه أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسدة والسدّ: قرية بالريّ كبيرة جدا على فرسخين من الري. سد يأجوج ومأجوج المذكور في القرآن الكريم وهو منقطع أرض الترك من المشرق وخبره مشهور. مراصد الاطلاع 698، 699.
[ (3) ] تاريخ خليفة 427، طبقات خليفة 315، تاريخ البخاري 1/ 181، التاريخ الصغير 2/ 99- 100، الجرح والتعديل 2/ 468- 469، الكامل في التاريخ 5/ 611، تهذيب الكمال 179، وقد تحرف اسم أبيه فيه إلى زيد، تذهيب التهذيب 1/ 98، 2، تذكرة الحفاظ 1/ 175، ميزان الاعتدال 1/ 374- 375، تهذيب التهذيب 2/ 33- 35، خلاصة تذهيب الكمال 58.(1/529)
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وروى الباوردي في ترجمته من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد بن ثور، قال: بايعت أنا وأبي وجدّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فظاهر هذا السياق أن ثورا اسم جده لأبيه، وليس كذلك، وإنما اسمه الأخنس. والأولى فيه ما قاله ابن حبان.
976- ثور بن معن [ (1) ]
بن الأخنس بن حبيب بن جزّة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي- قال أبو علي الهجريّ في النّوادر: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه وجده، ويعرفون ببني معن. حكاه الرّشاطي.
قلت: والمعروف معن بن الأخنس. أخرج له البخاريّ وسيأتي، فلعل ثورا هذا ابن عمه. واللَّه أعلم. فإن ثبت فمعن بن الأخنس عمّ معن بن يزيد بن الأخنس.
القسم الثاني من حرف الثاء
[الثاء بعدها الألف]
977 ز- ثابت بن مريّ [ (2) ]
بن سنان [ (3) ] بن ثعلبة. يأتي في نسبه في ترجمة أبيه، قال العدويّ: ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو أخو سمرة بن جندب لأمّه، استدركه ابن فتحون.
القسم الثالث من حرف الثاء
[الثاء بعدها الألف]
978- ثابت بن طريف المراديّ.
شهد فتح مصر، وهو ممن أدرك الجاهليّة.
ذكره ابن مندة عن ابن يونس [82] ، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال أبو نعيم: ذكره الحاكم [ (4) ] عن ابن عبد الأعلى- يعني ابن يونس- وأنه صحابيّ، وأنه أدرك الجاهلية.
__________
[ (1) ] الكامل في التاريخ 4/ 147، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 386، مروج الذهب 1827، تاريخ الطبري 5/ 533، و 538، تاريخ الإسلام 2/ 81.
[ (2) ] أسد الغابة ت (571) .
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أالحاكمي.(1/530)
وتعقّبه ابن الأثير بأن ابن مندة لم يصرح بأنّ له صحبة، وإنما ذكره لكونه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، والذين شهدوا الفتوح في عهد عمر لهم إدراك، لكن منهم من له صحبة، ومنهم من لم يصحب. انتهى ملخصا.
[الثاء بعدها العين]
979- ثعلبة بن أبي رقيّة اللخميّ-
شهد فتح مصر.
ذكره ابن يونس وأخرجه ابن مندة أيضا.
[الثاء بعدها الميم]
980- ثمامة بن أوس
بن ثابت بن لام الطائي. ذكره سيف في الفتوح، وأنه أرسل إلى ضرار بن الأزور وهو يحارب طليحة في خلافة أبي بكر: إن معي من جذيمة خمسمائة رجل ... فذكر القصة.
وهذا يدل على أنه أدرك الجاهلية.
981- ثمامة بن حزن
بن عبد اللَّه بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيريّ. والد أبي الورد بن ثمامة.
كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وعدّه مسلم في المخضرمين، وابن حبّان في ثقات التابعين.
وقال أبو نعيم: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره.
وفي تاريخ البخاريّ، أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين سنة.
وقال ابن البرقيّ: ذكر بعض أهل النسب من بني عامر [ (1) ] أن لثمامة بن حزن صحبة.
982 ز- ثمامة الرّدماني
مولاهم. له إدراك، شهد مع مولاه خارجة بن عراك فتح مصر صحبة عمرو بن العاصي، ذكره ابن يونس.
__________
[ (1) ] عامر بن صعصعة: بطن من هوازن، من قيس بن عيلان، من العدنانية وهم: بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ويقال لهم: الأحامس.
