قرتيع من تجار اليمن ذوي المعروف من غير سبق معرفة بينهما بل أخبرنا العلامة الشمسي الخواردي وكان عندنا مجاورا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقد جمع غرماء عبد الله وصار يتعطفهم ويأمرهم بالإسقاط عنه والصبر عليه وابن الزبير حاضر بين يديه والجماعة يجيبون النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما سألهم وهو عليه السلام مسرور بذلك منهم فصحت الرؤيا وظهرت عنايته صلى الله عليه وسلم به رحمه الله قال ابن فرحون وقال ابن صالح: إنه قدم المدينة مجاورة أبيه وبقي في صحبته مدة ورتب في الأذان وكان حسن الصوت قراءة ومدحا وانتفع به الناس ولما مات دفن بالبقيع قريبا من أبيه وهو في درر شيخنا.
2034 - عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب أبو بكر: وأبو خبيب وبهما كناه مسلم القرشي الأسدي المدني الصحابي ممن له رواية كأمه أسماء وأبيهما الصديق أفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبيه أبي قحافة وهو أول مولود في الإسلام بالمدينة سنة اثنتين من الهجرة بقباء وسر المسلمون بولادته وكبروا حتى ارتجت المدينة لكونهم لما قدم المهاجرون أقاموا لا يولد لهم فقالوا: سحرتنا يهود حتى كثرت في ذلك القالة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم جده أبا بكر فأذن في أذنيه بالصلاة وحنكه النبي صلى الله عليه وسلم بثمرة مضغها فكان أول شيء دخل في جوفه الريق المبارك ثم دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرك عليه وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين وأربعة أشهر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن خالته أم المؤمنين عائشة وكذا روى عن أبيه والشيخين وعثمان وعنه: ابناه عامر وعباد وأخوه عروة وابنه محمد وخلق وشهد وقعة اليرموك وغزا القسطنطينية والمغرب وله مواقف مشهودة وكان فارس قريش في زمانه وقال نوف البكالي: إني لأجد في كتاب الله المنزل: أنه فارس الخلفاء بل لم يكن ينازع في ثلاث الشجاعة والعبادة والبلاغة وبويع بالخلافة في سنة أربع وستين وحكم على الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان وأكثر الشام وكان معاوية يلقاه فيقول: مرحبا بابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حوارية ويأمر له بمائة ألف وقال ابن عباس: إنه قارىء لكتاب الله عتيق في الإسلام أبوه الزبير وأمه أسماء وجده أبو بكر وعمته خديجة وخالته عائشة وجدته صفية والله لأحاسبن له نفسي محاسبة لم أحاسب بها لأبي بكر وعمر وقال غيره: إنه قوام الليل صوام بالنهار يسمى حمامة الحرم وإذا كان في الصلاة كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك وما كان باب من العبادة يعجز الناس عنه إلا تكلفه ولقد جاء سيل طبق البيت فجعل يطوف سباحة ولم يزل بالمدينة في خلافة معاوية ثم خرج إلى مكة ولزم الحجر وحرض على بني أمية وعاذ بالبيت فكتب يزيد بن معاوية لوالي المدينة عمرو بن سعد أن يوجه إليه جندا فبعث لقتاله أخاه عمرا في ألف فظفر ابن الزبير بأخيه وعاقبه ونحى الحارث بن يزيد عن الصلاة بمكة وجعل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف يصلي بالناس والتفت على ابن الزبير خلائق كثيرون وحج بالناس عشر سنين آخرها سنة إحدى وسبعين ودعا لنفسه فبويع(2/36)
وولى على المدينة أخاه مصعبا وولى آخرين على غيرها من الجهات واستمر إلى أن خذله من كان معه وصاروا يخرجون إلى الحجاج بن يوسف حتى قتله وصلبه في ولاية عبد لملك بن مروان في جمادي الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومر به ابن عمر وهو مصلوب على جذع منكسا فبكى وقال: يرحمك الله أبا خبيب ما علمناك إلا صواما قواما وإن قوما أنت شرهم لخيار وقيل: إن ابن أبي حازم غسل رأسه وحنطه وكفنه وصلى عليه وبعث به إلى أهله بالمدينة فدفنوه بها وترجمته ومناقبه وأخباره تحتمل مجلدا وهو في التهذيب. وأول الإصابة وغيرهما كالفاسي في نصف كراس وذكره مسلم فيمن عد في المكيين وخلافته بلا شك صحيحة وخرج عليه مروان بعد أن بويع له في الآفاق كلها إلا بعض قرى الشام فغلب مروان على دمشق ثم غزا مصر فملكها ومات بعد ذلك فغزا بعد مدة عبد الملك بن مروان العراق فقتل مصعب بن الزبير ثم غزا الحجاج مكة فقتل عبد الله وقد كان عبد الله أولا امتنع عن بيعة يزيد بن معاوية وسمى نفسه عائذ البيت وامتنع بالكعبة فأغزا يزيد جيشا عظيما فعلوا بالمدينة في وقعة الحرة ما اشتهر ثم ساروا من المدينة إلى مكة فحاصروا ابن الزبير ورموا البيت بالمنجنيق وأحرقوه فجاء نعي يزيد وهم على ذلك فرجعوا إلى الشام فلما غزا الحجاج مكة فعل كما فعل أسلافه بالمدينة ورمى البيت بالمنجنيق وارتكب أمرا عظيما فظهرت حينئذ شجاعة ابن الزبير فحمى المسجد وحده وهو في عشر الثمانين بعد أن خذله عامة أصحابه حتى قتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر رضي الله عنه ورحمه.
2035 - عبد الله بن الزبير المصري: ثم المدني الشافعي ولد بالمدينة ونشأ بها وتفقه بالكازورني فبرع ومات في حدود السبعين كذا في الدرر لشيخنا وقال: كذا ذكره العثماني قاضي قضاة صفد في طبقات الفقهاء.
2036 - عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب: القرشي الأسدي ابن قريبة أخت أم سلمة أم المؤمنين صحابي معدود في أهل المدينة وذكره مسلم في أهلها من أشراف قريش وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يأذن عليه وهو الذي أمر عمر بالصلاة حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي ولم يجده روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأم سلمة وعنه: ابنه أبو عبيدة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قتل يوم الحرة مع عدة بنين له ولكن قال ابن عبد البر: إن المقتول بالحرة ابنه يزيد وأما هذا فقال أبو حسان الزيادي: إنه قتل يوم الدار وهو في التهذيب.
2037 - عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان: أبو عبد الرحمن المخزومي المدني من أهلها مولى أم سلمة يروي عن: الأعرج ومجاهد ومحمد بن كعب ونافع والزهري(2/37)
وسليمان بن حبيب المحاربي وغيرهم وعنه: مفضل بن فضالة وروح بن القاسم وابن وهب والدراوردي وبقية وعلي بن الجعد وآخرون قال أبو داود: ولي قضاء المدينة وكذبه مالك وابن معين وقال أحمد: متروك الحديث إنما كان يعرف بالصلاة ولم يكن يعرف بالحديث وقال أبو حاتم ضعيف الحديث سبيله الترك وقال الجوزجاني: كان كذابا وضاعا وقال النسائي ضعيف جدا وقال ابن حبان: كان يروي عمن لم يره ويحدث بما لم يسمع وقد أخرج له ابن ماجة وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2038 - عبد الله بن زيد بن أسلم: أبو محمد العمري مولى عمر بن الخطاب المدني من أهلها وأحد الأخوة أسامة وعبد الله وعبد الرحمن روى عن أبيه فقط وعنه: ابن المبارك وابن مهدي والقعنبي وقتيبة وأبو الجماهر محمد بن عثمان والوليد بن مسلم وثقه أحمد ومعن بن عيسى وضعفه ابن معين وقال النسائي: ليس بالقوي وزاد غيره وهو أصلح حالا من إخوته وكلهم ليس بالقوي زاد غيره وهو أصلح حالا من إخوته وكلهم ليس حديثهم بشيء وكذا قال ابن سعد: كان عبد الله أثبت ولد زيد وتوفي بالمدينة في أول خلافة المهدي وكذا قال الساجي: بنو زيد ثلاثة أرفعهم عبد الله وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وقال: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة وقال ابن قانع: مات سنة أربع وستين ومائة.
2039 - عبد الله بن زيد بن ثعلبة يأتي قريبا.
2040 - عبد الله بن زيد بن سهل: في ابن أبي طلحة.
2041 - عبد الله بن زيد بن عاصم بن عمرو بن كعب الأنصاري: النجاري من بني ذبيان بن النجار المدني أخو حبيب الذي قطعه مسيلمة الكذاب وعم عباد بن تميم وجد عمر بن يحيى المازني الذي روى عنه عباد بن تميم وهو راوي حديث الوضوء. ذكره مسلم في المدنيين وله ولأبيه صحبة وأمه أم عمارة ابنة عمرو بن عوف ويقال: إنه اشترك مع وحشي في قتل مسيلمة أخذا بثأر أخيه روى عنه ابن أخيه عباد وسعيد بن المسيب وواسع بن حبان وغيرهم. واستشهد يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين عن ثلاث وتسعين وذلك أن يزيد بن معاوية بعث جيشه يريد المدينة وعليه صخر بن أبي الجهم فتوفي قبل سير الجيش إليها فاستعمل عليه يزيد: مسلم بن عقبة المري فسار به حتى نزلها فقاتلهم حتى هزمهم وأباحها ثلاثة أيام وقد خرج لصاحب الترجمة الستة وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2042 - عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة: أبو محمد الأنصاري الخزرجي من(2/38)
بني الحرث بن الخزرج المدني وجعل ابن حبان جده ثعلبة بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج بن جشم بن الحارث بن الخزرج وكذا سمى شيخنا جده "ثعلبة" في أول الإصابة والأقشهري وقيل إن ذكر "ثعلبة" في نسبه خطأ وهو راوي الأذان ذكره مسلم في المدنيين وسمى جده عبد ربه شهد بدرا والعقبة روى عنه: ابنه محمد وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن المسيب وآخرون مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين عن أربع وستين وصلى عليه عثمان خرج له أصحاب السنن وذكر في التهذيب.
2043 - عبد الله بن زينب ابنة سليمان العباسية: هو محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يأتي.
2044 - عبد الله بن ساعدة: أبو محمد الهذلي المدني يروي عن: عمر وعنه أهل المدينة مات سنة مائة. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وهو في ثالث الإصابة.
2045 - عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر العمري المدني: له ذكر في ولده يحيى الآتي.
2046 - عبد الله بن السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزي: القرشي الأسدي الماضي أبوه وأمه عاتكة عمة النبي صلى الله عليه وسلم كان شريفا وسيطا وتعقب شيخنا من استبعد صحبته بأن أمه عاتكة قديمة الموت فيكف لا يكون لها صحبة؟ وقد ذكره فيهم بدون التردد العسكري وكذا قال أبو موسى المديني ذكره بعض مشايخنا فيهم قال فيه عمر: لا أعلم فيه عيبا وقيل وهو الأكثر: إن هذه مقالة ابنه.
2047 - عبد الله بن السائب بن يزيد: أبو محمد الكندي المدني ابن أخت نمر روى عن: أبيه عن جده وعنه: ابن أبي ذئب وثقه النسائي وابن حبان وابن سعد وقال: إنه قليل الحديث مات سنة ست وعشرين ومائة وقال ابن حبان: روى عن أهل المدينة فإن كان أراد بهذا الإطلاق ابن أبي ذئب فهو محتمل وإن كان مراده ظاهر اللفظ: فشاذ قاله شيخنا وهو في التهذيب.
2048 - عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: المدني الماضي أبوه سكن بغداد وأخذ عنه البخاري وعبد الله بن أحمد بن حنبل وإبراهيم بن أسباط وغيرهم وروى هو عن: أبيه وعمه يعقوب بن إبراهيم وجعفر بن عون وذكره ابن حبان في الثقات وقال الخطيب: ثقة مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين بالمصيصة وله أخوان عبيد الله وأبو إبراهيم أحمد وهو في التهذيب.
2049 - عبد الله بن سعد بن أبي وقاص: الزهري القرشي عداده في أهل المدينة يروي عن: أبي أيوب الأنصاري وعنه: خارجة بن عبد الله قاله ابن حبان في ثانية ثقاته(2/39)
وهو أخو عامر وسعد ومصعب وعمر ويحيى وإبراهيم ومحمد.
2050 - عبد الله بن سعد: في عبد العزيز بن سليمان بن يحيى.
2051 - عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان: أبو عبادة الليثي المقبري المدني يروي: عن أبيه وجده وعنه: أخوه سعد وهشيم وحفص بن غياث وأبو معاوية وأبو ضمرة وصفوان بن عيسى وآخرون كالثوري والكوفيين متفق على ضعفه قال البخاري: تركوه وابن عدي: لا يكتب حديثه وخرج له الترمذي وابن ماجة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2052 - عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: القرشي الأموي ابن أبي أحيحة وأحيحة اسم أمه ايضا وكان اسمه هو "الحكم" فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله وكان كاتبا فأمره أن يعلم الكتابة بالمدينة وقتل يوم اليمامة شهيدا وقيل يوم مؤته وقال الذهبي: إنه الأكثر.
2053 - عبد الله بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص: الأموي المدني أخو عمر الأشدق وعنبسة ويحيى لما قتل عبد الملك بن مروان عمر أخوهم سيرهم إلى المدينة وقال الذهبي إنه الأكبر.
2054 - عبد الله بن سعيد بن قيس بن فهد: مدني ثقة قاله العجلي في ثقاته.
2055 - عبد الله بن سعيد بن كيسان مضى قريبا.
2056 - عبد الله بن سعيد بن أبي هند: أبو بكر الفزاري مولاهم فهو مولى بني بنيهم يروي عن أبيه وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل والأعرج وجماعة وعنه: إسماعيل بن جعفر وابن المبارك وغندر ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم وعبد الرزاق وآخرون وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم كابن سعد وقال: كثير الحديث والعجلي ويعقوب بن سفيان وقالا: مدني وقال يحيى القطان: صالح الحديث عرف وينكر وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال لا يخطىء وضعفه أبو حاتم والعمل على الاحتجاج به مات نحو آخر سنة سبع وأربعين ومائة وهو في التهذيب.
2057 - عبد الله بن أبي سعيد: أبو زيد المدني عن: حفصة ابنة عمر وعنه: أبو يعفور وعثمان ويزيد أبو خالد حديثه عند أحمد في مسنده من طريق ابن جريج عن أبي خالد ومن طريق شيبان عن أبي يعقوب كلاهما عن حفصة في فضل عثمان وهو عند البخاري في التاريخ من طريق ابن جريج به ومن طريق أبي حمزة السكري عن(2/40)
أبي يعفور وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى أبو يعفور الراوي عنه "أراه عبد الرحمن بن عبيد" يعني: أبا يعفور الأصغر وتلخص من هذا أن لصاحب الترجمة راويين ولم يخرج ولم يأت بخبر منكر فهو على قاعدة ثقات ابن حبان ولكن لم أره في النسخة التي بخط البكري من ثقاته وبهذا يرد على القائل: إنه لا يدري من هو.
2058 - عبد الله بن سفيان بن عقبة بن أبي عائشة: أبو سفيان الليثي مولاهم المدني روى عن جده وعمه إبراهيم وأبي طوالة وغنيم بن نسطاس وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي وأبو مصعب وإسحاق بن موسى قال أبو حاتم: ليس به بأس ووثقه ابن حبان.
2059 - عبد الله بن سلام بن الحارث: أبو يوسف الإسرائيلي النسب الخزرجي حليف الأنصار من بني قينقاع وقيل إنه من ذرية يوسف عليه السلام وحلفه في القوافل أسلم عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان اسمه "الحصين" فسماه "عبد الله" وشهد له بالجنة وله عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه: ابناه يوسف ومحمد وحفيده حمزة بن يوسف وأبو هريرة وأنس وزرارة بن أوفى قاضي البصرة وأبو سعيد المقبري وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بردة بن أبي موسى وجماعة من الصحابة والتابعين ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق فيما بعدها بل ذكره ابو عروبة وحده في البدريين ومسلم في المدنيين وقال: وهو رجل من بني إسرائيل وشهد فتح بيت المقدس مع عمر وكان من الأحبار شهد له اليهود بأنه عالمهم ونزلت فيه {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} و {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى" ومناقبه جمة اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وأربعين في خلافة معاوية وذلك بالمدينة وسيأتي ابنه محمد.
2060 - عبد الله بن سلمان الأغر: المدني من أهلها مولى جهينة وأخو عبيد الله وسلمان يروي عن: أبيه وعنه: صفوان بن سليم وعبد الله بن عثمان بن خثيم ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته, وذكر في التهذيب.
2061 - عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث: البلوي الأنصاري بالحلف أبو محمد أمه أنيسة بنت عدي شهد بدرا واستشهد بأحد واستأذنت أمه النبي صلى الله عليه وسلم في نقله إليها لتأنس به فأذن لها فنقلته وهو في أول الإصابة.
2062 - عبد الله بن أبي سلمة: "دينار أو ميمون" الماجشون ومعناه المورد الوجنتين المدني مولى آل المنكدر ووالد عبد العزيز وأخو يعقوب. أرسل عن عائشة وأم سلمة ولعله أدركها وابن عمر وقيل إنه لم يلقهم وروى عن النعمان بن أبي عياش وعمر بن أبي قيس(2/41)
الزرقيين عروة بن الزبير وعبد الله بن عبد الله بن عمر وعنه: ابنه وبكير بن الأشج وعمر بن الحرث وابن إسحاق وآخرون كحكيم بن عبد الله بن قيس ويحيى بن سعيد الأنصاري وخرج له مسلم وغيره, ووثقه النسائي ثم ابن حبان وذكر في التابعين بروايته عن أسماء ابنة أبي بكر وفي أتباعهم بمحمد بن عبد الرحمن وابن عياش وهو في التهذيب وقال حفيده عبد الملك بن عبد العزيز: توفي جدي سنة ست ومائة.
2063 - عبد الله سليمان بن زيد بن ثابت: الخزرجي الأنصاري أخو سعيد عداده في أهل المدينة يروي عن أنس وعنه: خارجة بن عبد الله قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وهو مخرج له في المسند لأحمد.
2064 - عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة الأسلمي: المدني القبائي يروي عن: سالم بن عبد الله ومعاذ بن عبد الله بن خبيب وعنه: خالد بن محمد القطواني ومعن بن عيسى وأبو عامر العقدي والقعنبي ومطرف بن عبد الله اليساري وعبد العزيز الأويسي قال أبو حاتم لا بأس به وابن حبان: يخطىء وقال: شيخ من أهل المدينة لا بأس به وذكر ابن عدي: أنه من جملة المدنيين المجهولين الذين روى عنهم القعنبي وخرج له الترمذي وابن ماجة وذكر في التهذيب.
2065 - عبد الله بن سمعان هو ابن زياد بن سليمان بن سمعان نسب لجد أبيه.
2066 - عبد الله بن سهل بن زيد الأنصاري مات بالمدينة.
2067 - عبد الله بن سهل بن زيد: الأنصاري الحارثي خرج مع أصحابه إلى خيبر يمتارون ثمرا فوجد في عين قد كسرت عنقه ثم طرح فيها وهو في أول الإصابة ولعله الذي قبله.
2068 - عبد الله بن سويد الأنصاري الخطمي من أهل المدينة يروي: عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي وأبي أيوب الأنصاري وعنه: داود بن قيس الفراء ومحمد بن ثابت بن شرحبيل ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وثالثها وقال: إن من قال فيه: "ابن شريك" يعني بدل "سويد" فقد وهم.
2069 - عبد الله بن شبيب بن خالد: أبو سعيد الربعي مولاهم المدني الأخباري العلامة من أهل البصرة يروي عن: عبد العزيز الأويسي وإسحاق الفروي وأبي جابر محمد بن عبد الملك وإسماعيل بن أبي أويس وأيوب بن سليمان بن بلال وغيرهم. وعنه: الزبير بن بكار وهو أكبر منه وأبو زرعة وإبراهيم الحربي وهما من أقرانه وابن صاعد ومحمد بن مخلد والمحاملي وجماعة, آخرهم موتا: أبو روق الهزاني وهو ممن حدث ببغداد ومات بمكة وكان غير ثقة قال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه وقال أبو أحمد(2/42)
الحاكم ذاهب الحديث وهو في الميزان وضعفاء ابن حبان وقال: يروي عن أهل المدينة حدثنا عنه شيوخنا لا يجوز الاحتجاج به.
2070 - عبد الله بن شداد بن الهاد: أبو الوليد الليثي المدني من كبار التابعين أمه سلمى ابنة عميس أخت أسماء تزوجها أبوه بعد أن استشهد حمزة بن عبد المطلب يروي عن: أبيه وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله ومعاذ وعلي وابن مسعود وعائشة وأم سلمة وجماعة وعنه: الحكم بن عتيبة وعبد الله بن شبرمة ومنصور وأبو إسحاق الشيباني وسعد بن إبراهيم الزهري ومعاوية بن عمار الدهني وذر "بن عبد الله المرهبي" والشعبي وموسى بن أبي عائشة وكان يأتي الكوفة كثيرا فينزلها فعده خليفة في تابعي أهلها وقال ابن حبان في ثانية ثقاته: عداده في أهلها وابن سعد: في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وكان ثقة قليل الحديث متشيعا قال: وددت إني قمت على المنبر من غدوة إلى الظهر فأذكر فضائل علي ثم أنزل فتضرب عنقي خرج له أصحاب السنن وذكر في التهذيب وثاني الإصابة وقال الواقدي: إنه خرج مع القراء أيام ابن الأشعث فقتل ليلة دجيل سنة اثنتين وثلاثين وقال ابن حبان: غرق بدجيل سنة ثلاث وثلاثين في الجماجم وقال العجلي: فقد هو وعبد الرحمن بن أبي ليلى في الجماجم اقتحم بهما فرساهما الفرات فذهبا.
2071 - عبد الله بن صالح الشيباني: أخو جار الله الماضي.
2072 - عبد الله بن أبي صالح: في ابن ذكوان.
2073 - عبد الله بن صديق بن محمد الغليسي: بمعجمة مضمومة ثم لام وآخره مهملة مصغر نسبة لزاوية بالقرب من أبيات الفقيه ابن عجيل ممن يكثر مع عاميته وتجوزه المجيء للمدينة من درب الماشي بكتب من مكة إليها وكنت ممن حمل له الكتب ذهابا وإيابا وزعم أنه جاء أزيد من ثمانين مرة فالله أعلم.
2074 - عبد الله بن طلحة الخزاعي: عن أبي يزيد المدني وعنه هشيم قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2075 - عبد الله بن أبي طلحة "زيد" بن سهل بن الأسود بن حرام: الأنصاري النجاري والد الفقيه إسحاق وغيره وأخو أنس لأمه أم سليم ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه بتمرات مضعها وسماه عبد الله وكان حملت به ليلة مات ابنها الذي قيل إنه أبو عمير والذي مازحه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له: "يا عمير ما فعل النغير؟ " لطائر كان عنده فلما مات كتمت أم سليم موته عن أبي طلحة بعد أن سجته بثوب ثم تعرضت لأبي طلحة حتى قضيا حاجتهما فلما أصبحت أخبرته بموت الغلام فذهب يشكوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم(2/43)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة صبيحتها: "أعرستم الليلة؟ بارك الله لكما فيها" فكان لعبد الله عشرة أولاد كلهم قرأ القرآن وروى أكثرهم العلم واشتهر منهم إسحاق وعبد الله رويا عنه وكذا روى عنه أبو طوالة وسليمان مولى الحسن بن علي وله رواية عن أبيه وأخيه لأمه أنس وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال: كان لأبي طلحة من أم سليم ولد فمات - فذكر القصة - وفي آخرها: فولدت غلاما اسمه عبد الله فكان من خير أهل زمانه وخرج له مسلم وغيره وذكر في التهذيب وثاني الإصابة. مات بالمدينة في إمارة الوليد بن عبد الملك فيما حكاه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن غيره بعد جزمه بأنه استشهد بفارس وأرخه الدمياطي سنة اربع وثماني قال ابن سعد: كانت أمه حاملا به يوم بدر ثم لم يزل بالمدينة في دار أبي طلحة وكان ثقة قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات.
2076 - عبد الله بن أبي طلحة: مدني تابعي ثقة قاله العجلي وكأنه غير الأول.
2077 - عبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن سليمان: ولي بناء المسجد حين أمر المهدي جعفر بن سليمان بالزيارة فيه سنة إحدى وستين ومائة فلم يلبث أن مات عبد الله فولي عبد الله بن موسى الحمصي مكانه.
2078 - عبد الله بن عامر بن ربيعة: أبو محمد العنزي و "عنز" أخو بكر بن وائل حي من اليمن المدني حليف ابن عدي بن كعب ولذا نسب العدوي وكان أبوه من كبار اصحابة واستشهد أخوه وسميه عبد الله يوم الطائف وهما شقيقان وذاك أكبر. استشهدا يوم الطائف ومولد هذا سنة ست من الهجرة وأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام وأمهما أم عبد الله ابنة أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد الله وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن: أبيه وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وعائشة لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله ابن معين: وقال الترمذي في الصحابة: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه حرفا وإنما روايته عن أصحابه وقال ابن سعد عن الواقدي: ما أرى هذا الحديث محفوظا يعني الحديث الذي رواه "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتهم فقالت له أمه: يا عبد الله تعال أعطك الحديث كذا قال: ويحتمل أن تكون أمه أخبرته بذلك فأرسله هو وقال أبو حاتم: رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على أمه وهو صغير وقال ابن حبان في الصحابة: أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام وروايته عن الصحابة وأخرجه ابن سعد بسند حسن وقال أبو زرعة: مدني ثقة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال العجلي: مدني ثقة من كبار التابعين وروى عنه: عاصم بن عبيد الله وأبو بكر بن حفص الوقاصي. ويحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وغيره قال ابن حبان والطبري في الزيل: مات سنة خمس وثمانين زاد ابن حبان وقيل: تسع وثمانين وبه جزم الترمذي وقال ابن مندة: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومات يعني النبي صلى الله عليه وسلم وهو(2/44)
ابن خمس وقيل أربع وكان مستنده قول الواقدي: كان ابن خمس وهو في التهذيب وأول الإصابة وذكره مسلم في أول طباق التابعين وعداده في المدنيين فيمن ولد في العهد النبوي.
2079 - عبد الله بن عامر بن كريز بالتصغير بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف: القرشي العبشمي ابن خال عثمان فأم عثمان هي أروى ابنة كريز وأم عبد الله صاحب الترجمة دجاجة ابنة أسماء ابنة الصلت السلمية التي فارقها عمير بن قتادة الليثي حين قول النبي صلى الله عليه وسلم له لما فتح مكة ووجد تحته خمس نسوة فقال له: "اختر منهن أربعا" وتزوجها بعده عامر فولدت له عبد الله وعلى هذا فكان له عند الوفاة النبوية دون الستين فقول ابن مندة في الصحابة مات النبي صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة غلط حققه شيخنا وقد أثبت له ابن حبان الرؤية وقال غير واحد: إنه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا يشبهنا" وجعل يتفل في فمه ويعوذه فجعل يبتلع ريق النبي صلى الله عليه وسلم فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لمسقى" فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء وهو صاحب نهر بن عامر وكان جوادا شجاعا ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين وضم إليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص فافتتح في إمارته خراسان كلها وسجستان وكرمان حتى بلغ طرف غرته وفي إمارته قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس وأحرم ابن عامر من خراسان فقدم على عثمان فلامه وقال: غررت بنفسك وإلى ذلك أشار البخاري في صحيحه بقوله: "وكره عثمان أن يحرم من خراسان وكرمان" قال شيخنا: وذكرت في تعليق التعليق أن سعيد بن منصور وابن أبي شيبة أخرجا من طريق الحسن وعبد الرازق من طريق ابن سيرين جميعا: "أن عبد الله بن عامر أحرم من خراسان فلما قدم على عثمان لأمه فيما صنع وكرهه" زاد ابن سيرين: وقال له: "غررت بنفسك" وأخرج البيهقي حديثه من طريق داود بن أبي هند لما فتح خراسان قال: لأجعلن شكري أن أحرم من موضعي فأحرم من نيسابور, فلما قدم على عثمان لأمه. قال ابن عبد البر: وقدم بأموال عظيمة ففرقها في قريش والأنصار قال: وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إلى عرفة العين وشهد الجمل مع عائشة ثم اعتزل الحرب بصفين ثم ولاه معاوية البصرة ثم صرفه بعد ثلاث سنين فتحول إلى المدينة وسكنها حتى مات بها سنة سبع أو ثمان وخمسين. ترجمه شيخنا من زياداته في مختصر التهذيب للتمييز لكون البخاري أشار إلى قصته.
2080 - عبد الله بن عامر أبو عامر الأسلمي المدني من أهلها القارىء كان يصلي بالناس في المسجد النبوي في رمضان يروي عن عمرو بن شعيب ونافع وسعيد المقبري وابن شهاب وسهيل بن أبي صالح وعنه: سليمان بن بلال وابن وهب وحبيب كاتب(2/45)
مالك وأبو نعيم والواقدي وغيرهم ضعفه: أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وزاد متروك وأبو داود والنسائي والدارقطني وقال ابن معين: ليس بشيء ضعيف وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل وقال البخاري يتكلمون في حفظه ومرة: ذاهب الحديث وقال ابن عدي: عزيز الحديث لا يتابع في بعض حديثه وهو ممن يكتب حديثه وقال ابن سعد: كان قارئا للقرآن وكان يقوم بأهل المدينة في رمضان وكان كثير الحديث يستضعف ومات بالمدينة سنة خمسين ومائة في شهر رمضان وحديثه في ابن ماجة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وقال: روى عنه أهل المدينة والعراقيون.
2081 - عبد الله بن أبي عامر: القرشي المدني في الميزان وقال يحيى يسرق الحديث.
2082 - عبد الله بن عباد الزرقي: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2083 - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب: الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والملقب بالحبر والبحر لكثرة علمه ويروى أنه "انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل فقال له جبريل: "إنه كائن حبر هذه الأمة فاستوص به خيرا" ذكره مسلم فيمن عد من المكيين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مما صرح فيه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم مما في الصحيحين أكثر من عشرة أحاديث وما شهد فعله نحو ذلك وما له حكم الصريح على ذلك فضلا عما ليس في الصحيحين وباقي حديثه: إما مرسل محكوم باتصاله أو غير مرسل وروى عن أبويه وأخيه الفضل وخالته ميمونة وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخلق من الصحابة, وعنه: ابناه علي ومحمد وحفيده محمد بن علي وأخوه كثير بن عباس وابن أخيه عبد الله بن عبيد الله بن عباس وابن أخيه الآخر عبد الله بن معبد بن عباس في خلق الصحابة فمن بعدهم ودعا النبي صلى الله عليه وسلم له بالحكمة مرتين وقال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد وقال ابن عمر: هو أعلم أمة محمد بما أنزل الله على محمد وقال أبو هريرة: لما مات زيد بن ثابت مات اليوم حبر هذه الأمة ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا وقال محمد بن الحنفية حين صلى عليه مات رباني هذه الأمة وقالت عائشة: هو أعلم الناس بالحج وكان عمر يدعوه ويقربه ويقول: "إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح رأسك وتفل في فمك وقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" ومناقبه شهيرة أفردت بالتأليف وصحح ابن عبد البر مما قاله أهل السير إنه كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة وقال أبو نعيم في آخرين: مات سنة ثمان وستين وصلى عليه محمد بن الحنفية وكان موته بالطائف وقيل سنة تسع وستين وقيل سنة سبعين رضي الله عنه وهو في التهذيب.(2/46)
2084 - عبد الله بن عبد الله بن الأصم: المدني ابن أخي يزيد بن الأصم وأخو عبيد الله يروي عن عمه يزيد وعنه: الثوري وعبد الواحد بن زياد ومروان بن معاوية وعبدة بن سليمان وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وهو في التهذيب.
2085 - عبد الله بن عبد الله أبي أمية بن المغيرة المخزومي: القرشي المدني ذكره فيهم مسلم وأمه ابنة طارق بن عامر قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين روى عن: أبيه وعمر وأم سلمة وعنه: سليمان بن يسار ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال العجلي: مدني تابعي ثقة وهو في أول الإصابة وكذا ذكره ابن حبان في الأولى ثم الثانية وفي الميزان وضعفاء العقيلي.
2086 - عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر: أبو أويس الأصبحي المدني حليف بني تيم من قريش ووالد إسماعيل وهو من بني عم مالك الإمام وزوج أخته. يروي عن: ربيعة ومحمد بن المنكدر وشرحبيل بن سعد وعبد الله بن دينار والزهري وطائفة وعنه: ابناه إسماعيل وعبد الحميد وحسين المروزي والقعنبي وعاصم بن علي ومنصور بن أبي مزاحم وآخرون. قال أحمد: ليس به بأس وقال البخاري والنسائي: ليس بالقوي وقال أبو بشر الدولابي: صدوق وليس بحجة ووثقه ابن معين مرة وضعفه أخرى وجمع بينهما بقوله: صدوق وليس بحجة وذكره العقيلي وابن حبان في الضعفاء وقال: إنه يخطىء كثيرا وهو في التهذيب وهنا في الكنى. مات سنة تسع وستين ومائة وقال ابن عبد البر: لا يحكي عنه أحد حرجه في دينه وأمانته وإنما عابوه بسوء حفظه وأنه يخالف في بعض حديثه ونحوه قول أبي الحاكم: قد نسب إلى كثرة الوهم ومحله عند الأئمة محل من يحتمل عنه الوهم ويذكر عنه الصحيح وترجمته مبسوطة.
2087 - عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك: الأنصاري المدني ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن جده لأمه عتيك بن الحارث وابن عمر وأنس وعنه: مسعر وشعبة ومالك وغيرهم وخرج له الستة وذكر في التهذيب وقال ابن حبان في ثانية ثقاته: روى عنه أهل المدينة فسموا جده جابرا والعراقيون شعبة ومسعر وداود وهشام فسموه جبرا قال البخاري في تاريخه: ولا يصح جبر إنما هو جابر بن عتيك وتبعه: ابن منجويه وصوب الدارقطني عكسه وبالجملة: فهما واحد اختلف في اسم جده ومن فرق بينهما لم يصب وهو ممن وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي.
2088 - عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: أبو يحيى وأبو حاتم الهاشمي النوفلي المدني أخو محمد وعون الآتيين والماضي أبوهم. روى عن أبيه وابن عباس وعبد الله بن خباب بن الأرت وعبد الله بن شداد والمطلب بن ربيعة بن الحارث وعنه: أخوه عون والزهري وعاصم بن عبيد الله وعبد الحميد بن(2/47)
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وهو ثقة فيما صرح به النسائي وابن سعد وقيل في اسمه: عبيد الله قال أبو حاتم: والأول أصح وقال قليل الحديث والعجلي وقال: مدني تابعي خرج له الشيخان وغيرهما وذكر في التهذيب وكان من صحابة سليمان بن عبد الملك فقتلته السموم بالأبواء وهو معه فصلى عليه وذلك في سنة تسع وتسعين وقال الزبير بن بكار نحو ذلك.
2089 - عبد الله بن عبد الله بن خبيب الجهني: أخو معاذ ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2090 - عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة: أبو يحيى الأنصاري المدني أخو إسماعيل وإسحاق الماضيين وعمر ووالدهم عبد الله الآتيين ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن: أبيه وعمه أنس بن مالك وعنه: محمد بن عمارة بن حزم ومحمد بن موسى الفطري ومصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جفر المديني وغيرهم. خرج له مسلم قال ابن معين: ثقة وأخواه ثقات وكذا وثقه أبو زرعة والنسائي وأبو حبان والعجلي وقال أبو حاتم: صالح وقال الواقدي: مات سنة أربع وثلاثين ومائة وهو أصغر من أخيه إسحاق وهو في التهذيب.
2091 - عبد الله بن عبد الله بن عثمان: هو ابن أبي بكر الصديق مضى.
2092 - عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المدني وصي أبيه وأخو سالم سمع أباه وأخاه حمزة وأبا هريرة وأسماء ابنة زيد بن الخطاب وعنه: عبد الرحمن بن القاسم والزهري ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن يحيى بن حبان وغيرهم وثقه: وكيع وأبو زرعة والنسائي والعجلي وقال: مدني تابعي وابن سعد وقال: قليل الحديث وابن حبان وقال: مات سنة خمس ومائة وكذا أرخه السهمي فإنه قال: في أول خلافة هشام وهي سنة خمس يعني قبل أخيه سالم بعام قال الزبير بن بكار: وكان من أشراف قريش ووجوهها ومن أزهد الناس وأعبدهم وأفضلهم وله عقب بالمدينة وهو جد عبد الله وعمر ابني عبد العزيز قال يزيد بن هارون وكان أكبر إخوته وأمه صفية ابنة أبي عبيد وكانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صغيرة فيكون مولده بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وقد ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة من أجل حديث أرسله وهو في التهذيب.
2093 - عبد الله بن عبد الله بن أبي قحافة: هو ابن أبي بكر الصديق مضى.
2094 - عبد الله بن عبد الله الدكاري: المغربي المالكي نزيل المدينة أقرأ بها ودرس وأفاد وناب في الحكم في بعض القضايا وكان متجرئا على العلماء مات في سنة(2/48)
ست وثمانمائة سامحه الله ترجمه شيخنا في أنبائه.
2095 - عبد الله بن عبد الله: المجاور بالحرمين وبيت المقدس روى عن الفخر بن النجاري وعنه: الأمين الأقشهري.
2096 - عبد الله بن أبي عبد الله العرجاني بضم المهملة وبعد الراء جيم الدمشقي: كان من أتباع الشيخ أبي بكر الموصلي ممن ينسب إلى صلاح وعبادة وخشوع وسرعة بكاء مع نوع من الغفلة حتى أنه باشر أوقاف الجامع الأموي مدة ولم يكن يعرف من حاله شيئا مات راجعا من الحج بالمدينة النبوية في ذي الحجة سنة ثماني عشرة وثمانمائة ويقال: إنه كان يتمنى ذلك فغبطه الناس ببلوغ أمنيته في موطن منيته رحمه الله وإيانا ترجمه شيخنا.
2097 - عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: أبو سلمة القرشي المخزومي زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه بكنيته أشهر مات في زمنه صلى الله عليه وسلم وحضر وفاته وأغمضه بيده قيل: بعد الرجوع من بدر قال ابن منده وقيل: أنه خرج بأحد وهو الصحيح وطوله في الإصابة وفيها نقلا عن أبي نعيم أنه أول من هاجر إلى المدينة زاد ابن منده: وإلى الحبشة يعني بظعينته ومنها إلى المدينة وشهد بدرا وكان لما رجع من الحبشة أوذي فعزم على الرجوع إليها ثم بلغه قصة الاثني عشر من الأنصار - يعني الذين بايعوا بيعة العقبة الأولى فتوجه إلى المدينة فقدمها بكرة ثم بعده عامر بن ربيعة عشية.
2098 - عبد الله بن عبد الحق بن عبد الله بن عبد الأحد بن علي: العفيف أبو محمد المخزومي المصري الدلاصي مقرىء مكة ووالد القطب محمد ولد في رجب سنة ثلاثين وسبعمائة وتلا بنافع على أبي محمد بن عبد الله بن لب بن خيرة الشاطبي وسمع منه التفسير والموطأ بل تلا بالروايات بعشرين كتابا على الكمال إبراهيم بن أحمد بن فارس التميمي في سنة أربع وستين بدمشق وسمع على أبي الفضل عبد الله بن محمد الأنصاري قارىء مصحف الذهب الشاطبية وهي مع الرائية علي أبي اليمن بن عساكر في آخرين وجاور بمكة جل عمره وكان يطوف كل يوم ستين أسبوعا بستين حزب قرآن إلى الظهر ويزور النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة ماشيا قال الذهبي: الإمام القدوة شيخ الحرم كان من العلماء العاملين تفقه أولا لمالك ثم للشافعي وكان ذا أوراد واجتهاد وأحوال بحيث قال: هذه الأسطوانة تشهد لي أني صليت عندها الصبح بوضوء العتمة بضعا وعشرين سنة وقال اليافعي: كان من ذوي الكرامات العديدات والمناقب الحميدات يقال إنه سمع رد السلام من النبي صلى الله عليه وسلم وساق له عدة كرامات وكذا عظمه عبد الغفار بن نوح القوصي في كتابه "الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد" مات في المحرم سنة إحدى وعشرين(2/49)
وسبعمائة بمكة ودفن بالمعلاة.
2099 - عبد الله بن عبد الرحمن: ابن أزهر القرشي الزهري المدني الماضي أخوه عبد الحميد وأبوهما ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وهو يروي عن: أبيه وله صحبة وعنه: جعفر بن ربيعة والزهري وثقه ابن حبان وهو في التهذيب.
2100 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: القرشي المدني عداده في أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وكناه أبا عتيق. يروي عن: أم سلمة وعنه: زيد بن عبد الله بن عمر قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وهو ابن أخت أم المؤمنين أم سلمة يروي أيضا عن أبيه وعنه أيضا: ابنه طلحة وأخته أسماء ابنة عبد الرحمن وابن عمه القاسم بن محمد وزيد بن عبد الله بن عمر وعثمان بن مرة. وذكر البخاري في التاريخ الأوسط في فصل من مات بين السبعين إلى الثمانين وذكر أنه ورث عائشة رضي الله عنها وهو في التهذيب ورابع الإصابة.
2101 - عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت: الأنصاري المدني عن أبيه عن جده "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء" الحديث كذا قاله إسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن أبي مريم معا عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عنه وقال الدراوردي عن إسماعيل عن عبد الله قال: "جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم الحديث" لم يقل عن أبيه عن جده أخرجه من الوجه الأول من جهة سعيد فقط ابن خزيمة في صحيحه وقد قيل إن جده ثابتا مات في الجاهلية وإن الصحبة لعبد الرحمن وقد ذكر عبد الرحمن في ثقات التابعين من كتاب ابن أبي حاتم كما سيأتي وأما عبد الله هذا فقال شيخنا: لم أر فيه جرحا ولا تعديلا ولكن إخراج ابن خزيمة له في صحيحه يدل على أنه عنده ثقة وهو في التهذيب.
2102 - عبد الله وقيل عبيد الله بالتصغير بن عبد الرحمن بن الحارث بن سعد بن أبي ذباب الدوسي المدني: ويقال عبيد الله وفرق بينهما أبو حاتم ذكره مسلم في عبد الله من ثالثة تابعي المدنيين يروي عن: أبيه وأبي هريرة وسهل بن سعد وعبيد بن حنين وعنه مجاهد بن جبر ومالك وسعيد بن أبي هلال وغيرهم قال ابن معين: عبد الله بن عبد الرحمن الذي روى عن ابن حنين ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2103 - عبد الله بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي: المدني أخو يحيى الآتي قتل يوم الحرة.(2/50)
2104 - عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم: القرشي المدني أخو أبي بكر وعكرمة وعمر الآتي ذكرهم كلهم. أجلة ثقات يضرب بهم المثل. روى عنهم إلا عمر: الزهري كما سيأتي في أخيه أبي بكر.
2105 - عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري: المدني عداده في أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. يروي عن: عبد الله بن أنيس وعنه: موسى بن جبير الأنصاري قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وأعاده في ثالثتها وأنه يروي عن المدنيين وعبد الله بن أنيس إن كان سمع منه, وعنه موسى وقال البخاري: سمع عبد الله بن أنيس وهو في التهذيب.
2106 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حبيبة: الأنصاري الأشهلي قال: "جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا في مسجد بني عبد الأشهل – الحديث" رواه عنه إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة وقد اختلف في سنده, فقال ابن أبي أويس: عن إسماعيل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده وهذا أولى بالصواب قاله المزي قلت: وسلف عبد الله بن أبي حبيبة المدني وجوز أن يكون هذا نسب لجده.
2107 - عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: من أهل المدينة يروي عن أبيه عن جده وعنه: محمد بن أبي بكر المقدسي قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2108 - عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: القرشي العدوي أخو عبد الحميد يروي عن أهل المدينة وعنه: عبد الكريم ولم ينسب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في الميزان وقال مجهول. وفي الطلاق من "الموطأ" عن ثابت بن الأحنف أنه تزوج أم ولد لعبد الله بن عبد الرحمن فإذا سياط وقيد فقال لي: طلقها وإلا فعلت بك كذا وكذا الحديث. قال ابن الحذاء: حدثني يحيى بن يحيى الليثي في روايته عن مالك: أنه عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد انتهى وذكره البخاري في التاريخ فقال: روى عنه عبد الكريم منقطع قال: وأظنه أخو عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد قال ابن الحذاء: وأم عبد الله هذا هي فاطمة ابنة عبد الله بن عمر بن الخطاب.
2109 - عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي ذباب الدوسي: من أهل المدينة يروي عن أبي هريرة وعن مجاهد وعكرمة بن خالد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2110 - عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل بن أبي حثمة: أبو ليلى الأنصاري ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين.
2111 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: الأنصاري المدني من أهلها.(2/51)
يروي عن أبي سعيد الخدري وعنه: ابناه محمد وعبد الرحمن ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته ووثقه النسائي أيضا ويأتي في ولده عبد الرحمن وهو في التهذيب.
2112 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القاري: المدني والد محمد الآتي روى عن عمر وعنه: ابنه قال صاحب الميزان: وقد تفرد عنه ابنه وهو في التهذيب.
2113 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب: القرشي العدوي من أهل المدينة يروي عن: سالم وعنه: أبو صخر حميد بن صخر قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2114 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف: أبو سلمة مشهور بكنيته يأتي.
2115 - عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك: الأنصاري من أهل المدينة الآتي أبوه يروي عنه وعنه: محمد بن عبد الله بن عقيل قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ومات مقتولا يوم الدار مع عثمان.
2116 - عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل: عفيف الدين وجمال الدين بن القاضي زين الدين وناصر الدين أبي الفرج بن الشيخ تقي الدين الكناني المدني الشافعي أخو القاضي فتح الدين أبي الفتح محمد المولود في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة وأحدهما ليس من الآخر كما قال صاحب الترجمة: وإنه ولد قبل القرن بعامين ويعرف كسلفه بابن صالح سمع فيما قاله من أبيه والزين المراغي وكذا من ابن الجزري والشمس محمد بن أحمد بن علي الكناني الحنبلي الشامي وأبي الفتح المراغي ولبس الخرقة من الشيخ محمد الأعرابي ولم يشتغل, ولكنه قد أجاز له في سنة خمس وثمانمائة وما بعدها كل من أجاز لأخيه المشار إليه ومنهم ابن صديق وعائشة ابنة عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي والعراقي والهيثمي والشهاب الجوهري وأبو اليمن الطبري وعبد القادر بن إبراهيم الأموي وعبد الكريم بن محمد القطب الحلبي وأبو الطيب السحولي والفرسيسي والشرف والكوكب وأحمد بن عبد الغالب الماكسيني والعلاء بن إبراهيم الجزري والشمس العراقي ومحمد بن معالي الحلبي والمجد الفيروزبادي والجمال بن ظهيرة وآخرون كالزينيين خلف النحريري وعبد الرحمن بن علي بن يوسف الزرندي والنور علي بن محمد المحلي سبط الزبير وممن أجاز له الكمال أبو البركات محمد بن عبد الرحمن بن الحافظ الجمال المغربي وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن القدسي أولهما يروي عن صاحب الترجمة. كما روى عنه ممن تقدم الجمال بن ظهيرة وثانيهما يروي عن البدر عبد الله بن فرحون القاضي المؤرخ وحدث قرأ عليه السيد السمهودي أشياء وروى له عن أبيه عن جده عن داود الشاذلي مصنفه "البيان والانتصار في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم المختار" وأنفق عليه أشياء بها اتصال في الجملة وكان فيما قاله السيد يقول إنه اشتغل بنفسه والنظر في مصالحه وغيره(2/52)
حتى أنه لم يختم القرآن ولا عرف الخط قال السيد: بل هو علمي وكان أبوه يقول له: أنت ولدي وأبو الفتح يعني أخاه ولد نفسه وأبو عبد الله يعني أخاهم ولد الشيطان وسيأتي كل منهما وعمر حتى مات ليلة سادس شوال سنة أربع وثمانين وثمانمائة بالمدينة وصلي عليه صبيحتها ودفن بالبقيع عفا الله عنه وإيانا.
2117 - عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح: رأيته فيمن سمع على الجمال الكازروني سنة سبع وثلاثين في الصحيح وهو غير الذي قبله.
2118 - عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود: القرشي المالكي نزيل المدينة عرض عليه أبو السعادات بن أبي الفرج الكازروني في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
2119 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد العزيز: وكان خليفة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو ابن عمر في قضاء المدينة, ولذا أطلق بعضهم قوله: وحكم بالمدينة وكان جده عمرو صحابيا ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وقد روى عن: أنس وأبي يونس مولى عائشة وعامر بن سعد وأبي الحباب سعيد بن يسار وعدة وعنه: مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون كعبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد وثقه: أحمد وابن معين وابن سعد والترمذي والنسائي وابن حبان والدارقطني وزاد الثالث: كثير الحديث توفي في آخر سلطان بني أمية وقال ابن درست: كان صدوقا وقال ابن وهب حدثني مالك عنه: قال وكان قاضيا وكان يسرد الصوم وكان يحدث حديثا حسنا وقال الدقاق: لا يعرف في المحدثين من يكنى أبا حوالة سواه وقال ابن حبان: مات في خلافة أبي العباس وقال الدمياطي: في أسباب الخروج سنة أربع وثلاثين ومائة.
2120 - عبد الله بن عبد الرحمن بن وهب: أبو محمد المدني مولى لبني نوفل روى عن: القاسم بن محمد وجماعة من التابعين وعنه: أهل المدينة ضعفه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات.
2121 - عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك: أبو محمد الحجازي المدني نزيل بخارى سمع مالكا وحماد بن يزيد وإسماعيل بن عياش فيما زعم وعنه محمد بن عثمان السمسار وإسحاق بن محمود البخاريان قال صالح جزرة: كذاب من أكذب خلق الله وعامة أحاديثه بواطيل.
2122 - عبد الله بن عبد الرحمن: أبو سعيد الجمحي المدني يروي عن: الزهري وعنه: خالد بن محمد ومحمد بن خالد بن عثمة ومعن بن عيسى القزاز قال ابن معين: لا أعرفه وقال ابن عدي: مجهول وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.(2/53)
2123 - عبد الله بن عبد الرحمن الحمال: القرشي البكري المدني أخو عبد الوهاب ومحمد وهو أصغرهم ويعرف بابن حمال مات سنة بضع وسبعين بالمدينة.
2124 - عبد الله بن عبد الرحمن: الأنصاري الأشهلي حجازي من أهل المدينة يروي عن: علي وحذيفة وعنه: الزهري وسعد بن إبراهيم قاله ابن حبان في ثانية ثقاته قال ابن معين: لا أعرفه وهو في التهذيب ورابع الإصابة.
2125 - عبد الله بن عبد الرحمن البعداني: نزيل المدينة قدمها وتزوج خديجة ابنة الشمس الحسني وأولدها ابنه الشمس محمدا ثم انفصل عن المدينة لعدم وجدانه ما يرتفق في أمر الزوجة وغيرها بحيث لقب بالمسكين وصار وصفا لبنيه ويقال: إنه كان من جماعة عمر العمراني.
2126 - عبد الله بن عبد الرحمن المدني: روى عنه عبد الله بن زياد بن سمعان ذكر ابن عدي من طريق أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب قلت لابن سمعان: من عبد الله بن عبد الرحمن الذي رويت عنه فقال: لقيته في البحر استدركه شيخنا في لسانه وقال لا يعرف.
2127 - عبد الله بن عبد الرحمن: شيخ يروي عن المدنيين وعنه: معمر بن راشد وهو الراوي عن عمر بن عبد العزيز في إجازة شهادة الابن على أبيه. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2128 - عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن حنيف بن واهب: أبو محمد الأوسي من أهل المدينة وأخو عبد الرحمن يروي عن: الزهري والتابعين وعنه الناس مات سنة اثنتين وستين ومائة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال يخطىء كثيرا وهو في اللسان وقال كذا قال ابن حبان في الثقات.
2129 - عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر: أبو عبد العزيز الليثي المدني من أهل المدينة وأخو عمر ومحمد يروي عن الزهري وسعد بن إبراهيم وأبي طواله وربيعة الرأي وأهل المدينة وعنه: سعيد بن منصور ويعقوب بن محمد الزهري ويحيى بن بكير وذؤيب بن عمامة وطائفة كسعيد بن عبد الجبار وعثمان بن سعيد بن كثير والبغداديين. ضعفه أبو حاتم وغيره كالعقيلي وقال أبو زرعة: كيس ومرة: ليس بالقوي وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث زاد الثاني: ضعيف الحديث لا يشتغل به ليس في وزن من يشتغل بخطابه عامة حديثه خطأ لا أعلم له حديثا مستقيما يكتب حديثه وقال إبراهيم الجوزجاني: يروي عن الزهري مناكير بعيد من أوعية الصدق وقال محمد بن يحيى: في حديثه يعني عن الزهري نكارة وسألت سعيد بن منصور عنه؟ فقال:(2/54)
كان مالك لا يرضاه, وكان ثقة فقال ابن عدي: خاصة حديثه عن الزهري مناكير وقال النسائي: ضعيف وفي موضع آخر ليس بثقة وقال الحاكم أبو أحمد: ليس حديثه بالقائم وقال أبو ضمرة أنس بن عياض خلط وكذا قال الساجي: يقال إنه خلط فاستحق الترك وربما أدخل بينه وبين الزهري: محمد بن عبد العزيز وقال أبو إسحاق الحربي: غيره أوثق منه وقد خرج له ابن ماجة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2130 - عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: السيد القدوة الزاهد أبو عبد الرحمن العدوي العمري المدني أحد الأعلام وأخو عمر الماضي ويعرف بالعمري وأمه أمة الحميد ابنة عبد الرحمن بن عياض بن عمرو بن بلال بن أحيحة بن الجلاح يروي عن: النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا يروي القليل عن: أبيه وعن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وعنه: ابن المبارك وابن عيينة وعبد الله بن عمران العابدي وجابر بن مرزوق الحدي وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من أزهد أهل زمانه وأشدهم تخليا للعبادة وتوفي سنة أربع وثمانين ومائة وله ست وستون سنة ولعل كل شيء حدث في الدنيا كما قال ابن حبان لا يكون أربعة أحاديث وكان من العلماء العاملين متعبدا قانتا لله حنيفا زاهدا منعزلا عن الناس إلا من خير قوالا بالحق متألها ينكر على مالك اجتماعه بالدولة بل لما كتب إليه مالك "إنك بدوت فلو كنت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم! " كتب إليه "إني أكره مجاورة مثلك إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة" ووعظ الرشيد فبكى وحمل مغشيا عليه وبعث إليه بابنيه الأمين والمأمون بألفي دينار فأباهما فقيل له: فرقها فقال: هو أعلم ثم أخذ منهما دينارا وقال: كرهت أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل ولم يقبل من السلطان ولا من غيره, نعم كان يقبل صلة ابن المبارك وكان من ولي من أقاربه ومعارفه شيئا لا يكلمه بل لما ولي أخوه عمر المدينة وكرمان واليمامة هجره حتى مات. وكان منعزلا بناحية غربي المدينة يلزم المقبرة كثيرا ومعه كتاب ينظر فيه ويقول: ليس شيء أوعظ من قبر ولا آنس من كتاب وأقسم بنعمة ربه قبل موته لو أن الدنيا تحت قدمه ما يمنعه من أخذها إلا أن يزيل قدمه ما أزالها وأنه لا يملك يومئذ سوى سبعة دراهم من لحاء شجر فتله بيده, وهو ممن أقبل على الحلال المحض وقال لابن عيينة: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك وفيك عيب فقال: ما هو؟ قال: حب الحديث أما أنه ليس من زاد الموت ومع ذلك فقد عينه ابن عيينة لأنه عالم المدينة المشار إليه بالحديث وانفرد بذلك والحق تعيين مالك لذلك مع ما قيل في تعيين غيرهما كما بسطته في مقدمة طبقات المالكية ولم يكن بالمدينة أهيب منه عند السلطان والعامة وأخباره طويلة تحتمل كراريس وهو في التهذيب مات بقرب المدينة في البادية المشار إليها سنة أربع وثمانين ومائة عن ست وستين سنة رحمه الله وإيانا.(2/55)
2131 - عبد الله بن عبد الكافي بن علي بن عبد الله بن قريش بن عبد الله بن عباد بن طاهر بن موسى بن محمد بن علي بن قاسم بن موسى الحليس بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: السيد جمال الدين أبو محمد بن الزكي بن النور الحني الطباطبي الشافعي المقرىء نزيل الحرم النبوي ووالد محمد الآتي وعم إبراهيم بن أحمد الماضي سمع ومعه ابنه محمد على البدر محمد بن فرحون بعض الأنباء المبينة في سنة سبع وستين وسبعمائة, ووصفه كاتب الطبقة بالعالم العامل الرئيس وقال ابن صالح: إنه جاور بالمدينة سنة ست وستين وهو على سمت حسن يختم القرآن كل يوم بصوت حسن وربما أنشد أبياتا من البردة وذكره شيخنا في سنة ثمانمائة من أنبائه وسيأتي في محمد بن إسماعيل بن القاسم النسب في تلقيب جدهم إبراهيم بطباطبا.
2132 - عبد الله بن المحسن بن عبد الملك بن العمر بن الكوار: أمين الدين بن الشيخ فخر الدين السلمي السالمي البصري الشافعي نزيل المدينة سمع على العفيف المطري جزء الذهبي في سنة ست وعشرين وسبعمائة تجاه الحجرة النبوية.
2133 - عبد الله بن عبد المطلب: والد النبي صلى الله عليه وسلم مات وأمه حامل به ويقال: بالمدينة وقبره في دار من دور عدي بن النجار وكان خرج إليها يمتار تمرا وقيل: بل إلى أخواله زائرا.
2134 - عبد الله بن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم: الهاشمي روى حديثه: محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عن أبيه عن جده وفي إسناد حديثه اختلاف بعضه في ترجمة محمد ذكر في التهذيب.
2135 - عبد الله بن عبد الملك: أبو محمد بن أبي عبد الله بن أبي محمد القرشي البكري المرجاني المدني بل التونسي الأصل الاسكندراني المولد المكي الدار. جمع للمدينة النبوية تاريخا سماه "بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار" عمله في شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة, وله غير ذلك من المصنفات ونظر واشتغل في فنون من العلم وينتمي إلى دين وصلاح ودخل المغرب بعد الستين أو السبعين وسبعمائة وانقطع خبره.
2136 - عبد الله بن عبد الملك: قال ابن حبان في الضعفاء: يروي عن يزيد بن رومان وأهل المدينة العجائب لا يشبه حديثه حديث الثقات وأفاد الدارقطني أنه يكنى أبا كرر الفهري وعند العقيلي في الضعفاء: عبد الله بن عبد الملك أبو عبد الرحمن(2/56)
المسعودي من بني ابن مسعود وهو في الميزان. فيحتمل أن يكون هذا أو غيره.
2137 - عبد الله بن عبد الوهاب بن أبي البركات بن محمد بن أبي الهدى بن التقي: جمال الدين أبو محمد بن تاج الدين الكازروني المدني الشافعي أخو محمد بركات ويعرف بابن الهدى, ولد في رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة وقال إنه حفظ المنهاج وعرضه باليمن بل أخذ عن فقيهه عمر الفتي فيه وفي الإرشاد وغيرهما وكذا سمع على الشيخ إسماعيل بن محمد بن مبارز الأربعين النووية وغيرها, وقرأ على ولده الطيب في المنسك للمراغي, وعلى عفيف الدين عبد الله الهبي: الإيضاح للنووي وغيره ولما كنت بطيبة في المجاورة الأولى بها كتب "القول البديع" غير مرة وسمعه من لفظي وكتبت له عليه الوصف بالشيخ الفاضل البارع الكامل الوجيه النبيه الأصيل الأثيل المشتغل المحصل, نخبة أقرانه وتحفة إخوانه ذي الرحلة اليمنية التي لقي فيها الأكابر من فقهائها وذوي العلوم البهية وأجزته: أن يفيده بالرواية لمن التمس ذلك منه وأن يقرأه بنفسه ويحدث به غيره في أي مكان شاء وأي وقت اختار ليكون ذلك حثا للمسلمين وباعثا للموحدين على الإكثار من الصلاة النبوية وكذا لازمني في سماع غيره بل وقرأ علي جملة وسمع علي أشياء كالبخاري. وكتبت له ثانيا الوصف: بالشيخ الفاضل الكامل البارع الفارع المشتغل المحصل المرتضى الرضي, الرحال في طلب الفوائد والقوال لما يتنفس به الصادر والوارد والمجتهد في التحصيل والممهد لنفسه ما لا ينسب معه إلى التعطيل الفقيه الوجيه النبيل الأصيل. وهو الآن في سنة ثمان وتسعين بالقاهرة كان الله له.
2138 - عبد الله بن عبد القاري: المدني أخو عبد الرحمن يروي عن أبيه وعلي وعنه: ابنه محمد ويزيد بن خصيفة وروى يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو بن عبد القاري عن أبي هريرة وأبي طلحة وأبي أيوب وربما نسب لجده فيظنه بعض الناس هذا وليس كذلك قاله في التهذيب وعبد الله بن عبد ذكره ابن حبان والبغوي في الصحابة لأن له رواية وكان عابدا وهو في التهذيب وثاني الإصابة.
2139 - عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقبه عباد. روى عن: أبيه وجده وأبي غطفان ذكره ابن حبان في الثقات, وفي روايته عن جده كما قال شيخنا نظر. ذكر البخاري: أن الدراوردي لم يضبطه ولهذا ذكره ابن حبان في أتباع التابعين وهو في التهذيب.
2140 - عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم: المدني. روى عن: أبيه وعمه وعنه: أبو جهضم موسى بن سالم ويحيى بن سعيد الأنصاري. قال أبو زرعة والنسائي وابن سعد: ثقة زاد الأخير: وله أحاديث وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.(2/57)
2141 - عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب: القرشي العدوي المدني يروي عن رجل من الصحابة وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقد روى أيضا عن: عمه عبد الله وعنه: أبو الزناد ولم يذكر ابن أبي حاتم له راويا غير بكير ونقل عن أبيه قال لا أعرفه وهو في التهذيب.
2142 - عبد الله بن عبيد الله: ويقال عبيد الله بن عبد الله ويقال عبد الله بن عبيد المدني من أهل البصرة يروي عن علي بن زيد بن جدعان وعنه: أهل البصرة, لا يخطىء قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2143 - عبد الله بن عبيد المدني: في الذي قبله.
2144 - عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر العنسي: المدني الآتي أبوه روى عنه.
2145 - عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس: الفرشي الأموي ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وأمه أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي روى عن عمته أم حبيبة بنت أبي سفيان وعنه: أبو المليح بن أسامة الهذلي ومحمد بن سعد المؤذن وخرج له ابن ماجة وغيره وهو في التهذيب.
2146 - عبد الله بن عتبة بن مسعود: أبو عبيد الله ويقال أبو عبد الرحمن: الهذلي المدني ابن أخي عبد الله بن مسعود والد الفقيه عبيد الله والزاهد عون. ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وله حديث عند النسائي وروى أيضا: عن عمه وعمر وعمار وأبي هريرة, وعنه: ابناه ومحمد بن سيرين وأبو إسحاق السبيعي وحصين بن عبد الرحمن وحميد بن عبد الرحمن قال ابن سعد: كان ثقة رفيعا كثير الحديث والفتيا فقيها وابن حبان: كان يؤم الناس بالكوفة بل كان على قضائها واستقضاه ابن الزبير بل سبق في ترجمة السائب بن يزيد: أن عمر استعملها ومعهما غيرهما على سوق المدينة وقال العجلي: تابعي ثقة وذكره العقيلي في الصحابة وروى من طريق خديج بن معاوية عن ابن إسحاق عنه: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي – الحديث" وقد وهم خديج فيه والصواب أنه من رواية عبد الله عن عمه ابن مسعود وقد سبق ابن عبد البر لرد ذلك في الاستيعاب وذكره ابن عبد البر فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له عنه رواية, وابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة فيمن ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا ابن عيينة عن الزهري "أن عمرا استعمل عبد الله ابن عتبة على السوق – الحديث" قال محمد بن عمر يعني الواقدي: مات في ولاية بشر بن مروان على العراق وكان ثقة رفيعا إلى آخر ماتقدم وقال خليفة: مات سنة ثلاث أو(2/58)
أربع وسبعين وأرخه ابن قانع سنة ثلاث وسبعين وهو في التهذيب. وأول الإصابة.
2147 - عبد الله بن أبي عتيق: هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر يأتي.
2148 - عبد الله بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك: الأنصاري الأوسي من بني مالك بن معاوية عداده في أهل المدينة وهو أخو جابر بن عبد الله الأنصاري له عن النبي صلى الله عليه وسلم "من خرج من بيته مهاجرا في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره إلى الله" رواه عنه ابنه محمد قاله ابن حبان في الأولى.
2149 - عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص: الزهري المدني كان ذا تعدد في النسب إلى سعد يروي عن جده لأمه مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب ومحمد بن صالح البطاح والكديمي وغيرهم قال ابن معين: لا أعرفه وقال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن يونس في الغرباء وقال قدم مصر وحدث وبها توفي, وآخر من حدث عنه بمصر أحمد بن عبد الرحمن بن أبي أخي ابن وهب وله حديث عند ابن ماجة في فضل العباس وبنيه وذكر في التهذيب.
2150 - عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب: أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل خلق الله بعده ابن أبي قحافة القرشي التيمي ويقال له عتيق قيل: لجماله وعتاقة وجهه وقيل: لأنه لم يكن في نسبه ولا فيه شيء يعاب بل قيل: لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إليه" ووصفه بالصديق لمبادرته إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم سيما في خبر الإسراء ولزومه الصدق في جميع أحواله ولقد قال علي بن أبي طالب "ما حدثني أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بشيء إلا حلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر وصدق – الحديث" وأمه: أم الخير سلمى ابنة صخر بن عامر بن كعب أسلم أبواه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره مسلم أول المدنيين وقال وله اسم آخر يقال له: عتيق ويبدو أنه إنما سمي بذلك فيما يؤثر من الرواية لأنه "أقبل ذات يوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر" فغلب عليه اسم عتيق حدثنا بذلك يحيى بن يحيى أخبرنا صالح بن موسى الطلحي عن معاوية بن إسحاق عن عائشة ابنة طلحة عن عائشة أم المؤمنين انتهى. يروي عنه خلق كثير من الصحابة وقدماء التابعين من آخرهم: أنس وطارق بن شهاب وقيس بن أبي حازم ومرة الطبيب. مناقبه شهيرة متداولة في كتب العلماء وترجمته تحتمل مجلدا بل هي نحو مجلد لطيف في تاريخ ابن عساكر وهي إطالة في معلوم كان فيما قاله كثيرون أول من آمن وأقام الله به الدين فإنه لما أسلم دعا الناس إلى الإسلام وأسلم على يده كبار الصحابة ولما مات النبي صلى الله عليه, وسلم(2/59)
استخلف بعده فدام سنتين وشيئا وقيل عشرين شهرا وارتد الناس وقام في قتال أهل الردة حتى استقام أمر الدين وهو أول من جمع بين اللوحين ويقال إنه صلى الله عليه وسلم قال "ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له كبوة إلا أبا بكر" وكان صلى الله عليه وسلم يكرمه ويجله ويعرف أصحابه مكانه عنده ويثني عليه, وقال في حقه: "إن أأمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا وما نفعني مال أبي بكر" وكان كثير الإنفاق على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وأعتق سبع رقاب كانوا يعذبون في الله وكان الصحابة يعترفون له بالأفضلية قال علي في حقه "خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم: أبو بكر" وثناء النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عليه كثير جدا ولقد وصفه ابن الدغنة سيد القارة - حين رد إليه جواره بمكة - بما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه وسلم وكفاه بذلك شرفا وقدمه النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة وبايعه الصحابة بالخلافة إلا سعد بن عبادة وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر, تزيد يسيرا أو تنقص وفتح الله في أيامه اليمامة وأطراف العراق وبعض بلاد الشام وقام بالأمر أحسن قيام وكان أنسب قريش, وأعلمهم بما كان فيها من خير وشر ممن حرم الخمر في الجاهلية وكان رئيسا في الجاهلية. مات بالمدينة في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة عن ثلاث وستين سنة وصلى عليه عمر ودفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ابنته عائشة الصديقة وغسلته زوجته أسماء ابنة عميس ونزل في قبره ابنه عبد الله وعمر وعثمان وطلحة رضي الله عنهم. قال إبراهيم النخعي: كان يسمى الأواه لمراقبته وقال ميمون بن مهران لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم زمان بحيري واختلف بينه وبين خديجة حتى تزوجها وذلك قبل أن يولد علي وقال أبو أحمد العسكري: كانت إليه الأشناق في الجاهلية وهي الديات, كان إذا حمل شيئا يسأل فيه قريشا صدقوه وأمضوا حمالته وان احتملها غيره لم يصدقوه, وذكر ابن سعد عن ابن شهاب: أن أبا بكر والحارث بن كلدة أكلا حريرة أهديت لأبي بكر, فقال الحارث وكان طبيبا ارفع يدك والله إن فيها لسم سنة, فلم يزالا عليلين حتى ماتا عند انقضاء السنة في يوم واحد.
2151 - عبد الله بن عراك بن مالك الغفاري: المدني يروي عن: أبيه وعنه: عيسى بن يونس قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2152 - عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام: أبو بكر الأسدي المدني أكبر إخوته: يحيى ومحمد وعثمان وهشام وعبيد الله بل أبوه كان أكبر منه بخمس عشرة سنة وأمه فأخته ابنة الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحرث بن أسد بن عبد العزي يروي عن: الحسين بن علي وحكيم بن حزام وأبي هريرة وابن عمر وجدته أسماء وعنه: أخواه - هشام وعبيد الله والزهري وحنظلة بن أبي سفيان والضحاك بن عثمان الحزامي ونافع القاري وغيرهم وهو الذي خرج رسولا من عمه ابن الزبير إلى(2/60)
حصين بن نمير السكوني, وكان سيدا نبيلا فصيحا يشبه بعمه عبد الله في ثيابه, قال الذهبي: إنه بقي إلى قرب العشرين ومائة, انتهى, وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء: أن الوليد بن يزيد, لما أخذ إبراهيم بن هشام المخزومي والي المدينة وعذبه, قال فيه عبد الله بن عروة من أبيات:
عليك أمير المؤمنين بشدة ... على ابن هشام أن ذاك هو العدل
فإن صح هذا فقد بقي عبد الله إلى سنة بضع وعشرين ومائة أو بعدها, لأن الوليد ولي سنة خمس أو ست وعشرين ويؤيده قول أحمد بن صالح ثم الزبير بن بكار فإنهما قالا: إنه ليس بينه وبين أبيه في السن إلا خمس عشرة سنة زاد الزبير: وأنه بلغ خمسا أو ستا وسبعين سنة ومولده عروة كما سيأتي سنة ثلاثين خرج له الشيخان وغيرهما وذكر في التهذيب.
2153 - عبد الله بن عطاء: أبو عطاء الطائفي المكي والمدني, ويقال الواسطي ويقال الكوفي ومنهم من جعله ثلاثة أو اثنتين يروي عن: عقبة بن عامر ولم يدركه وسليمان وعبد الله ابني بريدة وأبي الطفيل وعكرمة بن خالد المخزومي وغيرهم وعنه: أبو إسحاق السبيعي تقدمه وابن أبي ليلى القاضي وشعبة والثوري وعبد الله بن نمير وجماعة وخرج له مسلم غيره ووثقه الترمذي وابن حبان وضعفه النسائي.
2154 - عبد الله بن عطية بن عبد الله بن أنيس: قال بنى عثمان المسجد بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده حجارة منقوشة إلى آخر كلامه روى عن: عبد الله بن أنيس وعنه: المنيب بن عبد الله روى له النسائي وهو في التهذيب.
2155 - عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أبو محمد المخزومي والقرشي من أهل المدينة وأمه أم القاسم ابنة عبد الله بن أبي عمرو بن أبي حفص بن المغيرة يروي عن: أبي المغيرة عن ابن عمر وعنه فليح بن سليمان قاله ابن حبان في ثالثة وهو مخرج له عند أحمد ويروي عن: عبيد الله بن عبد الله بن عمر ونافع بن جبير وعنه: أسامة بن زيد وفليح وعمه هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة وأبو عمرو وجد أمه هو: زوج فاطمة ابنة قيس الصحابية الشهيرة.
2156 - عبد الله بن علقمة بن وقاص: الليثي المدني من أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو عم محمد بن عمرو بن علقمة وأخو عمرو يروي عن أبيه وعنه: ابنه طلحة قال ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2157 - عبد الله بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(2/61)
الهاشمي وأمه: أم عبد الله ابنة الحسن بن علي بن أبي طالب. يروي عن: جده مرسلا وعن جده لأمه وعن أبيه وأهل المدينة وعنه: أهلها عمارة بن غزية وعبد الله بن عمر العمري وموسى بن عقبة ويزيد بن أبي زياد وآخرون ذكره ابن حبان في الثقات وخرج له الترمذي والنسائي وصحح الترمذي وكذا الحاكم حديثه وهو من روايته عن أبيه وأما روايته عن الحسن بن علي يعني جده لأمه فلم تثبت فيها وهي عند النسائي من طريق موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن بن علي. فإن كان هو صاحب الترجمة فلم يدرك جده الحسن بن علي لأن والده علي بن الحسين لما مات عمه الحسن كان دون البلوغ وذكر في التهذيب.
2158 - عبد الله بن علي بن أبي رافع سمع جده وعنه: أهل المدينة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2159 - عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن المديني: البصري مدني الأصل مضى جده وجد أبيه.
2160 - عبد الله بن علي بن عمر بن حمزة العمري: المدني والد حمزة الماضي ويعرف بالحجاز.
2161 - عبد الله بن علي بن وثاب: من أهل المدينة يروي عن الدراوردي وأهل المدينة وعنه: محمد بن إبراهيم البكري قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2162 - عبد الله بن عمرو بن أوس: في عبد العزيز بن يحيى بن سليمان بن عبد العزيز.
2163 - عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة: الأنصاري السلمي والد جابر معدود في أهل العقبة وبدر وكان من النقباء ولما قتل ما زالت الملائكة تظله. استشهد بأحد ودفن هو وعمرو بن الجموح في قبر واحد.
2164 - عبد الله بن عمرو بن الحضرمي: حليف بني أمية وهو ابن أخي العلاء بن الحضرمي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم روي "أنه جاء بغلام له إلى عمر سرق مرآة امرأته ليقطعه فقال له عمر: خادمكم سرق متاعكم". أخرجه مالك في الموطأ وهو في أول الإصابة.
2165 - عبد الله بن عمرو بن خراش الكاهلي: يروي عن: الزهري ومحمد بن علي يعني أبا جعفر الباقر وعنه: المدنيون قاله ابن حبان في ثقاته وقال في الميزان: إنه مجهول.(2/62)
2166 - عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم: أبو محمد القرشي السهمي وأمه ريطة ابنة منبه بن الحجاج السهمية قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم "نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله" ويقال: كان اسمه "العاصي" فلما أسلم سمي "عبد الله" ولم يكن بينه وبين أبيه في السن سوى إحدى عشرة سنة وأسلم قبله وكان رضي الله عنه مجتهدا في العبادة غزير العلم. قال أبو هريرة "ما كان أحدا أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله, فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب" روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشيخين وغيرهما من الصحابة وعنه: أنس وخلق من الصحابة والتابعين وترجمته مبسوطة ومناقبه معلومة. مات ليالي الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وصححه ابن حبان وقيل غير ذلك وكذا اختلف في محل موته قيل مكة وقيل الطائف وقيل مصر وقيل فلسطين وذكره مسلم فيمن عد في المكيين.
2167 - عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: أبو محمد الأموي سبط ابن عمر ووالد محمد الديباج ويقال له "المطرف" من حسنه وملاحته والمطرف مضبوطة - بضم الميم وسكون المهملة وفتح الراء- ومنهم من فتح الطاء وشدد الراء. يروي عن ابن عباس وابن عمر ورافع بن خديج والحسين بن علي وجماعة كأبي عمرة الأنصاري وعنه: ابنه محمد وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والزهري ومحمد بن يوسف وابن أبي لبيبة وكان شريفا كبير القدر جوادا مدحه الفرزدق وموسى ووثقه النسائي وابن حبان روى له مسلم وغيره وذكر في التهذيب. مات بمصر سنة ست وتسعين قال جميل لبثينة: ما رأيته يخطر على البلاط إلا أخذتني الغيرة عليك وأنت بخبائك, وله يقول الفرزدق:
نمى الفاروق أمك وابن أروى ... أباك فأنت منصدع النهار
هما قمرا السماء وأنت نجم ... به بالليل يدلج كل سار
2168 - عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني: عداده في أهلها وهو والد كثير يروي عن أبيه وله صحبة وعنه: ابنه كثير قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وهو في التهذيب.
2169 - عبد الله بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار: أبو ليلى وأمه: الرباب ابنة ضيف من بني بياضة كان على خمس النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر مات بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين, وصلى عليه عثمان قاله ابن حبان في الأولى.
2170 - عبد الله بن عمرو بن وهب: الأنصاري الساعدي استشهد بأحد وهو في أول الإصابة.(2/63)
2171 - عبد الله بن عمرو: أبو جندب من أهل المدينة يروي عن: أهلها ومسلم بن جندب وعنه أهلها قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2172 - عبد الله بن عمرو الجمحي المدني: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه: إبراهيم بن قدامة وهو في أول الإصابة.
2173 - عبد الله بن أبي عمرو بن حفص المخزومي: كان ممن خلق يزيد بن معاوية عند المنبر النبوي وقال: "خلعته كما خلعت عمامتي" ونزعها عن رأسه مع كونه قد وصلني وأحسن جائزتي.
2174 - عبد الله بن أبي عمرو الغفاري: مضى في ابن إبراهيم بن أبي عمرو.
2175 - عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: أبو عبد الرحمن العدوي العمري المدني من أهلها أخو عبيد الله وعاصم وأبي بكر, وأحد أوعية العلم وكان كما لابن أبي الدنيا يكنى أبا القاسم, فتركها واكتنى أبا عبد الرحمن يروي عن: أخيه وسعيد المقبري ونافع والزهري وأبي الزبير ووهب بن كيسان وطائفة وعنه: وكيع وابن وهب وسعيد بن أبي مريم والقعنبي وإسحاق الفروي وأبو جعفر النفيلي وعبد العزيز الأويسي وأبو نعيم وأبو مصعب وخلق وكان صالحا عالما خيرا صالح الحديث, قال أحمد: لا بأس به كان رجلا صالحا لكنه كان يزيد في الأسانيد ويخالف, كان يسأل في حياة أخيه عبيد الله عن الحديث فيقول: أما وأبو عثمان وهي كنيته حي فلا وكذا قال ابن عدي: لا بأس به في رواياته ولا يلحق أخاه وقال العجلي: لا بأس به في رواياته وقال ابن معين: صويلح ومرة: صالح ثقة وقال ابن المديني: ضعيف وقال النسائي: ليس بالقوي وقد روى له مسلم متابعة فإنه لا يبلغ حديثه درجة الصحة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان مات بالمدينة سنة إحدى وسبعين ومائة على الصحيح وقيل سنة اثنتين وقيل ثلاث وأورد يعقوب بن شيبة في مسنده له حديثا فقال: هذا حديث حسن الإسناد مدني وقال في موضع آخر: هو رجل صالح مذكور بالعلم والصلاح وفي حديثه بعض الضعف والاضطراب ويزيد في الأسانيد كثيرا.
2176 - عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى: أبو عبد الرحمن القرشي العدوي الصحابي وابن الثاني في الفضيلة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشقيق حفصة أم المؤمنين رضي الله عنهم أمهما: زينب ابنة مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح, وسماها ابن حبان ريطة وله من الأولاد: عبد الله وعاصم وحمزة وبلال وواقد سوى(2/64)
البنات وكان أحد الأعلام في العلم والعمل. هاجر به أبوه قبل أن يحتلم واستصغر عن أحد. وشهد الخندق وما بعدها وذكره مسلم في المدنيين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا وعن الشيخين وغيرهما من السابقين رضي الله عنهم. وروى عنه بنوه: حمزة وسالم وبلال وزيد وعبد الله وعبيد الله ومولياه نافع وعبد الله بن دينار وخلق وترجمته تحتمل كراريس وهو ممن شهد فتح مصر والغزو بفارس وقال له عثمان: اقض بين الناس قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: فما تكره منه وقد كان أبوك يقضي؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كان قاضيا فقضى بالعدل فبالحري أن ينفلت منه كفافا" فما أرجو بعد ذلك! ولما قتل عثمان جاء علي إلى ابن عمر فقال: إنك محبوب إلى الناس فسر إلى الشام فقد أمرتك عليها, فقال: أذكر الله وقرابتي وصحبتي النبي صلى الله عليه وسلم والرحم التي بيننا فلم يعاوده وفي رواية أن ابن عمر استعان عليه بأخته حفصة فأبى فخرج ليلا إلى مكة فقيل له: إنه خرج إلى الشام فبعث في أثره فبان أنه إنما خرج إلى مكة ولما قال معاوية بحضرته: من أحق بهذا الأمر منا؟ أراد أن يقول "أحق به منك من ضربك عليه وأباك" ثم خشي الفتنة فسكت وذكر ما أعد الله في الجنان قال له رجل: ما أحد شر على أمة محمد منك قال: ولم؟ قال لأنك لو شئت ما اختلف فيك اثنان قال: ما أحب أنها أتتني ورجل يقول: لا ورجل يقول: بلى وقدم حاجا فدخل عليه الحجاج وكان الخليفة امره أن يقتدي به وقد أصابه زج رمح فقال له الحجاج: من أصابك؟ قال أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله وكان ممن يصلح للخلافة فعين لذلك يوم الحكمين مع وجود الإمام علي وفاتح العراق سعد ونحوهما واعتزل في الفتن عن الناس, وكان مولده قبل الوحي بسنة ومات بمكة سنة أربع وسبعين على الصحيح عن أربع وثمانين وأوصى عند موته: أن يدفن خارج الحرم فلم يقدر على ذلك من الحجاج فدفن "بفخ" في مقبرة المهاجرين بعد أن صلى عليه الحجاج وحديثه في الستة وذكر في التهذيب وأول الإصابة.
2177 - عبد الله بن عمر بن علي بن عدي العبلي: من بني العبلات بمهملة ثم موحدة بطن من بني عبد شمس بن عبد مناف يروي عن: عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى النبي صلى الله عليه وسلم "في استغفاره لأهل البقيع" وأخرجه أحمد أيضا من طريق يعلى بن عطاء عن عبيد عن أبي مويهبة لم يذكر عبد الله بن عمرو وهو في الجزء الثالث "من مسند الكوفيين" من وجهين عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي هكذا. وأخرج الحديث الحاكم من طريق ابن إسحاق فقال: حدثني عبيد الله بن عمر بن حفص وعند يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن عمر بن ربيعة وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من ثقاته فقال: عبد الله بن عمر العبشمي عداده في أهل المدينة ولم يترجم له الحسيني ولا من(2/65)
تبعه ولا ذكروا الراوي عنه عبيد بن حنين.
2178 - عبد الله بن عمر بن الثعلبي: من أهل المدينة روى عن عبيد - مولى الحكم بن أبي العباس - عن ابن عمر وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2179 - عبد الله بن عمر بن عباد الأنصاري: المدني أخو عبد الواحد كان محبا في خدمة الفقراء مسارعا إلى قضاء حوائج الإخوان محبا إلى الناس قاله ابن فرحون.
2180 - عبد الله بن عمر بن المحب محمد الزرندي: سمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي.
2181 - عبد الله بن عمر بن موسى أبو محمد اليشكري المغراوي: الشيخ الصالح الولي الرباني كان في بلاده من أكابرها في النسب ومن أعيانها في المال والحسب فخرج عن ذلك كله وانقطع إلى الله ورسوله وخرج مجردا فقيرا وصحب مشايخ وقته بشرق البلاد وغربها: كالشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد المرجاني وغيره ونقل عن المرجاني أنه كان يقول لا يجوز استنباط معنى من لفظ إلا بخمسة شروط: أن لا يخل بالفصاحة ولا بالمعقول ولا بالمنقول وأن يكون اللفظ يحتمله وأن يؤخذ من روحانية ذلك اللفظ قال: واحترزنا بالأخير عن أن يؤخذ من معنى يشبهه مقالة: ماء الورد وماء النسرين فكلاهما مشتبه ولكل منهما خاصية ثم أوى إلى المدينة الشريفة في وقت شديد على قدم التجريد, فأقام أولا بالمدرسة الشهابية مدة ثم انتقل إلى رباط دكالة ومعه جماعة من أهل المجاهدة والصبر فمكث به سنين لا يعلم بحاله ولم يتعرض لزوجة ولا ولد بل كان هو وأصحابه يطوون الأيام على غير شيء من الطعام قاله ابن فرحون قال: وأخبرني بعض خدامه أنه كان له أصحاب مغاربة مثل يوسف وحسن الخولانيين ومحمد المكناس إذا جاءوا من عملهم في الحدائق حملوا معهم شيئا من رمام البقول التي لا تصلح إلا للدواب كالسلق وبقايا اللفت وما أشبههما فيأخذه خادمهم فيسلقه ويضعه في قصعة إلى أن يفرغوا من صلاة العشاء فيقدمه لهم وهم صائمون فيأخذ كل منهم كفايته وما فضل منهم أخذه الخادم ورماه خارج باب المدينة لتأكله البهائم واستمر على ذلك سنين لا يعملون غيره إلا في النادر حتى فطن بهم بعض الناس فكان يأتيهم بشيء من الأعشار كعشر الشعير والتمر منهم سنجر تركي الأمير سنجمار وأبو شميلة الرازنجي فترفع حالهم وكثر أتباعهم ومال الناس إليهم ولما رأوا من خيرهم واعتزالهم ثم قصدهم الخدام وصحبوهم واشتهروا في البلاد ذكر صاحب الترجمة فكان يقصد من البلاد البعيدة كاليمن وغيرها وبسط يده بالإنفاق حتى كان لا يدخر شيئا ولا يرد فقيرا ولا يبيت على معلوم كان إذا قدم عليه أحد من مكة أضافه ووانسه ثم يقول له ارفع طرف الحصير فيرفعه فما وجد(2/66)
تحته فهو له كثيرا كان أو قليلا, وإذا أطعم الفقراء لم يدع في بيته قمحا ولا سمنا ولا عسلا بل يعمل لهم الجميع حتى أنه عمل يوما للفقراء طعاما ولم يجد له أداما غير برنية شراب أهديت له لمرض كان به فأمر بصبها وائتدامهم بها وظهرت له في الناس كرامات وأخبار بالمغيبات حتى انعطف الناس عليه لعلمه وعمله وكرمه وحسن خلقه وكان مع ذلك مهيبا في جماعته بل في الحرم كله. قال لي من أثق به: إنه كان إذا دخل المسجد خضع له كل من فيه كبير وصغير ومتى رأى منكرا غيره بلسانه أو بيده ولا يأتيه مظلوم إلا شفع له فإن أجيب وإلا عجلت عقوبة الظالم في الوقت, أخبرني من أثق به: أن الشيخ أبا العلاء إدريس تكلم بكلام وصل إلى الأمير جماز, فغضب عليه وأمر بإخراجه من المدينة وذلك أن شيخ الخدام في وقتهم كان يحسن إليه وإلى سائر المجاورين ويفرق عليهم من السنة إلى السنة قدر كفايتهم وعيالهم, وكان شيخ الخدام يومئذ يجري في الأوقاف مجرى أهل المدينة في مغارساتهم ومعاملاتهم على جاري العادة في المدينة وأحكام قضاتها, ولهم عادة في المغاربة غير جائزة بإجماع الأئمة, والأملاك لا تعمر إلا بها ولا يرغب في خدمتها إلا من يأخذها بذلك فبلغ ذلك أبا العلاء المذكور وكان من الورعين الزاهدين فلما جاء وقت تفرقة التمر على المجاورين أرسل إليه بنصيبه على العادة فتورع ورده وجاء الشيخ وقال له: لأي شيء ترد التمر, وأنت لم تزل تأخذه؟ فإذا كنت غنيا عنه صرفته على مستحقيه ولا ترده في وجهي؟ فقال له: أنت خالفت في الأوقاف المعاملة الشرعية وعملت فيها بما لا يجوز وأدخلت علينا الشبهة فيما نتناوله منها وهذا لا يجوز لك ولا يحل لنا أن نأخذه منك. فاشتد عليه كلامه وكون ذلك ينقل عنه وكانوا يغارون على عرضهم ودينهم من مثل هذا ودونه وكأنه شكى حاله معه إلى الأمير جماز وكان بينه وبين الشرفاء خلة وصحابة أكيدة, فاغتاظ الأمير وأمر بإخراج أبي العلاء من المدينة. فبلغ ذلك صاحب الترجمة والجماعة فعز عليهم وأرسل إليه صاحب الترجمة ليترك له صاحبه ولا يشدد عليه ويرد الأمير عنه فلم يفعل, فقيل لي: إنه بعث إليه جماعة من أصحابه بعد العشاء فدخلوا عليه بيته فوجدوه مضطجعا على سريره فوقفوا بين يديه كاشفين عن رؤوسهم في الاستغفار فغفل عنهم فنام وعليه النوم فما استيقظ حتى ذهب جانب من الليل فوجدهم قياما على حالهم فعز عليه وقال: اذهبوا حتى يأتيني هو بنفسه أو نحو ذلك فرجعوا بدون قضاء حاجة وأخبروا صاحب الترجمة بذلك فاغتاظ وخرج لصلاة الصبح فاجتمع بالقويطي بن أبي النصر مفتي الإمامية وشيخهم وكان يعتقد في صاحب الترجمة فحكى له الحكاية فجاء إلى شيخ الخدام فكلمه فأنعم له وقبل شفاعته ثم جاء وأعلم صاحب الترجمة بذلك ليكون له عليه بذلك يد فلما خرج جمع صاحب الترجمة أصحابه وحكى لهم ما جرى من شيخ الخدام في عدم قبول(2/67)
الفقراء وقبوله ابن أبي النصر فتغيرت خواطرهم عليه فمرض من حينه واشتكى حتى طلب منهم المحاللة والرضى فنفذ فيه السهم وانقضى الأمر فقضى وأخبرني الجمال المطري وكان ملازما خدمتهم لأن مسكنه في الحجرة التي عند باب رباطهم أن صاحب الترجمة لما دخل مكة قصد زيادة النجم الأصبهاني فلما جلس إليه أراد أن يسأله عن اسمه فبدره وقال: اسمي مكتوب بين عينيك ففهم مقاله وأنه كاشفه وأنه اسمه كإسمه عبد الله واتفق أنني لما عزمت على التوجه لمكة من طريق الماشي في حال الشبوبية سنة عشر وسبعمائة ظنا جاء أبي إليه وأعلمه بذلك, فأمره أن يرسلني إليه فجئته فقال لي: بلغني أنك تريد مكة؟ فقلت: نعم لأجل العمرة في رمضان فقال لي: من رفقتك؟ فذكرت له جماعة من الفراشين وغيرهم فقال لي: ليس في هؤلاء من هو من جنسك ولا من تليق بك مرافقتهم ولكن اصبر قليلا حتى ننظر لك رفقاء فقلت له: قد ضاق الوقت ومضى أكثر رمضان فقال لي: اسمع ما أقول لك فذهبت عنه ووثقت بوعده فما كان إلا قليلا وورد الشيخ محمد بن عمران الخضري وجماعة من الصالحين للزيارة فدعاني الشيخ وقال: سافر مع هذا فسافرت معهم فرأيت منه ومن أصحابه من الخدمة والمؤانسة ما لو كان والدي معي لم يبلغه ولم أحمل معهم سوى عصاي فدخلت مكة ليلة ثامن عشري رمضان وخرجت يوم العيد متوجها إلى المدينة مع الشيخ الصالح محمود اللاري ذي الأخلاق الحميدة والمعاشرة الجميلة والديانة التامة والمبادرة لانتظار الصلاة من أول الوقت فصحبته بإشارة الشيخين أبوي عبد الله النحوي والشريف الفاسي فكان نعم الصاحب ... ووصلت المدينة في ستة أيام. وكان ذلك كله ببركة رأي صاحب الترجمة وخاطر والدي وكان صاحب الترجمة قد ابتلي في آخر عمره بالبواسير وانقطع في بيته لذلك ولزم حجرته وقاسى منه مقاساة شديدة بحيث كان يقول: لو جاز لي سؤال الموت لسألته, من شدة ما قاسى وله من المناقب والأحوال العلية ما لا أحصيه وهو صاحب القصيدة الجليلة السائرة المباركة التي أولها:
دار الحبيب أحق أن تهواها ... وتحن من طرب إلى ذكراها
ورأى بعض الصالحين وأشك أهو صاحبها أو غيره - النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأنشده إياها فلما بلغ آخرها وهو قوله:
والحمد لله الكريم وهذه ... كملت وظني أنه يرضاها
قال له صلى الله عليه وسلم: رضيناها رضيناها وممن أخذ عنه عبد الواحد الجزولي الآتي وذكره المجد فقال: الشيخ أبو محمد ذو المقامات الفاخرة والكرامات الظاهرة والولاية العلية والعناية الجلية والزند الوري بالأنوار والقلب الروي بالأسرار. كان أعبد مشايخ أهل عصره وأزهدهم وأقدرهم على الرياضة وأجهدهم وأعلاهم في الطريق عنانا(2/68)
وأحلاهم في التحقيق أمانا أعرض من طرق بلاده وسافر عن دياره وبلاده وهاجر إلى الله على قدم التجريد وانقطع بإخلاصه إلى عالم التحقيق والتفريد, شرق البلاد وغرب وخبر العباد وجرب وصحب المشايخ المحققين وانتفع بجماعة من أرباب اليقين, ثم انضوى إلى المدينة بنية الجوار وألقى بفنائه عصى التسيار وصادف وروده زمان سطاف وكليا حكى منه المزارع أطراف عصام فأقام بالمدرسة الشهابية مدة ولم يكن له غير التوكل عمدة وعدة ثم انتقل إلى رباط دكالة والنفس غير حريصة ولا أكالة فمكث بها سنين لا يعلم بها أحد حاله وفي خدمته جماعة من المجاهدين يصارعون الطوى ويقارعون البلا كأزهد الزاهدين يطوون مراحل الأيام بقليل من الطعام. كان لهم فقراء معارف عرفوا بالآخرة حالهم وكانوا إذا فرغوا في الحدائق أشغالهم الغير المحمية, حملوا لهم من سقاطات اللفت والسلق المرمية ورقاب الجزر والبقول اللحمية وأتوا بها اليهم كأنما أنعموا بجزيل من النعم عليهم, فيأخذه خادمهم ويسلقه بالماء فإذا رجعوا من صلاة العشاء تناولوا منه لقما وما فضل من ذلك أخذه الخادم ورمى به خارج البلد لتأكله البهائم استمروا على ذلك أعواما لا يعرفون غير ذلك طعاما ولا أداما ففطن لهم بعض الناس فكان يأتيهم بشيء من عشر التمر والشعير ويجتزؤن بذلك بأيسر من اليسير إلى أن انتشر صيتهم واشتهرت أخبارهم وكثر أتباعهم وروادهم والتف عليهم الأعيان والخدام وقصدوا من اليمن والشام وكان الشيخ رحمه الله يأبى العيش الرغد ولا يدخر شيئا لغد ولا يرد المسكين والفقير ولا يتعدى في الملبس خلق نقير ويتصدق بجميع ما حضر من القليل والكثير فيقول للسائل: ارفع الحصير وخذ ما تحت الحصير وإذا أطعم الفقراء حق الأنعام حتى لم يدع في بيته البتة شيئا من الشراب والطعام واشتهر عنه سيرة السلف الغابرين وكذلك عن أصحابه الأخيار الصادقين الصابرين وكان الشيخ رحمه الله إذا دخل المسجد خضع لهيبته كل انسان وإذا رأى منكرا بادر إلى إنكاره باليد وإلا فباللسان وكان من باهركراماته أنه إذا تظلم إليه مظلوم شفع له فإن شفع فيه وإلا لحق الظالم في الحين منها عقوبة ما فعله, وفي الجملة فله المناقب السنية والمراتب العلية وله القصيدة المباركة المشهورة التي منها:
دار الحبيب أحق أن تهواها ... وتحن من طرب إلى ذكراها
والحمد لله الكريم وهذه ... كملت وظني أنه يرضاها
رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقد أنشده هذه القصيدة وهو صلى الله عليه وسلم يقول: رضيناها, رضيناها, انتهى, ومن روى القصيدة عنه سماعا غير مرة عبد الله بن محمد بن أحمد المطري ورويناها عن أبي هريرة القبائي إذنا عن العفيف وعند ابن صالح: عبد الله البسكري كان رجلا صالحا معتقدا يحسن الخياطة ويشفق على الضعفاء والمساكين ويحب الخير وأهله تزوج بالمدينة على ابن فرحون وتقدم(2/69)
في مشيخة رباط دكالة ومات بالمدينة ودفن بالبقيع انتهى, وكأنه هذا.
2182 - عبد الله بن عمر الجمال "التواتي بمثناتين بينهما واو ثقيلة" المدني: سمع على الزين أبي بكر المراغي تاريخ المدينة له في سنة تسع وسبعين وسبعمائة وعلى الزين العراقي في سنة تسع وثمانين: مؤلفه في قص الشارب. كان صالحا خيرا عليه آثار الزهد والخير والصلاح, أقام بالمدينة مجاورا بها وكان يتردد إلى مصر والشام فكانت منيته بالقاهرة.
2183 - عبد الله بن عمر العبشمي: عداده في أهل المدينة يروي عن عبيد بن حنين وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقد مضى في ابن عمر بن علي بن عدي.
2184 - عبد الله بن عمر بن الخراز: سبط أبي بكر بن يوسف المحوجب له ذكر فيه.
2185 - عبد الله بن عمير: مولى عبد الله بن عباس, ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2186 - عبد الله بن عوف الزهري المدني: أخو أحد العشرة عبد الرحمن بن عوف له دار بالمدينة وبها مات وهو في أول الإصابة وكذا في أخيه.
2187 - عبد الله بن عوف: أبو القاسم الكناني الشامي القاري من أهل المدينة يروي عن رجل من الصحابة بل رأى عثمان وروى عن أبي جميعة الأنصاري وبشير بن عقربة وكعب الأحبار وعنه: الزهري وحجر بن الحارث ورجاء بن أبي سلمة وقد ولي خراج فلسطين لعمر بن عبد العزيز.
2188 - عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: أبو الحارث القرشي المخزومي القارىء ولد بالحبشة وأمه أسماء ابنة سلامة بن مخرمة بن جندل وله رؤية وشرف ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وكان من أقرأ أهل المدينة لكتاب الله وأعرفهم به قرأ على أبي وسمع من أبيه وعمر وابن عباس وعنه ابنه الحارث ومولياه زيد وأبو جعفر يزيد بن القمقاع أحد العشرة القراء وعلى مولاه قرأ القرآن وذكر: أنه كان يمسك المصحف عليه وسليمان بن يسار ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ونافع مولى ابن عمر قتل بسجستان. قال الذهبي: وأعتقد أنه تأخر إلى بعد السبعين وأن من أرخ وفاته سنة ثمان وأربعين: صحف سبعين بأربعين.
2189 - عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب: أبو موسى القرشي المدني القصير الكاتب نزيل مصر قرأ على قالون وسمع منه الحروف وسمع من مطرف بن(2/70)
عبد الله الفقيه وكان كأبيه ويعرف بطيار. روى عنه القراءة محمد بن أحمد بن منير الإمام وسمع منه في سنة أربع وثمانين ومائتين وله إذ ذاك تسعون سنة وسمع منه عامة المصريين وهو في اللسان.
2190 - عبد الله بن عيسى: أبو علقمة الفروي الأصم من أهل المدينة يروي عن عبد الله بن نافع ومطرف بن عبد الله السياري العجايب ويقلب الأخبار ذكره ابن حبان في الضعفاء ومما رواه عن ابن نافع عن مالك عن نافع عن ابن عمر "سافروا تصحوا وتسلموا" حدث عنه محمد بن المنذر وكذا قال الحاكم والنقاش وأبو نعيم روى عن ابن نافع ومطرف أحاديث مناكير والذهبي في الميزان وسيأتي في ابن هرون بن موسى.
2191 - عبد الله بن عيسى: أبو محمد المديني عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فارتقيت أعلاها فلأنا بطرقها أبصر مني بطرق المدينة فبكى أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ قال: بأبي أنت وأمي كنت لنا اليوم جليسا ننظر إليك كلما شئنا وأنت غدا إلى الرفيق الأعلى يحال بيننا وبينك, قال: إني لأرجو أن نكون في مكان واحد ترى منه ما في بيتي وأرى منه ما في بيتك قال: رضيت" وعنه: أبو قيس عبد البر بن عبد العزيز قال الدارقطني: مجهول وحديثه لا يثبت استدركه شيخنا في لسانه.
2192 - عبد الله بن أبي فروة المدني: عن الربيع بن سبرة وعنه: ابنه يونس ليس بمشهور وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه يونس.
2193 - عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي: المدني من أهلها ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وقد قتل أبوه يوم الحرة, وهذا صبي. روى عن أنس وعبيد الله بن أبي رافع وأبي سلمة بن عبد الرحمن ونافع بن جبير بن مطعم والأعوج وجماعة وعنه: الزهري وموسى بن عقبة وصالح بن كيسان ويحيى بن أبي كثير وزياد بن سعد ومالك بن أنس وعبد العزيز بن الماجشون وغيرهم, وقال الإمام أحمد: لا بأس به, ووثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي والعجلي وابن البرقي وابن المديني, وزاد معروف وابن حبان وقال: يروي عن ابن عمر وأنس إن كان سمع منهما وعنه أهل المدينة انتهى وقد صرح بالسماع من أنس عند البخاري في سورة المنافقين, وقال ابن عبد البر: لم يسمع من عبيد الله بن أبي رافع وخرج له الستة وهو في التهذيب.
2194 - عبد الله بن أبي الفضل المدني: يروي عن أبي هريرة وعنه: يحيى بن(2/71)
أبي كثير قاله ابن حبان في ثانيه ثقاته وهو في اللسان.
2195 - عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقد مضى في ابن الحارث بن ربعي وسيأتي في ابن ابراهيم الأشهلي من الكنى أنه قيل: إنه عبد الله بن أبي قتادة ولا يصح لأنه سلمي وذا من بني سلمة.
2196 - عبد الله بن أبي قحافة: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسم أبيه عثمان. مضى في ابن عثمان بن عامر.
2197 - عبد الله بن قيس بن خالد بن خلدة بن الحارث الأنصاري: الخزرجي استشهد بأحد وقيل: بل بقي إلى خلافة عثمان وليس هو بأبي موسى الأشعري وهو في أول الإصابة.
2198 - عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي: القرشي المطلبي المدني قاضيها أيام عبد الله الملك بن مروان بل ولي الكوفة والبصرة ايضا وأخوه محمد ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين قيل له صحبة وليس بشيء حدث عن أبيه وابن عمر وزيد بن خالد الجهني وعنه: ابنه المطلب وأبو محمد إسحاق بن يسار وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. خرج له مسلم وغيره وذكر في التهذيب وقال ابن حزم في الجمهرة إنه استخلفه الحجاج على المدينة إذ ولي العراقين, وإنه مولى يسار جد محمد بن إسحاق صاحب المغازي زاد غيره أن استقضاء الحجاج له كان في سنة ثلاث وسبعين وأنه بقي على القضاء بها إلى سنة ست وسبعين على ما قاله خليفة, وقال الذهبي: إنه ولي قضاء المدينة في حياة جابر بن عبد الله الأنصاري وقال البغوي في الصحابة: يشك في سماعه وقال العسكري: له رؤية وروى ابن شاهين في ترجمته حديثا فيه قال: "قلت لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين ركعتين – الحديث" لكنه غلط إنما رواه عن زيد بن خالد الجهني وذكره الفاسي في تاريخ مكة.
2199 - عبد الله بن قيس: تابعي شيخ لأبي معاوية المدني وهو في الميزان.
2200 - عبد الله بن كثير بن جعفر بن أبي كثير: أبو عمر الأنصاري الزرقي مولاهم المدني عداده في أهلها ابن أخي إسماعيل بن جعفر يروي عن أبيه وابن أبي فديك وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني وسعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وغيرهم, وعنه: عياش العنبري ويحيى بن أيوب المقابري وإبراهيم بن سعيد الجوهري(2/72)
وعبد الله بن محمد بن أيوب المخزومي والزبير بن بكار وهو مقل كثير التخليط ضعفه ابن حبان وقال ابن معين: إنه شيخ كان يجالسنا في المسجد صاحب مصنفات ليس بشيء خرج له ابن ماجة وذكر في التهذيب.
2201 - عبد الله بن كثير المدني: روى عن أبي سعيد المقبري قال ابن حبان: لا يحتج به وقال ابن معين ليس بشيء قاله في الميزان وقال شيخنا في لسان الميزان: إنه هو الذي قبله.
2202 - عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف: الأنصاري النجاري بدري كان على ثقل غنائم بدر مات بالمدينة وصلى عليه عثمان وهو في أول الإصابة.
2203 - عبد الله بن كعب بن مالك بن أبي القين: أبو فضالة السلمي الأنصاري من أهل المدينة وقائد أبيه من بنيه حين عمي سمع أباه وعثمان بن عفان وأبا لبابة بن عبد المنذر وعبد الله بن أنيس وعبد الله بن عباس, وذكر البخاري: أنه روى عن عمر رضي الله عنه وعنه: ابنه عبد الرحمن وأخوته: محمد ومعبد وعبد الرحمن والزهري وسعد بن إبراهيم وغيرهم, وثقه أبو زرعة الرازي والعجلي وقال: مدني تابعي ووثقه ابن سعد وابن حبان وقال ابن حبان: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين في ولاية سليمان بن عبد الملك وذكره العسكري فيمن لحق النبي صلى الله عليه وسلم وقال الواقدي: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخرج له الشيخان وغيرهما وهو في التهذيب وثاني الإصابة.
2204 - عبد الله بن كعب الحميري: المدني مولى عثمان ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وقد روى عن عمر بن أبي سلمة وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وخارجة بن زيد بن ثابت وعنه: عبد ربه بن سعيد وعبد الرحمن بن الحارث ومحمد بن إسحاق وقال ابن خلفون: إنه روى عن محمود بن لبيد الأنصاري وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2205 - عبد الله بن كيسان: أبو عمر القرشي التيمي المدني مولى أسماء ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وختن عطاء بن أبي رباح, يروي عن مولاته أسماء بنت أبي بكر وابن عمر وعنه: صهره عطاء بن أبي رباح وهو من أقرانه وعبد الملك بن أبي سليمان وحجاج بن أرطأة وابن جريج وعمرو بن دينار والمعلي بن زياد وغيرهم, قال أبو داود: ثبت وقال أبو أحمد الحاكم: هو من جلة التابعين وذكره ابن حبان في الثقات وهو عند مسلم في الطبقة الثانية من ثقات أهل مكة وخرج له الستة وذكر في التهذيب.
2206 - عبد الله بن أبي لبيد: أبو المغيرة المدني من أهلها مولى الأخنس بن(2/73)
شريق كان من عباد أهل زمانه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وغيرهما وعنه: محمد بن عمرو بن علقمة وابن إسحاق والسفيانان قال أحمد: وسماع الثوري منه بالكوفة وأصله مدني وفي رواية مديني قدم الكوفة ما أعلم بحديثه بأسا ووثقه ابن معين والعجلي وقال أبو حاتم: صدوق في الحديث وقال النسائي: ليس به بأس وقال الحميدي عن سفيان: كان من عباد أهل المدينة وقال الدراوردي: كان يرمي بالقدر فلم يصل عليه صفوان بن سليم, وكذا قال ابن سعد: كان من العباد المنقطعين وكان يقول بالقدر وكان قليل الحديث وقال الساجي: كان صدوقا إلا إنه اتهم بالقدر وقال ابن عدي: أما في الروايات فلا بأس به وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه وكان من المجتهدين في العبادة وقال ابن حبان: يروي عن جماعة من الصحابة وعنه أهل الحجاز خرج له الشيخان وغيرهما وذكر في التهذيب ومات سنة بضع وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي جعفر المنصور.
2207 - عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم: أبو تميم الجيشاني الرعيني المصري أخو سيف في الكنى.
2208 - عبد الله بن مالك بن القشب: أبو محمد بن بحينة وهي أمه واسمها عبدة ابنة الحارث واسم جده القشيب جندب بن نضلة الأزدي أزد شنوءة حليف بني المطلب بن عبد مناف, رجل قديم الإسلام والصحبة فاضل ناسك نزل بطن ريم على مرحلة من المدينة ثلاثين ميلا وعده مسلم في المدنيين وكان يصوم الدهر له عدة أحاديث مخرجة في الستة وغيرها روى عنه ابنه علي وحفص بن عاصم بن محمد بن الخطاب والأعرج ومحمد بن يحيى بن حبان, توفي في آخر أيام معاوية بالمدينة وقال ابن زبر: إنه مات ببطن ريم في ولاية مروان الثانية عليها وهي من سنة أربع وخمسين إلى ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2209 - عبد الله بن مبشر: الأموي المدني مولى أم حبيبة وجليس بن أبي ذئب روى عن زيد بن أبي عتاب المدني وعنه: الثوري وأبو نعيم ذكره البخاري بهذا وقال ابن أبي حاتم نحوه ونقل عن ابن معين أنه قال: ثقة ولم يقع في نسخة البكري من ثقات ابن حبان وعلق البخاري لمعاوية حديث "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش" ووصله أحمد والطبراني من طريق أبي نعيم عن عبد الله بن مبشر بهذا الإسناد وهو حديث طويل وأورده شيخنا في زوائده على التهذيب.
2210 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مرتضى: أبو محمد المؤذن الآتي أبوه والماضي ولده أحمد قال ابن فرحون: ولد سنة أربع وسبعمائة استقر في(2/74)
الرياسة بعد أبيه وكان من أحبابنا وأصحابنا بل من أولادنا وجدنا منه برا عظيما وأدبا كثيرا وكانت له وجاهة عند آل جماز أمراء المدينة فانتفع الناس بشفاعاته بل كان محببا إلى الناس كلهم لما اشتمل عليه من حسن السيرة وصفاء السريرة وكان بينه وبين أخوي خصوصا أخي محمد ملاءمة عظيمة ومحبة أكيدة لا يكاد ينشرح إلا معهما ولا يطيب له أنس إلا بهما وكان يحب التنزه والمشي إلى مفرجات المدينة ومتنزهاتها وإذا خرج يذهب معه بالأطعمة الفاخرة والأشياء المعدومة التي لا تكاد توجد عند غيره فيتحف بها الجماعة وكان فيه كرم وطيب نفس, وقد ضمن العفيف عبد الله بن الجمال المطري في المحنة التي نالته من ثابت بن جماز في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة مات سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وهو في الدرر الكامنة لشيخنا وقال فيه: المصري الأصل المؤذن بالحرم النبوي كأبيه وجده وهو والد الفقيه أحمد الحنفي كان رضي الأخلاق محمود الصفات وذكر مولده ووفاته.
2211 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم الملقب بالإمام بن محمد بن علي بن عباس العباسي: وأمه زينب ابنة سليمان العباسية ولذا كان يعرف بها فيقال له ابن زينب كان أمير المدينة بحيث إنه هو الذي صلى على الإمام مالك رحمه الله وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة.
2212 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن خليفة بن عيسى بن عباس بتحتانية بين مهملتين بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان: الحافظ عفيف الدين أبو السيادة وأبو جعفر بن الحافظ الجمال الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي من ولد قيس بن عبادة المطري الأصل المدني الشافعي ولد في ليلة رابع عشر شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة وطلب الحديث بنفسه وعني به, فسمع بالمدينة من والده والقاضي أبي حفص عمر بن أحمد السواري وغيرهما وبمكة من الفخر التوزري والرضي الطبري ومما سمعه عليه: ثلاثيات الصحيح وغيرهما وبمصر: من الواني والدبوسي والختني وجماعة وبدمشق: من القاسم بن عساكر وأبي نصر الشيرازي والحجار وآخرين وباسكندرية: من ابن مخلوف وبيت المقدس: من زينب ابنة شاكر وبغداد: من محمد بن عبد المحسن بن الدواليبي وجماعة وطاف البلاد وحصل الفوائد وعني بالتاريخ فحصل منه جملة صالحة وحدث سمع منه البرزالي والحسيني والذهبي, وانتقى الذهبي عليه جزءا من مروياته وذكره في معجمه فقال: قدم طالب حديث وله فهم وذكاء ورحلة ولقاء وقدم علينا من بغداد فأفادنا أشياء حسنة مهمة وكذا ذكره في المعجم المختصر فقال: العالم الفاضل المحدث ارتحل في سماع الحديث إلى الشام ومصر والعراق وكتب وحصل وأفادني أشياء حسنة وامتحن سنة اثنتين وأربعين ونهبت داره وأخذ منها(2/75)
مبلغ نحو مائتي ألف درهم فيما قيل وحبس ثم أطلق ولطف الله بن ثم قتل خصمه انتهى ومن شيوخه: الشهاب عبد الرحمن بن عسكر البغدادي المالكي وكذا منهم الشهاب أحمد بن حرز الله بن حجاج الأربدي الشافعي تلميذ النووي, ونقل عنه في ترجمته كلاما أثبته في مؤلفي فيها والمحيوي أبو التقي صالح بن عبد الله بن جعفر بن صالح بن علي بن الصباغ الأسدي الكوفي العلامة المفسر الأوحد الزاهد الفقيه يروي عنه الكشاف والعلامة الأوحد التاج علي بن أبي اليمن البغدادي الحنفي بن السباك مدرس المستنصرية ورئيس الأصحاب روى عنه تصانيف شيخه الجمال الحسين بن الياس البغدادي وتصانيف ابن الحاجب والعلامة السراج عمر بن محمد الدمنهوري الشافعي, ومما كتبه عنه ما قاله فيه:
ألا قل للذي يبغي الإفادة ... ويرجو من مقاصده السعادة
عليك بسيد حاز المعالي ... عفيف الدين ذاك أبو السيادة
تجد ما شئت من دين ودنيا ... وفي الدارين يعطيه مراده
وتاج الدين بن عبد الكافي وولده الشهاب أحمد والأديب الشرف أبو عبد الله الحسن بن علي بن مصدق بن الحسن بن الحسين الشيباني الواسطي المصري المعروف بابن الحباني والشمس محمد بن إبراهيم بن حيدرة القرشي الشافعي ابن القماح وأبو حيان والقطب الحلبي الحافظ والبهاء أبو منصور أحمد بن الجمال أبي العباس أحمد بن الصفي أبي عبد الله الحسين بن الصاحب الوزير الجمال أبي الحسن علي بن ظافر بن الحسين الأنصاري الخزرجي المالكي المصري. سمع عليه شيئا من أول البخاري وقاضي الشام أحمد بن سلامة بن أحمد البلوي القضاعي السكندري المالكي شافهه بالإجازة, وصحب الشهاب أحمد بن فضل الله مؤلف المسالك وكتب عن الشهاب أحمد بن منصور بن أرسطو راس بن صارم القيسي الأصل الدمياطي الصوفي الشافعي عرف بابن الحباس من نظمه فكان مما كتبه عنه بثغر دمياط وهما بظاهرها:
خلت الزوايا من خباياها كما ... خلت القلوب من المعارف والتقى
وتنكر الوادي فما غزلانه ... تلك الظباء ولا النقا ذاك النقا
وكذا كتب عن الشهاب أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم من نظمه فمنه:
عز القناعة لا تطلب بها بدلا ... ولا تعلق بغير الخالق الأملا
وأسأل بذل من الرحمن مغفرة ... فإنها للفتى من خير ما سألا(2/76)
ولا تبت ضيقا من فاقة عرضت ... فعن قليل ترى للقبر منتقلا
وكتب عن الشمس أبي الفضائل عبد الرحمن بن البرهان أبي المكارم أحمد بن وحيد الدين أبي البركات محمد بن النجيب أبي الفتح إسماعيل الغزنوي المحتد الدهلوي المنشأ والمولد الحنفي من نظمه لما لقيه حين حج بالمدينة في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وترجمه وأنه مات بمكة وعن شيخ الشافعية بالموصل الزين أبي الحسن علي بن الحسين بن القاسم بن منصور عرف بابن شيخ العونية بالمدينة حين حج ايضا سنة ثمان وثلاثين وترجمه أيضا وأجاز له أرشد الدين أبو الرشاد أرشد بن أبي المعالي عبد الكبير بن محمود بن عبد الله الشريف الحسني النهاوري السرخسي ثم النيسابوري عالم ما وراء النهر. مولده سنة تسع عشرة وستمائة وتوفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة وترجمه, وقال ابن رافع: كتب بخطه وعني بالطلب والتاريخ وذكر لي أنه قرأ بالروايات على القصري وأنه جمع "كتاب الإعلام بمن دخل المدينة من الأعلام" وقال الزين بن رجب في معجمه: كان حافظ وقته حسن الأخلاق كثير العبادة حسن الملتقى للواردين انتهى وأذن بالمدينة الشريفة مدة بل كان رئيس المؤذنين ورأيت من كتب: أنه كبر بالحرم المدني أكثر من خمسين سنة وله ذيل على طبقات الشافعية لابن كثير مفيد وكذا رأيت بخطه مجاميع مفيدة وحدث ببغداد والشام والقاهرة وكذا حدث في أماكن من درب الحجاز وكان منزله بالمدينة دار ابن مسعود ومنزل مالك بن أوس ومما قيل فيه:
علامة الإسلام أوحد عصره ... حاوي الخصال الزاهرات المشرقة
من سارت الركبان مسيمة ... بصيت جلاله بين الأنام ومعرقة
وحدث سمع منه الأئمة ومنهم: الزين أبو بكر المراغي بقراءته وقراءة غيره وابن أخيه الرضي أبو حامد محمد بن عبد الرحمن وقرأ عليه الجلال الخجندي صحيح مسلم وشرح معاني الآثار للطحاوي وأربعين النووي وشرح الأسماء الحسنى للبيهقي وشرح قصيدة ابن الفارض والبردة وألبسه جبة أبيارية وأمره بوضع شرح على البردة وبكتابة من لقيه فامتثل ذلك بل أخذ عنه ما لا يحصر كثرة خصوصا الجزء الذي خرجه الذهبي وممن قرأ عليه من الحفاظ والأئمة: الزين العراقي والشهاب العرياني والزين المراغي والجمال الأسيوطي والبرهان بن جماعة والزين بن رجب والتاج السبكي والتقي بن رافع والتاج عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني والحافظ المحب عبد الله بن أحمد بن المحب وسمعه منه مخرجه الحافظ الذهبي والعماد بن كثير وممن أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن مرزوق وكذا روى عنه شيخنا أبو هريرة القبابي وقد ذكره ابن فرحون فقال: الشيخ العلامة خلف والده في أخلاقه وسيادته(2/77)
ورياسته وزاد عليه بالمشيخة في الحديث ولقاء الشيوخ فإنه رحل إلى العراق وسمع بها ثم إلى مصر ودمشق وحلب وكثير من الأقاليم ولقي من شيوخ هذا الفن ما لا يحصى كثرة واشتهر ذكره شرقا وغربا بسبب هذا العلم وبما كان فيه من مكارم الأخلاق والنفس والإحسان للغرباء الواردين عليه من العلماء فإنه كان لهم كالأب الشفيق وكونه من أهل الصلاح والتقوى مع الجماعة وانقباضه عمن عداهم من الناس وانتهت إليه مشيخة الصوفية بالحرمين, فإنه كان في زيهم ولباسهم وأخلاقهم في أعلى المراتب وكان إماما في علمي الرجال والحديث مع حردة وسكينة وحشمة ,مع ما رزق من الشكالة الحسنة والخصال المستحسنة ولم يتزوج قط بل كان عنده جوار يقومون بخدمته وخدمة أصحابه ولما توفي أبوه قام بخدمة أخيه التقي أبي الحرم عبد الرحمن وكفل أيضا ابن أخته عبد العزيز بن يحيى بن العفيف فرباهما جميعا وأشغلهما بالعلم على الشيوخ, وكان كل شيخ ذي علم يرد إلى المدينة يحسن إليه ويلزمهما العكوف عليه وامتحن في دنياه في سنة اثنتين وأربعين بعد موت الطواشي مختار البغدادي لكونه كان وصيا على أولاد العفيف بن مزروع وهم أولاد أخت العفيف هذا وكان الوالي في المدينة يومئذ ثابت بن جماز نيابة عن أخيه ودي فطلب العفيف واتهمه أن للطواشي عنده مالا فحلف له أنه ليس له عنده شيء فلم يصدقه وأنزله مع غيره من أخصامه الجب وأقام به نحو يومين بلياليهما, وكانت حادثة شنيعة غرم فيها ودائع كانت تحت يده فإنه نهب جميع ما في حوزته من كتب وأثاث ومال ولم يلبث ثابت إلا يسيرا وقتل بعد أن ضاع مما نهب جملة وهي دون عشرة آلاف وآل الأمر إلى أن اشترى العفيف كتبه من الوزير محمد بن يعقوب وعوضه الله خيرا مما ذهب له وذكره المجد فقال: شيخ العلم والحديث والتصوف والتأذين بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع إلى حسن الخلق محاسن الأخلاق ورحل إلى مصر والشام والعراق وبرع في علم الحديث والتاريخ وفاق وصار عديم النظير فيهما بالاتفاق أدرك من أكابر المسندين جمعا كثيرا ولقي من المشايخ المعتبرين جما غفيرا اختار متاعب السفر على الإسار في سرار أسرته فسفر السفر عن سرارة أسارير غرته رجع عن بغداد وتبريز وقد سبكته المسامرة سبك الذهب الإبريز وبرز في العلوم على الأقران أي تبريز. فأقام في مولده أشرف البلاد منتخبا عن التعلق بالأهل والأولاد سالكا مسالك المجردين صارفا أوقاته في مهمات أمر الدين وخدمة الوافدين والورادين وهو لهم كالأب الرؤوف والمشفق العطوف يتلقاهم من الإحسان بأتم الصنوف فما منهم من أحد إلا وهو ببره محفوف ومعروفه إليه معروف ونهاره بإسماع الحديث ونشر العلوم موصوف خص في علم الحديث من الله بمزيد عطايا فصار يضرب به وإليه أمثال البرايا وأكباد المطايا وقد ابتلي بمحنة ثبته الله فيها وصبره ولم يغض بها عن قدره بل كبره, وقال ابن صالح: إنه(2/78)
ترك النساء والدنيا ومخالطة أهلها واشتغل بنفسه وبتربية أخيه وأولاده وأولاد أخته وروى الحديث ونشره وكان كثير الشفقة على الفقراء والمساكين مواسيا من يقصده من المسلمين جيد الخطبة مشهورا بكرم النفس كريما في أحواله عزيزا بين أقرانه بقي خليفة لأبيه على طريقته في فعل الخير, وسعى في قضاء دين علىأخيه, ومات كأبيه وله نحو سبعين سنة وخلفه أخوه الآتي وهو في درر شيخنا ووفيات ابن العراقي وكان وفاته يعني عن غير عقب بعد صلاة المغرب من ليلة الثلاثاء سادس عشرى ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة بالمدينة رحمه الله وإيانا.
2213 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني الجمال: ابن الشمس الششتري المدني أخو محمد الآتي وأبوهما ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وسمع على ابن صديق بعض الصحيح وعلى الزين المراغي وأجاز لي وللنجم عمر بن فهد ومات في ضحى مستهل جمادي الأولى سنة ستين وثمانمائة بالمدينة. ودفن بالبقيع.
2214 - عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم بن أبي الرضي المحب: أبو الطيب بن أبي عبد الله التعزاوي المطري ثم التونسي الشافعي ولد في شعبان سنة اثنتين وسبعمائة بتونس وجاور بالمدينة سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة والتي تليها ثم توجه منها إلى مكة فأقام بها أيضا, ثم رجع فمات في ثالث عشر رجب سنة ثلاث وخمسين بحماه وكان ابتداء مرضه في جمادى الآخرة ووصف بالإمام الأوحد العلامة العارف الفهامة القدوة وأن شيخه وعمدته في العلم الأستاذ الركن أبو يعقوب يوسف بن أبي القاسم محمد القرشي الأموي النطرسوني المرسي بن الدارس.
2215 - عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الجمال: الظاهري ثم الأزهري الشافعي, نزيل مكة ثم المدينة ويعرف بالظاهري ولد تقريبا سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالظاهرية من الشرقية بالقرب من العباسية ونشأ بها ثم تحول إلى القاهرة فلازم خدمة إمام الأزهر وقرأ في المنهاج ولازم الزيني زكريا والطنتدائي الضرير وزاحم الطلبة وتوصل لبيت ابن البرقي بتعليم ولدي ولده وصار كبيرهم يصرفه في التوجه مع شقادف المنقطعين بدرب الحجاز التي من جهة ناظر الخاص للعقبة فما دونها وأقبل على التحصيل فكان يسافر مع الصبر ويأتمنه الناس في استصحاب ودائعهم ومتاجرهم ونحوها معه ويخدم قاضي مكة بشراء ما يحتاج إليه من القاهرة وحمل ما يرسله لأهلها وتزايد اختصاصه به فاتسعت دائرته سيما حين تولى زكريا القضاء ولكنه لما رأى الاختلاف واختلال في جماعته واختصاص من شاء الله منهم عنه قطن مكة من سنة ثمان وثمانين وكان ابتداء تردده لها من سنة أربع وستين وصار يتجر بجاه القاضي ويعامل ويقارض ونحو ذلك من طرق الاستكبار وتزايد خوفه حين الترسيم على جماعة(2/79)
القاضي وصار خائفا يترقب سيما وكان يكثر من قوله: إن معه أموال اليتامى أو نحو ذلك مما يبعد به عن نفسه الكثرة أو هو على حقيقته ثم أنه تحول إلى المدينة النبوية واشترى بها في سنة تسعمائة من عبد الكافي النفطي داره التي عمر نصفها وعجز فيما قال عن إكمالها بثلاثمائة وخمسين دينارا وشرع في إكمالها واشترى أيضا حذيفة وصار يعامل ويضارب كعادته وهو في اليبس بمكان إلا مع من يتوصل منه أو بها للدنيا الخسيسة الشأن.
2216 - عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق: القرشي التيمي المدني أخو القاسم يروي عن عائشة في قصة بناء الكعبة وعنه: الزهري ونافع قاله ابن حبان في ثانية ثقاته روى عنه أيضا: سالم بن عبد الله بن عمر وثقه النسائي قتل بالحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وذكر في التهذيب.
2217 - عبد الله بن محمد بن بلال: أبو محمد الأزدي القرطبي يروي عن إبراهيم بن محمد بن بار والي المدينة قوله:
خير الخير الصبر ... وشر الشر شرب الخمر
ذكره ابن عبد الملك وذكرته احتمالا.
2218 - عبد الله بن محمد بن روزبة الكازروني: أحد الأخوة الأربعة من بني أبيهم الذين أحدهم: الصفي أحمد والتقي محمد سمع في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة: على البدر بن الخشاب في مسلم وغيره وقبل ذلك في سنة اثنتين وستين: على البدر عبد الله بن محمد بن فرحون البخاري بكماله وكذا سمع قبل ذلك على ابراهيم بن رجب السلماسي شيئا من الدراية في اختصار الرعاية, ورأيته شهد في سنة سبع وتسعين وسبعمائة.
2219 - عبد الله بن محمد بن زاذان: المدني يروي عن هشام بن عروة وعنه: دحيم هالك ذكره الذهبي في الميزان وقال: قيل هو ابن الزبير يعني: ابن محمد بن عروة الآتي وقال أبو حاتم: ضعيف وقال ابن عدي: أحاديث غير محفوظة.
2220 - عبد الله بن محمد بن سمعان الأسلمي: في ابن محمد بن أبي يحيى.
2221 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه: الأنصاري الخارجي المدني يروي عن جده في الأذان وقيل: عن أبيه عن جده وعنه: أبو العميس عتبة بن عبد الله المسعودي ومحمد بن سيرين ومحمد بن عمرو الأنصاري وفي إسناد حديثه اختلاف ذكره ابن حبان في الثقات وقال البخاري: فيه نظر لأنه لم يذكر(2/80)
سماع بعضهم من بعض وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي.
2222 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي الفرج: أبو محمد البغدادي الحربي المدني. عرف بابن الجناتي سمع من عبد المغيث بن زهير الحراني وسمع منه الدمياطي وغيره وأجاز للقاضي سليمان وابنه الكمال في سنة خمسين وستمائة قاله ابن رافع في تاريخه.
2223 - عبد الله بن محمد بن أبي فروة: أبو علقمة القرشي الأموي مولى عثمان الفروي المدني الدموسي وجد هارون الآتيين يروي عن عميه: إسحاق وعبد الحكم وصفوان بن سليم ومحمد بن المنكدر ومحمد بن عمرو بن علقمة والمسور بن رفاعة ونافع مولى ابن عمر والصلت بن زبيد ويزيد بن خصيفة وغيرهم ورأى الأعرج وسعيد المقبري وقال ابن سعد: إنه لقيه في آخرين قال: وعمر حتى لقيناه في سنة تسع وثمانين ومائة وكان ثقة قليل الحديث وكذا وثقه ابن معين وقال مرة: ليس به بأس وكذا قال أبو حاتم ووثقه النسائي وحكى ابن عبد البر عن علي بن المديني: هو ثقة ما أعلم إني رأيت بالمدينة أتقن منه وقد روى عنه أنه قال: رأيت السائب بن يزيد روى عنه حفيده هارون بن موسى وقال: إنه مات في المحرم سنة تسعين ومائة وكذا أرخه ابن حبان في ثقاته روى عنه: ابن وهب وأبو عامر العقدي وإبراهيم بن المنذر الخزامي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن عبدة الضبي ويحيى بن يحيى التميمي وأهل المدينة وآخرون وهو في التهذيب.
2224 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرحون: البدر أبو محمد بن المحب أبي عبد الله بن البدر اليعمري المدني المالكي القاضي, ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها وحفظ القرآن وكتبا واشتغل على قريبه البرهان إبراهيم بن علي صاحب الطبقات وغيره, وسمع من الزين أبي بكر المراغي وغيره وكذا من العلم سليمان السقا نسخة أبي مسهر وما معها ثم سمع بأخرة على أبي الفتح بن شيخه المراغي وأجاز له الحلاوي والسويداوي وابن خلدون والمجد إسماعيل الحنفي والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وآخرون وولي قضاء المدينة بعد أخيه ناصر الدين أبي البركات في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة, ثم عزل في أواخر سنة ست وخمسين ثم أعيد في أوائل سنة سبع وخمسين ولقيته في التي قبلها بطيبة, فقرأت عليه تجاه القبر الشريف نسخة أبي مسهر وما معها وكذا سمع عليه بعدي غير واحد كالسنباطي والتقي القلقشندي بقراءة ابن أخيه واستمر على قضائه حتى مات في ذي الحجة سنة تسع وخمسين بالمدينة ودفن بمقبرتهم من البقيع, وكان فاضلا خيرا ساكنا بهيا انقطع بآخره عن الحج بل كان لا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة.(2/81)
2225 - عبد الله بن محمد بن عبد الله: أبو محمد البغدادي الحربي المدني عرف بابن الخباز يروي عن عبد الله بن أحمد الحربي وعنه: الدمياطي وساق له في معجمه حديثا.
2226 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي المدني: وهو ابن أبي عتيق كنية والده ووالد محمد وعبد الله يروي عن أم المؤمنين عائشة عمة أبيه وعن عبد الله بن عمر وعنه: ابناه عبد الرحمن ومحمد الشريك بن أبي نمر وعمرو بن دينار ويعقوب بن مجاهد أبو حزرة وخالد بن سعد ومحمد بن إسحاق وغيرهم, وثقه العجلي وقال: مدني تابعي وذكره ابن حبان في الثقات وخرج له الشيخان وذكر في التهذيب قال الزبير بن بكار: قد سمع من عائشة رضي الله عنها ودخل عليها في مرضها الذي ماتت فيه فقال لها: كيف أصبحت جعلني الله فداك فقالت: أصبحت ذاهبة قال: فلا إذا قال الزبير: وأخبرني عبد الله بن كثير بن جعفر أن عائشة رضي الله عنها ركبت بغلة وخرجت تصلح بين غلمان لها ولابن عباس فأدركها ابن أبي عتيق فقال: يعتق ما يملك إن لم ترجعي فقالت: ما حملك على هذا؟ قال: ما انقضى عنا يوم الجمل حتى تأتينا بيوم البغلة, وكان كما قال مصعب الزبيري امرأ صالحا وفيه دعابة, مر به رجل معه كلب فقال له: ما اسمك؟ قال وثاب قال: فما اسم كلبك؟ قال عمرو, فقال: واخلافاه, ولقي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال له: إن أنسانا هجاني فقال في:
أذهبت مالك غير مترك ... في كل مومسة وفي الخمر
ذهب الإله بما تعيش به ... فبقيت وحدك غير ذي وقر
فقال له: أرى أن تصفح فقال: والله لأفعلن به لا يكنى فقال ابن عمر: سبحان الله لا يترك الهزل وافترقا ثم لقيه فقال: قد أولجت فيه فأعظم ذلك ابن عمر وتألم فقال: امرأتي والله قالت البيتين قال مصعب: وامرأته هي أم إسحاق ابنة طلحة بن عبيد الله وكانت قد غارت عليه وله مزاح ونوادر وسيأتي له ذكر في عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله.
2227 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين: الجمال المدني الشافعي ابن أخي البرهان ابراهيم وولد الزين عبد الرحمن ويعرف كسلفه بابن القطان ممن أكثر الأسفار في طلب الرزق ومات في سنة ست وخمسين بالمدينة.
2228 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى ابن عم المحب: المطري المدني الشافعي سمع منه على الجمال الحنبلي.(2/82)
2229 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف: المطري المدني الشافعي أخو المحب محمد الآتي, سمع على الزين المراغي والعلم سليمان السقا ويحتمل أن يكون الذي قبله.
2230 - عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي الجمال بن القاضي فتح الدين أبي الفتح: الأنصاري الزرندي المدني أحد الأخوة الخمسة ووالد المحمدين الثلاثة نشأ بالمدينة مشتغلا بما يهمه من أمر المعيشة وكان منجمعا عن غير ذلك بعيدا عن الدخول في الولايات ولم يفارق المدينة إلا إلى مكة مات سنة اثنتين وثمانمائة عن بضع وأربعين سنة.
2231 - عبد الله بن محمد بن عجلان: المدني مولى فاطمة ابنة عتبة يروى عن أبيه وعنه: ابراهيم بن المنذر الخزامي قال العقيلي: منكر الحديث وكذا ضعفه ابن حبان وقال: لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب يروي عن أبيه نسخة موضوعة وقال أبو حاتم: لا أعرفه ولا أعرف حديثه سأله أبو زرعة عنه؟ فقال: قد سمعت به ولم أكتب من حديثه شيئا فذكر في حديث عنه فقال: ما أعظم ما جاء عنه, ينبغي أن يلقى حديث هذا الشيخ وأورده له العقيلي وقال: لا يتابع عليه وقد جاء عن الحسن قوله وأورد له حديثا آخر وذكر الزبير بن بكان أن المهدي ولاه صدقات اليمامة وقال أبو نعيم الأصبهاني: صاحب مناكير وبواطيل.
2232 - عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب: أبو محمد الهاشمي المطلبي المدني ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وأمه هي زينب الصغرى ابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما, يروي عن أبيه جابر وأبن عمر وعبد الله بن جعفر وأنس بن مالك والطفيل بن أبي بن كعب وعلي بن الحسين وخاله محمد بن الحنفية والربيع بنت معوذ بن عفراء وسعيد بن المسيب وغيرهم, وعنه: زائدة وفليح بن سليمان وحماد بن سلمة والسفيانان ومحمد بن عجلان وزهير بن معاوية وزهير بن محمد وعبيد الله بن عمرو وبشر بن المفضل وآخرون ضعفه ابن معين وغيره وقال أبو حاتم: لين الحديث وقال ابن خزيمة: لا احتج به لسوء حفظه وكذا قال غيره ممن وصفه بالخير والعبادة والفضل وأنهم إن كانوا يقولون فيه شيئا ففي حفظه وقال العجلي: مدني ثقة جائز الحديث وقال أبو أحمد الحاكم: كان أحمد وإسحاق يحتجان بحديثه وليس بذاك المتين المعتمد وقال الترمذي: صدوق تكلم فيه أهل العلم من قبل حفظه وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه قال البخاري: وهو مقارب الحديث وقال العقيلي: كان فاضلا خيرا موصوفا بالعبادة وكان في حفظه شيء وقال الساجي: كان من أهل(2/83)
الصدق ولم يكن بمتين في الحديث وقال الحاكم: عمر فساء حفظه فحدث على التخمين وأفرط ابن عبد البر فقال: هو أوثق من كل من تكلم فيه مات بالمدينة بعد الأربعين ومائة قاله خليفة وعن الواقدي: قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن وكان خروجه سنة خمس وأربعين وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2233 - عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: الهاشمي العلوي المدني ويلقب دقدق مات بالمدينة وله عقب.
2234 - عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب: أبو هاشم الهاشمي العلوي المدني من أهلها وهو ابن الحنفية وهو أخو الحسن الماضي ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين. يروي عن أبيه وصهر له صحابي من الأنصار وعنه: ابنه عيسى والزهري وقال: كان الحسن أوثقهما في أنفسنا وفي لفظ: أرضانا وكان هذا يتبع السبئية ويجمع أحاديثهم وكذا روى عنه عمرو بن دينار وسالم بن أبي الجعد وإبراهيم الإمام ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس وغيرهم وهو نزر الحديث وكان فيما قاله مصعب الزبيري وغيره: صاحب الشيعة بحيث كانوا يلقونه وينتحلونه فلما احتضر أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح وقال له: أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك ودفع إليه كتبه وصرف الشيعة إليه, انتهى قال الزبير: كان صاحب الشيعة: فأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وصرف الشيعة إليه ودفع إليه كتبه, ومات عنده وقال ابن سعد: كان صاحب علم ورواية وكان ثقة قليل الحديث وكان الشيعة يلقونه وينتحلونه وكان بالشام مع بني هاشم فحضرته الوفاة. فأوصى إلى محمد بن علي وقال له: أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك وقال ابن عبد البر: كان عالما بكثير من المذاهب والمقالات عالما بالحدثان وفنون العلم. انتهى, ومات في خلافة سليمان بن عبد الملك قال جماعة: سنة ثمان وتسعين وقال آخرون: في التي تليها وهو في التهذيب وتقدم: أنه سبىء ونحوه قول أبي أسامة: إنه شيعي والحسن مرجىء ووثقهما معا العجلي وهكذا النسائي وابن حبان يقال: إنه وفد على سليمان بن عبد الملك فدس عليه من سمه لما انصرف من عنده هيأ أناسا وجعل عندهم لبنا مسموما فتعرضوا له في الطريق فاشتهى اللبن وطلبه منهم فشربه فهلك وذلك بالحميمة من البلقاء بالشام وهو راجع, سنة ثمان وتسعين وقيل: في التي بعدها.
2235 - عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي الخليفة أبو جعفر المنصور: قدم المدينة سنة أربعين ومائة وأمر بستور لصحن المسجد النبوي بل هم بالزيادة فيه وشاور فيه ثم توفي قبل ذلك.(2/84)
2236 - عبد الله بن محمد بن عمارة: أبو محمد القداح الأنصاري المدني كان عالما بالنسب, يروي عن أبن أبي ذئب وسليمان بن بلال ومخرمة بن بكير وجماعة, وعنه عمر بن شبة ومحمد بن سعد والفضل بن سهل ترجمه الخطيب وغيره, وذكره في الميزان وقال: مدني أنصاري أخباري مستور ما وثق ولا ضعف وقلما روى انتهى وأورد الدارقطني في الغرائب عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس حديث الطير, وهو خبر منكر ويقال: تفرد به القداحي عن مالك وغيره أثبت منه وذكر الخطيب: أنه روى أيضا عن سليمان بن بلال وابراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وابن أبي الزناد وغيرهم روى عنه: ابن سعد ويحيى بن معلي بن منصور وعمر بن شبة والفضل بن سهل وغيرهم قال: وكان عالما بالنسب وسكن بغداد وصنف كتاب "نسب" الأوس رواه عنه مصعب الزبيري وقال ابن فتحون: كان من أعلم الناس بنسب الأنصاري وعليه عول العدوي في تصنيفه في أنساب الأنصار.
2237 - عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد القرظ: المدني المؤذن قال فيه ابن معين: ليس بشيء وهو في الميزان وضعفاء العقيلي.
2238 - عبد الله بن محمد بن عمران بن ابراهيم بن محمد السجاد ابن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي: أمير مكة وقاضيها والمدينة ولاه المهدي قضاء المدينة ثم صرفه عنه, ثم ولاه إياه الرشيد أيضا ثم صرفه عنه وولاه أمير مكة ثم صرفه عنه ورده إلى قضاء المدينة ثم صرفه عنه وكان معه حين هلك بطوس مخرج أمير المؤمنين الرشيد إلى خراسان الذي هلك فيه الرشيد فمات هو أيضا بطوس فقبره بها ذكره الفاسي في مكة.
2239 - عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: أبو محمد الهاشمي العلوي المدني وأمه خديجة ابنة زين العابدين علي بن الحسين وكان يلقب ذاقن يروي عن أبيه وخاله أبي جعفر الباقر وعاصم بن عبيد الله العمري وعنه: ابنه عيسى وابن المبارك وابن أبي فديك والواقدي وغيرهم من أهل المدينة قال ابن المديني هو وسط وقال ابن سعد: كان قليل الحديث وقال غيرهما: صالح الحديث وخرج له أبو داود والنسائي وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وقال: إنه مات بالمدينة في ولاية أبي جعفر المنصور يخطىء ويخالف وقال الذهبي: إنه مات بدمشق وابنه عيسى واه.
2240 - عبد الله بن محمد بن أبي القاسم فرحون بن محمد بن فرحون البدر أبو محمد بن أبي عبد الله بن أبي الفضل: اليعمري الأيدي ثم الجبائي التونسي الأصل نزيل المدينة وقاضيها المالكي ومؤرخها ووالد محمد وأخو علي ومحمد المذكورين في(2/85)
مجالهم, ولد في يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وستمائة وكان أول أولاد أبيه وأمه: وأمه هي الشريفة ابنة عبد الواحد الحسيني صالحة وكذا أختها خالته: خديجة بل وأمهما وهي زينب ابنة داود أنصارية من قدماء الصالحات فهو كريم الجدود, وسمع من الرضي الطبري: الصحيح والشمائل للترمذي والثقفيات ومن أبي عبد الله محمد بن علي الغرناطي: الموطأ رواية يحيى بن يحيى وأجاز له الدمياطي: وأبو عبد الله محمد بن الحسين البغوي وغيرهما وحدث بالخلعيات عن البغوي هذا بقراءة المحدث نور الدين البغوي سمعها عليه الحفاظ وكذا حدث: "بالأنباء المبينة عن فضل المدينة" للبهاء أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر عن الرضي الطبري والشرف أبي بكر محمد بن عبد الحميد بن محمد بن عبد الله القرشي المصري الشافعي إجازة منهما ومشافهة من أولهما - غير مرة - في سنة سبع عشرة وسبعمائة بمكة بقراءة عبد السلام بن محمد الكازروني, وممن سمع عليه: الزين أبو بكر المراغي وأقام بالمدينة النبوية من سنة بضع وعشرين إلى أن مات لم يخرج إلا للحج وحج نيفا وأربعين حجة وناب في الحكم بالمدينة عن التقي عبد الله بن عبد المؤمن الهوريني والبدر حسن بن أحمد القيسي ثم استقل بقضاء المالكية في سنة خمس وستين إلى أن مات في شهر رجب سنة تسع وستين وسبعمائة وهو صاحب تاريخ المدينة "نصيحة المشاور وتغذية المجاور" وله نظم كثير ختم تاريخه بعدة قصائد منه وترجمته مفرقة في تاريخه فتطالع وتجمع ومن شيوخه: أبو القمر الطنجي المغربي قرأ عليه الفرائض والحساب واختص به ولازمه بالمدينة ثم بمكة حتى مات, وأبو عبد الله القصري وكان هو باب الخير والسعادة وساعده حتى استقر في درس أبي الحسن المزيني صاحب المغرب وكذا استقر في تدريس المدرسة الشهابية بعناية أبي عبد الله الوادياشي وأبي عبد الله بن الحداد حين التمس منهما أخوه علي - في مصر - مساعدته عند القاضي تقي الدين الأخناني بشهادتهما بثبوت أهليته حيث توقف القاضي في إجابته إلا بعد ثبوتها فشهدا بها وأمضاه ابن الأثير كاتب السر وكتب له المرسوم بذلك عن الناصر محمد بن قلاوون وممن روى عنه: الزين عبد الرحمن بن صالح المدني والمسند أبو الفرج عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن المقدسي وقد رأيت في ترجمة الجلال أحمد بن محمد بن الخجندي - مما قاله ولداه:- إن الجلال لقي البدر هذا وقد بلغ نيفا وسبعين سنة وسمع عليه مسند الطيالسي وبعض الصحيحين قال: ومنذ ولد في المدينة ما خرج منها إلا إلى مكة وله نحو ستين وقفة وجل اشتغاله في كل عمره بالقرآن والحديث والفقه وملازمة الحرم النبوي ومات في ربيع الآخر عن سبع وسبعين سنة وفيه مخالفات لما تقدم, وقد أرخ ابن أخيه البرهان ابراهيم بن علي - في طبقات المالكية له - وفاته وأنها في يوم الجمعة عاشر من ربيع الاخر وقال: إنه قرأ القرآن(2/86)
على الشيخ أبي عبد الله القصري المقري وروى عنه, وسمع الحديث بالمدينة على والده وأبي عبد الله محمد بن حريث البلنسي ثم السبتي خطيب سبتة وفقيهها وعلى العز يوسف الزرندي والجمال محمد بن أحمد المطري والشرف الزبير الأسواني والسراج الدمنهوري وأبي عبد الله بن جابر الوادياشي والقطب بن مكرم المصري والزين الطبري, وبمكة من الرضي الطبري وغيره وخرج له الشرف ابن سكر المصري نزل مكة مشيخة كبيرة حافلة مشتملة على شيوخه ومروياته وعن والده أخذ الفقه والعربية, وكان من الأئمة الأعلام ومصابيح الظلام عالما بالفقه والتفسير وفقه الحديث ومعانيه وسمعته يقول: لزمت تفسير ابن عطية حتى كنت أحفظه وبرع في العربية وتصانيفه فيها شاهدة له بذلك, ولما لقيه أبو حيان ووقف على كلامه في إعراب "بانت سعاد" قال: ما ظننت أنه يوجد بالحجاز مثله واستعظم ذلك عليه وأثنى عليه, وسمعته يقول: اشتغلت في العربية وأنا ابن ثمان عشرة سنة وتخرج عليه فيها جماعة فضلاء وكانت مشاركته في أصول الدين حسنة وحدث ودرس وأفاد وإليه انتهت الرياسة بالمدينة النبوية, أقام مدرسا للمالكية ومتصدرا للاشتغال بالحرم النبوي أكثر من خمسين سنة وانفرد في آخر عمره بعلو الإسناد فلم يكن بالمدينة أعلى إسنادا منه, وكان صبورا على الإسماع والاشغال كهفا لأهل السنة يذب عنهم ويناضل الأمراء والأشراف وانتهى بذلك إلى أن امتحن, فرصد في السحر بطريق الحرم فطعن طعنة عظيمة اريد فيها قتله فصرف الله شرها وعافاه منها وكان عليه مدار أمور الناس بالمدينة وناب في القضاء نحو أربع وعشرين سنة وأم في المحراب النبوي في بعض الصلوات, ودعي إلى أن يقوم بالإمامة والخطابة نائبا فامتنع إعظاما للمقام النبوي وكان كثير التلاوة ليلا ونهارا خصوصا في أواخر عمره حتى إني شاهدته في أيام الموسم والناس في أشد ما هم فيه من الاشتغال مشغولا بورده في التلاوة لا يقطعه عنه شيء وكان يحيي غالب الثلث الأخير من الليل بالصلاة والتلاوة من حداثة سنة إلى أن ثقل بمرض الموت وكان مواظبا عل الصف الأول من الروضة النبوية نحو ستين سنة وما يفتح باب الحرم في السحر إلا وهو على الباب وحج نحو خمس وخمسين حجة ولم يخرج من المدينة إلى مكة إلا للحج حتى مات وقال في آخر حجاته: هذه حجة الوداع وكان ممن جمع الله له العلم والعمل والدنيا والدين وكان أعظم أهل المدينة يسارا وأكثرهم عقارا وأوسعهم جاها وأنفذهم كلمة وأعظمهم حرمة وألينهم عريكة وأحسنهم بشاشة وبشرى وكان صبورا على الأذى يجزىء بالسيئة الحسنة ويسع الناس بخلقه ويواسي الفقراء بمعروفه ويقتل أعداءه ببره ويحفظ من مات منهم في ذريته وبهمته وسياسته أزال الله تعالى أحكام الطائفة الإمامية من المدينة فعزلت قضاتهم وانكسرت شوكتهم وخمدت نارهم وذلك: أنه لما باشر الأحكام نيابة عن القاضي تقي الدين الهوريني في سنة(2/87)
ست وأربعين وسبعمائة - سعى في عزل قضاتهم. فنودي في شوارع المدينة بتبطيل أحكامهم والإعراض عن حكامهم فكان ذلك أول أسباب قوة أهل السنة وإخماد البدعة وعلو أمرهم وكم له من حسنات في تمهيد إعزاز السنة وإخماد البدعة, وله تواليف في أنواع شتى منها: "الدر المخلص من النقص والمخلص" جمع فيه بين أحاديث الكتابين وشرحه في أربع مجلدات سماه: كشف الغطا في شرح مختصر الموطأ" وهو شرح عظيم وشرح: "مختصر التفريع" لابن الجلاب البيلي سماه "كفاية الطلاب في شرح مختصر الجلاب" وله: "شرح قواعد الإعراب" لابن هشام و "نهاية الغابة في شرح الآية" أسئلة وأجوبة على آيات من القرآن و "العدة في إعراب العمدة" يعني عمدة الحديث جمع فيه وجوه الإعراب واللغة والاشتقاقات وسلك فيه مسلكا غريبا لم يسبق إلى مثله وهو آخر ما ألف وقرىء عليه يسيرا و"التيسير في محكمي البناء والتغيير" في النحو و "المسالك الجلية في الفوائد العربية" و "شفاء الفؤاد في إعراب بانت سعاد" وكتبه كلها في غاية الجودة والإتقان ولما أحس بالمرض أمر بحفر قبره وبصدقة واسعة على الفقراء فرنا تصرف عليهم غلته في كل يوم واعتق في حياته عدة عبيد وإماء وكان له خادم في الحرم تقرب بخدمته للضريح النبوي وكان مطمئن النفس بلقاء الله عز وجل مستحضرا لما ينبغي استحضاره ولما دخل في السياق ذكرته فقال: ما أنا غافل وشبيه هذا الجواب: ما وقع للتاج الفاكهاني حين تشهد صهره الفقيه ميمون بحضرته - فإنه فتح عينيه وأنشد:
وغذا يذكرني عهودا بالحمى ... ومتى نسيت العهد حتى أذكرا
وقد ترجمه المجد فقال: أول من رأيته ووقع نظري عليه من أهل العلم بالحرم الشريف وذلك في حوالى الخمسين والسبعمائة فشاهدت منه طود وقار وعلم لا يهتدي إلى تياره احتقار وغزارة فضل للناس إلى مرى مريا مرية افتقار ووقارة حشمة ورياسة وأدب دون نصيف من مدها الأحمال والأوقار ناب في الحكم سنين عديدة وعقيدة عوارفه لجميع الناس عبيدة إليه يشار في حفظ الأواخر وعليه بادىء بداءة الخناصر ويغضب لدين الله ونصره حيث لا معين ولا ناصر طنت بذكره البلاد من اليمن إلى العراق ومن أم خنور إلى خناصر وحن كل إلى لقاء ما شاع عنه من غزارة الفضل وطيب العناصر وأنشد له قصيدة طويلة وعقبها بأنه أعقب أولادا أحيوا ذكره بالمآثر ورفعوا لأقدامهم منابر المفاخر, وتولى كبيرهم منصب الحكم استقلالا وباشر مباشرة قال لها لسان الحال: هكذا هكذا وإلا فلا لا وقد ذكره الولي العراقي في وفياته لكن في سنة سبع وستين وهو غلط في تقديم السين وذكره شيخنا في درره وقال: الأندلسي الأصل بدل التونسي.(2/88)
2241 - عبد الله بن محمد بن فرحون: سديد الدين غاير بعضهم بينه وبين الذي قبله وقال: إنه ناب في الحكم أيضا فيحرر.
2242 - عبد الله بن محمد بن القاسم: من أهل المدينة يروي عن أمه عن أبيه وعنه: يعقوب بن إبراهيم بن سعد قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2243 - عبد الله بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم: المجد والبهاء أبو محمد الطبري المكي الشافعي إمام المساجد الثلاثة ولد في رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة بمكة وسمع ابن المنير وشعيبا الزغواني وابن الجميزي وغيرهم بمكة وأبا القاسم سبط السلفي والعز بن عبد السلام وغيرهما بالقاهرة, ومكي بن علان وابن مسلمة وجماعة بدمشق وخرج لنفسه جزءا عن جماعة من شيوخه سمعه من الوجيه الشيبي بالمدينة في المحرم سنة ست وستين وكذا سمع منه البرزالي وكان من أعيان الشيوخ جلالة وفضلا ونبلا أم بمكة ثم بالمدينة ثم بقبة الصخرة من بيت المقدس وبه توفي في شوال سنة إحدى وتسعين وستمائة ودفن بمقبرة مانلا وقال المنذري بعد وصفه له بإمام المساجد الثلاثة: كان فقيها فاضلا محدثا حسن القراءة صالحا خيرا حافظا للحديث وعلمه وأثنى عليه الذهبي أيضا وكتب إليه الوداعي في سنة سبع وسبعين وستمائة حين أمره بالانتقال من إمامة الروضة النبوية إلى إمامة الأقصى على كره منه:
أمفارق البيت الحرام مجاورا ... بالقدس مالك قد ندمت عليه
فالمسجد الأقصى عظيم شأنه ... ولذلك أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إليه
2244 - عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي ابن أحمد ابن الحسن بن محمد بن عقيل بن عثمان بن أبي بكر بن أبي عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: الإمام العالم الأوحد البارع المتقن نظام الدين أبو بكر بن الإمام العلامة المبارك بن الإمام العالم أبي المعالي المسعودي الهذلي البستي السجستاني نزيل المدينة النبوية وإمام مسجدها والمقيم بها من حدود العشرين وستمائة إلى أن مات بها في رابع رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة روى الحديث عن جماعة وقرأ الفقه وتفنن وكتب الخط الحسن وبرع في الفضائل, وكتب عن الأئمة من الرحالين كالحافظين أبي المكارم بن مسدي وأبي محمد الدمياطي في معجميهما قاله العفيف المطري.
2245 - عبد الله بن محمود بن عبد الحفيظ بن عادل الشريف جمال الدين بن الجلال أبي السعادات الحسيني المدني الحنفي: الآتي أخوه عبد الرحمن ويعرف(2/89)
كسلفه بابن عادل ممن حفظ القرآن وأربعين النووي والكنز والمنار وغيرهما. واشتغل بالمدينة عند عثمان الطرابلسي والشهاب الخجندي وبالقاهرة على الصلاح الطرابلسي والبدر بن الديري ونظام في الفقه وأصوله وغيرهما وسمع على القطب الخيضري والنعماني ولازمني كثيرا في السماع والدروس وبالشام عن ابن العيني وابن الحمراء والعلاء المرداوي الحنبلي والتاجي وأقام بالقاهرة نحو عشر سنين وكذا دخل اليمن ولقي بها عمر الفتي وغيره.
2246 - عبد الله بن محمد بن معن المدني: يروي عن المدنيين وعنه: حبيب بن عبد الرحمن قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته روى عن أم هشام ابنة حارثة بن النعمان حديث "ما حفظت سورة ق إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" وعنه: حبيب بن عبد الرحمن وهو في التهذيب.
2247 - عبد الله بن محمد بن المغيرة المدني: روى عن هشام بن عروة ذكره الذهبي في الميزان وقال: فرق بعضهم بينه وبين الكوفي فيه شيء انتهى.
2248 - عبد الله بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب: روى عنه يحيى في أخبار المدينة قصة هدم الوليد بن عبد الملك بيت جده الأعلى: حسن بن حسن.
2249 - عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي: من أهل المدينة يروي عن هشام بن عروة وغيره وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي وقال العقيلي: لا يتابع على كثير من حديثه وكذا ذكره ابن حبان في الضعفاء وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الإثبات ولكنه وهم في كونه الذي يقال له ابن زاذان فذاك هو عبد الله بن محمد بن طلحة والمترجم في الميزان وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث وساق له ابن عدي أحاديث ثم قال: وعامتها مما لا يتابعه عليه الثقات.
2250 - عبد الله بن محمد بن أبي يحيى سمعان: أبو محمد الأسلمي المدني من أهل المدينة ويلقب بسحبل وهو أخو الفقيه إبراهيم وذا أوثق من ذاك يروي عن أبيه: وعمه أنيس وسعيد بن أبي هند وأبي صالح السمان وبكير بن الأشج وعدة وقال أبو حاتم: إنه يروي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط وعنه: ابن أبي فديك والواقدي والقعنبي وأخوه عبد الملك القعنبي ومطرف بن عبد الله وقتيبة بن سعيد وغيرهم وفيما قيل: سفيان بن وكيع وطال عمره وتأخر عن أخيه ووثقه أحمد وابن معين وأبو داود وفي لفظ عن أحمد: ليس به بأس وقال أبو داود: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:(2/90)
حدثني سحبل أخو إبراهيم وسيد ابراهيم قال: وأنيس ومحمد يعني عمه وأباه كلاهما ثقة روى القطان عنهما وقال أبو حاتم: هو أوثق من أخيه ابراهيم وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة عن سبع وخمسين وهو غلط فقد ذكره ابن سعد وقال: كان فاضلا خيرا عالما مات بالمدينة في خلافة المهدي سنة اثنتين وسبعين وهو في التهذيب.
2251 - عبد الله بن محمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد: أبو يزيد الهذلي من أهل المدينة يروي عن الوليد بن محمد الموقري وعنه يعقوب بن سفيان قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2252 - عبد الله بن محمد شيخ: يروي عن المدنيين وكذا يروي عن يوسف بن عبد الله بن سلام إن كان سمع منه وعنه: يحيى ابن أبي بكير قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2253 - عبد الله بن محمد محمد مرة: الزرقي الأنصاري المدني يروي عن أبي سعيد - أو أبي سعد - الأنصاري في العزل وعنه أبو الفيض الحمصي الشامي فقط وليس له عند النسائي غيره وهو في التهذيب.
2254 - عبد الله بن أبي مريم - أبو خليفة: عداده في أهل المدينة وأظنه أخا مسلم بن أبي مريم الآتي فإن لم يكنه فأبو مريم: اسمه يسار يروي عبد الله عن أبي هريرة وأبي حميد وأبي أسعد وعنه: بدر بن سوادة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وهو في التهذيب مولى بني ساعدة حجازي وفي ثقات العجلي: مصري تابعي ثقة.
2255 - عبد الله بن المستورد: أبو حمزة المدني عداده في أهلها وهو مولى الأنصار رأى أنسا وروى عن سالم بن عبد الله ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وعنه: مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم قال ابن معين: صالح وذكره ابن حبان في ثانية ثقاته. وقال إنه يروي عن رجل من الصحابة.
2256 - عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب: أبو عبد الرحمن الهذلي رضي الله عنه حليف بني زهرة وأمه أم عبد هذلية أيضا كان رضي الله عنه من السابقين الأولين شهد بدرا والمشاهد كلها وأجهز على أبي جهل يوم بدر وكان رضي الله عنه صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدخل عليه ويخدمه ويلزمه وتلقن من فيه سبعين سورة ومناقبه جمة تحتمل كراريس بل يمكن أن تكون سيرته كما قال الذهبي: في نصف مجلد فقد كان رضي الله عنه من سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدى قال(2/91)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رضي لها ابن أم عبد" وقال ابن مسعود: "لو أعلم أحدا أحدث بالعرضة الأخيرة متى تناله الإبل لرحلت إليه" بعثه عمر رضي الله عنهما إلى الكوفة فكانوا لا يعدلون بقوله شيئا وذكره مسلم فيمن سكن الكوفة وكان على بيت المال وثلاثة من الصحابة يدعون قولهم لقول ثلاثة: فابن مسعود لعمر وأبو موسى لعلي وزيد لأبي وليس أحد من الصحابة أنبل أصحابا منه بحيث قال على أصحابه شرح هذه القرية ومن كلامه: "الاقتصاد في السنة أفضل من الاجتهاد في البدعة" وكان رضي الله عنه ممن يتحرى في الأداء ويشدد في الرواية ويزجر أصحابه عن التهاون في ضبط الألفاظ قدم المدينة فمرض أياما ثم مات في آخر سنة اثنتين وثلاثين عن ثلاث وستين وقيل: مات في سنة تسع عن تسع وستين وأوصى أن يدفن تحت قبر عثمان بن مظعون من البقيع وصلى عليه عثمان, وقيل: الزبير وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2257 – عبد الله بن مسعود الشكيلي: أخو أحمد وحسن والتالي لثانيهما في الفضيلة بل ويزيد عليه في أشياء وقد رأس في زمانه وصاهر القاضي سراج الدين قاله ابن فرحون.
2258 - عبد الله بن مسلمة بن قعنب: أبو عبد الرحمن القعنبي الحارثي المدني نزيل البصرة وأخو إسماعيل الماضي ويعرف بالقعنبي سمع من شعبة حديثا واحدا وروى عن أبيه وحماد بن سلمة وأفلح بن حميد وسلمة بن وردان والليث بن سعد ومالك بن أنس وروى عنه الموطأ وآخرون وعنه: الشيخان وأبو داود وأبو مسلم الكشي وأبو خليفة الفضل بن الحباب وهو خاتمة أصحابه وخلفه قال أبو زرعة: ما كتبت عن رجل أجل في عيني منه وقال عبد الله بن داود الخريبي: هو والله عندي خير من مالك وقال الحنيني: كنا عند مالك فقيل: قدم القعنبي فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض وقال ابن سعد: كان عابدا فاضلا قرأ على مالك كتبه وقال العجلي: بصري ثقة رجل صالح قرأ مالك عليه نصف الموطأ وقرأ هو عليه باقيه وقال أبو حاتم: ثقة حجة وعن ابن معين: ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيعا والقعنبي وكان يحيى بن معين لا يقدم عليه في مالك أحدا وكذا قال ابن المديني: لا أقدم من رواة مالك في الموطأ أحدا عليه وقال النسائي: هو فوق عبد الله بن يوسف في الموطأ وقال ابن حبان في الثقات: كان من المتقشفة الخشن. وكان لا يحدث إلا بالليل وربما خرج وعليه بارية أتشح بها وكان من التقنين في الحديث وقال ابن نافع: بصري ثقة وقال عمرو بن علي الفلاس: كان مجاب الدعوة وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: سمعتهم بالبصرة يقولون إنه من الأبدال مات في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين(2/92)
وقيل في التي قبلها بمكة أو بطريقها وقيل بالبصرة وهو في التهذيب.
2259 - عبد الله بن مسلم بن جندب: الهذلي المدني المقرىء يروي عن أبيه وعيسى بن طلحة بن عبيد الله وعنه: ابن أبي فديك وأبو مروان العثماني ومحمد بن طلحة التيمي قال أبو زرعة: لا بأس به وثقه العجلي وقال: مدني ووثقه كذلك ابن حبان وهو في التهذيب.
2260 - عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله: أبو محمد القرشي الزهري المدني أخو الإمام أبي بكر محمد بن مسلم الزهري الآتي وكان الأكبر أمهما من بني الديل من كنانة يروي عن ابن عمر وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وجماعة وعنه: ابنه محمد وأخوه "ومات قبله" وبكير بن الأشج ومعمر والنعمان بن راشد وثقه ابن معين والنسائي وزاد: ثبت ووثقه ابن سعد وقال: قليل الحديث ووثقه ابن حبان وقال ابن حبان مات في رمضان سنة أربع وعشرين ومائة وذكر في التهذيب.
2261 - عبد الله بن مسلم الطويل: صاحب المقصورة ويقال صاحب المصاحف وهو مولى بن عبد الرحمن بن الحرث حجازي يروي عن المدنيين كلاب بن تليد وهبار بن عبد الرحمن بن يوسف وعنه: الوليد بن كثير المخزومي قال ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
2262 - عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام: أبو بكر الأسدي الزبيري المدني الأمير والد مصعب وبكار يروي عن هشام بن عروة وأبي حازم المديني وموسى بن عقبة وطبقتهم وروى عنه ابنه مصعب وهشام بن يوسف الصنعاني وابراهيم بن خالد الصنعاني المؤذن وكان وسيما جميلا فصيحا مفوها من سروات قريش أول ما اتصل بصحبة المهدي فأحبه وصار من خواصه وبعث إليه وزيره أبا عبد الله أول صحبته للمهدي بألفي دينار فردها وقال: لا أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد ثم ولي إمرة المدينة واليمن وعكا وحمدت سيرته مع أنه كما قال ابنه كان يكره الولاية فألزمه الرشيد وأقام ثلاث ليال يلزمه وهو يمتنع ثم غدا فدعا الرشيد بقباء وعمامة وعقد له اللواء بيده ثم قال: عليك سمع وطاعة؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال: فناوله اللواء وجعل له في العام اثني عشر ألف دينار ووصله بعشرين ألف دينار ثم سافر إلى بغداد وولي ابنه بكار المدينة, قال ابن معين: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب وقيل إنه مات بالرقة في سنة أربع وثمانين ومائة عن نحو سبعين سنة وقال الزبير بن بكار: إنه مات في ربيع الأول من سنة أربع عن ثلاث وسبعين وهو في الميزان وروى الطبراني من طريق إبراهيم بن خالد عن مصعب عن أبي حازم عن سهل بن سعد حديثين وأخرجهما الضياء المقدسي في(2/93)
المختارة وقال الخطيب: إنه كان محمودا في ولايته جميل السيرة مع جلالة قدره وذكره الزبير بن بكار في النسب فقال: حدثني عمي مصعب عن أبيه قال قال: لي المهدي ما تقول فيمن ينتقص الصحابة؟ فقتل: زنادقة لأنهم ما استطاعوا أن يصرحوا بتنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنقصوا أصحابه فكأنهم قالوا له: كان يصحب صحابة السوء فقال: ما أراه إلا كما قلت قال الزبير بن بكار: حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي صبيح المزني قال: لما استعمل جدك عبد الله على اليمن قال لي ابنه مصعب: امض معنا فتأخرت ثم قدمت عليهم صنعاء فنزلت في دار إلامارة, فأكرمني وأجرى علي خمسين دينارا في الشهر ثم لما انصرفت وصلني بخمسمائة دينار.
2263 - عبد الله بن مطرف: القرشي العمري والد محمد وأخو علي الآتيين وهذا أقدم وفاة من ذاك قاله ابن صالح.
2264 - عبد الله بن المطلب بن عبد الله بن حنطب: القرشي المخزومي المدني يروي عن أنس بن مالك في الاستعاذة من الهم والحزن وعنه: عمرو بن أبي عمرو وقيل عن عمر عن أنس وهو أشبه بالصواب والأول: تحرفت فيه "ابن" بـ "عن", وذلك: أنه وقع عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس فقال: مولى المطلب عن عبد الله بن المطلب أفاده شيخنا وهو في التهذيب وكذا في رابع الإصابة فيمن جده حنطب بن الحرث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.
2265 - عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن غويج: القرشي العدوي المدني الآتي أبوه وأخوه عبد الله ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن أبيه روى عنه: ابناه والشعبي وغيرهم وله حديث في مسلم وذكر في التهذيب وكان أحد الشجعان المذكورين ولاه ابن الزبير على الكوفة فلما غلب عليها المختار هرب وقدم مكة فكان مع ابن الزبير وكان علىقريش يوم الحرة أيضا أصابه حجر المنجنيق فقتله بمكة قبل ابن الزبير بيسير في الحصار وهو في عشر السبعين وهو في أول الإصابة ويروى: أنه دخل بيت امرأة فاختفى في رف فدخل عليها رجل من أهل الشام من المقاتلة فراودها عن نفسها فاستغاثت به فنزل فقتله فقالت له: بأبي أنت وأمي من أنت؟ قال: لولا الرف لأخبرتك.
2266 - عبد الله بن مطيع: ولاه أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية من الخلافة وأخرجوا عنهم عامله علي من المدينة من قريش فقتل ومعه بنوه سبعة وبعث برأسه إلى يزيد.
2267 - عبد الله بن معاوية بن عاصم بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام: أبو(2/94)
معاوية الأسدي الزبيري البصري من أهل المدينة يروي عن هشام بن عروة وموسى بن عقبة وعنه: أبو عاصم النبيل وأبو الوليد وأحمد وابن معين وأبو حفص الفلاس والزبير ببن بكار قال أبو حاتم: مستقيم الحديث وقال البخاري: منكر الحديث وقال النسائي: ضعيف وقال سوار بن عبد الله العنبري: حدثنا عبد الله بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: "إن الله يحب الوالي الشهم ويبغض الركالة" قال الذهبي في الميزان: أظنه مرفوعا وقال الساجي: صدوق وفي أحاديثه مناكير وقال ابن حبان لما ذكره في الثقات: ربما خالف يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته فكأنه أشار إلى أنه ربما دلس على الضعفاء فتكون النكارة من قبلهم فيلصق به وهو في الميزان وضعفاء العقيلي.
2268 - عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: الهاشمي المدني الآتي أبوه.
2269 - عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب: القرشي الهاشمي المدني والد إبراهيم ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وعنه: ابنه إبراهيم قاله ابن حبان في ثانية ثقاته روى عنه ايضا: محمد بن عباد بن جعفر وابن أبي مليكة ومحمد بن علي بن ربيعة وقال أبو زرعة: ثقة له في الكتب حديث واحد وهو في التهذيب.
2270 - عبد الله بن مغيث: يأتي قريبا في ابن مغيث.
2271 - عبد الله بن مغفل بن عبد نهم بن عفيف: أو عبد الله أو أبو سعيد أو أبو زياد المزني مزينة مضر صحابي مشهور شهد بيعة الشجرة وكان من البكائين الذين نزلت فيهم {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} [91:9] وقال: إني ممن رفع أغصان الشجرة يوم الحديبية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فبايعناه على أن لا نفر" ونزل المدينة ثم سكن البصرة روى عنه الحسن ومعاوية بن قرة وحميد بن هلال ومطرف بن عبد الله بن الشخير وعبد الله بن بريدة وغيرهم مات في ولاية عبد الله بن زياد سنة تسع وخمسين, ويقال سنة إحدى وستين وأوصى: أن لا يصلي عليه ابن زياد بل يصلي عليه أبو برزة الأسلمي ففعل وقيل إنما صلى عليه عائذ بن عمرو وحديثه في الستة وغيرها وذكر في التهذيب وأول الإصابة ورابعها وكان رأى: أن الساعة قد قامت وحشر الناس وثم مكان من جازه فقد نجا وعليه عارضه فقيل له: أتريد النجاة وعندي ما عندك قال: فاستيقظت فزعا وأيقظت أهلي وأخذت عيبة كانت عندي مملوءة دنانير ففرقتها كلها رضي الله عنه.(2/95)
2272 - عبد الله بن مغيث بن أبي بردة: الأنصاري الظفري المدني, حجازي وبعضهم يقول: معتب بالمهملة والتاء من فوق والموحدة والأول المشهور يروي عن أبيه عن جده وعن أم عامر الأشهلية وعنه: ابن إسحاق وأبو صخر حميد بن زياد وشعيب بن عمارة وهو مقل صدوق وذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال: من أهل الحجاز يروي عن المدنيين وعنه: ابن إسحاق وحديثه في مسند أحمد قال: حدثنا هارون هو ابن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني أبو صخر عن عبد الله بن مغيث بن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده" ورواه ابن منده عن عبد الرحمن بن يحيى عن أبي مسعود عن هارون, فزاد بين ابن وهب وأبي صخر: عمرو بن الحارث وقال فيه: عن عبد الله بن مغيث بن أبي بردة قال ابن منده: وكذا قال, ورواه غيره عن ابن وهب فلم يذكر عمرا ثم ساقه من جهة حرملة عن ابن وهب كذلك وقال: ابن مغيث بن أبي بردة وأخرجه ابن منده من طريق سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد: حدثني أبو صخر عن عبد الله بن مغيث بن أبي بردة عن أبيه عن جده وأخرجه الطبراني من طريق أبي صخر عن عبد الله بن مغيث عن أبي بردة وذكره البخاري وقال: نسبه محمد بن إسحاق وذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه محمد بن إسحاق.
2273 - عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني حجازي: قال ابن حبان في ثانية ثقاته عداده في أهل المدينة يروي عن المدلجي رجل من الصحابة وعنه: أهل المدينة وهو في رابع الإصابة ورأيت في تعجيل المنفعة لشيخنا حاكيا عن غيره عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني حجازي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من ماء البحر, وعنه: يحيى بن سعيد ورقم عليه الإمام أحمد ثم قال: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه أهل المدينة.
2274 - عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب: الدوسي من أهل المدينة يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه وعنه: ابن أخيه الحرث بن عبد الرحمن بن المغيرة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2275 - عبد الله بن مفتاح الفقيه: أبو محمد المدني سمع على خلف القتبوري الشفاء سنة اثنتين وسبعمائة.
2276 - عبد الله بن مكنف: الأنصاري الحارثي المدني روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه وعنه: محمد بن إسحاق والمسور بن رفاعة قال البخاري: في حديثه نظر وقال ابن حبان: لا أعلم له سماعا من أنس ولا يجوز الاحتجاج به وزعم ابن(2/96)
عدي تفرد ابن إسحاق عنه وهو في ضعفاء العقيلي والتهذيب.
2277 - عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر: التيمي القرشي المدني يروي عن أبيه الآتي وروى عنه ابنه عبد الله بن عبد الله فيه جهالة وأتى بخبر منكر ساقه العقيلي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن أبيه وعنه: ابنه عبد الله وهو في لسان الميزان.
