ـ[بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة]ـ
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر: المكتبة العصرية - لبنان / صيدا
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع](1/1)
((صفحة فارغة))(1/2)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله خَالق الْوُجُود ومعدمه، ومانح الْفضل وملهمه، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد رَافع لِوَاء الدّين ومعلمه، وخافض لِوَاء الشّرك وميسمه. أما بعد:
فَأنى مذ نشأت وَأَنا أتشوق إِلَى كتاب يجمع أَخْبَار النَّحْوِيين؛ لمزيد اختصاصي بِهَذَا الْفَنّ؛ إِذْ هُوَ أول فنوني، وَالنَّوْع الَّذِي عنيت بِهِ قبل أَن تَجْتَمِع شئوني، فوقفت على طَبَقَات النُّحَاة الْبَصرِيين لأبي سعيد السيرافي؛ فَإِذا هِيَ كراسان، ثمَّ على كتاب مَرَاتِب النَّحْوِيين لأبي الطّيب عبد الْوَاحِد بن عَليّ الْحلَبِي اللّغَوِيّ؛ فَإِذا هُوَ أَربع كراريس. ثمَّ على طَبَقَات النُّحَاة لأبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ فَإِذا هُوَ جُزْء لطيف، ثمَّ على الْبلْغَة فِي طَبَقَات أَئِمَّة اللُّغَة للْقَاضِي مجد الدّين الفيروز آبادي صَاحب الْقَامُوس؛ وَهُوَ أَيْضا جُزْء لطيف.
فَلم أر فِي ذَلِك مَا يشفي العليل، وَلَا يسْقِي الغليل؛ فجردت الهمة فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة إِلَى جمع كتاب فِي طَبَقَات النُّحَاة، جَامع مستوعب للمهمات، وعمدت إِلَى التواريخ الْكِبَار الَّتِي هِيَ أصُول وأمات، وَمَا جمع عَلَيْهَا من فروع وتتمات، وطالعت مَا ينيف على ثَلَاثمِائَة مُجَلد.
من ذَلِك تَارِيخ بَغْدَاد لِلْحَافِظِ أبي بكر الْخَطِيب، عشر مجلدات، وَمن الذيل عَلَيْهِ لِلْحَافِظِ محب الدّين بن النجار، بضعَة عشر مجلدا، وَمن ذيله أَيْضا لِلْحَافِظِ أبي سعد السَّمْعَانِيّ، مُجَلد، وَمن ذيله أَيْضا لأبي عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الدبيثي، مُجَلد، وَمن ذيله لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين بن رَافع، مُجَلد، وتاريخ دمشق لِلْحَافِظِ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر سَبْعَة وَخَمْسُونَ مجلدا، وتاريخ حلب للكمال بن العديم، عشر مجلدات.(1/3)
وتاريخ نيسابور لِلْحَافِظِ أبي عبد الله الْحَاكِم، سِتّ مجلدات، والذيل الْمُسَمّى بالسياق عَلَيْهِ لعبد الغافر الْفَارِسِي، مُجَلد. وتاريخ أَصْبَهَان لِلْحَافِظِ أبي نعيم، مُجَلد، وتاريخ بَلخ، مُجَلد، وتاريخ إربل لأبي البركات بن الْمُسْتَوْفى، أَربع مجلدات. وتاريخ قزوين للرافعي.
وتاريخ عُلَمَاء الأندلس لأبي الْوَلِيد بن الفرضي، مُجَلد. والصلة عَلَيْهِ لأبي الْقَاسِم ابْن بشكوال، مُجَلد، وصلَة الصِّلَة لأبي جَعْفَر بن الزبير، مجلدان، والذيل والتكملة على الْمَوْصُول والصلة لِابْنِ عبد الْملك، تسع مجلدات، وَبَعض التكملة لأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن الْأَبَّار. وَمن تَارِيخ الأندلس لأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصر الْحميدِي، مُجَلد. وَمن رَيْحَانَة التنفس فِي عُلَمَاء الأندلس لِابْنِ عَاتٍ، مُجَلد. وَالْمغْرب فِي حلى الْمغرب لعَلي ابْن سعيد الأندلسي، سِتّ مجلدات، والإحاطة فِي تَارِيخ غرناطة للسان الدّين بن الْخَطِيب، ثَمَان مجلدات.
وتاريخ مصر لأبي سعيد بن يُونُس، مُجَلد. وتاريخ الْيمن للجندي، مُجَلد، وتاريخ الْيمن للخزرجي، مجلدان. وتاريخ مَكَّة لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين الفاسي، ثَلَاث مجلدات. والطالع السعيد فِي تَارِيخ الصَّعِيد للكمال الأدفوي، مُجَلد، والبدور السافرة فِي أدباء الْمِائَة السَّادِسَة، مُجَلد.
والرحلة لأبي الْقَاسِم التجِيبِي، ثَلَاث مجلدات، والنضار لأبي حَيَّان، مُجَلد. والرحلة الْمُسَمَّاة: ملْء العيبة فِيمَا جمع بطول الْغَيْبَة، فِي الرحلة إِلَى مَكَّة وطيبة، لِلْحَافِظِ محب الدّين بن رشيد، سِتّ مجلدات.
وَمن تَارِيخ من دخل مصر لِلْحَافِظِ زكي الدّين الْمُنْذِرِيّ الْمُسَمّى بالتكملة لوفيات النقلَة، مُجَلد، وصلَة التكملة لوفيات النقلَة لِلْحَافِظِ عز الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي، مُجَلد.
والأغاني لأبي فرج الْأَصْبَهَانِيّ، عشرُون مجلدا.(1/4)
والتاريخ الْكَبِير لِلْحَافِظِ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ، عشرُون مجلدا، وسير النبلاء لَهُ، أَرْبَعَة عشر مجلدا، والعبر لَهُ، مُجَلد، وطبقات الْقُرَّاء لَهُ، مُجَلد.
والتاريخ الْكَبِير للصلاح الصَّفَدِي وَهُوَ بِخَطِّهِ فِي أَكثر من خمسين مجلدا، وأعيان الْعَصْر لَهُ، سبع مجلدات.
وَمن المسالك لِابْنِ فضل الله، ثَلَاث مجلدات، وَمن تَارِيخ الْعِمَاد بن كثير، سِتّ مجلدات. والدرر الكامنة فِي أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة لِلْحَافِظِ أبي الْفضل بن حجر، مجلدان. وإنباء الْغمر بأبناء الْعُمر لَهُ، مجلدان. ومعجم السّفر للسلفي، مُجَلد.
وَمن تذكرة الْجمال يُوسُف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَسدي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف باليعموري، سِتّ مجلدات، ثَلَاث بِمَكَّة، وَثَلَاث بِالْقَاهِرَةِ بِخَطِّهِ، وَمن تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم، خمس مجلدات وفيهَا تراجم نحاة كَثِيرَة.
وَمن معاجم الْمُحدثين ومشيخاتهم مَا لَا يُحْصى كَثْرَة، كمعجم الزكي الْمُنْذِرِيّ والشرف الدمياطي، والأبيوردي، والصفي خَلِيل المراغي، والصغراوي، والذهبي، والسبكي وَولده، وَالْجمال بن ظهيرة.
وَمن كتب الْأَدَب وَالْأَخْبَار جملَة؛ كأمالي أبي عَليّ القالي، خمس مجلدات، وَمن أمالي أبي بكر بن دُرَيْد، مُجَلد، وَمن أمالي أبي بكر بن الْأَنْبَارِي، مُجَلد، وَمن الجليس والأنيس للمعافى بن زَكَرِيَّا، مُجَلد، والكامل للمبرد، مُجَلد، وأمالي ثَعْلَب، مُجَلد، وأمالي الزجاجي.
وَمن المجاميع الأدبية مَا لَا يُحْصى. وَبَعض طَبَقَات الْقُرَّاء لأبي عَمْرو الداني، وذيل طَبَقَات الْقُرَّاء للعفيف المطري.
فَجمعت كل مَا تضمنته هَذِه الْكتب الْمَذْكُورَة من تَرْجَمَة نحوي؛ طَالَتْ أَو قصرت، خفيت أخباره أَو اشتهرت؛ وأوردت من فوائدهم وأخبارهم ومناظراتهم وأشعارهم ومروياتهم ومفرداتهم مَا لم يجْتَمع فِي كتاب، بِحَيْثُ بلغت المسودة سبع مجلدات؛ فَلَمَّا حللت بِمَكَّة المشرفة سنة تسع وَسِتِّينَ، وقفت عَلَيْهَا صديقنا الْحَافِظ نجم الدّين(1/5)
ابْن فَهد، جزاه الله تَعَالَى أحسن الْجَزَاء، وحباه أحسن الحباء؛ فَأَشَارَ عَليّ بِأَن ألخص مِنْهَا طَبَقَات فِي مُجَلد يحتوي على المهم من التراجم، وَيجْرِي مجْرى مَا أَلفه النَّاس من المعاجم؛ فحمدت رَأْيه، وشكرت لذَلِك سَعْيه؛ ولخصت مِنْهَا اللّبَاب فِي هَذَا الْكتاب، وَتركت تِلْكَ المسودة على حَالهَا من الزَّمَان مُدَّة؛ وَأَنا أعلم أَنه لَا همة لأحد فِي تَحْصِيلهَا، وَلَا الْإِحَاطَة بجملتها وتفصيلها.
فَلَمَّا كتبت على مغنى اللبيب الْحَاشِيَة الْمُسَمَّاة بِالْفَتْح الْقَرِيب وَكَانَ من الْأُمُور الَّتِي أودعها الْبَدْر الدماميني وَشَيخنَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الشمني حاشيتيهما الْكَلَام على يسير من الشواهد وتراجم يسيرَة من النُّحَاة، خشيت إِن أَنا أودعت ذَلِك الْحَاشِيَة أَن تطول، وَالْإِنْسَان سئوم ملول؛ فاقتصرت فِي الْحَاشِيَة على الْمسَائِل النحوية، وأبيات الْمُحدثين المروية، وأفردت للشواهد الْعَرَبيَّة كتابا حافلا، وشرحا بأعباء جَمِيعهَا كافلا.
ثمَّ أفردت كتابا ثَالِثا لتراجم من فِيهِ من النُّحَاة، مَبْسُوط التراجم لمن انتحاه؛ فَأخذت فِيهِ ثلث تِلْكَ المسودة، وَالثلث كثير؛ وأوردت فِيهَا الدُّرَر تترى مَا بَين نظم ونثير؛ وَمَا لم يدْخل فِيهِ من الْفَوَائِد والفرائد، والألغاز والزوائد، والمناظرات والمحاورات، والفتاوى والواقعات، وَالْغرر اللامعات؛ أفردت لَهَا كتاب الْأَشْبَاه والنظائر النحوية.
فَلم يضع شَيْء بِحَمْد الله من تِلْكَ المسودة الحاوية المحوية، وألغى عَنْهَا الِاسْم الاول، وَصَارَ الِاعْتِمَاد فِي الطَّبَقَات الجامعة على هَذِه والمعول، وسميتها: " بغية الوعاة، فِي طَبَقَات اللغويين والنحاة ".
وَالله أسأَل الْإِعَانَة والسداد، وَالْهِدَايَة إِلَى سَبِيل الرشاد.(1/6)
بَاب المحمدين
1 - مُحَمَّد بن آدم بن كَمَال أَبُو المظفر الْهَرَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي فِي تَارِيخ نيسابور الْمُسَمّى بالسياحة: أستاذ كَامِل، إِمَام فِي الْأَدَب والنحو والمعاني، برز على أقرانه وَمن تقدمه باستخراج الْمعَانِي، وَشرح الأبيات والأمثال. قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ وَأبي الْعَلَاء صاعد وَغَيرهمَا، وتصدر لإقراء النَّحْو وَالصرْف وَالتَّفْسِير. وَلم يحدث لاشتغاله بِغَيْرِهِ لَا لعدم سَمَاعه. وَله فِي الْأُصُول يَد على طَريقَة أهل الْعدْل. شرح الحماسة، وديوان المتنبي، والإصلاح، وأمثال أبي عُبَيْدَة؛ وَغير ذَلِك.
مَاتَ بَغْتَة سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
2 - مُحَمَّد بن أبان بن سيد بن أبان اللَّخْمِيّ أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي فِي تَارِيخ الأندلس: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، حَافِظًا للْأَخْبَار والْآثَار وَالْأَيَّام والمشاهد والتواريخ. أَخذ عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَغَيره، وَولى أَحْكَام الشرطة، وَكَانَ مكيناً عِنْد الْمُسْتَنْصر، وَألف كتبا. وَمَات سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة.(1/7)
3 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن التجِيبِي المراكشي المولد، التّونسِيّ الأَصْل والوطن، أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ أَبُو الْقَاسِم التجِيبِي فِي رحلته: شيخ جليل، لَهُ الْمعرفَة التَّامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ، والمشاركة فِي غَيرهَا. ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وسِتمِائَة، وَسمع أَبَاهُ، وَمُحَمّد ابْن يحيى بن هِشَام الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ وخلقا، وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن سُلَيْمَان بن حوط الله؛ وَهُوَ آخر من روى عَنهُ. وَقَرَأَ النَّحْو على وَالِده وَابْن هِشَام الْمَذْكُور، ولازمه وانتفع بِهِ.
مَاتَ بتونس لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة سِتّمائَة وَسبع وَتِسْعين.
4 - مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَيْهَقِيّ أَبُو سعيد
قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق: فَاضل، متدين، حسن العقيدة؛ صنف فِي اللُّغَة كتبا، مِنْهَا الْهِدَايَة، والغنية؛ وَكَانَ ماهرا فِيهَا. سمع الحَدِيث من شيخ الْإِسْلَام الصَّابُونِي، وناصر الدّين الْمروزِي.
5 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجذامي الغرناطي، ابْن الْحَاج أَبُو عبد الله
يعرف بالفنقل. قَالَ ابْن الزبير فِي الصِّلَة: كَانَ أستاذاً مقرئاً، فَقِيها عَارِفًا(1/8)
بالنحو واللغة وَالْأَدب وَعلم الْكَلَام. روى عَن ابْن الباذش وغالب بن عَطِيَّة، وَولي الْقَضَاء بجيان وَغَيرهَا، روى عَنهُ عبد الرَّحِيم بن الْفرس.
مَاتَ بمرسية بعد سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
6 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جَابر الجذامي الْوَادي آشي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ من أهل التفنن والمعرفة والإمامة فِي صناعَة الْعَرَبيَّة، انْتفع بِهِ أهل بَلَده وَغَيرهم، اجْمَعْ على فَضله وَدينه. مَشْهُور فِي قطره، قَرَأَ على أبي الْعَبَّاس بن عبد النُّور وانتفع بِهِ، وَخَلفه بعد مَوته فِي التدريس.
مَاتَ سنة تسع وَسَبْعمائة.
7 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن سَمُرَة بن جُنْدُب الصَّحَابِيّ أَبُو عبد الله الْفَزارِيّ
قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء: كَانَ نحوياً ضابطاً جيد الْخط، أَخذ عَن الْمَازِني، وَقَرَأَ عَليّ الْأَصْمَعِي كتاب الْأَمْثَال لَهُ، وَكَانَ يَقُول: من زعم أَنه قَرَأَهُ عَلَيْهِ غَيْرِي فقد كذب.
وَكَانَ عَالما بالنجوم؛ وَله فِيهَا قصيدة.(1/9)
8 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن دادا الجرباذقاني أَبُو جَعْفَر
قَالَ ياقوت: نحوي لغَوِيّ أديب فَقِيه شَافِعِيّ فَرضِي، مُحدث كَاتب زاهد، عَالم نبيل، أثنى عَلَيْهِ أَحْمد بن صَالح بن شَافِع، وَقَالَ: صنف كتبا فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا، وَلَو عَاشَ لَكَانَ صدر الْآفَاق.
قيل: مَاتَ فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
9 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الأديب النَّيْسَابُورِي أَبُو بكر النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور، وَقَالَ: سمع إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَيزِيد بن صَالح الْقُرَّاء، روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن هَارُون.
10 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله
كَذَا قَالَ ابْن حجر، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ: " ابْن أبي بكر الشطنوفي " الشَّيْخ شمس الدّين النَّحْوِيّ. ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة شَابًّا واشتغل بالفقه، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وتصدر بالجامع الطولوني فِي الْقرَاءَات، وَفِي الحَدِيث بالشيخونية، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وَسمع الحَدِيث وَحدث، وَلم يرْزق الْإِسْنَاد العالي، وَكَانَ كثيرَ التَّوَاضُع، مشكور السِّيرَة.(1/10)
مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. أَخذ عَنهُ النَّحْو جمَاعَة؛ مِنْهُم شَيخنَا الإِمَام النَّحْوِيّ تَقِيّ الدّين الشمني؛ وَحدثنَا عَنهُ خلق، مِنْهُم شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ وَغَيره.
11 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الرعيني الوشقي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة وَالتَّصَرُّف فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة، مشاركاً فِي غير ذَلِك، بارع الْخط، حسن الوراقة. اختصر تَفْسِير ابْن عَطِيَّة اختصاراً حسنا.
12 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن الْمُنْذر الْقرشِي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بالمصنوع
قَالَ ابْن الفرضي: أَخذ عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ - وَكَانَ من ثقاة أَصْحَابه - وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ علم اللُّغَة، لم يكن لَهُ فِي غَيرهَا من الْعُلُوم حَظّ، وَكَانَ يُوصف بالضبط وَحسن النَّقْل.
ولد سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين.
13 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام التَّمِيمِي، أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا مشاوراً حَافِظًا للنحو وَالْأَدب واللغة وَالْكِتَابَة. أَخذ عَن أبي مُحَمَّد الفازازي، وناظر فُقَهَاء غرناطة ورحل إِلَى إشبيلية، وَأخذ عَن شيوخها، وَولي الْأَحْكَام بمالقة وَالْقَضَاء بغرناطة، فتوخى الْحق.
وَمَات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.(1/11)
14 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمرَان بن مُوسَى الْجُورِي أَبُو بكر
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ من الأدباء المنقرين، عَلامَة فِي الْأَنْسَاب وعلوم الْقُرْآن، نزل نيسابور مُدَّة، وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ. وَسمع ابْن درسْتوَيْه وَابْن دُرَيْد وأقرانهما.
وجاءنا نعيه من فَارس سنة ارْبَعْ وَخمسين وثلاثمائة.
15 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن عنان الْمَيْدُومِيُّ، أَبُو عبد الله شرف الدّين
كَانَ عَارِفًا بالقراءات والنحو والْحَدِيث، سليم الْبَاطِن، على سمت السّلف، ذَا صَلَاح وَخير.
قَالَ الذَّهَبِيّ: وَكَانَ خصيصاً بِالْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ، وليَ خزانَة كتب الكاملية ثمَّ طلب لمشيختها فَامْتنعَ، ثمَّ وَليهَا إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة. وَكَانَت جنَازَته حافلة. ومولده بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى عشرَة، وَسمع الحَدِيث من ابْن رواح وَابْن الجميزي. وَحدث عَنهُ القطب الْحلَبِي، وَابْن الظَّاهِرِيّ، والبدر الفارقي.(1/12)
16 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن المفرج الأوسي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن الدّباغ
قَالَ لِسَان الدّين بن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ وحيد عصره فِي حفظ مَذْهَب مَالك، وَفِي عقد الوثائق وعللها عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب وَالْكِتَابَة وَالشعر والتاريخ كثير البشاشة والانقباض، طيب النَّفس جميل الْعشْرَة، شَدِيد التَّوَاضُع، صبوراً على المطالعة، سهل الْأَلْفَاظ فِي تَعْلِيمه. أَخذ عَن وَالِده وَأبي الْحسن الدباج وَغَيرهمَا، وأقرأ بِجَامِع غرناطة مُدَّة.
وَمَات برندة يَوْم الْجُمُعَة مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
17 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي نصر الإِمَام أَبُو عبد الله بهاء الدّين ابْن النّحاس الْحلَبِي النَّحْوِيّ شيخ الديار المصرية فِي علم اللِّسَان
ولد فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجمال ابْن عمرون، والقراءات عَن الْكَمَال الضَّرِير، وَسمع الحَدِيث من ابْن اللتي وَابْن يعِيش وَأبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَطَائِفَة، وَدخل مصر، وَأخذ عَن بقايا شيوخها، ثمَّ جلس للإفادة، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وفضلاء الْأَدَب. وَكَانَ من الأذكياء، وَله خبْرَة بالْمَنْطق وإقليدس وَكتب الْخط الْمَنْسُوب. وَهُوَ مَشْهُور بِالدّينِ والصدق وَالْعَدَالَة، مَعَ اطراح الكلفة وَصغر الْعِمَامَة، حسن الْأَخْلَاق، فِيهِ ظَرف النُّحَاة وانبساطهم، وَله صُورَة كَبِيرَة فِي صُدُور النَّاس. وَكَانَ بعض الْقُضَاة إِذا انْفَرد بِشَهَادَة حكمه فِيهَا وثوقاً بِدِينِهِ. وَكَانَ مَعْرُوفا بِحل المشكلات والمعضلات، وَله أوراد من الْعِبَادَة والتلاوة وَالذكر وَالصَّلَاة، ثِقَة حجَّة، يسْعَى فِي مصَالح النَّاس، واقتنى كتبا نفيسة، وَلم يتَزَوَّج، وَلم يَأْكُل الْعِنَب قطّ، قَالَ لِأَنِّي أحبه(1/13)
فآثرت أَن يكون نَصِيبي فِي الْجنَّة؛ وَلما كملت المنصورية بَين القصرين فوض إِلَيْهِ تدريس التَّفْسِير بهَا.
قَالَ أَبُو حَيَّان - وَهُوَ من تلامذته -: كَانَ هُوَ وَالشَّيْخ محيي الدّين المازوني شَيْخي الديار المصرية، وَلم ألق أحدا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ لكتب الْأَدَب، وَتفرد بِسَمَاع صِحَاح الْجَوْهَرِي، وَكَانَ لَا يَأْكُل شَيْئا وَحده، وَينْهى عَن الْخَوْض فِي العقائد، وليَ تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني، وَلم يصنّف شَيْئا إِلَّا مَا أملاه شرحا لكتاب " المقرب ". مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَله: ... الْيَوْم شَيْء وَغدا مثله ... مِنْ نُخَبِ الْعلم الَّتِي تلْتَقط
يحصل الْمَرْء بهَا حِكْمَة ... وَإِنَّمَا السَّيْل اجْتِمَاع النقط ...
نقلنا عَنهُ فِي أول جمع الْجَوَامِع قَوْله: إِن الْحَرْف مَعْنَاهُ فِي نَفسه، على خلاف قَول النُّحَاة قاطبة: إنّ مَعْنَاهُ فِي غَيره.
18 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السبتي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ أَبُو الطّيب قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَالْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الأدباء، قَرَأَ على النَّحْو عَن ابْن أبي الرّبيع، وَاخْتصرَ شرح الْإِيضَاح لَهُ، وَسمع من الْمجد بن دَقِيق الْعِيد، وقرأعليه بِمَدِينَة قوص.
وَمَات بهَا سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.(1/14)
19 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مشرب بن ذرْوَة الْأَشْجَعِيّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أبْصر أهل زَمَانه باللغة وَالشعر.
20 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رِفَاعَة كَمَال الدّين أَبُو الْفتُوح القوصيّ
ولد بهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة، وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة. وَكَانَ عَالما متفنناً فِي الْفِقْه والأصلين، والنحو واللغة وَالتَّفْسِير وتقلد الْقَضَاء بِالْأَعْمَالِ القوصية عدَّة سِنِين.
ذكره المقريزي فِي المقفي.
21 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن عبد السَّلَام أَبُو عبد الله الطليطلي والأنصاري، ابْن شقّ اللَّيْل
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَقِيها مالكياً نحوياً لغوياً حَافِظًا، يعرف الرِّجَال والعلل، مليح الْخط، حسن الْفَضِيلَة، جيد الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون، كثير التصانيف؛ وَله شعر.
مَاتَ سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.(1/15)
22 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد تَاج الدّين المراكشي
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين بن السُّبْكِيّ فِي طبقاته الشَّافِعِيَّة: كَانَ فَقِيها نحوياً متفنناً مواظباً على طلب الْعلم جَمِيع نَهَاره وغالب ليله، يستفرع فِيهِ قواه، ويدع من أَجله طَعَامه وَشَرَابه. وَكَانَ ضريراً فَلَا يفتر عَن الطّلب إِلَّا إِذا لم يجد من يطالع لَهُ. مولده بعد السبعمائة. وَأخذ عَن الْعَلامَة القونوي وَغَيره، [وتأدب بالشيخ زكيّ الدّين ابْن القونع] ، وَأعَاد بقبة الشَّافِعِي، ثمَّ دخل دمشق ودَرس بالمسرورية ثمَّ تَركهَا للشَّيْخ تقيّ الدّين السبكيّ لِأَنَّهُ رأى فِي شَرط واقفها أَن يكون الْمدرس عَالما بِالْخِلَافِ.
مَاتَ فَجْأَة يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر جُمادى الْآخِرَة سنة سَبْعمِائة واثنتين وَخمسين.
وَمن شعره: ... قلَّة الْحَظ يَا فَتى ... صيرتني مجهَّلاَ
وجهولٍ بحظه ... صَار فِي النَّاس أكمَلا ...(1/16)
23 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم القرشيّ العامريّ الْخَطِيب النحويّ الشِّلبيّ
وَأَصله من باجة، ذكره الصفديّ. وَمن نظمه وَأمر أَن يكْتب على قَبره: ... لَئِنْ نُفِّذَ القَدَرُ السابقُ ... بموتي كَمَا حَكَمَ الخالقُ
فقدْ ماتَ والدُنا آدمٌ ... وماتَ محمدٌ الصادقُ
وماتَ الملوكُ وأشياعهمْ ... ولمْ يبقَ من جمعهمْ ناطقُ
فقلْ للّذي سرّه مهلَكِي ... تأهّبْ فَإنَّك بِي لاحقُ ...
24 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَامر الصُّورِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن عبد الله بن ذكْوَان، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُونَ.
25 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العوامي
يعرف بِالْقَاضِي. قَالَ ياقوت: لَهُ كتاب الْإِصْلَاح والإيضاح فِي النَّحْو.
مَاتَ بعد الْخمسين والثلاثمائة.
26 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجرباني، ثمَّ الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ
قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر فِي إنباء الْغمر: ولد قبل الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، تفقه بِابْن مُفْلِح حَتَّى برع، وَأفْتى، وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة؛ مَعَ الْفِقْه والصيانة والذكاء وَحسن الْإِيرَاد.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.(1/17)
27 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن يحيى الوشَّاء النحويّ أَبُو الطّيب
كَذَا ذكره ياقوت. وَقَالَ غَيره: مُحَمَّد بن إِسْحَاق.
قَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ من أهل الْأَدَب، حسن التصنيف، مليح التَّأْلِيف، أخبارياً. أَخذ عَن ثَعْلَب والمبرد، وروى عَن عبد الله بن أسعد الْوراق وطبقته، وروت عَنهُ منية جَارِيَة أم الْمُعْتَمد، وَكَانَ نحوياً معلما لمكتب الْعَامَّة.
وَله من التصانيف: الْجَامِع فِي النَّحْو، الْمُخْتَصر فِيهِ، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، الْفرق، خلق الْإِنْسَان، خلق الْفرس، المثلث، الحنين إِلَى الأوطان، الزَّاهِر فِي الْأَنْوَار والزهر، وَغير ذَلِك.
وَمن نظمه: ... لَا صبرَ لي عَنْك سوَى أنَّني ... أرْضى من الدَّهر بِمَا يُقدَرُ
مَنْ كَانَ ذَا صَبر فَلَا صبرَ ليِ ... مثليَ عَن مثلكَ لَا يصبرُ ...
28 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن كيسَان أَبُو الْحسن النحويّ
قَالَ الزبيدِيّ: وَلَيْسَ هَذَا بالقديم الَّذِي لَهُ [فِي] الْعرُوض والمعمّى [كتاب] .
قَالَ الْخَطِيب: يحفظ الْمَذْهَب الْبَصْرِيّ والكوفي فِي النَّحْو، لِأَنَّهُ أَخذ عَن الْمبرد وثعلب؛ وَكَانَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد، يَقُول: إِنَّه أنحى مِنْهُمَا.(1/18)
قَالَ ياقوت: لكنّه إِلَى مَذْهَب الْبَصرِيين أميل.
وَكَانَ ابْن الْأَنْبَارِي يَقُول: خلط المذهبين فَلم يضْبط مِنْهُمَا شَيْئا.
قَالَ أَبُو حَيَّان التوحيدي: مَا رَأَيْت مَجْلِسا أكثرَ فَائِدَة، وَأجْمع لأصناف الْعُلُوم والتحف والنتف من مَجْلِسه. وَكَانَ يجْتَمع على بَابه نَحْو مائَة رَأس من الدَّوَابّ للرؤساء والأشراف الَّذين يقصدونه، وَكَانَ إقباله على صَاحب المرقعة والخلق كإقباله على صَاحب الديباج وَالدَّابَّة والغلام.
وَمن تصانيفه: الْمُهَذّب فِي النَّحْو، غلط أدب الْكَاتِب، اللامات، الْبُرْهَان، غَرِيب الحَدِيث، مَعَاني الْقُرْآن، علل النَّحْو، مصابيح الْكتاب، مَا اخْتلف فِيهِ البصريون والكوفيون، وَغير ذَلِك.
قَالَ الْخَطِيب: مَاتَ لثمان خلون من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
قَالَ ياقوت: هَذَا لَا شكّ سَهْو؛ فَفِي تَارِيخ أبي غَالب همام بن الْفضل بن الْمُهَذّب المغربي: إِنَّه مَاتَ سنة عشْرين وثلثمائة.
29 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَزْهَر بن طَلْحَة بن نوح الْأَزْهَرِي اللّغَوِيّ الأديب الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي أَبُو مَنْصُور
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَأخذ عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان، ونفطويه، وَابْن السراج. وَأدْركَ ابْن دُرَيْد وَلم يرو عَنهُ. وَورد بَغْدَاد وأسرته القرامطة، فَبَقيَ فيهم دهراً طَويلا. وَكَانَ رَأْسا فِي اللُّغَة، أَخذ عَن الْهَرَوِيّ صَاحب الغريبين.(1/19)
وَله من التصانيف: التَّهْذِيب فِي اللُّغَة، تَفْسِير أَلْفَاظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ، التَّقْرِيب فِي التَّفْسِير، شرح شعر أبي تَمام، الأدوات، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ، عالي الْإِسْنَاد، ثخين الْوَرع.
مَاتَ فِي ربيع الْآخِرَة سنة سبعين وثلاثمائة.
30 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن بصخان بدر الدّين أَبُو عبد الله ابْن السراج الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: ولد سنة سِتّمائَة وثمان وَسِتِّينَ، وَقَرَأَ على الرِّضَا بن دبوقا، وَالْجمال الفاضلي، والدمياطي، والشرف الْفَزارِيّ، ولازمه. وَأَقْبل على الْعَرَبيَّة، وأحكمها. وَسمع الحَدِيث من الفاروثي وَغَيره، وتصدى بِدِمَشْق لإقراء الْقُرْآن والنحو، وقصده الطّلبَة، وَظَهَرت قصائده، وبهرت معارفه، وَبعد صيته. ثمَّ إِنَّه أَقرَأ لأبي عَمْرو بإدغام الْحمير لتركبوها، وَرَآهُ سائغا فِي الْعَرَبيَّة، وَالْتزم إِخْرَاجه من القصيد. وصمم على ذَلِك، فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن الزملكاني وَغَيره، وَطَلَبه ابْن صصري وروجع فصمم، فَمنع من الإقراء بذلك، فتألم وَامْتنع من الإقراء جملَة، ثمَّ أَقرَأ بالجامع، وَجلسَ للإفادة، وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة، ثمَّ ولي مشيخة التربة الصالحية بعد الْمجد التّونسِيّ بِحكم أَنه أَقرَأ أهل دمشق، وَلم يطْلب جِهَة مَعَ كَمَال أَهْلِيَّته. وَكَانَ حسن البزة والعمة، منور الشيبة، طيب النغمة، جيد الْأَدَاء، وَكَانَ يدْخل الْحمام وعَلى رَأسه لباد، فَإِذا اغْتسل رَفعه وَإِذا فرغ أَعَادَهُ؛ فأورثه ضعفا فِي الْبَصَر.
وَدخل يَوْمًا هُوَ والنجم القحفازي دربا فِيهِ ظروف زَيْت، فعثر فِي أَحدهَا، فَقَالَ النَّجْم: تعسنا فِي ظرف الْمَكَان؛ فَقَالَ ابْن بصخان: لِأَنَّك تمشي بِلَا تَمْيِيز، فَقَالَ: إِن ذَا حَال نحس.
أجَاز للصلاح الصَّفَدِي، وَمَات فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سَبْعمِائة وَثَلَاث وَأَرْبَعين.(1/20)
وَمن شعره: ... كلما اخْتَرْت أَن ترى يُوسُف الْحسن ... فَخذ فِي يَمِينك الْمرْآة
فانظرن فِي صفائها تبصرنه ... واعذرن من لأجل ذَا الْحسن مَاتَا
لَا يَذُوق الرقاد شوقاً إِلَيْهِ ... قلق الْقلب لَا يُطيق ثباتا ...
قَالَ الصَّفَدِي: قد حقق الشَّيْخ بدر الدّين مَا قيل فِي شعر النُّحَاة من الثّقل.
31 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي أَبُو عبد الله التلمساني
قَاضِي الْجَمَاعَة بفاس.
قَالَ ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مشاراً إِلَيْهِ؛ اجْتِهَادًا ودءوباً وحفظا وعناية واطلاعاً ونقلاً ونزاهة. يقوم أتم الْقيام على الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير، ويحفظ الحَدِيث وَالْأَخْبَار، والتاريخ والآداب، ويشارك مُشَاركَة فاضلة فِي الْأَصْلَيْنِ والجدل والمنطق، وَيكْتب ويشعر، مصيباً غَرَض الإجادة، وَيتَكَلَّم فِي طَرِيق الصُّوفِيَّة، ويعتني بالتدوين فِيهَا؛ شَرق وَحج، وَلَقي الأجلاء، وَعَاد إِلَى بَلَده، فأقرأ وَانْقطع إِلَى خدمَة الْعلم، وَتقدم عِنْد السُّلْطَان أبي عنان، فولاه قَضَاء الْجَمَاعَة بفاس، فأنفذ الْحق وألان الْكَلِمَة، وخفض الْجنَاح، وأحبته الْخَاصَّة والعامة. أَخذ الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ النَّحْوِيّ، وبمصر عَن أبي حَيَّان، وَالشَّمْس الْأَصْفَهَانِي، وَابْن اللبان، وَابْن عَدْلَانِ، وبمكة عَن الرضى إِمَام الْمقَام، وبدمشق عَن الشَّمْس ابْن قيم الجوزية، وصنف فِي الْفِقْه والتصوف.
قَالَ ابْن الْخَطِيب: اتَّصل بِنَا نعيه فِي الْمحرم - وَأرَاهُ مَاتَ فِي الْحجَّة من الْعَام قبله - سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة. وَمن شعره: ... فأبدو تَارَة وأغيب أُخْرَى ... مثار الشوق منثني الْحيَاء
أَشْيَم الْبَرْق من بَين الثنايا ... وأشتم العبير من الخباء ...(1/21)
32 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن جوامرد الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ أَبُو بكر
قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: كَانَ مَشْهُورا بالأدب والنحو، وَكَانَ يحضر عِنْد شَيخنَا أبي مُحَمَّد بن السراج، وَكَانَ يُكرمهُ، وَسمع عَلَيْهِ فَوَائِد.
وَقَالَ ياقوت: قَرَأَ على ابْن فضال وَغَيره، وَسمع وروى، وَأخذ عَنهُ ابْن الخشاب، وَبِه تخرج. وَمَات بعد سنة عشر وَخَمْسمِائة.
33 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن عَليّ بن عبد الله بن سِنَان أَبُو عَمْرو بن أبي جَعْفَر الْحِيرِي النَّيْسَابُورِي
كَانَ مقرئاً نحوياً مُحدثا زاهداً. أَقَامَ فرَاش الْمَسْجِد نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة. سمع وروى.
مَاتَ سنة ثَلَاثمِائَة وثمان وَسبعين. ذكره الصَّفَدِي.
34 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدون بن عِيسَى بن عَليّ بن سَابق الْخَولَانِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن الإِمَام. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة، بليغاً لسناً، حَافِظًا للْأَخْبَار والأنساب. سمع قَاسم بن أصبغ، وَابْن أَيمن. وَكَانَ مَشْهُورا باعتقاد مَذْهَب ابْن مَسَرَّة.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة.(1/22)
35 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة الْحلَبِي ابو الْفرج الملقب شرف الْكتاب
قَالَ ياقوت: كَانَ نحوياً لغوياً فطناً شَاعِرًا مترسلاً، قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ على ابْن الخشاب، وَابْن الشجري. وَصَحب الْوَزير ابْن هُبَيْرَة، وَسمع الحَدِيث من ابي جَعْفَر الثَّقَفِيّ.
وَمَات سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة.
36 - مُحَمَّد بن احْمَد بن حمنال المرسي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن الزبير: خطب بِجَامِع مرسية، وأقرأ بهَا الْقُرْآن والعربية، وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة، جيد التِّلَاوَة، عذب الْإِلْقَاء. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة. وَكَانَت كنيته أغلب عَلَيْهِ.
37 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر بن عِيسَى قَاضِي الْقُضَاة
ذُو الْفُنُون شهَاب الدّين أَبُو عبد الله بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الخويي الشَّافِعِي.
ولد بِدِمَشْق فِي شَوَّال - وَقيل فِي رَجَب - سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة، واشتغل فِي صغره، فتميز وبرع فِي الْفِقْه والنحو وَالتَّفْسِير والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والفرائض والحساب وَالْخلاف والهندسة، وَسمع من السخاوي وَابْن اللتي وَابْن الْمُقْرِئ، وَابْن الصّلاح، وَأَجَازَ لَهُ خلق من أَصْبَهَان وبغداد ومصر وَالشَّام، خرج لَهُ التقي الإسعردي معجماً، والمزي أَرْبَعِينَ حَدِيثا، ولازم الِاشْتِغَال ودرس وَهُوَ شَاب، وَكَانَ على كَثْرَة علومه من الأذكياء الموصوفين والنظار المنصفين، وَبِه انْتفع ابْن الفركاح وَابْن الْوَكِيل وَابْن الزملكاني، وَقَالَ: لَو لم يقدر الله أَن ابْن الخويي يَجِيء إِلَى دمشق مَا جَاءَنَا فَاضل. وَكَانَ ذَا فضل كَامِل، وذهن ثاقب، وعقل وافر، يبْحَث بتؤدة وسكينة، صَحِيح الِاعْتِقَاد، حسن الْأَخْلَاق، حُلْو المجالسة، ديِّناً متصوفاً، يحب أَرْبَاب الْفَضِيلَة.(1/23)
حدث عَنهُ الْمزي، وَقَالَ: كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي فنون من الْعلم وَالْبر زالي والختنى وَأَبُو حَيَّان والبدر الفارقي. وصنف كتابا كَبِيرا يحتوي على عشْرين علما؛ وَشرح الْفُصُول لِابْنِ معطٍ فِي النَّحْو، ونظم الفصيح لثعلب، وكفاية المتحفظ، وعلوم ابْن الصّلاح، وتوضيح ابْن مَالك. وَشرح من أول الملخص للقابسي خَمْسَة عشر حَدِيثا فِي مُجَلد؛ وَله الْمطلب الْأَسْنَى فِي إِمَامَة الْأَعْمَى.
وليَّ قَضَاء الْقُدس، ثمَّ الْمحلة والبهنسا، ثمَّ حلب، ثمَّ عَاد إِلَى الْمحلة، ثمَّ الْقَضَاء الْأَكْبَر بالديار المصرية، ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الشَّام، فَأَقَامَ عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لخمس وَعشْرين خلت من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَله شعر جيد.
وَحكى الشهَاب مَحْمُود الْحلَبِي قَالَ: حججْت أَنا وإياه، فَلَمَّا كُنَّا بالموقف ذكرنَا حَدِيث " من ذَكرنِي فِي نَفسه "، فَقَالَ ابْن الخويي: لَيْت شعري هَل ذكرنَا بالملأ الْأَعْلَى {وَإِذا بمنادٍ على كتاب لَا نَدْرِي مَا هُوَ} فَقلت للخويي: نَنْظُر فِي هَذَا الْكتاب، ونأخذ مِنْهُ فألاً، فَإِذا أول الصفحة الْيُمْنَى من شعر ابْن الفارض: ... لَك الْبشَارَة فاخلع مَا عَلَيْك فقد ... ذكرّت َثم على مَا فِيك من عوج ...
فَخلع الخويي ثِيَاب إِحْرَامه، وَدفعهَا إِلَى الرجل الَّذِي كَانَ مَعَه الْكتاب، وسر سُرُورًا عَظِيما.
وَمن شعره: ... وهبني ملكت الأَرْض طُرّاً ونلت مَا ... أنيل ابْن دَاوُد من المَال وَالْملك
أَلَسْت أخليه وأمسي مُسلما ... برغمي إِلَى الْأَهْوَال فِي منزل ضنك ...
وَله: ... وبحق لطفك كل سوء اتَّقى ... فَامْنُنْ بإرشادي إِلَيْهِ ووفق
أَحْسَنت فِي الْمَاضِي وَإِنِّي واثق ... بك أَن تجود عليّ فِيمَا قد بقيَ
أَنْت الَّذِي أَرْجُو فماليَ والورى ... إِن الَّذِي يَرْجُو سواك هُوَ الشقي ...(1/24)
38 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الْمعَافِرِي الإلبيري أَبُو عبد الله الْقَزاز
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ شَيخا صَالحا نحوياً أديباً شَاعِرًا. أَصله من إشبيلية. سمع من سعيد بن جَابر موطأ يحيى بن يحيى، وكامل الْمبرد.
وَمَات بإلبيرة سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة.
39 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يَعْقُوب بن عَليّ بن سَلامَة ابْن عَسَاكِر بن حُسَيْن بن قَاسم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر
الشَّيْخ الأديب البارع جلال الدّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن خطيب داريا الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الدِّمَشْقِي. سمع على الْعِمَاد بن كثير وَأبي الْحرم القلانسي، فِي آخَرين.
وصنف فِي الْعَرَبيَّة، وَكَانَت أجل علمه، مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعُلُوم النقلية والعقلية، وَشرح ألفية ابْن مَالك، سبك النّظم مَعَ الشَّرْح، وَله كتاب اللَّيْث والضرغام فِي اللُّغَة، رتبه على الْحُرُوف؛ وَكَانَ مفرط الذكاء، جميل المحاضرة، يضْرب فِي كل فن.
مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة.
وَمن شعره: ... لم أسم فِي طلب الحَدِيث لسمعة ... أَو لِاجْتِمَاع قديمه وَحَدِيثه
لَكِن إِذا فَاتَ الْمُحب لِقَاء من ... يهوى تعلل باستماع حَدِيثه ...
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
40 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله الزُّهْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار، ثمَّ الصَّفَدِي: ولد بمالقة وَطَاف الأندلس، وَحصل طرفا صَالحا من الْأَدَب، ثمَّ أَتَى مصر، وَسمع بهَا الحَدِيث، وَدخل الجزيرة وَالشَّام، وَلَقي الْفُضَلَاء، ثمَّ أَتَى(1/25)
بَغْدَاد، وَسمع من ابْن كُلَيْب وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان، وَسمع من أبي جَعْفَر الصيدلاني، ثمَّ بِلَاد الْجَبَل، وَسكن الكرج، وانتقل إِلَى بروجرد، وَأقَام يقرئ الْأَدَب ز أَخذ عَنهُ ابْن النجار.
وصنف الْبَيَان والتبيين فِي أَنْسَاب الْمُحدثين، وَالْبَيَان فِيمَا أبهم من الْأَسْمَاء فِي الْقُرْآن، وَشرح الْإِيضَاح فِي النَّحْو فِي خَمْسَة عشر مجلدا، وَشرح المقامات، وَكتاب شرح اليميني، فِي مُجَلد، وأقسام البلاغة وَأَحْكَام الصِّنَاعَة، فِي مجلدين.
قَتله التتار فِي شهر رَجَب سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة.
وَله ملغزاً فِي حَازِم: ... اسْم من رِيقه مدوف براحِ ... وصف ألحاظه المراض الصِّحَاح
بعد قلبٍ لَهُ وتصحيف حرفٍ ... مِنْهُ فاكشفه يَا أَخا الالتماحِ
واطلب الشّعْر فَهُوَ فِيهِ مُسَمّى ... غيرَ أَن البليد لَيْسَ بصاحِ ...
41 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل الوَاسِطِيّ أَبُو غَالب الْمَعْرُوف بِابْن بَشرَان
قَالَ ياقوت: أحد الْأَئِمَّة المعروفين، جَامع أشتات الْعُلُوم، قرن بَين الدِّرَايَة والفهم وَالرِّوَايَة، وَشدَّة الْعِنَايَة، صَاحب نَحْو ولغة وَحَدِيث وأخبار وَدين وَصَلَاح، وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي زَمَانه، وَهُوَ عين وقته وأوانه. وَكَانَ مَعَ ذَلِك ثِقَة ضابطاً محرراً حَافِظًا، أَخذ عَن أبي الْحُسَيْن بن دِينَار الْكَاتِب، وَابْن كردان، وَغَيرهمَا. وَكَانَ مكثراً حسن المحاضرة؛ إِلَّا أَنه لَا ينْتَفع بِهِ أحد. وَكَانَ معتزلياً.
مولده سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَمَات بواسط خَامِس عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وَله: ... لما رَأَيْت سلوى غير مُتَّجه ... وَأَن عزم اصْطِبَارِي عادَ معلولا
دخلت بالرغم مني تَحت طاعتكم ... ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا ...(1/26)
وَله: ... إِن قدم الْحَظ قوما مَا لَهُم قدمِ ... فِي فضل علم وَلَا حزمٍ وَلَا جلد
فَهَكَذَا الْفلك الْعلوِي أنجمه ... تقدم الثور فِيهَا رُتْبَة الْأسد ...
42 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد بن عَمْرو بن حبيب بن عُمَيْر اللَّخْمِيّ الإشبيلي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحوياً لغوياً شَاعِرًا مطبوعاً. مَاتَ سنة ثَلَاثمِائَة.
43 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد أَبُو مَنْصُور خَازِن دَار الْكتب الْقَدِيمَة بالكرخ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: كَانَ نحويا أديبا فَاضلا، وخطه عُمْدَة، سمع على أبي المحسن التنوخي وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها شِيعِيًّا.
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: سُئِلَ عَن مولده فَقَالَ سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة. وَسُئِلَ مرّة أُخْرَى، فَقَالَ: سنة عشر. وَمَات ثَالِث عشر شعْبَان سنة عشر وَخَمْسمِائة.(1/27)
44 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر الْأنْصَارِيّ الإشبيلي أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالخدب
والخدب: الرجل الطَّوِيل، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة.
قَالَ ابْن الزبير: نحوي مَشْهُور حَافظ بارع، اشْتهر بتدريس الْكتاب فَمَا دونه، وَله على الْكتاب طرر مدّونة مَشْهُورَة، اعتمدها تِلْمِيذه ابْن خروف فِي شَرحه، وَله تَعْلِيق على الْإِيضَاح، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ يرحل إِلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة، مَوْصُوفا فِيهَا بالحذق والنبل، صَاحب اختيارات وآراء. أَخذ الْكتاب عَن ابْن الرماك، وَابْن الْأَخْضَر؛ وَكَانَ يقرئ بفاس، ويتعانى الْخياطَة، وَكَانَ من حذاق النَّحْوِيين، وأئمة الْمُتَأَخِّرين، أجل من أَخذ عَنهُ ابْن خروف وَمصْعَب الْخُشَنِي وَعبد الْحق بن خَلِيل السكونِي، وأطنبوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ. مَاتَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
قلت: وقفت على حَوَاشِيه على الْكتاب بِمَكَّة المشرفة.
45 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَامر أَبُو عَامر البلوي الطرطوشي السالمي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ عَالما أديباً مؤرخاً لغوياً، لَهُ فِي اللُّغَة كتاب مُفِيد، وَكتاب التشبيهات، وَكتاب الشِّفَاء فِي الطِّبّ. مَاتَ سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة.
46 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام أَبُو عبد الله الفِهري الذَّهَبِيّ
وَيعرف بِابْن الشواش. قَالَ الْأَبَّار: أَخذ النَّحْو عَن الْجُزُولِيّ، وَسمع من أبي عبد الله ابْن الْفرس، وَغَيره. وَجلسَ للإقراء والتحديث، ودرس النَّحْو واللغة، وَحمل النَّاس عَنهُ وَكَانَ إِمَامًا متواضعاً بارع الْخط. مَاتَ سنة تسع عشر وسِتمِائَة.(1/28)
47 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن سَعَادَة أَبُو عبد الله الشاطبي:
قَالَ الْأَبَّار: كَانَ مقرئاً متصدراً نحوياً لغوياً محققاً. أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل، والعربية عَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة، وَغَيره. وَسمع من أبي عبد الله بن سَعَادَة.
وَمَات سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة.
48 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي ابْن يُوسُف بن قدامَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ: الْفَقِيه البارع الْمُقْرِئ المجود النَّحْوِيّ الْمُحدث الْحَافِظ الحاذق ذُو الْفُنُون.
وَقَالَ ابْن حجر: أحد الأذكياء، ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسَبْعمائة، وَسمع الحَدِيث من التقي سُلَيْمَان، والمطعم، وتفقه بِابْن مُسلم، وَتردد على ابْن تَيْمِية، وَمهر فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا.
قَالَ الصَّفَدِي: لَو عَاشَ لَكَانَ إِمَامًا، كنت إِذا لَقيته سَأَلته عَن مسَائِل أدبية وفوائد عَرَبِيَّة فينحدر كالسيل. وَكنت أرَاهُ يواقف الْمزي فِي أَسمَاء الرِّجَال، وَيرد عَلَيْهِ، فَيقبل مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن كثير: كَانَ حَافِظًا عَلامَة ناقداً حصل من الْعُلُوم مَالا يبلغهُ الشُّيُوخ الْكِبَار، وبرع فِي الْفُنُون، وَكَانَ جبلا فِي الْعِلَل والطرق وَالرِّجَال، وَحسن الْفَهم جدا، صَحِيح الذِّهْن.
وَقَالَ الْمزي: مَا لَقيته إِلَّا واستفدت مِنْهُ، درس بالصدرية والضيائية، وصنف شرحاً على التسهيل فِي مجلدين. وَله مناقشات مَعَ أبي حَيَّان فِي اعتراضاته على ابْن مَالك.(1/29)
وَالْأَحْكَام فِي الْفِقْه، وَالرَّدّ على السُّبْكِيّ فِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة، وَالْكَلَام على احاديث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، وَالْمُحَرر فِي اخْتِصَار الْإِلْمَام، وتراجم الْحفاظ.
وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَكثر التأسف عَلَيْهِ، وَحضر جنَازَته من لَا يُحْصى.
49 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظَاهر بن عبد الله الإِمَام أَبُو عبد الله البالسي الْمُقْرِئ إِمَام مَسْجِد السَّبْعَة
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الدُّرَر: تَلا على الشّرف الْفَزارِيّ، ولازمه، وتصدر للإقراء فَتخرج بِهِ جمَاعَة. وَكَانَ محققاً للْقِرَاءَة، عَاقِلا خيرا صَالحا حسن السمت. وَله شعر ونظم فِي الْعَرَبيَّة.
مَاتَ فِي شَوَّال من سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة فِي عشر الثَّمَانِينَ.
50 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مَحْمُود بن أبي نوح أَبُو الْحُسَيْن اللَّخْمِيّ النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي تَارِيخ من دخل مصر، وَقَالَ: حدث عَن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر بن إِسْمَاعِيل الْمَقْدِسِي: كتب عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ.(1/30)
51 - مُحَمَّد بن أَحْمد - وَقيل مُحَمَّد - بن عبد الله الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالمفجع
قَالَ ياقوت: كَانَ من كبار النُّحَاة، شَاعِرًا مفلقاً، شِيعِيًّا، وَبَينه وَبَين ابْن دُرَيْد مهاجاة.
صنف كتاب الترجمان فِي الشّعْر ومعانيه، المنقذ فِي الْإِيمَان؛ يشبه الملاحن لِابْنِ دُرَيْد، عرائس الْمجَالِس، أشعار الْخَوَارِزْمِيّ، شعر زيد الْخَيل الطَّائِي.
مَاتَ سنة عشْرين وثلثمائة.
52 - مُحَمَّد بن احْمَد بن عُثْمَان بن عمر التّونسِيّ الْعَلامَة أَبُو عبد الله الوانوغي نزيل الْحَرَمَيْنِ
كَانَ عَالما بالتفسير والأصلين والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والمنطق، ومعرفته بالفقه دون غَيره.
ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بتونس وَنَشَأ بهَا، وَسمع من مسندها أبي الْحسن بن(1/31)
أبي الْعَبَّاس البطرني خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن الزبير بِالْإِجَازَةِ، وَسمع أَيْضا من ابْن عَرَفَة، وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَالتَّفْسِير والأصلين، والمنطق، وَعَن الْوَلِيّ ابْن خلدون الْحساب والهندسة، والأصلين والمنطق والنحو عَن ابي الْعَبَّاس البصار.
وَكَانَ شَدِيد الذكاء، سريع الْفَهم، حسن الْإِيرَاد للتدريس وَالْفَتْوَى، وَإِذا رأى شَيْئا وعاه وَقدره وَإِن لم يعتن بِهِ.
وَله تأليف على قَوَاعِد ابْن عبد السَّلَام، وَعِشْرُونَ سؤالاً فِي فنون من الْعلم تشهد بفضله، بعث بهَا إِلَى القَاضِي جلال البُلْقِينِيّ، فَأجَاب عَنْهَا فَرد مَا قَالَه البُلقيني. وَقَالَ: وقفت على الأسئلة وأجوبتها، وَلم أَقف على الرَّد، وَذكرت مَا يتَعَلَّق بالنحو مِنْهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وأسندنا فِيهَا حَدِيثه.
وَكَانَ يعاب عَلَيْهِ إِطْلَاق لِسَانه فِي الْعلمَاء، ومراعاة السَّائِلين فِي الْإِفْتَاء. أجَاز لغير وَاحِد عَن شُيُوخنَا المكيين.
وَمَات بِمَكَّة المشرفة فِي سحَر يَوْم الْجُمُعَة، التَّاسِع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
53 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مُحَمَّد بن الْحسن
ابْن غَانِم الطَّائِي الْبِسَاطِيّ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو عبد الله شمس الدّين الْمَالِكِي الْعَلامَة.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة - كَذَا قَالَ حَافظ الْعَصْر ابْن حجر - وَرَأَيْت بِخَط صاحبنا النَّجْم بن فَهد: فِي أَوَاخِر الْمحرم - ببساط.
وانتقل إِلَى مصر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة، فاشتغل بهَا كثيرا فِي عدَّة فنون.(1/32)
وَكَانَ نَابِغَة الطّلبَة فِي شبيبته، واشتهر أمره، وَبعد صيته، وبرع فِي فنون الْمَعْقُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان والأصلين، وصنف فِيهَا وَفِي الْفِقْه، وعاش دهراً فِي بؤس بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ ينَام على قشر الْقصب، ثمَّ تحرّك لَهُ الْحَظ فَتَوَلّى تدريس الْمَالِكِيَّة بمدرسة جمال الدّين الأستادار، ثمَّ مشيخة تربة الْملك النَّاصِر، ثمَّ تدريس البرقوقية، وتدريس الشيخونية. وناب فِي الحكم عَن ابْن عَمه، ثمَّ تولى الْقَضَاء بالديار المصرية سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، فَأَقَامَ فِيهِ عشْرين سنة مُتَوَالِيَة لم يعْزل مِنْهُ، ورافقه من الْقُضَاة خَمْسَة من الشَّافِعِيَّة: الْجلَال البُلْقِينِيّ، وَالْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ، وَشَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ، وَابْن حجر والهروي، وَمن الْحَنَفِيَّة: ابْن الديري، وَولده، والتفهنني، والعيني. وَمن الْحَنَابِلَة: ابْن مغنى والمحب الْبَغْدَادِيّ، والغز الْمَقْدِسِي. وَكَانَ سمع الحَدِيث من التقى الْبَغْدَادِيّ وَغَيره، وَلم يعتن بِهِ.
وَمن تصانيفه: المغنى فِي الْفِقْه، وشفاء الغليل فِي شرح مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل، وَشرح ابْن الْحَاجِب الفرعي، وحاشيته على المطول، وحاشيته على شرح الْمطَالع للقطب، وحاشيته على المواقف للعضد، ونكت على الطوالع للبيضاوي، ومقدمة فِي أصُول الدّين.
أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعَصْر، مِنْهُم شَيخنَا الإِمَام الشمني، وقاضي الْقُضَاة مُحي الدّين الْمَالِكِي قَاضِي مَكَّة.
وَمَات بالقولنج يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة. وامطرت السَّمَاء بعد دَفنه مَطَرا غزيراً، حَدثنَا عَنهُ غير واحدٍ.(1/33)
54 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد بن حَاتِم ابْن الْمُهلب بن أبي صفرَة المهلبي النَّحْوِيّ أَبُو يَعْقُوب
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ عَالما نحوياً لغوياً ثِقَة. مَاتَ بِمصْر سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
55 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي الهواري الْمَالِكِي أَبُو عبد الله الْأَعْمَى النَّحْوِيّ
ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو على مُحَمَّد بن يعِيش، وَالْفِقْه على مُحَمَّد بن سعيد الرندي، والْحَدِيث على أبي عبد الله الزواوي.
ثمَّ رَحل إِلَى الديار المصرية صُحْبَة أَحْمد بن يوفس الرعيني، وَهَذَانِ هما المشهوران بالأعمى والبصير؛ فَكَانَ ابْن جَابر يؤلف وينظم، والرعيني يكْتب، وَلم يَزَالَا هَكَذَا على طول عمرهما. وسمعا بِمصْر من أبي حَيَّان، ودخلا الشَّام، وسمعا الحَدِيث من الْمزي والجزري، وَابْن كاميار، ثمَّ قطنا حلب، وحدثا بهَا عَن الْمزي بِصَحِيح البُخَارِيّ، ثمَّ إلبيرة إِلَى أَن اتّفق أَن ابْن جَابر تزوج، فَوَقع بَينه وَبَين رَفِيقه تهَاجر، فتهاجرا. وَسمع مِنْهُمَا الْبُرْهَان الْحلَبِي.
وَكتب ابْن فضل الله فِي المسالك عَن ابْن جَابر شَيْئا من شعره، وَمَات قبله بدهر؛ وَذكر أَنه حرص على أَن يجْتَمع بِهِ فَلم يتَّفق ذَلِك. وَذكره الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَارِيخه، وَمَات قبله بِكَثِير.(1/34)
وَمن تصانيف ابْن جَابر: شرح الألفية لِابْنِ مَالك؛ وَهُوَ كتاب مُفِيد يعتني بالإعراب للأبيات، وَهُوَ جليل جدا، نَافِع للمبتدئين، وَله نظم الفصيح، ونظم كِفَايَة المتحفظ، والحلة السيرا فِي مدح خير الورى، وَهِي بديعية، ونظمها عالٍ: لكنه أخل فِيهَا بِذكر أَنْوَاع من البديع كَثِيرَة جدا.
واخبرني بعض أدباء صفد، قدم علينا الْقَاهِرَة، أَنه رأى لَهُ شرحاً على ألفية ابْن معط، فِي ثَلَاث مجلدات، وَلم أَقف عَلَيْهِ.
مَاتَ فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته.
ورفيقه أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الرعيني الأندلسي الغرناطي. أديب ماهر؛ ولد بعد السبعمائة، وَكَانَ من حَاله مَا سبق فِي تَرْجَمَة رَفِيقه؛ وَكَانَ مقتدراً على النّظم والنثر، عَارِفًا بالبديع وفنونه، دينا حسن الْخلق، حُلْو المحاضرة، شرح بديعية رَفِيقه. وَمَات قبله بِسنة، فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة؛ وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته.
56 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الْإِسْنَوِيّ
قَالَ ابْن حجر ": اشْتغل قَدِيما بِبَلَدِهِ وبغيرها، وَأقَام بإسنا مُدَّة، ثمَّ بِمَكَّة وَالْمَدينَة، وَكَانَ عَالما عَاملا بارعاً، وَكَانَ الْعَفِيف اليافعي يعظمه جدا. شرح مُخْتَصر مُسلم، والألفية، وَاخْتصرَ الشفا.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.(1/35)
57 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن قَاسم بن الْحسن الْمذْحِجِي الملتماسي أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من سراة بَلَده وأعيانهم، أستاذاً مفتياً مقرئا، كَاتبا بليغا، عَارِفًا بالقراءات، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، ثِقَة ضابطا حَرِيصًا على الْعلم، استفادة وإفادة، لَا يأنف عَن أَخذه من أقرانه وَمن دونه، كثير الْعِنَايَة بالكتب.
أَخذ عَن أبي عبد الله الطنجالي، وَابْن الزيات، والوادباشي، وانتفع بِهِ أهل بَلَده والغرباء.
ولد ببلش سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَمَات بهَا عَاشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
58 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الباوردي النَّحْوِيّ أَبُو يَعْقُوب الْمصْرِيّ
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشْرين ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين، وَأَرْبَعمِائَة.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ ثِقَة.
وَذكره الْمُنْذِرِيّ وَقَالَ: روى عَن الْحُسَيْن بن عَمْرو بن أبي الْأَحْوَص، وَعَن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد.(1/36)
59 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْخلال أَبُو الْغَنَائِم اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: إِمَام عَالم جيد الضَّبْط؛ صَحِيح الْخط مُعْتَمد عَلَيْهِ، مُعْتَبر. أَخذ عَن السيرافي، والرماني، والفارسي و [تِلْكَ] الطَّبَقَة.
60 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السالمي الأندلسي أَبُو عَامر الْوَزير الْكَاتِب
قَالَ ابْن الزبير فِي تَارِيخ الأندلس: كَانَ لغوياً أديباً كَاتبا شَاعِرًا عَارِفًا بالتاريخ وَالْأَخْبَار، ألف دواوين فِي اللُّغَة وَالشعر وَالْأَخْبَار والتاريخ. روى عَنهُ القَاضِي عبد الْمُنعم ابْن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْقَاسِم الْبراق.
كَانَ حَيا بعد الْخمسين والخمسمائة.
61 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أبي شَاكر بن عبد الله
مجد الدّين أَبُو عبد الله بن الظهير المراكشي المحتد، الإربلي المولد الْحَنَفِيّ الأديب
كَانَ فَقِيها فَاضلا، وأدبياً شَاعِرًا، لَهُ النّظم والمعرفة بالنحو واللغة، ودرس بِدِمَشْق، وَقدم مصر، وَحدث بهَا عَن كَرِيمَة ابْنة عبد الْوَهَّاب، وَأبي الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد السخاوي، وَسمع بإربل وبغداد، وروى عَنهُ الْحَافِظ الدمياطي.
ولد بإربل فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة، وَمَات بِدِمَشْق لَيْلَة الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من ربيع الأول فِي سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره: ... قلبِي وطرفي ذَا يسيل دَمًا، وَذَا ... دون الورى؛ أَنْت الْعَلِيم بقرحه
وهما بحبك شَاهِدَانِ وَإِنَّمَا ... تَعْدِيل كلٍ مِنْهُمَا فِي جرحه ...
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.(1/37)
62 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن فرج اللَّخْمِيّ الغرناطي
كَانَ قيمًا فِي الْعَرَبيَّة مشاركاً فِي الْأَصْلَيْنِ، أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن بن أبي العنبس، وَقَرَأَ على ابْن الزبير وَابْن رُشيد وَغَيرهمَا؛ وَجَرت لَهُ محنة مَعَ بعض الوزراء فَأخْرجهُ إِلَى إفريقية.
مَاتَ فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
63 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد السّلمِيّ الغرناطي أَبُو عبد الله
مَعْرُوف بِابْن عروس، قَالَ ابْن الزبير: كَانَ شَيخا جَلِيلًا فَقِيها فَاضلا. لَازم إقراء الْقُرْآن والْحَدِيث والعربية وَالْأَدب إِلَى أَن مَاتَ. أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي بكر بن مَسْعُود وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن الدّباغ، وَابْن الْعَرَبِيّ، وَابْن هُذَيْل.
وَكَانَ من أحسن النَّاس نَغمَة بِالْقُرْآنِ، وَأَحْسَنهمْ خلْقاً وخُلُقَا وَأكْرمهمْ عِشرة وصلَة للرحم، وأمشاهم فِي حوائج النَّاس، عَارِفًا للإقراء ذَاكِرًا للْخلاف، حسن التَّعْلِيم للعربية.
ولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع غرناطة.
روى عَنهُ الملاصي وَأَبُو يحيى بن هَانِئ وَآخرهمْ أَبُو يحيى بن عبد الرَّحِيم.
مولده سنة سَبْعَة وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس عشر من شهر رَجَب سنة تسعين، وحُمل على الأكف، وفُجِع بِهِ النَّاس.(1/38)
64 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشريف أَبُو عبد الله الْخُشَنِي السبتي النَّحْوِيّ الْعَلامَة
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ هَذَا الْفَاضِل جملَة من جمل الْكَمَال، رحْلَة الْوَقْت فِي التبريز بعلوم اللِّسَان، حائز الْفَضَائِل فِي ميادينها، عَرَبِيَّة غزيرة الْحِفْظ، مقنعة الشَّمَائِل مستجرة الْحِفْظ، أصيلة التجويد، بريَّة عَن النَّوك والغفلة، مرهفة باللغة والغريب وَالْخَبَر والتاريخ وَالْبَيَان وصناعة البديع وميزان الْعرُوض وَعلم القافية، وتقدما فِي الْأَحْكَام، وتدريساً للفقه، بارع التصنيف غزير الْحِفْظ، حَاضر الذّكر، فصيح اللِّسَان.
قَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه، والعربية على أبي عبد الله بن هَانِئ، وانتفع بِهِ، وروى عَن أبي عبد الله بن رُشيد، وَولي ديوَان الْإِنْشَاء بغرناطة، ثمَّ الْقَضَاء والخطابة بهَا، فصدع بِالْحَقِّ والمهابة، ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء بِلَا زلَّة، فتصدى للإقراء وتدريس الْفِقْه والعربية، ثمَّ ولي قَضَاء وَادي آش، ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء غرناطة، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ.
وَله تصانيف بارعة، مِنْهَا تَقْيِيد جليل على التسهيل، وَشرح بديع قَارب التَّمام، وَشرح مَقْصُورَة ابْن حَازِم، وَشرح الخزرجية.
مولده بسبتة فِي سادس ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَمَات بغرناطة فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة.
وَمن شعره: ... كم قلت للرشاء الَّذِي مَا عَنهُ لي ... صبرٌ وَلَا لي عَن هواهُ بَراحُ
مَا لاحَ خالُك والسَّواد شعارهُ ... إلَّا انثنيتُ ودمعيَ السفاحُ ...(1/39)
65 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن الْحسن ابْن مَنْصُور بن مُعَاوِيَة بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عتبَة بن عَنْبَسَة ابْن أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب الْأمَوِي الإِمَام أَبُو المظفر الأبيوردي
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: أوحد عصره، وفريد دهره، فِي معرفَة اللُّغَة والأنساب وَغير ذَلِك؛ وَأورد لَهُ من شعره بِمَا عجز عَنهُ الْأَوَائِل من معانٍ لم يسْبق إِلَيْهَا، وأليَق مَا وصف بِهِ قَول أبي الْعَلَاء المعري: ... وَإِنِّي وَإِن كنت الْأَخير زَمَانه ... لآتٍ بِمَا لم تستطعه الْأَوَائِل ...
أَخذ عَن عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ، وَإِسْمَاعِيل بن مسْعدَة الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَأبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ، وَمَالك بن أَحْمد البانياسي، وَخلق. وروى عَنهُ جمَاعَة.
وصنف كتبا؛ مِنْهَا الْمُخْتَلف والمؤتلف، طَبَقَات الْعلم، تَارِيخ أبيورد، تَارِيخ نسا، وَغير ذَلِك؛ وَله فِي اللُّغَة مصنفات لم يسْبق إِلَيْهَا.
وترجمة السلَفِي فِي جُزْء مُفْرد، وَذكر أَنه فوض إِلَيْهِ أَشْرَاف الممالك كلهَا، وأحضر عِنْد السُّلْطَان أبي شُجَاع مُحَمَّد بن ملك شاه بشخصه، وَهُوَ على سَرِير ملكه، فارتعد وَوَقع مَيتا، وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس بَين الظّهْر وَالْعصر الْعشْرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وَخَمْسمِائة.
وَكَانَ قوي النَّفس جدا. وَمن شعره:(1/40)
.. يَا من يساجلني وَلَيْسَ بمدرك ... شأوي وَلَيْسَ لَهُ جلالة منصبي
لَا تتعبنَّ فدون مَا حاولته ... خرط القتادة وامتطاء الْكَوْكَب
وَالْمجد يعلم أَيّنَا خيرٌ أَبَا ... فَاسْأَلْهُ تعلم أَي ذِي حسبٍ أبي
جدي مُعَاوِيَة الْأَغَر سمت بِهِ ... جرثومة من طينها خلق النَّبِي ...
66 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَشْرَس أَبُو الْفَتْح اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أديب فَاضل، شَاعِر من أهل نيسابور، قدم بَغْدَاد، فَأخذ عَن أَصْحَاب الْفَارِسِي كعلي بن عِيسَى الربعِي، وَأبي الْحسن السمسمي.
وَقَالَ الْحَاكِم: كَانَ غزير الْحِفْظ، مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره: ... كَأَنَّمَا الأغصان لما علا ... فروعها قطر الندى ثرا
ولاحت الشَّمْس عَلَيْهِ ضحى ... زبرجدٌ قد أثمرت دُّرَّا ...
67 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي خَيْثَمَة الْقَيْسِي الجياني أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب، فَقِيها جَلِيلًا مشاوراً حَافِظًا متفنناً، لَهُ خطّ بارع، جيدا فِي الْكتب ذَا بلاغة وفصاحة وَحسب وَفضل وَدين من أكمل النَّاس واكتبهم.(1/41)
وَقَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ مبرزاً فِي عُلُوم اللِّسَان نَحوا ولغة وأدباً، مُتَقَدما فِي الْكِتَابَة والفصاحة، جَامعا فنوناً من الْفَضَائِل والمعارف.
أَخذ عَن أبي الْحسن بن الباذش، وَأبي عَليّ الغساني، وَكَانَ مَعَ معارفه الجمة وخصاله الحميدة عِنْده غَفلَة. روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن الضَّحَّاك وَابْنه عبد الْمُنعم.
وَألف شرح غَرِيب البُخَارِيّ.
مَاتَ بغرناطة لَيْلَة السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
68 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رضوَان بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو خَالِد
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ متضلعاً من الْعَرَبيَّة قارضاً للشعر، مشاركاً فِي الْفَرَائِض والأحساب، جم التَّحْصِيل، كثير الِاجْتِهَاد، صَدرا فِي أهل الْحساب والمعارف والمروءات، جميل الْخلق، مليح البزة. خرج عَن بَلَده فِي الْفِتْنَة فقطن سبتة، ولازم ابْن أبي الرّبيع وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، وكمل عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، وانتفع بِهِ كثيرا، وَرجع إِلَى الأندلس، فَأخذ عَن ابْن الزبير.
ولي الْقَضَاء على حَدَاثَة سنه وأقرأ بِبَلَدِهِ، مَاتَ قَاضِيا ببسطة فِي يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة، سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَكتب على قَبره من شعره: ... أتيت إِلَى خالقي خاضعاً ... وَمن خَدّه فِي الثرى يخضعُ
وَإِن كنت وافيته مجرماً ... فإنيَ فِي عَفوه أطمع
وَكَيف أَخَاف ذنوباً مَضَت ... وَأحمد فِي زلتي يشفع!
فأخلصْ دعاءك يَا زائري ... لَعَلَّ الْإِلَه بِهِ ينفع ...(1/42)
69 - مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْمعَافِرِي الأندلسي الآشي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الفرضي الأديب أَبُو عبد الله
قَرَأَ الْقُرْآن على بعض أَصْحَاب ابْن هُذَيْل، ونظم قصيدة فِي الْقرَاءَات على مِثَال قصيدة الشاطبي، صرح فِيهَا بأسماء الْقُرَّاء.
ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
70 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن أَيمن السَّعْدِيّ الغرناطي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بإقراء الْقرَاءَات والعربية والفرائض، أَخذ عَن ابْن الباذش وَغَيره، وأقرأ الْعَرَبيَّة بغرناطة، وَكَانَ من أهل الْفضل وَالدّين.
وَقَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ مُتَقَدما فِي إقراء الْقُرْآن، مبرزاً فِي الْعَرَبيَّة، فرضياً ماهراً أديباً فَاضلا.
مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بطرِيق الْحجاز.
71 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بطال الركبي اليمني الْمَشْهُور ببطال
قَالَ الجندي فِي تَارِيخ الْيمن: أتقن النَّحْو والقراءات واللغة وَالْفِقْه والْحَدِيث بِالْيمن. ثمَّ ارتحل إِلَى مَكَّة فازداد بهَا علما، لِأَنَّهُ لم يتْرك أحدا مِمَّن لَدَيْهِ فَضِيلَة إِلَّا أَخذ عَنهُ،(1/43)
وَلزِمَ ابْن أبي الصَّيف الْفَقِيه اليمني، وَأَجَازَهُ، ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فقصده الطّلبَة، وَبنى مدرسة بِبَلَدِهِ ذِي يعمر، ووقف عَلَيْهَا كتبه وأرضه. وَكَانَ مَعَ كَمَاله فِي الْعلم ذَا عبَادَة وورع وزهد
صنف المستعذب فِي شرح غَرِيب الْمُهَذّب، وَأَرْبَعين فِي لفظ الْأَرْبَعين، وَأَرْبَعين فِي أذكار الْمسَاء والصباح، وَله أشعار حَسَنَة.
مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة بضع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
72 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُمحان
بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْحَاء، جمال الدّين أَبُو بكر الوائلي الْبكْرِيّ الأندلسي الْمَعْرُوف بالشريشي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بشريش سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب، وأتقن الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير، وتفنن فِي الْعُلُوم، وَطَاف الْبِلَاد، وَسمع الحَدِيث بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وَابْن روزبة وَابْن اللتي وَابْن ياسمين بنت البيطار، وَخلق. وبدمشق من ابْن الشِّيرَازِيّ، وبإربل من الْفَخر الإربلي، وبحلب من ابْن يعِيش. وَجمع ودرس وَأفْتى، وعني بِالْحَدِيثِ، وَقَالَ الشّعْر، ودرس بالرباط الناصري والنورية وَغَيرهمَا، وَدخل مصر ودرس بالفاضلية، ثمَّ الْقُدس، ثمَّ عَاد إِلَى دمشق، وَطلب لقضائها فَامْتنعَ. تخرج بِهِ جمع، مِنْهُم وَلَده كَمَال الدّين، وروى عَنهُ وَلَده، وَابْن الْعَطَّار، وَابْن تَيْمِية، والمزي، والبرزالي، والذهبي، والقطب الْحلَبِي، وَابْن الخباز. ومدحه الْعلم السخاوي بقصيدة.
وَألف شرحاً جَلِيلًا لألفية ابْن معطٍ، وكتاباً فِي الِاشْتِقَاق.
وَكَانَ زاهداً ورعاً بارعاً، كَبِير الْقدر رفيع الذّكر.(1/44)
مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق.
وَمن شعره: ... الْجد يدْرك مَا لَا يدْرك الطّلب ... وَالْجد من غير جد كُله تعبُ
وكل شَيْء فبالأقدار موقعه ... مَا للأمور سوى أقدارها سَبَب
إِن الْأُمُور إِذا مَا الله يسرها ... أتتك من حَيْثُ لَا ترجو وَتحْتَسب
وكل مَا لم يقدره الْإِلَه فَمَا ... يُفِيد حرص الْفَتى فِيهِ وَلَا النصب
ثق بالإله وَلَا تركن إِلَى أحدٍ ... فَالله أكْرم من يُرْجَى ويُرتقبُ ...
73 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بالسراط. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مقرئاً مُحدثا، نحوياً أديباً ضابطاً من أهل الْفضل وَالدّين، أستاذاً ورعاً، روى عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن غَالب السراط، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان.
مَاتَ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
74 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فرج بن شقرال اللَّخْمِيّ الشرفي الأَصْل أَبُو عبد الله
يعرف بالطرسوني. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ قيمًا على النَّحْو والقراءات واللغة مجِّداً فِي ذَلِك، محكماً لما يَأْخُذ فِيهِ مِنْهُ، مشاركا فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق، بارع الْخط والظرف والفكاهة. وَله شعر.
أَخذ الْقِرَاءَة عَن أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش، وَبِه تفقه، وَقَرَأَ على ابْن الزبير وَغَيره.(1/45)
وَكَانَ حسن التذهيب والتجليد حظي عِنْد الْوَزير المحروق ورتب لَهُ مَعْلُوما، وَجعله نَاظرا لخزانة الْكتب السُّلْطَانِيَّة، ثمَّ وَقع بَينهمَا، فاعتقله ثمَّ أخرجه إِلَى إفريقية، فَلَمَّا مَاتَ الْوَزير رَجَعَ إِلَى الأندلس، فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ ببونة عَام ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
75 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق أَبُو عبد الله التلمساني العجيسي الْمَالِكِي الْعَلامَة
ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة، وَتقدم فِي بِلَاده، وتمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالْأَدب.
وَسمع من مَنْصُور المشدالي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرفيع، ورحل إِلَى الْمشرق فِي كنف وحشمة، وَسمع بِمَكَّة من عِيسَى الحجي، وبمصر من أبي حَيَّان وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي والجلال الْقزْوِينِي، والبدر الفارقي، والتقى السُّبْكِيّ، والقطب الْحلَبِي، وَابْن عَدْلَانِ، وَابْن القماح، وَابْن غالي الدمياطي، والتاج التبريزي، والأصفهاني، والبرهان الحكري، والسفاقسي، والبرهان بن الفركاح، وخلائق. واعتنى بذلك، فبلغت شُيُوخه ألفي شيخ. وَكتب خطا حسنا وَشرح الشفا والعمدة.
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: وَكَانَ مليح الترسل، حسن اللِّقَاء، كثير التودد، ممزوج الدعابة بالوقار، والفكاهة بالتنسك، غاص الْمنزل بالطلبة، مشاركاً فِي الْفُنُون.
ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس، فَأقبل عَلَيْهِ سُلْطَان الأندلس إقبالاً عَظِيما، وقلده الخطابة، ثمَّ وَقعت لَهُ كائنة بِسَبَب قَتِيل اتهمَ بمصاحبته، فانتهبت أَمْوَاله، وأقطعت رباعه، واصطفيت أم أَوْلَاده، وَتَمَادَى بِهِ الاعتقال إِلَى أَن وجد الفرصة فَركب الْبَحْر إِلَى الْمشرق، وتقدمه أَهله وَأَوْلَاده. قَالَ ابْن حجر: فوصل إِلَى تونس،(1/46)
فَأكْرم إِكْرَاما عَظِيما، وفوضت إِلَيْهِ الخطابة بِجَامِع السُّلْطَان وتدريس أَكثر الْمدَارِس، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، فَأكْرمه الْأَشْرَف شعْبَان، ودرس بالشيخونية والصرغتمشية والنجمية، وَكَانَ حسن الشكل جليل الْقدر.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
أجَاز للجمال ابْن ظهيرة وَذكره فِي مُعْجَمه، وَمن شعره: ... أنظر إِلَى النوار فِي أغصانه ... يَحْكِي النُّجُوم إِذا تبدت فِي الحلك
حَيا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَالَ قد ... عميت بَصِيرَة من بغيرك مثلك
يَا يوسفاً حزت الْجمال بأسره ... فمحاسن الْأَيَّام تومئ: هيت لَك
أَنْت الَّذِي صعدت بِهِ أَوْصَافه ... فَيُقَال فِيهِ: أذا مليك أَو ملك! ...
76 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو سعيد العميدي
قَالَ ياقوت: نحوي لغَوِيّ، أديب، مُصَنف. سكن مصر وَتَوَلَّى ديوَان التَّرْتِيب، وعزل عَنهُ، ثمَّ ولي ديوَان الْإِنْشَاء، وصنف تَنْقِيح البلاغة، الْعرُوض، القوافي، وَغير ذَلِك.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
77 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْوَان بن سُبْرَة أَبُو مسْهر النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: لَهُ جَامع فِي النَّحْو، والمختصر، وأخبار أبي عُيَيْنَة.(1/47)
78 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور أَبُو بكر بن الْخياط النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أَصله من سَمَرْقَنْد، وَقدم بَغْدَاد، وَكَانَ يخلط نَحْو الْبَصرِيين بالكوفيين، وناظر الزّجاج. أَخذ عَنهُ الزجاجي والفارسي.
وَكَانَ حميد الْأَخْلَاق، طيب الْعشْرَة. صنف مَعَاني الْقُرْآن، النَّحْو الْكَبِير، الْمقنع فِي النَّحْو، والموجز فِيهِ.
مَاتَ سنة عشْرين وثلاثمائة.
79 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَهبة الله بن تغلب الفِزاري
بِكَسْر الْفَاء ثمَّ زَاي سَاكِنة ثمَّ رَاء، أَبُو عبد الله الضَّرِير النَّحْوِيّ يعرف بالبهجة. قدم بَغْدَاد، وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو وَالْأَدب على أَحْمد بن الخشاب، وَصَحبه وَسمع أَبَا الْفضل ابْن نَاصِر وَابْن الشهرزوري وَابْن الْحصين، وَكَانَ عَالما بالنحو والقراءات، كيِّساً وقوراً، انْقَطع فِي بَيته وقصده النَّاس للْقِرَاءَة.
مَاتَ سنة ثَلَاث وسِتمِائَة، قَالَه الصَّفَدِي.
80 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِشَام بن إِبْرَاهِيم بن خلف اللَّخْمِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ السبتي.
كَذَا ذكره التجِيبِي فِي رحلته، وَقَالَ: لَهُ الْمدْخل إِلَى تَقْوِيم اللِّسَان، وَتَعْلِيم الْبَيَان.
وَقَالَ ابْن الْأَبَّار: يكنى أَبَا عبد الله، أدَّب بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ قَائِما عَلَيْهَا وعَلى اللُّغَات والآداب مَعَ حَظّ من النّظم ضَعِيف.(1/48)
وَله تآليف مفيدة استعملها النَّاس؛ مِنْهَا كتاب الْفُصُول، والمجمل فِي شرح أَبْيَات الْجمل، ونكت على شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ للأعلم، ولحن الْعَامَّة، وَشرح الفصيح، وَشرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد.
روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن الْغَار تآليفه. وَكَانَ حَيا سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة.
قَالَ ابْن دحْيَة فِي المطرب من أشعار أهل الْمغرب: قَالَ اللغويون: الْخَال يَأْتِي على اثْنَي عشر معنى: الْخَال أَخُو الْأُم، الْخَال مَوضِع، وَالْخَال من الزَّمَان الْمَاضِي، وَالْخَال اللِّوَاء، وَالْخَال الْخُيَلَاء، وَالْخَال الشامة، والخالي العزب - وَيُقَال الْمُنْفَرد - والخالي قَاطع الْخَلَاء، وَالْخَال الجبان، وَالْخَال ضرب من البرود، وَالْخَال السَّحَاب، وَسيف خالٍ أَي قَاطع. وَقد نظم ذَلِك الْفَقِيه الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ الْكَبِير أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن هِشَام اللَّخْمِيّ السبتي فَقَالَ: ... أقوم لخالي وَهُوَ يَوْمًا بِذِي خالِ ... تروح وتغدو فِي برودٍ من الخالِ
أما ظَفرت كفّاك فِي الْعَصْر الْخَالِي ... بربة خالٍ لَا يزن بهَا الْخَالِي
تمر كمر الْخَال يرتج ردفها ... إِلَى منزلٍ بالخال خلوٍ من الخالِ
أَقَامَت لأهل الْخَال خالاً فكلهم ... يؤم إِلَيْهَا من صحيحٍ وَمن خالِ ...
81 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَرْبُوع الجياني أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مقرئاً لِلْقُرْآنِ والعربية وَالْأَدب، كَاتبا شَاعِرًا. أَخذ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب عَن أبي الْقَاسِم بن دحمان، وَأبي زيد السُّهيْلي. وروى عَنْهُمَا، وَعَن ابْن خروف وَغَيرهم مِمَّن ضمنه برنامجه.
وروى عَنهُ عبد الله بن أَيُّوب الجياني، وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن القرشية.
وَألف فِي الْآدَاب، وَسكن آخر عمره قيجاطة، وَكَانَ حَيا سنة سبع وسِتمِائَة.(1/49)
82 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُونُس الْفَسَوِي أَبُو عبد الله
يعرف بخاطف. صَاحب أبي بكر بن السراج. روى عَن ابْن دُرَيْد وَغَيره. قَالَه ياقوت.
83 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطوَال النَّحْوِيّ
من أهل الْكُوفَة. أحد أَصْحَاب الْكسَائي. حدث عَن الْأَصْمَعِي، وَقدم بَغْدَاد وَسمع مِنْهُ أَبُو عَمْرو الدوري الْمُقْرِئ.
قَالَ ثَعْلَب: وَكَانَ حاذقاً بإلقاء الْعَرَبيَّة. مَاتَ سنة مِائَتَيْنِ وَثَلَاث وَأَرْبَعين.
84 - مُحَمَّد بن أَحْمد المعمري أَبُو الْعَبَّاس النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أحد شُيُوخ النُّحَاة ومشهوريهم. صحب الزَّجَّاج وَأخذ عَنهُ. وَله شعر متوسط؛ وَكَانَ شَدِيد الْحبّ لشرب النَّبِيذ، وَأكْثر مقَامه فِي بِالْبَصْرَةِ. وَبهَا توفّي بَين الْخمسين والثلثمائة.
ورثاه أَبُو الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ بقوله: ... يَا عين أذري الدُّمُوع وانسكبي ... أصبح ترب الْعُلُوم فِي الترب
لقِيت بالمعمري يَوْم ثوى ... أول رزءٍ بآخر الْأَدَب
كَانَ على أعجمي نسبتهِ ... فَضِيلَة من فَضَائِل الْعَرَب ...
85 - مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الريحان الْخَوَارِزْمِيّ البيروني
وَمَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ البراني، لِأَن مقَامه بخوارزم كَانَ قَلِيلا، وهم يسمون الْغَرِيب بِهَذَا الِاسْم فَلَمَّا طَالَتْ غربته عَنْهُم صَار غَرِيبا.(1/50)
قَالَ ياقوت: كَانَ لغوياً أديباً، لَهُ فِي الرياضيات والنجوم الْيَد الطُّولى، وَلما صنف القانون المَسْعُودِيّ أجَازه السُّلْطَان بِحمْل فيل فضَّة، فَرده بعد الِاسْتِغْنَاء عَنهُ. وَكَانَ جليل الْمِقْدَار، خصيصاً عِنْد الْمُلُوك، مكباً على تَحْصِيل الْعُلُوم، منصباً على التصنيف، لَا يكَاد يُفَارق يَده الْقَلَم، وعينه النّظر، وَقَلبه الْفِكر.
دخل عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه، وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ، فَقَالَ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَال: كَيفَ قلت لي يَوْمًا حِسَاب الْجدَّات الْفَاسِدَة؟ فَقَالَ: أَفِي هَذِه الْحَال {قَالَ: يَا هَذَا، أودع الدُّنْيَا وَأَنا عَالم بهَا، أَلَيْسَ خيرا من أَن أخليها وَأَنا جَاهِل بهَا} قَالَ: فَذَكرتهَا لَهُ، وَخرجت فَسمِعت الصريخَ عَلَيْهِ وَأَنا فِي الطَّرِيق.
وَله من التصانيف الأدبية: شرح شعر أبي تَمام، لم يتم، التعلل بإجالة الْوَهم فِي مَعَاني نظم أولى الْفضل، المسامرة فِي أَخْبَار خوارزم، مُخْتَار الْأَشْعَار والْآثَار.
قَالَ ياقوت: وَأما تصانيفه فِي النُّجُوم والهيئة والمنطق وَالْحكمَة فَإِنَّهَا تفوت الْحصْر، وَرَأَيْت فهرستها فِي وقف الْجَامِع بمرو، فِي سِتِّينَ ورقة بِخَط مكتنف.
كَانَ حَيا بغزنة سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره: ... فَلَا يغررك مني لين مسٍ ... ترَاهُ فِي دروسٍ واقتباس
فَإِنِّي أسرعُ الثَّقلينِ طراً ... إِلَى خوض الردى فِي وَقت باسِ ...(1/51)
86 - مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الندى الغندجاني
قَالَ ياقوت: وَاسع الْعلم، رَاجِح الْمعرفَة باللغة وأخبار الْعَرَب وَأَشْعَارهَا، وَمَا عرفت لَهُ شَيخا ينْسب إِلَيْهِ، وَلَا تلميذاً يعول عَلَيْهِ غير الْحسن بن أَحْمد الْأَعرَابِي الْمَعْرُوف بالأسود؛ فَإِن رِوَايَته فِي كتبه كلهَا عَن أبي الندى هَذَا.
قَالَ: وَأَنا أرى أَن هَذَا الرجل خرج من الْبَادِيَة، واقتبس علومه من الْعَرَب الَّذين سكنوا الخيم؛ وَفِي آثَار تروى عَنهُ مَا يدل على ذَلِك.
87 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مكي النشابي صدر الدّين الْحَنَفِيّ
ولد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة، وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو، وشارك فِي الحَدِيث. وَكَانَ ذكياً ملازماً للاشتغال، ديِّناً.
توفّي بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بَعْدَمَا أفتى وَأفَاد.
88 - مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ
كَانَ أديباً فَاضلا، نحوياً شَاعِرًا؛ وَكَانَ يسْتَعْمل اللُّغَة والغريب فِي شعره، فَيَأْتِي بنشيد غير لذيذ فِي السماع. ومدح الْعَزِيز بِاللَّه العبيدي.
وَمَات يَوْم السبت سادس عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة، وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي مَالك بن سعيد الفارقي.
ذكرهمَا المقريزي فِي المقفى.(1/52)
89 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن أَسْبَاط الْكِنْدِيّ أَبُو النَّضر الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: أَخذ عَن الزّجاج، وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْعُيُون والنكت.
وَقَالَ ياقوت: نزل أنطاكية، ثمَّ صَار إِلَى مصر، وَكَانَ شيخ أهل الْأَدَب، وَله تقدم فِي الْمنطق وعلوم الْأَوَائِل، وَله المغنى فِي النَّحْو، والموقظ، والتلقين.
90 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يحيى الوشاء
مرَّ فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق
91 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مطرف الْبَصْرِيّ أَبُو عبد الله الإستجي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَالشعر وَالْعرُوض، شَاعِرًا. سمع من مُحَمَّد بن عَمْرو بن لبَابَة، وَعبيد الله بن يحيى، روى عَنهُ إِسْمَاعِيل.
وَمَات لليلتين خلتا من شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
92 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُنْذر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن السَّلِيم بن أبي عِكْرِمَة
الدَّاخِل إِلَى الأندلس، قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة أَبُو بكر. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للفقه، بَصيرًا بالاختلاف، عَالما بِالْحَدِيثِ، ضابطاً متصرفاً فِي علم النَّحْو واللغة، حسن الخطابة والبلاغة، لين الْكَلِمَة متواضعاً.(1/53)
93 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْخَوَارِزْمِيّ، شمس الدّين الْحَنَفِيّ
نزيل مَكَّة. قَالَ الفاسي: كَانَ ذَا فضل فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وَغير ذَلِك، كثيرالتصدي للاشتغال والإفادة وَالنَّظَر؛ وَأَظنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن صهره إِمَام الْحَنَفِيَّة شمس الدّين المعيد، وناب عَنهُ فِي الْإِمَامَة بِمَكَّة سِنِين، وَدخل الْهِنْد، وَعَاد لمَكَّة، وَجمع شَيْئا فِي فضائلها وفضائل الْكَعْبَة، وَفِيه دين وَخير، وَسُكُون وانجماع عَن النَّاس.
مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَهُوَ فِي سنّ السِّتين ظنَّاً.
94 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن صُهَيْب بن خَمِيس شمس الدّين البابي ثمَّ الْحلَبِي النَّحْوِيّ
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: قَرَأَ على الْعَلَاء البابي، والزين الباريني، وبرع فِي النَّحْو والفرائض، وشارك فِي الْفُنُون، وشغل الطّلبَة، وَأفْتى ودرس، وَكَانَ ديِّنا عفيفاً، وليَ قَضَاء مَلَطْيَة، وَعَاد إِلَى حلب، فعُدم فِي كائنة تمرلنك سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة.(1/54)
95 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال أَبُو جَعْفَر الميكالي قَالَ ياقوت: كَانَ لغوياً أديباً شَاعِرًا فَقِيها، تفقه على قَاضِي الْحَرَمَيْنِ أبي الْحُسَيْن، وَعقد لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلثمائة، سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم.
وَمَات فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
96 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الفضيل الفضيلي الْهَرَوِيّ:
كَانَ عَالما باللغة. سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحسن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الدَّاودِيّ وَغَيرهمَا، روى عَنهُ النَّاس، وَولي الْأَوْقَاف فَلم تحمد سيرته.
مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة. نقلته من خطِّ الشَّيْخ تَاج الدّين أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مَكْتُوم النَّحْوِيّ.
97 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالحكيم الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ الْغَايَة فِي علم الْعَرَبيَّة والحساب والمنطق، دَقِيق النّظر، لطيف الاستخراج، وَلم يكن أحدٌ من أهل زَمَانه يتقدمه فِي علمه وَنَظره.
وَقَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو والحساب، دَقِيق النّظر، مثيراً للمعاني، مولداً للأبحاث. سمع مُحَمَّد بن وضاح، وَعُثْمَان بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي، وأدب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه.
وَمَات لعشرٍ خلون من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلثمائة عَن ثَمَانِينَ سنة.(1/55)
98 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو عبد الله، يعرف بحمدون النَّحْوِيّ
ويلقب بالنعجة، قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ مقدما بعد الْمهرِي فِي اللُّغَة والنحو، وَكَانَ يُقَال: إِنَّه أعلم بالنحو خَاصَّة من الْمهرِي، لِأَنَّهُ كَانَ يحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ. وَله كتب فِي النَّحْو، وأوضاح فِي اللُّغَة. وَكَانَ فِي الْعَرَبيَّة والغريب والنحو الْغَايَة الَّتِي لَا بعْدهَا.
توفّي بعد الْمِائَتَيْنِ.
99 - مُحَمَّد بن أبي الْأسود البلشي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للغة، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، مُتَقَدما فِيهَا. سمع من مُحَمَّد ابْن فطيس وَغَيره، وروى بقرطبة كتب الْمشَاهد وَكتب ابْن قُتَيْبَة، وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر.
وَمَات سنة ثَلَاث - أَو أَربع - وَأَرْبَعين وثلثمائة.
100 - مُحَمَّد بن أصبغ بن لَبِيب الإستجي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متفنناً فِي الْعُلُوم، بَصيرًا بالنحو واللغة والغريب والحساب والفرائض ومعاني الشّعْر. وَكَانَ شَاعِرًا، وَيتَكَلَّم فِي الْعلم الْبَاطِن.
سمع مُحَمَّد بن عمر بن لبَابَة، وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن أَيمن. وبمكة من أبي سعيد ابْن الْأَعرَابِي. وَلزِمَ الزّهْد وَالْعِبَادَة.(1/56)
مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة.
101 - مُحَمَّد بن أصبغ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نَاضِح بن عَطاء
مولى الْوَلِيد بن عبد الْملك الْخَلِيفَة الْقُرْطُبِيّ. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ، حَافِظًا للرأي، بَصيرًا بالنحو والغريب، بليغاً، متفنناً فِي ضروب من الْعلم، حسن الْخط، ضابطاً.
وروى عَن ابْن وضاح، والخشني، ومطرف بن قيس، وَغَيرهم.
ولد لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة سِتّ وثلثمائة.
حدث عَنهُ أَخُوهُ قَاسم بن أصبغ الْآتِي.
102 - مُحَمَّد بن أغلب بن أبي الدوس أَبُو بكر المرسي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي أديب، أَخذ عَن الأعلم وتأدب بِهِ، ولازمه، وَسكن تلمسان، وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة وَالْأَدب إِلَى أَن مَاتَ بهَا، وَألف وَقيد، وروى عَنهُ أَبُو بكر بن معَاذ اللَّخْمِيّ، وَأَبُو الْعَبَّاس بن الصَّقْر.
103 - مُحَمَّد بن أَفْلح البجاني
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بالنحو، حَافِظًا للفقه، جيد الضَّبْط، حسن الْخط، أديباً حَلِيمًا، وافر الْمُرُوءَة.
سمع من أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْقُوطِيَّة.
مَاتَ رَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَله ثَمَان وَأَرْبَعُونَ سنة.(1/57)
104 - مُحَمَّد بن أُميَّة الجياني أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي، أديب فَرضِي. روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن رَشِيق وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن بن الزبير.
مَاتَ فِي حُدُود سِتّمائَة.
وَمن شعره: ... أَي عذرٍ يكون لي أَي عذرٍ ... لِابْنِ سبعين مولعٍ بالصبابة!
وَهُوَ مَاء لم تبْق مِنْهُ اللَّيَالِي ... فِي إِنَاء الْحَيَاة ألاّ صُبابه ...
105 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن حجاج الْقُرْطُبِيّ
يعرف بالبك. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة، حَافِظًا لَهَا، بَصيرًا بالنحو وَالشعر. روى عَن أَحْمد بن خَالِد، وَأحمد بن بشر الأغبش، وقاسم بن أصبغ.
وَكَانَ حسن الْخط، ضابطاً. وليَ الْقَضَاء بتدمير.
106 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن وهب بن نوح أَبُو عبد الله الغافقي الأندلسي البلنسي النَّحْوِيّ
كَانَ من الراسخين فِي الْعلم، بارعاً فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والإفتاء. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ أوحد، عَالم جليل، فَقِيه بلنسية، متقدمها فِي وقته، وزعيم مقرئيها ومشاوريها؛ من جلة شُيُوخ علمائها، ومجلسه مجْلِس فنون من الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والآداب وَغير ذَلِك؛ مَعَ جلالة وَحسن سمتٍ ووقار، وسكينة وَسنة وَفضل أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي هُذَيْل، وروى عَنهُ. وَعَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة، وَأبي عبد الله ابْن سَعَادَة، وَغَيرهم. وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن فرتون وَأَبُو عمر بن حوط الله؛ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ.(1/58)
وَكَانَ يعْقد الوثائق، وَلم يخرج عَن بَلَده إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَانِيَة وسِتمِائَة. ومولده سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
قلت: أَخذ عَنهُ النَّحْو اللورقي.
107 - مُحَمَّد بن بَحر الْأَصْفَهَانِي الْكَاتِب أَبُو مُسلم
كَانَ نحوياً كَاتبا بليغاً، مترسلاً جدلاً، متكلماً معتزلياً، عَالما بالتفسير وَغَيره من صنوف الْعلم، وَصَارَ عَالم أَصْبَهَان وَفَارِس.
لَهُ جَامع التَّأْوِيل لمحكم التَّنْزِيل، أَرْبَعَة عشرَة مجلداً، على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة، والناسخ والمنسوخ، وَكتاب فِي النَّحْو وجامع رسائله.
مولده سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلثمائة.
وَمن شعره: ... وَقد كنت أَرْجُو أَنه حِين يلتحي ... يفرج عني أَو يجدد لي صبرا
فَلَمَّا التحى واسودّ عَارض وَجهه ... تحول لي الْبلوى بِوَاحِدَة عشرا ...
108 - مُحَمَّد بن بَرَكَات بن هِلَال بن عبد الْوَاحِد السعيدي النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ياقوت: عالي الْمحل فِي النَّحْو واللغة وَالْأَدب، أحد فضلاء المصريين، وأعيانهم المبرزين. أَخذ النَّحْو وَالْأَدب عَن ابْن بابشاذ فأتقنه، وَله معرفَة بالأخبار والأشعار وتصانيف فِي النَّحْو وَغَيره.
وَله النَّاسِخ والمنسوخ؛ سَمَّاهُ الإيجاز فِي معرفَة مَا فِي الْقُرْآن من مَنْسُوخ وناسخ، أَلفه للأفضل بن أَمِير الجيوش، وخطط مصر.
وروى عَن كَرِيمَة المروزية. وَكَانَ منحطاً فِي الشّعْر؛ وَلَيْسَ لَهُ أحسن من هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:(1/59)
.. يَا عنق الإبريق من فضةٍ ... وَيَا قوام الْغُصْن الرطبِ
هَبْكَ تجافيت وأقصيتَني ... تَقدر أَن تخرج من قلبِي! ...
بَقِي بيتان وهما: ... وَهَبْكَ صمَّمْتَ على هجرتي ... رضيت أَن أتلفَ فِي الْحبّ
وَالله لَو عذّبتَني جاهدا ... مَا قلت من حبي إِذا حَسبي ...
ولد سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي ربيع الآخر سنة عشْرين وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي تَارِيخه: روى عَن عبد الْبَاقِي بن فَارس الْمُقْرِئ، وَأبي الْقَاسِم سعد بن عَليّ الزّنجاني، وَالْقَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي، وَأبي الْحسن عَليّ بن مندة القمي اللّغَوِيّ، وَأبي عبد الله مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالزكي النَّحْوِيّ، والْعَلَاء بن أبي الْفَتْح عُثْمَان بن جني، وَأبي الْحسن طَاهِر بن بابشاذ وَغَيرهم. روى عَنهُ السلَفِي، وَأَبُو الْقَاسِم البوصيري.
سَمِعت أَبَا الميمون عبد الْوَهَّاب بن أبي الْفضل الْمَالِكِي يَقُول: سَمِعت السعيد أَبَا المكارم هبة الله بن صَدَقَة الْمَعْرُوف بِابْن أبي الرداد، يَقُول: وقف ابْن بَرَكَات النَّحْوِيّ للأفضل شاهنشاه أَمِير الجيوش وَهُوَ رَاكب فِي الطَّرِيق فأنشده: ... يَا رحمةَ الله الَّتِي ... واسعها لم يضق
لم يبقَ إِلَّا رَمَقي ... فَاسْتَبق مني رمقي
تسعون عَاما فنيتْ ... بِخَمْسَة فِي نسقِِ
وَعَن قليلٍ لَا أرى ... كأنني لم أخلقِِ ...
قَالَ: فَسَأَلَ الْأَفْضَل عَنهُ، فَقيل لَهُ: هَذَا بَحر الْعلم، ابْن بَرَكَات النَّحْوِيّ. فَقَالَ لَهُ الْأَفْضَل: أَنْت شيخ مَعْرُوف، وفضلك مَوْصُوف؛ وَقد حملنَا عَنْك الْوُقُوف. وَأمر لَهُ بِشَيْء.(1/60)
وَقَالَ السلَفِي: سَمِعت الشَّيْخ أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن بَرَكَات بن هِلَال السعيدي اللّغَوِيّ يَقُول: كنت سَمِعت قَول عَليّ بن الجهم: ... على أعجازها قَرْمٌ إِذا مَا ... عناه القَوْل أوجز فِي تَمام ...
فاستحسنته، وظننت أَنه مَا قيل فِي الإيجاز أحسن مِنْهُ، وَلم أزل أبحث عَنهُ خمسين سنة، حَتَّى قلت مَا هُوَ أحسن مِنْهُ: ... لَسِنٌ عليمٌ بِالْخِطَابِ وفصْلِهِ ... كثرت على إيجازه غرَّاؤه
فكأنّ روضاً ناضراً مَا خطّه ... والشكل نورٌ فتَّحتْه سمائرهُ ...
109 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف
الذورِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار، نحوي مَكَّة الإِمَام البارع نجم الدّين الْمَعْرُوف بالمرجاني.
ولد فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع بهَا على قَاضِي الديار المصرية عز الدّين ابْن جمَاعَة جانباً من منسكه الْكَبِير، وَسمع على غَيره الْكثير، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها، وَله معرفَة بالأدب، ونظم ونثر، وَمن نظمه قصيدة مفيدة، سَمَّاهَا: مساعد الطلاب، فِي الْكَشْف عَن قَوَاعِد الْإِعْرَاب؛ ضمنهَا مَا ذكره الإِمَام جمال الدّين بن هِشَام فِي تأليفه مغنى اللبيب، وقواعد الْإِعْرَاب فِي مَعَاني الْحُرُوف وَمَا لغيره فِي الْمَعْنى، وَله عَلَيْهَا شرح.
وَقد أَخذ الْعَرَبيَّة عَن جمَاعَة مِنْهُم نحوي مَكَّة الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي؛ وَأخذ الْفِقْه والأصلين عَن الشَّيْخ جمال الدّين الأسيوطي، وَله عناية بالفقه، وَجمع شَيْئا فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة ونظم شَيْئا فِي دِمَاء الْحَج.
توفّي يَوْم السبت خَامِس شهر رَجَب سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة.
لخصت هَذِه التَّرْجَمَة من تَارِيخ مَكَّة لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين الْفَارِسِي.(1/61)
110 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر الذوالي اليمني الزبيدِيّ أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالزوكي
قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة: كَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا متفنناً. انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة بِالْيمن فِي علم الْأَدَب. وَكَانَ حسن الْخلق، سليم الصَّدْر، مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح، ذكر أَنه رأى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْمَنَام، وَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّه من قَرَأَ عَلَيْهِ دخل الْجنَّة.
وَقد أَخذ عَنهُ لذَلِك غير وَاحِد من أهل الْعلم.
وَقَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها عَالما صَالحا عَارِفًا بالفقه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير واللغة والنحو وَالْعرُوض. قَرَأَ النَّحْو على ابْن بصيبص، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْأَدَب بعده.
مَاتَ بِمَكَّة فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
111 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعيد بن حريز الزُّرعي الشَّمْس ابْن قيم الجوزية الْحَنْبَلِيّ الْعَلامَة
ولد فِي سَابِع صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الْمجد التّونسِيّ وَابْن أبي الْفَتْح البعلي، وَالْفِقْه والفرائض على ابْن تَيْمِية، والأصلين عَلَيْهِ وعَلى الصفي الْهِنْدِيّ، وَسمع الحَدِيث من التقى سُلَيْمَان، وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم، وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ، وَعِيسَى الْمطعم، وَغَيرهم.(1/62)
وصنف وناظر، واجتهد، وَصَارَ من الْأَئِمَّة الْكِبَار فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفُرُوع والأصلين والعربية.
وَله من التصانيف: زَاد الْمعَاد، مِفْتَاح دَار السَّعَادَة، تَهْذِيب سنَن أبي دَاوُد، سفر الهجرتين، رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة، إِعْلَام الموقعين عَن رب الْعَالمين، الكافية الشافية، نظم الرسَالَة الحلبية فِي الطَّرِيقَة المحمدية، تَفْسِير الْفَاتِحَة، تَفْسِير أَسمَاء الْقُرْآن، الرّوح، بَيَان الِاسْتِدْلَال على بطلَان مُحَلل السباق والنضال، جِلاء الأفهام فِي حِكْمَة الصَّلَاة وَالسَّلَام على خير الْأَنَام، مَعَاني الأدوات والحروف، بَدَائِع الْفَوَائِد، مجلدان، وَهُوَ كثير الْفَوَائِد، أَكْثَره مسَائِل نحوية.
مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة.
112 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن سعد الله بن جمَاعَة
الْأُسْتَاذ الْعَلامَة المتفنن عز الدّين بن الْمسند، شرف الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة، عز الدّين أبي عَمْرو بن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين بن الشَّيْخ المسلك برهَان الدّين. الْحَمَوِيّ الأَصْل، الشَّافِعِي الأصولي، الْمُتَكَلّم الجدلي النّظّار، النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْبَيَانِي الخلافي. أستاذ الزَّمَان، وفخر الأوان، الْجَامِع لأشتات جَمِيع الْعُلُوم، قَالَ ابْن حجر: ... وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يَقضي ... لَهُ فِي كل فن بِالْجَمِيعِ ...
وقفت لَهُ على كراسة سَمَّاهَا: ضوء الشَّمْس فِي أَحْوَال النَّفس، ترْجم فِيهَا نَفسه، فَذكر فِيهَا أَن مولده بينبع سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة. وحَفِظَ الْقُرْآن فِي شهر؛ كل يَوْم حزبين، واشتغل بالعلوم على كبر، وَأخذ عَن السراج الْهِنْدِيّ، والضياء الِقرمي، والمحب نَاظر الْجَيْش، والركن القرمي، والْعَلَاء السيرامي، وجار الله،(1/63)
والخطابي، وَابْن خلدون، والحلاوي، ويوسف الندرومي، والتاج السُّبْكِيّ، وأخيه الْبَهَاء، والسراج البُلْقِينِيّ، والْعَلَاء بن صَغِير الطَّبِيب، وَغَيرهم.
وأتقن الْعُلُوم، وبرع فِي سَائِر الْفُنُون،؛ حَتَّى صَار الْمشَار إِلَيْهِ فِي الديار المصرية فِي فنون الْمَعْقُول، والمفاخر بِهِ عُلَمَاء الْعَجم فِي كل فن، والعيال عَلَيْهِ.
وأقرأ وَتخرج بِهِ طَبَقَات من الْخلق، وَكَانَ أعجوبة زَمَانه فِي التَّقْرِير؛ وَلَيْسَ لَهُ فِي التَّأْلِيف حَظّ؛ مَعَ كَثْرَة مؤلفاته الَّتِي جَاوَزت الْألف، فَإِن لَهُ على كل كتاب أقرأه التَّأْلِيف والتأليفين وَالثَّلَاثَة؛ وَأَكْثَره مَا بَين شرح مطول ومتوسط ومختصر، وحواشٍ ونكت، إِلَى غير ذَلِك.
وَكَانَ قد سمع الحَدِيث على جده، والبياني، والقلانسي، والعرضي. وَأَجَازَ لَهُ أهل عصره؛ مصرا وشاماً، وَكَانَ ينظم شعرًا عجيباً، غالبه بِلَا وزن، وَكَانَ منجمعاً عَن بني الدُّنْيَا، تَارِكًا للتعرض للمناصب، باراً بِأَصْحَابِهِ، مبالغاً فِي إكرامهم، يَأْتِي فِي مَوَاضِع التَّنَزُّه، وَيَمْشي بَين الْعَوام، وَيقف على حلق المشاقفين وَنَحْوهم؛ وَلم يحجّ وَلم يتَزَوَّج، وَكَانَ لَا يحدث إِلَّا تَوَضَّأ، وَلَا يتْرك أحدا يستغيب عِنْده؛ مَعَ محبَّة المزاح والفكاهة، واستحسان النادرة.
وَحضر عِنْد الْملك الْمُؤَيد شيخ فِي الْمجْلس الَّذِي عقد للشمس بن عَطاء الله الْهَرَوِيّ، فَلم يتَكَلَّم؛ مَعَ سُؤَالهمْ لَهُ، وَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن شَيْء من مؤلفاته فِي فنون الرمْح والفروسية، فَأنْكر أَن يكون لَهُ شَيْء من ذَلِك.
وَحصل لَهُ فِي دولته سوق. وَكَانَ يعرف علوماً عديدة؛ مِنْهَا الْفِقْه، وَالتَّفْسِير، والْحَدِيث، والأصلان، والجدل وَالْخلاف، والنحو وَالصرْف، والمعاني وَالْبَيَان والبديع والمنطق والهيئة وَالْحكمَة، والزيج، والطب، والفروسية، وَالرمْح والنشاب والدبوس، والثقاف والرمل، وصناعة النفط، والكيماء، وفنون أخر.(1/64)
وَعنهُ أَنه قَالَ: أعرف ثَلَاثِينَ علما لَا يعرف أهل عصري أسماءها. وَقَالَ فِي رسَالَته ضوء الشَّمْس: سَبَب مَا فتح عَليّ من الْعُلُوم مَنَام رَأَيْته.
وَقد علقت أَسمَاء مصنفاته فِي نَحْو كراسين، وَمن عيونها فِي الْأُصُول: شرح جمع الْجَوَامِع؛ نكت عَلَيْهِ، ثَلَاث نكت على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، حَاشِيَة على رفع ابْن الْحَاجِب، حَاشِيَة على شرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ للإسنوي، حَاشِيَة على شَرحه للعبري، حَاشِيَة على شَرحه للجاربردي، حَاشِيَة على متن الْمِنْهَاج مختصرة، حَاشِيَة على الْعَضُد.
وَفِي النَّحْو: حَاشِيَة على الألفية لِابْنِ النَّاظِم، حَاشِيَة على التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام، حَاشِيَة على المغنى لَهُ، ثَلَاثَة شُرُوح على الْقَوَاعِد الْكُبْرَى لَهُ، ثَلَاث نكت عَلَيْهَا، ثَلَاثَة شُرُوح على الْقَوَاعِد الصُّغْرَى لَهُ، ثَلَاث نكت عَلَيْهَا، إِعَانَة الْإِنْسَان على إحكام اللِّسَان، حَاشِيَة على الألفية، حَاشِيَة على شرح الشافية للجاربردي، مُخْتَصر التسهيل الْمُسَمّى بالقوانين.
وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان: مُخْتَصر التَّلْخِيص، حَاشِيَة على شَرحه للسبكي، ثَلَاث حواش على المطول، حَاشِيَة على الْمُخْتَصر.
وَفِي الْفِقْه: نكت على الْمُهِمَّات، نكت على الرَّوْضَة، شرح التبريزي.
وَفِي الحَدِيث: شرح عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح، وَتَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ، وَثَلَاثَة شُرُوح على منظومة ابْن فرج فِي الحَدِيث، وَشرح المنهل الروي فِي عُلُوم الحَدِيث لجد وَالِده، وَالْقَصْد التَّمام فِي أَحْكَام الحمّام.
ومثلث فِي اللُّغَة، ومختصر الرَّوْض الْأنف سَمَّاهُ نور الرَّوْض.
والأنوار فِي الطِّبّ، وشرحان عَلَيْهِ، ونكت على فُصُول أبقراط، وَالْجَامِع فِي الطِّبّ.
وَله فلق الصُّبْح فِي أَحْكَام الرمْح، وأوثق الْأَسْبَاب فِي الرَّمْي بالنشاب، والأمنية فِي عُلُوم الفروسية، والأسوس فِي صناعَة الدبوس.(1/65)
أَخذ عَنهُ جمع جم، فيهم الشَّيْخ ركن الدّين عمر بن قديد، والكمال بن الْهمام وَالشَّمْس القاياتي، والمحب الأقصرائي، وحافظا الْعَصْر: ابْن حجر وَشَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ، وخلائق. وروى عَنهُ الجم الْغَفِير.
وَكَانَ ينْهَى أَصْحَابه فِي الطَّاعُون عَن دُخُول الْحمام، وَلما ارْتَفع الطَّاعُون أَو كَاد، دخل الْحمام وَتصرف فِي أَشْيَاء كَانَ امْتنع مِنْهَا فطعن.
وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَاشْتَدَّ أَسف النَّاس عَلَيْهِ، وَلم يخلف بعده مثله.
113 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر الْقرشِي المَخْزُومِي الاسكندراني بدر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الدماميني
الْمَالِكِي النَّحْوِيّ الأديب. ولد بالإسكندرية سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وتفقه وعانى الْآدَاب، ففاق فِي النَّحْو وَالنّظم والنثر والخط وَمَعْرِفَة الشُّرُوط، وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، وناب فِي الحكم، ودرس بعدة مدارس، وَتقدم وَمهر، واشتهر ذكره، وتصدر بالجامع الْأَزْهَر لإقراء النَّحْو، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، وَاسْتمرّ يقرئ بهَا، وَيحكم ويتكسب وَاسْتمرّ يقرئ بهَا ن وَيحكم ويتكسب بِالتِّجَارَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، وَعين للْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ، وَدخل دمشق سنة ثَمَانمِائَة، وَحج مِنْهَا، وَعَاد إِلَى بَلَده، وَتَوَلَّى خطابة الْجَامِع، وَترك نِيَابَة الحكم، وَأَقْبل على الِاشْتِغَال، ثمَّ اشْتغل بامور الدُّنْيَا فعانى الحياكة، وَصَارَ لَهُ دولاب متسع، فاحترقت دَاره، وَصَارَ عَلَيْهِ مَال كثير، ففر إِلَى الصَّعِيد فَتَبِعَهُ غرماؤه وأحضروه مهاناً إِلَى الْقَاهِرَة، فَقَامَ مَعَه الشيح تَقِيّ الدّين بن حجَّة، وَكَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين الْبَارِزِيّ، حَتَّى صلحت حَاله، ثمَّ حج سنة تسع عشرَة، وَدخل الْيمن سنة عشْرين، ودرس بِجَامِع زبيد نَحْو سنة فَلم يرج لَهُ بهَا أَمر، فَركب الْبَحْر إِلَى الْهِنْد، فَحصل لَهُ إقبال كَبِير، وَأخذُوا عَنهُ وعظموه(1/66)
وَحصل لَهُ دنيا عريضة، فبغته الْأَجَل بِبَلَد كلبرجا من الْهِنْد، فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة - وَقيل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة - قتل مسموماً.
وَله من التصانيف: تحفة الْغَرِيب فِي حَاشِيَة مغنى اللبيب، وَشرح البُخَارِيّ، وَشرح التسهيل، وَشرح الخزرجية، وجواهر البحور فِي الْعرُوض، والفواكه البدرية، من نظمه، ومقاطع الشّرْب، ونزول الْغَيْث؛ وَهُوَ حَاشِيَة على الْغَيْث المنسجم فِي شرح لامية الْعَجم للصفدي، وَعين الْحَيَاة؛ مُخْتَصر حَيَاة الْحَيَوَان للدميري، وَغير ذَلِك.
روى لنا عَنهُ غير وَاحِد.
وَمن شعره: ... رماني زماني بِمَا سَاءَنِي ... فَجَاءَت نحوس وَغَابَتْ سعود
وأصبحت بَين الورى بالمشيب ... عليلاً فليت الشَّبَاب يعود ... وَله ملغزاً فِي كادي: ... وَمَا شَيْء لَهُ نشر ذكي ... لعاطره إِلَى الطّيب انتساب
تروح لَهُ على رجليك تمشي ... وتقلبه " يداك "، فَمَا الْجَواب ... وَقد نظمت جوابهما بديهاً، لما أنشدتهما بثغر الْإسْكَنْدَريَّة فِي رحلتي إِلَيْهَا، فَقلت: ... ومذ سَمِعت بِهَذَا اللغز أُذُنِي ... أَتَانِي من تفضله الْجَواب
فَذا طيب إِذا صحفت مِنْهُ ... أخيرَيه لَهُ فِي الْخبث بابُ ...
وَله فِي امْرَأَة جبانة: ... مُنْذُ عانت صناعَة الْجُبْن خَوْدٌ ... قتلتنا عيونها الفتانة
لَا تقل لي: كم مَاتَ فِيهَا قَتِيل؟ ... كم قَتِيل بِهَذِهِ الْجَبانَة! ...(1/67)
114 - مُحَمَّد بن تَمِيم الْبَرْمَكِي اللّغَوِيّ أَبُو الْمَعَالِي
ذكره القفطي فِي تَارِيخ النُّحَاة.
وَقَالَ ياقوت: لَهُ كتاب فِي اللُّغَة سَمَّاهُ الْمُنْتَهى؛ مَنْقُول من الصِّحَاح، وَزَاد فِيهِ أَشْيَاء قَليلَة، وَأغْرب فِي ترتيبه. ذكر أَنه صنفه فِي سنة سبع وَتِسْعين وثلثمائة.
115 - مُحَمَّد بن جَابر بن عَليّ بن سعيد بن مُوسَى بن عُثْمَان بن عدنان الْأنْصَارِيّ الإشبيلي أَبُو بكر
يعرف بالسقطي. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي أديب، روى عَن أبي الْعَبَّاس ابْن مِقْدَام وَغَيره، وَعنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص. ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بإشبيلية سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
116 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن خلف بن حميد بن مكبر الْأنْصَارِيّ المرسي البلنسي الأَصْل أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ مقرئ نحوي جليل، روى عَن خلف بن يُوسُف بن الأبرش النَّحْوِيّ، وَعبد الْحق بن عَطِيَّة، وَمُحَمّد بن مَسْعُود بن أبي الركب، وَمُحَمّد بن فرج الْقَيْسِي، وخلائق.
وَأخذ عَن ابْن أبي الركب كتاب سِيبَوَيْهٍ، والقراءات عَن ابْن هُذَيْل، وَابْن فرج الْمَذْكُور.
وَكَانَ مقرئاً جَلِيلًا، ونحوياً مَعْرُوفا بإقراء الْكتاب والتقدم فِيهِ، مَوْصُوفا بِفضل(1/68)
وورع وَدين. روى عَنهُ ابْن حوط الله، وَأَبُو عَليّ الرندي، والجم الْغَفِير.
وَله: شرح الْإِيضَاح، شرح الْجمل.
ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة، وَمَات بمرسية فِي شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ أَبُو عمر بن عَاتٍ فِي رَيْحَانَة التنفس فِي عُلَمَاء الأندلس: إِمَام عَرَبِيَّة، وَذُو همة أبيَّة، رفيع الْعِمَاد، عالي السّمك، لخلقه عنبر كالمسك، ولتواضعه يَنْتَهِي أهل النّسك، فناؤه رهيب، وقاصده يلقاه بالبشر والترحيب، فَكل فضل إِلَيْهِ مَأْوَاه، وَهُوَ قد حواه، وَلم يبْق لأهل الْأَدَب شيخ سواهُ، إِلَيْهِ مآم الطّلبَة فِي إِيضَاح مُبْهَم الْكتب وَفتح أقفالها.
وَقَالَ فِيهِ ابْن أَحْمد بن حميد: وَأسْقط خلقا؛ وَلم يؤرخ وَفَاته.
وَقَالَ ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة. كَانَ صَدرا فِي متقني الْقُرْآن، مبرزاً فِي النَّحْو، إِمَامًا مُعْتَمدًا عَلَيْهِ، بارع الْأَدَب، وافر الْحَظ من البلاغة وَالتَّصَرُّف البديع فِي الْكِتَابَة وَرِوَايَة الحَدِيث؛ نسبه أَبُو مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ أموياً من صريحهم.
مَاتَ يَوْم السبت لثلاث عشرَة بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة السَّابِعَة [بعد الثَّمَانِينَ والخمسمائة] .
117 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن فَرْوَة أَبُو الْحُسَيْن التَّمِيمِي النَّحْوِيّ
يعرف بِابْن النجار الْكُوفِي. قَالَ ياقوت: ولد بِالْكُوفَةِ سنة ثَلَاث وثلثمائة - وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة - وَقدم بَغْدَاد، وَحدث عَن ابْن دُرَيْد ونفطويه، وَكَانَ ثِقَة من مجودي الْقُرَّاء.(1/69)
صنف مُخْتَصرا فِي النَّحْو، الْملح والنوادر، تَارِيخ الْكُوفَة، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة فِي جُمَادَى الأولى
118 - مُحَمَّد جَعْفَر بن مُحَمَّد الهمذاني ثمَّ المراغي أَبُو الْفَتْح
قَالَ ياقوت: كَانَ حَافِظًا نحوياً بليغاً، صنف الِاسْتِدْرَاك لما أغفله الْخَلِيل الْبَهْجَة؛ على نمط كَامِل الْمبرد.
وَقَالَ التوحيدي: كَانَ قدوة فِي النَّحْو وَالْأَدب، مَعَ حَدَاثَة سنه، وَلم أر مثله.
وَقَالَ الْخَطِيب: سكن بَغْدَاد، وَحدث عَن أبي جَعْفَر بن قيس، وَعنهُ أَبُو الْحُسَيْن الْمحَامِلِي.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وثلثمائة، وتأسف عَلَيْهِ السيرافي تأسفاً شَدِيدا.
119 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الغوري أَبُو سعيد
قَالَ ياقوت: أَخذ أَئِمَّة اللُّغَة الْمَشْهُورين، والأعلام فِي هَذَا الشَّأْن الْمَذْكُورين، صنف ديوَان الْأَدَب فِي عشرَة مجلدات ضخام. أَخذ كتاب الفارابي وَزَاد عَلَيْهِ فِي أبوابه، وأبرزه فِي أبهى أثوابه، فَصَارَ أولى بِهِ مِنْهُ، لِأَنَّهُ هذبه، وَزَاد فِيهِ مَا زينه وحلاه.(1/70)
120 - مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقَزاز القيرواني أَبُو عبد الله التَّمِيمِي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي وَغَيره: شيخ اللُّغَة فِي الْمغرب، كَانَ إِمَامًا عَلامَة، قيمًا بعلوم الْعَرَبيَّة، مهيباً عِنْد الْمُلُوك وَالْعُلَمَاء، محبوباً عِنْد الْعَامَّة، يملك لِسَانه ملكا شَدِيدا.
صنف الْجَامِع فِي اللُّغَة، ضرائر الشّعْر، إِعْرَاب الدريدية، الضَّاد والظاء، العشرات فِي اللُّغَة، مَا أَخذ على المتنبي، التَّعْرِيض وَالتَّصْرِيح، أدب السُّلْطَان وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بالقيروان عَن نَحْو تسعين.
121 - مُحَمَّد بن جَعْفَر الصيدلاني الملقب ببرمة النَّحْوِيّ
صهر الْمبرد على ابْنَته. كَانَ نحوياً أديبا شَاعِرًا. روى عَن أبي هفان النَّحْوِيّ، وَعنهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ، وَالْقَاضِي ابْن كَامِل، وَغَيرهمَا.
وَمن شعره: ... أما ترى الرَّوْض قد لاحت زخارفه ... ونُشِّرَت فِي رباه الِّريط وَالْحلَل
واعتم بالأرجوان النبت مِنْهُ فَمَا ... يَبْدُو لنا مِنْهُ إِلَّا مونِق خضلُ ...
122 - مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَطَّار النَّحْوِيّ أَبُو بكر
يلقب حرتك. قَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد: هُوَ من أهل المخزم، حدث عَن الْحسن بن عَرَفَة، وَعنهُ الدَّارَقُطْنِيّ.(1/71)
123 - مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْأُسْتَاذ أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ الأديب
أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ثَعْلَب والمبرد. وَله عدَّة مصنفات: مِنْهَا نظم الجمان، والملتقط، والفاخر، والشامل.
روى عَنهُ الْأَزْهَرِي، فَأكْثر إملاء التَّهْذِيب بالرواية عَنهُ.
مَاتَ سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة.
124 - مُحَمَّد بن جلال بن أَحْمد بن يُوسُف شمس الدّين ابْن الشَّيْخ جلال الدّين التباني الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن حجر: ولد فِي حُدُود سبعين وَسَبْعمائة. وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره، ومَهَر فِي الْعَرَبيَّة والمعاني، وَأفَاد ودرس، ثمَّ اتَّصل بِالْملكِ الْمُؤَيد شَيخا، وَهُوَ نَائِب الشَّام، فقرره فِي نظر الْجَامِع الْأمَوِي، وعدة وظائف، فباشرها مُبَاشرَة غير مرضية، ثمَّ ظفر بِهِ النَّاصِر؛ فأهانه وصادره، فَلَمَّا قدم الْمُؤَيد الْقَاهِرَة عظم قدره، وَنزل لَهُ القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ عَن درس التَّفْسِير فِي الجمالية، وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره.
وَمَات بِدِمَشْق فِي تَاسِع عشر من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة.(1/72)
125 - مُحَمَّد بن حَارِث بن أَحْمد بن مُنِير النَّحْوِيّ السَّرقسْطِي أَبُو عبد الله
كَانَ من جملَة أهل الْأَدَب، وَمن أهل الْحِفْظ والمعرفة والتقدم فِي ذَلِك.
وروى عَن أَحْمد بن صارم الْبَاجِيّ كثيرا من كتب الْأَدَب. أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْمُقْرِئ بغرناطة سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
ذكره ابْن بشكوال فِي زوائده على الصِّلَة.
126 - مُحَمَّد بن حبيب أَبُو جَعْفَر
قَالَ ياقوت: من عُلَمَاء بَغْدَاد باللغة وَالشعر وَالْأَخْبَار والأنساب، ثِقَة مؤدب، وَلَا يعرف أَبوهُ؛ وحبِيب أمه.
روى كتب ابْن الْكَلْبِيّ وقطرب؛ وَكَانَت أمه مولاة لمُحَمد بن الْعَبَّاس الْهَاشِمِي.
وَقَالَ ابْن النديم: مُحَمَّد بن حبيب بن أُميَّة بن عَمْرو، روى عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأبي عُبَيْدَة، وَأبي الْيَقظَان. أَكثر الْأَخْذ عَنهُ أَبُو سعيد السكرِي.
قَالَ المرزباني. وَكَانَ يُغير على كتب النَّاس فيدعيها، وَيسْقط أسمائهم. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ ولد ملاعنة.
وَقَالَ ثَعْلَب: حضرت مَجْلِسه فَلم يمل.(1/73)
وَكَانَ حَافِظًا صَدُوقًا، وَكَانَ يَعْقُوب أعلم مِنْهُ، وَكَانَ هُوَ أحفظ للأنساب وَالْأَخْبَار.
وَله من التصانيف: النّسَب، والأمثال على أفعل وَيُسمى المنمق، غَرِيب الحَدِيث، الْأَنْوَار، المشجر، الْمُوشى، الْمُخْتَلف والمؤتلف فِي أَسمَاء الْقَبَائِل، طَبَقَات الشُّعَرَاء، نقائض جرير والفرزدق، تَارِيخ الْخُلَفَاء، كنى الشُّعَرَاء، مقَاتل الفرسان، أَنْسَاب الشُّعَرَاء، الْخَيل، النَّبَات، من استجيبت دَعوته، ألقاب الْقَبَائِل كلهَا، شعر لبيد، شعر الصمَّة، شعر الأقيشر، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بسامراء فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
127 - مُحَمَّد بن حجاج بن إِبْرَاهِيم الْحَضْرَمِيّ أَبُو عبد الله وَأَبُو بكر الْوَزير الْمَعْرُوف بِابْن مطرف الإشبيلي
نزيل مَكَّة النَّحْوِيّ الْوَلِيّ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى، ذُو الكرامات الشهيرة.
قَالَ الفاسي: ولد فِي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة، وَحج وَسمع ابْن مسدى، وَعَاد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، ثمَّ إِلَى مَكَّة، ثمَّ إِلَى عدن، وأقرأ بهَا النَّحْو، وَعَاد إِلَى مَكَّة، فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ. وَكَانَ قَرَأَ النَّحْو على الشلوبين، وَكَانَ يحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَله تَقْيِيد على جمل الزجاجي، وَكَانَ من الصَّالِحين الْأَوْلِيَاء الْعَالمين الزهاد، وَله كرامات، وَكَانَ يطوف فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة سِتِّينَ أسبوعاً.(1/74)
مَاتَ - كَمَا قَالَ الفاسي - لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث رَمَضَان سنة سِتّ وَسَبْعمائة.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: سنة سبع، وَغَيره: سنة أَربع.
128 - مُحَمَّد بن حَرْب بن عبد الله النَّحْوِيّ الْحلَبِي أَبُو المرجي
أحد أَعْيَان حلب، والمشهورين بِعلم الْأَدَب، لَهُ أرجوزة فِي مخارج الْحُرُوف قَرَأَ عَلَيْهِ أَحْمد بن هبة الله الْحَرَّانِي النَّحْوِيّ، وَمَات بِدِمَشْق سنة ثَمَانِينَ - أَو إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ - وَخَمْسمِائة. قَالَه ياقوت.
وَمن شعره: ... لما بدا ليل عارضيه لنا ... يَحْكِي سطوراً كتبن بالمسك
تَلا علينا العذار سُورَة وَال ... ليل، وغنى لنا: " قفا نبك " ...
129 - مُحَمَّد بن حسان الضَّبِّيّ أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ نحوياً فَاضلا، وأديباً شَاعِرًا، أدب أَوْلَاد الْمَأْمُون، وولاه مظالم الجزيرة، وقنسرين، والعواصم والثغور سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ، ثمَّ زَاده بعد ذَلِك مظالم الْموصل، وأرمينية، وولاه المعتصم مظالم الرقة سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ، وَأقرهُ الواثق عَلَيْهَا.
وَمن شعره: ... عذبت بالمطل وعدارف مورقه ... حَتَّى لقد جف مِنْهُ المَاء وَالْعود
سقيا للفظك مَا أحلى مخارجه ... لَوْلَا عقارب فِي أَثْنَائِهِ سود ...(1/75)
130 - مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد
ابْن عتاهية بن حنتم بن حمامي بن وَاسع بن وهب بن سَلمَة بن حنتم بن حَاضر بن حنتم ابْن ظَالِم بن حَاضر بن أَسد بن عدي بن مَالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زُهَيْر وَيُقَال زهران بن كَعْب بن الْحَارِث بن عبد الله بن مَالك بن نضر بن الأزد بن الْغَوْث بن نبت بن مَالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الإِمَام أَبُو بكر الْأَزْدِيّ اللّغَوِيّ الشَّافِعِي.
مولده بِالْبَصْرَةِ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ، وَقَرَأَ على علمائها، ثمَّ صَار إِلَى عمان فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ.
روى عَن عبد الرَّحْمَن بن أخي الْأَصْمَعِي، وَأبي حَاتِم السجسْتانِي، وَأبي الْفضل الرياشي، وَكَانَ رَأس أهل هَذَا الْعلم.
روى عَنهُ خلق؛ مِنْهُم أَبُو سعيد السيرافي، والمرزباني، وَأَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَله شعر كثير، وروى من أَخْبَار الْعَرَب وَأَشْعَارهَا مَا لم يروه كثير من أهل الْعلم.
وَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ فِي مَرَاتِب النَّحْوِيين عِنْد ذكره ابْن دُرَيْد: هُوَ الَّذِي انْتَهَت إِلَيْهِ لُغَة الْبَصرِيين، وَكَانَ أحفظ النَّاس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على الشّعْر، وَمَا ازْدحم الْعلم وَالشعر فِي صدر أحد ازدحامهما فِي صدر خلف الْأَحْمَر وَابْن دُرَيْد، وتصدر ابْن دُرَيْد فِي الْعلم سِتِّينَ سنة.(1/76)
وَكَانَ يُقَال: ابْن دُرَيْد أشعر الْعلمَاء وَأعلم الشُّعَرَاء.
قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ: كَانَ وَاسع الْحِفْظ جدا، تقْرَأ عَلَيْهِ دواوين الْعَرَب كلهَا أَو أَكْثَرهَا، فيسابق إِلَى إِتْمَامهَا ويحفظها.
وَسُئِلَ عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: تكلمُوا فِيهِ.
وَقَالَ ابْن شاهين: كُنَّا ندخل على ابْن دُرَيْد فنستحي لما نرى من العيدان الْمُعَلقَة، وَالشرَاب الْمُصَفّى مَوْضُوع.
قلت: قد تَابَ بعد ذَلِك، كَمَا سَيَأْتِي.
وَقَالَ الْخَطِيب: جَاءَهُ سَائل فَلم يكن عِنْده غير دن نَبِيذ، فَأعْطَاهُ لَهُ، فَأنْكر عَلَيْهِ غُلَامه، فَقَالَ: لم يكن عندنَا غَيره، وتلا قَوْله تَعَالَى: لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون، فَمَا تمّ الْيَوْم حَتَّى أهدي إِلَيْهِ عشرَة دنان، فَقَالَ: تصدقنا بِوَاحِد، وأخذنا عشرَة.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي: وَمِمَّنْ ألف الْكتب فِي زَمَاننَا فَرمي بافتعال الْعَرَبيَّة وتوليد الْأَلْفَاظ أَبُو بكر بن دُرَيْد؛ وَقد سَأَلت عَنهُ إِبْرَاهِيم بن عَرَفَة، فَلم يعبأ بِهِ، وَلم يوثقه فِي رِوَايَته، وألفيته على كبر سنه سَكرَان لَا يكَاد يفتر عَن ذَلِك.
وَقَالَ غَيره: أملي ابْن دُرَيْد الجمهرة فِي فَارس، ثمَّ أملاها بِالْبَصْرَةِ وببغداد من حفظه؛ فَلذَلِك تخْتَلف النّسخ، وَالنُّسْخَة الْمعول عَلَيْهَا هِيَ الْأَخِيرَة. وَآخر مَا صَحَّ نُسْخَة عبيد الله بن أَحْمد فَهِيَ حجَّة، لِأَنَّهُ كتبهَا من عدَّة نسخ، وَقرأَهَا عَلَيْهِ.(1/77)
وَله من التصانيف: الجمهرة فِي اللُّغَة، الأمالي، المجتنى، اشتقاق أَسمَاء الْقَبَائِل، الملاحن، المقتبس، الْمَقْصُور والممدود، الوشاح، الْخَيل الْكَبِير، الْخَيل الصَّغِير، الأنواء، السِّلَاح، غَرِيب الْقُرْآن (لم يتم) فملت وأملت، أدب الْكَاتِب، الْمَطَر رواد الْعَرَب، السرج واللجام، تَقْوِيم اللِّسَان (لم يبيض) ، الْمَقْصُورَة (مدح بهَا الْأَمِير أَبَا الْعَبَّاس إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن ميكال رَئِيس نيسابور) .
قَالَ بَعضهم: أمْلى ابْن دُرَيْد الجمهرة من حفظه سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، فَمَا اسْتَعَانَ عَلَيْهَا بِالنّظرِ فِي شَيْء من الْكتب؛ إِلَّا فِي الْهمزَة واللفيف.
قَالَ: وَكفى عجبا أَن يتَمَكَّن الرجل من علمٍ كل التَّمَكُّن، ثمَّ لَا يسلم مَعَ ذَلِك من الألسن؛ حَتَّى قيل فِيهِ: ... ابْن دُرَيْد بقره ... وَفِيه عيٌّ وشره
وَيَدعِي من حمقه ... وضع كتاب الجمهرة
وَهُوَ كتاب الْعين إِلَّا أَنه قد غَيره ...(1/78)
قَالَ بَعضهم: حَضَرنَا مجْلِس ابْن دُرَيْد، وَكَانَ يتضجر مِمَّن يُخطئ فِي قِرَاءَته، فَحَضَرَ غُلَام وضئ، فَجعل يقْرَأ وَيكثر الْخَطَأ، وَابْن دُرَيْد صابر عَلَيْهِ؛ فتعجب أهل الْمجْلس، فَقَالَ رجل مِنْهُم: لَا تعجبوا؛ إِن فِي وَجهه غفران ذنُوبه؛ فسمعهم ابْن دُرَيْد، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يقْرَأ، قَالَ: هَات يَا من لَيْسَ فِي وَجهه غفران ذنُوبه فعجبوا من صِحَة سَمعه، مَعَ علو سنه.
وَقَالَ بَعضهم فِيهِ: ... من يكن للظباء صَاحب صيد ... فَعَلَيهِ بِمَجْلِس ابْن دُرَيْد
إِن فِيهِ لأوجها قيدتني ... عَن طلاب الْعلَا بأوثق قيد ...
مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لثنتي عشرَة لَيْلَة بقيت من رَمَضَان، سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلثمائة؛ يَوْم مَاتَ عبد السَّلَام الجبائي، فَقيل: مَاتَ علم اللُّغَة وَالْكَلَام جَمِيعًا.
ورثاه جحظة بقوله: ... فقدت بِابْن دُرَيْد كل مَنْفَعَة ... لما غَدا ثَالِث الْأَحْجَار والترب
وَكنت أبْكِي لفقد الْجُود مُجْتَهدا ... فصرت أبْكِي لفقد الْجُود وَالْأَدب ...
وَمن نظم ابْن دُرَيْد فِي النرجس: ... عُيُون مَا يلم بهَا الرقاد ... وَلَا يمحو محاسنها السهاد
إِذا مَا اللَّيْل صافحها استهلت ... وتضحك حِين ينحبس السوَاد
لَهَا حدق من الذَّهَب الْمُصَفّى ... صياغة من يدين لَهُ الْعباد
وأجفانٌ من الدّرّ استفادت ... ضِيَاء مثله لَا يُسْتَفَاد
على قضب الزبرجد فِي ذراها ... لأعين من يلاحظها مُرَاد ...
وَفِي ربيع الْأَبْرَار للزمخشري: جمع ابْن دُرَيْد ثَمَانِيَة أَسمَاء فِي بَيت وَاحِد، فَقَالَ:(1/79)
.. فَنعم أَخُو الْجَلِيّ ومستنبط الندى ... وملجأ محزون ومفزع لاهث ...
قَالَ ابْن خالويه فِي شرح الْمَقْصُورَة: كَانَ بِبَغْدَاد عباد بن عَمْرو بن الجليس بن جَابر ابْن زيد بن مَذْكُور بن وَارِث الْكرْمَانِي [ابْن الثَّانِي مِنْهُمَا] صَاحب اللُّغَة، وَكَانَ يطعن على ابْن دُرَيْد، وينقض عَلَيْهِ الجمهرة، فجَاء غُلَام لِابْنِ دُرَيْد، فَجَلَسَ بحذائه فِي الْجَامِع، وَنقض على الْكرْمَانِي جَمِيع مَا نقضه على ابْن دُرَيْد، فَقَالَ: اكتبوا: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم؛ قَالَ أَبُو بكر بن دُرَيْد أعزه الله تَعَالَى: عننت الْفرس إِذا حَبسته بعنانه؛ فَإِن حَبسته بمقوده فَلَيْسَ بمعن، قَالَ الْكرْمَانِي الْجَاهِل: أَخطَأ ابْن دُرَيْد، لِأَنَّهُ إِن كَانَ من عننت فَيجب أَن يكون معنونا، وَإِن كَانَ من أعننت فَيجب أَن يكون مَعنا، وَأَخْطَأ لكذا وَكَذَا، فَوقف شَاعِر على الْحلقَة فَقَالَ اكتبوا: ... أذللت كرمان وعرضتها ... لجحفل مثل عديد الْحَصَى
وَابْن دُرَيْد غرَّة فيهمُ ... فِي بحره مثلك كم غوصا {
جثا على الرّكْبَة حَتَّى إِذا ... أحس نزراً قعد القرفصا
وَالله إِن عَاد إِلَى مثلهَا ... لأصفعن هامته بالعصا ...
فَلم يلْتَفت إِلَى الْكرْمَانِي بعد ذَلِك.
وَقَالَ ابْن خالويه فِي الشَّرْح الْمَذْكُور: حضرت ابْن دُرَيْد، وَقد ناول أَبُو الفوارس غُلَامه طَاقَة نرجس، فَقَالَ: يَا بني مَا أصنع بِهَذَا الْيَوْم} وَأنْشد: ... صبا مَا صبا حَتَّى علا الشيب رَأسه ... فَلَمَّا علاهُ قَالَ للباطل: ابعد ...
فَائِدَة ابْتَدَأَ ابْن دُرَيْد مقصورته، بقوله: ... إِمَّا ترى رَأْسِي حاكى لَونه ... طرة صبح تَحت أذيال الدجى ...(1/80)
فاستغنى بِذكر الشَّرْط فِي قَوْله: " إِمَّا "، وتاء الْخطاب فِي قَوْله: " ترى " عَن تقدم ذكر الْمُخَاطب، لدلَالَة الْمَذْكُور على الْمَحْذُوف، وَقد تكلّف الْكَمَال ابْن الْأَنْبَارِي نظم أَبْيَات جعلهَا مطلعاً لَهَا، فَقَالَ: ... شرد عَن عَيْني الكرا طيف سرى ... من أم عَمْرو فِي غياهيب الدجى
زار وسادى والظلام عاكف ... وأنجم اللَّيْل مديدات الطلا
أَهلا بشخص مَا رَأينَا مثله ... فِي يقظة تزهو لنا طول المدى
إِذْ نَحن نزهو وَالزَّمَان مولعٌ ... بأعين الغيد وأجياد الظبا
نواعسٌ مثل المهى، نواهدٌ ... خمص الْبُطُون، عاليات لينتمي
والغائبات لَا يردن من بدا ... فِي عارضيه الشيب لَو رام الصَّبِي
لما رَأَتْ شيبي عَم مفرقي ... قَالَت غُبَار يَا خليلي مَا أرى!
وَلم تزل تمسحه لي بمرطها ... وَالْقلب مَا بَين إِيَاس وَرَجا
قلت لَهَا موعظةً لَعَلَّهَا ... تعي صروف مَا رَأَتْ بِي قد علا:
يَا ظَبْيَة أشبه شَيْء بالمها ... راتعةً بَين الهضيم والحشا
أما ترى ... ... إِلَى آخِره
قَالَ مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى الْأَزْدِيّ فِي كتاب الترقيص: أرى أَن دريداً، من قَوْلهم رجل أدرد، والدرد: ذهَاب الْأَسْنَان، صغر تَصْغِير ترخيم.
131 - مُحَمَّد بن الْحسن بن دِينَار، أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول
قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ أديباً ثِقَة. حدث عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعنهُ نفطويه.(1/81)
وصنف كتاب الدَّوَاهِي، الْأَشْبَاه، الْأَمْثَال، فعل وأفعل، مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ.
وَقَالَ ياقوت: كَانَ غزير الْعلم، وَاسع الْفَهم جيد الرِّوَايَة، حسن الدِّرَايَة.
وَذكره الزبيدِيّ فِي طبقَة الْمبرد وثعلب، وَقَالَ: كَانَ يورق بِالْأُجْرَةِ، وَكَانَ قَلِيل الْحَظ من النَّاس، وَجمع دواوين مائَة وَعشْرين شَاعِرًا.
132 - مُحَمَّد بن الْحسن بن رَمَضَان النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: صنف كتاب أَسمَاء الْخمر وعصيرها، وَغَيره.
133 - مُحَمَّد بن الْحسن بن زُرَارَة أَبُو عبد الله الطَّائِي المشرف
قَالَ السلَفِي: هُوَ من أهل الْأَدَب وَالتَّصَرُّف فِي عُلُوم الْعَرَب، وَكَانَ شعره قَوِيا، وَهُوَ على سرعَة الْإِجَابَة جريئاً، وَرُبمَا غلط وَهُوَ نحوي لغَوِيّ، وَكَانَ على الْإِطْلَاق مرضِي الْأَخْلَاق. وَوجدت بِهِ أنسا مُدَّة حَيَاته إِلَى حِين وَفَاته؛ وَحين مَاتَ أَنا صليت عَلَيْهِ، وَحضر فِي جازته خلق عَظِيم، وَكَانَ مشرف البيمارستان بالثغر، ومتولي الْكتب المحبسة فِي الْجَامِع، وَله فِيهِ حَلقَة لإقراء الْأَدَب. ذكره المقريزي فِي المقفى.
134 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي سارة الرُّؤَاسِي النيلي النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر ابْن أخي معَاذ الهراء
سمي الرُّؤَاسِي لِأَنَّهُ كَانَ كَبِير الرَّأْس؛ وَهُوَ أول من وضع من الْكُوفِيّين كتابا فِي النَّحْو، وَهُوَ أستاذ الْكسَائي وَالْفراء. وَكَانَ رجلا صَالحا.
وَقَالَ: بعث الْخَلِيل إليَّ يطْلب كتابي، فبعثته إِلَيْهِ، فقرأه، فَكل مَا فِي(1/82)
كتاب سِيبَوَيْهٍ: " وَقَالَ الْكُوفِي كَذَا " فَإِنَّمَا عني الرُّؤَاسِي هَذَا. وَكتابه يُقَال لَهُ الفيصل.
وَقَالَ الْمبرد: مَا عرف الرُّؤَاسِي بِالْبَصْرَةِ. وَقد زعم بعض النَّاس أَنه صنف كتابا فِي النَّحْو، فَدخل الْبَصْرَة ليعرضه على أَصْحَابنَا، فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ، وَلم يَجْسُر على إِظْهَاره لما سمع كَلَامهم.
وَقَالَ ابْن درسْتوَيْه: زعم جمَاعَة من الْبَصرِيين أَن الْكُوفِي الَّذِي ذكره الْأَخْفَش فِي آخر الْمسَائِل وَيرد عَلَيْهِ، هُوَ الرُّؤَاسِي.
وَله من الْكتب: الفيصل، مَعَاني الْقُرْآن، التصغير، الْوَقْف والابتداء الْكَبِير، الْوَقْف والابتداء الصَّغِير.
وَذكره أَبُو عَمْرو الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء، وَقَالَ: روى الْحُرُوف عَن أبي عَمْرو، وَهُوَ مَعْدُود فِي المقلين عَنهُ، وَسمع الْأَعْمَش؛ وَهُوَ من جملَة الْكُوفِيّين. وَله اختيارات فِي الْقِرَاءَة تروى. سمع الْحُرُوف مِنْهُ خَلاد بن خَالِد الْمنْقري، وَعلي بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ، وروى عَنهُ الْكسَائي وَالْفراء.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ أستاذ أهل الْكُوفَة فِي النَّحْو، أَخذ عَن عِيسَى بن عَمْرو. وَله كتاب الْإِفْرَاد وَالْجمع.