وينقسمون إلى أربعة أفخاذ: نمير، ربيعة، هلال، وسوأة، وقد وصفهم دغفل النسابة فقال: أعناق ظباء وأعجاز نساء. انظر: معجم قبائل العرب 2/ 708، والبيان والتبيين 2/ 39.(1/531)
[الثاء بعدها الواو]
983- ثور بن تلدة [ (1) ] ،
ويقال ثوب [ (2) ]- بالموحدة- واختلف في ضبطه، فقال ابن الكلبي: هو بلفظ واحد الثياب، وضبطه الدار الدّارقطنيّ تبعا للهيثم بن عدي بضم المثلثة وفتح الواو، وأما أبوه فقال الهيثم وابن الكلبيّ: هو بكسر المثلثة وسكون اللام. وضبطه الدار الدّارقطنيّ بفتح المثناة، ويقال له أيضا تليدة بالتصغير، وهو من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. وقيل: إن تلدة أو تليدة أمّه أو جارية حاضنة له، وإن اسم أبيه ربيعة، ذكر ذلك سيف في الفتوح.
ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمّرين» ، وذكر أنه حضر عند معاوية فقال: من أدركت من آبائي؟ قال: أميّة بن عبد شمس أدركته، وقد عمي، يقوده عبده ذكوان.
فقال معاوية: مه، إنما هو ابنه، قال: هذا شيء قلتموه أنتم. فقال معاوية: أي هؤلاء أشبه بأمية، فقال: هذا، وأشار إلى عمرو بن سعيد بن العاصي بن أمية، وهو المعروف بالأشدق.
وذكر بعض هذه القصة أبو موسى في «الذّيل» من طريق أبي يعقوب السّراج أنه ذكره في الصحابة من طريق عاصم بن أبي النّجود قال: كنا- يعني بني أسد بن خزيمة- سبع المهاجرين يوم بدر وكان فينا رجل يقال له ثور بن تلدة بلغ عشرين ومائة سنة، وذكر بعض القصة، وظن أبو موسى أن قول عاصم: وكان فينا يتعلق بقوله كنا يوم بدر: فيكون صاحب الترجمة من البدريين، وليس كما ظن، بل عاصم أراد أن يعدّ خصائص قومه، فذكر كونهم كانوا بقدر سبع المهاجرين، ثم ذكر كونه كان فيهم هذا الرجل المعمّر، ولو كان على ظاهر ما فهمه أبو موسى لكان عاصم أيضا من البدريّين لقوله: كنّا، وهو تابعيّ صغير أكثر روايته عن التّابعين.
وروى الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم قال: قال ثور ابن تلدة: أدركت ثلاث والبات، قال: وكان قد بلغ مائتين وأربعين سنة. وأنشد له ابن الكلبي:
وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة ... إلى مائتين كلّها، هو ذاهب [ (3) ]
[الطويل]
__________
[ (1) ] في أبلدة.
[ (2) ] أسد الغابة ت (627) .
[ (3) ] ينظر البيت في المعمرين: 84.(1/532)
قال: ولا أدري ما عاش بعد ما أنشد هذا لمعاوية.
وذكر سيف بن عمر أنه حضر الفتوح، وشهد القادسية، وأنشد له فيها شعرا، وأنشد له المرزبانيّ شعرا فيما أنشده الآمدي لغيره، كما سيأتي في ترجمة نسير بن ثور العجليّ في حرف النون إن شاء اللَّه تعالى.
984 ز- ثور بن قدامة:
له إدراك، وله مشاهد في الفتوح.
وفي تاريخ البخاريّ من طريقه قال: جاءنا كتاب عمر، روى عنه إبراهيم العقيلي، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
985- ثور بن مالك الكنديّ-
كان في عصر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وصحب معاذ بن جبل باليمن، واستخلفه على كندة لما بلغه وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
ذكر ذلك وثيمة في كتاب «الرّدّة» عن ابن إسحاق، وذكر له خطبة لكندة لما عزموا على الرّدة، وذكر ردّهم عليه، وما كان من أمرهم إلى أن أوقع بهم المسلمون، وهو القائل من أبيات:
وقلت تحلّوا بدين الرّسول ... فقالوا التّراب سفاها بفيكا
فأصبحت أبكي على هلكهم ... ولم أك فيما أتوه شريكا
[المتقارب]
القسم الرابع من حرف الثاء
[الثاء بعدها الألف]
986 ز- ثابت بن أجدع-
تقدم في ثابت بن الجذع.
