الأقوياء، ويمكن أن نتصور قوة ابن أبي عامر في هذا المجال من خلال ما ذكره ابن عذاري من أن أهل قرطبة كانوا، قبل سيطرة ابن أبي عامر على كرسي شرطة المدينة "في بلاء عظيم، يتحارسون الليل كله، ويكابدون من روعة طراقه ما لا يكابد أهل الثغور من العدو1" ولأجل القضاء على هذه المشكلة الحساسة قام "بسد باب الشفاعات وقمع أهل الفسق والذراعات، حتى ارتفع البأس، وأمن الناس، وأُمنت عادية المتجرمين من حاشية السلطان، حتى لقد عثر على ابن عم له يعرف بعسقلاجة، فاستحضره في مجلس الشرطة وجلده جلداً مبرحاً كان فيه حمامه2". وبذلك "ضبط المدينة ضبطاً أنسى أهل الحضرة من سلف من أفراد الكفاة وأولي السياسة3".
وفي الاحتفالات الرسمية التي تقيمها الدولة سواء بمناسبة الأعياد أو الاستقبالات الدبلوماسية يكون ترتيب صاحب الشرطة العليا سواء في السلام على الخليفة أو حجابته بعد الوزير صاحب المدينة4، ويكون مكان جلوسه في القصر في المجلس القبلي بدار الوزراء مع أصحابه5.
__________
1- البيان المغرب، 2/266.
2- المصدر السابق والصفحة
3- نفسه، والصفحة.
4- المقتبس، تحقيق: د. الحجي، ص 81.
5- المصدر السابق، ص 50.(2/886)
أما المهام التي يضطلع بها صاحب الشرطة العليا فهي جسيمة ومتعددة، منها:
قيادة الجيش وفرض الحصار1 وحضور عقد الأمان الذي يعقده الخليفة لأحد المناوئين التائبين2، كما يتم أحياناً تكليفه بقيادة الأساطيل البحرية3، وكذلك دفع التعويضات المالية للأهالي في إحدى الكور لقاء ما أخذته منهم الدولة من مواد بغية تجهيز السفن الحربية4 وفي بعض الأحيان يخرج صاحب الشرطة العليا على رأس طائفة من الجند؛ ليكون مددا لبعض قادة الجيش5، وبناءً على أوامر الخليفة يقوم صاحب الشرطة العليا بنفسه بإلقاء القبض على أحد كبار رجالات الدولة ووضعه في السجن6.
ومن ناحية الأمور المتعلقة بالمسائل الدبلوماسية يتم تكليفه باصطحاب الرسل والوفود من مكان إقامتهم إلى قصر الخليفة لمقابلته7.
__________
1- المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص200-201، 213-214.المقتبس، تحقيق: د. الحجي ص92-100.
2- المقتبس، تحقيق شالميتا، ص408.
3- المقتبس، تحقيق د. الحجي، ص89 البيان المغرب، 2/222.
4- المقتبس، تحقيق: د. الحجي ص 101.
5- المصدر السابق، ص 106.
6- نفسه، ص153.
7- نفسه، ص47-77.(2/887)
وعندما يريد الخليفة أن يخرج أموالاً خاصة به، ليتم تفريقها على الفقراء والمساكين، تعبيراً منه على شكره لله تعالى لقاء أمر أدخل السرور على قلبه مثل ما فعل الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما عاين إقبال ولده الأمير هشام على التعلم من مؤدبه الفقيه أحمد بن محمد بن يوسف الملقب بالقسطلي، ففي هذه الحالة يتم تكليف صاحب الشرطة العليا بتولي تفريق الأموال على الضعفاء والمساكين وأبناء السبيل1.
ومن أجل نشر العدل في الرعية يتولى صاحب الشرطة العليا التحقيق في الشكاوى المرفوعة ضد بعض العمال2 كما يقوم بتنفيذ أوامر الخليفة أو الحاجب في الإفراج عن بعض المسجونين3.
وفيما يتعلق بولي العهد فإن صاحب الشرطة العليا يقوم بأخذ البيعة لولي العهد من الناس على مراتبهم4 كما يقوم بأخذها له بعد استلامه الحكم5.
وعندما يأمر الخليفة بإقامة بعض المنشآت العمرانية6 أو إجراء توسعة لبعض الشوارع الضيقة7، فإن صاحب الشرطة العليا يتولى
__________
1- المقتبس، تحقيق: د. الحجي ص77.
2- المصدر السابق، ص100.
3- جذوة المقتبس، ترجمة رقم 215.
4- البيان المغرب، 2/194.
5- المصدر السابق، 2/254.
6- ابن الفرضي، ترجمة رقم 167.
7- المقتبس، تحقيق: د. الحجي، ص71.(2/888)
مسئولية الإشراف على إنجازها كما يتولى الإشراف على نقل الأشياء الهامة مثل النقل الذي تم لدار البرد من غرب قرطبة إلى دار الزوامل التي بالمصارة في طرف قرطبة1.
لأجل هذا، فإن منصب الشرطة العليا من أهم مناصب الدولة الأموية في الأندلس، ولذا فلا يليه إلا كبار رجالات الدولة. وقد بلغ من اهتمام بني أمية في صاحب هذا المنصب أن من يليه يصبح ركوبه من على حجر يعرف بـ"حجر الأعزة2" في داخل القصر ولا يؤذن لأحد بالركوب منه إلا لخواص كبار رجالات الدولة.
وصاحب الشرطة العليا حتى وإن بدا منه أحياناً العنف ضد بعض أصحاب أمراء وخلفاء بني أمية، فإن هذا لا يدفعهم إلى عزله أو تعنيفه، بل يعمدون إلى تحذير خواصهم من الوقوع بيده3، ويقرونه على منصبه؛ لإدراكهم أن في قوته ضمان للأمن، مما يكفل لهم عدم الاصطدام برعيتهم، وذلك بسبب إعطاء كل ذي حق حقه، دونما اعتبار إلى مكانة من ترتب عليه الحق، الأمر الذي يشعر الجميع بالرضا، وهو ما ينتج عنه بالنهاية استمرار حكم الأسرة الأموية.
__________
1- المصدر السابق، ص 66.
2- نفسه، ص 225.
3- ترتيب المدارك،4/117-118.(2/889)
هذا، وقد أشار الأستاذ محمد خلاف عند دراسته لخطة الشرطة إلى نقطة جديرة بالملاحظة، وهي تكرار ورود لفظ "صاحب الشرطة العليا" عند ابن حيان دونما تحديد منه لمكان شغل هذه الخطة، واستشهد على ذلك بما ورد في المقتبس عن رسوم جلوس الخليفة الحكم المستنصر بالله في عيد الفطر سنة 362هـ/973م1 وكذلك في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة عيد الأضحى سنة 363هـ (974م2) بالإضافة إلى ما ورد في أحداث شهر رجب سنة 364هـ (975م3) .
ومن ذلك استنتج الأستاذ خلاف أن تكرار لفظ "صاحب الشرطة العليا" المراد به تعدد كراسيها في قرطبة والزهراء وبقية الكور الأندلسية4، ورغم وجاهة هذا الاستنتاج إلا أنني أميل إلى استنتاجه الآخر الذي قال فيه:
"أو ربما كان يجلس في هذه المقاعد كل من كان يشغل خطة الشرطة العليا الذين ما زالوا على قيد الحياة والحاليين حسب أقدميتهم وسنهم5".
__________
1- المقتبس، تحقيق: د. الحجي ص119.
2- المصدر السابق، ص184-185.
3- نفسه، ص 216.
4- تاريخ القضاء في الأندلس، ص484.
5- المرجع السابق، ص484.(2/890)
ومما يرجع هذا الرأي عندي، أن اللقب الذي يحصل عليه أحد رجالات الدولة، لا يسحب منه بمجرد عزله عن ذلك المنصب، كما أن عزله لا يعني إبعاده عن الأمير أو الخليفة الأموي، إذ أن الأمر مرتبط بولاء شديد تقدمه الأسر التي تنحصر فيها الخطط للأسرة الأموية، والأخيرة بدورها تحرص كل الحرص على استمرارية هذا الولاء؛ لأنه يمثل سياج الحماية لها ضد كل المناوئين.
توارث خطة الشرطة:
خطة الشرطة في دولة بني أمية بالأندلس، كانت متوارثة، شأنها في ذلك شأن معظم خطط الدولة، فقد تعاقب على خطط الشرطة بدرجاتها الثلاث أبناء أسر معينة، فقد تولاها: حارث بن أبي سعد، المتوفى سنة 222هـ (8371) وخلفه عليها ابنه محمد المتوفى سنة 260هـ (874م2) ومن أسرة آل عاصم تولى الشرطة كل من:
إبراهيم بن حسين بن عاصم، المتوفى سنة 256هـ (870م) 3، وعبد الله ابن عاصم الذي كان من جلساء الأمير محمد بن عبد الرحمن4،
__________
1- أخبار الفقهاء والمحدثين، ترجمة رقم 79. ابن الفرضي، ترجمة رقم 326. ترتيب المدارك، 4/113.
2- أخبار الفقهاء والمحدثين، ترجمة رقم 145. ابن الفرضي، ترجمة رقم 1107.
3- ابن الفرضي، ترجمة رقم 3.
4- جذوة المقتبس، ترجمة رقم 560.(2/891)
وحسين بن أحمد ابن عاصم1، وأخيراً عبد الله بن حسين بن إبراهيم بن عاصم المتوفى سنة 403هـ (1013م2) .
ومن أسرة مرتنيل، تولى خطة الشرطة كل من: محمد بن خالد بن مرتنيل، المعروف بالأشج المتوفى سنة 220هـ3 (835م) كما تولاها إبراهيم بن حسين بن خالد بن مرتنيل، المتوفى سنة 249هـ (8634) .
وهناك ثلاثة من أسرة ابن حدير تولوا خطة الشرطة، هم:
سعيد بن سعيد بن حدير، وهو أول من تولى الشرطة الوسطى في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر سنة 317هـ (929م5) وسعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حدير، المتوفى سنة 391هـ6 (1001م) وأخيراً محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن حدير، المتوفى سنة 414هـ (1024م) 7.
__________
1- ابن الفرضي، ترجمة رقم 1231.
2- التكملة، (طبعة كوديرا) ، ترجمة رقم 1277.
3- أخبار الفقهاء والمحدثين، ترجمة رقم 126. ابن الفرضي، ترجمة رقم 1101.
4- ترتيب المدارك، 4/242-244.
5- المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص 252.
6- ابن الفرضي، ترجمة رقم 531.
7- الصلة، ترجمة رقم 1099.(2/892)
ومن أسرة ابن أبي عبده، هناك عيسى بن أحمد بن أبي عبده1، وعباس بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبده2، وعبد الله بن أحمد بن أبي عبد هـ3.
السجون:
عندما استولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية على قرطبة وقصر إمارتها، كان السجن يقع بالقرب من ذلك القصر الذي اتخذه الأمير الأموي مقراً لإمارته. وعندما تحدث ابن الآبار عن ذلك السجن، ذكر أنه كان ملاصقاً للقصر، ويصل بين السجن وبين نهر الوادي الكبير سرداب اتخذ للمساجين ينتهي بهم إلى الجزء المنخفض من شاطئ النهر ليستخدموه للطهور والوضوء، والرقباء يتابعونهم ولا يغفلوا عنهم لحظة طيلة خروجهم إلى النهر4.