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: وَله شعر مَقْبُول، مِنْهُ: ... أَلا يَا نفس هَل لَك فِي صِيَام ... عَن الدُّنْيَا لَعَلَّك تهتدينا
يكون الْفطر وَقت الْمَوْت مِنْهَا ... لَعَلَّك عِنْده تستبشرينا
أجيبيني هديت وأسعفيني ... لَعَلَّك فِي الْجنان تخلدينا ...(1/83)
135 - مُحَمَّد بن الْحسن بن سِبَاع بن أبي بكر الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو عبد الله شمس الدّين بن الصَّائِغ النَّحْوِيّ الأديب
وَلَيْسَ بِابْن الصَّائِغ الْمَشْهُور، قَالَ ابْن حجر: ولد فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وتعابئ الْآدَاب، وصنف شرح الدريدية، وَشرح الملحمة، ومختصر الصِّحَاح، والمقامة الشهابية وَشَرحهَا. وَسمع الحَدِيث من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر.
وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ: برع فِي النّظم والنثر، وَكَانَ فِيهِ ود وتواضع، وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالصاغة، وَكَانَ يقْرَأ فِيهِ. وَله قصيدة نَحْو الْألف بَيت فِي الصَّنَائِع والفنون.
وَذكره التقي السُّبْكِيّ فِي مُعْجَمه، فَقَالَ: كَانَ شَيخا فَاضلا، لَهُ معرفَة بالنحو واللغة، مَاتَ فِي ثَالِث شعْبَان سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة.
وَمن شعره: ... إِن جرت بالموكب يَوْمًا فَلَا ... تسْأَل عَن السيارة الكنس
فثم آرام على ضمر ... لله مَا تفعل بالأنفس
بأحمر هَذَا، وَذَا أصفر ... وأخضر هَذَا، وَذَا سندسي
فَقل لذِي الْهَيْئَة يَا ذَا الَّذِي ... تنقل مَا تنقل عَن هرمس
قَوْلك هَذَا خطل باطلٌ ... أما ترى الأقمار فِي الأطلس! ...
136 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن مذْحج بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن بشر أَبُو بكر الزبيدِيّ الإشبيلي النَّحْوِيّ
صَاحب طَبَقَات النَّحْوِيين. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ وَاحِد عصره فِي علم النَّحْو، وَحفظ اللُّغَة.(1/84)
أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عَليّ القالي، وَأبي عبد الله الرباحي، وأدب ولد الْمُسْتَنْصر بِاللَّه، وَولي قَضَاء قرطبة.
وصنف مُخْتَصر الْعين، وأبنية سِيبَوَيْهٍ، الموضح، وَمَا يلحن فِيهِ عوام الأندلس، وطبقات النَّحْوِيين.
قلت: وَهُوَ مُجَلد لطيف، رَأَيْته بِمَكَّة المشرفة، وطالعته على هَذِه الطَّبَقَات.
وَله كتاب الرَّد على ابْن مَسَرَّة وَأهل مقَالَته، سَمَّاهُ هتك ستور الْمُلْحِدِينَ.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة.
وَقَالَ ابْن بشكوال: فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين.
وَقَالَ الْحميدِي: قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ.
روى عَنهُ ابْنه أبوالوليد مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الأفليلي وَغَيرهمَا.
والزبيدي نِسْبَة إِلَى زبيد بن صَعب بن سعد الْعَشِيرَة؛ رَهْط عَمْرو بن معدي كرب.
وَمن شعره: ... وَلَيْسَ ثِيَاب الْمَرْء تغني قلامةً ... إِذا كَانَ مَقْصُورا على قصر النَّفس
وَلَيْسَ يُفِيد الْعلم والحلم والحجى ... أَبَا مُسلم طول الْقعُود على الْكُرْسِيّ ...(1/85)
137 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شَدَّاد بن طفيل أَبُو عبد الله الْمرَادِي
يعرف بِابْن الْمُؤَذّن. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ صَاحب قدم فِي الْعَرَبيَّة، إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْأَخْبَار، شَاعِرًا مجيداً، حَافِظًا للتفسير كَاتبا، بَقِيَّة من بقايا أهل الْأَدَب، ذَا نباهة وَصدق، ومروءة وكرم وَطيب نفس، وَحسن عشرَة، وَسُرْعَة إِدْرَاك؛ مَعَ الدّين المتين، والتواضع وَالْوَقار. أَقَامَ طول عمره على المطالعة والتدريس وَالْقِرَاءَة، لم يشْغلهُ عَنْهَا شَيْء على كبر سنه، ولازم خَاله أَبَا عبد الله بن سَوْدَة وتأدب عَلَيْهِ، وَقَرَأَ بغرناطة على الْأُسْتَاذ أبي مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ وَأبي عَليّ الرندي وَغَيرهمَا.
مَاتَ لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة عَن نَيف وَسبعين سنة.
وَمن شعره يمدح التفاح: ... عجبت لدوحة التفاح أبدت ... جناها فَوق أَغْصَان نجوماً
تخال جنانها وَالرِّيح تسْعَى ... شياطينا فترسلها رجوماً ...
138 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر المحمد أباذي اللّغَوِيّ
قَالَ الْحَاكِم: من أكَابِر الشُّيُوخ الثِّقَات، كَانَ مقدما فِي معرفَة الْأَدَب، ومعاني الْقُرْآن؛ وَكَانَ أَبُو خُزَيْمَة إِذا شكّ فِي شَيْء من اللُّغَة لَا يرجع فِيهَا إِلَّا إِلَيْهِ.
سمع أَحْمد بن يُوسُف السّلمِيّ، وَعلي بن الْحسن الْهِلَالِي وخلقا.
وروى عَنهُ أَبُو خُزَيْمَة وَغَيره، وَكَانَ كثير الحَدِيث، صَحِيح الْأُصُول.(1/86)
139 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد المآلقي النَّحْوِيّ الْمَالِكِي.
نزيل دمشق. قَالَ ابْن حجر فِي الدُّرَر الكامنة، فِي أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة؛ كَانَ من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة، وشيوخ الْعَرَبيَّة، حسن التَّعْلِيم، متواضعاً.
شرح التسهيل، وَشرع فِي شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي. وانتفع بِهِ الطّلبَة، وَولي مشيخة النجيبية.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة.
140 - مُحَمَّد بن الْحسن بن المظفر الْحَاتِمِي أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ
أحد الْأَعْلَام الْمَشَاهِير المكثرين؛ قَالَ الْخَطِيب: روى عَن أبي عمر الزَّاهِد أَخْبَارًا فِي مجَالِس الْأَدَب.
قَالَ ياقوت: [قلت أَنا: وَأدْركَ ابْن دُرَيْد وَأخذ عَنهُ] ، وَكَانَ من حذاق أهل اللُّغَة وَالْأَدب، شَدِيد الْعَارِضَة، مبغضاً إِلَى أهل الْعلم، هجاه ابْن حجاج وَغَيره [بأهاجٍ مرّة] .
قَالَ الثعالبي فِي الْيَتِيمَة: حسن التَّصَرُّف فِي الشّعْر، يجمع بَين البلاغة فِي النثر، والبراعة فِي النّظم.
وَله مَعَ أبي الطّيب المتنبي مُخَاطبَة أقذعه فِيهَا. وَله من التصانيف: حلية المحاضرة فِي صناعَة الشّعْر، الْمُوَضّحَة فِي مساوئ المتنبي، تقريع الهلباجة فِي صَنْعَة الشّعْر(1/87)
سر الصِّنَاعَة فِيهِ. الحالي والعاطل فِيهِ، الْمجَاز فِيهِ أَيْضا، مُخْتَصر الْعَرَبيَّة. كتاب فِي اللُّغَة لم يتم الشَّرَاب، البراعة، منتزع الْأَخْبَار ومطبوع الْأَشْعَار، الرسَالَة الحاتمية؛ شرح فِيهَا مَا دَار بَينه وَبَين المتنبي وَأظْهر فِيهَا سرقاته، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلثمائة.
وَله فِي الثريا: ... وليل أَقَمْنَا فِيهِ نعمل كأسنا ... إِلَى أَن بدا للصبح فِي اللَّيْل عَسْكَر
وَنجم الثريا فِي السَّمَاء كَأَنَّهُ ... على حلةٍ زرقاء جيب مدنر ...
قَالَ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن الْحسن المظفر الْحَاتِمِي اللّغَوِيّ الْكَاتِب فِي الرسَالَة الملقبة بتقريع الهلباجة: كلفني الْمَعْرُوف بالسلامي فِي آيَات النَّابِغَة، من مرثية أحسن فِيهَا كل الأحسان: ... لايهنئ النَّاس مَا يرعون من كلأ ... وَمَا يسوقون من أهل وَمن مَال
بعد ابْن عَاتِكَة الثاوي ببلقعة ... أَمْسَى ببلدة لَا عمٍ وَلَا خالِ
سهل الخليقة مشاء بأقدحه ... إِلَى ذَوَات الذرا حمال أثقال
حسب الخليلين نأي الأَرْض بَينهمَا ... هَذَا عَلَيْهَا وَهَذَا تحتهَا بالِ ...
فَإِنَّهُ أرادني على فك صدورها، وإبدالها بِأَلْفَاظ تنتظم مَعَ أعجازها فِي وصف اللَّيْل ونجومه، فتناولت الْقَلَم وكتبت معجلا خاطري: ... فِي لَيْلَة ضل عَنْهَا الصُّبْح داجيةٍ ... لبستها بمطول الجري هطال
وَقد رمى الْبَين شعب الْحَيّ فافتسمرا ... أَيدي سبا بَين تقويضٍ وترحال
فناسبت أنجم الْآفَاق عيسهمُ ... " وَمَا يسوقون من أهلٍ وَمن مالِ " ...(1/88)
.. ترى الْهلَال نحيلاً فِي مطالعه ... " أَمْسَى ببلدة لَا عَم وَلَا خَال "
والجدي كالطرف يستن المراح بِهِ ... " إِلَى ذَوَات الذرا حمال أثقال "
وَاللَّيْل وَالصُّبْح فِي غبراء مظلمةٍ ... " هَذَا عَلَيْهَا وَهَذَا تحتهَا بَال " ...
فأعظم الْبَيْت الْأَخير من هَذِه الأبيات، وأكبره وفخم أمره كل التفخيم، وغلا فِي استحسانه غلواً تجَاوز قدره انْتهى.
141 - مُحَمَّد بن الْحسن بن يَعْقُوب بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان بن عبيد الله بن مقسم أَبُو بكر الْعَطَّار الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَسمع أَبَا مُسلم الْكَجِّي وثعلبا، وَيحيى ابْن مُحَمَّد بن صاعد، وروى عَنهُ ابْن شَاذان وَابْن زرقويه. وَكَانَ ثِقَة من أعرف النَّاس بالقراءات، وأحفظهم لنَحْو الْكُوفِيّين، وَلم يكن فِيهِ عيب إِلَّا أَنه قَرَأَ بحروف تخَالف الْإِجْمَاع، واستخرج لَهَا وُجُوهًا من اللُّغَة، وَالْمعْنَى، كَقَوْلِه: فَلَمَّا استيئسوا مِنْهُ خلصوا نجياً، قَالَ: نجباً، بِالْبَاء، وشاع أمره، فَأحْضرهُ إلىالسلطان واستنابه، فأذعن بِالتَّوْبَةِ، وَكتب محضراً بتوبته. وَقيل: إِنَّه لم ينْزع عَنْهَا، وَكَانَ يقْرَأ بهَا إِلَى أَن مَاتَ.
وروى الْخَطِيب عَن بَعضهم قَالَ: رَأَيْت فِي النّوم أَنِّي أُصَلِّي مَعَ النَّاس وَابْن مقسم يُصَلِّي مستدبراً الْقبْلَة، فَأَوَّلْته لمُخَالفَته الْأَئِمَّة فِيمَا اخْتَارَهُ من الْقرَاءَات.
وَله من التصانيف: الْأَنْوَار فِي تَفْسِير الْقُرْآن، الْمدْخل إِلَى علم الشّعْر، الِاحْتِجَاج فِي الْقرَاءَات، كتاب فِي النَّحْو كَبِير، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، الْوَقْف(1/89)
والابتداء، الْمَصَاحِف، عدد التَّمام، أَخْبَار نَفسه، مجالسات ثَعْلَب، مفرداته، الموضح، الرَّد على الْمُعْتَزلَة، الِانْتِصَار لقراء الْأَمْصَار، اللطائف فِي جمع هجاء الْمَصَاحِف، وَغير ذَلِك.
مَاتَ لثمان خلون من ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة. وَقيل: سنة ثَلَاث وَخمسين وثلاثمائة. وَقَالَ الداني: عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافظ للغة، حسن التصنيف، مَشْهُور بالضبط والإتقان، إِلَّا أَنه سلك مَسْلَك ابْن شنبوذ، فَاخْتَارَ حروفاً خَالف فِيهَا أَئِمَّة الْعَامَّة، وَكَانَ يذهب إِلَى أَن كل قِرَاءَة توَافق خطّ الْمُصحف فالقراءة بهَا جَائِزَة، وَإِن لم تكن لَهَا مَادَّة.
مَاتَ سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة.
142 - مُحَمَّد بن الْحسن بن يُونُس أَبُو الْعَبَّاس الْهُذلِيّ النَّحْوِيّ الْكُوفِي قَالَ الداني: مَشْهُور جليل ثِقَة ضَابِط، أَخذ الْقِرَاءَة على الْحسن بن عَليّ الشحام وَعلي بن الْحسن الْكسَائي التَّمِيمِي.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
143 - مُحَمَّد بن الْحسن الْجبلي النَّحْوِيّ
قَالَ الْحميدِي: أديب، شَاعِر، كثير القَوْل، أَقرَأ الْأَدَب.
وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: هُوَ نحوي شَاعِر، سَمعه أَبُو عبد الله الْحميدِي.
قَالَ ابْن مَاكُولَا: قتل سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.(1/90)
وَمن شعره: ... وَمَا الْأنس بالإنس الَّذين عهدتهم ... بأنس وَلَكِن فقد أنسهم أنسي
إِذا سلمت نَفسِي وديني مِنْهُم ... فحسبي أَن العِرض مني لَهُم ترسي ...
144 - مُحَمَّد بن الْحسن الصمعي
قَالَ الجندي فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا، غلب عَلَيْهِ فن النَّحْو. وَعنهُ أَخذ جمَاعَة. درس فِي المنصورية، وَله عِبَارَات فِي النُّجُوم مرضية.
مَاتَ زبيد سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة.
وَقَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: صنف الْغَايَة والمثال فِي الْعرُوض؛ وَهُوَ جليل مُفِيد.
145 - مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْخ شمس الدّين السُّيُوطِيّ
قَالَ ابْن حجر فِي كِتَابه أنباء الْغمر بأبناء الْعُمر: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، ماهراً فِيهَا، حسن التَّعْلِيم لَهَا، عَارِفًا بعدة فنون، انْتفع بِهِ جمَاعَة. وَكَانَ يعلم بِالْأُجْرَةِ، ويقرئ كل بَيت من الألفية بدرهم؛ وَله فِي ذَلِك وقائع عَجِيبَة تنبئ عَن دناءة شَدِيدَة وشح مفرط. مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة.
وَنَشَأ لَهُ ولد يُقَال لَهُ شمس الدّين مُحَمَّد، فاشتغل كثيرا وَمهر، وتعانى النّظم والخط الْحسن. وَمَات شَابًّا سنة مَاتَ أَبوهُ، قبله بِيَسِير.(1/91)
146 - مُحَمَّد بن الْحسن بن يُوسُف بن الْحسن بن حُبَيْش
بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة، وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة، اللَّخْمِيّ الأندلسي المرسي الْمُقِيم بتونس، أَبُو بكر، الْأُسْتَاذ الأديب الراوية النَّحْوِيّ.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة، وَسمع من أبي الْحسن بن قطوال وَغَيره. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْآدَاب، وَله تآليف، وَانْقطع فِي آخر عمره إِلَى الْعِبَادَة، وَأَجَازَ لأبي حَيَّان؛ وَمَات بتونس. نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم.
147 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن عمر بن حمدون أَبُو يعلى الصَّيْرَفِي
يعرف بِابْن السراج. قَالَ الْخَطِيب: كَانَ أحد الْحفاظ بِعلم النَّحْو وحروف الْقُرْآن ومذاهب الْقُرَّاء، يشار إِلَيْهِ فِي ذَلِك. سمع أَبَا الْفضل عبيد الله الزُّهْرِيّ. وَكَانَ ثِقَة.
وَله مُصَنف فِي الْقرَاءَات.
ولد يَوْم الْأَحَد فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة، وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة. روى عَنهُ الْخَطِيب.
148 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الجفني الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الدّباغ أَبُو الْفرج النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
ذكره ابْن الْمُسْتَوْفى فِي تَارِيخ إربل. وَقَالَ ياقوت: كَانَ أديباً فَاضلا، مُتَأَخّر الزَّمَان، قَرَأَ على ابْن الشجري وَأبي مَنْصُور الجواليقي، وتصدر لإقراء النَّحْو واللغة مُدَّة، وَله رسائل، وشعره مدون.(1/92)
وَخرج من بَغْدَاد إِلَى الْموصل، ثمَّ عَاد إِلَيْهَا، فَمَاتَ بهَا فِي سلخ رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره: ... خيال سرى فازداد مني لذِي الدجى ... خيالاً بَعيدا عَهده بالمراقد
عجبت لَهُ أَنِّي رَآنِي وأنني ... من السقم خافٍ من عُيُون العوائد
وَلَوْلَا أنيني مَا اهْتَدَى لمضاجعي ... وَلم يدر ملقى رحلنا بالفراقد ...
149 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر اليمني أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الأديب
كَانَ مُقيما بِمصْر، صنف أَخْبَار النَّحْوِيين، ومضاهاة أَمْثَال كليلة ودمنة.
مَاتَ سنة أَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره، وَزعم أَنه لَيْسَ لقافيته خَامِس: ... أسقمني حب من هويت فقد ... صرت بحبه فِي الْهوى آيَة
يَا غَايَة فِي الْجمال صوره الله ... ، أما للصدود من غَايَة!
تَرَكتنِي بالسقام مشتهراً ... أشهر فِي الْعَالمين من رأية
أحب جِيرَانكُمْ من أجلكمُ ... بِحجَّة الطِّفْل تشبع الداية ...
قلت قد ذيلت عَلَيْهَا بخامس: ... أود لَو أَن أَبيت جاركمُ ... وَلَو بمأوى المجال فِي الثاية ...
الثاية: هِيَ مأوى الْإِبِل وَالْغنم.
روى اليمني هَذَا عَن أبي الْقَاسِم جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ النَّحْوِيّ وَأبي جَعْفَر أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن سَلامَة الطَّحَاوِيّ وَجَمَاعَة، روى عَنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد العتيقي، وَعلي بن بَقَاء، وَأَبُو ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ. وَقَالَ فِيهِ: صَحِيح السماع، حسن الْأُصُول، وَالْقَاضِي أَبُو عبد الله الْقُضَاعِي، فِي آخَرين.(1/93)
150 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الْوَارِث أَبُو الْحُسَيْن الْفَارِسِي النحري
ابْن أُخْت أبي عَليّ الْفَارِسِي. قَالَ ياقوت: أَخذ عَن خَاله علم الْعَرَبيَّة، وطوف الْآفَاق، وَرجع إِلَى الوطن، وَكَانَ خَاله أوفده على الصاحب بن عباد جِهَة الرّيّ، فارتضاه، وَأكْرم مثواه. ثمَّ تقرب أَبُو الْحُسَيْن، وَلَقي النَّاس فِي انْتِقَاله، وَورد خُرَاسَان، وَنزل بنيسابور دفعات، وأملى بهَا من الْأَدَب والنحو مَا سَارَتْ بِهِ الركْبَان، وَآل أمره إِلَى أَن وزر للأمير شَاذ غرشيستان، ثمَّ اخْتصَّ بالأمير إِسْمَاعِيل بن سبكتكين بغزنة، ووزر لَهُ، ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة، وجاور بهَا ثمَّ عَاد إِلَى غزنة وَرجع إِلَى نيسابور، ثمَّ انْتقل إِلَى إسفراين، ثمَّ استوطن جرجان إِلَى أَن مَاتَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَهلهَا؛ مِنْهُم عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ، وَلَيْسَ لَهُ أستاذ سواهُ.
وَلابْن عباد إِلَيْهِ مكاتبات مدونة، وَله تصانيف فِي الهجاء، وَكتاب الشّعْر.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمن شعره. ... وَلَا غُصْن إِلَّا مَا حواه قباؤه ... وَلَا دعص إِلَّا مَا خبته مآزره
وأمضى من السَّيْف المنوط بخصره ... إِذا شيم سيفٌ تنتضيه محاجره ...
151 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ
يعرف بِابْن نجدة. قَالَ ياقوت: مَشْهُور فِي أهل الْأَدَب، وَله خطّ مَرْغُوب فِيهِ. قَرَأَ على الْفضل بن الحُباب الجَمحي.(1/94)
152 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْأمَوِي المالقي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ مقرئ لِلْقُرْآنِ والعربية، روى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو عبد الله ابْن الفخار، وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات، وَغير ذَلِك.
153 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن المضرس الْخَولَانِيّ أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
كَانَ مقدما فِي النَّحْو، وَله شعر ومناقضات مَعَ أبي يعلى حَمْزَة بن مُحَمَّد المهلبي. مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة.
154 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن وَحشِي النَّحْوِيّ أَبُو الْفَتْح
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ إِمَامًا فِي الْقرَاءَات والنحو وَالْعرُوض، مبرزاً فِي الْأَدَب.
قَالَ الصَّفَدِي: وَكَانَ مُقيما بميافارقين.
وَمن شعره: ... وركبٍ تنادوا للصَّلَاة وَقد جرى ... مَعَ النّيل من دمعي لبينهمُ دمُ
فَلم يَجدوا مَاء طهُورا فيمموا ... لَدَيْهِ صَعِيدا طيبا فَتَيَمَّمُوا ...
155 - مُحَمَّد بن حَفْص بن وَاقد
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: صَاحب النَّحْو والعربية، كَانَ مَعْرُوفا بالأدب، سكن خَارج بَاب الْهِنْد.(1/95)
156 - مُحَمَّد بن حكم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن بَاقٍ الجزامي السَّرقسْطِي أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحوياً لغوياً، مقرئاً، إِمَامًا فِي علم الْعَرَبيَّة، وإقراء الْكتاب، جَلِيلًا عَارِفًا بأصول الدّين، روى عَن أبي مَرْوَان وَابْن سراج، وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ، وَخلف بن يُوسُف الأبرش. واستوطن فاس، وَأخذ النَّاس بهَا عَنهُ. وَمَات فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مُتَقَدما فِي النَّحْو، حَافِظًا للغة، متحققا بِعلم الْكَلَام وأصول الْفِقْه، حَاضر الذّكر لأقوال أهل تِلْكَ الْعُلُوم، جيد النّظر، متوقد الذِّهْن، ذكي الْقلب، فصيح اللِّسَان، ولي أَحْكَام فاس، وَأفْتى بهَا ودرس بهَا الْعَرَبيَّة.
روى عَن جمَاعَة؛ مِنْهُم عبد الدَّائِم بن مَرْزُوق القيرواني وَأَبُو إِسْحَاق بن قرقول، وَالقَاسِم بن دحمان.
وَشرح إِيضَاح الْفَارِسِي، وَألف فِي الجدل، والعقائد.
مَاتَ بفاس وَقيل بتلمسان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، ذكر فِي جمع الْجَوَامِع فِي أَفعَال المقاربة.
157 - مُحَمَّد بن حمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَحْمُود
ابْن فورجة، بِضَم الْفَاء وَسُكُون الْوَاو وَتَشْديد الرَّاء الْمُهْملَة وَفتح الْجِيم، البروجردي.
قَالَ ياقوت: أديب فَاضل، مُصَنف. لَهُ الْفَتْح على أبي الْفَتْح، والتجني على ابْن جني؛ يرد فيهمَا على ابْن جني فِي شرح شعر المتنبي.
وَذكره الشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ فِي كِتَابه الْبلْغَة فِي أَئِمَّة اللُّغَة؛ وَهُوَ(1/96)
كتاب لطيف؛ لَكِن سَمَّاهُ حمد بن مُحَمَّد، وَقيل: نحوي لغَوِيّ، لَهُ الْفَتْح على أبي الْفَتْح، والتجني على ابْن جني.
مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وثلثمائة.
وَقَالَ الثعالبي: هُوَ من أهل أَصْبَهَان المقيمين بِالريِّ، الْمُتَقَدِّمين فِي الْفضل، المبرزين فِي النّظم والنثر.
كَانَ مَوْجُودا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره: ... أَيهَا القاتلي بِعَيْنيهِ رفقا ... إِنَّمَا يسْتَحق ذَا من قلاكا
أَكثر اللائمون فِيك عتابي ... أَنا واللائمون فِيك فداكا ... إِن لي غيرَة عَلَيْك من اسْمِي ... إِنَّه دَائِما يقَّبِل فاكا ...
قلت: هَذَا الشّعْر يُؤَيّد أَن اسْمه حمد.
158 - مُحَمَّد بن حمدون الغافقي الْقُرْطُبِيّ الْوراق.
قَالَ ابْن الفرضي: أَصله من مورور، وَسكن إشبيلية، وعني بتقييد الْفِقْه وَحفظه. وروى عَن قَاسم بن أصبغ وَأحمد بن بشر، وَكَانَ حسن الْخط، ضابطاً. وأدب بِالْعَرَبِيَّةِ.
159 - مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الرُّومِي
الْعَلامَة شمس الدّين بن الفنري - بِفَتْح الْفَاء وَالنُّون وبالراء الْمُهْملَة - نِسْبَة إِلَى صَنْعَة الفنيار؛ سمعته من شَيخنَا الْعَلامَة مُحي الدّين الكافيجي.
قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ والمعاني والقراءات، كثير الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون.(1/97)
ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن الْعَلامَة عَلَاء الدّين الْأسود شَارِح المغنى، وَالْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأقصرائي، ولازم الِاشْتِغَال، ورحل إِلَى مصر، وَأخذ عَن الشَّيْخ أكمل الدّين وَغَيره، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الرّوم، فولي قَضَاء برصاء، وارتفع قدره عِنْد بني عُثْمَان جدا، واشتهر ذكره، وشاع فَضله. وَكَانَ حسن السمت، كثير الْفضل والإفضال؛ غير أَنه يعاب بنحلة ابْن عَرَبِيّ، وبإقراء الفصوص؛ وَلما دخل الْقَاهِرَة لم يتظاهر بِشَيْء من ذَلِك، وَاجْتمعَ بِهِ فضلاء الْعَصْر، وذاكروه وباحثوه، وشهدوا لَهُ بالفضيلة - ثمَّ رَجَعَ، وَكَانَ قد أثرى. وصنف فِي الْأُصُول كتابا أَقَامَ فِي عمله ثَلَاثِينَ سنة، وأقرأ الْعَضُد نَحْو الْعشْرين مرّة.
مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
قلت: لَازمه شَيخنَا الْعَلامَة محيي الدّين الكافيجي، وَكَانَ يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا.
160 - مُحَمَّد بن حميد بن حيدرة بن الْحُسَيْن بن الأرقط أَبُو الْحُسَيْن الْحُسَيْنِي النَّحْوِيّ
قَرَأَ على ابْن بَرَكَات بِمصْر النَّحْو واللغة، وعَلى الشريف المهندس بِالْيمن كتاب المجسطي، وعَلى القَاضِي الأديب بأسوان الْأَدَب.
قَالَ مُحَمَّد بن شَاكر: رحلت إِلَيْهِ بأسوان، وقرأت عَلَيْهِ الْقُرْآن الْكَرِيم وشيئاً من الْأَدَب.
وَتُوفِّي بقوص سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
ذكره المقريزي فِي المقفى.(1/98)
161 - مُحَمَّد بن حيوية بن المؤمل النَّحْوِيّ الْوَكِيل أَبُو بكر ابْن أبي رَوْضَة الكرجي
قَالَ ياقوت: روى عَن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن الْمُغيرَة السكرِي، من أهل همذان، وَعنهُ كَامِل بن أَحْمد النَّحْوِيّ، وَأَبُو الْحسن بن الصَّباح، وَأَبُو سعد عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد الإدريسي السَّمرقَنْدِي الْحَافِظ وَقَالَ: لَا أعْتَمد عَلَيْهِ، وَقد تكلمُوا فِيهِ، وَلَيْسَ عِنْدهم بِذَاكَ.
سُئِلَ عَن سنه، فَقَالَ: مائَة واثنتا عشرَة سنة، وَمَات سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة.
162 - مُحَمَّد بن خُرَاسَان النَّحْوِيّ الصّقليّ أَبُو عبد الله
مولى لبني الْأَغْلَب. سمع من أبي جَعْفَر النّحاس مصنفاته، وَأخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن المظفر بن أَحْمد بن حمدَان. مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلثمائة بصقلية هُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة.
ذكره الداني فِي طبقاته.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن بدر القَاضِي، ومروان بن عبد الْملك ابْن بَحر بن شَاذان، وَأحمد بن مَرْوَان الْمَالِكِي. وَعنهُ يُوسُف بن أبي حبيب بن مُحَمَّد، وَخرج عَنهُ فِي شرح الشهَاب لَهُ.
163 - مُحَمَّد بن خطاب الأندلسي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْأَزْدِيّ
قَالَ الْحميدِي: كَانَ من الأدباء الْمَشْهُورين، والنحاة الْمَذْكُورين، يخْتَلف إِلَيْهِ فِي علم الْعَرَبيَّة أَوْلَاد الأكابر وَذَوي الْجَلالَة. وَله شعر مأثور.
مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة.(1/99)
164 - مُحَمَّد بن خلصة الشذوني النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
وَيُقَال لَهُ: الْبَصِير وَكَانَ أعمى.
قَالَ الْحميدِي: كَانَ من النَّحْوِيين المتصدرين، وَالْعُلَمَاء الْمَشْهُورين، وَالشعرَاء المجودين، رَأَيْته بدانية بعد الْأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
قَالَ الذَّهَبِيّ: أَخذ عَن ابْن سَيّده، وبرع فِي اللُّغَة والنحو، وشعره مدون.
مَاتَ سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة أَو قبلهَا.
وَمن شعره: ... أرى جزعي بالجزع يزْدَاد كلما ... يُنَادي فريق منهمُ بالتفرق
تخطّف نَفسِي كل مخطَفة الحشى ... ويخفق قلبِي كل وجناء خيفق
وَهل ناصري صبري ودمعي خاذلي { ... وَهل منقذي عزمي ودمعي مغرقي} ...
165 - مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صياف أَبُو بكر اللَّخْمِيّ الإشبيلي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ عَارِفًا بالقراءات والعربية، مُتَقَدما فيهمَا، من كبار أَصْحَاب شُرَيْح.
وَقَالَ ابْن الزبير: أَخذ الْقرَاءَات عَن شُرَيْح، وروى عَنهُ وَعَن أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ، وَكَانَ لَهُ شَأْن فِي منصبه وَحسن هَدْيه وانقباضه عَن أهل الدُّنْيَا، وإقباله على مَا يعنيه.
شرح الْأَشْعَار السِّتَّة، وفصيح ثَعْلَب، وَله أجوبة على مسَائِل قرآنية ونحوية أجَاب بهَا أهل طنجة. روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن جَابر بن الدباج وَأَبُو الْخطاب بن خَلِيل.(1/100)
مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَالصَّوَاب فِي اسْم أَبِيه وجده مَا أوردته. وَذكره الصَّفَدِي هَكَذَا: مُحَمَّد بن خلف ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَاف؛ وَهَذَا خطأ، قلد فِيهِ أَبَا الْعَبَّاس بن فرتون، نبه عَلَيْهِ ابْن الزبير فِي الصِّلَة.
166 - مُحَمَّد بن خلف الهمذاني الغرناطي أَبُو بكر
يعرف بِابْن قيلالي. قَالَ ابْن الزبير: من بَيت علم وَدين، كَانَ عَارِفًا بالفقه والْحَدِيث والنحو واللغة وَالْأَدب وَالشعر وَالْكِتَابَة والطب، مَعَ كرم خلق، وَحسن عشرَة وبشاشة. روى عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي. وَذكره أصبغ ابْن أبي الْعَبَّاس فِي أدباء مالقة، قَالَ: وَكَانَ من جملَة الْكتاب والأدباء وَالشعرَاء والبلغاء؛ وَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ. وصنع مقامة حَسَنَة فِي أهل بَلَده. وانتقل إِلَى مالقة، ثمَّ انْصَرف إِلَى بَلَده. وَكَانَ طبياً، وشعره جيد جزل.
ولد سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة.
167 - مُحَمَّد بن خلف الله بن خَليفَة بن مُحَمَّد التَّمِيمِي القسنطيني الْمَعْرُوف بِابْن الشمني أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن مَكْتُوم: ذُو فنون، حسن المذاكرة، وَكَانَ أحد المتصدرين فِي جَامع عَمْرو لإقراء الْفِقْه وَالْأَدب، وَأحد الشُّهُود المعدلين بهَا. روى عَنهُ الرشيد الْعَطَّار.
ولد سنّ ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بقسنطينية.
والشمني، بتَشْديد الشين الْمُعْجَمَة وَالْمِيم وَتَشْديد النُّون.
قلت: هُوَ الْجد الْأَعْلَى لشَيْخِنَا الإِمَام تَقِيّ الدّين الشمني. وَرَأَيْت تأليفاً سَمَّاهُ.(1/101)
168 - مُحَمَّد بن خير بن عمر بن خَليفَة أَبُو بكر الْأمَوِي اللمتوني الإشبيلي الْحَافِظ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ حَافِظًا مقرئاً نحويا لغوياًً متقناً أدبياً، وَاسع الْمعرفَة، تصدر للإقراء.
وَقَالَ ابْن الزبير: أحد المقرئين الْمُحدثين الْمَشْهُورين بِحسن الضَّبْط وإتقان التَّقْيِيد، مَعَ مَعْرفَته بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْأَدب والغريب، أغْنى النَّاس بإكثار الرِّوَايَة حَتَّى أَخذ عَن كثير من نظرائه. أَخذ عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْقَاسِم بن الرماك وَأبي الْوَلِيد بن طريف، وَأبي بَحر الْأَسدي، وَأبي الْقَاسِم بن بَقِي، وَعبد الْحق بن عَطِيَّة، وَالْقَاضِي عِيَاض، وَابْن هُذَيْل، وخلائق. واعتنى وَقيد، وأتقن وَكتب كثيرا، وأقرأ بإشبيلية وقرطبة، وخطب بجامعها الْأَعْظَم، وَأم بِهِ. روى عَنهُ أَبُو الْخطاب بن وَاجِب، وَأَبُو عَليّ الزندي.
مولده فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي السَّابِع عشر من ربيع الأول سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة.
169 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن عبد التجِيبِي الجياني أَبُو عبد الله
يعرف بالحياس. قَالَ ابْن الزبير: روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان، وَذكره فَقَالَ: نحوي أديب سري.
حج وَمَات بالإسكندرية.(1/102)
170 - مُحَمَّد بن أبي دوس البياسي أَبُو بكر النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن سعيد فِي كِتَابه الْمغرب فِي حلى الْمغرب: من أهل الْمِائَة السَّادِسَة، من حَسَنَات بياسة فِي علم الْعَرَبيَّة، أولع بالتنقل والتغرب، وخدم المعتصم بالمرية.
وَمن شعره:
(همتي فَوق السماكين ورجلي فِي الصَّعِيد ... )
(وكذاك السَّيْف فِي الغمد ويعلو كل جيد ... )
171 - مُحَمَّد بن رضوَان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن العذري الْمحلى زين الدّين الْمُعَرّف بِابْن الرعاد
قَالَ الْكَمَال الأدفوي فِي الْبَدْر السافر: كَانَ نحوياً أدبياً شَاعِرًا، أَخذ النَّحْو عَن أبي عَمْرو بن الْحَاجِب، وَكَانَ خياطاً بالمحلة، صيّناً مترفعاً عَن أَبنَاء الدُّنْيَا، لَا يتَرَدَّد إِلَيْهِم. كتب عَنهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان، وَذكره فِي النضار.
مولده بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة. وَمَات بالمحلة سنة سَبْعمِائة.
وَمن شعره فِيمَن اسْمه إِبْرَاهِيم:
(رَأَيْت حَبِيبِي فِي الْمَنَام معانقي ... وَذَلِكَ للمهجور مرتبةٌ علياَ)
(وَقد رق لي من بعد هجر وقسوةٍ ... وَمَا ضرّ إِبْرَاهِيم لَو صدق الرُّؤْيَا!)
وَله:
(إِنِّي إِذا مَا كَانَ لي صاحبٌ ... أرعاه فِي الْغَائِب وَالشَّاهِد)
(أصدقه الود فَإِن ذمني ... لم أكُ غير الشاكر الحامد)
(وَلست أرْضى أَن أكون امْرأ ... يُقَابل الْفَاسِد بالفاسد)(1/103)
وَفِيه يَقُول الشَّيْخ شرف الدّين البوصيري صَاحب الْبردَة:
(لقد عَابَ شعري فِي الْبَريَّة شاعرٌ ... وَمن عَابَ أشعاري فَلَا بُد أَن يهجى)
(فشعري بحرٌ لَا يرى فِيهِ ضفدعٌ ... وَلَا يسْلك الرعاد يَوْمًا لَهُ لجَّا)
172 - مُحَمَّد بن رضوَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو يحيى
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ صَدرا شهيراً علما، حسيباً أصيلاً، جم التَّحْصِيل، قوي الْإِدْرَاك، مضطلعاً بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، إِمَامًا فِي ذَلِك، مشاركاً فِي علومٍ من حِسَاب وهيئة وهندسة، إِلَى سراوة وَفضل، وتواضع وَدين، حسن التَّقْيِيد، لخطه رونق. ولي قَضَاء بَلَده وبُرشانة، فحمدت سيرته. أَخذ الْقرَاءَات عَن جودي بن عبد الرَّحْمَن، ولازمه فِي اللُّغَة والعربية، وَأَجَازَ لَهُ، وَصَحب بغرناطة جلة من الْعلمَاء.
وَألف مُخْتَصر الْغَرِيب المُصَنّف، وكتابا فِي أَحْوَال الْخَيل، وشجرة فِي الْأَنْسَاب، ورسالة فِي الاسطرلاب، وَغير ذَلِك.
مَاتَ لَيْلَة السبت سَابِع عشر ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة.
173 - مُحَمَّد بن أبي زرْعَة الْبَاهِلِيّ النَّحْوِيّ أَبُو يعلى
أحد أَصْحَاب الْمَازِني. صنف نكتا على كتاب سِيبَوَيْهٍ.
قَالَ الزبيدِيّ بعد ذكر طبقَة الْمَازِني: ثمَّ برع بعد هَذِه الطَّبَقَة مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد، وَأَبُو يعلى بن أبي زرْعَة.
ولد يَوْم دُخُول صَاحب الزنج الْبَصْرَة، وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
وَقَالَ الْفَارِسِي فِي القصريات: كَانَ أَبُو يعلى أحذق من الْمبرد، وَإِنَّمَا قل عَنهُ لِأَنَّهُ عوجل.(1/104)
174 - مُحَمَّد بن زِيَاد أَبُو عبد الله بن الْأَعرَابِي
من موَالِي بني هَاشم. قَالَ الجاحظ: كَانَ نحوياً عَالما باللغة وَالشعر، ناسباً كثير السماع من الْمفضل بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ، راوية للأشعار، حسن الْحِفْظ لَهَا، وَلم يكن أحد من الْكُوفِيّين أشبه رِوَايَة بِرِوَايَة الْبَصرِيين مِنْهُ. وَكَانَ يزْعم أَن الْأَصْمَعِي وَأَبا عُبَيْدَة لَا يحسنان قَلِيلا وَلَا كثيرا. وَكَانَ أَحول أعرج.
قَالَ ثَعْلَب: شاهدت ابْن الْأَعرَابِي، وَكَانَ يحضر مَجْلِسه زهاء مائَة إِنْسَان، كل يسْأَله أَو يقْرَأ عَلَيْهِ ويجيب من غير كتاب. قَالَ: وَلَزِمتهُ بضع عشرَة سنة، مَا رَأَيْت بِيَدِهِ كتابا قطّ، وَمَا أَشك فِي أَنه أملي على النَّاس مَا يحمل على أجمال، وَلم ير اُحْدُ فِي علم الشّعْر واللغة كَانَ أغزر مِنْهُ، وَأدْركَ النَّاس، وَقَرَأَ على الْقَاسِم ابْن معن، واتسع فِي الْعلم جدا.
وَقَالَ غَيره: كَانَ مِمَّن وسم بالتعليم، وَكَانَ يَأْخُذ كل شهر ألف دِرْهَم، فينفقها على إخوانه وَأَهله، وَكَانَ شَيخا جميل الْأَخْلَاق، وَكَانَ قد تماسك فِي آخر أَيَّامه بعد سوء حَاله. وَكَانَ الْمفضل الضَّبِّيّ زوج أمه.
وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب: سَأَلت أَبَا عبد الله بن الْأَعرَابِي فِي مجْلِس وَاحِد عَن بضع عشرَة مَسْأَلَة من شعر الطرماح يَقُول فِي كلهَا: لَا أَدْرِي وَلم أسمع، أفأحدس لَك برأيي! .
وَحدث ثَعْلَب، قَالَ: سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: من لَا قبُول عَلَيْهِ فَلَا حَيَاة لأدبه. وَقَالَ: مَا رَأَيْت قوما أكذب على اللُّغَة من قوم يَزْعمُونَ أَن الْقُرْآن مَخْلُوق.
واغتاب رجل عِنْده بعض الْعلمَاء، فَقَالَ لَهُ: لَو لم تقل فِينَا مَا قلت عندنَا؛ لَا تجْلِس إِلَيْنَا
وَحدث الصولي قَالَ: غُني فِي مجْلِس الواثق بِشعر الأخطل:
(وشاربٍ مربحٍ بالكأس نادمني ... لَا بالحصور وَلَا فِيهَا بِسوار)(1/105)
فَقيل: بِسوار وبسآر، فَوجه إِلَى ابْن الْأَعرَابِي - وَهُوَ حِينَئِذٍ بسر من رَأْي - فَسئلَ عَن ذَلِك، فَقَالَ: بِسوار، يُرِيد بوثاب، أَي لَا يثبت على ندمائه، وبسآر أَي لَا يفضل فِي الْقدح سؤره، وَقد رويا جَمِيعًا. فَأمر لَهُ الواثق بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم.
وَله من الْكتب: النَّوَادِر، الأنواء، صفة الْمحل، صفة الدرْع، الْخَيل، مدح الْقَبَائِل، مَعَاني الشّعْر. تَفْسِير الْأَمْثَال، النَّبَات، الْأَلْفَاظ، نسب الْخَيل، نَوَادِر الزبيريين، نَوَادِر بني فقعس، النبت والبقل.
مَاتَ بسر من رأى سنة ثَلَاثِينَ - وَقيل: سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ - وَمِائَتَيْنِ، وَقيل: سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. ومولده لَيْلَة مَاتَ أَبُو حنيفَة لإحدى عشرَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَمِائَة.
قَالَ الزبيدِيّ فِي طبقاته: حَدثنَا أَحْمد بن سعيد، حَدثنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّحَاوِيّ، حَدثنَا أَحْمد بن أبي عمرَان، قَالَ: كنت عِنْد أبي أَيُّوب أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُجَاع، فَبعث غُلَامه إِلَى أبي عبد الله بن الْأَعرَابِي يسْأَله الْمَجِيء إِلَيْهِ، فَعَاد إِلَيْهِ الْغُلَام، فَقَالَ: قد سَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ لي: عِنْدِي قومٌ من الْأَعْرَاب، فَإِذا قضيت أربي مَعَهم أتيت؛ قَالَ الْغُلَام وَمَا رَأَيْت عِنْده أحدا إِلَّا أَنِّي رَأَيْت بَين يَدَيْهِ كتبا ينظر فِيهَا، فَينْظر فِي هَذَا مرّة، وَفِي هَذَا مرّة. ثمَّ مَا شعرنَا حَتَّى جَاءَ؛ فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوب: قَالَ لي الْغُلَام: إِنَّه مَا رأى عنْدك أحدا، وَقد قلت لَهُ: أَنا مَعَ قوم من الْأَعْرَاب، فَإِذا قضيت أربي مَعَهم أتيت! فَقَالَ:
(لنا جلساء مَا نمل حَدِيثهمْ ... ألبَّاء مأمونون غيباً ومشهدا)
(يفيدوننا من علمهمْ علم من مضى ... وعقلاً وتأديباً ورأيا مُسَددًا)
(بِلَا فتنةٍ تخشى وَلَا سوء عشرةٍ ... وَلَا نتقي مِنْهُم لِسَانا وَلَا يدا)
(فَإِن قلت أمواتٌ فَمَا أَنْت كاذبٌ ... وَإِن قلت أَحيَاء فلست مفندا)(1/106)
175 - مُحَمَّد بن زيد أَبُو عبد الله
مولى الإِمَام عبد الرَّحْمَن بن الحكم. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، صَحِيح الرِّوَايَة، أَخذ عَن الْحَكِيم مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل.
176 - مُحَمَّد بن زيد بن يضختويه بن الْهَيْثَم البردعي
قَالَ ابْن يُونُس: قدم مصر، وكتبت عَنهُ؛ روى عَن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب السَّعْدِيّ الْجوزجَاني، وَسمع مِنْهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ بِمصْر فِي رَمَضَان سنة ثلثمِائة.
وَقَالَ مسلمة بن قَاسم: هُوَ من أَرض أذربيجان، نزل مصر فاستوطنها، وَكَانَ كثير الْعلم، متفنناً فِي الْأَدَب واللغة وَالشعر، وَكَانَ ثِقَة أَمينا، وفوض إِلَيْهِ أَبُو عبيد القَاضِي قِطْعَة من الأحباس؛ حَتَّى مَاتَ.
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
177 - مُحَمَّد بن زيد بن مسلمة النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن أبي الشملين
قَالَ ياقوت: لَا أعرف من حَاله إِلَّا مَا قرأته فِي كتاب أدب الْمَرِيض والعائد لأبي شُجَاع البسطامي. قَالَ: كتب أَبُو مُحَمَّد بن عَليّ بن سمعون النَّرْسِي الْحَافِظ بِخَطِّهِ - وَأذن لنا فِي رِوَايَته عَنهُ: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن، أنشدنا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن زيد بن مسلمة النَّحْوِيّ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عَليّ الْفَارِسِي والسيرافي، قَالَا: أنشدنا أَبُو بكر بن السراج، قَالَ عدنا أَبَا الْحسن بن الرُّومِي فِي مَرضه، فأنشدنا لنَفسِهِ:
(وَلَقَد سئمت مآربي ... فَكَأَن أطيبها خَبِيث)
(إِلَّا الحَدِيث فَإِنَّهُ ... مثل اسْمه أبدا حَدِيث)(1/107)
178 - مُحَمَّد بن سَالم الأطرابلسي
يعرف بالعقعق. قَالَ الزبيدِيّ كَانَ مُرْسلا شَاعِرًا، صَاحب نَحْو ولغة؛ مَعَ علم بالجدل وَنظر فِيهِ: وَكَانَ معتزلياً.
وَقَالَ الشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ فِي الْبلْغَة: لغَوِيّ نحوي، جدلي، شَاعِر، معتزلي.
179 - مُحَمَّد بن سَالم بن نصر الله بن سَالم بن وَاصل أَبُو عبد الله الْمَازِني التَّمِيمِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي
قاضيها الأصولي الإِمَام الْعَالم ذُو الْفُنُون. ولد بحماة لليلتين مضتا من شَوَّال سنة أَربع وسِتمِائَة، وَسمع من البرزالي، وبرع فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية، ودرس وَأفْتى، واشتهر ذكره؛ وَبعد صيته، وَتخرج بِهِ جمَاعَة. وَيُقَال: إِنَّه كَانَ يشْتَغل فِي نَحْو ثَلَاثِينَ علما، وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء، وَكَانَت لَهُ معرفَة بالتاريخ.
وَمن مصنفاته: شرح الموجز فِي الْمنطق للخونجي، ومختصر الْأَرْبَعين، ومختصر المجسطي، ومختصر كتاب الأغاني، وَكتاب مفرج الكروب فِي دولة بني أَيُّوب، وَشرح الْجمل فِي الْمنطق للخونجي أَيْضا، وَكتاب هِدَايَة الْأَلْبَاب فِي الْمنطق، وَشرح قصيدة ابْن الْحَاجِب فِي الْعرُوض، وَكتاب التَّارِيخ الصَّالح، ومختصر الْمُفْردَات لِابْنِ البيطار.
قدم الْقَاهِرَة فِي صُحْبَة الْملك المظفر فِي الْمحرم سنة تسعين وسِتمِائَة، وَسمع النَّاس عَلَيْهِ، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان، وَقَالَ عَنهُ: وَهُوَ من بقايا من رَأَيْنَاهُ من أهل الْعلم، الَّذِي ختمت بِهِ الْمِائَة السَّابِعَة.
وَقَالَ الشَّيْخ قطب الدّين عبد الْكَرِيم الْحلَبِي فِي حَقه: الإِمَام الْعَالم ذُو الْفُنُون، فَخر الْعُلُوم، كَانَ مُفردا فِي علم الْأُصُول والعلوم والعقلية.(1/108)
وَتُوفِّي بحماة يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة.
وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة، وَكَانَت عَادَته فِي صفر أَن يقطع الرَّوَاتِب والجامكيات كلهَا:
(يَا سيداً لازال نجم سعده ... فِي فلك العلياء يَعْلُو الأنجما)
(إحسانك الْغمر ربيعٌ دائمٌ ... فَلم يكن فِي صفر محرما)
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
180 - مُحَمَّد بن سارة، أَبُو جَعْفَر بن أخي معَاذ الرُّؤَاسِي
قيل لَهُ ذَلِك لعظم رَأسه؛ وَهُوَ أول من وضع نَحْو الْكُوفِيّين، ذكر ذَلِك ثَعْلَب.
من تصانيفه مَعَاني الْقُرْآن، وتصانيف فِي النَّحْو.
181 - مُحَمَّد بن السّري الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ أَبُو بكر بن السراج
قَالَ المرزباني: كَانَ أحدث أَصْحَاب الْمبرد سنا، مَعَ ذكاء وفطنة، وَكَانَ الْمبرد يقر بِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ، ثمَّ اشْتغل بالموسيقى، فَسئلَ عَن مَسْأَلَة بِحَضْرَة الزجاح، فَأَخْطَأَ فِي جوابها، فوبخه الزجاح؛ وَقَالَ: مثلك يُخطئ فِي هَذِه الْمَسْأَلَة! وَالله لَو كنت فِي منزلي ضربتك، وَلَكِن الْمجْلس لَا يحْتَمل ذَلِك؛ وَمَا زلنا نشبهك فِي الذكاء بالْحسنِ بن رَجَاء، فَقَالَ: قد ضربتني يَا أَبَا إِسْحَاق، وَكَانَ علم الموسيقيا قد شغلني. ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْكتاب، وَنظر فِي دقائق مسَائِله، وعول على مسَائِل الْأَخْفَش والكوفيين، وَخَالف أصُول الْبَصرِيين فِي مسَائِل كَثِيرَة.
وَيُقَال: مَا زَالَ النَّحْو مَجْنُونا حَتَّى عقله ابْن السراج بأصوله.(1/109)
أَخذ عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي والسيرافي والفارسي والرماني، وَلم تطل مدَّته، وَمَات شَابًّا فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة.
وَله من الْكتب: الْأُصُول الْكَبِير، جمل الْأُصُول، الموجز، شرح سِيبَوَيْهٍ. الِاشْتِقَاق لم يتم، احتجاج القرأة، الشّعْر وَالشعرَاء، الْجمل، الرِّيَاح والهواء وَالنَّار، الْخط والهجاء. المواصلات والمذاكرات فِي الْأَخْبَار.
وَمن شعره فِي أم وَلَده - وَكَانَ يُحِبهَا، وَأنْفق عَلَيْهَا مَاله، وجفته:
(قايست بَين جمَالهَا وفعالها ... فَإِذا الملاحة بالخيانة لَا تفي)
(وَالله لَا كلمتها وَلَو أَنَّهَا ... كَالشَّمْسِ أَو كالبدر أَو كالمكتفى)
وَقَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي: جِئْت لأسْمع مِنْهُ الْكتاب، وحملت إِلَيْهِ مَا حملت، فَلَمَّا انتصف عسر عَليّ فِي إِتْمَامه؛ فَانْقَطَعت عَنهُ لتمكني من الْكتاب، فَقلت فِي نَفسِي بعد مُدَّة: إِذا عدت إِلَى فَارس، وسئلت عَن إِتْمَامه، فَإِن قلت: نعم كذبت، وَإِن قلت: لَا، بطلت الرِّوَايَة والرحلة؛ فدعتني الضَّرُورَة أَن حملت إِلَيْهِ رزمة، فَلَمَّا بصر بِي من بعيد أنْشد:
(كم قد تجرعت من غيظ وَمن حزن ... إِذا تجدّد حزني هون الْمَاضِي)
(وَكم غضِبت وَمَا باليتم غَضَبي ... حَتَّى رجعت بقلب ساخطٍ رَاض)
وَحكى الرماني قَالَ: ذكر كِتَابه الْأُصُول بِحَضْرَتِهِ، فَقَالَ قَائِل: هُوَ أحسن من المقتضب، فَقَالَ ابْن السراج: لاتقل هَكَذَا، وَأنْشد:
(وَلَو قبل مبكاها بَكَيْت صبَابَة ... بسعدي شفيت النَّفس قبل التندم)
(وَلَكِن بَكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فَقلت الْفضل للمتقدم)(1/110)
182 - مُحَمَّد بن سَعْدَان الضَّرِير الْكُوفِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ أَبُو جَعْفَر
قَالَ ياقوت: ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة، وروى عَن عبد الله بن إِدْرِيس وَأبي مُعَاوِيَة الضَّرِير، وَعنهُ مُحَمَّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ وَعبد الله بن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل. وَكَانَ ثِقَة، وَكَانَ يقْرَأ بِقِرَاءَة حَمْزَة، ثمَّ اخْتَار لنَفسِهِ، ففسد عَلَيْهِ الْفَرْع وَالْأَصْل؛ إِلَّا أَنه كَانَ نحوياً.
وَقَالَ بَعضهم: أَخذ ابْن سَعْدَان الْقرَاءَات عَن أهل مَكَّة وَالْمَدينَة وَالشَّام والكوفة وَالْبَصْرَة، وَنظر فِي الِاخْتِلَاف، وَكَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ، وصنف كتابا فِي النَّحْو وكتاباً فِي الْقرَاءَات.
وَمَات يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَله ولد يُقَال لَهُ إِبْرَاهِيم من أهل الْعلم.
قلت: كَانَ ابْن سَعْدَان من النُّحَاة الْكُوفِيّين، صرح بِهِ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان فِي مَوَاضِع من شرح التسهيل.
وَقَالَ الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء: أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن سليم بن عِيسَى عَن حَمْزَة، وَعَن يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي عَن أبي عَمْرو، وَعَن إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْمسَيبِي عَن نَافِع، وَعَن مُعلى بن مَنْصُور عَن أبي بكر بن عَاصِم. روى عَنهُ الْقِرَاءَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَاصل، وَهُوَ من أجل أَصْحَابه وأثبتهم.
183 - مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الديباجي الْمروزِي النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ، أَبُو الْفَتْح
قَالَ ياقوت: شيخ جليل، عَالم حسن الْعشْرَة، أَخذ النَّحْو عَن أَبِيه، وَلَقي الزَّمَخْشَرِيّ وَقَرَأَ على تِلْمِيذه البقالي.(1/111)
وَله: شرح الْمفصل، شرح الأنمودج، تَهْذِيب مُقَدّمَة الْأَدَب، القانون الصلاحي فِي أَوديَة النواحي، فلك الْأَدَب، مَنَافِع أَعْضَاء الْحَيَوَان.
وَكَانَ ينظر فِي خزانَة الْكتب الَّتِي بالجامع الْأَكْبَر بمرو.
ومولده فِي الْمحرم سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة. وعثر بِعتبَة بَابه فَسقط على وَجهه، ووهن عظمه وَهنا أَدَّاهُ إِلَى الْمَوْت؛ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر صفر، سنة تسع وسِتمِائَة.
184 - مُحَمَّد بن سعد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الرباحي
بِالْبَاء الْمُوَحدَة. قَالَ ياقوت: من قلعة رَبَاح من أَعمال طليطلة بالأندلس.
185 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن هِشَام الْكِنَانِي الأندلسي الشاطبي النَّحْوِيّ الأديب
أَبُو الْوَلِيد الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْجنان - بتَشْديد النُّون وَفتح الْجِيم - كَذَا ذكره الْحَافِظ زين الدّين الأبيوري فِي مُعْجَمه، وَقَالَ: أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق:
(حدثيني يَا نسمَة الأسحار ... إِن خمر الحَدِيث مِنْهُ خمارى)
(أَنا سَكرَان من مدامة أشوا ... قي، فَمَالِي وحانة الْخمار!)
(وأظن الغصون تهوي سليمي ... فَلهَذَا تميل. للْأَخْبَار)
186 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح السيرافي
الْمَعْرُوف بالفالي، بِالْفَاءِ. صَاحب شرح اللّبَاب، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة.(1/112)
187 - مُحَمَّد بن سعيد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود
ابْن مُحَمَّد بن عَليّ نسيم الدّين، أَبُو عبد الله بن سعد الدّين النَّيْسَابُورِي ثمَّ الكازروني الْفَقِيه الشَّافِعِي النَّحْوِيّ. قَالَ ابْن حجر: نَشأ بكازرون، وَكَانُوا يذكرُونَ أَنه من ذُرِّيَّة أبي عَليّ الدقاق، وَأَنه ولد سنة سَبْعمِائة وَخمْس وَثَلَاثِينَ، وَأَن الْمزي أجَاز لَهُ، واشتغل بكازرون على أَبِيه، وبرع فِي الْعَرَبيَّة، وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره مُشَاركَة حَسَنَة، مَعَ عبَادَة ونسك، وَخلق رضى، وانتفع بِهِ أَهلهَا.
مَاتَ ببلاده سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة.
قلت: روى لنا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا المكيين.
188 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُوسَى الزجالي
قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي إعتاب الْكتاب لَهُ: كَانَ يعرف بالأصمعي لعنايته بالأدب وَحفظ اللُّغَة، وَهُوَ أول من رَأس أهل بَيته، وَجل بالمكتابة وأورثها عقبه، وَسبب اتِّصَاله بالسلطان أَن الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم عثرت بِهِ دَابَّته وَهُوَ فِي غزَاة، فَأَنْشد متمثلا:
(وَمَا لَا نرى مِمَّا يقي الله أَكثر ... )
وَطلب صدر الْبَيْت فعزب عَنهُ، فَسَأَلَ أَصْحَابه فأضلوه، وَأمر بسؤال كل من يتهم بِمَعْرِِفَة فِي عسكره، فَلم يلف أحد يقف عَلَيْهِ غير مُحَمَّد بن سعيد هَذَا، فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير! أول الْبَيْت:
(نرى الشَّيْء مِمَّا نتقي فنهابه ... وَمَا لَا نرى مِمَّا يقي الله أَكثر)
فاستخدمه.(1/113)
189 - مُحَمَّد بن سعيد الْبَصِير الْموصِلِي الْعَرُوضِي النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر
قَالَ ياقوت: كَانَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج معجبا بِهِ، وَكَانَ فِي النَّحْو ذَا قدم سَابِقَة، اجْتمع يَوْمًا مَعَ أبي عَليّ عِنْد أبي بكر بن شقير، فَقَالَ لأبي عَليّ: فِي أَي شَيْء تنظر يَا فَتى؟ فَقَالَ: فِي التصريف، فَجعل يلقِي عَلَيْهِ من الْمسَائِل على مَذْهَب الْبَصرِيين والكوفيين حَتَّى ضجر، فهرب أَبُو عَليّ مِنْهُ إِلَى النّوم، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيد النّوم، فَقَالَ: هربت يَا فَتى! فَقَالَ: نعم هربت.
وَكَانَ ذكياً فهما: لَهُ فِي الشّعْر رُتْبَة عالية، إِمَامًا فِي اسْتِخْرَاج المعمي وَالْعرُوض، قَالَ لَهُ الزّجاج يَوْمًا - وَقد سَأَلَهُ عَن أَشْيَاء من الْعرُوض: يَا أَبَا جَعْفَر، لَو رآك الْخَلِيل لفرح بك.
قَرَأَ عَلَيْهِ عبيد الله بن جرو الْأَسدي النَّحْوِيّ.
190 - مُحَمَّد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني أَبُو عبد الله
كَانَ من جلة الأدباء، وفحول الشُّعَرَاء، وَله كتب مؤلفة. مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة.
ذكره ابْن بشكوال فِي زوائده على الصِّلَة.(1/114)
191 - مُحَمَّد بن سُلْطَان بن أبي غَالب بن الْخطاب أَبُو غَالب الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ من أهل النّيل. قَالَ ابْن النجار: قدم بَغْدَاد، وَقَرَأَ على ابْن الخشاب، وَأبي البركات الْأَنْبَارِي، وَأبي مُحَمَّد الجواليقي. وَسمع الحَدِيث من أبي بكر بن النقور، وَأبي الْوَقْت الصُّوفِي، وَأبي الْفضل بن نَاصِر. وَسكن الشَّام. وأقرأ الْأَدَب. وَله:
(لَا يلهينك عَن الحبيب مهامه ... تتوي النُّفُوس وَلَا الجفا أَن تعشقا)
(إِن النَّعيم إِذا نظرت رَأَيْته ... لم يَأْتِ إِلَّا بالضراعة والشقا)
(والدر لَوْلَا أَن يخاطر غائص ... فِي لجة الْبَحْر الخضم لما ارْتقى)
192 - مُحَمَّد بن سَلام بن عبيد الله بن سَالم الجُمَحِي
مولى مُحَمَّد بن زِيَاد، مولى قدامَة بن مَظْعُون الجُمَحِي. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من اللغويين الْبَصرِيين، وَقَالَ: توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ. لَهُ غَرِيب الْقُرْآن.
193 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن قطرمش بن ترْكَان شاه أَبُو نصر
الْبَغْدَادِيّ المولد، السَّمرقَنْدِي الأَصْل، النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب. قَالَ ياقوت: أحد أدباء عصرنا، وأعيان أولي الْفضل بمصرنا، تجمعت فِيهِ شتات الْفَضَائِل، وَقد أَخذ من كل فن من الْعلم بِنَصِيب وافر، وَهُوَ من بَيت الْإِمَارَة، وَكَانَت لَهُ الْيَد الباسطة فِي حل إقليدس وَعلم الهندسة، مَعَ اخْتِصَاصه التَّام بالنحو واللغة وأخبار الْأُمَم والأشعار.
خلف لَهُ وَالِده أَمْوَالًا كَثِيرَة فضيعها فِي الْقمَار واللعب بالنرد حَتَّى احْتَاجَ إِلَى الوراقة، فَكَانَ يورق بأجره، بِخَطِّهِ الْمليح الصَّحِيح الْمُعْتَبر، فَكتب كثيرا من الْكتب،(1/115)
حَتَّى ذكر للْإِمَام النَّاصِر، فولاه حَاجِب الْحجاب، فَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة عشْرين وسِتمِائَة، ومولده فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَله شعر رائق، مِنْهُ:
(لَا وَالَّذِي سخر قلبِي لَهَا ... عبدا كَمَا سخر لي قَلبهَا)
(مَا فرحي فِي حبها غير أَن ... زين عِنْدِي هجرها قَلبهَا)
194 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الفهمي أَبُو عبد الله بن أبي الرّبيع
كَذَا ذكره صَاحب الْمغرب، وَقَالَ: من أهل الْمِائَة السَّابِعَة.
195 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ المكفوف الْمَعْرُوف بالحروفي
كَذَا وَصفه ابْن الفرضي، وَقَالَ: كَانَ ذَا فضل وَعبادَة، وأدب بالنحو، وَكَانَ مقرئاً، قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الرفاء. وَمَات فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين وثلاثمائة.
وَذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الأندلس.
196 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن أُخْت غَانِم الأندلسي
قَالَ ابْن عَاتٍ فِي الريحانة: كَانَ من أحفظ أهل زَمَانه للنحو، لَا سِيمَا كتب أبي زيد والأصمعي، قَائِما على المعونة لعبد الْوَهَّاب والإفادة، حَافِظًا لكَلَام الْأَطِبَّاء وأحوال الديانَات على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ، روى عَن خَاله غَانِم النَّحْوِيّ الأديب، وَسمع الصَّحِيحَيْنِ على الذلالي، وَسنَن أبي دَاوُد على أبي الْوَلِيد الوقشي.(1/116)
سمع عَلَيْهِ أَبُو الْوَلِيد بن خيرة، وَسكن المرية، فَقيل لَهُ: مَا صيرك إِلَى المرية وَتركت خَالك مَعَ براعته؟ فَقَالَ: إِنَّه كَانَ يَقُول: رَئِيس غرناطة غير مَأْمُون على الدِّمَاء، فَكُن أَنْت بالمرية، فَإِن قتلني بقيت أَنْت، وَأَنت فِي أول فتوتك؛ فَأَعْطَانِي من كتبه جملَة، وأقمت بهَا. حَدثنِي عَنهُ أَبُو عبد الله بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ. انْتهى.
197 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الحكري شمس الدّين الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر فِي الدُّرَر الكامنة: ثِقَة، مهر، وَشرح الْحَاوِي، والألفية، وَله بِالْعَرَبِيَّةِ مؤلفات فِي الْقرَاءَات.
ولي قَضَاء الْمَدِينَة، ثمَّ الْقُدس، ثمَّ نَاب فِي عدَّة جِهَات من أَعمال الديار المصرية.
198 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعد بن مَسْعُود الرُّومِي البرعمي
شَيخنَا الْعَلامَة أستاذ الأستاذين محيي الدّين أَبُو عبد الله الكافيجي الْحَنَفِيّ. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، واشتغل بِالْعلمِ أول مَا بلغ، ورحل إِلَى بِلَاد الْعَجم والتتر، وَلَقي الْعلمَاء الأجلاء، فَأخذ عَن الشَّمْس الفنري، والبرهان حيدرة، وَالشَّيْخ وَاحِد، وَابْن فرشته شَارِح الْمجمع، وحافظ الدّين البزازي. وَدخل إِلَى الْقَاهِرَة أَيَّام الْأَشْرَف برسباي، فظهرت فضائله، وَولي المشيخة بتربة الْأَشْرَف الْمَذْكُور، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء والأعيان، ثمَّ ولي مشيخة الشيخونية لما رغب عَنْهَا ابْن الْهمام. وَكَانَ الشَّيْخ إِمَامًا كَبِيرا فِي المعقولات كلهَا: الْكَلَام، وأصول اللُّغَة، والنحو والتصريف وَالْإِعْرَاب، والمعاني وَالْبَيَان، والجدل والمنطق والفلسفة، والهيئة؛ بِحَيْثُ لَا يشق أحد غباره فِي شَيْء من هَذِه الْعُلُوم، وَله الْيَد الْحَسَنَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالنَّظَر فِي عُلُوم الحَدِيث، وَألف فِيهِ.
وَأما تصانيفه فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَلَا تحصى، بِحَيْثُ إِنِّي سَأَلته أَن يُسَمِّي لي جَمِيعهَا لأكتبها فِي تَرْجَمته، فَقَالَ: لَا أقدر على ذَلِك. قَالَ: ولي مؤلفات كَثِيرَة أنسيتها فَلَا أعرف الْآن أسماءها(1/117)
وَأكْثر تآليف الشَّيْخ مختصرات، وأجلها وأنفعها على الْإِطْلَاق شرح قَوَاعِد الْإِعْرَاب؛ وَشرح كلمتي الشَّهَادَة، وَله مُخْتَصر فِي عُلُوم الحَدِيث، ومختصر فِي عُلُوم التَّفْسِير يُسمى التَّيْسِير، قدره ثَلَاثَة كراريس، وَكَانَ يَقُول: إِنَّه ابتدع هَذَا الْعلم وَلم يسْبق إِلَيْهِ، وَذَلِكَ لِأَن الشَّيْخ لم يقف على الْبُرْهَان للزركشي، وَلَا على مواقع الْعُلُوم للجلال البُلْقِينِيّ. وَكَانَ الشَّيْخ رَحمَه الله صَحِيح العقيدة فِي الديانَات، حسن الِاعْتِقَاد فِي الصُّوفِيَّة، محباً لأهل الحَدِيث، كَارِهًا لأهل الْبدع، كثير التَّعَبُّد على كبر سنه، كثير الصَّدَقَة والبذل، لَا يبقي على شَيْء، سليم الْفطْرَة، صافي الْقلب، كثير الِاحْتِمَال لأعدائه، صبوراً على الْأَذَى، وَاسع الْعلم جدا. لَزِمته أَربع عشرَة سنة، فَمَا جِئْته من مرّة إِلَّا وَسمعت مِنْهُ من التحقيقات والعجائب مَا لم أسمعهُ قبل ذَلِك، قَالَ لي يَوْمًا: أعرب: " زيد قَائِم " فَقلت: قد صرنا فِي مقَام الصغار ونسأل عَن هَذَا! فَقَالَ لي " " فِي زيد قَائِم " مائَة وَثَلَاثَة عشر بحثا، فَقلت: لَا أقوم من هَذَا الْمجْلس حَتَّى أستفيدها، فَأخْرج لي تَذكرته فكتبتها مِنْهَا. وَمَا كنت أعد الشَّيْخ إِلَّا والداً بعد وَالِدي، لِكَثْرَة مَا لَهُ عَليّ من الشَّفَقَة والإفادة، وَكَانَ يذكر أَن بَينه وَبَين وَالِدي صداقة تَامَّة، وَأَن وَالِدي كَانَ منصفاً لَهُ، بِخِلَاف أَكثر أهل مصر.
توفّي الشَّيْخ شَهِيدا بالإسهال لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة. وَقَالَ الشهَاب المنصوري يرثيه:
(بَكت على الشَّيْخ محيي الدّين كافيجي ... عيوننا بدموع من دم المهج)
(كَانَت أسارير هَذَا الدَّهْر من دُرَر ... تزهى فبدل ذَاك الدّرّ بالسبج)
(فكم نفى بِسَمَاع من مكارمه ... فقرا وَقوم بالإعطاء من عوج)
(يَا نور علم أرَاهُ الْيَوْم منطفئا ... وَكَانَت النَّاس تمشي مِنْهُ فِي سرج)
(فَلَو رَأَيْت الْفَتَاوَى وَهِي باكيةٌ ... رَأَيْتهَا من نجيع الدمع فِي لجج)
(وَلَو سرت بثناه عَنهُ ريح صبا ... لاستنشقوا من ثناها أطيب الأرج)(1/118)
(يَا وَحْشَة الْعلم من فِيهِ إِذا اعتركت ... أبطاله متوارث فِي دجى الرهج)
(لم يلْحقُوا شأو علم من خَصَائِصه ... عَنَّا ورتبته فِي أرفع الدرج)
(قد طالما كَانَ يقرينا ويقرئنا ... فِي حالتيه بِوَجْه مِنْهُ مبتهج)
(سقيا لَهُ وكساه الله نور سنا ... من سندس بيد الغفران منتسج)
199 - مُحَمَّد بن سَوْدَة بن إِبْرَاهِيم بن سَوْدَة المري الغرناطي أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ شَيخا جَلِيلًا، كَاتبا مجيدا، عَارِفًا بالنحو واللغة والتاريخ وَالْعرُوض. بارع الْأَدَب، رائق الشّعْر، سيال القريحة، سريع البديهة، ذَاكِرًا لأيام السّلف، طيب المحاضرة، مليح الشيبة، حسن الْهَيْئَة، مَعَ الدّين وَالْفضل، وَالطَّهَارَة وَالْوَقار والصمت.
قَرَأَ بغرناطة على أبي مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن الْفرس وَغَيره، وبمالقه على السُّهيْلي، وبجيان على ابْن يَرْبُوع، وبإشبيلية على أبي الْحسن بن زرقون وَغَيرهم. وَله مكاتبات ومراجعات بارعة.
وَأسر أَوْلَاده بِأخرَة، فَمَاتَ أسفا فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
200 - مُحَمَّد بن شَهِيد الْمهرِي الغرناطي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب، أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي زمنين، وَالْأَدب أَبُو مُحَمَّد بن عبد الْحق الجُمَحِي. مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مقرئا مجودا نحويا أديبا، متصدراً بمطخشارش لإقراء مَا كَانَ عِنْده. روى عَن عبد الرَّحْمَن بن عتاب وَغَيره.(1/119)
201 - مُحَمَّد بن صَدَقَة الْمرَادِي الأطرابلسي
ذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النَّحْوِيين، فَقَالَ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ يتقعر فِي كَلَامه ويتشادق؛ وَفعل ذَلِك يَوْمًا بِحَضْرَة أبي الْأَغْلَب أَمِير أطرابلس، فَقَالَ لَهُ: أَكَانَ أَبوك يتَكَلَّم بِمثل هَذَا الْكَلَام؟ فَقَالَ: نعم أعز الله الْأَمِير وأميه، [يُرِيد: وَأمي أَيْضا كَانَت تَتَكَلَّم بِمثل هَذَا] ، فَقَالَ أَبُو الْأَغْلَب: مَا يُنكر أَن يخرج بغيض من بغيضين!
وَكَانَ يقْرض الشّعْر.
202 - مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ بن عِيسَى أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الداني الأندلسي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر: قدم دمشق سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَأقَام بهَا مُدَّة، وَكَانَ يقرئ النَّحْو، وَكَانَ شَدِيد الوسواس فِي الْوضُوء؛ حَتَّى إِنَّه يمْكث أَيَّامًا لَا يُصَلِّي لِأَنَّهُ لم يتهيأ لَهُ الْوضُوء على الْوَجْه الَّذِي يُريدهُ. وَخرج إِلَى بَغْدَاد، وَمَات بهَا سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة. ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة.
وَله من التصانبف: كتاب التَّحْصِيل، عين الذَّهَب من مَعْدن جَوْهَر الْأَدَب فِي علم مجازات الْعَرَب.
