1601 - عبد الْوَهَّاب بن عمر بن عبد الْمُنعم بن هبة الله بن أَمِين الدولة الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الإِمَام النَّحْوِيّ الزَّاهِد ظهير الدّين.
كَذَا ذكره الصَّفَدِي، وَقَالَ: ولد سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة، وَسمع من حَبِيبَة الحرانية، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجميزي، وَسمع مِنْهُ مُحَمَّد بن طغربك.
مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة.
1602 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن فضل الله: أَخذ الْفِقْه عَن التَّاج الْفَزارِيّ والنحو عَن أَخِيه شرف الدّين وَغَيره، وبرع فيهمَا؛ وَاقْتصر من بَقِيَّة الْعُلُوم عَلَيْهِمَا. وَعرف بالنحو حَتَّى صَار دَلِيلا يرشد إِلَيْهِ وعلما دَالا عَلَيْهِ. وَكَانَ يجلس بالجامع الْأمَوِي لإقراء الْفِقْه والعربية؛ وَكَانَت الرَّغْبَة فِي أَخذ النَّحْو عَنهُ أَكثر؛ وَكَانَ بِهِ أشهر؛ وَلَا يُفْتِي تورعا؛ وَكَانَ حسن التفهيم والخُلق، لين الْجَانِب، مُعظما فِي الصُّدُور. طلبه ابْن صَصْرى لينوب عَنهُ فَامْتنعَ، وَكَانَ عِنْده وسواس.
1603 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الرؤوف أَبُو وهب
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، حاذقا فِيهَا، وَله حَظّ من قرض الشّعْر.(2/124)
1604 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَبَّاس بن نَاصح
من أهل الجزيرة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي اللُّغَة وَالْإِعْرَاب، حَافِظًا للرأي والمسائل، مطبوعا فِي قَول الشّعْر.
مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة.
1605 - عبيد الله بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم النردشيري الْكَاتِب
كَانَ عَارِفًا بالأدب واللغة. صنّف: مُخْتَصرا فِي النَّحْو والتصريف، عُقُود المرجان فِي شَوَاهِد الْكَشْف وَالْبَيَان، شرح الشهَاب، ديوَان شعره. شعلة القابس فِي فنون من الْعلم.
1606 - عبد الله بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله الإِمَام أَبُو الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع الْقرشِي الْأمَوِي العثماني الإشبيلي
إِمَام أهل النَّحْو فِي زَمَانه؛ ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَقَرَأَ النَّحْو على الدباج والشلوبين، وَأذن لَهُ أَن يتصدر لإشغاله، وَصَارَ يُرْسل إِلَيْهِ الطّلبَة الصغار، وَيحصل لَهُ مِنْهُم مَا يَكْفِيهِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ لَا شَيْء لَهُ. وَأخذ الْقرَاءَات عَن مُحَمَّد بن أبي هَارُون التَّيْمِيّ، وَسمع من الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيره.
وَجَاء إِلَى سبتة لما استولى الفرنج على إشبيلية، وأقرأ بهَا النَّحْو دهره. وَلم يكن فِي طلبة الشلوبين أَنْجَب مِنْهُ.
أَخذ عَنهُ مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الإشبيلي وَإِبْرَاهِيم الغافقي وخَلق، وروى عَنهُ جمَاعَة؛ مِنْهُم بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَيَّان.
وصنّف: شرح الْإِيضَاح، الملخص، القوانين - كِلَاهُمَا فِي النَّحْو - شرح سِيبَوَيْهٍ، شرح الْجمل؛ عشرَة مجلدات، لم يشذ عَنهُ مَسْأَلَة فِي الْعَرَبيَّة.(2/125)
مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَخَلفه فِي حلقته تِلْمِيذه أَبُو إِسْحَاق بن أَحْمد الغافقي.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى؛ وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1607 - عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بجخجخ
بجيم ثمَّ خاء ثمَّ جِيم ثمَّ خاء. قَالَ ياقوت: سمع الْبَغَوِيّ وَابْن دُرَيْد؛ وَكَانَ ثِقَة صَحِيح الْكِتَابَة.
صنّف: مجالسات الْعلمَاء، الْعُزْلَة والانفراد، أَخْبَار جحظة، وَغير ذَلِك.
1608 - عبيد الله بن أَحْمد الْبَلَدِي النَّحْوِيّ
كَانَ أَعور؛ فاعتلت عينه الصَّحِيحَة حَتَّى أشرف مِنْهَا على الْعَمى، فَأَنْشد بَيْتَيْنِ لَا أَسْتَطِيع ذكرهمَا.
وَله:
(لِلْحسنِ فِي وَجهه شُهُود ... تشهد أَنا لَهُ عبيد)
(كَأَنَّمَا خَدّه وصال ... وصدغه فَوْقه صدود)
(يَا من جفاني بِغَيْر جرم ... أقصر فقد نلْت مَا تُرِيدُ)
(إِن كَانَ قد رق ثوب صبري ... عَنْك فثوب الْهوى جَدِيد)
1609 - عبيد الله بن أَحْمد الْفَزارِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَاضِي الْقُضَاة بشيراز. أَخذ عَن الْفَارِسِي. وصنّف صناعَة الْإِعْرَاب، عُيُون الْإِعْرَاب.(2/126)
1610 - عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن زنين الرقي أَبُو الْقَاسِم
سكن بَغْدَاد، وَكَانَ من الْعلمَاء بالنحو وَالْأَدب واللغة والفرائض، صَدُوقًا. أَخذ عَن الربعِي والمعري؛ وَله كتاب فِي القوافي.
مَاتَ سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة.
1611 - عبيد الله بن عمر بن هِشَام أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو مَرْوَان الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي
قَالَ الصَّفَدِي: أحكم الْعَرَبيَّة، وَكَانَ شَاعِرًا فَاضلا جوالا، تصدر بمراكش للإقراء.
وصنّف: الإفصاح فِي اخْتِصَار الْمِصْبَاح، شرح الدريدية، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة خمسين وَخَمْسمِائة.
1612 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي بردة النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد القصري
من قصر الزَّيْت بِالْبَصْرَةِ. معتزلي، ولي قَضَاء فَارس.
وصنّف: الِانْتِصَار لسيبويه على الْمبرد، ومسائل سَأَلَهَا أَبَا عبد الله الْبَصْرِيّ فِي إعجاز الْقُرْآن، وَغير ذَلِك.
1613 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن جرو الْأَسدي أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي المعتزلي
قَالَ ياقوت: من أهل الْموصل، قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ على شيوخها، وَسمع من أبي عبيد الله المرزباني، وَأخذ الْأَدَب عَن الْفَارِسِي والرماني والسيرافي، وَكَانَ ذكيا حاذقا، جيد الْخط، صَحِيح الضَّبْط، عَارِفًا بالقراءات والعربية، أم لعضد الدولة؛ وَكَانَ يلثغ بالراء عينا، فَقَالَ لَهُ الْفَارِسِي: ضع ذُبَابَة الْقَلَم تَحت لسَانك لتدفعه بهَا، وَأكْثر مَعَ ذَلِك ترديد اللَّفْظ(2/127)
بالراء، فَفعل، فاستقام لَهُ إِخْرَاج الرَّاء فِي مخرجها.
صنّف: تَفْسِير الْقُرْآن - وَذكر فِي بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مائَة وَعشْرين وَجها - الموضح فِي الْعرُوض، المفصح فِي القوافي، الأمد فِي عُلُوم الْقرَاءَات.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء لأَرْبَع بَقينَ من رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1614 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ
روى عَن ابْن قُتَيْبَة وَابْن أبي الدُّنْيَا. وَعنهُ الْمعَافي بن زَكَرِيَّاء وَغَيره. وَضعف.
وَله: كتاب الِاخْتِلَاف، كتاب النُّطْق.
مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة.(2/128)
1615 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد الْمذْحِجِي الْبَاغِي أَبُو الْحُسَيْن
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة، أديبا بارعا، مجودا متقنا للقراءات، حسن الْكَلَام فِي المواعظ وَالْأَدب والزهد، نظما ونثرا، كثير التِّلَاوَة لكتاب الله تَعَالَى، شَدِيد الْعِنَايَة بلقاء الشُّيُوخ، رائق الْخط.
وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بالأدب والعربية، بارع الْكِتَابَة والخط، ماهرا فِي الطِّبّ، قَرَأَ على أَبِيه الْقُرْآن وَالْأَدب والطب، والقراءات على أبي بكر بن عَيَّاش بن فرج الْأَزْدِيّ، وبحرف نَافِع على أبي بكر بن صَاف وَأبي عبد الله مَالك بن هِلَال وأخيه عبد الله ابْن هِلَال ومغيث بن يُونُس الصفار، وأجازوا لَهُ.
روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان؛ وَكَانَ آباؤه كلهم أطباء.
ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَمَات بباغة يَوْم الثُّلَاثَاء، وَدفن يَوْم الْأَرْبَعَاء من ربيع الآخر سنة ثِنْتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
1616 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شاهمردان أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ياقوت: لَهُ خلائق الْآدَاب فِي اللُّغَة.
1617 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف النَّحْوِيّ أَبُو الْفرج ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .(2/129)
1618 - عبيد الله بن يُونُس بن سعيد بن جزي الْكَلْبِيّ أَبُو مَرْوَان الْكَاتِب
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من الْكتاب، وَمن أهل الْمعرفَة بالآداب وَالْإِعْرَاب واللغات، أَخذ عَن شُيُوخ غرناطة، ثمَّ رَحل إِلَى إشبيلية فَأخذ بهَا عَن الْأَخْضَر، وَمَات سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَقد قَارب تسعين سنة.
وَسَماهُ عبيد الله كَمَا ذكره ابْن الزبير ابْن عبد الْملك وَابْن الْخَطِيب فِي مَوضِع وَهُوَ الصَّوَاب. وَسَماهُ - أعنى ابْن الْخَطِيب - فِي مَوضِع آخر من تَارِيخ غرناطة " عبد الله " وَهُوَ وهم.
1619 - عبيد الله أَبُو بكر الْخياط الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أوحد زَمَانه فِي النَّحْو وَرِوَايَة الشّعْر، أتقن كتاب سِيبَوَيْهٍ ومسائل. الْأَخْفَش وحدود الْفراء، وَتقدم فِي الْأَخْبَار وَسَائِر الْآدَاب على كل من تفرد بفن مِنْهَا. يحفظ الدَّوَاوِين، ويتصرف فِي كتب النَّحْو تَصرفا قَوِيا، قدم لَهُ يَوْمًا أَبُو الْفضل بن العميد نَعله فاستسرف من ذَلِك، فَقَالَ أَبُو الْفضل: أألام على تَعْظِيم رجل مَا قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا من الطبائغ للجاحظ إِلَّا عرف ديوَان قَائِله، وَقَرَأَ القصيدة من أَولهَا إِلَى آخرهَا حَتَّى ينتهى إِلَيْهِ!
وَله تأليفان فِي النَّحْو: مَبْسُوط ومختصر. وَلما مَاتَ رثاه النَّاس.(2/130)
1620 - عبيد - مصغر غير مُضَاف - بن مسْعدَة الْمَعْرُوف بِابْن أبي الجليد أَبُو الْجَلِيل الْفَزارِيّ المنظوري
نحوي أهل الْمَدِينَة، ذكره ياقوت؛ قَالَ: وَكَانَ أَبوهُ أَعْرَابِيًا بدويا عَلامَة، روى عَنهُ الضَّحَّاك بن عُثْمَان.
1621 - عَبيدة - بِفَتْح الْعين - بن حميد بن صُهَيْب الْكُوفِي الْحذاء النَّحْوِيّ
روى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة، وَمَات فِي حُدُود التسعين وَمِائَة.
1622 - أَبُو عُبَيْدَة بن وَقاص الموروري
قَالَ فِي البُلغة: كَانَ من ذَوي الفصاحة والبراعة فِي اللُّغَة، مطبوع القَوْل، فائق الشّعْر. سكن إشبيلية، واسْمه كنيته.
1623 - عتبَة بن مُحَمَّد بن عتبَة الْعقيلِيّ الجراوي الْوَادي آشي الأَصْل الإلبيري
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: شيخ جليل الْقدر، رفيع الذّكر، أَخذ النَّحْو وَالْأَدب عَن ناهض بن إِدْرِيس وَأبي عبد الله بن عروس وَأبي بكر الكتندي وَعبد الْمُنعم بن الْفرس. وأقرأ الْعَرَبيَّة واللغة، وَولي قَضَاء غرناطة، فحمدت سيرته؛ وَكَانَ جزلا فِي أَحْكَامه، ماضي الْأَمر، مسموع القَوْل؛ مَعَ نزاهة وَشرف نفس وعلو همة، وانقباض وصون وَطيب مجالسة، يذكر التَّارِيخ ويحفظ الشّعْر. اسْتَعَانَ بِهِ المتَوَكل فِي أُمُور غرناطة، وأشركه فِي تدبيرها، فَقتل مستهل رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.(2/131)
1624 - عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْأَصْبَغ البرشقيري
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والحساب شَاعِرًا، وَله تآليف فِي النَّحْو.
1625 - عُثْمَان بن جني - بِسُكُون الْيَاء مُعرب كني - أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ
من أحذق أهل الْأَدَب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وَعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو؛ وَسَببه أَنه كَانَ يقْرَأ النَّحْو بِجَامِع الْموصل؛ فَمر بِهِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي، فَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فِي التصريف، فقصر فِيهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ: زببت قبل أَن تحصرم، فَلَزِمَهُ من يَوْمئِذٍ مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة، واعتنى بالتصريف؛ وَلما مَاتَ أَبُو عَليّ تصدر ابْن جني مَكَانَهُ بِبَغْدَاد، وَأخذ عَنهُ الثمانيني وَعبد السَّلَام الْبَصْرِيّ وَأَبُو الْحسن السمسمي.
قَالَ فِي دمية الْقصر: وَلَيْسَ لأحد من أَئِمَّة الْأَدَب فِي فتح المقفلات، وَشرح المشكلات مَا لَهُ؛ سِيمَا فِي علم الْإِعْرَاب، [فقد وَقع مِنْهَا على ثَمَرَة الْغُرَاب] . وَكَانَ يحضر عِنْد المتنبي ويناظره فِي شَيْء من النَّحْو من غير أَن يقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا من شعره، أَنَفَة وإكبارا لنَفسِهِ؛ وَكَانَ المتنبي يَقُول فِيهِ: هَذَا رجل لَا يعرف قدره كثير من النَّاس.
صنّف: الخصائص فِي النَّحْو، سر الصِّنَاعَة، شرح تصريف الْمَازِني، شرح مستغلق الحماسة، شرح الْمَقْصُور والممدود، شرحان على ديوَان المتنبي، اللمع فِي النَّحْو، ذَا الْقد ّ، جمعه من كَلَام شَيْخه الْفَارِسِي، الْمُذكر والمؤنث، محَاسِن الْعَرَبيَّة، الْمُحْتَسب فِي إِعْرَاب الشواذ، شرح الفصيح، وَغير ذَلِك.
مولده قبل الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة، وَمَات لليلتين بَقِيَتَا من صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة. تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/132)
1626 - عُثْمَان بن حسن بن عَليّ الْجَمِيل أَبُو عمر الْكَلْبِيّ السبتي اللّغَوِيّ
أَخُو أبي الْخطاب بن دحْيَة. قَالَ ابْن الْأَبَّار: سمع من ابْن بشكوال وَأبي بكر بن خير وَجَمَاعَة، وَحج، وَحدث بإفريقية، وَنزل الْقَاهِرَة وَرَأس.
قَالَ الذَّهَبِيّ: ودرّس بالكاملية؛ وَكَانَ من الْأَئِمَّة؛ لكنه أولع بالتقعير فِي كَلَامه ورسائله فمقت، وَكَانَ متساهلا يحدث من غير أصل، ويسيء الْأَدَب فِي درسه على الْعلمَاء. قَالَ ابْن مسدى: وأربى على أَخِيه بِكَثْرَة السماع، كَمَا أربى أَخُوهُ عَلَيْهِ بالفطنة وكرم الطباع.
مَاتَ فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة.
1627 - عُثْمَان بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن توَلّوا الْقرشِي
التينملي المولد. معِين الدّين أَبُو عمر الْمَالِكِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الشَّاعِر. كَذَا ذكره فِي الْبَدْر السافر، وَقَالَ: سمع بالمغرب ومصر ودمشق، وحدّث عَن أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ، وَكتب عَنهُ أَبُو حَيَّان والقطب الْحلَبِي والفضلاء.
ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة خمس وسِتمِائَة، وَمَات بِمصْر فِي سلخ ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ.
وَمن شعره:
(يَا أهل مصر رَأَيْت أَيْدِيكُم ... عَن بسطها بالنوال منقبضه)
(فمذ عدمت الْغَدَاء عنْدكُمْ ... أكلت كتبي كأنني أرضه)
1628 - عُثْمَان بن سُفْيَان التّونسِيّ أَبُو عمر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمسند
كَذَا وَصفه التجِيبِي فِي رحلته. سمع من أبي الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي، وَمِنْه أَبُو الْعَبَّاس البطرني.(2/133)
1629 - عُثْمَان بن شن الموروري
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ والفرائض.
1630 - عُثْمَان بن عبد الله بن علاّق بن طعّان - بِالتَّشْدِيدِ - أَبُو عمر المدلجي النَّحْوِيّ الشَّافِعِي
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: ولد بعد الْعشْرين وسِتمِائَة، وَسمع من ابْن المقير وَابْن الجميزي، وَمَات فِي سادس شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة.
1631 - عُثْمَان بن عَليّ بن عمر السرقوسي النَّحْوِيّ الصّقليّ أَبُو عَمْرو
قَالَ السلَفِي: كَانَ من أهل الْعلم بمَكَان؛ نَحوا ولغة. قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الفحام وَغَيره. وَله تآليف فِي الْقرَاءَات والنحو وَالْعرُوض، وَصَارَت لَهُ حَلقَة للإقراء بِجَامِع عَمْرو؛ روى عَن أبي صَادِق وَابْن بَرَكَات وَآخَرين.
1632 - عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن يُونُس
الْعَلامَة جمال الدّين أَبُو عَمْرو بن الْحَاجِب الْكرْدِي الدويني الأَصْل الإسنائي المولد، الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمَالِكِي الأصولي الْفَقِيه. صَاحب التصانيف المنقحة.
ولد بعد سنة سبعين - أَو إِحْدَى وَسبعين - وَخَمْسمِائة بإسنا من الصَّعِيد.
قَالَ الذَّهَبِيّ: وَكَانَ أَبوهُ جنديا كرديا حاجبا للأمير عز الدّين الصلاحي، فاشتغل أَبُو عَمْرو فِي صغره بِالْقَاهِرَةِ، وَحفظ الْقُرْآن، وَأخذ بعض الْقرَاءَات عَن الشاطبي وَسمع مِنْهُ الْيَسِير، وَقَرَأَ بالسبع على أبي الْجُود وَسمع من البوصيري، وَجَمَاعَة، وتفقه على أبي مَنْصُور الإبياري وَغَيره، وتأدّب على الشاطبي وَابْن الْبناء؛ وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْأُصُول والعربية؛ وَكَانَ من أذكياء الْعَالم. ثمَّ قدم دمشق، ودرّس بجامعها فِي زواية الْمَالِكِيَّة، وأكبّ الْفُضَلَاء على الْأَخْذ عَنهُ، وَكَانَ الْأَغْلَب عَلَيْهِ النَّحْو.(2/134)
وصنّف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا، وَفِي الْأُصُول مُخْتَصرا، وَآخر أكبر مِنْهُ سَمَّاهُ الْمُنْتَهى، وَفِي النَّحْو: الكافية وَشَرحهَا ونظمها، الوافية وَشَرحهَا، وَفِي التصريف: الشافية وَشَرحهَا، وَفِي الْعرُوض قصيدة، وَفِي نظمه قلاقة، وَشرح الْمفصل بشرح سَمَّاهُ الْإِيضَاح. وَله الأمالي فِي النَّحْو مُجَلد ضخم فِي غَايَة التَّحْقِيق، بَعْضهَا على آيَات وَبَعضهَا على مَوَاضِع من الْمفصل ومواضع من كافيته وَأَشْيَاء نثرية. ومصنفاته فِي غَايَة الْحسن، وَقد خَالف النُّحَاة فِي مَوَاضِع، وَأورد عَلَيْهِم إشكالات وإلزامات مفحمة يعسر الْجَواب عَنْهَا. وَكَانَ فَقِيها مناظرا مفتيا مبرزا فِي عدَّة عُلُوم، متبحرا ثِقَة دينا، ورعا متواضعا، مطرحا للتكليف، ثمَّ دخل مصر هُوَ وَالشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام وتصدر هُوَ بالفاضلية ولازمه الطّلبَة.
قَالَ ابْن خلكان: كَانَ من أحسن خلق الله ذهنا، وَجَاءَنِي مرَارًا بِسَبَب أَدَاء شَهَادَات، وَسَأَلته عَن مَوَاضِع فِي الْعَرَبيَّة مشكلة، فَأجَاب أبلغ جَوَاب، بِسُكُون كثير، وَتثبت تَامّ.
انْتقل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ليقيم بهَا فَلم تطل مدَّته وَمَات بهَا فِي ضحى نَهَار الْخَمِيس سادس عشرى شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
حدث عَنهُ الْمُنْذِرِيّ والدمياطي، وبالإجازة الْعِمَاد البالسي وَيُونُس الدبوسي، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الرضي القسطنطيني، وَرزقت تصانيفه قبولا تَاما لحسنها وجزالتها.
1633 - عُثْمَان بن عِيسَى بن مَنْصُور بن مُحَمَّد البلطي - بموحدة مُصَغرًا - تَاج الدّين أَبُو الْفَتْح
قَالَ ياقوت: كَانَ عَالما إِمَامًا، نحويا لغويا إخباريا، مؤرخا شَاعِرًا عروضيا، وَكَانَ يخلط المذهبين، وَكَانَ خليعا مَاجِنًا شرّابا للخمر، منهمكا فِي اللَّذَّات، أَقَامَ بِدِمَشْق بُرْهَة، ثمَّ انْتقل إِلَى مصر لما فتحت، فخطى بهَا؛ ورتب لَهُ الصّلاح بن أَيُّوب على جَامع راتبا يقرئ بِهِ النَّحْو والقراءات. وَكَانَ أَخذ النَّحْو عَن أبي نزار وَسَعِيد بن الدهان، وَكَانَ يتطيلس وَلَا يُدِير الطيلسان على عُنُقه بل يُرْسِلهُ، وَكَانَ يلبس فِي الصَّيف الثِّيَاب الْكَثِيرَة، ويختفي فِي الشتَاء،(2/135)
فَكَانَ يُقَال لَهُ: أَنْت من حشرات الأَرْض. وَيدخل الْحمام وعَلى رَأسه مبطنة، لَا يرفعها إِلَّا إِذا سكب المَاء على رَأسه ثمَّ يلبسهَا حَتَّى يمْلَأ السطل.
وَحضر عِنْده مغن فغناه صَوتا أطربه، فَبكى هُوَ وَبكى الْمُغنِي، فَقَالَ لَهُ: أما أَنا فَبَكَيْت من الطَّرب، فَمَا الَّذِي أبكاك؟ فَقَالَ الْمُغنِي: تذكرت وَالِدي، فَإِنَّهُ كَانَ إِذا سمع هَذَا الصَّوْت بَكَى، فَقَالَ لَهُ البلطي: فَأَنت وَالله إِذن ابْن أخي، وَخرج، فَأشْهد على نَفسه جمَاعَة من عدُول مصر بِأَنَّهُ ابْن أَخِيه، وَلَا وَارِث لَهُ سواهُ، وَلم يزل يعرف بِابْن أخي البلطي.
وصنّف: النيّر فِي الْعَرَبيَّة، الْعرُوض الْكَبِير، الْعرُوض الصَّغِير، علم أشكال الْخط، أَخْبَار المتنبي، وَغير ذَلِك، وَله قصيدة يحسن فِي قوافيها الرّفْع وَالنّصب والخفض.
مَاتَ فِي آخر صفر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَمكث فِي بَيته ثَلَاثَة أَيَّام لَا يعلم بِمَوْتِهِ أحد.
1634 - عُثْمَان بن الْمثنى الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الْملك
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: رَحل إِلَى الْمشرق، فلقي جمَاعَة من رُوَاة الْغَرِيب وَأَصْحَاب النَّحْو والمعاني، وَأخذ عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَعرَابِي وَغَيره، وَقَرَأَ على أبي تَمام ديوَان شعره، وَأدْخلهُ الأندلس.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَقد بلغ تسعا وَتِسْعين سنة.
1635 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مَنْظُور الْقَيْسِي المالقي أَبُو عمر
الْأُسْتَاذ القَاضِي. يعرف بِابْن مَنْظُور. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: من بَيت معمور بالنباهة؛ كَانَ صَدرا فِي عُلَمَاء بَلَده، أستاذا ممتعا، من أهل النّظر وَالِاجْتِهَاد وَالتَّحْقِيق، ثاقب الذِّهْن، أصيل الْبَحْث، مضطلعا بالمشكلات، برز فِي الْفِقْه والعربية؛ إِلَى أصُول وقراءات(2/136)
وطب ومنطق. قَرَأَ على أبي عبد الله بن الفخار، ولازم أَبَا مُحَمَّد بن السداد الْبَاهِلِيّ، وأقرأ بِبَلَدِهِ متحرفا بصناعة التوثيق، وَقعد للتدريس، وَعظم بِهِ الِانْتِفَاع.
وصنّف: اللمع الجدلية فِي كَيْفيَّة التحدث فِي علم الْعَرَبيَّة.
وَولي الْقَضَاء بباش ومالقة، وَمَات بهَا يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشرى ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَلم يخلف بعده مثله.
1636 - أَبُو عُثْمَان الأشنانداني
اللّغَوِيّ الراوية الْبَصْرِيّ. كَانَ وَاسع الرِّوَايَة، روى عَنهُ ابْن دُرَيْد. قَالَه القفطي.
1637 - عثيم النَّحْوِيّ
ذكره ابْن سراقَة فِي الألقاب، وَقَالَ: لَا يعرف اسْمه.
1638 - عَزِيز بن الْفضل بن فضَالة بن مِخْرَاق بن عبد الرَّحْمَن الْهُذلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَشْعَث النَّحْوِيّ
اللّغَوِيّ الأخباري. صنّف: لُغَات هُذَيْل، صِفَات الْجبَال والأودية وأسمائها.
ذكره ياقوت.
1639 - عسل بن ذكْوَان العسكري أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ
روى عَن الْمَازِني والرياشي، وَكَانَ فِي أَيَّام الْمبرد.
صنّف: أَقسَام الْعَرَبيَّة، الْجَواب المسكت. ذكره ياقوت.
1640 - عَطاء
أستاذ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة، من أهل الْبَصْرَة.(2/137)
1641 - عطيفة الْغَزِّي
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ شَيخا وقورا، عَارِفًا بِالْقُرْآنِ والعربية، أَقَامَ بِمصْر مُدَّة، ثمَّ تحول إِلَى حلب ثمَّ دمشق.
1642 - عافى بن سعيد المكفوف أَبُو عبد الله
مولى بني سيد؛ ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ حَافِظًا للعربية، وَله حَظّ فِي علم الْحساب.
1643 - عفير بن مَسْعُود بن عفير بن بشر بن فضَالة بن عبد الله الغساني الموروري
اللّغَوِيّ النسابة. كَذَا ذكره فِي البُلغة، وَقَالَ: جَاوز الْمِائَة، وَمَات بقرطبة سنة سبع عشرَة وثلاثمائة.
وَقَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: يكنى أَبَا الحزم؛ كَانَ حَافِظًا للغة وأخبار الْعَرَب ووقائعها، ومشاهد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وراوية للشعر.
ولد سنة عشر وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة سبع عشرَة وثلاثمائة.
1644 - الْعَلَاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السيرامي الشَّيْخ عَلَاء الدّين
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: كَانَ من كبار الْعلمَاء فِي المعقولات، وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي علم الْمعَانِي وَالْبَيَان، قدم من الْبِلَاد الشرقية بعد أَن درّس فِي تِلْكَ الْبِلَاد، فَأَقَامَ بماردين ثمَّ حلب، ثمَّ بلغ الْملك الظَّاهِر برقوق خَبره فاستدعاه، وَقَررهُ شَيخا فِي مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بَين الفصرين، وَأفَاد النَّاس فِي عُلُوم عديدة، وَكَانَ متوددا إِلَى النَّاس، محسنا إِلَى الطّلبَة، قَائِما فِي مصالحهم؛ مَعَ الدّين المتين، وَالْعِبَادَة الدائمة.
مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسَبْعمائة، وَقد جَاوز السّبْعين، وَكَانَت جنَازَته حافلة.(2/138)
1645 - أَبُو عَلْقَمَة النَّحْوِيّ النميري
قَالَ ياقوت: أرَاهُ من أهل وَاسِط.
وَقَالَ القفطي: قديم الْعَهْد، يعرف اللُّغَة؛ كَانَ يتقعر فِي كَلَامه، ويعتمد الحوشي من الْكَلَام والغريب.
قَالَ ابْن جني: وَمر يَوْمًا على عَبْدَيْنِ حبشِي وصقلبي، فَإِذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأَرْض؛ فَأدْخل رُكْبَتَيْهِ فِي بَطْنه وأصابعه فِي عَيْنَيْهِ وعض أُذُنَيْهِ وضربه بعصا فَشَجَّهُ وأسال دَمه، فَقَالَ الصقلبي لأبي عَلْقَمَة: اشْهَدْ لي، فَمَضَوْا إِلَى الْأَمِير، فَقَالَ لَهُ الْأَمِير: بِمَ تشهد؟ فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير! بَينا أَنا أَسِير على كودني، إِذْ مَرَرْت بِهَذَيْنِ الْعَبْدَيْنِ، فَرَأَيْت هَذَا الأسحم قد مَال على هَذَا الأبقع، فحطأه على فدفد، ثمَّ ضغطه برضفتيه فِي أحشائه؛ حَتَّى ظَنَنْت أَنه تدعج جَوْفه، وَجعل يلج بشناتره فِي حجمتيه، يكَاد يفقؤهما؛ وَقبض على صنارتيه بميرمه، وَكَاد يحذهما، ثمَّ علاهُ بمنسأة كَانَت مَعَه فعفجه بهَا، وَهَذَا أثر الجريان عَلَيْهِ بَينا. فَقَالَ الْأَمِير: وَالله مَا فهمت مِمَّا قلت شَيْئا، فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة: قد فهمناك إِن فهمت، وأعلمناك إِن علمت، وَأديت إِلَيْك مَا علمت، وَمَا أقدر أَن أَتكَلّم بِالْفَارِسِيَّةِ. فجهد الْأَمِير فِي كشف الْكَلَام حَتَّى ضَاقَ صَدره، ثمَّ كشف الْأَمِير رَأسه، وَقَالَ للصقلبي: شجني خمْسا وأعفني من شَهَادَة هَذَا.
وروى ابْن الْمَرْزُبَان فِي كتاب الثُّقَلَاء، بِسَنَدِهِ أَنه الْقَائِل: مَا لي أَرَاكُم تكأ كأتم عَليّ(2/139)
كَمَا تتكأ كئون على ذِي جنَّة؛ افرنقعوا عني. وَكَذَا حَكَاهَا عَنهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة سبأ، وَسَتَأْتِي عَن عِيسَى بن عمر.
وَلأبي عَلْقَمَة من هَذَا النَّوْع أَشْيَاء ذكرنَا بَعْضهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1646 - عالي بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الغزنوي أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن مَكْتُوم: لَهُ تَفْسِير مُخْتَصر، سَمَّاهُ تَفْسِير التَّفْسِير، فرغ مِنْهُ بحلب فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة، فِيهِ أعاريب ومسائل نحوية.
1647 - علوي بن حميد بن عَليّ بن مُعلى بن الْحُسَيْن أَبُو الْفَتْح رضى الدّين القوصي الْفَقِيه النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الأدفوي، وَقَالَ: قَرَأَ النَّحْو على شِيث القفطي فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
1648 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن يُوسُف الحوفي المعرب
من قَرْيَة شبْرًا من حوف بلبيس. أَخذ عَن أبي بكر الأدفوي، وَكَانَ نحويا قَارِئًا.
صنّف: الْبُرْهَان فِي تَفْسِير الْقُرْآن، عُلُوم الْقُرْآن، الموضح فِي النَّحْو.
وَمَات مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة؛ ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1649 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن الْأمَوِي الشريشي الْمَكِّيّ أَبُو الْحسن
الْكَاتِب النَّحْوِيّ الأديب. قَالَ فِي الْبَدْر الْمُسَافِر: كَانَ ذَا فنون من الْعلم، مَعَ نباهة وَفهم، كتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء، وأقرأ فنونا، وَتصرف فِي الْأَحْكَام؛ مشكور السِّيرَة.
مولده فِي ربيع الأول سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.(2/140)
1650 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: آيَة الله فِي الْحِفْظ وثقوب الذِّهْن والنجابة فِي الْفُنُون، وفصاحة الْإِلْقَاء، إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، لَا يشق فِيهَا غباره، خطا وبحثا وتوجيها واطلاعا وعثورا على سقطات الْأَعْلَام، ذَاكِرًا للغات والآداب؛ قَائِما على التَّفْسِير، مَقْصُودا للفتيا عاقدا للوثيقة، ينظم وينثر، سليم الصَّدْر، أبي النَّفس، كثير الْمُشَاركَة. قَرَأَ على أبي عبد الله بن الفخار وَأبي عَمْرو بن مَنْظُور، سكن سلا، وأقرأ بهَا اللُّغَة وَالتَّفْسِير والعربية وناظر بهَا ونوه بِهِ.
1651 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم التجاني البَجلِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ فِي المسالك: ذكره أَبُو حَيَّان فِي مجاني الْعَصْر، وَقَالَ: هُوَ أستاذ تونس، يقْرَأ عَلَيْهِ النَّحْو وَالْأَدب.
وَمن شعره:
(إِن الَّذِي يروي وَلكنه ... يجهل مَا يروي وَمَا يكْتب)
(كصخرة تنبع أمواهها ... تَسْقِي الْأَرَاضِي وَهِي لَا تشرب)
1652 - عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن مهْدي الفوي ثمَّ الْمدنِي المدلجي
الْمُحدث النَّحْوِيّ نور الدّين. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: مهر فِي الْعَرَبيَّة والْحَدِيث، وَسمع بِالشَّام وَالْعراق ومصر وَغَيرهَا من ابْن شَاهد الْجَيْش وَأبي حَيَّان والميدومي وَغَيرهم. وَأَجَازَ لَهُ الحجار والرضي الطَّبَرِيّ، وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة، ودرس بمدرسة إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا بِبَغْدَاد؛ وَاتفقَ وَهُوَ بِبِلَاد الْعَجم أَن شخصا حَدثهُ بِحَدِيث عَن آخر عَنهُ، فَقَالَ لَهُ: أَنا الفوي، فاسمعه مني يَعْلُو سندك. وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا، أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، ودرّس بهَا، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.(2/141)
1653 - عَليّ بن أَحْمد بن بكري - وَقيل عَليّ - بن عمر بن أَحْمد ابْن عبد الْبَاقِي بن بكري أَبُو الْحسن
خَازِن كتب النظامية. قَالَ ياقوت: قَرَأَ النَّحْو على ابْن الشجري وَأبي مَنْصُور الجواليقي، وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بالأدب، مليح الْخط، جيد الضَّبْط؛ كتب الْكثير.
وَمَات فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة.
1654 - عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عبد الْبَاقِي القفطي أَبُو الْحسن
خطيب قفط. قَالَ القفطي: مَا رَأَيْت أكمل مِنْهُ أدبا، وَلَا أغزر فضلا وذكاء، اشْتغل على صَالح بن عادى فِي النَّحْو، وَوَصفه بمكارم وإحسان.
1655 - عَليّ بن أَحْمد بن حمدون الأندلسي المريني أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمَالِكِي
كَذَا ذكره الأبيوردي، وَقَالَ: أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدة يرثي بهَا ابْن عبد السَّلَام، مطْلعهَا:
(أمد الْحَيَاة كَمَا علمت قصير ... وَعَلَيْك نقاد بهَا وبصير)
(عجبا لمغتر بدار فنائه ... وَله إِلَى دَار الْبَقَاء مصير)
1656 - عَليّ بن أَحْمد بن خلف بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الغرناطي الإِمَام أَبُو الْحسن بن الباذش
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أوحد فِي زَمَانه إتقانا وَمَعْرِفَة وتفردا بِعلم الْعَرَبيَّة ومشاركة فِي غَيرهَا. حسن الْخط، كَبِير الْفضل، مشاركا فِي الحَدِيث، عَالما بأسماء رِجَاله ونقلته مَعَ الدّين وَالْفضل والزهد والانقباض عَن أهل الدُّنْيَا. قَرَأَ على نعم الْخلف وَغَيره، وحدّث عَن القَاضِي عِيَاض وَغَيره، وَأم بِجَامِع غرناطة.(2/142)
وصنّف: شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ، المقتضب، شرح أصُول ابْن السراج، شرح الْإِيضَاح، شرح الْجمل، شرح الْكَافِي للنحاس.
مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بغرناطة لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة؛ وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو جَعْفَر؛ وَكَانَت جنَازَته حافلة.
وَله:
(أَصبَحت تقعد بالهوى وَتقوم ... وَبِه تقرظ؟ ؟ وتذيم)
(تعنيك نَفسك فاشتغل بصلاحها ... أَنى يعير بالسقام سقيم!)
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.
1657 - عَليّ بن أَحْمد بن سَيّده اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الأندلسي أَبُو الْحسن الضَّرِير
وَقيل: اسْم أَبِيه مُحَمَّد، وَقيل: إِسْمَاعِيل. كَانَ حَافِظًا لم يكن فِي زَمَانه أعلم مِنْهُ بالنحو واللغة والأشعار وَأَيَّام الْعَرَب وَمَا يتَعَلَّق بهَا، متوفرا على عُلُوم الْحِكْمَة، روى عَن أَبِيه وصاعد ابْن الْحسن الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ أَبُو عمر الطلمنكي: دخلت مرسية، فتشبث بِي أَهلهَا ليسمعوا عَليّ " غَرِيب المُصَنّف "، فَقلت لَهُم: انْظُرُوا من يقْرَأ لكم، فَأتوا بِرَجُل أعمى يعرف بِابْن سَيّده، فقرأه عَليّ من أَوله إِلَى آخِره من حفظه؛ فعجبت مِنْهُ.
صنّف: الْمُحكم وَالْمُحِيط الْأَعْظَم فِي اللُّغَة، شرح إصْلَاح الْمنطق، شرح الحماسة، شرح كتاب الْأَخْفَش، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن نَحْو سِتِّينَ سنة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/143)
1658 - عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الأندلسي الميورقي الْمَعْرُوف بِابْن طنيز
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مقدما فِي النَّحْو، سمع ابْن عبد الدَّائِم وغانم بن الْوَلِيد المَخْزُومِي، وَحج، وَقدم بَغْدَاد.
وَمَات بكاظمة سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَله:
(وسائلة لتعلم كَيفَ حَالي ... فَقلت لَهَا: بِحَال لَا تسر)
(دفعت إِلَى زمَان لَيْسَ فِيهِ ... إِذا فتشت عَن أهليه حر)
1659 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ موفق الدّين الزبيدِيّ الْمَكِّيّ
يعرف بِابْن سَالم. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: عني بِالْعلمِ، وبرع فِي الْفِقْه والعربية، ورحل إِلَى مصر وَالشَّام، وتحول إِلَى مَكَّة، ثمَّ عَاد إِلَى زبيد.
وَقَالَ الفاسي: أَخذ النَّحْو عَن ابْن عبد الْمُعْطِي، وَالْفِقْه عَن الْجمال الأميوطي، وَسمع من الصَّامِت بن الْمُحب وَغَيره، وَكَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعرُوض وَالْفِقْه والفرائض والحساب؛ درّس بِمَكَّة فِي عدَّة مدارس، ثمَّ عَاد إِلَى الْيمن، فَأَعَادَ بالمجاهدية.
مولده بزبيد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة.
1660 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الأندلسي ثمَّ الْمصْرِيّ نور الدّين أَبُو الْحسن
وَالِد الشَّيْخ سراج الدّين بن الملقن، والملقن: هُوَ زوج والدته بعد أَبِيه هَذَا.
قَالَ ابْن حجر: كَانَ أَبُو الْحسن هَذَا عَالما بالنحو، وَأَصله من الأندلس، رَحل مِنْهَا(2/144)
إِلَى التكرور، وأقرأ أَهلهَا الْقُرْآن، فَحصل لَهُ مَال ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، وَأخذ عَنهُ جمَاعَة؛ مِنْهُم الشَّيْخ جمال الدّين الْإِسْنَوِيّ.
وَمَات سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة.
1661 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام أَبُو الْحسن الواحدي
قَالَ فِي السِّيَاق: إِمَام مُصَنف مُفَسّر، نحوي، أستاذ عصره، وَوَاحِد دهره؛ أنْفق شبابه فِي التَّحْصِيل؛ فأتقن الْأُصُول على الْأَئِمَّة، وَطَاف على أَعْلَام الْأمة؛ فتتلمذ لأبي الْفضل الْعَرُوضِي، وَقَرَأَ على أبي الْحسن الضَّرِير القهندري النَّحْوِيّ، وسافر فِي طلب الْفَوَائِد، ولازم مجَالِس الثعالبي فِي تَحْصِيل التَّفْسِير، وَأدْركَ أَصْحَاب الْأَصَم، وَقعد للتدريس والإفادة سِنِين، وَتخرج بِهِ طَائِفَة من الْأَئِمَّة، وَكَانَ نظام الْملك يُكرمهُ ويعظمه، وَكَانَ حَقِيقا بالاحترام والإعظام؛ لَوْلَا مَا كَانَ فِيهِ من إزرائه على الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين، وَبسط اللِّسَان فيهم بِمَا لَا يَلِيق.
صنّف: الْبَسِيط والوسيط وَالْوَجِيز فِي التَّفْسِير، أَسبَاب النُّزُول، شرح ديوَان المتنبي، الإغراب فِي علم الْإِعْرَاب، وَغير ذَلِك.
وَقد قيل فِيهِ:
(قد جمع الْعَالم فِي وَاحِد ... عالمنا الْمَعْرُوف بالواحدي)
مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1662 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن العقيب نور الدّين العامري النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي معقل الْحِمصِي؛ وَله شعر جيد؛ وَكَانَ فِيهِ دين وَشرف نفس.
مَاتَ ببعلبك سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة.(2/145)
1663 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الغزال النَّيْسَابُورِي أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ فِي السِّيَاق: إِمَام فِي النَّحْو وَمَا يتَعَلَّق بِهِ من الْعِلَل؛ وَإِلَيْهِ الْفَتْوَى فِيهِ. مقرئ زاهد عَامل؛ لَازم أَبَا نصر الرامشي؛ حَتَّى تخرج بِهِ، وَزَاد عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والقراءات، وَلزِمَ طَرِيق التصوف والزهد حَتَّى كَانَ يقْصد من الْبِلَاد؛ وقلما كَانَ يخرج من بَيته إِلَّا فِي الْجَنَائِز؛ وصنّف فِي النَّحْو والقراءات تصانيف مفيدة، واختل بِأخرَة، ثمَّ أَصَابَهُ مرض طَوِيل حَتَّى سَقَطت قوّته.
وَمَات فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة.
1664 - عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ الجلاد الركبي النخلي الْحَنَفِيّ
قَالَ الخزرجي: أحد عُلَمَاء الْعَصْر المجودين، وَأحد السَّادة الْمُجْتَهدين؛ كَانَ عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة والقراءات والْحَدِيث والفرائض والحساب والهندسة، بارعا فِي فنونه كلهَا، ذكيا نقالا لأشعار الْعَرَب، كَامِل الْأَدَب. أَخذ الْفِقْه عَن أبي زيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج، والنحو عَن ابْن بصيص، وَشرح كَافِي الصردفي فِي الْفَرَائِض.
مولده سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
1665 - عَليّ بن أَحْمد بن الصفار السُّوسِي
قَالَ ابْن رَشِيق: عَالم باللغة، شَاعِر متسع القافية، سَالم الطَّبْع.
1666 - عَليّ بن أَحْمد الأمتي أَبُو الْحسن اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ القَاضِي
كَذَا ذكره ابْن دحْيَة فِي المطرب وَقَالَ: أَنْشدني:(2/146)
(غناء الصَّوْت مَمْدُود ... بِمَا يستجلب الطَّرب)
(وكل غنى فمقصور ... كَذَا نطقت بِهِ الْعَرَب)
1667 - عَليّ بن أَحْمد الدريدي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّابِعَة من اللغويين الْبَصرِيين، وَقَالَ: أَصله من فَارس؛ وَإِلَيْهِ صَارَت كتب ابْن دُرَيْد.
1668 - عَليّ بن أَحْمد المهلبي أَبُو الْحُسَيْن
كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَرِوَايَة الْأَخْبَار وَتَفْسِير الْأَشْعَار، أَخذ عَن أبي إِسْحَاق النجيرمي، وَأخذ عَنهُ يُوسُف النجيرمي وَابْنه بهزاد وخَلق؛ وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالمعز والعزيز؛ وَقيل: إِنَّه كَانَ لقيطا.
مَاتَ بِمصْر فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
1669 - عَليّ بن أَحْمد الحكيمي البديهي
الملقب نقيب الشُّعَرَاء، قَالَ فِي الدمية: خوارزمي حَافظ للغة عَالم بهَا.
وَمن شعره:
(قَول النَّبِي وَحقّ الله قد صدقا ... وَوَافَقَ العاشق المعشوق فاعتنقا)
(فعاطني قهوة صهباء صَافِيَة ... بهَا تطاير عَن قلبِي الجوى شققا)
(من كف سَاق إِذا مَا جَاءَنَا فسقى ... دَعَا إِلَى حبه أهواء من فسقا)(2/147)
1670 - عَليّ بن أَحْمد الفنجكردي
من قرى نيسابور، قَالَ فِي السِّيَاق: الأديب البارع، صَاحب النّظم والنثر الجاريين فِي سلك السلاسة؛ قَرَأَ اللُّغَة على يَعْقُوب بن أَحْمد الأديب وأحكمها، وَمَات فِي ثَالِث عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ فِي الوشاح: هُوَ الملقب بشيخ الأفاضل، أعجوبة زَمَانه، وَآيَة أقرانه.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْ عشرَة عَن ثَمَانِينَ سنة؛ وَله:
(زَمَاننَا ذَا زمَان سوء ... لَا خير فِيهِ وَلَا صلاحا)
(هَل يبصر المبلسون فِيهِ ... لِليْل أحزانهم صباحا!)
(فكلهم مِنْهُ فِي عناء ... طُوبَى لمن مَاتَ فاستراحا)
1671 - عَليّ بن أسمح البعقوبي أَبُو الْحسن الملقب بمت
قَالَ الصَّفَدِي: فَقِيه شَافِعِيّ نحوي، أَخذه التتار من بعقوبا صَغِيرا، واشتغل وتميز وَسكن الرّوم، وَولي مشيخة دَار الحَدِيث بهَا وَهُوَ شَاب ثمَّ تزهد، وَفَارق الرّوم وَأقَام بِدِمَشْق للإفادة. وَكَانَ خيّرا ديّنا.
مَاتَ سنة عشر وَسَبْعمائة.(2/148)
1672 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جبارَة القَاضِي شرف الدّين أَبُو الْحسن السخاوي النَّحْوِيّ الْمَالِكِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ أديبا نحويا، شَاعِرًا ذكيا، مَشْهُور الْأَصَالَة، مَذْكُورا بِالْعَدَالَةِ، وَكَانَ من أَئِمَّة الْعلمَاء. أَقرَأ النَّحْو وتلبس بِخِدْمَة السُّلْطَان، ثمَّ كُفَّ فِي آخر عمره. وحدّث عَن السلَفِي وَغَيره.
وَله: ديوَان شعر، ونظم الدّرّ فِي نقد الشّعْر.
مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1673 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن رَجَاء الشريف الفاطمي أَبُو الْحسن الْأَخْفَش
وَهُوَ ثامن الأخفشين قَالَ: ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
1674 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف القونوي الْعَلامَة عَلَاء الدّين
ولد بقونية من بِلَاد الرّوم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَقدم دمشق سنة ثَلَاث وَتِسْعين، فدرّس بالإقبالية، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، فولي مشيخة سعيد السعدا.
سمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر والأبرقوهي والدمياطي وَغَيرهم، ولازم الشَّمْس الأيكي، وَتقدم فِي معرفَة التَّفْسِير وَالْفِقْه وَالْأُصُول والتصوف، وَكَانَ محكما للعربية، قوي الْكِتَابَة، لَهُ يَد طولى فِي الْأَدَب، أَقَامَ ثَلَاثِينَ سنة يُصَلِّي الصُّبْح جمَاعَة ثمَّ يقْرَأ إِلَى الظّهْر، ثمَّ يُصليهَا، وَيَأْكُل شَيْئا فِي بَيته، ثمَّ يذهب إِلَى عِيَادَة مَرِيض أَو زِيَارَة أَو تهنئة أَو نَحْو ذَلِك، ثمَّ يرجع وَقت حُضُور الفانكاه، ويشتغل بِالذكر إِلَى آخر النَّهَار.
وَولي تدريس الشريفية، وَتخرج بِهِ جمَاعَة فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم.(2/149)
قَالَ الْإِسْنَوِيّ: وَكَانَ أجمع من رَأَيْنَاهُ للعلوم خُصُوصا الْعَقْلِيَّة واللغوية، لَا يشار فِيهَا إِلَّا إِلَيْهِ؛ وَكَانَ قَلِيل الْمثل من عقلاء الرِّجَال، صَالحا كثير الْإِنْصَاف، طَاهِر اللِّسَان، مهيبا وقورا. وَكَانَ النَّاصِر يعظمه ويثني عَلَيْهِ.
ولي قَضَاء الشَّام فباشره بعفة وصلف، وَلم يُغير عمَامَته الصُّوفِيَّة. خرّج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا حدّث بِهِ، وسَمعه مِنْهُ أَبُو إِسْحَاق التنوخي، وَلما اسْتَقر فِي الْقَضَاء أخرج من وَسطه كيسا فِيهِ ألف دِينَار بِحَضْرَة الْفَخر الْمصْرِيّ وَابْن جملَة، وَقَالَ: هَذِه حضرت معي من الْقَاهِرَة، ثمَّ طلب الْإِقَالَة من الْقَضَاء فَلم يجب.
صنّف: شرح الْحَاوِي، مُخْتَصر منهاج الْحَلِيمِيّ، التَّصَرُّف فِي التصوف؛ وَفِيه يَقُول ابْن الوردي:
(إِن رمت تذكر فِي زَمَانك عَالما ... متواضعا فابدأ بِذكر القونوي)
(ولي الْقَضَاء وَصَارَ شيخ شيوخهم ... وَالْقلب مِنْهُ على التصوف منطوي)
(زادوه تَعْظِيمًا فَزَاد تواضعا ... الله أكبر هَكَذَا الْبشر السوي)
مَاتَ فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بعد أَن مرض أحد عشر يَوْمًا بورم الدِّمَاغ، وتأسّف النَّاس عَلَيْهِ.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1675 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي الإِمَام نور الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: أحكم الْعَرَبيَّة، وشارك فِي الْفِقْه والْحَدِيث وتعانى الْعُلُوم، وَأكْثر الِاشْتِغَال؛ وَأخذ عَن النَّجْم القحفازي؛ وَكَانَ حُفظة ذكيا إِلَى الْغَايَة، فَكَانَ يدْخل فِي الْعُلُوم بالصدر، وَيُحب أَن يعرف كل شَيْء، ويسرع إِلَى الْجَواب إِذا سُئِلَ، فَإِن لم يُوَافق الصَّوَاب تحيل على نصر مَا قَالَ بِكُل طَرِيق. وَلم يكن لَهُ حَظّ.
دخل الْيمن وقُرِّر مدرسا هُنَاكَ.
وَمَات سنة نيّف وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.(2/150)
1676 - عَليّ بن أبي الْبَقَاء الأصبحي
من أهل شَرق الأندلس. أَبُو الْحسن. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ مقرئ نحوي، أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي عبد الله بن حميد النَّحْوِيّ، وروى عَنهُ وَعَن غَيره، وروى عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن أبي الْفَتْح الْعَبدَرِي.
1677 - عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد البالسي الْمصْرِيّ نور الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: أَخذ عَن الجمالين: ابْن هِشَام والإسنوي، وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ وَابْن عبد الْهَادِي، وبرع وتميز، وَلم يحدّث.
وَمَات كهلا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
1678 - عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شَدَّاد الْحِمْيَرِي أَبُو الْحسن موفق الدّين
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها عَالما، نحويا لغويا، مقرئا محدّثا، عَارِفًا محققا فِي فنونه، انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي قطر الْيمن فِي الْقرَاءَات، ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وانتشر ذكره.
مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة.
1679 - عَليّ بن بكمش بن مزان بن عبد الله التركي أَبُو الْحسن فَخر الدّين
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ وَالِده من موَالِي الْعَزِيز بن نظام الْملك؛ وَولد هُوَ بِبَغْدَاد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوّده، والنحو على الْوَجِيه أبي بكر الوَاسِطِيّ، ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام، وَصَحب التَّاج الْكِنْدِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وبرع فِي ذَلِك، وَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس.(2/151)
وَذكره ابْن الْمُسْتَوْفى فِي تَارِيخ إربل فَقَالَ: ورد إربل غير مرّة. وَألف كتابا فِي الْعرُوض وَمَات بِدِمَشْق فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَله فِي مُخْتَار:
(مُخْتَار مُخْتَار الْقُلُوب ونزهة ... للناظرين ومحنة العشاق)
(وَمنى الْقُلُوب وَغَايَة اللَّذَّات فِي ... شرع الْهوى ومطية الْفُسَّاق)
وَله: {مَالِي أَزور شيبي بالخضاب وَمَا ... من شأني الزُّور فِي فعلي وَلَا علمي}
(إِذا بدا سر شيب فِي عذار فَتى ... فَلَيْسَ يكتم بِالْحِنَّاءِ والكتم)
وَله:
(يَا مَالِكًا صيّرني كَسره ... جبري كسيرا لَازم الْكسر)
(عَبدك قد أصبح فِي حَالَة ... تشبه ضرب الْكِير فِي الْكسر)
1680 - عَليّ بن بليان الْفَارِسِي الْأَمِير عَلَاء الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: ولد سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ النَّحْو على أبي حَيَّان، وَالْأُصُول على الْعَلَاء القونوي، وَالْفِقْه على الْفَخر بن التركماني والسروجي، وأتقن النَّحْو وَتقدم فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول، وَشرح الْجَامِع الْكَبِير، ورتب صَحِيح ابْن حبَان على الْأَبْوَاب، وَسمع من الدمياطي وَغَيره، وَمَا أَظُنهُ حدّث. وَكَانَ جيد الْفَهم، حسن المذاكرة، لَهُ نظم.
تقدم أَمَام بيبرس الجاشنكير ثمَّ انجمع.
قَالَ الذَّهَبِيّ: وَكَانَ يصلح للْقَضَاء لعلمه وسكونه وتصوّنه.
مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
1681 - عَليّ بن ثروان بن الْحسن الْكِنْدِيّ
أَبُو الْحسن ابْن عَم التَّاج ابْن الْيمن الْكِنْدِيّ. قَالَ فِي الخريدة: أَصله من الخابور، ورأيته بِدِمَشْق مشهودا لَهُ بِالْفَضْلِ، مشهرا بالمعرفة، موثوقا بقوله، وَكَانَ أديبا فَاضلا أريبا قد أتقن اللُّغَة، وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور الجواليقي وَغَيره، وَله شعر كثير.
مَاتَ بعد سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(2/152)
1682 - عَليّ بن جَابر بن عَليّ الإِمَام أَبُو الْحسن الدّبّاج - بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة وبالجيم آخِره - الإشبيلي اللَّخْمِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا أديبا مقرئا جَلِيلًا، فَاضلا. قَرَأَ النَّحْو على ابْن خروف وَأبي ذَر بن أبي ركب، وَالْقُرْآن على أبي بكر بن صَاف ونجبة، وتصدر لإقراء النَّحْو وَالْقُرْآن نَحْو خمسين سنة.
روى عَنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص وَغَيره؛ وهاله نطق النواقيس وخرس الْأَذَان لما دخل الرّوم إشبيلية، فَلم يزل يتأسف ويضطرب إِلَى أَن مَاتَ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(رضيت كفافي رُتْبَة ومعيشة ... فلست أسامي مُوسِرًا ووجيها)
(وَمن جر أَثوَاب الزَّمَان طَوِيلَة ... فَلَا بُد يَوْمًا أَن سيعثر فِيهَا)
1683 - عَليّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن
ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَادَة الله بن مُحَمَّد بن الْأَغْلَب السَّعْدِيّ بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب بن سَالم ابْن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محارم بن سعد بن حزَام بن سعد بن مَالك بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم بن مر بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان السَّعْدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القطاع الصّقليّ.
قَالَ ياقوت: كَانَ إِمَام وقته بِمصْر فِي علم الْعَرَبيَّة، وفنون الْأَدَب، قَرَأَ على أبي بكر الصّقليّ، وروى عَنهُ الصِّحَاح للجوهري، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ يعلم ولد الْأَفْضَل بن أَمِير الجيوش.
قَالَ الصَّفَدِي: وَكَانَ نقاد المصريين ينسبونه إِلَى التساهل فِي الرِّوَايَة؛ وَذَلِكَ أَنه لما قدم مصر سَأَلُوهُ عَن الصِّحَاح، فَذكر أَنه لم يصل إِلَيْهِم، ثمَّ لما رأى اشتغالهم بِهِ ركّب لَهُم إِسْنَادًا وَأَخذه النَّاس عِنْد مقلدين لَهُ.(2/153)
صنّف: الْأَفْعَال، أبنية الْأَسْمَاء، حَوَاشِي الصِّحَاح، تَارِيخ صقلية، الدرة الخطيرة فِي شعراء الجزيرة، وَغير ذَلِك.
ولد فِي الْعَاشِر من صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي صفر سنة خمس عشرَة - وَقيل أَربع عشرَة - وَخَمْسمِائة، وَدفن بِقرب ضريح الإِمَام الشَّافِعِي.
وَله:
(يَا بدر التِّمِّ على غُصْن ... من إعيننا خديك صُنِ)
(يَا عذب الرِّيق أرقت دمي ... بوصالك هجرا عذبني)
(أجريت الْخمر على برد ... يرْوى شفتيك ويعطشني)
(شهد المسواك بِأَن بِهِ ... شَهدا عطرا بعد الوسن)
(يَا بَين أبنت الصَّبْر فكم ... تنئ الأحباب وَلَيْسَ تني)
(رفقا بفؤاد حاديهم ... مَعَهم قد سَار عَن الْبدن)
(فِيهِنَّ غزال ذُو غيد ... عيشى بنواه غير هني)
(حَال ببديع محاسنه ... وَبهَا عَن زين الْحلِيّ غَنِي)
(روحي قد بِعْت لَهُ وَبِه ... مَا زلت أضن بِلَا ثمن)
(فبحضرته أصفي فرحي ... وبغيبته أضفي حزني)
(مذ أبعد قرب لي حرقا ... كَادَت لوقود يطفئني)
1684 - عَليّ بن جَعْفَر الْكَاتِب أَبُو الْحسن الْفَارِسِي النَّحْوِيّ الشَّاعِر
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ من أَعْيَان الأدباء وَمن أهل الْعلم، علقت عَنهُ من كَلَامه، وَلم أعرفهُ بالرواية.(2/154)
1685 - عَليّ بن حسكويه بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن المراغي الأديب
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: برع فِي الْفِقْه، وَكَانَ عَارِفًا باللغة وَالشعر، تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ، وَسمع من الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ وَغَيره.
وَمَات بمرو فَجْأَة وَهُوَ ماش سنة سِتّ عشرَة - أَو خمس عشرَة - وَخَمْسمِائة.
وَله:
(لست بآت بَاب ملك لَهُ ... بِالْبَابِ نواب وحجاب)
(وَإِنَّمَا آتِي المليك الَّذِي ... لَا يغلق الدَّهْر لَهُ بَاب)
1686 - عَليّ بن الْحسن التنوخي الْمَعْرُوف بالخروفي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة القيروان وَقَالَ: كَانَ يُؤَدب أَوْلَاد السلاطين، وَكَانَ حَافِظًا للأشعار.
1687 - عَليّ بن الْحسن بن حبيب اللّغَوِيّ أَبُو الْفضل الصّقليّ
قَالَ ياقوت: أحد رجال اللُّغَة الْمَعْدُودين، وَالْعُلَمَاء بهَا المبرزين، وَكَانَ مضطلعا بِنَقْد الشّعْر ومعانيه، ناهضا بأعباء الْغَرِيب ومبانيه.
1688 - عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْفَضَائِل الْكلابِي الدِّمَشْقِي
الْمَعْرُوف بِجَمَال الْأَئِمَّة ابْن الماسح الْفَقِيه الشَّافِعِي الفرضي النَّحْوِيّ. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ من كبار عُلَمَاء دمشق، مُعْتَمدًا عَلَيْهِ، تفقه على نصر الله المصِّيصِي وَغَيره، ودرس بالمجاهدية، وَأعَاد بالأمينية، وَكَانَ لَهُ حَلقَة كَبِيرَة بالجامع لإقراء الْقُرْآن وَالْفِقْه والنحو.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(2/155)
1689 - عَليّ بن الْحسن بن عَليّ أَبُو الْحسن الرميلي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ فَاضلا عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول وَالْخلاف والنحو، حَافِظًا للغة، وَله الْخط البديع على طَريقَة ابْن البواب، حسن الْأَخْلَاق، متواضعا، تفقه على يُوسُف الدِّمَشْقِي، وَأخذ الْأُصُول عَن أبي الْحسن بن الآبنوسي، وَسمع من أبي الْفضل الأرموي. وَله تعليقة فِي الْخلاف.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى بعض أَصْحَابه، وَقد ارتعشت يَدَاهُ وَتغَير خطه:
(طول سقمي وَالَّذِي يعتادني ... صيّر الرَّائِق من خطي كَذَا)
(كل شَيْء هدر مَا سلمت ... مِنْك لي نفس ووقيت الْأَذَى)
1690 - عَليّ بن الْحسن بن عنتر بن ثَابت الْمَعْرُوف بشميم الْحلِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الشَّاعِر
قَالَ ياقوت: من أهل الْحلَّة المزيدية، قدم بَغْدَاد، وَبهَا تأدب وَتوجه إِلَى الْموصل وَالشَّام، وَأَظنهُ قَرَأَ على ملك النُّحَاة أبي نزار، اجْتمعت بِهِ فرأيته كثير الاحتقار للْمُتَقَدِّمين. قَالَ: وَمَا رَأَيْت النَّاس مُجْمِعِينَ على اسْتِحْسَان كتاب إِلَّا اسْتعْملت فكري فِي إنْشَاء مَا أدحضه؛ وَلم يَأْتِ أحد من الْمُتَقَدِّمين بِمَا يرضيني إِلَّا ابْن نباتة فِي خطبه؛ والحريري فِي مقاماته، والمتنبي فِي مديحه خَاصَّة.
لَهُ من التصانيف: شرح المقامات، أنس الجليس فِي التَّجْنِيس، الحماسة، شرح اللمع، وَغير ذَلِك.
قَالَ ياقوت: وَسَأَلته لم سميت بشميم؟ فَقَالَ: إِنِّي أَقمت مُدَّة آكل الطين لتنشيف الرُّطُوبَة، فَكنت أبقى أَيَّامًا لَا أتغوط، فَإِذا تغوطت كَانَ يشبه البندقة من الطين، فَكنت أَقُول لمن أنبسط إِلَيْهِ: شمه، فَإِنَّهُ لَا رَائِحَة لَهُ، فلقبت بذلك.(2/156)
قَالَ: ثمَّ أَنْشدني لنَفسِهِ أبياتا فِي الْخمر فاستحسنتها فَغَضب، وَقَالَ: وَيلك {مَا عنْدك غير الِاسْتِحْسَان} قلت: فَمَا أصنع يَا مَوْلَانَا؟ قَالَ: هَكَذَا، وَقَامَ فَجعل يرقص ويصفق إِلَى أَن تَعب، ثمَّ جلس، وَقَالَ: بليت ببهائم لَا يعْرفُونَ الدّرّ من البعر! فاعتذرت إِلَيْهِ بِأَنِّي احترمت مَجْلِسه عَن فعل ذَلِك.
مَاتَ بالموصل فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة عَن سنّ عالية.
وَله فِي الجناس:
(لَيْت من طول بِالشَّام ... نَوَاه وثوى بِهِ)
(جعل الْعود إِلَى الزَّوْرَاء ... من بعض ثَوَابه)
(أَتَرَى يوطئني الدَّهْر ... ثرى مسك ترابه)
(وَأرى أَي نور عَيْني ... موطنا لي وَترى بِهِ)
1691 - عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بعلان
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ نحويا من ذَوي النّظر والتدقيق فِي الْمعَانِي، وَكَانَ قَلِيل الْحِفْظ لأصول النَّحْو؛ فَإِذا حفظ الأَصْل تكلم عَلَيْهِ، فَأحْسن وجوّد فِي التَّعْلِيق ودقق القَوْل مَا شَاءَ.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة.
1692 - عَليّ بن الْحسن بن الوحشي النَّحْوِيّ الْموصِلِي أَبُو الْفَتْح
ذكره ياقوت، وَأنْشد لَهُ:
(أبْكِي على الرّبع قد أقوى كَأَنِّي من ... سكانه أَو كَأَن مَا زلت أعْمرهُ)
(لَا تلحني فِي بكائيه فساكنه ... لم ألقه هاجري يَوْمًا فأهجره)(2/157)
1693 - عَليّ بن الْحسن الْهنائِي الْمَعْرُوف بكُراع النَّمْل - بِضَم الْكَاف - أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: من أهل مصر أَخذ عَن الْبَصرِيين، وَكَانَ نحويا كوفيا.
صنّف: المنضد فِي اللُّغَة، الْمُجَرّد، مُخْتَصره، المجهد، مُخْتَصره، أَمْثِلَة غَرِيب اللُّغَة، المصحّف المنظم. رَأَيْت خطه على المنضد؛ وَقد كتبه سنة سبع وثلثمائة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1694 - عَليّ بن الْحسن - وَقيل ابْن الْمُبَارك وَبِه جزم الْخَطِيب - الْمَعْرُوف بالأحمر شيخ الْعَرَبيَّة، وَصَاحب الْكسَائي
قَالَ الْخَطِيب: أحد من اشْتهر بالتقدم فِي النَّحْو واتساع الْحِفْظ.
وَقَالَ ياقوت: كَانَ رجلا من الْجند من رجال النّوبَة على بَاب الرشيد، وَكَانَ يحب الْعَرَبيَّة، وَلَا يقدر يُجَالس الْكسَائي إِلَّا فِي أَيَّام غير نوبَته، وَكَانَ يرصده فِي طَرِيقه إِلَى الرشيد كل يَوْم؛ فَإِذا أقبل تَلقاهُ، وَأخذ بركابه وماشاه؛ وَسَأَلَهُ الْمَسْأَلَة بعد الْمَسْأَلَة إِلَى أَن يبلغ الْكسَائي إِلَى السّتْر، فَيرجع الْأَحْمَر إِلَى مَكَانَهُ؛ فَإِذا خرج الْكسَائي فعل بِهِ ذَلِك، حَتَّى قوي وَتمكن؛ وَكَانَ فطنا حَرِيصًا، فَلَمَّا أصَاب الْكسَائي الوضح، كره الرشيد ملازمته أَوْلَاده؛ فَأمر أَن يخْتَار لَهُم من يَنُوب عَنهُ مِمَّن يرضاه؛ وَقَالَ لَهُ: إِنَّك كَبرت ولسنا نقطع راتبك؛ فدافعهم خوفًا أَن يَأْتِيهم بِرَجُل يغلب على مَوْضِعه؛ إِلَى أَن ضيّق الْأَمر عَلَيْهِ، وشدد؛ وَقيل لَهُ: إِن لم تأت بِرَجُل من أَصْحَابك، اخترنا نَحن لَهُم من يصلح؛ وَكَانَ بلغه أَن سِيبَوَيْهٍ يُرِيد الشخوص إِلَى بَغْدَاد والأخفش، فقلق لذَلِك، وعزم على أَن يدْخل عَلَيْهِم من لَا يخْشَى غائلته، فَقَالَ للأحمر: هَل فِيك خير؟ قَالَ: نعم، قَالَ: قد عزمت على أَن أستخلفك على أَوْلَاد الرشيد، فَقَالَ الْأَحْمَر: لعَلي لَا أَفِي بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ! فَقَالَ الْكسَائي:(2/158)
إِنَّمَا يَحْتَاجُونَ كل يَوْم إِلَى مَسْأَلَتَيْنِ فِي النَّحْو، وبيتين من مَعَاني الشّعْر، وأحرف من اللُّغَة، وَأَنا ألقنك كل يَوْم قبل أَن تأتيهم فتحفظه، وتعلمهم، فَقَالَ: نعم. فَقَالَ لَهُم: قد وجدت من أرضاه؛ وَإِنَّمَا أخرت ذَلِك حَتَّى وجدته - وَسَماهُ لَهُم - فَقَالُوا لَهُ: إِنَّمَا اخْتَرْت رجلا من رجال النّوبَة، وَلم تأت بِأحد مُتَقَدم فِي الْعلم، فَقَالَ: مَا أعرف فِي أَصْحَابِي أحدا مثله فِي الْفَهم والصيانة، وَلست أرْضى لكم غَيره. فَأدْخل الْأَحْمَر إِلَى الدَّار، وفرش لَهُ الْبَيْت الَّذِي يعلم فِيهِ بفرش حسن - وَكَانَ الْخُلَفَاء إِذا أدخلُوا مؤدّبا إِلَى أَوْلَادهم فَجَلَسَ أول يَوْم أمروا بعد قِيَامه بِحمْل كل مَا فِي الْمجْلس إِلَى منزله - فَلَمَّا أَرَادَ الْأَحْمَر الِانْصِرَاف، دعِي لَهُ بحمالين، فَقَالَ الْأَحْمَر: وَالله مَا يسع بَيْتِي هَذَا، وَمَا لنا إِلَّا غرفَة ضيقَة، وَإِنَّمَا يصلح هَذَا لمن لَهُ دَار وَأهل، فَأمر بشرَاء دَار لَهُ، وَجَارِيَة وَغُلَام ودابة، وأقيم لَهُ راتب فَجعل يخْتَلف إِلَى الْكسَائي كل عَشِيَّة، فيتلقن مَا يحْتَاج فِيهِ أَوْلَاد الرشيد، وَيَغْدُو عَلَيْهِم فيلقنهم، ويأتيهم الْكسَائي فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ، فيعرضون عَلَيْهِ بِحَضْرَة الرشيد مَا علمهمْ الْأَحْمَر، فيرضاه فَلم يزل الْأَحْمَر كَذَلِك حَتَّى صَار نحويا، وجلت حَاله، وَعرف بالأدب حَتَّى قدم على سَائِر أَصْحَاب الْكسَائي.
وَقَالَ ثَعْلَب: كَانَ الْأَحْمَر يحفظ أَرْبَعِينَ ألف شَاهد فِي النَّحْو، وَكَانَ مقدما على أَفْرَاد فِي حَيَاة الْكسَائي، وأملى الْأَحْمَر شَوَاهِد النَّحْو، فَأَرَادَ الْفراء أَن يتممها فَلم يجْتَمع لَهُ النَّاس كَمَا اجْتَمعُوا للأحمر، فَقطع.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الجهم: كُنَّا نأتي الْأَحْمَر، فَيدْخل قصرا من قُصُور الْمُلُوك، فِيهِ فرش الشتَاء فِي وقته، وفرش الصَّيف فِي وقته، وَيخرج علينا، وَعَلِيهِ ثِيَاب الْمُلُوك ينفح مِنْهَا رَائِحَة الْمسك والبخور، ويلقانا بِوَجْه طلق، وَبشر حسن، ثمَّ ننصرف إِلَى الْفراء فَيخرج إِلَيْنَا معبسا قد اشْتَمَل بكسائه، فيجلس لنا على بَابه، ونجلس على التُّرَاب بَين يَدَيْهِ، فَيكون أحلى فِي قُلُوبنَا من الْأَحْمَر وَجَمِيل فعله.
صنّف الْأَحْمَر التصريف، وتفنن البلغاء.
وَمَات بطرِيق الْحَج سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة. وَحَيْثُ أطلق فِي جمع الْجَوَامِع فَهُوَ هُوَ.(2/159)
1695 - عَليّ بن الْحسن الصَّدَفِي الفاسي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ بارعا فِي معارفه، جَلِيلًا فِي علومه، قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي بكر بن طَاهِر، وأقرأ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغير ذَلِك، وَولي قضاءها، وروى عَن ابْن مضاء وَعبد الْحق صَاحب الْأَحْكَام، وَعنهُ القَاضِي أَبُو عبد الله الْأَزْدِيّ، وَكَانَ صَاحب رِوَايَة ودراية.
مَاتَ بعد سِتّمائَة.
1696 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن بلبل أَبُو الْحسن الْعَسْقَلَانِي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الصَّفَدِي، وَأنْشد لَهُ:
(تعرف فِي وَجهه إِذا مَا ... رَأَيْته نَضرة النَّعيم)
(كَأَنَّمَا خَدّه حباب ... بت بِهِ لَيْلَة السَّلِيم)
(إِلَى غَرِيم لوى ديوني ... لَيْت غرامي على غريمي!)
1697 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ الضَّرِير النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الباقولي الْمَعْرُوف بالجامع
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الوشاح: هُوَ فِي النَّحْو وَالْإِعْرَاب كعبة لَهَا أفاضل الْعَصْر سدنة، وللفضل بعد خفائه أُسْوَة حَسَنَة. بعث إِلَى خُرَاسَان فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِبَيْت الفرزدق:
(وَلَيْسَت خُرَاسَان الَّذِي كَانَ خَالِد ... بهَا أسدا إِذْ كَانَ سَيْفا أميرها)
وَكتب كل فَاضل لهَذَا الْبَيْت شرحا، فاستدرك هَذَا على أبي النسوي وَعبد القاهر، وَله هَذِه الرُّتْبَة.
صنّف: شرح الْجمل، الْجَوَاهِر، الْمُجْمل، الِاسْتِدْرَاك على أبي عَليّ، الْبَيَان فِي شَوَاهِد الْقُرْآن، علل الْقرَاءَات.(2/160)
وَله:
(أحبب النَّحْو من الْعلم فقد ... يدْرك الْمَرْء بِهِ أَعلَى الشّرف)
(إِنَّمَا النَّحْوِيّ فِي مَجْلِسه ... كشهاب ثاقب بَين السدف)
(يخرج الْقُرْآن من فِيهِ كَمَا ... تخرج الدرة من جَوف الصدف)
1698 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن عَليّ الشَّيْخ زين الدّين الْموصِلِي
الْفَقِيه الأصولي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن شيخ العوينة، وَهُوَ جده عَليّ. كَانَ مُنْقَطِعًا بزاوية بالموصل وَالْمَاء بعيد مِنْهَا، فَرَأى رُؤْيا فحفر فِي الزاوية، فنبع مِنْهَا عين لَطِيفَة، فَسُمي بذلك.
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد زين الدّين هَذَا بالموصل سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الوَاسِطِيّ الضَّرِير، وَالْفِقْه وَالْأُصُول على السَّيِّد ركن الدّين الأستراباذي، والنحو على الشَّمْس المعيد وَالشَّمْس بن فضل الله الحجري التبريزي ومهذب الدّين النَّحْوِيّ بِبَغْدَاد، وَسمع بعض جَامع الْأُصُول على التَّاج بن بلدحي النَّحْوِيّ، وَأَجَازَ لَهُ، وَحج، وَقدم دمشق فَأخذ عَن فضلائها، وَسمع من الْمزي وَزَيْنَب بنت الْكَمَال.
وَكَانَ حسن المحاضرة، جميل الْهَيْئَة، متواضعا متوددا خيرا.
صنّف: شرح الْمِفْتَاح، شرح التسهيل، مُخْتَصر شرح ابْن الْحَاجِب، شرح البديع لِابْنِ الساعاتي، نظم الْحَاوِي الصَّغِير.
مَاتَ بالموصل فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة.(2/161)
1699 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم ابْن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب
نقيب العلويين أَبُو الْقَاسِم الملقب بالمرتضى، علم الْهدى، أَخُو الرضي. قَالَ ياقوت: قَالَ أَبُو جَعْفَر الطوسي: مجمع على فَضله، توَحد فِي عُلُوم كَثِيرَة، مثل الْكَلَام وَالْفِقْه وأصول الْفِقْه وَالْأَدب؛ من النَّحْو وَالشعر ومعانيه واللغة، وَغير ذَلِك.
وَله تصانيف: مِنْهَا الْغرَر، والذخيرة فِي الْأُصُول، والذريعة فِي أصُول الْفِقْه، وَكتاب الشيب والشباب، وَكتاب تتبع أَبْيَات الْمعَانِي الَّتِي تكلم عَلَيْهَا ابْن جني، وَكتاب النَّقْض على ابْن جني فِي الْحِكَايَة والمحكي، وَكتاب الْبَرْق، وَكتاب طيف الخيال، وديوان شعره. وَغير ذَلِك.