2278 - عبد الله بن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة: الأنصاري الحارثي البلوي المدني يروي عن أبيه المنيب وجده عبد الله بن أبي أمامة وعن هشام بن عروة وعنه: معن بن عيسى القزاز والواقدي وابن مهدي وسعيد ابن أبي مريم ومحمد بن خالد بن عثمة وقال النسائي: لا بأس به ووثقه ابن حبان وعبد الله بن الحسن الهسنجاني وخرج له أبو داود والنسائي وذكر في التهذيب وفي جده أبي أمامة البلوي من الكنى.
2279 - عبد الله بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله: أبو محمد التيمي الطلحي المدني من أهلها يروي عن صفوان بن سليم وأسامة بن زيد الليثي وجماعة وعنه: ابراهيم بن المنذر الحزامي وأثنى عليه يعقوب بن محمد ويعقوب بن كاسب وجماعة قال ابن معين: صدوق كثير الخطأ وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا ليس محله ذاك وكذا قال ابن حبان وغيره: لا يحتج به وقال أحمد: كل بلية منه وقال العقيلي: لا يتابع ولكن وثقه العجلي وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2280 - عبد الله بن موسى بن عمر بن موسى بن يومن: أبو محمد الزواوي المقرىء نزيل مكة سمع بالقاهرة من ابن دقيق العيد والتقي عبيد الأسعردي ومؤنسه خاتون وبمكة من العماد عبد الرحمن بن محمد الطبري والأمين محمد بن القطب القسطلاني والتوزري وغيرهم, وحدث سمع الأقشهري وتلا بالروايات على العفيف الدلاصي وكان مقرئا صالحا زاهدا عفيفا يحفظ الموطأ قدم الحجاز قبل التسعين وأقام بمكة أكثر من المدينة ومات في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وهو عند البرزالي ثم الفاسي.
2281 - عبد الله بن موسى الحمصي: ولي بناء المسجد النبوي بعد موت عبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز حين أمر المهدي جعفر بن سليمان بالزيادة فيه.
2282 - عبد الله بن المؤمل بن وهب الله: القرشي المخزومي العابدي المدني وقيل: المكي يروي عن أبيه وأبي الزبير وابن أبي مليكة وعطاء وابن جريج وعدة(2/97)
وعنه: الوليد بن مسلم وزيد بن الحباب وأبو عامر العقدي ومعن بن عيسى والشافعي وأبو نعيم وغيرهم, قال أحمد: كان قاضيا بمكة وليس بذاك وضعفه ابن معين والنسائي وغيرهم, وقال أولهم مرة: صالح الحديث وأخرى ليس به بأس وقال ابن نمير: ثقة وقال أبو داود: منكر الحديث وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث مات بمكة سنة الخمسين بفخ أو بعدها بسنة وقال الخليلي: مات قبل الستين ومائة وهو في التهذيب.
2283 - عبد الله بن أبي ميسرة: قتل بالمدينة مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما يوم الدار.
2284 - عبد الله بن مكمون بن داود: المخزومي مولاهم المكي وقيل: المدني ويعرف بالقداح يروي عن جعفر بن محمد الصادق وإسماعيل بن أمية ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد العزيز بن أبي رواد وغيرهم وعنه: أحمد بن الأزهر وزياد بن يحيى الحافي وعبد الواحد بن فليح ومؤمل بن إهاب ويعقوب بن حميد بن كاسب وغيرهم قال الترمذي: منكر الحديث وقال البخاري: ذاهب الحديث وقال أبو زرعة: واهي الحديث وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه وهو في التهذيب والفاسي.
2285 - عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام: أبو بكر الأسدي القرشي الزبيري المدني ويقال له الأصغر للتمييز بينه وبين أخيه عبد الله أيضا وليس هذا بالذي قبله يروي هذا عن أخيه عبد الله الأكبر ومالك وعبد العزيز بن أبي حازم وعنه: الذهلي وهارون الحمال ويعقوب بن شيبة وعباس الدوري وأحمد بن المعدل الفقيه وأحمد بن الفرج الحمصي وطائفة قال ابن معين: صدوق ووثقه البزاز وقال: مدني ووثقه أحمد بن صالح وقال: زبيري وقال البخاري: أحاديثه معروفة وقال الزبير بن بكار: كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هديه وفقهه وعفافه مع سرده الصوم زاد غيره: كونه متعبدا ثقة وخرج له النسائي وابن ماجة وذكر في التهذيب وثقات العجلي وقال ابن حبان: مولى الزبير بن العوام روى عنه أهل المدينة مات في المحرم سنة ست عشرة ومائتين عن سبعين سنة وقيل: غير ذلك وما أثبتناه أصح.
2286 - عبد الله بن نافع بن أبي نافع: أبو محمد المخزومي مولاهم المدني الفقيه ويعرف بالصائغ يروي عن أسامة بن زيد الليثي وابن أبي ذئب وداود بن قيس الفراء وسليمان بن زيد الكعبي ومحمد بن عبد الله بن حسن الذي ثار بالمدينة ومالك بن أنس والليث بن سعد وكثير بن عبد الله بن عوف وخلق وعنه: محمد بن عبد الله بن نمير والذهلي وسحنون الفقيه وأحمد بن صالح الحافظ وسلمة بن شبيب(2/98)
والحسن بن علي الخلال ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن الحكم وأحمد بن الحسن الترمذي والزبير بن بكار وخلق قال أحمد: كان صاحب رأي مالك ممن يفتي أهل المدينة ولم يكن صاحب حديث كان ضعيفا فيه وكذا قال ابن سعد: كان قد لزم مالكا لزوما شديدا وهو دون معن ووثقه ابن معين وقال البخاري: تعرف وتنكر في حفظه وكتابه وقال أبو حاتم: لين في حفظه وكتابه أصح وتبعه ابن حبان فقال: كان حيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ وقال النسائي: ليس به بأس وخرج له مسلم وغيره وذكر في التهذيب مات بالمدينة في رمضان سنة ست ومائتين.
2287 - عبد الله بن نافع: العدوي مولى ابن عمر مدني واه ضعفه ابن معين وغيره وله إخوة: أبو بكر وعمر وأبو بكر أوثق اخوته يروي عن أبيه وعبد الله بن دينار وعنه: عبد الله بن نافع الصائغ وابن أبي فديك وأبو داود الطيالسي وآخرون كجرير بن عبد الحميد وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وقال ابن حبان تبعا للبخاري وأبي حاتم منكر الحديث وعن ابن معين: ليس بشيء وفي رواية: مدني ليس بذاك وكذا قال أبو حاتم: منكر الحديث أضعف ولد نافع وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث وقال ابن عدي وابن قانع وغيرهما: يعني أبا بكر وفرق بعضهم بين عبد الله وأبي بكر وقالوا: إن أبا بكر ولي قضاء المدنية مات سنة أربع وخمسين ومائة.
2288 - عبد الله بن نسطاس المدني: مولى كثير بن الصلت الكندي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو في التهذيب.
2289 - عبد الله بن نصر: شيخ لحاتم بن إسماعيل مدني مجهول قال الذهبي في ميزانه وقال أبو حاتم: روى عن رجل خبرا منقطعا.
2290 - عبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم: أبو محمد القرشي الهاشمي مدني قاضيها زمن معاوية فيما قيل وأخو الحرث ووالد الصلت الماضي وفيه النقل عن الزبير: أنه ولي قضاء المدينة وأمه: طريفة ابنة سعد بن عبد الله بن رافع وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحفظ له سماع منه ويروي عن عمر بن الخطاب وجماعة من الصحابة وعنه: أهل المدينة قال ابن حبان: وهو أول قاض كان بالمدينة من التابعين قتل في يوم الحرة سنة ثلاث وستين زاد غيره: أو في خلافة معاوية وهو في أول الإصابة.
2291 - عبد الله بن دينار بن مكرم: الأسلمي من أهل المدينة يروي عن أبيه وعروة بن الزبير وعمرو بن شاش وعنه: مالك وأبو الزناد وعبد الرحمن بن حرملة وأهل.(2/99)
المدينة وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان.
2292 - عبد الله بن هرون بن محمد بن عبد الله: الخليفة المأمون بن الرشيد بن المهدي قيل: إنه زاد في المسجد وأتقن بنيانه في سنة اثنتين ومائتين وقع ذلك في المعارف لابن قتيبة وفي كونه زاد: فكأنه وقع في زمانه عمارة في الجملة.
2293 - عبد الله بن هرون بن موسى بن أبي علقمة أبو علقمة: بن أبي موسى الفروي المدني الأصم الآتي أبوه وسمى ابن حبان والده عيسى كما تقدم هناك يروي عن القعنبي وعبد الله بن نافع وطبقتهما كمطرف بن عبد الله بن يسار وعنه: مكحول البيروني وأبو قريش محمد بن جمعة ومحمد بن محمد النحوي ومن شيوخ ابن حبان: ابن قتيبة العسقلاني ومحمد بن المنذر قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث وأبوه من الثقات وقال أبن أبي حاتم: سمعت منه وقيل إنه تكلم فيه.
2294 - عبد الله بن الهدير: أخو محمد بن المنكدر ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين واسم جده عبد العزي وهو.
2295 - عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: العدوي المدني روى عن جده عبد الله بن عمر وعمه عبد الله بن عبيد الله بن عمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم, وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه: عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والزهري وفضيل بن غزوان وابراهيم بن إسماعيل بن محمد وغيرهم, قال مالك: رأيته وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة تسع عشرة ومائة وفي طبقات ابن سعد: مات في خلافة هشام بن عبد الملك وفي رجال الموطأ لابن الحذاء قيل: هو عبد الله بن واقد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: والأول أصح وهو في التهذيب.
2296 - عبد الله بن وديعة بن خدام: الأنصاري المدني أخو يزيد قال ابن حبان في ثانية ثقاته: عداده في أهل الكوفة يروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وعنه: أبو سعيد المقبري وأهل الكوفة وهو في التهذيب ونسبه مدنيا وفي أول الإصابة وفي ثقات ابن حبان كما بخط التقي السبكي في ترتيبها عبد الله بن يزيد بن وديعة مدني تابعي ثقة وذكره الواقدي فيمن قتل يوم الحرة ويقال له صحبة والحديث الذي رواه اختلف في صحابية علي أبي سعيد المقبري فجعله ابن أبي ذئب: سلمان الفارسي وجعله ابن عجلان: أبا ذر وجعله أبو معشر: عنه عن أبيه عن عبد الله بن وديعة وبعضهم: عنه عن أبيه عن أبي هريرة ولرواية أبي معشر: ذكره(2/100)
ابن منده في الصحابة وأنكر ذلك أبو نعيم واستدركه أبو موسى من وجه آخر عن أبي معشر فقال: عن أبي وديعة فكأنها كانت "عبد الله بن وديعة" أو كان فيه: "عن ابن وديعة" فتصحف "عن أبي" وذكر ابن منده الخلاف في حديثه وقال: الصواب عن سلمان وذكر الحاكم عن الدارقطني: أنه ثقة.
2297 - عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد: القرشي الأسدي الزمعي المدني ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وأمه: قريبة أخت أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنهما قيل: له صحبة والأصح: أنه لا صحبة له روى عن عروة وغيره وقتل يوم الدار مع عثمان سنة خمس وثلاثين وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2298 - عبد الله بن وهب: أخو الذي قبله وهو أصغرهما, يروي عن أم سلمة وابن عمر ومعاوية وعنه: حفيده يعقوب بن عبد الله وهاشم بن هاشم بن عتبة والزهري وسالم أبو النضر وثقه ابن حبان وخرج له الترمذي وابن ماجة وهو في التهذيب وثاني الإصابة ورابعها.
2299 - عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين: الجمال أبو محمد بن أبي المعالي الشيباني الطبري المكي قاض الحرمين وابن القاضي وكان موجودا سنة خمس وستمائة وهو قاضي وقبل ذلك ذكره التقي الفاسي.
2300 - عبد الله بن يحيى: الأنصاري السلمي المدني من ولد كعب بن مالك يروي عن أبيه وعنه: الليث بن سعد وهو في ثالثة ثقات ابن حبان وفي التهذيب.
2301 - عبد الله بن أبي يحيى: في ابن سمعان.
2302 - عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن قسيط: أبو يزيد الهذلي المدني يروي عن جماعة من التابعين وعنه: أهل المدينة مات سنة تسع وأربعين ومائة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وأعاده في رابعتها فقال: يروي عن أبيه عن سعيد بن المسيب وعنه: أبو ضمرة أنس بن عياض وينظر: عبد الله بن محمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد الماضي.
2303 - عبد الله بن يزيد بن قنطس: الهذلي مدني مقل قال ابن حبان في ثانية ثقاته عداده في أهل المدينة يروي عن أنس زاد غيره: والسائب بن يزيد وعنه: الثوري وحاتم بن إسماعيل زاد غيره: وابن أبي ذئب وعلي بن ثابت قال ابن معين: صالح وقال ابن حبان: يتهم بأمر سوء سبقه البخاري فقال: عبد الله بن يزيد الهذلي ويقال ابن قنطس متهم بالزندقة وهو في الميزان وضعفاء العقيلي.(2/101)
2304 - عبد الله بن يزيد بن هرمز: أبو بكر المدني الأصم الفقيه أحد الأعلام ومولى بني ليث ويقال بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز مقلوب وأبوه: يزيد هو الفارسي الذي يروي عنه عوف الأعرابي يروي عبد الله عن جماعة من التابعين منهم والده كما سيأتي في ترجمة والده وتفقه عليه مالك وصحبه مدة ثلاث عشرة سنة وقال: ما رحت لصلاة الظهر اثنتي عشرة سنة إلا من بيته وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل محشوا وكنا نجلس معه في الصحن في الشتاء وحكى عنه فوائد وقال: كنت أحب أن أقتدي به فإنه كان قليل الكلام قليل الفتيا شديد التحفظ كثيرا ما يفتي الرجل ثم يبعث من يرده ثم يخبره بغير ما أفتاه وكان مع بصره بالكلام: من أعلم الناس بذلك بحيث يرد على أهل الأهواء وسأله ابن عجلان عن شيء؟ فأجابه فلم يعجبه فلم يزل ابن هرمز يخبره حتى فهمه فقام إليه ابن عجلان فقبل رأسه وبلغني أن ابن شهاب قال له: أنشدك الله أما علمت أن الناس كانوا يصلون فيما مضى بدون استنجاء بالماء؟ فصمت ولم يجب كما قال مالك أن يقول: نعم فإنه أمر قد ترك ومع هذا كله فقال أبو حاتم: هو أحد الفقهاء وليس بقوي يكتب حديثه وقال ابن حبان في الثانية من ثقاته: إنه يروي عن المدنيين مات سنة ثمان وأربعين ومائة وترجمته أبسط من هذا.
2305 - عبد الله بن يزيد بن وديعة مضى بدون يزيد.
2306 - عبد الله بن يزيد المخزومي. المدني المقري الأعور مولى الأسود بن سفيان وكان مقرئا من موالي بني مخزوم يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وأبي عياش الزرقي وعنه: يحيى بن أبي كثير وأسامة بن زيد الليثي ومالك وغيرهم. قال ابن حبان في ثالثة ثقاته من أهل المدينة زاد غيره: وقد وثق فقال العجلي: مدني ثقة روى حديثه الشافعي في مسنده من جهة أسامة عنه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وقال ابن الأثير في تاريخه: مات سنة ثمان وأربعين ومائة وذكر في التهذيب.
2307 - عبد الله بن يزيد مولى المنبعث من أهل المدينة صالح الحديث يروي عن أبيه وزيد بن خالد الجهني وغيرهما وعنه: ربيعة الرأي وعباد بن إسحاق وسليمان بن بلال وجويرية بن أسماء وعبد الله بن عبد العزيز الليثي وعبد الملك بن عيسى وثقه ابن حبان وخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجة وذكر في التهذيب.
2308 - عبد الله بن يزيد الهذلي: تقدم فيمن جده قنطس.
2309 - عبد الله بن يسار: مولى ميمونة وأخو سليمان وعبد الملك وعطاء عداده(2/102)
في أهل المدينة يروي عن أهل المدينة يروي عن أهلها قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقال: وليس هو بصاحب سليمان بن صرد وخالد بن عرفطة وذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2310 - عبد الله بن يسار: في ابن أبي مريم.
2311 - عبد الله بن يعقوب بن إسحاق المدني: يروي عن ابن أبي الزناد وعبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي وعمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي وعنه: ابن وهب وعبد الملك بن محمد بن أيمن وعبد الله بن أبي زياد القطواني وهو في التهذيب.
2312 - عبد الله بن يعقوب بن جمال: القرشي الماضي أخوه أحمد والآتي أبوهما كانوا في حدود الثلاثين وسبعمائة.
2313 - عبد الله بن يعقوب بن محمد بن علي بن مفرج: البدر البكري المدني ويعرف بابن جمال ولد بالمدينة سنة أربع عشرة وسبعمائة وسمع بها من الجمال المطري ومحمد بن ابراهيم المؤذن وحدث بها وسمع منه: الزين العراقي وروى عنه: الجمال بن ظهيرة في معجمه بالإجازة ومات بها في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ووصفه أبو حامد المطري: بالفقيه الأجل البدر القرشي وأنه مات بعد صلاة من يوم الخميس سابع ربيع الأول ودفن بالبقيع من الغد وأغفله شيخنا في درره.
2314 - عبد الله بن يوسف بن علي بن خالد: الحسناوي ثم البجائي المغربي المالكي نزيل المدينة وأحد فضلائها المغاربة ورفيق خليفة قرأ علي بالمدينة في سنة سبع وثمانين: ثلاثيات البخاري وبعض مسلم والموطأ وسمع علي كثيرا من الشفا ومن بحث الألفية الحديثية وذلك من مراتب التعديل إلى آخرها ودروسا من أولها ومن "القول البديع" بقراءة الشيخ مسعود الآتي واليسير من "المقاصد الحسنة" وسمع مني وعلي غير ذلك ثم عاد إلى القاهرة ولازمني فيها في القراءة وغيرها, ورجع إلى بلاده بعد أن كتبت له إجازة في كراسة وصفته فيها: بالشيخ الفاضل البارع العالم الفقيه القدوة المرتضى وقلت في سماع الألفية: في البحث والتحقيق وأفاد واستفاد وأجاد في فهم المراد واستدللت على براعته ووجاهته ثم أعدت الكلام فقلت: على وجه البحث والتحرير والتحقيق والتقرير والإيضاح والاستيضاح والبيان والإمعان فأفاد واستفاد بحيث استحق لذلك أن يدرس ويفيد ويزيل اللبس ويعيد ولذا أذنت له في التصدر للرواية والدراية لما علمت منه حسن التصور الملتحق فيه بأهل النهاية مع الدؤوب في العمل والعكوف على العلم في الحال والماضي والمستقبل زاده الله من فضله أو أعاذه من السوء وأهله وختم لي وله بالصالحات وضم شملنا بمن ينتفع به في الحياة وبعد الممات.
2315 - عبد الله: أبو محمد الهواري قال ابن صالح: الشيخ الصالح سكن المدينة على قدم العبادة والخير وارتحل إلى مكة فأقام بها مجردا على قدمه المشار(2/103)
إليه مع قضاء حوائج أصحابه جهد الطاقة وطالت مدته فيها وعمل شيخ الرباط الذي بباب ابراهيم داخل المسجد الحرام نيابة عن صاحبه أبي الحسن بن فرعوش ثم مات.
2316 - عبد الله مولى لعمر بن الخطاب: ووالد نعيم المجمر ثقة روى عنه ابنه: أن عمر قال له: "أتحسن أن تطوف على الناس بالمجمرة تجمرهم؟ فقال: نعم" فكان يجمرهم يوم الجمعة.
2317 - عبد الله المدعو حافظ الخراساني: المدني تزوج ابنة الشهاب المؤذن الحنفي وأولدها حسنا في شوال سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ذكره أبو حامد المطري.
2318 - عبد الله البكري: هو ابن عمر بن موسى مضى.
2319 - عبد الله الحاذي الأنصاري: وكانت الحذاءة علما علىمن يكون من ذرية الأنصار قاله ابن فرحون قال: وكانت جدتي لأمي منهم وقد كان بالمدينة من الأنصار وهم جماعة لهم حارة يستكفونها لا يختلط معهم فيها غيرهم.
2320 - عبد الله الحمداني: أدرجه ابن فرحون في الشيوخ المعتبرين الذين لهم جلالة ولعله الذي قبله فيحرر.
2321 - عبد الله الخراز: من أحباب أبي الحسن الخراز وله ذكر في ترجمته.
2322 - عبد الله الخضري: عتيق كافور الخضري وكان أحد الفراشين بالمسجد النبوي ومن خيارهم وله أولاد قراء ومتصوفة لهم اليوم عقب قاله ابن فرحون.
2323 - عبد الله الدكالي المغربي المالكي: نزيل الحرم المدني مات في سنة ثمان وثمانمائة هو ابن ...
2324 - عبد الله الزيلعي: بواب باب الرحمة أحد أبواب المسجد النبوي شخص صالح متعبد سليم القلب ذكره ابن صالح.
2325 - عبد الله السجلماسي: كان من الصالحين العابدين ذوي السكون والدعاء والخشوع ذكره ابن صالح وقال: بت معه في قباء ليلة فرأيته على عبادة ودعاء وخير.
2326 - عبد الله الصعيدي: ثم المدني والد الفقيه محمد الآتي وممن سمع عل الجمال الكازروني في البخاري سنة سبع وثلاثين ووصفه القارىء بالشيخ.
2327 - عبد الله الماساني: ذكر في حسن الحيحائي.
2328 - عبد الله جمال الدين الكازروني: ممن سمع في سنة تسع وتسعين وسبعمائة في الموطأ على البرهان بن فرحون وينظر من هو؟(2/104)
2329 - عبد الله المغربي: قال ابن صالح: شاب جليل تائب ترك قبيلته وهم أهل محاربة من عرب المغرب وهاجر إلى الحرمين وقرأ في اللوح من القرآن أحزابا وكان على عبادة وتعفف وصبر حج بعد الستين وسبعمائة ومات بالمدينة ودفن بالبقيع.
2330 - عبد الله الجمال النفطي: المؤذن بالمسجد النبوي قرأ على النجم بن السكاكيني بحثا المنهاج ورأيت فيمن سمع في البخاري على الجمال الكازروني سنة سبع وثلاثين البدر عبد الله النفطي وهو هذا ظنا.
2331 - عبد الله فقيه أبي القاسم بن محمد المصمودي: سمع معه البخاري على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين ووصفه القارىء: بسيدي الشيخ.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
2332 - عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة: أبو محمد الأموي مولى آل عثمان بن عفان وأخو إسحاق وعبد الحكيم وصالح عداده في أهل المدينة يروي عن ابن المنكدر والزهري والمطلب بن عبد الله بن حنطب وزيد بن أسلم وغيرهم وعنه: حاتم بن إسماعيل وسليمان بن بلال والدراوردي وابن وهب والوليد بن مسلم ويحيى بن العلاء الرازي وعباد بن إسحاق وجماعة قال ابن معين: الأخوة الرابعة إلا إسحاق ثقات وكذا وثقه ابن حبان وذكر ابن سعد: إنه كان يفتي وذكر في التهذيب.
2333 - عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد بن صفوان بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي بن خلف: القرشي الجمحي المكي الآتي أبوه وأن ابنه هذا خلفه على قضاء المدينة النبوية في زمن المهدي.
2334 - عبد الباسط بن خليل: واختلف فيمن بعده فقيل ابراهيم وهو المعتمد وقيل: يعقوب كما أثبته شيخنا في أنبائه الزين الدمشقي ثم القاهري وهو أول من تسمى بعبد الباسط ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة ونقل عنه أنه في سنة تسعين أو التي قبلها والأول: أشبه بدمشق ونشأ بها في خدمة كاتب سرها البدر محمد بن موسى بن محمد الشهاب بن محمود واختص به ثم اتصل من بعده بشيخ حين كان نائب دمشق ولم ينفك عنه حتى قدم معه إلى القاهرة بعد قتل الناصر فرج وسلطنة المستعين بالله فلما تسلطن المؤيد شيخ: أعطاه نظر الخزانة والكتابة عليها ودام بها مدة اشترى في أثنائها بيت تنكز فأصلحه وعمره دارا هائلة له واستوطنه وكذا عمر مدرسة تجاهه بديعة انتهت أواخر سنة ثلاث وعشرين وسلك طريق عظماء الدولة في الحشم والخدم والمماليك من سائر الأجناس والندماء وربما ركب بالسرج الذهب(2/105)
والكنبوش المزركش, والسلطان زائد الإصغاء إليه والتقريب له حتى أنه يخصه بالخلع السنية السمور وغيرها زيادة على منصبه بل تكرر نزوله له غير مرة فتزايدت وجاهته بذلك كله, وصار لا يسلم على أحد إلا نادرا فالتفت عليه العامة بالتمقت وإسماع المكروه كقولهم: "يا باسط خذ عبدك" فلم يحتملهم وشكاهم إلى المؤيد فتوعدهم بكل سوء إن لم يكفوا فأخذوا في قولهم: يا جبال يا رمال يا الله يا لطيف فلما طال ذلك: عليه التفت إليهم بالسلام وخفض الجناح فسكتوا عنه وأحبوه ولا زال يترقى إلى أن أثرى جدا وعمر الأملاك الجليلة, وأنشأ القيسارية المعروفة بالباسطية داخل باب زويلة وكان فيروز الطواشي قد شرع فيها مدرسة فلم يتهيأ له إكمالها, كل ذلك وهو كاتب الخزانة وناظر المستأجرات السلطانية بالشام والقاهرة إلى أن استقر به الظاهر ططر في نظر الجيش عوضا عن الكمال بن البارزي في سابع ذي القعدة سنة أربع وعشرين فلما استقر الأشرف بالغ في التقريب بالتقادم والتحف وفتح له أبوابا في جميع الأموال وأنشأ العمارات فزاد اختصاصه به وصار هو المعول عليه والمشار في دولته إليه, مع كونه لم يسلم غالبا من معاند له كالدوادار الثاني جانبك والبدر بن مزهر وجوهر القنقبائي إلا أن مزيد خدمته بنفسه وبما يجلبه إليه بل وإلى من شاء الله منهم قاهرة لهم وأضيف إليه أمر الوزر والاستادارية فسدهما بنفسه وببعض خدمه إلى أن مات الأشرف واستقر ابنه العزيز, وكان من أعظم القائمين في سلطنته ومع ذلك فأهين من بعض الخاصكية الأشرفية واحتاج إلى الانتماء إلى الأتابك جقمق ولم يلبث أن صار الأمر إليه فخلع عليه باستمراره في نظر الجيش, ثم قبض عليه وحبسه بالمقعد على باب البحر المطل على الحوش من القلعة في ثامن عشرى ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وصمم على أخذ ألف ألف دينار منه فتلطف به صهره الكمالي بن البارزي وغيره من أعيان الدولة حتى صار إلى ثلاثمائة ألف دينار, فيما قيل وأخذ منه قطعة قيل إنها من نعل المصطفى صلى الله عليه وسلم بعدما نقل إلى البرج بالقلعة وأهين باللفظ غير مرة ثم أطلق ورسم له بالتوجه إلى الحجاز فأخذ في التجهز لذلك وسافر بعد أن خلع عليه وعلى عتيقه جانبك الاستادار هو وبنوه وعياله وحواشيه في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وأقام بمكة إلى موسم سنة أربع فحج ورجع مع الركب الشامي إلى دمشق امتثالا لما أمر به فأقام بها سنيات وزار في أوائل صفرها بيت المقدس وأرسل بهديته من هناك إلى السلطان ثم قدم القاهرة فكان يوما مشهودا وخلع عليه وعلى أولاده ونزل لداره ثم أرسل بتقدمة هائلة واستمر إلى أن عاد إلى دمشق بعد أن أنعم عليه فيها بإمرة عشرين ثم بعد سنتين عاد إلى القاهرة مستوطنا لها وفي أثناء استيطانه حج رجبيا في سنة ثلاث وخمسين فكان ابتداء سيره في شعبانها فوصل إلى المدينة النبوية فزار أولا ثم رجع إلى مكة فأقام بها حتى حج ثم رجع إلى القاهرة(2/106)
بدون زيارة وكان دخوله لها في حادي عشر المحرم سنة أربع وخمسين فأقام بها قليلا ثم تمرض أشهرا ومات في غروب الثلاثاء رابع شوالها, وصلي عليه من الغد بمصلى باب النصر ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء في قبر علمه لنفسه وأسند وصيته لقاضي الحنابلة البدر البغدادي وغيره وعين له ألف دينار يفرقها ولنفسه الشطر منها ففرق ذلك بحضرة ولده على باب منزله وضبط تركته أحسن ضبط ونفذت سائر وصاياه رحمه الله وإيانا وكان أنسا حسن الشكالة نير الشيبة متجملا في ملبسه ومركبه وحواشيه إلى الغاية وافر الرياسة حسن السياسة كريما واسع العطاء استغنى بالانتماء إليه جماعة راغبا في المماجنة بحضرته ولو زادت على الحد, غاية في جودة التدبير ووفور العقل حتى كان شيخنا في أيام محنته يكثر الاجتماع به ليستروح بمحادثته وينتفع بإشارته وكذا كان عظيم الدولة الجمال ناظر الخاص, ممن يتردد لبابه ويتلذذ بمتين خطابه وله من المآثر والقرب المنتشرة بأقطار الأرض ما يفوق الوصف فمن ذلك بكل من المساجد الثلاث وبدمشق وغزة والقاهرة: مدرسة والتي بالقاهرة وهي كما قدمت تجاه منزله بخط الكافوري: أجلها وأصلح كثيرا من مسالك الحجاز ورتب سحابة تسير في كل سنة من كل من دمشق والقاهرة إلى الحرمين ذهابا وإيابا برسم الفقراء والمنقطعين وحج وهو ناظر الجيش مرتين وأحسن فيهما بل وفيما بعدهما من الحجات لأهلهما إحسانا كثيرا. وكذا دخل حلب غير مرة ولذا ترجمه ابن خطيب الناصرية في ذيله لتاريخها ووصفه في أيام عزه بمزيد إحسانه للخاص والعام ومحبة العلماء والفقراء والصلحاء والإحسان إليهم والمبالغة في إكرامهم والتنويه بذكر العلماء والصلحاء عند السلطان وقضاء حوائج الناس مع إحسانه هو إليهم حتى سار ذكره واشتهر بإحسانه وخيره وصار فردا في رؤساء مصر والشام ملجأ للناس متصلا إحسانه بمن يعرفه وبمن لا يعرفه وما قصده أحد إلا ورجع بمأموله من غير تطلع منه لمال ونحوه وللشعراء فيه مدائح ثم أورد في ذلك أرجوزة للشمس أبي عبد الله محمد بن الباعوني أخي البرهان إبراهيم شيخ خانقاه بالجسر الأبيض من صالحية دمشق ستأتي الإشارة إليها في ترجمة المذكور إن شاء الله ولما ذكر شيخنا الحافظ بن حجر في فتح الباري كسوة الكعبة وأنه لم يزل الملوك يتداولون كسوتها إلى أن وقف عليها الصالح إسماعيل بن الناصر في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة قرية من ضواحي القاهرة يقال لها: بيسوس - كان اشترى الثلثين منها من وكيل بيت المال ثم وقفها على هذه الجهة فاستمر قال ما نصه ولم تزل تكسى من هذا الوقف إلى سلطنة المؤيد شيخ فكساها من عنده سنة لضعف غلة وقفها ثم فوض أمرها إلى بعض أمنائه - وهو القاضي زين الدين عبد الباسط: بسط الله له في رزقه وعمر فبالغ في تحسينها بحيث يعجز الواصف عن وصف حسنها جزاه الله تعالى عن ذلك أفضل المجازاة انتهى وناهيك بهذا جلالة,(2/107)
ولما قدم ابن الجزري القاهرة أنزله بمدرسته وحضر مجلسه يوم الختم وأجاز له وكذا سمع على البرهان الحلبي وعلى شيخنا وغيرهم وخرجت له عنهم حديثا كان سألني عنه, وبينت له الأمر فيه فابتهج وسر وزاد في الإكرام والاحترام كما شرحته في محل آخر ومن الغريب أن جوهر القنقبائي الذي ترقى في العز إلى غاية لا تخفى كان رام بعد أستاذه ابن الكويز أن يخدم عند صاحب الترجمة فما وافق فتوصل لخدمة الأشرف حتى صار إلى ما صار بحيث صار صاحب الترجمة خاضعا له ماشيا في أغراضه حتى فيما يكرهه مع إغراء جوهر للسلطان عليه وافتراء الكثير مما يقرره لديه وكذا أحضرت له أم العزيز قبل وصولها إلى الأشرف ليشتريها فامتنع فصارت بعد إلى الأشرف وحظيت عنده بحيث سافر الزيني في خدمتها إلى مكة وربما مشى بين يدي محفتها فسبحان الفعال لما يريد.
2335 - عبد الباسط بن الزين عمر بن عبد العزيز بن عبد الواحد: المدني أخو البدر حسن الماضي وهو أكبرهما وذاك أفضلهما وخادم قبة السيد بن العباس والحسين من البقيع وسبط النور المحلي سبط الزين ولد قريبا من سنة ثلاثين وثمانمائة بالمدينة وحفظ القرآن والرسالة وحضر دروس عمه الكمال محمد بن عبد العزيز وسمع على الجمال وولده أبي الفرج الكازروني بل سمع على جده لأمه المحلي ولازم الأميوطي وكذا سمع مني وعلي في مجاورتي الأولى بالمدينة واستقر بعد أبيه في سنة سبع وخمسين في خدمة القبة المشار إليها مات في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بالمدينة وأخوه في الحج واستقر في القبة بعده.
2336 - عبد الباسط بن البهاء محمد بن المحب محمد الزرندي: سمع على جده لأمه الجمال الكازروني جل البخاري في سنة سبع وثلاثين ووصفه القارئ بالولد المبارك ابن القاضي محب الدين وهو ابن أخي عبد الوهاب بن المحب محمد الآتي.
2337 - عبد الجبار بن أبي حازم: سلمة بن دينار المدني أخو عبد العزيز يروي عن أبيه وعنه: أبو يحيى المدني كأنه فليح بن سليمان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2338 - عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق: القرشي المساحقي المدني من أهلها الفقيه صاحب مالك يروي عن مالك وعن ابن أبي ذئب وابن أبي الزناد وأهل المدينة وعنه: إسماعيل القاضي وغيره كأبي زرعة الرازي ولي قضاء المصيصة, كان أجمل قريش وجها وأحسنهم لسانا توفي في سنة ست أو سبع وعشرين ومائتين عن بضع وثمانين سنة وثقة ابن حبان وقال العقيلي: في حديثه مناكير وذكره(2/108)
الزبير بن بكار وأن أباه ولي قضاء المدينة وولي هو إمرتها مرة بعد أخرى ثم قضاءها للمأمون وكان أحسن قريش وجها وأجودها لسانا مات سنة ست وعشرين ومائتين عن ثلاث وثمانين وأنشد له أشعارا وأراجيز وأسند عنه في الميزان وأورده الخطيب في المتفق.
2339 - عبد الجبار بن سعيد: أبو معاوية القرشي مدني يروي عن الحجازيين وعن أهل بلده قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2340 - عبد الجبار بن عمارة: الأنصاري المدني من أهلها يروي المقاطيع وعنه: الحجازيون قال ابن حبان في رابعة ثقاته وهو في الميزان وقال المديني شيخ للواقدي مجهور.
2341 - عبد الجبار بن نبيه بن وهب: من بني عبد الدار عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: فليح بن سليمان وأهل المدينة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ومن قال في أبيه "بقية" فقد صحف.
2342 - عبد الجليل المدني: عن حبة العرني وعنه: أبو الطاهر موسى بن محمد بن عطاء المقدسي بخبر باطل قال فيه ابن عساكر بعد إيراده له في ترجمة أبي بكر الصديق: إنه منكر وأبو الطاهر كذاب وعبد الجليل مجهول وهو في اللسان.
2343 - عبد الجميل الجبرتي: من أهل القرآن ذكره ابن صالح.
2344 - عبد الحفيظ بن عادل الحسيني: هو "زين" والد البيت الشهير بالمدينة كان حافظ الدين أول من سكنها وسيأتي ابنه محمود.
2345 - عبد الحفيظ بن أبي الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين: العثماني المراغي المدني وأمه يمانية يقال لها ابنة طلحة أقام معها بمكة بعد موت أبيه حتى ماتت فانتقله عمه الشيخ أبو الفرج وصار في كفالته إلى أن توجه اختلاسا مع الركب الشامي وفد قريبا من المدينة ولما قدمت على أبيه بمكة وكان قريب ميلاده: استجازني له والتمس مني الاستدعاء له فما عمر.
2346 - عبد الحفيظ بن أبي الفضل محمد بن أبي بكر بن أبي الفرج محمد بن الزين أبي بكر بن الحسين: العثماني المراغي قريب الذي قبله ولد في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثمانمائة بالمدينة وأمه: ست قريش ابنة الشمس محمد بن جمال القرشي البكري المدني ومات أبوه في الروم سنة أربع وتسعين فكفله عمه الزين محمد وحفظ القرآن وأربعين النووي وبعض المنهاج واشتغل(2/109)
في الآجرومية وسمع على عم أبيه الشمس محمد بن أبي الفرج ثم علي في سنة ثمان وتسعين والله يصلحه. أقول: وبعد المؤلف تزوج ورزق بأبي الفضل وغيره وسافر للقاهرة وتقرر في علا وظائفه ثم مرض بالقاهرة ومات في رمضان سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة ودفن بالصحراء في خلف أبي الفضل رحمه الله وإيانا.
2347 - عبد الحق بن سليمان التلمساني: مات كهلا سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
2348 - عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة: أبو عبد الله المدني مولى عثمان بن عفان والماضي أخوه عبد الأعلى مع الإشارة لإخوته: إسحاق وغيره فيه يروي عن سعيد بن المسيب وعباس بن سهل وعنه: ابن المبارك وثقه ابن معين ثم ابن حبان وقال مات سنة ست وخمسين ومائة وهو في الميزان وقال: صويلح وضعفاء العقيلي وقال: يروي عن عابس بن سهل وساق حديثه وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا بالواقدي عنه وقال البزار: مشهور صالح الحديث من أهل المدينة وقال الدارقطني: مقل يعتبر به.
2349 - عبد الحميد بن أبي أوس: في ابن عبد الله يأتي قريبا.
2350 - عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان أبو حفص وقيل أبو الفضل الأوسي: الأنصاري المدني ويقال إن رافع بن سنان الأنصاري جده لأمه أحد فقهاء المدينة والماضي أبوه يروي عن أبيه وعم أبيه عمر بن الحكم ونافع ومحمد بن عمر وابن عطاء وسعيد المقبري ويزيد بن أبي حبيب وجماعة وعنه: أبو شامة وابن وهب وأبو عاصم وأبو بكر بن بكار والواقدي وآخرون كهشيم ويحيى القطان مع تضعيفه له قال أحمد والنسائي: ليس به بأس وقال ابن معين: ثقة وكان الثوري ينقم عليه خروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن مات سنة ثلاث وخمسين ومائة وهو ممن خرج له مسلم وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وثقات ابن حبان وقال: ربما أخطأ.
2351 - عبد الحميد بن رافع بن خلاد: الأنصاري من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: أهل المدينة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2352 - عبد الحميد بن زياد وقيل يزيد بن أبي صيفي بن صهيب الخير: روى عن صهيب أظنه مرسلا وعن أبيه عن جده صهيب وكذا عن شعيب بن عمرو الأنصاري عن صهيب روى عنه: ابن أخيه يوسف بن محمد بين الاختلاف فيه البخاري في ترجمة محمد بن يزيد بن صيفي من تاريخه وتسمية أبيه "زياد" غلط فيما(2/110)
يظهر وهو "يزيد" كما ترى وستأتي الإشارة للخلاف فيه قريبا في "عبد الحميد بن صيفي" وهو في التهذيب.
2353 - عبد الحميد بن زيد بن الخطاب: مدني ثقة كان أميرا على الكوفة استعمله عمر بن عبد العزيز قاله العجلي.
2354 - عبد الحميد بن سليمان: أبو عمر الخزاعي المدني الضرير من أهلها أخو فليح يروي عن أبي الزناد وأبي حازم الأعرج وجماعة كسليمان بن بلال ومالك بن أنس, وعنه: هشيم وهو من أقرانه وسعيد بن سليمان الواسطي وسعيد بن منصور ويحيى بن صالح الوحاظي وقتيبة بن سعيد ولوين وآخرون, وكان ضريرا سكن بغداد قال الإمام أحمد: ما كنت أرى به بأسا وكان مكفوفا وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه ضعفه علي بن المديني وغير واحد وقال ابن معين: ليس بشيء وقال يعقوب بن سفيان: لم يكن بالقوي في الحديث وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بقوي عندهم وخرج له الترمذي وابن ماجة وذكر في التهذيب وضعفاء ابن حبان.
2355 - عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف: في عبد المجيد.
2356 - عبد الحميد بن صيفي بن صهيب بن سنان التيمي: مولاهم يروي عن أبيه عن جده وعنه: دفاع بن دغفل السدوسي وابن المبارك وهشيم وجابر بن غانم الحمصي ذكره ابن حبان في الثقات تبعا للبخاري في إحدى الروايات فيه, وقيل عن هشام بن عمار عن يوسف بن محمد: حدثني عبد الحميد بن زياد بن صيفي وهو من أهل المدينة وقيل عن عبد الحميد بن يزيد بن صيفي عن جده صهيب وكذا قال ابن حبان في ترجمة صيفي بن صهيب: روى عنه ابناه زياد ويزيد ابنا صيفي وهو في التهذيب.
2357 - عبد الحميد بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر: أبو بكر الأصبحي المدني الأعشى حليف بني تميم وأخو إسماعيل الماضي يروى عن أبيه وعم جده الربيع بن مالك وسليمان بن بلال وابن أبي ذئب والثوري ومحمد بن أبي حميد وجماعة منهم فيما قيل ابن عجلان وقرأ القرآن على نافع روى عنه القراءة: أحمد بن صالح وإبراهيم بن محمد المدني وكذا روى عنه: أخوه وأيوب بن سليمان بن بلال وإبراهيم بن المنذر الحزامي وإسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وهو أحد من حدث عنه وثقه ابن معين وغيره كابن حبان وخرج له الشيخان وذكر في التهذيب مات سنة اثنتين ومائتين.
2358 - عبد الحميد بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب: القرشي العدوي المدني روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه قصة صدقة عمر, قال يحيى نسخها لي عبد الحميد "بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما كتب عبد الله بن عمر في ثمغ" وهو في التهذيب.(2/111)
2359 - عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: القرشي المخزومي المدني يروي عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة وعنه: حبيب أبي ثابت ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2360 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر: القرشي الزهري من أهل المدينة الماضي أخوه عبد الله والآتي أبوهما يروي عن أبيه وجماعة من التابعين وعنه: أهل المدينة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وروى أبو الحسين يحيى الهاشمي في أخبار المدينة عنه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين بنى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم "ما ندري ما نفرش في مسجدنا؟ " فقيل له: افرش الخصف والحصر قال: فاحصبوه من هذا الوادي المبارك فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "العقيق واد مبارك؟ قال: فحصبه عمر".
2361 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: أبو عمر العدوي الأعرج المدني من أهلها أمه: من بني البكاء بن عامر أخو سيد وعبد العزيز ووالد عمر وزيد ولي إمرة الكوفة لعمر بن عبد العزيز وأجازه عمر بعشرة آلاف وقد سأل ابن عباس وروى عن مسلم بن يسار ومقسم مولى ابن عباس ومحمد بن سعيد بن أبي وقاص وعنه: أولاده زيد وعبد الكبير وعمر والزهري وقتادة وزيد ابن أبي أنيسة وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم كالحكم بن عتيبة وثقه العجلي والنسائي وابن خراش وأبو بكر بن أبي داود وزاد مأمون ووثقه ابن حبان في ثقاته وقال إسحاق بن زيد الخطابي وخليفة الخياط في الطبقات وأبو عروبة: مات بحران في خلافة هشام بن عبد الملك يعني: سنة نيف وعشرة ومائة زاد أبو عروة: روينا عنه أنه جلس إلى ابن عباس وسأله وهو في التهذيب.
2362 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أبي عمرو بن عمرو بن مخزوم: القرشي المخزومي من أهل المدينة يروي عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعنه: حبيب بن أبي ثابت قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ومضى قريبا في ابن عبد الله.
2364 - عبد الحميد بن علي الموغاني: مضى له ذكر في سليمان الونشريسي وأنه جود عليه مع غيره من الطلبة قال ابن فرحون: إنه كان من الشيوخ المفيدين المعتبرين المنقطعين إلى الله ورسوله والمجاورين بالحرمين وهو الشيخ الصالح الورع المربي له في الخير والصلاح وإيصال النفع للناس الرتبة العليا قد تخلى عن الدنيا(2/112)
وأقبل على الآخرة ولزم تلقين القرآن طول نهاره في المسجد لا تراه إلا في حلقة بين كبار وصغار وكهول وشيوخ وانتفع به من أبناء المدينة خلق كثير لكن مع تجويد وتحرير وتربية لهم وضبط وشد حتى أنه ليضرب ذا الشيبة بيده ويأخذ بلحيته وأذنه أقام بمكة هو وأخوه في الله: الشيخ الصالح المهدي يحيى التونسي وكانا قد اصطحبا قديما وتواخيا في الله وصحبا الشيوخ وجالا في البلاد على قدم التجريد وزيارة الصالحين من المشايخ واتفق لهما في أيام سياحتهما ومدة تنقلهما في البلاد عجائب وغرائب ولقيا من السادة جماعة كبيرة منهم: أبو العباس المرسي فمن بعده من الشاذلية وغيرهم في أيام إقامتهما بمصر وورد عليهما من العجم: النجم الأصبهاني شيخ مكة فصحباه وخدماه بل واجتمعا به أيضا عند المرسي باسكندرية ورافقاه منها إلى مكة من جهة الصعيد ونفد الزاد منهم فلم يكن لهم قوت إلا من نبات الأرض فلما أشرفوا على القرب من قبر أبي الحسن الشاذلي قال لهما النجم: إذا كان غدا إن شاء الله فستردون قبر أبي الحسن وضيافتكم عنده لوز وزبيب فكان كذلك فلما وصلوا إلى عيذاب تلقاهم الناس وأضافوهم كثيرا فكان النجم يبعث بالطعام إلى أهل القافلة التي صحباها مع كونهم كانوا يعاملونهم بقسوة شديدة عليهم في الحاجة ولذا ندموا الآن على تفريطهم في خدمة الشيخ ثم قال النجم ليحيى التونسي أحد من رافقهم ولصاحب الترجمة: يا يحيى ويا عبد الحميد لن تجوعا بعد هذه الجوعة أبدا فكان كذلك وأقاما معه بمكة مدة طويلة وتزوج يحيى زوجة حنث فيها ولم يثق بمن يحللها له إلا بصاحب الترجمة فسعى في تزويجه بها فلما باتت عنده تشوف يحيى إلى أن يطلقها لتحل له فلم يفعل لاغتباطه بها وقال له: لا أكون له محللا ولم أتزوجها بهذه النية بل لصحبة الأبد فاقطع رجاءك منها ولا تكن ممن يفسد ما هو لله بما للدنيا فكف عنها الشيخ يحيى وأقامت مع صاحب الترجمة فولدت له إبراهيم وإسماعيل وبنتا وسافر بهم إلى مصر يريد التعريف بهم والإعانة عليهم وكان يقول قبل سفره: ما أظن أجلي إلا وقد قرب فإني مسافر من غير ضرورة وما أظن ذلك إلا للنقلة إلى التربة فكان كذلك مات بقطيا من طريق مصر سنة سبع وعشرين وسبعمائة وذكره المجد فقال: موغان - بالضم والغين المعجمة - هكذا ينطق به العجم والصواب موقان بالقاف - وهو نسبة إلى ولاية فيها قرى وبروج يحتلها التركمان للرعي وهي بأذربيجان, قال: وكان عبد الحميد من أهل الخير والصلاح وممن رزقه الله برؤية المشايخ الكبار النجح والفلاح أقام بالمدينة متخليا عن الدنيا متحليا بطلب المرتبة العليا مواظبا على تلقين القرآن طوال النهار ينتفع به الشيوخ والكهول والكبار والصغار مع ضبط وتقييد وتحرير وتجويد لقي الشيخ ابا العباس المرسي صاحب الشيخ أبي الحسن الشاذلي وصحب هو وصاحبه يحيى التونسي الشيخ نجم الدين الأصفهاني من(2/113)
الإسكندرية إلى مكة وخدماه وانتفعا به فأقاما عنده بمكة مدة طويلة ثم ارتحلا إلى المدينة فأقاما بها وسافر الشيخ الصالح عبد الحميد بأولاده وذكر إلى آخر ماتقدم وذكره الفاسي باختصار جدا.
2365 - عبد الحميد بن عمران: أبو الجويرية الجعفي من أهل الكوفة سكن المدينة يروي عن حماد بن أبي سليمان وعنه: حماد بن خالد الخياط قاله ابن جبان في ثالثة ثقاته ويروي عنه أيضا معن بن عيسى القزاز ويقال له: الصغير للاحتراز عن آخر يكنى أبا الجويرية واسمه خطاب بن خفاف.
2366 - عبد الحميد بن الإمام تقي الدين محمد بن ابراهيم بن عبد الحميد المدني: أخو إبراهيم وأحمد وعمر وإبراهيم هو خال أبي الفتح المراغي وكلهم ممن سمع الحديث وسمع عبد الحميد هذا على الزين المراغي والعلم سليمان بن أحمد السقاء في سنة سبع وتسعين وسبعمائة.
2367 - عبد الحميد بن يزيد بن صيفي مضى في ابن زياد.
2368 - عبد الحي بن أحمد بن محمود بن بدل: أبو عبد الرحمن البيلقاني ولد بالمدينة النبوية في سنة تسع وثمانين وخمسمائة, وقدم دمشق في صغره وسمع من أبي طاهر الخشوعي وبها توفي في ثاني عشرى شعبان سنة اثنتين وخمسين وستمائة وذكره الشريف العم في وفياته ثم الذهبي.
2369 - عبد الخالق بن أبي حازم: سلمة بن دينار أخو عبد الله الآتي رويا عن أبي ابراهيم يحيى بن ابراهيم بن عثمان السميني.
2370 - عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن شماس: الأنصاري الخزرجي المدني يروي عن أبيه عن جده وعنه: الفرج بن فضالة قال العقيلي: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به وسبقه البخاري فقال: حديثه ليس بالقائم وهو في التهذيب.
2371 - عبد ربه بن سعيد بن قيس بن فهد بن عمرو: النجاري الأنصاري المدني أخو يحيى وسعد يروي عن جده قيس وله صحبة وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وأبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي وعدة وعنه: أخوه سعد وشيخه عطاء بن أبي رباح وشعبة وعمرو بن الحارث وابن عيينة وأهل الحجاز وثقة أحمد ثم العجلي وابن حبان وقال ابن حبان: إنه من أهل البصرة ويقال له عبد ربه المدني وقال يحيى القطان: كان وقادا حي الفؤاد وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث دون أخيه يحيى وقال أبو عوانة: هو أعز أخوته حديثا وهو في(2/114)
التهذيب توفي سنة تسع وثلاثين ومائة وقيل سنة إحدى وأربعين.
2372 - عبد ربه بن سبلان: السدوسي المدني عداده في أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين فقال: ابن سيلان وقيل: سبلان الرويثي يروي عن أبي هريرة وعنه: محمد بن المهاجر بن قنفذ قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وهو في التهذيب.
2373 - عبد الرحمن بن أمين: يأتي في ابن يامين.
2374 - عبد الله بن أبان بن عثمان بن عفان: الأموي القرشي المدني الماضي أبوه والآتي جده أحد سادات بني أمية وكبرائهم وأمه أم سعيد ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي سمع أباه أبان بن عثمان وعنه: عمر بن سليمان العمري من ولد عمر بن الخطاب وعبد الله ومحمد ابنا أبي بكر بن محمد عمرو بن حزم وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي وقال: ما رأيت أجمع للدين والملكة والشرف منه وآخرون وثقه ابن حبان وغيره كان يشتري أهل البيت ثم يكسوهم ثم يعرضون عليه فيعتقهم ويقول: هم أحرار لله أستعين بكم على غمرات الموت فمات وهو نائم في مسجده وكان من خيار المسلمين كثير الصلاة ولما رآه علي بن عبد الله بن عباس: أعجبه هديه ونسكه وقال: أنا أقرب رحما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وأولى بهذا الحال منه ثم أخذ في الاجتهاد حتى مات وخرج له أصحاب السنن وذكر في التهذيب.
2375 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين: الزين بن البرهان المدني الشافعي يعرف كسلفه بابن القطان سبط أبي الفتح بن عليك الآتي أخوه المحمدان: الشمس والصلاح ولد سنة بضع وأربعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاجين والألفيتين وعرض ببلده ومصر والشام وسافر مع أبيه إليهما واشتغل وبرع في الفرائض والحساب وأقرأ الطلبة فيهما مع مشاركته في الميقات والحرف ومن شيوخه: الشهاب الأبشبيطي والجوهري والبكري وحمل عنه حاشيته على الروضة وكتبها بخطه وجمع الحديث فسمع علي ومني أشياء بل قرأ علي في صحيح مسلم وتعانى النظم وامتدحني بقصيدة قيلت بالروضة النبوية وكان ذا همة وطاقة وقدم القاهرة غير مرة ومات بها في شوال سنة سبع وثمانين وثمانمائة ودفن بحوش الصوفية وأظنه زاحم الأربعين وكان ذا همة وطلاقة عفا الله عنه.
2376 - عبد الرحمن بن إبراهيم: المدني القاص نزيل كرمان قيل أصله بصري يروي عن محمد بن المنكدر والعلاء بن عبد الرحمن وغيرهما وعنه: ابنه عبد الله وزيد بن الحباب وعفان بن مسلم وغيرهم وقال ابن أبي حاتم عن الدوري عن(2/115)
ابن معين: مدني كان ينزل كرمان وهو ثقة وقال العجلي ثقة وقال النسائي: ليس بالقوي وقال أبو زرعة: لا بأس به ويروي عنه أيضا: معن بن عيسى القزاز أحاديثه مستقيمة وقال أبو حاتم: ليس بالقوي روى عن العلاء حديثا منكرا وقال أبو داود: هو عندي منكر الحديث وعفان تمسك برمقه وعن ابن معين: ليس بشيء وقال العقيلي منكر الحديث ثم ساق من طريقه عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة حديث "اطلبو الخير من حسان الوجوه" وقال: الرواية في هذا ضعيفة ومن غرائبه عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه "من كان عليه صوم رمضان فليسرده ولا يقطعه" أخرجه الدارقطني وضعفه وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي ما لا يتابع عليه وليس بالمشهور في العدالة على أن التنكب عن أخباره أولى وهو في الميزان.
2377 - عبد الرحمن بن ابراهيم الهندي: خال ناصر الدين الخواص أحد شهود المدينة قدم أبوه المدينة فاستوطنها وولد له صاحب الترجمة وعدة بنات منهم: رقية أم الخواص المذكور ولذا ورثه قاضي الحنفية علي بن سعيد من خاله صاحب الترجمة مات سنة تسعين وسبعمائة ولم يعقب.
2378 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن عمير: الهلالي المدني الشافعي ويعرف بابن عمير سمع على أبي الفتوح بن المراغي الصحيحين وغيرهما وكذا سمع مني مولده في جمادي الآخرة سنة سبع وأربعين الثمانمائة وهو سنة ثمان وتسعين.
2379 - عبد الرحمن بن أحمد بن علي: الفقيه زين الدين البسيوني نسبة إلى شبرى بسيون بجوار النحراوية من الغربية إمام جامع الحاكم وصديق عبد الله بن يوسف رجل صالح فقير اشتغل وحضر الدروس عند السيد النسابة وابن أسد وغيرهما حج غير مرة وأكثر المجاورة بالمدينة بل وقطنها ولازمني في مجاورتي بالمدينة وكذا بمصر ونزل في سبع خير بك ومولده سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.
2380 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد النفطي: المدني ثم المكي الآتي جده قريبا شيخ متكسب في العطر بمكة.
2381 - عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الفرج عبد اللطيف بن محمد بن يوسف: ممن يقرأ على خاله الحديث بالروضة.
2382 - عبد الرحمن بن أحمد بن علي الفقيه: زين الدين البسيوني المنوفي إمام جامع الحاكم ممن قدم القاهرة فأقرأ الأبناء واشتغل قليلا عند الشريف النسابة وابن أسد وغيرهما وقرأ علي وعلى الديمي وحج غير مرة ثم قطن المدينة مديما للتلاوة(2/116)
في سبع خير بك وتكرر مجيئه للقاهرة طلبا للرزق إلى أن كانت وفاته بها سنة تسعمائة ظنا ونعم الرجل كان رحمه الله.
2383 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد النفطي المالكي: أخو عمر الآتي وعبد الله الماضي قرأ على غانم الخشبي الموطأ وتزوج ابنة الجلال الخجندي بعد أبي الفتح المراغي وكان حيا في سنة عشر وثمانمائة.
2384 - عبد الرحمن بن أردك: في أبي حبيب بن أردك.
2385 - عبد الله بن أزهر: أبو جبير القرشي الزهري المدني ابن عم عبد الرحمن بن عوف صحابي شهد حنينا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جبير بن مطعم وعنه: ابناه عبد الله وعبد الحميد الماضيين والزهري وآخرون قال ابن سعد: هو نحو ابن عباس في السن بقي إلى فتنة ابن الزبير قال ابن منده: إنه مات قبل وقعة الحرة وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2386 - عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث المزني الماضي أبوه.
2387 - عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث: العامري القرشي مولاهم المدني ويقال الثقفي المدني نزيل البصرة ويقال له عباد بن إسحاق وبه جزم أبو داود بل قيل إنهما أخوان يروي عن الحسن وسعيد المقري وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر والزهري والعلاء بن عبد الرحمن وعنه: يزيد بن زريع وبشر بن المفضل واسماعيل وربعي ابنا علية وعبد الله بن رجاء المكي وقال اسماعيل بن ابراهيم: سألت عنه أهل المدينة فلم يحمدوه مع أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إلا موسى الزمعي روى عنه أشياء فيها اضطراب وقال ابن معين: صالح الحديث بل قال مرة: ثقة وقال غيره: كان كثير العلم والرواية شاعرا فصيحا مفوها وعن ابن عيينة: كان قدريا فنفاه أهل المدينة ولذا قال يحيى القطان: سألت عنه بالمدينة؟ فلم أرهم يحمدونه إلي وقال ابن المديني: كان يرى القدر ولم يحمل عنه أهل المدينة وقال ابن حبان في ثقاته متقن جدا وحكى الترمذي في العلل عن البخاري: أنه وثقه قال البخاري: ليس هو ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه وإن كان ممن يحتمل في بعض وقال ابن خزيمة: ليس به بأس وخرج له مسلم وغيره وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي.
2388 - عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة: أبو محمد القرشي الزهري المدني وهو ممن نزل الكوفة ولذا قال ابن حبان: عداده في أهلها ومن زعم أنه عبد الله فقد وهم يروي عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب(2/117)
وعمرو بن العاص وعائشة وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعنه: عبيد الله بن عدي بن الخيار ومروان بن الحكم وهما من طبقته وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام وسليمان بن يسار وعوف بن الحرث رضيع عائشة وكان من أشراف قريش له منزلة من عائشة وكان ابن خال النبي صلى الله عليه وسلم وابن عم عبد الله بن الأرقم وقيل: إنه شهد فتح دمشق وإنه ممن عين في حكومة الحكمين فقالوا: ليس له ولا لأبيه هجرة وأبوه ممن نزل فيه {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [15 – 95] , قال العجلي مدني تابعي ثقة رجل صالح من كبار التابعين زاد غيره: ولما حصر عثمان اطلع من فوق داره فذكر لهم: أنه يستعمله على العراق وبلغه ذلك فقال: والله لركعتين أركعهما أحب إلي من إمرة العراق وحديثه في البخاري وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدنيين وذكر في التهذيب وأول الإصابة لعده في الصحابة وأمه: آمنة ابنة نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وهو ممن ضربه عمرو بن الزبير بن العوام في جملة من يعلم هو أهم في أخيه عبد الله كما في عمرو.
2389 - عبد الرحمن بن الأصم أو ابن عبد الله أو ابن عمرو بن الأصم: أبو بكر العبدي ويقال الثقفي المدني مؤذن الحجاج وأصله من البصرة يروي عن أبي هريرة وأنس وعنه: خلف أبو الربيع والثوري وأبو عوانة وثقه ابن حبان قال علي بن المديني: قلت ليحيى: كان يرى القدر قال نعم وكان بصريا وكان يكون بالمدائن وهو في التهذيب.
2390 - عبد الرحمن بن أفلح المدني: له ذكر في أبيه وهو أخو كثير ومحمد ذكر الثلاثة مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2391 - عبد الرحمن بن بجيد بن وهب بن قيظي بن قيس: الأنصاري الحارثي أحد بني حارثة المدني من أهلها يروي عن جدته أم بجيد وكانت من المبايعات وعنه: محمد بن إبراهيم التيمي وزيد بن أسلم وسعيد المقبري ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وأولها وقال: ويقال له صحبة وقال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا وقال أبو نعيم: قال ابن أبي داود: له صحبة وكذا ذكر في التهذيب وأول الإصابة.
2392 - عبد الرحمن بن أبي البركات بن أبي الهدى محمد بن تقي الدين: الشيخ الصالح الزين الكازروني المدني الشافعي عم عبد الله بن عبد الوهاب الماضي, قرأ علي في شرح النخبة وسمع أشياء وكان ممن أخذ عن الأبشيطي والسمهودي ومن قبلها عن عم أبيه فتح الدين بن تقي وفيه فضل ما بحث ودرس بالمسجد مع سكون وخير مات في سنة إحدى وتسعين عن بضع وخمسين.(2/118)
2393 - عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري: أبو معشر المدني الأزرق يروي عن أبي سعيد الخدري وأبي مسعود الأنصاري وأبي هريرة وخباب بن الأرت وعنه: ابراهيم النخعي ومحمد بن سيرين موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي وجعفر بن أبي وحشية ورجاء الأنصاري وأبو حصين وثقه ابن حبان وغيره وقال ابن سعد: كان قليل الحديث وقال الدارقطني: أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرج له مسلم وغيره وهو في التهذيب ورابع الإصابة.
2394 - عبد الرحمن بن بشير المدني: روى في حل الحمر الأهلية مجهول قاله ابن حزم وذكره شيخنا في اللسان وقال: لعله الذي بعده يعني عبد الرحمن بن بشير الدمشقي روى عن ابن إسحاق المغازي وقال صالح جزرة: لا يدري من هو؟ ولا يعرف حدثنا عنه دحيم وذكره ابن حبان في الثقات وذكره محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقيان والثاني هو دحيم وزهير بن عباد الرواسي قال أبو حاتم: يروي عن ابن إسحاق غير حديث منكر وهو في الميزان وقال شيخنا في اللسان: روى عنه جماعة فلا يضره عدم معرفة صالح جزرة وممن روى عنه والد أبي زرعة الدمشقي الحافظ.
2395 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: المخزومي المدني من أهلها أخو الحارث وعمر وعبد الله يروي عن أبيه وعنه: عمرو بن دينار وثقه العجلي وابن حبان.
2396 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله أبي مليكة: القرشي التيمي الجدعاني المدني يروي عن عمه عبد الله بن أبي مليكة والقاسم بن محمد وزرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف وابن المنكدر وطاوس والزهري واسماعيل بن عبد الله بن جعفر وموسى بن عقبة وإسماعيل بن محمد بن سعد وجماعة وعنه ابنه: أبو غرازة محمد بن عبد الرحمن الجدعاني ووكيع وأبو معاوية وزيد بن هارون وعبيد بن الطفيل المقري وأبو وهب والشافعي والقعنبي وعلي بن الجعد ويعقوب بن محمد الزهري وعدة ضعفه ابن معين وغيره وقال النسائي: متروك الحديث وقال مرة: ليس بثقة وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث وقال أحمد والبخاري: منكر الحديث وتبعه ابن حبان: بزيادة "جدا" وخرج له الترمذي وابن ماجة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2397 - عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: يأتي في ابن عبد الله بن عثمان قريبا.
2398 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن علي بن سرة: الفيومي الأصل المدني,(2/119)
قدمها جده فاستوطنها متكسبا يضفر الخوص وتزوج أم سلمة ابنة أحمد بن محمد الزرندي وأولدها أبا بكر فكان يتكسب بالعطر ونحوه حتى مات تقريبا قبيل الثمانين وترك عبد الرحمن هذا ومحمدا وأحمد وهم أشقاء فتأخر الأول وكان مولده قبيل الخمسين وحفظ القرآن والدر المختار للحنفية وعرضه على قاضي المدينة سعيد الزرندي وعثمان الطرابلسي ولازمه في دروسه بل تخصص بخدمة الشيخ أحمد الأبشيطي وكان يطالع له في تصانيفه وغيرها ويبرره الشيخ بحيث ضبط بره له في موسم بمائة دينار, وكان أحمد بن يونس العالم بقارضه حين كان بالمدينة ودخل مصر والشام وغيرهما وكان يتكسب بالأقوات وحج غير مرة وسمع علي أشياء ولا بأس به وربما استحضر مسائل في مذهبه.
2399 - عبد الرحمن بن ثابت: بن الصامت الأنصاري المدني والد عبد الله الماضي وفي إسناد حديثه اختلاف بعضه في ترجمة ابنه عبد الله يروي عن أبيه وعن: ابنه قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس وذكره ابن عبد البر وابن منده في الصحابة وهو في التهذيب وأول الإصابة وضعفاء العقيلي ومسلم في التابعين.
2400 - عبد الرحمن بن ثابت: الأنصاري الأشهلي من بني عبد الأشهل المدني يروي المراسيل وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته روى عن عباد بن بشر الأنصاري وعنه حصين بن عبد الرحمن الأشهلي فرق أبو حاتم الرازي بينه وبين الذي قبله ويحتمل أن يكونا واحدا وقد ذكره ابن المديني فقال: ذاك حصين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مصعب الخطمي وهذا عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت وفرق بينهما البخاري وابن حبان وهو في التهذيب.
2401 - عبد الرحمن بن ثعلبة بن عمرو بن عبيد بن محصن: الأنصاري المدني يروي عن أبيه وعنه: يزيد بن أبي حبيب وهو في التهذيب.
2402 - عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله: أبو عتيق الأنصاري السلمي المدني عداده في أهلها أخو محمد ومحمود ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأبي بردة بن نيار وحزم بن أبي بن كعب وعنه: سليمان بن يسار وهو أكبر منه وعاصم بن عمر بن قتادة ومسلم بن أبي مريم وحرام بن عثمان وآخرون وثقه العجلي والنسائي ثم ابن حبان خرج له الستة وذكر في التهذيب وقال ابن سعد: لا يحتج به وفي روايته ورواية أخيه ضعف وهو في التهذيب.
2403 - عبد الرحمن بن جبر أبو عبس في الكنى.(2/120)
2404 - عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذباب: عداده في أهل المدينة يروي عن عثمان وعنه: ابنه عبد الله قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2405 - عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة واسمه المغيرة بن الحارث: المخزومي المدني والد أبي بكر أحد الفقهاء السبعة وأمه أم ولد يروي عن أخيه عبد الله وطاوس وعمرو بن شعيب وزيد بن علي بن الحسين الأوسي وسليمان بن موسى وعبيد الله بن عمر العمري والحسن البصري وأهل المدينة وعنه: ابنه المغيرة والدراوردي وابن أبي الزناد ومسلم بن خالد الزنجي وسليمان بن بلال وأبو إسحاق الفزاري وابن وهب وجماعة كالثوري قال ابن معين: صالح وقال مرة: ليس به بأس وقال ابن سعد: كان ثقة وكذا قال العجلي: مدني ثقة وقال أبو حاتم: شيخ وقال النسائي: ليس بالقوي وقال أحمد: متروك وضعفه علي بن المديني وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه وقال ابن حبان: كان من أهل العلم وقال ابن سعد: مات في أول خلافة أبي جعفر وقال غيره: ولد عام الجحاف سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة وهو في التهذيب.
2406 - عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة: أبو محمد القرشي المخزومي والد الفقيه أبي بكر وإخوته وأحد من عينه عثمان رضي الله عنه لكتابة مصاحف الأمصار وأحد سادة بني مخزوم الذين بالمدينة وابن أخي سهل, ولد في الزمن النبوي ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يسمع منه شيئا وأمه: فاطمة ابنة الوليد بن المغيرة خلف أباه عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد موت أبيه في طاعون عمواس, فكان صاحب الترجمة في حجره وهو عمر الذي سماه عبد الرحمن وكان اسمه إبراهيم وسمع من أبيه وعمر وعثمان وأم المؤمنين حفصة وأبي هريرة وأم سلمة وعائشة رضي الله عنهم وجماعة وأرسلته عائشة إلى معاوية يكلمه في جحر بن الأدبر فوجده قد قتله, بل كانت تقول حيث يذكر لها يوم الجمل فتقول: والناس يقولون يوم الجمل فيقولون: نعم فتقول: لأن أكون قعدت عن مسيري إلى البصرة أحب إلي من أن يكون لي عشرة من الولد من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أو مثل عبد الله بن الزبير وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول كان عبد الرحمن رجلا سريا وروى عنه: ابنه أبو بكر والشعبي وأبو قلابة الجرمي وهشام بن عمرو الفزاري ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال العجلي: مدني تابعي ثقة وقال الدارقطني: مدني جليل يحتج به ذكره ابن سعد فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا وكذا قال ابن حبان في الصحابة: ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه وقال البغوي: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحسبه سمع منه وقال الواقدي: أحسبه(2/121)
كان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك جزم مصعب الزبيري وقال الحاكم: هو صحابي مات في أواخر أيام معاوية سنة ثلاث وأربعين ومائة وخرج له البخاري وذكر في التهذيب وأول الإصابة محيلا على ثانيها وذكره مسلم في الثانية من تابعي المدنيين.
2407 - عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي: أبو يحيى بن أبي محمد المدني حليف بني أسد بن عبد العزي ذكره مسلم في ثانية تابعي أهلها وهو والد يحيى وعبد الله ولد في العهد النبوي يروي عن أبيه وصهيب وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وغيرهم وعنه: ابنه يحيى وعروة بن الزبير وكان ثقة: قليل الحديث وهو من النفر الذين ذكر الزهري: أنهم كانوا يفقهون الناس بالمدينة بعد الصحابة ذكره ابن معين في تابعي أهل المدينة ومحدثيهم وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وقال: كان ثقة قليل الحديث وقال العجلي: تابعي ثقة وقال ابن حبان يقال: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال ابن منده وأبو نعيم: ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وساق له أولهما حديثا في إسناده ضعف شديد مات بالمدينة سنة ثمان وستين فيما قاله ابن سعد وجماعة وهو الصحيح وقيل قتل يوم الحرة: قاله يعقوب بن سفيان وهو في التهذيب.
2408 - عبد الرحمن حاطب بن عبد القاري: كذا في نسخة من طبقات مسلم و "حاطب" زيادة وسيأتي في ابن عبدة.
2409 – عبد الرحمن بن الحباب بضم الحاء المهملة بن عمرو: الأنصاري السلمي ابن أخي اليسر قال في التهذيب: له ذكر في حديث أمه سلامة بنت معقل.
2410 - عبد الرحمن بن الحباب: الأنصاري السلمي وقيل: الأسلمي المدني وهو والد عبد الله الماضي يروي عن حكيم بن حزام وأبي قتادة في النهي عن الخليطين وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج وعمر بن حفص بن عبيد وثقه العجلي ذكره ابن حبان وذكر في التهذيب وقال: يحتمل أن يكون هو ابن أخي أبي اليسر الذي قبله.
2411 - عبد الرحمن بن حبيب بن أدرك: المخزومي مولاهم المدني, وقد ينسب لجده وقد يقال: حبيب بن عبد الرحمن بن أدرك يروي عن علي بن الحسين وقيل إنه كان أخوه لأمه ويروي عن عطاء بن أبي رباح وعبد الواحد بن عبد الله النصري وعبد الوهاب بن بخت وعنه: عبد الله بن جعفر المديني وسليمان بن بلال وحاتم بن اسماعيل والدراوردي وآخرون قال النسائي: منكر الحديث وقال الحاكم: من ثقات(2/122)
المدنيين ووثقه ابن حبان أيضا وقال غيرهم: صدوق فيه شيء وخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة وذكر في التهذيب.
2412 - عبد الرحمن بن أبي حدرد: واسمه عبد الأسلمي المدني يروي عن أبي هريرة وعنه: أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان وروى حمل بن بشير بن أبي حدرد عن عمه عن أبي حدرد حديثا فيحتمل أن يكون عمه هو عبد الرحمن قال الدارقطني: لا بأس به وهو عند ابن حبان في ثانية ثقاته وذكره في التهذيب.
2413 - عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنة: أبو حرملة الأسلمي من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب وحنظلة بن علي وعمر بن شعيب وعبد الله نيار بن مكرم الأسلمي وغيرهم, وعنه: مالك والأوزاعي وإسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل وبشر بن المفضل والثوري وابن علية وابن أبي الزناد وعلي بن عاصم ويحيى القطان وضعفه وقال: إنه كان يقبل التلقين وآخرون قال ابن معين عنه: كنت سيء الحفظ لا أحفظ فرخص لي سعيد بن المسيب في الكتابة وفي رواية عن ابن معين: صالح وقال الواقدي: ثقة كثير الحديث قال النسائي: ليس به بأس وقال أبو حاتم لا يحتج به ولينه البخاري وقال ابن حبان: يخطىء خرج له مسلم في الصحيح وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي مات سنة خمس وأربعين ومائة.
2414 - عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام: أبو سعيد وأبو محمد الأنصاري الخزرجي المدني الشاعر وابن الشاعر المؤبد بروح القدس وأمه: سيرين أخت مارية القبطية فهو ابن خالة ابراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم يروي عن أبويه وزيد بن ثابت ويقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصحب عمر رضي الله عنه روى عنه: ابنه سعيد وعبد الرحمن بن بهمان والمنذر بن عبد الله المدني وأهل المدينة وهو القائل وقد بلغه: أن معاوية رضي الله عنه ألزمهم بقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار: "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا" وقال لهم: فاصبروا:
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... أمير المؤمنين بنا كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يوم التغابن والخصام
وقيل لمعاوية: ألا تراه يشبب بابنتك ويقول:
هي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ... ميزت من جوهر مكنون
فقال: صدق.(2/123)
قيل فإنه عقبه بقوله:
فإذا نسبتها لم تجدها ... في سناء من المكارم دون
فقال: صدق أيضا.
قيل: فإنه عقبه بقوله:
ثم خاصرتها إلى القبة الخضراء ... تمشي في مرمر مسنون
فقال معاوية: كذب.
يعني: في قوله "خاصرتها" فإن معناه أخذت بيدها وقد خرج له ابن ماجة وذكر في التهذيب: وثاني الإصابة ويقال إنه كان حين يذكر: أن كلا من أبيه وجده وجد أبيه ووالده عاش مائة وعشرين - يستلقي على فراشه ويضحك ويمدد ظنا منه لارتقاء لذلك فمات سنة أربع ومائة وهو ابن ثمان وأربعين وقيل اثنتين وسبعين وشعره سائر وفيه يقول بعضهم:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
وكذا أرخه في سنة أربع خليفة وابن جرير الطبري وابن قانع وابن حبان وقال ابن عساكر: لا أراه محفوظا ونحوه قول شيخنا: وبقدر سنة جزم ابن حبان وفيه نظر لأنه كان في زمن أبيه رجلا بحيث قال القائل وذكر البيت المذكور فلا يستقيم تاريخ وفاته في هذه السنة إلا على تقدير أن يكون عاش أكثر من ثمانية وأربعين يعني بناء على أن موته كان سنة أربع وقد ذكره ابن منده في الصحابة فقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره العسكري في الصحابة في باب من ولد في أيامه صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا, وكذا ذكره في الصحابة الجعابي وابن فتحون في ذيل الاستيعاب فإن ثبت ما ذكروه فيكون مات وله ثمان وتسعون انتهى.
2415 - عبد الرحمن بن الحسين بن الزين: المدني الشافعي المؤذن بالمسجد النبوي ووالد محمد وعلي وابراهيم وصلاح الدين محمد وثانيهم أفضلهم وثالثهم أشهرهم وأخو أبي الفضل محمد ويعرف بابن القطان ولد قبيل الستين وسبعمائة تقريبا بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وعرض في سنة اثنتين وسبعين فما بعدها على البدر ابراهيم بن الخشاب والنور علي بن أحمد بن إسماعيل الفوي والعز عبد السلام الكازروني والكمال أبي الفضل محمد بن أحمد النويري وجماعة وأجازوا له وأجاز له في سنة أربع وسبعين وسبعمائة: ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر والعماد بن كثير والكمال بن(2/124)
حبيب ومحمد بن علي بن قواليح ومحمد بن عبد الله الصفوي وآخرون, وأخذ عن العز عبد السلام بن محمد الكازروني أخي الصفي أحمد والد الجمال محمد, وسمع صحيح مسلم على البدر ابراهيم بن الخشاب وبعضه على الزين العراقي والجمال الأميوطي, بل سمع على الزين العراقي صحيح البخاري وعليه وعلى الزين المراغي: سنن النسائي وبعضه على الجمال يوسف بن ابراهيم بن البنا وخاله العلم سليمان السقا وعلي الزين العراقي مجالس من شرحه لألفيته الحديثية في سنة تسعين بالمدينة وعلى الزين أبي بكر المراغي في سنة تسع عشرة مؤلفه تاريخ المدينة وتوجه للتدريس والإقراء ودرس بدرس مختص النقاش وأكثر من قراءة الصحيحين من بعد التسعين إلى أن مات وكان ممن عرض عليه بعض محافظيه حفيد شيخه الزين المراغي في سنة تسع عشرة بل سمع عليه في مسلم والشفاء وحضر دروسه في العمدة وأجاز له ثم النجم عمر بن فهد بعض محفوظاته في سنة أربع وعشرين بل روى عنه أبوه التقي ابن فهد بالإجازة وقرأ عليه ابنه علي: صحيح مسلم في رمضان سنة سبع وعشرين ووصفه النجم بن السكاكيني في إجازته لولده: بالعالم العلامة أحد علماء المدينة ومدرسيها مات في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالمدينة ودفن بالبقيع وخلفه في درس مختص النقاش ولده علي.
2416 - عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله بن نصر بن المعمر بن عبد الدائم بن المعمر: الإمام العالم التقي أبو الفرج بن الإمام الفخر الواسطي يروي عن أبي الفضائل يحيى بن عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الواسطي سماعا وعن صالح بن عبد الله بن جعفر بن الصباغ إجازة روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن سلمة المكي وسمع منه غيره من الفضلاء وكان حيا سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية.
2417 - عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: القرشي الزهري المدني أحد العلماء الثقات يروي عن أبيه والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وعنه: صالح بن كيسان وسليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل والسفيانان والدراوردي ويحيى القطان وآخرون قال ابن معين: ليس به بأس ووثقه أبو حاتم وأبو داود ووثقه ابن سعد وزاد: له أحاديث وكذلك وثقه العجلي وزاد: كوفي وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات بالعراق أول ولاية أبي جعفر سنة سبع وثلاثين ومائة.
2418 - عبد الرحمن بن حبيب بن أساف: عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: ابنه حبيب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2419 - عبد الرحمن بن أبي ذئب: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.(2/125)
2420 - عبد الرحمن بن نافع بن خديج: ذكره - هو وأخوه عبد الله - مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2421 - عبد الرحمن بن أبي رافع نفيع: الصائغ المدني الأصل يروي عن أبيه وفي التهذيب: عبد الرحمن بن أبي رافع ويقال: ابن فلان بن أبي رافع روى عن عبد الله بن جعفر وعن عمه عن أبي رافع وعن عمته سلمى عن أبي رافع وعنه: حماد بن سلمة قال ابن معين صالح.
2422 - عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نفيع: الأنصاري النجاري المدني من أهلها أخو حارثة ومالك يروي عن أبيه وعمارة بن غزية وهشام بن عروة وعمر مولى عفرة ويحيى بن سعيد الأنصاري ويعقوب بن محمد بن طحلا وجماعة كيحيى بن حسان وكان قد نزل بعض ثغور الشام وثقه أحمد وابن معين والمفضل الغلابي والدارقطني وابن حبان وقال: ربما أخطأ وعن ابن معين ايضا وأبي داود ليس به بأس وقال أبو زرعة: عبد الرحمن أشبه وحارثة واه وعبد الرحمن ايضا: يرفع أشياء لا يرفعها غيره وقال أبو داود: أحاديث عمرة بنت عبد الرحمن يجعلها كلها عن عائشة وقال أبو حاتم: صالح هو مثل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ولينه قليلا وذكر في التهذيب.
2423 - عبد الرحمن بن الزبير بن طاطا: القرظي المدني والد الزبير له صحبة روى عنه ابنه الزبير ولكن المحفوظ: عن الزبير بن عبد الله بن الزبير عن رفاعة بن سموأل "أنه طلق امرأته" لم يقولوا فيه "عن أبيه" الذي هو عبد الرحمن وهو في أول الإصابة والتهذيب.
2424 - عبد الرحمن بن أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان أبو محمد المدني القرشي مولاهم أحد أوعية العلم وأخو أبي القاسم سمع أباه وسهيل بن أبي صالح وموسى بن عقبة وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وهشام بن عروة وطبقتهم وأخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر القاري ثم روى الحروف عن نافع بن أبي نعيم روى عنه الحروف حجاج الأعور وسمع منه علي بن حمزة الكسائي وابن وهب ويروي عنه: ابن جريج وهو من شيوخه وأحمد بن يوسف وسعيد بن منصور وسويد بن سعيد وعلي بن حجر وهناد بن السري وعدة وانتقل من المدينة فنزل بغداد وما حدث بالمدينة فصحيح دون بغداد فقد أفسده البغداديون قال ابن معين: إنه أثبت الناس في هشام بن عروة ضعفه مرة بل قال: إني لأعجب ممن يعده من المحدثين! وقال مرة فيما حكاه الساجي عنه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة: حجة: وكذا ضعفه ابن مهدي وأحمد والنسائي وفي رواية عن أحمد: يروي(2/126)
عنه يحتمل وفي أخرى: أحاديثه صحاح وقال مصعب: كان أحب أهل المدينة وابنه وابن ابنه وقال سعيد بن أبي مريم عن خاله موسى بن سلمة: قدمت المدينة فأتيت مالكا فقلت له: إني قدمت لأسمع العلم فمن تأمرني به؟ فقال: عليك بابن أبي الزناد بل تكلم فيه مالك لروايته عن أبيه كتاب السبعة يعني الفقهاء وقال: أين كنا عن هذا؟ وعن ابن المديني: حديثه بالمدينة مقارب وما حدث بالعراق فمضطرب وفي لفظ: بالمدينة صحيح وبالعراق مضطرب أفسده البغداديون ونحوه قول الساجي: فيه ضعف وما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به وكذا قال النسائي: لا يحتج بحديثه وقال ابن سعد: قدم في حاجة فسمع منه البغداديون وكان كثير الحديث وكان يضعف بروايته عن أبيه وكان يفتي وفي لفظ: كان فقيها مفتيا وقال أبو داود: كان عالما بالقرآن والأخبار وقال الترمذي والعجلي: ثقة وصحح الترمذي عدة من أحاديثه بل قال في اللباس: ثقة حافظ وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالحافظ عندهم وقال الواقدي: كان نبيلا في علمه ولي خارج المدينة فكان يستعين بأهل الخير والورع وكان كثير الحديث عالما وقال الشافعي: كان ابن أبي الزناد يكاد يجاوز القصد في ذم مذهب مالك وقال ابن حبان: روى عنه العراقيون وأهل المدينة لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وهو صدوق وأخوه ثقة انتهى مات في بغداد سنة أربع وتسعين وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2425 - عبد الرحمن بن زهير بن عبد الرحمن بن عوف: كان....
2426 - عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: العدوي العمري مولى عمر المدني من أهلها وأخو عبد الله وأسامة يروي عن أبيه وابن المنكدر وصفوان بن سليم وأبي حازم سلمة بن دينار وغيرهم, وعنه: ابن وهب والقعنبي وأبو مصعب وعبد الأعلى بن حماد وهشام بن هشام وعلي بن موسى الطوسي وعبد الرزاق ووكيع والوليد بن مسلم وخلق بل حدث عنه من شيوخه: يونس بن عبيد ومالك بن مغول ضعفه أحمد وابن المديني وقالوا: أخوه أقوى منه وأحسن حالا مع اشتراكهم في الضعف وهو صاحب حديث: "أحلت لنا ميتتان ودمان" قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: حديث منكر مات سنة اثنتين وثمانين ومائة وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان قال ابن حبان: روى عنه العراقيون وأهل المدينة ويروى عن الشافعي أنه قال: قيل لعبد الرحمن بن زيد: حدثك أبوك عن جدك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن سفينة نوح طافت بالبيت وصلت خلف المقام ركعتين؟ " قال: نعم لا وقال الطحاوي: حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف وقال الجوزجاني: أولاد زيد ضعفاء وقال الحاكم(2/127)
وأبونعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه.
2427 - عبد الرحمن بن زيد بن خالد الجهني: أبو خالد الماضي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2428 - عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي العدوي: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قبض صلى الله عليه وسلم وله ست سنين بل قال ابن حبان: إنه ولد في سنة الهجرة والأول: أصح وجده لأمه: أبو لبابة بن عبد المنذر وأمه: لبابة قال محمد بن عبد العزيز الزهري: ولد وهو ألطف من ولد فأخذه جده لأمه أبو لبابة في ليفة فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه ومسح على رأسه ودعا له بالبركة قال: فما رثى عبد الرحمن بن زيد مع قوم في صف إلا فرعهم طولا وقال العسكري: لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حدث عن أبيه وعمه عمر وابن مسعود ورجال من الصحابة وعنه: ابنه عبد الحميد وسالم بن عبد الله أبو القاسم وحسين بن حريث الجدلي وأبو جناب الكلبي كان فيما قيل من أطول الرجال وأتمهم شبيها بأبيه فكان عمه عمر بن الخطاب إذا نظر إليه قال:
أخوكم غير أشيب قد أتاكم ... بحمد الله عاد له الشباب
وزوجه بابنته فاطمة فولدت له عبد الله وولى إمرة مكة ليزيد بن معاوية في سنة ثلاث وستين وتوفي أيام عبد الله بن الزبير عن ست وأربعين سنة قال بعضهم بالمدينة.
2429 - عبد الرحمن بن زيد بن عقبة بن كريم: الأنصاري المدني ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن أنس بن مالك وعنه: موسى بن عقبة وبكير بن عبد الله بن الأشج وعمرو بن يحيى المازني قال ابن أبي حاتم: عن أبيه ما بحديثه بأس وذكره ابن حبان في الثقات وحديثه في مسند أحمد.
2430 - عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموال: في ابن أبي الموال.
2431 - عبد الرحمن بن سالم بن عتبة: ويقال ابن عبد الله ويقال: ابن عبد الله بن عويم بن ساعدة الأنصاري المدني الماضي أبوه يروي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه: محمد بن طلحة بن الطويل التيمي له عنده حديث في ترجمة أبيه عن جده قال: إنه لم يصح وجزم ابن شاهين بأنه عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة وصار الحديث بمقتضى ذلك من مسند عتبة بن عويم بن ساعدة إذ ليس لعبد الرحمن بن عتبة صحبة قطعا وهو في التهذيب.(2/128)
2432 - عبد الرحمن بن أبي السعادات بن عادل: يأتي في ابن محمد بن محمود.
2433 - عبد الرحمن بن سعاد المغربي: يروي عن أبي أيوب: "إنما الماء من الماء" وعنه: عبد الرحمن بن السائب وقال: كان مرضيا من أهل المدينة وهو في التهذيب.
2434 - عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم سعد القرظ: أبو محمد القرشي المخزومي المؤذن يروي عن أبيه وعمه وبني أعمامه وجماعة من أهله وعن صفوان بن سليم وأبي الزناد وغيرهم وعنه: إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار والحميدي ويعقوب بن كاسب وابراهيم بن المنذر الحزامي وجماعة وضعفه ابن معين وغيره وصالحه بعضهم وقال البخاري: فيه نظر وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2435 - عبد الرحمن بن أبي سعيد بن مالك بن سنان: الأنصاري الخزرجي المدني يأتي في ابن سعيد الخزرجي قريبا.
2436 - عبد الرحمن بن سعد الأعرج: أبو حميد مولى بني مخزوم المدني المقعد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال: المقعد ويقال له الأعرج روى عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبي هريرة وعنه. صفوان بن سليم والزهري وابن أبي ذئب وأبو الأسود يتيم عروة قال ابن معين: لا أعرفه وقال النسائي: ثقة وهو في التهذيب.
2437 - عبد الرحمن بن سعد الحضرمي: المدني أخو محمد الآتي سمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
2438 - عبد الرحمن بن سعد الحضرمي: آخر تاجر نزيل الحرمين ويعرف بأبي قنين بالتصغير قدم مكة في عشر السبعين وسبعمائة وجاور بها واشترى بها أملاكا فلما مات أحمد بن عجلان أمير مكة وحصل الاختلاف بعده في أمر الدولة انتقل بعد الحج في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة أو التي قبلها إلى المدينة واستوطنها حتى مات بها وولدت له بها أولاد واقتنى بها أملاكا وكان يعاني التجارة مات في رجب سنة اثنتي عشرة وثمانمائة ودفن بالبقيع وقد بلغ الستين أو جاوزها.
2439 - عبد الرحمن بن سعد المدني: من أهلها وهو مولى الأسود بن سفيان رأى عمر وعثمان رضي الله عنهما روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وكعب بن مالك وعنه: هشام بن عروة وعمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر وابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن(2/129)
مهران وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات ووثقه النسائي والعجلي وخرج له مسلم وذكر في التهذيب.
2440 - عبد الرحمن بن أبي سعيد: سعد بن مالك أبو محمد وأبو حفص الأنصاري الخزرجي الخدري المدني وأمه: ابنة عبد الله بن الحارث بن قيس ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأبي حميد الساعدي وعنه ابناه ربيح الماضي ويقال: إنه ليس له ولد غيره وسعيد وزيد بن أسلم سهيل بن أبي صالح وجماعة كعمارة بن غزية وثقه النسائي وقال ابن سعد: كان كثير الحديث وليس هو بثبت يستضعفون روايته ولا يحتجون به وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال هو وابن سعد مات سنة اثنتي عشرة ومائة عن سبع وسبعين سنة ومضى له ذكر في أخيه سعيد بن أبي سعيد وهو في التهذيب في ابن سعد.
2441 - عبد الرحمن بن سعيد بن زيد الماضي أبوه: أحد العشرة يأتي في محله قال:
فإن تقتلونا يوم حرة وأقم ... فنحن على الإسلام أول من قتل
ونحن قتلناكم ببدر أذلة ... وأبنا بأسلاب لنا منكم تغل
فإن ينج منا عائذ البيت سالما ... فكل الذي قد نابنا منكم جلل
يعني بعائذ البيت: عبد الله بن الزبير.
2442 - عبد الرحمن بن سعد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم أبو محمد المخزومي: المدني روى عن أبيه وعثمان بن عفان ومالك الدار وعنه: ابنا ابنه عمر ومحمد وأبو حازم بن دينار وعبد الله بن موسى وغيرهم قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث مات سنة تسع ومائة عن ثمانين سنة وكذا أرخه ابن حبان في ثقاته وهو في التهذيب.
2443 - عبد الرحمن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ويروى عنه أنه قال: رأيت القصة تحمل إلى عثمان وهو يبني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من بطن نخلة وكان فيما رأيته يقوم على رجليه والعمال يعملون فيه حتى تأتي الصلاة فيصلي بهم وربما نام ثم رجع وربما نام في المسجد.
2444 - عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الغسيل: أبو سليمان الأنصاري الأوسي المدني من أهلها ويعرف بابن الغسيل لكون حنظلة جد أبيه استشهد بأحد وهو جنب فغسلته الملائكة وربما يقال له: عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل روى عن عبد الرحمن بن سهل بن سعد الساعدي وروى عن عكرمة(2/130)
وأسيد بن علي بن عبيد وحمزة والمنذر والزبير أبناء أبي أسيد الساعدي وعباس بن سهل بن سعد وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم وعنه: وكيع وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم وأبو الوليد ويحيى الحماني وعبد الله بن سهل وأحمد بن يعقوب المسعودي وجبارة بن المغلس وابراهيم بن أبي الوزير ومحمد بن عبد الوهاب وجماعة قال ابن حبان: يروي عنه أهل المدينة وثقه أبو زرعة والدارقطني وقال النسائي: ليس بالقوي وقال ابن معين: صويلح وقال أحمد: صالح وقال ابن حبان: يخطىء ويهم كثيرا على صدق فيه وقد عرض الشيخان القول فيه قلت: وخرجا له وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وكذا ضعفائه وضعفاء العقيلي مات سنة إحدى وسبعين ومائة عن نحو المائة.
2445 - عبد الرحمن بن سليمان المدني: يروي عن القاسم بن محمد وعنه: فليح بن سليمان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2446 - عبد الرحمن بن سليم بن عبد الله بن حنظلة الغسيل: هو ابن سليمان مضى حرفه بعض النساخ.
2447 - عبد الرحمن بن سنة بفتح المهملة وتشديد النون: وحكى فيه ابن السكن: شبة - بالشين المعجمة ثم الباء الموحدة - الأسلمي المدني روى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق يوسف بن سليمان عن جدته ميمونة عنه رفعه "بدأ الإسلام غريبا" في سند إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو واه قال ابن السكن: لا يعتمد عليه وقال البخاري: حديثه ليس بالقائم وقال ابن حبان في الصحابة: له رؤية.
2448 - عبد الرحمن بن سهل: من ولد عثمان بن حنيف الأنصاري من أهل المدينة يروي عن أبي الزناد وعنه الدراوردي قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2449 - عبد الرحمن بن سهل الأنصاري: في ابن عمر وابن سهل.
2450 - عبد الرحمن بن أبي سلمة الأنصاري المدني: يروي عن سلمة بن عبد الله بن محصن وعنه: حماد بن زيد قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو القباني يروي أيضا عن سعيد الصواف وعنه أيضا: مروان بن معاوية قال ابن المديني: لا أعلم روى عنه غير المذكورين وقال ابن أبي حاتم: مشهور يرويه حماد بن زيد عنه وقال ابن معين: مشهور.
2451 - عبد الرحمن بن سهل: من ولد عثمان بن حنيف الأنصاري المدني يروي عن أبي الزناد وعنه: الدراوردي قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.(2/131)
2452 - عبد الرحمن بن سهل: في عبد الرحمن بن عمرو بن سهل.
2453 - عبد الرحمن بن أبي سلمة: الأنصاري المدني يروي عن سلمة بن عبد الله بن محصن وعنه حماد بن زيد قاله ابن حبان في ثقاته وهو العبادي يروي أيضا عن سعيد الصواف وعنه أيضا: مروان بن معاوية قال ابن المديني: لا أعلم روى عنه غير المذكورين وقال ابن أبي حاتم: مشهور يرويه عنه حماد بن زيد وقال ابن معين: مشهور وهو في التهذيب.
2454 - عبد الرحمن بن شيبة: في عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة نسب إلى جده.
2455 - عبد الرحمن بن صالح بن عمر: الحاجاني المغربي أخو عمر الآتي مات غريبا شهيدا بالقاهرة وكان قد حبب الله إليه التغرب مع كونه حصل واشتغل وسمع كثيرا رحمه الله قاله ابن فرحون.
2456 - عبد الرحمن بن صالح: المدني المكي العتكي سمع على العفيف المطري بالروضة في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة مسند الشافعي وضبط الأحائي.
2457 - عبد الرحمن بن الصامت: ابن عم أبي هريرة وقال حماد بن سلمة: ابن هضاض ب بدل الصامت وقيل: ابن الهضهاض وقيل: ابن الهضاب الدوسي ابن عم أبي هريرة وقيل ابن أخيه ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين روى عن أبي هريرة قصة ماعز الأسلمي وعنه: أبو الزبير المكي ذكره ابن حبان في الثقات وقال البخاري: لا يعرف إلا بحديث ماعز وهو في التهذيب.
2458 - عبد الرحمن بن أبي صعصعة: المازني الأنصاري وأبو صعصعة هو عبد الله بن عبد الرحمن ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين روى عن أبيه وعطاء بن يسار والزهري وعمر بن عبد العزيز والحرث بن عبد الله بن كعب بن مالك والسائب بن خلاد إن كان محفوظا روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس ويزيد بن الهاد ويزيد بن خصيفة ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة وعبد العزيز بن أبي سليمان الماجشون وابن عيينة قال أبو حاتم والنسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال الهيثم بن عدي: مات في خلافة أبي جعفر المنصور.
2459 - عبد الرحمن بن الصلت: أخو زبيد الماضي وكثير الآتي [الكندي أخو كثير بن الصلت الكندي روى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج] .
2460 - عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن راثنة بن(2/132)
عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري: أمير المدينة سيأتي له ذكر في محمد بن ذكوان بن هرمز: أنه في سنة ثلاث ومائة ضمت إليه إمرة مكة مع المدينة وأنه عزله عنها يزيد بن عبد الملك في نصف ربيع الأول من السنة التي بعدها بعبد الواحد بن زياد النصري لأنه خطب فاطمة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب فامتنعت فألح وتوعدها فشكته إلى يزيد بن عبد الملك فبعث إلى عبد الواحد فولاه المدينة وأمره أن يضرب عبد الرحمن حتى يسمع صوته وهو متكىء على فراشه بدمشق ويأخذ منه أربعين ألفا فلما بلغ عبد الرحمن ذلك ركب إلى دمشق واستجار بمسلمة بن عبد الملك فشفع فيه عند أخيه فلم يقبل ورد إلى المدينة فتسلمه عبد الواحد فضربه وأخذ ماله حتى تركه في جبة صوف يسأل الناس بالمدينة وكان قد باشر نيابة المدينة ثلاث سنين وأشهرا وأشار عليه الزهري بسؤال العلماء فيما يشكل عليه, فلم يقبل ولم يفعل فأبغضه الناس وذمه الشعراء وكان هذا آخر أمره قال عمامة بن عمرو فيما حكاه عن الزبير بن بكار عنه كان عبد الرحمن بن الضحاك برا بقريش وكان يقول: أبغوني رجلا من قريش عليه دين أو له عيال فإذا دل عليه استعمله على بعض أعماله ثم قال له: من عال بعدها فلا أجبر قال: وكان يزيد بن عبد الملك قد ولاه بناء داره بالمدينة التي تعرف بدار يزيد فكان يرسل إلى قواعد القرشيات يشترين حمرا بدوية ثم يجعل تلك الحمر في نقل الحجارة واللبن والمدر ويعلقها ويعطيهن في كل حمار درهمين.
2461 - عبد الرحمن بن عباس: في ابن عياش.
2462 - عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصم: في ابن الأصم.
2463 - عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار: العمري المدني العدوي سمع أباه وزيد بن أسلم وأباه حازم الأعرج بن دينار ومحمد بن يزيد بن المهاجر وغيرهم, وعنه: الحسن بن موسى الأشيب وعبد الصمد بن عبد الوارث التنوري ويحيى القطان وأبو الوليد الطيالسي وعلي بن الجعد وآخرون, قال أبو حاتم: فيه لين وقال ابن معين: في حديثه عندي ضعف وقال ابن عدي: بعض ما يرو منكر لا يتابع عليه وهو ممن يكتب حديثه من الضعفاء وخرج له البخاري وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وقال ابن حبان كان البخاري ممن يحتج به في كتابه ويترك.
2464 - عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير بن العوام: القرشي الأسدي المدني يروي عن عائشة رضي الله عنها وعنه: ابن أخيه عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير قال الحسيني: لا يكاد يعرف وتعقبه شيخنا بأنه معروف وإنما وقع اختلاف من بعض الرواة في اسمه والمعروف "عباد" يعني: الماضي لا "عبد الرحمن" كما سنوضحه قال: وكان الحسيني جوز أن يكون عبد الله أخا لعباد ولكن الزبير بن بكار(2/133)
أعلم الناس بأنساب قريش خصوصا آل الزبير لم يكن يذكر في ولد عبد الله بن الزبير أحدا أسمه "عبد الله" ووقع في المسند من طريق ابن جريج عن موسى بن عقبة عن عبد الواحد بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها ومن طريق وهيب بن خالد وعبد الله بن المبارك كلاهما عن موسى بن عقبة عن عبد الواحد عن عباد بن عبد الله بن الزبير وكذا هو في صحيح مسلم وفي تاريخ البخاري وطبقات ابن سعد كلهم من طريق وهيب وعند أصحاب السنن غير أبي داود من طريق عبد الله بن المبارك قال: ويحتمل على بعد أن يكون عباد كان اسمه أولا عبد الرحمن, وكان يلقب عبادا فاشتهر بها حتى نسي عبد الرحمن والله أعلم.
2465 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: المازني الأنصاري المدني أحد الأخوة وغلبه مالك فقال: عبد الله بن عبد الرحمن يروي عن أبيه وعطاء بن يسار والزهري وعمر بن عبد العزيز وغيرهم وعنه: يزيد بن الهاد ويزيد بن خصيفة ومالك وابن عيينة وعدة وثقه أبو حاتم وابن حبان وخرج له البخاري وذكر في التهذيب.
2466 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد القاري: يأتي قريبا في ابن عبد.
2467 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عامر: أبو محمد وأبو عبد الله وأبو عثمان ابن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة القرشي التيمي شقيق عائشة رضي الله عنهما أمهما: أم رومان وهو أسن ولد أبيه وكان اسمه: عبد الكعبة أو عبد العزي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ذكره مسلم فيمن عد في المكيين أسلم في هدنة الحديبية وحسن إسلامه, وكان من أشجع الناس وأرماهم بسهم صالحا وشهد مع خالد بن الوليد اليمامة فقتل سبعة من أكابرهم وكان فيه دعابة مات بحبشي خارج مكة في سنة ثلاث وخمسين فحمل إليها فدفن بها ولما اتصل خبر موته بأخته ظعنت من المدينة حتى وقفت على قبره بالمعلات وأنشدت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل: لن نتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع: لم نبت ليلة معا
ولما قام مروان على المنبر ودعا ببيعة يزيد بن معاوية كلمه الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير بماله غير هذا المحل وقال له صاحب الترجمة: أهرقلية؟ إذا مات كسرى قام كسرى مكانه؟ لا نفعل والله أبدا فبعث له معاوية بمائة ألف درهم فردها وقال أبيع ديني بدنياي وخرج إلى مكة فمات بها رضي الله عنه وهو والد أبي عتيق محمد الذي ولد قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم وصار رابع أربعة صحابة في نسق.(2/134)
2468 - عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمرة: في ابن أبي عمرة بن علي.
2469 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: أبو القاسم العمري المدني من أهلها أخو قاسم يروي عن أبيه وعمه عبيد الله وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وغيرهم وعنه: سريج بن يونس وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن الصباح الجرجرائي والحسن بن عرفة وعتيق بن يعقوب وأهل المدينة وغيرهم واتفق على ضعفه بحيث مزق أحمد ما سمعه منه وقال أبو زرعة: متروك وقال أبو داود: ليس بثقة وقال الزبير بن بكار: ولي القضاء للرشيد مات في صفر سنة ست وثمانين ومائة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان.
2470 - عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أبو الخطاب الأنصاري السلمي المدني أحد فقهائها وأخو عبيد الله يروي عن أبيه وجده وعمه عبيد الله وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وعنه: الزهري ومحمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قيل: إنه كان أعلم قومه وأوعاهم وثقه النسائي ووقع في صحيح البخاري تصريحه بالسماع من جده [يأتي جده فيمن لم يذكر جده] مات فيما قال خليفة بن خياط في خلافة هشام بن عبد الملك وهو في التهذيب.
2471 - عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان: الزين الششتري المدني الشافعي محمد بن شرف الدين لازم الشهاب الأبشيطي في دروسه وكان خيرا يؤدب الأطفال في الحرمين ومات بالشام في خامس رجل سنة سبع وثمانين وثمانمائة.
2472 - عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن حسين: الزين المدني الشافعي سبط الشهاب أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الصبيبي ووالد محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن القطان ولد في عاشر المحرم سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وجود بعضه على الشريف الطباطبي وأربعين النووي والمنهاجين وألفية النحو وعرض على أبوي الفرج الكازروني والمراغي وابن الهمام حين كان مجاورا بالمدينة وبعضها على المحب المطري, ودخل القاهرة فعرض على العلم البلقيني والمحلي والسعد الديري وكذا دخل الشام وزار القدس والخليل ولازم في بلدة الشهاب الأبشيطي في الفقه والعربية والفرائض والحساب وكذا حضر عنده غيره وهو أحد المؤذنين.
2473 - عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد: المؤذن بالحرم النبوي الماضي أخوه(2/135)
ابراهيم شهد في مكتوب سنة إحدى وثمانين وسبعمائة [تقدم فيمن جده محمد بن أحمد] .
2474 - عبد الرحمن بن عبد: الششتري المدني كتب في محضر بعد الستين وثمانمائة.
2475 - عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف: أبو محمد الأنصاري الأوسي المدني من أهلها الضرير يروي عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعنه القعنبي وخالد بن مخلد وفليح بن سليمان وهو من أقرانه وجماعة قال يعقوب بن شيبة: ثقة وقال أبو حاتم: شيخ مضطرب الحديث وقال ابن سعد: كثير الحديث وكان عالما بالسيرة وغيرها وقال ابن معين: شيخ مجهول وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم وقال ابن حبان: يروي عن الحجازيين وعنه: أهل بلده مات سنة اثنتين وستين عن بضع وسبعين سنة وكان قد ذهب بصره وهو في التهذيب.
2476 - عبد الرحمن بن عبد المعطي بن مكي بن طراد: الوجيه الأنصاري الخزرجي المكي كان مليئا بحيث كان له ثمانون دارا بمكة وخدم بالحرم النبوي وفوض إليه وإلى ابن أخيه الشرف عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي سنة تسع وخمسين وستمائة: النظر في مصالح المسجد الحرام وأمر الأوقاف والربط بمكة ونحو ذلك وكتبته هنا لإرساله الخدم للمدينة.
2477 - عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة: أبو بكر الحزامي مولاهم المدني ويقال إنه ابن عبد الملك بن محمد بن شيبة وقد ينسب إلى جده فيقال: عبد الرحمن بن شيبة سمع ابن أبي فديك والوليد بن مسلم وأبا نباتة يونس بن يحيى المدني وعبد الله بن نافع الصائغ عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي وجماعة قيل: منهم مما توقف فيه هشيم بن بشير وعنه: البخاري والفضل بن محمد الشعراني وأبو زرعة وأبو معين الرازيان ومحمد بن يزيد الأسفاطي والربيع بن سليمان المرادي وغيرهم وثقه ابن حبان وقال: ربما خالف وضعفه ابن أبي داود وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم وقال أبو حاتم: كان يختلف إلى عبد العزيز الأويسي وهو شاب يكتب عنه فرآه أبو زرعة فذاكره بغرائب لم تكن عنده فسأله أن يحدثه فسمع منه قال أبو زرعة: ولم يكن بين موته وتحديثه كبير شيء وهو في التهذيب.
2478 - عبد الرحمن بن عبد الملك بن كعب بن عجرة: الأنصاري الآتي أبوه,(2/136)
والماضي ابن عمه سعد بن إسحاق بن كعب من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه سعد بن إساق سعد بن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2479 - عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الملك: القاضي تقي الدين بن جمال الدين بن رشيد الدين الهوريني القاهري الشافعي نزيل المدينة وقاضيها والد النور علي الآتي والد شيختنا أم هانىء بنت نور الدين علي وسبطة الفخر القاياتي وأم السيف الحنفي وإخوته ولد في سادس صفر سنة أربع وتسعين وستمائة وسمع من الحجار ووزيره: الصحيح وولي قضاء المدينة النبوية في سنة خمس وأربعين وسبعمائة ثم سافر منها إلى القاهرة مع الحجاج في السنة التي تليها ليقدح عينيه لكونه كف بصره ثم يعود فلم يتهيأ له وعزل بالبدر حسن بن أحمد القيسي في سنة ثمان وأربعين ثم أعيد بعد نحو عشر سنين في سنة تسع وخمسين واستمر حتى مات قال ابن فرحون: هو شيخ الإمام العلامة ولي القضاء والخطابة والإمامة بالمدينة: الشرف الأميوطي وقدمها في ذي الحجة سنة خمس وأربعين وكان من قضاة العدل انتهت إليه الرياسة والعقد ذو السياسة مع العلم الغزير والعقل الراجح الذي ليس عليه مزيد لم يرق المنبر أحسن منه صورة وشكالة وشيبة مع الهيبة العظيمة والقيام في الحق والنصرة للشرع واستنابني في الحكم عنه, فسست الناس وسددت الأحكام وجريت على الصلح فمال إلي أهل المدينة لاسيما وكنت لا آخذ شيئا في حكم ولا بيوت ولا وراثة بل ربما أعطي من أتحقق ضرورته من الغرماء فأعرضوا عن قضاة الإمامية واعتزلوهم وتركوا المحاكمة عندهم وتألموا من هذا بحيث اجتمعوا بالأمير طفيل وشكوا عليه انقطاع رزقهم بسبب ما كانوا يأخذونه في ذلك من الأخصام فقال لهم: إذا سكت عنكم وعن أحكامكم فلا تطلبون منه غيره وكذا قال لي القاضي نجم الدين مهنا بن سنان وكان أعلمهم وأرأسهم قطعت رزقنا ولم يزل ذلك دأبي معهم حتى ماتوا وهم أحياء ثم أن صاحب الترجمة كف بصره في أثناء السنة بسبب ماء نزل في عينيه فسافر إلى مصر مع الحجاج ليقدحهما ويعود, واستمريت نائبا عنه في سنة سبع وأربعين وشددت على الإمامية في نكاح المتعة ونكلت بفاعلها وحملت الناس على مذهب مالك وأخمدت نار البدعة وأظهرت نور السنة وعزرت من تكلم في الصحابة فلم يزد الناس إلا طاعة وإقبالا وأقام القاضي بمصر يعالج عينيه, فسعى عليه صهره الشرف الأميوطي وهو البدر حسن فعزل مع أن صاحب الترجمة كان يحب الإقامة بالمدينة رغبة في الوفاة بها فلم ترجع إليه صحة عينيه حتى خرج عنه المنصب فلما كان في حادي عشر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أعيد بعد انفصال شمس الدين بن السبع واستمر على عادته في فصل الأحكام وسياسة الأنام مقبلا على(2/137)
العبادة والاشتغال بما يقربه من الله تعالى وجريت معه على العادة في نيابة الحكم, وحاول الأمير جماز وكان استقر هو وإياه في هذه الولاية في وقت واحد - رجوع الإمامية إلى ما كانوا عليه وأذن ليوسف الصيرفي في الحكم بين الغرماء فظهرت كلمتهم وارتفعت رؤوسهم وكان ذلك سببا لقتله كما سبق في ترجمته قلت: وقد روى عنه الزين أبو بكر المراغي بالإجازة وقال ابن صالح: إنه كانت غيبته بعد ولايته الأولى: قدر عشر سنين وكان يسأل الله رجوعه إلى المدينة ليموت بها ويسأل من يعتقده من الناس في الدعاء له بذلك فأجيبوا ورد إلى أهل المدينة وبلغ مقصوده وجاء معه ولده القاضي نور الدين علي فهنأته بقصيدة وسردها وأولها:
يا أيها القاضي السعيد لك الهنا ... بالعود نحو المصطفى المزمل
واستمر حتى مات في أول سنة ستين وسبعمائة بالمدينة واستقر بعده التاج محمد بن عثمان الكركري وذكره المجد فقال: ولي قضاء المدينة في عام خمسين وأربعين فوردها بعلم غزير وفضل كثير وعقل مدبر ورياسة تصعد إلى الفلك الأثير وهيبة ترعب الجاهل الغرير ويتأدب معها العاقل الكبير ونصرة للشرع حيث لا معين ولا نصير وقيام في الحق ببأس يخضع له الفطن البصير مع الشكالة الصبيحة والشيبة المليحة واللهجة الفصيحة واستناب في الحكم القاضي بدر الدين بن فرحون, فقام به قياما صفى الملحون وصحح الملحون وأحال على وادي الإغاثة سيحون وجيحون, ثم أن القاضي تقي الدين أصيب ببصره بماء نزل عليه فتوجه إلى الديار المصرية ليقدح عينيه فسعى إليه فعزل وأضعف جل أمله عن العود إلى المدينة وهزل واستمر منفصلا إلى شهور سنة تسع وخمسين فهبت نسمة سعد أراحت عليه بكتاب التقنين والتعيين فأعيدت إليه الولاية ثانيا وصار لمجاني الأمانة بيد الظفر حاسيا, ووصل إلى المدينة فجاء الأمير جماز واستقر على عادته في الولاية محفوفا بالإكرام والإعزاز مزاح الهموم منفي الأحزان مراح الكرب مقبلا على الطاعة مشتغلا بالعبادة وما يتوسل به إلى الله من القرب ذكره شيخنا في درره.
2480 - عبد الرحمن بن عبد القاري: المدني من أهلها والقارة وعضل: إخوان من ذرية مدركة بن الياس ممن أتى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير, كما قاله أبو داود وذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين يروي عن عمر وأبي طلحة زيد بن سهل وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاريين وأبي هريرة رضي الله عنهم وعنه: ابنه محمد والسائب بن يزيد وهو من أقرانه وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله والأعرج والزهري وحميد بن(2/138)
عبد الرحمن وغيرهم, وهو من ثقات التابعين الكبار قال العجلي: مدني تابعي ثقة من كبار التابعين وخرج له الستة وذكر في التهذيب وثاني الإصابة قال ابن حبان في ثانية ثقاته: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الذي يقال له القاري من أهل المدينة وكان عامل عمر على بيت المال مات سنة ثمان وثمانين عن ثمان وسبعين سنة, وقال ابن سعد: توفي بالمدينة سنة ثمانين في خلافة عبد الملك وكذا أرخه غير واحد وقال الواقدي: له صحبة وكان على بيت المال زمن عمر وهو من جلة تابعي أهل المدينة وعلمائهم وأخرج البيهقي في "التشهد" من طريق ابن إسحاق: حدثني ابن شهاب وهشام بن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاري وكان عاملا لعمر على بيت المال قال العجلي: مدني تابعي ثقة وذكره مسلم وابن سعد وخليفة: في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وروى ابن وهب عن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن القاري عن أبيه قال: "أتي بعبد الله وعبد الرحمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رؤوسهما" فذكر قصة أوردها البغوي في معجم الصحابة.
2481 - عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: القرشي الأوي وأمه: جويرية بنت أبي جهل التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يتزوجها على فاطمة قطعت يده يوم الجمل فاختطفها نسر وفيها خاتمه فطرحها قيل: بمكة كما قاله صاحب المهذب وقيل: بالمدينة حكاه أبو موسى المديني وغيره وقيل: باليمامة قال ابن قتيبة وله شاهد وذكر النووي أنهم صلوا على يده بالمدينة ودفنوها وكان يقال له: يعسوب قريش سموه بيعسوب النحل وهو أميرها وهو مذكور في الصحابة لأبي موسى المديني وذكره الفاسي في العقد الثمين.
2482 - عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب بن الحارث: القرشي الجمحي الحاطبي المدني الآتي أبوه يروي عن أبيه وعمه وعنه: سعيد بن سليمان سعدوية الواسطي وأبو معمر القطيعي وزكريا بن يحيى بن صبيح وعثمان بن أبي شيبة وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند روى عن أبيه مناكير كثيرة وهو في اللسان.
2483 – عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: القرشي التيمي المدني ابن أخي طلحة بن عبيد الله وابن أخت عبد الله بن جدعان وكان يقال له: شارب الذهب له صحبة ورواية أسلم يوم(2/139)
الحديبية وقيل: يوم الفتح روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى أيضا عن عمه طلحة بن عبيد الله وعثمان وغيرهم, وعنه: بنوه عثمان ومعاذ وهند وسعيد بن المسيب وأبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ومحمد بن المنكدر وغيرهم وحديثه عند أهل المدينة ممن خرج له مسلم وذكر في التهذيب وأول الإصابة والفاسي قتل هو وابن الزبير في يوم واحد سنة ثلاث وسبعين ودفن بالحزورة.
2484 - عبد الرحمن بن عثمان بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم: الزين الكمال المكي الأصل الفارسكوري الحريري نزيل دمياط ممن أقام بالمدينة النبوية ستة أعوام ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بفارسكور ونشأ بها فقرأ القرآن على إبراهيم بن الفقيه يوسف وغيره وتلا على الزين بن عباس وجماعة ثم انتقل إلى أبيار فأقام بها مدة واجتمع بابن الزين فأخذ عنه ثم حج من القصير وأقام بالمدينة النبوية ستة أعوام ورجع إلى أبيار فأقام بها مدة ثم قطن دمياط من سنة خمس وخمسين وثمانمائة إلى أن مات ودخل اليمن والقاهرة وتعاني النظم ونظم الكثير لكن ربما يقع له فيه اللحن لعدم إجادته للعربية لقيته بدمياط فكتبت عنه قصيدة أولها:
مشهور قولي في هواك صحيح ... وغريب قولي في الغرام رجيح
وبسابق الود ائتلفت بلا حق ... من مستفيض الجفن فهو قريح
وكان إنسانا حسنا كثير الأدب قليل ذات اليد, مات....
2485 - عبد الرحمن بن صاحب تونس: أبي عصيدة ذكر ابن صالح فقال: الشيخ الصالح الفقيه العالم العامل أبو زيد ترك الدنيا معرضا عنها واشتغل بالعلم فانتفع به وجاء إلى الحرمين في تقشف وتقلل وتواضع كأنه بعض العوام وأقام بالمدينة..... ثم ارتحل إلى مكة ومات بها في عشر الخمسين وسبعمائة ظنا انتهى وتبعته في ذكره لقصر مدته في المدينة.
2486 - عبد الرحمن بن عطاء بن كعب: أبو محمد المدني الأصل المصري روى عن نافع وعبد الكريم أبي أمية يروي عنه عمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب يعتبر بحديثه إذا روى عن غير عبد الكريم أبي أمية قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وفرق ابن أبي حاتم بينه وبين الذي بعده وقال: سألت أبي عنه فقال: شيخ ولم يفرق البخاري والنسائي وابن حبان وابن سعد بينهما ولم يذكروا إلا واحدا وقول ابن يونس في تاريخ مصر إنه توفي بأسوان من صعيد مصر سنة ثلاث وأربعين ومائة يوافق قول ابن سعد في وفاته وقول ابن حبان في كونه مصريا دليل لكونهما واحدا.(2/140)
2487 - عبد الرحمن بن عطاء بن أبي لبيبة: هو الذي بعده.
2488 - عبد الرحمن بن عطاء: أبو محمد القرشي مولاهم المدني ابن بنت أبي لبيبة الذارع صاحب الشارعة أرض بالمدينة روى عن عبد الملك بن جابر بن عتيك ومحمد بن جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب وغيرهم وعنه: ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال والدراوردي وهشام بن سعد وحاتم بن اسماعيل وجماعة قال البخاري: فيه نظر وقال أبو حاتم: شيخ مجهول وقال النسائي: ثقة وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مصري أصله من أهل المدينة يعتبر بحديثه إذا روى عن غير عبد الكريم أبي أمية وقال الأزدي: لا يصح حديثه وقال ابن وضاح: كان رفيقا لمالك بن أنس في الطلب وقال ابن عبد البر: ليس عندهم بذلك وترك مالك والرواية عنه وهو جاره وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم مات - كما قال ابن سعد - سنة ثلاث وأربعين ومائة وهو في التهذيب.
2489 - عبد الرحمن بن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله: الأنصاري من أهل المدينة يروي عن أبيه عن جابر وعنه: يعقوب بن محمد الزهري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته, وأخرج البزار من حديث يعقوب عنه: أنه حدثه عن أبيه عن جابر قال: "لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مهاجرين فدخل الغار وفيه قصة أم معبد مختصرة" وقال: عبد الرحمن بن عقبة معروف النسب ولم يحدث عنه إلا يعقوب بن محمد انتهى وذكره شيخنا في زوائد التهذيب للفرق بينه وبين الذي بعده.
2490 - عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه بن سعد: الأنصاري المدني روى عن جده وله صحبة وعنه: ابن أخته أبو جعفر الخطمي له عنده حديث يأتي في الفاكه وهو في التهذيب.
2491 - عبد الرحمن بن أبي عقبة: الفارسي المدني مولى الأنصار روى عن أبيه وله صحبة روى عنه محمد بن يحبى بن حبان وداود بن الحصين ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي المراسيل له عندهما حديث يأتي في ترجمة أبيه وقال شيخنا وكذا ذكر أبو حاتم: إن محمد بن يحيى بن حبان روى عنه وهو في التهذيب.
2492 - عبد الرحمن بن علي بن خلف: الزين أبو المعالي الفارسكوري القاهري الشافعي ولد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة بفارسكور وقدم القاهرة فاشتغل بها قليلا وتفقه بالجمال الأسنوي والبلقيني وغيرهما, وسمع الحديث الكثير وكتب بخطة المليح كثيرا وارتفى في الفنون وبرع وتقدم في العربية وعمل شرحا على شرح العمدة لابن دقيق العيد في مجلدات جمع فيه أشياء حسنة ولكنه عدم(2/141)
وقفت على كراريس منه وفيه تحقيق ومتانة [ويستمد فيه من البلقيني كثيرا ولذا استعارها مني ولده الغلم البلقيني فضاعت في تركته. وتألمت لها كثيرا ورأيت بعض كراريس بغير خطه وفيه تبليغ بخطه لفتح الدين الباهي الحنبلي بالقراءة] وكان ذا حظ من العبادة والمروءة والسعي في حوائج الغرباء خصوصا أهل الحجاز وقد ولي قضاء المدينة النبوية بعد شهاب الدين السلاوي ولم تتهيأ له مباشرته بنفسه بل ناب عنه القاضي ناصر الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن صالح ثم لم يلبث أن عزل به قبل توجهه إليها وكذا استقر سنة ثلاث وثمانمائة في تدريس المنصورية بعد الصدر المناوي وفي نظر الظاهرية القديمة ودرسها فعمرها أحسن عمارة وحمد على ما كان من مباشرتها بنفسه بل ناب عنه القاضي وجاور بمكة وصنف بها تصنيفا يتعلق بالمقام مقام إبراهيم قال شيخنا: وكنت أوده ويودني وسمعت بقراءته وسمع بقراءتي ومات بالقاهرة في رجب سنة ثمان وثمانمائة عن ثلاث وخمسين سنة وأسفت عليه جدا وقد سئل في مرض موته: أن ينزل عن بعض وظائفه لبعض من يحبه من رفقته فقال: لا أتقلدها حيا وميتا وذكره المقريزي في عقوده.
2493 - عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن مشكور: القرشي المكي المحتد المدني المولد والمنشأ اشتغل بالعلم ونجب وكتب بخطه تلو كتابته النصف الأول من إعراب القرآن للسفاقسي وكان ختمة بالمدينة في سنة تسع وستين وسبعمائة وختم النصف الثاني في التي بعدها.
2494 - عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن القاضي زين الدين: أبو الفرج بن العلامة النور الأنصاري الزرندي المدني الحنفي القاضي ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية وأحضر بها في التي تليها علي الزين الأسواني شيئا يسيرا من آخر الشفاء فكان خاتمة من روى عنه مطلقا وسمع من العز بن جماعة "الفرج بعد الشدة" لابن أبي الدنيا وعلى قف بئر أريس القديم في جمادى الأولى سنة سبع وستين جزءا من حديثه ووصف في الطبقة: بالقاضي الأجل العالم وسمع على العز بن جماعة غير ذلك ومن الصلاح العلائي: الأول من مسلسلاته ومن الجلال عبد المنعم بن أحمد الأنصاري: أجزاء من السفينة الخرائدية الكبرى ومن الزين العراقي في آخرين كالبدر عبد الله بن محمد بن فرحون والعفيف اليافعي سمع عليهما بقراءة أبيه البخاري وقرأ هو بنفسه على الجمال أبي إسحاق الأميوطي وأجاز له في سنة سبع وأربعين فما بعدها ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر وابراهيم بن أحمد بن فلاح والأذرعي والعماد بن كثير ومحمد بن محمد بن يوسف البكري ويوسف بن محمد الأنصاري الدلاصي والكمال بن حبيب(2/142)
وأخوه الحسين ومحمد بن سالم بن ابراهيم المقدسي وابن قواليج ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة وخلق واشتغل في الفقه وغيره وتميز وشارك في فنون وولي قضاء الحنفية بالمدينة النبوية بعد أخيه أبي الفتح في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة, وفي "الأنباء" لشيخنا سنة أربع بدل ثلاث فالله أعلم واستمر حتى مات إلا أنه عزل مرة في سنة أربع وثمانمائة ثم أعيد وكذا ولي حسبة المدينة أيضا وكان عاقلا متوددا عزيز المروءة فاضلا وحدث بالصحيح وغيره قرأ عليه البخاري ابراهيم بن الجلال الخجندي وجزء جماعة الماضي أبو حامد محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد الحسيني الفاسي المكي المالكي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة والتقي بن فهد بالمدينة أيضا في التي قبلها وبمكة في التي بعدها أشياء وأحضر عليه ابنه النجم عمر, وذكراه في معجمهما وأخذ عنه ابن أخيه القاضي نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف - الآتي في آخرين, ومات في ربيع الأول سنة سبع عشرة وثمانمائة واستقر بعده ابن أخيه المذكور وقد ذكره شيخنا في سنة سبع وعشرين من "أنبائه" غلطا بعد أن ذكره على الصواب وقال: إنه حدثه بمسلسل التمر بالمدينة قال: ولم أضبط ذلك عنه وتفرد بالإجازة عن الزين رحمه الله قلت: وهو الذي جدد البئر التي اشتهرت بين المدنيين بزمزم على يمين الطريق السالك إلى العقيق رحمه الله.
2495 - عبد الرحمن بن عمار بن أبي زينب: التيمي المدني يروي عن القاسم بن محمد وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وروى ايضا عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعنه يزيد بن الهاد ويحيى بن سعيد القطان أثنى عليه ابن إسحاق خيرا وقال أحمد والنسائي: ثقة وهو في التهذيب.
2496 - عبد الرحمن بن أبي عمرة: النجاري الأنصاري المدني من أهلها القاص واسم أبيه: عمرو بن محصن وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن وقيل: أسيد بن مالك وقيل: يسير بن عمرو بن محصن وأمه هند ابنة المقوم بن عبد المطلب ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وهو يروي عن أبيه وله صحبة وهو عثمان كما في صحيح مسلم وأبي هريرة وعبادة بن الصامت وزيد بن خالد الجهني وعنه: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وشريك بن أبي نمر ومحمد بن يحيى بن حبان وهلال بن أبي ميمونة وزيد بن يزيد بن جابر وعثمان بن حكيم ومحمد بن ابراهيم بن المطلب وثقه ابن حبان ووثقه ابن سعد وقال: كان كثير الحديث وفي صحيح مسلم عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أن عبد الرحمن هذا كان قاصا بالمدينة وقال ابن أبي حاتم في المراسيل: ليست له صحبة قال شيخنا: وهو يفهم أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وقد ذكره مطين في الصحابة وأورد له حديثا وأورد له ابن السكن(2/143)
آخر وذكره ابن سعد فيمن ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكر المزي عبد الرحمن بن أبي الموال في الرواة عنه ليس بشيء إنما روى عن ابن أخيه المذكور بعده وهو في التهذيب وثاني الإصابة.
2497 - عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري: يروي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وعنه مالك في الموطأ قال ابن عبد البر: هو ابن أخي الذي قبله نسبه مالك لجده وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرة يروي عن عمه وعن أبي سعيد الخدري وما أظنه سمع منه وعنه عبد ربه بن خالد أخو عطاف وعبد الرحمن بن أبي الموالي وقال الداني في أطراف الموطأ: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري وهو في التهذيب للتمييز وكذا في ثالثة ثقات ابن حبان.
2498 - عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن عمه عبد الرحمن بن أبي عمرة وعنه: عبد ربه بن خالد العطاف.
2499 - عبد الرحمن بن عمرو بن الأصم: في ابن الأصم.
2500 - عبد الرحمن بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري: مات بالمدينة وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع.
2501 - عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن معاذ: الأنصاري من أهل المدينة يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنه: عاصم بن عمر بن قتادة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2502 - عبد الرحمن بن عمرو بن سهل: الأنصاري المدني وقد ينسب إلى جده ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين سمع سعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص وقيل إنه لقي عثمان وعنه: ابنه عمرو وطلحة بن عبد الله بن عوف ونافع والحارث بن عبد الله بن أبي ذباب وكان عامل الوليد بن عتبة على الصدقات وثقه ابن حبان قال شيخنا: ولم أر من نسبه أنصاريا وأظنه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك القرشي والد عبد الملك المقتول بالحرة ثم رأيت الدارقطني صرح بذلك وساق نسبه فقال: وجده هو أخو سهيل بن عمرو صاحب القصة في الحديبية قال: ومن نسب عبد الرحمن فقال: ابن عمرو بن سهيل يعني بالتصغير فقد وهم وقال ابن حزم: هو ثقة معروف وهو في التهذيب.
2503 - عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان بن عفان: القرشي الأموي المدني يروي عن زيد بن خالد الجهني وعنه: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والأكثر: أنه عبد الله لا عبد الرحمن وقد مضى.(2/144)
2504 - عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة: هو ابن أبي عمرة الماضي قريبا.
2505 - عبد الرحمن بن عمرو بن محصن: في ابن عمرة أيضا.
2506 - عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب: وهو عبد الرحمن الأوسط يكنى أبا شحمة ذكره شيخنا في ثاني الإصابة وهو الذي ضربه عمرو بن العاص الحد في الخمر بمصر ثم حمله إلى والده فضربه والده أدب الوالد وبعد أيام مات بالمدينة وأهل العراق يقولون: إنه مات تحت السياط وهو غلط.
2507 - عبد الرحمن بن عمير: في ابن أحمد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن عمير.
2508 - عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب: أبو محمد القرشي الزهري أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم والثمانية السابقين إلى الإسلام والستة أصحاب الشورى وخامس من ذكره مسلم في المدنيين وأحد من هاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وفي اسمه في الجاهلية خلاف ومولده بعد عام الفيل بعشرة سنين وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع وشهد المشاهد كلها روى عنه بنوه ابراهيم وحميد وعمرو ومصعب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك بن أوس بن الحدثان وأنس بن مالك ومحمد بن جبير بن مطعم وغيلان بن شرحبيل وآخرون ومناقبه كثيرة شهيرة تحتمل كراريس وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ولم يتفق ذلك لغيره وقال نيار الأسلمي عن أبيه: إنه كان ممن يفتي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رواه الواقدي وذكر المرزباني أنه ممن حرم الخمر في الجالهية قال شيخنا: في الصحيح ما يرد ذلك وكان على ميمنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقدمته إلى الجابية وعلى ميسرته في نوبة سريح وهو ممن أثرى وكثر ماله حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق فلما قدمت سمع لأهل المدينة رجة ثم تصدق بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله لما بلغه قول عائشة مما رقعته "أنه لا يدخل الجنة إلا حبوا" بل باع مرة أرضا بأربعين ألف دينار فتصدق بها وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم خمسمائة راحلة وأوصى لمن شهد بدرا فوجدوا مائة لكل رجل أربعمائة دينار وبألف فرق في سبيل الله ولأمهات المؤمنين وغير ذلك واقتسم نساؤه ثمنهن فكان ثلاثمائة وعشرين ألفا قال حفيده عمر بن أبي سلمة: صولحت امرأته "يعني جدته" من نصيبها ربع الثمن: على ثمانين ألفا وقال ابنه ابراهيم: مرض أبي فأغمي عليه فصرخت أم كلثوم فلما أفاق وقال: أتاني رجلان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين فقابلهما رجل فقال: لا تنطلقا به فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمه وقالت عائشة رضي الله عنها: "سقى الله عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل(2/145)
الجنة, أما أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لن يحنو عليكن بعدي إلا الصالحون" ولما بلغه ان عثمان كتب له العهد من بعده قام بين القبر والمنبر فقال: اللهم إن كان من تولية عثمان إياي هذا الأمر ما كان قبله فأتني فلم يعش سوى ستة أشهر وقال علي بن أبي طالب يوم مات: اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت زيفها مات عن خمس وسبعين سنة سنة اثنتين وثلاثين وصلى عليه عثمان بوصية منه ودفن بالبقيع رضي الله عنه وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2509 - عبد الرحمن بن عباس: ويقال عياش الأنصاري ثم السمعي المدني من أهلها القبائي يروي عن المدنيين ودلهم بن الأسود وعنه: عبد الرحمن بن المغيرة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في التهذيب.
2510 - عبد الرحمن بن عيسى السليماني قرأ بالمدينة في سنة ثلاث وستين وثمانمائة على الشمس محمد بن ابراهيم الخجندي ثم في التي بعدها على أبي السعادات بن الكازروني.
2511 - عبد الرحمن بن الغسيل: في ابن سليمان بن عبد الله.
2512 - عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: ابو محمد القرشي التيمي المدني الفقيه أحد الأعلام خال جعفر الصادق ولد في حياة عمة أبيه عائشة يروي عن أبيه وأسلم مولى عمر ومحمد بن جعفر بن الزبير وغيرهم وعنه: شعبة والسفيانان وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان والليث ومالك والأوزاعي وآخرون وكان إماما ورعا حجة افضل أهل زمانه بل قال ابن عيينة: سمعت أبا القاسم وما بالمدينة: يومئذ أفضل منه وقال ابن حبان: كان من سادات أهل المدينة فقها وعلما وديانة وفضلا وحفظا وإتقانا مات بالمدينة سنة ست وعشرين ومائة قيل: بالشام وقال غيره استوفده الوليد بن يزيد فقدم فأدركه الأجل يحوارن فمات بها في سنة ست وعشرين ومائة وقال الواقدي عن أبي الزناد: وهو قاصد إليه بالفدين من أرض الشام وكان ثقة ورعا كثير الحديث قال مصعب الزبيري: كان من خيار المسلمين وقال أحمد: ثقة ثقة ثقة وقال العجلي وأبو حاتم والنسائي: ثقة وذكر جماعة: انه مات سنة إحدى وثلاثين ومائة قال المزي: وهو وهم وهو في التهذيب.
2513 - عبد الرحمن بن أبي قراد بضم القاف وتخفيف الراء: قال ابن منده ويقال له: ابن الفاكه بالفاء وكسر الكاف بعدها هاء الأنصاري وقيل: السلمي صحابي ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين وقال أبو نعيم وابن منده وابن عبد البر: عداده في أهل الحجاز روى عنه عمارة بن خزيمة والحارث بن فضيل(2/146)
وحديثه عند النسائي من جهتهما وهو: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء فكان إذا أراد الحاجة" أبعد وسنده حسن وهو في الإصابة مطول.
2514 - عبد الرحمن بن قرط: صحابي من أهل الصفة سكن الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأسرى وعنه: سليم بن عامر وعروة بن رويم يقال إنه أخو عبد الله بن قرط الثمالي قال الدوري: قلت لابن معين: عبد الرحمن بن قرط أكان من أصحاب الصفة قال: هو هكذا انتهى وزعم الأزدي: أن عروة بن رويم تفرد بالرواية عنه وهو في التهذيب.
2515 - عبد الرحمن بن كعب بن مالك: أبو الخطاب الأنصاري السلمي المدني أخو سعيد وعبيد الله ومعبد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأبي قتادة الأنصاري وجابر وعنه: ابناه كعب وعبد الله وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وهو أكبر منه والزهري وسعد بن ابراهيم وهشام بن عروة وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز قال العجلي: تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال الهيثم بن عدي: مات في خلافة سليمان بن عبد الملك وكذا قال غير واحد منهم ابن سعد وزاد: هو ثقة أكثر حديثا من أخيه وذكره العسكري فيمن ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا وقال احمد بن صالح: لم يسمع الزهري منه شيئا إنما روى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب وكذا لم يذكره النسائي في شيوخ الزهري, إنما ذكره ابن أخيه حسب وهو في التهذيب وثاني الإصابة.
2516 - عبد الرحمن بن مبارك بن سعيد: السقاء بالحرم النبوي ويعرف بخادم الشهاب الصقلي لقيه الزين رضوان المستملي وأخبره: أنه سمع دلائل النبوة للبيهقي على التقي بن حاتم والعراقي والهيثمي: بقراءة النجم الباهي وأجاز لابن شيخنا وغيره في سنة خمس وعشرين وثمانمائة ومات بعد ذلك.
2517 - عبد الرحمن بن مجير بجيم محمد بن عبد الرحمن بن الخطاب: القرشي العدوي يروي عن أبيه: وسالم بن عبد الله بن عمر وعنه: ابنه محمد وثقه الغلاس وغيره وأبوه: اسمه عبد الرحمن أيضا قال ابن أبي حاتم: كان يتيما في حجر سالم روى عنه مالك بن أنس وابنه محمد وذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وقال: روى عنه أهل المدينة وقال ابن ماكولا: إنه لا يعرف في الرواة ثلاثة في نسق كلهم عبد الرحمن وغيره قال عبد الرحمن: ولهذا حفيد اسمه عبد الرحمن بن عبد الله ولي قضاء مصر في خلافة الرشيد.
2518 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس: العلامة(2/147)
التقي أبي الحرم بن الحافظ الجمال أبي عبد الله بن أبي جعفر الأنصاري الخزرجي المطري المدني الشافعي الماضي أبوه وأخوه والعفيف عبد الله والآتي ولده الرضي أبو حامد محمد وحفيده محمد بن الرضي ويعرف بالمطري ولد بمكة في عشية يوم الخميس سادس عشرى ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة له ذكر في أخيه وأنه المربي له والملزم له بالعكوف على من يرد بالمدينة من مشايخ العلم ولم يفارقه حتى مات وحصل علما وأفاد ودرس وتعلق بأهداب طريق والده ورياسته وخلف أخاه وأجاز له في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالروضة من بغداد: من ذكرته في ولده أبي حامد وسمع على أخيه في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة مسند الشافعي بالروضة ووصفه ابن سكر: بأقضى القضاة مفتي المسلمين ورزق أولادا نجباء أكبرهم أبو حامد المشار إليه رباه عمه وانفرد بتربيته وتعليمه فلو عاش له لحصل ببركته خيرا كثيرا ولم يخرج كما قال ابنه أبو حامد من المدينة إلا قبيل موته لضيق حال ألجأه إلى ذلك فمات يوم الاثنين عاشر جمادي الأولى سنة اثنتين وسبعين بحلب بعد إقامته فيها ثلاثا ودفن بمقابر الشهداء شرقا وكانت جنازته مشهورة نادى فيها الشيخ عمر التكروري: يا أهل البقيع حاكم عبد الرحمن يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجرى الدموع قاله الجمال أبو الربيع سليمان بن العلم داود المصري فيما نقله عن خط الشمس محمد بن محمد بن عمر البكري قال الجمال: وقلت في معناه:
يا أهل البقيع قضيت عمري ... ولم أبرح لخير الخلق جارا
وكنت أخاف إن قارقت موتي ... غريبا والذي حاذرت صارا
وسمعها منه بعد سنة خمس وسبعين: البكري المذكور وذكره شيخنا في درره فقال: تقي الدين الذي كان ماهرا في الفقه وقد تقدم ذكر أخيه العفيف عبد الله وقالوا: كان هذا أعلم بالفقه وذاك أعلم بالحديث مات سنة خمس وستين أو بعدها بحلب انتهى بل موته كما تقدم بعد هذا وأخوه هو الذي مات في هذا التاريخ كما تقدم في ترجمته وقال في الدرر أيضا.
2519 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الزين: الشيخ ناصر الدين أبي الفرج بن الزين العثماني المراغي المدني ولد في ... [ممن سمع بالمدينة] .
2520 - عبد الرحمن: وأمه أم ولد سوداء لأبيه ممن ختم القرآن وقرأ البعض من المنهاج عنه عمه الشيخ محمد وسمع عليه وكذا علي ولم ينجب سيما بعد موت عمه ودخل القاخرة حينئذ وقصدني بها وثبت هناك رشده ثم أعيد حين قدم المدينة الحجر عليه.(2/148)
2521 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: الأنصاري الحزمي المدني من أهلها يروي عن أبيه وعنه: يحيى بن حسان والواقدي قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وكذا روى عنه عطاف بن خالد قال البخاري: روى عنه الواقدي عجائب وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي.
2522 - عبد الرحمن بن محمد بن حمزة: العمري الجراني الأصل المدني الحجار سمع على النور المحلي سبط الزبير والجمال الكازروني وقد مضى بينهم أحمد وحمدة أبناء عم.
2523 - عبد الرحمن بن محمد بن سالم بن علي بن ابراهيم: الحضرمي الأصل المكي المولد والدار الماضي أبوه سمع منه الفخر النوري والسراج الدمنهوري: الموطأ قال ابن فرحون: إنه أنجب أولاد أبيه وأوسطهم كان فيه الحياء والأدب ومات سنة ست وستين وسبعمائة وتبعه القاضي.
2524 - عبد الرحمن بن محمد: ناصر الدين أبو الفرج بن التقي الكناني المدني قاضيها الشافعي وخطيبها والد أبي الفتح محمد الآتي وسط البدر عبد الله بن محمد بن فرحون المالكي ويعرف كأبيه بابن صالح ولد بالمدينة ونشأ بها فسمع من جده لأمه قطعة جيدة من "الأحكام الصغرى" لعبد الحق ومصنفه "ودرر المخلص" بين التقصي والملخص ومسلسلات ابن مسدي ومن العز بن جماعة: جزءا له في مسجد قباء ومن والده وجده لأمه والأمين بن الشماع وابراهيم بن الخشاب وعبد الرحمن بن يعقوب الكالديني "العوارف" للسهورودي والمجلس الحادي عشر من المعالي الحديثية ومن الزين العراقي: تخريج الأحياء له بقراءته وكذا في شرحه الألفية وسمع من المجد اللغوي قطعة من مؤلفه "الصلات والبشر" في آخرين وأجاز له في سنة خمس وستين وسبعمائة فما بعدها: الكمال بن حبيب وأخوه الحسين وابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر والتقي البغدادي وابن القارىء وابن عقيل وابن كثير والجمال بن عبد المعطي وأحمد بن سالم والعز بن المليجي والنور علي بن يوسف الزرندي القيراطي والشهاب الأزدي والعماد بن كثير وابن قاضي شهبة وآخرون وناب في الإمامة بالمدينة وكذا في القضاء بها بعد والده عن قضاة المدينة الشافعية: المحب النوري ثم الزين العراقي ثم الشهاب السلاوي ثم الزين الفارسكوري من القضاء تحدث الأمير.... باب السلطنة في ولايته فبعث إليه الظاهر برقوق بالخلعة والتوقيع فيها المدينة واجتمعوا مع صاحب المدينة لمخاصمته فبينما هم في ذلك إذ وردت ولايته في حادي عشر ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة من غير أن يكون لأحد من أهل المدينة شعور بذلك فقاموا جميعهم وهم في مجلس المخاصمة فهنأوه بولايته(2/149)
ومشوا في خدمته إلى داره وفيه ولايته القضاء والخطابة والإمامة ونظر المسجد النبوي وكان أول من ولي القضاء الأكبر من أهل المدينة ثم صرف بالجمال محمد بن علي النوري في سنة خمس ثم أعيد ثم صرف ببهاء الدين محمد بن محمد الدين الزرندي في جمادى الأولى سنة تسع ثم أعيد ثم صرف بالزين أبي بكر بن الحسن المراغي ثم ولي بعد موت أبي حامد الطوفي في سنة إحدى عشرة الخطابة والإمامة ثم أضيف إليهما القضاء نيابة عن الجمال الكازروني ولي القضاء في ثامن عشر ذي القعدة سنة اثنتي عشرة ثم عزل به في سنة أربع عشرة ثم أعيد سنة خمس عشرة واستمر إلى أن مات في ليلة السبت سابع عشر من صفر سنة ست وعشرين وثمانمائة بالمدينة النبوية وصلى عليه بالروضة المنيفة ودفن بالبقيع بعد ابنه أبو الفتح محمد وقد ذكره شيخنا في درره وقال: كان مزجي البضاعة وحدث قليلا روى عنه ولده وقرأ عليه التقي بن فهد في سنة اثنتي عشرة وأجاز لأبي الفرج المراغي حين عرض عليه.
2525 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القاري المدني: حليف بني زهرة الآتي أبوه روى عن أبيه وعمه ابراهيم وعمر بن عبد العزيز وعنه: ابنه ويعقوب الاسكندراني ومالك وسفيان بن عيينة وجماعة وثقه ابن معين ثم ابن حبان.
2526 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن هادي بن محمد: الصفي أبو الفضل بن النور الحسيني الآيجي ثم المكي الشافعي ويعرف بالسيد صفي الدين ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بأيج من بلاد العجم ونشأ بها وأمه: ابنة الشيخ الصالح المقتفي لآثار السلف الشرف محمود بن أبي بكر بن كمال الداركاني القربي الشيرازي الشافعي ابن أخت ناصر الدين أنس الذي أخذ عنه العلاء بن العفيف أخي صاحب الترجمة وسمع الحديث من والده وأجاز وأخذ عنه وعن غيره العلوم والتصوف ولازم الزين الخوافي كثيرا وبه تخرج واشتهر بالعلم والصلاح وصنف ونظم قليلا واخذ عنه غير واحد وأجاز ثم تورع عن الرواية ودخل بلاد الشام وحلب واجتمع بعلمائها وحج ست حجات وجاور مرتين وكذا جاور بالمدينة وزار بيت المقدس وكان ذا زهد وورع وانجماع واتباع للسنة وكرامات جليلة ومداومة للتلاوة وشهود الخمس مع الجماعة حتى بعد كبر سنة واستيعاب ما بين المغرب والعشاء بالصلاة ويصوم السنة إلا شهرا واحدا حتى لا يدخل في صوم الدهر وصنف في اعتقاد أهل السنة رسالة وعمل على "منازل السائرين" وغيره حواشي مات بمكة في جمادى الأولى سنة اربع وستين وثمانمائة ودفن بالمعلاة رحمه الله ونفعنا به.(2/150)
2527 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي القاسم: ابن فرحون البدر بن القاضي المحب أبي عبد الله اليعمري المدني المالكي أخو عبد الله الماضي سمع نسخة أبي مسهر على العلم أبي سليمان بن أحمد السقا.
2528 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله: يروي عن إبراهيم بن يزيد التيمي وعنه: ابراهيم بن محمد أبو يحيى قال الحسيني: مجهول قال شيخنا ذكره ابن حبان في ثالثة الثقات: عبد الرحمن بن محمد بن أبي عتيق روى عن أبيه وعنه: سليمان بن بلال وأهل المدينة فأظنه هذا فابراهيم من طبقة سليمان بن بلال وابن أبي عتيق مدني مشهور في التابعين وله نوادر مذكورة مع عائشة وابن عمر وغيرهما واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر.
2529 – عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث: في ابن أبي الرجال.
2530 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد: العثماني الأموي القاهري أخو أحمد بن أبي الفتح الماضي ذكر فيه.
2531 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله: أبو سبرة المدني نزل الكوفة يأتي في الكنى.
2532 - عبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن اسماعيل الكناني المدني الشافعي: حفيد الماضي قريبا سمع على أبي الفتح المراغي وناب عن بني عمه في الخطابة والقضاء حين غيبتهم في الحج غالبا وكذا في الإمامة مع وجوهها كثيرا وجال في الأسفار: القاهرة والشام والروم وغيرها طلبا للرزق ولم يظفر بطائل ولم يكن محمودا وقد أقدم قائم الفقيه المحمدي شيخ الخدام على ضربه ومات سنة إحدى وتسعين وثمانمائة وترك أولادا منهم: تقي الدين محمد مقيم بالعجم ومعين الدين محمد يأتي وشقيقه عنايات واختين من أبيه وهما شقيقتان تزوج بإحداهما قاسم المغربي ومات عنها وترك أولاده منها فخلفه عليها عبد الله الفاكهي والأخرى واسمها ست الحسن تزوج بها الجمال محمد بن عبد العزيز الفيومي واستولدها زين الحرمين وفارقها فتزوجها مملوك ابن عمها ابراهيم بن صالح واستولدها.
2533 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن: أبو سبرة المدني متأخر حدث بالكوفة عن مطوف بن عبد الله بن اسماعيل بن أبي أويس وإسحاق بن محمد الفروي وعنه: محمد بن الحسين الخثعمي وابراهيم بن محمد العمري وأحمد بن جعفر بن(2/151)
أصرم البجلي وآخرون له أحاديث مناكير كأنه وهم فيها.
2534 - عبد الرحمن بن الجمال أبي الخير محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي: القرشي العدوي الحراني المدني الحنبلي الآتي أبوه وأعمامه ويعرف كسلفه بابن الحجار سمع على ابن صديق مع أبيه.
2535 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي عتيق: مضى قريبا فيمن جده عبد الله فعبد الله اسم أبي عتيق.
2536 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الناصر: الزين أبو محمد الصبيبي البانياسي نزيل الحرمين ولد سنة ثلاثين وسبعمائة بالصبيبة وسمع من الصلاح العلائي السقا: سباعيات عبد المنعم الفراوي ومن الشيخ خليل المالكي الجمعة للنسائي ومن عبد الرحمن بن يعقوب الكالديني ومحمد بن محمد بن يحيى الخشني بعض عوارف المعارف للسهروردي ورفيقا للزين المراغي: من ابن سبح والبدر بن فرحون صحيح البخاري في سنة سبع وخمسين وسبعمائة بالمدينة وروى عنه بالإجازة: التقي ابن فهد وابنه وهو في معجميهما ولم تؤرخ وفاته.
2537 - عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد: المخزومي القرشي من أهل المدينة يروي عن أبيه عن جده عن أبي سلمة وعنه: يعقوب بن محمد الزهري قال ابن حبان في ثالث ثقاته ورابعها.
2538 - عبد الرحمن بن الكمال محمد بن الشمس محمد بن عبد الرحمن بن علي: الزين الكمال إمام الكاملية القاهري الشافعي ممن أقام بالمدينة سنين في نوبات واستأجر في بعضها مسقفات السلطان وكذا الحمام مدة سنتين من شيخ الخدام شاهين ولد بالقاهرة ونشأ بها في ظل أبيه وحج مع أبيه وزار بيت المقدس والخليل وسمع هناك على التقي ابن فهد والتقي القلقشندي ثم تكرر حجه بعد ومجاورته سنين واشتغل عند الزين زكريا والمسيري [وفهمه بالنسبة لأخويه فهو أفهمهم] ولما انتزع له جوهر المعيني مشيخة دار الحديث الكاملية رتب هذا في إلقاء صورة درس وحضر معه بعض المشايخ العبادي والبقاعي وغيرهما ثم صار بستنيب إلى أن أعرض عنها بدراهم لابن النقيب [وقيل ما سرت من حرم إلا إلى حرم] ثم انقطع بالمدينة وتزوج بها وولد له ثم توجه إلى القاهرة وحده فقدرت وفاته بعد المصنف في سنة ثلاث وتسعمائة وتفاتن هو وأخوه احمد وكان بمكة سنة ثمان وتسعين وكان جل إقامته بها يمشي على عكاز لعارض اقتضاه ورجع مع الموسم وترك زوجته وابنه واخوه ممن طلع مع الركب وتخلف سنة تسع وتسعين فلم يسال عنهما وبالجملة فهو أحسن من ذاك بكثير.(2/152)
2539 - عبد الرحمن بن القاضي بهاء الدين محمد بن المحب محمد بن علي بن يوسف: الزرندي المدني الشافعي ابن عم عبد الباسط ومعاذ ممن سمع في البخاري سنة سبع وثلاثين على الجمال الكازروين ووصفه القاري وقرأه على أبي الفرح المراغي سنة ثمان وأربعين وثمانمائة.
2540 - عبد الرحمن بن محمد بن محمود بن عادل الزين ابن أبي السعادات الحسيني المدني الحنفي: اخو عبد الله الماضي ويعرف كسلفه بابن عادل ممن سمع علي الشمائل النبوية وغيرها بالروضة النبوية سنة ثمان وتسعين وفيه سكون وحشمة.
2541 – عبد الرحمن بن محمد: أبو سيرة فيمن حده عبد الرحمن بن عبد الله.
2542 - عبد الرحمن بن محمد المدني: يروي عن السائب بن يزيد قال الذهبي في الميزان: نكرة لا يعرف قال شيخنا في لسانه: ذكره المزي في الرواة عن السائب بن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي وحميد بن عبد الرحمن الزهري والجعيد بن عبد الرحمن والثلاثة مدنيون فلعل هذا أحدهم تحرف اسمه وأخلق به أن يكون الجعيد.
2543 - عبد الرحمن بن محمود العجمي الحنفي: حفظ القرآن وحنفه زوج أخته الشمس محمد بن يوسف الحليمي وأقرأه هو وكل من أخويه عبد الرحيم وعبد اللطيف في المذهب مع أن أباهم كان شافعيا كما سيأتي في الحليمي.
2544 - عبد الرحمن بن المرفع: سكن مكة والمدينة وروى عنه أبو يزيد المدني ذكره صاحب الاستيعاب.
2545 - عبد الرحمن بن مسعود بن نيار: الأنصاري المدني يروي عن سهل بن أبي حثمة وعنه: حبيب بن عبد الرحمن المدني قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقال البزار: معروف وقال ابن القطان: لا يعرف حاله وروى جعفر بن أياس عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة في فضل الحسن والحسين قال المزي: فلا أدري أهو هذا أو غيره وهو في التهذيب.
2546 - عبد الرحمن بن مسلمة: ويقال ابن المنهال بن مسلمة ويقال ابن سلمة أبو المهال المدني يروي عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء وروى عنه: قتادة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
1547 - عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل: أبو المسور الزهري المدني الفقيه ووالد أبي بكر الآتي وجعفر الماضي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين سمع أباه وسعد بن(2/153)
أبي وقاص وأبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه جعفر وجعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري وحبيب بن أبي ثابت والزهري وكان ثقة قال ابن حبان في ثالثة ثقاته: روى عنه أهل المدينة قال ابن سعد: أمه أمة الله ابنة شرحبيل بن حسنة بن عبد الله بن المطاع مات بالمدينة سنة تسعين زاد ابن سعد: وكان قليل الحديث وهو في التهذيب.
2548 - عبد الرحمن بن مشكور: القرشي الأصل المدني مؤذن الحرم النبوي يقال له عبيد مات في سنة سبعمائة ذكره ابن فرحون.
2549 - عبد الرحمن بن مشنو: ذكره ابن شبة أنه كانت له دار بالمدينة.
2550 - عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب: أبو عبد الله العدوي المدني أخو عبد الله روى عن خاله نوفل بن معاوية الديلمي وعنه: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ذكره الزبير بن بكار في أولاد مطيع قال: وأمهم أم كلثوم إبنة معاوية بن عروة وذكره ابن حبان في الصحابة ووهم في سياق نسبه وكذا ذكره ابن منده في معرفة الصحابة وعاب ذلك عليه أبو نعيم وقال: عداده في التابعين وهو في التهذيب.
2551 - عبد الرحمن بن متعب: أبو مروان الأسلمي يأتي في الكنى.
2552 - عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث: أبو الحويرث المرادي حليف بني نوفل بن عبد مناف الزرقي الأنصاري المدني من أهلها شهد جنازة جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وروى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب وحنظلة بن قيس الزرقي ومحمد بن جبير بن مطعم وأخيه نافع وغيرهم وعنه: الثوري وشعبة والثوري وسفيان ومحمد بن مطرف وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ومعن بن عيسى القزاز وغيرهم قال مالك: ليس بثقة وأنكر أحمد قول مالك وقال: قد روى عنه شعبة وسفيان ولكن قال أبو داود قال مالك: قدم علينا سفيان فكتب عن قوم يرمون بالتخنث يعني: أبا الحويرث منهم وقال العقيلي: وثقه ابن معين وقال ابن عدي: ليس له كثير حديث ومالك أعلم فإنه مدني لم يرو عنه شيئا وقال ابن معين: لا يحتج به وغيره لين وقال أبو داود: كان يخضب رجليه وكان من مرجئي أهل المدينة وقال النسائي: ليس بذلك وقال ابن حبان في ثانية ثقاته: يروي عن ابن عباس وعنه الناس مات في سنة ثلاثين ومائة وقال في الثالثة: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وقال ابن أبي عاصم: سنة ثمان وعشرين وفي موضع آخر: ثلاثين وكذا أرخه ابن نمير وهو في التهذيب.
2553 - عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب: من أهل المدينة يروي عن أبيه(2/154)
وعنه: ابنه محمد قاله ابن حبان ثالثة ثقاته.
2554 - عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حكيم بن حزام: أبو القاسم الأسدي الحزامي المدني يروي عن أبيه ومالك وعبد الرحمن بن عياش السمعي والدراوردي وغيرهم وعنه: ابراهيم بن المنذر الحزامي وابراهيم بن حمزة الزبيري وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ويعقوب بن محمد الزهري والزبير بن بكار وآخرون وثقه ابن حبان وغيره وقال الدارقطني: صدوق وذكر في التهذيب.
2555 - عبد الرحمن بن مقاتل: أبو سهل التستري من أهل المدينة سكن البصرة وهو خال القعنبي يروي عن مالك وعبد الرحمن بن أبي الموال وعبد الله بن عمر العمري وإبراهيم بن سعد وعبد الملك بن قدامة وعنه: أبو داود وعلي بن عبد العزيز البغوي ومعاذ بن المثنى وأبو خليفة الجمحي وعمران بن عبد الرحيم الأصبهاني قال أبو حاتم الرازي: صدوق ووثقه ابن حبان وقال: مستقيم الحديث وذكر في التهذيب.
2556 - عبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي: يأتي في الكنى.
2557 - عبد الرحمن بن مهران: أبو محمد المدني مولى الأزد ويقال: مولى مزينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وابن حبان في الثانية وقال: مولى أبي هريرة يروي عن أبي هريرة وعنه: سعيد المقبري والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ثم أعاده وقال: مولى بني هاشم من أهل المدينة وقد روى أيضا عن مروان الأسلمي وعنه: ابنه محمد بن سعيد المقبري وسعيد الجريري ونافع بن سليمان والوليد بن كثير قال أبو حاتم: صالح وقال أبو الفتح الأزدي: مجهول وقال الدارقطني: شيخ مدني يعتبر به وهو في التهذيب.
2558 - عبد الرحمن بن مهران: المدني مولى بني هاشم روى عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان وعمير مولى ابن عباس وعنه: محمد بن أبي ذئب ذكره ابن حبان في الثقات وقال الأزدي: فيه وفي شيخه عبد الرحمن بن سعد نظر وهو في التهذيب.
2559 - عبد الرحمن بن أبي الموال: أبو محمد المدني من أهلها مولى آل علي بن أبي طالب وقيل: هو ابن زيد بن أبي الموال روى عن محمد بن كعب القرظي وأبي جعفر محمد بن علي وعبد الرحمن بن أبي عمرة ومحمد بن المنكدر وطائفة وعنه: الثوري مع تقدمه والقعنبي وخالد بن مخلد ويحيى بن يحيى التميمي وعبد العزيز الأويسي وقتيبة بن سعيد وآخرون قال ابن خراش: صدوق آذاه المنصور(2/155)
وضربه ضربا شديدا ليدله على محمد بن عبد الله بن حسن وسجنه مدة وكان من شيعتهم وقال أحمد: لا بأس به وكان محبوسا في المطبق حين هرب هؤلاء وقال ابن معين: صالح وقال الترمذي والنسائي وأبو داود: بل وابن معين في رواية ثقة وقال ابن زرعة: لا بأس به صدوق وقال ابن حبان في الثقات: يخطىء وقال ابن عدي مستقيم الحديث والذي أنكر عليه حديث الاستخارة وقد رواه غير واحد من الصحابة كما رواه ابن أبي الموال انتهى وقد جاء من رواية أبي أيوب وأبي سعيد وأبي هريرة وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم وليس في حديث أحد منهم ذكر "الصلاة" إلا في حديث أبي أيوب ولم يقيده "بركعتين" ولا بقوله: "من غير الفريضة" وقد خرج البخاري حديث الاستخارة مات سنة ثلاث وسبعين ومائة وهو في التهذيب.
2560 - عبد الرحمن بن نضلة الدؤلي: عداده في أهل المدينة يروي المقاطيع وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2561 - عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة: أبو النعمان الأنصاري المدني يروي عن أبيه وسليمان بن قتة البصري ومحمد بن كليب الأنصاري وعنه: الفضل بن دكين وعلي بن ثابت وأبو نعيم قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في التهذيب.
2562 - عبد الرحمن بن النعمان: المدني من أهلها يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري وعنه: الأوزاعي قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2563 - عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان: أبو داود وقيل أبو حازم الأعرج المدني مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال: مولى ربيعة بن الحارث يكنى أبا داود سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري وعبد الله بن مالك بن بحينة وطائفة كأبي سلمة بن عبد الرحمن وعمير مولى ابن عباس وكان ثقة ثبتا عالما بأبي هريرة يكتب المصاحف ويقرىء القرآن روى عنه الزهري وأبو الزناد وصالح بن كيسان ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن لهيعة وخلق سئل ابن المديني عن أعلى أصحاب أبي هريرة؟ فبدأ بابن المسيب وجماعة وأن هذا دونهم وهو ثقة وعن أبي النضر كان عالما بالأنساب والعربية وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وقال غيره: انتقل في آخر أيامه إلى مصر وتوفي غريبا باسكندرية سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح.
2564 - عبد الرحمن بن أبي هريرة الدوسي: أخو المحرر الآتي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.(2/156)
2565 - عبد الرحمن بن الهضاض: في ابن صامت وقال بعضهم: هضهاض.
2566 - عبد الرحمن بن هنيدة: ويقال ابن أبي هنيدة القرشي العدوي المدني مولى عمر ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وكان رضيعا لعبد الملك بن مروان يروي عن ابن عمر وعنه: الزهري قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ووثقه أيضا أبو زرعة وأبو داود وهو في التهذيب.
2567 - عبد الرحمن بن ياقوت: المدني المؤذن الفقيه كان كبير القدر في القراءة مع حسن الصوت وسلامة الصدر وحسن الخلق والكرم الزائد في الحضر والسفر وامتحن على يد شيخ الخدام شرف الدين الخزنداري فإنه كان لصداقته معه واختصاصه به سافر معه إلى القاهرة فبينما هما نائمان في بيت قام هذا من نومه لدهشة اختل فيها عقله فأخذ السيف وضرب به شرف الدين ضربة فأخطأته فأمسكه وقيده حتى زال الاختلال عنه ثم سعى شرف الدين عليه إلى أن سجن في سجن أولي الجرائم الكبار ثم قيد ودام كذلك مدة, وشرف الدين لا يقبل فيه شفاعة مع مسكنته وضعف بنيته وكونه كثير الصوم والعبادة والتلاوة إلى أن سخر الله له من أطلقه وأرسله إلى الحجاز فلما وصل الشرف إلى المدينة تتبعه في وظائفه وفي نفسه وعياله وسعى عند امرائها ليخرجوه منها فلم يطيعوه في ذلك وكذا منعه من دخول القاهرة واستمر الحال كذلك إلى أن طالت المدة ونسيت القضية وعاش هو بعد الشرف إلى أن مات في..... ذكره ابن فرحون في الشرف الخزنداري وكذا وصفه المجد في ترجمة الشرف الخزنداري بالشيخ العالم المقرىء الكبير الشأن وساق الحكاية قلت: وأظنه الذي سمع على العفيف المطري سنة تسع وأربعين وسبعمائة الجزء الذي خرجه له الذهبي.
2568 - عبد الرحمن بن يامين المدني: يروي عن أنس بن مالك وعنه: أبو العلاء عبد الرحمن قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقال البخاري: كوفي منكر الحديث وقال أبو زرعة: ليس هو بالقوي وهو مقل روى عنه أيضا: أبو يحيى الحماني ويونس بن بكير وروى أيضا: عن سعيد بن المسيب والزهري ونافع. قال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في الضعفاء وساق له العقيلي عن أبي جعفر البقر عن أبي الحنفية عن علي رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر" أخرجه عن يحيى الحماني عن أبيه عنه. وقال: إنه شيخ كوفي وقال الدارقطني في المؤتلف: له عن سعيد بن المسيب أحاديث لا يتابع عليها والأصح: أن اسم أبيه "آمين" يعني بمد الهمزة وذكره الذهبي في الهمزة لكن آخره عن محله إذ محله من جهة الترتيب أن يكون قيل ابن ابراهيم.(2/157)
2569 - عبد الرحمن بن يحيى بن خلاد: الزرقي من أهل المدينة يروي عن المدنيين وهو الذي يروي عن عبد الله بن أنيس إن كان سمع منه روى عنه حسين بن عبد الله بن ضميرة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في الميزان ولسان الميزان.
2570 - عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد: المدني العذري يروي عن مالك بن أنس ضعفه الدارقطني وقال مرة: ليس بالقوي وكذا ضعفه غيره وهو في الميزان ولم يسم جده بل قال: عبد الرحمن بن يحيى العذري عن مالك وغيره قال العقيلي: مجهول لا يقيم الحديث وساق له حديثين وأخرج الدارقطني في غرائب مالك أحدهما واستنكره وروى له أحاديث أخر وقال: إنه تفرد بها عن مالك قال: وروى عنه أيضا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي وأورد له الحاكم أبو أحمد حديثا عن يونس بن يزيد الأيلي وقال: لا يعتمد على روايته وقال الأزدي: متروك لا يحتج به وروى له عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن شداد بن أوس – رفعه – "الوضوء شطر الإيمان والسواك شطر الوضوء" وهي زيادة منكرة.
2571 - عبد الرحمن بن يحيى بن عفيف القسنطيني المدني: كان قريب في الستين وثمانمائة.
2572 - عبد الرحمن بن يحيى بن موسى بن ابراهيم بن عبد الله: الزين القسنطيني المدني المالكي أخو الأحمدين الماضيين والآتي أبوهم أسمعه معه على البدر بن فرحون في "الأنباء المبينة" في سنة سبع وستين وسبعمائة ثم علي الزين العراقي في سنة تسع وثمانين: مصنفة في قص الشارب.
2573 - عبد الرحمن بن يحيى المدني: فيمن جده سعيد يأتي قريبا.
2574 - عبد الرحمن بن يزيد بن جارية: أبو محمد الأنصاري من بني عمرو بن عوف المدني أخو مجمع وابن أخي مجمع بن جارية وأخو عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ولد في العهد النبوي وحدث عن عمه مجمع بن جارية وأبي لبابة بن عبد المنذر وخنساء ابنة خذام روى عنه: القاسم بن محمد وابن أخيه يعقوب بن مجمع بن جارية وغيرهم والزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل قال الأعرج: ما رأيت بعد الصحابة أفضل منه وقال ابن سعد: كان قديما ولي قضاء المدينة لعمر بن عبد العزيز وهو ثقة قليل الحديث ووثقه الدارقطني وغيره وقال ابن خلفون: هو أجل من أن يقال فيه ثقة وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: يقال إنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأمه: جميلة ابنة ثابت بن أبي الأفلح روى عنه أهل(2/158)
المدينة وكذا ذكره العسكري فيمن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ثمان وتسعين كما للأكثر وقيل ثلاث وتسعين وهو في التهذيب.
2575 - عبد الرحمن بن يزيد بن الحارث مات بالمدينة.
2576 - عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: رأيته في نسخة من ثالثة تابعي المدنيين لمسلم.
2577 - عبد الرحمن بن يسار: أبو مزرد المدني أخو أبي الحباب سعيد ووالد معاوية يروي عن أبي هريرة في حب الحسن وعنه ابنه معاوية.
2578 - عبد الرحمن بن يسار: أخو إسحاق وموسى ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2579 - عبد الرحمن بن يعقوب: الجهني مولى الحرقة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال ابن حبان: الحرقي مولى جهينة وجهينة من الحرقة عداده في أهل المدينة انتهى روى عن أبيه وأكثر عن أبي هريرة وكذا روى عن أبي سعيد الخدري وابن عباس روى عنه: ابنه العلاء ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمر بن حفص بن ذكوان ومحمد بن عجلان وسالم أبو النضر ومحمد بن عمرو بن علقمة وغيرهم قال النسائي: ليس به بأس وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وهو في التهذيب.
2580 - عبد الرحمن بن يوسف بن ابراهيم بن علي: العلامة النجم أبو القاسم وقيل أبو محمد الأصفوني الشافعي ولد في سنة سبع وسبعين وستمائة بأصفون بلدة من الأعمال القوصية وتفقه بأسنا على البهاء القفطي وقرأ القرآن وسكن قوص وانتفع به كثيرون وحج مرات من بحر عيذاب آخرها سنة ثلاث وثلاثين فأقام بمكة حتى مات في ثاني عيد الأضحى سنة خمسين وسبعمائة ودفن بباب المعلاة قال الأسنوي: برع في الفقه وغيره كان صالحا سليم الصدر يتبرك به من يراه من أهل السنة والبدعة اختصر الروضة وصنف في الجبر والمقابلة قلت: وسيأتي باقي ترجمته في الألقاب.
2581 - عبد الرحمن: أبو يزيد التونسي المؤذن قال ابن صالح: هاجر إلى الحرمين في آخر عشر الخمسين وجاور بالمدينة معلما للأبناء مع سلامة الصدر والتعبد والاجتهاد في عبادته والانجماع عن الناس وربما قصد مسجد قباء وأحيى ليلة بالقيام والتلاوة ثم انتقل إلى مكة فجار بها على خير وتوفي هناك قلت: ورأيت في سلسلة الشاذلية عبد الرحمن أبو زيد الشريف المدني الزيات أخذ عن التقي الصوفي عرف بالفقير - بالتصغير - من الفخر الشاذلي وهذا أصح من قول القائل: إنه شيخ(2/159)
للشريف عبد السلام بن مشيش شيخ لأبي الحسن الشاذلي على ما تحرر وبالجملة فكانه هذا.
2582 - عبد الرحمن: مولى فكهم بالفتح وقيل: بالضم ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2583 - عبد الرحمن بن الأصم: في ابن الأصم.
2584 - عبد الرحمن المؤذن: خال محمد بن صالح الآتي له ذكر في الجمال محمد بن أحمد المطري وهو والد محمد وأخو محمد ممن أذن جميعهم رحمهم الله ذكره ابن صالح.
2585 - عبد الرحمن بن الجبرتي: قال ابن فرحون: هو الشيخ الصالح الولي الرباني كان من أرباب القلوب والكرامات وفي طول إقامته بالمدينة يخرج إلى البرية بعد صلاة الصبح فما يعرف إلى قرب الغروب ولا يعلم أحد مكانه لكونه كل يوم في مكان وقل أن كان يرى بالمدينة نهارا هروبا من الاختلاط بالناس ويخبر أحيانا بالمغيبات وكان يقول لبعض من يأنس به ويحبه: يا فلان ألا تعطيني كذا فيخرج الرجل بقوله: فإذا أعطاه شيئا امتنع وقال: إلى وقت آخر إن شاء الله ويؤانس أصحابه بأنواع ذلك وكان رحمه الله يقول: إنه من ذرية النجاشي الذي كان في الزمن السابق وإنه من بيت الملك ببلاده فخرج عن ذلك وصار إلى صحبة الصالحين وكان بينه وبين العفيف اليافعي شياخات في ظاهر المدينة ويحكى أنه اتفق له معه فيها كرامات وذكره المجد فقال: المجذوب المسلوب المعدود من أحياء القلوب وأصحاب الأمم المغلوب والأولياء الربانيين والكبراء الحقانيين ولا يجالس إلا في الصحاري ولا يجانس إلا في البراري ولا يجري ما طيمانه إلا في ألطف المجاري كان يخرج من المدينة فيغيب نهار ويجرب لونه وحراره وتنسيق نهاره وعراره يهرب عن الاختلاط بالأناس ويعزب عن آفاق ذوي النوق إلى مستقر عرش ذوي الاستئناس لا يخبر بالنهار أحد شأنه ولا يعرف ولو جهد الجاهد مكانه وكان يقول: قد جعل الله في الخلطة استيحائي وثبت للتوحد والتفرد والعزلة والتجرد قلبي وجاهي وكان رحمه الله من بيت الملك ومن ذرية النجاشي.
2586 - عبد الرحمن القسنطيني الكالديسي: ابن عم يحيى بن موسى الآتي قال ابن صالح: كان من أهل الصلاح والتربية وله أتباع وأصحاب يجتمعون على الذكر والأوراد غدوة وعشية وكانت مجاورته بالمدينة سنة خمس وستين وسبعمائة مع أهله ثم رحل إلى وطنه بالقدس لأجل أهله كان الله له.(2/160)
2587 - عبد الرحمن المدني: يروي عن أبي هريرة وعنه: أشعث الحداني قال البخاري: لا أعرف له سماعا من أبي هريرة قال الذهبي في الميزان: مجهول.
2588 - عبد الرحمن المغربي: جاور بالمدينة مع صاحبه آدم كما مضى في ترجمته وتزوج امرأة ابن بالغ أم خديجة.
2589 - عبد الرحمن: خال محمد بن صالح وأخو محمد ووالد محمد هو عبد الرحمن المؤذن المشار إليه قريبا.
2590 - عبد الرحيم بن ابراهيم بن هبة الله بن المسلم بن هبة الله بن حسان بن محمد بن منصور بن أحمد العلامة: القاضي النجم أبو محمد بن الشمس أبي الطاهر الجهيني الحموي الشافعي قاضيها ووالد قاضيها الشرف هبة الله وابن قاضيها ممن سمع الحديث واشتغل في فنون العلم وناب في قضاء جماعة عن والده مدة ثم استقل به ولم يأخذ عليه رزقا وعزل عن القضاء قبل موته بأعوام قال الذهبي: كان إماما فاضلا فقيها أصوليا أديبا شاعرا له خبرة بالعقليات مشكورا في أحكامه وافر الديانة يحب الفقراء والصالحين درس وأفتى وصنف واشتغل مدة وتخرج عليه بعض أصحابه في المذهب وله شعر رائق توجه إلى الحجاز فأدركه الأجل في عاشر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وستمائة بتبوك فحمل إلى المدينة في آخر "توثيق عرى الإيمان" وذلك بعد أن رأى في منامه وهو شاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن يمينه العباس فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينه وقال: اجلس هذا مكانك وأنشد له ابنه قصيدة قافية امتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم ختم بها توثيق عرى الإيمان قال الكتبي: وخلف كتبا كثيرة من عهد أبيه وجده قيل: إنها فوق خمسين ألف مجلد.