وَقَالَ: من جهل شَيْئا عابه، وَمن قصر عَن شَيْء هابه.(1/120)
وَحكى ابْن النجار عَنهُ أَنه قَالَ: قَالَ الْعلمَاء: لَيست هَيْبَة الشَّيْخ لشيبته وَلَا لسنه وَلَا لشخصه، وَلَكِن لكَمَال عقله، وَالْعقل هُوَ المهيب؛ وَلَو رَأَيْت شخصا جمع جَمِيع الْخِصَال وَعدم الْعقل لما هِبته.
203 - مُحَمَّد بن طَاهِر العامري الغرناطي
من قَرْيَة بكور. أَبُو بكر - وَقيل أَبُو عبد الله. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها أديبا مقرئا، عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب عَن أهل الدّين وَالْفضل. روى عَن أبي عبد الرَّحْمَن مساعد ابْن أَحْمد وَغَيره، وخطب بِجَامِع جيان، ثمَّ رَجَعَ إِلَى قريته، وَكَانَ يقْرض الشّعْر مَعَ زهد وورع.
وَكَانَ حَيا سنة تسعين وَخَمْسمِائة.
204 - مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خلف بن أَحْمد الْأمَوِي الإشبيلي أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن طَلْحَة
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الْعَرَبيَّة، نظاراً عَارِفًا بِعلم الْكَلَام وَغير ذَلِك. تأدب بالأستاذ أبي إِسْحَاق بن ملكون، وزعيم وقته بإقراء الْكتاب جَابر بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَضْرَمِيّ، وَأبي بكر بن صَاف، وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات، وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَأَبُو بكر ابْن مَالك الشريشي وَجَمَاعَة، درس الْعَرَبيَّة والآداب بإشبيلية أَكثر من خمسين سنة. وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ والذكاء مسمتاً، ذَا هدى وصون، ونباهة وعدالة ومروءة، مَقْبُولًا عِنْد الْحُكَّام والقضاة، وَكَانَ يمِيل فِي النَّحْو إِلَى مَذْهَب ابْن الطراوة، ويثني عَلَيْهِ.
ولد ببابرة منتصف صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بإشبيلية منتصف صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة.(1/121)
وَذكره صَاحب الْمغرب، فَقَالَ: شعره رَقِيق خَارج عَن شعر النُّحَاة، كَقَوْلِه:
(إِلَى أَي يَوْم بعده يرفع الْخمر ... وللورق تغريد وَقد خَفق النَّهر)
(وَقد صقلت كف الغزالة أفقها ... وَفَوق متون الأَرْض أَوديَة خضر)
(وَكم قد بَكت عين السَّمَاء بدمعها ... عَلَيْهَا، وَلَوْلَا ذَاك مَا بِسم الزهر)
وَقَوله:
(بدا الْهلَال فَلَمَّا ... بدا نقصت وتما)
(كَأَن جسمي فعل ... وسحر عَيْنَيْهِ لما)
205 - مُحَمَّد بن طوس القصري أَبُو الطّيب
قَالَ ياقوت: هُوَ من النَّحْوِيين الْمُعْتَزلَة، أحد تلاميذ أبي عَليّ الْفَارِسِي. أمْلى عَلَيْهِ الْمسَائِل القصريات، وَبِه سميت. قَالَ: وَأَظنهُ من قصر ابْن هُبَيْرَة بنواحي الْكُوفَة.
قَالَ: وَسمعت فِي الْمُفَاوضَة أَنه لما كَانَ حَدثا كَانَ الْفَارِسِي يتعشقه، ويخصه بالطرف، ويحرص على الْإِمْلَاء عَلَيْهِ والالتفات إِلَيْهِ. مَاتَ شَابًّا.
206 - مُحَمَّد بن ظفر بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْحسن بن أبي مَنْصُور الْعلوِي الْحُسَيْنِي
قَالَ الْحَاكِم: السَّيِّد الْعَالم النجيب، درس الْأَدَب وَالْفِقْه والنحو وَالْكَلَام، وَتقدم فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم، وَسمع الحَدِيث الْكثير، ورحل وصنف وَجمع.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة. أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.(1/122)
207 - مُحَمَّد بن أبي الْعَاصِ الْبُرْجِي أَبُو الْجَيْش
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ مقرئ نحوي أديب، أَقرَأ بالمرية، ثمَّ استدعي إِلَى سبتة، فأقرأ بهَا إِلَى أَن انْتقل إِلَى تونس فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَانْقطع خَبره بعد.
وَكَانَ من أهل الْعَرَبيَّة وَالْأَدب والمشاركة فِي غير ذَلِك، مشاراً إِلَيْهِ بالنباحة وَالتَّصَرُّف فِيمَا يحاوله من الْعلم.
208 - مُحَمَّد بن عَاصِم النَّحْوِيّ الأندلسي أَبُو عبد الله
قَالَ الْحميدِي: نحوي مَشْهُور، إِمَام فِي الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ غَيره: كَانَ لَا يكَاد يقصر عَن أكَابِر أَصْحَاب الْمبرد.
هَذِه تَرْجَمَة مختصرة.
[وَهُوَ مُحَمَّد بن عَاصِم النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالعاصمي من أهل قرطبة، يكنى أَبَا عبد الله.
روى عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الرباحي، وَأبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهمَا، وَكَانَ من كبار الْعلمَاء وأدبائهم، وَكَانَت الدِّرَايَة أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة. حدث عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن الإفليلي وَغَيره.
وَذكره الْحميدِي، وَقَالَ: نحوي مَشْهُور، إِمَام فِي الْعَرَبيَّة ذكره لنا أَبُو مُحَمَّد عَليّ ابْن أَحْمد، وَقَالَ: كَانَ لَا يقصر عَن أَصْحَاب مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد.
قَالَ ابْن الفرضي: توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلثمائة، ذكره ابْن بشكوال فِي الصِّلَة] .(1/123)
209 - مُحَمَّد بن عَامر بن إِبْرَاهِيم بن وَاقد الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: كَانَ يجْرِي فِي مجالسه فنون الْعلم والْحَدِيث وَالْفِقْه والنحو والغريب وَالشعر. حدث عَن أَبِيه وَأبي دَاوُد، وَعنهُ أَبُو بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي.
مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ سنة سِتّ أَو سبع وَسِتِّينَ بعد الْمِائَتَيْنِ.
210 - مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن يحيى اليزيدي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن خلكان: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو وَالْأَدب، وَنقل النَّوَادِر وأخبار الْعَرَب، حدث عَن عَمه عبيد الله، وَعَن أبي الْفضل الرياشي وثعلب وَغَيرهم.
وَقَالَ الْخَطِيب: كَانَ رِوَايَة للْأَخْبَار والآداب، مُصدقا فِي حَدِيثه، روى عَنهُ أَبُو بكر الصولي فِي آخَرين. واستدعى فِي آخر عمره لتعليم أَوْلَاد المقتدر، فلزمهم.
وَله من الْكتب: مُخْتَصر النَّحْو، الْخَيل، مَنَاقِب ابْن الْعَبَّاس، أَخْبَار اليزيديين، كَمَا فِي ابْن خلكان. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وثلثمائة.
وَقَالَ المرزباني: سنة ثَلَاث عشرَة وثلثمائة.
وَقَالَ غَيره: فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر، عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثَة أشهر.(1/124)
211 - مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ، ابْن أُخْت مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ وَاحِد عصره فِي حفظ اللُّغَة وَالشعر، وَكَانَت قريحته تقصر عَن حفظه، استوطن نيسابور، وَسمع من أبي عَليّ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، وأقرانه، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
وَقَالَ ياقوت: صَاحب الْأَشْعَار والرسائل، مولده ومنشؤه بخوارزم، وَكَانَ أَصله من طبرستان فلقب بالضبرخزمي.
ومولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة، وَخرج من وَطنه فِي حداثته، وطوف الْبِلَاد، وَلَقي سيف الدولة بن حمدَان وخدمه، وَورد بُخَارى، وَصَحب الْوَزير أَبَا عَليّ البلعمي فَلم يحمده وهجاه، وبنيسابور اتَّصل بالأمير أَحْمد الميكالي ومدحه، وَقصد سجستان، ومدح واليها طَاهِر بن مُحَمَّد، ثمَّ هجاه فحبسه، ثمَّ خلص وَسَار إِلَى غرشستان، فاتفق لَهُ مَعَ واليها مَا اتّفق لَهُ مَعَ وَالِي سجستان، وفارقه هاجياً لَهُ، وَعَاد إِلَى نيسابور فقصد حَضْرَة الصاحب، فربحت تِجَارَته.
وأوفده الصاحب بِكِتَاب إِلَى عضد الدولة فَكَانَ سَبَب انتعاشه، ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور، واستوطنها، ودرس أَهلهَا عَلَيْهِ الْأَدَب.
وَمن شعره:
(وَلما أَن غرست إِلَيْك ودي ... فَلم يُثمر لديك زكي غرسي)
(أردتَ ملالةً وأردتَ هجراً ... فصنتك عَنْهُمَا فهجرت نَفسِي)
(لِأَن الذَّنب ذَنبي حِين أهدي ... إِلَى من لَا يُرِيد الْأنس أنسي)(1/125)
212 - مُحَمَّد بن عَبَّاس بن جمال الدّين الدشناوي
قَالَ الْكَمَال الأدفوي فِي الطالع السعيد فِي تَارِيخ الصَّعِيد: فَقِيه فَاضل مقرئ، مُحدث نحوي. قَرَأَ الْقرَاءَات على الزكي بن خَمِيس والسراج الدرندي، والنحو على أبي الطّيب مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السبتي. وَكَانَ صَالحا دينا يقْرَأ صَحِيحا فصيحا.
مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة ظنا.
213 - مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى بن كناسَة
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من اللغويين الْكُوفِيّين، وَقَالَ: توفّي بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ.
214 - مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف فَخر الدّين الحاسب النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: مهر فِي الْفَرَائِض والتربية، وَأفْتى ودرس، وَسمع من التقى سُلَيْمَان والحجار. وَكَانَ عَارِفًا بِالْحِسَابِ، حسن الْخلق، تَامّ الْخلق، فِيهِ دين ومروءة، ولطف وسلامة بَاطِن. وَذكر لقَضَاء الْحَنَابِلَة فَلم يتم لَهُ ذَلِك.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
215 - مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم الْحَارِثِيّ الرَّازِيّ أَبُو الْحُسَيْن النَّحْوِيّ
ويلقب بجراب. قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم نقلا عَن الألقاب لأبي الْقَاسِم بن سراقَة الشاطبي الأندلسي: كَانَ كذابا، خرج من الرّيّ إِلَى طبرستان، فَأَقَامَ بهَا(1/126)
وَعَاد إِلَى الرّيّ، وَذكر أَنه ولد سنة مَاتَ أَبُو زرْعَة. وَحدث عَن ابْن وهب، وَكَانَ قد مَاتَ قبل أبي زرْعَة بِأَرْبَع عشرَة سنة، وَكَانَ يروي عَن أبي حَاتِم.
216 - مُحَمَّد بن عبد الله بن ثَعْلَبَة بن زيد الْخُشَنِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
كَذَا قَالَ فِي الْمغرب. وَقَالَ ابْن الفرضي: مُحَمَّد بن عبد السَّلَام، وَقَالَ: هُوَ عَالم جليل، كَانَ نحوياً لغويا شَاعِرًا، زاهدا، رَحل وَلَقي أَبَا حَاتِم السجسْتانِي، وَجَاء إِلَى الأندلس بِعلم كثير.
زَاد ابْن الفرضي: كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ حفظ اللُّغَة، وَرِوَايَة الحَدِيث، وَلم يكن عِنْده كثير علم بالفقه، رَحل فحج، وَدخل الْبَصْرَة، وَسمع من مُحَمَّد بن بشار، وَابْن بنت أَزْهَر السمان، وَدخل بَغْدَاد ومصر، وَأخذ الْكثير من كتب اللُّغَة عَن الْأَصْمَعِي رِوَايَة، وَلَقي الرياشي والزيادي وَأَبا حَاتِم، وَأدْخل الأندلس الْكثير من الحَدِيث واللغة وَالشعر الجاهلي. وَكَانَ فصيح اللِّسَان، صَارِمًا أنوفاً، منقبضاً عَن السلاطين، طلب للْقَضَاء فَأبى.
وَمَات يَوْم السبت لأَرْبَع بَقينَ من رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ عَن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة.
وَمن شعره:
(كَأَن لم يكن بينٌ وَلم تَكُ فرقةٌ ... إِذا كَانَ من بعد الْفِرَاق تلاقِ)
(كَأَن لم تؤرق بالعراقين مقلتي ... وَلم تمر كف الشوق مَاء مآقي)
(وَلم أزر الْأَعْرَاب فِي خبت أَرضهم ... بِذَات اللوى من رامة وبراق)(1/127)
217 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْجد الفِهري اللبلي أَبُو الْقَاسِم
من أهل التفنن فِي المعارف والتقدم فِي الْآدَاب والبلاغة. وَله حَظّ جيد من الْفِقْه والْحَدِيث.
مَاتَ سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة. ذكره ابْن بشكوال فِي زوائده على الصِّلَة.
218 - مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدَان الدلفي الْعجلِيّ أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: من أَصْحَاب أبي الْحسن عَليّ الرماني. كَانَ فَاضلا بارعاً، شرح ديوَان المتنبي.
وَمَات بِمصْر سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
219 - مُحَمَّد بن عبد الله بن خلصة الأندلسي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة والنحو وَالْأَدب، بارعاً فِي النّظم والنثر، ذَاكِرًا للغريب. أَخذ عَن أبي الْحسن بن سَيّده، وَسكن بلنسية، وأقرأ بهَا مُدَّة، وبدانية، وانتقل أخيراً إِلَى المرية، وأقرأ بهَا إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة.
وَكَانَ مشكور الشَّمَائِل وَبَينه وَبَين معاصره أبي مُحَمَّد بن السَّيِّد منازعات وأهوال، ألف فِيهَا كل وَاحِد مِنْهُمَا ردا على صَاحبه، روى عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مطرف التطيلي الْمُقْرِئ. وَقَالَ فِيهِ: الْأُسْتَاذ الشَّاعِر الكفيف.
220 - مُحَمَّد بن عبد الله بن دمام
من سكان حصن بلش. قل ابْن الزبير: كَانَ شَيخا جَلِيلًا، أستاذاً فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وَالْعرُوض، من أهل الْفضل وَالدّين، مداعباً، مليح النادرة.
أَقرَأ بالحصن، ثمَّ انْتقل إِلَى مالقة، وَمِنْهَا أَصله. روى عَنهُ أَبُو عمر بن سَالم.(1/128)
وَمن شعره قبيل مَوته:
(كَيفَ أَرْجُو من المنايا خلاصاً ... وَأرى كل من صَحِبت دَفِينا!)
(فَأرى النَّاس يُنقلون سرَاعًا ... كل يَوْم إِلَيْهِم مردفينا)
(قد أَصَابَتْهُم سِهَام المنايا ... وسترمي السِّهَام لَا بُد فِينَا)
221 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سوار الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: أَخذ عَن أَبِيه، ورحل إِلَى الْمشرق، فلقي أَبَا حَاتِم، والرياشي، وَغَيرهمَا.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة.
222 - مُحَمَّد بن عبد الله بن شاهويه، أَبُو الْحُسَيْن
قَالَ ابْن النجار: ذكره أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن فاخر النَّحْوِيّ فِي مشيخته، وَذكر أَنه روى الجمهرة عَن أبي الْحسن مُحَمَّد بن يحيى الزَّعْفَرَانِي عَن الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ، وَعَن أبي عَليّ الْفَارِسِي؛ وَأَنه حدث بِالْإِجَازَةِ عَن أبي الْفَتْح بن جني، وَذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من كتب الْأَدَب والنحو.
223 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْوراق
قَالَ ابْن النجار: كَانَ ختن أبي سعيد السيرافي على ابْنَته، قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن مقسم، وروى عَنهُ. قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي، وروى عَنهُ،(1/129)
وَله من الْكتب: علل النَّحْو، وَشرح مُخْتَصر الْجرْمِي، يُسمى بالهداية.
مَاتَ يَوْم الْأَحَد رَابِع جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
224 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الْعَلامَة جمال الدّين أَبُو عبد الله الطَّائِي الجياني الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
نزيل دمشق، إِمَام النُّحَاة وحافظ اللُّغَة، قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة سِتّمائَة، أَو إِحْدَى وسِتمِائَة، وَسمع بِدِمَشْق من السخاوي وَالْحسن بن الصَّباح وَجَمَاعَة. وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن غير وَاحِد، وجالس بحلب ابْن عمرون وَغَيره، وتصدر بهَا لإقراء الْعَرَبيَّة، وَصرف همته إِلَى إتقان لِسَان الْعَرَب؛ حَتَّى بلغ فِيهِ الْغَايَة، وَحَازَ قصب السَّبق، وأربى على الْمُتَقَدِّمين.
وَكَانَ إِمَامًا فِي الْقرَاءَات وعللها. وَأما اللُّغَة فَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي الْإِكْثَار من نقل غريبها، والاطلاع على وحشيها، وَأما النَّحْو والتصريف فَكَانَ فيهمَا بحراً لَا يجارى، وحبراً لَا يُبَارى. وَأما أشعار الْعَرَب الَّتِي يستشهد بهَا على اللُّغَة والنحو فَكَانَت الْأَئِمَّة الْأَعْلَام يتحيرون فِيهِ، ويتعجبون من أَيْن يَأْتِي بهَا! وَكَانَ نظم الشّعْر سهلاً عَلَيْهِ: // (رجزه) // و (// طويله //) و (// وبسيطه //) وَغير ذَلِك؛ هَذَا مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من الدّين المتين، وَصدق اللهجة، وَكَثْرَة النَّوَافِل، وَحسن السمت، ورقة الْقلب، وَكَمَال الْعقل، وَالْوَقار والتؤدة.
أَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة يصنف ويشتغل، وتصدر بالتربة العادلية وبالجامع الْمَعْمُور، وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَثِيرَة، وصنف تصانيف مَشْهُورَة، وروى عَنهُ ابْنه الإِمَام بدر الدّين وَالشَّمْس بن أبي الْفَتْح البعلي، والبدر بن جمَاعَة، والْعَلَاء بن الْعَطَّار. وَخلق. انْتهى كَلَام الذَّهَبِيّ. وَقَالَ أَبُو حَيَّان: بحثت عَن شُيُوخه فَلم أجد لَهُ شَيخا مَشْهُورا يعْتَمد عَلَيْهِ، وَيرجع فِي حل المشكلات إِلَيْهِ؛ إِلَّا أَن بعض تلامذته ذكر أَنه قَالَ: قَرَأت على ثَابت بن حَيَّان(1/130)
بجيان، وَجَلَست فِي حَلقَة أبي عَليّ الشلو بَين نَحوا من ثَلَاثَة عشر يَوْمًا؛ وَلم يكن ثَابت بن حَيَّان من الْأَئِمَّة النَّحْوِيين، وَإِنَّمَا كَانَ من أَئِمَّة المقرئين.
قَالَ: وَكَانَ ابْن مَالك لَا يحْتَمل المباحثة، وَلَا يثبت للمناقشة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخذ هَذَا الْعلم بِالنّظرِ فِيهِ بِخَاصَّة نَفسه، هَذَا مَعَ كَثْرَة مَا اجتناه من ثَمَرَة غرسه. انْتهى.
قلت: وَله شيخ جليل وَهُوَ ابْن يعِيش الْحلَبِي ذكر ابْن إياز فِي أَوَائِل شرح التصريف أَنه أَخذ عَنهُ.
وَأما تصانيفه فَرَأَيْت فِي تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم أَن بَعضهم نظمها فِي أَبْيَات، قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين: وَقد أهمل أَشْيَاء أخر من مؤلفاته، فذيلت عَلَيْهَا. وَهَا أَنا أورد نظمها مُبينًا:
(سقى الله رب الْعَرْش قبر ابْن مالكٍ ... سحائب غفران تغاديه هطلا)
(فقد ضم شَمل النَّحْو من بعد شته ... وَبَين أَقْوَال النُّحَاة وفصلا)
(بألفيةٍ تسمى الْخُلَاصَة قد حوت ... خُلَاصَة علم النَّحْو وَالصرْف مكملا)
(وكافيةٍ مشروحةٍ أَصبَحت تفي ... لعمري بالعلمين فِيهَا تسهلا)
(ومختصر سَمَّاهُ عُمْدَة لاقط ... يضم أصُول النَّحْو لَا غير مُجملا)
(وَبَين مَعْنَاهُ بشرحٍ منقحٍ ... أَفَادَ بِهِ مَا كَانَ لولاه مهملا)
(وَآخر سَمَّاهُ بإكمال عمدةٍ ... فَزَاد عَلَيْهَا فِي البحوث وعللا)
(وصنف للإكمال شرحاً مُبينًا ... مَعَانِيه حَتَّى غَدَتْ ربة أنجلا)
(وَلَا سِيمَا التسهيل لَو تمّ شَرحه ... لَكَانَ كبحر ماج عذباً وسلسلا)
(ونظم فِي الْأَفْعَال أَيْضا قصيدةً ... فسهل مِنْهَا كل وعر وذللا)
(وأرجوزة تحوي المثلث بَينا ... مربعة المصراع غراء تجتلى)
(وصنف فِي الْمَقْصُور أَيْضا قصيدةً ... وضمنها الْمَمْدُود أَيْضا فكملا)
(وأتبعها شرحاً لَهَا متضمناً ... بَيَان مَعَانِيهَا بهَا متكفلا)
(وأعرب توضيحاً أَحَادِيث ضمنت ... صَحِيح البُخَارِيّ الإِمَام وسهلاً)(1/131)
(ويكفيه ذَا بَين الْخَلَائق رفْعَة ... وَعند النَّبِي الْمُصْطَفى متوسلا)
(فيا رب عَنَّا جازه الْآن خير مَا ... جزيت وليا لم يزل متفضلا)
(وَفِي الضَّاد والظا قد أَتَى بقصيدةٍ ... وأتبعها أُخْرَى بوزنين أصلا)
(وَبَين فِي شرحيهما كل مَا غَدا ... على الذِّهْن معتاصاً فَأصْبح مجتلى)
(ونظم أُخْرَى فِي الَّذِي يهمزونه ... وَمَا لَيْسَ مهموزاً بشرح لَهَا تَلا)
(وَجَاء بنظمٍ للمفصل بارعٍ ... رفيع على المنظوم يدعى المؤصلا)
(وَعرف بالتعريف فِي الصّرْف أَنه ... إِمَام غَدا فِي كل فضلٍ مفضلا)
(وَفِي شرح ذَا التَّعْرِيف فصل كل مَا ... أَتَى مُجملا فِيهِ وَبَين مُشكلا)
(وصنف فِيمَا جا بأفعل مَعَ فعل ... كتابا لطيفاً للمهم محصلاً)
(وَألف فِي الْإِبْدَال مُخْتَصرا لَهُ ... دَعَاهُ الْوِفَاق فاق تصنيف من خلا)
(ونظم فِي علم الْقرَاءَات موجزاً ... قصيداً يُسمى الْمَالِكِي مبجلا)
(وأرجوزةً فِي الظَّاء وَالضَّاد قد حوى ... بهَا لَهما معنى لطيفاً وحصلا)
(وَآخر لم أدر اسْمه غير أَنه ... على نَحْو نظم الْحَوْز منظومة انجلا)
(فجملتها عشرُون تتلو ثمانيا ... فدونكها نسخا وحفظاً لتنبلا)
وَقد رَأَيْت لَهُ غير مَا ذكر فِي هَذِه الأبيات كتابا سَمَّاهُ نظم الْفَوَائِد، وَهُوَ ضوابط فَوَائِد منظومة، لَيست على رُوِيَ وَاحِد.
وَرَأَيْت فِي بعض المجاميع الْمَوْقُوفَة بخزانة مَحْمُود فَتَاوَى لَهُ فِي الْعَرَبيَّة، جمعهَا لَهُ بعض للبته، وَقد نقلتها فِي تذكرتي، ثمَّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِي تَرْجَمته.
وَله مَجْمُوع يُسمى الْفَوَائِد فِي النَّحْو، وَهُوَ الَّذِي لخص مِنْهُ التسهيل؛ ذكره شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم الْمَالِكِي نحوي مَكَّة فِي أول شرح التسهيل لَهُ قَالَ: الْألف وَاللَّام فِي تسهيل الْفَوَائِد للْعهد، أَشَارَ بهَا إِلَى الْكتاب الْمَذْكُور. قَالَ: إِيَّاه عني سعد الدّين بن الْعَرَبِيّ بقوله:(1/132)
(إِن الإِمَام جمال الدّين فَضله ... إلاهه ولنشر الْعلم أَهله)
(أملي كتابا لَهُ يُسمى الْفَوَائِد لم ... يزل مُفِيدا لذِي لب تَأمله)
(فَكل مَسْأَلَة فِي النَّحْو يجمعها ... إِن الْفَوَائِد جمع لَا نَظِير لَهُ)
قَالَ: وَقد ظن الصّلاح الصَّفَدِي أَن الأبيات فِي التسهيل فَقَالَ فِي قَوْله:
(إِن الْفَوَائِد جمع لَا نَظِير لَهُ ... )
تورية، لَوْلَا أَن الْكتاب تسهيل الْفَوَائِد لَا الْفَوَائِد، وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا أَرَادَ مَا ذَكرْنَاهُ.
وَرَأَيْت بِخَط الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصر طَبَقَات النُّحَاة للقفطي فِي تَرْجَمَة الْجُزُولِيّ أَن ابْن مَالك شرح الجزولية. وَمن أغرب مَا رَأَيْته فِي شرح الشواهد لقَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة بدر الدّين مَحْمُود الْعَيْنِيّ، قَالَ فِي شَوَاهِد الْمُبْتَدَأ:
(وَلَوْلَا بنوها حولهَا لخطبتها ... )
كَذَا وَقع فِي كتاب ابْن النَّاظِم، وَكَذَا فِي شرح الكافية وَالْخُلَاصَة لِأَبِيهِ، وَهُوَ تَصْحِيف، وَمَا ذكره من أَن وَالِده شرح الْخُلَاصَة لَيْسَ بِمَعْرُوف، وَالظَّاهِر أَنه سَهْو. ثمَّ رَأَيْت فِي تَارِيخ الْإِسْلَام للذهبي أَيْضا قَالَ فِي تَرْجَمته: وَله الْخُلَاصَة، وَشَرحهَا، وَالله أعلم. قَالَ: وَله سبك المنظوم وَفك الْمَخْتُوم، وَقد وقفت عَلَيْهِ.
وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: لَهُ الْمُقدمَة الأَسدِية، وَضعهَا باسم وَلَده تَقِيّ الدّين الْأَسدي. وَقد ذيلت هَذِه الأبيات، فَقلت:
(وأملي كتابا بالفوائد نَعته ... وَآخر نظماً للفوائد والعلا)
(وصنف شرحا للجزولية الَّتِي ... غَدا نظمها كالصخر حَتَّى تسهلا)
(وسبكاً لمنظوم، وفكا لمختم ... على هَيْئَة التَّوْضِيح فاضمم لما خلا)
(وَقيل وشرحاً للخلاصة فاستمع ... وَفِي النَّفس من تَصْحِيح ذَا القيل مَا غلا)(1/133)
وَأما شرح التسهيل فقد وصل فِيهِ إِلَى بَاب مصَادر الْفِعْل الثلاثي وكمل عَلَيْهِ وَلَده إِلَى بَاب ...
وَذكر الصّلاح الصَّفَدِي أَنه كمله. وَكَانَ كَامِلا عِنْد شهَاب الدّين أبي بكر بن يَعْقُوب الشَّافِعِي تِلْمِيذه، فَلَمَّا مَاتَ المُصَنّف ظن أَنهم يجلسونه مَكَانَهُ، فَلَمَّا خرجت عَنهُ الْوَظِيفَة تألم لذَلِك، فَأخذ الشَّرْح مَعَه، وَتوجه لليمن غَضبا على أهل دمشق، وَبَقِي الشَّرْح مخروما بَين أظهر النَّاس فِي هَذِه الْبِلَاد.
وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: وَأَخْبرنِي الشهَاب مَحْمُود أَن ابْن مَالك جلس يَوْمًا، وَذكر مَا انْفَرد بِهِ صَاحب الْمُحكم عَن الْأَزْهَرِي فِي اللُّغَة، قَالَ: هَذَا أَمر معجز لِأَنَّهُ يُرِيد ينْقل الْكِتَابَيْنِ.
قَالَ: وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ إِذا صلى فِي العادلية - وَكَانَ إمامها - يشيعه قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن خلكان إِلَى بَيته تَعْظِيمًا لَهُ.
وَكَانَ أمة فِي الِاطِّلَاع على الحَدِيث، فَكَانَ أَكثر مَا يستشهد بِالْقُرْآنِ، فَإِن لم يكن فِيهِ شَاهد عدل إِلَى الحَدِيث فَإِن لم يكن فِيهِ شَاهد عدل إِلَى أشعار الْعَرَب. وَكَانَ كثير الْعِبَادَة، كثير النَّوَافِل، حسن السمت، كَامِل الْعقل، وَانْفَرَدَ عَن المغاربة بشيئين: الْكَرم وَمذهب الإِمَام الشَّافِعِي. وَكَانَ يَقُول عَن الشَّيْخ جمال الدّين بن الْحَاجِب: إِنَّه أَخذ نَحوه من صَاحب الْمفصل، وَصَاحب الْمفصل نحوي صَغِير. قَالَ: وناهيك بِمن يَقُول هَذَا فِي حق الزَّمَخْشَرِيّ! وَكَانَ الشَّيْخ ركن الدّين بن القوبع يَقُول: إِن ابْن مَالك مَا خلى للنحو حُرْمَة.
توفّي ابْن مَالك ثَانِي عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة، ورثاه شرف الدّين الحصني بقوله:
(ياشتات الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال ... بعد موت ابْن مَالك المفضال)
(وانحراف الْحُرُوف من بعد ضبطٍ ... مِنْهُ فِي الِانْفِصَال والاتصال)
(مصدرا كَانَ للعلوم بِإِذن ... الله من غير شُبْهَة ومحال)(1/134)
(عدم النَّعْت والتعطف والتو ... كيد مستبدلا من الأبدال)
(ألم قد عراه أسكن مِنْهُ ... حركاتٍ كَانَت بِغَيْر اعتلال)
(يَا لَهَا سكتة بهمز قَضَاء ... أورثت طول مُدَّة الِانْفِصَال)
(رَفَعُوهُ فِي نعشه فانتصبنا ... نصب تَمْيِيز كَيفَ سير الْجبَال!)
(فحموه عِنْد الصَّلَاة بدلٍ ... فأميلت أسراره بالدلال)
(صرفوه يَا عظم مَا فَعَلُوهُ ... وَهُوَ عدل معرف بالجمال)
(أدغموه فِي الترب من غير مثل ... سالما من تغير الِانْتِقَال)
(وقفُوا عِنْد قَبره سَاعَة الدُّف ... ن وقوفاً ضَرُورَة الِامْتِثَال)
(وَمَدَدْنَا الأكف تطلب قصراً ... مسكنا للنزيل من ذِي الْجلَال)
(آخر الْآي من سبا حظنا من ... هـ حَظه جَاءَ أول الْأَنْفَال)
(يَا لِسَان الْعَرَب يَا جَامع الإع ... راب يَا مفهماً لكل مقَال)
(يَا فريد الزَّمَان فِي النّظم والنث ... ر وَفِي نقل مسندات العوالي)
(كم علومٍ بثثتها فِي أناسٍ ... علمُوا مَا بثثت عِنْد الزَّوَال)
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: مَا رَأَيْت مرثية فِي نحوي أحسن من هَذِه المرثية.
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَارِيخه: أَنْشدني أَبُو حَيَّان، قَالَ أَنْشدني عَليّ بن مَنْصُور ابْن زيد بن أبي الْقَاسِم الهمذاني التَّمِيمِي، قَالَ: انشدنا الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك لنَفسِهِ:
(إل ابْن الْخَيْر عَن ضَرَرا خشيتا ... فَحسن الحزم رَأيا أَن دهيتا)
(وَهَذَا مذهبٍ وعرٍ مداه ... مواصل غرةٍ قد حَان صيتًا)
(إِذا الملهوف ذَا صدقٍ عَطاء ... تنَلْ حسن المحامد مَا حييتا)
قَالَ الصَّفَدِي: كَذَا أنشدنيه أَبُو حَيَّان بِفَتْح اللَّام من " إل " وَفتح النُّون من " ابْن " وبنصب " ضَرَرا "، وَفتح النُّون من " حسنَ "، وَضم الْمِيم من " الحزمُ "،(1/135)
وَكسر الْبَاء من " مذهبِ "، وَفتح الْفَاء من " ملهوفَ "، وَنصب الْهَمْز من " عَطاء "، وَضم النُّون من " حسنُ "، وَفتح الدَّال من " المحامدَ ".
وَتَفْسِيره أَن " إل " فعل أَمر، و " ابْن َ " مفعول، و " عَن " بِمَعْنى " أَن " أبدلت الْهمزَة عينا، و " وَحسن " فعل مَاض، و " ذَا مَذْهَب " حَال، و " فواصل " فَاعل، و " إِ " أَمر، و " ذَا الملهوف " مفعول، " وَعَطَاء " مفعول ثانٍ، و " حسن " منادى، و " المحامد " مفعول " تنَلْ ".
وَمن نظم الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك:
(تثليث يَا إِصْبَع مَعَ شكل همزته ... بِغَيْر قيد مَعَ الأصبوع قد نقلا)
(وَأعْطِ أُنْمُلَة مَا نَالَ الإصبع إِلَّا ... الْمَدّ فالمد للبا وَحدهَا بذلا)
(أرْزٌ أرُزٌ أُرُزٌّ صَحَّ مَعَ أرُزٍ ... والرز والرنز قل مَا شِئْت لَا عذلا)
(لدُنْ بِتَثْلِيث دالٍ لُدْنِ لُدُنْ لدن ... ولد ولُد لد لُدُن أوليت فعلا)
(فأُفِّ ثلِّث ونوّن إِن أردْت وأُفْ ... أَفى ورفعا ونصبا إِنَّه قُبِلا)
(حيَّهلُ حَيَّهَلَ احفظ ثمَّ حيَّهلاً ... أَو نوِّن أَو حيهل قل ثمَّ حَيّ على)
(هيا وهيك هِيا هَيْك هَيت وَهِي ... ت كلهَا اسْم لأمر يقتضى عجلا ...
(أيهات بِالْهَمْز أَو بالها وَآخره ... ثلث وأيهات والتنوين مَا حظلا ... )
(أيهان إيهاك إيهاً قطّ قُطّ وقُطْ ... وقَطِّ مَعَ قُطُ وقتا مَاضِيا شَمَلاَ)
(هَا هَاء جردهما أَو أولينهما ... كَاف الْخطاب على الْأَحْوَال مُشْتَمِلًا)
(وَمَا لذِي الْكَاف نول همز هَاء كها ... ء هاؤما هاؤم هاءون فامتثلا)
(واحكم بفعلية للها وهاء وصل ... هما بِمَا حف وناد آمرا وصلا)
(وَرب ربت رُبت رب رُب رُبَ مَعَ ... تَخْفيف الْأَرْبَع تقليل بهَا حصلا)
(همز ايم وأيمن فافتح واكسر أَو أم قل ... أَو قل مُ أَو مُنُ بالتثليث قد شكلا)
(وأيمن اختم بِهِ وَالله كلا أضف ... إِلَيْهِ فِي قَسَم تبلغ بِهِ الأملا)(1/136)
وَقَالَ الْبَهَاء بن النخاس يرثيه:
(قل لِابْنِ مَالك إِن جرت بك أدمعي ... حَمْرَاء يحكيها النجيع القاني)
(فَلَقَد جرحت الْقلب حِين نعيت لي ... فتدفقت بدمائه أجفاني)
(لَكِن يهون مَا أجن من الأسى ... علمي بنقلته إِلَى رضوَان)
225 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن حُسَيْن بن حَمَّاد بن أبي الخمل اليمني
قَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة، تفقه بالجمال العامري شَارِح التَّنْبِيه.
وَمَات لبضع وَعشْرين وَسَبْعمائة.
226 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَعَادَة بن أَحْمد ابْن عُثْمَان الْمذْحِجِي اللوشي
أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن سَعَادَة. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْخط البارع، والمعارف الجمة، من الْفِقْه والْحَدِيث والنحو وَالْأَدب وَغير ذَلِك. بارع الْأَدَب، جيد الْكِتَابَة، حسن النّظم والنثر، جَلِيلًا مشاورا بغرناطة. روى عَن ابي عَليّ الغساني وَابْن الباذش.
وَمَات فِي صَلَاة الصُّبْح يَوْم السبت الْحَادِي - وَقيل السَّادِس - وَالْعِشْرين من صفر، سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.(1/137)
227 - محمدبن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي ذُؤَيْب أَبُو عبد الله اليمني الشَّامي
قَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا بالفقه والنحو وَالْأَدب، شَاعِرًا مجوداً. نظم التَّنْبِيه. وَله قصائد كَثِيرَة.
228 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عمر أَبُو عبد الله محيي الدّين بن أبي مُحَمَّد الزناتي
الكملاني؛ نِسْبَة إِلَى قَبيلَة من البربر، الإسكندرني، الملقب بحافي رَأسه، لِأَنَّهُ أَقَامَ مُدَّة مَكْشُوف الرَّأْس. وَقيل كَانَ فِي وسط رَأسه حُفْرَة كَبِيرَة، وَقيل: رَآهُ رَئِيس بالثغر فَأعْطَاهُ ثيابًا جددا، فَقَالَ: هَذَا لبدني ورأسي حافٍ {فَلَزِمَهُ ذَلِك.
ولد بتاهرت بِظَاهِر تلمسان سنة سِتّ وسِتمِائَة، وتصدر للعربية زَمَانا، وَكَانَ من أئمتها، أَخذهَا عَن عبد الْمُنعم بن صَالح التَّيْمِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن الزيات تلميذ مُحَمَّد ابْن قَاسم بن قنداس صَاحب الْجُزُولِيّ. وَأَخذهَا أَيْضا عَن نحوي الثغر عبد الْعَزِيز بن مخلوف الإسْكَنْدراني. وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ، وَسمع من ابْن رواج وَأبي الْقَاسِم الصغراوي. وَأخذ عَنهُ تَاج الدّين الْفَاكِهَانِيّ. قَالَ الذَّهَبِيّ: وَقَالَ ابْن فضل فِي المسالك: ذكره شَيخنَا أَبُو حَيَّان، وَقَالَ: كَانَ شيخ أهل الْإسْكَنْدَريَّة فِي النَّحْو، تخرج بِهِ أَهلهَا، وَلَا أعلمهُ صنف شَيْئا فِيهِ. سمع عَلَيْهِ الْبَدْر الفارقي الدريدية، وَأَجَازَ لَهُ.
وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَقَالَ أَبُو حَيَّان سنة إِحْدَى.
وَله:
(ومعتقد أَن الرياسة فِي الْكبر ... فَأصْبح ممقوتاً بِهِ وَهُوَ لَا يدْرِي)
(يجر ذيول الْعجب طَالب رفْعَة ... أَلا فعجبوا من طَالب الرّفْع بِالْجَرِّ} )(1/138)
229 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَظِيم بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو عَامر
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ أحد شُيُوخ بَلَده، مشاركا فِي فنون من فقه وأدب وعربية، وَهِي أغلب الْفُنُون عَلَيْهِ، مطرحا مخشوشنا، مليح الدعابة، كثير التَّوَاضُع، بَيته معمور بالعلماء أولى الْأَصَالَة وَالتَّعْيِين، تصدر بِبَلَدِهِ للفتيا والتدريس والإسماع. وَكَانَ قَرَأَ على أبي الْعَبَّاس بن عبد النُّور وَابْن خَالِد أَرقم. وروى عَنهُ ابْن الزبير، وَأَبُو بكر بن عبيد وَغَيرهمَا. وَله شعر.
مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة.
230 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عروس أَبُو عبد الله
من أهل مورور قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ دَقِيق النّظر فِي الْعَرَبيَّة، بَصيرًا فِي الْعرُوض، حاذقا بِعلم الْحساب.
مَاتَ شَابًّا، ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلثمائة.
231 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْغَازِي بن قيس الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: سمع من أَبِيه، ورحل إِلَى الْمشرق، فَدخل الْبَصْرَة، وَلَقي بهَا أَبَا حَاتِم السجسْتانِي والرياشي وَجَمَاعَة من أهل الحَدِيث ورواة الْأَخْبَار والأشعار وَأَصْحَاب اللُّغَة والمعاني، وَأدْخل الأندلس علما كثيرا من الشّعْر والعربية وَالْخَبَر، وَعنهُ أَخذ أهل الأندلس الْأَشْعَار المشروحة.
مَاتَ بطنجة سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، أَو نَحْوهَا.(1/139)
وَمن شعره:
(الْحَمد لله ثمَّ الْحَمد لله ... كم ذاعن الْمَوْت من ساهٍ وَمن لاهِ)
(يَا ذَا الَّذِي هُوَ فِي لَهو وَفِي لعب ... طُوبَى لعبد حقيب الْقلب أَواه)
(مَاذَا تعاين هذي الْعين من عجب ... عِنْد الْخُرُوج من الدُّنْيَا إِلَى الله {)
232 - مُحَمَّد بن عبد الله بن قادم النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر وَقيل: اسْمه أَحْمد. قَالَ ياقوت، كَانَ حسن النّظر فِي علل النَّحْو، وَكَانَ يُؤَدب ولد سعيد بن قُتَيْبَة الْبَاهِلِيّ، وَكَانَ من أَعْيَان أَصْحَاب الْفراء، وَأخذ عَنهُ ثَعْلَب، حكى عَنهُ قَالَ: وَجه إِلَيّ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي يَوْمًا، فأحضرني وَلم أدر مَا السَّبَب} فَلَمَّا قربت من مَجْلِسه، تَلقانِي مَيْمُون بن إِبْرَاهِيم كَاتبه على الرسائل، وَهُوَ على غَايَة الْهَلَع والجزع، فَقَالَ لي بِصَوْت خَفِي: إِنَّه إِسْحَاق {وَمر غير متلبث حَتَّى رَجَعَ إِلَى مجْلِس إِسْحَاق، فراعني ذَلِك، فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ، قَالَ لي: كَيفَ يُقَال: وَهَذَا المَال مَال، أَو وَهَذَا المَال مَالا؟ قَالَ: فَعلمت مَا أَرَادَ مَيْمُون، فَقلت: الْوَجْه " مالٌ " وَيجوز " مَالا "، فَأقبل إِسْحَاق على مَيْمُون يغلطه فَقَالَ: إلزم الْوَجْه فِي كتبك، وَدعنَا من يجوز وَيجوز _ وَرمى بِكِتَاب كَانَ فِي يَده - فَسَأَلت عَن الْخَبَر، فَإِذا مَيْمُون قد كتب إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ بِبِلَاد الرّوم عَن إِسْحَاق، وَذكر مَالا حمله إِلَيْهِ: " وَهَذَا المَال مَالا "، فَخط الْمَأْمُون على الْموضع من الْكتاب، وَوَقع بِخَطِّهِ على الْحَاشِيَة: " تخاطبني بلحن} "، فَقَامَتْ الْقِيَامَة على إِسْحَاق، فَكَانَ مَيْمُون بعد ذَلِك يَقُول: لَا أَدْرِي كَيفَ أشكر ابْن قادم! أبقى على روحي ونعمتي.
وَحكي عَن أَحْمد بن إِسْحَاق بن بهْلُول أَنه دخل هُوَ وَأَخُوهُ بَغْدَاد، فدار على الْحلق يَوْم الْجُمُعَة، فَوقف على رجل يتلهب ذكاء، ويجيب عَن كل مَا يسْأَل عَنهُ من مسَائِل الْأَدَب وَالْقُرْآن، فَقُلْنَا: من هَذَا؟ قَالُوا: ثَعْلَب، فَبينا نَحن كَذَلِك، إِذا ورد شيخ يتَوَكَّأ على عَصا، فَقَالَ لأهل الْحلقَة، أفرجوا للشَّيْخ، فأفرجوا لَهُ حَتَّى جلس إِلَى جَانِبه. ثمَّ إِن سَائِلًا(1/140)
سَأَلَ ثعلبا عَن مَسْأَلَة فَقَالَ: قَالَ الرُّؤَاسِي فِيهَا كَذَا، وَقَالَ الْكسَائي كَذَا، وَقَالَ الْفراء كَذَا، وَقَالَ هِشَام كَذَا، وَقلت أَنا كَذَا؛ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: لَا تراني أعتقد فِيهَا إِلَّا جوابك؛ فَالْحَمْد لله الَّذِي بَلغنِي فِيك هَذِه الْمنزلَة، فَقُلْنَا: من هَذَا الشَّيْخ؟ فَقيل: أستاذه ابْن قادم.
وَكَانَ ابْن قادم يعلم المعتز قبل الْخلَافَة، فَلَمَّا ولي بعث إِلَيْهِ، فَقيل: أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ هُوَ بِبَغْدَاد؟ يَعْنِي المستعين، فَقَالُوا: لَا، وَقد ولي المعتز، وَكَانَ قد حقد عَلَيْهِ بطرِيق تأديبه لَهُ، فخشي من بادرته، فَقَالَ لِعِيَالِهِ: عَلَيْكُم السَّلَام. فَخرج. وَلم يرجع إِلَيْهِم؛ وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
وَله من الْكتب: الْكَافِي فِي النَّحْو، الْمُخْتَصر فِيهِ، غَرِيب الحَدِيث.
233 - مُحَمَّد بن عبد الله بن قَاسم الإستجي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للمسائل، عَارِفًا بِعقد الوثائق، بَصيرًا بالنحو، ورعا فِي الْفتيا.
234 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ النَّيْسَابُورِي
قَالَ الْحَاكِم فِي أدباء أهل نيسابور: سمع عبد الله بن الْمُبَارك، وَجَرِير بن عبد الحميد، روى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب.
235 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن خلف ابْن إِبْرَاهِيم بن لب بن بيطير بن بكر بن خَالِد التجِيبِي
من أهل قرطبة، أَبُو الْحسن، يعرف بِابْن الْحَاج. أحد الأستاذين العارفين المتفننين، وَالْفُقَهَاء المتواضعين. روى عَن أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي الْقَاسِم بن بَقِي وَجَمَاعَة، وبالإجازة عَن ابْن مضاء وَأبي عبد الله بن نوح، وَجمع. وذاكر أَبَا سُلَيْمَان بن حوط الله وَأَبا الْحسن بن الشَّرِيك، وَأَبا الْقَاسِم بن الطّيب. روى عَنهُ أَبُو بكر بن حُبَيْش.(1/141)
وصنف نزهة الْأَلْبَاب فِي محَاسِن الْآدَاب، الْمَقَاصِد الكافية فِي علم لِسَان الْعَرَب.
وَكَانَ آيَة فِي التَّوَاضُع، إِذا فرغ من الإقراء نَهَضَ مسرعا، فَقدم للحاضرين نعَالهمْ.
مولده سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
236 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أشته اللوذري أَبُو بكر قَالَ الداني: أصبهاني سكن مصر، ضَابِط مَشْهُور، ثِقَة مَأْمُون، عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ، بَصِير بالمعاني، حسن التصنيف، صَاحب سنة، أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن ابْن مُجَاهِد وَأبي بكر النقاش وَجَمَاعَة، وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا، وَسمع مِنْهُ عبد الْمُنعم بن عبيد الله، وَخلف بن قَاسم.
مَاتَ بِمصْر يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشْرين شعْبَان سنة سِتِّينَ وثلاثمائة.
قلت: رَأَيْت لَهُ كتاب الْمَصَاحِف، ونقلت مِنْهُ أَشْيَاء فِي كتاب الإتقان.
237 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ظفر الْمَكِّيّ الصّقليّ حجَّة الدّين أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
ولد بِمَكَّة، ثمَّ قدم مصر فِي صباه، وَقصد بِلَاد إفريقية، وَأقَام بالمهدية مُدَّة، وَشَاهد بهَا حروبا من الفرنج، وَأخذت من الْمُسلمين وَهُوَ هُنَاكَ، ثمَّ انْتقل إِلَى صقلية، ثمَّ إِلَى مصر، ثمَّ قدم حلب، وَأقَام بمدرسة ابْن أبي عصرون. وصنف بهَا تَفْسِيرا كَبِيرا، ثمَّ جرت فتْنَة بَين الشِّيعَة وَالسّنة، فنهبت كتبه فيمَ نهب، فقصد حماة، فصادف قبولا، وأجرى لَهُ راتب، وصنف هُنَاكَ تصانيفه. وَكَانَ صَالحا ورعاً زاهداً، مشتغلا بِمَا يعنيه. وَله شعر حسن.
وَكَانَ أعلم باللغة من النَّحْو، وَأقَام بحماة إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
وَله من الْكتب: ينبوع الْحَيَاة فِي التَّفْسِير، التَّفْسِير الْكَبِير، الِاشْتِرَاك اللّغَوِيّ(1/142)
الاستنباط الْمَعْنَوِيّ، سلوان المطاع، الْقَوَاعِد وَالْبَيَان فِي النَّحْو، الرَّد على الحريري فِي درة الغواص، أساليب الْغَايَة فِي أَحْكَام آيَة، المطول فِي شرح المقامات، التنقيب على مَا فِي المقامات من الْغَرِيب، ملح اللُّغَة فِيمَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ على حُرُوف المعجم، خبر الْبشر بِخَير الْبشر، نجباء الْأَبْنَاء، معاتبة الجريء على معاقبة البريء، إكسير كيمياء التَّفْسِير، أرجوزة فِي الْفَرَائِض وَالْوَلَاء؛ وَغير ذَلِك.
وَمن شعره:
(بِبسْم الله يفْتَتح الْعَلِيم ... وبالرحمن يعتصم الْعَلِيم)
(وَكَيف يلومني فِي حسن ظَنِّي ... بربي لائم وَهُوَ الرَّحِيم!)
238 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن لب أَبُو عبد الله محب الدّين بن الصَّائِغ الْأمَوِي المري
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أَقرَأ النَّحْو بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن صَار يُقَال لَهُ أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ، وَكَانَ قَرَأَ على أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش، والخطيب بن عَليّ القيجاطي، ولازم أَبَا حَيَّان وانتفع بجاهه. وَكَانَ سهلا، دمث الْأَخْلَاق، محبا للطلب، دءوبا عَلَيْهِ، وتعانى الضَّرْب بِالْعودِ فنبغ فِيهِ. وَمَات فِي رَمَضَان سنة خمسين وَسَبْعمائة.
وَقَالَ ابْن حجر: فِي الدُّرَر: كَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة واللغة، قيمًا بالعروض، ينظم نظماً وسطا.
مَاتَ بالطاعون الْعَام سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
239 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم، مولى حمير أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالملطي
قَالَ ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر: كَانَ نحوياً يعلم أَوْلَاد الْمُلُوك النَّحْو، حدث عَن إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق، وبكار بن قُتَيْبَة، وَغَيرهمَا.(1/143)
وَكَانَ يمْتَنع من الحَدِيث إِلَّا فِي أَوْقَات، وَأم بالجامع الْعَتِيق بِمصْر.
مَاتَ يَوْم السبت لأَرْبَع وَعشْرين خلت من ربيع الآخر سنة ثَلَاث وثلاثمائة.
240 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْكرْمَانِي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْوراق
قَالَ ياقوت: كَانَ عَالما فَاضلا، عَارِفًا بالنحو واللغة، مليح الْخط، صَحِيح النَّقْل، يورق بِالْأُجْرَةِ. قَرَأَ على ثَعْلَب، وخلط المذهبين.
وَله من الْكتب: الموجز فِي النَّحْو، وَكتاب فِيهِ لم يتم، الْجَامِع فِي اللُّغَة. ذكر فِيهِ مَا أغفله الْخَلِيل فِي الْعين، وَمَا ذكر أَنه مهمل وَهُوَ مُسْتَعْمل وَقد أهمل.
وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن دُرَيْد مناقضة.
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي الفهرست: كَانَ مضطلعا بِعلم اللُّغَة والنحو.
وَقَالَ ابْن النجار: مَاتَ سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة.
241 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل المرسي أَبُو عبد الله الْعَلامَة شرف الدّين النَّحْوِيّ الأديب الزَّاهِد الْمُفَسّر الْمُحدث الْفَقِيه الأصولي
قَالَ ياقوت: أحد أدباء عصرنا، وَمن أَخذ من النَّحْو وَالشعر بأوفر نصيب، وَضرب فِيهِ بِالسَّهْمِ الْمُصِيب، وَخرج التخاريج، وَتكلم على الْمفصل للزمخشري، وَأخذ عَلَيْهِ عدَّة مَوَاضِع؛ بَلغنِي أَنَّهَا سَبْعُونَ موضعا، أَقَامَ على خطئها الْبُرْهَان، وَاسْتدلَّ على سقمها بِالْبَيَانِ.
وَله عدَّة تصانيف.
رَحل إِلَى خُرَاسَان، وَوصل إِلَى مرو الشاهجان، وَلَقي الْمَشَايِخ، وَقدم بَغْدَاد، وَأقَام بحلب ودمشق، ورأيته بالموصل، ثمَّ حج وَرجع إِلَى دمشق، ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة،(1/144)
فَأَقَامَ على الإقراء، ثمَّ انْتقل إِلَى مصر - وَأَنا بهَا - سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَلزِمَ النّسك وَالْعِبَادَة والانقطاع.
أَخْبرنِي أَن مولده سنة سبعين وَخَمْسمِائة، وَأَنه قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن غلبون وَغَيره، والنحو على أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف بن شريك الداني وَالطّيب ابْن مُحَمَّد بن الطّيب النَّحْوِيّ والشلوبيني والتاج الْكِنْدِيّ، وَالْأُصُول على إِبْرَاهِيم بن دقماق والعميدي، وَالْخلاف على معِين الدّين الجاجرمي، وَسمع الحَدِيث الْكثير بواسط من ابْن عبد السَّمِيع، وَمن ابْن الماندائي ومشيخته، وبهمذان من جمَاعَة، وبنيسابور صَحِيح مُسلم من الْمُؤَيد الطوسي، وجزءاً من ابْن نجيد، وَمن مَنْصُور ابْن عبد الْمُنعم الفراوي وَزَيْنَب الشعرية، وبهراة من ابْن روح الْهَرَوِيّ، وبمكة من الشريف يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي.
وَكَانَ نبيلا ضريرا، يحل بعض [مشكلات] إقليدس، ويحفظ صَحِيح مُسلم مُجَردا عَن السَّنَد.
صنف الضوابط النحوية فِي علم الْعَرَبيَّة، والإملاء على الْمفصل، وَتَفْسِير الْقُرْآن، قصد فِيهِ ارتباط الْآي بَعْضهَا بِبَعْض، وكتابا فِي أصُول الْفِقْه وَالدّين، وكتابا فِي البديع والبلاغة: انْتهى كَلَام ياقوت مُلَخصا.
وَقَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد: هُوَ من الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي فنون الْعلم والْحَدِيث والقراءات وَالْفِقْه وَالْخلاف والأصلين والنحو واللغة، وَله قريحة حَسَنَة، وذهن ثاقب، وتدقيق فِي الْمعَانِي، ومصنفات فِي جَمِيع مَا ذكرنَا، وَله النّظم والنثر الْحسن، وَكَانَ زاهدا متورعا، حسن الطَّرِيقَة، كثير الْعِبَادَة، مَا رَأَيْت فِي فنه مثله، انْتهى.
وَقَالَ الفاسي فِي تأريخ مَكَّة: لَهُ تصانيف، مِنْهَا التَّفْسِير الْكَبِير يزِيد على عشْرين جُزْءا، والأوسط عشرَة، وَالصَّغِير ثَلَاثَة، ومختصر مُسلم، وَالْكَافِي فِي النَّحْو فِي غَايَة الْحسن. وَله التَّعَالِيق الرائقة فِي كل فن.(1/145)
قَالَ: وَهُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الزَّاهِد، فَخر الزَّمَان، علم الْعلمَاء، زين الرؤساء، إِمَام النظار، رَئِيس الْمُتَكَلِّمين، أحد عُلَمَاء الزَّمَان، الْمُتَصَرف أحسن التصريف فِي كل فن. أَصله من مرسية، لم يزل مشتغلا من صغره إِلَى كبره. وَله المباحث العجيبة، والتصانيف الغريبة، وَجمع الأقطار فِي رحلته، ارتحل إِلَى غرب بِلَاده ثمَّ الأندلس، ثمَّ الديار المصرية وَالشَّام والعراقين والعجم، وناظر وَقَرَأَ وأقرأ، واستفاد وَأفَاد، وَلم يزل يقرئ ويدرس حَيْثُ حل، ويقر لَهُ بِعِلْمِهِ وفضله فِي كل مَحل، وجاور بِمَكَّة كثيرا. سمع مِنْهُ الْحفاظ والأعيان من الْعلمَاء، وبالغوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَآخر من روى عَنهُ أَيُّوب الكحال بِالسَّمَاعِ، وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي بِالْإِجَازَةِ، وَذكره القطب اليونيني فِي ذيل الْمرْآة وَأثْنى عَلَيْهِ؛ وَقَالَ: كَانَ مالكيا.
قلت لَكِن ذكره التَّاج السُّبْكِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَذكره الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي فِي مُعْجَمه، وترجمه بالنحو وَالْأَدب وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير والزهد. وَذكر أَن مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات مُتَوَجها إِلَى دمشق بَين الْعَريش والزعقا، يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة. وَقَالَ الذَّهَبِيّ: سمع الْمُوَطَّأ بالمغرب بعلو من احافظ أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله الحجري، وَسمع من عبد الْمُنعم بن الْفرس.
روى عَنهُ الْمُحب الطَّبَرِيّ، والشرف الْفَزارِيّ، وَمُحَمّد بن يُوسُف بن المهتار.
وَمن شعره:
(قَالُوا مُحَمَّد قد كَبرت وَقد أَتَى ... دَاعِي الْمنون وَمَا اهتممت بزاد)
(قلت الْكَرِيم من الْقَبِيح لضيفه ... عِنْد الْقدوم مَجِيئه بالزاد)(1/146)
242 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مصالة الفاراري الركلاوي أَبُو عبد الله
وَيعرف بِابْن عبود. قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار، وهم يسمون عبد الله عبوداً، ومحمداً، حموداً.
وَهُوَ من مكناسة الزَّيْتُون، كَانَ نحوياً مُفَسرًا لغوياً، روى عَن أبي إِسْحَاق الْكَمَال وَأبي جَعْفَر بن فرتون الحافظين، وَأَجَازَ لأبي الْحُسَيْن الْيُسْر بن عبد الله الغرناطي. أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
243 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مَيْمُون بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد الْعَبدَرِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: استوطن مراكش، وَكَانَ عَالما بالقراءات، ذَاكِرًا للتفسير، حَافِظًا للفقه واللغة وَالْأَدب، شَاعِرًا محسناً، كَاتبا بليغاً، مبرزاً فِي النَّحْو، جميل الْعشْرَة، حسن الْخلق، متواضعاً، فكه المحاضرة، ظريف الدعابة روى عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ، وَشُرَيْح، وَأبي الْحسن بن الباذش، وَأبي الْوَلِيد بن رشد؛ ولازمه عشر سِنِين.
روى عَنهُ أَبُو الْبَقَاء يعِيش بن الْقَدِيم، وَأَبُو زَكَرِيَّا المرجيقي وَغَيرهمَا.
وَدخل غرناطة. وَألف شرحين على الْجمل: كَبِيرا، وصغيراً، وَشرح أَبْيَات الْإِيضَاح للفارسي، وَشرح المقامات، ومشاحذ الأفكار فِيمَا أَخذ على النظار، وَغير ذَلِك.
كَانَ يحضر مجْلِس عبد الْمُؤمن مَعَ جملَة الْعلمَاء، ويبدي مَا عِنْده من المعارف؛ إِلَى أَن أنْشد فِي الْمجْلس أبياتاً كَانَ نظمها فِي أبي الْقَاسِم عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن تيسيت، وَهِي:
(أَبَا قاسمٍ والهوى جنةٌ ... وَهَا أَنا من مَسهَا لم أفق)
(تقحمت جاحم نَار الضلوع ... كَمَا خضت بَحر دموع الحدق)
(أَكنت الْخَلِيل، أَكنت الكليم { ... أمنت الْحَرِيق، أمنت الْغَرق} )(1/147)
فهجره عبد الْمُؤمن، وَمنعه من الْحُضُور فِي مَجْلِسه، وَصرف بنيه عَن الْقِرَاءَة عَلَيْهِ، وسرى ذَلِك فِي أَكثر من كَانَ يتَرَدَّد عَلَيْهِ؛ على أَنه كَانَ فِي الْمرتبَة الْعليا من الطَّهَارَة والعفاف.
مَاتَ بمراكش يَوْم الثُّلَاثَاء لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد قَارب السّبْعين.
244 - مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى اللَّيْثِيّ الْقُرْطُبِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للرأي، معتنياً بالآثار، جَامعا للسنن، متصرفاً فِي علم الإعرااب ومعاني الشّعْر، شَاعِرًا مطبوعاً.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة.
245 - مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن هِشَام الْعَلامَة محب الدّين ابْن الشَّيْخ جمال الدّين، النَّحْوِيّ بن النَّحْوِيّ
ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة، وَكَانَ أوحد عصره فِي تَحْقِيق النَّحْو، سَمِعت شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ يَقُول: كَانَ وَالِدي يَقُول: هُوَ أنحى من أَبِيه. قَرَأَ على وَالِده وَغَيره، وَسمع الحَدِيث على الْمَيْدُومِيُّ والقلانسي، وَأَجَازَ لَهُ التقي السُّبْكِيّ، والعز ابْن جمَاعَة، والبهاء بن عقيل، وَالْجمال الْإِسْنَوِيّ وَغَيرهم. روى عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر.
مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة.(1/148)
246 - مُحَمَّد بن عبد الله الضَّرِير الْمروزِي أَبُو الْخَيْر النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ فَقِيها فَاضلا، أديباً، لغوياً، تفقه على الْقفال، وبرع فِي الْفِقْه، واشتهر بالنحو واللغة وَالْأَدب، وصنف فِيهَا.
قَالَ السَّمْعَانِيّ [فِي كتاب مرو] : وَكَانَ من أَصْحَاب الرَّأْي، فَصَارَ من أَصْحَاب الحَدِيث لصحبة الإِمَام أبي بكر الْقفال، سمع الحَدِيث مِنْهُ، وَمن أبي نصر المحمودي. روى عَنهُ القَاضِي أَبُو مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، وَكَانَ إِذا دخل فِي دَاره يقْرَأ عَلَيْهِ الْفُقَهَاء الْأَدَب، وَالْبَاب مَرْدُود، فَإِذا جَازَ عَلَيْهِ الْقفال رَاكِبًا، سمع صَوت حافر فرسه على الأَرْض، فَقَامَ إِلَى دَاخل الدَّار، لِئَلَّا يسمع الصَّوْت [وَالصَّوْت] تَعْظِيمًا للأستاذ.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
وَمن شعره:
(تنافى المَال وَالْعقل ... فَمَا بَينهمَا شكل)
(هما كالورد والنر ... جس لَا يحويهما فصل)
(فعقل حَيْثُ لَا مالٌ ... وَمَال حَيْثُ لَا عقلُ)
247 - مُحَمَّد بن عبد الله الْخَطِيب الإسكافي أَبُو عبد الله الأديب اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: صَاحب التصانيف الْحَسَنَة، أحد أَصْحَاب ابْن عباد، وَكَانَ من أهل أَصْبَهَان وخطيباً بِالريِّ.
قَالَ ابْن عباد: وفاز بِالْعلمِ من أهل أَصْبَهَان ثَلَاثَة: حائك، وحلاج، وإسكاف، فالحائك أَبُو عَليّ المرزوقي، والحلاج أَبُو مَنْصُور ماشدة، والإسكاف أَبُو عبد الله الْخَطِيب.(1/149)
وصنف غلط كتاب الْعين، الْغرَّة، تَتَضَمَّن شَيْئا من غلط أهل الْأَدَب، مبادئ اللُّغَة، شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ، نقد الشّعْر، درة التَّنْزِيل وغرة التَّأْوِيل فِي الْآيَات المتشابهة، لطف التَّدْبِير فِي سياسات الْمُلُوك.
248 - مُحَمَّد بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن المدرة الأندلسي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي جليل، أَظُنهُ من الجزيرة الخضراء. روى عَن النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ سُلَيْمَان بن عبد الله التجِيبِي.
وَمَات فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
249 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْفراء الجزيري أَبُو بكر وَأَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ النَّحْو وَالْأَدب بسبتة، وَكَانَ من أحد فحول شعراء وقته أدبائهم، حدث عَن أبي بكر المرستاني وَغَيره. وَقَرَأَ عَلَيْهِ القَاضِي عِيَاض الْكَامِل للمبرد.
وَمَات بالجزيرة الخضراء فِي حُدُود خَمْسمِائَة.
وَمن شعره:
(ووعدتني وَزَعَمت وَعدك صَادِقا ... وظللت من طمع أجيء وأذهب)
(فَإِذا اجْتمعت أَنا وَأَنت بِمَجْلِس ... قَالُوا مسلمةٌ وَهَذَا أشعب)
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: هُوَ ضَرِير، مَاتَ فِي الْمِائَة السَّادِسَة.
ذكره ابْن غَالب فِي فرحة الْأَنْفس فِي فضلاء الْعمي من عُلَمَاء الأندلس.(1/150)
250 - مُحَمَّد بن عبد الله الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْقُرْآنِ، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، ذَا حظٍ من الزّهْد، رَحل وَقَرَأَ الْقُرْآن على عُثْمَان بن سعيد الْمَعْرُوف بورش صَاحب نَافِع، واستأدبه الحكم بن هِشَام لِبَنِيهِ.
ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الأندلس.
251 - مُحَمَّد بن عبد الله الْقَيْسِي أَبُو عبد الله بن الْعَطَّار
من أَصْحَاب ابْن أبي رَفِيقَة واللبلي.
252 - مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو عبد الله
يعرف بأبقاع. نحوي من أَصْحَاب أبي زرع النَّحْوِيّ، كَانَ يقرئ النَّحْو بِفَارِس. نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم وَمَا قبله.
253 - مُحَمَّد بن عبد الله الصرخدي النَّحْوِيّ شمس الدّين قَالَ ابْن حجر: أَخذ الْعَرَبيَّة عَن العثابي، وتفنن حَتَّى صَار أجمع أهل دمشق للعلوم، فَأفْتى ودرس، وشغل وصنف، وَكَانَ عَارِفًا بأصول الْفِقْه، وَكَانَ قلمه أقوى من لِسَانه، وَكَانَ متقللاً، لم يتَّفق لَهُ شَيْء من المناصب إِلَّا أَنه تصدر بالجامع وناب فِي عدَّة مدارس، وَكَانَ شَدِيد التعصب للأشعرية، كثير المعاداة للحنابلة. صنف مُخْتَصر إِعْرَاب السفاقسي، ومختصر الْمُهِمَّات للإسنوي، ومختصر قَوَاعِد العلائي، وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة.(1/151)
254 - مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي النَّحْوِيّ المتفنن
قَالَ ابْن حجر: شيخ الْإِسْلَام وبهاؤه، ومصباح أفق الحكم وضياؤه، وشمس الشَّرِيعَة وبدرها، وحبرالعلوم وبحرها؛ كَانَ إِمَامًا فِي الْمَذْهَب، طرازا لردائه المذهَّب، رَأْسا لِذَوي الرياسة والرتب، حجَّة فِي التَّفْسِير واللغة والنحو وَالْأَدب، قدوة فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع، رحْلَة لأرباب السُّجُود وَالرُّكُوع، مَشْهُورا فِي الْبِلَاد والأمصار، سالكا طَرِيق من سلف من سالفة الْأَعْصَار. درس وَأفَاد، وَهدى بفتاويه سَبِيل الرشاد. وباشر الْقَضَاء بِمصْر وَالشَّام. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَصر: إِمَام متبحر، مناظر بَصِير بِالْعلمِ، مُحكم الْعَرَبيَّة، مَعَ الدّين والتصوف.
وَقَالَ ابْن حجر: كَانَ إِمَامًا نظاراً، جَامعا لعلوم شَتَّى، صنف قِطْعَة من مُخْتَصر الْمَذْهَب، وَقطعَة من شرح الْحَاوِي، وَقطعَة من شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب.
وَقَالَ ابْن حجر: ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة. وتفقه على القطب السنباطي، وَالْمجد الزنكلوني، والعلامة القونوي، والزين الكتناني. وَأخذ عَن قَرِيبه تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ، وَأبي الْحسن النَّحْوِيّ وَالِد ابْن الملقن، والجلال الْقزْوِينِي. ولازم أَبَا حَيَّان. وَسمع من سِتّ الوزراء، والحجار والختني، والواني، وَغَيرهم. وَحدث، وَخرج لَهُ ابْن أَبِيك جُزْءا، وانتقل إِلَى دمشق، وناب عَن قَرِيبه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي الحكم، ثمَّ وليه اسْتِقْلَالا بعد صرف ابْنه تَاج الدّين شهرا وَاحِدًا، ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة، فولي قَضَاء الْعَسْكَر ووكالة بَيت المَال، وَالْقَضَاء الْكَبِير بعد ابْن جمَاعَة، ثمَّ قَضَاء دمشق. وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين الْإِسْنَوِيّ يقدمهُ ويفضله على أهل عصره.
وَقَالَ غَيره: كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم، عَارِفًا بالجدل، يُؤَدِّي درسه بتؤدة ولطافة،(1/152)
وللفقه من فِيهِ حلاوة وطلاوة؛ وَهُوَ أنظر من رَأَيْنَاهُ؛ غير أَنه كَانَ إِذا اتجه عَلَيْهِ الْبَحْث تظهر الْكَرَاهَة فِي وَجهه. وَكَانَ يغض من كثير من الْعلمَاء، لَا سِيمَا من أهل عصره، وَكَانَ يبخل بالوظائف على مستحقيها، ويخص بهَا أَوْلَاده، وَكَانَ يَقُول: أقرأتُ الْكتاب بعد أَن شَاب شعر رَأْسِي.
وَحكى الشَّيْخ بدر الدّين الطنبذي أَنه قَالَ: أعرف عشْرين علما لم يسألني عَنْهَا بِالْقَاهِرَةِ أحد.
وروى عَنهُ ابْنه بدر الدّين وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة؛ وَقَالَ فِي مُعْجَمه: لم يجْتَمع لأحد من معاصريه مَا اجْتمع لَهُ فِي فنون الْعلم، مَعَ الذكاء المفرط، والذهن السَّلِيم، ودقة النّظر، وَحسن الْبَحْث، وَقطع الْخُصُوم. أقرّ لَهُ بذلك الْمُوَافق والمخالف.
مَاتَ بِدِمَشْق يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَلم يخلف بعده مثله.
وَمن شعره:
(قبلته ولثمت باسم ثغره ... مَعَ خَدّه وضممت مائس قده)
(ثمَّ انْتَهَيْت ومقلتي تبْكي دَمًا ... يَا رب لَا تَجْعَلهُ آخر عَهده!)
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
255 - مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد الرعيني التّونسِيّ أَبُو عبد الله
من نحاة تونس. كَذَا ذكره أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف؛ ونقلنا عَنهُ فِي جمع الْجَوَامِع فِي " كم ".
256 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن العَاصِي الفهمي النَّحْوِيّ
من أهل المرية، قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أحد الأساتيذ النُّحَاة الأدباء الجلة، وَأَظنهُ روى عَن أَبِيه الأديب أبي زيد.
روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس الأندرشي، وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش؛ سمع عَلَيْهِ وَلم يجز لَهُ.
مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.(1/153)
257 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن قَاسم بن مشرف بن قَاسم ابْن مُحَمَّد بن هَانِئ اللَّخْمِيّ الغرناطي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ وزيراً فَقِيها، نبيلاً جواد، أديباً، عَارِفًا بالعروض والنحو واللغة وَالْأَدب والطب، جيد الشّعْر، حسن الْخط والوراقة، صَاحب رِوَايَة ودراية.
روى عَن أبي الْوَلِيد بن رشد، وَأبي مُحَمَّد بن عتاب، وَجمع.
ولد لَيْلَة الْجُمُعَة لثلاث بقيين من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. وَقيل سنة ثَمَان، وَمَات فِي آخر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة.
وَله:
(يَا حرقة الْبَين كويت الحشا ... حَتَّى اذبت الْقلب فِي أضلعه)
(أذكيت فِيهِ النَّار حَتَّى غَدا ... ينساب ذَاك الذوب من مدمعه)
258 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خلف الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن الْقفال، وبابن غانة الجياني. قَالَ ابْن الزبير. أستاذ نحوي خطيب، مقرئ فَاضل. روى عَنهُ الْمُقْرِئ أَبُو بكر بن حسنون. قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا، وتأدب وَأَجَازَ لَهُ.
259 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن خَليفَة بن أبي الْعَافِيَة الْأَزْدِيّ أَبُو بكر الكتندي الإ لبيري الأَصْل. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ شَيخا فَقِيها، جَلِيلًا أديبا بارع الْأَدَب، عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، ذَاكِرًا لَهَا، كَاتبا مجيدا، شَاعِرًا مكثرا، مطبوعاً منطويا على جملَة محَاسِن، مَعَ أَخْلَاق سوية. أَصله من كتندة، بمرسية، وانتقل إِلَى غرناطة،(1/154)
وَسكن بهاء بمالقة، وَأخذ عَن أَهلهَا، واعتنوا بِهِ لعلمه وأدبه وفضله، سمع على أبي بكر ابْن الْعَرَبِيّ، وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ، وَأبي بكر بن مَسْعُود الْخُشَنِي، وروى عَنهُ ابْنا حوط الله، وَله شعر مدون.
ولد سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بغرناطة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(لأمر مَا بَكَيْت وهاج شوقي ... وَقد سجعت على الأيك الْحمام)
(لِأَن بياضها كبياض شيبي ... فَمَعْنَى شجوها قرب الْحمام)
260 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي الْحسن الزمردي الشَّيْخ شمس الدّين بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: ولد قبل سنة عشرَة وَسَبْعمائة، واشتغل بِالْعلمِ، وبرع فِي اللُّغَة والنحو وَالْفِقْه، وَأخذ عَن الشهَاب بن المرحل وَأبي حَيَّان، والقونوي، وَالْفَخْر الزَّيْلَعِيّ، وَسمع الحَدِيث من الدبوسي، والحجار، وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي.