ولد سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة، وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1700 - عَليّ بن الْحُسَيْن الْآمِدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن
أَقَامَ بِمصْر مُنْقَطِعًا إِلَى الْوَزير أبي الْفضل بن حنزابة؛ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ.
ذكره ياقوت.
1701 - عَليّ بن حَمْزَة بن عبد الله بن عُثْمَان الإِمَام أَبُو الْحسن الْكسَائي
من ولد بهمن بن فَيْرُوز. مولى بني أَسد، إِمَام الْكُوفِيّين فِي النَّحْو واللغة، وَأحد القرّاء السَّبْعَة الْمَشْهُورين، وَسمي الْكسَائي لِأَنَّهُ أحرم فِي كسَاء، وَقيل لغير ذَلِك.
وَهُوَ من أهل الْكُوفَة، واستوطن بَغْدَاد، وَقَرَأَ على حَمْزَة، ثمَّ اخْتَار لنَفسِهِ قِرَاءَة. وَسمع من سُلَيْمَان بن أَرقم، وَأبي بكر بن عَيَّاش.(2/162)
قَالَ الْخَطِيب: وَتعلم النَّحْو على كبر؛ وَسَببه أَنه جَاءَ إِلَى قوم وَقد أعيا، فَقَالَ: قد عييت، فَقَالُوا لَهُ: تجالسنا وَأَنت تلحن {قَالَ: وَكَيف لحنت؟ قَالُوا: إِن كنت أردْت من انْقِطَاع الْحِيلَة فَقل: عييت، وَإِن أردْت من التَّعَب فَقل: أعييت؛ فَأَنف من هَذِه الْكَلِمَة، وَقَامَ من فوره، وَسَأَلَ عَمَّن يعلم النَّحْو، فأرشد إِلَى معَاذ الهراء، فَلَزِمَهُ حَتَّى أنفد مَا عِنْده، ثمَّ خرج إِلَى الْبَصْرَة فلقي الْخَلِيل، وَجلسَ فِي حلقته، فَقَالَ لَهُ رجل من الْأَعْرَاب: تركت أَسد الْكُوفَة وتميما وَعِنْدَهُمَا الفصاحة، وَجئْت إِلَى الْبَصْرَة} فَقَالَ للخليل: من أَيْن أخذت علمك هَذَا؟ فَقَالَ: من بوادي الْحجاز ونجد وتهامة، فَخرج وَرجع؛ وَقد أنفد خمس عشرَة قنينة حبرًا فِي الْكِتَابَة عَن الْعَرَب، سوى مَا حفظ، فَقدم الْبَصْرَة فَوجدَ الْخَلِيل قد مَاتَ وَفِي مَوْضِعه يُونُس، فجرت بَينهمَا مسَائِل أقرّ لَهُ فِيهَا يُونُس. وصدره فِي مَوْضِعه.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَانَ الْكسَائي أعلم النَّاس، ضابطا عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، قَارِئًا صَدُوقًا، إِلَّا أَنه كَانَ يديم شرب النَّبِيذ، وَيَأْتِي الغلمان.
وأدّب ولد الرشيد، وَجرى بَينه وَبَين أبي يُوسُف القَاضِي مجَالِس حكيناها فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
وَعَن الْفراء، قَالَ: قَالَ لي رجل: مَا اختلافك إِلَى الْكسَائي وَأَنت مثله فِي النَّحْو! فأعجبتني نَفسِي، فَأَتَيْته فناظرته مناظرة الْأَكفاء، فَكَأَنِّي كنت طائرا يغْرف بمنقاره من الْبَحْر.
وَعنهُ أَيْضا، قَالَ: مَاتَ الْكسَائي وَهُوَ لَا يحسن حد " نعم " و " بئس " و " أَن " الْمَفْتُوحَة والحكاية؛ قَالَ: وَلم يكن الْخَلِيل يحسن النداء وَلَا سِيبَوَيْهٍ يدرى حد التَّعَجُّب.
وَعَن الْأَصْمَعِي: أَخذ الْكسَائي اللُّغَة عَن أَعْرَاب من الحطمة ينزلون بقطربل، فَلَمَّا نَاظر سِيبَوَيْهٍ اسْتشْهد بلغتهم عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد اليزيدي:
(كُنَّا نقيس النَّحْو فِيمَا مضى ... على لِسَان الْعَرَب الأول)
(فجَاء أَقوام يقيسونه ... على لغى أَشْيَاخ قطربل)(2/163)
(فكلهم يعْمل فِي نقض مَا ... بِهِ نِصَاب الْحق لَا يأتلي)
(إِن الْكسَائي وَأَصْحَابه ... يرقون فِي النَّحْو إِلَى أَسْفَل)
وَقَالَ فِيهِ:
(أفسد النَّحْو الْكسَائي ... وثنى ابْن غزاله)
(وَأرى الْأَحْمَر تَيْسًا ... فاعلفوا التيس النخاله)
وَقَالَ ابْن درسْتوَيْه: كَانَ الْكسَائي يسمع الشاذ الَّذِي لَا يجوز إِلَّا فِي الضَّرُورَة فَيَجْعَلهُ أصلا ويقيس عَلَيْهِ فأفسد بذلك النَّحْو.
صنّف: مَعَاني الْقُرْآن، مُخْتَصرا فِي النَّحْو، الْقرَاءَات، النَّوَادِر: الْكَبِير، الْأَوْسَط، الْأَصْغَر، الْعدَد، الهجاء، المصادر، الْحُرُوف، أشعار المعاياة، وَغير ذَلِك.
وَمَات بِالريِّ هُوَ وَمُحَمّد بن الْحسن فِي يَوْم وَاحِد، وَكَانَ خرجا مَعَ الرشيد، فَقَالَ: دفنت الْفِقْه والنحو فِي يَوْم وَاحِد، وَذَلِكَ سنة ثِنْتَيْنِ - أَو ثَلَاث، وَقيل تسع - وَثَمَانِينَ وَمِائَة، وَقيل: ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين.
وَمن شعره:
(أَيهَا الطَّالِب علما نَافِعًا ... اطلب النَّحْو ودع عَنْك الطمع)
(إِنَّمَا النَّحْو قِيَاس يتبع ... وَبِه فِي كل علم ينْتَفع)
(وَإِذا مَا أبْصر النَّحْو فَتى ... مر فِي الْمنطق مرا فاتسع)(2/164)
1702 - عَليّ بن حَمْزَة الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَبُو نعيم
قَالَ ياقوت: أحد الْأَعْلَام الْأَئِمَّة فِي الْأَدَب وأعيان أهل اللُّغَة الْفُضَلَاء المعروفين، لَهُ ردود على جمَاعَة من أَئِمَّة اللُّغَة، وَعِنْده نزل المتنبي لما ورد بَغْدَاد.
صنّف: الرَّد على أبي زِيَاد الْكلابِي، الرَّد على أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فِي نوادره، الرَّد على أبي عبيد فِي المُصَنّف، الرَّد على ابْن السّكيت فِي الْإِصْلَاح، الرَّد على ثَعْلَب فِي الفصيح، الرَّد على ابْن ولاد فِي الْمَقْصُور والممدود، الرَّد على الدينَوَرِي فِي النَّبَات، الرَّد على الجاحظ فِي الْحَيَوَان.
مَاتَ سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة.
1703 - عَليّ بن خَليفَة بن عَليّ النَّحْوِيّ
يعرف بِابْن المنقى أَبُو الْحسن الْموصِلِي. قَالَ ياقوت: كَانَ إِمَامًا فَاضلا، تأدّب عَلَيْهِ أَكثر أهل عصره، وَكَانَ زاهدا ورعا مقداما، ذَا سُورَة وَغَضب. صنّف: المعونة فِي النَّحْو.
وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة. وَقَالَ الذَّهَبِيّ: سنة ثَلَاث وَتِسْعين.(2/165)
1704 - عَليّ بن دَاوُد بن يحيى بن كَامِل بن يحيى بن جبارَة الشَّيْخ نجم الدّين أَبُو الْحسن القحفازي الزبيرِي الْقرشِي الْأَسدي
قَالَ الصَّفَدِي: شيخ أهل دمشق فِي عصره، خُصُوصا فِي الْعَرَبيَّة. قَرَأَ عَلَيْهِ أهل دمشق، وانتفعوا بِهِ.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَقَرَأَ النَّحْو على الْعَلَاء بن الْمُطَرز، وَالْفِقْه على الشَّمْس الحريري، وَالْأُصُول على الْبَدْر بن جمَاعَة، والعربية على الشّرف الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ، والمعاني وَالْبَيَان على الْبَدْر ابْن النحوية، والميقات على الْبَدْر ابْن دانيال. وَسمع الحَدِيث على النَّجْم الشقراوي والبرهان ابْن الدرجي.
قَالَ: وَلم أصنف شَيْئا لمؤاخذتي للمصنفين؛ فَكرِهت أَن أجعَل نَفسِي غَرضا لمن يَأْخُذ عَليّ، غير أَنِّي جمعت منسكا لِلْحَجِّ.
وَله النّظم والنثر وَالْكِتَابَة المنسوبة. ولي تدريس الركنية، ثمَّ نزل عَنْهَا ورعا، وخطب بِجَامِع تنكر.
وَمَات فِي رَابِع عشرى رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(أضمرت فِي الْقلب هوى شادن ... مشتغل بالنحو لَا ينصف)
(وصفت مَا أضمرت يَوْمًا لَهُ ... فَقَالَ لي الْمُضمر لَا يُوصف)
1705 - عَليّ بن دبيس النَّحْوِيّ الْموصِلِي أَبُو الْحسن
قَالَ ياقوت: قَرَأَ النَّحْو على ابْن وَحشِي صَاحب ابْن جني؛ وَأخذ عَنهُ زيد بن مرزكة الْموصِلِي.
وَله فِي قواد:
(يسهل كل مُمْتَنع شَدِيد ... وَيَأْتِي بالمراد على اقتصاد)
(فَلَو كلفته تَحْصِيل طيف ... الخيال ضحى لزار بِلَا رقاد)(2/166)
1706 - عَليّ بن زيد بن علوان بن هُبَيْرَة أَبُو زيد الدرماوي الزبيدِيّ
قَالَ ابْن حجر: ولد فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وبرع فِي فنون؛ من حَدِيث وَفقه وَنَحْو وتاريخ وأدب، وَسمع من اليافعي وَالشَّيْخ خَلِيل وَابْن كثير، وجال فِي الْبِلَاد، وَسكن الشَّام؛ وَكَانَ يستحضر الحَدِيث وَالرِّجَال، ويذاكر من كتاب سِيبَوَيْهٍ، ويميل إِلَى مَذْهَب ابْن حزم؛ ثمَّ اختفى من الصَّعِيد لفتنة، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة. وَكَانَ شهما قوي النَّفس؛ لَهُ معرفَة بأحوال النَّاس على اخْتِلَاف طبقاتهم.
مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة.
1707 - عَليّ بن زيد القاشاني النَّحْوِيّ
أحد أَصْحَاب ابْن جني، وَله خطّ مضبوط معقد. قَالَ ياقوت: وجدت بِخَطِّهِ مَا كتبه سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
1708 - عَليّ بن أبي السُّعُود بن الْحسن أَبُو الْحسن
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا نحويا لغويا، درّس بالنجمية، واستدعاه المظفر إِلَى تعز ليقرئ وَلَده الْأَشْرَف النَّحْو، فانتقل إِلَيْهَا، وَأقَام بهَا يقرئ النَّحْو وَغَيره إِلَى أَن مَاتَ.
1709 - عَليّ بن سُلَيْمَان بن الْفضل النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الْأَصْغَر
أحد الثَّلَاثَة الْمَشْهُورين، وتاسع الأخفشين الْمَذْكُورين هُنَا. قَرَأَ على ثَعْلَب والمبرد واليزيدي وَأبي العيناء.
قَالَ المرزباني: وَلم يكن بالمتسع فِي الرِّوَايَة للْأَخْبَار وَالْعلم بالنحو، وَمَا عَلمته صنّف شَيْئا،(2/167)
وَلَا قَالَ شعرًا. وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن مسَائِل النَّحْو ضجر كثيرا، وانتهر من يواصل مساءلته ويتابعها.
وَقَالَ ياقوت: بل لَهُ تصانيف ذكرهَا ابْن النديم فِي الفهرست وَهِي: شرح سِيبَوَيْهٍ، الأنواء، التَّثْنِيَة وَالْجمع، الْمُهَذّب، تَفْسِير رِسَالَة كتاب سِيبَوَيْهٍ.
وَكَانَ ابْن الرُّومِي يهجوه كثيرا. قدم مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ؛ وَخرج إِلَى حلب سنة ثَلَاثمِائَة؛ وَكَانَ ضيق الْحَال، فَسَأَلَ ابْن مقلة أَن يكلم الْوَزير عَليّ بن عِيسَى فِي أمره، فَكَلمهُ، فانتهره الْوَزير انتهارا شَدِيدا، وأجابه بغلظة فِي مجْلِس حافل؛ فشق على ابْن مقلة ذَلِك؛ وانتهت الْحَال بالأخفش إِلَى أَن أكل الثلجم النيء؛ فَقبض على قلبه فَمَاتَ فَجْأَة بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وثلاثمائة.
وَيُقَال: سِتّ عشرَة؛ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ.
1710 - عَليّ بن سُلَيْمَان النَّحْوِيّ
يلقب حيدة. قَالَ ياقوت: كَانَ من وُجُوه أهل الْيمن وأعيانهم؛ علما ونحوا وشعرا.
صنّف: كشف الْمُشكل فِي النَّحْو وَغَيره؛ وَفِي هَذَا الْكتاب يَقُول:
(صنفت للمتأدبين مصنفا ... سميته بِكِتَاب كشف الْمُشكل)
(سبق الْأَوَائِل مَعَ تَأَخّر عصره ... كم آخر أزرى بِفضل الأول!)
(قيدت فِيهِ كل مَا قد أرْسلُوا ... لَيْسَ الْمُقَيد كَالْكَلَامِ الْمُرْسل)
مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.(2/168)
1711 - عَليّ بن سهل بن الْعَبَّاس أَبُو الْحُسَيْن النَّيْسَابُورِي
قَالَ عبد الغافر: عَالم زاهد، ديّن عَابِد، مقرئ. نَشأ فِي طلب الْعلم، وتبحر فِي الْعَرَبيَّة، وَكَانَ من تلامذة الواحدي.
مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة.
1712 - عَليّ بن سيف بن عَليّ بن سُلَيْمَان اللواتي الإبياري - بِالْمُوَحَّدَةِ والتحتانية - الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ قَالَ ابْن حجر: ولد سنة نَيف وَخمسين وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن العنابي وَغَيره، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وشغل النَّاس بِدِمَشْق، وَسمع من الْكَمَال ابْن حبيب وَابْن أميلة، وفَاق فِي حفظ اللُّغَة؛ وَأكْثر من مطالعة كتب الْأَدَب، فَصَارَ يستحضر كثيرا. وَكَانَ عَارِفًا بأيام النَّاس حسن الْخط، كثير الانجماع، ولي خزانَة الْكتب بالسميساطية وَحصل كتبا كَثِيرَة، فنهبت فِي فتْنَة اللنك؛ وَلم يتَزَوَّج، وَدخل الْقَاهِرَة، وَولي تدريس الشَّافِعِيَّة ومشيخة البيبرسية، ثمَّ انتزعا مِنْهُ وَعوض تدريس الشيخونية. جمع جُزْءا فِي الرَّد على أبي حَيَّان فِي تعصباته على ابْن مَالك؛ وحدّث، وَمَات بِالشَّام فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
1713 - عَليّ بن صَلَاح بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ عَلَاء الدّين القرمي
نزيل حلب. قَالَ فِي الدُّرَر: عَالم جليل الْقدر، يسر الْقلب، ويشرح الصَّدْر؛ كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالتَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية، كثير الانجماع، مُقبلا على شَأْنه ديّنا كثير الْعِبَادَة، انْتفع بِهِ الطّلبَة.
وَمَات سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة عَن بضع وَسِتِّينَ سنة.(2/169)
1714 - عَليّ بن طَاهِر بن جَعْفَر أَبُو الْحسن السّلمِيّ النَّحْوِيّ
كَانَ ثِقَة ديّنا. سمع أَبَا عبد الله بن سلوان وَأَبا نصر أَحْمد بن عَليّ الكفرطابي وَجَمَاعَة، وروى عَنهُ غيث بن عَليّ؛ وَكَانَت لَهُ حَلقَة بالجامع بِدِمَشْق، ووقف فِيهِ خزانَة كتب.
ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي حادي عشرى ربيع الأول سنة خَمْسمِائَة.
ذكره ابْن عَسَاكِر.
1715 - عَليّ بن طَلْحَة بن كردان النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم
وَيعرف بِابْن السحناتي؛ لقبه بِهِ أعداؤه. قَالَ ياقوت: قَرَأَ على الْفَارِسِي والرماني، وَكَانَ الواسطيون يفضلونه على ابْن جني والربعي؛ وَكَانَ متصوفا متنزها. قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُخْتَار وَأَبُو غَالب بن بَشرَان. وصنّف إِعْرَاب الْقُرْآن ثمَّ غسله قبل مَوته.
وَمَات سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَله يذم وَاسِط:
(سئم الأديب من الْمقَام بواسط ... إِن الأديب بواسط مهجور)
(يَا بَلْدَة فِيهَا الغبي مكرم ... وَالْعلم فِيهَا ميت مقبور)
1716 - عَليّ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْكُوفِي المغربي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بسيبويه
كَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن مَكْتُوم، وَقَالَ: مولده بعد الستمائة، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْخَمِيس منتصف ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ.
وَمن شعره:
(عذبت قلبِي بهجر مِنْك مُتَّصِل ... يَا من هَوَاهُ ضمير غير مُنْفَصِل)
(مَا زَالَ من غير تَأْكِيد صدودك لي ... فَمَا عدولك من عطف إِلَى بدل!)(2/170)
1717 - عَليّ بن عبد الله بن أبي الْحسن الأردبيلي التبريزي
الشَّيْخ تَاج الدّين. قَرَأَ النَّحْو على السَّيِّد ركن الدّين الأستراباذي والركن الحديثي، وَالْأُصُول على القطب الشِّيرَازِيّ، وَالْبَيَان على النظام الطوسي، وَالْفِقْه على السراج حَمْزَة الأردبيلي، وَالْخلاف على الْعَلَاء بن النُّعْمَان الْخَوَارِزْمِيّ. وَسمع الحَدِيث من الواني والختني والدبوسي، وَأدْركَ الْبَيْضَاوِيّ؛ وَلم يَأْخُذ عَنهُ، وَدخل بَغْدَاد ومصر، ودرّس وَأفْتى، وناظر. وأقرأ الْحَاوِي فِي شهر وَاحِد سبع مَرَّات. وَكَانَ عديم النظير فِي عصره، أحد الْأَئِمَّة الجامعين لأنواع الْعُلُوم، عَالما كَبِيرا مَشْهُورا فِي الْفِقْه والمعقول والعربية والحساب وَغير ذَلِك، وَلم يكن لَهُ خبْرَة بِالْحَدِيثِ. وَكَانَ من خِيَار الْعلمَاء دينا ومروءة، فَانْتَفع بِهِ النَّاس؛ كالبرهان الرَّشِيدِيّ والمحب نَاظر الْجَيْش.
وَكَانَ فِي لِسَانه عجمة. ولي تدريس الحسامية، وحدّث وصنّف فِي أَنْوَاع الْعُلُوم.
وَاخْتصرَ كتاب ابْن الصّلاح؛ وَله حواش على الْحَاوِي.
وصم فِي آخر عمره. مَاتَ فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
ورثاه الصَّفَدِي بقوله:
(يَقُول تَاج الدّين لما قضى ... من ذَا رأى مثلي بتبريزِ)
(وَأهل مصر بَات إِجْمَاعهم ... يقْضِي على الْكل بتبريزي)
1718 - عَليّ بن عبد الله بن خلف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن النِّعْمَة الْأنْصَارِيّ الأندلسي
من كتاب النُّحَاة. تصدر لِلْقُرْآنِ وَالْفِقْه والنحو وَالرِّوَايَة، وانتفع بِهِ النَّاس وَتخرج بِهِ خلق.
وصنّف التَّفْسِير، وَشرح النَّسَائِيّ.
وَمَات سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(2/171)
1719 - عَليّ بن عبد الله الطوسي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من اللغويين الْكُوفِيّين، وَقَالَ: كَانَ من أعلم أَصْحَاب أبي عبيد.
1720 - عَليّ بن عبد الله بن فرج الغساني أَبُو الْحسن الزيتوني
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من أهل الْمعرفَة بإقراء كتاب الله تَعَالَى وَعلم الْعَرَبيَّة؛ حفظ سِيبَوَيْهٍ.
وَكَانَ عِنْده حَظّ من الْفِقْه، وَقعد للإقراء مُدَّة، ثمَّ اشْتغل بصناعة التوثيق إِلَى أَن مَاتَ فِي الرَّابِع من ربيع الآخر سنة تسع وسِتمِائَة، وَقد جَاوز السّبْعين.
1721 - عَليّ بن عبد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رمان الرماني التّونسِيّ أَبُو الْحسن
الْأُسْتَاذ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ. هَكَذَا قَالَ ابْن رشيد فِي رحلته، وَقَالَ: كَانَ أحد مقرئي تونس فِي الْعَرَبيَّة. أَخذ عَن ابْن عُصْفُور، وَأَجَازَ لنا بعد انصرافنا من تونس.
1722 - عَليّ بن عبد الله بن الْمُبَارك الوهراني أَبُو بكر
النَّحْوِيّ الْمُفَسّر خطيب داريا. إِمَام فَاضل، صنّف تَفْسِيرا. وَشرح أَبْيَات الْجمل. وَله شعر جيد.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة. قَالَه الذَّهَبِيّ.
1723 - عَليّ بن عبد الله بن مُوسَى بن طَاهِر الْغِفَارِيّ السَّرقسْطِي أَبُو الْحسن الْبُرْجِي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب، بارع الْخط، حسن الوراقة، جيد الشّعْر، ذَا رِوَايَة ودراية؛ روى عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي وَجَمَاعَة؛ وَلم يكن شعره بالكثير.(2/172)
روى عَنهُ غَالب بن مُحَمَّد وَهِشَام الْعَوْفِيّ، وَمَات بوادي آش فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة. وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ لغويا أديبا ذَا حَظّ صَالح من رِوَايَة الْأَدَب. أَقرَأ بِبَلَدِهِ فِي حَيَاة شَيْخه ابْن الْوراق، وروى عَن أبي مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأبي عَليّ بن سكرة، وروى عَنهُ أَبُو مَرْوَان ابْن الصيقلي وَيحيى بن إِبْرَاهِيم التغلبي.
وتجول فِي أقطار الأندلس، وَاسْتقر بِأخرَة فِي وَادي آش، وأقرأ بهَا، وَذبح بهَا سنة خمس أَو سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1724 - عَليّ بن عبد الله الشاوري أَبُو الْحسن موفق الدّين الشَّافِعِي
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها نبيها عَارِفًا متفننا محققا عَالما بالأصول والْحَدِيث والقراءات والنحو واللغة وَالْعرُوض والفرائض.
ولد بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَأخذ الْقرَاءَات عَن مُحَمَّد بن سنينة ولازمه، والنحو عَن ابْن بصيبص حَتَّى برع فِيهِ، ثمَّ اشْتغل فِي الْفِقْه على جمَاعَة، ودرّس بالسابقية مُدَّة، ثمَّ تَركهَا وَأقَام يقرئ النَّاس فِي بَيته، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى بزبيد، وانتشر ذكره؛ وَأخذ عَنهُ جمع جمّ؛ وَكَانَ متواضعا لطيفا طلب للْقَضَاء فَامْتنعَ امتناعا شَدِيدا، وَلم يجب إِلَى ذَلِك.
مَاتَ يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشرى صفر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة.
1725 - عَليّ بن عبد الْجَبَّار بن سَلامَة بن عيذون الْهُذلِيّ اللّغَوِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، حَافِظًا لَهَا حَتَّى إِنَّه لَو قيل: لم يكن فِي زَمَانه ألغى مِنْهُ لما استبعد؛ وَكَانَت لَهُ قدرَة على نظم الشّعْر. أَخذ عَن أبي الْقَاسِم بن القطاع وَغَيره.
مولده يَوْم عيد النَّحْر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة بالإسكندرية.(2/173)
1726 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي بن عمرَان أَبُو الْحسن ابْن الْأَخْضَر الإشبيلي
كَانَ مقدما فِي الْعَرَبيَّة واللغة، ديّنا ذكيا، ثِقَة ثبتا. أَخذ عَن الأعلم، وَعنهُ جمَاعَة، مِنْهُم القَاضِي عِيَاض، وَقَالَ فِي تَرْجَمته حَيْثُ أوردهُ فِي شُيُوخه: أَخذ عَنهُ النَّاس قَدِيما وحديثا، وسمعوا مِنْهُ الْآدَاب، وضبطوها عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ أَكثر أَخذه عَن أبي الْحجَّاج الأعلم، وَسمع من الْحَافِظ أبي عَليّ الغساني؛ وَكَانَ متصاونا ديّنا، وَأَجَازَ لي جَمِيع تآليفه من ذَلِك شرح الحماسة، وَشرح شعر حبيب، وَغير ذَلِك من تآليفه.
توفّي بإشبيلية لَيْلَة الْخَمِيس التَّاسِع عشر من شهر رَجَب سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة.
1727 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن اللّغَوِيّ السُّوسِي أَبُو الْعَلَاء
سمع أَبَا عبد الله الْمحَامِلِي، وَمِنْه الْحَافِظ أَبُو نصر السجْزِي، وَذكره ياقوت، فَقَالَ: من أهل الْأَدَب واللغة.
1728 - عَليّ بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ أَبُو الْحسن
يعرف بنفطويه، وَلَيْسَ هُوَ الْمَشْهُور، قَالَ فِي الْمغرب: روى عَنهُ الرشيد بن الزبير الأسواني.
وَمن شعره:
(سَطَا عليّ بجفن ... قد سل مِنْهُ حسام)
(وَقَالَ من ذَا وشى بِي ... حَتَّى يطول الملام!)
(فَقلت: خدك سَله ... ففُوقُه لي نمّام)(2/174)
1729 - عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عبد الْملك السّلمِيّ الرقي مهذب الدّين ابْن العصار - بِالْعينِ
ولد سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة، وَورد بَغْدَاد وَأخذ عَن أبي مَنْصُور الجواليقي ولازمه، وَسمع من أبي الْوَقْت وَأحمد بن كادش، وَدخل مصر؛ فَاجْتمع بِابْن بري. وَكَانَ تَاجِرًا مُوسِرًا ممسكا، عَارِفًا بديوان المتنبي، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي النَّحْو واللغة، وَكَانَ فِي اللُّغَة أمثل مِنْهُ فِي النَّحْو. تخرج بِهِ أَبُو الْبَقَاء العكبري وَجَمَاعَة.
قَالَ ياقوت: وَلَا أعرف لَهُ مصنّفا وَلَا شعرًا. مَاتَ يَوْم السبت بعد صَلَاة الظّهْر ثَالِث محرم سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
1730 - عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مفرج أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الرماح النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: من أَعْيَان النُّحَاة وأكابر القرّاء. قَرَأَ الْعَرَبيَّة على يحيى بن عبد الله النَّحْوِيّ والقراءات على أبي الجيوش بن عَسَاكِر بن عَليّ وغياث بن فَارس اللَّخْمِيّ، وَسمع من أبي طَاهِر السلَفِي وَغَيره، وتصدر بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة لإقراء النَّحْو والقراءات، وَقَرَأَ عَلَيْهِ خَلق؛ وَكَانَ مُقبلا على خويصته، اتَّصل بِخِدْمَة السُّلْطَان مُدَّة فَلم يتَغَيَّر عَن طَرِيقَته؛ وَكَانَ حسن السمت، جيد الإقراء، روى عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ والأبرقوهي، وَأَجَازَ للتقي سُلَيْمَان.
مولده بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بهَا يَوْم السبت ثَانِي عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.(2/175)
1731 - عَليّ بن عبد الْغَنِيّ الْقَرَوِي الحصري الأندلسي أَبُو الْحسن
كَانَ من أهل الْعلم بالقراءات والنحو، شَاعِرًا مَشْهُورا ضريرا، دخل الأندلس بعد الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة، ومدح مُلُوكهَا فَغَفَلَ عَنهُ بَعضهم إِلَى أَن حفزه الرحيل فَدخل عَلَيْهِ فأنشده:
(محبتي تَقْتَضِي ودادي ... وحالتي تَقْتَضِي الرحيلا)
(هَذَانِ خصمان لست أَقْْضِي ... بَينهمَا خوف أَن أميلا)
(وَلَا يزَالَانِ الْآن فِي اختصام ... حَتَّى ترى رَأْيك الجميلا)
1732 - عَليّ بن عبد الْقَادِر المراغي المعتزلي شرف الدّين
قَالَ التقي ابْن الْكرْمَانِي: كَانَ فَاضلا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والعربية، وَيقْرَأ الْكَشَّاف والمنهاج فِي الْأُصُول، بارعا فِي الطِّبّ والنجوم، معتزليا، وَنسب إِلَى رفض، فَرفع إِلَى حَاكم وعزر واستتيب.
وَكَانَ صوفيا بخانقاه السميساطية، فَأخْرج مِنْهَا وَأنزل بخانقاه خاتون، فاستمر إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقد جَاوز السِّتين.
1733 - عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى ابْن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن مسوار بن سوار ابْن سليم السُّبْكِيّ
تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُفَسّر الْحَافِظ الأصولي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُقْرِئ الْبَيَانِي الجدلي الخلافي النظار البارع، شيخ الْإِسْلَام، أوحد الْمُجْتَهدين.
ولد مستهل صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْقرَاءَات على التقي الصَّائِغ وَالتَّفْسِير على الْعلم الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه على ابْن الرّفْعَة، وَالْأُصُول على الْعَلَاء الْبَاجِيّ، والنحو على أبي حَيَّان، والْحَدِيث على الشّرف الدمياطي، ورحل وَسمع من أبي الْحسن بن الصَّواف وَأبي جَعْفَر الموازيني، وَأَجَازَ لَهُ الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَإِسْمَاعِيل بن الطبال وخَلق يجمعهُمْ مُعْجَمه، الَّذِي خرجه لَهُ ابْن أيبك.(2/176)
وبرع فِي الْفُنُون، وَتخرج بِهِ خلق فِي أَنْوَاع الْعُلُوم، وناظر، وَأقر لَهُ الْفُضَلَاء، وَولي قَضَاء الشَّام بعد الْجلَال الْقزْوِينِي، فباشره بعفة ونزاهة، غير ملتفت إِلَى الأكابر والملوك، وَلم يُعَارضهُ أحد من نواب الشَّام إِلَّا قصمه الله تَعَالَى. وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية والشامية البرانية والمسرورية وَغَيرهَا؛ وَكَانَ محققا مدققا نظارا جدليا، بارعا فِي الْعُلُوم؛ لَهُ فِي الْفِقْه وَغَيره الاستنباطات الجليلة، والدقائق اللطيفة، وَالْقَوَاعِد المحررة الَّتِي لم يسْبق إِلَيْهَا، وَكَانَ منصفا فِي الْبَحْث، على قدم من الصّلاح والعفاف.
وصنّف نَحْو مائَة وَخمسين كتابا مطولا ومختصرا، والمختصر مِنْهَا لَا بُد وَأَن يشْتَمل على مَا لَا يُوجد فِي غَيره؛ من تَحْقِيق وتحرير لقاعدة، واستنباط وتدقيق؛ مِنْهَا تَفْسِير الْقُرْآن، شرح الْمِنْهَاج فِي الْفِقْه، نيل الْعلَا فِي الْعَطف ب " لَا "، الاقتناص فِي الْفرق بَين الْحصْر والاختصاص، التَّعْظِيم والْمنَّة فِي إِعْرَاب قَوْله تَعَالَى: {لتؤمنن بِهِ ولتنصرنه} ، كشف القناع فِي إِفَادَة " لَوْلَا " الِامْتِنَاع، من أقسطوا وَمن غلوا فِي حكم نقُول لَو، الرفدة فِي معنى وحدة، كل وَمَا عَلَيْهِ تدل، وَبَيَان الرَّبْط فِي اعْتِرَاض الشَّرْط على الشَّرْط، والتهدي إِلَى معنى التَّعَدِّي، وَغير ذَلِك.
توفّي بِمصْر بعد أَن قدم إِلَيْهَا، وَسَأَلَ أَن يولي الْقَضَاء مَكَانَهُ وَلَده تَاج الدّين فَأُجِيب إِلَى ذَلِك.
وَكَانَت وَفَاته سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَذكرنَا فِيهَا من فَوَائده النحوية والبيانية نَحْو خَمْسَة كراريس.
وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
وَمن نظمه:
(إِن الْولَايَة لَيْسَ فِيهَا رَاحَة ... إِلَّا ثَلَاث يبتغيها الْعَاقِل)
(حكم بِحَق أَو إِزَالَة بَاطِل ... أَو نفع مُحْتَاج سواهَا بَاطِل)(2/177)
وَله:
(قلبِي ملكت فَمَا لَهُ ... مرمى لواش أَو رَقِيب)
(قد حزت من أعشاره ... سهم الْمُعَلَّى والرقيب)
(يحييه قربك إِن مننت ... بِهِ وَلَو مِقْدَار قيب)
(يَا متلفي ببعاده ... عني أما خفت الرَّقِيب!)
1734 - عَليّ بن عبد الْملك بن الْعَبَّاس الْقزْوِينِي أَبُو طَالب النَّحْوِيّ
سمع عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْقطَّان، وَكَانَ إِمَامًا فِي شَأْنه، أَخذ عَنهُ خلق.
وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلثمائة.
1735 - عَليّ بن عبيد الله بن الدقاق أَبُو الْقَاسِم الدقيقي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أحد الْأَئِمَّة الْعلمَاء فِي هَذَا الشَّأْن، أَخذ عَن الْفَارِسِي والرماني والسيرافي. تخرج بِهِ خَلق كَثِيرُونَ لحسن خُلقه وبركة تَعْلِيمه.
وَله: شرح الْإِيضَاح، شرح الْجرْمِي، الْعرُوض، الْمُقدمَات.
ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وثلثمائة، وَمَات فِي صفر سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
1736 - عَليّ بن عبيد الله بن عبد الْغفار أَبُو الْحسن السمسمي - وَيُقَال السمسماني - اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
كَانَ جيد الْمعرفَة بفنون الْعَرَبيَّة واللغة، صَحِيح الْخط، ثِقَة متطيرا، قَرَأَ على الْفَارِسِي والسيرافي، وَمَات سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.(2/178)
1737 - عَليّ بن عَدْلَانِ بن حَمَّاد بن عَليّ الإِمَام عفيف الدّين أَبُو الْحسن الْموصِلِي النَّحْوِيّ المترجم
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَأخذ النَّحْو عَن أبي الْبَقَاء وَغَيره، وَسمع ابْن الْأَخْضَر وَابْن منينا وخلقا، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ، روى عَنهُ الدمياطي والختني وَابْن الظَّاهِرِيّ، وأقرأ النَّحْو زَمَانا. وَكَانَ عَلامَة فِي الْأَدَب من أذكياء بني آدم، وَانْفَرَدَ بِحل المترجم والألغاز، وَله فِيهِ تصانيف.
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
1738 - عَليّ بن عراق الصناري أَبُو الْحسن الْخَوَارِزْمِيّ قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا لغويا عروضيا، فَقِيها مُفَسرًا مذكرا، قَرَأَ الْأَدَب على الشَّيْخ أبي عَليّ الضَّرِير النَّيْسَابُورِي، ورحل إِلَى بُخَارى، فتفقه على مشايخها، وَكَانَ يعظ فِي الْجَامِع، ويحفظ اللُّغَات الغريبة والأشعار العويصة.
صنّف: شماريخ الدُّرَر فِي تَفْسِير الْقُرْآن، وَكتب فِي آخِره لما فرغ مِنْهُ:
(فَرغْنَا من كِتَابَته عشيا ... وَكَانَ الله فِي عوني وليا)
(وَقد أدرجته نكتا حسانا ... وَمعنى يشبه الرطب الجنيا)
مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1739 - عَليّ بن عَسَاكِر بن المرجب بن الْعَوام أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالبطائحي الضَّرِير
ولد سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة، وَقدم بَغْدَاد، واستوطنها، وَقَرَأَ النَّحْو على البارع وَغَيره، وَالْقُرْآن على أبي الْعِزّ القلانسي، وَسمع من أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَأحمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي، وأقرأ النَّاس، وحدّث.(2/179)
وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْقرَاءَات وعللها، عَارِفًا بالنحو جيدا، ثِقَة صَدُوقًا، حسن الطَّرِيقَة.
روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر، وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
1740 - عَليّ بن عَليّ أَبُو الْحسن البرقي الشَّاعِر النَّحْوِيّ
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة، ذكره ياقوت.
1741 - عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكِنَانِي الفيجاطي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أوحد زَمَانه علما وخُلقا وتواضعا وتفننا، أَصله من بسطة؛ واستدعي إِلَى غرناطة سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة، فَقعدَ بالجامع الْأَعْظَم يقرئ فنونا من الْعلم؛ من قراءات وَفقه وعربية وأدب، وَولي الخطابة. وَمَات فِي الْقَضَاء بهَا.
وَكَانَ حسن السِّيرَة، عَظِيم النَّفْع، قَصده النَّاس، وَأخذُوا عَنهُ. وَكَانَ أديبا لوذعيا، فكها حلوا، قَرَأَ على أَبِيه وَأبي عبد الله بن مساعد الغساني وَأبي جَعْفَر الصّباغ وَابْن الصَّائِغ والأبذي وَأبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَغَيرهم. وَله تآليف وَشعر ونثر.
مولده عَام خمسين وسِتمِائَة، وَمَات بغرناطة ضحى يَوْم السبت السَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَدفن من الْغَد، وَكَانَ الحفل فِي جنَازَته عَظِيما؛ حضرها السُّلْطَان فَمن دونه.
1742 - عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الْحسن الرماني
وَكَانَ يعرف أَيْضا بالإخشيدي وبالوراق، وَهُوَ بالرماني أشهر؛ كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، عَلامَة فِي الْأَدَب فِي طبقَة الْفَارِسِي والسيرافي، معتزليا.
ولد سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَأخذ عَن الزّجاج وَابْن السراج وَابْن دُرَيْد.(2/180)
قَالَ أَبُو حَيَّان التوحيدي: لم ير مثله قطّ علما بالنحو وغزارة بالْكلَام، وبصرا بالمقالات، واستخراجا للعويص، وإيضاحا للمشكل، مَعَ تأله وتنزه وَدين وفصاحة، وعفاف ونظافة؛ وَكَانَ يمزج النَّحْو بالْمَنْطق؛ حَتَّى قَالَ الْفَارِسِي: إِن كَانَ النَّحْو مَا يَقُوله الرماني فَلَيْسَ مَعنا مِنْهُ شَيْء؛ وَإِن كَانَ النَّحْو مَا نقُوله نَحن فَلَيْسَ مَعَه مِنْهُ شَيْء.
قلت: النَّحْو مَا يَقُوله الْفَارِسِي؛ وَمَتى عهد النَّاس أَن النَّحْو يمزج بالْمَنْطق! وَهَذِه مؤلفات الْخَلِيل وسيبويه ومعاصريهما وَمن بعدهمَا بدهر لم يعْهَد فِيهِ شَيْء من ذَلِك.
صنّف الرماني: التَّفْسِير، الْحُدُود الْأَكْبَر، الْأَصْغَر، شرح أصُول ابْن السراج، شرح موجزه، شرح سِيبَوَيْهٍ، شرح مُخْتَصر الْجرْمِي، شرح الْألف وَاللَّام للمازني، شرح المقتضب، شرح الصِّفَات، مَعَاني الْحُرُوف، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.
1743 - عَليّ بن عِيسَى بن الْفرج بن صَالح الربعِي أَبُو الْحسن الزُّهْرِيّ
أحد أَئِمَّة النَّحْوِيين وحذاقهم الجيدي النّظر، الدقيقي الْفَهم وَالْقِيَاس. أَخذ عَن السيرافي، ورحل إِلَى شيراز، فلازم الْفَارِسِي عشر سِنِين حَتَّى قَالَ لَهُ: مَا بَقِي شَيْء تحْتَاج إِلَيْهِ، وَلَو سرت من الْمشرق إِلَى الْمغرب لم تَجِد أعرف مِنْك بالنحو؛ فَرجع إِلَى بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ.
قَالَ ياقوت: قَالَ ابْن الخشاب: جاريت أَبَا مَنْصُور الجواليقي فِي أَمر الربعِي ففضله، وَقَالَ: كَانَ يحفظ الْكثير من أشعار الْعَرَب مِمَّا لم يكن غَيره يقوم بِهِ، إِلَّا أَن جُنُونه لم يكن يَدعه يتَمَكَّن مِنْهُ أحد فِي الْأَخْذ عَنهُ.(2/181)
وَقَالَ التبريزي: قلت لِابْنِ برهَان: كَيفَ تركت الربعِي وَأخذت عَن أَصْحَابه مَعَ إدراكك لَهُ؟ فَقَالَ لي: كَانَ مَجْنُونا، وَإِنَّا كَمَا ترى؛ فَمَا كُنَّا نتفق.
وَكَانَ مبتلى بقتل الْكلاب، سَأَلَ يَوْمًا أَوْلَاد الأكابر الَّذين يحْضرُون مَجْلِسه أَن يمضوا مَعَه إِلَى كلواذي، فظنوا أَن لَهُ حَاجَة، فَرَكبُوا خيولا وَخَرجُوا وَخرج مَاشِيا وَمَعَهُ كسَاء وعصا إِلَى كلب هُنَاكَ، فغدا نَحوه، وَالْكَلب يثب عَلَيْهِ تَارَة، ويهرب مِنْهُ أُخْرَى حَتَّى أعياه وعاونوه حَتَّى أمسكوه، وعض الْكَلْب بِأَسْنَانِهِ عضا شَدِيدا، وَقَالَ: هَذَا عضني مُنْذُ أَيَّام وَأَرَدْت أَن أُخَالِف قَول الأول:
(شاعني كلب بني مسمع ... فصنت عَنهُ النَّفس والعرضا)
(وَلم أجبه لاحتقاري لَهُ ... من ذَا يعَض الْكَلْب إِن عضا!)
1744 - عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أبي مهْدي الفِهري البسطي
قَالَ ابْن حجر: تعانى بالأدب، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وَدخل الْمشرق فحج، وَدخل حلب؛ وَكَانَ عَالما قيمًا بالنحو، سريع الْحِفْظ، يحفظ التسهيل، تصدر لإقراء الْعَرَبيَّة بحلب، ثمَّ دخل مصر والإسكندرية وَالروم، وَأقَام ببرصا إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
وَله ملغزا فِي مسك:
(كتبتم رموزا وَلم تكْتبُوا ... كَهَذا الَّذِي سبله واضحه)
(فَمَا اسْم جرى اسْمه فِي الْكتاب ... فَإِن شِئْتُم فاقرءوا الفاتحه)
(فَفِيهَا مصحف معكوسه ... يدل على حَالَة صَالحه)
(وَلَيْسَت بغادية فافهموا ... وَلكنهَا أبدا رائحه)
1745 - عَليّ بن عِيسَى أَبُو الْحسن الصَّائِغ الرامَهُرْمُزِي النَّحْوِيّ غُلَام ابْن شاهين النَّحْوِيّ
كَانَ وَاسع الْأَدَب، عَالما بالنحو، واللغة، مليح الشّعْر، صَالحا مُعْتَقدًا.
أَصَابَهُ حجر فَمَاتَ بِهِ سنة ثِنْتَيْ عشرَة وثلاثمائة.(2/182)
1746 - عَليّ بن فضال بن عَليّ بن غَالب الْمُجَاشِعِي القيراوني أَبُو الْحسن
وَيعرف بالفرزدقي، لِأَن الفرزدق جده. كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة والتصريف وَالتَّفْسِير وَالسير، رَحل إِلَى الْبِلَاد، وَأقَام بغزنة مُدَّة، وصادف بهَا قبولا، وَرجع إِلَى الْعرَاق، وأقرأ بِبَغْدَاد مُدَّة النَّحْو واللغة، وحدّث بهَا عَن جمَاعَة من شُيُوخ الْمغرب.
قَالَ هبة الله السَّقطِي: كتبت عَنهُ أَحَادِيث فعرضتها على بعض الْمُحدثين فأنكرها، وَقَالَ: أسانيدها مركبة على متون مَوْضُوعَة؛ فَاجْتمع بِهِ جمَاعَة من الْمُحدثين وأنكروا عَلَيْهِ، فَاعْتَذر، وَقَالَ: وهمت فِيهَا.
قَالَ عبد الغافر: ورد ابْن فضال نيسابور؛ فاجتمعت بِهِ، فَوَجَدته بحرا فِي علمه، مَا عهِدت فِي البلديين وَلَا فِي الغرباء مثله، وَكَانَ حنبليا يَقع فِي كل شَافِعِيّ.
صنّف: برهَان العميدي فِي التَّفْسِير عشرُون مجلدا، الإكسير فِي علم التَّفْسِير، إكسير الذَّهَب فِي النَّحْو، العوامل والهوامل، شرح عنوان الْأَدَب، شرح مَعَاني الْحُرُوف، الْعرُوض، شَجَرَة الذَّهَب فِي معرفَة أَئِمَّة الْأَدَب.
مَاتَ ثَانِي عشر ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(وإخوان حسبتهم دروعا ... فكانوها وَلَكِن للأعادي)
(وخلتهم سهاما صائبات ... فكانوها وَلَكِن فِي فُؤَادِي)
(وَقَالُوا قد صفت منا قُلُوب ... لقد صدقُوا وَلَكِن عَن ودادي)
1747 - عَليّ بن الْفضل أَبُو الْحسن الْمُزنِيّ النَّحْوِيّ
كَانَ أستاذا مقدما، روى عَن إِسْحَاق بن مُسلم؛ وَكَانَ ابْن جرير يحثه على قصد الْعرَاق لعلمه بِأَنَّهُ يقبل هُنَاكَ فَوق قبُول غَيره.
صنّف فِي النَّحْو والتصريف كتبا نافعة، وَله كتاب فِي علم الْبَسْمَلَة.(2/183)
1748 - عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن يس أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الشَّيْبَانِيّ الإربلي
كَذَا ذكره ابْن الْمُسْتَوْفى فِي تَارِيخ إربل، قَالَ: وَكَانَ عِنْده فضل وَمَعْرِفَة بِنَحْوِ وَفقه وعروض، لَا يحاشى عَالما قدمه زَمَانه، وَلَا يحابى شَاعِرًا شهره بَيَانه.
أَخذ على سِيبَوَيْهٍ عدَّة مَوَاضِع، وناقض المتنبي وَأَبا تَمام فِي أَبْيَات.
مَاتَ يَوْم السبت تَاسِع عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة.
1749 - عَليّ بن الْقَاسِم بن عَليّ النَّيْسَابُورِي أَبُو الْحسن الخوافي
النَّحْوِيّ الأديب الشَّاعِر. كَذَا ذكره الْحَاكِم وَقَالَ: سمع من مُحَمَّد بن يحيى الذهلي وَمِنْه الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري.
1750 - عَليّ بن الْقَاسِم بن يونش - بالشين الْمُعْجَمَة - أَبُو الْحسن ابْن الدقاق
الإشبيلي النَّحْوِيّ نزيل الجزيرة. خطب بِرَأْس عين، وَسكن دمشق، وَشرح الْجمل، وَألف مُفْرَدَات الْقرَاءَات.
وَمَات سنة خمس وسِتمِائَة.
1751 - عَليّ بن الْقَاسِم السنجاني أَبُو الْحسن
قَالَ الباخرزي: هُوَ صَاحب مُخْتَصر الْعين.
1752 - عَليّ بن لجترون اللورقي
قَالَ ابْن مَكْتُوم: قَرَأَ على الشلوبين، وأقرأ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة.(2/184)
1753 - عَليّ بن الْمُبَارك بن عَليّ بن الْمُبَارك بن عبد الْبَاقِي أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الزاهدة النَّحْوِيّ
كَانَت أمه واعظة، اسْمهَا أمة السَّلَام. قَرَأَ على ابْن الشجري، وبرع فِي النَّحْو واللغة، قَالَ الشّعْر، وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق، متواضعا. سمع أَبَا الْوَقْت عبد الأول وَعبد الله بن الخشاب وَغَيرهمَا، وَلم يحدِّث بل روى شَيْئا من كتب الْأَدَب، وتصدى لإقراء الْعَرَبيَّة.
مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
وَله:
(إِذا اسْم بِمَعْنى الْوَقْت يبْنى لِأَنَّهُ ... تضمن معنى الشَّرْط مَوْضِعه النصب)
(وَيعْمل فِيهِ النصب معنى جَوَابه ... وَمَا بعده فِي مَوضِع الْجَرّ يَا ندب)
1754 - عَليّ بن الْمُبَارك الْأَحْمَر
سبق فِي عَليّ بن الْحسن.
1755 - عَليّ بن الْمُبَارك - وَقيل: ابْن حَازِم - أَبُو الْحسن اللحياني
من بني لحيان بن هُذَيْل بن مدركة. وَقيل: سمى بِهِ لعظم لحيته. أَخذ عَن الْكسَائي وَأبي زيد وَأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ والأصمعي وَأبي عُبَيْدَة، وعمدته على الْكسَائي. وَأخذ عَنهُ الْقَاسِم بن سَلام؛ وَله النَّوَادِر الْمَشْهُورَة.
1756 - عَليّ بن الْمُبَارك الدِّمَشْقِي كَمَال الدّين أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الْأَعْمَى
قَالَ ابْن مَكْتُوم: أديب بارع نحوي، لَهُ مقامات وأشعار.(2/185)
1757 - عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله القُهنْذُريّ
بِضَم الْقَاف وَالْهَاء والذال الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون - النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الضَّرِير النَّيْسَابُورِي الأديب. كَذَا ذكر فِي السِّيَاق، وَقَالَ شيخ فَاضل، قَرَأَ عَلَيْهِ الواحدي، وَتخرج بِهِ الْأَئِمَّة، وَكَانَ من أبرع زَمَانه، سمع من أبي الْعَبَّاس الْمحَامِلِي وحدّث.
1758 - عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلمَة بن حريق أَبُو الْحسن المَخْزُومِي البلنسي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ متبحرا فِي اللُّغَة والآداب، حَافِظًا لأشعار الْعَرَب وأيامها. شَاعِر بلنسية فِي وقته، اعْترف لَهُ البلغاء بِالسَّبقِ؛ لَهُ مَقْصُورَة كالدريدية.
وَله فِي غُلَام أَعور:
(لم يشنك الَّذِي بِعَيْنَيْك عِنْدِي ... أَنْت أَعلَى من أَن تعاب وأسنى)
(لطف الله رد سَهْمَيْنِ سَهْما ... رأفة بالعباد فازددت حسنا)
وَله:
(وَكَاتب أَلْفَاظه وَكتبه ... بغيضة إِن خطّ أَو تكلما)
(ترى أُنَاسًا يتمنون الْعَمى ... وَآخَرُونَ يحْمَدُونَ الصمما)
1759 - عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف الأوسي الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مُفَسرًا نحويا، مجوّدا ضابطا، ماهرا فَاضلا. أَقرَأ الْقُرْآن فِي بَلَده، ودرّس فِيهِ الْعَرَبيَّة.
وروى بغرناطة عَن أبي الْحسن بن الباذش ولازمه واختص بِهِ، وروى عَنهُ أَبُو جَعْفَر بن الباذش.
وَمَات عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء لليلتين بَقِيَتَا من شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَدفن من الْغَد.(2/186)
1760 - عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَهم دَاوُد بن إِبْرَاهِيم التنوخي أَبُو الْقَاسِم القَاضِي
قَالَ ياقوت: كَانَ فِي النَّحْو وَحفظ الْأَحْكَام وَعلم الْهَيْئَة وَالْعرُوض قدوة، وَكَانَ يحفظ من اللُّغَة والنحو شَيْئا عَظِيما، ويحفظ للطائيين سَبْعمِائة قصيدة سوى مَا يحفظ لغَيْرِهِمَا من الجاهليين والمخضرمين والمحدثين، وَكَانَ يُجيب فِي عشْرين ألف حَدِيث.
وَقَالَ الثعالبي: من أهل الْأَدَب وَالْعلم وأفراد الْكَرم وَحسن الشيم؛ بَصِير بِعلم النُّجُوم، تقلد قَضَاء الأهواز وواسط والكوفة وكورة سَابُور وحمص وعدة من الثغور الشامية، وَكَانَ رُؤَسَاء الْعرَاق يميلون إِلَيْهِ جدا، وَكَانَ ينادم الْوَزير المهلبي، مطرحا للحشمة، منبسطا فِي الخلاعة هُوَ وَجُمْلَة قُضَاة، فَإِذا أَصْبحُوا عَادوا إِلَى التوقر وأبهة الْقَضَاء. وَكَانَ حنفيا. وَله مصنفات.
مولده بأنطاكية فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات بِالْبَصْرَةِ فِي ربيع الأول سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
وَمن شعره:
(لم أنس دجلة والدجى متصوب ... والبدر فِي أفق السَّمَاء مغرب)
(فَكَأَنَّهُ فِيهَا بِسَاط أَزْرَق ... وَكَأَنَّهُ فِيهَا طراز مَذْهَب)
1761 - عَليّ بن مُحَمَّد بن دري الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ
أَصله من طليطلة. أحد مَشَايِخ المقرئين والنحاة الْمُتَقَدِّمين؛ كَانَ فَاضلا متواضعا متحببا إِلَى النَّاس متصرفا فِي حوائج صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ، مَقْبُول القَوْل، مقضي الأرب عِنْد الرؤساء. سكن سبتة مُدَّة كَبِيرَة، وأقرأ بهَا؛ وَقَرَأَ حِينَئِذٍ عَلَيْهِ القَاضِي عِيَاض الْقُرْآن الْكَرِيم بِرِوَايَة ابْن عَامر؛ ثمَّ انْتقل إِلَى غرناطة، ولقيه بهَا القَاضِي عِيَاض أَيْضا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض كِتَابه فِي مخارج الْحُرُوف، وَحَازَ رياسة الإقراء بهَا ورياسة جَامعهَا، ثمَّ ولي صلَاته وخطبته إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله بهَا فِي رَمَضَان سنة عشْرين وَخَمْسمِائة.(2/187)
وَكَانَ قد صحب القَاضِي أَبَا الْوَلِيد الوقشي، وَأخذ عَنهُ، وَعَن أبي الْمطرف بن سَلمَة وَأبي مَرْوَان بن سراج وَابْنه أبي الْحُسَيْن، وَسمع من الصَّدَفِي والجياني، وَقَرَأَ الْقُرْآن الْعَظِيم على الغانمي، وَسمع غَيرهم من الشُّيُوخ؛ وَكَانَ لَهُ نظر فِي الْعُلُوم الْقَدِيمَة، وتفنن فِي المعارف. من أهل الضَّبْط والإتقان وَكَانَ ظريفا حلوا.
قَالَ القَاضِي عِيَاض: أَنْشدني رَحمَه الله، قَالَ: أَنْشدني أَبُو سعد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزعيمي الْبَغْدَادِيّ:
(غير التهتك أولى ... فاحفظ هَوَاك وصنه)
(وَإِن سَمِعت بَحر ... يَأْبَى الهوان فكنه)
(واختر لنَفسك قسما ... فِي الْحبّ لَا بُد مِنْهُ)
(عَذَاب صَبر عَلَيْهِ ... أَو رَاحَة الصَّبْر عَنهُ)
ذكره عِيَاض فِي شُيُوخه.
1762 - عَليّ بن مُحَمَّد بن ديسم أَبُو الْحسن المرسي
قَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن أبي عبد الله بن حميد وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش، وأقرأ الْقُرْآن والعربية. وَكَانَ مرضِي الْجُمْلَة، يعِيش من النّسخ، وخطه فائق.
مَاتَ ظنا سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة.
1763 - عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْعَنسِي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْحِفْظ للغة وَالْأَدب، قَرَأَ على دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَأبي عبد الله بن عروس وَأبي مَرْوَان بن منتصر. مَاتَ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: فَقِيه من أهل الطّلب والنبل والذكاء وَالْحِفْظ للغة وَالْأَدب والعربية والأشعار.(2/188)
1764 - عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن حسن الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو الْحسن
يعرف بِابْن الجياب. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ متبحرا فِي الْأَدَب والتاريخ، مشاركا فِي التصوف، حَامِل راية المنظوم والمنثور، متوقد الذِّهْن، صَاحب مجاهدة وَعبادَة على طَريقَة مثلى من الانقباض والنزاهة والتقشف، شيخ طلبة الأندلس رِوَايَة وتحقيقا. أَخذ عَن ابْن رشيد وَابْن الزبير.
مولده فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرى شَوَّال، سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَحضر جنَازَته السُّلْطَان فَمن دونه.
1765 - عَليّ بن مُحَمَّد بن السَّيِّد البطليوسي
أَخُو عبد الله السَّابِق. كَانَ هَذَا يعرف بالخيطال، وَكَانَ مقدما فِي علم اللُّغَة وحفظها وضبطها، روى عَن أبي بكر بن الْغُرَاب، وَأخذ عَنهُ أَخُوهُ عبد الله كثيرا من كتب الْأَدَب وَمَات معتقلا بقلعة رَبَاح سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1766 - عَليّ بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ بن تُرَاب التَّمِيمِي الكرميني
قَالَ الصَّفَدِي: أحد الْأَئِمَّة الْكِبَار، أديب عَظِيم، حَافظ لأصول اللُّغَة، عديم النظير فِي زَمَانه، ورع عفيف، كثير التِّلَاوَة.
مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة.(2/189)
1767 - عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو حَيَّان التوحيدي
بِالْحَاء الْمُهْملَة، نِسْبَة إِلَى نوع من التَّمْر يُسمى التَّوْحِيد. وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر: يحْتَمل أَن يكون إِلَى التَّوْحِيد الَّذِي هوالدين؛ فَإِن الْمُعْتَزلَة يسمون أنفسهم أهل الْعدْل والتوحيد. شيرازي الأَصْل؛ وَقيل: نيسابوري.
قَالَ ياقوت: كَانَ متفننا فِي جَمِيع الْعُلُوم من النَّحْو واللغة وَالشعر وَالْأَدب وَالْفِقْه وَالْكَلَام، معتزليا يسْلك فِي تصانيفه مَسْلَك الجاحظ، شيخ الصُّوفِيَّة، فيلسوف الأدباء، أديب الفلاسفة، إِمَام البلغاء، سخيف اللِّسَان، قَلِيل الرِّضَا عِنْد الْإِسَاءَة إِلَيْهِ وَالْإِحْسَان، فَرد الدُّنْيَا الَّذِي لَا نَظِير لَهُ ذكاء وفطنة، وفصاحة ومكنة، حفظَة. وَاسع الرِّوَايَة والدراية، يتشكى من زَمَانه، ويبكي فِي تصانيفه على حرمانه؛ أَقَامَ بِبَغْدَاد مُدَّة وَمضى إِلَى الرّيّ، وَصَحب أَبَا الْفضل بن العميد والصاحب بن عباد فَلم يحمدهما؛ وصنّف فِي مثالبهما كتابا.
وصنّف: الرَّد على ابْن جني فِي شعر المتنبي، المحاضرات والمناظرات، الإمتاع والمؤانسة فِي مجلدين، الحنين إِلَى الأوطان، تقريظ الجاحظ، البصائر والذخائر، وَكتاب الصّديق والصداقة فِي مُجَلد. وَكتاب المقابسات فِي مُجَلد، وَكتاب مثالب الوزيرين: أبي الْفضل بن العميد والصاحب ابْن عباد - وَبَالغ فِي التعصب عَلَيْهِمَا وَمَا أنصفهما، وَهَذَا الْكتاب من الْكتب المحدودة مَا ملكه أحد إِلَّا وتعكست أَحْوَاله - وَغير ذَلِك.
أحرق كتبه فِي آخر عمره لقلَّة جدواها وضنّا بهَا على من لَا يعرف مقدارها، فعذله القَاضِي أَبُو سهل على ذَلِك، فَكتب إِلَيْهِ معتذرا كتابا طَويلا سقناه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
قلت: فَلَعَلَّ النّسخ الْمَوْجُودَة الْآن من تصانيفه كتبت عَنهُ فِي حَيَاته وَخرجت عَنهُ قبل حرقها.(2/190)
وَذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَقَالَ: قَرَأَ على أبي حَامِد المروروذي.
قَالَ ياقوت: وَكَانَ يتأله وَالنَّاس على ثِقَة من دينه.
وَقَالَ ابْن النجار: كَانَ صَحِيح العقيدة.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ سيء العقيدة، كذابا قَلِيل الدّين والورع عَن الْقَذْف والمجاهدة بالبهتان والقدح فِي الشَّرِيعَة.
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: زنادقة الْإِسْلَام ثَلَاثَة: ابْن الراوندي والتوحيدي وَأَبُو الْعَلَاء المعري؛ وشرهم على الْإِسْلَام التوحيدي لِأَنَّهُمَا صرحا وَهُوَ مجمج وَلم يُصَرح.
مَاتَ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والثلاثمائة.
وَذكره ابْن السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَقَالَ: تفقه على القَاضِي أبي حَامِد المروروذي، وَسمع الحَدِيث من أبي بكر بن اليافعي وَأبي سعيد السيرافي وجعفر الْخُلْدِيِّ - وَلَعَلَّه أَخذ عَنهُ التصوف - وَغَيرهم.
روى عَنهُ عَليّ بن يُوسُف القامي وَمُحَمّد بن مَنْصُور بن خلكان وَنصر بن عبد الْعَزِيز الْفَارِسِي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم من فَارس الشِّيرَازِيّ. وَسمع مِنْهُ أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن ممجه الْأَصْبَهَانِيّ بشيراز فِي سنة أَرْبَعمِائَة. ثمَّ قَالَ: وَالْحَامِل للذهبي على الوقيعة فِيهِ مَعَ مَا يبطنه من بغض الصُّوفِيَّة هَذَانِ الكلامان - يَعْنِي كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ والصاحب كَمَا فِي الكفاة.
قَالَ ابْن السُّبْكِيّ: وَلم يثبت عِنْدِي إِلَى الْآن من حَال أبي حَيَّان مَا يُوجب الوقيعة فِيهِ،
ووقفت على كثير من كَلَامه فَلم أجد فِيهِ إِلَّا أَنه كَانَ قوي النَّفس مزدريا بِأَهْل عصره وَلَا يُوجب هَذَا أَن ينَال هَذَا النّيل مِنْهُ. قَالَ: وَسُئِلَ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى فَأجَاب بقريب مِمَّا أَقُول.(2/191)
1768 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد الإِمَام علم الدّين أَبُو الْحسن السخاوي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي
قَالَ ابْن فضل الله: كَانَ إِمَامًا عَلامَة، مقرئا محققا مجوّدا، بَصيرًا بالقراءات وعللها إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَالتَّفْسِير، عَارِفًا بالفقه وأصوله، طَوِيل الباع فِي الْأَدَب؛ مَعَ التَّوَاضُع وَالدّين والمودة وَحسن الْأَخْلَاق، من أَفْرَاد الْعَالم وأذكياء بني آدم، مليح الْمُجَاورَة، حُلْو النادرة، حاد القريحة، مطرح التَّكْلِيف.
أَخذ عَن الشاطبي والتاج الْكِنْدِيّ، وَلم يسند عَنهُ الْقرَاءَات، فَقيل: إِن الشاطبي قَالَ لَهُ: إِذا مضيت إِلَى الشَّام فاقرأ على الْكِنْدِيّ، وَلَا ترو عَنهُ. وَقيل: إِنَّه رَآهُ فِي النّوم فَنَهَاهُ أَن يقْرَأ بِغَيْر مَا أقرأه.
وَسمع من السلَفِي وَابْن طبرزد وَجَمَاعَة، وتصدر للإقراء بِجَامِع دمشق، وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة، وَلم يكن لَهُ شغل إِلَّا الْعلم.
قَالَ ابْن خلكان: رَأَيْته مرَارًا رَاكِبًا بَهِيمَة إِلَى الْجَبَل، وَحَوله اثْنَان وَثَلَاثَة يقرءُون عَلَيْهِ فِي أَمَاكِن مُخْتَلفَة دفْعَة وَاحِدَة، وَهُوَ يرد على الْجَمِيع، وَكَانَ أقعد بِالْعَرَبِيَّةِ والقراءات من الْكِنْدِيّ.
وَله من التصانيف: شرحان على الْمفصل، سفر السَّعَادَة وسفير الإفادة جليل، شرح أحاجي الزَّمَخْشَرِيّ النحوية - من أجلّ الْكتب فِي مَوْضُوعه، وَالْتزم أَن يعقب كل أحجيتين للزمخشري بلغزين من نظمه - شرح الشاطبية؛ شرح الرائية، الْكَوْكَب الْوَقَّاد فِي أصُول الدّين - وضعت عَلَيْهِ شرحا لطيفا - وَله غير ذَلِك، ونظمه فِي الطَّبَقَة الْعليا.
مولده سنة ثَمَان أَو تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بِدِمَشْق لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَمن ألغازه:
(مَا اسْم ينون لَكِن ... قد أوجبوا منع صرفه؟)
(وَمَا الَّذِي حَقه النُّون ... حِين جَاءُوا بحذفه؟)(2/192)
وَمِنْهَا:
(مَاذَا تَقول أكاذب أم صَادِق ... من قَالَ وَهُوَ يجد فِيمَا يخبر)
(رجلَانِ أُخْتِي مِنْهُمَا وكذاك فِي ... أخوي أَيْضا من يحيض ويطهر)
(وَكَذَا غُلَاما زوجتيّ تناكحا ... حلا وَلَيْسَ عَلَيْهِمَا من يُنكر)
وَمِنْهَا:
(مَا تَاء مخبر أَن تقل هِيَ فَاعل ... وَتَكون مَفْعُولا فَأَنت مُصدق)
(وَاسم لفاعل أَن نطقت بِلَفْظِهِ ... وعنيت مَفْعُولا فَأَنت مُحَقّق)
وَمِنْهَا:
(مَا اسْم أنيب عَن اسْم ... وَكَانَ لَا بُد مِنْهُ)
(وَأَيْنَ شَرط أَتَى لَا ... جَوَاب يلْزم عَنهُ)
(وَأَيْنَ نَاب سُكُون ... عَن السّكُون أبِنْه)
وَمِنْهَا:
(وَمَا خبر أَتَى فَردا ... لمبتدأ أَتَى جمعا)
(وَجَاء عَن الْمثنى وَهُوَ ... فَرد كَافِيا قطعا)
(وَيَا من يطْلب النَّحْو ... وَفِي أبوابه يسْعَى)
(أيجمع نعت أَفْرَاد؟ ... أجبنا محسنا صنعا)
(وَهل للنعت دون الْوَصْف ... معنى مُفْرد يرْعَى؟)
وَمِنْهَا:
(هَل تعرفن مؤثنا ... يَحْكِي بصيغته الْمُذكر)
(ومعرفا لَا شكّ فِيهِ ... وَلَفظه لفظ الْمُذكر)
(ومصدرا بِاللَّامِ لَا ... هِيَ عَرفته وَلَا تنكر)(2/193)
وَمِنْهَا:
(وَمَا حرف يَلِيهِ الْفِعْل ... مَجْزُومًا وَمَرْفُوعًا)
(وَينصب بعده أَيْضا ... وكل جَاءَ مسموعا)
وَمِنْهَا، وَهُوَ فِي آخر الْكتاب:
(وَمَا فَرد يُرَاد بِهِ الْمثنى ... كتثنية ذَكرنَاهَا لفرد)
(أفدنا وَهِي خَاتِمَة الأحاجي ... فَمن أَفْتيت مُنْقَلب برشد)
وَقد ذكرنَا مِنْهَا الجمّ الْغَفِير فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى بشرحها.
1769 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الأشنوي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ جليل، أديب، كَانَ فريدا فِي الْأَدَب واللغة وَالنّسب وأخبار الْعَرَب، أَخذ عَن القَاضِي أبي بكر بن الْعَرَبِيّ.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1770 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الشاطبي ثمَّ المرسي أَبُو الْحسن
يعرف بالميورقي. قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ بمرسية النَّحْو وَالْفِقْه؛ وَكَانَ يُفَسر الْقُرْآن كل جُمُعَة، أَخذ عَن صهره أبي عبد الله بن مقَاتل الشاطبي، وَأبي الْحسن بن فتح، وتفقه بِهِ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الرّبيع بن سَالم، وَكَانَ من أهل الصون والعفاف والانقباض وَالْفضل.
مَاتَ سنة سبعين وسِتمِائَة.
1771 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبدُوس الْكُوفِي النَّحْوِيّ
صنّف: الْبُرْهَان فِي علل النَّحْو، مَعَاني الشّعْر، ميزَان الشّعْر.(2/194)
1772 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد بن الزبير الْأَسدي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الْكُوفِي
كَانَ نحويا من أجلّ أَصْحَاب ثَعْلَب، وَله الْخط الْمَشْهُور بِالصِّحَّةِ والضبط، وَكَانَ جمّاعا للكتب، ثِقَة، صَادِقا فِي الرِّوَايَة، حسن الدِّرَايَة.
صنّف: الْهَمْز، مَعَاني الشّعْر، الفرائد والقلائد فِي اللُّغَة.
مولده سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلثمائة.
ذكره ياقوت.
1773 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن هَارُون العمراني الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو الْحسن
يلقب حجَّة الأفاضل وفخر الْمَشَايِخ، قَالَ ياقوت: سيد الأدباء، وقدوة مَشَايِخ الْفضل، الْمُحِيط بأسرار الْأَدَب، والمطلع على غوامض كَلَام الْعَرَب. قَرَأَ على الزَّمَخْشَرِيّ فَصَارَ أكبر أَصْحَابه، وأوفرهم حظا من غرائب آدابه، لَا يشق غباره فِي الْخط وَاللَّفْظ، وَلَا يمسح عذاره فِي كَثْرَة السماع وَالْحِفْظ.
سمع الحَدِيث من الزَّمَخْشَرِيّ وَغَيره، وَكَانَ ولوعا بِالسَّمَاعِ كتوبا، وَجعل فِي آخر عمر أَيَّامه مَقْصُورَة على نشر الْعلم وإفادته لطالبيه، وفزع النَّاس إِلَيْهِ فِي حل المشكلات وَشرح المعضلات، وَهُوَ مَعَ الْعلم الغزير وَالْفضل الْكثير علم فِي الدّين، وَالصَّلَاح المتين، وَآيَة فِي الزّهْد، معتزلي.
صنّف: التَّفْسِير، اشتقاق الْأَسْمَاء، الْمَوَاضِع والبلدان.
مَاتَ نَحْو سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(2/195)
1774 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن بَرَكَات الشَّيْخ بديع الدّين الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ عَارِفًا بالقراءات والعربية، قَرَأَ على الْكَمَال الضَّرِير، وروى بِالْإِجَازَةِ عَن ابْن رواج وَابْن الجميزي، وَولي مشيخة الإقراء بالخليل.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة.
1775 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَسْكَر الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا شَاعِرًا حَافِظًا للآداب، عَارِفًا بالنحو، ذَاكِرًا للغة. روى عَن ابْن الفخار وَأبي جَعْفَر بن حكم الْحصار، وَقعد للإقراء بمالقة، فَأَدْرَكته الْوَفَاة سَرِيعا.
1776 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد بن مسْعدَة العامري الغرناطي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مِمَّن برع فِي النَّحْو وَالْأَدب، وَالْتزم الْكِتَابَة، وَشهر بهَا، روى عَن أبي الْحُسَيْن بن الْأَخْضَر وَيزِيد بن الْمُهلب الْمُقْرِئ.
مولده سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1777 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحَنَفِيّ الشريف الْجِرْجَانِيّ
قَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه: عَالم بِلَاد الشرق؛ كَانَ عَلامَة دهره، وَكَانَت بَينه وَبَين الشَّيْخ سعد الدّين مباحثات ومحاورات فِي مجْلِس تمرلنك؛ وَله تصانيف مفيدة، مِنْهَا(2/196)
شرح المواقف للعضد، وَشرح التَّجْرِيد للنصير الطوسي، وَيُقَال إِن مصنفاته زَادَت على خمسين مصنفا. مَاتَ سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
هَذَا مَا ذكره الْعَيْنِيّ.
وَمن مصنفاته: شرح الْقسم الثَّالِث من الْمِفْتَاح، وحاشية المطول، وحاشية الْمُخْتَصر، وحاشية الْكَشَّاف؛ لم يتم، وَله رِسَالَة فِي تَحْقِيق معنى الْحَرْف.
وأفادني صاحبنا المؤرخ شمس الدّين بن عزم أَن مولد الشريف بجرجان سنة أَربع وَسَبْعمائة، وَأَنه توفّي بشيراز سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة.
1778 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن بن أبي زيد الأستراباذي
الْمَشْهُور بالفصيحي؛ لتكراره على فصيح ثَعْلَب. قَرَأَ النَّحْو على عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ ملك النُّحَاة، ودرّس النَّحْو بالنظامية بعد الْخَطِيب التبريزي ثمَّ اتهمَ بالتشيع، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ: لَا أجحد؛ أَنا متشيع من المفرق إِلَى الْقدَم، فَأخْرج ورتب مَكَانَهُ أَبُو مَنْصُور الجواليقي، فَكَانَ يَقْصِدهُ التلامذة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ، فَيَقُول لَهُم: منزلي الْآن بالكراء، وَالْخبْز بِالشِّرَاءِ، وَأَنْتُم تدخرون؛ اذْهَبُوا إِلَى من عزلنا بِهِ.
روى عَنهُ السلَفِي وجالسه.
مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد.
وَمن شعره وَقد عوتب على الْوحدَة:
(الله أَحْمد شاكرا ... فبلاؤه حسن جميل)
(أَصبَحت مَسْتُورا مَعًا ... فِي بَين أنعمه أجول)
(خلوا من الأحزان خف الظّهْر ... يقنعني الْقَلِيل)
(حرا فَلَا منّ لمخلوق ... عَليّ وَلَا سَبِيل)
(لم يشقِني حرص على الدُّنْيَا ... وَلَا أمد طَوِيل)(2/197)
(سيّان عِنْدِي ذُو الْغنى ... المتلاف وَالرجل الْبَخِيل)
(ونفيت باليأس المنى ... عني فطاب لي المقيل)
(وَالنَّاس كلهم لمن ... خفّت مؤونته خَلِيل)
1779 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عُمَيْر النَّحْوِيّ الْكِنَانِي أَبُو الْحسن
كَانَ أحد الْفُضَلَاء من أَصْحَاب أبي بكر بن مقسم؛ روى عَنهُ أمالي ثَعْلَب سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
1780 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى اليافعي
قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَارِفًا بالنحو بِبِلَاد الْيمن. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
1781 - عَليّ بن مُحَمَّد بن غَالب عَلَاء الدّين بن نصير الدّين الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك، وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر؛ وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ والحساب، ماهرا فِي الشُّرُوط، ذَا مُرُوءَة وَسُكُون.
مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة.
1782 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن دِينَار الديناري النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ ياقوت: كَانَ مِمَّن يشار إِلَيْهِ فِي النَّحْو وَالْأَدب. درّس النَّحْو بِبَغْدَاد بعد وَفَاة أبي الْقَاسِم الرقي.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.(2/198)
1783 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْخُشَنِي الأبذي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ نحويا ذَاكِرًا للْخلاف فِي النَّحْو، من أحفظ أهل وقته لخلافهم. من أهل الْمعرفَة بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ والواقفين على غوامضه؛ وَلم يكن يعرفهُ كحفظه. أَقرَأ بمالقة، وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الزبير، ثمَّ انْتقل إِلَى غرناطة فأقرأ بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ أحفظ من رَأَيْنَاهُ بِعلم الْعَرَبيَّة، وَكَانَ يقرئ كتاب سِيبَوَيْهٍ فَمَا دونه، وَكَانَ فِي غَايَة الْفقر على إماماته فِي الْعلم. ولي إِمَامَة جَامع القيسارية، فارتفق بمعلومه. قلت يَوْمًا للفقيه أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن زُهَيْر - والأبذي حَاضر: مَا حد النَّحْو؟ فَقَالَ هَذَا الشَّيْخ هُوَ حد للنحو.
وَذكر وَفَاته كَمَا سبق، وَقَالَ: فِي رَجَب.
1784 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن السّكُون الْحلِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ ياقوت: كَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة، حسن الْفَهم، جيد النَّقْل، حَرِيصًا على تَصْحِيح الْكتب؛ لم يضع قطّ فِي طرسه إِلَّا مَا وعاه قلبه وفهمه لُبُّه، وَكَانَ يجيد قَول الشّعْر، وَكَانَ نصيريا. وَهل تصانيف.
مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتّ وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن النجار: قَرَأَ النَّحْو على ابْن الخشاب، واللغة على ابْن العصار، وتفقه على مَذْهَب الشِّيعَة، وبرع فِيهِ ودرّسه، وَكَانَ متديّنا مُصَليا بِاللَّيْلِ، سخيّا ذَا مُرُوءَة، ثمَّ سَافر إِلَى مَدِينَة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَأقَام بهَا، وَصَارَ كَاتبا لأميرها، ثمَّ قدم الشَّام، ومدح السُّلْطَان صَلَاح الدّين.(2/199)
وَمن شعره:
(خذا من لذيذ الْعَيْش مَا رقّ أَو صفا ... ونفسكما عَن باعث الْهم فاصرفا)
(ألم تعلما أَن الهموم قواتل ... وأحجى الورى من كَانَ للنَّفس منصفا)
(خليليّ إِن الْعَيْش بَيْضَاء طفلة ... إِذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى)
1785 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وضاح أَبُو الْحسن الشهراباني
نزيل بَغْدَاد؛ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ النَّحْوِيّ الْكَاتِب الزَّاهِد. كَذَا ذكره الْحَافِظ الدمياطي فِي مُعْجَمه؛ وَأسْندَ عَنهُ حَدِيثا؛ وَلم يذكر مولده وَلَا وَفَاته.
1786 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ عَلَاء الدّين البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ المفنن
عَلامَة الْوَقْت. ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن أَبِيه وَعَمه وَالشَّيْخ سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ، ورحل إِلَى الأقطار، وَأخذ عَن عُلَمَاء عصره؛ حَتَّى برع فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وَالْمَفْهُوم والمنظوم واللغة والعربية؛ وَصَارَ إِمَام عصره، وَدخل الْهِنْد فَعظم عِنْد مُلُوكهَا إِلَى الْغَايَة، لما شاهدوا من غزير علمه وزهده وورعه؛ ثمَّ قدم مَكَّة، فأقرأ بهَا، وَدخل مصر، وتصدر للإقراء بهَا، فَأخذ عَنهُ غَالب أَهلهَا؛ مِنْهُم الْجلَال الْمحلي والقاياتي، ونال عَظمَة بِالْقَاهِرَةِ مَعَ عدم تردده إِلَى أحد، ثمَّ توجه إِلَى الشَّام، فَسَار إِلَيْهَا بعد أَن سَأَلَهُ السُّلْطَان فِي الْإِقَامَة فَلم يقبل.
وَمَات فِي خَامِس رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة؛ وَلم يخلف بعده مثله؛ لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْعلم والورع والزهد والتحري.
1787 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النَّضر أَبُو الْحسن
قَالَ الأدفوي وَغَيره: كَانَ عَالما نحويا، أديبا فَقِيها؛ روى عَنهُ ابْن بري وَجَمَاعَة، وَولي قَضَاء الصَّعِيد؛ وَهُوَ من أهل أسوان أَو إسنا.(2/200)
وَقَالَ فِي الخريدة: من الأفاضل الْأَعْيَان الْمَعْدُودين، من حسان الزَّمَان.
وَقَالَ فِي الْجنان: من الرؤساء الْقُضَاة، ذَوي النباهة؛ كَانَ متصرفا فِي الْعُلُوم الْكَثِيرَة.
وَله من الْأَدَب مَادَّة غزيرة.
وَحكي عَنهُ قَالَ: أردْت النّظم فِي وَالِي عيذاب، فأقمت إِلَى السحر فَلم يساعدني القَوْل، وأجرى الله الْقَلَم، فَكتبت:
(قَالُوا تعطف قُلُوب النَّاس قلت لَهُم ... أدنى من النَّاس عطفا خَالق النَّاس)
(وَلَو علمت بسعيي أَو بمسألتي ... جدوى أتيتهم سعيا على الراس)
(لَكِن مثلي فِي ساحات مثلهم ... كمزجر الْكَلْب يرْعَى غَفلَة النَّاس)
(وَكَيف أبسط كفي بالسؤال وَقد ... قبضتها عَن بني الدُّنْيَا على الياس!)
(تَسْلِيم أَمْرِي إِلَى الرَّحْمَن أمثل لي ... من استلامي كف الْبر والقاسي)
قَالَ: فقنعت نَفسِي، وَمَا أَقمت إِلَّا ثَلَاثَة أَيَّام؛ وَورد كتاب من وَالِي عيذاب بتوليتي.
1788 - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمطلب
مجد الدّين أَبُو المكارم تَاج الدّين بن أبي جَعْفَر بن أبي عبد الله بن الْوَزير أبي الْمَعَالِي.
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ قيمًا بالنحو واللغة، كَاتبا بليغا، حسن الْخط، بارعا فِي الْأَدَب. سمع من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي والسلفي وَغَيرهمَا، وَحدث بِالْقَاهِرَةِ.
وَله: مُخْتَصر الغريبين، مُخْتَصر إصْلَاح ابْن السّكيت.
سَافر إِلَى الشَّام، واتصل بالملوك، وَتَوَلَّى المناصب. وَمَات سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(2/201)
1789 - عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مسْعدَة بن سعيد بن مسْعدَة بن ربيعَة أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ لَهُ خطّ بارع، وَمَعْرِفَة بالنحو واللغة، قَرَأَ على أَبِيه ولازمه، وانتفع بِهِ. وَمَات وَلم يعقب.
وَسبق ذكر قَرِيبه عَليّ بن مُحَمَّد.
1790 - عَليّ بن مُحَمَّد الْأَخْفَش النَّحْوِيّ الشَّاعِر أَبُو الْحسن الشريف الإدريسي
وَهُوَ عَاشر الأخفشين. قَرَأَ الفصيح على عَليّ بن عميرَة بِالْبَصْرَةِ عَن أبي بكر بن مقسم عَن ثَعْلَب.
وَكَانَ حَيا سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(وَكَأن العذار فِي حمرَة الخد ... على حسن خدك المنعوت)
(صولجان من الزبرجد مَعْطُوف ... على أكرة من الْيَاقُوت)
قَالَ فِي الخريدة: مَا أحسن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ؛ فقد أغرب فِي هَذَا الابتكار لَوْلَا تَكْرِير " الخد " كَقَوْلِه: " أمدحه أمدحه "، وَإِن كَانَ هَذَا بِسَمَاعِهِ ميت الْحسن ينعش، وخلي الْقلب يدهش.(2/202)
1791 - عَليّ بن مُحَمَّد الْأَهْوَازِي النَّحْوِيّ الأديب أَبُو الْحسن
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: لَهُ كتاب فِي الْعرُوض جيد.
1792 - عَليّ بن مُحَمَّد الْعَطَّار النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الفاسي
عَارِف بالمذاهب الْأَرْبَعَة والأصلين والعربية وَالتَّفْسِير والتصوف؛ وَكَانَ يذكر النَّاس يومي الْخَمِيس وَالْجُمُعَة. أَقَامَ فِي تَفْسِير آيَة وَاحِدَة - وَهِي: {إِنَّهُم فتية آمنُوا برَبهمْ وزدناهم هدى} سنة كَامِلَة.
أَخذ عَنهُ أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن خلف بن بكار الزناتي.
1793 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد نظام الدّين أَبُو الْحسن ابْن خروف الأندلسي النَّحْوِيّ
حضر من إشبيلية، وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، محققا مدققا، ماهرا مشاركا فِي الْأُصُول. أَخذ النَّحْو عَن ابْن طَاهِر الْمَعْرُوف بالخدب؛ وَكَانَ فِي خُلقه زعارة؛ وَلم يتَزَوَّج قطّ، وَكَانَ يسكن الْخَانَات.
أَقرَأ النَّحْو بعدة بِلَاد، وَأقَام بحلب مُدَّة، واختل فِي آخر عمره حَتَّى مَشى فِي الْأَسْوَاق عُرْيَان، بَادِي الْعَوْرَة، وَله مناظرات مَعَ السُّهيْلي.
صنّف: شرح سِيبَوَيْهٍ، شرح الْجمل، كتابا فِي الْفَرَائِض.
وَوَقع فِي جب لَيْلًا، فَمَاتَ سنة تسع وسِتمِائَة - وَقيل خمس وَقيل عشر. وَقَالَ ياقوت: سنة سِتّ - بإشبيلية عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة.(2/203)
وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان: مَاتَ بحلب، وَأنْشد لَهُ فِي الكأس:
(أَنا جسم للحميا ... والحميا لي روح)
(بَين أهل الظّرْف أغدو ... كل يَوْم وأروح)
وَله فِي نيل مصر:
(مَا أعجب النّيل مَا أحلى شمائله ... فِي ضفتيه من الْأَشْجَار أَرْوَاح)
(من جنَّة الْخلد فياض على ترع ... تهب فِيهَا هبوب الرّيح أَرْوَاح)
(لَيست زِيَادَته مَاء كَمَا زَعَمُوا ... وَإِنَّمَا هِيَ أرزاق وأرواح)
1794 - عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الكتامي الإشبيلي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الضائع
بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة. قَالَ ابْن الزبير: بلغ الْغَايَة فِي فن النَّحْو ولازم الشلوبين، وفَاق أَصْحَابه بأسرهم؛ وَله فِي مشكلات الْكتاب عجائب؛ وَقَرَأَ بِبَلَدِهِ أَيْضا الْأَصْلَيْنِ؛ وَكَانَ مُتَقَدما فِي هَذِه الْعُلُوم الثَّلَاثَة؛ وَأما الْعَرَبيَّة وَالْكَلَام فَلم يكن فِي وقته من يُقَارِبه فيهمَا، وَأما فهمه وتصرفه فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ فَمَا أرَاهُ سبقه إِلَى ذَلِك أحد.
أمْلى على إِيضَاح الْفَارِسِي، ورد اعتراضات ابْن الطراوة على الْفَارِسِي واعتراضاته على سِيبَوَيْهٍ، واعتراضات البطليوسي على الزجاجي.
وَكَانَ بِالْجُمْلَةِ إِمَامًا فِي هَذَا كُله لَا يجارى، ورد على ابْن عُصْفُور مُعظم اختياراته؛ وَكَانَ إِذا أَخذ فِي فن أَتَى بالعجائب.
وَقَالَ فِي النضار: لَهُ شرح الْجمل، شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ؛ جمع فِيهِ بَين شرحي السيرافي وَابْن خروف بِاخْتِصَار حسن.
مَاتَ فِي خمس وَعشْرين ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَقد قَارب السّبْعين.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/204)
1795 - عَليّ بن مُحَمَّد النهاوندي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: روى عَن جُنَادَة، عَن الْمبرد.
1796 - عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْهَرَوِيّ
صَاحب الأزهية فِي الْحُرُوف، وَله أَيْضا الذَّخَائِر فِي النَّحْو؛ كَانَ عَالما بالنحو إِمَامًا فِي الْأَدَب، جيد الْقيَاس، صَحِيح القريحة، حسن الْعِنَايَة بالأدب، مُقيما بالديار المصرية.
ذكره ياقوت.
1797 - عَليّ بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ أَبُو تُرَاب
حدث عَنهُ أَحْمد بن عبد الله بن منتصر.
ذكره ابْن بشكوال فِي الزَّوَائِد.
1798 - عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْوزان الْحلَبِي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: سمع مِنْهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن المحسن التنوخي، وَأَظنهُ فِي أَيَّام سيف الدولة ابْن حمدَان. وَله كتاب فِي الْعرُوض.
1799 - عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود عَلَاء الدّين بن الْعَطَّار الْحَرَّانِي النَّحْوِيّ الفرضي
قَالَ ابْن حجر: ولد بعد السِّتين وَسَبْعمائة، وبرع فِي النَّحْو والفرائض، وتصدى لنفع النَّاس، وتصدر بأماكن، وَكَانَت دروسه فائقة، وَكَانَ يتوقد ذكاء، وَلَو عمِّر لفاق الأقران.
مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة.(2/205)
1800 - عَليّ بن مُسلم اللَّخْمِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي، قَرَأَ عَلَيْهِ نجبة بن يحيى كتاب سِيبَوَيْهٍ فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1801 - عَليّ بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن الحكم الفرخان القَاضِي كَمَال الدّين أَبُو سعد
صَاحب الْمُسْتَوْفى فِي النَّحْو، أَكثر أَبُو حَيَّان من النَّقْل عَنهُ؛ وَسَماهُ هَكَذَا ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته.
1802 - عَليّ بن معالي الْعَلامَة شيخ النَّحْو ابْن الباقلاني الْحلِيّ الْمُتَكَلّم الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: من فضلاء زَمَانه بِبَغْدَاد، وَله نظم.
مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1803 - عَليّ بن أبي المعمر بن أبي الْقَاسِم أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ
قَالَ فِي تَارِيخ إربل: كَانَ مقرئا حسنا، عِنْده نَحْو وَشَيْء من لُغَة، قَرَأَ بواسط على أبي بكر عبد الله بن مَنْصُور الباقلاني وَهبة الله بن عَليّ بن هِشَام، وَسمع بهَا من أبي طَالب مُحَمَّد بن عَليّ الْكِنَانِي، وحدّث بِبَغْدَاد وإربل، وَكَانَ فَقِيرا.
مَاتَ بكرَة يَوْم السبت ثَانِي رَمَضَان سنة تسع وسِتمِائَة، ومولده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
1804 - عَليّ بن الْمُغيرَة أَبُو الْحسن الْأَثْرَم
قَالَ الْخَطِيب: صَاحب النَّحْو والغريب واللغة، سمع أَبَا عُبَيْدَة والأصمعي، وَمِنْه الزبير ابْن بكار وَابْن مكرم. وَكَانَ أول أمره يورق لإسماعيل بن صبيح.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.(2/206)
1805 - عَليّ بن مَنْصُور بن طَالب الْحلَبِي أَبُو الْحسن
يعرف بالقارح ويلقب دوخلة. قَالَ ياقوت: كَانَ شَيخا قيمًا بالنحو، حَافِظًا لقطعة كَبِيرَة من اللُّغَة والأشعار، راوية للْأَخْبَار، خدم أَبَا عَليّ الْفَارِسِي ولازمه، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع كتبه، وَكَانَت معيشته من التَّعْلِيم بِالشَّام ومصر.
ولد بحلب سنة إِحْدَى وَخمسين وثلثمائة، وَكَانَ حَيا سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَله:
(أَيْن من كَانَ يوضع الأير إجلالا ... على الراس عِنْده ويباس)
(أَيْن من كَانَ عَارِفًا بمقادير ... الأيور الْكِبَار! مَاتَ النَّاس)
1806 - عَليّ بن مَنْصُور بن عبيد الله الخطيبي الْمَعْرُوف بالأجل اللّغَوِيّ أَبُو عَليّ
الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد والمنشأ. قَالَ ياقوت: عَالم فَاضل، لغَوِيّ فَقِيه، كَاتب مُقيم بالنظامية، قَرَأَ على ابْن العصار وَأبي البركات الْأَنْبَارِي وَغَيرهمَا، وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي بالنظامية، وَلَا أعلم لَهُ فِي زَمَانه نظيرا فِي علم اللُّغَة، فَإِنَّهُ حَدثنِي أَنه كَانَ فِي صباه يكْتب كل يَوْم نصف كراس من الْمُجْمل ويحفظه، ويقرؤه على عبد الرَّحِيم بن العصار حَتَّى أنهى الْكتاب حفظا وَكِتَابَة، وَحفظ إصْلَاح الْمنطق، وَحفظ غير ذَلِك من كتب اللُّغَة والنحو وَالْفِقْه، وطالع أَكثر كتب الْأَدَب، وَهُوَ حفظَة لكثير من الْأَخْبَار والأشعار، ممتع المحاضرة إِلَّا أَنه لَا يتَصَدَّى للإقراء، وَلَو جلس لَهُ لأحيا عُلُوم الْأَدَب، وَضربت إِلَيْهِ آباط الْإِبِل.
مولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.(2/207)
وَله:
(لمن غزال بِأَعْلَى رامة سَمحا ... فعاود الْقلب سكر كَانَ مِنْهُ صَحا)
(مقسم بَين أضداد فطرته ... جنح وغرته فِي الجنح ضوء ضحى)
1807 - عَليّ بن مهْدي بن عَليّ بن مهْدي أَبُو الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ الطَّبَرِيّ الكسروي النَّحْوِيّ الْمُتَكَلّم
قَالَ ياقوت: أحد الروَاة الْعلمَاء النَّحْوِيين الشُّعَرَاء. كَانَ أديبا ظريفا حَافِظًا شَاعِرًا، عَارِفًا بِكِتَاب الْعين خَاصَّة، أدّب هَارُون بن المنجم، واتصل بَين يَدي المعتضد، وروى عَن أَبِيه والجاحظ وديك الْجِنّ، وَعنهُ أَبُو عَليّ الكوكبي.
وصنّف: الْخِصَال؛ وَهُوَ مَجْمُوع يشْتَمل على أَخْبَار وَحِكْمَة وأشعار وأمثال، وَله الأعياد والنواريز.
مَاتَ فِي خلَافَة المعتضد.
وَقَالَ السلَفِي: أَخذ الْكَلَام على أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ، وروى عَنهُ سعيد بن هَاشم الطَّبَرَانِيّ وَغَيره.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1808 - عَليّ بن مصلح الدّين بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ عَلَاء الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ الْعَلامَة النَّحْوِيّ المفنن
ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة، واشتغل بالعلوم وتفنن، وَدخل بِلَاد الْعَجم، وَأخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ والشريف الْجِرْجَانِيّ والكبار إِلَى أَن برع، وتصدر للإقراء، وَكَانَ عَالما متحققا، عَارِفًا بالجدل، إِمَامًا فِي الْمَعْقُول، بارعا فِي عُلُوم كَثِيرَة. دخل الْقَاهِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، فقُرر شَيخا بالأشرفية الجديدة، ثمَّ أخرج مِنْهَا سنة تسع وَعشْرين، وَحج وَدخل الرّوم، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، وَحضر مجْلِس الحَدِيث بالقلعة، فَوَقَعت مِنْهُ فلتات لِسَان ثمَّ اعتذر عَنْهَا، ورام من السُّلْطَان أمرا فَلم ينله، فَرجع إِلَى الرّوم(2/208)
فِي الْبَحْر فِي السّنة الْمَذْكُورَة، ثمَّ عَاد سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَحضر مجْلِس الحَدِيث، وَجرى على سنَنه فِي الحدة والشراسة وَالِاسْتِخْفَاف بعلماء مصر، ورام مشيخة الشيخونية فَلم ينلها، فاتفق أَن جرى كَلَام فِي مجْلِس السُّلْطَان، فحط على شيخها الشَّيْخ باكير وكفره، فأحضر الرُّومِي إِلَى مجْلِس الشَّرْع، وَادّعى عَلَيْهِ فَأنْكر.
وَيُقَال إِنَّهُم تخَيرُوا لَهُ أقل الْقُضَاة رُتْبَة ودينا، وَأَكْثَرهم جهلا وجرما، ثمَّ عقد لَهُ مجْلِس عِنْد السُّلْطَان وَأَصْلحُوا بَينهمَا، وَضعف مُدَّة، ثمَّ شَارف الْعَافِيَة، فَسقط من سَرِيره، فَأبْطل وركه، فَانْقَطع مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْأَحَد الْعشْرين من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
1809 - عَليّ بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن سعيد أَبُو الْحسن الأندلسي الأديب النَّحْوِيّ المؤرخ
من ذُرِّيَّة عمار بن يَاسر الصَّحَابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. قَالَ فِي الْبَدْر السافر: جال فِي الْمغرب، وجاب فِي الْمشرق، وَقَرَأَ النَّحْو وَالْأَدب على الشلوبين والدباج والأعلم البطليوسي.
وألّف: المشرِق فِي أَخْبَار الْمشرق، والمُغرب فِي أَخْبَار الْمغرب - وَقد اطَّلَعت على هَذَا التَّأْلِيف - والمرقص والمطرب، والعزة الطالعة فِي شعراء الْمِائَة السَّابِعَة، وَالْأَدب الغض، وَرَيْحَانَة الْأَدَب. وَغير ذَلِك.
روى عَنهُ الشّرف الدمياطي وَغَيره.
مولده بغرناطة لَيْلَة عيد الْفطر سنة عشر وسِتمِائَة، وَمَات حادي عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين.
وَمن شعره:
(أفدي بروحي كَاتبا متعلما ... قد حير الْأَبْصَار والألبابا)
(لَو كَانَ يكْتب مثل خطّ عذاره ... كَانَ ابْن بواب لَهُ بوابا)(2/209)
وَله فِي نهر غرناطة:
(كَأَنَّمَا النَّهر صفحة كتبت ... أسطرها والنسيم منشئها)
(لما أبانت عَن حسن منظره ... مَالَتْ عَلَيْهَا الغصون تقرؤها)
1810 - عَليّ بن مُؤمن بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن بن عُصْفُور النَّحْوِيّ الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي
حَامِل لِوَاء الْعَرَبيَّة فِي زَمَانه بالأندلس. قَالَ ابْن الزبير: أَخذ عَن الدباج والشلوبين، ولازمه مُدَّة، ثمَّ كَانَت بَينهمَا منافرة ومقاطعة، وتصدر للاشتغال مُدَّة بعدة بِلَاد، وجال بالأندلس، وَأَقْبل عَلَيْهِ الطّلبَة، وَكَانَ أَصْبِر النَّاس على المطالعة؛ لَا يمل من ذَلِك؛ وَلم يكن عِنْده مَا يُؤْخَذ عَنهُ غير النَّحْو؛ وَلَا تأهل لغير ذَلِك.
قَالَ الصَّفَدِي: وَلم يكن عِنْده ورع، وَجلسَ فِي مجْلِس شراب فَلم يزل يرْجم بالنارنج إِلَى أَن مَاتَ فِي رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث - وَقيل تسع - وَسِتِّينَ وسِتمِائَة. ومولده سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
وصنّف: الممتع فِي التصريف - كَانَ أَبُو حَيَّان لَا يُفَارِقهُ - المقرب - شَرحه لم يتم - شرح الجزولية، مُخْتَصر الْمُحْتَسب، ثَلَاثَة شُرُوح على الْجمل، شرح الْأَشْعَار السِّتَّة. وَغير ذَلِك.
وَله:
(لما تدنست بالتفريط فِي كبرى ... وصرت مغرى بِشرب الراح واللعس)
(أيقنت أَن خضاب الشيب أسترُلى ... إِن الْبيَاض قَلِيل الْحمل للدنس)
رثاه القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْمُنِير بقوله:
(أسْند النَّحْو إِلَيْنَا الدؤَلِي ... عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ البطل)
(بَدَأَ النَّحْو عَليّ وَكَذَا ... قل بِحَق ختم النَّحْو عَليّ)
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/210)
1811 - عَليّ بن نصر بن سُلَيْمَان الديبقي اللّغَوِيّ أَبُو الْحسن
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: أحد الأدباء. رَأَيْت لَهُ بِخَطِّهِ كتبا أدبية نحوية ولغوية، حَسَنَة الْخط والضبط. قرئَ عَلَيْهِ بِمصْر الْهَمْز لأبي زيد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1812 - عَليّ بن نصر بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد الفندورجي أَبُو الْحسن الإِسْفِرَايِينِيّ
قَالَ ياقوت: لَهُ فضل وافر، وَمَعْرِفَة تَامَّة باللغة وَالْأَدب، وَخط وبلاغة؛ وَله شعر. مليح رائق، وَيَد باسطة فِي الْكتاب والرسائل، سكن إسفرايين، وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة ورحل إِلَى حران.
ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمَات فِي حُدُود خمس وَخَمْسمِائة.
وَله:
(قد قصّ أَجْنِحَة الْوَفَاء وطار من ... وكر الوداد الْمَحْض وَالْإِخْلَاص)
(وَالْحر فِي شَبكَ الْجفَاء وَمَا لَهُ ... من أسر حَادِثَة رَجَاء خلاص)
1813 - عَليّ بن نصر الْجَهْضَمِي الْبَصْرِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من أَصْحَاب الْخَلِيل فِي الْعَرَبيَّة ورفقاء سِيبَوَيْهٍ. روى لَهُ الْجَمَاعَة.
وَمَات سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة.
1814 - عَليّ بن هَارُون بن نصر أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ
يعرف بالقرميسيني. قَالَ الْخَطِيب: حدّث كثيرا عَن الْأَخْفَش الصَّغِير، وَعنهُ عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، وَكَانَ ثِقَة جميل الْأَمر.
ولد سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة.(2/211)
1815 - عَليّ بن الْهَيْثَم الْكَاتِب الْأَنْبَارِي
يعرف بجونقا. قَالَ ياقوت: كَانَ فَاضلا أديبا، كثير الِاسْتِعْمَال لعويص اللُّغَة، كَاتبا فِي ديوَان الْمَأْمُون وَغَيره من الْخُلَفَاء، حَتَّى قَالَ الْمَأْمُون: أَنا أَتكَلّم مَعَ النَّاس كلهم على سجيتي إِلَّا عَليّ بن الْهَيْثَم فَإِنِّي أتحفظ إِذا كَلمته؛ لِأَنَّهُ يغرق فِي الْإِعْرَاب.
وَدخل مرّة سوق الدَّوَابّ فَقَالَ لَهُ النخاس: هَل من حَاجَة؟ قَالَ: نعم؛ [الْحَاجة إناختنا بعقوتك] . أردْت فرسا قد انْتهى صَدره، وتقلقلت عروقه، يُشِير بأذنيه، ويتعاهدني بِطرف عَيْنَيْهِ، ويتشرف بِرَأْسِهِ، ويعقد عُنُقه، ويخطر بِذَنبِهِ، ويناقل برجليه. حسن الْقَمِيص، جيد الفصوص، وثيق الْقصب، تَامّ العصب، كَأَنَّهُ موج لجة، أَو سيل حدور. فَقَالَ لَهُ النخاس هَكَذَا كَانَ فرسه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَكَانَ من قَرْيَة تسمى أنقوريا، فهجاه بَعضهم بقوله:
(أنقوريا قَرْيَة مباركة ... تقلب فخارها إِلَى الذَّهَب)
1816 - عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن مُوسَى
ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن ربيعَة بن الْحَارِث أَبُو الْحسن القفطي
يعرف بِالْقَاضِي الأكرم. صَاحب تَارِيخ النُّحَاة، قَالَ ياقوت: ولد فِي ربيع سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بقفط، وَكَانَ جمّ الْفضل، كثير النبل، عَظِيم الْقدر، إِذا تكلم فِي فن من الْفُنُون كالنحو واللغة والقراءات وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول والمنطق والرياضة والنجوم والهندسة والتاريخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل قَامَ بِهِ أحسن قيام. وَكَانَ سمح الكفّ، طلق الْوَجْه.(2/212)
صنّف: إصْلَاح الْخلَل الْوَاقِع فِي الصِّحَاح للجوهري، الضَّاد والظاء، تَارِيخ النُّحَاة، تَارِيخ مصر، الْمحلي فِي اسْتِيعَاب وُجُوه كلا.
1817 - عَليّ بن يُوسُف بن جزي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ بارعا فِي الْكِتَابَة وَالْأَدب والنحو واللغة، وَعِنْده معرفَة بالفقه وَعقد الشُّرُوط، تولى خطة الْقَضَاء، وَأظْهر الزّهْد وَالْعدْل، وَمَات على خير عمل.
1818 - عَليّ بن يُوسُف بن حزيز بن معضاد بن فضل اللَّخْمِيّ الشطنوفي نور الدّين أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الأدفوي، وَقَالَ: قَرَأَ الْقرَاءَات على التقي يَعْقُوب بن بدران الجرايدي، والنحو على الضياء صَالح بن إِبْرَاهِيم الفارقي إِمَام جَامع الْحَاكِم، وَسمع من النجيب، وَتَوَلَّى تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني، وتصدر للإقراء بِجَامِع الْحَاكِم، وَكَانَ كثير من النَّاس يَعْتَقِدهُ، والقضاة تكرمه.
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ يَوْم السبت تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ رَئِيس المقرئين بالديار المصرية، ومعدودا فِي الْمَشَايِخ من النُّحَاة وَله الْيَد الطُّولى فِي علم التَّفْسِير؛ وعلق فِيهِ تَعْلِيقا. وَله كتاب فِي مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني. مولده فِي شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
1819 - عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ
من أهل دانية، واستوطن مرسية. أَبُو الْحسن؛ يعرف بِابْن الشَّرِيك الضَّرِير. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا نحويا مقرئا لِلْقُرْآنِ.
وَقَالَ ابْن الْأَبَّار: كَانَ فِي صباه نجارا فَلَمَّا أضرّ أقبل على الْعلم؛ فَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي إِسْحَاق بن محَارب، والعربية عَن أبي الْقَاسِم بن تَمام، وَسمع من أبي عبد الله بن حميد(2/213)
وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش، وأقرأ الْعَرَبيَّة والقراءات، وَبلغ فِي الذكاء والتفهيم الْغَايَة، واستفاد بتعليم الْعَرَبيَّة مَالا جزيلا.
ولد سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي رَجَب سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة.
1820 - عَليّ بن الصنهاجي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: فهمه مُصِيب، وسهمه فِي الْعَرَبيَّة فَازَ بأوفر نصيب، وشعره كثير أنيق، ونثره مُحرز بحلية التنميق.
1821 - عَليّ بن الْحَضْرَمِيّ
من أهل السَّاحِل. قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ نحويا شَاعِرًا أديبا، وَكَانَ بِقُرْبِهِ رجل يراسله بالمسائل فِي النَّحْو، فَكتب إِلَيْهِ عَليّ:
(لما أَتَانِي كتاب وَاضح حسن ... فِي النَّحْو مِنْك أَبَا إِسْحَاق قد صنعا)
(كَيْمَا تغلطني فِيهِ وتفحمني ... وَلست فِي النَّحْو مِمَّن يَبْتَغِي الشنعا)
(أَمْسَكت خوف مراء لست تحمله ... حلما وَلم أك عَنهُ ممسكا فَزعًا)
1822 - أَبُو عَليّ المكفوف السنجي
قَالَ الزبيدِيّ: من تلاميذ أبي مُحَمَّد المكفوف، طَال عمره وَقد أدْرك رجال سَحْنُون، وَأخذ عَنْهُم.
1823 - عمَارَة بن عَليّ بن زيدات بن أَحْمد اليمني
نزيل مصر. قَالَ الجندي: كَانَ فَقِيها نبيها، عَارِفًا بارعا، نحويا لغويا فرضيا، شَاعِرًا فصيحا بليغا؛ مولده لبضع عشرَة وَخَمْسمِائة.(2/214)
1824 - عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعلوِي الزيدي الْكُوفِي أَبُو البركات
من أَئِمَّة النَّحْو واللغة وَالْفِقْه والْحَدِيث. ولد سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَأخذ النَّحْو عَن زيد بن عَليّ الْفَارِسِي، وَعنهُ ابْن الشجري. قَالَ السَّمْعَانِيّ: وَكَانَ خشن الْعَيْش، صَابِرًا على الْفقر، قانعا باليسير زيديا جارودي الْمَذْهَب. سمع الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ وَابْن النقور، وَمِنْه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَغَيره.
قَالَ يُوسُف بن مقلد: قَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا فَمر بِي ذكر عَائِشَة فترضيت عَنْهَا، فَقَالَ: أتدعو لعدو عَليّ! فَقلت: حاشا وكلا، مَا كَانَت عدوته.
وَحج مَعَ أبي طَالب الهرماس فَصرحَ لَهُ بالْقَوْل بِالْقدرِ وَخلق الْقُرْآن، فشق على أبي طَالب، وَقَالَ: إِن الْأَئِمَّة على غير ذَلِك، فَقَالَ لَهُ: إِن أهل الْحق يعْرفُونَ بِالْحَقِّ، وَلَا يعرف الْحق بأَهْله.
صنّف شرح اللمع وَغَيره.
وَمَات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1825 - عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي المدلجي النشأني عز الدّين
قَالَ الْإِسْنَوِيّ: كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو والحساب وَالْأُصُول، محققا ديّنا ورعا يحب السماع ويحضره.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: درّس بالفاضلية والكهارية والظاهرية، وَقَرَأَ النَّحْو بالجامع الْأَقْمَر، وانتفع بِهِ وَلَده كَمَال الدّين صَاحب المختصرات وَجَمَاعَة. وَحدث عَن الدمياطي، وَله مشكلات الْوَسِيط.
مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة.(2/215)
1826 - عمر بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مهْرَان الْعِرَاقِيّ النَّحْوِيّ مجد الدّين أَبُو حَفْص الضَّرِير
قَالَ فِي تَارِيخ إربل: برع فِي علم النَّحْو، وَتخرج بمكي بن رَيَّان، وتصدر بعده لإقرائه؛ وَله ذكاء وفكرة حَسَنَة، وَكَانَ فِي لِسَانه حبسة عَظِيمَة، وَعِنْده ثقل فِي كَلَامه لَا يكَاد يبين، أَرَادَ مناظرة مَحْمُود بن الأرملة فَلم يجبهُ إِلَى ذَلِك خوفًا.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: صَار أنحى أهل عصره، وأتقن الْعرُوض والنحو واللغة وَالشعر، وَكَانَ مفرط الذكاء، ويدري مَذْهَب الشَّافِعِي، تخرج بِهِ أَئِمَّة، وَمَات يَوْم عيد الْفطر سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة.
1827 - عمر بن إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود بن سعد بن سعيد الفارقي الْفَقِيه النَّحْوِيّ الأديب الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم رشيد الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَت لَهُ يَد طولى فِي التَّفْسِير وَالْبَيَان والبديع واللغة، انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْأَدَب، واشتغل عَلَيْهِ خَلق من الْفُضَلَاء؛ وَقد وزر وَتقدم فِي دوَل، وَأفْتى وناظر، وبرع فِي البراعة والبلاغة وَالنّظم والنثر. وَكَانَ حُلْو المحاضرة، مليح النادرة، يُشَارك فِي الْأُصُول والطب، وَله فِي النَّحْو مقدمتان. سمع من عبد الْعَزِيز بن باقا وَابْن الزبيدِيّ وَجَمَاعَة. ودرّس بالناصرية مُدَّة، وبالظاهرية وَانْقطع بهَا وخنق فِيهَا، وَأخذ ذهبه فِي رَابِع الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
1828 - عمر بن أبي بكر بن عِيسَى بن عبد الحميد المغربي البصراوي النَّحْوِيّ زين الدّين
قَالَ ابْن حجر: قدم دمشق، فاشتغل بالفقه والعربية والقراءات، وفَاق فِي النَّحْو، وشغل النَّاس، وَكَانَ قانعا باليسير، حسن العقيدة، مَوْصُوفا بِالدّينِ وَالْخَيْر، سليم الْبَاطِن، فَارغًا من الرياسة.
مَاتَ فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.(2/216)
1829 - عمر بن بكير، صَاحب الْحسن بن سهل
قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا أخباريا، راوية ناسبا، عمل لَهُ الْفراء مَعَاني الْقُرْآن، وصنّف كتاب الْأَيَّام فِي الْغَزَوَات.
1830 - عمر بن ثَابت أَبُو الْقَاسِم الثمانيني النَّحْوِيّ الضَّرِير
قَالَ ياقوت: إِمَام فَاضل أديب، كَامِل. أَخذ عَن ابْن جني؛ وَكَانَ خَواص النَّاس فِي ذَلِك الْوَقْت يقرءُون على ابْن برهَان وعوامهم يقرؤون على الثمانيني. روى عَنهُ الشريف يحيى بن طَبَاطَبَا وَغَيره.
وَله: شرح اللمع، شرح التصريف الملوكي، الْمُقَيد فِي النَّحْو.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَهُوَ من " ثَمَانِينَ " بِلَفْظ الْعدَد؛ بليدَة بالموصل؛ أول قَرْيَة بنيت بعد الطوفان، بناها الثَّمَانُونَ الَّذين خَرجُوا من السَّفِينَة وَسميت بهم.
1831 - عمر بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي أَبُو الْقَاسِم
يلقب رومى. قَالَ ياقوت: أحد أَعْيَان أهل الْأَدَب، المختصين بِمَعْرِِفَة علم الشّعْر والقوافي وَالْعرُوض.
لَهُ: كتاب اللُّغَات، القوافي، الْعرُوض.(2/217)
1832 - عمر بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْجَمِيل بن فرع ابْن دحْيَة الْكَلْبِيّ الأندلسي البلنسي الْحَافِظ أَبُو الْخطاب
من أَعْيَان الْعلمَاء، ومشاهير الْفُضَلَاء. متقنا لعلم الحَدِيث وَمَا يتَعَلَّق بِهِ، عَارِفًا بالنحو واللغة وَأَيَّام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا، سمع الحَدِيث ورحل.
وَله بنى الْكَامِل دَار الحَدِيث الكاملية بِالْقَاهِرَةِ وَجعله شيخها. حدّث عَنهُ ابْن الصّلاح وَغَيره.
وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1833 - عمر بن خلف بن مكي الصّقليّ الإِمَام اللّغَوِيّ الْمُحدث
كَذَا ذكره فِي البُلغة، وَقَالَ: من تصانيفه تثقيف اللِّسَان؛ دَال على غزارة علمه وَكَثْرَة حفظه، ولي قَضَاء تونس وخطابتها؛ فَكَانَ يخْطب الْخطْبَة البديعة من إنشائه.
وَله:
(يَا حَرِيصًا قطع الْأَيَّام فِي ... بؤس عَيْش وعناء وتعب)
(لَيْسَ يعدوك من الرزق الَّذِي ... قسم الله فأجمل فِي الطّلب)
1834 - عمر بن سعيد بن مغيث التعزي أَبُو الْخطاب
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها نبيها، متفننا، عَارِفًا بالفقه، والنحو والفرائض، انْتفع بِهِ كثير؛ ودرّس بالمظفرية بتعز، وَقضى بهَا، وَكَانَ مشكور السِّيرَة.
1835 - عمر بن شبة بن عُبَيْدَة بن ريطة أَبُو زيد الْبَصْرِيّ النميري
مَوْلَاهُم النَّحْوِيّ. وَاسم أَبِيه زيد، وَإِنَّمَا قيل لَهُ شبة، لِأَن أمه كَانَت ترقصه وَتقول:
(يَا بِأبي يَا شبا ... وعاش حَتَّى دبَّا)
(شَيخا كَبِيرا خبَّا)(2/218)
كَانَ أَبُو زيد راوية للْأَخْبَار، عَالما بالآثار، أديبا فَقِيها صَدُوقًا. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره؛ روى عَن يحيى بن سعيد، وَعنهُ ابْن مَاجَه.
وصنّف: كتاب النَّحْو، وَمن كَانَ يلحن من النَّحْوِيين، الِاسْتِعَانَة بالشعر وَمَا جَاءَ من اللُّغَات، الشّعْر وَالشعرَاء، طَبَقَات الشُّعَرَاء، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ عَن تسعين سنة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1836 - عمر بن عبد الله بن أبي السعادات أَبُو الْقَاسِم الدباس النَّحْوِيّ
كَانَ حنبليا، ثمَّ تحول شافعيا أشعريا، وبرع فِي النَّحْو واللغة، وَكَانَ ذكيا ألمعيا، ذَا فكرة جَيِّدَة؛ من أظرف الشَّبَاب وأجملهم وَأَحْسَنهمْ لباسا، وألطفهم خُلقا وَعشرَة.
سمع من أبي الْفَتْح بن شاتيل وَأبي الْفرج بن كُلَيْب، وَتَوَلَّى الإشراف على كتب النظامية.
ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة إِحْدَى وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن النجار: ورأيته فِي الْمَنَام بعد مَوته بِخَمْسَة عشر يَوْمًا وَهُوَ فرحان، فَقلت لَهُ: مَا فعل الله بك؟ فَقَالَ: الْآن خرجت من الْحَبْس.
1837 - عمر بن عبد الله الْهِنْدِيّ ابْن سراج الدّين الفأفاء
قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَارِفًا بالأصول والعربية، أَقَامَ بِمَكَّة فَوق أَرْبَعِينَ سنة فَأفَاد النَّاس هَذِه الْعُلُوم.
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة عَن سبعين سنة.
1838 - عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن شمس الدّين الأسواني الشَّافِعِي
أَخذ الْفِقْه عَن مجد الدّين الْقشيرِي، وَالشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام، وَقَرَأَ على أفضل الدّين الخونجي، وَولي قَضَاء أسوان.(2/219)
وَمَات بقوص سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
وَكَانَ [فَقِيها مفننا فَاضلا مُعْتَبرا نحويا] ، أديبا شَاعِرًا كَرِيمًا جوادا.
ذكره المقريزي فِي المقفى.
1839 - عمر بن عبد الْمجِيد الرُّنديّ
بِضَم الرَّاء وَسُكُون النُّون، أَبُو عَليّ الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ.
1840 - عمر بن عبد الْملك بن سُلَيْمَان بن عبد الْملك بن مُوسَى بن سَالم ابْن هَانِئ بن مُسلم، ابْن أبي مُسلم الْخَولَانِيّ أَبُو جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة وَالشعر والغريب، رَحل وَسمع بالعراق من ابْن درسْتوَيْه وَأبي بكر بن مقسم، وبالبصرة من أبي بكر بن داسة سنَن أبي دَاوُد. وَقدم الأندلس، فحدّث.
مَاتَ فِي عشر شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وثلثمائة.
1841 - عمر بن عبد النُّور بن ماخوخ بن يُوسُف أَبُو عَليّ الصنهاجي اللزبي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ابْن فضل الله فِي نحاة الْمغرب من المسالك، وَقَالَ: تفرد بفضله. واللزب قَبيلَة. قدم هَذَا الرجل مصر ورحل إِلَى الْموصل، وَدخل إربل، ولازم كَمَال الدّين بن يُونُس.
وَله شعر جيد؛ فَمِنْهُ فِي كَاتب:
(إِن كَانَ وصلك يَا فلَان ممنعا ... خوفًا عَلَيْك ملامة العذال)
(فَالْآن مشرف عَارِضَيْك مخبر ... أَن العذار موقع لوصال)(2/220)
1842 - عمر بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن بن شُعَيْب الجنزي أَبُو حَفْص
قَالَ فِي الوشاح: هُوَ إِمَام فِي النَّحْو وَالْأَدب، لَا يشق غباره، وَمَعَ ذَلِك فقد تحلى بالورع ونزاهة النَّفس.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: أحد أَئِمَّة الْأَدَب؛ وَله بَاعَ طَوِيل فِي النَّحْو وَالشعر. قدم بَغْدَاد، وَصَحب الْأَئِمَّة، وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي المظفر الأبيوردي، وَرجع وَعَاد ثَانِيًا، وذاكر الْفُضَلَاء، وَكَانَ حسن السِّيرَة. صنّف تَفْسِيرا لَو تمّ لم يُوجد مثله. سمع من عبد الرَّحْمَن الدوني سنَن النَّسَائِيّ، وكتبت عَنهُ.
وَمَات فِي رَابِع عشر ربيع الآخر سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَقد جَاوز السّبْعين.
1843 - عمر بن عُثْمَان بن خطاب بن بشر التَّمِيمِي أَبُو حَفْص النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: مغربي، لَهُ كتاب الْأَمر وَالنَّهْي، وَيعرف بِكِتَاب المكتفي.
1844 - عمر بن عَليّ بن سَالم بن صَدَقَة اللَّخْمِيّ الإسكندري تَاج الدّين الفاكهي الْعَلامَة النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: ولد سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: أَخذ عَن ابْن الْمُنِير وَغَيره، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة والفنون، وتفقه لمَالِك، وَسمع من عَتيق الْعمريّ وَابْن طرخان.
وصنّف: شرح الْعُمْدَة، شرح الْأَرْبَعين النووية، الْإِشَارَة فِي النَّحْو، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بالثغر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
وقرأت بِخَط الشَّيْخ كَمَال الدّين وَالِد شَيخنَا الشمني سنة أَربع فِي سَابِع جُمَادَى الأولى قَالَ: وَله شرح مقدمته الَّتِي فِي النَّحْو، وَسمع من التقي بن دَقِيق الْعِيد والبدر بن جمَاعَة وَأَجَازَ لعبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي.(2/221)
1845 - عمر بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن مَكْتُوم: لَهُ مُخْتَصر فِي النَّحْو سَمَّاهُ حاوي الْفَوَائِد الأدبية.
1846 - عمر بن عِيسَى بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بالهروي أَبُو الْخطاب الْفَقِيه الإِمَام الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها بارعا فَاضلا محققا، عَارِفًا بعلوم الْأَدَب والحساب والفرائض والدور والتصريف وَالْعرُوض. إِمَام أهل عصره فِي النَّحْو، وَله عدَّة مصنفات فِيهِ وَفِي غَيره.
وَمَات بعد السبعمائة.
1847 - عمر بن عِيسَى بن عمر الباريني الْحلَبِي
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ فَاضلا فِي الْفَرَائِض والعربية، تفقه على الْبَارِزِيّ، وبرع وَأفْتى، ودرّس بأماكن، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَكتب الْمَنْسُوب، وَسمع من الحجار وَغَيره، وَكَانَ يُقرر قَوَاعِد للنحو مفيدة.
مَاتَ بحلب فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
1848 - عمر بن قديد الشَّيْخ ركن الدّين الْحَنَفِيّ
كَانَ عَلامَة، بارعا فَاضلا، عَالما بالأصول والنحو والتصريف وَغَيرهَا، لَازم الشَّيْخ عز الدّين بن جمَاعَة، وَأخذ عَنهُ عدَّة فنون، وتصدر للإقراء، وَتخرج بِهِ جمَاعَة. وَله حواش وتعاليق وفوائد، وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن أَبنَاء الدُّنْيَا، طارحا للتكليف، متقشفا فِي ملبسه.
مَاتَ سنة نيّف وَخمسين وَثَمَانمِائَة.(2/222)
1849 - عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عديس أَبُو حَفْص الْقُضَاعِي البلنسي اللّغَوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: حمل عَن أبي مُحَمَّد البطليوسي الْكثير، وصنّف المثلث - عشرَة أَجزَاء ضخمة؛ دلّ على تبحره وسعت اطِّلَاعه - وَشرح الفصيح.
وَمَات فِي حُدُود السّبْعين وَخَمْسمِائة.
1850 - عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور بهاء الدّين الْحَنَفِيّ
نزيل مَكَّة. قَالَ الفاسي: كَانَ عَالما بالفقه وَالْأُصُول والعربية، مَعَ حلم وأدب، وعقل رَاجِح، وَحسن خُلق. جاور بِالْمَدِينَةِ، وَحج سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة، فَسقط إِلَى الأَرْض فيبست أعضاؤه، وَبَطلَت حركته، حمل إِلَى مَكَّة، وَتَأَخر عَن الْحَج، وَلم يقم إِلَّا قَلِيلا وَمَات.
1851 - عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الفأزي سراج الدّين أَبُو حَفْص ابْن بدر الدّين بن السديدي أبي عَليّ
صنّف: أرجوزة نظم فِيهَا درة الغواص، ومؤاخذات الحريري عَلَيْهَا.
1852 - عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن فتوح سراج الدّين أَبُو حَفْص الْغَزِّي الدمنهوري
قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ: برع فِي النَّحْو والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه، وَكَانَ جَامعا للعلوم، أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الشّرف مُحَمَّد بن عَليّ الحسني الشاذلي، والقراءات عَن التقي الصَّائِغ، وَالْأُصُول عَن الْعَلَاء القونوي، والمعاني عَن الْجلَال الْقزْوِينِي، وَالْفِقْه عَن النُّور الْبكْرِيّ. وَسمع من الحجار والشريف الموسوي، ودرّس وَأفْتى، وحدّث عَنهُ أَبُو الْيمن الْبَصْرِيّ.
قَالَ فِي الدُّرَر: مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة.(2/223)
وَقَالَ الفاسي: هَذَا وهم، بل مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين، ومولده بعد الثَّمَانِينَ وسِتمِائَة.
1853 - عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي نصر الْمَعْرُوف بِابْن الشّحْنَة الْموصِلِي أَبُو حَفْص
قَالَ فِي تَارِيخ إربل: عَالم بالنحو واللغة، أَخذ عَن عُلَمَاء بَغْدَاد كَابْن الْأَنْبَارِي وَابْن العصار. وَورد إربل، وَقَرَأَ بمستعمل الْقرَاءَات وشواذها. وَكَانَ خَبِيث اللِّسَان، هجّاء لكل من صَحبه، سيء العقيدة، كثير الِاسْتِهْزَاء بالأمور الدِّينِيَّة، والتخليط لأوباش النَّاس، مُتَّهمًا على شرب الْخمر. وَلما ولي أَبُو الْحَارِث أرسلان الْموصل أحسن إِلَيْهِ وولاه بعض أَعماله، فَنقل لَهُ أَنه هجاه، فَلم يصدق لعدم الْمُوجب، ثمَّ أحضرهُ وَسَأَلَهُ، فَأنْكر فَضَربهُ بِالدرةِ فَسَقَطت من عمَامَته ورقة فِيهَا الهجو الَّذِي نقل عَنهُ، فشهره وَحلق لحيته وحبسه إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وسِتمِائَة.
وَله:
(ورد أنيق يروق الْعين منظره ... أَتَاك فِي خير وَقت خير منعوت)
(كَأَنَّمَا الطل فِي أوراقه سحرًا ... لآلئا نثرت فِي صحن ياقوت)
1854 - عمر بن مُحَمَّد بن سعيد النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الخزرجي، وَقَالَ: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا جَامعا لفنون من الْعلم؛ لَهُ معرفَة بالفقه والفرائض والحساب والطب، وَكَانَ عدلا أَمينا. صحب الواثق.
1855 - عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الْأُسْتَاذ أَبُو عَليّ الإشبيلي الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بالشَّلَوْبِين
بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْمُوَحدَة وَبعدهَا تَحْتَانِيَّة وَنون؛ وَرُبمَا زيد بعْدهَا يَاء النِّسْبَة، وَمَعْنَاهُ بلغَة الأندلس " الْأَبْيَض الْأَشْقَر ".
قَالَ ابْن الزبير كَانَ إِمَام عصره فِي الْعَرَبيَّة بِلَا مدافع، آخر أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن بالمشرق وَالْمغْرب،(2/224)
ذَا معرفَة بِنَقْد الشّعْر وَغَيره، بارعا فِي التَّعْلِيم، ناصحا، أبقى الله بِهِ مَا بأيدي أهل الْمغرب من الْعَرَبيَّة. لَازم أَبَا بكر مُحَمَّد بن خلف بن صَاف حَتَّى أحكم الْفَنّ، وَأخذ عَن ابْن ملكون وَغَيره، وأقرأ نَحْو سِتِّينَ سنة، وَعلا صيته، واشتهر ذكره، وبرع من طلبته جلة، وقلما تأدب بالأندلس أحد من أهل وقتنا إِلَّا وَقَرَأَ عَلَيْهِ، واستند وَلَو بِوَاسِطَة إِلَيْهِ.
روى عَن السُّهيْلي وَابْن بشكوال وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَغَيره، وَأخذ عَنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن فرتون وَجَمَاعَة.
وصنّف تَعْلِيقا على كتاب سِيبَوَيْهٍ، وشرحين على الجزولية، وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ التوطئة.
وَكَانَ فِيهِ غَفلَة، قعد يَوْمًا إِلَى جَانب نهر وَبِيَدِهِ كراسة يطالع فِيهَا، فَوَقع كراس فِي المَاء فغرفه بآخر.
مولده سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.
وَله:
(قَالُوا حَبِيبك ملتاث فَقلت لَهُم ... نَفسِي الْفِدَاء لَهُ من كل مَحْذُور)
(يَا لَيْت علته بِي غير أَن لَهُ ... أجر العليل وَأَنِّي غير مأجور)
قلت: كَذَا نسبهما إِلَيْهِ الصَّفَدِي: ونسبهما بعد ذَلِك لمُحَمد البيدق.
1856 - عمر بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو حَفْص الفرغاني الْحَنَفِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف وَالْكَلَام وَعلم الْعَرَبيَّة، وَكتب خطا مليحا، وَله نظم ونثر، قدم بَغْدَاد شَابًّا، وَصَحب الشهَاب السهروردي. وَعرض عَلَيْهِ(2/225)
تدريس التنيبة، فَلم يجب، ثمَّ ولي تدريس المستنصرية. وَقدمه فِي الزّهْد والحقيقة متمكّنه، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة، دَائِم الْخلْوَة، مُجَردا من أَسبَاب الدُّنْيَا؛ مَعَ حسن خُلق وتواضع، وَشرف نفس ولطف طبع.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَقد قَارب السّبْعين.
1857 - عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد ابْن زيد بن دِرْهَم القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن بن أبي عمر
قَالَ ياقوت: لَهُ غَرِيب الحَدِيث؛ كَبِير لم يتم، والفرج بعد الشدَّة، وَهُوَ أول من صنّف فِي ذَلِك. وقلده المقتدر رياسة فِي حَيَاة أَبِيه، فَخلع عَلَيْهِ وَركب مَعَه الخَلق، فَكَانَ النَّاس يثلبونه ويتعجبون من ولَايَته، فَقَالَ بَعضهم لآخر: مَا ترى كَثْرَة تعجب النَّاس من تقلد هَذَا الصَّبِي مَعَ فَضله وجلالته وَعلمه! فَقَالَ: لَا تعجب من هَذَا، فلعهدي وَقد ركبت مَعَ أَبِيه أبي عمر يَوْم خُلع عَلَيْهِ، وَالنَّاس يتعجبون من تقلده أَضْعَاف هَذَا الْعجب؛ حَتَّى خفنا أَن يثبوا علينا، وَهُوَ أَبُو عمر وَقدره فِي الْفضل والنبل مَعْرُوف، وَلَكِن النَّاس يسرعون إِلَى الْعجب مِمَّا لم يألفوه.
وَقَالَ غَيره: كَانَ عَارِفًا بفنون الْعلم والفرائض والحساب واللغة والنحو وَالشعر والْحَدِيث.
صنّف: الْمسند وَغَيره، وناب عَن أَبِيه فِي الْقَضَاء، ثمَّ اسْتَقل بعده.
مَاتَ لثلاث عشرَة بقيت من شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة.
1858 - عمر بن مظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس الإِمَام زين الدّين بن الوردي الْمصْرِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي
كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو وَالْأَدب، مفننا فِي الْعلم، ونظمه فِي الذرْوَة الْعليا والطبقة القصوى، وَله فَضَائِل مَشْهُورَة. قَرَأَ على الشّرف الْبَارِزِيّ وَغَيره. وصنّف: الْبَهْجَة فِي نظم الْحَاوِي الصَّغِير، شرح ألفية بن مَالك، ضوء الدرة على ألفية ابْن معطى، اللّبَاب(2/226)
فِي علم الْإِعْرَاب، قصيدة شرحها، مُخْتَصر الملحة نظما، تذكرة الْغَرِيب فِي النَّحْو نظما، شرحها، الْمسَائِل الملقبة فِي الْفَرَائِض، منطق الطير فِي التصوف، أرجوزة فِي تَعْبِير الْمَنَام، أرجوزة فِي خَواص الْأَحْجَار والجواهر، وَغير ذَلِك.
وَله مقامة فِي الطَّاعُون الْعَام؛ وَاتفقَ أَنه مَاتَ بِأخرَة فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَالرِّوَايَة عَنهُ غزيرة، وَقد حدّث عَنهُ أَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ الدِّمَشْقِي. روى لنا عَنهُ - أَعنِي عَن أبي الْيُسْر - جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ.
وَمن نظم ابْن الوردي:
(لَا تقصد القَاضِي إِذا أَدْبَرت ... دنياك واقصد من جواد كريم)
(كَيفَ يرجِّي الرزق من عِنْد من ... يُفْتِي بِأَن الْفلس مَال عَظِيم!)
وَله:
(أَنْت ظَبْي أَنْت مسكي ... أَنْت دري أَنْت غصني)
(فِي الْتِفَات وثناء ... وثنايا وَتثني)
وَله:
(لما شتت عَيْني وَلم ... ترفق لتوديع الْفَتى)
(أدنيتها من خَدّه ... وَالنَّار فَاكِهَة الشتا)
وَله:
(سُبْحَانَ من سخر لي حاسدي ... يحدث لي فِي غيبتي ذكرا)
(لَا أكره الْغَيْبَة من حَاسِد ... يفيدني الشُّهْرَة والأجرا)
وَله:
(مرت نسَاء كالظبى خلفهَا ... أدهم يحميها من الكيد)
(قُلْنَ لما تصلح؟ قلت الظبا ... للصَّيْد والأدهم للقيد)
وَله:
(رُومِية الأَصْل لَهَا مقلة ... تركية صارمها هندي)
(قد فضحتني وجناتها فَقل ... فِي وجنة فاضحة الوردي)(2/227)
1859 - عمر بن يعِيش السُّوسِي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته، نقلا عَن خطّ السلَفِي، وَقَالَ: قَرَأَ عَلَيْهِ النَّحْو أَكثر أهل الْإسْكَنْدَريَّة، وَكَانَ قَرَأَ على ابْن مُعلى قَاضِي سوسة، وَمَات بالإسكندرية قبل دخولي إِلَيْهَا بِقَلِيل.
وَقَالَ التَّاج فِي طبقاته: قَرَأَ عَلَيْهِ حسن بن جَعْفَر صَاحب الْمَذْهَب كتاب سِيبَوَيْهٍ، سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَقَرَأَ هُوَ على أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الصّقليّ.
1860 - عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من اللغويين الْكُوفِيّين، وَقَالَ: توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
1861 - عَمْرو بن بَحر بن مَحْبُوب أَبُو عُثْمَان الجاحظ
من أهل الْبَصْرَة، أحد شُيُوخ الْمُعْتَزلَة. لَهُ كتاب الْبَيَان والتبيين، وَكتاب الْحَيَوَان، وَكتاب العرجان والبرصان والقرعان.
توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقد جَاوز التسعين.
1862 - عَمْرو بن زَكَرِيَّا بن بطال البرهاني اللبلي الإشبيلي أَبُو الحكم
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مُتَقَدما فِي علم الْعَرَبيَّة والآداب واللغة، وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي الْقرَاءَات بعد شَيْخه شُرَيْح. أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن الْأَخْضَر، وَكَانَ من الزهاد الْخِيَار، ومعتمدا عَلَيْهِ علما ودينا، أَخذ عَن عَالم كثير، ورحل إِلَيْهِ النَّاس.
قَالَ ابْن عبد الْملك: وروى عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ، وَولي الْقَضَاء والخطابة بِبَلَدِهِ، وَاسْتشْهدَ سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.(2/228)
1863 - عَمْرو بن عُثْمَان بن قنبر إِمَام الْبَصرِيين سِيبَوَيْهٍ أَبُو بشر
وَيُقَال: أَبُو الْحسن. مولى بني الْحَارِث بن كَعْب، ثمَّ مولى آل الرّبيع بن زِيَاد الْحَارِثِيّ، ولقب سِيبَوَيْهٍ، وَمَعْنَاهُ رَائِحَة التفاح؛ فَقيل: كَانَت أمه ترقصه بذلك فِي صغره - وَقيل: كَانَ من يلقاه لَا يزَال يشم مِنْهُ رَائِحَة الطّيب، فَسُمي بذلك. وَقيل: كَانَ يعْتَاد شم التفاح. وَقيل: لقب بذلك للطافته؛ لِأَن التفاح من أطيب الْفَوَاكِه.
كَانَ أَصله من الْبَيْضَاء من أَرض فَارس، وَنَشَأ بِالْبَصْرَةِ، وَأخذ عَن الْخَلِيل وَيُونُس وَأبي الْخطاب الْأَخْفَش وَعِيسَى بن عمر، وَتقدم سَبَب طلبه النَّحْو فِي تَرْجَمَة حَمَّاد بن سَلمَة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قيل ليونس بعد موت سِيبَوَيْهٍ: إِن سِيبَوَيْهٍ صنّف كتابا فِي ألف ورقة من علم الْخَلِيل، فَقَالَ: وَمَتى سمع سِيبَوَيْهٍ هَذَا كُله من الْخَلِيل {جيئوني بكتابه؛ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: يجب أَن يكون صدق فِيمَا حَكَاهُ عَن الْخَلِيل، كَمَا صدق فِيمَا حَكَاهُ عني.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي: كَانَ سِيبَوَيْهٍ عَلامَة، حسن التصنيف، جَالس الْخَلِيل وَأخذ عَنهُ؛ وَمَا علمت أحدا سمع مِنْهُ كِتَابه [هَذَا] ؛ لِأَنَّهُ احْتضرَ، وَقد نظرت فِي كِتَابه، فَرَأَيْت فِيهِ علما جما.
ويحكى أَنه تخرق فِي كم الْمَازِني بضع عشرَة مرّة.
وَكَانَ الْمبرد يَقُول لمن أَرَادَ أَن يقْرَأ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ: هَل ركبت الْبَحْر} تَعْظِيمًا واستصعابا لما فِيهِ.
وَقَالَ بَعضهم: كنت عِنْد الْخَلِيل، فَأقبل سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: مرْحَبًا بزائر لَا يمل؛ قَالَ: وَمَا سَمِعت الْخَلِيل يَقُولهَا لغيره.
وَكَانَ شَابًّا نظيفا جميلا، وَكَانَ فِي لِسَانه حبسة وقلمه أبلغ من لِسَانه.
وَقَالَ الْجرْمِي: فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ ألف وَخَمْسُونَ بَيْتا؛ سَأَلته عَنْهَا فَعرف ألفا، وَلم يعرف خمسين.(2/229)
وللزمخشري فِيهِ:
(أَلا صلى الْإِلَه صَلَاة صدق ... على عَمْرو بن عُثْمَان بن قنبر)
(فَإِن كِتَابه لم يغن عَنهُ ... بَنو قلم وَلَا أَبنَاء مِنْبَر)
ورد سِيبَوَيْهٍ بَغْدَاد على يحيى الْبَرْمَكِي، فَجمع بَينه وَبَين الْكسَائي للمناظرة، فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تَقول: قد كنت أَظن أَن الْعَقْرَب أَشد لسعة من الزنبور؛ فَإِذا هُوَ هِيَ؛ أَو هُوَ إِيَّاهَا؟ فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَإِذا هُوَ هِيَ، وَلَا يجوز النصب، فَقَالَ الْكسَائي: أَخْطَأت الْعَرَب ترفع ذَلِك وتنصبه؛ وَجعل يُورد عَلَيْهِ أَمْثِلَة؛ من ذَلِك: خرجت فَإِذا زيد قَائِم أَو قَائِما؛ وسيبويه يمْنَع النصب؛ فَقَالَ يحيى: قد اختلفتما، وأنتما رَئِيسا بلديكما، فَمن يحكم بَيْنكُمَا؟ قَالَ الْكسَائي: هَذِه الْعَرَب ببابك قد وفدوا عَلَيْك؛ وهم فصحاء النَّاس؛ فاسألهم، فَقَالَ يحيى: أنصفت، وأحضروا فسئلوا، فاتبعوا الْكسَائي، فاستكان سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ: أَيهَا الْوَزير، سَأَلتك إِلَّا مَا أَمرتهم أَن ينطقوا بذلك؛ فَإِن ألسنتهم لَا تجْرِي عَلَيْهِ؛ وَكَانُوا إِنَّمَا قَالُوا: الصَّوَاب مَا قَالَه هَذَا الشَّيْخ؛ فَقَالَ الْكسَائي ليحيى: أصلح الله الْوَزير {إِنَّه قد وَفد إِلَيْك من بَلَده مؤملا؛ فَإِن رَأَيْت أَلا ترده خائبا} فَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم، فَخرج إِلَى فَارس.
وَقد أطلنا الْكَلَام فِي هَذِه المناظرة فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَذكرنَا مناظرة وَقعت للكسائي مَعَ اليزيدي؛ وظلم فِيهَا كَمَا ظلم هُوَ سِيبَوَيْهٍ، وأحضر الْعَرَب، فَوَافَقُوا اليزيدي.
وَلم تطل مُدَّة سِيبَوَيْهٍ بعد ذَلِك؛ وَمَات بالبيضاء، وَقيل: بشيراز، وَقيل: غما بالذرب سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة. قَالَ الْخَطِيب: وعمره اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة، وَقيل: نَيف على الْأَرْبَعين.
وَقيل: مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقيل: سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: مَاتَ بساوة سنة أَربع وَتِسْعين.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/230)
1864 - أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء بن عمار بن عبد الله الْمَازِني النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة الْمَشْهُورين، اخْتلف فِي اسْمه على أحد وَعشْرين قولا:
1 - اسْمه كنيته، 2 - زبان؛ وَهُوَ الْأَصَح، 3 - جبر، 4 - جُنَيْد، 5 - جُزْء، 6 - حَمَّاد، 7 - حميد، 8 - خير، 9 - ربان برَاء مُهْملَة، 10 - عتيبة، 11 - عُثْمَان، 12 - عُرْيَان، 13 - عقبَة، 14 - عمار، 15 عيار، 16 - عُيَيْنَة، 17 - فائد، 18 - قبيصَة، 19 - مَحْبُوب، 20 - مُحَمَّد، 21 - يحيى.
وَسبب الِاخْتِلَاف فِي اسْمه أَنه كَانَ لجلالته لَا يسْأَل عَنهُ.
كَانَ إِمَام أهل الْبَصْرَة فِي الْقرَاءَات والنحو واللغة، أَخذ عَن جمَاعَة من التَّابِعين وَقَرَأَ الْقُرْآن على سعيد بن جُبَير وَمُجاهد، وروى عَن أنس بن مَالك وَأبي صَالح السمان وَعَطَاء وَطَائِفَة.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَبُو عَمْرو أعلم النَّاس بالقراءات والعربية وَأَيَّام الْعَرَب وَالشعر، وَكَانَت دفاتره ملْء بَيته إِلَى السّقف، ثمَّ تنسك فأحرقها.
وَكَانَ من أَشْرَاف الْعَرَب ووجهائها، مدحه الفرزدق، وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَغَيره.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: قَلِيل الرِّوَايَة للْحَدِيث، وَهُوَ صَدُوق حجَّة فِي الْقرَاءَات؛ وَكَانَ نقش خَاتمه:
(وَإِن امْرأ دُنْيَاهُ أكبر همه ... لمستمسك مِنْهَا بِحَبل غرور)
قيل: وَلَيْسَ لَهُ من الشّعْر إِلَّا قَوْله:
(وأنكرتني وَمَا كَانَ الَّذِي نكرت ... من الْحَوَادِث إِلَّا الشيب والصلعا)(2/231)
قَرَأَ عَلَيْهِ اليزيدي وَعبد الله بن الْمُبَارك وخَلق، وَأخذ عَنهُ الْأَدَب وَغَيره أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي وخَلق.
وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فِي النّوم، فَقلت: يَا رَسُول الله، قد اخْتلفت عَليّ الْقرَاءَات فبقراءة من تَأْمُرنِي؟ فَقَالَ: بِقِرَاءَة أبي عَمْرو بن الْعَلَاء.
مَاتَ سنة أَربع - وَقيل تسع - وَخمسين وَمِائَة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1865 - عَمْرو بن كركرة أَبُو مَالك الْأَعرَابِي
مولى بني سعد. قَالَ ياقوت: كَانَ تعلم بالبادية، وورّق بالحضرة، وَيُقَال: إِنَّه كَانَ يحفظ لُغَات الْعَرَب.
وَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: كَانَ ابْن مناذر يَقُول: كَانَ الْأَصْمَعِي يُجيب فِي ثلث اللُّغَة، وَأَبُو عُبَيْدَة فِي نصفهَا، وَأَبُو زيد فِي ثلثهَا، وَأَبُو مَالك فِيهَا كلهَا؛ وَإِنَّمَا عَنى توسعهم فِي الرِّوَايَة والفتيا؛ لِأَن الْأَصْمَعِي كَانَ يضيّق وَلَا يجوّز إِلَّا أصح اللُّغَات؛ [ويلج فِي ذَلِك وَلَا يمحك] وَمَعَ ذَلِك لَا يُجيب فِي الْقُرْآن والْحَدِيث.
صنّف أَبُو مَالك: خلق الْإِنْسَان، الْخَيل، وَغير ذَلِك.(2/232)
1866 - عمرَان بن مُوسَى بن مَيْمُون الهواري السلاوي أَبُو مُوسَى
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مُفَسرًا حَافِظًا أديبا نحويا، أَقرَأ الْعَرَبيَّة بغرناطة؛ وَكَانَ أَخذهَا - فِيمَا أَظن - عَن ابْن خروف، وروى عَن أبي الْقَاسِم بن سمحون وَأبي عبد الله بن الفخار الْمَالِكِي، وَعنهُ ابْن فرتون.
وَمَات فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة.
1867 - عمرَان بن مُوسَى المغربي أَبُو الْحسن الشريف
قَالَ فِي السِّيَاق: شيخ فَاضل، نحوي كَبِير، كثير الْحِفْظ، قدم نيسابور، وَأفَاد واستفاد، وَطَاف الْبِلَاد، وَلَقي الْكِبَار، وَله النّظم الْفَائِق، وَكَانَ من أفاضل الْعَصْر.
مَاتَ قَرِيبا من الْخَمْسمِائَةِ.
1868 - عُمَيْر بن عَمْرو بن حبيب الإشبيلي
ذكره فِي البُلغة: فَقَالَ: فَقِيه لغَوِيّ.
1869 - عَنْبَسَة بن معدان الْفِيل الميْساني
أَخذ النَّحْو عَن أبي الْأسود الدؤَلِي، وَلم يكن فِيمَن أَخذ عَنهُ النَّحْو أبرع مِنْهُ. وروى الْأَشْعَار، وظرف وفصح؛ وروى شعر جرير والفرزدق؛ وَكَانَ لزياد ابْن أَبِيه فيلة ينْفق عَلَيْهَا كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم، فَقَالَ معدان: ادفعوها إِلَيّ؛ وأكفيكم الْمُؤْنَة، وأعطيكم عشرَة دَرَاهِم كل يَوْم، فدفعوها إِلَيْهِ، فأثرى وَبنى قصرا، فَلِذَا قيل: معدان الْفِيل؛ وَبلغ الفرزدق أَن عَنْبَسَة هَذَا يفضل جَرِيرًا عَلَيْهِ، فَقَالَ:
(لقد كَانَ فِي معدان والفيل زاجر ... لعنبسة الرَّاوِي عَليّ القصائدا)
فَقَالَ أَبُو عُيَيْنَة بن الْمُهلب لعنبسة: مَا أَرَادَ الفرزدق بقوله هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ:
(لقد كَانَ فِي معدان واللؤم زاجر)
فَقَالَ أَبُو عُيَيْنَة: وَأَبِيك إِن شَيْئا فَرَرْت مِنْهُ إِلَى اللؤم لعَظيم.(2/233)
1870 - عوض الجيار النَّحْوِيّ
كَانَ فِي عصر الْبَهَاء ابْن النّحاس. قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة.
1871 - عِيَاض بن عوَانَة بن الحكم بن عوَانَة الْكَلْبِيّ النَّحْوِيّ
أَخذ عَنهُ النَّاس كثيرا من اللُّغَة والنحو وَالشعر، وَكَانَت المهالبة تؤثره وتكرمه.
1872 - عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن عبد ربه الشريشي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْفَاضِل أَبُو الْقَاسِم
كَذَا ذكره ابْن الزبير، وَقَالَ: كَانَ أستاذا أديبا، جَلِيلًا فَاضلا؛ روى فِي رحلته عَن الحريري، وَأخذ عَنهُ مقاماته؛ وَأكْثر عَنهُ النَّاس، واعتمدوه؛ روى عَنهُ ابْن بشكوال وَأَبُو الْحسن بن الباذش، وَمَات فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
1873 - عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن عقيل بن يَعْقُوب شهَاب الدّين الدندري النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الأدفوي، وَقَالَ: سمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر الْقُرْطُبِيّ، وَمِنْه الْحسن ابْن عبد الرَّحِيم القنائي، وحدّث بِالْإِحْيَاءِ [للْإِمَام الْغَزالِيّ] سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة.
1874 - عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الماردي مجد الدّين أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الشَّاعِر
كَذَا ذكره فِي الدُّرَر، وَقَالَ: تفقه على أَحْمد بن مندك، وَمهر، وَاخْتصرَ المعالم للرازي.
وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَهُوَ فِي عشر السّبْعين.(2/234)
1875 - عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الربعِي اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد
أَخُو إِسْمَاعِيل السَّابِق. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، نحويا لغويا، مبرزا. صنّف نظام الْغَرِيب.
وَقَالَ الجندي: كَانَ رَأس الطَّبَقَة فِي اللُّغَة، وَعَلِيهِ الْمعول فِي الْيمن. أَخذ عَنهُ زيد ابْن الْحسن الْفَارِسِي، وَمَات بِبَلَدِهِ أحاظة سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1876 - عِيسَى بن إِسْحَاق بن شدائق
من أهل الجزيرة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا باللغة والنحو، وَعلم الْفَرَائِض، مقدما فِيهِ. رَحل إِلَى الْمشرق.
1877 - عِيسَى بن شُعَيْب أَبُو الْفضل الضَّرِير النَّحْوِيّ
روى عَن سعيد بن أبي عرُوبَة، وَعنهُ مُحَمَّد بن الْمثنى، وَآخَرُونَ.
مَاتَ فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ.
1878 - عِيسَى بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى بن عبد الْوَاحِد بن سُلَيْمَان اللَّخْمِيّ الإسْكَنْدراني الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ موفق الدّين أَبُو الْقَاسِم
ولد فِي رَابِع رَمَضَان سنة خمسين وَخَمْسمِائة، وروى الحَدِيث فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي استدعاء عَن ألف وَخَمْسمِائة شيخ.
وَمن تصانيفه: الأمنية فِي علم الْعَرَبيَّة، اللمحة المعنية واللمعة الْمُغنيَة فِي النَّحْو، الرسَالَة البارعة فِي الْأَفْعَال المضارعة، الزهرة اللائحة فِي كَيْفيَّة قِرَاءَة الْفَاتِحَة، بَيَان مشتبه الْقُرْآن، الإفهام فِي أَقسَام الِاسْتِفْهَام، الثريا المضية من كَلَام سيد الْبَريَّة، الرَّقَائِق والحقائق، التَّبْيِين فِيمَن يكنى أَبَا الْقَاسِم من المقربين، الْأَسْفَار فِي فَضِيلَة الْأَشْعَار، الإحالة فِي شرح الإمالة، الشَّهَادَة بِفضل الشَّهَادَة، النقاوة المهذبة للرواية المنتخبة من جَمِيع الْقرَاءَات وصحيح(2/235)
الرِّوَايَات، الْفَصْل فِي الْفَصْل بَين ألف الأَصْل وَالْقطع والوصل، تيسير التَّيْسِير، الْعِنَايَة بهاء الْكِنَايَة، الْإِخْبَار بِصَحِيح الْأَخْبَار، الأزهار فِي الْمُخْتَار من الْأَشْعَار، التسديد فِي مَرَاتِب التَّشْدِيد، الْمنزلَة الْعليا فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا، حجَّة الْمُقْتَدِي ومحجة الْمُبْتَدِي فِي الْقرَاءَات، الاهتداء فِي الْوَقْف والابتداء، التَّعْزِيَة لأهل الْمعْصِيَة، الاهتمام بِمَعْرِِفَة خطّ الْمُصحف الإِمَام، التَّحْرِير فِي إذهاب مَا فِي الراءات من التكرير، المُرَاد فِي كَيْفيَّة النُّطْق بالضاد، نظرة السَّرِيع، الانتقاء من مَشْهُور الْقرَاءَات، الْمُنْتَقى من غَرِيب الطّرق وَالرِّوَايَات، التَّذْكِرَة المختصرة فِي الْقرَاءَات الْعشْرَة، ملْجأ الملجأ ومنجى المكرّه والملجأ، الطَّرِيق إِلَى التجويد وَالتَّحْقِيق، الإنالة فِي شرح الرسَالَة فِي الْفِقْه، نِهَايَة الِاخْتِصَار فِي مَذَاهِب أَئِمَّة الْأَمْصَار، الْوَسَائِل فِي الرسائل، الإفادات فِي الإجازات، المنال فِي الْجَواب عَن السُّؤَال، الْخلاف فِيمَا فِي خطّ الْمَصَاحِف من الِاخْتِلَاف، الدَّال على الْفرق بَين التَّاء وَالدَّال، غرائب الْقرَاءَات وشوذا الرِّوَايَات، جمع المفترق وَمنع المنطلق، الْجَامِع الْأَكْبَر وَالْبَحْر الأزخر، جَامع الْحفاظ فِي اخْتِلَاف الْقُرَّاء فِي الْأَلْفَاظ، ديوَان شعره.
قَالَ اليغموري فِي تَذكرته بعد سردها: نقلتها من خطّ وجيه الدّين بن بَرَكَات بن ظافر بن عَسَاكِر الصبان؛ وَقد أجَازه الْمُؤلف بهَا سنة أَربع وسِتمِائَة.
1879 - عِيسَى بن عبد الْعَزِيز بن يلَلْبخت بن عِيسَى بن يوماريلي الْبَرْبَرِي المراكشي اليزدكتني الْعَلامَة أَبُو مُوسَى الْجُزُولِيّ
وجزولة بطن من البربر؛ لزم ابْن بري بِمصْر لما حج وَعَاد فتصدر للإقراء بالمرية وَغَيرهَا، وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة جمَاعَة مِنْهُم الشلوبين وَابْن معط؛ وَكَانَ إِمَامًا فِيهَا لَا يشق غباره؛ مَعَ جودة التفهيم وَحسن الْعبارَة؛ وَولي خطابة مراكش.
شرح أصُول ابْن السراج، وَله الْمُقدمَة الْمَشْهُورَة، وَهِي حواش على الْجمل للزجاجي. وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ فِيهَا نَحْو؛ وَإِنَّمَا هِيَ منطق لحدودها وصناعتها الْعَقْلِيَّة.
آخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو عمر بن حوط الله. وَمَات سنة سبع وسِتمِائَة. قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي شرح لامية الْعَجم: أَنْشدني الشهَاب مَحْمُود، قَالَ: أَنْشدني(2/236)
لنَفسِهِ الشَّيْخ مجد الدّين بن الظهير الإربلي أبياتا كتبهَا من نظمه على الجزولية:
(مُقَدّمَة فِي النَّحْو ذَات نتيجة ... تناهت فأغنت عَن مُقَدّمَة أُخْرَى)
(حبانا بهَا بَحر من الْعلم زاخر ... وَلَا عجب للبحر أَن يقذف الدرا)
(وأوضحها بالشرح صدر زَمَانه ... وَلم نر شرحا غَيره يشْرَح الصدرا)
يَلَلْبَخْت، بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَاللَّام وَسُكُون اللَّام الثَّانِيَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبعدهَا تَاء مثناة من فَوْقهَا؛ وَهُوَ اسْم بربري مَعْنَاهُ ذُو الْحَظ. ويُومارِيلي، بِضَم الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْمِيم وَبعد الْألف رَاء مُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا لَام ثمَّ يَاء؛ وَهُوَ اسْم بربري أَيْضا.
واليَزْدَكْتِّني، بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الزَّاي وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْكَاف وَفتح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا ثمَّ نون؛ نِسْبَة إِلَى فَخذ من جزولة.
والجُزوليّ، بِضَم الْجِيم وَالزَّاي وَسُكُون الْوَاو ثمَّ لَام، نِسْبَة إِلَى جزولة. وَيُقَال بِالْكَاف بدل الْجِيم، وَهِي بطن من البربر ضَبطه. هَكَذَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين المقريزي فِي تَرْجَمَة الْجُزُولِيّ من كِتَابه المقفى.
1880 - عِيسَى بن عمر الثَّقَفِيّ أَبُو عمر
مولى خَالِد بن الْوَلِيد، نزل فِي ثَقِيف، فنسب إِلَيْهِم. إِمَام فِي النَّحْو والعربية وَالْقِرَاءَة، مَشْهُور، أَخذ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَعبد الله بن أبي إِسْحَاق، وروى عَن الْحسن الْبَصْرِيّ والعجاج بن رؤبة وَجَمَاعَة، وَعنهُ الْأَصْمَعِي وَغَيره.
وصنّف فِي النَّحْو: الْإِكْمَال، وَالْجَامِع؛ وَفِيهِمَا يَقُول تِلْمِيذه الْخَلِيل:(2/237)
(بَطل النَّحْو جَمِيعًا كُله ... غير مَا أحدث عِيسَى بن عمر)
(ذَاك إِكْمَال وَهَذَا جَامع ... فهما للنَّاس شمس وقمر)
قَالَ السيرافي: وَلم يقعا إِلَيْنَا وَلَا رَأينَا أحدا ذكر أَنه رآهما.
وَيُقَال: إِن لَهُ نيّفا وَسبعين مصنفا ذهبت كلهَا.
وَكَانَ يتقعر فِي كَلَامه؛ حكى عَنهُ الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح وَغَيره أَنه سقط عَن حمَار، فَاجْتمع إِلَيْهِ النَّاس، فَقَالَ: مَا لي أَرَاكُم تكأ كأتم على كتأ كئكم على ذِي جنَّة، افرنقعوا عني.
واتهمه عمر بن هُبَيْرَة بوديعة، فَضَربهُ نَحْو ألف سَوط؛ فَجعل يَقُول: وَالله إِن كَانَت إِلَّا أثيابا فِي أسيفاط، قبضهَا عشاروك.
مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين - وَقيل سنة خمس - وَمِائَة.
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.
1881 - عِيسَى بن عمر بن عِيسَى الخباز أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَصْفَر
كَذَا ذكره الصَّفَدِي، وَقَالَ: كَانَ من الْقُرَّاء المجودين؛ لَهُ معرفَة جَيِّدَة بالنحو. قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن الحمامي، وَسمع من أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان، وحدّث باليسير، وَكَانَ رجلا صَالحا.
مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين - وَقيل سنة خمسين - وَأَرْبَعمِائَة.
1882 - عِيسَى بن مَرْوَان الْكُوفِي أَبُو مُوسَى
أَخذ عَن الْمفضل بن سَلمَة، وروى وصنّف كتاب الْقيَاس على أصُول النَّحْو.(2/238)
1883 - عِيسَى بن الْمُعَلَّى بن مسلمة الرافقي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ حجَّة الدّين
قَالَ ياقوت: كَانَ مؤدبا بالرقة، وَله فَضَائِل جمة، وَشعر.
صنّف: المعونة فِي النَّحْو، شرحها، تَبْيِين الغموض فِي الْعرُوض. وَله كتاب فِي اللُّغَة مجلدان، وديوان شعر.
مَاتَ سنة خمس وسِتمِائَة.
1884 - عَيَّاش بن حوافر النَّحْوِيّ الأندلسي
قَالَ ابْن مسدى فِي مُعْجَمه: كَانَ عَارِفًا بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ، أديبا شَاعِرًا. مولده سنة تسعين وَخَمْسمِائة، وأنشدني لنَفسِهِ:
(يَا رب ليل قد تعاطينا بِهِ ... كأس السهاد نعل مِنْهُ وننهل)
(وكأنما أفق السَّمَاء خميلة ... والزهر زهر والمجرة جدول)
1885 - عُيَيْنَة بن عبد الرَّحْمَن المهلبي أَبُو الْمنْهَال اللّغَوِيّ
قَالَ الْحَاكِم: صَاحب الْعَرَبيَّة، تلميذ الْخَلِيل، أدّب عبد الله بن طَاهِر، وَورد مَعَه نيسابور، وَمَات بهَا.
وروى عَن دَاوُد بن أبي هِنْد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة.
وَله: كتاب النَّوَادِر، وَكتاب الشّعْر.(2/239)
حرف الْغَيْن
1886 - الْغَازِي بن قيس
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الأولى من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ مُلْتَزما للتأديب بقرطبة ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق، وَشهد تأليف مَالك الْمُوَطَّأ؛ وَهُوَ أول من أدخلهُ الأندلس، وَقَرَأَ على نَافِع ابْن أبي نعيم؛ وَهُوَ أول من أَدخل قِرَاءَته؛ وَكَانَ خَليفَة الأندلس عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة يجله ويعظمه، وَكَانَ يَأْتِيهِ فِي منزله، ويصله، وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَأبى، وَأدْركَ من رجال اللُّغَة الْأَصْمَعِي ونظراءه.
توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة.
1887 - غَالب بن عبد الله اليقطيني النَّحْوِيّ ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
1888 - غَالب بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن غَالب الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر وَأَبُو تَمام بن الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الشراط
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من جلة المقرئين ونبلاء الْمُحدثين ومهرة النَّحْوِيين، حَافِظًا للغة، ذَاكِرًا للآداب؛ مَعَ الْفضل والزهد التَّام وَحسن المحاضرة، تَلا على أَبِيه وَغَيره، وَسمع من ابْن بشكوال وَابْن مضاء، وروى عَنهُ ابْن أُخْته أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان، وَله شعر لَا بَأْس بِهِ؛ وأقرأ كثيرا فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده، وأسمع الحَدِيث ودرّس الْعَرَبيَّة والآداب.
ولد لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمَات لَيْلَة السبت سادس ربيع الآخر سنة سِتّمائَة.(2/240)
1889 - غَانِم بن وليد بن عمر المالقي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي المَخْزُومِي
قَالَ فِي الريحانة: كَانَ أحد أَفْرَاد أهل الْأَدَب والمحققين بِهِ، وَكَانَ أهل الأندلس يعدون الأدباء فِي ذَلِك الْوَقْت ثَلَاثَة: أَبُو مَرْوَان بن سراج بقرطبة، والأعلم بإشبيلية، وغانم هَذَا بمالقة، لَكِن زَاد غَانِم عَلَيْهِمَا بالفقه والْحَدِيث والطب وَالْكَلَام.
وَمن شعره:
(صير فُؤَادك للمحبوب منزلَة ... سم الْخياط مجَال للمحبين)
(وَلَا تسَامح بغيضا فِي معاشرة ... فقلما تسع الدُّنْيَا بغيضين)
وَله:
(ثَلَاثَة يجهل مقدارها ... الْأَمْن وَالصِّحَّة والقوت)
(فَلَا تثق بِالْمَالِ من غَيرهَا ... لَو أَنه در وَيَاقُوت)
توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة.
1790 - غياث بن فَارس بن مكي الْأُسْتَاذ أَبُو الْجُود اللَّخْمِيّ الْمُنْذِرِيّ الْمُقْرِئ الفرضي النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي الضَّرِير
شيخ الْقُرَّاء بديار مصر، كَذَا ذكره ابْن فضل الله، وَقَالَ: قَرَأَ الْقرَاءَات على الشريف أبي الْفتُوح الْخَطِيب، وَسمع من عبد الله بن رِفَاعَة، وَقَرَأَ عَلَيْهِ خَلق؛ مِنْهُم الْعلم السخاوي. ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وَكَانَ ديّنا فَاضلا بارعا فِي الْأَدَب، متواضعا كثير الْمُرُوءَة.
ولد سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة خمسين وسِتمِائَة.
1891 - أَبُو الْغَيْث بن عبد الله بن رَاشد السكونِي الْكِنْدِيّ الْحَضْرَمِيّ
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها بارعا، محققا عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض والقوافي؛ أَخذ عَن جمَاعَة من أهل زبيد.
وَولي الْقَضَاء بهَا وتدريس العفيفية، ثمَّ نَقله الْمُجَاهِد إِلَى تعز لتدريس مدرسته، فاستمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع وَخمسين - وَقيل سِتِّينَ - وَسَبْعمائة.(2/241)
حرف الْفَاء
1892 - فَارس بن يحيى الْمَعْرُوف بِابْن العجيلة
من أهل مصر. شَافِعِيّ أشعري الِاعْتِقَاد، فَاضل نحوي عروضي أديب؛ لَهُ كتاب فِي الْعرُوض.
مَاتَ بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة.
1893 - فتح بن مُوسَى بن حَمَّاد بن عبد الله بن عَليّ بن يُوسُف نجم الدّين أَبُو النَّصْر الْأمَوِي الجزيري القصري
ولد بالجزيرة الخضراء فِي رَجَب سنة ثَمَان - وَقيل أَربع - وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة. وَسمع على الْجُزُولِيّ مقدمته. وَكَانَ فَقِيها فَاضلا شافعيا أصوليا نحويا، عَارِفًا بالعروض وَالْحكمَة والمنطق.
صنّف: نظم الْمفصل للزمخشري، نظم سيرة ابْن هِشَام، نظم إشارات ابْن سينا، وَله منظومة فِي الْعرُوض.
دخل بَغْدَاد ودمشق وحماة، واشتغل على السَّيْف الْآمِدِيّ، ودرّس بالنظامية، ومدرسة المشطوب. وفوض إِلَيْهِ أَمر ديوَان الْإِنْشَاء، وَدخل مصر، وَولي قَضَاء أسيوط، ودرّس بالفائزية.
وَمَات بهَا يَوْم الْأَحَد رَابِع جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
1894 - أَبُو الْفَتْح السُّهيْلي المالقي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي أديب من معاصري ابْن الطراوة، روى عَنهُ الْقَاسِم ابْن دحمان.(2/242)
1895 - فتيَان أَبُو السخاء الْحلَبِي الحائك
ذكره القفطي، وَقَالَ: من عوام حلب، قَرَأَ شَيْئا من النَّحْو على مَشَايِخ بَلَده، وَفهم أَوَائِله، وَعدم فِي زَمَنه من يعرف هَذَا الشَّأْن بِسَبَب خراب حلب بنزول الفرنج عَلَيْهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة، وظلت بعد ذَلِك بُرْهَة لَا عَالم بهَا، فَأخذ عَنهُ النَّاس النَّحْو بِمِقْدَار مَا عِنْده. وَمن تلامذته الشَّيْخ موفق الدّين بن يعِيش.
مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
1896 - فتيَان بن عَليّ بن فتيَان بن ثمال الْأَسدي
الْمَعْرُوف بالشاغوري
وَفَاته سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(علام تحركي والحظ سَاكن ... وَمَا نهنهت فِي طلب وَلَكِن!)
(أرى نذلا تقدمه الْمسَاوِي ... على حر تؤخره المحاسن)
وَله:
(الْورْد بوجنتيك زاه زَاهِر ... وَالسحر بمقلتيك واف وافر)
(والعاشق فِي هَوَاك ساه ساهر ... يَرْجُو وَيخَاف فَهُوَ شَاك شَاكر)
1897 - فرج بن قَاسم بن أَحْمد بن لب - وَقيل لَيْث - أَبُو سعيد الثَّعْلَبِيّ الغرناطي
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، مبرزا فِي التَّفْسِير، قَائِما على الْقرَاءَات، مشاركا فِي الْأَصْلَيْنِ والفرائض وَالْأَدب، جيد الْخط وَالنّظم والنثر، قعد للتدريس بِبَلَدِهِ على وفور الشُّيُوخ، وَولي الخطابة بالجامع، وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة.(2/243)
قَرَأَ على أبي الْحسن القيجاطي والعربية على أبي عبد الله بن الفخار، وروى عَن مُحَمَّد ابْن جَابر الْوَادي آشي.
قَالَ ابْن حجر: وصنّف كتابا فِي الْبَاء الْمُوَحدَة، وَأخذ عَنهُ شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ قَاسم بن عَليّ المالقي. وَمَات سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. انْتهى.
1898 - أَبُو الْفرج بن فاخر الفاسي ثمَّ الإشبيلي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مُتَقَدما فِي الْأُصُول وَالْفِقْه نحويا عَارِفًا، أَخذ بفاس كتاب سِيبَوَيْهٍ عَن ابْن خروف تفقها. وأقرأ بإشبيلية هَذِه الْعُلُوم، وتفقه بِهِ جمَاعَة، وَلم يكن عِنْده كثير رِوَايَة.
مَاتَ بهَا قبل سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1899 - فضل الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الساركاري الْفَقِيه الشَّافِعِي النَّحْوِيّ سعد الدّين
قَالَ ابْن حجر: قَرَأَ على الْعَضُد، وحدّث عَنهُ بتصانيفه، وصنّف فِي الْأُصُول والعربية، ونظم وعلّق، وَتقدم فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
1900 - الْفضل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكُوفِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ياقوت: أَخذ الْقرَاءَات عَن الْكسَائي، وَله اختيارات فِي حُرُوف يسيرَة، وَكَانَ يعرف بالنحوي.(2/244)
1901 - الْفضل بن إِسْمَاعِيل التَّمِيمِي أَبُو عَامر الْجِرْجَانِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ فِي السِّيَاق: لَبِيب كَامِل من أفاضل عصره وأفراد دهره، حسن النّظم والنثر، متين الْفضل.
قَرَأَ على عبد القاهر، وَسمع من أبي نصر بن رامش وَأبي الْقَاسِم النوقاني، ورد نيسابور.
وصنّف: الْبَيَان فِي علم الْقُرْآن، وعروق الذَّهَب من أشعار الْعَرَب، وسلوة الغرباء.
وَله:
(عذيري من شاطر أغضبوه ... فَجرد لي مرهفا فاتكا)
(وَقَالَ أَنا لَك يَا ابْن الْوَكِيل ... وَهل لي رَجَاء سوى ذلكا؟)
1902 - الْفضل بن الْحباب أَبُو خَليفَة الجُمَحِي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من اللغويين الْبَصرِيين وَقَالَ: كَانَ من أجلاء أَصْحَاب الحَدِيث. روى عَن الطَّيَالِسِيّ وَغَيره، وَولي قَضَاء الْبَصْرَة. أَخْبرنِي أَبُو عَليّ القالي، قَالَ: كَانَ أَبُو خَليفَة من علم اللُّغَة وَالشعر بمَكَان عَال، وَكَانَ أهل الحَدِيث يأتونه يقرءُون عَلَيْهِ، فَإِذا أَتَاهُ أهل اللُّغَة تحول إِلَيْهِم، وَترك أهل الحَدِيث وَقَالَ: هَؤُلَاءِ غثاء.
1903 - الْفضل بن خَالِد أَبُو معَاذ النَّحْوِيّ الْمروزِي
مولى باهلة، روى عَن عبد الله بن الْمُبَارك وَدَاوُد بن أبي هِنْد، وَعنهُ مُحَمَّد بن شَقِيق والأزهري، وَأكْثر عَنهُ فِي التَّهْذِيب؛ وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وصنّف كتابا فِي الْقُرْآن.
وَمَات سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.(2/245)
1904 - الْفضل بن صَالح بن الْحُسَيْن الْعلوِي الحسني النَّحْوِيّ السَّيِّد أَبُو الْمَعَالِي اليمامي
قَالَ فِي السِّيَاق: حضر نيسابور، وَسمع الحَدِيث من أشياخنا كَأبي بكر مُحَمَّد بن يحيى الْمُزَكي، وَمَات سنة نيّف وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1905 - الْفضل بن عبد السَّلَام الغيدوني الجياني
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي لغَوِيّ، أديب شَاعِر فَاضل، أَخذ عَن أهل جِهَته، روى عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن بن الزبير العاصمي.
وَكَانَ حَيا سنة سِتّمائَة.
1906 - الْفضل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفضل القصباني أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ
كَانَ وَاسع الْعلم، غزير الْفضل إِمَامًا فِي اللُّغَة، وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي زَمَانه. أَخذ عَن الحريري والخطيب التبريزي.
وصنّف كتابا فِي النَّحْو، حَوَاشِي الصِّحَاح، الأمالي، الصفوة فِي أشعار الْعَرَب.
مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(فِي النَّاس من لَا يرتجى نَفعه ... إِلَّا إِذا مس بإضرار)
(كالعود لَا تطمع فِي رِيحه ... إِلَّا إِذا أحرق بالنَّار)
1907 - الْفضل بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد يحيى اليزيدي أَبُو الْعَبَّاس
كَانَ أحد النُّحَاة النبلاء، والرواة الْعلمَاء، أَخذ عَنهُ جم غفير، وَسَيَأْتِي جده فِي بَاب الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.(2/246)
1908 - أَبُو الْفضل المغربي المشدالي
الْعَلامَة. أحد أذكياء الْعَالم؛ اشْتغل بالمغرب، وَقدم فِي حَيَاة وَالِده، وأقرأ بِمصْر وَغَيرهَا، وَأَبَان عَن تفنن فِي الْعُلُوم فقها وأصولا وكلاما ونحوا وَغير ذَلِك، وَأخذ عَنهُ غَالب طلبة الْعَصْر.
وَمَات بحلب سنّ نَيف وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة.
1909 - فُضَيْل بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سماك الْمعَافِرِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الإشبيلي أَبُو مُحَمَّد
كَذَا ذكره ابْن الزبير، وَقَالَ: أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي بكر بن عَتيق بن عَليّ بن خلف الآبي، وروى عَنهُ وَعَن أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهمَا، وأقرأ الْقُرْآن والنحو وَالْأَدب بطليطلة إِلَى أَن مَاتَ بهَا قبيل سنة خمسين وسِتمِائَة، وَتكلم فِيهِ بَعضهم، وَقَالَ: كَانَ مِمَّن لَا يرضى حَاله. انْتهى.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا مجودا محققا بِالْعَرَبِيَّةِ، ذَا حَظّ صَالح من الْأَدَب، وَله تَعْلِيق حسن على جمل الزجاجي، دلّ على فهمه ونيله، وتناقله النَّاس استجادة لَهُ.
1910 - فناخسرو بن الْحسن بن بويه عضد الدولة أَبُو شُجَاع ابْن ركن الدولة ابْن ساسان الْأَكْبَر
أحد الْعلمَاء بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب. وَكَانَ فَاضلا نحويا شِيعِيًّا، لَهُ مُشَاركَة فِي عدَّة فنون، وَله فِي الْعَرَبيَّة أبحاث حَسَنَة وأقوال. نقل عَنهُ ابْن هِشَام الخضراوي فِي الإفصاح أَشْيَاء، وَكَانَ كَامِل الْعقل، غزير الْفضل، حسن السياسة، شَدِيد الهيبة، بعيد الهمة، ذَا رَأْي ثاقب، محبا للفضائل، تَارِكًا للرذائل، باذلا فِي أماكان الْعَطاء، ممسكا فِي أَمَاكِن الحزم، لَهُ فِي الْأَدَب يَد متمكنة، وَيَقُول الشّعْر الْجيد. تولى ملك فَارس، ثمَّ ملك الْموصل وبلاد الجزيرة، ودانت لَهُ الْعباد والبلاد؛ وَهُوَ أول من خطب لَهُ على المنابر بعد الْخَلِيفَة، وَأول من لقب فِي الْإِسْلَام " شاهنشاه ".(2/247)
وَله صنّف أَبُو عَليّ الْفَارِسِي الْإِيضَاح والتكملة؛ وَهُوَ الَّذِي أظهر قبر عَليّ بن أبي طَالب بِالْكُوفَةِ، وَبنى عَلَيْهِ المشهد؛ ويحكى أَنه أَمر أَبَا عَليّ النديم بملازمته، وأفرد لَهُ دَارا عِنْده، فَقَالَ: مَا أقدر على الْإِقَامَة لِأَنِّي كثير الْأكل، فَأمر أَن يرتب لَهُ كل يَوْم مائدتان، وألزمه أَن يحفظ من شعره ليغنيه، فَأتي يَوْمًا بِطَعَام بَات وَتغَير، فَمر بِهِ صديق، فَقَالَ لَهُ: كَيفَ حالك؟ فَقَالَ: كَيفَ حَال من يَأْكُل من هَذَا {وَأَشَارَ إِلَى الطَّعَام، ويحفظ من هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى شعر عضد الدولة؛ فَبلغ ذَلِك عضد الدولة، فَأمر بضربه عشْرين سَوْطًا، فَلَمَّا ضرب قَامَ ونفض ثِيَابه، وَقَالَ: أَكثر الله خَيركُمْ؛ فَبلغ ذَلِك عضد الدولة، فَأمر بضربه مائَة سَوط عدلية - والعدلية: أَن يضْرب زِيَادَة على الْمِائَة عشْرين لِئَلَّا يكون مِنْهَا شَيْء غير مؤلم فَتكون تِلْكَ الْعشْرُونَ معدلة - فَفعل بِهِ ذَلِك، فَلَمَّا قَامَ من الضَّرْب قَالَ: مَا عَسى أَن أَقُول فِيكُم} صَلَاتكُمْ الْمِائَة سَبْعُونَ، وعقوبتكم الْمِائَة مائَة وَعِشْرُونَ! فَبلغ عضد الدولة فَقَالَ: دَعوه يقل مَا شَاءَ، وَلَا تعلموني بِمَا يصدر عَنهُ.
وَمن شعر عضد الدولة:
(لَيْسَ شرب الراح إِلَّا فِي الْمَطَر ... وغناء من جوَار فِي السحر)
(غانيات سالبات للنهى ... ناعمات فِي تضاعيف الْوتر)
(مبرزات الكأس من مطْلعهَا ... ساقيات الراح من فاق الْبشر)
(عضد الدولة وَابْن ركنها ... ملك الْأَمْلَاك غلاب الْقدر)
وَلم يفلح بعد هَذَا الْبَيْت، وَمَات بعلة الصرع يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة بِبَغْدَاد، وَنقل إِلَى الْكُوفَة، وعاش ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين سنة؛ وَلما احْتضرَ لم ينْطق إِلَّا بِتِلَاوَة: {مَا أغْنى عني ماليه هلك عني سلطانيه} .(2/248)
1911 - أَبُو الفهد الْبَصْرِيّ
ذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النَّحْوِيين، وَقَالَ: كَانَ تلميذا لأبي بكر بن الْخياط.
وَذكره الشَّيْخ مجد الدّين فِي البُلغة فَقَالَ: لغَوِيّ نحوي.
وَذكره القفطي فَقَالَ: نحوي بَصرِي، قَرَأَ على الزّجاج كتاب سِيبَوَيْهٍ مرَّتَيْنِ؛ وَكَانَ فِيهِ بله وتغفل. قَالَ لَهُ الزّجاج - وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ دفْعَة ثَانِيَة: يَا أَبَا الفهد، أَنْت فِي الدفعة الأولى أحسن مِنْك حَالا فِي الثَّانِيَة.
صنّف كتاب الْإِيضَاح. انْتهى.(2/249)
حرف الْقَاف
1912 - الْقَاسِم بن أَحْمد بن الْمُوفق بن جَعْفَر الأندلسي المرسي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اللورقي النَّحْوِيّ
وَسَماهُ بَعضهم مُحَمَّدًا، وكناه أَبَا الْقَاسِم؛ وَالْأول أصح.
قَالَ ياقوت: إِمَام فِي الْعَرَبيَّة، عَالم بالقراءات، اشْتغل فِي صباه بالأندلس، وأتعب نَفسه حَتَّى بلغ من الْعلم مناه، فَصَارَ عينا للزمان؛ وَمَا من علم إِلَّا وَله فِيهِ أوفر نصيب.
قَرَأَ الْقُرْآن والنحو على أبي الْحسن بن الشَّرِيك وَمُحَمّد بن نوح الغافقي، وبدمشق على التَّاج الْكِنْدِيّ، وَسمع عَلَيْهِ أَكثر من مسموعاته، وببغداد على أبي الْبَقَاء العكبري وَأبي مُحَمَّد بن الْأَخْضَر.
وَكَانَ يعرف الْفِقْه وَالْأُصُول وعلوم الْأَوَائِل جيدا إِلَى الْغَايَة.
وَقَالَ بَعضهم: كَانَ فِي ذهنه خلل.
قَالَ الذَّهَبِيّ: مَا كَانَ إِلَّا ذكيا، فيا ليته ترك الِاشْتِغَال بعلوم الْأَوَائِل؛ فَمَا هِيَ إِلَّا مرض فِي الدّين، أَو هَلَاك فقلّ من نجا مِنْهَا.
قَالَ: وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الْأَخْضَر، وَولي مشيخة التربة العادلية؛ وَكَانَ لَهُ حَلقَة اشْتِغَال وَكَانَ مليح الشكل، إِمَامًا مهيبا متفننا.
صنّف: شرح الْمفصل فِي أَرْبَعَة مجلدات، شرح الجزولية، شرح الشاطبية.
وَحدث عَنهُ الْعِمَاد البالسي وَغَيره.
مولده سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي سَابِع رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق.(2/250)
1913 - الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو ذكْوَان الراوية
قَالَ السيرافي: كَانَ فِي أَيَّام الْمبرد جمَاعَة نظرُوا فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَلم يكن لَهُم نباهة، مِنْهُم أَبُو ذكْوَان، وَكَانَ ربيب التوزي، وَكَانَ عَلامَة أخباريا، لَقِي جمَاعَة من أهل الْعلم.
وَله كتاب مَعَاني الشّعْر؛ رَوَاهُ عَنهُ ابْن درسْتوَيْه.
1914 - قَاسم بن أصبغ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نَاصح بن عَطاء الْبَيَانِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد
مولى الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال، نبيلا فِي النَّحْو والغريب وَالشعر، سمع من بَقِي بن مخلد والخشني وَابْن وضاح، ورحل فَسمع عَلَيْهِ، وببغداد من ثَعْلَب والمبرد وَابْن قُتَيْبَة وخلائق، وَانْصَرف إِلَى الأندلس بِعلم كثير، وَطَالَ عمره، ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وَألْحق الصغار بالكبار، وَكَانَ يشاور فِي الْأَحْكَام.
ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات لَيْلَة السبت لأَرْبَع عشرَة خلت من جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة، وَكَانَ تغير ذهنه فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ بالأندلس، وَفِي الْمشرق إِلَى أبي سعيد بن الْأَعرَابِي، وَكَانَا متكافئين فِي السن.
وَقَالَ غَيره: صنّف كتاب أَحْكَام الْقُرْآن، كتاب الْخمر، غرائب مَالك، النَّاسِخ والمنسوخ، الْأَنْسَاب، وَغير ذَلِك.(2/251)
1915 - قَاسم بن أَيُّوب الجياني
قَالَ ابْن الفرضي: مَال إِلَى النَّحْو فغلب عَلَيْهِ، وَكَانَ حَافِظًا للرأي والمسائل، فَاضلا صَالحا.
1916 - قَاسم بن ثَابت بن حزم بن عبد الرَّحْمَن بن مطرف بن سُلَيْمَان ابْن يحيى أَبُو مُحَمَّد السَّرقسْطِي الْعَوْفِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: عني بِالْحَدِيثِ واللغة هُوَ وَأَبوهُ، فأدخلا الأندلس علما كثيرا، وَيُقَال: إِنَّه أول من أَدخل إِلَيْهَا كتاب الْعين. وَسمع فِي رحلته من النَّسَائِيّ وَالْبَزَّار وَغَيرهمَا. وَكَانَ قَاسم عَالما بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه، مُتَقَدما فِي النَّحْو والغريب وَالشعر، ورعا ناسكا زاهدا خيرا، مجاب الدعْوَة، طلب للْقَضَاء فَامْتنعَ من ذَلِك، فَأَرَادَ أَبوهُ إكراهه عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ الاستخارة ثَلَاثَة أَيَّام؛ فَمَاتَ فِي هَذِه الثَّلَاثَة، فيروون أَنه دَعَا على نَفسه بِالْمَوْتِ. قَالَ ابْن الفرضي: وَهَذَا الْخَبَر مستفيض عِنْد أهل سرقسطة.
وألّف الدَّلَائِل فِي شرح الحَدِيث بلغ فِيهِ الْغَايَة من الإتقان، وَمَات قبل إكماله فأكمله أَبوهُ بعده؛ وَكَانَت وَفَاته سنة ثِنْتَيْنِ وثلاثمائة بسرقسطة.
1917 - قَاسم بن حبيب النَّحْوِيّ
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة القيروان.
1918 - الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: صدر الأفاضل حَقًا، وأوحد الدَّهْر فِي علم الْعَرَبيَّة صدقا، ذُو الخاطر الْوَقَّاد، والطبع المنقاد؛ برع فِي علم الْأَدَب، وفَاق فِي نظم الشّعْر، ونثر الْخطب؛ فَهُوَ إِنْسَان عين الزَّمَان، وغرة جبهة هَذَا الأوان. ولد تَاسِع شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة؛ وَكَانَ حنفيا سنيا، ذَا بهجة وأخلاق هنيَّة، وَبشر طلق، ولسان ذلق.(2/252)
صنّف: التجمير فِي شرح الْمفصل بسيط، السبيكة فِي شَرحه متوسط، المجمرة فِي شَرحه صَغِير، شرح سقط الزند، شرح المقامات، شرح الأنموذج، السِّرّ فِي الْإِعْرَاب، شرح الْأَبْنِيَة، الزوايا والخبايا فِي النَّحْو، المحصل فِي الْبَيَان، وَغير ذَلِك.
وَمن شعره:
(يَا زمرة الشُّعَرَاء دَعْوَة نَاصح ... لَا تأملوا عِنْد الْكِرَام سماحا)
(إِن الْكِرَام بأسرهم قد أغلقوا ... بَاب السماح وضيعوا المفتاحا)
1919 - الْقَاسِم بن سَلام - بتَشْديد اللاّم - أَبُو عبيد كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا روميا، وَكَانَ أَبُو عبيد إِمَام أهل عصره فِي كل فن من الْعلم، أَخذ عَن أبي زيد وَأبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي مُحَمَّد اليزيدي وَابْن الْأَعرَابِي وَالْكسَائِيّ وَالْفراء وَغَيرهم؛ وروى النَّاس من كتبه نيفا وَعشْرين كتابا.
وَقَالَ أَبُو الطّيب: مُصَنف حسن التَّأْلِيف إِلَّا أَنه قَلِيل الرِّوَايَة، يقتطع من اللُّغَة علوما افتنّ بهَا، وَكتابه الْغَرِيب المُصَنّف اعْتمد فِيهِ على كتاب رجل من بني هَاشم، جمعه لنَفسِهِ. وَأخذ كتب الْأَصْمَعِي فبوّب مَا فِيهَا، وأضاف إِلَيْهَا شَيْئا من علم أبي زيد وَرِوَايَات عَن الْكُوفِيّين، وَكَذَا كِتَابه فِي غَرِيب الحَدِيث وغريب الْقُرْآن انتزعهما من غَرِيب أبي عُبَيْدَة؛ وَكَانَ مَعَ هَذَا ثِقَة ورعا لَا بَأْس بِهِ، وَلَا نعلمهُ سمع من أبي زيد شَيْئا، وَكَانَ نَاقص الْعلم بالإعراب.
وَقَالَ غَيره: كَانَ أَبُو عبيد فَاضلا فِي دينه وَعلمه، ربانيا مفتيا فِي الْقُرْآن وَالْفِقْه وَالْأَخْبَار والعربية، حسن الرِّوَايَة، صَحِيح النَّقْل، سمع مِنْهُ يحيى بن معِين وَغَيره.
وَله من التصانيف: الْغَرِيب المُصَنّف، غَرِيب الْقُرْآن، غَرِيب الحَدِيث، مَعَاني الْقُرْآن، الْمَقْصُور والممدود، الْقرَاءَات، الْمُذكر والمؤنث، الْأَمْثَال السائرة، وَغير ذَلِك.(2/253)
مَاتَ بِمَكَّة سنة ثَلَاث - أَو أَربع - وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ عَن سبع وَسِتِّينَ سنة، وَقيل: سنة ثَلَاثِينَ.
وَفِي طَبَقَات النُّحَاة للزبيدي: قيل لأبي عبيد: إِن فلَانا يَقُول: أَخطَأ أَبُو عبيد فِي مِائَتي حرف من الْغَرِيب المُصَنّف، فحلم أَبُو عبيد وَلم يَقع فِي الرجل بِشَيْء، وَقَالَ: فِي المُصَنّف كَذَا وَكَذَا ألف حرف، فَلَو لم أخطئ إِلَّا فِي هَذَا الْقدر الْيَسِير مَا هَذَا بِكَثِير؛ وَلَعَلَّ صاحبنا هَذَا لَو بدا لنا فناظرناه فِي هَذِه الْمِائَتَيْنِ - بِزَعْمِهِ - لوجدنا لَهَا مخرجا.
قَالَ الزبيدِيّ: عددت مَا تضمنه الْكتاب من الْأَلْفَاظ فألفيت فِيهِ سَبْعَة عشر ألف حرف، وَسَبْعمائة وَسبعين حرفا.
1920 - قَاسم بن حَمَّاد بن ذِي النُّون العتقي الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ أديبا مشاركا فِي علم النَّحْو واللغة، وَرِوَايَة الشّعْر.
مَاتَ لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1921 - قَاسم بن سَعْدَان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن يزِيد أَبُو مُحَمَّد الريي
مولى عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة. من رية، سكن قرطبة.
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ، فَقِيها بَصيرًا بالنحو والغريب وَالشعر ضابطا. مَاتَ لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الأندلس.(2/254)
1922 - الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن مسْعدَة الأوسي
قَالَ فِي المُغرب: قَالَ فِيهِ ابْن دحْيَة: صَاحب لِوَاء الْعَرَبيَّة، وَمن ذَوي الْأَنْسَاب السّريَّة، كَانَت سكناهُ بغرناطة، وبيته عَظِيم بوادي الْحِجَارَة؛ وَكَانَ متفننا فِي الْعُلُوم.
مَاتَ بمالقة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة. وَمن شعره:
(حنانيك مدعوا ولبيك دَاعيا ... فَكل بِمَا ترضاه أصبح رَاضِيا)
(طلعت على أرجائنا بعد فَتْرَة ... وَقد بلغت منا النُّفُوس التراقيا)
(وَقد مطلت منا دُيُون لَدَى العدا ... وَمن سَيْفك السفاح نبغي التقاضيا)
1923 - الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم
ابْن مسْعدَة بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن مطرف بن دحمان الأوسي المالقي أَبُو مُحَمَّد قَالَ ابْن دحْيَة فِي المطرب: من شعراء أهل الْمغرب، صَاحب لِوَاء الْعَرَبيَّة، وَمن ذَوي الْأَنْسَاب السّريَّة، لَقيته بمالقة فَسمِعت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لي ولأخي، وَأَخْبرنِي أَن مولده سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ببلنسية، وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي عبد الله المعزاوي والعربية على ابْن الطراوة - واختص بِهِ - وَلَقي أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَشْهُور بِابْن أم غَانِم وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَحر سُفْيَان بن العَاصِي والفقيه أَبُو الْحسن بن مغيث وَأَبُو الْقَاسِم بن ورد وَأَبُو جَعْفَر بن بَاقٍ السَّرقسْطِي وَالْقَاضِي الأديب وَالْكَاتِب الْخَطِيب أَبُو الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن يُوسُف، حفيد الأعلم النَّحْوِيّ أبي الْحجَّاج الشنتمري وَغَيرهم، وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا أَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة؛ وَله فِي الشّعْر والقريض لِسَان طَوِيل وَبَاعَ عريض وَأكْثر من الحَدِيث وَالْفِقْه، وَانْفَرَدَ فِي آخر عمره لإقراء الْقُرْآن وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة؛ مَعَ أَنه لم يعرف لَهُ قطّ فِي شبيبته صبوة، وَلَا اتخذ أَهلا، وَلَا سَمِعت مِنْهُ هفوة.
مَاتَ بمالقة يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي من ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَله اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ سنة.(2/255)
1924 - أَبُو الْقَاسِم بن عبد الْمُؤمن بن عبد الله بن رَاشد الْبَارِقي
قَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها بارعا فِي النَّحْو بِصَنْعَاء، وَكَانَ غَالب إِقَامَته فِيهَا، ثمَّ نزل الْيمن، فاتصل بكاتب الدرج ابْن عبد الحميد، فَجعله نَائِبه فِي تدريس النَّحْو بالمؤيدية بتعز، ثمَّ لما صَار الْقَضَاء الْأَكْبَر إِلَى الْوَجِيه الظفاري - وَكَانَ صَاحبه - ارْتَفع قدره، وانتشر ذكره؛ ثمَّ لما صَار الْقَضَاء إِلَى ابْن الأديب عَزله عَن التدريس بالمؤيدية، فاستخرج خطا من السُّلْطَان باستمراره مدرسا فِي الأتابكية، فاستمر إِلَى سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة، ثمَّ سَافر إِلَى بَلَده صنعاء سنة ثَمَان وَعشْرين فَمَاتَ بهَا.
1925 - أَبُو الْقَاسِم بن عَليّ بن عَامر بن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا نحويا، ولي قَضَاء عدن وَمَات بهَا لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة.
1926 - قَاسم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ البطليوسي الشهير بالصفار
قَالَ فِي البُلغة: صحب الشلوبين وَابْن عُصْفُور، وَشرح كتاب سِيبَوَيْهٍ شرحا حسنا يُقَال إِنَّه أحسن شروحه وَيرد فِيهِ كثيرا على الشلوبين بأقبح رد.
مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/256)
1927 - الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَصْرِيّ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الحريري
ولد فِي حُدُود سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَقَرَأَ على الْفضل القصباني، وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء والفطنة والفصاحة والبلاغة، وتصانيفه تشهد بفضله، وتقر بنبله.
وَكَفاهُ شَاهدا المقامات الَّتِي أبر بهَا على الْأَوَائِل، وأعجز الْأَوَاخِر.
قَالَ البندجيهي: كَانَ سَبَب وَضعهَا أَن أَبَا زيد السرُوجِي ورد الْبَصْرَة - وَكَانَ شَيخا شحاذا بليغا فصيحا - فَوقف فِي مَسْجِد بني حرَام، فَسلم ثمَّ سَأَلَ النَّاس وَالْمَسْجِد غاص بالفضلاء، فَأَعْجَبَهُمْ فَصَاحَته وَحسن صِيغَة كَلَامه، وَذكر أسر الرّوم وَلَده، كَمَا ذكر فِي المقامة الحرامية. قَالَ الحريري: فَاجْتمع عِنْدِي عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم فضلاء الْبَصْرَة، فحكيت لَهُم مَا شاهدت من ذَلِك السَّائِل، فَحكى كل وَاحِد مِنْهُم أَنه سمع من هَذَا السَّائِل فِي مَسْجده فِي معنى آخر فصلا أحسن مِمَّا سَمِعت، وَكَانَ يُغير فِي كل مَسْجِد زيه وشكله، وَيظْهر فِي فنون الْحِيلَة فَضله، فتعجبوا مِنْهُ، فأنشأت المقامة الحرامية، ثمَّ بنيت عَلَيْهَا سَائِر المقامات، وَكَانَت أول شَيْء صَنعته.
وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ بعد هَذَا الْكَلَام أَنه عرض الحرامية على الْوَزير أنوشروان، فاستحسنها، وَأمره أَن يضيف إِلَيْهَا مَا شاكلها فأتمها خمسين.
وَقَالَ ياقوت: بَلغنِي أَنه لما صنع الحرامية أصعد إِلَى بَغْدَاد فَدخل إِلَى السُّلْطَان ومجلسه غاص بذوي الْفضل، وَقد بَلغهُمْ وُرُوده إِلَّا أَنهم لم يعرفوا فَضله فَقَالَ لَهُ بعض الْكتاب: أَي شَيْء تتعاني من صناعَة الْكِتَابَة حَتَّى نباحثك فِيهِ؟ فَأخذ بِيَدِهِ قَلما وَقَالَ: كل مَا يتَعَلَّق بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى الْقَلَم - فَقيل لَهُ: هَذِه دَعْوَى عَظِيمَة، فَقَالَ: امتحنوا تخبروا. فساءله كل وَاحِد عَمَّا يعْتَقد فِي نَفسه إتقانه من أَنْوَاع الْكِتَابَة، فَأجَاب عَن الْجَمِيع أحسن جَوَاب(2/257)
حَتَّى بهرهم، فَبلغ خَبره الْوَزير أنوشروان، فَأدْخلهُ إِلَيْهِ، وأكرمه، فتحادثا يَوْمًا حَتَّى انْتهى الحَدِيث إِلَى ذكر أبي زيد السرُوجِي، فأورد المقامة الحرامية الَّتِي عَملهَا فِيهِ فاستحسنها أنوشروان جدا، وَقَالَ: يَنْبَغِي أَن تُضَاف هَذِه إِلَى أَمْثَالهَا، فَقَالَ: أفعل مَعَ رجوعي إِلَى الْبَصْرَة وَتجمع خاطري بهَا، ثمَّ انحدر إِلَى الْبَصْرَة، فَصنعَ أَرْبَعِينَ مقامة ثمَّ أصعد إِلَى بَغْدَاد وعرضها على أنوشروان، فاستحسنها وتدوالها النَّاس، فاتهمه من يحسده، وَقَالَ: لَيست هَذِه من عمله، لِأَنَّهَا لَا تناسب رسائله؛ وَقَالُوا: هَذِه من صناعَة رجل كَانَ استضاف بِهِ؛ وَمَات عِنْده، فادعاها، فَإِن كَانَ صَادِقا فليصنع مقامة أُخْرَى، فَقَالَ: سأصنع، وَجلسَ فِي منزله بِبَغْدَاد أَرْبَعِينَ لَيْلَة؛ فَلم يتهيأ لَهُ تَرْتِيب كَلِمَتَيْنِ، وسود كثيرا من الكاغد، فَلم يصنع شَيْئا، فَعَاد إِلَى الْبَصْرَة، وَالنَّاس يقعون فِيهِ، فَمَا غَابَ إِلَى مديدة حَتَّى عمل عشر مقامات، وأضافها إِلَيْهَا وأصعد إِلَى بَغْدَاد؛ فَحِينَئِذٍ بَان فَضله، وَعَلمُوا أَنه من عمله.
وَكَانَ مولده بِبَلَد قريب من الْبَصْرَة يُقَال لَهُ المشان، وَكَانَ قذرا ذَمِيمًا مبتلى بنتف لحيته فَقَالَ بَعضهم:
(شيخ لنا من ربيعَة الْفرس ... ينتف عثنونه من الهوس)
(أنطقه الله بالمشان وَقد ... ألْجمهُ فِي الْعرَاق بالخرس)
وَقَالَ بَعضهم: قَرَأت المقامات على مؤلفها فوصلت إِلَى قَوْله:
(يَا أهل ذَا المغنى وقيتم شرا ... وَلَا لَقِيتُم مَا بَقِيتُمْ ضرا)
(قد دفع اللَّيْل الَّذِي اكفهرا ... إِلَى ذراكم شعثا مغبرا)
فَقَرَأته " سغبا معترا "، ففكر سَاعَة، ثمَّ قَالَ: وَالله لقد أَجدت فِي التَّصْحِيف فَإِنَّهُ أَجود، فَرب شعث مغبر غير سغب معتر، والسغب المعتر مَوضِع الْحَاجة؛ وَلَوْلَا أَنِّي كتبت بخطي إِلَى هَذَا الْيَوْم على سَبْعمِائة نُسْخَة قُرِئت عَليّ لغيرته كَذَلِك.
وللزمخشري فِي المقامات:
(أقسم بِاللَّه وآياته ... ومشعر الْحَج وميقاته)
(أَن الحريري حري بِأَن ... تكْتب بالتبر مقاماته)(2/258)
وللحريري أَيْضا: درة الغواص فِي أَوْهَام الْخَواص، والملحة وَشَرحهَا، ورسائله. وديوان شعره.
مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي سادس رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
وَمن نظمه فِي المقامات:
(سم سمة تحسن آثارها ... واشكر لمن أعْطى وَلَو سمسمه)
(وَالْمَكْر مهما اسْتَطَعْت لَا تأته ... لتقتني السؤدد والمكرمه)
وَقد ذكر أَنَّهُمَا أمنا من أَن يعززا، وَأكْثر النَّاس بتعزيزهما بِمَا ذَكرْنَاهُ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
وَقد نظمت أَنا فِي مقاماتي بَيْتَيْنِ، وَلَا أَظن أَن لَهما ثَالِثا وهما:
(منبري شاع ذكره ... لويك الْوَعْظ من بري)
(عنبري ضَاعَ نشره ... لَو روينَاهُ عَن بري)
1928 - الْقَاسِم بن عِيسَى النَّحْوِيّ أَبُو الْفضل
قَالَ ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر: كَانَ عَالما بالنحو واللغة، حمل عَنهُ، وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ.(2/259)
1929 - الْقَاسِم بن فيرة بن أبي الْقَاسِم خلف بن أَحْمد الرعيني الشاطبي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الضَّرِير
وفيرة اسْم أعجمي، يُقَال: تَفْسِيره " حَدِيد ". كَانَ إِمَامًا فَاضلا فِي النَّحْو والقراءات وَالتَّفْسِير والْحَدِيث، عَلامَة نبيلا، محققا ذكيا وَاسع الْمَحْفُوظ، بارعا فِي الْقرَاءَات، أستاذا فِي الْعَرَبيَّة، حَافِظًا للْحَدِيث، شافعيا، صَالحا صَدُوقًا، ظَهرت عَلَيْهِ كرامات الصَّالِحين، كسماع الْأَذَان وَقت الزَّوَال بِجَامِع مصر من غير مُؤذن، وَلَا يسمع ذَلِك إِلَّا الصالحون. وَكَانَ يعذل أَصْحَابه على أَشْيَاء لم يطلعوه عَلَيْهَا.
أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن هُذَيْل وَغَيره، وَسمع من السلَفِي وَأخذ عَنهُ السخاوي، وَكَانَ يجلس إِلَيْهِ من لَا يعرفهُ فَلَا يشك أَنه يبصر؛ لِأَنَّهُ لذكائه لَا يظْهر مِنْهُ مَا يظْهر من الْأَعْمَى فِي حركاته.
صنّف: القصيدة الْمَشْهُورَة فِي الْقرَاءَات، والرائية فِي الرَّسْم، وَقد عَم النَّفْع بهما وسارت بهما الركْبَان، وَكَانَ لَا ينْطق إِلَّا لضَرُورَة، وَلَا يقْرَأ إِلَّا على طَهَارَة، ويعتل الْعلَّة الشَّدِيدَة فَلَا يشتكي وَلَا يتأوه.
ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم الْأَحَد ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(قل للأمير نصيحة ... لَا تركنن إِلَى فَقِيه)
(إِن الْفَقِيه إِذا أَتَى ... أبوابكم لَا خير فِيهِ)
1930 - الْقَاسِم بن الْقَاسِم بن عمر بن مَنْصُور أَبُو مُحَمَّد الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
ولد سنة خمسين وَخَمْسمِائة، وَكَانَ أديبا فَاضلا، نحويا لغويا. قَرَأَ النَّحْو على مُصدق ابْن شبيب، واللغة على عميد الرؤساء هبة الله بن أَيُّوب، وَسمع على جمَاعَة، ثمَّ انْتقل إِلَى(2/260)
حلب، فَأَقَامَ بهَا يُفِيد النَّحْو واللغة وفنون الْعلم إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس ثامن ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة.
وصنّف: شرح اللمع، شرح التصريف الملوكي، شرح المقامات على حُرُوف المعجم؛ شرح على ترتيبها، شرح ثَالِث، وَغير ذَلِك. انْتهى.
1931 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَافِظ ابْن الطيلسان الْأنْصَارِيّ الأوسي الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مَعَ مَعْرفَته بالقراءات والعربية مُتَقَدما فِي صناعَة الحَدِيث. ولد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة، وروى عَن جده لأمه أبي الْقَاسِم بن غَالب الشراط وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي مُحَمَّد بن عبد الْحق الخزرجي، وَأَجَازَ لَهُ عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأَبُو الْقَاسِم بن سمحون، وتصدر للإقراء والإسماع.
وَله من التصانيف: مَا ورد من الْأَمر فِي شرب الْخمر، بَيَان المنن على قَارِئ الْكتاب وَالسّنَن، والجواهر المفصلات فِي المسلسلات، وغرائب أَخْبَار المسندين ومناقب آثَار المهتدين، وأخبار صلحاء الأندلس.
خرج من قرطبة لما أَن أَخذهَا الإفرنج، وَنزل بمالقة، وَولي خطابتها إِلَى أَن مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
1932 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار أَبُو مُحَمَّد الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ
كَانَ مُحدثا أخباريا، عَارِفًا بالأدب والغريب، ثِقَة، صَاحب عَرَبِيَّة، أَخذ عَن سَلمَة ابْن عَاصِم وَأبي عِكْرِمَة الضَّبِّيّ.
وصنّف: خَلق الْإِنْسَان، خَلق الْفرس، الْأَمْثَال، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، غَرِيب الحَدِيث، شرح السَّبع الطوَال.
مَاتَ غرَّة ذِي الْقعدَة سنة أَربع وثلاثمائة. وَقيل: فِي صفر سنة خمس.(2/261)
وَله:
(إِنِّي بِأَحْكَام النُّجُوم مكذب ... ولمدعيها لائم ومؤنب)
(الْغَيْب يُعلمهُ الْمُهَيْمِن وَحده ... وَعَن الْخَلَائق أَجْمَعِينَ مغيب)
(الله يُعْطي وَهُوَ يمْنَع قَادِرًا ... فَمن المنجم ويحه والكوكب)
1933 - قَاسم بن مُحَمَّد بن حجاج بن حبيب بن عُمَيْر الإشبيلي أَبُو عمر
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو واللغة، حَافِظًا لأيام الْعَرَب، مُتَقَدما فِي علم الْعرُوض والنحو، أَخذ عَن يزِيد بن طَلْحَة الإشبيلي وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْغَازِي.
1934 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن رَمَضَان أَبُو الْجُود النَّحْوِيّ الْعجْلَاني
قَالَ ياقوت: كَانَ فِي عصر ابْن جني وَمن طبقته.
صنّف: الْمُخْتَصر، المتعلمين، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، الْفرق.
1935 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الصَّباح النَّحْوِيّ
قَالَ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: كَانَ رَأْسا فِي النَّحْو والعربية، روى عَن سهل بن عُثْمَان، وَسمع مِنْهُ مُحَمَّد بن حَيَّان.
وَمَات سنة سِتّ - أَو سبع - وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
1936 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن مبَاشر الوَاسِطِيّ أَبُو نصر النَّحْوِيّ الضَّرِير
قَالَ ياقوت: لَقِي بِبَغْدَاد أَصْحَاب أبي عَليّ، وتنقل فِي الْبِلَاد، واستوطن مصر، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَهلهَا وَتخرج بِهِ ابْن بَاب شَاذ.
وصنّف كتابا فِي النَّحْو، وَشرح اللمع، وجمل الزجاجي، وَمَات بِمصْر.(2/262)
1937 - الْقَاسِم بن مُحَمَّد الديمرتي أَبُو مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: روى عَن إِبْرَاهِيم ابْن متويه الْأَصْبَهَانِيّ، وَمُحَمّد بن سهل بن الصَّباح، وانتصب للإقراء أَرْبَعِينَ سنة.
وصنّف: تَقْوِيم الْأَلْسِنَة، تَفْسِير الحماسة، غَرِيب الحَدِيث، الْإِبَانَة، تَهْذِيب الطَّبْع فِي نَوَادِر اللُّغَة، وَغير ذَلِك.
1938 - الْقَاسِم بن معن بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود الصَّحَابِيّ، أبي الإِمَام أبي عبد الله المَسْعُودِيّ الْهُذلِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ من عُلَمَاء الْكُوفَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالشعر وَالْأَخْبَار، وَمن الزهاد الثِّقَات، من لم يكن لَهُ بِالْكُوفَةِ فِي عصره نَظِير، وَكَانَ حنفيا، ولي قَضَاء الْكُوفَة فَلم يرتزق عَلَيْهِ شَيْئا، وَكَانَ من الْأَثْبَات فِي النَّقْل وَالْفِقْه واللغة، من أَشد النَّاس افتنانا فِي الْآدَاب كلهَا، يناظر فِي كل فن أَهله؛ جَالس أَبَا حنيفَة، وحدّث عَن عَاصِم الْأَحول وَغَيره، وَعنهُ أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَآخَرُونَ، وَأخرج لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ، وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم.
وصنّف: النَّوَادِر فِي اللُّغَة، وغريب المُصَنّف، وكتبا فِي النَّحْو.
وَله فِيهِ مَذْهَب مَتْرُوك.
أَخذ عَنهُ اللَّيْث بن المظفر نَحوا ولغة.
وَمَات سنة خمس وَسبعين وَقيل ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة.
1939 - أَبُو الْقَاسِم بن نصر الله بن فَخر الدولة يحيى الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ فَخر الدّين
قَالَ فِي الدُّرَر: برع فِي النَّحْو، ودرّس فِي المنكوتمرية أول مَا فتحت.
مولده سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسَبْعمائة.(2/263)
1940 - قَاسم بن نصير بن وَقاص بن عيثور بن سليم الشذوني أَبُو مُحَمَّد
يعرف بِابْن أبي الْفَتْح. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا لغويا شَاعِرًا مُتَقَدما، فَقِيها حَافِظًا للرأي، سَابِقًا فِي الشّعْر لَا يشق غباره، خطب بإشبيلية، وروى عَن قَاسم بن أصبغ وَغَيره، وتخلى آخر عمره عَن الدُّنْيَا، وَصَارَ فِي هَيْئَة الأبدال، وغالب شعره فِي الزّهْد.
مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن أَربع وَخمسين.
1941 - أَبُو الْقَاسِم الْعَطَّار النَّحْوِيّ الأندلسي
أحد نحاة إشبيلية وأدبائها وظرفائها الخالعين للعذار، تصدر بهَا وَمَات بعد خَمْسمِائَة.
ذكره القفطي.
1942 - أَبُو الْقَاسِم الدقاق الْبَغْدَادِيّ
نحوي متصدر، أدْرك صُدُور هَذَا الْعلم، كالسيرافي والرماني والفارسي، وَأخذ عَنْهُم وَأفَاد.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد ذكره القفطي.
1943 - الْقَاسِم بن اللبودي النَّحْوِيّ الأديب
كَانَ بآمد. مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة.
1944 - قُتَيْبَة بن مهْرَان الأزاذاني أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَصْبَهَانِيّ
قَالَ فِي الْبلْغَة: أحد نحاة الْكُوفَة، أَخذ عَن الْكسَائي، وَصَحبه وَصَارَ إِمَامًا.(2/264)
1945 - قُتَيْبَة النَّحْوِيّ الْجعْفِيّ الْكُوفِي
ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الْكُوفَة، وَقَالَ وَقع كَاتب الْمهْدي: " قرى عَرَبِيَّة " فنون " قرى " فَأنكرهُ شبيب بن شيبَة، فَسئلَ قُتَيْبَة هَذَا، فَقَالَ: إِن أُرِيد قرى الْحجاز فَلَا تنون؛ لِأَنَّهَا لَا تَنْصَرِف، أَو قرى السوَاد نونت لِأَنَّهَا تَنْصَرِف.
1946 - قعنب الْعَدوي الْبَصْرِيّ الْمُقْرِئ
كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، وَله قِرَاءَة شَاذَّة.
مَاتَ فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة.
1947 - قنبر بن مُحَمَّد بن عبد الله العجمي
قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَارِفًا بالمعقولات، وَكَانَ ينبز بالتشيع، أَقرَأ بالجامع الْأَزْهَر.
وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة.(2/265)
حرف الْكَاف
1948 - كَامِل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر
قَالَ الْحَاكِم: من أوثق أَصْحَابنَا عِنْد الْأَخْذ وَالْأَدَاء، وآدبهم فِي قِرَاءَة الحَدِيث، وأقومهم لألفاظه.
سمع بخراسان وَالْعراق والحجاز، وصنّف وحدّث.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1949 - كَامِل بن أبي الْفَتْح أَبُو تَمام الضَّرِير النَّحْوِيّ ظهير الدّين
كَذَا ذكره الفيومي فِي تَارِيخه، وَقَالَ: اشْتغل بالأدب وبرع فِيهِ.
وَمَات سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
1950 - كلاب بن حَمْزَة الْعقيلِيّ أَبُو الهيذام اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: من أهل حران، أَقَامَ بالبادية، وَدخل الحضرة أَيَّام الْقَاسِم ابْن عبيد الله بن سُلَيْمَان ومدحه؛ وَكَانَ عَالما بالشعر وخلط المذهبين.
وصنّف: جَامع النَّحْو، الأراكة، مَا يلحن فِيهِ الْعَامَّة.
1951 - كوثر بن يُونُس بن خلف البلوي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا نحويا، روى عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن خلف ابْن عُيَيْنَة.(2/266)
1952 - أَبُو الْكَوْثَر النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن جمَاعَة: من شعره:
(إِذا خفت الْمَوَدَّة واستقامت ... فَلَا تجزع وَإِن بعد اللِّقَاء)
(وَإِن يكن الزَّمَان أغاب وَجْهي ... فَلم تغب الْمَوَدَّة والصفاء)
(وَلم يزل الثَّنَاء عَلَيْك مني ... مَعَ السَّاعَات يتبعهُ الدُّعَاء)
1953 - كيسَان بن الْمُعَرّف النَّحْوِيّ أَبُو سُلَيْمَان الهُجَيْمِي
قَالَ أَبُو الطّيب: قَالَ الْأَصْمَعِي: كيسَان ثِقَة غير متزيد، أَخذ عَن الْخَلِيل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كَانَ يخرج مَعنا إِلَى الْأَعْرَاب فينشدوننا فَيكْتب فِي ألواحه غير مَا ينشدوننا، وينقل مِنْهَا إِلَى الدفاتر غير مَا فِيهَا، ثمَّ يحفظ من الدفاتر غير مَا فِيهَا، ثمَّ يحدّث غير مَا حفظ.
وَكَانَ مزّاحا، قَرَأَ عَلَيْهِ صبي، فَمر بِبَيْت فِيهِ العيس، فَقَالَ: هُوَ الْإِبِل [الْبيض الَّتِي يخلط بياضها حمرَة] ، فَقَالَ: مَا الْإِبِل؟ قَالَ: الجمِال، قَالَ: وَمَا الْجمال؟ فَقَامَ على أَربع ورغا فِي الْمَسْجِد، وَقَالَ: الَّذِي ترَاهُ طَوِيل الرَّقَبَة، وَهُوَ يَقُول: بوع.
وَحبس يَوْمًا فشفع فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة فَأمر بِإِخْرَاجِهِ، فَسَأَلَ: مَا السَّبَب؟ فَذكر لَهُ، فَقَالَ: أمه زَانِيَة إِن خرج إحبيس ظلم، وطليق ذل لَا يكون أبدا.
وَسَماهُ الزبيدِيّ: " معرف بن دهثم "، وكيسان لقب لَهُ.(2/267)
1954 - بنت الكنيزي
قَالَ ياقوت: كَانَت حَسَنَة الْمعرفَة بالنحو واللغة، وَلها تصانيف فيهمَا، وَكَانَ لَهَا أَخ فِي غَايَة الْجَهْل، اختصمت مَعَه فِي مِيرَاث أَبِيهَا، وَطَالَ النزاع فِي مجْلِس الحكم، فاغتاظ الْحَاكِم من تفيهقها وحوشي كَلَامهَا وَسقط أَخِيهَا وعاميته، فَقَالَت: أغاظ سيدنَا مَا رأى مني وَمن هَذَا الْأَخ أصلحه الله؟ قَالَ: كلا وَلَكِن جردي الدَّعْوَى، فَإِنَّهُ أقرب للإيجاز، فَقَالَت لَهُ: أيد الله الشَّيْخ {فِي ذمَّته اثْنَان وَعِشْرُونَ دِينَارا مطيعية سلامية، فَقَالَ لَهُ: مَا الَّذِي تَقول: فَقَالَ: مَا لَهَا عِنْدِي اثْنَان، وَسكت وَأَرَادَ أَن يَقُول مثل مَا قَالَت، فَلم يقدر، فَقَالَ: بِاللَّه يَا سَيِّدي كَيفَ قَالَت، فقد وَالله صدعتنا} فَقَالَ لَهُ: فضولك، قل كَمَا تحسن، وَضحك أهل الْمجْلس واندفعت الْخُصُومَة ذَلِك الْيَوْم.(2/268)
حرف اللَّام
1955 - لب بن عبد الله بن لب بن أَحْمد أَبُو عِيسَى البلنسي الرصافي
قَالَ ابْن عبد الْملك: أَخذ النَّحْو عَن ابْن النِّعْمَة، وَكَانَ متحققا بِهِ، إِمَامًا فِيهِ، درسه كثيرا، وروى عَنهُ مُعظم شُيُوخ بلنسية، وَمَات فِي نَحْو التسعين وَخَمْسمِائة.
1956 - لب بن عبد الْوَارِث أَبُو عِيسَى الْيحصبِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي المُغرب: من أهل الْمِائَة السَّابِعَة، نظر فِي الْفِقْه ثمَّ مَال إِلَى الْعَرَبيَّة، فَبلغ مِنْهَا إِلَى غَايَة، نبيهة، قَرَأَ عَلَيْهِ أَبنَاء الْأَعْيَان بمراكش.
وَله:
(بدا ألف التَّعْرِيف فِي طرس خَدّه ... فيا هَل ترَاهُ بعد ذَلِك يُنكر!)
(وَهل كَانَ كافورا فَهَل أَنا تَارِك ... لَهُ بعد مَا حياك مسك وَعَنْبَر؟)
(وَمَا خير روض لَا يرف نَبَاته ... وَهل أحسن الأثواب إِلَّا المشهر؟)
1957 - لبنى كاتبة الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الْأمَوِي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَت نحوية كاتبة شاعرة، بَصِيرَة بِالْحِسَابِ وَالْعرُوض، حاذقة، مَاتَت سنة أَربع وَتِسْعين وثلاثمائة.
وَقَالَ فِي النضار: جَارِيَة الْخَلِيفَة الحكم بن عبد الرَّحْمَن؛ كَانَت تكْتب الْخط الْجيد، نحوية شاعرة عروضية، بَصِيرَة بِالْحِسَابِ، مُشَاركَة فِي الْعلم، لم يكن فِي قصرهم أنبل مِنْهَا.
مَاتَت سنة أَربع وَسبعين.(2/269)
1958 - لُؤْلُؤ بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو الدّرّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ الضَّرِير
كَذَا ذكره الدمياطي فِي مُعْجَمه، وَقَالَ: ولد بِدِمَشْق فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّمائَة، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ يَوْم السبت سادس عشر رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة.
[سمع من الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وَأبي الْقَاسِم الحرستاني والكندي، وَغَيرهم، وَولي الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ السيوفية من الْقَاهِرَة؛ وتصدر للإقراء بِجَامِع الْحَاكِم] .
1959 - اللَّيْث بن المظفر
هَكَذَا سَمَّاهُ الْأَزْهَرِي، وَقَالَ فِي البُلغة: اللَّيْث بن نصر بن يسَار الْخُرَاسَانِي. وَقَالَ غَيره: اللَّيْث بن رَافع بن نصر بن يسَار، قَالَ الْأَزْهَرِي: كَانَ رجلا صَالحا انتحل كتاب الْعين للخليل لينفق كِتَابه باسمه، ويرغب فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو الطّيب: هُوَ مصنّف الْعين، وَقد مرّ فِي تَرْجَمَة الْخَلِيل شَيْء مِمَّا يتَعَلَّق بِهِ.
وَقَالَ غَيره: هُوَ صَاحب الْعَرَبيَّة، روى عَنهُ قُتَيْبَة بن سعيد، وَعنهُ أَنه قَالَ: مَا تركت شَيْئا من فنون الْعلم إِلَّا نظرت فِيهِ إِلَّا النُّجُوم، لِأَنِّي رَأَيْت الْعلمَاء يكرهونه.
قَالَ ابْن المعتز: كَانَ من أكتب النَّاس فِي زَمَانه بارعا فِي الْأَدَب بَصيرًا بالشعر والغريب والنحو، وَكَانَ كَاتبا للبرامكة.(2/270)
حرف الْمِيم
1960 - مَالك بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْفرج أَبُو الحكم بن المرحل المالقي النَّحْوِيّ الأديب
كَانَ ذَاكِرًا للآداب واللغة، شَاعِرًا رَقِيقا مطبوعا سريع البديهة، حسن الْكِتَابَة، وَالشعر أغلب عَلَيْهِ. أَخذ عَن الشلوبين والدباج، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي، تحرف بصناعة التوثيق، وَولي الْقَضَاء بجهات غرناطة، وَله نظم فصيح فِي ثَعْلَب وَغَيره. وَوَقع بَينه وَبَين ابْن أبي الرّبيع فِي مَسْأَلَة " كَانَ مَاذَا "، فنظم مَالك:
(عَابَ قوم كَانَ مَاذَا ... لَيْت شعري لم هَذَا)
(وَإِذا عابوه جهلا ... دون علم كَانَ مَاذَا)
وجهله ابْن أبي الرّبيع؛ وصنّف فِي الْمَنْع مصنفا.
قَالَ أَبُو حَيَّان: وألسنة الشُّعَرَاء حداد؛ وَإِلَّا فَلَا نِسْبَة بَين أبي الرّبيع وَابْن المرحل، فَإِن ابْن أبي الرّبيع مَلأ الأَرْض نَحوا.
مَاتَ مَالك سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(مذهبي تَقْبِيل خد مَذْهَب ... سَيِّدي مَاذَا ترى فِي مذهبي!)
(لَا تخَالف مَالِكًا فِي رَأْيه ... فبه يَأْخُذ أهل الْمغرب)
أجَاز لأبي حَيَّان.
1961 - مَالك بن وهيب الأندلسي
قَالَ فِي الريحانة: إِمَام فِي علم اللِّسَان، يقف على كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكتب أبي عَليّ، أَخذ عَنهُ أَبُو الْوَلِيد بن خِيرة الْقُرْطُبِيّ.(2/271)
1962 - الْمُبَارك بن أَحْمد بن أبي البركات الْمُبَارك
أبي موهوب بن غنيمَة بن عَليّ الصاحب شرف الدّين أَبُو البركات الإربلي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُسْتَوْفى. كَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث، ماهرا فِي فنون الْأَدَب من النَّحْو واللغة وَالْعرُوض والقوافي، وَعلم الْبَيَان، وأشعار الْعَرَب وأخبارها وأمثالها، بارعا فِي علم الدِّيوَان وحسابه، وَضبط قوانينه، رَئِيسا جليل الْقدر، كثير التَّوَاضُع. قَرَأَ الْقُرْآن وَالْأَدب على مُحَمَّد بن يُوسُف البحراني ومكي بن رَيَّان، وَسمع من ابْن طبرزذ وحنبل بن عبد الله وخَلق.
وَكتب العالي والنازل، وَولي نظر الدِّيوَان بإربل ونزح عَنْهَا بعد اسْتِيلَاء التتار عَلَيْهَا إِلَى الْموصل، وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ، جيد النّظم والنثر.
صنّف: شرح ديوَان المتنبي وَأبي تَمام؛ عشرَة مجلدات، إِثْبَات المحصل فِي نِسْبَة أَبْيَات الْمفصل، تَارِيخ إربل؛ وقفت عَلَيْهِ فِي أَرْبَعَة مجلدات، وَله غير ذَلِك.
مولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أجَاز لأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ.
1963 - الْمُبَارك بن الفاخر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب أَبُو الْكَرم النَّحْوِيّ
أَخُو الْحُسَيْن البارع الدباس لأمه. ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَكَانَ قيمًا بالنحو عَارِفًا باللغة، قَرَأَ النَّحْو على ابْن برهَان.
قَالَ ياقوت: وجدت مولده كَمَا تقدم بِخَط السَّمْعَانِيّ، فَإِن صَحَّ لَا يَصح أَخذه عَن ابْن برهَان؛ فَإِنَّهُ مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين بل إِن كَانَ سمع مِنْهُ شَيْئا جَازَ. قَالَ: ثمَّ رَأَيْت بِخَطِّهِ أَيْضا فِي المذيّل مُلْحقًا: قَرَأت بِخَط وَالِدي: " سَأَلت الْمُبَارك عَن مولده، فَقَالَ: سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ " فَإِن صحت هَذِه الرِّوَايَة صَحَّ أَخذه عَن ابْن برهَان. وَسمع الحَدِيث من القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَغَيره، وجرّحه للنَّاس ورموْه بِالْكَذِبِ والتزوير وادعاء سَماع مَا لم يسمعهُ والتساهل إِذا أَخذ خطه على كتاب، ويقصد بذلك اجتلاب الطلاب؛ لِأَن النُّفُوس تميل إِلَى هَذَا الْبَاب.(2/272)
صنّف: الْمعلم فِي النَّحْو، شرح خطْبَة أدب الْكَاتِب.
وَكَانَ يقوم لطلبته، ويكرمهم، وَكَانَ الْخَطِيب التبريزي يُنكر ذَلِك عَلَيْهِ، وينشد:
(قصر بِالْعلمِ وأزرى بِهِ ... من قَامَ فِي الدَّرْس لأَصْحَابه)
مَاتَ ابْن الفاخر فِي ذِي الْقعدَة سنة خَمْسمِائَة.
وَمن شعره:
(لَا تغترر بأخي الوداد وَإِن صفا ... وأراك مِنْهُ الْبشر والإقبالا)
(أَفلا ترى الْمرْآة عِنْد صقالها ... تبدي لناظرها ريا ومحالا)
(ويسره مِنْهَا الصفاء وَقد يرى ... فِيهَا بِعَيْنيهِ الْيَمين شمالا)
(وَكَذَا الصّديق يسر بَين ضلوعه ... غشا يُنَافِي القَوْل والأفعالا)
1964 - الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن سعيد بن أبي السعادات الْوَجِيه أَبُو بكر بن الدهان النَّحْوِيّ الضَّرِير
قَالَ ياقوت: من أهل وَاسِط، قدم بَغْدَاد، فَأَقَامَ بهَا، وَقَرَأَ على ابْن الخشاب، ولازم ابْن الْكَمَال الْأَنْبَارِي، وَسمع مِنْهُ تصانيفه، وَسمع الحَدِيث من طَاهِر الْمَقْدِسِي، وَتَوَلَّى تدريس النَّحْو بالنظامية سِنِين؛ فَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة؛ مِنْهُم سَالم بن أبي الصَّقْر وَعبد اللَّطِيف ابْن يُوسُف الْبَغْدَادِيّ. وَكَانَ قَلِيل الْحَظ من التلامذة، يتخرجون بِهِ وَلَا ينسبون إِلَيْهِ. وَكَانَ جيد القريحة، حاد الذِّهْن، متضلعا فِي عُلُوم كَثِيرَة، إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة والتصريف وَالْعرُوض ومعاني الْأَشْعَار وَالتَّفْسِير وَالْإِعْرَاب وتعليل الْقرَاءَات، عَارِفًا بالفقه والطب والنجوم وعلوم الْأَوَائِل، وَله النّظم والنثر الْحسن. حسن التَّعْلِيم، طَوِيل الرّوح، كثير الِاحْتِمَال للتلامذة، وَاسع الصَّدْر، لم يغْضب قطّ من شَيْء، وشاع ذَلِك حَتَّى بلغ بعض الْخُلَفَاء، فجهد على أَن يغضبه فَلم يقدر. وَكَانَ حنبليا، ثمَّ تحول حنفيا، ثمَّ لما درس(2/273)
النَّحْو بالنظامية صَار شافعيا، لِأَنَّهُ شَرط الْوَاقِف، فَقَالَ فِيهِ تِلْمِيذه أَبُو البركات مُحَمَّد بن أبي الْفرج التكريتي:
(أَلا مبلغ عني الْوَجِيه رِسَالَة ... وَإِن كَانَ لَا تجدي إِلَيْهِ الرسائل)
(تمذهبت للنعمان بعد ابْن حَنْبَل ... وَذَلِكَ لما أعوزتك المآكل)
(وَمَا اخْتَرْت رَأْي الشَّافِعِي ديانَة ... وَلَكِن لِأَن تهوى الَّذِي مِنْهُ حَاصِل)
(وَعَما قَلِيل أَنْت لَا شكّ صائر ... إِلَى مَالك فافطن لما أَنا قَائِل)
قلت: هَكَذَا تكون التلامذة، يتخرجون بأشياخهم ثمَّ يهجونهم! لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه.
ولد ابْن الدهان سنة اثْنَتَيْنِ - وَقيل أَربع وَثَلَاثِينَ - وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي سادس عشر شعْبَان سنة ثِنْتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
1965 - الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الشَّيْبَانِيّ الْعَلامَة مجد الدّين أَبُو السعادات الْجَزرِي الإربلي الْمَشْهُور بِابْن الْأَثِير
من مشاهير الْعلمَاء، وأكابر النبلاء، وأوحد الْفُضَلَاء. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بالجزيرة، وانتقل إِلَى الْموصل؛ وَأخذ النَّحْو عَن ابْن الدهان وَيحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ، وَسمع الحَدِيث مُتَأَخِّرًا من عبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَغَيره، وتنقل فِي الولايات، وَكتب فِي الْإِنْشَاء، ثمَّ عرض لَهُ مرض كفّ يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ، وَمنعه الْكِتَابَة، فَانْقَطع فِي بَيته؛ يَغْشَاهُ الأكابر وَالْعُلَمَاء، فَجَاءَهُ مغربي؛ فالتزم أَنه يداويه وَلَا يَأْخُذ أُجْرَة إِلَّا بعد برئه، وَأخذ فِي معالجته بدهن صنعه، ولانت رِجْلَاهُ، وأشرف على الْبُرْء، فأرضى المغربي بِشَيْء وَصَرفه، فلامه أَخُوهُ عز الدّين، فَقَالَ: أَنا كنت فِي رَاحَة مِمَّا كنت فِيهِ من صُحْبَة هَؤُلَاءِ الْقَوْم والتزام أخطارهم، وَقد سكنت روحي إِلَى الِانْقِطَاع والدعة، فَإِذا طرأت لَهُم أُمُور ضَرُورِيَّة جَاءُونِي بِأَنْفسِهِم، ليأخذوا رَأْيِي.
وَله من التصانيف: النِّهَايَة فِي غَرِيب الحَدِيث، جَامع الْأُصُول فِي أَحَادِيث الرَّسُول، البديع فِي النَّحْو، الباهر فِي الفروق فِي النَّحْو، تَهْذِيب فُصُول ابْن الدهان، الْإِنْصَاف بَين(2/274)
الثَّعْلَبِيّ وَصَاحب الْكَشَّاف، شرح مُسْند الشَّافِعِي، الْبَنِينَ وَالْبَنَات والآباء والأمهات والأذواء والذوات، وقفت عَلَيْهِ ولخصت مِنْهُ الكنى فِي كراسة.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس سلخ ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وسِتمِائَة.
1966 - مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف الْقرشِي المَخْزُومِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ رشيد الدّين
يعرف بِابْن مزبيل؛ كَذَا ذكره فِي الدُّرَر، وَقَالَ: ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَسمع من أبي الْفضل عَليّ بن عبد الرَّزَّاق وَيحيى بن مُوسَى الْهَاشِمِي، وَمِنْه الْعِزّ بن جمَاعَة.
1967 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف ابْن مَحْمُود العنتابي الْحَنَفِيّ الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين الْعَيْنِيّ
ولد فِي رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بعنتاب، وَنَشَأ بهَا وتفقه، واشتغل بالفقه وبرع وَمهر، وانتفع فِي النَّحْو وأصول الْفِقْه والمعاني وَغَيرهَا بالعلامة جِبْرِيل بن صَالح الْبَغْدَادِيّ، وَأخذ عَن الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي والْعَلَاء السيرافي، وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة، وَسمع مُسْند أبي حنيفَة للحارثي على الشّرف ابْن الكويك، وَولي نظر الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ مرَارًا، ثمَّ نظر الأحباس، ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا، ودرّس الحَدِيث بالمؤيدية، وَتقدم عِنْد الْملك الْأَشْرَف برسباي؛ وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ والتصريف وَغَيرهمَا، حَافِظًا للغة؛ كثير الِاسْتِعْمَال لحوشيها، سريع الْكِتَابَة. عمّر مدرسة بِقرب الْجَامِع الْأَزْهَر، ووقف بهَا كتبه.