ومن هذا السجن هرب أبو الأسود محمد بن يوسف الفهري عندما حبسه الأمير عبد الرحمن الداخل، إذ تمكن من التمثيل على الموكل به في السجن أنه أعمى وأجاد التمثيل إلى أن انطلت حيلته عليه فهرب5.
__________
1- البيان المغرب، 2/159.
2- المصدر السابق، 2/165.
3- المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص 107.
4- الحلة السيراء، 2/351.
5- المصدر السابق، 2/351. البيان المغرب، 2/50.(2/893)
ولعل هذا الحبس هو الذي أراده ابن حوقل عندما ذكر أثناء حديثه عن قرطبة أن الحبس يقع بالقرب من المسجد الجامع1، وربما يكون هو الذي أطلق عليه ابن القوطية مسمى "دار الرهائن2" إذ ذكر أنه مجاور لباب القنطرة المؤدي إلى قنطرة قرطبة المقامة فوق نهر الوادي الكبير، وبما أن السجناء كانوا يستخدمون حافة النهر للطهارة والوضوء، فمن الطبيعي أن يكون المكان عراء، يفتقد إلى شيء يستتر خلفه من أراد قضاء حاجته، وهذا أمر متعمد، لكي تسهل عملية المراقبة.
وقد ذكر ابن حيان أن السجناء كانوا يغشون هذا الموضع من غير سترة3، الأمر الذي جعل الفقيه محمد بن عبد السلام الخشني، المتوفى سنة 286هـ (899م) يأنف من هذه الصورة، وبسببها لم يذق الطعام طيلة ثلاثة أيام، وهي المدة التي قضاها في السجن وبذلك لم يضطر للذهاب إلى هذا المكان4.
وهناك سجن آخر يسمى "حبس الدويرة" ذكره ابن القوطيه أثناء حديثه عن الأمير الحكم الربضي5، ويرى الدكتور عبد العزيز سالم أن حبس الدويرة هو نفس الحبس القديم الذي كان أبو الأسود قد سجن به،
__________
1-صورة الأرض، ص 108.
2- ابن القوطية، ص94.
3- المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص255.
4- المصدر السابق، ص255.
5- ابن القوطية، ص56.(2/894)
ويحتج على ذلك بأن الفترة الزمنية الفاصلة بين الأمير عبد الرحمن الداخل وبين حفيده الأمير الحكم الربضي من القصر بحيث لا تسمح باستحداث سجن جديد1.
ولكني أرى أنه سجن آخر، إذ أن اسمه أولاً يدل على صغر حجمه، وبذلك لا يصلح أن يكون سجناً عاماً، فضلاً عن أن ابن القوطيه عاد وذكر قصة تؤيد ما ذهبت إليه، وهي قصة الوزير صاحب المدينة أمية بن عيسى بن شهيد عندما استخلفه الأمير محمد بن عبد الرحمن عند خروجه إلى بعض مغازيه، وكان على سطح القصر أحد أولاد الأمير، وعندما حاول هذا الولد مغادرة السطح هدده الوزير ابن شهيد بأنه سوف يضع قيود الحديد في رجليه ويلقي به في حبس الدويره حتى يرجع والده2. وهذه القصة تؤكد على أن حبس الدويره غير الحبس القديم، إذ أنه يقع في القصر، فضلاً عن أنه من المستحيل وضع ولد الأمير مع بقية المساجين في السجن العام.
ويمكن أن يكون حبس الدويره مخصصاً لعلية القوم، إن لم يكن خاصاً بأبناء البيت الأموي، فقد ذكر ابن حيان أن الأمير محمد بن عبد الرحمن عندما تولى الإمارة، كان أول أمر أصدره هو الإفراج عن القاسم وعبد الملك وعبد العزيز أبناء العباس المرواني، إذ كانوا مسجونين في
__________
1- قرطبة حاضرة الخلافة في الأندلس، 1/218.
2- ابن القوطية، ص86-87.(2/895)
سجن الدويره1، وقبله كان الأمير الحكم الربضي قد سجن به مجموعة خاصة من الفقهاء الذين ثاروا ضده2.
ويذكر بروفنسال أن هذا الحبس كان يقع تحت الأرض في القصر، وأنه كان مخصصاً لمن حكم عليه بالإعدام3.
وهناك حبس آخر يحمل نفس المسمى "الدويره" أنشأه الخليفة الحكم المستنصر بالله سنة 361هـ (972م) في الدار المنسوبة للسقائين بالقرب من سجن الزهراء4.
وهناك سجن آخر يدعى "دار البنيقة5" كان يقع داخل قصر الإمارة بقرطبة، وفيه حبس الأمير عبد الله بن محمد ولده محمد وأخاه القاسم بن محمد6.
ومن أشهر سجون قرطبة سجن يدعى "المطبق" ويرى بعض المختصين بالدراسات الأندلسية أنه استحدث زمن الدولة الأموية7، وإذا
__________
1- المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص120.
2- ابن القوطية، ص56.
3- L.Provencal: op. cit. T. III p:159
4- المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي ص 88.
5- يسميه الدكتور عبد العزيز سالم، دار النقيقه. انظر: قرطبة حاضرة الخلافة، 1/219.
6- البيان المغرب، 2/150.
7- قرطبة حاضرة الخلافة، 1/219.(2/896)
كان الأمر كذلك، فيكون إنشاؤه قد تم قبل سنة 210هـ (825م) إذ ان ابن حيان ذكر أنه في هذه السنة مات مالك بن القتيل في المطبق1.
ويقع سجن المطبق داخل قصر قرطبة، ومن أشهر نزلائه الوزير هاشم بن عبد العزيز، عندما سجنه الأمير المنذر بن محمد، ومن هذا السجن كتب الوزير هاشم إلى جاريته "عاج" عدة أبيات، أولها:
وإني عداني أن أزورك مطبق وباب منيع بالحديد مضبب2
كما أن الأمير عبد الله بن محمد قد سجن في المطبق كلاً من: أخيه هشام، ومروان بن عبد الملك بن عبد الله بن أمية وسعيد بن وليد الشامي وأحمد بن هشام بن الأمير عبد الرحمن وموسى بن محمد بن زياد، وذلك يوم الخميس لست خلون من شعبان سنة 284هـ (9سبتمبر 897م3) ويوجد في سجن المطبق، بيت يعرف "ببيت البراغيث" وفيه كان المنصور بن أبي عامر قد سجن به الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي4.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الأمير أو الخليفة الأموي إذا سخط من أحد رجالات دولته، بسبب إهماله أو نحو ذلك، ففي هذه الحالة ليس بالضرورة أن يبعث به إلى السجن العام، بل يتم سجنه في أحد الأماكن بالقصر، مثل ما فعل الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما سخط على الخازن
__________
1- المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص77.
2- الحلة السيراء، 1/140.
3- المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص122.
4- البيان المغرب، 2/270.(2/897)
أحمد بن محمد بن حاجب فأمر بعزله عن الخزانة وحبسه في بيت العمال بفصيل باب الجنان من قصر قرطبة، وذلك في شهر المحرم من سنة 364هـ (أكتوبر 974م1) .
وفي السجون رجال اختصوا بتعذيب المساجين، يعرف كل منهم باسم "الضاغط" ولدينا عدة أسماء اشتهرت بالقسوة، فهناك ضاغط يدعى "عمير" كان مسئولاً عن التعذيب في السجن إبان عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن، وهو الذي عناه الشاعر عبد الله بن حسين بن عاصم عندما خاطب الأمير محمد بن عبد الرحمن مغرياً إياه بابن عمه سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن عاصم، صاحب الطراز، وذلك عندما نكبه الأمير، فقد قال عبد الله بن عاصم:-
أحل عليهم عميرا أن يذيقهم ... طيب العصافير إن القوم قد سمقوا2
وعمير هذا هو الذي عناه الشاعر السفير يحيى الغزال بقوله وهو يخوف أحد الظلماء:-
فكأني بعمير منك ... قد سل الحشاشة
أنت والله كما حا مت ... على النار الفراشة3
ويصف ابن حيان عميرا هذا بقوله: "كان ضاغطاً للأمير محمد، وكان يتولى له تعذيب من يسخط عليه، يبدع في ذلك مكاره يستعاذ بالله
__________
1- المقتبس، تحقيق: د عبد الرحمن الحجي، ص202.
2- المقتبس، تحقيق د. محمود مكي ص185.
3- المصدر السابق، ص185-186.(2/898)
منها، وكان شديد القساوة، فظاً لايعرف الرحمة، فله في شأنه أخبار معروفة، وكانت العصافير آلة من آلات تعذيبه1".
وكان الذي يلي تعذيب الحاجب المصحفي يدعى واثق الضاغط، وهو الذي سلطه المنصور بن أبي عامر على المصحفي، يضيق عليه في سجنه ويحضره مراراً إلى مجلس الوزراء لمحاسبته، وفي كل مرة كانت الشدة والقسوة السمة البارزة لتعامل واثق الضاغط معه2.
ويذكر ابن حيان أن الخليفة المستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام عندما قبض على جماعة من وزرائه لمصادرتهم، ولى مسئولية محاسبتهم وإخراج ما بأيديهم أحد مسئولي التعذيب ويدعى نجاح الضاغط3، ولا نعرف أنواع التعذيب التي كانت تجري داخل السجون في تلك الفترة، لكن ابن حزم ذكر أن الخليفة عبد الرحمن الناصر كان يعلق أولاد السودان في ناعورة قصره بدلاً من الأقداس الغارقة في الماء4.
كما كانت لديه دار خاصة بالأسود، اتخذها لإرهاب الناس، وهذه الدار تقع "ظهر قصره فوق القنطرة الماثلة على الخندق، وبجوفه المطبق به ينسب إليها اليوم فتدعى قنطرة الأسود5".
__________
1- نفسه، ص 185.
2- البيان المغرب، 2/268.
3- الذخيرة، ق1م1 ص52.
4- نقط العروس، ص73. المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص37.
5- المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص39.(2/899)
ويبدو أن المسئولين عن التعذيب قد اختيروا بعناية فائقة، فهم باختصار أجساد بلا قلوب، يدل على ذلك ما ذكره ابن حيان عن كيفية مقتل الشاعر الأديب عبد الملك بن إدريس الجزيري، في سجن المطبق بالزاهرة، حيث خُنق بداخل السجن على أيدي بعض السودان1 وقد نقل لنا ابن حبان كيفية الخنق تلك، فقال: "أخبرني أبي خلف بن حسين، قال: سألت الذي تولى قتل الجزيري في محبسه، فجعل يصف لي سهولة ما عانه منه لقضافته وضعف أسره، ويقول: ما كان الشقي إلا كالفروج في يدي، دققت رقبته بركبتي فما زاد أن نفخ في وجهي، فعجبت من جهل هذا الأسود2".
وكان التعذيب البدني يجري لبعض السجناء، فقد ذكر ابن بشكوال أن أبا عمر أحمد بن محمد بن فرج، أحد الشعراء، قد نقلت عنه كلمة عامية ضد الدولة، وذلك في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، فسجن بسجن جيان مدة سبعة أعوام أو أكثر، وخلال هذه المدة نيل بمكروه في جسده ولم يخرج إلا بعد وفاة الخليفة الحكم، لكنه لم يلبث إلا يسيراً ثم توفي3.