وَكَانَ ملازما للاشتغال، كثير المعاشرة للرؤساء، كثير الاستحضار، فَاضلا بارعا حسن النّظم والنثر، قوي البادرة، دمث الْأَخْلَاق. ولي قَضَاء الْعَسْكَر وإفتاء دَار الْعدْل، ودرس بالجامع الطولوني وَغَيره.
وَله من التصانيف: شرح الْمَشَارِق فِي الحَدِيث، شرح ألفية بن مَالك فِي غَايَة الْحسن وَالْجمع والاختصار، الغمز على الْكَنْز، التَّذْكِرَة عدَّة مجلدات فِي النَّحْو، المباني فِي الْمعَانِي، الثَّمر الجني فِي الْأَدَب السّني، الْمنْهَج القويم فِي الْقُرْآن الْعَظِيم، نتائج الافكار، الرقم على الْبردَة، الْوَضع الباهر فِي رفع أفعل الظَّاهِر، اختراع الفهوم لِاجْتِمَاع الْعُلُوم، روض الأفهام فِي أَقسَام الِاسْتِفْهَام، وَغير ذَلِك. وَله حَاشِيَة على الْمُغنِي لِابْنِ هِشَام، وصل فِيهَا إِلَى أثْنَاء الْبَاء الْمُوَحدَة، وافتتحها بقوله: الْحَمد لله الَّذِي لَا مغنى سواهُ.(1/155)
أَخذ عَن الْعَلامَة عز الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن جمَاعَة، وروى عَنهُ الْجمال ابْن ظهيرة، وَعبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة
وَمَات فِي خَامِس عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة، وَخلف ثروة وَاسِعَة.
قَالَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن عبد الْقَادِر المقريزي: رَأَيْته فِي النّوم بعد مَوته، فَسَأَلته: مَا فعل الله بك؟ فَأَنْشد:
(الله يعْفُو عَن الْمُسِيء إِذا ... مَاتَ على توبةٍ ويرحمه)
وَمن نظمه:
(لَا تفخرن بِمَا أُوتيت من نعمٍ ... على سواك وخف من مكر جَبَّار)
(فَأَنت فِي الأَصْل بالفخار مشتبهٌ ... مَا أسْرع الْكسر فِي الدُّنْيَا لفخار!)
261 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن عبد الْكَرِيم بن الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن دلف بن أبي دلف الْعجلِيّ أَبُو الْمَعَالِي قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين القزوني الشَّافِعِي الْعَلامَة. قَالَ ابْن حجر: ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، واشتغل وتفقه، حَتَّى ولي قَضَاء نَاحيَة بالروم، وَله دون الْعشْرين. ثمَّ قدم دمشق، واشتغل بالفنون، وأتقن الْأُصُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان، وَأخذ عَن الأيكي وَغَيره، وَسمع الحَدِيث من الْعِزّ الفاروثي وَغَيره، وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا حدث بِهِ. وَكَانَ فهما ذكياً، فصيحاً مفوهاً، حسن الْإِيرَاد، جميل الذَّات والهيئة والمكارم، جميل المحاضرة، حسن الْمُلْتَقى، جواداً، حُلْو الْعبارَة، حاد الذِّهْن، منصفاً فِي الْبَحْث؛ مَعَ الذكاء والذوق فِي الْأَدَب وَحسن الْخط وناب عَن ابْن صصري، ثمَّ عَزله، ثمَّ ولي خطابة جَامع دمشق، ثمَّ طلبه النَّاصِر، وَقضى دينا كَانَ عَلَيْهِ، وولاه قَاضِيا بِالشَّام، ثمَّ طلبه إِلَى مصر، وولاه قضاءها بعد(1/156)
صرف ابْن جمَاعَة، فصرف أَمْوَال الْأَوْقَاف على الْفُقَرَاء والمحتاجين، وَعظم أمره جدا. وَكَانَ للْفُقَرَاء ذخْرا وملجأ، ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء دمشق بِسَبَب أَوْلَاده، وخصوصاً ابْنه عبد الله؛ فَإِنَّهُ أسرف فِي اللَّهْو والرشوة، ففرح بِهِ أهل الشَّام، فَأَقَامَ قَلِيلا، وتعلل وأصابه فالج فَمَاتَ مِنْهُ، وأسفوا عَلَيْهِ كثيرا.
وَكَانَ مليح الصُّورَة، فصيح الْعبارَة، كَبِير الذقن، موطأ الأكناف، جم الْفَضِيلَة، محب الْأَدَب لحاضريه، ويستحضر نكته، قوي الْحَظ.
وَيُقَال: إِنَّه لم يُوجد لأحد من الْقُضَاة منزلَة عِنْد سُلْطَان تركي نَظِير مَنْزِلَته، وَلَهو فِي ذَلِك وقائع.
قلت: وَلَا أعلمهُ نظم شَيْئا مَعَ قُوَّة بَاعه فِي الْأَدَب.
وَله من التصانيف: تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان؛ وَهُوَ من أجل المختصرات فِيهِ، وَقد ملكته بِخَطِّهِ الْحسن الْمليح، ونظمته فِي أرجوزة. وَله: إِيضَاح التَّلْخِيص، والسور الْمرْجَانِي من شعر الأرجاني.
مَاتَ فِي منتصف جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
262 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الكنجروذي أَبُو سعيد الْفَقِيه النَّحْوِيّ الأديب
قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق: شيخ مَشْهُور من أهل الْفضل، وَله قدم فِي الطِّبّ والفروسية وأدب السِّلَاح؛ كَانَ بارع وقته، لاشْتِمَاله على فنون الْعلم. سمع الحَدِيث وَأدْركَ الْأَسَانِيد الْعَالِيَة فِي الْأَدَب وَغَيره. وَحدث عَن أبي أَحْمد الْحَافِظ وطبقته، وَعنهُ خلق. وَله شعر حسن.(1/157)
وَجَرت بَينه وَبَين أبي جَعْفَر الزوزني محاورات أدَّت إِلَى وحشته، فهجاه بِسَبَبِهَا، وَجعله غَرضا، ورماه بِمَا برأه الله مِنْهُ.
مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
263 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن زيد النَّحْوِيّ الدندري الْمَعْرُوف بالبقراط
قَالَ فِي تَارِيخ الصَّعِيد: قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الرّبيع البوتيجي صَاحب الْكَمَال الضَّرِير، وتصدر للإقراء، وَأخذ عَنهُ جماعات. ثمَّ استوطن مصر، واشتغل بالنحو، وَاخْتصرَ الملحة نظماً.
264 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن مَسْعُود المَسْعُودِيّ أَبُو سعيد البندهي
وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ البنجديهي اللّغَوِيّ الشَّافِعِي، أَصله من بنج ديه.
قَالَ ياقوت: من أهل الْفضل وَالْأَدب وَالدّين والورع، ورد بَغْدَاد، ثمَّ الشَّام، وَحصل لَهُ سوق نافقة، وَقبُول تَامّ عِنْد الصّلاح بن أَيُّوب، وَأَقْبَلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَحصل كتبا لم تحصل لغيره، ووقفها بخانقاه السميساطي.
وَقَالَ غَيره: فَقِيه مُحدث، صوفي، جوال، عَالم باللغة، أديب. سمع بخراسان من أبي شُجَاع البسطامي وَغَيره، وببغداد. وَحدث وأملى بِالشَّام وديار بني بكر.
وَله من التصانيف: شرح المقامات فِي مجلدين روى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي.(1/158)
مولده لَيْلَة الثُّلَاثَاء أول ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَمَات بِدِمَشْق لَيْلَة السبت تَاسِع عشْرين من ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ.
265 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّيْسَابُورِي النَّحْوِيّ
يعرف بمت. قَالَ الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء: كَانَ من أعلم النَّاس والنحو والعربية، أَخذ الْقِرَاءَة عَن عِيسَى بن عمر الْكُوفِي، وروى الْحُرُوف عَن إِسْمَاعِيل الْقسْط وشبل ابْن عباد. وروى عَنهُ الْحُرُوف أَحْمد بن نصر النَّيْسَابُورِي الْمُقْرِئ، ونصير بن يُوسُف النَّحْوِيّ، وَحدث وَأفْتى وأقرأ.
266 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ يعرف بثعلب. روى عَن عبد الله بن أَيُّوب المَخْزُومِي وَغَيره. وَحدث عَنهُ الطَّبَرَانِيّ.
كَذَا رَأَيْت بِخَط بن مَكْتُوم من غير زِيَادَة.
267 - مُحَمَّد بن عبد الرءوف بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْأَزْدِيّ وَلَاء الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله يعرف بِابْن خُنَيْس. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة والغريب وَالْأَخْبَار والتاريخ، كَاتبا بليغاً سمع من أَحْمد بن بشر بن الأغبس، وَألف كتابا فِي شعراء الأندلس بلغ فِيهِ، الْغَايَة، وَكَانَ يطعن عَلَيْهِ فِي دينه.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة.(1/159)
268 - مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن ثَعْلَبَة بن زيد بن الْحسن
ابْن كلب بن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي صَاحب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَبُو عبد الله من قرطبة، قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ حفظ اللُّغَة وَرِوَايَة الحَدِيث. ثِقَة مَأْمُونا، وَلم يكن عِنْده كَبِير علم بالفقه، رَحل فحج، وَدخل الْبَصْرَة، فَسمع من بنْدَار وَغَيره من أهل الحَدِيث، وَلَقي بهَا أَبَا حَاتِم السجسْتانِي وَالْعَبَّاس بن الْفرج، والرياشي، أَبَا إِسْحَاق الزبادي؛ فَأخذ عَنْهُم كثيرا من كتب اللُّغَة رِوَايَة عَن الْأَصْمَعِي وَغَيره.
وَدخل بَغْدَاد، فَسمع بهَا من غير وَاحِد، وَأدْخل الأندلس كثيرا من حَدِيث الْأَئِمَّة، وَكَثِيرًا من كتب اللُّغَة وَالشعر الجاهلي. وَكَانَ صَارِمًا أنوفا، منقبضاً عَن السلاطين؛ طلب للْقَضَاء فَأبى، وَقَالَ: أَبيت كَمَا أَبَت السَّمَوَات وَالْأَرْض، إباية إشفاق لَا إباية عصيان.
مَاتَ يَوْم االسبت لأَرْبَع بَقينَ من رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة.
وَقَالَ الزبيدِيّ: لَهُ تآليف فِي شرح الحَدِيث فِيهِ من الْغَرِيب علم كَبِير، وَكَانَ خيرا دينا.
269 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن خلف الرجيني الساقي الإشبيلي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذاً فَاضلا جَلِيلًا، نحوياً لغويا، مقرئا أديباً. روى عَن ابْن بشكوال وَغَيره. أَقرَأ بإشبيلية، ثمَّ نقل إِلَى مراكش، فأقرأ بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مَجْلِسه حافلاً لتفننه فِي الْعُلُوم، وَكَانَ ملحوظا من الأكابر، جليل الْقدر، كريم الطَّبْع، حسيب الأَصْل، نبيه الْبَيْت، حسن النّظم والنثر.
مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث صفر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة.(1/160)
270 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سهل أَبُو نصر التَّيْمِيّ الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ القَاضِي
يعرف بسيبويه. قَالَ يحيى بن مندة فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: هُوَ حسن الْأَدَب، أحد وُجُوه الْعلم، عَالم باللغة والنحو، حدث عَن ابْن فَارس وَغَيره، وَعنهُ عَم أبي سعد السَّمْعَانِيّ.
271 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عمر بن عبد الله بن فندلة أَبُو بكر
قَالَ فِي الريحانة: شيخ مسن، نحوي لغَوِيّ مُحدث. روى عَن الأعلم الشنتمري، وَأبي عَليّ الغساني وَأبي مَرْوَان بن سراج. وَعنهُ أَبُو عبد الله بن عبَادَة الجياني.
272 - مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن بدران شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي المرداوي الْحَنْبَلِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: ولد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وتفقه عَليّ الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك وَغَيره، وبرع فِي الْعَرَبيَّة واللغة، ودرس وَأفْتى، وصنف. أَخذ عَنهُ القاضيان: شمس الدّين بن مُسلم وجمال الدّين بن جملَة.
مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة.(1/161)
273 - مُحَمَّد بن عبد الْمَاجِد العجيمي النَّحْوِيّ
المتفنن. الشَّيْخ شمس الدّين، سبط الشَّيْخ جمال الدّين بن هِشَام. قَالَ ابْن حجر: أَخذ عَن خَاله الشَّيْخ محب الدّين، وَمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية. وَكَانَ كثير الْأَدَب، فائقا فِي معرفَة الْعَرَبيَّة، ملازماً لِلْعِبَادَةِ، وقوراً سَاكِنا.
مَاتَ فِي الْعشْرين من شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَكَانَت جنَازَته حافلة
قلت: أَخذ عَنهُ شَيخنَا الإِمَام تَقِيّ الدّين الشمني.
274 - مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن عبد الله بن عَليّ عماد الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ
وَقيل: المدلجي. المذاهبي والنحوي؛ الملقب بالأخفش الْمَعْرُوف بِابْن القضائي الْكَاتِب. ولد بالشارع خَارج الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وتصدر بالجامع الظافري، وَكَانَ مَوْجُودا سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
وَمن شعره - وَقد طلب مِنْهُ نجم الدّين الْأَعْمَى المدلجي النَّحْوِيّ وَرقا، فَلم يُرْسِلهُ لَهُ لعذر، فسير إِلَيْهِ هَذِه الأبيات:
(لَا تحسب الصد نجم الدّين من مللٍ ... لَا وَالَّذِي خلق الْإِنْسَان من علق)
(وَإِنَّمَا صَرْفُ دهري عاقني عَبَثا ... والدهر مَا زَالَ بالأحرار ذَا ملق)
(كم بت من لَيْلَة فِيهِ أكابده ... يَا دهر دَعْنِي فَمَا أبقيت من رَمق)
(وَجُمْلَة الْأَمر أَنِّي كنت فِي خجلٍ ... أَلا أجيء بِلَا ورقٍ وَلَا ورقِ)
وَقَالَ من أَبْيَات:
(متدفقٌ من كَفه وجبينه ... ماءان: مَاء ندىً وَمَاء حَيَاء)
(هُوَ طَاهِر الأذيال والأعراض وَال ... أجداد والآباء وَالْأَبْنَاء)
ذكره المقريزي فِي المقفى.(1/162)
275 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُوسَى بن عبد الْملك بن وليد الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن أبي جَمْرَة
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْقُرْآن والْحَدِيث وَالْفِقْه، والمعرفة باللغات، وَالْإِعْرَاب والآداب والحساب، وَغلب عَلَيْهِ الإنزواء وَالْعِبَادَة وَحب الْوحدَة والفرار عَن النَّاس. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره، وَعمر حَتَّى بلغ ثَمَانِينَ سنة، وكف بَصَره.
وَمَات يَوْم الْخَمِيس ثامن ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَخَمْسمِائة.
276 - مُحَمَّد بن عبد الْملك الشنتريني أَبُو بكر النَّحْوِيّ
قَالَ الْمُنْذِرِيّ، أحد أَئِمَّة الْعَرَبيَّة والمبرزين فِيهَا، قرأعليه ابْن بري.
وصنف تلقيح الْأَلْبَاب فِي عوامل الْأَعْرَاب، وكتابا فِي الْعرُوض، وَغير ذَلِك. وَحدث عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النفطي. حَدثنَا عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله الْقرشِي. مَاتَ سنة خمسين وَخَمْسمِائة.
277 - مُحَمَّد بن عبد الْملك الكلثومي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: من الْفُضَلَاء الكبراء، عَلامَة فِي الْإِعْرَاب واللغة والحساب وَمَعْرِفَة الْأَيَّام والأنساب والنجوم. دخل خوارزم مَعَ عدَّة من الأدباء وَالشعرَاء حِين ضَاقَ عَلَيْهِم الْأَمر بخراسان؛ وَأنْشد بهَا:
(تَقول سعاد: مَا تغرد طَائِر ... على فنن إِلَّا وانت كئيب!)
(أجارتنا إِنَّا غَرِيبَانِ هَا هُنَا ... وكل غَرِيب للغريب نسيب)
(أجارتنا إِن الْغَرِيب وَإِن غَدَتْ ... عَلَيْهِ غوادي الصَّالِحَات غَرِيب)(1/163)
(أجارتنا من يغترب يلق للأذى ... نَوَائِب تقذي عينه وتشيب)
(يحن إِلَى أوطانه وفؤاده ... لَهُ بَين أحناء الضلوع وجيب)
(سقى الله ربعا بالعراق فَإِنَّهُ ... إِلَيّ وَإِن فارقته لحبيب {)
(أحن إِلَيْهِ من خُرَاسَان نازعا ... وهيهات لَو أَن المزار قريب} )
(وَإِن حنينا من خوارزم ضلةٌ ... إِلَى مُنْتَهى أَرض الْعرَاق عَجِيب)
278 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الصنهاجي الْحِمْيَرِي أَبُو عبد الله السبتي
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من صُدُور الْحفاظ، لم يستظهر أحد فِي زَمَانه من اللُّغَة مَا اسْتَظْهرهُ؛ آيَة تتلى وَمِثَال يضْرب؛ قَائِما على كتاب سِيبَوَيْهٍ يسرده بِلَفْظِهِ، صَدُوق اللهجة، سليم الصَّدْر، تَامّ الرجولية، عابداً صَالحا، كثير الْقرب والأوراد. قرأكثيرا على أبي الْقَاسِم بن الشاطر ولازمه، وانتفع بِهِ.
وَقَالَ إِسْحَاق الغافقي: وَكَانَ مشاركا فِي الْأُصُول، ملازما للسّنة، يعرب أبدا كَلَامه، طبقَة فِي الشطرنج.
279 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أبي هَاشم أَبُو عمر الزَّاهِد الْمُطَرز اللّغَوِيّ غُلَام ثَعْلَب.
ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ التنوخي: لم أر قطّ أحفظ مِنْهُ، أملي من حفظه ثَلَاثِينَ ألف ورقة، ولسعة حفظه نسب إِلَى الْكَذِب.
وَقَالَ ابْن برهَان: لم يتَكَلَّم فِي الْعَرَبيَّة أحد من الْأَوَّلين والآخرين أعلم مِنْهُ.
وَقَالَ الْخَطِيب: كَانَ أهل اللُّغَة يطعنون عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: لَو طَار طَائِر فِي الجو قَالَ: حَدثنَا ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَيذكر فِي ذَلِك سَببا. وَأما أهل الحَدِيث(1/164)
فيصدقونه ويوثقونه؛ قَالَ: وَولي معز الدولة شرطة بَغْدَاد مَمْلُوكا يُقَال لَهُ خواجا، فَبلغ أَبَا عمر وَهُوَ على الياقوتة، فَقَالَ: اكتبوا: " ياقوتة خواجا، الخواج فِي اللُّغَة الْجُوع "، ثمَّ فرع عَلَيْهِ بَابا، فاستعظم النَّاس من كذبه وتتبعوه، فَقَالَ [لي] أَبُو عَليّ الْحَاتِمِي: أخرجنَا فِي أمالي الحامض، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الخواج: الْجُوع.
قَالَ: وَكَانَ يُؤَدب ولد القَاضِي أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف، فأملى عَلَيْهِ يَوْمًا نَحْو ثَلَاثِينَ مَسْأَلَة فِي اللُّغَة، وَذكر غريبها، وختمها ببيتين من الشّعْر.
وَحضر ابْن دُرَيْد، وَابْن الْأَنْبَارِي، وَابْن مقسم عِنْد القَاضِي، فَعرض عَلَيْهِم تِلْكَ الْمسَائِل، فَمَا عرفُوا مِنْهَا شَيْئا، وأنكروا الشّعْر، فَقَالَ [لَهُم] القَاضِي: مَا تَقولُونَ فِيهَا؟ فَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: أَنا مَشْغُول بتصنيف مُشكل الْقُرْآن، وَلَا أَقُول شَيْئا. وَقَالَ ابْن مقسم كَذَلِك، وَقَالَ أَنا مَشْغُول بالقراءات. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هَذِه الْمسَائِل من مصنوعات أبي عمر، وَلَا أصل لَهَا فِي اللُّغَة؛ فَبَلغهُ ذَلِك، فَاجْتمع بِالْقَاضِي وَسَأَلَهُ [إِحْضَار] دواوين جمَاعَة من [قدماء] الشُّعَرَاء، سماهم، فَفتح القَاضِي خزانته، وَأخرج لَهُ تِلْكَ الدَّوَاوِين، فَلم يزل أَبُو عمر يعمد إِلَى كل مَسْأَلَة، وَيخرج لَهَا شَاهدا من كَلَام الْعَرَب، ويعرضه على القَاضِي، حَتَّى استوفاها، ثمَّ قَالَ وَهَذَانِ البيتان أنشدهما ثَعْلَب بِحَضْرَة القَاضِي، وكتبهما القَاضِي بِخَطِّهِ على ظهر الْكتاب الْفُلَانِيّ، فأحضر الْكتاب فَوجدَ الْبَيْتَيْنِ على ظَهره بِخَطِّهِ كَمَا قَالَ. فَبلغ ابْن دُرَيْد ذَلِك، فَمَا ذكره بِلَفْظَة حَتَّى مَاتَ.
وَكَانَ الْأَشْرَاف وَالْكتاب يحْضرُون عِنْده ليسمعوا مِنْهُ، فَجمع جُزْءا فِي فضل مُعَاوِيَة، فَكَانَ لَا يدع أحدا يقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا حَتَّى يَبْتَدِئ بِقِرَاءَة ذَلِك الْجُزْء، وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب ابْن ماسي ينفذ إِلَيْهِ كِفَايَته وقتا بعد وَقت، فَقطع عَنهُ ذَلِك مُدَّة، ثمَّ أنفذ إِلَيْهِ جملَة رسمه،(1/165)
وَكتب إِلَيْهِ يعْتَذر من تَأْخِيره، فَرده، وَأمر أَن يكْتب على رقعته: أكرمتنا فملكتنا، وأعرضت عَنَّا فأرحتنا.
وَله من التصانيف: اليواقيت، شرح الفصيح، فَائت الفصيح، غَرِيب مُسْند أَحْمد، المرجان، الموشح، تَفْسِير أَسمَاء الشُّعَرَاء، فَائت الجمهرة، فَائت الْعين، مَا أنكرهُ الْأَعْرَاب على أبي عُبَيْدَة، المداخل، وَغير ذَلِك.
وَله فِي آخر اليواقيت:
(لما فَرغْنَا من نظام الْجَوْهَرَة ... أعورت الْعين وَمَات الجمهره)
ووقف التصنيف عِنْد القنطره
مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وثلثمائة بِبَغْدَاد. وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
280 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود السيواسي، ثمَّ الإسكندري الْعَلامَة كَمَال الدّين بن الْهمام الْحَنَفِيّ
ولد بِقرب سنة تسعين وَسَبْعمائة، وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة، ولازمه فِي الْأُصُول وَغَيرهَا، وانتفع بِهِ وبالقاضي محب الدّين بن الشّحْنَة لما قدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث عشرَة، ولازمه، وَرجع مَعَه إِلَى حلب، وَأقَام عِنْده إِلَى أَن مَاتَ. وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجمال الْحميدِي وَالْأُصُول وَغَيره عَنهُ السنباطي والْحَدِيث عَن أبي زرْعَة بن الْعِرَاقِيّ والتصوف عَن الخوافى والقراءات عَن الزراتيني وَسمع الحَدِيث على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي. وَأَجَازَ لَهُ المراغي وَابْن ظهيرة ورقية الملنية، وَتقدم على أقرانه، وبرع فِي الْعُلُوم، وتصدى لنشر الْعلم، وفانتفع بِهِ خلق. وَكَانَ عَلامَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو والتصريف والمعاني وَالْبَيَان والتصوف والموسيقى وَغَيرهَا، محققاً جدلياً نظاراً.(1/166)
وَكَانَ يَقُول: أَنا لَا أقلد فِي المعقولات أحدا.
وَقَالَ الْبُرْهَان الأنباسي من أقرانه: لَو طلبت حجج الدّين مَا كَانَ فِي بلدنا من يقوم بهَا غَيره.
وَكَانَ للشَّيْخ نصيب وافر مِمَّا لأرباب الْأَحْوَال من الْكَشْف والكرامات، وَكَانَ تجرد أَولا بِالْكُلِّيَّةِ، فَقَالَ لَهُ أهل الطَّرِيق: ارْجع فَإِن للنَّاس حَاجَة بعلمك.
وَكَانَ يَأْتِيهِ الْوَارِد كَمَا يَأْتِي الصُّوفِيَّة إِلَّا أَنه يقْلع عَنهُ بِسُرْعَة لأجل مخالطته للنَّاس، أَخْبرنِي بعض الصُّوفِيَّة من أَصْحَابه أَنه كَانَ عِنْده فِي بَيته الَّذِي بِمصْر، فَأَتَاهُ الْوَارِد فَقَامَ مسرعا، قَالَ الحاكي: وَأخذ بيَدي يجرني، وَهُوَ يعدو فِي مشيته، وَأَنا أجري مَعَه إِلَى أَن وقف على المراكب، فَقَالَ: مَا لكم واقفين هَا هُنَا؟ فَقَالُوا: أوقفتنا الرّيح وَمَا هُوَ. باختيارنا، فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يسيركم، وَهُوَ الَّذِي يوقفكم، قَالُوا: نعم، قَالَ الحاكي: ثمَّ أقلع عَنهُ الْوَارِد، فَقَالَ لي: لعَلي شققت عَلَيْك؟ قَالَ: فَقلت: إِي وَالله، وَانْقطع قلبِي من الجري. فَقَالَ: لَا تَأْخُذ عَليّ فَإِنِّي لم أشعر بِشَيْء مِمَّا فعلته.
وَكَانَ الشَّيْخ يلازم لبس الطيلسان كَمَا هُوَ السّنة، ويرخيه كثيرا على وَجهه وَقت حُضُور الشيخونية وَكَانَ يُخَفف الْحُضُور جدا، ويخفف صلَاته، كَمَا هُوَ شَأْن الأبدال، فقد نقلوا أَن صَلَاة الأبدال خَفِيفَة، وَكَانَ الشَّيْخ أفتى بُرْهَة من عمره، ثمَّ ترك الْإِفْتَاء جملَة.
وَولي من الْوَظَائِف تدريس الْفِقْه بالمنصورية وبقبة الصَّالح، وبالأشرفية الَّتِي بِقرب المشهد النفيسي، ثمَّ نزل عَنْهَا لشَيْخِنَا الشَّيْخ سيف الدّين الْحَنَفِيّ تِلْمِيذه، لما قرر الْأَشْرَف برسباي شَيخنَا فِي مدرسته عوضا عَن الْعَلَاء الرُّومِي، ثمَّ رغب عَنْهَا وَاسْتقر بعد ذَلِك فِي مشيخة الشيخونية، فباشرها مُدَّة أحسن مُبَاشرَة، غير ملتفت إِلَى أحد من الأكابر وأرباب الدولة، ثمَّ رغب عَنْهَا لما جاور بالحرمين، وَاسْتقر بعده شَيخنَا الْعَلامَة محيي الدّين الكافيجي.
وَكَانَ حسن اللِّقَاء والسمت والبشر وَالْبزَّة، طيب النغمة؛ مَعَ الْوَقار والهيبة، والتواضع المفرط والإنصاف والمحاسن الجمة، وَكَانَ أحد الأوصياء عَليّ.(1/167)
وَله تصانيف، مِنْهَا شرح الْهِدَايَة، سَمَّاهُ فتح الْقَدِير للعاجز الْفَقِير، وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الْوكَالَة، والتحرير فِي أصُول الْفِقْه، والمسامرة فِي أصُول الدّين، وكراسة فِي إِعْرَاب سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم. وَله مُخْتَصر فِي الْفِقْه سَمَّاهُ زَاد الْفَقِير، وَله نظم نَازل.
مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة.
وَقَالَ الشهَاب الْمَنْصُور يمدحه:
(زها كخد الخود روض أنف ... وأدمع الطل عَلَيْهِ تكف)
(كَأَنَّمَا الدولاب ثكلي قد غَدَتْ ... تندب شجوا والدموع ذرف)
(كَأَنَّمَا الأغصان إِذْ تمايلت ... شربٌ سطت شربا عَلَيْهِم قرقف)
(كَأَنَّمَا الْقمرِي فِيهِ قارئٌ ... صبحا وأوراق الغصون مصحف)
(كَأَنَّمَا كل حمام همزَة ... يحملهَا من كل غُصْن ألف)
(كَأَنَّمَا ريح الصِّبَا معشوقة ... فالدوح يصبو نَحْوهَا ويعطف)
(كَأَنَّمَا زهر الرياض أعين ... فَاتِحَة أجفانها لَا تطرف)
(فَلَا تشبه بالنجوم لطفها ... فَإِنَّهَا من النُّجُوم ألطف)
(وَلَا تقس بالبدر وَجه شَيخنَا ... فَإِنَّهُ عِنْد الْكَمَال يكسف)
(بَحر خضم فِي الْعُلُوم زاخر ... سيف صقيل فِي الْحُقُوق مرهف)
(سل عَنهُ فِي الْعلم وَفِي الْحلم مَعًا ... فَهُوَ أَبُو حنيفَة والأحنف)
(لَا ثَانِيًا عطفا ولامستكبراً ... وَلَا أَخُو عجب وَلَا مستنكف)
(لَا يطرف الْكبر لَهُ شمائلا ... لَا يهز جانبيه الصلف)
(فَهُوَ من الْخَيْر وأنواع التقى ... على الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ السّلف)
(فَلَو حَلَفت أَنه شيخ الْهدى ... لصدق النَّاس وبر الْحلف)
(يَا دوحة الْعلم الَّتِي قد أينعت ... ثمارها وَالنَّاس مِنْهَا تقطف)(1/168)
(ياسيداً بِهِ الْأَنَام تقتدي ... يَا رَحْمَة بِهِ الْبلَاء يكْشف)
(قد كَانَ لي بالخا نقاه خلْوَة ... ألفتها دهرا وَنعم المألف)
(فقدتها وَإِن لي من بعْدهَا ... لحالة أثر فِيهَا التّلف)
(وَمن عَجِيب أَن أكون شَاعِرًا ... وَلَيْسَ لي فِي الدَّهْر بَيت يعرف)
(لَا زلت محروس الجناب راقياً ... فِي شرف لَا يَعْتَرِيه شرف)
281 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين البارنباري الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
ولد قبيل سنة سبعين وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة، فاشتغل وَمهر فِي الْفِقْه والعربية والحساب وَالْعرُوض وَغير ذَلِك. وتصدر بالجامع الْأَزْهَر تَبَرعا، ودرس وَأفْتى مُدَّة، وأقرأ وخطب، وناب فِي الجمالية عَن حفيد الشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ، ثمَّ انتزعها مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين الْبرمَاوِيّ، وأصابه فالج أبطل نصفه، وَاسْتمرّ بِهِ موعوكا، إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
282 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَبَّاس بن نَاصح الثَّقَفِيّ
من أهل الجزيرة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة وَالْإِعْرَاب وَالشعر، فَقِيها حَافِظًا للمسائل والرأي، بَصيرًا بالفتيا على مَذْهَب مَالك شَاعِرًا ولي الْقَضَاء بالجزيرة.
مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وثلثمائة.
283 - مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن ابْن غَالب بن نصر الْخُشَنِي المالقي أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن العويص. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا مقرئا نحويا فَاضلا، روى عَن أبي عبد الله النفزي وَابْن الطراوة. وَأخذ عَنهُ وَعَن أبي الْحسن الصفار وَجَمَاعَة، وروى عَنهُ ابْنا حوط الله وَابْن يَرْبُوع.
وَمَات يَوْم السبت تَاسِع عشر شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة.(1/169)
284 - مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن ابي الْبَقَاء الْبَصْرِيّ أَبُو الْفرج قَاضِي الْبَصْرَة النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: قدم بَغْدَاد وواسط، وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي غَالب بن بَشرَان وَغَيره، وَالْفِقْه على القَاضِي أبي الطّيب وَالشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَالْمَاوَرْدِيّ. وَسمع بالأهواز من الْحُسَيْن الخوزي، وبالبصرة من الْفضل القصباني وَعبيد الله الرقي وَالْحسن بن رَجَاء وَابْن الدهان النَّحْوِيين. وروى عَن الْمَاوَرْدِيّ كتبه كلهَا. وَكَانَ حَافِظًا للفقه، حسن المذاكرة، كثير الْقِرَاءَة، محتشما عَن السلاطين
وَله تصانيف حسان، مِنْهَا: مقدمته فِي النَّحْو، وَكتاب المتقعرين.
توفّي فِي تَاسِع عشر الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَسمع فِي مَرضه يَقُول: مَا أخْشَى أَن الله يحاسبني أنني أخذت شَيْئا من وقف أَو مَال يَتِيم.
285 - مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الْأنْصَارِيّ الإشبيلي أَبُو بكر
قَالَ ابْن رشيد فِي رحلته: أستاذ مقرئ، أديب نحوي بارع، نزل سبته. لَهُ نظم.
286 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن بلبل أَبُو عبد الله
قَالَ ياقوت: لغَوِيّ نحوي، صحب السيرافي، والفارسي وروى عَنهُ كِتَابه الْحجَّة، وسَمعه مِنْهُ ابْن بَشرَان النَّحْوِيّ.
وَقَالَ ابْن النجار: قَرَأَ النَّحْو على ابْن خالويه، وروى عَنهُ، وَكَانَ شَاعِرًا مجيداً.(1/170)
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لسبع بَقينَ من رَمَضَان سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره يمدح الْوَزير سَابُور بن دسير:
(أضحى الرَّجَاء لبرق جودك شائما ... وارتد روض الْحَمد وحفا نَاعِمًا)
(سميت نَفسِي إِذْ رجوتك واثقا ... ودعوتها لَك مذ مدحتك خَادِمًا)
(فَمَتَى أقوم بشكر نِعْمَتك الَّتِي ... عقدت عَليّ من الخطوب تمائما)
(لَا زَالَ جدك لِلْعَدو مزاحما ... يَعْلُو وآنف حاسديك رواغما)
287 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مسبح أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالجعد الشَّيْبَانِيّ النَّحْوِيّ
أحد أَصْحَاب ابْن كيسَان. كَانَ من الْعلمَاء الْفُضَلَاء.
لَهُ من التصانيف: الْمُخْتَصر فِي النَّحْو، غَرِيب الْقُرْآن، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، الهجاء، خلق الْإِنْسَان، الْفرق، الْعرُوض، الْقرَاءَات، النَّاسِخ والمنسوخ.
288 - مُحَمَّد بن عَزِيز أَبُو بكر السجسْتانِي العزيزي
بزائين معجمتين؛ كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مَاكُولَا وَغَيرهمَا، وَقيل: الثَّانِيَة مُهْملَة؛ نِسْبَة لبني عزْرَة؛ ورد بِأَن الْقيَاس فِيهِ العزري لَا العزيري. كَانَ أدبياً فَاضلا متواضعاً، أَخذ عَن أبي بكر بن الْأَنْبَارِي، وصنف غَرِيب الْقُرْآن الْمَشْهُور فجوده؛ يُقَال: إِنَّه صنفه قي خمس عشرَة سنة وَكَانَ يَقْرَؤُهُ على شَيْخه ابْن الْأَنْبَارِي وَيصْلح فِيهِ مَوَاضِع رَوَاهُ عَنهُ أَبُو حسنون وَغَيره. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وثلثمائة.
وَقَالَ ابْن النجار فِي تَرْجَمته: كَانَ عبدا صَالحا، روى عَنهُ غَرِيب الْقُرْآن أَبُو عبد الله عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدَان الْمَعْرُوف بِابْن بطة العكبري، وَأَبُو عَمْرو عُثْمَان(1/171)
ابْن أَحْمد بن سمْعَان الْوزان، وَأَبُو أَحْمد عبد الله بن حسنون الْمُقْرِئ وَغَيرهم. قَالَ: وَالصَّحِيح فِي إسم أَبِيه عُزَيْر، آخِره رَاء؛ هَكَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن نَاصِر الْحَافِظ؛ وَذكر أَنه شَاهده بِخَط يَده وبخط غير وَاحِد من الَّذين كتبُوا كِتَابه عَنهُ وَكَانُوا متقنين.
وَذكر لي شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن الْأَخْضَر أَنه رأى نُسْخَة لغريب الْقُرْآن؛ بِخَط مُصَنفه، وَفِي آخرهَا " وَكتب مُحَمَّد بن عُزَيْر " بالراء الْمُهْملَة. انْتهى.
289 - مُحَمَّد بن عِصَام بن سنديلة الاصبهاني النَّحْوِيّ
يعرف بممشاذ. كَذَا وَصفه أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان، وَقَالَ: صَاحب عَرَبِيَّة، من أهل جرواءان. حدث عَن مُحَمَّد بن بكير والشاذ كوني، وَعنهُ أَحْمد بن الْحسن الشُّرُوطِي.
290 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الهراسي أَبُو عبد الله الْخَوَارِزْمِيّ الأديب النَّحْوِيّ
أوحد زَمَانه فِي الْأَدَب البارع، وَالْفضل الشَّائِع.
صنف كتابا فِي التصريف، وَشرح ديوَان المتنبي. وَله الرسائل، والبلاغة والبراعة فِي النّظم والنثر.
مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة. وَله:
(لَا تصنع الْعرف إِلَى مائق ... فَكل مَا تَصنعهُ ضائع)
(مَا ضَاعَ مَعْرُوف لَدَى أَهله ... ذَلِك مسك أبدا ضائع)(1/172)
291 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن زبرج العتابي أَبُو مَنْصُور ابْن أبي الْبَقَاء
قَالَ ابْن النجار: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو وَمَعْرِفَة الْعَرَبيَّة، متصدراً لإقراء النَّاس، وَيكْتب خطا مليحاً صَحِيحا. قَرَأَ النَّحْو على أبي السعادات بن الشجري، واللغة على أبي مَنْصُور الجواليقي، وَسمع الحَدِيث من جده لأمه أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش، وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين، وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم، وَحدث باليسير.
سمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عَليّ بن الْخضر الْقرشِي، وَأَبُو المفاخر مُحَمَّد بن مَحْفُوظ الجرباذقاني، وَعبد الرَّحْمَن بن يعِيش بن سَعْدَان القواريري.
وَكَانَت بَينه وَبَين أبي مُحَمَّد بن الخشاب مناقرات ومنافرات.
ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة.
292 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْحلِيّ النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن حميدة. قَالَ ياقوت: كَانَت لَهُ معرفَة جَيِّدَة بالنحو واللغة. قَرَأَ على ابْن الخشاب، ولازمه حَتَّى برع.
وصنف كتبا، مِنْهَا: شرح أَبْيَات الْجمل [لأبي بكر بن السراج] ، وَشرح اللمع [لِابْنِ جني] ، وَشرح المقامات [الحريرية] ، وَكتاب فِي التصريف، وَالرَّوْضَة فِي النَّحْو، والأدوات [فِي النَّحْو] ، وَالْفرق بَين الضَّاد والطاء.
مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات سنة خمسين وَخَمْسمِائة.(1/173)
قَالَ ابْن النجار: وأنشدني ياقوت الْحَمَوِيّ بحلب، قَالَ: أَنْشدني أَبُو الْحسن عَليّ ابْن نصر بن هَارُون الْحلِيّ، أَنْشدني مُحَمَّد بن عَليّ بن حميدة الْحلِيّ لنَفسِهِ:
(سَلام على تِلْكَ الْمعَاهد والربا ... وَأهلا بأرباب القباب ومرحباً)
(وسقياً لربات الخجال وَأَهْلهَا ... ورعياً لأرباب الخدود بيثربا)
(احن لذياك الْجمال وَإِن غَدَتْ ... ربائبها تبدى إِلَيّ التجنبا)
(وأصبو لربع العامرية كلما ... تذكرت من جرعائها لي ملعبا)
(فَلَا هم إِلَّا دون همي غدْوَة ... إِذا جرت النكباء أَو هبت الصِّبَا)
293 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْخَولَانِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن الفخار وبالإلبيري، النَّحْوِيّ
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أستاذ الْجَمَاعَة، وَعلم الصِّنَاعَة، وسيبويه الْعَصْر، وَآخر الطَّبَقَة من أهل هَذَا الْفَنّ. كَانَ فَاضلا تقياً متعبداً، عاكفا على الْعلم، ملازما للتدريس، إِمَام الْأَئِمَّة من غير مدافع، مبرزاً أَمَام أَعْلَام الْبَصرِيين من النُّحَاة، منتشر الذّكر، بعيد الصيت، عَظِيم الشُّهْرَة، مستبحر الْحِفْظ، تفجر بِالْعَرَبِيَّةِ تفجر الْبَحْر، ويسترسل استرسال الْقطر؛ قد خالطت لَحْمه وَدَمه، لَا يشكل عَلَيْهِ مِنْهَا مُشكل، وَلَا يعوزه تَوْجِيه، وَلَا تشذ عَنهُ حجَّة. جدد بالأندلس مَا كَانَ قد درس من الْعَرَبيَّة، من لدن وَفَاة أبي عَليّ الشلوبين.
وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي غير الْعَرَبيَّة، من قراءةٍ وفقهٍ وعروضٍ وَتَفْسِير. وَتقدم خَطِيبًا بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع الْأَعْظَم، ودرس بالنصرية، وَقل فِي الأندلس من لم يَأْخُذ عَنهُ من الطّلبَة. وَاسْتعْمل فِي السفارة إِلَى العدوة مَعَ مثله من الْفُقَهَاء؛ فَكَانَت لَهُ حَيْثُ حل الشُّهْرَة، وَعَلِيهِ الازدحام.(1/174)
درس وأقرأ، وَكَانَ وقوراً مفرط الطول، نحيفا سريع الخطو، قَلِيل الِالْتِفَات والتعريج، جَامعا بَين الْحِرْص والقناعة. قَرَأَ على أبي إِسْحَاق الغافقي، ولازمه وانتفع بِهِ وَبِغَيْرِهِ.
وَمَات بغرناطة لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ارْبَعْ وَخمسين وَسَبْعمائة. وَكَانَت جنَازَته حافلةً.
294 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الإربلي الْموصِلِي بدر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن الْخَطِيب الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَكَانَ ذكياً سريع الْحِفْظ، شرح الكافية، والشافية، وَله حواشٍ على التسهيل، وحواشٍ على الْحَاوِي، ونظم ونثر. قدم رَسُولا من ملك الْموصل، فَأَقَامَ خمسين يَوْمًا وَرجع، فَأخذ عَنهُ ابْن رَافع وَغَيره.
(وَقد شاع عني حب ليلى وأنني ... كلِفتُ بهَا شوقاً وهِمتُ بهَا وجدا)
(وَوَاللَّه مَا حبي لَهَا جازَ حدَّه ... وَلكنهَا فِي حسنها جَازَت الحدا)
295 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل أَبُو بكر العسكري الْمَعْرُوف بمبرمان
ولد بطرِيق رامهرمز، وَأخذ عَن الْمبرد، وَأكْثر بعده عَن الزّجاج. وَكَانَ قيِّماً بالنحو؛ أَخذ عَنهُ الْفَارِسِي والسيرافي. وَكَانَ ضنيناً بِالْأَخْذِ عَنهُ، لَا يقرئ كتاب سِيبَوَيْهٍ إِلَّا بِمِائَة دِينَار، فقصده أَبُو هَاشم الجبائي، فَقَالَ لَهُ: قد عرفت الرَّسْم؟ قَالَ: نعم؛ وَلَكِن اسألك النظرة، وأحمل لَك شَيْئا يُسَاوِي أَضْعَاف الْقدر الَّذِي تلتمسه، فتدعه(1/175)
عنْدك إِلَى أَن يجيئني مَال لي بِبَغْدَاد، فأحمل إِلَيْك مَا تُرِيدُ، وأسترجع مَا عنْدك، فتمنَّع قَلِيلا ثمَّ أَجَابَهُ، فجَاء أَبُو هَاشم إِلَى زِنْفِيلجَة حسنَة مغشاة بِالْأدمِ، محلاة فملأها حِجَارَة وقفلها، وختمها، وَحملهَا فِي منديل، حَتَّى وَضعهَا بَين يَدَيْهِ. فَلَمَّا رأى منظرها وثقلها لم يشك فِي حَقِيقَة مَا ذكره، فوضعها عِنْده، وَأخذ عَلَيْهِ، فَمَا مَضَت مُدَّة حَتَّى ختم الْكتاب، فَقَالَ لَهُ: احْمِلْ مَالِي قبلك، فَقَالَ: انفذ معي غلامك حَتَّى أدفَع إِلَيْهِ، فأنفذه مَعَه، فجَاء إِلَى منزله وَكتب إِلَيْهِ رقْعَة فِيهَا: قد تعذر عَليّ حُضُور المَال، وأرهقني السّفر، وَقد أبحتك التَّصَرُّف فِي الزنفيلجة؛ وَهَذَا خطي حجَّة بذلك. وَخرج أَبُو هَاشم لوقته إِلَى الْبَصْرَة، وَمِنْهَا إِلَى بَغْدَاد، فَلَمَّا وقف مبرمان على الرقعة، استدعي بالزنفيلجة، فَإِذا فِيهَا حِجَارَة، فَقَالَ: سخر منا أَبُو هَاشم، لَا حيَّاه الله! واحتال على مَا لم يتم لغيره قطُّ.
وَكَانَ مبرمان مَعَ علمه سَاقِط الْمُرُوءَة، سخيفاًُ إِذا أَرَادَ أَن يمْضِي إِلَى بعد، طرح نَفسه فِي طبق حمال، وشدَّه بِحَبل، وَرُبمَا كَانَ مَعَه نبق أَو غَيره، فيأكل، وَيَرْمِي النَّاس بالنوى، يتَعَمَّد رُءُوسهم، وَرُبمَا بَال على رَأس الْحمال، فَإِذا قيل لَهُ يعْتَذر.
ولبعضهم يهجوه:
(صداع من كلامك يعترينا ... وَمَا فِيهِ لمستمعٍ بَيَان)
(مكابرةٌ ومخرقةٌ وبهت ... لقد أبرمتنا يَا مبرمانُ)
قَالَ الْمبرد: تلاميذ أبي رجلَانِ؛ أَحدهمَا يَعْلُو - وَهُوَ الكلابزي - يقْرَأ على أبي، ثمَّ يَقُول: قَالَ الْمَازِني، وَالْآخر مبرمان يقْرَأ عَلَيْهِ ثمَّ يَقُول: قَالَ الزّجاج، فيسفُل.(1/176)
وَله من التصانيف: شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ؛ لم يتم، شرح شواهده، شرح كتاب الْأَخْفَش، النَّحْو الْمَجْمُوع على الْعِلَل، الْعُيُون، التَّلْقِين، المجاري، صفة شكر الْمُنعم.
قَالَ الزبيدِيّ: توفّي مبرمان سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
296 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز اللَّخْمِيّ أَبُو بكر بن أبي الحكم اللّغَوِيّ الأديب
يعرف بِابْن المرخي، قَالَ ابْن الزبير: كَاتب بارع، اختصر الْغَرِيب المُصَنّف فاتقن فِيهِ وأبدع، وَسَماهُ حلية الأديب.
وَألف ذرْوَة الْمُلْتَقط، فِي خلق الْخَيل؛ وَغير ذَلِك.
روى عَن أَبِيه وَغَيره. وَكَانَ جليل الْقدر، بَيته بَيت علم وأدب وَرِوَايَة وَكِتَابَة. روى عَنهُ أَبُو عَمْرو بن خَلِيل وَأَخُوهُ أَبُو الْخطاب وَأَبُو الحكم بن برجان اللّغَوِيّ وَغَيرهم.
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
وَأورد لَهُ ابْن الْأَبَّار يُخَاطب شَيْخه:
(سأهجر الْعلم لَا بغضاً وَلَا كسلاً ... حَتَّى يُقَال ارعوى عَن حبه وسلا)
(وَلَا أَمر بِبَيْت فِيهِ مَسْكَنه ... كي لَا يمثل شوقي حَيْثُمَا مثلا)
(إِذا ظمئت وَكَانَ العذب مُمْتَنعا ... فلست عَن غير ذَاك العذب مُعْتَزِلا)
(إِذا طردت قصيا عَن حياضكم ... فَإِن نَفسِي مِمَّا تكره النهلا)
(قد كَانَ عِنْدِي زعيم الْقَوْم عالمهم ... فاليوم عِنْدِي زعيم الْقَوْم من جهلا)
(مَا إِن رَأَيْت الَّذِي يزْدَاد معرفَة ... إِلَّا يزِيد إنتقاصاً كلما كملا)
(وآيةُ الصدْق فِي قولي وتجربتي ... إِن الْجواد على العلات مَا وَألا)(1/177)
297 - مُحَمَّد بن عَليّ بن جديم التجِيبِي الشريشي أَبُو بكر قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذاً فَقِيها نحوياً، روى عَنهُ أَبُو الْحجَّاج الشريشي.
298 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن أبي الْحُسَيْن الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بالنحو واللغة، فصيحاً بليغاً، طَوِيل اللِّسَان. سمع أَبَا يَعْقُوب الباوردي، وقاسم بن أصبغ، وَكَانَ ضابطاً لكتبه. ولي الْقَضَاء وَلم يحدث.
مَاتَ يَوْم السبت لست خلون من صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة.
299 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن الْبر أَبُو بكر النَّحْوِيّ
حدث عَن أبي ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ ويوسف بن يَعْقُوب بن خرزاذ النَّجيرمي وَأبي سهل مُحَمَّد بن عَليّ الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ وَصَالح بن رشدين الْمصْرِيّ وَأبي سعد أَحْمد ابْن مُحَمَّد المالينيِّ، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن جَعْفَر القطاع؛ ذكره الْمُنْذِرِيّ.
قَالَ ابْن دحْيَة فِي المطرب: صقلية بِفَتْح الصَّاد وَالْقَاف، قَالَه النَّحْوِيّ الْكَبِير، أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن الْبر التَّمِيمِي؛ هَكَذَا عرَّبتها الْعَرَب، وَاسْمهَا بِاللِّسَانِ الرُّومِي سيكه: بِكَسْر السِّين وَفتح الْكَاف وَسُكُون الْهَاء، وكيلِيّه: بِكَسْر الْكَاف وَاللَّام وَتَشْديد الْيَاء وَسُكُون الْهَاء، وَتَفْسِير هَاتين " التِّين وَالزَّيْتُون "، وَإِلَى ذَا الْمَعْنى أَشَارَ الأديب البارع أَبُو عَليّ الْحسن بن رَشِيق؛ حِين مدح صقلية، بقوله:
(أُخْت الْمَدِينَة فِي اسْم لَا يشاركها ... فِيهِ سواهَا من الْبلدَانِ والنمس)
(وَعظم الله معنى لَفظهَا قسما ... قلِّد إِذا شِئْت أهل الْعلم أَو فقس)(1/178)
قَوْله: " وَعظم الله معنى لَفظهَا قسما " يُرِيد قَوْله تبَارك وَتَعَالَى: والتين وَالزَّيْتُون.
وَكَانَ فتح صقلية فِي سنة اثْنَتَيْ وَعشرَة وَمِائَتَيْنِ، ثمَّ صرفت إِلَى النَّصَارَى سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
300 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو طَالب النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْمعِين غُلَام ثَعْلَب
حدث عَن أبي العيناء. روى عَنهُ أَبُو بكر مكرم بن أَحْمد فِي كتاب الرغائب من جمعه.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث خلون من الْمحرم سنة ثَمَان وثلاثمائة. ذكره ابْن النجار.
301 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي ثمنة أَبُو بكر النَّحْوِيّ السفاقسي
قَالَ الْمُنْذِرِيّ: حكى عَنهُ السلَفِي أَنه سَمعه يَقُول: رَأَيْت من أَرَادَ رمى عُصْفُور على شَجَرَة من قَوس البندق، فَلَمَّا رَمَاه طَار العصفور من مَكَانَهُ، وَجَاء عُصْفُور آخر فَقعدَ مَكَانَهُ؛ فَوَقَعت البندقة فِيهِ وَسقط؛ فتعجبت من حُصُول أَجله، وَتَأَخر أجل الآخر.
302 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الخصر بن هَارُون الغساني المالقي أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن عَسْكَر. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهراً مقرئاً، مجوداً، متوقد الذِّهْن، متفننا فِي جملَة معارف؛ ذَا خطّ صَالح، من رُوَاة الحَدِيث، تاريخياً حَافِظًا، فَقِيها مشاوراً، درِبا بالفتوى، متين الدّين، تَامّ الْمُرُوءَة، مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة،(1/179)
حسن الْخلق وَالْعشرَة، رحب الصَّدْر، مسارعاً إِلَى قَضَاء حوائج النَّاس، شَدِيد الِاحْتِمَال، محسناً لمن أَسَاءَ إِلَيْهِ، نَفَّاعًا بِمَالِه وجاهه، مُتَقَدما فِي عقد الوثائق، بَصيرًا بمعانيها، سريع الْقَلَم والبديهة فِي إنْشَاء النّظم والنثر مَعَ البلاغة.
روى عَن أبي سُلَيْمَان بن حوط الله وأخيه، وَأبي عَليّ الزندي، وَالْقَاضِي عِيَاض؛ وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم الخشوعي وَغَيره. وَأَجَازَ لِابْنِ الْأَبَّار وَغَيره، وَولي قَضَاء مالقة بعد امْتنَاع، واستعفى فَلم يجب وَسَار أحسن سيرة. وَكَانَ ماضي الْعَزِيمَة، مقداماً مهيباً، لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم.
وصنف المشرع الروي فِي الزِّيَادَة على غريبي الْهَرَوِيّ، وصلَة الْإِعْلَام لِلسُّهَيْلِي، والسلو عَن ذهَاب الْبَصْرَة، وَأَرْبَعين حَدِيثا الْتزم فِيهَا مُوَافقَة اسْم شَيْخه الصَّحَابِيّ، وَلم يسْبق إِلَى ذَلِك.
ولد قَرِيبا من سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء لأربعٍ خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة؛ وَله:
(اصبر لما يعتريك تغنم ... غنيمتي راحةٍ وأجرِ)
(فَإِن كل الخطوب ليلٌ ... لَا بُد يجلوه ضوء فجر)
303 - مُحَمَّد بن عَليّ بن شُعَيْب بن بركَة فَخر الدّين أَبُو شُجَاع ابْن الدهان الأديب الحاسب
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم النَّحْو؛ وَهُوَ أول من وضع الْفَرَائِض على شكل الْمِنْبَر، وَله غَرِيب الحَدِيث فِي سِتَّة عشر مجلدا، وتاريخ.
مَاتَ بالحلة المزيدية فِي صفر سنة تسعين وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ ابْن النجار: كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بالأدب وَعلم الْحساب والرياضات، وَله فِي ذَلِك مصنفات، وَله أشعار لَطِيفَة، مِنْهَا قَوْله يمدح التَّاج زيد بن الْحسن الْكِنْدِيّ:(1/180)
(يَا زيد زادك رَبِّي من مواهبه ... نعماء يقصر عَن إِدْرَاكهَا الأمل)
(لَا بدل الله حَالا قد حباك بهَا ... مَا دَار بَين النُّحَاة الْحَال وَالْبدل)
(النَّحْو أَنْت أَحَق الْعَالمين بِهِ ... أَلَيْسَ بِاسْمِك فِيهِ يضْرب الْمثل)
وَمِنْهَا:
(نذر النَّاس يَوْم برئك صوما ... غير أَنِّي نذرته لَك فطرا)
(عَالما أَن ذَلِك الْيَوْم عيدٌ ... لَا أرى صَوْمه وَإِن كَانَ نذرا)
304 - مُحَمَّد بن عَليّ بن شهر اسوب أَبُو جَعْفَر السروري المازندراني رشيد الدّين الشيعي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مُتَقَدما فِي علم الْقُرْآن والغريب والنحو، وَاسع الْعلم، كثير الْعِبَادَة والخشوع.
ألف الْفُصُول فِي النَّحْو، أَسبَاب نزُول الْقُرْآن، متشابه الْقُرْآن، مَنَاقِب أبي طَالب المكفوف، الْمَائِدَة والفائدة فِي النَّوَادِر والفرائد.
مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
305 - مُحَمَّد بن عَليّ بن العابد الْأنْصَارِيّ الفاسي أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ إِمَامًا فِي الْكِتَابَة والآداب واللغة وَالْإِعْرَاب والتاريخ والفرائض والحساب والبرهان، عَارِفًا بالسجلات والتوثيق، أربى على الْمُتَقَدِّمين والفحول فِي نظم الشّعْر وَحفظه، حَافِظًا مبرزا، درس الحَدِيث، وَحفظ الْأَحْكَام لعبد الْحق وَاخْتصرَ(1/181)
الْكَشَّاف وأزال عَنهُ الاعتزال، لم يفتر قطّ من قِرَاءَة أَو درس أَو نسخ أَو مطالعة ليله ونهاره، وَلم يكن فِي وقته مثله. وَله شعر كثير مدون.
مَاتَ بغرناطة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
306 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي جَابر أَحْمد بن الهيجاء بن حمدَان الْعِرَاقِيّ الْحلِيّ أَبُو سعيد
قَالَ ابْن الْمُسْتَوْفى فِي تَارِيخ إربل: إِمَام عَالم بالنحو وَالْفِقْه، لَهُ كتب مصنفة، شرح المقامات، وَكَانَ أَخذهَا عَن مؤلفها.؟
وَله: الذَّخِيرَة لأهل البصيرة، وَالْبَيَان لشرح الْكَلِمَات، المنتظم فِي سلوك الأدوات، لم يذكر فِيهِ من النَّحْو طائلا، ومسائل الامتحان، ذكر فِيهِ العويص من النَّحْو. وَله فُصُول وعظ ورسائل.
اقام بإربل، ورحل إِلَى بِلَاد الْعَجم وَمَات فِي خفيتان، وَحمل فَدفن بالبوازيح.
وَكَانَ سمع من مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البرصي وَسمع مِنْهُ أَبُو المظفر بن طَاهِر الْخُزَاعِيّ. قَالَ - أَعنِي أَبُو المظفر: وحَدثني فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخَمْسمِائة أَنه سمع تَفْسِير الْكَلْبِيّ، عَن ابْن عَبَّاس، على أبي عَليّ الْقطيعِي.
وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي نقلا عَن ابْن النجار: قدم بَغْدَاد صَبيا، وتفقه على الْغَزالِيّ والكيا، وبرع وتميز، وَقَرَأَ المقامات على الحريري وَشَرحهَا، وَكَانَ إِمَامًا مناظراً، وَله كتاب عُيُون الشّعْر، وَالْفرق بَين الرَّاء والغين.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(دَعَاني من ملامكما دَعَاني ... فداعي الْحبّ للبلوى دَعَاني)
(أجَاب لَهُ الْفُؤَاد ونوم عَيْني ... وسارا فِي الرفاق وودعاني)(1/182)
وَله:
(عباد الله أقوامٌ كرامُ ... بهم لِلْخلقِ وَالدُّنْيَا نظام)
(أَحبُّوا الله ربهمُ فكلٌ ... لَهُ قلبٌ كئيبٌ مستهامُ)
(سقاهم رَبهم بكئوس أنسِ ... فلذ لَهُم بِرُؤْيَتِهِ الْمقَام)
307 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يحيى بن عبد الرَّحِيم الدكالي الْمصْرِيّ أَبُو أُمَامَة بن النقاش
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي نصف رَجَب سنة عشْرين - وَقَالَ الْعِرَاقِيّ: سنة ثَلَاث، وَابْن رَافع سنة خمس وَعشْرين - وَسَبْعمائة. وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ، والعربية عَن أبي حَيَّان وَغَيره، وَتقدم فِي الْفُنُون، وَحفظ الْحَاوِي، وَكَانَ يَقُول: إِنَّه أول من حفظه بِالْقَاهِرَةِ؛ وصنف شرح التسهيل، وَشرح الألفية، وَشرح الْعُمْدَة، وَتَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ، وتفسيرا مطولا جدا الْتزم أَلا ينْقل فِيهِ حرفا عَن أحد
وَقَالَ ابْن كثير: كَانَ فَقِيها نحوياً شَاعِرًا واعظا، لَهُ يَد طولى فِي فنون، وقدرة على السجع. وَكَانَ يَقُول: النَّاس الْيَوْم رافعية لَا شافعية، ونووية لَا نبوية.
وَقَالَ الصَّفَدِي: قدم دمشق فَأكْرمه السُّبْكِيّ وعظمه، وَصَحب الْأُمَرَاء، ثمَّ صحب النَّاصِر حسنا إِلَى أَن أبعده عَنهُ الهرماس بِسَبَب أَنه أفتى فتيا يُخَالف مَذْهَب الشَّافِعِي، فشنع عَلَيْهِ الهرماس، وَعقد لَهُ مجْلِس بالصالحية بِحَضْرَة القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة، وَمنع من الْفتيا.
قَالَ: وَمَات فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة عَن تسع وَثَلَاثِينَ.
وَقَالَ ابْن حبيب. عَن ثَلَاث وَأَرْبَعين.
وَهُوَ وَالِد [الشَّيْخ زين الدّين] أبي هُرَيْرَة الْخَطِيب.(1/183)
308 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن عَليّ بن الْمفضل بن القامغار الْحلِيّ مهذب الدّين أَبُو طَالب بن الخيمي
قَالَ الأدفوي فِي الْبَدْر السافر: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، أدبيا شَاعِرًا، دخل بَغْدَاد، وَسمع بهَا من الزَّاغُونِيّ، وتأدب بِابْن الْقصار وَابْن الْأَنْبَارِي، وَأخذ عَن الْكِنْدِيّ بِدِمَشْق، وَله مصنفات.
روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ، وَقَالَ فِي تَارِيخه: شَاعِر مفلق، وأديب بارع؛ لَهُ تصانيف حَسَنَة.
ولد فِي ثامن شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بالحلة المزيدية وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ؛ وَدفن بسفح المقطم. وأنشدني لنَفسِهِ:
(وَلَقَد بَكَيْت لثغر دمياطٍ دَمًا ... وَوجدت وجد الفاقد المحزون)
(أَرض الْعِبَادَة والزهادة والتقى ... وتلاوة الْقُرْآن والتأذيين)
(وبئت وأوبأها الْعَدو، فأهلها ... شُهَدَاء بَين الطعْن والطاعون)
... وَله يرثي الْحَافِظ أَبَا الْحسن عَليّ بن الْمفضل الْمَقْدِسِي:
(أبْكِي وَحقّ لناظري غرقه ... إِن الحَدِيث توعرت طرقه)
(سفت الرِّيَاح على معالمه ... فعفت وَأصْبح مظلماً أُفُقُهْ)
(وغدت معطلة محابره ... بعد النبيه وَفرقت فرقه)
(ونسوا رِوَايَته وَهل غُصْن ... يذوي فيلبث بعده ورقه!)
وَقَالَ ابْن النجار: كَانَ نحويا فَاضلا، كَامِل الْمعرفَة بالأدب، حسن الطَّرِيقَة، متدينا متواضعا؛ وَله مصنفات كَثِيرَة.
ذكرلي أَنه قَرَأَ الْأَدَب على فرسَان الْحلِيّ، وَابْن الخشاب، وَابْن الْقصار، وَابْن الانباري، وَابْن الدّباغ، وَابْن عبيد، والبندنيجي، وَابْن أَيُّوب، وَابْن حميدة، وَأبي الْحسن بن الزَّاهِد بِبَغْدَاد، وَعلي الْكِنْدِيّ بِدِمَشْق.(1/184)
وَله من الْكتب: كتاب حُرُوف الْقُرْآن، كتاب أَمْثَال الْقُرْآن، كتاب قد، كتاب يحيى، كتاب الْكلاب، كتاب اسْتِوَاء الحكموالقاضي، وَالرَّدّ على الْوَزير المغربي، كتاب المؤانسة فِي المقايسة، كتاب لُزُوم الْخمس، كتاب المخلص الديواني فِي علم الْأَدَب والحساب، كتاب الْمَقْصُورَة، كتاب المطاول فِي الرَّد على المعري فِي مَوَاضِع سَهَا فِيهَا، كتاب اسطرلاب الشّعْر، كتاب شرح التَّحِيَّات لله، كتاب صِفَات الْقبْلَة مجملة ومفصلة، كتاب الْأَرْبَعين والأساميات، كتاب الدِّيوَان الْمَعْمُور، فِي مدح الصاحب، كتاب الْجمع بَين الْأَخَوَات والحض على الْمُحَافظَة بَين المسبيات، رِسَالَة من أهل الْإِخْلَاص والمودة، إِلَى النَّاكِثِينَ من أهل الْعذر وَالرِّدَّة.
قَالَ ابْن النجار: وسمعته يَقُول: لما توفّي أَبُو عُثْمَان الْفَقِيه الشارعي بِالْقَاهِرَةِ لَقِيَنِي بعض الأشعرية فَذكره بِمَا يذكر الأشعرية الْحَنَابِلَة، ونهاني على الصَّلَاة عَلَيْهِ، فَإِنِّي تِلْكَ اللَّيْلَة نَائِم، إِذْ رَأَيْت اثْنَيْنِ فأنشداني:
(صل على الْمُسلمين جمعا ... واغتنم الْوَقْت قبل فَوته)
(من ذَا الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شَيْء ... يَقُوله النَّاس بعد مَوته!)
فَاسْتَيْقَظت وكتبتهما، وَصليت عَلَيْهِ.
309 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن الجبان أَبُو مَنْصُور
قَالَ ياقوت: أحد حَسَنَات الرّيّ وعلمائها الْأَعْيَان، جيد الْمعرفَة باللغة، باقعة الْوَقْت، وفرد الدَّهْر، وبجر الْعلم، وروضة الْأَدَب، تصانيفه سائرة فِي الْآفَاق. كَانَ من ندماء الصاحب بن عباد ثمَّ استوحش مِنْهُ.
وصنف أبنية الْأَفْعَال، وَشرح الفصيح، والشامل فِي اللُّغَة؛ قرئَ عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
قَالَ ابْن مَنْدَه: قدم أَصْبَهَان، فَتكلم فِيهِ من قبل مذْهبه، وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الرَّوْيَانِيّ بِسَمَاعِهِ من جَعْفَر بن فناكي وابتلي بحب غُلَام، يُقَال لَهُ البركاني، فاتفق(1/185)
أَن الْغُلَام حج، فَلم يجد بدا من مرافقته، فَلَمَّا أحرم: قَالَ: اللَّهُمَّ لبيْك، اللَّهُمَّ لبيْك، والبركاني ساقني إِلَيْك {وابتلي بِفِرَاقِهِ، وبرح بِهِ، فَكتب إِلَيْهِ:
(يَا وحشتي لفراقكمْ ... أَتَرَى يَدُوم عَليّ هَذَا} )
(الْمَوْت وَالْأَجَل المتا ... ح وكل معضلة ولاذا!)
وَمن كَلَامه: قياسات النَّحْو تتَوَقَّف وَلَا تطرد، كقميص لَهُ جربانات، فصاحبه كل سَاعَة يخرج رَأسه من جربانه.
وَقَالَ ابْن النجار: من أهل الرّيّ، سكن أَصْبَهَان، كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، وَله مصنفات حَسَنَة فِي الْأَدَب، وَهُوَ من اصحاب أبي عَليّ الْفَارِسِي.
وَمن تصنيفه: انتهاز الفرص فِي تَفْسِير المقلوب من كَلَام الْعَرَب، قَرَأَهُ عَلَيْهِ عبد الْوَاحِد بن برهَان، وَرَوَاهُ عَنهُ.
310 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن يحيى الغساني أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن الْعَرَبِيّ. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين وَالْفضل، لَهُ عناية بِالْعَرَبِيَّةِ والقراءات، مكبا عَلَيْهِمَا، طلق الْوَجْه، كثير الْحيَاء والخشوع. أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن الفخار، وبفاس عَن الْأُسْتَاذ أبي عبد الله بن آجروم الصنهاجي، وجال أَكثر بِلَاد الأندلس، وتصدر للإقراء. وَكَانَ صَالحا، حسن التَّعْلِيم، تخرج بِهِ جمع كَثِيرُونَ
وَمَات فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.(1/186)
311 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو عبد الله
يعرف بالشلوبين الصَّغِير. مَذْكُور فِي جمع الْجَوَامِع. قَالَ ابْن البركاني: من النبهاء الْفُضَلَاء، أَخذ الْعَرَبيَّة والقراءات عَن عبد الله بن أبي صَالح، ولازم ابْن عُصْفُور مُدَّة إِقَامَته بمالقة، وأقرأ بِبَلَدِهِ الْقُرْآن والعربية. وَكَانَ بارع الْخط منقبضاً عَن النَّاس، كثير التعفف متحققا بأَشْيَاء جليلة، مقتصدا فِي شئونه كلهَا، لَا يقرئ إِلَّا من لَهُ جِهَة تحترم غير محترف بذلك، ومعيشته من أَمْلَاك لَهُ، مجانباً للنَّاس، على استقامة وَخير. شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ شرحاً مُفِيدا، وكمل شرح شَيْخه ابْن عُصْفُور على الجزولية، وانتفع بِهِ طَائِفَة.
مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة.
312 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الفخار الجذامي
الأركشي المولد والمنشأ، المالقي الاستيطان، الشريشي الِاشْتِغَال. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ متفننا عَالما بالفقه والعربية والقراءات وَالْأَدب والْحَدِيث، خيرا صَالحا، شَدِيد الانقباض، ورعا سليم الْبَاطِن، كثير العكوف على الْعلم، قَلِيل الرِّيَاء والتصنع، عَظِيم الصَّبْر. خرج من بَلَده أركش حِين استولى عَلَيْهَا الْعَدو، فاستوطن شريش. وَقَرَأَ بهَا الْعَرَبيَّة وَالْأَدب على أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم السكونِي وَغَيره، وَلحق بالجزيرة الخضراء لما استولى الْعَدو على شريش، فَأخذ بهَا عَن أبي عبد الله بن خَمِيس وَغَيره. ثمَّ أَخذ عَن أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَغَيره بسبتة، والآبذي وَابْن الصَّائِغ بغرناطة، ثمَّ استوطن مالقة، وَسمع بهَا على أبي عمر بن حوط الله، وتصدر للإقراء بهَا، فَكَانَ يدرس من صَلَاة الصُّبْح إِلَى الزَّوَال، وَيقْرَأ الْقُرْآن، ويفتي النِّسَاء بِالْمَسْجِدِ إِلَى بعد الْعَصْر، وَيَأْتِي الْجَامِع الْأَعْظَم بعد الْمغرب فيفتي إِلَى الْعشَاء الْآخِرَة وَلَا يقبل(1/187)
من أحد شَيْئا، وَوَقعت لَهُ مشاحنات مَعَ فُقَهَاء بَلَده فِي فَتَاوَى، وعقدت لَهُ مجَالِس، وَظهر فِيهَا، وَبَالغ النَّاس فِي تَعْظِيمه.
وَله من التصانيف: تَفْسِير الْفَاتِحَة، شرح الرسَالَة، شرح الْمُخْتَصر، شرح مشكلات سِيبَوَيْهٍ شرح قوانين الجزولية، الرَّد على من نسب رفع الْخَبَر " لَا " إِلَى سِيبَوَيْهٍ، التَّوْجِيه الأسمى فِي حذف التَّنْوِين من حَدِيث أسما، تَحْرِيم الشطرنج، وَغير ذَلِك.
ولد بعد الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَمَات بمالقة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة.
وَله:
(انْظُر إِلَى ورد الرياض كَأَنَّهُ ... ديباج خدٍ فِي بنان زبرجد)
(قد فَتحته نضارة فَبَدَا لَهُ ... فِي الْقلب رونق صفرَة كالعسجد)
(حكت الجوانب خد حبٍ ناعمٍ ... وَالْقلب يَحْكِي قلب صبٍ مكمد)
313 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مهرايزد النَّحْوِيّ الْمعلم الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو مُسلم
صنف التَّفْسِير، وَكَانَ عَارِفًا بالنحو، غالياً فِي الاعتزال؛ وَهُوَ آخر من حدث عَن ابْن الْمُقْرِئ.
مَاتَ سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
314 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الْأنْصَارِيّ الجياني أَبُو بكر
يعرف بِابْن سَالم وبابن الْخياط. قَالَ ابْن الزبير: قَرَأَ بِبَلَدِهِ، ورحل إِلَى إشبيلية، ولازم بهَا الشلوبين مُدَّة، وَاسْتقر بغرناطة يقْرَأ النَّحْو إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وسِتمِائَة. وَكَانَ من أهل الدّين وَالْفضل من بَيت عفة وطهارة، وانتفع بِهِ من قَرَأَ عَلَيْهِ.(1/188)
315 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح بن عبد الله أَبُو عبد الله السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْمُطَرز
صَاحب الْمُقدمَة المطرزية الْمَشْهُورَة فِي النَّحْو، قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي تَارِيخ مصر: كَانَ نحوياً مقرئاً، أديباً. سمع من تَمام الرَّازِيّ، وَأبي مُحَمَّد بن أبي نصر، ومكي بن مُحَمَّد، وَأبي أُسَامَة مُحَمَّد الْهَرَوِيّ، وَمَنْصُور بن رامش، وَأبي الْفرج مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد الجرجوشي، وَسَعِيد بن عفير بن أَحْمد بن فطيس، وَأبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد الحوفي النَّحْوِيّ بِمصْر، وَأبي الْقَاسِم حَمْزَة بن عبد الله بن الْحُسَيْن الاطرابلسي. روى عَنهُ أَبُو بكر ابْن الْخَطِيب. مَاتَ يَوْم الْأَحَد مستهل ربيع الأول سنة سِتّ - وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بِدِمَشْق.
316 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأمَوِي الغرناطي
من أهل إقليم الأشر؛ أَبُو عبد الله. يعرف بالعقرب. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ أديب، شَاعِر مطبوع من أهل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب، مَوْصُوف بالذكاء وجودة القريحة.
كَانَ حَيا بعد سنة خمسين وَخَمْسمِائة.
317 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو بكر الأدفوي
الْمَشْهُور. أَخذ النَّحْو عَن أبي جَعْفَر النّحاس، وَالْقِرَاءَة عَن أبي غَانِم المظفر بن أَحْمد بن حمدَان. وَكَانَ من أهل الدّين وَالصَّلَاح وَالْأَدب وَالْعلم، وَكَانَ يَبِيع الْخشب بِمصْر.
صنف الِاسْتِغْنَاء فِي تَفْسِير الْقُرْآن، مائَة مُجَلد.
قَالَ الداني: انْفَرد بِالْإِمَامَةِ فِي دهره فِي قرءاة نَافِع وَرِوَايَة ورش؛ مَعَ سَعَة علمه، وبراعة فهمه، وَصدق لهجته، وتمكنه من علم الْعَرَبيَّة، وبصره بالمعاني.