2591 - عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن ابراهيم: الزين أبو الفضل الكردي الرازناني الأصل المهراني المصري الشافعي والد الولي أحمد وجويرية وزينب ويعرف بالعراقي قال والده: انتسابا لعراق العرب وهو القطر الأعم وإلا فهو كردي الأصل أقام سلفه ببلدة من أعمال أربل يقال لها "رازنان" ولهم هناك مآثر ومناقب إلى أن تحول والده لمصر وهو صغير مع بعض أقربائه فاختص بالشيخ الشريف تقي الدين محمد بن جعفر بن محمد بن الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون القناوي الشافعي شيخ خانقاه رسلان بمنشية المهراني على شاطىء النيل بين مصر والقاهرة ولازم خدمته ورزقه الله قرينة صالحة عابدة صابرة قانعة مجتهدة في أنواع القريات فولدت له صاحب الترجمة بعد أن بشره المشار إليه به وأمره بتسميته باسم جده الأعلى أحد المعتقدين بمصر وذلك في حادي عشرى جمادي الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بالمنشية المذكورة وتكرر إحضار أبيه له إلى(2/161)
التقي القناوي فكان يلاطفه ويكرمه وعادت بركته عليه وكذا أسمعه سنة سبع وثلاثين من الأمير سنجر الجاولي والقاضي تقي الدين الأخنائي المالكي وغيرهما من ذوي المجالس الشهيرة مما ليس في العلو بذاك ولكنه كان يتوقع وجود حضور له على التقي المشار إليه لكونه كان كثير الكون عنده مع أبيه, وكان أهل الحديث يترددون إليه للسماع معه لعلو سنده فإنه سمع من أصحاب السلفي فلم يظفر بذلك وكان أبوه ممن له عناية لأدرك بولده السماع من مثل يحيى بن المصري آخر من روى حديث السلفي عاليا بالإجازة نعم أسمع بعد على ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي وحفظ القرآن وهو ابن ثمان و"التنبيه" وأكثر "الحاوي" وكان رام حفظ جميعه في شهر فمل بعد اثني عشر يوما وعد ذلك في كرامات البرهان الرشيدي فإنه لما استشاره فيه قال له: إنه غير ممكن فقال: لا بد لي منه فقال: افعل ما بدا لك ولكنك لا تتمه وكذا حفظ "الإلمام" لابن دقيق العيد وكان ربما حفظ منه في اليوم أربعمائة سطر إلى غير ذلك من المحافيظ ولازم الشيوخ في الدراية فكان أول شيء اشتغل به القراءات وكان من شيوخه فيها: ناصر الدين محمد بن أبي الحسن بن عبد الملك بن سمعون أحد القدماء ولذا كان التقي السبكي يستدل بأخذ صاحب الترجمة عنه على قدم اشتغاله والبرهان الرشيدي والسراج الدمنهوري والشهاب السمين ومع ذلك: فلم يتيسر له إكمال القراءات السبع إلا على التقي الواسط في إحدى مجاوراته بمكة ونظر في الفقه وأصوله فحضر في الفقه دروس ابن عدلان ولازم العماد محمد بن إسحاق البلبيسي والجمال الأسنوي وعنه وعن الشمس بن اللبان أخذ الأصول وتقدم فيهما بحيث كان الأسنوي يثني على فهمه ويستحسن كلامه في الأصول ويصغي لمباحثه فيه ويقول: إن ذهنه صحيح لا يقبل الخطأ وفي أثناء ذلك: أقبل على علم الحديث بإشارة العز بن جماعة فإنه قال له وقد رآه متوغلا في علم القراءات أنه علم كثير التعب قليل الجدوى وأنت متوقد الذهن فاصرف همتك إلى الحديث فأخذه بالقاهرة عن العلاء التركماني الحنفي وبه تخرج وعليه انتفع وبيت المقدس وبمكة عن الصلاح العلائي وبالشام عن التقي السبكي وزاد تفننا باجتماعه بهما وأكثر في الشام وفي غيرها من البلاد كالحجاز عن شيوخه فمن شيوخه بالقاهرة: الميدومي وهو من أعلى شيوخه سندا وليس عنده من أصحاب النجيب غيره وبذلك استدل شيخنا على تراخي جده في الطلب عن سنة اثنتين وأربعين التي كان ابتداء قراءته فيها عشر سنين لأنه لو استمر من الأوان الأول لأدرك جمعا من أصحاب النجيب وابن عبد الدائم وابن علاق وغيرهم وكذا من شيوخه بها: أبو القاسم بن سيد الناس أخو الحافظ فتح الدين وناصر الدين محمد بن إسماعيل الأيوبي بن الملوك وبمصر: ابن عبد الهادي ومحمد بن علي بن عبد العزيز القطرواني وبمكة: أحمد بن قاسم الحرازي(2/162)
والفقيه خليل إمام المالكية بها وبالمدينة: العفيف المطري وببيت المقدس: العلائي وبالخليل: خليل بن عيسى القيمري وبدمشق: ابن الخباز وبصالحيتها: ابن قيم الضيائية والشهاب المرداوي وبحلب: سليمان بن ابراهيم بن المطوع والجمال ابراهيم بن الشهاب محمود في آخرين بهذه البلاد وغيرها كأسكندرية وبعلبك وحماة وحمص وصفد وطرابلس وغزة ونابلس وتمام ستة وثلاثين بحيث أفر البلدانيات بالتخريج ورام البروز لبعض الضواحي ومعه بعض المسندين من شيوخ شيخنا الحافظ بن حجر ليكملها أربعين فما تيسر بل كان قد هم حين اشتغاله في القراءات بالتوجه لأبي حيان فصده عن ذلك حسن قصده وكذا هم بالرحلة لكل من تونس لسماع الموطأ على خطيب جامع الزيتونة وبغداد فلم يقدر له هذا مع أنه مكث من رحلته إلى الشام سنة أربع وخمسين لم تخل له سنة غالبا من الرحلة إما في الحديث أو للحج قال شيخنا الحافظ بن حجر في معجمه: اشتغل بالعلوم وأحب الحديث لكن لم يكن من يخرجه على طريقة أهل الإسناد وكان قد لهج بتخريج أحاديث "الأحياء" وله من العمر نحو العشرين يعني سنة خمس وأربعين وذكر في شرحه للألفية: أن المحدث أبا محمود المقدسي سمع منه شيئا في تلك السنة ثم نبهه العز بن جماعة لما رأى من حرصه على الحديث وجمعه على طريقة أهله فحبب الله له ذلك ولازمه وأكب عليه من سنة اثنتين وخمسين حتى غلب عليه وتوغل فيه بحيث صار لا يعرف إلا به وانصرفت أوقاته فيه وتقدم فيه بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي وابن جماعة وابن كثير وغيرهم يعني كالأسنائي فإنه وصفه بصاحبنا حافظ الوقت ونقل عنه في المهمات وغيرها وترجمه في طبقات الشافعية ولم يذكر فيها من الأحياء سواه وكذا صرح العماد بن كثير باستفادته منه تخريج شيء وقف على المحدثين وقرأ عليه شيئا وذكر في شرحه للألفية: أنه سمع منه حديثا من مشيخة قاضي المارستان بل امتنع السبكي حين قدومه القاهرة سنة وفاته من التحديث إلا بحضرته وقال العز بن جماعة: كل من يدعي الحديث بالديار المصرية سواه فهو مدع إلى غير ذلك مما عندي منها الكثير من كلام ولده وغيره وتصدى للتخريج والتدريس والتصنيف والإفادة فكان من تخاريجه: فهرست مرويات البياني ومشيخة التونسي وابن القاري وذيل مشيخة القلانسي وتساعيات للميدومي وعشاريات لنفسه وتخريج الأحياء كبير ومتوسط وصغير والصغير: هو المتداول سماه "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار" ومن تصانيفه "الألفية" في علوم الحديث وفي السيرة النبوية وفي غريب القرآن وشرح الأولى وكتب على أصلها ابن الصلاح نكتا وكذا نظم "الافتراح" لابن دقيق العيد وعمل في المراسيل كتابا وهو من أواخر ما جمع و"تقريب الأسانيد(2/163)
وترتيب المسانيد" في الأحكام واختصره وشرح منه قطعة نحو مجلد لطيف وكذا أكمل شرح الترمذي لابن سيد الناس فكتب منه تسع مجلدات ولم يكمله أيضا وفي الفقه "الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعيتين في مكان واحد" و "تاريخ تحريم الربا" و"تكملة شرح المهذب" للنووي بني على كتابة شيخه السبكي فكتب أماكن وأستدرك على "المهمات" للأسنوي وسماه "تتمات المهمات" وفي الأصول: نظم "منهاج" البيضاوي إلى غير ذلك مما عندي منه الكثير من المختصرات وسمي ولده - في ترجمته التي أفردها - منها جملة ومن الغريب قول البرهان الحلبي: إنه خرج لنفسه معجما وما وقف شيخنا عليه وكذا ما وقفت أنا عليه وولي التدريس للمحدثين بأماكن منها: دار الحديث الكاملية والظاهرية القديمة والقراسنقرية وجامع ابن طولون وللفقهاء الفاضلية وغيرها لهما وحج مرارا وجاور بالحرمين وحدث فيهما بالكثير بل وأملى عشارياته بالمدينة وسافر مرة للحج في ربيع الأول سنة ثمان وستين وهو وجميع عياله ومنهم ولده الولي أبوزرعة وابن عمه البرهان أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن الحسين فرافقهم الشهاب بن النقيب وبدأوا بالمدينة فأقاموا بها عدة أشهر ثم خرجوا إلى مكة وكتب الشهاب حينئذ ألفيته الحديثية بخطه وحضر تدريسها عنده وولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها في ثاني عشر جمادي الأولى سنة ثمان وثمانين بعد صرف المحب أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري ونقله لقضاء مكة واستقر - عوض صاحب الترجمة في تدريس الحديث بالكاملية - السراج بن الملقن مع كونه كان قد استناب ولده وفيه ولكن قدم المذكور لشيخوخته ونازعه الولي في ذلك وأطال التكلم إلى أن كفه البلقيني والإبناسي بتوسل السراج بهما في ذلك ثم صرف الزين عن القضاء وما معه بعد مضي ثلاث سنين وخمسة أشهر وذلك في ثالث عشر شوال سنة إحدى وتسعين - بالشهاب أحمد بن محمد بن عمر الدمشقي السلاوي وكان في أيام ولايته بالمدينة أحيى سنة متروكة وهي: أن أهل مكة كانوا يصلون من التراويح في رمضان أربع ركعات ثم يطوفون أسبوعا ثم يعاودون الطواف حتى يستكلموا من الصلاة عشرين ركعة ومن الطواف أربع أسابيع وكان أهل المدينة النبوية يصلون التراويح ستا وثلاثين ركعة منها ست عشرة ركعة عوض الأربعة الأسابيع التي كان أهل مكة يطوفونها في خلال صلاتهم التراويح ثم يوترون فكان الزين العراقي يصلي التراويح بالناس عقب صلاة العشاء عشرين ركعة ويوتر بثلاث فإذا كان آخر الليل صلى بالناس ست عشرة ركعة واقتدى به في ذلك الأئمة بالحرم النبوي إلى تاريخه وشرع في الإملاء بالقاهرة من سنة خمسين وتسعين فأملى أربعمائة مجلس وستة عشر مجلسا فأولا: أشياء نثريات ثم تخريج أربعين النووي ثم مستخرجا على مستدرك الحاكم كتب منه قدر مجلدة إلى(2/164)
أثناء كتاب الصلاة في نحو ثلاثمائة مجلس أولها: السادس عشر بعد المائة ولكن تخللها يسير في غيره ثم لما كبر وتعب وصعب عليه التخريج استروح إلى إملاء غير ذلك مما خرجه له شيخنا أو مما لا يحتاج إلى كبير تعب فكان من ذلك فيما يتعلق بطول العمر وأنشد في آخره قوله في أبيات تزيد على عشرين بيتا:
بلغت في ذا اليوم سن الهرم ... تهدم العمر كسيل العرم
وآخر ما أملاه كان في صفر سنة ست وثمانمائة لما توقف النيل وشرق أكثر بلاد مصر ووقع الغلاء المفرط وختم المجلس بقصيدة أولها:
أقول لمن يشكو توقف نيلنا ... سل الله يمدده بفضل وتأييد
ويقول في آخرها:
وأنت فغفار الذنوب وساتر العيوب ... كشاف الكروب إذا نودي
وصلى بالناس صلاة الاستسقاء وخطب خطبة بليغة فرأوا البركة بعد ذلك من كثرة الشيء ووجوده مع غلائه ومع تمشية أحوال الباعة بعد اشتداد الأمر جدا وجاء النيل تلك السنة عاليا بحمد الله تعالى وكان المستملي ولده وربما استملى البرهان الحلبي أو شيخنا أو الفخر البرماوي قال شيخنا في معجمه: وكان يمليها من حفظه متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية وحكى رفيقه الحافظ الهيثمي: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وعيسى عليه السلام عن يمينه وصاحب الترجمة عن يساره قال شيخنا: وكان منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلام طارحا للتكلف ضيق العيش شديد التوقي في الطهارة لا يعتمد إلا على نفسه أو على الهيثمي المشار إليه وكان رفيقه وصهره لطيف المزاج سليم الصدر كثير الحياء قل أن يواجه أحدا بما يكرهه ولو آذاه متواضعا منجمعا حسن النادرة والفكاهة قال: وقد لازمته مدة فلم أره ترك قيام الليل بل صار له كالمألوف وإذا صلى الصبح استمر غالبا في مجلسه مستقبل القبلة تاليا ذاكرا إلى أن تطلع الشمس ويتطوع بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وبستة من شوال كثير التلاوة إذا ركب قال: وقد أنجب ولده الولي أحمد ورزق السعادة في رفيقه الهيثمي قال: وليس العيان في ذلك كالخبر وقال في صدر أسئلة له: سألت سيدنا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الإسلام أوحد الأعلام حسنة الأيام حافظ الوقت فلانا وفي أنبائه: أنه صار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الأسنائي وهلم جرا قال: ولم نر في هذا الفن أتقن منه وعليه تخرج غالب أهل عصره ومن أخصهم به: شيخنا صهره الهيثمي وهو الذي دربه وعلمه كيفية التخريج والتصنيف بل كان هو الذي يعمل له خطب كتبه ويسميها له وصال الهيثمي(2/165)
لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه حتى يظن من لا خبرة له: أنه أحفظ منه وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة قال: وقد لازمته عشر سنين سوى ما تخللها من الرحلات وكذا لازمه البرهان الحلبي نحوا من عشر سنين وقال أيضا: لم أر أعلم بصناعة الحديث منه وبه تخرجت وقد أخبرني: أنه عمل تخريج أحاديث البيضاوي بين الظهر والعصر وكان كثير الحياء والعلم والتواضع محافظا على الطهارة نقي العرض وافر الجلالة والمهابة على طريق السلف غالب أوقاته في تصنيف أو اسماع مع الدين والأوراد وإدامة الصوم وقيام الليل كريم الأخلاق حسن الشيم والأدب والشكل ظاهر الوضاءة كان وجهه مصباح ومن رآه عرف أنه رجل صالح قال: وكان عالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والحديث والفقه وأصوله غير أنه غلب عليه فن الحديث فاشتهر به وانفرد بالمعرفة فيه مع العلو قال: وذهنه في غاية الصحة ونقله نقر في حجر قال: وكان كثير الكتب والأجزاء لم أر عند أحد بالقاهرة أكثر من كتبه وأجزائه ويقال: إن ابن الملقن كان أكثر كتبا منه وابن المحب كان أكثر اجزاءا منه قال: وله نظم وسط وقصائد حسان ومحاسنه كثيرة وذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: حافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها وقال في خطبة عشارياته: وكان بعض شيوخنا من كبار الحفاظ رحمهم الله قد جمع أربعين حديثا عشارية الإسناد ولم يكن أعلى منه في عصره في أقطار الأرض فرأيت أن أقتدي به في ذلك لأني له في كبار شيوخه موافق ومشارك فصاحب الترجمة: هو المعني بهذه الإشارة بل قال في كتابه في علوم الحديث في الوفيات وقد ختم بها الكتاب آخر حفاظ الحديث وممليه وجامع أنواعه والمؤلف فيه وبه ختم أئمة هذا العلم وبه ختمت الكتاب والله الموفق للصواب وقد قلت لما بلغتني وفاته وأنا بسمرقند:
رحمة الله للعراقي تترى ... حافظ الأرض حبرها باتفاق
إنني مقسم إليه صدق ... لم يكن في البلاد مثل العراقي
وكتبت إلى ولده العلامة ولي الدين أبي زرعة أحمد وهو أفضل من قام بعد أبيه ومن لا نعلم في هذا الوقت له شبيه وهو بالديار المصرية أبقاه الله للإسلام وفيه أحسن تورية وألطف إبهام:
ولي العلم صبرا على فقد والد ... رؤوف رحيم للورى خير مؤمل
إذا فقد الناس العراقي حافظا ... إمام هدى حبرا فأنت لهم ولي
وقال التقي الفاسي في ذيل التقييد: كان حافظا متقنا عارفا بفنون الحديث والفقه والعربية وغير ذلك كثير الفضائل والمحاسن متواضعا ظريفا ومسموعاته وشيوخه في(2/166)
غاية الكثرة وأخذ عنه علماء الديار المصرية وغيرهم وأثنوا على فضائله وأخذت عنه الكثير بقراءتي وسماعا وبعد انصرافه من المدينة أقام بالقاهرة مشتغلا بالتصنيف والإفادة والإسماع حتى مضى لسبيله محمودا وقال الصلاح الأقفهسي في معجم الحافظ الجمال بن ظهيرة وكل منهما ممن أخذ عنه رواية ودراية وبرع في هذا الحديث متنا وإسنادا وشارك في الفضائل وصار المشار إليه بالديار المصرية وغيرها بالحفظ والإتقان والمعرفة مع الدين والصيانة والورع والعفاف والتواضع والمروءة والعبادة ومحاسنه كثيرة وقد رأيت الأقفهسي مدحه بقصيدة أولها:
حديث وجدي في هواكم قديم ... والصبر ناء واشتياقي مقيم
وكذا مدحه بالنظم غير واحد وترجمته محتملة للبسط وهو مترجم في عدة معاجم وفي القراء والحفاظ والفقهاء والرواة والمصريين وكذا ترجمته في المدنيين وقال المقريزي في السلوك: شيخ الحديث انتهت إليه رياسته ولم يزد وقال ابن قاضي شبهة: وذكر لنا أنه كان معتدل القامة إلى الطول أقرب كث اللحية يصرع بكلامه أرباب الشوكة لايهاب سلطانا فضلا عن غيره وفيمن أخذت عنه: خلق ممن أخذ عنه رواية ودراية أجلهم: شيخنا ثم مستمليه الشرف المراغي والعز بن الفرات والشهاب الحناوي والعلاء القلقشندي وتأخر من روى عنه بالسماع إلى بعد الثمانين بقليل وبالإجازة زينب الشوبكية وكان للأمراء في أواخر ذاك القرن اعتناء بالعلماء فكان لكل أمير عالم بالحديث يسمع الناس ويدعو الناس للسماع فاتفق أن الجلال عبيد الله الأردبيلي والد البدر بن عبيد الله أحد مشاهير الحنفية وكان ممن يتردد لنوروز بسبب إسماع الحديث عنده فقيل له: إن شيخ الحديث هو العراقي فاستدعي به فلما حضر قال عبيد الله: مرسومكم قد حصل الاستغناء عنه فقال: بل كونا معا والظاهر: أن العراقي قد ترك المجيء ومن ثم فإن أميره كان إما أن يتمش صاحب المدرسة التي بباب الوزير أو يشبك الناصري الكبير فقد حكى لنا المحب ابن الأشقر: أنه سمع على العراقي كلا الصحيحين بمجلسه وأن الشيخ لم يكن يجلس إلا على طهارة فكان إذا أحدث قطع القارىء القراءة حتى يتوضأ ولا يسمح بالمشي على بساط الأمير بدون حائل انتهى ويحتمل إسماعه عند الجميع ومات عقب خروجه من الحمام في ليلة الأربعاء من شعبان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة ودفن بتربتهم خارج باب البرقية وكانت جنازته مشهورة وقدم للصلاة عليه الشيخ شهاب الدين الذهبي ومات وله إحدى وثمانون سنة وربع سنة نظير عمر السراج البلقيني قال شيخنا: وفي ذلك أقول:
لا ينقضي عجبي من وفق مرهما ... العام كالعام حتى الشهر كالشهر(2/167)
عاشا ثمانين عاما بعده سنة ... وربع عام سوى نقص لمعتبر
وأشار بذلك إلى أنهما لم يكملا الربع بل ينقص أياما قال: وقد ألممت برثائه في الرائية التي رثيت بها البلقيني وخصصته بمرثية قافية وساقها أولها:
مصاب لم ينفس للخناق ... أصار الدمع جارا للأماقي
فروض العلم بعد الزهو ذاو ... وروح الفضل قد بلغ التراقي
ومن نظمه (مما سبقه لمعناه الذهبي) قوله:
إذا قرأ الحديث علي شخص ... وأمل ميتتي ليروج بعدي
فماذا منه انصاف لأني ... أريد بقاءه ويريد فقدي
2592 - عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله بن الخطيب أبي حامد بن أبي الطاهر بن عمر بن خليفة بن الشيخ الولي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي الشرف: أبو السعادات وأبو الفضائل بن كريم الدين أبي المكارم بن كمال الدين القرشي البكري الجياني الجرهي المحتد الشيرازي المولد الشافعي ولد في ليلة الخميس ثالث عشر صفر سنة أربع وأربعين وسبعمائة بشيراز وحفظ القرآن وهو ابن ست سنين وأخذ عن أبيه الحديث رواية ودراية وسمع بشيراز من غير واحد من علمائها كالعضد الشهير والمجد إسماعيل الفالي وإمام الدين حمزة بن محمد بن أحمد التبريزي وقوام الدين عبد الله بن محمود بن نجم وسعد الدين محمد بن مسعود البلياني الكازروني وإمام الدين محمد بن علي بن مبارك شاه الصديقي الساوي فسمع منه الصحيحين ومسند الشافعي ومن الكازروني: صحيح البخاري ومسند الشافعي والمشارق للصغاني ومن قوام الدين: أكثر صحيح البخاري وبعض الكشاف وتفقه بأخيه الغياث أبي محمد عبد الله وبالفخر أحمد بن محمد بن أحمد السمرقندي الشيرازي التبريزي وقوام الدين عبد الله بن محمود بن نجم الشيرازي وارتحل إلى دمشق ومصر وبغداد فسمع بها وبالحرمين وبيت المقدس من عدة فبمكة: من العفيف النشاوري والقاضي أبي الفضل النويري وفاطمة ابنة أحمد الحرازي صحيح البخاري ومن القاضي الشهاب بن ظهيرة بعضه ومن القاضي علي النويري: جامع الترمذي ومن أبي اليمن الطبري: بعضه والمسلسل بالأولية ومن الشمس بن سكر: المسلسل والأربعين للمنذري والناسخ والمنسوخ لأبي داود ومن المجد الفيروز أبادي اللغوي: الأول مسلسلات العلائي وبالمدينة: من الزين العراقي تخريجه للأحياء وبعض شرحه للترمذي والبعض من السنن الثلاثة للترمذي والنسائي وابن ماجة وناوله جميعها وجميع أربعين النووي وببيت المقدس: من عبد المنعم بن أحمد بن(2/168)
محمد بن عبد المنعم الأنصاري: المسلسل وبدمشق: من عبد الوهاب بن يوسف السلار الشاطبية وتلا عليه القراءات ومن أحمد بن عبد الغالب الماكسيني: ثلاثيات البخاري ومن رسلان الذهبي: مسند عبد بن حميد ومن يحيى الرجبي: مسند الدارمي وأجاز له أبوه والعفيف اليافعي والمحب الصامت وعبد الودود بن محمد الشيرازي وغيرهم ومن أصبهان: أبو الفتوح محمد بن محمد الأيسي بالمصابيح وأبو الروح عيسى الهاشمي العجلوني بالبخاري وحج أكثر من ثلاثين حجة وأكثر المجاورة بالحرمين وحدث بهما وببلاد فارس إلى آخر عمره بحيث كان يسمع في مرض موته وممن سمع عليه: التقي بن فهد وأبناؤه وقرأ عليه أبو الفرج المراغي بالروضة النبوية في سنة إحدى وعشرين المصابيح وسمع عليه فيها مجالس من كل من "المشكاة" و"الشفاء" في آخرين وكان كثير العبادة والتلاوة والصيام مع كبر سنه لا يفارق الخمس الصلوات مع الجماعة مات في صفر سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ببلاد لار رحمه الله.
2593 - عبد الرحيم بن علي بن الحسن: القاضي الفاضل محيي الدين أبو علي اللخمي البيساني المشهور أنشأ للرجال رباطا بالمدينة.
2594 - عبد الرحيم بن علي بن محمد بن عمر: الزين الطولوني الأصل الشافعي المدني ويعرف بابن المهندس وبابن البناء وهو أكبر سبط عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن القان الماضي ممن حفظ القرآن والمنهاجين وأربعين النووي وألفيه النحو وعرض واشتغل في الفرائض عند الشمس البلبيسي بل حضر عند الشهاب الأبشيطي وسمع على الشيخ محمد المراغي وكان ساكنا مات بالمدينة سنة إحدى وتسعين وقد زاد على ثلاثين سنة وترك ولدين أمهما: بنت شمس الدين بن الخطيب الريس وكان أحد الفضلاء المدرسين وناب في الإمامة والخطابة بها عن الزيني عمر ومحمد وهو الشهير بعمر بن عبد الرحيم كان من أهل العلم والزهد والصلاح مات مراهقا في ثمان سنين.
2595 - عبد الرحيم بن علي بن محمد بن عمر: المؤذن قرأ البخاري على القاضي خير الدين المالكي سنة تسعين.
2596 - عبد الرحيم بن محمود: العجمي الحنفي حفظه زوج أخته محمد بن يوسف الحلبي القرآن وأقرأه في الفقه الحنفي وخالف به وبأخويه عبد الرحمن وعبد اللطيف مذهب أبيه فإنه كان شافعيا حسبما يأتي في محمد بن يوسف.
2597 - عبد الرحيم بن محمود العجمي الحنفي: حفظه زوج أخته محمد بن(2/169)
يوسف الحلبي القرآن وأقرأه في الفقه وخالف به وبأخويه عبد الرحمن وعبد اللطيف مذهب أبيهم فإنه كان شافعيا حسبما يأتي في محمد بن يوسف.
2598 - عبد الرحيم بن ميمون: من موالي أهل المدينة سكن مصر ولذا قال ابن حبان إنه من أهلها ويقال اسمه يحيى يروي عن سهل بن معاذ الحجيني وعلي بن رباح والمصريين وعنه سعيد بن أبي أيوب ونافع بن يزيد وابن لهيعة وغيرهم وكان زاهدا عابدا مجاب الدعوة خرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة وذكر في التهذيب مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
2599 - عبد الرحيم بن أبي الهدى الكازروني المدني: سمع على الزين المراغي.
2600 - عبد السلام بن أحمد بن مقبل المريسي: شيخ الفراشين بالمدينة أخو عبد الكريم ووالد أم الحسين التي تزوجها أبو الفرج الكازروني وأولدها عبد السلام الآتي قريبا بعقد الطيلسان.
2601 - عبد السلام بن أحمد ... العز أبو محمد بن الشهاب بن أبي العباس الكازروني والده المدني: سمع على الزين أبي بكر المراغي تاريخ المدينة في جمادي الثاني سنة خمس وخمسين ووصفه كاتب الطبقة الزين الفارسكوري بالشيخ الجليل والإمام العالم.
2602 - عبد السلام بن أبي المدني: عن الحسن البصري والزهري وعمرو بن عبيد وعنه ابن إسحاق وأبو معشر الدراوردي وأبو ضمرة وعيسى بن يونس ومحمد بن عثمان بن صفوان قال ابن المديني والدارقطني: منكر الحديث وقال أبو حاتم: شيخ متروك الحديث وقال أبو زرعة: ضعيف وقال البزار: لين الحديث وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات ثم غفل فذكره في الثقات ولم ينسبه بل قال: عبد السلام يروي عن الزهري وعنه: ابن إسحاق وهو هذا بلا ريب وهو في التهذيب.
2603 - عبد السلام بن حفص – ويقال: ابن مصعب السلمي الليثي المدني ويقال: القرشي مولاهم أبو حفص يروي عن الزهري وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم وبكر بن مسمار ويزيد بن الهاد وأبي جعفر القاري والعلاء بن عبد الرحمن وعبيد الله بن موسى وغيرهم قال ابن معين: مولى قريش ثقة مدني وقال(2/170)
أبو حاتم: ليس بمعروف وقال ابن حبان: عبد السلام بن حفص أبو مصعب الليثي المديني روى عن عبد الله بن دينار وابن الهاد وعنه: خالد بن مخلد وأبو عامر العقدي ثم قال: عبد السلام بن مصعب روى عن أبي حازم وعنه: عبيد الله بن موسى انتهى وجعلها البخاري في – تاريخه - واحدا اختلف في أسم أبيه فإنه قال: عبد السلام بن حفص أبو مصعب المدني عن يزيد بن الهاد سمع منه عبد الملك بن عمرو يعني: أبا عامر العقدي وقال خالد بن مخلد: أنبأنا عبد السلام بن حفص الليثي عن عبد الله بن دينار وقال عبيد الله بن موسى: حدثنا عبد السلام - هو ابن حفص - عن يزيد بن أبي عبيد عن هشام بن عروة - فذكر حديثا ثم قال: هذا إسناد عجيب ثم قال ولعبد السلام بن حفص عن عبيد الله بن دينار أحاديث مستقيمة ولم أر له أنكر من حديثه عن يزيد عن أبي عبيد عن هشام بن عروة وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر وهو في التهذيب.
2604 - عبد السلام بن سعيد بن محمد بن عبد الغالب هذا هو المعتمد في نسبه: ورأيت من يسمي جده غالبا أو عبد الغالب أو غلابا ورأيت من ساق نسبه فقال: عبد السلام بن عبد الغالب غلاب أبو محمد القروي وقال بعضهم: القيرواني المغربي المالكي قال ابن فرحون: كان عالما سيدا انتفع به الطلبة في المذهب وكان قد جمع إلى العلم الغزير: الدين المتين والعقل الراجح كان في عقله وسكونه وحسن خلقه وجميل معاشرته وسلامة الناس من يده ولسانه والصبر على الأذى ومقابلة السيئة بالحسنة: قد رأس واشتهر ذكره فلم يزده ذلك في نفسه إلا خمولا وانقباضا بحي لم أر ولم أسمع منه ما يسوءني قط مع الصحبة الطويلة والملازمة العظيمة في الدروس وغيرها بل كان يتأدب معي في الدرس كأصغر الطلبة ولم يقع بيني وبينه في الدرس حرج من حسن خلقه كل ذلك مع حسن الشكالة والسمت والحياء والوقار والشفقة وكان من أصحاب الشيخ هادي الآتي فكان مقدما عنده على أصحابه القراء والمشتغلين وكان الشيخ أبو الطيب يقول: من أراد أن ينظر إلى من يقدر على مساكنه الحية في جحرها فيسلم منها وتسلم منه فلينظر إليه وقد قال ابن دريد:
والناس ألف منهم كواحد ... وواحد كالألف إن أمر عني
ولما قدم المدينة أقام بالمدرسة الشهابية على قدم التجريد مدة سنين ثم سعى له في التزويج صاحبه الشريف أبو القاسم المهدوي الآتي فزوجه بأخت زوجته ابنة الشيخ يحيى التونسي لكون أبي القاسم كان(2/171)
يعرفه من عند أبي هادي فإن أبا القاسم كان خادما للفقراء عنده ولذا لما مات أبو القاسم أوصاه على أولاده فخلف عليهم أحسن الخلافة وكذا كان صاحب الترجمة مؤاخيا للحسن بن عيسى الحاجاني الماضي وعاش هذا بعد ذاك مدة طويلة فإن مات في أوائل سنة ست وستين وسبعمائة وكان قد سمع في البخاري على ابن سبع سنة ست وخمسين وسبعمائة ولخص شيخنا في درره ترجمته فقال: قال ابن فرحون كان من علماء المالكية وجمع إلى العلم الكثير: الدين المتين والعقل الراجح وحفظ في الفقه وغيره كتبا وقرأ التهذيب وابن الحاجب وكان من كبار أصحاب الشيخ أبي هادي مات في المحرم سنة خمس أو ست وستين وممن ذكره: ابن صالح فقال فيه: صالح: سكن المدينة واشتغل عليه فيها جماعة من الطلبة في فروع المالكية وتزوج بها وولد له عدة من الذكور فتقدمه الذكور وخلف ثلاث بنات وأما المجد فقال: كان من الأفاضل المشهورين بالدين والورع وسن وفرع مع الخلق الساجح والعقل الراجح والرأي الناجح والصبر الجميل والجلبة التي إلى غير الخير لا تميل صحب المشايخ الأفراد والأولياء الأوتاد أقام بالمدرسة الشهابية سنين وهو بنفائس أنفاسه ضنين وليس له إلى مقالة القالي حنين.
2605 - عبد السلام بن عبد الوهاب بن المحب بن علي بن يوسف: الزرندي المدني الحنفي نزيل مكة وشقيق عبد الواحد ومحمد وأخوه معاذ لأبيه وهو أكبرهم وهذا أكبر الثلاثة ولد في جمادي الأولى سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ كتبا كالشاطبية والمختار وألفية النحو وعرض على جماعة وسمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي والمحب المطري ورأيت القارىء للبخاري على الجمال سنة ... وثلاثين - أثبته في السامعين فيحرر بل قرأ على ثانيهم وكذا الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني في سنة سبع وأربعين البخاري ثم بعد على أبي الفرج المراغي وكتب الخط الجيد وكتب بيده أشياء ونظم الشعر وتكسب منهما ومن أولي المعروف وهو ممن أكثر التردد إلي وسمع علي وكتب بعض تصانيفي وامتدحني وحصل له في أثناء سنة سبع وتسعين سقوط في الحمام وصار يمشي بتكلف على عكاز لطف الله بنا وبه وقد قال لي: إنه دخل القاهرة غير مرة وقرأ على شيخنا في البخاري وينظر وإنه قرأه بكماله على المجد الأقصرائي وحضر دروس السعدي بن السعدي والجلال الملحي وغيرهما وكذا دخل حلب فما دونها لطلب المعيشة وقطن مكة من سنة إحدى وسبعين وسمع مني فيها أشياء بل كتب بعض تصانيفي وليس بذاك مع شدة فاقته وتكرر طلبه الناشىء عن قوة حاجته وإلحاحه في ذلك سيما من الواردين من سائر المسالك وربما استعان في ذلك بنظمه وليس بالطائل أقول: وأقام بمكة على حاله حتى مات بها في آخر ليلة الأحد رابع رجب سنة(2/172)
تسع وتسعمائة ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه.
2606 - عبد السلام بن أبي الفرج بن عبد اللطيف الأنصاري الزرندي المدني: سمع على الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة.
2607 - عبد السلام بن عبد السلام بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة بن محمود بن ابراهيم بن أحمد: العز أبو محمد الكازروني المدني الشافعي أخو الصفي أحمد ووالد عبد العزيز والتقي محمد الآتيين ولد في جمادي الأولى سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وحفظ التنبيه والمنهاج الأصلي وفصول ابن معطي وقرأها على بنائها على أخيه وعرضها على العز أبي عمر ابن جماعة حين قدم عليهم المدينة سنة خمس وخمسين وكذا عرض على الشهاب بن النقيب وإبراهيم بن رجب الشافعي بحرف بالسلماني ومحمد بن محمد بن عبد المعطي ومحمد بن الحسن بن علي الشافعيين والبدر بن عبد الله بن محمد بن فرحون في سنة اثنتين وستين وسبعمائة قرأ البخاري وكتب الطبقة وصحح المسمع وكذا قرأ عليه "الأنباء المبينة في فضل المدينة" للقاسم بن عساكر وعلى البدر بن الحيثيات قرأ في سنة سبعين وسبعمائة بالروضة: تساعياته الأربعين وصحيح مسلم بل قرأه بعد أيضا في سنة اثنتين وسبعين والسقراطشتية والجواهر واللآلىء في المساواة والمصافحات والأبدال والموافقات والعوالي المخرجة من حديث جد المسمع: أبي الروح عيسى بن عمر بن الخشاب وسمع عليه فيها بها أيضا: صحيح البخاري والبردة والشاطبية بقراءة أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الغرناطي وعلى القارىء بحث الفصول لابن معطي وقال الشيخ: إنها قراءة تفقه وتدبر وفهم لمعانيها وتحرير وأجاز له نظمه ونثره وتآليفه ومروياته وذلك في سنة ست وخمسين وكذا سمع على الشمس محمد بن أحمد بن عثمان الششتري ويحيى بن موسى القسنطيني وقرأ على أخيه "منتهى الهمة في تصحيح التتمة" من تصانيفه بحثا غير مرة بالمسجد النبوي وأذن له في إقرائه وكذا قرأ عليه تصنيفه في مسألة استعمال الظرف الطاهر من الحاوي وكفاية العابد شرحا وتفهيما وتعليما وأكثر توجيه ما منع في "مبادئ النظر من تخصيص الروضة بما بين القبر والمنبر" وعلى الفخر عثمان بن الجمال خضر الأنصاري الصرخدي الشافعي: مصنفه في الأصول المسمى "بالفخر على كل مختصر" وحدث ودرس وأفتى وكتب الخط الجيد وقال ابن فرحون: إنه تفقه ودرس في المسجد النبوي في موضع أخيه وانتفع به أهل زمانه وعرض عليه أبو اليمن بن المراغي بعض محافيظه في سنة خمس وسبعين وسبعمائة وفي كل من السنتين بعدها وتزوج خديجة ابنته أم أولاده(2/173)
وهو المربي لابن أخيه الجمال الكازروني ولذا وصفه الجمال بالعلامة شيخ الإسلام ووصفه أبو الفرج المراغي بالإمام العالم العلامة نخبة الوقت فريد الوصف والنعت جمال العلماء الأعلام مات بمكة في ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة وممن ترجمه: الولي العراقي في وفياته فقال: كان فقيها كبيرا فاضلا حسن الخط والمعرفة كثير التواضع حسن الملتقى وجاور بمكة لنفرة بينه وبين قاضي بلده ويقال: إنه مات مسموما أيضا وكانت بينه وبين الجمال يعني: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشامي صحبة ومودة أكيدة وفجع أهل بلدهما بهما لعلمهما وخيرهما ودينهما وحسن خلقهما وترجمه شيخنا في "أنبائه" ووقع في سياق نسبه خلط وترجمه الفاسي في تاريخ مكة وقال إنه كتب شرح المنهاج للتقي السبكي وإنه كان يكتب الشفاعات والمحاضر التي يرسل بها إلى البلدان بسبب الحكام وغيرهم ويكتب المحاضر في أسطر قليلة وافية بالمقصود ويعيب الإكثار فيها على طغرة مشطر أو سبعة "الشك مني" واتفق له أمر أوجب إقامته بمكة فمكث بها قليلا ثم مات.
2608 - عبد السلام بن محمد بن أبي الفضل المدني: أخو عبد الكافي الآتي وهو أكبرهما ويعرف "كبيته" بالنفطي ممن سمع مني بالمدينة في المجاورتين وربما حضر دروس الشمس البلبيسي ودخل مع والده الروم حين توكل عن أهل الحرم وتكرر دخوله لمصر وغيرها وحصل ما كان يعامل به فتبطل مدة إمرته فنفذ مع تأصيله عوده إلى أهله فلم يتفق ومات في خامس عشري ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وكان يؤذن احتسابا ويكثر الجلوس بالروضة وتجاه الحضرة الشريفة ويتلو جهرا فيتضرر منه أهلها ومنعه المالكي مرة بعد أخرى كما أن شيخ الخدام شاهين منعه من الاحتساب بالأذان بعد إكثاره منه فامتنع ولم يكن في عقله بالمتين عفا الله عنه.
2609 - عبد السلام الأول بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد العز: أبو السرور بن الشيخ ناصر الدين أبي الفرج بن الجمال الكازروني المدني الشافعي أخو أحمد ومحمد وغيرهما كأبي زرعة شقيقه الآتي في الكنى وكذا فاطمة أم بني مسدد شقيقتهما أيضا ولد في صبيحة العشرين من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فاشتغل وحفظ المنهاج وعرض على المحب الطبري والبرهان إبراهيم بن الجلال الخجندي وأبي الفرج المراغي وأحمد بن سعيد الحريري المغربي ومحمد بن سليمان الجزولي وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن الصبيبي ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عياد المالكي وفيهم من أجاز له ومن لم يجز وسمع على جده الجمال وغيره وقرأ على أبيه(2/174)
البخاري وأجاز له شيخه وسمع المنهاج الأصلي بحثا على أبي السعادات بن ظهيرة في سنة تسع وأربعين ومات سنة ثمان وخمسين وثمانمائة.
2610 - عبد السلام الثاني العز: أحو عبد السلام: الذي قبله ولد بعده بمدة في عاشوراء سنة أربع وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ واشتغل وتميز في علم الفلك وتكلم في المدرسة الجوبانية بباب الرحمة مع سكون وسكوت وكان قد سمع على أبيه في سنة سبع وستين اليسير من الكتب الستة وعلى أبي الفرج بن المراغي جميع البخاري والبردة وجزء تمثال النعل ومعظم الشفاء وعلى أبي الفتح بن تقي معظم صحيح مسلم ولازمني كثيرا في إقامتي الأولى بطيبة فسمع مني المسلسل وحديث زهير والقول البديع وسمع علي مسند الشافعي وأربعين النووي وتمثال النعل والبردة والبخاري إلا اليسير منه ومجالس من الشفاء واليسير من باقي الستة ومن الدلائل والترغيب وألفية الحديث والموطأ ومسند أحمد وشرح معاني الآثار والشمائل والمصابيح والمشكاة والأذكار والرياض النضرة والأحياء والرسالة والعوارف وكتبت له إجازة وصفته فيها: بالشيخ الأصيل الأوحد النبي صلى الله عليه وسلمل البارع الماهر الباهر من اشتهر بين أهله وعشيرته صلاحه وذكر على الألسنة الزكية فلاحه بقية العلماء العاملين وثقة الأئمة المدرسين ووالده هو الشيخ العالم العلامة والبحر الفهامة مدرس الحرم النبوي والمؤسس بحسن تعزيره القوي ناصر الدين.
2611 - عبد السلام بن الشرف محمد بن التقي بن صالح: العز المدني الشافعي شقيق الكمال أبي البركات محمد الآتي ويعرف بابن شرف الدين ولد سنة ست وأربعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها وحفظ المغني في الفقه وأربعين النووي وحضر عند السيد السمهودي والبلبيسي وغيرهما وسمع الحديث عند فتح الدين بن صالح فيمن بعده وسمع علي ومني في سنة ثمان وتسعين وقبلها ولم يتزوج مع صيانته وتكرر دخوله لمصر طلبا للرزق.
2612 - عبد السلام بن الشيخ فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد تقي بن الشيخ محمد بن روزبة: الكازروني الأصل المدني الشافعي أخو محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن تقي ممن حفظ القرآن والمنهاج فيها اشتغل وحصل له خلل حجبه والده بسببه وتعب هو وأخوه في شأنه ووضعه في الحديد إلى أن مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثمانمائة في حياة أبيه وترك ذكرا وغيره.
2613 - عبد السلام بن محمد بن محمد بن يحيى: الإمام العز بن الشمس محمد(2/175)
الخشبي المدني أخو غانم الآتي وأبوهما سمع على النور المحلي سبط الزبير في الاكتفاء للكلاعي سنة عشرين وقرأ البخاري بالروضة سنة سبع وعشرين وكذا سمع على الزين أبي بكر المراغي وكتب له نسخة من تصنيفه "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" انتهت في جمادى الثانية سنة ست عشرة وثمانمائة وقفها المؤلف وشهد عليه بالوقفية.
2614 - عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن عرفة: العفيف أبو محمد المضري بضاد معجمة البصري المكي نزيل المدينة النبوية ومحدثها ولد في شوال سنة خمس وعشرين وستمائة بالبصرة وسمع من أبي القاسم يحيى بن قميرة مشيخة ابن شاذان الكبرى وبالمدينة: شيخ الحرم بدر الشهابي وحدث سمع منه الأعيان وأثنوا عليه وكان عارفا بهذا الشأن وغيره من أنواع العلم وله نظم مع عبادة وديانة حج أربعين حجة متوالية الحق أن أكثرها أو كلها من المدينة لأنه كان استوطنها وصار له بها ذرية منهم: رقية ابنة يحيى بن عبد السلام المذكور ذكره ابن رافع في ذيله على تاريخ بغداد وقال: إنه مات في ثالث عشري صفر سنة تسع وتسعين وستمائة بالمدينة ودفن بالبقيع ومن فوائده: أن جبل "ثور" المذكور في حد الحرم المدني جبل صغير حذاء أحد ونقله عن طوائف من العرب العارفين بتلك الأماكن نقل ذلك عنه الجمال المطري في تاريخ المدينة وحينئذ فلا وجه لإنكاره وذكره الفاسي في مكة قلت: وهو والد رابعة وجد رقية وفاطمة لأبيهما وسلت1 إليه يحيى لأمها ووصف بالعلامة وكذا وصفه بها الجمال وقال: إنه نزيل حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صديقا للشريف محمد بن أبي القاسم بن عبد الله بن عمر البغدادي الآتي وقد روى عن ياقوت العزي أشياء عن جماعة وسمع منه النصير أبو المظفر يوسف بن إسماعيل بن الياس الخوبي وكذا أخذ عنه الأمين الآقشهري والبدر محمد بن أحمد بن خالد الفارقي ورأيت من أرخ وفاته سنة ست وتسعين وستمائة بالمدينة بعد مجاورته بها خمسين سنة عن إحدى وسبعين سنة فالله أعلم.
2615 - عبد الصمد بن شيخ لعبد الواحد بن عمر بن هناد: له ذكر فيه.
2616 - عبد الصمد بن يزيد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن أبي البركات: أبو اليمن الدمشقي الشافعي نزيل الحرمين.
2617 - عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله: أمين الدين أبو اليمن بن التاج بن عساكر الدمشقي الشافعي المحدث نزيل مكة ولد في ربيع الأول سنة أربع عشرة وستمائة ورحل به
__________
1- كذا في الأصل(2/176)
أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين فأسمعه بها وسمع من جده زين الأمناء والموفق بن قدامة والمجد بن محمد بن الحسين القزويني وأبي القاسم بن مصري وأبي محمد بن المنى وجماعة بدمشق والقاهرة واسكندرية وخلق ببغداد وأجاز له المؤيد الطوسي وأبو روح عبد المعز الهروي وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار وإسماعيل بن عثمان القاري وعبد الرحيم بن سعد بن السمعاني وزينب ابنة عبد الرحمن الشعري في آخرين وحدث بالكثير سمع منه الأعيان: كالرضي بن خليل المكي وأخيه العالم والعلاء بن العطار والقطب الحلبي والجمال المطري وخالص البهائي ومن طريقهما: اتصل بنا "إتحاف الزائر وأطراف القيم السائر" تأليفه والبدر الفارقي ومن طريقه: اتصل بنا "تمثال النعل النبوي" له وكذا سمع منه البدر تأليفه في حراء إلى غيرها من التآليف وممن كتب عنه: أبو حيان والشهاب أحمد بن علي بن يوسف الحنفي منه إجازة وله شعر حسن وخط كيس أثنى عليه غير واحد ووصف بأنه كان ثقة عالما فاضلا جيد المشاركة في العلوم بديع النظم صاحب دين وعبادة وإخلاص وأن كل من يعرفه يثني عليه ويصفه بالدين والزهد جاور أربعين سنة بمكة وكان شيخ الحجاز في وقته ومات في جمادي الأولى أو الآخرة سنة ست وثمانين وستمائة بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع خلف قبة العباس عن ثلاث وسبعين سنة قال ابن رشيد: وكان قد حج من بغداد سنة خمس وثلاثين ورجع إلى الشام ونال بها وبمصر الرتبة العليا والجاه العظيم عند السلطان ولم يزل كذلك إلى سنة سبع وأربعين حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية في العام المعروف بعام دمياط عام ضباط دمياط فأقام بالمنصورة مع المحلة إلى أن اشتد أمر العدو: في بعض تلك الأيام فاتفق هو وبعض أصحابه على التهيؤ للجهاد حتى يستشهدوا فخرجا وقاتلا ففاز ذاك بالشهادة وتأخر هو لما أراد الله له من أنواع السعادة فعاد إلى العسكر جريحا حسبما ذكره في مؤلفه في غزوة دمياط وحين انقضى أمر العدو رأى أن لا يرجع في هيأته فتوجه إلى حرم الله المكي فاستوطنه ولم ينفك عنه مع كثرة ترغيب الملوك له ورغبتهم في وفوده عليهم شاما ويمنا لم يخرج منه إلا إلى الزيارة النبوية وإلى ذلك أشار بقوله:
إذا ما عن لي شجن ... فمن حرم إلى حرم انتهى
ونظمه كثير سيأتي ومنه:
يا نزولا بين سلع وقبا ... جئتكم أسعى على شقة بيني
ونعم والله إني زائر ... لمغانيكم على رأسي وعني
إن من أم حماكم آملا ... راح بالمأمول مليء اليدين
فاشفعوا لي قد تشفعت بكم ... لوصال واتصال دائمين(2/177)
وقوله:
يا سيدي إن كان منك زيارة
... فاجعل مزارك بالأصائل والبكر
أخشى عليك الكاشحين من السرى ... رياك نمام ووجهك كالقمر
أولا فإنك رقة تحك يالصبا ... فعسى تهب لنا نسيما في السحر
وأورد الفاسي من نظمه جملة.
2618 - عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: العباسي الهاشمي عم المنصور أبو جعفر قال ابن عساكر: إنه ولي المدينة ثم البصرة للمنصور ثم وليها للرشيد وكذا ولي أمره مكة والطائف في سنة سبع وأربعين للمنصور وسيأتي له ذكر في محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب: أنه لما دخل على عبد الصمد هذا وهو والي المدينة وكلمه في شيء قال له عبد الصمد: إني لأراك مرائيا إلى آخره وقال أحمد بن كامل القاضي: كان فيه عشر خصال كان في القعود يناسب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وحج بالناس يزيد بن معاوية سنة خمسين وحج عبد الصمد بالناس سنة مائة وخمسين وهو ويزيد في النسب سواء وبينهما مائة سنة فإن يزيد: هو ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وعبد الصمد: هو ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فبين كل منهما وعبد مناف خمسة آباء وكانت أسنانه قطعة واحدة قبل أن يثغر وكان عم كل من المنصور والهادي والرشيد قال يوما للرشيد: يا أمير المؤمنين هذ المجلس اجتمع فيه عم أمير المؤمنين وعم عمه وعم عم عمه وذلك: أن سليمان بن أبي جعفر: عم الرشيد والعباس بن محمد بن علي: عم سليمان وعبد الصمد بن علي: عم السفاح وتلخيص ذلك: أن عبد الصمد: عم عم عم الرشيد لأنه عم جده روى عبد الصمد عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ويعمران الديار ويثريان الأموال ولو كان القوم فجارا" وله غير ذلك من الأحاديث وكانت قدمه ذراعا بلا سواد وليس في الأرض هاشمية إلا وهو محرم لها وهو أعرق الناس في العمى لأنه: أعمى ابن أعمى ابن أعمى ابن أعمى ابن أعمى وكان طرح ببيت فيه ريش فطارت ريشة فسقطت في عينه فعمي قال الزبير بن بكار: عن محمد بن الحسن: حج يزيد بن معاوية بالناس سنة خمسين وحج عبد الصمد بالناس سنة إحدى وسبعين ومائة فبينهما مائة وإحدى وعشرون وهما في الاتصال بعبد مناف سواء في آباء قليلة العدد قال الزبير: وعبد الصمد وإسماعيل بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة وعبيد الله بن عروة بن الزبير ورثوا آخر من بقي من بني عبد مناف بن قصي في القعود قال الزبير:(2/178)
ولعبد الصمد يقول داود بن سلم يمدحه إذ كان واليا على المدينة:
استهلي بأطيب قطر من كل قطر ... بالأمير الذي به تغبطينا
بالذي إن أمنت نومك الأمن ... وإن خفت نمت لا توقظينا
استمع خطبك ابتدارا ... جمعت شدة وعنفا ولينا
نازعتني إليك لا مكرهات ... مثلما استكره السباق الحرونا
لم يضرها الغيث إن غاب عنها ... وثوى في ضريح رمس رهينا
لا ولا جرول ولا ابن ضرار ... وهم عندنا اللذا ابن اللذينا
وقال عاقبة بن شبيب: إن عبد الصمد مات بأسنانه التي ولد بها وكان خرج مع أخيه عبد الله حين خالف على المنصور وجعله ولي عهده مات في سنة خمس وثمانين ومائة ببغداد وصلى عليه الرشيد ليلا ومولده: سنة أربع ومائة بالخيمة وهو راوي حديث "أكرموا الشهود" قال العقيلي: إنه تفرد به وهو غير محظوظ وذكره في الميزان باختصار جدا وقال: إنه ليس بحجة ولعل الحفاظ سكتوا عنه مداراة للدولة فتعقبه شيخنا بأنهم لم يسكتوا.
2619 - عبد العال بن السلطان أبي الحسن المزني: هاجر إلى الحرمين في عشر الخمسين وأخفى نفسه وانقطع بمكة على خير من العبادة والعزلة عن الناس ثم جاء إلى المدينة في درب المايتي وتصاحبنا بالمدينة وما علمت أنه ابن الأبعد وعاد إلى مكة وهو الآن في سنة ست وستين وسبعمائة بها قاله ابن صالح
2620ـ عبد العزيز بن إبراهيم الجبرتي ثم المدني جد عبد العزيز بن محمد الآتي شاهد الحرم.
2621 - عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله: العز المدني رئيس مؤذن الحرم المدني والآتي ولده عمر قرأ في شوال سنة تسع وسبعين وسبعمائة علىالزين أبي بكر المراغي تاريخ المدينة له وسمعه معه جماعة ووصف بالفقيه الفاضل المشتغل المحصل.
2622 - عبد العزيز بن أحمد بن قاسم بن يخلف: بياء تحتانية مفتوحة ثم معجمة ثم لام مضمومة بن محمد التميمي المدني المالكي والد أبي الفرج الآتي أخو محمد وأحد الفراشين ويعرف بابن قاسم مات في سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.(2/179)
2623 - عبد العزيز بن بدر عز الدين: السابقي نسبة لمولى أبيه والد عمر الآتي كان كاتب الحرم النبوي وجيها وسمع في سنة سبع وثلاثين على الجمال الكازروني بعض الصحيح ومات سنة سبع وتسعين وثمانمائة تقريبا.
2624 - عبد العزيز بن بلال بن عبد الله بن أنس الجهني: من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: ابن أبي فديك قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2625 - عبد العزيز بن أبي ثابت: في ابن عمران بن عبد العزيز.
2626 - عبد العزيز بن أبي حازم: في ابن سلمة بن دينار.
2627 - عبد العزيز بن الحسن بن زبالة: في ابن محمد.
2628 - عبد العزيز بن زكنون: أبو فارس التونسي ثم المدني المقرىء قال ابن فرحون: إنه كان من المشايخ الصلحاء القدماء في المجاورة بالحرمين فاضلا في علم القراءات مغيبا في التاريخ مجتهدا في العبادة ساكنا محبا في السلامة من الناس ولا يكاد يسلم قرأ عليه من أولاد المجاورين جماعة كالشمسين: الحليمي والششتري وطبقتهما ويقال: إنه صحب ابن سبعين وكان من أحبابه ولكن لم أر عليه ما يشينه في دينه اشترى نخيلات ووقفها وآل أمرها إلى الخراب بحيث لا يكاد اليوم أحد يعرفها مات سنة ست وأربعين وسبعمائة وكذا قال ابن صالح: كان فقيها محدثا جاور بالمدينة سنين ومات بها وذكره شيخنا في درره.
2629 - عبد العزيز بن أبي سعد المدني: عن عابد بن عمرو ولم يسمع منه وعنه: مرزوق بن عبد الرحمن وهو الذي يروي عنه حماد بن سلمة ويقول: عبد العزيز بن أبي سعيد المدني عن عبيد الله بن أبي بكرة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2630 - عبد العزيز بن أبي سعيد المدني: في ابن أبي سعد يأتي قريبا.
2631 - عبد العزيز بن سلمة بن دينار: أبو تمام بن أبي حازم المدني الفقيه مولى أسلم العابد وأخو سلمة وعبد الخالق ويعرف بابن أبي حازم المحاربي المدني الفقيه يروي عن أبيه وكثير بن زيد بن أسلم والعلاء بن عبد الرحمن وسهيل بن أبي صالح ويزيد بن عبد الرحمن بن الهاد وهشام بن عروة وموسى بن عقبة وعدة وعنه: الحميدي وأبو مصعب وعلي بن حجر وعمرو الناقد ويعقوب الدورقي ويحيى بن يحيى(2/180)
النيسابوري ويحيى بن أكثم وخلق من الحجازيين والغرباء وكان إماما كبير الشأن قال ابن معين: صدوق وقال أحمد: لم يكن بالمدينة بعد مال أفقه منه وقال ابن سعد: كان كثير الحديث دون الدراوردي وقال مصعب الزبيري: كان فقيها وقد سمع من سليمان بن بلال فلما مات سليمان أوصى له بكتبه وضعفه ابن معين في أبيه فرد عليه: بأنه حجة في أبيه وغيره بل قال ابن معين: إنه ثقة صدوق ليس به بأس وقال العجلي وابن نمير وغيرهما: ثقة وذكره ابن عبد البر فيمن كان مدار الفتوى عليه في آخر زمان مالك وبعده وعن مالك أنه قال: قوم يكون فيهم أبو حازم لا يصيبهم العذاب مات ساجدا في سنة أربع وثمانين ومائة ومولده: سنة سبع ومائة وقيل: إنه مات سنة ثمانين وله اثنتان وثمانون سنة وهو في التهذيب.
2632 - عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب: أبو عبد الرحمن العمري المدني من أهلها نزيل بغداد حدث بها عن إبراهيم بن سعد ومحمد بن عون وأبي أويس وعبد الله بن عبد الله الأصبحي وعنه: إبراهيم الحارث العبادي وأبو زرعة وموسى بن هارون وأبو بكر أحمد بن علي المروزي وأبو يعلى الموصلي قال الدارقطني: ليس به بأس وقال العجلي: مدني ثقة مأمون رجل صالح مفوه أبسط من مالك في الكلام وقال الخطيب: رواياته مستقيمة وهو في التهذيب.
2633 - عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون: يأتي قريبا في ابن عبد الله بن أبي سلمة.
2634 - عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي: مولاهم أبو مودود المدني القاص لأهلها رأى أبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمر دهرا وحدث عن السائب بن يزيد ومحمد بن كعب القرظي وعبد الرحمن بن أبي حدرد وعنه: ابن مهدي ووكيع وزيد بن الحباب وخالد بن مخلد وابن أبي فديك والقعنبي وكامل بن طلحة وغيرهم قال ابن سعد: كان من أهل النسك والفضل متكلما كبيرا يعظ الناس ويذكر تأخر موته ووثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن نمير وابن المديني وغيرهم وقال ابن حبان: يخطىء وقال الورقي: وممن يضعف في رواياته ويكتب حديثه: أبو مودود وقال أبو غسان المدني: يروي عن ابن أبي فديك كان رجلا فاضلا وهو في التهذيب.
2635 - عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة: واسمه ميمون ويقال: دينار ويلقب: الماجشون أبو عبد الله وقيل: أبو الأصبغ الأصبهاني الأصل المدني الفقيه أحد الأعلام مولى آل الهدير وقيل: آل المنكدر التيمي نزيل بغداد ووالد(2/181)
عبد الملك الفقيه وابن عم يوسف وعبد العزيز ابني يعقوب بن المجاشون الآتي ذكرهم روى عن أبيه وعمه يعقوب ومحمد بن المنكدر والزهري وإسحاق بن أبي طلحة وزيد بن أسلم وحميد الطويل وعبد الله بن دينار وسعد بن إبراهيم وعمرو بن يحيى المازني وعبد الرحمن بن القاسم وخلق وعنه: ابنه عبد الملك وزهير بن معاوية وإبراهيم بن طهمان والليث بن سعد وهم من أقرانه وابن مهدي وابن وهب ووكيع وأبو عامر العقدي وأبو نعيم وأحمد بن يوسف وحجاج بن منهال وعبد العزيز الأويسي وعبد الله بن صالح وأبو داود الطيالسي وعلي بن الجعد ويحيى بن بكير وآخرون قال إبراهيم الحربي: الماجشون فارسي وإنما سمى "الماجشون" لأن وجنتيه كانتا حمراوين فسمي بالفارس "الماهكون" يعني: الخمر فشبه وجنتيه بالخمر فعربه أهل المدينة فقالوا: "الماجشون" وقيل ليحيى بن معين: عبد العزيز الماجشون هو مثل ليث وإبراهيم بن سعد؟ فقال: هو دونهما إنما كان رجلا يقول بالقدر والكلام ثم تركه وأقبل إلى السنة ولم يكن الحديث من شأنه فلما قدم بغداد كتبوا عنه فكان بعد يقول: جعلني أهل بغداد محدثا وكان صدوقا ثقة وعن غيره في سبب تلقيبهم بذلك أن أباهم كان أصبهانيا ثم سكن المدينة وكان يلقى الناس فيقول لهم: حوبى حوبى يعني يحييهم فلقب بالماجشون ويقال: بل لحمرة خديه وقال بعض الحفاظ: كان إماما مفتيا صاحب سنة نظر مرة في شيء من كلام جهم فقال: كلام بلا بناء وصفة بلا معنى وعن أبي الوليد: أنه كان يصلح للوزارة وقال أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي والبزار وغيرهم: ثقة وقال ابن خزيمة: صدوق وعن ابن وهب: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة وصائح يصيح لا يفتي إلا مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة وعن غيره: له تصانيف رواها عنه ابن وهب وكذا قال أحمد بن كامل: له كتب مصنفة في الأحكام يرويها عنه ابن وهب وعبد الله بن صالح وغيرهما وقال أحمد بن صالح: كان نزها صاحب سنة ثقة وقال موسى بن هارون الحمال: كان ثبتا متقنا وقال ابن أبي مريم: سمعت أشهب يقول: هو أعلم من مالك وقال ابن حبان: كان فقيها ورعا متابعا لمذاهب أهل الحرمين من أسلافه مفرعا على أصولهم ذابا عنهم مات بالعراق سنة ست وستين ومائة انتهى والصحيح: أنه مات سنة أربع وستين ببغداد وقيل: سنة ستين ودفن في مقابر قريش وهو في التهذيب.
2636 - عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أبو محمد العدوي العمري المدني من أهلها ووالد الزاهد عبد الله العمري يروي عن أبيه وعمه سالم وأبي بكر محمد بن عمرو بن حرم وعنه: ابنه وابن أبي ذئب وابن المبارك,(2/182)
وكان نبيها وجيها من أحسن الرجال وأبرعهم جمالا وكان ممن قام مع محمد بن عبد الله بن حسن بحيث أنه لما قتل محمد جيء به إلى المنصور فقال: يا أمير المؤمنين صل رحمي واعف عني واحفظني في عمر فعفا عنه ووثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2637 - عبد العزيز بن عبد الله بن غنايم: المؤذن بالحرم النبوي شهد في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.
2638 - عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن عمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح: أبو القاسم القرشي العامري المدني من أهلها ويعرف بالأويسي يروي عن مالك وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون ونافع بن عمر الجمحي ومحمد بن أبي كثير وسليمان بن بلال وعبد الله بن عمر العمري وعبد الرحمن بن أبي الزناد والليث وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير وابن لهيعة وعبد الله بن جعفر المخزومي وإبراهيم بن سعد وطائفة وعنه: البخاري وهارون بن موسى الحمال والذهلي وعبد الله بن أبي زياد القطواني وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعبد الله بن شبيب المدني وجماعة وثقة أبو داود ويعقوب بن شيبة وابن حبان والخليلي وقال الخليلي: متفق عليه وقال أبو حاتم: صدوق وقال الدارقطني: حجة ولكن في سؤالات أبي عبيد الآجري عن أبي داود: ضعيف وهو في التهذيب.
2639 - عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي الفرج بن السراج عبد اللطيف بن الجمال محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن: الأنصاري الزرندي الشافعي والد عمر الآتي ممن سمع على أبي الفتح المراغي وأخيه أبي الفرج ورأيته فيمن سمع في البخاري على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين ووصفه القارىء: بالشاب المبارك وتزوج سارة ابنة أبي الفتح الزرندي أخت سعد وسعيد قضاة المدينة واستولدها المشار إليه وعدة إناث وكان ذا همة وفضل على أصحابه وأقرانه ممن يركب الخيول ويحمل جهده لثروة ما يجب بحيث أنه قيل: أضاف المحب الأقصرائي في العوالي فكان عدد الغنم التي نحرت في مدة ثمانية أيام: خمسين وإذا طلع أوان الرطب يفرض لكل رباط بالمدينة نخلة ولذا مات وهو فقير في صفر سنة ثلاث وستين وثمانمائة.
2640 - عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن أحمد بن روزبة: العز أبو محمد ابن العلامة العز الكازروني المدني الشافعي الماضي أبوه والآتي أخوه التقي محمد ولد في جمادي الأولى سنة اثنتين وستين وسبعمائة بالمدينة(2/183)
ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وعرضهما على الجلال الخجندي الحنفي في سنة ثمان وسبعين وحفظ التنبيه وعرضه في السنة قبلها على محمد بن علي بن يوسف الزرندي وسمع على الزين بن بكر المراغي تاريخ المدينة له في سنة ست وسبعين وعلى البدر إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب القاضي: تساعياته الأربعين تخريج أبي جعفر محمد بن عبد اللطيف بن الكوكب والجواهر واللآلئ من حديث جده وصحيح مسلم والسر غطمشية بقراءة أبيه في سنة سبعين بالروضة النبوية وبقراءة غيره: البخاري والبردة والشاطبية وأشياء وعلى الشمس أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الششتري الأصل المدني خلاصة سيرة سيد البشر للمحب الطبري والشفاء وبعضه على يحيى بن موسى القسنطيني وعلى العراقي: شرحه للألفية وغيره وآخره: في سنة سبع عشرة وثمانمائة بالمسجد الأقصر على الشمس الهروي بعض شرحه لمسلم والمشارق مع بعض صحيح مسلم وحدث ودرس ووصفه الجمال الكازروني بالفقيه العالم ووصفه أبو الفرج المراغي: بالإمام العالم العلامة الأوحد رأيته شهد في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة مات ...
2641 - عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد: الزين بن القاضي تاج الدين المدني ويسمى أيضا: محمد سمع على أبيه في اختصاره للمغني سنة سبع وستين وسبعمائة ثم رأيته شهد في مكتوب سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وسمع على البرهان ابن فرحون في الموطأ سنة تسع وتسعين.
2642 - عبد العزيز بن عقبة بن سلمة بن الأكوع الأسلمي: عداده في أهل المدينة يروي عن عبد الله بن رافع بن خديج وعنه: يزيد بن عمرو الأسلمي قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وسبقه البخاري فقال: يعد من أهل المدينة يروي عن عبد الله وعنه: يزيد ولا يصح حديثه وتبعه العقيلي في الضعفاء وذكر في الميزان.
2643 - عبد العزيز بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن العلامة النور علي بن فرحون: العز اليعمري المدني المالكي عرف بالمجلد طالب بفيل يتعانى حرفة أبيه مع كون والده كان يقرأ الحديث ويؤم بيانه للحنفية وأما جده فكان صالحا خيرا وقرأ هو البخاري على الشيخ يحيى المرشدي قدم عليهم.
2644 - عبد العزيز بن علي بن هبار: عن أم كلاب وعنه: عيسى بن النعمان المدني قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وكتبته تخمينا.
2645 - عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج: ويقال: إنه ابن أبي ثابت وهو كنية أبيه وأمه: أمة الرحمن(2/184)
ابنة حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف يروي عن أبيه وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين وأفلح بن سعد وعبد الله بن جعفر المخزومي وعمه محمد بن عبد العزيز وجماعة وعنه: ابنه سليمان وأبو مصعب وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأحمد بن إسماعيل السهيمي وآخرون وكان شاعرا نسابة اتفقوا على تضعيفه وقال النسائي: متروك الحديث وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه وقال ابن معين: لم يكن صاحب حديث كان نسابة غير ثقة وقال الخطيب: قدم بغداد واتصل بصحبة يحيى البرمكي وكان ذا بر وفضل مات سنة سبع وتسعين ومائة ومن قال: وسبعين - بتقديم السين - فقد أخطأ وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وقال: يروي عن المدنيين وعنه: العراقيون وأهل بلده وقال عمر بن شبة - في أخبار المدينة -: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه.
2646 - عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف: الزهري المدني جد الذي قبله ذكره شيخنا في اللسان وقال روى عنه ابنه محمد قال: ابن القطان: مجهول الحال.
2647 - عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس: أبو محمد الأموي المدني أمير مكة والمدينة والطائف يروي عن أبيه وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ونافع مولى بن عمر وغيرهم وعنه: يحيى بن سعيد وابن جريج وابن نمير ووكيع وأبو نعيم وغيرهم وثقه ابن معين وأبو داود وآخرون وضعفه أبو مسهر وخرج له الجماعة قال ابن جريج: إنه حج بالناس سنة سبع وعشرين ومائة وهو عامل مروان بن محمد على مكة والمدينة والطائف وعزل بعبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك في سنة تسع وعشرين بل قال الزبير بن بكار: إنه وليهما أعني المدينة ومكة ليزيد بن الوليد بن عبد الملك ثم ثبته مروان عليهما: ثم عزله عنهما.
وفيه يقول ابن مافنة يرثيه:
قدكبى الدهر بجدي فعثر ... إذ ثوى عبد العزيز بن عمر
كان من عبد مناف كلها ... بمكان السمع منها والبصر
مات سنة سبع وأربعين ومائة وكان كما قال الذهبي: عالما فقيها نبيلا وحكى الخطابي عن أحمد بن حنبل: إنه ليس من أهل الحفظ والإتقان وقال ابن حبان في الثقات: يخطىء يعتبر بحديثه إذا كان دونه ثقة وعن أبي مسهر: إنه ضعيف الحديث وهو في التهذيب.(2/185)
2648 - عبد العزيز بن عياش: الحجازي المدني يروي عن محمد بن كعب القرظي وعنه: ابن أبي ذئب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب وروى أيضا عن محمد بن قيس القاضي وعمر بن عبد العزيز وذكره ابن شاهين في الثقات وقال: قال أحمد: صالح وروى له النسائي حديثا واحدا في سجود التلاوة.
2649 - عبد العزيز بن الماجشون: هو ابن عبد الله مضى.
2650 - عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر: العز أبو محمد وأبو عمر بن البدر بن البرهان الحموي الأصل المصري القاضي الشافعي ولد في المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة بقاعة العادلية بدمشق ونشأ بها في العلم والدين وصحبه أهل الخير ودرس وأفتى وصنف التصانيف الكثيرة الحسنة وخطب بالجامع الجديد بمصر وتولى الوكالة الخاصة والعامة والنظر على أوقاف كثيرة ثم تولى قضاء مصر في جمادي الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة فسار فيه سيرة حسنة وكان حسن المحاضرة كثير الأدب يقول الشعر الجيد ويكتب الخط الحسن السريع حافظا للقرآن سليم الصدر محبا لأهل العلم يستقل عليهم الكثير شديد التصميم في الأمور التي تتصل به مما يتعلق بتصرفه وأما دفع الظلم عن الناس منه ومن حواشي السلطان فقليل الكلام فيه ثم أضيف إليه أوقات كثيرة وكان السلطان قد أغدق الولايات في الممالك بمن يعينه غير أنه كانت فيه عجلة في الجواب عن أمور متعلقة بالمنصب تؤدي إلى الضرر غالبا به وبغيره ولم يكن فيه حذق يهتدى به لما فيه نفع من يستحق النفع بل كانت أموره بحسب الوسائط بخير أو شر ثم انفصل عن المنصب سنة تسع وخمسين ثم أعيد نحو ثمانين يوما لزوال رأس من توسط في عزله ممن كان عاقبتهم في عزله من أشر العواقب ثم أنه استعفى في جمادي الأولى سنة ست وستين وحمل معه ختمة شريفة للتوسل بها فأعفي ثم بعد أن ذهب إلى منزله: ألحوا عليه في العود وركب إليه صاحب الأمر إذا ذاك فلم يجب قاله الأسنوي وإنهم استقضوا عوضه بإشارته التاج محمد بن إسحاق المناوي وتوجه إلى الحجاز فحج مرارا وجاور بالمدينة وحدث بمناسكه ومختصره للسيرة وبجزء في قباء وبغير ذلك وعمر الوقت وكذا حدث بمكة والقاهرة وغيرها وفي شيوخه بالسماع والإجازة كثرة يزيدون على ألف وثلاثمائة وأخذ الفقه عن الجمال بن الوجيزي والأصلين عن العلاء التاجي والعربية عن أبي حيان وترجمته محتملة للبسط وممن أخذ عنه: الزين العراقي وآخر من روى لنا عنه بالإجازة: العز بن الفرات مات في جمادي الآخرة سنة سبع وستين وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلاة بجوار الفضيل بن عياض رحمه الله وإيانا.(2/186)
2651 - عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: الهاشمي المدني كان واليا بالمدينة قبل أبيه.
2652 - عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة: في الذي يأتي بعده.
2653 - عبد العزيز بن محمد بن زبالة: من أهل المدينة قال ابن حبان في الضعفاء: يروي عن المدنيين الثقات الأشياء المعضلات لا يحتج به وهو في الميزان.
2654 - عبد العزيز بن الحسن بن زبالة: عن عبد الله بن موسى بن جعفر الصادق بحديث منكر عن آبائه لا أعرف هذا فلعله أخ لمحمد انتهى قال شيخنا: وقد ذكر الذهبي بعد هذا: عبد العزيز بن محمد بن زبالة المدني والظاهر إنه هذا وإنه عبد العزيز بن محمد بن الحسن.
2655 - عبد العزيز بن محمد بن الطاهر الزرندي: ممن سمع في البخاري على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين.
2656 - عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم: العز بن الشمس الجبرتي الأصل المدني الآتي أبوه والماضي جده كان أبوه شاهدا الحرم النبوي وكان هذا أكبر بنيه وأنجبهم وأعقلهم وأرأسهم وباشر وظائف والده وقام مقامه في الحفاظة والنباهة والكياسة والمروءة وسياسة الناس ولين الجانب وقد سمع على العفيف المطري بالروضة مسند الشافعي سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وسيأتي فيمن لم يسم أبوه: عبد العزيز الجبرتي الزيلعي فإما أن يكون هذا أو غيره.
2657 - عبد العزيز بن محمد كمال بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عياد: الماضي أخواه حسن وحسين ولد سنة إحدى وستين وثمانمائة بالمدينة وأمه أمة واشتغل عند الشمس السخاوي ثم عند والده في الفقه وكتب بخطه بهرام الصغير.
2658 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الله: العز القتيبي المدني سمع في سنة تسع وثمانين وسبعمائة على الزين العراقي مصنفه في قص الشارب ووصف: بالفاضل.
2659 - عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد: الإمام أبو محمد الجهني مولاهم المدني ويعرف بالدراوردي لكونه كما قال أحمد بن صالح كان من أصبهان ثم نزل بالمدينة وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل "أندرون" فلقبه المدنيون بذلك ويقال: إن "دراورد" قرية بخراسان وقال ابن حبان: كان أبوه من "درا بجرد" ويقال: "اندراية" فقيل: الدراوردي: فالله أعلم روى عن صفوان بن سليم ويزيد بن عبد الله بن(2/187)
الهاد وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وثور بن يزيد وأبي حازم وجعفر بن محمد وشريك بن أبي ثمر والعلاء بن عبد الرحمن وعمرو بن أبي عمرو وسهيل بن صالح وعدة وعنه: الثوري وشعبة وهما أكبر منه وإسحاق بن راهويه وعلي بن خشرم وأحمد بن عبدة ويعقوب الدروقي وأبو حذافة السهمي وخلق قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أمير المؤمنين ووثقه العجلي وابن حبان وقال: يخطىء وعن أحمد: أنه كان إذا حدث من حفظه يهم ليس هو بشيء وإذا حدث من كتابه: فنعم ونحوه قول أبي زرعة: سيء الحفظ وكذا قال الساجي: كان من أهل الصدق والأمانة كثير الوهم وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال ابن سعد: ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع بها العلم والأحاديث ولم يزل بها حتى مات سنة سبع وثمانين ومائة وكان ثقة كثير الحديث يغلط وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي قال ابن حبان في الثقات مات في صفر سنة ست وقيل: اثنتين وثمانين ومائة انتهى وقال العجلي: مدني ثقة.
2660 - عبد العزيز بن محمد العز الرقيبي: ممن سمع على الزين المراغي في سنة تسع وسبعين في تاريخ المدينة له.
2661 - عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية: أبو الأصبغ المدني أمير مصر روى عن أبيه وأبي هريرة وابن الزبير وعقبة بن عامر وعنه: ابنه عمر وعلي بن رباح وكثير بن مرة وكعب بن علقمة وكثير بن مرة وكعب بن علقمة والزهري وغيرهم قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وقال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات قال سويد بن قيس: بعث معي عبد العزيز إلى ابن عمر بألف دينار قال: فدفعت إليه الكتاب فقال: أين المال قلت: حتى أصبح قال: لا والله لا يبيت ابن عمر الليلة وله ألف دينار قال: فدفع إلي الكتاب حتى جئته بها ففرقها قال ابن يونس: كان مروان استخلفه على مصر وقت خروجه منها في رجب سنة خمس وستين فلم يزل بها حتى توفي في جمادي الأولى سنة ست وثمانين وقال خليفة: سنة اثنتين وقال مرة: سنة أربع وقال ابن سعد: سنة خمس وهو في التهذيب.
2662 - عبد العزيز بن مسعد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد: العز أبو الفضل الكازروني الأصل المدني الشافعي الآتي أبوه وأخوه محمد والماضي أخوهما الآخر: العفيف أحمد وكذا جد أبيه قريبا ولد في آخر سنة أربع وخمسين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو والتوضيح لابن هشام والتلخيص والطوالع والشاطبية والتيسير والمقلصاوي في الحساب وكذا تلخيص ابن البنا فيه أيضا(2/188)
والفصول في الفرائض والرحبية المنظومة فيه وجانبا من المقامات الحريرية وعرض في سنة ثمان وستين فما بعدها على أبي الفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وفتح الدين أبي الفتح بن تقي وقاضي المالكية: الشمس السخاوي والمحيوي الدمياطي حين كان بالمدينة وغيرهم وأجازوا له وأخذ في الفقه عن أبي الفتح المشار إليه وقرأ عليه الصحيحين والشفاء بالروضة وفي الأصول: عن سلام الله الكرماني وفي العربية وغيرها عن ابن يونس المغربي وبه انتفع وكذا أخذ في العربية عن محمد بن مبارك ويحيى الهواري عن المحيوي يحيى الدمياطي: الفرائض والحساب وسمع علي أبي الفرج الكازروني والمراغي وكان ذا دربة في الدنيا مقبلا على تحصيلها واشترى نخلا يسمى السابوري بجانب الحسنية بألف دينار مات في ليلة الجمعة ثاني عشر رجب سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة بدمشق بعد سماعه بها على إبراهيم الناجي وبحلب عن أبي ذر وبالقاهرة على الساوي وغيره وترك ابنة دخل بها - بعد دهر - ابن عمها لكونه زوجها له قبل موته.
2663 - عبد العزيز بن مسلم: الأنصاري المدني مولى آل رفاعة يروي عن أنس بن مالك وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وروى أيضا عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة وأبي معقل وعنه معاوية بن صالح الحضرمي ومحمد بن إسحاق وهو في التهذيب.
2664 - عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم: أبو المطلب المخزومي المدني قاضيها ويقال: كان قاضي مكة يروي عن أبيه وأخيه الحكم والأعرج وصفوان بن سليم وسهيل بن أبي صالح وعدة كيحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم وعنه: سليمان بن بلال ومعن بن عيسى وأبو عامر العقدي وإسماعيل بن أبي أويس الأويسي وجماعة كأبي غسان محمد بن يحيى الكتاني ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأهل المدينة قال ابن معين: صالح وقال أبو حاتم: صالح الحديث وقال أبو داود: لا أدري كيف حديثه وقال الدارقطني: شيخ مدني يعتبر به وأخوه يقاربه وأبوهما ثقة وذكر الزبير بن بكار في كتاب النسب له ترجمة جيدة ووصفه فيها بالجود والمعرفة بالقضاء والحكم وإنه ولي قضاء المدينة في زمن المنصور ثم المهدي وولي قضاء مكة قال: وأمه أم الفضل ابنة كليب بن حزن بن معاوية الخفاجية وقال العقيلي في الضعفاء: روى عن الأعرج ولا يتابع عليه وقال ابن حبان في الثقات: كنيته أبو طالب وأمه: أم الفضل من بني مخزوم مات في ولاية أبي جعفر وهو في التهذيب.
2665 - عبد العزيز بن نبيه بن وهب من بني عبد الدار ومن أهل المدينة: يروي(2/189)
عن أبيه وعنه: عمرو بن الحارث قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2666 - عبد العزيز بن يحيى بن سليمان بن عبد العزيز: أبو محمد وأبو عبد الرحمن الهاشمي المدني ويقال: اسمه عبد الله بن عمرو بن أوس وعبد الله بن سعد كان من موالي آل العباس حدث بنيسابور عن الليث ومالك وهو أحد رواة الموطأ وسليمان بن بلال والدراوردي وعنه: زكريا بن داود بن إسحاق الأنصاري وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ومحمد بن زنجوية بن الهيثم العنبري وطائفة قال البخاري: ليس من أهل الحديث يضع الحديث قال أبو زرعة: ليس بصدق وقال ابن عدي: ضعيف جدا يسرق حديث الناس وقال الحاكم: روى عنه مشايخ الإسلام في النواحي عاش بعد سنة ثلاثين ومائتين قليلا وهو في التهذيب وضعفاء العقيلي وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل ويدعي من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدمين عن مالك وغيره وعجبت من الذهبي فإنه ذكره في موضعين من تاريخه نقل كلام الناس فيه في أحدها وقال في الآخر لم يتكلم فيه أحد بجرح.
2667 - عبد العزيز بن يحيى بن العفيف عبد السلام بن محمد بن مزروع بن غرار بن أحمد: البصري المغربي المدني سبط الجمال محمد بن أحمد بن خلف المطري له ذكر في خاله العفيف عبد الله بن الجمال المشار إليه وهو المربي له والملزم له بالعكوف على الواردين عليهم من شيوخ العلم ولد في رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة واشتغل حنبليا وبرع في العلوم وأتقنها وكان يحفظ أصولا متعددة في فنون كثيرة وفاق على أقرانه وأبناء جنسه ثم حفظ المنهاج للشافعية من غير إعراض عن مذهبه الحنبلي بل ليجمع بين المذهبين.
ثم ارتحل إلى دمشق رغبة في لقاء الشيوخ والأخذ عنهم فتوفي بها وذلك في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة عن عشرين سنة ورأيت بخطه بعض الأجزاء وكتب نسبه كما أسلفته.
2668 - عبد العزيز بن يعقوب الماجشون بن أبي سلمة ميمون: أبو الأصبغ التيمي مولى المنكدر المدني أحد علمائها وأخو يوسف وابن عم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماضي يروي عن أبيه وابن عمر والأعرج ومحمد بن المنكدر وعنه: أحمد وابن معين ومحمود بن خراش وسريج بن يونس والزعفراني وعلي بن هاشم الرازي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي صدوق مقل قال أبو حاتم: لا بأس به ووثقه ابن حبان بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة وأخوه أكبر منه وأشهر وابن عمه أكثر حديثا منه ولقب يعقوب "الماجشون" لحمرة خديه.(2/190)
2669 - عبد العزيز بن الأندراوردي: في ابن محمد بن عبيد.
2670 - عبد العزيز الجبرتي: واشتهر قديما بالزيلعي والد محمد الآتي كان شجاعا مهابا يحفظ القرآن جهوري الصوت صار له في المدينة أملاك نفيسة من دور ونخيل وكأنه اتصل بالناصر محمد بن قلاوون فأنعم عليه ومات قاله ابن صالح وكأنه الذي ذكره ابن فرحون في مقدمة تاريخه بأنه كان تلاء للقرآن يجلس سحرا بالمسجد مستندا لبعض الأحجار الموضوعة علما للقاضي ونحوه وجعل ابن فرحون فعله هذا دليلا على جواز وضع الحجر وقد مضى العز.
2671 - عبد العزيز بن الشمس محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الجبرتي: وكذا جوزت كونه هذا.
2672 - عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الرحمن: أبو محمد النهاوندي القاضي مات في جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين وستمائة ودفن بالمعلاة عند قبر السولي ووصف على حجر قبره: بالشيخ المرحوم الصالح الزاهد العابد زي الحاج والحرمين أبي اليتامى والمساكين كهف الفقراء والمنقطعين.
2673 - عبد الغفار بن القاسم: أبو مريم الأنصاري في الذي بعده.
2674 - عبد الغفار شيخ مدني: يروي عن سعيد بن المسيب وعنه: عباد بن العوام مجهول بالنقل وحديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به وهو في الميزان وقال: إنه لا يعرف وكان أبو مريم يعني: الذي اسم أبيه القاسم بن قيس بن فهد وذكره في ميزانه وقال الأنصاري: رافضي ليس بثقة وقال ابن المديني: كان يضع الحديث ويقال: من رؤوس الشيعة وعن ابن معين: ليس بشيء وعن البخاري: ليس بقوي عندهم وساق له الذهبي من حديث الحسين بن الحسن الفزاري: حدثنا عبد الغفار بن القاسم حدثني عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أسامة بن زيد مرفوعا: "علي مولى من كنت مولاه" وكذبه قال شعبة: سماكا الحنفي يقول لأبي مريم عقب شيء ذكره كذبت والله وكذا كذبه أبو داود وقال: كان يضع الحديث وقال أحمد: كان يحدث ببلايا في عثمان وقال أبو حاتم والنسائي وغيرهما: متروك الحديث وذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء قال الذهبي: وقد بقي إلى قرب الستين ومائة فإن عثمان أدركه وأبى أن يأخذ عنه وقد حدث عن نافع وعطاء بن أبي رياح وجماعة وكان ذا اعتناء بالعلم والرجال وقد أخذ عنه شعبة فلما تبين له أمره تركه وتعقبه شيخنا فقال: بل تأخر عن الستين لأن شعبة مات بعدها وقال ابن عدي: سمعت ابن عقدة يثني عليه وتجاوز الحد في مدحه(2/191)
وإطرائه حتى قال لو ظهر علم أبي مريم ما اجتمع الناس إلى شعبة قال: وإنما مال إليه ابن عقدة هذا الميل لإفراطه في التشيع.
2675 - عبد الغفار بن أحمد بن عبد الله: الكناني المصري الأصل المدني جد الذي بعده ووالد أحمد الماضي ممن باشر الرياسة كأسلافه وترك أولادا.
2676 - عبد الغني بن أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مرتضى: الكناني العسقلاني المصري الأصل المدني الحنفي شقيق فاطمة أم عبد المعطي بن الشهاب أحمد بن القاضي الشمس السخاوي المالكي كان أصلهم من مصر فانتقل جدهم الأعلى محمد بن مرتضى منها إلى المدينة على رياسة الأذان بها ثم خلفه ابنه أبو إسحاق إبراهيم ثم ابنه الشمس أبو عبد الله محمد ثم ابنه الجمال أبو محمد عبد الله الشهاب أبو العباس أحمد وهكذا إلى أن صارت لهذا وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وسمع الحديث على أبي الفرج بن المراغي وولده وباشر الأذان من سنة إحدى وستين بعد أن كان ينوب عن رفاق أبيه في الرياسة كالمحب المطري فلما عجز صار ينوب عنه سعد النفطي ثم الشمس الخياط واشتغل على الفخر عثمان الطرابلسي قرأ عليه المختار والاختيار وسمع غيرهما وقرأ أولهما على الشمس محمد بن علي الزرندي وثانيهما على الشهاب الخجندي بل حضر دروس الشمس أبي الشهاب والشهاب الزرندي والكمال بن الهمام حين قدومه عليهم وكذا إسماعيل الأوغاني وسلطان العجمي في آخرين ودخل القاهرة فحضر درس الأمين الأقصرائي ونظام في الفقه والعربية بل قرأ على ثانيهما في المختار والمنار وعلى خير الدين الرومي النافع وعلى الصلاح الطرابلسي المنار وسمع على الديمي ولازمني في سنة تسع وسبعين للشكوى منه فأحال الملك الأمر على الأتابك لكونه حج فيها فلما اجتمعوا بالمسجد النبوي وكان الأميني الأقصرائي وولده ومن شاء الله من القادمين وأهل المدينة وزعم مرجان: أنه غير صيت فأمر الأتابك بالأذان بحضرته فاستقبل القبر الشريف وأذن فأبكى جميع الحاضرين لتأذينه حتى إن بعض الحاضرين من أهل المدينة قال: لو لم أر وجهه حين أذانه لأنكرت أنه هو وعد هذا من الكرامات النبوية ثم لما كان في ربيع الثاني - سنة اثنتين وتسعمائة - برز إبراهيم بن صالح في نوبته للخطابة بدون من يمشي بين يديه على العادة وتسميته مرقيا فطلب هو وابنه ورفيقه في الرياسة مع مماليك شيخ الخدام حين جلوسه بالروضة ومعه الشافعي على هيئة منكرة وتوسل من الشافعي إليه في الانتصار للخطباء فوقع لصاحب الترجمة وولده ما لا خير فيه مع كونه ممنوعا من الشافعي قبل من الترقية وحج غير مرة.(2/192)
2687 - عبد الغني بن أبي بكر بن عبد الغني بن عبد الواحد نسيم الدين: المرشدي الأصل المكي الحنفي ممن جاور بالمدينة سنين متفرقة ومعه أهله وعامل أهلها وماتت زوجته خلفه الله فيها.
2678 - عبد الغني بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي: المكي ولد في سنة ست وعشرين وثمانمائة بزبيد وأمه: نفسية ابنة ابراهيم بن أبي بكر بن عبد المعطي القضاعي الزبيدي وتردد من زبيد لمكة ثم قطنها من بعد الخمسين وكان قد حفظ القرآن ويسيرا من التنبيه وأجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة منهم: شيخنا والعيني والمقريزي والبرهان الحلبي والشهاب الواسطي والزين الزركشي والجمال عبد الله بن عمر بن جماعة وأخته سارة وعبد الله وعبد العزيز ابنا محمد الهيثمي ويونس الواحي وعائشة الحنبلية وابن ابنة الشرائحي وزينب بنت اليافعي والقبابي والتدمري والعلاء بن مردس وابن الشهاب الأذرعي والشهاب بن ناصر الصحابة والزين بن الطحان وتوجه للزيارة النبوية في آخر سنة خمس وثمانين فأكرمه الله بالشهادة بالحريق بطيبة في رمضان من التي تليها رحمه الله.
2679 - عبد القادر بن الشهاب أحمد الريس تبرعا كما سبق في ترجمته وأن ابنه هذا قيل إنه حي بمكة ويقال له الرق عبد القادر بن عبد الرحمن.
2680 - عبد القادر بن عبد اللطيف الأصغر بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن: المحيوي الحسيني الفاسي الأصل المكي الحنبلي الآتي أبوه قاضي الحرمين الحنبلي ولد في مغرب ليلة الثلاثاء سادس عشر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكة ومات أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة وأمه مستولدة لأبيه حبشية اسمها: تفاحة ونشأ بمكة يتيما لم يخلف له أبوه شيئا بحيث لم يجدوا شيئا للحج به في تلك السنة فحفظ القرآن وصلى به التراويح وحفظ جانبا من المحرر في الحديث لابن عبد الهادي وجميع الشاطبية والكافية لابن الحاجب ومختصره الأصلي والتلخيص وسمع على أبي الفتح المراغي صحيح البخاري وبعض سنن النسائي وجميع العلل التي بآخر الترمذي وختم ابن ماجة ومن الشهاب أحمد بن محمد الزفتاوي: المسلسل وجزء أبي الجهم بفوت من آخره والترغيب للأصبهاني وجزء أيوب السختياني والبردة وقطعة من أول الشفا وأربعين حديثا انتقاء الأقفهسي منه ومن التقي بن فهد: ختم مسند عبد بن حميد وغير ذلك وأجاز له في سنة ثلاث وأربعين فما بعدها خلق منهم: أبوه وشيخنا وزينب ابنة اليافعي وسارة ابنة جماعة وابن الفرات والزركشي ومحمد بن يحيى الحنبلي والعلاء بن بردس والشهاب بن ناظر الصاحبة وأبو جعفر بن العجمي والمحب المطري(2/193)
والبدر بن العليف والبدر العيني والزين رضوان وابن السنديوني, ودخل القاهرة صحبة الحاج في أوائل سنة ثمان وخمسين, فولى بها إمامة الحنبلي بالمسجد الحرام عوضاً عن والده, وباشرها في يوم السبت خامس جمادى الأولى منها, ثم دخلها أيضا في سنة اثنتين وستين, وأقام بها إلى أن ولي قضاء الحنابلة بمكة في منتصف شوال من التي تليها بعناية الأميني الأقصرائى, وكان يحضر دروسه بحيث أخذ عنه في الأصلين والعربية وغيرها, ولازم صحبة أبي الفضل النويري الخطيب وغيره من الأعيان, ودخل مكة صحبة أمير الحاج المصري وهو لابس الخلعة في صبح يوم الخميس تاسع عشري ذي القعدة منها وقرئ توقيعه, ثم أضيف إليه في سنة خمس وخمسين قضاء المدينة النبوية, ومشى حاله وزال ما كان قلي به بعد مصاهرة البرهاني بن ظهيرة وزوجه بأخته, بحيث قال النور الفاكهي له من أبيات:
فلا تخش القلى منهم بوجه ... فقد وافتك سيدة الجميع
كل ذلك بعد أن أخذ في الفقه عن الشيخ الماضية العز الكناني والعربية عن التقي الشمني والعلاء الحصني وغيرهما, وعن العلاء أخذ أصول الدين, وقرأ عليه في شرح العقائد للتفتازاني وفي غيره, والأصول والمعاني وغيرهما من التقي الحصني, وكذا تلا لأبي عمرو ونافع وابن كثير: على الشمس محمد بن الشرف الششتري المدني, وقرأالسبعة على الشيخ عمر الحموي النجار, نزيل مكة, وفرأ في النحو ابتداء باقي المنحة, ولا أستبعد أخذه فيه عن القاضي عبد القادر, وبعد دخوله في القضاء, قدم عليهم بمكة العلاء المرداوي شيخ الحنابلة الدمشقين فلازمه في قراءة غير تصنيف له.... والتقى الجراعي أحد أعيان الحنابلة, فلنتفع به ويتفننه وذكائه, إلى غيرهم من الفضلاء, ولازم الأخذ لفنون من العقليات على مظفر الشيرازي, ولا زال يدأب ـ بعد إذن الأميني والتقي الحصني وغيرهما له ـ حتى تميز بوفور ذكائه, ودرس بالنجاللية وغيرها, ىكدرس خير بك, تم بالمدرسة الأشرفية, وأخذ عنه الفضلاء في الفقهخ والأصلين والعربية والمعاني والبيان والقراءات وغيرهما وأسمع الكتب الكبار , وكان زائدة الذكاء والتودد, حسن العشرة والفتوه والتواضع, مع جودة الخط, وتوسع النظم والنثر, ولكن كثر استرواحه في الأقراء والتواضع, بحيث لم يجده كثيرونفيهما وربما استشعر ذلك فبالغ عند الغرباء في الإعتذار وامتنع من عمل الخلع متمسكا بأنه غالبا حيلة, وهي لا تجوز ولم يعجب ذلك فضلاء مذهبهع وأفبل بأخرة على الأستغال بالذكر والأوراد والتلاة الجيدة بصوته الشجي المنعش حتى ارتقلاى إلى غاية شريفة في الخير, سيما وهو يتوجه في كل سنة إلى المدينة النبوية ويقيم بها غالبا نصف سنة وربما أقام بها سنة كاملة بل حمع بين المساجد الثلاثة في عام, فإنه توجه في سنة(2/194)
ست وثمانين من مكة إلى المدينة ثم منها إلى البقيع ثم من البر إلى القاهرة فأقام بها يومين أو ثلاثة حريصا على عدم الإعلام بنفسه ثم توجه إلى بيت المقدس فزاره ثم رجع إلى بلده وكثر اختصاص أولي الأصوات اللينة ونحوهم به وهو يزيد في الإحسان إليهم مع حسن توجه في التلاوة والإنشاد وجلد على السهر في الأذكار والأوراد وخشوع عند الزيارة وخضوع حينئذ في العبارة وميل إلى الوفائية ونحوهم وإلى التنزه والبروز إلى القضاء والحدائق بالحرمين سيما مسجد قباء ومشهد حمزة ويعمل في كل منهما مولدا وإذا خرج يكون معه ما يناسب الوقت من المأكل والطرف ونحوها وقطعها بذلك أوقاتا طيبة ويهرع لهذه المشاهد جمهور الناس ويكاد أن يعمهم بالإطعام كما أنه يتكلف لكثيرين من أهل القافلة ولبعض من يمسه منه الأذى سفرا أو حضرا من أقربائه وذوي رحمه ولذا وغيره كثرت ديونه بحيث أخبرني: أنها تقارب ثلاثة آلاف دينار وأنشأ بكل من الحرمين بيتا وأسند الخواجا حسين بن قاوان إليه وصيته لكونه كان زوجا لأخته في آخرين ولم يسلم في كله من منتقد خصوصا وهو يتعالى عن الإجتماع بجل رفاقه في القضاء حتى لا يجلس في محل لا يرضاه وقد رافقته في التوجه من مكة إلى المدينة في سنة سبع وثمانين فحمدت مرافقته وأفضاله وكثر اجتماعنا في الموضعين وزرنا جميعا كثيرا من مشاهد المدينة كقباء والسيد حمزة والعوالي وسمع مني بل كتبت عنه من نظمه وعنده من تصانيفي عدة وكان يعلمني بما يستفيده منها ويستصحب بعضها في أسفاره ويتلذذ بما يعجبه فيها من العبارات وبينه جماعته على ذلك وكتبه ترد علي بالثناء البالغ والوصف لي بشيخ الإسلام بل قال: بحضرتي في مجاورتي الرابعة للقاضي الشافعي: ولم يخلف شيخنا الأميني الأقصرائي في طريقته مع أهل الحرمين وكذا وكذا إلا فلانا وقال مرة: وهو غيث بكل زمان ومكان حل به نفع أهله - إلى غيرها ثم تزايد من الأفضال جدا والثناء حتى بأمير المؤمنين وفي التماس اقتفائي في الزيارة حين التوجه في قافلته إلى أن مات وذلك في ضحى يوم الخميس ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة خمس وتسعين وثمانمائة بعد تعلل نحو نصف شهر شهيدا بالإسهال وصلي عليه بعد عصره بالروضه ودفن بالبقيع عند قبر أمه وتأسفنا على فقده ورؤيت له منامات جمة صالحة وما خلف بعده في مجموع ما أثبته مثله وخلف ذكرا وأربع إناث من أمهات شتى عوضه الله الجنة ورحمه وخلفه خيرا وأقر عينه بوفاء دينه وفي ترجمته من الضوء اللامع من نظمه ونثره ما يشرح الخاطر بالبردة.
2681 - عبد القادر بن محمد بن النور علي بن عمر بن حمزة الإمام العلامة محيي الدين: ويلقب بدر الدين أيضا القرشي العمري الحراني ثم المدني الحنبلي(2/195)
الفراش بالحرم بالنبوي ويعرف بالحجاز ولد لثمان خلت من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وأحضر في الخامسة من شعبان سنة سبع وثلاثين على جده النور مسلسلات ابن شاذان ثم سمع عليه شيئا يسيرا من أول سباعيات مؤنسة خاتون وثمانياتها ثم بعد الخمسين: سمع بالمدينة على إبراهيم بن رجب السلماني شيئا من "الدارية في اختصار الرعاية" للشرف ابن البارزي بروايته عنه ولازمه وانتفع به وفي سنة سبع وستين: سمع أيضا ومعه أكبر أولاده الثلاثة المسمون محمدا على البدر بن فرحون من "الأنبياء المبنية" لابن عساكر وفي سنة ثمان وستين بدمشق: سمع السنن لأبي داود علي ابن أميلة وكذا مع هناك على غيره وحدث: سمع عليه أبو الفتح المراغي السباعيات المشار إليها وكان إماما عالما خيرا رأيت بخطه كراسة نقلها من "مفتاح دار السعادة" لابن قيم الجوزية ومات في آخر سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالمدينة ودفن بالبقيع وهو في "أنباء" شيخنا رحمه الله.
2682 - عبد القادر بن محمد بن يعقوب المدني المالكي: أخو عبد الوهاب الآتي وعم القاضي المالكي بمكة النجم محمد ممن حفظ واشتغل وتوجه للروم في التوكيل بجمع أوقاف الحرمين ثم العجم مع رياسة وحشمة وتزوج رقية ابنة عمر بن المحب الزرندي أخت الشمس محمد ومات عنها بعد رؤيتها لجلالة معه وبعد مدة خلفه عليها السيد السهمودي ثم أبو الفتح بن سعيد وماتت تحته مات غريبا بالعجم يقال مسموما لسنة بضع وسبعين وثمانمائة بعد أن دخل مصر والشام.
2683 - عبد القادر بن معروف الجبرتي: ذكر في أبيه.
2684 - عبد القادر الحجار: مضى في ابن محمد علي بن عمر.
2685 - عبد القادر بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله: الزين بن العلامة الفخر الشامي المدني الآتي أبوه وولده أبو البركات ممن سمع على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين.
2686 - عبد الكافي بن محمد بن محمد بن حسين: المدني السقا ويعرف بابن قطب سمع في سنة سبع وتسعين على ابن صديق بعض البخاري بالمسجد النبوي ومات في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة وأرخه ابن فهد ودفن بالمعلاة.
2687 - عبد الكافي بن محمد بن أبي الفضل: النفطي أخو عبد السلام الماضي وذكر ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع على أبي الفرج المراغي وولده حضر دروس أبي الفتح بن تقي والسمهودي وقرأ على أحمد بن يونس في الآجرومية ودخل مصر والشام وحضر عند العبادي وزكريا وغيرهم وتلا على الأخميمي وسافر مع(2/196)
والده - قبل ذلك - لتبريز العجم طلبا للرزق وشرع في بناء بيت فاشتراه منه الجمال الظاهري قيل: كان موجودا سنة تسعمائة.
2688 - عبد الكافي بن أبي السعادات بن محمود بن عادل: الحسيني المدني الحنفي أخو عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وهو أصغر حفظ القرآن والقدوري واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والعروض وجود الخط ونسخ به وذكر بالذكاء وتزوج آمنة ابنة قاضي المالكية الشمس السخاوي وماتت تحته في المحرم سنة تسعمائة.
2689 - عبد الكبير بن إبراهيم: الجبرتي الحنفي والد أبي الفتح له ذكر في أبيه إبراهيم والظاهر أنه غير الآتي.
2690 - عبد الكريم بن أحمد بن مقبل المرسي: أخو عبد السلام الماضي.
2691 - عبد الكريم بن عبد المعز الواسطي: قال ابن فرحون: إنه كان من أهل العلم والعمل وأرباب القلوب دخل المدينة للزيارة فوقف على باب السلام ثم سلم من مكانه فقيل له فقال: لم أجدني أهلا للدخول عليه ولا للوقوف بين يديه من أنا حينئذ حتى أصلح لذلك؟ ثم أقام بالمدينة وكان عليه روح ولا يزال لسانه رطبا بذكر الله والتلاوة التي لم يسمع السامع مثلها وللناس فيه اعتقاد زائد متقن العمل لا يعتبر به خلل كنت إذا أخذت معه في شيء من أمور الدينا كان جوابه بأحوال الأخرى فينقطع معه الكلام وكان مسكنه في بيت عبد الله البكري على تقشف وفقر قال لي يوما والجماعة معي: رأيت البارحة هذا الفقير الذي أقام عندنا - وأشار إلى الشيخ أبي الخراز على المنبر يخطب - رأيته بعد وفاة أبي الحسن على المنبر يخطب ولا بد له من ذلك فكان كذلك رأيته بعد وفاة أبي الحسن على المنبر خطيبا استنابه القاضي سراج الدين فيها وفي الإمامة فقام بها أحسن قيام وكان إذا شكى إليه أحد ضرا أو مرضا قال له: قل: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين وياذا القوة المتين ويا راحم المساكين ويا أرحم الراحمين سخر لي كذا واصرف عني كذا فإن شكى فاقة أو قلة قال له: قل {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ومن أحواله: أن المدينة حوصرت أياما واشتد حال أهلها في التضييق عليهم والخوف من عدوهم وهو لا يدري ما الناس فيه بحيث أن العدو دخلها بحرا وهرب الناس واختفوا في بيوتهم ووجد هو قد توضأ وخرج إلى المسجد فقيل له: أين تريد؟ فقال: المسجد قيل له: إن المدينة قد خلت وأبواب المسجد غلقت فلا يدخله أحد فقال: إيش تقول؟ فأعاد عليه فقال: ومن هؤلاء المساكين الذين أخافوا المدينة وأهلها ويريدون أن يمنعونا من صلاة المسجد في جماعة ثم مضى(2/197)
إلى المسجد فعلم بمكانه ففتح له ودخل وصلى كأنه ما كان شيء جرى فكان ذلك الرجل يحكي هذا فتعجبت الناس منه ولقد أخبرني بعد وفاة أبي وكان ممن يقرأ عليه بالعربية وينتهي من الكتاب ثم يعيده لطلب المؤانسة معنا والمحبة في أبي أنني أكون في مقامه وأتولى ثلاث ولايات في ذلك العام فكان كذلك.
جاءني مرسوم بالتدريس في المدرسة الشهابية وبدرس الفخر ناظر للجيش وبدرس أقامني فيه شعيب بن أبي مدين صاحب المغرب وذلك كله في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة فأعان الله تعالى ورزقني الإقبال الكثير على الاشتغال وكذا جرى لي معه في سنة خمسين وثلاثين: أنه كان تحامل على بعض القضاة ولفيف من الحسدة ورموني عند الأمير طفيل ببلية وهي: أن شيخا مات وترك عندي مالا كثيرا ولم يكن من ذلك شيء إلا أن الشخص المشار إليه ترك عندي مبلغا يسيرا وصى به في شراء نخيلات تكون وقفا على السبيل فأعلمت بذلك واستشهدت بشيخ الخدام العز دينار وبصاحب الترجمة فأما شيخ الخدام: فلم أقم شهادته لتصريح طفيل وأما صاحب الترجمة: فتكلم بغيظ وصوت مرتفع وانزعاج وقال: يا طفيل اتق الله وكرر: يا طفيل فصار طفيل يقول: الله يجعلنا يا عز الدين من المتقين ثم قال له: أما تتبع جدك وأفعاله؟ كان علي بن أبي طالب متصفا بكذا وكذا وذكر له من الوعظ ما أبهته حتى ود أنه لم يأته ثم قال له: ليس لك عند هذا الفقير شيء ولا دعوى والميت كان فقيرا من الفقراء والذي يقول لك الفقير: هو الصحيح والسلام فقبل كلامه وحمله على الشهادة ورأى الناس أن هذا كان من العز بغير قوته ولا جاري عادته بل أجراه على لسانه لينكف الأعادي فلله الفضل والمنة مات في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وذكره المجد فقال: الشيخ عز الدين الواسطي الجامع بين العلم والعمل الفائق في طريق التجريد على كل من حل ورحل ودخل المدينة قاصدا للزيارة فلما وصل باب السلام وقعت عليه الهيبة فوقف هنالك متعبدا وسلم خاشعا مرتعدا ورجع إلى منزله فقيل له في ذلك: فقال: لم أجدني جديرا بالوصول إلا إلى هنالك وأما الدخول فمن أنا حتى أصل لذلك؟ ثم التزم الجوار والإقامة بهذه الديار على قدم الافتقار والاصطبار وكان رطب اللسان بالذكر والتلاوة بلهجة فائقة الطلاوة رائعة الحلاوة قد لاح عليه نور الصلاح وفاح لديه نور الفلاح هذا مع السذاجة وسلامة الباطن والأخبار عن التوطن فيها لا يغني عن المواطن إذا خوطب بأمر من الأمور الدنيوية أجاب بكلام حلو من الأحوال الأخروية فينقطع معه الكلام وينقدع المتكلم من غير ملام ومن إفادته التي يرجى بها عميم بركاته: أنه كان إذا اشتكى أحد إليه من مرض أو عرض قال له قل يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين ويا راحم المساكين ويا راحم(2/198)
الراحمين سخر لي كذا وكذا واصرف عني كذا وكذا وإذا اشتكى إليه أحد فقرا أو فاقة قال للمشتكي قل: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} وكان لا يجتمع بأحد من أهل الدنيا أبدا اللهم إلا في شفاعة تتعين أو دقاعة سر تلوح له وتتبين وذكره ابن صالح مقتصرا على لقبه ونسبه فقال: عز الدين الواسطي: هو الإمام العالم الصالح المجرد التالي ليلا ونهارا السليم القلب التارك للناس والمقبل على الاشتغال بذكر ربه إلى أن لقي الله قال: وهو سيدي وشيخي وبركتي لمن يقصده من كبير وصغير يلقنهم ويسمع لهم جاور بالحرمين وانقطع بالمدينة مدة طويلة على عبادة وأقرأ في القرآن ختمت عليه القرآن وسمعت الحديث وألبسني الخرقة وأم بالمسجد النبوي مدة طويلة نيابة عن جماعة من الأئمة فكان يجيد القراءة والخطب وكل سنة يحج بحمله تاجر اسمه نسيم مجانا مع محبته في النحو بحيث اشتغل بالجمل على أبي عبد الله بن فرحون وقرأ على أبي عبد الله القصري شيئا من تآليفه في المفردات وسمعته يحكي: أنه أم في التراويح ووافق بعض الناس على امرأة وسلم إليه شيئا يجهزها إليه به وصار كلما قرب الدخول والصحبة فكيف الحال بعده فأعرضت عن التراويح وقلت لأهلها: ردوا علي متاعي وكان مسكنه في رباط دكالة بالحجرة مات ظنا في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ودفن بالبقيع بجانب نور المطهرين.
2692 - عبد الكريم بن أبي الفتح بن عبد الكريم بن إبراهيم الجبرتي: له ذكر في حديث أبيه ايضا.
2693 - عبد الكريم بن يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن علي: الكمال أبو محمد وأبو المحامد بن أبي المعالي البستاني الطبري المكي الشافعي قاضيها وابن قاضيها بل لقبه الميورقي بقاضي الحرمين وأنه استفتاه في جماعة عمن نمر من منى ثاني يوم النحر فأفتاه بأن من ترك المبيت في ليلة من ليالي منى ورمى يوم عليه دمان ولا يسقطان عنه ثم العصيان إن كان لغير عذر إلا بالتوبة لأن الدم يجبر الشك ولا يرفع الإثم أفتى بذلك في منى سنة ثمان وأربعين وستمائة وقال الميورقي أيضا: سمعت علي بن عبد الله بن عم قاضي الحرمين العز أبي المفاخر يحيى بن عبد الرحمن يقول: كان أولاد القاضي أبي المعالي ثلاثة: الكمال عبد الكريم والجمال عبد الله وعمرو وناب في الحكم وخلف ستة أولاد: محمودا ومحمدا وعليا وإدريسا وحسنا وأبا المنصور انتهى ووجد في مكتوب: ثبت على الكمال عبد الكريم في سنة سبع وثلاثين وستمائة بخط أخيه عمر ووصفه بتاج الخطباء الحامد ابن الإمام العالم العامل الورع مفتي الفرق مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين وستمائة وكان كثير العبادة ومن نظمه مما كتبه عنه القطب القسطلاني:(2/199)
ولما سرت من أرض سلمى نسيمة ... لقلبي أحيى سرها حين حلت
وجاءت لتهدي لي السلام فمرحبا ... وأهلا بها من واصل لتحية
تقول سليمى لم نضع لك بالنوى ... عهودا ولا اعتاضت بتلك المودة
فقلت وأشواق تزيد وأدمعي ... تجود وقد غصت جفوني بعبرتي
أيا جيرتي جار الذي قضى ... علي ولم أقض حقا بجيرتي
2694 - عبد الكريم الجبرتي الحنفي: كان شابا صالحا يعرف مذهبه مع مزيد التدين من قدماء المجاورين قاله ابن صالح.
2695 - عبد اللطيف بن إبراهيم الجبرتي: نزل بالمدينة وسمع البخاري على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين وهو أخو عبد الكريم المذكور سبق له ذكر من أبيه أيضا.
2696 - عبد اللطيف بن أحمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن: الإمام النجم أبو الشفاء وأبو بكر الحسيني الفاسي المكي الشافعي أخو الحافظ المؤرخ التقي محمد ويعرف كسلفه بالفاسي ولد وقت صلاة الجمعة رابع عشر شعبان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة وكانت مدة الحمل به سبعة أشهر وحمل مع أمه أم الحسين ابنة القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد النويري إلى المدينة لأن أخاها وهو خاله القاضي المحب كان بها إذ ذاك قاضيا فلما انتقل لقضاء مكة في سنة ثمان وثمانين انتقل معهما إلى مكة وجود بها حفظ القرآن وصلى به التراويح في مقام الحنابلة من المسجد الحرام سنة إحدى وتسعين ثم أقبل على درس العلم فحفظ التنبيه والمنهاج الأصلي وغيرهما وسمع علي ابن صديق وابن بكر وغيرهما وأجاز له قيل: في سنة اثنتين وثمانين فما بعدها البرهان إبراهيم بن عبد الرحمن بن جماعة وجويرية الهكارية والنجم بن رزين والمحيوي عبد الوهاب القروي وابن حاتم وأبو اليمن بن الكويك وفي سنة ثمان وثمانين: النشاوري وإبراهيم بن علي بن فرحون والشهاب بن ظهيرة وعلي النويري القاضي وعبد العزيز محمد الطيبي وابن خلدون وابن عرفة وفيما بعد: أبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وإبراهيم بن أحمد عبد الهادي وأحمد بن علي الحسيني ومحمد بن عمر بن عبد الهادي وفاطمة ابنة أبي النجا وفاطمة وعائشة ابنتا عبد الهادي وأحمد بن قبرص وعبد الله بن خليل الخرستاني والحلاوي والسويداوي ومحمد بن عبد الرحيم بن الفرات وغيرهم ودخل اليمن في سنة سبع وتسعين وحج منها ثم توجه مع أخيه التقي إلى القاهرة وسمع معه غالب ما قرأه وسمعه على التنوخي وابن الشيخة ومريم ابنة الأذرعي وسمع بها على ابن أبي المجد لما استقدمه يلبغا السائلي من دمشق صحيح البخاري(2/200)
وغيره وأخذ علم الحديث عن الزين بن العراقي والفقه عن ابن الملقن وسمع منه كثيرا وحضر مجلس البلقيني واستفاد منه ومن الولي العراقي وعاد لمكة في سنة تسع وتسعين وقد برع في فنون من العلم وفي سنة ثمانمائة: قرأ في الروضة وغيرها على الجمال بن ظهيرة ولازمه كثيرا وانتفع به وفي التي تليها والفقه على الأبناسي بمكة وأذن له في التدريس وفي سنة ثلاث دخل اليمن أيضا وأخذ بزبيد عن الشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري وأذن له في الإفتاء والتدريس وعاد لمكة وقد تأثل قليلا من الدنيا ففات ذلك منه قبل وصوله إليها وتوجه إلى مصر وبعد أن حج سنة أربع وأقبل فيها كثيرا على العلم فأخذ عن علمائها كالجلال البلقيني والولي ابن العراقي والنور علي بن قبيلة البكري ومما أخذه عنه: المختصر الأصلي لابن الحاجب وكان البكري خبيرا به وأذنوا له في الإفتاء والتدريس وكان أذن ثانيهم له بذلك: في سنة سبع وفيها حج ثم عاد إلى القاهرة مستمرا على طريقته في ملازمة الاشتغال فتزايد فضله وحج سنة ثمان وأقام بمكة يدرس ويفتي ثم حج في سنة تسع وعاد إلى القاهرة ومنها توجه في أثناء سنة عشر إلى تونس وأخذ عنه بها روايته قاضي الجماعة بها عيسى الغبريني وناله بر قليل من صاحبها وعاد إلى مصر في سنة إحدى عشرة وفيها حج وأقام بمكة حتى حج في سنة اثنتي عشرة وتوجه في بقيتها أو في أوائل التي بعدها إلى القاهرة وأقام بها وأذن له العز بن جماعة في الإفتاء والتدريس في فنون من العلم في سنة أربع عشرة وكان يقرأ عليه في مدة سنتين قبلها ثم توجه فيها إلى مكة مع الحاج وقد ولي نصف الإمامة بمقام إبراهيم عوضا عن أبي الخير أبي اليمن الطبري بعد وفاته فصده عن المباشرة صاحب مكة السيد حسن بن عجلان الحسني لاعتقاده في الشيخ أبي اليمن وأقام بمكة سنة خمس عشرة وزار فيها النبي صلى الله عليه وسلم وابن عمه عبد الله بن عباس بالطائف وأخذ فيها بمكة عن الإمام حسام الدين الأبيوردي: تأليفه في المعاني والبيان وفي الأصول وفي شرح العضد وفي الشمسية في المنطق وعن أبي عبد الله الوانوغي: التفسير والأصول والعربية وكانا يثنيان عليه كثيرا بحسن فهمه وبحثه ثم توجه بعد الحج من سنة خمس عشرة مع الركب المصري إلى القاهرة ودخلها في محرم التي تليها وأقام بها حتى مات غير أنه دخل منها اسكندرية مرتين: سنة عشرين وسنة اثنتين وعشرين ومات بعد قدومه بخمسة عشر يوما وكان كثير النباهة في الأصلين والفقه والتفسير والعربية والمعاني والبيان والمنطق مليح الشكالة والخصال ذا حظ من العبادة درس بالحرم وأفتى وكان مجيدا في الإفتاء والتدريس والفهم والكتابة سريعها وولي الإعادة بالمدرسة المجاهدية ولم يباشرها لغيبته بمصر والإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي بالقرافة وكتب بخطه أشياء كثيرة لنفسه ولغيره من أصحابه خدمة لهم ومات يوم الخميس سادس(2/201)
جمادي الأولى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بالطاعون بعد ضعفه سبعة أيام ودفن قبيل العصر بتربة الزين العراقي خارج باب البرقية وكان الجمع في جنازته وافرا وفاز بالشهادة وقد ذكره شيخنا في "أنبائه" قال: سمع معنا كثيرا من شيوخنا ولازم الاشتغال في عدة فنون وأقام بالقاهرة مدة بسبب الذب عن منصب أخيه حتى مات مطعونا رحمه الله.
2697 - عبد اللطيف بن عبد الله بن عمر بن عياد: السراج المدني المؤدن بالحرم النبوي ممن سمع في سنة تسع وثمانين وسبعمائة على الزين العراقي مصنفه في قص الشارب.
2698 - عبد اللطيف بن أبي الفتح محمد بن أبي المكارم حمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن وباقي نسبه في ابن عمته وابن عم أبيه التقي محمد بن أحمد بن علي السراج أبو المكارم بن الولي النور أبي الفتح بن أبي عبد الله: الحسني الأصل المكي الحنبلي قاضي الحرمين وأبو قاضيهما المحيوي عبد القادر الماضي قريبا ولد في شعبان سنة تسع وسبعين بمكة وتسمى باسم أخ له كان أكبر منه ولذا ميز صاحب الترجمة بالأصغر وسمع العفيف النشاوري والجمال الأميوطي والشهاب بن ظهيرة وأبي العباس بن عبد المعطي وغيرهم وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي والنوحي وابن أبي المجد وأحمد بن أقبرص والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والسويداوي والحلاوي وعبد الله بن خليل الخرستاني ومريم الأذرعية وآخرون وخرج له التقي بن فهد مشيخة وحدث سمع منه الفضلاء وأجاز لي وولي الإمامة بمقام الحنابلة بمكة بعد موت ابن عمه علي بن عبد اللطيف في سنة ست وثمانمائة ثم قضاء مكة في سنة تسع ثم جمع له بين قضاء الحرمين مكة والمدينة في سنة سبع وأربعين فكان أول حنبلي انفرد بقضاء كل منهما واستمر حتى مات لم يعزل عن وظيفة القضاء بمكة غير مرة سنة واحدة لم يل فيها أحد عوضه ثم أعيد ودخل بلاد اليمن والعجم غير مرة ورزق الحظ الوافر عند ملوكها وقضاتها وأعيانها بحيث كان يرجي منهم بالعطاء الوافر فيسمح بإنفاقه في جهات الخير والإطعام للوافدين ونحوهم وأمره في ذلك يفوق الوصف بحيث قيل إنه رجع من بعض سفراته بنحو عشرين ألف دينار فما استوفى سنة حتى أنفدها وإذا سافر ينوب عنه في غيبته أخوه المحيوي عبد القادر ثم ابنه أبو الفتح بن عبد القادر ثم ابن أخي الآخر موسى بن محمد وكان خيرا ساكنا منجمعا عن الناس عدلا في قضائه زائد الكرم بعيدا عن الرشوة بل ربما كان لفرط كرمه: يحسن لمن يجيئه في محاكمة أو حاجة متواضعا متوددا ذا شيبة ووقار ضخما محبا للخاصة والعامة مفيدا من(2/202)
أحوال ملوك الشرق ونحوهم ما امتاز فيه على غيره بمشاهدته مع نقص عبارته تزوج بأخرة ابنة العلاء علي بن التاج محمد بن الجلال البلقيني من أمه ومات عنها بعد أن استولدها ولكنه انقطع نسله منها وذاك بعد تقلله مدة بالابتهال ورمى الدم بمكة في ضحى يوم الاثنين سابع شوال سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وصلى عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة ولم يخلف شيئا رحمه الله وإيانا.
2699 - عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن: السراج بن أبي السرور الحسيني الفاسي المكي المالكي قريب الماضي قريبا ووالد أبي الخير محمد وإخوته ولد في رجب سنة ثلاث وثمانمائة بمكة وأحضر بها على ابن صديق في أواخر الثانية سجدات القرآن للحربي وفي الثالثة: بعض مسند الدرمي وسمع علي الزين أبي بكر المراغي الصحاح: للبخاري ومسلم وابن حبان بفوت في أولها وجزء الخرقي وأمالي التنوخي ومن الزين الطبري: الموطأ رواية محمد بن الحسن ومن الشريف أحمد بن علي الفاسي وابن سلامة وابن قطلوبغا وغيرهم وبالقاهرة: على النور الفوي من لفظ الكلوثاني وأجاز له في سنة خمس العراقي والهيثمي والمجد الفيروز آبادي والشهاب الجوهري والشرف بن الكويك وأبو الطيب السحولي والفرسيسي وعبد الكريم بن محمد الحلبي والشمس العراقي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق وولي إمامة المالكية بمكة في أواخر سنة اثنتين وأربعين وباشرها من ظهر ثالث ذي الحجة إلى ظهر اليوم الرابع الذي يليه ثم منعه أمير الحاج المصري فلما انفصل الركب: مكنه ناظر الحرمين سودون المحمدي من المباشرة فباشرها من مغرب ليلة الثامن عشر منه إلى صبح يوم الأحد تاسع جمادي الأولى من التي تليها ثم عزل بمحمد بن أبي عبد الله النويري وابن عمه أبي الفضل بن عبد الرحمن ودخل البلاد المصرية والشامية واليمنية غير مرة للاسترزاق وركبه دين كثير فتوجه إلى القاهرة في موسم سنة خمس وخمسين فلم يحصل على طائل فتوجه منها إلى القدس والشام ثم رجع إليها وسافر منها إلى بلاد المغرب في أوائل سنة سبع وخمسين فدخل تونس وفاس ثم عاد لمصر في موسم التي بعدها بغير طائل ثم عاد إلى مكة صحبة الحاج فأقام بها وتردد منها مرارا إلى المدينة النبوية للزيارة وكان يكثر من ذلك بحيث كان يكرر الزيارة في السنة الواحدة وربما توجه في درب الماشي ماشيا إلى أن كان في سنة ثلاث وستين فتوجه إليها مع الحاج ثم رجع في البحر لمكة فأقام بها دون شهر ثم عاد إليها فاستمر بها أشهرا وقدرت وفاته في ليلة السبت تاسع جمادي الآخرة سنة أربع وصلي عليه بالروضة ودفن بالبقيع وكان خيرا مباركا ساكنا منجمعا عن الناس(2/203)
ملازما لبيته ولبابه بزيارة باب إبراهيم من المسجد الحرام ممن حضر في الفقه دروس والده وعمه أبي حامد أجاز لي وللنجم عمر بن فهد وآخرين رحمه الله.
2700 - عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن السراج بن القطب أبي الخير الحسيني: الفاسي المكي المالكي حفيد الذي قبله والآتي أبوه وعمه ولد بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والأربعين والآجرومية والمختصر للشيخ خليل المالكي وعرض علي في سنة سبع وثمانين ثم في سنة سبع وتسعين وسمع علي وكتبت له فينظر: لم أثبته هنا.
2701 - عبد اللطيف بن الكمال أبي الفضل محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن: الأنصاري الزرندي المدني الشافعي ولد بالمدينة في صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة كما نقلته من خط أبي الفتح المراغي عن أخبار أبيه الكمال وحفظ المنهاج والألفية والشاطبية واشتغل قليلا وسمع على أبي الفتح وأبي الفرج ابني المراغي والجمال الكازروني بل سمع على الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة وتلا بالسبع على السيد الطباطبائي مات مقتولا في اللجون بدرب الشام بعد سنة إحدى وخمسين ومائة سمع في رمضان منها بالمدينة على المحب الأقصرائي: البخاري وترك ولده الشمس محمد إما في الثانية أو الثالثة.
2702 - عبد اللطيف بن محمد بن علي بن سليمان بن الطحان: شقيق علي الآتي أمهما: خديجة ابنة عمر بن حسن الدخي مات بدمشق في سنة إحدى وتسعمائة بالطاعون.
2703 - عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن عبد الله بن الحسن السراج: أبو أحمد بن الإمام الشمس أبي عبد الله بن العز الأنصاري الزرندي الأصل المدني الشافعي جد الذي قبله والد الزكي أبي الخير وأخو محمد الآتيين ولد بالمدينة وسمع بها من الجمال المطري ثلاثيات البخاري وتاريخ المدينة له وحدث بهما وسمعهما عليه: المحب المطري وحدث عنه وكذا رأيت فيمن سمع على الزين العراقي في سنة تسع وثمانين تصنيفه في قص الشارب: القاضي سراج الدين عبد اللطيف وأظنه هذا ومعه ابنه الكمال أبو الفضل محمد مات سنة سبع عشرة وترك أحمد ومحمد وأبا الطاهر وأبا الفضل إن لم يكن هو محمد.
2704 - عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن: الأنصاري الزرندي وأظنه أخا الذي قبله قال ابن فرحون: إنه اشتغل وحصل في شبيبته ورأس بين أقرانه مع(2/204)
عفة وديانة وصيانة وأنجب أولادا مباركين مشتغلين بالعلم وساق عنه حكاية في الشمس الخجندي.
2705 - عبد اللطيف بن محمود العجمي الحنفي: أخو عبد الرحمن وعبد الرحيم رباهم زوج أختهم محمد بن يوسف الحليمي كما في ترجمته وأقرأهم القرآن وشغلهم في مذهبه الحنفي مع أن والدهم محمود العجمي كان شافعيا قاله ابن فرحون.
2706 - عبد اللطيف الفارسي الطواشي: لازم الزين العراقي بالمدينة في مجلس من شرحه للألفية سماعا بل وقراءة في سنة تسعين.
2707 - عبد المتعال بن عبد الوهاب الأنصاري: من ولد زيد بن ثابت المدني الأصل يروي عن أبيه ويحيى بن سعيد الأموي والخضر بن شميل وغيرهم وعنه: أحمد وابنه عبد الله بن أحمد وإبراهيم بن الحارث بن مصعب وكناه وهو غير عبد المتعال بن طالب وإن روى أحمد عن ذاك ايضا.
2708 - عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف: أبو محمد أو أبو وهب الزهري المدني من أهلها روى عن عمه أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وجماعة وعنه: مالك وأبو العميس وسليمان بن بلال وجماعة آخرهم: الدراوردي وثقه ابن معين والنسائي وابن البرقي وقال الحاكم: شيخ من ثقات المدنيين عزيز الحديث وقال أبو حاتم: صالح الحديث وحكى ابن عبد البر: أن بعض الرواة عن مالك سماه عبد الحميد ونسب ذلك ليحيى بن يحيى الليثي وعبد الله بن نافع وعبد الله بن يوسف انتهى ولكنه في البخاري: عن عبد الله بن يوسف عبد المجيد كالجمهور وذكر في التهذيب.
2709 - عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عيسى بن خير: الأنصاري الأوسي من أهل المدينة يروي عن أبيه عن جده وعنه: محمد بن طلحة التيمي وعثمان بن إسحاق وزيد بن الحباب وثقه ابن حبان وذكره في أتباع التابعين وقال أبو حاتم لين الحديث وهو في الميزان.
2710 - عبد المحسن بن أبي العميد قرافزرد بن خالد بن الشهيد عبد الغفار بن إسماعيل بن أحمد بن الحسين بن محمد المجد: إمام الدين أبو طالب الحنفي الأبهري الحجة الفقيه الشافعي الصوفي إمام المقام بل قال ابن النجار: إن قبره بالمعلاة يعرف بقبر إمام الحرمين تفقه بهمدان: على أبي القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني وببغداد: على الفخر محمد بن علي التوقاني وعلق عنه تعليقة(2/205)
فيما قيل وسمع ببغداد: من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وبأصبهان: من أبي موسى المدني ولبس منه الخرقة وأبي العباس الترك وبهمدان: من أبي المحاسن عبد الرزاق القومساني وبدمشق: من أبي الفضل الجنزوري وأبي طاهر الخشوعي وغيرهما وبالقاهرة: من أبي القاسم البوصيري وفاطمة ابنة سعد الخير وباسكندرية: من حاكمها أبي عبد الله بن عبد الله الحضرمي وبمكة: من الرئيس أبي التمام محمود بن عبد العزيز القلاليني وحدث بها وبالمدينة والبصرة وبغداد وغيرها وأقام ببغداد سمع عنه غير واحد وحج أكثر من أربعين حجة ورتب امام مقام إبراهيم وسكن برباط المراغي حتى مات في صفر سنة أربع وعشرين وستمائة بمكة وقبره أحد الأماكن التي يستجاب عندها الدعاء من المعلاة وكان كثير المجاهدة والعبادة دائم الصيام سفرا وحضرا ذا قدم ثابت التصوف وتسليك الطالبين ومعرفة بكلام المشايخ وأحوال القوم وبالحديث وحفظ وإتقان قاله القطب القسطلاني.
2711 - عبد المحسن اليمني الطواشي: من الأخيار ذكره ابن صالح.
2712 - عبد المحسن الطواشي: مولى الشهاب السعيدي كان شابا صالحا كريما من أهل الأدب والحياء والإحسان قرأ علي كثيرا من القرآن ومات وهو شاب بمصر ذكره ابن صالح.
2713 - عبد المحسن الطواشي: خادم الشرف الخزنداري كان صالحا قليل الكلام ساكنا يحب الصالحين وطريقهم ويكره قليل الدين ذكره ابن صالح أيضا.
2714 - عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي: أمه: أم الحكم ابنة الزبير بن عبد المطلب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي رضي الله عنه وعنه: ابنه عبد الله وعبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل ومحمد بن عبد الله بن الحرث بن نوفل وغيرهم قال ابن عبد البر: كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ولم يغير اسمه فيما علمت سكن المدينة ثم انتقل إلى الشام في خلافة عمر رضي الله عنه ومات في إمرة يزيد بن معاوية سنة اثنتين وستين وهو عند مسلم فيمن عد من أهل مكة من الصحابة وقد اختلف في اسمه فقال الطبراني: والصواب فيه: المطلب وسيأتي والجمهور: على أنه مات سنة إحدى وتسعين.
2715 - عبد المعطي بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر بن أبي العبد النجيب الزين أبو الفضل بن الشهاب بن قاضي المالكية بطيبة: الشمس بن القصبي السخاوي المالكي الماضي أبوه وخاله الريس عبد الغني ولد في سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة أو التي قبلها تقريبا بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا كالرسالة(2/206)
والمختصر كلاهما في الفقه والتنقيح في الأصول للقرافي وألفيتي النحو والحديث وعرضهما علي وعلى أهل المدينة ونحوهم فأجاد ولازمني في سماع جملة مستكثرة وهو متوجه للخير لتؤدته وفهمه وهو أحد القراء عند عمه في الفقه وملازميه في غيره ولازمني في شرح الألفية وكان يكتبه بخطه وسمع مني وعلي أقول: وقد عاش بعد المؤلف أزيد من أربعين سنة وتزوج من ابنة عبد القادر بن محمد بن يعقوب الكبرى وأولدها عددا وتقرر في الوظائف والصرر وحصل الإحصاء بل والدور وعمرها ودرس وقرأ الحديث في الروضة الشريفة في الأشهر الثلاثة وليلة المولد والمعراج وأهين من شيوخ المدينة لإنكاره على أكابر بلده فلذلك لم يميلوا إليه ولم يعولوا في قضية عليه.
2716 - عبد المعطي بن خصيب بمعجمة ثم مهلمة كلبيب بن زائد بن جامع: أبو المواهب بن أبي الرضا بمعجمة المحمدي نسبة لقبيلة بالمغرب يقال لهم: بنو محمد التونسي المغربي المالكي نزيل مكة ولد سنة تسع وعشرين وثمانمائة أو في التي بعدها في بادية تونس وشأ بها فأخذ الفقه وأصوله العربية وغيرها من عيسى الخصيبي وعلي المغربي الحساني وأبوي القاسم المصمودي والفهمي الفاسي تلميذي ابن عرفة ولازم الثالث فيها وفي القراءات وتهذب بهم في السلوك والعرفان وأتقن أصول الدين بالدخول في كتبه تدريجيا وكلهم ممن صحب فتح الله العجمي نزيل المغرب بل هو ممن انتمى صاحب الترجمة أيضا إليه ولازمه وتسلك به وأشار عليه بالأخذ عن الأولين وكذا أخذ عن عبد الغني اللخمي أحد من حضر عند ابن عرفة بل حضر أيضا درس أحمد القلشاني وأخيه عمر ومحمد بن عقاب في آخرين وتميز في فنون العلم وطريق القوم وهاجر من بلاده فدخل القاهرة ليلقى من بها من المساكين والعلماء فرأى بعض العارفين بجامع الأزهر فلوح له بالتوجه إلى مكة فسافر في البحر فوصلها في أثناء سنة ستين فحج ثم رجع إلى المدينة وسمع بها على أبوي الفرج: المراغي والكازروني ودام بها ثلاث سنين يحج في كل سنة ثم قطن مكة ولم يخرج منها إلا لبيت المقدس ودمشق واجتمع في كل منهما بجماعة وزار الخليل وكان يتحرج من الدخول لعلو السرداب أدبا ويقف بمكان منعزل فاتفق أنه رأى الخليل عليه السلام في المنام وأمره بزيارة بنيه بعد أن كان عزم على الترك حتى رأى كثرة الجمع الذي لا يحصل له معه توجه فامتثل ولم يعدم خلقا قاصدين لذلك وكان في سنة خمس وستين والتي تليها بتلك النواحي ولم يحج في أول الستين وعاد لمكة وقد تمكن من العرفان وتفنن من طرق الإرشاد والبيان فانقطع بها كل ذلك وهو متقلل من الدنيا ولم يخرج منها لغير الزيارة النبوية وخالط بعض(2/207)
الأئمة وأكثر بمكة من الانجماع والسكون مع مزيد العبادة والقوة والعقل وحسن العشرة والخبرة التامة والفهم الجيد فصار بهذه الأوصاف إلى شهرة وجلالة وانتشر أمره وظهر ذكره وارتقى في الحال وصارت له دور بمكة وشراء بمال وكانت له زوجة تلقب ببني راحات تذكر فاستمر يتجرع الابتلاء مع غيرها حتى ماتت وتمكن من تعلقها ورغب في لقائه جماعة من الفضلاء وأثنوا عليه وأقرأ في التصوف بل حدث بصحيح مسلم وغيره وربما أقرأ التائية لابن الفارض ونحوها مع إنكاره على المطالعين لكلام ابن عربي وإظهاره التبري من ذلك وكنت ممن جالسه وسمعت كلامه وتودد إلي وكتب بخطه من تصانيفي القول البديع وغيره واستجازني وهو الآن فريد في معناه بلا دفاع.
2717 - عبد الملك بن إبراهيم: أبو مروان المدني البزار يروي عن رباح بن صالح وسالم بن عبد الله ويروي عنه خالد بن مخلد وإسماعيل بن أبي أويس والقعنبي وغيرهم قال أبو حاتم: مجهول وهو في الميزان.
2718 - عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله: العثماني الأموي المدني المالكي سبط البدر عبد الله بن محمد بن فرحون والماضي أبوه كان ذكيا حفظ بعض الكتب وسافر لمصر بعد أبيه فمات في الطاعون سنة إحدى وثمانين وثمانمائة ظنا.
2719 - عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة: المخزومي المدني من أهلها أخو الحارث وعمر وعبد الله وعبد الملك وسلمة يروي عن أبيه وخلاد بن السائب وخارجة بن زيد قيل: وعن أبي هريرة وعنه: الزهري وأبو حازم الأعرج وابن جريح وآخرون وثقه العجلي وابن حيان وذكر في الرواة عنه: عبد الله بن عبيد بن عمير وقال ابن سعد: كان جوادا سخيا سريا مات في أول ولاية هشام بن عبد الملك وهو في التهذيب.
2720 - عبد الملك بن جابر بن عتيك: الأنصاري المدني يروي عن جابر بن عبد الله وعنه: عبد الرحمن بن عطاء بن أبي لبيبة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وكذا روى عنه طلحة بن خراش قال أبو زوعة: مديني ثقة وقال ابن عبد البر: ليس بمشهور بالنقل وهو في التهذيب.
2721 - عبد الملك بن حذيفة بن داب: المدني يروي المراسيل وعنه: صالح بن كيسان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في الميزان وقال الذهبي: مجهول.(2/208)
2722 - عبد الملك بن الحسن بن بتنه: بكسر الموحدة والمثناة ورأيتهما مرة مفتوحتين ثم نون مشددة أبو محمد الأنصاري شيخ صالح جاور بمكة قال السلفي في معجم السفر: إنه حج سبعا وسبعين حجة واعتمر في كل سنة مائة عمرة على رجليه في الأشهر الثلاثة وأول ذي الحجة وزار النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مرة سمع أبا القاسم علي بن الحسين بن محمد الفسوي وعبد العزيز بن بندار الشيرازي وعبد الرحمن بن أحمد بن حسن الأصبهاني وأبا بكر الأردستاني سمع منه السلفي وأبو بكر بن السمعاني وغيرهما بمكة وذكر أنه صحب القاضي أبا الحسن البصري وأبا ذر الهروي وأبا نصر السجستاني ونظرائهم ولم يسمع منهم شيئا لاشتغاله بالسفر إلى اليمن في التجارة.
2723 - عبد الملك بن الحسن بن أبي حكيم: أبو مروان الأموي لكونه مولى مروان بن الحكم المدني الحارث أو الجاري الأحول يروي عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري وسهم بن المعتمر وبن دينار وجماعة وعنه: حاتم بن إسماعيل وزيد بن الحباب وأبو عامر العقدي والقعنبي وخالد بن مخلد وثقه ابن معين ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي المقاطيع والمراسيل وقال أحمد: لا بأس به وقال أبو حاتم: شيخ وقال ابن المديني: معروف وقال أبو سعد بن السمعاني: عبد الملك بن الجاري نسبة إلى الجار بلدة على الساحل بقرب المدينة وذكر التهذيب.
2724 - عبد الملك بن زيد بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: القرشي العدوي المدنيين يروي عن المدنيي وعنه: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ويروي أيضا: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حرم ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف وعنه: عبد الرحمن بن مهدي قال علي بن الجنيد: ضعيف الحديث وقال النسائي: ليس به بأس وأورد له ابن عدي من حديثه حديثين ثم قال: وهما منكران لم يروهما غيره وهو في التهذيب.
2725 - عبد الملك بن زيد: القرشي العدوي من ولد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل المدني روى عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ومصعب بن مصعب وعنه: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ذكره ابن عدوي وأورد له عن كل من شيخيه حديثا وقال: إنهما منكران بهذا الإسناد لم يروهما غيره ولا عنه إلا ابن أبي فديك وهو في اللسان.
2726 - عبد الملك بن سعيد بن سويد: الأنصاري المدني من أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي حميد وأبي أسيد الساعديين روى عنه(2/209)
أهل المدينة كربيعة بن أبي عبد الرحمن قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ووثقه العجلي وروى أيضا عن أبيه وجابر وأبي سعيد وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج قال النسائي: ليس به بأس وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وروايته عن أبيه في الطبراني وغيره فكأنها مرسلة فأبوه استشهد بأحد ولا يبعد أن يكون لعبد الملك رؤية قال شيخنا وذكر في التهذيب وثاني الإصابة.
2727 - عبد الملك بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: يأتي قريبا في ابن المغيرة فهو على الصحيح اسم أبي سفيان بن الحرث.
2728 - عبد الملك بن شبيب: الغساني الشامي تولى هو وعبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز حين أمر المهدي جعفر بن سليمان ثانية على المدينة بالزيادة في المسجد النبوي.
2729 - عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب: الأمير أبو عبد الله الهاشمي العباسي ولي المدينة والصوائف للرشيد ثم للشام والجزيرة للأمين وحدث عن أبيه ومالك وعنه: ابنه علي والأصمعي وفليح بن إسماعيل وغيرهم حكاية وكان قد بلغ الرشيد: أنه على نية الخروج عليه فخافه وطلبه ثم حبسه ثم لاح له بطلان ذلك فأطلقه وأنعم عليه ولما جيء به إليه يرفل في قيوده ومثل بين يديه: التفت إليه الرشيد كما حكاه الأصمعي والرشيد يحدث يحيى بن خالد ويتمثل ببيت عمرو بن معدي كرب:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيري من خليلك من مراد
ثم قال: يا عبد الملك لكأني والله أنظر إلى شأنها قد همع وإلى عارضها قد لمع وكأني بالوعيد قد أوري نارا فأبرز عن براجم بلا معاصم ورؤوس بلا غلاصم فمهلا مهلا بني هاشم فبي والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر وألقت إليكم الأمور أزمتها فهذا الزبد أنالكم من جلود ذاهبة أو خبوط باليد والرجل فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين؟ قال: قل قال: اتق الله فيما ولاك واحفظه في رعاياك التي استرعاك ولا تجعل الكفر بموضع الشكر والعقاب بموضع الثواب فقد والله سهلت لك الوعور وجمعت على خوفك ورجائك الصدور وسددت أواخر ملكك بأوثق من ركن يلملم فأعاده إلى محبسه ثم أقبل علينا فقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مرارا فمنعني من قتله إبقائي على مثله قال: فأراد يحيى بن خالد أن يضع من عبد الملك إرضاء للرشيد فقال له: يا عبد الملك بلغني أنك حقود فقال: أيها الوزير: إن كان الحقد هو بقاء الخير والشر إنهما لباقيان في قلبي فقال الرشيد: ما رأيت(2/210)
أحدا احتج للحق بأحسن من هذا ويقال: إن الرشيد إنما حبسه لما رآه نظيرا له في أشياء من النبل والفصاحة ومات للرشيد طفل وولد له مولود في ليلة واحدة فدخل على عبد الملك هذا فقال له: يا أمير المؤمنين آجرك الله فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك وجعل هذه بتلك جزاء الشاكرين وثواب الصابرين وكان لعبد الملك لسان وبيان على فأفأة كانت فيه مات بالرقة سنة ثمان وتسعين ومائة.
2730 - عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة: الماجشون أبو مروان التيمي مولى بني تيم المدني من أهلها الفقيه الضرير صاحب مالك يروي عن أبيه الماضي في محله ومالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون ومسلم بن خالد الزنجي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم وعنه: الغلابي ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد الملك بن حبيب الفقيه المالكي والزبير بن بكار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو الربيع سليمان بن داود المهري وعمار بن طالوت وعمرو بن علي الصيرفي ومحمد بن همام الحلبي وأبو عبيد محمد بن عبيد التبان وأحمد بن نصر النيسابوري وسعد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحكم وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ويعقوب الفسوي وغيرهم, قال مصعب الزبيري: كان مفتي أهل المدينة في زمانه وقال ابن عبد البر: كان فقيها فصيحا دارت عليه الفتوى في زمانه وعلى أبيه من قبله وكان ضريرا قيل: إنه عمي في آخر عمره وكان مولعا بسماع الغناء وقال حمد بن المعدل: كان من الفصحاء المذكورين وكلما ذكرت أن التراب يأكل لسانه صغرت الدنيا في عيني فقيل له: أين لسانك من لسانه؟ فقال: كان لسانه إذا تعايى أفصح من لساني إذا تحايى وقال يحيى بن أكثم: كان بحرا لا تعكره الدلاء قلت: ومع ذلك قال فيه أبو داود: إنه كان لا يعقل الحديث وقال أبو مصعب: رأيت مالكا طرده لأنه كان يتهم برأي جهم قال الساجي: وسألت عمرو بن محمد العثماني عنه؟ فجعل يذمه وقال مصعب الزبيري: كان يفتي وكان ضعيفا في الحديث وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان مات في سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع عشرة ومائة.
2731 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيوية: الضياء أبو المعالي ابن الشيخ أبي محمد الجويني الشافعي الملقب إمام الحرمين ولد في المحرم سنة تسع عشرة وأربعمائة وسمع من والده وبه تفقه وقرأ الأصول علي أبي إسحاق الإسكاف تلميذ الإسفرائيني وجلس للتدريس بموضع أبيه بعد وفاته وخرج إلى الحجاز فجاور بمكة أربع سنين وبالمدينة يدرس ويفتي ويجمع طرق المذهب ولذا قيل له: إمام الحرمين ثم عاد إلى نيسابور وتولى(2/211)
الخطابة وفوض إليه أمر الأوقاف فبقي قريبا من ثلاثين سنة بغير مزاحم ولا مدافع وصنف في كل فن مات في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وأربعمائة وغلقت الأسواق يوم موته وكسر تلامذتهم محابرهم وأقلامهم وأقاموا كذلك عاما كاملا وهم يومئذ أكثر من أربعمائة تلميذ وكان أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي على الإطلاق ورزق مع سعة في العلم توسعا في العبادة لم يعهد من غيره وترجمته تحتمل التطويل وهو ممن أجاز له أبو نعيم صاحب الحلية وحدث وفي مرواياتنا: كتاب الأربعين لإمام الحرمين رحمه الله.
2732 - عبد الملك بن عمر بن قيس: الأنصاري الوائلي الخطمي المدني يروي عن هرمي بن عبيد الله وعنه: عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الخطمي الأنصاري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته قلت: وقال عبيد الله بن عبد الله الخطمي: إنه كان من أسناني وذكر في التهذيب.
2733 - عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب: الجمحي المدني نقل ابن عدي عن ابن النجار: إنه من ولد قدامة بن مظعون يروي عن أبيه وعبد الله بن دينار وإسحاق بن بكر بن أبي الفرات وعمر بن عبد العزيز وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وجماعة ورأى القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعنه: زيد بن الحباب ويزيد بن هارون وأبو سلمة التبوذكي وإسماعيل بن أبي أويس وآخرون قال البخاري: تعرف وتنكر وقال ابن معين: صالح ووثقه ابن معين والعجلي وقال ابن عبد البر: مدني ثقة شريف وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي يحدث بالمناكير عن الثقات وكذا قال النسائي: ليس بالقوي وقال الدارقطني: متروك وقال العقيلي: عنده عن عبد الله بن دينار مناكير ونحوه للحاكم وأبي نعيم وقال ابن عدي: له أشياء غير محفوظة وقال ابن حبان: كان صدوقا إلا أنه فحش خطؤه وكثر وهمه فلا يجوز الاحتجاج به وذكره البخاري في الأوسط في فضل من مات ما بين الستين إلى السبعين ومائة وهو في ضعفاء العقيلي والتهذيب.
2734 - عبد الملك بن كعب بن عجرة: البلوي حليف الأنصار شيخ مدني روى عن أبيه كعب بن عجرة رضي الله عنه وعنه: ابن أخيه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة خرج له الشافعي في مسنده وذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه ابنه عبد الرحمن.
2735 - عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أبو طاهر الأنصاري من بني النجار المدني من أهلها الفقيه الأعرج ولي قضاء ديار مصر سنة سبعين ومائة وكان من جلة العلماء بصيرا بالأحكام متضلعا بمعرفة أقوال أئمة(2/212)
المدينة كالقاسم وسالم وربيعة الرأي حدث عن أبيه وعمه عبد الله وعنه: ابن وهب وعبد الله بن صالح العجلي وسريج بن النعمان وسعيد بن عفير وثقه الخطيب وابن حبان وقال ابن سعد: مات ببغداد وكان قاضيها للرشيد وقال غيره: ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد ولم تطل مدته وكانت وفاته: إما في سنة ست أو سبع أو ثمان وسبعين ومائة.
2736 - عبد الملك بن الكمال أبي الفضل محمد بن السراج عبد اللطيف بن محمد بن يوسف: الزرندي المدني الشافعي مات في أول صفر سنة سبع وستين وثمانمائة.
2737 - عبد الملك بن محمد بن عطية بن عروة السعدي سعد بكر حفيد أخي الوليد بن عروة الآتي: أمير مكة والمدينة والطائف واليمن وليها في سنة ثلاثين ومائة لمروان بن محمد الأموي ثم قتل على يد قوم من مراد في سنة ثلاثين ومائة أو بعدها ذكره الفاسي بأطول من ذلك.
2738 - عبد الملك بن محمد: أبو مروان المدني قاضي المدينة مات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
2739 - عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب: الدوسي المدني يروي عن أبي عبد الله سالم سبلان وعنه الجعد بن عبد الرحمن المدني قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
2740 - عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: أبو الوليد القرشي الأموي المدني ثم الدمشقي ولد في سنة ست وعشرين وهو أول من سمي "عبد الملك" في الإسلام وأمه: هي عائشة ابنة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بويع بالخلافة بعهد من أبيه في خلافة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وبقي على مصر والشام وذلك يعني ابن الزبير على باقي البلاد سبع سنين ثم غلب هذا على العراق وما والاها في سنة اثنتين وسبعين وبعد سنة: قتل ابن الزبير رضي الله عنه واستوثق الأمر لعبد الملك وقال ابن سعد: وكان قبلها عابدا ناسكا بالمدينة وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين وحفظ أمرهم قال: واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن ست عشرة سنة ولكن قال الذهبي: إن ابن سعد انفرد بذكر استعمال معاوية له قلت: بل هو أصل في وقعة الحرة ذلك: أنه قال لمسلم بن عقبة: أرى أن تسير بمن معك فتأتيهم من قبل الحرة فامتثل قوله وقال: يا أهل المدينة إن أمير المؤمنين يزيد يزعم أنكم الأصل وإني أكره(2/213)
إراقة دمائكم وإني أنتظر بكم ثلاثا فمن راجع الحق قبلنا منه وانصرفت عنكم وسرت إلى هذا الملحد الذي بمكة يعني ابن الزبير رضي الله عنه وإن أبيتم فقد أعذرنا إليكم فلما مضت الأيام الثلاثة قال: يا أهل المدينة ماذا تصنعون؟ قالوا: نحارب فقال: لا تفعلوا وادخلوا في الطاعة فقالوا: لا نفعل والقصة طويلة ليس هذا محلها كما أن سيرة عبد الملك بن مروان تحتمل كراريس وذكر في التهذيب والخلفاء لابن حبان وكان قد رأى في منامه فيما قيل إنه يبول في الجوانب الأربعة من المسجد النبوي فقص رؤياه على سعيد بن المسيب وقيل: على محمد بن سيرين فأخبره: بأنه يلي أمر الأمة أربعة من أولاده فكان كذلك لأنه لما مات ولي الخلافة بعده: ابنه الوليد حتى مات ثم أخوه ثم سليمان بن عبد الملك حتى مات ثم يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز ثم هشام بن عبد الملك ولا يعلم أحد: إنه ولي أمر الأمة أربعة نفر أولاد رجل واحد: إلا هؤلاء أولاد عبد الملك بن مروان ثم أولاد الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر بل ولي الأمر من أولاد الناصر ثمانية وعبد الملك بن مروان: ممن سمع أباه مروان وعثمان وأبا هريرة وأبا سعيد القرشي وأم سلمة وبريرة مولاة عائشة وابن عمر ومعاوية رضي الله عنهم وروى عنه ابنه محمد وعروة بن الزبير وخالد بن معدان وإسماعيل بن عبيد الله ورجاء بن حيوة وربيعة بن يونس بن ميسرة والزهري وحريز بن عثمان وعمر بن سلام وطائفة وهو ممن عده أبو الزناد في فقهاء المدينة وقال نافع: رأيتها وما بها شاب أشد تشميرا ولا أفقه ولا أقرأ لكتاب الله منه قال ابن حبان: وكان من فقهاء أهل المدينة وقرائهم قبل أن يلي ما ولي وهو بغير الثقات أشبه ومن كلماته: العبادة هي التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله ولما نزل مسلم بن عقبة المدينة قال لبعض من جلس معه: أمن هذا الجيش أنت؟ فقال: نعم ثكلتك أمك أتدري إلى من تشير؟ إلى أول مولود ولد في الإسلام ومن حنكه الرسول صلى الله عليه وسلم وابن حواريه وابن ذات النطاقين أما والله إن جئته نهارا وجدته صائما أو ليلا وجدته قائما فلو أن أهل الأرض أطبقوا على قتله لأكبهم الله جميعا في النار قال المخاطب بذلك: فلما صارت الخلافة إلى عبد الملك وجهنا مع الحجاج حتى قلناه ويروى أنه أطبق المصحف من حجره وقال: هذا أخو العهد بك وهو أول من كتب على الدنانير القرآن وكان فاسد الفم وخلافته المجمع عليها من سنة ثلاث وسبعين وخطب فقال: اللهم إن ذنوبي عظان وإنها صغار في عفوك فأغفرها لي يا كريم ومات في شوال سنة ست وثمانين عن إحدى وسبعين سنة بعد أن أوصى بنيه بتقوى الله ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وقال: اللهم إني لم أخلف شيئا أهم إلي من بنتي فاطمة فاحفظها فتزوجها عمر بن عبد العزيز وأمها: أم المغيرة بنت خالد بن العاص المخزومية ولم يكن له ابنة سواها ومن أولاده: الوليد وسليمان(2/214)
ومروان الأكبر وعائشة وهم أشقاء ويزيد ومروان الأصغر ومعاوية وأم كلثوم وهم أشقاء وأبو بكر والحكم: من أمين ومسلمة وعبد الله والمنذر وعنبسة والحجاج: لأمهات أولاد وتزوج ايضا ابنة لعبد الله بن جعفر وابنة لعلي بن أبي طالب وأرسل صاحب الترجمة الشعبي في رسالة لملك الروم فكان مما سأله وقد أعجبته أجوبته: أأنت من بيت المملكة؟ فقال: لا ولكني رجل من العرب في الجملة فهمس بشيء ثم دفع إلي رقعة لأوصلها ففعلت فلما قرأها عبد الملك قال لي: هل سألك عن شيء؟ فذكرت له ما وقع فقال: هل علمت ما في الرقعة فقلت: لا فدفعها إلي: فقرأتها فإذا فيها: عجب من قوم فيهم مثل هذا كيف ملكوا غيره؟ فلما قرأتها قلت: والله لو علمت ما حملتها وأنه ما قال: هذا إلا لأنه لم يرك قال: فهل تدري لم كتبها؟ قلت: لا والله قال: حسدني عليك وأراد أن يغريني بقتلك وبلغ ذلك ملك الروم فقال: ما أردت إلا هذا وسيأتي في "بريرة" مولاة عائشة قوله: "كنت أجالسها قبل هذا الأمر فكانت تقول لي: يا عبد الملك إن وليت هذا الأمر فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد نظره إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق".
2741 - عبد الملك بن مروان بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد: المدني ويعرف بالمرواني وبالمالكي ولي قضاء المدينة وكان عالما وألف في الأشربة وتحريم المسكر رد به على أبي جعفر الإسكافي وسمع الناس منه كثيرا منهم من أهل الأندلس: أبو محمد الأصيلي والقاضي أبو القاسم وأبو عبد الله بن مفرج وغيرهم كالقاضي عبد الوهاب البغدادي.
2742 - عبد الملك بن مسلمة: شيخ يروي عن أهل المدينة المناكير قاله ابن حبان في ضعفائه وينظر: إن كان هو أخو عبد الله بن مسلمة القعنبي.
2743 - عبد الملك بن المغيرة أبي سفيان بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم: أبو محمد القرشي الهاشمي النوفلي المدني من أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وأمه: أم ولد يروي عن أبيه أبي سفيان وعلي - وما أحسبه أدركه - وأبي هريرة وابن عمر وعبد الله بن يزيد وبكير بن عبد الله بن الأشج والزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان وقال أبو حاتم: لا بأس به وقال القطان: لا يعرف وقال ابن سعد: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز وكان قليل الحديث ولم يقع في رواية ابن ماجة منسوبا وإنما فيه: عن عبد الملك بن نوفل عن أبيه عن علي رضي الله عنه وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده من هذا الوجه وهو في التهذيب.(2/215)
2744 - عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة: أبو نوفل القرشي العامري المدني يروي عن أبيه وكيسان بن سعيد المقبري وغيرهما وعنه: أبو مخلف لوط بن يحيى وابن عيينة وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي صاحب فتوح الشام وغيرهم وثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2745 - عبد الملك بن نوفل: في ابن المغيرة تقدم قريبا.
2746 - عبد الملك بن وهيب المدني: يروي عن زيد بن ثابت وعنه: عبد الرحمن بن أبي الموال قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2747 - عبد الملك بن يسار: الهلالي الميموني المدني مولى ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه وعنه: أخوه سليمان قال أبو داود: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: إن بكير بن عبد الله بن الأشج روى عنه أيضا وقال ابن سعد: كان قليل الحديث قال ابن أبي عاصم وغيره: مات سنة عشر ومائة وأرخه ابن قانع سنة أربع والأكثر على خلافه وهو في التهذيب.
2748 - عبد الملك أبو جعفر البصري: ويقال المدني وجزم ابن حبان بقوله في ثالثة ثقاته: من أهل البصرة يروي عن أبي نضرة وعنه حماد بن سلمة وذكر في التهذيب.
2749 - عبد الملك أبو مروان: عداده في أهل المدينة يروي عن رباح بن صالح وعنه: ابن أبي أويس قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
2750 - عبد المنعم بن يوسف بن عمر: الواسطي الشافعي الفقيه المدرس بالمدينة النبوية يروي عن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب وعنه: المجد العديمي في معجمه لقيه في المدينة النبوية في المحرم سنة أربع وعشرين وستمائة.
2751 - عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد: أبو عمرو الساعدي الأنصاري من أهل المدينة أخو أبي الماضي وأبوهما يروي عن أبيه عن جده وعن أبي حازم المدني وغيرهما وعنه: ابنه عباس وعبد الله بن نافع وابن أبي فديك ويعقوب بن محمد الزهري ويعقوب بن كاسب وأبو مصعب ضعفه ابن معين وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث وقال النسائي: ليس بثقة وفي موضع آخر: متروك الحديث وقال علي بن الجنيد: ضعيف الحديث وقال ابن حبان: لما فحش الوهم في روايته بطل الاحتجاج به وقال الدارقطني: ليس بالقوي وقال مرة:(2/216)
ضعيف وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن آبائه أحاديث منكرة لا شيء ووهم الحاكم في إخراج حديثه في المستدرك وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وذكره البخاري في فصل من مات ما بين الثمانين إلى التسعين ومائة.
2752 - عبد الهادي بن محمد بن أحمد: الأزهري المدني ثم المكي ولد بالمدينة ونشأ بها فسمع من ابن صديق الأربعين المخرجة للحجار بسماعه لها منه وقدم مكة في سنة ثمان وثمانمائة فأدب بها الأطفال مدة وانقطع بها حتى مات في رجب سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ودفن بالمعلاة بقرب سفيان بن عيينة وكان خيرا ساكنا منجمعا عن الناس متكسبا من النساخة لفاقته رحمه الله.
2753 - عبد الواحد بن أبي البداح بن عاصم بن عدي الأنصاري: أخو بني العجلان من أهل المدينة يروي عن عبد الرحمن بن زيد بن حاتم وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2754 - عبد الواحد بن الحسن: المغربي الدرعي الصنهاجي كان يجاور بالمدينة ومكة وهو مدفون بجانب قبر الشيخ موسى المراكبي من المعلاة وكان صالحا كثير الميل والإحسان إلى الفقراء جاور بالحرمين مدة طويلة ومات بمكة نقله الفاسي عن شيخه السيد عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي.
2755 - عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام: الأسدي القرشي المدني أبو حمزة أخو عباد الماضي يروي عن عمه عباد بن عبد الله بن الزبير وغيره وعنه: موسى بن عقبة وهو أكبر منه وعبد العزيز الدراوردي وعبد الواحد بن زياد قال ابن معين: ليس به بأس وقال غيره: صدوق معقل خرج له مسلم ووثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2756 - عبد الواحد بن زياد النصري: ولاه يزيد بن عبد الملك إمرة المدينة في ربيع الأول سنة أربع ومائة عوضا عن عبد الرحمن بن الضحاك كما سلف.
2757 - عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي: أمير مكة والمدينة والطائف وليها لمروان بن محمد سنة سبع وعشرين ومائة عوضا عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيزالماضي وحج بالناس فيها ونفر في النفر الأول إلى المدينة فزاد أهلها في عطائهم بالتجهيز فخرجوا وعليهم عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ليلقوا الخارجي أبا حمزة عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي الطيب والي لموسم فالتقوا في صفر سنة ثلاثين وبلغ خبرهم عبد الواحد فلحق به بالشام فولى(2/217)
مروان على الحجاز واليمن عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فقتل أبا حمزة الخارجي وجماعة من أصحابه بمكة ثم سار إلى اليمن وقد حدث صاحب الترجمة عن أبيه عبد الله بن علي العباسي روى عنه الوليد بن محمد الموقري وكان جوادا ممدحا فمما قيل فيه:
من كان أخطأه الربيع فإنه ... نظر الحجاز مضيف عبد الواحد
إن المدينة أصبحت معمورة ... بمتوج حلو الشمائل ماجد
كالغيث من عرض الفرات تهافتت ... سبل إليه بصادرين ووارد
في أبيات.
قتله صالح بن علي الماضي في سنة اثنتين وثلاثين ومائة وأمه: أم عمرو ابنة عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.
2758 - عبد الواحد بن صفوان بن أبي عياش الأموي: مولى عثمان بن عفان مدني من أهلها سكن البصرة يروي عن أبيه وعكرمة وعبد الرحمن بن أبي بكرة وعنه: يحيى بن سعيد القطان وعفان بن مسلم وهدبة بن خالد وموسى بن إسماعيل التبوذكي قال ابن معين: صالح وقال مرة: ليس بشيء ووثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2759 - عبد الواحد بن عباد بن عبد الله بن الزبير.
2760 - عبد الواحد بن عبد الله بن بسر النضري: بمعجمة نسبة لجده نضر بن معاوية أمير مكة والمدينة والطائف في سنة أربع ومائة إلى أن عزل في سنة ست بإبراهيم بن هشام المخزومي وكان صالحا بارز الأمر لا يسر شيئا وإذا أتى برزقه في الشهر وهو ثلاثمائة دينار يقول: إن الذي يخون بعدك لخائن ومع ذلك: فقد عزل بسبب إخراج القاضي سعيد بن سليمان بن يزيد بن ثابت الأمر من تحت يده وتوجع القاسم بن محمد لعزله وجزع قال الواقدي: لم يقدم على أهل المدينة وال أحب إليهم منه كان لا يفصل أمرا إلا استشار القاسم بن محمد وسالما وكان الذي عزله من الإمرة: هشام بن عبد الملك وولى خاله إبراهيم بن إسماعيل بن هشام المخزومي.
2761 - عبد الواحد بن عبد الوهاب بن المحب محمد بن علي بن يوسف: الزرندي المدني الحنفي شقيق عبد السلام الماضي سمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي وأخيه أبي الفرج المراغي وغيرهم ودخل القاهرة غير مرة وسمع(2/218)
بها على العالمين: البلقيني والمناوي والمحب بن الشحنة وحضر عند الزين قاسم الحنفي ونظام بل والأمين الأقصرائي وأبي عبيد الله والعضدي السيرافي والكمال إمام الكاملية والشهاب بن عبادة في دروسهم في الفقه وأصوله والعربية ولم ينجب لكنه كان زائد الحركة واختص بابن أبي السعود حين كان عندهم بالمدينة وكذا دخل الشام وحضر عند البلاطيني والبدر بن قاضي شهبة ودخل غيرهما من البلاد الشامية وزار بيت المقدس والخليل ومولده سنة بضع وأربعين وحفظ القدوري وألفية النحو وعرض على جماعة.
2762 - عبد الواحد بن عمر بن عياد: القاضي تاج الدين الأنصاري الأندلسي الأصل المدني جد حسن وعبد الباسط وعبد الله بني عمر بن عبد العزيز وأخو عبد الله ووالد محمد المدعو عبد العزيز والملقب زين الدين الماضي كل منهم سمع على الزين علي الأسواني الشفاء وحدث به عنه سمعه عليه أبو الفتح المراغي وابن أخيه المحب المطري وعرض عليه أبو اليمن المراغي في سنة خمس وسبعين وسبعمائة وبعدها ولم يجزه وكان قد أخذ الفقه والعربية عن البدر بن فرحون وترقى حتى صار أحد المرسلين والمعتبرين بالمدينة وصنف مقدمة في العربية بل اختصر "مغني اللبيب" في كراريس رأيته وسماه "المدني إلى فوائد المغني" وقال: إنه قرأ الأصل على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي الهواري وأبي جعفر أحمد بن مالك الرعيني قراءة تحقيق ونظر وقرأ هذا المختصر على مؤلفه فسمعه الشمس بن سكر ونسخه وانتهى في سنة سبع وستين وسبعمائة قال ابن صالح: وكان أبوه يقول لي: إنه إنما سماه "عبد الواحد" لتلحقه بركة سميه الجزولي صاحب أبي محمد السكري الآتي فما خيبه الله في قصده بل صار من جملة الفضلاء والفقهاء المدرسين زاده الله خيرا وفسح في مدته للمسلمين وكذا أثنى عليه ابن فرحون فقال: هو الفقيه الفاضل العالم النبي صلى الله عليه وسلمه ووصفه مرة أخرى: بالأخ الصديق والولد الشفيق الفقيه العالم العامل المتقن وقال: إنه اشتغل كثيرا وتفنن في علوم عديدة وأفاد ودرس وجلس في محل شيخه عبد السلام بن سعيد الماضي بعد وفاته فانتفع به الطلبة قال: وقد قرأ علي بحضرة الشيخين الهواري والرعيني تأليفي "العدة في إعراب العمدة" قراءة بحث وتفهم انتهى وقد رأيت نسخة من شرح ابن الحاجب لابن عبد السلام بخطه انتهى منها في جمادي الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بالجوانية من المدينة وذكره شيخنا في "أنبائه" فقال: تاج الدين المالكي بن الجزار في الفقه وشارك في غيره مات في سنة تسع وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها بالمدينة رحمه الله قلت: وبلغني أنه حكم بقطع يد سارق مع ما قيل: من أنه لم يضبط وقوع(2/219)
ذلك بالمدينة وإن بعض جماعة المقطوع حرق بيت الحاكم افتياتا.
2763 - عبد الواحد بن أبي عون: الدوسي ويقال: الأويسي المدني يروي عن ذكوان مولى عائشة والقاسم بن محمد وسعد بن إبراهيم والزهري وغيرهم وعنه: عبد العزيز بن الماجشون والدراوردي وعبد الله بن جعفر المخزومي وابن إسحاق وعبد العزيز بن أبي سلمة والماجشون وغيرهم قال النسائي: ليس به بأس ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم: من ثقات أصحاب الزهري ممن يجمع حديثه وكذا وثقه البزار والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه أهل المدينة يخطىء مات بطرف القدوم سنة أربع وأربعين ومائة وقال ابن سعد: كان منقطعا إلى عبد الله بن الحسن فاتهمهما أبو جعفر في أمر محمد بن عبد الله: أنه يعلم علمه فهرب فتوارى عند محمد بن يعقوب بن عتبة فمات عنده فجأة سنة أربع وأربعين وذكر في التهذيب.
2764 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف: الزهري المدني يروي عن جده وعنه: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وعاصم بن عمرو بن قتادة حديثه عند أحمد في مسنده وذكره البخاري ثم ابن أبي حاتم فلم يذكرا فيه جرحا وذكره ابن حبان.
2765 - عبد الواحد الجزولي: له ذكر في مختار الحلبي وأبي الحسن الخراز كان من العلماء بالحديث والقراءات من الزهاد المنقطعين كشيخه عبد الله البكري وكان قد جاوره في رباطه رباط دكالة مكبا على نسخ العلم ووقف كثيرا مما كتبه وفرقه قبل موته بيسير وكان إذا رأى منكرا غيره بلسانه ويده اتفق أن بعض المشايخ الكبار ترتب في قراءة ختمة قبل صلاة الجمعة فجلس لقراءتها ورفع صوته بالقراءة فقال له: لا تجلس في هذا الوقت ولا ترفع صوتك بالقراءة لأنه يتأذى الناس برفع صوتك فقال: هذه وظيفة مشروطة بهذه الصفة فلا بد لي من فعله وإلا آكل حراما فقال له: قد نهيتك فإن لم تفعل وجلست بعد هذا: أخذت بلحيتك وأنزلتك عن كرسيك فإن شئت فافعل وإن شئت فدع فترك ذلك قال ابن فرحون: قال: وكان فيه من الشدة في الدين وقوة النفس مع العلم والعمل ما لا مزيد عليه ومات قبل والدي بسنين أظنها أربعا أو خمسا انتهى وكانت وفاة والده ... وذكره المجد فقال: الشيخ الزاهد العابد المجرد المجاهد كان من أجل أصحاب الشيخ عبد الله البكري وأتباعه متبعا له حذو القذة بالقذة ومنقطعا إلى الله كانقطاعه سالكا إلى منهاج العارفين العرفان بالسير الحثيث ويضرب به المثل في الشدة في الدين وقوة اليقين وكان الإحسان إلى العموم من شأنه وإذا رأى منكرا غيره بيده ولسانه وقال تلو حكاية القارىء الختمة قبل(2/220)
صلاة الجمعة وهي الختمة التي يقرأ فيها اليوم قبل صلاة الجمعة في الروضة المقدسة من غير صعود كرسي ولا رفع صوت جهوري بل يجلس القارىء على الأرض ويرى خفض الصوت في قراءته كاللازم بل الفرض مات الشيخ رحمه الله سنة سبع عشرة وسبعمائة تقريبا ووصفه ابن صالح بالشيخ الصالح العالم المقرىء وأنه لم يقدر له ولا لصاحبه البكري اجتماع وصحبة.
2766 - عبد الواحد: ذكره ابن صالح فقال: رجل مربوع القامة له تردد إلى المدينة في طريق الماشي مرارا مع ضعف بدنه جدا ولكن يحمله الله ثم انقطع بالمدينة وتزوج بها على قدم عبادة وعزلة وشفقة على الفقراء مات بعد سنة ست وستين وسبعمائة.
2767 - عبد الوارث بن عبد الواحد بن أبي ذكوان: أبو فارس التونسي لقيه ابن مرزوق في المدينة سنة ست وثلاثين وسبعمائة.
2768 - عبد الوهاب بن أحمد بن صالح: التاج الزهري الدمشقي ممن أخذ عنه الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني.
2769 - عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد النفطي: أخو عبد الله وعبد الرحمن الماضيين وعمر ومحمد وأبي الفضل الآتيين.
2770 - عبد الوهاب بن بخت: أبو عبيدة وأبو بكر الأموي مولى آل مروان الخزري المكي سكن الشام ثم المدينة وهو الذي يقال له: ابن أبي بكر فكأنها كنية أبيه يروي عن نافع والزهري وسليمان بن حبيب وعنه: أهل الشام والحجازيون انتقل في آخر عمره إلى الثغر وقتل مع البطال سنة عشر ومائة وكان صدوقا يخطىء ويهم قاله ابن حبان في ضعفائه قال: وكان ابن معين حسن الرأي فيه انتهى ولفظ ابن معين: سمع منه مالك وكان ثقة وليس بينه وبين سلمة بن بخت قرابة وسلمة أيضا ثقة وكذا وثقه جماعة منهم: أبو زرعة والنسائي وقال أبو صالح: لا بأس به وعن مالك: إنه كان كثير الحج والعمرة والغزو حتى استشهد وقال أبو داود: كان فاضلا قال غير واحد: قتل مع البطال وهما من موالي آل مروان سنة ثلاث عشرة ومائة وقيل: سنة إحدى عشرة وهو في التهذيب.
2771 - عبد الوهاب بن أبي بكر: هو الذي قبله.
2772 - عبد الوهاب بن أبي بكر: رفيع المدني من أهلها يروي عن الزهري ويعرف بوكيله لكونه تحدث في ضيعة له وعن ابن أخي الزهري وعنه: يزيد بن(2/221)
الهاد والدراوردي وغيرهما قال أبو حاتم: ثقة صحيح الحديث ما به بأس من قدماء أصحاب الزهري وقال النسائي: ثقة وكذا ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال الدارقطني: من زعم أنه ابن بخت فقد أخطأ وهو في التهذيب.
2773 - عبد الوهاب بن رفيع: هو الذي قبله.
2774 - عبد الوهاب بن جعفر الشامي: المدعو فخرا نزل المدينة وأقام بها فأفسد عقائد كثيرين وانتمت إليه الرافضة وصار فقيههم وعالمهم وتعرض لسب الشيخين رضي الله عنهما وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى غير ذلك من شنيع الكفريات فحكم مالكي المدينة بضرب عنقه فضربت في أيام منى سنة خمس وستين غير مأسوف عليه.