وَأما نظمه فمنحط إِلَى الْغَايَة، وَرُبمَا يَأْتِي بِهِ بِلَا وزن.
وَله مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا: شرح البُخَارِيّ، شرح الشواهد الْكَبِير وَالصَّغِير، شرح مَعَاني الْآثَار، شرح الْكَنْز، شرح الْمجمع، شرح عرُوض الساري، طَبَقَات الْحَنَفِيَّة، طَبَقَات الشُّعَرَاء، مُخْتَصر تَارِيخ ابْن عَسَاكِر، شرح الْهِدَايَة فِي الْفِقْه، شرح دُرَر الْبحار،(2/275)
سيرة الْملك الْمُؤَيد - منظومة، وَقد جرد شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر مِنْهَا الأبيات الرَّكِيكَة، وَالَّتِي بِلَا وزن، فبلغت نَحْو أَرْبَعمِائَة بَيت فِي كتاب، وَسَماهُ: قذى الْعين، من نظم غراب الْبَين، وَكَانَ بَينهمَا مُنَافَسَة.
وَمن قَول شيخ الْإِسْلَام فِيهِ لما وَقعت مَنَارَة الْمُؤَيد، وَكَانَ الْعَيْنِيّ شيخ الحَدِيث بهَا:
(بِجَامِع مَوْلَانَا الْمُؤَيد رونق ... منارته بالْحسنِ تزهو وبالزين)
(تَقول وَقد مَالَتْ عَلَيْهِم تمهلوا ... فَلَيْسَ على هدمى أضرّ من " الْعين ")
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة.
1968 - مَحْمُود بن جرير الضَّبِّيّ الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُضر
قَالَ ياقوت: كَانَ يلقب فريد الْعَصْر، وَكَانَ وحيد دهره وأوانه فِي علم اللُّغَة والنحو والطب، يضْرب بِهِ الْمثل فِي أَنْوَاع الْفَضَائِل. أَقَامَ بخوارزم مُدَّة، وانتفع النَّاس بِعُلُومِهِ وَمَكَارِم أخلاقه، وَأخذُوا عَنهُ علما كثيرا، وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة من الأكابر فِي اللُّغَة والنحو؛ مِنْهُم الزَّمَخْشَرِيّ؛ وَهُوَ الَّذِي أَدخل إِلَى خوارزم مَذْهَب الْمُعْتَزلَة ونشره بهَا، فَاجْتمع عَلَيْهِ الخَلق لجلالته، وتمذهبوا بمذهبه؛ مِنْهُم الزَّمَخْشَرِيّ.
قَالَ ياقوت: وَلست أعرف لَهُ مَعَ نباهة قدره وشياع ذكره مصنفا مَذْكُورا، وَلَا تأليفا مأثورا، إِلَّا كتابا يشْتَمل على نتف وأشعار وحكايات وأخبار، سَمَّاهُ زَاد الرَّاكِب.
مَاتَ بمرو بعد سنة سبع وَخَمْسمِائة، ورثاه الزَّمَخْشَرِيّ بقوله:
(وقائلة مَا هَذِه الدُّرَر الَّتِي ... تساقطها عَيْنَاك سمطين سمطين)
(فَقلت هُوَ الدّرّ الَّذِي قد حَشا بِهِ ... أَبُو مُضر أُذُنِي تساقط من عَيْني)
1969 - مَحْمُود بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو الْمجد
يعرف بِابْن الأرملة النَّحْوِيّ. قَالَ فِي تَارِيخ إربل: أَخذ النَّحْو عَن ابْن المنقى وَسَعِيد بن الدهان؛ وَكَانَ صدر الْجَامِع بإربل، يقرئ النَّحْو وَالْقُرْآن، وَكَانَ كثير العصبية للأمويين؛ يسْلك فِي أشعاره التَّكَلُّف، وَأخذ فِي اخْتِصَار الْمُجْمل لِابْنِ فَارس، فسلمه إِلَى نَاسخ وَصَارَ يَقُول(2/276)
لَهُ: اكْتُبْ كَذَا واترك كَذَا؛ فَبلغ ذَلِك مكي بن رَيَّان، فتعجب وَطلب الْمُخْتَصر حَتَّى وقف على بعضه، وَرَآهُ اختصارا مخلا، فَأمر بإلقائه، فَبلغ ذَلِك ابْن الأرملة، فَأمر النَّاسِخ بإبطاله.
مَاتَ فِي سادس عشرى ربيع الآخر سنة سِتّ وسِتمِائَة.
1970 - مَحْمُود بن أبي الْحسن بن الْحُسَيْن النَّيْسَابُورِي الغزنوي
يلقب بِبَيَان الْحق، قَالَ ياقوت: كَانَ عَالما بارعا مُفَسرًا لغويا، فَقِيها متقنا فصيحا.
لَهُ تصانيف ادّعى فِيهَا الإعجاز، مِنْهَا خَلق الْإِنْسَان، جمل الغرائب فِي تَفْسِير الحَدِيث، إيجاز الْبَيَان فِي مَعَاني الْقُرْآن، وَغير ذَلِك.
من شعره:
(فَلَا تحقرن خَلقا من النَّاس عِلّة ... ولي إِلَه الْعَالمين وَمَا تَدْرِي)
(فذو الْقدر عِنْد الله خَافَ عَن الورى ... كَمَا خفيت عَن علمهمْ لَيْلَة الْقدر)
1971 - مَحْمُود بن حسان النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر: كَانَ نحويا مجوّدا، روى عَن أبي زُرعة الْمُؤَذّن وَعبد الْملك بن هِشَام مغازي ابْن إِسْحَاق.
مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
1972 - مَحْمُود بن حَمْزَة بن نصر الْكرْمَانِي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: هُوَ تَاج الْقُرَّاء، وَأحد الْعلمَاء الفهماء النبلاء، صَاحب التصانيف وَالْفضل. كَانَ عجبا فِي دقة الْفَهم وَحسن الاستنباط، لم يُفَارق وَطنه وَلَا رَحل، وَكَانَ فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ، وَتُوفِّي بعْدهَا.
صنّف: لباب التَّفْسِير، الإيجاز فِي النَّحْو - اخْتَصَرَهُ من الْإِيضَاح - النظامي فِي النَّحْو اخْتَصَرَهُ من اللمع، الإفادة فِي النَّحْو، العنوان، وَغير ذَلِك.(2/277)
وَله:
(فمعرفة وتأنيث ونعت ... وَنون قبلهَا ألف وَجمع)
(وعجمة ثمَّ تركيب وَعدل ... وَوزن الْفِعْل فالأسباب تسع)
1973 - مَحْمُود بن عَابِد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ تَاج الدّين أَبُو الثَّنَاء التَّمِيمِي الصرخدي النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ الشَّاعِر
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بصرخد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا نحويا بارعا شَاعِرًا، محسنا زاهدا متعففا خيرا متواضعا، قانعا كَبِير الْقدر، دمث الْأَخْلَاق وافر الْحُرْمَة، كتب عَنهُ الدمياطي وَغَيره.
وَمَات لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس عشرى ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة.
1974 - مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو الثَّنَاء الْأَصْبَهَانِيّ
ولد فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة، واشتغل ببلاده، وَمهر وتميز، وَتقدم فِي الْفُنُون، وَقدم دمشق فبهرت فضائله، وَسمع كَلَامه التقي ابْن تَيْمِية، فَبَالغ فِي تَعْظِيمه، ولازم الْجَامِع الْأمَوِي لَيْلًا وَنَهَارًا، مكبا على التِّلَاوَة، وشغل الطّلبَة ودرّس بعد ابْن الزملكاني بالرواحية، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، وَبنى لَهُ قوصون الخانقاه بالقرافة، ورتبه شَيخا بهَا.
قَالَ الْإِسْنَوِيّ: كَانَ بارعا فِي العقليات، صَحِيح الِاعْتِقَاد، محبا لأهل الصّلاح طارحا للتكلف، وَكَانَ يمْتَنع كثيرا من الْأكل لِئَلَّا يحْتَاج إِلَى الشّرْب، فَيحْتَاج إِلَى دُخُول الْخَلَاء فيضيع عَلَيْهِ الزَّمَان.
صنّف تَفْسِيرا كَبِيرا، شرح كَافِيَة ابْن الْحَاجِب، شرح مُخْتَصر أصُول ابْن الْحَاجِب، شرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ وطوالعه، شرح بَدَائِع ابْن الساعاتي، شرح الساوية فِي الْعرُوض، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالطاعون الْعَام.(2/278)
1975 - مَحْمُود بن عَزِيز العارضي أَبُو الْقَاسِم الْخَوَارِزْمِيّ
شمس الْمشرق. قَالَ ياقوت: كَانَ من أفضل النَّاس فِي عصره فِي علم اللُّغَة والآداب، لكنه تخطى إِلَى علم الفلاسفة، فَصَارَ مفتونا بهَا بَين الْمُسلمين، وَكَانَ سكُوتًا سكونا وقورا، يطالع الْفِقْه ويناظر فِي مسَائِل الْخلاف أَحْيَانًا.
سمع الحَدِيث من أبي نصر الْقشيرِي وَغَيره، وأملى طرفا من الحَدِيث وَشَرحه بِلَفْظ حسن، وَمَعَان لَا بَأْس بهَا. وَكَانَ الزَّمَخْشَرِيّ يَدعُوهُ الجاحظ الثَّانِي لِكَثْرَة حفظه وفصاحة لَفظه. أَقَامَ مُدَّة بخوارزم فِي خدمَة خوارزم شاه مكرما، ثمَّ ارتحل إِلَى مرو، فذبح بهَا نَفسه بِيَدِهِ فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَوجد بِخَطِّهِ رقْعَة فِيهَا: " هَذَا مَا عملته أَيْدِينَا فَلَا يُؤَاخذ بِهِ غَيرنَا ".
1976 - مَحْمُود بن عَليّ بن أبي بكر الصَّائِغ أَبُو الثَّنَاء
ذكره ابْن الْمُسْتَوْفى فِي تَارِيخ إربل فِي تَرْجَمَة أبي نصر الزجاجي، وَقَالَ: هُوَ رجل صَالح فَقِيه نحوي، وروى عَنهُ شعرًا.
1977 - مَحْمُود بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزَّمَخْشَرِيّ أَبُو الْقَاسِم جَار الله
كَانَ وَاسع الْعلم، كثير الْفضل، غَايَة فِي الذكاء وجودة القريحة، متفننا فِي كل علم، معتزليا قَوِيا فِي مذْهبه، مجاهرا بِهِ حنفيا.
ولد فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَورد بَغْدَاد غير مرّة، وَأخذ الْأَدَب عَن أبي الْحسن عَليّ بن المظفر النَّيْسَابُورِي وَأبي مُضر الْأَصْبَهَانِيّ، وَسمع من أبي سعد الشفاني، وَشَيخ الْإِسْلَام أبي مَنْصُور الْحَارِثِيّ وَجَمَاعَة، وجاور بِمَكَّة، وتلقب بجار الله وفخر خوارزم أَيْضا.(2/279)
وَكتب إِلَيْهِ الْحَافِظ السلَفِي يستجيزه؛ وأصابه خراج فِي رجله فقطعها، وصنع عوضهَا رجلا من خشب؛ وَكَانَ إِذا مَشى ألْقى عَلَيْهَا ثِيَابه الطوَال فيظن من يرَاهُ أَنه أعرج.
وَله من التصانيف: الْكَشَّاف فِي التَّفْسِير، الْفَائِق فِي غَرِيب الحَدِيث، الْمفصل فِي النَّحْو، المقامات، المستقصى فِي الْأَمْثَال، ربيع الْأَبْرَار، أطواق الذَّهَب، صميم الْعَرَبيَّة، شرح أَبْيَات الْكتاب، الأنموذج فِي النَّحْو، الرائض فِي الْفَرَائِض، شرح بعض مشكلات الْمفصل، الْكَلم النوابغ، القسطاس فِي الْعرُوض، الأحاجي النحوية، وَغير ذَلِك.
مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.
وَله:
(إِن التفاسير فِي الدُّنْيَا بِلَا عدد ... وَلَيْسَ فِيهَا لعمري مثل كشافي)
(إِن كنت تبغي الْهدى فَالْزَمْ قِرَاءَته ... فالجهل كالداء والكشاف كالشافي)
1978 - مَحْمُود بن قطلوشاه السرائي أرشد الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن حجر: قدم من بِلَاده وَهُوَ كَبِير، فَأَقَامَ بِالشَّام مُدَّة، وشغل النَّاس وَأفَاد؛ وَتخرج بِهِ جمَاعَة. ثمَّ أقدمه صرغتمش بعد موت الإتقاني، فولاه مدرسته، وَكَانَ غَايَة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَالْأُصُول والعربية والطب؛ مَعَ التودد والسكون والانجماع، مَعَ عظم قدره عِنْد أهل الدولة.
مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة عَن ثَمَانِينَ سنة.
1979 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن صفي بن مُحَمَّد الوراقي الذهلي الْحَنَفِيّ تَاج الدّين
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها عَارِفًا محققا، وَله يَد طولى فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والنحو والمنطق. ألّف الْمَقْصد فِي النَّحْو وأهداه إِلَى الْأَشْرَف فأثابه عَلَيْهِ خَمْسمِائَة دِينَار.
قدم زبيد فَأخذ عَنهُ أَهلهَا ثمَّ حج وَعَاد إِلَيْهَا؛ وَألف كتابا فِي الْجِهَاد وأهداه إِلَى الْأَشْرَف فأثابه خَمْسمِائَة أُخْرَى. وَكَانَ مَشْهُور الْفضل وَالصَّلَاح، متخليا لِلْعِبَادَةِ والتدريس والإفادة.(2/280)
1980 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله القيصري أَبُو الثَّنَاء العجمي جمال الدّين
قَالَ ابْن حجر: نَشأ بِبَلَدِهِ واشتغل وتفقه، وَمهر فِي الْمعَانِي والعربية، وَقدم الْقَاهِرَة، فَنزل الصرغتمشية مملقا، فَكَانَ يخْدم الطّلبَة، ثمَّ أَقرَأ مماليك بعض الْأُمَرَاء فسعى لَهُ فِي الْحِسْبَة فوليها، ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر، وأضيف إِلَيْهِ مشيخة الشيخونية.
وَكَانَ فَاضلا جَامعا لَهُ بسط اللِّسَان مَحْفُوظًا من السُّلْطَان مستكثرا من أَنْوَاع الملاذ والترف.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
1981 - مَحْمُود بن مُحَمَّد الرَّازِيّ القطب
الْمَعْرُوف بالتحتاني. تمييزا لَهُ عَن قطب آخر - كَانَ سَاكِنا مَعَه بِأَعْلَى الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة. كَانَ أحد أَئِمَّة الْمَعْقُول؛ أَخذ عَن الْعَضُد وَغَيره، وَقدم دمشق.
وَشرح الخاوي والمطالع والإشارات، وَكتب على الْكَشَّاف حَاشِيَة، وَشرح الشمسية فِي الْمنطق.
وَكَانَ لطيف الْعبارَة، سَأَلَ السُّبْكِيّ عَن حَدِيث: " كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة "، فَأَجَابَهُ السُّبْكِيّ، فنقض هُوَ ذَلِك الْجَواب أَبُو بَالغ فِي التَّحْقِيق، فَأَجَابَهُ السُّبْكِيّ، وَأطلق لِسَانه فِيهِ، وَنسبه إِلَى عدم فهم مَقَاصِد الشَّرْع وَالْوُقُوف مَعَ ظواهر قَوَاعِد الْمنطق.
وَسبق فِي تَرْجَمَة السَّيِّد عَن شَيخنَا الكافيجي أَنه قَالَ: السَّيِّد والقطب التحتاني لم يذوقا علم الْعَرَبيَّة، بل كَانَا حكيمين.
مَاتَ القطب فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.(2/281)
1982 - مَحْمُود بن مُحَمَّد الأقصرائي بدر الدّين
قَالَ ابْن حجر: ولد سنة نَيف وَتِسْعين وَسَبْعمائة، واشتغل وتفقه، ولازم الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره من الْأَئِمَّة، ودرّس بالأتمشية وَالتَّفْسِير بالمؤيدية، وَعظم قدره عِنْد الْمُؤَيد. وَكَانَ فَاضلا بارعا ذكيا، مشاركا فِي فنون، حسن المحاضرة، كثير البِشر وَالْعقل والتؤدة.
مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ.
1983 - مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح الْفَارِسِي قطب الدّين الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْعَلامَة
ولد بشيراز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَكَانَ أَبوهُ طَبِيبا بهَا، فَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى عَمه والزكي الركشاوي وَالشَّمْس الكتبي، ثمَّ سَافر إِلَى النصير الطوسي، فَقَرَأَ عَلَيْهِ وبرع، ثمَّ دخل الرّوم فَأكْرمه صَاحبهَا، وَولي قَضَاء سيواس وملطية، وَقدم الشَّام ثمَّ سكن تبريز، وأقرأ بهَا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، وحدّث بِجَامِع الْأُصُول عَن الصَّدْر القونوي عَن يَعْقُوب الهمذاني عَن المصنّف، وَكَانَ يخالط الْمُلُوك، متحرزا، ظريفا، مزاحا، لَا يحمل هما، وَلَا يُغير زِيّ الصُّوفِيَّة، وَكَانَ يجيد لعب الشطرنج ويديمه، ويتقن الشعبذة، وَيضْرب بالرباب؛ وَكَانَ من بحور الْعلم، وَمن أذكياء الْعَالم؛ يخضع للفقهاء، ويلازم الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة؛ وَإِذا صنّف كتابا صَامَ ولازم السهر، ومسوّدته مبيّضة.
وَله: شرح الْمُخْتَصر لِابْنِ الْحَاجِب، وَشرح الْمِفْتَاح، وَشرح كَلِمَات ابْن سينا، وغرة التَّاج فِي الْحِكْمَة، وَشرح كتاب الْأَسْرَار للسهروردي، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي رَابِع عشرى رَمَضَان سنة عشر وَسَبْعمائة.(2/282)
1984 - مَحْمُود بن أبي الْمَعَالِي الخواري تَاج الدّين اللّغَوِيّ
قَالَ فِي الوشاح: لَهُ بَيت فِي الْقَضَاء والحكومة والرياسة قديم، وَفِي الْأَدَب الجزل بِلَا حلم أَدِيم، اخْتلف إِلَى سعيد بن الميداني، وحصّل الْأَدَب.
وصنّف: ضَالَّة الأديب فِي الْجمع بَين الصِّحَاح والتهذيب، انتقد فِيهِ على الْجَوْهَرِي فِي مَوَاضِع، وَله شعر من حلَّة الشَّبَاب مَسْرُوق وَمن طِينَة الْأَدَب الجزل مَخْلُوق؛ حرسه الله تَعَالَى وأبقاه؛ فَإِنَّهُ لم يبْق من أفاضل نيسابور سواهُ.
قَالَ ياقوت: كَانَ حَيا سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
1985 - مَحْمُود بن نعْمَة بن أرسلان الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ
من شعره:
(يَقُولُونَ كافات الشتَاء كَثِيرَة ... وَمَا هُوَ إِلَّا وَاحِد غير مفترى)
(إِذا صَحَّ كَاف الْكيس فَالْكل حَاضر ... لديك وكل الصَّيْد فِي جَوف الفرا)
1986 - أَبُو المدور
قَالَ السلَفِي: لغَوِيّ، روى عَن ابْن الْأَعرَابِي.
1987 - مرجي بن كوثر الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمُؤَدب أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ياقوت: أديب نحوي مُقيم بحلب.
لَهُ الْمُفِيد فِي النَّحْو، وَكتاب فِي الضَّاد والظاء. وَبَينه وَبَين أَبُو الْعَلَاء المعري مُكَاتبَة.(2/283)
1988 - مرجي بن يُونُس بن سُلَيْمَان بن عمر بن يحيى الغافقي المرجيقي أَبُو عمر
قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب، وَكَانَ أَخذ عَن ابْن خير وَابْن عِيَاض الشلبي وَعمر، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآبَاء وَالْأَبْنَاء. أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الغافقي وَأَبُو الْخطاب ابْن خَلِيل؛ وَكَانَ فَاضلا سَاكِنا من أهل الْخَيْر، وَفِيه دعابة مستحسنة.
شرح قصيدة الحصري فِي قِرَاءَة نَافِع.
مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتّمائَة.
1989 - مَرْوَان بن سعيد بن عباد بن حبيب بن الْمُهلب بن أبي صفرَة المهلبي النَّحْوِيّ
أحد أَصْحَاب الْخَلِيل الْمُتَقَدِّمين فِي النَّحْو، المبرزين. قَالَ ياقوت: سَمِعت بعض النَّحْوِيين ينْسب إِلَيْهِ هَذَا الْبَيْت:
(ألْقى الصَّحِيفَة كي يُخَفف رَحْله ... والزاد حَتَّى نَعله أَلْقَاهَا)
1990 - مَرْوَان بن عُثْمَان النَّحْوِيّ المعري
ذكره أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي الحديقة.
1991 - مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن الْعَبَّاس الصواني الْبَيْهَقِيّ أَبُو المحاسن
يلقب بفخر الزَّمَان قَالَ ياقوت؛ نقلا عَن الوشاح: فَخر الزَّمَان وأوحد الأقران، وَمن لَا ينظر الْأَدَب إِلَّا بِعَيْنِه، وَلَا يسمع الشّعْر إِلَّا بأذنه.
صنّف: التَّفْسِير، شرح الحماسة، صيقل الْأَلْبَاب فِي الْأُصُول، التوابع واللوامع(2/284)
فِي الْأُصُول، التَّذَكُّر؛ أَرْبَعَة مجلدات، إعلاق الملوبين وأخلاق الْأَخَوَيْنِ، مجلدان، التَّنْقِيح فِي أصُول الْفِقْه، نفثة المصدور، أشعاره؛ مُجَلد.
مَاتَ فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَله:
(تكلّف الْمجد أَقوام وَقد سئموا ... مِنْهُ وَإنَّك مشغوف بِهِ كلف)
(كَأَنَّك الدرة الزهراء فِي صدف ... وَالنَّاس حولك طرا ذَلِك الصدف)
1992 - مَسْعُود بن عمر بن عبد الله الشَّيْخ سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ
الإِمَام الْعَلامَة. عَالم بالنحو والتصريف والمعاني وَالْبَيَان والأصلين والمنطق وَغَيرهَا، شَافِعِيّ. قَالَ ابْن حجر: ولد سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن القطب والعضد، وَتقدم فِي الْفُنُون، واشتهر ذكره، وطار صيته، وانتفع النَّاس بتصانيفه.
وَله: شرح الْعَضُد، شرح التَّلْخِيص - مطول، وَآخر مُخْتَصر - شرح الْقسم الثَّالِث من الْمِفْتَاح، التَّلْوِيح على التَّنْقِيح فِي أصُول الْفِقْه، شرح العقائد، الْمَقَاصِد فِي الْكَلَام، شَرحه، شرح الشمسية فِي الْمنطق، شرح تصريف الْعزي، الْإِرْشَاد فِي النَّحْو، حَاشِيَة الْكَشَّاف لم تتمّ. وَغير ذَلِك.
وَكَانَ فِي لِسَانه لكنة، وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْعُلُوم بالمشرق.
مَاتَ بسمرقند سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة.(2/285)
1993 - مَسْعُود بن عمر بن مَحْمُود بن أَنْمَار الْأَنْطَاكِي شرف الدّين النَّحْوِيّ
نزيل دمشق. قَالَ ابْن حجر: قدم إِلَى حلب، وَقد حصل طرفا صَالحا من الْعَرَبيَّة، وَقدم دمشق، فَأخذ عَن العنابي وَالصَّلَاح الصَّفَدِي وَابْن كثير، وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وفَاق فِي حسن التَّعْلِيم؛ حَتَّى كَانَ يشارط عَلَيْهِ إِلَى أمد مَعْلُوم بمبلغ مَعْلُوم، وَكَانَ يكْتب خطا حسنا، وينظم جيدا، وتعانى الشَّهَادَة، وَلم يحمد فِيهَا، وَكَانَ مزاحا، قَلِيل التصون.
مَاتَ فِي تَاسِع شعْبَان سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ.
1994 - مَسْعُود بن مُحَمَّد بن خَالص الأمروحي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي لغَوِيّ، روى عَن أبي مُحَمَّد بن السَّيِّد؛ وَكَانَ من أحفظ أهل زَمَانه بأخبار الْعَرَب وسيرها وأنسابها، عمّر كثيرا فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآبَاء وَالْأَبْنَاء؛ وَكَانَ أهل شلب يتبركون بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ لفضله.
مَاتَ بعد سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
1995 - مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل قوام الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن برهَان الدّين بن شرف الدّين الْكرْمَانِي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، واشتغل فِي تِلْكَ الْبِلَاد وَمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية. وَكَانَ نظارا بحاثا، وَقدم دمشق فظهرت فضائله، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وشغل النَّاس بِالْعلمِ، وَكَانَ ماهرا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه والعربية وَالنّظم، فصيح الْعبارَة [أَقَامَ بسطح الْجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة] أَخذ عَنهُ البرزالي وَابْن رَافع.
مَاتَ فِي منتصف شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.(2/286)
1996 - مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محَارب الفِهري أَبُو محَارب النَّحْوِيّ
كَانَ من أَئِمَّة النَّحْو الْمُتَقَدِّمين، أَخذ النَّحْو عَن خَاله عبد الله بن أبي إِسْحَاق؛ وَكَانَ صائنا لنَفسِهِ؛ ثمَّ صَار فِي آخر عمره مؤدبا لجَعْفَر بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور، وَمضى مَعَه إِلَى الْموصل، وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ، فَصَارَ علم أهل الْموصل من قبله.
قَالَ الزبيدِيّ: وَكَانَ حَمَّاد بن الزبْرِقَان وَيُونُس يفضلانه.
1997 - مُصدق بن شبيب بن الْحُسَيْن النَّحْوِيّ الصلحي أَبُو الْخَيْر
قَالَ ياقوت: صحب الشَّيْخ صَدَقَة الْوَاعِظ وَهُوَ صبي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وشيئا من النَّحْو، وَقدم بَغْدَاد، فَقَرَأَ على ابْن الخشاب وَحبشِي وَأبي الْحسن بن الْعَطَّار والكمال الْأَنْبَارِي، وَطلب الْأَدَب حَتَّى برز فِيهِ؛ وَسمع الحَدِيث، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من أهل الْأَدَب، وَلم يكن فِي الْعبارَة بذلك؛ وَإِنَّمَا كَانَ رجلا صَالحا، فَكَانَ يُسْتَفَاد ببركته.
ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الأول سنة خمس وسِتمِائَة.
1998 - مُصعب بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْخُشَنِي الأندلسي الجياني أَبُو ذَر بن أبي الركب
النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. قَالَ فِي المُغرب: كَانَ من عُظَمَاء نحاة الأندلس.
وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ أحد الْأَئِمَّة المتقنين، وَأحد المعتمدين فِي الْفِقْه وَالْأَدب، إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، ذَا سمت ووقار وَفضل وَدين ومروءة، كثير الْحيَاء، قَلِيل التَّصَرُّف فِي الْعلم.(2/287)
واعتنى وقيّد، وروى عَن ابْن قوقل وَابْن بشكوال وَعبد الْحق الإشبيلي، وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي، وأقرأ بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا.
وَولي قَضَاء بَلَده، وَلم يكن فِي وقته أتم وقارا، وَلَا أحسن سمتا مِنْهُ؛ وَاتفقَ الشُّيُوخ على أَنه لم يكن فِي وقته أضبط مِنْهُ وَلَا أتقن فِي جَمِيع علومه حفظا وقلما؛ وَكَانَ نقادا للشعر، مُطلق الْعَنَان فِي معرفَة أَخْبَار الْعَرَب وأيامها وَأَشْعَارهَا ولغاتها، مُتَقَدما فِي كل ذَلِك، وَفِي إقراء الْكتاب وَمَعْرِفَة أغراضه وغوامضه.
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.
من تصانيفه الْإِمْلَاء على سيرة ابْن هِشَام.
1999 - مضَارب بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي أَبُو الْفضل
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ أوحد عصره بنيسابور فِي النَّحْو وَالْأَدب، سمع من إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، وَمِنْه وَلَده إِبْرَاهِيم وَغَيره.
مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَدفن يَوْم الْخَمِيس ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
2000 - مطرف بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن قيس
مولى عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة أَبُو سعيد الْقُرْطُبِيّ. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بالنحو واللغة وَالشعر، شَاعِرًا.
توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع ذِي الْقعدَة سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.(2/288)
2001 - مطرف بن عِيسَى بن لَبِيب بن مُحَمَّد بن مطرف الغساني الإلبيري ثمَّ الغرناطي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي علم الْإِعْرَاب والغريب، وَرِوَايَة الشّعْر وَحفظ الْأَخْبَار.
وَسمع من فضل بن سَلمَة وَمُحَمّد بن أبي خَالِد. وَولي الْقَضَاء.
وألّف كتابا فِي فُقَهَاء إلبيرة، وَآخر فِي شعرائها، وكتابا فِي أَنْسَاب الْعَرَب النازلين بهَا وأخبارهم.
وَمَات بقرطبة فَحمل إِلَى بَلَده، فَدفن سنة سِتّ - أَو سبع - وَخمسين وثلاثمائة.
2002 - مظفر بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر ابْن عبد الرَّزَّاق العيلاني - بِالْعينِ الْمُهْملَة - الْحَنْبَلِيّ أَبُو الْعِزّ
الْأَعْمَى الأديب النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي. ولد لخمس بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِمصْر، وَمَات بهَا يَوْم السبت تَاسِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة، وَدفن بسفح المقطم.
نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم.
وَمن شعره:
(قَالُوا عشقت وَأَنت أعمى ... ظَبْيًا كحيل الطّرف ألمى)
(وحلاه مَا عاينتها ... فَتَقول: قد شغفتك وهما)
(وخياله بك فِي الْمَنَام ... فَمَا أطاف وَلَا ألما)
(من أَيْن أرسل للفؤاد ... - وَأَنت لم تنظره - سَهْما؟)
(وَمَتى رَأَيْت جماله ... حَتَّى كساك هَوَاهُ سقما؟)(2/289)
(وَبِأَيِّ جارحة وصلت ... لوصفه نثرا ونظما؟)
(وَالْعين دَاعِيَة الْهوى وَبِه تنم إِذا استنما)
(فأجبت: إِنِّي مُوسَوِيُّ ... الْعِشْق إنصاتا وفهما)
(أَهْوى بجارحة السماع ... وَلَا أرى ذَات الْمُسَمّى)
2003 - مظفر بن أَحْمد بن أَحْمد بن أبي غَانِم الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
من جلة المقرئين بِمصْر، مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
2004 - المظفر بن أَحْمد بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم
روى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعيد بن خلف الْأمَوِي السَّرقسْطِي؛ وَتُوفِّي إِسْمَاعِيل سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة. ذكره ابْن بشكوال فِي الزَّوَائِد.
2005 - المظفر بن جَعْفَر النَّحْوِيّ أَبُو وَاصل
سمع من أبي كوثر النَّحْوِيّ، وَمِنْه الْفَقِيه نصر الْمَقْدِسِي.
2006 - معَاذ بن مُسلم الهراء أَبُو مُسلم
وَقيل: أَبُو عَليّ. مولى مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ، وَعم مُحَمَّد بن أبي سارة الرُّؤَاسِي؛ من قدماء النَّحْوِيين.
ولد أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان، وَكَانَ أَبُو مُسلم مؤدب عبد الْملك بن مَرْوَان قد نظر فِي النَّحْو، فَلَمَّا أحدث [النَّاس] التصريف أنكرهُ، فَقَالَ:(2/290)
(قد كَانَ أَخذهم فِي النَّحْو يُعجبنِي ... حَتَّى تعاطوا كَلَام الزنج وَالروم)
(لما سَمِعت كلَاما لست أفهمهُ ... كَأَنَّهُ زجل الْغرْبَان والبوم)
(تركت نحوهم وَالله يعصمني ... من التقحم فِي تِلْكَ الجراثيم)
فَأجَاب معَاذ هَذَا:
(عالجتها أَمْرَد حَتَّى إِذا ... شبت وَلم نحسن أباجدها)
(سميت من يعرفهَا جَاهِلا ... يصدرها من بعد إيرادها)
(سهّل مِنْهَا كل مستصعب ... طود علا أَقْرَان أطوادها)
وَكَانَ أَبُو مُسلم قد جلس إِلَى معَاذ فَسَمعهُ يَقُول لرجل: كَيفَ تَقول من " تؤزهم أزا "، يَا فَاعل أفعل؟ فَقَالَ لَهُ الأبيات السَّابِقَة. ذكر ذَلِك كُله الزبيدِيّ.
قلت: وَمن هُنَا لمحت أَن أول من وضع التصريف معَاذ هَذَا، وَقد وَقع فِي شرح الْقَوَاعِد لشَيْخِنَا الكافيجي أَن أول من وَضعه معَاذ بن جبل؛ وَهُوَ خطأ بِلَا شكّ، وَقد سَأَلته عَنهُ فَلم يجبني بِشَيْء.
وَكَانَ معَاذ شِيعِيًّا. مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة، وَقيل: سنة تسعين بِبَغْدَاد؛ وَكَانَ يشد أَسْنَانه بِالذَّهَب من طول مَا عمر، وَمَات أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَوْلَاده وَهُوَ بَاقٍ؛ حَتَّى قَالَ فِيهِ الشَّاعِر:
(إِن معَاذ بن مُسلم رجل ... قد ضج من طول عمره الْأَبَد)
(يَا نسر لُقْمَان كم تعيش وَكم ... تَأْكُل طول الزَّمَان يَا لبد!)(2/291)
وَفِي تذكرة اليغموري: معَاذ بن مُسلم بن رَجَاء مولى الْقَعْقَاع بن شور، روى عَن جَعْفَر الصَّادِق، وَله كتب فِي النَّحْو. مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ، وَقيل: سنة تسعين وَمِائَة، وَقد عَاشَ مائَة وَخمسين سنة، وَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بن مناذر:
(إِن معَاذ بن مُسلم رجل ... قد ضج من طول عمره الْأَبَد)
(قد شَاب رَأس الزَّمَان واكتهل ... الدَّهْر وأثواب عمره جدد)
(يَا بكر حَوَّاء كم تعيش وَكم ... تخْدم ثوب الْحَيَاة يالبد!)
(فَهَذِهِ دَار آدم خربَتْ ... وَأَنت فِيهَا كَأَنَّك الوتد)
(تسْأَل غربانها إِذا نعبت ... كَيفَ يكون الصداع والرمد)
(مصححا كالظليم ترفل فِي ... برديك مِنْك الجبين يتقد)
(فَاذْهَبْ وَدعنَا فَإِن غايتك ... الْمَوْت وَإِن شدّ ركنك الْجلد)
وَقَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ من أَعْيَان النُّحَاة، اخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الْكسَائي وَغَيره، وصنف كتبا فِي النَّحْو، وروى الحَدِيث عَن جَعْفَر الصَّادِق وَعَطَاء بن السَّائِب، وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن الْمحَاربي وَالْحسن بن الْحُسَيْن الْكُوفِي، وَكَانَ يَبِيع الثِّيَاب الهروية، فَلذَلِك قيل لَهُ: الهراء.(2/292)
وَمن شعره:
(أُفٍّ وتف ياأخي عَاجلا ... لهَذِهِ الدَّار وأقذارها)
(بَينا ابْنهَا يرضيه إقبالها ... عَلَيْهِ إِذْ ريع بإدبارها)
(فسلبته لين ميسورها ... وأعقبته ضيق إعسارها)
2007 - الْمعَافى بن زَكَرِيَّا بن يحيى النهرواني الْجريرِي - بِفَتْح الْجِيم - أَبُو الْفرج
يعرف بإطرارة. كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَالْفِقْه على مَذْهَب مُحَمَّد بن جرير، وَالْأَخْبَار والأشعار، ثبتا ثِقَة، ولي الْقَضَاء بِبَاب الطاق.
وصنّف: كتاب الجليس والأنيس، وَالتَّفْسِير الْكَبِير، وَنصر مَذْهَب ابْن جرير، وأحياه ونوه بِهِ، وحامى عَلَيْهِ.
قَالَ التوحيدي: رَأَيْته وَقد نَام مستدبر الشَّمْس فِي جَامع الرصافة فِي يَوْم شات، وَبِه من أثر الْفقر والبؤس والضر أَمر عَظِيم؛ مَعَ غزارة علمه واتساع أدبه وفضله الْمَشْهُور، ومعرفته بصنوف الْعُلُوم؛ خَاصَّة علم الْآثَار وَالْأَخْبَار وسير الْعَرَب وأيامها، فَقلت لَهُ: مهلا أَيهَا الشَّيْخ وصبرا! فَإنَّك بِعَين الله ومرأى مِنْهُ ومسمع، وَمَا جمع الله لأحد شرف الْعلم وَعز المَال، فَقَالَ: مَا لَا بُد مِنْهُ من الدُّنْيَا فَلَيْسَ مِنْهُ بُد، ثمَّ قَالَ:
(يَا محنة الله كفي ... إِن لم تَكْفِي فخفي)
(قد آن أَن ترحمينا ... من طول هَذَا التشفي)
(طلبت جدا لنَفْسي ... فَقيل لي قد توفّي)(2/293)
(فَلَا علومي تجدي ... وَلَا صناعَة كفي)
(ثَوْر ينَال الثريا ... وعالم متخفي)
مولده سنة خمس وثلاثمائة، وَمَات سنة تسعين وثلاثمائة.
2008 - مُعَاوِيَة بن عمر بن أبي عقرب أَبُو نَوْفَل الدؤَلِي
قَالَ ياقوت: كَانَ فَقِيها نحويا؛ وَذكر عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ: كنت آتِي أَبَا نَوْفَل أَنا وَشعْبَة بن الْحجَّاج؛ فَكَانَ شُعْبَة يسْأَله عَن الْآثَار، وأسأله أَنا عَن النَّحْو وَالشعر، فَلم يعلم شُعْبَة شَيْئا مِمَّا أسأَل عَنهُ، وَلَا أعلم أَنا شَيْئا مِمَّا يسْأَل عَنهُ شُعْبَة.
2009 - معد بن نصر الله بن رَجَب شمس الدّين أَبُو النداء ابْن أبي الْفَتْح الْجَزرِي الْمَشْهُور بِابْن الصَّقِيل
ذكره فِي البُلغة، فَقَالَ: نحوي لغَوِيّ أديب شَاعِر.
2010 - معمر بن الْمثنى اللّغَوِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو عُبَيْدَة
مولى بني تيم؛ تيم قُرَيْش؛ رَهْط أَبُو بكر الصّديق. أَخذ عَن يُونُس وَأبي عَمْرو. وَهُوَ أول من صنّف غَرِيب الحَدِيث.
أَخذ عَنهُ أَبُو عبيد وَأَبُو حَاتِم والمازني والأثرم وَعمر بن شبة.
وَكَانَ أعلم من الْأَصْمَعِي وَأبي زيد بالأنساب وَالْأَيَّام؛ وَكَانَ أَبُو نواس يتَعَلَّم مِنْهُ ويصفه ويذم الْأَصْمَعِي، سُئِلَ عَن الْأَصْمَعِي، فَقَالَ: بلبل فِي قفص، وَعَن أبي عُبَيْدَة فَقَالَ: أَدِيم طوي على علم.
وَقَالَ بَعضهم: كَانَت الطّلبَة إِذا أَتَوا مجْلِس الْأَصْمَعِي اشْتَروا البعر فِي سوق الدّرّ، وَإِذا أَتَوا مجْلِس أبي عُبَيْدَة اشْتَروا الدّرّ فِي سوق البعر، لِأَن الْأَصْمَعِي كَانَ حسن الْإِنْشَاء والزخرفة قَلِيل الْفَائِدَة، وَأَبا عُبَيْدَة بضد ذَلِك.
وَقَالَ يزِيد بن مرّة: مَا كَانَ أَبُو عُبَيْدَة يفتش عَن علم من الْعُلُوم إِلَّا كَانَ من يفتشه عَنهُ(2/294)
يظنّ أَنه لَا يحسن غَيره، وَلَا يقوم بِشَيْء أَجود من قِيَامه بِهِ.
أقدمه الرشيد من الْبَصْرَة إِلَى بَغْدَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ.
وَكَانَ شعوبيا، وَقيل: كَانَ يرأى رَأْي الْخَوَارِج الإباضية.
قَالَ الجاحظ فِي حَقه: لم يكن فِي الأَرْض خارجي أعلم بِجَمِيعِ الْعُلُوم مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: كَانَ الْغَرِيب أغلب عَلَيْهِ وَأَيَّام الْعَرَب وأخبارها.
وَقَالَ لَهُ رجل: يَا أَبَا عُبَيْدَة، قد ذكرت النَّاس وطعنت فِي أنسابهم، فبالله إِلَّا عَرفتنِي من أَبوك، وَمَا أَصله؟ فَقَالَ: حَدثنِي أبي أَن أَبَاهُ كَانَ يَهُودِيّا بباجروان.
قَالَ أَبُو حَاتِم: وَكَانَ مَعَ علمه إِذا قَرَأَ الْبَيْت لم يقم إعرابه، وينشده مُخْتَلف الْعرُوض.
صنّف: الْمجَاز فِي غَرِيب الْقُرْآن، الْأَمْثَال فِي غَرِيب الحَدِيث، المثالب، أَيَّام الْعَرَب، مَعَاني الْقُرْآن، طَبَقَات الفرسان، نقائض جرير والفرزدق، الْخَيل، الْإِبِل، السَّيْف، اللُّغَات، المصادر، خَلق الْإِنْسَان، فعل وأفعل، مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ يَقُول شعرًا ضَعِيفا، وَأصْلح مَا روى لَهُ قَوْله:
(يكلمني ويخلج حاجبيه ... لأحسب عِنْده علما دَفِينا)
(وَمَا يدْرِي قبيلا من دبير ... إِذا قسم الَّذِي يدْرِي الظنونا)(2/295)
ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة. وَمَات سنة تسع، وَقيل ثَمَان، وَقيل عشر، وَقيل إِحْدَى عشرَة - وَمِائَتَيْنِ.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
2011 - مفرج بن مَالك النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بالبغل أَبُو الْحسن
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ نحويا لغويا، عَالما بمعاني الشّعْر، ينْسب إِلَى الصّلاح والعفاف وَالْفضل؛ روى عَن الْخُشَنِي، وألّف.
مَاتَ بعد الْمِائَتَيْنِ.
2012 - مفرج بن سَلمَة بن أَحْمد الْقَيْسِي البطليوسي أَبُو عبد الْجَلِيل
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي لغَوِيّ، روى عَن عَاصِم بن أَيُّوب، ولازمه مُدَّة طَوِيلَة، وَعَن غَيره.
وَسكن إشبيلية، وروى عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن عبد الصَّمد والصدفي وَأَبُو الْقَاسِم بن الْبَزَّار الْوَادي آشى.
مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
2013 - الْمفضل بن سَلمَة بن عَاصِم أَبُو طَالب النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْفَاضِل الْكُوفِي
أَخذ عَن أَبِيه، وَقد سبق ذكره؛ وَعَن ابْن السّكيت وثعلب، وَخَالف طَريقَة أَبِيه.
قَالَ أَبُو الطّيب: رد أَشْيَاء من كتاب الْعين، أَكْثَرهَا غير مَرْدُود، وَاخْتَارَ فِي اللُّغَة والنحو اختيارات غَيرهَا الْمُخْتَار.(2/296)
وَكَانَ مليح الْخط، مُنْقَطِعًا إِلَى الْفَتْح بن خاقَان.
صنّف: مَعَاني الْقُرْآن، البارع فِي اللُّغَة، الِاشْتِقَاق، آلَة الْكِتَابَة، الْمدْخل إِلَى علم النَّحْو، الفاخر فِي لحن الْعَامَّة، الْمَقْصُور والممدود، الِاسْتِدْرَاك على الْعين، وَغير ذَلِك.
2014 - الْمفضل بن مُحَمَّد بن مسعر بن مُحَمَّد المعري أَبُو المحاسن
القَاضِي الأديب النَّحْوِيّ. دخل بَغْدَاد، وَأخذ عَن عَليّ بن عِيسَى الربعِي وَمُحَمّد بن أَشْرَس النَّحْوِيّ وَعلي بن عبد الله الدقيقي. وَسمع وَالِده وَأَبا عمر بن مهْدي، وحدّث بِدِمَشْق، وناب فِي الْقَضَاء بهَا، وَولي قَضَاء بعلبك، وَقَرَأَ الْفِقْه على الْقَدُورِيّ والصيمري.
وَكَانَ معتزليا شِيعِيًّا، يضع من الشَّافِعِي. صنّف كتابا فِي الرَّد عَلَيْهِ، وتاريخا للنحاة؛ وقفت عَلَيْهِ.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ - أَو ثَلَاث - وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
2015 - الْمفضل بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ الرَّاغِب
صَاحب المصنفات. كَانَ فِي أَوَائِل الْمِائَة الْخَامِسَة. لَهُ: مُفْرَدَات الْقُرْآن، وأفانين البلاغة، والمحاضرات؛ وقفت على الثَّلَاثَة؛ وَقد كَانَ فِي ظَنِّي أَن الرَّاغِب معتزلي؛ حَتَّى رَأَيْت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ على ظهر نُسْخَة من الْقَوَاعِد الصُّغْرَى لِابْنِ عبد السَّلَام مَا نَصه: " ذكر الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ فِي تأسيس التَّقْدِيس فِي الْأُصُول أَن أَبَا الْقَاسِم الرَّاغِب من أَئِمَّة السّنة "، وقرنه بالغزالي، قَالَ: وَهِي فَائِدَة حَسَنَة، فَإِن كثيرا من النَّاس يظنون أَنه معتزلي.
2016 - الْمفضل بن مُحَمَّد بن مُعلى الضَّبِّيّ النَّحْوِيّ
الأديب أَبُو الْعَبَّاس، وَقيل: أَبُو عبد الرَّحْمَن. كَانَ عَالما بالنحو وَالشعر والغريب وَأَيَّام النَّاس؛ وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويقفها فِي الْمَسَاجِد تكفيرا لما كتبه بِيَدِهِ من أهاجي النَّاس.(2/297)
2017 - أَبُو مَكْنُون النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: لم أَقف من خَبره على شَيْء سوى أَنِّي وجدت فِي مَجْمُوع مَا صورته: سمع أَعْرَابِي أَبَا مَكْنُون النَّحْوِيّ يَقُول فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ رَبنَا وإلهنا ومولانا، صل على نَبينَا، اللَّهُمَّ وَمن أرادنا بِسوء فأحط ذَلِك السوء بِهِ كإحاطة القلائد على ترائب الولائد، ثمَّ أرسخه على هامته كرسوخ السجيل على أَصْحَاب الْفِيل، اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مغيثا مريعا مجللا، وَحيا سَحا سفوحا طبقًا غدقا، ودقا مثعنجرا. فَقَالَ الْأَعرَابِي: يَا خَليفَة نوح، الطوفان وَرب الْكَعْبَة! دَعْنِي آوي بعيالي إِلَى جبل يعصمني من المَاء.
2018 - مكي بن أبي طَالب حموش بن مُحَمَّد بن مُخْتَار أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
صَاحب الْإِعْرَاب. ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة، وَأَصله من القيروان، وَسكن قرطبة، وَسمع بِمَكَّة ومصر من أبي الطّيب عبد الْمُنعم بن غلبون، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن؛ وَكَانَ من أهل التبحر فِي عُلُوم الْقُرْآن والعربية، حسن الْفَهم والخُلق، جيد الدّين وَالْعقل، كثير التَّأْلِيف، مجودا لِلْقُرْآنِ.
أَقرَأ بِجَامِع قرطبة، وخطب بِهِ؛ وانتفع بِهِ جمع، وَعظم اسْمه، واشتهر بالصلاح وَإجَابَة الدعْوَة؛ وَكَانَ رجل يتسلط عَلَيْهِ إِذا خطب ويحصى سقطاته - وَكَانَ مكي يتَوَقَّف كثيرا فِي الْخطْبَة - فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفنيه، اللَّهُمَّ اكفنيه؛ فَأقْعدَ الرجل، وَمَا دخل الْجَامِع بعد.
صنّف: إِعْرَاب الْقُرْآن، الموجز فِي الْقرَاءَات، التَّبْصِرَة فِيهَا، الْهِدَايَة فِي التَّفْسِير، الْوَقْف على كلا، وَأَشْيَاء كَثِيرَة فِي الْقرَاءَات.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/298)
2019 - مكي بن رَيَّان بن شبة بن صَالح الماكسيني الضَّرِير النَّحْوِيّ الإِمَام صائن الدّين أَبُو الْحرم
قَالَ فِي تَارِيخ إربل: جَامع فنون الْأَدَب؛ وَحجَّة كَلَام الْعَرَب، وَاحِد الْعَصْر، وفريد الدَّهْر، مجمع على دينه وعقله، ومتفق على علمه وفضله؛ غَايَة فِي الذكاء والفطنة، وَاسع الرِّوَايَة، شَائِع الدِّرَايَة، أضرّ بالجدري وسنه ثَمَان أَو تسع، وَلَقي بِبَغْدَاد مَشَايِخ اللُّغَة والنحو والْحَدِيث، كَابْن الخشاب وَابْن العصار وَغَيرهمَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَعْيَان الْموصل، وتخرجوا بِهِ.
وَكَانَ صَالحا كريم الْأَخْلَاق، صبورا على المشتغلين، وَعِنْده من كل علم طرف، وَالْغَالِب عَلَيْهِ النَّحْو والقراءات وَكَانَ نصب نَفسه للإقراء، فَلم يتفرغ للتأليف؛ وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الْجَمَاعَة الْقُرْآن مَعًا كل وَاحِد مِنْهُم بِحرف، وَهُوَ يسمع عَلَيْهِم كلهم، وَيرد على كل وَاحِد مِنْهُم.
مَاتَ يَوْم السبت سادس شَوَّال سنة ثَلَاث وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(على الْبَاب عبد يطْلب الْإِذْن قَاصِدا ... بِهِ أدبا لَا أَن نعماك تحجب)
(فَإِن كَانَ إِذن فَهُوَ كالخير دَاخل ... عَلَيْك وَإِلَّا فَهُوَ كالشر يذهب)(2/299)
2020 - مكي بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مَرْوَان النَّحْوِيّ أَبُو الْحرم
قَرَأَ على ابْن بَاب شَاذ، وَحفظ شرح الْجمل لَهُ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ حسن بن جَعْفَر صَاحب الْمَذْهَب، وَحلف لَا بُد لَهُ كل يَوْم من قِرَاءَة كراس من شرح الْجمل وَإِلَّا تصدق بدرهم، وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بالإسكندرية سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة.
2021 - ممويه أَبُو ربيعَة النَّحْوِيّ الْأَصْبَهَانِيّ
كَانَ مُتَقَدما فِي علم النَّحْو، بارعا فِيهِ، صنّف فِيهِ كتبا كَثِيرَة مِنْهَا الجماهير. وَله الشّعْر الْجيد. وَخرج فِي صغره إِلَى الكرخ فوطنها.
وَله:
(كن ابْن من شِئْت واكتسب أدبا ... يُغْنِيك محموده عَن النّسَب)
(لَا شَيْء فِي الأَرْض أَنْت تكسبه ... أَحْمد عِنْد الْأَنَام من أدب)
فِي أَبْيَات أخر.
2022 - المنتجب بن أبي الْعِزّ رشيد الإِمَام منتجب الدّين أَبُو يُوسُف الهمذاني
نزيل دمشق؛ صَاحب إِعْرَاب الْقُرْآن. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ صوفيا، نحويا، مقرئا فَاضلا، خَبِيرا. قَرَأَ الْقرَاءَات على غياث بن فَارس، وَعَلِيهِ الصائن الوَاسِطِيّ، ولي مشيخة الإقراء بالزنجلية، وروى عَن الْكِنْدِيّ وَابْن طبرزد، وَكَانَ سوقه كاسدا فِي حَيَاة السخاوي.
صنّف: شرح الْمفصل، وَشرح الشاطبية، مطول مُفِيد. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.(2/300)
2023 - مُنْذر بن سعيد القَاضِي أَبُو الحكم
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ متفننا فِي ضروب الْعلم؛ وَكَانَت لَهُ رحْلَة، لَقِي فِيهَا جمَاعَة من الْعلمَاء باللغة وَالْفِقْه، وجلب كتاب الإشراف فِي اخْتِلَاف الْعلمَاء رِوَايَة عَن مُؤَلفه مُحَمَّد بن الْمُنْذر، وَكتاب الْعين رِوَايَة عَن أبي الْعَبَّاس ولاد.
وَكَانَ يتفقه بِفقه دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ ويؤثر مذْهبه، ويحتج لمقالته، فَإِذا جلس مجْلِس الحكم قضى بِمذهب مَالك وَأَصْحَابه.
وَله: كتاب أَحْكَام الْقُرْآن، والناسخ والمنسوخ، وَغير ذَلِك من التصانيف.
وَله خطب ورسائل بليغة وأشعار مطبوعة. ولي قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة.
وَمَات يَوْم الْخَمِيس لأَرْبَع خلون من ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة، وَبلغ من السن سبعا وَأَرْبَعين سنة.
2024 - مُنْذر بن عمر بن عبد الْعَزِيز الشذوني أَبُو الحكم
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو واللغة، بَصيرًا بالْكلَام، شَاعِرًا مطبوعا، كثير الشّعْر.
سمع من مُحَمَّد بن فطيس الإلبيري، وَسكن شريش.
مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
2025 - مَنْصُور بن أَحْمد بن عبد الْحق المشدالي أَبُو عَليّ
قَالَ فِي النضار: كَانَ يشْتَغل ببجاية فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَالْأُصُول، رَحل إِلَى الْقَاهِرَة ولازم الْعِزّ ابْن عبد السَّلَام، وَسمع من إِبْرَاهِيم بن مُضر وَأبي عبد الله بن أبي الْفضل المرسي.(2/301)
2026 - مَنْصُور بن فلاح بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن معمر اليمني الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَبُو الْخَيْر الْمَشْهُور بِابْن فلاح النَّحْوِيّ
لَهُ مؤلفات فِي الْعَرَبيَّة، مِنْهَا: الْكَافِي؛ جُزْء فِي غَايَة الْحسن؛ يدل على مَعْرفَته بأصول الْفِقْه.
مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع، وَفِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كثير من فَوَائده.
2027 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صاعد فَخر الْقُضَاة أَبُو الْقَاسِم ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي سعيد بن شيخ الْإِسْلَام أبي نصر
قَالَ فِي السِّيَاق: شَاب من وُجُوه الأكابر وأعيان الصُّدُور والسادة. نَشأ فِي الْعلم من صباه حَتَّى تخرج فِي الْعَرَبيَّة، وبرع فِيهَا، وَولي الْقَضَاء فِي حَيَاة أَبِيه، وَسمع من مَشَايِخ وقته وَزَاد على غَيره فِي التعفف والورع وَالِاحْتِيَاط.
2028 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُقدر التَّمِيمِي النَّحْوِيّ الأديب الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو الْفَتْح
كَانَ نحويا أديبا متكلما، كثير الرِّوَايَة، حَرِيصًا على الْعلم. استوطن بَغْدَاد، وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة، وخالط الأجلاء، وَصَحب ابْن عباد وَغَيره؛ وَكَانَ معتزليا متظاهرا بِهِ. صنّف كتابا فِي ذمّ الأشاعرة.
وَمَات يَوْم السبت ثامن عشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
قَالَه ياقوت والقفطي.(2/302)
2029 - مَنْصُور بن مُحَمَّد السندي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: كَانَ مقدما فِي حفظ الْقرَاءَات، يرجع إِلَى فنون من الْعلم والنحو وَالْإِعْرَاب وَحفظ الْآثَار وَالْأَخْبَار، كثير الرِّوَايَات.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
2030 - مَنْصُور بن الْمُسلم بن عَليّ بن أبي الخرجين أَبُو نصر الْحلَبِي النَّحْوِيّ الْمُؤَدب الشَّاعِر
يعرف بِابْن أبي الدميك. قَالَ ياقوت: كَانَ أديبا فَاضلا نحويا، لَهُ تصانيف وردود على ابْن جني؛ مِنْهَا تَتِمَّة مَا قصر فِيهِ ابْن جني فِي شرح أَبْيَات الحماسة، وديوان شعر؛ وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ الرَّائِق فَوَجَدته مشحونا بالفوائد النحوية. وَقد شرح أَلْفَاظه اللُّغَوِيَّة وأعربها، فَدلَّ على تبحره فِي علم الْعَرَبيَّة.
وَمن نظمه:
(أأحبابنا إِن خلف الْبَين بعدكم ... قلوبا فَفِيهَا للتفرق نيران)
(رحلتم على أَن الْقُلُوب دِيَاركُمْ ... وأنكم فِيهَا على الْبعد سكان)
(عَسى مورد من سفح جوشن ناقع ... فَإِنِّي إِلَى تِلْكَ الْمَوَارِد ظمآن)
(وَمَا كل ظن ظَنّه الْمَرْء كَائِن ... يقرم عَلَيْهِ للْحَقِيقَة برهَان)
(وعيش الْفَتى طعمان: قند وعلقم ... كَمَا حَاله قِسْمَانِ: رزق وحرمان}
2031 - منَّة المنان بن مُحَمَّد بن سلمويه أَبُو رشيد الأديب
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، من مَشَايِخ أَصْحَاب الرَّأْي. سمع أَبَا الْعَبَّاس الماسرجسي.
وَمَات لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشْرين من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة.(2/303)
2032 - منوجهر بن مُحَمَّد بن ترْكَان شاه بن مُحَمَّد بن الْفرج أَبُو الْفضل بن أبي الْوَفَاء الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ
كَانَ كَاتبا فَاضلا، أديبا حاذقا حسن الطَّرِيقَة صَدُوقًا. سمع أَبَاهُ وَأَبا بكر الْحلْوانِي، وَسمع من الحريري مقاماته، وَرَوَاهَا عَنهُ مرَارًا.
روى عَنهُ أَبُو الْفتُوح بن الخضري وَابْن الْأَخْضَر.
وَمَات سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة.
2033 - مهاب بن إِدْرِيس الْعَدوي الفرضي الإستجي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ أَبُو مُوسَى عَالما بالفرائض والحساب وَالْإِعْرَاب؛ سمع قَاسم ابْن أصبغ وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن.
مَاتَ بإستجة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة.
2034 - مهْدي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجواليقي أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ الأديب
قَالَ فِي السِّيَاق: رجل فَاضل مَعْرُوف، صنّف الْكتاب فِي الْعَرَبيَّة، وَتخرج بِهِ جمَاعَة، وَسمع الحَدِيث بنيسابور، وَكَانَ متفننا.
2035 - مهلب بن حسن بن بَرَكَات بن الْمُهلب البهنسي أَبُو المحاسن
رَأَيْت لَهُ تأليفا فِي الْفَوَائِد النحوية نظما وشرحا، وَهُوَ مُجَلد لطيف، وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ ذكر فِيهِ أَنه قَرَأَ لسبع بَقينَ من ... ... ثمَّ رَأَيْت ابْن مَكْتُوم قَالَ فِي تَذكرته: أخبرنَا شَيخنَا الْحَافِظ قطب الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الْحلَبِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنبأَنَا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الأسعردي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو(2/304)
الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ بن عبد الله الْقرشِي الْمصْرِيّ سَمَاعا عَلَيْهِ، قَالَ: أنشدنا من لَفظه الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد عبد الْخَالِق بن صَالح بن عَليّ بن زَيْدَانَ الْمَكِّيّ الْمصْرِيّ، قَالَ: أنشدنا الأديب أَبُو المحاسن مهلب بن حسن بن بَرَكَات بن الْمُهلب البهنسي لنَفسِهِ:
(إِن زيدا فَإِن عَمْرو الكريما ... إِن مستهترا وَإِن حَلِيمًا)
(إِن قلبِي لفي غرام كليما ... إِن وصلا بِأَن يشفى سقيما)
(أصدود لأنني ذبت أَنا ... فمحال أَنِّي الْخَلَاص رميما)
وَهَذَا من جملَة كِتَابه الْمَذْكُور.
2036 - أَبُو المهند النَّحْوِيّ
من أَصْحَاب الزّجاج؛ وَكَانَ أَكثر أَخذه عَن أبي بكر بن الْخياط.
2037 - مؤرج بن عمر بن منيع بن حُصَيْن السدُوسِي النَّحْوِيّ أَبُو فيد الْبَصْرِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، إِمَامًا فِي النَّحْو.
وَقَالَ الْحَاكِم: أحد الْأَئِمَّة من أهل الْأَدَب، سمع من قُرَّة بن خَالِد وَأبي عَمْرو بن الْعَلَاء. وَمِنْه النَّضر بن شُمَيْل، وَكَانَ يَقُول: قدمت من الْبَادِيَة وَلَا معرفَة لي بِالْقِيَاسِ فِي الْعَرَبيَّة، وَإِنَّمَا كَانَت معرفتي قريحتي؛ وَأول مَا تعلمت الْقيَاس فِي حَلقَة أبي زيد الْأنْصَارِيّ.
وَقَالَ ياقوت: هُوَ من أَعْيَان أَصْحَاب الْخَلِيل، عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ والْحَدِيث والأنساب وَالْأَخْبَار.
صنّف: غَرِيب الْقُرْآن، الأنواء، الْمعَانِي، جَمَاهِير الْقَبَائِل.
مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين - وَقيل أَربع وَتِسْعين - وَمِائَة؛ وَقيل: عَاشَ إِلَى بعد الْمِائَتَيْنِ.(2/305)
2038 - مُوسَى بن أَزْهَر بن مُوسَى بن حُرَيْث بن قيس ابْن أَيُّوب بن جبر
مولى مُعَاوِيَة بن هِشَام أَبُو عمر الإستجي. قَالَ فِي البُلغة: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والْحَدِيث وغريبه.
وَقَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للمشاهد وَالتَّفْسِير، متصرفا فِي اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَالْخَبَر وَالشعر، سمع من بَقِي وَابْن وضاح وَغَيرهمَا.
مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث ربيع الأول سنة سِتّ وثلاثمائة.
2039 - مُوسَى بن أصبغ الْمرَادِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عمرَان
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا باللغة وَالْإِعْرَاب، شَاعِرًا محسنا، خرج إِلَى الْمشرق، وَدخل الْعرَاق، وَلَقي ابْن دُرَيْد وَغَيره واستوطن صقلية، ونظم الْمُبْتَدَأ فِي ثَمَانِيَة آلَاف بَيت.
2040 - مُوسَى بن جرير أَبُو عمرَان الرقي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الضَّرِير
تلميذ ابْن شُعَيْب السُّوسِي وأجلّ أَصْحَابه.
مَاتَ سنة عشر وثلاثمائة.
2041 - مُوسَى بن سَلمَة أَبُو عمرَان النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: من جلة أَصْحَاب الْأَصْمَعِي وأعيانهم أمْلى بِبَغْدَاد كتب الْأَصْمَعِي، وَحملهَا النَّاس عَنهُ؛ وَكَانَ صديقا لأبي نواس، فَكَانَ أَبُو نواس يَقُول لَهُ: وَيحك {لم تذْهب إِلَى الْأَصْمَعِي وَأَنت أعلم مِنْهُ} .
2042 - مُوسَى بن عبد الله الطرزي
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ يُؤَدب أَوْلَاد السلاطين، وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا عفيفا صَالحا؛ وَهُوَ من تلامذة حسان الجاحظ.(2/306)
2043 - مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى الْعَرَبِيّ الْحِمْيَرِي الغرناطي أَبُو عمرَان
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا نحويا لغويا، حَافِظًا. روى عَن السُّهيْلي وَابْن بشكوال، وَعنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص، وأقرأ بغرناطة، وَأخذ النَّاس عَنهُ كثيرا.
مولده سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بغرناطة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
2044 - مُوسَى بن عَليّ الطرياني أَبُو عمرَان النَّحْوِيّ الأديب
كَذَا ذكره فِي الْمغرب، وَقَالَ: سكن قصر عبد الْكَرِيم من بر العدوة، وَفِيه لطافة وظرف.
وَمن شعره:
(شَكَوْت لَهَا الغرام عَسى رِضَاهَا ... يريني بعد شقوتي النجاحا)
(فَقَالَت لي إِذا مَا اللَّيْل أرْخى ... ستائره فسل عني البطاحا)
(فيممت البطاح وَلَا دَلِيل ... سوى عرف تضمنه الرياحا)
(فَقَالَت بل تناوم إِن وَجْهي ... إِذا استيقظت يذكرك الصباحا}
2045 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الخزرجي شرف الدّين أَبُو البركات
قَالَ صاحبنا ابْن فَهد: إِمَام عَالم بالأصول والنحو والمعاني وَالْبَيَان والفرائض والحساب، قَرَأَ على الْعَجم وَالْعرب، وَعِنْده فَوَائِد جمة، سمع من أبي الْعَبَّاس بن زغلش، وَولي قَضَاء حلب، وصنّف ودرّس، وحدّث. روى عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي.
ولد [سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَمَات يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَمَضَان] .(2/307)
2046 - الْمُوفق بن أَحْمد بن أبي سعيد إِسْحَاق أَبُو الْمُؤَيد
الْمَعْرُوف بأخطب خوارزم. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مُتَمَكنًا فِي الْعَرَبيَّة، غزير الْعلم، فَقِيها فَاضلا أديبا شَاعِرًا، قَرَأَ على الزَّمَخْشَرِيّ، وَله خطب وَشعر.
قَالَ القفطي: وَقَرَأَ عَلَيْهِ نَاصِر المطرزي.
ولد فِي حُدُود سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمَات سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
2047 - موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الْخضر أَبُو مَنْصُور الجواليقي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
كَانَ إِمَامًا فِي فنون الْأَدَب، صحب الْخَطِيب التبريزي، وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم ابْن البسري وَأبي طَاهِر بن أبي الصَّقْر، وروى عَنهُ الْكِنْدِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ. وَكَانَ ثِقَة ديّنا، غزير الْفضل، وافر الْعقل، مليح الْخط والضبط، درّس الْأَدَب فِي النظامية بعد التبريزي، واختص بإمامة المقتفى؛ وَكَانَ فِي اللُّغَة أمثل مِنْهُ فِي النَّحْو، وَكَانَ متواضعا طَوِيل الصمت، من أهل السّنة، لَا يَقُول الشَّيْء إِلَّا بعد التَّحْقِيق، يكثر من قَول: " لَا أَدْرِي ".
صنّف: شرح أدب الْكَاتِب، مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة، مَا عرب من كَلَام الْعَجم، تَتِمَّة درة الغواص، وَغير ذَلِك. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.(2/308)
2048 - موهوب بن موهوب بن عمر الْجَزرِي الشَّافِعِي أَبُو مَنْصُور صدر الدّين
كَانَ عَارِفًا بالفقه والعربية والأصلين وَغير ذَلِك من الْفُنُون؛ ولي قَضَاء مصر، وَله كتاب سَمَّاهُ الدّرّ المنظوم فِي حقائق الْعُلُوم.
ولد فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَخَمْسمِائة بالجزيرة، وَمَات فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَدفن بسفح المقطم.
2049 - مَيْمُون الأقرن
أَخذ النَّحْو عَن عَنْبَسَة. وَقيل عَن أبي الْأسود؛ وَإِن عَنْبَسَة أَخذ عَنهُ.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
2050 - مَيْمُون بن جَعْفَر النَّحْوِيّ أَبُو تَوْبَة
أحد أَصْحَاب اللُّغَة وَالْأَدب. أَخذ عَن الْكسَائي، وَكَانَ ثِقَة عَلامَة، وَكَانَ يُؤَدب عَمْرو بن سعيد بن سلم، فَلَمَّا قدم الْأَصْمَعِي من الْبَصْرَة نزل على سعيد، فَحَضَرَ يَوْمًا، وَأخذ يسْأَله، فَجعل أَبُو تَوْبَة إِذا مر بِشَيْء من الْغَرِيب بَادر إِلَيْهِ؛ فَأتى بِكُل مَا فِي الْبَاب أَو أَكْثَره؛ فشق ذَلِك على الْأَصْمَعِي، فَعدل بِهِ إِلَى الْمعَانِي، فَقَالَ لَهُ سعيد: لَا تتبعه يَا أَبَا تَوْبَة فِي هَذَا الْفَنّ، فَإِنَّهُ صناعته، فَقَالَ: وماذا عَليّ! إِذا سَأَلَني عَمَّا أحْسنه أَجَبْته، وَمَا لَا أحْسنه تعلمته.(2/309)
حرف النُّون
2051 - نَابِغَة بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن الْيُسْر الإلبيري الْيحصبِي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للغة والنحو متصرفا فِي الْفتيا وَعقد الشُّرُوط، كَاتبا. روى عَن أبي صَالح أَيُّوب بن سُلَيْمَان وَسَعِيد بن حمير وَغَيرهمَا. مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: سنة عشْرين.
2052 - نَاجِي بن عبد الْوَاحِد الطراح أَبُو سَلامَة
قَرَأَ على أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْقَيْسِي بن الْعَطَّار، وَله كتاب فِي شرح قصيدة حَازِم فِي النَّحْو فِي مجلدة.
كَانَ حَيا سنة عشْرين وَسَبْعمائة. ذكره ابْن مَكْتُوم.
2053 - نَاصِر بن أَحْمد بن بكر الخويي النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم
قَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي طَاهِر الشِّيرَازِيّ، وَالْفِقْه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق صَاحب التَّنْبِيه، وروى عَن أبي الْحُسَيْن بن النقور وَأبي الْقَاسِم بن البسري. وَعنهُ السلَفِي.
وَكَانَ شيخ الْأَدَب فِي ديار أذربيجان بِلَا مدافعة.
ولي قَضَاء بَلَده مُدَّة، ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وصنّف شرح اللمع وَغَيره.
مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخَمْسمِائة.(2/310)
وَمن شعره:
(نصير تُرَابا كَأَن لم نَكُنْ ... وعاة الْعُلُوم رُعَاة الْأُمَم)
(فتبا لعيش قصير الدَّوَام ... ووجدان حَظّ قرين الْعَدَم)
قَرَأَ بِبَلَدِهِ على أَبِيه وعَلى أبي الْمُؤَيد الْمُوفق بن أَحْمد الْمَكِّيّ وَغَيرهمَا. وَسمع الحَدِيث من أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سعيد التَّاجِر وَغَيره.
2054 - نَاصِر بن عبد السَّيِّد بن عَليّ بن الْمُطَرز أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ الأديب الْمَشْهُور بالمطرزي
من أهل خوارزم. قَرَأَ على الزَّمَخْشَرِيّ والموفق خطيب خوارزم، وبرع فِي النَّحْو واللغة وَالْفِقْه على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَكَانَ لَهُم كالأزهري للشَّافِعِيَّة. وَكَانَ يُقَال: هُوَ خَليفَة الزَّمَخْشَرِيّ. وَكَانَ معتزليا.
صنّف: شرح المقامات، المعرب فِي لُغَة الْفِقْه، الْمغرب فِي شرح المعرب، الْإِقْنَاع فِي اللُّغَة، مُخْتَصر الْمِصْبَاح فِي النَّحْو، مُقَدّمَة فِيهِ مَشْهُورَة بالمطرزية، مُخْتَصر الْإِصْلَاح لِابْنِ السّكيت.
ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بخوارزم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء، حادي عشرى جُمَادَى الأولى سنة عشر وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(ورند ندى فواضله وري ... ورند ربى خواضله نضير)
(ودر خلاله أبدا ثمين ... ودر نواله أبدا غزير)
وَله:
(تعامى زماني عَن حقوقي، وَإنَّهُ ... قَبِيح على الزَّرْقَاء تبدي تعاميا)
(فَإِن تنكروا فضلي فَإِن رغاءه ... كفى لِذَوي الأسماع مِنْكُم مناديا)(2/311)
2055 - نبا بن مُحَمَّد بن مَحْفُوظ، الشَّيْخ أَبُو الْبَيَان
شيخ الطَّرِيقَة البيانية. قَالَ السُّبْكِيّ فِي طبقاته: كَانَ شَيخا زاهدا ورعا، إِمَامًا فِي اللُّغَة فَقِيها، لَهُ شعر كثير وتآليف حسان؛ سمع أَبَا الْحسن بن الموازيني، وَمِنْه القَاضِي أسعد ابْن المنجي.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة.
2056 - نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة الرعيني الإشبيلي الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا مقرئا متحققا، بعيد الصيت، عَظِيم الجاه، تَلا على شُرَيْح وَأبي الْعَبَّاس بن عيشون وروى عَنْهُمَا، وَعَن ابْن الْعَرَبِيّ وَابْن طَاهِر، وَجمع وأقرأ بإشبيلية ومراكش وتونس، روى عَنهُ الدباج وابنا حوط الله، وَآخر أَصْحَابه أَبُو الْخطاب بن خَلِيل. وَكَانَ لَهُ صيت عَظِيم فِي وقته، ووجاهة عِنْد الْمُلُوك.
مولده سنة عشْرين وَخَمْسمِائة أَو قبلهَا، وَمَات سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي جُمَادَى الأولى.
2057 - نشوان بن سعيد بن نشوان اليمني الْحِمْيَرِي أَبُو سعيد
الْفَقِيه الْعَلامَة المعتزلي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ. كَذَا ذكره الخزرجي، وَقَالَ: كَانَ أوحد أهل عصره، وَأعلم أهل دهره، فَقِيها نبيلا، عَالما متفننا، عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأُصُول وَالْفُرُوع والأنساب والتواريخ وَسَائِر فنون الْأَدَب، شَاعِرًا فصيحا بليغا مفوّها.
صنّف: شمس الْعُلُوم فِي اللُّغَة، ثَمَانِيَة أَجزَاء.
قَالَ فِي البُلغة: سلك فِيهَا مسلكا غَرِيبا؛ يذكر الْكَلِمَة من اللُّغَة؛ فَإِن كَانَ لَهَا نفع من جِهَة الطِّبّ ذكره، فَاخْتَصَرَهُ وَلَده فِي جزأين وَسَماهُ ضِيَاء الحلوم.(2/312)
وَقَالَ ياقوت: استولى نشوان هَذَا على قلاع وحصون، وَقدمه أهل جبل صَبر، حَتَّى صَار ملكا.
وَقَالَ غَيره: مَاتَ بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة.
2058 - نصر بن أبي أَحْمد بن المسعود بن المظفر بن الْخضر ابْن بطة، الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم اليعقوبي الْبَغْدَادِيّ الضَّرِير الْحَنْبَلِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ إِمَامًا فَقِيها متفننا، مناظرا أديبا، نحويا بارعا فِي الْخلاف وَالْفِقْه، حدّث عَن أبي الْفَتْح بن شاتيل وَابْن كُلَيْب، وَعنهُ الأبرقوهي والمطعِم.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
2059 - نصر بن صَدَقَة الْقَابِسِيّ أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
كَانَ يتعانى الْأَدَب، فَقدم مصر، وَأخذ عَن علمائها، ثمَّ توجه إِلَى المعرة فلازم أَبَا الْعَلَاء، وَأخذ عَنهُ ديوانه سقط الزند، وَكتب مِنْهُ نُسْخَة جَيِّدَة، وَرجع إِلَى مصر فَقَدمهَا للْحَاكِم، فَقَرَأَ عَلَيْهِ فأعجبه نظمه، وَأرْسل إِلَى عَزِيز الدولة الْوَالِي بحلب أَن يحملهُ إِلَى مصر، فَاعْتَذر فكفّ عَنهُ.
استدركه الْحَافِظ ابْن حجر على المقريزي فِي المقفى.
2060 - نصر بن عَاصِم اللَّيْثِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ فَقِيها عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ من قدماء التَّابِعين؛ وَكَانَ يسند إِلَى أبي الْأسود فِي الْقُرْآن والنحو، وَله كتاب فِي الْعَرَبيَّة.(2/313)
وَقيل: أَخذ النَّحْو عَن يحيى بن يعمر العدواني، وَأخذ عَنهُ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء، وَكَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج، ثمَّ ترك ذَلِك، وَقَالَ فِيهِ أبياتا.
مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ.
2061 - نصر بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْفَزارِيّ الإسكندري النَّحْوِيّ أَبُو الْفَتْح
كَذَا ذكره الصَّفَدِي، وَقَالَ: كَانَ شَابًّا فَاضلا ذكيا، لَهُ معرفَة تَامَّة بالأدب.
صنّف كتابا فِي أَسمَاء الْبلدَانِ والأمكنة وَالْجِبَال والمياه، كَبِيرا مليحا فِي مَعْنَاهُ؛ وَقدم بَغْدَاد بعد السِّتين وَخَمْسمِائة، وَسمع بهَا، وجالس الْعلمَاء، وحدّث باليسير عَن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر، وَدخل أَصْبَهَان.
قَالَ ابْن النجار: وَأَظنهُ مَاتَ بهَا سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
2062 - نصر الله بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الشِّيرَازِيّ الْفَارِسِي الْفَسَوِي النَّحْوِيّ
يعرف بِأبي مَرْيَم. قَالَ ياقوت: خطيب شيراز وعالمها وأديبها، والمرجوع إِلَيْهِ فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة والمشكلات الأدبية، أَخذ عَن مَحْمُود بن حَمْزَة الْكرْمَانِي.