ولد سنة خمس وثلثمائة - وَقيل سنة ثَلَاث وَقيل سنة أَربع - فِي صفر؛ وَهُوَ أصح. وَمَات يَوْم الْخَمِيس سَابِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلثمائة.(1/189)
318 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن وراز أَبُو عبد الله النفطي الْمَالِكِي
ولد بنفطة من قرى توزر، عَام سِتَّة وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَقدم مصر. وَكَانَ صَالحا، لَهُ سمت حسن، يعرف الْعَرَبيَّة، وانتفع بجده الشَّيْخ الصَّالح أبي الْحسن مُحَمَّد الغساني النفطي. وَتخرج بِهِ.
وَمَات بعد عوده إِلَى بِلَاده سنة ثَمَان وسِتمِائَة.
319 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أبي الرّبيع بن عبيد الله بن أبي الرّبيع أَبُو عمر الْقرشِي العثماني الأندلسي الإشبيلي النَّحْوِيّ
ولد لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة بإشبيلية، وَقدم مصر، وَسمع الْكثير بِدِمَشْق وَغَيرهَا؛ وَكَانَ إِمَامًا عَالما، ونحوياً فَاضلا.
كتب عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الدمياطي والقطب عبد الْكَرِيم، وَلم يذكر وَفَاته.
320 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو بكر النَّحْوِيّ
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وثلثمائة؛ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلثمائة. قَالَ القراب، عَن الْمَالِينِي: كتبنَا عَنهُ.
321 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو سهل الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ نزيل مصر
كَانَ نحوياً، وَله رياسة المؤذنين بِجَامِع مصر، وَكتب صِحَاح الْجَوْهَرِي بِخَطِّهِ وَله تآليف فِي النَّحْو.
ومولده فِي سَابِع شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلثمائة.(1/190)
وَحدث عَن أبي عبيد أَحْمد بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ، روى عَنهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن التَّمِيمِي اللّغَوِيّ.
توفّي فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر الْمحرم، سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
322 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله اللَّخْمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الفراد
ولد بتونس سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَأخذ بهَا عَن أَبِيه أبي الْحسن عَليّ، وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار السُّوسِي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن برطلة، وَغَيره. وَحج فلقي ابْن الْمُنِير، وَعَاد فأقرأ الْعَرَبيَّة بتونس مَعَ الْأَدَب وَكَانَ مقدما فيهمَا، مشاركاً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول، إِمَامًا فِي علم الوثائق.
وَتُوفِّي بهَا فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة. هَذَا وَالْأَرْبَعَة قبله ذكرهم المقريزي فِي المقفى.
323 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد البلنسي الغرناطي
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: قَائِم على الْعَرَبيَّة وَالْبَيَان، ذاكرٌ لكثير من الْمسَائِل، حَافظ متقن، حسن الْإِلْقَاء، عفيف النشأة، مكب على الْعلم، مَعَ زمانة أَصَابَت يمناه، لَازم ابْن الفخار، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة.
وصنف الِاسْتِدْرَاك على التَّعْرِيف والإعلام لِلسُّهَيْلِي، وتفسيراً كَبِيرا.
وَجَرت لَهُ محنة مَعَ السُّلْطَان، ثمَّ صفح عَنهُ لحسن تِلَاوَته.(1/191)
مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود الطرابلسي محب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الملاح
قَالَ ابْن حجر فِي الدُّرَر: كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ، وافر الدّيانَة، جيد النّظم وَالْكِتَابَة. مَاتَ بطرابلس سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
325 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ أَمِين الدّين الْمحلى
قَالَ الذَّهَبِيّ: أحد أَئِمَّة النَّحْو بِالْقَاهِرَةِ، تصدر لإقرائه، وانتفع بِهِ النَّاس. وَله شعر حسن، وتصانيف حَسَنَة مِنْهَا أرجوزة فِي الْعرُوض.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة، عَن ثَلَاث وَسبعين.
326 - مُحَمَّد بن عَليّ بن هَانِئ اللَّخْمِيّ السبتي أَبُو عبد الله
يعرف بحده. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أَصله من إشبيلية، وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة مبرزاً مقدما، حَافِظًا للأقوال، مستحضراً للحجج، لَا يشق فِي ذَلِك غباره، رَيَّان من الْأَدَب بارع الْخط، مشاركاً فِي الْأَصْلَيْنِ، قَائِما على الْقرَاءَات، حسن المجالسة، راثق المحاضرة، فائق الترسل، متوسط النّظم، كثير الِاجْتِهَاد والعكوف، مليح الْخلق، ظَاهر الْخُشُوع، قريب الدمعة، كثير القناعة، شامخ الْأنف على أهل الرياسة، حَافِظًا للمروءة، صائناً لماء وَجهه؛ بَيته شهير الْحسب وَالْجَلالَة.
قَرَأَ على أبي إِسْحَاق الغافقي، وَأبي بكر بن عُبَيْدَة النَّحْوِيّ، وَأبي عبد الله بن حُرَيْث.
وَله من التصانيف: شرح التسهيل جليل، الْغرَّة الطالعة، فِي شعر الْمِائَة السَّابِعَة، لحن الْعَامَّة، أرجوزة فِي الْفَرَائِض.(1/192)
مَاتَ بجبل الْفَتْح والعدو محاصره، أَصَابَهُ حجر المنجنيق فِي رَأسه؛ وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(مَا للنوى مدت لغير ضَرُورَة ... ولطالما عهدي بهَا مقصوره)
(إِن الْخَلِيل وَإِن دَعَتْهُ ضَرُورَة ... لم يرض ذَاك فَكيف دون ضروره)
327 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن عَليّ الغرناطي
الْمَعْرُوف بالشامي، لِأَن أَبَاهُ قدم الشَّام وَحج. قَالَ الْكَمَال الأدفوي فِي الْبَدْر السافر: ولد بغرناطة سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة، وَكَانَ أديباً فَقِيها نحوياً، مشاركاً فِي فنون، شَاعِرًا، يناظر فِي الْفِقْه على مَذْهَب مالكٍ وَالشَّافِعِيّ، وَيقْرَأ الْعَرَبيَّة. قَرَأَ بالسبع على أبي جَعْفَر بن الزبير، وَالْفَخْر التوزوري. وَسمع الْمُوَطَّأ من أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره. وَسمع مِنْهُ البرزالي وَغَيره، وجاور بالحرمين، وَشرح الْجمل، وَكَانَت لَهُ دنيا يتجر فِيهَا
مَاتَ بِالْمَدِينَةِ يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس صفر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(جُرْمِي عَظِيم يَا عَفْو وإنني ... بِمُحَمد أَرْجُو التسامح فِيهِ)
(فبه توسل آدم من ذَنبه ... وَقد اهْتَدَى من يَقْتَدِي بِأَبِيهِ)
328 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى أَبُو عبد الله قَاضِي الْجَمَاعَة
الْمَعْرُوف بالشريف، شهرةً لَا نسبا. قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ بمراكش فِي زمن ابْن أبي الرّبيع يدرس كتاب سِيبَوَيْهٍ وَالْفِقْه والْحَدِيث، ويميل إِلَى الِاجْتِهَاد، وَله مُشَاركَة فِي الْأُصُول وَالْكَلَام والمنطق والحساب، ويغلب عَلَيْهِ الْبَحْث لَا الْحِفْظ. روى عَن الْحَافِظ أبي الْحسن بن الْقطَّان وَغَيره. وَأخذ النَّحْو عَن يحيى بن راجل شَارِح(1/193)
الجزولية وقرا عَلَيْهِ جمَاعَة، أَجلهم أَبُو عبد الله الصنهاجي وَأَبُو إِسْحَاق الْعَطَّار شَارِح الجزولية.
وَمَات بمراكش عَام اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
329 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْعَلامَة رَضِي الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الشاطي اللّغَوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ ولد ببلنسية، سنة إِحْدَى وسِتمِائَة. وروى عَن أبي الْحسن بن المقير والبهاء بن الجميزي. وَكَانَ عالي الْإِسْنَاد فِي الْقُرْآن، وَكَانَ إِمَام عصره فِي اللُّغَة، تصدر بِالْقَاهِرَةِ، وَأخذ عَنهُ النَّاس، وروى عَنهُ أَبُو حَيَّان والمزي والقطب الْحلَبِي وَآخَرُونَ. وَكَانَ يَقُول: أعرف اللُّغَة على قسمَيْنِ: قسم أعرف مَعْنَاهَا وشاهدها، وَقسم أعرف كَيفَ أنطق بهَا فَقَط.
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْجُمُعَة، الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى، سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَله حواش على الصِّحَاح. وَكَانَ مُعظما مَقْبُول الشَّفَاعَة عِنْد الْقُضَاة، وَفِيه لطافة، وَله خطّ جيد.
ورثاه أَبُو حَيَّان بقوله:
(رَاح الرِّضَا إِلَى روح وَرَيْحَان ... فليهنه أَن غَدا جاراً لرضوان)
(وافي الْجنان فوافاها مزخرفة ... يحفها الْأَهْل من حور وولدان)
وإياه عَنى بقوله:
(وأوصاني الرِّضَا وصاة نصح ... وَكَانَ مهذبا شهما أَبَيَا)
(بألا تحسنن ظنا بشخص ... وَلَا تصْحَب حياتك مغربيا)
ورثاه السراج الْوراق بقصيدة أَولهَا:
(سقى أَرضًا بهَا قبر الرضى ... حَيا الوسمي يردف بالولي)(1/194)
(فقد ترك الْغَرِيب غَرِيب دَار ... وأذكره بفقد الْأَصْمَعِي)
(وَأحكم مُحكم بلجام حزن ... لفقد الْفَارِس البطل الكمي)
(وَلما اعتل قَالُوا اعتل أَيْضا ... لشكواه صِحَاح الْجَوْهَرِي)
(وجاري كل عين قد بكته ... كتاب الْعين بالدمع الروي)
(لشيخ السَّبع أبين مَا رَوَاهُ ... وصال كصولة السَّبع الجري)
(فَحزن الشاطبية لَيْسَ يخفى ... من العنوان عَن فهم الغبي)
(وَفِي علم الحَدِيث لَهُ اجْتِهَاد ... بِهِ يَتْلُو اجْتِهَاد الْبَيْهَقِيّ)
(وَفِي الْأَنْسَاب لَا يخفى عَلَيْهِ ... دُعَاء من صَحِيح أَو دعِي)
(لَو أدْرك عصره الْكَلْبِيّ ولي ... وهرول خوف لَيْث هزبري)
330 - مُحَمَّد بن عَليّ السمسماني أَبُو الْحُسَيْن النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار: كَانَ أحد النُّحَاة الْمَشْهُورين بِمَعْرِِفَة الْأَدَب واللغة، روى عَن أبي سعيد السيرافي وَأبي الْفَتْح المراغي. روى عَنهُ أَبُو نصر عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ فِي فَوَائده.
مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس محرم سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
331 - مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو سهل الْهَرَوِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُؤَذّن قَالَ ياقوت: ولد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة، وَأخذ عَن صَاحب الغريبين، وَرَوَاهُ عَنهُ وَعَن أبي يَعْقُوب النجيرمي وَأبي أُسَامَة جُنَادَة النَّحْوِيّ رَئِيس المؤذنين بِجَامِع عَمْرو.
وَله من الْكتب: شرح الفصيح ومختصره، أَسمَاء الْأسد، أَسمَاء السَّيْف.
مَاتَ بِمصْر يَوْم الْأَحَد ثَالِث الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.(1/195)
332 - مُحَمَّد بن عَليّ السلاقي النَّحْوِيّ الأديب
قَالَ فِي الْبَدْر السافر: كَانَت لَهُ شهرة بمراكش، وَكَانَ يقْرَأ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، وَمن أحفظ النَّاس للكامل وَغَيره من كتب الْأَدَب.
مَاتَ سنة خمس وسِتمِائَة.
وَله:
(أَتَرَى يجمع شملي بكم ... أبدا يَا أهل نعْمَان الْأَرَاك)
(كل يَوْم أَنا شَاك مِنْكُم ... وَعَلَيْكُم أَنا طول الدَّهْر باك)
333 - مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات، أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا بالنحو وَالْفِقْه واللغة والْحَدِيث وَالتَّفْسِير والقراءات. أعَاد بالمؤيدية بتعز. ودرس بالمجاهدية بهَا.
وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
334 - مُحَمَّد بن عَليّ الْجِرْجَانِيّ بن السَّيِّد
الْمَشْهُور. صَاحب التصانيف. قَرَأَ على وَالِده وبرع، وكمل حَاشِيَة أَبِيه على الْمُتَوَسّط، وَشرح الْإِرْشَاد فِي النَّحْو للتفتازاني.
335 - مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو بكر المراغي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: قَرَأَ على الزّجاج؛ وَكَانَ عَالما أديباً، أَقَامَ بالموصل طَويلا، وَله الْمُخْتَصر فِي النَّحْو، شرح شَوَاهِد الْكتاب.(1/196)
336 - مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن الدقيقي النَّحْوِيّ
ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة. أَخذ عَن الرماني وَغَيره، وصنف المرشد فِي النَّحْو المسموع من كَلَام الْعَرَب.
قَالَه ياقوت.
337 - مُحَمَّد بن عَليّ الدرعي النَّحْوِيّ
قَالَ الْمُنْذِرِيّ: كَانَ عَارِفًا بالنحو، بارعاً فِيهِ، ماهراً، سمع من السلَفِي.
مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِمصْر.
338 - مُحَمَّد بن أبي عَليّ أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن الْمحلى، وبالأستاذ. قَالَ ابْن الزبير: من أهل سبتة، وَجلة طلبتها، ومتقدمي أستاذيها. برع فِي الْأَدَب والعربية، وأقرأها عمره، مَعَ الْفِقْه، وَكَانَ يعظ النَّاس، فصيحاً مفوها لسناً، ولي قَضَاء سبتة آخر عمره.
وَكَانَ أَخذ الْكتاب عَن ابْن مَرْزُوق، وَله نظم حسن وتواضع، وَخلق حسن.
مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة.
339 - مُحَمَّد بن عمر بن خلف الْهَمدَانِي الغرناطي
الإلبيري، الأَصْل، أَبُو بكر. يعرف بِابْن قيلال. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأَدب والنحو واللغة والطب، شَاعِرًا مطبوعاً، كريم الْخلق، حسن الْعشْرَة، باذلا لما يجده. روى عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَغَيره.
وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة، عَن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة.
قلت: تقدم مُحَمَّد بن خلف، ابْن قيلال؛ وَهُوَ هَذَا بِلَا شكّ.(1/197)
340 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ابْن مُزَاحم الْمَعْرُوف بِابْن الْقُوطِيَّة الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر النَّحْوِيّ
مولى عمر بن عبد الْعَزِيز. والقوطية نسب إِلَى القوط، وهم ينسبون إِلَى قوط بن حام ابْن نوح؛ كَانُوا بالأندلس قبل الْإِسْلَام أَيَّام إِبْرَاهِيم.
قَالَ ابْن الفرضي: أَصله من إشبيلية، وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والعربية، حَافِظًا لَهما، مقدما فيهمَا على أهل عصره، لَا يشق غباره، وَلَا يلْحق شأوه، سمع من ابْن الأغبس، وقاسم بن أصبغ، وَأبي الْوَلِيد الْأَعْرَج، وخلائق. وَكَانَ حَافِظًا لأخبار الأندلس، وَلم يكن ضابطا للْحَدِيث وَلَا للفقه، وَلَا لَهُ أصُول يرجع إِلَيْهَا. وَطَالَ عمره فَسمع مِنْهُ طبقَة بعد طبقَة.
وصنف تصاريف الْأَفْعَال، الْمَقْصُور والممدود، تَارِيخ الأندلس، شرح رِسَالَة أدب الْكتاب.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع بَقينَ من ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة، وَدفن يَوْم الْأَرْبَعَاء وَقت صَلَاة الْعَصْر بمقبرة قُرَيْش رَحمَه الله تَعَالَى.
وَله فِي الرّبيع:
(ضحك الثرى وبدا لَك استبشاره ... واخضر شَاربه وطر عذاره)
(ورنت حدائقه وآزر نبته ... وتفطرت أنواره وثماره)
(واهتز ذابل كل مَاء قرارةٍ ... لما أَتَى متطلعا آذاره)
(وتعممت صلع الرِّبَا بنباتها ... وترنمت من عجمة أطياره)
وَقَالَ أَبُو يحيى بن هُذَيْل التَّمِيمِي: تَوَجَّهت يَوْمًا إِلَى ضيعتي بسفح جبل قرطبة، فصادفت ابْن الْقُوطِيَّة صادراً عَنْهَا، فَقلت لَهُ:
(من أَيْن أَقبلت يَا من لَا شَبيه لَهُ ... وَمن هُوَ الشَّمْس وَالدُّنْيَا لَهُ الْفلك)
فَقَالَ:
(من منزل يعجب النساك خلوته ... وَفِيه ستر على الفتاك إِن فتكوا)(1/198)
341 - مُحَمَّد بن عمر بن الْفضل الفضيلي القَاضِي قطب الدّين التبريزي الملقب بأخوين النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ فَقِيها أصوليا، نحويا، كَاتبا بارعا، وحيدا فريدا، أتقن علمي اللِّسَان، وشارك فِي الْفُنُون، وَولي قَضَاء بَغْدَاد، وَكَانَ فِيهِ بر للْفُقَرَاء، وشفقة على الضُّعَفَاء، وتؤدة وحلم ومروءة، إِلَّا أَنه يُقَال: لم يكن من قُضَاة الْعدْل.
مولده سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
342 - مُحَمَّد بن عمر بن قطري الزبيدِيّ النَّحْوِيّ الإشبيلي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مدرساً للنحو وَالْأَدب، ذَا علم بالأصول والاعتقاد، طيب النَّفس، ذَا دعابة. سمع من أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي اللَّيْث السَّمرقَنْدِي، ورحل وجال , أَخذ عَنهُ القَاضِي عِيَاض.
وَمَات بسبتة سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة.
343 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن سعيد ابْن مَسْعُود بن حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن رشيد الفِهري السبتي
أَبُو عبد الله محب الدّين. يعرف بِابْن رشيد. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ متضلعاً بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْعرُوض، فريد دهره عَدَالَة وجلالة، وحفظا وأدبا، وسمتا وهديا، كثير السماع، عالي الْإِسْنَاد، صَحِيح النَّقْل، تَامّ الْعِنَايَة بصناعة الحَدِيث، قيمًا عَلَيْهَا، بَصيرًا بهَا، محققاً فِيهَا، ذَاكِرًا للرِّجَال، فَقِيها أصيل النّظر، ذَاكِرًا للتفسير، رَيَّان من الْأَدَب، حَافِظًا للْأَخْبَار والتواريخ، مشاركاً فِي الْأَصْلَيْنِ، عَارِفًا بالقراءات، عَظِيم الْوَقار والسكينة، بارع الْخط، حسن الْخلق، كثير التَّوَاضُع، رَقِيق الْوَجْه، مبذول الجاه، كهفاً لأصناف الطّلبَة(1/199)
قرأعلى ابْن أبي الرّبيع وحازم القرطاجني، ورحل فَأخذ بِمصْر وَالشَّام والحرمين عَن جمَاعَة؛ مِنْهُم الشّرف الدمياطي، وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر، والقطب الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهم مِمَّا ضمنه رحلته الَّتِي سَمَّاهَا " ملْء العيبة، فِيمَا جمع بطول الْغَيْبَة، فِي الرحلة إِلَى مَكَّة وطيبة "، وَهِي سِتّ مجلدات، مُشْتَمِلَة على فنون.
وأقرأ بغرناطة فنونا من الْعلم وَولي الْإِمَامَة والخطابة بجامعها الْأَعْظَم.
مولده سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة بسبتة، وَمَات بفاس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة.
وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: لَهُ مصنفات، مِنْهَا: تَلْخِيص القوانين فِي النَّحْو، وَشرح التَّجْنِيس لحازم، وَحكم الِاسْتِعَارَة، وإفادة النصيح فِي رِوَايَة الصَّحِيح، وإيضاح الْمذَاهب فِيمَن يُطلق عَلَيْهِ اسْم الصاحب، وجزء فِي مَسْأَلَة العنعنة، والمحاكمة بَين الْإِمَامَيْنِ، وَغير ذَلِك.
وَله:
(هَنِيئًا لعَيْنِي أَن رَأَتْ عين أَحْمد ... فيا سعد جدي قد ظَفرت بمقصدي)
(وقبلتها أشفي الغليل فَزَاد بِي ... فيا عجبا زَاد الظما عِنْد موردي)
وَله فِي مُزْدَلِفَة:
(مَا اسْم لأرض فريد ... وَإِن تشأ فَهُوَ جمع)
(وَفِيه للْفِعْل وقف ... وَفِيه للحرف رفع)
(وَفِيه للْجمع صرف ... وَفِيه للصرف منع)
وَله فِي المصافحة:
(صافحتهم متبركاً بأكفهم ... إِذْ صافحوا كفا على كريمه)
(ولربما بلغ الْمُحب تعللاً ... آثَارهم ويعد ذَاك غنيمه)(1/200)
344 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن خَمِيس الحجري التلمساني أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ قَائِما على صناعَة الْعَرَبيَّة والأصلين، عالي الطَّبَقَة، فِي الشّعْر نَسِيج وَحده؛ زهداً وهمة، مَعَ سَلامَة الصَّدْر، وَحسن الْهَيْئَة، وَقلة التصنع.
كتب بتلمسان عَن مُلُوكهَا، ثمَّ فر مِنْهُم خوفًا لبَعض مَا يجْرِي بأبوابهم، ثمَّ قدم غرناطة، فَتَلقاهُ الْوَزير أَبُو عبد الله بن الحكم، وأكرمه جدا، فَلَمَّا قتل الْوَزير قتل هُوَ أَيْضا بعد نهب مَاله؛ وَذَلِكَ يَوْم عيد الْفطر سنة ثَمَان وَسَبْعمائة.
345 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن دوست العلاف أَبُو بكر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ قَالَ ابْن النجار: كَانَ أحد النُّحَاة الأدباء الْمَشْهُورين بِحِفْظ اللُّغَة، وإتقان الْعَرَبيَّة. قَرَأَ عَلَيْهِ الْخَطِيب التبريزي الْأَدَب، وَكَانَ مَشْهُورا بالصلاح والديانة، زاهداً، ورعاً، سمع الحَدِيث من أبي عَليّ بن شَاذان، وَأبي الْقَاسِم السمسار. روى عَنهُ أَبُو عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد البرداني.
مَاتَ يَوْم السبت ثامن عشْرين محرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(إِذا شِئْت أَن تبلو مَوَدَّة صَاحب ... بواطنه مطوية عَن ظواهره)
(فقس مَا بِعَيْنيهِ إِلَى مَا بِقَلْبِه ... تَجِد خطرات من خفى سرائره)
(فَكل خَلِيل ماذق فِي مناظر ... إِلَيْك دَلِيل مخبر عَن ضمائره)
346 - مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الإِمَام أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمُقْرِئ الْمَالِكِي الزَّاهِد يعرف بِابْن مغايظ - بالغين والظاء المعجمتين. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ إِمَامًا صَالحا، زاهدا، مجودا للقراءات، عَارِفًا بوجوهها، بَصيرًا بِمذهب مَالك، حاذقاً بفنون الْعَرَبيَّة، وَله يَد طولى فِي التَّفْسِير.(1/201)
ولد بالأندلس، وَنَشَأ بفاس، وَحج وَسمع بِمَكَّة من عبد الْمُنعم الفراوي، وبمصر من البوصيري، والأرتاحي، وَأبي الْقَاسِم بن فيرة الشاطبي، ولازمه مُدَّة، وَقَرَأَ عيه الْقرَاءَات، وَجلسَ بعد مَوته مَكَانَهُ. وأقرأ الْقُرْآن والْحَدِيث، وجاور بِالْمَدِينَةِ، وَشهر بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح والورع.
روى عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ وسبطه زِيَادَة، وَهُوَ آخر من روى عَنهُ.
مَاتَ بِمصْر مستهل صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَدفن بالقرافة. ومولده سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
347 - مُحَمَّد بن عمر الشواشي الشلبي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ مجيد فِي إقراء الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب، شَاعِر كَاتب، حج وَعرف بِالْخَيرِ، وَله ثروة المريدين بالأندلس.
مَاتَ بمراكش فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
348 - مُحَمَّد بن عمرَان بن مُوسَى الْجُورِي أَبُو بكر النَّحْوِيّ الأديب
سمع ابْن دُرَيْد، وروى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم، وَكَانَ عَلامَة فِي الْأَنْسَاب وعلوم الْقُرْآن.
مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وثلثمائة.
349 - مُحَمَّد بن عمرَان بن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن حزم ابْن حمير بن معد
ابْن عبيد بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب، الشريف أَبُو عبد الله شرف الدّين الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بالكركي وبابن الدلالات، الْفَقِيه الْمَالِكِي الشَّافِعِي الأصولي النَّحْوِيّ.(1/202)
ولد بفاس سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة تخمينا، وَقدم الْقَاهِرَة، ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الطبيرسية، وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة لجامع عَمْرو بن الْعَاصِ، وَولي قَضَاء الكرك.
وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة، صَاحب فنون، يُفْتِي فِي المذهبين، وَيعرف الْأَصْلَيْنِ والنحو واللغة.
350 - مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف بن عمر بن نعيم الإِمَام الزَّاهِد الْعَلامَة أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمَالِكِي
ولد سنة ثَمَان وَخمسين - أَو سبع وَخمسين - وَخَمْسمِائة، وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة؛ حَتَّى مَاتَ بهَا لَيْلَة مستهل صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة. أَخذ الْقرَاءَات عَن الإِمَام أبي الْقَاسِم، وَسمع مِنْهُ، وَمن جمَاعَة من شُيُوخ مصر؛ مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن عَليّ بن مَسْعُود البوصيري، وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَامِد الأرتاحي، وَأَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الحديثي. وَسمع بِمَكَّة من أبي الْمَعَالِي عبد الْمُنعم بن أبي البركات عبد الله ابْن مُحَمَّد الفراوي، وَسمع بالأسكندرية من الْحَاكِم أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْحَضْرَمِيّ، وَأبي القاسي عبد الرَّحْمَن بن مكي بن حَمْزَة، وَحدث وانتفع بِهِ النَّاس.
ذكرهمَا المقريزي فِي المقفى.
351 - مُحَمَّد بن عمار بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَالِكِي النَّحْوِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو يَاسر
ولد - كَمَا كتبه بِخَطِّهِ - يَوْم السبت الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، واشتغل قَدِيما، وَلَقي الْمَشَايِخ، وتفقه بِابْن عَرَفَة، وَسمع الحَدِيث من التنوخي والسويداوي، والتاج ابْن الفصيح وأضرابهم. وَكَانَ صَاحب فنون، حسن المحاضرة، محباً للصالحين، ولي تدريس المسلمية بِمصْر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة؛ فنوزع فِيهَا بِأَن شَرط(1/203)
واقفها أَن يكون الْمدرس فِي حُدُود الْأَرْبَعين، فَأثْبت محضراً بِأَن سنه حِينَئِذٍ خمس وَأَرْبَعُونَ، فَيكون مولده على هَذَا سنة ثَمَان وَخمسين.
وَله مجاميع كَثِيرَة، وَشرح التسهيل؛ سَمَّاهُ جلاب الموائد، والمغنى لِابْنِ هِشَام؛ سَمَّاهُ الْكَافِي الْغَنِيّ، فِي ثَمَان مجلدات، وألفية الحَدِيث، والعمدة. وَاخْتصرَ كثيرا من المطولات.
وَحصل لَهُ عرق جذام، ثمَّ استحكم بِهِ، فَمَاتَ ليلةالسبت رَابِع عشْرين ذِي الْحجَّة، سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة.
352 - مُحَمَّد بن عوض بن سُلْطَان بن عبد الْمُنعم الْبكْرِيّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ الشَّيْخ نَاصِر الدّين
يعرف بِابْن قَبيلَة. قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة سَبْعمِائة، وتفقه، وَولي التدريس بِمَدِينَة الفيوم مُدَّة طَوِيلَة. وَكَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول، والعربية، والهيئة، وصنف تصانيف مفيدة.
قَالَ الشهَاب بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمَالِكِي: كَانَ بيني وَبَينه وَقْفَة، فَرَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْمَنَام، فَقَالَ لي: اصْطلحَ مَعَ مُحَمَّد الْبكْرِيّ.
مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَهُوَ يُصَلِّي الصُّبْح.
353 - مُحَمَّد بن عِيَاض، أَبُو عبد الله اللبلي
قَالَ فِي الْمغرب: كَانَ نحوياً أديباً، تصدر للإقراء بقرطبة، وَله المقامة الْمَشْهُورَة بالدوحية.
وَمن شعره:
(تقاذفت الْأَيَّام بِي وسط لجة ... من الْبَحْر لَا يُبْدِي لَهَا الْوَصْل ساحلا)
(لَعَلَّ الرِّضَا يُبْدِي من الْعين نظرة ... ويجمعنا غُصْنَيْنِ غضا وذابلا)(1/204)
354 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن رزين التَّيْمِيّ الرَّازِيّ الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ أَبُو عبد الله
كَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة والقراءات، وروى الحَدِيث. وَمَات سنة ثَلَاث وَخمسين
- وَقيل: وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
355 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن سَالم بن عَليّ بن مُحَمَّد الدوسي
الشريشي منشأ، ثمَّ الْمَكِّيّ دَارا، الْفَقِيه الْمُفْتِي الفرضي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأصولي جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن خشيشي الشَّافِعِي.
سمع عَليّ بن أبي الْفضل المرسي أَجزَاء من صَحِيح ابْن حبَان.
وصنف المقتضب فِي الْفِقْه، ونظم التَّنْبِيه للشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ، وَشَرحه فِي أَرْبَعَة مجلدات، قَرَأَ عَلَيْهِ الرضى بن خَلِيل الْعَسْقَلَانِي كِتَابه المقتضب، وَمَات بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة.
لخصت هَذِه التَّرْجَمَة من تَارِيخ مَكَّة الْمُسَمّى بِالْعقدِ الثمين للفاسي.
356 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الله السكسي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ نزيل دمشق
قَالَ فِي الدُّرَر: مهر فِي الْعَرَبيَّة، وشغل النَّاس بهَا، كَانَ كثير المطالعة والمذاكرة. وَله أرجوزة فِي التصريف، وَكتب شَيْئا على منهاج النَّوَوِيّ، وَله سَماع من عبد الرَّحِيم ابْن أبي الْيُسْر وَغَيره؛ وَكَانَ كثير الْعِبَادَة، حسن الْبشر، جيد التَّعْلِيم، درس وَأفْتى، وَولي الخانقاه الشهابية، وَله أسئلة فِي الْعَرَبيَّة؛ سَأَلَ عَنْهَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فَأَجَابَهُ.
مَاتَ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة.
قلت: وقفت على هَذِه الأسئلة وأجوبتها وذكرتها فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِي تَرْجَمَة السُّبْكِيّ.(1/205)
357 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْمروزِي
الطهماني - بِفَتْح الطَّاء - الْكَاتِب أَبُو الْعَبَّاس، من ولد إِبْرَاهِيم بن طهْمَان.
قَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْعلم، روى الحَدِيث.
358 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عُثْمَان الْعَطَّار النَّحْوِيّ
أَخذ عَن السيرافي.
359 - مُحَمَّد بن عيسىالعماني أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
أَخذ عَن الزّجاج كتاب فعلت وأفعلت، وَعنهُ عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الْحَرْبِيّ.
360 - مُحَمَّد بن عِيسَى الرعيني
يعرف بِابْن صَاحب الأحباس، أَبُو عبد الله، وَالِد القَاضِي أبي بكر الْقُرْطُبِيّ. قَالَ ابْن بشكوال فِي زِيَادَته على الصِّلَة: كَانَ من أهل الْعلم وَالْأَدب واللغة، روى عَن أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ، وَابْن نصر هَارُون بن مُوسَى النَّحْوِيّ.
361 - مُحَمَّد بن عِيسَى الخزرجي المالقي الْمَالِكِي أَبُو بكر
قَالَ فِي الْبَدْر السافر: كَانَ فَاضلا نحوياً زاهداً عابداً مشتغلاً بِنَفسِهِ، لَا يقبل من أحد شَيْئا، يَأْكُل من كسب يَده، ثِقَة صَدُوقًا، وَله يَد فِي الْأَدَب والمعقول كَانَ ابْن التلمساني يقْرَأ عَلَيْهِ النَّحْو، وَهُوَ يقْرَأ عَلَيْهِ الْمَعْقُول، فيبكر إِلَيْهِ ابْن التلمساني، فَيقْرَأ عَلَيْهِ، ثمَّ يَقُول: يقْرَأ سيدنَا درسه، فَيَقُول: لَا حَتَّى أروح إِلَى بَيْتك. وَجَاءَت إِلَيْهِ امْرَأَة، فَقَالَت لَهُ: أسر ابْني وَطلب مِنْهُ من يقْعد مَوْضِعه ويطلقونه، فَقَالَ: بعد غَد احضري، فَحَضَرت وَابْنهَا مَعهَا، فَبكى وَقَالَ: مَا قبلت، كنت نَوَيْت أَن أروح أقعد مَوْضِعه.
مَاتَ بِمصْر لَيْلَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة.(1/206)
362 - مُحَمَّد بن غَانِم الأديني أَبُو عبد الله
من أهل شذونة. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ من أهل الْعلم باللغة وَالْقَرْض للشعر.
363 - مُحَمَّد بن فتح
من أهل وَادي الْحِجَارَة. قَالَ ابْن الفرضي: نبيل، حَافظ للنحو والغريب فصيح؛ شَاعِر سمع من أبي سعيد بن الْأَعرَابِي، وَقيل: هُوَ الَّذِي ألف لَهُ كتاب الْإِخْلَاص وَعلم الْبَاطِن وَهُوَ الْقَائِل:
(أيا وَيْح نَفسِي من نَهَار يَقُودهَا ... إِلَى عَسْكَر الْمَوْتَى وليل يذودها)
364 - مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ وزيراً بالأندلس، قوي الساعد عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
365 - مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل البعلي الْحَنْبَلِيّ الْعَلامَة الْفَقِيه النَّحْوِيّ
ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك، وبرع فِيهِ ولازمه، وَتخرج بِهِ جمَاعَة، وأتقن الْعَرَبيَّة، وَسمع من ابْن مَالك وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن ابي الْيُسْر وَجَمَاعَة، وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا، لَهُ معرفَة تَامَّة بالنحو، متعبداً متواضعا، حسن الشَّمَائِل، جيد الْخِبْرَة بِأَلْفَاظ الحَدِيث، ريض الْأَخْلَاق، تَارِكًا للتكلف مدمنا للاشتغال، كثير المحاسن أَخذ عَنهُ التقي السُّبْكِيّ،(1/207)
وصنف شرحا على الألفية، وشرحا على الجرجانية كَبِيرا.
وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي المارستان فِي الْمحرم سنة تسع وَسَبْعمائة، أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
366 - مُحَمَّد - وَيُقَال عبد الله - بن أبي الْفَتْح بن أَحْمد بن عَليّ
ابْن أَحْمد بن عَليّ بن أُمَامَة بن السَّنَد بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وبالنون الْمَفْتُوحَة - أَبُو المفاخر الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ، أَخُو أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْفَتْح. وَكَانَ لَهُ اسمان: عبد الله وَمُحَمّد، فَتَارَة يكْتب بِخَطِّهِ أَحدهمَا، وَتارَة يجمعهما، وَتارَة يقْتَصر على كنيته. روى عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن سعيد، وَأبي بكر عبد الله بن الباقلاني، وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن باكر الوَاسِطِيّ. وَكَانَ يقْرَأ بالجامع الْأَزْهَر من الْقَاهِرَة، وَكَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء، عَارِفًا بالنحو , توفّي لَيْلَة الثَّالِث عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ.
من المقفى للمقريزي.
367 - مُحَمَّد بن الْفراء الْأَعْمَى، أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ
قَالَ فِي الْمغرب: من أهل الْمِائَة السَّابِعَة، شَاعِر مجيد إِمَام فِي النَّحْو واللغة، وَكَانَ جده قَاضِي المرية الْمَشْهُور بِالْعلمِ والزهد.
وَمن شعره:
(قيل لي قد تبدلا ... فاسلُ عَنهُ كَمَا سلا)
(لَك سمعٌ وناظرٌ ... وفؤادٌ فَقلت لَا)
(قيل غالٍ وصالهُ ... قلت لما غلا حلا)
(أَيهَا العاذل الَّذِي ... وبعذلي توكلا)
(عد صَحِيحا مُسلما ... لَا تعير فتبتلا)(1/208)
368 - مُحَمَّد بن فرج بن جَعْفَر بن خلف بن أبي سَمُرَة الْقَيْسِي أَبُو عبد الله
يعرف بالثغري. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بالنحو والقراءات وَالْأَدب، روى عَن أبي الْقَاسِم بن الأبرش وَغَيره، وَعنهُ أَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو جَعْفَر بن المناصف؛ وأقرأ بغرناطة.
وَمَات بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
369 - مُحَمَّد بن الْفرج بن الْوَلِيد الشعراني أَبُو تُرَاب اللّغَوِيّ
قَالَ الْأَزْهَرِي فِي مُقَدّمَة كِتَابه: صَاحب كتاب الاعتقاب. قدم هراة مستفيداً من شمر اللّغَوِيّ، فَكتب عَنهُ شَيْئا كثيرا، وأملي بهراة من الاعتقاب أَجزَاء، ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور، وأملى بهَا بَاقِيه. قَالَ: وَقد نظرت فِيهِ فاستحسنته، وَلم أر فِيهِ تصحيفاً.
370 - مُحَمَّد بن فرج الغساني النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر الْكُوفِي
قَالَ ياقوت: أَخذ عَن سَلمَة بن عَاصِم صَاحب الْفراء، وَقَالَ الداني، أَخذ الْقِرَاءَة عَن أبي عَمْرو الدوري وَله عَنهُ نُسْخَة. روى عَنهُ الْحُرُوف أَحْمد بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْمُنَادِي وَمُحَمّد بن الْحسن النقاش وَأَبُو مُزَاحم الخاقاني، وَغَيرهم.(1/209)
371 - مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن فرج بن أبي الْقَاسِم أَبُو عبد الله الْمَالِكِي الكتاني الصّقليّ الْمَعْرُوف بالذكي النَّحْوِيّ
كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَسَائِر فنون الْأَدَب؛ أَصله من صقلية بالمغرب، وَورد إِلَى بَغْدَاد وخراسان وغزنة، وجال فِي تِلْكَ الْبِلَاد حَتَّى وصل إِلَى الْهِنْد؛ وَجَرت لَهُ مخاصمات مَعَ جمَاعَة من الْأَئِمَّة آلت إِلَى طعنه فيهم، وَبسط لِسَانه بِمَا لَا يَلِيق بهم، وَحضر مرّة إملاء مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، فأملى الْمجْلس، فَأخذ عَلَيْهِ الذكي شَيْئا، وَقَالَ: لَيْسَ كَمَا تَقول؛ بل هُوَ كَذَا، فَقَالَ السَّمْعَانِيّ: اكتبوا كَمَا قَالَ، فَهُوَ أعرف بِهِ، فغيروا تِلْكَ الْكَلِمَة، وَكَتَبُوا كَمَا قَالَ الذكي، فَبعد سَاعَة قَالَ: يَا سَيِّدي أَنا سَهَوْت وَالصَّوَاب مَا أمليت، فَقَالَ: غيروه، واجعلوه كَمَا كَانَ، فَفَعَلُوا. فَلَمَّا فرغ من الْإِمْلَاء وَقَامَ الذكي قَالَ السَّمْعَانِيّ: ظن المغربي أَنِّي أنازعه فِي الْكَلَام؛ حَتَّى يبسط لِسَانه فِي كَمَا بَسطه فِي غَيْرِي؛ فَسكت حَتَّى عرف الْحق وَرجع.
مولده بصقلية سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بأصبهان سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة.
قَالَ السلَفِي: وَكَانَ قَرَأَ اللُّغَة على مُحَمَّد بن يُونُس، والنحو على أبي عَليّ الحيولي، وَلم يخرج من الْمغرب إِلَّا وَهُوَ إِمَام فِي الْفِقْه والنحو؛ غير أَنه كَانَ يتتبع عثرات الشُّيُوخ، فدعوا عَلَيْهِ فَلم يفلح. انْتهى.
372 - مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبان
ابْن الحكم الْعَنْبَري أَبُو عدنان الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الْكَاتِب
قَالَ ابْن مَنْدَه: هُوَ صَاحب صَلَاة واجتهاد، يرجع فِي النَّحْو واللغة إِلَى معرفَة تَامَّة، حسن الْوَجْه، جميل الطَّرِيقَة، حدث عَن ابْن مرْدَوَيْه وَغَيره.
مَاتَ فَجْأَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.(1/210)
373 - مُحَمَّد بن الْفضل بن رزق الله أَبُو طَالب النَّحْوِيّ
من أهل الْموصل، قدم بَغْدَاد. وَحدث بهَا عَن الجاحظ برسالة لَهُ رَوَاهَا عَنهُ أَبُو الْفرج أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّامِت.
ذكره ابْن النجار.
374 - مُحَمَّد بن الْفضل بن شاذونة النَّحْوِيّ الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو مُسلم
كَذَا وَصفه أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان، وَلم يزدْ عَلَيْهِ.
375 - مُحَمَّد بن الْفضل بن عبد الله بن قثم أَبُو هَاشم العباسي
قَالَ ابْن النجار: بغدادي على مَذْهَب أبي حنيفَة، من أهل الْعَرَبيَّة على مَذْهَب الْكُوفِيّين، فصيح اللِّسَان، وَاسع الرِّوَايَة، من اهل الْفضل والثقة.
ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وثلاثمائة، وَقدم الأندلس تَاجِرًا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
376 - مُحَمَّد بن الْفضل بن عِيسَى أَبُو عبد الله الْهَمدَانِي النَّحْوِيّ
قَالَ الْخَطِيب: نزل بَغْدَاد، وَحدث بهَا عَن مُحَمَّد بن مزِيد التَّمِيمِي.
377 - مُحَمَّد بن الْفضل بن مُحَمَّد أَبُو الرّبيع الْبَلْخِي
قَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور: أديب نحوي صَاحب أَخْبَار وحكايات وَحفظ لأشعار الْمُتَقَدِّمين، رحال فِي طلب الحَدِيث، طَال مكثه فِي الْعرَاق، تولى الحكم فِي مَوَاضِع أَحدهَا طوس؛ وَكَانَ من أَكثر النَّاس فَائِدَة، وَأَحْسَنهمْ عشرَة.
مَاتَ ببلخ سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.(1/211)
378 - مُحَمَّد بن أبي الفوارس أَبُو عبد الله الْحلِيّ
قَالَ ابْن الْمُسْتَوْفى فِي تَارِيخ إربل: قَرَأَ النَّحْو على أبي الْبَقَاء العكبري، وَصعد إِلَى الْموصل، فَقَرَأَ على مكي بن رَيَّان، وَأقَام بإربل معلما، ثمَّ ترك التَّعْلِيم، واتصل بِخِدْمَة بعض الْأُمَرَاء، فَنقل عَنهُ أَشْيَاء قبيحة من شرب وَغَيره؛ فَعَاد إِلَى الْموصل فِي رَجَب سنة ثَمَان وسِتمِائَة.
وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع، إماميا تَارِكًا للصَّلَاة.
379 - مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار بن الْحُسَيْن بن بَيَان
ابْن سَمَّاعَة بن فَرْوَة بن قطن بن دعامة الإِمَام أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من أعلم النَّاس بالنحو وَالْأَدب، وَأَكْثَرهم حفظا، سمع من ثَعْلَب وَخلق، وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا دينا خيرا من أهل السّنة.
روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَجَمَاعَة. وَكَانَ يملي فِي نَاحيَة وَأَبوهُ مُقَابِله. وَكَانَ يحفظ ثَلَاثمِائَة ألف بَيت شَاهدا فِي الْقُرْآن، وَكَانَ يملي من حفظه؛ لَا من كتاب.
وَمرض يَوْمًا فعاده أَصْحَابه، فَرَأَوْا من انزعاج وَالِده أمرا عَظِيما، فطيبوا نَفسه، فَقَالَ: كَيفَ لَا أنزعج وَهُوَ يحفظ جَمِيع مَا ترَوْنَ؟ وَأَشَارَ إِلَى خزانَة مَمْلُوءَة كتبا.
وَكَانَ مَعَ حفظه زاهداً متواضعاً؛ حكى الدَّارَقُطْنِيّ أَنه حَضَره فِي إملاء فصحف اسْما فِي إِسْنَاد. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: فأعظمت أَن يحمل عَن مثله فِي فَضله وجلالته وهم، وهبته أَن أوقفهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فرغ تقدّمت إِلَيْهِ، وَذكرت لَهُ ذَلِك، وانصرفت. ثمَّ حضرت الْمجْلس الْآتِي فَقَالَ للمستملى: عرف الْجَمَاعَة أَنا صحفنا الِاسْم الْفُلَانِيّ لما أملينا
كَذَا فِي الْمجْلس الْمَاضِي، وَنَبَّهنَا ذَلِك الشَّاب على الصَّوَاب، وَهُوَ كَذَا؛ وَعرف ذَلِك الشَّاب أَنا رَجعْنَا إِلَى الأَصْل، فوجدناه كَمَا قَالَ.
وَكَانَ يحفظ مائَة وَعشْرين تَفْسِيرا بأسانيدها.(1/212)
وَقَالَ أَبُو الْحسن الْعَرُوضِي: اجْتمعت أَنا وَأَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي عِنْد الراضي بِاللَّه على الطَّعَام - وَكَانَ الطباخ قد عرف مَا يَأْكُل - فَكَانَ يطْبخ لَهُ قلية يابسة، قَالَ فأكلنا نَحن ألوان الطَّعَام وأطايبه، وَهُوَ يعالج نلك القلية ثمَّ فَرغْنَا وأتينا بحلواء: وقمنا وملنا إِلَى الخيش فَنَامَ بَين الخيشين، وَنِمْنَا نَحن فِي خيشين وَلم يشرب مَاء إِلَى الْعَصْر، فَلَمَّا كَانَ الْعَصْر قَالَ: يَا غُلَام، الْوَظِيفَة: فَجَاءَهُ بِمَاء من الْحبّ وَترك المَاء المزمل بالثلج، فغاظني ذَلِك، فَصحت، فَأمر الراضي بإحضاري، وَقَالَ: مَا قصتك؟ فَأَخْبَرته، وَقلت: هَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ يحْتَاج أَن يُحَال بَينه وَبَين تَدْبِير نَفسه؛ لِأَنَّهُ يَقْتُلهَا، وَلَا يحسن عشرتها، فَضَحِك، وَقَالَ: يَا أَبَا بكر، لم تفعل هَذَا؟ قَالَ: أُبْقِي على حفظي، قلت لَهُ: قد أَكثر النَّاس فِي حفظك، فكم تحفظ؟ قَالَ: ثَلَاثَة عشر صندوقاً.
قَالَ: وَسَأَلته يَوْمًا جَارِيَة للراضي عَن شَيْء فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا، فَقَالَ: أَنا حاقن؛ ثمَّ مضى من يَوْمه، فحفظ كتاب الْكرْمَانِي، وَجَاء من الْغَد وَقد صَار معبراً للرؤيا، وَكَانَ يَأْخُذ الرطب فيشمه، وَيَقُول: إِنَّك لطيب؛ وَلَكِن أطيب مِنْك حفظ مَا وهب الله لي من الْعلم.
وَلما مرض مرض الْمَوْت، أكل كل شَيْء كَانَ يَشْتَهِي؛ وَقَالَ: هِيَ عِلّة الْمَوْت.
قَالَ الْخَطِيب: وَرَأى يَوْمًا بِالسوقِ جَارِيَة حسنا، فَوَقَعت فِي قلبه، فَذكرهَا للراضي، فاشتراها وَحملهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: إعتزلي إِلَى الِاسْتِبْرَاء، قَالَ: وَكنت أطلب مَسْأَلَة، فاشتغل قلبِي، فَقلت للخادم: خُذْهَا وامض بهَا، فَلَيْسَ قدرهَا أَن تشغل فلبي عَن علمي؛ فَأَخذهَا الْغُلَام، فَقَالَت لَهُ: دَعْنِي اكلمه بحرفين، فَقَالَت لَهُ: أَنْت رجل لَك مَحل وعقل، وَإِذا أخرجتني وَلم تبين ذَنبي، ظن النَّاس فيَّ ظنا قبيحا، فَقَالَ لَهَا: مَالك عِنْدِي ذَنْب غير أَنَّك شغلتني عَن علمي، فَقَالَت: هَذَا سهل، فَبلغ الراضي، فَقَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن يكون الْعلم فِي قلب أحد أحلى مِنْهُ فِي صدر هَذَا الرجل.(1/213)
قَالَ الزبيدِيّ: وَكَانَ شحيحا، وَمَا أكل لَهُ أحد شَيْئا قطّ، وَكَانَ ذَا يسَار وَحَال وَاسِعَة، وَلم يكن لَهُ عِيَال.
ووقف عَلَيْهِ رجل يَوْمًا، فَقَالَ أجمع لَهُ أهل سبع فراسخ على شَيْء، فاعطني درهما حَتَّى أفارقه الْإِجْمَاع، فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الْإِجْمَاع؟ فَقَالَ: على أَنَّك بخيل، فَضَحِك وَلم يُعْطه شَيْئا.
وأملى كتبا كَثِيرَة؛ مِنْهَا غَرِيب الحَدِيث، الهاءات. الأضداد، الْمُشكل، الْمُذكر والمؤنث، الزهر، أدب الْكَاتِب، الْمَقْصُور الْمَمْدُود، الْوَاضِح فِي النَّحْو، الموضح فِيهِ، الهجاء، اللامات، شرح شعر الْأَعْشَى، شرح شعر النَّابِغَة، شرح شعر زُهَيْر، وَغير ذَلِك.
ولد يَوْم الْأَحَد لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات لَيْلَة النَّحْر من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان - وَقيل سبع - وَعشْرين وثلاثمائة بَغْدَاد.
وَمن شعره:
(إِذا زيد شرا زَاد صبرا كَأَنَّمَا ... هُوَ الْمسك مَا بَين الصلاية والفِهْرِ)
(لِأَن فتيت الْمسك يزْدَاد طيبه ... على السحق وَالْحر اصطباراً على الضُّرِّ)
380 - مُحَمَّد بن قَاسم بن منداس أَبُو عبد الله المغربي البجائي الجزائري
وَيعرف بالأشيري النَّحْوِيّ. كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ. وَقَالَ: ولد سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجُزُولِيّ وَغَيره، وأقرأها مُدَّة، وَحدث باليسير، وروى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن السلَفِي.
قَالَ ابْن الابار: وَأَجَازَ لَهُ، وَمَات أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.(1/214)
381 - مُحَمَّد بن الْقَاسِم أَبُو سعيد صَعودا
قَالَ ابْن مَكْتُوم: لغَوِيّ أَخذ عَنهُ ابْن المعتز.
382 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن بايجوك البقالي الْخَوَارِزْمِيّ الْآدَمِيّ النَّحْوِيّ أَبُو الْفضل الملقب زين الْمَشَايِخ
قَالَ ياقوت: كَانَ إِمَامًا فِي الْأَدَب، وَحجَّة فِي لِسَان الْعَرَب، أَخذ اللُّغَة وَالْإِعْرَاب عَن الزَّمَخْشَرِيّ وَجلسَ بعده مَكَانَهُ، وَسمع الحَدِيث مِنْهُ وَمن غَيره. وَكَانَ جم الْفَوَائِد، حسن الِاعْتِقَاد، كريم النَّفس، نزيه العِرض، غير خائض فِيمَا لَا يعنيه، لَهُ يَد فِي الترسل وَنقد الشّعْر.
وَله من التصانيف: مِفْتَاح التَّنْزِيل، تَقْوِيم اللِّسَان فِي النَّحْو، الْإِعْجَاب فِي الْإِعْرَاب، الْبِدَايَة فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، منَازِل الْعَرَب ومياهها، شرح أَسمَاء الله تَعَالَى؛ وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَن نَيف وَسبعين سنة.
383 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله السكْسكِي
يعرف بِابْن الْمعلم، أَبُو عبد الله. قَالَ الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ فَقِيها فَاضلا، لَكِن غلب عَلَيْهِ الْأَدَب.
شرح المقامات شرحاً جيدا، وَلم أَقف على تَارِيخ مَوته. انْتهى.(1/215)
384 - مُحَمَّد بن قدامَة البلوطي
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، ويميل إِلَى مَذْهَب الْكُوفِيّين، ذَا سمت ووقار.
مَاتَ بعد الثلثمائة.
385 - مُحَمَّد بن قَيْصر بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ المارديني نجم الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا لبَعض التُّجَّار، واشتغل هُوَ ففاق فِي النَّحْو والتصريف والمعاني والقراءات وَالْعرُوض، وَغير ذَلِك. وصنف فِي جَمِيع ذَلِك.
وَله قصيدة على وزن الشاطبية، وَلحق ياقوت المستعصمي وَكتب عَلَيْهِ، وجوّد طَرِيقَته وَكتب عَلَيْهِ أهل ماردين، وَكَانَ كثير الهجاء سيء السِّيرَة.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة.
386 - مُحَمَّد بن لب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خيرة أَبُو عبد الله الشاطبي
روى عَن جمَاعَة من أهل الْمغرب، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وأقرأها، وَحدث بِالْقَاهِرَةِ.
توفّي قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة.
وَهُوَ أحد أَصْحَاب الشَّيْخ أبي الْحسن بن الصّباغ.
وَمن كَلَامه: اشتغالك بِوَقْت لم يَأْتِ تَضْييع للْوَقْت الَّذِي أَنْت فِيهِ.
ذكره المقريزي فِي المقفى.(1/216)
387 - مُحَمَّد بن مَالك بن يُوسُف بن مَالك الفِهري الشريشي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحوياً لغوياً أديباً جَلِيلًا، تفرد فِي بَلَده بعلو الرَّايَة وَكَمَال الدِّرَايَة، حمل عَن شُرَيْح بن مُحَمَّد وجعفر بن مكي وَجَمَاعَة، وَأخذ عَنهُ النَّاس كثيرا، وَحدث عَنهُ ابْن حوط الله، وَكَانَ مُعْتَمدًا فِي اللُّغَات والآداب.
مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
388 - مُحَمَّد بن مت النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الْبَلْخِي فِي تَارِيخ بَلخ وروى بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ أَنه قَالَ: كل شَيْء لَيْسَ فِيهِ الرّوح؛ إِن شِئْت فَذكر، وَإِن شِئْت فأنِّث.
389 - مُحَمَّد بن المجلي الصَّائِغ الْجَزرِي نحوي لغَوِيّ طَبِيب شَاعِر فيلسوف منجم مَاتَ سنة سبعين وَخَمْسمِائة نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم
390 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين بن المغربل النَّحْوِيّ
ولد سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَسمع من الشّرف الْفَزارِيّ وَغَيره، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه، وَحدث عَنهُ الْجمال بن ظهيرة.
وَمَات سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة.
ذكره فِي الدُّرَر.(1/217)
391 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمدَان أَبُو الْحُسَيْن الْخُزَاعِيّ النَّحْوِيّ
حدث عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي، وَأبي بكر أَحْمد بن الْعَبَّاس بن عبد الله ابْن عُثْمَان صَاحب ثَعْلَب، روى عَن ختنه إِبْرَاهِيم بن عَليّ السكونِي، وَأبي بكر مكرم ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكرم. كَانَ حَيا سنة تسع وَأَرْبَعين وثلثمائة. ذكره ابْن النجار.
392 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هميماه أَبُو نصر الرامشي النَّيْسَابُورِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَ عَارِفًا بالنحو وعلوم الْقُرْآن، تخرج بِهِ جمَاعَة.
مَاتَ سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(وَكنت صَحِيحا والشباب منادمي ... وأنهلني صفو الشَّبَاب وعلني)
(وزدت على خمسٍ ثَمَانِينَ حجَّة ... فجَاء مشيبي بالضنى وأعلني)
(سئمت تكاليف الْحَيَاة وعلتي ... وَمَا فِي ضميري من عَسى ولعلني)
وَله:
(إِن تلقك الغربة فِي معشر ... قد أَجمعُوا فِيك على بغضهم)
(فدارهم مَا دمت فِي دَارهم ... وأرضهم مَا دمت فِي أَرضهم)
393 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي أَبُو بكر
يعرف بالعنفقة. قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْقُرْآن والعربية، وَأخذ عَنهُ النَّاس، مَاتَ بعيد سنة عشْرين وسِتمِائَة. وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ أستاذاً مقرئاً نحوياً، روى عَنهُ أَبُو بكر الْقُرْطُبِيّ.(1/218)
394 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَرقم
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْكَلَام فِي مَعَاني الشّعْر.
395 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد تَاج الدّين الإِسْفِرَايِينِيّ
صَاحب اللّبَاب، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة.
396 - مُحَمَّد بن محد بن جَعْفَر بن لنكك أبوالحسين الْبَصْرِيّ
قَالَ ابْن النجار: كَانَ من النُّحَاة الْفُضَلَاء، والأدباء النبلاء، وَله أشعار حَسَنَة. قدم بَغْدَاد، وروى قصيدة دعبل الَّتِي أَولهَا:
(مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ... )
عَن أبي الْحُسَيْن الْعَبادَانِي، عَن أَخِيه، عَن دعبل، رَوَاهَا عَنهُ عبيد الله بن جخجخ النَّحْوِيّ.
وَله:
(يعيب النَّاس كلهم الزمانا ... وَمَا لزماننا عيب سوانا)
(نعيب زَمَاننَا وَالْعَيْب فِينَا ... وَلَو نطق الزَّمَان إِذا هجانا)
(ذئاب كلنا فِي خلق نَاس ... فسبحان الَّذِي فِيهِ برانا)
(يعاف الذِّئْب يَأْكُل لحم ذئبٍ ... وَيَأْكُل بَعْضنَا بعض عيَانًا)(1/219)
وَله:
(زمَان قد تفرغ للفضول ... فسود كل ذِي حمق جهول)
(إِذا أَحْبَبْتُم فِيهِ ارتفاعاً ... فكونوا جاهلين بِلَا عقول)
وَله:
(الدَّهْر دهر عَجِيب ... فِيهِ الْوَلِيد يشيب)
(العير فَوق الثريا ... وَفِي الوهاد الأريب)
وَله:
(حرمَان ذِي أدب وحظوة جاهلٍ ... أَمْرَانِ بَينهمَا الْعُقُول تحير)
(كم ذَا التفكر فِي الزَّمَان وَإِنَّمَا ... يزْدَاد فِيهِ عمى إِذا يتفكر)
(الأرذلون بغبطة وسعادة ... والأفضلون قُلُوبهم تتفطر)
397 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِدْرِيس بن مَالك بن عبد الْوَاحِد
من أهل اسطبونة. يكنى أَبَا بكر، وَيعرف بالقلاوسي. كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض، وَكَانَ بقطره علما من أَعْلَام الْفضل وَالْعلم والإيثار فِيهِ، والمشاركة، شهيراً علما وَعَملا.
وَألف فِي الْفَرَائِض رجزاً سهلاً، وَألف فِي الْعرُوض، وتاريخ بَلَده، وَألف تأليفاً حسنا فِي ترجيل الشَّمْس ومتوسطات الْفجْر، وَمَعْرِفَة الْأَوْقَات بالأقدام، وَله أرجوزة فِي شرح ملاحن ابْن دُرَيْد، وَله شرح الفصيح وَغير ذَلِك.
قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي الْحسن بن أبي الرّبيع، وَأبي الْقَاسِم الْحصار الضَّرِير، وعَلى الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيرهم. وَله شعر.
توفّي فِي عَام سَبْعَة وَسَبْعمائة. ذكره ابْن فَرِحُونَ فِي طَبَقَات الْمَالِكِيَّة.(1/220)
398 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُخْتَار أَبُو الْفَتْح الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ نحوياً فَاضلا، جَالس ابْن كردان، وَسمع مِنْهُ، وجالس أَبَا الْحُسَيْن ابْن دِينَار وَغَيره؛ وَكَانَ حسن الْإِيرَاد، جيد الْمَحْفُوظ، متيقظاً، وَلم يتصدر لإقراء النَّحْو.
بلغ تسعين سنة. وَمَات سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
399 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُشْتَمل المري أَبُو عبد الله
يعرف بالبلياني. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: قيم على الْقرَاءَات والنحو وَالْأَدب، جيد الشّعْر وَالْكِتَابَة، طَاهِر الذيل، مهذب الْأَخْلَاق، خطب ببجاية وَعقد الشُّرُوط مُدَّة.
وَألف نظم الفصيح عَارِيا عَن الحشو على تقعير فِيهِ، وأرجوزة فِي علم الْكَلَام، وكتابا فِي الرِّبَا.
400 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن الديناري أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار: من ولد دِينَار بن عبد الله الرَّاوِي عَن أنس. سمع كثيرا، وَقَرَأَ بالروايات، وَعرف الْأَدَب معرفَة حَسَنَة، وَحدث بالموفقيات للزبير بن بكار عَن أبي عبد الله الْكَاتِب، سَمعهَا مِنْهُ عِيسَى الْقَابِسِيّ. كتب عَنهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي المذاكرة.
وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
401 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن جهور أَبُو الْفضل الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ السلَفِي: كَانَ من أَعْيَان الرؤساء، وفضلاء الأدباء، لم يتَعَرَّض للْحَدِيث لتشاغله بالأدب تَارَة، وبالتصريف أُخْرَى. قَرَأَ الْأَدَب على الْحسن بن عبد الْعَزِيز التّونسِيّ، وجالس أَبَا غَالب بن بَشرَان، وَسمع مِنْهُ كثيرا.
مَاتَ فِي رَجَب سنة خَمْسمِائَة.(1/221)
402 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشهرستاني أَبُو البركات ابْن أبي جَعْفَر النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار: قَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد بن الخشاب، ثمَّ لَازم شَيخنَا أَبَا الْحسن بن الزاهدة النَّحْوِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا؛ وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى دور أَبنَاء الدُّنْيَا يعلم أَوْلَادهم النَّحْو، ويرتزق من ذَلِك؛ وَكَانَ عَالما فَاضلا متدينا، حسن الطَّرِيقَة، وَلم يكن عِنْده رِوَايَة للْحَدِيث وَلَا لغيره.
ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم الْأَحَد سَابِع عشْرين ربيع الأول سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة.
وَله مِمَّا يكْتب على فص أَزْرَق:
(لما جَفا من كنت آمل وَصله ... ظلما وَصد فديته من ظَالِم)
(أخفيت زرقة ملبسي من حاسدي ... ولبستها من خُفْيَة فِي الْخَاتم)
403 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خضر بن شمري بن أبي الْعدْل
ابْن جراح بن مَازِن بن جراح بن عُرْوَة بن عدي بن هِشَام بن حَاتِم بن هِشَام ابْن عجلَان بن عقيل بن مرّة بن عقيل بن هِشَام بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام الْقرشِي الْأَسدي الْعَلامَة شمس الدّين العيزري.
ولد بالقدس فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَأخذ الْفِقْه عَن التقي أَحْمد بن الْعَطَّار، وَابْن عَدْلَانِ، ومحيي الدّين الزنكلوني ولد شَارِح التَّنْبِيه، والقراءات عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الاعزب والبرهان الحكري. ثمَّ ارتحل إِلَى غَزَّة سنة تسع وَأَرْبَعين، فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة أَربع وَخمسين، وَدخل دمشق فَأخذ بهَا عَن ابْن كثير والحسباني الْعِمَاد وَابْن قيم الجوزية وَابْن شيخ الْجَبَل وَغَيرهم، وَأذن لَهُ بالإفتاء، وَأقَام على نشر الْعلم بغزة إِلَى أَن قدم القطب التحتاني الْقُدس، فَرَحل إِلَيْهِ وَأخذ عَنهُ وَأَجَازَهُ، ثمَّ أَخذ عَن السراج الْهِنْدِيّ والسراج البُلْقِينِيّ والتاج السُّبْكِيّ، وَشرع فِي(1/222)
التصنيف. فألف الظهري على فقه الشَّرْح الْكَبِير، وَسلَاح الِاحْتِجَاج فِي الذب عَن الْمِنْهَاج، والغياث فِي تَفْصِيل الْمِيرَاث، وأدب الْفَتْوَى، والانتظام فِي أَحْوَال الإِمَام، وغرائب السّير ورغائب الْفِكر فِي عُلُوم الحَدِيث، وتهذيب الْأَخْلَاق بِذكر مسَائِل الْخلاف والاتفاق، وتحبير الظَّوَاهِر فِي تَحْرِير الْجَوَاهِر، فِي أجوبة الْجَوَاهِر للإسنوي، وأخلاق الأخيار فِي مهمات الْأَذْكَار، والكوكب الْمشرق فِي الْمنطق , ومصباح الزَّمَان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَشَرحه وسلسال الضَّرْب فِي كَلَام الْعَرَب فِي النَّحْو، وشأن فتيا دَار الْعدْل، وأسنى الْمَقَاصِد فِي تَحْرِير الْقَوَاعِد، وَاسْتِيفَاء الْحُقُوق بِمَسْأَلَة المخلف والمسبوق، ودقائق الْآثَار فِي مُخْتَصر مَشَارِق الْأَنْوَار، والبروق اللوامع فِيمَا أورد على جمع الْجَوَامِع - وَذكر أَنه بعث بِهِ إِلَى الشَّيْخ تَاج الدّين مُصَنفه؛ وَهُوَ فِي صلب ولَايَته، فَأثْنى عَلَيْهِ وَأجَاب عَنهُ - وتشنيف المسامع فِي شرح جمع الْجَوَامِع، وتوضيح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، وبلغة ذَوي الْخَصَاصَة فِي حل الْخُلَاصَة لِابْنِ مَالك، ووسائل الْإِنْصَاف فِي علم الْخلاف، والمناهل الصافية فِي حل الكافية لِابْنِ الْحَاجِب، وَغير ذَلِك.
لخصت ذَلِك من خطه من مَجْمُوع لَهُ، قَالَ ابْن حجر: وَمَات فِي نصف الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة.
404 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَليفَة أَبُو سعيد الصُّوفِي
قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق: رجل فَاضل؛ سديد الطَّرِيقَة، مرضِي السِّيرَة. قَرَأَ على أبي الْحسن الْغَزالِيّ، وَأخذ عَنهُ الْقِرَاءَة، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، واشتغل بالتذكير والوعظ على طَرِيق الْقَوْم، وسافر مرَارًا، وَرَأى الْقبُول لحسن سيرته.(1/223)
405 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ
الْأُسْتَاذ أَبُو عبد الله البلنسي النَّحْوِيّ. يعرف بِابْن أبي الْبَقَاء. قَالَ ابْن الْأَبَّار: أَصله من سرقسطة، وَتعلم كثيرا، فبرع فِي الْعَرَبيَّة وَعلمهَا، واعتنى بتقييد الْآثَار، وَكَانَ \ شَاعِرًا مجيداً، بَصيرًا بصناعة الحَدِيث، مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة وَعلم اللِّسَان، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد ابْن الفوارس، وَأَبُو ذَر بن الْخُشَنِي، وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل، وَخلق.
ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي ربيع الأول سنة عشر وسِتمِائَة.
406 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عباد أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَرَأَ على أبي سعيد السيرافي، وَألف كتابا فِي الْوَقْف والابتداء، جوده وَحدث بِهِ. سَمعه مِنْهُ أَحْمد بن الْفرج بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن هَارُون.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لليلتين بَقِيَتَا من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
ذكره ابْن النجار.
407 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله ابْن جندي شمس الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ
الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة، كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: أَخذ النَّحْو عَن الْجمال بن مَالك، وَكَانَ من كبار أَصْحَابه، ثمَّ عني بِالْحَدِيثِ أتم عناية، وَسمع على بن عبد الدَّائِم، وبمصر من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَخلق، وَخرج وَكتب كثيرا. وَكَانَ حسن البزة، مليح الشكل، ظريفاً، حسن الْعشْرَة، حُلْو الشَّمَائِل.
مَاتَ فِي عنفوان الشبيبة يَوْم الْخَمِيس فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، ورُئيَ فِي النّوم فَقيل: مَا فعل الله بك؟ قَالَ كل خير، نَحن نفترش السندس، رزقكم الله مَا رزقنا.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: إِمَام فِي اللُّغَة والنحو، مولده لَيْلَة السبت ثَالِث محرم سنة خمسين وسِتمِائَة.(1/224)
408 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الإِمَام
بدر الدّين بن الإِمَام جمال الدّين الطَّائِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ بن النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا فهما ذكيا، حاد الخاطر، إِمَامًا فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَالْعرُوض والمنطق، جيد الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول.
أَخذ عَن وَالِده، وَوَقع بَينه وَبَينه [صُورَة] : فسكن [لأَجلهَا] بعلبك، فَقَرَأَ عَلَيْهِ بهَا جمَاعَة، مِنْهُم بدر الدّين بن زيد، فَلَمَّا مَاتَ وَالِده طلب إِلَى دمشق، وَولي وَظِيفَة وَالِده، وتصدى للاشتغال والتصنيف، وَكَانَ اللّعب يغلب عَلَيْهِ، وَعشرَة من لايصلح، وَكَانَ إِمَامًا فِي مواد النّظم، من النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والبديع، وَلم يقدر على نظم بَيت وَاحِد بِخِلَاف وَالِده.
وَله من التصانيف: شرح ألفية وَالِده، شرح كافيته، شرح لاميته، تَكْمِلَة شرح التسهيل، لم يتمه، الْمِصْبَاح فِي اخْتِصَار الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي، روض الأذهان فِيهِ، شرح الملحة، شرح الحاجبية، مُقَدّمَة فِي الْعرُوض، مُقَدّمَة فِي الْمنطق، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بالقولنج بِدِمَشْق يَوْم الْأَحَد ثامن الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وتأسف النَّاس عَلَيْهِ.
409 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمَّاد ابْن ثَابت الوَاسِطِيّ الْبَغْدَادِيّ
غياث الدّين بن محيي الدّين العاقولي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ مدرس المستنصرية بِبَغْدَاد. قَالَ ابْن حجر: ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وبرع فِي الْفِقْه وَالْأَدب والعربية والمعاني وَالْبَيَان، وشارك فِي الْفُنُون، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب هُنَاكَ. وَسمع من السراج الْقزْوِينِي، وَأَجَازَ لَهُ الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره. وَكَانَ عِنْد أهل بَلَده(1/225)
شيخ الحَدِيث فِي الدُّنْيَا، وَكَانَ فهمه جيدا مفرط الْكَرم، دينا حسن الشكل والأخلاق. حدث بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَالشَّام، وصنف شرح المصابيح، شرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ. شرح الْغَايَة القصوى.
مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
410 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى بن مرْدَوَيْه بن سَالم بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب الْمَعْرُوف بالرشيد الوطواط
قَالَ ياقوت: كَانَ من نَوَادِر الزَّمَان وعجائبه، وأفراد الدَّهْر وغرائبه، أفضل زَمَانه فِي النّظم والنثر، وَأعلم النَّاس بدقائق كَلَام الْعَرَب، وأسرار النَّحْو وَالْأَدب، طَار فِي الْآفَاق صيته، وَسَار فِي الاقاليم ذكره؛ وَكَانَ ينشئ فِي حَالَة وَاحِدَة بَيْتا بِالْعَرَبِيَّةِ من بَحر وبيتاً بِالْفَارِسِيَّةِ من آخر، ويمليهما مَعًا.
لَهُ من التصانيف: حدائق السحر فِي دقائق الشّعْر، أشعاره، رسائله بالعربي، رسائله بالفارسي، وَغير ذَلِك. مولده ببلخ، وَمَات بخوارزم سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة.
411 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الْجَلِيل الْجَعْفَرِي التّونسِيّ
أَبُو عبد الله ركن الدّين القوبع. بِفَتْح الْقَاف فِيمَا اشْتهر على الْأَلْسِنَة، وَقيل هُوَ بضَمهَا، وَهُوَ طَائِر، الْمَالِكِي النَّحْوِيّ. قَالَ الصَّفَدِي: ولد بتونس فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَقَرَأَ النَّحْو على يحيى بن الْفرج بن زيتون، وَالْأُصُول على(1/226)
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن قَاضِي تونس، وَقدم سنة تسعين، فَسمع بِدِمَشْق من ابْن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَجَمَاعَة، ودرس بالمنكوتمرية، وَأعَاد بالناصرية وَغَيرهَا، ودرس الطِّبّ بالمارستان؛ وَكَانَ يتوقد ذكاءً، وَمهر فِي الْفُنُون، حَتَّى إِذا صَار يتحدث فِي شَيْء من الْعُلُوم تكلم فِي دقائقه وغوامضه، حَتَّى يَقُول الْقَائِل: إِنَّه أفنى عمره فِي ذَلِك. وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يَقُول: مَا أعرف أحدا مثله. وَقَالَ ابْن سيد الناي: لما قدم قعد فِي سوق الْكتب - وَالشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس هُنَاكَ - وَمَعَ المنادى ديوَان ابْن هَانِئ؛ فَنظر فِيهِ ابْن القوبع، فترنم بقوله:
(فتكات لحظك أم سيوف أبيكِ ... وكؤوس خمرٍ أم مراشف فِيك)
فقرأه بِالنّصب فِي الْجَمِيع، فَقَالَ لَهُ ابْن النّحاس: يَا مَوْلَانَا هَذَا نصب كَبِير فَقَالَ لَهُ بنترة: أَنا أعرف الَّذِي تُرِيدُ من رَفعهَا، على أَنَّهَا اخبار لمبتدءات مقدرَة، وَالَّذِي أَنا ذهبت إِلَيْهِ أغزل وأمدح، وَتَقْدِيره: " أقاسي فتكات لحظك "، فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلَانَا فَلم لَا تتصدر وتشغل النَّاس؟ فَقَالَ: وأيشٍ هُوَ النَّحْو فِي الدُّنْيَا حَتَّى يذكر! .
وَكَانَت فِيهِ بادرة وحدة، وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى النَّاس من غير حَاجَة إِلَى أحد، وَلَا يسْعَى فِي منصب، وناب فِي الحكم فِي الْقَاهِرَة ثمَّ تَركه، وَقَالَ: يتَعَذَّر فِيهِ بَرَاءَة الذِّمَّة.