2775 - عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد: الفاضل الصالح التاج ابن العلامة ولي الله اليافعي الشافعي المكي ممن سمع على الزين العراقي سنة تسع وثمانين مؤلفه في قص الشارب.
2776 - عبد الوهاب بن عبد الله بن يعقوب بن جمال: التاج بن الجمال القرشي المدني ممن سمع على الزين المراغي في تاريخ المدينة له سنة تسع وسبعين وسبعمائة ...
2777 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن: التاج القرشي البكري المدني الشافعي أخو محمد وعبد الله ويعرف بابن جماز ممن تصوف ودخل الهند وحظي عند الخلجي ثم عند ولده يحسن إعتقادهما فيه بحيث أقطعه أراضي توسع منها حتى كان يصل أقاربه وهم بالمدينة بالإرسال من ذلك ودام هناك حتى مات في سنة خمسة وثمانين وثمانمائة.
2778 - عبد الوهاب بن علي بن يوسف: التاج أبو نصر بن القاضي نور الدين الزرندي المدني ممن سمع في سنة تسع وسبعين على الزين أبي بكر الحسين المراغي مؤلف تاريخ المدينة قرأ على الجمال الأميوطي الترمذي في مجالس آخرها: رابع عشر ذي القعدة سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالمدينة وسمعه بقراءته على الجمال الكازروني.
2779 - عبد الوهاب بن عمر بن شرحبيل: عداده في أهل المدينة يروي عن سعيد بن عمرو وعنه عمرو بن الحارث المصري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في الميزان.(2/222)
2780 - عبد الوهاب بن محمد بن أبي بكر: العادلي ... يشتغل بطرابلس رفيع الثياب ويكثر الأسفار إلى البلاد الشامية ويتكرر على رفاعة وصار بطرابلس ستانا رفيع الثياب كان يشتغله حتى مات فتداوله أهل المدينة بعده مات فيما بين السبعين والثمانين بالمدينة وهو خال محمد بن وهبان الآتي والد التي تزوجها الخطيب أبو بكر بن أبي الفضل النويري حين قدومه المدينة وأولدها محمد الآتي.
2781 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب: السكندري ثم المصري نزيل المدينة والمتوفى بها وأخو علي الآتي وهذا أكبرهما حفظ القرآن وسمع على الكازروني وغيره ومات سنة سبع وخمسين وثمانمائة تقريبا.
2782 - عبد الوهاب بن المحب محمد بن العلامة النور علي بن يوسف: التاج الزرندي المدني الشافعي - كأبيه الآتي, سمع هو وأخوه عمر ومحمد: على الزين أبي بكر المراغي وتاريخ بعض ما سمعه في سنة اثنتين وثمانمائة وأظنه والد عبد السلام وعبد الواحد الماضيين وأنهما حنفيان ورأيته فيمن سمع سنة سبع وثلاثين البخاري على الجمال الكازروني ووصفه القارىء: بالفقيه الفاضل تاج الدين ابن القاضي محب الدين.
2783 - عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن صالح بن إسماعيل: التاج بن الشمس بن التقي الكناني المدني الشافعي ابن أخي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح الماضي ولد في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالمدينة وسمع بها في سنة سبع وتسعين على ابن صديق بعض الصحيح وفي سنة خمس عشرة: على الزين المراغي ثم سمع على ابنه أبي الفتح وقرأ الصحيح على الجمال الكازروني في سنة سبع وعشرين وكذا سمع على زينب ابنة اليافعي في سنة خمس وأربعين: المسلسل بالأولية بقراءة الفيحي وصحح عن المسمعة بخطه بإذنها وكان يروي عن أبيه وعم أبيه ناصر الدين والجمال بن ظهرة وابن سلامة وغيرهم وأخذ عن الجلال الخجندي في فنون وبرع في العربية وغيرها وأجاز له في سنة خمس - فما بعدها- العراقي والهيثمي والشهاب الجوهري والفرسيسي وأبو الطيب السحولي وأبو اليمن الطبري والقطب عبد الكريم بن محمد الحلبي والشهابان: أحمد بن علي بن الظريف وأحمد بن محمد بن علي مثبت والشمسان العراقي والحيني وعائشة ابنة ابن عبد الهادي ودخل القاهرة مرارا وباشر الخطابة والإمامة والإفتاء نيابة وحدث وأقرأ وممن قرأ عليه في البخاري: إبراهيم بن محمد بن الششتري وكذا في سنة خمسين سليمان بن علي سليمان بن وهبان: الموطأ ووصفه بالشيخ الإمام العلامة وفي سنة إحدى وخمسين: الشهاب أحمد بن أبي الفتح الأموي المالكي وقرأ عليه أيضا ابن أخته(2/223)
الشمس العوفي وفي الفقه: أبو الفتح بن عمر بن العيني بل قرأ عليه العوفي وهو الشهير بالمسكين صحيح مسلم وكان خيرا صالحا ساذجا سافر لمصر ومعه كل من ولديه أبي الفرج ومحمد فغرقوا في رجوعهم فأما أبو الفرج فلم يطلع كما سيأتي وأما الآخران: فطلعا إلى مكة وهما متوعكان فاستمر هذا حتى مات بعد أن أجاز لي في ليلة الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة خمس وستين وثمانمائة بمكة وصلي عليه صبح الغد ودفن بالمعلاة وتأخر محمد بعده بمكة نحو عشر سنين أو أكثر حتى مات بها وأعقب ابنا اسمه شرف الدين محمد وابنة تعيش إلى الآن.
2784 - عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن عبد الله: السعداني الأصل المدني الشافعي شقيق المحمدين الآتيين ويعرف والدهم بالعوفي ويعرف كل منهم كأبيهم وجدهم بالمسكين ولد في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها وحفظ القرآن وأربعين النووي ومنهاجه والورقات واشتغل قليلا وسافر لمصر والشام وقرأ على الديلمي والتاجي وسمع على البرهان بن أبي شريف في دروسه بل قرأ على أبي الفضل بن الإمام: الموطأ بالمدينة وحضر دروسه في الشام وأخذ في بلده ومصر: عن عبد الحق السنباطي ثم توجه في سنة ثمان وتسعين في البحر أيضا لجهة مصر وهو ممن سمع مني المسلسل وسمع علي "ثلاثيات البخاري" ومقدمة "القول البديع" في المجاورة بالمدينة ثم أتاني في الثانية وبيده - هو وأخوته-: خدمة مسجد قباء والفراشة بالمسجد الحرام.
2785 - عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب بن يحيى: التاج ابن العلامة الجمال المدني المالكي ويعرف بابن يعقوب والد النجم محمد الآتي ولد بالمدينة النبوية ونشأ بها فسمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين بل قرأ عليه صحيح البخاري في سنة تسع وثلاثين وكذا سمع على المحب المطري وأخذ في الفقه والعربية عن أبي القاسم النويري وأخذ في الفقه فقط: عن أحمد الحريري ومحمد بن نافع المسوفي وتميز وكتب وناب في قضاء المالكية بالمدينة لا عن قضاتها بل بمرسوم ثم استقلالا في صفر سنة ستين بعد موت البدر بن فرحون ولكنه لم يباشره إلا قليلا لضعفه ومات في شعبان من سنة ستين.
2786 - عبد الوهاب بن مسعود المخلص: المدني الفراش بالحرم النبوي ممن سمع على الزين المراغي مؤلف "تاريخ المدينة" سنة تسع وسبعين وسبعمائة.
2787 - عبد الوهاب بن نميلة – بنون, مصغرا: الحسيني الوحادي المدني والد سنان الماضي قاضي المدينة وخطيبها من الإمامية.(2/224)
2788 - عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي الفرج: الشيبي ثم البغدادي الشافعي سمع أبا محمد الصريفيني وكان يعرف النحو واللغة وأدب أولاد الخليفة ومات وقد جاوز الثمانين في المحرم سنة أربع وخمسمائة في طريق الحج ودفن بالمدينة النبوية وهو عند ابن السبكي في طبقات الشافعية.
2789 - عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام: الأسدي الزبيري المدني أخو يعقوب يروي عن جد أبيه عبد الله بن الزبير وعنه: هشام بن عروة وجويرية بن أسماء وفليح بن سليمان وهو مقل صويلح قال أبو حاتم: شيخ ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من ثقاته وقال: يروي عن المدنيين ومقتضاه عنده: أنه لم يلحق جد أبيه سيما وقد قال: روى عن جده ابن الزبير وقال الزبير بن بكار: أمه أسماء ابنة ثابت بن عبد الله بن الزبير وذكر في التهذيب.
2790 - عبد الوهاب التاج الواسطي, ثم السكندري عالمها: وأخو كمال الدين الآتي كان من أهل الصدقة والإيثار والشفقة على الفقراء جاور بالمدينة واشترى شيئا من النخل وفعل كما فعل والده ذكره ابن صالح.
2791 - عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن عامر بن لؤي: القرشي العامري أخو سودة أم المؤمنين صحابي شهير كان ذا دار بالمدينة أسلم يوم فتح مكة وكان من سادات الصحابة وثبت خبره في الصحيحين في مخاصمته لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما في ابن وليدة زمعة وهو في الأول من الإصابة.
2792 - عبيد الله بن إبراهيم بن عبد الوهاب: خطيب طيبة.
2793 - عبيد الله بن أسد الخولاني: مولى أم المؤمنين ميمونة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين مع أبي راشد الآتي قريبا.
2794 - عبيد الله بن إسحاق الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه المدنيون قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2795 - عبيد الله إبراهيم بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي: الطالبي أمير المؤمنين ولاه المأمون إياهما في سنة أربع ومائتين وحج بالناس فيها وفي اللتين بعدها وقال الزبير بن بكار: كان طاهر بن الحسين استعمله على وفد أهل المدينة الذين أوفدهم العباس بن موسى بن عيسى إلى المأمون(2/225)
بخراسان, فزاد فيهم طاهر بن الحسين واستعمله عليهم فلما شخص المامون إلى بغداد ولاه المدينة ومكة وعك وقضاءهن فكان عليها سنين ثم عزله عنها فقدم عليه بغداد فمات بها في زمن المأمون وهو أول من فرغ الطواف للنساء بعد العصر ليطفن وحدهن ولا يخالطهن الرجال فيه ثم عمل ذلك إبراهيم بن محمد في إمارته وكان هو أول من دق الأرحاء ومنع الناس الطحن بمكة سنة غلا السعر ذكره الفاسي.
2796 - عبيد الله بن الحسين الأصغر بن زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: له دار بالمدينة.
2797 - عبيد الله بن الحصين بن محصن الخطمي: يأتي في ابن عبد الله بن الحصين.
2798 - عبيد الله بن حنيس: من أهل المدينة يروي عن عبد الله بن سلام وعنه: محمد بن يحيى قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2799 - عبيد الله بن راشد الخولاني: ربيب أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها عداده في أهل المدينة يروي عن عثمان بن عفان وزيد بن خالد وعنه عاصم بن عمر بن قتادة وبشر بن سعيد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2800 - عبيد الله بن أبي رافع: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآتي في الكنى يروي عن أبيه وأمه سلمى وعن علي وكان كاتبه وأبي هريرة وشقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم وعنه: بنوه إبراهيم وعبد الله ومحمد والمعتمر بن سليمان وابن المنكدر والأعرج والزهري وآخرون قال أبو حاتم: وابن سعد والخطيب: ثقة وزاد الثاني: كثير الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب وفي ثانية تابعي المدنيين لمسلم: عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأظنه هذا فينظر.
2801 - عبيد الله بن أبي الربيع: أبو الحسين القرشي العثماني قال أبو عبد الله بن حريث: إنه أعلم من رأينا وأفضل من لقيناه من المشايخ وإنه جاور في المساجد الثلاثة خمس عشرة سنة متفرقة فبالمدينة: ست أولها سنة تسع وسبعمائة وكان هبوطه إلى القدس منها في سنة اثنتين وعشرين وكان يرى أنه يموت هناك ويكون قريبا من جده شداد بن أوس رضي الله عنه فقدرت وفاته به في آخر التي تليها ودفن بمقبرة ماملا وقبره مشهور هناك يزار مع جملة الصالحين والشيخ أبي عبد الله القرشي.
2802 - عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: الماضي أخوه عبد الله.(2/226)
2803 - عبيد الله بن سلمان: أبي عبد الله الأغر مولى جهينة وهو عبيد الله بن أبي عبد الله وقال بعضهم: عبد الله وعبيد الله أصح عداده في أهل المدينة وأصله من أصبهان يروي عن أبيه وعنه: مالك وموسى بن عقبة وسليمان بن بلال وابن عجلان وآخرون وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وابن البرقي وابن حبان وقال أبو حاتم: لا بأس به وذكر في التهذيب.
2804 - عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة: جد آل مهنا والد حسين الحسيني المذكورين وصف بكونه نقيب المدينة فأما الحسين وإبراهيم: فلأولهما ذرية يسمون العرفات ولثانيهما: ذرية يسمون المسلمون.
2805 - عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز: أبو المطرف الخزاعي المدني الماضي أبوه يروي عن الحسن ومحمد بن علي الهاشمي والزهري وعنه: صفوان بن سليم وابن إسحاق وحماد بن زيد وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2806 - عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب: القرشي العدوي من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: ابنه عاصم قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وحديثه في مسند أحمد وقال العجلي في ثقاته: وليس يروى عنه.
2807 - عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم: أبو محمد القرشي الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم له صحبة ورواية وأردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه وهو أصغر من شقيقه – البحر: عبد الله - بسنة يروي عنه ابنه عبد الله ومحمد بن سيرين وسليمان بن يسار وعطاء بن أبي رباح وكان جوادا ممدحا يسمى تيار الفرات ينحر كل يوم جزورا وأعطى رجلا مرة مائة ألف وكان يتعاطى التجارة ولي اليمن لابن عمه علي بن أبي طالب وكان يقال بالمدينة: من أراد العلم والجمال والسخاء فليأت دار العباس فعبد الله: أعلم الناس وعبيد الله: أكرمهم والفضل: أجملهم مات بالمدينة سنة ثمان وخمسين فيما قاله خليفة أيام معاوية وقيل: أيام يزيد بن معاوية وذكره البخاري في الأوسط في فصل من مات بين الستين إلى السبعين وقول من أرخه سنة سبع وثمانين: بعيد وقيل: إنه مات باليمن وذكر في التهذيب وأول الإصابة وتاريخ اليمن.
2808 - عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة: الأنصاري المدني وقيل: إنه مقلوب وإنه: عبد الله بن عبيد الله يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن عمه مجمع في(2/227)
الدجال وعنه: الزهري وهو في التهذيب وزعم الحكم: أنه ابن ثعلبة بن صعير فأخطأ.
2809 - عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور: القرشي مولى بني نوفل المدني عداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن ابن عباس وعنه: الزهري قال ابن حبان في ثانية ثقاته ويروي أيضا عن صيفة ابنة شيبة وعنه: محمد بن جعفر بن الزبير ذكره مسلم في الطبقة الثالثة من أهل المدينة وذكر الخطيب في المكمل: أنه لم يرو عن ابن عباس ولم يرو عنه غير الزهري وقال البخاري: قال أبو مصعب: كان أبو ثور من بني الغوث بن مر بن أد وعداده من بني نوفل وهو في التهذيب.
2810 - عبيد الله بن عبد الله بن الحصين بن محصن: أب ميمون الأنصاري الخطمي الوائلي المدني وقد ينسب إلى جده وقيل: عبد الله بن عبيد الله عداده في أهلها يروي عن جابر وعبد الله بن عمرو بن العاص وهرمي بن عبد الله وعنه: يزيد بن الهاد والوليد بن كثير وابن إسحاق وعبد الرحمن بن النعمان وجماعة وثقه أبو زرعة ثم ابن حبان وقال البخاري: في حديثه نظر وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وضعفاء العقيلي.
2811 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أبو عبد الله الهذلي الضرير المدني أحد فقهائها الستة وأخو عون وأمه: أم ولد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأرسل عن عمه عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وعمر وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد وجماعة وعنه: الزهري وصالح بن كيسان وعراك بن مالك وأبو الزناد وآخرون كثيرون وكان إماما حجة حافظا مجتهدا قال عمر بن عبد العزيز: ما رويته عنه أكثر مما رويته عن جميع الناس ولو كان حيا ما صدرت إلا عن رأيه ويقال: إنه كان مؤدبه وقال مالك: كان كثير العلم يصحبه ابن شهاب ويخدمه حتى إن كان ليشرع له الماء وقال ابن حبان: من سادات التابعين وقال أبو جعفر الطبري: كان مقدما في العلم والمعرفة بالأحكام والحلال والحرام وكان مع ذلك شاعرا مجيدا وقال ابن عبد البر: كان أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى وكان عالما فاضلا مقدما في الفقه شاعرا محسنا لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا فيما علمت فقيها أشعر منه ولا شاعرا أفقه منه والثناء عليه منتشر مات كما في البخاري قبل علي بن الحسين سنة أربع أو خمس وتسعين مع حكايته في الأوسط عن أبي نعيم: أن علي بن الحسين مات سنة اثنتين وتسعين(2/228)
وقال ابن نمير وغيره: سنة ثمان وقال ابن المديني: سنة تسع وعن بعضهم: حمل الحسين جنازته وهو في التهذيب.
2812 - عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أبو بكر العدوي المدني من أهلها شقيق سالم أمهما: أم ولد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأبي هريرة والصميتة الليثية وعنه: ابنه القاسم وحفيده: خالد بن أبي بكر وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر وابن أخيه عبيد الله بن عمر بن حفص والزهري ويزيد بن أبي حبيب وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية وابن إسحاق وآخرون وثقه أبو زرعة والنسائي والعجلي والواقدي وقال: قليل الحديث وذكر في التهذيب ومات سنة خمس ومائة قبل أخيه سالم وقيل: مات في ولاية عبد الواحد المقبري وكان نزل البصرة سنة ست وقال الواقدي: وكان فيما يذكرون أسن من أخيه عبد الله المكبر.
2813 - عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر: أبو القاسم القرشي التيمي المدني نزيل قوص يروي عن ابن فديك وغيره وعنه: عليل بن أحمد وعلي بن الحسين بن قديد وأحمد بن داود وجماعة مصريون وحدث بقوص فنسب إليها وهو مدني مات في آخر سنة خمس وأربعين ومائتين بمكة بعد قضاء النسك.
2814 - عبيد الله بن عبد الله بن موهب: أبو يحيى القرشي المدني من أهلها يروي عن أبي هريرة وعنه: ابنه يحيى يعني: الآتي قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وإن يحيى ابنه لا شيء ويروي أيضا عن عمرة ابنة عبد الرحمن وعطاء بن يسار وعنه: ابنه يحيى وذكر في التهذيب: ابن أخيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الآتي وعيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة وقال أحمد: لا يعرف وكذا قال الشافعي: لا نعرفه وقال ابن القطان: الفاسي مجهول الحال وقد علق البخاري في صحيحه عن تميم الداري خبرا وهو مروي من طريق هذا كما أفاده شيخنا.
2815 - عبيد الله بن عبد الله الخولاني: من أهل المدينة يروي عن عثمان وابن عباس وعنه: محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة وعاصم بن عمر بن قتادة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2816 - عبيد الله بن عبد الله القرشي: عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه عن أبي هريرة وعنه: أبو عامر العقدي قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2817 - عبيد الله بن أبي عبد الله الأغر: في ابن سليمان.(2/229)
2818 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2819 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائبة بن عمير: القاري من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر وعنه: ابن جريج ونافع بن يزيد قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2820 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب: أبو محمد القرشي التيمي المدني من أهلها ويقال: إنه عبد الله بالتكبير بن عبد الرحمن يروي عن عمه عبيد الله الماضي قريبا وعلي بن الحسين والقاسم بن محمد وشهر بن حوشب وعنه: ابن المبارك وأبو علي الحنفي وأبو أحمد الزبيري وابن أبي فديك والقعنبي والثوري ووكيع وآخرون قال أبو حاتم: صالح الحديث ووثقه العجلي: وابن حبان وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه وقال ابن سعد: قليل الحديث ولابن معين: فيه قولان وضعفه يعقوب بن شيبة وكذا ابن عيينة وقال النسائي: ليس بذاك القوي مات سنة أربع وخمسين ومائة عن ثمانين سنة وهو في التهذيب وثقات ابن حبان وضعفاء العقيلي.
2821 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن معمر: من أهل المدينة يروي عن الحجازيين وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2822 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب: ألحقه شيخنا في زوائد التهذيب وقال: أظنه ابن عمر والد الذي قبله ذكره ابن عدي في الكامل وقال: مدني ثم نقل عن عباس الدوري عن ابن معين: أنه ضعيف وقال النسائي: ليس بالقوي ثم ساق - من طريق حماد بن مسعدة - عن عبيد الله بن موهب عن القاسم عن عائشة: في عتق الغلام قبل الجارية ثم من طريق زيد بن الحباب عن ابن موهب: سمعت أنسا يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة الحديث في قول "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" وقال: قال لنا ابن صاعد ابن موهب حدث عن أنس بغير حديث قال ابن عدي: ولعبيد الله غير ما ذكرت وهو حسن الحديث يكتب حديثه انتهى قال شيخنا: وإنما أفردته لتصريحه بالسماع من أنس ولم يذكر المزي في ترجمة الذي قبله: أن له رواية عن أنس فالله أعلم وأما الرواية عن القاسم: فمحتملة لكل منهما إن كانا اثنين والله أعلم.
2823 - عبيد الله بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: القرشي النوفلي من أهل المدينة ومن فقهاء قريش وعلمائهم ذكره مسلم في ثانية(2/230)
تابعي المدنيين وأمه: أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وقال العجلي إنه ابن أخت عثمان بن عفان تابعي ثقة من خيار التابعين وذكره ابن حبان في الصحابة: وقال ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في ثقات التابعين وقال ابن ماكولا: قتل أبوه يوم بدر كافرا انتهى قال شيخنا: وليس بمتفق عليه فقد ذكر ابن سعد: أباه في مسلمة الفتح وذكره له ابن المديني قصة مع عثمان بن عفان في خلافته ولعلها التي وقعت في البخاري بسبب الوليد بن عقبة وبالجملة: فصاحب الترجمة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن عمر وعلي وعثمان ودخل على عثمان وهو محصور وعلي يصلي بالناس فقال: يا أمير المؤمنين إني أتحرج أن أصلي مع هؤلاء وأنت الإمام فقال: "إن الصلاة أحسن ما عمل الناس فإذا رأيت الناس محسنين فأحسن معهم" وحدث أيضا عن كعب الأحبار وروى عنه: عروة وعطاء بن يزيد الليثي وحميد بن عبد الرحمن ومعمر بن أبي حبيبة وله دار بالمدينة وكان ثقة قليل الحديث وقال ابن إسحاق: حدثني الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار وكان من فقهاء قريش وعلمائهم وقد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرين ومات بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة خمس وتسعين كما قاله ابن حبان وهو في التهذيب وأول الإصابة.
2824 - عبيد الله بن أبي علي بن أبي رافع: مولى النبي صلى الله عليه وسلم المدني ويقال له: عبدل وقيل: علي بن عبيد الله قال الترمذي: عبيد الله بن علي: أصح يروي عن جدته سلمى ابنة قيس مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ولها صحبة وعنه: قائد مولى عبيد الله بن أبي رافع قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وكذا يروي عن جده مرسلا وعن سعيد بن المسيب وعنه: ابنه محمد وسعيد بن أبي هلال وابن عجلان وابن إسحاق وهشام بن سعد وغيرهم قال ابن معين: لا بأس به وقال أبو حاتم: لا بأس بحديثه ليس بمنكر الحديث ولا يحتج بحديثه وهو يحدث بشيء يسير وهو شيخ وروى أحمد من طريق ابن إسحاق عن صاحب الترجمة عن أبيه عن أمه سلمى حديثا وقال ابن حبان: روى عن جدته سلمى ابنة قيس مولاة النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وقوله: "ابنة قيس" وهم كما سيأتي في ترجمتها من النساء.
2825 - عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: الإمام أبو الليث أبو عثمان القرشي العدوي العمري المدني أحد علماء المدينة وأخو عبد الله وعاصم وأبي بكر يروي عن أم خالد بنت خالد بن سعيد الصحابية وعن القاسم وسالم وعطاء والمقبري ونافع والزهري ووهب بن كيسان وطائفة وعنه: شعبة والحمادان والسفيانان وبشر بن المفضل وأبو أسامة ويحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي(2/231)
وعبد الرازق وخلق وكان سيدا شريفا صالحا متعبدا ثقة حجة بالإجماع واسع العلم اعتزل فتنة ابن حسن كما صرح به غير واحد فقالوا: وكان العمري بالمدينة معتزلا بخلاف مالك فقد كان مخالطا للناس ثم اعتزل قال النسائي: ثقة ثبت وقال ابن معين: هو عن القاسم عن عائشة: الذهب المشتبك بالدر وقال ابن حبان: كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة وشرفا وحفظا وإتقانا وأخوه عبد الله: ضعيف وأمهما: فاطمة ابنة عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة: إنه لزم ضيعته لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن علي المنصور واعتزل فيها فلما قتل محمد رجع إلى المدينة فمات بها سنة سبع وأربعين وكان ثقة كثير الحديث حجة وقال أحمد بن صالح: ثقة ثبت مأمون ليس أحد أثبت في حديث نافع منه وقال الخليلي: ثقة حافظ متقن متفق عليه وقال أبو نعيم في الرواة عن الزهري: رأى أنسا وقال ابن معين: لم يسمع من ابن عمر وقال الحربي: لم يدرك عبد الرحمن بن أبي ليلى وأرخه الهيثم بن عدي سنة سبع وأربعين ومائة ايضا وقال غيره: سنة أربع - أو خمس - وأربعين وهو في التهذيب.
2826 - عبيد الله بن عمر بن الخطاب: أبو عيسى القرشي العدوي المدني ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم أمه أم كلثوم ابنة حارثة بن وهب الخزاعي سمع أباه وعثمان وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في أيام أبيه وضربه أبوه بالدرة وقال: أتكتني بأبي عيسى؟ أو كان لعيسى أب؟ ولما قتل أمير المؤمنين أبوه: أخذ سيفه وشد على الهرمزان فقتله وقتل جفينة ولؤلؤة ابنة أبي لؤلؤة فلما بويع عثمان هم بقتله ثم عفا عنه مع كون علي بن أبي طالب كان قد أشار على عثمان بقتله فلما بويع علي ذهب عبيد الله هاربا منه إلى الشام وكان مقدم جيش معاوية يوم صفين فقتل يومئذ ويقال: قتله عمار بن ياسر وقيل: قتله رجل من همذان ورثي بقصيدة مليحة وهو في ثاني ثقات ابن حبان وثاني الإصابة.
2827 - عبيد الله بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعنه: ابن أخيه محمد بن حفص بن عمر حديثه في مسند أحمد وذكره ابن حبان.
2828 - عبيد الله بن قيس الرقيات: المدني الشاعر الشهير الذي يقول في كثيرة زوجة علي بن عبد الله بن عباس:
عاد له من كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب(2/232)
كوفية نازح محلتها ... لا أمم داراها ولا صقب
والله ما أن صبت إلي ولا ... يعرف بيني وبينها سبب
إلا الذي أورثت كثيرة في القلب ... وللحب سورة عجب
لا بارك الله في الغواني فما ... يصبحن إلا لهن مطلب
2829 - عبيد الله بن كعب بن مالك بن أبي القبر: أبو فضالة الأنصاري السلمي المدني عداده في أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو أخو سعيد وعبد الرحمن ومعبد يروي عن أبيه وعنه أخوه معبد وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله كعب والزهري وقد سمع عثمان بن عفان قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ويروي عنه أيضا: أخوه معبد وابن أخيه عبد الرحمن أعلم قومه وأوعاهم لأحاديث الصحابة وله عند أبي يعلى في مسنده حديث أرسله فذكره لذلك الذهبي في تجريد الصحابة وهو وهم أفاده شيخنا وهو في التهذيب ورابع الإصابة.
2830 - عبيد الله بن محمد بن صفوان بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي خلف: القرشي الجمحي المكي القاضي ولي قضاء بغداد زمن المنصور وقضاء المدينة النبوية زمن أبيه المهدي وبها مات واستخلف عليها ابنه عبد الأعلى ذكره الفاسي وكان الأب عالما أديبا وما زال على الحكم حتى مات المنصور فقلده المهدي في مدينة الرسول القضاء والحرب والصلاة وعزله عن قضاء بغداد.
2831 - عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله: أبو بكر العمري المدني يروي عن إسماعيل بن أبي أويس وإبراهيم بن حمزة الزبيري وأبي الطاهر بن السرح المصري وغيرهم وعنه: خيثمة وأبو علي بن هارون والطبراني وجماعة كذبه النسائي وذكر في الميزان وقال ابن عساكر: ولي قضاء حمص وأنطاكية بل ولي قضاء دمشق أيام خمارويه بن أحمد بن طولون وحدث في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
2832 - عبيد الله بن مقسم القرشي: مولى ابن أبي نمر المدني ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة وابن عمر وجابر عن أبي صالح السمان والقاسم بن محمد وعنه: أبو حازم وسهيل بن أبي صالح ويحيى بن أبي كثير وابن عجلان وإسحاق بن حازم وداود بن قيس وآخرون وثقه أبو داود والنسائي ويعقوب بن سفيان وابن حبان وقال أبو حاتم ثقة لا بأس به وذكر في التهذيب.
2833 - عبيد الله بن المنتاب بن الفضل بن أيوب: أبو الحسن البغدادي ويعرف بالكرابيسي ولي قضاء المدينة وقيل في اسمه: غير هذا عداده في البغداديين من أصحاب القاضي إسماعيل وبه تفقه وله كتاب في مسائل الخلاف والحجة لمالك(2/233)
نحو مائتي جزء وقيل: إنه ولي قضاء مكة بل والشام أيضا وهو من شيوخ المالكيين وفقهاء أصحاب مالك وحذاقهم ونظارهم وحفاظهم وأئمة مذهبهم روى عنه أبو القاسم الشافعي وأبو إسحاق بن شعبان وغيرهما وأبو الفرج.
2834 - عبيد الله بن المنذر بن هشام بن المنذر بن الزبير بن العوام: من أهل المدينة وأخو محمد يروي عن هشام بن عروة وعنه: عتيق بن يعقوب بن صديق الزبيري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته واستدركه العراقي على الميزان وتبعه شيخنا وقال سيأتي في أخيه.
2835 - عبيد الله بن موهب: في ابن عبد الله بن موهب.
2836 - عبيد الله بن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج: الأنصاري الحارث المدني يروي عن أبيه عن جده رافع في النهي عن كسب الأمة ويروي أيضا: عن عمرو بن عبيد الله بن حنظلة وعنه: الواقدي وابن أبي فديك قال البخاري: حديثه ليس بالمشهور وهو في التهذيب.
2837 - عبيدة بن أشعث بن جبير: المعروف أبوه كما مضى بالطامع ذكره الذهبي في ميزانه.
2838 - عبيدة بضم العين وفتح الباء بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف: أبو الحارث القرشي المطلبي أخو أبي الطفيل والحصين أمهم: سخيلة ابنة خزاعي بن الحويرث الثقفية وكانت عبيدة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وهو أحد من هاجر إلى المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل على شيبة بن ربيعة يوم بدر فطعن كل منهما صاحبه فقتل عبيدة شيبة وقطع شيبة رجل عبيدة فحمل عبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاش حتى رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء توفي عبيدة بها وهو ابن ثلاث وستين سنة وعقد النبي صلى الله عليه وسلم له لواء على ستين من المهاجرين ليس فيهم أنصاري فكانت أول راية عقدت في الإسلام كما شرح في المغازي.
2839 - عبيدة بفتح العين بن أبي سفيان بن الحارث بن الحضرمي: المدني من أهلها واسمه عباد بن عبد الله بن أكبر ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة وأبي الجعد الضمري وزيد بن خالد الجهني وعنه ابنه عمرو وبشر بن سعيد وإسماعيل بن أبي حكيم ومحمد بن عمرو بن علقمة قال العجلي: مدني تابعي ثقة وكذا وثقه النسائي وابن حبان وقال ابن سعد: كان شيخا قليل الحديث ينزل دار الحضرميين في جديلة وذكر في التهذيب.(2/234)
2840 - عبيدة بن مسافع الديلي المدني: عداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وكذا وثقه روى عن أبي سعيد الخدري حديث: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا الحديث في القود" وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وكذا روى عنه ابنه مالك وقال ابن المديني: مجهول ولا أدري: سمع من أبي سعيد أم لا؟ وهو في التهذيب.
2841 -عبيدة أو عتيك بن التيهان بن مالك الأنصاري: أخو أبي الهيثم مالك الآتي صحابي أيضا استشهد بأحد وقيل: إنه قتل بصفين.
2842 - عبيد بن جريح التيمي: مولاهم المدني من أهلها يروي عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس والحرث بن مالك بن البرصاء وغيرهم وعنه سعيد المقبري وزيد بن أسلم ويزيد بن عبد الله بن قسيط وزيد بن عتاب وسليمان بن موسى وثقه أبو زرعة والنسائي وقال العجلي: مكي تابعي ثقة وقال ابن حبان: ثقة من أهل المدينة يروي عنه المقبري وأهل المدينة ومصر وذكر في التهذيب.
2843 - عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب: أبو الجهم صاحب الأنبجانية وسيأتي في الكنى.
2844 - عبيد بن حنين: أبو عبد الله المدني مولى زيد بن الخطاب ويقال: مولى العباس ويقال: مولى بني زريق عم والد فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين وأخو عبد الله بن محمد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن قتادة بن النعمان الظفري وأبي موسى الأشعري وزيد بن ثابت والحسن بن علي وأبي هريرة وأبي سعيد بن المعلي وابن الخناس وابن عمر وابن عباس وغيرهم وعنه: سالم أبو النضر ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبو الزناد وآخرون قال ابن سعد: ثقة وليس بكثير الحديث وقال أبو حاتم: صالح الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال الواقدي وغيره مات سنة خمس ومائة عن خمس وتسعين بتقديم التاء ويؤيده: أن الواقدي روى عنه أنه قال: قلت لزيد بن ثابت مقتل عثمان "إقرأ علي الأعراف فقال: إقرأها علي أنت قال: فقرأتها عليه فما أخذ علي ألفا ولا واوا" وكان مقتل عثمان: سنة خمس وثلاثين فلو كان "ستة" بتقديم السين - كما صوبه المزي - لكان يكون عمره إذ ذاك خمس سنين ويبعد أن مثله يحفظ سورة الأعراف ويتأهل لأن يقرأها على زيد بن ثابت وقد وقع عند مسلم من رواية ابن عيينة عبيد بن حنين مولى العباس وقد خطأه البخاري في ذلك وقال: لا يصح قوله "مولى العباس" وهو في التهذيب.
2845 - عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان: الأنصاري الزرقي(2/235)
المدني أخو معاذ الآتي وقيل في اسمه: عبيد الله أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه ورافع بن خديج وأسماء ابنة عميس وعنه: بنوه إبراهيم وإسماعيل وحميدة ويقال: عبيدة وعمرة ابنة عبد الرحمن وهي من قرابته وعبد الواحد بن أيمن وعمرو بن عامر وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات وكذا قال العجلي: تابعي ثقة وذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وقال: مختلف فيه وأشار إلى الخلاف في الرواية والصحيح: إنه عبيد بن رفاعة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن قال البغوي: إنه ولد في عهده ويتأيد بما أخرجه الطحاوي من طريقه قال: كنا في مجلس فيه زيد بن ثابت فذكر مسألة "الذي يجامع ولا ينزل" فقام رجل في المجلس فذكر ذلك لعمر فأرسل إلى زيد - الحديث فهذا يدل على أنه كان في زمن عمر: ابن عشر سنين أو نحوها حتى يحضر مجلس زيد ويضبط هذه القصة وقد ذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وهو في التهذيب.
2846 - عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر الله بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي: القرشي العامري أخو أم المؤمنين سودة رضي الله عنها له صحبة حكى عنه سعد بن أبي وقاص وابن أمة زمعة "أخي ولد على فراش أبي" لما تنازعا فيه عند النبي صلى الله عليه وسلم فقضى به لعبد بن زمعة فقال: "هو لك يا عبد واجتجبي منه يا سودة" وفي الصحيح: في قصة ناقة ثمود: "فانبعث لها رجل عزيز في قومه كابن زمعة" ذكره ابن الحذاء في رجال التهذيب.
2847 - عبيد بن السباق: أبو سعيد الثقفي المدني ذكره مسلم في ثانية تابعيهم وهو يروي عن زيد بن ثابت وجويرية أم المؤمنين وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وكان من علماء المدينة قال العجلي: مدني تابعي ثقة وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وهو في التهذيب.
2848 - عبيد بن سنوطا: في عبيد سنوطا.
2849 - عبيد بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمرو بن الخطاب: كذا رأيته فيحرر: أهو أخ لعبد الله وعبيد الله أو هو أحدهما.
2850 - عبيد بن مشكور: القرشي المكي الأصل المدني هو عبد الرحمن مضى.
2851 - عبيد بن مهران أبو عباد المدني: قال الذهبي في الميزان: مجهول وساق له حديثا موضوعا قال شيخنا في اللسان: وذكره ابن حبان في الثقات وقال:(2/236)
يروي المقاطيع ولكن سمي أباه "ميمونا" تبع فيه البخاري ومسلم وهو الصواب ووهم الذهبي في تكنيته بأبي عباد فأبو عباد هو الذي بعده.
2852 - عبيد بن ميمون: أبو عباد القرشي مولى هارون بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي المدني القرىء والد محمد يروي المقاطيع وعنه: العراقيون مات سنة أربع ومائتين قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وروى عن محمد بن جعفر بن أبي كثير ومحمد بن هلال ونافع بن أبي نعيم القارىء وعنه ابنه محمد وإبراهيم بن محمد بن إسحاق المدني قال أبو حاتم: مجهول وهو في التهذيب.
2853 - عبيد بن ميمون المدني: عن نافع أحد الشيعة مجهول وثقه ابن حبان قاله في الميزان.
2854 - عبيد بن يحيى: من أهل المدينة يروي عن معاذ بن رفاعة وعنه: يحيى بن محمد بن هانىء المدني قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وثالثها.
2855 - عبيد بن يوسف بن أحمد الخوارزمي: جده المدني ربيب الفخر أبي بكر بن أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي الآتي سمع الشفاء على البرهان ابن فرحون المالكي مع المذكور وولده.
2856 - عبيد سنوطا: وسنوطا اسم فارسي وقيل: عبيد بن سنوطا يكنى أبا الولي من الموالي وعداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن خولة ابنة قيس الصحابية امرأة حمزة بن عبد المطلب حديث: "إن هذا المال خضرة حلوة" وعنه: سعيد المقبري وعمر بن كثير بن أفلح قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقال العجلي: عبيد سنوطا مدني تابعي ثقة يروي عنه أيضا: عمر بن كثير بن أفلح قال البخاري: قال بعض ولده: عبيد هو ابن سنوطا اسم فارسي وهو في التهذيب.
2857 – عبيد أبو صالح: مولى السفاح من خزاعة عداده في أهل المدينة يروي عن زيد بن ثابت وعنه: نصر بن سعيد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2858 - عبيد مولى أبي رهم: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
2859 - عبيد أبو الوليد: في عبيد سنوطا مضى قريبا.
2860 – عبيد: مولى النبي صلى الله عليه وسلم صحابي يروي عنه سليمان التيمي وقع حديثه في مسند الإمام أحمد وقال أبو حاتم وغيره: إن سليمان لم يسمع منه وقال ابن حبان: له صحبة.(2/237)
2861 - عتاب بن حرب بن جبير: مدني سكن البصرة يروي عن أبي عامر الخزاز بمعجمات صالح بن رستم سمع منه عمرو بن علي الفلاس وضعفه جدا قاله البخاري وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الإثبات على قلته فلا يحتج به وعند ابن حبان في الثقات: عتاب بن حرب بن عبد الله أبو بشر ابن ابنه صالح بن رستم من أهل البصرة يروي عن جده صالح عن ابن أبي مليكة وعنه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال شيخنا: فالظاهر أنه هذا ضعيف جدا بحديث فصالح: هو أبو عامر الخزاز ثم عرفت: إنه هو فإن العقيلي ذكره في الضعفاء ونقل قول عمرو بن علي الفلاس "ضعيف جدا يحدث عن صالح بن رستم" ثم ساق له من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن عتاب بن حرب حدثني أبو عامر الخزاز فذكر حديثا مشهورا وقال: لا يتابع عليه وذكره الساجي وابن الجارود في الضعفاء وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
2862 - عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن غانم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج: الأنصاري السالمي البدري المدني ذكره فيهم مسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه: أنس ومحمود بن الربيع والحصين بن محمد السالمي وغيرهم ذكر ابن سعد: إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين عمر بن الخطاب وقال ابن عبد البر: لم يذكره ابن إسحاق في البدريين وذكره غيره ومات في خلافة معاوية وهو في التهذيب.
2863 - عتبة بن جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة الأشهلي: يروي عن التابعين وعنه: أهل المدينة مات سنة أربع وخمسين ومائة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2864 - عتبة بن ربيع بن رافع الخدري الأنصاري: استشهد بأحد.
2865 - عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية: الأموي شقيق معاوية ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولاه عمر الطائف وشهد الجمل مع عائشة فذهبت عينه وشهد صفين مع أخيه ومات بمصر سنة أربع وأربعين وقيل: ثلاث روى عن أخته أم حبيبة أم المؤمنين وكان خطيبا بليغا مفوها وولاه أخوه معاوية مصر بعد وفاة عمرو بن العاص وحج بالناس سنة إحدى وأربعين والتي بعدها ثم سنة ست وسبع روى عنه: ابنه الوليد وحديثه في مسند الإمام أحمد من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: "لما نزل بعتبة بن أبي سفيان الموت اشتد جزعه فسئل فقال: إني سمعت أم حبيبة - فذكر حديث التطوع بالصلاة" قال ابن عساكر: وهو غريب من حديث عتبة محفوظ من حديث عنبسة وروى عنه ايضا: ابنه عمرو ومولاه سعد ومات مرابطا باسكندرية.(2/238)
2866 - عتبة بن أبي عتبة: في ابن مسلم.
2867 - عتبة بن عمرو بن عباس بن علقمة المدني: يروي عن أبي هريرة وعنه ابن أبي ذئب قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2868 - عتبة بن غزوان: أبو عبد الله وقيل: أبو غزوان حليف بني نوفل بن عبد مناف أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة وهو ابن أربعين سنة ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وأقام معه حتى هاجر إلى المدينة ثم شهد بدرا والمشاهد كلها وبعثه عمر رضي الله عنه فاستفتح الأبلة ثم اختصر فاختط البصرة وخرج منها حاجا إلى المدينة فلم يعد إليها حتى مات وكان سأل عمر أن يعفيه منها فأبى فقال: "اللهم لا تردني إليها" فسقط عن راحلته فمات سنة سبع عشرة بموضع يقال له: معدن بني سليم قاله ابن سعد وقيل: بالربذة وقيل: بالمدينة وقيل: بغيرها وقيل: في سنة موته غير ذلك وكان طويلا جميلا من الغزاة المذكورين.
2869 - عتبة بن مالك بن أهيب: في ابن أبي وقاص.
2870 - عتبة بن مسعود الهذلي: شقيق عبد الله وقيل: بل أخوه لأبيه والأول: أكثر وقد هاجر عتبة الهجرة الثانية إلى الحبشة وشهد أحدا وما بعدها ومات قبل أخيه بالمدينة في خلافة عمر وصلى عليه عمر وكان فقيها صالحا فاضلا.
2871 - عتبة بن مسلم: مولى بني تيم من أهل المدينة ويقال له: عتبة بن أبي عتبة يروي عن عبيد بن حنين وأبي سلمة بن عبد الرحمن ونافع بن جبير بن مطعم وعنه: ابن إسحق ومسلم الزنجي وإبراهيم بن أبي يحيى وإسماعيل بن جعفر وهو من الثقات قال ابن حبان: روى عنه أهل المدينة وذكر في التهذيب.
2872 - عتبة بن مسلم: قال: آخر خرجة خرجها عثمان بن عفان يوم الجمعة فلما استوى على المنبر حصبه الناس فحيل بينه وبين الصلاة فصلى للناس يومئذ أبو أمامة أسعد بن حنيف روى عنه ابن الماجشون يحتمل أن يكون الذي قبله.
2873 - عتبة بن أبي وقاص: مالك بن أهيب الزهري المدني أخو سعد الماضي حكى عنه أخوه: أنه عهد إليه أن ابن أمة زمعة مني وتمسك بهذا ابن منده في ذكره له في الصحابة وليس فيه ما يدل على إسلامه ولذا اشتد إنكار أبي نعيم عليه وذكر ما أخرجه عبد الرازق في تفسيره بسند منقطع "إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه أن يموت كافرا قبل أن يحول الحول فأجيب" وذكر الزبير بن بكار: أن عتبة أصاب فما في الجاهلية قبل الهجرة فانتقل إلى المدينة فسكنها يعني: ومات بها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهو في التهذيب.(2/239)
2874 - عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام: ممن قتل على يد الخارجي أبي حمزة المختار بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
2875 - عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير: أبو بكر الأسدي الزبير المدني الفقيه الصالح لازم مالكا وسمع الموطأ بل حفظه وصحب عبد الله بن الزبير العمري الزاهد وروى عن الزبير بن الحريث والدراوردي وابن عباس بن سهل وعنه: الذهلي وأبو زرعة وعلي بن حرب والعباس بن أبي طالب وطائفة وما زال من خيار العلماء وذكر في اللسان مات سنة أربع أو ثمان وعشرين ومائتين.
2876 - عتيك بن التيهان: في عبيد.
2877 - عتيك بن الحارث بن عتيك: الأنصاري المدني من أهلها يروي عن جابر بن عتيك وجماعة من الصحابة وعنه: عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك يعني: ابن ابنته ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وهو في التهذيب وأوله الإصابة.
2878 - عثمان بن إبراهيم بن أحمد بن يوسف: الفخر الكفرحيوي نسبة لضيعة من طرابلس كان أبوه فلاحها الطرابلسي ثم المدني الحنفي والد يحيى ويعرف بالطرابلسي ولد تقريبا سنة عشرين وثمانمائة وحفظ القرآن والقدوري وأخذ بالشام الفقه وأصله والعربية وغيرهما من يوسف الرومي وعيسى البغدادي والمعلي القابوني وقوام الدين الأتقاني والشمس الصفدي في آخرين ودخل القاهرة في سنة ثلاث وخمسين فأخذ عن العيني والأمين الأقصرائي ولازم ابن الهمام بل وسمع عليه بقراءتي الأربعين التي خرجتها له ثم لقيه بعد في سنة ست وخمسين بمكة حين قدمها للحج فحج ورجع معه فاستوطن المدينة للاشتغال والإشغال وأخذ عنه الفضلاء بها الفقه وغيره واستقر به خير بك في تدريس الفقه بالمدينة والأشرف في مشيخة رباطه وصار شيخ الحنفية بها مع أرجحية غيره عليه فهما وتوددا والغالب عليه الصفاء وسلامة الفطرة ولما كانت بالمدينة سمع مني بالروضة النبوية أشياء كأماكن من الكتب الستة ومن شرح معاني الآثار للطحاوي وغير ذلك من تصانيفي كالقول البديع وعنده به النسخة التي وقفتها هناك أول ما صنفته وكانت عند أبي الفتح بن إسماعيل فكأنه أخذها بعد موته مع مناولة هذه الكتب مني ولما استقر شاهين الجمالي في مشيخة الخدام لم يعامله كالذي قبله بل قرب الشمس بن جلال مع كونه من طلبته لتميزه عنه في الفضيلة وعدم انجرار هذا لمجيئه عنده فما قبل وقد رأيت بخطه شرح الهداية للمرغيناني مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين رحمه الله وإيانا.(2/240)
2879 - عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب بن الحارث: القرشي الجمحي والد عبد الرحمن الماضي مدني نزل الكوفة رأى ابن عمر رضي الله عنهما يحفي شاربه بل وأجلسه في حجره وروى عن جده وأمه عائشة ابنة قدامة بن مظعون وعنه: ابنه عبد الرحمن بأحاديث منكرة كما قاله أبو حاتم بن حبان ويعلي بن عبيد ومروان بن معاوية وابن نمير ومحمد بن كناسة وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وهو في الميزان وقال: رأى ابن عمر له ما ينكر.
2880 - عثمان بن إسحاق بن خرسة: القرشي العامري المدني من أهلها وقيل: اسم جده: عبد الله بن أبي خرسة بن عمرو يروي عن قبيصة بن ذؤيب وعنه: الزهري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال ابن معين: ثقة وقال ابن عبد البر: هو معروف النسب إلا أنه غير مشهور بالرواية وقال البخاري: هو ابن أخت أروى التي خاصمت سعيد بن زيد في الأرض فدعا عليها وذكر في التهذيب.
2881 - عثمان بن أبي بكر بن منصور: مات بالمدينة ودفن بالبقيع وهو في تاريخي الكبير.
2882 - عثمان بن أبي بكر: فخر الدين السندبيسي المصري المقرىء المكتب نزيل طيبة قرأ على أبي الفرج المراغي البخاري في سنة اثنتين وستين وجاور بالمدينة وتزوج سعادة ابنة القاضي أبي الفتح بن صالح بعد وفاة زوجها الشيخ أحمد الحريري وسافر بها إلى مكة وتصدر للتكتيب علي وكان قد كتب على الزين بن الصائغ ومات غريبا.
2883 - عثمان بن البهي بن أبي رافع: مولى سعيدبن العاص أو مولى النبي صلى الله عليه وسلم ويقال اسم البهي: عبيد الله من أهل المدينة يروي عن جده وكذا عن أبيه ومحرر بن أبي هريرة وعنه: حماد بن موسى المدني ومحمد بن جعفر بن أبي كثير والدراوردي ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وثالثها.
2884 - عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي: مولاهم المروزي من أهل مرو وهو والد عبد الله وشاذان وقال ابن حبان: يروي عن أهل المدينة وقال غيره: روى عن عمه عبد العزيز وعلي بن المبارك الهنائي وعن شعبة وكان شريكا له ومضار به فيما قيل: تفرد عنه بأشياء حسنة وعنه: ابناه وأبو جعفر النفيلي وأبو بشر مصعب بن بشر المروزي وثقه أبو حاتم وغيره وخرج له الشيخان وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وقال: إنه كان مع أبي تميلة بالكوفة في طلب الحديث فهاج به غم(2/241)
وكرب فوضع رأسه في حجر أبي تميلة فمات فدفن بالكوفة وكذا قال النفيلي: كنا معه بالكوفة في درب فدخل ليبول فأبطأ فنظرنا فإذا هو ميت.
2885 - عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة: الأنصاري الزرقي روى عن جده عمر بن خلدة ومعاوية وروى عنه الزهري وروى عنه مالك كما في الموطأ وعبد العزيز بن أبي سلمة وكان رجلا صالحا ولي قضاء المدينة في خلافة عبد الملك وذكره ابن حبان في الثقات وسيأتي جده وأنه كان قاضي المدينة لعبد الملك فيحرر مع هذا.
2886 - عثمان بن حكيم بن عباد بن عبيد بن حنيف: أبو سهل الأنصاري الأوسي المدني سكن الكوفة وهو أخو حكيم يروي عن عبد الله بن سرجس وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعكرمة وزياد بن علاقة وعبد الرحمن بن أبي عمرة وعدد كثير وعنه: الثوري وشريك وهشيم وعلي بن مسهر ويحيى بن سعيد الأموي وعبد الله بن أبي نمير وطائفة وثقه العجلي وابن نمير ويعقوب بن شيبة وابن سعد وغيرهم بل كان ثقة ثبتا زاهدا عابدا قال ابن قانع: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة وقال خليفة: مات قبل الأربعين وذكر في التهذيب.
2887 - عثمان بن حنيف بن وهب الأنصاري: أخو سهل الماضي صحابي ايضا شهد بدرا فيما قاله الترمذي ولكن الجمهور على أن أول مشاهده: أحد ذكره مسلم في ساكني الكوفة وبعثه عمر على مساحة أرض سواد العراق بعد أن فتحت الكوفة وقال له ولعمار: "أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق"؟ وقالوا: إنه سكن الكوفة ومات في خلافة معاوية روى عنه: ابن أخيه أبو أمامة بن سهل وطائفة وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد استعمله على البصرة قبل أن يقدم إليها فغلبه عليها طلحة والزبير وكانت القصة المشهورة في وقعة الجمل وهو في التهذيب.
2888 - عثمان بن حيان بن معبد بن شداد بن نعمان: أبو المغراء المري الدمشقي مولى أم الدرداء ويقال: مولى عتبة بن أبي سفيان يروي عن أم الدرداء وعنه هشام بن سعد – وقال: كان رجلا من أهل الخير وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهما قال ابن وهب عن مالك: بعث ابن حيان وهو أمير المدينة إلى محمد بن المنكر وأصحابه فضربهم لما كان من كلامهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وعن ابن شوذب أنه قال: عمر بن عبد العزيز بالشام والحجاج بالعراق ومحمد بن يوسف باليمن وعثمان بن حيان بالمدينة وقرة بن شريك بمصر؟ امتلأت والله الأرض جورا(2/242)
وقال ابن عساكر: استعمله الوليد بن عبد الملك على المدينة وكان في سيرته عنف يعني بعد عمر بن عبد العزيز سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي: إن سليمان بن عبد الملك نزعه عنها سنة ست وتسعين وكانت إمرته عليها ثلاث سنين وقال خليفة: إنه ولي الصائفة ثلاث ومائة وغزا قيصرة من أرض الروم سنة أربع وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2889 - عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان: الأموي العثماني من أهل المدينة يروي عن قرينه سعيد بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ومالك بن أنس وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما وعنه: العراقيون: الحسين بن أبي زيد الدباغ وغيره وابنه أبو مروان محمد وإبراهيم بن سعيد الجوهري قاله ابن حبان في ضعفائه: لا يجوز الاحتجاج بخبره وقال البخاري: عنده مناكير وقال النسائي: ليس بثقة وقال ابن عدي: كل أحاديثه غير محفوظة وقاله العقيلي في ضعفائه: الغالب على حديثه الوهم وذكر في التهذيب.
2890 - عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير: التيمي المدني أخو صالح يروي عن شداد بن أوس حديث الاستغفار وعنه: كثير بن زيد الأسلمي ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم: يروي المراسيل وهو في التهذيب.
2891 - عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي: الماضي أبوه من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: الدراوردي قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2892 - عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان: وقيل: عثمان بن سعيد بن عدي بن مروان بن داود بن سابق أبو سعيد أو أبو عمر أو أبو القاسم أقول: القبطي المصري المقري إمام القراء وأصله من القيروان وعداده في موالي آل الزبير ويلقب: وروسي كما سيأتي في الواو مع الإشارة إلى شيء من شأنه وإلا فترجمته طويلة.
2893 - عثمان بن سلمان بن أبي حثمة: العدوي المدني أخو أبي بكر الآتي يروي عن أبيه وجدته الشفاء ابنة عبد الله وعنه: عبد الملك بن عمير والزهري والأوزاعي وداود بن خالد الليثي ويوسف بن يعقوب بن الماجشون ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
2894 - عثمان بن سهل بن رافع بن خديج: الأنصاري الحارثي المدني ويقال: اسمه عيسى لا عثمان وسيأتي.
2895 - عثمان بن الشريد: ويلقب بشماس مضى في الشين في شماس.(2/243)
2896 - عثمان بن صهيب بن سنان: عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: يزيد بن الهاد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وثالثتها.
2897 - عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله: القرشي الحزامي حجازي من أهل المدينة يروي عن أبيه ومحمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام وأبي حازم وعنه المدنيون: أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني وزياد بن يونس وأبو حمزة وعبد الله بن نافع ومحمد بن صدقة الفدكي ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته ورابعها وقد فرق البخاري وأبو حاتم بين عثمان بن الضحاك غير منسوب "روى عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام وعنه أبو مورد" وبين عثمان بن الضحاك بن عثمان الحزامي ولم يذكر ابن حبان في ثقاته إلا الذي لم ينسب وأما الحزامي: فقد قال الآجري: سألت أبا داود عن الضحاك بن عثمان الحزامي؟ فقال: ثقة وابنه عثمان ضعيف وذكر في التهذيب ومضى في ابنه الضحاك له ذكر وأنه "هو وابنه" من أكبر أصحاب مالك وأنهما أخذا عن الواقدي.
2898 - عثمان بن طلحة بن أبي طلحة "عبد الله" بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار بن قصي: القرشي العبدري هاجر في الهدنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وخالد بن الوليد بن المغيرة فلقيا عمرو بن العاص مقبلا من عند النجاشي يريد الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقوه بالهدة فاصطحبوا جميعا حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال للصحابة حين رآهم "رمتكم مكة بأفلاذ كبدها" يقول: إنهم وجوه أهل مكة دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى والي شيبة "بعد الفتح" مفتاح الكعبة وقال: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم" ثم نزل عثمان المدينة وتحول منها بعد الوفاة النبوية إلى مكة وسكنها حتى مات سنة اثنتين وأربعين وهو عند مسلم في المكيين.
2899 - عثمان بن طلحة بن عمر بن عبيد بن معمر التيمي: كان من أشراف قريش ولاه الخليفة المهدي العباسي قضاء المدينة فلم يأخذ على القضاء رزقا وحمدت سيرته ثم استعفى يروي عن محمد بن المنكدر وابن أبي ذئب وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي قال الذهبي: فإن كان أدركه فهو من طبقة هشيم في الموت ووثقه ابن حبان.
2900 - عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: أبو قحافة القرشي التيمي والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وأمه: آمنة بنت عبد العزي من بني عدي أسلم يوم الفتح بمكة ولحيته ورأسه كالثغامة بياضا من الشيب فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره وتجنيبه السواد فكان أول مخضوب في الإسلام وأول من ورث.(2/244)
خليفة في الإسلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنه أبي بكر رضي الله عنه: "لو أقررت الشيخ في بيته؟ لأتيناه" تكرمة لأبي بكر مات بالمدينة في خلافة عمر "بعد ابنه رضي الله عنهم" سنة أربع عشرة عن تسع وتسعين سنة وكان قد أخذ السدس من ميراث ولده أبي بكر رضي الله عنه ثم رده على ولد أبي بكر وهو في أول الإصابة.
2901 - عثمان بن عامر بن يزيد بن جارية الأموي الأنصاري: من بني عمرو بن عوف عداده في أهل المدينة يروي عن أنس وعنه: ابن أخيه عاصم بن سويد بن عامر الماضي قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2902 - عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنيس: أبو عبد الله القرشي العدوي المدني وأمه: زينب ابنة عمر بن الخطاب أصغر بني أبيها يروي عن أبي هريرة وجابر وخاله عبد الله بن عمر ورأى أبا قتادة الأنصاري وولي إمرة مكة وروايته عن جده عمر رضي الله عنه: أخرجها ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وذلك يقتضي: أن يكون سمع منه وحكم المزي بكونها مرسلة من أجل قول الواقدي: إنه مات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة مما ينافيه جزمه بأنه رأى أبا قتادة الذي مات سنة أربع وخمسين أو قبلها على أن الكلاباذي نقل عن الواقدي أن صاحب الترجمة: عاش ثلاثا وثمانين سنة وفيه أيضا نظر كما حقق جميعه شيخنا بل قال: إنه وقع التصريح بسماعه من جده عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في تهذيب الآثار له روى عنه الزهري والوليد بن أبي الوليد وابن أبي ذئب وعبيد الله بن عمر وأبو المنيب عبيد الله المروزي وعدة وثقه أبو زرعة والنسائي والدارقطني وابن حبان قال الواقدي: مات سنة ثمان عشرة ومائة وذكر في التهذيب.
2903 - عثمان بن عبد الله بن موهب: أبو عبد الله القرشي التيمي مولى طلحة بن عبيد الله أصله من المدينة ثم انتقل إلى العراق وهو الأعرج وقد ينسب إلى جده موهب ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة وأم سلمة وجابر بن سمرة وابن عمر وعبد الله بن قتادة وعنه: ابنه عمرو وشعبة وأبو حنيفة والثوري وشيبان وإسرائيل وأبو عوانة وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي ويعقوب بن شيبة والعجلي وقال: تابعي ووثقه ابن حبان وقال: مات سنة ست ومائة وفيها: أرخه ابن سعد وخليفة بن خياط وابن قانع وقال الذهبي: في حدود العشرين ومائة ومن قال: سنة ستين ومائة في خلافة المهدي فقد وهم ولعله ظنه الذي بعده بقليل.
2904 - عثمان بن عبد الله بن محمد بن أحمد الششتري: أخو عبد الرحمن الماضي هو الآتي بعد التسعمائة بالحبشة وله ولد بالمدينة.(2/245)
2905 - عثمان بن عبد الله: أبو عمرو السجستاني شيخ كبير عزيز كان يجاور بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم وبها توفي روى عن أبي العباس أحمد بن أبي سعد الأسفرائيني سمع منه بقزوين سنة سبع عشرة وخمسمائة حدث عنه: أبو القاسم عبد الله بن حيدر في مشيخته ذكره الرافعي في تاريخ قزوين وساق له حديثا.
2906 - عثمان بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان: يروي عن جده قال أبو حاتم: ضعيف الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عنه ابن أبي الزناد وهو في الميزان.
2907 - عثمان بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة: المخزومي المدني أخو أبي بكر وإخوته.
2908 - عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب: ابو عبد الله القرشي التيمي مولى لآل الحكم بن أبي العاص وهو ابن أخي الذي تقدم قريبا يروي عن جماعة من التابعين وعنه: أهل المدينة مات سنة ستين ومائة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2909 - عثمان بن عبد الرحمن بن عبيد الله: التيمي القرشي من أهل المدينة وهو أخو معاذ يروي عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير وعنه: عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ويحرر مع الذي قبله والذي بعده.
2910 - عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله: القرشي التيمي لأبيه عبد الرحمن صحبة وجده: هو أخو طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة يروي عن أبيه وأخيه معاذ وأنس وربيعة بن عبد الله بن الهدير وعنه: الضحاك بن عثمان وفليح بن سليمان وإبرهيم بن أبي يحيى وأبو بكر بن أبي مليكة وآخرون قال أبوحاتم: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب وثاني الإصابة.
2911 - عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص: أبو عمرو الزهري الوقاصي المدني ويقال له: المالكي نسبة لجده أبي وقاص مالك أحد الضعفاء يروي عن عمة أبيه عائشة ابنة سعد وابن أبي مليكة وسعيد المقبري والزهري وعدة وعنه: يونس بن بكير وإسماعيل بن عمرو البجلي وحجاج بن نصير والهذيل بن إبراهيم الحماني وغيرهم قال البخاري: تركوه وقال ابن معين مرة: ضعيف ومرة: ليس بشيء وقال النسائي وغيره: متروك الحديث وقال الترمذي: ليس بالقوي وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي.
2912 - عثمان بن عبيد الله بن عبد الرحمن: المذكور قريبا.(2/246)
2913 - عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع: في ابن البهي.
2914 - عثمان بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب: أبو القماس كان على شرطة المدينة للمنصور.
2915 - عثمان بن عثمان الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم: القرشي المخزومي وهو الشماس فيما قاله الزبير بن بكار وكان من المهاجرين من أحسن الناس وجها قتل يوم أحد شهيدا وكان يومئذ يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما شبهت بعثمان إلا الحية" وأمه: صفية ابنة ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
2916 - عثمان بن أبي عثمان المدني: يروي عن القاسم بن محمد وعنه: ابن أبي ذئب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وفي اللسان: عثمان بن أبي عثمان المدني عن علي قال الأزدي: منكر الحديث مجهول لا أحفظ له إلا حديث خارجة بن مصعب بن سلامة عنه قال: "جاء ناس إلى علي – الحديث" في قصة تحريقة الزنادقة.
2917 - عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد: القرشي الأسدي المدني أحد خطباء قريش وعلمائهم وأشرافهم مع جميل الهيبة بحيث كان يقال: لم يكن بالمدينة أحسن منه ولم يعقب وأمه: فأخته ابنة أبي الأسود بن أبي البحتري وقال مصعب: أمه أم يحيى ابنة الحكم بن العباس عمة عبد الملك بن مروان يروي عن أبي السير وعنه أخوه هشام "وكان أصغر منه ومات قبله" وأسامة بن زيد وابن عيينة وغيرهم من أهل المدينة قال ابن سعد: كان قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات ومن كلامه: الشكر وإن قل جزاء كل نائل وإن جل مات قبل الأربعين ومائة في أول خلافة أبي جعفر وكانت في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وقد أرخ ابن مردويه "في كتاب أولاد المحدثين" وفاته سنة سبع وثلاثين وهو في التهذيب.
2918 - عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس: أمير المؤمنين أبو عمرو وأبو عبد الله وأبو ليلى القرشي الأموي أحد السابقين الأولين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله ممن هاجر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذو النورين وصاحب الهجرتين وزوج الاثنتين ومن تستحي منه الملائكة بدون مين والجامع للأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف والذي افتتح نوابه إقليم خراسان وإقليم المغرب بلا خلاف من شهد له الرسول بالجنة وسعد بما بينه وسنه كان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والإنفاق والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام ولد بعد عام الفيل بست سنين وهو أول من هاجر إلى أرض الحبشة ولم يشهد بدرا لتخلفه على(2/247)
تمريض زوجته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: بل كان به جدري منعه الحضور وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض" وقال ابن مسعود "حين بويع" بايعنا خيرنا ولم نأل وقال علي بن أبي طالب: كان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا واتقوا والله يحب المحسنين وقال قتادة: إنه حمل في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا وقال ابن سيرين: كان يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن وقال ابن عمر: لقد عتبوا عليه أشياء لو فعلها عمر لما عتبوا عليه وكان ربعة حسن الوجه دقيق البشرة عظيم اللحية بعيد ما بين المنكبين بويع بالخلافة بعد دفن عمر بثلاثة أيام وذلك غرة المحرم سنة أربع وعشرين وقتل في وسط أيام التشريق سنة خمس وثلاثين وقيل: يوم التروية وقيل: غير ذلك وقالت عائشة رضي الله عنها: لقد قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحم وأتقاهم لربه وقال سعيد بن زيد: لو أن أحدا نقض لما فعل بعثمان لكان حقيقا أن ينقض وقال ابن عباس: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرجموا بالحجارة من السماء وقال عبد الله بن سلام: فتح الناس على أنفسهم بقتله باب فتنة لا يغلق عنهم إلى قيام الساعة وعن أبي جعفر الأنصاري قال: دخلت مع المصريين على عثمان فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدوا فدخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة سوداء فقال: ويحك ما وراءك؟ قلت: قد والله فرغ من الرجل فقال: تبا لكم سائر الدهر فنظرت: فإذا هو علي رضي الله عنه ولما قيل لأنس: إن حب علي وعثمان لا يجتمعان في قلب واحد قال: كذبوا لقد اجتمع حبهما في قلوبنا وعن كنانة مولى صفية قال: شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مضرجين بالدم محمولين كانوا يدرءون عنه وهم: الحسن بن علي وابن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم قال الراوي عنه "محمد بن طلحة بن مصرف" فقلت له: هل بيد محمد بن أبي بكر شيء من دمه؟ قال: معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي وكلمه بكلام فخرج وقال أبو هريرة: كنت محصورا مع عثمان في الدار فرموا رجلا منا فقتلوه فقلت: يا أمير المؤمنين الآن طاب الضرب قتلوا رجلا منا فقال: عزمت عليك يا أبا هريرة ألا رميت بسيفك فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي اليوم قال أبو هريرة: فرميت بسيفي فلا أدري أين هو حتى الساعة أمه: أروى ابنة كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها: البيضاء أم حكيم ابنة عبد المطلب بن هاشم تزوج عثمان رضي الله عنه رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث, فولدت له: عبد الله وبه كان يكنى وابنه عمرا وهاجر بها إلى الحبشة وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليها في غزوة بدر ليمرضها فتوفيت بعد بدر بليال وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه منها وأجره ثم زوجه(2/248)
أختها أم كلثوم. بويع بالخلافة بعد وقعد علي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد يتشاورون فأشار عثمان على عبد الرحمن بالدخول في الأمر فأبى وقال: إني لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر فإن شئتم أخترت لكم منكم واحدا فجعلوا ذلك إليه فقام الناس كلهم إليه وأخذ هو في المشاورة تلك الليالي الثلاث حتى كان في الليلة التي بايع عثمان من غدها جاء إلى باب المسور بن مخرمة بعد عدو من الليل فضربه وقال: أراك نائما والله ما كحلت عيني منذ الليلة بكثير نوم ادع لي الزبير وسعدا فدعاهما فشاورهما ثم أرسله إلى عثمان فدعاه فناجاه حتى فرق بينهما أذان الصبح فلما صلوا الصبح اجتمعوا وأرسل عبد الرحمن إلى من حضر من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد ثم خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني نظرت في أمر الناس وشاروتهم فلم أجدهم يعدلون بعثمان ثم قال: يا عثمان نبايعك على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخليفتين من بعده؟ قال: نعم فبايعه عبد الرحمن وبايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون وذلك لغرة المحرم بعد دفن عمر بثلاثة أيام فدامت خلافته اثنتي عشرة سنة ثم هاجت به رؤوس الفتن والشر وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة وقاتلوه قاتلهم الله فصبر وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين يديه تسور عليه أربعة أنفس من الثائرين "وزوجته نائلة عنده" في عصر يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين عن اثنتين وثمانين سنة ففاز بالشهادة وباءوا بالإثم وصلى عليه جبير بن مطعم ودفن بالبقيع بين العشاءين في ثيابه بدمائه ولم يغسل وعلى ضريحه اليوم قبة عظيمة وسيرته تحمتل مجلدا وهي مستوفاة "أو جلها" في تاريخ دمشق وهو ثالث المدنيين الذين في مسلم.
2919 - عثمان بن علي: الأمير فخر الدين المعروف بالزنجيلي صاحب المدرسة بمكة ترجم في مكتوب وقفيتها بأمين الحرمين وتاريخه: سنة تسع وسبعين وخمسمائة وكان نائبا بعدن للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فلعله فوض إليه الولاية عليهما خرج من اليمن فارا متخوفا من العزيز طغتكين بن أيوب أخي صلاح الدين لما سمع بإقباله من الشام إلى اليمن واليا على جميعه ومات سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة قال الفاسي: وفيه نظر.
2920 - عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر: التيمي القاري المدني من أهل المدينة يروي عن أبان بن عثمان وحارثة بن زيد بن ثابت وأبي الغيث سالم مولى أبي مطيع والقاسم بن محمد والزهري وعامر بن سعد وعنه: ابنه عمر وعبد الواحد بن زياد ومحمد بن راشد المكحولي والدراوردي قال الزبير: ولي(2/249)
فضاء المدينة في خلافة مروان بن محمد ثم ولاه المنصور قضاءه فكان معه حتى مات بالحيرة قبل أن يبني بغداد وكان صدوقا وثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2921 - عثمان بن عيسى بن كنانة: يأتي قريبا.
2922 - عثمان بن كعب القرظي: أخو محمد من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: عبد الله بن الهاد قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
2923 - عثمان بن كنانة: أبو عمرو المدني الفقيه مولى آل عثمان وهو ابن عيسى بن كنانة نسب لجده قال يحيى بن بكير: لم يكن في حلقة مالك: أضبط ولا أدرس منه وكان مالك يخصه بالإذن عليه عند اجتماع الناس ببابه قال ابن عبد البر: كان من الفقهاء وليس له في الحديث ذكر قال ابن مفرج القرطبي: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة وقال أبو إسحاق الشيرازي: مات بعد مالك بسنتين أو قال: بسنين وعن يحيى بن بكير: مات بعده بعشر سنين بمكة.
2924 - عثمان بن محمد بن الحسين: أبو عمرو السفلاطوني المدني ثم البغدادي سمع أبا نصر الزيني ورزق الله التيمي وعنه: المعمر الأنصاري وعمرو بن طبرزد وكان صالحا دينا مات في المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة.
2925 - عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير ولاه أبو جعفر المنصور إمرة المدينة.
2926 - عثمان بن محمد بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: المدني في الميزان ولسانه قال عبد الحق الأشبيلي في أحكامه: الغالب على حديثه الوهم وساق ابن عبد البر صاحب التمهيد "من طريق الحسن بن سليمان قبيطة" حدثنا عثمان بن محمد حدثنا الدراوردي عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن البتيراء: أن يصلي الرجل واحدة يوتر بها" قال ابن القطان: هذا حديث شاذ لا يعرج على رواته انتهى وبقية كلام ابن القطان: ما لم تعرف عدالتهم وليس دون الدراوردي من يغمض عنه قال شيخنا: يريد بذلك عثمان وحده وإلا فباقي الإسناد يعاب مع احتمال أن يخفى على ابن القطان حال بعضهم وساق الدارقطني "في غرائب مالك" من طريق قبيطة أيضا: حدثنا محمد بن عثمان بن ربيعة بن عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما - وذكر حديثا وقال: تفرد به قبيطة, وهو عندي منكر بهذا الإسناد ومحمد بن عثمان ضعيف ثم أخرجه أيضا من طريق قبيطة: حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان الحديث من طريق قبيطة ثم قال: رواه أبو بكر النيسابوري "يعني: شيخ الدراوردي ورواية عن قبيطة"(2/250)
فذكره بالسند الأول ثم قال: قيل بالصواب "يعني محمد بن عثمان لا عثمان" بن محمد بن عثمان ثم ساقه بسنده إلى أبي بكر البرقاني في ترجمة محمد بن عثمان قال شيخنا: ولا يستبعد أن يكونا معا حدثا به عن مالك.
2927 - عثمان بن محمد بن أبي سفيان "صخر" بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي: عامل يزيد بن معاوية على المدينة ووالد محمد أخرجه أهل المدينة "في سنة ثلاث وستين" حين اجتمعوا على إخرج بني أمية عنها وحذرهم عثمان عاقبة ذلك فأبوا وشتموه وشتموا يزيد وخلعوه وأتى عثمان ابن عمر يستشيره في ضم عياله فقال له: لست من أمركم وأمر هؤلاء في شيء فرجع وهو يقول: قبح الله هذا أمرا وهذا دينار وندم ابن عمر على قوله لعثمان وقال: لو وجدت سبيلا إلى نصر هؤلاء لفعلت فلقد ظلموا وبغي عليهم وقال له ابنه سالم: لو كلمت هؤلاء القوم؟ فقال: يا بني إنهم لا ينزعون عما هم فيه وهم بعين الله إن أراد أن يغير غير وأتى عثمان علي بن الحسين ليضم أهله ويقبله ففعل ووجههم وامرأته "أم أبان بن عثمان" إلى الطائف ومعها ابناه عبد الله ومحمد فعرض لهم حريث رقاصة وهو مولى لبني بهز من سليم وكان بعض عمال المدينة قطع رجله فكان إذا مشى كأنه يرقص بحيث لقب: "رقاصة" في قصة طويلة بحيث كان ذلك السبب في وقعة الحرة.
2928 - عثمان بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أبو قلابة العدوي من أهل المدينة يروي عن عائشة ابنة سعد وعنه: خالد بن مخلد القطواني وهشام بن عبيد الله الرازي وإسماعيل بن أويس وثقه ابن حبان.
2929 - عثمان بن محمد بن عثمان: فخر الدين الداودي الحموي الأصل المصري الحنفي الصوفي نزيل الحرم المدني والفراش به سمع في سنة سبع وستين وسبعمائة على البدر بن فرحون ووصفه الكاتب بالشيخ الصالح أعزه الله تعالى.
2930 - عثمان بن محمد بن عمرو بن حزم: الأنصاري الخزرجي النجاري المدني أخو أبي بكر الفقيه الماضي.
2931 - عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح: أبو السائب القرشي الجمحي صحابي أمه: سخيلة بنت العنبس الجمحية أسلم قديما بعد ثلاثة عشر نفسا وهاجر الهجرتين وشهد بدرا ومات بعد رجوعه منها آخر سنة اثنتين من الهجرة وكان أول من مات بالمدينة من المهاجرين بعد رجوعهم من بدر وقبره بالبقيع وهو أول من دفن به "كما أسلفته في إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم" وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم(2/251)
قبره بحجر وكان يزوره وكان من أشد الناس اجتهادا في العبادة أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبتل والاختصاء فنهاه عن ذلك وهو ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية وقال: لا أشرب شرابا يذهب بعقلي ويضحك مني من هو أدنى مني, وروى عنه ابن عباس رضي الله عنهم حديثه في وقت نزول قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ} قال عثمان: "فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدا صلى الله عليه وسلم" وقبله النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت ورثته زوجته أم السائب بأبيات منها:
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... رزية عثمان بن مظعون
على امرئ بات في رضوان خالقه ... له من فقيد الشخص مدفون
طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تعيين
وأورث القلب حزنا لا انقطاع له ... حتى الممات فما ترقى له شوني
وفي البخاري: أن أم الأنصارية زوجة قالت: "أريت لعثمان في المنام عينا تجري فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: "هو عمله".
2932 - عثمان بن المنذر المغربي التلمساني: رجل كثير الشر له ذكر في أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق وأنه كان يبالغ في أذيته ولم يلبث أن مرض مرضا شديدا ومات في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
2933 - عثمان بن موهب: في ابن عبد الله بن موهب.
2934 - عثمان بن نسطاس: هو عثيم.
2935 - عثمان بن النعمان بن عجلان الزرقي الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن أبان بن عثمان وعنه: ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2936 - عثمان بن نهيك: أصيب في محاربة في سنة إحدى وأربعين ومائة وكان أمير الحرمين فاستعمل المنصور مكانه عليهما أخاه عيسى وذكر بالهاشمية.
2937 - عثمان بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: العمري من أهل المدينة ثم البصري المدني في الأصل يروي عن أبيه وعمه أبي بكر وعن نافع بن جبير بن مطعم وسعيد بن أبي سعيد مولى المهدي ونافع مولى ابن عمر وأهل المدينة وعنه: وكيع وأبو معاوية وشعيب بن حرب وزيد بن الحباب وثقه ابن معين وابن حبان وقال الدارقطني: كوفي ليس به بأس وكذا قال أحمد: لا أدري به بأسا وضعفه أبو داود لزيادته "من الرجال والنساء" في حديث "من أتى الجمعة فليغتسل" وذكره(2/252)
الزبير في أنساب القرشيين وأنشد له شعرا فلا عبرة "بعد هذا" بقول ابن حزم: إنه مجهول وذكر في التهذيب.
2938 - عثمان بن وثاب: المدني يروي عن سعيد بن المسيب وعنه: ابن أبي ذئب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2939 - عثمان بن الوليد: ويقال ابن أبي الوليد المدني مولى الأخنسيين يروي عن عروة بن الزبير وعنه: هشام بن عروة ومحمد بن عمرو بن علقمة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ويروي عنه أيضا: بكير بن عبد الله بن الأشج وموسى بن عقبة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ذكره في التهذيب.
2940 - عثمان أبو عمرو الزواوي: الشيخ الصالح قال ابن صالح: كان من عرب المغرب أهل السلاح والمحاربة فتاب وهاجر إلى الحرمين قبل العشر وسبعمائة وأظنه مع أبي عبد الله القصري فحفظ القرآن في اللوح "والنصح الحثيث بما صح من الحديث" تأليف القصري بعد أن كتبه له بخطه وأذن بإشارته فكان يشبه صورته ولغته وتزوج بمكة ورأى أكابر من الصالحين في الحرمين وغيرهما وعاش بعد شيخه ومات بمكة.
2941 - عثمان التكروري المالكي: كان ممن صحبه ابن فرحون في الله قال: وهو من خيار الصالحين والمشتغلين بالعلم خرج من المدينة في أثناء السنة يريد القدس "هو وجماعة معه" فهلكوا في الطريق عطشا ومات عن غير عقب.
2942 - عثمان الجبرتي المدني شافعي: قرأ القرآن وكان ينوب عن رفيقه معروف في إقراء الخدام مات قبل الثمانين وترك ابنه عليا فكان يقرىء الخدام أيضا ومات تقريبا سنة سبع وتسعين عن ولدين.
2943 - عثمان العجمي المعروف: وشت خدا كان كثير الخشوع والبكاء والعبادة مقيما برباط الشيرازي ذكره ابن صالح.
2944 - عثمان الغماري: هو المجكسي.
2945 - عثمان المجكسي الأندلسي الغماري: قال ابن فرحون: إنه كان برباط مراغة ممن اشتغل بطرف من العلم والحديث ولازم مجالس العالمين العاملين فانتفع بهم وتجرد عن الدنيا ولزم طريقة السلف الصالح وجد في العبادة حتى لم يبق منه إلا العظم والجلد يحسبه من يراه: أنه قام من مرض لصفرة لونه وشدة ضعفه ولا يزال مكشوف الرأس ذا شعر مسدول إلى شحمة أذنيه لا يحلق رأسه إلا في الحج(2/253)
اتباعا للسلف وكانت له أحوال ومكاشفات صحيحة ظاهرة وممن صحبه ولازمه: ابن أخي محمد بن محمد فكان يحكي عنه أحوالا جليلة وكان خروجه من الأندلس ماشيا حتى وصل مكة فأقام بها سنين وكان يسكن برباط ربيع وذكر: أنه كان يوما ينزح الماء من بئره فثقلت به الدلو فوقع بالدلو في البئر وهي من أطول آبار مكة فنزلوا إليه فوجدوه سالما صحيحا ثم ارتحل إلى المدينة فسكن الرباط المذكور وكان بينه وبين الشيخ موسى الغراوي شقاق وفتن لكون صاحب الترجمة كان قد اشتغل بالعلم وصحب شيوخ المغرب أهل التربية والدراية فكان ينكر عليه بعض أحواله الخارجة عن قانون الشرع بحيث يفضي إلى التهاجر والشر وحكى لي صاحب الترجمة: إن الأسد عرض له في طريقه في ليلة وكان وحده قال: فجلست بين يديه فصار ساعة يصيح ويضرب بذنبه وساعة يعلو علي بيديه ثم يرجع عني ويكف يديه كأن أحدا غلها ولم يزل هذا دأبه معي إلى أن تبلج الصباح فانصرف وتركني وكانت له كرامات وعجائب ومغربات يكاد يحكي بعضها إذا طابت نفسه وانشرح بجليسه قلبه وقد جرى لي معه ما أكد عندي ولايته مات سنة أربع وخمسين وسبعمائة وذكره ابن صالح فقال: عثمان المراغي: غزا في الجهاد بالمغرب ورأى بالمغرب علماء وصلحاء ثم سكن بالحرمين على قدم من العبادة والتلاوة إلى أن مات بالمدينة وكان قد وقع في بئر بمكة وخرج منها سالما وهو في "الدرر" لشيخنا.
2946 - عثمان بن المري: ولي المدينة للوليد كما سبق في الحسن بن الحسن.
2947 - عثيم "واسمه عثمان بن نسطاس الكندي": لكونه مولى لآل كثير بن الصلت الكندي المدني أخو عبيد يروي عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وسعيد المقبري وعنه: الثوري والقعنبي وسعيد بن مسلم بن بابك وثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2948 – عثيم: "خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم" عثمان بن عفان.
2949 - عجلان بن نعير بن هبة بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم: العلوي الحسيني المنصوري الماضي أخوه ثابت أمير المدينة ووالد موزة زوج الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ولذا لما فوض إليه أمر المدينة استدعي به إلى مكة وفوضها إليه في آخر ربيع الآخرة سنة إحدى عشرة وأمده بعسكر مع ولده السيد أحمد بن حسن وتوجه عجلان إليه بجنده على طريق الشرق فالتقى به العسكران في النصف الثاني من جمادي الأولى بعد خروج جماز بن هبة منها بأيام وكان من خبر جماز: أنه لما بلغه عزله عن المدينة عمد بعد أيام قليلة إلى المسجد(2/254)
النبوي وكسر القبة وهي حاصل القبة وأخذ ما فيها من قناديل الذهب والفضة وهو "فيما قيل" شيء كثير من ثياب كثيرة معدة للأكفان وغير ذلك ثم فر قبل دخول العسكرين بأيام وتبعه طائفة من العسكر فلم يدركوه ودام معزولا حتى بيته بعض الأعراب وقتله في جمادي الآخرة من السنة التي تليها وكان وصل لعجلان "بأثر قدومه للمدينة" توقيع من صاحب مصر بإمرتها بعد وفاة أخيه ثابت بشرط رضى الشريف حسن بن عجلان ثم لما وصل الحج الشامي للمدينة في العشر الأخير من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة ثم زالت ولايته لمحاربة آل جماز بن هبة له وهجومهم على المدينة بحيث اختفى في زي النساء فظفروا به في قلعتها وسلموه لأمير الحاج الشامي لمساعدته لهم على حربه بإشارة أمير الركب المصري: بيسق وحمل له إلى مكة فاحتفظ به وكاد أن ينهزم ثم فطن له فاشتد احتفاظه به ثم أطلق بإشارة صاحب مكة ثم أعيد عجلان بعد عزل غرير ودخلها في ذي الحجة سنة تسع عشرة ثم عزل بغرير في سنة إحدى وعشرين ثم أعيد بعد القبض على غرير أيضا ودام حتى عزل في آخر سنة تسع وعشرين بخشرم وهجم عجلان على المدينة وقبض عليه في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة فسجن ببرج في القلعة ثم أفرج عنه بمنام رآه القاضي عز الدين عبد العزيز بن علي الحنبلي فلما قصه على المؤيد: أمر بالإفراج عنه في ذي الحجة وقتل بعد ذلك في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة ترجمه شيخنا "في أنبائه" وفي حوادث سنة اثنتين وعشرين من "أنبائه" أنه في ربيع الأول منها: قدم عجلان - هذا - من إمرة المدينة مقبوضا عليه فيحرر مع ما قبله وقد نهب عجلان "هذا" المدينة في سنة تسع وعشرين واستباحها ثلاثة أيام وفي سنة إحدى عشرة من تاريخ المقريزي: أن حسن بن عجلان لما فوض إليه أمر الحجاز كله استناب هذا وصرف أخاه ثابت بن نعير فثار أخوهما جماز كما ذكر فيه.
2950 – عجلان: أبو محمد المدني مولى المشمعل ويقال: مولى حكيم ويقال: مولى حماس ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال: مولى المشمعل روى عن أبي هريرة رضي الله عنه وعنه: ابن أبي ذئب قال النسائي: عجلان المشمعل ليس به بأس وقال الدارقطني: يعتبر به وذكره ابن حبان في الثقات وكناه أبا محمد وسئل ابن أبي ذئب: أهو أبو محمد؟ فقال: لا قال أبو حاتم: إن ابن أبي ذئب لم يلق عجلان والد محمد يعني: الآتي بعده وهو في التهذيب.
2951 - عجلان المدني: عداده في أهلها وهو مولى فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة القرشي والد محمد بن عجلان ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال: أبو محمد مولى فاطمة ابنة عتبة يروي عن مولاته وزيد بن ثابت وأبي هريرة وعنه: ابنه(2/255)
محمد وبكير بن عبد الله بن الأشج قال النسائي: لا بأس به ووثقه ابن حبان وقال أبو داود: لم يرو عنه غير ابنه انتهى وقد روى عنه "مع ابنه": بكير بن إسماعيل بن أبي حبيبة إن كان محفوظا وذكر في التهذيب.
2952 - العجل بن عجلان بن نعير الحسيني: الماضي أبوه قريبا تنازع بعد قتل مانع بن علي في امرة المدينة "هو وعلي بن مانع" في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ولم تحصل لواحد منهما بل استقر بعده ابنه الآخر أميان.
2953 - عجمي بن طفيل بن منصور: استخلفه أبوه على المدينة حين توجه لمصر في سنة ست وثلاثين وسبعمائة.
2954 - عدي بن أبي كعب: أبو معاذ يروي عن أبيه وعنه: أهل المدينة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2955 - عدي بن دينار المدني: مولى أم قيس ابنة محصن ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين روى عن أبي سفيان بن محصن وعنه: أبو المقدام ثابت بن هرمز الحداد وصالح مولى التوأمة عن مولاته في دم الحيضة قال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب وأخرجوا له "أبو داود والنسائي وابن ماجة" هذا الحديث الواحد.
2956 - عراك بن مالك: الغفاري الكناني المدني عداده في أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال العجلي: شامي ثقة وقال غيره: الفقيه الصالح من جلة التابعين يروي عن أبي هريرة وعائشة وابن عمر وزينب ابنة أبي سلمة وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وغيرهم وعنه: ابناه "خثيم وعبد الله" وبكير بن عبد الله بن الأشج ويزيد بن أبي حبيب ويحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وجعفر بن ربيعة وآخرون وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وقال العجلي: شامي تابعي ثقة من خيار التابعين وقال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما كان أبي يعدل به أحدا وفي لفظ عن عمر: ما أعلم أحدا أكثر صلاة منه وقال أبو الغصن: رأيته يصوم الدهر وعن المنذر بن عبد الله: إنه كان من أشد أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان في انتزاع ما حازوا من الفيء والمظالم من أيديهم فلما ولي يزيد بن عبد الملك: ولي عبد الواحد النصري على المدينة فقرب عراكا وقال: صاحب الرجل الصالح وكان يجلس معه: على سريره فبينما هو يوما معه: إذ أتاه كتاب يزيد: أن ابعث مع عراك حرسيا حتى ينزله دهلك وخذ من عراك حمولته فقال عبد الواحد الحرسي: خذ بيد عراك, فابتع(2/256)
من ماله راحلة ثم توجه به إلى دهلك حتى تقره بها ففعل الحرسي ذلك وما تركه يصل إلى أمه قال: وكان أبو بكر بن حزم قد نفى الأحوص الشاعر إلى دهلك فلما ولي يزيد بن عبد الملك أرسل إلى الأحوص فأقدمه عليه فمدحه الأحوص فأكرمه وعن عقيل بن خالد: كنت بالمدينة في الحراس فلما صليت العصر إذا برجل يتخطى الناس حتى دنا من عراك فلطمه حتى وقع وكان شيخا كبيرا ثم جره برجله ثم انطلق حتى حصل في مركب في البحر إلى دهلك فوضعه بها فكان أهلها يقولون: جزى الله عنا يزيد خيرا أخرج إلينا رجلا علمنا الله الخير على يديه قال ابن سعد وغيره: مات بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك قال شيخنا: ولم أر من صرح بأنه مات بالمدينة غير ابن سعد بل كلهم قالوا: مات في زمن يزيد بن عبد الملك انتهى وعن بعضهم: إنه كان يحرض عمر عبد العزيز على انتزاع ما بأيدي بني أمية من المظالم فوجدوا عليه فلما استخلف يزيد بن عبد الملك نفاه إلى دهلك فلم يطل مقامه بها وانتقل إلى رحمة الله تعالى في أيام يزيد وهو في التهذيب.
2957 - العرباض بن سارية: أبو نجيح وقيل: أبو الحارث الفزاري السلمي أحد أصحاب الصفة بالمسجد النبوي من الصحابة والبكائين الذين نزل فيهم {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} سكن حمص وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي عبيدة عامر بن الجراح وعنه: ابنته أم حبيبة وجبير بن نفير وأبو رهم السماعي وعبد الرحمن بن عمرو السلمي ويحيى بن أبي المطاع وخالد بن معدان والمهاجر بن حبيب وحجر بن حجر وحبيب بن عبيد وآخرون قال: لولا أن يقال: فعل أبو نجيح "يعني: نفسه" لألحقت مالي بسبله ثم لحقت واديا من أودية لبنان فعبدت الله حتى أموت وكان يدعو "اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك" فبينا هو بمسجد دمشق يصلي ويدعو بذلك إذا هو بفتى شاب من أجمل الناس وعليه دواج أخضر: فقال: ما هذا الذي تدعو به؟ فقلت له: فكيف أدعو يا ابن أخي؟ فقال قل: "اللهم أحسن العمل وبلغ الأجل" فقلت له: فمن أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا رقيابيل الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين ثم التفت فلم أجد أحدا ومات سنة خمس وسبعين وهو في التهذيب وأول الإصابة وغيرهما مطول.
2958 - عروة بن أذينة: قال: خرجت مع جدة لي عليها مشي إلى بيت الله حتى إذا كانت ببعض الطريق عجزت فسألت ابن عمر فقال: مرها فلتركب روى عنه مالك وحديثه في الموطأ ومسند الشافعي وهو رجل مشهور من أهل المدينة له شعر حسن وأذينة: لقب واسمه يحيى بن مالك بن أبي سعيد بن الحارث بن عمرو(2/257)
الليثي ثم اليعمري الشاعر ذكره البخاري فقال: مدني روى عنه مالك وعبيد الله بن عمر انتهى وذكره ابن حبان في الثقات.
2959 - عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد: الإمام الفقيه أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني من أهلها وشقيق عبد الله أمهما ذات النطاقين أسماء ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنهم ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين روى عن أبيه وأخيه عبد الله وعلي بن أبي طالب وسعيد بن زيد وأسامة بن زيد وزيد بن ثابت وحكيم بن حزام وخالته عائشة وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وطائفة رضي الله عنهم وهو أول من صنف المغازي وكان فقيها حافظا عالما بالسير ثبتا خرج له الستة وذكر في التهذيب وغيره روى عنه بنوه "هشام وهو أجلهم ويحيى وعثمان وعبد الله ومحمد" وابن أخيه محمد بن جعفر وحفيده عمر بن عبد الله ويتيمه أبو الأسود وابن المنكدر والزهري وصالح بن كيسان وأبو الزناد وصفوان بن سليم وخلق كثير واختلف في مولده فقيل: سنة تسع وعشرين ويقويه قوله: أذكر أن أبي كان ينقزني ويقول:
مبارك من ولد الصديقي ... أبيض من آل أبي عتيق
ألذه كما ألذ ريقي
وقيل: سنة ثلاث وعشرين ويؤيده: قوله أيضا: أوقفت وأنا غلام وقد حصروا عثمان وقال ابن معين: إنه كان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة سنة بحيث استصغر ورد وهو أحد فقهاء المدينة والبحر الذي لا تكدره الدلاء قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أعلم منه وما أعلمه يعلم شيئا أجهله وكذا كان يقول: لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج وأنا أقول: لو مات اليوم ما ندمت على حديث عندها لأني وعيته قال: ولقد كان يبلغني عن الرجل "من المهاجرين" الحديث فآتيه فأجده قائلا فأجلس على بابه حتى يخرج وكان يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا ويقوم الليل لم يترك ذلك إلا ليلة قطعت رجله وكانت فيها الأكلة فنشرها وسبب ذلك: أنه خرج إلى الوليد بن عبد الملك فلما كان بوادي القرى وجد برجله شيئا فظهرت به قرحة وترقى به الوجع فلما قدم على الوليد قال له: اقطعها قال: دونك فدعا له الطبيب فقال له: اشرب المرقد فأبى فقيل: فإذا دخل في الصلاة يشتد خشوعه فافعلوا فلما تضور وجهه قطعوها وقال الوليد: ما رأيت شيخا قط أصبر منه ولما رأى رجله في الطست قال: الله أعلم إني ما مشيت بها إلى معصية قط وأنا أعلم وكان أصيب في تلك السفرة بابنه محمد ركضته بغلة في اصطبل دواب فلم تسمع منه كلمة في ذلك نعم قال "وهو بوادي القرى": لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا اللهم كان لي(2/258)
بنون سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفا وأبقيت ثلاثة فلئن ابتليت فلقد عافيت ولئن أخذت فلقد أبقيت وكان يسرد الصوم وإذا كان أوان الرطب: يثلم حائطه ثم يأذن فيه للناس فيدخلون فيأكلون ويحملون قال ابنه هشام: ما سمعت أحدا من أهل الأهواء يذكره بشر وقال غيره: إنه لم يدخل في شيء من الفتن بل لما فرغ من بناء قصره بالعتيق وحفر بئره دعا جماعة وأطعمهم وقيل له: جفوت مسجد الله صلى الله عليه وسلم, فقال: إني رأيت مساجدهم لاهية وأسواقهم لاغية والفاحشة في فجاجهم عالية فكان فيما هنا عما هم فيه عافية وكان مع أخيه عبد الله بمكة تسع سنين فلما قتل أخوه سار بالأموال منها فأودعها بالمدينة ثم أسرع إلى عبد الملك فقدم عليه قبل وصول الخبر إليه فأذن له فلما رآه زال عن موضعه وجعل يسأله: كيف أبو بكر "يعني أخاه"؟ فقال: قد قتل فنزل عن سريره وسجد ثم لما كتب الحجاج إليه: إن أخاه قد خرج والأموال عنده: كلمه في ذلك فقال: ما تدعون الشخص حتى يأخذ بسيفه فيموت كريما فلما سمع ذلك كتب إلى الحجاج: أن أعرض عن ذلك مات "وهو صائم وجعلوا يقولون له: أفطر فيأبى لكونه كان يسرد الصوم" في سنة ثلاث أو أربع أو خمس أو تسع وتسعين وقيل: سنة مائة وترجمته محتملة للتطويل وهو في التهذيب وغيره.
2960 - عروة بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام: يروي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد وعنه: محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي قال العقيلي: مجهول بالنقل ولا يتابع على حديثه مات بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومائتين وذكره الذهبي في ميزانه ولم يسبق نسبه في أصل الترجمة بل قال: عروة بن عبد الله لا يعرف.
2961 - عروة بن عبد الله: هو الذي قبله.
2962 - عروة بن عبيد الله بن كعب بن مالك السلمي الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن الحجازيين وعنه: أهل بلده قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وكتبه الهيثمي في ابن عبد الله بالتكبير.
2963 - عروة بن مسعود الثقفي: والد هشام صحابي أسلم بعد وقعة الطائف وحسن إسلامه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم عاد إلى الطائف ودعاهم إلى الإسلام فقتلوه وهو في أول الإصابة مطول.
2964 - عروة بن يحيى بن مالك بن أبي سعيد بن الحارث بن عمرو: الليثي ثم اليعمري المدني الشاعر في ابن أذينة مضى قريبا.(2/259)
2965 – عزاز: أحد الأشراف كان يقف على باب المقصورة المحيطة بالحجرة النبوية ويؤذن بأعلى صوته من غير خوف ولا فزع قائلا: حي على خير العمل قاله ابن فرحون في مقدمة تاريخه.
2966 - عزيز الدولة: في العزيزي.
2967 - عساف بن متروك الزراق: استنجد به طفيل أمير المدينة في سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
2968 - عسكر بن ودي بن جماز: الآتي أبوه وكان أجل منه في أوصافه مولده في سنة تسع وتسعين وستمائة ومات في حياة ابيه بالمدينة سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
2969 - عصام المزني: قال البخاري: له صحبة ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق وروى الترمذي عن ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن عبد الملك بن نوفل عن ابن عصام المزني عن أبيه "وكانت له صحبة" قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا قال: إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا" هكذا أورده مختصرا وأخرجه سعيد بن منصور ففي سننه وأبو داود عنه وأخرجه النسائي في السير من سننه عن سعيد بن عبد الرحمن وأخرجه الطبراني في الكبير من طريق أحمد بن حنبل وأخرجه حامد بن يحيى البلخي "ثلاثتهم عن ابن عيينة بهذا السند مثله" إلى قوله: "فلا تقتلوا أحدا, وزاد: "فبعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام" فقلت: مسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال: فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ فقلنا: نقتلك قال: فهل أنتم منتظرون حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم ونحن مدركوهم قال: فخرج فإذا امرأة في هودجها وقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش فقالت: أسلم عشرا وتسعا تترا ثم قالت:
أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك حقا أن ينول عاشق ... تكلف إذ لاح السرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بود قبل إحدى المضائق
أثيبي بود قبل أن يشحط النوى ... وينأى بنا الأمر الخفيف المفارق
ثم أتانا فقال: شأنكم فقربناه فضربنا عنقه فنزلت الأخرى من هودجها فحثت عليه حتى ماتت ذكره شيخنا في الإصابة دون العزو لمسلم.
2970 - عصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري المدني: يروي عن(2/260)
موسى بن عقيل وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري وجماعة وعنه: سعيد بن سليمة الأنصاري ومحمد بن سعد وعبد الله بن إبراهيم الغفاري والثري بن عاصم قال ابن معين: كذاب وقال العقيلي في الضعفاء: يحدث بالبواطيل يعني: كحديثه عن موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس "رفعه" "كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود" وهذا موضوع وقال الدارقطني: متروك الحديث.
2971 - عطاء الله الشمسي: ويدعى: ناصر الدين نصر وعطاء الله لقبه ممن سمع على الجمال المطري وكافور الحصري تاريخ المدينة لابن النجار في سنة ثلاث وسبعمائة قال ابن فرحون: استقر في مشيخة الخدام بالمدينة بعد مختار الأشرفي وكان قبل ذلك من إخوان المجاورين وأحبابهم مؤاخيا للجمال المطري لا يخرج عن رأيه ولا مشورته وإن كان كل الشيوخ معه كذلك لكن هذا كان له أعظم وبه أبر وكان من أحسن الناس صورة وأكملهم معنى يحفظ القرآن ويكثر الصيام مهابا في جماعته بدون ضرب منه ولا تهديد ولا وعد ولا وعيد وجد الأموال "بعد الذي قبله" متمهدة فزادها تمهيدا وكان "مع ذلك" إذا قام في أمر لا يتحول عنه لأحد أقام في المشيخة أربع سنين ومات سنة سبع وعشرين وسبعمائة واستقر بعده فيها عز الدين دينار وقد مضى في ترجمة شفيع الكرموني: أنه ابتنى "هو وصاحب الترجمة" دارين عظيمتين غرما عليهما مالا عظيما وتعبا فيهما كثيرا ولم يسكنا فيهما ولم يمتعا بهما حتى ماتا عوضهما الله خيرا ورحمهما وذكره المجد فقال: الشيخ ناصر الدين ولي مشيخة الخدام بالحرم الشريف النبوي "صلى الله على ساكنه وسلم" بعد وفاة ظهير الدين مختار الأشرفي وكان ظهير الدين قد أسس القواعد وأحكم المباني فكان ذلك نصيرا للنصر فيما يعاني كان في ولايته سعيدا وجد الأمور ممهدا فزاهدها تمهيدا كان يسدد الأمر المعضل تسديدا ولا يعالج فيه وعدا ولا وعيدا ولا يمازح بطشا ولا تشديدا ولا يحاجج إلا بلطف لا يخلط به ضررا ولا تهديدا وهو "مع ذلك" موقر مهاب معظم الجانب محمي الجناب لا يرجع عن رأيه لكلام الأصحاب يستعمل جهده في إتمام ما يقوم به ولا يكترث بمخالفه ومنافيه ويكمل صاحبه حق الصحبة ويوفيه كان آية في حفظ آية المنصب وسورته غاية في كمال معناه وحسن صورته وبهي سورته آخى الشيخ جمال الدين المطري وكان لا يخرج عن رأيه ومشورته بل ويعامل جميع شيوخ العلم معاملته وينزلهم في ذلك المعنى منزلته لكن كان له به مزية خصوص وطيران في هوى أهوائه إلى محل جناح الغير دون مقصوص وكان "رحمه الله" حافظا للقرآن محافظا للأقران قليل الكلام كثير الصيام عزيز الأنعام شرح الله به صدر المجاهدين ولم يقم لهم ذلك سوى أربع سنين فتوفي رحمه الله بعد السبعمائة في عام سبع وعشرين.(2/261)
2972 - عطاء بن السائب: الكندي ثم الليثي من أهل المدينة مسح علي على رأسه وقال: بارك الله عليك وعلى ذريتك من بعدك روى عنه: ابنه محمد الذي سكن الري وله ابن يقال له السائب وللسائب ابن يقال له: عطاء وعدادهم في أهل مرو قاله ابن حبان في الثانية من ثقاته.
2973 - عطاء بن عبد الرحمن بن معتب: في ابن أبي مروان يأتي قريبا.
2974 - عطاء بن فروخ الحجازي: مولى قريش عداده في أهل المدينة وكان انتقل إلى البصرة يروي عن عثمان بن عفان وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعنه: علي بن زيد بن جدعان ويونس بن عبيد وثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
2975 - عطاء بن أبي مروان: أبو مصعب واسم أبيه: عبد الرحمن بن معتب الأسلمي من أهلها نزل الكوفة يروي عن أبيه والمدنيين وعنه: موسى بن عقبة ومسعر وشعبة وشريك وغيلان بن جامع والثوري وثقه العجلي وابن حبان وذكر في التهذيب مات في ولاية أبي العباس السفاح كما لابن حبان وخليفة وابن سعد وزاد ابن سعد وكان قليل الحديث.
2976 - عطاء بن مسعود: الكعبي عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: موسى بن يعقوب الزمعي, قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2977 - عطاء بن ميناء: المدني وقيل: البصري قيل: يكنى أبا معاذ قال ابن حبان: هو مولى البختري بن أبي ذباب الدوسي من أهل المدينة وكذا قال العجلي: مدني تابعي ثقة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقال: مولى ابن أبي ذباب وقال غيرهم: كان من صلحاء الناس وفضلائهم يروي عن أبي هريرة وعنه: أخوه سعيد وسعيد المقبري وأيوب بن موسى وعمرو بن دينار والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب وثقه العجلي وابن حبان وذكر في التهذيب.
2978 - عطاء بن يزيد: أبو محمد وأبو زيد الليثي الجندعي من بني جندع بن ليث المدني أصله من المدينة ثم نزل الشام وحدث عن تميم الداري وأبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري وأبي ثعلبة الخشفي وأبي سعيد الخدري وعنه: أبو صالح النعمان وابنه سهيل بن أبي صالح والزهري وأبو عبيد الحاجب وآخرون وكان من علماء التابعين وثقاتهم وذكر في التهذيب وعمر اثنتين وثمانين سنة فمولده: سنة خمس وعشرين ومات سنة سبع وقيل: خمس ومائة وقال ابن سعد: كناني من أنفسهم كثير الحديث.(2/262)
2979 - عطاء بن يزيد: مولى سعيد بن المسيب يروي عن مولاه سعيد بن المسيب وعنه: عبد الصمد بن سليمان الأزرق قال العقيلي: لا يصح إسناده ثم ساق حديثا بإسناد مظلم عن عبد الصمد بن سليمان الأزدي عنه ذكره الذهبي في الميزان.
2980 - عطاء بن يسار: أبو محمد المدني الفقيه القاضي مولى ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها وهو أخو سليمان وعبد الله وعبد الملك ذكرهم مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وكان قاضيا واعظا ثقة جليل القدر أرسل عن أبي كعب وغيره وقال أبو داود: إنه سمع من عبد الله بن مسعود وحدث عن أبي أيوب الأنصاري وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد ومعاوية بن الحكم وعائشة وأبي هريرة وطائفة وعنه: زيد بن أسلم وصفوان بن سليم وعمرو بن دينار ومحمد بن عمرو بن عطاء وهلال بن أبي ميمونة الرملي وشريك بن أبي نمر وكان ثقة وذكر في التهذيب وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وقال ابن حبان: قدم الشام فكانوا يكنونه بأبي عبد الله وقدم مصر فكانوا يكنونه بأبي يسار وكان صاحب قصص وعبادة وفضل وقال أبو حازم: ما رأيت رجلا كان ألزم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ونحوه قول زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا أزين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كان عطاء يحدثنا حتى يبكينا ثم يحدثنا حتى يضحكنا ويقول: مرة هكذا ومرة هكذا مات بإسكندرية سنة ثلاث ومائة وقيل: سنة أربع أو سبع وتسعين وبها دفن عن أربع وثمانين فمولده سنة تسع عشرة وذكر في التهذيب.
2981 - عطاء بن يعقوب: المدني: مولى بن سباع وليس بالكيخاراني ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين روى عن أسامة بن زيد وعنه: الزهري وأبو الزبير قال النسائي: ثقة وعن الليث: أنه كان لا يرفع رأسه إلى السماء قال ابن منده في تاريخه: وكان النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه وأورده أبو موسى في ذيل الصحابة وقال: لم يذكره ابن منده وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين وهو في التهذيب وثاني الإصابة.
2982 - عطاء الخراساني: قال: أدركت حجرات أمهات المؤمنين من جريد على أبوابها المسوح من شعر أسود وحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ بأمره بإدخالها في المسجد فما رأيت أكثر باكيا من ذلك اليوم وسمعت سعيد بن المسيب يقول والله لوددت أنهم تركوها على حالها.
2983 - عطاء مولى السائب بن يزيد: مولى النمر بن قاسط مدني تابعي(2/263)
ثقة قاله العجلي: يروي عن مولاه وسلمة بن الأكوع وعنه: عكرمة بن عمار قاله ابن حبان في الثانية.
2984 - عطاء المدني: مولى أم حبيبة الجهنية عداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه وعنه: أبو سعيد المقبري قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب.
2985 - عطاء المدني: يروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعنه: ابنه حسن.
2986 - عطاء المدني: يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه في صلاة الجمع وعنه: مطرف بن عبد الله بن الشخير ذكرهما ابن حبان في ثانية ثقاته وثانيهما في اللسان وقال فيه ابن حبان: لا أدري من هو ولا ابن من هو؟.
2987 - العطاف بن خالد بن عبد الله بن عثمان بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: أبو صفوان القرشي المخزوني المدني من أهلها وأخو المسور وعبد الله ولد سنة إحدى وتسعين يروي عن أبيه وأخويه "عبد الله والمسور بني خالد" وهشام بن عروة ونافع مولى ابن عمر وزيد بن أسلم وأبي حازم الأعوج وجماعة وعنه: سعيد بن أبي مريم وأبو اليمان وآدم بن أياس وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو مصعب وآخرون قال أبو داود: صالح ليس به بأس وقال أبو حاتم: ليس بذلك وقال مالك: ليس هو من أهل القباب أو يكتب عن مثله؟ لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير منه ما كتبت عن أحد منهم وإنما يكتب العلم عن قوم قد جرى فيهم العلم مثل: عبيد الله بن عمر وأشباهه وقال أحمد: ثقة له نحو من مائة حديث ولم يرضه ابن مهدي ووثقه العجلي وأبو داود وقال البزار: حدث عنه جماعة وهو صالح الحديث وإن كان قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها وقال الزبير: كان من ذوي السن من قريش وقال ابن عدي: لم أر بحديثه بأسا إذا روى عنه ثقة وقال النسائي: ليس بالقوي وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديثهم لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق فيه الثقات وقال مرة: منكر الحديث وكان مالك لا يرضاه وذكر في التهذيب والضعفاء للعقيلي.
2988 - عطية بن منصور بن جماز بن شيخة: وباقي نسبه إلى جده الأمير الكبير العادل الورع الزاهد زين الدين أمير المدينة هكذا وصفه ابن فرحون وقال: أنه لم يسلم من الدخول في نهب الأمراء المدينة في ذي الحجة سنة خمسين وسبعمائة غيره متع الله المسلمين ببقاء دولته وأصلح له الرعية وأصلح لهم منه الطوية وقال(2/264)
أيضا: إنه أخو زيان ونعير وغيرهما اتفقوا عليه بعد قتل ابن أخيه هبة بن جماز وورد تقليده وخلعته على يد أخيه نعير في يوم السبت ثامن ربيع الآخر سنة ستين وسبعمائة وقرىء على دكة المؤذنين فكانت ولايته عطية من الله - كاسمه - لما انطوت عليه سريرته من الخير والصلاح والتوكل على الله والزهد في الدنيا والكراهة في الأمر والنهي وسعيه في مصالح دينه قانتا لله خائفا منه منيبا إليه وأوقاته مقسمة في الطاعة ما بين خلوة في عبادة أو نظر في مصالح رعيته دائم الصمت كثير الخشية يجلس في النادي فلا يخوض معهم ولا يضحك لضحكهم قد لزم السكوت وأشغل قلبه بذكر معاده إذا صلى الصبح جلس في مصلاه لا يتكلم حتى يصلي الضحى مع حسن توجه وإقبال على الله وانصلح به جميع قراباته ورد المدينة إلى حالة يغبط أهلها على سكناها من العافية والأمن العظيم وسلامة الناس في أنفسهم وأهليهم وأموالهم وكان كارها للولاية لولا ما يخاف من خروجها من آل منصور لو تخلى عنها ولا يزال يشكو من المكس والعشور ويمنع وزيره أن يدخله في طعامه أو شرابه حتى ظهره الله تعالى بحسن نيته وصلاح سريرته وعوضه عنه الأشرف "بإشارة أتابك الدولة يلبغا" وسر بذلك ومع هذا فما كأنه كان أميرا ولا أقام بالمدينة سنة متوالية منذ وليها بل كان يقيم فيها إخوته أو ولده كراهية من مباشرة الأحكام وخوفا من الوقوع في مظالم العباد ويوصي نوابه بحسن السيرة وكذا كان من شأنه التورع عن الموارث التي يعلم أن أهلها غيب ويحفظها عليهم وينفذ وصايا الأموات الذين لا وارث لهم ويخرج الزكاة من ماله على المستحقين ويحسن إلى أرامل الشرفاء وأيتامهم من ماله ومناقبه كثيرة ومحاسنه عديدة انتهى وعزل بابن أخيه هبة بن جماز بن منصور في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ثم أعيد موسى سنة اثنتين وثمانين بعد مسك ابن أخيه بمكة ودام حتى مات كما أرخ شيخنا في "أنبائه" وفاته سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالمدينة وكذا أخوه نعير وابن أخيهما هبة بن جماز بن منصور واستقر بعد عطية: جماز بن هبة بن جماز بن منصور وقال المجد: وهو الأمير العباد السجاد الحائز من المناقب ما يضيق عن حضرة التعداد ولي المدينة بعد أخيه جماز بن منصور كارها غير راض وقدر الله في العبد ماض وعليه قاض وذلك: أنه لما قتل جماز سأل ولده الأمير هبة: أن يقبل على الولاية ويقبلها ويستر على الرعية بذيل معدلته ويسألها فامتنع وأبى وكل سيف عزمه عن قبول القضاء ونبا فأقبلوا على زيان واجتمع عليه الحيان فقال: حاشاي أن أتقدم على أخي عطية فإن تقدمي عليه خطأ أو خطية وهو أصلحنا وأولانا وأسودنا وأعلانا وخيرنا في ديننا ودنيانا وعليه تقع قرعة الاختيار ولا يتوانى فاتفقت الآراء على تقديمه وتأميره وتسويده في الأشراف وتكبيره كل ذلك وهو غائب في عربه وليس هذا الأمر من بغيته ولا من(2/265)
أربه فكتب إلى السلطان شفاعة في أن يولي عليهم الأمير عطية وأنه أوفق وأصلح للمدينة والرعية وسافر نعير بالشفاعة إلى السلطان فلما وصل مصر: أمر بحسبه شهرا من الزمان ثم طلبه وخلع عليه وكتب تقليد الأمير عطية بالولاية وجهز صحبته إليه فحضر نعير في ثامن ربيع الآخر سنة ستين بالخلعة والتقليد وحضر الأمير عطية ولبسها وباشر الولاية بالطلع السعيد والرأي السديد والسريرة المحمودة والسيرة الحميدة فلم يزل ولايته ساعيا في مصالح المسلمين راعيا للبلاد بالتطمين والتأمين داعيا إلى الله بما يجب على كل مسلم التأمين سائسا للملك سياسة مقطوعة العيوب ماشيا بسيرة أحيى بها شيئا من سير بني أيوب شيمته العبادة والصلاح وطريقته التوجه إلى الله بالغدو والرواح والأمسيات والصباح مع الكراهة في النهي والأمر والنزاهة عن القبض على الجمر من تنكيد أو تشويش على زيد وعمرو غير راغب في الدنيا ولا طالب وهو مع الله بالقلب وإنما مع الناس بالقالب يجلس في النادي ويجتمع عنده الحاضر والبادي ولا يخوض معهم فيما خاضوا ولا يفيض فيما استفاضوا من أحاديث الحوادث وفيه أفاضوا أخذ الصمت والسكوت عادة وشغل قلبه بما يصلح به منقلبه ومعاده شيمته الخشية من الله وعزم في العبادة جاد غير لاه مع مراعاة النظر في مصالح الرعية وتدبير الملك بما خبل عليه من الغريزة الألمعية وأكره شيء إليه: مخالطة الأمور الدنيوية وأحب شيء إليه: الزهد في هذه الدنيا الدنية سلك من الواجب العدل والتعبد لقما موضحا وأخذ من بأسه لمفارق فرق الطغيان مدعسا مرصحا وإذا صلى الصبح جلس في مصلاه لا يتكلم حتى يصلي الضحى فانصلح بصلاحه جميع ذوي قرابته وتعجب الكافة من عجيب أمره وغرابته وجمعه بين نظم أمور الملك وزهده وخشوعه في عبادته وإنابته ورد المدينة بعدله إلى حالة يغبط أهلها على سكناها وبلغت كل نفس من الخصب والأمن مناها وأمن الناس على أنفسهم وأهليهم وأموالهم في مناها وكان عنده وحشة عظيمة من أخذ العشور والمكوس على أنه لم يدخل شيئا منه في مطعوم ومشروب وملبوس ولم يزل يحمل همها ويتقي سمها إلى أن ظهر الله منها بحسن نيته وخلوص طويته وعوضه عنها ما هو خير منها ورتب له من الحلال مال جزيل عوضا عما تركه من ذلك الحرام القليل وكان لا يظهر عليه آثار الإمرة والولية ولا له في ترتيب الأمور المعتادة للأمراء اهتمام ولا عناية وحكى لي أبو عبد الله محمد بن شقيق الحكري أحد قضاة المدينة قال: بلغني ضعفه وانقطاعه في البيت فتوجهت لعيادته ودخلت عليه لزيارته فوجدت شخصا على جل ملتفا بكساء عتيق فظننته بعض الخدم أو بعض الرقيق فقصدت المتغطي حتى أخبرت أنه هو فأديت من عيادته ما وجب وقضيت من زهادته العجب ومع ذلك لم يقم بالمدينة سنة كاملة من حين ملكها إلى أن فارقها وتركها وكان يبالغ في وصية من(2/266)
استنابه بحسن السيرة في الرعايا والعدل في الأحكام والقضايا فلذلك ساد إخوانه في الناس أحسن سيرة وتخلقوا بالخلائق الحميدة والمكارم الأثيرة.
2989 - عفيف بن عمرو بن السائب السهمي: من أهل المدينة يروي عن رجل من بني أسد عن أبي أيوب وعنه: مالك قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
2990 - عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن جده جابر وعنه: عبد الحميد بن يزيد السقا قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وحديثه في مسند الشافعي وحقق شيخنا أنه الذي بعده فقد قال المزي في ذلك: إنه يروي أيضا عن جابر بل أخرج الشافعي من رواية ابن أبي ذئب عنه عن ابن ثوبان في الوضوء في مس الذكر مرسلا قال الشافعي: وسمعت غير واحد من الحفاظ يرويه مرسلا لا يذكرون فيه جابرا.
2991 - عقبة بن عبد الرحمن بن أبي معمر: ويقال: ابن معمر من أهل المدينة وقال بعضهم: حجازي يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وعنه: ابن أبي ذئب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال ابن المديني: شيخ مجهول وقال ابن عبد البر: هو غير مشهور بحمل العلم وقيل: هو عقبة بن أبي معمر وقيل: ابن عبد الرحمن بن جابر وقيل: اسم جده إبراهيم وذكر في التهذيب.
2992 - عقبة بن أبي عتاب: ويقال: ابن أبي غياث المدني يروي عن أبي هريرة وعنه: ابنه محمد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
2993 - عقبة بن عمرو بن ثعلبة: أبو مسعود البدري رضي الله عنه الآتي في الكنى.
2994 - عقبة بن أبي يزيد القرشي: من أهل المدينة يروي عن زيد بن أسلم وعنه العراقيون قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
2995 - عقيل بن جابر بن عبد الله: الأنصاري السلمي من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه: صدقة بن يسار قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب.
2996 - عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو يزيد: وقيل: أبو عيسى القرشي الهاشمي أخو جعفر وعلي وهو أكبر الثلاثة وشقيق علي أمهما: فاطمة ابنة أسد بن هاشم وكان أكبر من علي رضي الله عنهما بعشرين سنة وهو وطالب ورثا أباهما دون علي وجعفر لإسلامهما دون الأولين(2/267)
وعاش بعد علي رضي الله عنهما مدة وكان ممن أخرج من بني هاشم كرها إلى بدر فأسر يومئذ ولم يكن له مال ففداه العباس ثم هاجر في أول سنة ثمان وأسلم وشهد غزوة مؤتة وعرض له مرض بعد شهودها فلم يسمع له بذكر في الفتح ولا ما بعدها وقد أطعمه النبي صلى الله عليه وسلم بخير كل سنة مائة وأربعين وسقا وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابنه محمد وحفيده عبد الله بن محمد وموسى بن طلحة والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وأبو صالح السمان وكان علامة بالنسب ووفد على معاوية فأكرمه وأعطاه مائة ألف وقال له: اصعد المنبر فأذكر ما أولاك علي وما أوليتك فصعد وقال: أيها الناس إني أردت عليا على دينه فاختار دينه علي وأردت معاوية على دينه فاختارني على دينه فقال معاوية: هذا الذي تزعم قريش أنه أحمق؟ وترجمته تحتمل البسط وهو في التهذيب وأول الإصابة مات بالمدينة في خلافة معاوية بعدما عمي وله دار بالبقيع دفن بها وقبره مشهور عليه قبة أول البقيع وقيل: إنه توفي بالشام وكان رضي الله عنه أسن من جعفر بعشر سنين وجعفر رضي الله عنه أسن من علي رضي الله عنه بذلك وطالب رضي الله عنه أسن من عقيل بذلك ومما يحكى من حسن جوابه: أن معاوية قال له يوما: أين عمك أبو لهب؟ فقال: في النار مفترشا عمتك حمالة الحطب أو كما قال: وكانت له طنفسة تطرح له في المسجد النبوي فيصلي عليها ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب وكان أسرع الناس جوابا وأحضرهم مراجعة في القول وأبلغهم في ذلك ويقال: إنه كان أكثر من غيره ذكرا لمثالب قريش فعادته لذلك وقالوا فيه بالباطل ونسبوه إلى الحمق رضي الله عنه.
2997 - عكاشة بن مصعب بن الزبير بن العوام بن عم هشام بن عروة وثابت بن عبد الله: والد مصعب.
2998 - عكاشة بن وهب: أخو جذامة الآتية التي ذكرها مسلم في المدنيات مذكور في الصحابة وترجمه شيخنا فيهم.
2999 – عكاشة: شيخ مدني يأتي في أخيه عماد.
3000 - عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم: أبو عبد الله القرشي المدني أخو أبي بكر وعمر وعبد الله يأتي ذكرهم في أحدهم أبي بكر وهذا عند مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأم سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص والأعرج ومات قبله وعنه: ابناه "عبد الله ومحمد" ويحيى بن عبد الله بن صفي والزهري قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة وقال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات(2/268)
وذكر أنه روى عن عمر بن الخطاب وغير واحد من الصحابة رضي الله عنهم وأمه: فاطمة ابنة عتبة بن سهل بن عمر ومات سنة ثلاث ومائة وقال أبو حاتم الرازي: حديثه عن عمر مرسل وهو في التهذيب كان لحصين بن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس لما ولي البصرة لعلي.
3001 – عكرمة: أبو عبد الله البربري ثم المدني مولى ابن عباس أحد العلماء الربانيين ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن مولاه وعائشة وعلي "كما في النسائي" وأبي هريرة وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبي سعيد الخدري وعنه: أيوب السختياني وثور بن يزيد الديلي وأبو بشر وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعاصم الأحوال وعباد بن منصور وعقيل بن خالد وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ويحيى بن أبي كثير وخلق كثير وأفتى في حياة مولاه وكان يقول: طلبت العلم أربعين سنة وكان مولاي يضع في رجلي القيد على تعليم القرآن والفقه وخرج له الأئمة وذكر في التهذيب وابن حبان والعجلي والعقيلي وترجمته محتملة لكراريس وهي في أوراق من التهذيب ونسب للأباضية ومات في سنة "خمس أو ست أو سبع" ومائة بالمدينة عن أربع وثمانين سنة ولما مات مولاه ابن عباس وكان رقيقا باعه ابنه علي من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار فقيل له: بعت علم أبيك فاستقاله علي من خالد ثم أعتقه ومن كلماته رحمه الله: البكاء على الوالدين عند موتهما يزيد في برهما.
3002 – عكرمة: مولى ابن عباس: يروي عن ابن عباس وعنه: العوام بن حوشب فقط قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وفرق بينه وبين الذي قبله.
3003 - العلاء بن الحضرمي: ذكره مسلم في المدنيين كان عبد الله أبوه قد سكن مكة وحالف حرب بن أمية وكان للعلاء إخوة منهم: عمرو أول قتيل من المشركين وماله أول مال خمس في المسلمين وبسببه كانت وقعة بدر واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم العلاء على البحرين وأقره أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهم مات سنة أربع عشرة وقيل: إحدى وعشرين روى عنه من الصحابة: السائب بن يزيد وأبو هريرة وكان يقال: إنه مجاب الدعوة وخاض البحر بكلمات قالها مما هو مشهور في كتب الفتوح قاله في الإصابة.
3004 - العلاء بن خارجة: قال ابن منده من أهل المدينة روى البغوي والطبراني وابن شاهين وغيرهم "من طريق وهيب "عن عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الملك بن يعلي عنه "مرفوعا" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة(2/269)
الرحم محبة للأهل مثراة للمال منسأة في الأجل قال البغوي قال المخرمي: هو خطأ والصواب: ابن العلاء بن حارثة.
3005 - العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب: أبو شبل المدني الحرقي عداده في أهلها أحد المشاهير ولاؤه للحرقة من جهينة وكان جده مكاتبا لمالك بن أوس بن الحدثان النصري ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وابن عمر وأنس وخلق وعنه: ابنه شبيل وابن جريج وعبيد الله بن عمرو بن إسحاق ومحمد بن عجلان وروح بن القاسم وحفص بن ميسرة وعبد الحميد بن جعفر وشعبة ومالك والسفيانان وإسماعيل بن جعفر والدراوردي وغيرهم قال ابن معين: لم يزل الناس يتقون حديثه وقال مرة: ليس حديثه بحجة وقال مرة: ليس بالقوي وقال أحمد: ثقة لم نسمع أحدا ذكره بسوء وكذا وثقه العجلي وابن حبان وقال النسائي: ليس به بأس وقال أبو حاتم: ما أنكر من حديثه شيئا وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسا وقال ابن سعد: قال محمد بن عمر: صحيفته بالمدينة مشهورة وكان ثقة كثير الحديث ثبتا ومات في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه قال علي بن المديني: أراه مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة وقال غيره: سنة ثمان وثلاثين وقال ابن الأثير: سنة تسع وثلاثين وقال الخليلي: مدني مختلف فيه لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها كحديث: "إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا" وقد أخرج مسلم من حديثه المشاهير دون الشواذ وقال الترمذي: هو ثقة عند أهل الحديث وهو في التهذيب.
3006 - علاقة بن عبد الله بن زيد بن مربع: من بني حارثة الأنصاري عداده في أهل المدينة يروي عن سهل بن سعد الساعدي وعنه: كثير بن جعفر قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3007 – علباء: بكسر العين المهملة وسكون اللام بعدها موحدة ممدودة عداده في أهل المدينة ذكره فيهم مسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: "لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس" وعنه جعفر بن عبد الله بن الحكم.
3008 - علقمة بن أبي علقمة بلال: المدني مولى عائشة رضي الله عنها يروي عن أمه مرجانة وأنس بن مالك والأعرج وعنه: مالك بن أنس وسليمان بن بلال والدراوردي وجماعة وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي ووثقه ابن حبان وقال: عداده في أهل المدينة وكان نحويا يتعاطى الأدب وروى عن أنس أحرفا فلا أدري: أدلسها أم سمعها منه وقال ابن عبد البر: كان مأمونا واسم أمه مرجانة وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به وقال ابن سعد: مات في أول خلافة المنصور وله أحاديث(2/270)
صالحة وكان له كتاب يعلم النحو والعربية والعروض مات قبيل الأربعين مائة في آخر خلافة أبي جعفر وهو في التهذيب.
3009 - علقمة بن وقاص بن محصن: الليثي العتواري المدني من أهلها ذكره مسلم في ثانية تابعيهم وهو جد محمد بن عمرو بن علقمة سمع عمر وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم وعنه: ابناه "عمرو وعبد الله" ومحمد بن إبراهيم التيمي والزهري وابن أبي مليكة وغيرهم وثقه العجلي والنسائي وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان وله دار بالمدينة في بني ليث ذكره مسلم في الطبقة الذين ولدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال ابن عبد البر في الاستيعاب: إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو نعيم "في الصحابة ذكره بعض المتأخرين" يعني: ابن منده في الصحابة وذكر القاضي أبو أحمد والناس في التابعين انتهى وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وأرخ وفاته كابن سعد وكناه أبو الحسن علي بن المفضل الحافظ: أبا يحيى وقيل: غير ذلك وهو في التهذيب.
3010 - علوان المغربي: من عرب المغرب جاور في الحرمين بعد أن تاب وصاحب الصالحين وكأنه عاد إلى بلده ذكره ابن صالح.
3011 - عليان بن مسعود: الشكيلي الحنفي اشتغل بالفقه وكان دينا منعزلا عن الناس متسببا في العطر وغيره على طريقة حسنة قاله ابن فرحون.
3012 - علي بن إبراهيم بن أحمد بن غنايم: الشهير بابن علبك الماضي أبوه سمع في سنة سبع وثلاثين على الجمال الكازروني في الصحيح وهو أخو أحمد وأبي الفتح محمد.
3013 - علي بن إبراهيم بن محمد: السيد زين الدين العجمي الجويمي نسبة لجويم بضم الجيم وسكون الواو وكسر التحتانية وسكون الميم قصبة من قصبات شيراز الشافعي نزيل المدينة وشيخ باسطيتها بل يقال: لم يبنها الواقف إلا لأجله وكان ابتداء عمارته لها في سنة ثلاث وخمسين حين حج آخر حجاته ويدعى نصيا أقام بالمدينة على قدم عظيم في سلوك الصلاح والتصدي لإقراء العلوم والتكتيب والتكرم على أهلها والواردين عليها مع لسان فصيح وقدرة على التعبير حتى كان أبو يونس المغربي يقول: هو جوهرة بين البصل ولم يختلف في تقدمه في العلم والصلاح من أهلها اثنان وممن لقيه حسين الفتحي فكتب عنه:
إذا شئت أن تستعرض المال منفقا ... على شهوات النفس في زمن العسر
فسل نفسك الإنفاق من كنز صبرها ... علي وأرفاقا إلى زمن اليسر(2/271)
فإن فعلت كنت الغني وإن أبت ... فكل منوع بعدها واسع العذر
ووصفه بالمولى السيد الإمام العلامة زين الدين وكذا لازمه في علوم كثيرة بل وكتب عليه البرهان بن القطان كما قدمت في ترجمته وكتبه عنده وبعضها بخطه مات وقد أسن سنة ستين وثماني مائة بالمدينة ودفن بالبقيع وبلغني أنه كنت سيرا على المنهاج وأنه إما أن يكون أخذ عن التفتازاني أو بعض تلامذته ... الشك من سامع ذلك منه وكان معه أخ له توفي قبله بالمدينة فلزم الإقامة بعده وفاء بما التزماه رحمه الله وإيانا واستقر بعده في الباسطية البرهان إبراهيم ابن القاضي فتح الدين بن صالح بورك فيه.
3014 - علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن مهدي: المحدث نور الدين أبو الحسن بن أبي العباس الكناني المدلجي المصري الفوي المدني الشافعي ولد تقريبا سنة سبع عشرة وسبعمائة وطلب الحديث بنفسه فسمع على ابن شاهد الجيش "الصحيح" وعلى النجم عبد العزيز بن عبد القادر البغدادي والقاضي نور الدين التونسي "السنن" لأبي داود وعلى المظفر محمد بن محمد بن العطار وأبي الحسن العرضي "الترمذي" وعلى أحمد بن كشتغدي "الجمعة" للنسائي وعلى أبي نعيم الأسعردي والميدومي "جزء البطاقة" وعلى أبي حيان ومحمد بن غالي والبدر الفارقي في آخرين وقرأ على العفيف المطري في سنة ست وخمسين "الجزء الذي خرجه له الذهبي" وكذا فيها "صحيح البخاري" على قاضي المدينة الشمس بن سبع وارتحل بولده أبي الطيب إلى البلاد الشامية فسمع بدمشق من أصحاب الفخر ابن البخاري وغيرهم وبحلب وحمص وحماه والمعرة وبعلبك والحرمين من عدة وحدث بالإجازة عن الرضى الطبري والحجار ومهر في الفقه والعربية ودرس ببغداد وبحلب وقطنها مدة ولازم الشيوخ وتزهد وتصوف وجاور وحدث بالحرمين ومصر والشام وبلاد العجم سمع منه الفضلاء وعرض عليه أبو اليمن المراغي وأخبره بالعمدة عن ابن الخباز عز الدين أبي العباس أحمد بن أبي الخير سلامة الحداد سماعا بسماعه من مؤلفها واتفق له ببلاد العجم أنه اجتمع ببعض الرواة بها فروى له حديثا عن شخص عنه فقال له: اسمعه من تعلو درجتك فخجل الرجل كما وقع للجعابي مع الطبراني وكان رجلا صالحا أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر متقشفا ملازما طريقة السلف لا يكثر الإقامة ببلد ولا ينقطع في الغالب إلى معلوم بحيث أنه ولي في وقت مشيخة خانقاه بيت المقدس ثم تركها نعم كانت غالب إقامته بالحرمين واستقر آخرا بالمدينة النبوية وولي بها تدريس الحديث للأشرف شعبان بن حسين وجمع كتابا في رجال الصحيحين ثم ورد في آخر عمره إلى القاهرة(2/272)
فمات بها في يوم الثلاثاء خامس عشري جمادي الأولى سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وصلي عليه بجامع الحاكم ثم بمصلى باب النصر ودفن بتربة الصوفية ظاهرة القاهرة وهو ممن ذكره شيخنا في درره وأنبائه معا باختصار والولي العراقي في وفياته والفاسي في مكة وابن الجزري في مشيخة الجنيد رحمه الله وإيانا.
3015 - علي بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري: المغربي ثم المدني المالكي الماضي أبوه والآتي عمه محمد ممن حضر وهو في الثانية سنة عشرين مع أبيه ما سيذكر في عمه إن شاء الله مات في الشام في طاعون سنة بضع وخمسين.
3016 - علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن: الشهيد الناطق ابن القاسم بن عبد الله العلامة أقضى القضاة نور الدين أبو الحسن بن الشهاب أبي العباس بن الجمال أبي محمد القرشي الهاشمي العقيلي ولد عقيل بن أبي طالب النويري المكي المالكي وأمه كمالية ابنة القاضي النجم محمد بن الجمال بن المحب الطبري ولد في شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة بمكة وسمع بها مع أخيه القاضي أبي الفضل على عيسى الحجي "صحيح البخاري" وعليه وعلى الزين الطبري ومحمد بن الصفي وبلال عتيق بن العجمي والجمال المطري "جامع الترمذي" وعلى الزين وحده "السيرة" لجده المحب "وصفوة القرى" وعلى عيسى بن الملوك "سباعيات مونسة" وعلى الصلاح العلائي "الأول" من مسلسلاته وعلى العز بن جماعة "مسند الموطأ" للخافقي وغير ذلك من مسموعات أخيه وغيرها بمكة على جماعة وبالمدينة مع أخيه أيضا على الزبير الأسواني "الشفا" وعلى الجمال المطري وخالص البهائي "اتحاف الزائر" لابن عساكر وعلى علي بن عمر بن حمزة الحجار عدة أجزاء وعلى أبي طيبة الأقشهري "التيسير" للداني وأجاز له مع أخيه من مصر في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة البدران الفارقي وحسن بن محمد السديد الأربلي وإبراهيم الأسعردي والشهاب أحمد بن عمر المستولي والصلاح يوسف بن أحمد بن عبيد الموقع وابن شاهد الجيش وأحمد بن محمد بن أحمد بن الأخوة والميدومي وآخرون ومن القدس الأديب تاج الدين عبد الباقي بن عبد المجيد الحماقي وآخرون ومن دمشق مسندها أحمد بن علي الجزري والحافظات المزي والذهبي وعبد الرحيم بن إبراهيم بن أبي اليسر وعلي بن العز عمر المقدسي وعلي بن عبد المؤمن بن عبد العزيز بن عبد الحارث والشمس محمد بن عمر السلاوي وابن الخباز وعمته نفيسة ابنة إبراهيم وعبد الرحمن بن صالح..,.., وأحمد بن عمر بن عفاف الموسوي وآخرون حدث بالحرمين سمع منه التقي بن فهد وآخرون وولي الإمامة بمقام(2/273)
المالكية بالمسجد الحرام بعد وفاة عمر بن عبد العزيز المالكي ابن أخي الشيخ خليل المالكي سنة ستين واستمر إلى أن مات وذلك عن اثنتين وثلاثون سنة وأشهر ذلك من التكاررة والمغاربة كثيرا ومعظمها من التكاررة فإنه كان من قبل سلطانهم نحو ألف مثقال ذهبا في كثير من السنين غير ما ينال من شيخ ركب التكاررة ومن أعيانهم له من الذين في الركب نحو ما يحصل له من قبل السلطان بحيث كان يعين خاله القاضي شهاب الدين الطبري وانكب في حياته جانبا من الدنيا وكان يقول إنما اكتسب الدنيا قبل أن يلي الإمامة وتزوج ابنة الشيخ خليل المالكي وقد تزوج من بنات خاله أم الحسين ثم زينب ثم خديجة دون أولادا وناب في الحكم عن أخيه القاضي أبي الفضل في غالب ولايته مصر بولايته الحكم بمكة فامتنع رعاية لخاطر أخيه بابن أخيه المحب بن القاضي بن الفضل ناب له حتى في حضور من يقبض ذلك حتى مات ولعله كان يباشر أيضا في حياة أخيه وولي تدريس الحديث بالمنصورية ودرس الفقه للأشرف وغيره وكان يشبه جده القاضي نجم الدين في شكله طويلا غليظا أبيض منور الشيبة ذا مروءة وعصبية لمن ينتمي إليه بأمور دنياه ومذكرة بأشياء حسنة وهو ممن جاور بالمدينة مدة وسمع بها وأسمع وكذا مات في ثامن جمادي الآخر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ودفن بعد العصر رحمه الله.
3017 - علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الجلال أحمد الحجندي: المدني الأصل المكي الحنفي الماضي أبوه والآتي شقيقه أبو البقاء محمد وأخوه لأبيه أبو الوفاء محمد وصاحب الترجمة أصغرهم ولد في سادس عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثمانمائة بمكة واشتغل وحفظ الكتاب وحضر دروس الحنفي فيها وقرأ على أربعي وسمع غيرها في شوال سنة أقول: وتردد إلى المدينة وانقطع بها بعد موت المؤلف في سنة الفقه والنحو وغيرهما دام بمقام الحنفي شريكا لأخيه الشمس محمد ثم اشتغل بعد موته لصغر أولاده وكونه وصيا عليهم ثم لما كبروا باشروا حصتهم وهو باشر حصته ودرس وأفتى وناب في القضاء عن الشمس بن جلال وهو القاضي وحصل فيها مع نجله وإمساكه ورزق ولده قاسم في كبره فاغتبط وجاور بأمه في مكة عام ثمان وثلاثين وتسعمائة وتوجه لبلده وتوعك أياما ومات في صبيحة يوم الأحد ثالث عشر جمادي الأول عام أربعين وتسعمائة وهو على بالمدينة الشريفة ودفن بالينبع بتربة سلفه رحمه الله وإيانا زوجته ماتت بعده في شهر.(2/274)
3018 - علي بن أيبك المنصور نور الدين بن المعز عز الدين: الصالحي النجمي كان المجهز للآلات الواصلة لعمارة المسجد النبوي بعد الحريق الكائن في سنة أربع وخمسين وستمائة ولم يلبث أن خلع بمملوك أبيه السيف قطز المعزي واسمه محمود بن ممدود وذلك في ذي القعدة سنة سبع وخمسين.
3019 - علي بن ديدر صاحب: وله منزلة عند أمراء المدينة قاله ابن صالح.
3020 - علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح: الحافظ النور أبو الحسن الهيثمي القاهري الشافعي رفيق الزين عبد الرحيم العراقي وصهره وخادمه رحل معه جميع رحلاته وحج معه جميع حجاته ولم يكن يفارقه حضرا ولا سفرا قاله شيخنا ولذا أثبته هنا.
3021 - علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: العلوي الملقب بالسجاد لفضله واجتهاده وتعبده وهو والد حسين المقتول بفخ وإخوته وكان يقال: ليس بالمدينة زوجان أعبد منه ومن زوجته وهي ابنة عمه زينب ابنة عبد الله بن حسن مات في سجن المنصور سنة خمس وأربعين ومائة.
3022 - علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: الهاشمي يروي عن أهل المدينة وعنه عبد الرحمن بن أبي الحوال قاله ابن حبان في ثقاته.
3023 - علي بن الحسن بن أبي الحسن البراد: المدني روى عن الزبير بن المنذر بن أبي أسد الشاهدي وقيل عن أبيه عن الزبير وعن يزيد بن عبد الله بن قسيط روى عنه صفوان بن سليم وغيرهما وهو في التهذيب.
3024 - علي بن الحسن سبخت بن الحسن بن طالوت بن سليمان بن الحسن بن سليمان بن الحسن بن سليمان بن الحسن بن سليمان بن الحسن بن علي بن سبخت بن يشجب بن يعرب بن مرة بن قحطان: الفقيه الصالح نور الدين أبو الحسن ولد في جمادي الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وهم من بيت سلطة ورئاسة وكانوا من بلاد المقدس رأيت أبوه في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين جاور هو وأخوه الفقيه محمد المدينة النبوية من سنة إحدى وسبعين ثم في ذي القعدة منها وصل أخوهما العفيف سليمان في طريق المشيان وخرج هاربا من بلاده خوفا من خاله السلطان حسن المتولي ولم يلبث حسن أن مات واستقر بعده عمهم طالوت ذكره أبو حامد بن المطري.(2/275)
3025 - علي بن الحسين بن إسماعيل: عامل المدينة توارى حين طرقها الشريف إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم الحسني "الماضي في سنة إحدى وخمسين ومائتين" كما تقدم في إسماعيل.
3026 – علي بن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: الآتي أخوه محمد وأنهما أقاما في المدينة سنة إحدى وسبعين ومائتين كما سيأتي.
3027 - علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم: زين العابدين بن الحسين أو أبو الحسين أو أبو محمد أو أبو عبد الله الهاشمي المدني وأمه أم ولد اسمها غزالة وقيل سلامة ابنة يزدجرد أخر ملوك فارس ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وعمه الحسن وابن عباس وعائشة وأبي هريرة وجابر والمسورين محزمة وأم سلمة وصفية أم المؤمنين وسعيد بن المسيب ومروان وغيرهم وعنه أخوه محمد الباقر وزيد وعمر وعبد الله وعاصم بن عمر بن قتاتة والحكم بن عتيبة وهشام بن عروة ومسلم البطين والزهري وزيد بن أسلم وأبو زناد ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن مسلم بن هرمز وحضر مصرع والده الشهيد بكربلاء وكان حينئذ ابن ثلاث وعشرين سنة وقدم إلى دمشق ومسجده بها معروف من الجوامع وكان من أفاضل بني هاشم وفقهاء أهل المدينة وعبادهم بل كان يقال بالمدينة إنه في ذلك الزمان سيد العابدين وقال الزهري: ما رأيت هاشميا أفضل منه وهو أبو الحسينيين كلهم ليس للحسين عقب إلا منه مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وقيل أربع وقيل خمس وتسعين والثالث أكثر وأصح في ربيع الأول من ثمان وخمسين سنة ودفن بالبقيع وترجمته تحتمل البسط.
3028 - علي بن الحسين بن محمد بن الحسن: النور بن البدر العلي العدناني المكي الشافعي نزيل المدينة وشقيق أحمد الماضي ويعرف كسلفه بابن العليف ولد في المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وحفظ الأربعين والألفية وغيرهما وشرع في المنهاج واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما يسيرا عند النور الفاكهي وغيره بل حضر دروس القاضي عبد القادر في العربية وغيرها ورافق أبا الليث في الأخذ في العربية عن أحمد بن يونس وسمع الزين الأسيوطي والتقي ابن فهد وأبا الفتح المراغي في آخرين وقدم القاهرة غير مرة فأخذ عني بها وكذا بالحرمين وقطن المدينة دون عشرين سنة وتزوج بها ابنة أبي الفتح بن علبك وتأخر بعده له منها ابنة وتولع بالنظم وامتدحني بأبيات وراق نظمه في العربية وإن كان في بعضه لحن مات بالقاهرة بالطاعون في شعبان سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.(2/276)
3029 - علي بن خالد الدولي المدني: يروي عن أبي هريرة وأبي أمامة والنضر بن سفيان الدولي وعنه الضحاك بن عثمان وسعيد بن أبي هلال وبكير بن عبد الله بن الأشج ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته ثم في ثالثها بروايته عن النضر عن أبي هريرة وقال النسائي: ثقة والدارقطني: شيخ يعتبر وفرق بين الذي يروي عن أبي أمامة وعنه سعيد بن أبي هلال وبين الآخر البخاري وابن أبي حاتم وأما ابن حبان فلم يذكر الراوي عن أبي أمامة وذكر الراوي عن أبي هريرة في التابعين ثم أعاده بروايته عن النضر في أتباع التابعين وذكر في التهذيب.
3030 - علي بن سالم بن سلمان: أخو حسين وعيسى وقاسم ومحمد ووافي ويوسف والرابع أكبر كان هذا تاجرا بالمدينة ذكر ابن صالح.
3031 - علي بن سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف: النور بن الجمال بن فتح الدين الأنصاري الزرندي المدني الحنفي قاضي المدينة كأبيه ولد بعد الأربعين وثمانمائة بالمدينة وحفظ أربعين النووي والشاطبية وألفية العراقي والكنز وأصول الكلام وألفية ابن مالك والتوضيح لابن هشام والشافعية في الصرف وايساغوجي في المنطق وعرض على غير واحد منهم من القادمين عليهم الزين قاسم الحنفي وقرأ على الفقيه في الفقه وغيره وفي الفقه فقط على حميد الدين العجمي وفي العربية والمنطق على الشهاب الأبشيطي وكذا على السيد علي شيخ الباسطية وأحمد بن يونس ومحمد بن مبارك فيهما وفي الصرف وعلى السيد معين الدين الأيجي وملا محمد سلطان في العربية وأخذ عن الأمين الأقصراي حين قدومه عليهم المدينة وسمع على أبوي الفرج المراغي والكازروني بقراءته وقراءة غيره ومما قرأه علي أولهما في البخاري وتلى القرآن على الشمس الششتري وعمر النجار وكذا على السيد الطباطبي لنافع وأبي عمرو ثم جمع للسبع إلى براءة عليه واستقر في القضاء والحسبة بعد موت أبيه بمكة سنة أربع وسبعين وأسعفه البرهاني بن ظهيرة بكتابة محضر بتأهله لهما ثم انفصل عن الحسبة فقط يسيرا بقريبهم النور علي بن يوسف الزرندي الآتي ثم أعيد إليها بعد أن أضيفت لشيخ الخدام المقر الشجاعي شاهين الجمالي وفوضها بعد لأبي الفتح أخي صاحب الترجمة مع مشاركته في بعض الأمور وحلق بالمسجد في الفقه والحديث وقرأ عليه أخوه أبو الفتح البخاري وركب البحر في سنة ثلاث وسبعين للقاهرة فبلغه الطاعون فعاد ثم كان دخوله لها في سنة سبع وتسعين مع باقي القضاة حين المرافعة في بعضهم فحفهم اللطف وأسرعوا الرجوع للطاعون أيضا أقول: وبعد المؤلف سافر للقاهرة مرة أخرى(2/277)
بحرا في سنة تسع وتسعمائة فوجد الطاعون بها فمات فيه سنة عشر وتسعمائة وتولى بعده القضاء أخوه أبو الفتح محمد الآتي.
3032 - علي بن سليمان بن عبد الواحد القاهري: نزيل المدينة ويعرف بابن الطحان ممن قدمها وهو يتكسب فسلك طريقة رفاقه ابن بقسماطة ونحوه في التجارة بالينبع وسير الجلاب في البحر ونحو ذلك وسمع بها في سنة سبع وثلاثين على الجمال الكازروني وتزوج برحمة ابنة عبد القادر فولدت له محمدا في سنة أربعين تقريبا وتوفي أبوه سنة خمسين بعد أن عدي على ما كان بيده ونشأ ابنه على طريقة أبيه في التكسب بدربه فأثرى وقيل: إنه اشتغل في المختار للحنفية بل حفظه وعرضه على القاضي سعيد وحضر عنده وسمع الحديث على ابن الفرج العثماني المراغي ثم ولده وتزوج خديجة ابنة عمر بن حسن بن محمد الدخي وأولدها عدة أكبرهم محمد زوج أم الحسين ابنة عطية بن فهد تزوجها بعد نزيل الكرام أحمد بن محمد وله منها أيضا أولاد تأخر منهم أبو السعود وإبراهيم ويذكر بثروة ومزيد حرص مع نخل ودور وتكرر دخوله بمصر ومات وقد جاز الستين في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعمائة وابنه علي ممن اشتغل أيضا حنفيا وقرأ على ابن جلال في الهداية والمنار وفي مصر على نظام الطرابلسي ودخل دمشق وتكرر دخوله كأبيه لمصر وسمع علي وتزوج ست الجميع ابنة أحمد بن عبد الرحمن الزرندي وأشقاؤه ناصر الدين أبو الفرج ثم عبد اللطيف المتوفى بالشام بعد رجوعه الروم في سنة 119 إحدى وتسعمائة ثم عبد القادر.
3033 - علي بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة: أحد حكام الإمامية بالمدينة والماضي أبوه لم يكن أحد من أهل السنة يجسر على عقد نكاح ولا يفصل خصومة إلا إن علم بها وأعطى ما جرت عادته به حتى كان يكتب لأبي عبد الله بن فرحون والد البدر المؤرخ: يا أبا عبد الله أعقد نكاح فلان على فلانة وأصلح بين فلانة وفلان حكاه ابن فرحون وقد مضى أبوه وأسماء من لصاحب الترجمة من الإخوة.
3034 - علي بن صالح بن إسماعيل الكناني: المدني الشافعي أخو محمد الآتي كان صالحا كأبيه يخدم مشهد سيدنا حمزة رضي الله عنه أثنى على صلاحه أبو عبد الله القصري كما في أخيه.
3035 - علي بن صالح المدني: يروي عن عامر بن صالح الزبيري وعبد الله بن مصعب الزبيري ويعقوب بن محمد الزهري وعنه الزبير بن بكار والمفضل بن غسان القلابي وجماعة آخرون وهو في التهذيب للتمييز.(2/278)
3036 - علي بن الصفي نور الدين: فقيه الإمامية في وقته ورئيسهم كان جارا لعبد الله بن حجاج المغربي المكشوف الرأس وبينهما موانسة ومودة فأسند عبد الله وصيته إليه فوضع يده على كتبه وهي كثيرة جدا مما مضى في ترجمته حتى تلفت وأكلتها الأرضة وذهب خيارها ووقع عليها المطر ثم كبر الأولاد فتسلموها منه وبيعت فامتلأت المدينة حتى صار في كل بيت منها جانبا من علوم لا يعرفها أحد من أهل زماننا ولا يفهمها إلا من عالج أصولها وأدرك شيوخها وقد بيع منها نحو أربعة عشر مجلدا كل كتاب بدرهم من النسخ المليحة الصحيحة قاله ابن فرحون قال: وكان من رؤساء أهل المدينة وخيارهم ممن يوالي المجاورين ويخدمهم في قضاء حوائجهم مع جلالة قدره وعلو كلمته ومحبة الأمراء له ولذا أسند المذكور أولا وصيته إليه.
3037 - علي بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين: الشيخ شمس الدين أبو الحسن ملك اليمن في عصرنا ويعرف بابن طاهر جاور قبل تملكه بالمدينة وتزوج ابنة أبي الفتح بن علبك وعائشة القطانية واحدة بعد الأخرى وكان مديما للتلاوة والاستغاثة بحيث كان لما تحرك لليمن صار يتوسل بذلك إلى أن استولى على مملكة اليمن "مملكة بني رسول" بالسيف وكان تملكه عدن في سنة ثمان وخمسين وزبيد في التي تليها وتعز فيما بينهما وملك حصن حب - وهو حصن الملك ذور عين من ملوك حمير - المعقل الذي ليس في اليمن مثله حصانة ومنعة بعد محاصرته إياه سبع سنين ودوخ العرب وضبط اليمن وأمنت الطرقات وأحيى البلاد بعد خرابها وأحبه الكافة وكان ملكا عادلا شجاعا عاقلا وللمعروف باذلا وعلى الفقراء ونحوهم غيثا هاملا صدقاته ومبراته ومعروفه فوق الوصف أنشأ مدرسة بتعز وأخرى ببلده وجدد أشياء ويقال إنه وقف جميع ما في ملكه من عقار المسلمين وجعل النظر في ذلك للمتولي من أولاد أخيه مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة عن أربع وسبعين فإنه ولد في سنة تسع.
3038 - علي بن أبي طالب "عبد مناف" بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف: أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ورابع في المدنيين بملسم وأول من ذكره فيمن سكن الكوفة وأمه فاطمة ابنة أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية وهي ابنة عمر بن أبي طالب وكانت من المهاجرات وتوفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ترجمته أفردها غير واحد كالذهب كل منهم في مجلد وكان إماما عالما متحريا في الأخذ بحيث إنه يستحلف من يحدثه بالحديث سوى أبي بكر وكان قتله بالكوفة على يد عبد الرحمن بن ملجم الشقي في رمضان سنة أربعين عن ستين سنة فأكثر بسنة أو سنتين أو أقل وصلى عليه ابنه الحسن ودفن بالكوفة(2/279)
عند قصر الإمارة وعمر قبره لألا ينبشه الخوارج وقيل: إن الحسين نقله إلى المدينة بحيث قال المبرد عن محمد بن حبيب: إنه أول من حول من قبر إلى قبر وذلك كما قال غيره صبر في صندوق وكثروا عليه من الكافور وحمل على بعير يريدون به المدينة فدفن في البقيع عند زوجته فاطمة الزهراء وكان يقول: بليت بأربعة أطوع الناس في الناس عائشة وأشد الناس الزبير وأعبد الناس محمد بن طلحة بن عبيد الله وأسخى الناس يعلي بن سمية كان يعطي الرجل ثلاثين دينارا وفرسا يقول: أخرج قاتل عليا وقتل محمد يوم الجمل وكان علي يقول: ما قتله إلا طاعة أبيه قتله مروان بن الحكم وكذا قتل الزبير قتله ابن حرموز وهو منصرف.
3039 - علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى بن أبي عبد الله محمد بن شرف الدين بن الروح عيسى بن أبي عبد الله محمد بن الروح عيسى بن جلال الدين بن العلاء بن أبي الفضل جعفر بن علي بن محمد بن حسن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن الأكبر بن علي بن أبي طالب: النور أبو الحسن بن الجمال الحسني السمهودي القاهري الشافعي نزيل الحرمين وعالم طيبة ويعرف بالشريف السمهودي ولد سنة أربع وأربعين وثماني مائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ولازم والده حتى قرأه عليه بحثا مع شرحه للمحلي وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعا وجمع الجوامع وغالب ألفية ابن مالك بل سمع عليه جل البخاري ومختصر مسلم للمنذري وغير ذلك وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة أولها سنة ثمان وخمسين ولازم أولا الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية فكان مما قرأ عليه جميع التوضيح لابن هشام والخزرجية مع الحواش الأبشطية وشرحه والربع الأول من شرح البهجة للولي وشرح شيخه المحلي قراءة لأكثره وسماعا لسائره مع سماع غالب شرح شيخه أيضا لجمع الجوامع بل قرأ بعضهما على مؤلفهما مع سماع دروس من الروضة عليه بالمؤيدية وأكثر من ملازمة المناوي وكان مما أخذه عنه تقسيم المنهاج مرتين بفوت مجلس أو مجلسين في كل منهما لكنه تلفق له منهما معا والتنبيه والحاوي والبهجة بفوت يسير في كل منهما وجانبا من شرح البهجة ومن شرح جمع الجوامع كلاهما لشيخه وقطعة من حاشيته على أولهما ومما كتبه على مختصر المزني في درس الشافعي وعلى المنهاج في درس الصالحية ومما قرأه عليه بحث قطعة من شرح ألفية العراق ومن بستان العارفين للنووي وبجامع عمرو جميع الرسالة للقشيري وسمع عليه المسلسل بشرطه والبخاري مرارا بأفوات وقطعة من مسلم ومن مختصر جامع الأصول للبارزي ومن آخر تفسير البيضاوي وألبسه خرقة التصوف وقرأ على النجم بن(2/280)
قاضي عجلون بعض تصحيح المنهاج وعلى الشمس البامي قطعة من شرح البهجة مع حضور تقاسيمه في المنهاج وعلى الزين زكريا شرح المنهاج الأصلي للأسنائي وشرحه على منظومة ابن الهائم في الفرائض وعلى الشمس الشرواني شرح عقائد النسفي للتفتازاني بل سمعه عليه ثانية وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وسمع عليه الآلهيات بحثا بمكة وقطعة من الكشاف وغالب مختصر سعد الدين على التخليص وشيئا من المطول ومن العضد شرح ابن الحاجب ومن شرح المنهاج الأصلي للسيد العبري وغير ذلك وحضر عند العلمي البلقيني من دروسه في قطعة الأسنائي وعند الكمال "إمام الكاملية" درسا وألبسه الخرقة ولقنه الذكر وقرأ في سنة إحدى وستين عمدة الأحكام بحثا على السعد بن الديري وأذن له في التدريس هو والبامي والجوجري وفيه وفي الإفتاء الشهاب الشارساحي بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه وفيهما ايضا زكريا وكذا المحلي والمناوي وعظم اختصاصه بهما وتزايد مع ثانيهما بحيث خطبه لتزويج سبطته الشريفة ابنة أحمد المصري الصبار وقرره معيدا في الحديث بجامع ابن طولون وفي الفقه بالصالحية وفي غيرهما من الوظائف والمرتبات وأسكنه قاعة القضاء بها وعرض عليه النيابة فأبى ثم فوض إليه عند ربوعه مرة إلى بلده مع القضاء جل النظر في أمر النواب بالصعيد وصرف غير المتأهل منهم فما عمل بجميعه وأخذ عن العز عبد العزيز الوفائي في الميقات وغيره وكان يجيء إليه للخلوة التي ينزل فيها بالمؤيدية للقراءة ثم إنه استوطن القاهرة مع توجهه لزيارة أهله أحيانا ووقع في خاطره الإعراض عن تلك الجهات التي تقرر فيها بشيء قام في نفسه وأنه لا يلجئه إليه إلا الزوجة فيفارقها هذا مع كونه كان قد تكدر من شيخه بنفسه والشمس الجوجري عرض تزوجه بها وآخر الإجابة لاستيدان به وقدر أنه سافر إليه وكلمه فيه فلم ولا صرح بالمنع وسافر على ذلك فما وصل حتى جاءه العلم بوفاته فرجع فضم ما حصل له من ميراثه وهو مائة وخمسون دينارا سوى الكتب وغيرها فلما عاد أخذ الجوجري في التكلم معه وهو يبالغ في الاعتذار والعجز إلى أن ذعن ودفع له ثلث الميراث وقام القاضي بالرلهمة فكان مصروفها زيادة على مائة ودخل بها ولم ير إلا خيرا بل كان القاضي يحضه على عدم الاتساع هذا مع أنه كان يريد ما تأخر من الميراث فيربح فيه ما يوازي كلفة فأكثر من غير قطع بذلك عن التوجه للعلم وله في ذلك عناية ربانية ولما حضر لشيخه بعدما وقع في خاطره قال له يوما يا فلان الشخص إذا أقبل على الله يقبل الناس عليه أولا ثم ينحرفون ويأذونه لأن سنة الله في عباده قد جرت بابتلائهم واختبارهم تطهيرا لهم من السكون إلى القلق وتخليصا لهم من الالتجاء بغير الحق قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ثم(2/281)
حكى أن شيخه السيد الطباطبي كان بخلوته في جامع عمرو فتسلط عليه قرقماش الشعباني "الناظر له" وأخرجه منها فلما أصبح السيد جاءه شخص وقال له: رأيتك الليلة في المنام جالسا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينشدك:
يا بني الزهر أو النور الذي ... ظن موسى أنهار قبس
لا أوالي الدهر من عاداكم ... إنه آخر شطر من عبس
يشير إلى أن أولئك هم الكفرة الفجرة ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم عذبة بسوط في يده فعقدها ثلاث عقدات قال القاضي: وكان من تقدير الله أن ضرب رأس قرقماس فلم تزل إلا بثلاث ضربات بحيث كان ذلك الصوت من قبيل {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} ثم قال القاضي: يا فلان إذا قام الفقير بخلوة فاخرج منها فجلس في موضع نبض الله له عمارته ولو كان مزبلة قال السيد: فعلمت أن شيخنا يعنيني بجملة كلامه الأول ولم أعلم أنه يعنيني بالجملة الأخيرة ولا حكمة عطفها على ما قبلها إلا بعد مضي نحو سبعة عشرة سنة فإني فارقته عقب ذكره لذلك سنة سبعين وسافرت "وقد تركت الزوجة والوظائف" مع والدتي إلى الحجاز للحج بحرا في ذي القعدة وكدت أدرك الحج فلم يمكن وتألمت لذلك شديدا وحصل لي كسر عظيم فنظرت شرح الأسماء للقشيري وأنه حكى عن بعضهم ممن حج سبعين حجة وأنه رأى في منصرفه من آخرها شخصا باكيا لفوات إدراكه الوقوف فقال له: هب على انكسارك وأهب لك جميع حجاتي قال: فسرى عني وجاورت بمكة سنتين وفي أثناء الأولى منهما جاءني العلم بوفاة شيخنا الشمس الشرواني في رجوعه للقاهرة فتكلم لي في خلوة مع كوثر "أحد الخدام" وأعلمه بحالي فأرسل إلى شيخهم بعد انفصال الموسم بمفتاح خلوة دخل مؤخر المسجد بجانب المنارة الغربية الشمالية ولا سقف لها وكان قد اتفق أن البرهاني ابن ظهيرة "قاضي مكة" كتب لقاضي المدينة الركوي بما ينفعه عند الله فصار يتردد إلي بحيث توسل بي عنده بعض المعتبرين في بعض مآربه بل أحضر صالح سقف الخلوة وغيره ولم يلبث أن سافر إلى الروم فصار أخوه الصلاحي يقرأ علي فاتفقت المرافعة فيه من الصلاح وغيره فألقى الشيطان في مخيلته كون ذلك بتحريكي فبادر إلى تحريك أحد شيوخ الخدام بحيث رأيت ما وصف شيخنا من إقبال الناس ثم ما أشار إليه من الإنحراف مما أعظم أسبابه إجابة المستفتين عن المسائل العلمية فأغرى المستقر حينئذ في مشيخة الحرم وكان يعرفني وذلك قبل وصوله لمحل ولايته واستكتبه كتابا يتضمن الأمر بإخلاء الخلوة التي كنت بها ويوضح زيت المسجد بها فرأيت ليلة مجيء كتابه والدي بالمقام جالسا بالمصلى النبوي من الروضة الشريفة وأنا خلفه بها وهو في غاية الحزن والكآبة فسألته عن سبب ذلك فقال: ألبسس في مؤخر(2/282)
الحرم خربشوني فقلت له: يا سيدي خربشة البسس من الأمور السهلة فاستبشر فأشرق وجهه وزال ذلك الحزن والعجيب أنني كنت أصلي خلف المصلى النبوي بالمحل الذي رأيت أني مع والدي به يوم مجيء الكتاب فجاءني من أعلمني بمضمونه فشق علي ثم تذكرت الرؤيا فقلت هذا ما أخبر به الوالد من خربشة البسس واستسهالي لها فسرى عني وما كان بأسرع من مجيء الشيخ محمد بن الزين المراغي إلي واستخبرني عن المقتضي للرغبة في الخلوة فقلت له: للقرب والاعتكاف ونحو ذلك فأشار علي بمكان بجانب المسجد يحصل به القرب ونحوه فتحولت لدار بباب الرحمة مشهورة بدار تميم الداري فأكتريتها ونقلت كتبي إليها وكانت متشعثة خرابا فأقمت بها مدة ولم يخطر ببالي قط أن أملكها ولا أن أعمر دارا ولا أضع لبنة على لبنة ولا أن أملك بالمدينة أبدا دارا ثم بعد أن تحولت قدم شيخ الحرم "المشار إليه" وعلم بالمقاصد السيئة التي لم تنه إليه على وجهها في أمر الخلوة أمر برد مفتاحها إلي بحيث كان ذلك سببا لإنشاء قصيدة في المديح النبوي تزيد على ستين بيتا توسلت فيها به في دفع كيد الأعداء وبغيهم ورأيت عقبها في منامي ما يؤذن بالنصر مما شاهدته يقظة وسافرت قبل الحريق الكائن في سنة ست وثمانين لمكة وورد علينا ونحن بها أمره فسافرت بعد الحج لزيارة الوالدة وكنت قد أرسلتها السنة الثانية من إقامتي بالمدينة لأجل الإخوة فأدركت من حياتها عشرة أيام ثم ماتت ببلدنا سمهود غروب شمس العاشر ثم رجعت لمصر فأنعم الله بإلهام الأشرف بدفع مال عند سفري آخر التي تليها فاشتريت الدار المشار إليها ثم أنعم الله بأسباب عمارتها ولازمت سكناها وحينئذ حضرت ما لوح به شيخنا على وجهه الكشف انتهى وقد صحبته من سنة بضع وستين ثم كثرت خلطتي به في سنة إحدى وسبعين بمكة وكتب بخطه مصنفي "الابتهاج" وسمعه مني وكذا سمع مني غيره من تصانيفي وكان على خير عبادة وسكون وفتوم وفارقته بمكة بعد أن حججنا ثم توجه منها إلى طيبة "كما تقدم" فقطنها ولزم وهو فيها الشهاب الأبشيطي وحضر دروسه في المنهاج وغيره وسمع عليه جانبا من تفسير البيضاوي ومن شرح البهجة للولي وبحث عليه توضيح ابن هشام بل قرأ عليه من تصانيفه شرحه لخطبة المنهاج وحاشيته على خزرجية وأذن له في التدريس وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي بل قرأ بعد الثمانين على العفيف عبد الله بن القاضي ناصر الدين بن صالح أشياء بالأجايز وألبسه خرقة التصوف بلباسه لها من عمر الأعرابي وكذا كان سمع بمكة على كمالية ابنة محمد بن أبي بكر المرجاني وشقيقها الكمال أبي الفضل محمد وزينب السويكية والنجم عمر بن فهد في آخرين وبالقاهرة على سوى من تقدم ختم البخاري مع ثلاثياته بقراءة الديمي على من اجتمع من الشيوخ بالكاملية بل قرأ على النجم بن عبد الوارث في سنة(2/283)
خمس وستين بمنية بن خصبب شيئا من الموطأ ومن الشفا وأجاز له جماعة ولم يكثر من ذلك وصاهر في المدينة النبوية بيت الزرندي فتزوج أخت الشمس محمد بن عمر بن المحب ولها محرمية بالنجم بن يعقوب المالكي ابن أخي زوجها ثم فارقها وتزوج أخت الشيخ محمد المراغي ابنة شيخه أبي الفرج وفارقها بعد مدة بعد موت أخيها وكذا تزوج بغيرها سرا وجهرا ثم اقتصر على التسري ومع هذا كله عقيم وجلس في غضون ذلك للإقراء وأخذ عنه جماعة من الطلبة في الحرمين ومن أجل من أخذ عنه من الشافعية الشمس المسكين والد الجماعة والزين عبد الرحمن بن أبي الهدى والشمس محمد بن زين الدين القطان ومن الحنفية الشمس بن جلال ومن المالكية النجم المشار إليه ومسعود المغربي وصنف في مسألة قريش البسط المنفوشة رد به على من نازعه قل أن لا يأخذ عنه أحد من أهلها وهم مع هذا يحسدونه وطال ما كان الفاضل الشمس بن الخطيب الريس يتظلم مما كان يذكر أن سببه تقرير الأمير خيري بك له مدرسة الشافعية بالمدينة بمدرسته وكان بينهما ما بالغ ذاك فيه بحيث عوجل وكذا لعدم إخفائه عما يقع من الفضلاء الواردين على المدينة وشدة منازعته لهم وقوة نفسه في الرد وكان أكثرهم في حمق منه وأما الخواجا ابن الرسن فبارزه في أشياء منها المحمود وغيره ثم كان بينه وبين الخطيب الوزيري "وأنا هناك" ما شرحته في محل آخر ورد عليه السيد في مؤلف متين قرصه له الشافعي وابن أبي شريف وأخوه وغيرهم "وهو عندي" ولزم من هذه المنازعات ترك السيد الصلاة في الروضة مكتفيا لشيخه الأبشيطي في الجملة بل وترك الإقراء في المسجد بل حدث نفسه بالانتقال لمكة ولمته في هذا كله فأبدى لي ما لم أنهض لمخالفته فيه ولكنه على كل خير مانع وحفة الجنة بالمكاره وبالجملة فهو جمال لأهل المدينة عالم مفنن متميز في الفقه والأصلين مع نظم ونثر متوجه للعبادة وإرخاء العذبة مديم للمطالعة والاستفادة والكتابة بحيث ارتقى عما كان يعهد منه وأمره في ازدياد وتآليفه كثيرة التعداد وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه مغرم به مع قوة نفس وتكلف فيما يظهر له ولا زالت كتبه ترد عليه بالسلام وطيب الكلام بل يشافه بما هو أعلى كما كان يسمعه من شيخيه المحلي والمناوي ويستمد مما لعله يقف عليه من تصانيفي كالقول البديع وارتقاء الغرب ومناقب العباس والمقاصد الحسنة وشرح الألفية ولكن الحق أولى بالإتباع وإنه لو أعرض عن كثير من المعارضات لشيخنا كان أوفق وقد استقر به الأشرف مضافا لما عمله له في الذخيرة بعناية البدري أبي البقاء بن الجيعان في النظر على المجمع بمدرسته ومائة من الكتب التي وقفها فيه ولما قدم بن قرنيبة المحلي على عمارة المدرسة الزينية المزهرية كان من المعينين له بتدريبه والإحسان إليه لتقريره عنده إنه هو المختار ولمشيختها وغير ذلك من أمورها فما كان(2/284)
أسرع من موت الواقف ولم يزد على أن صار هو المتكلم في مصارفها وكذا كان الأمير داود بن عيسى بن عمر شيخ هوارة ممن يعلم جلالتهم في ناحيتهم واتفق حجته فتلقاه السيد بالإكرام بحيث كان معينا له في انقياده معه في صدقاته لأهل المدينة وغيرها حين حج ووقف كتبا كفتح الباري وجعل مردها إليه إلى غير هذا من انقياد ابن جبر وغيره له في أشياء لذلك اعتمادا منهم على علمه وديانته فترقى بهذا كله سيما وقد صار يوسع على كثير من أهل الحرمين ومجاوريهما بما يصل إليه من ذلك وقد اجتهد في أن يعرف له من الصدقات الرومية كالقضاة "وهو مائة دينار غالبا" وداخل من بكوك شيخ الحرم سيما الأمير شاهين الجمالي ولان معه حتى بلغني وصف الأمير له بخبرة دنياه وعلمه أو كما قال ولكنه لم يسلم من بسبسته ودندنته سيما مع مشاركة كثيرين له حسدا والمعطي الله ولم يكن جميع هذا عن التكسب بنفسه ومندوبه وربما عامل الشريف أمير المدينة مع قلة مصرفه وكونه ليس عنده غالبا سوى سراري مقتصرا عليهن وعلى كل حال فهو شيخ أهل المدينة علما ونسبا وعبادة ولينا وعليه انطبق ما كان شيخه المناوي يقوله مما لا يحتاج إليه لبرهان أصحابنا يقوم بكل واحد منهم قرية لعدم انفراد واحد منهم بتوله في بلد وكان بارك الله تعالى في حياته وصرف عنه ما يعاديه وسائر أسباب تكدراته وقد وقفت له على عدة تصانيف منها: جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم والنسب حكى فيه من كرامات شيوخه المناوي والأبشيطي ومكاشفا منهما الكثير.
3040 - علي بن عبد الله بن بن عبد الله بن بدر الجهني: من أهل المدينة راوي عن أبيه عن جده وعنه إبراهيم بن علي الرافقي: قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3041 - علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح: مولى عروة بن عطية "السعدي" الإمام أبو الحسن البصري أصله من المدينة أحد الأعلام وصاحب التصانيف التي ولد سنة إحدى وستين ومائة بالبصرة وسميع وابن عيينة وعبد العزيز بن عبد الصمد وجعفر بن سليمان الصيفي وجرير بن عبد الحميد وابن وهيب وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد الوارث والوليد بن مسلم ويحيى القطان وابن مهدي وابن علية وعبد الرزاق وخلقا سواهم وعنه القاري وأبو داود وأحمد بن حنبل والزهري وهلال بن العلاء وحميد بن زنجويه وإسماعيل القاضي وصالح جزرة وعلي بن غالب الشلبي وأبو خليفة الجمحي وأبو يعلي الموصلي ومحمد بن جعفر بن الإمام الدمياطي ومحمد بن محمد الباغندي وعبد الله البغوي وخلق آخرهم وفاة عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب وأقدمهم وفاة شيخه ابن عيينة وقال الخطيب وبين وفايتهما مائة وثمان وعشرون سنة وكان من أعلم زمانه بالعلل ممن رحل وجمع وكتب وصنف(2/285)
وحفظ وذاكر قال أبو حاتم: كان علما في الناس في معرفة الحديث والعلل وما سمعت أحدا سمي قط سماه إنما كان يكنيه تبجيلا له وقال البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عنده والكلام عنده في الثناء عليه منتشر جدا وترجمته مطولة في تاريخ الخطيب ثم في التهذيب وذكره ابن السبكي في أصحاب الشافعي وهو ممن أجاب في المحنة وظهر بذلك تفرس يحيى القطان بقوله: ويحك أراك تتبع الحديث تتبعا لا أحسبك تموت حتى تبتلي ولكن قد ثبت عنه قوله: ما قلبي مما قلت شيئا ولكني خفت أن أقتل ولو ضربت سوطا واحدا لمت ولذا عذره ابن معين وقال: رجل خاف وعن غيره أنه قال قبل أن يموت بشهرين: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال: مخلوق فهو كافر ومن زعم أن الله لا يرى فهو كافر ومن زعم أن الله لم يكلم موسى على الحقيقة فهو كافر وقول العقيلي: إنه جنح إلى ابن أبي داود والجهمية وهو في الحديث مستقيم إن شاء الله وإن كان كذلك يهاب عليه بما تقدم ثم مات بسامرا في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين ودفن بالعسكر ومولده سنة إحدى وستين ومائة قال النووي نقلا عن جامع الخطيب: صنف في الحديث مائتي مصنف.