والدولة الأموية في الأندلس، كانت تحرص على تثقيف المساجين -من غير الأعلام- ثقافة موجهة، تخدم نظام الحكم في المقام الأول؛ ولأجل
__________
1- الذخيرة، القسم الرابع، 1/52.
2- المصدر السابق، 1/52.
3- الصلة، ترجمة رقم 2.(2/900)
تحقيق هذا الغرض يتم تكليف أحد رواة الأخبار بالاختلاف إلى السجن في أوقات محددة، حيث يجتمع بالمساجين، ويسمعهم قصص ذات نهج محدد، وإذا ما انحرف المؤدب عن هذا النهج تتم معاقبته.
ومما يدل على ذلك ما ذكره ابن القوطية من أن الوزير صاحب المدينة في عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن، أمية بن عيسى بن شهيد "خطر بدار الرهائن المجاورة لباب القنطرة ورهائن بني قسي ينشدون شعر عنترة، فقال لبعض الأعوان: "ايتني بالمؤدب ... فقال له: لولا أني أعذرك بالجهل لأدبتك، تعمد إلى شياطين قد شجى الخلفاء بهم، فترويهم الشعر الذي يزيدهم بصيرة في الشجاعة، كفّ عن هذا ولا ترويهم إلا خمريات الحسن بن هانئ وشبهها من الأهزال1".
الشرطة في زمن الفتنة:
اختفت في تلك الفترة التقسيمات التي عرفناها من قبل للشرطة، فلم يعد هناك إلا نوع واحد منها يتمتع بكافة صلاحيات الأنواع الأخرى من الشرطة2.
ونظراً لأن فترة الفتنة كانت مضطربة، لم تعرف الاستقرار، لذا نرى كثرة الأسماء التي تعاقبت على خطة الشرطة، إذ أن كل من انتزى على كرسي الخلافة، أحضر صاحب شرطته معه3.
__________
1- ابن القوطية، ص94.
2- تاريخ القضاء في الأندلس، ص499.
3- أعمال الأعلام، 2/110.(2/901)
وممن تولى خطة الشرطة في تلك الفترة محمد بن المغيرة تولاها لابن عمه الخليفة المهدي في بداية وصوله للخلافة1 كما تولاها اللغوي القرطبي عبد الله بن أحمد بن قند، المتوفى سنة 400هـ2 (1010م) .
وأما ابن وداعة فقد تولى الشرطة للخليفة هشام المؤيد في بداية خلافته الثانية3.
وقد ذكر ابن الأبار أن العالم ابن الغربالي عبد الله بن حسين بن إبراهيم بن حسين بن عاصم، قد تولى الشرطة بقرطبة، وقد قتله البربر يوم دخولهم قرطبة سنة 403هـ4 (1013م) .
وتولى خطة الشرطة الفقيه أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف، المتوفى سنة 410هـ5 (1019م) .
ومحمد بن يحيى بن عبد الله بن قاسم القيسي المعروف بابن الخفاريه، المتوفى سنة 411هـ6 (1021م) .
ومحمد بن يونس بن عبد الله المتوفى سنة 418هـ7 (1028م) .
__________
1- المصدر السابق، 2/110.
2- ترتيب المدارك، 8/25-26.
3- البيان المغرب، 3/150.
4- التكملة، طبعة الحسيني، ترجمة رقم 1940.
5- ترتيب المدارك، 8/8-9.
6- الصلة، ترجمة رقم 1102.
7- المصدر السابق، ترجمة رقم 1109.(2/902)
وأبو عبد الله محمد بن علي بن هشام بن عبد الرؤوف، المتوفى سنة 424هـ1 (1033م) .
__________
1- ترتيب المدارك، 8/11-12.(2/903)
المبحث الثامن: خطة المدينة:
ذكر الأستاذ حسين مؤنس أنه كان يوجد في النظام السائد في الأندلس قبل الفتح الإسلامي حاكم خاص للمدينة، يسمى DEFENSOR CIVITATIS أي حامي المدينة أو حارسها، ثم أصبحت في عجمية أهل الأندلس ZAHALMEDINA أو ZAFALMEDINA أو ZALMEDINA أي صاحب المدينة، واستمر هذا المصطلح متداولاً ومعمولاً به في ظل الحكم الإسلامي للأندلس1.
ولكن رغم أن المسلمين قد ورثوا هذا المصطلح عن القوط والرومان، إلا أن المصادر الإسلامية لم تستخدمه بوضوح إلا في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، ولعل هذا راجع إلى أن هذا الأمير هو المنظم للجهاز الإداري للدولة الأموية في الأندلس، بالإضافة إلى أن منصب "المدينة" كان متداخلاً مع غيره من المناصب، ولم يصبح مستقلاً بذاته إلا في أوائل القرن الثالث الهجري "التاسع الميلادي" وذلك عندما ميز الأمير عبد الرحمن الأوسط "ولاية السوق عن أحكام الشرطة المسماة بولاية المدينة2".
__________
1- فجر الأندلس، ص463.
2- المغرب في حلى المغرب، 1/46.(2/904)
وخطة المدينة هي إحدى الخطط الدينية التي تخوّل صاحبها حق إصدار الأحكام، وفي هذا يقول القاضي ابن سهل "وللحكام الذين تجري على أيديهم الأحكام ست خطط: أولها القضاء.. والشرطة.. وصاحب المظالم، وصاحب الرد ... وصاحب المدينة، وصاحب السوق1".
ومن هنا يتضح لنا أن خطة المدينة أصبحت قائمة بذاتها، لها كيانها الذي يميزها عن سواها، وإذا كان البعض يرى أن هناك ازدواجية بين عمل صاحب المدينة وأصحاب الشرطة2، فذلك راجع إلى أن أصحاب الشرطة -العليا والوسطى والصغرى- هم تحت إمرة صاحب المدينة الذي يعتبر المسئول عما يجري داخلها، فهو أشبه ما يكون بوزير داخلية، المسئول الأول عن الأمن.
ومن يشغل هذه الخطة يسمى "حاكم المدينة3" أو "متقلد المدينة4" وكذلك "والي المدينة5" ولكن المصطلح الذي اشتهر استخدامه هو: "صاحب المدينة6".
__________
1- النباهي، ص5.
2- أبو رميلة، نظم الحكم في الأندلس، ص293.
3- البيان المغرب، 3/54.
4- المصدر السابق، 3/58.
5- قضاة قرطبة، ص59.
6- المصدر السابق، ص75،77،81،101.(2/905)
وصاحب المدينة -كما يرى ابن عبد ون- لابد أن يكون "رجلاً عفيفاً فقيهاً شيخاً؛ لأنه في موضع الرشوة وأخذ أموال الناس، وربما فجر إن كان شاباً شريباً1".
ولابد له من أعوان ينفذون أوامره ويساعدونه على أداء المهام المناطة به، ونظراً لحساسية منصبه، فعليه أن يكون حذراً في التعامل مع أعوانه، فلا يقبل منهم شيئاً إلا ببينة لا تحتمل الشك، ذلك لأنهم إلى الشر أقرب منهم إلى الخير2.
ولقاضي الجماعة دور في عمل صاحب المدينة، فهو رقيب عليه، ومن أجل ضبط هذه الرقابة، فمن حق القاضي استخلافه أحياناً من أجل اختبار فقهه وحسن تصرفه3.
وبأمر القاضي فليس من حق صاحب المدينة أن يرسل أكثر من واحد برسالة خارج البلد، وعلل ابن عبد ون ذلك بقوله "لئلا يكثر الجُعل والأذى والنهب4".
وبالجملة فليس من حق صاحب المدينة أن يقدم على تنفيذ أي أمر من الأمور الجسيمة، إلا بعد إطلاع الأمير أو الخليفة، وقاضي الجماعة على ذلك5.
__________
1- ابن عبدون، رسالة في القضاء والحسبة، ص16.
2- المصدر السابق، ص16.
3- نفسه، والصفحة.
4- نفسه، والصفحة.
5- نفسه، والصفحة.(2/906)
ويبدو أن ابن عبد ون قد أدلى بآرائه هذه، وهو متأثر بأحداث عصره "عصر ملوك الطوائف" أما في عهد دولة بني أمية، وبالذات الأقوياء من الأمراء والخلفاء، فليس من الضروري أن تصدق تلك الآراء في تلك المدة أو تطبق1.
ومهما يكن، فالأمر لم يترك مفتوحاً أمام الأعوان ليمارسوا سلطاتهم، كما تمليه عليهم رغباتهم، بل إن ابن عبد ون، الذي استفاد مما كان سائداً قبله في عهد الأمويين، وضع لأولئك الأعوان ضوابط يسيروا وفقها في أداء مهامهم، لكي لا ينحرف الهدف الذي من أجله تمت الاستعانة بهم، وهذه الضوابط هي بالنهاية سياج يحمي كرامة الآخرين من تسلطهم، فقد ذكر أن الحد يقام على من استحقه منهم، إذ ليس أقبح من أن يكونوا يغيروا المنكر بزعمهم وهم يفعلونه، كما يجب أن يمنعوا من التفتيش ليلاً كان أو نهاراً، فذلك فيه هتك لستر من يتم تفتيشه، كما أن من ألقوا عليه القبض في الليل، وهو ممن لاتأخذه تهمة ولا ظنه، فعليهم أن يوصلوه إلى داره وهو موفور الكرامة، وأما من اشتبه بأمره فعليهم ألا يلحقوا به الأذى سواء مادياً أو معنوياً، بل يحضروه عند صاحب المدينة
__________
1- تاريخ القضاء في الأندلس، ص443.(2/907)
بالهيئة التي وجدوه عليها، فإن سجنوه، يتم سجنه في أحد الفنادق بكفالة ساكنيه حتى الصباح1.
ولقاضي الجماعة الحق في إحضار صاحب المدينة إلى مجلسه، وذلك لمساءلته عن تجاوزاته، فقد ذكر الخشني أن قاضي الجماعة سليمان بن أسود، أحضر صاحب المدينة إلى مجلسه، ليقضي بينه وبين من رفع دعوى ضده2.
وعندما جرى في قرطبة أمر أخل بالأمن، ولم يتخذ صاحب المدينة أمية بن عيسى الحلول اللازمة، قام قاضي الجماعة سليمان بن أسود برفع الأمر للأمير محمد بن عبد الرحمن طالبه فيه بعزل صاحب المدينة عن منصبه لتقصيره3.
وبمقابل ذلك فإنه عندما يهيج العوام ضد قاضي الجماعة، مثلما فعلوا بالقاضي محمد بن يبقى بن زرب، المتوفى سنة 381هـ (991م) بسبب تكراره لصلاة الاستسقاء وعدم نزول المطر، فإن صاحب المدينة هو الذي يتولى حمايته منهم4، كما أنه إذا تطاول أحدهم على الخطيب
__________
1- رسالة ابن عبدون في القضاء والحسبة، ص18.
2- قضاة قرطبة، ص77.
3- المصدر السابق، ص74-75.
4- النباهي، ص 78-79.(2/908)
أثناء خطبة الجمعة، فإن صاحب المدينة يأمر بالقبض على ذلك المتطاول وحمله إلى السجن1.