وَجَاء إِلَيْهِ إِنْسَان يصحح عَلَيْهِ أمالي القالي، فَكَانَ يسابقه إِلَى أَلْفَاظ الْكتاب، فبهت الرجل، فَقَالَ لَهُ: لي عشرُون سنة مَا كررت عَلَيْهِ.
وَكَانَ كثير التِّلَاوَة، حسن الصُّحْبَة، كثير الصَّدَقَة سرا، وَلَا يمل المطالعة فِي الشِّفَاء لِابْنِ سينا كل لَيْلَة مَعَ غير سآمة وملل، ويلثغ بالراء همزَة.(1/227)
صنف تَفْسِير سُورَة " ق " فِي مُجَلد، وَشرح ديوَان المتنبي.
وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سَابِع عشْرين الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
وَله:
(تَأمل صحيفات الْوُجُود فَإِنَّهَا ... من الْجَانِب السَّامِي إِلَيْك رسائل)
(وَقد خطّ فِيهَا إِن تَأَمَّلت خطها ... أَلا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل)
412 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن رصوان بن عبد الْعَزِيز البعلي المولد، الشَّافِعِي الشَّيْخ شمس الدّين بن الْموصِلِي
ولد سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَسمع الحَدِيث من القطب اليونيني، وشمس الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الْحَنْبَلِيّ، والمري، والذهبي، وَغَيرهم. وتفقه بالشرف الْبَارِزِيّ، والبدر التبريزي قَاضِي بعلبك، وَجَمَاعَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمجد البعلي وَابْن مكي.
وصنف غَايَة الْإِحْسَان فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان} ؛ وبهجة الْمجَالِس، ورونق الْمجَالِس، خمس مجلدات، يتَضَمَّن الْكَلَام على آيَات وَغَيرهَا، ولوامع الْأَنْوَار نظم مطالع الْأَنْوَار لِابْنِ قرقول، ونظم منهاج الْفِقْه للنووي، والدر المنتظم فِي نظم أسرار الْكَلم؛ وَهُوَ نظم فقه اللُّغَة للثعالبي.
وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه واللغة والعربية، ماهراً فِي النّظم والنثر إنْشَاء وخطباً، يكْتب الْخط الْمليح. وَتُوفِّي بطرابلس الشَّام سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة عَن خمس وَسبعين سنة. ذكره المقريزي فِي المقفى.(1/228)
413 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الغفور بن غَالب بن عبد الرَّحْمَن
ابْن عبد الغفور بن عبيد الله بن تاجة بن يحيى بن الحسام بن ضرار الْقُضَاعِي الْكَلْبِيّ الضراري الأندلسي الأوبني.
أَبُو بكر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ، الْفَقِيه الأصولي، الإِمَام الْفَاضِل الْكَامِل، يعرف بِابْن عبد الغفور. كَذَا ذكره التجِيبِي فِي رحلته، وَقَالَ: إِمَام نبيل، وَشَيخ جليل، مقدم فِي الْقرَاءَات، عَارِف بالأصلين، مُتَكَلم ماهر، حاذق بِالْعَرَبِيَّةِ، ذَاكر للغة، مَوْصُوف بِالدّينِ، وَعِنْده انقباض عَن النَّاس، وَبعد عَن خلطتهم، والدراية أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة، وَمَعَ ذَلِك تفرد بِبَعْض مسموعاته، وَهُوَ عسر التسميع جدا.
سمع من الْحَافِظ مُحَمَّد بن خلفون وَغَيره وَأخذ النَّحْو من أبي الرّبيع والقراءات عَن أبي الْعَبَّاس بن النيار وَغَيره، وَالْأُصُول عَن أبي عبد الله الجندي.
مولده بأوبنة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة.
414 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَرَفَة الورغمي التّونسِيّ الْمَالِكِي أَبُو عبد الله
قَالَ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه: إِمَام عَلامَة، ولد بتونس سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة، وَقَرَأَ بالروايات على أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن سَلمَة وَغَيره، وبرع فِي الْأُصُول، وَالْفُرُوع، والعربية، والمعاني، وَالْبَيَان، والقراءات، والفرائض، والحساب. وَسمع من ابْن عبد السَّلَام الهواري الْمُوَطَّأ، وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَالْأُصُول، وَمن الْوَادي آشي الصَّحِيحَيْنِ، وَكَانَ رَأْسا فِي الْعِبَادَة والزهد والورع، ملازماً للشغل بِالْعلمِ. رَحل إِلَيْهِ النَّاس وانتفعوا بِهِ، وَلم يكن بالغرب من يجْرِي مجْرَاه فِي التَّحْقِيق، وَلَا من اجْتمع لَهُ من الْعُلُوم مَا اجْتمع لَهُ.
وَكَانَت الْفَتْوَى تَأتي إِلَيْهِ من مَسَافَة شهر، وَله مؤلفات مفيدة.(1/229)
وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَلم يخلف بعده مثله.
415 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرازق الغماري الْمصْرِيّ الْمَالِكِي النَّحْوِيّ شمس الدّين
قَالَ ابْن حجر: أَخذ الْعَرَبيَّة والقراءات عَن أبي حَيَّان وَغَيره، وَسمع من اليافعي وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي، وَحدث، وَكَانَ عَارِفًا باللغة والعربية، بارعاً فيهمَا، كثير الْمَحْفُوظ للشعر، لَا سِيمَا الشواهد، قوي الْمُشَاركَة فِي فنون الْأَدَب وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير وَالْفُرُوع. تخرج بِهِ الْفُضَلَاء.
وَرَأَيْت فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء لبَعض الشاميين. تفرد على رَأس الثَّمَانمِائَة خَمْسَة عُلَمَاء بِخَمْسَة عُلُوم: البُلْقِينِيّ بالفقه، والعراقي بِالْحَدِيثِ، والغماري هَذَا بالنحو، والشيرازي صَاحب الْقَامُوس باللغة، وَلَا أستحضر الْخَامِس.
مَاتَ الغماري فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، ومولده فِي ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَحدثنَا عَنهُ غير وَاحِد.
416 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الكاشغري النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ الجندي فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ ماهرا فِي النَّحْو واللغة وَالتَّفْسِير والوعظ، صوفيا. أَقَامَ بِمَكَّة أَربع عشرَة سنة، وصنف، فَجمع الغرائب، وَاخْتصرَ أَسد الغابة، وَقدم الْيمن، وَكَانَ حنفيا فتحول شافعيا.
وَقَالَ: رَأَيْت الْقِيَامَة وَالنَّاس يدْخلُونَ الْجنَّة. فعبرت مَعَ زمرة، فجذبني شخص، وَقَالَ: يدْخل الشَّافِعِيَّة قبل أَصْحَاب أبي حنيفَة، فَأَرَدْت أَن أكون مَعَ الْمُتَقَدِّمين.
مَاتَ سنة خمس وَسَبْعمائة.(1/230)
417 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عَليّ بن أبي سعيد بن عمرون الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو عبد الله الْحلَبِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا، وَسمع من ابْن طبرزد، وَأخذ النَّحْو عَن ابْن يعِيش وَغَيره، وبرع بِهِ وتصدر لإقرائه، وَتخرج بِهِ جمَاعَة، وجالس ابْن مَالك، وَأخذ عَنهُ الْبَهَاء بن النّحاس، وروى عَنهُ الشّرف الدمياطي، وَشرح الْمفصل.
مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
418 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمرَان الْبَصْرِيّ الرقام أَبُو الْحسن
قَالَ ياقوت: أحد أَصْحَاب ابْن دُرَيْد القيمين بِالْعلمِ والفهم.
419 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قطلوبغا البكتمري شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة سيف الدّين الْحَنَفِيّ
ولد تَقْرِيبًا على رَأس ثَمَانمِائَة، وَأخذ عَن السراج قَارِئ الْهِدَايَة، والزين التفهني. وَلزِمَ الْعَلامَة كَمَال الدّين بن الْهمام وانتفع بِهِ، وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو وَغير ذَلِك؛ وَكَانَ شَيْخه ابْن الْهمام، يَقُول عَنهُ: هُوَ مُحَقّق الديار المصرية، مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من سلوك طَرِيق السّلف وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر، وَعدم التَّرَدُّد إِلَى أَبنَاء الدُّنْيَا، والانقباض عَنْهُم. لَازم التدريس، وَلم يفت، واستنابه ابْن الْهمام فِي مشيخة الشيخونية لما حج أول مرّة، وَولي مشيخة مدرسة زين الدّين الاستادار، ثمَّ تَركهَا، ودرس التَّفْسِير بالمنصورية، وَالْفِقْه بالأشرفية العتيقة.
وَسُئِلَ تدريس الحَدِيث فِي مدرسة الْعَيْنِيّ لما رتبت فِيهَا الدُّرُوس فِي سنة سبعين، فَامْتنعَ مَعَ الإلحاح عَلَيْهِ، وَله حَاشِيَة مُطَوَّلَة على توضيح ابْن هِشَام؛ وَالله تَعَالَى يديم النَّفْع بِهِ.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء، ثَانِي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة.(1/231)
420 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِسْحَاق بن جَابر
يعرف بالخيشي أَبُو الْحسن، وَقيل: أَبُو مُسلم النَّحْوِيّ. من أهل الْبَصْرَة. قَالَ ابْن النجار: قَرَأَ بهَا الْأَدَب على أبي عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ النمري صَاحب أبي رياش، وَسمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى بن عبد الله الْأَزْدِيّ وَأبي عبد الله الْأَعرَابِي، وَقَرَأَ على أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْغفار الْفَارِسِي، وبرع فِي النَّحْو وَالْأَدب، وَسكن وَاسِط مُدَّة، وأقرأ بهَا الْأَدَب، وروى بهَا كثيرا، روى عَنهُ من أَهلهَا أَبُو الجوائز الْحسن بن عَليّ بن نَارِي الْكَاتِب، وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الصَّقْر. وَقدم فِي آخر عمره إِلَى بَغْدَاد، وَأقَام بهَا إِلَى حِين وَفَاته. وَحدث بهَا، سمع مِنْهُ الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب وابناه أَحْمد وَعلي، وَمُحَمّد بن عبد الْملك النَّحْوِيّ، وَعلي بن الْحُسَيْن السمسمي.
وَكَانَ من أَئِمَّة النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والنبل، قَالَ فِيهِ أَبُو نصر بن مَاكُولَا: شَيخنَا وأستاذنا، سمع خلقا كثيرا، وَأَجَازَ لي، وَكَانَ إِمَامًا فِي حل المترجم، وَلم أر شَيخا من أهل الْأَدَب يجْرِي مجْرَاه.
وَقَالَ غَيره: لَقِي أَبَا عَليّ الْفَارِسِي، وَأخذ عَن ابْن جني وَأَضْرَابه، وَأخذ عَنهُ أَبُو سعد ابْن الموصلايا المنشئ ولازمه.
مَاتَ يَوْم السبت سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن إِحْدَى وَتِسْعين سنة. وَله
(رَأَيْت الصد مذموماً وَعِنْدِي ... صدود إِن ظَفرت بِهِ حميد)
(لِأَن الصد عَن وَصلي وَمن لي ... بوصل مِنْك يقطعهُ الصدود)(1/232)
421 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد بن خذيو الأخسيكثي أَبُو الْوَفَاء الْمَعْرُوف بِابْن أبي المناقب
قَالَ السلَفِي: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، أديباً فَاضلا، صَالحا عَارِفًا بالأدب والتواريخ حسن الشّعْر. مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
ذكره ياقوت.
422 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأندلسي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة، الْمَشْهُور بالراعي النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
ولد بغرناطة سنة نَيف وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، واشتغل بالفقه وَالْأُصُول والعربية، وَمهر فِيهَا، واشتهر بهَا. وَسمع من أبي بكر بن عبد الله بن أبي عَامر، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَدخل الْقَاهِرَة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَحج، واستوطنها، وأقرأ بهَا، وانتفع بِهِ جمَاعَة، وَأم بالمؤيدية.
وَله نظم، وَشرح الألفية والجرومية، حدث عَن ابْن فَهد وَغَيره، وأضر بِأخرَة.
وَمَات سَابِع عشْرين ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة.
423 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بليش الْعَبدَرِي الغرناطي النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَاضلا منقبضاً، متضلعاً بِالْعَرَبِيَّةِ، عاكفاً عمره على تَحْقِيق اللُّغَة، لَهُ فِي الْعَرَبيَّة باعٌ مديد، مشاركا فِي الطِّبّ، أثرى من التكسب بالكتب. وَسكن سبتة مُدَّة، وَرجع وأقرأ بغرناطة، وَكَانَ قَرَأَ على ابْن الزبير.
وَمَات فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة.(1/233)
424 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن زنون الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الأديب
ولد فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة، وتلا على أبي جَعْفَر الفحام وَأخذ الْعَرَبيَّة عَنهُ وَعَن أبي عبد الله بن أبي صَالح، وَله تآليف أدبية.
كَانَ حَيا سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
425 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون البلوي أَبُو الْحسن الأندلسي
قَالَ ابْن حجر: تقدم فِي الْفَرَائِض والعربية، وَسمع من ابْن أميلة وَغَيره. روى عَنهُ عبد الْوَهَّاب الْحلَبِي.
وَمَات قبل التصدي للرواية سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
426 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن همماه الرامشي النَّحْوِيّ أَبُو نصر النَّيْسَابُورِي
قَالَ ياقوت: كَانَ مبرزاً فِي الْقرَاءَات وعلوم الحَدِيث، ذَا حظٍ وافر من الْعَرَبيَّة واللغة، وَله شعر صَالح؛ سمع الحَدِيث من أَصْحَاب الْأَصَم وَغَيرهم، ورحل وَتخرج بِهِ جمَاعَة، وأملى بنيسابور، وَأخذ الْأَدَب عَن أبي الْعَلَاء المعري وَغَيره
ولد سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.(1/234)
427 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن محَارب الصبرنجي النَّحْوِيّ المالقي أَبُو عبد الله بن أبي الْجَيْش
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من صُدُور المقرئين، قَائِما بِالْعَرَبِيَّةِ، إِمَامًا فِي الْفَرَائِض والحساب، مشاركاً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَكثير من العقليات.
أَقرَأ بمالقة، وَشرع فِي تقييدٍ على التسهيل فِي غَايَة الِاسْتِيفَاء، فَلم يكمله.
وَمَات فِي ربيع الآخر سنة خمسين وَسَبْعمائة بعد أَن تصدق بِمَال جم، ووقف كتبه.
428 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير الشَّيْخ شمس الدّين بن السراج
يكنى أَبَا بكر. قَالَ الْحَافِظ بن حجر: قَرَأَ على نور الدّين الكفتي وعَلى المكين الأسمر وَغَيرهمَا، وعني بالقراءات، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب، وَحدث عَن شامية بنت الْبكْرِيّ وَغَيرهَا، وتصدر للإقراء والتكتيب، وانتفع النَّاس بِهِ.
وَكَانَ سليم الْبَاطِن، يعرف النَّحْو ويقرئه.
وَمَات فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَله سَبْعُونَ سنة.
429 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مواهب بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْخُرَاسَانِي أَبُو الْعِزّ النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي الشَّاعِر الْكَاتِب
قَالَ ياقوت: كَانَ عَارِفًا بالأدب، شَدِيد الْعِنَايَة بالعروض، وَله شعر كثير. سمع ابْن نَبهَان وَغَيره، وَقَرَأَ على أبي مَنْصُور الجواليقي.
وَله مُصَنف فِي الْعرُوض، وتصانيف أدبية، وديوان شعر؛ وَتغَير ذهنه بِأخرَة.
ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات يَوْم الْأَحَد مستهل رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة.(1/235)
وَله:
(أَنا راضٍ مِنْكُم بأيسر شَيْء ... يرتضيه لعاشقٍٍ معشوقُ)
(بسلامٍ من الطَّرِيق إِذا مَا ... جمعتنَا بالِاتِّفَاقِ طريقُ)
ومدح شخصا بقصيدة مِنْهَا:
(إِذا عجفت آمالنا عِنْد معشرٍ ... غَدا نجمها عِنْد الزعيم خطائطا)
فبلغت الحيص بيص، فَقَالَ: كل شَيْء فِي الدُّنْيَا يزِيد لحنا، إِن تَكَلَّمت بصادين انقلبت الدُّنْيَا؛ وَهَذَا مَا يَقُول لَهُ أحد شَيْئا.
وَقَالَ ابْن النجار: كَانَ أديباً فَاضلا، عَالما بالنحو واللغة وَالْعرُوض وَقَول الشّعْر مَشْهُورا بذلك، سمع الحَدِيث من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن اليسري وَابْن الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن سعد بن نَبهَان، وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَغَيرهم. روى لنا عَنهُ عبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُهْتَدي وَأَبُو الْفتُوح نصر بن الْفرج بن الحصري.
وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة، فَقَالَ: أَبُو الْعِزّ، عَلامَة الزَّمَان فِي الْأَدَب والنحو متبحر فِي علم الشّعْر، قَادر على نظمه، لَهُ خاطر كَالْمَاءِ الْجَارِي يقدر على نظم مَا شَاءَ فِي سَاعَة واحدةٍ، ديوانه مُشْتَمل على خَمْسَة عشر مجلداً؛ وَهُوَ وَاسع الْعبارَة، كثير النّظم، غزير الْعلم، ذكي الْفَهم.
وَمن شعره:
(إِن شِئْت أَلا تعد غمرا ... فَخَل زيدا مَعًا وعمرا)
(واستعن الله فِي أُمُور ... مَا زلن طول الزَّمَان أمرا)
(وَلَا تخَالف مدى اللَّيَالِي ... لله حَتَّى الْمَمَات أمرا)
(واقنع بِمَا راج من طعامٍ ... والبس إِذا مَا عريت طمرا)(1/236)
430 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن بَحر الشَّيْخ تَاج الدّين السندبيسي الشَّافِعِي الْعلوِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أَخذ النَّحْو عَن أبي الْفضل بن جهور وَغَيره، وَصَحب الشُّيُوخ، وَكتب النَّحْو، وَشرح الْكَلَام.
وَكَانَ فَاضلا، تصدر فِي هَذَا الشَّأْن، وأقرأ مُدَّة.
مَاتَ بعد سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
431 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التكريتي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: أَقَامَ بِبَغْدَاد، وَقَرَأَ الْأَدَب، وبرع فِيهِ.
وَله:
(من كَانَ ذمّ الرَّقِيب يَوْمًا ... فإنني للرقيب شَاكر)
(لم أر وَجه الرَّقِيب وقتا ... إِلَّا وَوجه الحبيب حَاضر)
مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة.
432 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكتامي المرسي أَبُو بكر
يعرف بالقرشي. قَالَ ابْن الزبير: أَخذ عَن أبي الْحسن بن الشَّرِيك النَّحْوِيّ وَغَيره وأقرأ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة.(1/237)
433 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد النمري الضَّرِير الغرناطي أَبُو عبد الله
يعرف بنسبته، قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ أستاذاً حَافِظًا لِلْقُرْآنِ، يقوم على الْعَرَبيَّة قيام تَحْقِيق، ويستظهر الشواهد من كَلَام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا وَكتاب الله، بعيد القرين فِي ذَلِك، آخِذا فِي الْأَدَب، حَافِظًا للأناشيد والمطولات، واعظاً بليغاً، قَرَأَ على ابْن الفخار وتأدب بِهِ، ولازمه، وَله شعر.
مَاتَ بغرناطة فِي التَّاسِع عشر من شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
434 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الصنهاجي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْمَشْهُور بِابْن آجروم
بِفَتْح الْهمزَة الممدودة، وَضم الْجِيم وَالرَّاء الْمُشَدّدَة، وَمَعْنَاهُ بلغَة البربر " الْفَقِير الصُّوفِي "، صَاحب الْمُقدمَة الْمَشْهُورَة بالجرومية، وَصفه شرَّاح مقدمته كالمكودي والراعي وَغَيرهمَا بِالْإِمَامَةِ فِي النَّحْو، وَالْبركَة وَالصَّلَاح، وَيشْهد بصلاحه عُمُوم نفع المبتدئين بمقدمته.
وَلم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، أَلا أَنِّي رَأَيْت فِي تَارِيخ غرناطة فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الغساني النَّحْوِيّ أَنه قَرَأَ بفاس على هَذَا الرجل، وَوَصفه - أَعنِي هَذَا الرجل - بالأستاذ، والغساني، مولده كَمَا تقدم سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، فَيُؤْخَذ من هَذَا أَن ابْن آجروم، كَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر.
وَهنا شَيْء آخر؛ وَهُوَ أَنا استفدنا من مقدمته أَنه كَانَ على مَذْهَب الْكُوفِيّين فِي النَّحْو لِأَنَّهُ عبر بالخفض، وَهُوَ عبارتهم، وَقَالَ: الْأَمر مجزوم وَهُوَ ظَاهر فِي أَنه مُعرب وَهُوَ رَأْيهمْ؛ وَذكر فِي الجوازم كَيْفَمَا والجزم بهَا رَأْيهمْ وَأنْكرهُ البصريون، فتفطن.
وَذكر الرَّاعِي أَنه ألف مقدمته تجاه الْكَعْبَة الشَّرِيفَة.
ثمَّ رَأَيْت بِخَط ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته، فَقَالَ: مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصنهاجي أَبُو عبد الله من أهل فاس، يعرف بأكروم، نحوي مقرئ، وَله مَعْلُومَات من فَرَائض وحساب(1/238)
وأدب بارع، وَله مصنفات وأراجيز فِي الْقرَاءَات وَغَيرهَا، وَهُوَ مُقيم بفاس، يُفِيد أَهلهَا من معلوماته الْمَذْكُورَة؛ وَالْغَالِب عَلَيْهِ معرفَة النَّحْو والقراءات؛ وَهُوَ إِلَى الْآن حَيّ؛ وَذَلِكَ فِي سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة. انْتهى.
قَالَ الحلاوي فِي شَرحه للجرومية: وَكَانَ مولد مؤلف الجرومية عَام اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة، وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة فِي شهر صفر الْخَيْر، وَدفن دَاخل بَاب الْجَدِيد بِمَدِينَة فاس بِبِلَاد الْمغرب. انْتهى.
435 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْوراق الْمَعْرُوف بالترمذي
قَالَ ابْن النجار: بغدادي، كَانَ من أَعْيَان الأدباء، وخطه مَشْهُور بِالصِّحَّةِ، مَرْغُوب فِيهِ، روى عَن ثَعْلَب. وروى عَنهُ أَبُو عَليّ القالي فِي أَمَالِيهِ.
مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَعشْرين وثلثمائة.
436 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد البابرتي الشَّيْخ أكمل الدّين الْحَنَفِيّ
ولد سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن أبي حَيَّان والأصفهاني، وَسمع الحَدِيث من الدلاصي وَابْن عبد الْهَادِي، وَقَررهُ شَيْخه فِي مشيخة مدرسته، وَعظم عِنْده جدا وَعند من بعده بِحَيْثُ كَانَ الظَّاهِر برقوق يَجِيء إِلَى شباك الشيخونية فيكلمه وَهُوَ رَاكب وينتظره حَتَّى يخرج فيركب مَعَه.
وَكَانَ عَلامَة، فَاضلا، ذَا فنون، وافر الْعقل، قوي النَّفس، عَظِيم الْهَيْئَة، مهيباً، عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء مرَارًا فَامْتنعَ.
وَله من التصانيف: التَّفْسِير، شرح الْمَشَارِق، شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، شرح عقيدة الطوسي، شرح الْهِدَايَة فِي الْفِقْه، شرح ألفية ابْن معطٍ فِي النَّحْو، شرح الْمنَار، شرح الْبَزْدَوِيّ، شرح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي.
قَالَ ابْن حجر: مَا عَلمته حدث بِشَيْء من مسموعاته.(1/239)
مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَحضر جنَازَته السُّلْطَان فَمن دونه، وَدفن بالشيخونية.
ذكرت فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كثيرا من فَوَائده.
437 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي الْعَلامَة شمس الدّين الْأَصْفَهَانِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بأصفهان سنة سِتّ عشر وسِتمِائَة، وَقدم الشَّام بعد الْخمسين، فناظر الْفُقَهَاء، واشتهرت فضائله، وَسمع بحلب من طغربل المحسني وَغَيره، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي معرفَة أصُول الْفِقْه، وَله معرفَة جَيِّدَة بالنحو وَالْأَدب وَالشعر؛ لكنه قَلِيل البضاعة من الْفِقْه وَالسّنة والْآثَار.
صنف وأقرأ، وَولي قَضَاء منبج، ثمَّ دخل مصر، وَولي قَضَاء قوص ثمَّ الكرك، ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر، وَولي تدريس الصاحبية وتدريس الشَّافِعِي، ومشهد الْحُسَيْن، وَتخرج بِهِ خلق، وَرجع إِلَيْهِ، ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة، حدث عَنهُ البرزالي وَغَيره. وَله: شرح الْمَحْصُول، والفوائد فِي الْأَصْلَيْنِ، وَالْخلاف والمنطق، وَغير ذَلِك، مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي الْعشْرين من رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة.
قلت: وَلنَا أصفهاني آخر مَشْهُور، وَهُوَ صَاحب التَّفْسِير، اسْمه مَحْمُود، سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
438 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر الْخَوَارِزْمِيّ الشَّيْخ شمس الدّين الْمَعْرُوف بالمعيد الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ الْعَلامَة
قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة: كَانَ جيد الْمعرفَة بالنحو والتصريف، ومتعلقاتهما، وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْفِقْه، وحظ وافر من الْعِبَادَة وَالْخَيْر.(1/240)
سمع من الْعَفِيف المطري، واليافعي، ودرس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَأم بالْمقَام الْحَنَفِيّ بِهِ، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء آخر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ أضرّ ثمَّ عولج فأبصر قَلِيلا.
439 - مُحَمَّد بن مَحْمُود جلال الدّين بن النظام
إِمَام منقلي بكا. قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول والعربية وَالنّظم، أَخذ عَن الْبَهَاء الإخميمي وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ، وتصدر.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
440 - مُحَمَّد بن الْمَرْزُبَان الديمرتي
قَالَ ياقوت: كَانَ بليغاً عَالما بمجاري اللُّغَة. تصدر عَنهُ الْكتب الْكِبَار، وَكَانَ أحد التراجمة، ينْقل الْكتب الفارسية إِلَى الْعَرَبيَّة.
وَله أَكثر من خمسين نقلا من كتب الْفرس، وَله بضعَة عشر كتابا فِي الْأَوْصَاف، مِنْهَا وصف الْفَارِس وَالْفرس، وصف السَّيْف، وصف الْقَلَم.
441 - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن سعيد بن فَهد اللَّخْمِيّ الإشبيلي أَبُو بكر
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ متحققاً بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافِظًا للغة، ضابطاً لَهَا، بارع الْأَدَب، تَامّ الْعِنَايَة بشأن الرِّوَايَة، جماعاً للكتب؛ روى عَن نجبة وَابْن عروس النَّحْوِيين.
ولد قبل التسعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بمراكش.(1/241)
442 - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن وناق الْقرشِي الإشبيلي قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا، شَاعِرًا، متصرفاً فِي الْعُلُوم والآداب واشتغل عَن الْفتيا بِالْعبَادَة والزهد، وامتحن بعلة الجذام، فَلَزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ
443 - مُحَمَّد بن مزِيد بن مَحْمُود بن مَنْصُور بن رَاشد أَبُو بكر الْخُزَاعِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْأَزْهَر النَّحْوِيّ
وَسَماهُ بَعضهم: مُحَمَّد بن أَحْمد بن مزِيد، قَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد: حدث عَن الْمبرد، وَكَانَ مستمليه، وَالزُّبَيْر بن بكار، وَجَمَاعَة. وروى عَنهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ، والمعافى ابْن زَكَرِيَّا، وَأَبُو بكر بن شَاذان، وَالدَّارَقُطْنِيّ. وَقَالَ: كَانَ ضَعِيفا يروي الْمَنَاكِير.
وَقَالَ غَيره: كَانَ كذابا قَبِيح الْكَذِب، صنف الْهَرج والمرج فِي أَخْبَار المستعين والمعتز، وأخبار عقلاء المجانين.
وَمَات سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة عَن نَيف وَتِسْعين سنة.
وَله:
(لَا تدع لَذَّة يومٍ لغدٍ ... وبع الغي بتعجيل الرشد)
(إِنَّهَا إِن أخرت عَن وَقتهَا ... باختداع النَّفس فِيهَا لم تعد)
444 - مُحَمَّد بن المستنير أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بقطرب
لَازم سِيبَوَيْهٍ، وَكَانَ يدلج إِلَيْهِ، فَإِذا خرج رَآهُ على بَابه، فَقَالَ لَهُ: مَا أَنْت إِلَّا قطرب ليلٍ! فلقب بِهِ.
وَأخذ عَن عِيسَى بن عمر، وَكَانَ يرى رَأْي الْمُعْتَزلَة النظامية، فَأخذ عَن النظام مذْهبه، واتصل بِأبي دلف الْعجلِيّ، وأدب وَلَده؛ وَلم يكن ثِقَة.(1/242)
قَالَ ابْن السّكيت، كتبت عَنهُ قمطراً، ثمَّ تبينت أَنه يكذب فِي اللُّغَة، فَلم أذكر عَنهُ شَيْئا.
وَله من التصانيف: المثلث، النَّوَادِر، الصِّفَات، الْأَصْوَات، الْعِلَل فِي النَّحْو، الأضداد، الْهَمْز، خلق الْإِنْسَان، خلق الْفرس، إِعْرَاب الْقُرْآن، المُصَنّف الْغَرِيب فِي اللُّغَة، مجَاز الْقُرْآن، وَغير ذَلِك. مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ.
وَمن شعره:
(إِن كنت لست معي فالذكر مِنْك معي ... يراك قلبِي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصرِي)
(فالعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر الْقلب لَا يَخْلُو من النّظر)
445 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن خلصة بن فرج بن مُجَاهِد بن أبي الْخِصَال الغافقي النَّحْوِيّ الأديب
الْكَاتِب البارع الْفَقِيه الْمُحدث الْجَلِيل ذُو الوزارتين، أَبُو عبد الله. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة وَالْحجّة والاتقان لصناعة الحَدِيث، والمعرفة بِرِجَالِهِ، وَالتَّقْيِيد لغريبه، وَمَعْرِفَة اللُّغَة وَالْأَدب، وَالنّسب والتاريخ، مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله، وَأما الْكِتَابَة وَالنّظم فَهُوَ إمامهما الْمُتَّفق عَلَيْهِ، والمتحاكم فيهمَا إِلَيْهِ؛ لم يكن فِي عصره مثله؛ مَعَ فضلٍ ودينٍ وورعٍ، أَصله من فرغليط، وَسكن قرطبة وغرناطة، وروى عَن أبي الْحسن بن الباذش والغساني وَخلق، وَعنهُ ابْن بشكوال وَابْن مضاء وَغَيرهمَا.
وَله كتب وَشعر، وتآليف أدبية مَشْهُورَة. قتل شَهِيدا بقرطبة، قَتله رجال ابْن غانية يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة، ومولده سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَكَانَ آخر رجال الأندلس علما وفهماً وذكاءً وتفنناً فِي الْعُلُوم.(1/243)
وَمن شعره:
(يَا حبذا لَيْلَة لنا سلفت ... أغرت بنفسي الْهوى وَمَا عرفت)
(دارت بظلمائها المدام فكم ... نرجسةٍ من بنفسجٍ قطفت)
446 - مُحَمَّد بن مَسْعُود أَبُو بكر الْخُشَنِي الأندلسي الجياني النَّحْوِيّ
يعرف بِابْن أبي الركب، قَالَ ياقوت: نحوي عَظِيم من مفاخر الأندلس.
وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذاً جَلِيلًا، نحوياً لغوياً عَارِفًا ديِّنا، روى عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي وَأبي الْحُسَيْن بن سراج، وَأخذ النَّحْو عَن ابْن أبي الْعَافِيَة، وَكَانَ من أجل أَصْحَابه، وَشرح كتاب سِيبَوَيْهٍ، وأقرأ بِبَلَدِهِ، ورحل إِلَيْهِ النَّاس لتقدمه فِي الْكتاب فِي وقته، وانتقل آخر عمره إِلَى غرناطة فأقرأ بهَا.
وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة إِلَى أَن مَاتَ فِي النّصْف الأول من ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
روى عَنهُ ابْنه مُصعب الْآتِي وَغَيره.
وَمن شعره:
(بِسَاط ذِي الأَرْض سندسي ... وماؤها العذب لؤلؤي)
(كَأَنَّهَا الْبكر حِين تجلى ... والزهر من فَوْقهَا الْحلِيّ)
447 - مُحَمَّد بن مَسْعُود العشامي الْأَصْبَهَانِيّ الْمَعْرُوف بالفخر النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: لَهُ تصانيف فِي الْأَدَب مَرْغُوب فِيهَا، وَشعر متداول، ورسائل مدونة، فائق فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والمساحة.
توفّي بعد السِّتين وَخَمْسمِائة.(1/244)
448 - مُحَمَّد بن مَسْعُود الْخَطِيب الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحوياً شَاعِرًا خَطِيبًا أدب بِالْعَرَبِيَّةِ، وخطب وَقضى بيابة، ثمَّ عزل، وَسمع من قَاسم بن أصبغ وَغَيره، وَلم يحدث.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس مستهل شَوَّال سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة.
449 - مُحَمَّد بن مَسْعُود الغزني
هَكَذَا سَمَّاهُ أَبُو حَيَّان، وَقَالَ ابْن هِشَام: ابْن الذكي؛ صَاحب كتاب البديع. أَكثر أَبُو حَيَّان من النَّقْل عَنهُ، وَذكره ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي، وَقَالَ: إِنَّه خَالف فِيهِ أَقْوَال النَّحْوِيين. وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع؛ وَلم أعرف شَيْئا من أَحْوَاله.
450 - مُحَمَّد بن مُسلم بن مَالك بن مزروع بن جَعْفَر الْمزي ثمَّ الدِّمَشْقِي، شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وبرع فِي الْفِقْه والعربية، وتصدر لإقرائهما، وَتخرج بِهِ فضلاء، وَسمع من الْفَخر وطبقته، وَأَجَازَ لَهُ النجيب، وخرجتُ لَهُ مشيخة على نَحْو أَرْبَعمِائَة شيخ، وَلم يزل قانعاً رَاضِيا، وَلَيْسَ لَهُ سوى الضيائية، ولباسه لِبَاس النساك، وَلم يزاحم على وَظِيفَة وَلَا غَيرهَا، وَكَانَ مرتزقا من الْخياطَة، فَلَمَّا مَاتَ التقى سُلَيْمَان عين للْقَضَاء، فأثني عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان، فولاه فتوقف، فلامه ابْن تَيْمِية على ذَلِك، فَأجَاب بِشَرْط أَلا يركب بغلة، وَلَا يحضر الموكب، فَأُجِيب وَاسْتقر، فباشره أحسن مُبَاشرَة، وَعمر الْأَوْقَاف، وَكَانَ ينزل من الصالحية مَاشِيا، وَرُبمَا ركب مكارياً، ومئزره سجادته، ودواة الحكم من زجاج، وَاتخذ فرّجيّة مقتصدة،(1/245)
وَكبر الْعِمَامَة قَلِيلا، وَشهد لَهُ أهل الْعلم وَالدّين بِأَنَّهُ من قَضَاء الْعدْل، وَكَانَ ذَا أوراد وعبادات، وَحج مَرَّات، فَمَاتَ فِي آخرهَا بِالْمَدِينَةِ ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة، سنة ستٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَدفن بِالبَقِيعِ.
451 - مُحَمَّد بن مَسْعُود الْمَالِينِي الْهَرَوِيّ أَبُو يعلى النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب
قَالَ ابْن مَكْتُوم: عَارِف بالنحو واللغة وَكَانَ ينتحل مَذْهَب الكرامية - فِيمَا قيل - وَدخل عَلَيْهِ الْفَخر الرَّازِيّ، فعتب عَلَيْهِ لانقطاعه عَنهُ، فَاعْتَذر مرتجلاً:
(مجلسك الْبَحْر وَإِنِّي امرؤٌ ... لَا أحسن السبح فأخشى الْغَرق)
وَقَالَ ابْن النجار: شيخ فَاضل، حسن الْمعرفَة باللغة وَالْأَدب، كرامي الْمَذْهَب، أنْشد لنَفسِهِ:
(مَاذَا تؤمل من زمَان لم يزل ... هُوَ رَاغِب فِي خامل عَن نابه)
(نَلْقَاهُ ضاحكةً إِلَيْهِ وُجُوهنَا ... ونراه جهماً كاشراً عَن نابه)
(فَكَأَنَّمَا مَكْرُوه مَا هُوَ نَازل ... عَنهُ بِنَا هُوَ نَازل عَنَّا بِهِ)
قَالَ: وأنشدني لنَفسِهِ:
(دع الْحِرْص وَانْظُر فِي تمتّع قانعٍ ... لتفريق إرثٍ كَانَ ذُو الْحِرْص جَامعه)
(وَشَاهد ذباباً سَاقهَا الْحِرْص طعمة ... إِلَى عنكبوت تلْزم الْبَيْت قانعه)
452 - مُحَمَّد بن مصطفى بن زَكَرِيَّا بن خواجا بن حسن الدوركي الصلغري فَخر الدّين الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، أَخذنَا عَنهُ، وَكَانَ يعرف التركية والفارسية إفراداً وتركيباً.(1/246)
وَله قصيدة فِي الْعَرَبيَّة، استوعب فِيهَا الحاجبية، وقصيدة فِي قَوَاعِد لِسَان التّرْك، ونظم كثير فِي فنون.
قَالَ ابْن حجر: ونظم الْقَدُورِيّ فجوده، ودرس بالحسامية فِي الْفِقْه، وَتَوَلَّى الْحِسْبَة بغزة. وَكَانَ متواضعاً كثير التِّلَاوَة، حسن النغمة والخط، وأضر بِأخرَة.
ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة.
453 - مُحَمَّد بن المطهر بن مُحَمَّد بن ميزَان الدهابسي
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: لَهُ علم فِي الْأَدَب والنحو وَالْقُرْآن وَالتَّعْبِير، شيخ زاهد صموت، لَقيته سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
454 - مُحَمَّد بن مظفر الخطيبي الخلخالي شمس الدّين
كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية. وَله التصانيف الْمَشْهُورَة، كشرح المصابيح، وَشرح الْمُخْتَصر، وَشرح الْمِفْتَاح، وَشرح التَّلْخِيص، وَلم يصنف فِي الْمنطق مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
455 - مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى بن عبد الله الْأَسدي
قَالَ ياقوت: الْأَزْدِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَبُو عبد الله. وَقَالَ: روى عَن الْفضل بن سهل، وَأبي كثير الْأَعرَابِي، وَابْن لنكك، والصولي، وَعَن ابْن دُرَيْد إجَازَة. وَشرح ديوَان تَمِيم بن أبي مقيل.
456 - مُحَمَّد بن معمر أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن أُخْت غَانِم اللّغَوِيّ. قَالَ فِي الْمغرب: من أهل الْمِائَة السَّادِسَة من عُلَمَاء مالقة الْمَشْهُورين، متفنن فِي عُلُوم شَتَّى إِلَّا أَن الْأَغْلَب عَلَيْهِ علم اللُّغَة، وَفِيه أَكثر تآليفه.(1/247)
457 - مُحَمَّد بن مكرم بن عَليّ - وَقيل رضوَان - بن أَحْمد ابْن أبي الْقَاسِم بن حقة بن مَنْظُور الْأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي الْمصْرِيّ
جمال الدّين أَبُو الْفضل، صَاحب لِسَان الْعَرَب فِي اللُّغَة، الَّذِي جمع فِيهِ بَين التَّهْذِيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة وَالنِّهَايَة.
ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَسمع من أبن المقير وَغَيره، وَجمع، وَعمر، وَحدث. وَاخْتصرَ كثيرا من كتب الْأَدَب المطولة كالأغاني وَالْعقد والذخيرة ومفردات ابْن البيطار. وَنقل أَن مختصراته خَمْسمِائَة مُجَلد، وخدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة عمره، وَولي قَضَاء طرابلس، وَكَانَ صَدرا رَئِيسا، فَاضلا فِي الْأَدَب، مليح الْإِنْشَاء، روى عَنهُ السُّبْكِيّ والذهبي. وَقَالَ: تفرد فِي العوالي؛ وَكَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة والتاريخ وَالْكِتَابَة، وَاخْتصرَ تَارِيخ دمشق فِي نَحْو ربعه، وَعِنْده تشيع بِلَا رفض.
مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة.
وَمن نظمه:
(بِاللَّه إِن جزت بوادي الْأَرَاك ... وَقبلت عيدانه الْخضر فَاك)
(فَابْعَثْ إِلَى عَبدك من بَعْضهَا ... فإنني وَالله مَالِي سواك)
458 - مُحَمَّد بن مكي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ
يروي عَن خَاله الْفَقِيه أبي عَليّ سَنَد بن عنان الْمَالِكِي. وَألف فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ عُمْدَة الْكَامِل فِي ضبط العوامل، وَحدث عَن السلَفِي، روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب ابْن رواح وَأَبُو مَنْصُور ظافر بن طَاهِر بن سحيم.
ذكره المقريزي فِي المقفى.(1/248)
459 - مُحَمَّد بن منازر
مولى صبير بن يَرْبُوع بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم أَبُو عبد الله. وَقيل أَبُو جَعْفَر وَقيل أَبُو ذريح. قَالَ ياقوت: شَاعِر فصيح مُتَقَدم فِي الْعلم باللغة، إِمَام فِيهَا أَخذ عَنهُ كثير، وَكَانَ فِي أول امْرَهْ ناسكاً ثمَّ ترك ذَلِك، وهجا النَّاس فوعظته الْمُعْتَزلَة فَلم يتعظ، فزجروه فهجاهم، وتهتك حَتَّى نفي عَن الْبَصْرَة إِلَى الْحجاز، فَمَاتَ هُنَاكَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة. وَكَانَ قَارِئًا تروى عَنهُ حُرُوف تفرد بهَا. وَصَحب الْخَلِيل وَأَبا عُبَيْدَة، وَأخذ عَنْهُمَا اللُّغَة وَالْأَدب، وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ، روى عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَالثَّوْري وَجَمَاعَة. وَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَتَاهِيَة يَوْمًا: كَيفَ أَنْت فِي الشّعْر؟ فَقَالَ: أَقُول فِي اللَّيْلَة عشرَة أَبْيَات إِلَى خَمْسَة عشر، فَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة: لَو شِئْت أَن أَقُول فِي اللَّيْلَة ألف بَيت لَقلت، فَقَالَ: أجل، وَالله لِأَنَّك تَقول:
(أَلا يَا عتبَة السَّاعَة ... أَمُوت السَّاعَة الساعه)
وَتقول:
(يَا عتب مَالِي وَلَك ... يَا لَيْتَني لم أرك)
وَأَنا أَقُول:
(ستظلم بَغْدَاد ويجلو لنا الدجى ... بِمَكَّة مَا عِشْنَا ثَلَاثَة أبحر)
(إِذْ وردوا بطحاء مَكَّة أشرقت ... بِيَحْيَى وبالفضل بن يحيى وجعفر)
(فَمَا خلقت إِلَّا لجود أكفهم ... وأرجلهم إِلَّا لأعواد مِنْبَر)
وَلَو أردْت مثله لطال عَلَيْك الدَّهْر؛ فَإِنِّي لَا أَعُود نَفسِي مثل كلامك السَّاقِط. فَخَجِلَ أَبُو الْعَتَاهِيَة.
وَقَالَ يَوْمًا ليونس النَّحْوِيّ - يعرّض بِهِ: أينصرف جبل أم لَا؟ فَقَالَ لَهُ: قد عرفت مَا أردْت يَا بن الزَّانِيَة! فَانْصَرف وَأعد شُهُودًا، ثمَّ جَاءَهُ وَأعَاد السُّؤَال، وَعرف يُونُس مَا أَرَادَ، فَقَالَ لَهُ: الْجَواب مَا سمعته أمس.(1/249)
قَالَ الجاحظ: كَانَ ابْن مناذر مولى سُلَيْمَان القهرماني، وَسليمَان مولى عبيد الله بن أبي بكرَة، وَعبيد الله مولى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَهُوَ مولى مولى مولى، ثمَّ ادّعى أَبُو بكرَة انه ثقفي، وَادّعى سُلَيْمَان أَنه تميمي، وَادّعى ابْن مناذر أَنه من بني صبيرة بن يَرْبُوع، فَهُوَ دعِي مولى دعِي مولى دعِي؛ وَهَذَا مِمَّا لم يجْتَمع فِي غَيره.
460 - مُحَمَّد بن مَنْصُور بن جميل أَبُو عبد الله الْعِزّ الْكَاتِب
قدم بَغْدَاد فِي صباه، وَقَرَأَ الْأَدَب، ولازم مُصدق بن شبيب حَتَّى برع فِي النَّحْو واللغة، وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب، وَقَالَ الشّعْر ومدح النَّاصِر، فَعرف واشتهر، ورتب كَاتبا فِي ديوَان التركات مُدَّة، ثمَّ ولي نظره، ثمَّ ولي الصدرية بالمخزن، ثمَّ عزل واعتقل، وَأَفْرج عَنهُ بعد مُدَّة، ورتب وَكيلا للأمير عدَّة الدّين بن النَّاصِر إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشر وسِتمِائَة.
وَكَانَ كَاتبا بليغاً. مليح الْخط، غزير الْفضل، متواضعاً، مليح الصُّورَة، طيب الْأَخْلَاق.
461 - مُحَمَّد بن مَنْصُور بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الْفَقِيه النَّحْوِيّ كَذَا ذكره فِي تَارِيخ بَلخ، وَقَالَ: روى عَن أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وَمُحَمّد بن كثير. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
462 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز الْكِنْدِيّ الْمصْرِيّ أَبُو بكر
وَقيل أَبُو عمرَان بن الصَّيْرَفِي، وَيعرف بِابْن الجبي، ويلقب سِيبَوَيْهٍ. قَالَ ياقوت: كَانَ عَارِفًا بالنحو والمعاني وَالْقِرَاءَة والغريب وَالْإِعْرَاب وَالْأَحْكَام وعلوم الحَدِيث وَالرِّوَايَة، واعتنى بالنحو والغريب حَتَّى لقب بسيبويه لذَلِك؛ وَله معرفَة بأخبار النَّاس والنوادر(1/250)
والأشعار وَالْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي، جَالس ابْن الْحداد الْفَقِيه الشَّافِعِي، وتتلمذ لَهُ، وَسمع من أبي عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وَأبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الزّهْد وأحوال الصَّالِحين، عفيفاً متنسكاً وَيظْهر الاعتزال؛ اجْتمعت فِيهِ أدوات الأدباء وَالْفُقَهَاء والصلحاء والعباد والمتأدبين، وَبلغ ذَلِك مبلغا جَالس بِهِ الْمُلُوك، وَكَانَ يظْهر الْكَلَام فِي الْأَسْوَاق فِي الاعتزال، فَيحْتَمل لما هُوَ عَلَيْهِ، وَلَحِقتهُ السَّوْدَاء فاختلط، ثمَّ زَادَت عَلَيْهِ الوسوسة، وواصلته السَّوْدَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة بِمصْر، وَولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَمن شعره:
(من لم يكن يَوْمه الَّذِي هُوَ فِيهِ ... أفضل من أمسه وَدون غده)
(فالموت خير لَهُ وأروح من ... حَيَاة سوء تفت فِي عضده)
463 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الزامي النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر
قَالَ الثعالبي: هُوَ من أَفْرَاد الأدباء وَالشعرَاء بخراسان عَامَّة، وحسنات نيسابور خَاصَّة، سابقٌ فِي ميادين الْفضل، رَاجِح فِي مَوَازِين الْعقل، ترقت حَاله من التَّأْدِيب إِلَى التصفح فِي ديوَان الرسائل ببخارى، وَبعد صيته.
وَله شعر كعدد الشّعْر، غلب عَلَيْهِ الجناس؛ حَتَّى كَانَ يذهب بهاؤه. فَمن ذَلِك قَوْله:
(مضى رَمَضَان المرمضي الدّين فَقده ... وَأَقْبل شَوَّال يشول بِهِ قهرا)
(فيالك شهرا أشهر الله قدره ... لقد شهرت فِيهِ سيوف العدا شهرا)(1/251)
464 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الدوالي الصريفي أَبُو عبد الله
قَالَ الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ فَقِيها إِمَامًا عَالما، كَامِلا عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة، والْحَدِيث وَالتَّفْسِير، والمعاني وَالْبَيَان، والمنطق والحقيقة. أَخذ الْفِقْه والْحَدِيث عَن أَبِيه، واللغة عَن أَحْمد بن بصيبص، وَكَانَ حنفياً فانتقل شافعياً، فَكَانَ يُفْتِي فِي المذهبين، وَكَانَ شهماً يقظاً فصيحا، شَاعِرًا مفلقاً، ذكياً جواداً، وجيهاً نبيها لبيبا.
وَله مصنفات؛ مِنْهَا الرَّد على النُّحَاة، البديع الأسمى فِي مَاهِيَّة الْخمر، السِّرّ الملحوظ فِي حَقِيقَة اللَّوْح الْمَحْفُوظ، أرجوزة فِي الْمنطق، الْعرُوض.
مَاتَ بزبيد لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل شَوَّال سنة تسعين وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(وقائلةٍ أراكَ بِغَيْر مالٍ ... وَأَنت مهذبٌ علمٌ إمامُ)
(فَقلت لِأَن مَالا عكس لامٍ ... وَمَا دخلت على الْأَعْلَام لامُ)
465 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن هَاشم بن يزِيد الْمَعْرُوف بالأفشين الْقُرْطُبِيّ مولى الْمُنْذر
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ متصرفاً فِي علم الْأَدَب وَالْخَبَر، رَحل إِلَى الْمشرق وَلَقي بِمصْر أَبَا جَعْفَر الدينوي، وَأخذ عَنهُ كتاب سِيبَوَيْهٍ رِوَايَة.
وَله كتب مؤلفة، مِنْهَا: كتاب طَبَقَات الْكتاب، وَكتاب شَوَاهِد الحكم.
مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وثلاثمائة.
سمع بقيسارية من عَمْرو بن ثَوْر مُسْند الْفرْيَابِيّ.(1/252)
466 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْوَلِيد الأصبحي الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
يعرف بالعشالشي. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي مقرئ فَاضل. روى عَن ابْن الطراوة وَغَيره، وَقَرَأَ عَلَيْهِ. وروى عَنهُ سُلَيْمَان بن الطيلسان وَغَيره، وَكَانَ من مشاهير الأستاذيين الجلة.
مَاتَ فِي حُدُود سبعين وَخَمْسمِائة.
467 - مُحَمَّد بن مُوسَى الوَاسِطِيّ أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن يُونُس: قدم إِلَى مصر، وَكَانَ من أهل الْعلم باللغة وَتَفْسِير الْقُرْآن، ظاهرياً يَرْمِي بِالْقدرِ، ولي قَضَاء الرملة.
وَمَات بِمصْر فِي النّصْف من ربيع الأول سنة عشْرين وثلثمائة.
468 - مُحَمَّد بن مُوسَى السلوى النَّحْوِيّ الأديب
قَالَ الصَّفَدِي: قَالَ أَبُو حَيَّان: قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على ابْن أبي الرّبيع، وبرع فِيهِ، وأقرأ النَّحْو بفاس، وَكَانَ فَاضلا نزهاً وقوراً، مهيباً.
مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وسنه نَحْو من خمس وَعشْرين سنة.
469 - مُحَمَّد بن المؤمل بن أَحْمد بن الْحَارِث الْقرشِي الْعَدوي
قَالَ الفاسي: عَالم بالنحو وَاسع الرِّوَايَة ثِقَة، شَامي سكن مَكَّة، وَسمع من ابْن علية، وَالزُّبَيْر بن بكار، روى عَنهُ أَبُو بكر الْقرشِي وَغَيره.
مَاتَ سنة تسع عشرَة وثلثمائة بِمَكَّة.(1/253)
470 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي مُحَمَّد بن مُؤمن الْكِنْدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو بكر
قَالَ ياقوت: كتب الحَدِيث والنحو، وَأكْثر، وَكَانَ رجلا فَاضلا صَالحا.
توفّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وثلثمائة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ.
471 - مُحَمَّد بن ميكال بن أَحْمد بن رَاشد مجد الدّين الْموصِلِي الفرضي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: استملى على ابْن الخباز كتاب التَّوْجِيه فِي الْعَرَبيَّة.
وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَان وَسبعين.
472 - مُحَمَّد بن مَيْمُون الأندلسي النَّحْوِيّ
يعرف بمركوش. قَالَ ياقوت: كَانَ مَشْهُورا بالأدب، وَمن شعره فِي غُلَام نقص من شعره:
(تَبَسم عَن مثل نور الأقاح ... وأقصدنا بمراضٍ صحاحِ)
(وَمر يميس كَمَا مَاس غُصْن ... يلاعب عطفيه موج الرِّيَاح)
(وَقصر من ليله سَاعَة ... فأعقب ذَلِك ضوء الصَّباح)
(وَإِنِّي وَإِن رغم العاذلو ... ن من خمر أجفانه غير صاحٍ)
وَقَالَ صَاحب الْمغرب: أَبُو بكر مُحَمَّد بن مَيْمُون الْقُرْطُبِيّ، وَاسع الْعلم، متبحر فِي النَّحْو، شرح كتاب الْجمل، ومقامات الحريري. مَاتَ فِي الْمِائَة السَّادِسَة.
وَمن شعره:
(أَبَا قَاسم والهوى جنةٌ ... وَهَا أَنا من مَسّه لم أفق)
(تقحمت جاحم نَار الضلوع ... كَمَا خضت بَحر دموع الحدق)
انْتهى. فَلَا أَدْرِي أهوَ الَّذِي قبله أم غَيره! .(1/254)
473 - مُحَمَّد بن نصر الله بن بصاقة الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ بدر الدّين
قَالَ ابْن حجر: لَازم الْجمال بن هِشَام والعتابي، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وَأحسن الْخط، وَسمع على أَسمَاء بنت قيصري.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
474 - مُحَمَّد بن نصر الله أَبُو عبد الله السَّرقسْطِي ثمَّ القلعي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة والنحو، حَافِظًا للْأَخْبَار والأشعار، خَطِيبًا بليغاً، مُتَقَدما فِي معرفَة لِسَان الْعَرَب.
مَاتَ قَرِيبا من سنة خمس وَأَرْبَعين وثلثمائة.
475 - مُحَمَّد بن هبة الله بن أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو الْحسن بن الْوراق النَّحْوِيّ
شيخ الْعَرَبيَّة بِبَغْدَاد. قَالَ السَّمْعَانِيّ: تفرد بِعلم النَّحْو، وانْتهى إِلَيْهِ علم الْعَرَبيَّة فِي زَمَانه، وَكَانَت لَهُ فِي الْقرَاءَات وعلوم الْقُرْآن بَاعَ طَوِيل، وَكَانَ مَأْمُونا صَدُوقًا، متحرياً ذَا سَلامَة وَصَلَاح ووقار وسكينة؛ استدعاه الْقَائِم بِأَمْر الله لتعليم أَوْلَاده، وَكَانَ ضريراً؛ فَلَمَّا وصل إِلَى الْبَاب الَّذِي فِيهِ الْخَلِيفَة، قَالَ لَهُ الْخَادِم: وصلت فَقبل الأَرْض، فَلم يفعل وَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَجلسَ؛ فَقَالَ الْقَائِم: وَعَلَيْك السَّلَام يَا أَبَا الْحسن ادنُ مني، فدناه فَسَأَلَهُ عَن قَوْله:
(أَلا يَا صبا نجدٍ مَتى هجت من نجد ... )
فشرحه، ثمَّ سَأَلَهُ عَن غوامض الْعرُوض والنحو، فَأجَاب، فَلَمَّا خرج، قَالَ الْقَائِم: هَذَا هُوَ الْبَحْر.(1/255)
قَالَ ابْن النجار: وَهُوَ سبط أبي سعيد السيرافي، كَانَ أحد أَئِمَّة النُّحَاة الْفُضَلَاء، سمع أَبَا عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان، وَأَبا الْقَاسِم عبد الْملك بن مُحَمَّد بن بَشرَان، وَأَبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن رزمة الْبَزَّاز، وَحدث باليسير.
سمع مِنْهُ أَبُو بكر بن الخاضبة، وَأَبُو نصر هبة الله بن عَليّ الْمحلي، وَأَبُو الْحسن عَليّ ابْن هبة الله بن عبد السَّلَام. وروى عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّا التبريرزي، وَأَبُو الْخَيْر الْمُبَارك بن الْحُسَيْن الغسال الْمُقْرِئ، وَأَبُو البركات بن السَّقطِي؛ وَذكره فِي مُعْجم شُيُوخه فَقَالَ: انْتهى إِلَيْهِ علم الْعَرَبيَّة، وَكَانَ قيمًا بالنحو والتصريف والأبنية، وَكَانَ طبقَة فِي عصره فِي عُلُوم الْقُرْآن وَالْأَدب، ثِقَة صَدُوقًا، متحرياً مَأْمُونا، حجَّة من بيُوت الْعلم وَالْأَدب. قَرَأَ على عَليّ بن عِيسَى الربعِي وعَلى غَيره من عُلَمَاء عصره، وجده أَبُو الْحسن كَانَ ختن أبي سعيد السيرافي.
ولد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلثمائة، وَمَات يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من رَمَضَان سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة، وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ.
476 - مُحَمَّد بن هبير الْأَسدي أَبُو سعيد النَّحْوِيّ الْمُعَرّف بصعوداء
من أَعْيَان الْكُوفَة وعلمائها بالنحو واللغة وفنون الْأَدَب. قدم بَغْدَاد واختص بِعَبْد الله ابْن المعتز، وَعمل لَهُ رِسَالَة فِيمَا أنكرته الْعَرَب على أبي الْقَاسِم بن سَلام ووافقته فِيهِ. وأدب أَوْلَاد مُحَمَّد بن يزْدَاد وَزِير الْمَأْمُون، وَله كتاب فِيمَا يَسْتَعْمِلهُ الْكَاتِب.
قلت: وَقد تقدم صعُودًا مُحَمَّد بن الْقَاسِم، وَمَا أَظُنهُ إِلَّا هَذَا.(1/256)
477 - مُحَمَّد بن هِشَام بن عَوْف التَّمِيمِي أَبُو محلم الشَّيْبَانِيّ السَّعْدِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ابْن النجار: ذكر أَبُو أَحْمد العسكري: أَنه كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والعربية وَعلم الشّعْر وَأَيَّام النَّاس، وَأَصله من الأهواز، ورحل فِي طلب الحَدِيث مرَارًا إِلَى مَكَّة والكوفة وَالْبَصْرَة، وَسمع من سُفْيَان بن عُيَيْنَة ووكيع وَجَرِير بن عبد الحميد وَمُحَمّد بن فُضَيْل بن غَزوَان وَغَيرهم، وَقصد الْبَادِيَة لطلب الْعَرَبيَّة، وَأقَام بهَا مُدَّة. روى عَنهُ جمَاعَة من الْعلمَاء، كالزبير بن بكار، وثعلب، والمبرد. هَذَا كَلَام العسكري.
وَقَالَ المرزباني: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن يحيى، حَدثنَا الْحُسَيْن بن يحيى، قَالَ: رأى الواثق بِاللَّه فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يسْأَل الله الْجنَّة، وَأَن يتغمده برحمته، وَلَا يهْلك بِمَا هُوَ فِيهِ؛ وَأَن قَائِلا قَالَ لَهُ: لَا يهْلك على الله إِلَّا من قلبه مرت، فَأصْبح فَسَأَلَ الجلساء عَن ذَلِك، فَلم يعرفوا حَقِيقَته، فَوجه إِلَى أبي محلم فَأحْضرهُ، فَسَأَلَهُ عَن الرُّؤْيَا والمرت، فَقَالَ أَبُو محلم. المرت من الأَرْض: القفر الَّذِي لَا نبت فِيهِ، فَالْمَعْنى على هَذَا: لَا يهْلك على الله إِلَّا من قلبه خالٍ من الْإِيمَان خلو المرت من النَّبَات، فَقَالَ الواثق: أُرِيد شَاهدا من الشّعْر فِي المرت، فأفكر أَبُو محلم طَويلا، فأنشده بعض من حضر بَيْتا لبَعض بني أَسد:
(وَمَرَّتْ مروراتٍ يحار بهَا القطا ... وَيُصْبِح ذُو علم بهَا وَهُوَ جَاهِل)
فَضَحِك أَبُو محلم ثمَّ قَالَ للَّذي أنْشدهُ: رُبمَا بعد الشَّيْء عَن الْإِنْسَان وَهُوَ أقرب إِلَيْهِ مِمَّا فِي كمه، وَالله لَا تَبْرَح حَتَّى أنْشدك، فَأَنْشد للْعَرَب مائَة بَيت مَعْرُوف لشاعر مَعْرُوف، فِي كل بَيت مِنْهَا ذكر المرت؛ فَأمر لَهُ الواثق بِأَلف دِينَار، وأراده لمجالسته، فَأبى أَبُو محلم.
وَقَالَ المرزباني: روى عَن الْمُغيرَة بن مُحَمَّد المهلبي، قَالَ: دخل أَبُو محلم على الْمُنْتَصر، وَمَا رَأَيْت أحدا قطّ أحفظ مِنْهُ لكل شَيْء من الشّعْر وَأَيَّام النَّاس، فَقيل لَهُ: حدث أَمِير الْمُؤمنِينَ: فَقَالَ هَذِه أَخْذَة إِن جرى الحَدِيث تحدثت؛ فَقَالَ الْمُنْتَصر لزيد أخي هِلَال: تعال فاجلس، فَجَلَسَ إِلَى جَانِبه فَتحدث وَأَبُو محلم إِلَى أَن أمرنَا بالانصراف.(1/257)
وَقَالَ المرزباني: حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَرُوضِي. قَالَ: حُكيَ عَن أبي محلم أَنه قَالَ: لما قدمت مَكَّة، لَزِمت ابْن عُيَيْنَة، فَلم أكن أُفَارِق مَجْلِسه، فَقَالَ لي يَوْمًا: يَا فَتى، أَرَاك حسن الْمُلَازمَة وَالِاسْتِمَاع، وَلَا أَرَاك تحظى من ذَاك بِشَيْء، قلت: وَكَيف؟ قَالَ: لِأَنِّي لَا أَرَاك تكْتب شَيْئا مِمَّا يمر، قلت إِنِّي أحفظه، قَالَ: كل مَا حدثت بِهِ حفظته؟ قلت: نعم، فَأخذ دفتر إِنْسَان بَين يَدَيْهِ، وَقَالَ: أعد عَليّ مَا حدثت بِهِ الْيَوْم، فأعدته فَمَا خرمت مِنْهُ حرفا، فَأخذ مَجْلِسا آخر من مَجْلِسه فأمررته عَلَيْهِ، فَقَالَ: حَدثنَا الزُّهْرِيّ، عَن عِكْرِمَة، قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: يُقَال: إِنَّه يُولد فِي كل سبعين سنة من يحفظ كل شَيْء، قَالَ: وَضرب بِيَدِهِ على جَنْبي، وَقَالَ: أَرَاك صَاحب السّبْعين.
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم: أَبُو محلم اسْمه مُحَمَّد بن سعد، وَيُقَال: ابْن هِشَام بن عَوْف، وَكَانَ يتسمى مُحَمَّدًا وَأحمد، أَعْرَابِي، أعلم النَّاس بالشعر واللغة، وَكَانَ شَاعِرًا يهاجي أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم الْكَاتِب، وَشعر أبي محلم دون شعر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم.
وَقَالَ ابْن السّكيت: أصل أبي محلم من الْفرس، ومولده بِفَارِس، وَإِنَّمَا انتسب إِلَى بني سعد.
وَله من الْكتب: كتاب الْأَنْوَار، كتاب الْخَيل، كتاب خلق الْإِنْسَان.
ولد سنة حج الْمَنْصُور، وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين، وَقيل ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
وَهُوَ الْقَائِل:
(إِنِّي أجل ثرىً حللت بِهِ ... من أَن أرى بسراه مكتئبا)
(مَا غاض دمعي عِنْد نازلةٍ ... إِلَّا جعلتك للبكا سَببا)
(فَإِذا ذكرتك سامحتك بِهِ ... مني الجفون فَفَاضَ وانسكبا)(1/258)
478 - مُحَمَّد بن وسيم بن سعدون بن عمر الْقَيْسِي الطليطلي أَبُو بكر الْأَعْمَى
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ، حَافِظًا للفقه، ذَا حَظّ من علم النَّحْو واللغة وَالشعر.
مَاتَ يَوْم الْأَحَد أول ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلثمائة.
وَمن شعره:
(خُذ من شبابك قبل الْمَوْت والهرم ... وبادر التوب قبل الْفَوْت والندم)
(وَاعْلَم بأنك مَجْزِي ومرتهن ... وراقب الله وَاحْذَرْ زلَّة الْقدَم)
(فَلَيْسَ بعد حُلُول الْمَوْت معتبةٌ ... إِلَّا الرَّجَاء وعفو الله ذِي الْكَرم)
479 - مُحَمَّد بن ولاد
هَكَذَا اشْتهر؛ وَإِنَّمَا هُوَ الْوَلِيد التَّمِيمِي النَّحْوِيّ أَبُو الْحُسَيْن. قَالَ ياقوت: أَخذ بِمصْر عَن أبي عَليّ الدينَوَرِي ختن ثَعْلَب، ثمَّ رَحل إِلَى الْعرَاق، وَأخذ عَن الْمبرد وثعلب؛ وَكَانَ جيد الْخط والضبط، وَبِه عرج، وَغلب عَلَيْهِ الشيب، وَتزَوج الدينَوَرِي أمه. وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ المنمق، لم يصنع فِيهِ شَيْئا.
وَكَانَ الْمبرد لَا يُمكن أحدا من نسخ كتاب سِيبَوَيْهٍ من عِنْده، فَكلم ابْن ولاد الْمبرد فِي ذَلِك على شَيْء سَمَّاهُ لَهُ، فَأَجَابَهُ، فأكمل نسخه [وأبى أَن يُعْطِيهِ شَيْئا حَتَّى يقرأه عَلَيْهِ فَغَضب] ، فَأطلع الْمبرد على ذَلِك، فسعى بِهِ إِلَى بعض خدم السُّلْطَان ليعاقبه على ذَلِك، فالتجأ ابْن ولاد إِلَى صَاحب خراج بَغْدَاد - وَكَانَ يُؤَدب وَلَده - فأجاره مِنْهُ، ثمَّ ألح على الْمبرد حَتَّى أقرأه الْكتاب.
مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ بِمصْر، وَقد بلغ الْخمسين.(1/259)
480 - مُحَمَّد بن أبي الوفا بن أَحْمد بن طَاهِر الْعمريّ أَبُو عبد الله يعرف بِابْن القبيضي
قَالَ فِي تَارِيخ إربل، أَخذ النَّحْو وَالْقِرَاءَة عَن مكي بن زبان، وَسمع الحَدِيث من نصر الله الوَاسِطِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن، ودرس بإربل النَّحْو مُدَّة، وَكَانَ أديباً فَاضلا، دمث الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة، كَانَ مَوْجُودا سنة عشر وسِتمِائَة ز
وَمن كَلَامه: الْإِنْسَان مَعْذُور فِيمَا لَا بُد لَهُ مِنْهُ، وَإِذا سكت ذُو الْحَاجة فَمن ينْطق بهَا عَنهُ!
وَمن شعره:
(قل للوزير، وَخير القَوْل أصدقه ... مَاذَا التتيم والأحشاء تضطرم؟)
(هَذَا تواضعك الْمَشْهُور عَن صفةٍ ... قد صرت من أَجله بِالْكبرِ تتهم)
(قعدت عَن أمل الراجي وَقلت لَهُ ... هَذَا وثوب على الطلاب لَا لَهُم)
481 - مُحَمَّد بن بيقي بن زرب بن زيد بن مسلمة أَبُو بكر الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ أحفظ أهل زَمَانه للمسائل على مَذْهَب مَالك، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ والحساب، صنف الْخِصَال من الْفِقْه وَغَيره.
مَاتَ لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلثمائة.
482 - مُحَمَّد بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الخزرجي الغرناطي
أَبُو عبد الله. يعرف بالجلاء - بِالْجِيم. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مقرئاً مجوداً متحققاً بالنحو مُحدثا حَافِظًا، فَقِيها فَاضلا، خَطِيبًا صَالحا زاهداً، منقبضاً عَن النَّاس، تَلا على جده(1/260)
وَأبي عَليّ الغساني، وروى عَن أبي بكر بن عَطِيَّة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خروف وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَعبد الْمُنعم بن الْفرس وَخلق، روى عَنهُ أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص.
مولده بغرناطة فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
483 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن خَلِيل السكونِي أَبُو الْفضل
قَالَ ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته: روى عَن أَبِيه أبي بكر، ولازم الشلوبين، وَبلغ فِي علم الْعَرَبيَّة الْغَايَة، وغلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة.
وَحج فَمَاتَ بِمصْر فِي عشر الْأَرْبَعين وسِتمِائَة.
484 - مُحَمَّد بن يحيى بن إِسْحَاق المري النَّحْوِيّ اللاردي
هَكَذَا وَصفه ابْن الزبير، وَقَالَ: روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن نوح الْأُسْتَاذ.
485 - مُحَمَّد بن يحيى بن خَليفَة بن نيق الشاطبي أَبُو عَامر
مهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، وَبلغ الْغَايَة من البلاغة وَالْكِتَابَة، وَلَقي أَبَا الْعَلَاء بن زهرٍ، وَأخذ عَنهُ الطِّبّ، وَبعد صيته فِي ذَلِك مَعَ الْمُشَاركَة فِي عدَّة عُلُوم.
كَانَ رَئِيسا مُعظما، لَهُ مُصَنف فِي الحماسة، وَآخر فِي ذكر مُلُوك الأندلس.
وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
486 - مُحَمَّد بن يحيى بن رضى الْهَمدَانِي المالقي أَبُو عبد الله
يعرف بحفيد رضى، قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْقُرْآن والعربية بِبَلَدِهِ إِلَى حِين وَفَاته، وَكَانَ من أهل العفاف وَالْفضل، روى عَن أبي عَليّ الزندي وَغَيره.
وَمَات فِي عشر الْأَرْبَعين وسِتمِائَة.(1/261)
487 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد السَّلَام الْأَزْدِيّ الأندلسي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالرباحي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: أَصله من جيان وَكَانَ علمه الْغَالِب عَلَيْهِ علم الْعَرَبيَّة، وَكَانَ فِيهَا إِمَامًا كَبِيرا، لَا يقصر عَن أكَابِر أَصْحَاب الْمبرد، جيد النّظر، دَقِيق الاستنباط، حاذقا بِالْقِيَاسِ، صَادِقا صَالحا ذكيا، فَقِيها شَاعِرًا، مَشْهُورا.
أَخذ عَن ابْن الْأَعرَابِي والنحاس وَابْن ولاد، وأدب الْمُغيرَة بن النَّاصِر لدين الله، وَكَانَ يعرف بالقلفاظ أَيْضا؛ وَيَزْعُم أَنه من ولد يزِيد بن الْمُهلب.
مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وثلثمائة.
وَله:
(طوى عني مودته غزالٌ ... طوى قلبِي على الأحزان طيا)
(إِذا مَا قلت يسلوه فُؤَادِي ... تجدّد حبه فازداد غيا)
(أحييه وأفديه بنفسي ... وَذَاكَ الْوَجْه أهل أَن يحيى)
488 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْعَزِيز الْمَعْرُوف بِابْن الخراز الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو، فصيحاً بليغاً ثِقَة، مَأْمُونا فَاضلا عَاقِلا، فَلَمَّا رَأَيْت فِي مثل عقله وسمته.
سمع ابْن الأغبس وَجَمَاعَة، وَولي الصَّلَاة بقرطبة، وَالْقَضَاء بطليطلة وباجة، وَأَحْكَام(1/262)
الشرطة، وأقعد فِي أخر عمره فَلَزِمَ دَاره نَحْو سَبْعَة أَعْوَام، وَسمع مِنْهُ النَّاس كثيرا
مَاتَ يَوْم الْأَحَد لسبع خلون من شَوَّال سنة تسع وَتِسْعين وثلثمائة.
489 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُسلم بن مُوسَى بن عمرَان الْحَنَفِيّ الزبيدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ياقوت: كَانَ لَهُ معرفَة بالنحو واللغة وَالْأَدب، صحب الْوَزير ابْن هُبَيْرَة مُدَّة، وَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ صبوراً على الْفقر لَا يشكو حَاله.
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: حَدثنِي الْوَزير ابْن هُبَيْرَة قَالَ: جَلَست مَعَ الزبيدِيّ من بكرَة إِلَى قريب الظّهْر، وَهُوَ يلوك شَيْئا فِي فَمه، فَسَأَلته، فَقَالَ: لم يكن لي شَيْء، فَأخذت نواةً أتعلل بهَا.
وَكَانَ يحْكى عَنهُ أَنه على مَذْهَب السالمية، وَيَقُول: إِن الْأَمْوَات يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ فِي الْقَبْر، وَإِن العَاصِي لَا يلام؛ لِأَنَّهُ بِقدر الله تبَارك وَتَعَالَى. وَكَانَ يَقُول: قل الْحق وَإِن كَانَ مرا. وَدخل على الْوَزير الزَّيْنَبِي وَعَلِيهِ خلعة الوزارة، وَالنَّاس يهنئونه، فَقَالَ: هَذَا يَوْم عزاء لَا هناء، فَقيل:: لِمَ؟ فَقَالَ: أيهنأ على لبس الْحَرِير.
وحكيَ عَنهُ، قَالَ: خرجت إِلَى الْمَدِينَة على الْوحدَة، فآواني اللَّيْل إِلَى جبل، فَصَعدت عَلَيْهِ، وناديت: اللَّهُمَّ إِنِّي اللَّيْلَة ضيفك، ثمَّ نزلت فتواريت عِنْد صَخْرَة، فَسمِعت منادياً يُنَادى: مرْحَبًا [بك] يَا ضيف الله! إِنَّك مَعَ طُلُوع الشَّمْس تمر على قوم على بِئْر يَأْكُلُون خبْزًا وَتَمْرًا، فَإِذا دعوك فأجب؛ فَهَذِهِ ضيافتك، فَلَمَّا كَانَ من الْغَد سرت، فَلَمَّا كَانَ من(1/263)
طُلُوع الشَّمْس لاحت لي أهداف بِئْر، فَوجدت عِنْدهَا قوما يَأْكُلُون خبْزًا وَتَمْرًا، فدعوني إِلَى الْأكل، فأجبت.