3042 - علي بن عبد الله بن رفاعة القرظي: من أهل المدينة يروي عن الربيع بن سعيد وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري - قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3043 - علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب أبو محمد وقيل أبو عبد الله الهاشمي المدني والد محمد وعيسى وداود وسليمان وإسماعيل وعبد الصمد وصالح وعبد الله: وهو جد الخلفاء ويلقب "السجاد" ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ولد أيام قتل علي رضي الله عنه فسمي بإسمه وأمه هي زرعة ابنة أحد الملوك الأربعة مسرح بن علي الجندي روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي سعيد الخضري وابن عمر وجماعة وعنه بنوه عيسى وداود وسليمان وعبد الصمد والزهري وسعد بن إبراهيم ومنصور بن المعتمر وعلي بن أبي جملة وآخرون ثقة خرج له مسلم وذكر في التهذيب وكان جميلا وسيما طويلا إلى الغاية جميلا مهيبا ذا لحية مليحة يخضب بالوسمة يطلب له الخف والنعل فما يوجد حتى يستعمل أكبر رجله يسجد كل يوم ألف سجدة وكان له خمسمائة سجدة يصلي كل يوم عند كل شجرة ركعتين قال له عبد الملك بن مروان: لا أحتمل لك الإثم والكنية جميعا فغيره وكفاه بأبي محمد مات سنة ثماني عشرة ومائة بالشام.
3044 - علي بن عبد الله بن محمد الحسين بن علي بن إسحاق بن سلام بن عبد الوهاب بن الحسين بن سلام العلاء أبو الحسن الدمشقي الشافعي: ويعرف بابن(2/286)
سلام ولد سنة خمس أو ست وخمسين وسبعمائة وحفظ القرآن والتنبيه وألفية ابن مالك ومختصر ابن الحاجب الأصلي وتفقه بالعلاء حجي وابن قاضي شهبة والحسباني وابن الزهري وغيرهم وأخذ الأصول عن الضياء القرمي وارتحل إلى القاهرة فقرأ على الركراكي وكان يطريه بحيث يقول إنه يعرف أكثر من مؤلفه فاشتهر وتميز ومهر وكان يبحث في حلقة ابن خطيب ببرود فينتشر البحث بين الطلبة لكثرة تقيته وإشكالاته وأصيب في الفتنة الكبرى في ماله بل وفي يديه بالحريق وأسروه فصار معهم إلى ماردين ثم انفلت منهم وقرره النجم بن حجي في الظاهرة البرانية بعد وفاة أخيه ونزل له التاج الزهري عن العذراوية بمساعدة ابن حجي ودرس بالركنية بعد خطيب بن عذرا وكان يحفظ كثيرا من الرافعي وإشكالات عليه وأسئلة حسنة ويقرىء في الفقه إقراءا حسنا وكذا المختصر وله يد في النظم والنثر والأدب ومع ذلك كله فكان بحثه أقوى من تقريره مع الاقتصاد في ملبسه وغيره وشرف النفس وحسن المحاضرة ويطلق لسانه في جماعة من الكبار وينسب لنصرة مقالة ابن العربي ويتمحل لها تأويلات فإذا حوقق في أمره تبرأ من تلك المقالات - والله أعلم بغيبه واتفق أنه حج فلما انتهى من الحج والزيارة مات في وادي بني سالم وذلك في آخر ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثماني مائة فحمل إلى المدينة ودفن بالبقيع وقد شاخ وغبط على ذلك قال شيخنا وقد لقيته قديما بدمشق وسمعت من فوائده رحمه الله.
3045 -علي بن الزين عبد الرحمن بن حسين: المدني الشافعي أخو إبراهيم الماضي لأبيه ويعرف بالقطان وهو أفضل بني أبيه وأكبرهم محمد ثم صاحب الترجمة ثم البرهان ثم صلاح الدين مات مراهقا وأنجب محمد أولادا منهم عبد الله والد الزين عبد الرحمن أبي الشمس محمد سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة وثماني مائة ثم قرأ على والده صحيح مسلم في رمضان سنة سبع وعشرين "ووصفه بالفقيه الفاضل الكامل ثم على المحب المطري الشفا في الأشهر الثلاثة من سنة تسع وثلاثين ثم صحيح مسلم في الأشهر الثلاثة من سنة إحدى وأربعين ثم البخاري في سنة سبع وأربعين" ووصفه بالفقيه الصالح العالم العامل ولازم النجم الواسط بن السكاكيني حتى قرأ عليه من أول المنهاج إلى الجراح قراءة بحث وإتقان وتدقيق معنى وإمعان سائلا عما فيه من المشكلات والمسائل الغوامض مع سماعه كذلك من النكاح منه إلى آخر الكتاب ومن أوله إلى الزكاة وجميع الملحة في النحو وتحفة الطالب فيه من تصانيف النجم وكتب له بذلك إجازة صدرها: بجوهرة العلماء السادة ودرة الفضلاء القادة مع وصف قراءته بما تقدم وأذن له إلى درك الحقائق مصارعة كالسيل الجاري في فسيح المجاري أو كالكوكب الساري في فلك الباري ثم أذن له(2/287)
بالإقراء لما قرأه وسمع لما قرأه وسمعه من الفقه والنحو لما علم من جودة فهمه وصدق أمانته وأجاز له سائر مروياته ومصنفاته وما له من نظم ونثر كتخميس البردة وبانت سعاد وأرخ ذلك بذي القعدة سنة سبع وثلاثين وقرأ عليه بخمس سنين الكافية النحوية لابن الحاجب قراءة بحث وإتقان ومعنى وإمعان مع السؤال عما فيها من المشكلات والفهم كما هو الواجب ومطلوب كل طالب ووصفه مع تقدم بالعالم الفاضل ومن محافيظة المنهاجان وألفية النحو ودخل مصر غير مرة ولزم الاشتغال مع سلوكه التقشف والتقنع والعبادة ودرس بدرس مختصر النقاشي بعد أبيه واستمر بعده حتى مات فأخذه أخوه وكذا درس الطلبة وأفاد ومات في سنة أربع وخمسين عن بضع وستين بالمدينة وترك أولادا منهم حسن وكان فاضلا وزينب تزوجها ابن عمها الزين عبد الرحمن المشار إليه.
3046 - علي بن عبد الرحمن بن مشكور نور الدين القرشي: المكي الأصل المدني الشافعي أخو أحمد وحسن وعبد الرحمن وقد ينسب إلى جده قال ابن فرحون: إنه جاز من المناصب أجلها وولي شهادة الحرم ووزارة أمير المدينة وكان من فضلاء الشافعية كاتبا نحريرا فقيها فهما فطنا تبتل في آخر عمره وأقبل على العبادة والورع حتى مات في سنة أربع وأربعين وسبعمائة وخلف أولادا نجباء منهم عبد الرحمن ويوسف.
3047 - علي بن عبد الرحمن بن محمد أبو القسم الأنصاري المطري: المدني أخو أبو حامد محمد الآتي سمع بقراءته على الزين العراقي في سنة تسع وثمانين وسبعمائة جزء قصة الشاب بتصنيفه.
3048 - علي بن عبد الرحمن المعاوي الأنصاري: المدني من أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن ابن عمر وعنه مكي بن إبراهيم قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ووثقه أبو زرعة النسابي ويروي أيضا عن جابر وعنه مسلم بن أبي مريم والزهري وهو في التهذيب.
3049 - علي بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي: والد عون وجد إسماعيل بن عون الماضي.
3050 - علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: الهاشمي العلوي المدني الطبيب قال أبو حاتم الرازي: سمعت داود بن عبد الله الجعفري يقول: قال لي لا يعني هذا وكان أبصر الناس بالطب وذكر حكاية.(2/288)
3051 - علي بن عبيد الأنصاري: المدني مولى أبو أسيد الساعدي يروي عنه وعنه ابنه أسيد قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
3052 - علي بن عبيد المدني: في أخيه محمد.
3053 - علي بن عثمان بن عمر زين الدين المدني: سمع في رجب سنة ست وسبعمائة بجامع دمشق على مجاهد الدين سليمان بن لاحق بن سليمان الخباز بقراءة البرزالي جزء ابن زيد الكبير بسماعه له من عبد الوهاب بن رواح بسنده.
3054 - علي بن عثمان الجيرتي: في أبيه.
3055 - علي بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحة: أخو محمد الآتي حارب جماز المستقر في الإمرة بعد محمد أخي صاحب الترجمة وله ذكر في ابن مانع.
3056 - علي بن عنان شيخ الحارة: المعروفة وراء المسجد ذكره ابن صالح.
3057 - علي بن أبي علي القرشي اللهبي: من ذرية أبي لهب يروي عن محمد بن المنكدر وجعفر بن محمد وابن عجلان وابن جريج وغيرهم وعنه بقية وابن أبي فديك وعبد العزيز الأويسي وأبو مصعب وعلي بن بحر القطان ومحمد بن عباد المكي وغيرهم قال البخاري: منكر الحديث وقال النسائي: متروك الحديث وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات وقال الحاكم يروي عن ابن المنكدر أحاديث موضوعة يرويها عنه الثقات وهو في الميزان وضعفاء ابن حبان وضعفه النقاش وابن الجارود والساجي والخطيب وابن السمعاني وقال أبو نعيم: روى عن ابن المنكدر مناكير ولم يرضه أحمد بن حنبل.
3058 - علي بن عمر بن حمزة: الشيخ المسند المحدث نور الدين أبو الحسن القرشي العمري الحراني ثم المدني الحنبلي الفراش والد محمد الآتي سمع على عبيد بن محمد بن عباس الأسعودي وكذا على مونسة خاتون سباعياتها وحدث بها عنه حفيده عبد القادر بن محمد الماضي بل روى عنه الأمين الأقشهري ووصفه ابن سكر بالشيخ المسند المعمر المرحوم ومؤبن سمع منه المحمدين الملقب كل منهما بالضياء بن محمد بن سالم الحضرمي وابن محمد بن سعيد الهندي الحنفي ونقل القطب الحلبي في تاريخه عن كتابه إليه وفاة المحب الطبري كما تقدم.
3059 - علي بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن أحمد بن رؤزبة: النور بن السراج بن الجمال الكازروني الأصل المدني الشافعي الآتي أبوه ولد تقريبا في سنة خمس وستين وثماني مائة بالمدينة وكان ابن نصف سنة(2/289)
حين موت أبيه فنشأ يتيما وسمع علي في سنة سبع وثماني بالمدينة أشياء ولم يلبث أن مات في شوال أو ذي القعدة سنة ثمان وثمانين قال بعض أقربائه عن أربع وعشرين سنة بعد أن مرض أياما بذات الجنب وكان قد لازم التلاوة قبل موته إلى حين مات وعن خاتمة حميدة رحمه الله.
3060 - علي بن عمر بن محمد بن علي بن قتان: الشيخ نور الدين الأسدي القرشي الزبيري العيني نسبة لرأس العين المدني الشافعي والد عمر ومحمد وأحمد وخديجة وعائشة ويعرف بابن القنان بضم القاف ولد في يوم الجمعة منتصف ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة برأس العين وذكر أنه سمع من لفظ البرهان إبراهيم بن داود الآمدي الكتب الستة ومسند أحمد والدارمي والموطأ رواية يحيى بن يحيى بسماعه كذلك من لفظ التقي بن تيمية وأنه تلى بالسبع على محمد بن رسلان الدمشقي وأبي المعالي بن اللبان والشمس العسقلاني وأبي سعيد محمود بن أيوب التبريزي والكمال بن عمر التبريزي وأما أنا فرأيت قراءة علي بن الجزري في سنة ثماني مائة ببرصا من الروم وأجاز له وقدم مكة في سنة سبع وثماني مائة وجاور بها وتردد منها إلى المدينة الشريفة ورأيت بسماعه بها على الزين أبي بكر المراغي بقراءة ابنة أبي الفتح في سنة اثنتي عشرة ووصفه القاري بالشيخ المقرىء ثم انقطع بها أخيرا واشترى بها أملاكا وصار يتردد بينهما فقدرت وفاته بمكة في صبيحة يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثماني مائة وصلي عليه ودفن بالمعلاة.
3061 - علي بن عيسى بن مسعود بن منصور بن يحيى بن يونس: نور الدين بن شارح مسلم القاضي الشرف أبي الروح الحميري الزواوي ثم القاهري المالكي تفقه بأبيه وبالبرهان السفاقسي وأخذ عن البرهان الرشيدي في عدة علوم وسمع أبا حيان والتقي الدلاصي وابن القماح وغيرهم وارتحل إلى دمشق فلقي الحفاظ بها المزي والبرزالي والذهبي وسمع على الحجار وزينب ابنة الكمال ولما حج أبوه في سنة اثنتي وثلاثين ونزل له عن تدريس زاوية المالكية بمصر وصار معيدا عنده فيها حتى مات ثم غلب عليه محبة التصوف وارتحل لزيارة الصالحين فلقي منهم جمعا وظهر عليه سرهم وتكلم على طريقهم وظهرت فضائله وجاور بالمدينة النبوية سنة اثنتين وخمسين وقبلها مرارا ورأى عبد السلام بن سعيد بن غالب الماضي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له قل لابن الزواوي يتكلم غدا فتكلم يوم الجمعة في الروضة بعد العصر وحضر مجلسه العلماء والصلحاء وعاد إلى مصر فمات بها سنة تسع وستين وسبعمائة ذكره شيخنا في درره قال: وهو والد شمس الدين ناظر الأوقاف بمصر.(2/290)
3062 - علي بن فرخوص: أبو الحسن التلمساني المغربي قال ابن فرحون: كان من أجلاء مشايخ الغرب المجولين المسافرين له حال جليل ومقام عظيم ورحلة طاف فيها كثيرا من بلدان المشرق والمغرب واستفاد علوما جليلة من علم الحرف وأسرار الطلاسم والتربيعات وعلم السيرة والكيمياء والروحانيات وجميع ما تؤخذ معرفته تجد عنده منه طرفا جيدا وكان يحكي في مجالسه غرائب ونوادر أن عطف عليه المجاورون وجميع أهل المدينة وكبار الدولة ووزراؤها وعظماء أهل مكة بأجمعها وكان يمشي في طريق الماشي مع جماعة فلا يقطعها إلا في شهر لأن الغرب كلها صارت تعرفه وتحبه وتعزم عليه فكان يجعل سفره وله مناقب جليلة ومحاسن جميلة لا يسع هذا المحل ذكرها وذكره ابن صالح فقال نزيل الحرمين الشريفين وقديم الهجرة فيهما لازم لبس المرقعات في وسطه وعلى أكتافه بمكة وولي مشيخة الرباط الذي بباب إبراهيم فيها ويستخلف عبد الله الهواري وفي كل سنة يجيء من طريق الماشي للزيارة فيقيم أشهرا ثم يرجع في عامة وكان ذا فضائل من علم وطب رأى أخيارا من الصالحين وكبارا من العلماء.
3063 - علي بن قانم: العلاء أبو الحسن ابن شيخ الخدام بالمدينة المحمدي الملكي الظاهري ممن اشتغل وفهم وقرأ علي بالمدينة الشفا والكثير منه بالروضة النبوية وسمع علي جملة من البخاري والشمائل والدلائل بل سمع من لفظي المسلسل وحديث زهير وجملة من القول البديع وأماكن من السنة والموطأ ومسند الشافعي والطحاوي وكنيت له إجازة وصفته فيها بالمجلس الكريم الفاضلي البارعي الأوحدي المحصلي الأصيلي غيرة أقرانه وزين إخوانه المشتغل بأنواع القربات والمقبل على الفضائل التي للخيرات جاليات وقراءته بأنها قراءة حسنة فصيحة جرى فيها مجرى السيل ومال عن الخطأ والتحريف كل الميل وأعرب عن فخر واستغرب كل من شهد ذلك ونوه به في إشادة ذكره كيف لا وقد ركب في حجر السعادة وتوجه للاشتغال والعبادة وتأدب وتهذب زاده الله من فضله وأجمع شمله وهو سبع وثمانين لم يبلغ الثلاثين ولما رجعت إلى القاهرة بل هو بعد موت أبيه كان يتردد لي أحيانا وبلغني تلفته لمشيخة الخدام وتحركه للبذل فيها.
3064 - علي بن ماجد: كان ذا نخل كثير تركه لأولاده يوسف وغيره ذكره ابن صالح.
3065 - علي بن مانع بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني: وقد ينسب لجد أبيه عطية له ذكر في العجل بن عجلان.
3066 - علي بن مبارك الحزامي: وزير طفيل بن منصور كان حيا سنة ست وثلاثين وسبعمائة.(2/291)
3067 - علي بن محمد بن إبراهيم بن العلامة جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد أبو النور أبو الحسن الخجندي: المدني الحنفي أخو إبراهيم وأحمد وغيرهما ويعرف بالخجندي ولد في ليلة الجمعة منتصف رجب سنة اثنتين وأربعين وثماني مائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وألفية النحو وغيرهما وعرض على المحب المطري وفتح الدين بن صالح وغيرهما واشتغل على السيد شيخ الباسطية والشهاب الأبشيطي وارتحل إلى القاهرة فقرأ على الشمس الشرواني المطول وعلى الكافياجي والتقي الحصني في آخرين ولازم الأمين الأقصراي وبرع في العربية والمعنى والبيان وكان غاية في الذكاء له النثر الحسن والنظم الكثير الجيد مات بدمشق في صفر سنة إحدى وسبعين وثماني مائة بعد أبيه بسنة وكان لما بلغته وفاته كتب إلى أهله في مطالعة:
وإن مات والدي الشقيق فإن لي ... دمعا يسيل عليه في الوجنات
ولربما كف الحزين دموعه ... صونا لهمته على الهفوات
خيف الوقيعة قبل فوت وقوعها ... فإذا استقرت خيف ما هو آت
واجتمع هو وسمية الفاضل الفريد ابن بردبك مع شيخهما التقي الحصني ببولاق فلما شاهدوا ما على البحر من الغمام والطل التمس شيخهما النظم في ذلك فقال صاحب الترجمة بديهة:
انظر إلى الطل وقد ألبس البحر ... شعارا سائغا مع دثاره
كأنما حيتانه هيجت ... حربا وهذا الطل منه الغباره
وقال آخر:
بعث الله نيل مصر إلينا ... نعبة تدل علامة
حين وافى علي عليه غياب ... كرسول قد ظللته غمامة
ولما بلغ ذلك والد صاحب الترجمة وهو بالمدينة قال:
أنظر إلى البحر عليه القباب ... كأنه البحر تحت السحاب
لما رأى عشاقه يفتنوا ... بحسنه الفائق أرخى الحجاب
ولما اتفق ان ابن بردبك قال لصاحب الترجمة: قد عملت أحد عشر بيتا وعرضتها على جماعة من شعراء مصر ليزيدوا عليها بيتا فعجزوا لالتزامي رد العجز عن الصبر المتجانسين فسأله إنشادها ففعل فكان الحادي عشر منها:
ما آل قلبي جهدا عن محبته ... حتى ألاقيه في يوم المال له(2/292)
وقد رد العجز وهو المال على الصدر وهو مآل مع تجانسهما فقال: هذا بديهة.
إن كان سآف له قلبي قلى أبدا ... فقطع الله فيه منه سافله
فاستحسن ابن برديك ذلك وقال: هؤلاء عرب ونظمهم طبع ونظمنا تكلفا فلما بلغ ذلك أيضا والده قال:
لو رام قلبي سلوا عنه جاد له ... مني الغرام ولو دمعا لجاد له
ومن نظم صاحب الترجمة في مصر:
إنما مصر بلدة ذات حسن ... كل قلب بحبها مشغوف
وعجيب يهوى الكفيف ثناها ... كيف يهوى وطرفه مكفوف
ومنه مخاطبا للمناوي:
هنيت يا مولاي بالمنصب ... وفزت من عيشك بالأخيب
وأصبحت تأتيك من المشرق ... مآرب النفس ومن مغرب
مما كتبه من الينبوع بعد توجهه من المدينة لأبيه:
بايعت أيامي على كل ما.... ... .... بيعة الرضوان
يا ليتني استثنيت في بيعتي ... فرقة أحبابي وإخوان
ومنه قصيدة:
يا أهل إن فؤادي ... كل يوم يطوف بالشوق سبعا
ما حكى عارض القرافة عندي ... أبدا لا ولا المعظم سلعا
إن عطفتم على المحب بوصل ... ظل يمشي على المواضع يسعى
أقعدتني يد الحوادث عنكم ... سوف تفنى يد الحوادث فدعا
جمع الله شمل كل غريب ... وحبيب مع الأحبة جمعا
3068 - علي بن محمد بن طغج: أبو الحسن بن الأخشيد يأتي في أبيه.
3069 - علي بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مجاهد نور الدين الدماصي: ثم القاهري الشافعي الخطيب بالأزهر وغيره ويعرف بالدماصي ولد في سنة خمس وعشرين وثماني مائة تقريبا بدماص ونشأ بها فحفظ القرآن وخطب ثم قدم القاهرة قريبا من سنة ست وستين وأثبت عدالته عند أبي البركات العراقي ولكنه لم يجلس لذلك بل تصدى لتعليم الأبناء والتأذين بجامع الغمري بل قام به في بعض(2/293)
الأحيان وخطب بشبرا الخيمة وفتى وكذا بجامع الأزهر وحمدت خطابته لتحريه تصحيحها علىالزيني الأيناسي وكاتبه وكان يكثر مراجعته لي في ما يؤديه فيها من الأحاديث إلى أن أشتهر بذلك بل وقرأ علي وعلى سبط شيخنا في البخاري وربما حضر بعض الدروس ولم يترق في غير الخطابة ونزله ابن مزهر في صوفيته ثم حج هو وزوجته لقضاء الفرض مع الموسم ورجع إلى المدينة النبوية للزيارة فانقطعا بها خير بك ولم يلبث أن توعك واستمر إلى أن مات في عشري شوال سنة أربع وثمانين ودفن بالبقيع رحمه الله فقد كان متوددا مغرما بالخطابة بحيث رام الخطابة في المسجدين أو أحدهما فلم يجب
3070 - علي بن محمد بن العفيف عبد السلام بن مزروع: ابن أخي يحيى الآتي وأخو طاهر كان أحد القراء بسبع ابن سلعوس ذكره ابن صالح.
3071 - علي بن محمد بن عبد الوهاب: الإسكندراني ثم المدني ولد بمصر وقدم مع مجموعة عبد الباسط المدينة فنشأ بها وحفظ القرآن وسمع في البخاري على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين وتزوج خديجة ابنة عمر بن زين الدين الأنصاري أخت السيدة نرجس الماضي وأولدها عدة المتأخر منهم محمد والشهاب أحمد مات سنة ستين وثماني مائة عن نحو الثمانين.
3072 - علي بن محمد بن علي بن سليمان المدني الحنفي: الآتي أبوه والماضي جده ويعرف بابن الطحان له ذكر في جده ممن سمع علي بالمدينة ويحضر عند قاضيها وتردد إلى القاهرة مرارا وهو الآن في ربيع الأول سنة اثنتي وتسعمائة بالمدينة.
3073 - علي بن محمد بن علي بن أبي منصور: الجلال أبو الحسن بن الجواد الآتي أبوه كان من الفضلاء البلغاء الكرماء جمع المجد المبارك بن الأثير صاحب جامع الأصول وكان في أول أمره كاتبا بين يديه ديوان رسائله ومنها الجوهر واللآلىء من الإملاء المولوي الفريدي الجلالي وبالغ في أوله في وصفه وتقريظه وتفضيله على من تقدمه من الفصحاء وذكر أنه كان بينه وبين الحيص بيص الشاعر مكاتبات ومما كتب إليه الحيص بيص على يد رجل عليه دين رسالة مختصرة وهي: "الكرم عامر والذكر سائر والعون على الخطوب أكرم ناصر وإغاثة الملهوف من أعظم الذخائر والسلام" وكان الجلال وزير سيف الدين غازي بن قطب الدين وتوفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة بدنيسر وحمل إلى الموصل ثم نقل إلى المدينة ودفن بها في تربة والده.(2/294)
3074 - علي بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمود بن الحسن: القاضي نور الدين أبو الحسن بن القاضي فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أخو حسن ويوسف ولد تقريبا سنة خمس وسبعين وسبعمائة ومات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر عمه القاضي الزين عبد الرحمن وسمع عليه واشتغل بالعلم على الجلال الخجندي ولازمه كثيرا وسمع عليه في سنة سبع وتسعين جزء من حديث العلائي بقراءة أبي بطيح المراغي ووصفه: بالفقيه البارع وكذا قرأ عليه البخاري والنحو على المحب بن هشام وغيره وسمع على الزين المراغي وهو وأخواه على العلم سليمان بن أحمد السقا "الشفا" في سنة خمس وثمانين وقرأ على ابن الجزري مشيخة الفخر وكان إماما عالما بارعا دينا شهما بشوشا جميل الهيئة بارعا في العربية والتفسير ولي قضاء المدينة بعد موت عمه عبد الرحمن في سنة سبع عشرة وثماني مائة واستمر حتى مات في ليلة السبت ثالث عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وعشرين بعلة ذات الجنب عن خمسين سنة أو نحوها ودفن بالبقيع وممن أخذ عنه أخوه وكذا لازمه أبو الفرج بن المراغي في تفسير القرآن وإعرابه وفي قطعة من مباحث الألفية والحاجبية بل قرأ عليه بحثا قطعة كبيرة من الجمل للزجاجي وأجاز له وعرض عليه الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني بل أخذ عنه النحو والصرف والمعاني والبيان وإعراب القرآن بقراءته وقراءة غيره والعربية للقاضي فتح الدين أبو الفتح بن صالح وأيوب بن سليمان المغراوي وآخرون وأجاز للتقي بن فهد وأبيه وبيض له في معجميهما قال الفاسي في ذيل النبلاء: وقد سمع معنا على بعض شيوخنا وكان محمودا عند الناس.
3075 - علي بن محمد بن علي الزين الأنصاري الزرندي: المدني الحنفي ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالمدينة وأخذ الفنون عن الجلال الخجندي وسمع على الجمال الأميوطي وحدث ودرس ومات في سادس عشر ذي الحجة سنة تسع عشرة وثماني مائة مع الذي قبله.
3076 - علي بن محمد بن أبي القسم فرحون بن محمد بن فرحون: الإمام المحدث النور أبو الحسن اليعمري لأبيه الحسني لأمه التونسي الأصل المدني المالكي والد القاضي البرهان إبراهيم الماضي ذكره ابنه في طبقات المالكية فقال: إنه ولد في ليلة الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة سبع وتسعين وستمائة وقرأ بالمدينة القرآن على أبي عبد الله القصري وسمع بها على أبي عبد الله بن حريث خطيب تلمسان والعز يوسف بن حسن الزرندي والجمال المطري وأبي عبد الله بن جابر الرادياشي والزين الطبري والشرف الزبير الأسواني والسراج الدمنهوري وأخذ الفقه(2/295)
والعربية عن والده وسمع عليه الحديث وببيت المقدس على القاضي شرف الدين الحبتي والعلائي وبدمشق على المزي والذهبي وداود بن العطار وابن الحبان والصدر أبي الربيع بن عبد الحكم الغماري المالكي والشمس محمد بن عرب شاه الهمداني والجمال بن الفويرة الحنفي ومن يطول تعداده وكذا أخذ بمصر عن جماعة وبتونس عن أبي علي عمر بن علي بن قداح الهوازي ولقي به القاضي أبا إسحاق بن عبد الرفيع وبفاس عن غير واحد بل أخذ عنه بالمغرب جماعة منهم أبو العباس وكان محدثا متقنا ضابطا عارفا يضبط الحديث وأسماء رجاله ولغته فاضلا في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان مستبحرا في اللغة والآداب مشاركا في الجدل والمنطق أقبل في آخر عمره على الاشتغال في كتب التصوف ولزم الاشتغال بالفقه والعربية في المسجد النبوي مع وجاهة عظيمة عند أمراء المدينة بحيث يقصد بالشفاعة عندهم فلا يردون غالبا وله تآليف مفيدة منها: نزهة النظر ونخبة الفكر في شرح لامية العجم وذيلها له اشتمل على لغة كثيرة وصناعة بديعة وشرح قصيدة عمرو الجني "المشتملة على المديح النبوي والجواب الهادي عن أسئلة الشيخ أبي الهادي" أحد شيوخ القيروان في الطريقة وهي في القرآن والسنة وتحفة الراغبين في اختصار منازل السائرين وشرح حديث أم زرع وقصيدة كعب بن زهير مع تخميسه لها وحواشي على شرح ابن الحاجب لابن عبد السلام تكلم فيها على مالم يتكلم عليه الشارح من المتن مع تعقب على الشارح في أماكن كثيرة انتهى فيه إلى الحج وله في العربية تفانيد مختصرة وشعر كثير في غاية الجودة مات في يوم الجمعة ثالث عشرى جمادي الثاني سنة ست وأربعين وسبعمائة وهو ممن في الدرر لشيخنا وقرأ الدلائل للبيهقي في رمضان سنة خمس وأربعين على السراج الدمنهوري بالروضة والصحيحين على الجمال محمد بن أحمد بن خلف المطري وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم المؤذن وبقراءته سمعهما أبو عبد الله بن مرزوق وكذا سمع ابن مرزوق بقراءته أيضا على العلم القسم البرزالي حين قدومه المدينة أجرا وصف في إجازة لولده ابن جابر الأندلسي فيما كتبه رفيقه أبو جعفر الرعبني عنه: بالشيخ العالم العلم الإمام الأديب البارع اللغوي مجموع الفضائل وذكره أخوه البدر فكناه أبا القسم وجعل سنة مولده سنة ثمان وقال: كان علىكنيته واسمه من العلو والدين مع ما حوى من علمي الفقه والأصول والعربية والحديث واللغة والمعاني والبيان والآداب والمشاركة العظيمة في سائر العلوم حتى بلغ في العلوم الأدبية النهاية إن قلت: لم يكن في زمانه بالمدينة والحجاز من برع براعته ولا ساد سيادته فشهادة حق علمها كل الخلق ممن جل ودق كان يلقي درس الفقه في مختصر ابن الحاجب فيحضره الشيخان الحاحائي وعبد السلام بن غلاب الماضي ذكرهما وهما من الفقه(2/296)
بمكان لم يلحقهما في علمهما وعملهما مثلهما فكانا رفيقان البحث المتين معه فيظهر عليهما بذهن ثاقب وحفظ متين وله تواليف مفيدة في العربية والحديث واللغة والتصوف وديوان كبير في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومدح غيره ويذكره في مجلدات مشتملة على فوائد وغرائب وكان السراج الدمنهوري يقول للطلبة: إذا حضر الفقيه زين الدين فأحضروا معكم الدواة والورق حتى تفيدوا من فوائده ومن أشعاره واستشهاداته فكان كذلك وناهيك بهذا من السراج وكان له ميعاد وعظ بقراءة في كل جمعة بعد الصلاة على كرسي عال بالروضة بصوت حسن وأداء حسن بحيث لا يمل السامع من قراءته بل يتلذذ بإطالته ووعظه من كلام ابن الجوزي في التبصرة فكان بعض الناس يقول: عاش ابن الجوزي للناس وكان هو أول من أتعظ بغيره وانتفع بوعظه فإنه صار يلازم الصيام ويسرده ويقوم من الليل أكثره ورقت نفسه ودرت دمعته كأنه علم بقرب الأجل فبادر للعمل حتى كان يقول والله ندمت على ما أفنيت فيه عمري من الاشتغال بعلم الأدب يا ليته كان في الكتاب والسنة قال: وكان يراني فوق ما يرى الولد الوالد في التعظيم والحياء والإكرام وأما الغيرة علي والانتصار لي والاهتمام بحالي وما يعرض لي من عدو يشنأني فلا يوصف قدرة وبل بالرحمة قبره وأرخه الحسيني في ذيل العبر وكانت ببلوغ الخبر قد اتفق أخوه وأبوه على ووصفه الحسيني بالمحدث المفيد الزاهد وتبعه برجب الزين العراقي في وفياته وقال كان أحد فضلاء المدينة في الحديث وكتب الطباق وسمع على الرضي الطبري في آخرين وحدث وقال المجد: سبق الأقران في علوم العربية والفنون الأدبية وبذ كل مجتهد في العلم معاني وسبقهم في اللغة والنحو والبيان والمعاني مع ما حوى من علم الفقه والأصول وروى من السنن وأحاديث الرسول فصنف وأفاد وألف وجاد ووضع في الحديث والتصوف واللغة جملة من الكتب الجياد وله ديوان شعر أكثره في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأكرمين كان يحضر درسه أكابر الفقهاء المالكية فيثنون على درسه بالثناء الخيار وكل منهم إلى معاودته وحضور درسه يرغب ويميل وله ميعاد وعظة بعد صلاة الجمعة يقعد في الروضة على كرسي عال ويعظ بأداء غريب وصوت مطرب لا يهتدي إلى سامعه الملال وإن أطنب وأطال بل كلما زاد إطنابا زادوا إطرابا وكلما أكثر إغرابا ازداد الحاضرون إعرابا حسن حاله وكلف به كل قلب واجبة وأصبحت كل نفس تهوى وعظه صبة حتى كأنه سلب ابن الجوزي لبه وكان رحمه الله أول من اتعظ بمقاله فصار يجتهد في يسرد الصيام ويقوم اللليل والناس نيام ويتحسر على ما أذهبه في علم الأدب من الأيام ويقول يا ليته صرف العمر أجمع في الكتاب والسنة وأخبار الصحابة الكرام ورأيت بخطه الاكتفاء فرغه في شوال سنة(2/297)
تسع وثلاثين ومن نظمه الذي جعله القصيدة ايدمر بن عبد الله الصاحبي المحيوي التركي في الخلفاء الأربعة:
شرف الرسول ومدحه لا ينفذ ... ولو أن كل الخلق فيهم مسعد
الوهم قصر عن بلوغ صفاته ... وكذا اللسان وإن علا فمقيد
والله لا يحصي فضائله امرؤ ... ولو أنه أبدا لا حمد يحمد
كل الوجود إذا تحقق ناطق ... إن خير العالمين محمد
يا رحمة للعالمين عظيمة ... فيها على جبريل كان لك اليد
وأولها:
كل من الخلفاء غير محلاء ... عن مورد الشرف الذي لا يورد
وختمها بأبيات أولها:
يا أيها الخلفاء حبكم لنا ... دين وعقد ولائكم مستحصد
إني لأرجوكم لنفع عاجل ... ولأجل يوم القيامة يسعد
فعليكم مني السلام ورحمة ... ما اهتز غصن ناعم يتأود
3077 - علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد: النور أبو الحسن بن الشيخ ناصر الدين أبي الفرج بن الجمال الكازروني المدني الشافعي أخو عبد السلام الماضي وذاك أكبر ولد في سنة خمس وستين وثماني مائة أو التي قبلها ونشأ فحفظ القرآن وكتب واشتغل عند السيد السمهودي والشمس البلبيسي وغيرهما وسمع على أبي الفرج المراغي وغيره ولازمني في المجاورة الأولى بطيبة في إسماع أشياء راية ورواية بل قرأ علي المقاصد الحسنة من نسخة كتبها بخطه وكذا كتبه لغيره ومما سمعه مني القول البديع وعلى مسند الشافعي وهو يقظ متميز حسن التعبير جيد الكتابة مع تؤدة وعقل وصفته في إجازته بعد أن قلت أني جمعت له ما سمعه مني وعلي وقرأه بالقلم وشفعت ما ضبطه من نفسه لذلك ليصير به كالعلم: الشيخ الفاضل الكامل الأوحد المسدد الأصيل النبي صلى الله عليه وسلمل المشتغل المحصد البارع الفارع كنز المدرسين حرزة الموسين بغية السلف الصالحين والعلماء المعتمدين فائق أقرانه وسابق المقصر ببيانه ومجيد المسطر ببنائه وبعد مفارقتي له صار يكاتبني حتى مات في يوم الخميس رابع شعبان سنة اثنتين وتسعين عوضه الله الجنة.
3078 - علي بن محمد بن محمد بن محمد: التقي عبد السلام بن الشيخ روزبة النور بن الشمس بن فتح الدين أبي الفتح الكازروني المدني الشافعي أخو أحمد ومحمد المقبول وهم أسباط فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي ويلقب هذا(2/298)
بالمذكور ويعرف كسلفه بابن تقي ممن سمع على جدته فاطمة ومات عن بضع عشرة سنة اثنتين وثمانين وثماني مائة.
3079 - علي بن محمد بن محمد بن يحيى بن سالم: النور أبو الحسن الخشبي المدني الشافعي أخو غانم الآتي وعبد السلام الماضي قال أبو حامد المطري: توفي صاحبنا ورفيقنا في الطلب الفقيه الفاضل الصالح الدين وأشار إليه في سحر ليلة الاثنين ثالث عشر جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وسبعمائة بذات الجنب شهيدا مبطونا ودفن من الغد بالبقيع وكان من عباد الله الصالحين.
3080 - علي بن محمد بن محمد بن يحيى بن سالم: المدني ولد في جمادي الآخرة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ورأيت علي بن محمد الخشبي قرأ في البخاري في سنة سبع وتسعين المحمدون بن عبد الله البهنسي وابن أبي البقاء السبكي وابن إسحاق الأبرقوهي وابن أبي بكر البكريتي وسعيد بن يوسف النووي وغيرهم أجاز للتقي بن فهد وبنيه ومات بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وثلاثين وثماني مائة ويحرر مع الذي قبله.
3081 علي بن محمد بن موسى بن منصور: نور الدين أبو الحسن المحلي المدني الشافعي سبط الزبير الأسواني ووالد أحمد الماضيين ولد في جمادي الأولى سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمصر فيما وجد بخطه ونشأ بالمدينة فسمع بها على سعد الله الأسفرايني "الشفا" "والأربعين" للنووي وعدة من تصانيفه وعلى الشمس الشستري "الشفا" والسيرة للمحب الطبري وعلى محمد بن صالح بن إسماعيل الكناني "جد بيت ابن صالح" "المجالس المكية" للميانشي وغيرهما وعلى الزين أبي بكر بن الحسين المراغي في سنة تسع وسبعين "تاريخ المدينة" له وعلى الجمال الأميوطي صحيح مسلم بفوت والترمذي وبلدانيات السلفي ومجالس البطاقة ومعجم المنذري وعلى البهاء ابن التقي السبكي "شفا السقام" لأبيه - خلا من الباب السادس إلى الفصل الخامس وبمكة على الكمال بن حبيب "مسند الطيالس" ومعجم ابن قانع وأسباب النزول للواحدي ومسند الشافعي "خلا من أوله إلى أعاب الجمعة كما كتبه بخطه" وسنن ابن ماجة وغيرها وعلى الجمال بن عبد المعطي بعض صحيح ابن حبان والتابع والعاشر من "الثقفيات" ومشيخة القاسمي أبي بكر الأنصاري وغيرها وعلى القاضي أبي الفضل النويري "الاكتفاء للكلاعي" وعلى الأمين بن سماع "الشفا" ودخل القاهرة فسمع بها على البهاء بن خليل اختلاف الحديث للشافعي والسفينة الجرايدية والثاني من أمالي المحامل وفضل الرومي للقرائب وجزء هلال الحفار والمائة التشريحية وجزء المحزمي والمروزي وجزء القرار والمجالس المكية للميانشي ومسلسلات ابن أبي(2/299)
عصرون وجزء محمد بن عاصم وجزء محمد بن يعقوب الأصم ونسخة وكيع وغيرها من الجراوي قطعة من المعجم الأوسط للطبراني وفضل الخيل للدمياطي وغيرها ومن أبي الفرج بن القاري بعض الدارمي وجزء ابن الطلاية وثاني سعدون والصمت لابن أبي الدنيا وغيرها ومن الجمال عبد الله الباجي بعض البخاري وقطعة من المعجم الكبير للطبراني وجزء علي بن حرب وتاسع الثقفيات وأول مشيخة ابن النعال وغيرها ومن الشمس بن الخشاب بعض البخاري ومجلس البطاقة ومن الشهاب أحمد بن الحسن الرهاوي المائة التشريحية ومشيخة إبراهيم بن خليل وجزء طلحة وفضل الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم لإسماعيل القاضي وغيرها ومن جويرية الهكارية بعض مسند الحميدي وبعض الدارمي وغيرهما ومن خليل بن طرنطاي الصحيحين ومن التقي البغدادي بعض البخاري ومن العراقي والهيثمي والحلاوي والتقي بن حامد ومحمد بن أحمد بن صيفي القزولي وأبو البقاء السبكي وعبد الله بن علي بن المعين ومحمد بن حسب الله بن خليل والشريف بن كويك في آخرين وقرأ على البدر الزركشي في مجالس آخرها ثاني شوال سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة مصنفة الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل المحصل الأصيل الرحال أبو الحسن وأجاز له الشهاب الأزرعي وابن كثير وابن الهيل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وحسين بن حبيب ومحمد بن عبد الله بن عبد الباقي ومحمد بن عبد الله الصفوي ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة وغيرهم يجمعهم مشيخته لصاحبنا النجم بن فهد وقال: إنه لم يخلف ببلد الحجاز أسند منه وحدث سمع منه الأئمة وممن سمع منه أبو الفتح المراغي والتقي بن فهد وأولاده ورأيت بخطه أشياء من مجاميع وغيرها ومات في ثالث شوال سنة ثمان وثلاثين وثماني مائة بالمدينة النبوية من مجاميع وغيرها ومات في ثالث شوال سنة ثمان وثلاثين وثماني مائة بالمدينة النبوية وصلي عليه بالروضة ودفن بالبقيع رحمه الله وهو في أنباء شيخنا باختصار.
3082 - علي بن محمد بن يحيى البغدادي اليماني: نزيل مكة ومن زادت إقامته بها على أربعين سنة أجاز له في سنة ثماني مائة إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي والأحمدون "ابن أقبرص وابن علي بن عبد الحق وابن محمد بن عبد الغالب الماكسيني" والعمران بن محمد البالسي وابن محمد بن أحمد بن عبد الهادي والمحب بن منيع وآخرون وكان صالحا مجمعا على محبته لمزيد تودده وإنصافه وإيناسه وسخائه مع كثرة العبادة من الصيام والقيام والتلاوة ومداومة الاعتمار في الأشهر الثلاثة كل يوم مرتين وزائد الورع والاحتمال ومزيد إكرامه لأهل الحرمين بحيث يكون يوم دخوله لهم كالعبد وأول زيارته كانت صحبة الشيخ عمر العرابي من طريق الماشي وما كان قوتهما إلا ورق الشجر وكان كثير الإحسان إلى الشيخ عمر بل هو السبب في نقلته(2/300)
من اليمن إلى مكة وصحبتهما من حين الشبوبية وندبه الشيخ عمر لشراء رباط التمسه منه ففعل وصار مشتهرا به إلى غير ذلك مما قام به من الفتوحات كعمارة من هدم من مسجد الخيف وبناء بير في طريق الماشي كانت ولم يزل في ارتقاء بحيث تزايد اعتقاد ملوك اليمن وشرفاء منيعا ومكة بل أمراء مصر وصاحب المغرب أبي فارس بحيث كان يرسل له كل عام مبلغا للتمارستان وكان صاحب مكة الشريف حسن بن عجلان زائد الإجلال له ويقول: ما رأيت في المشايخ أعرف بأحوال الطوائف على اختلاف طبقاتهم مات في شوال سنة إحدى وثلاثين وثماني مائة بمكة ودفن بالشبيكة بوصية منه.
3083 - علي بن محمد أبو الحسن الحجار الفراش والوقاد بالحرم النبوي: أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق ذكره في مشيخته فقال: معمر صالح سمع من غازي الحلاوي الغيلانيات.
3084 - علي بن محمد الخشبي: مضى فيمن جده محمد بن يحيى بن سالم.
3085 - علي بن محمد القطان: أظنه من البيت الشهير بالمدينة فقد رأيته فيمن سمع سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الموطأ على البرهان بن فرحون.
3086 - علي بن مردوايح بن اسفهسلار: أبوالحسن الطبري كان حسن السيرة والهدى له وقوف على الأخلاق والآداب الجميلة وتخلق بها ورافق الإمام محمد بن أبي سعد الوزان مدة ولازمه سفرا وحضرا وحج كثيرا وجاور بمكة والمدينة وسمع الحديث بقزوين والري وغيرهما وسمع منه في آخر عمره وكانت قد مرت عليه رياضات ومجاهدات وانفتح عليه في خلالها الكلمات الدقيقة ثم ذهب عنه ذكره الرافعي هكذا في تاريخ قزوين.
3087 - علي بن مسيعيد: أبو سعد ذكره ابن صالح فيمن رآه من الشرفاء الشغوب عند المدرسة الشهابية.
3088 - علي بن مشكور: هو ابن عبد الرحمن بن مشكور مضى ذكره ابن فرحون مجردا.
3089 - علي بن مطرف نور الدين شيخ العمريين: كان يجلس وعن يمينه ويساره أكابر العمريين وشيوخهم قتل شهيدا مخنوقا في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بالمدينة في قصة طويلة ودفن بالبقيع ذكره ابن فرحون وقال إنه كان بالمدينة جماعة من العمريين ينتسبون لعمر بن الخطاب ومنهم جماعة كثيرون لهم شوكة وحرمة(2/301)
وكلمة نافذة وهم أهل حشمة وخول وعبيد وأتباع وأملاك عظيمة بالمدينة وكانوا نصرة لأهل السنة مختلطين بالمجاورين والخدام حسنة زمانهم وزينة وقتهم وكان الجمال المطري بهم خصيصا وله ذكر في أحمد الشاذلي.
3090 - علي بن معبد المصري ثم المدني: ويعرف بالقدس المؤذن خال محمد بن يوسف المصري الآتي وجد أولاده لأمهم قال ابن فرحون: كان ملازما لوظيفتي الآذان والإقامة شتاء وصيفا لا يغيب لا في الموسم ولا في غيره وإن غاب الناس بل كان لا يفارق ذكر الإقامة مدة حياته فإن حضر أصحاب التوبة وإلا قام عنهم ويبيت ليلة نوبته بالمدرسة الشهابية وفي أيام الصيف لا يخرج مع عياله إلى نخلهم بل يقيم هو في المدينة رغبة في الجماعة كل ذلك مع حسن الخلق والديانة والصيانة وقلة الكلام في أعراض الناس وهو في ذلك في ذروة العلا والمقام الأسنى ورزق أولادا ذكورا وإناثا مباركين مؤدبين ولكنه لم يكن مهتبلا بحالهم ولا يهمه أمرهم بل هو مشتغل بنفسه وبالقيام بوظائفه مع التقشف في ملبسه وحاله كله وكان قدومه المدينة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ورغبة ابن أخته محمد بن يوسف في الإقامة بها وزين له ذلك فأقام معه وسعى له في الآذان فأذن له فكان يؤذن إحسانا ثم شغرت وظيفة ابن الحسيني فتولى مكانه وكان صاحب الترجمة قديم الهجرة في المدينة من قدماء المجاورين صحب جماعة من الصالحين الأخيار وخدمهم ونال من بركاتهم وكان يحكي من أخبارهم وأحوالهم ليتأسى به وينتفع به من اختل عليه حاله وصدى من الغفلة قلبه مات في سنة اثنين وستين وسبعمائة وقد قارب الثمانين.
3091 - علي بن معلي القرشي العمري: والد أحمد الماضي كان حسن الهيبة ذا شيبة قاله ابن صالح.
3092 - علي بن مقدم بن قزح: أبو الحسن المدني سمع عليه العفيف المطري جزءه في سنة سبع وعشرين وسبعمائة بدار الحديث النورية من دمشق.
3093 - علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: أبو الحسن الهاشمي الرضي روى عن أبيه وعمومته إسماعيل وعبد الله وإسحاق وعلي بن جعفر وعبيد الله بن أرطأة بن المنذر وعبد الرحمن بن أبي الموالي وعنه ابنه محمد وآدم بن أبي أياس ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن رافع القشيري وأبو عثمان المازني النحوي وأبو الصلط عبد السلام بن صالح الهروي والمأمون بن الرشيد وآخرون عقد له المأمون وليس الناس الحضرة في أيامه سئل وسئل يكلف الله العباد ما لا يطيقون قال: هو أعدل من ذلك قال يستطيعون أن يفعلوا ما(2/302)
يريدون قال: هم أعجز من ذلك وقال الحاكم في تاريخ ميسابور: أشخصه المأمون من المدينة إلى البصرة ثم إلى الأهواز ثم إلى فارس ثم إلى نيسابور إلى أن أخرجه إليه إلى مرو وكان ما كان من قصة استخلافه إلى أن قال: وكان يفتي في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة واستشهد بسند أباد من طرطوس لتسع بقين من رمضان سنة ثلاث ومائتين عن تسع وأربعين سنة وستة أشهر وقيل في صفر وحكي أن العلم الآية أبا بكر بن خزيمة وعديلة أبا علي الثقفي في جماعة من المشايخ توجهوا لزيارة قبره بطوس فكان من تعظيم ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتصرعه عندها ما تحيرنا منه وقال أبو سعد بن السمعاني: قال ابن حبان يروي عن أبيه العجائب كأنه كان يخطىء قولهم ومات في آخر يوم من صفر وقد سم في ماء الرمان وسقي وأورد له ابن حبان عدة أحاديث من نسخة مفردة وقال النباتي: حق لمن يروي مثلها أن يترك ويحذر ثم قال السمعاني: والخلل فيها من رواتها فإنه ما روى عنه إلا متروك وكان الرضي من أهل العلم والفضل مع شرف النسب وهو في التهذيب.
3094 - علي بن ميمون اليوفيلي الفراش: والد يوسف كان ولده على طريقته وسلامة باطنه وقلة شره قاله ابن فرحون.
3095 - علي بن ميمون المدني: عن القسم بن محمد روى أحاديث موضوعة قاله في الميزان.
3096 - علي بن أبي النضر الوزير: قال ابن صالح: كان أخي في القراءات على أبي عبد الله القصري وحذره هو وغيره من طلبة عن الولايات فكأنه كان إشارة لدخوله فيها وكان بعد دخوله يندم.
3097 - علي بن ودي بن جماز قتل في معركة سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
3098 - علي بن يحيى بن خلاد بن رافع: أبو الحسن الأنصاري الزرقي المدني من أهلها يروي عن أبيه وعم أبيه رفاعة بن رافع وعنه ابنه يحيى وابن إسحاق وابن عجلان وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر ومحمد بن عمرو بن علقمة وداود بن قيس الفران ونعيم المجمر وهو أكبر منه وثقه ابن معين والنسائي وابن البرقي والدارقطني وابن حبان في ثقاته وقال: مات سنة تسع وعشرين ومائة وهو في التهذيب.
3099 - علي بن النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون: أبو الحسن بن أبي خيفة المغربي القيرواني الإسماعيلي نزيل القاهرة وقاضي الحرمين(2/303)
وغيرهما من الإمامية سيأتي ذكره في أخيه محمد وإنه ولي الديار المصرية والشامية والحرمين وغيرهما حتى مات في رجب سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ودفن في داره بالحمراء وهو في رفع الأمر ومولده في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بالمغرب وكان فتيا في عدة علوم منها علم القضاء والقيام به بوقار وسكينة وعلم الفقه والعربية والأدبية والشعر وأيام الناس شاعرا مجيدا في الطبقة العليا ومن نظمه:
رب خود عرفت في عرفات ... سلبتني بحسنها حسنات
حرمت حين أحرمت نوم عيني ... واستباحت حشايا باللحظات
وأفاضت مع الحجيج ففاضت ... من دموعي سوابق العبرات
ولقد أدرمت على القلب جمرا ... محرقا إذا مشت إلى الجمرات
لم أتل من منى منى النفس حتى ... خفت بالخيف أن تكون وفاتي
أشرك العزيز العبيدي بينه وبين أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الزهلي قاضي مصر في الحكم فلما تعطل سفر أبي طاهر فوض له المعز القضاء مستقلا في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة وكان في سجله القضاء بالديار المصرية والشامية والحرمين والمغرب وجميع مملكة المعز والخطاب والإمامة والعيار في الذهب والفضة والموازين والمكاييل واستمر على أحكامه وافر الحرمة عند العزيز حتى مات وصلى عليه العزيز وأقامت مصر ثمانية عشر يوما بدون قاض لأن أخاه محمد بن نعمان كان مريضا.
3100 - علي بن الحيوي بن الشمس: محمد بن تقي الكازروني المدني أخو أحمد الماضي والآتي أبوهما له ذكر فيهما.
3101 - علي بن يحيى: نور الدين صاحب الرباط الشهير والسقايا التي على باب السلام وله عليها من النخل أوقاف وكان يتحبب إلى المجاورين والخدام فيخدمهم ويقضي حوائجهم وحكى الجمال المطري: أن الشرفاء لما اقتسموا المدينة في زعمهم لينهبوها وأرجفوا بالناس وأشاعوا أنهم يغلقون أبواب الحرم بعد صلاة الصبح على الناس ويعقبون على بيوتهم فينهبونها وأنهم يقتلون بالحرم من الناس فاستعد المجاورون والخدام لذلك فقام صاحب الترجمة يوما بعد صلاة الصبح وصاح بأعلى صوته: يا أيها الناس الفتنة خامدة لعن الله مثيرها كرر ذلك مرارا واستمر يسكن الفتنة وساعده أشياخ مثله في حلمه وعقله حت سكنت وكان وزيرا للأمير منصور لا يخرج عن رأيه وربما استخلفه على المدينة لوثور بعقله وحسن رأيه وسياسته للأمور مات في سنة سبع وعشرين وسبعمائة قاله ابن فرحون.(2/304)
3102 - علي بن يوسف بن إبراهيم البنا: شهد في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
3103 - علي بن يوسف بن الحسين بن محمد بن محمود بن الحسن: أو عبد الله القاضي نور الدين أبو الحسن بن العز أبي المظفر الأنصاري الزرندي الحنفي أخو محمد وأحمد ولد بالمدينة في شهور سنة ثلاث وسبعمائة وقال شيخنا في درره: إنه ولد سنة عشرة أو قبلها وقيده بعضهم سنة ثمان وسمع بها من أبي عبد الله بن حريث وأبي عبد الله محمد بن علي بن يحيى الغرناطي والزبير علي الأسواني وأبي عبد الله الوادياشي ومما سمعه عليه الموطأ والجمال محمد بن أحمد المطري وكافور الخضري سمع عليهما في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة تاريخ المدينة لابن النجار واسماعيل التفليسي وابن شاهين الجبيش وكان قد حفظ الربع الوجيز في الفقه على مذهب الشافعي ثم تحول حنفيا وتفقه على مذهب الحنفية ونظر في الآداب وشارك في القضاء وطلب الحديث وسمع بدمشق والقاهرة وبغداد ودخل خوارزم وغيرها وشارك في الفضائل ورأيته صحح نسخة بالبخاري في سنة ثمان وستين وسبعمائة ونقح حواشيها وولى قضاء الحنفية والتدريس بها والحسبة في سنة ست وأربعين أيام الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور وامتدحه بقصيدة أولها:
سلا من سلاني والفؤاد له ... عسى يقرن الحسن إلى وجهه الحسن
وكان سيفا لأهل السنة قامعا البدعة وهو أول قضاة الحنفية بالمدينة قال ابن حبيب: حدث بحلب "بالشفا" عن الزبير وله مقاومة بديعة في المفاخرة بين مكة والمدينة قرأت عليه بحلب في رجب سنة وفاته قلت: وسماها المرور بين العلمين في مفاخرة الحرمين قرظها الأكابر للأدب والعلماء وهم البرهان القيراطي والشرف بن قاضي الجبل والشهاب بن أبي حجلة والشهاب أبو جعفر الرعيني والإمام شيخ القراء أسعد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن الحاج محمد الشيرازي - الملقب جلال والبدر الحسن بن عمر بن حبيب والشرف الحسين بن سليمان بن الريان الطائي والشهاب الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين أبو الركب الموسوي الحسيني والبهاء عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل النحوي والسراجان "الهندي والبلقيني" وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي والشمس أبو الفضائل محمد بن علي بن محمد الأربلي ابن الخطيب والجمال محمد بن محمد بن محمد بن نباتة والمجد البغوي وناصر الدين محمد بن الشرف يعقوب صاحب ديوان الإنشاء والشمس الكرماني "الشارح" والشمس بن الصائغ الحنفي وأودعت تقاريظهم في تاريخ الكبير ومات بالمدينة في سابع أو ثامن(2/305)
ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وجزم بعضهم بيوم الأحد ثامن ذي الحجة بالمدينة ودفن بالبقيع بل أرخه أبو حامد بن المطري وغيره في ظهر يوم الجمعة سادس ذي الحجة وصفه بالشيخ الإمام العلامة المحدث قاضي قضاة الحنفية وهو ممن ذكره شيخنا في درره ببعض ما تقدم والولي العراقي في وفياته وغيرهما وقال التقي الكرماني فيما قرأته بخطه قدم علينا سنة نيف وسبعين فأقام سنة وسمعنا عليه "يعني في سنة اثنتين وسبعين" سنة وفاته بقراءة سعد بن محمد الحنفي الحديث وكان يحضر مجلس والدي ثم رجع إلى المدينة ولم يزل مقيما بها حتى مات وأظنه جاز السبعين وكان شيخ الحديث واللغة وأنجب أولادا ولوا قضاء الحنفية بالمدينة انتهى وسمعها منه الكمال أبو البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين ظهيرة وخالد الخطيب الكمال أبو الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة وغيرهما وقرأ عليه الشمس محمد بن الصائغ البخاري بمصر وأسعد بن محمد الحنفي ببغداد وسمع عليه بقراءاته التقي الكرماني وممن أخذ عنه الجلال الخجندي سمع عليه مسند الطيالسي وبعض الصحيحين والترمذي وابن ماجة ومن لفظه جميع مكارم الأخلاق للطبراني ومفاخرة الحرمين له وقال: إنه أدرك المشايخ بالحجاز ومصر والشام والعراق وخراسان وخوارزم وزوجه الشيخ ابنته عائشة واستولدها وكذا سمع عليه الجمال الكازروني المجلس الأخير "من ابن ماجة" في سنة إحدى وسبعين بروايته له عن العفيف محمد أبي عبد الله محمد بن عبد المحسن ابن الدواليبي إجازة عن عجيبة الباقدراية عن أبي زرعة وروى عنه بالإجازة أبو الحسن بن سلامة ومن نظمه البديع قصيدة طويلة يتشوق فيها إلى المدينة حين خرج إلى اليمن أولها:
هب إذا هب شمال وصبا ... من كراء الصب شوقا وصبا
صب دمعا فرجا في صبه ... فرجا فازداد منه وصبا
شاقه ذكرى ليال سلفت ... بلذ يد العيش أيام الصبا
يا رعي الله ليلات مضت ... مع من نهوى ودهرا أخصبا
حين لا نخش من الواشي وقد ... غفلت عنا عيون الرقبا
من لمن قد بات عنه ألفه ... وعن الأحباب رغما غيبا
يرقب أحبابه إذ غربا ... أي من شرق ممن غربا
وكذا من أبياته مما كتبه في محمد بن عثمان بن أخضر إما من التاريخ الكبير أو غيره وقال ابن فرحون: إنه حاز من العلوم ما لم يحزه أخواه وانفرد اليوم باللغة والحديث ورجاله وولي الحكم والحسبة بدون سعي الله إليه لما علم من حاجة الخلق إليه فقام بهما أحسن قيام ونرجو له من الله الزيادة والتمام فإنه سيف لأهل السنة(2/306)
دامغ للبدعة وقرأ مرسوماه بالوظيفتين في يوم واحد على مكة المؤذنين بعد صلاة الجمعة وذاك أول سنة سبع وستين وله التصانيف الحسنة والدروس المفيدة متع الله المسلمين ببقائه وطول المجد ترجمته فقال: كان من أفاضل الدهر وأماثل العلماء وأوحد الزمان وفريد الأقران الراقي مراقي الأعلام بالبنان واللسان والأقلام مع القريحة الوقادة والبصيرة النقادة والجريدة التي بها ساد القادة وقاد السادة تفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة وحوى من الفنون العلم كل نخبة طريفة وألقى بالآخر نزائره على علوم الأحاديث الشريفة وفرع بها من فنون المعالي كل قبة مع نظم مخترع في ارتجاله الأفكار ويسرع في محاله الأفكار ويطلع في عياصة الأنوار ويبتدع في رياضة الأزهار وينشر فضله والفضائل حاله ونجمه في أفق المعالي عال ومصنفات بروق الطالبين ومؤلفات تسوق المستفيدين ودروس أحيت علم النعمان بعدما درس وفوائد ما في قلوب الطلاب من العلم ما غرس ولي عام سبع وستين وسبعمائة وظيفتي الحكم والحسبة ولما كان أنصاريا قام بنصر سنة المصطفى قياما صحح به نسبة دفع بسيف بأسه البدعة وأهلها وأنه ببركة سميه المرتضى قدمت خلائق الخلائق حزنها وسهلها وإن لم يكن سمي بالملة الحنفية فمن لها وكان له إلى الديار المصرية ترداد ووفادة كلما تكررت جعلت واتفق له في عام أحد وسبعين دخول العراق وأقام مدة ببغداد وافى بأسماع الحديث ما دثر من عالمه وباد وأجاد وأفاد وأبدا وأعاد ورفع أركان السنة وأساد وتلقى بالإكرام والأمجاد وحسن الإصدار والإيراد وبعد إكمال عامه رجع إلى وطنه ومقامه وفي الحجة عام ثلاث وسبعين عقب صدوره من مصر أدركه الأجل المحتوم وظهر له الأمد المكتوم وأعقب أولادا كراما كل منهم بلغ من الفضل مراما أنشدني رحمه الله من شعره من قصيدة طويلة:
أشتاق قربك والليالي تبعد ... وأروم عطفك والزمان ينكد
ما غير الهجر المقيم ولا الجفا ... ما كنت من حسن المود تعهد
إن كان في تلفي رضاك فإنني ... أهوى هواك وأبتغي ما يقصد
أعلمت أن السقم بعدك لم يدع ... لي.........
ومن العجائب أنني لك سائل ... والدمع مني سائل متبدد
3104 - علي بن يوسف بن عزيز المدني الإمامي: وعنه الأقشهري كيفية في السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه بالقاضي المشاور صفي الأشراف صفي الدين وقال: أصلح الله سريرته كما أصلح علانيته وإنه أملاها عليه بالحرم الشريف المدني من لفظه وذكره ابن صالح فقال: كان فقيها ذا جاه ومال ودربة(2/307)
ودرية حسن الملتقى والهيئة بشوشا قاضيا لحاجة سائله من أهل السنة معظما عند أهل المدينة المجاورين وغيرهما حاكما يرجع إليه الوالي في الصلح بين الناس.
3105 - علي بن يوسف بن محمد بن علي: النور الأنصاري الزرندي المدني الحنفي والد أبي الفرج محمد وأخو ولد في جمادي الثاني سنة تسع وعشرين وثماني مائة بالمدينة ونشأ بها وسمع على أبي الفتح المراغي ودخل مصر غير مرة وكان ينزل عند الأمين الأقصراي ويحضر دروسه ولي حسبة المدينة بسعاية عمر بن عبد العزيز بن بدر السابقي كاتب الحرم عوضا عن قريبه قاضي الحنفية علي بن سعيد "الماضي" ثم صرف عن قرب به وكان ذا حديقتين سقويتين واحدة تسمى العليقة بقبا والأخرى تسمى البقع بالعوالي اشترى نصفها إبراهيم الخجندي إمام الحنفية وصهره إبراهيم الريس ثم صار ما لثانيهما وهو الربع مضافا للنصف الثاني الخدام شاهين الجمالي ومات في سنة اثنتين وتسعين.
3106 - علي بن يونس الليثي المدني: عن ملك روى سعيد بن إسحاق عنه قوله: كنت جالسا عند ملك إذ جاء ابن عيينة فذكر حكاية باطلة وليس في سندها من ينظر في أمره سواء والراوي عنه سعيد بن إسحاق "هو صاحب سحنون" كما رويناه منسوبا في مشيخة أبي الغنايم الزيني وأما من ابن عيينة مضاعدا فعلى شرط الصحيح قاله شيخنا في لسانه وأصل الترجمة في الميزان.
3107 - علي نور الدين بن الطحان: ممن سمع على الجمال الكازروني سنة سبعة وثلاثين وثماني مائة في البخاري.
3108 - علي أبو الحسن السلاوي المالكي: أخو محمد ونزيل المدينة قال ابن فرحون: كانا على قدم عظيم في العفة والديانة والانقطاع عن الناس ولهما عقب صالح وكان هذا مشتغلا بالعلم وله محفوظات في فنون من العلم قاله ابن فرحون وقال ابن صالح الشيخ الفقيه: كان قرينا هاجر إلى المدينة وتزوج ولحقه أبوه مع أخوته فمات أبوه بالمدينة وتزوج الأخ الصغير أخت امرأة أخيه وماتا بالبقيع ودفنا عند أبيهما فيه.
3109 - علي أبو الحسن القفصي: قال ابن صالح: شاب صالح هاجر إلى المدينة قبل الستين على قدم العبادة والاجتهاد في الخير وحصل القراءات السبع وحفظ فيها كتاب أبي عبد الله القصري فيها ورجع إلى بلده ونفع الناس هناك واشتاق إلى الحرمين فحج سنة أربع وستين وجاور بمكة التي تليها ثم رجع إلى بلده.
3110 - علي أبو الحسن المدني بن العجمي: ويعرف بالشويكي سمع عن(2/308)
البدر عبد الله بن محمد بن فرحون في سنة اثنتين وستين وسبعمائة البخاري.
3111 - علي أبو محمد اليمني: قال ابن صالح: كان من خيار المجاورين كثير الشفقة على المساكين مديما للتلاوة ارتحل في شيبته إلى بلاد العجم ودخل أصبهان ثم رجع إلى اليمن وتزوج ستيت ابنة يحيى بن مزروع فكانت له على الخير وكان حيا في سنة أربع وعشرين وسبعمائة.
3112 - علي نور الدين الهوى: التاجر تمول جدا توسل حتى اتصل بابنة البرهاني بن عليبة على كره منه ومن ولديه لذلك لعدم سلوكه مسائل الاحتشام وذكره في معاملاته بما لا وآل أمرهم معه إلى اقتدائها منه بخمسمائة دينار فأكثر وسافر إلى المدينة النبوية فكانت منيته بها في سادس عشرى رجب سنة خمس وسبعين وثماني مائة بعد أن أوصى بثلث ما كان معه فيها لجهات معينة من صالح وغيرها كعمارة بعض الربط وعين له الشيخ محمد المرغي وبثلث ما يخلف عنه بالقاهرة أيضا ومن ذلك زيادة على مائتي دينار لأربطة المدينة على يد ابن الزمن وعسى أن ينتفع بذلك سامحه الله.
3113 - علي العلا: المعروف بالقائد أصله من بلاد الشام من جبال عاملة فيما قيل وولي الشرطة بالمدينة النبوية في إمارة ثابت بن نعير سنين ثم أعرض عن ذلك فصار أخوه عز الدين واليا وعالي العلا التجارة فحصل دينا ولاءم غير واحد من التجار ومن أصحاب المؤيد فأعطاه المؤيد ما لا قيل ألفي مثقال لعمارة عين حنين لمكة فعمرها في سنة إحدى وعشرين ثم صار يتعاهد عمارتها بعد ذلك ثم تغير عليه المؤيد ولايم الطاهر ططر فأرسل معه هدية لصاحب اليمن ودخل بها إلى اليمن في تجارة سنة خمس وعشرين بعد موت ططر وأقام باليمن إلى ذي القعدة سنة سبع وعشرين وحج فيها ثم توجه في البحر إلى القاهرة بهدايا وتحف فأدركه أجله بعينونا جزيرة بقرب عيون القصب في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين واستولت الدولة على تركته وكان ينسب وسكن مكة بأهله سنين بعد سكناه بالمدينة ولايم الدولة بمكة وتعزى برمش والبدر الأقصراي فاشتهر ذكره قاله الفاسي في ذيل النبلاء.
3114 - علي الحجار الفراش بالمدينة: ووالد زوجة الشيخ محمد البغدادي الخراز "الآتي" وأحد المقدمين في البنا كان رفيقا لإبراهيم البنا في بناء منارة باب السلام في سنة ست وسبعمائة قال فيه ابن فرحون: كان من الفقراء الجيادي المجردين له برواية وسماع قديم وخدمة للمشايخ الكبار وقد حضر واقعة عكا فأبلى فيها بلاء حسنا وكان يحكي عنها عجبا وحدث بالكبير وكان فيه من الأنس والحكايات(2/309)
المعجبات وأخبار الصالحين ما لا مزيد عليه وكان يحاول التجارة والبناية والحجارة وكل شيء دخل فيه أتقنه وأحكمه ولم أدرك في الفراشين مثله مات في سنة أربعين وسبعمائة وأنجب ذرية صالحين أقرأهم من بعدهم وفيهم من هو مشتغل بالعلم على مذهب أحمد مع الديانة العظيمة والورع والتصوف وكل نسائهم ومن توالد منهم على خير وصلاح وسذاجة.
3115 - علي الخراز: لقد ذكر هو وأخوه محمد في أبي الحسن الخراز.
3116 - علي الدومراني: أكبر خدام الشيخ عبد الله الغماري أحد أصحاب أبي العباس البصير نشأ بناحية دومرية من أعمال فأقام بأنباس مدة لا يضع جنبه بالأرض لا ليلا ولا نهارا وإنما ينام وهو جالس بل أقام سبع سنين لا يشرب منه ماء وجاور بالمدينة النبوية اثنتي عشرة سنة ومات بفرجوط من بلاد الصعيد سنة عشر وسبعمائة وله بها زاوية خلفه فيها ابنه السراج عمر وكان له من الخدام عبد النبي صلى الله عليه وسلم الكبير وعبد النبي صلى الله عليه وسلم الصغير ونور الدين علي بن عرب "المتوفى بالقرافة" ذكره الأنباس في ترجمة البصير.
3117 - علي البرعي: شيخ صالح من أصحاب عمر العرابي كان في طول عمره يتردد بين الحرمين يصلي الجمعة بمكة ثم خرج زائرا في درب الماشي فيصلي الجمعة الأخرى بالمدينة ثم يعود إلى مكة دام هكذا نحو أربعين سنة وله في طريق الماشي عجائب وغرائب وكرامات منها أنه كان له قدح يكلمه إذا نام ويخبره بما يتفق له وفقد قبل موت العرابي بأعوام بين وادي مر ومكة فخرج الفقراء من مكة ثلاثة أيام وهم يدورون عليه في تلك الأودية والشعاب فلم يقفوا له على خبر.
3118 - علي الفراش الحجار: كان يتشبه بالصوفية وله رواية يقصدها وقد عمر ومات وترك بها ولدين محمدا وعبد الله ذكره ابن صلح وينظر مع الذي تقدم وكذا ينظر علي بن محمد الماضي.
3119 - علي القدس المؤذن: أقام بالحرم متطوعا بالآذان سنين ثم استقر ومات عن أولاد خلفوه فيه ذكره ابن صالح.
3120 - علي الهلالي المغربي: سكن المدينة وكان يستأنس بمدافع الآتي على قدم عبادة وتلاوة وخشوع في المواعظ وبكاء كثير وصبر على التقلل والفاقة وارتحل إلى مكة وصار يتردد منها إلى الزيارة ومات بمكة قاله ابن صالح.
3121 - علي الواسطي: كان من الأولياء الملازمين الصوم والتاركين النوم(2/310)
وكان يقيم بالمدينة أو بمكة حتى إذا اشتاق إلى وطنه أخذ ركوته وخرج حتى يأتي أرض العراق فلما يعرضه أحد من الأعراب بل من وجده أكرمه وبلغه إلى حيث يأمن قد عرفته العرب واعتقده آل مهنى اعتقادا عظيما حتى كانوا يصدرون عن رأيه ويتبركون بعصاه وثوبه كان إذا جاء بالمدينة سكن أحد المدرستين الشهابية أو الأزكجية ويخدمه الجمال المطري ويقوم به ويقتصر الشيخ عليه لا يكاد أحد يدنو منه لهيبته في النفوس وحكى الجمال المذكور أنه بعث إلى الناصر يقول له: أنا أضمن لك على الله قضاء ثلاث حوائج إن قضيت لي واحدة وهي إزالة هذا الشباك الذي على الحجرة الشريفة فبلغه ذلك فتوقف ولم يفعل وليته فعل فإن في الشباك المشار إليه قطع جانب من المسجد وتحجير كثير من الروضة وفي كل زمان يجدد ويعمر بما يتقوى به ويتأبد وأدخل فيه قطعة كبيرة لما أزيلت المقصورة وله أنواع من الكرامات لحق بها أهل الولايات مات في حدود الثلاثين وسبعمائة - قاله ابن فرحون وقال المجد: كان من أكابر الصالحين وأخيار الأولياء المتقين مديم الصوم عديم النوم مقيم على طريقة القوم وكان حبل الوقار والسكينة مشغوفا بجوار مكة والمدينة ز وأسطه ونسب من الشرف البادح بواسطه وكان من ديدنه في التجرد وهجيره في التوكل والتفرد أنه إذا اشتاق إلى وطنه وأذن له قصد حبسه وسكنه أخذ عصاه وركوته ودخل البادية جاعلا التوكل عمدته وقدرته ولا نظر ضعفه وقوته وكان لا يعترضه أحد من الأعراب ولا يقابلونه إلا بالطعام والشراب والإكرام والترحاب وكان طوائف العرب يعرفونه ويأنسون بحضوره ورؤيته ويألفونه ويتألمون لفرقته ويتبركون بعصاه وخرقتها وله أنواع من الكرامات والولايات وانجماع إلى أرباب الخصوص والعنايات ووصفه ابن صالح: بالشيخ الصالح الكبير وقال: كان مجتهدا في العبارة عظيم العزلة بحيث يقوم من الصلاة بمجرد التسليم قبل الدعاء ويذهب إلى بيته ومات وهو حاج مع الركب ودفن في بدر عند الشهداء.
3122 – عماد: من شيوخ أهل المدينة كان هو وأخوه عكاشة محترمين أصحاب أصايل ولهما ذكره ذكرهما ابن صالح.
3123 - عمارة بن أكيمة: أبو الوليد الليثي ثم الجندعي من أنفسهم المدني ذكره مسلم في ابن أكيمة بدون تسمية في ثالثة تابعي المدنيين وقيل اسمه عمارا وعمرا وعامر قال الذهبي: المحفوظ عندنا "عمار" وهو جد عمر بن مسلم الذي روى عنه ملك ومحمد بن عمرو بن علقمة وسيأتي وكذا قال ابن حبان في الثقات: يشبه أن يكون المحفوظ أن أسمه "عمار" روى صاحب الترجمة عن أبي هريرة وعن ابن أخي أبي رهم الغفار وعنه الزهري قال أبو حاتم: صحيح الحديث مقبول وقال ابن(2/311)
سعد: توفي في سنة إحدى ومائة عن تسع وسبعين سنة ومنهم من لا يحتج بحديثه ويقول: هو مجهول وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن معين: عمرو بن أكيمة ثقة وقال يعقوب بن شيبة: هو من مشاهير التابعين بالمدينة وقال البزار: ليس مشهورا بالنقل لم يحدث عنه إلا الزهري وقال الحميدي: مجهول وكذا قال البيهقي وقال: اختلفوا في اسمه فقيل: عمارة وقيل: عمار وقال ابن سعد: منهم من لا يحتج به يقول: شيخ مجهول وقال ابن عبد البر: إصغاء سعيد بن المسيب إلى حديثه دليل على جلالته عندهم وكأنه تلقى ذلك من قول ابن نعيم: كفاك قول الزهري: سمعت ابن أكيمة سعيد بن المسيب.
3124 - عمارة بن أبي حسن الأنصاري: المازني المدني روى عن أبيه وعن عمه وعنه ابنه يحيى والزهري قال ابن إسحاق: واسم أبي حسن تميم بن عمر واستعمله علي على المدينة حين خرج إلى العراق وقال ابن عبد البر: عمارة له صحبة وأبوه كان عقبيا بدريا انتهى وذكره ابن منده في الصحابة وروى عن أبي أحمد قال له صحبة عقبى بدري قال شيخنا: وذلك أنه جعل اسم أبي حسن عمارة وكذا فعل أبو القاسم البغوي وابن حبان وهو وهم إنما هو عمارة بن أبي حسن فأبوه حسن هو الذي شهد العقبة وغيرها وابنه عمارة يحتمل أن يكون له رؤية وقال أبو نعيم في الصحابة: في صحبته نظر وكل من ذكره في الصحابة أورد له حديثا من رواية عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن عن أبيه عن جده فالضمير في جده يعود على يحيى فيكون الحديث من رواية يحيى بن عمارة عن جده أبي حسن ويكون من مسند أبي حسن لا من مسند عمارة وكذا عاده ابن منده في ترجمة أبي حسن على الصواب والله أعلم.
3125 - عمارة بن حفص بن عمر بن سعد القرظ بن عائذ: مولى بني مخزوم من أهل المدينة وأخو عمر يروي عن أبيه وعنه عبد الرحمن بن سعيد قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في الميزان وقال: قال البخاري: لا يصح حديثه قلت: وسيأتي عمار بن حفص فما أدري أهو أخ له أو أحدهما تحريف.
3126 - عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام: الماضي أبوه قتلا بالمدينة مع من قتل من أهلها على يد الخارجي أبي حمزة المختار.
3127 - عمارة بن خزيمة بن ثابت: أبو عبد الله أو أبو محمد الأنصاري الأوسي من أهل المدينة من بلحارث ابن كعب يروي عنه أبيه "ذي الشهادتين" وعمه وعثمان بن حنيف وعمرو بن العاص وابن عباس وعنه الزهري ويزيد بن الحصاد(2/312)
وعمر بن خزيمة المزني وأبو جعفر عمير بن يزيد المزني والزهري وثقه النسائي والعجل وابن حبان وقال: مات سنة خمس ومائة عن خمس وسبعين وذكر في التهذيب.
3128 - عمارة بن زياد بن السكن الأنصاري: الأشهلي استشهد بأحد.
3129 - عمارة بن عبد الله بن صياد: أبو أيوب الأنصاري المدني من بني النجار أخو الوليد الآتي وأبوهما هو المختلف في كونه الدجال يروي عن جابر وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار والمدنيين وعنه مالك والضحاك بن عثمان ومحمد بن معن الغفاري ومحمد بن يحيى بن حبان قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث وكان ملك لا يقدم عليه في الفضل أحدا مات في ولاية مروان بن محمد وثقه أيضا ابن حبان وذكر في التهذيب.
3130 - عمارة بن عبد الله بن طعمة المدني: يروي عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وعنه ملك وابن إسحاق ومحمد بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وثقه ابن حبان وذكر في التهذيب
3131 - عمارة بن عبد الله الأنصاري: أحد بني دينار بن النجار من أهل المدينة يروي عن عمار بن مهاجر وعنه يعقوب بن محمد الزهري قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3132 - عمارة بن عثمان بن حنيف الأنصاري: الأوسي المدني يروي عن خزيمة بن ثابت وغيره وعنه ابن جعفر الخطمي قال الذهبي في الميزان: لا يعرف يعني حاله وقال شيخنا: هو معروف النسب لكن لم أر فيه توثيقا وهو في التهذيب.
3133 - عمارة بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان النجار: الأنصاري مدني تابعي ثقة أبو محمد يروي عن أبيه وعنه: يحيي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب وهو يروي أيضا على أبي بن كعب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعنه أبو حازم سليمان بن دينار بن كثير بن أفلح ذكره خليفة في تسمية من ذكر قتل بالحرة سنة ثلاث وستين وقال يعقوب بن محمد: قتل مع ابن الزبير - يعني سنة ثلاث وسبعين.
3134 - عمارة بن غزية بن الحرث بن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن حنسا بن مبذول الأنصاري: من بني مازن بن النجار من أهل المدينة وأمه أم(2/313)
إسماعيل ابنة أبي حبة بن غزية بن عمرو يروي عن أبيه وأبي صالح السمان والشعبي والربيع بن سبرة الجهني ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو بن شعيب والزهري وغيرهم وعنه بكر بن مضر وابن لهيعة وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوردي وبشر بن المفضل وأهل الشام ومصر قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث وثقه أيضا أحمد والعجلي والدارقطني وقال: لم يلحق أنسا ونحوه قول الترمذي: لم يلقه وابن حبان وهو عنده في أتباع التابعين وقال: مات سنة أربعين ومائة وقال ابن معين: صالح وابن حبان: ما بحديثه بأس كان صدوقا والنسائي: ليس به بأس وجازف ابن حزم بضعفه وشذ بحيث قال الذهبي: ما علمت أحدا ضعفه غيره قلت: والعقيلي وإن ذكره في الضعفاء فلم يذكر شيئا يدل على وهنه إنما قال: عن أبي عيينة: جالسه كم من مرة فلم أحفظ عنه شيئا ولذا قال عبد الحق: ضعفه بعض المهاجرين ولم يقل العقيلي فيه شيئا سوى قول ابن عيينة وهذا تغفل منه إذ ظن هذه العبارة لا والله استشهد بالبخاري وخرج له مسلم وذكر في التهذيب.
3135 - عمارة بن فيروز المدني: يروي عن ابن عمر لا يتابع على حديثه قاله العقيلي وهو في الميزان وقال لا يعرف من هو.
3136 - عمار بن إسحاق بن يسار المدني: أخو محمد قال العقيلي: ليس بمشهور بالنقل ولا يتابع على حديثه وهو في الميزان قال: روى عن ابن المنكدر تكلم فيه قال شيخنا: وقاله المخزومي صوابه المخزمي نسبة إلى مخزمة مولاه وقد وجد في نسخة من الميزان على الصواب وفي نقاب ابن حبان عمر بن إسحاق أخو محمد يروي عن المدنيين وعن الدراوردي مات سنة أربع وخمسين ومائتين وسيأتي.
3137 - عمار بن أكيمة: في عمارة.
3138 - عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ: المؤذن عن أباية قال ابن معين: ليس بشيء وقال الذهبي في ميزانه: وذكره ابن حبان في الثقات وقد سبق عمارة وقال شيخنا: فما أدري أهو أخوه أو أحدهما تحريف.
3139 - عمار بن أبي فرود أبو عمر الوحشي: مولى عثمان بن عفان من أهل المدينة يروي عن الزهري وعنه يزيد بن أبي حبيب قال البخاري: لا يتابع على حديثه وقال ابن عدي: ما أقل ماله من الحديث ومقدار ما يرويه لا أعرف له شيئا هكذا وذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء ووثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.(2/314)
3140 - عمار بن محمد بن سعد المدني: حدث عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار تكلم فيه قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: لا يتابع عليه "يعني على حديث له" قاله في الميزان.
3141 - عمار بن ياسر بن عامر بن ملك بن كنانة بن ملك بن قيس بن الحصين أبو اليقظان المذحجي العنسي: مولى بني مخزوم من نجباء الصحابة شهد بدرا والمشاهد كلها وروى عنه ابن عباس وجابر ومحمد بن الحنفية ورز بن خش وهمام بن الحرث وآخرون وقتل بصفين مع علي سنة سبع وثلاثين ويروي عن أبي غادية الجهني بأنه سمعه بالمدينة يقع في عثمان قال: فتوعده بالقتل فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس فحملت عليه فطعنته في ركبته فوقع فقتلته وأوصى أن يدفن في ثيابه وقال: إنه رجل مخاصم وكان قد قطعت أذنه يوم اليمامة وعاش ثلاثا وتسعين سنة وكان لا يركب على سرج على راحلته من الكبر وأمه سمية أول شهيدة في الإسلام طعنها أبو جهل فكان قتلها بحربة ومناقبه كثيرة وهو ممن أخذت داره بالمدينة في جملة ما أخذ لزيادة المسجد وذكر في التهذيب وأول الإصابة وفي ساكني الكوفة بمسلم.
3142 - عمار مولى اليزيد: مدني تابعي ثقة وقال العجلي وينظر عمر ومولى اليزيد.
3143 - عمران بن ثابت القرشي الفهري: قاضي الحرمين له ذكر في عبد الكريم بن يحيى بن عبد الرحمن.
3144 - عمران بن أبي ثابت: مدني حدث عن أبيه عبد العزيز تكلم فيه أبو حاتم الرازي قاله الذهبي في الميزان وأعاده في عمران بن عبد العزيز على الصواب وعبد العزيز أبوه لا ابنه وأبو ثابت كنيته لا كنية أبيه قاله شيخنا.
3145 - عمران بن حصين بن عبيد بن خلف أبو نجيد الخزاعي: صحابي كأبيه وله غزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكون ببلاد قومه ويتردد إلى المدينة ولي قضاء البصرة وبعثه إليهم عمر ليفقههم وكان الحسن البصري يحلف ما قدمها عليهم خير منه ومات بها في ولاية عمر سنة اثنتين وخمسين وأوصى لأمهات أولاده بوصايا وقال أيما امرأة منهن صرخت علي فلا وصية لها ومناقبه شهيرة وهو ممن اعتزل الفتنة وذمها.
3146 - عمران بن ... بن يزيد المدني: عن أبيه عن عائشة وعنه أهل البصرة وثقه ابن حبان وذكر في الميزان.(2/315)
3147 - عمران بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب التيمي القرشي المدني: أخو إسحاق وعيسى ومحمد وموسى ويحيى وأمه جمنة ابنة جحش ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم هو سماه ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبويه وعلي وعنه أبناء أخيه إبراهيم بن ومعاوية بن إسحاق وسعد بن طريف وله وفادة إلا معاوية قال العجلي: تابعي ثقة وكذا وثقه ابن حبان وقال ابن سعد: قد انقرض ولده وذكر في التهذيب وثاني الإصابة.
3148 - عمران بن عبد الخالق السكري: شيخ صالح معتقد متورع كان يتعيش في السوق لعياله ذا شفقة على الفقراء والمساكين ذكره ابن صالح قال: وكان له أخ سكن معه بالمدينة سنة ثم رحل إلى وطنه بالشام في دار له هناك.
3149 - عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن ... أبو ثابت الزهري: وليس هو بعمران بن أبي ثابت كما تقدم يروي عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار وعنه يعقوب بن محمد الزهري وأبومصعب قال أبو أحمد: الحاكم ليس بالقائم وقال أبو حاتم: ليس هو عندي بالمدينة وذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود في الضعفاء وقال ابن عدي: له أحاديث وليست بالكثيرة ولا يروي عنه من أهل المدينة إلا نفر يسير وهو في الميزان.
3150 - عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب المخزومي القرشي: عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه معن وأبو سلمة ويونس بن محمد وإبراهيم بن حماد وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: يعتبر حديثه.
3151 - عمران الأنصاري أبو محمد: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3152 - عمران بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني: يروي عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا؟ وعنه الزهري وأهل المدينة ذكره ابن حبان في ثقاته وذكر في التهذيب ويروي أيضا عن أبي غطفان بن الطريف المزي وعنه عبيد الله بن علي بن أبي رافع - الملقب "عياد" ذكره الزبير بن بكار في أولاد أبان وقال: أمه أم سعيد ابنة عبد الرحمن بن الحرث بن هشام.
3155 - عمران بن أحيجة بن الجلاح بن الحويش بن حججنا: الأنصاري الأوسي المدني قيل إنه عم عبد الرحمن بن أبي ليلى روى عن خزيمة بن ثابت وعنه عبد الله بن علي بن السايب وفي إسناد حديثه اختلاف قال عبد البر في الاستيعاب: ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وسمع من خزيمة قال ابن عبد البر:(2/316)
وهذا لا أدري ما هو لأن أحيجة تزوج سلمى ابنة زيد بن هاشم بن عبد مناف فولدت له عمرا فهو أخو المطلب لأمه هذا قول أهل النسب وإليهم يرجع في مثل هذا ومن المحال أن يروى عن خزيمة من كان في هذا السن والزمن الذي وضعته وعساه أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيجة يسمى عمرا فنسب إلى جده انتهى قال شيخنا: لم ينسبه ابن أبي حاتم وإنما قال: عمر بن أحيجة بن الجلاح الأنصاري فلم يتعين كونه ولد لأحيجة المشهور بل يحتمل أن يكون آخر فقد وقعت لذلك نظائر وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء عمرو بن أحيجة وقال: إنه مخضرم وذكر له شعرا في الحسن بن علي لما خطب عند معمر وإذا ثبت كونه أدرك الجاهلية والإسلام تعين كونه صحابيا إذ لم يمت النبي صلى الله عليه وسلم وفي الأنصار أحد لا يظهر الإسلام فتخرج من ذلك أنه صحابي "وهو في التهذيب".
3154 - عمرو بن أكيمة: في عمارة.
3155 - عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس. أبو منية الضمري صحابي ذكره مسلم في المدنيين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه بنوه جعفر وعبد الله والفضل بن أخيه "الزيرقان" والشعبي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم قال ابن سعد: أسلم حين انصرف المشركون عن أحد وكان شجاعا له إقدام قال محمد بن عمر: كان أول مشهد شهده مسلما ببير معونة فأسرته بنو عامر يومئذ فخر عامر بن الطفيل ناصيته وأطلقه ومات بالمدينة في خلافة معاوية زاد غيره: وله بها دار عند الحكاكين وقال أبو نعيم: إنه مات بعد الستين قال: وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينا وحده فحمل خبيبا من خشبته وقال ابن عبد البر: كان من رجال العرب نجدة وجرأة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه في أموره.
3156 - عمرو بن أم مكتوم: يأتي في الميم من الآباء.
3157 - عمرو بن أياس الأنصاري: من بني سالم بن عوف استشهد بأحد.
3158 - عمرو بن ثابت بن رقين الأنصاري الأشهلي: أخو عمر وابن أخت حذيفة بن اليمان أمه ليلى استشهد بأحد.
3159 - عمرو بن ثابت العتواري: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين, وهو.
3160 - عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن غنم بن سلمة: الأنصاري السلمي شهد العقبة ويقال: إنه شهد بدرا وكان آخر الأنصار إسلاما ولما أراد الخروج إلى أحد استقبل القبلة وقال: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي(2/317)
خائفا فاستشهد يومئذ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن منكم من لو أقسم على الله لأبره منهم عمرو بن الجموح" ولقد رأيته يطأ بعرجته في الجنة ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام "والد جابر وكانا صهرين" في قبر واحد قال الواقدي: وكان زوج هند ابنة عمر وعمة جابر بن عبد الله ولابن منده من حديث أبي قتادة: إن عمر أتى فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه العرجى في الجنة قال: "نعم" قال فقتل يوم أحد وذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره أنه هو الذي سأل عن النفقة فنزلت {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} ووصفه في هذه القصة: بأنه كان شيخا كبيرا وحديثه عند أحمد في الأول من مسند المكيين والمدنيين من طريق أبي منصور مولى الأنصار عنه: "رفعه لا يحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله" ولأبي نعيم في المعرفة من حديث حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر: أو النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سيدكم" – الحديث-, وفيه بل سيدكم عمرو بن الجموح وهو عند خليفة والسراج في تاريخهما: وأبى الشيخ في الأمثال كلهم من هذه الوجه ورواه الوليد بن أبان في السنة والجود له من طريق عمر بن دينار عن جابر وفي رواية لأبي نعيم من طريق عريبة عن ثابت عن أنس: بل سيدكم الأبيض الجعد عمرو ولأبي نعيم من طريق عبد الملك بن جابر: بن عتيك عن جابر مثله ورواه أبو نعيم في سفيان بن عيينة من الجاهلية من حديث ابن المنكدر عن جابر: نحوه وله طرق كثيرة وفي بعضها شعر لبعض الأنصار في بعضه:
سود عمرو بن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أن يسودا
3161 - عمرو بن الحرث بن أبي ضرار بن المصطلق المصطلقي: أخو أم المؤمنين جويرية له صحبة ورواية نزل الكوفة وروى أيضا عن ابن مسعود وزوجته زينب وعنه مولاه دينار وأبو وائل وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وهو صهره وأبو إسحاق السبعي ذكره في التهذيب والإصابة.
3162 - عمرو بن الحرث بن يعقوب بن عبد الله أبو أمية الأنصاري: مولى قيس بن سعد المصري أصله مدني روى عن أبيه وسالم أبي النضر والزهري وعبد ربه ويحيى ابني سعيد الأنصاري وأبي الأسود وهشام بن عروة وعمرو بن شعيب وأبي الزبير وغيرهم وعنه: مجاهد وصالح بن كيسان "وهما أكبر منه" وقتادة وبكير بن الأشج "وهما من شيوخه" وأسامة بن زيد الليثي وأبو وهب وآخرون قال ابن سعد: ثقة إن شاء الله وقال أحمد: ليس فيهم أصح حديثا من الليث وعمرو يقاربه ووثقه ابن معين وجماعة وقال النسائي: يشبه أن يكون المشار إليه بقول مالك الثقة بل قال ابن وهب: سمعت من ثلاثمائة وسبعين شيخا فما رأيت أحفظ منه وقال ابن حبان في(2/318)
الثقات: كان من الحفاظ المتقنين ومن أهل الورع في الدين وقال الساجي صدوق ثقة وقال الذهبي: كان عالم الديار المصرية ومحدثها ومفتيها مع الليث وقال الخطيب: كان قارئا فقيها مفتيا قال ابن صالح: يقولون: إنه ولد سنة تسعين وقيل بعد ذلك واختلف في وفاته فقيل سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين ومائة زاد بعضهم عن ثمان وخمسين وقول الذهبي: مات كهلا ليس بجيد وهو في التهذيب.
3163 - عمرو بن حريث بن عمارة: من بني عذرة عداده في أهل المدينة يروي عن أبيه وعن سعيد المقبري ويزيد بن عبد الله الهزلي وهو والد أبي محمد وليس بعمرو بن حريث المخزومي الصحابي ولكن الظاهر أنه عمرو بن حريث المخزومي المدني الراوي عن ابن عباس وأبي هريرة وعنه مع سعيد المقبري أهل مصر قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3164 - عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: أبو سعيد القرشي المخزومي أخو سعيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومسح برأسه ودعى له بالبركة في صفقته وبيعه وخط له دارا بالمدينة وكان ابن اثنتي عشر سنة حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم فيما قيل: ثم نزل الكوفة وابتنى بها دارا وسكنها وولد له بها فكان أول قرشي اتخذ بالكوفة دارا وكان له فيها قدر وشرف وولي إمارتها لبني أمية وكان من أغنى أهلها وبها مات سنة خمس وثمانين وهو ممن شهد القادسية وأبلى فيها وله أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر الصديق وعمر وعلي وغيرهم من الصحابة وعنه ابنه جعفر والحسن البصري خرج له الجماعة وهو في التهذيب ثم الفاسي وحديثه عند أبي داود من جهة خليفة المخزومي الكوفي عن مولاه عمر وصاحب الترجمة قال: خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة وقال الذهبي: إنه حديث منكر فعمرو يصغر عن ذلك مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين أو نحوها قال شيخنا: وهذا يلقنه الذهبي من أبي الحسن بن القطان وأنه ضعف هذا الحديث تهيئا لما تعقبه على عبد الحق وأعله بأن خليفة مجهول الحال.
3165 - عمرو بن حريث المخزومي:المدني في الذي قبله.
3166 - عمرو بن حزم بن زيد بن لوزان: أبو الضحا وابو محمد الخرزجي الأنصاري ذكره مسلم في المدنيين وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه ابنه محمد وامرأته سودة ابنة حارثة وزياد بن نعيم الحضرمي وآخرون شهد الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران وهو ابن سبع عشرة سنة مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع وخمسين قال أبو نعيم في خلافة عمر بالمدينة وهو في التهذيب.(2/319)
3167 - عمرو بن خزيمة أبو حزيمة: من أهل المدينة يروي عن عمارة بن خزيمة وعنه هشام بن عروة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في التهذيب.
3168 - عمرو بن رافع القرشي العدوي: مولى عمر مدني يروي عن حفصة ابنة عمر وعنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وزيد بن أسلم قاله ابن حبان في ثانية ثقاته ووثقه هو والعجلي وذكر في التهذيب.
3169 - عمرو بن رافع: مولى أم المؤمنين حفصة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المؤمنين.
3170 - عمرو بن زائدة: في ابن أم مكتوم.
3171 - عمرو بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب: القرشي الأسدي وأمه أم خالد ابنة خالد بن سعيد بن العاص الأموية وهو أخو عبد الله سمع أباه وأخاه ولا نعلم له رواية وله وفادة على معاوية وابنه وكان بينه وبين أخيه خصومة بحيث إن يزيد لما كتب إلى عمرو بن كليب أن يوجه إلى أخيه جندا سأل من أعدى الناس له فقيل أخوه هذا فولاه شرطة المدينة فضرب ناسا من قريش والأنصار بالسياط وقال هو لا شيعته "يعني أخاه" ثم توجه في ألف من أهل الشام إلى قتاله ونزل بذي طوى فأتاه الناس يسلمون عليه فقال: جئت لأن يعطي أخي الطاعة ليزيد وبتر قسمة فإن أبى قاتلته "في قصة طويلة" فيها أن عبد الله اقتص منه من بعض من آذاه بالمدينة وكان ممن جلده مائة مصعب بن عبد الرحمن فأمر به عبد الله فاقتص منه "فكان سبب موته وطرح في شعب الحيف" وهو الموضع الذي طلب فيه عبد الله بعد ولما ولي يزيد بن معاوية المدينة عمرا بن سعيد الأشرف استعمل عمرا هذا على شرطته لكونه مبغضا في أخي نفسه عبد الله فأرسل عمرو إلى نفر من أهل المدينة فضربهم ضربا شديدا لهوائهم في أخيه عبد الله منهم أخوه المنذر بن الزبير وابنه محمد بن المنذر وعبد الرحمن بن الأسود بن يغوث وغنم بن عبد الله بن حكيم بن عبد الله بن حرام ومحمد بن عمار بن ياسر وغيرهم فضربهم الأربعين إلى الخمسين إلى الستين فاستشار عمرو بن سعيد عمرا هذا فيمن يرسله إلى أخيه فقال: لا توجه له رجلا أنكر له مني فجهز الناس معه وفيهم أنيس بن عمرو الأسلمي في سبعمائة وقال ابن الأثير: قال: وقيل: إن يزيد كتب إلى عمرو بن سعيد ليرسل عمرا هذا ففعل وأرسله ومعهم جيش نحو ألفي رجل فترك أنيس بذي طوى ونزل عمرو بالأبطح فأرسل عمرو إلى أخيه بن يزيد "وكان حلف ألا يقبل بيعته إلا أن يأتي به في(2/320)
جامعة" فتعالى حتى أجعل في عنقك جامعة من فضة لا ترى ولا يضرب الناس بعضهم ببعض فإنك في بلد حرام "وذكر القصة بطولها": وأن عبد الله أقاد من أخيه عمرو ولكن من آذاه بالمدينة من ضرب ونتف فقال: مصعب بن عبد الرحمن فقال إنه جلدني مائة جلدة فأمر به فضرب مائة فمات وأمر به عبد الله فصلب ثم طرح في شعيب الحيف وهو الموضع الذي طلب فيه عبد الله بعد ولم يقابل عبد الله أخاه بحقه إنما قابله بحقوق الناس.
3172 - عمرو بن سعد بن معاذ بن جبل: في ابن معاذ بن سعيد بن معاذ.
3173 - عمرو بن أبي السرح بن ربيعة بن هلال بن وهب بن منبه بن الحرث بن فهر بن مالك: أبو سعيد القرشي الفهري أخو وهب شهد بدرا وهما من مهاجرة الحبشة وقيل اسمه معمر مات بالمدينة في خلافة عثمان سنة ثلاثين.
3174 - عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس: ابو أمية الأموي أخو أبان وخالد صحابي لحق بأخيه خالد بالحبشة وقدم معه أيام خيبر وشهد فتح مكة واستشهد يوم أجنادين وأمه ابنة المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وذكر في أول الإصابة.
3175 - عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: أبو أمية الأموي القرشي أخو عنبسة والمعروف بالأشدق وأمه أم البنين ابنة الحكم أخت مروان ولي المدينة لمعاوية وليزيد بن معاوية بعد عزل الوليد بن عتبة مقدمها في رمضان فدخل عليه أهل المدينة وكان عظيم الكبر واستعمل على شرطته عمرو بن الزبير لما كان بينه وبين أخيه عبد الله من البغضاء - كما في ترجمة عمرو بن الزبير ثم سكن دمشق وكان أحد الأشراف من بني أمية وقد رام الخلافة وغلب على دمشق وادعى: أن مروان جعله ولي العهد بعد عبد الملك حدث عن عمر وعثمان وعائشة وغيرهم وعنه بنوه موسى وأمية وسيد وخثيم بن مروان وهو ممن خرج له مسلم وذكر في التهذيب ورابع الإصابة وترجمته طويلة وله ذكر في أبي رافع من الكنى وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم قتل في سنة تسع وستين قتله عبد الملك بن مروان وكان قد رأى رجلا عند موته في المنام قائلا يقول:
ألا يا لقومي للسفاهة والوهن ... والعاجز الموهون والرأي ذي الأفن
ولابن سعيد بينما هو قائم ... على قدميه خر للوجه والبطن
رأى الحصن منجات من الموت فالتجى ... إليه فزارته المنية في الحصن(2/321)
فقص رؤياه على عبد الملك فأمر بكتمها حتى كان من قبله ما كان ومن أخباره المحمودة ما رواه عبد الملك بن عبيد عن أبيه قال: لما حضرت سعيد بن العاص "يعني والده" الوفاة جمع بينه وقال: بكم يكفل ديني؟ "فسكتوا فقال ابنه عمرو الأشدق: وكان عظيم الشدق": كم دينك يا أبه؟ قال: ثلاثون ألف دينار قال: فيما استدنتها؟ قال: في كريم سددت فاقته وفي لئيم فديت عرض منه قال: هي علي يا أبه قال: بناتي لاتزوجهن إلا من الأكفاء ولو تعلق الخبز بالشعير قال: وأفعل يا أبه فقال: إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي فقال: أفعل أيضا قال سعيد: أما والله لئن قلت لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مهدك ومن أخباره المذمومة ما حكاه السهيلي بعد قوله: لا إنه الذي كان يسمى لطم الشيطان وكان جبارا شديد البأس حتى خافه عبد الملك على ملكه وقتله بحبلة ما نصه وهو الذي خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرعف حتى سال الدم إلى أسفله فعرف بذلك معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "كأني بجبار من بني أمية يرعف على منبري هذا حتى يسيل الدم إلى أسفله" وكما قال صلى الله عليه وسلم: فكان الخبر منطبقا عليه.
3176 - عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية السقفي: حليف بني زهرة عداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة وأبي موسى وعنه الزهري والحجاج بن فرافصة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب ورابع الإصابة وقد ينسب إلى جده ويقال اسمه عمر يروي أيضا عن عمر وعنه ابن أخيه عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان.
3177 - عمرو بن سليم بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الزرقي: الأنصاري المدني من أهلها ويقال له: ابن خلدة يروي عن أبي حميد الأنصاري وأبي قتادة وأبي هريرة وأبي سعيد وعنه سعيد المقبري وبكير بن الأشج وعامر بن عبد الله بن الزبير والزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وثقه النسائي وابن حبان وقال: قيل إنه راهق الحلم يوم قتل عمرو بن سعيد وقال: قليل الحديث وابن خراس وقال: في حديثه اختلاط والعجلي وقال مدني تابعي وقال الواقدي: كان قد راهق الحلم في زمن عمر وقال الفلاس: مات سنة أربع ومائة.
3178 - عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة: الأنصاري الخزرجي المدني يروي عن أبيه وعنه إبناه سعيد وعبد الرحمن وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في التهذيب.(2/322)
3179 - عمرو بن شرحبيل: في ابن أم مكتوم كذا سمى الواقدي أباه فيما ذكره الخطيب من طريق ابن العلائي عنه.
3180 - عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: أبو إبراهيم القرشي السهمي المدني المكي الطائفي أكثر عن أبيه وروى عن مجاهد وطاوس وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وطائفة عن الربيع ابنة معوذ وزينب ابنة أبي سلمة وهو تابعي وأرسل عن أم كرز الخزاعية روى عنه عمرو بن دينار وقتادة وعطاء والزهري ومكحول وثابت وأيوب السختياني وخلق روى له أصحاب السنن ووثقه الدارمي وأحمد العجلي والنسائي وغيرهم وقال يحيى القطان: إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به قال أبو زرعة: روى عنه الثقات وإنما أنكروا عليه كثير روايته عن أبيه عن جده وإنما سمع أحاديث يسيرة وأخذ صحيفة كانت عندهم فرواها مما روى عن أبيه عن جده ولكن قال البخاري وأحمد وابن المديني وإسحاق بن راهوية وأبو عبيد وعامة أصحابنا يحتجون به فمن الناس بعدهم وقال الذهبي: حسن الحديث انتهى مات سنة ثمان عشرة ومائة بالطائف وهو في التهذيب مطول.
3181 - عمرو بن العاص: جد الذي قبله له دار بالمدينة.
3182 - عمرو بن عامر الأنصاري: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وفي نسخة عمر.
3183 - عمرو بن عبد الله بن كعب بن ملك السلمي: الأنصاري المدني من أهلها ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن نافع بن جبير وعنه يزيد بن خصيفة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ووثقه النسائي ويعقوب بن سفيان وسماه عمر وقال الذهبي: يزد عنه بالرواية يزيد وذكر في التهذيب.
3184 - عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد: أبو نجيح السلمي نزيل حمص وأخو أبي ذر لأمه وأحد السابقين الأقدمين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فكان رابع من أسلم ورجع ثم هاجر فيما بعد إلى المدينة وله عدة أحاديث وكان أحد الأمراء يوم اليرموك ومات في خلافة معاوية أو في خلافة يزيد خرج له مسلم وذكر في التهذيب وأول الإصابة.
3185 - عمرو بن عبد الله الحضرمي: أو الأنصاري حديثه في المسند وتاريخ البخاري وكتاب ابن السكن وحكاه ابن عدي وقال ابن حزيمة: لا أدري هو من أهل المدينة أم لا وأخرجه أحمد والبغوي والطحاوي والطبري وابن السكن والباوردي وابن منده بعلو كلهم من طريق الحسن بن عبيد الله بن عمرو بن عبيد الله الحضرمي "صاحب(2/323)
النبي صلى الله عليه وسلم" حدثه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا فقام فتمضمض وصلى ولم يتوضأ ووقع في الاستيعاب عمرو بن عبد الله الأنصاري فذكر الحديث وقال: لا أعرفه بغير هذا "وفيه نظر" ضعف البخاري إسناده فخالف في اسم أبيه فقال في التكبير وفي نسبه فقال: الأنصاري فاستدرك ابن فتحون عمرو بن عبد الله الحضرمي لظنه أنه غير الذي في الاستيعاب وليس بجيد بل هو من شرط كتابه الذي جمعه في أوهام الاستيعاب وقال ابن الأثير: يقدم هذا المتن في عمرو بن عبد الله الأنصاري فلعله كان حضرميا وخلفه في الأنصار ووقع في التجريد الثقفي بدل الأنصاري وما أدري ما وجهه انتهى ما في الإصابة.
3186 - عمرو بن أبي عبيد: والي أهل المدينة من أهلها يروي عن أبي هريرة وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وابن أبي ذايب قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وأعاده في ثالثتها فقال: يروي عن الحجازيين.
3187 - عمرو بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام: ممن قتل هو وأبوه سنة ثلاثين ومائة على يد الخارجي أبو حمزة المختار.
3188 - عمر بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي: القرشي أخو عمر الآتي من أهل المدينة وشقيق أبان وخالد وعمر وأمهم اسماء ابنة عمرو بن حممة الدوسية وقيل بل أم عمرو أم النجوم ابنة جندب ابن عمرو وكان زوج رملة ابنة معاوية وله أخ اسمه سعيد يروي عن أبيه وأسامة بن زيد وهو قليل الحديث وعنه ابنه عبد الله وعلي بن الحسين وسعيد بن المسيب وأبو الزناد وقال الزبير بن بكار: كان أكبر ولد عثمان الذين أعقبوا وأن معاوية زوجة لما ولي الخلافة ابنته رملة وقد وثقه العجلي وقال المدني من كبار التابعين وابن حبان وابن سعد وقال: له أحاديث وذكر في التهذيب مات في حدود الثمانين.
3189 - عمرو بن عثمان بن هاني: المدني مولى عثمان بن عفان يروي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وعمر بن عبد العزيز ووهب بن كيسان وعاصم بن عمروبن عثمان وعنه هشام بن سعد وابن أبي فديك والواقدي وثقه ابن حبان وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة وقال: روى عنه الكوفيون ولم يذكره البخاري في تاريخه ولا ابن أبي حاتم وذكره الأحوص بن الفضل الغلابي في موالي عثمان وقال الذهبي: كان صدوقا وهو في التهذيب.
3190 - عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني: والد محمد وأخو عبد الله "ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين" يروي عن بلال بن الحرث المزني وعنه(2/324)
ابنه قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب وصحح الترمذي وابن حبان حديثه وكذا صحح له ابن جزء آخر.
3191 - عمرو بن أبي عمر: ومولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أبو عثمان المخزومي المدني واسم أبيه ميسرة ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وهو يروي عن أنس وسعيد بن جبير وأبي سعيد المقبري والأعرج وعكرمة وعنه مالك ومحمد وإسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي الزناد والدراوردي وآخرون قال أبو حاتم: لا بأس به وأحمد: ما به بأس وأبو داود: ليس بذلك وابن معين: ليس بحجة وابن حبان: ربما أخطأ يعتبر بحديثه من رواية الثقات عنه مات في ولاية أبي جعفر زاد ابن سعد: وزياد بن عبيد الله على المدينة وقال: كان كثير الحديث صاحب مراسيل وقال العجلي: ثقة ينكر عليه حديث البهيمة وقال الساجي: صدوق إلا أنه يهم وكذا قال الأزدي وقال الطحاوي: يكلم في روايته بغير إسقاط وقال عثمان الدارمي في حديث رواه في الأطعمة: فيه ضعف من أجل عمرو وقال الذهبي: حديثه حسن منحط عن الرتبة العليا من الصحيح قال شيخنا: كذا قال وحق العبارة أن يحذف العليا وذكر في التهذيب.
3192 - عمر بن عوف بن زيد بن ملحة: أبو عبد الله المزني: جد كثير بن عبد الله قديم الصحبة وأحد البكابين في نوبة تبوك شهد الخندق وسكن المدينة ذكره مسلم فيهم وقال الواقدي: استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على حرم المدينة وقال البخاري في التاريخ: قال لنا: إن أبي أويس حدثنا كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا وروى ابن سعد عنه: أن أول غزوة غزاها الأبواه وذكر في التهذيب وأول الإصابة وقال الأقشهري: يقال إنه قدم النبي صلى الله عليه وسلم وله منزل فيها ومات بها في آخر خلافة معاوية.
3193 - عمرو بن عوف الأنصاري: حليف بني عامر بن لؤي له صحبة ممن شهد بدرا وذكره مسلم في المدنيين قال ابن سعد: هو مولى سهيل بن عمرو ويكنى أبا عمرو وكان من مولدي مكة كان موسى بن عقبة وغيره يقولون: عمير وابن اسحاق يقول: عمرو ذكره ابن حبان في عمير من الصحابة وقال ابن عبد البر: عميرة بن عوف: لم يختلف أنه من مولدي مكة شهد بدرا وما بعدها ومات في خلافة عمر وصلى عليه عمر وقال قبل ذلك: عمرو بن عوف الأنصاري حليف من بني عامر بن لؤي يقال له عمير سكن المدينة لا عقب له روى عنه المسور حديثا واحدا وكذا فرق العسكري بين الأنصاري وبين حليف بني عامر بن لؤي فالله أعلم وهو في التهذيب.(2/325)
3194 - عمرو بن قيس بن زياد الأنصاري التجاري: استشهد بأحد.
3195 - عمرو بن قيس بن زائدة القرشي: العامري بن أم مكتوم الأعمى مات بالمدينة بعد رجوعه من القادسية ويأتي قريبا في ابن أم مكتوم.
3196 - عمرو بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن ذيبان بن النجار: أبو حمام استشهد بأحد.
3197 - عمرو بن مساحق المدني: روى عنه النضر بن عبد الله السلمي.
3198 - عمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة: أبو أكيمة الليثي الخولاني المدني وقيل عمر يروي عن سعيد بن المسيب وعنه سعيد بن أبي هلال ومالك ومحمد بن عمرو والزهري وثقه ابن معين وغيره وأسند الخطيب في الموضح عن ابن معين أنه قيل فيه: عمار وعمرو وعمر يختلفون فيه وادعى ابن حبان في الثقات: أن الصحيحة الذي روى عنه الزهري اسمه عمرو بن مسلم بن أكيمة والذي روى عنه مالك وغيره أخوه عمر ولم يوافقه أحد علمته على ذلك قاله شيخنا وخرج له مسلم وذكر في التهذيب.
3199 - عمرو بن معاذ بن سعد بن النعمان: أبو محمد الأنصاري الأشهلي المدني ويقال ابن سعيد بن معاذ يروي عن جدته ولها صحبة وعنه زيد بن أسلم قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب وعن بعضهم معاذ بن عمرو وهو وهم وحكى ابن الحذاء أن رواية أكثر أصحاب مالك عن عمرو بن معاذ بن عمرو بن النعمان وصحح الأول وحكى فيه أيضا عمر بضم العين وحكى عن رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك عن زيد عن أبي عمرو وابن سعد بن معاذ وقال البخاري في تاريخه أرى أن مالكا قال عمرو بن سعد بن معاذ.
2200 - عمرو بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأشهلي: أخو سعد استشهد بأحد وهو الذي قبله.
3201 - عمرو بن أم مكتوم الضرير: مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة في غير غزوة ثلاث عشرة مرة وقيل إنه كان معه باللواء يوم القادسية واستشهد يومئذ لكن قال ابن سعد: إنه رجع إلى المدينة بعدها ولم نسمع له بذكر بعد عمر - وطول ابن سعد ترجمته وقال الواقدي: إنه رجع من القادسية إلى المدينة فمات بها ولم نسمع له بذكر بعد عمر بن الخطاب ذكره ابن حبان في العبادلة في الصحابة وقال: كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم "عبد الله" ومنهم من زعم أن اسمه(2/326)
"عمرو" ومن قال: هو عبد الله بن زائدة فقد نسبه إلى جده وقال ابن سعد: أما أهل المدينة فيقولون: اسمه "عبد الله" وأما أهل العراق والكلبي فيقولون: اسمه "عمرو" ثم اتفقوا على اسمه فقالوا: ابن قيس بن زائدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة يصلي بالناس في عامة غزواته وقال أبو أحمد الحاكم: إنه قتل شهيدا يوم القادسية وقال الزبير وقال غير الزبير: مات بالمدينة بعد رجوعه من القادسية روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي رزين الأسدي وذكر في التهذيب في ابن زائدة وفي أول الإصابة في أوائل عمرو وهو في المدنيين لمسلم قال عمرو بن أم مكتوم ويقال له: عبد الله بن أم مكتوم وهو علي قال الزبير بن بكار وعمه مصعب: ابن خال أم المؤمنين خديجة قدم المدينة مع مصعب بن عمير قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إنه قدمها بعد بدر بيسير واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته وفي خروجه إلى حجة الوداع وشهد فتح القادسية وكان معه اللواء يومئذ وقتل بها شهيدا وقال الواقدي: إنه رجع من القادسية إلى المدينة فمات بها ولم نسمع له بذكر بعد عمر.
3202 - عمرو بن موهب: مدني تابعي ثقة قاله العجلي ويحرره.
3203 - عمرو بن ميسرة بن أبي عمرو.
3204 - عمرو بن واقد: أبو حفص النضري مولى ابن أمية من أهل دمشق يروي عن الزهري وأهل المدينة وعنه هشام بن عمار والشاميون ذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: كان أبو مسهر: سيء الرأي فيه رد الدارقطني القول: بأنه يروي عن الزهري وقال: إنما يحدث عن عمرو بن يزيد البصري عن الزهري وهو في الميزان والتهذيب.
3205 - عمرو بن يثربي الضمري: صحابي يعد في أهل الحجاز قاله البخاري وهو عند مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين أسلم عام الفتح وحديثه عند أحمد والطبراني في الأوسط من طريق عمارة بن حارثة الضمري عنه قال: شهدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فقلت: يا رسول الله: صلى الله عليه وسلم أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي فاجتذرت منها شاة هل علي في ذلك شيء؟ قال: "إن لقيتها بحمل شفرة وزناد أفلا تهجها؟ " ويروى له عن العباس آخر واهي وهو في الإصابة.
3206 - عمرو بن يحيى بن عمارة: ابن أبي حسن الأنصاري المازني المدني الآتي أبوه من أهل المدينة وقيل غيرها وأما كونه ابنه عبد الله بن زيد بن عاص فغلط وأمه النعمان ابنة أبي حبة بن عابد بن عمرو بن قيس يروي عن أبيه(2/327)
وعباد بن تميم وعلقمة بن وقاص وسعيد بن يسار وأبي عبد الله دينار القراظ وعنه مالك وإبراهيم بن ظهمان والجمادان والسفيانان وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن محمد وغيرهم قال أبو حاتم: ثقة صالح والنسائي وابن سعد والعجلي وابن نمير وابن معين ثقة زاد ابن سعد كثير الحديث وابن معين: إلا أنه اختلف عنه في حديثين وقال مرة: صويلح وليس بقوي ووثقه ابن حبان يقال: توفي سنة بضع وثمانين ومائة وقال ابن عبد البر: مات سنة أربعين ومائة ويحرر ذلك وهو في التهذيب.
3207 - عمرو بن يزيد بن السكن: أخو عامر وأسماء قتل يوم الحرة كما سيأتي في أبيهم.
3208 - عمرو بن يوسف: مولى عثمان من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب وعنه عمر بن أبي حمزة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في الميزان.
3209 – عمرو: أبو عامر المدني من أهل نجارا يروي عن الضحاك بن مزاحم وعنه الثوري وقال: رأيته بنجارا قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3210 - عمرة بن أبان بن عثمان بن عفان: عن أبيه عن ابن عمر بحديث رواه أبو معشر البرا عن إبراهيم بن عمر عن أبيه عن جده قال البخاري: فيه نظر وذكره ابن حبان في الثقات فقال: يروي عن عمرو بن عثمان وقال ابن علي روى أبو معشر البر عن إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه أحاديث كلها غير محفوظة.
3211 - عمرة بن أبان بن مفضل المدني: عن أنس بحديث في صفة الوضوء وعنه سبطه جعفر بن حميد بن عبد الكريم شيخ الطبراني وقال: إنه لم يرو عن أنس حديثا غيره ووثقه ابن حبان والحديث من عشار يأتي وذكره الذهبي في جعفر من ميزانه وساق الحديث المشار إليه وقال عمر لا يدري من هو والحديث من ثمانياتي على ضعفي.
3212 - عمر بن أحمد بن الخضر بن ظافر بن طراد بن أبي الفتوح: القاضي سراج الدين الأنصاري الخزرجي الدمنهوري السويداوي الشافعي ولد سنة خمس أو ست وثلاثين وستمائة ذكره الأسنوي في طبقاته وقال: السويداوي كان فقيها فاضلا صالحا تفقه بالقاهرة على العزيز عبد السلام مدة قليلة ثم على الشريد الترمنتي والبصير بن الطباح وخطب بالمدينة الشريفة أربعين سنة وتأذى من الرافضة كثيرا لأن الخطابة والقضاء كان فيهم فأخرجت الخطابة عنهم له ثم أضيف له قضاؤها ثم حصل له مرض فسافر إلى مصر ليتداوى فأدركه أجله قبل دخوله لمصر بنحو يومين بالسويس سنة ست وعشرين وسبعمائة وهو في الدرر لشيخنا قد ناب عنه في قضائها(2/328)
الشهاب أحمد الصنعاني اليماني وسمع عليه عبد الله بن محمد بن أبي القاسم فرحون وحضر عنده النجم الطوفي الحنبلي فتكلم معه في العلم فلم ينصفه السراج ثم قدم الطوفي مكة فحضر عند قاضيها النجم محمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبري وتكلم معه في العلم فأنصفه وأكرمه فقال فيهما:
سراج بالمدينة ثم نجم ... بمكة أصبحا متناقضين
فهذا ما علمت له بزين ... وهذا ما علمت له بشين
فأطفأه المهيمن من سراج ... وأبقى النجم نور المشرقين
قال ابن فرحون: هو الشيخ الإمام العلامة أول من أدركته من قضاتنا وأئمتنا وكان فقيها مجيدا أصوليا نحويا متفننا في علوم جمة حدث عن الرشيد العطار وأجاز له الشرف المرسي والمنذري وتفقه بالعز بن عبد السلام قليلا ثم بالشديد الترمنتي والبصير بن الطباح وأئمة وقته وقدم المدينة سنة اثنتي وثمانين وستمائة متوليا للخطابة وكان بأيدي آل سنان بن عبد الوهاب بن نميلة "الشريف الحسيني" وكذا كان الحكم أيضا راجعا إليهم لم يكن لأهل السنة خطيب ولا حاكم منهم والظاهر أن ذلك منذ استولى العبيديون على مصر والحجاز فإن الخطبة في المدينة كانت باسمهم فلما كان في سنة اثنتين وستين وقع قحط بمصر ووباء لم يسمع في الدهور مثله وكاد الخراب يستولي على وادي مصر حتى ذكر أن امرأة خرجت وبيدها مد جوهر لمن يأخذه بمد بر فلم يلتفت إليها أحد فألقته وقالت: لا أرى به شيئا لا ينفعني وقت الحاجة فلم يلتفت إليه أحد واشتغل العبيديون بما أصابهم من ذلك فحينئذ غلب الخلفاء العباسيون على الحجاز وأقيمت الخطبة لهم من ذلك العهد إلى يومنا وكان أخذ الخطابة من آل سنان في سنة اثنتين وثمانين "كما تقدم" واستمروا حكاما على حالهم وكان لأهل السنة إمام يصلي بهم الصلوات فقط وكان السلطان بعد ذلك يبعث مع الحاج شخصا يقيم لأهل السنة الخطابة والإمامة إلى نصف السنة ثم يأتي غيره مع الرجبية إلى ينبع ثم إلى المدينة وكل من جاء لا يقدر على الإقامة نصف سنة إلا بكلفة ومشقة لتسليط الإمامية من الأشراف وغيرهم عليه ثم خطب من بعد السراج شخص يقال له شمس الدين الحلبي ثم شرف الدين السنجاري ثم عاد السراج فخطب بالمدينة أربعين سنة ثم سافر لمصر ليتداوى فأدركه الموت بالسويس متوجها إلى مصر وذلك في سنة ست وعشرين وكان لما استقر في الخطابة عمل معه الإمامية من الأذى ما لا يصبر عليه غيره فصبر واحتسب حتى أنهم كانوا يرجمونه بالحصباء وهو يخطب على المنبر فلما كثر ذلك منهم تقدم الخدام وجلسوا بين يديه فذلك هو السبب في إقامة صف الخدام يوم الجمعة قبالة الخطيب وخلفهم غلمانهم(2/329)
وعبيدهم خدمة وحماية للقضاء وتكثيرا للقلة ونصرا للشريعة وكان يصبح فيجد بابه ملطخا بالقاذورات ويتبعونه بكل أذى وهو صابر وربما عذرهم لاحتراقهم على خروج المنصب من أيديهم بعد توارثهم له ثم إن السراج تزوج ابنة القيشاني "رئيس الإمامية وفقيهها" بل قيل: إن لم يكن بالمدينة من يعرف مذهب الإمامية حتى جاءها القيشانيون من العراق وذلك أنه كان لهم مال كثير فصاروا يؤلفون به ضعفة الناس ويعلمونهم قواعد مذهبهم ولم يزالوا على ذلك حتى ظهر مذهبهم وكثر المستغلون به وعضده الأشراف إذ ذاك ولم يكن أحد يجسر على كفهم فلما صاهرهم السارج انكف عنه الأذى قليلا وصار يخطب ويصلي من غير حكم ولا أمر ولا نهي ثم أضيف إليه القضاء وجاءه تقليد الناصر محمد بن قلاوون بذلك مع مع خلعة وألف درهم وكانت فيه معرفة ومداراة فقال: انا لا أتولى حتى يحضر الأمير منصور بن جماز فأحضروه فقال له السراج: جاءني مرسوم بكذا وأنا لا أقبل حتى تكون أنت المولى لي فإنك إن لم تكن معي لم يتم أمري ولا ينفذ حكمي فقال له: قد رضيت وأذنت فأحكم ولا تغير شيئا من أحكامنا ولا حكامنا فاستمر الحال على ذلك يحكم بين المجاورين وأهل السنة وآل سنان يحكمون في بلادهم على جماعتهم ومن دعي من أهل السنة إليهم ولا يقدر أحد يتكلم في ذلك بل التقدم في الأمور لهم وأمر الحبس راجع إليهم والأعوان تختص بهم والإسجالات تثبت عليهم والسراج يستعين بأعوانهم ويحبسهم واستمر الحال كذلك حتى مات السراج وكان السراج يواسي الضعفاء ويتفقذ الأرامل والأيتام ببره وزكاته ويقصدهم بنفسه في بيوتهم ولا يرد طالب قرض إذا جاء يقرض وكان فيه صبر عظيم واحتمال كثير حتى أن رجلا إماميا في أيامه من حلب كان يسكن في دار تميم الداري له نزوة ورئاسة كان يجلس على طريق السارج عند باب الرحمة فإذا دنا منه يقول له: ناصية كاذبة خاطئة هكذا أبدا وهو لا يجاوبه ولا يعد الكلام له حتى انتقم الله له منه وذلك أنه كانت له جارية كان نقم عليها شيئا فعاقبها حتى قتلها فبلغ ذلك الأمير منصور فأمسكه ودخل بيته وأخذ منه ألف دينار وكان قبل ولايته الحكم طوعا للمعاصرين له من أهل الصلاح يصلي كما يشتهون من تطويل وتقصير وتكميل للسورة في الركعة وملازم الطيلسان ومسح جميع رأسه وكان إذا جلس للدرس ينتظر كبار أصحابه حتى كان مرارا يبعث إلى الوالد وهو في بيته بأن الجماعة ينتظرونه فيتوضأ ويصلي الصبح ثم يخرج إليه فيجده جالسا مع الجماعة لم يشرع في الدرس فلما ولي الحكم تنكرت عليهم أخلاقه وصار يرمي عليهم كلمات يغيظهم بها وإن لم يكن تحتها طائل فنفرت أنفسهم منه وتفرقوا عنه وممن كان يحضر درسه غير والدي الجمال المطري وجماعة المالكية والشيخ أبو عبد الله النحوي والعز يوسف الزرندي والأديب أبو البركات فما منهم أحد إلا نفر عنه وفارق(2/330)
درسه: لما يسمع منه فجلس يوما في درسه فلم ير منهم إلا من لا يؤبه له فقال: أين أصحاب اليمين أين أصحاب الشمال أصحابنا ضد الأنصار يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع وقاله بعض الطلبة قال الشيخ أبو إسحاق: في هذه المسألة كذا فقال: قلقل الله أنيابه فقيل له في ذلك: فقال: قلقلت منذ زمان وإذا قيل له قال النووي كذا يقول: يعلك النوى ويقول للمالكية: أنتم تقولون الكلم حيوان ذو صوف فلحمه لحم الخروف فيتأذون من ذلك وكان يحضر درسه ايضا الفقيه الفاضل أبو العباس أحمد الفاسي فجلس يوما قريبا منه وكان يتجاهل فقال: من هذا؟ فقال أنا أحمد الفاسي فقال له: من من فسا يفسو فساء فهو فاس ولقبه أبو البركات المشار إليه بعد تركه درسه وخروجه من المدرسة وسكناه رباط وكالة فقال له السراج: من هذا؟ وكان يظهر التعامي وقلة السمع وما هما به فقال: أنا ابو البركات فقال: أبو الهلكات وأجابه بقوله: طائركم معكم وافترقا ولقيه ايضا يوما في الطريق فقال له: أنت أبو البركات قال: نعم فقال له: أوحشتنا أوحشنا أنسك فقال له أبو البركات:
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... أن لا تفارقهم فالراحلون هم
فقال له السراج: فالراحلون أنت فافترقا وكان يستند في المسجد النبوي بحجر جعل علامة لمجلس القضاة ونحوهم وكذا كان يصلي إماما للجماعة في الروضة النبوية صلاة الرغائب التي تصلى ليلة أو جمعة من شهر رجب المنصوص على كونها بدعة لوهائن في حديثها ومعارضته بحديث "لا تخصبوا ليلة الجمعة بقيام" اقتداء بكثير من من المتصوفة بها وكانوا في أيامه إلى أيام الشرف الأميوطي يرفعون مقام الإمام بالروضة النبوة بشيء من الرمل حتى يزول الكراهة أو المنع من ارتفاع المأموم على الإمام ثم رام الشرف المذكور أزالة الخشب وما حوله وطمس المقام أو رفعه فما تمكن من ذلك وله ذكر في سليمان الغماري.
3213 - عمر بن أحمد بن محمد بن أحمد النفطي: احد الأخوة عبد الله وعبد الرحمن وعبد الوهاب ممن سمع على الجمال الكازروني وهو أحد شهود الحرم وقدما أهله ولد تقريبا سنة اثنتين وثماني مائة وسمع وقرأ وكان يسافر وكيلا لأمير المدينة سليمان بن عزير وأمير الينبوع صخرة بن هجار وكثر اختصاصه بإبراهيم بن الجيعان بحيث قرر له أشياء وكان ضابطا اعتمد السيد السمهودي في كثير مما شاهد أو تلقاه عن من يوثق كما اعتمد المراغي مات بعد أبي الفرج المراغي في سنة إحدى وثمانين قبل إكمال الثمانين بعد أن كف من سنين وهو راض حامد.(2/331)
3214 - عمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي بن عمر: أخي الشيخ مدين التونسي المالكي ويعرف بابن قليل الهم كان بالمدينة سنة ست وعشرين وقرأ بها على الجمال الكازروني البخاري والشفا قراءة استفادة وتحقيق ولم أعلم أقام أكثر من سنة أم لا.
3215 عمر بن أحمد بن محمد السراج: المغربي المدني النفطي أخو عبد الرحمن وعبد الله وعبد الوهاب الماضيين ولد تقريبا سنة اثنتي وثماني مائة ممن سمع على الزين أبي بكر المراعي بعض البخاري في سنة خمس عشرة وعلى المحب المطري مسند الشافعي وعلى الجمال الكازروني بل والشفا على طاهر بن جلال الخجندي بالمسجد النبوي سنة إحدى وثلاثين وكان وجيها مرجوعا إليه في العوائد ونحوها لكبر سنه وهو من فراشي الحرم وشهوده بل هو آمين الحكم وفي أول أمره يتوجه قاصدا لقطاع أمير المدينة سليمان بن عزير وله خط متوسط واختصاص بإبراهيم بن الجيعان بحيث قرر له أشياء واعتمده السيد السمهودي في كثير مما شاهده أو تلقاه عمن يوثق به مات بعد أن عمي في سنة خمس وثمانين وثمانمائة.
3216 - عمر بن أحمد: الشيخ الخطيب سراج الدين أبو حفص الخزرجي الصيدواوي ممن نزل المدينة النبوية وخطب على منبر الرسول بها وروى عن أبي اليمن عبد الصمد بن الحسن بن عساكر قرأ عليه الأقشهري بالمدينة النبوية.
3217 - عمر بن أحمد: القاضي أبو حفص السواري قرأ عليه بالمدينة العفيف عبد الله بن محمد بن أحمد المطري.
3218 - عمر بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري: المدني عن أمه عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم في تشميت العاطس وعنه أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني وقال: إنه تفرد عندك وهو في التهذيب.
3219 - عمر بن إسحاق بن يسار: أبو حفص المخزمي: مولاهم لأنه مولى قيس بن المخزمة المدني أخو محمد صاحب السيرة وهذا أستهما يروي عن عطاء بن يسار والقاسم بن محمد وسالم ونافع بن جبير وعمر بن الحكم وعنه: محمد بن فليح وأبو بكر الحنفي والدراوردي والواقدي وقال: كان عنده أحاديث وعلم وثقه ابن حبان وقال: يروي عن المدنيين مات سنة أربع وخمسين ومائة وهو في الميزان وقال: روى عنه أبو بكر الحنفي وقال الدارقطني: ليس بقوي انتهى هذا مع قول الذهبي في غير الميزان: ما علمت به بأسا وقال عبيد الله بن أحمد بن حنبل: سألت(2/332)
أبي عنه فسكت وحديثه عند أحمد في مسنده وقد مضى عمار بن إسحاق وكأنه هذا أو أخ له.
3220 - عمر بن إسحاق المدني: مولى زائدة حجازي يروي عن أبيه عن أبي هريرة وعنه أبو صخر حميد بن صخر قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وروى عنه ايضا أسامة بن زيد الليثي قال العجلي: مدني ثقة وذكر في التهذيب.
3221 - عمر بن أيوب بن عمرو بن أبي عمر بن نعيم الغفاري: المدني ومن قال: المزني فقد صحف روى عن عبد الله بن نافع الصائغ ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وأبي ضمرة وأنس بن عياض وغيرهم وعنه علي بن عبد الصمد "علان" وإسماعيل بن صالح بن عمر الحلواني والحسن بن سهل السطوي وغيرهم قال الدارقطني في غرائب مالك: كان يضع ومرة ليس بثقة ومرة ضعيف ومرة "وقد أورد في طريقه حديثا" أنه باطل وهو المتهم به وينسبه في كله غفاريا وزاد في بعضها المدني وذكره ابن حبان في الضعفاء فقال: المدني شيخ يروي المقلوبات عن أبي ضمرة ونحوه وعن غيره الملرقات لا يحل الاحتجاج به بحال قال: وجدت علان بنسخة عنده عن أبي ضمرة عن مالك أكثرها مقلوبة ذكره شيخنا في زوائد التهذيب وقال: فرق الذهبي بين أيوب بن عمر الغفاري وعمر بن أيوب المزني بالزاي والنون والصواب أنه واحد غفاري النسب مدني البلد وقد ذكره في الضعفاء الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم الأصبهاني فقالوا: المدني بالدال وقالوا: روى عن مالك وأنس بن عياض وابن نافع أحاديث موضوعة وروايته عن مالك إنما هي بواسطة أبي ضمرة.
3222 - عمر بن الفخر أبي بكر بن أحمد بن عبد الرحمن: الشامي الأصل المدني الشافعي قرأ البخاري بها في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة على المحب المطري وقيل ذلك على غانم الخشبي سنة عشر وسمع من أبيه الشفا على البرهان بن فرحون المالكي.
3223 - عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي: القرشي "المدني" أخو عبد الله وعبد الملك والحرث يروي عن أبيه والأعرج وعنه موسى بن يعقوب الزمعي وسعيد المقبري ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وغيرهم وأمه هند ابنة عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكره في التهذيب.
3224 - عمر بن أبي بكر الموصلي المدني: سبق له ذكر في العباس بن أبو شملة فينظر إن كان هو الذي قبله أو غيره.(2/333)
3225 - عمر بن ثابت بن الحرث: ويقال: الحجاج الأنصاري الخزرجي المدني سبق له ذكر في العباس ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن ابي أيوب الأنصاري وعنه الزهري وصفوان بن سليم وسعد بن سعيد الأنصاري ومالك وآخرون وثقه النسائي والعجلي وابن حبان وخرج له مسلم وقيل أيضا عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب وعن بعض الصحابة وعن عائشة وعنه سعد وعبد ربه ويحيى "أولاد سعيد الأنصاري" وصالح بن كيسان ومحمد بن عمرو بن علقمة وغيرهم وثقه النسائي والعجلي وقال مدني تابعي وكذا قال السمعاني: هو من ثقات التابعين قال ابن منده: يقال: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو في التهذيب.
3226 - عمر بن ثابت بن وقس: أخو عمرو ستشهد بأحد.
3227 - عمر بن جامع السراج: السلامي الدمشقي جاور بالمدينة مرارا وكان على خير وإيثار مات بدمشق ذكره ابن صالح.
3228 - عمر بن حسين بن عبد الله: أبو قدامة الجمحي المكي قاضي المدينة ومولى حاطب يروي عن مولاته عائشة ابنة قدامة بن مظعون ونافع وعبد الله بن أبي سلمة "الماجشون" وابن عمر وعنه عبد العزيز بن المطلب بن حنطب ومالك وابن أبن فديك وابن إسحاق وعبد العزيز بن أبي سلمة وعبد الملك بن قدامة وإبراهيم بن محمد بن حاطب وابن ابي ذئب قال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وعده يحيى بن سعيد الأنصاري في فقهاء المدينة حكاه البخاري في التاريخ وروى ابن وهب عن مالك: أنه كان من أهل الفضل والفقه والمشورة في الأمور والعبادة وكان أشد ابتذالا لنفسه قال مالك: وأخبرني بعض من حضره عند الموت فسمعه يقول: لمثل هذا فليعمل العاملون وروى ابن القاسم عن مالك: أنه كان عابدا أخبرني رجل: أنه سمعه يقرأ القرآن كل يوم إذا راح فقيل له: كان يختم كل يوم وليلة قال: نعم انتهى وهو في التهذيب.
3229 - عمر بن الحسين النسوي: وجد بحجر قبره بالمعلاة وصفه: بالشيخ الزاهد العابد الشهيد والغريب شيخ الشيوخ وأنه توفي في ما استهل المحرم سنة إحدى وسبعين وسبعمائة قال الفاسي في مكة وجوز أن يكون صاحب القصة التي في الدرة الثمينة في تاريخ المدينة لابن النجار ونصها: أنه في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة سمعوا صوت هدة في الحجرة النبوية والأمير إذ ذاك قاسم بن مهنا فأخبروه فقال: ينبغي أن ينزل شخص إلى هناك فلم يروا هناك صالحا لهذا الأمر إلا عمر النشاي شيخ شيوخ الصوفية بالموصل وكان إذ ذاك مجاورا بالمدينة بالمدينة فكلموه في ذلك فذكر أن به فتقا والريح والبول يحرجه إلى دخول الغائط مرارا فألزموه فاستمهلهم حتى(2/334)
يروض نفسه ويقال أنه امتنع من الأكل والشرب وسأل النبي صلى الله عليه وسلم إمساك المرض عنه بقدر ما يبصر ويخرج ثم أنهم أنزلوه بالحبال من الخوخة إلى الحفير "الذي بناه عمر" ودخل منه إلى الحجرة ومعه شمعة يستضيء بها فرأى شيئا من طين السقف قد وقع على القبور فأزاله وكنس التراب بلحيته وقيل إنه كان مليح الشيبة وأمسك الله عنه الداء بقدر ماخرج من الموضع وعاد إليه.
3230 - عمر بن حفص بن ثابتك أبو سعيد الأنصاري من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه داود بن رشيد - قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3231 - عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: والد عبيد الله من أهل المدينة يروي عن أبيه عن زيد بن ثابت وعنه ابنه قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ووثقه العجلي ايضا ولكن حذف اسم جده.
3232 - عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب: هو الذي قبله.
3233 - عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن عباد: أبو حفص المدني من أهلها المؤذن أخو عمارة ويعرف بجده بسعد القرظ يروي عن أبيه وعنه عبد الرحمن بن سعد بن عمار في الآذان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ويروي أيضا عن جده عمر وعمرو بن سهيرة وعنه ابن جريج "ومات قبله" وإسماعيل بن أبي أويس قال ابن معين: ليس بشيء وذكر في التهذيب.
3234 - عمر بن حفص المدني: عداده في أهل الحجاز يروي عن عطاء بن أبي رباح وعثمان بن عبد الرحمن الوقاص وعامر بن عبد الله بن الزبير وعنه ابن جريج وابن أبي فديك ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وغيرهم صالح الحديث ووثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
3235 - عمر بن حفص المدني: وقال: يروي عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاص: منكر الحديث قاله الأزدي وقال أبو حاتم: مجهول انتهى وهو الذي قبله.
3236 - عمر بن الحكم بن ثوبان: ويقال لابن أبي الحكم ثوبان: أبو حفص المدني حليف الأوس ومن أهل الحجاز ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين قال ابن معين: هو وعمر بن الحكم بن نافع واحد يروي عن أسامة بن زيد بن أبي وقاص وكعب بن مالك وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عمرو وجماعة وعنه يحيى بن ابي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو وموسى بن عبيدة وآخرون قال البخاري: ذاهب الحديث ووثقه العجلي وابن حبان وقال: من جلة أهل المدينة(2/335)
وهو وعمر بن الحكم بن أبي الحكم ثوبان من ولد قطيون مالك يثرب حليف الأوس وقال ابن سعد عمر بن الحكم بن أبي الحكم وهو بني عمرو بن عامر من ولد القطيون: وهم حلفاء الأوس يكنى ابا حفص وكان ثقة وله أحاديث صالحة وقال هو ويحيى بن بكير: مات سنة سبع عشرة ومائة عن ثمانين سنة واتفاقهما على وفاته وسنة وكذا قول ابن معين يدل على أنه هو والذي بعده واحد وقال علي بن المديني عمر بن الحكم لم يسمع من أسامة بن زيد ولم يدركه انتهى وإذا لم يدرك أسامة فهو لم يدرك سعد بن أبي وقاص ولا كعب بن مالك ايضا وذكر في التهذيب.
3237 – عمر بن الحكم بن رافع بن سنان: أبو حفص الأنصاري عداده في أهل المدينة يروي عن أبي اليسر "كعب بن عمرو" وأبي هريرة وابن عمرو وجابر وعنه سعيد بن أبي هلال وعمران بن أبي أنس وحفيد أخيه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم وغيرهم وثقه أبو زرعة وابن حبان وقال أبو حاتم: ليس هو "يعني الذي قبله" وكلام ابن معين كما قلنا يدل على أنهما واحد وذكر في التهذيب.
3238 - عمر بن الحكم بن نافع: فيمن جده ثوبان قريبا.
3239 - عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري: المدني نزيل الكوفة يروي عن عمه سالم ومحمد بن كعب القرظي وعبد الرحمن بن سعد وعنه مروان بن معاوية وأحمد بن بشير وابو أسامة صالح الحديث احتج به مسلم ووثقه ابن حبان ولكنه قال: كان ممن يخطىء وضعفه النسائي وكذا نقل عثمان بن سعيد عن يحيى تضعيفه وقال أحمد أحاديثه مناكير وذكر في التهذيب.
3240 - عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي: أمير المؤمنين أبو حفص القرشي العدوي أمه ختمة ابنة هشام المخزومية أخت أبي جهل وهاجر إلى المدينة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه واستشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وسنة على الأرجح ثلاث وستون وهو ثاني من ذكره مسلم في المدنيين وهو الفاروق الفيصل بن المسلم والرافض ما نقصه إلا جاهل دايص أو رافضي متاجي وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أيده الله به الإسلام وفتح به الأمصار وهو الصادق المحدث الملهم الآتي عن المصطفى قوله: لو كان بعدي نبي لكان عمر والذي فر منه الشيطان وأعلى به الإيمان وأعلن الآذان وثاني المفصل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دار الفلك على مثل شكله وكانت خلافته عشر سنين ونصف وناحت عليه الجن قبل أن يقتل بثلاث كما روي عن عبادة بهذه الأبيات:
أبعد قتيل بالمدينة أظلمت ... له الأرض تهتز الغطاة بالأسواق
جزى الله خيرا من إمام وباركت ... يد الله في ذلك الأديم الممزق(2/336)
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمر يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق من أكمامها للم تفتق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... ستنهي أزرق العين مطرق
وما لحسن قول ابن مسعود: لو وضع علم أحياء العرب في كفة وعلم عمر في الأخرى لرجح عمله ولقد كان ذهب بتسعة أعشار العلم ولمجلس كنت أجلسه معه أوثق في نفسي من عمل سنة قال علي حين وضع على سريره بعد موته: والله ما خلقت أحدا أحب أن ألقى الله عز وجل بمثل عمله منك وترجمته تحتمل مجلدا ضخما وممن أفردها الذهبي في نعم السمر في سيرة عمر وقد أطاعته العناصر الأربع فإنه كتب لنيل مصر وقد بلغه أن عادته أن لا يوفي إلا ببنت تلقى فيه فقطع الله من كتابه هذه العادة المذمومة والهوىحيث بلغ صوته إلى سارية والتراب حين زلزلت الأرض فضربها بالدرة/فسكنت والنار حيث قال لشخص: أدرك بيتك فقد احترق.
3241 - عمر بن خلدة: ويقال ابن عبد الرحمن بن خلدة أبو حفص الزرقي الأنصاري قاضي المدينة في خلافة عبد الملك بن مروان لأميرها هشام بن إسماعيل المخزومي يروي عن أبي هريرة وعنه الزهري وربيعة وغيرهما قال الواقدي: كان ثقة قليل الحديث وكان مهيبا صارما ورعا عفيفا لم يرتزق على القضاء شيئا قال ربيعة الرأي: أنه كان يقضي في المسجد وقال مالك: ابن خلدة قاضي عمر بن عبد العزيز وغيره يقضون في المسجد وكان ابن خلدة يجلس مع خارجة بن زيد وربيعة فكانا يقولان له آذيتنا وأبرمتنا فيقول: لا تقيمان من عندكما دعاني أتحدث معكما فإذا جاء الخصمان تحول إليهما ثم عاد وقال ابن أبي ذئب: حضرته يقول لخصم: اذهب يا خبيث فاسجن نفسك فذهب وليس معه حرسي حتى أتى السجان فسجن نفسه وفي مسند الشافعي من طريق عمرو بن رافع عن ابن خلدة قال: جئنا أبا هريرة في صاحب لنا أفلس فقال: هو الذي قضى النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل مات وأفلس فصاحب المتاع أحق إذا وجده بعينه" ووثقه النسائي وعمرو بن علي وغيرهما وذكره ابن حبان في الثقات وكان يعقوب بن سفيان بإسناده عن ربيعة قال: قال: ابن خلدة "وكان نعم القاضي" إذا جاءك الرجل يسألك فلا يكن همك أن يخرجه مما وقع فيه ولكن همك أن يتخلص مما سألك عنه وذكر في التهذيب.
3242 - عمر بن راشد: أبو حفص المدني الجاري عن ابن عجلان ومالك ويزيد بن عبد الملك النوفلي قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا وزورا وقال العقيلي: منكر الحديث وتكلم فيه ابن عدي وكان ينزل الجار وكان يكون بمصر روى عنه مطرف بن عبد الله وأبو مصعب المدني ويعقوب النسوي وساق له ابن عدي حديثا من(2/337)
جهة أحمد بن عبد المؤمن عنه عن هشام بن عروة وآخر من حديثه عن عبد الرحمن بن حرملة وقال: كل أحاديثه مما لا يتابع عليها الثقات ومن حديثه عن محمد بن صالح مولى التؤمةآخر وقال الدارقطني والخطيب: ضعيفا زاد الخطيب: روى المناكير عن الثقات وقال الحاكم وأبو نعيم: روى عن مالك أحاديث موضوعة وقال أبو داود: ضعيف وقال أبو حاتم: العجب من يعقوب بن سفيان كيف روى عنه لأني في ذلك الوقت وأنا شاب علمت أن تلك الأحاديث موضوعة فلم تطب نفسي أن أسمعها فكيف يخفى ذلك على يعقوب وله ابن ذكر في ترجمة أحمد بن طاهر بن حرملة من الميزان أو لسانه.
3243 - عمر بن الزغب: له ذكر في ولده هارون.
3244 - عمر بن زياد المدني: يروي المقاطيع وعنه يعقوب بن حميد بن كاسب قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وهو في الميزان وقال: لا يدري من هو.
3245 -عمر بن سالم بن بدر السراج: أبو حفص بن أبي النجا الوارقلي المغربي نزيل الحررم المدني والمؤدب سمع بدمشق من المزي وعمر بن بلبان الجزري وعبد الرحمن بن تيمية وسعيد بن سالم وغيرهم وحج فأقام بالحرمين دهرا طويلا حتى مات وكان صالحا زاهدا روى عنه بالإجازة الجمال بن ظهيرة وقال الأقفهشي في معجم الجمال: إنه جاور بالحرمين مدة وسكن المدينة بآخره وكان صالحا زاهدا وذكره شيخنا في درره وقد سمع في سنة سبع وستين وسبعمائة على البدر عبد الله بن فرحون في الأنباء المبينة ووصفه كاتب الطبقة: بالشيخ العالم الصالح أعاد الله تعالى من بركته وظاهر كلامه أنه ترك التأديب فإنه قال المؤدب كان.
3246 – عمر: وقيل عمرو بن سالم أبو عثمان الأنصاري المدني وانتقل إلى خراسان وكان على قضاء مرو رأى ابن عباس وسمع من القاسم بن محمد وغيره وعنه مطرف بن طريف وليث بن أبي سليم ومهدي بن ميمون والربيع بن مسلم وغيرهم وثقه ابن حبان وذكر في الكنى من التهذيب.
3247 - عمرو بن السايب بن أبي راشد: أبو عمرو المصري الفقيه يروي عن القاسم بن قرمان وابن عمرو بن أمية الضمري وعنه الليث وعمرو بن الحرث وبكر بن مضر وابن لهيعة وثقه ابن حبان وقال: يروي عن المدنيين وذكر في التهذيب قال ابن يونس: مات سنة أربع وثلاثين ومائة.
3248 - عمرو بن سعد بن عايد القرظ: المؤذن أخو عمار ومولى بني مخزوم وقيل: إنه من موالي عمار بن ياسر عداده في أهل المدينة يروي عن عمر(2/338)
وعنه حفيده عمرو بن عاصم وقد مضى قريبا حفيده الآخر عمر بن حفص.
3249 - عمر بن سعد بن أبي وقاص: أبو حفص القرشي الزهري المدني نزيل الكوفة وأخو عمر وعمير المقتولين يوم الحرة ومصعب وعامر المتوفين بعد المائة وإبراهيم وإسماعيل وعبد الرحمن ويحيى ومحمد المقتول يوم دير الجماجم يروي عن أبيه وعنه ابنه ابراهيم وحفيده أبو بكر بن حفص والعيزار بن حريق وأبو إسحاق السبيعي وأرسل عنه قتادة والزهري ويزيد بن أبي حبيب وشهد مع أبيه دومة الجندل وأتى أباه وهو في إبله وغنمه فلما رآه أبوه قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب فلما انتهى إليه قال: يا أبة أرضيت أن تكون أعرابيا في إبلك والناس يتنازعون في الملك فضرب صدره بيده وقال: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تحت العبد التقي الخفي الغني" وقال للحسين رضي الله عنه: إن قوما من السفهاء يزعمون أني قاتلك فقال: إنهم ليسوا سفهاء ولكنهم حلماء ثم قال: والله إنه ليقر بعيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا فكان كذلك ضربت عنقه مع ولديه وعلقوا على الخشب وألهبت فيه النار "وقتل المختار عمر بالحسين وحفص كذا بابنه علي بن الحسين يعني أخا زين العابدين" وكان أكبر منه ولا سواء ويقال: إنه كان أمير الجيش ولم يباشر قتل الحسين وقال له علي: كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار وكان قتله على فراشه سنة ست وستين وقيل سبع وسيأتي في عمر بن عبيد الله بن معمر أنه ولد في السنة التي قتل فيها عمر بن الخطاب وترجمته محتملة للإطالة وهو في التهذيب ورابع الإصابة؟
3250 - عمر بن سعد الجاري: مولى عمر يروي عن ابن عمر وعنه زيد بن أسلم مضى له ذكر في والده سعد وقد مضى قريبا عمر بن راشد الجاري أبو حفص.
3251 - عمر بن سعيد بن شرع: من أهل المدينة ومولى عبد الرحمن بن عوف يروي عن الزهري وعبد الرحمن بن حميد وعنه عبد الرحمن بن إسحاق وفضيل بن سليمان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وقال: يعتبر بحديثه من غير الضعفاء عنه: وكذا قال العقيلي في حديثه خطأ واضطراب وهو في الميزان.
3252 - عمر بن سفينة: مولى النبي صلى الله عليه وسلم مدني تابعي ثقة قال العجلي: يروي عن أبيه وعنه ابنه يزيد قال العقيلي في الضعفاء: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به وقال ابن حبان: يخطىء وذكر في التهذيب.
3253 - عمر بن سلام: مولى آل عمر له قضية في الحسين بن علي بن الحسين.(2/339)
3254 - عمر بن سلمة بن أبي يزيد المدني: يروي عن أبيه عن جابر وعنه عبد الله بن مبارك وحديثه عند أحمد في مسنده عن علي بن إسحاق عن ابن المبارك وذكره البخاري في ترجمة أبيه سلمة فقال: حدثني أبي قال: قال لي: جابر في قصة دين أبيه ولم يذكر فيهما جرحان.
3255 - عمر بن أبي سلمة: واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو حفص المخزومي المدني الصحابي "ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أم المؤمنين أم سلمة ابنة أبي أمية زاد الراكب" ذكره مسلم في المدنيين ولد بأرض الحبشة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذن فكل بيمينك وكل مما يليك" ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن تسع وروى عن أمه وعنه ابنه محمد وعروة بن المسيب ووهب بن كيسان وقدامة بن إبراهيم وثابت البناتي وأبو وجزة السعدي يزيد بن عبيد وكان مع علي يوم الجمل فاستعمله على فارس وعلى البحرين ومات بالمدينة في إمارة عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وثمانين وكان آخر من مات من الصحابة من بني مخزوم وحديثه في السنة وذكر في التهذيب وأول الإصابة.
3256 - عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري: يروي عن أبيه وعنه مسعر وأبو عوانة وهشيم كتب عنه بواسطة حين قدمها وغيرهم قال أبو حاتم: هو عندي صالح وكذا قال أحمد: صالح ثقة إن شاء الله وقال العجلي: مدني لا بأس به وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به ووثقه ابن حبان وكان شعبة يضعفه وقال النسائي: ليس بالقوي وابن خزيمة: لا يحتج بحديثه وكذا لم يحتج البخاري به بل استشهد به وذكر في التهذيب قال ابن سعد: قتله عبد الله بن علي مع أخت له من بني أمية بالشام سنة اثنتين وثلاثين ومائة وقيل سنة ثلاث وكان فيما قاله ابن حبان على قضاء المدينة.
3257 - عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني: عداده في أهلها يروي عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان وعنه شعبة وجهضم بن عبد الله وابن علية وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان وقال أبو حاتم: صالحي وذكر في التهذيب.
3258 - عمر بن شبة: أبو زيد النميري البصري كتبته هنا حديثا جمع في أخبار المدينة كتاب المدينة كتابا حافلا قال شيخنا: وقد كتب منه بخطه نسخة قال: إنه يقطع من أواخر الأوراق شيء كثير بيض له في نسخة ونقل منها صاحبنا نجم الدين بن فهد نسخة ما نصه: ولم أر أكثر جمعا في هذا الباب منه رواه عنه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ويروي فيه عن أبي غسان محمد بن يحيى بن(2/340)
علي بن عبد الحميد ومحمد بن يحيى وأبي داود وأبي عاصم ويزيد بن هارون ومحمد بن مصعب وعمر بن سعيد الدمشقي ومحمد بن حميد وأحمد بن خباب وهارون بن معروف وأيوب بن محمد الرقي وموسى بن مروان الرقي وموسى بن إسماعيل وعبد الوهاب بن عبد المجيد السقفي وعلي بن أبي هاشم وبشر بن عمر وأحمد بن عبد الله بن يونس والحكم بن موسى وعبد الصمد بن عبد الوارث ويحيى بن سعيد وزهير بن حرب والعقبي وأحمد بن عباس وغندر وخلاد بن يزيد وعبد الله بن بكر ومعاوية بن عمرو وعثمان بن محمد بن حاتم وإسحاق بن إدريس وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي نعيم وأبي أحمد ومحمد بن سنان وعبد الله بن رجا وعمرو بن مرزوق وعبد الله بن يزيد ومومل بن إسماعيل وأحمد بن معاوية وسعيد بن سليمان وعبد الملك بن عمرو وأبي أيوب "سليمان بن داود" وهارون بن معروف وعثمان بن عمر وسويد بن سعيد ومحمد بن الصياح وعبد الله بن نافع الزبيري وأبي حذيفة "موسى بن مسعود النهدي" وفليح بن محمد اليمامي وإبراهيم بن المنذر وخلق يطول ذكرهم وابتدأ المصنف بفهرست ما اشتمل عليه الكتاب وقد وقفت على النسخة المشار إليها وفيه الشفا لإيضاح الأمور أتم إيضاح مع كونه من الأئمة الثقات.
3259 - عمر بن شيبة بن أبي كثير: مولى النخع من أهل المدينة يروي المقاطيع وعنه أبو أويس المدني قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وفي الميزان عمر بن شيبة عن سعيد المقبري ونعيم المجمر قال أبو حاتم: مجهول قال شيخنا: فيحتمل أن يكون هو قال ثم رأيت المنذري جزم بأنه هو لكن نقل أن أبا حاتم وثقه فالله أعلم.
3260 - عمر بن صالح بن عمر: الفقيه السراج الحاجاني المغربي ثم المدني المالكي "الماضي أبوه وأخوه وعبد الرحمن" اشتغل بالفقه والحديث وتلى للسبع على محمد بن صالح الآتي وانتفع به ولزم الخير وأهله قاله ابن فرحون وقرأ بالمدينة على عبد الواحد بن عمر بن عباد مؤلفه اختصار المغني في سنة سبع وستين وسبعمائة شريكا ليحيى بن محمد التلمساني وفي البخاري على القاضي تقي الدين أبي الحرم المطري: في التي تليها قال أبو حامد بن المطري توفي صاحبنا الفقيه الفاضل المحدث بالسراج الرباني سخر ليلة الأحد عاشر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين.
3261 - عمر بن صالح: مدني عن عبد الله بن عمر العمري قال العقيلي: مجهول بالنقل لا يتابع على حديثه من جهة شب وهو في الميزان.
3262 - عمر بن صهبان: أو ابن محمد بن صهبان أبو جعفر الأسلمي شيخ من أهل المدينة وخال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى يروي عن ثابت البناني ونافع(2/341)
مولى ابن عمر وزيد بن أسلم والزهري وأبي طوالة وعنه عبيد الله بن موسى ومحمد بن بكر وأبو قتادة عبد الله بن راقة الحراني ومعلي بن أسد وغيرهم ن العراقيين وأهل الشام قال أحمد: أدركت ولم أسمع عنه وقال البخاري: منكر الحديث وقال ابن معين: مدني الحديث ليس بذاك ومرة لا يساوي فلسا وقال النسائي: متروك الحديث وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وقال: يجب السكت عن روايته وقال ابن شاهين في الضعفاء قال أبو نعيم: كان ضعيفا وقال: في الثقات قال أحمد بن صالح: ثقة ما علمت إلا خيرا ما رأيت أحد يتكلم فيه وقال أبو علي الحنفي: حدثنا أبو حفص خال ابن أبي يحيى وكان أرضى أهل المدينة يومئذ أهل المدينة له حامدون حدثنا صفوان بن سليم فذكر حديثا وقال ابن سعد: كان قليل الحديث مات سنة سبع وخمسين ومائة وفيها أرخه غير واحد.
3263 - عمر بن طلحة بن عبيد الله القرشي: التيمي المدني عن أم حبيبة وعنه إبراهيم بن محمد بن طلحة وقيل عن إبراهيم عن عمه عمران بن طلحة - والأول محفوظ وإن قال المزي إن الثاني هو المحفوظ وقد قال ابن حزم: لطلحة ابن اسمه عمر وذكر في التهذيب.
3264 - عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي: المدني من أهلها يروي عن عمه عبد الله بن علقمة وسعيد المقبري وأبي سهيل نافع بن مالك وعنه عبد الله بن عبد الحكم المصري وعنه ابن المديني وأبو مصعب الزهري وأبو ثابت محمد بن عبيد الله وعدة قال أبو زرعة: ليس بقوي وأبو حاتم: محله الصدق ووثقه ابن حبان وروى له البخاري في الأدب المفرد وذكر في التهذيب.
3265 - عمر بن عاصم بن عمر بن سعد بن عائذ القرظ: المؤذن مولى بني مخزوم ومن أهل المدينة والماضي جده يروي عن جده وعمه وعنه ابن عجلان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3266 - عمر بن أبي عائشة المدني: في الميزان وأن يحيى بن قرعة روى عنه عن بكير بن مسمار وساق حديثا وقال: إنه منكر.
3267 - عمر عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري: المدني عن سبيعة الأسلمية وعنه عبيد الله بن عتبة بن مسعود وابنه عبيد الله فيما كتبه إليهما ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
3268 - عمر بن عبد الله بن الأشج: المدني أخو بكير ويعقوب له ذكر في ثانيهما.(2/342)
3269 - عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة "عمرو" وقيل حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي المدني المكي, الشاعر المشهور ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة في الليلة التي قتل فيها عمر بحيث كان الحسن يقول: أي حق رفع وأي باطل وضع واجتمع مع الخليفة سليمان بن عبد الملك بن مروان أيام الحج - إذ حج سنة سبع وتسعين وخاطبه بأمير المؤمنين ولذا انتقد قول ابن خلكان: إنه مات في حدود سنة ثلاث وتسعين ولم يكن في قريش أشعر منه كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة وكانت الثريا ابنة عبد الله بن الحرث بن أمية الأصغر ابن عبد شمس بن عبد مناف موصوفة بالجمال فتزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ونقلها لمصر فقال عمر في زواجها: يضرب المثل بالثريا وسهيل النجمين:
أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استسقل يمان
وبينما هو طائف بالبيت إذا امرأة طائفة فأعجبته فسأل عنها فإذا هي بضربة فدنا منها وكلمها فلم تلتفت إليه وكرر ذلك في الليلة الثامنة بحيث قالت له: أما تستحي إنك في حرمة الله موضع عظيم الحرمة فلم ينفك عنها ومنعها من الطواف فأتت محرما لها فقالت له: تعالى معي أرني المناسك فإني لا أعرفها فأقبلت وهو معها وعمر جالس في طريقها فلما رآها عدل عنها فتمثلت بشعر الزبرقان بن بدر السعدي:
تعدو الكلام على من لا كلاب له ... ويتقي مربض المستأسد الحامي
فبلغ ذلك المنصور فقال: وددت أنه لم تبق فتاة من قريش في خدرها إلا سمعت هذا الحديث ويروي أن يزيد بن معاوية لما أراد أن يوجه مسلم بن عقبة إلى المدينة أعرض الناس فمر به رجل من أهل الشام معه ترس قبيح فقال: يا أخا الشام مجن بن أبي ربيعة أحسن من مجنك يشير إلى قول ابن أبي ربيعة في قصيدة:
فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
طول الفاسي بأخباره.
3270 - عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري البخاري: المدني أخو إسحاق الماضي روى عنه ابن أخيه يحيى بن إسحاق.
3271 - عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي الأسدي: من أهل المدينة يروي عن أبيه وجده والقاسم بن محمد بن أبي بكر وغيرهم وعنه ابن جريج وابن(2/343)
إسحاق وآخرون وكان ثقة خيارا مات شابا ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة وقال: أمه أم حكيم ابنة عبد الله بن الزبير قال: وكان كثيرا قليل الكلام ولم يعقب وكذا ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من أهل الثقات وهو في التهذيب.
3272 - عمر بن عبد الله العبسي: من أهل المدينة يروي عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب وعنه سعيد بن أيوب - قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3273 - عمر بن عبد الله بن حفص المدني: مولى عفرة وابن خالة ربيعة الرأي أدركه ابن عباس بل حدث عنه ولكن ما يدري أسمع أم لا سيما وقال له عيسى بن يونس: أسمعت منه, قال: أدركت زمانه وعن أنس وثعلبة بن أبي مالك وسعيد بن المسيب وأبي الأسود ومحمد بن كعب وجماعة وعنه ابن لهيعة وبشر بن المفضل وعيسى بن يونس وعلي بن غراب ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة قال أحمد: ليس به بأس ولكن أكثر حديثه مراسيل وقال ابن سعد: كثير الحديث ثقة لا يكاد يسند وقال البزاز: لم يكن به بأس وأحاديثه عن ابن عباس مرسله وكذا قال أبو حاتم: لم يلق أنسا وحديثه عن ابن عباس مرسل وعن ابن معين: لم يكن به بأس وقال الساجي: تركه مالك وقال العجلي: مدني ثقة رجل صالح وقال ابن حبان في الضعفاء: لا يجوز الاحتجاج به وضعفه ابن معين وغيره مات سنة خمس وأربعين ومائة وذكر في التهذيب.
3274 - عمر بن عبد الحميد: الزين المدني سمع على ابن الجزري الشفا في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وضبط الأسماء وأظنه الحنبلي الذي شهد في مكتوب سنة أربع وعشرين وخطه حسن.
3275 - عمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة القرشي: المخزومي المدني أخو أبي بكر وعكرمة وعبد الله ولهم ذكر في أبي بكر ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن جماعة من الصحابة وعنه الشعبي ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته يقال إنه ولد في سنة موت عمر بن الخطاب وقد روى عن أبي هريرة وأبي نضرة الغفاري وعائشة وجماعة من الصحابة وعن أخيه أبي بكر وعنه عبد الملك بن عمير وحمزة بن عمرو العابدي قال ابن خراش: أبو بكر وعمر وعكرمة وعبد الله بنو عبد الرحمن بن حرث كلهم أجلة ثقات يضرب بهم المثل وقد روى الزهري عنهم كلهم إلا عمر انتهى وكان تزوج أبوهم بأمهم في خلافة عمر فولدت له أبا بكر وهو الأكبر ثم عمر هذا وعاشا إلى أن كبرا وحدثا وقد ذكر البلاذري: أن ابن الزبير استعمل هذا على الكوفة فخدعه المختار فانصرف عنه ثم صار مع(2/344)
الحجاج ومات بالعراق وهذا يدل على أنه تأخر إلى حدود السبعين وأن الصواب أنه ولد يوم مات عمر لا أنه سنة مات وذكر في التهذيب وسيأتي له ذكر في عمر بن عبيد الله بن معمر.
3276 - عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني: المدني وقد يسقط عطية من نسبه روى عن أبيه وأبي أمامة في خروج الدابة وأخرج مالك في الموطأ عنه عن أبيه قصة عمر مع أسيفع جهينة وغير ذلك ومن الرواة عن مالك من لم يقل في روايته عن أبيه قال ابن الحذا: والصواب إثباته انتهى وقد روى عنه ايضا عبيد الله العمري وعبد العزيز بن أبي سلمة وقريش بن حبان وغيرهم وذكره البخاري فلم يذكر فيه جرحا.
3277 - عمر بن عبد الرحمن بن عوف: أبو حفص القرشي الزهري المدني يروي عن جماعة من الصحابة وعنه ابنه حفص - قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب وأنه روى عن أبيه وسهل بن حفص ورجال من الصحابة وعنه ابناه حفص وعبد العزيز وعمرو بن وجيه وقال الزبير بن بكار: أمه سهيلة الصغرى ابنة عاصم بن عدي العجلاني.
3278 - عمر بن عبد الرحمن بن قيس: من أهل المدينة ويقال له العسقلاني يروي عن أبي هريرة وعنه داود بن قيس قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3279 - عمر بن عبد الرحمن المدني: يروي عن أبي سلمة وعنه الثوري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3280 - عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله المؤذن: سمع سنة ثمان وتسعين على البرهان بن فرحون الموطأ ووصف القاري "وهو أبو الفتح المراغي" إياه بالفقيه عز الدين وجده الإمام العالم.
3281 - عمر بن عبد العزيز بن بدر السراج: السابقي نسبة لمولى أبيه أحد خدام الحرم النبوي كاتب الحرم وابن كاتبه ووالد محمد وعبد الله والماضي أبوه قرأ القرآن واشتغل في حفظ المنهاج وغيره وسمع عن أبي الفرج المراغي وحضر دروس الشهاب الأبشيطي والسيد الطباطبي وكان يقرأ في سبعة وتدرب بعبد القادر بن محمد بن يعقوب واختص بمشايخ الحرم سيما مرجان التقوي فإنه زاد احتواؤه عليه ونسب إليه إحداث مراسيم بما يريده مع اتهامه باختلاس مال لياقوت الجلباني الحبشي "أحد الخدام" وبالتمالي على قتل الزكوي القاضي وبغير ذلك فسجنه الأشرف قايتباي مرة بعد أخرى إحداهما في المقشرة ودام فيها نصف سنة بعد ضربه(2/345)
بالمقارع وذلك في سنة ست وثمانين وثمانمائة قبلها ثم خلص بعد وشرط عليه عدم السفر إلا بإذن إلى أن دخل المدينة صحبة البدري أبا البقاء بن الجيعان وبعنايته سنة تسع وثمانين فدام بها سنة ولم ير من شيخنا ما يعجبه فرجع إلى القاهرة ثم عاد في آخر سنة إحدى وتسعين مع شيخها الأمير شاهين وكان الحل والربط بيده الانقضاء عمر أياس فرافع فيه صندل الخشقدمي الخازندار بالحرم في أول سنة سبع فبرز المرسوم بالقبض عليه فاختفى وتوجه سرا ليدخل القاهرة أو غيرها فبلغه الطاعون فعاد إلى مكة فأقام بها إلى موسمها وكان يحضر بمكة عندي بل تردد إلي بالقاهرة غير مرة ثم رجع به شاهين الجمالي لكونه توصل به إلى إشياء فمات ثاني يوم دخوله المدينة حادي عشر ذي الحجة منها عن اثنتين وخمسين أو نحوهما تقريبا وكان ذا همة وإقدام وعدم مهابة وصبر وتجلد وتخشع مع التؤدة وحسن السفارة والتوصل إلى مقاصده على أي وجه كان ومساعدة من يستنزل به من عدو أو صديق كثير المعاملة لأمراء المدينة ومداخليهم وطواعيته فيما يتوجه إليه بانقياد الحكام له فضلا عن من دونهم ولد دار وسعها وجددها شرقي المسجد ونخل وأراضي وغير ذلك عفا الله عنه وإيانا.
3282 - عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب: القرشي العمري أخو عبد الله الماضي كان واليا على كرمان للمهدي ثم استعمله موسى بن علي بن المدينة ومضت لي قضية في الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن.
3283 - عمر بن عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي الفرج الزرندي: المدني الشافعي الماضي أبوه ولد بعد موت أبيه في رمضان سنة ثلاث وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ يتيما فحفظ القرآن وأربعين النووي وبعض منهاجه وسمع علي أبي الفرج المراغي وولده وحضر دروس عبد الحق السنباطي والسيد السمهودي والشمس البلبيسي وابن قرنبة في الفقه والعربية وملازمني في المجاورة الأولى بالمدينة وحصل نسخة بالمقاصد الحسنة وسمعه في الثانية قليلا وخالط الحنبلي وشاهين وغيرهما بل حضر دروسا في تفسير البيضاوي على الشهاب الأبشيطي بقراءة حسين الفتحي مع سماعه على القاري ايضا وكذا سمع على الأبشيطي غير ذلك وتتدرب في رمي النشاب العربي بالأسطى محمد بن علي السكندري حين قدومه عليهم المدينة في سنة خمس وثمانين وأذن له وتزوج ابنة خيري الدين مالكي المدينة وله منها أولاد ولا بأس بعقله وفهمه.
3284 - عمر بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري:(2/346)
المغربي الأصل المدني المالكي والد حسن وعبد الباسط وعبد الله الماضيين ممن سمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين ثم في سنة سبع وثلاثين في البخاري وعلى أبي الفتح المراغي وبلغني أنه حفظ الرسالة وكان يتلو القرآن وباسمه فراشة في المسجد النبوي مات سنة سبع وخمسين.
3285 - عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: أبو حفص القرشي الأموي المدني الدمشقي أمير المؤمنين الإمام العادل والد عبد الله وعبد العزيز وأخو ريان وابن عم مسلمة بن عبد الملك "كلهم ممن روى عنهم" ولد بالمدينة سنة ستين عام توفي معاوية أو بعده بسنة وعام إحدى وستين مقتل الحسين قلت قال ابن سعد قالوا: ولد سنة ثلاث وستين وكان ثقة مأمونا له فقه وعلم وورع وروى حديثا كثيرا وكان إماما عادلا وأمه أم عاصم ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب يروي عن أبيه وعن أنس وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وابن قارض وكذا علي بن سعد ويوسف بن عبد الله بن سلام وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبي عبد الرحمن بن سيرة وطائفة وعنه ابناه وأخوه وابن عمه المذكورون وأبو سلمة بن عبد الرحمن أحد شيوخه ومحمد بن المنكدر الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري ورجاء بن حيوة وعبد الله بن العلاء بن زبير ويعقوب بن عتبة وخلق واستعمله الوليد بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان على المدينة بعد عزله لهشام بن إسماعيل المخزومي سنة ست وثمانين من الهجرة سنة ثلاث وتسعين فصرف لأنه كتب إلى الوليد يخبره بعسف الحجاج بالعراق واعتدائه عليهم وطلبه له بغير حق ولا جناية فبلغ ذلك الحجاج وكتب إلى الوليد: أن من قبلي من أهل وأهل الشقاق قد لجأوا إلى المدينة ومكة وأن ذلك وهن فكتب إليه فأشار علي برجلين فأشار بعثمان بن خالد وخالد بن عبد الله القشري فولى أولهما المدينة والآخر مكة فخرج عمر منها وأقام بالسويداء وكثيرا ما كانت إمرة مكة مضافة لإمرة المدينة مع إقامته بالمدينة لقربها من الشام محل الخلافة حينئذ وهو خامس الخلفاء الراشدين المهديين الذي أحيا الله به ما أميت قبله من السنن وسلك مسالك من تقدم قبله من الخلفاء الأربعة وهي بعهد من ابن عمه سليمان بن عبد الملك بن مروان على كره منه وكانت خلافته تسعا وعشرين شهرا كأبي بكر الصديق ومات في رجب سنة إحدى ومائة بدير سمعان من أهل حمص عن تسع وثلاثين وصلى عليه يزيد بن عبد الملك وكان أبيض جميلا نحيف الجسم حسن اللحية قد وخطه الشيب بجبهته إثر حافر فرس شجه وهو صغير بحيث يقال له أشج بني أمية قال أبو علي(2/347)
ثروان مولاه: إنه دخل اسطبل أبيه وهو غلام فضربه فرس فشجه فجعل أبوه يمسح عنه الدم ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد وعن الضحاك بن عثمان: أن أباه ضمه إلى صالح بن كيسان فلما حج أباه فسأله عنه فقال: ما خبرت أحدا الله أعظم في صدره من هذا الغلام وعن داود بن أبي هند قال: دخل علينا عمر بن عبد العزيز من هذا الباب فقال رجل من القوم: بعث إلينا الفاسق بابنه هذا يتعلم الفرائض والسنن ويزعم أنه لن يموت حتى يكون خليفة ويسير بسيره عمر بن الخطاب قال داود: فوالله مامات حتى رأينا ذلك فيه وخرج إلى الصلاة يتوكأ على يده شيخ فسئل عنه فقال: إنه الخضر وقد أعلمني أني سآلي أمر هذه الأمة وأني ساعدك فيها قال مالك: لم يكن سعيد بن المسيب يأتي أحدا من الأمراء غيره وعن ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عنده إلا تلامذة وعن أيوب السختياني: لا نعلم أحدا ممن أدركنا كان أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم منه وقال أنس: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى وقال محمد بن علي بن الحسين قال: لكل قوم نجيبة وإنه نجيبة من بني أمية وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده ولما حفظ القرآن في صغره بعث به أبوه من مصر إلى المدينة فتفقه بها حتى بلغ رتبة الاجتهاد وفضائله ومناقبه كثيرة جدا وسيرته في مجلد ضخم أفردها غير واحد وهو في التهذيب.