987- ثابت بن أبي الأقلح-
أخرج أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق محمد بن مروان، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- أن عقبة بن أبي معيط قتله ثابت بن أبي الأقلح بعد أن أسر ببدر.
والمعروف أن الّذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح.
988- ثابت بن أبي زيد الأنصاريّ [ (1) ] .
ذكره بعضهم مستندا إلى قول الحاكم في علوم
__________
[ (1) ] هذه الترجمة تأتي قبل ترجمة ثابت بن أبي الأقلح.(1/533)
الحديث عزرة بن ثابت ومحمد بن ثابت وعلي بن ثابت، أبوهم ثابت بن أبي زيد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم انتهى.
وصاحب: مجرور، صفة لأبي زيد، وكأنّ من ذكره في الصحابة ظنّه مرفوعا فيكون صفة لثابت، وليس كذلك واللَّه أعلم.
989- ثابت بن الضحاك
بن ثعلبة. استدركه أبو موسى، وعزاه لسعيد بن يعقوب السراج، ولا وجه لاستدراكه لأن ابن مندة أخرجه على الصّواب، وإنما سقط من النسب رجل، وهو ثابت بن الضّحاك بن خليفة بن ثعلبة، كما مضى في القسم الأول.
990- ثابت بن عمرو الأنصاري [ (1) ] .
شهد بدرا.
ذكره أبو نعيم، عن موسى بن عقبة مغايرا بينه وبين الأشجعي حليف الأنصار المتقدم، وهو واحد، فوهم.
991- ثابت بن قيس الأنصاريّ.
وقع ذكره في حديث جابر. وذكر أبو داود أن راويه أخطأ فيه، أخرج أبو داود وإسماعيل القاضي في «أحكامه» ، وأبو مسلم الكجّيّ في السّنن من طريق بشر بن المفضّل، عن ابن عقيل، عن جابر، قال: خرجنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الأنصار، فجاءت بابنتين، فقالت: يا رسول اللَّه، هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك يوم أحد ... الحديث.
قال أبو داود: أخطأ فيه، والصّواب سعد بن الربيع. ثم ساقه من طريق ابن وهب، عن داود بن قيس، وغيره عن ابن عقيل، قال: كذا قال عبيد اللَّه بن عمرو، عن ابن عقيل.
وهو الصّواب.
قلت: لولا اتحاد مخرج الحديث لجاز أن تتعدّد القصة.
992- ثابت بن قيس،
آخر- يأتي في الكنى في حرف الميم في أبي المتوكّل.
993- ثابت بن مسعود.
ذكره عبدان مختصرا، وقال: لا يعرف له ذكر إلا في حديث صفوان بن محرز.
وذكر سعيد بن يعقوب السّرّاج في الصحابة، وأخرج له من طريق حماد عن ثابت البناني، عن صفوان بن محرز، قال: كنت أصلي خلف المقام وإلى جنبي رجل من أصحاب
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (567) ، الطبقات الكبرى 3/ 496، تجريد أسماء الصحابة 1/ 64، معرفة الصحابة 3/ 247.(1/534)
النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم نحسبه ثابت بن مسعود، قال: وكنت إذا جهرت بالقراءة خفض صوته، فلم أر جارا أحسن من جواره، وكنت إذا تتعتعت فتح عليّ، فلما انصرفت دخلت الطّواف فلحقني فأخذ بيدي فقال: «إنّ الأرواح جنود مجنّدة ... »
[ (1) ] الحديث.
قال أبو موسى في الذّيل: كذا أورده، والعجب من حافظين كيف يتواردان على هذا الوهم؟ فإن الصّواب نحسبه ثابت، وهو البناني، ابن مسعود، فابن مسعود مفعول ثان لنحسبه. والمراد به عبد اللَّه بن مسعود.
قلت: وقد وافقهما الباورديّ على ذلك، وترجم لثابت بن مسعود، وأخرج الحديث في ترجمته من طريق حماد بن ثابت. وأما أبو عمر فقال: ثابت بن مسعود، قال صفوان بن محرز: كان جاري رجلا من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحسبه ثابت بن مسعود، فلم أر أحسن جوارا منه، وذكر الخبر، هذا لفظه.
وقد اقتضى له حذف ثابت الراويّ له عن صفوان الجزم بأنّ الّذي ظنه ابن مسعود هو صفوان. وقد عاب الذّهبيّ في التّجريد ذلك على أبي عمر.