مهام صاحب المدينة:
نظراً لفخامة منصب صاحب المدينة، فإن المهام المناطة به، تبدو جسيمة تناسب أهمية المنصب، ولعل من أعظم المهام الملقاة على صاحب المدينة، أن الأمير أو الخليفة الأموي، يستخلفه أحياناً أثناء غيابه عن العاصمة2.
وقد عرفنا من قبل أن من رسوم بني أمية أنه عند مغادرة الأمير أو الخليفة للعاصمة، فإنه يترك أحد أولاده، سواء كان ولي العهد أو غيره، على سطح القصر، ويجعل صاحب المدينة ملازماً له على الدوام، ويكون من حقه منع الولد من مغادرة السطح حتى وإن اضطر إلى تهديده بوضع قيد الحديد في رجله، وهذا ما كاد أن يفعله صاحب المدينة أمية بن عيسى بن شهيد بأحد أولاد الأمير محمد ابن عبد الرحمن3، الأمر الذي يعطي دلالة أكيدة على قوة شخصية صاحب المدينة، حتى أنه لم يأبه بولد الأمير مادام في الأمر مصلحة للدولة.
__________
1- البيان المغرب، 3/54.
2- ابن القوطية، ص86.
3- المصدر السابق، ص87.(2/909)
ومما يدل على نزاهة صاحب المدينة أمية بن عيسى بن شهيد، وقوة شخصيته أنه وقف أمام رغبة الأمير محمد عندما أمره أن يحبس أحد أهل العلم.
والقصة كما رواه ابن القوطية تدور حول فقيه كان يقطن في إحدى الكور، لكنه فر من عاملها إلى قرطبة، فكتب ذلك العامل للأمير محمد كتاباً يغريه فيه بذلك الفقيه، ويزين له ضمه إلى الحبس، فأصدر الأمير أوامره لابن شهيد بحبس ذلك الفقيه، فرد عليه قائلاً: "لاوالله، ماأحبس رجلاً من أهل العلم والرواية، فرَّ من جور ظالم مشهور بالظلم، ولو كان فيه خير مافرّ مثله عنه1" فما كان من الأمير إلا أن عدل عن رأيه وكتب إلى ذلك العامل كتاباً يوبخه فيه على فعله2.
ولم يقتصر الأمر في قوة الشخصية والنزاهة على أمية بن عيسى بن شهيد فقط، فلدينا صاحب المدينة وليد بن عبد الرحمن بن غانم، المتوفى سنة 292هـ (905م) ففي أثناء ولايته للمدينة، حدثت مجاعة شديدة سنة 260هـ3 (874م) " لم يزرع فيها بالأندلس حبة ولا رفعت4" "ومات فيها أكثر الخلق5" فاستشار الأمير محمد الوزراء وأصحاب
__________
1- نفسه، ص 86.
2- نفسه، ص 86.
3- المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص343.
4- ابن القوطية، ص87.
5- البيان المغرب، 2/102.(2/910)
المشورة، وعرض عليهم رأيه في فرض العشور على الغلات، والزام الرعية بذلك لمواجهة تلك الأزمة، فوافقوه على ذلك، ولم يعترض عليه إلا صاحب المدينة وليد بن عبد الرحمن الذي طلب من الأمير أن يرفق بالرعية في ظل هذه المحنة، وأن يخرج مما في مستودعات الدولة وبيت المال، لينفق على الجنود والرعية المتعبة من شدة المجاعة1، ثم قال له: "فإنه الحق على مثلك من ولاة العدل، فقد بلغنا أن طواغيت الروم فعلته بقسطنطينة ورومه، وأنتم أولى بذلك2".
إلا أن الأمير لم يقتنع برأي ابن غانم، الذي أصر على موقفه، فكانت فرصة لأحد الطغاة الظلمة، يدعى حمدون بن بسيل المعروف بالأشهب، الذي عرض على الأمير أن يوليه المدينة، وهو يتكفل له بتنفيذ مراده، فوافق ذلك هوى في نفس الأمير، فعزل ابن غانم وولى الأشهب الذي "هتك الستور وضرب الظهور وقتل الأنفس بالتعليق3" فضج الناس عليه بالدعاء في كل جمعة، حتى أماته الله تعالى، وهنا استدعى الأمير محمد وليد بن غانم وأراده أن يعود إلى المدينة، فأجابه قائلاً: "أما وقد صرت
__________
1- ابن القوطية، ص87. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص172.
2- المصدر السابق والصفحة.
3- ابن القوطية، ص 88.(2/911)
عندك في محل من يديله حمدون بن بسيل أو مثله، فلا والله لا خدمتك في المدينة أبداً، فولى غيره"1.
ومن بين مهام صاحب المدينة، التحقيق في حوادث القتل التي تحدث في البلد، مثل حادثة الرجل الذي وجد مقتولاً في قرطبة، وذلك في يوم الأول لولاية محمد بن السليم للمدينة في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط2.
وإذا احتاج الأمير إلى رأي الفقهاء في أمر ما، فإنه يكلف صاحب المدينة بالقيام في هذه المهمة، مثل ما حدث في قصة ابن أخي عجب، وما نسب إليه من ألفاظ تطاول على الباري جل وعلا3، فبعد أن اجتمع بهم صاحب المدينة ابن السليم في مجلسه المسمى: مجلس النشمه4، عرض عليهم القضية وطلب أن يكتب كل واحد منهم رأيه في صك منفرد ليعرضها جميعاً على الأمير، الذي ما أن تصفحها حتى أصدر قراره بعزل
__________
1- المصدر السابق والصفحة. الحق أن ولاة الأمور هم أحوج ما يكون للبطانة الصالحة، فابن غانم لم يجد له من بين أصحابه من الوزراء وبقية رجالات الدولة مناصراً؛ لذا فالأمير لم يتأثر بمقولته، وإلا فإن الوضع العام سيئ إلى درجة خطيرة، إذ أن القحط، قد عم كور الأندلس، وليس لدى الناس قدرة على مواجهة هذا الموقف الخطير، بل إنهم بأمس الحاجة لوقوف الدولة إلى جانبهم فكيف يصبح الوضع عندما تقف الدولة مع المجاعة ضد الرعية؟
2- ابن القوطية، ص 69-70.
3- قضاة قرطبة، ص99-60. المعيار المعرب، 2/363.
4- قضاة قرطبة، ص59.(2/912)
قاضي الجماعة الحبيب محمد بن زياد عن منصبه ومن تابع رأيه من فقهاء الشورى، كما أمر بصلب ابن أخي عجب1.
من هذه القصة، ندرك أن لدى صاحب المدينة مجلس خاص به، وأنه هو الذي يتولى رفع الآراء التي تتم في هذا المجلس للأمير، كما أنه هو الذي يبلغ قاضي الجماعة وفقهاء الشورى بعزلهم عن مناصبهم.
ومن مهام صاحب المدينة، تفقد السجن العام وما يدور فيه2 وإخراج بعضهم منه بأمر الأمير3 أو الخليفة4، وإذا مات قاضي الجماعة أو عزل، تولى صاحب المدينة قبض ديوان القاضي، ويتحفظ عليه حتى يعين الأمير قاضٍ آخر5.
ونظراً لأن من رسوم الدولة أن الأمير أو الخليفة إذ أراد الخروج للصيد والنزهة، فإنه لا يسمح لأحد بعبور قنطرة قرطبة أو الاقتراب من مكان النزهة، فإن صاحب المدينة يقوم بهذه المهمة، ومن وجده مخالفاً للأوامر فإنه يحبسه6.
__________
1- المصدر السابق، 60.
2- ابن القوطية، ص94. المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص73-74.
3- ابن القوطية، ص 102.
4- البيان المغرب، 2/250.
5- قضاة قرطبة، ص101.
6- البيان المغرب، 2/146.(2/913)
كما أن صاحب المدينة يتولى أخذ البيعة الخاصة والعامة للأمير عند توليه للإمارة1.
وعندما يكون هناك وفد رفيع المستوى، يقوم بزيارة رسمية للدولة، فإن الخليفة يصدر أوامره لصاحب المدينة، بأن يجمع فتيان قرطبة وأحداثها، ويظهروا قوتهم للوفد الزائر، وذلك من خلال حملهم السلاح، وهذا ما قام به الوزير صاحب المدينة جعفر بن عثمان المصحفي في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة وفود جعفر ويحيى ابني علي بن حمدون على الخليفة الحكم المستنصر بالله، وذلك في أواخر شهر ذي القعدة سنة 360هـ (سبتمبر 971م) 2.
كما يتولى تقديم الخلع والهبات للوافدين على الخليفة3، ويشرف على نقل بعض الأجهزة الإدارية من موقع لآخر4، ومعاقبة المفسدين ومثيري الفتن بسجنهم وتعقب الفارين منهم5، وكذلك مطاردة أهل البدع والتضييق عليهم وإخافتهم والزج بمن قبض عليه منهم في السجن6.
__________
1- المصدر السابق، ص2/158.
2- المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص47-48.
3- المصدر السابق، ص111.
4- نفسه، ص 66.
5- نفسه، ص73-75،104.
6- نفسه، تحقيق: شالميتا، ص25.(2/914)
وبأمر من الخليفة يتولى صاحب المدينة إذلال وتوبيخ من سخط عليه الخليفة، حتى وإن كان من كبار رجالات الدولة1.
ومن مهام صاحب المدينة تنفيذ أوامر الأمير أو الخليفة باستنفار الناس للجهاد، ولا يأذن لأحد بالتخلف إلا إن كان من أهل الأعذار، أو أن صاحب المدينة تغاضى عنه شريطة ألا يظهر من داره حتى يعود الجيش الغازي2، ومن فر من أرض المعركة فإن صاحب المدينة يتولى مسئولية القبض عليه بأمر من الأمير أو الخليفة، وإذا صدرت الأوامر بصلبهم تولى الإشراف على تنفيذه3، كما أنه يتولى مصادرة من نكب من رجالات الدولة ومصادرة المقربين إليه4.
والأمير أو الخليفة الأموي حريص على صلة رحمة من خلال تفقد أحوالهم، وإن كان الأمر لا يخلو من نظرة أمنية، وصاحب المدينة هو الذي يقوم بهذه المهمة، إذ يعمد إلى تكليف أمناء العطب والنوازل بتحديد يوم من كل أسبوع لا يخلون فيه أبداً، يقومون فيه بتفقد أحوالهم، وإبلاغ صاحب المدينة بكل شيء، ليرفع ذلك بتفاصيله للخليفة ليرى فيه رأيه5.
__________
1- نفسه، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص103-104.
2- نفسه، تحقيق: د. محمود مكي، 43-45.
3- نفسه، تحقيق: شالميتا، ص 446.
4- ترتيب المدارك، 7/215.
5- المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص 92.(2/915)
وصاحب المدينة لا يسير إلا في موكب خاص يرافقه أثناء ذهابه إلى مجلسه الكائن بجوار مجلس الخزَّان1، في حين أن من جمعت له المدينة مع الشرطة العليا فإنه يستخدم كرسي الشرطة العليا بباب قصر قرطبة أو قصر الزهراء مكاناً له2.
ومن رسوم الدولة الأموية في الأندلس أن الوزير صاحب المدينة بقرطبة مقدم على نظيره الوزير صاحب المدينة بالزهراء، ويتضح ذلك من خلال ترتيب جلوسهما أثناء الاحتفالات الرسمية التي تقام في قرطبة، سواء عند السلام على الخليفة لتهنئته بأحد العيدين أو بمناسبة زيارة وفد رفيع المستوى.