3286 - عمر بن عبد العزيز المدني الحنفي المؤذن: سمع على البرهان بن فرحون القاضي.
3287 - عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسين بن محمد بن أحمد: التقي أبو حفص القرشي العبدري ويعرف بالميانشي نسبة لميانش قرية من المهدية المالكي نزيل مكة وشيخها وخطيبها وصفه عبد الله بن خليل المكي: بقاضي الحرمين ووصف بقاضي مكة في سنة ست وسبعين وخمسمائة قال الذهبي فيه: شيخ الحرم كان محدثا متقنا صالحا وقال غيره: كان عالما ورعا ثقة أخذ عنه العلم خلق كثيرون وتناول من أبي عبد الله الدارمي سداسياته بإسكندرية وسمع من أبي عبد الله المازري المعلم وبمكة من أبي العباس الأقليشي النجم والكواكب "كلاهما له" ومن الكروجي الترمذي ومن أبي المظفر محمد بن علي الشيباني المطري قاضي مكة وقرأ بها في سنة أربع وأربعين وخمسمائة على أبي الماضي تقية بن عبد الله الفهري المبتدأ لأبي حذيفة وحدث بمصر ومكة سمع منه ابنه أبو علي الحسن وابن أبي الضيف وابن أبي حزمي والصدر البكري "وهو خاتمة أصحابه" وله المجالس المكية وايضاح ما لا يسع المحدث جهله والروضة في الرقائق وله في المجالس المكية أحاديث باطلة وكان(2/348)
سكونه عنها لشهرة رواتها بالكذب مات بمكة في ليلة عاشوراء سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ومن قال غيره فقد أخطأ ومن نظمه:
سألت طبيبي عن دوائي فقال لي ... تموت فتنجو أو تعيش فتسلما
فإن مت من وجدي ظفرت بجنتي ... وإن عشت محزونا كتبتك محسنا
كذا سيرتي في أهل ورى وصفوتي ... فإن كنت تعشقنا تأهب لقربنا
فقلت مليكي ليس لي ما أريده ... فجد لي بعفو منك يا غابة المنى
3288 - عمر عبد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: ابن عم قحافة والد أبي بكر القرشي التيمي المدني قال المدائني إنه ولد هو وعمر بن سعد بن أبي وقاص وعمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عام قتل عمر بن الخطاب فسمي كل منهم عمر وفد على عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وثمانين فمات فيها بدمشق وهو الذي أرسل إلى أبان بن عثمان حين رمدت عينه "وهومحرم" نبيه بن وهب سأله عن المحرم وهو أمير الموسم يكحل عينه وبماذا يكحلها فأرسل إليه يضمدها بالصبر وكذا أرسل نبيها إلى أبان حين أراد أن ينكح ابنة شيبة بن عثمان وقد ذكره البخاري فقال: أراه أخا معاذ التيمي وقال ابن ابي حاتم عن أبيه: روى عن أبان بن عثمان وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يكنى أبا حفص يروي عن العراقيين وعنه عبد الله بن عون وقال ابن عساكر: روى ايضا عن ابن عمر وجابر وذكر في الرواة عنه ايضا عطاء بن أبي رباح وكان ابن الزبير ولاه البصرة ثم قتال الأزارقة لما ولي مصعب بن الزبير على العراق وولي إمرة فارس ايضا وتزوج عائشة ابنة طلحة بعد مصعب بن الزبير وكان أحد قريش وأشرافها جوادا ممدحا وشجاعا بعث مع سليمان بن قنة إلى ابن عمر بألف دينار فقبضها منه وقال: وصلته رحم وقام رجل إلى المهلب فقال: أخبرنا عن شجعان العرب فذكره فيهم وروى الزبير بن بكار في الموقفات: إن مدنيا كانت له جارية يحبها فأملق فباعها فاشتراها عمر هذا فقالت الجارية حين فارقها سيدها ابياتا منها:
هنيئا لك المال قد صنته ... ولم يبق في كفي إلا تفكري
فأجابها بأبيات منها:
عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر
فقال ابن معمر: قد شئت خذها ولك ثمنها وأخباره في الجود والسخاء شهيرة وكان سالم بن النضر كاتبه ومولاه.(2/349)
3289 - عمر بن عبيدة بن سفيان الحضرمي: من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه الحجازيون قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3290 - عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي القرشي: من أهل المدينة وأخو محمد يروي عن أبيه عن جده الصحابي وعنه زيد بن الحباب قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وينظر عمرو بن عثمان.
3291 - عمر بن عثمان بن عفان القرشي الأموي: المدني أخو عمرو ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وهو يروي عن أبيه وعنه عمرو بن أبان قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب وقال ابن سعد: كان قليل الحديث ووثق أخاه قال: له أحاديث وأدرجه الزبير بن بكار في ورثة أبيه.
3292 - عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر: أبو حفص التيمي من أهلها يروي عن ابيه وإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله وعبيد الله بن عمر ويونس بن يزيد وعنه محمد بن الحسن بن زبالة وإبراهيم بن المنذر الخزامي والزبير بن بكار كان من وجوه قريش وبلغائها وفصائحها وعلمائه وأهل الحكمة منها ولاه الرشيد القضاء بالبصرة فخرج حاجا وأقام بالمدينة فلم يزل حتى مات قال وأمه أم رمضان ابنة طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وقيل: إن الذي ولاه المهدي وقال: والأول أرجح وزاد بن شبة: أن ذلك كان سنة ست وسبعين بعد عزل عبيد الله بن الحسن العنبري.
3293 - عمر بن عثمان بن الهدير القرشي المدني: يروي عن عروة بن الزبير وعنه عبد الحميد بن سليمان قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3294 - عمر بن العلاء بن جارية الثقفي: المدني أخو الأسود الماضي يروي عن أبيه وعنه فليح بن سليمان بحديث: "لا يدخل مكة والمدينة الطاعون ولا الدجال" وحديثه في مسند أحمد وذكره البخاري وقال: حديثه في المدنيين إن لم يكن أخا للأسود بن العلاء فلا أدري وتبعه ابن أبي حاتم ثم فقال: قلت لأبي: أهو أخو الأسود؟ فقال: لا أدري, هو شيخ مدني وذكره ابن حبان في الثقات بحاصل ما سبق إلا الشك في أنه أخو الأسود.
3295 - عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي: المدني الأصغر أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه وسعيد بن مرجانة وعنه ابناه محمد وعلي وابن أخيه حسين بن زيد ويزيد بن الهاد وابن إسحاق وفضيل بن مرزوق وكان سيدا كثير العبادة والاجتهاد له فضل وعلم وكان أخوه أبو جعفر يكرمه ويرفع من(2/350)
منزلته وثقه ابن حبان وقال: يخطىء وقال مصعب: إنه قيل له هل فيكم أهل بيت إنسان يفترض طاعته قال: لا والله وذكر في التهذيب.
3296 - عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين: حفيد الذي قبله.
3297 - عمر بن علي بن عمر بن محمد بن قنان الرسعني: الدمشقي المدني الشافعي سمع مع أبيه وأخيه على الزين أبي بكر المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة واغتنى بالتجارة وكان يتردد بين الحرمين وغيرهما فيها ومات غريقا ببحر الهند أما في آخر سنة خمس وأربعين وثمانمائة أو أول التي تليها.
3298 - عمر بن عمر بن عبد الواحد بن عمربن عياذ المغربي: المدني المالكي ويقال له عمر بن زين الدين ممن سمع على العراقي والهيثمي البعض من أول المصابيح ومن آخره وناولاه إياه مع الإجازة ونظر عمر بن عبد العزيز بن عبد الواحد.
3299 - عمر بن عياذ الأنصاري الخراز: والد عبد الله وعبد الواحد أحد أختان أبي الحسن الخراز وجماعته له ذكر في مختار الموله قال ابن فرحون: إن بلده الأندلس من أعمال الجزيرة الخضراء وله مع الفرنج وقائع ومواطن عجيبة وكان أبوه شيخ بلدة فلما ضعف أهل تلك الناحية وغلب عليه الفرنج خرجوا من تلك البلاد وتوجه هذا هو وأخوه إلى الحجاز فمات أخوه بنواحي الشام ووصل هذا إلى المدينة فأقام بها وصحب أبا محمد البسكري وجماعته وكان على قدم عظيم في الصلاح والخير ومحبة الصالحين وقضاء حوائجهم وعدم الاكتراث بالدنيا في المآكل والملبس قال: وكانت له علي تربية وشفقة فإنه كان يحملني في صغري ويفكه أصحابه بي ولما حج ابي بأمي وكنت مرضعا كان يقوم عن أمي بتربيتي حتى إنه كان ينتجس مرارا فلا يتقذر ولا يتسخط فله علي حق يستوجب الدعاء مني وكان له من الخدام أخوان صالحان ولما بنى داره ساعده فيها إخوانه فخفت عليه مؤنتها مات سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وله أولاد صلحاء وذرية فقهاء انتفع بهم أهل زمانه وذكره ابن صالح وقال: إنه تزوج ورزق اولادا بقي منهم عبد الله وعبد الواحد وكانت له كرفيقيه على شفقة ويقول لي: هو واحدهما كان أبوك من الأولياء وكان يسأل الله عن ولد ذكر يحفظ القرآن انتهى وقال غيره: إنه كان من إخوان مختار الموله "أحد الخدام" فكان يأخذ الدين الكثير لأجل عياله فيأتي الموسم وعليه فوق ثلاثة آلاف درهم فيقضيها مختار المذكور وربما يقول له خذ من خيري بغير ميزان فيحقن له حفنات تقضي دينه وتعينه على وقته وله ذكر في سليمان الغماري وهو درر شيخنا.
3300 - عمر بن قتادة بن النعمان الظفري الأنصاري المدني: والد عاصم(2/351)
ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وعنه ابنه قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب.
3301 - عمر بن كثير بن أفلح: مولى ابي أيوب الأنصاري من أهل المدينة يروي عن ابن عمر وسفينة وابن سفينة ونافع مولى أبي قتادة وعبيد سنوطا وعنه يحيى وسعد أبناء سعيد الأنصاري وابن عون وثقه النسائي وابن المديني والعجلي وابن سعد وابن حبان وكأنه لم يصح عنده لقيه الصحابة فإنه ذكر في أتباع التابعين وخرج له الشيخان وذكر في التهذيب.
3302 - عمر بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي القرشي: أخو كثير يروي عن المدنيين وعنه: عبيد الله بن عمر العمري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3203 - عمر بن محمد بن أحمد بن محمد رؤزبة السراج: ابن الجمال بن الصني الكازروني المدني الشافعي أخو ناصر الدين أبي الفرج محمد وغيره ووالد علي الماضي ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالمدينة وسمع بها في المسجد النبوي الشفا والموطأ رواية يحيى بن يحيى بن أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن فرحون في سنة ثمان وتسعين بقراءة أبي الفتح المراغي وعلى ابن صديق البخاري وغيره وعلى الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخه للمدينة وكذا سمع على أبيه ودخل القاهرة غير مرة ولقيته بآخره في سعيد لسعداء منها فقرأت عليه ثلاثيات البخاري ورجع عن قرب فمات فجأة بالمدينة سنة خمس وستين.
3304 - عمر بن محمد بن أحمد بن منصور: البهاء القمطري الهندي الحنفي نزيل المدينة النبوية كان عالما بالفقه والأصول والعربية مع حلم وأدب وعقل راجح وحسن خلق جاور بالمدينة مدة وحج سنة ثمان وخمسين وسبمعائة فسقط عن مركوبه إلى الأرض فيبست أعضاءه وبطلت حركته وحمل إلى مكة وتأخر عن الحج ولم يقم بعده إلا قليلا وانتقل إلى رحمة الله ذكره ابن فرحون في تاريخه وتبعه الفاسي في مكة وقرأت في تاريخ ابن فرحون هو الفقيه الأجل العالم العامل المتقن بهاء الدين كان من إخواننا الكبار وأصحابنا الأخيار انقطع في الحرم الشريف غالب نهاره للتدريس والإفادة مع محبته في الطلبة والحرص على إفادتهم حتى إنه إذا تأخر مجيء الطالب يجئه في بيته وقرأ عليه بعض الطلبة جميع الكافية لابن الحاجب بحثا في بيته ليلا وكان في الأصلين والفقه والعربية إمام زمنه مع حلم وأدب وعقل راجح وحسن خلق وربما لحقته مدة في البحثة يرجع ويستغفر ويتصف في المجلس وكثيرا ما كان يقول لي: بالله لا تأخذ علي في البحث فما اراجعك إلا طلبا للاستفادة وكان عفيفا(2/352)
عن كل ما يدنس العرض ولم أر أوفى منه في حفظ اصحابه غيبة وحضورا خرج إلى مكة حاجا في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة فرماه بغيره في المحاطب قريبا من مضيق المنحنا فيبست أعضاؤه وبطلت أكثر حركاته فحمل إلى مكة وتأخر عن الحج ودعناه عند توجهنا إلى المدينة فأوصانا بولديه صدر الدين وأبي عبد الله ثم لم يقم بعد ذلك إلا قليلا ومات رحمه الله.
3305 - عمر بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي: النوفلي المدني أخو سعيد وجبير وغيرهما يروي عن ابيه وعنه الزهري - قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
3306 - عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري: المدني نزل عسقلان أخو أبي بكر وعاصم وزيد وواقد وأمه هو وأبو بكر قرة العين من بني ضبة يروي عن جده وحفص بن عاصم وسالم ونافع وجماعة وعنه شعبة والسفيانان وابن وهب وعمر بن عبد الواحد الدمشقي وأبو عاصم ومالك ومحمد بن شعيب بن شابور وابن عم جده أبوبكر بن عبد الله بن عبد الله بن زيد وآخرون وثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما وروى له الشيخان وذكر في التهذيب: ولم يعقب وكان زائد الطول من أفضل أهل زمانه له قدر وجلالة قدم بغداد والكوفة وحدث مات سنة خمسين ومائة بعد شقيقه أبي بكر.
3307 - عمر بن محمد بن صهبان: في ابن صهبان.
3308 - عمر بن محمد بن علي بن فتوح السراج: أبو حفص الدمنهوري الشافعي المغربي نزيل مكة ولد بعد الثمانين وستمائة وتفقه بالنور على ابن يعقوب البكري وأذن له غير واحد بالإفتاء آخرهم الشمس الأصبهاني وقرأ على العلاء القابوني مختصر ابن الحاجب وعلى الجلال القذويني مؤلفه تلخيص المفتاح وصحبه مدة واستفاد منه وعظم به وأخذ العربية عنه عن الشرف محمد بن علي الحسني الشاذلي وقرأ القراءات على الشمس بن الشوا والتقي بن الصائغ وغيرهما وسمع من الشريف موسى بن علي الموطأ ليحي بن بكير ومن الحجار وزيره الصحيح ومن حسن بن عمر الكردي مسند الدارمي ومن آخرين بالقاهرة ومن النجم محمد بن محمد بن عبد القاهر العسقلاني الموطأ لأبي صعب في الآخرين بدمشق ومن الرضي الطبري صحيح ابن حبان بمكة وحدث ودرس وأفتى وأقرأ وانتفع به جماعة وقال الذهبي في ذيل طبقات القراء "مما أظن أنه من إملاء العفيف المطري له" إنه أقرأ القراءات بالحرمين وأفاد وكان طنينا بعلمه وخلف جملة من الكتب والدنيا ولم يعمل فيها خيرا بل هلكت بعده ولم ينتفع به ولا بها وقال الزين العراقي: إنه برع في(2/353)
النحو والقراءات والحديث والفقه وكان جامعا لعلوم وقرأت عليه عشر ختمات لأبي عمرو وابن كثير ونافع وعنه أخذت زاد غيره وقرأ عليه أبو بكر بن القاسم بن عبد المعطي ختمات لهؤلاء ولابن عامر وحدث عنه أبو اليمن الطبري وتزوج رقيةابنة الإمام الشهاب الحنفي واستولى الضياء على تركته بوصية منه وقد جاور بمكة مدة وتأهل فيها حتى مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة ودفن بالمعلاة قريبا من الفضيل بن عياض وقيل: سنة إحدى وقيل ثلاث والأول أصح وتحول ما في السراج الدمنهوري من الألقاب إلى هنا.
3309 - عمر بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد السراج: أبو حفص بن الشمس الحلبي الأصل الدمشقي الخواجة بن الخواجة ويعرف بابن المزلق بضم الميم وفتح الزاي وكسر اللام المشددة لما خربت عين المدينة النبوية وسئل الظاهر ططر في عمارتها أرسل صاحب الترجمة بخمسمائة دينار لعمارتها ومدحه الزين بن عياش مقرىء الحرمين بما سبق في ترجمته ومولد هذا سنة ست وثمانين وسبعمائة تقريبا بدمشق ونشأ بها في رفاهية ونعمة فحفظ القرآن وسمع على الحافظ الزين بن جرب مجلس البطاقة وسمع على غيره وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيرا سالكا طريق أبيه في تعاني التجارة بل رأيت وصفه بالخباب العالي الخواحكي ملجأ الفقراء والمساكين مات في الطاعون سنة إحدى وأربعين بدمشق.
3310 - عمر السراج بن المحب محمد بن علي بن يوسف بن الحسن: الأنصاري الزرندي المدني الشافعي أخو عبد الوهاب ومحمد حضر في الرابعة على الجمال الأميوطي ثم سمع على الجمال الكازروني في البخاري سنة سبع وثلاثين الفقيه الفاضل سراج الدين عمر بن القاضي محب الدين الزرندي فهو هذا.
3311 - عمر بن محمد بن عمر المدني المؤذن البنا: سمع على الزين المراغي والعلم سليمان السقا في سنة سبع وتسعين وسبعمائة.
3312 - عمر بن محمد كمال بن محمد بن عمر التكروري الأصل: المدني الآتي أخواه محمد وأبو الفتح كان مثريا يكثر السفر لمصر وغيرها ومات بالمدينة في الحرم سنة إحدى وثمانين قبل إكمال الخمسين وترك ابنة.
3313 - عمر بن أبي السعود محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة: القرشي المكي ولد بالمدينة في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وقدم مع أبيه إلى مكة حفظ القرآن وصلى به هو وشقيقه ابو بكر تناوبا في رمضان على العادة وربما حفظ غيره وسمع من الشهاب أحمد بن علي المحلي وأجاز له في سنة اربع وخمسين فما بعدها أبو(2/354)
جعفر بن العجمي وآخرون وتكرر قدومه للقاهرة وكان قد أعلىخاله القاضي عبد القادر في النحو ويطالع له درسه.
3314 - عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم الساوري اليمني: نزيل مكة ويعرف بالعرابي بالتخفيف والإهمال ممن جاور بمكة قريب عشرين سنة أولها سنة إحدى عشر ومضى منها زائرا للمدينة النبوية غير مرة آخرها سنة ست وعشرين وسافر قبل في سنة تسع عشرة إلى اليمن ثم عاد إلى مكة وأخذ باليمن عن جماعة منهم أحمد الحرضي المقيم بأبيات حسين ونواحيها ولبس منه الخرقة فكان من جلة أصحابه وكان ذا حفظ جيد من الصلاح والخير منورالوجه حسن الأخلاق والمعاشرة وللناس فيه اعتقاد بحيث يقصد بالزيارة والفتوح من الأماكن البعيدة وممن كان يعتقده ويزوره ويرجع إلى أوامره الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة بل تحكم على يديه من الخلائق ما يزيد على مائة ألف من أهل الجبال وتهامة وغيرها وابتنى قبل موته بسنين له منزلا على المردة وبه مات قبل غروب ليلة سابع عشرى رمضان سنة سبع وعشرين وثمانمائة ودفن من الغد بعد الصلاة عليه خلف المقام والخروج به من باب الجنائز بوصية منه وازدحموا على نعشه وكذا له زاوية بأحد الأواوين من سفل مدرسة ملكة.
3315 - عمر بن محمد بن المنكدر التيمي القرشي: من أهل المدينة يروي عن ابيه وسمي مولى أبي بكر وعنه وهيب بن يحيى بن سليم الطائقي وعبد الله بن رجاء المكي وسعد بن السلط وآخرون وكان لا بأس به قال النسائي في التمييز: ثقة وقال الأزدي: في القلب منه شمائل قال ابن حبان في ثالثة ثقاته: وإنه من العباد: مات في عليه خرج له مسلم وذكر في التهذيب.
3316 – عمر بن محمد الهندي الحنفي: قريبا فمين جده أحمد بن منصور.
3317 – عمر بن أبي مسلم: من أهل المدينة, يروي عن عروة بن الزبير, وعنه عبد الرحمن بن أبي الموال, قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3318 – عمر بن مصعب بن الزبير بن العوام: الآتي أبوه روى روح بن عطيفة عنه عن عروة خبرا باطلا وروى عنه أيضا العلاء بن جرير وقال العقيلي: لايتابع على حديثه ولا يعرف إلا به, وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن ابن الزبير وعنه سعيد بن زيد وأبو هلال الراسبي, وهو في الميزان.
3319 – عمر بن معتب: ويقال ابن أبي معتب المدني, روى عن أبي الحسن(2/355)
مولى بن نفل وعنه: يحى بن أبي كثير قال أحمد وأبو حاتم: لا أعرفه والنسائي: ليس بالقوي وابن عدي: قليل الحديث, وذكره ابن حبان في الثقات, والعقيلي وغيره في الضعفاء, وقال على بن المديني: منكر الحديث, وذكر في التهذيب.
3320 - عمر بن مغيث: من أهل المدينة يروي عن أبي حسن مولى بني نوفل وعنه علي بن أبي كثير قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته ويحرر.
3321 - عمر بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي: التيمي المدني العابد الخاشع أخو محمد وأبي بكر الآتيين ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين له طبقة وأخبار في الكتب قال نافع بن عمر الجمحي: قالت والدة عمر له: إني لا أحب أن تنام فقال: يا أمه إني لاستقبل الليل فيهولني فيدركني الصبح وما قضيت حاجتي ويقال: إنه خالفها في شيء وكان الحق معه فقال: يا أمه أحب أن تضعي قدمك على خدي فقالت له: يا بني وما الذي قلت؟ فلم يزل بها حتى فعلت وجذع عند الموت فعاده أبو حازم وكلمه فقال: إني أخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن احتسب رحمه الله.
3322 - عمر بن ميسرة المدني: يروي عن سعيد بن أبي وقاص: وعنه محمد بن عثمان بن سعيد اليربوعي المخزومي قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3323 - عمر بن نافع العدوي المدني: مولى ابن عمر وأخو أبي بكر وعبد الله وأبو بكر أوثق منهما كما سيأتي فيه روى عن أبيه والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعنه مالك وزيد بن أبي أنيسة وعبيد الله بن عمر وزهير بن معاوية والدراوردي وإسماعيل بن جعفر وغيرهم قال أحمد: هو عندي مثل العمري وقال أبو داود هو عندي فوقه وعن أحمد ايضا من أوثق ولد نافع وقال ابن عيينة: قال لي زيادة بن سعد: هو أحفظ ولد نافع وحديثه عن نافع صحيح وقال ابن معين وأبو حاتم: ليس به بأس وقال ابن سعد: كان ثبتا قليل الحديث ولا يحتجون بحديثه وقال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
3324 - عمر بن بنية الكعبي الخزاعي: من أهل المدينة يروي عن ابي عبد الله القراظ وجمهان الأسلمي وعنه إسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل ويحيى بن سعيد القطان وأبو ضمرة وشريك بن أبي نمر قال القطان: لم يكن به بأس ووثقه ابن حبان وخرج له مسلم وذكر في التهذيب.
3325 - عمر بن هارون الزرقي الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن أبي هريرة وعنه يحيى بن حمزة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.(2/356)
3326 - عمر بن وهيبة: من آل مري استنجد به طفيل أمير المدينة في سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
3327 - عمر بن يحيى بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: عن مالك وعنه موسى بن معاذ بن أخي ياسين المكي ضعفه الدارقطني وساق له عن مالك أحاديث وقال: لا تصح عن مالك ومن دونها فيها ضعيف وفي الميزان عمر بن يحيى عن شعبة بخبر شبه الموضوع قال شيخنا: وأظنه هذا.
3328 - عمر بن يحيى المدني: المؤذن بالحرم النبوي ويعرف بابن الأعمى والد فاطمة الآتية المتوفاة بعد التسعين وسبعمائة.
3329 - عمر بن الغراف السراج اليماني: قال الابن صالح: هو الشيخ الصالح الإمام العالم المقدم في التدريس والفضيلة حج مرارا وجاور بالمدينة مع أمه ثم مرة بعد ذلك في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وكان اتفق أنه أخذ فألا في المصحف وهو في بلده بسبب سفره إلى الحرمين فخرج له قوله تعالى: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} قال: فحملت الجميع وأتيت بهم وذلك في ولاية الأشرف الأميوطي واجتمع به وأثنى على فضله وفضيلته وأشار علي بصحبته والقراءة عليه في الفقه فلزمته حتى قرأت عليه جميع المغني بحثا واستفتح هو نسخة من المصحف العثماني - الذي بقبة الحرم - على سطوره وكيفيته ورحل بها إلى اليمن وقال لي: أنه حفظ من المذهب إلى التيمم ولو تمكنت من الدرس في العلوم لفعلت وكان مستحضرا للمذهب ولفضائل كثيرة في علوم شتى من حديث وتفسير وأصول وغرائب من النظم والآداب والحكايات النافعة حتى إن الملك المجاهد قدمه للتدريس في مدرسته ولما رجع إلى بلده استقر في نظر بعض المدارس إما الخانقاه المظفرية أو المنصورية ثم انقطع عن الناس وأحب العزلة.
3330 - عمر بن الأعمى: والد محمد وإخوته قال ابن فرحون: هو الفقيه الذكي النبي صلى الله عليه وسلمل سراج الدين كان من المؤذنين من الذين ساووا بين إخوانهم وشرفوا بعقولهم وآدابهم وكان خلطا فكها حسن القراءة والصوت أديبا مؤدبا مجيدا مليح الخط جود عليه أكثر أولاد المجاورين وكثرت مساعدته للإخوان عند الشرفاء والأمراء وقضاء الحوائج عندهم لنفسه ولغيره وكان محببا إليهم مكرما لديهم يجسر على الأمراء بالكلام ويقول الجد في سورة المزاح مات سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وترك أولادا أكبرهم المشار إليه كما سيأتي وقال ابن صالح: أخذ الآذان بعد ابن خالي محمد بن عبد الرحمن واستمر فيه حتى مات فخلفه فيه أولاده ثم حفيده أحمد وقال(2/357)
المجد: من المنعوتين بالفطانة واللياقة الموصوفين بالركابة والحذافة لا يمل الجليس من جميل عشرته ومجاورته ولا يمل الخليط من حسن خلطته ومجاورته يتغنى في القرآن بصوت عبر الجماد وينغم فيه بنغمة بحر في الصم الصلاة ويكتب خطأ بحال الوشي الخبير ويضاهي في جنة الروض البصيرة كتب أكثر أولاد المجاورين وسور أياديهم من براءة براعته بالأساور والزين قربه الأشراف منهم وأكرموه وفخموا قدره وعظموه وعرف باعتبار القول عندهم وقبول الشفاعة كتب الله المسلمين بقاعه قضى جملا جليلة من حاجات الإخوان ودفع عن المجاورين شرور السعاة الخوان وترك اولادا نجباء مؤذنين وتوفي في عام أربع وثلاثين.
3331 – عمر: أبو حفص الزواوي قال ابن صالح: الفقيه المبارك الصالح العابد هاجر من المغرب وسكن المشاهد الثلاثة وكان في المدينة ساكنا برباط دكالة ويغري الأبناء على قدم التجرد والصبر والقناعة مع الديانة والعبادة ومات بالمدينة ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
3332 - عمر الجواشني: الخياط المصري: نزيل المدينة مات في يوم السبت سادس ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وسبعمائة أرخه أبو حامد المطري ووصفه: بالشيخ الصالح قال: وتوفيت زوجته قبله بنحو سنة وأربعين يوما رحمهما الله.
3333 - عمر الخراز: في ابن عباد.
3334 - عمر الزيلعي: كان خيرا دينا معلما للقرآن على حال جميل قديم الهجر والمجاورة في المدينة ذكره ابن صالح.
3335 - عمر الفراش كان يقرأ القرآن من ألطف الناس بنية وحديثا وخدمة قال ابن فرحون.
3336 - عمر الكازروني: أثنى عليه ابن فرحون وأنه ممن كان يسكن الرباط الششتري من الخيار
3337 ـ عمر المداس له ذكر في أبي حسن الخراز.
3338 - عمر النجار: أدركه ابن صالح في الصالحين.
3339 - عمر النسائي: في ابن الحسين النسوي.
3340 - عمير بن إسحاق: أبو محمد القرشي مولى بني هاشم من أهل المدينة يروي عن أبي هريرة وعمرو بن العاص ورأى الحسن بن علي بن أبي طالب(2/358)
وعنه عبد الله بن عون قال أبو حاتم: والنسائي لا أعلم روى عنه غيره قال مالك: لمن سأله عنه: لا أدري إلا أنه روى عنه رجل لا نستطيع أن نقول فيه شيئا يعني ابن عون وقال عباس: سمعت يحيى يقول: إنه لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه وفي رواية عن ابن معين: أنه ثقه وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات والعقيلي في الضعفاء وأنه لم يرو عنه غير واحد وكذا قال ابن عدي: لم يرو عنه غير ابن عون وله من الحديث شيء يسير ويكتب حديثه وهو في التهذيب.
3341 - عمير بن حبيب بن حماشة الأنصاري الخطمي: جد أبي جعفر الخطمي عداده في أهل المدينة ومن اصحاب الشجرة قاله ابن حبان في الأولى ثم أعاده في الثانية وأنه يروي عن جماعة من الصحابة وعنه أبو جعفر وكان من العباد الخشن ممن صام في النهار وقال الليل وحث الناس على التهجد الكبير وهو في أول الإصابة.
3342 - عمير بن سلمة الضمري: عداده في أهل المدينة يروي عنه النهري وعنه أهل المدينة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: عن النهري عنه قصة النبي صلى الله عليه وسلم الحافظ وعنه عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال ابن عبد البر: لم يختلفوا في صحبته وفيه نظر فقد قال ابن منده: مختلف في صحبته وذكره ابن حبان في ثقات التابعين بعد أن ذكره في الصحابة وهو في التهذيب والإصابة.
3343 - عمير بن عبد الله: أبو عبد الله الهلالي مولى أم الفضل ابنة الحرث بن حزن الهلالية أو ابنها عبد الله بن عباس ووالد عبد الله عداده في أهل المدينة يروي عن أم الفضل وابن عباس وأسامة بن زيد وأبي جهيم بن الحرث بن الصمة وعنه سالم أبو النضر وعبد الرحمن الأعرج وقال: كان ثقة وإسماعيل بن رجاء الزبيدي وثقة النسائي ثم ابن حبان قال ابن سعد وغيره: مات بالمدينة سنة أربع ومائة ثم مات ابنه في سنة عشر وهو في التهذيب.
3344 - عمير بن عوف: أبو عمر ومولى سهيل بن عمر مات بالمدينة وقد مضى في عمرو بن عوف.
3345 - عمير بن قاسم بن جماز: له ذكر في شيخه ابن هاشم.
3346 - عمير بن هلال الصباح: التربي أحد فراشي الحرم كان في حدود الأربعين وسبعمائة.
3347 - عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب بن جماسة: أبو جعفر الأنصاري الخطمي الماضي جده قريبا من أهل المدينة يروي عن أبيه وخاله عبد الرحمن بن(2/359)
عقبة بن أنفاكه وعمارة بن خزيمة بن ثابت وسعيد بن المسيب وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويوسف السمين ويحيى القطان وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير والعجلي فيما نقله ابن خلفون والطبراني في الأوسط وابن حبان في ثالثة ثقاته وقال ابن مهدي: هو وأبوه وجده قوم يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض وقال أبو الحسن ابن المديني: مدني قدم البصرة وليس لأهل الحديث أثر ولا يعرفونه وهو في التهذيب في الأسماء.
3348 – عمير: مولى ابي اللحم صحابي شهد مع مولاه خيبر وعده مسلم في المدنيين وحديثه عند أحمد وأصحاب السنن روى عنه محمد بن زيد بن المهاجر ومحمد بن إبراهيم التيمي وهو في التهذيب والإصابة.
3349 – عمير: مولى ابن عباس ويقال له ايضا: عمير مولى أم الفضل ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3350 – عمير: مولى عمر بن الخطاب ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين.
3351 – عمير: مولى أم الفضل تقدم قريبا.
3352 - عمير السوارقي: بمهملة وقاف نسبة لقرية بين الحرمين قال ابن فرحون: إنه من قدماء الفراشين ودخل فيه رغبة في التقرب بالخدمة لا للدنيا وكانت له حسنات كثيرة وأوقاف عديدة وعتقاء وأولاد مباركون وقد صحبته إلى مكة في طريق الماشي فكان محافظا على دينه مات بعد الستين وسبعمائة انتهى ومن ذريته الشيخ محمد بن عمير وكان ايضا موصوفا بالصلاح.
3353 – عنبر: شجاع الدين الشجاعي صاحب الحديقة ذكره ابن صالح.
3354 – عنبر: شجاع الجدين العزي الطواشي أحد خدام الحرم النبوي سمع سنة ثمان وتسعين الموطأ على البرهان بن فرحون وعلى الزين أبي بكر المراغي والعلم سليمان الشفا في سنة إحدى وثمانمائة.
3355 – عنبر: شجاع الدين الطواشي لآلة الملك الناصر حج وأتى بملابس مفضلة من خيار الثياب وأحسن بهم للخدام المقيمين بالمدينة وألبسهم إياها عند قدومه وكان شيخا صالحا ساكنا قليل الشر والكلام متواضعا مات بالقاهرة ذكره ابن صالح.
3356 – عنبر: شجاع الدين اللالة أحد خدام الحرم النبوي ممن سمع عل الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة.(2/360)
3357 – عنبر: من عبد اللطيف الحبشي القجاقجي من خدام الحرم النبوي ثم ارتقى لبيانه المشيخة فدام دهرا وهو الان في سنة ثمان وتسعين متلبس بها "وقد أهانه قائم الفقيه أحد المشايخ" مع عقل وتؤدة وحفظ للقرآن وكثرة تلاوة له بحيث يرجع إليه الخام واستمر نائبا حتى مات في سنةن إحدى وتسعمائةفخلفه صندل الأشرقي وكان قد تزوج بنضرة بعد فراق شيخ الخدام مرجان التقوي حين مفارقته للمدينة.
3358 - عنبر السبيري الطواشي: كان بشوشا خيرا أدرك الحريري وكان يدخل عليه وهو ويتردد إليه وصحب خديجة ابنة بدر بعقد وربى أيتامها وكان يسكن معهم في تخلهم بقرب المليكي ذكره ابن صالح.
3359 - عنبر الصرخدي: أحد الفراشين كان من أتباع العز شيخ الخدام بحيث يظن أنه من عتقائه لمخالطته عياله لما مات ترك أولادا صغارا فكفلهم العز وأقرأهم القرآن بل وكفل أولادهم من بعدهم حتى انقرضوا.
3360 - عنبر الصلخدي الطواشي: كان شجاعا مزوجا بشوشا مقربا عند العز شيخ الخدام مثل ولده يخدمه وينصحه ويقوم في مصالح الشيخ جهده وسافر معه وسافر معه إلى مصر فكانت منيته بها وحزن عليه كثيرا ذكره ابن صالح.
3361 - عنبر الفارقي: أحد بالخدام بالمسجد النبوي أثنى عليه ابن فرحون.
3362 - عنبر الكافوري: مولى كافور الحريري أدخله سيده المكتب بالمدينة فلما مات نقل غلى مصر في أيام الناص فأقام بها ينين كثيرة وصارت لهم ثم منزلة وخدمة ذكره ابن صالح.
3363 - عنبر المخلصي: أحد الخدام بالمسجد النبوي أثنى عليه ابن فرحون.
3364 - عنبر الموصلي: أحد الخدام أيصا كان من قدمائهم خدم الشيخ محمد الأعمى فاكتسب من أخلاقه الحسنة وياصته مدة حياته ما حصل به خير الدارين وقد ابتنى دارا قبالة دار العشرة ووقفلها قاله ابن فرحون وذكره ان صالح وقال: سمعت عليه القرآن عدة ختمات غيبا.
3365 - عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية: أبو أمية وأبو خالد الأموي المدني أخو عمرو الأشدق وعبد الله ويحيى لما قتل عبد الملك بن مروان عمرا أحدهم سيرهم إلى المدينة روى عن أبي هريرة وأنس وعمر بن عبد العزيز قوله: وعنه أبو قلابة والزهرى وثقة ابن معين وأبو داود والنسائي والدارقطني "وقال:(2/361)
كان جليس الحجاج" ويعقوب بن سفيان وابن حبان وقال أبو حاتم: لا بأس به قال الزبير: كان انقطاعه إلى الحجاج ويحكي عنه: أنه بعد موت أبيه دعا مروان بن الحكم في وليمة عرسه ورأى بزة حسنة فسأله: أعليك دين؟ قال: نعم قال: لم لا حولت هذه البزة في وفائه؟ قال: فهمت بذلك حتى قضيت ديني واقتنيت المال بعد وهو في التهذيب.
3366 - عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس: أبو الوليد أو أبو عثمان أو أبو عامر المدني وأمه عاتكة ابنة أبي أزهر الأزدية روى عن أخته أم حبيبة وشداد بن أوس وعنه أبو إمامة الباهلي ويعلى بن أمية التميمي ومكحول الشامي وعطاء بن أبي رباح وآخرون قال أبو نعيم: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح له صحبة ولا رواية ذكره بعض المتأخرين وافق متقدمو أئمننا على أنه من التابعين وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الأولى من التابعين وابن حبان في ثقات التابعين وذكر الليث وغيره أنه حج بالناس سنة ست وأربعين والتي تليها وكذا ذكر حليفة وزاد أن معاوية ولاه مكة فكان إذا شخص إلى الطائف استخلف طارق بن المرقع وقال الواقدي: استعمله اخوه على الطائف سنة اثنتين واربعين وللخطيب بسند فيه ضعف إلى القاسم عن أبي إمامة قال: مرض عنبسة فدخل عليه أناس يعودونه وهو يبكيي فقالوا: أما كانت لك سابقة وسلف لك خير قال: ومالي لا أبكي من هول المطلع ومالي من عمل ألق به وهو في التهذيب.
3367 - عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد: الماضي وقيل ابن أبي عبد الرحمن وهو الماضي جده روى عن زيد بن أسلم وعبد الله بن نافع "مولى ابن عمر" ومحمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وهشام بن عروة وغيرهم وعنه الوليد بن مسلم وعبد الله بن الحرث المخزرمي وجماعة قال ابن معين: لا شيء وأبو زرعة وهي الحديث منكر الحديث وأبو حاتم: متروك الحديث كان يضع والبخاري تركوه والأزدي كذاب وابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به وهو في التهذيب.
3368 - عنبسة السلمي: ثم الأكواني استشهد بأحد.
3369 - العوام بن سليمان المري: ورأيته مجودا في ثقات ابن حبان المدني وقال: يروي عن أبيه وعنه العباس بن إسماعيل الغريق.
3370 - عوف بن أثاثه: "بضم الهمزة ومثلثتين" ابن عباد بن المطلب بن(2/362)
عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو عبد الله أو أبو عبادة القرشي المطلبي ويعرف بمسطح بكسر أوله وسيأتي فيه.
3371 - عوف بن الحرث بن الطفيل بن سخبرة بن جرثومة: الأزدي المدني وجده الطفيل أخو عائشة لأمها من الرضاعة كما في ثقات ابن حبان بل قال الذهبي: رضيع عائشة وابن اختها لأمها روى عنها وعن أخته رميثة وأبي هريرة وأم سلمة وعنه الزهري وعامر بن عبد الله بن الزبير وبكير بن الأشج وهشام بن عروة وخرج له البخاري ووثقة ابن حبان وذكر في التهذيب.
3372 - عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي: شقيق عبد الله ومحمد ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمهم أسماء ابنة عميس استشهد بتستر وله عقب ولما جاء نعي أبيه إلى المدينة دخل على بنيه فدعا الحالقة فحلق رؤوسهم وقال: أنا وليهم في الدنيا والآخرة.
3373 - عون بن عبد الله بن الحرث بن نوفل: الماضي أخوه عبد الله روى عنه.
3374 - عون بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع: عداده في اهل المدنية يروي عن أبيه وعنه موسى بن يعقوب الزمعي قاله ابن حبان في رابعة ثقاته ورأيته في موضع بدون عبد الله بل لهم إسماعيل بن عوف بن علي بن عبيد الله فيحرر هذا كله.
3375 – عويمر بن أشقر بن عدي بن خنشا بن مبذول بن عمرو بن عثمان بن مازن الأنصاري: المازني نسبه ابن البرقي وذكره خليفة فيمن لم يتحقق نسبه من الأنصار وأبو أحمد العسكري في بني الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوسي وسبقه لذلك ابن أبي خيثمة صحابي ذكره مسلم في المدنيين وله حديث في الأضاحي من رواية عياد بن عميم عنه "عند ابن ماجة وغيره" وهو عند الخطيب في ترجمة يحيى بن أبي كثير الأنصاري من بني النجار من المتفق من حديث عمرو بن يحيى المازني عنه ووقع في بعض طرق حديثه أنه بدري وذكر ابن معين بأن عبادا لم يسمع منه "فالله أعلم" قاله شيخنا في الإصابة وهو في التهذيب.
3376 – عويمر: أبو الدرداء الأنصاري الخزرجي واختلف في اسم أبيه فقيل مالمك وقيل زيد قاله البخاري وصححه ابن الحذاء ونقل عن بعض ولده بل قيل فاسمه هو عامر وأنهم كانوا يقولون له: عويمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة وزيد بن ثابت وعنه ابنه هلال: زوجته أم الدرداء وفضالة بن عبيد وآخرون من الصحابة فيمن يليهم أسلم يوم بدر وشهد أحد وأبلى فيها وقال له النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ:(2/363)
نعم الفارس عويمر" بل قال: هو حكيم أمتي وكان قبل البعثة تاجرا فرام كمال قال الجمع بينهما وبين العبادة فلم يجتمعا فترك التجارة وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عوف بن مالك ومناقبة كثيرة جدا وولاه معاوية قضاء دمشق بأمر عمر بن الخطاب مات في خلافة عثمان لسنبين بقيتا من خلافته وقيل قبل قتله بسنة وقيل بعد صفين قال ابن عبد البر: والأصح عند أهل الحديث أنه في خلافة عثمان.
3377 - عويم بن ساعدة بن عابس بن عبس: أبو عبد الرحمن الأنصاري أحد بني عمرو بن عوف المدني ذكره فيهم مسلم وهو بدري مشهور وقيل هو من بلي له حلف في بني أمية ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف وقد شهد العقبة أيضا قال ابن عبد البر: توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: بل في خلافة عمر وهو الصحيح بالمدينة عن خمس وستين سنة وهو في التهذيب.
3378 - عياش بن سليمان: يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز وعنه إسحاق بن حازم قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3379 - عياش بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي: يروي عن أبيه الآتي.
3380 - عياش بن أبي أسلم: يروي عن ابن عمر وعنه محمد بن موسى المدني قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3381 - عياض بن حربند: وقيل خربند الكلبي عداده في أهل مصر يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز وعنه الليث وعمرو بن الحرث قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3382 - عياض بن دينار الليثي: من أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة وعنه ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وحديثه عن أحمد من رواية ابن إسحاق عنه عن أبيه عن أبي هريرة حديث: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم" وفيه: "إن أول زمرة يدخل الجنة من أمتي على صورة البد والتي تليها على أشد نجم إضاءة" "وفي الجمعة ساعة".
3383 - عياض بن الضيري الكلبي: ابن عم أسامة بن زيد ذكره مسلم هكذا في ثالثة تابعي المدنيين.
3384 - عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري: الحجازي القرشي المكي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين كان أبوه أمير الديار المصرية لعثمان,(2/364)
فنشأ بها وحدث بمصر والحجاز عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عمر وعنه بكير بن الأشج وزيد بن أسلم وسعيد المقبري "وهو من أقرانه" وابن عجلان وإسماعيل بن أمية وداود بن قيس وعبيد الله بن عمر وآخرون ثقة حجة قال العجلي مدني تابعي وقال ابن حبان: عداده في أهل المدينة وقال ابن يونس: ولد بمكة ثم قدم مصر مع أبيه رجع إلى مكة فلم يزل بها حتى مات وذكر في التهذيب وأول الإصابة.
3385 - عياض بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر القرشي الفهري: مدني انتقل إلى مصر يروي عن الزهري وسعيد المقبري ومخزمة بن سليمان وأبي زبير وإبراهيم بن عبيد بن رفاعة وعنه ابنه معمر والليث وابن لهيعة وابن وهب قال البخاري: منكر الحديث وقال أبو حاتم: ليس بالقوي وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح: ثبت له بالمدينة شأن كبير وفي حديثه شيء وخرج له مسلم وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي.
3386 - عياض بن عبد الرحمن الحجبي: يروي عن ابن أبي مليكة وعنه عبد الله بن جعفر المدني قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3387 - عياض بن مانع: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3388 - عياض بن أبي مسلم: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3389 - عيسى بن جارية الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن جرير البجلي وجابر وشريك "صحابي لا أعرفه" وسعيد بن المسيب وعنه زيد بن أبي أنيسة وعنبسة بن سعيد الرازي ويعقوب العمي وأبو صخر حميد بن زياد وهو مقل مختلف في توثيقه قال ابن معين: ليس بذاك عنده مناكير وقال أبو زرعة: لا بأس به وقال أبو داود: منكر الحديث وذكره في التهذيب وضعفاء العقيلي ووثقه ابن حبان.
3390 - عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: أبو زياد والملقب رباح العدوي العمري المدني أخو عمر وعم عبيد الله بن عمر وأمه ميمونة ابنة داود بن كليب بن أسلف يروي عن أبيه وسعيد بن المسيب ونافع وعبيد الله بن عبد الله بن عمر وعنه يحيى القطان ووكيع والقعنبي والواقدي وآخرون وثقه أحمد وابن معين وغيرهما كالعجلي وقال: مدني وقال ابن سعد: كان قليل الحديث وذكر في التهذيب مات سنة سبع فيما قاله جماعة منهم الواقدي وقال: في خلافة أبي جعفر المتوفي سنة ثمان وقيل في وفاة صاحب الترجمة تسع وخمسين ومائة عن ثمانين سنة.
3391 - عيسى بن داب: في ابن يزيد بن داب.(2/365)
3392 - عيسى بن أبي رقية: المدني يروي عن ابن عمر وعنه عطاء بن السائب قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3393 – عيسى بن سيرة بن حباب: من أهل المدينة يروي عن أبي زناد وعنه خالد بن مخلد القطواني قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3394 - عيسى بن سليمان بن وهبان: التربي ممن سمع في البخاري على الجمال الكازروني سنة سبع وثلاثين وكأنه عم أبي الفرج بن علي بن سليمان الآتي.
3395 - عيسى بن سهل بن رافع بن خديج الانصاري: من أهل المدينة ونزل اسكندرية يروي عن جده رافع وعنه أو شجاع سعيد بن يزيد القبطاني قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب روى عنه أيضا أبو شريح الإسكندراني وموسى بن عبيدة ويقال اسمه: "عثمان بن سهل" وهو وهم.
3396 - عيسى بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة: قاضي الشيعة الماضي اسمه في أبيه.
3397 - عيسى بن شعيب بن ثوبان: مولى بني الديل ومن أهل المدينة يروي عن فليح بن سليمان وعنه إبراهيم بن المنذر الخزامي قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وكأنه لم يقع له رواية عن السائب بن يزيد "أحد الصحابة" إذ لو كان رآها لذكره في الثانية وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وقال: مدني لا يتابع على حديثه "يعني الذي أورده فرواية يعني عبيد بن أبي عبيد مجهول بالنقل"
3398 - عيسى بن شيحة بن هاشم بن قاسم الحسيني: الماضي نسبه في جماز وهو جد العباسي كان ينوب عن ابيه في غمرة المدينة فلما قتل بنو لام أباه استقل بها وحاول الجمازة أخذها منهم فقبض عليهم بل يقال إنه قتلهم وأقام في الولاية مدة ثم أظهر لأخويه منيف وجماز الكراهية لإقامتهما معه في المدينة فاحتالا "كما في منيف" إلى أن أستقر منيف في سنة سبع وخمسين وستمائة أو اللتي قبلها وعاش الأمير عيسى حتى مات في أمرة أخيه الآخر جماز في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وستمائة وأمه مريم ابنة جماز بن مهنا الأعرج.
3399 - عيسى بن طلحة بن عبيد الله: أبو محمد القرشي التيمي المدني ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وأبي هريرة وعبيد الله بن عمر ومعاوية(2/366)
وعنه محمد بن إبراهيم التيمي وطلحة بن يحيى والزهري وغيرهم وكان من حلماء قريش وأشرافهم وفد على معاوية ووثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وقال: كان من أفاضل أهل المدينة وعقلائهم وأسهيائهم وأمه سعدى ابنة عوف بن جارية بن سنان المري وذكر في التهذيب مات في حدود سنة مائة.
3400 - عيسى بن عبد الله بن مالك الدار: وهو مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب وأخو محمد ويحيى من أهل المدينة يروي عن محمد بن عمر وابن عطاء وعنه ابن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وذكر في التهذيب.
4401 - عيسى بن عبد الله: الملقب بطويسي المغني كان من المبرزين في الغني طول صاحب الأغاني ترجمته وهو الذي يضرب به المثل في الشؤم فيقال: أشأم من طويسي لأنه ولد في يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم وفطم في يوم مات أبو بكر وختن في يوم قتل عمر وبلغ الحلم في ذلك اليوم وتزوج في يوم قتل عثمان وولد له في يوم قتل علي وهذا من عجائب الاتفاقيات فاذا تشاءموا به مات سنة اثنتين وستين من الهجرة بالسويداء على مرحلتين من المدينة وكان انتقل إليها من المدينة.
3402 - عيسى بن عبد الله الكردي: قال ابن السمعاني: كان يسكن الموصل من أهل التجريد والتوكل له في قطع البادية والمقام بمكة أحوال ومقامات كثيرالمجاهدات والصبر على الشدائد ومقاساة الجوع وإخفاء ذلك من نفسه وسر حاله وكان لأهل الموصل فيه زائد الاعتقاد مع عدم مخالطته لهم وكان أكثر مقامه بالحجاز وورد بغداد غير مرة وأول ما لقيته بالمدينة وكنت مدة في طلبه إلى أن سهل الله رؤيته بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وجواره وكان يجلس في اكثر الأوقات في الصف الأخير وجاور في تلك السنة بالمدينة لعمارة المسجد النبوي بمال من جهة بعضهم فكان هو ينقل الحجارة والطين معهم احتسابا وأطال ابن السمعاني في حكاية ذلك وأنه رآه بعد ذلك ثم نقل عن أبي الفضل مسعود بن محمد الطراري أنه مات بطريق الحجاز قريب لأربعين وخمسمائة ودفن بذات عرق على رأس وادي المحرم وقبره ظاهر يزار رحمه الله.
3403 - عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة الأموي: مولاهم ابن أخي إسحاق بن أبي فروة الماضي روى عن أبي يحيى "عبيد الله بن عبد الله بن وهب" وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وعنه الوليد بن مسلم قال الذهبي: لا يكاد يعرف والخبر الذي رواه منكر وقال ابن القطان: لا أعرفه في شيء من الكتب ولا في غير هذا الحديث وهو في التهذيب.(2/367)
3404 - عيسى بن عبد الرحمن بن فروة: ويقال سيرة الأنصاري الزرقي المدني يروي عن الزهري وزيد بن أسلم وعنه ابن لهيعة وأبو داود الطيالسي ومحمد بن شعب ومعن الفراز تركه النسائي وقال البخاري: منكر الحديث وفي لفظ حديثه مقلوب وهو في التهذيب فضعفه ابن حبان.
3405 - عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس: أبو العباس أو أبو موسى الهاشمي المدني البغدادي وإليه ينسب نهر عيسى ببغداد روى عن أبيه وأخيه محمد وعنه ابناه داود وإسحاق وابن أخيه جعفر بن سليمان بن علي ونافلة أخيه هارون الرشيد وقال: كان راهبنا وعالمنا وشيبان النحوي وغيرهم قال ابن سعد: كان من أهل السلامة لم يل لأهل بيته عملا حتى مات في خلافة المهدي وعن ابن معين: لم يكن به بأس كان له مذهب جميل معتزلا للسلطان وليس بقديم الموت مات في السنة التي مات فيها شعبة وقد اختلف في موته فقيل: سنة ثلاث وقيل: أربع وقيل: خمس وستين ومائة والأول أكثر ومولده سنة إحدى أو ثلاث وثمانين وهو في التهذيب.
3406 - عيسى بن علي بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: القرشي المدني في التهذيب لسان صوابه.
3407 - عيسى بن عيسى: واسمه ميسرة الحناط أبو محمد أو أبو موسى الغفاري المدني أخو موسى الطحان الآتي وهو مولى قريش نزل الكوفة والذي في ابن حبان أصله من الكوفة انتقل إلى المدينة يروي عن أنس والشعبي وعمر بن شعيب ونافع وغيرهم وعنه بن أبي فديك وكيع وصفوان بن عيسى وعمر بن شبيب الملي وعبيد الله بن موسى وجماعة ضعفه أحمد وقال الفلاسي والدارقطني: متروك الحديث قال ابن سعد كان يقول: أنا خياط وحفاظ وخباط كلا قد عالجت قال: وقدم الكوفة تاجرا فلقي الشعب وعن ابن معين: كان كوفيا فانتقل إلى المدينة مات سنة إحدى وخمسين ومائة وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وقال ابن أبي عيسى: مسرة لم يرضه ابن معين وذكر حفظا سيئا وعنه أنه مدني ليس حديثه بشيء وقال حماد بن يونس: لو شئت أن تحدثني بكل ما يصنع أهل المدينة حدثني به وقال أحمد: ليس يسوي شيئا وقال ابن حبان: كان يسيء الحفظ والفهم كثير الزلل فأحسن الخطأ استحق الترك لكثرته مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
3408 - عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر الحسني المكيي: المعروف بابن أبي هشام والد مكثر وأخو مالك جد يوسف بن علي كان أمير الحرمين في سنة أربع وستين وخمسمائة.(2/368)
3409 - عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: استعمله أخوه المنصور على الحرمين بعد قتل عثمان بن نهيك سنة اثنتين وأربعين ومائة.
3410 - عيسى بن محمد التربي: كان في حدود الأربعين وسبعمائة.
3411 - عيسى بن مسرة: هو الذي قبله.
3412 - عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر: القاضي أبو الفضل التيمي المدني الأصل المصري ممن روى عن أبيه وغيره وله بمصر دار كبيرة بل ولي قضاءها سنة إحدى عشرة ومائتين وكان يتنكر بالليل ويكشف أخبار الشهود وعزله المعتصم في سنة أربع عشرة وأقامه للناس وأخرجه معه إلى بغداد فمات بها في السجن.
3413 - عيسى بن موسى بن محمد بن أياس بن البكير: يروي عن أسامة بن زيد والمدنيين وصفوان بن سليم وعنه عباس بن عباس والليث ويحيى بن أيوب قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وثالثها.
3414 - عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: العباسي ولي عهد المنصور له ذكر في أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي صخرة وأمه ابنة الحسين بن عبد الله وفي محمد بن عبد الله بن حسن: أن أبا جعفر المنصور أرسله في سنة خمس وأربعين ومائة فقتله وأخاه إبراهيم بالمدينة وكان المنصور حين أرسل عيسى قال: لا أبالي أيهما قتل الآخر إن قتل عيسى محمدا فبها ونعمة وإن قتل محمد عيسى استراح منه ليعهد إلى ابنه المهدي فصار عيسى في أربعة آلاف فارس فكان الظفر له.
3415 - عيسى بن موسى التربي: كان في حدود الأربعين وسبعمائة وتقدم في ابن محمد.
3416 - عيسى بن ميسرة: في ابن أبي عيسى.
3417 - عيسى بن ميمون المدني: المعروف بالواسطي يروي عن مولاه القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ومحمد بن كعب وعنه عبد الصمد بن نعمان وآدم بن أبي أياس وسعدون وسيبان بن فروح ويحيى بن سعيد العطار قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث وقال البخاري وغيره: منكر الحديث وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء فأما عيسى بن ميمون المدني الذي روى عنه أبو عاصم التفسير فمتقدم وقال فيه ابن معين: ليس به بأس وقال ابن مهدي الواسطي: استعديت عنه وقلت: ما هذه(2/369)
المنكرات التي يوريها عن القاسم فقال: لا أعود وهو في التهذيب والضعفاء لابن حبان فقال القرشي مولى القاسم ومن أهل المدينة يروي عنه أهلها منكر الحديث جدا وكذا ذكره العقيلي في الضعفاء ونقل في ابن معين: أنه ليس حديثه بشيء.
3418 - عيسى بن مينا: أبو موسى قالون يأتي في الألقاب.
3419 - عيسى بن النعمان بن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي: الأنصاري عداده في أهل المدينة وهو حفيد معاذ الأتي يروي عن خولة وعنه ابنه محمد وأحسبه الذي روى عنه زيد بن الحباب قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وليس تسمية معاذ جده عنده.
3420 - عيسى بن وردان: أبو الحرث المدني الحذاء المدني المقرىء المجود قرأ على أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح ثم عرض على نافع وهو من قدماء أصحابه قرأ عليه إسماعيل بن جعفر والواقدي وقالون وغيرهم.
3421 - عيسى بن يزيد بن داب الليثي المدني: إخباري علامة نسابة لكن حديثه واه ذكره الذهبي في ميزانه وقال: يروي عن هشام بن عروة بن أبي ذيب وصالح بن كيسان وعنه شبابة ومحمد بن سلام الجمحي وحوثرة بن أشرش وغيرهم قال خلف الأحمر: كان يضع الحديث قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث وقيل إنه كان ذا خطوة زائدة عند المهدي والهادي انتهى بحيث إنه أعطاه مرة ثلاثين ألف درهم وقال العقيلي: ما لا يتابع عليه من حديث أكثر مما يتابع عليه وقال عبد الواحد بن علي "في مراتب النحويين" كان يضع الشعر وأحاديث السمر كلاما ينسبه للعرب فسقط علمه وحميت روايته وكان شاعرا وعلمه بالأخبار أكبر وقال الخطيب: كان رواية عن العرب وافر الأدب عالما بالنسب عارفا بأيام الناس حافظا للسير وقال إبراهيم بن عرفة: كان أكثر أهل الجاز أدبا وأعذبهم ألفاظا وكان قد حظي عند المهدي وقال الأجرمي عن أبي داود: سمعت أبا حاتم عن الأصمعي قال: قال لي خلف الأحمر: فتنا بين المشرق والمغرب ابن دأب يضع الحديث بالمدينة وابن يضع الحديث بالمسند وهو المعني يقول الشاعر:
خذوا عن مالك وعن ابن عون ... ولا ترووا أحاديث ابن داب
وقال البخاري في التاريخ: قال الأويسي عن سليمان عن عيسى بن يزيد عن عمران عن أبي حفص قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بحديث طويل منكر وقال الزبير في الوفيات: حدثني عمي مصعب بن عبد الله حدثني موسى بن صالح قال: كان عيسى بن داب كثير الأدب يكذب الألفاظ وكان قد حظي عند الهادي حتى كان(2/370)
يتكىء في مجلسه بأذنه ولم يطمع في ذلك أحد من الخلق غيره وكان لذيذ المفاكهة طيب المسامرة طيب الشعر حسن له حتى إن الهادي أمر له يوما بمال كثير جدا وذكر ان دريد عن أبي حاتم: أن خلفا الأحمر أنكر على ابن دأب أنه أنشد للأعشى قطعة منها:
من دعا لي ... أربح الله تجارته
وقال: لا يروح هذا على من يعقله وكان أبوه عالما شاعرا ناسبا وله ولد آخر يقال له يحيى بن يزيد بن دأب قال شيخنا بعد حكاية شيء مما أنشده: وهذا يدل على عدم معرفته بالوزن فإن كلا من البيتين فيهما من بحرين انتهى قال الذهبي في ميزانه فقيل إنه توفي قبل مالك.(2/371)
حرف الغين المعجمة
في العشر الأخير من ذي الحجة سنة أربع وعشرين وقبض عليه في هذا التاريخ وهو بالمدينة النبوية وساروا به بعد الحوطة إلى مصر وسجن بقلعة الجبل وسبب ذلك والقبض عليه أخذه في سنة أربع وعشرين أخذه شيء مما هو مدخر لمصالح الحرم النبوي من القناديل وبلغ هذا الخبر الدولة بمصر فرسم بعزله والقبض عليه ففعلوا ذلك وسعى له وهو في القلعة مسجونا في خلاصة على أن يلتزم برد ما أخذ ويكتب به خطة فأجيب سعيه فاتفق أن مات عقب تقرير هذا للأمر في سفر ظنا سنة خمس وعشرين بالقلعة مسجونا وكان يظهر عدلا وإكراما لأهل السنة وكان خاله مقبل بن أمير في أمر ولايته ويبذل عليه لأجلها مالا ولهذا كان مقبل نافذ الأمر بالمدينة.
3422 - غسان بن عبد الحميد بن يسار.(2/371)
حرف الفاء
3423 - فارس بن سليمان بن زهير بن سليمان بن زياد بن منصور الزباني: الآتي جده منصور وأنه ولي إمرتها وفيه يجتمع آل منصور وآل زيان وغيرهم الشريف الحسيني الزياني ابن خال صاحب الحجاز وزوج ابنته حزيمة بحاء مهملة مضمومة ثم معجمة مفتوحة واستنابه الشريف محمد في إمرة المدينة بعد تجرؤ نائبه حسن بن(2/371)
زبيري على قبتها فوصلها في رجب سنة إحدى وسبعمائة فأحسن السيرة وقمع الرافضة بعد أن استخلص من الأموال المأخوذة جملة وتأدب مع أهل السنة وقال لي إنه ولد تقريبا في سنة تسع وخمسين أقول.
3424 - فارس الرومي الأشرفي: أحد الخدام من الطواشية استقر في مشيخة الخدام بالمدينة في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة عوضا عن الولي بن قاسم وتوجه من جهة البحر إلى الينبوع ليسير منها إلى محل ولايته فوصل المدينة فيها أو في التي تليها ودام حتى عزل في سنة خمس وأربعين بفيروز الركني ثم أعيد كذا صرف في سنة أربع وخمسين بسرور تمرباي وفي أول ولايته رسم الظاهر جقمق بمنع إدخال جنائز الشيعة في المسجد إلا الأشراف العلويين وجرى الأمر على ذلك إلى الآن.
3425 - فايد مولى عبادل المدني: يروي عن مولاه عبادل "عبيد الله بن علي بن أبي رافع" الماضي وسكينة ابنة الحسين وعنه زيد بن الحباب ومعن بن عيسى والقعنبي والواقدي وعدة وثقة ابن معين ثم ابن معين وقال أبو حاتم: لا بأس به وذكر في التهذيب.
3426 - الفرافصة بن عمير الحنفي اليمامي: ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين قال البخاري: روى عن عثمان وعنه القاسم بن محمد وعبد الله بن أبي بكر: يعد في أهل المدينة انتهى وروى قال: ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان وعنه أيضا يحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة بن أبي عبد الرحمن ذكره ابن حبان في الثقات وزاد في شيوخه عمر بن الخطاب وله رواية عن الزبير بن العوام وفي ثقات العجلي: الفرافصة مدني تابعي ثقة وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد عن القاسم: أخبرني الفرافصة أنه رأى عثمان يغطي وجهه وهو محرم وحقق شيخنا أن الفرافصة الحنفي عثمان آخر غير صاحب الترجمة.
3427 – فرج: أبو مسلم الخصبي مولى أمير المؤمنين كانت له دار هي الآن رباط مراغة.
3428 – فرج, القديم كان يسكن عند باب الرحمة متعبدا ساكنا ملازما الصف الأول ذكره ابن صالح.
3429 - فروة بن زبيد المدني: يروي عن أبيه عن جده عن ابن عمه وعنه أبو بكر قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3430 - فروة بن عمرو: من بني بياضة صحابي ممن عرض على النبي صلى الله عليه وسلم حين هجرته للمدينة النزول فيهم.(2/372)
3431 - فضالة بن عبيد: صحابي له أحاديث منها: "كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فنجسه قوم ... "
3432 - الفضل بن أمية الضمري: هو الذي بعده.
3433 - الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري: المدني نزيل مصر ووالد الحسن الماضي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين فقال: الفضل بن أميه الضمري وقيل: ابن الحسن بن عمرو روى عن عمه بكر وأبي هريرة وابن عمر وغيرهم وأرسل عن عمر وعنه ابنه جعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب وابن إسحاق وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات وقال البخاري: مصري تابعي ثقة وقال ابن يونس يقال توفي بإسكندرية وهو في التهذيب.
3434 - الفضل بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: أبو عبد الله أو أبو محمد أو أبو العباس الهاشمي المدني ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم والماضي أبوه والحادي عشر من المدنيين لمسلم شهد فتح مكة وحنينا وثبت معه يومها حين انهزم عنه الناس ثم حجة الوداع وأردفه صلى الله عليه وسلم في جمع إلى منى يروي عنه أحاديث وعنه أخوه عبد الله وأبو هريرة وربيع بن الحرث وغيرهم روى له الجماعة وهو ممن شهد غسله صلى الله عليه وسلم مات بالشام في طاعون وقيل: يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة وقيل يوم اليرموك وكان جميلا وأمه أم الفضل لبابة ابنة الحرث الهلالية وهو في التهذيب.
3435 - الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع المدني: يروي عن ابي رافع وعنه ابنه العباس وعباس بن أبي خداش قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب.
3436 - الفضل بن الفضل المدني: عن الأعرج وسعيد بن المسيب وعنه هشام بن عروة وأسامة بن زيد الليثي ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وذكر في التهذيب.
3437 - الفضل بن قاسم بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا الحسيني: وباقي نسبه في جماز اجتمع آل جماز بعد موت سعد بن ثابت بن جماز وأجمعوا على تقديمه وحلفوا له على الطاعة والنصرة وخطب له وتوجه مانع بن علي إلى السلطان يستنجز له مرسوما فأجيب ووصل بالخلعة والتقليد في جمادي الاخرة وقرىء منشوره على دكة المؤذنين واستمر إلى أن مرض مرضا شديدا ومات في سادس عشرى ذي القعدة سنة أربع وخمسين وسبعمائة ودفن في قبة الحسن والعباس وكان شهما شجاعا مقداما مهيبا سائسا ذا رأي صلب وغور(2/373)
ودهاء ومعرفة بالأمور وهو الذي أكمل الخندق الذي كان ابتدأ بعمله سعد المذكور حول السور واستقر بعده مانع المذكور قال ابن فرحون وقال المجد: كان اميرا كميا ومريرا حريا وصنديدا سريا وعميدا عبقريا وسندريا بالزعامة حريا وذا دهاء في الأمور حوليا قلبيا ولي إمارة المدينة بعد وفاة سعد بن ثابت في شهر ربيع الآخر عام اثنتين وخمسين وسبعمائة اجتمع آل جماز وأجمعوا على تقديمه واتفقوا على رئاسته لحديثه وقديمه وحالفوه على النصرة والطاعة وعاقدوه على تنفيذ أوامره المطاعة وخطب على المنبر باسمه الخطيب ونشر من عدليه على الرعية أطيب طيب وتوجه مانع بن علي إلى السلطان لاستنجاز منشور يتضمن مضاء هذا الشأن فلما دخل مصر ودخل بالخبر إلى القلعة ورسم له بالتقليد والخلعة ووصل بهما في جمادي الآخرة فتضاعف في ولايته مفاخرة الفاخر استمر في ولايته إلى آخر عام أربعة وخمسين فمرض مرضا شديدا ثم ألقى منه البرحين وتوفي في ذي القعدة بعد مضي ستة وعشرين ودفن بقبة الحسن والعباس وفقد من أخلاقه الناس ما أزرى على وهو في درر شيخنا.
3438 - الفضل بن مبشر.
3439 - الفضيل بن أبي عبد الله: المدني مولى المهري يروي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وعنه بكير بن الأشج ومالك قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو في التهذيب يروي أيضا عن عبد الله بن دينار الأسلمي وعنه أبو بكر بن أبي سبرة قال أبو حاتم: لا بأس به.
3440 - فليتة بن القاسم بن أبي هاشم محمد بن جعفر بن أبي هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: الحسني المكي أمير الحرمين كان قريبا من سنة خمس وخمسمائة.
3441 - فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حسين: أبو يحيى الخزاعي الأسمي المدني وأبو المغيرة جده هو أخو عبيد بن حسين مولى آل زيد بن الخطاب العدوي ويقال اسمه عبد الملك وغلب عليه فليح كان من علماء عصره يروي عن نعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعباس بن سهل الساعدي وعبدة بن أبي لبابة وسعيد بن الحرث الأنصاري وطبقتهم وعنه ابنه محمد وأبو داود الطلايسي وشريح بن النعمان ويحيى بن صالح وسعيد بن منصور وأبو الربيع والزهري ومحمد بن جعفر الوركاني وعدد كثير كابن المبارك وابن وهب وغيره وأوثق منه مع احتجاج الشيخين(2/374)
به وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وضعفاء العقيلي مات سنة ثمان وستين ومائة.
3442 - فليح بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي: مدني يروي عن أبيه وعنه ابن المبارك حدثنا فليح بن محمد عن المنذر بن الزبير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعطى الزبير سهما وأمه سهما وفرسه سهمين فلم يصرح بأن المنذر جد فليح ولكن ابن حبان ذكر فليحا في رابعة الثقات وساق نسبه كما هنا لكنه قال روى عن أبيه فلو كان عنده أنه روى عن أبيه عن جده لذكره في الثالثة.
3443 - فوران الشريف: صاحب الدار القريبة من دار المطري وهو المنشىء لها قاله ابن صالح.
3444 - فيروز الركني: استقر في مشيخة الخدام بعد صرف فارس الأشرفي الماضي حتى مات سنة ثمان وأربعين وثمانمائة.(2/375)
حرف القاف
3445 - قارظ بن شيبة بن قارظ الليثي المدني: حليف بن زهرة يروي عن سعيد بن المسيب وابي غطفان بن طريف المري وعنه أخوه عمرو ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذيب قال النسائي: ليس به بأس وقال ابن سعد: توفي بالمدينة في خلافة سليمان بن عبد الملك وكان قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات في خلافة سليمان وكذا أرخ وفاته خليفة في الطبقات وأبو حاتم وغيرهما ويقال إنه مات في وقعة قديد سنة ثلاثين ومائة في خلافة مروان بن محمد بن مروان حكاه البخاري في تاريخه والقراب وغير واحد وحكاية المري عن ابن سعد: أنه توفي في خلافة سعيد الذي في الطبقات ما حكيناه فكان لفظه سليمان ابن سقطت من النسخة التي وقف عليها.
3446 - قاسم بن جماز بن قاسم بن مهنا: استقر في إمرة المدينة بعد أبيه فدام خمسا وعشرين سنة إلى أن قتله بنو لام في سنة أربع وعشرين وستمائة وكان الأمير شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا نازلا في عربة قريبا منه فلما بلغه قتله توجه إلى المدينة مسرعا حتى دخلها وملكها.
3447 - قاسم بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف المدني: أخو عبد الرحمن يروي عن أبيه عن جده وعنه عتيق بن يعقوب الزبيري قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.(2/375)
3448 - قاسم بن سنان بن عبد الوهاب: أحد قضاة الشيعة أبوه حسبما سلف ومن يقسم من الأفواه.
3449 - قاسم بن عباس بن محمد بن معتب بن أبي لهب عبد العزي بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس وأبو محمد القرشي الهاشمي: المدني من أهلها ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأمه أم ولد يروي عن عبد الله بن عمير "مولى ابن عباس" ونافع ابن جبير وعنه ابنه عباس وبكير بن الأشج "وكانوا من أقرانه" وابن أبي ذيب وثقه ابن معين ثم ابن حبان وقال: قتل سنة إحدى وثلاثين ومائة وقيل: إنه مات أيام الحرورية بالمدينة وقال: إنه مات يوم قديد سنة ثلاثين الآتي شيء من شأنه في أبي حمزة المختار وخرج له مسلم وذكر في التهذيب.
3450 - قاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي: العمري المدني أخو عبد الرحمن يروي عنه عمه عبيد الله بن عمر وعمرو بن شعيب وعبد الله بن دينار ومحمد بن المنكدر وأبو طوالة وعنه سعيد بن مريم وعبد الله بن الجراح القهستاني وقتيبة وهشام بن عمار وجماعة كذبه أحمد وقال البخاري: سكتوا عنه وقال ابن معين: ليس بشيء بل قالوا إنه كذاب خبيث وقال العقيلي: كثير الوهم في حفظه وذكر في التهذيب وضعفاء العقيلي وابن حبان وذكره البخاري فيمن مات ما بين الخمسين إلى الستين ومائة.
3451 - قاسم بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن زبالة: قاضي الينبوع بعد أخيه لأبيه الشمس محمد الآتي وإن هذا ولد في ثلاثين وثمانمائة.
3452 - قاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أبو محمد المدني يروي عن ابيه وعمه سالم وعنه عمر وعاصم أبناء محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر وأبو عقيل يحيى بن المتوكل ذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عن جده عبد الله وعنه الزهري روى له مسلم في مقدمة صحيحه قوله مخاطبا ليحيى بن سعيد: لما قال له إنه يقبح على مثلك وأنت ابن أمامي هذين ابي بكر وعمر أن سأل عن شيء من أمر هذا الدين فلا يوجد عندك منه علم فقال: أقبح من ذلك أن أتكلم بغير أو أخذ عن غير ثقة وقال ابن سعد أمه أم عبد الله ابنة القاسم بن أبي بكر توفي في خلافة مروان بن محمد وكان قليل الحديث وقال ابن حزم: متفق على سقوطه وهو في التهذيب.
3453 - قاسم بن الخواجة شيح: علي بن محمد بن عبد الكريم الكيلاني: ولد في سنة عشرين وثمانمائة بالمدينة النبوية وانتقل منها إلى مكة في أثناء السنة فأقام(2/376)
بها وسافر إلى كنبايا من الهند في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ففقد في البحر رحمه الله وغفر له.
3454 - قاسم بن غنام الأنصاري: البياضي المدني روى عن عمته أم فروة وقيل عن بعض أمهاته عنها وقيل غير ذلك وعنه الضحاك بن عثمان الجزامي وعبيد الله "أبناء عمر العمري" ذكره ابن حبان في الثقات وقال الترمذي: اضطربوا في هذا الحديث يعني الذي رواه وكذا ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: في حديثه اضطراب وهو في التهذيب.
3455 - قاسم بن قاسم بن جماز بن شيحة: قتل هو وأخوه جوشن وعمهما ابن مقبل في معركة بالمدينة سنة تسع وسبعمائة وله ذكر في محمد القصري القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق بن عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمد أو أبو عبد الرحمن القرشي التيمي المدني الفقيه أحد الأعلام ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ولد في خلافة عثمان ونشأ بعد قتل أبيه وكان خيرا منه بكثير في حجر عمته أم المؤمنين فسمع منها ومن ابن عباس وابن عمر ومعاوية وصالح بن ذوات وفاطمة ابنة قيس وطائفة روى عنه ابنه عبد الرحمن والزهري وربيعة ابن المنكدر وجعفر بن محمد وابن عون وأملح بن حميد وأيوب السختياني وآخرون وكان فقيها إماما مجتهدا ورعا عابدا ثقة حجة من أعلم الناس بحديث عائشة وأحد الفقهاء السبعة المأخوذ بقولهم والمرجوع إليهم بل قال عمر بن عبد العزيز: لو كان لي من الأمر شيء لوليته الخلافة ولما بلغه ذلك قال: إن القسم ليضعف عن أهليه فكيف بأمر الأمة؟ قال يحيى بن سعيد الأنصاري: ما أدركنا بالمدينة من تفضله علي وكان يقول لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم فوالله خير له من أن يقول ما لا يعلم وقال أيوب السختياني: ما رأيت أفضل منه لقد ترك مائة ألف هي له حلال ورأيت عليه قلنسوة خربة وعن غيره أن عمامته كانت مسدولة خلاه أكثر من وقال ابن عيينة بن عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانة: أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه فذكر حديثا وترجمته محتملة للصدق خرج له الأمة وذكر في التهذيب وثقات العجلي وابن حبان وقال: من سادات التابعين ومن أفضل أهل زمانه علما وأدبا وعقلا وفقها وكان صموتا لا يتكلم فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال أهل المدينة: اليوم تنطق العذراء من خدرها ارادوا القسم قال الواقدي: وكان ثقة رفيقا عالما إماما فقيها ورعا كثير الحديث وعن يعقوب بن سفيان كان قليل الحديث والفتيا مات بقديد ودفن بالسبل وبينهما ثلاثة أميال سنة ست أو سبع أو ثمان أو اثنتين أو إحدى ومائة والثالث أكثر والقول باثنتي عشر ساد(2/377)
بعد أن ذهب بصره وقال: كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها قميصي وأزراري وكذا كفن أبو بكر والحي أحوج إلى الجديد ولا تبنوا على قبري وكانت وفاته عن اثنتين وسبعين سنة بعد عمر بن عبد العزيز في ولاية يزيد بن عبد الملك وأمه وأم ولد.
3456 - القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي: المدني يروي عن عمه أبي بكر بن عبد الرحمن "الآتي" وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعنه حبيب بن أبي ثابت ذكره ابن حبان في الثقات.
3457 - القاسم بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني: أخو طفيل ولي إمرة المدينة وقتل في شعبان سنة ثمان وعشرون وسبعمائة واستقر بعده أخوه.
3458 - القاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن أبي أحمد القاسم بن أبي عبد الله بن أبي القاسم طاهر بن يحيى النسابة بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو فليتة الحسيني المدني: أميرها جد شيخة والد جماز الماضي كل منهما مع نسبه كان أمير المدينة في ايام الخليفة المستضيء بأمر الله بن المستنجد بالله العباسي وكان السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب كما قال أبو شامة في الروضتين صحبا فيه يستصحبه معه في غزواته وفتوحاته حتى حضر معه أكثر فتوحاته ويجلسه على يمينه ويستوحش له إذا غاب ويستأنس بشيبته ويعتقد بركة نسبه الطاهر ويكرمه ويتحفه بأجل الكرامات قال وما حضر معه حصار بلد أو حصن إلا فتحه الله على المسلمين فعظم اعتقاده فيه وانفرد بولاية المدينة بدون مشارك ولا منازع خمسا وعشرين سنة وبخط بضع الكتبة أنه قدم في مكة في موسم سنة إحدى وسبعين وخمسمائة مع الحاج فسلمها له أميرها ثلاثة أيام ثم سلمت بعد ذلك لداود بن عيسى بن فلتية ولما توفي صاحب الترجمة استقر عوضه جماز أكبر أولاده وهو جد الجمامزة إلى أن مات وله ذكر في حادثة كانت سنة ثمان وأربعين وخمسمائة سلفت في عمر بن الحسين النبوي وقال المجد كان جميل النقيبة وسيم المحيا قيم الوجه اسمح أبلج بهيا وضاحا غسانيا ذا رأي سديد وشأو بعيد قال العماد الأصفهاني رحمه الله في فصل يذكر السلطان الملك العادل صلاح الدين يوسف بن أيوب قال كان أمير المدينة النبوية صلوات الله على ساكنها في موكبة فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الفقير إلى نصرته به من يثربه وهذا الأمير عز الدين أبو فلتية قد وفد في تلك السنة أوان عود الحاج وهو ذو شيبة تقد كالسراج وما برح مع السلطان مأثور المآثر مذكور المفاخر ميمون(2/378)
الصحبة مأمون المحبة مبارك الطلعة مشاركا في الوقعة فما تم فتح في تلك السنين إلا بحضوره ولا أشرف مطلع من النصر إلا بنوره فرأيته ذلك اليوم للسلطان مسايرا ورأيت السلطان له مشاورا محاورا وأنا أسير معهما وقد دنوت منهما ليسمعاني وأسمعهما وقال أبو شامة: كان السلطان صلاح الدين محبا في الأمير قاسم بن مهنا يستصحبه في غزواته ويستنصر ببركاته في فتوحاته حضر معه أكثر الفتوحات في تلك السنين وكان السلطان يجلسه منه على اليمين ويستوحش بغيبته ويستأنس بشيبته وما حضر مع السلطان حصار بلد أو حصن إلا فتحه الله على المسلمين وكان السلطان يعتقد نسبه الطاهر ويتحفه ويكرمه بالمكارم البواهر ولي إمارة المدينة في أيام أمير المؤمنين المستضيء بالله بن المستنجد بالله قال شيخنا في منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم: هذا من دون كما سيأتي أن صاحب الترجمة أول من عرف من أمراء هذا البيت للمدينة.
3459 - القاسم بن نافع المدني: السوارقي نسبة إلى السوارقية قرية من قرى المدينة روى عن الحجاج بن أرطأة وحسن بن قرقد القصاب وهشام بن سعد ومالك وعنه محمد بن الحسن بن زبالة ويعقوب بن حميد بن ثابت ذكر في التهذيب.
3460 - القاسم بن هاشم بن فلتية بن قاسم بن محمد بن جعفر الحسني: أمير مكة بل وصف بأمين الحرمين ويعرف بابن أبي هاشم استقر بعد أبيه المتوفى سنة تسع وأربعين وخمسمائة في المحرم سنة إحدى وخمسين وقيل في جمادي الأولى سنة ست وخمسين بعد أن صارد المجاورين وأعيان أهل مكة وأخذ كثيرا من أموالهم ثم هرب خوفا من أمير الحاج فلما قدم أمير الحاج استقر بعمه عيسى بن فلتية فدام إلى رمضان ثم جمع ابن أخيه قاسم جمعا من العرب وسار به إلى مكة ففارقها عمه ودخلها قاسم فأقام بها أياما ثم هرب وصعد جبل أبي قبيس فسقط عن فرسه فأخذه أصحاب عمه عيسى فقتلوه وعظم ذلك على عمه وأخذه وغسله ودفنه عند أبيه عند المعلاة واستقر الأمر لعيسى.
3461 - القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي: من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه الحرث بن عبد الملك ذكره ابن حبان في الرابعة والعقيلي في الضعفاء وهو في الميزان.
3462 - القاسم التكروري: قال ابن فرحون: كان في رباط مراغة وهو من الرجال الكبار المنقطعين من هذه الدار الملازمين للسياحة في الجبال والبراري لا يأتي(2/379)
إلا يوم الجمعة ويقتات بالبقول ويتتبع مجتمعات الماء التي يثري فيها الحوت كفحل والسيد وغيرهما فيصيد منه أشياء يقتات به وشيئا يهديه لأصحابه وأحبابه وبلغ من قوة عزيمته في دينه أن جعل في عنقه غلا ثقيلا يتذكر به حال الآخرة ونهي عن ذلك فأبى حتى قيل له: إنك به خالفت السنة وارتكبت البدعة فتركه بعد شدة وكان يسرد الصوم ابدا حتى العيدين فقيل له ايضا في ذلك:فقال: إن أكلت شيئا مرضت فقيل له فكل ولو مثل حبة من الطعام ولا تأثم بالإجماع فكان فعل مات في خليص متوجها لى مكة سنة تسع وأربعين وسبعمائة رحمه الله وقال المجد: من المنقطعين عن هذه الدار ملازما للسياحة في الجبال والبراري لا يدخل المدينة إلا من جمعة إلى جمعة ويقتات بالبقول ويتتبع مساكاة المياه والأنهار التي بين الجبال كغدران ورقان وبفحل والسيد وغيرها فيصيد منها ما تيسر من الحوت ويهيىء لنفسه منه بعض القوت وما فضل منه يهديه إلى أحبابه ويفرقه على أصحابه وكان وضع في عنقه غلا عظيما يتذكر به أحوال الاخرة وأهوالها حتى قيل إنه مخالف للسنة وابتداع في الشريعة فأخرجها وأزالها وكان يسرد الصيام ويتحرى بيسير مما تيسر من الطعام ومات بطريق مكة محرما عام سبعة وسبعين وسبعمائة وهو في درر شيخنا.
3463 - القاسم السلاوي: المغربي المالكي قال ابن فرحون: إنه كان من إخواننا الفضلاء العلماء الأكياس ممن كان يحضر الدرس عند والدي نجيبا متفننا باهرا في الفرائض نقالا للفروع وهو من الزعماء الذين تركوا شهامتهم وقوة بطشهم في بلادهم وهاجر إلى الله ورسوله وكان فقيرا ضيق الحال.
3464 – قالون: لقب لعيسى بن مينا بن وردان بن عيسى أبو عيسى الزرقي مولى الزهريين المدني من أهلها الإمام المغربي النحوي معلم العربية وربيب شيخه نافع بن أبي نعيم "فيما قيل" وهو الملقب له لجودة قراءته فقالون "وهي لفظة رومية معناه جيد" وقال الداني: إنه عرض ايضا على عيسى بن وردان الحذا حدث عن سبحة وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير وعبد الرحمن بن أبي الزياد وغيرهم وعنه البخاري وأبو زرعة الداري وإبراهيم بن ديريل وإسماعيل القاضي وموسى بن إسحاق القاضي وجماعة وقرأ عليه القرآن طائفة كثيرة منهم أبناه أحمد وإبراهيم وأحمد بن يزيد الحلواني وأبو نشيط محمد بن هارون وأحمد بن صالح المصري ومحمد بن عبد الحكم القطري وعثمان بن حرزاد ونقل عنه أن شيخه نافعا قال له: إلى كم تقرأ أجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز ورحل إليه الناس وطال عمره وبعد صيته وكان فيما قاله علي بن الحسين ال كما سمعه ابن ابي حاتم منه: شديد الصمم بحيث لو رفع القارىء صوته إلى الغاية لا(2/380)
يسمع وكان ينظر إلى شفتي القارىء فيرد عليه اللحن والخطأ مات سنة عشرين ومائتين وغلط من قال سنة خمس وهو ابن نيف وثمانين سنة ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته وهو في الميزان وقال هو في القراءة ثبت وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة.
3465 – قاتم: أبو علي المحمدي الطاهري جقمق ولد تقريبا سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن وتلى به للسبع إلى الضحى على أحد قراء السبع دمرداس وإلى يس علي عبد الغني بيطار وإلى "أنامرون" في البقرة على قاتم بن خضر الحموي ثم لازم التاج السكندري نحو ست سنين فتلى عليه زيادة على ثلاثين ختمة بعضها تجويدا ولابن عمرو وابن كثير ونافع إفرادا وجمعا لها إلى النساء وسافر سنة ثمان وستين للحج فقد رث ومات التاج في غيبته فلما رجع لازم الشهاب بن أسد في ذلك ثم إمام جامع قاتم بالكبش "عمار النشار" وكذا قرأ على الإمام ناصر الدين الأخميمي وجد بل اشتغل بالعلم قبل هذا كله فقرأ علىحسن الرومي مقدمة أبي الليث وتحفة الملوك ومقدمة الغزنوي وعلى علي الرومي ربع القدوري في سنة ثلاث وخمسين وبالقاهرة على الشمس المحلي تفسير النسفي قراءة ومقابلة مع شيء من الفقه وعلى الصلاح الطرابلسي صحيح البخاري والقدوري بكاملهما وفي الجرومية وكان قبل هذا كله حج في سنة ثلاث وخمسين فوصل مكة في جمادي الأولى منها وبها من المجاورين مملوك اسمه غلبية له بها سنين فرأى في منامه كأنه يقول له: أنت كل ها هنا سنين ولم ترد النبي صلى الله عليه وسلم فأعزم بنا لزيارته الشريفة فوافقه وخرجا إلى السعيم فأحرما منه ومشيا إلى المدينة بإزاري الأحرام حتى وصلا لباب السلام فالتفت فلم ير صاحبه مع كونه كان معه إلى باب السلام فبقي وحده متحيرا ثم دخل من الباب وهو يقول في خاطره: أنا غريب ما أعرف محل القبر الشريف وإذا بشخص فسأله فأشار باصبعه وقال: هو هذا الجالس على الكرسي فرآه وحوله جماعة محيطون به فتقدم إليه من ورائهم فانحل إزاره التحتاني فاشتغل برباطه بحيث تعوق قليلا فرأى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مختمس منه فظن أنه ما قبل وتشوش لذلك وصار في حيرة وتفكر في سبب الإعراض مع كونه تغرب من بلاد بعيدة وأراد العودة بدون أرب وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده الكريمة إليه قال لمن حوله: اطلبوه فأقبل إليه وقبل ركبته وقال برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اطلب منك الشفاعة والدعاء فقال له: أقرأ الفاتحة بكمالها ففعل إلى أن انتهى إلى آمين ثم استيقظ وظهر تأثير هذه الرؤيا بحفظ القرآن والاشتغال به وبالعلم والقراءة بمشهد الليث في الحوف رئاسة والكتابة الحسبة وفاضت عليه البركات إلى أن استقر في مشيخة الخدام بالحرم النبوي بعد موت أنيال(2/381)
الإسحاقي ولزم التخلق بالخير من التلاوة والقراءة في الجوف رياسة وغيرها وحضور مجالس العلم مع التواضع ولين الجانب بل كان يقرأ في شرح القدوري على الفخر عثمان الطرابلسي ويجتمع عنده علماء الحنفية وغيرهم ولما كنت بالمدينة أخذ عني شيئا من الكتب الستة وغيرها كشرح معاني الآثار للطحاوي وحصل القول البديع والرمي بالنشاب وغيرهما من تأليفي وكتبت له إجازة حافلة أودعتها التاريخ الكبير وصار يحج منها كل سنة حتى مات بها في عصر يوم الأحد سادس عشر ذي الحجة سنة تسعين وثمانمائة ونعم الرجل رحمه الله وإيانا.
3466 - قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي: ثم الظاهري ملك الديار المصرية ممن كان له عناية بالحرمين الشريفين ومشاعرهما سيما المدينة النبوية فإنه أنشأ بها مدرسة بهية عند باب السلام وما حمدت شبابيبها المطلبة على المسجد ولكن العمدة علىالمفتين وقررتها صوفية وأقرأه بخاري وغير ذلك وفيها رباط وحلاوي للفقراء وخزانة كتب وسبيل ومكتب للأيتام وغير ذلك بل بنى في سنة ست وسبعين بمشارفة الشمس بن الزبير ما احتاج إليه سقوف المسجد وما اقتضاه رأيهم من الأساطين والمنارة السنجارية وغير ذلك مما اتفق فيها وفي سنة إحدى وثمانين ثم احترق ذلك كله في جملةحريق المسجد فأعيد وجدد منبره ومحرابه والحجرة والمحراب العثماني والمنارة الرئيسية عودا على بدء وجدد حماما وطاحونا وفرنا وربعا ووكالة ومطبخا للدشيشة وأشياءا بل رتب بها لأهل السنة من أهلها والواردين عليها من كبير وصغير وغني وفقير ورضيع وفطيم وخادم وخديم ما يكفيه من البر والدشيشة والخبر ما شكر بسببه وحبس على ذلك أماكن وجهات يتحصل منها من الحب نحو سبعة آلاف أردب وخمسمائة تحمل كل سنة إلا ما يقع التقصير فيه من المباشر له وكان مصروف العمارة بالمسجد والمدرسة وتوابعهما نقدا وأتمار آلاف وبهائم وغير ذلك مائة وعشرون ألف دينار فأزيد فيما قيل وسد الطابق الذي كان بين الحجرة الشريفة والجدار القبلي وينشأ عنه مفاسد "شاهدت بعضها أول حجاتي" ورتب لمن كان يتولى فتحه في الموسم ونحوها على الذخيرة خمسة عشر دينارا حتى تشكى وكذا أبطل كثيرا من المكوس التي كانت لأمراء المدينة ونحوهم وعوضهم عنها بل حج في طائفة قليلة سنة اربع وثمانين تأسيا لمن قبله من الملوك كالظاهر بيبرس والناصر محمد بن قلاوون وتكرر لثانيهما وذلك سنة عشر ثم سنة عشرين ثم سنة اثنتين وثلاثين كلها من القرن الثامن وبدأ بالزيارة النبوية وكان قدومه لها فجر يوم الجمعة ثاني عشرين ذي القعدة منها على هيئة الهيبة والخضوع بحيث ترجل عند باب سورها عن فرسه ومشى على قدميه وامتنع من دخول الحجرة الشريفة تأدبا ثم صلى الصبح(2/382)
بالروضة عند اسطوانة المهاجرين خلف الإمام ثم برز ماشيا حتى خرج من باب المدينة وسلك ذلك مدة إقامته بها وزار المشاهد كجمرة وقباء وفرق ما نيف على ستة آلاف دينار وسافر في رابع عشرنية ولم يسبقه مجموع ما عمله بالمدينة النبوية فيما علمناه حتى أنه بلغني أنه قيل له: أما تترك لمن بعدك شيئا يذكر به؟
3467 - قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أضرم: أبو سعيد وكناه أبو سعيد ابا إسحاق الخزاعي الكعبي المدني الفقيه أحد النابغين بل يقال إنه ولد عام الفتح وجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أبيه أحد من شهد الفتح وسكن قديدا ليدعوا له وجزم ابن حبان بأن مولده عام الفتح وأمه عاتكة ابنة المرتحل ابن عبد العزي روى عن الشيخين وأبي الدرداء وعبد الرحمن بن عوف وبلال وزيد بن ثابت وعبادة بن الصامت وتميم الداري وغيرهم روى عنه ابن إسحاق ومكحول ورجاء حيوة وأبو الشعثاء جابر بن زيد وأبو قلابة الحرمي وإسماعيل بن أبي المهاجر والزهري وهارون بن رباب وآخرون وكان على الخاتم والبريد لعبد الملك بن مروان وكان أثرا الناس عنده وكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخل بها على الخليفة وأصيبت عينه يوم الحرة وسكن دمشق وله دار بباب البريد منها وكان ثقة مأمونا كثير الحديث قاله ابن سعد وذكر في التهذيب وثاني الإصابة وقال مكحول: ما رأيت أعلم منه وقال الشعبي: كان أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت وقال ابن شهاب: كان من علماء الأمة وقال ابن حبان: كان من فقهاء أهل المدينة وصالحهم معلم كتاب انتقل إلى الشام ومات بها سنة ست وثمانين "وبه جزم غير واحد" وقيل سبع أو ثمان أو تسع عن ست وثمانين ولا عقب له وقال أبو زناد: فقهاء المدينة أربعة سعيد بن المسيب وقبيصة وعروة بن الزبير وعبد الملك بن مروان.
3468 - قتادة بن أدريس بن مطاعن بن عبد الكريم: أبو عزيز الحسيني صاحب الينبوع بل ومكة وغيرهما الحجاز وكانت بينه وبين سالم بن قاسم الحسيني أمير المدينة حرب أشير إليه في سالم وله ذكر في مقبل بن جماز وقد طول الفاسي ترجمته.
3469 - قتادة بن عبد الله بن أبي قتادة: من أهل المدينة يروي عن أبيه وعنه الحجاج بن أرطأة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3470 - قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب: واسمه طفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس أبو عبد الله وقيل أبو عمر الأنصاري الطفري أخو أبي سعيد الخدري لأمه وقتادة الأكبر أمهما ابنة سليط بن عمرو بن قيس ذكره(2/383)
مسلم في المدنيين وقد شهد بدرا وأصيبت عينه ووقعت على خده يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فغمر حدقته وردها إلى موضعها فكانت أصح عينيه وكان على مقدمه عمر في مقدمه إلى الشام وهو من الرماة المذكورين وله أحاديث منها: "إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا" روى عنه أخوه ابن سعيد وابنه عمر بن قتادة ومحمود بن لبيد وغيرهم مات على الصحيح سنة ثلاث وعشرين بالمدينة عن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر ونزل قبره أبو سعيد ومحمد بن مسلمة والحرث بن صرمة وهو في التهذيب وأول الإصابة وابن حبان وغيرهما.
3471 - قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير مكة وأمه لبابة ابنة الحرث الهلالية "أول امرأة أسلمت بعد خديجة" له صحبة ورواية ممن أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه ثم كان آخر من خرج من لحده صلى الله عليه وسلم وكان مشبه به صلى الله عليه وسلم واستعلمه علي على مكة فلم يزل حتى استشهد علي قاله خليفة وقال الزبير بن بكار استعمله على المدينة ثم أنه سار ايام معاوية مع سعيد بن عثمان بن عفان في فتح ما وراء النهر فاستشهد بسمرقند ولم يعتب وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشبه به وعن أخيه الفضل وعنه أبو إسحاق السبيعي "قاله الحاكم": كان أخ الحسن بن علي من الرضاعة وكان آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في التهذيب وأول الإصابة وابن حبان وقال الزبير في الشعر الذي أوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والليث يعرفه والحل والحرم
قال بعض شعراء المدينة في قثم وزاد ابياتا منها:
كما صارح بك مكروب وصارخه ... يدعوك يا قثم الخيرات يا قثم
3472 - قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي: القرشي المدني: وقد ينسب إلى جده تابعي يروي عن ابن عمر وأنس وسهل بن سعد وعمر بن أبي سلمة المخزومي وعنه ابناه عبد الملك وصالح والثوري وجرير بن عبد الحميد وقرة بن خالد وآخرون ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وثالثتها وفي التهذيب: وهو صويلح.
3473 - قدامة بن حماطة الضبي الكوفي: يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز وأبي بردة بن أبي موسى وعنه جرير بن عبد الحميد وسوار السفري ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3474 - قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعي الخشرمي: المدني من أهلها يروي عن أبيه "وأبوه مجهول" وعن محرمة بن بكير وإسماعيل بن شيبة الطائفي(2/384)
وداود بن المغيرة وعنه عبد الله بن هارون بن موسى الفردي وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم وابن نمير وابن شيبة الخزامي وأحمد بن صالح الحافظ وسلمة بن شبيب ومحمد بن عبد الوهاب الفراء ومحمد بن سعد العوفي وأهل المدينة قال أبو حاتم: ليس به بأس وقال ابن حبان في الضعفاء: يروي المقلوبات التي لايشارك فيها لا يجوز الاحتجاج به وذكر في التهذيب.
3475 - قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مطعون بن حبيب الجمحي: المكي يروي عن أبيه والدراوردي وجعفر بن عون وآخرون خرج له مسلم وغيره ووثقه ابن معين وأبو زرعة ثم ابن حبان وقال: كان إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سنة ثلاث وخمسين ومائة وتوقف شيخنا في صحة سماعه من ابن عمر فقد أخرج له الترمذي حديثا فأدخل بينه وبين ابن عمر ثلاثة أنفس وقال الزبير بن بكار: إنه عمر وكان فيها ويحكى عنه أن ملك الروم أرسل للوليد بن عبد الملك في زيادة المسجد النبوي بعمان أربعين من الروم واربعين من القبط وأربعين ألف مثقال "فيما قيل" وقيل غير ذلك ايضا وهو في التهذيب.
3476 - قرة بن زيد: مدني قال الأزدي: منكر الحديث ذكره الذهبي في ميزانه فلم يزد.
3477 - قرة بن عقبة بن قرة الأنصاري الأشهلي: حليف لهم قتل يوم أحد شهيدا.
3478 - قريش بن سبيع: بن مهنا بن سبيع الشريف أبو محمد العدوي الحسني المدني نزيل بغداد ولد بالمدينة على رأس الأربعين وخمسمائة وفد بغداد وطلب وسمع الكثير وحصل وعني بالحديث وسمع من أبي الفتح بن البطي وأبي زرعة وأبي بكر بن النقور والمبارك بن خضير وطبقتهم روى عنه وابن النجار وأهل بغداد وغيرهم مات في ذي الحجة سنة عشرين وستمائة.
3479 - قرمان بن الحرث: من بني عيسى مات بالمدينة.
3480 - قسيطل بن زهير بن زبير بن سليمان بن هبة بن جماز الحسيني: الجمازي أمير المدينة وليها بعد انفصال ضغيم في سنة ثلاث وثمانين بمعاونة السيد من بني بركات فدام إلى أثناء سنة سبع وثمانين فانفصل بزبيري النعيري بتفويض صاحب مكة المشار إليه له لإضافة صاحب مصر أهل المدينة إليه ايضا بالميل لأهل السنة كآل جماز واستشراف نفسه العودة حين اقتحم حسن زبيري القبة فلم يتفق لعجزه عن القيام بذلك.(2/385)
3481 - قطلبك بن عبد الله الحسامي المنجكي: كان أحد الأمراء بالقاهرة وتردد إلى الحرمين لتفرقة صدقة القمح الذي ينفذه الطاهر كان فيه خير وعنه قوة زائدة مات بينبع وهو راجع من الحج لمصر في أول سنة اثنتين وثمانمائة وكان في التي قبلها عمر مسجد الراية الذي بأعلى مكة.
3482 - قطن بن وهب بن عويم بن الأجدع: أبو الحسن الليثي ويقال: الخذاعي المدني يروي عن عمه وعبيد بن عمير ويحنس مولى آل الزبير ما رواه له عن ابن عمر في فضل المدينة وعنه الضحاك بن عثمان وعبيد الله بن عمر ومالك وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وقال أبو حاتم: صالح الحديث وقال المثنى ليس به بأس.
3483 - القعقعاع بن حكيم الكناني المدني: من أهلها يروي عن عائشة وابن عمر وجابر وعلي بن الحسين وأبي صالح السمان وجماعة وعنه سمي وسهيل بن ابي صالح ويزيد بن أسلم وسعيد المقبري وابن عجلان وأهل المدينة وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وقال أبو حاتم ليس بحديثه بأس وذكر في التهذيب.
3484 – قهطم: من سكانها.
3485 – قهيد: ذكره ابن صالح فيمن رآه من الشرفاء الشعوب عند المدرسة الشهابية.
3486 - قلاون بن حسن بن مقبل: أشركه وحتى مع ححيدب في نيابته بالمدينة قتلا خنقا بعد الأربعين وسبعمائة.
3487 - قلاوون الصالحي: الملك المنصور والد الناصر محمد (الآتي) في سنة ثمان وسبعين وستمائة من أيامه بنيت قبة على الحجرة الشريفة ولم يكن قبل ذلك عليها قبة ولا بناء مرتفع وإنما كان حول الحجرة الشريفة فوق سطح المسجد حظير مبنيا بالآجر مقدار نصف قامة بحيث يتميز سطحها عن سطح المسجد فعملت هذه وهي أخشاب أقيمت وسمر عليها ألواح من خشب وعلى الألواح الواح من رصاص ولم يقف على تعيين من عملها ولكن سبق في أحمد بن عبد القوي لها ذكر وكذا أنشأ عند باب السلام سنة ست وثمانين وستمائة ميضاة هائلة.
3488 - قيس بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري: الخزرجي المدني يروي عن أبيه وعنه ابنه عبد الخبير وهو في التهذيب وكان أبوه قتل يوم اليمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل فرواية قيس عنه منقطعة ولا يلزم أن يكون لقيس إدراك قاله شيخنا:(2/386)
وقد سلف "يعني في التهذيب" في إسماعيل بن محمد بن ثابت: أن الدمياطي جزم بأنه والد الخبير فالله أعلم.
3494 - قيس بن ثعلبة: هو اسمه أبي عياض المدني ذكره شيخنا في زوائد التهذيب وقال: روى عن عبد الله بن عمرو وعنه مجاهد ترجم له أبو نصر الكلاباذي - هكذا في رجال البخاري - ثم قال: وقيل: هو عمرو بن الأسود انتهى وقد مضى في عمرو.
3490 - قيس بن الحرث بن عدي بن حيثم عمر البر بن عازب: توفي بالمدينة شهيدا بأحد ذكره ابن شاهين وذكر ابن عمر أنه استشهد يوم اليمامة.
3491 - قيس بن زريح بن الحبان بن شبة بن حذافة: كان رضيع الحسين بن علي أرضعته أم القيس وكان ينزل قومه ظاهر المدينة وذكر قصة تزوجه لبنى أبنة الحباب الكعبية.
3492 - قيس بن رافع: أبو رافع أو أبو عمرو القيس الأشجعي المصري المدني الأصل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن ابن عمر وابن عمرو وأبي هريرة وسفي بن مانع وعنه الحسن بن ثوبان ويزيد بن أبي حبيب وإبراهيم بن نشيط والحرث بن يعقوب وابن لهيعة وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات والبغوي في الصحابة وقال: يقال إنه جاهلي وأبو موسى في الذيل وقال: أورده عبدان في الصحابة قال: وأظن حديثه ليس بمسند إلا أني رأيت بعض أهل الحديث وضعه في المسند فذكرته ليعرف وقال الحسن بن ثوبان: دخلت عليه "وكان من أهل العلم والستر" فذكر خبرا أورده أبو يونس في تاريخه وهو في التهذيب.
3493 - قيس بن سالم: أبو حرزة في الكنى.
3494 - قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن الأسد بن الحرث بن الخرزج: أبو القاسم أو أبو عبد الله أو أبو عبد الملك أو أبو الفضل الأنصاري الخزرجي المدني خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين من وقت قدومه المدينة إلى أن قبض وكان منه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير وله عنه عدة أحاديث ثم كان على مقدمة يوم صفين ثم هرب من معاوية سنة ثمان وخمسين وسكن نقليس وبها مات في سنة خمس وسبعين أيام عبد الملك بن مروان وقيل: بل مات في آخر ولاية معاوية وعن بعضهم أنه لزم المدينة مقبلا على العبادة حتى مات بها وممن جزم بموته في المدينة خليفة وغيره وأنه في آخر خلافة معاوية وكان ضخما جسيما صغير الرأس ليست له لحية طويلا(2/387)
جدا إذا ركب الحمار حطت رجلاه الأرض ولما بعث قيصر إلى معاوية: أن ابعث إلي سراويل أطول رجل من العرب أرسل بسراويل قيس إليه بعد أن أمر أطول رجل في الحبس فوضعها على نفسه فوقعت على الأرض سيبدأ مطاعا كثير المال جوادا كريما وقفت عليه عجوز فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان فقال: ما أحسن هذه الكناية أملوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا يعد من دهاة العرب بحيث يروي عنه أنه قال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المكر والخديعة في النار" لكنت من أمكر هذه الأمة وفي لفظ: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب وترجمته يحتمله البسط وهو في التهذيب وأول الإصابة وقد مضى أبوه.
3495 - قيس بن السكن بن قيس بن رعور بن حرام بن جندب بن عامر بن عتم بن عدي بن النجار: أبو زيد الأنصاري النجاري أحد من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم "فيما قاله أنس" إذ فسر قوله أحد عمومتي بقبس رجل منا من بني عدي بن النجار ولم يكن له عقب نحن ورثناه لا شك أنهما يجتمعان في حرام وكان مشهورا بكنيته شهد بدرا واستشهد يوم فيما قاله موسى بن عقبة وقال غيره: مات بالمدينة في خلافة عمر ووقف عمر على غيره وهو في الإصابة.
3496 - قيس بن عباد: أبو عبد الله اليشكري القيسي من ولد قيس بن ثعلبة الضبعي البصري من كبار التابعين يروي عن عمر وعلي وأبي ذر وعمار وجماعة وعنه الحسن وابن سيرين وأبو ابن حميد والعز ولكنه شيعي قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث والعجلي: ثقة من كبار الصالحين والسنائي بن خراش: ثقة وكانت له مناقب وحلم وعبادة وذكره أبو محنف عن شيوخه فيمن قتله الحجاج ممن خرج من الأشعث وابن قانع في معجم الصحابة وأورد له حديثا مرسلا وذكر في التهذيب وثالث الإصابة ورابعها وثقات ابن حبان في التابعين وقال إنه يشكري.
3497 - قيس بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أخو عبد الله وعبد الرحمن من أهل المدينة يروي عن أهلها وكان راويا لسعد بن إبراهيم روى عنه أهل بلده وموسى بن عبيدة الزندي ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته ورابعها والعقيلي في ضعفائه.
3498 - قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحرث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار: الأنصاري المدني جد يحيى بن سعيد وإخوته وزعم مصعب الزبيري أن اسم جد يحيى قيس بن فهد وغلطه ابن أبي حيثمة في ذلك وقال: هما اثنان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه ابن سعيد وقيل: لم يسمع منه وقيس بن أبي حازم ومحمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي وقال الترمذي: إنه لم يسمع منه وزعم ابن(2/388)
حبان أن قيس بن عمرو هو قيس بن فهد وان فهد لقب عمرو وكأنه أخذه من قول البخاري: قيس بن عمر جد يحيى بن سعيد له صحبة قال: وقال بعضهم قيس بن فهد وقال أبو نعيم: في الصحابة قيس بن عمرو بن فهد بن ثعلبة ثم قال: وقيل قيس بن سهل رأسا - والله أعلم وهو في التهذيب.
3499 - قيس بن عمرو بن قيس الأنصاري: استشهد بأحد.
3500 - قيس بن فهد: في ابن عمر بن سهل قريبا.
3501 - قيس بن مخلد بن ثعلبة الأنصاري: شهد بدرا واستشهد بأحد وهو في أول الإصابة.
3502 - قيس الحاسب: يروي عن أبي حفص المدني وعنه عمر بن الخطاب قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3503 - قيس المدني: والد محمد روى عن زيد بن ثابت وعنه ابنه محمد قاص عمر بن عبد العزيز قال الذهبي: ما روى عنه غيره "وهو في التهذيب"(2/389)
حرف الكاف
3504 - كافور بن عبد الله الطواشي: شبل الدولة الدردمي قال الذهبي في معجمه: حدثت أنه سمع جملة من ابن خليل ولكن لم أظفر بشيء من مروياته وقد أجاز لنا من المدينة النبوية في سنة ثلاث وسبعين وستمائة انتهى وأظنه كافور الخضري الذي حدث بأخبار المدينة لابن النجار رفيقا للجمال المطري عن ابي اليمن ابن عساكر إجازة بقراءة الأمين الأكشهري في سنة ثلاث وثمانين وقال بعضهم: مات قبل السبعمائة وكناه ابن فرحون أبا عبد الله ونسبه حضريا كذلك وقال: كان فيه من الخير والدين والبر ما لا مزيد له بحيث أخبرني من أثق به أنه كان يصنع معلومة في غلف أباليح السكر من بيته بدون غلي زهدا في الدنيا وقلة حرص عليها وفي كل يوم يملأ كبشة منها ويجعله في جيبه لأجل من يقف عليه من السؤال ومن الحرم والأيتام قال: وكذلك رأيته لا يزال يده تنفق سرا وعلانية وربى أيتاما كثيرين وأعتق غير واحد من الأرقاء وقد سمع الحديث على جماعة وصار شيخا في الرواية وكان هو والعماد متجاورين في المسكن متعاونين على البر والخير وقال المجد: كان من الخدام المقدمين في فعل الخير والمبادرة إلى المبرات والمثابرة على الحسنات والمواظبة على الأعمال الصالحات ومن المشهورين بعلو الروايات والمذكورين فيمن سمع على(2/389)
جماعة من أصحاب المسانيد العاليات شهد له بذلك خطوط الضابطين في الطبقات القديمات باسطا كفيه من الغدوات إلى العشيات بإنفاق الدريهمات وأفراح الخبيات عتق جماعة من العبيد الخيرين والإماء الخيرات وكان من جملتهم الشيخ عبد الله الخضري الذي قلما تسمح بمثله الأزمان والأوقات يحكى عن شبل الدولة أنه كان يضع معلومة في غلف أباليح السكر مخطوطا في أطراف البيت لا عليه قفل مغلق ولا باب مسكر وإنما يملأ منه كل يوم كيسا يجعله في جيبه لا تفتر عنده يده نهاره كالسحاب المصبب بسببه يعطيه علانية وسرا وينفقه خفية وجهرا ويتخذه عند الله الكريم ذخرا وكان الخضرمي والعادلي في السكنى متعادلين متجاورين وعلى فعل الحسنى معاونين متوارين توفي رحمه الله قبل السبعمائة.
3505 - كافور الجلدكي: شبل الدولة أحد الخدام بالمسجد النبوي أثنى عليه ابن فرحون.
3506 - كافور شبل الدولة المظفري: شيخ الخدام بعد عزيز الدولة ويعرف بالحريري قال ابن فرحون: كان من أحسن الناس شكلا وأتمهم كمالا مهابا قد ملأ قلوب الشرفاء رعبا وإذا انكسر قنديل أو وقع بحصيص.
3507 - كافور شبل الدولة: أبو المسك الخضري الطواشي الأجل روى عن ابي اليمن بن عساكر وعنه أبو اليمن الأقشهري وينظر الأول من هؤلاء.
3508 - كافور الخصي الأخشيدي: مولى محمد بن طغج الآتي كان هو المستبد بالتكلم في أيام ابني سيده أبي القاسم محمد وأبي الحسن علي الحرمين والديار المصرية ثم استقل بعد ثانيهما حتى مات مسموما في جمادي الأولى "سنة سبع وخمسين وثلاثمائة عن خمس وستين سنة" ودعي له على المنابر بمكة والحجاز الشريف.
3509 - كافور التكريتي: أحد الخدام بالمسجد النبوي أثنى عليه ابن فرحون.
3510 - كافور الطواشي: خادم التكريتي السكندري خلفه في الحرم خادما وقد ذكره ابن صالح وقال: إنه من الأخيار وكان يقول عن سيده له صائم ثلاثون سنة.
3511 - كافور المحسني: نائب مشيخة الخدام بالمسجد النبوي أثنى عليه ابن فرحون.
3512 - كافور السوي الصلاحي: قال العماد الكاتب: سيد أسود شاعر مجود قرأت في تاريخ ابن السمعاني أنه كان اسود طويلا لا لحية له خصيا ومن شعره:(2/390)
حتى م همك في حط وترحال ... تبغي العلا والمعالي مهرها غالي
يا طالب المجد دون المجد ملحمة ... في طيها تلف للنفس والمال
ولليالي صروف قلما انجزبت ... إلى مراد أمره يسعى بآمالي
3513 - كبش بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم: أخو كبيش الآتي له ذكر في عمه مقبل بن جماز.
3514 - كبيش "بالتصغير": أخو الذي قبله ولي إمرة المدينة بعد قتل أبيه في رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة فأقام سنة ونحو خمسة أشهر ولم تصفو له تلك الأيام واستناب أخاه طفيلا وقتل على يد اولاد عمه مقبل بن جماز في يوم الجمعة سلخ رجب سنة ثمان وعشرين وسبعمائة واستقل طفيل بعده بالإمرة وكان هذا ينوب عن ابيه في الإمرة وله ذكر في محمد بن غصن القصري.
3515 - كبيش بن هبة بن جماز الحسيني: قصد القاهرة ساعيا في تولي إمرة المدينة فظفر به قوم له عليه طار فقتلوه قبل أن يدخلها وذلك في سنة تسع وثلاثنين وثمانمائة.
3516 – كتبغا: العادل زين الدين عمل للدرابزين الذي حول الحجرة الشريفة في سنة أربع وتسعين وستمائة شباكا دائرا عليها ورفعه حتى وصله بسقف المسجد.
3517 - كثير بن أفلح المدني: مولى أبي أيوب الأنصاري أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن أحد كتاب المصاحف التي أرسلها عثمان إلى الأنصار وأخو عبد الرحمن تابعي ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو أخو عبد الرحمن ومحمد يروي عن عثمان وأبي زيد بن ثابت وابن عمر وأبي سعيد الخدري وعنه ابنه محمد ومحمد بن سيرين وكذا الزهري وقال النسائي: إنها مرسلة لم يلحقه كثيرا أصيب يوم الحرة "يعني مع أبيه" سنة ثلاث وستين وقد خرج له النسائي وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان والعجلي وكناه أبو أحمد الحاكم في الكنى أبا يحيى ويقال أبومحمد ويقال أبو عبد الرحمن وكان أبوه من سبي عين التمر وفد معي في العمرة.
3518 - كثير بن جعفر بن أبي جعفر: أخو إسماعيل ومحمد من أهل المدينة يروي عن علاقة وزياد ابني عبد الله بن مربع عن سهل بن سعد وعنه إبراهيم بن المنذر الخزاعي قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وأعاده في رابعتها بدون سهل.
3519 - كثير بن حبيش: ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين.
3520 - كثير بن زيد بن كثير: ابن أخي طليب بن كثير له ذكر فيه.
3521 - كثير بن زيد: أبو محمد الأسلمي المدني عن سالم ونافع وسعيد(2/391)
المقبري وعمر بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن كعب بن مالك وعنه مالك والدراوردي وابن أبي فديك وزيد بن الخباب وأبو أحمد الزبيري والواقدي وآخرون قال أحمد: ما أرى به بأسا وقال أبو زرعة: ليس بالقوي وضعفه النسائي وسئل ابن معين عنه فقال: ليس بذاك القوي وكأنه قال: لا شيء ثم ضرب عليه وخرج له أبو داود وغيره وذكره في التهذيب توفي في خلافة أبي جعفر قاله ابن سعيد وقال: كان كثير الحديث وقال خليفة في أواخرها وكانت وفاة أبي جعفر سنة ثمان وخمسين ومائة وجزم ابن حبان بوفاته فيها وقال ابن حبان في الضعفاء: إنه هو الذي يقال له كثير أبو النضر وتعقبه الدارقطني وفرق بينهما وإن هذا أسلمي من أهل المدينة يروي عن أهل الحجاز سعيد المقبري والوليد بن رباح والمطلب بن حنطب ومسلم بن أبي مريم وينظر أيهم من أهل المدينة.
3522 - كثير بن السلط بن معدي كرب: أبو عبد الله الكندي المدني قدمها في خلافة الصديق وذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وروى عنه وعن عمر وعثمان وزيد بن ثابت وعنه يونس بن جبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو علقمة مولى ابن عون ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وساق من حديث نافع مولى ابن عمر ان اسمه كان قليلا فسماه عمر كثير وبسند آخر إلى نافع عن ابن عمر أو النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي غيره وقال ابن سعد: وفد عمومته على النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجعوا وارتدوا فقتلوا يوم الحسر1 وهاجر كثير وزبيد وعبد الرحمن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان له شرف وحال جميلة وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وكذا ذكره ابن حبان في الثقات وقال: أخو زيد من أهل الحجاز يقال: إنه ولد في العهد النبوي وقال غيره: كانت له دار كثيرة بالمصلى وكان كاتبا لعبد الملك بن مروان على الرسائل وذكر في التهذيب وثاني الإصابة.
3523 - كثير بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: أبو تمام القرشي الهاشمي المدني سقيف نمام أنهما أم ولد وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم يروي عن أبيه وأخيه عبد الله وعمر وعثمان ويقال: إنه ولد في العهد النبوي وعنه الأعرج والزهري وأبو الأصبع مولى بني سليم قال مصعب بن عبد الله: كان فقيها فاضلا لا عقب له وورد: أنه كان من أعبد الناس وقال ابن أبي زناد: كان يسكن بقريه على فسخة من المدينة ونحوه قال غيره كان ينزل فرش مالك على اثنين وعشرين ميلا من المدينة وكان ينزل المدينة كل جمعة فينزل دار أبيه عباس التي عند مجررة بن عباس وقال يعقوب بن شبة: يعد في الطبقة الأولى من أهل
__________
1- كذا في الأصل غير منقوطة.(2/392)
المدينة نمي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال مصعب الزبيري: كان فقيها فاضلا لا عقب له وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال: لم يبلغنا أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا صالحا فقيه ثقة قليل الحديث وروى له ابن منده وابن قانع في معجم الصحابة حديثا يدل على صحبته لكن في إسناده يزيد بن ابي زياد وقد اختلف عليه فيه وقال البغوي داود بن عمر جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير أبناء العباس ويقول: من سبق فله "كذا الحديث" وهو مرسل جيد الإسناد وقد رواه أحمد في مسنده عن جرير مثله وقال الدارقطني في كتاب الأخوة روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مراسيل وقال ابن حبان في الثقات: كان رجلا صالحا فاضلآ فقيها مات بالمدينة فقال: كثير وذكر في التهذيب وثاني الإصابة.
3524 - كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد: المزني المدني عن أبيه عن جده "بنسخة" وعن نافع ومحمد بن كعب القرظي وعنه ابن وهب ومعن بن عيسى وعبد الله بن نافع والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وخلق اتفقوا على ضعفه بل قال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب وعن مطرف بن عبد الله قال: رأيت كثيرا الخصومة ولم يكن أحد من أصحابنا يأخذ عنه بل قال له ابن عمران القاضي: يا كثير أنت رجل بطال تخاصم فيما لا تعرف وتدعي ما ليس لك وليس عندك على ما تطلبه بينة فلا تقربني إلا أن تراني تفرعت لأهل البطال وذكر الحكاية وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه وذكره البخاري في الأوسط في فضل من مات من الخمسين ومائة في الستين وعن غيره مات سنة ثلاث وستين ومائة وذكر في التهذيب والضعفاء للعقيلي وابن حبان.
3525 - كثير بن فرقد: مدني سكن مصر يروي عن نافع وأبي بكر بن حزم وغيرهما وعنه مالك والليث وابن لهيعة وعمرو بن الحرث وثقه ابن معين وغيره كابن حبان وقال أبو حاتم صالح: كان من أقران الليث وكان ثبتا وقال الأحرى عن ابي داود قال: مالك كان نقطة لهذا الأمر بعد ربيعة أربعة فذكره فيهم وقال غيره: مات شابا وهو في التهذيب.
3526 - كثير عزة: وهو أبو صخر بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني الشاعر الشهير أحد عشاق العرب المشهورين وله مع محبوبته حكايات وتوادد وأمور مشهورة وأكثر شعرة فيها وترجمته طويلة وكتبته هنا لأن فيها أنه كان له غلام عطار(2/393)
بالمدينة وربا باع بالنسيئة فذكر حكاية وفيها ايضا أنه كان بمصر وعز بالمدينة فاشتاق إليها فسافر للاجتماع بها وقدم الشام ومدح عبد الملك بن مروان وغيره وكان شيعيا يقول بتناسخ الأرواح ويقرأ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} وكان بالرجعة "يعني رجعة علي من الدنيا" ونسب لعزة لحبه لها وتغزله فيها وقال عبد الله بن أبي إسحاق: إنه كان أشعر أهل الإسلام زاد غيره: وكان فيه خطل وعجب وله عند قريش منزلة وقدر وكان قليلا دميما فلقيته امرأة فقالت: من أنت؟ فقال: كثير عزة فقالت: تسمع بالمعدي خير من أن تراه فقال: أنا الذي أقول:
فإن إلها معروف العظام فإنني ... إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن
قالت: وكيف تكون بالقوم وازنا وأنت لا تعرف إلا بعزة قال: والله لأن قلت ذلك لقد رفع الله بها قدري وزين بها شعري لكما قلت:
وما روضة بالحسن ظاهرة الثرى ... يمج الندى جثحانها وبهارها
باطيب من أراد أن عزة موهنا ... وقدت بالمندل الرد نارها
من الخفرات البيض لن تلق شقوة ... وبالحسب المكنون صاف بحارها
فإن بدرت كانت لعينيك قرة ... وإن غبت عنها لم يعممك عارها
مات في سنة خمس ومائة هو وعكرمة في يوم واحد فلم يوجد لعكرمة من يحمله واختلفت قريش في جنازة قريش وقيل مات سنة خمس.
3527 - كردم بن أبي السنابل الأنصاري: ويقال الثقفي له صحبة سكن المدينة ومخرج حديثه عن أهل الكوفة.
3528 - كرز بن علقمة الخزاعي: الصحابي له حديث عند أحمد من طريق عروة بن الزبير عنه وصححه ابن حبان والحاكم وآخر عند ابن عدي من جهة عروة ايضا غريب المتن وذكره مسلم في الأولى من المدنيين وقال البغوي: سكتوا وقال ابن شاهين: إنه كان ينزل عسقلان ويقال إنه ابن حبيس حكاه ابن السكن تبعا للبخاري ووقع في رواية أحمد كذلك وقال ابن السكن: إنه أسلم يوم الفتح وعمر طويلا وعمي في آخر عمره وكان ممن جدد أنصاب الحرم في زمن معاوية وهو الذي نظر إلى أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم هذا القدم من تلك القدم التي في المقام وهو الذي قفا أثر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين دخلا الغار فذكر أبو سعيد في شرف المصطفى: المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا فاقتفى أثره حتى أنتهى إلى غار ثور فرأى نسج العنكبوت على بابه فقال: إلى هنا انتهى أثره ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل طوله في الإصابة.(2/394)
3529 - كريب بن ابرهة بن الصباح الأصبحي: مدني عن حذيفة وابي الدرداء وكعب وغيرهم وعنه شعبةبن سليط وثوبان بن مسهد وآخرون وثقه ابن حبان وليس هذا بمدني وإن وقع في كتاب ابن ابي حاتم إنما هو مصري وممن صرح بذلك ابن يونس والعجلي وغيرهما وذكره صاحب الكمالة ولم يترجم له ولذا حذفه المزي وألحقه شيخنا في تهذيبه وبيض لترجمته.
3530 – كريب: مولى ابن عباس يكنى بأبي رشدين ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3531 - كعب بن زيد بن قيس الأنصاري: استشهد يوم الخندق.
3532 - كعب بن سليمان القرظي: من أهل المدينة يروي عن علي وعنه ابنه محمد قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
3533 - كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري: المدني أخو عبد الله الماضي.
3534 - كعب بن عجرة بن أمية: أبو محمد وقيل أبو عبد الله وأبو إسحاق الأنصاري المدني الصحابي ذكره مسلم في المدنيين شهد بيعة الرضوان وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما وذكر في التهذيب وأول الإصابة وابن حبان روى عنه بنوه سعد ومحمد وعبد الملك والربيع وأبو وائل وطارق بن شهاب وعبد الله بن معقل ومحمد بن سيرين وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وآخرون قال الواقدي: كان أستأخر إسلامه ثم أسلم وشهد المشاهد وهو الذي نزلت فيه بالحديبية الرخصة في حلق رأس المحرم والفدية قال خليفة: مات سنة إحدى وخمسين والواقدي وآخرون: سنة اثنتين قال بعضهم: عن خمس وقيل سبع وسبعين بالمدينة.
3535 - كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غرية: أبو اليسر الأنصاري الخزرجي السلمي ذكره مسلم في المدنيين صحابي من أعيان الأنصار وشهد العقبة وله عشرون سنة وهو الذي أسر العباس يوم بدر وانتزع راية المشركين وشهد صفين مع علي روى عنه صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري وعبادة بن الوليد وموسى بن طلحة بن عبيد الله وحنظلة بن قيس الزرقي وغيرهم وذكر العسكري: أنه شهد مع علي مشاهدة وأنه مات وله عشرون ومائة سنة وكان دحداحا قصيرا ذا بطن مات بالمدينة سنة خمس وخمسين قال ابن إسحاق وهو آخر البدريين من الأنصار موتا وفي المسند من حديثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة فرآه موليا فقال: اللهم أمتعنا(2/395)
به وكان آخر الصحابة موتا وكان إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: أمتعوا بي لعمري حتى كنت في آخرهم وهو في الأسماء من التهذيب وفي الكنى من أول الإصابة.
3536 - كعب بن مالك بن أبي مالك: واسمه عمرو بن القين وأبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المسلمي المدني وذكره مسلم فيهم شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد الثلاثة الذين يثبت عليهم وأحد السبعة الذين شهدوا العقبة شهد العقبة واحدا وثبت عنه قوله: تخلفت عن بدر وحديثه في تخلفه عن غزوة تبوك في الصحيحين وذكر في التهذيب وأول الإصابة وابن حبان روى عنه بنوه عبد الرحمن وعبد الله وعبيد الله ومحمد وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله وابن عباس وعمر بن الحكم وعمر بن كثير بن أفلح وقال ابن عون عن ابن سيرين: كان ثلاثة من الأنصار يهاجون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان وابن رواحة وكعب انتهى وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة ولذا قام له وهنأه وقيل: بل وآخى بينه وبين الزبير توفي ايام قتل وقبل سنة خمسين وقيل إحدى وقال ابن البرقي: مات قبل الأربعين قال غيره: عن سبع وسبعين.
3537 - كعب بن مانع الحميري: أبو إسحاق المعروف بكعب الأخبار أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم في خلافة الصديق ويقال: في خلافة عمر ويقال أدرك الجاهلية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر بن الخطاب وصهيب وعائشة ومات قبلهما عنه خلق منهم: أبو هريرة ومعاوية وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومالك بن أبي عامر الأصبحي وعطان بن أبي رباح وبث كثيرا من الإسرائيليات قال ابن سعد: أسلم وقدم المدينة ثم خرج إلىالشام فسكن حمص حتى توفي في سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وقيل غير ذلك وحكى مالك عنه أنه كان يقول عند بنيان عثمان المسجد لوددت أن هذا المسجد: لا ينجز فإنه فرع من بنيانه قتل قال مالك: وكان كذلك وهو من حديث الأعمش عن ابي صالح قال: قال: كعب مطول وذكر في التهذيب وفي القسم الثاني في المخضرمين من الإصابة.
3538 - كعب المدائني: عن أبي هريرة وعنه ليث بن أبي سليم ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كنيته أبو عامر وحديثه عند الترمذي وقال غريب: ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث وهو في التهذيب وقال المزي في الأطراف: كعب المدني أحد المجاهيل.
3539 - كعب مولى سعيد بن العاص: ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.(2/396)
3540 - كلاب بن تليد المدني: أحد بني سعد بن ليث يروي عن أسماء ابنة عميس لا يصبر على لواء المدينة وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا وعنه عبد الله بن مسلم الطويل قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقال ابنة أبي حاتم عن أبيه وابي زرعة: أما هو تليد بن كلاب "يعني أنه قلب على الراوي" وقال الذهبي: تفرد عنه الطويل وهو في التهذيب.
3541 – كلاب: مولى العباس بن عبد المطلب هو عمل منبر النبي صلى الله عليه وسلم درجتين ومقعده وهو في الإصابة.
3542 - كلثوم بن الحصين بن خالد بن العسير بن زيد بن أحمس بن عفار: أبو رهم الغفاري مشهور اسمه وكنيته معا ذكره مسلم في المدنيين وهو من أصحاب الشجرة وقيل غير ذلك في نسبه أسلم قديما وشهد أحدا واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة الفتح وقال ابن عبد: البر استخلفه مرتين إحداهما في عمرة القضاء وقال ابن سعد: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد الخروج إلى تبوك مستنفرا قومه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا في قصة عزوة تبوك وربما اختصر وعنه ابن أخيه "غير مسمى" ومولاه أبو حازم التمار وذكر أبو عروية الجرني: أنه رمى بسهم في نحره يوم أحد فبصق فيه النبي صلى الله عليه وسلم فبرأ ذكره شيخنا في الكنى من الإصابة وهو في كلثوم بن الهدم الأنصاري مات بالمدينة وهو أول من مات بها من الصحابة بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بأيام وعليه نزل النبي صلى الله عليه وسلم بقباء وأخذ مريدة فأسسه مسجدا.
3543 - كليب بن وائل بن سحمان التيمي: البكري المدني نزيل الكوفة يروي عن ابن عمرو وزينب ابن أبي سلمة وهانىء بن قيس وعنه زائدة وعبد الواحد بن زياد وأبو إسحاق الفراري وحفص بن غياث وآخرون كالثوري وجعفر بن عون والكوفيين وحبيب بن أبي مليكة قال أبو داود: ليس به بأس وكذا قال يعقوب بن سفيان وابن معين بل قال مرة: ثقة وكذا وثقه الدارقطني وابن حبان وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وقال العجلي: يكتب حديثه وهو في التهذيب.
3544 – كليب: صحابي قتله أبو لؤلؤة قاتل عمر يوم قتله.
3545 - كنانة بن عدي بن ربيعة بن عبد العزيز بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصية بن كلاب القرشي: اخرج زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى أبيها بالمدينة.
3546 – كنانة: مولى أم المؤمنين صفي مدني تابعي ثقة أدرك خلافة عثمان وشهد قتله وعمر دهرا وحدث عن مولاته وأبي هريرة روى عنه زهير(2/397)
وخديج ابناء معاوية وسعد: أنه ابن بشر الجهني وهاشم بن سعيد ويزيد بن مفلس الباهلي وسمى أباه نبيها وذكر الأزدي في الضعفاء وقال: لا يقوم إسناد حديثه وكذا قال الترمذي: ليس إسناده بذاك ومرة: ليس إسناده بمعروف وهو في التهذيب وثقات ابن حبان والعجلي.
3547 – كيسان: صحابي روى عنه ابنه عبد الرحمن يقال هو مولى خالد بن أسيد سكن مكة والمدينة وعنه ابنه عبد الرحمن وسمي في التهذيب والده فقال: كيسان بن جرير أبو عبد الرحمن القرشي الأموي المدني عداده في الصحابة وهو عند مسلم في المكيين منهم.
3548 – كيسان: مولى الجند عبيره لمولاته أم شريك من بني جندع بن ليث بن بكر أبو سعيد المقبري الكوفي كان ينزل بالقرب من المقابر بالمدينة عداده في أهلها وهو من كبار التابعين وثقاتهم ومات بها في إمارة الوليد بن عبد الملك سنة مائة وقيل إنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز رأى عمر وعليا يروي عن أبي هريرة وعبد الله بن سلام وعقبة بن عامر وعبد الله بن وديعة وغيرهم وعنه ابنه سعيد وحفيده عبد الله بن سعيد وأبو صخر "حميد بن زياد" وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وكانت مولاته كاتبته على أربعين ألف درهم وشاة عند كل ضحى: فأداها وعتق وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وقال الواقدي: كان ثقة كثير الحديث توفي سنة مائة وقول الطحاوي في بيان المشكل إنه مات في سنة خمس وعشرين ومائة "رده شيخنا" وقال النسائي: لا بأس به وقال إبراهيم الحرمي: كان ينزل المقابر فسمي بذلك وقيل: لأن عمر جعله على حفر القبور يسمى المقبري وجعل نعيما على أجمار المسجد فسمي المجمر قال شيخنا: وهو بعيد من الصواب وما أظن نعيما أدرك عمر وقال البخاري في صحيحه: قال إسماعيل بن أبي أويس: إنما سمي المقبري لأنه كان ينزل ناحية المقابر فسمي بذلك وقيل: لأن عمر جعله على حفر القبور يسمى المقبري وجعل نعيما على إجمار المسجد فسمي المجمر قال شيخنا: وهو بعيد من الصواب وما أظن نعيما أدرك عمر وقال البخاري في صحيحه: قال إسماعيل بن أبي أويس: إنا سمي المقبري: لأنه كان ينزل ناحية المقابر وفرق ابن حبان في الثقات بين كيسان صاحب العبا روى عن عمر وعنه أبو صخر وبين كيسان مولى أم شريك يعني أبا سعيد وهو المعروف بالمقبري.
3549 – كيسان الأنصاري: استشهد بأحد.(2/398)
حرف اللام
3550 - لقيط بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس: أبو العاص ختن النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته زينب وأمه هالة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزي أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر وكان يسمى جرو البطحاء وأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في مصاهرته مات بمكة في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة في عهد أبي بكر وسيأتي في الكنى فهو بها أشهر.(2/399)
حرف الميم
3551 - ماجد بن مقبل بن جماز بن شيحة: قتل في معركة بالمدينة في جمادي الأولى سنة سبع عشرة وسبعمائة كما سيأتي في ابيه.
3552 - ماعز بن مالك الأسلمي: المرجوم حين اعترافه حتى قتل معدود في المدنيين وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيته يتحضحض في أنهار الجنة" وهو في أول الإصابة وروى قصته في اعترافه جماعة من الصحابة فنقلوا عنه إقراره ومراجعته النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وروى زيد بن خالد الجهني ونعيم وجابر وقال في حديثه إن النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجمه: "لقد تاب توبة لو تابها جمع من أمتي لأ جرئت عنهم" وحديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استغفروا لماعز"
3553 - مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر: الإمام العالم نجم السنن وعالم المدينة أبو عبد الله الأصبحي المدني ولد "على الصحيح" سنة ثلاث وتسعين سنة مات أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم وأمه العالية ابنة شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية ويقال: إنها مكثت حاملا به ثلاث سنين يروي عن الزهري ونافع وعبد الله بن دينار وخلق قل من هو من غير المدينة منهم وكان أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عن من ليس بثقة في الحديث فلم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك روى عنه السفيانان والحمادان وشعبة والأوزاعي والليث وبه تخرج إمامنا الشافعي - رحمهما الله وأباه ينصر ومذهبه يتبجل حيث كان بالعراق قديما قبل دخوله مصر ثم اجتهد وصار إماما متبعا وكان يقول: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز وما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابا من الموطأ وآخر الرواة عنه وفاء أحمد بن إسماعيل السهمي ولفتياه في عين المكره بعدم الوقوع تعرض له جعفر بن سليمان.(2/399)
3554 - ...
3555 -....
3556 - ...
3557 - مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي: الأنصاري المدني الآتي جده قريبا والماضي أبوه يروي عن أبيه عن جده وعنه عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن سليمان بن العسيل في ثالثة ابن حبان وفي ثانيته وفيها أنه روى عن أبي أسيد وهو في التهذيب.
3558 - مالك بن خلف بن عمر: وأخوه النعمان استشهد هو وأخوه بأحد.
3559 - مالك بن الدار: ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين وهو.
3560 - مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر: أبو أسيد الأنصاري الساعدي ذكره مسلم من المدنيين مقتصرا على كنيته وهو من كبار الصحابة من بني ساعدة أمه ابنة الحارث بن جميل من بني ساعدة ايضا شهد بدرا والمشاهد كلها وكانت معه راية بني ساعدة يوم الفتح وهو آخر البدريين موتا مشهور بكنيته وله عدة أحاديث يروي عنه بنوه المنذر والزبير وحمزة وأنس وعباس بن سهل بن سعد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعلي بن عبيد الساعدي "مولاه" مات بالمدينة "فيما قاله خليفة وغيره" سنة أربعين "وهو الصحيح" وقيل سنة ستين وقيل خمس وستين وقيل ثلاثين وقال ابن عبد البر: هذا اختلاف متباين جدا وقد كف في آخر عمره عن ثمان وسبعين سنة وله عقب بالمدينة وببغداد وقد تقدم حفيده قريبا قال ابن سعد: أخبرني الواقدي: حدثني ابي بن عباس بن سهل عن أبيه قال: رأيت أبا أسيد بعد أن ذهب بصره قصيرا دحداحا أبيض الرأس واللحية وقال عبيد الله بن أبي رافع: رأيته يحفي شاربه كأحي الجلق وقال عثمان بن عبيد الله: رأيته وأبا هريرة وأبا قتادة وابن عمر يمرون بنا ونحن في الكتاب فنجد منهم ريح العنبر وهو نجلوق يصفرون به لحاهم وقال عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والزبير بن المنذر بن أبي أسيد أنهما نزعا من يد أبي أسيد خاتما من ذهب حين مات وهو في التهذيب وأول الإصابة وابن حبان والعجلي.
3561 - مالك بن "أبي الرجال" محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري: أخو حارثة وعبد الرحمن الماضيين.(2/400)
3562 - مالك بن سنان بن عبيد: والد أبي سعيد الخضري صحابي استشهد بأحد وجاء بابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه عليه وهو ابن ثلاث عشرة سنة فرده.
3563 - مالك بن أبي عامر: أبو أنس الأصبحي المدني جد الإمام مالك بن أنس وحليف عثمان بن عبد الله القرشي التيمي ذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين يروي عن عمر وعثمان وطلحة وعائشة وأبي هريرة وكعب الخير وعنه ابناه أنس وأبو سهيل نافع وسالم أبو النصر ومحمد بن إبراهيم التيمي وسليمان بن بشار وغيرهم وهو ممن فرض له عثمان وكان ثقة فاضلا مات سنة أربع وسبعين قال ابنه الربيع: حين اجتمع الناس على عبد الملك وذكره البخاري في الأوسط في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان والعجلي.
3564 - مالك بن عمرو بن عبل النجاري: مات والنبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى أحد يوم الجمعة.
3565 - مالك بن عياض المدني: ويعرف بمالك الدار وكان أصله من جيلان مولى لعمر وخازنا له سمع أبا بكر وعمر ومعاذ بن جبل وعنه ابناه "عون وعبد الله" وأبو صالح السمان وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ذكره ابن حبان في الثالثة وهو في ثالثة الإصابة.
3566 - مجول بن صخر بن مقبل الحسني الينبعي: أقامه صاحب الحجاز في جملة عسكر بالمدينة حين غيب أميرها صقيم سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة إلى أن استقل قسيطل بن زهير.
3567 - محبر بن هارون الكوتي: يروي عن أبي يزيد المدني وعنه أبو عاصم العباداني قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3568 - مجحن بن الأذرع الأسلمي: صحابي ذكره مسلم في الأولى من المدنيين ووقع عند أبي أحمد العسكري أنه سلمي وتعقبوه وقال ابن عبد البر: كان قديم الإسلام وسكن البصرة وهو الذي اختط مسجدها وعمر طويلا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه حنظلةبن علي الأسلمي ورجاء بن أبي رجاء وعبد الله بن سقيف وحديثه عند البخاري في الأدب المفرد والسنن لأبي داود والنسائي وصححه ابن خزيمة من جهة حنظلة بن علي عنه قال: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد" الحديث وفي الصحيح من حديث سلمة بن الأكوع وأنا مع ابن الأذرع وفي رواية أن الفريق الآخر توقفوا عن الرمي وقالوا: من يكون معه لا يغلب فقال: ارموا وأنا معكم كلكم وإنهم تراموا فلم يترجح أحد منهم قال(2/401)
ابن عبد البر: يقال إنه مات في آخر خلافة معاوية وهو في الإصابة والتهذيب.
3569 - مجحن بن أبي مجحن الديلي: صحابي ذكره مسلم في الطبقة الأولى من المدنيين وقال أبو عمر بن عبد البر: معدود فيهم روى عنه ابنه بسر بجيم الموحدة وسكون المهملة الأكثر وحديثه عند مالك في الموطأ والبخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن خزيمة والحاكم من طريق مالك: "أنه كان جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومجحن في مجلسه" الحديث ويقال: إنه كان في سرية زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادي الأول سنة ست من الهجرة وجزم بذلك ابن الحذاء في رجال الموطأ قاله شيخنا في الإصابة.
3570 - مجحن الأموي: مولى عثمان بن عفان يروي عنه وعن أهل المدينة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وقد روى عنه أبو هشام زياد بن أبي زياد قال: ابن عدي تبعا للبخاري لم يصح حديثه انتهى والراوي عنه ضعيف ولم يذكر عنه راويا غيره وهو في الميزان.
3571 - محرز بن أبي هريرة الدوسي: أخو عبد الرحمن الماضي ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وعمر يقال: مرسل وغيرهما وعنه ابنه مسلم والزهري والشعبي والمثنى بن الصباح وآخرون قال ابن سعد: توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز وكان قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
3572 - محرز بن عامر بن مالكة الأنصاري: استشهد بأحد.
3573 - محرز بن هارون بن عبد الله بن محمد بن أبي الهزيل: القرشي التيمي من أهل المدينة أخو هارون الآتي يروي عن الأعرج وعنه أبو مصعب الزهري والمدنيون قال ابن حبان في الضعفاء: كان ممن يروي عن الأعمش: ما ليس من حديثه وعن عدة من الثقات: ما ليس من حديث الآتيان لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به وهو ممن خرج له الترمذي وحسن له وذكر في التهذيب في محرز وقيل: إنه محرر بالإهمال والتشديد وعنده عن الأعرج عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث وروى عنه ابن أبي فديك ويعقوب بن محمد الزهري قال البخاري: منكر الحديث وكذا غيره والجمهور علىتضعيفه - ولعل يحسن الترمذي لشواهد.
3574 - محسن بن علي بن طالب بن عبد المطلب الهاشمي: سبط النبي صلى الله عليه وسلم وشقيق الحسين أمهم فاطمة الزهراء مات بالمدينة وهو صغير وهو في ثاني الإصابة.(2/402)
3575 - محسن جمال الدين الأخميمي الناصري: أحد الخدام للمسجد النبوي بل رأس حتى عين للمشيخة لكن أدركته المنية وكان أكثرهم حشمة وأبعدهم عن الشر وأهله لين الجانب كثير الأدب حسن الخلق وبنى دارا وأوقفها وهو ممن سمع على العفيف المطري مسند الشافعي في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بالروضة النبوية ولم يلبث أن مات سنة خمس وخمسين قبل سكناها - رحمه الله.
3576 - محسن جمال الدين الصالحين النجمي الطواشي: شيخ الخدام بالمسجد النبوي مات في سنة ثمان وستين وستمائة وكان قد قدم الشام على السلطان في التي قبلها فأكرمه وسافر صحبة القاضي شمس الدين "الآتي" بالجمال والرجال والآلات التي أرسل بها الظاهرة بيبرس البندقداري مع الركب الشامي لعمارة المسجد بعد الحريق.
3577 - محصن بن علي الفهري: مولى بني ليث من أهل المدينة يروي المراسيل وعنه ايضا سعد بن أبي أيوب ومحمد بن طحلا قال أبو الحسن القطان الفارسي: مجهول الحال وهو في التهذيب.
ذكر من اسمه محمد
3578 - محمد بن أبان الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن القاسم بن محمد وعروة وعنه يحيى بن أبي كثير ومنصور ومن زعم أنه سمع عائشة فقد وهم وليس هو بابن أبان الجعفي ذاك كوفي ضعيف وذا مدني ثبت قاله ابن حبان في ثقاته.
3579 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن رجب الزهري: أخو الشهاب الزهري الأعرج القاضي ممن جاور بالمدينة واتفق بوعدة الرافضي أساء الأدب معه وهدده بالشكوى إذا جاء أمير الحاج فبادر وأعلم أمير المدينة فأخذوه في الحصن فضرب حتى مات وذلك في سنة خمس وستين وثمانمائة وراح معه هدرا ويقال إن المتسبب في قتله عبد الوهاب بن جعفر كبير الرافضة الماضي ولذا لم يلبث أن قتل بسيف الشرع.
3580 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن غنام: أبو الفتح بن علبك في الكنى.
3581 - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد: بن محمد الشمس والجمال والمحب أبو الفتح بن البرهان بن العلامة الجلال الخجندي الأصل المدني(2/403)
الحنفي الماضي أبوه وجده مع زيادة في بنسبة وبنوه أحمد وإبراهيم وعلي ولد في ليلة الجمعة عاشر ربيع الأول سنة عشر وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعين النووي والكنز وأصول الشاسي وألفية ابن مالك وعرض على الجمال الكازروني وغيره بل قرأ الأربعين بتمامها في مجلس واحد على ابن الجزري في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين بالحرم النبوي وسمع على الجمال الكازروني في سنة سبع وثلاثين في البخاري واشتغل على أبيه وعمه ومما قرأه على أبيه البخاري في سنة سبع وأربعين وحضر دروس ابن الهمام حين مجاورته في المدينة وسمع على المحب الأقصرائي الشفا في رمضان سنة إحدى وخمسين بالروضة وقبل ذلك سمع على الزين أبي بكر المراغي في سنة خمس عشرة ثم على ولده الشرف أبي الفتح في سنة أربع وثلاثين المسلسلة بل قرأ عليه فيها الشمائل النبوية للترمذي ووصفه: بالفقيه الفاضل الأصيل ووالده: بالفقيه العالم ودخل مصر غير مرة منها في سنة خمس وثلاثين وأخذ عن شيخنا بعض تصنيفه الخصال المكفرة وغيرها وكذا دخل في التي يليها وسمع بها على حافظها البرهان التيسير من شرحه على البخاري وأجاز له والشام وجزيرة ابن عمر وحال ولما قام الأمين الأقصرائي بتحريك طوغان الشيخ له سنة إحدى وستين وثمانمائة في أحداث إمام الحنفية بالمدينة كان هو المقرر في الإمامة شركة لمحمد بن علي بن محمد بن علي الزرندي ولكن لم يباشرها إلا صاحب الترجمة ثم أنه استقل بها حتى مات واستمرت في ذريته وقد جمع جزءا بليغا نظما ونثرا في سرقة قناديل المدينة في سنة ستين وثمانمائة سماه عجائب القرن في من تهجم على قناديل الحجرة مات في ليلة الجمعة عاشر ربيع الأول سنة سبعين وثمانمائة عن ستين سنة لاتفاق ليلة مولده ووفاته وشهرهما ومن نظمه:
أمل يطول وفي آجالنا قصر ... والدهر ينكي وفي الأيام معتبر
والنفس في غفلة عما يراد بها ... والقلب من قسوة كأنه حجر
وقوله:
أضام دار في العالمين بذمه ... حقير وحاشى أن يضام له جار
فيا مصطفى يا ابن الذبيحين عاره ... إليك منيع الجار من معشر جار
وقوله:
عرفتك يا دنيا فلا تتزيني من ... فلست بمغرور بعاجلك الدني
أبى الله إلا أن أراك خسيسة ... فإن شئت تذهد لي وإن شئت هوني
سرورك حزن والعطا تسلبينه ... سريعا وهذا إن تأملت يكفني(2/404)
كأني بصفو العيش منك مكدر ... كأني بما زينت من زخرف فني
فسلمك حرب واجتماعك فرقة ... وأمنك خوف بيسر أنت لمقتني
ولما كان الجلال أبو السعادات بن ظهيرة قاضي مكة عندهم بالأمر أنشده قصيدة طنانة أولها:
ظمئت لرؤيتك السعيدة مكة ... واهتز من شوق إليك المنبر
واستوحش الحرم الشريف وأهله ... والبيت كاد من الجوى يتفطر
والحجر والحجر الشريف وزمزم ... وكذا المقام مع الصفا متكدر
ومنها:
لك في الخروج إلى المدينة أسوة ... فابشر فمذ هاجرت أنت مظفر
3582 - محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو عبد الله البسني: الصوفي العارف ممن قدم بغداد وغيره وحج منها مرارا ماشيا وراكبا وجاور بالحرمين مدة ولقيه بمكة الدشي وأنه قال له: لي أتردد إلى ها هنا - يعني الحج - خمسين سنة وأثنى عليه بقوله: صاحب رياضة ومجاهدة وأسفار وتجريد وله تصنيف في الطريقة وأظنه قرىء عليه بعض تصانيفه ولنا منه إجازة واستوطن آخر عمره همدان وسكن بروذراود منها حتى مات بها في رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن نيف وثمانين سنة فإنه ذكر لي ما يدل على أن مولده سنة خمسمائة.
3583 - محمد بن إبراهيم بن الحرث بن خالد بن صخر: أبو عبد الله التيمي القرشي تابعي من أهل المدينة كان جده الحرث من المهاجرين الأولين وهو ابن عم أبي بكر الصديق يروي عن أسامة بن زيد وأبي سعيد الخضري وجابر وابن عمر ورأى أنسا وسعد بن أبي وقاص وغيرهما ثم روي عن علقمة بن وقاص ومعاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي وعيسى بن طلحة بن عبيد الله وطائفة من القدماء التابعين كأبي سلمة وعطاء بن يسار وأكثر روايته عنهم روى عنه ابنه موسى - الآتي - ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة ومحمد بن عجلان ويزيد بن عبد الله بن الهاد ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو والأوزاعي وابن إسحاق والزهري وعمارة بن عزية وعبد الله بن طاووس وعبيد الله بن عمر وآخرون وكان أحد الفقهاء الثقات عريف بني تيم قال: لما قرأت القرآن وأنا فتى لزمت المسجد فكنت أصلي عند طريق آل عمر بن الخطاب إلى المسجد وكنت أرى ابن عمر يخرج إذا زالت الشمس فيصلي اثنتي عشرة ركعة ثم يقعد فجئته يوما فسألني من أنا فانتسبت له فقال: جدك(2/405)
من مهاجرة الحبش فأثنى القدم علي خيرا فنهاهم أوردها البخاري في تاريخه على ان أبن أبي حاتم ثم قال: إن روايته عن ابن عمر وابن عباس مرسلة وإنه روى عن أنس والغفاري والصحابي خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وابن عساكر وثقات ابن حبان والعجلي وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وأمه ابنة أبي يحيى بن سعد العشيرة قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن خراش ويعقوب بن شبة وكذا قال الواقدي وزاد: كثير الحديث يكنى أبا عبد الله توفي سنة عشرين ومائة وقال أحمد: في حديثه شيء يروي أحاديث مناكير ومنكرة مات سنة تسع عشرة ومائة أو عشرين "وهو أرجح" أو التي بعدها واقتصر عليه ابن حبان وفيها أرخه خليفة.
3584 - محمد بن إبراهيم بن حريث: الفقيه الصالح أبو عبد الله العبدري روى الشفا عن عبد الله بن أحمد القرشي الأشبيلي وعنه أبو عبد الله الاشهري بالمدينة وأظنه المنسوب لجده الآتي في محمد بن حريث.
3585 - محمد بن إبراهيم بن دينار: أبو عبد الله المدني الفقيه صاحب مالك ومولى جهينة فهو الجهني يروي عن يزيد بن أبي عبيد وموسى بن عقبة وابن أبي ذيب وعبد العزيز بن المطلب وعدة وعنه ابن وهب ويعقوب بن محمد الزهري وذئيب بن عمامة وأبو مصعب وآخرون وكان يفتي حياة مالك ولذا قال ابن عبد البر كان مفتي أهل المدينة مع مالك وفي لفظ: كان مدار الفتيا في آخر زمان مالك على المغيرة بن عبد الرحمن ومحمد هذا وفي موضع آخر: كان فقيها فاضلا له بالعلم رواية وعناية وقال الدارقطني: ثقة وقال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفقه منه ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم: ثقة من فقهاء أهل المدينة نحو مالك وقال البخاري في تاريخه: معروف الحديث بل خرج له في صحيحه حديثا واحدا وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان ونقل البخاري عن يعقوب بن محمد الزهري أنه من ولد دينار بن النجار الأنصاري ويقال إنه يلقب بصندل قال القاضي عياض: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
3586 - محمد بن إبراهيم بن معبد بن عباس الهاشمي القرشي: عداده في أهل المدينة سمع منه إسماعيل بن أبي أويس وأخوه يروي عن حزام بن عثمان ولم يثبت حديث حزام وكذا يروي عن أبيه وعبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال أبو حاتم: مجهول وتبعه الذهبي: في الميزان ولكن ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته.
3587 - محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين الشمس بن القطان: مات بالمدينة سنة إحدى وتسعين.(2/406)
3588 - محمد بن إبراهيم الواقدي: ...
3589 - محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أبي القاسم فرحون بن محمد فرحون: ...
3590 - محمد بن إبراهيم بن أبي فضالة بن ثابت بن قيس بن الشماس الأنصاري: من أهل المدينة يروي عن عبد الرحمن بن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السجود ومرسل وسمع منه إسحاق بن سليمان الرازي ذكره ابن حبان في ثقاته ومن قبله البخاري وأبو حاتم.
3591 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري: مولاهم المدني عن مسلم بن أبي حزام مرسل وعنه ابن المبارك قاله أبو حاتم وذكر في التهذيب.
3592 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن عبيد الله بن مشكور: الماضي جد أبيه قرأ البخاري بالمدينة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
3593 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن المرتضى: الجمال أبو عبد الله الكناني المصري ثم المدني والد عبد الله الماضي ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة بالقاهرة وسمع أبا اليمن بن عساكر وأبا عبد الله محمد بن النعمان وغيرهما وحدث بالصحيح عن أولهما وكان شيخا صالحا حبرا فاضلا مقرئا فصيحا مات في صفر سنة تسع وعشرين وسبعمائة بالمدينة ودفن بالبقيع ذكره القطب الحلبي في تاريخ مصر ولقبه غيره ايضا شمس الدين وقال: الكناني العسقلاني المحتد ثم المصري المدني رئيس المؤذنين به "هو وأبوه" روى عنه الأقشهري ووصفه بصاحبنا الفاضل الشيخ جمال الدين أنه قال: وجد مكتوبا في بعض جدران الحرم الشريف في الحريق:
لم يحترق حرم النبي لريبة ... يخشى عليه وما به من عار
لكنه أيد الروافض لامست ... تلك الرسوم فطهرت بالنار
ووصفه مرة أخرى بصاحبنا الشيخ الصالح العدل الرئيس في الحرم الشريف بالمدينة المشرفة شمس الدين أبو عبد الله بن الشيخ الصالح الرئيس بالحرم الشريف المرحوم أبي إسحاق وسار من روايته عن أبي عبد الله بن النعمان حديثا وقال أبو عبد الله مرزوق فيما قرأته بخطه: إنه سمع عليه رفيقا للجمال محمد بن أحمد المطري والطواشي المعيثي تحفة الزائر لأبي اليمن بن عساكر بقراءة العلم البرزالي وعلى الأولين فقط بقراءة الإمام نور الدين علي بن محمد بن فرحون الصحيحين وله(2/407)
ذكر في الجمال المطري بل سيأتي في المبهمات حكايته عن رجل حفار حادثة وذكره ابن فرحون فقال: محمد بن إبراهيم المصري المدني النجار المؤذن أحد رؤساء المؤذنين كان من أدين الناس وألينهم عريكة وأحسنهم مخالطة لو دعاه أصغر الناس لبيته أو نخله ذهب معه ولا يزال مبتسما ويحب الفقراء ويخدمهم ويقضي حوائجهم كل ذلك مع امتهان نفسه في لباسه وحركاته وكان إذا جلس مجلسا عمره بالذكر والمدح وعلى كلامه في المنارة روح وقد باشر أمانة الحكم في أيام القاضي سراج الدين ونقل عنه ابن فرحون في تاريخه أنه قال: لو تركت لي منارة باب السلام لكفيت أهل المدينة بها قال: وهو الحق باب المدينة من جهة الشمال قليلة العرض وإنما امتدادها وقوة عمارتها وكثرة أبياتها من جهة الغرب وقال ابن صالح: كان حسن الصوت قديم الهجرة سافر ورأى صالحين وأحبارا وعلماء وروي ونمير بالوصف بالمؤذن من دون سائرهم وإنه ورث الآذان من آبائه وكان ينشد مدح النبي صلى الله عليه وسلم عقب ميعاده الذي كان يقرأه بالروضة تفسيرا وحديثا ورقائق وانتفع الناس بميعاده وكذا كان يمدح في المنارة بصوت حسن بديع مطرب قوي غريب ومات عن قريب السبعين وقال المجد: محمد بن إبراهيم المؤذن المصري النجار المدني الدار قدم والده من مصر لما أنهى إلى الأبواب العالية أنه ليس بالمدينة من يوثق به في معرفة الأوقات فإنهم أرسلوا لها إذ ذاك ثلاثة من المؤذنين رؤساء أحدهم أحمد بن خلف المطري والد الشيخ جمال الدين والثاني عز الدين المؤذن والثالث الشيخ إبراهيم وكان أحمد وإبراهيم في حسن الأداء وطيب الخلق وحسن الصوت ورقة الأنفاس فرسين فجاء الفقيه محمد بن إبراهيم على سسة والده رخيمة إذا تكلم على المأذنة طرب كل أحد لكلمه وكان من الفقهاء النبهاء وعلى نفسه وحسبه روح ونقاء شارح صدره بخدمة الفقراء وقضاء حاجتهم طارح التكليف بسلوك سبل المبتذلين في لباسهم ومنهاجهم من أحسن الناس صحبة وعشرة غير مانع من أحد لطفه وبره وبشره لو كلمه فقير في حبيره الجديد لوهب ولو دعاه صغير إلى حضيره البعيد لذهب وكان أمير الحكم في أيام سراج الدين القاضي ففارق الدنيا وكل أحد عن حسن طريقته راض وأعقب ولده أبا عبد الله محمدا وتوفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
3594 - محمد بن إبراهيم بن مرتضى: ومحمد بن إبراهيم غير منسوب هما الأول.
3595 - محمد بن إبراهيم بن مبارك بن مسعود: شمس الدين الشكيلي المدني سمع على الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخه وكان من مؤذني(2/408)
المسجد الشريف ممن قرأ القرآن ودخل مصر مرافقا للجمال الكازروني وغيره وكان يقول لبنيه كأنه يحرضهم على عدم دخولها بعت قبعي حتى أكلت به وأنجب الشهاب أحمد وأبا الفتح محمدا وغيرهما من الإناث ومات في سنة سبع وأربعين وثمانمائة عن اثنتين وستين سنة ورأيته فيمن سمع هو وابناه في البخاري على الجمال الكازوني سنة سبع وثلاثين.
3596 - محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة بن ميسرة: أبو عبد الله السهمي المدني قال إبراهيم بن المنذر الحزامي عن أبيه وموسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي وغيرهما وعنه إبراهيم بن المنذر وعبد الرحمن بن عبد الملك بن شبة ذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
3597 - محمد بن إبراهيم: يأتي في ابن أبي حميد.
3598 - محمد بن إبراهيم: له ذكر في أبي الحسن الخراز.
3599 - محمد بن أبي بن كعب بن معاذ الأنصاري: من بني عمرو بن مالك بن النجار من أهل المدينة ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأمه أم الطفيل ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وحدث عن أبيه وعمر وعنه الحضرمي بن لاحق وبشر بن سعيد وحديثه عنه في الصرف وكان ثقة قليل الحديث قاله ابن سعد وإنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره أبو بكر الجعابي وأبو نعيم وغيرهما في الصحابة لإدراكه وقال خليفة: في الطبقة الأولى من أهل المدينة كان شقيق الطفيل قتل بالحرة سنة ثلاث وستين ذكر في التهذيب وثاني الإصابة وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثانية ابن حبان.
3600 - محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن سعاد بن إبراهيم بن يوسف بن الجماز: والأمين والجلال أبو عبد الله وأبو طيبة الأقشهري ثم القونوي الخلاطي المحتد نزيل المدينة ولد بأقشهر "بلد بقربه تخمينا" في سنة خمس وستين وستمائة وارتحل إلى مصر والمغرب فسمع بالأندلس من أبي جعفر بن الزبير وغيره وبمصر من بعض شيوخها وانقطع بالمدينة النبوية حتى مات في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ولقيه القطب الحلبي بها وترجمته في تاريخه وناوله نصيفا له فيمن دفن بأشرف البقاع سماه الروضة وذكره شيخنا في درره بدون سعاد وعندي توقف في الجمع بينها وبين معاذ بل أظن أن الصواب أحدهما فقط قال شيخنا: وجمع رحلته إلى المشرق والمغرب في عدة أسفار قال: وجمع كتابا فيه أسماء من دفن بالبقيع "وهو المسمى بالروضة" وحدث عنه أبو الفضل النويري قاضي مكة قلت: وروى عنه بالإجازة أبو الطيب محمد بن عمار بن علي بن أسعد السحولي المكي وأثبت التقي الفاسي في نسبه سعادا وقال فيه: جلال الدين أبو عبد الله وأبو طيبة وقال: إنه سمع الكثير(2/409)
بالحرمين على الصفي والرضي وجماعة تأخر بعضهم عنه وخرج لبعضهم قلت: وممن سمع منه بالمدينة أبو حفص عمر بن أحمد الخزرجي وأبو الحسن علي بن أيوب بن منصور المقدس "تلميذ النووي" وإمام الصوفية الحسن بن علي بن الحسن العراقي لقيه بالمدينة وقرأ على الشهاب أحمد الصنعاني اليماني الشافعي "نائب السراج الدمنهوري في قضاء المدينة" المصابيح وسمعه بقراءة عليه وكذا أخذ عن الجمال أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري المدني بها وبمكة الرضي إبراهيم الطبري والفخر بن محمد القسطلاني وعبد الله بن عبد الحق المحزومي وبالمغرب ناصر الدين أبي علي منصور بن أحمد الزواوي ثم المسدالي وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن الحكيم اللخمي الأندلسي الزندي الوزير وكذا سمع على المجد أبي الفدى إسماعيل بن محمد القرشي الحنفي والوزير أبي بكر محمد بن أبي عبد الله محمد بن عيسى بن معتصر المومتاني "سمع منه بفاس" وأبي القاسم محمد بن إبراهيم السلمي "وكلاهما يروي عن ابن الصلاح" وأبي عبد الله محمد بن محمد الغرنوي الخطيب وأبي جعفر بن الزبير الحافظ وبالإسكندرية من عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة الربعي وسمع ايضا من الحجار والنجم سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي والعز أحمد بن عمر بن فرج القاروني العراقي والمحب محمد بن عمر بن محمد القهري وكتب عن الخطيب البهاء محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله الطبري من نظمه وأجاز له من بغداد محمد بن عبد لمحسن بن الروالبي قال: وكان ذا عناية كبيرة بهذا الشأن غير أنه لم يكن فيه نجيبا لأن له تعاليق مشتملة على أوهام فاحشة وله مجاميع كثيرة وإلمام بالأدب وحظ وافر من الخير وقد حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا وجاور سنين كثيرة بالحرمين بالمدينة مات وهو في اثني عشر الثمانين لأنه ولد سنة أربع وستين كما قرأته بحط الذهبي وترجمه بنزيل مكة انتهى وحينئذ فصح قول القطب تخمينا وإثبات سعاد ممن أثبته في نسبه وكذا ذكره ابن خطيب الناصرية في آخرين - وقال بعضهم بأن مولده بأقشهر قونيه في حادي عشر جمادي الأولى سنة ست وستين وستمائة وقال ابن فرحون: إنه كان من شيوخ الوقت والأئمة الكبار في العلم والعمل ومعرفة الحديث والرجال ارتحل إلى المغرب في حال شبوبيته وأدرك رجالا من أعيان المغاربة والأندلسيين وعلمائهم فأخذ عنهم واشتغل عليهم وطالت إقامته فيهم حتى كان الذي يجتمع به لا يشك أنه مغربي الأصل لملابسته إياهم وكان قد يسر الله عليه تدوين الحديث والعلم فلا تسأله عن شيء من علم الحديث ورجاله إلا وجدت عنده منه طرفا جيدا وحفظا حسنا صنف تصانيف كثيرة واختصر مطولات كثيرة وتردد إلى مكة والمدينة ثم أقام في المدينة في آخر مدته وتزوج بها سيبة فولدت له اثنتين سماهما طابة وطيبة وسر بهما في آخر عمره ثم أنهما توفيتا(2/410)
فحزن لفقدهما حتى كاد يفني لفنائهما وقال المجد: الشيخ أبو عبد الله الأقشهري ثم الأخلاطي الشيخ أمين الدين ارتحل من بلاد الروم إلى بلاد المغرب في شبابه وتجرد لالتماس العلم وطلبه وطلب الفضل والأدب من أبوابه وطاف في أقطار الأندلس وجال ولقي من أهل العلم فحول الرجال واقتبس من أنفاسهم وأنس من ناموسه نبراسهم وتعلم من تبيانهم وتكلم بلبانهم وتأسى بإنشائهم فتح الله عليه في خدمة الحديث بابا سهل عليه مدخله فعلم الحديث وتدوينه محطه ومرحل صنف فيه تصانيف وجمع وألف فيه تآليف ونفع وكان مترددا بين الحرمين رافعا من شرف جوارهما علمين ثم أنه اختار بالآخرة مجاورة المدينة ورزقه الله من اليمنيات خليلة مدنية فأحبت الشيخ واختارت على الدنيا جتاية وأتت منه ببنتين فسماهما طيبة وطابة فأحبهما1 واسترغد بهما البشر واستطابه ثم إنهما توفيتا في حياته وسلبتان ضو أيانه1 وصفا1 وحزن بفقدهما إلى أقصى غاياته توفي عام تسع وثلاثين وسبعمائة انتهى والروضة المشار إليها هي الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية فيها تعيين من دفن بأشرف البقاع وسفح البقيع من المدينة وما حولها من السابقين الأولين والشهداء الصالحين وهي على أبواب خمسة الأول: في حكم الزيارة وكيفيتها ومعناها وفيه فصول: الأول: في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني: في كيفية الصلاة والسلام عليه وعليهم والثالث: في زيارة أهل بيته وأولاده وأقربائه والشهداء من الصحابة الثاني في ذكره وأبنائه وبناته وجداته وآبائه وأزواجه ومواليه وأقربائه مع الخلفاء الراشدين الثالث في ذكر الوقائع كأحد والأحزاب وقصة الحرة التي كانت سببا لوفاة الفضلاء بالمدينة النبوية من الصحابة ونحوهم الباب الرابع: في ذكر الصحابة المشهورين الباب الخامس: في ذكر من عرفت وفاته بالمدينة من غير الصحابة من العلماء والصلحاء وقال: إن الباب الثاني اشتمل على إحدى وخمسين نفسا والرابع على مائتين وأربعين صحابيا وجملة من شهد الحرة معنيا وغيره ستمائة وفي رواية عن الزهري أنه قال: من وجوه الناس من قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الموالي سبعمائة وممن يعرف من عبد وحر وامرأة عشرة آلاف نفر وكانت في سنة ثلاث وستين لثلاث بقين من ذي الحجة وانتهبوا المدينة ثلاثة أيام وولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج وانتهى من تواليفها في سنة ثماني عشرة وسبعمائة وقد حدث بها في المدينة النبوية ثم قرأها هو من لفظه بمكة في سنة ثلاث وثلاثين وقد استوفيناها لقراء ومن نظمه لما بلغه قول الصرصري في حريق المدينة:
أتينا الحجاز عشية ... وإذ الزخارف التي فيه محرق
__________
1- كلمات غير واضحة بالأصل.(2/411)
شهدت بأن الله لا رب غيره ... وأن الذي قال الرسول مصدق
روينا صحيحا أنه قال بعده ... بزخرف بيت الله ثم يذوق
وأن بيوت الله ترفع أرضها ... إلى جنة المأوى وفيها تخلق
وأن الذي حقا يدوم بقاؤه ... وأن الذي بنار يحرق
وكذا منه تخميس: بأخير من دفنت بالقاع أعظمه فقال: في سنة ثلاث عشرة وهو بمكة:
أخير المزار وهو أعظمه ... وخير من سر عرش الرب مقدمه
ناديته بمقول وهو أقومه ... بأخير من دفنت بالقاع أعظمه
وطاب من طيبهن القاع والأكم
طوبى لجاركم طابت مساكنه
... جار يحار وجار الربع آمنه
قول إذا قلت يشفيني محاسنه ... نفسي لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وقد ترجم شيخنا في لسانه جبير بن الحرث وقال: قرأت في رحلة أمين الدين محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري نزيل المدينة النبوية وقد أجاز لبعض مشايخي قال: أخبرني الأديب الفاضل محمد بن علي بن عبد الرزاق بن حمأة الجزولي: أن أباه أخبره وصافحه وساق بسند فيه لقي الناصر أبي العباس أحمد بن المستضيء في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة لجبير هذا وأنه صحابي قال شيخنا: وحدث بهذه القصة شيخنا أبو عبد الله السلاوي عن علي بن حسن بن حمزة بسند له إلى آخره - قلت وهو باطل وآخر الصحابة أبو الطفيل عامر بن واثلة.
3601 - محمد بن أحمد بن بالغ: الشمس بن الشهاب المصري الأصل المدني الماضي أبوه خلف له أبوه ما لم ينتفع به وسافر إلى البلاد ففتح الله عليه وتزوج وولد له الأولاد وكان من أعقل الناس وأحسنهم خلقا وخلقة وأجملهم صحبة قارئا حسن الصوت مات سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
3602 - محمد بن أحمد بن أبي بكر الحراني: كان شيخا حسنا كثير التلاوة والحج سمع الكثير وحدث ومات بالمدينة قبل أن يصل إلى الحج في آخر سنة خمس أو أوائل سنة ست وسبعمائة قاله شيخنا في درره.
3603 - محمد بن أحمد بن الحسن: أبو عبد الله الشجري المقرىء ويعرف بجونكار روى عن أبي موسى المديني وغيره كأبي الفتح محمد بن الحسن الخوارزمي وورد بغداد حاجا فسمع على الحسين الهمداني الصوفي سمع منه ابن(2/412)
أبي الصيف وأبو المفاخر البيهقي "إمام الروضة الشريفة" وتلى عليه سليمان بن خليل العسقلاني لحفص عاصم وحدث بالحرمين وجاور حتى مات بمكة وهو معدود في مشيخة الحرم بها وفيها مات قال ابن الدييني في ذيله لتاريخ بغداد: أظنه جار لنا وكان حيا في سنة تسعين وخمسمائة قال الفاسي في مكة: وجدت على حجر بالمعلاة هذا قبر الشيخ الصالح الإمام فخر الدين محمد بن أحمد بن حسين ويعرف بجونكار الشجري فهو هذا وتسمية جده مخالف لما سبق والله أعلم وقد ذكره كل من الدييني وابن النجار في ذيلهما وقال ثانيهما: إنه سافر البلاد وحج وأقام بمكة والمدينة مجاورا إلى حين وفاته وكان من أعيان مشايخ الصوفية وأحد عباد الله الصالحين حدث بشيء يسير عن الحافظ أبي موسى المديني سمع منه جماعة من الأئمة ورووا عنه.