قلت: وبقي عندي فيه وقفة من جهة صفوان بن محرز، لأني لا أحسبه أدرك ابن مسعود. فاللَّه أعلم.
994- ثابت بن معاذ الأنصاري.
جاء ذكره في حديث لأنس ضعيف السّند، ذكره الخطيب في «المؤتلف» من طريق القاسم بن خليفة،
حدّثنا أبو يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم، عن مطير أبي خالد، عن أنس بن مالك، قال: كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن شيء أمرنا عليّا أو سلمان أو ثابت بن معاذ، لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه، فلما نزلت: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر: 1] فذكر حديثا [منكرا] في فضل عليّ فيه: «إنّه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلّف بعدي» .
قال الخطيب: مطير مجهول.
قلت: وأبو يحيى التّيميّ ضعيف جدا.
995- ثابت بن معبد [ (2) ]-
تابعيّ أرسل حديثا أو وصله فانقلب على بعض رواته.
__________
[ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 420، وقال صحح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي فقوله صحيح، والهيثمي في الزوائد 1/ 165، وابن عساكر في تاريخه 3/ 457، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 206 وكنز العمال حديث رقم 24739، 36512.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، التاريخ الكبير 2/ 169، معرفة الصحابة 3/ 253، أسد الغابة ت (573) .(1/535)
ذكره ابن مندة وبيّن جهة الوهم فيه، وقال: روى عمرو بن خالد عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من كلب، عن ثابت بن معبد- أن رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن امرأة من قومه، أعجبه حسنها ... الحديث. هكذا قال عمرو. ورواه علي بن معبد وغيره عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد الملك، عن ثابت بن سعيد عن رجل من كلب بهذا.
قال ابن مندة: هذا هو الصّواب قلبه عمرو بن خالد. انتهى.
وفي تاريخ البخاريّ: ثابت بن معبد، روى عنه عبد الملك بن عمير، منقطع حديثه في الكوفيّين.
وقال ابن حبّان في التّابعين: ثابت بن معبد يروي عن عمّه، روى عنه عبد الملك بن عمير. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثابت بن معبد، روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه عبد الملك. وقال ابن مندة: تابعي، عداده في أهل الكوفة.
996- ثابت بن المنذر
بن حرام [ (1) ] بن عمرو، من بني مالك بن النّجار بن أوس [ (2) ] .
شهد بدرا، هكذا قال ابن مندة. ثم روى بسنده إلى ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار بن أوس بن ثابت بن المنذر، فذكره.
وتعقبه أبو نعيم فقال: هذا وهم ظاهر، لأنّ النجار هو ابن ثعلبة بن مالك، وإنما الصّواب ما رواه إبراهيم بن سعد وغيره عن ابن إسحاق، قال: شهد بدرا من بني عمرو مالك بن النّجار أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام. انتهى.
فكأن الناسخ قدم ابن على أوس، فاقتضى ذلك الوهم الشنيع، وكيف خفي على هذا الإمام أنّ ثابت بن المنذر والد حسان وإخوته لم يدرك الإسلام، وأن النجّار جدّ القبيلة الشهيرة من الأنصار، لا يقال له النجار بن أوس.
وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي أوس بن ثابت في البدريين على الصّواب، وكذا ذكره غير واحد كما تقدم في ترجمته.
وقد وهم فيه الطّبرانيّ أيضا فقال: ثابت بن المنذر بن حرام، وساق بسنده إلى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار- ثابت بن المنذر إلى آخره.
__________
[ (1) ] في أحزام.
[ (2) ] معرفة علوم الحديث لابن الصلاح 346، أسد الغابة ت (574) .(1/536)
وزعم أبو نعيم أن الوهم فيه من ابن لهيعة فاللَّه أعلم.
وسيأتي نظير ذلك لابن عبد البرّ في ترجمة حارثة بن مالك.
997- ثابت بن واثلة [ (1) ]-
قتل بخيبر، هكذا أورده ابن عبد البر فحرّف اسم أبيه، وإنما هو إثلة- بكسر الهمزة وسكون المثلثة كما تقدّم على الصّواب.
998- ثابت بن وقش [ (2) ]-
بن زعوراء [ (3) ]- قتل بأحد.
ذكر ابن شاهين وفرّق بينه وبين ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء، قال ابن الأثير:
هذا فرق بعيدا جدا، ثم قال: لا شك أنهما واحد، وليس في إسقاط زغبة من النّسب ما يدلّ على التفرقة.