ففي الاحتفال الذي أقامه الخليفة الحكم المستنصر بالله عند جلوسه لرعيته، لتهنئته بعيد الفطر سنة 362هـ (يوليو 973م) كان الوزير صاحب المدينة بقرطبة جعفر بن عثمان المصحفي يحجب الخليفة عن يمينه، وقام عن يساره صاحب المدينة بالزهراء محمد بن أفلح3.
ولكن إذا تعذر جلوس صاحب المدينة بقرطبة عن يمين الخليفة، فعندها يصبح مكانه عن يسار الخليفة، ويجلس تحته صاحب المدينة بالزهراء، وهذا ما جرى في الاحتفال بمناسبة قدوم الوزير القائد الأعلى غالب بن عبد الرحمن الناصري من العدوة المغربية، ففي هذا الاحتفال
__________
1- قضاة قرطبة، ص77.
2- تاريخ القضاء في الأندلس، ص457.
3- المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص28-30.(2/916)
الذي أقيم في يوم السبت لسبع خلون من شهر المحرم سنة 364هـ (سبتمبر 974م) جلس الخليفة الحكم المستنصر بالله، وقام للحجابة عن يمينه الوزير القائد الأعلى غالب بن عبد الرحمن وعن يساره الوزير صاحب المدينة بقرطبة جعفر بن عثمان المصحفي وتحته محمد بن أفلح صاحب المدينة بالزهراء1.
وصاحب المدينة إن لم يحمل لقب وزير، ففي هذه الحالة يكون أقل مرتبة من الوزير، دل على ذلك ما ذكره ابن حيان من أن الأمير عبد الرحمن الأوسط ولي عبد الواحد بن يزيد الاسكندراني خطة المدينة، ثم رقاه بعد ذلك إلى الوزارة والقيادة2.
وممن تولى خطة المدينة بقرطبة، بالإضافة إلى خطة إحدى المدينتين الزهراء أو الزاهرة، فإنه يطلق عليه لقب "صاحب المدينتين" ولم يرد في المصادر طوال فترة الدراسة أن أحداً حمل هذا اللقب إلا عمرو بن عبد الله بن أبي عامر3 الملقب بعسكلاجه، فقد ولاه ابن عمه الحاجب المنصور بن أبي عامر مدينة قرطبة، وعندما أتم المنصور بناء مدينة الزاهرة أقامه عليها، فأصبح يلقب بـ"صاحب المدينتين4".
__________
1- المصدر السابق، ص 198.
2- نفسه، تحقيق: د. محمود مكي ص30-31.
3- الحلة السيراء، 1/277.
4- المصدر السابق، والصفحة، حاشية رقم 2.(2/917)
وكان مرتب صاحب المدينة في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط يبلغ مائة دينار، فهو عندما مّيز ولاية السوق عن أحكام الشرطة المسماة بولاية المدينة، فأفردها وصير لواليها ثلاثين ديناراً في الشهر ولوالي المدينة مائة دينار1".
ونظراً للوضع الاقتصادي المتميز الذي عاشته الأندلس بالذات في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) ، فمن المتوقع أن يكون مرتبه الشهري قد تجاوز ما كان عليه أيام الأمير عبد الرحمن الأوسط.
من تولى خطة المدينة:
المصادر الأندلسية لم تورد ذكراً للقب "صاحب المدينة" قبل عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، ولكن هذا لا يعني أبداً أن هذا اللقب أو المصطلح لم يكن مستعملاً.
وبصفة عامة يمكن القول بأن أبا عثمان عبيد الله بن عثمان، كبير موالي بني أمية بالأندلس، هو أول من قام بأعباء "صاحب المدينة" في الدولة الأموية، ونستشف ذلك من خلال ما أورده أحد المؤرخين من أن الأمير عبد الرحمن الداخل عندما بلغه أن يوسف الفهري والصميل بن حاتم قد استوليا على إلبيره، جمع قواته ثم غادر قرطبة وخلف عليها أبا
__________
1- المغرب في حلى المغرب، 1/46.(2/918)
عثمان1، كما كان الأمير عبد الرحمن الداخل يستخلف أحياناً مولاه بدراً على قرطبة عند مغادرته لها2.
وغير هذين الخبرين لا نجد ذكراً لصاحب المدينة إلا في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط.
ورغم هذا النقص، فإننا لا نعرف من تولى المدينة منذ بداية عهده، إذ نفاجأ بما ذكره ابن القوطية من أن الأمير عبد الرحمن الأوسط قد سئم من كثرة الشكاوى المقدمة إليه ضد كل من تولى المدينة، وكانوا جميعاً من القرطبيين، فأقسم ألا يوليها رجلاً من أهل قرطبة، ثم أخذ يسأل عَمن يستحقها فاستدل على رجل من أهل إحدى الكور، عُرف بالفطنة وحسن العقل، يدعى محمد بن السليم، فاستدعاه وولاه المدينة3.
وذكر ابن الفرضي أن ممن تولى المدينة للأمير عبد الرحمن الأوسط، رجلاً يدعى ابن لُبيد، وفي سجنه ختم الفقيه يحيى بن يزيد الأزدي، القرآن أربعين مرة، وفي هذا يقول الفقيه يحيى بن يحيى الليثي، مخاطباً يحيى الأزدي: "ما أشقى من ختمت القرآن في حبسه أربعين مرة4".
__________
1- أخبار مجموعة، ص92.
2- المصدر السابق، ص 107.
3- ابن القوطية، ص 69.
4- ابن الفرضي، ترجمة رقم 1554.(2/919)
وكان الأمير محمد بن عبد الرحمن يداول في ولاية المدينة بين أمية بن عيسى بن شهيد وبين وليد بن عبد الرحمن بن غانم، وذلك لإدراكه رجاحة عقليهما، وأنهما لا يراقبان في أحكامهما إلا الله تعالى1.
وفي عهد الأمير المنذر بن محمد كان حفص بن بسيل يلي المدينة2.
وورد لدى ابن حيان أن في سنة 281هـ (894م) عزل الأمير عبد الله بن محمد حفص ابن بسيل عن المدينة وجعل مكانه عبد الله بن محمد بن نصر3، لكنه لم يستمر في منصبه أكثر من سنة، فقد صُرف وولي مكانه مروان بن عبد الملك بن أمية وذلك سنة 282هـ4 (895م) ولأمر ما فقد سخط الأمير على ابن أمية فعزله وجعل بدلاً منه أحمد بن محمد بن أبي عبد هـ سنة 283هـ5 (896م) .
ثم تولى المدينة محمد بن أمية بن عيسى بن شهيد، ولا ندري متى كان ذلك، لكن خبراً ورد لدى الخشني أفاد بأنه في سنة 289هـ (902م) كان محمد بن أمية هو صاحب المدينة في ذلك الوقت6، وقد تمادى في منصبه إلى أن عزل سنة 293هـ (906م) ووليها محمد بن
__________
1- ابن القوطية، ص85-86. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص 171.
2- ابن القوطية، ص102.
3- المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص 110.
4- المصدر السابق، ص114.
5- نفسه، ص 118.
6- قضاة قرطبة، ص 101. ابن الفرضي، ترجمة رقم 1141.(2/920)
وليد بن غانم، وكانت ولايته ستة أشهر، ووليها مكانه موسى بن محمد بن حدير1 الذي عزل عنها سنة 295هـ (908م) ووليها محمد بن عبيد الله بن أبي عثمان، وذلك يوم الخميس، لكنه طلب الإعفاء سريعاً، فعزل ثاني يوم ولايته، وولي مكانه علي بن محمد المعروف باليابسه، الذي لم يستمر أكثر من ثلاثة أيام، إذ سُرعان ما عُزل وأعيد إليها موسى بن محمد بن حدير، فتمادى في ولايتها طيلة ما بقي من عهد الأمير عبد الله2، وأقره عليها الأمير عبد الرحمن بن محمد إلى سنة 302هـ (915م) ثم عزله عنها في شهر شوال من تلك السنة، وجعل مكانه محمد بن عبد الله الخروبي3، فظل في منصبه إلى أن توفي في أوائل شهر صفر سنة 314هـ (إبريل 926م) .
ثم تولى المدينة عيسى بن أحمد بن أبي عبد هـ، الذي كان إذا غادر قرطبة بصحبة الأمير عبد الرحمن بن محمد، يخلف عليها ولده أحمد بن عيسى4.
وفي سنة 316هـ (928م) عزل الخليفة عبد الرحمن الناصر أحمد بن عيسى عن المدينة وجعل مكانه أحمد بن عبد الوهاب بن
__________
1- المقتبس، تحقيق: انطونيا، ص 142.
2- البيان المغرب، 2/144. قارن: المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص143.
3- المصدر السابق، ص 103.
4- البيان المغرب، ص 2/193، 196.(2/921)
عبد الرؤوف1، ثم عزله عنها في غرة جمادى الأولى2 سنة 319هـ (مايو 931م) وولاها يحيى بن يونس القبري3، لكنه لم يستمر أكثر من أربعة أشهر، إذ عزل عنها ووليها عبد الحميد بن بسيل وذلك في شهر شوال من تلك السنة4 واستمر في منصبه إلى أن عزل عنها في شهر شوال من سنة 320هـ (أكتوبر 932م) ووليها بدلاً منه فطيس بن أصبغ5.
وقد ذكر ابن حيان أنه في شهر ربيع الأول من سنة 326هـ (يناير 938م) ولي خطة المدينة الوزير جهور بن عبيد الله مكان أحمد بن عيسى بن أبي عبد هـ6، وفي سنة 327هـ (939م) عزل الوزير جهور عن المدينة ووليها الخال سعيد بن أبي القاسم7.
وفي سنة 328هـ (940م) تولى المدينة عبيد الله بن بدر بن أحمد بدلاً من ابن أبي القاسم8.
__________
1- المصدر السابق، ص2/197.
2- نفسه، 2/205.
3- ورد لدى ابن عذاري "البيان المغرب، 2/205، لفظ "القبرسي" والتصحيح من المقتبس، تحقيق شالميتا، ص 314.
4- البيان المغرب، 2/205.
5- المصدر السابق، 2/208.
6- المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص428.
7- المصدر السابق والصفحة.
8- نفسه، ص 461.(2/922)
وكان جعفر بن عثمان المصحفي يتولى خطة المدينة بقرطبة، بينما كان محمد بن أفلح يشغل خطة المدينة بالزهراء، وذلك في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله1.
وفي سنة 366هـ (977م) صدر أمر الخليفة هشام المؤيد بالله بتولية محمد ابن عبد الله بن أبي عامر خطة المدينة بقرطبة، بدلاً من محمد بن جعفر المصحفي2.
ثم إن ابن أبي عامر استخلف على المدينة ابن عمه عمرو بن عبد الله بن أبي عامر، الملقب بعسكلاجه3 "فسلك في أهل الشر سبيله، بل أربى عليه في ذلك4".
__________
1- نفسه، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص 22.