وصنّف: التَّفْسِير، شرح إِيضَاح الْفَارِسِي؛ قرئَ عَلَيْهِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(2/314)
2063 - نصر بن مُحَمَّد بن المظفر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْفُنُون
الأديب جمال الدّين أَبُو الْفتُوح الْموصِلِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ. كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: سمع من ابْن البطي، وَقَرَأَ الْأَدَب على ابْن الخشاب وَابْن العصار والكمال الْأَنْبَارِي، وَسمع بِمصْر من البوصيري، وتصدر بِجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة، وَله رِسَالَة فِي الضَّاد والظاء بديعة، روى عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ.
مولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بِمصْر لَيْلَة الْأَحَد، مستهل الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
2064 - نصر الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد
الْوَزير الْفَاضِل ضِيَاء الدّين أَبُو الْفَتْح الشَّيْبَانِيّ الخزرجي الْمَعْرُوف بِابْن الْأَثِير
مولده بِجَزِيرَة ابْن عمر، فِي يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة. مهر فِي النَّحْو واللغة وَعلم الْبَيَان، واستكثر من حفظ الشّعْر، فحفظ شعر أبي تَمام حبيب ابْن أَوْس الطَّائِي وَشعر أبي عبَادَة البحتري وَشعر أبي الطّيب المتنبي.
ووزر للأفضل عَليّ بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين، وَمَات بِبَغْدَاد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَلْخ ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
وَله من المصنفات: كتاب الْمثل السائر فِي أدب الْكَاتِب والشاعر؛ وَقد اشْتهر؛ وَكتب النَّاس عَلَيْهِ، وَكتاب الوشي المرقوم فِي حل المنظوم، وَكتاب الْمعَانِي المخترعة فِي صناعَة الْإِنْشَاء، وَكتاب ديوَان رسائل فِي عدَّة أَجزَاء.
وَكَانَ ذَا لِسَان وفصاحة وَبَيَان. ذكره المقريزي فِي المقفى، وَمِنْه لخصت هَذِه التَّرْجَمَة.
2065 - نصر بن يُوسُف صَاحب الْكسَائي
قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا لغويا.
لَهُ من الْكتب: الْإِبِل، خَلق الْإِنْسَان.(2/315)
2066 - نصر الله بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر بن الْحُسَيْن الدينَوَرِي الحمامي الْمُؤَدب الْبَغْدَادِيّ
ولد سنة عشْرين وَخَمْسمِائة. وَكَانَ حسن الْمعرفَة بالنحو، فَاضلا أديبا، سمع أَبَا الْحسن ابْن عبد السَّلَام وَأَبا مُحَمَّد بن الطراح.
2067 - نصران
أستاذ ابْن السّكيت، قَرَأَ شعر الْكُمَيْت على عمر بن بكير.
2068 - نصير بن أبي نصير الرَّازِيّ
قَالَ الْأَزْهَرِي: كَانَ عَلامَة نحويا، جَالس الْكسَائي، وَأخذ عَنهُ النَّحْو، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن، وَسمع من الْأَصْمَعِي وَأبي زيد؛ وَكَانَ صَدُوق اللهجة، كثير الْأَدَب حَافِظًا. وَله مؤلفات حسان؛ سَمعهَا مِنْهُ أَبُو الْهَيْثَم الرَّازِيّ؛ وَرَوَاهَا عَنهُ.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
2069 - النَّضر بن سَلمَة بن عبد الله النَّيْسَابُورِي اللّغَوِيّ أَبُو سَلمَة التَّمِيمِي
قَالَ الْحَاكِم: سمع أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ، وروى كتاب الْغَرِيب عَن عبد الله بن مخلد، وروى عَنهُ الْأُسْتَاذ أَبُو سهل الصعلوكي.
2070 - النَّضر بن شُمَيْل بن خَرشَة بن كُلْثُوم بن عنزة بن زُهَيْر ابْن السكب الشَّاعِر بن عُرْوَة بن حليمة
الْبَصْرِيّ الأَصْل أَبُو الْحسن. أَخذ عَن الْخَلِيل وَالْعرب، وَأقَام بالبادية أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ أحد الْأَعْلَام، وَله من رِوَايَة الْأَثر وَالسّنَن وَالْأَخْبَار منزلَة؛ وَلما أضرّ بِهِ الإيطان فِي الْبَصْرَة من ضيق الْمَعيشَة، شرع فِي الظعن عَنْهَا، فَتَبِعَهُ سَبْعمِائة رجل من أَصْحَابه يشيعونه،(2/316)
فبكوا وتوجعا لمفارقته، فَقَالَ: لَو كَانَ لي كل يَوْم ربع من الباقلاء أتقوت بِهِ لما ظعنت عَنْكُم.
قَالَ الرَّاوِي: فعجبت من أَنه لم يكن فِي هَذَا الْجمع الْكَبِير من المتفجعين عَلَيْهِ من يقوم لَهُ بِهَذَا. ثمَّ إِنَّه أَتَى خُرَاسَان، فاستغنى من جِهَة الْمَأْمُون، وَذكرنَا سَبَب ذَلِك فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
وَهُوَ أول من أظهر السّنة بمرو وخراسان. وَكَانَ أروى النَّاس عَن شُعْبَة، وروى أَيْضا عَن حميد الطَّوِيل وَهِشَام، وروى عَنهُ يحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ. وَولي قَضَاء مرْ والروذ.
وصنّف: غَرِيب الحَدِيث، الْجِيم، الشَّمْس وَالْقَمَر، خَلق الْعَرْش، السِّلَاح، الأنواء، الْمدْخل إِلَى كتاب الْعين، الصِّفَات.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَقيل أَربع وَمِائَتَيْنِ.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
2071 - نعم الْخلف بن أبي الخصيب الأندلسي التُطيلي - بِضَم التَّاء - أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن يُونُس: كَانَ نحويا شَاعِرًا، زاهدا، من أهل الْغَزْو والرباط، اسْتشْهد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
2072 - نعيم بن ميسرَة النَّحْوِيّ الْمروزِي
قَالَ الْحَاكِم: حدّث بنيسابور، سمع أَبَا الزبير وَعَمْرو بن دِينَار، وَمِنْه يحيى بن يحيى وَعبد الْوَهَّاب بن حبيب الْعَبْدي.
2073 - نهشل بن زيد أَبُو خيرة الْأَعرَابِي الْبَصْرِيّ
قَالَ ياقوت: بدوي، من بني عدي، دخل الحضرة.
وصنّف كتاب الحشرات.(2/317)
حرف الْوَاو
2074 - الْوَلِيد بن مُحَمَّد التَّمِيمِي النَّحْوِيّ المصادري الْمَشْهُور بولاد
قَالَ يُونُس: كَانَ نحويا مجودا، روى عَن القتبي وَأبي زرْعَة الْمُؤَذّن، وروى كتب اللُّغَة والنحو. وَكَانَ ثِقَة.
مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَقَالَ الزبيدِيّ: أَصله من الْبَصْرَة، وَنَشَأ بِمصْر، وَدخل الْعرَاق، وَلم يكن بِمصْر شَيْء من كتب النَّحْو واللغة قبله. قيل: وَأخذ عَن المهلبي، تلميذ الْخَلِيل بِالْمَدِينَةِ، ثمَّ عَن الْخَلِيل؛ ولازمه ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمَدِينَة، نَاظر المهلبي، وَلم يكن من الحذاق؛ فَلَمَّا رأى تدقيق ولاد للمعاني وتعليله فِي النَّحْو قَالَ لَهُ: لقد نقبت بَعدنَا الْخَرْدَل.
2075 - وليد بن عِيسَى بن حَارِث بن سَالم بن مُوسَى الْأمَوِي الطبيخي النَّحْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس
لقب بذلك لِأَنَّهُ طبخ ربة وأهداها لمؤدبه الْحَكِيم أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: طبيخ أَجدت صَنعته لَك، فَكَانَ إِذا غَابَ قَالَ: أَيْن الطبيخي؟ فَلَزِمَهُ هَذَا اللقب.
ذكره الزبيدِيّ هَكَذَا وَقَالَ: كَانَ ذَا علم باللغة والنحو وَالشعر، لَهُ شُرُوح فِي شعر حبيب. مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة.(2/318)
حرف الْهَاء
2076 - هَارُون بن الحائك الضَّرِير النَّحْوِيّ
أحد أَعْيَان أَصْحَاب ثَعْلَب؛ أَصله يَهُودِيّ من الْحيرَة.
صنّف الْعِلَل فِي النَّحْو، والغريب الْهَاشِمِي.
وَطلب الْوَزير عبيد الله بن سُلَيْمَان ثَعْلَب ليختلف إِلَى وَلَده، فاحتج بالشيخوخة والضعف، وأنفذ إِلَيْهِ هَارُون هَذَا، فَجمع بَينه وَبَين الزّجاج، فَقَالَ لَهُ الزّجاج: كَيفَ تَقول: ضربت زيدا ضربا؟ فَقَالَ: كَذَلِك، قَالَ: فَكيف تكني عَن زيد وَالضَّرْب، فَلم يجب، وحار فِي يَده، وَانْقطع انْقِطَاعًا قبيحا، فَصَرفهُ وَاحْتبسَ الزّجاج، فَكَانَ ذَلِك سَبَب منية هَارُون. ذكر ذَلِك الزبيدِيّ.
2077 - هَارُون بن زَكَرِيَّا الهجري أَبُو عَليّ
قَالَ ياقوت: صَاحب كتاب النَّوَادِر المفيدة، روى عَنهُ ثَابت بن حزم السَّرقسْطِي وَغَيره.
2078 - هَارُون بن زِيَاد النَّحْوِيّ
مؤدب الواثق بِاللَّه؛ روى عَنهُ وَلَده جَعْفَر.
2079 - هَارُون بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الأفعوي أَبُو سعيد
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة، وَله شعر حسن.
مَاتَ لبضع وَعشْرين وَسَبْعمائة.(2/319)
2080 - هَارُون بن أبي غزالة السبائي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: أَخذ عَنهُ جَابر بن غيث، وَله كتاب حسن فِي الْعَرَبيَّة.
وَكَذَا ذكره فِي البُلغة.
2081 - هَارُون بن مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث التجِيبِي النَّحْوِيّ الإشبيلي الْأُسْتَاذ أَبُو الْوَلِيد
كَذَا ذكره ابْن الزبير، وَلم يزدْ عَلَيْهِ.
2082 - هَارُون بن مُوسَى بن شريك الْقَارئ النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بالأخفش؛ وَهُوَ خَاتِمَة الأخفشين من أهل دمشق؛ ولد سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ، وَقَرَأَ بقراءات كَثِيرَة وَرِوَايَات غَرِيبَة، وَكَانَ قيمًا بالقراءات السَّبع، عَارِفًا بالتفسير والنحو والمعاني والغريب وَالشعر، طيب الصَّوْت، وَعنهُ اشتهرت قِرَاءَة أهل الشَّام؛ وَلَوْلَا ضَبطه ارْتَفَعت.
قَرَأَ على عبد الله بن ذكْوَان وَغَيره، وَعَلِيهِ أَبُو الْحسن بن الْأَثْرَم، وحدّث عَن أبي مسْهر الغساني، وَعنهُ أَبُو بكر بن فطيس، وَكَانَ من أهل الْأَدَب وَالْفضل.
صنّف كتبا كَثِيرَة فِي الْقرَاءَات والعربية. وَمَات سنة إِحْدَى وَقيل ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.(2/320)
2083 - هَارُون بن مُوسَى بن صَالح بن جندل الْقَيْسِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو نصر الأديب
قَالَ ابْن بشكوال: سمع من أبي عَليّ القالي، ولازمه حَتَّى مَاتَ وَمن أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ. وَكَانَ رجلا عَاقِلا مقتصدا، صَحِيح الْأَدَب؛ يخْتَلف إِلَيْهِ الْأَحْدَاث ووجوه النَّاس لثقتهم بِدِينِهِ.
صنّف: تَفْسِير عُيُون كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَمَات بقرطبة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة.
2084 - هَارُون بن مُوسَى الْقَارِي الْأَعْوَر النَّحْوِيّ
الْأَزْدِيّ وَلَاء أَبُو مُوسَى، وَقيل: أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ، صَاحب الْقُرْآن والعربية، سمع من طَاوس الْيَمَانِيّ وثابت الْبنانِيّ.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم، وَطلب الْقِرَاءَة؛ فَكَانَ رَأْسا، وَضبط النَّحْو وَحفظه وحدّث؛ وَهُوَ أول من تتبع وُجُوه الْقُرْآن وألّفها، وتتبع الشاذ مِنْهَا وَبحث عَن إِسْنَاده؛ وَكَانَ شَدِيد القَوْل بِالْقدرِ. وَثَّقَهُ ابْن معِين، وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. وناظر إنْسَانا يَوْمًا فِي شَيْء فغلبه، فَلم يدر المغلوب مَا يصنع {فَقَالَ لَهُ: كنت يَهُودِيّا فَأسْلمت؛ فَقَالَ لَهُ هَارُون: فبئس مَا صنعت} فغلبه أَيْضا فِي هَذَا.
مَاتَ فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة.
2085 - هَاشم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن هَاشم بن مُحَمَّد بن هَاشم ابْن عَليّ بن هَاشم الْحلَبِي الْأَسدي الْخَطِيب
قَالَ ياقوت: أصلهم من الرقة، وانتقلوا إِلَى حلب؛ وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة وَالْعِبَادَة والزهد.
صنّف: اللّحن الْخَفي، وأفراد أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، وَغير ذَلِك.(2/321)
وَولي خطابة حلب؛ وَلما خطب اعتنقه أَبُو عبد الله القيسراني، وَقَالَ لَهُ:
(شرح الْمِنْبَر صَدرا ... لتلقيك رحيبا)
(أَتَرَى ضم خَطِيبًا ... مِنْك أم ضمخ طيبا!)
ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة.
2086 - هَاشم بن أَحْمد بن غَانِم بن خُزَيْمَة أَبُو خَالِد الغافقي الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ فَقِيها نحويا، شَاعِرًا مشاورا، ولي نظر الأحباس، وأضر بِأخرَة.
مَاتَ سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة، وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة.
2087 - هَانِئ بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن قَاسم ابْن مشرف بن قَاسم بن مُحَمَّد بن هَانِئ اللَّخْمِيّ القَاضِي أَبُو يحيى
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالفقه وَالْأَدب والنحو، مشاركا فِي الحَدِيث وَالْأُصُول والطب؛ من أكْرم النَّاس عهدا ومروءة وَعشرَة وَبرا، روى عَن أَبِيه وَعَمه أبي الْحسن وَأبي عبد الله بن عروس والسهيلي وَغَيرهم، وَعنهُ ابْن فرتون، وَولي قَضَاء باجة وَغَيرهَا.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة.
2088 - هبة الله بن حَامِد بن أَحْمد بن أَيُّوب بن عَليّ بن أَيُّوب أَبُو مَنْصُور
يعرف بعميد الرؤساء. قَالَ ياقوت: أديب فَاضل، نحوي لغَوِيّ شَاعِر، شيح وقته، ومتصدر بَلَده. أَخذ عَنهُ أهل تِلْكَ الْبِلَاد الْأَدَب، وَأخذ هُوَ عَن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم الرقي الْمَعْرُوف بِابْن العصار وَغَيره.
نظم ونثر، وَكَانَ يلقب بِوَجْه الدويبة وَسمع المقامات من ابْن النقور، وروى.
مَاتَ سنة عشر وسِتمِائَة.(2/322)
2089 - هبة الله بن الْحُسَيْن الشِّيرَازِيّ أَبُو بكر بن العلاف
كَانَ من أَفْرَاد الزَّمَان فِي عصره فِي أَنْوَاع الْعُلُوم، نحويا فَاضلا، إِمَامًا شَاعِرًا بارعا. ورد خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر، وَسمع حَمَّاد بن مدرك وَغَيره، وَمِنْه أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَذكره فِي تَارِيخ نيسابور.
مَاتَ بشيراز فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة، وَقد نيّف على التسعين وَلم تبيض لَهُ شَعْرَة.
وَقَالَ فِي ذَلِك:
(إلام وفيم يظلمني شَبَابِي ... ويلبس لمتي حلك الْغُرَاب)
(وآمل شَعْرَة بَيْضَاء تبدو ... بَدو الْبَدْر من خلل السَّحَاب)
(وأدعى الشَّيْخ ممتلئا شبَابًا ... كذى ظمأ يُعلل بِالشرابِ)
(فيا مللي هُنَالك من مشيبي ... وَيَا خجلي هُنَالك من شَبَابِي)
2090 - هبة الله بن الْحسن أَبُو الْحُسَيْن الْحَاجِب
قَالَ ياقوت: ذكره الْكَمَال بن الْأَنْبَارِي فِي النَّحْوِيين، وَكَانَ من أفاضل أهل الْأَدَب، شَاعِرًا مليح الشّعْر.
مَاتَ فَجْأَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
2091 - هبة الله بن سَلامَة بن نصر بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمُفَسّر الْبَغْدَادِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ من أحفظ النَّاس لتفسير الْقُرْآن والنحو والعربية، وَكَانَ لَهُ حَلقَة فِي جَامع الْمَنْصُور، سمع من أبي بكر الْقطيعِي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْقَاسِم الطابثي.
صنّف: النَّاسِخ والمنسوخ، والمسائل المنثورة فِي النَّحْو، وَالتَّفْسِير.
مَاتَ فِي رَجَب سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة.(2/323)
2092 - هبة الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله
ابْن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الْحسن بن عبد الله الْأمين بن عبد الله بن الْحسن بن جَعْفَر بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب، أَبُو السعادات الْمَعْرُوف بِابْن الشجري. قَالَ ياقوت: نسب إِلَى بَيت الشجري من قبل أمه. وَقَالَ بَعضهم: لِأَنَّهُ كَانَ فِي بَيته شَجَرَة، وَلَيْسَ فِي الْبَلَد غَيرهَا.
كَانَ أوحد زَمَانه، وفرد أَوَانه؛ فِي علم الْعَرَبيَّة وَمَعْرِفَة اللُّغَة وأشعار الْعَرَب وأيامها وَأَحْوَالهَا، متضلعا من الْأَدَب، كَامِل الْفضل. قَرَأَ على ابْن فضال والخطيب التبريزي وَسَعِيد بن عَليّ السلالي وَأبي المعمر بن طَبَاطَبَا الْعلوِي، وَسمع الحَدِيث من أبي الْحسن الصَّيْرَفِي، وأقرأ النَّحْو سبعين سنة.
أَخذ عَنهُ التَّاج الْكِنْدِيّ وخَلق. وناب بالكرخ فِي النقابة على الطالبيين.
صنّف: الأمالي، الِانْتِصَار لنَفسِهِ على ابْن الخشاب، كتاب الحماسة؛ ضاهى بِهِ حماسة أبي تَمام الطَّائِي، وَهُوَ كتاب غَرِيب مليح، أحسن فِيهِ.
وَله فِي النَّحْو عدَّة تصانيف. وَله: مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ، وَشرح اللمع لِابْنِ جني، وَشرح التصريف الملوكي، وَغير ذَلِك.
مولده بِبَغْدَاد فِي رَمَضَان سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي سادس رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
ولبعضهم فِيهِ:
(يَا سَيِّدي إِنَّنِي أُعِيذك من ... نظم قريض يصدى بِهِ الْفِكر)
(مَا لَك من جدك النَّبِي سوى ... أَنه لَا يَنْبَغِي لَك الشّعْر)(2/324)
2093 - هبة الله بن عبد الله بن سيد الْكل الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم بهاء الدّين القفطي الشَّافِعِي
ولد سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة - وَقيل سنة سِتّمائَة، وَقيل سنة إِحْدَى وسِتمِائَة - وتفقه بقوص على الشَّيْخ مجد الدّين الْقشيرِي، وَقَرَأَ الْأُصُول على قاضيها شمع الدّين الْأَصْبَهَانِيّ، وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو والفرائض والجبر والمقابلة، وَسمع الحَدِيث من أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة وَغَيره، وحدّث، وانتهت إِلَيْهِ رياسة النصائح المفترضة فِي فضائح الرفضة، وهموا بقتْله غير مرّة، وَتَابَ على يَده مِنْهُم جمَاعَة، وَأخذ عَنهُ الْعلم غير وَاحِد، مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد والضياء ابْن عبد الرَّحِيم.
وصنّف تَفْسِيرا وصل فِيهِ إِلَى سُورَة مَرْيَم، وَشرح الْهَادِي فِي الْفِقْه فِي خمس مجلدات، وَشرح الْعُمْدَة للطبري، وَشرح مُخْتَصر أبي شُجَاع، وَشرح مُقَدّمَة المطرزي فِي النَّحْو. وَله كتاب الأنباء المستطابة فِي فضل الصَّحَابَة على الْقَرَابَة، وَكتاب فِي ثَنَاء الْقَرَابَة على الصَّحَابَة وثناء الصَّحَابَة على الْقَرَابَة، ومصنف فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة.
وَكَانَ التقي بن دَقِيق الْعِيد يجله، وسافر فِي سنة تسعين لزيارته، وَكَانَ يَقُول: أعرف عشْرين علما، أنسيت بَعْضهَا لعدم المذاكرة.
مَاتَ بإسنا فِي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة.
أوردهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة والمقريزي فِي المقفى.
2094 - هبة الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو الْحسن ابْن الصفار الْكَاتِب
أصلهم من النعمانية، وَسكن أَبوهُ واسطا. وَتزَوج إِلَى آل العرمرم، فرزق مِنْهُم وَلَده أَبَا الْحسن هَذَا، وَنَشَأ نشوءا حسنا. قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن عَلان وَابْن الصَّواف وعَلى أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن وَاسِط عبد الله العجمي الْمَعْرُوف بالهرمزان، وأسنّ وَكبر، وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو، قوّم لثلاثين سنة آتِيَة.(2/325)
قَالَ السلَفِي: قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن. قَالَ: وَهُوَ آخر من حدّث عَن ابْن النباتي.
مَاتَ فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
ذكره السلَفِي فِي سؤالاته لخميس الْحَوْزِيِّ.
2095 - هبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن جهور أَبُو الْفضل
كَانَ نحويا أديبا، فَاضلا شَاعِرًا، صحب أَبَا غَالب بن بَشرَان، وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَالْأَدب.
مَاتَ قَرِيبا من الْخَمْسمِائَةِ أَو بعْدهَا.
2096 - هبة الله بن مَنْصُور بن منكد الإِمَام أَبُو الْفضل الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: سمع من أبي الْفَتْح المندائي، وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
2097 - هُذَيْل
ذكره فِي الْمغرب؛ فَقَالَ: الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ، كَانَ لطيفا كثير النَّوَادِر.
2098 - هِشَام بن إِبْرَاهِيم الكرنبائي الْأنْصَارِيّ أَبُو عَليّ
جَالس الْأَصْمَعِي وَأَضْرَابه. وَكَانَ عَالما بأيام الْعَرَب ولغاتها، روى عَنهُ الْفضل بن الْحباب.
وصنّف: الحشرات، الوحوش، النَّبَات، خَلق الْخَيل.
ولعَبْد الصَّمد بن المعذّل يهجوه:
(وَلم تَرَ أبلغ من نَاطِق ... أَتَتْهُ البلاغة من كرنبا)(2/326)
2099 - هِشَام بن أَحْمد بن هِشَام بن خَالِد بن سعيد أَبُو الْوَلِيد الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الوقشي
قَالَ فِي الْمغرب: من أهل طليطلة، عَارِف بِالْأَحْكَامِ والْحَدِيث وَعلم الْفِقْه والنحو وَالشعر والخطابة والمنطق والهندسة والزيوج.
ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة، وَأخذ الْعلم عَن أبي عمر الطلمنكي وَأبي عمر السفاقسي وَأبي عمر بن الْحداد وَغَيرهم. وَولي الْقَضَاء، وَكَانَ من أعلم النَّاس باللغة والنحو ومعاني الْأَشْعَار وَالْعرُوض وصناعة الْكِتَابَة. شَاعِر فَقِيه عَالم بِالشُّرُوطِ، فَاضل فِي الْفَرَائِض والحساب والهندسة، مشرف على جَمِيع آراء الْحُكَمَاء، وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يقْضى ... لَهُ فِي كل فن بِالْجَمِيعِ)
توفّي بدانية يَوْم الِاثْنَيْنِ لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن تآليفه نكت الْكَامِل للمبرد.
وَمن شعره:
(برّح بِي أَن عُلُوم الورى ... اثْنَان مَا إِن لَهما من مزِيد)
(حَقِيقَة يعجز تَحْصِيلهَا ... وباطل تَحْصِيله لَا يُفِيد)
وَله:
(لَا أركب الْبَحْر وَلَو أنني ... ضربت فِيهِ بالعصا فانفلق)
(مَا إِن رَأَتْ عَيْني لأمواجه ... فِي فِرَق إِلَّا ثناها الفَرَق)
وَله:
(قد بيّنت فِيهِ الطبيعة أَنَّهَا ... تدقيق أَعمال المهندس ماهره)
(عنيت بمشهده فخطت فَوْقه ... بالمسك خطا من مُحِيط الدائره)
وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْقَاسِم صاعد بن أَحْمد أَبُو الْوَلِيد: الوقشي أحد رجال الْكَمَال فِي وقته، باحتوائه على فنون الْعلم، وَجمعه لكلمات المعارف؛ وَهُوَ أعلم النَّاس بالنحو واللغة ومعاني(2/327)
الْأَشْعَار وَعلم الْعرُوض وصناعة البلاغة؛ وَهُوَ بليغ مجيد شَاعِر مقدم حَافظ للسنن وَأَسْمَاء نقلة الْأَخْبَار، بَصِير بأصول الاعتقادات وأصول الْفِقْه. وَاقِف على كثير من فَتَاوَى فُقَهَاء الْأَمْصَار، نَافِذ فِي علم الشُّرُوط والفرائض، مُحَقّق لعلم الْحساب والهندسة، مشرف على جَمِيع آراء الْحُكَمَاء، حسن النَّقْد للْمَذْهَب، ثاقب الذِّهْن فِي تَمْيِيز الصَّوَاب، وَيجمع إِلَى ذَلِك آدَاب الْأَخْلَاق، مَعَ حسن المعاشرة ولين الكَنَف، وَصدق اللهجة.
وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد الديوالي يَقُول: وَالله مَا أَقُول فِيهِ إِلَّا كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يقْضى ... لَهُ فِي كل فن بِالْجَمِيعِ)
2100 - هِشَام بن زِيَاد الْعَوْفِيّ الْوَادي آشى أَبُو الْوَلِيد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا، حَافِظًا للمسائل واللغة والنحو، إِمَامًا فِي جَمِيع ذَلِك مُتَقَدما فِيهِ.
ولي قَضَاء بَلَده، وَمَات بِهِ سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة.
2101 - هِشَام بن مُعَاوِيَة الضَّرِير أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْكُوفِي
أحد أَعْيَان أَصْحَاب الْكسَائي، لَهُ مقَالَة فِي النَّحْو تعزى إِلَيْهِ.
صنّف: مُخْتَصر النَّحْو، الْحُدُود، الْقيَاس.
توفّي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ.
2102 - هِشَام بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن هَاشم الغافقي أَبُو الْوَلِيد النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي
قَالَ ابْن الزبير وَابْن الفرضي: من أهل قرطبة كَانَ نحويا عروضيا، وَالْعرُوض أغلب عَلَيْهِ من النَّحْو. سمع بَقِي بن مخلد وَمُحَمّد بن وضاح، وأدّب عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النَّاصِر وَولي عَهده الْمُسْتَنْصر.
مَاتَ يَوْم السبت لإحدى عشرَة خلت من ربيع الأول سنة سبع عشرَة وثلاثمائة.(2/328)
2103 - هِلَال بن الْعَلَاء الرقي أَبُو عَمْرو
قَالَ ياقوت: كَانَ من أهل الْعلم واللغة بالرقة.
مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
2104 - همام بن أَحْمد الْخَوَارِزْمِيّ همام الدّين الشَّافِعِي الْعَلامَة
قَالَ ابْن حجر: اشْتغل فِي بِلَاده، ثمَّ قدم حلب والقاهرة، وَولي مشيخة جمال الدّين الْأُسْتَاذ دَار أول مَا بنيت، وأقرأ الْحَاوِي والكشاف، وَكَانَ ماهرا فِي أقرانه إِلَّا أَنه بطيء الْعبارَة جدا، وَكَثُرت عَلَيْهِ الطّلبَة؛ وَكَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة مَعَ اطّراح التَّكْلِيف وسلامة الْبَاطِن.
مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقد جَاوز السّبْعين.
2105 - أَبُو الْهَيْثَم الرَّازِيّ
كَانَ إِمَامًا لغويا؛ أدْرك الْعلمَاء وَأخذ عَنْهُم، وتصدر بِالريِّ للإفادة.
وَمَات سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.(2/329)
حرف الْيَاء
2106 - يحيى بن أَحْمد بن أَحْمد بن صَفْوَان بن القيني الْمَالِكِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ أَبُو زَكَرِيَّا
كَانَ إِمَامًا عَالما عَارِفًا بالقراءات والعربية، صَالحا زاهدا، سمع بِبَلَدِهِ من عبد الله بن أَيُّوب وَمِنْه أَبُو حَامِد بن ظهيرة، وجاور بِمَكَّة مُدَّة، وَأقَام بمقام الْمَالِكِيَّة.
وَمَات بهَا فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة.
2107 - يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن ظافر بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن أُميَّة بن أَحْمد بن المرابط الْمرَادِي الأربولي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ أحد قُضَاة الْعدْل، فَقِيها جَلِيلًا، نحويا لغويا أديبا، صليبا فِي أَحْكَامه، عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ بَصيرًا بالنوازل، جزلا يقظا، كَاتبا شَاعِرًا؛ حسن النّظم والنثر، زاهدا فِي المنصب، غير مكترث بِهِ، لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم؛ على سنَن أَخْلَاق السّلف الصَّالح، وقورا صموتا، ذَا شيبَة حَسَنَة، وأخلاق مرضية، طيب المجالسة، حسن المعاشرة.
سمع من أبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي الرّبيع بن سلم وَأبي عمر بن عَاتٍ، وَولي الْقَضَاء بمالقة وَغَيرهَا.
وَمَات بهَا فِي الْعشْرين من ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة، ومولده بأربولة سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.(2/330)
2108 - يحيى بن أَحْمد بن يحيى بن سعيد
الْفَاضِل، نجيب الدّين الْهُذلِيّ الْحلِيّ الشيعي. قَالَ الذَّهَبِيّ: لغَوِيّ أديب، حَافظ للأحاديث، بَصِير باللغة وَالْأَدب، من كبار الرافضة. سمع من ابْن الْأَخْضَر.
ولد بِالْكُوفَةِ سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة عَرَفَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
2109 - يحيى بن أَحْمد الفارابي أَبُو زَكَرِيَّا
قَالَ ياقوت: أحد الْأَئِمَّة المتبعين فِي اللُّغَة، تخرج بِهِ جمَاعَة من أهل فاراب وَمَا وَرَاء النَّهر؛ روى الحَدِيث عَن أبي عبد الرَّحْمَن عبد الله بن عبيد الله بن شُرَيْح البُخَارِيّ، وَعنهُ الْحسن بن مَنْصُور.
وصنّف المصادر فِي اللُّغَة.
2110 - يحيى بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الغماري التّونسِيّ النَّحْوِيّ أَبُو زَكَرِيَّا
ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة بتونس على ابْن عُصْفُور، وبدمشق على ابْن مَالك وبالقاهرة على الْبَهَاء بن النّحاس، وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت بضاعته فِي النَّحْو مزجاة.
مَاتَ فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة.
2111 - يحيى بن أبي الْحجَّاج اللبلي أَبُو زَكَرِيَّا
صهر الْحَافِظ أبي الْعَبَّاس بن خَلِيل. قَالَ ابْن الزبير: انْتقل إِلَى مراكش صَغِيرا، وَنَشَأ بهَا، وَأخذ علم الْعَرَبيَّة بفاس عَن أبي بكر بن طَاهِر. وَكَانَ لَهُ تقدم فِي علم الْعَرَبيَّة وأصول الْفِقْه، مَعَ دقة نظر، ونفوذ فهم، وغموض استنباط، وَقُوَّة إِدْرَاك، وَهُوَ الَّذِي(2/331)
استخرج من تَفْسِير أبي الحكم بن برجان من كَلَامه على سُورَة الرّوم فتح بَيت الْمُقَدّس فِي الْوَقْت الَّذِي فُتح فِيهِ على الْمُسلمين، وحقق عين مَا كَانَ أغمض فِيهِ ابْن برجان وَأبْهم.
ووقف عَلَيْهِ ابْن الْمَنْصُور، فبقى مرتقبا لَهُ معتنيا فِي نَفسه بِهِ، حَتَّى كَانَ ذَلِك على حسب مَا قَالَه، فَأمر أَن يحضر مَجْلِسه، ويترسم فِي جملَة طلبته.
روى عَنهُ ابْن أُخْته القَاضِي أَبُو الْخطاب بن أبي الْعَبَّاس بن خَلِيل.
وَمَات فِي حُدُود سنة تسعين وَخَمْسمِائة، أَو بعده بِقَلِيل.
2112 - يحيى بن حسان الْمرَادِي النَّحْوِيّ الْحَافِظ الشلبي المرجيقي أَبُو زَكَرِيَّا
كَذَا ذكره ابْن الزبير، وَقَالَ: أَخذ عَن مُوسَى بن زَكَرِيَّا وَعقيل بن الْفضل الشلبيين، وتلا عَلَيْهِمَا.
واستوطن مَدِينَة مراكش، وأقرأ بهَا الْقُرْآن إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة.
2113 - يحيى بن خصيب السَّرقسْطِي أَبُو زَكَرِيَّا
قَالَ ابْن الفرضي، كَانَ بَصيرًا بالنحو، أديبا فَقِيها نبيلا محدّثا.
مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
2114 - يحيى بن ذِي النُّون بن يحيى الإشبيلي النَّحْوِيّ أَبُو زَكَرِيَّا
قَالَ ابْن الزبير: أَخذ عَن أبي الْحسن الدباج والشلوبين وَغَيرهمَا، وَقَرَأَ الْقُرْآن والعربية وَالْفِقْه بِبَلَدِهِ مُدَّة، ثمَّ انْتقل إِلَى العدوة عِنْد اسْتِيلَاء النَّصَارَى على قرطبة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، فسكن مراكش، وأقرأ بهَا يَسِيرا، ثمَّ مَاتَ وسنه نَحْو من سِتِّينَ سنة.
وَكَانَ من جلة الْأَسَانِيد النبهاء، وَمن أهل الْفضل وَالدّين.(2/332)
2115 - يحيى بن زِيَاد بن عبد الله بن مَرْوَان الديلمي إِمَام الْعَرَبيَّة أَبُو زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف بالفراء
قيل لَهُ الْفراء، لِأَنَّهُ كَانَ يفري الْكَلَام. روى عَن قيس بن الرّبيع ومندل بن عَليّ وَالْكسَائِيّ، وَعنهُ سَلمَة بن عَاصِم وَمُحَمّد بن الجهم السمري، وَحدث بكتبه.
كَانَ أعلم الْكُوفِيّين بالنحو بعد الْكسَائي، أَخذ عَنهُ وَعَلِيهِ اعْتمد، وَأخذ عَن يُونُس؛ وَأهل الْكُوفَة يدّعون أَنه استكثر عَنهُ، وَأهل الْبَصْرَة يدْفَعُونَ ذَلِك.
وَكَانَ يحب الْكَلَام ويميل إِلَى الاعتزال، وَكَانَ متديّنا متورّعا، على تيه وعُجْب وتعظّم، وَكَانَ زَائِد العصبية على سِيبَوَيْهٍ، وَكتابه تَحت رَأسه، وَكَانَ يتفلسف فِي تصانيفه، ويسلك أَلْفَاظ الفلاسفة. وَكَانَ أَكثر مقَامه بِبَغْدَاد، فَإِذا كَانَ آخر السّنة أَتَى الْكُوفَة فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا يفرق فِي أَهله مَا جمعه. وَكَانَ شَدِيد المعاش، لَا يَأْكُل حَتَّى يمسهُ الْجُوع، وَجمع مَالا خلّفه لِابْنِ لَهُ شاطر، صَاحب سكاكين.
وَأَبوهُ زِيَاد هُوَ الأقطع، قطعت يَده فِي الْحَرْب مَعَ الْحُسَيْن بن عَليّ. وَكَانَ مولى لأبي ثروان، وَأَبُو ثروان مولى بني عبس.
صنّف الْفراء: مَعَاني الْقُرْآن، الْبَهَاء فِيمَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة، اللُّغَات، المصادر فِي الْقُرْآن، الْجمع والتثنية فِي الْقُرْآن، آلَة الْكتاب، النَّوَادِر، الْمَقْصُور والممدود، فعل وأفعل، الْمُذكر والمؤنث، الْحُدُود، مُشْتَمِلَة على سِتَّة وَأَرْبَعين حدا فِي الْإِعْرَاب. وَله غير ذَلِك.
مَاتَ بطرِيق مَكَّة سنة سبع وَمِائَتَيْنِ، عَن سبع وَسِتِّينَ سنة.
قَالَ سَلمَة بن عَاصِم: دخلت عَلَيْهِ فِي مَرضه، وَقد زَالَ عقله، وَهُوَ يَقُول: إِن نصبا فنصبا، وَإِن رفعا فرفعا.
روى لَهُ هَذَا الشّعْر - قيل وَلم يقل غَيره:
(لن تراني لَك الْعُيُون بِبَاب ... لَيْسَ مثلي يُطيق ذل الْحجاب)
(يَا أَمِيرا على جريب من الأَرْض ... لَهُ تِسْعَة من الحجّاب)
(جَالِسا فِي الخراب يحجب فِيهِ ... مَا رَأينَا إِمَارَة فِي خراب)(2/333)
2116 - يحيى بن سعدون بن تمّام بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُقْرِئ الأديب الملقب سَابق الدّين
قَالَ ياقوت: شيخ فَاضل، عَارِف بالنحو ووجوه الْقرَاءَات، قَرَأَ على أبي الْقَاسِم خلف ابْن إِبْرَاهِيم الْحصار بقرطبة وَغَيره، وَسمع من أبي مُحَمَّد بن عتاب، وَقدم الْعرَاق، وَقَرَأَ بِبَغْدَاد على سبط أبي مَنْصُور الْخياط وَأبي عبد الله البارع، وَسمع بهَا من أبي الْقَاسِم بن الْحصين، وبمصر من ابْن أبي صَادِق. وَسكن دمشق مُدَّة، وأقرأ بهَا الْقُرْآن والنحو، وانتفع بِهِ خَلق لحسن خُلقه وتواضعه. سكن الْموصل إِلَى أَن مَاتَ يَوْم عيد الْفطر سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة سبع - وَقيل سنة سِتّ - وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
2117 - يحيى بن سعيد بن الْمُبَارك بن عَليّ بن عبد الله بن الدهان أَبُو زَكَرِيَّا
النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. قَالَ فِي تَارِيخ إربل: بشر بِهِ أَبوهُ وَقد أسنّ فَقَالَ:
(قيل لي جَاءَك نسل ... ولد شهم وسيم)
(قلت عزوه بفقدي ... ولد الشَّيْخ يَتِيم)
ثمَّ توفّي بعده وَهُوَ صَغِير؛ فَلَمَّا كبر انْقَطع إِلَى مكي بن رَيَّان فَأخذ عَنهُ النَّحْو، وَتخرج عَلَيْهِ، واعتنى بِهِ لحق وَالِده. وَكَانَ نحويا لغويا، صوفيا أديبا، شَاعِرًا ذكيا.
ولد سنة سبع - وَقيل ثَمَان - وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
2118 - يحيى بن سعيد بن مَسْعُود القلني
نزيل تلمسان. قَالَ ابْن مَكْتُوم: تصدر بهَا للإقراء، وَأخذ عَنهُ بهَا، وَكَانَ مقرئا نحويا لغويا، لَهُ شعر معظمه فِي الزّهْد.(2/334)
2119 - يحيى بن سُلْطَان اليغرفي أَبُو زَكَرِيَّا
الْأُسْتَاذ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ، الإِمَام فِي النَّحْو، الْفَقِيه المتقن. هَكَذَا ذكره ابْن رشيد فِي رحلته، وَقَالَ: أحد الْمُحَقِّقين للعربية، مَعَ مُشَاركَة فِي تَفْسِير وأدب ومنطق وأصول. تخرّج بِهِ نجباء تونس، وَكَانَ فِي إقرائه للعربية ذلق اللِّسَان، حسن الْبَيَان؛ فَإِذا أَقرَأ غَيرهَا من الْعُلُوم قصّر عَن تِلْكَ الرُّتْبَة. وَكَانَ لَهُ بتونس جاه وصيت.
2120 - يحيى بن أبي صوفة
من أهل الجزيرة الخضراء. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة والعربية، فصيحا، أَخذ عَن ابْن الْغَازِي وَغَيره.
وَذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الأندلس.
2121 - يحيى بن الطّيب النَّحْوِيّ اليمني
قَالَ ياقوت: كَانَ أديبا شَاعِرًا، لَهُ مُصَنف فِي النَّحْو مُخْتَصر، وَكَانَ لَا يُطِيل فِي شعره؛ فَإِذا مدح وهجا لَا يزِيد على بَيْتَيْنِ.
2122 - يحيى بن عبد الله بن ثَابت الفِهري أَبُو بكر
قَالَ فِي الريحانة: سمع يحيى بن عَبدُوس، وَكَانَ يحفظ الْفِقْه والعربية حفظا جيدا، فصيح اللِّسَان، شَاعِرًا. روى عَنهُ أَبُو عَامر مُحَمَّد بن حبيب الشاطبي.
2123 - يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد السَّلَام
التطيلي الأَصْل الْهُذلِيّ الغرناطي أَبُو بكر. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أديب زَمَانه، وَوَاحِد أقرانه، سيّال القريحة، بارع الْأَدَب، رائق الشّعْر، علم فِي النَّحْو واللغة والتاريخ وَالْعرُوض وأخبار الْأُمَم، لحق بالفحول الْمُتَقَدِّمين، وأعجزت براعته الْمُتَأَخِّرين، وشعره(2/335)
مدوّن، جريء فِي ذَلِك كُله، طَلْق الجموح؛ ثمَّ انقبض وَعَكَفَ على قِرَاءَة الْقُرْآن، وَقيام اللَّيْل وسرد الصَّوْم وَالنّظم فِي مدح النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والزهد وَأُمُور الْآخِرَة.
وَكَانَ أَخذ عَن أَبِيه وَأبي الْوَلِيد بن رشد وَأبي عبد الله بن عروس وَغَيرهم.
ولد يَوْم الثُّلَاثَاء الْخَامِس وَالْعِشْرين من محرم سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة؛ وَمَات بغرناطة سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(إِلَيْك بسطت الْكَفّ فِي فَحْمَة الدجى ... نِدَاء غريق فِي الذُّنُوب عريق)
(رجاك ضميري كي تخلص جملتي ... وَكم من فريق شَافِع لفريق)
2124 - يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد، يعرف بالمغيلي النَّحْوِيّ أَبُو بكر
من أهل قرطبة. قَالَ ابْن الفرضي: سمع من مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن وقاسم بن أصبغ وَغَيرهمَا، ورحل فَسمع من أبي سعيد بن الْأَعرَابِي. وَكَانَ بَصيرًا بالنحو واللغة وَالشعر والغريب، بليغا شَاعِرًا، مؤلفا جيد النّظم، حسن الاستنباط، حدّث.
وَتُوفِّي فَجْأَة يَوْم الْخَمِيس لعشر خلون من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
2125 - يحيى بن عبد الله بن يحيى الإِمَام أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: لزم ابْن بري مُدَّة طَوِيلَة، وبرع فِي لِسَان الْعَرَب، وتصدّر بالجامع الْعَتِيق مُدَّة، وتخرّج بِهِ جمَاعَة، وَكَانَ مَشْهُورا بِحسن التَّعْلِيم. روى عَن ابْن بري، وَعَن الزكي المذري.
وَمَات فِي سادس عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ من أَعْيَان أهل الْعَرَبيَّة وأكابرهم.(2/336)
2126 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ أَبُو زَكَرِيَّا
الْمَعْرُوف بالأبيض؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَبيض الرَّأْس واللحية والحاجبين وشفار الْعين خِلقة، وَقيل: لِأَن أمه كَانَت أُخْت أَبِيه من الرضَاعَة فظهرت فِيهِ هَذِه الْآيَة.
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ مُتَقَدما فِي النَّحْو واللغة بارعا، ألّف فِي النَّحْو كتابا أَخذه النَّاس عَنهُ، وَكَانَت لَهُ رحْلَة قديمَة.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقيل: مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
ذكره عِيَاض فِي المدارك.
2127 - يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم الدمنهوري تَاج الدّين
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ فَقِيها فَاضلا نحويا، تصدر لإقراء الْعَرَبيَّة بِجَامِع الصَّالح، وصنّف مصنفات؛ وَكَانَ يُؤثر الانجماع وَالْعِبَادَة.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة.
2128 - يحيى بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب أَبُو زَكَرِيَّا زين الدّين الْحَضْرَمِيّ الأندلسي المالقي النَّحْوِيّ الأديب
ولد سنة سبع - أَو ثَمَان - وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَسمع من ابْن حوط الله، وبمصر من الْحَافِظ ابْن الْمفضل، وبنيسابور من الْمُؤَيد الكوسي، وَقَرَأَ على الْكِنْدِيّ النَّحْو، وأقرأ النَّاس الْقرَاءَات والعربية. وَله شعر جيد، وَكَانَ لطيف الْأَخْلَاق من بَين المغاربة حسن الْعشْرَة، روى عَنهُ التَّاج الْفَزارِيّ وَأَخُوهُ وبالحضور أَبُو الْمَعَالِي البالسي.
وَمَات بغزة فِي وسط جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة.
ذكره الذَّهَبِيّ وَابْن الْمُسْتَوْفى.(2/337)
2129 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن بسطَام الشَّيْبَانِيّ أَبُو زَكَرِيَّا، ابْن الْخَطِيب التبريزي
قَالَ ياقوت: وَرُبمَا يُقَال لَهُ: الْخَطِيب؛ وَهُوَ وهم. وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي النَّحْو واللغة وَالْأَدب؛ حجَّة صَدُوقًا ثبتا. هَاجر إِلَى أبي الْعَلَاء المعري، وَأخذ عَنهُ وَعَن عبيد الله الرقي وَالْحسن بن رَجَاء بن الدهان وَابْن برهَان والمفضل القصباني وَعبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وَغَيرهم من الْأَئِمَّة.
وَسمع الحَدِيث وَكتب الْأَدَب على خَلق، مِنْهُم القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي والخطيب الْبَغْدَادِيّ، وَأخذ عَنهُ الْعلم موهوب الجواليقي وَغَيره؛ وروى عَنهُ السلَفِي، وَأَبُو الْفضل بن نَاصِر.
وَولي تدريس الْأَدَب بالنظامية وخزانة الْكتب بهَا، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي فنه، وشاع ذكره فِي الأقطار، وَكَانَ يدمن شرب الْخمر ويلبس الْحَرِير والعمامة المذهبة، وَكَانَ النَّاس يقرءُون عَلَيْهِ تصانيفه وَهُوَ سَكرَان، وَكَانَ أكولا.
صنّف: شرح القصائد الْعشْر؛ ملكته بِخَطِّهِ، تَفْسِير الْقُرْآن وَالْإِعْرَاب، شرح اللمع، الْكَافِي فِي الْعرُوض والقوافي، ثَلَاثَة شُرُوح على الحماسة، شرح شعر المتنبي، شرح شعر أبي تَمام، شرح الدريدية، شرح سقط الزند، شرح المفضليات، تَهْذِيب الْإِصْلَاح لِابْنِ السّكيت. وَغير ذَلِك.
ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فَجْأَة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثِنْتَيْنِ وَخَمْسمِائة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/338)
2130 - يحيى بن قَاسم بن عمر بن عَليّ عز الدّين الْيَمَانِيّ الصَّنْعَانِيّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: قدم علينا دمشق من الْعَجم سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، فَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ: سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة. رَحل إِلَى بَغْدَاد، وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على ابْن المحروق الوَاسِطِيّ وباليمن على جمَاعَة. وَله دَرْبة كَثِيرَة بالكشاف، وَله عَلَيْهِ تعليقة، وَشرح اللّبَاب لتاج الدّين الإِسْفِرَايِينِيّ فِي النَّحْو.
2131 - يحيى بن الْقَاسِم بن مفرّج بن ورع بن الْخضر بن الْحسن ابْن حَامِد الثَّعْلَبِيّ أَبُو زَكَرِيَّا التكريتي الشَّافِعِي
قَالَ ياقوت: إِمَام من أَئِمَّة الْمُسلمين وَحبر من أَحْبَارهم، كَامِل فَاضل، فَقِيه قَارِئ مفسّر، نحوي لغَوِيّ عروضي شَاعِر.
تفقه على وَالِده، وَصَحب بِبَغْدَاد أَبَا النجيب السهروردي وَغَيره، وَقَرَأَ الْأَدَب على ابْن الخشاب، وبرع فِي الْفِقْه.
وَقَالَ ابْن النجار: كَانَ آخر من بَقِي من الْمَشَايِخ الْمشَار إِلَيْهِم فِي مَذْهَب الشَّافِعِي، وَله الْكَلَام الْحسن فِي المناظرة والعبارة الفصيحة والمعرفة بالأصلين وَالْيَد الطُّولى فِي الْأَدَب والباع الممتد فِي حفظ لُغَات الْعَرَب، وَكَانَ أحفظ أهل زَمَانه لتفسير الْقُرْآن وَمَعْرِفَة علومه.
سمع من أبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وَأبي الْفَتْح بن البطي.
وصنّف فِي الْمذَاهب وَالْخلاف وَالْأَدب، وَولي تدريس النظامية ونظرها وَقَضَاء بَلَده مُدَّة.
مولده فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
وَمن نظمه:
(لِأَلف الْأَمر ضروب تَنْحَصِر ... فِي الْفَتْح وَالضَّم وَأُخْرَى تنكسر)
(فالفتح فِيمَا كَانَ من رباعي ... نَحْو أجب يَا زيد صَوت الدَّاعِي)
(وَالضَّم فِيمَا ضم بعد الثَّانِي ... من فعله الْمُسْتَقْبل الزَّمَان)
(وَالْكَسْر فِيمَا مِنْهُمَا تخلى ... إِن زَاد عَن أَرْبَعَة أَو قلاّ)(2/339)
2132 - يحيى بن الْمُبَارك بن الْمُغيرَة الْعَدوي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اليزيدي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ اللّغَوِيّ
مولى بني عدي بن مَنَاة، بَصرِي، سكن بَغْدَاد، وحدّث عَن أبي عَمْرو والخليل؛ وعنهما أَخذ الْعَرَبيَّة، وَأخذ عَن الْخَلِيل اللُّغَة وَالْعرُوض؛ روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد وَأَبُو عبيد وخَلق، وَكَانَ أحد الْقُرَّاء الفصحاء الْعَالمين بلغَة الْعَرَب والنحو. أدّب أَوْلَاد يزِيد بن مَنْصُور الْحِمْيَرِي، وَنسب إِلَيْهِ، ثمَّ أدّب الْمَأْمُون، وَسَأَلَهُ مرّة عَن شَيْء، فَقَالَ: وَجَعَلَنِي الله فدَاك {فَقَالَ الْمَأْمُون: لله دَرك} مَا وضعت الْوَاو فِي مَكَان أحسن من موضعهَا هَذَا، وَوَصله. وَهُوَ الَّذِي خلف أَبَا عَمْرو ابْن الْعَلَاء فِي الْقِرَاءَة.
صنّف مُخْتَصرا فِي النَّحْو، الْمَقْصُور والممدود، النقط والشكل. النَّوَادِر.
مَاتَ بخراسان سنة ثِنْتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ عَن أَربع وَسبعين سنة، وَنَشَأ لَهُ أَوْلَاد وَأَوْلَاد أَوْلَاد عُلَمَاء، فِي هَذِه الطَّبَقَات، مِنْهُم جملَة.
2133 - يحيى بن الْمثنى
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة القيروان، وَقَالَ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة.
2134 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَرقم النميري الْوَادي آشى أَبُو بكر
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: من بَيت علم وَحسب. كَانَ صَدرا مبرزا من أهل الْعلم وَالْفضل، اعتنى بِعلم الْعَرَبيَّة، وَأخذ عَن أبي عَليّ الرندي وَابْن خروف والشلوبين، وأقرأ بِبَلَدِهِ مُدَّة.
وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.(2/340)
2135 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبان الشعناني الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ
روى عَن أبي الْوَلِيد جَابر بن نَام الْحَضْرَمِيّ. وَكَانَ مَوْجُودا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
قَالَه أَبُو حَيَّان.
2136 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الْحَارِثِيّ الْكُوفِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسَبْعمائة، واشتغل بِالْكُوفَةِ وبغداد. وصنّف مِفْتَاح الْأَلْبَاب فِي النَّحْو، وَقدم دمشق.
وَمَات بِالْكُوفَةِ سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة.
2137 - يحيى بن مُحَمَّد بن دُرَيْد الْأَسدي أَبُو بكر
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها أديبا لغويا فَاضلا ديّنا، ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة بسطة، روى عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد بن عَطِيَّة.
2138 - يحيى بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ أَبُو الْحُسَيْن السبائي الْمَعْرُوف بِابْن الطراوة
النَّحْوِيّ الأديب. أحد أَئِمَّة الْأَدَب وشيوخ النُّحَاة القوّام على كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، مَعَ تفنن فِي عُلُوم رياضية. وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا.
قَالَ القَاضِي عِيَاض: جالسته كثيرا، وَحَضَرت مجالسه فِي الْأَدَب، وَأَخْبرنِي بمُلَح وفوائد، وأنشدني كثيرا من شعره ومناقضاته الحصري وَغَيره.
وَمِمَّا أَنْشدني لنَفسِهِ قَوْله:
(وقائلة أتصبو بالغواني ... وَقد أضحى بمفرقك النَّهَار!)
(فَقلت لَهَا خضبت على التصابي ... أَحَق الْخَيل بالركض المعار)
ذكره القَاضِي عِيَاض فِي شُيُوخه، وَلم يؤرخ وَفَاته.(2/341)
2139 - يحيى بن مُحَمَّد بن طَبَاطَبَا الْعلوِي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
وَقيل أَبُو المعمر. قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا أديبا فَاضلا، يتَكَلَّم مَعَ ابْن برهَان فِي هَذَا الْعلم، أَخذ عَن الربعِي والشماسي، وَعنهُ ابْن الشجري، وَكَانَ يفتخر بِهِ.
وَقَالَ غَيره: كَانَ شِيعِيًّا.
مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
2140 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن العنبر بن عَطاء بن صَالح ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن شعْبَان الْعَنْبَري أَبُو زَكَرِيَّا
مولى بني حَرْب. السّلمِيّ. من أهل نيسابور. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ أديبا فَاضلا، عَارِفًا بالتفسير واللغة، وَكَانَ أَبُو عَليّ الْحَافِظ يَقُول: النَّاس يعْجبُونَ من حفظنا لهَذِهِ الْأَسَانِيد، وَأَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَري يحفظ من الْعُلُوم مَا لَو كلفنا حفظ شَيْء مِنْهُ لعجزنا عَنهُ؛ وَمَا أعلم أَنِّي رَأَيْت مثله.
قَالَ ياقوت: وَقَالَ القَاضِي عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن: ذهبت الْفَوَائِد من مَجْلِسنَا بعد أبي زَكَرِيَّا؛ وَذَلِكَ أَن أَبَا زَكَرِيَّا اعتزل النَّاس، وَقعد عَن حُضُور المحافل بضع عشرَة سنة. سمع أَبَا عَليّ الحرسي وَأحمد بن سَلمَة وَغَيرهمَا؛ روى عَنهُ أَبُو بكر بن عَبدُوس الْمُفَسّر وَأَبُو الْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ والمشايخ.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة، وسنّه سِتّ وَسَبْعُونَ سنة.(2/342)
2141 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأصبحي
قَالَ ابْن حجر: كَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر، ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
تَقْرِيبًا، وَسمع صَحِيح مُسلم من أبي عبد الله بن مَرْزُوق والموطأ من أبي الْقَاسِم الغبريني، أخبرنَا أَبُو عبد الله بن صَالح الكتاني، أخبرنَا أَبُو عبد الله بن قطران. وَأَجَازَ لَهُ الْوَادي آشى وَأَبُو الْقَاسِم بن يَرْبُوع، واشتغل فِي عدَّة فنون، أجَاز لِابْنِ حجر.
قدم حَاجا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة انْتهى.
2142 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الْكِنَانِي أَبُو زَكَرِيَّا
قَالَ ابْن مَكْتُوم: نحوي، قَرَأَ على ابْن الْعَطَّار وَغَيره، وَله فِي النَّحْو كتاب على الْجمل سَمَّاهُ الْمُفِيد، اجْتمعت بِهِ سنة عشْرين وَسَبْعمائة.
2143 - يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ أَبُو بكر
يعرف بِابْن الصَّيْرَفِي. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب واللغات والتاريخ، وَمن الكتّاب المجيدين وَالشعرَاء المكثرين. أَخذ عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ، وألّف تَارِيخ الأندلس.
وَمَات فِي حُدُود السّبْعين وَخَمْسمِائة، أَو قبل ذَلِك، عَن سنّ عالية.
2144 - يحيى بن مُحَمَّد الأرزني أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: إِمَام فِي الْعَرَبيَّة، مليح الْخط، سريع الْكِتَابَة، يخرج الْعَصْر إِلَى سوق الْكتب بِبَغْدَاد؛ فَلَا يقوم من مَجْلِسه حَتَّى يكْتب الفصيح لثعلب ويبيعه بِنصْف دِينَار وَيَشْتَرِي بِهِ نبيذا وَلَحْمًا وخمرا وَفَاكِهَة، وَلَا يبيت حَتَّى يُنْفِقهُ. وَله تأليف فِي النَّحْو مُخْتَصر.
وَقَالَ الثعالبي: هُوَ أحد مدرسي اللُّغَة وَأَصْحَاب الخطوط بِبَغْدَاد.
مَاتَ سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.(2/343)
2145 - يحيى بن مُحَمَّد أَبُو بكر الداني الفرضي
كَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة واللغة.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة.
2146 - يحيى بن معط بن عبد النُّور أَبُو الْحُسَيْن زين الدّين الزواوي المغربي الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
كَانَ إِمَامًا مبرزا فِي الْعَرَبيَّة، شَاعِرًا محسنا، قَرَأَ على الْجُزُولِيّ، وَسمع من ابْن عَسَاكِر، وأقرأ النَّحْو بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ بِمصْر، وتصدّر بالجامع الْعَتِيق، وَحمل النَّاس عَنهُ. وصنّف الألفية فِي النَّحْو، الْفُصُول لَهُ.
ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَله: الْعُقُود والقوانين فِي النَّحْو، وَكتاب حواش على أصُول ابْن السراج فِي النَّحْو، وَكتاب شرح الْجمل فِي النَّحْو، وَكتاب شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ نظم، وَكتاب ديوَان خطب. وَله قصيدة فِي الْقرَاءَات السَّبع، ونظم كتاب الصِّحَاح للجوهري فِي اللُّغَة؛ وَلم يكمل، ونظم كتاب الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد فِي اللُّغَة، ونظم كتابا فِي الْعرُوض، وَله كتاب المثلث.
وَكَانَ يحفظ شَيْئا كثيرا؛ فَمن جملَة محفوظاته كتاب صِحَاح الْجَوْهَرِي.
وَمن شعره:
(قَالُوا تلقب زين الدّين فَهُوَ لَهُ ... نعت جميل بِهِ قد زين الأمنا)
(فَقلت لَا تعذلوه إِن ذَا لقب ... وقف على كل بخس وَالدَّلِيل أَنا)
2147 - يحيى بن هِشَام بن أَحْمد أَبُو بكر بن الْأَصْبَغ الْقرشِي الأندلسي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ عَارِفًا فِي الْآدَاب، عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، مقدما فِي أشعار الْجَاهِلِيَّة، مشاركا فِي الْعُلُوم.
مَاتَ ببطليوس سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.(2/344)
2148 - يحيى بن وَاقد بن مُحَمَّد بن عدي بن حذيم الطَّائِي النَّحْوِيّ أَبُو صَالح الْبَغْدَادِيّ
قَالَ أَبُو نعيم: كَانَ رَأْسا فِي النَّحْو والعربية، روى عَن هشيم وَابْن أبي زَائِدَة وَابْن علية، ووثق.
وَقَالَ ياقوت: أَخذ عَن الْأَصْمَعِي، ومولده سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة.
2149 - يحيى بن يحيى الْقُرْطُبِيّ الأديب المعتزلي الْمُتَكَلّم الْمَعْرُوف بِابْن السمينة
قَالَ فِي النضار: كَانَ متصرفا فِي الْعُلُوم بَصيرًا بِالْحِسَابِ والنجوم والطب، بارعا فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض ومعاني الشّعْر والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَخْبَار والجدل، رَحل إِلَى الْمشرق وَمَات بهَا سنة خمس عشرَة وثلثمائة.
2150 - يحيى بن يعمر التَّابِعِيّ
قَالَ الْحَاكِم: فَقِيه أديب نحوي مبرز، سمع ابْن عمر وجابرا وَأَبا هُرَيْرَة، وَأخذ النَّحْو عَن أبي الْأسود.
وَلما بنى الْحجَّاج واسطا سَأَلَ النَّاس: مَا عيبها؟ قَالُوا: لَا نَعْرِف لَهَا عَيْبا، وسندلك على من يعرف عيبها؛ يحيى بن يعمر، فَبعث إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: بنيتها من غير مَالك، ويسكنها غير ولدك؛ فَغَضب الْحجَّاج وَقَالَ: مَا حملك على ذَلِك! قَالَ: مَا أَخذ الله تَعَالَى على الْعلمَاء فِي علمهمْ أَلا يكتموا النَّاس حَدِيثا، فنفاه إِلَى خُرَاسَان، فولاه قُتَيْبَة بن مُسلم قضاءها، فَقضى فِي أَكثر بلادها: نيسابور ومرو وهراة، وآثاره ظَاهِرَة. توفّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة.(2/345)
2151 - يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى السيرامي
الشَّيْخ نظام الدّين ابْن الشَّيْخ سيف الدّين، الإِمَام الْعَلامَة المفنن النَّحْوِيّ الْبَيَانِي.
2152 - يحيى الْأَعَز ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
2153 - يزِيد بن دَاوُد بن يزِيد بن عبد الله السَّعْدِيّ الْيحصبِي أَبُو خَالِد وَأَبُو كثير
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من النبهاء النجباء الأذكياء الْحفاظ لكتب الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة، يكْتب ويشعر. قَرَأَ على أَبِيه السَّابِق.
وَمَات فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
2154 - يزِيد بن طَلْحَة الْعَبْسِي الإشبيلي أَبُو خَالِد
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ: اللُّغَة والنحو وَالشعر مَوْصُوفا بالبلاغة والخطابة، مَشْهُورا بالفصاحة، من جلة الْفُقَهَاء. سمع الْخُشَنِي وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْغَازِي.
وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ أستاذا فِي علم الْعَرَبيَّة واللغة، مقدما، مَشْهُور الْفضل شَائِع الذّكر، ذَا حَظّ من البلاغة، وَهُوَ الْقَائِل:(2/346)
(فألبسني قمصا من الْفضل والندى ... وألبسته قمص البديع من الشّعْر)
(رياضا وحليا لَا يزَال لِبَاسه ... من اللُّؤْلُؤ الْمكنون والسندس الْخضر)
2155 - يزِيد بن الْمُهلب العامري الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ الأديب الْقُرْطُبِيّ ثمَّ الغرناطي أَبُو خَالِد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا نحويا لغويا، أَقرَأ بمطخشارين، وَكَانَ أَخذ عَن أبي الْحسن ابْن الدراج. تأدب بِهِ أهل غرناطة، وأحسب وَفَاته نَحْو عشْرين وَخَمْسمِائة، وَقد نيّف على الثَّمَانِينَ.
2156 - يَعْقُوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقَارِي الأديب البارع الْكرْدِي اللّغَوِيّ أَبُو يُوسُف
قَالَ فِي السِّيَاق: أستاذ الْبَلَد، وأستاذ الْعَرَبيَّة واللغة، شيخ مَعْرُوف مَشْهُور، كثير التصانيف والتلامذة، مبارك النَّفس، جمّ الْفَوَائِد والنكت والطرف.
قَرَأَ على أبي سعيد الْحَاكِم، وَقَرَأَ الحَدِيث على القَاضِي أبي بكر الْحِيرِي وَابْن فَنْجَوَيْهِ وَجَمَاعَة.
وصنّف: البُلغة، وجوْنة الند.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَله:
(لَا تحسبوا الْخَال الَّذِي راعكم ... إِلَّا سويداء فُؤَادِي الكِلَف)
(أَرَادَ لثم الْخط فِي خَدّه الْمَوْصُوف ... بالْحسنِ فَلم ينْصَرف)(2/347)
2157 - يَعْقُوب بن إِدْرِيس بن عبد الله بن يَعْقُوب الرُّومِي النكدي الْحَنَفِيّ المفنن
الشهير يقرايعقوب. قَالَ ابْن حجر ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، واشتغل فِي بِلَاده، وَمهر فِي الْأُصُول والعربية والمعاني، وَله على الْهِدَايَة حواش، وعَلى المصابيح شرح.
وَدخل الشَّام وَحج وَأقَام بلارندة يدرّس ويفتي، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأكْرمه ططر إِكْرَاما زَائِدا، ثمَّ رَجَعَ إِلَى لارندة، فَمَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
2158 - يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ وَلَاء الْبَصْرِيّ الْقَارئ أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو يُوسُف
كَانَ أعلم النَّاس فِي زَمَانه بالقراءات والعربية وَكَلَام الْعَرَب وَالرِّوَايَة وَالْفِقْه، فَاضلا تقيا ورعا زاهدا، سرق رِدَاؤُهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاة وردّ إِلَيْهِ وَلم يشْعر لشغله بِالصَّلَاةِ. وَبلغ من جاهه بِالْبَصْرَةِ أَنه كَانَ يحبس وَيُطلق.
أَخذ عَنهُ خَلق كثير، وَله قِرَاءَة مَشْهُورَة بِهِ، وَهِي إِحْدَى الْقرَاءَات الْعشْر.
ولبعضهم فِيهِ:
(أَبوهُ من الْقُرَّاء كَانَ وجده ... وَيَعْقُوب فِي الْقُرَّاء كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّي)
(تفرده مَحْض الصَّوَاب وَوَجهه ... فَمن مثله فِي وقته وَإِلَى الْحَشْر!)
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَمِائَتَيْنِ عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة.(2/348)
2159 - يَعْقُوب بن إِسْحَاق أَبُو يُوسُف بن السّكيت
كَانَ عَالما بِنَحْوِ الْكُوفِيّين وَعلم الْقُرْآن واللغة وَالشعر، راوية ثِقَة. أَخذ عَن الْبَصرِيين والكوفيين، كالفراء وَأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ والأثرم وَابْن الْأَعرَابِي.
وَله تصانيف كَثِيرَة فِي النَّحْو ومعاني الشّعْر وَتَفْسِير دواوين الْعَرَب؛ زَاد فِيهَا على من تقدمه.
وَلم يكن بعد ابْن الْأَعرَابِي مثله، وَحضر مرّة عِنْد ابْن الْأَعرَابِي، فَحكى شَيْئا فعارضه يَعْقُوب، وَقَالَ: من يَحْكِي هَذَا أصلحك الله؟ فَقَالَ لَهُ ابْن الْأَعرَابِي: مَا أَشد حَاجَتك إِلَى من يعرك أذنيك ثمَّ يصفعك؛ فَأَطْرَقَ يَعْقُوب حَتَّى سكن ابْن الْأَعرَابِي، ثمَّ قَالَ لَهُ: مَا كَانَ يسرني أَن هَذِه البادرة بدرت مِنْك إِلَى غَيْرِي؛ ثمَّ لم يتحملها!
وَكَانَ معلما للصبيان بِبَغْدَاد، ثمَّ أدّب أَوْلَاد المتَوَكل.
قَالَ عبد الله بن عبد الْعَزِيز: ونهيته حِين شاورني فِيمَا دَعَاهُ إِلَيْهِ المتَوَكل من منادمته فَلم يقبل قولي، وَحمله على الْحَسَد، وَأجَاب إِلَى مَا دعِي إِلَيْهِ، فَبينا هُوَ مَعَ المتَوَكل فِي بعض الْأَيَّام إِذْ مرّ بهما ولداه: المعتز والمؤيد، فَقَالَ لَهُ: يَا يَعْقُوب، من أحب إِلَيْك؟ ابناي هَذَانِ أم الْحسن وَالْحُسَيْن؟ فغض يَعْقُوب من ابنيه، وَقَالَ: قنبر خير مِنْهُمَا، وَأثْنى على الْحسن وَالْحُسَيْن بِمَا هما أَهله. وَقيل: قَالَ: وَالله إِن قنبرا خَادِم عَليّ خير مِنْك وَمن ابنيك؛ فَأمر الأتراك فداسوا بَطْنه، فَحمل فَعَاشَ يَوْمًا وَبَعض الآخر، وَقيل: حمل مَيتا فِي بِسَاط، وَقيل: قَالَ: سلّوا لِسَانه من قَفاهُ، فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك، فَمَاتَ، وَكَانَ ذَلِك يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس خلون من رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وَوجه المتَوَكل إِلَى أمه ديَته.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/349)
2160 - يَعْقُوب بن جلال التباني شرف الدّين
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَقَرَأَ على أَبِيه وَغَيره، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وَأحب الحَدِيث؛ وَكَانَ يستحضر كثيرا من فروع الْحَنَفِيَّة، مَعَ براعة فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والعقليات، وبشاشة الْوَجْه، وطلاقة اللِّسَان، وكرم النَّفس.
ولي التدريس والخطابة والإمامة بمدرسة الجامي، ومشيخة تربة قجا ومشيخة قوصون ومشيخة الشيخونية، وَنظر الْكسْوَة ووكالة بَيت المَال، وَجَرت لَهُ خطوب مَعَ النَّاصِر، واتصل بالمؤيد؛ فَعظم قدره عِنْده.
وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشرى صفر سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة.
قلت: وَله مؤلفات كَثِيرَة فِي فنون يشرع فِيهَا ثمَّ يقطع وَلَا يكملها؛ وَرَأَيْت لَهُ قِطْعَة على شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَله أَشْيَاء أخر.
2161 - يَعْقُوب بن عبد الله المغربي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول والعربية، وانتفع بِهِ النَّاس.
وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
2162 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن يَعْقُوب شرف الدّين ابْن خطيب القلعة الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ فِي الدُّرَر: اشْتغل بالفقه [على ابْن جوبر وَغَيره] وَمهر فِيهِ؛ وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات، ماهرا فِي الْفِقْه والعربية، خَطِيبًا بليغا واعظا إِمَامًا فَاضلا، انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعلم بِبَلَدِهِ، وتخرّج بِهِ جمَاعَة.
وَله نظم الْحَاوِي وَغَيره.
مَاتَ سنة أَربع - وَقيل خمس - وَسبعين وَسَبْعمائة.(2/350)
2163 - يَعْقُوب بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو يُوسُف الْبَلْخِي ثمَّ الجندلي
أحد الْأَئِمَّة فِي الْأَدَب، أَخذ عَن الزَّمَخْشَرِيّ.
ذكره ياقوت.
2164 - يَعْقُوب بن يُوسُف بن قَاسم بن الْحصين بن عوض الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْعَبَّادِيّ أَبُو يُوسُف الْمَالِكِي النَّحْوِيّ نجم الدّين
كَذَا ذكره ابْن رَافع، وَقَالَ: قَرَأَ على الْبَدْر بن مَالك التسهيل لِأَبِيهِ، وعَلى ابْن أياز وَالْفَخْر بن مقلة الإربلي النَّحْوِيّ. ودرّس بالمستنصرية.
مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(يَا من يميزني لَا تزدري خُلقي ... بل اسْأَل النَّاس عَن خلَقي وَعَن خُلقي)
(أما ترى الدّرّ وسط الْبَحْر مَسْكَنه ... وَقد كَسَاه جلابيبا من العلق!)
2165 - يعِيش بن عَليّ بن يعِيش بن مُحَمَّد بن أبي السَّرَايَا مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْمفضل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن يحيى النَّحْوِيّ الْحلَبِي موفق الدّين أَبُو الْبَقَاء الْمَشْهُور بِابْن يعِيش
وَكَانَ يعرف بِابْن الصَّانِع. بصاد مُهْملَة وَنون. ولد فِي ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة بحلب، وَقَرَأَ النَّحْو على فتيَان الْحلَبِي وَأبي الْعَبَّاس البيزوري، وَسمع الحَدِيث على الرضي التكريتي وَأبي الْفضل الطوسي، ورحل إِلَى بَغْدَاد ليدرك أَبَا البركات الْأَنْبَارِي؛ فَبَلغهُ خبر وَفَاته بالموصل.
وَكَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة، ماهرا فِي النَّحْو والتصريف، قدم دمشق وجالس الْكِنْدِيّ، وتصدر بحلب للإقراء زَمَانا، وَطَالَ عمره، وشاع ذكره، وغالب فضلاء حلب تلامذته.(2/351)
وَكَانَ حسن الْفَهم، لطيف الْكَلَام، طَوِيل الرّوح على المبتدى والمنتهى، ظريف الشَّمَائِل، كثير المجون؛ مَعَ سكينَة ووقار. حدّث عَنهُ جمَاعَة آخِرهم أَبُو بكر الدشتي.
وصنّف: شرح الْمفصل، شرح تصريف ابْن جني.
مَاتَ بحلب سحرًا فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
2166 - الْيَمَان بن أبي الْيَمَان أَبُو بشر النَّحْوِيّ الشَّاعِر
قَالَ ابْن النجار: من البندنيجين، ولد بهَا، وَأَصله من الْأَعَاجِم من الدهاقين. ولد أكمه سنة مِائَتَيْنِ، وَنَشَأ بالبندنيجين، وَحفظ بهَا أدبا كثيرا، وعلما وأشعارا كَثِيرَة، ثمَّ خرج إِلَى بَغْدَاد، وَلَقي الْعلمَاء. وَقَرَأَ على أبي عبد الله مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَعرَابِي وَأبي نصر صَاحب الْأَصْمَعِي وَابْن السّكيت، وَدخل الْبَصْرَة فلقي الزيَادي والرياشي.
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم: كَانَ ضريرا شَاعِرًا، عَارِفًا بالفقه، لَهُ من الْكتب: كتاب التَّنْبِيه، كتاب مَعَاني الشّعْر، كتاب الْعرُوض.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَمن شعره:
(أسأَل رَبِّي صَلَاح قلبِي ... فَإِنَّهُ يملك القلوبا)
(وأطلب السّتْر من لَدنه ... فَإِنَّهُ يستر العيوبا)
(وينعش العاثرين نعشا ... وَيغْفر الْحُوب والذنوبا)
(ظلمت نَفسِي فليت شعري ... هَل قدر الله أَن أتوبا؟)(2/352)
2167 - يَمُوت بن المزرَّع - بِفَتْح الرَّاء والمحدثون يكسرونها - ابْن مُوسَى بن سيار العبقسي الْبَصْرِيّ
أَبُو عبد الله وَأَبُو بكر، ابْن أُخْت الجاحظ. قَالَ ياقوت: نحوي أديب، راوية، ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة مصر. أَخذ عَن الْمَازِني وَأبي حَاتِم وَابْن أخي الْأَصْمَعِي؛ وَكَانَ من مَشَايِخ الْعلم وَالشعر، أخباريا حسن الْآدَاب، دخل بَغْدَاد، وَمَات بطبرية - وَقيل بِدِمَشْق - سنة ثَلَاث وثلاثمائة.
وَقَالَ ابْن يُونُس: قدم مصر سنة ثَلَاث وَخرج إِلَى دمشق سنة أَربع؛ فَمَاتَ بهَا.
2168 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن سعيد بن أبي رَيْحَانَة الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ المالقي أَبُو الْحجَّاج
وَيعرف بالمربلي. قَالَ فِي النضار: أَخذ الْقرَاءَات والعربية عَن الرندي ولازمه، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير تفهما؛ ككتاب سِيبَوَيْهٍ، والجمل، والكامل، والإصلاح، وأدب الْكَاتِب، والغريب المصنّف، والحماسة، وَغير ذَلِك.
وَسمع الحَدِيث مِنْهُ وَمن أبي الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد الفِهري وَأبي إِسْحَاق الْخَولَانِيّ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم الغافقي وَأَبُو الْخطاب بن وَاجِب، وَأَبُو بكر بن طَلْحَة وَجَمَاعَة، وأقرأ بِبَلَدِهِ الْقُرْآن والعربية، ثمَّ رَجَعَ عَن الإقراء، وآثر الخمول والانزواء، ثمَّ ولي الْخطْبَة وَالصَّلَاة بِجَامِع مالقة. وَكَانَ من أهل الْفضل وَالدّين وَالْخَيْر.