999- ثابت بن يزيد الأنصاري [ (4) ] .
ذكره الباورديّ وأبو نعيم في «الصّحابة» ، وأخرجا من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وثابت بن يزيد وابن مسعود، وعندهم جوار وأشياء فقلت: تفعلون هذا وأنتم من الصّحابة؟
قالوا: إنه رخّص لنا في اللهو عند العرس.
قلت: وثابت بن يزيد هذا هو ابن وديعة، ووهم من جعله اثنين، فقد روى أبو داود الطّيالسيّ في مسندة عن شعبة عن أبي إسحاق هذا الحديث، فقال: ثابت بن وديعة، وهو المحفوظ من طرق كثيرة عن أبي إسحاق.
وأعجب من ذلك أنّ ابن أبي حاتم تحرّف عليه اسم وديعة فصار وداعة، وغاير بينه وبين ثابت بن يزيد بن وديعة وقال ما نصّه: ثابت بن يزيد بن وداعة كوفي له صحبة. روى عنه البراء، وزيد بن وهب، وعامر بن سعد، وكان قال قبل ذلك ثابت بن يزيد بن وديعة، فذكر نحو ذلك، وقال قبل ذلك ثابت بن زيد له صحبة، وروى عنه عامر بن سعد، فصيّر الواحد ثلاثة.
1000- ثابت بن يزيد:
أبو أسيد الأنصاريّ.
ذكره ابن مندة، والمعروف أن اسمه عبد اللَّه بن ثابت كما سيأتي في موضعه، وهو
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (579) ، الاستيعاب ت (267) .
[ (2) ] في أثابت بن وقس بن دعية.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، معرفة الصحابة 3/ 223، أسد الغابة ت (581) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، الجرح والتعديل 2/ 459، المحن 81، جامع الرواة 1/ 139، بقي بن مخلد 693، التاريخ الكبير 2/ 170، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178، أسد الغابة ت (584) .(1/537)
راوي
حديث: «كلوا الزّيت» .
وقيل: إن اسمه كنيته.
1001- ثابت الأنصاريّ،
والد عديّ بن ثابت.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وعزاه لابن ماجة، وقد قدمنا ذكر ثابت بن قيس بن الخطيم، فإن ثبت قول ابن الكلبي إنّ عديّ بن ثابت هو ابن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم، وإن عديّا كان ينسب إلى جده- استقام أنّ له صحبة وإلا فلا. ومع ذلك فتكريره وهم واللَّه أعلم.
[الثاء بعدها العين المهملة]
1002- ثعلبة بن الجذع:
ذكره ابن مندة وقال: شهد بدرا، وفرّق بينه وبين ثعلبة بن الحارث وهو الملقب بالجذع، فجعل الجذع الّذي هو لقبه اسم أبيه، وظنّه آخر. وقد قدمنا بقية أوهامهم فيه في ترجمة ثعلبة بن زيد بن الحارث حيث ذكرناه على الصّواب.
1003- ثعلبة بن زبيب العنبريّ [ (1) ] :
روى عنه ابنه عبد اللَّه، فيه إرسال وضعف- كذا في «التّجريد» .
قلت: هو مقلوب، وإنما هو عبد اللَّه بن زبيب بن ثعلبة، عن أبيه.
1004- ثعلبة بن العلاء الكنانيّ [ (2) ] .
ذكره أبو أحمد العسّال في الصّحابة.
وروى من طريق حجاج بن أرطاة، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن العلاء الكناني: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى عن المثلة يوم خيبر
[ (3) ] .
قال أبو موسى: رواه زهير بن معاوية، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم، أخي بني ليث نحوه.
قلت: وبنو ليث من بني كنانة، فالنسب واحد، والراويّ واحد، فإما أن يكون حجاج وهم في اسم أبيه أو يكون العلاء اسم أحد آبائه.
وقد تقدم ثعلبة بن الحكم على الصّواب في القسم الأوّل.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، معرفة الصحابة 3/ 279، أسد الغابة ت (594) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 68، أسد الغابة ت (608) .
[ (3) ] وحديث النهي عن المثلة عند أحمد 4/ 246، 440، 5/ 12، وابن أبي شيبة 9/ 421 والطبراني في الكبير 12/ 403، 18/ 157، 158، البيهقي 9/ 96، والطحاوي في معاني الآثار 3/ 183، والخطيب في التاريخ 7/ 37 وانظر الدر المنثور 2/ 278، 4/ 135، 181.(1/538)