2- الذخيرة، ق4م1، ص 64. البيان المغرب، 2،266. وقد ذكر القاضي عياض أن أحمد بن عبيد الله الموروري الحضرمي قد تحول من طبقته طبقة العلماء، إلى طبقة أهل الدنيا، فصحب ابن أبي عامر، فنال الوزارة، وتقلد المدينة، ثم توفي في شهر رمضان سنة 366هـ وترك من الأموال مالا كفاء له، مما غله، فحاز ابن أبي عامر أكثره. انظر ترتيب المدارك، 7/215-216. ولم يتضح لي مما ذكره القاضي عياض متى تولى الموروري المدينة، ومن الذي ولاه؟ وبالذات أن المصحفي كان آنذاك مسيطراً على كل شيء، كما أن ابن أبي عامر لم يلِ المدينة إلا بعد عودته من غزوته الثانية، والتي لم يخرج إليها إلا يوم الفطر سنة 366هـ، أي بعد وفاة الموروري، ولعل هذا ما يدفعني إلى الشك في وصول الموروري لخطة المدينة.
3- الحلة السيراء، 1/277.
4- البيان المغرب، 2/276.(2/923)
ونظراً لكفاءة عمرو بن عبد الله فقد ولاه ابن أبي عامر خطة مدينتي قرطبة والزهراء، فأصبح يعرف بصاحب المدينتين1.
كما تولى مفرج العامري خطة المدينة في زمن المنصور وابنه عبد الملك المظفر2، وأما في عهد الحاجب شنجول فقد كان يلي المدينة عبد الله بن عمر الذي قتله الخليفة المهدي عند استيلائه على قرطبة3.
توارث خطة المدينة:
خطة المدينة خطة متوارثة، شأنها في ذلك شأن بقية الخطط في الدولة الأموية، ولدينا عدة أسر تعاقب أفرادها على خطة المدينة.
فعبيد الله بن عثمان الذي يعتبر أول من تولى خطة المدينة لدى الأمويين، نجد من ذريته محمد بن عبيد الله يلي المدينة في آخر عهد الأمير عبد الله بن محمد، ومن أسرة ابن شهيد تولى المدينة كل من: أمية بن عيسى بن شهيد وولده محمد بن أمية.
ومن أسرة ابن غانم وليد بن عبد الرحمن بن غانم وولده محمد بن وليد، وهناك ثلاثة من أسرة ابن أبي عبد هـ تولوا المدينة، وهم: أحمد بن محمد بن أبي عابده وابنه عيسى ومن بعده أحمد بن عيسى.
والأسرة الأموية تحرص على أن تحصر خطط الدولة في أسر معينة؛ ولذا نجد الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما بلغه نبأ وفاة صاحب المدينة
__________
1- الحلة السيراء، 1/277.
2- تاريخ القضاء في الأندلس، ص495.
3- البيان المغرب، 3/54.(2/924)
بالزهراء محمد بن أفلح يوم السبت إحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة 364هـ (فبراير 975م) سارع إلى تعيين زياد بن أفلح مكان أخيه المتوفى مجموعة إلى ما بيده من خطتي الخيل والحشم وولاية كورة فريش1.
__________
1- المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي ص 210.(2/925)
النتائج:
وبعد هذه الدراسة التي تعرفنا من خلالها على نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس أود أن أختم ذلك بذكر عدد من النتائج.
نظام الحكم في الدولة الأموية وراثي، يرثه الأبناء عن الآباء، ولم يحدث أن تولى الأخ بعد أخيه إلا مرة واحدة، وذلك عندما تولى الأمير عبد الله بن محمد رئاسة الدولة بعد أخيه المنذر، فولاية العهد كانت تسند للأصلح من الأبناء دونما اعتبار للسن.
الصراع الذي شهدته الدولة الأموية يمكن تقسيمه إلى قسمين، وقعا في فترتين مختلفتين، ففي النصف الأول من ذلك العصر كان الصراع منحصراً في أبناء البيت الأموي، وعندما اختفى هذا النمط من الصراع ظهر نوع آخر، حيث اندلعت حركات التمرد والعصيان في كافة أرجاء الأندلس، وإذا كان هدف النوع الأول من الصراع الوصول إلى السلطة، فإن النوع الثاني كان تعبيراً لزعماء تم تجاهلهم والاستئثار دونهم بكل شيء، وهو نتاج طبيعي للفساد الإداري الذي عاشته الدولة في النصف الثاني من عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن.
عمد الأمير عبد الرحمن الداخل منذ تأسيس دولته إلى اصطناع الموالي والرقيق والصقالبة، فاستعان بهم على تدعيم سلطانه، وسار من أتى بعده من الأمراء والخلفاء على هذه السياسة.(2/928)
الدولة الأموية قدمت كل من هو شامي على نظيره البلدي، سواء في الإدارة أو الجيش أو رسوم الدخول على الحكام أو ما سوى ذلك، وهذا الرسم وضعه الأمير عبد الرحمن الداخل منذ بداية قيام دولته.
إن ظهور الزعامات القبلية في الأندلس يعود سببه إلى توزيع الأراضي إقطاعاً على القبائل التي شاركت في الفتح، وهذا الإجراء جعل كل قبيلة تحافظ على وحدتها، مما حال دون انصهار طوائف المجتمع، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحروب بين تلك الفئات فيما بعد.
الدولة الأموية اعتمدت على أسر مساندة حصرت الخطط في أبنائها، فعاشت قوية متماسكة، وصمدت أما الهزات، هذه السياسة حاربها المنصور بن أبي عامر، فأخمل ذكر تلك الأسر، واختار أسوأ الرجال وأقلهم كفاءة، فجعل الخطط في أيديهم، ولذا فقد عاشت الدولة من بعده فراغاً سياسياً كبيراً، أدى إلى انهيارها بسرعة بعد وفاته.
تعيين الولاة في الثغور البرية والبحرية غالباً ما يخضع لاعتبارات خاصة، فالأمير عبد الرحمن الداخل جعل الرماحس والياً على الجزيرة الخضراء لأنه كان من رجال البحر، وأما عمال الثغور البرية فهم في الغالب من أرباب السيف ورجال الحرب(2/929)
هيمنة الوزراء على الأمير أو الخليفة وتسلطه عليه، هو نذير شؤم على الدولة ككل، إذ أن أهل الطموح يتحركون للتخلص من ذلك المتسلط بأي وسيلة، وهذا ما عاشته الدولة في عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن بسبب تسلط الوزير هاشم بن عبد العزيز علي، وتكرر في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما تسلط عليه جعفر المصحفي، مما دفع بقية أبناء البيوتات المساندة للأسرة الأموية أن تسعى جاهدة للتخلص من المصحفي، وعندما تم لهم ذلك كانت النتيجة وصول المنصور بن أبي عامر للسلطة، والقضاء على هيبة بني أمية.
الدولة الأموية دولة رجال، تحرص دائماً على الأكفأ، يدل على ذلك أن قاضي الجماعة منذر بن سعيد البلوطي عندما قرع الخليفة عبد الرحمن الناصر في خطبة الجمعة بسبب تخلفه ثلاث مرات عن شهودها، لم يعزله الخليفة بل ثبته في منصبه.
الخليفة عبد الرحمن الناصر لم يهتم إلا بابنه الحكم، فقد أعده إعداداً سياسياً وإدارياً، وأما بقية أبنائه فلا نصيب لهم من ذلك الاهتمام، وهذا ما كان له أثره القوي في سرعة انهيار الدولة لعدم وجود المؤهل من الأسرة الأموية بعد الحكم المستنصر بالله.
الخليفة الحكم المستنصر بالله لم يستطع التخلص من أزمة السلطة الوراثية التي لا تعترف بالأكفاء، وإنما بالابن المحبب، فجره ذلك(2/930)
إلى تقديم ولده الصبي هشام لولاية العهد من بعده، دون أن يدرك أنه في تصرفه هذا قد مهد الطريق بقوة لسقوط الدولة.
المنصور بن أبي عامر لم يعمل قط إلا لمصلحة نفسه، ورفعة شأنه، ولأجل هذا فقد وجه سهامه ضد الخلافة الأموية، ناسياً أنها الرمز القوي لوحدة البلاد.
الأمويون عند معالجتهم للأحداث الطارئة، ساروا على منهج يقوم على نبذ العجلة وعدم التسرع، فكل خبر يرفع إليهم، يعملون على كشفه والتأكد من، فإذا ثبتت صحته، عالجوا ما يمكن معالجته، بالصفح والمصالحة أو التأديب الذي لا يتلف الروح، هذه السياسة غيرها المنصور بن أبي عامر، فقد جعل مكان اللين غلظة، والسكون حركة، واستخدم البطش بدلا الأناة، وجعل المحاربة مكان السلم والموادعة.
المنصور بن أبي عامر كان حريصاً على نيل الخلافة، ولكن خشيته من قيام الرعية ضده، حال بينه وبين ما يشتهي، وهذا ما غفل عنه ابنه شنجول عندما تسمى بولاية العهد، مما تسبب في هيجان شعبي أودى به.
منصب الحاجب منذ بداية الدولة الأموية وحتى نهاية عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، لم يختلف عن منصب الوزارة بشيء، إذا استثنيا بعض الرسوم، فهو أشبه ما يكون بوزير تنفيذ، ولكن هذا المنصب بلغ أوج عظمته عندما تسلط العامريون على(2/931)
الخلافة، فقد أصبح الحاجب العامري بحق رئيساً للوزراء، فبيده عزلهم وتعيينهم، ولذا فقد تحول منصب الحاجب في تلك الفترة إلى وير تفويض.
المنصور بن أبي عامر أخل بتركيبة الجيش الأموي، الذي كان يتميز بالقبائل والعشائر والبطون والأفخاذ، فقدم المنصور القواد على الأجناد، وفي هذه الحالة أصبح في جند القائد فرق من قبائل شتى، وبذلك قضى على الروح القبلية التي كانت كل قبيلة تحرص على حفظ كرامتها من خلال سمعتها في المعارك، كل هذا فعله المنصور ليتحكم في الجيش ويجعله أداة قمع بيده ضد الرعية.
جميع الرسوم التي درجت عليها الدولة الأموية اختفت في الفتنة التي تركت آثارها السلبية على كافة مجالات الحياة.
الصقالبة كان لهم دورهم القوي في الدولة الأموية، فقد بلغوا مكانة أصبحوا معها يمثلون طبقة متميزة في المجتمع، وبلغوا أوج عظمتهم في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، حتى أن أمر دولته كان بيد جعفر الصقلبي، ورغم ضجر الرعية منهم ومن تصرافتهم، إلا أن الخليفة كان لا يوقفهم عند حدهم، بل كان يطالب الرعية باحتمالهم وغض الطرف عنهم، الأمر الذي دفع الناس إلى محاربتهم بمجرد وفاة الخليفة، مما مكن ابن أبي عامر من بلوغ مرامه والانفراد بالسلطة.(2/932)
وبذلك تم البحث، فلله جل وعلا الحمد والثناء، الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.(2/933)
مصادر ومراجع
...
قائمة المصادر والمراجع1
أولاً المصادر:
ابن الأبار (أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي) :
- الحلة السيراء، تحقيق: د. حسين مؤنس، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة 1963م.
- التكملة لكتاب الصلة: القسم الأول، تحقيق: الفريد بل وابن أبي شنب، طبعة الجزائر سنة 1337هـ (1919م) والجزآن التاليان اللذان نشرهما كوديرا، طبعة مدريد 1886-1887م، والقسم الذي نشره عزت العطار الحسيني، طبعة القاهرة، 1375هـ (1955م) .