3604 - محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس بن يوسف بن علي بن عثمان: الحافظ الجمال أبوو عبد الله الأنصاري الخزرجي العبادي الساعدي المدني الشافعي المؤذن بالحرم النبوي ووالد الحافظ العفيف عبد الله ويعرف بالمطري كان جده خلف من الطور فانتقل منها إلى المطرية فولد له أحمد وانتقل إلى المدينة ثالث ثلاثة لخلوها حينئذ من عارف بالميقات فعرف بالمطري وولد له صاحب الترجمة بها سنة ثلاث وسبعين وستمائة كما جزم به ابن فرحون "وفي سنة إحدى وسبعين وستمائة" كما جزم به جماعة منهم: البدر بن فرحون ثم شيخنا في درره غير مقتصر عليه بل ذكر في آخر الترجمة: أنه سنة ست وسبعين وهو الصواب لوجوده كذلك بخط ولده ووصفهم له في طبقة تاريخها سنة ثمان وسبعين بالحضور وأحضر بها على أبي اليمن بن عساكر مصنف إتحاف الزائر ثم سمع منه ومن غيره كخلف بن عبد العزيز القتيوري سمع عليه الشفا بل قدم مصر مرارا وسمع بها من الدمياطي ولازمه كثيرا والشهاب الأبرقوهي في آخرين وحدث وسمع عليه إتحاف الزائر محمد بن محمد بن يحيى الخشبي وعبد الله وعلى أبناء محمد بن أبي القاسم بن فرحون وخلف والده في رئاسة المؤذنين بالمسجد النبوي وكان من أحسن الناس صوتا وناب في الحكم والخطابة هناك وكان إماما عالما مشاركا في العلوم عارفا بأنساب العرب له يد في ذلك مع زهد وعبادبة وشعر رائق وفضائل جمة وصنف للمدينة تاريخا مفيدا وممن لقيه بالمدينة وسمى جده خلفا بالتكبير أبو عبد الله بن مرزوق وقال: قرأت عليه الكثير ووصفه شيخنا الإمام جمال الدين قال: وكان أحسن رجال الكمالات في وقته وإنه سمع بقراءة العلم البرزالي عليه وعلى محمد بن إبراهيم المؤذن والطواشي المعيثي تحفة الزائر وعلى الأولين فقط بقراءة الإمام نور الدين علي بن محمد بن فرحون الصحيحين مات في سابع عشري ربيع الثاني سنة إحدى وأربعين وسبعمائة(2/413)
وممن ترجمه القطب الحلبي ثم شيخنا وابن صالح وقال: كان يطرب بصوته في المئذنة وفي الأسحار قديم الهجرة سمع وروى وسافر ورحل ورأى علماء ومشايخ وأخيارا ودرس الحديث بمدرسة ابن القلانسي أخذها بعد الشهاب الصنعاني وكذا ابن فرحون وقال: الشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة شيخنا كان إماما من أئمة الحديث والتاريخ والفقه والمشاركة في العلوم ولي نيابة الحكم والخطابة والإمام عن القاضي الشرف الأميوطي وكان رحمه الله جمالا للمنصب متخلقا بأخلاق كل من ذكرته من الصالحين ليس منهم شيخ ولا كبير قد إلا وهو معه في حوائجه ويساعده في قليله وكثيره لم نجد بعد والدنا مثله في الإحسان إلينا والشفقة علينا ولي تربيتنا وتعليمنا والسعي في مصالحنا كأبينا وكان لكل قادم إلى المدينة كالأهل في الإسكان والكسوة والتعريف وبرسه عند الشيخ والخدام حسن المحاضرة إذا جلست إليه لم تحب مفارقته لم يأت بعده مثله ولا علمت فيمن كان بعصرنا من له فضل كان جامعا للمحاسن والفضائل صدرا من صدور الأفاضل وقد تخلل ذكرنا مع من ذكرنا من الشيوخ العاملين والأولياء الصالحين لم نسمع أحسن من صوته في المنارة كان يفضل على صاحبه محمد بن إبراهيم إلا أنه كان لا يبذل عمله كما كان ذاك فكان في عزة نفسه والمحافظة على مروءته في أعلا المقامات وأسنى التنزهات وقد عرضت لي حكاية عنه فيها تسليك لمن ذاته علية وتغرية لمن نفسه خسيسة رديئة لا يخرج إلى زيارة ولا يجتمعون في منتزه إلا أخذوه معهم وكان قد شركه في المئذنة والرئاسة بها الشيخ عز الدين المؤذن لأن المدينة لما لم يكن فيها من يوثق به في معرفة الأوقات وتحريرها بعثوا لها من مصر ثلاثة رؤساء أحدهم: والد صاحب الترجمة والثاني إبراهيم والد محمد والثالث عز الدين فتوفي من عدا الثالث وكانا النهاية في حزقة الوقت وحسن الصوت وبقي عز الدين فطالت مدته حتى أسن وعجز وكان حسن الهيئة ذا لحية طويلة ورئاسة مليحة واتفق أن خرج صاحب الترجمة يوما مع أصحابه فباتوا في مسجد قباء وقال لعز الدين: قم عني في نوبتي فأخلفه عز الدين فلم يقم وبقيت المئذنة شاغرة من الرئيس فلما جاء صاحب الترجمة تكلم عليه الشيخ عزيز الدولة وأغلظ فقال له: ما غبت حتى استنبت ولكن غرني عز الدين فلم يقبل عذره وكثر عليه الكلام فقال له الجمال: الكل عندي غير هذه المئذنة الطلاق الثلاث يلزمني أن أذنت فيها حتى يموت عز الدين وعزيز الدولة فتركه الشيخ وترك الكلام معه وصار إذا كان الوقت يؤذن على باب جبريل في الأوقات كلها وأصحابه يقسمون عليه الجامكية وهي يؤمئذ قليلة فلما طال عمر عز الدين قال له الناس: اعمل ما عمله غيرك نزل الزوجة بطلقة مخالفة ثم ارجع إلى مئذنتك ثم راجع زوجتك فقال: لا أفعل هذا ولا يسمع عني ذلك ولو كان في المئذنة ما عسى أن يكون ثم(2/414)
إن عزيز الدولة مات فقيل: إنما غضبك من كلامه وقد مات فافعل ما يفعله الناس فامتنع وصبر فلما بنيت المئذنة الجديدة قيل له: إن هذه لم تكن موجودة حين يمينك فاستقل بها فلم يفعل واستمر كذلك حتى أراد الله تعالى فجاء عز الدين ليلة وقد مضى من الليل نصفه فدق باب الحرم ودخل وقد لحقه اختلال فطلع المئذنة الجديدة تكلم على عادته فأنكر الناس قيامه ثم سكت ولم ينزل فطلعوا إليه فوجدوه ميتا وذلك في سنة عشر وسبعمائة رحمه الله وفيها توفي عز الدين أيضا فانحلت اليمين وطلع المئذنة في أيام الحريري وكان من أكبر أحبابه فانظر إلى هذه النفس الأبية والهمة العالية وقال ابن فرحون ايضا في مقدمة تاريخه حكى لي الشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة جمال الدين "هذا": أنه كان بالمدينة رجل صالح عظيم القدر من أرباب القلوب يقال له: الزجاج وهو من جملة شيوخه وشيوخ محمد بن إبراهيم المؤذن وكان بعد موت والديهما مؤذنين متواخيين في رئاسة الأذان يتعاقبون في الوقت قال الجمال: فكنا نجيء لباب المسجد في السحر للدخول لأجل الآذان فنجد الشيخ الزجاج قاعدا على الباب للذكر ويقرأ قال: فأدق الباب فيقول لي صاحب النوبة من هذا فأقول له: محمد فيفتح لي ثم يجيء صاحبي فيفعل معه كذلك ثم كذلك لثلاثتنا وكان اسمه عبد الرحمن خال محمد بن صالح نائب الإمامة والخطابة قال فخلا الشيخ بي وقال لي: يا محمد أنت تتصور ما أنا وأنت فيه في كل ليلة فقلت له: لا علم لي صدقت لو علمت لظهر عليه أثره ثم قال: أحضر عقلك وانظر إلي كيف أبقى بعدك محجوبا عن الدخول وأنت مأذون لك فيه دوني فتدخل وتجتمع بمحبوبك وذكر حكاية.
3605 - محمد بن أحمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشمس بن جلال الدين: المدعو جلال بن الزين بن العلامة جلال الدين الخجندي الأصلي المدني الحنفي ويعرف بابن جلال ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره وأقبل على التحصيل فأخذ ببلده عن محمد بن مبارك المغربي العربية ولازم أحمد بن يونس المغربي "ايضا" فيها وفي المنطقي والمعاني والبيان والحساب وكذا أخذ العربية مع الصرف عن الشهاب الأبشيطي والفقه في الابتدائي عن عثمان الطرابلسي والأصلين عن السيد السمهودي قرأ عليه شرح جمع الجوامع لشيخه المحلي وشرح العقائد ومما أخذ عنه في العربية وغيرها وسمع على أبي الفرج المراغي وخاله الشمس حفيد الجلال الخجندي كان ذلك بطيبة بل دخل مكة غير مرة وأخذ بها الفلك والفرائض عن النور الزمزمي ولقي بها الشمس بن أمير حاج فقرأ عليه غالب المسايرة لشيخه ابن الهمام(2/415)
وارتحل في أثناء ذلك وبعده إلى القاهرة غير مرة أولها: في سنة أربع وسبعين وأخذ عن الأمين الأقصرائي والزين قاسم الفقه وغيره من الأصلين والعربية وغيرها وعن التقي الحصني في عدة فنون بل قرأ عليه القطب وعن الشمس الجوجري في الأصول في آخرين كالعلاء الحصني قرأ عليه في القطب مع الحاشية عليه للسيد والزين زكريا والسمهودي قرأ على كل منهما في تسهيل ونظام ابن الجيبغا ولازمه في أشياء وسمع على الأميني والشهاب الشاوي والفخر الديمي وغيرهم وكذا لازمني حتى قرأ على ألفية الحديث بحثا وغيرها من الكتب رواية حتى في مجاورتي الأولى بمدينة ثم قرأ في سنة أربع وتسعين بمكة قطعة من شرحي على الألفية ووقعت نسخة من هناك تحت نظره وتميز في غالب الفنون وكتبت له إجازة حافلة بل أذن له جمع ممن تقدم في الإفتاء والتدريس وولي مشيخة الزمامية بمكة وقتا ثم أعرض عنها لعدم رغبته في الإقامة بغير بلده كما أعرض عن دخول مصر لعدم الفائدة فيها وتقنع بالسير وكان شيخ الخدام قانم ممن يستفيد منه ثم تزايد اغتباط شاهين الجمالي به وإقباله على الإستفادة منه وعيبه حتى سافر في موسم سنة سبع وتسعين إلى الروم في استخلاص أوقاف الحرمين ثم عاد في موسم سنة التي تليها وقد استقر عن مالكها في تدريس الحنفية واتفق له وما ناله من هناك سيما وكان قد شرع في بناء بيت بالمدينة ركبه الدين بسببه وأقرأني سنة وفاته بعض العجم شرح البابية ولم يكمله والبردة وغير ذلك وبالجملة فهو فاضل علامة ذكي بارع متقن سريع الفهم والحركة طارح التكلف كثير الأدب زائد الاغتباط بتصانيفي وليس بالمدينة حنفي مثله درس وأفاد بالمسجد النبوي وغيره في الفقه والعربية وغيرهما وتأسفت حين مجاورتي الثانية بالمدينة على غيبته عنها ولما جاء تكرر اجتماعه معي بمكة وفارقني في أيام الثمان في سنة تسع وتسعين راجعا لبلده بعد الحج فمات حين وصوله إليها في أواخر ذي الحجة سنة تسع وترك أولادا أربعة من ابنة البرهان الششتري رحمه الله وإيانا ومن نظمه:
..... الخطايا ثم حيتك تائبا ... وفي توبتي ما قد علمت من النقص
وإني لأرجو العفو عما جنيته ... لأني رأيت الفضل يشمل من يعص
وقوله:
حملت ذنوبا أثقل الظهر حملها ... وهذا كتابي للقبائح جامع
ووالله مالي صالح قد عملته ... ولكنني في رحمة الله طامع
وقوله:
إذا ضاق صدري أو تبلد خاطري ... وأصبح فكري بالهموم يوزع(2/416)
أفوض أمري كله لمدبري ... وأسلمه نفسي فما شاء يصنع
وكتب إلي بخطه عدة قصائد وغيرها من نظمه.
3606 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد النفطي: أخو عبد الله وعبد الرحمن وعبد الوهاب وعمر.
3607 - محمد بن أحمد بن عبد الله: الشمس القزويني ثم المصري الصوفي سمع على المظفر العطار وغيره وسمع منه شيخنا أحاديث تخليص وقال في أثنائه إنه كان على طريقة الشيخ يوسف الكوراني العجمي لكنه حسن المعتقد كثير الأذكار على مبتدعه الصوفية وكان كثير الحج والمجاورة بالحرمين مات بمكة في شعبان سنة إحدى عشرة وثمانمائة.
3608 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان: الشمس أبو عبد الله القرشي الجعبري ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بابن حطب جرود ولد سنة إحدى وسبعمائة وسمع من الحجار وروى بالإجازة عن القاضي سليمان بن حمزة وغيره وأخذ الفقه عن البرهان بن الفركاح والمحيوي بن جهيل والأصول عن الشمس الأصفهاني وبرع فيه وفي العربية مع معرفة بالأدب وأفتى ودرس في أماكن ببلاد مصر والشام وولي القضاء والخطابة بالمدينة النبوية وتفقه به جماعة وكان من أعيان الشافعية مات سنة سبع وسبعين وسبعمائة ترجمه شيخنا في درره وطوله وقال الفاسي في مكة: سمع على ما ذكر من الحجار ووزيره البخاري وكانت له يد طولى في الأصول مع معرفة جيدة بالقفه والأدب أفتى ودرس بمشهد الشافعي من القرافة وبجامع الحاكم بعد الشمس بن اللبان ثم ترك ذلك للبهاء بن التقي السبكي وعوضه عنه أخوه حسين بن التقي تدريس الشامية البرانية "ظاهر دمشق" فباشرها سنين ثم تركها وتوجه إلى الحجاز في موسم سنة ستين وجاور بمكة نحو ثلاث سنين كما أخبرني به بعض أقربائه وكان جاور بها قبلي في سنة ثلاث وخمسين ثم توجه لمصر ثم عاد لمكة وجاور بها ثم لمصر ثم بمكة وولي قضاء المدينة بعد الحكري ثم عاد لمصر بعد الحج من سنة ثمان أو تسع وستين وولي بها تدريس مدرسة أم الأشرف "صاحب مصر" سنة سبعين ثم إلى دمشق في سنة إحدى وسبعين وعاد في آخرها إلى تدريس الشامية البرانية بعد موت التاج السبكي واستمرت معه حتى مات بعد أن سئل في الرغبة عنها لمن فيه أهلية بعوض فتوقف تورعا ومات في سادس عشر شوال ودفن بباب الصغير.
3609 - محمد بن أحمد بن عبد الرحمن: الجمال أبو الفضل بن الشامي(2/417)
الشافعي نزل بالمدينة تفقه بالعماد إسماعيل بن خليفة الحباني بدمشق وأذن له بالإفتاء والتدريس وأخذ عن أبي العباس العتابي والتقي بن رافع وسمع من أبن أميلة وجويرية وغيرهما بدمشق ومصر وغيرهما بل تخرج من المدينة بالعفيف المطري وسمع منه واعتنى بهذا الشأن وكتب الطباق وكان فاضلا في فنونه ذا حظ حسن وحدث باليسير وكان قد ترافق هو وعبد السلام الكازروني إلى مكة فيقال: إنهما دس عليهما سم بسبب من الأسباب فماتا منه هذا في صفر سنة تسع وسبعين وسبعمائة ولم يكمل الأربعين ودفن بالمعلاة ثم الآخر بعده بأيام ترجمه شيخنا في أنبائه وأغفله من درره وترجمه الولي العراقي في وفياته والفاسي في تاريخ مكة وقال الدمشقي: الأصل المدني المولد والدار وكناه أبا الفضائل وأن العماد الحسباني أذن له في الإفتاء والتدريس وكان فاضلا في فنون ذا خط حسن وقال الولي أبو زرعة الحجار بن الشامي: اشتغل بالحديث والفقه والعربية وبرع فيها وساد وسعد ولازم ابن رافع بدمشق وقدم القاهرة في أواخر عمره لأمر حصل بينه وبين قاضي المدينة وجاور بمكة فمات بها مسموما فيما قيل وقد رأيت عرض أبي اليمن بن المراغي عليه بالمدينة سنة خمس وسبعين وما بعدها حتى سنة سبع وسبعين وأخبره بروايته للألفية عن جماعة منهم: التقي بن رافع سماعا عليه بدمشق أتى بها الشهاب أبو البنا محمود بن سليمان بن فهد الحلبي أنا ناظمها.
3610 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الله: قاضي مكة وخطيبها وعالمها الكمال أبو الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي والد القاضي محب الدين - الآتي - ولد بمكة في ليلة الأحد مستهل شعبان سنة اثنتي وعشرين وسبعمائة وسمع بها من جده لأمه القاضي نجم الدين الطبري وعيسى بن عبد الله الحجي وأبي عبد الله الوادياسي وعيسى بن الملوك وآخرين وبالمدينة من الجمال المطري والزبير الأسواني بدمشق من المزي والشهاب أحمد بن علي الجزري وتفقه بالشمس بن النقيب والتقي السبكي والعربية بمكة عن ابن هشام وأخذ عن الولي المنفلوطي فنونا من العلم وانتفع به في ذلك كله وبالتاج المراكشي حيث لقيه بدمشق وحصل من العلم على أوفر نصيب وصار المنظور إليه ببلده بل بالحجاز كله واشتهر ذكره وبعد صيته وانتهت إليه رئاسة الفقهاء الشافعية بالأقطار الحجازية ويقال إنه كان يستحضر شرح مسلم للنووي وناب في الحكم عن خاله الشهاب الطبري ثم استقل به بعد صرف التقي الجراري حتى مات قدم نحوا من ثلاث وعشرين سنة وولي مع ذلك خطابة الحرم ونظره وحسبة مكة وتدريس المدارس الثلاث التي لملوك اليمن وهي المنصورية والمجاهدية والأفضلية(2/418)
وكان أول من درس بالأخيرة وسكنها وإليه نظر جميعها وولي تدريس درس سير الحندار مشافهة منه ودرس الحديث لوزير بغداد والفقه للأشرف شعبان صاحب مصر ولم يجتمع وكذا لأحد قبله من قضاة مكة بل بعضها لم يكن إلا في زمنه واستمر على ذلك كله حتى مات نعم صرف عن المدارس قبيل وفاته ولكن لم يصل الخبر به إلا بعد موته مما كان عظم بسببه منعه الزكي الحروني المسجد الحرام وقوله له: إنه لا يكون إلا من مال صاحب مصر إلى غيره من معارضاته له وكان من سعى له في خطابة مكة كتب له يحضر ليقف عليه أرباب الحل والعقد فيعرفون به أهليته كتب فيه الشهاب بن النقيب والأسنوي والبهاء السبكي "وهو المحرك لهذا البحث" كان سببا لدخوله في الوظائف كلها وحدث بكثير من مسموعاته روى عنه الجمال بن ظهيرة وبه تفقه وكان يطربه ويثني عليه وكذا درس وأفتى وناظر وانتفع الناس به دهرا وكان ذا يد طولا في فنون من العلم مع الذكاء المفرط والفصاحة والإجادة في التدريس والإفتاء والخطبة ووفور العقل والجلالة عند الخاصة والعامة مع كثرة التواضع مع الفقراء والصالحين وإكرامهم حتى عادت بركة ذلك كله عليه وعلى أولاده وكثرة المروة والمكارم والبر بأهله وأقاربه وزار الطائف والمدينة غير مرة وكان يقوم بكثير من الكلف عن رفقائه وآخر قدماته المدينة في موسم سنة ثمانين فجاورها إلى أثناء التي تليها وخطب في بعض هذه الأيام بها وأم الناس نيابة عن ولده القاضي محب الدين قاضيها وخطيبها وإمامها حينئذ وطول سبطه التقي الفاسي برحمته وأنه لم يتيسر اجتماع ما تقدم لأحد قبله قال شيخنا: سمعت خطبته مرارا لكن لم أسمع عليه شيئا وكذا قال في معجمه: رأيته وسمعت خطبته مرارا وذلك في سنة خمس وثمانين وكان يسرد فيها عدة أحاديث وما أدري هل أجاز لي أم لا فإنني أظن أنه حضر ختم الصحيح في رمضان وأجاز للسامعين وكنت منهم ومات في رجب يعني يوم الثلاثاء ثالث عشرة من السنة التي بعدها قلت: وذلك بقرب مكة في رجوعه من الطائف ودفن بالمعلاة.
3611 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز الجبرتي الأصل: الحجازي المدني الشهير بجدة ولي نظر الحرم النبوي وكان مشكور السيرة مات سنة خمس وستين وسبعمائة ذكره شيخنا في درره والولي بن العراقي في وفياته.
3612 - محمد بن أحمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الأنصاري الرندي: المدني أخو عبد الله الماضي سمع عن الزين المراغي ومن ذلك في سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخ للمدينة.
3613 - محمد بن أحمد بن عبد اللطيف: الجمال أبو عبد الله التكريتي الأصل(2/419)
الدمشقي التاجر الكارمي نزيل مصر ويعرف بالرندي كانت له مكارم وفيه مروءة وكان يحكى أنه توجه للحج فحصل له في الطريق خلط أقعده بحيث لم يكن يستطيع الحركة بل صار يحمل في محفة فلما دخل مكة تحلل الخلط قليلا ثم خف في السعي ثم في التوجه إلى عرفة ثم بالوقوف بها ثم بمنى ولم يبق منه شيء فلما عاد من مكة عاد له ذلك فلما وصل المدينة النبوية وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم استغاث به وتشفع وهم بالقيام فقام وخرج كأن لم يكن به وجع الخط مات في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ذكره القطب الحلبي ثم شيخنا باختصار وذكرته شيء به في التوسل بالمصطفى.
3614 - محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن الشيخ عبد السلام الشمس أبو عبد الله بن أبي العباس القليبيى: من بيت مشيخة وجلالة كتب عنه شيخنا أبو النعيم العقبي في سنة تسع وثمانمائة مختصرة الشيخ يوسف الصفي وجماعة ما أنشده من نظمه تجاه النبي صلى الله عليه وسلم بالحجرة الشريفة:
يا خيرة الله من كل الأنام ومن ... له على الرسل والأفلاك مقدار
روحي الفدا لأرض قد ثويت بها ... بطيب مسواك طاب الكون والدار
إني ظلوم لنفسي في أتباع هوى ... وقد تعاظمني ذنب وأوزار
في أبيات وذكرته هنا مع إخلال الشرط فيه.
3615 - محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني: الشمس أبو عبد الله الشستري "ويقال له التستري ايضا" الأصل المدني ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة بالمدينة النبوية وسمع من الأديب أبي محمد عبد الله بن عمران السكري قصيدته الشهيرة التي أولها: "دار الحبيب أحق أن تهواها" ومن أبي زكريا يحيى بن زكريا الحوراني السيرة المسماة الخلاصة للمحب الطبري خلا المجلس الثاني ولم يعين ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن حريث القرشي العبدري الشفا إلا المجلس الخامس "ولم يعين ايضا وهو خاتمة أصحابه" ومن الجمال المطري الحافظ وغيره وأجاز له الداني والديوسي وعبد الرحمن بن مخلوف وعمر العتبي وزينب ابنة شكر وجماعة: كالرضي الطبري فإنه حدث بالخلاصة المشار إليها عن ذلك سماعا "كما عين" وعن الرضي أجازه كلاهما عن المؤلف سماعا لأولهما وقراءة للآخر سمعها عليه الزين أبو بكر المراغي وقرأ عليه الشفا محمد بن محمد بن عمر البسكري المدني في آخرين بالحرمين وغيرهما من الأعيان كالجمال الكازروني والبرهان الحلبي الحافظ وشيخنا أبي(2/420)
عبد الله بن المصري وكان صالحا خيرا ترجمه شيخنا في درره وأنبائه معا ومات بعد العشاء من ليلة النصف من شعبان سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع بجانب السيد إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم رحمه الله وإيانا وقال ابن فرحون: الشمس محمد بن أحمد الششتري "الماضي أبوه" صحب مع أبيه أبا بكر الشيرازي وقاما بخدمته فاكتسبا من آدابه وتخلقا بأخلاقه وكان على خير وعفة وصلاح واشتغال بالعلم وسماع الحديث سافر وارتحل وله بالمدينة آثار حسنة ومعالم مستحسنة ومن ذلك رباط بالقرب من المسجد الشريف وهو عش الصالحين "نفع الله به" انتهى وأظنه هذا.
3616 - محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر: الشمس أبو عبد الله التونسي المالكي نزيل الحرمين ويعرف ولد في سنة تسع وسبعمائة بتونس قيل ظنا ونشأ بها وسمع من مسندها أبي الحسن بن أبي العباس البطرني خاتمة أصحاب أبي جعفر بن الزبير ومن عالمها أبي عبد الله بن عرفة وعنه أخذ الفقه والتفسير والأصلين والمنطق بل سمع عليه أكثر تآليفه في الفقه وأخذ عن أبي العباس القصار عدة كتب في النحو وعن غيره النحو ايضا وقدم القاهرة فأخذ عن القاضي ولي الدين بن خلدون الأصلين والمنطق وعلوم الحساب والهندسة في آخرين ثم حج سنة ثمانمائة وزار النبي صلى الله عليه وسلم وعاد إلى مصر ثم رجع إليها قبل رمضان سنة إحدى في أوله وحج فيها وسار إلى المدينة ثم توجه منها إلى مصر بعد الحاج بمدة سنة اثنتين ثم رجع إلى كثير من السنين ثم قدمها بأهله في سنة خمس عشرة فجاورها نحو أربعة أشهر قبل الموسم وقبل فيها ما يقبله الحجازيون من لضيق ومضى بعد الحج وترك أهله وصار يتردد من المدينة إليها تعرض له من الجوع إلى أن أدركه الأجل بمكة وكان له ثم عناية وبرع في فنون منها التفسير والأصلان والمنطق والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وأما الفقه فمعرفته دونها فيها وكان إذا رأى شيئا وعاه وقرره وإن لم تكن له به عناية لشدة ذكائه وسرعة فهمه وله تآليف على قواعد العز بن عبد السلام ذكر أنه زاد عليه فيما صلة كثيرة وزاد عليه كثيرا مما قاله وكذا له أمثلة عشرون في فنون من العلم تشهد بفضله بعث بها من المدينة ليعرف أجوبة الديار المصرية عنها فتصدى للجواب عنها الجلال بن البلقيني ورد عليه كثيرا مما قاله ووصل إليه ذلك فرد عليه ما ذكره وكذا له ايضا فتاوى كثيرة مفرقة لم يتشدد في كثير منها لمخالفته فيه المنقول ومقتضى القواعد وعليه في بعضه تناقض ظاهر مع اختلاف جوابه في الواقعة الواحدة مما يقال إنه كان يقصد به مراعاة خواطر السائلين بحيث عيب به بل عيبب أيضا بكثرة إطالة لسانه(2/421)
بالوقيعة في أعيان العلماء المتقدمين بل كان لا يثبت لشيخه ابن عرفة في أكثر الفنون تواليفه ويتعرض للتقي السبكي ومن هو أعلى كالنووي بل لكثرة عجبه بنفسه كان يرى أنه لو لقي مالكا وغيره من الأئمة لحاجهم ويقول: إنه لا بالشيء وضده ولا سأل عن ذلك لزعمه البلوغ لرتبة الاجتهاد ولم يكن لأهل عصره بكبير فضل معترفا ولا كان في البحث منصفا لحرصه على ترويج حجته وإعلاء رتبته وسارع لدعوى اتفاق مذهبه بل لدعوى الإجماع مما لا جلو في كله من النزاع ولو أعرض عن جميع هذه الأمور وعن إدخال نفسه فيما للناس من الشرور وكذا عما يعتب إليه من اتباع الهوى في الفتن لكان الثناء إليه أكثر وأجمل ولكن لعل بخدمته للعلم يكفي عنه كل ذلك وكان للنكت المستظرفة والأشعار البديعة اللطيفة وينشدها بصوت حسن ونغمة طربة كل ذلك مع المروءة ولطف العشرة وقد حوى كتبا كثيرة ونال دنيا واسعة بالنسبة إلى مثله بعد ضيق معيشة بالحرمين لمن لا يتيسر منه كبير خلاص لفقره هذا مع معرفته لحاله ولكن الحاصل له على ذلك التزامهم له بالدفع الكثير الذي لا يحصل له منه إلا اليسير ثم ينفق له في المطالبة ما لا يليق بأهل العلم من كثرة التردد لبابه وإعراض بعضهم عنه في حال طلبة والله تعالى يغفر لنا وله وقد حدث ودرس بالحرمين الشريفين في النحو والأصول والتفسير وغيرها وممن أخذ عنه بالمدينة الشمس محمد الكازروني وبمكة الجلال أبو السعادات ابن ظهيرة وعرض عليه في سنة تسع وثمانمائة الخشبي حفيد أبو اليمن المراغي وأجاز للتقي وغيره وممن عنهم وانتفع به فضلاء العصر وأفتى بهما كثيرا وكان حسن الإيراد للتدريس والكتابة على كثير من الفتاوى وعلى كثير من الكلام مات بعد علة في نحر يوم الجمعة تاسع عشر ربيع الثاني سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة وصلي عليه عند باب الكعبة ودفن ضحى بالمعلاة قريبا من قبر الشيخ أبي الحسن الشولي - رحمه الله وإيانا وممن ترجمه شيخنا في أنبائه والفاسي في تاريخه وطول وهو ممن أخذ عنه وله أجوبة عن مسائل عند صاحبنا النجم بن فهد وترجمته في معجم أبيه وغيره رحمهما الله وإيانا وقد أخبرني غير واحد كالتقي السكندري عنه عن الإمام عن أبي عبد الله بن الجماعة أبوعبد الله محمد بن عبد السلام الهواري وقرأت بعلو على بن أبي إسحاق البيضاوي الفقيه أنا أبو عبد الله بن جابر ما لا أنا أبو محمد بن هارون.
3617 - محمد بن أحمد بن علي بن جابر: الشمس أبو عبد الله الهواري نسبا الأندلسي مولدا ومنشأ المالكي الشهير ولد "كما سيأتي" في سنة ثمان وسبعمائة بالمرية قال ابن فرحون: صاحبنا وأخونا في الله الشيخ الإمام العلامة وحيد دهره(2/422)
وفريد عصره لسان الأدب حجة العرب مجمع أسباب الفضائل صاحب القصيدة الغراء الطويلة المستهلة على علم البديع التي أولها بطيبة,
بطيبة أنزل ويمم سيد الأمم ... وانشر له المدح وانثر أطيب الكلم
وقد قرأها علينا رفيقه وأخوه في الله الشيخ الإمام العالم العامل رحلة زمانه ونادرة إخوانه أبو جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الغرناطي بحضرته في الروضة النبوية سنة ست وستين وسبعمائة وكانا قد سألاني أن يسمعا علي صحيح البخاري فأجبتهما لذلك اعتناء لمجالستهما واقتباسا من فوائدهما فكان أبو جعفر هو القارىء وإذا فرغ من المجلس أنشد بيتا من ديوان رفيقه وهو ديوان عظيم في مجلدين لتيسير الله تعالى النظم عليه بحيث ذكر عنه أنه قال: أقدر أنظم في اليوم الواحد بلا كلفة ثلاثمائة بيت بل كانت تقترح عليه وهو على السماط الأشياء فيملي فيها على الكاتب الأبيات المتعددة بل تكلف كل هذا مع البلاغة والفصاحة ودقة المعنى وغالب تصانيفه منظومة وكذا لرفيقه أبي جعفر نظم حسن بديع وقد سبق لهما مجاورة بالمدينة ايضا سنة ست وخمسين وانتفع الطلبة بهما في هاتين المجاورتين وقرىء عليهما كتب متعددة في العربية والأصلين واللغة والعروض والبديع وغيرهما وسمع عليهما الحديث وفي المجاورة الأولى شرح صاحب الترجمة ألفية ابن مالك شرحه المفيد الذي عم به النفع واشتهر اشتهارا عظيما ولهما معا تصانيف كثيرة وأوضاع مفيدة ولو رمنا ذكرها ووصف محاسنها لخرجنا عن المقصود وكذا قرىء علي بحضرتهما تآليفي العدة في إعراب العمدة قراءة بحث وتفهم وحصل بذلك خير كثير فإني وضعته على مثال لم أسبق إليه وجبرته على منوال لم ينسخ عليه فصوبا والحمد لله ما وضعت وشكرا إلي ما صنعت جزاهما الله خيرا وكان القارىء التاج عبد الواحد بن عمر بن عباد "الماضي" وأخوه هذين الشيخين واتحادهما واتفاقهما في الأخلاق والأقوال والأفعال لم أر مثلها ولم أسمع بذلك ولا يملك أحدهما دون أخيه شيئا ولا يتخصص عنه بشيء من أمور الدنيا قل أو جل ولا يلبث أحدهما غير ملبس الآخر لكل واحد منهما مثل ما لصاحبه إن فصلا ثيابا لمن نوع واحد ولون واحد وكذا في العمائم والفوط والدلوف وثياب التجمل وثياب المهنة ولباس الشتاء والصيف وكذا الفرش والأوطية والأنطاع والوسائد والنعال وغيرهما وإذا لبسا لبسا لونا واحدا بياضا كان أو غيره لا يمكن أن يغير أحدهما لباسا دون الآخر ويأكلان جميعا ويرقدان جميعا في بيت واحد وأعرضا معا عن التزوج والتسري رغبة في دوام الصحبة وخوفا من أسباب الفرقة وكان معهما مملوك لهما يخدمهما وكان صاحب الترجمة ضريرا بسبب جدري عرض له في صغره بعد دخوله المكتب في أواخر السنة(2/423)
الخامسة من عمره فكان يعتمد على رفيقه في خروجهما إلى المسجد ورجوعهما وفي بلادهما كانا كذلك لا يفترقان أصلا ولا يعتمد على مملوكه إلا في النادرة إذا حصل لرفيقه عذر عظيم وإذا دخل الإنسان بينهما لم يفرق بين مجلسيهما إلا بالكتب لقربهما من أبي جعفر لتساوي القراءتين وجميع ما ينطق بهما من الأغطية والأوطية ومن أعجب الأشياء أنهما يمرضان جميعا ويصحان جميعا كما شاهدته منهما في المجاورة الثانية مرض أبو جعفر في يوم وأبو عبد الله في اليوم الثاني وتمادى بينهما المرض مدة طويلة وكان المرض واحدا وكذا كان مولدهما في سنة واحدة وهي ثمان وسبعمائة فصاحب الترجمة بالمرية والآخر بغرناطة ثم اجتمعا في شبوبتهما في مجالس العلم فألف أحدهما الآخر فاصطحبا ولم يفترقا "لا فرق الله بينهما بسوء" ثم ارتحلا من بلاد الأندلس ودخلا غالب بلاد المغرب ورويا الحديث وأخذا العلم عن الشيوخ ولهما تأليف فيمن أجتمعا به في رحلتهما ثم قدما الشرق بعلم كثير وكانا في سنة إحدى وأربعين مقيمين بدمشق في دار الحديث واجتمع بهما أخي علي في تلك السنة بها ثم ارتحلا إلى حلب وأوطناها إلى الآن ورتب لهما السلطان في البيرة "من أعمالهما" ما يكفيهما واشتهر ذكرهما وفضلهما وخدمهما رؤساء البلاد وسرات الناس ومدحهما الأدباء وكتاب الإنشاء ويخرج بهما الطلبة وهما اليوم في تلك البلاد ملاذا للقربى وملجأ للمظلومين شفاعتهما مقبولة وكلمتهما عالية وقال ابن صالح: كانا أخوين متصاحبين في السكن والمأكل متلازمين من أهل العلم والفضل هاجرا سنة أربعين ثم حجا وسكنا الشام بالبيرة وصار لهما فيها رزقا ووطنا وجاورا بالمدينة ورجعا إلى مسكنهما بالشام ثم حجا في سنة خمس وستين فجاورا ايضا انتهى وقد ترجمه شيخنا.
3618 - محمد بن أحمد بن علي بن عمر الأسنوي: ابن عم الجمال عبد الرحيم بن الحسن بن علي اشتغل قديما ببلده أسنا وبغيرها وأقام بأسنا مدة ثم بمكة والمدينة وكان بارعا عالما عاملا ممن يعظمه العفيف اليافعي جدا وقد شرح مختصر مسلم والألفية واختصر الشفا ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وسبعمائة ذكره شيخنا في الدرر وكذا الولي بن العراقي في وفياته مقتصرا على اسمه واسم أبيه ولقيه نجم الدين وقال: ذكر لي القاضي التقي عبد اللطيف بن أحمد بن عمر الأسنوي: أنه كان أحد العلماء والعابدين وأنه اختصر الشفا وشرح مختصر مسلم وألفية ابن مالك وأنه اشتغل قديما ثم أقام ببلدة أسنا ثم صار يجاور سنة بمكة وسنة بالمدينة حتى مات بمكة بعد الحج سنة ثلاث وستين وابن العفيف اليافعي قال له أنه قطب الوقت في العلم والعمل.(2/424)
3619 - محمد بن أحمد بن علي بن غدير: الشمس أبو عبد الله الواسطي المقرىء ولد في حدود سنة سبع وستمائة وبعدها بواسط وحج وجاور بالمدينة سنة في صحبة الفراء الفاروثي فتلى عليه للعشر وقدم معه دمشق فقرأ بها القراءات على الفاضلي فلم يكملها وأكملها على الشمس الدمياطي والإسكندراني والحاضري وغيره وسمع من أبي حفص القواس وابن الواسطي وجماعة وحدث بالقاهرة وكان إماما في القراءات مشهورا بها في مصر والشام تصدر بجامع الحاكم وانتفع به الطلبة مع فضيلة في النحو ووصفه الذهبي: برفيقنا وقال: إنه عني بهذا الشأن "يعني القراءات" حتى تقدم فيه وكان فصيح القراءة جيد المعرفة من كبار المقربين مراح فيه ثم طعن فيه وأنه لا يعتمد على قوله في دعواه: إنه قرأ على الشريف الراعي قال: وبالجهد أن يكون ولد عام موته فإني أعرفه من سنة تسعين وما يقل وجهه والراعي مات سنة ثمان وستين وقال في معجمه: إنه عني بالأدار كان ينقل أشواذ تحول إلى مصر وتصدر بها للأقراء على لعب فيه وصراح شيخنا فيما نقله عن الذهبي وبلغني عنه سوء سيرة وحكى شيخنا في الدرر عنه: أنه حضر عنده طالبا ليقرأ فقرب منه فزجره وقال: أتقعد مني مقعدا القابلة هل لا جلست مؤخر الكلب وقال أبو رافع: إنه أخبرني: أنه دخل بغداد والتكريتي ومات في المحرم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بالمارستان المنصوري من القاهرة ودفن بمقبرة باب النصر وممن قرأ عليه ابن الحشام المصري "شيخ القراء" ومحمد بن أحمد بن علي اللبان وترجمه ابن الجوزي: بأنه إمام مقرىء محقق ناقل بارع مجود وعير مكة لمجاورته مع الفاروثي وسنة تسع وأربعين لوفاته وحرر أحمد في نسبه والله أعلم بهذا كله.
3620 - محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون بن راشد: القطب أبو بكر بن أبي العباس القيسي القسطلاني المصري المولد المكي الشافعي ولد في ذي الحجة سنة أربع عشر وستمائة بمصر وحمل في موسم سنة تسع عشرة إلى مكة فنشأ بها وسمع بها من أبي الحسن بن البنا جامع الترمذي وأبي طالب عبد المحسن بن أبي العميد الحقيقي "إمام المقام بها" "أربعين" النواوي والشهاب السهروردي عوارف المعارف له وليس شبه الخرقة ثم طلب بنفسه فقرأ وسمع من جماعة وأجاز لها الحافظ أبو الفتح بن الحصري "إمام الحنابلة بها" وارتحل فسمع بدمشق من إسماعيل بن أحمد العراقي وأحمد بن المفرح بن مسلمة وغيرها وببغداد في سنة خمسين من إبراهيم بن أبي بكر الزعبي وأبي السعادات عبد الله بن عمر الشدينحي وفضل الله بن عبد الرزاق الجيلي وموهوب بن أحمد(2/425)
الجواليقي ويحيى بن قميرة وغيرهم وبالكوفة ومنبج وحران وحمص والمعرة ودنيسر والقدس ومصر والمدينة واليمن وعني بهذا الشأن فكان فيه من ذوي الحفظ والإتقان وقرأ على ما ذكر الفقه والتفسير والخلاف وأنواع العلوم على النجم يسير بن حامد التبريزي "شيخ الحرم" وسمع عليه تفسيره ودرس بمدرسة دار زبيدة بالحرم بحضرة والده وأفتى في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة فما بعدها كثيرا وعين لقضاء مكة في سنة خمس وستين فتوفق وحدث بكثير من مسموعاته وبعض تواليفه وألف شيئا يتعلق بتاريخ اليمن وكأنه المسمى فواصل الزمن في فضائل اليمن ومختصرا في علم الحديث سماه المنهج المهيج عند الاستماع والمبهمات وارتفاع الرتبة في اللباس والصحبة ومجلسا في فضل رمضان وآخر في فضل ذي القعدة ومنسكا وعقيدة سماها لسان البيان عن اعتقاد الجنان واختصرها وحمل الإيجاز في الإعجاز بنار الحجاز ومنهاج النبراس في فضائل بني العباس ورسالة الحمالة وجلالة الدلالة على إقامة العدالة "جزء" وتأنيس النضارة على إقامة الوزارة والنصح من موارد التآلف في الاقتداء بالمواقف والمخالف والكلام على مسألة تفضيل الأشياء للعز بن عبد السلام والورد الزائد في بر الوالد وكأنه غير ود الزائد في ورد الوالد وغير ذلك وحدث قديما في سنة تسع وأربعين إلى أن مات فسمع منه الأكابر كالمعين الدمشقي والزين النابلسي ورفيقه الدمياطي والقطب الحلبي وذكره في تاريخ مصر وقال: كان إماما عالما محدثا حافظا مفتيا ثقة حجة حسن الأخلاق سخيا عفيفا مكرما عليه حسن الاستماع لما يقرأ عليه كثير السعي في الحوائج وأكثر من الثناء وابن سيد الناس وقال في أجوبته وأما السؤال عن أحفظ من لقيت في التقديم وأولاهم بالتعظيم الشيخ الإمام قدوة الناسكين عمدة السالكين قطب الدين بقية العاملين في آخرين سمعوا منه من الأعيان وأثنوا عليه كثيرا جدا وهو جدير بذلك فقد نقل التقي الفاسي عن جد أبيه الشريف أبي عبد الله الفاسي "أحد تلامذة القطب" أن القطب حكى له: أنه كان يقرأ على أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي بالمدينة النبوية وساق ما ساق في القرطبي وأنه وعاهدت الله أن لا أرد سائلا وفضائله كثيرة وترجمته محتملة للبسط ومما قيل في مدحه:
استوحشت مكة من قطبها ... واستأنست مصر به والديار
شيخ شيوخ الحرم المقتدى ... برأيه عند الأمور الكبار
فيا له قطب مدار العلا ... عليه والقطب عليه المدار
مات في المحرم سنة ست وثمانين وستمائة بمنزله من دار الحديث الكاملية,(2/426)
وكان طلب من مكة بعد موت أخيه التاج لمشيختها فوليها حتى مات ودفن بالقرافة وشهد جنازته خلق وضجوا عليه بالبكاء وله نظم كثير فمنه:
إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ... ومن عجب جاءت بذا الشوك بالورد
وقد عبس الفرع الذي طاب أصله ... ليظهر صنع الله في العكس والطرد
وقوله:
علم الحديث مفيد كل مكرمة ... فادأب فديتك يا ذا الجد والأدب
وأعكف على الدرس ليلا إن أردت على ... فالعلم يعلي دني الأصل في الرتب
وقوله:
حقيقي على المشتاق تعفير خده ... بباب الذي يهواه في السر والجهر
وإيثارها يختار في السخط والرضى ... وإيثار ما يرضيه في النفع والضر
وقوله:
إذا كان أنثى في الترامي لخلوة ... وقلبي عن كل البرية خالي
فما ضرني من كان لي الدهر قاليا ... ولا سرني من كان من موالي
وقوله:
ستأتي من الرب الرحيم لطائف ... توسع ما قد ضاق في السر والجهر
فكن واثقا بالله وارض نواله ... تنل ما تشاء من مالك الخلق والأمر
وقوله:
كن قانعا برغيف ... عروبة الناس طرا
واطرح همومك وافرح ... واشرح لفقرك صدرا
أتياني بذلك كله وسائر ماله من نظم وتأليف في ضمن إجازته أبو عبد الله التدمري عن الصدر الميدومي عنه وهو خاتم أصحابه بالسماع وأما آخرهم بالإجازة فالشهاب أحمد بن علي بن يوسف الحنفي إمام الحنفية بمكة وأثبته في هذا الديوان لكونه أقام بالمدينة عند شيخه القرطبي سنة "بل أجوز أكثر" رحمه الله ونفعنا به.
3621 - محمد بن أحمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن محمود بن ميمون بن(2/427)
إبراهيم بن علي بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: التقي أبو الطيب بن الشهاب أبي العباس بن النور أبي الحسن الحسني الفاسي المكي سبط الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي قاضيها وخطيبها وعالمها "الماضي" ولد في ليلة الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة وانتقل منها في سنة تسع وسبعين أو التي تليها مع أمه وأخيه عبد اللطيف إلى المدينة النبوية فأقاموا بها إلى شوال سنة ثمان وثمانين وسمع بها في سنة ثلاث وثمانين من أم الحسن فاطمة ابنة الشهاب أحمد بن قاسم الحراري الثقفيات وحفظ بها القرآن وأربعين النواوي والرسالة وعرضها في سنة ثمان وثمانين ثم انتقل هو وأمه منها في شوالها إلى مكة فحفظ بها العمدة "وعرضها في سنة تسع وثمانين وفيها صلى التراويح على العادة بمقام الحنابلة" ومختصر ابن الحاجب الفرعي "وعرضه في سنة اثنتين وتسعين" وألفية ابن مالك "وعرضها في التي بعدها" وجانبا من مختصر ابن الحاجب الأصلي وأقبل على السماع فسمع من ابن صديق والقاضي على النويري والشهاب بن الناصح المصري ثم زار المدينة في سنة ست وتسعين فسمع بها من القاضي البرهان بن فرحون تاريخها للمطري ومن عبد القادر الحجار عدة أجزاء ومن غيرهما ورحل إلى القاهرة مرارا أولها في موسم سنة سبع وتسعين فأكثر بها سماعا وقرأه على التنوخي وابن الشيخة ومريم ابنة الأزرعي والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيمي والحلق والسويداوي وخلق وسافر منها إلى دمشق في التي تليها فقرأ بها وبصالحيتها وغيرها من غوطتها الكثير من الكتب والأجزاء على جماعة كثيرين كأبي هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وخديجة ابنة إبراهيم بن سلطان وزار بيت المقدس وسمع به من أبي الخير بن وغيره وسمع بغزة من أحمد بن محمد بن عثمان الخليلي وبالرملة ونابلس وغيرهما وعاد إلى القاهرة في سنة اثنتين وثمانمائة فسمع بها من جماعة ودخل فيها اسكندرية ولم يسمع بها بل دخل فيها الشام ايضا ورافقه شيخنا في هذه الحظرة وسمع شيخنا منه في بعض البلاد ودخل بلاد اليمن غير مرة أولها في سنة ست وثمانمائة فسمع بها من أصيل الدين عبد الرحمن بن حيدرة الدهقلي وغيره وأجاز له أبو بكر بن المحب والتاج أحمد بن محمد بن عبد الله بن محبوب والزين عبد الرحمن بن الأستاذ الحلبي والبرهان القيراطي وبلغ شيوخه سماعا وإجازة نحو خمسمائة شرع في جمعهم في معجم الجمال بن موسى الحافظ المراكشي فمات قبل إكماله وأكثر من السماع والشيوخ وتفقه بابن عم أبيه الشريف عبد الرحمن الفاسي وأبي عبد الله الوانوعي وخلف النحريري وبهرام وأذنوا له في الإفتاء والتدريس وأخذ أصول الفقه على الوانوعي وخلف وفتح الدين صدقة الترمندي المقرىء والأنباسي والشمس القليوبي(2/428)
"وعنه وعن غيره أخذ النحو والحديث عن الجمال بن ظهيرة والزين العراقي والشهاب بن حجي" وأذنوا له في التدريس والإعادة ولازم الجمال كثيرا وينصر به في الحديث ومتعلقاته وكذا أخذ عن رفيقه شيخنا وانتفع به كثيرا وولي قضاء مكة في شوال سنة سبع وثمانمائة من قبل الناصر فرج فكان أول مالكي ولي بمكة استقلالا ورتب له على ذلك معلوما وقرىء بتوفيقه بالمسجد الحرام في أوائل ذي الحجة منها بحضرة أمير الحاج كزل العجمي وغيره من أعيان الحجاج والمكيين ثم في سنة أربع عشرة درس المالكية بالمدرسة النيحالة بمكة ثم صرف عنها ثم عن القضاء غير مرة أخرها بالكمال أبي البركات محمد بن محمد بن الزين القسطلاني المكي في أواخر سنة ثمان وعشرين لما ذكر عنه من العمى فإنه كان في الأصل أعشى ثم ضعف نظره جدا فقدم القاهرة في أوائل التي تليها فأفتاه فضلاء مذهبه بمقتضى مذهبهم في كون العمى لا يقدح إذا طرأ على القاضي المتأهل بل أفتى آخرون منهم بأنه لا يمنع باتداء فضلا عن طروه واستتابه قاضيها البساطي وحكم بالصالحية منها ثم أنهى أمره إلى السلطان ووصف بما يستحقه فأعيد ورجع إلى مكة فلم يلبث أن سعى عليه المذكور حتى عزل ثانيا في أوائل سنة ثلاثين فامتنع محبوه من السعي له بل استمر معزولا حتى مات وكان رحمه الله قد اعتنى بأخبار مكة فأحيا معالمها وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وترجم أعيانها وكتب لها تاريخا على نمط تاريخ الأزرقي مقتصرا شبه فيه على المقاصد المهمة مع ضم زوائد نفيسة مما عدد بعده وسماه تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام ورتبه على أربعة وعشرين بابا وأهدى منه نسخا إلى ديار مصر والغرب واليمن والهند ثم إنه استطال الباب الأخير فقسمه أبوابا بلغت أربعين وزاد فيه أشياء كثيرة مفيدة تكون نحو مقداره اولا بحيث لم يخل باب من أبوابه من زيادة مفيدة وأصلح في كثير منه مواضع كثيرة ظهر له أن غيرها أصوب منها وقدم وآخر فجاء كتابا حافلا في مجلد سماه شفاء الغرام بأخبار البلد ثم اختصره مرة بعد أخرى إلى ستة بل عمل العقد الثمين في تاريخ البلد الآمين مشتملا على تراجم مع غيرها ثم اختصر مرة بعد أخرى إلى غيرهما من التآليف كالذيول على سير النبلاء والإشارة على تراجم مع غيرها ثم اختصره مرة أخرى إلى غيرهما من التآليف كالذيول على والأعلام بلا للذهبي والتقييد لابن نقطة وكالمقنع من أخبار الملوك والخلفاء وولاة مكة الشرفاء في كبير وصغير وكالأخرويات مسودة وجزء من الأذكار والدعوات ومسك على مذهب الإمام الشافعي ومالك واختصر حياة الحيوان وخرج لجماعة من شيوخه بل عمل المتباينات الأربعين والفهرست كلاهما لنفسه وحصل الانتفاع بما حصله النجم بن فهد منها وضيق في اشتراطه في وفقها أن تعاد لمكي وقد حدث بالحرمين والقاهرة ودمشق وبلاد اليمن وكان إماما علامة فقيها حافظا مفوها(2/429)
فصيحا له يد طولى في الحديث والتاريخ والفقه لم يمتنع بعد العمى من الاشتغال بالتصنيف مما يدل بوفور باعه في الجملة وإن افتقر ذلك لتحقيق وتهذيب وقد حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا وأصحابنا وهو كما قدمت ممن أخذ عن شيخنا وتلمذ له وأكثر من الاستمداد منه والرواية وانتقل عنه في تصانيفه وغيرها وسمع منه شيخنا ايضا في الرحلة مات في شوال سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلاة بقبر الشيخ علي بن أبي بكر الشولي وكان الجمع في جنازته وافرا وكثر الأسف عليه ولم يخلف بعده بالحجاز في مجموعه مثله وترجمته محتملة للبسط وقد بلغ بها في تاريخه بمكة كراسة رحمه الله وإيانا
3622 ـ محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن موسى المحلي الأصل المدني حفيد النور سبط الزبير الماضي أبوه وجده ممن سمع على جده.
3623 - محمد بن أحمد بن علي اليحصبي: السلاوي الأصل المدني المولد رأيت بخطه منسك ابن فرحون كتبه في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة ووقفه بالمدينة سنة سبع وأربعين وقد مضى أبوه.
3624 - محمد بن أحمد بن عمر المؤذن: سمع في سنة سبع عشرة وثمانمائة على الجمال الكازروني في البخاري.
3625 - محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن أبي غالب: أبو أحمد بن القطيعي ويعرف بالمشدي ولد سنة ستين وخمسمائة سافر البصرة وروى عن أبي شاكر السقلاطوني وسمع منه الطلبة وحج في سنة سبع وعشرين وستمائة وسقط بين الحرمين عن الجمل فاندقت فخذه فأقام بالمدينة حتى مات في أوائل التي تليها ذكره ابن النجار ثم الذهبي.
3626 - محمد بن أحمد بن قاسم المدني: أخو عبد العزيز والد أبي الفرج.
3627 - محمد بن أحمد بن محمد بن براهيم بن جلال: الشمس الخجندي الأصل المدني الحنفي الماضي أبوه وجده وجد أبيه ولد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاثين وسبعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها في كنف أبويه ومات أبوه وهو في السابعة فكفلته أمه وهي ابنة أخت فتح الدين بن صالح وحفظ القرآن والأربعين الكنز وغلب ألفية النحو وبحث الكنز سماعا وقراءة عند ابن عمه الشمس بن جلال وعنه أخذ في الهداية والفرائض والحساب وقرأ عليه منسكه وعلى عمه البرهان جميع الكنز وكذا على المجد الزرندي غير مرة وعلى خير الدين المالكي النحو وغيره وعلى(2/430)
الشمس البلبيسي النحو والنزهة لابن الهائم وكذا قوافي النحو على أبي الفضل بن الإمام القاضي الحنفية النور الرزندي وعيان والركن الأبجي والشمس السكري وأبي الطيب النقاوسي وقرأ على السيد السمهودي مجالس من مؤلفه المختصر في معالم المدينة وسافر لمصر سنة تسع وتسعين فقرأ على الديمي في البخاري ولازمه في غير ذلك" وعلى النور المحلي في ابن عقيل وعلى عبد البر بن الشحنة في الكنز وسمع عليه غير ذلك وعلى الجمال الصباني شرح قاضي الشافعية زكريا بل حضر عند القاضي نفسه وعلى خالد النحوي في النحو وغيره وحضر وسمع على التقي بن الأوجاقي في البخاري ببيت حاجب الحجاب تنبك قرأ وبقراءته ثم لقيه بالمدينة في ذي الحجة سنة إحدى وتسعمائة فسمع من لفظه المسلسل وحضر بالقاهرة عند ابن الدهانة في آخرين ولازمني في مجاورتين ومما حمله على شرع التقريب وهو حسن الفهم واستقر في إمامة الحنفية بعد عمه البرهان وكان ينوب عنه في حياته ورأيت معه استدعاء إجازة فيه جماعة منهم الخطيب بن أبي عمر وأمه الخالق العقيبية قيل وعبد الغني بن البساطي وآخرين ممن أصغر منهم.
3628 - محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الجلال الخجندي: الذي قوله من أبيه وشقيق علي الناصر ملحقا في الهامش ولأخي إبراهيم بن محمد ذكره المؤلف في ضوئه وقال: ولد في سنة أربع وسبعين وثمانمائة بمكة المدني الأصل المكي الحنفي في الكثير وسمع مني بمكة في المجاورة الثالثة بل قرأ علي في التي تليها قطعة من سنن أبي داود ولازمني في أشياء وفي غضون المرتين دخل القاهرة واختصر بالزيني عبد الغني بن الجيعان وبعض من يلوذ به ثم سافر أبي وأبوك فأحسن الله صاحبها ودخل عدن ودام بها مدة وهو الآن سنة تسع وتسعين غائب في الهند.
3629 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن: الشهيد الناطق بن القاسم بن عبد الله قاضي مكة وخطيبهما العز أبو المفاخر ابن قاضي الحرمين وخطيبها الغيث أبي البركات ابن قاضي مكة وخطيبها الكمال أبي الفضل القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي ولد في سحر ليلة الاثنين حادي عشر رمضان سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية وأمه قنديل الحبشية فتاة أبيه ونشأ بها في كنف أبيه وهو حينئذ قاضيها وسمع بها الحديث فيما أظن من أم الحسن ابنة أحمد بن قاسم الحراري ثم انتقل معه إلى مكة فضاءها وسمع البخاري على ابن صديق وأجاز له في سنة ست وسبعين من دمشق ابن أميلة والصالح بن أبي عمر والبدر بن الهبل وغيرهم وحفظ الشبيبة وأكثر الحاوي وكان يذاكر به وتفقه مدة طويلة بالجمال بن ظهيرة وقليلا بالأنباسي قرأ عليه في سنة(2/431)
إحدى وثمانمائة في الحاوي وأجازه بالإفتاء والتدريس وناب عن والده في الخطابة والقضاء والتدريس بدرس عسير ثم انتقل بها مع باقي وظائف أبيه بعده إلى أن صرف عند سفر الحاج من القاهرة سنة ثلاث وثمانمائة ولم يلبث أن أعيد ودام إلى أوائل ذي الحجة سنة ست فصرف بالجمال بن ظهيرة وتوجه صحبة الركب إلى المدينة النبوية ثم أعيد في موسم سنة سبع ثم عزل في ربيع الثاني سنة ثمان بالمذكور أعيد في شعبان سنة عشر واستمر إلى آخر رجب سنة اثنتي عشرة ثم عزل بالمذكور أعيد في ربيع الآخرة سنة ثلاث عشرة ولم يلبث أن صرف في ذي الحجة منها ست عشرة ثم صرف عن الخطابة في موسمها ثم صرف عن النظر والحسبة وأعيد الثلاثة وصرف وكذا درس بالأفضلية بمكة وكان صارما في الأحكام وله بها معرفة لا يكاد يستكثر شيئا كثير الاحتمال للأذى كبير المروءة جيد الحفظ للقرآن سريع التلاوة مديما لها غالبا ليلا ونهارا حتى في مرض موته روى لنا عنه التقي بن فهد وغيره ومات بمكة "بعد أن أصيب بالفالج وبأمور ترجى له كثرة الثواب بسببها" في ربيع الأول سنة عشرين وثمانمائة ودفن بالمعلاة على جده القاضي أبي الفضل وطول الفاسي ترجمته رحمه الله.
3630 - محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم: الزين أبو الخير بن القاضي الزين أبي الطاهر بن قاضي القضاة الجمال أبي المفاخر بن الحافظ المحب أبي جعفر الطبري الأصل المكي الشافعي ولد في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بالمدينة النبوية وسمع بها تاريخها للجمال المطري من ولده العفيف وكذا سمع بمكة ابن السراج الدمنهوري والفخر عثمان النويري الموطأ "رواية يحيى بن بكير" في سنة أربع وأربعين ومن التاج بن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الهمداني والعز بن جماعة جانبا كبيرا من جامع الترمذي ومن ابن جماعة والفخر النويري غالب النسائي ومن ابن جماعة فقط الكبير من الكتب والأجزاء ومن الشيخ خليل المالكي غالب الموطأ رواية يحيى بن يحيى ومن الصلاح العلائي في سنة خمس وخمسين الأول من مسلسلته وغيره من تأليفه ومن الكمال بن حبيب قطعة من ابن جماعة ومن محمد بن سالم الحضرمي وموسى بن علي الدهراني ومحمد بن محمد بن أبي الكرم والأنصاري وغيرهم من شيوخ مكة والقادمين إليها وأجاز له الشهاب بن كسنعدي والبدر الفارقي ومحمد بن غالي وأبو نعيم الأسعردي والشهاب أحمد بن علي المشتولي والأئمة المزي والتقي والسبكي والذهبي وأبو حيان ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدايم وأحمد بن علي الجزري وآخرون وتلى بالسبع على المقري ناصر الدين العقبي وأبي(2/432)
عبد الله محمد بن سليمان الحكري وأذنا له في الإقراء بذلك وحفظ كتبا في فنون وحضر مجالس العلم عند صهره القاضي أبي فضل النويري ولازمه وكان يقرأ عليه صحيح البخاري في غالب السنين وعظمت مكانته عنده حتى جعله أمينا على أموال الأيتام ونائبا له في عقود الأنكحة وفي سدير الجراحات بل ولي بعد ذلك عن ابن أخيه القاضي المحب بن القاضي أبي الفضل النويري وحكم في بعض القضايا نيابة عن ولده العز وأعاد ببعض المدارس الرسولية بمكة وكانت له نباهة في العلم ومروءة طائلة وورث أناسا من أقاربه من أولاد القاضي شهاب الدين الطبري ومواليه وأنفد ذلك كله حتى احتاج بآخره وأملق وناله من ذلك هو وعياله مشقة زائدة ومع ذلك فلم يترك المروءة ويحكى عنه أنه لما مات أبوه وكان ابن سنتين وثمانية أشهر وأربعة أيام حضر عند إليه من الرجال فقيل له: ما أسمك فقال: زين الدين فلقب بذلك واستحسن ذلك منه وحدث في آخر عمره بجملة من الكتب والأجزء سمع منه الائمة وروى لنا عنه ابن فهد وغيره وبالحضور ولده النجم عمر ومات بمكة في رمضان سنة خمس عشرة وثمانمائة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
3631 - محمد بن أحمد بن محمد بن خروف بن كامل بن الوليد: أبو بكر المدني ثم المصري سمع محمد بن علي الصائغ وموسى بن هارون الجمال والحسن بن علي بن موسى وأحمد بن علي بن سهل المروزي والنسائي وأحمد وحماد وعيرهم بمكة والرملة ومصر روى عنه أبو عبد الله بن نظيف وأبو محمد بن النحاس وجماعة وله جزء قال أبو نصر الوائلي شيخ صدوق مسند مات في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة في ذي القعدة أو الذي بعده وساق ابن الطحان نسبته فقال: محمد بن أحمد بن محمد بن الوليد بن خروف وقيل إنه محمد بن أحمد بن محمد بن كامل بن خروف واقتصر الذهبي على ما قدمته.
3632 - محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد: الجمال والمحب والشمس أبو عبد الله وأبو البركات بن الصفي أبي العباس بن الشمس أبي الأيادي بن الجمال أبي الثناء الكازروني الأصل المدني الشافعي ويعرف بالجمال أبي عبد الله الكازروني هكذا رأيت نسبه بخطأ فيه ورأيته بخطه هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن روزبة ولد في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة بالمدينة ومات أبوه وهو صغير فكفله عمه العز عبد السلام ونشأ بها فحفظ الحاوي وغيره وسمع بها من جماعة من أهلها والقادمين إليها فسمع من العز بن جماعة غالب السنن الصغرى للنسائي ومن الجمال الأميوطي جامع الترمذي ومن الجمال الخجندي الحنفي وابن صديق صحيح البخاري وقرأ على(2/433)
أولهما "كما سيأتي" رسالة له ومن ابي عبد الله محمد بن أحمد الشستري الشفا ومن سعد الله الأسفرايني سنن أبي داود وابن ماجة وكان سماعه لأولهما في سنة تسع وسبعين ولثانيهما في سنة ثلاث وثمانين بسماعه له على الزيقاوي ومن أبي الحسن علي بن العز يوسف بن الحسن الزرندي القاضي المجلس الأخير منه في سنة إحدى وسبعين بسنده الذي أثبته في ترجمة المسمع بل سمعه عليه بتمامه ومن الزين العراقي السنن الصغري للنسائي ومن أمين الدين بن السماع جامع الأصول لابن الأثير ومن القاضي البدر إبراهيم بن الخشاب البخاري ومسلم والأول من عوالي بن عيينة والأربعين التساعيات التي أخرجها له السراج بن الكويك والشاطبة والسقراطسية والبردة رفيقا لابن عمه وعبد العزيز بن عبد السلام بل قرأ بنفسه على ابن الخشاب العمدة قال صاحب الترجمة: مما هو غلط بروايته لها عن والده عن المصنف ومن أبي عبد الله بن عرفة وأبي العباس بن محمد المدني المؤذن مفترقين الموطأ "رواية يحيى بن يحيى" ومن الزين أبي بكر المراعي الكثير ومن ذلك سداسيات الرازي وأربعي الأجزي ومن البدر عبد الله بن محمد بن فرحون ختم البخاري في سنة اثنتين وستين ومن العفيف اليافعي والمطري ويحيى بن موسى القسطيني ويوسف بن إبراهيم بن البنا في آخرين وقرأ موفق الدين محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن يوسف الزرندي المدني الشافعي في سنة موته سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة عوارف المعارف بقرءاته على جده أبي عبد الله عن المؤلف وأجاز له في سنة اثنتين وستين فما بعدها لشهاب الأزرعي والعماد بن كثير والشمس الكرماني وابن قواليح والكمال بن حبيب وأخوه البدر حس ومحمد بن الحسين الحارثي وابن قاضي شهبة وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وأحمد بن سالم المؤذن والعفيف النشاوري والبرهان القيراطي وجماعة وأجاز له بعد ذلك في سنة ست وثلاثين الشرف إسماعيل بن المقري ولجميع فقهاء المدينة رواية تصانيفه إرشاد القارىء في مسالك الحاري وشرحه والروض والرقائق وعنوان الشرف والبديعية له وشرحها وماله من منظوم ومنثور وتصنيف ومروي وارتحل إلى الديار المصرية والشامية وغيرها وأخذ عن البهاء أبي البقاء السبكي الفقه والعربية وغيرهما ولازمه وكذا لازم السراج البلقيني والبرهان الأنباسي وكان تفقه به ايضا بالمدينة النبوية وأخذ فنون الحديث عن العراقي في ألفيته وشرحها وقرأ على جلال الخجندي الحنفي رسالة له في بيان فضله كثرة الصلاة على صاحب أكرم الخلق المتضمنة لبيان بعض ماهو من أفضل الأعمال وأقرب الطرق وهي في ورقتين وأجازه بها ووصفه: بالولد الرشيد صاحب الهدى السديد الشاب الفاضل شمس الدين أصلح الله شأنه وصانه عما شأنه وأذن له البهاء والبلقيني وغيرهما في الإفتاء والتدريس وكان الزين المراغي يقول: إنه قائم عنا في المدينة بفرض كفاية لإقباله(2/434)
على الإقراء وشغل الطلبة ووصفه النجم السكاكيني في إجازة ولده: شيخ الإسلام ومفتي الأنام الجامع بين المشروع والمعقول البارع في الفروع والصول ذو الهمة العلية مدرس الروضة النبوية انتهى وقد درس وحدث وأفتى وانتفع به الفضلاء وكثر الآخذون عنه من أهل بلده والقادمين إليها ولا تخل المدينة إلى الآن ممن سمع عليه وأما من أجاز لهم فكثيرون جدا واختصر المعنى للبارزي وشرح مختصر التنبيه للفقيه أبي غرارة البجلي وصار فقيه المدينة وعالمها وولي قضاءها في ربيع الثاني سنة اثنتي عشرة وبعث إليه بالتوقيع بذلك فوصل في رجبها وذلك بعد موت القاضي أبي حامد المطري وأفردت الخطابة بها للزين عبد الرحمن بن محمد بن صالح ثم صرف عن القضاء به أيضا في ذي القعدة منها ثم أعيد في سنة أربع عشرة ولم يباشر حينئذ لأنه كان بالقاهرة فناب عنه ابن عمه الشرف تقي بن عبد السلام ثم صرف في أحد الجمادين بناصر الدين المذكور فلازم الاشتغال والعيادة والإقبال على نفسه حتى مات بالمدينة في ليلة الاثنين ثاني عشر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة فصلي عليه صبح الغد بالروضة الشريفة ودفن بالبقيع وممن قرأ عليه بالمدينة سنة عشرين التقي بن فهد وكذا سمع عليه ابنه النجم عمر ثم أكثر عنه حسين الفتحي بل أكثر عنه أبو الفرج المراغي فقرأ عليه البخاري ثلاث مرات وصحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والدارقطني والموطأ "رواية يحيى بن يحيى" والترغيب, بل سمع عليه كلا من البخاري والشفا "غير مرة" والموطأ والأذكار والجواهر واللآلىء السباعيات المخرجة لابن الخشاب وهي الأربعون المشار إليها الأول من عوالي بن عيينة وحضر دروسه وتفسيره بل بحث عليه المنهاج بقراءته وسمع عليه الحاوي وأكثر التشبيه ومجالس متعددة من شرحه لمختصره مع جميع مختصره للمغني ونحو الثلث أو أكثر من الروضة ولازمه من سنة إحدى وعشرين حتى مات وأذن له في الإفتاء والتدريس وقد ترجمه جماعة وأشار إليه شيخنا في أنبائه باختصار "رحمه الله وإيانا".
3633 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر أبو الحرم ابن الشهاب: النسيبي المدني الشافعي الماضي أبوه والآتي عمه أبو الحرم محمد وكل منهما بكنيته أشهر حفظ المنهاج ورحل إلى الشام وجلس فيها مع أقربائه من الصبية ومات هناك بالطاعون سنة سبع وتسعين وثمانمائة قبل إكمال الخمسين.
3634 - محمد بن أحمد بن محمد بن علي: الشمس الصوفي المصري نزيل مكة ويعرف بابن النجم الصوفي سمع على القاضي ابي البقاء السبكي الصحيح(2/435)
بمصر "ظنا" وصحب الجمال يوسف العجمي الكوراني وصار من مريديه ونظر في كتب الصوفية وغيرها من كتب العلم وكان يميل إلى ابن عربي على ما بلغ التقي الفاسي قال: وكتب بخطه كتبا وفوائد منها ما ذكر لحفظ النفس والمال الله حفيظ قدير أزلي حي قيوم لا ينام وذكر أن من قال ذلك إلى جهة مال له عائب حفظ وقد جاور بمكة نحو ثمانية عشر عاما وتأهل بها وولد له وسمع الحديث فيها من بعض شيوخه الفاسي بالسماع والإجازة وتعبد كثيرا واشتهر ثم سكن المدينة عامين وأشهرا ومات بها في ربيع الأول سنة إحدى وثمانمائة ودفن بالبقيع وهو محمد سبط يوسف بن علي القروي ترجمه الفاسي في مكة وترجمته في الضوء اللامع.
3635 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد: بن محمد الكازروني المدني الشافعي ابن أخي محمد وعبد السلام وعلي المذكورين في محالهم ولد سنة أربع وستين وثمانمائة أو التي قبلها وسمع على أبي الفرج المراغي ثم علي أشياء
3636 ـ محمد بن أحمد بن الشرف محمد بن محمد بن أحمد الشمس الششتري الأصل المدني الشافعي ولد تقريبا سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والطيبة وتلى على عمه الشمس محمد بن الشرف ببعض الرواية واشتغل عند السيد السمهودي وغيره وسافر إلى الروم فحصل ولازمني في المجاورة الأولى حتى قرأ علي مسند الشافعي ومعلم البخاري أو كله وغير ذلك وسمع مني وعلي كثيرا ووصفته فميا أثبته له: بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل المشتغل المحصل النبي صلى الله عليه وسلمه الوجيه جمال الطلبة وبركة المستفيدين البارع الفارع المفيد وأرخت له ولولده أبي العود ولقيني في المجاورة الثانية وكأنه كمل ثم رأيته في المرة الثالثة وقد حلق وقد قرأ البخاري على القاضي الحنفي نور الدين الزرندي سنة خمس وثمانين وثمانمائة أقول وبعد المؤلف سعى له شيخه السيد علي السمهودي في قضاء بلدة عوض ناصر الدين محمد بن صالح في سنة عشر وتسعمائة فباشر الحكم منفردا عن الخطابة والإمامة واستمر إلى سنة خمس عشرة وتسعمائة فعزل بالقاضي صلاح الدين محمد بن إبراهيم القبطان سنة ثم أعيد للقضاء في التي بعدها واستمر حتى مات في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة بالمدينة وخلف أبو العود وأحمد.
3637 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق: الشمس أبو عبد الله بن أبي العباس العجيسي التلمساني المالكي ويعرف بابن مرزوق قال فيه ابن فرحون: الفقيه العلامة الخطيب المشهور اليوم في بلاد المغرب بالعلوم(2/436)
والفوائد والتصانيف والرئاسة وصحبة الملوك وصحبة الرعية له لما شتمل عليه من المحاسن والعلوم ثم سلط عليه أعداء حساد فامتحن بهم ثم نجاه الله من كيدهم وحصلت له أسوة بالخيار من السلف الصالح كان قدم المدينة قبل أن يبلغ مع أبيه في سنة خمس وعشرين وسبعمائة فاشتغل بالعلم ثم رجعا إلى بلادهما ثم عاد إليها فأقام الأب ورجع هذا قال: وقد انتفعنا بأبي عبد الله من بعد أبيه حفظه الله ورده إلى ما كان أبوه عليه من الانقطاع عن الناس والعزلة عن الخلق فهو وإن كان علىخير فحال أبيه أكمل وأقرب إلى السلامة في الدنيا والآخرة انتهى وقد ذكره شيخنا في درره فقال: ولد بتلمسان سنة إحدى عشرة وسبعمائة وسمع بها من أبي بدر بن أبي عبد الله بن أبي الإمام وأخيه أبي موسم وحج في سنة ست وثلاثين فلقي بالمدينة جماعة حمل عنهم كالزبير الأسواني وعبد الله بن محمد بن فرحون وخطيبهما الحسن بن علي بن إسماعيل الواسطي والجمال محمد بن أحمد بن خلف المطري وأحمد بن محمد الصنعاني "نائب الحكم" والشرف محمد بن محمد الأميوطي "الحاكم بها" ومثقال المعيثي وموسى بن سلامة الشافعي المصري الخطيب وأبي البركات أيمن التونسي الشاعر وأبي فارس عبد الوارث بن عبد الواحد بن أبي زكنون التونس وغيرهم وأخذ بمكة عن عيسى بن عبد الله الحجي والزبير أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري والفخر عثمان التوزري والنجم محمد بن الجمال عبد الله بن المحب الطبري والجلال محمد أحمد بن الأقشهري وغيرهم وبمصر من يونس الديوسي وصالح الأسنوي والقطب الحلبي والبدر الفارقي والجلال القزويني والشهاب أحمد بن منصور الجوهري ويحيى بن المصري وأحمد بن محمد الحلبي وابن سيد الناس وأبي حيان والتقي الأكفاني وأحمد بن أبي بكر بن طي الزبيري ومحمد بن كشتغدي ومحمد بن غالي وأحمد بن عبيد الأسعردي والوادياشي والتاج التبريزي وعبد القادر بن الملوك وغيرهم وبالقدس من علي بن أيوب بن منصور القبسي وبالخليل من إبراهيم بن عمر الجعبري وبدمشق من الشمس بن السلم قاضي الحنابلة والبرهان الرازي وبإسكندرية من أحمد بن محمد المرادي العساب وعن القضاة ابن المنير وبطرابلس المغرب من الخطيب الرندي وأبي عبد الرفيع وبتونس من ابن عبد السلام والإمام بجامع الزيتونة هارون بن التلمساني والحافظ يحيى بن محمد بن يحيى بن عصفور وبيجايه والزاب وبلاد الجريد وتلمسان قد جمع أسماء شيوخه في تصنيف سماه عجالة المستوفي وكانت رحلته مع أبيه وقال ابن الخطيب "بعد أن وصفه: باللطف والنزاهة والوقار مع الدعابة والقصب لأصحابه وإخوانه ومعرفة الصحبة للملوك والهدى إلى أخلاقهم واستجلاب مودتهم": أنه شارك في فنون كثيرة من أصول وفروع متسع الرواية كثير السداد فارس المنير ولما عاد إلى المغرب اشتمل على(2/437)
السلطان أبي الحسن فخلطه بنفسه وترسل له في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة فلما نكب أبو الحسن انتقل ابن مرزوق فأقام بالأندلس بعد أن كان مقيما بتلمسان وسجن بالمطبق مدة فأكرمه سلطانها وذلك في سنة اثنتي وخمسين وقلده الخطبة وأقعده للإقراء بالمدرسة ثم توجه في سنة أربع وخمسين إلى فاس فاستقر بباب أبي عنان وأنشد له من شعره يخاطب بعض الملوك:
انظر إلى النوار في أغصانه ... يحكي النجوم إذا بيت في الحلك
حيا أمير المسلمين وقال قد عمت ... بصره بغيرك مثلك
يا يوسفا جزت الجمال بأسره ... فمحاسن الآنام توتىهيبت لك
أنت الذي صعدت به أوصافه ... فيقال فيه إذا مليك أو ملك
قال: ولم يزل عند أبي عنان إلى أن نكب ثانيا ثم خلص فتوجه إلى الشرق وذلك سنة خمس وستين فوصل فيها إلى تونس فقرأت بخط ابن مزوق في هامش تاريخ غرناطة أنه وصل إلى تونس في سنة خمس وستين فقرر في الخطابة والتدريس ومجالسة إلى ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين قال: ثم توجهت في البحر إلى القاهرة فحللت بها ولقيت من ملكها الأشرف شعبان بن حسين الذي لم أر من الملوك مثله حلما وفضلا وجودا وتلطفا ورحمة وأجرى علي وعلى ولدي ما قام به الحال وقلدني دروسا ومدارس وأهلني بقول بحضرته وكتب ذلك سنة خمس وسبعين يعني فاستمر على حاله إلى أن مات في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة عن سبعين سنة وقد أجاز لمن أدرك حياته قال شيخنا: ووقع لي شرحه للشفا بخطه فلما قدم علينا حفيده محمد بن أحمد بن أبي عبد الله القاهرة للحج سنة تسع عشرة أتحفته به فسر به سرورا كثيرا رحمهما الله وإيانا.
3638 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد: مضى في طاهر.
3639 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد: الشمس الجلال أبو السعادات المصري الأصل المدني الشافعي الرئيس بن الرئيس سبط إبراهيم بن علبك المدني ويعرف قديما بابن الخطيب ولد في ليلة الجمعة ثامن عشرى شعبان سنة ست وثلاثين وثمانمائة وحفظ المنهاج والألفية وغيرهما وعرض في سنة اثنتين وخمسين فما بعدها على أبي الفرج الكازروني والمراغي وأبي الفتح بن صلاح والبدر بن عبد الله بن فرحون والمحب المطري والمحيوي عبد القادر بن أبي القاسم المالكي وأبي القاسم النويري والأمين الأقصرائي والبدر البغدادي الحنبلي وأجازوه كلهم وعلى السيد علي بن إبراهيم العجمي شيخ الباسطية بالمدينة ولم يجز وقرأ على(2/438)
أبي الفرج المراغي الموطأ ومسند أحمد والكتب الستة والشفا وجامع الأصول والأذكار ومعالم التنزيل للبغوي والأحياء وجمله وعلى أبي الفتح بن تقي الشفا وسمع بقراءة أبيه على المحب المطري البعض من الموطأ ومسند الشافعي وأبي داود وعلي أبي السعادات بن ظهيرة بعض الصحيحين وكان يقرأ الشفا في النوازل وشبهها وربما قرأه في اليوم الواحد وأخذ عن ابن يونس في الحساب ولازم الشهاب الأبشيطي وقرأ عليه شرح المنهاج الفرعي للمحلي والمنهاج الأصلي بحثا وكذا أخذ عنه العربية وغيرها وأذن له في الإقراء والإفتاء بشرط أن لا يخرج عن ترجيح الشيخين فإن اختلف عليه ترجيحهما فلا يخرج عن ترجيح النووي وكذا اجتمع بي في منزلي وغيره وأخذ عني شيئا وكان بيده رئاسة المؤذنين بالمسجد النبوي تلقاها عن أبيه شريكا لأخيه إبراهيم واشتغل هو بوظيفة المحب المطري بعد ولده الكمال أبي الفضل محمد بل قرره خير بك من جديد مدرس الشافعية من الدروس التي أحدثها وكان مع ذكائه يجهد نفسه في المطالعة والتحفظ لذلك وإلقائه لأهل الدرس ونافسه السيد السمهودي فكان بينهما ما يتحاكاه المدنيون ومن جملته استنابة الذكي بن صالح له في كائنة ألجأ إليها الأنفس والأهواء وبالجملة فقد انتفع به جماعة منه وله نظم غير طائل امتدح به ابن مظهر وغيره مات شهيدا بالمنارة الرئيسية حين كونه يسبح عند نزول الصاعقة وفي الحريق الكائن بالمدينة أول الثلث الأخير من ليلة ثالث عشر رمضان سنة ست وثمانين وثمانمائة رحمه الله وإيانا واستقر بعده في التدريس القاضي صلاح الدين بن صالح وفي الرئاسة ابنه الشهاب أحمد الماضي وأرجو عود الدرس إليه فهو أحق.
3640 - محمد بن أحمد بن محمد بن سعود: أبو المعالي المغربي الأصل المدني المالكي ابن المرجح والد أبي الفرج محمد الآتي ممن سمع على الجمال الكازروني ومن قبله في سنة خمس وعشرين وثمانمائة.
3641 - محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن حسن: موفق الدين الزرندي المدني الشافعي سيأتي بدون محمد في نسبه.
3642 - محمد بن أحمد بن منصور بن الفضل: المقتفي لأمر الله أبو عبد الله بن المستظهر بالله إبراهيم بن الراشد بالله أبي جعفر بن المسترشد بالله.
3643 - محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر بن أبي العيد: الشمس أبو عبد الله السخاوي ثم القاهري ثم المدني المالكي قاضي طيبة ونزيلها وسبط الشهاب أبي العباس أحمد بن أبي مؤيد بن نصر البكري السخاوي المالكي والد خير الدين محمد الآتي ويعرف بابن القصبي بفتح القاف والمهملة ثم موحدة وقديما بابن(2/439)
أبي العيد وربما قيل له السخاوي ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة بسخا ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية ومختصر خليل وتنقيح القرافي وألفية ابن مالك وغيرها وقدم القاهرة في سنة إحدى وثلاثين أو جلها وأقام بها أزيد من سبع سنين وسمع بها من شيخنا وغيره: كالرشيد والبرهان الصالحي والتقي بن فهد وابن يفتح الله وأخذ عن الشاطبي والزين عبادة وأبي القاسم النويري وقاضي حماة أبي عبد الله الأندلسي وأبي عبد الله الراعي وآخرين ممن تفاوت أخذه عنهم وتردد لغير أرباب مذهبه ايضا في العربية والأصلين وغيرها كالأمين الأقصراي وابن وابن قديد والسمني وابن الهمام وابن ثم عاد إلى بلده وحج في سنة أربعين ورجع إلى بلده واستمر بها إلى أثناء سنة تسع وخمسين فقدم القاهرة فقطنها مترددا إلى المشايخ في طول مدده بمفرده ثم بولده فكان ممن لقيه من قضاة مذهبه سوى من تقدم البدر بن التنسي والولوي السنباطي وابن جرير والنجم بن عبد الوارث وولده ومن الشافعية القاياتي والونائي والعلم البلقيني وقريبه الولوي والجمال الباعوني والشهاب بن المحمرة والشرف المناوي والشرف التاج عبد الوهاب الحسيني الدمشقي والتلواني والشرف السبكي والعلاء القلقشندي والجلال المحلي والولوي بن قطب المحلي والشهاب بن العجمي والشمس الغمري والمحب المطري والبدر بن الجلال والشهاب الأبشيطي وأبو الفرج المراغي وعبد الوهاب بن صالح ومن الحنفية الزين التفهني والعيني والقاسم بن الديري وابن الشحنة وحميد الدين والعز عبد السلام البغدادي والأمين الأقصرائي ومن الحنابلة: المحب والبدر البغذاذيان والعز الكناني وكذا لقي مرارا بالإسكندرية المالقي وابن محسن في آخرين ممن دب ودرح ولم ينحاس عن لقاء أحد من المذكورين بالعلم أو الصلاح والدنيا وكان ممن لقيه من السادات الشمس محمد العمري والشمس محمد الشاذلي وصاحبه أبو العباس المديني وهو في غضون إقامته ببلده ونواحيها فتكسب بالشهادة بل ناب في العقود وغيرها وتعاني نظم الشعر وامتدح به الأكابر وارتفق به في معيشته وراح أمره فيه حتى كان جلة ما يذكر به واستقر في قضاء المدينة النبوية في سنة ستين عقب وفاة التاج عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب المدني الماضي بعناية الجمالي ناظر الخاص حيث تكرر مدحه له وتربية يشبك الفقيه له عنده فإنه كان ملازما له مع الأمير الأقصرائي والولوي البلقيمي وغيرهما وسافر لمحل ولايته فباشره من ثاني عشرى ذي الحجة على طريقة حميدة من السياسة والتواضع والبشاشة والعفة ولين الجانب ونصر كلمة الشرع بحيث اغتبط به أهلها وتزوج ابنة المحب المطري وأكثر حينئذ بل وقبل ذلك من القصائد النبوية ورسخت قدمه فيها مع انفصاله قليلا في أثناء المدة مرة بعد أخرى ورسى كثيرا من القادمين بسيماء الضعفاء بالأطعام ونحوه وكانت له اليد البيضاء في الحريق الكائن بها وفي(2/440)
قتل بعض الرافضة وفي غير ذلك مما جبن غيره عنه واتسعت دائرته بها وكنت ممن صحبه قديما بمجلس شيخنا وبعده سمع مني بالقاهرة جل القول البديع ثم جميعه بالروضة النبوية وامتد حتى يوم ختمه بقصيدة قيلت بحضرتنا وكذا أخذ عني غير ذلك وكتبت عنه من نظمه أشياء منها عدة قصائد في نحو كراسة سمعتها منه بمنى وكتب إلي بعد ذلك في أثناء كلام وقد أحسنتم الأوقات بالمدينة النبوية وكأنها كانت منامات وتحصر العبد بل غالب أهل المدينة فيما يليق لمحلكم ولعل إن شاء الله تعالى من فضله أن يهيىء العودة مرة أخرى ويطول المقام بها بكل العيال على أحسن حال وأسأل الله أن يحفظنا سيدنا شيخ الإسلام حافظ نسبه خير الأنام اللهم احفظه في الإقامة والرحيل يا جليل يا جميل احرسه بعينك التي لا تنام يا ذا الجلال والإكرام واجعلنا وإياه في حماية سيد المرسلين انتهى وتيمنت بذا كله منه فنعم الرجل توددا وبشاشة وفتوة واستجلاء للخواطر أبا للوافدين وصفا ورغبة في إلقاء الصالحين وخضوعا معهم ولما أسن وانقطع بالفالج ونحوه استقر ابنه خير الدين محمد وهو أفضل منه وأمتن تدبيرا ورأيا في القضاء فكانت كلمة اتفاق وإن كان ذاك في عدم الحرص وتقريب الفقراء شبه واستمر هذا في تعلله حتى مات في ليلة خامس المحرم سنة خمس وتسعين بعد إخباره أنه رأى في منامه الشريف النسابة وامرأة جميلة وقع في خاطره أنها حورية وقالت: إنها تحفة وسألها أن تأخذه معها فقالت: لا يكون في هذا الشهر ولا الذي يليه ووثق بكلامها بحيث أنه لما فهم من ولده العزم على ترك الحج لاشتغاله به قال له: اذهب أما قلت لك أنني لست أموت في هذا الشهر ولا الذي يليه فامتثل وكان كذلك رحمه الله وترك أولادا شقيقين المشار إليه أحمد ومحمد وغيرهما من ابنة المحب المطري وغيرها وكنت في أواخر ذي الحجة من التي قبلها زرته في بيته من المدينة وأضافني مع كونه مشتغلا بعلته ودفن بالبقيع خلف ضريح إمام مذهبه مالك رحمه الله وإيانا.
3644 - محمد بن أحمد بن أبي نصر: الشمس أبو عبد الله بن أبي العباس البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الزاهد ويعرف بالدباهي قال البرزالي في تاريخه: إنه ولد سنة ست أو سبع وثلاثين وستمائة من بغداد وكان سيدا من السادات جاور بمكة سنين وبالمدينة ايضا ومات في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وسبعمائة بدمشق ودفن بسفح قاسيون قال: كان والده من أكابر التجار وذكره الذهبي في معجمه ووصفه: بالإمام الزاهد القدوة وأنه كان حسن الجملة عديم التكلف وافر الإخلاص رأسا في متابعة السنة فصيحا واضحا عفا حسن المشاركة في العلم الإخلاص رأسا في متابعة السنة فصيحا واضحا عفا حسن المشاركة في العلم ومعاملات القلوب وحكى عنه ابن النستيري: أجاز له من ماردين وأنه صحب الشيخ عبد الله كتب له مدة وسافر معه قال: ودخل البلاد وجاور عشر سنين ثم تحول إلى(2/441)
دمشق فانتفعنا بمجالسته وبآدابه وأنشدنا أشياء حسنة وحكايات نافعة انتهى وقال ابن رجب: إنه صحب الشيخ يحيى الصرصري وكان خال والدته وتفقه في شيبته على مذهب أحمد وأنه دخل الروم والجزيرة ومصر والشام ثم استوطن دمشق وبها مات وعظمه المال بن الزملكاني جدا وكذا أثنى عليه غيره وأنه جاور بالحرمين بضع عشرة سنة وتأهل وولد له وأنه قبل موته ابتلي بضيق النفس سبعة أشهر ثم الاستسقاء ومما أنشده لغيره:
الدهر ساومني عمري فقلت له ... لابعت عمري بالدنيا وما فيها
ثم اشتراه تفاريقا بلا ثمن ... تبت يدا صفقة قد خاب شاريها
وهو عند الفاسي باختصار عن هذا.
3645 - محمد بن أحمد بن يحيى بن موسى بن إبراهيم بن عبد الله: التقي بن الشهاب بن المحيوي القسنطيني الأصل المدني المالكي الماضي أبوه وجده مات أبوه وهو صغير فكفله جده وأسمعه معه على البدر بن فرحون في سنة سبع وستين وسبعمائة بعض الأشياء المبينة لابن عساكر.
3646 - محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن يونس القرشي: الجمحي المدني الفقيه مفتي أهل المدينة بعد أبي مصعب ممن أخذ عن أصحاب مالك وحدث عن أبيه وإسماعيل بن أبي أوس وأبي مصعب الزهري وإسحاق بن محمد العروي وإبراهيم بن المنذر الحزامي وبشر بن عيسى بن مرجوم العطار وجماعة روى عنه زكريا بن يحيى الساجي ويحيى بن الحسن بن حفص النسابة العلوي وأبو شهر الدواني ومحمد بن إبراهيم الدبيلي وأبو سعوانة الأسفرايني وأبو العباس السراج وابن أبي حاتم وقال: صدوق مفتي أهل المدينة كتبت عنه بالمدينة وآخرون قال مسلمة: مات سنة خمس وخمسين ومائتين وهو في التهذيب وقال ابن حبان في رابعة ثقاته: أبو يونس الجمحي من أهل مكة وكان يسكن المدينة روى عن محمد بن المنذر بن الزبير عن هشام بن عروة روى عنه أصحابنا وتبعه الفاسي في تاريخه بدون مزيد.
3647 - محمد بن أحمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن: الشمس أبو الخير الأنصاري المعادي الزرندي المدني نزيل كازرون من بلاد العجم كأنه كان مع عمه محمد بن يوسف لما قام بشيراز فلما مات تحول إلى كازرون ومات بعد الثمائتين وسبعمائة قاله شيخنا في درره وقال: لخصته من مشيخة الجنيد الكازروني تخريج الجزري ومات أبوه بالشام هو وولده عبد الله يغني(2/442)
أخا هذا سنة تسع وأربعين فبرع هذا بعده في الفرائض ودرس بالمدينة وقال ابن فرحون: إنه تصوف وسلك طريق التصوف والاشتغال بالعلم ولا سيما الفرائض وسافر العراق ومصر والشام وهو على طريقة حسن وهمة علية وقال غيره: الموفق أبو الخير الأنصاري المعادي الزرندي الشافعي الصوفي لقي بأردبيل سنة ثلاث وستين وسبعمائة الجمال يوسف بن إبراهيم الهملابازي الأربيلي سكنا شيخ الفقراء بأذربيجان ومرجع الناس وشارح المصابيح الذي بسماوة الأزهار فأجاز له وجعله ناظرا على كتابه الأنوار لأعمال الأبرار في الفقه وسمع على البدر بن الخشاب الجواهر واللآلىء من حديث جده المجد عيسى بن عمر بن الخشاب في سنة سبعين ووصفه كاتب الطبقة العز بن عبد السلام بن الشمس محمد الكازروني بالفقيه العالم العامل الصالح المحدث المحصل وقد نقلت في آخر ترجمته النووي عنه عن العز بن جماعة وجازه شيئا فيحتمل أن يكون أخذ عنه وتوفي كما قال أبو حامد بن المطري وقد وصفه: المحدث موفق الدين بعد طلوع الشمس من يوم الأحد ثالث ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالبطن شهيدا قلت: وفيها قرأ عليه الجمال الكازروني عوارف المعارف بقراءته له على جده أبي عبد الله محمد بن يوسف عن المؤلف وقرأ عليه أبو الفضائل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم صحيح البخاري في السنة التي قبلها وانتهى في ربيع الأول وينظر تحقيق جده أهو يوسف ومحمد زيادة؟ أهو محمد بن يوسف؟.
3648 - محمد بن أحمد الجمال أبو عبد الله الأنصاري المدني: روى عن عفيف الدين عبد السلام بن مزروع وعنه الأمين الأقشهري.
3649 - محمد بن أحمد: الشمس القدسي نزيل الحرمين الشريفين ويعرف بابن المؤذن ولد بالقدس وخدم بها الشيخ محمد القرمي مدة ثم تغير الشيخ عليه لكونه صار يتآكل به الناس ولكن بعد أن استفاد بصحبته شهر عن جماعة من الأكابر كالزكي الحزوي بحيث قدمه إلى اليمن في بعض حوائجه وتكرر دخوله بها وأكرم مورده فيها السراج عبد اللطيف بن سالم والمودة بينهما من مكة وتوفي في قفوله منها في شعبان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة على أميال من مكة وذهب ما رجع به من اليمن ذكره الفاسي في مكة وقال: إن أول قدومه إلى الحجاز في حدود سنة سبعين وصار يتردد إليه ثم انقطع به وصار يتردد لمصر وغيرها من البلاد الشامية طلبا للرزق سامحه الله.
3650 - محمد بن أحمد السليماني: أرخه أبو حامد المطري في ربيع الآخر سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن بعد صلاة الظهر بالبقيع.(2/443)
3651 - محمد بن أحمد القرشي: عن أبي بكر الحميدي وعنه أبو داود يحتمل أن يكون الماضي فيمن جده يزيد بن عبد الله.
3652 - محمد بن أحمد القرشي: الصحيناتي الماضي أبوه له ذكر في أبي الحسن الخراز.
3653 - محمد بن أحمد القطان المؤذن: كان من أعقل الناس وأشغلهم بنفسه وتدبير بيته وكان مؤذنا صبيا مجيدا مات بالشام زمن الطاعون وخلف ولدين مباركين صبيين قال ابن فرحون: وأظنه من أصول بني القطان فهم مؤذنون فينظر.
3654 محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب: الإمام البحر المجتهد ناصر السنة أبو عبد الله القرشي المطلبي المكي الشافعي نزيل مصر وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي معه في عبد مناف ممن ارتحل إلىالمدينة النبوية ولازم فيها إمامها الإمام مالك بن أنس مدة ياخذ عنه العلم وكان ابن ثلاث عشرة وفي رواية تسع عشرة سنة وكتب إليه معه مسلم بن خالد الربخي قصة زمانه وأخذ مالك كتابه إليه وقرأه وفي رواية أنه أخذ معه كتاب والي مكة وإلى المدينة وإليه فلما جاءه ورفع إليه كتاب الوالي قرأه ثم رمى به وقال يا سبحان الله وصار علم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ بالرسائل فتقدمت إليه فقلت: أصلحك الله إن من قصتي كذا قال: فنظر إلي ساعة وكانت له فراسة فقال: ما اسمك قلت: محمد قال: يا محمد اتق الله فسيكون لك شأن فقلت: نعم وكرامة تذكر قصة قراءته عليه وعن الشافعي قال: قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ فقلت: أريد أن أسمع منك الموطأ فقال: اطلب من يقرأ لك فقلت: لا عليك أن تسمع قراءتي فإن سهل عليك قرأت لنفسي قال: فأعاد فأعدت فقال: أقرأ فلما سمع قراءتي قال: أقرأ فقرأت حتى فرغت منه وإمام الشافعي بالمدينة إلى أن توفي مالك كما رواه البيهقي في مناقبه فإقامته بها طويلة على كل من القولين في سن الشافعي حين ارتحل إليه فوفاة مالك سنة تسع وسبعين وسمع بالمدينة ايضا من إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وإبراهيم بن محمد بن يحيى الأسلمي وإسماعيل بن جعفر وأبي ضمرة أنيس بن عياض بن عبد الرحمن الليثي وحاتم بن إسماعيل أبي إسماعيل المدني وسليمان بن عمرو وعبد الله بن نافع الصانع وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعبد العزي محمد الدراوردي وعطاء بن خالد المخزومي والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري ومحمد بن إسماعيل "ابن أبي فديك" ومحمد بن عبد الله بن دينار ومحمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي ومولده باتفاق سنة خمسين ومائة إما بعده وباليمن أو بعسقلان(2/444)
والسند بها صحيح كالشمس وجمع شيخنا بينها بأنه ولد بغزة عسقلان ولما بلغ سنتين حملته أمه إلى الحجاز ودخلت به إلى قومها وهم أهل اليمن لأنها كانت أزدية فنزلت عندهم فلما بلغ عشرا خالفت على نسبه الشريف أن ينسى ويضيع فحولته إلى مكة انتهى وأمه على الصحيح أزدية وحملته بمكة وحفظ القرآن وهو ابن سبع والموطأ وهو ابن عشر وأذن له في الإفتاء وهو ابن خمس عشرة وكتب إليه ابن مهدي وهو شاب: أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع فيه قبول الأخبار وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ فوضع له الرسالة وكان يقول: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو له فيها وحج بشر المريسي فقال: ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا وقال أحمد: ستة أدعو لهم سحرا أحدهم هو وقال ايضا: هذا الذي يروي كله أو عامته منه وما بت ليلة منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو له وأستغفر وقال أبو عبيد: ما رأيت أعقل منه وكذا قال يحيى بن أكتم وعن يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أعقل ولا أفقه منه وأنا أدعو الله له أخصه به وحده في كل صلاة وعن أبي نور من زعم أنه رأى مثله في عمله وفصاحته وبيانه وتمكنه ومعرفته فقد كذب كان منقطع القرين في حياته وكان الحميدي يقول: هو سيد الفقهاء وسمي ببغداد ناصر الحديث وكان قدمها سنة خمس وسبعين فأقام سنتين ثم خرج إلى مكة ثم قدمها سنة ثمان وسبعين فأقام أشهرا ثم خرج وقال المبرد: كان أشعر الناس وأعلمهم بالقرآن وقال الحافظ: نظرت في كتبه فإذا هو در منظوم لم أر أحسن تأليفا منه وقال الأصمعي: صححت أشعار الهذليين عنه وقال عبد الملك بن هشام: إنه بصير باللغة يؤخذ عنه ولسانه لغة فاكتبوه وفي لفظ إنه حجة اللغة وقال الزعفراني: ما رأيته لحر قط وقال أبو الوليد بن الجاروت: كان يقال: إنه وحده يحتج وقال ابن عبد الحكم: إن كان أحد من أهل العلم حجة فهو حجة في كل شيء وقال يونس بن عبد الأعلى: كان إذا أخذ في العربية يقول: هذه صناعته ولما اجتمع به عبد الملك بن هشام فذاكره بأنساب الرجال فقال له الشافعي بعد أن تذاكر طويلا: دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك وخذ سامي أنساب النساء فلما أخذا في ذلك بقي ابن هشام مبهوتا ثم كان يقول بعد ذلك: ما ظننت إن الله خلق مثله وقال الحسين الكرابيسي: ما كنا ندري ما الكتاب والسنة نحن الأولون حتى سمعنا منه وقال هلال بن المعلا: لقد من الله على الناس به فقه الناس في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل أبوموسى الضرير: كيف صارت كتبه في الناس فقال: إنه أراد الله بعلمه فرفعه الله وقال أحمد بن سيار المروزي: لولاه لدرس الإسلام وقال أحمد: سمعت الموطأ من بضعة عشرة من حفاظ أصحاب مالك فأعدته عليه لأني وجدته أقومهم وقال المزني: كان بصيرا بالفروسة والرمي وصنف كتاب السبق ولم يسبقه إليه أحد وعن الشافعي نفسه: كانت تهمتي(2/445)
في شيئين: في الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتى كنت أصيد من عشرة عشرة وسكت عن العلم فقيل: أنت والله في العلم أكبر منك وفي الرمي ومناقبه لا تنحصر أوردها خلق من الأئمة خلفا عن سلف "اجتمع لي منهم نحو الأربعين" فكان آخرهم شيخا وكنت كراهة من كلماته ومواعظه وحكمه وشعره وثبت عنه قوله: رأيت علي بن أبي طالب في النوم فسلم علي وصافحني وخلع خاتمه فجعله في إصبعي ففسرها لي عمي فقال: أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب وأما خلع خاتمه وجعله في إصبعك فسيبلغ أسمك ما بلغ اسم علي وعن ابن عبد الحكم: إن أمه لما حملته كان للعدي خارج من فرجها حتى أنقص بمصر ثم وقع في كل بلد منه بشطيه فتأوله أصحاب الرؤيا: أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان انتهى وهو المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما" وبه صرح أبو نعيم عبد الملك بن محمد حيث قال: فيه علامة شبه للميزان: المراد به رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد وهذه صفة لا يعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي إذا كان كل واحد من قريش من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسائل وليس في بلدة من بلاد المسلمين مدرس ومفتي ومصنف يصنف على مذهب قريش إلا على مذهب الشافعي فعلم أنه المعني لا غيره وقال أحمد: إن الله يفيض لهذه الأمة في كل مائة سنة من يعلمهم السنن وينقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي ومن بديع كلامه من استغضب فلم يغضب فهو جمال ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان ومن ذكر فلم ينزجر فهو محروم ومن تعرض لما لا يعنيه فهو الملوم ومن اقتصر على علمه لم يشعر بكثرة العلم ويحتاج طالب العلم إلى ثلاث خصال: أولها طول العمر والثانية سعة ذات اليد والثالثة: الزكاة وأذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية: لكأني رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية: لكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن نظمه:
وقد يهجو الزمان بغير جرم ... ولو نطق الزان به هجانا
ديانتنا التصنع والترائي ... فنحن به نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضا بعضاص عيانا
مات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين بمصر وقبره بالقرافة طاهر يزار(2/446)
وهو حفير مصر "رحمه الله ورضي عنه ونفعنا ببركاته وبركات مقلديه وأتباعه" وجعلنا منهم في زمرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
3655 - محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي: ابن ... رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفيد مولاه مدني قليل الرواية يقال إنه من كلب من اليمن وأمه زينب ابنة قيس بن عدي بن حذيفة يروي عن أبيه وكان ابن عمر يقول: لو رآه النبي صلى الله عليه وسلم لأحبه روى عن الأعرج وسعيد بن عبيد بن السباق وعبد الله بن محمد بن عقيل وعبد الله بن دينار ويزيد بن عبد الله بن قسيط وثقه وابن سعد وابن حبان وقال: مات في زمن الوليد عبد الملك وعينه غير سنة ست وتسعين وهو ممن خرج له الترمذي وذكره البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما.
3656 - محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة: حفيد الذي قبله ذكره البخاري في تاريخه وساق له حديثين من رواية ابن إسحاق عنه وتبعه ابن أبي حاتم.
3657 - محمد بن أسامة المدني: عن مالك عن ابن المنكدر عن جابر قال: كان يوسف عليه السلام لا يستبع ويقول: إني إذا سبعت نسيت الجامع رواه عنه إبراهيم بن سليمان قال الذهبي في الميزان: لا أعرفه ولا أعرف محمد انتهى قال شيخنا: والحديث أورده الدارقطني في غرائب مالك وقال في محمد: مجهول وإبراهيم ضعيف.
3658 - محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب: ابن أبي السائب بن عابد بن بن عمر بن مخزوم أبو عبد الله القرشي المخزومي المسيبي المدني سكن بغداد يروي عن أبيه صاحب نافع وقرأ عليه القرآن وابن عيينة وأنس بن عياض ومعن بن عيسى وعبد الله بن نافع ومحمد بن فليح وجماعة وعنه مسلم وأبو داود وأبو زرعة وإبراهيم المزني وأبو علي الموصلي ومحمد بن عبدوس بن كامل وعبد الله بن الصفر السكري وآخرون وأقرأ القرآن وكان عالما صالحا جليل القدر قال مصعب الزبيري: لا أعلم في قريش كلها أفضل منه ووثقه صالح وغيره مات في ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري والخطيب وابن أبي حاتم وغيرهم.
3659 - محمد بن إسحاق بن يسار بن خباز: أبو بكر وقيل أبو عبد الله القرشي المطلبي المخزومي مولاهم المدني الأحول أحد الأعلام وصاحب المغازي الماضي أبوه والآتي أخوه أبو بكر وعمهما موسى ممن رأى انسا وسعيد بن المسيب ومولده سنة نيف وثمانين وكان جده يسار من سبي عين التمر(2/447)
وهو أول سبي دخل المدينة من العراق حدث عن أبيه وعمه موسى بن يسار المذكورين وعطاء والأعرج وسعيد بن أبي هند والقاسم بن محمد وفاطمة ابنة المنذر والمقبري ومحمد بن إبراهيم التيمي وعاصم بن عمر بن قتادة وابن شهاب وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ومكحول ويزيد بن أبي حبيب وسليمان بن سحيم وعمرو بن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر وخلق وعنه جرير بن حازم والحمادان وإبراهيم بن سعد وزياد بن عبد الله وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعيده بن سليمان وسلمة بن الفضل ومحمد بن سلمة الحراني ويونس بن بكير ويعلى بن عبيد وأحمد بن خالد الوهبي ويزيد بن هارون وعدد كثير وكان بحرا في العلم جما في معرفة أيام النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد: هو أمير المؤمنين في الحديث وقال الزهري: لا يزال بالمدينة علم جم ما دام فيهم وقال ابن عيينة: ما رأيت أحدا وقال البخاري: ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها وقال ابن المديني ليس بحجة انتهى وقد تفرد الأسداء فيه والذي استقر الأمر عليه فيه أنه صالح الحديث وأنه في المغازي أقوى منه في الأحكام وفي السيرة عجائب ذكرها بلا إسناد تلقفها وفيها خير كثير لمن له نقد ومعرفة مات سنة إحدى واثنتين وخمسين ومائة وترجمته طويلة في التهذيب والخطيب وابن أبي حاتم وابن حبان والعجلي فلا تطولها.
3660 - محمد بن إسحاق: شيخ مدني يروي عن سعيد بن زياد مجهول قاله الذهبي في ميزانه وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: روى عنه أبو عاصم النبيل.
3661 - محمد بن أسد المدني الأصبهاني: المعمر آخر أصحاب أبي داود الطيالسي قال أبو عبد الله بن منده: إنه حدث عنه بمناكير وسماه غيره وهو في الميزان بهذا.
3662 - محمد بن أسعد بن سهل بن حنيف: يأتي قريبا في ابن ابن أمامة.
3663 - محمد بن أسعد المدني: لا يعرف عن عبد الله بن بكير والخير منكر قاله في الميزان.
3664 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن يودزبة: الإمام العلم حجة الله في أرضه على خلقه أبو عبد الله بن أبي الحسن الحققي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف ولد في شوال سنة أربع وتسعين ومائة ونشأ يتيما وكان أبوه من العلماء الورعين سمع مالكا ورأى حماد بن زيد وصالح بن المبارك وحدث عن أبي معاوية وجماعة روى عنه نصر بن الحسين وأحمد بن حفص وقال: إنه دخل عليه عند موته فقال: لا أعلم في جميع مالي درهما من شبهة أبا عبد الله(2/448)
أمه وأول سماعه سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف ابن المبارك وحبب إليه العلم من الصغر وأعانه عليه ذكاؤه المفرط ورحل سنة عشر بعد أن سمع الكثير ببلده من سادة وقته محمد بن سلام ومحمد بن يوسف السكنديين وعبد الله بن محمد المسندي وطائفة فسمع ببلخ ومرو ونيسابور والري وبغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة وواسط ومصر ودمشق ونيسابور وعسقلان وحمص وغيرها وارتقت شيوخه لألف فأزيد وفي بعضهم من حدثه عن ثقات التابعين: كمكي بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله الأنصاري ومن شيوخه بالمدينة النبوية عبد العزيز الأويسي ومطرف بن عبد الله وأبو ثابت محمد بن عبيد الله وحدث بالحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر وكتبوا عنه وما في وجهة شعره روى عنه مسلم خارج الصحيح والترمذي والنسائي وترجمته تحتمل مجلدا أفردها غير واحد كالذهبي وشيخنا بالتصنيف وأثبت منها في بعض التصانيف جملة مات له الفطر سنة ست وخمسين ومائتين وقبره بمرنبك على فرسخين من سمرقند ودفن يوم العيد الناس مرة فخرجوا إلى قبره فاستسقوا وتشفعوا بصاحبه فسقط للوقت لا يستطيعون الوصول إلى سمرقند وإنما أثبته في هذا الديوان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أكتبه في الليالي المقمرة قال: وقل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة إلا أني كرهت أن يطول الكتاب وروى ابن عن جماعة من المشايخ: أن البخاري حول تراجم جماعة بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين انتهى وهو محمول على أنه كان في المسودة فحوله منها إلى المبيضة بل قال أيضا: رأيت بالمدينة بعد أن حجبت سنة جودا أكتب الحديث وشيوخه منها جماعة أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الرازي وإسماعيل بن أبي أويس رحمه الله ونفعنا به.
3665 - محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري: من أهل المدينة يروي عن الدراوردي وأهل الحجاز روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي والناس بعرب قاله ابن حبان في رابعة ثقاته وهو في الميزان بدون تسمية جده وقال يروي عن الدراوردي وغيره قال أبو حاتم: منكر الحديث انتهى وبقية كلامه يتكلمون فيه وروى عنه أبو زرعة الرازي وقال أبو نعيم الأصبهاني: متروك وجده هو جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وممن روى عن محمد هذا جعفر بن أبي الحسن الجواربي والحسين بن أبي الحسن الرازي ما رواه لهما عن عمه موسى بن جعفر بن إبراهيم عن مالك عن عمه أبي سهل عن أنس رفعه أن رجا بني مرح قد دارت مع القرآن حيث دار الحديث في الأمر بالمعروف وقال الدارقطني: إنه لا يثبت عن مالك.(2/449)
3666 - محمد بن إسماعيل بن الفضل بن يعقوب بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب: المدني الماضي أبوه روى عن أبيه.
3667 - محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم "طباطبا" بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب: أبو عبد الله الحسني المدني أصله من قرية الرس بنواحي المدينة ويعرف بابن طباطبا العلوي قال ابن يونس يروي عن آبائه حديثا وكان كريما سخيا له منزلة عند الدولة والعامة انتهى وإنما قيل لجدهم إبراهيم طباطبا لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل تقول: طباطبا يعني نام وقيل: بل كان إبراهيم يقول: القاف شبه الطاء وطلب مرة قباء يلبسه أو غير ذلك فقيل: يحضر فرجية فقال: لا طباطبا يعني قبا مات بمصر في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وقبره بالقرافة يزار.
3668 - محمد بن اسماعيل بن مجمع الأنصاري: أخو إبراهيم مدني يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز وأدرك ابا أمامة بن سهل بن حنيف روى عنه ابن عمه مجمع بن يعقوب وعاصم بن سويد وثقه ابن حبان وقال البخاري في تاريخه: مما فيه ابن أبي حاتم: مدني يروي عن بعض كبراء أهله عبد الله بن أبي حبيبة أراد أخا إبراهيم وبه جزم ابن حبان وفي الميزان روى عن جده لأمه عبيد الله بن أبي حبيبة وله صحبة وعنه مجمع حديثه في مسند أحمد وغيره قال ابن المديني في العلل: مجهول.
3669 - محمد بن إسماعيل بن مسلم: ابن أبي فديك دينار أبو إسماعيل الديلي مولاهم المدني الحافظ يروي عن أبيه وسلمة بن وردان وابن أبي قريب والضحاك بن عثمان وإبراهيم بن الفضل المخزومي وجماعة منهم: عبد الرحمن بن حرملة ومحمد بن عمرو بن علقمة قال أبو داود: إنما سمع منه حديثا واحدا وعنه إبراهيم بن المنذر والحميدي وأحمد بن الأزهر وسلمة بن سيب وعيد وأبو عتبة أحمد بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وهارون بن عبد الله الجمال والحسين بن عيسى النظامي ومحمد بن مصطفى وخلق وكان ثقة صاحب حديث لكنه لا رحلة له خرج له الستة وذكر في التهذيب وممن صرح بتوثيقه ابن معين وانفرد ابن سعد بقوله: ليس بحجة مات سنة تسع وتسعين ومائة وقال مرة: سنة إحدى ومائتين وقال البخاري: سنة مائتين.
3670 - محمد بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان: الشمس الحلبي ثم المكي الشافعي المقرىء الكاتب المجود كتب بخطه: أنه لما بلغ تسع عشرة سنة حسه الله في كتابه ووفقه له وأنه حفظ كتبا وعرضها واشتغل بعلوم وكتابة المنسوب على عدة(2/450)
مشايخ وتلى بالسبع ببلده على جماعة قبل سنة ثلاث وستين ثم ارتحل إلى مصر لطلب العلم والقراءات والكتابة على عازي وأنه قرأ السبع على نيف وعشرين شيخا أولهم: الشمس الأربلي بحلب بلده وآخرهم الشمس العسقلاني وأنه قرأ على الأمير ابن السلار والشمس بن اللبان وما علمت اقرأ عليها السبع أو بعضها وله أبيات ضمنها أنه قرأ بالعشر ووجد بخطه: أنه روى الشاطبية عن عدة منهم العسقلاني وكانت له معرفة جيدة بالقراءات وبالكتابة ولديه ذكاء مفرط وأقرأ كثيرا وشوهد في غالب أوقاته يقرأ في موضع من القرآن ويقرأ عليه في آخر ويكتب في آخر فيصيب في الثلاثة بحيث أنه لا يفوته شيء في الرد عليه وكتب بخطه كثيرا ويحكى عنه أنه قال: كتبت مصحفا على الرسم العثماني في ثمانية عشر يوما بلياليها بالجامع الأزهر سنة خمس وستين وسبعمائة وأنه قال في آخر سنة ثلاث عشرة أنه نسخ مائة مصحف وربعه وثمانين مصحفا وربعه جميع ذلك من صدره على الرسم العثماني وأزيد من ربعها بالقراءات السبع علوم وأنه كتب تلك العلوم ديباجة لكل مصحف عدة أوراق بين فيها ما وضعه من العلوم وأنه مكث مدة يكتب في كل أربعين يوما مصحفا ثم في كل ثلاثين يوما وذكر أنه كتب من قصيدة البردة ما يزيد علىخمسمائة نسخة عليها تخميس قلت رأيته بعض المصاحف والبردة من خطه وقد جاور بالحرمين مدة سنين وكانت إقامته بمكة أكثر أقام بها نحو خمس عشرة سنة وسافر منها إلى اليمن في سنة خمس وثمانمائة ثم عاد إلى مكة فلم يزل بها حتى مات عن سبعين أو أكثر في صبح يوم الاثنين سادس عشرى ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثمانمائة ودفن بالمعلاة وممن ترجمه التقي الفاسي روى لنا عنه جماعة بالإجازة التقي بن فهد وممن أخذ عنه عدة روايات بالمدينة الشرف أبو الفتح المراغي.
3761 - محمد بن إسماعيل الشيخ: مدني روى لنا عن جعفر الصادق قال ابن سيدة: مجهول ذكره الذهبي في ميزانه.
3672 - محمد بن أصلح: مولى أبي أيوب الأنصاري عداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو أخو كثير وعبد الرحمن ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته والبخاري عن طريق عثمان بن حكيم عنه عن أسامة بن زيد حديث وكذا ذكره ابن أبي حاتم وهو في التهذيب.
3673 - محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري: الأوسي المدني أخو سهل الماضي واسم أبي أمامة أسعد وأبان وعثمان وعبد الرحمن بن عبيد الله بن كعب بن مالك وعنه مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن إسحاق ذكره البخاري(2/451)
وابن أبي حاتم ووثقه ابن معين وابن حبان في ثانية ثقاته ثم في ثالثتها وقال يروي عن أبيه والحجازيين وهو في التهذيب.
3674 - محمد بن أبي أنس الأنصاري الظفري: له صحبة قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو وحج به في حجة الوداع وهو ابن عشر سنين روى عنه ابنه يونس ذكره البخاري وابن أبي حاتم وعنهما محمد بن فضالة الترجمة سواء قال الذهبي محمد بن أنس بن فضالة لكنه وصفه تابعي قال شيخنا في لسانه.
3675 – محمد..... وقال ابن سعد أمه الربيع ابنة معوذ يروي عن عائشة وأبي هريرة وأبي عباس وابن عمر وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثانية ثقات ابن حبان والإصابة وذكره ابن منده في معرفة الصحابة وقال: ادرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح له صحبة ولا يعرف له رواية انتهى وأبوه من كبار الصحابة فيحتمل أن يكون لولده رواية.
3676 - محمد بن أياس بن سلمة الأكوح: الماضي أبوه وأخوه سعيد.
3677 - محمد بن بالغ: نسب هكذا لجده فهو ابن أحمد بن بالغ الماضي له ذكر في البدر حسن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بل سيأتي محمد بن محمد بن بالغ وأظنه ولد لهذا فينظر هناك.
3678 - محمد بن بجاد بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري: من أهل المدينة يروي عن عمته عائشة ابنة سعد عن أبيها وعنه معن بن عيسى القزار قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو عند البخاري وابن أبي حاتم وأنه روى ايضا عن أبيه والحرث بن فضيل وعنه ايضا محمد بن عمرو.
3679 - محمد بن بركات بن حسن بن عجلان: الجمالي الحسن أمير مكة وابن أمرائها ولد في رمضان سنة أربعين وثمانمائة بمكة ونشأ في كنف أبيه وكان قاصده إلى الظاهر جقمق في سنة خمسين فأكرمه وأعاد الإمرة لأبيه وصرف أبا القاسم ثم استقر بهذا بعد أبيه في سنة تسع وخمسين وحمدت سيرته فاق كثيرا من سلفه بالمحاسن حسبما بينته في الضوء اللامع وفوض إليه في سنة سبع وثمانين وثمانمائة سلطنة الحجاز كله ودعى له على المنبرين وأول من دعى له بالمدينة كنت جالسا بجانبه من الروضة فقررت له ما أنعم الله تعالى به عليه فتزايد حمده وشكره واستقر حينئذ في المدينة وكذا وقع لجده حسن أن السلطان فوض إليه سلطنة الحجاز وتكررت زيارة صاحب الترجمة لجده المصطفى والإحسان لجيرانه(2/452)
بل والقادمين للزيارة مع مزيد خشوع وخضوع وابتنى بها محلا لنزوله بالقرب من اماكن الخدام وتمت جمايته تمت على الرعايا والأتباع بركاته وصلاته وتجمل وتحمل وتطول وتخول.
3680 - محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان: الملقب بنذار أحد الحفاظ روى الخطيب في جامعه أنه قال: كتب عني خمسة قرون وسألوني التحديث وأنا ابن ثماني عشرة سنة إذا حدثهم بالمدينة فأخرجتهم إلى البستان فأطعمتهم الرطب وحدثتهم انتهى هو محتمل إرادة المدينة أو غيرها والأول أظهر ويستأنس له بالرطب ثم يحتمل أن يكون أقام أو كان عابر سبيل فينظر.
3681 - محمد بن بشر: موحدة ومعجمة وقيل بنون ومهملة مدني حدث عنه عمر بن نجيح: رآه قاله في الميزان.
3682 - محمد بن أبي بكر بن أحمد بن الأشكل: الفقيه الصالح جمال الدين الناشري السردوي ثم الحسيني كذا وصفه أبو الفتح المراغي حين أثبت أسمه فيمن سمع الشفا على البرهان بن فرحون المالكي وزاد ايضا صاحبنا.
3683 - محمد بن أبي بكر بن أيوب: القاضي فتح الدين بن عبد الله بن الزين بن النجم المحرومي المحرقي نسبة إلى المحرقية قرية بالجيزية القاهري الشافعي جد الأخوين ولي نظر المسجد النبوي في أيام الظاهرية برقوق ووقعت على التوقيع بذلك وسماها استيفاء الحرم المدني ويقال لها نظر ديوان الخدام وإن برقوق قرره فيها بعد موت الشهاب أحمد السيدوني في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وسبعمائة روأيت شيخنا وصفه في عرض ولده عليه بناظر الحرم الشريف النبوي.
3684 - محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر عبد الرحمن بن نجم بن طولون: وقيل: بينهما عبد الوهاب بن محمد ومنهم من جعل بعد عمر بدل محمد بن يونس عبد الرحمن بن أبي العز بن نجم بن طولون الشمس والقدر والنسبة والجمال وهو أبو اليمن بن الزين القرشي العثماني المراغي الأصل المدني الشافعي الآتي أبوه وأخويه ويعرف كل منهم بابن المراغي ولد في سنة أربع وستين وسبعمائة أو التي تليها بالمدينة ونشأ بها فحفظ العمدة المنهاجين "الفرعي والأصلي" وألفية ابن مالك وعرض في سنة خمس وسبعين فما بعدها على شيوخ بلده والقادمين عليها وكذا على أهل مكة كأحمد بن محمد بن عبد المعطي المالكي بل سافر إلى الديار المصرية في سنة ثمان وسبعين فعرض على جماعة هناك وممن أجازه من مجموعهم: محمد بن أبي البقاء السبكي سنة سبع وسبعين بالمدينة(2/453)
ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي "نزيلها" واحمد بن محمد بن محمد الحنفي "المدعو بجلال الخجندي" وعلي بن أحمد الفوي المدني والمجد اللغوي وأحمد بن محمد بن أحمد القرشي العقيلي النويري المكي الشافعي والبرهان الأنباسي والسراج البلقيني وابن الملقن والكمال الدميري أربعتهم بالقاهرة وممن لم يجز القاضيان: الصدر المناوي والبدر بن جماعة "وكلاهما في سنة ثمان وسبعين والقاضي ناصر الدين بن الميلق" وقد تزوج المترجم ابنته وهي أم أولاده "والعز عبد السلام بن محمد الكازروني المدني الشافعي" وقال إنه كان بالمسجد النبوي تجاه رأسه الشريف في آخر ذي الحجة من التي قبلها ومحمد بن صالح الشهير بالصقلي وتفقه بوالده وقرأ على البدر الداركسي تصنيفه أحكام الأحكام في سنة ثمان وثمانين وأجاز له روايته وسائر ما يجوز له وعنه روايته ووصفه: بالشيخ الإمام الفاضل العالم بسليل الأكابر المفاخر وقال قراءة وتحريرا وتصنيفه زهر العرش في تحريم الحشيش وسمع على العز أبي اليمن بن كويك بعض الموطأ رواية يحيى في سنة تسع وثمانين بل سمعه بكماله بقراءة أخيه أبي الفتح "الآتي قريبا" على البرهان بن فرحون وقرأ على الزين طاهر بن الحسن بن عمر بن حبيب كتابه وشي البردة واجازه به وبغيره من تأليفه وعلى الزين العراقي شرحه لمنظومة الألفية بالمدينة في سنة تسعين وأذن له في روايته وإفادته ووصفه بالشيخ الفقيه المشتغل المحصل الأصيل الأثيلي جمال الدين ووالده بالشيخ الإمام العلامة مفتي المسلمين صدر المدرسين نفع الله به وبسلفه وقراءته: بأنها قراءة تدبر وتأمل فأجاد وأحسن وأنها بالمسجد النبوي وأخذ بالقاهرة أيضا عن شيخنا وامتدحه بما أثبته في ترجمته وأوردته في معجمه باختصار وقال: إنه تفقه بأبيه ومهر في الأدب ونظم الشعر المبتول وطاف البلاد واجتمع به كثيرا وسمعت من فوائده ومدحني بأبيات لما وليت مشيخة البدرسية وتبعه في ذكره المقريزي في عقوده وناب في الخطابة والإمامة والقضاء بالمدينة عن أبيه وسمع عليه تاريخه للمدينة بقراءة السكري وكان إماما عالما كثير التواد ظريف المحاضرة والمحادثة بارعا في الأدب ذا شعر حسن فمنه في آبار المدينة مما نقلته من خطه وسمعهما منه والده وأخواه أبو الفتح وأبو الفرج.
إذا رمت أبار النبي صلى الله عليه وسلم بطيبة ... فعدتها سبع مقالا بلا وهن
أريس وغرس رومة وبضاعة ... كذا بصدقل بئر جامع العهن
وقد درس وأفاد وقرأ عليه أخوه أبو الفرج المنهاج الفرعي واسند والده وصيته إليه ولكنه لم يعش بعده إلا يسيرا فإنه سافر إلى الشام فقتله بعض اللصوص وهو(2/454)
متوجه في اللجون في سنة تسع عشرة وثمانمائة وقتل معه ابناه أبوالرضى محمد وأبو عبد الله الحسين "رحمهما الله".
3685 - محمد الكمال أبو الفضل: أخو الذي قبله ولد في خامس ذي القعدة سنة ثلاث وثمانمائة بالمدينة وأمه رقية ابنة الشيخ محمد بن تقي الكازروني وأحضر بها في الثالثة على أبيه سنة ست جزء من حديث نصر الموحى بل سمع عليه بعد ذلك سداسيات الرازي وجزء ابن فليته والأول والثاني من حديث شيء تام وجزء ابن مقسم ونسخة همام لأبي نعيم "بفوت من أولها" وبعض المقلابيات وجميع الأربعين تخريج شيخنا له وكذا سمع على أخيه وعلى النور المحلي سبط الزبير بعض الاكتفاء للكلاعي في عسرف وحفظ المنهاج وغيره واشتغل على الجمال الكازروني وسمع عليه البخاري سنة سبع وثلاثين بل قرأ عليه الموطأ وفي الفقه والمعاني والبيان وغيرها على النجم بن السكاكيني شريكا لأخيه أبي الفتح ووصفه بالعالم العلامة ودخل مصر ومات مقتولا في مكانهم بالعواني خارج المدينة في ضحى يوم السبت سادس ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة فحمل إلى البقيع فغسل وصلي عليه به ثم دفن بعد صلاة العصر عوضه الله وإيانا الجنة وذكر شيخنا في تاريخه السبب في قتله فإنه قال: ورد الخبر بأن أبا الفضل بن شيخنا زين الدين بن حسين اغتيل قتله شريف رافضي يقال لكون شخص كان له دين عليه فلما مات أوصى أبا الفضل فطالبه بمال محاجريه فمطله فألح عليه فاغتاله وصار أهل المدينة في خوف شديد ولم يبق أحد يجسر على الخروج من بيته سحرا وكان سليمان أميرها غائبا فخرج نائبه حيدر بن عرير في جماعة لتحصيل القاتل وكان قد تسحب هو وجماعة من عشيرته فما ظفروا بأحد منهم انتهى وحينئذ توجه أخوه ناصر الدين أبو الفرج محمد بإشارة أخيهما شيخنا الشرف أبو الفتح إلى القاهرة فوقف للظاهر جقمق فأمده بجند كثير صحبته أمير بكلف نسبته أزيد من ثلاثة آلاف دينار حصل به تقويته لأهل السنة وخذلان للرافضة بعد أن جهز الجند من البحر ما يكفيهم لئلا يضيقوا أهل المدينة وأقام الجند مع أميرهم سنتين وأمسكوا جماعة وفر القاتل فما أمكن تحصيله لكن حصل بهذا ارتداع في الجملة رحمه الله.
3686 - محمد الشرف: وكناه بعض طلبة أبيه فتح الدين أبو الفتح: أخو الذي قبله ولد في سنة خمس وسبعين بالمدينة وأمه هي ابنة إبراهيم بن عبد الحميد المدني واخت تقي الدين محمد ونشأ بها فحفظ القرآن وتلى به لنافع وابن كثير وأبي عمر وعلى الشمس الحلبي "الماضي قريبا" والعمدة والشاطبية وألفية العراقي والمنهاج الفرعي والأصلي ولمع الأدلة في أصول الدين لأمام الحرمين وألفية ابن مالك(2/455)
وعرض في سنة ست وثمانين فما بعدها على شيوخ بلده والقادمين عليها وغيرهم فممن عرض عليه: محمد بن أحمد الشافعي بن الظاهري وقال: إن مولده سنة عشر وسبعمائة والقاضي ناصر الدين بن الميلق وأجازا له وكذا البلقيني وابن الملقن والأنباسي بل سمع منهم أيضا وذلك في سنة ثلاث وتسعين فما بعدها في رحلته مع أبيه إلى القاهرة وقد دخلها أيضا في أثناء سنة تسع وتسعين وأقام بها التي تليها وممن سمع منه بالمدينة من أهلها والقادمين عليها أبوه ومما سمعه عليه تاريخه للمدينة والجمال الأميوطي والزين العراقي وصاحبه الهيثمي والتاج عبد الواحد بن عمر بن عباد والشمس محمد بن محمد بن يحيى الخشبي والجمال يوسف البنا والعلم سليمان السقا وزوجته أم الحسن فاطمة ابنة ابن مزروع وابنة عمها رقية والقضاة الأربع: البرهان بن فرحون وعلي بن أحمد النويري والتقي محمد بن صلاح الكتاني والتاج عبد الوهاب بن أحمد الأخنائي في آخرين كالجلال الخجندي وعبد القادر بن محمد الحجار وبالقاهرة سوى من تقدم: التنوخي وابن الشيحة والمطرز والحلاوي والسويداوي والصلاح المناوي والصلاح الزفتاوي وابن الفصيح والفرسيس والغماري والنجم بن الكشك القاضي وستيتية ابنة محمد بن غالي وقرأ على الكمال الدميري فيها سنة خمس وسبعين جوابا له عن مسألة طريفة شبه اللغز وبمكة: ابن صديق "وكان ممن سمع منه بالمدينة" والشريف بن عبد الرحمن الفاسي والجمال بن ظهيرة وعني والده ودخل اليمن مرارا أولها: في سنة اثنتين وثمانمائة فاجتمع بالفقيه الموفق علي بن أبي بكر الأزرق وقرأ عليه وأجاز له وصحب إسماعيل الجبرتي وتأدب به وألبسه الخرقة وكذا صحب الشهاب أحمد بن الرذاذ وسمع عليه كثيرا من مؤلفاته وسمع من المجد اللغز وكذا ممن لقي باليمن: الشمس العلوي والبدر حسن الأبيردي وأجاز له في سنة ست وتسعين وما بعدها الشهاب الأزرعي والشمس الكرماني الشارح والبهاء بن خليل والحراوي وابو الخير بن العلائي وابو هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وآخرون جمع الكل أعني شيوخ السماع والإجازة مشيخته تخريج النجم بن فهد وتفقه بوالده بحث عليه العمد في شرح الزبد ثلاث مرات وكذا قرأ عليه قطعة الأسنوي وتكملة أبيه وغيرها وعلى الموفق بن الأزرق قطعة من أول كتابه تقاسيم الأحكام بل تفقه أيضا بالدميري والبلقيني وآخرين وأذنوا أو جلهم كابن الأزرق له وأخذ الأصول عن الولي العراقي "قرأ عليه المنهاج الأصلي وكتب له إجازة حافلة كتبتها في موضع آخر" والنحو عن والده وابن هشام وجماعة والحديث عن الزين العراقي بحث عليه ألفيته وشرحها والتقيد والإيضاح له إلى غيرها من تصانيفه وغيرها بل سمع عليه قبل بقراءة أخيه أبي اليمن الكثير من شرح الألفية وبقراءة غيره في سنة تسع وثمانين حره في قص الشارب واذن له في إقرائه وكذا أذن له غيره وكتب بخطه الحسن المتقن من الكتب(2/456)
والأجزاء أشياء وطلب بنفسه وقرأ الكثير من وكتب الطباق وضبط الأسماء وكان يخرج في هذا النوع بالصلاح الأفقهي فقد وصفه بخطه بمفيدنا وتنبه وبرع في الفقه وأصوله والنحو والتصوف وأتقن جملة من ألفاظ الحديث وغريب الرواية وشرح المنهاج الفرعي شرحا حسنا مختصرا في ثلاث مجلدات سماه المشرع الروي في شرح منهاج النووي أخذ عنه البرهاني بن ظهيرة وابن شعبان وغيرهما واختصر فتح الباري لشيخنا في نحو أربعة مجلدات وسماه تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح: وهو شبه المنتقي وحدث باليمن ودرس بها وممن قرأ عليه بها التقي بن فهد وغيره من القدماء وبنى لأجله بعض ملوكه بها مدرسة وجعل له فيها معلوما وافرا كان يحمل إليه بعد انتقاله عنها برهة وكذا حدث بالمدينة بعد سؤال أخيه أبي الفرح له في ذلك وتوقفه فيه تأدبا مع الجمال الكازروني لتقدمه في السن عليه فقرأ عليه أخوه المذكور الصحيحين والشفا بالروضة وكذا قرأ عليه آخرون: كأبي الفتح بن تقي ولم يلبث أن قتل أخوه الكمال أبو الفضل كما أسلفت في ترجمته فكان ذلك سبب انتقاله إلى مكة وذلك في سنة أربع واربعين واستمر بها حتى مات بل كان ممن تردد عليها قبل ذلك مرارا أولها سنة ثمان مائة وجاور بها سنين وحدث بها بالكتب الستة وغيرها واشتهر ذكره فيها بحيث استقر في مشيخة الخانقاه الزمامية بها بعد موت شيخها أحمد الوسيط في سنة خمسين ثم استقر به الجمال ناظر الخاص في مشيخة مدرسته التي أنشأها أول ما أتيت في سنة سبع وخمسين وجعل وقت حضورها بعد صلاة الصبح لأجله والظاهر جقمق في أسماع البخاري مضافا لمشيخة التصوف بالزمامية وأخذ عن الأكابر من أهلها والواردين من سائر الآفاق عليها وكنت ممن أخذ عنه الكثير وبالغ في الإكرام والاحترام حتى أنه اقتبس مني حسبما كتبه بخطه الإجازة لولده وكان يسلك في تحديثه التحري والتشدد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويترضى عن الصحابة كلما ذكروا ويفتتح المجلس بالفاتحة وبسورة الإخلاص ثلاثا ويهديها لمشايخه كل ذلك مع الثقة والأمانة والصدق والعبادة وكثرة التلاوة والزهد والورع والتواضع والهضم لنفسه وطرح التكلف في مسكنه ومطعمه وملبسه والتقنع باليسير والاقتصاد وحسن التأني عن الناس والإقبال على ما يهمه وقلة الكلام فيما لا يغنيه وشدة التحري في الطهارة والغضب لله وعدم الخوف في الله من لومة لائم والهيبة والوقار وسلوك الأدب وتسكين الأطراف ونور الشبه وحسن الاعتقاد في المنسوبين للصلاح سالكا طريق شيخه في تحسين الظن بابن عربي مع صحة عقيدته وربما عيب بذلك بحيث سمعت من شيخنا إنكاره عليه بسببه وعدم ارتضائه لاختصاره الفتح وكان الشيخ محمد الكيلاني المقري وغيره يناكفه وينكر إقامته برباط ربيع في سفح إجبار الصغير وهو صابر لشدة تحريه قل من كان يحسن القراءة عليه سيما وفي(2/457)
خلقه شدة ولو بسطت ترجمته لكان فيها لطائف وهو ممن ذكره المقريزي في عقوده وقال: إنه جال البلاد وبرع في الفقه وغيره انتهى ولم يزل على أوصافه حتى مات وهو ممتع بحواسه شهيدا بالبطن بمكة في ليلة الأحد سادس عشر المحرم سنة تسع وخمسين وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من خديجة الكبرى والفضيل بن عباس في مشهد حافل وصلي عليه بالجامع الأموي في دمشق وبغيره صلاة الغائب "رحمه الله وإيانا".
3687 - محمد ناصر الدين أبو الفرج: أخو الثلاثة قبله وشقيق ثانيهم وولد الشمس محمد الآتي ولد في صفر سنة ست وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وقام به على العادة في سنة عشرين بمكة والعمدة والمنهاج والعيني والنحو وعرض في سنة تسع عشرة فما بعدها ببلده ثم في أثناء سنة عشرين فما بعدها بمكة على خلق فممن أجاز له منهم من الشافعية الولي العراقي والشهاب بن المجمرة والشمسان "ابن الجزري ومحمد بن أحمد بن موسى الكفيري" وناصر الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن حسين بن القطان والمدنيان وابن سلامة والمحب بن ظهيرة ومن الحنفية: علي بن محمد بن علي الأنصاري الزرندي والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي والبدر حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي المكي ومن المالكية: التقي الفاسي وابوه الشهاب أحمد بن علي وكذا عرض من المالكية على الرضي أبي حامد محمد بن عبد الرحمن الفاسي والقاضي ناصر الدين أبي البركات محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرحون والزين عبادة ومن الشافعية: القاضي الجمال أبو البركات محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة والنجم عمر بن حجي والتقي أبو بكر اللونياني ومحمد بن محمد السيوطي والشهاب العزي أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج وإبراهيم بن أحمد البعلي المقري المؤذن بالحرم النبوي والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي ومن الحنفية الشهاب أبو الخير أحمد بن الضياء والشمس محمد بن علي الصفدي وتلى لأبي عمرو من طريق روايته على الزين بن عياش بالمدينة بعد أن جوده على غيره وتفقه بالجمال الكازروني والنجم الواسطي بن السكاكيني "جمل عنه الحاوي" والشمس الكفيري وبأخيه الشرف أبي الفتح وبه كان جل انتفاعه وكذا قرأ على أخيه الآخر أبي اليمن المنهاج وعن أبي الفتح والجمال والنجم أخذ النحو فسمع على ثالثهم الألفية وابن عياش حضر عنده دروسا فيها وكذا عن النور أبي الحسن علي بن محمد بن علي الزرندي والجلال المرشدي وعن النجم وحده أخذ المعاني والبيان وأصول الفقه فإنه أخذ عنه التلخيص والمنهاج الأصلي وشرحه به وعن الجمال والزرندي والجلال في التفسير وعن(2/458)
الزين بن القطان دروسا من شرح العمدة بل سمع عليه في مسلم والشفا ولازم أخاه الشرف في قراءة الحديث بحيث قرأ عليه كثيرا وتتدرب به في المتون والرجال وكذا قرأ كثيرا على الجمال الكازروني ولازمه في سنة إحدى وعشرين حتى مات ومما قرأه عليه البخاري ومسلم والشفا وأذنا له والنجم غير واحد في الإفتاء والتدريس وسمع على الشموس محمد بن محمد بن محمد بن المحب وابن الجزري وابن البيطار والشرف أبي السعادات عبد الرحيم الحرمي والنور المحلي والمحب أبي عبد الله الفاسي والجلال المرشدي والتقي بن فهد وبعض ذلك بقراءته ومما سمعه على الأول بالمدينة في سنة وفاته ختم الصحيحين وعلى الثاني مشيخة الفخر ومجالس من أوائل ابن داود ومن النثر والطيبة وجميع الحصن أو أكثره إلى غير ذلك من نظمه ونظم غيره ومن لفظ الثالث ختم البخاري وعلى الرابع المشكاة ومجالس من الشفا بل قرأ عليه المصابيح وعلى الخامس بعض الاكتفاء للكلاعي وختم الشفا وعلى السادس بعض الاكتفاء وعلى السابع بقراءته الترغيب للمنذري وعلى الأخير بمكة المسلسل بجميع طرقه مع قطعة من مسند عبد وبالمدينة قطعة من الاكتفاء للكلاعي ودخل القاهرة في سنة ثلاث وأربعين بسبب التشكي ممن تعدى على قتل أخيه كما ذكر فيه قريبا وأقام التي تليها وأخذ بها عن شيخنا أشياء كالمسلسل منه والبعض من كل من الموطأ والبخاري وألفية العراقي والمقدمة وبلوغ المرام وكتب عنه من الأمالي بل كتب قطعة من فهرسته وقرأها وكذا قرأ الخصال بحثا شرح النحية والأربعين التي خرجها لولده والجمعة للنسائي وجملة ووصفه: بالشيخ الإمام العلامة المفتي الأوحد مفيد الطالبين صدر المدرسين ووالده: بشيخنا الإمام العلامة إمام دهره ومسند عصره ومفخر أهل مصر وزاد مرة أخرى لصاحب الترجمة: الأصيل المحدث المفيد وأخرى الفاضل ولأبيه: عالم أهل الحجاز ومفتي المدينة وشيخها وقاضيها وأخرى: عالم الحرمين بل سمع على والده في صغره الكثير كالصحيحين وجامع الترمذي وسنن أبي داود والدارقطني بفوت فيهما ومجالس الجلال العشرة ونسخة إبراهيم بن سعد وجزء فليته وجزء ابن مقسم والأولين من فوائد شختام والأربعين لأبي سعد النيسابوري وسداسيات الرازي والجزء الذي انتقاه الذهبي للعفيف المطري ومسلسل الفقهاء وبعض الغيلانيات وجل ذلك بقراءة أخيه ومن لفظه المسلسل وأجاز له الشهاب الواسطي والقبابي والتدمري والزين الزركشي وخلق وجوز بن فهد إجازة عائشة ابن عبد الهادي وغيرها هو ليس ببعيد وخرج له مشيخة وفهرستا انتفع هو والطلبة بهما وحدث بالكثير من لفظه وبقراءة ولده وغيره أخذ عنه أهل بلده والغرباء وصار شيخ المدينة النبوية ومسندها بدون مدافع وكنت ممن لقيه بمكة ثم بالمدينة في سنة ست وخمسين وأحدث عنه أشياء وممن سمع عليه(2/459)
الشهاب أحمد بن خليل بن النبودي الدمشقي والفخر أبو بكر الساج وحسين الفتحي وعبد الحفيظ ابن أخيه الشرف أبي الفتح وفي سنة تسع وستين أبو الفضل عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر السيوطي وفي سنة سبع وسبعين الشريف قاضي الحرمين المحيوي عبد القادر بن عبد اللطيف الحنبلي "وفي تواريخ آخر عبد القادر بن عبد الهادي بن محمد الأزهري" وعبد اللطيف بن محمد الحجازي والسيد النور علي بن عبد الله السمهودي والنور أبو الفتح علي بن محمد بن علي الفاكهي وآخره أبو الخير فقير الشيخ علي بن عبد الله الطواسي وفي سنة إحدى وستين المحب محمد بن أحمد بن جانق وفي تواريخ النجم محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب المالكي "قاضي مكة بعد المدينة وخير الدين أبو الخير محمد بن الشمس بن أحمد السخاوي بن القصبي وأبناء صاحب الترجمة الشمس محمد وأبو الفضل محمد والزين أبو بكر وابن أولهما الزين أبو بكر محمد وابن ثانيهما أبو الفضل محمد وسبط صاحب الترجمة الجمال محمد بن أبي السعادات الكازروني وفي سنة تسع وسبعين الشراح معمر في خلق لا أحصرهم وكان حسن الشكالة نير الشيبة مهابا مع فضيلة وسكون خدم من كتب العلوم المنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والتلخيص والجمل في المنطق وعروض الأندلس وغيرها بحواس مفيدة بعد كتابته لها بخطه وقال في ضبط بحور النظم:
إذا رمت صيتا للبحور فهاكها ... فقد تهامت وعشر كذا فقل
طويل مزيد مع بسيط ووافر ... كذا كامل هزج ورجز مع الرمل
سريع للخفيف مضارعا ... قضيت الغريب دار كتب في العمل
مات في صبيحة يوم الجمعة العشرين من المحرم سنة ثمانين وصلي عليه بعد الجمعة في الروضة ودفن بالبقيع عند والده رحمهما الله وإيانا وفي ترجمته من التاريخ الكبير تتمات بعضها قد يغتفر إليه.
3688 - محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن ضرغام بن ظيعان بن حميد الجمال أبو عبد الله الأنصاري: الدرري الأصل المكي الشهير بالمرشدي ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ الشاطبية وعرضها في سنة ست وسبعين على الشهاب بن ظهيرة وابي العباس بن عبد المعطي وغيرهما وتلى لكل من أبي عمرو وابن كثير ختمه علي يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الكريم العمري المالكي وسمع من العز ابن جماعة والجمالين "الأميوطي وابن عبد المعطي" والبرهانين "الأنباسي وابن صديق" والأحمدين "حسن بن الزين وابن محمد بن الناصح" والعفيف النشاوري ومحمد بن القاسم البرزني والقاضي ابي عمر(2/460)
وابن أميلة وابن الهبل وابن النجم وآخرون يجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد وحدث بالكثير من مسموعه وغيره أخذ عنه ابن فهد المذكور وكان خيرا دينا ورعا زاهدا متواضعا منقبضا منجمعا عن الناس زار النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين مرة على قدميه من طريق الماشي وبيت المقدس ثلاث مرات ودخل القاهرة وبلاد اليمن وكان يخدم الفقراء والمساكين ويحسن إليهم وهو أصغر أخويه وأحسن منهما ديانة وأكثرهما انقباضا عن الناس مات في رمضان سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
3689 - محمد بن أبي بكر بن علي المكي: ثم المدني المحيوي أبو المحاسن بن الفخر بن النور الشهير بابن أبي السوس قرأ البخاري على شيخه يحيى بن محمد التلمساني غير مرة منها في سنة ثلاث وثمانمائة وسمع قبل ذلك غالب الموطأ على البرهان بن فرحون سنة ثمان وخمسين.
3690 - محمد بن أبي بكر بن عون بن رباح الثقفي: حجازي ذكره مسلم في رابعة ثاني المدنيين وقال العجلي: المدني تابعي ثقة له حديث في التهليل يوم عرفة رواه عنه ابنه عبد الله ومالك وموسى بن عقبة مما رواه عن أنس وكذا روى عنه ابنه أبو بكر وشعبة وأسامة بن زيد خرج له الشيخان وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان والعجلي: محمد بن ابي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة التقي الأخنائي القاهري قاضي المالكية بمصر يأتي في تقي الدين من الألقاب.
3691 - محمد بن الخطيب الفخر أبي بكر بن الخطيب الكمال أبي الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد العقيلي النويري: المالكي المدني المولد أخو يحيى أمه مدنية وهي أبنة عبد الوهاب بن محمد التادلي الماضي ولد بها في آخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة أو أول التي تليها ولازمه الشمس البصري زقزوق قليلا وتزوج ابنة ابن عم أبيه وخطب بالمسجد الحرام في آخر سنة تسعمائة ثم في التي بعدها ممن سمع مني المسلسل وعلى بعض الهدايا الجزرية.
3692 - محمد بن ابي بكر بن ابي القاسم الهمداني: ثم الدمشقي السكاليني الشيعي ولد سنة خمس وثلاثين وستمائة بدمشق وطلب الحديث وتأدب وسمع الحديث وهو شاب من إسماعيل بن العراقي مسند أنس للحسني عن السلف ومن فوائد أبي الترسي بالسند عنه وغير ذلك منه ومن الرشيد بن مسلمة ومكي بن علام في آخرين وتلى بالسبع روى عنه البرزالي والذهبي وآخرون من آخرهم: أبو بكر بن المحب وبالإجازة البرهان التنوخي وأقعد في صناعة السكاكين عند شخص رافضي فأفسد عقيدته بحيث أخذ عن جماعة من الإمامية ولكن لم يحفظ عنه نسب في(2/461)
الصحابة بل له نظم في فضائلهم غير أنه كان يناظر على القدر وينكر الجبر ورد على العفيف التلمساني في الاتحاد وقد أم بقرية حيرين مدة وأقام بالمدينة النبوية عند أميرها المنصور بن جماز مدة طويلةكل ذلك مع تعبد وسعة علم ونظم وفضائل قال ابن تيمية وهو ممن يتسنن به الشيعي ويتشيع به السني ونسب إليه العماد بن كثير الأبيات التي أولها:
أيا معشر الإسلام دمي دينكم
وقال الذهبي: كان حلو المجالسة ذكيا عالما فيه اعتزال وينطوي على دين وإسلام وتعبد سمعنا منه وكان صديقا لأبي ويقال: إنه رجع في آخر عمره ونسخ صحيح البخاري ومات في صفر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ووجد بعد موته بمدة في سنة خمسين وسبعمائة بخط يشبه خطه كتاب سمي "الطرائف في معرفة الطوائف" يتضمن الطعن على دين الإسلام ودارت فيه أحاديث مشكلة وتكلم على متونها كلام عارف بما يقول إلا أن وضع الكتاب يدل على زندقته وقال في آخره كتبه عبد الحميد بن داود المصري وهذا الاسم لا وجود له وشهد جماعة من أهل دمشق: بأنه خطه فأخذه التقي السبكي عنده وقطعه في الليل وغسله بالماء ذكره شيخنا في درره.
3693 - محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن ابي قحافة عثمان بن عامر: أبو القاسم القرشي التيمي المدني الذي ولدته أسماء ابنة عميس في حجة الوداع ممن روى عن أبيه مرسلا وعنه ابنه القاسم ولم يسمع منه وقد خرج له النسائي وابن ماجة وذكر في التهذيب وثاني الإصابة وأول ثقات ابن حبان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ومكة للفاسي وكان أحد الرؤوس الذين ساروا إلى حصار عثمان ثم إنه ضم إلى علي فكان من أعيان أمرائه فبعثه على إمرة مصر في رمضان سنة سبع وثلاثين وجمع له صلاتها وخراجها فصار إليها في جيش من العراق وسير معاوية من الشام معاوية بن حديح على مصر أيضا وعلى حرب محمد هذا فالتقى الجمعان فكسره ابن حديح وانهزم عسكر محمد واختفى هو بمصر في بيت امرأة فدلت عليه فقال: احفظوني لأبي بكر فقال ابن حديح: قتلت ثمانين رجلا من قومي في دم عثمان وأتركك وانت صاحبه فقتله ثم جعله في بطن حمار وأحرقه وقيل كما عن عمرو بن دينار: إنه أتى به لعمرو بن العاص فقال له: معك عقد من أحد قال: لا فأمر به فقتل قال ابن يونس: وكان قتله في صفر سنة ثمان وثلاثين يوم الثناة لما انهزم المصريون فقيل: إنه اختفى في بيت امرأة من غافق آواه فيه أخوها وساق ما تقدم وقال ابن حبان: قيل إن محمدا قتل في المعركة وقيل: إن عمرو بن العاص قتله بعد أن أسره(2/462)
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: كان علي يثني عليه ويفضله لأنه كانت له عبادة واجتهاد وكان على رجالة علي يوم صفين.
3694 - محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن الحسين: الكمال أبو الفضل بن الزين بن ابي الفرج العثماني المراغي المدني ولد عبد الحفيظ الماضي ولد بالمدينة في سنة ثمان وخمسين وثمانمائة سنة وفاة أبيه أو قبلها وسمع على جده وابنة أخو جده فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي ومما قرأه على جده ناصر الدين أبي الفرج صحيح مسلم في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة وسافر إلى الهند وغيرها فدام مدة ثم قدم في سنة ثمان أو تسع وثمانين ثم سافر إلى الروم ومات بها في سنة أربع وتسعين وثمانمائة.
3695 - محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أبو عبد الملك الأنصاري المدني قاضيها وابن قاضيها "الآتي" وأخو عبد الله الماضي وصاحب الترجمة أكبر يروي عن أبيه وعمر وعباد بن تميم وعبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن وعنه ابنه عبد الرحمن وشعبة والثوري ومفضل بن فضالة وابن عيينة وآخرون ورأى بعض الصحابة وكان من الثقات خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وثالثة ثقات ابن حبان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وقال: إنه صالح ثقة وقال أحمد: ليس به بأس قال الواقدي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة يعني عن اثنتي وسبعين وممن ذكره البخاري في تاريخه قال: وآل حزم قضاة قال لي الأوس بن إبراهيم بن سعد قال: رأيته يقضي زاد ابن أبي حاتم فيما نقله عن إبراهيم أيضا في مؤخرة المسجد.
3696 - محمد بن أبي بكر بن أبي الفتح محمد بن محمد تقي بن محمد بن روزبة الكازروني المدني: الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن تقي سمع على فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي ثم من الشمس بن القاضي فخر الدين السنجاري الحنفي نزيل المدينة والمؤذن هو وأبوه الآتي بها كان قد اشتغل بالقاهرة على شيوخ مذهبه ثم قدم مع أبيه المدينة فولي تدريس الحنفية في الشهابية والأركوجية وكان من الخيار دينا عاقلا حسن الأخلاق مبادرا لقضاء حوائج الإخوان كهفا للفقراء والمساكين مؤدبا حسن الصوت تزوج ابنة القاضي شرف الدين الأميوطي فرزق منه ذرية مباركة ومات في أوائل سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بعد نهب بيته في نهبة بالمدينة وهو في درر سيخنا.
3697 - محمد بن أبي بكر الجبرتي المدني الحنفي: نسخ شرح النخبة لشيخنا في سنة خمس عشرة وثمانمائة بالمدينة.(2/463)
3698 - محمد بن بلال بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر: يروي عن المدنيين وعنه أبو عقيل قال أبو حاتم: لا أعرفه وذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته والبخاري في تاريخه وقال: روى عن عائشة وعنه أبو عقيل ولم يذكر فيه جرحا وهو في اللسان.
3699 - محمد بن تقي السنجاري المسكين: ممن سمع على الزين المراغي في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخه للمدينة.
3700 - محمد بن ثابت بن سباع الخزاعي: عداده في أهل المدينة روى عن عائشة وعنه ابنته جبرة ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3701 - محمد بن ثابت بن شرحبيل بن أبي عذير: أبو مصعب العبدري من بني عبد الدار المدني ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو تابعي ثقة يروي عن أبي هريرة وعقبة بن عامر وابن عمر وعبد الله بن يزيد الخطمي وعنه ابناه "مصعب وابراهيم" ومحمد بن إبراهيم التيمي ويزيد بن عبد الله بن قسيط وعبد الرحمن بن خبير ويعقوب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة القرشي وآخرون وخرج له البخاري في الأدب المفرد وذكر في التهذيب وثانية ثقات ابن حبان وثالثها وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3702 - محمد بن ثابت بن قيس بن شمس الأنصاري الخزرجي: من أهل المدينة أخو يحيى وعبد الله ووالد سميهما يحيى وعبد الله وسليمان حكه النبي صلى الله عليه وسلم بريقه وروى عنه وعن أبيه وسالم مولى أبي حذيفة وعنه ابناه "إسماعيل ويوسف" وعاصم بن عمربن قتادة وارسل عنه الزهري قتل يوم الحرة وقد خرج له ابو داود وذكر في التهذيب وثاني الإصابة وأول ابن حبان وتاريخ البخاري وابن ابي حاتم.
3703 - محمد بن حارثة بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي: من بني سلمة المدني أخو عبد الرحمن ومحمود ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وعنه محمد بن كليب وعبد الرحمن بن عطاء ويحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس وغيرهم ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته والبخاري وابن أبي حاتم وقال ابن سعد: في روايته ضعيف وليس يحتج به وهو في التهذيب.
3704 - محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: أبو سعيد القرشي النوفلي المدني أمه قتيلة ابنة عمرو بن الأزرق بن قيس بن معدي كرب ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو أخو نافع يروي عن أبيه وعمرو بن عباس(2/464)
ووفد على معاوية روى عنه بنوه جبير وإبراهيم وسعيد وابن شهاب وسعد بن إبراهيم الزهريان وعمرو بن دينار وآخرون وكان من علماء قريش وأشرافها ومن أعلم قريش بأحاديثها احتسب بعلمه وجعله في بيت واغلق عليه بابا ودفن المفتاح إلى مولاة له وقال لها: من جاءك يطلب مما في هذا البيت شيئا فادفعي إليه المفتاح ولا يذهبن من الكتب شيئا رواها ابن إسحاق عن ابن قسيط أن محمدا هذا وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وكذا وثقة ابن خراش وقال الواقدي: ثقة قليل الحديث مات بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز وقيل في خلافة سليمان بن عبد الملك خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات العجلي وابن حبان.
3705 - محمد بن جعفر بن ابي بكر الأنصاري: من أهل المدينة أخو إسماعيل يروي عن حميد الطويل والعلاء بن عبد الرحمن وعنه ابن ابي مريم وقتيبة قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3706 - محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني: يروي عن عمه عروة وابن عمه عباد بن عبد الله وعنه عبيد الله بن ابي جعفر وابن جريج والوليد بن كثير وابن إسحاق ومحمد بن خالد ابن عمه وكان كما قال ابن حبان في ثقاته: من فقهاء أهل المدينة وقرائهم بل قال في موضع آخر: يخطىء ويخالف وقال البخاري في تاريخه: كان فقيها مسلما وقال ابن سعد: كان عالما وله أحاديث ووثقه النسائي وتوفي شابا وابوه ممن طال عمره وبقي إلى خلافة سليمان بن عبد الملك وذكر في التهذيب وابن ابي حاتم وتاريخ البخاري وذكره في الأوسط في فضل من مات من عشر ومائة إلى عشرين ومائة.
3707 - محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف: أبو القاسم الهاشمي وأمه أسماء ابنة عميس ولدته بالحبشة في أيام هجرة أبويه إليها ولما نعى النبي صلى الله عليه وسلم أباه أمر بإحضار بنيه فجيء بهم ودعى بحلاق فحلق رؤوسهم فقال: "أما محمد "يعني هذا" فيشبه عمنا أبا طالب" الحديث وفيه صلى الله عليه وسلم لأمهم القبيلة وإنما وليهم في الدنيا والآخرة وتوفي شابا بعد ان تزوج "فيما قاله أبو أحمد الحاكم أبا كلثوم" ابنة علي بعد عمر بن الخطاب يعني بالمدينة وقال الواقدي: ثم ابن عبد البر: إنه استشهد بتستر فالله أعلم وهو في أول الإصابة وابن حبان.
3708 - محمد بن جعفر بن أبي عمرو: المحدث المفيد الشرف أبو(2/465)
فبايعوه في سنة مائتين فحج أبو إسحاق المعتصم وندب عسكرا لقتاله فأخذوه وقدم في صحبته إلى بغداد فبقي بها قليلا ومات بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحم قطعت من سنين ويقال إن سبب موته: أنه جامع ودخل الحمام وافتصد في يوم واحد فمات فجأة رحمه الله وهو في تاريخ البخاري ونقل عن إبراهيم بن المنذر: أن أخاه إسحاق أوثق منه وأقدم سنا والخطيب وابن ابي حاتم وذكره الذهبي في الميزان: وكان بينه وبين والي المدينة هارون بن المسيب وقعات عند الشجرة وغيرها فهزم وفقئت عينه بسهم وقتل من أصحابه خلق كثير ورد إلى موضعه إلى آخر المحكي الذي لا نطيل به.
3709 - محمد بن ابي جعفر المدني: يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر وعنه هشيم بن بشيرقاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو عند البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم.
3710 - محمد بن ابي الجهم عامر: أبو عبيدة بن حذيفة بن غانم بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ولد في العهد النبوي فيما قاله الذهبي وأمه خولة ابنة القعقاع بن معبد بن زرارة يوري عنه ابن أخيه أبو بكر بن عبد الله بن ابي الجهم قتله معقل بن سنان يوم الحرة صبرا قال الزبير بن بكار: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال كان مسرف بن عقبة بعدما وقع بأهل المدينة يوم الحرة "في إمرة يزيد بن معاوية" وأنهبها ثلاثا أتى بقوم من أهل المدينة فكان أول من قدم به إليه محمد بن أبي الجهم فقال: تبايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن إن شاء أعتقك وإن شاء استرقك فقال: بل أبايع على أني ابن عم كريم فقال: اضربوا عنقه انتهى وكانت قضية مسرف في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وقد ذكر هذه القصة غير واحد من الأخباريين منهم الزبير المذكور وأنه قال بعد أن ذكر شيئا من خبر يزيد بن معاوية: ويزيد الذي أوقع بأهل المدينة بعث إليهم مسلم بن عقبة المري أحد بني مرة ابن عمرو بن سعد بن دينار فأصابهم بالحرة بوضع يقال له: واقم من المسجد النبوي على ميل فقتل أهل المدينة مقتلة عظيمة سمي بذلك اليوم يوم الحرة وأنهب المدينة ثلاثة أيام وهو الذي سماه أهل المدينة مسرفا ثم خرج يزيد لمكة وبها ابن الزبير فمات في طريق مكة فدفن على ثنية يقال لها: المسلسل مشرفة على قديد فلما ولى عنه الجيش انحدرت إليه ليلى أم ولد يزيد بن عبد الله بن زمعة من أستاره فنبشته وصلبته على ثنية بالمسلسل وكان مسرف قتل يزيد بن عبد الله بن زمعة بن الأسود أبا ولدها ذكره الفاسي.
3711 - محمد بن الحرث: أبو عبد الله المخزومي المدني عن عبد الله بن(2/466)
فبايعوه في سنة مائتين فحج أبو إسحاق المعتصم وندب عسكرا لقتاله فأخذوه وقدم في صحبته إلى بغداد فبقي بها قليلا ومات بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحم قطعت من سنين ويقال إن سبب موته: أنه جامع ودخل الحمام وافتصد في يوم واحد فمات فجأة رحمه الله وهو في تاريخ البخاري ونقل عن إبراهيم بن المنذر: أن أخاه إسحاق أوثق منه وأقدم سنا والخطيب وابن ابي حاتم وذكره الذهبي في الميزان: وكان بينه وبين والي المدينة هارون بن المسيب وقعات عند الشجرة وغيرها فهزم وفقئت عينه بسهم وقتل من أصحابه خلق كثير ورد إلى موضعه إلى آخر المحكي الذي لا نطيل به.
3712 - محمد بن ابي جعفر المدني: يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر وعنه هشيم بن بشيرقاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وهو عند البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم.
3713 - محمد بن ابي الجهم عامر: أبو عبيدة بن حذيفة بن غانم بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ولد في العهد النبوي فيما قاله الذهبي وأمه خولة ابنة القعقاع بن معبد بن زرارة يوري عنه ابن أخيه أبو بكر بن عبد الله بن ابي الجهم قتله معقل بن سنان يوم الحرة صبرا قال الزبير بن بكار: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال كان مسرف بن عقبة بعدما وقع بأهل المدينة يوم الحرة "في إمرة يزيد بن معاوية" وأنهبها ثلاثا أتى بقوم من أهل المدينة فكان أول من قدم به إليه محمد بن أبي الجهم فقال: تبايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن إن شاء أعتقك وإن شاء استرقك فقال: بل أبايع على أني ابن عم كريم فقال: اضربوا عنقه انتهى وكانت قضية مسرف في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وقد ذكر هذه القصة غير واحد من الأخباريين منهم الزبير المذكور وأنه قال بعد أن ذكر شيئا من خبر يزيد بن معاوية: ويزيد الذي أوقع بأهل المدينة بعث إليهم مسلم بن عقبة المري أحد بني مرة ابن عمرو بن سعد بن دينار فأصابهم بالحرة بوضع يقال له: واقم من المسجد النبوي على ميل فقتل أهل المدينة مقتلة عظيمة سمي بذلك اليوم يوم الحرة وأنهب المدينة ثلاثة أيام وهو الذي سماه أهل المدينة مسرفا ثم خرج يزيد لمكة وبها ابن الزبير فمات في طريق مكة فدفن على ثنية يقال لها: المسلسل مشرفة على قديد فلما ولى عنه الجيش انحدرت إليه ليلى أم ولد يزيد بن عبد الله بن زمعة من أستاره فنبشته وصلبته على ثنية بالمسلسل وكان مسرف قتل يزيد بن عبد الله بن زمعة بن الأسود أبا ولدها ذكره الفاسي.
3714 - محمد بن الحرث: أبو عبد الله المخزومي المدني عن عبد الله بن(2/467)
معاوية موسى بن نشيط وإبراهيم بن محمد التيمي قال ابن حاتم عنه بالمدينة وهو صدوق.
3715 - محمد بن الحجاج: من ولد أبي لبابة الأنصاري مدني يروي عن أبيه عن جده وعنه عاصم ين سويد الأنصاري أورده ابن حبان في ثانية ثقاته والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وقال: سألت عنه فقال: مجهول ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
3716 - محمد بن حذيفة بن دأب: من أهل المدينة يروي عن عبد الله بن أبي قتادة وعبد الله بن خويلد وروى عنه ابن ذئب قال البخاري في تاريخه: وليس بابن دأب ذاك الضعيف صاحب السمر يعني عيسى فذا قديم قوي ووثقه ابن حبان في الثالثة ولكن قال أبو حاتم: إنه ضعيف ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
3717 - محمد بن أبي حرملة: أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزي القرشي فهو مولاهم المدني ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن ابن عمر وعطاء بن يسار وغيرهما وعنه البخاري وابن أبي حاتم وثانية الثقات قال: هو الذي يروي عنه خصيف ويقول: حدثني محمد بن حويطب القرشي ينسبه إلى مواليه وقال ابن سعد: توفي في أول خلافة أبي جعفر المنصور وكان كثير الحديث.
3718 - محمد بن حريث: أبو عبد الله البلنسي ثم السبتي خطيبها وفقيهها سمع عليه بالمدينة عبد الله وعلي "أبناء محمد بن أبي القاسم بن فرحون" وأظنه محمد بن إبراهيم بن حريث الماضي نسب لجده.
3719 - محمد بن حسن بن أحمد بن محمد: الشمس أبو عبد الله الكردي ثم المقدسي نزيل مكة ويعرف بابن الكرديه ولد سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ببلدة من بلاد الأكراد وتحول مع أمه وهو ابن سبع إلى القدس وسمع فيه على أبي الخير بن العلائي الصحيح ودام به عشرين سنة ثم مات أبوه فتحول إلى أمه إلى مكة فقطنها وسمع بها على الزين أبي بكر المراغي وصار يتردد إلى القدس والمدينة إذا جاء من القدس لمكة يحرم منها وصحب التاج بن الشيخ يوسف العجمي وكان في مجاورته بالحرمين يؤدب بني النور على بن عمر العيني نزيلهما أيضا مات في شعبان سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلاة وشيعه خلق وكان مباركا منجمعا عن الناس ذا معرفة بالطب مبالغا في صحبة ابن العربي بحيث حصل جملة من تصانيفة عفا الله عنه.(2/468)
3720 - محمد بن حسن بن أحمد بن يعلي القرشي العمري: شهد في مكتوب سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.
3721 - محمد بن الحسن بن أبي الحسن: أبو الحسن وقيل أبو عبد الله القرشي المخزومي مولاهم المدني أحد من أرخ المدينة ويعرف بابن زبالة يروي عن أسامة بن زيد بن أسلم ومالك وسليمان بن بلال والدراوردي وأكثر عنهم في تصنيفه وعن ابن عيينة وموسى بن عقبة الزمعي وسليمان بن بلال في آخرين من أهل المدينة ضعفاء ومجاهيل روى عنه أبو خيثمة زهير بن حرب وهارون بن عبد الله الجمال والزبير بن بكار وعبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة وآخرون منهم: أحمد بن صالح المصري وقال: كتبت عنه مائة حديث ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركته قال: وما رأيت أعلم بالمغازي والأنساب منه ورماه ابن معين وأبو داود بالكذب وعن ابن معين أيضا: كان يسرق الحديث ليس بثقة وقال البخاري: عنده مناكير وقال أبو زرعة: واهي الحديث وقال النسائي: متروك ولكن ضعفه أبو حاتم وقال: ليس بمتروك وقد خرج له ابن داود من قوله: ولذا ذكره في التهذيب وقال الذهبي: كان إخباريا علامة أكثر عنه الزبير ووصفه غيره بالحفظ.
3722 - محمد بن الحسن بن أبي الحسن البراد المدني: أخو علي الماضي روى عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي وعنه صفوان بن سليم وجزم الذهبي بتفرده عنه فتعقب برواية محمد بن جهضم عنه أيضا وهو في التهذيب.
3723 - محمد بن الحسن بن سبخت: له ذكر في أخيه علي.
3724 - محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك: أبو الحسن بن أبي الشوارب قاضي الحرمين ولد سنة اثنتين وتسعين ومائتين وقلده المطيع قضاء الشرفية والحرمين واليمن ومصر وغير ذلك في رجب سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ثم صرف عن ذلك في صفر من التي تليها لما كان ينسب إليه من تعاطي الرشوة في الأحكان ومات في رمضان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ذكره الخطيب في تاريخه ثم سبط ابن الجوزي في المرآة وشيخنا في رفع الأصر وتبعت الفاسي في ذكره هنا لكونه ذكره في تاريخ مكة.
3725 - محمد بن الحسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن قطامي: النجم أبو نمي بن أبي سعد الحسني ملك الحجاز وكان شجاعا مشهورا شارك أباه في إمارة مكة صبيا وذلك أن راجح بن قتادة استنجد أخواله بني حسين "إذ أمه منهم" ليخرج أخيه أبا سعد من مكة ويملكها هو فسار معه من المدينة سبعمائة فارس من بني(2/469)
حسين وعليهم الأمير عيسى الملقب بالحرون فارس بنو حسين في زمانه وكان أبو نمي حينئذ بينبع "فخرج منها قاصدا معه في أربعين فارسا فصادف القوم سائرين لمكة ليس لهم منه خبر وقد كان هو بلغه خبرهم" وإنما جاء مددا لأبيه أبي سعد فلما صادفهم حمل عليهم فهزموهم ورجعوا إلى المدينة مغلوبين ولم يكن أبو نمي حينئذ بلغ العشرين فلما عم أبيه راجحا وبني حسين معه وقدم على أبيه مكة أشركه في الأمر فلم يزل حاكما بها مع أبيه وبعده إلى أن مات وقد جاوز التسعين ولأبي نمي وقائع وخرجات ومات في صفر سنة إحدى وسبعمائة خارج مكة وحمل فدفن بالمعلاة خارجا عن قبر أبيه وجه الأعلى وهو قتادة وكانت ولايته سنة ثلاث وخمسي وستمائة طول الفاسي ترجمته في مكة في نصف كراس.
3726 - محمد بن الحسن بن علي الأنصاري المديني: حدث بمصرعن الزبير بن بكار بالنسب له سمع منه أبو بكر بن أحمد المهندس وروى عنه أيضا الزبير بن عبد الواحد الحافظ لم يكن ثقة مات سنة ثلاث أو خمس عشرة وثلاثمائة قاله ابن يونس في المصريين.
3727 - محمد بن الحسن علي الشافعي: عرض عليه عبد السلام الكازروني في سنة خمس وخمسين بالمدينة المنهاج الأصلي وقال: إنه قرأه على جماعة منهم: العلامة المحقق قوام الدين مسعود بن البرهان الكرماني وأخبره به عن مؤلفه وأنه يرويه أيضا عن العلامة الشمس محمود الأصبهاني نزيل مصر ولم نبين سنده وكنيته هنا تخمينا.
3728 - محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ذكره ابن حمزة في الجمهرة أنه أقام بالمدينة وكان من أفسق الناس شرب الخمر علانية في المسجد النبوي نهارا وفسق فيه بقينة لبعض أهل المدينة وقتل أهل المدينة بالجوع والسيف وكان قيامه أيام المعتمد ولم يصل بها طول مدته جمعة ولا جماعته انتهى.
3729 - محمد بن الحسن بن مسعود الشكيلي: المكي الأصل المدني المؤذن بحرمها اشتغل بالعلم ومات سنة خمسين وسبعمائة ذكره ابن فحون.
3730 - محمد بن الحسن الحجامي: الماضي أبوه كان يتشبب في السوق وأرباب الدولة يرعون له حق والده ذكره ابن صالح.
3731 - محمد بن الحسن العسكري: جلس بعد موت شيخه علي بن الحسين البغدادي المذكور كل منهما بالقطبية ودفنه بالسومرية ودام تسع عشرة سنة ثم مات(2/470)
بعد أن أقام مقامه عثمان بن يعقوب الجويني الخرساني وصلى عليه وجميع أصحابه ودفنوه بالمدينة النبوية ثم بعد الجويني جلس أحمد كوجك العوفي وما عرفت تواريخهم.
3732 - محمد بن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني: الملقب باليط وأخو علي الماضي قاما في سنة إحدى وسبعين وماتين بالمدينة فقتلا أهلها وأخذا أموالهم وأخرباها حتى انقطع المسجد النبوي من الصلاة: الجمعة والجماعة مدة شهر كامل وقتل صاحب الترجمة حين قيامه ثلاثة عشر رجلا من ولد جعفر بن أبي طالب صبرا قاله ابن حزم في الجمهرة.
3733 - محمد بن حسين بن حسن: الجمال ابو السعود المدني القطان أخو عبد الرحمن الماضي ممن سمع الزين المراغي في تاريخ المدينة سنة تسع وسبعين وسبعمائة.
3734 – محمد: أبو الفضل أخو الذي قبله سمع على سمع على الزين أيضا في تاريخ المدينة في السنة المذكورة وكتب الطبقة بخطه.
3735 - محمد بن الحسن بن حسن الأصبهاني: المدني سمع العراقي والهيثمي من أول المصابيح ومن آخره وتناوله منها في الإجازة.
3736 - محمد بن حسن بن علي بن رستم: الشمس الشيرازي المدني السقا الماضي أبوه وأخوه حسن قال ابن فرحون: هو الفقيه الفاضل اشتغل بالطب ورحل إلى الشام وخالط الصوفية ورأس فيهم وتخلق بأخلاق أهل زمانه وتأدب بآدابهم واقتصر هو أو غيره مرة على اسمه واسم أبيه وقال العجمي: الأصل المدني السقا أخو حسن ذكرا في أبيهما وقال شيخنا في درره: الشمس الأنصاري فيما كان يدعيه الشيرازي الأصل المدني نشأ بها ثم قدم حلب فأقام بها وحدث بتلخيص المفتاح وبتاريخ المدينة للمطري بسماعه من مؤلفيهما قرأهما عليه أبو المعالي بن عشائر ثم ضرب على ذلك في ثبته وكتب مقابل التاريخ أخبرني عبد الله بن المؤلف: أن صاحب الترجمة لم يسمعه من أبيه ثم شك ابن عشائر بعد ذلك في التلخيص فضرب عليه أيضا وقال: إنه يحتاج إلى تحرير وأومأ إلى أنه لا يوثق بقوله.
3737 - محمد بن حسين بن سير: العطار بالمدينة سمع على البدر بن فرحون في سنة سبع وستين وسبعمائة.(2/471)
3738 - محمد بن حسين العجمي: المدني السقا فيمن جده علي بن رستم قريبا.
3739 - محمد بن أبي الحسين بن يحيى الولوي: أبو الطيب الكندي القيرواني نزيل المدينة سمع بها سنة ثمان وتسعين غالب الموطأ على البرهان بن فرحون ووصفه: بالفقيه العالم ووالده: بالشيخ المعمر الصدر.