مَاتَ فِي آخر سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة.
قَالَ أَبُو حَيَّان: وَكتب لي بِالْإِجَازَةِ من مالقة.(2/353)
2169 - يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن فَزَارَة الْحَنَفِيّ جمال الدّين ابْن الكفري
قَالَ ابْن رَافع: كَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: اشْتغل بِالْعلمِ، وَسمع من الحجار، وَأفْتى ودرّس، وخطب؛ وَجعل مَعَ وَالِده شَرِيكا فِي الْقَضَاء، ولقب قَاضِي الْقُضَاة؛ ثمَّ نزل لَهُ أَبوهُ عَن المنصب فاشتغل بِهِ.
ولد سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَمَات فِي حَيَاة وَالِده فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
2170 - يُوسُف بن أَحْمد بن طَاوس أَبُو الْحجَّاج النَّحْوِيّ
من أهل جَزِيرَة شقر. قَالَ فِي البُلغة: صحب ابْن رشد؛ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة والطب، آخر الْأَطِبَّاء بشرق الأندلس، عَارِفًا بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ، فاق أهل زَمَانه فِيهِ وبعلوم الْأَوَائِل، وَله مؤلفات.
مَاتَ سنة عشْرين وَسَبْعمائة.
2171 - يُوسُف بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْحجَّاج الأندلسي المربيطري
قَالَ ابْن الْأَبَّار: كَانَ بارعا فِي النَّحْو، وَاقِفًا على كتاب سِيبَوَيْهٍ، سمع أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِر بن عَوْف، وأقرأ النَّاس الْعَرَبيَّة، ثمَّ عني بالطب حَتَّى رَأس فِيهِ، وخدم بِهِ الْأُمَرَاء، ونال دنيا وَاسِعَة.
وَمَات بمراكش سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة.
2172 - يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف المَخْزُومِي الْمرَادِي أَبُو الْحجَّاج
قَالَ ابْن الزبير: ذكره الْخَطِيب أَبُو جَعْفَر بن يحيى الْمُقْرِئ فِي برنامجه، وَقَالَ: الْأُسْتَاذ اللّغَوِيّ النَّاقِد، روى عَن أبي الْحُسَيْن بن سراج، وجراح بن مُوسَى الغافقي، وَغَيرهمَا.(2/354)
2173 - يُوسُف بن جَامع بن أبي البركات الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق القفصي الضَّرِير الْجمال الْحَنْبَلِيّ
مقرئ بَغْدَاد. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة، بَصيرًا بعلل الْقرَاءَات، متصديا لإقرائها، سمع الحَدِيث من عمر بن عبد الْعَزِيز بن النَّاقِد، وتاج النِّسَاء عَجِيبَة، وَدخل دمشق ومصر، وَسمع من شيوخهما. أَخذ عَنهُ الفرضي والقلانسي، وَله تصانيف فِي الْقرَاءَات.
ولد سنة سِتّ وسِتمِائَة، وَمَات فِي صفر سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن رَافع فِي ذيله: أجَاز لإِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري.
2174 - يُوسُف بن الْحسن بن عبد الله الإِمَام أَبُو مُحَمَّد ابْن السيرافي
قَرَأَ على وَالِده، وَخَلفه فِي جَمِيع علومه، وتمم كتبا كَانَ شرع فِيهَا؛ مِنْهَا الْإِقْنَاع.
وَله أَيْضا شرح أَبْيَات الْكتاب، شرح أَبْيَات الْإِصْلَاح، شرح أَبْيَات الْغَرِيب المُصَنّف.
وَكَانَ ديّنا صَالحا، ورعا متقشفا، لَهُ تقدم فِي اللُّغَة والعربية، وبضاعة فِي الْعُلُوم الْبَاقِيَة.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة عَن خمس وَخمسين سنة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع فِي آخر الْمُضمر.
2175 - يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مَسْعُود ابْن عَليّ الْحَمَوِيّ القَاضِي جمال الدّين
خطيب المنصورية. قَالَ ابْن حجر: أَخذ عَن التَّاج السُّبْكِيّ وَالْجمال الشريشي والصدر الخابوري، وجدّ ودأب، وفَاق أقرانه فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا من الْعُلُوم؛ وانتهت إِلَيْهِ مشيخة الْعلم بالبلاد الشمالية، ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وَكَانَ خيّرا سَاكِنا.
صنّف: شرح ألفية ابْن مَالك، شرح فَرَائض الْمِنْهَاج، شرح مُخْتَصر الْإِلْمَام.
مَاتَ فِي تَاسِع شَوَّال سنة تسع وَثَمَانمِائَة.(2/355)
2176 - يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود السرائي التبريزي الْعَلامَة عز الدّين الْحلْوانِي
قَالَ ابْن حجر: ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن الْعَضُد وَغَيره، ورحل إِلَى بَغْدَاد فَقَرَأَ على الْكرْمَانِي ثمَّ أَقَامَ بتبريز ينشر الْعلم، ويصنّف، ثمَّ تحول إِلَى ماردين، فَأكْرمه صَاحبهَا، وَعقد لَهُ مَجْلِسا حضر فِيهِ علماؤها، فأقروا لَهُ بِالْفَضْلِ، ثمَّ قطن الجزيرة إِلَى أَن مَاتَ. وَكَانَ لَا يرى إِلَّا مَشْغُولًا بِالْعلمِ والتصنيف، وَمن سيرته أَنه لم تقع مِنْهُ كَبِيرَة وَلَا تمس يَده دِينَارا وَلَا درهما.
صنّف شرحا على الْكَشَّاف، وَشرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ، وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ - وَقيل أَربع - وَثَمَانمِائَة.
2177 - يُوسُف بن الدّباغ النَّحْوِيّ الصّقليّ أَبُو يَعْقُوب
قَالَ ابْن القطاع: حَافظ لكتب الْمُتَقَدِّمين متنبه لأسرار المؤلفين، مقدم فِي زَمَانه على أشكاله وأقرانه، وَله مَعَ ذَلِك شعر صَالح أَكْثَره فِي مسَائِل النَّحْو، فَمِنْهُ:
(إِن هِنْد المليحة الْحَسْنَاء ... وَأي من أضمرت لخل وَفَاء)
(فَعَسَى أَن يكون بِحسن من قد ... كَانَ من قبل ذَاك أَن قد أَسَاءَ)
2178 - يُوسُف بن سُلَيْمَان بن عِيسَى النَّحْوِيّ الشنتمري الْمَعْرُوف بالأعلم
كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة ومعاني الْأَشْعَار، حَافِظًا لَهَا، حسن الضَّبْط لَهَا، مَشْهُورا بإتقانها، رَحل إِلَى قرطبة وَأخذ عَن إِبْرَاهِيم الإفليلي، وَصَارَت إِلَيْهِ الرحلة فِي زَمَانه.
ولد سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.(2/356)
2179 - يُوسُف بن سُلَيْمَان الْكَاتِب
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافِظًا لَهَا. حسن الْقيَاس، لطيف النّظر، كَاتبا بليغا. مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين وثلاثمائة.
2180 - يُوسُف بن طَاوس أَبُو الْحجَّاج
من جَزِيرَة شقر. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ، مِمَّن فاق فِيهِ أهل زَمَانه، مَعَ معرفَة بالطب؛ روى عَن ابْن حميد وَأبي الْوَلِيد بن رشد.
2181 - يُوسُف بن عبد الله بن خيرون الأندلسي النَّحْوِيّ
قَالَ الْحميدِي: أديب نحوي مَشْهُور، روى عَن أَحْمد بن أبان، وَعنهُ غَانِم بن الْوَلِيد المالقي النَّحْوِيّ.
2182 - يُوسُف بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن أبي زيد البلنسي أَبُو عمر
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا أديبا، راوية. روى عَن القَاضِي أبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَعبد الْملك بن سَلمَة بن الصَّقِيل، وأقرأ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب ببلنسية، وَأخذ عَنهُ النَّاس.
ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَخَمْسمِائة، وَكَانَ حَيا سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة.
2183 - يُوسُف بن عبد الله الزُّجَاجيّ - بِضَم الزَّاي وَتَخْفِيف الْجِيم - أَبُو الْقَاسِم
قَالَ فِي تَارِيخ جرجان: كَانَ عَظِيم الشَّأْن، غزير الْعلم فِي الْأَدَب واللغة، لَا يوازنه أحد فِي صناعته. سكن أستراباذ وجرجان، وَأَصله من بني هَمدَان.(2/357)
وَقَالَ ياقوت: أحد أهل البلاغة والبراعة والنحو واللغة والدراية.
صنّف: شرح الفصيح، عُمْدَة الْكتاب، خَلق الْإِنْسَان وَالْفرس، اشتقاق الْأَسْمَاء، الرياحين، وَغير ذَلِك.
قَالَ فِي تَارِيخ جرجان: مَاتَ بأستراباذ سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
2184 - يُوسُف بن عبد الْمَحْمُود بن عبد السَّلَام البتي الْحَنْبَلِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ جمال الدّين
قَالَ فِي الدُّرَر: من فضلاء الْعرَاق، وَإِلَيْهِ الْمرجع فِي الْقرَاءَات والعربية.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة.
2185 - يُوسُف بن عبد الْملك بن مُحَمَّد
الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْفَلاح. وَهِي كنية جده. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها متفننا عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة، تفقه فِي بَلَده، وَحج وَأخذ عَن عُلَمَاء مَكَّة، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْعلم وَالصَّلَاح وَالْفضل وَالدّين والورع.
مَاتَ بعد الْخَمْسمِائَةِ.
2186 - أَبُو يُوسُف بن الْعَلَاء
ذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النُّحَاة، فَقَالَ هُوَ أَخُو أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، واسْمه كنيته؛ وَكَانَ من النَّحْوِيين وَأَصْحَاب الْغَرِيب والرواة.
مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة.(2/358)
2187 - يُوسُف بن عَليّ المغربي الهدلي الضَّرِير أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ فِي السِّيَاق: رجل من وُجُوه الْقُرَّاء ورءوس الأفاضل، عَالم بالقراءات كثير الرِّوَايَات، مقدم فِي النَّحْو وَالصرْف، عَارِف بالعلل، حضر مجْلِس أبي الْقَاسِم الْقشيرِي فِي النَّحْو، وَقَررهُ نظام الْملك مقرئا فِي مدرسته سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة، فاستمر بهَا سِنِين كَثِيرَة إِلَى أَن مَاتَ.
2188 - يُوسُف بن عمر بن عَوْسَجَة العباسي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
ذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات القرّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ.
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ شيخ الْعَرَبيَّة. مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
2189 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحجَّاج الْأنْصَارِيّ البياسي الأديب
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ عَلامَة أخباريا، لغويا، بارعا فِي الْعَرَبيَّة وضروبها، يحفظ الحماسة وديوان المتنبي وَأبي تَمام وَسقط الزند والسبع المعلقات.
صنّف تَارِيخا على الْحَوَادِث، وَمَات بتونس فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة، وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ بِيَسِير.
2190 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَليفَة أَبُو الْحجَّاج الْقُضَاعِي الأندي
نزيل بلنسية. قَالَ ابْن الْأَبَّار: أَخذ عَن أبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي بكر بن زَيْدَانَ، وبرع فِي النَّحْو، وَجلسَ لإقرائه عَامَّة عمره، وَكَانَ ديّنا خيّرا مُقبلا على شَأْنه، يُؤثر الْعُزْلَة.
مَاتَ والعدو محاصر بلنسية سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَان وَسبعين سنة.(2/359)
2191 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَسْعُود
الْجَعْفَرِي نسبا أَبُو يَعْقُوب. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا كَامِلا، مقرئا نحويا، محدّثا لغويا. أَخذ الْقرَاءَات بزبيد عَن يُوسُف المهلهل، والنحو عَن ابْن أَفْلح، وَكَانَ عفيفا نزها فصيحا، درّس بالأشرفية بتعز ثمَّ بالأشرفية بزبيد، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْقرَاءَات.
مَاتَ سنة نيّف وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
2192 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشَّيْخ سيف الدّين السيرافي
قَالَ ابْن حجر: نَشأ بتبريز، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، فقُرر شَيخا فِي البرقوقية بعد الْعَلَاء السيرامي. وَكَانَ عَارِفًا بالفقه والمعاني والعربية. وَكَانَ الْعِزّ ابْن جمَاعَة يثني على علومه.
مَاتَ سنة عشر وَثَمَانمِائَة.
2193 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَبَّادِيّ الْجمال السرمري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْعقيلِيّ الْحَنْبَلِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: برع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض، وَسمع بِبَغْدَاد من الصفي عبد الْمُؤمن والدقوقي، وَأَجَازَ لَهُ الحجار، ونظم عدَّة أراجيز فِي فنون.
وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه: بلغت مصنفاته مائَة، مِنْهَا غيث السحابة فِي فضل الصَّحَابَة.
مولده فِي رَجَب سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَمَات فِي حادي عشر من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة.
وَمن نظمه:
(فرق مَا بَين قَوْلهم وسط الشَّيْء ... ووسط تحريكا وتسكينا)
(مَوضِع صَالح لمبين فسكن ... ولغى حركن سواهُ مُبينًا)
(كجلسنا وسط الْجَمَاعَة إِذْ هم ... وسط الدَّار كلهم جالسينا)(2/360)
2194 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مظفر بن حَمَّاد الْحَمَوِيّ جمال الدّين الْخَطِيب الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وتفقه ففاق فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو، وَسمع من المؤمل البالسي والمقداد الْقَيْسِي، ونظم الشّعْر الْجيد، وَكَانَ مفتي حماة وخطيبها، كتب عَنهُ أَبُو حَيَّان قَدِيما، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ على قدم متينة من الْعلم وَالْعَمَل وَنشر الْعلم.
مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
وَله:
(حَبِيبِي طالما وافيت هجري ... لِأَنَّك لَا ترى إِلَّا خلافي)
(وخالفت الْوِصَال وملت عَنهُ ... لِأَنَّك بعض أَغْصَان الْخلاف)
2195 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن طريف البلوطي النَّحْوِيّ أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو واللغة، حسن الْخط، جيد الضَّبْط، إِمَامًا فِي هَذَا الْفَنّ، صَالحا. سمع من طَاهِر بن عبد الْعَزِيز وقاسم بن أصبغ وَأحمد بن بشر بن الأغبش وحدّث وأدّب.
مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
وَذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الأندلس.(2/361)
2196 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف النَّحْوِيّ التوزري أَبُو الْفضل
قَالَ السلَفِي: أَقرَأ النَّحْو، أَخذه عَنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سُلَيْمَان بن مَنْصُور التاهرتي.
وَله شعر، مِنْهُ:
(عَطاء ذِي الْعَرْش خير من عطائكم ... وسيبه وَاسع يُرْجَى وينتظر)
(أَنْتُم يكدر مَا تعطون مِنْكُم ... وَالله يُعْطي فَلَا منّ وَلَا كدر)
(لَا حكم إِلَّا لمن تمضى مَشِيئَته ... وَفِي يَدَيْهِ على مَا شاءه الْقدر)
2197 - يُوسُف بن معزوز الْقَيْسِي أَبُو الْحجَّاج
الْأُسْتَاذ الأديب النَّحْوِيّ. من أهل الجزيرة الخضراء. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا جَلِيلًا، من أهل التَّقَدُّم فِي علم الْكتاب، أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي إِسْحَاق بن ملكون، وَأبي زيد السُّهيْلي وروى عَنْهُمَا، وأقرأ بِبَلَدِهِ مُدَّة، ثمَّ انْتقل أخيرا إِلَى مرسية فأقرأ بهَا، وَكَانَ متصرفا فِي علم الْعَرَبيَّة، حسن النّظر، أَخذ عَنهُ عَالم كثير؛ مِنْهُم أَبُو الْوَلِيد يُونُس ابْن مُحَمَّد الوقشي وَغَيره.
وألّف: شرح الْإِيضَاح للفارسي، وَالرَّدّ على الزَّمَخْشَرِيّ فِي مفصله، وَغير ذَلِك، وتواليفه مفيدة حَسَنَة؛ وَإِن كَانَ فِي أغراضه حِدة.
مَاتَ بمرسية فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة.
2198 - يُوسُف بن مُوسَى الْكَلْبِيّ السَّرقسْطِي الضَّرِير أَبُو الْحجَّاج
كَانَ من أهل النَّحْو والتقدم فِي علم التَّوْحِيد، سمع من أبي مَرْوَان بن السراج وَأبي عَليّ الجياني وَغَيرهمَا، وَله تصانيف حسان وأراجيز مَشْهُورَة؛ مَاتَ سنة عشْرين وَخَمْسمِائة.
ذكره ابْن بشكوال فِي زوائده على الصِّلَة.(2/362)
2199 - يُوسُف بن يبْقى بن يُوسُف بن يسعون التجِيبِي الباجلي
وَيعرف أَيْضا بالشنشي. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا نحويا لغويا، فَقِيها فَاضلا، حسن الْخط والوراقة؛ من جلة الْعلمَاء وَعليَّة الأدباء، عريقا فِي الْآدَاب واللغة، مُتَقَدما فِي وقته فِي إقراء ذَلِك، والمعرفة بِهِ وبعلم الْعَرَبيَّة، مَعَ مُشَاركَة فِي غير ذَلِك.
أَقرَأ بالمرية وَولي أَحْكَامهَا، وروى عَن مَالك بن عبد الله الْعُتْبِي وَيحيى بن عبد الله الفرضي وَأبي عَليّ الغساني، وَعنهُ أَبُو بكر بن حسنون وَأَبُو الْعَبَّاس الأندرشي.
وألّف: الْمِصْبَاح فِي شرح مَا أعتم من شَوَاهِد الْإِيضَاح، وَغَيره.
مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
2200 - يُوسُف بن يحيى بن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن النادلي أَبُو يَعْقُوب بن الزيات
قَالَ فِي البُلغة: إِمَام فِي اللُّغَة والنحو وَالْأَدب، لَهُ نِهَايَة المقامات فِي دراية المقامات.
مَاتَ بعد أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
2201 - يُوسُف بن يحيى بن أبي الْفَتْح بن مَنْصُور الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ أَبُو الْعِزّ
كَذَا ذكره الأبيوردي فِي مُعْجَمه وَقَالَ: إِمَام جَامع الْموصل.
2202 - يُوسُف بن يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن السَّمْح ابْن عبد الْعَزِيز الْأَزْدِيّ الدوسي
من ولد أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الْمَعْرُوف بالمغامي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عمر.
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للغة، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، إِمَامًا عَالما جَامعا لفنون من الْعلم، سمع يحيى بن يحيى، وروى عَن عبد الْملك بن حبيب مصنفاته، وَهُوَ آخر من روى عَنهُ،(2/363)
ورحل فَسمع بِمَكَّة من عَليّ بن عبد الْعَزِيز، وبصنعاء من أبي يَعْقُوب الدبرِي صَاحب عبد الرَّزَّاق.
مَاتَ بالقيروان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
2203 - يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن خرزاذ النجيرمي أَبُو يَعْقُوب
وَيعرف أَيْضا بالسعتري. النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْحَافِظ الْعَلامَة. أَخذ عَن عَليّ بن أَحْمد المهلبي، وروى عَن زَكَرِيَّا بن يحيى السَّاجِي، وَعنهُ ابْن بابشاذ وَعبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مغلس الأندلسي؛ وَكَانَ مُقيما بِمصْر. روى عَنهُ مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخُزَاعِيّ الْمقري.
وَمَات فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة بعد ابْنه بهزاد بِثَلَاثَة أشهر.
2204 - يُوسُف السكاكي أَبُو يَعْقُوب الْعَلامَة
قَالَ ابْن فضل الله فِي المسالك: ذُو عُلُوم سعى إِلَيْهَا، فحصّل طرائقها، وحفر تَحت جنَاحه طوابقها، واهتز للمعاني اهتزاز الْغُصْن البارح، ولزّ من تقدمه فِي الزَّمَان لزّ الْجذع القارح؛ فأضحى الْفضل كُله يزمّ بعنانه، ويزمّ السَّيْف ونصله بسنانه. انْتهى.
وَنقل عَنهُ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف فِي مَوَاضِع، وَقَالَ فِيهِ: ابْن السكاكي من أهل خوارزم.
قلت: كَانَ عَلامَة بارعا فِي فنون شَتَّى خُصُوصا الْمعَانِي وَالْبَيَان؛ وَله كتاب مِفْتَاح الْعُلُوم؛ فِيهِ اثْنَا عشر علما من عُلُوم الْعَرَبيَّة. ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
ثمَّ رَأَيْت تَرْجَمته بِخَط الشَّيْخ سراج الدّين بن البُلْقِينِيّ، فَقَالَ: يُوسُف بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو يَعْقُوب السكاكي سراج الدّين الْخَوَارِزْمِيّ. إِمَام فِي النَّحْو والتصريف والمعاني وَالْبَيَان وَالِاسْتِدْلَال وَالْعرُوض وَالشعر، وَله النَّصِيب الوافر فِي علم الْكَلَام وَسَائِر الْفُنُون، وَمن رأى مُصَنفه علم تبحره ونبله وفضله.
مَاتَ بخوارزم سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَذكر غَيره أَنه ولد سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة.(2/364)
2205 - يُونُس بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الصرخدي بدر الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ فِي الْبَدْر السافر: كَانَ فَقِيها فَاضلا عَالما بالنحو واللغة وَالْأَدب، وَله نظم جيد، ذكر أَنه سمع من الصريفيني. أَقَامَ مُدَّة مُنْقَطِعًا عَن النَّاس، ثمَّ طلب فِي آخر عمره خطابة بَلَده، فَأُجِيب إِلَيْهَا، وَفَرح بِهِ أهل بَلَده وأقاربه.
مولده سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة، وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة.
2206 - يُونُس بن حبيب الضَّبِّيّ الْوَلَاء الْبَصْرِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن
قَالَ السيرافي: بارع فِي النَّحْو، من أَصْحَاب أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، سمع من الْعَرَب، وروى عَن سِيبَوَيْهٍ فَأكْثر، وَله قِيَاس فِي النَّحْو، ومذاهب يتفرد بهَا. سمع مِنْهُ الْكسَائي وَالْفراء. وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِالْبَصْرَةِ ينتابها أهل الْعلم وطلاب الْأَدَب وفصحاء الْأَعْرَاب والبادية.
وَعنهُ أَنه قَالَ: قَالَ لي رؤبة بن العجاج: حتام تَسْأَلنِي عَن هَذِه البواطيل وأزخرفها لَك {أما ترى الشيب، قد بلغ فِي لحيتك} انْتهى.
قَالَ غَيره: قَارب يُونُس تسعين سنة وَلم يتَزَوَّج وَلم يتسرّ. مولده سنة تسعين وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة.
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.
2207 - يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الوفراوندي
قَالَ ياقوت: نحوي؛ صنّف الشافي فِي علم الْقُرْآن، والوافي فِي الْعرُوض.(2/365)
2208 - يُونُس بن مُحَمَّد بن مغيث بن مُحَمَّد بن يُونُس أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن بشكوال: من أهل قرطبة وشيخها الْمُعظم [فيهم] كَانَ عَارِفًا باللغة والعربية، ذَاكِرًا للغريب والأنساب، وافر الْأَدَب، جَامعا للكتب، راوية جمع فِيهَا مُلَح المحادثة، جمّ الْفَوَائِد.
ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
2209 - يُونُس بن يُوسُف بن سُلَيْمَان الجذامي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ بغرناطة، وَأرَاهُ أَقرَأ بهَا الْعَرَبيَّة وَالْأَدب.
روى عَن عبد الله بن فليح الْحَضْرَمِيّ أحد أَصْحَاب ابْن الْعَرَبِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض، وَكَانَ حَيا سنة عشر وسِتمِائَة.(2/366)
بَاب الكنى والألقاب وَالنّسب والإضافات وَهُوَ بَاب مُهِمّ تشتد إِلَيْهِ الْحَاجة يذكر فِيهِ من اشْتهر بِشَيْء من ذَلِك لينْظر اسْمه ويسهل الْكَشْف عَلَيْهِ من بَابه
بَاب الْألف
الأبذي: جمَاعَة، أشهرهم من الْمُتَقَدِّمين أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الكتامي شيخ أبي حَيَّان. وَمن الْمُتَأَخِّرين رجل قبل عصرنا بِيَسِير، أدْركهُ أَصْحَابنَا وَله حُدُود فِي النَّحْو، وَلَا أعلم شَيْئا من تَرْجَمته.
ابْن الأبرش: خلف بن يُوسُف بن فرتون أَبُو الْقَاسِم.
الأبيوردي: أَبُو المظفر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
الْأَبْيَض: يحيى بن عبد الرَّحْمَن ...
الإتقاني: قوام الدّين أَمِير كَاتب بن أَمِير عمر كَاتب بن أَمِير غَازِي.
الْأَثْرَم: عَليّ بن الْمُغيرَة أَبُو الْحسن.
ابْن الْأَثِير: الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
الْأَحْمَر: أَرْبَعَة يأْتونَ فِي الْبَاب بعد هَذَا!
ابْن أبي الْأَحْوَص: الْحُسَيْن بن عبد الْعَزِيز.
ابْن الأخرش: عبد الله بن أَحْمد القرموني.
ابْن الْأَخْضَر: عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي.
الْأَخْفَش: أحد عشر يأْتونَ.
الأدفوي: مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو بكر.
ابْن الأرملة: مَحْمُود بن الْحسن.
الْأَزْهَرِي: مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْأَزْهَر.(2/367)
ابْن أبي الْأَزْهَر: مُحَمَّد بن مزِيد بن مَحْمُود.
صَاحب الأزهية: عَليّ بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ.
ابْن أبي إِسْحَاق: عبد الله.
أَبُو الْأسود الدؤَلِي: ظَالِم بن عَمْرو.
الأسيوطي: شمس الدّين مُحَمَّد بن الْحسن، ووالدي الْكَمَال أَبُو بكر بن مُحَمَّد.
الْإِسْنَوِيّ: جمَاعَة؛ أشهرهم الشَّيْخ جمال الدّين عبد الرَّحِيم.
ابْن أشوس: مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
ابْن الْأَشْقَر: أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن عَليّ.
أشكابة: أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر.
ابْن الْأَشْعَث: عَزِيز بن الْفضل.
الْأَصْمَعِي: عبد الْملك بن قريب.
الْأَصْفَهَانِي: جمَاعَة؛ أشهرهم الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْكَافِي، وَأَبُو الثَّنَاء مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن صَاحب التَّفْسِير.
ابْن الْأَعرَابِي: مُحَمَّد بن زِيَاد أَبُو عبد الله.
الْأَعْمَى والبصير: الأول مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الهواري، وَالثَّانِي أَحْمد بن يُوسُف الرعيني.
الأعلم: اثْنَان يأتيان ...
ابْن الأغبش: أَحْمد بن بشر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
الْأَغَر: يحيى.
صدر الأفاضل الْقَاسِم بن الْحُسَيْن.
ابْن الإفليلي: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا.
الْبَدْر الأقصرائي: مَحْمُود بن مُحَمَّد.
الأقليشي: أَحْمد بن معد بن عِيسَى.
الشَّيْخ أكمل الدّين: مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد.
الْأمين الْمحلي: عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى.(2/368)
الأميوطي: إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم.
ابْن الْأَنْبَارِي: جمَاعَة؛ أشهرهم الْقَاسِم بن بشار، وَولده أَبُو بكر مُحَمَّد، والكمال أَبُو البركات عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبيد الله وقاضي الأنبار أَحْمد بن عَليّ.
الأندرشي: جمَاعَة؛ أشهرهم أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله؛ وَيعرف أَيْضا بِابْن الْيَتِيم، وَأحمد ابْن سهل الْمُتَأَخر، شَارِح التسهيل.
ابْن إياز: الْحُسَيْن بن بدر.
بَاب الْبَاء
البارع: ثَلَاثَة يأْتونَ.
ابْن بَاب شَاذ: طَاهِر بن أَحْمد.
الشَّيْخ باكير: أَبُو بكر بن إِسْحَاق.
الباوردي: مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد.
الْبَاهِلِيّ: أَبُو نصر أَحْمد بن حَاتِم، وَأَبُو زرْعَة، وَولده أَبُو يعلى مُحَمَّد.
ابْن الباذش: عَليّ بن أَحْمد بن خلف وَولده أَحْمد.
ابْن الباقلاني: الْحسن بن معالي.
صَاحب البديع: مُحَمَّد بن مَسْعُود.
ابْن برجان: عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام.
برزويه: أَحْمد بن يَعْقُوب بن يُوسُف.
برمة: مُحَمَّد بن جَعْفَر الصيدلاني.
ابْن برهَان: عبد الْوَاحِد بن عَليّ.
ابْن بري: عبد الله.
الْبِسَاطِيّ: مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان.(2/369)
صَاحب الْبَسِيط: ضِيَاء الدّين بن العلج، أَكثر أَبُو حَيَّان وَأَتْبَاعه من النَّقْل عَنهُ، وَلم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة.
ابْن بَشرَان: أَبُو غَالب مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل.
ابْن بشر: الْآمِدِيّ الْحسن بن بشر.
ابْن بصخان: مُحَمَّد بن أَحْمد.
ابْن بصيبص اليمني: أَحْمد بن عُثْمَان.
بطال: مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
البطليوسي: جمَاعَة، أشهرهم عبد الله بن مُحَمَّد بن السَّيِّد صَاحب إصْلَاح الْخلَل، وَأَخُوهُ عَليّ.
البعلي: جمَاعَة، أشهرهم مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح، تلميذ ابْن مَالك.
الْبَغْل: مفرج بن مَالك الْقُرْطُبِيّ.
أَبُو الْبَقَاء: العكبري، صَاحب الْإِعْرَاب عبد الله بن حُسَيْن.
البقراط: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد.
ابْن بِلَال: أَحْمد بن مُحَمَّد.
البندهي: شَارِح المقامات، مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
ابْن الْبناء: الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله.
البهاري: إِبْرَاهِيم بن يحيى.
ابْن البهلول: أَحْمد بن إِسْحَاق بن البهلول.
بو جعفرك: مُحَمَّد بن عَليّ.
الْبَيْضَاوِيّ: جمَاعَة، أشهرهم صَاحب الْمِنْهَاج والطوالع وَغير ذَلِك، وَعبد الله بن عمر.(2/370)
بَاب التَّاء
التباني: جلال، وولداه: مُحَمَّد وَيَعْقُوب.
التبريزي: جمَاعَة، أشهرهم من القدماء ابْن الْخَطِيب يحيى بن عَليّ، وَمن الْمُتَأَخِّرين التَّاج التبريزي عَليّ بن عبد الله.
التَّفْتَازَانِيّ: الشَّيْخ سعد الدّين مَسْعُود بن عمر.
التفهني: عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن.
صَاحب تَلْخِيص الْمِفْتَاح: الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقزْوِينِي.
التوزي، بتَشْديد الْوَاو وبالزاي: عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون.
توزون: إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ.
بَاب الثَّاء
الثعالبي: صَاحب اليتيمية، عبد الْملك بن مُحَمَّد.
الثَّعْلَبِيّ: الْمُفَسّر، أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
ثَعْلَب: اثْنَان يأتيان.
الثمانيني: أَبُو الْقَاسِم عمر بن ثَابت.
بَاب الْجِيم
الجاربردي: أَحْمد بن الْحسن فَخر الدّين.
ابْن جبارَة: اثْنَان يأتيان.
ابْن الْجَبَّار: مُحَمَّد بن عَليّ.
الجبراني: أَحْمد بن هبة الله.
جخجخ: عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
جراب: مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم.(2/371)
الْجِرْجَانِيّ: جمَاعَة؛ أشهرهم من الْمُتَقَدِّمين عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن، وَمن الْمُتَأَخِّرين السَّيِّد عَليّ معاصر الشَّيْخ سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ.
الْجرْمِي: صَالح بن إِسْحَاق أَبُو عمر.
صَاحب الجرومية: مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصتهاجي.
الْجُزُولِيّ: عِيسَى بن عبد الْعَزِيز بن يلَلْبخت.
الجعبري: إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل.
الْجَعْد: مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مسبح.
ابْن جعوان: مُحَمَّد بن عَبَّاس.
الجفر: أَحْمد بن إِسْحَاق.
الجلاوي: إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم.
الجلوى: أَبُو عَليّ.
الجليس: الْحُسَيْن بن مُوسَى.
ابْن جمَاعَة: الشَّيْخ عز الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر.
ابْن الْجنان: مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن هِشَام.
الجنزرودي: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
ابْن جني: أَبُو الْفَتْح عُثْمَان.
الجواليقي: أَبُو مَنْصُور موهوب بن أَحْمد، وَولده إِسْمَاعِيل.
ابْن جودى: أَبُو الْقَاسِم خلف بن فتح.
جوزى: إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل.
ابْن قيم الجوزية: مُحَمَّد بن أبي بكر.
الْجَوْهَرِي: صَاحب الصِّحَاح، إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد.
نَاظر الْجَيْش: مُحَمَّد بن يُوسُف.(2/372)
بَاب الْحَاء
الْحَاتِمِي: مُحَمَّد بن الْحسن بن المظفر أَبُو عَليّ.
أَبُو حَاتِم: سهل بن مُحَمَّد السجسْتانِي.
ابْن الْحَاج: جمَاعَة، أشهرهم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الإشبيلي، صَاحب النَّقْد على المقرب.
ابْن الْحَاجِب: عُثْمَان بن عمر.
حافى رَأسه: مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز.
الحامض: أَبُو مُوسَى سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
الحريري: الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَصْرِيّ.
الحكري: شمس الدّين مُحَمَّد بن سُلَيْمَان، والبرهان إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عَليّ، والبرهان إِبْرَاهِيم بن عبد الله، وَهُوَ مُتَأَخّر الْوَفَاة عَن الَّذِي قبله.
حميد، مصغر: أَحْمد بن عبد الله.
ابْن حميدة: مصغر: مُحَمَّد بن أَحْمد.
ابْن حميد، مكبر: مُحَمَّد بن جَعْفَر.
الحناوي: أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
ابْن حوط الله: عبد الله بن سُلَيْمَان.
الحوفي: عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن يُوسُف.
حيدة: عَليّ بن سُلَيْمَان.
أَبُو حَيَّان: اثْنَان يأتيان ...(2/373)
بَاب الْخَاء
الخارزنجي: أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد.
الخالع: الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر.
ابْن خالويه: أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد.
خاطف: مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُونُس.
ابْن الخباز: أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن معالى.
ختن ثَعْلَب: أَبُو عَليّ أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي.
الخدب: هُوَ ابْن طَاهِر يَأْتِي ...
خرتك: مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَطَّار النَّحْوِيّ.
ابْن خروف: عَليّ بن مُحَمَّد.
ابْن الخشاب: عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد.
الخضراوي: هُوَ ابْن هِشَام سَيَأْتِي.
الْخطابِيّ: حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب.
الخطبي: وَيعرف بالخلخالي أَيْضا: مُحَمَّد بن مظفر.
الْخفاف: أَبُو بكر بن يحيى بن عبد الله الجذامي.
الخويي: جمَاعَة، أشهرهم الشهَاب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل، وَأَبُو الْقَاسِم نَاصِر بن أَحْمد.
ابْن خير: مُحَمَّد بن خير بن عمر.
ابْن الْخياط: أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور.
بَاب الدَّال
الدباج: عَليّ بن جَابر بن عَليّ.
ابْن درسْتوَيْه: عبد الله بن جَعْفَر.(2/374)
ابْن دُرَيْد: اثْنَان يأتيان ... .
دريود: عبد الله بن سُلَيْمَان.
ابْن الدماميني: بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر.
ابْن الدهان: جمَاعَة يأْتونَ.
الدينَوَرِي: جمَاعَة؛ مِنْهُم ابْن قُتَيْبَة، وَأَبُو حنيفَة أَحْمد بن دَاوُد، صَاحب النَّبَات.
بَاب الذَّال
أَبُو ذَر: هُوَ ابْن أبي ركب، يَأْتِي ...
الذكي: مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن أبي الْقَاسِم أبي الْفرج.
ابْن الذكي: هُوَ صَاحب البديع، مرّ.
الذِّهْن: أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن مُعَاوِيَة الرعيني.
بَاب الرَّاء
الرَّاعِي: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
الربعِي: جمَاعَة، أشهرهم أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى.
ابْن أبي الرّبيع: عبيد الله بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد.
ابْن رحمون: عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
ابْن رشيد: مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد.
ابْن الرعاد: مُحَمَّد بن رضوَان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن.
ابْن الرماح: عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مفرج.
ابْن الرماك: عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
الرماني: جمَاعَة يأْتونَ ...(2/375)
الرندي: جمَاعَة، أشهرهم أَبُو عَليّ عمر بن عبد الْمجِيد.
الرُّؤَاسِي: مُحَمَّد بن الْحسن ...
الرياشي: أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن الْفرج.
بَاب الزَّاي
مَوْلَانَا زَاده: اثْنَان يأتيان.
الزبيدِيّ: أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن.
ابْن الزبير: أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم.
الزّجاج: إِبْرَاهِيم بن السّري بن سهل.
الزجاجي: أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق.
الزردي: أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله.
الزَّعْفَرَانِي: أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن يحيى.
الزَّمَخْشَرِيّ: مَحْمُود بن عمر.
الزنجاني: صَاحب تصريف الْعُزَّى: عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم.
الزيَادي: أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان.
أَبُو زيد: سعيد بن أَوْس الْأنْصَارِيّ.
بَاب السِّين
السُّبْكِيّ: تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي، وَولده بهاء الدّين أَحْمد، وقريبه بهاء الدّين مُحَمَّد بن عبد الْبر.
السخاوي: عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد.
السّرّاج، بتَشْديد الرَّاء، صَاحب مصَارِع العشاق: جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن.(2/376)
السرّاج: جمَاعَة، أشهرهم أَبُو بكر مُحَمَّد بن السّري.
ابْن سِرَاج: بتَخْفِيف الرَّاء وَكسر السِّين: عبد الْملك.
السَّرقسْطِي: خلْق كَثِيرُونَ.
ابْن سَعْدَان: مُحَمَّد بن سَعْدَان الضَّرِير.
السغناقي: الْحُسَيْن بن عَليّ حسام الدّين.
السفاقسي: صَاحب الْإِعْرَاب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم.
السكاكي: يُوسُف ...
ابْن السّكيت: يَعْقُوب بن إِسْحَاق.
ابْن سمحون: أَبُو بكر بن سُلَيْمَان.
السمسمي: عَليّ بن عبيد الله.
السمين: صَاحب المعرب، أَحْمد بن يُوسُف.
السندبيسي: تَاج الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى، وَولده زين الدّين عبد الرَّحْمَن.
السُّهيْلي: عبد الرَّحْمَن بن عبد الله.
سِيبَوَيْهٍ: أَرْبَعَة يأْتونَ.
السَّيد: جمَاعَة، أشهرهم ثَلَاثَة: السَّيِّد ركن الدّين الأستراباذي صَاحب الْمُتَوَسّط، الْحسن بن شرفشاه، وَالسَّيِّد الْجِرْجَانِيّ الْمُتَأَخر عَليّ. وَالسَّيِّد عبد الله النقركار، شَارِح اللب.
ابْن السِّيد: بِكَسْر السِّين، هُوَ البطليوسي عبد الله، مر فِي الْبَاء.
ابْن سيد: أَحْمد بن أبان.
ابْن سَيّده: عَليّ بن أَحْمد.
السيرافي: الْحسن بن عبد الله، وَولده يُوسُف.
السيرامي: جمَاعَة؛ الْعَلَاء، وَسيف الدّين يُوسُف بن مُحَمَّد، وَولده نظام الدّين يحيى.(2/377)
بَاب الشين
ابْن شاذويه: مُحَمَّد بن الْفضل.
الشاطبي: جمَاعَة؛ وأشهرهم صَاحب الشاطبية الْقَاسِم بن فيره.
الشاغوري: أَبُو بكر بن يَعْقُوب.
أَبُو شامة: عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل.
ابْن شاهويه: مُحَمَّد بن عبد الله.
ابْن الشجري: هبة الله بن عَليّ.
ابْن الشِّحنة: الْموصِلِي عمر بن مُحَمَّد.
ابْن شرام: أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
الشريشي: جمَاعَة، أشهرهم شَارِح المقامات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْمُؤمن، وشارح ألفية ابْن معط الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سحمان، وَولده الْكَمَال أَحْمد.
الشطنوفي: شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، وَعلي بن يُوسُف بن حريز.
ابْن شقير: أَحْمد بن الْحسن.
الشلوبين: اثْنَان يأتيان.
ابْن أبي الشملين: مُحَمَّد بن زيد.
الشمني: تَقِيّ الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن.
شميم الْحلِيّ: عَليّ بن الْحسن.
ابْن قَاضِي شُهْبَة: عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد.
بَاب الصَّاد
ابْن صابر: أَحْمد أَبُو جَعْفَر.
ابْن صَاف: أَبُو بكر مُحَمَّد بن خلف.(2/378)
الصَّاغَانِي - وَيُقَال الصغاني - الْحسن بن مُحَمَّد.
ابْن الصَّائِغ: جمَاعَة، أشهرهم الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ الزمردي شَارِح الألفية والبردة.
صعُودًا: مُحَمَّد بن هُبَيْرَة.
الصفار شَارِح الْكتاب: قَاسم بن عَليّ.
ابْن الصيقل: معد بن نصر الله.
الصَّيْمَرِيّ: عبد الله بن عَليّ.
بَاب الضَّاد
ابْن الضائع: عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ.
بَاب الطَّاء
ابْن طَاهِر: أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد.
ابْن الطراوة: سُلَيْمَان بن مُحَمَّد.
ابْن طريف: عبد الْملك بن طريف الأندلسي.
ابْن طَلْحَة: أَبُو بكر مُحَمَّد.
الطوَال: مُحَمَّد بن أَحْمد.
أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: عبد الْوَاحِد بن عَليّ.
الطَّيِّبِيّ: الْحسن بن مُحَمَّد.
ابْن الطيلسان: الْقَاسِم بن مُحَمَّد.(2/379)
بَاب الظَّاء
ابْن ظفر: مُحَمَّد بن عبد الله.
بَاب الْعين
ابْن أبي الْعَافِيَة: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
ابْن عباد الصاحب: إِسْمَاعِيل.
الْعَبْدي: أَبُو طَالب أَحْمد بن بكر.
ابْن عبود: مُحَمَّد بن عبد الله.
أَبُو عبيد: الْقَاسِم بن سَلام.
أَبُو عُبَيْدَة: معمر بن الْمثنى.
ابْن عَدْلَانِ: عَليّ بن عَدْلَانِ بن حَمَّاد.
ابْن عذرة: الْحسن بن عبد الرَّحْمَن.
ابْن عَرَفَة: مُحَمَّد بن مُحَمَّد. .
ابْن عروس: مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
ابْن العريف: أَخَوان يأتيان.
العزيزي: صَاحب الْغَرِيب، مُحَمَّد بن عَزِيز.
العسكري: جمَاعَة، أشهرهم الْحسن بن عبد الله بن سعيد، وَابْن أَخِيه أَبُو هِلَال الْحسن بن عبد الله بن سهل، صَاحب الصناعتين.
ابْن العصار: عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عبد الْملك.
ابْن عُصْفُور: عَليّ بن مُؤمن بن مُحَمَّد.
أَبُو عصيدة: أَحْمد بن عبيد بن نَاصح.
عضد الدولة: فناخسرو.
الْعَضُد: عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد.(2/380)
ابْن عَطِيَّة: عبد الْحق بن غَالب.
ابْن عقيل: عبد الله بن عبد الرَّحْمَن.
عَلان: عَليّ بن الْحسن.
ابْن عمار: الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد.
ابْن عمرون: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عَليّ.
العنابي: أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
صَاحب عنوان الشّرف: إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن الْمُقْرِئ.
ابْن شيخ العونية: عَليّ بن الْحُسَيْن.
العيزري: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خضر.
الْعَيْنِيّ: مَحْمُود بن أَحْمد.
بَاب الْغَيْن
الغجدواني: أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود جلال الدّين.
الغماري: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ.
بَاب الْفَاء
الفارابي: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِبْرَاهِيم.
ابْن فَارس: أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن فَارس.
الفارستي: الْمَشْهُور الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْغفار.
الفأفاء: عمر بن عبد الله الْهِنْدِيّ.
الفالي: مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح.
الفحام: أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد.(2/381)
الْفراء: يحيى بن زِيَاد.
ابْن الْفرس: جمَاعَة يأْتونَ فِي بَاب الْآبَاء وَالْأَبْنَاء.
الفصيحي: عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن.
ابْن فضال: عَليّ.
ابْن فلاح: مَنْصُور.
ابْن الفنزي: مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد.
ابْن فورجة: مُحَمَّد بن أَحْمد، وَالأَصَح حمد بن مُحَمَّد.
بَاب الْقَاف
ابْن أم قَاسم: الْحسن بن قَاسم بن عبد الله.
القالي: إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم.
صَاحب الْقَامُوس: مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد.
القاياتي: مُحَمَّد بن عَليّ.
ابْن قُتَيْبَة: عبد الله بن مُسلم.
القحفازي: عَليّ بن دَاوُد.
الْقَزاز: مُحَمَّد بن جَعْفَر.
القصري: جمَاعَة، أشهرهم مُحَمَّد بن طوس الَّذِي أمْلى عَلَيْهِ الْفَارِسِي القصريات، وَبِه سميت.
ابْن القطاع: عَليّ بن جَعْفَر.
قطرب: مُحَمَّد بن المستنير.
القفطي: عَليّ بن يُوسُف الشَّيْبَانِيّ.
الْقَمُولِيّ: أَحْمد بن مُحَمَّد.
القهنذري: عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
ابْن القوبع: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.(2/382)
ابْن الْقُوطِيَّة: مُحَمَّد بن عمر.
القونوي: الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن إِسْمَاعِيل، وَالشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَنَفِيّ.
بَاب الْكَاف
الكافيجي: مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعد بن مَسْعُود.
كرَاع النَّمْل: عَليّ بن حسن الْهنائِي.
ابْن كردان: اثْنَان يأتيان.
الْكرْمَانِي: جمَاعَة، أشهرهم من الْمُتَقَدِّمين مَحْمُود بن حَمْزَة، وَمن الْمُتَأَخِّرين شَارِح البُخَارِيّ شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف.
الْكسَائي: عَليّ بن حَمْزَة بن عبد الله.
صَاحب كِفَايَة المتحفظ: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الأجدابي.
الكلابزي: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد.
الْكِنْدِيّ: جمَاعَة؛ أشهرهم: التَّاج أَبُو الْيمن زيد بن الْحسن.
الكواشي: أَحْمد بن يُوسُف بن حسن بن رَافع.
ابْن كيسَان: مُحَمَّد بن أَحْمد.
بَاب اللَّام
اللبلي: جمَاعَة، أشهرهم شَارِح الفصيح، أَحْمد بن يُوسُف.
اللحياني: عَليّ بن الْمُبَارك.
اللص: أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد.
لكزة: الْحسن بن عبد الله.(2/383)
بَاب الْمِيم
الْمَازِني: أَبُو عُثْمَان بكر بن مُحَمَّد بن بَقِيَّة.
الماكسيني: مكي بن رَيَّان.
المالقي: يحيى بن عَليّ.
ابْن مَالك: الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله، وَولده الْبَدْر مُحَمَّد.
ابْن الْمَأْمُون: أَحْمد بن عَليّ.
الْمبرد: أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد.
مبرمان: مُحَمَّد بن عَليّ صَاحب الْمُتَوَسّط، مر فِي السِّين.
ابْن المجدي: أَحْمد بن رَجَب.
صَاحب المراح: أَحْمد بن عَليّ بن مَسْعُود.
ابْن المرحل: اثْنَان يأتيان.
ابْن مَرْزُوق: مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
المرزوقي: أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن.
ابْن الْمُسْتَوْفى: الْمُبَارك بن أَحْمد.
ابْن مضاء: أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن.
أَبُو مُضر الْخَوَارِزْمِيّ: مَحْمُود بن جرير.
المطرزي: نَاصِر بن عبد السَّيِّد.
الْمُطَرز: هُوَ أَبُو عمر الزَّاهِد، مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد.
المعري: أَبُو الْعَلَاء أَحْمد بن عبد الله.
ابْن معزوز: يُوسُف.
ابْن معط: يحيى.
صَاحب الْمغرب: عَليّ بن مُوسَى الأندلسي.
المغيلي: يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد.(2/384)
ابْن الْمُقدر: مَنْصُور بن مُحَمَّد.
ابْن مقسم: مُحَمَّد بن الْحسن بن يَعْقُوب.
الْمُقَوّم: أَحْمد بن نصر.
المكبري: إِبْرَاهِيم بن عقيل.
ابْن مَكْتُوم: أَحْمد بن عبد الْقَادِر الفيسي.
المكفوف: عبد الله بن مُحَمَّد.
المكودي: عبد الرَّحْمَن بن عَليّ.
ملك النُّحَاة: الْحسن بن صافي.
ابْن ملكون: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد.
ابْن المناصف: إِبْرَاهِيم بن عِيسَى.
ابْن المنقى: عَليّ بن خَليفَة.
ابْن الْمُنِير: أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور.
المهاباذي: أَحْمد بن عبد الله.
الْمَهْدَوِيّ: الْمُفَسّر أَحْمد بن عمار.
الميداني: أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد، وَولده سعيد.
بَاب النُّون
ابْن نَام الْحَضْرَمِيّ: جَابر بن مُحَمَّد.
النجيرمي: يُوسُف بن يَعْقُوب، وَولده بهزاد.
النّحاس: أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
ابْن النّحاس: الْبَهَاء مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
ابْن النحوية: مُحَمَّد بن يَعْقُوب.
ابْن النِّعْمَة: عَليّ بن عبد الله.(2/385)
نفطويه: اثْنَان يأتيان ...
ابْن نوح الغافقي: مُحَمَّد بن أَيُّوب.
بَاب الْهَاء
ابْن هَانِئ: مُحَمَّد بن عَليّ.
الْهَرَوِيّ: جمَاعَة، أشهرهم من الْمُتَقَدِّمين صَاحب الغريبين، وَأَبُو عبيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن، وَمن الْمُتَأَخِّرين قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن عَطاء الله.
ابْن هِشَام: خَلق؛ سَيَأْتِي التَّنْبِيه عَلَيْهِم.
ابْن الْهمام: الْكَمَال مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد.
بَاب الْوَاو
الواحدي: عَليّ بن أَحْمد.
الوانوغي: مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر.
الوأواء: عبد القاهر بن عبد الله.
ابْن وَحشِي: مُحَمَّد بن الْحُسَيْن.
ابْن الْوراق: مُحَمَّد بن هبة الله، وَمُحَمّد بن الْوَلِيد، وَولده أَحْمد.
الونائي: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
ابْن وهبان الْحَنَفِيّ: عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد.
بَاب الْيَاء
ابْن يَرْبُوع: مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
اليزيدي: بَيت كَبِير، سَيَأْتِي ذكرهم فِي بَاب الْآبَاء وَالْأَبْنَاء.
ابْن يسعون: يُوسُف بن بيقى.
ابْن يعِيش: اثْنَان، يأتيان.(2/386)
فصل فِيمَن شهرته باسمين مضموما كل مِنْهُمَا إِلَى الآخر
أَبُو إِسْحَاق: مَسْعُود الغافقي إِبْرَاهِيم بن أَحْمد.
أَبُو أُمَامَة: ابْن النقاش مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد.
الْبَدْر: الطنبدي: أَحْمد بن مُحَمَّد.
التَّاج: الْفَاكِهَانِيّ: عمر بن عَليّ.
الْجلَال: الْمحلي: مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
الْجلَال: المرشدي: عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم.
أَبُو حنيفَة: الدينَوَرِي: أَحْمد بن دَاوُد.
الرشيد: ابْن الزبير الأسواني أَحْمد بن عَليّ.
الرشيد: الفارقي: عمر بن إِسْمَاعِيل.
الرشيد الوطواط: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل.
الرضي الشاطبي: مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف.
الرضي القسنطيني: أَبُو بكر بن عمر.
الشّرف الْفَزارِيّ: أَحْمد بن إِبْرَاهِيم.
صدر الدّين بن العجمي: أَحْمد بن مَحْمُود.
عَلَاء الدّين البُخَارِيّ: عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
عَلَاء الدّين الرُّومِي: عَليّ بن مُوسَى.
الْعلم الْعِرَاقِيّ: عبد الْكَرِيم بن عَليّ.
الْعلم اللورقي: الْقَاسِم بن أَحْمد.
أَبُو عبد الله بن أبي الْفضل المرسي: مُحَمَّد بن عبد الله.
أَبُو عبيد الله الْبكْرِيّ: عبد الله بن عبد الْعَزِيز.(2/387)
أَبُو عمر الزَّاهِد: هُوَ الْمُطَرز.
أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: إِسْحَاق بن مرار.
القطب التحتاني: مَحْمُود بن مُحَمَّد.
القطب الشِّيرَازِيّ: مَحْمُود بن مَسْعُود.
الْمجد التّونسِيّ: أَبُو بكر بن مُحَمَّد.
الْمُوفق الْبَغْدَادِيّ: عبد اللَّطِيف بن يُوسُف.
النَّجْم الْمرْجَانِي: مُحَمَّد بن أبي بكر.
نسيم الدّين الكازروني: مُحَمَّد بن سعيد.
أَبُو الندا الغندجاني: مُحَمَّد بن أَحْمد.
ابْن هِشَام العجيمي: مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد.(2/388)
بَاب الْمُتَّفق والمفترق وَهُوَ أَن تتفق الْأَسْمَاء وتختلف المسميات، وَلم أذكر مِنْهُ مَا تعلق بالأنساب لكثرتها جدا
الْأَخْفَش: أحد عشر؛ أشهرهم ثَلَاثَة، الْأَكْبَر: عبد الحميد بن عبد الْمجِيد، والأوسط سعيد ابْن مسْعدَة، والأصغر عَليّ بن سُلَيْمَان، وَالرَّابِع أَحْمد بن عمرَان، وَالْخَامِس أَحْمد بن مُحَمَّد الْموصِلِي، وَالسَّادِس خلف بن عمر، وَالسَّابِع عبد الله بن مُحَمَّد، وَالثَّامِن عبد العزيزبن أَحْمد، وَالتَّاسِع عَليّ بن مُحَمَّد المغربي الشَّاعِر، والعاشر عَليّ بن إِسْمَاعِيل الفاطمي، وَالْحَادِي عشر هَارُون بن مُوسَى بن شريك.
الْأَحْمَر: أَرْبَعَة أشهرهم اثْنَان: خلف الْبَصْرِيّ، وَعلي بن الْحسن الْكُوفِي. وَالثَّالِث أبان بن عُثْمَان اللؤْلُؤِي، وَالرَّابِع أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ إِسْحَاق بن مرار.
الأعلم: اثْنَان؛ أشهرهما يُوسُف بن سُلَيْمَان الشنتمري، وَالْآخر إِبْرَاهِيم بن قَاسم البطليوسي.
البارع: عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن الطفال، وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد الدباس.
ابْن ترْكَان شاه: اثْنَان، أَحدهمَا أَبُو نصر مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن قطرمش الْبَغْدَادِيّ، وَالْآخر أَبُو الْفضل منوجهر بن مُحَمَّد بن ترْكَان شاه الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ.
ثَعْلَب: اثْنَان؛ أشهرهما الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَالثَّانِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن. ابْن جبارَة: اثْنَان؛ الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد، وَأَبُو الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل.
أَبُو حَيَّان: مُتَقَدم وَهُوَ أَبُو حَيَّان التوحيدي عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس، ومتأخر وَهُوَ الإِمَام أثير الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الأندلسي.
ابْن دُرَيْد: اثْنَان؛ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن، وَالْآخر يحيى بن مُحَمَّد بن دُرَيْد الْأَسدي.
ابْن الدهان: الْوَجِيه الْمُبَارك بن سعيد بن أبي السعادات الضَّرِير، وناصح الدّين سعيد ابْن الْمُبَارك بن عَليّ، وَولده يحيى، وَالْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رَجَاء.
الرماني: الْمَشْهُور أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى، وَالثَّانِي أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن رمان التّونسِيّ، وَالثَّالِث أَبُو عبد الله أَحْمد بن عَليّ بن الشرابي.(2/389)
ابْن أبي الدوس: اثْنَان؛ مُحَمَّد بن أغلب، وَالْآخر مُحَمَّد بن أبي دوس البياسي.
مَوْلَانَا زَاده: اثْنَان؛ أَحدهمَا الشهَاب أَحْمد بن أبي يزِيد، وَالْآخر اسْمه زَاده، مَذْكُور فِي الزَّاي.
سِيبَوَيْهٍ: أَرْبَعَة؛ الْمَشْهُور إِمَام الْعَرَبيَّة عَمْرو بن عُثْمَان بن قنبر، وَالثَّانِي مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ، وَالثَّالِث مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْأَصْبَهَانِيّ، وَالرَّابِع أَبُو الْحسن عَليّ ابْن عبد الله الكومي المغربي.
الشلوبين: اثْنَان؛ الْمَشْهُور أَبُو عَليّ عمر بن مُحَمَّد الإشبيلي، وَالْآخر أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد المالقي، وَيعرف بالشلوبين الصَّغِير.
ابْن أُخْت غَانِم: اثْنَان؛ أَحدهمَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن معمر، وَالْآخر مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.
ابْن قادم: اثْنَان، أشهرهما أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الله.
ابْن كردان: اثْنَان، عَليّ بن طَلْحَة، وَابْن السحناتي.
ابْن المرحل: اثْنَان مشهوران، أَحدهمَا عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز، وَالْآخر مَالك بن عبد الرَّحْمَن المالقي.
نفطويه: اثْنَان، الْمَشْهُور إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة، وَالْآخر أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ.
ابْن هِشَام: جمَاعَة كَثِيرَة، أشهرهم ثَمَانِيَة: الأول عبد الْملك بن هِشَام صَاحب السِّيرَة، وَالثَّانِي مُحَمَّد بن يحيى بن هِشَام الخضراوي، وَالثَّالِث أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِشَام اللَّخْمِيّ، وَالرَّابِع ... .؛ وَالْخَامِس الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله بن يُوسُف بن هِشَام الْحَنْبَلِيّ الْمُتَأَخر صَاحب المغنى وَغَيره، وَالسَّادِس وَلَده محب الدّين مُحَمَّد، وَالسَّابِع حفيده أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن، وَالثَّامِن سبطه شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد العجيمي.
ابْن يعِيش: ثَلَاثَة: الْمَشْهُور الشَّيْخ موفق الدّين يعِيش بن عَليّ بن يعِيش الْحلَبِي، وَالْآخر عمر بن يعِيش السُّوسِي، وَالثَّالِث خلف بن يعِيش الأصبحي.(2/390)
بَاب المؤتلف والمختلف وَهُوَ الْمُتَّفق خطا الْمُخْتَلف لفظا
الأبذي والأندي: الأول بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة والذال الْمُعْجَمَة؛ جمَاعَة، وَالثَّانِي بالنُّون الساكنة وَالدَّال الْمُهْملَة عبد الله بن سُلَيْمَان بن حوط الله.
الْأَنْبَارِي والإبياري: الأول بالنُّون ثمَّ الْمُوَحدَة جمَاعَة، وَالثَّانِي بِالْمُوَحَّدَةِ ثمَّ الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة، عَليّ بن سيف اللواتي الْمصْرِيّ.
البستي والبشتي: الأول بِالسِّين الْمُهْملَة أَبُو سُلَيْمَان أَحْمد بن مُحَمَّد الْخطابِيّ، وَالثَّانِي بِالْمُعْجَمَةِ أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد الخارزنجي.
الْبَيَانِي والتياني والتباني: الأول بِالْمُوَحَّدَةِ ثمَّ التَّحْتِيَّة الْمُشَدّدَة قَاسم بن أصبغ وَسعد بن أَحْمد الجذامي، وَالثَّانِي بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة ثمَّ التَّحْتِيَّة الْمُشَدّدَة تَمام بن غَالب الْقُرْطُبِيّ، وَالثَّالِث بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة ثمَّ الْمُوَحدَة جلال بن أَحْمد وولداه.
ابْن الجبان وَابْن الْجنان، الأول بِالْمُوَحَّدَةِ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ، وَالثَّانِي بالنُّون أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن سعيد الأندلسي الشاطبي.
الْجريرِي والحريري: الأول بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة المعافا بن زَكَرِيَّا، وَالثَّانِي بِالْحَاء الْمُهْملَة الْقَاسِم بن عَليّ، صَاحب المقامات.
الجزَري والجزْري: الأول بِفَتْح الزَّاي كثير، وَالثَّانِي بسكونها أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد الْأنْصَارِيّ المغربي.
الْجُورِي والحوزي: الأول بِالْجِيم وَالرَّاء كثير، وَالثَّانِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي، خَمِيس بن عَليّ.
الجنزي والحيري والخبري: الأول بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَالنُّون الساكنة وَالزَّاي: أَبُو حَفْص عمر بن عُثْمَان لَا غير، وَالثَّانِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء التَّحْتِيَّة وَالرَّاء: كثير، وَالثَّالِث بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة وَالرَّاء: عبد الله بن إِبْرَاهِيم.
الجيشي والخيشي: الأول بِالْجِيم سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الزبير الشاوري، وَالثَّانِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَبُو مُسلم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْبَصْرِيّ.(2/391)
الحجاري والحجازي: الأول بالراء، وَالثَّانِي بالزاي وَكِلَاهُمَا كثير، وضابطه أَن كل من كَانَ مغربيا فَهُوَ بالراء، وَإِلَّا فَهُوَ بالزاي.
ابْن حُبَيْش وَابْن حنيش وَابْن خُنَيْس: الأول بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَة والشين الْمُعْجَمَة أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الأندلسي المريي، وَالثَّانِي بالنُّون بدل الْمُوَحدَة أَبُو الْقَاسِم عبد الصَّمد بن أَحْمد الْخَولَانِيّ وَالثَّالِث بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرؤوف الْقُرْطُبِيّ.
الْحُسَيْنِي والخشيني: الأول بِالْحَاء الْمُهْملَة كثير، وَالثَّانِي بالمعجمتين سُلَيْمَان بن عبد الله أَبُو الرّبيع التجِيبِي لَا غير.
الْحلِيّ والخلي: الأول بِالْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَة جمَاعَة، وَالثَّانِي بِالْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَة سُلَيْمَان ابْن مُحَمَّد اليمني وكل من هُوَ من الْيمن.
الرندي والزيدي: الأول بالراء الْمُهْملَة وَالنُّون جمَاعَة، أشهرهم أَبُو عَليّ عمر بن عبد الْمجِيد شَارِح الْجمل، وضابطه أَن يكون مغربيا، وَالثَّانِي بالزاي وَالْيَاء كثير.
الزَجاجي والزُجاجي: الأول بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْجِيم أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن ابْن إِسْحَاق صَاحب الْجمل، وَالثَّانِي بِضَم الزَّاي وَتَخْفِيف الْجِيم يُوسُف بن عبد الله الْجِرْجَانِيّ.
السجْزِي والشجري: الأول بِالسِّين الْمُهْملَة المسكورة وَسُكُون الْجِيم وبالزاي أُسَامَة ابْن سُفْيَان، وَالثَّانِي بِالْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَة وَفتح الْجِيم وَالرَّاء أَبُو السعادات هبة الله بن عَليّ لَا غير.
ابْن الصَّائِغ وَابْن الضائع: الأول بالصَّاد الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة كثير، وَالثَّانِي بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الكتامي الإشبيلي شَارِح الْجمل لَا غير.
الطَّيِّبِيّ والطيني: الأول بِالْبَاء الْمُوَحدَة الإِمَام الْمَشْهُور الْحسن بن مُحَمَّد صَاحب حَاشِيَة الْكَشَّاف، وَالثَّانِي بالنُّون أَبُو مَرْوَان عبد الْملك بن زِيَادَة الله.
العَتابي والعُنابي: الأول بِفَتْح الْعين وَالتَّاء الْفَوْقِيَّة أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن زبرج، وَالثَّانِي بِضَم الْعين وبالنون الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد.
الفالي والقالي: الأول بِالْفَاءِ مُحَمَّد بن سعيد السيرافي شَارِح اللّبَاب، وَالثَّانِي بِالْقَافِ أَبُو عَليّ إِسْمَاعِيل صَاحب الأمالي.
ابْن مكرَم وَابْن مكرّم: الأول بِسُكُون الْكَاف وَتَخْفِيف الرَّاء سعيد بن فتحون، وَالثَّانِي بِفَتْح الْكَاف وَتَشْديد الرَّاء مُحَمَّد بن مكرم صَاحب لِسَان الْعَرَب.(2/392)
فصل فِيمَن آخر اسْمه ويه
والداعي إِلَى عقد هَذَا الْفَصْل أَن الإِمَام أَبَا حَيَّان، قَالَ فِي بَاب الْعلم من شرح الألفية: النُّحَاة الَّذين آخر اسمهم " ويه " سِتَّة لَا سَابِع لَهُم: سِيبَوَيْهٍ، ونفطويه، وبرزويه، وَابْن خالويه، وَابْن درسْتوَيْه، وَابْن شاهويه. انْتهى.
وَقد وجدنَا: أَسمَاء أخر وَهِي أَن ماهويه إِبْرَاهِيم، وَابْن حمويه أَحْمد بن عَليّ، وَابْن حَمْدَوَيْه شمر، وَابْن حيويه اثْنَان: مُحَمَّد وَعبد الصَّمد مُحَمَّد، وَابْن شاذويه مُحَمَّد بن الْفضل، وسلمويه ابْن صَالح، وسلمويه سَلمَة بن النَّجْم، وَابْن سلمويه منَّة المنان، وَابْن عُلْوِيَّهُ أَحْمد، وَابْن دلويه أَحْمد بن مُحَمَّد، وَابْن خشكويه عَليّ، وَابْن بطويه الْحُسَيْن بن أَحْمد.
فَهَذِهِ سِتَّة عشر اسْما، وَلَو عددنا بالاشتراك كسيبويه الثَّانِي وَالثَّالِث ونفطويه الثَّانِي وسلمويه الثَّانِي وَالثَّالِث وَنَحْو ذَلِك كثر الْعدَد ...(2/393)
فصل فِي الْآبَاء وَالْأَبْنَاء والأحفاد وَالإِخْوَة والأقارب
أَبُو عَليّ الْفَارِسِي، وَابْن أُخْته مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مَالك، وَولده بدر الدّين مُحَمَّد.
أَبُو زرْعَة الْبَاهِلِيّ، وَابْنه أَبُو يعلى مُحَمَّد.
الْجلَال التباني، ووالده مُحَمَّد وَيَعْقُوب.
أَبُو بكر بن طَلْحَة وَأَخُوهُ أَحْمد وَابْنه طَلْحَة.
أَبُو مُحَمَّد اليزيدي، يحيى، وَولده إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَأَوْلَاده: مُحَمَّد وَأحمد وَالْعَبَّاس وَالْفضل.
ابْن جني أَبُو الْفَتْح وَولده عَليّ.
الْأَخْفَش الصَّغِير عَليّ بن سُلَيْمَان، ووالده سُلَيْمَان.
الشَّيْخ جمال الدّين بن هِشَام، وَولده محب الدّين مُحَمَّد، وحفيده الشهَاب أَحْمد بن التقي عبد الرَّحْمَن، وسبطه الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد.
الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ، وَولده بهاء الدّين أَحْمد، وقريبه بهاء الدّين مُحَمَّد بن عبد الْبر.
السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَولده مُحَمَّد.
ابْن أبي الركب مُحَمَّد بن مَسْعُود وَابْنه أَبُو ذَر مُصعب، وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود.
ولاد: وَولده مُحَمَّد وحفيده أَحْمد.
الميداني صَاحب الْأَمْثَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَولده سعيد.
ابْن سَعْدَان مُحَمَّد وَولده إِبْرَاهِيم.
ثَابت السَّرقسْطِي وَولده قَاسم.
دحمان بن عبد الرَّحْمَن وَولده عبد الرَّحْمَن.
دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَولده يزِيد.
التَّاج الْكِنْدِيّ وَابْن عَمه عَليّ بن ثروان.
إِبْرَاهِيم بن قطن الْمهْدي وَأَخُوهُ عبد الْملك.
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي عباد اليمني، وَعَمه الْحسن بن أبي عباد.(2/394)
أَبُو البركات عمر الْعلوِي الْكُوفِي وَأَبوهُ إِبْرَاهِيم.
الجواليقي أَبُو مَنْصُور موهوب بن أَحْمد، وَولده إِسْمَاعِيل.
ابْن عبد الْمُعْطِي أَحْمد بن مُحَمَّد. نحوي مَكَّة، وحفيده شَيخنَا محيي الدّين عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم البطليوسي.
عبد الله بن السَّيِّد وَأَخُوهُ عَليّ بن العريف.
الْحسن بن الْوَلِيد وَأَخُوهُ الْحُسَيْن.(2/395)
وَهَذَا بَاب فِي أَحَادِيث منتقاة من الطَّبَقَات الْكُبْرَى
عنَّ لنا أَن نختم بهَا هَذَا الْمُخْتَصر ليَكُون الْمسك ختامه، والكلم الطّيب تَمَامه.
1 - حَدثنَا شَيخنَا الإِمَام نحوي الْعَصْر تَقِيّ الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الشمني من لَفظه - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - حَدثنَا الشَّيْخ الْفَقِيه النَّحْوِيّ نَاصِر الدّين سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر الأبشيطي - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - حَدثنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - حَدثنَا النجيب أَبُو الْفرج عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم الجراني - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - أَنبأَنَا الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْجَوْزِيّ - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - أَنبأَنَا أَبُو سعيد إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح أَحْمد بن عبد الْملك النَّيْسَابُورِي، وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ، أَنبأَنَا وَالِدي أَبُو صَالح أَحْمد بن عبد الْملك الْمُؤَذّن - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخمش الزيَادي - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - حَدثنَا أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن بِلَال الْبَزَّاز - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم الْعَبْدي - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة - وَهُوَ أول حَدِيث سمعته مِنْهُ - عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي قَابُوس مولى عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الراحمون يرحمهم الرَّحْمَن تبَارك وَتَعَالَى ارحموا من فِي الأَرْض يَرْحَمكُمْ من فِي السَّمَاء ". حَدِيث صَحِيح مسلسل بالأولية.
2 - قَرَأت على شَيخنَا الإِمَام الشمني أبقاه الله تَعَالَى، وشافهني نحوي الْحجاز قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ؛ كِلَاهُمَا عَن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين أبي حَامِد عبد الله بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْحَافِظ الْفَقِيه النَّحْوِيّ، عَن الإِمَام أبي عبد الله بن مَرْزُوق النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن رشيد الفِهري النَّحْوِيّ، قَالَ: قَرَأت على أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون اللّغَوِيّ الأديب.(2/396)
ح: قَالَ شَيخنَا الشمني: وأنبأنا عَالِيا بدرجتين شيخ الْإِسْلَام أَبُو حَفْص عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ، عَن الإِمَام أبي حَيَّان الأندلسي، عَن أبي مُحَمَّد بن هَارُون الْمَذْكُور، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان قِرَاءَة، أَنبأَنَا الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يحيى الأديب؛ حَدثنَا أَبُو عبد الله جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مكي الأديب فَأقر بِهِ، أَنبأَنَا أَبُو مَرْوَان عبد الْملك بن سراج الأديب، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإفليلي، حَدثنَا أبي، حَدثنَا قَاسم بن أصبغ، حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن قُتَيْبَة، حَدثنَا أَحْمد بن الْخَلِيل، حَدثنَا الْأَصْمَعِي، حَدثنَا أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي، عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " سيد أَدَم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم، وَسيد رياحين أهل الْجنَّة الفاغية ".
هَذَا حَدِيث مسلسل بالنحاة، رَوَاهُ ابْن رشيد فِي رحلته هَكَذَا، وَقَالَ: رُوَاته كلهم نحاة، من شَيخنَا إِلَى الْأَصْمَعِي.
قلت: وَكَذَا ابْن رشيد وَمن بعده إِلَى شَيخنَا، وَابْن ظهيرة كَانَ يعرف النَّحْو جيدا وَله فِيهِ مؤلفات لطاف، والبلقيني كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو، وَله فِيهِ أبحاث وتحقيقات ومؤلفات؛ وَإِنَّمَا لم أترجمهما فِي هَذِه الطَّبَقَات لما ذكرته فِي الْخطْبَة من أَنِّي لَا أذكر من اشْتهر بفن غير النَّحْو؛ وَقد ذكرتهما فِي الْكُبْرَى. وَأحمد بن خَلِيل هُوَ القومسي لَا أعرف وَصفه بالنحو؛ وَوَقع لنا الحَدِيث فِي الْمِائَتَيْنِ للصابوني بعلو خمس دَرَجَات عَن الطَّبَقَة الأولى، وَثَلَاث عَن الثَّانِيَة، وَقد ذَكرْنَاهُ فِي المسلسلات.
3 - أنبأني الْعَلامَة بدر الدّين مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ فِي عميم إِجَازَته. وحَدثني عَنهُ الْعَلامَة أَبُو الْعدْل الْحَنَفِيّ من لَفظه، أَنبأَنَا الْعَلامَة جِبْرِيل، أنبأ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو حنيفَة أَمِير كَاتب الإتقاني، وأنبأتنيه عَالِيا أم الْفضل بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي، عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح الْحَنَفِيّ، عَن الإتقاني، أَنبأَنَا أَحْمد بن أسعد البُخَارِيّ، والحسام حُسَيْن السغناقي، قَالَا: أَنبأَنَا حَافظ الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر البُخَارِيّ، أَنبأَنَا شمس الْأَئِمَّة مُحَمَّد بن عبد الستار الْكرْدِي، أَنبأَنَا بدر الدّين عمر بن عبد الْكَرِيم الورشكي، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد الْكرْمَانِي، أنبأ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الإرسانبذي، أَنبأَنَا الزوزني، أَنبأَنَا أَبُو زيد(2/397)
الدبوسي، أَنبأَنَا أَبُو جَعْفَر الأستروشني، أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن الْخضر النَّسَفِيّ، أنبأ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْفضل، أنبأ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن يَعْقُوب البُخَارِيّ، أنبأ أَبُو عبد الله بن أبي حَفْص الْكَبِير، أَنبأَنَا وَالِدي، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن الْحسن، أنبأ أَبُو حنيفَة، أَنبأَنَا عبد الله ابْن أبي حَبِيبَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء صَاحب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: بَينا أَنا رَدِيف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " يَا أَبَا الدَّرْدَاء، من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله وَجَبت لَهُ الْجنَّة "، قَالَ: قلت لَهُ: وَإِن زنى وَإِن سرق {فَسكت عني، ثمَّ سَار سَاعَة، ثمَّ قَالَ: " من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله وَجَبت لَهُ الْجنَّة "، قلت: وَإِن زنى، وَإِن سرق} فَسكت عني، ثمَّ سَار سَاعَة، ثمَّ قَالَ: من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله وَجَبت لَهُ الْجنَّة، قلت: وَإِن زنى وَإِن سرق! قَالَ: " وَإِن زنى وَإِن سرق، وَإِن رغم أنف أبي الدَّرْدَاء " - قَالَ: فَكَأَنِّي أنظر إِلَى أصْبع أبي الدَّرْدَاء السبابَة يَرْمِي بهَا إِلَى أرنبته - هَذَا حَدِيث مسلسل بالحنفية، وَقد وَقع لنا من طَرِيق آخر عَالِيا بِسبع دَرَجَات. أوردناه فِي المسلسلات.
4 - قَرَأت على الأصيلة الثِّقَة الْخيرَة الفاضلة الكاتبة أم هَانِئ بنت أبي الْحسن الهوريني - وعدتهن فِي يَدي - قَالَت: أَنبأَنَا الإِمَام النَّحْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي الْمَكِّيّ وَعبد الله بن مُحَمَّد النشاوري سَمَاعا - وعدهن كل مِنْهُمَا فِي يَدي - قَالَ الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي سَمَاعا - وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا الرضي الطَّبَرِيّ سَمَاعا وعدهن فِي يَدي. وَقَالَ الثَّانِي: أَنبأَنَا الرضي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا، قَالَ: أنبأ أَبُو بكر بن مسدى وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ بِقِرَاءَتِي - وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا أَبُو بكر يحيى بن أبي عَامر الْحَافِظ - وعدهن فِي يَدي.
ح: قَالَ ابْن مسدى: وأنبأنا أَبُو سُلَيْمَان الحوطي - وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله السُّهيْلي فِي آخَرين - وعدهن كل فِي يَدي - أَنبأَنَا أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ - وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي - وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد(2/398)
الْخلال - وعدهن فِي يَدي - أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْعَرْزَمِي - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا أَبُو الْهَيْثَم أَحْمد بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا عَليّ بن أَحْمد الْعجلِيّ - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا عَمْرو بن خَالِد - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا زيد بن عَليّ - وعدهن فِي يَدي - حَدثنِي أبي عَليّ بن الْحُسَيْن - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا أبي الْحُسَيْن بن عَليّ - وعدهن فِي يَدي - حَدثنَا أبي عَليّ بن أبي طَالب - وعدهن فِي يَدي - قَالَ: حَدثنِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعدهن فِي يَدي - قَالَ: عدهن فِي يَدي جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ جِبْرَائِيل: هَكَذَا نزلت بِهن من عِنْد رب الْعِزَّة: " اللَّهُمَّ صلي على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد. اللَّهُمَّ وترحم على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا ترحمت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد. اللَّهُمَّ وتحنن على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا تحننت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد. اللَّهُمَّ وَسلم على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا سلمت على إِبْرَاهِيم على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد ".