ابن الأثير (أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد) :
- الكامل في التاريخ، تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407هـ (1987م) .
الإدريسي (أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله) :
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مكتبة الثقافة الدينية القاهرة، بدون تاريخ.
الأزدي (علي بن ظافر) :
1 - اقتصرت في هذه القائمة على ذكر أهم المصادر والمراجع وأغفلت ذكر ما كانت الفائدة منه محدودة.(2/936)
- بدائع البدائه، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1970م.
الأزدي (أبو الوليد هشام بن عبد الله) :
- مفيد الحكام في نوازل الأحكام، مخطوط رقم 103، رقم الفهرست 2/217، بتاريخ 1277هـ، مكتبة المسجد النبوي الشريف، المدينة النبوية.
الأصطخري (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد) :
المسالك والممالك، تحقيق: د. محمد جابر عبد العال، مراجعة: محمد شفيق غربال، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، 1381هـ (1961م) .
ابن أبي أصييعه (أبو العباس أحمد بن القاسم) :
- عيون الأبناء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق: د. فؤاد رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت.
الأعرج (أبو الفضل محمد) :
تحرير السلوك في تدبير الملوك، تحقيق ودراسة: د. فؤاد عبد المنعم أحمد، مكتبة شباب الجامعة الأسكندرية، 1982م.
ابن بسام (أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني) :
- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تحقيق: د. إحسان عباس، الدار العربية للكتب، ليبيا - تونس، 1399هـ (1979م) .
ابن بشكوال (أبو القاسم خلف بن عبد الملك) :(2/937)
- الصلة، لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، 1966م.
البكري (أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز)
جغرافية الأندلس وأوربا من كتاب "المسالك والممالك" تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي دار الإرشاد، بيروت، 1387هـ (1968م) .
- المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، نشر دي سلان De Slane الجزائر، 1858م.
البكري (أبو عبد الله محمد بن عبد الله) :
لباب اللباب، المطبعة التونسية، تونس، 1346هـ.
التهانوي (محمد علي بن شيخ علي بن قاضي محمد) :
- كشاف إصطلاحات الفنون، طبعة كلكته، 1862م.
الثعالبي (أبو منصور عبد الملك بن محمد)
آداب الملوك، تحقيق: د. جليل العطية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م.
الجاحظ (أبو عثمان عمر بن بحر) :
-كتاب التاج في أخلاق الملوك، تحقيق: أحمد زكي المطبعة الأميرية، القاهرة، 1332هـ (1914م) .
ابن حزم (أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد) :
- جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام هارون، دار المعارف، القاهرة، 1391هـ (1971م) .(2/938)
- طوق الحمامة، تحقيق: حسن صيرفي، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، بدون تاريخ.
- نقط العروس في تواريخ الخلفاء، تحقيق: د. شوقي ضيف، مجلة كلية الأداب، جامعة فؤاد الأول، م13 ج2 ديسمبر 1951م.
- الفصل في الملل والأهواء والنحل، وبهامشه الملل والنحل للشهرستاني، المطبعة الأدبية القاهرة، 1317هـ.
الحضرمي (أبو بكر محمد بن المرادي) :
- كتاب السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة، تحقيق: د. سامي النشار، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، 1401هـ (1981م) .
الحموي (شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت) :
- معجم البلدان، دار صادر، بيروت، 1975م.
الحميدي (أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الأزدي) :
- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة 1966م.
الحميري (أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم) :
- الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: د. إحسان عباس، مكتبة لبنان، بيروت 1984م.
ابن حوقل (أبو القاسم محمد بن علي) :
- صورة الأرض، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1979م.
ابن حيان (أبو مروان حيان بن خلف) :(2/939)
- المقتبس في تاريخ رجال الأندلس، نشر ملشور م. انطونيا، باريس، 1937م.
- المقتبس في أخبار بلد الأندلس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، دار الثقافة، بيروت 1983م.
- المقتبس، تحقيق: د. محمود علي مكي، دار الكتاب العربي، بيروت 1973م.
- المقتبس الجزء الخامس، نشره: ب. شالميتا، ف. كورنيطي، م. صبح، المعهد الأسباني العربي للثقافة، مدريد 1979م.
الخشني (أبو عبد الله محمد بن حارث) :
- قضاة قرطبة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة 1966م.
- أخبار الفقهاء والمحدثين، تحقيق: لويس مولينا، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، مدريد، 1992م.
ابن الخصاف (أحمد بن عمرو بن مهر الشيباني) :
- كتاب أدب القاضي، شرح: أبو بكر أحمد بن علي الرازي، تحقيق: فرحات زياده، الجامعة الأمريكية، القاهرة، 1979م.
ابن الخطيب (لسان الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله) :
- الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1393-1397هـ (1973-1976م) .(2/940)
- أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام "تاريخ إسبانيا الإسلامية" نشر: ليفي بروفنسال، دار المكشوف، بيروت، 1956م.
أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام "تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط" تحقيق: د. أحمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم الكتاني، دار الكتاب، الدار البيضاء، المغرب، 1964م.
- معيار الإختيار، تحقيق: د. محمد كمال شبانة، الإمارات -المغرب، بدون تاريخ.
ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد)
- المقدمة، تحقيق: د. علي عبد الواحد وافي، دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، الطبعة الثالثة، بدون تاريخ.
- تاريخ ابن خلدون، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1391هـ (1971م)
ابن دحية (أبو الخطاب عمر بن الحسن) :
المطرب في أشعار أهل المغرب، تحقيق: مصطفى عوض، الخرطوم 1954م.
الرصاع (قاضي الجماعة محمد الأنصاري التونسي) :
- كتاب شرح حدود الإمام أبي عبد الله بن عرفة، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، المغرب، 1412هـ (1992م) .
الرقيق القيرواني (أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم)(2/941)
- تاريخ إفريقية والمغرب، تحقيق: د. عبد الله العلي الزيدان، د. عز الدين موسى، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م.
الزبيدي (أبو بكر محمد بن الحسن) :
-طبقات النحويين واللغويين، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1984م.
السبكي (قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب) :-
-معيد النعم ومبيد النقم، تحقيق: محمد علي النجار، وغيره، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1367هـ (1948م) .
ابن سعيد (علي بن موسى المغربي)
- المغرب في حلى المغرب، تحقيق: د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة 1969م.
السقطي (أبو عبد الله محمد بن أبي محمد) :
- آداب الحسبة، نشر: ج. س. كولان، وليفي بروفنسال، باريس، 1931م.
ابن سلام (أبو عبيد القاسم) :
-كتاب السلاح، تحقيق: د. صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405هـ (1985م) .
ابن سماك (أبو القاسم محمد بن أبي العلاء المالقي) :(2/942)
-الزهرات المنثورة في نكت الأخبار المأثورة، تحقيق: د. محمود علي مكي، مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية، المجلدان 20-21، مدريد 1979-1980م/1981-1982م.
الشاطبي (أبو إسحاق إبراهيم بن موسى) :
- الفتاوى، تحقيق: محمد أبو الأجفان، تونس، 1406هـ (1958م) .
صاعد (أبو القاسم صاعد بن أحمد البغدادي) :
- طبقات الأمم، تحقيق: حياة العيد أبو علوان، دار الطليعة، بيروت 1985م.
الضبي (أبو جعفر أحمد بن يحيى) :
- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس: نشر: فرانسيسكو كوديرا "F.CODERA" وخليان ربيرا "J. RIBERA" مطبعة روخس، مجريط 1884م.
طاش كبرى زاده (أحمد بن مصطفى) :
- مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم، مراجعة وتحقيق: كامل بكري وعبد الوهاب أبو النور، دار الكتب الحديثة القاهرة، 1968م.
الطرطوسي (مرضي بن علي بن مرضي) .
- تبصرة أرباب الألباب، تحقيق: ونشر: كلود كاهين، بيروت 1948م.(2/943)
الطرطوشي (أبو بكر محمد الوليد) :
- سراج الملوك، المكتبة المحمودية، القاهرة، 1354هـ (1953م) .
العباسي (الحسن بن عبد الله بن محمد) :
- آثار الأول في تدبير الدول، مطبوع على هامش تاريخ الخلفاء للسيوطي، القاهرة، 1305هـ.
ابن عبد ربه (أبو عمر أحمد بن محمد) :
- العقد الفريد، تحقيق: أحمد أمين، وغيره، لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، 1359هـ (1940م) .
ابن عبد الرفيع (أبو إسحاق إبراهيم بن حسين) :
- معين الحكام على القضايا والأحكام، تحقيق: د. محمد بن قاسم بن عباد، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1989م.
ابن عبد ون (محمد بن عبد الله النخعي، أو محمد بن أحمد التجيبي) :
- في القضاء والحسبة (ضمن مجموعة ثلاث رسائل في الحسبة) تحقيق: ليفي بروفنسال، القاهرة، 1955م.
ابن عذاري (أبو العباس أحمد بن محمد) :
البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب: تحقيق: ج. س. كولان، وليفي بروفنسال، دار الثقافة، بيروت، 1983هـ.
العذري (أبو العباس أحمد بن عمر) :(2/944)
نصوص عن الأندلس من كتاب "ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك "تحقيق: د. عبد العزيز الأهواني، معهد الدراسات الإسلامية، مدريد، 1965م.
ابن العطار (محمد بن أحمد الأموي) :
كتاب الوثائق والسجلات، تحقيق: ب. شالميتا- ف. كورينطي، المعهد الأسباني العربي للثقافة، مدريد، 1983م.
عياض (القاضي أبو الفضل بن موسى بن عياض) :
- ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، تحقيق: سعيد أحمد غراب، وزميليه، وزارة الثقافة والشئون الإسلامية، المغرب، 1402هـ (1982م) .
ابن غالب (محمد بن أيوب) :
- قطعة من كتاب "فرحة الأنفس في أخبار الأندلس" نشر قطعة منه د. لطفي عبد البديع، تحت عنوان "تعليق منتقى من فرحة الأنفس" مجلة معهد المخطوطات العربية، العدد الأول، القسم الثاني، القاهرة 1375هـ (1955م) ، عن كور الأندلس ومدنها بعد الأربعمائة، تحقيق: د. لطفي عبد البديع، مطبعة مصر، القاهرة 1956م.
الغساني (محمد بن عبد الوهاب)
-رحلة الوزير في افتكاك الأسير، بعناية، الفريد البستاني، نشر، مؤسسة الجنرال فرانكو 1939م
ابن فرحون (برهان الدين إبراهيم بن علي) :(2/945)
- تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام، راجعه وقدم له: طه عبد الرؤوف سعد، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، 1406هـ (1986م) .
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، مكتبة عباس بن عبد السلام بن شقرون، القاهرة، 1351م.
ابن الفرضي (أبو الوليد عبد الله بن محمد الأزدي) :
- تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، نشر: عزت العطار الحسيني، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1408هـ (1988م) .
ابن فضل الله العمري (أحمد بن يحيى) :
- التعريف بالمصطلح الشريف، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت، 1408هـ (1988م) .
الفيروزبادي (أبو طاهر محمد بن يعقوب) :
- القاموس المحيط، المطبعة المصرية، القاهرة، 1352هـ (1933م) .