3740 - محمد بن حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأشهلي: الأنصاري الأوسي من أهل المدينة يروي عن أبيه وداود بن الحصين وعنه منصور بن المعتمر ومحمد بن طلحة التيمي ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم.
3741 - محمد بن أبي حفصة: ميسرة أبو سلمة المدني نزيل البصرة يروي عن الزهري وأبي حمزة الضبعي وقتادة وعلي بن زيد وعنه الثوري وحماد بن زيد وابن المبارك وأبو معاوية وروح بن عبادة وغيرهم وثقه ابن معاوية وقال: مرة صويلح ليس بالقوي وكذا قال ابن البرقي وضعفه يحيى القطان والنسائي وقال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم وقد خرج له الشيخان فالبخاري مقرونا وشبه مقرون بحكاية عنده تحتمل وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان "وقال: يخطئ" وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3742 - محمد بن أبي حميد بن إبراهيم الأنصاري: الزرقي المدني الضرير وهو الذي يقال له: حماد بن أبي حميد واسم أبيه: إبراهيم يروي عن محمد بن كعب القرضي وعمرو بن شعيب وعون بن عبد الله بن عيين ونافع وجماعة وعنهم: ابن وهب وابن أبي فديك وأبو داود وبكر بن بكار والقعنبي ضعفه أبو زرع وقال أحمد: أحاديثه مناكير ومرة ليس بقوي وقال ابن معين: ضعيف ليس حديثه بشيء وقال البخاري في تاريخه: منكر الحديث وكذا قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث مثل ابن أبي سبرة وزيد بن عياض وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث وقال ابن حبان: في الضعفاء كان مفضلا بقلب الأسانيد وزيفهم ويلزق به المين ولا يعلم فلما كثر ذلك منه بطل الأحتجاج به وخرج له الترمذي وغيره وذكر في التهذيب.
3743 - محمد بن حنظلة بن محمد بن عياد بن جعفر المخزومي: القرشي المدني يروي عن معروف بن مشكان وعنه إبراهيم بن محمد الشافعي ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته قال شيخنا في مختصر التهذيب: هو مكي لا مدني وذكره البخاري(2/472)
في تاريخه وابن أبي حاتم واستدركه الدارقطني من كونه في الأصل وهو في التهذيب وقال الذهبي: لا يعرف.
3744 - محمد بن الحنفية: هو ابن علي بن أبي طالب يأتي.
3745 - محمد بن حقين: أخو عبد الله وعبيد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3746 - محمدبن حويطب: هو محمد بن حرملة مضي.
3747 - محمد بن خالد بن هشام: أبو عبد الله التسيري ولي المدينة لأبي جعفر المنصور زذلك في رجب سنة اثنتين وأربعين ومائة بعد عزل زياد بن عبد الله الحارثي.
3748 - محمد بن خليفة بن محمد: المدني المالكي كتب بخطه المنسوب على البخاري: أنه قرأه بالمدينة وانتهى في شوال سنة ثمان وثمانمائة ومرق في السنة قبلها ولم يعين شيخنا.
3749 - محمد بن خليفة بن المنتصر بن محمد: الفقيه الشمس المدني المالكي سمع في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة على الزين المراغي في كتابه تاريخ المدينة وقبل ذلك سنة ثمان وسبعين علي البرهان بن فرحون الموطأ بقراءة أبي الفتح المراغي ومعه ابناه "صديق وخليفة" ووصفه: بالفقيه الفاضل ووالده: بالشيخ الصالح بل قرأه صاحب الترجمة على ابن فرحون وسمع معه ابناه.
3750 - محمد بن خليل بن إبراهيم الخاتوني: القاهري الحريري نزيل مكة ويعرف بابن الطواب ممن قطن مكة وكان يتردد منها إلى المدينة وأقام بها سنة بعد أخرى وتزوج من أهلها ورزق الأولاد وتمول بعد نقله وله علي خدمة بالقاهرة وفي الحرمين أحسن الله إليه وهو شقيق الآتية في النساء.
3751 - محمد بن خوط الباهلي المدني: عن نافع وأبي حازم الأعرج وسهيل بن أبي صالح وعيسى بن النعمان الزرقي وعنه عباس بن أبي سلمة وخالد بن مخلد القطراني قال البخاري في تاريخه: له أحاديث متقاربة وفي بعضها وهم وقال أبو حاتم: لا أعرفه وذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته شيخنا في لسانه.
3752 - محمد بن حنظلة بن محمد بن عياد بن جعفر المخزومي: القرشي المدني يروي عن معروف بن مشكان وعنه إبراهيم بن محمد الشافعي ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته قال شيخنا: في مختصر التهذيب: هو مكي لا مدني وذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم واستدركه الدارقطني مع كونه في الأصل وهو في(2/473)
التهذيب: وقال الذهبي: لا يعرف ابن ذات المديني عن صفوان بن سليم وابن أبي ذئب وعنه محمد بن سلام الجمحي وعبد الله بن عاصم الجماني وغيرهما قال أبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث كان يكذب وقال الأصمعي: قال لي خلف الأحمر بن داب: بضع الحديث بالمدينة وابن سؤال: يضع بالسند وقيل أي ابن داب الذي ذكره خلف هو عيسى بن زيد البغدادي فإن كان قصده فلعله عني مدينة المنصور فالبغدادي كان ينادمه وإلا فظاهر الإطلاق يدل على أنه اراد الأول قاله شيخنا وهو في التهذيب.
3753 - محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي: أمير المدينة ومكة قال ابن جرير: كان واليا على مكة سنة إحدى وعشرين ومائتين وحج الناس فيها وفيما بعدها من السنين إلى سنة ست وثلاثين إلا سنة سبع وعشرين فإنه لم يحج بالناس فيها لأن الذي حج بالناس فيها المتوكل جعفر بن المعتضد قبل أن يلي الخلافة على ما ذكر العتيقي ولكن الذي عند العتيقي: أن الذي حج بالناس سنة إحدى وعشرين صالح بن العباس مع مرافقته لابن جرير فيما عداها وأما ولايته للمدينة فقد ذكرها الفاكهي حيث قال: أول من خطب على المنبر "منبر مكة والمدينة" وجمع له ذلك في الولاية "في خلافة بني هاشم" جعفر بن سليمان بن علي ومن بعده داود بن عيسى ثم ابن محمد انتهى وهو عند الفاسي في مكة.
3754 - محمد بن داود: المعروف بالعجمي وهو زوج ام الشمس محمد بن محمد بن يحيى الخشبي له ذكر فيه وأنه كان شافعيا ثم تحنق ووصفه ابن فرحون: بالشيخ قال: وهو والد ولي الدين "يعني الآتي" وقال ابن صالح: هو أحد قراء سبيع بن سلعوس سافر إلى العراق فأدركته منيته.
3755 - محمد بن زكوان: كان على أمور بني أمية بالمدينة فلقيه عبد الرحمن بن الضحاك لما عزل عن المدينة بعبد الواحد النصري.
3756 - محمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك الأنصاري القرظي: المدني من أهلها سمع أباه ومحمد بن كعب القرظي وسهيل بن أبي صالح وعبد الله بن دينار وعنه أبو عاصم النبي صلى الله عليه وسلمل وثقه ابن حبان وذكره البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما كالتهذيب وقال الأزدي: منكر الحديث قلت: فقال له: يا محمد قد علمت رأيي فيك وقضائي لحوائجك وقد جاء من عمل هذا الغلام النصري ما رأيت ولا ينبغي لمثلي أن يقيم له في سني وموضعي سمى بي فأصر علي فقال: أما أذن القوم الساعة(2/474)
وعينهم الناظرة ولا يستقيم لهم أني أسير عليك بشيء لعله يقع بخلافه فقال: أسر علي فأبى وأبغط عليه فقال: عبد الرحمن:
رميت بالهم غيري إذ رميت به ... ولم أقم عرضا للهم يرميني
شدوا على إبلكم واستبطنوا الوادي وأموا بها الطريق فإني مسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ولاحقكم فرد من الطريق ووقف للناس وكذلك كانت بنو أمية تفعل بالعامل إذا عزلته وكأنه ليس عليه القرشيون فيعزلون إليه ويثنون عليه ويجلسون تحته حتى صاروا حلقمة ضخمة وسقط خف رجله من الشمس حتى حمل حملا.
3757 - محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد: الشمس أبو الأيادي بن الجمال أبي الثناء المدني الشافعي والد الصفي احمد وعبد السلام الماضيين ويعرف بالكازروني وكان شيخا صالحا قدوة ناسكا "فيما وصفه ثاني ولديه" ووصف والده: بالشيخ الأجل المرحوم مات في شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ودفن بالبقيع مجاري رجلي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم أرخه ابنه محمد الآتي قال: ومات وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأثنى عليه ابن فرحون وأنه من الخيار ممن كان يسكن رباط الششتري ومن أخص الناس بالصفي أبي بكسر السلامي بحيث انتفع بصحبته وانتفع الشيخ به وبمساعدته في إنشاء الربط وعمارتها وكان يحكى عن الشيخ غرائب من المقامات الجليلة والخصال الحميدة واقتبس صاحب الترجمة من بركاته ودعائه حتى وجد أثر ذلك في أولاده فرزق ذرية صالحين: كالصفي أحمد والعز عبد السلام ثم قال: وقد صحبته سفرا وحضرا ماشيا وراكبا فما رأيت في الأصحاب مثله في سعة خلقه وطول صبره وحسن عشرته وطيب نفسه في إنفاقه وحسن ظنه في رفاقه ولو كانوا قطاع طريق رأيته يسلم المال الكثير للجمالين من أهل الصقرا ويأمنهم عليه ويغيب عنه وهو تحت أيديهم فلا يتهمهم ومع هذا تجده محفوظا في نفسه وماله وكان لا يرد من أراد منه قرضا أو معاملة ويعامل الناس على حسب أخلاقهم لم أره ضيق على غريم وحبسه وله الأموال العظيمة على صعاليك المدينة وإذا طلبوا منه زيادة زادهم وصبر عليهم ولقد كلمته في هذا فقال: من كان لي عنده شيء بقي لك حرصت على رأس المال وما بقي إلي جاء في الدنيا وإلا فهو لي في الآخرة ولهذا أحفظه الله تعالى في ذريته رحمه الله وإيانا.
3758 - محمد بن زادان المدني: روى عن أنس وجابر وأم سعد وعنه ابنه عبد الله وعنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة القرشي قال البخاري في تاريخه: منكر الحديث لا يكتب حديثه وكذا قال أبو حاتم: متروك الحديث لا يكتب حديثه وقال(2/475)
الساجي: لا يكتب حديثه وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء وقال الترمذي: منكر الحديث والدارقطني: ضعيف وهو في التهذيب.
3759 - محمد بن الزبير بن علي: الشمس بن الشرف الأنصاري المدني أخو عبد الله الماضي فقيه عالم متفنن أقام بمصر
محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت الأنصاري: الخطبي الأوسي المدني يروي عن عمارة بن خزيمة وعنه زيد بن الحباب وثقه ابن حبان وذكره البخاري في تاريخ ثم ابن حبان.
3760 - محمد بن أبي الزناد: هو ابن عبد الرحمن بن أبي الزناد ويأتي.
3761 - محمد بن زناد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي: العذوي المدني روى عن العبادلة "الأربعةجده وابن عمر وابن عباس وابن الزبير" وسعيد بن زيد بن عمرو وعنه بنوه الخمسة عاصم وواقد وعمر وأبو بكر وزيد والأعمش وغيرهم قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة زاد ثانيهما: يحتج بحديثه وذكره ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
3762 - محمد بن زياد الأنصاري: المدني عن سعيد بن المسيب وعنه أبو داود الطيالسي وثقه ابن حاتم وقال أبو حاتم: مجهول ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
3762 - محمد بن زياد: أبو الحرث القرشي الجمحي مولى عثمان بن مصغون الجمحي وقيل مولى قدامة بن مظعون مدني الأصل نزل البصرة روى عن عائشة وأبي هريره وابن عمر وأبي الزبير وله نحو من خمسين حديثا روى عنه يونس بن عبيد ومعمر وشعبية والحمادان وإبراهيم بن طهمان والربيع بن مسلم وجماعة وثقه أحمد وقال: من الثقات الثقات وليس أحد أروى عنه من حماد بن سلمة ولا أحسن حديثا وكذا وثقه ابن معين وابن الجنيد وابن حبان وقال أبو حاتم: محله الصدق وهو أحب إلينا من محمد بن زياد الألهاني وخرج له الأئمة مات بعد العشرين ومائة وذكر في التهذيب.
3764 - محمد بن زياد القرشي: المدني روى عن ابن عجلان ولا يعرف وأتى بخير موضوع ذكره ابن عدي وتبعه الذهبي في ميزانه قال شيخنا: وعند أبي أنه هو البشكري الطحان الميموني فقد اتهم بالكذب وروى عن ابن عجلان وغيره أخرج له الترمذي.(2/476)
3765 - محمد بن زياد: مولى ابن مكتوم من أهل المدينة يروي عن سهيل بن أبي صالح وعنه أبو سعيد مولى بني هاشم وثقه ابن حبان.
3766 - محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفد بن عمير بن جدعان القرشي: التيمي الجدعاني المدني ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وقد رأى ابن عمر وأخذ العطاء في إمرة معاوية وروى عن عمير مولى أبي اللحم وسعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم وعنه الزهري "ومات قبله" ومالك وهشام بن سعد والدراوردي وحفص بن غياث وبشر بن الفضل وآخرون وثقه أحمد فقال: شيخ ثقة وابن معين وأبو زرعه وأبو داود وابن حبان وقال الدارقطني: يحتج به ومرة يعتبر به وفي رجال الموطأ لابن الحذاء: افترض له معاوية في المحتلم وعمر حتى بلغ مائة سنة وخرج له مسلم وذكر في التهذيب.
3767 - محمد بن أبي الساج: الملقب بالأفشين أمير الحرمين قال ابن حمدون في التذكرة: إن عمرو بن الليث الصفار ولاه إمرة الحرمين وطريق مكة وذلك في سنة ست وستين ومائتين وكأنه بإمرة الخليفة أحمد بن المتوكل العباسي أو أخيه أبي أحمد الموفق وكذا قال ابن جرير: إنه ولي الحرمين وطريق مكة ومات أبوه بجند يسابور وأرخ الرشيد المنذري وفاة صاحب الترجمة سنة ثمان وثمانين وهو عند الفاسي في مكة.
3768 - محمد بن سالم: أبو عبد الله المكي الفقيه الشافعي له ذكر في سليمان العماري قال ابن فرحون: كان من إخواننا المكيين المكثرين من الإقامة في المدينة أخا صدق ذا ورع ودين وعلم واجتهاد في الصلاة والقيام ممن كسب من الدنيا كثيرا لما كان يعاني من التشبب والحركة والسفر فلما انقطع عن ذلك قلت عنه الدنيا فصبر وصابر على العبادة والتخلي عن أصحابه وممن كان يعرفه أيام يسره وشبابه وله أحوال المشايخ الكبار مع طهارة اللسان والعرض في كل إنسان ولو أوذي حمل وصبر رأيته كثيرا يجعل في فيه حصاة تمنعه من الكلام خوفا من لسانه وصونا لفضول كلامه وقد صحبته فوق ثلاثين سنة فلم أر كأنسه وكرمه ومحبته تراه يترك في أيام الموسم حوائجه وحوائج أهله ويتطلب أصحابه فينزلهم في منزله ويضيفهم ويبذل لهم الخدمة والطعام والماء ويخلي لهم داره التي هو فيها هذا دأبه مع كل معارف حتى أنه ليذهب إليهم وهم في منازلهم فيرحلهم إلى بيته ويعزم عليه في ذلك وكان بشوشا وضحوكا مزاحا في حق ومتى جرت منه هفوة أو غيبة ذهب إلى ذلك الشخص فتحلل منه وسأله المغفرة له مات سنة أربع وستين وسبعمائة فيما يغلب على ظني وخلف أولادا أنجبهم أوسطهم عبد الرحمن المشار إليه قلت: وهو الجمال أبو(2/477)
عبد الله محمد بن سالم بن إبراهيم بن علي الحضرمي الأصل اليماني ثم المكي الشافعي والد عبد الوهاب ولد سنة ست وثمانين وستمائة بمكة وتلى فيها بالقراءات على العفيف الطلاسي وسمع على الشريف يحيى المدعو محمد بن علي الطبري الأربعين في المحمدين للحياني وغيرها وعلى الفخر التوزري الموطأ والصحيحين وغيرها وعلى الصفي والرضي الطبريين الثقفيات وعلى الرضي والشريف أبي عبد الله الفاسي للعوارف للسهروردي في آخرين بمكة وبمصر على علي بن هارون والثعلبي منسد الدارمي وجزء أبي الجهم وعلى علي بن نصر الله بن الصواف مسموعه من النسائي وعلى محمد بن عبد الحميد الأنصاري صحيح مسلم وعلى أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي الفتوح القرشي الموطأ وعلى الجمال محمد بن المكرم الأنصاري الناسخ للحازمي وعلىحسن بن عبد الكريم الغماري "سبط زيادة المحدث الفاضل" وعلى أبي الحسن علي بن عيسى بن القيم الأول من حديث ابن عيينة رواية الثقفي وبالإسكندرية على عبد الرحمن بن مخلوف "المحدث الفاضل" وغير ذلك عليهم وعلى غيرهم وحدث سمع منه العراقي والهيثمي والمجد اللغوي وابن شكر وابن ظهيرة وكان خيرا صالحا متعبدا مات بمكة سنة أربع وستين وسبعمائة كما تقدم لابن فرحون ومن أرخه سنة اثنتين فقد وهم لأنه أوصى في ذي الحجة منها وممن ترجمه الفاسي في مكة ونقل ثناء ابن فرحون عليه باختصار.
3769 - محمد بن أبي سدرة: خراساني الأصل يروي عن المدنيين وعمر بن عبد العزيز وعنه إسحاق بن راهويه وعطاء بن مسلم الحلبي وثقه ابن حبان وذكره البخاري وابن أبي حاتم وكتبته ظنا.
3770 - محمد بن سعدان بن عبد الله بن جابر: أبو حيان من بني عامر بن لؤي القرشي من أهل المدينة يروي عن ابيه عن أنس وعن يزيد بن أبي عبيد وابن عجلان وعنه معن بن عيسى والحميدي وإبراهيم بن المنذر الخزامي ومحمد بن عمر بن علي الكفاني وأبو يعلي محمد بن الصلط وآخرون وثقه ابن حبان وذكره البخاري وقال أبو حاتم: كان يسكن مكة قيل لنا حاله قال شيخ.
3771 - محمد بن سعد بن عبد الأحد بن عمر: الشرف أبو عبد الله بن سعد الدين الحراني الحنبلي التاجر ويعرف بابن نجيح توفي في بكرة الأحد خامس عشرى ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة في آخر وادي بني سالم بالقرب من المدينة النبوية فغسل مكانه ثم صلي عليه وحمل في تابوت على أعناق الرجال إلى المدينة النبوية فصلي عليه بالروضة الشريفة الرابعة من الغد ودفن بالبقيع شرقي قبة عقيل بن أبي طالب قاله العلم البرزالي في تاريخه قال: وتأسف الناس لفقده "وذكروه لما جاء(2/478)
خبره" بكل خير ووصفوه بالصفات الجميلة والآخلاق الحسنة والفضل والدين والعقل وصدر ترجمته: بالفقيه الإمام العالم وقال: كان فقيها فاضلا صحب التقي ابن تيمية وتفقه عليه ولازمه وخدمه وتوجه معه إلى الديار المصرية وحبس بسببه وسعى في إخراجه بكل طريق ولم يزل في خدمته إلى آخر وقت وله عقل وافر وذهن صحيح وفيه مودة ومروة تامة سمع من ابن البخاري وابن مكي وجماعة وحدث رحمه الله.
3772 - محمد بن سعد بن زرارة المدني: عن أبي أمامة الباهلي في فضل سبحان الله وعنه مصعب بن محمد بن شرحبيل قال المزي: يحتمل أن يكون هو: محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة نسب لجده فقال: شيخنا هذا لا محيد عنه فمصعب معروف بالرواية عنه.
3773 - محمد بن سعد بن أبي وقاص مالك أبو القاسم القرشي الزهري المدني: أخو عمر وغيره أمه مارية ابنة قيس بن معدي كرب بن عمرو بن كندة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبيه وعثمان وأبي الدرداء وعنه ابناه ابو إسماعيل وأبو إسحاق السبيعي ويونس بن جبير وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة أسر يوم دير الجماجم فقتله الحجاج صبرا كما أن المختار قتل أخاه عمر صبرا وقد خرج له الشيخان وذكر في التهذيب وثقات العجلي وابن حبان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3774 - محمد بن سعد: أبو سعيد الأنصاري الأشهلي المدني نزيل بغداد يروي عن ابن عجلان وغيره وعنه محمد بن عبد الله المخزومي وثقه ابن معين ثم النسائي وابن حبان وقال أبو حاتم: ليس بمشهور وقال البخاري في تاريخه: مات قبل المائتين وذكره الخطيب في تاريخه والمزي في تهذيبه.
3775 - محمد بن سعد الحضرمي المدني: أخو ابي الفرج بن المراغي لأنه سمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي ورافق أخاه إلى القاهرة فسمع معه على شيخنا جزء الجمعة للنسائي والخصال المكفرة من تصانيفه والأربعين التي خرجها للزين أبي بكر المراغي وغيرهما ومات.
3776 - محمد بن سعيد بن ابي بكر بن تقي الدين محمد بن علي بن صالح: أخو أحمد وهذا أكبر ولد في جمادي الثاني سنة إحدى وسبعين بالمدينة وأمه ست الشرف ابنة البدر عبد الله بن فرحون قاضي المالكية أحمد من لقيته بالمدينة نشأ فحفظ القرآن وجوده على اليشكري وغيره والمنهاج وعرضه على الشمس بن القصبي قاضي(2/479)
المالكية واشتغل عند السمهودي وشرع علي في البخاري في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعمائة.
3777 - محمد بن سعيد بن عبد الله: الفقيه تقي الدين الملكي الحجازي الأسود قارىء الحديث بالمدينة النبوية أقام بدمشق ايام التتار وتعب لما قاسى من المشاق فآلى على نفسه أن لا يخرج بعدها من المدينة النبوية وانتظر سفر الحاج فلم يحج أحد من دمشق تلك السنة فسافر إلى القاهرة فأدركه أجله بها في شوال سنة تسع وتسعين وستمائة وكان فاضلا في الأدب جيد الشعر من ابناء الأربعين ذكره الذهبي.
3778 - محمد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان الأموي: تابعي صغير يروي المقاطيع عن أهل المدينة وعنه إسماعيل بن رافع المدني وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم: لا أعرفه ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
3779 - محمد بن سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف: فتح الدين أبو الفتح بن جمال الدين بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أخو علي الماضي وهذا آخر مع أن ذلك هو القاضي وقد قرأ على أبيه الشفا سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة والبخاري في التي بعدها وعلى أخيه البخاري في سنة خمس وسبعين أقول: وبعد المؤلف ولي قضاء بلده وحسبتها عند وفاة أخيه علي بمصر سنة عشرين وتسعمائة واستمر حتى مات في وتولى بعده القضاء والحسبة عنه ولده سعد.
3780 - محمد بن سعيد بن محمود الكردي الأصل: الماضي أبوه كان منجمعا مباركا مات تقريبا سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بالمدينة وترك ابنتين من مستولدة.
3781 - محمد بن سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي المدني: عن أبيه وعن أبناه "عمران وطلحة" ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن إسحاق وعبيد الله بن عمر العمري وثقه ابن حبان وذكر في التهذيب.
3782 - محمد بن سعيد: الشرف الموصلي المدني مات في سنة تسع وتسعين وستمائة واتفق كما حكاه ابن فرحون في مقدمة تاريخه: أن شريفا من المدينة سمعه يقرأ على النفاق فضربه برجله وقال: قم يا عدو الله كم تكذب على الله وخوفه بالقتل حتى استنزله بعض الشرفاء ليأمن على نفسه.
3783 - محمد بن سعيد البلاسي: سمي باسم مولى أبيه قال ابن فرحون كان نجيبا مباركا فراشا بالحرم كأبيه ورزق ذرية يقرءون القرآن وفقهم الله.(2/480)
3784 - محمد بن سعيد: صاحب الدار المجاورة لدى المطري وهو المنشىء لها ذكره ابن صالح وأنه حضر عمارته لها.
3785 - محمد بن سلمة بن الأكوح الأسلمي: أخو اياس ويزيد ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وهو.
3786 - محمد بن سلمة بن مالك: أبو عبد الله الباهلي الطوري سكن طورين روى عن الدراوردي وعبد العزيز بن ابي حازم وعبد العزيز بن عبد الصمد وفضيل بن عياض وحاتم بن إسماعيل وعبد الله بن رجاء المكي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال أبو حاتم صدوق ما علمته صحيح الحديث وذكره ابن حبان في رابعة ثقاته وقال: يروي عن الدراوردي والمدنيين وعنه الحضرمي مطين وهو تهذيب شيخنا باختصار وذكرته تخمينا.
3787 - محمد بن سلمة المدني: وفي نسخة العبد وفي نسخة محمود بن سليمان العدني عن نافع عن ابن عمر الجمحي وعنه ابن ماجة قال المزي صوابه محرز لا محمد قال شيخنا: قد ذكر الخطيب: في المتفق محمد بن سلمة المكي يروي عن الدراوردي وعنه يعقوب بن سفيان طوله هذا: شارك محرزا في شيخه أدركه ابن ماجة.
3788 - محمد بن أبي سلمة بن فرقد: أبو عبد الله المصري مولى بني مخزوم عن محمد بن عمرو وعنه محمد بن عبيد المدني ذكره البخاري في تاريخه وتبعه ابن حبان في رابعة ثقاته وقال ابو حاتم: مجهول ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
3789 - محمد بن سليمان بن أحمد بن عبد العزيز: أبو الحسن ابن العلم الهلالي المدني الشهير بابن السقا: أحد المستندين والده سمع عليه في سنة خمس وثمانين وسبعمائة وكذا سمع قبل ذلك على الزين المراغي في تاريخه للمدينة سنة تسع وسبعين.
3790 - محمد بن سليمان بن أبي حتمة: الأنصاري المدني أخو أبي بكر روى عن أبيه وعمه سهل وعنه ابن إسحاق وحجاج بن أرطأة وثقه ابن حبان وخرج له ابن ماجة.
3791 - محمد بن سليمان بن داود بن بشر بن عمران بن أبي بكر: الجمال الجزولي المغربي المالكي نزيل مكة ولد سنة ست وثمانمائة أو التي بعدها بجزولة من المغرب ومات أبوه وله ثمان سنين أو نحوها فسافر مع أخيه عيسى إلى(2/481)
مراكش فأكمل بها حفظ القرآن وأقام بها سنة ستة عشرة عاما واشتغل فيها بالفقه والعربية والحساب على أبي العباس الجلقاني وأخيه عبد العزيز قاضيها وأحمد القصري خطيبها ومدرسها وموسى الصنهاجي في آخرين ثم سافر منها سنة خمس وثلاثن مع أخيه أيضا إلى فارس فدام بها أشهرا اجتمع فيها بأبي عبد الله العبدوسي وغيره ولقي بغيرها أبا العباس الخطيب ومحمد الماقري وعاد لمراكش وفارس ثم توجه إلى تلمسان صحبه أخيه أيضا في أول سنة أربعين ولقي بها ابن مرزوق وأبا القاسم العقباني وأبا الفضل بن الإمام وجماعة وتوجه في أثنائها إلى تونس فاجتمع فيها بعمر القلشاني وأبي القاسم البرزلي ثم دخل طرابلس ولقي بعض علمائها ثم في أواخرها وصل القاهرة فاجتمع بها بالبساطي وسعد الدين بن الديري ثم دخل مكة صحبة الحاج السنة التي تليها ثم سافر منها إلى المدينة النبوية ودام بها إلى اثناء التي تليها وعرض عليه بها في سنة خمس وأربعين عبد السلام الأول بن أبي الفرج الكازروني ثم عاد لمكة فقطنها وتزوج فيها بابنة أحمد بن أحمد بن إبراهيم المرشدي ورزق منها أولادا واشترى بها دارا وتصدى للتدريس والإفتاء فأخذ عنه الأماثل وكان دينا خيرا كريما ذا مال يعامل فيه مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلاة.
3792 - محمد بن سليمان بن أبي الربيع: فيمن جده معاذ قريبا.
3793 - محمد بن سليمان بن سليمان المدني القبائي: من أهل قباء ويعرف بالكرماني سمع أبا أمامة بن سهل بن حنيف سمع اباه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خرج قاصدا إلى المسجد "يعني مسجد قباء" كان كعدل رقية ذكره البخاري في تاريخه فقال:قال لي يحيى بن قزعة: حدثنا ابن أبي الموال اراده عن محمد هذا وروى عن الحجازيين روى عنه عيسى بن يوسف والدراوردي وحاتم بن إسماعيل وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجزة وعاصم بن سويد ومجمع بن يعقوب وابن أبي الموال وزيد بن الحباب ذكره ابن حبان في الثقات وروى له النسائي وابن ماجه وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3794 - محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي: ولي بمحمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس فذاك عم أبي هذا ولا بمحمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الزيني فذاك كان والي مكة خاصة سنة بضع وأربعين ومائتين ولي صاحب الترجمة إمرة المدينة وكذا مكة متعاقبتين كابيه الماضي وكانا يتداولان العمل عليهما وكان في خلافة المأمون على مكة سنة ست عشرة ومائتين ترجمه الفاسي في مكة.(2/482)
3795 - محمد بن سليمان بن معاذ القرشي التيمي المدني: سمع مالكا وعنده عنه عن حماد بن سلمة بن سملة مناكير قاله الدارقطني في المحمدين له وذكره ابن حبان في رابعة ثقاته وقال روى عن مالك وعنه العباس بن عبد العظيم وأهل البصرة ربما أخطأ وأعرب قال العقيلي: بصري عن مالك وعنه محمد بن يحيى الأزدي وسمويه: منكر الحديث وكذا قال الأزدي وضعفه ابن عبد البر وقال ابن أبي حاتم: يروي عن مالك وعثمان بن طلحة القرشي سمع منه ابن أبي الأيام الأنصاري وروى عنه أبو بدر عياد بن الوليد المغيري ولم يذكر فيه جرحا وسمى بعضهم جده أبا الربيع ولعلها كنية لمعاذ وذكره الذهبي في ميزانه واستدرك شيخنا في ترجمته أشياء وأن الدارقطني أورد له في غرائب مالك من طريق زكريا بن يحيى بن خلاد عنه عن مالك عن ربيع عن سعيد بن المسيب عن عائشة أنه قيل لها: إن الناس نالوا من ابي بكر وعمر فقالت: انقطعت عنهما الأعمال فأحب الله أن ينقطع الأجر عنهما وقال: تفرد به محمد عن مالك ولم يروه عنه غير زكريا.
3796 - محمد بن سليمان وهبان المدني: المالكي عم سليمان بن علي بن سليمان الماضي سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة وثمانمائة.
3797 - محمد بن سليمان: أبو عبد الله التونسي يأتي في الكنى.
3798 - محمد بن سليمان: الشمس أبو عبد الله الحكري المصري المقرىء الشافعي قال ابن فرحون: هو الشيخ الإمام العلامة جامع أشتات الفضائل ولي القضاء والخطابة والإمامة بعد التاج الكركي وقدمها في ذي الحجة سنة ست وستين وسبعمائة وكان إماما فاضلا في مذهبه رحله في القراءات ومتعلقاتها من العربية والصرف وغيرها ذا تآليف مفيدة عديدة كشرحي الحاوي والألفية وغيرهما وقائم بالخطبة والإمامة أحسن قيام بل لم يل هذا المنصب ألين عريكة منه ولا أكثر تواضعا ولا أصح سريره ولا أصفى قلبا للمجاورين غير أنه وجد عند الخدام بقايا ذلك الفساد الذي تأسس في ايام التاج قبله فحاول إصلاحه بالقوة والشدة فزادوا في مناصاته إلى الحد وجرى بين الفريقين ما لا يليق بحيث كما قال الجد: كان ذلك سببا لانفصاله وأنه لما انفصل رجع إلى مصر وترافقنا في طريقها وولي بعد قليل بيت المقدس ثم انتقل إلى قضاء بلد الخليل واستقر بها مدة وتولى تدريس المدرسة اليلبغاوية بالرملة ومات ببيت المقدس مبطونا شهيدا سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وصدر ترجمته بالثناء الزائد ثم لخص كلام ابن فرحون كل ذلك بسجع بديع وذكره شيخنا في الدرر باختصار فقال: إنه تفقه ومهر وشرح الحاوي والألفية وله تصانيف في القراءات ثم ولي قضاء المدينة سنة ست وستين ثم القدس ثم ناب في عدة جهات من أعمال(2/483)
الديار المصرية وذكره في الأنباء فقال: إبراهيم بن عبد الله برهان الدين الحكري المصري ناب في الحكم بالخليل والقدس عن السراج البلقيني حين ولي قضاء الشام وكذا أم عنه نيابة بجامع دمشق وولي قضاء المدينة وكان عارفا بالعربية وشرح الألفية ثم رجع فمات بالقدس في جمادي الاخرة سنة ثمانين انتهى وهو غلط والصواب في اسمه ما تقدم على أن شيخنا قال في سنة اثنتين وثمانين من الأنباء أيضا: محمد شمس الدين الحكري المقري قرأ على البرهان الحكري وناب في الحكم بجامع الصالح وولي قضاء القدس وغيره مات في ذي الحجة وكان البرهان بن رفاعة يذكر لي: أنه ق رأ عليه القراءات وأنه أذن له في الإقراء قلت: وبالجملة فالثلاثة واحد والميل لما تقدم.
3799 - محمد بن سليم: أخو عثمان وقيل: أبو هلال المكي يروي عن ابن أبي مليكة وعنه وكيع وعبد الله بن داود الخريبي وأبو عاصم النبي صلى الله عليه وسلمل ونسبه مدنيا قال الذهبي: لا يكاد يعرف قلت: قد وثقه ابن حبان ومن قبله ابن معين وقال أبو حاتم: صالح وفرق ابن حبان بينه وبين محمد بن سليم أبي هلال الراسبي "الذي روى وكيع عن كليهما" بأن ذاك بصري وذا مكي وهو كذلك وسبب اشتاههما القول في كنية المكنى بأبي هلال.
3800 - محمد بن سمعان: في ابن أبي يحيى.
3801 - محمد بن سند الأزهري: المقرىء الحنفي سمع في سنة ثمان وعشرين والتي قبلها على الجمال الكازروني في الصحيح.
3802 - محمد بن سهل بن أبي حتمة: أخو إسحاق ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
3803 - محمد بن أبي سهل النبال: وهو مسلم يأتي.
3804 - محمد بن الشماع: واسم أبيه بدر له ذكر في البدر حسن وليس هو بالمجد بن الشماع قال ابن صالح: شيخ صالح كان يأتي كل سنة من مصر يتشبب وفيه معروف وشفقه.
3805 - محمد بن الشويكة: واسم أبيه له ذكر في البدر حسن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن.
3806 - محمد بن صالح بن إسماعيل: الشمس بن التقي الكناني المدني الشافعي المقرىء المنسوب إليه بيت ابن صلح بالمدينة الشيخ الفقيه العالم العامل(2/484)
المتفنن المقرىء نائب الخطابة والإمامة بالحرم الشريف تلى بالسبع على أبي عبد الله القصري فأتقنها وورث منه ما كان يعلمه منها وكثرة ملازمته له كان يظن أنه ولده بل كان يقول فيه وفي أخيه علي فكان الغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحا وانتقع به أهل المدينة والواردون إليه قاله ابن فرحون وقال غيره: ولد سنة ثلاث وسبعمائة وقرأ عند أبي عبد الله محمد بن عبد الله السبتي المغربي بمكتبه ثلاثة أرباع القرآن وأخذ عن أبي عبد الله الجيحاني شيئا من كلام شيخه داود تلميذ المرسي وكتب مؤلفه في التصوف وأذن له فيه وحفظ المغني مختصر التنبيه للأشرف بن البارزي وعرضه على البرهان بن التاج وابن الفركاح في آخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة وثلثه على المجد البصري رفيق السراج القاضي في الأخذ ظنا عن ابن عبد السلام "وكان يثني على والده ويقول: إنه كان يتمنى ولدا ذكرا" بعد أن صحح أكثره ابتداء على يعقوب بن جمال بل كان قرأ سنة عشرين على الشرف مؤلفه بعضه وإجازة وقراءة بحثا وتصحيحا على السراج عمر بن العراف بإشارة القاضي شرف الدين الأميوطي وبعض الفقه على ابن جبير عيسى الظفاري وكذا على الفخر ابن مسكين في مجاورته بالمدينة شيئا من الفقه والميقات على الشيخ محمد بن كامل الحسرمي وشيئا في فرائض الوسيط والمغني بحثا عن النجم الأصفوني ولازم القصري حتى تلى عليه السبع وصحبه وتهذب به وكان يقرأ له في مواعيده وقرأ ثلاثة أرباع القرآن عن السبت المؤدب "أحد من انتفع عليه عدة من كبار الأبناء" وكان أبو عبد الله بن فرحون والشيخ عمر الحراز يقولان له: كان أبوك من الأولياء ممن يسأل الله ولدا ذكرا يحفظ القرآن فإجيب فيك وكذا كان افتخار الدين ياقوت "شيخ الخدام" يقول: نحن عوضنا الله أن استجاب دعاء أبيك فيك فإنه كان جارنا فكنت أسمعه غير مرة يتمنى على الله ولدا ذكرا يحفظ القرآن فبلغه الله مقصوده وكان الافتخار يقول صاحب الترجمة: هذا سيد الناس وسمع علي الزبير على الأسواني والجمال المطري وأبي عبد الله القصري وقال: إنه صحبه سنة ثمانية عشر وسنة عشرين بعد السبعمائة في المدينة وكان يقرأ له في مواعيد وعظه شيئا من القرآن والحديث ويفسره للناس ويعظهم في المسجد النبوي بعض الأوقات في رواق المسجد المقابل لقبة الزيد وأحيانا في صحن المسجد قبالة القبة وعند باب الرحمة قلت: وأفرد له ترجمة سماها الدرة الفصيحة في مناقب شيخ الصدق والنصيحة قرأ عليه معظم أبي حاتم المطري وسمع جميعه عليه أبو الحسن على بن محمد بن موسى المحلي سبط الزبير مع المجالس المكية وغيرها وكذا جمع كتابا ذكر فيه جماعة ممن رآه وعرفه من العلماء الصالحين والقضاء وخدام الحرام وعوام المسلمين المتدينين وغيرهم وسماه تاريخ المدينة "طالعته ونقلت منه" وأجاز له الرضي الطبري وعبد الرحمن بن مخلوف(2/485)
وعمر العتبي والواني وزينب ابنة شكر وأقرأ وأفاد وتصدى للإقراء بالسبع وغيره قديما وناب في الخطابة والإمامة والقضاء عن قاضي الحرمين المحب العزيزي وغيره من المصريين فإنه قال الشرف الأميوطي سنة خمس وأربعين في الإمامة والخطابة حين رجع في مصر وكنت صليت بالناس في غيبته بمصر بعض الصلوات وكان فاضلا خيرا عارفا بالقراءات ذا خبرة شيخ القراء بطيبة بل وصفه بعضهم: بالشيخ المسند المقري وقد عرض عليه أبو اليمن بن المراغي في سنة خمس وسبعين وبعدها ولم يجز وحج مرارا أولها سنة أربع وعشرين مات بالمدينة في تاسع المحرم سنة خمس وثمانين وسبعمائة عن اثنتين وثمانين سنة ومن نظمه مما كتبه إلى الفخر المصري حين أقام بالمدينة أشهرا ورام الرجوع لمكة يرغبه في الإقامة وترك المفارقة فقال:
تمتع بالوصال ولا تبالي ... بماذا فات من جاه ومال
فقد أصبحت ضيفا ثم جارا ... لخيرالعالمين ذوي المثال
في أبيات وكذا افتتح بهذا البيت قصيدة هنأ بها العز بن جماعة بمجاورته وقرأها بحضرته فسر بذلك كثيرا وله قصيدة يهنىء بها الشهب بن النقيب حين قدومه المدينة بزيارته أودعه في تاريخه أولها:
يا أيها الحبر الشهير لك الهنا ... بزيارة للمصطفى متمكنا
في آخرين هنأههم كالبدر بن الخشاب والتقي الهوريني وقال للكمال المغربي القاضي حين جاء للزيارة قصيدة أولها:
يا أيها القاضي السعيد بزورة ... للمصطفى خير الخلائق أحمد
ورثى الجمال المطري الشاب الصدر بن البهاء أبي البقاء ناظر أوقاف الحرمين والعماد بن القاضي شرف الدين بن الأميوطي والبدر بن الصدر والتاج الكركي بما أودعه في أواخر تاريخه وقال في أمير المدينة طفيل ووزيره:
إن الخليقة ودها تبقى لها ... وآل فزد بالشكر وارحم ضعفه
فالوقت سيف يا حبيب ومثلكم ... شاعت مكارم فتمم
في أبيات.
3807 – محمد بن صالح بن دينار: أبو عبد الله المدني الثمار مولى الأنصار رأى سعيد بن المسيب وعمر بن عبد الله والقاسم وسعد بن إبراهيم وروى عن القاسم بن محمد وعاصم بن قتادة والزهري وجماعة وعنه الواقدي وعبد الله بن نافع(2/486)
الصايغ والقعنبي وخالد بن مخلد وزيد بن الحباب وآخرون وثقه أبو داود وغيره: كابن حبان والعجلي كما في الثقات لهما بل قال أحمد: ثقة ثقة وقال ابن سعد: كان جيد العقل قد لقي الناس وعلم العلم والمغازي ثم روى عن الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: قال لي أبي: إن أردت المغازي صحيحة فعليك بمحمد بن صالح الثمار وكان ثقة قليل الحديث وقال أبو حاتم: ليس بالقوي لا يعجبني حديثه وقال الدارقطني: يترك وخرج له الأربعة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم مات سنة ثمان وستين ومائة عن ثمانين سنة.
3808 - محمد بن صالح بن قيس المدني: الأزرق مولى بني الحرث بن فهر تأخر عن الذي قبله قليلا يروي عن محمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وحصين عبد الرحمن الأشهلي ومسلم بن أبي مريم وعنه زيد بن الحباب وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وأبو ثابت محمد بن عبيد الله وعبد العزيز الأوسي ويعقوب بن محمد وغيرهم وقيل: إن الذي روى عن مسلم بن أبي مريم هو الذي قبله وثقه أبن حبان وقال أبو حاتم: شيخ بل ذكره ابن حبان في الضعفاء أيضا وقال: شيخ يروي المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد وخرج له أبو داود والترمذي وغيرهما وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وأبن أبي حاتم وثقات ابن حبان وضعفائه وقال فيها: يروي المناكير.
3809 - محمد بن صدقة: أبو عبد الله الفدكي ناحية المدينة بالقرب منها كان يسكنها يروي عن مالك ومحمد بن يحيى بن سهل وعنه إبراهيم المنذر الخزامي قال ابن حبان في رابعة ثقاته: يعتبر حديثة إذا بين السماع في روايته فإنه كان يسمع من قوم ضعفاء عن مالك ثم يدلس عنه وذكره الذهبي في الميزان: "وأورد له من الطبراني من جهة عمرو بن الربيع بن طارق وعن ابن صدقة عن مالك عن ابن شهاب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ادخر لأهله قوت السنة تصدق بما بقي" وكذا رواه حبيب كاتب مالك عن ابن صدقة وهو من الوجهين عند الدارقطني في غرائب مالك قال: وليس ذا من حديث أنس وهما رواه الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر انتهى والمتن ظرف من حديث مخرج في الصحيح بالمعنى الزهري بغير هذا الإسناد كما أشار إليه الدارقطني وقال الدارقطني في العلل: ليس بالمشهور ولكن ليس به بأس ولم يذكر فيه البخاري ولا ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.
3810 - محمد بن صفوان القرشي: الجمحي المدني قاضيها أيام هشام يروي عن سعيد بن المسيب وهشام بن عروة وهو من أقرانه وعنه مالك والدراوردي ومحمد بن عمرو بن علقمة وثقه ابن حبان وقال البخاري في تاريخه: إنه لم يذكر(2/487)
سماعا من سعيد فلا أدري سمع منه أم لا وذكر في التهذيب بدون قول البخاري.
3811 - محمد بن صهيب: يروي عن المدنيين روى ابن أبي مليكة عنه أنه رأى عبد الملك بن مروان يبتاع عباء بدنه وثقه ابن حبان وذكر البخاري في تاريخه.
3812 - محمد بن الضحاك بن عثمان بن الضحاك الخزامي القرشي: من أهل المدينة يروي بن أبية ومالك ويعقوب عن إبراهيم بن المنذر الخزامي ويعقوب بن محمد المديني وثقه ابن حبان وذكره البخاري وابن أبي حاتم وله ذكر في أبيه الضحاك ابن عثمان.
3813 - محمد بن ضرغام السابقي: أحد شيوخ الفراشين تلقاها عن المربسي وتقاها عنه محمد بن عمير مات سنة بضع وستين وله ابن اسمه أبو الفتح "أحد الفراشين".
3814 - محمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن محمد: غياث الدين ويدعى غياثا الخجندي المدني الحنقي حفيد العلامة الشهير جلال الدين "الماضي" وابنه ولد في الثلث الأخير من ليلة الأربعاء سابع عشرى رجب سنة ست وثمانمائة بالمدينة وسمع على الزين المرغي وغيره واشتغل على أبيه في الفنون وبرع في العربية وعرف بجودة الذكاء وعلو الهمة ودخل القاهرة غير مرة ومات بها في الطاعون سنة ثلاث وأربعين ورأيت استدعاء بخط حسين الفتحيأجاز فيه شيخنا ذكر في المسئول لهم محمد بن طاهر وأظنه هذا.
3815 - محمد بن أبي الطاهر الزرندي: سمع في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة على الزين المراغي في تاريخه للمدينة.
3816 - محمد بن طحلا: أبو صالح المدني مولى غطفان ويقال مولى بني ليث ويقال إن طحلا لقيه لا أبوه روى عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم وعبد الله "ابني ابن عمر" والأعرج وعنه ابناه "يعقوب ويحيى" وموسى بن عبيدة الزبدي والدراوردي وغيرهم قال أبو حاتم: ليس به بأس وذكر ابن حبان في الثقات وهو في التهذيب.
3817 - محمد بن طراد بن عامر التربي: كان في حدود الأربعين وسبعمائة.
3817 - محمد بن طريف: أبو غسان المدني صوابه ابن مطرف وسيأتي.
3819 - محمد بن طغج "بضم المعجمة وإسكانها" ابن جف "بفتح الجيم" ابن(2/488)
ملكس أبو بكر الأخشيد أمير الحرمين والديار المصرية والشامية والأخشيد بلسان أهل فرغانة ملك الملوك كان قد ولي الولايات بعد والده وتنقل في المراتب حتى ملك مصر والشام وكان ابتداء ولايته للديار المصرية والدعاء له بها في رمضان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ولم يثبت ولايته هذه ثم ولي مصر في خلافة الراضي بالله سنة ثلاث وعشرين وكانت في ابتدائها مفتعلة ولكن جاءه التقليد بالتحقيق من دار الخلافة في التي بعدها ثم ولاه الخليفة المتقي العباسي أخو الراضي في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة مصر والشام والحرمين وعقد على ذلك من بعده لولديه "أبي القاسم محمود وأبي الحسن" على أن يكفلهما مولاه كافور الخصي الأخشيدي ومات الأخشيد في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وأخذ البيعة لأبي القاسم في ذي القعدة منها فاستمر حتى مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة والغالب على الأمر كافور ليس لأبي القاسم معه سوي الاسم وعقدت البيعة بعده لأبي الحسن فجرى معه كافور كما كان مع أخيه وزاد سجنه وحجبه عن الناس إلا معه حتى مات في المحرم خمس وخمسين وثلاثمائة وبعد استقل كافور حتى مات فيسنة سبع وخمسين وثلاثمائة مسموما عن خمس وستين سنة وفي تفصيل كل هذا طول ذكره الفاسي في مكة.
3820 - محمد بن الطفيل بن مالك: أبو جعفر النخعي من أهل المدينة وسكن فيها يروي عن ابن عمه شريك بن عبد الله وحماد بن زيد وفضيل بن عياض وبشر بن عمارة وجماعة وعنه عباس الدوري والبخاري في "الأدب المفرد" وأحمد بن سيار المروزي وأحمد بن عمرو القطراني وعثمان وعبد الله "الدارميان" ومحمد بن أيوب بن الضريس وآخرون ووثقه ابن حبان وقال: من أهل المدينة روى له الترمذي وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
3821 - محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: القرشي التيمي المدني يروي عن أبيه وعنه ابن إسحاق وابن جريج وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وداود بن عبد الرحمن العطار وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على مكة فكان يدعو ابن شبرمة وابن أبي نجيح يستشيرهما وثقه ابن حبان وهو في تاريخ البخاري وابن أبي حاتم وأرسل عن جده الأعلى أبي بكر حديثا في أول الغيلانيات وخرج له النسائي وغيره وذكر في التهذيب وقال المزي بد المدني والمدني مجود في ابن حبان.
3822 - محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن(2/489)
عبيد الله بن عثمان: وجده عثمان الأول هو أخو طلحة أبو عبد الله التيمي القرشي المدني ويقال له: ابن الطويل يروي عن عبد الرحمن بن ساعدة وأبي سهيل نافع بن مالك وعبيد الله بن مسلم بن جندب وعنه الحميدي وعلي بن المديني ودحيم وأحمد بن صالح المصري قال أبو حاتم: محله الصدق ولا يحتج به وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: ربما أخطأ وخرج له النسائي وغيره وذكره في التهذيب.
3823 - محمد بن طلحة بن عبيد الله: أبو سليمان وأبو القاسم التيمي ويلقب السجاد لكثرة صلاته وعبادته ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فسماه محمدا وكناه أبا القاسم وأمه حمنة ابنة جحش المذكورة في قصة الإفك لم يزل به أبوه رضي الله عنه حتى وافقه وخرج معه على علي وقتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين وذكر في أول الإصابة وابن حبان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ومكة للفاسي وله إخوة إسحاق وعمران وعيسى وموسى ويحيى ويعقوب.
3824 - محمد بن طلحة بن حيى بن طلحة بن عبيد الله: عن أبيه عن جده وعنه عبد الله بن محمد القرشي قال ابن القطان: لا يعرف حاله ذكره شيخنا في مختصر التهذيب.
3825 - محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد القرشي: المطلبي المكي ثم المدني أخو يزيد يروي عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وعكرمة وسالم بن عبد الله وعبيد الله الخولاني وعن جبير بن مطعم مرسلا وعنه عمرو بن دينار "مع تقدمه" وابن إسحاق وجماعة وثقه ابن معين ثم ابن حبان قيل: توفي بالمدينة في أول خلافة هشام بن عبد بن عبد الملك خرج له أبو داود وغيره وذكر في التهذيب وابن حبان وقبله البخاري وابن أبي حاتم.
3826 - محمد بن ظفر السميري: جاور هو وزوجته فاطمة بمكة والمدينة سبع سنين وتعاهدا أن من سبقت وقاته منهما لا يتزوج صاحبه فمات ابن ظفر أولا فلم يزال بها حتى رضيت بأن تتزوج بعض تلامذته وبينما هي في أثناء تجهيزها رأته في المنام فأعطاها شملة كانت دفنت معه وأمرها بالامتناع فانتبهت فزعة وبلغ التلميذ فعظم عليه ذلك وعاد مسرعا إلى رباضه فلم تكد تطل معه ذكره الجندي في تاريخ اليمن فيما قبل.
3827 - محمد بن عامر: في عامر بن أبي الجمهر.
3828 - محمد بن أبي عائشة: ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن أبي عائشة المدني مولى بني أمية خرج مع بني مروان حين خرجوا من الدينة فسكن دمشق(2/490)
وثقه ابن معين ثم ابن حبان وقال: ليس يصح له عن النبي صلى الله عليه وسلم سماع ولا رواية وقال أبو حاتم: ليس به بأس انتهى وقد روى عن أبي هريرة وجابر وعن من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعنه حسان بن عطية وأبو قلابة وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم روى له مسلم وغيره وذكر في التهذيب وبين شيخنا وهما لابن أبي حاتم فيه.
3829 - محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي: الأسدي المدني أخو يحيى رأى ابن الزبير ويروي عن أبيه عن عائشة وعن أسماء ابنة أبي بكر والحاصل أنه روى عن أبيه وجده وجدة أبيه أسماء روى عنه ابن المبارك وطلق بن غنام والزبير بن حريث وغيرهم: كابن المبارك وفليح بن سليمان وإسماعيل بن رافع وثقه ابن حبان وقال الزبير: كان شيخ بني عباد وسيدهم له قدر وشرف وقد خرج له أبو داود وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3830 - محمد بن عبد الله بن جحش بن رباب الأسدي: أسد خزيمة الماضي أبوه ولد قبل الهجرة بخمس سنين كما للواقدي وهاجر مع أبيه إلى الحبشة ثم إلى المدينة وأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فاشترى له مائة نجيبه وأقطعه دار أسبوق الرقيق بالمدينة وروى عنه وعن عمته حمنة وزينب وعائشة الصديقة وعنه ابنه إبراهيم "الماضي" والمعلي بن عرفان وغيرهما ذكره المزي في التهذيب وقال: مختلف في صحبته وبنو حجش حلفاء بني عبد شمس وقيل حلفاء حرب ابن أمية ومن حديثه: "إن المؤمن لا يدخل الجنة وإن رزق الشهادة حتى يقضي دينه".
3831 - محمد بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب القرشي: الهاشمي النوفلي المدني روى عن سعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد ومعاوية والضحاك بن سفيان وغيرهم وعنه عمر بن عبد العزيز والزهري وحزم بن عبد البر "بتفرده بالرواية عنه" وكذا لم يذكر عنه ابن حبان "في موضعين من ثقاته تبعا لابن أبي حاتم" راويا سواه وقد بين البخاري في تاريخه اختلاف الرواة في إثبات عمر بن عبد العزيز بينهما وحذفه وقد خرج له الترمذي والنسائي وذكر في التهذيب.
3832 - محمد بن عبد الله بن أبي حرة بن أبي الحكم: الأسلمي المدني له عن عمه حكيم بن أبي حرة والمقبري وعطاء بن أبي مروان وعنه سليمان بن بلال والدراوردي وحماد بن خالد والواقدي وغيرهم وثقه ابن معين ثم ابن حبان وخرج له ابن ماجة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3833 - محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله(2/491)
الهاشمي: الحسني المدني أخو إبراهيم ويلقب النفس الذكية يروي عن أبيه ونافع وأبي زناد وعنه عبد الله بن جعفر المخرمي والدراوردي وعبد الله بن نافع الصايغ وثقه النسائي وابن حبان وخرج له أبي داود والترمذي والنسائي وذكر في التهذيب وأنكر أبو داود قول أبي عوانه محمد وإبراهيم خارجيان وقال: بئس ما قال هذا رأي الزندقة انتهى وقد خرجا سنة خمس وأربعين ومائة بالمدينة على أبي جعقر المنصور وتلقب محمد بالنفس الزكية وكان خرج وهو راكب حمارا في مائتين وخمسين رجلا ووثبوا على رباح أمير المدينة فسجنوه وبويع محمد بالخلافة طوعا وكرها وقال: إنه خرج غضبا لله ورسوله وبعث بعين أعوانه إلى مكة واليمن فملكوا ذلك وبعضهم إلى الشام فلم يمكنوا فبعث إليهما عيسى بن موسى فقتلهما بالمدينة ومحمد بن خمس وأربعين سنة فيما قاله ابن سعد وغير واحد ويقال إن بالمدينة ومحمد بن خمس وأربعين سنة فيما قاله ابن سعد وغير واحد ويقال: إن أمه "وهي هند ابنة أبي عبيدة ب عبد الله بن زمعة بن الأسود الأسدي" حملت به أربع سنين وقال ابن سعد: كان قليل الحديث يلزم البادية ويحب الخلوة قال محمد بن عمر "يعني الواقدي" وغلب على المدينة ليومين بقباء من جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين وقتل في نصف رمضان وقبر النفس الزكية خارج باب المدينة الشمالي قال الواقدي وله ثلاث وخمسين سنة.
3834 - محمد بن عبد الله بن حسن بن علي: ذكره الأقشهري وهو الذي قبله جزما سقط عليه ثاني الحسنين.
3835 - محمد بن عبد الله بن حسن المدني: عن أبي زناد كان سمع منه وعنه الدراوردي وهو الأول ايضا.
3836 - محمد بن عبد الله بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس: الرضي أبو عبد الله بن أبي بكر العسقلاني المكي الشافعي شيخ الحرم ومفتيه بل مفتي الحرمين حسبما وصفه به شيخه الفقيه جمال الدين بن حشيش إذ قرأ عليه مؤلفه المقتضيب في سنة أربع وستين وستمائة بحيث أدخلته في هذا الديوان مع إمكان التوقف فيه وأنه إنما أراد قصده بالفتوى من الحرم النبوي ولد في أيام التشويق سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمنى ونشأ بمكة فسمع على محمد بن علي الطبري وابن مسدي وأبي اليمن بن عساكر وكذا سمع على ابن بنت الخميزي وابن أبي الفضل المرسي وحدث سمع منه العلاء العطار والبرازلي "وذكره في معجمه" والنجم بن عبد الحميد "ومات قبله" وابن رشيد وقال: إنه كان شديد المعارضة حديد النظر متعرضا لإيراد الشبه أحد العلماء العاملين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وعليه مدار الفتيا أيام الموسم وقال البرزالي: كان شيخا جليل القدر عالما متدينا له(2/492)
معرفة بالفقه على مذهب الشافعي وعليه مدار الفتوى بمكة معتمدا فيها وإن كان المحب الطبري شيخ الجماعة قوالا بالحق امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر له في القلوب الجلالة ويتوسل به في الحوائج ناسكا صالحا دائم الصيام والطواف قاضيا لحوائج الناس من قصده مشى معه متواضعا يعرف التنبيه مسألة مسألة ويحفظ المفضل ويعرف طرقا من العربية وقال الذهبي "وله منه إجازة": كان فقيها عالما مفتيا ذا فضائل ومعارف وعبادة وصلاح وحسن خلق والثناء عليه كثير مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وسبعمائة وذفن بالقرب من سفيان بن عيينة ومن نظمه:
أيها النازح المقيم بقلبي ... في أمان أني رحلت ورحبي
جمع الله بيننا عن قريب ... فهو أقصى منايا منك وحبي
طوله الفاسي.
3837 - محمد بن عبد الله بن داود الأنصاري: قال البخاري في تاريخه: يعد في أهل المدينة يروي عن محمد بن كعب مرسل وعنه عمارة بن غزية وقد وثقه ابن حبان وقال أو حاتم: إنه ليس بالمشهور.
3838 - محمد بن عبد الله بن زكريا اليمني البعداني: بباء موحدة وعين ودال مهملتين وألف ونون بلدة من مخلاف جعفر باليمن الشافعي نزيل الحرمين عرض عليه الحسن حفيد الزين المراغي في سنة تسع وثمانمائة وذكره الفاسي في تاريخه وقال: كان خيرا صالحا مؤثرا منور الوجه كثير العبادة له إلمام بالفقه والتصوف وجاور بالحرمين نحو ثلاثين سنة على طريقة حسنة من العبادة وسماع الحديث والاشتغال بالعلم وكان قدم إلى مكة في عشر السبعين وسبعمائة وأقام بها إلى سنة تسع وثمانين أو بعدها بقليل إلا أنه كان يتردد إلى المدينة ثم انتقل إليها في هذا التاريخ وصار يتردد إلى مكة وتمشيخ على الفقراء برباط وكالة بالمدينة وعمره من مال سعى فيه عند بعض أرباب الدنيا وبها توفي في العشر الأخير من ذي الحجة سنة عشر وثمانمائة وذفن بالبقيع وهو في عشر السبعين وكان من وجوه أهل بلده بعدا أصحاب الشوكة بها.
3839 - محمد بن عبد الله بن زيد عبد ربه الأنصاري: الخزرجي المدني والد عبد الله ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين عن أبيه وأبي مسعود الأنصاري وعنه ابنه وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي ومحمد بن جعفر بن الزبير ونعيم المجمر وقال ابن منده: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ووثقه ابن حبان والعجلي(2/493)
وخرج له مسلم وغيره وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وأبوه هو الذي أرى الأذان.
3840 - محمد بن عبد الله بن سلام بن الحرث الإسرائيلي: الخزرجي الأنصاري الماضي أبوه قال البخاري في تاريخه: يعد في أهل المدينة وهو في أول الإصابة وابن حبان وقال: يقال له: صحبة وأخرج أحمد وابن أبي شيبه والبخاري في تاريخ من رواية أشهر بن حوشب عنه قال: قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من الذي أثنى عليكم الله به" الحديث وذكر البخاري الاختلاف على شهر فيه وقول من قال عنه عن رجل من الأنصار من أهل قباء ووقع في رواية البغوي في الصحابة عن أبي هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم وقال في السند: لا أعلمه إلا عن أبيه قال: قال أبو هشام: ليس في كتاب يحيى بن آدم عن أبيه أهل قباء وذكره ابن حبان في ثقات التابعين فقال: يقال: له صحبة وقال ابن عبد البر: له رواية ورواية محفوظة وقال ابن منده: رأس النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه:
3841 - محمد بن عبد الله بن سليمان الربيعي: من ولد ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب له بناء في المسجد من ناحية وضع الخبايز.
3842 - محمد بن عبد الله بن أبي سليم المدني: ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين وهو يروي عن أنس وعنه بكر بن الأشج خرج له النسائي وقال: ثقة وكذا ذكره ابن حبان في وثقاته وقال الذهبي: لا يعرف ولو قال: لا أعرفه لخلص.
3843 - محمد بن عبد الله بن صيفي: عداده في أهل المدينة يروي المراسيل وعن ابن أبي مليكة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته وسبقه البخاري فقال في تاريخه: سمع كعب قوله وعنه ابن أبي مليكة وتبعه ابن أبي حاتم عن أبيه وزاد مع ابن أبي مليكه قوله المكيون.
3844 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن "أبي صعصعة" عمرو بن زيد أو عبد الرحمن المازني: الأنصاري البخاري المدني أحد الثقات وأمه نائلة ابنة الحرث بن عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول يروي عن أبيه ويحيى بن عمارة وأبي الحباب سعيد بن يسار وعباد بن تميم وغيرهم وعنه مالك وابن إسحاق "ووثقه" والوليد بن كثير وابن عيينة خرج له البخاري وغيره وذكره في التهذيب وثقات ابن حبان وكذا وثقه ابن سعد وقال إنه قليل الحديث وقال مالك: كان لآل أبي صعصعة حلقة في المسجد وكانوا أهل علم ودراية وكلهم كان يفتي مات سنة(2/494)
تسع وثلاثين ومائة ومنهم من ينسبه إلى جده وكذا منهم من ينسب أباه إلى جده والكل واحد.
3845 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القاري المدني: والد عبد الرحمن وجد يعقوب بن عبد الرحمن المدني الإسكندراني وأخو إبراهيم يروي عن أبيه عن عمر وعنه ابنه والزهري ومعمر وثقه ابن حبان وخرج له البخاري في الأدب المفرد وربما يحذف من نسبة عبد الرحمن بحيث إعاده إلى حبان وكذا هو هناك في تاريخ البحاري وابن أبي حاتم.
3846 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عتيق: عن عامر بن عبد الله بن الزبير وعنه ابن إسحاق هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن سيأتي ولكن كذا رأيته في ترجمة محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عتيق محمد بن البخاري فيما أورده فيه من اختلاف الرواة.
3847 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: القرشي التيمي المدني يروي عن أبيه وموسى بن عقبة وعنه الزبير بن بكار وأبو بكر بن عبد الرحمن بن شيبة وإبراهيم بن المنذر والخزاميان ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته وقال: مستقيم الحديث والبخاري في تاريخه وساق قول موسى بن عقبة: لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم الأنباء مع الأنباء وتبعه ابن أبي حاتم عن أبيه وفي الميزان.
3848 - محمد بن عبد الله بن "الفقيه" عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البكري: عن مالك بخبر منكر جدا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا "الخلية والبرية والحرام لا تحل حتى تنكح زوجا غيره" وقال الخطيب: أنه لا يتابع عليه عن مالك وكذا أخرجه هو والدارقطني في الرواة عن مالك من طريق محمد بن إسحاق الثاني عن موسى بن عبد الله بن موسى الحسني عنه وقال أولهما: إنه تفرد به عن مالك ولا يتابع عليه وقال الدارقطني: لم يروه غيره ولا يثبت مرفوعا انتهى وكأنه آخر غير الأول.
3849 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل: الكمال أبو الفضل بن الجمال بن القاضي ناصر الدين الكناني المدني الشافعي أبن عمر الشمس محمد بن فتح الدين محمد الآتي ممن حفظ القرآن وغيره وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره بل سمع مني بالمدينة وأخذ عن الشهاب السجوري حين قدم عليهم بالمدينة في الفقه والفرائض وتميز في الميقات بل بلغني أنه كان(2/495)
فاضلا دخل مصر والشام وغيرهما حتى العجم مات سنة إحدى وتسعين.
3850 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن: المسند المعمر الشمس أبو عبد الله البعداني الأصل المدني والد محمد الآتي ويعرف بالمسكين ولد بالمدينة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وأمه خديجة ابنة الشمس الخشبي وسمع على ابن صديق في سنة سبع وتسعين صحيح البخاري بأفوات يسيرة وتزوج زينب ابنة صالح وأولدها جماعة ومات عنها لقيته بالمدينة وأجاز لي وكان متقدما في الميقات بحيث أخذه عنه جماعة وسافر إلى الشام ومصر وغيرهما مات في سلخ شعبان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة بالمدينة ودفن بالبقيع وقد مضى فيمن جده زكريا آخر بعداني أقدم من هذا شاركه في الإسم وأسم الأب.
3851 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم: الصدر أبو بكر المراغي قاضي بلدة كان من أعيان أهل زمانه فقها وفضلا وبيتا وحشمة ورئاسة وتقدما قدم بغداد في صباه سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وسمع بها الحديث من جماعة منهم: شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري وعاد إلى بلده وولي قضاءها وعلت حاله وجاهه وماله ثم قدم بعد ذلك بغداد حاجا في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وتلقاه موكب الخليفة وعلماء بغداد وكان حسن الوجه والخلق والشيبة ثم حج وعاد إلى بغداد ووصل جماعة من أهله بعطائه بل له بر ومعروف وصدقات وآثار حسنة ببلاده وبالحرمين الشريفين وغيرهما من البلدان وتوفي ببلدة سنة تسعين وخمسمائة أو نحوها ونقل إلى مدينة الرسول فدفن بها برباط أنشأه بها محاذيا للمسجد النبوي قريبا من القبر الشريف وله شباك في قبلته وقد ذكره الفاسي وقال: انه صاحب رباط على باب الجنائز من مكة أيضا وقفه في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وهو في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيني رحمه الله.
3852 - محمد بن عبد الله بن عبد القادر: النجم السكاكيني صوابه محمد بن عبد القادر بن عمرو وسيأتي.
3853 - محمد بن عبد الله بن عبد الكافي بن علي: السيد الشمس الحسني الطباطبي المدني الماضي أبوه وابن عمه إبراهيم بن أحمد بن عبد الكافي سمع مع أبيه في سنة سبع وستين وسبعمائة على البدر بن فرحون ووصف في الطبقة بالولد النجيب شمس الدين.(2/496)
3854 - محمد بن عبد الله بن عبد الله: ناصر الدين الدمشقي القلعي المقرىء ويعرف بالعقيبي نسبة للعقيبة: موضع بدمشق ممن تلى للسبع على البدر بن بصحان والشمس محمد بن أحمد بن علي الرقي تلى عليه التقي عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي وقال: إنه تصدر للإقراء بدمشق وبالمدينة ومات بها أو بمكة وأقام بها مدة طويلة وكان مستجاب الدعوة يقرأ غالبا كل يوم ختمة ونقل عنه أنه قال: كنت أقرأ في رمضان كل يوم ختمتين فلما كان آخر الشهر صرت أرى مكتوبا الله الله الله على جميع ما يقع عليه بصري من الأرض والسماء والجبال فانقطعت عن المسجد وحضور الجماعة ودخول الخلاء وغير ذلك وتركت التصرف وأقمت على ذلك يومين ثم زال عني في الثالث قال: وقد حسن له بعض الناس صرف دراهم بمساء عيد في وقت رخصها رحاء الفائدة فلما تبين له تحريم ذلك تصدق بجميعها وكان قدرا له صورة وذكر: أنه كان شديد المراقبة لنفسه وممن ذكره ابن فرحون فقال: إنه كان ممن تصدر للإفادة والجودة والتحصل كان إماما في القراءات وموادها ملازما للمشتغلين انتفع الناس عليه بدمشق ورأس فيها وانفرد بمكة ثم بالمدينة وكان من الأولياء وأهل الفراسة وعنده حدة عظيمة على الطلبة وهيبة عليهم مات سنة أربع وستين وسبعمائة وتبعه شيخنا في درره فقال: أحد الأئمة في القراءات أخذها عني وبيض وأقرأ بدمشق زمانا ثم تحول لمكة والمدينة فأقرأ بهما وكان يعد من الأبدال وذكره الفاسي.
3855 - محمد بن عبد الله بن عبد القاري: مضى فيمن جده عبد الرحمن بن عبد القارىء قريبا.
3856 - محمد بن عبد الله بن أبي عتيق: يأتي فيمن جده محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قريبا.
3857 - محمد بن عبد الله بن عتيك الأنصاري الأوسي: وقال بعضهم السلمي المدني من بني معاوية بن مالك بن عوف يروي عن أبيه وعن رجل من الصحابة روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي وثقه ابن حبان وهو في تاريخ البخاري وابن ابي حاتم وذكره الذهبي في ميزانه وحديثه عند أحمد من طريق محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن عتيك "أحد بني سلمة" عن أبيه حديث "ومن خرج من بيته مجاهدا".
3858 - محمد بن عبد الله بن علي بن حمزة: الشمس القرشي الحجار الفراش بالحرم النبوي ممن سمع على الزين العراقي سنة تسع وثمانين جزء قص الشارب له وشهد في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.(2/497)
3859 - محمد بن عبد الله بن علي الصعيدي الأصل: المدني نزيل مكة وفقيه الأنباء بها سمع بمكة سنة تسع وأربعين على أبي الفتح المراغي بعض البخاري وكان خيرا منجمعا ذا فضلة ممن أخذ العربية عن القاضي عبد القادر المالكي وأبي الخير الفاكهي ولازم مجلس البرهاني بن ظهيرة وقرأ على قاضي الحنابلة بالحرمين عبد القادر في الحديث سنين متعددة وأدب الأطفال بمكة وأذن بمأذنة باب السلام دهرا وكان حسن الخط يشتغل العمر ويتبعها مع كونه ظنينا بنفسه وتزوج بأبنه الشيخ إبراهيم الكردي ومات عنها في يوم الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وتسعين وثمانمائة ومكة وصلي عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة على أمه وهي من بيت الكازروني.
3860 - محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: أبو عبد الله الأموي الهاشمي القرشي المدني الملقب لحسنه بالديباج وهو أخو عبد الله بن حسن بن حسن والد محمد وإبراهيم الماضيين - لأمه وكان يدعى المطرف ايضا لجماله كان سمحا جوادا سريا ذا مروة وسؤدة كتب أليه أبو السايب أن يبعث إليه بلقحة فجمع له ما كان بحضرته من اللقاح فكانت تسع عشرة فأرسلها مع عبد يرعاها فباع أبو السايب منها بثلاثمائة دينار سوى ما حبس يروي عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن على عن ابن عباس مرفوعا "لا تدعو النظر إلى المجزمين" وعن نافع وعبد الله بن دينار وأبي زناد وعنه أسامة بن زيد والدراوردي وأبن إسحاق ومحمد بن معن الغفاري ويحيى بن سليم الطائفي وابن أبي زناد ليته البخاري وقال: عنده عجائب وقال مسلم: منكر الحديث وقال النسائي: ليس بالقوي وفي موضع آخر: ثقة وقال ابن عدي: حديثه قليل ومقدار ماله يكتب وقال ابن حبان: في حديثه عن أبي زناد بعض المناكير وقال العجلي: مدني تابعي ثقة وقال ابن الجارود: لا يكاد يتابع على حديثه وقال الواقدي: كان أصغر ولد أمه وكان إخوته منها بنو الحسن بن الحسن يرقون عليه ويحبونه بحيث لا يفارقهم وكان ممن أخذ معهم فضربه المنصور من بينهم مائة صوت وسجن معهم بالهاشمية حتى مات في سنة خمس وأربعين ومائة وقال: كان كثير الحديث عالما وتبعه ابن سعد في قوله الأخير زاد غيرهما أنه بعث برأسه إلى خراسان فطافوا به وجعلوا يحلفون: أنه رأس ابن أخيه محمد بن عبد الله بن حسن الذي كانوا يجدون في الرواية خروجه على المنصور وكان أخوه لأمه عبد الله يقول لما ولد أبغضته بغضا ما أبغضته أحدا قط فلما كبر وتربى أحببته حبا ما أحببته أحدا قط وقال داود بن عبد الرحمن العطار: رأيت أخاه لأمه عبد الله "المشا إليه" أتاه فوجده نائما فانكب عليه فقبله ثم انصرف ولم يوقظه وفيه لجوده يقول أبو وجزة السعدي من أبيات:
وجدنا المحض الأبيض من قريش ... فتى بين الخليفة والرسول(2/498)
وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم والخطيب وثقات العجلي وابن حبان.
3861 - محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي القاسم "العلامة" رشيد الدين ابن أبي القاسم البغدادي: السلامي الحنبلي المقرىء ولد ببغداد في ليلة الثلاثاء ثالث عشرى ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وستمائة واستجيز له من محرم التي تليها إلى بعد الأربعين فأجاز له خلائق من الرواة وكان إماما عالما بارعا فاضلا متفننا محدثا مسندا حسن الخط روى الكثير سماعا ومن مسموعه صحيح البخاري سمعه على أبي الحسن بن روزبة ومشيخة السهرودي سمعها من المخرجة له "وليس منه خرقة التصوف" ودرجات التابعين سمعها على عمر بن كرم الدينوري وحدث وأكثر التردد إلى الحرمين بحيث أن كثيرا ما يكتب: الملتجىء إلى الحرمين الشريفين ذكره ابن هشام وقال: إنه أجاز له بإفادة جده يوسف بن الحسن الزرندي قال: وكان صديقا للعفيف عبد السلام بن مزروع نزيل المدينة مات ببغداد في يوم الأربعاء تاسع جمادي الأولى سنة سبع وسبعمائة ودفن من يومه بمقبرة الإمام أحمد.
3862 - محمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم بن عبد الله بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري: عن مالك وعنه محمد بن عبيد بن عقيل قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به وذكره العقيلي فقال: لا يصح حديثه ولا يعرف بنقل الحديث وقال مرة: إنه ضعيف وقال الدارقطني: يحدث عن مالك بأباطيل وقال ابن منده: له مناكير وهو في الميزان في موضعين.
3863 - محمد بن عبد الله بن عياض القارىء: من أهل المدينة يروي عن عمه وعروة بن الزبير وعنه عمر بن سعيد بن أبي حسين قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
3864 - محمد بن عبد الله بن القاسم: الكمال أبو الفضل الشهرزوري القاضي باني رباط السبيل ورباط النساء.
3865 - محمد بن عبد الله بن أبي قحافة: في ابن أبي بكر الصديق.
3866 - محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت الكندي. من أهل المدينة يروي عن نافع والزهري وعنه عبد العزيز بن أبي سلمة وخالد بن مخلد القطواني قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته وسبقه البخاري في تاريخه وقال أبو حاتم: يروي عن ابيه وعن أهل المدينة.
3867 - محمد بن عبد الله بن مالك الدار: يعد في أهل المدينة أراه أخا عيسى سمع أم سلمة وعنه عطاف بن خالد المخزومي ذكره البخاري في تاريخه(2/499)
وتبعه ابن حبان في ثانية ثقاته جازما بكونه اخا عيسى وكذا ساق أبو حاتم قول البخاري باختصار وزاد في الرواة عنه ابن لهيعة ولبعضهم في شيوخه سهل بن سعد وقال ابن أبي حاتم: روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وعن أبيه عن أم سلمة.
3868 - محمد بن عبد الله بن زيد بن أبي زيد: أبو ثابت المدني مولى عثمان بن عفان.
3869 - محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة أبو بكر: يأتي في الكنى كذا وقع مسمى في كتاب ابن أبي حاتم.
3870 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: القرشي التيمي المدني وهو الذي يقال له ابن أبي عتيق وابو عتيق كنية جده محمد يروي عن أبيه وأنس "إن كان محفوظا" ونافع والزهري وابي يونس مولى عائشة وعنه سليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز بن ابي سلمة "الماجشيون" والدراوردي وابن إسحاق ومحمد بن أيوب المصري وحماد بن سلمة ويزيد بن زريع وغيرهم وكان ثقة خرج له البخاري مقرونا وقال الذهلي: إنه وابن أبي ذئب متقاربان في الرواية عن الزهري فأما ابن أبي ذئب فمشهور وأما هذا فمدني لم يرو عنه فيما علمت غير سليمان بن بلال وسمعت أيوب بن سليمان سئل عن نسبه فذكره وقال: ما علمت أحدا روى عنه بالمدينة غير أبي قال الذهلي: وهو حسن الحديث عن الزهري كثير الرواية متقارب الحديث لولا أن سليمان بن بلال قال بحديثه لذهب وذكره ابن حبان في الثقات والبخاري في تاريخه ثم ابن ابي حاتم وعنده أيضا محمد بن عبد الله بن أبي عتيق روى عن عمر بن عبد العزيز وعنه عبد الله بن عبد الرحمن بن يوسف.
3871 - محمد بن عبد الله بن محمدبن عبد الوهاب بن علي بن يوسف المجد بن الجمال بن فتح الدين أبو الفتح الأنصاري: الزرندي المدني الحنفي أكبر إخوته وافضلهم ولد في آخر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ المختار وألفية النحو وبعض المنار وعرض على عمه سعيد وبه تفقه وعلى الشهاب الأبشيطي وحضر عنده في العربية وكذا أخذ في الفقه أيضا ببلده عن الفخر عثمان الطرابلسي "وجل انتفاعه في الفقه به وزوج ابنته بعد موته لولده" وفي النحو أيضا والمنطق عن أحمد بن يونس المغربي وفي القراءات عن عمر النجار وعبد الرحمن الششتري وفي أصول الدين وكذا العربية وغيرها من السيد السمهودي وارتحل إلى القاهرة في سنة أربع وسبعين فأخذ في الفقه أيضا عن الأمين الأقصرائي بل قرأ عليه سنن ابن ماجة(2/500)
وسمع عليه غير ذلك وكذا قرأ على المحب ابن الشحنة وغيره وسافر منها إلى الشام في التي تليها فقرأ على الزين خطابه والخيضري في البخاري وغيره ودخل حلب وزار بيت المقدس مرتين ولما كنت مجاورا بالمدينة المرة الأولى سمع مني وعلي أشياء وقدم بعد ذلك القاهرة أيضا في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين فقرأ علي بعض البخاري وسمع علي غير ذلك من النظام في الفقه وأصوله وكذا عن الصلاح الطرابلسي وأبي الخير الرومي ولقيني أيضا في سنة ثمان وتسعين بالمدينة فتكرر اجتماعه بي وهو ممن أشير إليه بالتقدم في مذهبه بحيث تصدر للإقراء بعد الإذن له فيه وفي الإفتاء كل ذلك مع عقل وسكون ورغبة في الانجماع ونظم وهو بعد موت الشمس بن الجلال أفضل حنفي هناك وتكرر اجتماعه بي في سنة اثنتين وتسعمائة وحمدته بورك فيه.
3872 - محمد النجم الطويل: شقيق الذي قبله حفظ القدوري وقرأ على ابن عمه "قاضي الحنفية" النور على البخاري واشتغل وباشر الحسبة وقتا نيابة عن بني عمه ومولده سنة إحدى وخمسين وتكرر سفره للقاهرة ودمشق وغيرهما وزار بيت المقدس واستخلفه ابن فرفور على قضاء الركب الشامي في سنة تسعمائة في الذهاب لمكة.
3873 - محمد الشمس: أخوهما ولد في سنة سبع وخمسين وقرأ القدوري ولم يخرج من المدينة إلا للحج ونحوه وناب في القضاء والحسبة عن ابن عمه وحمد في ذلك ولا بأس به.
3874 - محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: الخليفة المهدي أبو عبد الله بن المنصور أبي جعفر الهاشمي العباسي بويع بمكة بالخلافة بعد موت أبيه بها وبلغه الخبر بذلك في إحدى عشر يوما وكان أبوه قد عهد له بها واستمر حتى مات في العشر الأخير من المحرم سنة تسع وستين ومائةفكانت خلافته عشر سنين وشهرا ولما حج في سنة ستين قسم في أهل الحرمين على ما قيل ثلاثين ألف درهم وأربعمائة ألف درهم "وصلت إليه من مصر واليمن" ومائة ألف ثوب وخمسين ألفا وكسى الكعبة ووسع المسجد الحرام بل زاد فيه مرة أخرى وأنفق في ذلك أموالا عظيمة إلى غيرها من فيهما وفي طرقها وزاد في المسجد النبوي فإنه حج في سنة ستين ومائة وقدم المدينةمن الحج فاستعمل عليها جعفر بن سليمان سنة إحدى وستين وأمر بالزيادة فيه ففعل وفي المدارك لعياض نقلا عن محمد بن سلمة: سمعت مالكا يقول: إنه دخل على المهدي فقال له وقد طلب منه أن يوصيه: أوصيك بتقوى الله وحده والعطف على أهل بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيرانه فإنه(2/501)
بلغنا أنه قال: "المدينة مهاجري ومنها مبعثي وبها قبري وأهلها جيراني" الحديث وعن مصعب: أن المهدي لما قدم المدينة استقبله مالك وغيره من أشرافها على أميال فلما بصر بمالك انحرف المهدي إليه فعانقه وسلم عليه وسايره فقال له مالك: يا أمير المؤمنين إنك تدخل الآن المدينة فتمر بقوم عن يمينك ويسارك وهم أولاد المهاجرين والأنصار فسلم عليه وذكروفيه أن المهدي امتثل ما أشار به مالك وقال لمالك: إني أريد أن أعيد منبر النبي صلى الله عليه وسلم على حاله فقال له: إنما هو من طرفاء الغابة وقد سمر إلى هذه العيدان وشد فمتى نزعته خفت أن تتهافت وتهلك فلا أرى أن تغيره فانصرف المهدي عن تغييره ومن ذلك أنه امر بإقامة البريد من مكة إلى المدينة فأقيم بذلك بغال وإبل فكان أول ما أقيم البريد في تلك الأراضي وكان طويلا أبيض مليحا حسن الأخلاق حليما قصابا للزنادقة جوادا مجيبا إلى الناس وصولا لأصحابه لم يل الخلافة أكرم منه ولا أبخل من أبيه بحيث أنه أنفذ ما خلفه أبوه في الخزائن رحمهما الله ذكره الفاسي في مكة بأطول.
3875 - محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي القاسم: "فرحون" ابن محمد بن فرحون أبو الخير بن البدر المؤرخ أبي محمد بن ابي عبد الله بن ابي الفضل اليعمري المدني المالكي سمع على أبيه في سنة سبع وستين وسبعمائة اليسير من الأنباء المبنية ووصف في الطبقة بالولد العزيز السعيد.
3876 – محمد: المحب أبو عبد الله: أخو الذي قبله والشهاب أحمد الماضي أيضا ووالد أبي البركات وعبد الله سمع على أبيه وابن السبع البخاري رفيقا للزين المراغي وولي قضاء المالكية بالمدينة بعد موت أبيه فدام سنينا كثيرة وعزل غير مرة توجه في آخرها إلى القاهرة ليعود فمات شهيدا مطعونا سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر واستقر بعده أخوه الشهاب أبو العباس أحمد وكان ذا عناية بالمذهب وغيره وتحصيل لطرف من الفقه حاد المزاج بحيث عزر بعض أعيان المدينة بغير طريق فحكم القاضي محب الدين النويري بتعزيره تسعا وثلاثين جلدة قاله التقي الفاسي في زيل سير النبلاء.
3877 - محمد بن عبد الله بن محمد: أبو الهناء الكازروني المدني أخو أحمد الماضي وابن أخي عبد السلام بن محمد ولد في رجب سنة ستة وستين وسبعمائة كأخيه.
3878 - محمد بن عبد الله بن ابي مريم الخزاعي: مولاهم وقيل مولى ثقيف المدني سمع سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن وعنه مالك وحاتم بن(2/502)
إسماعيل ويحيى القطان وصفوان بن عيسى وابن جريك وسليمان بن بلال وأبو ضمرة وقال: لم يكن به بأس ذكره ابن حبان في ثقاته وتبع في ترجمته تاريخ البخاري كعادته وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ مدني صالح الحديث وقال يحيى القطان: لم يكن به بأس وحديثه في مسند أحمد.
3879 - محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب وعبد الله بن الحرث بن زهرة أبو عبد الله القرشي الزهري: المدني ابن أخي ابن شهاب يروي عن عمه وأبيه وعنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد ومعن بن عيسى والواقدي والقعنبي والدراوردي وغيرهم وثقه أبو داود وقال أحمد: لا بأس به وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه وقال ابن معين: إنه أحب إلي من الزهري من ابن إسحاق ومرة صالح ومرة: ليس بالقوي قيل إنه قتله غلمانه وابنه لأجل الميراث ثم قتل الغلمان بعد وكان مقتله سنة سبع وخمسين ومائة وقال الواقدي: في خلافة أبي جعفر سنة اثنتين وخمسين خرج له الستة وهو في التهذيب مطول وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وضعفاء ابن حبان وقال: إنه كان رديء الحفظ كثير الوهم يخطىء عن عمه في الروايات ويخالفه فيما روى عنه الإثبات فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ولم يتصف من ترك حماد بن سلمة وسماك بن حرب وداود بن ابي هند واحتج به وبعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار انتهى وعني البخاري بذلك قال شيخنا: ولم أر له فيه غير حديثين وقال أخاكم إنما خرج له مسلم في الاستشهاد.
3880 - محمد بن عبد الله بن مسلم بن الموالي: الشاعر من موالي الأنصار من أهل المدينة سكن بقباء وكان شاعرا متقدما نظيفا حسن الهيئة لباسا عطرا من مخضرمي الدولتين علت سنة وقدم على المهدي ومدحه بقضاء بدعوة فوصله بصلات سنية ومن نظمه:
ذهب الرجال فما أحس رجالا ... وأرى أن الإقامة بالعراق ضلالا
يا ليت ناقتي التي أكريتها ... نحرت وأعقبها القلاب سعالا
في أبيات طول ابن النجار ترجمته ولم يعين وفاته.
3881 - محمد بن عبد الله بن مطرف القرشي: العمري المدني الماضي أبوه عاش بعده طويلا وولد له أولادا ثم مات ذكره ابن صالح وقال شيخنا في درره: إنه وزير ودي بن جماز صاحب المدينة أثنى عليه الشهاب بن فضل الله في ترجمة ودي.
3882 - محمد بن عبد الله بن أبي هدبة: أو هدية المدني يروي عن(2/503)
عمر بن عبد العزيز وعنه يحيى بن سليم الطائفي وثقه ابن حبان وذكره البخاري في تاريخه وقال أبو حاتم: مجهول ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
3883 - محمد بن عبد الله: الشمس الخجندي نزيل المدينة قال ابن فرحون: إنه كان من أكابر المجاورين المتأخرين أصحاب المجاهدة والصبر العظيم على مشقة العبادة والعزلة عن الناس بحيث يسكن بكراء خوفا من مساكنة أهل الرباط وكان يعمل أربعينيات يعتزل فيها عن الناس وكلامهم ويأكل فيها اليسير من الطعام ولا يقطع الصلاة في المسجد الشريف بل يجعل على رأسه ما يغطي به وجهه ويمنعه الأشتغال بالنظر إلى ما يشغله ويأتي الروضة في الصف الأول فيصلي ثم يرجع في الحين إلى بيته فلا يزال في صلاة وذكر ودعاء أخبرني السراج عبد اللطيف بن العلامة الشمس محمد الزرندي "وكان جاره وداره تطل عليه" وقال: كنت لا أقوم ساعة من الليل إلا وأسمعه إما يذكر أو يقرأ ويدعو ويستغفر مع بكاء وعويل وكان قد بورك له في الطعام اخبرني الشمس الحليمي "رحمه الله" أنه أعطاه صاعا من الدقيق وقال: اعمل لي منه وأرسل إلى كل ليلة منها بحفنة مطبوخة قال: فقلت واستمر على ذلك مدة ثم قال: اعمل منه كل ليلة قرصا ففعلت مدة ثم قال: اعمل لي منه كل ليلة جمعة قطعة طعام رشيدية للفقراء ففعلت وكان يجتمع عليه كل ليلة جمعة فقراء فيذكرون الى أن يذهب جزء كبير من الليل ويقدم لهم ذلك الطعام الذي لا يظن في أنه يكفي ثلاثة فيأكل منه فوق العشرين ولا يزال ننفق مما يعطينا حتى نمل ثم يأخذ الفضلة بعد ذلك وأخبرني بذلك جماعة من أهل الخير ممن يعرف حاله قالوا كلهم لم ير قط مثل بركة طعامه وكان يتواجد في الذكر ويقوم ويدور في الحلقة فيجد الجماعة منه قوة وصلابة يعجز عنه أقوياء الشباب بحيث أن الجماعة يملون ولا يمل ومتى أمسك على أحد منهم أتعبه وكان قد أسن وكبر وكنت أحضر عنده أحيانا وكان له وجه يضيء عليه نور العبادة والخير وله لحية طويلة مليحة تبلغ إلى سرته ومات رحمه الله عن وصية وثبتت وصدقه بجميع ما يملكه حتى بفراشه من تحته وذلك سنة أربع وستين وسبعمائة وتبعه المجد ملخصا بأمتن عبارة وأبين إشارة وكذا ذكره شيخنا في درره فيمن لم يسم أبوه فقيل: نزيل المدينة كان صالحا عابدا مواظبا على الصف منقطعا عن الناس يقطع الليل بالذكر ويحكى عنه في تكثير الطعام عجائب أرخ ابن فرحون وفاته سنة أربع وستين.
3884 - محمد بن عبد الله: أبو عبد الله التكروري خطيب ببلاده ثم حج وسكن المدينة وكان على طريقة مثلى كثير البر والإيثار وتفقد الإخوان متسع العلم مات بها سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ودفن عند قبر عثمان "حفر له بين القبور فوجدوه(2/504)
مقبرا معقودا ليس فيه أحد فوضع فيه" قاله شيخنا في درره وسبقه ابن فرحون فقال: كان من المشايخ الكبار المشتغلين بالعلم والعمل خطب ببلد سلطان التكاررة وهي بلدة إلي ومشى على طريقة عظيمة من الدين والعلم والبر والصدقة وتفقد الإخوان وصحبة العلماء وتفقدهم وتعظيمهم وحجة أولادهم بل كان فوق ما وصف ثم ذكر وفاته: وان الحفارين جاءوا إلى جهة قبر سيدنا عثمان من البقيع فحفروا له في موضع مغمور بالأموات منذ كانت المقبرة فانكشف لهم قبر تحت الأرض معقود عليه وهو نظيف كأنه مكنوس كنسا فوضع فيه كأنه بيت نزله وقد ذكره ابن صالح فقال: إنه جاور بالمدينة وبنى دارا عند سقيفة الخدام وكان ذا خلق غريب حسن وقال لي: فتح الله علي في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وأراني الموضع الذي فتح الله عليه فيه رحمه الله.
3885 - محمد بن عبد الله: أبو الوفاء الطوسي عرف بالقدسي شيخ الحرمين شيخ لأبو المظفر محمد بن علي بن الحسين بن علي الشيباني الطبري الآتي.
3886 - محمد بن عبد الله: الأعشى القارىء المدني يروي عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الجيلاني ومحمد بن عمرو بن عطاء وعنه إسماعيل بن عباس وإبراهيم بن حمزة الزبيري وثقه ابن حبان وقال أبو زرعة: لا أعرفه وهو في تاريخ البخاري وابن ابي حاتم.
3887 - محمد بن عبد الله الربعي: من ولد ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب له زيادة في المسجد.
3888 - محمد بن عبد الله السبتي: المغربي ثم المدني المالكي قال ابن فرحون: إنه كان من قدماء المجاورين المقدمين في العلم والتعليم بل محدثين بلا شك وكانت له على أولاد المجاورين بل وأهل المدينة يد طويلة ومنة عظيمة في تعليم القراءات وإن قلت: إنه لم ينجب أحد من أبناء زمانه على يد غيره من المعلمين صدقت وكان في كتابه فوق مائة متعلم ما بين صبي يفاع وصغير يراع قد رتب كتاب فجعل العرفاء فوق من دونهم وقدم على كل طائفة واحدا منهم وانتظم له سلك التعليم أكثره بالتخويف والتهديد وكانت له فراسة عظيمة في الولد قل أن تخطىء حتى أنه ليقول للواحد منهم: أنت كنت في مكان كذا وكذا وفعلت كذا وكذا فيكون كذلك ولذا كان يهاب في غيبته أكثر من حضوره ومما جرى لنا يوما معه أن الطواشي شفيع الكرموني جاء إليه يوما فقال له: إن عمال الحرم قد فقدوا مربعة خشب مدهونة يكون قدرها زراعا في زراع وما أظن أخذها إلا بعض الأولاد فقال له: اذهب فستأتيك(2/505)
إن شاء الله ثم قال لنا: اقرءوا وارفعوا أصواتكم ففعلنا ثم قال لنا: اسكتوا فسكتنا فقال: قم يا حسين فائت بالمربعة فقال: ما أخذتها وجعل يبكي فقال له: اقرأ على حالك ثم دعى بعض الأولاد وقال له: امض إلى بيته وقل لأهله: حسين يقول لكم ابعثوا إلي بالمربعة التي أتيتكم بها البارحة فما كان إلا قليلا إذ جاء بها وهو ينظر فبهت فضربه ثم أمر جميع الصبيان فضربوه وكان يقول للصبيان: يا فلان أنت وزير المدينة وأنت تكون تاجرا وأنت تكون فلاحا وأنت تكون ظالما وأنت تكون فقيها فما تعدى أحد منهم فيما علمت ما توسم فيه وكان يعزم على الجان ويستحضرهم واشتهر حجابه بالنفع فيأخذ ورقة على طول المصروع فيكتبها له ويعلقها عليه فيبرأ من حينه ولم يزل كذلك حتى فلجوا ابنة له وكانت تزحف ثم انطلق نصفها الأيمن وبقيت كذلك حتى توفيت ولم يرجع عن حاله معهم فرأيته بعد العزم والقوة يمشي في الأسواق زحفا وقد نفر عنه من كان يعرفه وصار من الحاجة والقلة بحيث إنه يسأل ويطلب فلا ينظر إليه ابتلاء من الله وبقي على ذلك سنين متعددة حتى مات في حدود عشرين وسبعمائة فنسأل الله العفو وتبعه المجد في ذلك بالمعنى وأنه مات في عام عشرين تقريبا وهو المسمى لأبيه ذكره ابن صالح فقال الشيخ: المؤدب من طلبة أبي عبد الله القصري ختم عليه القرآن جم غفير من أكثر أولاد المجاورين وقرأ عليه يعقوب بن جمال واخوه يوسف والبدر بن فرحون وإخوته وأولاد الشكيلي الكبار وقرأت عليه ثلاثة أرباعه ثم عمي وبطل شقه مع فقره.
3889 - محمد بن عبد الرحمن الضراري: من أهل المدينة وضرار: موضع بها يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعنه يزيد بن عبد الله بن الهاد قاله ابن فرحون في رابعة ثقاته تبعه البخاري في تاريخه وقال أبو حاتم: شيخ.
3890 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عمير: له ذكر في ابن عمر والده محمد بن عمير.
3891 - محمد بن عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة: يأتي فيمن جده سعد.
3892 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة: أبو غرارة القرشي التيمي المليكي الجدعاني المكي ويقال: المدني زوج جبرة ابنة محمد بن ثابت بن سباع الخزاعية يروي عن أبيه وعم أبيه وعبيد الله بن عمر وغيرهما وعنه أحمد بن محمد الأزرقي وأبو عاصم ومسدد والمقدمي وإبراهيم بن محمد الشافعي وابن أبي أويس قال البخاري: منكر الحديث وقال ابن حبان في الضعفاء: لا يحتج به وقال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به وقال أبو حاتم: مكي ضعيف(2/506)
الحديث منكر الحديث وقال ابن معين: لا شيء وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم: ووقع كما في النسخة محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله أبي مليكة وقال ابن عدي: قد قيل إن الجدعاني غير أبي غرارة وكان في وقت واحد ينتسبان جميعا إلى جدعان فاشتبها قال: ويحتمل أن يكونا واحدا وبه جزم الخطيب وممن نسبه مدنيا ابن عقدة في تاريخه وكذا قال ابن حبان: من أهل المدينة واقتصر عليه الذهبي في تاريخه.
3893 - محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق بن أبي قحافة: يأتي قريبا فيمن جده عبد الله.
3894 - محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان: أبو عبد الله القرشي العامري مولى بني عامر بن لقي عداده في أهل المدينة ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وفاطمة ابنة قيس وجابر وعنه عبد الله بن يزيد "مولى الأسود" والزهري ويحيى بن ابي كثير ويزيد بن عبد الله بن قسيط ويحيى بن سعيد وآخرون وهو ثقة خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وقال: مولى الأخنس بن شريق ومرة: مولى بني عامر وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ونقل عن أبيه أنه قال: إنه من التابعين لا يسأل عنه وعن أبي زرعة: أنه مدني قرشي من بني عامر بن لؤي ثقة.
3895 - محمد بن عبد الرحمن بن جبر الأنصاري: عداده في أهل المدينة وهو محمد بن أبي عبس قال البخاري في تاريخه وقال ابن أبي حاتم عن أبيه إنه يروي عن أبيه: عن جده وعنه ابنه.
3896 - محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان: ويقال اسم جده عبد الله بن حارثة أبو الرجال وابو عبد الرحمن الأنصاري البخاري من بني حارثة بن النجار المدني أحد الثقات ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين يروي عن أمه عمرة ابنة عبد الرحمن بن سعد بن زرارة وأنس بن مالك وعنه بنوه "محمد وحارثة وعبد الرحمن" ويحيى بن سعيد الأنصاري والثوري ومالك وسعيد بن هلال وعبد الله بن عمر العمري والضحاك بن عثمان ويعقوب بن محمد بن طحلا وأبو سعيد مولى بني هاشم وكان أحد الثقات وثقه أحمد وابن معين وابو حاتم ثم ابن حبان وخرج له الشيخان وذكر في التهديب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان وإنما كني أبا الرجال لأنه كان له عشرة بنين رجال وجده حارثة بدري.
3897 - محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن(2/507)
عمر بن مخزوم: المخزومي القرشي المدني أخو أبي بكر وإخوته ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين يروي عن عائشة وعنه الزهري وهو مقل لا يكاد يعرف قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وذكره في الطبقة الأولى من المدنيين وقال النسائي: ثقة ونقل الأزدي في ضعفائه عن ابن معين: ليس حديثه بشيء وممن خرج له مسلم وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري.
3898 - محمد بن عبد الرحمن بن الحسين القطان: ويلقب صلاح الدين ممن سمع في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة على الزين المراغي في تاريخه للمدينة.
3899 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحكم: الحكمي الأوسي من أهل المدينة كان ينزل في بني أمية بن يزيد يروي عن طلحة وعنه يعقوب بن سفيان قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3900 - محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري: من أهل المدينة عن أم مبشر ولها صحبة وعنه يحيى بن عبد الله بن ابي قتادة قاله ابن حبان في ثانية ثقاته تبعا للبخاري في تاريخه كما تبعه ابن أبي حاتم.
3901 - محمد بن عبد الرحمن بن رداد بن عبد الله بن شريح بن مالك القرشي: العامري من أهل المدينة من ولد ابن أم مكتوم يروي عن عبد الله بن دينار وسهيل بن أبي صالح ويحيى بن سعيد الأنصاري وعنه بشر بن معاذ ويعقوب بن حميد بن كاسب وإسماعيل بن أبي أويس وعبد الله بن نافع الصايغ ومعاوية بن هشام ذكره ابن حبان في ثقاته وقال: كان يخطىء وقال ابن عدي: عامة ما يريده غير محفوظ وقال ألأزدي: لا يكتب حديثه وقال أبو حاتم: ليس بقوي ذاهب الحديث ولم يقرأ كما قال ابنه عليهم حديثه وقال أبو زرعة: مدني لين وقال الذهبي وفي المغني: ضعفوه وذكره في الميزان وأورد له عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن رافع بن حديج مرفوعا "المدينة خير من مكة" وقال: ليس بصحيح وقد صح في مكة خلافه.
3902 - محمد بن عبد الرحمن بن زرارة: فيمن جده سعد قريبا.
3903 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد: كان بينه وبين أبيه سبع عشرة سنة وفي الموت إحدى وعشرين ليلة فاشترك مع أبيه في رجاله سمع هشام بن عروة وطبقته قيل لم يحدث عنه إلا الواقدي وقد ضعفه ابن معين ووثقه ابن سعد وأطنب في وصفه وكذا ثقه ابن حبان وقال: مات ببغداد سنة أربع وتسعين ومائة وهو ابن سبع وخمسين سنة روى عنه الدراوردي وقال أبو حاتم: روى عن أبيه وعنه بعض المدنيين وهو في تاريخ البخاري وابن أبي حاتم والميزان للذهبي وقال: مات(2/508)
قديما مع والده قال ابن سعد: عاش بعد أبيه أياما وابوه أسن منه بسبع عشرة سنة وذكره ابن عدي مختصرا.
3904 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي سارة: مدني بيض ابن أبي حاتم عن أبيه وقال: قرىء على العباس بن محمد الدوري سمعت ابن معين: يقول هو صدوق ثقة.
3905 - محمد بن عبد الرحمن بن سعد: أو أسعد بن زرارة الأنصاري المدني ابن أخي عمرة أبنة عبد الرحمن وهو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أو ابن أبي زرارة وقيل: غير ذلك يروي عن جابر وأبي سعيد وعمته عمرة واختها لأمها أم هشام ابنة حارثة بن النعمان وخالة يحيى بن أسعد وابن كعب بن مالك ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي والأعرج وسالم بن عبد الله وعنه جماعة منهم: شعبة ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وابن عيينة وقال: يقولون: هذا عامل عمر بن عبد العزيز "يعني على المدينة" فجلست إليه وأنا ابن خمسة عشر سنة وكذا قال أبو حاتم: إنه كان واليا على المدينة في زمان عمر بن عبد العزيز وجزم به غير واحد كالذهبي وثقه النسائي وابن حبان وابن سعد وصرح: بأن عمرة عمة أبيه وقال: توفي سنة أربع وعشرين ومائة وقال ابن أبي خيثمة: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: إنه كان واليا لعمر بن عبد العزيز على اليمامة وكان رجلا صالحا قلت: وقوله على اليمامة يخالف ما تقدم فيحتمل أن يكون واليا عليهما فلا مانع منه وقد خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وكل من سعد واسعد صحيح فأسعد جده من قبل أمه.
3906 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم: أبو الفضائل قرأ في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالمدينة صحيح مسلم على الموفق أبي الخير محمد بن أحمد بن يوسف الزرندي.
3907 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة: النعمان مضى فيمن جده حارثة.
3908 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة: مضى قريبا.
3909 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان: أبو عتيق التيمي حفيد أبي بكر الصديق "أفضل الأمة بعد الرسول" ابن أبي قحافة له رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ فهم أربعة من نسق الصحابة قال ابن حبان: وليس هذا لأحد من هذه الأمة غيرهم(2/509)
قلت يعني بقية المذكور وإلا فعبد الله بن الزبير "أمه أسماء ابنة أبي بكر بن أبي قحافة" وعبد الله له رواية نعم ثم جماعة أربعة من المذكور غير أنه مختلف في الرابع وهذا في ثاني الإصابة.
3910 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين: الشمس بن الزين المدني الشافعي سبط النور علي بن عبد الرحمن بن حسين بن القطان الماضي أمه زينب ويعرف بابن زين الدين وكسلفه بابن القطان ولد في رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة وحفظ بها القرآن وجوده فيها على الشمس بن شرف الدين الششتري بل تلاه عليه إفرادا وجمعا للعشر في ختمتين والشاطبيتين والطيبة الجزرية وقراءة نافع لأبن تبري ورفع توضيح ابن هشام وعرض على أبي الفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وحضر دروسه بآخره وسمع على أولهما بقراءة ولده الشمس ثم قرأ في سنة تسعين على الولد جميع الصحيح وكذا قرأ على الجمال عبد الله بن القاضي عبد الرحمن بن محمد بن صالح أشياء وأخذ في ابتدائه عن الشمس العوفي في الفقه وأصوله والعربية ودخل مصر فتلى بالعشر على كل من الزينين "جعفر السنهوري والهيثمي" وقرأ على الجوجري جانبا من التوضيح وحضر دروسا وكذا دروس ابن قاسم وقرأ عليه من شرحيه على المنهاج والألفية وعلى الجلالين "البكري وابن الأسيوطي" ولازم الشرف عبد الحق هناك بل وبالحرم في الفقه وأصوله والعربية وغيرها بل حل عليه قطعة من الشاطبية وقرأ على السراج معمر ألفية النحو حين كان عندهم وكذا دخل دمشق وقرأ على التقي بن قاضي عجلون بالقاهرة أيضا في سنة إحدى وتسعمائة وحضر دروس الزيني زكريا وأخذ كلا من الفيتي النحو والحديث عن البرهان بن أبي شريف وسمع في الكتب الستة والموطأ وغيرها على الفخر الديمي ولازم قبل ذلك وبعده الشريف السمهودي وما أظن أخذ عنه أفضل منه وسمع بمكة من النجم بن فهد المسلسل والثلاثيات وعلي في المجاورة الثانية بالمدينة أشياء ثم قرأ علي في التي بعدها شرحي لتقريب النووي بحثا وأقرأ الطلبة بالمسجد النبوي ونعم الرجل فضلا وتوددا وأقول: وقد صار شيخ القراء بالمدينة الشريفة وإمامها وخطيبها وأحد المدرسين المفتيين فيها وكانت فيها لخطابتها وإمامتها في سنة واستمر مباشرا لها مع بلاغته وفصاحته لم يعزل منها إلا مدة يسيرة في سنة ثلاث عشرة وتسعمائة ثم مات بعد تعلله مدة في ليلة الأربعاء خامس عشر صفر عام ثلاثين وتسعمائة بالمدينة ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى ولم يخلف ببلده مثله وباشر الخطابة بعده ولده الزيني عبد الحق ثم تركها رغبة فيها لعجزه عن القيام بها عوض ناصر الدين بن صالح سنة عشر وتسعمائة بعناية شيخه السيد السمهودي وتودداوأقول وقد صار شيخ القراء بالمدينة الشريفة وإمامها وخطيبها وأحد المدرسين المفتيين فيها وكانت فيها لخطابتها وإمامتها في سنة واستمر مباشرا لها مع بلاغته وفصاحته لم يعزل منها إلا مدة يسيرة في سنة ثلاث عشرة وتسعمائة ثم مات بعد تعلله مدة في ليلة الأربعاء خامس عشر صفر عام ثلاثين وتسعمائة بالمدينة ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى ولم يخلف ببلده مثله وباشر الخطابة بعده ولده الزيني عبد الحق ثم تركها رغبة فيها لعجزه عن القيام بها عوض ناصر الدين بن صالح سنة عشر وتسعمائة بعناية شيخة السيد السمهودي.(2/510)
3911 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي مليكة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله: مضى.
3912 - محمد بن عبد الرحمن بن عنج: وقيل اسم جده يزيد بن عنج المدني نزيل مصر يروي عن نافع مولى ابن عمر وعنه الليث بن سعد ذكره ابن حبان في ثقاته تبعا لتاريخ البخاري وابن ابي حاتم ونقل عن أبيه: أنه صالح الحديث لا أعلم روى عنه غير الليث وقال أحمد: شيخ مقارب الحديث روى عنه الليث وقال أبو داود: من أهل المدينة كان بمصر روى عنه الليث نحو ستين حديثا وقال ابن حبان في الثقات: حدث عن نافع بنسخة مستقيمة وقد خرج له هو ومسلم والنسائي وذكر في التهذيب.
3913 - محمد بن عبد الرحمن بن عود الزهري: القرشي المدني يروي عن أبي سعيد الخدري وعنه ابنه عبد الواحد ومحمد بن المنكدر قاله ابن حبان في ثانية ثقاته تبعا لتاريخ البخاري وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه وسمي فيمن روى عنه عبد الله المدني وهو في ثاني الإصابة.
3914 - محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة: ويقال: ابن ابي لبيبة المدني مولى بني هاشم ولبيبة أمه وأبو لبيبة كنية أبيه واسمه وردان يروي عن سعيد بن المسيب وعمر بن سعد بن ابي وقاص وعبد الله بن أبي سليمان والقاسم بن محمد وعبيد الله بن علي بن أبي رافع وأرسل عن سعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي وقاص روى عنه حفيده يحيى بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن ابي كثير وسعيد بن أبي أيوب وحاتم بن إسماعيل ووكيع وأسامة بن زيد الليثي ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وجعفر بن محمد بن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته بروايته عن سعد ثم في ثالثتها بروايته عن سعيد ولم يذكر البخاري في تاريخه روايته عن سعد وقال ابن ابي حاتم: أخبرني ابن ابي خيثمة فيما كتب إلي سمعت ابن معين يقول ابن ابي لبيبة الذي يحدث عنه وكيع ليس حديثه بشيء وقال ابن سعد: كان قليل الحديث وقال الدارقطني: ضعيف وذكر في التهذيب.
3915 - محمد بن عبد الرحمن بن مجبر: بضم الميم ثم الجيم مشددة مفتوحة لكونه كان وقع فتكسر فقالت عمته حفصة: هو الجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب العودي العمري المدني عن نافع وعطاء وزيد بن أسلم وعبد الرحمن بن القاسم ويحيى بن سعيد الأنصاري والعلاء بن عبد الرحمن وعنه سعيد بن سليمان(2/511)
الواسطي وبشر بن اوليد وحفص بن عمرو العمري ويزيد بن هارون وهشيم والحجاج بن المنهال وعبد الله بن رجاء وغيرهم قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: سكتوا عنه وقال النسائي: متروك وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه وقال ابن حبان في الضعفاء: روى عنه يزيد بن هارون والعراقيون ممن يتفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير لا يحتج به وقال أبو حاتم: ليس بقوي روى عنه هشيم فقال: ثناء محمد بن عبد الرحمن القرشي يكنى عن اسم جده لكن لا يفطن له وقال أبو زرعة: واهي الحديث وهو في الميزان وكرره في اللسان ونسبه الذهبي في تاريخه مدنيا وما رأيت ذلك الآن لغيره بل قال هو في الميزان: البصري.
3916 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عشاس بن بدر بن يوسف بن علي بن عثمان الرضي: أبو حامد ابن التقي أبي الحرم بن الجاحظ الجمال أبي عبد الله بن ابي جعفر الأنصاري الخزرجي المدني الشافعي القاضي الماضي أبوه وعمه العفيف عبد الله والآتي ولده المحب محمد ويعرف كسلفه بالمطر وهو سبط الجمال محمد بن يوسف الزرندي وله سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بالمدينة كما قرأته بخطه نقلا عن خط أبيه وأنه بعد صلاة العصر في يوم الأربعاء خامس ذي القعدة منها وسمع بها من العفيفين "عمه المطري وله فيه ذكر واليافعي" صحيح البخاري وعلى أولهما: مسند الشافعي بالروضة في سنة ثلاث وخمسين ومن العز بن جماعة: الموطأ رواية يحيى بن مكي والفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا والثواب لآدم وجزء البيتوتة ومنتقى من الرسالة القشيرية وجزء كبير من حديثه يخرجه لنفسه وغيرها وبآخره من أمين الدين بن الشماع جامع الأصول لابن الأثير بفوت ومن البرهان بن أبي الحسن بن فرحون الشفا ومن محمد بن صالح المدني بقراءته عليه غالب تآليفه الدرة النفيسة الفصيحة بكرامات شيخ الصدق والنصيحة الذي ترجم فيه شيخه أبا عبد الله القصري ومن الشمس الخشبي إتحاف الزائر لابن عساكر ومن البهاء السبكي شفاء السقام لأبيه بفوت وقرأ على الجمال الأميوطي والعلم سليمان السقا وسمع على الزين أبي بكر المراغي في آخرين كالبدر بن فرحون سمع عليه في سنة سبع وستين وسبعمائة الأنباء المبيتة لابن عساكر ووصفه أبو عبد الله بن شكر في الطبقة الفقيه العالم العامل الرئيس والبرهان إبراهيم بن علي بن فرحون سمع عليه الشفا مع الشرف أبي الفتح المراغي ووصفه الشرف: سيدنا وشيخنا الإمام العلامة والزين العراقي قرأ عليه أشياء كجوابه في قص الشارب سنة تسع وثمانين وسبعمائة وأجاز له في سنة مولده أبو الفتح الدلاصي والميدومي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المؤمن بن اللبان وبعدها ابن الخباز وابن القيم وابو الثناء المنيحي وخلق وكذا أجاز له ولوالده في سنة إحدى وخمسين من(2/512)
بغداد القاضي الإمام الشرف محمد بن بكتاش بن عبد الله التشتري البغدادي "ومولده سنة أربع وستين وستمائة" والأصيل عز الدين الحسين بن محمد بن عبيد الله "ومولده في جمادي الثاني سنة أربع وسبعين" والقاضي الخطيب أبو الحسن حيدرة بن محيي الدين محمد بن المحيا العباسي "ومولده في آخر رمضان سنة سبع وثمانين" والعلامة الشمس محمد بن الشهاب عبد الرحمن بن عسكر البغدادي المالكي "ومولده سنة إحدى وسبعمائة" والعدل الجمالي محمد بن محمد بن محمود البغدادي المقرىء وقد حدث ودرس وأفتى وممن أكثر من الأخذ عنه سماعا وقراءة وتفقه عليه ولده المحب محمد وكذا قرأ عليه التقي بن فهد وولي رئاسة المؤذنين بالحرم النبوي كأبيه وجده "وقضاء المدينة وخطابتها وإمامتها على عادة من سلف من قضاتها بعد أشهر خلت من سنة إحدى عشرة وثمانمائة وصلت إليه الولاية وهو بالطائف" من أعمال مكة في النصف الأخير من شهر ربيع الآخر منها فتوجه إلى المدينة في أوائل جمادي الأولى فباشرها قليلا وحمدت مباشرته ولم يلبث أن مات عن ثلاث وستين في ليلة الخميس سادس عشر ذي الحجة منها بمكة وكان قدمها حاجا وهو عليل ودفن بالمعلاة رحمه الله وكان خيرا دينا له إقبال على الخير والعبادة وعناية بالعلم ذا معرفة حسنة بالفقه والعربية وغيرها مع نظم حسن وحفظ جيد استقر عوضه ولده المحب في الرئاسة بل ناب عنه فيها وفيما كان متوليه من القضاء والخطابة والإمامة وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال: كان بيده نظر مكة ثم نازع صهره شيخنا الزين المراغي في قضاء المدينة وذكر شيئا مما تقدم وأنه مات عن إحدى وستين بعد أن أرخ مولده سنة ست وأربعين وكلاهما سهوا فالصواب ما تقدم وذكره الفاسي في مكة.
3917 – محمد: الشمس أبو عبد الله وأبو الهدى المطري أخو علي الماضي والذي قبله ولد كما قرأته بخط أخيه نقلا عن أبيهما في صبيحة يوم الأحد عاشر رجب سنة اثنتين وستين وسبعمائة وسمع بالمدينة من العز بن جماعة جزءه الكبير الذي أخرجه لنفسه ومن البدر إبراهيم بن الخشاب الصحيح وغيره وعلى الزين العراقي "في سنة تسع وثمانين بقراءة أخيه" جزء قص الشارب له وله اشتغال بالعلم ونباهة وكان يؤذن بالحرم النبوي في مأذنة الرياسة كأبيه وجده ودخل ديار مصر والشام واليمن ومات في ثامن عشرى ذي الحجة سنة ست وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلاة وممن ذكره الفاسي.
3918 – محمد: الجمال أخو الأولين سمع على الزين ومن ذلك في سنة تسع وسبعين وسبعمائة في تاريخه للمدينة ويحرر إن كان غير أبي الهدى.
3919 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان: أبو الخير بن(2/513)
أبي الفضل بن أبي عبد الله السخاوي الأصل القاهري البهائي الشافعي مؤلف هذا الكتاب شمس الدين له ترجمة ألفها سماها إرشاد الغاوي وذكر نسبه في تاريخه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ومختصرها: أنه ولد في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة فحفظ القرآن وصلى به التراويح في رمضان ثم عمدة الأحكام والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والنحسه1 لشيخه ابن حجر تلى على فقيهه العلامة شهاب الدين بن أسد لأبي عمرو وابن كثير وسمع عليه غيرهما من الروايات أفرادا وجمعا ونذرت به في المطالعة والقراءة وشارك من يتردد إليه في الفقه والعربية والقراءات وغيرها.
3920 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ابي بكر بن علي الأنصاري: المصري الشافعي شاركناه في ثلاثة من آبائه ورأيته سمع مسلما على المحب المطري في سنة ست وأربعين بالمدينةوكتبته تخمينا.
3921 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصبيبي: نسبة لقلعة الصبيبة المدني الشافعي والد أحمد وابن عمة الجمال الكازروني وابن أخت أبي العطاء أحمد بن عبد الله بن محمد ولد في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وسمع على البدر إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب في سنة سبعين فما بعدها وحدث بالبخاري من لفظه بالروضة سنة ست وثمانمائة فسمعه منه جماعة ووصفه النجم السكاكيني "في إجازة ولده": بالعالم الفاضل الكامل ووالده: بالشيخ الصالح الزاهد العابد بل قال شيخنا: إنه اشتغل بالفقه ودرس في الحرم النبوي ومات بصفد سنة سبع وثمانمائة وقد بلغ الخمسين.
3922 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن حسن بن علي بن صالح: فتح الدين أبو الفتح بن ناصر الدين أبي الفرج ابن الشمس أبي عبد الله بن الخطيب التقي أبي البقاء المصري الأصل المدني الشافعي: والد زين الدين وصلاح الدين وغيرهما ويعرف كسلفه بابن صالح ولد في ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وقال: إنه تلاه للعشر من طريق النشر على مصنفه ابن الجزري والحاوي وجمع الجوامع والجمل للزجاجي وألفية الحديث وعرض على جماعة واشتغل في الفقه على أبيه والجمال الكازروني والنجم الكساكيني ويوسف الديمي اليمني والشمس العراقي والجمال بن ظهيرة في آخرين وعن النجم أخذ الأصول من المعاني والبيان وكذا أخذ الأصول مع العربية والمنطق عن أبي عبد الله الوانوعي وعنه وعن غيره أخذ
__________
1كذا في الأصل غير منقوطة.(2/514)
النحو وممن أخذ عنه قاضي الحنفية نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الزندي "تلميذ المحب بن هشام" قرأ عليه الحاجبية وغيرها بل قرأ عليه في سنة عشر في البخاري وكذا فيه على العلامة الحسن الدرعي وعلى والده وفتح الدين النحريري في سنة عشرين أشياء ومن جملتها على الثاني الترمذي وعلى خلف المالكي وعلي بن الجزري في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بالمدينة الشفا بسماعه له على البرهان إبراهيم بن حاتم السكندري ثم الدمشقي في سنة سبع وستين وسبعمائة بالجامع الأموي بدمشق بسنده ومكارم الأخلاق للطبراني بإجازته مشافهة من أبي الثناء محمود المنيحي بسماعه له من الشهاب بن علي الحسني القرافي أبانه أبو محمد بن رواح أبانه1 السلفي بسند وسمع عليه تصنيفه الحصن الحصين والمسلسل بالأولية من جمعه وبالمصافحة وعلى الزين أبي بكر المراغي في البخاري وعلي أبي الحسن على المحلي المدني "سبط الزبير" بعض الاكتفاء للكلاعي في آخرين من المدنيين والقادمين إليها كالجمال بن ظهيرة والمجد اللغوي وقرأ هو البخاري سنة ثلاث وعشرين واجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها العراقي والهيثمي وابن صديق والجوهري والقرسيس وأبو الطيب السحولي وأبو اليمن الطبري وعبد الكريم بن محمد الحلبي وخلق منهم: عائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي والشهاب ابن حجى والحسباني - يجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد في مجلد سماه بغية الطالب الناصح من مشيخة قاضي طابة أبي الفتح بن صالح اقتصر فيها على المجيزين فقط وناب في القضاء والخطابة والإمامة والنظر بالمدينة عن أبيه ثم اشتغل بها بعد موته سنة ست وعشرين ودام إلى أن ترك القضاء لأخيه أبي عبد الله محمد سنة أربع وأربعين واقتصر على الباقي حتى مات وقد لقيته بالمدينة واخذت عنه وكان قد قدم القاهرة بسبب اتهامه بالمواطأة على قتل أبي الفضل المراغي أخي أبي الفتح وزار بيت المقدس وكان ذكيا مسددا في قضائه كريما من دهاة العالم ذا سمت حسن وملقى جميل مع فضيلة في الفقه ومشاركة في غيره وسهولة للنظم بحيث كان قد ابتدأ نظم القراءات العشر من طرق ابن الجزري في روي الشاطبية ونحوها مع التصريح بأسماء القراء نظما منسجما واختصارا حسنا ولكنه غير سالم من اللحن مات في ليلة الجمعة رابع عشري جمادى الأولى سنة ستين وثمانمائة بالمدينة وصلى عليه بعد صلاة الصبح بالروضة الشريفة ودفن بالبقيع في مقبرتهم بالقرب من السيد عثمان على قارعة الطريق رحمه الله وعفا عنه.
3923 – محمد: ولي الدين أبو عبد الله أخو الذي قبله سمع على أبي حسن
__________
1 كذا في الأصل غير منقوطة.(2/515)
المحلي "سبط الزبير" اليسير من الاكتفاء للكلاعي وولي القضاء استقلالا حين استعفى أخوه عنه سنة أربعين وشارك في الخطابة والإمامة وكان جيد الخطابة ثم استعفى من القضاء أيضا في سنة كذا وأعرض عنه لابن أخيه صلاح الدين محمد ووصل إليه التفويض بذلك في ثاني ذي الحجة منها ولم يلبث أن مات أحد الجمادين سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
3924 – محمد: شمس الدين أخو الذي قبله سمع على أبي الحسن المحلي أيضا بعض السيرة.
3925 - محمد بن عبد الرحمن بن القاضي ولي الدين أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح: معين الدين حفيد ثاني الأخوة والماضي أبوه شاب رأيته قرأ بالروضة في الشفا على قاضي المالكية بالمدينة سنة ثمان وتسعين وهو ممن قرأ علي.
3926 – محمد: تقي الدين أخو الذي قبله مقيم بالعجم.
3927 - محمد بن عبد الرحمن بن ابي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن: أبو الخير الحسني الفاسي المكي المالكي أمه ام هانىء ابنة الشريف علي الفاسي حضر على العز بن جماعة وسمع على الجمال بن عبد المعطي صحيح ابن حبان إلا مجلسا وعلى فاطمة ابنة الشهاب أحمد بن قاسم الحراري بعض المصابيح وعلى النشاوري والأميوطي جامع الترمذي بفوت في آخرين: كالكمال بن حبيب واجاز له الصلاح بن ابي عمر وابن أصيلة وابن الهبل والسوقي وابن النجم وعمر بن إبراهيم النقبي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وغيرهم وتفقه بالشيخ موسى المراكشي وأبيه وخلفه في تصديره بالمسجد الحرام فأجادوا وأفاد وكان من الفضلاء الأخيار ذا حظ من العبادة والخير والثناء عليه جميل مات في يوم الإثنين ثالث شوال سنة ست وثمانمائة بالمدينة ودفن بالبقيع وقد جاز الأربعين بيسير وعظمت الرزية "كما قاله الفاسي بفقده" فإنه لم يعن بعد أبيه إلا نحو سنة وكان يذكر أنه رأى في المنام "وأبوه مريض" أن شخصا أظنه مغربيا أعطاه عسا وقال له: بعه بثلاثة عشر درهما أعط أباك منها ثلاثة والباقي لك فأول بمقدار حياتهما وتردد في الدرهم أهو شهر أو سنة فقدرت وفاة أبيه بعد ثلاثة أشهر بعدها وذلك في ليلة نصف ذي القعدة سنة خمس فغلط على ظنه أنه لا يعيش بعده إلا عشرة أشهر فكان كذلك عاشها وسبعة عشر يوما وهذه الرؤيا مما حملته على اهتمامه بالزيارة النبوية والرغبة في الوفاة في جواره فحقق الله له قصده رحمه الله وإيانا.
3928 – محمد: الرضي أبو حامد الحسني الفاسي المكي المالكي شقيق(2/516)
الذي قبله ولد في رجب سنة خمس أو أربع وثمانين وسبعمائة وسمع على ابن صديق والمراغي وظنا النشاوري والجمال الأميوطي وأجاز له جماعة وحفظ عدة من المختصرات في فنون وتفقه بأبيه وبالزين خلف النحريري "وارتحل إليه للمدينة وأذن له بالإفتاء في سنة سبع وثمانمائة" وأبي عبد الله الوانوعي وحضر دروسه في غير الفقه أيضا وأخذ العربية عن الشمس الخوارزمي المعيد "إمام الحنفية" بمكة والشمس البوصيري حين مجاورته بمكة واشتدت عنايته بالفقه فتبصر فيه وفي غيره وكتب بخطه عدة كتب ولا بأس بكتابته وتصدى للتدريس والإفتاء وكثيرا ما يعارض في فتواه قريبة التقي الفاسي مما هو بمعارضته في أكثره محظي هذا بعد أن كان ينوب عنه في العقود والنسوخ وأداه ذلك إلى أن ولي قضاء المالكية حين غيبة التقي باليمن في سنة سبع عشرة فلم يلبث إلا قليلا ثم صرف محمد بن عبد الله بن مطرف القرشي العمري المدني الماضي أبوه عاش بعده طويلا وولد له أولادا ثم مات ذكره ابن صالح وقال شيخنا في درره إنه وزير ودي بن جماز صاحب المدينة أثنى عليه الشهاب بن فضل الله في ترجمة ودي محمد بن عبد الله بن أبي هدبة أو هدية المدني يروي عن وحرص على العود فما أمكنه ورام جماعة من التقي استنابته وصرف نصف المعلوم فامتنع مع نيابة عن الجمال بن ظهيرة شافعي مكة في أشياء لا يخلو من انتقاد وكون له تعاليق في الفقه غير مرضية وبالجملة فكان خيرا مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة ذكره الفاسي ورأيت فيمن سمع البخاري سنة عشرين بالمدينة بقراءة المحب المطري أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد فيحتمل أن يكون هذا وله كنيتان ويحتمل أن يكون أخا له بل هو أخ له أكبر منه ومات سنة ثلاث وعشرين.
3929 - محمد بن عبد الرحمن بن مشكور القرشي: المكي ألأصل المدني قرأ وجود ورأس وأعقب ولدا نجيبا مشتغلا بالعلم مخالصا للرؤساء ذا عقل وديانة وحسن مداراة للخلق مات في حدود تسع وعشرين وسبعمائة وكان غالب المشاكير يتسببون في العطرقاله ابن فرحون.
3930 - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث بن أبي ذئب هشام بن شعبة: الإمام أحد الأعلام أبو الحرث القرشي العامري المدني ولد سنة ثمانين وأمه برهية ابنة عبد الرحمن بن أبي ذئب أخت الحرث يروي عن أخيه المغيرة الآتي وخاله الحرث بن عبد الرحمن القرشي وعكرمة وشعبة مولى ابن عباس وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد بن أبي أسيد البراد وسعيد المقبري وصالح مولى التؤمة والزهري ومسلم بن جندب والقاسم بن عباس ومحمد بن قيس وخلق وعنه يحيى القطان وحجاج الأعور وشبابة وأبو علي الحنفي وابن المبارك وابن ابي فديك وأبو نعيم وآدم بن أبي إياس وأحمد بن يونس وعاصم بن علي والقعنبي وأسد بن موسى وعلي بن جعد وكثيرون قال أحمد: كان يشبه بسعيد بن المسيب لم يخلف مثله كان أفضل(2/517)
من مالك إلا أن مالكا أسد تنقية للرجال منه ولما بلغه أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار قال: يستناب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال: أحمد هو أورع وأقول بالحق منه انتهى وقد هجره مالك لما نسب إليه من القدر وكلهم أئمة رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بهم وبعلومهم وقال الواقدي فيما رواه ابن سعد عنه: كان من أورع الناس وأفضلهم ورمي بالقدر ولم يكن قدريا فإنه كان ينفي قولهم ويعيبه ولكن كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا وإن مرض عاده فكانوا لهذا وشبهه يتهمونه بذلك وقال مصعب: معاذ الله انه يكون قدريا إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا القدرية وضربوهم ونفوهم فجاء قوم منهم فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب فقيل هو قدري لذلك لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط قال الواقدي: وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا كان فيه مزيد من الاجتهاد وأخبرني أخوه: أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشى الخبز والزيت وله قميص وطيلسان يشتي فيه ويصيف ولا يغيره شيبة وكان من أشد الناس صرامة وقولا بالحق ويحفظ حديثه لم يكن له كتاب ويروح إلى الجمعة باكرا فيصلي حتى يخرج الإمام ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها ولما خرج محمد ين عبد الرحمن بن حسن لزم بيته إلى أن قتل محمد وكان الحسن بن زيد الأمير يجري عليه كل شهر خمسمائة دينار وقد دخل مرة على عبد الصمد بن علي والي المدينة فكلمه في شيء فقال له: إني لا أراك مرائيا فأخذ عودا وقال: من أدائي؟ فوالله للناس عندي أهون من هذا ولما ولي جعفر بن سليمان المدينة بعث إليه بمائة دينار فاشترى منها شابا كرديا بعشرة دنانير فلبسه غمرة وقدم به عليهم بغداد فلم يزال به حتى قبل منهم فأعطوه "يعني الدولة" ألف دينار فلما رد مات بالكوفة انتهى ولما حج المهدي ودخل مسجد الرسول لم يبق أحد إلا قام إلا هو فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين فقال: إنما تقوم الناس لرب العالمين فقال له المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي وقال لأبي جعفر المنصور: هلك الناس فلولا أغنيتهم من الفيء فقال ويلك لولا ما شددت من الثغور لكنت تؤتى في منزلك فتذبح فقال: قد سد الثغور وأعطى الناس من هو خير منك فنكس المنصور رأسه وقال: هذا خير أهل الحجاز بل قال له: ما تقول في أنك لجائر فأخذ الربيع بلحيته فكفه المنصور ووبخه وأمر له بثلاثمائة دينار ولذا قال أحمد: إنه لم يهله أن قال لأبي جعفر الحق حيث قال له: الظلم ببابك فاش قال أبو جعفر: دعا الرشيد فقهاء أهل المدينة وهو ومالك فيهم وسألهم عن سيرته فكلهم قال: ما حضره من تحسين ما هو عليه وابن أبي ذئب ساكت فسأله عن ذلك فقال: إن رأي أمير المؤمنين أن يعفيني فعل فقال له؟. بل أسألك أن تصدقني فقال: أما إذا سألت(2/518)
فإني أراك ظالما عسوفا قعدت في أمر ليس لك وغصبته عمن هو له بحق ثم تأخذ الأموال من حيث لا تحل وتنفقها فيما لا يرضي الله ورسوله ولو وجدت أعوانا أطلقتك من هذا ألأمر وادخلت فيه من هو أنصح لله والمسلمين منك فأطرق الرشيد برأسه قال مالك: وضممت إلى ثيابي أن لا يصيبني من دمه فرفع الرشيد رأسه فقال: أما أنك أصدق القوم ثم قال: لهم قوموا وأضعف لأبي ذئب في العطية وكان رحمه الله فقيه النفس قال الشافعي ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن ابي ذئب وترجمته محتملة للتطويل خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري والخطيب وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان وغيرها مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة عن تسع وسبعين سنة بعد الفراق من بغداد وقد أثنى المهدي جائزته.
3931 - محمد بن عبد الرحمن بن مهران المدني: مولى مزينة وقيل مولى أبي هريرة يروي عن أبيه وسعيد المقبري وعنه مروان بن معاوية الفزاري وأبو عامر العقدي قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا محله الصدق ووثقه ابن حبان وهو في تاريخ البخاري وابن أبي حاتم وخرج له النسائي وذكر في التهذيب.
3932 - محمد بن عبد الرحمن بن ابي الموال الهاشمي: مولى علي بن أبي طالب مدني معروف يروي عن أبيه وعنه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قاله البخاري في تاريخه وتبعه ابن أبي حاتم وابن حبان في ثقاته.
3933 - محمد بن عبد الرحمن بن نضلة الدولي: ويقال الديلي من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب وعبد الله بن عوسجة العوسجي قولهما والقاسم وسالم ونافع وعنه محمد بن جعفر بن أبي كثير وبكير بن عبد الله بن الأشج ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وابن حبان في ثقاته.
3934 - محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن الأسود القرشي: الأسدي مدني الأصل يتيم عروة لأن أباه أوصى به إليه وكان جده من مهاجرة الحبشة وبها توفي ونزل هذا مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير وعن علي بن الحسين والنعمان بن ابي عياش الزرقي وعكرمة الهاشمي وجماعة وعنه حياة بن شريح وشعبة ومالك وابن لهيعة وآخرون آخرهم وفاة أبو ضمرة أنس بن عياض وكان أحد الثقات المشاهير قال أبو حاتم ثقة وذكره ابن حبان في ثقاته خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وقال مدني الأصل: سمع ابن الزبير وعنه هشام بن عروة والزهري وحيوة ومالك وقال ابن حبان: روى عنه مالك وأهل المدينة مات سنة سبع عشرة ومائة وهو وهم بلا شك فإنه قدم(2/519)
مصر فيما قاله ابن لهيعة سنة ست وثلاثين وقال القراب: مات سنة إحدى وثلاثين وقال الواقدي: مات في آخر سلطان بني أمية والأشبه قول الذهبي سنة بضع وثلاثين ومائة وهو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الراوي عن ظريف وعنه ابن إسحاق "فيما قاله أبو حاتم كما تقدم".
3935 - محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: القرشي المخزومي وامه أم أبان ابنة عبد الحميد بن عباد بن مطرف بن سلامة من بني مخزمة قاضي مكة ويلقب بالأوقص بل عرفه الذهبي في ميزانه: بقاضي المدينة وتعقبهم بقاضي بغداد بعد الواقدي يروي عن ابن جريج وعيسى بن طهمان وعنه معن بن عيسى ومحمد بن الحسن بن زبالة ذكره ابن حبان في الثقات وقال العقيلي: يخالف في حديثه وابن عساكر: ضعيف وكانت ولايته لمكة لما حج المهدي سنة ستين ومائة وترك عنده مالا لعمارة المسجد ففعل واستمر حتى مات في خلافة موسى الهادي قال الزمخشري: في ربيع الأبرار ولم ير مثله في عفافه ونيله وظرفه مع زهده مر ليلا بسكران وهو نائم في جناح له يتغنى:
عوجي علينا ربة الهودج ... إنك إن لم تفعلي تخزي
فأشرف عليه وقال: يا هذا شربت حراما وأيقظت نياما وغنيت خطأ خذه عني وأصلحه له وفي ترجمته مما يشهد لذلك غير هذا ذكره الفاسي.
3936 - محمد بن عبد الرحمن بن وردان: فيمن جده أبو لبيبة.
3937 - محمد بن عبد الرحمن بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ويلقب أبوه عزير بالمعجمة يأتي في محمد بن عزير.
3938 - محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن غنج: مضى بدون يزيد.
3939 - محمد بن عبد الرحمن: الجمال بن أبي الحرم المطري المدني فيمن جده محمد بن أحمد بن خلف.
3940 - محمد بن عبد الرحمن: الشمس القرشي البكري المدني أخو عبد الوهاب وعبد الله الماضيين ووالد ست قريش زوج الشهاب العليف بعد أبي الفضل المراغي ويعرف بابن جمال ممن وقفت عليه امرأة صحيح مسلم في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة مات بالقاهرة سنة ثمان وستين وثمانمائة.
3941 - محمد بن عبد الرحمن: أبو جابر البيضاوي الأنصاري المدني من(2/520)
أنفسهم وأحد الضعفاء عن سعيد بن المسيب وصالح مولى التؤمة والدراوردي وعنه حجاج بن أرطأة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن ابي يحيى وغيرهم قال الشافعي: بيض الله عيني من يحدث عن البياضي وأراد بهذا التغليظ على من يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ودفع من يراه حجة أو يوجب تحديثه حكما وقال مالك: ليس بثقة كنا نتهمه بالكذب وفي لفظ: لم يكن يرضى وقال أحمد: منكر الحديث جدا وقال ابن معين: كذاب وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف الحديث ما أقر به من ابن البيلماني وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث وقال النسائي: متروك يعني مع قلة حديثه وقال ابن حبان: في الضعفاء كان ممن يروي عن الثقات مما لا يشبه حديث الأثبات روى عنه أهل بلده وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف متروك الحديث مات سنة ثلاثين ومائة وهو في الميزان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وضعفاء ابن حبان.
3942 - محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني: سمع محمد بن وميمون ذكره البخاري في تاريخه هكذا وقال أبو حاتم: هو ميمون مجهولان ولذا ذكره الذهبي في الميزان.
3943 - محمد بن عبد الرحمن: الشمس الصبيبي فيمن جده محمد بن أبي بكر.
3944 - محمد بن عبد الرحمن: المؤذن هو وأبوه وجده قال ابن فرحون: كان فقيها متفننا اشتغل بالعلم وألف وصنف وكان إماما في النحو واللغة هماما في الأدب والشعر وكاتبني بقصيدة له أبانت عن فصاحته وبلاغته وقوة غرسه مطلعها.
حنانيك عبد الله زين المواكب ... فما أنت إلا البدر بين الكواكب
وكان من إخواننا في الاشتغال بالعربية كنا نحضر جميعا عند والدي وعند الشيخ أبي عبد الله النحوي ولي معه مباحث في مسائل كثيرة وكان ذا حزوة وأنفة لا يجلس إلا مع الكبار ولا يتكلم إلا بكلمات كبار مع الورع والدين وحسن الصوت مات في سنة عشرين وسبعمائة وتبعه المجد بأفصح عبارة وأوضح إشارة وقال ابن صالح: هو الفقيه ابن خالي كان قديم الهجرة في الآذان بعد أبيه وجده توفاه الله قديما قبلهما في سنة عشرين وهو ابن ثلاثين سنة وكان فاضلا فقها وأصولا ونحوا وقراءة وذكاء مفرط ألف في النحو والفلك وترك بعد موته أمة ضعيفة عمياء فحزنت عليه كثيرا وبقيت بعده طويلا ثم لحقته وهي في الثمانين وكانت قابلت أمي في وفي أخوتي عوضها الله الجنة.
3945 - محمد بن عبد السلام بن محمد بن روزبة: البدر أبو الوفاء بن العز(2/521)
الكازروني المدني الماضي أبوه ولد في نصف ليلة السبت ثاني شوال سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وأجاز له فيها البدر بن الخشاب كما قرأته بخط أبيه أجازه بكتب عينها وبسائر مروياته.
3946 – محمد: التقي والشرف أخو الذي قبله ووالد المحمد بن فتح الدين وأبي حامد الآتيين ويقال له: تقي وهو عم الشمس محمد بن عبد العزيز الآتي ولد في شعبان سنة خمس وسبعين وسبعمائة واحضر في الثالثة مع أبيه وأخيه عبد العزيز سنة سبع وسبعين بالحرم المدني على الشمس الشستري قطعة من السيرة النبوية للمحب الطبري وسمع على البدر بن الخشاب بل قرأ على ابن صديق وسمع على العراقي والهيثمي شيئا من أول المصابيح وآخره وناولاه إياه مع الإجازة وسمع ومعه ابنة أبو حامد محمد بن علي الزين أبي بكر المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وكان قد حفظ العمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وعرض على أحمد بن محمد السلاوي الشافعي بالمدينة في سنة اثنتين وتسعين وأخذ العربية عن المحب بن هشام قرأ عليه في التوضيح لأبيه وناب في القضاء والخطابة والإمامة عن ابن عمه الجمال الكازروني حين كان الجمال بالقاهرة يسيرا ووصفه ابنه أبو الفتح: بالفقيه العالم وأبو الفتح المراغي في "إجازة ولده": بالعالم أقضى القضاة وقال شيخنا في تاريخه: كان بينا في الفقه مات في صفر سنة خمس عشرة وثمانمائة.
3947 – محمد: أبو المعالي الكازروني المدني أخو الأولين ولد في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
3948 - محمد بن عبد السلام بن مقبل: الفراش ممن سمع في سنة سبع وثلاثين على الجمال الكازروني في البخاري.
3949 - محمد بن عبد العزيز بن أحمدبن قاسم: ناصر الدين أبو الفرج التميمي المغربي ألأصل المدني المالكي ويعرف بابن قاسم ولد في سنة سبع وخمسين وثمانمائة واشتغل عند مسعود المغربي وقرأ عليه البخاري والسيد السمهودي وسمع على الشمس المراغي وأبيه أبي الفرج ثم مني وعلي بل قرأ بنفسه الشمائل ولازمني في المجاورة الأولى بالمدينة في أشياء كتبتها له في كراسة وأشرت إليها في الكبير وهو حسن الصوت جيد الإنشاد ممن يتعانى اللطف والتهليل عقب الصبح بالحرم النبوي.
3950 - محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن سليمان: ناصر الدين بن عز الدين الدريني الأصل المدني الحنفي ويعرف بالخواص حرفة أبيه ولد في ذي(2/522)
الحجة سنة سبع وخمسين بالمدينة وأمه سبطة أبي بكر ابن صالح والد عبد الحميد ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعين النووي وبعض المختار وحضر بعض دروس عثمان الطرابلسي وإسماعيل الأوغاني والشمس بن جلال وغيرهم وسمع مني غالب القول البديع وعلي في البخاري وغيره وقرأ علي أبي الفرج المراغي الأربعين وتكتب بالنساخة وصار يقصد لي الشهادات ونحوها مع صلاح وخير ولم يخرج عن المدينة لغير الحج وكانت وفاة أبيه في شعبان سنة أربع وسبعين بها.
3951 - محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمود بن عبد الوهاب: الجمال بن العز الفيومي الأصل المالكي المصري الشافعي دخل المدينة وتزوج بها ابنة لعبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح واستولدها زين الحرمين ثم فارقها ورجع لبلده وقرأ وهو بالمدينة على الجمال عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح رواية وعلى السيد السمهودي دراية وهو ممن له ذكاء.
3952 - محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد: الشمس وربما لقب المحب أبو عبد الله وابو الفتح بن العزيز العز الكازروني المدني الشافعي ولد في جمادي الأولى سنة خمس وتسعين وسبعمائة وحفظ العمدة والتنبيه والحاوي "كلاهما في الفقه" والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والشاطبية والتيسير والرابية وعرض على جماعة منهم الزين خلف بن أبي بكر المالكي "نزيل المدينة" والزين أبي بكر المراغي وسمع عليه في سنة خمس عشرة وقبلها أشياء ومم سمعه عليه جزء من حديث نصر المزجي وقبل ذلك في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة بعض تاريخه للمدينة وحضر مجلسه في الفقه وانتفع به ووصفه ولده أبو الفرج المراغي: بالعالم العلامة مفيد الطالبين وكذا عرض على عبد الرحمن بن محمد بن صالح القاضي وأبي حامد المطري وسمع عليهما صحيح البخاري وعرض أيضا على أبي عبد الله محمد بن أحمد الوانوعي وبحث عليه في الألفية منها وفي الجمل للزجاج والتقريب في النحو أيضا وفي التنقيح للأصول للقرافي وحضر دروسه أيضا في التفسير وأخذ أيضا عن ابن عم أبيه الجمال الكازروني الفقه وأصوله وغيرهما من العلوم: كالتفسير بحيث كان جل انتفاعه به وقرأ عليه من كتب الحديث أشياء ووصفه: بالفقيه العلامة العالم صدر المدرسين وكذا أخذ بقراءته النحو والصرف والمعاني والبيان وإعراب القرآن عن النور علي بن محمد بن علي الزرندي الحنفي وحضر في الفقه والحديث بمكة في سنة سبع عشرة على الجمال بن ظهيرة وبالمدينة عند الزين عبد الرحمن القطان في الفقه والحديث مع عرضه على كل من هؤلاء الأربعة أيضا وبحث الحاوي(2/523)
والبيضاوي الأصلي مع مرحه وألفية ابن مالك والتلخيص على النجم السكاكيني كل ذلك بالمسجد النبوي وأذن له في الإقراء والتدريس والإفتاء وذلك في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين ووصفه العلامة شمس الدين بن العلامة عز الدين بن الإمام عز الدين وسمع بالمدينة على النور المحلي "سبط الزبير والشمس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحب سمع عليه حين جاور عندهم بالمدينة" البخاري ومسلما والشرف عبد الرحيم الشيرازي الجرهي وقرأ عليه الموطأ والولي ابن العراقي حين قدم للحج في سنة اثنتين وعشرين وعلى المسلسل وعدة الحصن الحصين والتقريب والطيبة "ثلاثتها له" والشاطبية والسنن لأبي داود وتلى على الزين ابن عياش لأبي عمرو ثم لعاصم ثم لورش وأكمل الثالثة عند وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكلها في سنة تسع وعشرين ثم لابن كثير ولقالون عن نافع وهما في سنة ثلاث وثلاثين ثم لابن عامر والكسائي ولحمزة وأكملها عند وجه النبي صلى الله عليه وسلم فكمل له بها ست ختمات ثم جمع بالسبع إلى "والوالدات يرضعن" وأذن له وسمع عليه قصيدته غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب ودخل الشام في سنة ثمان عشرة فأخذ عن التاج عبد الوهاب بن أحمد بن صالح الزهري والشهاب أحمد بن عبد الله بن بدر الغزي والجمال بن نشوان والشمس محمد بن أحمد الكفيري والبرهان خطيب عذراء والنجم عمر بن حجي وأبي بكر بن موسى اللوبياني والشمس محمد بن أحمد بن إسماعيل الحسباني والتقي أبي بكر بن علي الحريري وإبراهيم بن الخطيب الشافعيين وعرض عليهم وبالقدس عن الشمس الهروي وقرأ عليه بعض صحيح مسلم وساق له إسناده فكان بينه وبين مسلم سبعة كلهم نيسابوريون حسبما كتبته في ترجمة الهروي والله أعلم والزين القبابي وسمع عليه أيضا بعض مسلم وأجاز له في سنة إحدى وثمانمائة: البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي والمجد إسماعيل الحنفي والنجم محمد بن علي البالسي وغيرهم ودرس وحدث أجاز للتقي بن فهد وولديه وغيرهم ومات بالمدينة في المحرم سنة تسع وأربعين وصلي عليه في الروضة ودفن بالبقيع.
3953 - محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياذ: الإمام الأوحد الكمال الأنصاري المدني المالكي والد حسين وحسن واخو أحمد الماضي كل منهم سمع على صهره النور المحلي سبط الزبير في سنة عشرين بعض الاكتفاء للكلاعي وكتب عنه سنة سبع وثلاثين في إجازة لضرورة له واشتغل على جده ومم اخذه عنه مختصره لمغني بن هشام وبرع في العربية والفقه بحيث كان يحفظ ابن الحاجب والرسالة وغيرهما ومن شيوخه الجلال الخجندي وقد عرض عليه عبد السلام(2/524)
الأول ابن أبي الفرج الكازروني في سنة خمس وأربعين ومائة ومات بعده في سنة ستين وثمانمائة.
3954 - محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري: القرشي العوفي المدني والد إبراهيم يروي عن أبيه والزهري وأبي زناد وعنه ابنه وعبد الصمد بن حسان والواقدي ومعاوية بن بكر وغيرهم كابن أخيه عبد العزيز بن عمران متروك الحديث قال البخاري: مذكر الحديث وبمشورته جلد مالك وقال ابن حبان: يأتي بالطامات عن الإثبات حتى سقط الاحتجاج به وقال النسائي وغيره: متروك وفي رواية عن النسائي: منكر الحديث قال أبو حاتم: هم ثلاثة أخوه محمد وعبد الله وعمران كلهم ضعفاء الحديث ليس لهم حديث مستقيم وليس لمحمد عن أبي الزناد والزهري وهشام حديث صحيح وقال الدارقطني: ضعيف ووصفه البخاري: بالقاضي وقال الذهبي: أظنه ولي القضاء بالمدينة وهو مقل قال ابن عدي: قليل الحديث ومما رواه ابنه عن الزهري: اوصى عبد الرحمن بن عوف لمن شهد بدرا فكانوا مائة ومنهم عثمان خص كل واحد أربعمائة دينار ولم يمتنع من أخذها وهو في الميزان وضعفاء ابن حبان وتاريخ البخاري والخطيب وقال: كان من أهل الفضل والسخاء وابن أبي حاتم.
3955 - محمد بن عبد العزيز: الشمس الجبرتي الماضي أبوه وابنه عبد العزيز قال ابن فرحون: إنه كان على بر وصدقة وإحسان إلى الناس وإيثار للفقراء من رؤساء المدينة وأجاويدها ذا همة علية ومروءة سنية ممن يرجع إليه في الرأي صحب بعد والده أمراء مصر وأخصه به منهم: الملك نائب السلطنة فأحسنوا إليه ووالوه لما وجدوا فيه من الديانة والخدمة وحفظ المروة وكان يقضي حوائج الناس بما هو في يده وبما هو عند غيره ويسعى في تحصيله ولو برهن من حلي عياله كراهة أن يرجع سائله خائبا واشتهر بالذكر الجميل وولي شهادة الحرم الشريف والنظر على جميع ما يأتيه من الحواصل ومما ينشأ فيه من العمارات وعلى الميضات التي عند باب السلام إنشاء المنصور قلاوون الصالحي في سنة ست وثمانين وستمائة بل كان إليه المرجع في جميع الآراء الصادرة عن شيوخ الحرم وملك الأملاك الحفيلة من النخيل والدور قل من نال من أبناء المجاورين مثله مات في ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة "يعني قبل العفيف عبد الله بن محمد بن أحمد المطري بثمانية أيام" رحمهما الله وخلف أولادا نجباء: كعبد العزيز المشار إليه وتبعه المجد بالعبارة الرشيقة والإشارة الوثيقة وزاد أنه كان في بنية من قام فيما ذكر وزادا وكاد واقتصر ابن صالح على قوله: إنه كان يشهد في الحرم وخلف ثلاثة ذكور وابنتين.(2/525)
3956 - محمد بن عبد القادر بن عمر: النجم السنجاري الأصل الشيرازي ثم الواسطي الشافعي المقرىء نزيل الحرمين وربما كتب له المدني ويعرف بالسكاكيني ولد في سنة سبع وخمسين وسبعمائة إلى سنة ستين واشتغل ببلده على جماعة منهم: فريد الدين ابن مصنف الينابيع القاضي الصدر الإسفرايني الشعيبي فقوىء عليه المحرر للرافعي والحاوي الصفير والغاية القصوى للبيضاوي والينابيع لأبيه وتلى بالسبع والعشر بما تضمنه الإرشاد لأبي العز القلانسي على الشيخ خضر العجمي عند قدومه من القاهرة إلى العراق وعرض عليه من حفظه الشاطبية وكذا تلى على العلاء محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطي بما تضمنه الكنز من القراءات إلى آخر آل عمران وأجاز له ثم ارتحل في الطلب وتبحر في القراءات فقرأ الشاطبية على أبي العباس أحمد التروجي مدرس البرجانية ببغداد قراءة بحث وإتقان وتحقيق لوجوه القراءات وقرأ البردة في بغداد على قاضي قضاة العراق على الإطلاق الشهاب أحمد بن يونس بن إسماعيل بن عبد الملك المسعودي التونسي المالكي في آخر سنة ثمان وسبعمائة بقراءته لها على العلامة أبي عبيد الله محمد عرف أبوه بابن عصفور وأستاذ النحات عن ناظمها ولما غارت أصحاب تمر على العراق أخذت كتبه جميعها مع مقروءاته ومسموعاته وإجازته ولم يبق له شيء من الكتب وحج في سنة تسع وثمانمائة وجاور بمكة التي تليها وتلى فيها للسبع إلى آخر آل عمران على النور بن سلامة بما تضمنه التفسير والشاطبية وعرض عليه من حفظه الشاطبية وأذن له في الإقراء والتصدير ثم عاد إلى العراق وتصدى بها لإقراء القرآن ثم دخل دمشق قاصدا زيارة بيت المقدس سنة خمس عشرة فقرأ به إلى آخر آل عمران أيضا على الزين أبي المعالي بن اللبان بما تضمنه الكنز في القراءات العشر والكفاية نظم الكنزكلاهما للإمام النجم عبد الله بن عبد الواحد الواسطي والإرشاد لأبي العز القلانسي والتيسير وأذن له في الإقراء والتصدير ولقي بهذه النواحي المجد اللغوي فسمع بعض صفر من تصنيفه كل فتح الباري في شرح البخاري والقاموس مع ثلاثيات البخاري والمسلسل بالمحمدين ثم قدم مكة قبل الثلاثين بمدة يسيرة وانقطع بها للإقراء وصار يتردد في بعض السنين إلى المدينة النبوية ثم انقطع بها من سنة ثلاث وثلاثين وصار يتردد منها إلى مكة في أيام الموسم للحج خاصة ثم قطنها بعد الحج في سنة سبع وثلاثين إلى أن مات بها في ليلة الأحد خامس عشرى ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة ودفن بالمعلاة وكان إماما عالما مشهورا بالخبرة بكتاب الحاوي واحسن تقديره صالحا متواضعا حريصا على نفع الطلبة درس بالحرمين وأفتى فيهما وانتفع به كثيرون فيهما وفي غيرهما وله مؤلفات منها: شرح المنهاج الأصلي وتخميس البردة وكذا بانت سعاد وسماها تنفيس الشدة في تخميس البردة(2/526)
وبلوغ المراد في تخميس بانت سعاد وقصيدة تتضمن قراءة يزيد بن القعقاع المدني ويعقوب الحضرمي واختيار خلف الأسدي على وزن الشاطبية وقافيتها وجعلها بين بيوتها حيث ادخل كل شيء مع ما يناسبه وصارت كالتسميط بين أبيات الشاطبية وتسمى نظم التتمة في القراءات العشر وشرحها باختصار إلى غير ذلك وممن أخذ عنه أبو الفرج المراغي وقرأ عليه التقي بن فهد تخميسه للبردة وقصيدة من نظمه طويلة أولها:
ياالزهاق أين تروموا ... هذه زمزم وهذا الحطيم
واخرى في مدح الكعبة وسيد المرسلين مع الشكوى لانقطاع وفد العراق أولها:
ساجعات مع نسيمات الصبا ... .............................
وله قصيدة دون أربعين بيتا فيما وقع من النهب بالمدينة النبوية ورثائها فيها أهلها أولها:
يا مدمعي سخ من فوقه الثرى سحبا ... على مدينة خير الخلق وانتحبا
فقد غزتها من النواب طائفة ... يقودها سفر أشرافها زغبا
حرما فيه الرسول ثوى ... ولأرني ربوة فيها بنا وربا
يقول فيها:
المنان والملك السلطان نصرتنا ... الأشرف الشرف الأعلى على رتبا
واخرى في مدح الكعبة أولها
يا كعبة ساقتك معانيكي ... إلى جمالك وشاقتني مغانيك
يا كعبة أوجب الله الطواف بها ... ما ضل من ظل يسعى في مساعيكي
على صفاك صفا قلبي ومروتكي ... لما دعانا لناديكي مناديكي
من عالم قد نوديت قلت بلى ... لبيك لبيك من توفيق باريكي
وهي طويلة وقد قرأ عليه كل ما أشرت إليه من نظمه صاحبنا الشمس محمد بن الشيخ علي بواب سعيد السعداء حين لقيه في حجة رحمهما الله وإيانا وهو من أنباء شيخنا باختصار مع سهو في نسبه فقال: محمد بن عبد الله بن عبد القادر الشيخ نجم الدين الواسطي السكاكيني يقال: إنه قرأ على ومهر في القراءات والنظم والفقه يقال: إنه قرأ الحاوي ثلاثين مرة وله شرح على المنهاج الأصلي ونظم بقية القراءات العشر بأكمله للشاطبي وعلى طريقته حتى يغلب على جامعه نظم الشاطبي(2/527)
وخمس البردة وبانت سعاد ومات بمكة في سادس عشرى ربيع الآخرانتهى وقد أجاز شيخنا في استدعاء لولد لصاحب الترجمة اسمه أبو الفتح.
3957 - محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي بن عمر بن حمزة: الجمال أبو الخير بن البدر بن الشمس بن المسند النور أبي الحسن القرشي العدوي العمري الحراني المدني الحنبلي الفراش بالحرم النبوي ووالد عبد الرحمن ويعرف أبوه بالحجار سمع في سنة وستين وسبعمائة على البدر بن فرحون الأنباء المدنية ووصف بالطبقة: بالولد النجيب العامل بل وشهد بعد ذلك سنة إحدى وثمانين وسبعمائة في مكتوب.
3958 – محمد: أبو الفرج أخو الذي قبله سمع على ابن صديق.
3959 – محمد: أبو البركات أخوهما سمع على ابن صديق أيضا.
3960 - محمد بن عبد الله بن جحش: صحابي ذكره مسلم في المدنيين وهو الأسدي وأبوه وكذا امه فاطمة ابنة أبي حبيش صحابيان وزينب أم المؤمنين عمته ذكر الواقدي: أنه ولد قبل الهجرة بخمس سنين وحكاه الطبري فقال: فيما قيل وقال البخاري: له صحبة وابن حبان سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج الزبير بن بكار من طريق أبي كثير مولى محمد بن جحش سمعت محمد بن عبد الله بن جحش وكانت له صحبة فذكر الحديث في التشديد في الدين وفي فضل الجهاد واخرجه أيضا أحمد بن أبي خيثمة والبغوي وغيرهم وفي رواية بعضهم: كنا جلوسا في موضع الجنائز مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج بعضهم بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومداره على العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير وأخرج حديثه في ستر العورة أحمد والنسائي وابن ماجة وعلقه البخاري وصححه الحاكم قال ابن سعد: يكنى أبا عبد الله قتل أبوه بأحد فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فاشترى له مالا بخيبر وأقطعه دارا بالمدينة واخرج البغوي من طريق علي بن زيد عن أنس عن سعيد بن المسيب أن عمر كتب أنباء المهاجرين ممن شهد بدرا في أربعة آلاف منهم محمد هكذا ذكره في الإصابة وهو في التهذيب.
3961 - محمد بن عبد الله بن سلام بن الحرث الإسرائيلي: صحابي روى له أحمد والبخاري في تاريخه وأبو بكر بن ابي شيبة وابن قانع والبغوي والطبراني وابن منده من طريق شهر بن حوشب عنه قال: "قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما الذي أثنى الله عليكم فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال نستنجي بالماء" وأخرجه البغوي وفيه: لا أعلمه إلا عن أبيه وقال: روايه أبو هاشم الرفاعي إنه ليس في كتاب شيخه عن أبيه وكذا قال البغوي: حدث به الغرياني بدونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن منده: رواه داود بن(2/528)
أبي هند مرسلا لم يذكر محمدا ولا أباه ورواه سلمة بن رجاء فزاده وقال أبو زرعة: إنه بدونه الصحيح عندنا ذكره شيخنا في الإصابة بأبسط.
3962 - محمد بن عبد اللطيف بن إبراهيم: الجبرتي الأصل المدني الحنفي له ذكر في جده إبراهيم.
3963 - محمد بن السراج عبد اللطيف بن الكمال أبي الفضل محمد بن عبد اللطيف الشمس الزرندي: المدني الآتي أبوه في ذي الحجة سنة خمسين.
3964 - محمد بن عبد اللطيف: بن محمد.
3965 - محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود: الشمس بن الكمال أبي الفضل الزرندي المدني الحنفي الماضي جده قريبا.
3966 - محمد بن عبد اللطيف الزرندي: المدني.
3967 - محمد بن عبد المجيد بن الزين عبد الرحمن بن عوف الزهري: ...
3968 - محمد بن عبد المعطي: وقرأ في القراءات على الشطانوفي وكان بشوشا محاسنا للأصحاب حليما كريما جوادا تكسب بالشهادة في القاهرة فلما ولي القضاء ثقل به فما حمله ولم يقم برسمه ولا شرطه لأنه لم يلتحق ممن قبله في علومهم ولا في قيامهم بحرمة المنصب فأقبل على السياسة والمسالمة ومع ذلك فاشتغل الناس به وطعنوا عليه بأنه لم يجتمع فيه الشروط والرسوم في الخطابة وهي: العلم بالقراءات "يعني على وجهها" وبالأصلين وغير ذلك وبكونه إذا دخل الحجرة النبوية للزيارة يقبل الأرض عند بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وبأشياء لا يليق ذكرها فكان ذلك سببا لعزله هذا مع أن أمير المدينة سعدا وكانت ولايتهما في سنة واحدة أمر بالنداء بالمدينة في ثامن عشرى ذي الحجة في سنة ولايتهما أن لا يحكم بالمدينة معه غيره وتقوت بذلك السنة كما سبق في ترجمة سعد وكان صاحب الترجمة خطيبا مصقعا إذا خطب على المنبر يسمع من يطرف السوق مع ما في السوق من اللغط بل لو أنصت له منصت من أعلى سور المدينة سمع كلامه مع الفصاحة العظيمة وحسن الأداء وبدت سقطات لا تليق بالحكام منها: تصحيفه المثل المشهور: "إذا قالت خدام فصدقوها" فقال بالخاء المضمومة والدال المشددة ويقال: إنه زعم أن(2/529)
المراد بذلك خدام الحرم النبوي فلما كان في سنة أربع وخمسين سافر جماعة من المجاورين وأشاعوا عنه هذه الأشياء وكان القاضي عز الدين بن جماعة من أعظم الناس كراهية في ولايته للمدينة - يعني بحيث كانت بغير اختياره وكذا الشريف أبو العباس الصفراوي المغربي وكانت للصفراوي وجاهة عند الأمراء فشجع المجاورين على التكلم فيه مع الأمراء فكتبوا فيه قصة وعددوا فيها ما نقموا عليه وساعدهم في الباطن هو وابن جماعة فعقد له مجلس بدار العدل وأحضر الحجازيون جميعا فشهدوا عند القاضي عز الدين بمحضر باقي القضاة الأربعة فقبل شهادة بعضهم وثبت ما نسب إليه فعزل وولي القاضي بدر الدين بن الخشاب وبعث قاضي القضاة في وسط السنة نجابا للمدينة بعزله واستنجاز محضر بصدق ما شهد به عليه بالقاهرة فتقدمت لذلك وأثبت محضرا به وبعث إلى البدر بن الخشاب يسأل في القيام بالوظيفة نيابة عنه فرأيت تعين ذلك على لضيعة المنصب وكان الأمير شيخو يشد من ابن السبع فاستنجز له مرسوما بالكشف عليه في المدينة وبعثه مع أمير الركب المصري سيف الدين عمر شاه وبعث معه خلعة وتقليدا فوقع لي مجلس عظيم مع الأمير المذكور والإمام ابن النقاض وغيرهما من المتعصبين له وردهم الله بالحق ورجع الأمير بالمرسوم والخلعة واستمر البدر بن الخشاب على ولايته فلم يلبث إلا يسيرا وساعده شيخو أيضا بسعاية علاء الدين بن صاحب الترجمة يعني الذي حدثنا عنه بالشفاء ومات في رمضان سنة خمس وتسعين حتى أعيد في أول سنة ست وخمسين فجرى على أخلاقه المعهودة وسألني في النيابة عنه فامتنعت فكان يقول لي كلما لقيني أنا أسأل الله عند هذا النبي صلى الله عليه وسلم الكريم كلما زرته أن يسخرك لي وإذا سألني على خطبته فقلت له حسنة يقول هذه والله إجازة منك ويسر بذلك ولم ينقم على أحد ممن تكلم فيه بالقاهرة بل حاش الناس ومشى الحال وقام بوظائفه أشبه من طريقته الأولى ودام إلى الحادي عشر من ربيع الثاني سنة تسع وخمسين فقدم جماز بن منصور متوليا للإمرة بمرسوم سلطاني ومعه القاضي تقي الدين الهوريني بعوده وعزل صاحب الترجمة وكذا بعزل شيخ الخدام العز دينار وولاية افتخار الدين وذلك كله بغتة فتعجب الناس من عدم بلوغ الخبر إلا عند وصولهم وكان يذكر أنه يعرف بابن السبع من جهة لأن جده لأمه كان رجلا صالحا ركب السبع فجرى عليه هذا اللقب وما جده لأبيه فكان أميرا صاحب إقطاع عتيقا لمن لم يحضرني وذكر أنه سمع الكتب الستة على الشرف الدمياطي والسيرة الهشامية على الأبرقوهي ولبس منه الخرقة بلباسه لها من الشهاب الهروردي إنتهى ولخص المجد كثيرا مما تقدم بأمتن عبارة وابين إشارة وترجمه غيرهما بقوله العسقلاني الأصل ثم المصري ثم المدني وأنه ولد في سنة خمس وثمانين وستمائة وسمع من محمد بن مكي بن أبي(2/530)
الذكر الصقلي وأبي الحسن علي بن محمد القارىء الصحيح ومن الحجار ووزيره بعضه ومن غازي الحلاوي وذاكر الله بن الشمعة وإسحاق بن درباس في آخرين وذكر أنه سمع الكتب الستة على الشرف الدمياطي والسيرة على الأبرقوهي ولبس منه الخرقة بلباسه من السهروردي بل زعم أنه سمع ابن دقيق العيد وأجاز له فيما ذكر أيضا العز الحراني وقال شيخنا: وليس ببعيد وإنه تفقه على النجم بن الرفعة وتلى بالسبع على السراج الشنطوفي وكان يتكسب بالشهادة خارج باب الفتوح من القاهرة مدة ثم ذكر ولايته وما شرح وأنه لما انفصل أولا توجه إلى مكة فجاور بها وحدث فيها بالصحيح قرأه عليه الشمس بن سكر وأنه كان حسن الأداء للخطبة "كما تقدم" لكنه قال: قليل العلم قصير الباع فيه كثير التودد والملتقى مع اوصافه الماضية وحدث سمع منه الفضلاء وممن سمع عليه البخاري الزين أبو بكر المراغي وكذا سمع منه الزين العراقي واستمر معزولا حتى مات في شهور سنة خمس وستين وهو في درر شيخنا ووفيات الولي ابن العراقي وابنه العلاء على أحد المسندين ممن سمع منه شيخنا الرشيدي ومات في سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
3969 - محمد بن عبد الملك: أبو عبد الله الأنصاري يقال إنه من ولد أبي أيوب الأنصاري المدني الضرير نزيل حمص يروي عن عطاء بن ابي رباح ونافع وابن المنكدر وسالم والزهري وعنه يحيى بن سعيد العطار ويحيى بن صالح الوحاظي ومحمد بن الصلت الأسدي وعامر بن سيار وعدة ضعفه أبو زرعة وغيره بل كذبه أحمد ورماه بالوضع وقال أبو حاتم: كان يكون ببغداد ذاهب الحديث جدا كذاب يضع وقال البخاري: منكر الحديث مات قبل السبعين ومائة ومن بلاياه عن عطاء عن ابن عباس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والأسن وقال: إنما يسقيان عرق الجذام وعن ابن المنكدر عن جابر رفعه من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة وهو في الميزان وتاريخ البخاري والخطيب وابن أبي حاتم والضعفاء لابن حبان وانتقده الدارقطني في إدراجه فيه رواية الأوزاعي عنه بل شيخ الأوزاعي اسم جده مروان بن الحكم قرشي أموي والضعيف يعرف بالأنصاري الضرير.
3970 - محمد بن عبد الواحد بن عمر بن عياذ: مضى في عبد العزيز فهو به أشهر.
3971 - محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد: الشمس بن التاج الهواري الأصل القاهري قاضي الينبوع ويعرف بابن زبالة ولي بعد وفاة ابن عمه الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد في سنة ست وستين وثمانمائة وصاهر القاضي فتح الدين بن صالح قاضي المدينة النبوية على أخته واستولدها أبا العادات وقدرت(2/531)
وفاته بها سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة تقريبا وقد جاوز الستين واستقر بعده أخوه لأبيه الشرفي قاسم المولود في سنة ثلاثين.
3972 - محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن عبد الله: فتح الدين أبو الفتح بن القاضي تاج الدين بن القاضي نور الدين الأنصاري الزرندي المدني الحنفي ابن عم حسن ويوسف بن القاضي فتح الدين محمد بن نور الدين وكذا ظنا محمد بن عبد اللطيف ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة حضر بها في سنة خمس وثمانين وسبعمائة على العلم سليمان السقا نسخة أبي مسهر وما معها ثم سمع ثلاثيات البخاري وجزء الدراج وجزء ابن فارس على الجمال الأميوطي والموطأ على البرهان بن فرحون وكذا سمع على الزين المراغي ومما سمعه عليه في سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخه للمدينة وأجاز له البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي والكمال الدميري وغيرهم وولي قضاء الحنفية بالمدينة مع حسبتها بعد ابن عمه القاضي نجم الدين يوسف بن محمد بن القاضي نور الدين مع أن فتح الدين هذا كان هو القائم بأعباء المصنف عنه أخذ عنه التقي بن فهد وابنه النجم وغيرهما إجازة ومات بالمدينة في يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وصلي عليه بالروضة ثم دفن بالبقيع وترك من الأولاد سعدا وسعيدا وأحمد فاستقر سعد بعده.
3973 - محمد بن عبد الوهاب بن المحب محمد بن علي بن يوسف الزرندي: المدني سبط الجمال الكازروني سمع عليه.
3974 - محمد بن التاج عبد الوهاب بن الشمس محمد بن التقي محمد بن صالح بن إسماعيل الكناني: المدني الشافعي أخو أبي الفتح له ذكر في أبيهما.
3975 - محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الرحمن: النجم أبو المعالي بن التاج بن نصر بن الجمال بن الشرف المغربي الأصل المدني ثم المكي المالكي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن يعقوب ولد في ربيع الأول أو الثاني سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بالمدينة وأمه سارة ابنة غياث بن ظاهر بن الجلال الخجندي وماتت قبل استكماله سنة فنشأ في كفالة أبيه وحفظ القرآن والمختصر الفرعي لابن الحاجب والثلثين من الأصل وغالب الرسالة وألفيتي الحديث والنحو وعرض على جماعة من أهلها والقادمين إليها ولازم أبا الفرج المراغي في قراءة الحديث وغيره بحيث قرأ عليه الكثير ومن ذلك: الأحياء للغزالي بل قرأ في الفقه على يحيى العلمي وابن يونس "حين مجاورتيهما بطيبة" وجماعة منهم: بالقاهرة النور السنهوري وكذا قرأ بها على الأمين الأقصرائي بعض العلوم وعلى الديمي وكاتبه(2/532)
ومما أخذه عنه تصنيفه القول البديع قراءة ومناولة وألفية العراقي وجملة من الكتب الست والموطأ مع المسلسل بالأولية وبالمحمدين وحديث زهير العشاري وبعض ذلك بلفظه وامتدحه بقصيدة أنشده إياها لفظا وكتبها مع غيرها من نظمه وغيره بخطه وأذن له في الإفادة وكتب له إجازة حسنة ومن شيوخه أيضا في الفقه: موسى الحاجبي ويحيى الهواري وفي الفنون: السيد السمهودي وأظنه أخذ عن الجوجري ثم رأيت معه بخط الشيخ الجوجري إجازة لصاحب الترجمة وذكر فيها: أنه قرأ عليه قطعة من ألفية ابن مالك سنة أربع وسبعين وبعدها في سنة ثمان وسبعين من اول التوضيح لابن هشام إلى اشتغال العامل عن المعمل وأذن له أن يدرس فيها ويفيد من شأنه الإستفادة انتهى ولم يزل يجتهد حتى ولي قضاء مكة المشرفة بعناية الخواجا ابن قاوان سنة تسع وسبعين وقطنها سنة اثنتين وثمانين وتزوج ابنة الجمالي بن نجم الدين بن ظهيرة ورسخت قدمه بها وأقرأ الطلبة في الفقه وغيره وأفتى وتصدر بالمسجد الحرام مع استحضار لمذهب وتميز في فن الأدب وحسن مذاكرة وظرف ولطف عشرة وعقل وتودد وأوصاف لائقة وقد ترفع حاله بالنسبة لما كان وابتنى دارا هائلة ورافع فيه بعض من كان في خدمته وتكلم بكلام كثير وكاد أن يتزحزح فخذله الله وكذا كانت بينه وبين الحنبلي بعض مراجعات من الجانبين ثم لما ماتت زوجته المشار إليها وتزوج بعد بابنة الشريف أصيل فلما مات وكانت زوجته أخت قاضي الحنفية بمكة كانت بينهما مراجعات بسبب ميرانه استحسنت كلامه فيها ومع ذلك فلم يظفر بطائل ثم كانت بينه وبين عبد الله بن الشيبي مفاوضة بسبب وقف الخلجي في سنة إحدى وتسعمائةلم أحمد صنيعه فيها مع عقله والله يؤيده ويحمله ومن نظمه:
إن كنت ترجو من الرحمن رحمته ... فارحم ضعاف الورى يا صاح محترما
واقصد بذلك وجه الله خالقنا ... سبحانه من إله قد برى النسما
واطلب جزاء ذاك من مولاك رحمته ... فإنه يرحم الرحمن من رحما
أقول: وله نظم ونثر وعدة مؤلفات كتبتها من إملائه لأنه بعد المؤلف انفرد بمكة المشرفة وصار من أكابرها ومرجع أهلها وتقدم عند سلطانها وقدم القاهرة بسببه مدة بعد أخرى فأكرمه ملكها وأنعم عليه بخلعة سنية وإنعامات مرضية وفوض إليه الحكم حيث حل فحكم بجدة والطائف ونال جملة من اللطائف ثم قدر الله تعالى أنه دخل القاهرة صحبة الشريف أبي نمي ابن صاحب مكة السيد بركات الحسني سنة ثماني عشرة وتسعمائة فواجه ملكها وعاد مع الحاج فتحرك عليه ريح القولنج وهو نازل من عقبة أيلة فأسكت من وقته ومات بها في يوم الجمعة سلخ ذي القعدة فجهز ودفن(2/533)