قَالَ ابْن مسدى: كَذَا قَالَ عَامَّة أَصْحَاب ابْن الْعَرَبِيّ عَنهُ.
فِي هَذَا الْإِسْنَاد حَرْب بن الْحسن عَن عَمْرو بن خَالِد، وَسقط بَينهمَا رجل، وَهُوَ يحيى ابْن الْمسَاوِر، وَلَا يتَّصل الْإِسْنَاد إِلَّا بِثُبُوتِهِ، وَقد ورد ثَابتا فِي رِوَايَة أُخْرَى؛ ذَكرنَاهَا فِي المسلسلات.
5 - قَرَأت على هَاجر بنت مُحَمَّد المصرية، أخْبرك مُحَمَّد بن حَيَّان ابْن أبي حَيَّان سَمَاعا، أَنبأَنَا جدي، أَنبأَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير العاصمي من لَفظه عَن الْكَاتِب أبي الهمذاني ... الطًّوسي - بِفَتْح الطَّاء - أخبرنَا مُحَمَّد بن خَلِيل الْقَيْسِي، أخبرنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد الجياني الْحَافِظ، حَدثنَا حكم بن مُحَمَّد، حَدثنَا أَبُو بكر ابْن المهندس، حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد، حَدثنَا طالوت بن عباد، حَدثنَا فضال بن جُبَير، سَمِعت أَبَا أُمَامَة الْبَاهِلِيّ، يَقُول: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، يَقُول: " اكفلوا لي بست أكفل لكم بِالْجنَّةِ:(2/399)
إِذا حدث أحدكُم فَلَا يكذب، وَإِذا اؤتمن فَلَا يخن، وَإِذا وعد فَلَا يخلف؛ غضوا أبصاركم، وَكفوا أَيْدِيكُم، واحفظوا فروجكم ".
6 - شافهني شَيْخي شيخ الْإِسْلَام علم الدّين ابْن شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين أبي حَفْص عمر ابْن رسْلَان البُلْقِينِيّ، عَن وَالِده، عَن أبي حَيَّان، أَنبأَنَا أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص قِرَاءَة عَلَيْهِ، أَنبأَنَا الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ الشريف أَبُو عَليّ الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن سمْعَان سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الصَّمد بن مُحَمَّد الحرستاني مُكَاتبَة، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْفضل الفراوي مُكَاتبَة، أَنبأَنَا الزكي أَبُو الْحُسَيْن عبد الغافر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمرويه الجلودي، حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُفْيَان، حَدثنَا مُسلم بن الْحجَّاج، حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا الْمُغيرَة بن سَلمَة المَخْزُومِي، حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة، قَالَ: دخل عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الْمَسْجِد بعد صَلَاة الْمغرب، فَقعدَ وَحده، فَقَعَدت إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْن أخي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " من صلى الْعشَاء فِي جمَاعَة، فَكَأَنَّمَا قَامَ نصف لَيْلَة، وَمن صلى الصُّبْح فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا صلى اللَّيْل كُله ".
7 - وَبِه إِلَى ابْن أبي الْأَحْوَص، أنبأ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الزبير الْقُضَاعِي المربيطري مشافهة، أنبأ الْخَطِيب الْعَالم أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن خلف بن النِّعْمَة سَمَاعا، أنبأ أَبُو عَليّ حُسَيْن بن مُحَمَّد الصَّدَفِي، أنبأ أَبُو الفوارس طراد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي، أنبأ أَبُو الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد الحفار، أنبأ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن يحيى بن عَيَّاش الْقطَّان، أنبأ زُهَيْر بن مُحَمَّد ابْن نمير، أنبأ عبد الرَّزَّاق، عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن سماك بن حَرْب عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه طَلْحَة بن عبيد الله رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كَانَ بَين يَديك مثل مؤخرة الرحل لم يقطع صَلَاتك مَا يمر بَين يَديك ".
8 - وَبِه إِلَيْهِ، أَنبأَنَا الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ المالقي الفحام أذنا، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن نوح الغافقي سَمَاعا، أنبأ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل سَمَاعا، أنبأ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان(2/400)
ابْن نجاح الْمُقْرِئ سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو عمر يُوسُف بن عبد الله الْحَافِظ سَمَاعا، حَدثنَا أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد الْفَقِيه قِرَاءَة، حَدثنَا أَبُو عمر أَحْمد بن مطرف، حَدثنَا عبيد الله بن يحيى، حَدثنِي أبي يحيى بن يحيى، حَدثنَا مَالك بن أنس، عَن نعيم بن عبد الله المجمر، أَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد الْأنْصَارِيّ أخبرهُ عَن ابْن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ، أَنه قَالَ: أَتَانَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي مجْلِس سعد بن عبَادَة، فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: أمرنَا الله أَن نصلي عَلَيْك يَا رَسُول الله، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: فَسكت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى تمنينا أَنه لم يسْأَله، ثمَّ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد، وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم؛ وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم، فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام كَمَا علمْتُم ".
9 - وَبِه إِلَيْهِ: حَدثنَا الْأُسْتَاذ أَبُو بكر عبد الرَّحْمَن بن دحمان بن عبد الرَّحْمَن المالقي مناولة وإجازة، حَدثنَا الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد الْخَثْعَمِي السُّهيْلي سَمَاعا، حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن نجاح الذَّهَبِيّ سَمَاعا، حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد التَّمِيمِي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف الْقَابِسِيّ سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مسرور الْعَبْدي سَمَاعا، حَدثنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان، حَدثنَا سَحْنُون بن سعيد، حَدثنَا أَبُو عبد الله عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، حَدثنَا أَبُو عبد الله مَالك، عَن أنس عَن يزِيد بن عبد الله ابْن الْهَاد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن بصرة بن أبي بصرة الْغِفَارِيّ، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، يَقُول: " لَا تعْمل الْمطِي إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام، وَإِلَى مَسْجِدي هَذَا، وَإِلَى مَسْجِد إيلياء - أَو بَيت الْمُقَدّس "، يشك أَيهمَا قَالَ.
10 - أَخْبَرتنِي الشيختان المسندتان: أم هَانِئ بنت أبي الْحسن الهرويني سَمَاعا عَلَيْهَا، وَأم الْفضل بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا، قَالَت الأولى: أَنبأَنَا عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد النشاوري سَمَاعا، أَنبأَنَا الرضي الطَّبَرِيّ سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو مَدين شُعَيْب بن يحيى الزَّعْفَرَانِي سَمَاعا وَعلي بن هبة الله الجميزي وَأَبُو الْقَاسِم بن مكي الطرابلسي إجَازَة.(2/401)
ح: وَقَالَت الثَّانِيَة: أَنبأَنَا أَحْمد بن أَيُّوب بن المنقر وَأحمد بن مُحَمَّد بَنِينَ سَمَاعا وَمَرْيَم بنت أَحْمد الْأَذْرَعِيّ إجَازَة، قَالُوا: حَدثنَا أَبُو الْحسن بن عمر الواني سَمَاعا، حَدثنَا ابْن مكي سَمَاعا، قَالُوا: حَدثنَا أَبُو طَاهِر السلَفِي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو طَالب نصر بن الْحُسَيْن بن محمان قَاضِي الدينور. وَبهَا حَدثنَا أَبُو سعيد بنْدَار بن عَليّ بن الْحسن بن الرواس إملاء، أَنبأَنَا أَبُو الْخَيْر زيد بن رِفَاعَة الْكَاتِب، أخبرنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد الْأَزْدِيّ، عَن أبي حَاتِم السجسْتانِي، عَن الْأَصْمَعِي، عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، عَن نصر بن عَاصِم اللَّيْثِيّ، عَن أَبِيه، قَالَ: سَمِعت النَّابِغَة يَقُول: أتيت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأَنْشَدته حَتَّى أتيت إِلَى قولي:
(أتيت رَسُول الله إِذْ جَاءَ بِالْهدى ... وَيَتْلُو كتابا وَاضح الْحق نيرا)
(بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا)
فَقَالَ لي: إِلَى أَيْن يَا أَبَا ليلى؟ فَقلت: إِلَى الْجنَّة، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: إِن شَاءَ الله، فَأَنْشَدته:
(وَلَا خير فِي جهل إِذا لم يكن لَهُ ... حَلِيم إِذا مَا أورد الْأَمر أصْدرَا)
(وَلَا خير فِي حلم إِذا لم تكن لَهُ ... بَوَادِر تَحْمِي صَفوه أَن يكدرا)
فَقَالَ لي: " صدقت، لَا يفضّ الله فَاك ".
قَالَ: فَبَقيَ عمره أحسن النَّاس ثغرا، كلما سَقَطت سنّ عَادَتْ أُخْرَى مَكَانهَا. وَكَانَ معمرا.
11 - كتب إِلَى مُسْند الدُّنْيَا أَبُو عبد الله بن مقبل الْحلَبِي، عَن الصّلاح بن أبي عمر، عَن أبي الْحسن بن البُخَارِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ، أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز، أَنبأَنَا أَحْمد ابْن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ، أَنبأَنَا أَبُو المظفر هناد بن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ، قَالَ: سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الْجوزجَاني بهَا يَقُول: سَمِعت أَبَا عمر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمرَان الْبَغْدَادِيّ، يَقُول: سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله بن حُبَيْش، يَقُول: سَمِعت أَبَا عُثْمَان(2/402)
بكر بن مُحَمَّد الْمَازِني، يَقُول: سَمِعت سِيبَوَيْهٍ يَقُول: سَمِعت الْخَلِيل بن أَحْمد الْعَرُوضِي يَقُول: سَمِعت ذرا الْهَمدَانِي، يَقُول: سَمِعت الْحَارِث العكلي، يَقُول: سَمِعت عَليّ بن أبي طَالب، يَقُول: سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، يَقُول: " أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة، وَأهل الْمُنكر فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمُنكر فِي الْآخِرَة ".
12 - أَخْبرنِي شيخ الْإِسْلَام أَمِين الدّين يحيى بن مُحَمَّد الأقصرائي الْحَنَفِيّ إِذْنا، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم إِذْنا، أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نباتة، أَنبأَنَا الْبَهَاء مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن النّحاس الْحلَبِي، عَن أبي الْحسن عَليّ بن أبي عبد الله الْبَغْدَادِيّ، عَن الْحَافِظ أبي الْفضل بن نَاصِر السلَامِي، أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الحبال، أَنبأَنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن النّحاس، حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر بن الْورْد الْبَغْدَادِيّ، حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن عبد الله البرقي، حَدثنَا أَبُو بكر عبد الْملك بن هِشَام النَّحْوِيّ، حَدثنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي، حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، حَدثنَا يحيى بن عباد، عَن أَبِيه، عَن جده عبد الله بن الزبير، عَن أَبِيه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: أوجب طَلْحَة حِين صنع برَسُول الله مَا صنع ".
13 - وَبِالْإِسْنَادِ الْمَاضِي إِلَى الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ: أَنبأَنَا أَبُو الْفرج الْحُسَيْن بن عَليّ الطناجيري، حَدثنَا عبد الله بن الْحُسَيْن الْأَنْبَارِي، حَدَّثتنَا منية الكاتبة جَارِيَة أم ولد الْمُعْتَمد إملاء من لَفظهَا، قَالَت: حَدثنِي أستاذي مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يحيى النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالوشاء، حَدثنَا عبد الله بن عَمْرو الْوراق، حَدثنَا عمر بن شبة، حَدثنَا أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن يحيى، حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عمرَان، عَن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي حَبِيبَة، عَن دَاوُد بن الْحصين، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " السخاء شَجَرَة فِي الْجنَّة، فَمن كَانَ سخيا أَخذ بِغُصْن مِنْهَا فَلم يتْركهُ الْغُصْن حَتَّى يدْخلهُ الْجنَّة، وَالشح شَجَرَة فِي النَّار، فَمن كَانَ شحيحا أَخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا فَلم يتْركهُ الْغُصْن حَتَّى يدْخلهُ النَّار ".(2/403)
14 - شافهتني هاجرة بنت مُحَمَّد المصرية، أنبأ أَبُو بكر بن عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة سَمَاعا، أنبأ جدي قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة سَمَاعا، أنبأ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن المفرج بن عَليّ ابْن مسلمة إجَازَة، أنبأ أَبُو الفوارس بن الصيفي إجَازَة، أنبأ أَبُو الْمجد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن جهور الْمعدل الوَاسِطِيّ سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بَشرَان سَمَاعا، أنبأ أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن دِينَار الْكَاتِب، أنبأ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن يَعْقُوب بن مقسم الْمُقْرِئ الْعَطَّار، حَدثنَا يحيى بن عبد الْبَاقِي الثغري، حَدثنَا إِدْرِيس بن سُلَيْمَان الرَّمْلِيّ، حَدثنَا ضَمرَة بن ربيعَة، عَن يحيى بن رَاشد، عَن حميد الطَّوِيل، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: سافرنا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي رَمَضَان فَلم يعب الصَّائِم على الْمُفطر وَلَا الْمُفطر على الصَّائِم.
15 - وَبِه إِلَى الْبَدْر بن جمَاعَة، أنبأ أَبُو الطَّاهِر إِبْرَاهِيم بن هبة الله الْبَارِزِيّ، أنبأ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن المظفر بن البرني، أَنبأَنَا الإِمَام أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد الخشاب النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو عبد الله أَحْمد بن الْحُسَيْن السماني، أَنبأَنَا الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ ابْن أَحْمد الواحدي، أَنبأَنَا الْأُسْتَاذ أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن محمش الزيَادي، أَنبأَنَا أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن بِلَال، أَنبأَنَا يحيى بن الرّبيع الْمَكِّيّ، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، حَدثنَا الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " قَالَ الله عز وَجل: قسمت الصَّلَاة بيني وَبَين عَبدِي، فَإِذا قَالَ: الْحَمد لله رب الْعَالمين، قَالَ: حمدني عَبدِي، أَو أثنى عَليّ عَبدِي، وَإِذا قَالَ: مَالك يَوْم الدّين، قَالَ: فوض إِلَيّ عَبدِي، وَإِذا قَالَ: إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين، قَالَ: هَذِه بيني وَبَين عَبدِي، ولعبدي مَا سَأَلَ، وَإِذا قَالَ: اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين، قَالَ: هَذِه لَك ".
16 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة حجَّة الْعَرَب أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك الطَّائِي الجياني بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِدِمَشْق، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل مكرم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن(2/404)
أبي الصَّقْر الْقرشِي قِرَاءَة عَلَيْهِ، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُقَابل السُّوسِي، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد المصِّيصِي، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الْقَاسِم بن أبي نصر، أَنبأَنَا أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن هَارُون بن شُعَيْب الْأنْصَارِيّ، حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْدَه الْأَصْبَهَانِيّ، حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عَامر بن إِبْرَاهِيم، حَدثنِي أبي، حَدثنِي يَعْقُوب القمي، عَن عَنْبَسَة بن سعيد الرَّازِيّ، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن قيس بن أبي حَازِم، عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَتَطلع إِلَى الْقَمَر، فَقَالَ: " لينظرن قوم إِلَى رَبهم لَا يضامون فِي رُؤْيَته كَمَا ينظرُونَ إِلَى الْقَمَر ".
17 - أَخْبرنِي جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بسنهور، عَن عَائِشَة بنت عَليّ الْكِنَانِي، أَنبأَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد إِذْنا، أخبرنَا أَبُو الْمَعَالِي الأبرقوهي سَمَاعا، أَنبأَنَا الْمُبَارك بن عَليّ بن أبي الْجُود سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس بن الطلابة، أَنبأَنَا عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي، أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر المخلص، حَدثنَا أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن هَارُون الْحَضْرَمِيّ، أَنبأَنَا الْقَاسِم بن عبد السَّلَام، حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل، حَدثنَا شُعْبَة، عَن حميد، عَن أنس، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".
18 - قَرَأت على الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْقَادِر الشاوي وَأم الْفضل بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي، قَالَا: أنبأتنا أم عبد الله سارة بنت شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن الْجَزرِي، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي وَعبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي.
قَالَ الثَّانِي: أَنبأَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم السيدي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عبد الْحق بن عبد الْخَالِق، أَنبأَنَا أَبُو الأسعد الْأَسدي.
وَقَالَ الأول: أَنبأَنَا عَالِيا أَبُو طَاهِر السلَفِي وشهدة. قَالَ السلَفِي: أنبأ أَبُو سعد الفانيدي وَأَبُو مُسلم السمناني، وَقَالَت شهدة: أَنبأَنَا عَليّ بن الْحُسَيْن الْبَزَّار.(2/405)
قَالَ الْأَرْبَعَة: أَنبأَنَا أَبُو عَليّ بن شَاذان، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن سُفْيَان النسوي، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبيد الله بن مُوسَى الْعَبْسِي، أَنبأَنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن أبي مراوح عَن أبي ذَر، قَالَ: سَأَلت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: إِيمَان بِاللَّه، وَجِهَاد فِي سَبيله. قلت: فَأَي الرّقاب أفضل؟ قَالَ: أغلاها ثمنا، وأنفسها عِنْد أَهلهَا، قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، فَإِن لم أفعل، قَالَ: تعين صانعا، أَو تصنع لأخرق، قَالَ: قلت: فَإِن لم أفعل؟ قَالَ: تدع النَّاس من الشَّرّ فَإِنَّهَا صَدَقَة، تصدق بهَا على نَفسك.
19 - وَبِه إِلَى ابْن شَاذان: أَنبأَنَا أَبُو عمر مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أبي هَاشم الزَّاهِد اللّغَوِيّ صَاحب ثَعْلَب، أَنبأَنَا أَحْمد بن عبيد الله النوسي، حَدثنَا شَبابَة بن سوار، أَنبأَنَا وَرْقَاء بن عمر، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " إِن الله عز وَجل يضْحك إِلَى رجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر، كِلَاهُمَا يدْخل الْجنَّة، رجل يُقَاتل فَيقْتل وَيسْتَشْهد فَيدْخل الْجنَّة، ثمَّ يَتُوب الله عز وَجل على قَاتله فَيسلم فَيُقَاتل فِي سَبِيل الله عز وَجل فَيقْتل وَيسْتَشْهد فَيدْخل الْجنَّة ".
20 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا عبد الله بن إِسْحَاق اللّغَوِيّ، أنبأ أَحْمد بن عبيد بن نَاصح أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة، أَنبأَنَا الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عمر عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " يَقُول الله عز وَجل: يَا ابْن آدم اذْكُرْنِي من أول النَّهَار سَاعَة، وَمن آخر النَّهَار سَاعَة، أَغفر لَك مَا بَين ذَلِك إِلَّا الْكَبَائِر أَو تتوب مِنْهَا ".
21 - وَبِه إِلَيْهِ: أنبأ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يَعْقُوب بن يُوسُف الْأَصْبَهَانِيّ الْمَعْرُوف ببرزويه، عَن ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أرْحم أمتِي أَبُو بكر، وأشدهم فِي الله عمر، وَأَكْثَرهم حَيَاء عُثْمَان بن عَفَّان، وأقضاهم عَليّ بن أبي طَالب ".
22 - وَبِه إِلَيْهِ: أنبأ أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن هَارُون الْمُؤَدب الدينَوَرِي، حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان، حَدثنَا عمر بن مَنْصُور، حَدثنَا فائد بن عبد الرَّحْمَن، حَدثنَا عبد الله بن أبي أوفى،(2/406)
أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " مَا من مُسلم يمسح يَده على رَأس يَتِيم إِلَّا كَانَت لَهُ بِكُل شَعْرَة مرت عَلَيْهَا يَده حَسَنَة، وَرفعت لَهُ بهَا دَرَجَة، وحطت عَنهُ بهَا خَطِيئَة ".
23 - أَخْبرنِي الْأَصِيل أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مظفر بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، عَن سعد بن عبد الله البهائي، أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن القرشية سَمَاعا، أَنبأَنَا عبد الله اليونيني، أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر ابْن إِبْرَاهِيم الخشوعي، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَليّ الحريري فِي كِتَابه، أَنبأَنَا أَبُو تَمام، أَنبأَنَا أَبُو عمر وَعُثْمَان بن مُحَمَّد النسوي قِرَاءَة عَلَيْهِ، حَدثنَا أَبُو ورق أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَسْكَر الهزاني، حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي، حَدثنَا عمر بن يُونُس اليمامي، عَن عِيسَى بن عون، عَن عبد الْملك بن زُرَارَة، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا أنعم الله عز وَجل على عبد نعْمَة فِي أهل أَو مَال أَو ولد فَرَآهُ فأعجبه، فَقَالَ إِذا رأى ذَلِك: مَا شَاءَ الله، لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، إِلَّا دفع الله عَنهُ كل آفَة حَتَّى تَأتيه منيته ".
24 - وَبِه إِلَى الحريري: حَدثنَا الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم الْفضل بن مُحَمَّد بن عَليّ القصباني النَّحْوِيّ وَأَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن أَحْمد الباقلاني - وَاللَّفْظ لَهُ - قَالَ: حَدثنَا أَبُو عمر وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بكر الهزاني إملاء، حَدثنِي عمي أَبُو روق عَبَّاس الترقفي، عَن رواد بن الْجراح، حَدثنَا أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا ألْقى الرجل جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ ".
25 - أَخْبَرتنِي هَاجر بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا، أَنبأَنَا عبد الله بن مغلطاي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يحيى ابْن يُوسُف عَن عَليّ بن هبة الله، حَدَّثتنَا شهدة بنت الأبرى سَمَاعا وَأَبُو طَاهِر السلَفِي إجَازَة - قَالَت شهدة: حَدثنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَزَّار سَمَاعا، وَقَالَ السلَفِي، حَدثنَا أَبُو الْمَعَالِي ثَابت بن بنْدَار الْبَقَّال قِرَاءَة - قَالَا: أَنبأَنَا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد البرقي سَمَاعا، حَدثنَا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ، حَدثنَا أَبُو عبد الله إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن عَرَفَة النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بنفطويه، حَدثنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار، أَنبأَنَا يُونُس بن بكير الشَّيْبَانِيّ، عَن النَّضر الخزار، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(2/407)
قَالَ: " اللَّهُمَّ أعز الدّين بِأبي جهل بن هِشَام، أَو بعمر بن الْخطاب "، فَأصْبح عمر فجَاء إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأسلم، ثمَّ صلى طَاهِرا.
26 - قَرَأت على الأصيلة نشوان بنت عبد الله الْكِنَانِي، عَن أبي إِسْحَاق بن السلار، عَن الْحَافِظ بن عبد الْمُؤمن بن خلف الدمياطي، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن بن أبي عبد الله الْأَزجيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْكَرم الشهرزوري، أَنبأَنَا أَبُو الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل مُحَمَّد ابْن حسن بن الْمَأْمُون، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي، حَدثنَا أَحْمد بن الْهَيْثَم بن خَالِد، حَدثنَا هَوْذَة بن خَليفَة، حَدثنَا سُلَيْمَان التَّيْمِيّ، عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، عَن أُسَامَة بن زيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قُمْت على بَاب الْجنَّة؛ فَإِذا عَامَّة من يدخلهَا الْفُقَرَاء، وَقمت على بَاب النَّار، فَإِذا عَامَّة من يدخلهَا النِّسَاء وَأَصْحَاب الجَدَّ محبوسون ".
27 - وَبِه إِلَى الدمياطي: أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عمرون بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بحلب، أَنبأَنَا أَبُو حَفْص ابْن أبي بكر القلاطوني؛ أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ، حَدثنَا الْحسن بن عَليّ المقنعي، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الدقاق، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى الْمروزِي، حَدثنَا أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام، حَدثنَا أَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، عَن صَفْوَان ابْن عَمْرو، عَن يزِيد بن نمير الرَّحبِي، عَن عبد الله بن بشر الْمَازِني، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَنه قَالَ: " مَا من أمتِي أحد إِلَّا وَأَنا أعرفهُ يَوْم الْقِيَامَة "، قيل: وَكَيف تعرفهم يَا رَسُول الله فِي كَثْرَة الْخلق؟ قَالَ: " أَرَأَيْت لَو دخلت صيرة فِيهَا خيل دهم، وفيهَا فرس أغر محجل، أما كنت تعرفه؟ " قَالُوا: بلَى، قَالَ: " فَإِن أمتِي يَوْمئِذٍ غر من السُّجُود، محجلون من الْوضُوء ".
28 - وَبِه إِلَى الدمياطي: قَالَ: قَرَأت على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن ريش، أخْبرك جدك لأمك أَبُو طَالب الْخضر هبة الله بن أَحْمد بن طَاوس سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن جَعْفَر السّلمِيّ النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن سلوان الْمَازِني، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم(2/408)
الْفضل بن جَعْفَر التَّمِيمِي الْمُؤَذّن، أَنبأَنَا أَبُو بكر عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم الْهَاشِمِي، حَدثنَا أَبُو مسْهر عبد الْأَعْلَى بن مسْهر الغساني، حَدثنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز، عَن ربيعَة بن يزِيد، عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، عَن عبد الله بن حِوَالَة الْأَزْدِيّ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " إِنَّكُم ستجندون أجنادا: جند بِالشَّام، وجند بالعراق، وجند بِالْيمن "، فَقَالَ الحوالي: خر لي يَا رَسُول الله، قَالَ: " عَلَيْكُم بِالشَّام؛ فَمن أَبى فليلحق بيمنه، وَلَيْسَ من عذر، فَإِن الله تكفل لي بِالشَّام وَأَهله "، فَكَانَ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ إِذا حدّث بِهَذَا الحَدِيث الْتفت إِلَى ابْن عَامر، فَقَالَ: من تكفل الله بِهِ، فَلَا ضَيْعَة عَلَيْهِ ".
29 - وَبِه إِلَيْهِ قَالَ: قَرَأت على القَاضِي أبي مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم، أخْبرك الإِمَام أَبُو الْقَاسِم قَاسم بن فيرة الشاطبي، أخبرنَا أَبُو الْحسن بن هُذَيْل، أَنبأَنَا سُلَيْمَان بن نجاح، أَنبأَنَا أَبُو عمر يُوسُف بن عبد الله النمري، أنبأ أَبُو عُثْمَان سعد بن نصر، حَدثنَا قَاسم بن أصبغ، ووهب ابْن مَسَرَّة قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن وضاح، حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى، حَدثنَا مَالك، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن عبد الله بن عمر، أَنه قَالَ: ذكر عمر بن الْخطاب إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه تصيبه جَنَابَة من اللَّيْل، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تَوَضَّأ واغسل ذكرك ثمَّ نم ".
30 - وَبِه إِلَيْهِ: قَرَأت على أبي الْفضل بن أبي الْحُسَيْن بن هبة الله بِالْقَاهِرَةِ، أخْبرك أَبُو طَالب مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد سَمَاعا، أخبرنَا الإِمَام أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن الفاخر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب النَّحْوِيّ سَمَاعا، أخبرنَا الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي، أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن جَعْفَر، أخبرنَا بشر بن مُوسَى، أخبرنَا أَبُو نعيم، أخبرنَا الْأَعْمَش، عَن عَائِشَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أهْدى مرّة غنما.
31 - وَبِه إِلَيْهِ: قَرَأت على مَحْمُود بن شُجَاع بِالْقَاهِرَةِ، أخْبرك أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن يُوسُف القونوي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور موهوب بن أَحْمد الجواليقي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ، حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن ابْن عمر، عَن زيد بن ثَابت أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رخص فِي الْعَرَايَا.(2/409)
32 - وَبِه إِلَيْهِ: قَالَ قَرَأت على أبي عبد الله بن أبي الْفضل المرسي بِمَكَّة، أخبرنَا أَبُو الْفَتْح بن عبد الْمُنعم الفراوي، أَنا أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي، أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ، أخبرنَا عبد الله الْحَافِظ، أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب، حَدثنَا الْحسن بن عَليّ العامري، حَدثنَا حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ، عَن زَائِدَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن مُصعب بن سعد، عَن ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يقبل الله صَدَقَة من غلُول وَلَا صَلَاة بِغَيْر طهُور ".
33 - أَخْبرنِي الشهَاب أَبُو الطّيب أَحْمد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالحجازي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ سَمَاعا، أَنبأَنَا حسن بن مُحَمَّد بن الإربلي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو حَفْص الْكرْمَانِي أَنبأَنَا أَبُو بكر الصفار، أَنبأَنَا عبد الْخَالِق، بن زَاهِر الشحامي قِرَاءَة عَلَيْهِ، حَدثنَا الرئيس أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن تيمياه الرامشي إملاء، حَدثنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر المنيحي، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن بشر التفليسي، حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، حَدثنَا عبد الله بن بكر السَّهْمِي، حَدثنَا إِيَاس، عَن عَليّ عَن زيد بن جدعَان، عَن سعيد بن الْمسيب أَن سلمَان الْفَارِسِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: خَطَبنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آخر يَوْم شعْبَان، فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، إِنَّه قد أظلكم شهر عَظِيم مبارك، فِيهِ لَيْلَة خير من ألف شهر، فرض الله صِيَامه، وَجعل قِيَامه تَطَوّعا، فَمن تطوع فِيهِ بخصلة من الْخَيْر كَانَ كمن أدّى فَرِيضَة فِيمَا سواهُ، وَمن أدّى فِيهِ فَرِيضَة، كَانَ كمن أدّى سبعين فَرِيضَة فِيمَا سواهُ.
34 - أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد التكروري الشَّافِعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بمنية سمنود، عَن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُوسَى الدَّمِيرِيّ، حَدثنَا أَبُو الْحرم القلانسي إِذْنا - إِن لم يكن سَمَاعا - أخبرنَا عبد الرَّحِيم بن خطيب المزة حضورا، أَنبأَنَا ابْن طبرزد، أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ، حَدثنَا القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ، حَدثنَا أَبُو أَحْمد الغطريف، حَدثنَا أَبُو خَليفَة، حَدثنَا عبيد الله ابْن عَائِشَة وَدَاوُد بن شبيب، قَالَا: حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس، قَالَ: أَمر بِلَال أَن يشفع الْأَذَان ويوتر الْإِقَامَة.(2/410)
35 - أَخْبَرتنِي كمالية بنت مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي إِذْنا، عَن أبي هُرَيْرَة بن الْحَافِظ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ، عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق، عَن أبي الْحسن بن الْمُغيرَة، عَن أبي الْفضل بن نَاصِر عَن أبي الْقَاسِم بن مَنْدَه، أَنبأَنَا أبي، أَنبأَنَا أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس، حَدثنَا عشائر ابْن الْحجَّاج الغافقي، حَدثنَا ولاد بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ، حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، حَدثنَا حَفْص الصَّنْعَانِيّ، عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " تعلمُوا الْفَرَائِض؛ فَإِنَّهُ أول مَا ينتزع من أمتِي ".
36 - أَخْبَرتنِي هَاجر بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا أسمع، أَنبأَنَا أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَنَاوِيّ سَمَاعا وَعبد الله بن مغلطاي إجَازَة، قَالَ الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَيْدُومِيُّ سَمَاعا أَنبأَنَا وَالِدي. وَقَالَ الثَّانِي: أَنبأَنَا أَبُو الْحسن الواني. قَالَا: حَدثنَا أَبُو عَليّ الْبكْرِيّ الْحَافِظ، حَدثنَا أَبُو روح الْهَرَوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْمُسْتَمْلِي، أَنبأَنَا أَبُو يعلى إِسْحَاق بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي أَنبأَنَا أَبُو سعيد عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الرَّازِيّ، حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَيُّوب بن يحيى بن ضريس الرَّازِيّ، حَدثنَا أَبُو عمر وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ، حَدثنَا هَارُون بن مُوسَى النَّحْوِيّ، حَدثنَا أَبُو عمرَان الْجونِي، عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اقْرَءُوا الْقُرْآن مَا أئتلفت عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ، فَإِذا اختلفتم فِيهِ فَقومُوا ".
39 - وَبِه إِلَى الْبكْرِيّ: أنبأتنا أم الضياء بنت عبد الرَّزَّاق، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الشحامي، حَدثنَا أَبُو سعد الكنجرودي، حَدثنَا أَبُو عَمْرو بن حمدَان، حَدثنَا أَبُو يعلى الْموصِلِي، حَدثنَا عمر بن الْحصين، حَدثنَا ابْن علاثة، عَن خصيف، عَن مُجَاهِد، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من حفظ على أمتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِيمَا يَنْفَعهُمْ من أَمر دينهم بعث يَوْم الْقِيَامَة من الْعلمَاء، وَفضل الْعَالم على العابد سَبْعُونَ دَرَجَة، الله أعلم مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ ".
38 - أَخْبرنِي غير وَاحِد، عَن أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الربعِي، أَنبأَنَا الْحَافِظ الْمزي سَمَاعا، أَنبأَنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي قِرَاءَة عَلَيْهِ، أَنبأَنَا أَبُو الْفتُوح يُوسُف بن الْمُبَارك الحفاف قِرَاءَة عَلَيْهِ، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن حسن الْفَارِسِي سَمَاعا، أَنبأَنَا حَمْزَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن السواق،(2/411)
أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن مقسم الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى بن سُلَيْمَان الْمروزِي، قَالَ: قَرَأت على أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن سَعْدَان النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن عبد الله بن سعيد المَقْبُري، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أعربوا الْقُرْآن والتمسوا غَرَائِبه ".
39 - أنبأني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْقَادِر الشاوى وَرَجَب بنت أَحْمد القليجي، قَالَا: حَدَّثتنَا سارة بنت شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ - قَالَ الأول سَمَاعا وَالثَّانيَِة حضورا - أَنبأَنَا وَالِدي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الدشتي سَمَاعا، قَالَ الشاوى: وحَدثني عَالِيا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن الدشتي، أَنبأَنَا الْعَالم أَبُو الْبَقَاء يعِيش بن عَليّ بن يعِيش الْحلَبِي قِرَاءَة عَلَيْهِ، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل عبد الله بن أَحْمد الطوسي، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن السراج، أَنبأَنَا الْحسن بن أَحْمد - وَهُوَ ابْن شَاذان - أَنا عُثْمَان بن أَحْمد، أَنا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار، حَدثنَا وَكِيع، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَالَت: لما نزلت: وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين قَامَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَ: " يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب، يَا ابْن عبد الْمطلب؛ لَا أملك لكم من الله شَيْئا، سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم ".
40 - وَبِه إِلَى السُّبْكِيّ: أَنبأَنَا الإِمَام الْعَلامَة أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْفَتْح البعلي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس الصَّالِحِي، أَنبأَنَا أَبُو الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب الْحَرَّانِي، أَنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد الْوزان، أَنا أَبُو الْحسن بن مخلد، أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، أَنبأَنَا الْحسن ابْن عَرَفَة، أَنبأَنَا أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم، عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، عَن ثَابت الْبنانِيّ، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " آتِي يَوْم الْقِيَامَة بَاب الْجنَّة فأستفتح، فَيَقُول الخازن: من أَنْت؟ فَأَقُول: مُحَمَّد، فَيَقُول: بك أمرت أَلا أفتح لأحد قبلك ".(2/412)
41 - أَخْبَرتنِي أم الْفضل بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا، أَنبأَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي وَأَبُو الْعَبَّاس السويداوي سَمَاعا فِي الْخَامِسَة، قَالَا: أخبرتنا أم الْخَيْر بنت عَليّ الصنهاجية، أَنبأَنَا أَبُو الطَّاهِر بن عزون وَأَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي قَالَ: أَنا أَبُو الْقَاسِم البوصيري، عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن بَرَكَات النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ القَاضِي، حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ، حَدثنَا أَبُو سعيد الْحسن بن عَليّ السَّقطِي وَأَبُو عباد - هُوَ ذُو النُّون بن مُحَمَّد التسترِي - قَالَا: حَدثنَا أَبُو أَحْمد الْحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللّغَوِيّ، حَدثنَا سُهَيْل بن يَعْقُوب الصفار، حَدثنَا مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة الزيَادي، حَدثنَا عِيسَى بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا عفيف بن سَالم، حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن فضل الْمدنِي، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كلمة الْحِكْمَة ضَالَّة كل حَكِيم، وَإِذا وجدهَا فَهُوَ أَحَق بهَا ".
42 - شافهني أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة، عَن وَالِده، عَن الشّرف الْبَارِزِيّ، أَنبأَنَا الْكَمَال بن العديم، حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي بن الْبناء الْبَغْدَادِيّ بِدِمَشْق، أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر الزَّاغُونِيّ، حَدثنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن أبي الصَّقْر الْخَطِيب الْأَنْبَارِي من لَفظه، أَنبأَنَا أَبُو الْعَلَاء أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان المعري قِرَاءَة عَلَيْهِ بالمعرة، حَدثنَا أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن مسعر التنوخي المعري، حَدثنَا أَبُو عرُوبَة بن أبي معشر الْحَرَّانِي، أَنبأَنَا هوبر، حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى الْخياط، عَن أبي الزِّنَاد، عَن أنس بن مَالك رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ يَقُول: " إِن الْحَسَد ليَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب، وَإِن الصَّدَقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة، كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار، وَالصَّلَاة نور الْمُؤمن وَالصِّيَام جُنة من النَّار ".
43 - أخبرنَا شَيخنَا الإِمَام الشمني بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَمُسلم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمسند سَمَاعا عَلَيْهِ، قَالَا: أَنبأَنَا أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الزبيرِي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو عمر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكِنَانِي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل أَحْمد بن هبة الله بن عَسَاكِر، عَن زَيْنَب بنت أبي الْقَاسِم الشعري،(2/413)
أَنبأَنَا الْعَلامَة أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن عمر الزَّمَخْشَرِيّ إجَازَة، سَمِعت أَبَا سعد مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد، أَنبأَنَا وَالِدي، حَدثنَا شرف الخطباء إِسْمَاعِيل بن الْفضل الْهَرَوِيّ، حَدثنَا جدي أَبُو الْفضل، حَدثنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْحَافِظ، حَدثنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن عبد الله الدِّمَشْقِي، حَدثنَا أبي، حَدثنَا عرَاك بن خَالِد، عَن عُثْمَان بن عَطاء الْخُرَاسَانِي، عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: لما عزي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بابنته رقية امْرَأَة عُثْمَان، قَالَ: " الْحَمد لله دفن الْبَنَات من المكرمات ".
44 - وَبِالْإِسْنَادِ الْمَاضِي أَولا إِلَى الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح، حَدثنَا عَليّ بن عمر الْحَافِظ، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَطَّار النَّحْوِيّ الملقب خرتك، حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْعمريّ، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من كَانَ مُصَليا بعد الْجُمُعَة فَليصل أَرْبعا ".
45 - وَبِه إِلَيْهِ: حَدثنَا أَبُو يعلى بن السراج بِلَفْظِهِ، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، أَنبأَنَا جَعْفَر الْفرْيَابِيّ، حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك، عَن نَافِع عَن ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من شرب الْخمر فِي الدُّنْيَا حرمهَا فِي الْآخِرَة ".
46 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو طَالب يحيى بن عَليّ، أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الطّيب الْحسن بن عَليّ التمار النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب الرَّازِيّ، أَنبأَنَا دَاوُد بن إِبْرَاهِيم، أَنبأَنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت ابْن جحادة، يَقُول: سَمِعت أَبَا صَالح، يحدث عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: لعن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زائرات الْقُبُور، والمتخذات عَلَيْهَا الْمَسَاجِد والسرج.
47 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي، أَنبأَنَا الْمعَافى بن زَكَرِيَّا، حَدثنَا ابْن أبي الْأَزْهَر، حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن صبيح، حَدثنَا أَبُو إِدْرِيس، حَدثنَا مُحَمَّد(2/414)
ابْن الْمُنْكَدر، حَدثنَا جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعَلي: " أما ترْضى أَن تكون مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي! وَلَو كَانَ لكنته ".
48 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو طَالب يحيى بن عَليّ، أَنبأَنَا أَبُو عَمْرو ضرار بن رَافع الضَّبِّيّ الْكَاتِب، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عبد الله بن مُوسَى الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب، حَدثنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مهْدي الْفَقِيه الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ الْكَاتِب، حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد المريني - وَكَانَ كَاتبا أديبا - حَدثنِي عبد الله بن أَحْمد الْبَلْخِي - هُوَ الكعبي الْمُتَكَلّم وَكَانَ كَاتبا لمُحَمد بن زيد - حَدثنِي أبي، حَدثنِي عبد الله بن طَاهِر، حَدثنِي طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب، حَدثنِي الْفضل بن سهل ذُو الرياستين، حَدثنِي جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد، حَدثنِي يحيى بن خَالِد بن برمك، حَدثنِي عبد الحميد الْكَاتِب، حَدثنِي سَالم بن هِشَام الْكَاتِب، حَدثنَا عبد الْملك بن مَرْوَان الْكَاتِب، حَدثنَا زيد بن ثَابت كَاتب الْوَحْي، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كتبت بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَبين السِّين فِيهِ ". هَذَا حَدِيث مسلسل بِالْكتاب فِي أَكْثَره.
49 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد، حَدثنِي مُحَمَّد بن مخلد الْعَطَّار، حَدثنِي الْعَبَّاس بن أبي طَالب، حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر القصبي، حَدثنِي الْمفضل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ - هُوَ الضَّبِّيّ - عَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من أَرَادَ - أَو سره - أَن يقْرَأ الْقُرْآن غضا كَمَا أنزل فليقرأه على قِرَاءَة ابْن أم عبد ".
50 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله، أَنبأَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ، حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى بن ثَعْلَب، حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلام، عَن زَائِدَة بن أبي الرقاد، عَن ثَابت، عَن أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأم عَطِيَّة: " يَا أم عَطِيَّة، إِذا خفضت فأشمي وَلَا تنهكي؛ فَإِنَّهُ أَضْوَأ للْوَجْه، وأحظى عِنْد الزَّوْج ".
51 - أنبأتني أمة الْخَالِق بنت عبد اللَّطِيف العقبي، عَن أبي الطَّاهِر الربعِي، عَن زَيْنَب بنت الْكَمَال، أَنبأَنَا عبد الرَّحْمَن بن مكي، أَنبأَنَا أَبُو الطَّاهِر السلَفِي، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن(2/415)
مشرف الْأنمَاطِي، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي من لَفظه، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن الْمُبَارك بن سعيد بن إِبْرَاهِيم النصيبي، أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن خالويه النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مهرويه الْقزْوِينِي، أَنبأَنَا دَاوُد بن سُلَيْمَان، أَنبأَنَا عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا، أَنبأَنَا أبي مُوسَى عَن أَبِيه جَعْفَر، عَن أَبِيه مُحَمَّد، عَن أَبِيه عَليّ عَن أَبِيه الْحُسَيْن، عَن أَبِيه عَليّ بن أبي طَالب، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن لله عز وَجل عمودا من ياقوت أَحْمَر تَحت الْعَرْش، وأسفله على ظهر الْحُوت فِي الأَرْض السَّابِعَة، فَإِذا قَالَ العَبْد: لَا إِلَه إِلَّا الله من نِيَّة صَادِقَة اهتز الْعَرْش وتحرك الْحُوت، فَيَقُول الله عز وَجل: اسكن يَا عَرْشِي، فَيَقُول كَيفَ أسكن وَلم تغْفر لقائلها؟ قَالَ: فَيَقُول الله عز وَجل: اشْهَدُوا سكان سماواتي أَنِّي قد غفرت لقائلها ".
52 - قرئَ على هَاجر بنت مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَأَنا أسمع: أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي، أَنبأَنَا أَحْمد ابْن أبي طَالب، عَن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد، أَن عبد الْحق بن عبد الْخَالِق اليوسفي أخبرهُ: أَنبأَنَا أَبُو المحاسن بن إِسْمَاعِيل الْحُسَيْنِي، أَنبأَنَا عَليّ بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْخياط، أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْن فَارس، أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ الصَّواف، أَنبأَنَا عبد الله بن أَحْمد حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، حَدثنَا خَالِد بن مُحَمَّد، حَدثنَا مُوسَى بن يَعْقُوب، حَدثنَا عبد الله بن كيسَان، حَدثنَا عبد الله ابْن شَدَّاد، عَن أَبِيه عَن عبد الله بن مَسْعُود، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن أولى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عَليّ صَلَاة ".
53 - قَرَأت على هَاجر: أَنبأَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد الفارقي، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله ابْن الخيمي، أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن سكينَة، أَنبأَنَا أَبُو البركات عمر بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْعلوِي، حَدثنَا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخُزَاعِيّ، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد البابسيري، حَدثنَا أَحْمد بن جَعْفَر الْأَصْبَهَانِيّ، حَدثنَا حَفْص بن عمر البرقاني، حَدثنَا جَعْفَر بن عون عَن مسعر، عَن أبي حُصَيْن عَن الشّعبِيّ، عَن مَسْرُوق، عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَت: خيرنا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاخترناه فَلم يكن طَلَاقا.(2/416)
54 - أَخْبرنِي الْمسند المعمّر قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن الكويك إِذْنا، عَن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد التنوخي، عَن الْقَاسِم بن مظفر، أخبرنَا عبد الرَّحِيم بن تَاج الْأُمَنَاء، أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر، أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن إِبْرَاهِيم، أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ التَّمِيمِي الْمُصَحح النَّحْوِيّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أخبرنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد السّلمِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ، أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عمر الرَّمْلِيّ، أخبرنَا سُلَيْمَان بن يُوسُف، أخبرنَا محَاضِر بن الْمُوَرِّع، حَدثنَا الْأَعْمَش، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهاجت ريح تكَاد تدفن الرَّاكِب، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " بعثت هَذِه الرّيح لمَوْت مُنَافِق ". قَالَ: فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة، إِذا هُوَ قد مَاتَ فِي ذَلِك الْيَوْم عَظِيم من عُظَمَاء الْمُنَافِقين.
55 - وَبِه إِلَى ابْن عَسَاكِر: أخبرنَا أَبُو عبد الله الْخلال - هُوَ الْحُسَيْن بن عبد الْملك - أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور، أَنبأَنَا أَبُو بكر بن الْمُقْرِئ، أَنبأَنَا أَبُو يعلى، حَدثنَا هَاشم بن الْحَارِث، حَدثنَا عبد الله بن عمر، عَن زيد عَن الحكم، أَنه سمع نَافِعًا يَقُول: قَالَ عبد الله: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " من جَاءَ للْجُمُعَة فليغتسل ".
56 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُسلم الفرضي، أَنبأَنَا أَبُو الْفرج سهل بن بشر وَأَبُو نصر الطريثيثي، قَالَا: أَنبأَنَا أَبُو عَليّ الْحسن بن خلف بن يَعْقُوب بن أَحْمد الْمُقْرِئ الوَاسِطِيّ، أَنبأَنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن ماسى، أَنبأَنَا أَبُو مُسلم الْكَجِّي، أَنبأَنَا أَبُو زيد سعيد بن أَوْس الْأنْصَارِيّ، حَدثنَا سُلَيْمَان التَّيْمِيّ، حَدثنَا أنس بن مَالك رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: عطس عِنْد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجلَانِ، فشمت أَحدهمَا وَلم يشمت الآخر، - أَو فشمته وَلم يشمت الآخر - قَالَ: " إِن هَذَا حمد الله فشمَّته، وَهَذَا لم يحمد الله فَلم أشمِّته ".(2/417)
57 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم نصر بن أَحْمد، أَنبأَنَا جدي أَبُو مُحَمَّد، أَنبأَنَا الْحسن بن عَليّ الْأَهْوَازِي، أَنبأَنَا أَبُو الْيمن الأديب، حَدثنَا القَاضِي يُوسُف بن الْقَاسِم الميانجي، حَدثنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ، حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء الهمذاني، حَدثنَا أَبُو بكر ابْن عَيَّاش، عَن الْأَعْمَش، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن، عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يدْخل الْإِيمَان قلبه، لَا تَغْتَابُوا الْمُسلمين وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ؛ فَإِنَّهُ من اتبع عَوْرَاتهمْ تتبع الله عَوْرَته، وَمن تتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ فِي بَيته ".
58 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي، أَنبأَنَا رشأ بن نظيف الْمُقْرِئ، أَخْبرنِي أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن شرام، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر السامري، أَنبأَنَا الْحسن بن نَاصح الْقطَّان، حَدثنَا مكي بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا عبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " الصِّحَّة والفراغ نعمتان مغبون فيهمَا كثير من النَّاس ".
59 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو الْحسن الفرضي، حَدثنَا مكي بن عبد السَّلَام الرميلي لفظا، قَالَ: قَرَأت على الشَّيْخ الأديب أبي سعد عالي بن عُثْمَان بن جني، بِجَامِع صيدا، حَدثكُمْ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بن عَليّ بن الْجراح إملاء بِبَغْدَاد، قَالَ: قرئَ على القَاضِي أبي الْقَاسِم بدر بن الْهَيْثَم وَأَنا أسمع، قيل لَهُ: حَدثكُمْ عَليّ بن الْمُنْذر الطريقي، أَنبأَنَا ابْن فُضَيْل مُحَمَّد وَمُحَمّد بن عبد الله بن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من كَاتب مَمْلُوكه على مائَة أُوقِيَّة فأداها غير عشر أَوَاقٍ فَهُوَ رَقِيق ".
60 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ شفاها، حَدثنَا عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي، حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة الستيتي، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزّجاج إملاء من خطه، حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الرَّازِيّ، حَدثنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز، حَدثنَا أَبُو عبيد(2/418)
الْقَاسِم بن سَلام، عَن روح بن عبَادَة، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء، عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَالَت: كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا رأى مخيلة أقبل وَأدبر وَتغَير، قَالَت: فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " مَا يُدْرِينَا لَعَلَّه مثل قوم قَالَ الله عز وَجل لَهُم: هَذَا عَارض مُمْطِرنَا بل هُوَ مَا استعجلتم بِهِ، ريح فِيهَا عَذَاب أَلِيم ".
61 - وَبِه إِلَيْهِ: أَنبأَنَا أَحْمد بن الْحسن، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي. أَنبأَنَا أَبُو عَليّ الْحسن بن أَحْمد ابْن عبد الْغفار الْفَارِسِي النَّحْوِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن معدان، حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، حَدثنَا وَكِيع، حَدثنَا فطر بن خَليفَة، عَن مُنْذر الثَّوْريّ، عَن ابْن الْحَنَفِيَّة أَن عليا كرم الله وَجهه، قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن ولد لي بعْدك ولد أُسَمِّيهِ بِاسْمِك، وأكنيه بكنيتك؟ فَقَالَ: نعم.
62 - شافهني أَبُو عبد الله بن أبي الْحسن البندقدداري، عَن أبي الْحسن بن أبي الْمجد، عَن أبي بكر الدشتي، عَن الْحَافِظ يُوسُف بن خَلِيل، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن بن أبي مَنْصُور الْخياط، حَدثنَا الْحسن بن أَحْمد الْحداد، حَدثنَا أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ، حَدثنَا أَبُو أَحْمد الغطريفي، حَدثنَا أَبُو خَليفَة، حَدثنَا أَبُو عمر الجرمى النَّحْوِيّ، حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، عَن يُونُس، عَن الْحسن عَن أبي بكرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فخسفت الشَّمْس، فَخرج يجر رِدَائه مستعجلا، فَثَابَ إِلَيْهِ النَّاس، فصلى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يصلونَ، فَجلى عَنْهَا فَخَطَبنَا، فَقَالَ: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله؛ لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ؛ فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فصلوا وَادعوا حَتَّى ينْكَشف مَا بكم ".
63 - وَبِه إِلَى أبي نعيم: حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد، حَدثنَا مُحَمَّد بن الْفضل بن شاذويه النَّحْوِيّ، حَدثنَا أَحْمد بن مهْدي، حَدثنَا عَليّ بن صَالح، حَدثنَا الْقَاسِم بن معن، عَن عَاصِم الْأَحول، عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، عَن أُسَامَة بن زيد رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من لَا يَرحم لَا يُرحم ".(2/419)
64 - أنبأني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الذروي، عَن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ، عَن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن بن المقير شفاها، عَن أبي الْفضل الميهني، عَن أَحْمد بن عَليّ ابْن خلف، عَن أبي عبد الله الْحَاكِم، أَنبأَنَا أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُبَارك، أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الذهلي، أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ - ولقبه حمويه - حَدثنَا أَبُو معَاذ النَّحْوِيّ الْفضل بن خَالِد، حَدثنَا خَارِجَة، عَن قبيصَة، عَن قَتَادَة، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ أخفش أشل أعرج دميم الْوَجْه، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، اعْرِض عَليّ الْإِسْلَام، قَالَ: فَعرض عَلَيْهِ، فَقبض الْأسود بِأُصْبُعِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد قد قلت كَمَا عرضت، لَا أَزِيد وَلَا أنقص، فَإِنِّي خلقت كَمَا ترى، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا أسود، أَلا ترْضى أَن يخلقك الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة على صُورَة جِبْرِيل "! قَالَ: فَمضى الْأسود إِلَى حَاجته، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَو أَطَاعَنِي فِيمَا أَمرته، جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر ".
65 - وَبِه إِلَى الْحَاكِم: أَنبأَنَا أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد الزردي إملاء، حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمسيب الأرغياني، حَدثنَا عبد الله بن هاني الْمَقْدِسِي، حَدثنَا أَحْمد بن ربيعَة، عَن ابْن شَوْذَب، عَن أبي هَارُون الْعَبْدي، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يسرق سَرقَة حِين يسرقها وَهُوَ مُؤمن ".
66 - وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى الْحَاكِم، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد الحبيبي، حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر الذهلي، حَدثنَا أَحْمد بن خَالِد بن حَمَّاد، حَدثنَا المؤرخ بن عَمْرو، حَدثنَا قُرَّة بن خَالِد، عَن أبي الزبير، عَن جَابر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: " كُنَّا إِذا أَشْرَفنَا على أكمة كبّرنا، وَإِذا هبطنا سبّحنا ".
67 - أَخْبَرتنِي أمة الْعَزِيز بنت مُحَمَّد الأنباسي، عَن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن طلولوبغا، عَن الْحَافِظ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأبرقوهي، أَنبأَنَا ابْن أبي المكارم، أَنبأَنَا عبد الله بن بري، أَنبأَنَا أَبُو صَادِق الْمَدِينِيّ، أَنبأَنَا عَليّ بن مُحَمَّد الْفَارِسِي، أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن(2/420)
الْمُفَسّر، حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق بن دُحَيْم، حَدثنَا مَحْمُود، حَدثنَا الْوَلِيد، حَدثنَا أَبُو عَمْرو - هُوَ الْأَوْزَاعِيّ - عَن يحيى - هُوَ ابْن أبي كثير - عَن رجل من بني حَنْظَلَة، عَن عمرَان بن الْحصين رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا نذر فِي غضب، وكفارته كَفَّارَة يَمِين ".
68 - وَبِه إِلَى الأبرقوهي: أَنبأَنَا أَبُو حَفْص عمر بن كرم الحمامي، أَنبأَنَا أَبُو الْوَقْت السجْزِي، حَدثنَا أَبُو مَنْصُور عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الثَّقَفِيّ، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن بَالَوَيْهِ، حَدثنَا أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن يَعْقُوب النجيرمي بِالْبَصْرَةِ، حَدثنَا أَبُو مُسلم إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَصْرِيّ، حَدثنَا أَبُو عَاصِم النَّبِيل، عَن عبد الحميد، حَدثنِي صَالح بن أبي عريب، عَن كثير بن مرّة، عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من كَانَ آخر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا الله دخل الْجنَّة ".
69 - أَخْبَرتنِي فَاطِمَة بنت عَليّ بن الْيَسِير مشافهة بالفسطاط، عَن أبي هُرَيْرَة بن الذهلي عَن أبي نصر الشِّيرَازِيّ، عَن أبي البركات الْمُبَارك بن أَحْمد بن الْمُسْتَوْفى، قَالَ: قَرَأت على أبي الْحرم مكي بن رَيَّان، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل عبد الله بن أَحْمد الطوسي، حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر ابْن أَحْمد بن الْحُسَيْن السراج، أَنبأَنَا الْخَطِيب أَبُو بكر بن عَليّ الْحَافِظ، أَنبأَنَا أَبُو ثَعْلَب عبد الْوَهَّاب ابْن عَليّ، حَدثنَا القَاضِي أَبُو الْفرج الْمعَافى بن زَكَرِيَّا إملاء، أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ، أَنبأَنَا خَيْثَمَة، حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم، حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، حَدثنَا حسان بن عَطِيَّة، حَدثنَا أَبُو كَبْشَة أَن عبد الله بن عمر حَدثهُ أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " بلغُوا عني وَلَو آيَة، وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج، وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".
70 - وَبِه إِلَى ابْن الْمُسْتَوْفى: حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود البلغاري بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، حَدثنَا الإِمَام أَبُو البركات عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مظفر الشهرزوري، حَدثنَا أَبُو عمر وَعُثْمَان بن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ، حَدثنِي الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحَاكِم، حَدثنَا عَليّ بن الْحُسَيْن الْمُقْرِئ، حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، حَدثنَا عباد بن يَعْقُوب(2/421)
حَدثنَا سعيد بن عَمْرو الْعزي، عَن مسْعدَة بن صَدَقَة، عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن عَليّ بن الْحُسَيْن، عَن أَبِيه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كتبتم الحَدِيث فاكتبوه بِإِسْنَادِهِ، فَإِن يَك حَقًا كُنْتُم شُرَكَاء فِي الْأجر، وَإِن يَك بَاطِلا كَانَ وزره عَلَيْهِ ".
71 - أنبأني أَبُو الذَّبِيح إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الزبيدِيّ إجَازَة، عَن أبي بكر بن الْحُسَيْن الْمدنِي، عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي، أَنبأَنَا عبد الرَّحِيم بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي، أَنبأَنَا أَبُو نجيح الجوزداني، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم التَّيْمِيّ، أَنبأَنَا أَحْمد بن الْفضل الْخَواص، أَنبأَنَا أَبُو رَجَاء بن عون، أَنبأَنَا جدي عَليّ بن الْحسن بن عون، عَن أبي أَحْمد العسكري، حَدثنَا أبي، حَدثنَا عَليّ بن ذكْوَان حَدثنَا الْعَبَّاس بن مَيْمُون، قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِي: حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، قَالَ: حضرت الْأَعْمَش عِنْد أبي عَمْرو، فحدّث عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتخوّلنا بِالْمَوْعِظَةِ.
72 - أَنبأَنَا الْقَاسِم بن أبي يُوسُف التجِيبِي، أَنبأَنَا مُوسَى بن عبد الله بن عَاصِم إجَازَة، عَن أبي عَليّ عمر بن عبد الْمجِيد الرندي، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن بن كوثر، عَن أبي الْفَتْح الكروجي، أَنبأَنَا مَحْمُود بن الْقَاسِم، حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد، حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد، حَدثنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ، حَدثنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَطاء ابْن يزِيد، عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أتيتم الْغَائِط فَلَا تستقبلوا الْقبْلَة بغائط وَلَا بَوْل، وَلَا تستدبروها، وَلَكِن شرّقوا أَو غرّبوا ".
73 - وَبِه إِلَى التجِيبِي: أَنبأَنَا أَبُو عبد الله بن أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ إِذْنا، أَنبأَنَا أَبُو عَليّ الشلوبين، أَنبأَنَا السلَفِي إجَازَة.
ح: وَقُرِئَ عَالِيا وَأَنا أسمع على أم هَانِئ بنت أبي الْحسن الهوريني: حَدثنَا عبد الله بن(2/422)
مُحَمَّد النشاوري، عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن هبة الله، حَدثنَا السلَفِي، حَدثنَا الْقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ، حَدثنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد إملاء، أَنبأَنَا أَبُو عَليّ أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن مُوسَى بن سهل الوشاء، حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية، حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يتزعفر الرجل.
74 - لقِيت أم الْفضل بنت مُحَمَّد المصرية فسألتني عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرتهَا بذلك، فَقَالَت لي: لقِيت عبد الله بن عمر الْأَزْهَرِي، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت عبد الله مُحَمَّد بن هَارُون الطَّائِي، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الطيلسان بمالقة، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد اللَّخْمِيّ بقرطبة، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت الْحَافِظ أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ بإشبيلية، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت الشريف أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْحُسَيْنِي بِدِمَشْق، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت الْحَافِظ أَبَا مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْكِنَانِي، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت الْحَافِظ أَبَا النجيب عبد الْغفار بن عبد الْوَاحِد الأرموي بِدِمَشْق، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت أَحْمد بن مهْدي الْحَافِظ بِبَغْدَاد، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت أَبَا مُسلم غَالب بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بنيسابور، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عِيسَى الْجبلي بِالريِّ فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ: لقِيت أَبَا عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن يزِيد الرِّفَاعِي الْموصِلِي بالأهوار، فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي وكنيتي ونسبي وبلدي وَأَيْنَ أنزل، فَأَخْبَرته(2/423)
فَقَالَ: لقِيت هدبة بن خَالِد الْقَيْسِي فَسَأَلَنِي كَمَا سَأَلتك، قَالَ: هدبة لقِيت حَمَّاد بن سَلمَة، فَسَأَلَنِي كَمَا سَأَلتك، وَقَالَ لي حَمَّاد: لقِيت ثَابتا الْبنانِيّ، فَسَأَلَنِي كَمَا سَأَلتك، وَقَالَ ثَابت: لقِيت أنسا، فَسَأَلَنِي كَمَا سَأَلتك، قَالَ: أنس: لقِيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَأَلَنِي كَمَا سَأَلتك، وَقَالَ: " يَا أنس، أَكثر من الأصدقاء فَإِنَّكُم شُفَعَاء بَعْضكُم على بعض ".
75 - أنبأني مُحَمَّد بن جَامع الْبِسَاطِيّ، عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف، عَن الْحَافِظ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ، حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْفَزارِيّ، حَدثنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد السخاوي، حَدثنَا أَبُو الطَّاهِر السلَفِي حَدثنَا الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار، حَدثنَا عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن جَابر، حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ النقاش، حَدثنَا الْقَاسِم بن اللَّيْث بن مسرور، حَدثنَا الْمعَافى بن سُلَيْمَان، حَدثنَا فليج، عَن هِلَال بن عَليّ، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من قَالَ أَنا خير من يُونُس بن مَتى فقد كذب ".
76 - أَخْبرنِي أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْعقيلِيّ إجَازَة، عَن أَحْمد بن حسن السويداوي، عَن الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد الفارقي، أَنبأَنَا القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْمُنِير سَمَاعا، أَنبأَنَا وَالِدي، أَنا عبد الصَّمد بن مُحَمَّد الحرستاني، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم، أَنبأَنَا أَبُو نصر الْحسن بن مُحَمَّد، أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن جَمِيع، أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُقْرِئ، حَدثنَا حميد بن الرّبيع، حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان وَغَيره، حَدثنَا الْأَعْمَش، حَدثنَا زيد بن وهب، حَدثنَا عبد الله بن مَسْعُود، حَدثنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَهُوَ الصَّادِق المصدوق: " إِن أحدكُم يجمع خَلقه فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثمَّ يكون علقَة مثل ذَلِك، ثمَّ يكون مُضْغَة مثل ذَلِك، ثمَّ يُرْسل إِلَيْهِ الْملك فينفخ فِيهِ الرّوح، فَيُؤْمَر بِأَرْبَع كَلِمَات فَيكْتب رزقه وأجله وَعَمله، وشقي أَو سعيد ".
77 - وَبِه إِلَى الفارقي: أَنبأَنَا قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين بن الخويي سَمَاعا، أَنبأَنَا ابْن اللتي، أَنبأَنَا أَبُو الْوَقْت الصُّوفِي، أَنبأَنَا أَبُو عَاصِم الفضيلي؛ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ، حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد المنيعي، حَدثنَا مُصعب ابْن عبد الله الزبيرِي، حَدثنِي مَالك بن أنس، عَن(2/424)
عَمه أبي سهل بن مَالك، عَن أَبِيه، أَنه سمع طَلْحَة بن عبيد الله يَقُول: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أهل نجد، ثَائِر الرَّأْس، يسمع دوِي صَوته وَلَا يفهم مَا يَقُول حَتَّى دنا فَإِذا هُوَ يسْأَل عَن الْإِسْلَام ... الحَدِيث.
78 - شافهني أَبُو هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحسن بن الملقن، أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد البعلي، أَنبأَنَا الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي، أَنبأَنَا أَحْمد بن إِسْحَاق، أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد، أَنبأَنَا عبد الْعَزِيز الأدمِيّ، أَنبأَنَا رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي، حَدثنَا أَبُو عمر بن مهْدي، حَدثنَا مُحَمَّد بن مخلد، حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان حَدثنَا خَالِد بن مخلد، حَدثنَا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن شريك ابْن أبي نمر، عَن عَطاء، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الله عز وَجل، قَالَ: من عادى لي وليا فقد آذنني بِالْحَرْبِ، وَمَا تقرب إِلَيّ عَبدِي بِشَيْء أحب إِلَيّ مِمَّا افترضت عَلَيْهِ، وَمَا زَالَ عَبدِي يتَقرَّب إِلَيّ بالنوافل حَتَّى أحبه، فَإِذا أحببته كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ، وبصره الَّذِي يبصر بِهِ، وَيَده الَّتِي يبطش بهَا، وَرجله الَّتِي يمشي بهَا؛ فَإِن سَأَلَني عَبدِي لأعطينه، وَلَئِن استعاذ بِي لأعيذنه، وَمَا ترددت عَن شَيْء أَنا فَاعله ترددي عَن نفس الْمُؤمن يكره الْمَوْت وأكره مساءته وَلَا بُد لَهُ مِنْهُ ".
79 - أَخْبرنِي ... أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن القوبع، أَنبأَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو نصر الزيني، أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر المخلص، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ، أَنبأَنَا خلف بن هِشَام الْبَزَّار، أَنبأَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم، عَن أَبِيه، عَن سهل بن سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَنحن نحفر الخَنْدَق، وننقل التُّرَاب على أكتافنا: " اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة ".
80 - أنبأني أَبُو الْفَتْح عَطِيَّة بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي، عَن أبي زرْعَة بن أبي الْفضل، أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن رَافع، عَن الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم، حَدثنَا أَبُو الْحسن بن قُرَيْش سَمَاعا.(2/425)
ح: وأنبأنا عَالِيا غير وَاحِد، عَن أبي الْفضل بن الْحُسَيْن، عَن أبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ، قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو الْفرج الْحَرَّانِي، أَنبأَنَا يُوسُف بن الْمُبَارك بن كَامِل، أَنبأَنَا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الْحَنَفِيّ، حَدثنَا أَبُو طَاهِر الباقلاني، حَدثنَا أَبُو عَليّ بن شَاذان، حَدثنَا أَبُو سهل الْقطَّان، حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق إِسْمَاعِيل بن إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد، أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس، حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يدْخل فُقَرَاء الْمُسلمين الْجنَّة قبل أغنيائهم بِنصْف يَوْم خَمْسمِائَة عَام ".
81 - أَخْبَرتنِي خَدِيجَة بنت أبي الْحسن بن الملقن إِذْنا غير مرّة، عَن أبي الْيمن بن الكويك، أَنبأَنَا قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس الوَاسِطِيّ، أَنبأَنَا أَبُو حَفْص عمر بن كرم، عَن عبد الْملك ابْن أبي الْقَاسِم الْهَرَوِيّ، حَدثنَا أَبُو عَامر المهلبي وَغَيره، حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد، حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس المحبوبي، حَدثنَا التِّرْمِذِيّ، حَدثنَا قُتَيْبَة وهناد، قَالَا: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن سماك بن حَرْب، عَن جَابر بن سَمُرَة، قَالَ: كنت أُصَلِّي مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَكَانَت صلَاته قصدا، وخطبته قصدا.
82 - أَخْبرنِي مُحَمَّد بن أَحْمد الْفَقِيه بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، عَن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين البُلْقِينِيّ، أَنبأَنَا جدي لأمي قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين بن عقيل، أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح نصر بن سُلَيْمَان المنبجي، حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن خَلِيل، حَدثنَا يحيى الثَّقَفِيّ، أَنبأَنَا الْحسن بن أَحْمد بن الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله، حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن فَارس، حَدثنَا أسيد بن عَاصِم، حَدثنَا عَامر بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا مبارك بن فضَالة، عَن عبيد الله بن عمر، عَن نَافِع عَن ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام فَمَا فَوق ذَلِك فَهُوَ صَدَقَة ".
83 - أَخْبرنِي الْحَافِظ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْعلوِي مشافهة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، أَنبأَنَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة سَمَاعا، أَنبأَنَا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنبأَنَا يُونُس بن إِبْرَاهِيم سَمَاعا.(2/426)
ح: وأنبأنيه عَالِيا غير وَاحِد، عَن أبي عَليّ الفاضلي، عَن يُونُس، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن ابْن المقير، أَنبأَنَا أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن الْحسن الشهرزوري، أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي، أَنبأَنَا أَبُو سهل مَحْمُود بن عمر العكبري، أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي الْفرج، حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الْقرشِي، حَدثنَا عَليّ بن الْجَعْد، حَدثنَا شريك، عَن حَكِيم بن جُبَير، عَن مُحَمَّد بن عبيد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن أَبِيه، عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " من سَأَلَ النَّاس عَن ظهر غنى جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَفِي وَجهه كدوح وخموش - أَو خدوش "، قيل يَا رَسُول الله: مَا الْغنى؟ قَالَ: " خَمْسُونَ درهما أَو قيمتهَا من الذَّهَب ".
84 - أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل مشافهة، أَنبأَنَا ابْن ظهيرة سَمَاعا، أَنبأَنَا الْعَلامَة شيخ الْمغرب، أَبُو عبد الله بن عَرَفَة إجَازَة، أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الهواري سَمَاعا، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن هَارُون الطَّائِي، أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي، أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الخزرجي، أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن فرج، حَدثنَا أَبُو الْوَلِيد الصفار، أَنبأَنَا يحيى بن عبد الله، حَدثنَا عَم أبي عبد الله بن يحيى، أَنبأَنَا أبي يحيى بن يحيى، عَن مَالك، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اللَّهُمَّ ارْحَمْ المحلقّين "، قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " اللَّهُمَّ ارْحَمْ المحلّقين "، قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " والمقصرين ".
85 - أَخْبَرتنِي أم الْفضل بنت مُحَمَّد الفدسي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا، أَنبأَنَا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الغماري وَالشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الأنباسي، قَالَا: أَنبأَنَا أَبُو الْفضل خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن الْقُسْطَلَانِيّ سَمَاعا، حَدثنَا الْفَخر التوزري، حَدثنَا الرشيد الْعَطَّار، حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن عَليّ البوصيري، حَدثنَا مُحَمَّد بن بَرَكَات السعيدي سَمَاعا، حَدَّثتنَا كَرِيمَة المروزية، حَدثنَا الكشيمهني، أَنبأَنَا الفريري، أَنبأَنَا البُخَارِيّ، حَدثنَا مكي ابْن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا يزِيد بن أبي عبيد، عَن سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: كُنَّا نصلي مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمغرب إِذا تَوَارَتْ بالحجاب.(2/427)
منَّ الله تبَارك وَتَعَالَى بإكمال هَذَا الْكتاب، الطافح بِكَثْرَة جمعه على الْبَحْر الْعباب، الْجَامِع من كل شريدة وخريدة الْعجب العجاب، الآنق من الرَّوْض الأريض إِذا أرج زهره، الأبهى من العقد النظيم إِذا اتسقت لآلئه ودرره، الأسمى من الْأُفق الرفيع إِذا تلألأت دراريه وزهره. بنيت فِيهِ للنحاة طَبَقَات قواعدها على ممر الزَّمَان لَا تهي، وأحييت فِيهِ ميتهم فَلم أغادر شهيرا وَلَا خاملا إِلَّا نظمته فِي سلك عقده الْبَهِي، فَلَو رَآهُ الْبَيْهَقِيّ لخلع وشاحه بَين يَدَيْهِ توقرا، أَو ابْن الْأَبَّار لخلع عَلَيْهِ حلية السيرا، أَو ابْن بسام لأضحى عَابِسا لنفاد ذخيرته؛ أَو ياقوت الْحَمَوِيّ، لقَالَ: هَذِه الدرة الْيَتِيمَة الَّتِي لم يعَض عَلَيْهَا الْأَصْبَهَانِيّ حِين أَتَى بخريدته. على أَنِّي لَا أبيعه جمع سَلامَة، وَلَا أَدعِي أَنه لم يفتني فِيهِ فَاضل أَو عَلامَة، أَنى لي ونجباء الدُّنْيَا لَا تحصى، وأخبارهم شَتَّى لَا تستقصى {خُصُوصا عُلَمَاء الْعَجم الْمُتَأَخِّرين، فَإِنَّهُم ضيعوا أنفسهم بترك تَارِيخ يجمع شملهم. وَقد اعتنى بذلك المتقدمون من عُلَمَاء محدثيهم، فاستعنا بِمَا وقفنا عَلَيْهِ من تواريخهم؛ ككتاب بَغْدَاد للخطيب الْبَغْدَادِيّ، والذيل عَلَيْهِ لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين بن رَافع، وتاريخي نيسابور للْحَاكِم ولعَبْد الغافر، وتاريخ جرجان للسهيمي، وتاريخ أَصْبَهَان لأبي نعيم. وَأما الْمغرب فأهله أَصْحَاب اعتناء شَدِيد بذلك، والنحاة بِهِ جمّ غفير، وَأكْثر مَا وقفنا عَلَيْهِ من تواريخهم تواريخ الأندلس، كتاريخ ابْن الفرضي وَابْن بشكوال وَابْن الزبير وَابْن عبد الْملك والريحانة لِابْنِ عَاتٍ، وتاريخ غرناطة لِابْنِ الْخَطِيب، وَأما غَيرهَا من بَقِيَّة بِلَاد الْمغرب فَلم نقف على شَيْء من تواريخه إِلَّا المُغرب فِي تَارِيخ بِلَاد الْمغرب لِابْنِ سعيد. وَأما الْحجاز فوقفنا من تواريخه على تَارِيخ مَكَّة للتقي الفاسي وَهُوَ مُتَأَخّر؛ لم يستوعب، وتاريخ الْيمن للجندي، وللخزرجي وَهُوَ حافل، وَأما الشَّام فوقفنا على تاريخها لِابْنِ عَسَاكِر، وَأعظم بِهِ} وتاريخ حلب لِابْنِ العديم؛ وَأما مصر فَلم نقف من تواريخها إِلَّا على تَارِيخ ابْن يُونُس، وَهُوَ مُجَلد لطيف.
وَهَذِه التواريخ الْمَذْكُورَة قد استوعبناها كلهَا، وَلم نَدع فِيهَا أحدا مِمَّن تحققنا أَنه نحوي إِلَّا ذَكرْنَاهُ، مَعَ مَا وقفنا عَلَيْهِ من التواريخ الَّتِي لَا تخْتَص بِبَلَد، كتاريخ الْإِسْلَام للذهبي وسير النبلاء وطبقات الْقُرَّاء لَهُ، والدرر لشيخ الْإِسْلَام ابْن حجر فِي أَعْيَان الْمِائَة(2/428)
الثَّامِنَة وإنباء الْغمر بأنباء الْعُمر لَهُ، وتاريخ الصّلاح الصَّفَدِي، والمسالك لِابْنِ فضل الله، وذيل طَبَقَات الْقُرَّاء للعفيف المطري، وطبقات النُّحَاة للسيرافي وللمفضل الضَّبِّيّ، وَلأبي بكر الزبيدِيّ، وطبقات أَئِمَّة اللُّغَة للشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ، ومعجم الأدباء لياقوت الْحَمَوِيّ والنضار لأبي حَيَّان؛ إِلَى غير ذَلِك من المعاجم. والتعاليق الَّتِي لَا تحصى. وَالله أسأله التَّوْفِيق لما يرضيه، وَالْهِدَايَة فِيمَا أذره وآتيه، وَألا يَجْعَل علمنَا حجَّة علينا وَألا يخيب سعينا، وَينظر بِعَين رَحمته إِلَيْنَا. وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه صَلَاة وَسلَامًا دائمين إِلَى يَوْم الدّين.
آخر طَبَقَات النُّحَاة الصُّغْرَى. قَالَ مؤلفها: فرغت من تأليفها فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة.(2/429)