ابن القوطية (أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز) :
- تاريخ افتتاح الأندلس، ملحق به "الرسالة الشريفية في الأقطار الأندلسية" نشر: باسكوال دي جايانجوس "P.GAYANGOS" مدريد، 1868م.
ابن الكردبوس (أبو مروان عبد الملك) :(2/946)
- الأندلس، قطعة من كتاب الإكتفاء في تاريخ الخلفاء "تحقيق: د. أحمد مختار العبادي، معهد الدراسات الإسلامية، مدريد، 1971م.
الماوردي (أبو الحسن علي بن محمد) :
- كتاب الأحكام السلطانية، تصحيح: السيد محمد بدر الدين الحلبي مكتبة الخانجي، القاهرة 1327هـ (1909م) .
المراكشي (عبد الواحد بن علي) :
- المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق: محمد سعيد العريان، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة 1383هـ (1963م) .
المقري (أبو العباس أحمد بن محمد) :
- أزهار الرياض في أخبار عياض، تحقيق: مجموعة من الأساتذة، لجنة التراث الإسلامي المشتركة بين دولتي الإمارات العربية والمملكة المغربية، 1398هـ (1978م) .
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1388هـ (1968م) .
ابن منظور (جمال الدين محمد بن مكرم) :
لسان العرب، دار صادر، بيروت، 1374هـ (1955م) .
مؤلف مجهول:
- أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها رحمهم الله والحرب الواقعة فيما بينهم، نشر: لافونتي أي الكنترا LA FUENTE Y ALCANTARA، مع ترجمة إسبانية، مدريد 1867م.(2/947)
مؤلف مجهول:
- تاريخ عبد الرحمن الناصر، تقديم: د. عدنان محمد آل طعمه، دار سعد الدين، دمشق 1992م.
مؤلف مجهول:
- الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، تحقيق: د. سهيل زكار وعبد القادر زمامه، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء المغرب، 1399هـ (1979م) .
مؤلف مجهول:
- ذكر بلاد الأندلس، تحقيق: لويس مولينا، الجزء الأول، مدريد 1983م.
مؤلف مجهول:
- كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار، تحقيق: د. سعد زغلول، الدار المغربية، المغرب 1985م.
مؤلف مجهول:
- نبذ تاريخية في أخبار البربر في القرون الوسطى، منتخبة من كتاب مفاخر البربر، نشر: ليفي بروفنسال، مطبوعات معهد العلوم العليا المغربية، المغرب، 1352هـ (1934م) .
النباهي (أبو الحسن علي بن عبد الله) :
- تاريخ قضاة الأندلس، المسمى بكتاب المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا، تحقيق: ليفي بروفنسال، بيروت، بدون تاريخ.(2/948)
النويري (أحمد بن عبد الوهاب) :
- نهاية الأرب في فنون الأدب، الجزء الثالث والعشرون، تحقيق: د. أحمد كمال زكي، مراجعة: د. محمد مصطفى زياده، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1980م.
الونشريسي (أحمد بن يحيى) :
- المعيار المعرب والجامع المغرب من فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب، بإشراف: د. محمد حجي، نشر: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية للملكة المغربية، 1401هـ (1981م) .
أبو يوسف (يعقوب بن إبراهيم) :
- كتاب الخراج، نشر المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة، 1352هـ.(2/949)
ثانياً المراجع:
أحمد بن خالد الناصري:
- الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر ومحمد أحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954م.
أحمد مختار العبادي:
- دراسات في تاريخ المغرب والأندلس، الناشر: محمد أحمد بسيوني، مؤسسة شباب الجامعة الأسكندرية 1968م.
- الصقالبة في أسبانيا، لمحة عن أصلهم ونشأتهم وعلاقتهم بحركة الشعوبية، المعهد المصري للدراسات الإسلامية، مدريد، 1373هـ (1952م) .
- تاريخ المغرب والأندلس، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1986م.
- مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في بلاد المغرب والأندلس، جامعة الأسكندرية 1958م.
د. إسماعيل العربي:
- دولة الأدارسة ملوك تلمسان وفاس وقرطبة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1403هـ (1984م) .
آنخل جنثالث بالنثيا:
- تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة: د. حسين مؤنس، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1955م.(2/950)
شكيب أرسلان:
- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزر البحر المتوسط، مطبعة عيسى الحلبي، القاهرة، 1352هـ.
د. حسن الباشا:
- الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1957م.
د. حسين مؤنس:
- أثر ظهور الإسلام في الأوضاع السياسية والاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط، المجلة التاريخية المصرية، المجلد السابع، العدد الأول، مايو 1951م، القاهرة.
- رحلة الأندلس حديث الفردوس المفقود، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة، 1963م.
- غارات النورمانديين على الأندلس بين سنتي 229-245هـ (844-859م) المجلة التاريخية المصرية، المجلد الثاني، العدد الأول، مايو 1949م القاهرة.
- فجر الأندلس، دراسة في تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى قيام الدولة الأموية، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة 1959م.
- معالم تاريخ المغرب والأندلس، دار ومطابع المستقبل، القاهرة، 1980م.
د. رجب محمد عبد الحليم:(2/951)
- العلاقات بين الأندلس الإسلامية وأسبانيا النصرانية في عصر بني أمية وملوك الطوائف، منشورات: دار الكتب الإسلامية، القاهرة -بيروت، 1985م.
ستانلي بول:
- العرب في أسبانيا، ترجمة: علي الجارم، دار المعارف، القاهرة، 1947م.
د. سعاد ماهر:
- البحرية في مصر الإسلامية وآثارها الباقية، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967م.
د. سيد عبد العزيز سالم:
- تاريخ البحرية الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤسسة شباب الجامعة، الأسكندرية، 1981م.
- تاريخ مدينة المرية الإسلامية، قاعدة أسطول الأندلس، مكتبة شباب الجامعة، الأسكندرية، 1984م.
- تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس، من الفتح العربي حتى سقوط الخلافة بقرطبة، دار المعارف، القاهرة، 1962م.
- قرطبة حاضرة الخلافة في الأندلس، دراسة تاريخية عمرانية أثرية، في العصر الإسلامي، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1984م.
شكيب أرسلان:(2/952)
- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، المكتبة التجارية الكبرى بفاس، 1355هـ (1936م) .
د. صلاح الدين المنجد:
- معجم بني أمية، مستخرج من تاريخ دمشق، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1970م.
د. عبد الرحمن الحجي:
- أندلسيات، المجموعة الثانية، دار الإرشاد، بيروت 1389هـ (1969م) .
عبد الرحمن زكي:
- السلاح في الإسلام، الجمعية الملكية للدراسات التاريخية، القاهرة، 1901م.
عبد الرحمن الفاسي:
-خطة الحسبة في النظر والتطبيق والتدوين، مكتبة دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، 1404هـ (1984م) .
عبد الرؤوف عون:
- الفن الحربي في صدر الإسلام، دار المعارف القاهرة، 1961م.
عبد الواحد ذنون طه:
- دراسات أندلسية في التاريخ الأندلسي، بيروت 1987م.
علي بهجت:(2/953)
- قاموس الأمكنة والبقاع التي يرد ذكرها في كتب الفتوح، شركة طبع الكتب العربية القاهرة، 1324هـ (1906م) .
كليليا سارنللي تشركوا:
- مجاهد العامري، قائد الأسطول العربي في غربي البحر المتوسط في القرن الخامس الهجري، لجنة البيان العربي، القاهرة 1961م.
ليفي بروفنسال:
الحموديون سادة مالقة والجزيرة الخضراء، ترجمة: د. عدنان محمد آل طعمه، دار سعد الدين، دمشق 1992م.
لويس سيكودي لوثينا:
- الإسلام في المغرب والأندلس، ترجمة د. عبد العزيز سالم ومحمد صلاح الدين، مراجعة: لطفي عبد البديع، مكتبة النهضة المصرية، 1956م.
محمد سالم مذكور:
- القضاء في الإسلام، دار النهضة العربية القاهرة، 1383هـ (1964م) .
محمد عبد الله عنان:
- الآثار الأندلسية الباقية في أسبانيا، دراسة تاريخية أثرية، مؤسسة الخانجي، القاهرة، 1381هـ (1961م) .(2/954)
- دولة الإسلام في الأندلس، الخلافة الأموية والدولة العامرية، العصر الأول، القسم الثاني، مؤسسة الخانجي القاهرة، 1380هـ (1960م) .
- دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي لجنة التأليف والترجمة القاهرة 1380هـ.
- دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1382هـ (1962م) .
محمد عبد الوهاب خلاف:
- تاريخ القضاء في الأندلس، من الفتح إلى نهاية القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، المؤسسة العربية الحديثة، القاهرة، 1413هـ (1992م) .
- ثلاث وثائق في محاربة الأهواء والبدع في الأندلس، مستخرجه من مخطوط الأحكام الكبرى للقاضي أبي الأصبغ بن سهل، المركز العربي الدولي للأعلام، القاهرة 1981م.
- قرطبة الإسلامية في القرن 11م/5 هـ، الحياة الإقتصادية والإجتماعية، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984م.
- وثائق في أحكام أهل الذمة في الأندلس، مستخرجة من مخطوط الأحكام الكبرى للقاضي ابن سهل، المركز الدولي العربي للأعلام، القاهرة، 1980م.(2/955)
- وثائق في أحكام القضاء الجنائي في الأندلس، مستخرجة من مخطوط الأحكام الكبرى للقاضي أبي الأصبغ بن سهل، المركز العربي الدولي للأعلام، القاهرة، 1980م.
- وثائق في شئون الحسبة في الأندلس، مستخرجة من الأحكام الكبرى للقاضي ابن سهل الأندلسي، المركز الدولي العربي للأعلام، القاهرة، 1985م.
محمد مختار باشا:
- التوفيقات الإلهامية، في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الأفرنجية والقبطية، المطبعة الأميرية، بولاق، القاهرة، 1311هـ.
محمد ياسين الحموي:
- تاريخ الأسطول الإسلامي، مطبعة الترقي، دمشق، 1945م.
محمود محمد عرنوس:
- تاريخ القضاء في الإسلام، المطبعة المصرية الأهلية الحديثة، القاهرة، 1352هـ (1934م) .
ناصر النقشبندي:
- نقود أندلسية من أسبانية، مجلة سومر، الجزء الأول، المجلد السابع، مديرية الأثار القديمة العامة، بغداد، 1951م.
هشام سليم عبد الرحمن أبو رميلة:
- نظم الحكم في الأندلس في عصر الخلافة، (رسالة ماجستير) مقدمة إلى كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1975م (لم تطبع) .(2/956)
المراجع الأجنبية:
1- DE LAGRANJ - FERNANDO:
- Del “Kitab AL-Durr AL-Munazzam Flmawlid Alnabi AL-Muzzam" De AL-Azafi, AL-Andalus, Madrid- Granada, 1969 Vol XXXIV.
2- F.SIMONET - AND J.LERCHUNOL:
- Arabico - Espanola - Granada, 1881.
3- G.C.MILES:
The Coinage of the umayyade of spain. New York 1950.
4- JERRIL:
AL-Andalus, The art of Islamic spain new york 1992.
5- PROVENCAL:
- Histoire de L’ Espagne Musulmane. 3 vols, paris, 1950.
- La description de I’espagne, de razi, AL-Andaluse, Vol XVIII 1953.(2/957)