وَله من التصانيف: منار الِاقْتِضَاء، ومنهاج الاقتفاء، الرَّد على ابْن الخشاب، الْعرُوض، الْمُقدمَة فِي النَّحْو، الْحساب، القوافي، تَعْلِيل من قَرَأَ " وَنحن عصبَة " بِالنّصب.
مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة.
490 - مُحَمَّد بن يحيى بن غَنَائِم بن إِبْرَاهِيم بن غازان أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ اللّغَوِيّ
روى عَن أبي بكر الطرطوشي، وَأبي عبد الله الرَّازِيّ، وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد اللَّيْثِيّ، وَأبي عبد الله بن بَرَكَات.
ذكره الْمُنْذِرِيّ.
491 - مُحَمَّد بن يحيى بن جناب الْمعَافِرِي التّونسِيّ أَبُو عبد الله
كَاتب الْإِنْشَاء السلطاني بتونس، باهر فِي النَّحْو، كَانَ حَيا سنة عشْرين وَسَبْعمائة.
ذكره ابْن مَكْتُوم.
492 - مُحَمَّد بن يحيى بن زَكَرِيَّا أَبُو عبد الله القلفاظي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ بارعاً فِي علم الْعَرَبيَّة، حَافِظًا لَهَا، مقدما فِيهَا.(1/264)
493 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مفرج الْأنْصَارِيّ المالقي
أَبُو عبد الله يعرف بِابْن مفرج. قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْقُرْآن والعربية، وروى عَن أبي جَعْفَر الفحام، وَأخذ عَنهُ الْقِرَاءَة، وَجلسَ للنَّاس بالجامع الْكَبِير بعد أبي عبد الله الطنجالي \ يَسِيرا، ثمَّ أَدْرَكته منيته فِي حُدُود سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة.
وَكَانَ سرياً فَاضلا، شَدِيد الانقباض وَالتَّعَفُّف، على دينٍ وخيرٍ.
494 - مُحَمَّد بن يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي أَبُو عبد الله بن أبي مُحَمَّد
قَالَ الْخَطِيب: من أهل الْبَصْرَة، سكن بِبَغْدَاد، وَكَانَ من أهل الْأَدَب وَالْعلم بِالْقُرْآنِ واللغة، شَاعِرًا مجيداً مدح الرشيد، وأدب الْمَأْمُون.
وَهُوَ كثير الشّعْر، متفنن فِي الْآدَاب، من أهل بَيت علم وأدب. ذكر مِنْهُم جمَاعَة فِي هَذ الْكتاب.
مَاتَ مُحَمَّد هَذَا بِمصْر لما خرج إِلَيْهَا مَعَ المعتصم.
495 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر ابْن سعد الْأَشْعَرِيّ المالقي أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن بكر. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من صُدُور الْعلمَاء، وأعلام الْفضل معرفَة وتفنناً ونزاهة وسذاجة، عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ والقراءات، مبرزاً فِي الحَدِيث؛ تَارِيخا وإسناداً، حَافِظًا للأنساب والأسماء والكنى؛ قَائِما على الْعَرَبيَّة، مشاركا فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع واللغة والفرائض والحساب؛ أصيل النّظر، منصفاً، مخفوض الْجنَاح، حسن الْخلق، عطوفا على الطّلبَة، محباً للْعلم وَالْعُلَمَاء.(1/265)
أَخذ الْقرَاءَات والعربية وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالْأَدب عَن الْأُسْتَاذ أبي مُحَمَّد بن أبي السداد الْبَاهِلِيّ وَابْن الزبير وَابْن رشيد وَغَيرهم؛ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من سبتة وإفريقية والمشرق، مِنْهُم الشّرف الدمياطي والأبرقوهي.
وَولي الخطابة وَالْقَضَاء بغرناطة، فصدع بِالْحَقِّ، وتصدر لنشر الْعلم بهَا؛ فاقرأ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَالْقُرْآن وَالْأُصُول والفرائض والحساب، وَعقد مجْلِس الحَدِيث شرحاً وسماعاً.
مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة.
ووقف فِي مصَاف الْمُسلمين يَوْم المناحة الْكُبْرَى بِظَاهِر طريف؛ فكبت بِهِ بغلته، فَمَاتَ مِنْهَا وَذَلِكَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
496 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد الْعَبدَرِي أَبُو عبد الله الفاسي
يعرف بالصدفي. قَالَ ابْن الزبير: إِمَام فِي الْعَرَبيَّة، ذَاكر للغات والآداب، مُتَكَلم أصولي، فَقِيه متقن، حَافظ ماهر، عَالم عَامل، زاهد ورع فَاضل، حسن الإقراء، جيد الْعبارَة، متين الدّين، شَدِيد الْوَرع، متواضع جليل، من أجل من لَقيته وأجمعهم لفنون المعارف، وَكَانَ الْحِفْظ أغلب عَلَيْهِ، سريع الْقَلَم إِذا كتب أَو قيد، أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب عَن ابْن خروف وَمصْعَب وَغَيرهمَا، وأقرأ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بفاس.
وَكَانَ يَقُول: مَا سَمِعت شَيْئا من نكت الْعلم إِلَّا قيدته، وَمَا قيدت شَيْئا إِلَّا حفظته، وَمَا حفظت شَيْئا فَنسيته، وَكَانَ على حالٍ من الزّهْد والورع والتقشف، يبغض أَن يشار إِلَيْهِ فِي علم أَو دين، مَعَ مكانته فيهمَا.
دخل الأندلس وإشبيلية، وَكَانَ لَا يرى الْإِجَازَة، وَكَانَ يسْأَل الله تَعَالَى الشَّهَادَة، فَدخل الْعَدو مرسية فقاتل، حَتَّى قتل شَهِيدا.
وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة.(1/266)
497 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُزَاحم أَبُو عبد الله وَأَبُو بكر الخزرجي المغربي الْمُقْرِئ
أَصله من أشونة: قدم مصر، وَلَقي أَبَا عبد الله الْقُضَاعِي، وَأكْثر من الرِّوَايَة، وَكَانَ نِهَايَة فِي علم الْعَرَبيَّة؛ وَألف كتاب الناهج للقراءات بأشهر الرِّوَايَات، وَحدث.
توفّي بِمَدِينَة بطليوس سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة.
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
498 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُؤمن بن عَليّ الزواوي الغبريني أَبُو عبد الله الملقب بمنديل، الْمَالِكِي النَّحْوِيّ
قَالَ الفاسي: بَحر فِي الْعَرَبيَّة، وَتَحْقِيق مسائلها، صَالح زاهد، ورع فَاضل، مفتن. وَكَانَ ابْتُلِيَ بالوسوسة فتعب كثيرا.
جاور بِمَكَّة سِنِين، وَسمع بهَا من الْجمال الأسيوطي وَغَيره.
وَمَات بهَا سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
499 - مُحَمَّد بن يحيى بن هِشَام الخضراوي الْعَلامَة أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأندلسي
من أهل الجزيرة الخضراء، وَيعرف بِابْن البرذعي. كَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة، عاكفاً على التَّعْلِيم، أَخذهَا عَن ابْن خروف وَمصْعَب والرندي والقراءات عَن أَبِيه، وَأخذ عَنهُ الشلوبين.
وصنف فصل الْمقَال فِي أبنية الْأَفْعَال، الْمسَائِل النخب، الإفصاح بفوائد الْإِيضَاح، الاقتراح فِي تَلْخِيص الْإِيضَاح، شَرحه، غرر الإصباح فِي شرح أَبْيَات الْإِيضَاح، النَّقْض على الممتع، لِابْنِ عُصْفُور، وَله نظم ونثر وَتصرف فِي الْأَدَب.(1/267)
ولد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بتونس لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
500 - مُحَمَّد بن يحيى بن وهب بن عبد الْمُهَيْمِن الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: عني بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وفنون الْأَدَب، وَكَانَ علم النَّحْو أغلب عَلَيْهِ، مَعَ تجويد الْقُرْآن. سمع من مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة الْقرشِي وَغَيره وبمكة من أبي عبد الله الْبَلْخِي، وبمصر من أبي بكر الأدفوي، وَانْصَرف إِلَى الأندلس فَلَزِمَ الانقباض وَحدث بِيَسِير، وَكَانَ ثِقَة حسن الْخط والضبط.
مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
501 - مُحَمَّد بن يحيى أَبُو الْحسن الزَّعْفَرَانِي النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ
أحد تلاميذ عَليّ بن عِيسَى الربعِي، وَكَانَ الربعِي يثني عَلَيْهِ ويصفه. وَلَقي الْفَارِسِي فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكتاب، فَقَالَ لَهُ: أَنْت مستغنٍ عني يَا أَبَا الْحسن، فَقَالَ: إِن اسْتَغْنَيْت عَن الْفَهم لم أستغن عَن الْفَخر.
وَسُئِلَ عَن مَسْأَلَة فِي بَاب النَّائِب عَن الْفَاعِل فوضحها، ثمَّ قَالَ، مَا نَفَعَنِي شَيْء قطّ من النَّحْو سوى هَذَا الْبَاب؛ فَإِنِّي كتبت فِي رقْعَة إِلَى عَامل الْبَصْرَة أبي الْحسن بن كَامِل أَن يُوقع إِلَيّ من جملَة المساحة بجريبين فَكتب: يتْرك لَهُ من عرض الْمَرْفُوع فِي ذكر المساحة ووقف وَقْفَة، وَلم يدر كَيفَ الْإِعْرَاب؟ هَل: هُوَ جريبان أَو جريبين؟ فَكتب ثَلَاثَة أجربة، فتبركت بِهَذَا الْبَاب فَقَط.(1/268)
502 - مُحَمَّد بن يزِيد بن رِفَاعَة الْأمَوِي الإلبيري
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للغة، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ مُتَقَدما فيهمَا، مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ لغويا شَاعِرًا من الْفُقَهَاء المشاورين، ولي الصَّلَاة بغرناطة، وعزل، وسرد الصَّوْم عَن نذر لزمَه عمره.
مَاتَ سنة ثَلَاث أَو أربعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
503 - مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الْأَكْبَر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد
إِمَام الْعَرَبيَّة بِبَغْدَاد فِي زَمَانه، أَخذ عَن الْمَازِني وَأبي حَاتِم السجسْتانِي، روى عَنهُ إِسْمَاعِيل الصفار ونفطويه والصولي.
وَكَانَ فصيحاً بليغاً مفوهاً، ثِقَة أخبارياً عَلامَة، صَاحب نَوَادِر وظرافة، وَكَانَ جميلاً لَا سِيمَا فِي صباه.
قَالَ السيرافي فِي طَبَقَات النُّحَاة الْبَصرِيين وَهُوَ من ثمالة قَبيلَة من الأزد، وَفِيه يَقُول عبد الصَّمد بن المعذل:
(سَأَلنَا عَن ثمالة كل حَيّ ... فَقَالَ الْقَائِلُونَ وَمن ثماله)
(فَقلت مُحَمَّد بن يزِيد مِنْهُم ... فَقَالُوا زدتنا بهم جهاله)
قَالَ: وَكَانَ النَّاس بِالْبَصْرَةِ، يَقُولُونَ: مَا رأى الْمبرد مثل نَفسه.
وَلما صنف الْمَازِني كتاب الْألف وَاللَّام، سَأَلَ الْمبرد عَن دقيقة وعويصه، فَأَجَابَهُ بِأَحْسَن جَوَاب، فَقَالَ لَهُ: قُم فَأَنت الْمبرد - بِكَسْر الرَّاء - أَي الْمُثبت للحق، فَغَيره الْكُوفِيُّونَ، وفتحوا الرَّاء(1/269)
وَقَالَ نفطويه: مَا رَأَيْت أحفظ للْأَخْبَار بِغَيْر أَسَانِيد مِنْهُ.
وَله من التصانيف: مَعَاني الْقُرْآن، الْكَامِل المقتضب، الرَّوْضَة، الْمَقْصُور والممدود، الِاشْتِقَاق، القوافي، إِعْرَاب الْقُرْآن، نسب عدنان وقحطان، الرَّد على سِيبَوَيْهٍ، شرح شَوَاهِد الْكتاب، ضَرُورَة الشّعْر، الْعرُوض، مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ، طَبَقَات النُّحَاة الْبَصرِيين، وَغير ذَلِك.
قَالَ السيرافي: وَكَانَ بَينه وَبَين ثَعْلَب من المنافرة مَا لَا خَفَاء بِهِ، وَأكْثر أهل التَّحْصِيل يفضلونه.
ولاشتهار عداوتهما نظمهما الشُّعَرَاء، فَقَالَ بَعضهم:
(كفا حَزَناً أنَّا جَمِيعًا ببلدةٍ ... ويجمعنا فِي أَرض بَرْشَهْرَ مشْهد)
(وكلٌ لكلٍ مخلص الود وامقٌ ... ولكننا فِي جَانب عَنهُ نفرد)
(نروح ونغدو لَا تزاور بَيْننَا ... وَلَيْسَ بمضروب لنا عَنهُ موعد)
(فأبداننا فِي بلدةٍ والتقاؤنا ... عسيرٌ كأنا ثعلبٌ والمبرد)
وَقَالَ بَعضهم يفضله:
(رَأَيْت مُحَمَّد بن يزِيد يسمو ... إِلَى الْخيرَات فِي جاهٍ وَقدر)
(جليس خلائفٍ وغذي ملكٍ ... وَأعلم من رَأَيْت بِكُل أَمر)
(وفتيانيه الظرفاء فِيهِ ... وأبهة الْكَبِير بِغَيْر كبر)
(وينثر إِن أجال الْفِكر درا ... وينثر لؤلؤاً من غير فكر)
(وَكَانَ الشّعْر قد أودى فأحيا ... أَبُو الْعَبَّاس داثر كل شعر)
(وَقَالُوا ثعلبٌ رجلٌ عليمٌ ... وَأَيْنَ النَّجْم من شمسٍ وبدرِ {)
(وَقَالُوا ثعلبٌ يُفْتِي ويملي ... وَأَيْنَ الثُّعلُبان من الهزبرِ} )
(وَهَذَا فِي مقالك مستحيلٌ ... تشبه جدولاً وشِلاً ببحر)(1/270)
وَقَالَ:
(أيا طَالب الْعلم لَا تجهلنَّ ... وعد بالمبرد أَو ثعلبِ)
(تَجِد عِنْد هذَيْن علم الورى ... فَلَا تكُ كَالْجمَلِ الأجربِ)
(علومُ الْخَلَائق مقرونةٌ ... بِهَذَيْنِ بالشرق والمغربِ)
قَالَ السيرافي: مولده سنة عشر وَمِائَتَيْنِ.
وَمَات سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد، وَدفن بمقابر الْكُوفَة.
وَمن شعره:
(حبذ مَاء العناقي ... د بريق الغانيات)
(بهما ينْبت لحمي ... وَدمِي أَي نَبَات)
(أَيهَا الطَّالِب شَيْئا ... من لذيذ الشَّهَوَات)
(كل بماءِ المزن تفا ... حَ خدودٍ ناعماتِ)
تكَرر ذكره فِي جمع الْجَوَامِع.(1/271)
504 - مُحَمَّد بن يزِيد اليزيدي النَّحْوِيّ أَبُو بكر
من ولد يزِيد بن مُعَاوِيَة. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ متضلعاً بعلوم كَثِيرَة، مقدما فِي النَّحْو واللغة، هاجى نصرا الْخبز أرزي بِالْبَصْرَةِ، فَزَاد عَلَيْهِ نصر فِي الْفُحْش
مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة.
505 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إلْيَاس الدِّمَشْقِي الإِمَام بدر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن النحوية
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة، وَأخذ عَن الْجمال بن وَاصل، والنجم الْبَارِزِيّ، وَكَانَ بحماة، ثمَّ تحول إِلَى دمشق، وَأخذ عَن النَّجْم القحفازي، وَكَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان، خيِّراً كيِّساً، وقوراً مقتصداً فِي أُمُوره.
وَقَالَ الصَّفَدِي: لَهُ يَد طولى فِي الْأَدَب؛ اختصر الْمِصْبَاح لبدر الدّين بن مَالك فِي الْمعَانِي، فَسَماهُ بضوء الْمِصْبَاح، وَشَرحه. وَشرح ألفية ابْن معطي.
وَقيل: إِن الْجلَال الْقزْوِينِي اجْتمع بِهِ فِي العادلية بِدِمَشْق، فَسَأَلَهُ عَن قَول أبي النَّجْم " كُله لم أصنع " فِي تَقْدِيم حرف السَّلب وتأخيره، فَمَا أجَاب بِشَيْء.
قَالَ الصَّفَدِي: وَقد تكلم على هَذَا كلَاما جيدا فِي شرح كِتَابه؛ وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن كل من وضع مصنفاً لَا يلْزمه أَن يستحضر الْكَلَام عَلَيْهِ حَتَّى يطْلب مِنْهُ لِأَنَّهُ حَالَة التصنيف يُرَاجع الْكتب الْمُدَوَّنَة، ويطالع، فيحرر الْكَلَام، ثمَّ يشذ عَنهُ.
قَالَ ابْن حجر: أَو يكون السَّبَب غيرذلك؛ أَي كَون الْمجْلس لَا يحْتَمل الْجَواب وَنَحْوه.
مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة.(1/272)
506 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشِّيرَازِيّ الفيروز أبادي الْعَلامَة مجد الدّين أَبُو الطَّاهِر
صَاحب الْقَامُوس. قَالَ ابْن حجر: كَانَ يرفع نسبه إِلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ [صَاحب التَّنْبِيه] ، وَيذكر [أَن] بعد إِبْرَاهِيم، عمر بن أَحْمد بن مَحْمُود ابْن إِدْرِيس بن فضل الله بن الشَّيْخ أبي إِسْحَاق. وَكَانَ النَّاس يطعنون فِي ذَلِك مستندين إِلَى الشَّيْخ [أَبَا إِسْحَاق] لم يعقب. ثمَّ ارْتقى فَادّعى بعد أَن ولي قَضَاء الْيمن أَنه من ذُرِّيَّة أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ [وَزَاد إِلَى أَن رَأَيْت بِخَطِّهِ لبَعض نوابه فِي بعض كتبه: مُحَمَّد الصديقي] .
قَالَ ابْن حجر: وَلم يكن مدفوعاً عَن معرفَة، إِلَّا أَن النَّفس تأبى قبُول ذَلِك.
ولد سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بكارزين، وتفقه ببلاده، وَسمع بهَا من مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الصَّحِيح، وَنظر فِي اللُّغَة، فَكَانَت جلّ قَصده فِي التَّحْصِيل، فمهر فِيهَا إِلَى أَن بهر وفَاق، وَدخل الشَّام، فَسمع بهَا من ابْن الخباز وَابْن الْقيم والتقى السُّبْكِيّ والفرضي وَابْن نباتة، وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي، وَخلق.
وَظَهَرت فضائله، وَكثر الآخذون عَنهُ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة، وجال الْبِلَاد، وَدخل الرّوم، فَأكْرمه ملكهَا بايزيدخان بن عُثْمَان وَحصل لَهُ مِنْهُ دنيا طائلة، وَمن تمرلنك ثمَّ دخل الْهِنْد ثمَّ زبيد، فَتَلقاهُ ملكهَا الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بِالْقبُولِ، وَقَررهُ فِي قَضَائهَا، وَبَالغ فِي إكرامه، وَتزَوج بابنة الشَّيْخ؛ وصنف لَهُ كتابا وأهداه لَهُ على أطباق، فملأها لَهُ فضَّة. وَلم يقدر أَنه دخل بَلَدا إِلَّا وأكرمه متوليه.
وَكَانَ يَقُول: مَا كنت أَنَام حَتَّى أحفظ مِائَتي سطر. وَلَا يُسَافر إِلَّا وصحبته عدَّة أحمال.(1/273)
من الْكتب، وَيخرج أَكْثَرهَا فِي كل منزلَة ينظر فِيهَا وَيُعِيدهَا إِذا رَحل، وَكَانَ إِذا أملق بَاعهَا.
وَله من التصانيف: الْقَامُوس الْمُحِيط فِي اللُّغَة، اللامع الْعلم العجاب، الْجَامِع بَين الْمُحكم والعباب، لم يكمل. فتح الْبَارِي بالسيح الفسيح الْجَارِي، فِي شرح صَحِيح البُخَارِيّ. قَالَ ابْن حجر: ملأَهُ بِغَرَائِب النقول. وَلما اشتهرت مقَالَة ابْن عَرَبِيّ بِالْيمن، صَار يدْخل مِنْهَا فِيهِ، فشانه، وَلم يكن مُتَّهمًا بالمقالة الْمَذْكُورَة إِلَّا أَنه كَانَ يحب المداراة.
قلت: وَقد أَخذ ابْن حجر مِنْهُ اسْمه وسمى بِهِ شرح البُخَارِيّ تأليفه.
وَمن تصانيف الشَّيْخ مجد الدّين: تسهيل الْوُصُول إِلَى الْأَحَادِيث الزَّائِدَة على جَامع الْأُصُول، الإصعاد إِلَى رُتْبَة الِاجْتِهَاد، الْوَجِيز فِي لطائف الْكتاب الْعَزِيز. تحبير الموشين فِيمَا يُقَال بِالسِّين والشين، الرَّوْض المسلوف، فِيمَا لَهُ اسمان إِلَى أُلُوف، شرح الْفَاتِحَة، الْمُتَّفق وضعا الْمُخْتَلف صقعاً، طَبَقَات الْحَنَفِيَّة، الْبلْغَة فِي تَارِيخ أَئِمَّة اللُّغَة، لطيف رَأَيْته بِمَكَّة، من تسمى بِإِسْمَاعِيل، أَسمَاء النِّكَاح، أَسمَاء اللَّيْث، أَسمَاء الخندريس، أَسمَاء الغادة، مَقْصُود ذَوي الْأَلْبَاب فِي علم الْإِعْرَاب، شرح خطْبَة الْكَشَّاف، شرح عُمْدَة الْأَحْكَام، وَأَشْيَاء كَثِيرَة.
مَاتَ لَيْلَة الْعشْرين من شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة؛ وَهُوَ ممتع بحواسه.
قلت: روى لنا عَنهُ غير وَاحِد، وَسُئِلَ بالروم عَن قَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ لكَاتبه: " الصق روانفك بالجبوب، وَخذ المزبر بشناترك، وَاجعَل حندور تيك إِلَى قيهلي، حَتَّى لَا أنغى نغية إِلَّا أودعتها حماطة جلجلانك "، مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: الزق عضرطك بالصلة وَخذ المصطر بأباخسك، وَاجعَل جحمتيك إِلَى أثعباني، حَتَّى لَا أنبس نبسة إِلَّا وعيتها فِي لمظة رباطك. فتعجب الْحَاضِرُونَ من سرعَة الْجَواب بِمَا هُوَ أبدع وَأغْرب من السُّؤَال.(1/274)
قلت: الروانف: المقعدة، الْحُبُوب: الأَرْض، المزبر: الْقَلَم , الشناتر: الْأَصَابِع. الحندورتان: الحدقتان. قيهلي، أَي وَجْهي انغي أَي أنطق. الحماطة: الْحبَّة. الجلجلان الْقلب.
وَمن شعره:
(أحبتنا الأماجد إِن رحلتم ... وَلم ترعوا لنا عهدا وَإِلَّا)
(نودعكم ونودعكم قلوباً ... لَعَلَّ الله يجمعنا وَإِلَّا)
507 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن نَاصح الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ الأديب أَبُو الْحسن
نزيل نيسابور. قَالَ الْحَاكِم: كَانَ من أَقْرَان أبي عمر الزَّاهِد، وَابْن درسْتوَيْه، أَخذ عَن ثَعْلَب والمبرد، وَكَانَ صَدُوق اللهجة، من أَعْيَان الأدباء، صحب السلاطين، ثمَّ ترك صحبتهم، ودرس كتب الْأَدَب، وَسمع الحَدِيث من بشر بن مُوسَى الْأَسدي وَغَيره. وَكَانَ ينشد عَن البحتري.
مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
508 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي محب الدّين نَاظر الْجَيْش
قَالَ ابْن حجر: ولد سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة، واشتغل ببلاده، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، ولازم ابا حَيَّان والجلال الْقزْوِينِي والتاج التبريزي وَغَيرهم. وتلا بالسبع على التقي الصَّائِغ، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، ودرس فِيهَا وَفِي الْحَاوِي، وَسمع الحَدِيث من الحجار ووزيره، وَجَمَاعَة، وَحدث وَأفَاد، وَخرج لَهُ الياسوفي مشيخة، ودرس بالمنصورية فِي التَّفْسِير، وَكَانَ لَهُ فِي الْحساب يَد طولى، ثمَّ ولي نظر الْجَيْش وَغَيره، وَرفع قدره. وَكَانَ عَليّ الهمة، نَافِذ الْكَلِمَة، كثير الْبَذْل والجود.(1/275)
وَمن الْعَجَائِب أَنه مَعَ فرط كرمه وبذله الآلاف فِي غَايَة الْبُخْل على الطَّعَام؛ حَتَّى كَانَ يَقُول: إِذا رَأَيْت شخصا يَأْكُل طَعَامي أَظن أَنه يضربني بسكين.
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا، مَعَ الدّين والصيانة واللطف والظرف.
شرح التَّلْخِيص، والتسهيل إِلَّا قَلِيلا. واعتنى بالأجوبة الجيدة عَن اعتراضات أبي حَيَّان. وَمَات فِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة.
509 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد الْهَاشِمِي
اللوشي الأَصْل المالقي أَبُو عبد الله. يعرف بالطنجالي؛ قَالَ ابْن الزبير: مُحدث فَاضل، نحوي، ورع، زاهد، لَازم ابْن عَطِيَّة، وانتفع بِهِ، وتخلق بِكَثِير من خلقه، وَأَبا الْحسن الغافقي. وَسمع أَيْضا من أبي عَليّ الزندي وَأبي الْقَاسِم بن الطيلسان وَجَمَاعَة، وَكَانَ يحترف صناعَة التوثيق، من أبدع أهل زَمَانه، من أهل الْفضل وَالدّين؛ لَا يَأْكُل إِلَّا من كَسبه، أَو مِمَّا يعلم أَصله، ويجيب إِلَى الْوَلِيمَة، وَلَا يَأْكُل مِنْهَا.
وَجلسَ بعد موت شَيْخه أبي مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ فِي قبْلَة الْجَامِع الْكَبِير بمالقة يتَكَلَّم على صَحِيح البُخَارِيّ.
وَمَات سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة عَن نَحْو خمسين سنة.
510 - مُحَمَّد يُوسُف بن حُبَيْش - بِفَتْح الْحَاء - أَبُو بكر الأديب الْعَالم البارع النَّحْوِيّ
من شُيُوخ أبي حَيَّان. كَانَ حَيا بتونس سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(يَا من خلقناه لمحض وفاقنا ... وَالنَّفس تغريه بطول عنادنا)
(أَعرَضت عَنَّا واعترضت قضاءنا ... فَمَتَى يَصح لَك إدعاء ودادنا!)
(سلم لنا فِي حكمنَا من حكمةٍ ... فمرادنا مِنْك الرِّضَا بمرادنا)(1/276)
وَله:
(إِذا مَا شِئْت أَن تحيا هَنِيئًا ... رفيع الْقدر ذَا نفس كريمه)
(فَلَا تشفع إِلَى رجلٍ كريم ... وَلَا تشهد وَلَا تحضر وليمه)
وَله:
(إِنِّي لأعسر أَحْيَانًا فيدركني ... بشرى من الله إِن الْعسر قد زَالا)
(يَقُول خير الورى فِي سنة ثبتَتْ: ... أنْفق وَلَا تخش من ذِي الْعَرْش إقلالا)
وَله، وَقد دخل على ابْن عِصَام فِي بُسْتَان لَهُ، فَرَأى الْقطر قد بل أَصَابِعه، فأنشده:
(أَتَرَى الْغَمَام أَتَى لكفك لاثماً ... لما جعلت لَهُ يداك شَبِيها)
(أم هَل جرى دمع السَّمَاء حسادة ... للْأَرْض لما لحت بَدْرًا فِيهَا)
نقلت ذَلِك من تذكرة ابْن مَكْتُوم.
511 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَعَادَة أَبُو عبد الله الشاطبي
قَالَ ابْن الزبير: جمع علما جماً، وَرِوَايَة فسيحة، وتفننا فِي المعارف؛ وَكَانَ بَصيرًا بالنحو، قَائِما على اللُّغَة والغريب، حاذقا فِي علم الْكَلَام، فَقِيها فِي الْفُرُوع، مائلا إِلَى التصوف، مؤثراً لَهُ مَعَ السمت وَالْوَقار، تاليا لكتاب الله آنَاء اللَّيْل وأطراف النَّهَار، كثير الْخُشُوع فِي الصَّلَاة، لَا يفتر عَنْهَا دَائِما، لَهُ حَظّ من الصَّوْم؛ روى عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْوَلِيد بن رشد، ورحل فَأجَاز لَهُ السلَفِي وَغَيره.
وَعَاد وَحدث، وأقرأ وخطب. سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل؛ وَكَانَ فكهاً ظريفاً جميل الصُّحْبَة والمعاشرة سخياً، قَالَ ابْن عَاتٍ: مَا رَأَتْ عَيْني أجمل مِنْهُ، وَلَا سَمِعت خَطِيبًا أفْصح مِنْهُ
ألف الشَّجَرَة، وَلم يُسبق إِلَى مثله.
مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ، كَذَا قَالَ ابْن الزبير. وَقَالَ ابْن عَاتٍ فِي الريحانة: وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَشهد جنَازَته جم غفير، وَبكى عَلَيْهِ النَّاس.(1/277)
512 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْقَيْسِي
الْمَعْرُوف بِابْن الحصالة، أَبُو بكر الأديب البارع النَّحْوِيّ. كَذَا ذكره ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته، وَقَالَ: من شعره مَا كتب بِهِ إِلَى بعض أَصْحَابه لَيْلَة عرسه:
(قصرت الْحَال عَن مرادي ... فليقبَل الْعذر يَا عمادي)
(وَهَذِه لَا تعد شَيْئا ... لَكِنَّهَا سنّة الْعباد)
513 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مَحْمُود الْجَزرِي شمس الدّين الْخَطِيب الْفَقِيه الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ عَالما بالفقه وَالْأُصُول والنحو والمنطق وَالْأَدب والرياضيات. ولد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَقدم الديار المصرية فسكن قوص وَقَرَأَ على الْأَصْفَهَانِي. وأتقن الْفُنُون، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأَعَادَ بالصاحبية، ودرس بالشريفية والمعزية، وَسمع من أبي الْمَعَالِي الأبرقوهي وَغَيره، وانتصب للإقراء فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى، وَولي خطابة الْجَامِع الطولوني، وَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي السُّبْكِيّ، وروى عَنهُ.
وَكَانَ حسن الصُّورَة، مليح الشكل، حُلْو الْعبارَة، كريم الْأَخْلَاق؛ ساعياً فِي حوائج النَّاس.
وَله شرح ألفية ابْن مَالك، شرح التَّحْصِيل، شرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ، خطب وديوان شعر، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة.(1/278)
514 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي الْمَازِني السَّرقسْطِي
يعرف بِابْن الأشتركوني أَبُو الطَّاهِر. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ لغوياً أديباً شَاعِرًا، وَكَانَ مُعْتَمدًا فِي الْأَدَب، فَردا مُتَقَدما فِي ذَلِك فِي وقته، روى عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد وَابْن الباذش وَابْن الْأَخْضَر، وَأخذ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن مضاء، قَالَ: وَعَلِيهِ اعتمدت فِي تَفْسِير كَامِل الْمبرد لرسوخه فِي اللُّغَة والعربية.
وَله المقامات اللزومية الشهيرة، وشعره كثير.
مَاتَ بقرطبة يَوْم الثُّلَاثَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(ومنعم الأعطاف معسول اللمي ... مَا شِئْت من بدع المحاسن فِيهِ)
(لما ظَفرت بليلةٍ من وَصله ... والصب غير الْوَصْل لَا يشفيه)
(أنضجت وردة خَدّه بتنفسي ... وظللت أشْرب ماءها من فِيهِ)
515 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن سعيد الْكرْمَانِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ شمس الدّين
صَاحب شرح البُخَارِيّ: الإِمَام الْعَلامَة فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير والأصلين والمعاني والعربية، قَالَ ابْنه فِي ذيل المسالك: ولد يَوْم الْخَمِيس سادس عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة، وَقَرَأَ على وَالِده بهاء الدّين، ثمَّ انْتقل إِلَى كرمان، وَأخذ عَنهُ الْعَضُد وَغَيره. وَمهر وفَاق أقرانه، وَفضل غَالب أهل زَمَانه، ثمَّ دخل دمشق، ومصر وَقَرَأَ بهَا البُخَارِيّ على نصر الدّين الفارقي، وَسمع من جمَاعَة، وَحج وَرجع إِلَى بَغْدَاد، واستوطنها.
وَكَانَ تَامّ الْخلق، فِيهِ بشاشة وتواضع للْفُقَرَاء وَأهل الْعلم، غير مكترث بِأَهْل الدُّنْيَا، وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِم، يَأْتِي إِلَيْهِ السلاطين فِي بَيته، ويسألونه الدُّعَاء والنصيحة.(1/279)
وَله من التصانيف: شرح البُخَارِيّ، شرح المواقف، شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، سَمَّاهُ السَّبْعَة السيارة، شرح الْفَوَائِد الغياثية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، شرح الْجَوَاهِر، أنموذج الْكَشَّاف، حَاشِيَة على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ، وصل فِيهَا إِلَى سُورَة يُوسُف، رِسَالَة فِي مَسْأَلَة الْكحل.
مَاتَ بكرَة يَوْم الْخَمِيس سادس عشر الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بطرِيق الْحَج، فَنقل إِلَى بَغْدَاد وَدفن بقبرٍ أعده لنَفسِهِ؛ بِقرب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ.
516 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان الإِمَام أثير الدّين أَبُو حَيَّان الأندلسي الغرناطي
النفزي، نِسْبَة إِلَى قَبيلَة من البربر، نحوي عصره ولغويه ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، ولد بمطخشارش، مَدِينَة من حَضْرَة غرناطة فِي آخر شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة، وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي جَعْفَر بن الطباع والعربية عَن أبي الْحسن الأبذي وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن الصَّائِغ وَأبي جَعْفَر اللبلي، وبمصر عَن الْبَهَاء ابْن النّحاس وَجَمَاعَة. وَتقدم فِي النَّحْو، وأقرأ فِي حَيَاة شُيُوخه بالمغرب، وَسمع الحَدِيث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نَحْو أَرْبَعمِائَة وَخمسين شَيخا؛ مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن بن ربيع وَابْن أبي الْأَحْوَص والرضي الشاطبي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ والعز الْحَرَّانِي، وَأَجَازَ لَهُ خلق من الْمغرب والمشرق؛ مِنْهُم الشّرف الدمياطي، والتقي ابْن دَقِيق الْعِيد والتقي ابْن رزين، وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر، وأكب على طلب الحَدِيث وأتقنه وبرع فِيهِ، وَفِي التَّفْسِير، والعربية، والقراءات، وَالْأَدب، والتاريخ؛ واشتهر اسْمه، وطار صيته، وَأخذ عَنهُ أكَابِر عصره، وتقدموا فِي حَيَاته كالشيخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ، وولديه، وَالْجمال الْإِسْنَوِيّ، وَابْن قَاسم، وَابْن عقيل، والسمين وناظر الْجَيْش، والسفاقسي، وَابْن مَكْتُوم، وخلائق.(1/280)
قَالَ الصَّفَدِي: لم أره قطّ إِلَّا يسمع أَو يشْتَغل، أَو يكْتب أَو ينظر فِي كتاب؛ وَكَانَ ثبتا قيمًا عَارِفًا باللغة؛ وَأما النَّحْو والتصريف فَهُوَ الإِمَام الْمُطلق فيهمَا، خدم هَذَا الْفَنّ أَكثر عمره؛ حَتَّى صَار لَا يُدْرِكهُ أحد فِي أقطار الأَرْض فيهمَا غَيره. وَله الْيَد الطُّولى فِي التَّفْسِير والْحَدِيث، وتراجم النَّاس وَمَعْرِفَة طبقاتهم، خُصُوصا المغاربة، وأقرأ النَّاس قَدِيما وحديثاً، وَألْحق الصغار بالكبار، وَصَارَت تلامذته أَئِمَّة وأشياخاً فِي حَيَاته، وَالْتزم أَلا يقرئ أحدا إِلَّا فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ أَو التسهيل أَو مصنفاته.
وَكَانَ سَبَب رحلته عَن غرناطة أَنه حَملته حِدة الشبيبة على التَّعَرُّض للأستاذ أبي جَعْفَر بن الطباع، وَقد وَقعت بَينه وَبَين أستاذه أبي جَعْفَر بن الزبير وقْعَة، فنال مِنْهُ وتصدى لتأليف فِي الرَّد عَلَيْهِ وَتَكْذيب رِوَايَته، فَرفع أمره إِلَى السُّلْطَان، فَأمر بإحضاره وتنكيله فاختفى، ثمَّ ركب الْبَحْر، وَلحق بالمشرق.
قلت: وَرَأَيْت فِي كِتَابه النضار الَّذِي أَلفه فِي ذكر مبدئه واشتغاله وشيوخه ورحلته أَن مِمَّا قوى عزمه على الرحلة عَن غرناطة أَن يعَض الْعلمَاء بالْمَنْطق والفلسفة والرياضي والطبيعي قَالَ للسُّلْطَان: إِنِّي قد كَبرت وأخاف أَن أَمُوت، فَأرى أَن ترَتّب لي طلبة أعلمهم هَذِه الْعُلُوم، لينفعوا السُّلْطَان من بعدِي. قَالَ أَبُو حَيَّان: فأشير إِلَيّ أَن أكون من أُولَئِكَ، ويرتب لي راتب جيد وكسا وإحسان، فتمنعت ورحلت مَخَافَة أَن أكره على ذَلِك.
قَالَ الصَّفَدِي: وَقَرَأَ على الْعلم الْعِرَاقِيّ، وَحضر مجْلِس الْأَصْبَهَانِيّ، وتمذهب للشَّافِعِيّ وَكَانَ أَبُو الْبَقَاء يَقُول: إِنَّه لم يزل ظَاهرا.
قَالَ ابْن حجر: كَانَ أَبُو حَيَّان يَقُول: محَال أَن يرجع عَن مَذْهَب الظَّاهِر من علق بذهنه.(1/281)
قَالَ الأدفوي: وَكَانَ يفخر بالبخل كَمَا يفخر النَّاس بِالْكَرمِ، وَكَانَ ثبتا صَدُوقًا حجَّة سَالم العقيدة من الْبدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم، وَمَال إِلَى مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَإِلَى محبَّة عَليّ بن أبي طَالب؛ كثير الْخُشُوع والبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن. وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن النغمة، مليح الْوَجْه، ظَاهر اللَّوْن، مشربا بحمرة، منور الشيبة، كَبِير اللِّحْيَة، مسترسل الشّعْر. وَكَانَ يعظم ابْن تَيْمِية، ثمَّ وَقع بَينه وَبَينه مَسْأَلَة نقل فِيهَا أَبُو حَيَّان شَيْئا عَن سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ ابْن تَيْمِية: وسيبويه كَانَ نَبِي النَّحْو! لقد أَخطَأ سِيبَوَيْهٍ فِي ثَلَاثِينَ موضعا من كِتَابه، فَأَعْرض عَنهُ ورماه فِي تَفْسِيره النَّهر بِكُل سوء.
قَالَ الصَّفَدِي: وَكَانَ لَهُ إقبال على الطّلبَة الأذكياء، وَعِنْده تَعْظِيم لَهُم؛ وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على مصنفات ابْن مَالك ورغبهم فِي قرَاءَتهَا، وَشرح لَهُم غامضها، وخاض بهم لججها. وَكَانَ يَقُول عَن مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب: هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء.
تولى تدريس التَّفْسِير بالمنصورية، والإقراء بِجَامِع الْأَقْمَر، وَكَانَت عِبَارَته فصيحة، لكنه فِي غير الْقُرْآن يعْقد الْقَاف قَرِيبا من الْكَاف.
وَله من التصانيف: الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير، النَّهر مُخْتَصره، إتحاف الأريب بِمَا فِي الْقُرْآن من الْغَرِيب، التذييل والتكميل فِي شرح التسهيل، مطول الارتشاف ومختصره مجلدان - وَلم يؤلف فِي الْعَرَبيَّة أعظم من هذَيْن الْكِتَابَيْنِ، وَلَا أجمع وَلَا أحصى للْخلاف وَالْأَحْوَال، وَعَلَيْهِمَا اعتمدت فِي كتابي جمع الْجَوَامِع نفع الله تَعَالَى بِهِ - التنخيل الملخص من شرح التسهيل للْمُصَنف وَابْنه بدر الدّين، الْإِسْفَار الملخص من شرح سِيبَوَيْهٍ للصفار، التَّجْرِيد لأحكام كتاب سِيبَوَيْهٍ، التَّذْكِرَة فِي الْعَرَبيَّة أَربع مجلدات كبار، وقفت عَلَيْهَا وانتقيت مِنْهَا كثيرا، التَّقْرِيب، مُخْتَصر المقرب، التدريب فِي شَرحه، الْمُبْدع فِي التصريف، غَايَة الْإِحْسَان فِي النَّحْو، شرح الشذا فِي مَسْأَلَة كَذَا، اللمحة، والشذرة؛ كِلَاهُمَا فِي النَّحْو، الارتضاء فِي الضَّاد والظاء، عقد اللآلي فِي الْقرَاءَات على وزن الشاطبية وقافيتها، الْحلَل الحالية فِي أَسَانِيد الْقُرْآن الْعَالِيَة، نحاة الأندلس، الأبيات الوافية(1/282)
فِي علم القافية، منطق الخرس فِي لِسَان الْفرس، الْإِدْرَاك للسان الأتراك، زهو الْملك فِي نَحْو التّرْك، الْوَهَّاج فِي اخْتِصَار الْمِنْهَاج، للنووي، وَغير ذَلِك.
وَمِمَّا لم يكمل: شرح الألفية، نِهَايَة الْإِعْرَاب فِي التصريف وَالْإِعْرَاب، أرجوزة خُلَاصَة التِّبْيَان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، أرجوزة، نور الغبش فِي لِسَان الْحَبَش، مجاني الهصر فِي تواريخ أهل الْعَصْر.
وَمن شعره:
(عداي لَهُم فضل عَليّ وَمِنْه ... فَلَا أذهب الرَّحْمَن عني الأعاديا)
(هم بحثوا عَن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا)
وَمِنْه:
(سبق الدمع بِالْمَسِيرِ المطايا ... إِذْ نوى من أحب عني نَقله)
(وأجاد السطور فِي صفحة الخ ... د وَلم لَا يجيد وَهُوَ ابْن مقله {)
وَمِنْه:
(رائض حبى عَارض قد بدا ... يَا حسنه من عَارض رائض} )
(فَظن قوم ان قلبِي سلا ... وَالْأَصْل أَلا يعْتد بالعارض)
مَاتَ فِي ثامن عشْرين صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
ورثاه الصَّفَدِي بقوله:
(مَاتَ أثير الدّين شيخ الورى ... فاستعر البارق واستعبرا)
(ورق من حسن نسيم الصِّبَا ... واعتل فِي الأسحار لما سرى)
(وصادحات الأيك فِي نوحها ... رثته فِي السجع على حرف را)
(يَا عين جودي بالدموع الَّتِي ... يرْوى بهَا مَا ضمه من ثرى)
(وأجرى دَمًا فالخطب فِي شَأْنه ... قد اقْتضى أَكثر مِمَّا جرى)
(مَاتَ إِمَامًا كَانَ فِي علمه ... يرى إِمَامًا والورى من ورا)(1/283)
(أَمْسَى منادًى للبلى مُفردا ... فضمه الْقَبْر على مَا ترى)
(يَا أسفا كَانَ هدى طَاهِرا ... فَعَاد فِي تربته مضمراً)
(وَكَانَ جمع الْفضل فِي عصره ... صَحَّ فَلَمَّا أَن قضى كسرا)
(وَعرف الْفضل بِهِ بُرْهَة ... والآن لما أَن مضى نكرا)
(وَكَانَ مَمْنُوعًا من الصّرْف لَا ... يطْرق من وافاه خطبٌ عرا)
(لَا أفعل التَّفْضِيل مَا بَينه ... وَبَين مَا أعرفهُ فِي الورى)
(لَا بُد لي عَن نَعته بالتقى ... فَفعله كَانَ لَهُ مصدرا)
(لم يدغم فِي اللَّحْد إِلَّا وَقد ... فك من الصَّبْر وثيق العرا)
(بَكَى لَهُ زيدٌ وعمرٌو فَمن ... أَمْثِلَة النَّحْو وَمِمَّنْ قرا)
(مَا أعقد التسهيل من بعده ... فكم لَهُ من عَثْرَة يسرا)
(وجسر النَّاس على خوضه ... إِن كَانَ فِي النَّحْو قد استبحرا)
(من بعده قد حَال تَمْيِيزه ... وحظه قد رَجَعَ الْقَهْقَرَى)
(شَارك من ساواه فِي فنه ... وَكم لَهُ فن بِهِ استأثرا)
(دأب بني الْآدَاب أَن يغسلوا ... مدمعهم فِيهِ بقايا الْكرَى)
(والنحو قد سَار الردى نَحوه ... وَالصرْف للتصريف قد غيرا)
(واللغة الفصحى غَدَتْ بعده ... يلفى الَّذِي فِي ضَبطهَا قررا)
(تَفْسِيره الْبَحْر الْمُحِيط الَّذِي ... يهدي إِلَى وراده الجوهرا)
(فَوَائِد من فَضله جمة ... عَلَيْهِ فِيهَا يعْقد الخنصرا)
(وَكَانَ ثبتاً نَقله حجةٌ ... مثل ضِيَاء الصُّبْح إِن أسفرا)
(ورحلة فِي سنة الْمُصْطَفى ... أصدق من تسمع أَن يخبرا)
(لَهُ الْأَسَانِيد الَّتِي قد علت ... فاستسفلت عَنْهَا سوامي الذرا)
(سَاوَى بهَا الأحفاد أحرارهم ... فأعجب لَهَا من فَاتَهُ من طرا)
(وشاعراً فِي نظمه مفلقا ... كم حرر اللَّفْظ وَكم حبرًا)(1/284)
(لَهُ معانٍ كلما خطها ... تستر مَا يرقم فِي تسترا)
(أفديه من مَاض لأمر الردى ... مُسْتَقْبلا من ربه بالقرا)
(مَا بَات فِي ابيض أجفانه ... إِلَّا وأضحى سندساً أخضرا)
(تصافح الْحور لَهُ رَاحَة ... كم تعبت فِي كل مَا سطرا)
(إِن مَاتَ فالذكر لَهُ خَالِد ... يحيا بِهِ من قبل أَن ينشرا)
(جاد ثرًى واراه غيثٌ إِذا ... مساه بالسقيا لَهُ بكرا)
(وَخَصه من ربه رَحْمَة ... تورده فِي حشره الكوثرا)
تكَرر فِي جمع الْجَوَامِع.
517 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن مَحْمُود أَبُو الْمَعَالِي
الصبري بَلَدا؛ قَاضِي تعز. كَانَ ذَا فضل فِي الْفِقْه والنحو واللغة والْحَدِيث وَالتَّفْسِير والقراءات السَّبع والفرائض، درس بالغرابية ثمَّ المظفرية الْكُبْرَى، وَكَانَ كثير الصّلاح والورع وَالْعِبَادَة، ساعياً فِي قَضَاء حوائج النَّاس. حج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، مَعَ الْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن، فَتوفي فِي آخر يَوْم عَرَفَة من هَذِه السّنة شَهِيدا مبطوناً، وَغسل بمنى، وَدفن بِالْأَبْطح.
ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة.
518 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن منيرة الكفرطابي النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
نزيل شيراز. قَالَ ياقوت: سمع الحَدِيث على أبي السَّمْح الْحَنْبَلِيّ.
وصنف بَحر النَّحْو، نقض فِيهِ مسَائِل كَثِيرَة على أصُول النَّحْوِيين، وَنقد الشّعْر، وغريب الْقُرْآن.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة.(1/285)
519 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قَائِد الْخَطِيب البحراني المولد والمنشأ، الإربلي الأَصْل، أَبُو عبد الله موفق الدّين الأديب النَّحْوِيّ.
قَالَ فِي تَارِيخ إربل: ولد بِالْبَحْرَيْنِ لِأَن أَبَاهُ كَانَ تَاجِرًا كثير السّفر إِلَيْهَا يجلب اللُّؤْلُؤ، وَأقَام إِلَى ان ترعرع، فَخرج إِلَى إربل، وَهُوَ على هَيْئَة الجفاة من الْعَرَب، وَكَانَ إِمَامًا فِي علم الْعَرَبيَّة، مقدما مفتناً فِي أَنْوَاع الشّعْر، مُعظما، اشْتغل بِشَيْء من عُلُوم الْأَوَائِل، فَحل إقليدس، وَأَرَادَ حل المجسطي فَحل قِطْعَة مِنْهُ، ثمَّ رأى أَن ثَمَرَة هَذَا الْعلم مرٌ جناها، وعاقبته مَذْمُوم أولاها وأخراها، فنبذه وَرَاء ظَهره مجانباً، ونكب عَن ذكره جانباً.
وَكَانَ حسن الظَّن بِاللَّه، وأكب على علم النَّحْو فَبلغ مِنْهُ الْغَايَة، وَجَاوَزَ النِّهَايَة، وَصَارَ فِيهِ آيَة، وَلم يكن أَخذه عَن إِمَام، إِنَّمَا كَانَ يحل مشكله بِنَفسِهِ، وَيُرَاجع فِي غامضه صَادِق حسه، حَتَّى جرى بَينه وَبَين عمر ابْن الشّحْنَة مناظرة، فَظهر موفق الدّين هَذَا، فَلم يكن لِابْنِ الشّحْنَة قَرَار إِلَّا أَن قَالَ: أَنْت صحفي، فلحق موفق الدّين مكي بن رَيَّان، فَقَرَأَ عَلَيْهِ أصُول ابْن السراج، وَكَثِيرًا من كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَلم يفعل ذَلِك حَاجَة بِهِ إِلَى إفهام، وَإِنَّمَا أَرَادَ ان ينتمي على عاداتهم فِي ذَلِك إِلَى إِمَام، وَكَانَ مكي كثيرا مَا يُرَاجِعهُ فِي الْمسَائِل المشكلة، والمواضع المعضلة، وَيرجع إِلَيْهِ فِي أجوبة مَا يُورد عَلَيْهِ.
وَكَانَ أول أمره تعلم بِشَهْر زور على إِنْسَان اعمى يُسمى رَافعا شَيْئا من النَّحْو، وداوم مطالعة الْكتب النحوية، إِلَى أَن صَار إِمَامًا فِيهِ، وَكَانَ أعلم النَّاس بالعروض والقوافي، وأحذقهم بِنَقْد الشّعْر، وأعرفهم بجيده من رديِّه، وَله طبع صَحِيح فِي معرفَة الأغاني ومختلف لحونها، وَكَانَ لما سَافر إِلَى بَغْدَاد لينتمي إِلَى شيخ لما جرى لَهُ مَعَ ابْن الشّحْنَة مَا جرى، أَخذ مَعَه جملَة لينفقها على النَّحْو، فَلم يجد من يرضيه، فأنفقها على تعلم الضَّرْب بِالْعودِ، فأتقنه بِمدَّة يسيرَة، وعالج عَيْنَيْهِ لِأَنَّهَا كَانَت لَا تزَال مَرِيضَة، فَلم تصلح، وصادقه بِبَغْدَاد خلق كثير لدماثة أخلاقه ولطافته.(1/286)
وَاخْتصرَ الْعُمْدَة لِابْنِ رَشِيق فِي صناعَة الشّعْر، والمفضليات فَلم يكملها. وَله غير ذَلِك.
مرض بالسل. وَمَات لَيْلَة ثَالِث ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره فِي أَمِير إربل وَقد رأى الْهلَال:
(تقابلتما فَاسْتَجْمَعَ الْحسن كُله ... فَمن نظر يرنو وَمن نظر يغضي)
(هلالان هَذَا للظلام يُزِيلهُ ... سناه وَهَذَا للمظالم فِي الأَرْض)
520 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن يُوسُف بن أَحْمد بن معَاذ الْجُهَنِيّ الأندلسي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ الداني: أَخذ الْقِرَاءَة عَن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد، وَكَانَ حَافِظًا ضابطاً، مَعَه نصيب من الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب.
ولد سنة تسع وَسبعين وثلثمائة، وَمَات بِمصْر سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة.
521 - مُحَمَّد بن يُوسُف الجذامي الغرناطي أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن عَطِيَّة. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالنحو وَالْأَدب، سمع على دَاوُد بن مزِيد، وَعَلِيهِ كَانَ جلّ قِرَاءَته - وعَلى أبي مَرْوَان الْمُنْتَصر وَغَيرهمَا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
522 - مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّيْخ شمس الدّين القونوي الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن الْكرْمَانِي فِي ذيل المسالك: الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الزَّاهِد الأوحد الْكَبِير، بَقِيَّة السّلف، كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم، لَا سِيمَا علم الْمعَانِي وَالْبَيَان، شيخ الْحَنَفِيَّة فِي عصره، أقبل آخر عمره على الحَدِيث وَلم يشْتَغل بِغَيْرِهِ. وَله اختيارت تخَالف الْمَذْهَب لأجل الحَدِيث.(1/287)
وَكَانَ صَالحا دينا زاهداً، لَا يقبل شَيْئا وَلَا وَظِيفَة، وَلَا يُمكن أَوْلَاده من ذَلِك، وَله وجاهة وَحُرْمَة عِنْد السلاطين والقضاة والنواب، ويقصدونه ويعظمونه، وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِم بل يوبخهم بالْقَوْل وَالْفِعْل، ويخاطبهم بِأَسْوَأ خطاب يكْتب إِلَى النواب: إِلَى فلَان المكاس أَو الظَّالِم، أَو نَحْو ذَلِك من الْعبارَات الشنيعة، وهم يمتثلون أمره وَلَا يخالفونه. وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يُبَالغ فِي تَعْظِيمه، وَيَقُول: لَا أعلم الْيَوْم مثله فِي الدّين وَالْعلم، وَكَانَ يعاني الفروسية وآلات الْقِتَال، وَلَا يخرج من بَيته لجَماعَة وَلَا لجمعة، وغزا وَبنى برجا على السَّاحِل.
وَمَات مطعونا يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
523 - مُحَمَّد بن الرَّاشِدِي الخزفي السَّرخسِيّ أَبُو بكر الإِمَام
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا خيرا مرجوعاً إِلَى فتواه، عَالما بالنحو وَالْأَدب، تفقه على أبي مُحَمَّد الزيَادي، وَسمع أَبَا الفتيان عمر بن سَعْدَوَيْه الْحَافِظ.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
524 - مُحَمَّد الْحِجَازِي المالقي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا بمالقة، مقرئاً لِلْقُرْآنِ، عَارِفًا بالنحو وَالْأَدب، جم المعارف، كثير الْآدَاب، مُجْتَهدا فصيحاً، لسناً، ذَا عناية بأصول الدّين، ناقداً فِي ذَلِك. روى عَنهُ أَبُو عَمْرو بن سَالم. بكر يَوْمًا لصَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع ميروقة، فَقتله فِئَة من نَصَارَى الرّوم يقتلُون كل من بكر.
قَالَ: وأحسب ذَلِك فِي الْعشْر وسِتمِائَة.(1/288)
525 - مُحَمَّد قطب الدّين الأبرقوهي
قَالَ ابْن حجر: أحد الْفُضَلَاء، قدم الْقَاهِرَة، وأقرأ الْكَشَّاف والعضد، وانتفع بِهِ الطّلبَة.
مَاتَ فِي صفر مطعوناً سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
526 - مُحَمَّد الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ شمس الدّين بن الْعيار
قَالَ ابْن حجر: كَانَ فِي أول أمره حائكاً، ثمَّ تعانى الِاشْتِغَال، فمهر فِي الْعَرَبيَّة، وَأخذ عَن ابْن جَابر وَغَيره، وَسكن دمشق، وتصدر بالجامع، وَكَانَ حسن المحاضرة، وَلم يكن مَحْمُودًا فِي الشَّهَادَة.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة.
ومدح الْبُرْهَان بن جمَاعَة يَقُوله:
(إِن كَانَ للْمولى ندى فلأنت يَا ... قَاضِي الْقُضَاة عطاؤك الطوفان)
(أَو كَانَ سرٌ للإله بخلقه ... قسما لأَنْت السِّرّ والبرهان)
فَقَالَ: على مَاذَا سكنت يَا " قَاضِي "؟ فَقَالَ: على حد:
(وَلَو أَن واشٍ بِالْيَمَامَةِ دَاره ... وداري بِأَعْلَى حَضرمَوْت اهْتَدَى ليا)
فَأَجَازَهُ.(1/289)
527 - مُحَمَّد المغربي الأندلسي النَّحْوِيّ شمس الدّين
قَالَ ابْن حجر: كَانَ شعلة نَار فِي الذكاء، كثير الاستحضار، حسن الْفَهم، عَارِفًا بعدة عُلُوم خُصُوصا الْعَرَبيَّة، أَقَامَ بحماة مُدَّة وَولي قضاءها، ثمَّ توجه إِلَى الرّوم فَأَقَامَ بهَا، وَأَقْبل عَلَيْهِ النَّاس.
مَاتَ ببرصا فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة.
528 - أَبُو مُحَمَّد الصّقليّ النَّحْوِيّ
يعرف بالدمعة. قَالَ ياقوت: أحد فرسَان النَّحْو المعلمين، وَرِجَاله الْحفاظ السَّابِقين، وَله شعر صَالح.
529 - أَبُو مُحَمَّد الترسابادي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: عرف كتاب سِيبَوَيْهٍ، وأجكم مسَائِل الْأَخْفَش، ثمَّ خرج إِلَى الْعرَاق، فهابه عُلَمَاء النَّحْو، وانقبضوا عَن مناظرته؛ مِنْهُم الزّجاج وَابْن كيسَان.
وَحضر يَوْمًا مجْلِس النَّحْوِيين بِبَغْدَاد، فَسئلَ عَن مَسْأَلَة - وَابْن كيسَان حَاضر - فانقبض عَن الْإِجَابَة إجلالا لِابْنِ كيسَان، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّد، أجب؛ فوَاللَّه أَنْت أحقنا بالانتصاب.(1/290)
بَاب الأحمدين
530 - أَحْمد بن أبان بن سيد اللّغَوِيّ الأندلسي
أَخذ عَن أبي عَليّ القالي وَغَيره، وَكَانَ عَالما إِمَامًا فِي اللُّغَة والعربية، حاذقاً أديباً، سريع الْكِتَابَة، وَيعرف بِصَاحِب الشرطة، روى عَنهُ الإفليلي.
وصنف: الْعَالم فِي اللُّغَة مائَة مُجَلد، مُرَتبا على الْأَجْنَاس؛ بَدَأَ فِيهِ بالفلك، وَختم بالذرة، وَشرح كتاب الْأَخْفَش، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلثمائة.
531 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن حمدون النديم، أَبُو عبد الله
قَالَ ياقوت: ذكره أَبُو جَعْفَر الْعلوِي فِي مصنفي الإمامية، وَقَالَ: هُوَ شيخ أهل اللُّغَة ووجههم، وأستاذ أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب. قَرَأَ عَلَيْهِ قبل ابْن الْأَعرَابِي، وَتخرج من يَده.
وَله مصنفات؛ مِنْهَا كتاب أَسمَاء الْجبَال والمياه والأودية، كتاب شعر العجير السَّلُولي، كتاب شعر ثَابت قطنة. وَكَانَ خصيصاً بالمتوكل ونديماً لَهُ.
532 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير ابْن الْحسن بن الْحُسَيْن الثَّقَفِيّ العاصمي
الجياني المولد، الغرناطي المنشأ، الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر. قَالَ تِلْمِيذه أَبُو حَيَّان فِي النضار: \ كَانَ مُحدثا جَلِيلًا، ناقداً، نحوياً، أصولياً، أديباً، فصيحاً، مفوهاً، حسن الْخط، مقرئاً مُفَسرًا مؤرخاً. أَقرَأ الْقُرْآن والنحو والْحَدِيث بمالقة وغرناطة وَغير هما؛ وَكَانَ كثير(1/291)
الْإِنْصَاف، ناصحاً فِي الإقراء، خرج من مالقة وَمن طلبته أَرْبَعَة يقرءُون كتاب سِيبَوَيْهٍ؛: ثمَّ عرض لَهُ أَن السُّلْطَان تغير عَلَيْهِ، فَجعل سجنه دَاره، وَأذن لَهُ فِي حُضُور الْجُمُعَة، فَلَمَّا مَاتَ شُيُوخ غرناطة، وشغر الْبَلَد عَن عَالم رضى عَلَيْهِ، وَقعد بالجامع يُفِيد النَّاس.
وَولي الخطابة والإمامة بالجامع الْكَبِير، وَقَضَاء الْأَنْكِحَة، وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة، وَبِه أبقى الله مَا بأيدي الطّلبَة من الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا.
وَكَانَ مُحدث الأندلس بل الْمغرب فِي زَمَانه، خيرا، صَالحا، كثير الصَّدَقَة، مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة، متحرياً، أماراً بِالْمَعْرُوفِ، نهاءً عَن الْمُنكر، لَا ينْقل قدمه إِلَى أحد، جرت لَهُ فِي ذَلِك أُمُور مَعَ الْمُلُوك صَبر فِيهَا، ونطق بِالْحَقِّ بِحَيْثُ أدّى إِلَى التَّضْيِيق عَلَيْهِ، وحبسه.
روى عَن أبي الْخطاب بن خَلِيل، وَعبد الرَّحْمَن بن الْفرس، وَابْن فرتون، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق أَبُو الْيمن بن عَسَاكِر وَغَيره.
صنف تَعْلِيقا على كتاب سِيبَوَيْهٍ، والذيل على صلَة ابْن بشكوال.
ولد سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن ربيع الأول سنة ثَمَان وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(مَالِي وللتسآل لَا أم لي ... إِن سلت من يعْزل اَوْ من يَلِي)
(حسبي ذُنُوبِي أثقلت كاهلي ... مَا إِن أرى غماءها تنجلي)
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى. وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
533 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الصعيدي ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ وَغَيره: بدع فِي النَّحْو، وتصدر لإقرائه مُدَّة، وَكَانَ أَخذ عَن الْمجد الإربلي، وتلا على السخاوي وَغَيره، وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَخلق،(1/292)
وَكَانَ كثير التَّوَاضُع والخشوع والزهد، فصيحاً مفوهاً خَطِيبًا، بليغاً، حسن التودد، ومعرفته بِالرِّجَالِ متوسطة. أَخذ عَنهُ النَّجْم القحفازي، وَولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي ومشيخة دَار الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة.
مولده فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة. وَمَات لَيْلَة الْعشْرين من شَوَّال سنة خمس وَسَبْعمائة.
534 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سهل الْأنْصَارِيّ الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ
روى عَن أبي سعد بن غَنَائِم الْحَمَوِيّ الضَّرِير، وَعَن أبي إِسْحَاق الغرناطي الْأَرْبَعين لَهُ، رَوَاهَا عَنهُ أَبُو عبد الله بن يخلف. قَالَه أَبُو حَيَّان
535 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي عَاصِم اللؤْلُؤِي أَبُو بكر القيراواني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: من الْعلمَاء النقاد فِي الْعَرَبيَّة والغريب وَالْحِفْظ لذَلِك، وَالْقِيَام بشرح أَكثر دواوين الْعَرَب، لَازم أَبَا مُحَمَّد المكفوف وَأخذ عَنهُ.
ألف كتابا فِي الظَّاء وَالضَّاد. وَكَانَ شَاعِرًا، ثمَّ ترك الشّعْر وَأَقْبل على الحَدِيث وَالْفِقْه.
وَمَات سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة، عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة.(1/293)
536 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خلف بن مَسْعُود الْمحَاربي الغرناطي أَبُو جَعْفَر
كَانَ مقرئاً مجوداً، نحوياً ماهراً معنياً بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقِيها حَافِظًا. روى عَن السُّهيْلي، ولازم عبد الْمُنعم بن الْفرس، وَولي قَضَاء قيجاطة فَأحْسن السِّيرَة.
مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
ذكره ابْن الزبير وَغَيره.
537 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن العسلقي
نِسْبَة إِلَى العسالق عرب. قَالَ ابْن الأهدل فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ فَقِيها نحوياً، لغوياً مُفَسرًا، مُحدثا، وَله معرفَة تَامَّة بِالرِّجَالِ والتواريخ، وَيَد قَوِيَّة فِي أصُول الدّين، تفقه بِأَبِيهِ وَغَيره، وَلم يكن يخَاف فِي الله لومة لائم، فِي إِنْكَار مَا يُنكره الشَّرْع، لَازم التدريس وإسماع الحَدِيث والعكوف على الْعلم، وَعَلِيهِ نور وهيبة.
وأضر بِأخرَة، وَمَات سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة.
538 - أَحْمد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد شرف الدّين النابلسي الْمَقْدِسِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: بَقِيَّة الْأَعْلَام، كَانَ إِمَامًا فَقِيها محققا، متقناً للْمَذْهَب وَالْأُصُول والعربية وَالنَّظَر، حاد الذِّهْن، سريع الْفَهم، يكْتب الْخط الْمَنْسُوب، نَاب فِي الحكم عَن الخويي؛ وَكَانَ من طبقته فِي الْفَضَائِل، وَولي تدريس الشامية الْكُبْرَى، وَدَار الحَدِيث النورية، وخطابة الْجَامِع الْأمَوِي، وَسمع من ابْن الصّلاح والسخاوي؛ وَجَمَاعَة؛ وتفقه على الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب بعد التَّاج الفركاح، وَجمع بَين طريقي الرَّازِيّ والآمدي فِي الْأُصُول فِي مُصَنف.
وَكَانَ متواضعاً كيِّساً، حسن الْأَخْلَاق، طَوِيل الرّوح على التَّعْلِيم، يخْطب من إنشائه.(1/294)
مولده سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة، وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة.
وَله:
(أحجج إِلَى الزهر لتحظى بِهِ ... وارم جماراً لَهُم مستهترا)
(من لم يطف بالزهر فِي وقته ... من مقبل أَن يحلق قد قصرا)
539 - أَحْمد بن أَحْمد بن هِشَام السّلمِيّ أَبُو جَعْفَر
يعرف بجده. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: طَالب عفيف مُجْتَهد، مولع بفن الْعَرَبيَّة، مشارك فِي الْفَرَائِض وَالْأَدب، يحْسب الْكَمَال الإنساني مَقْصُورا عَلَيْهِ. أَخذ عَن ابْن الفخار، وانتفع بِهِ، وَعقد حلقات للطلبة بالجامع الْأَعْظَم مَا بَين معيد ومفيد.
ولد سنة عشْرين وَسَبْعمائة، وَمَات بالطاعون يَوْم الْجُمُعَة حادي عشْرين جُمَادَى الأولى سنة خمسين وَسَبْعمائة.
540 - أَحْمد بن إِسْحَاق بن أَحْمد الهاروني أَبُو الْعَبَّاس بنك
كَانَ أديب بَلَده. كتب عَن السلَفِي بساوة، وروى عَن الصَّباح بن مَنْصُور الشاركي.
541 - أَحْمد بن إِسْحَاق بن البهلول بن حسان بن سِنَان أَبُو جعفرالتنوخي الْأَنْبَارِي
قَالَ ياقوت: كَانَ مفتياً فِي الْفِقْه حنفياً، تَامّ الْعلم باللغة، حسن الْقيام بالنحو على مَذْهَب الْكُوفِيّين، وَله مؤلف فِيهِ، حَافِظًا للشعر وَالْأَخْبَار وَالسير، شَاعِرًا خَطِيبًا، لسناً ورعاً. ولي الْقَضَاء بالأنبار، ثمَّ بِمَدِينَة الْمَنْصُور عشْرين سنة، ثمَّ صرف، ثمَّ أُرِيد إِلَى الْعود فَامْتنعَ، وَقَالَ: أحب أَن أكون بَين الصّرْف والقبر فُرْجَة، وَلَا أنزل من القلنسوة إِلَى الحفرة، فَقيل لَهُ: فابذل شَيْئا حَتَّى يرد الْعَمَل إِلَى ابْنك، فَقَالَ: مَا كنت لأتحملها حَيا وَمَيتًا وَقَالَ فِي ذَلِك:(1/295)
(تركت الْقَضَاء لأهل القضا ... وَأَقْبَلت أسمو إِلَى الْآخِرَه)
(فَإِن يَك فخراً جليل الثنا ... فقد نلْت مِنْهُ يدا فاخره)
(وَإِن يَك وزراً فأبعد بِهِ ... فَلَا خير فِي إمرةٍ وازره)
وَقَالَ أَيْضا:
(أبعد الثَّمَانِينَ أفنيتها وخمساً وسادسها قد نما)
(ترجي الْحَيَاة وتسعى لَهَا ... لقد كَاد دينك أَن يكلما)
وَقَالَ أَيْضا:
(إِلَى كم تخْدم الدُّنْيَا ... وَقد جزت الثمانينا)
(لَئِن لم تَكُ مَجْنُونا ... فقد فقت المجانينا)
قَالَ الْخَطِيب: ذكره طَلْحَة بن مُحَمَّد بن جَعْفَر فِي مشيخة قُضَاة بَغْدَاد، فَقَالَ: كَانَ عَظِيم الْقدر، وَاسع الْأَدَب، حسن الْمعرفَة بِمذهب أهل الْعرَاق؛ وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الْأَدَب.
وَكَانَ ثبتاً فِي الحَدِيث، ثِقَة مَأْمُونا، وَكَانَ متفننا فِي عُلُوم شَتَّى، وَكَانَ لِأَبِيهِ إِسْحَاق مُسْند كَبِير حسن، وَحمل النَّاس عَنهُ وَعَن أَبِيه وجده، وَحدث حَدِيثا كثيرا.
روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين والمخلص وَجَمَاعَة.
ولد بالأنبار سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَمَات لإحدى عشرَة بقيت من ربيع الآخر سنة ثَمَان عشرَة وثلثمائة.
542 - أَحْمد بن إِسْحَاق
يعرف بالجفر الْحِمْيَرِي الْمصْرِيّ. ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة مصر، وَقَالَ: مَاتَ سنة إِحْدَى وثلثمائة.(1/296)
543 - أَحْمد بن أبي الْأسود القيرواني
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ غَايَة فِي النَّحْو واللغة، شَاعِرًا مجيداً من أَصْحَاب أبي الْوَلِيد الْمهرِي. صنف فِي النَّحْو والغريب مؤلفات حسانا.
544 - أَحْمد بن بتري القرموني
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس. وَقَالَ: كَانَ فَقِيها نحوياً لغوياً من سَاكِني قرمونة، أَخذ عَن ابْن أبي حرشن.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا مُتَقَدما فِي الْمعرفَة بِلِسَان الْعَرَب، لُغَة ونحواً، أَخذ عَن عبد الله بن نَافِع.
545 - أَحْمد بن بختيار بن عَليّ بن مُحَمَّد الماندائي أَبُو الْعَبَّاس الوَاسِطِيّ
قَالَ ياقوت: لَهُ معرفَة جَيِّدَة بالنحو واللغة وَالْأَدب، قَرَأَ على الحريري صَاحب المقامات، وتفقه بواسط على مَذْهَب الشَّافِعِي، وَسمع من أبي الْفضل بن نَاصِر وَغَيره. وَولي قضاءها وَقَضَاء الْكُوفَة، ثمَّ عزل وَقدم بَغْدَاد.
وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة. وَولي إِعَادَة النظامية. ومولده فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَله: تَارِيخ البطائح، الْقُضَاة، وَكَانَ صَدُوقًا ثِقَة.(1/297)
546 - أَحْمد بن بشر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عمر الْمَعْرُوف بِابْن الأغبس
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ مُتَقَدما فِي معرفَة لِسَان الْعَرَب، وَالْبَصَر بلغاتها، متفردا فِي ذَلِك مشاورا فِي الْأَحْكَام، وَيذْهب فِي فتياه إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي، ويميل إِلَى النّظر وَالْحجّة، سمع ابْن وضاح والخشني.
وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين وثلثمائة.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ حَافِظًا للغة والعربية، كثير الرِّوَايَة، فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي، ومائلا إِلَى الحَدِيث.
وأرخ وَفَاته سنة سِتّ وَعشْرين.
547 - أَحْمد بن بكر بن أَحْمد بن بَقِيَّة العيدي أَبُو طَالب
أحد أَئِمَّة النُّحَاة الْمَشْهُورين، قَالَ ياقوت: كَانَ نحوياً لغوياً، قيمًا بِالْقِيَاسِ، قَرَأَ على السيرافي والرماني، والفارسي، وروى عَن أبي عمر الزَّاهِد، وَعنهُ القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ.
وَله شرح الْإِيضَاح، شرح كتاب الْجرْمِي، اخْتَلَّ عقله فِي آخر عمره.
وَمَات يَوْم الْخَمِيس الْعَاشِر من شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة.(1/298)
548 - أَحْمد بن أبي بكر بن عوام بهاء الدّين أَبُو الْعَبَّاس الأسواني الإسكندري
قَالَ الأدفوي: قَرَأَ الْقُرْآن على الدلاصي، وَالْفِقْه على الْعلم الْعِرَاقِيّ، والأصلين على الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ، والنحو على الْبَهَاء بن النّحاس ومحيي الدّين حافي رَأسه. وروى عَن الدمياطي، وَابْن دَقِيق الْعِيد، وَأخذ التصوف عَن أبي الْعَبَّاس المرسي، وتصدرلإقراء الْعَرَبيَّة بالأسكندرية، وَولي نظر الأحباس بهَا.
وصنف فِي الْفِقْه والعربية، وَله نظم ونثر.
ولد بالأسكندرية سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة عشْرين وَسَبْعمائة، وَأمه بنت الشَّيْخ أبي الْحسن الشاذلي.
549 - أَحْمد بن أبي بكر بن عمر أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالأحنف قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها ماهراً حَافِظًا، عَارِفًا، صنف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث واللغة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الشرقية ثمَّ المؤيدية بتعز وانتفع بِهِ النَّاس مولده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمَات لعشر بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سَبْعَة عشرَة وَسَبْعمائة
550 - أَحْمد بن أبي بكر بن أبي مُحَمَّد الخاوراني النَّحْوِيّ الأديب أَبُو الْفضل يلقب بالمجد، وَبِه يعرف، قَالَ ياقوت: شَاب فَاضل، بارع قيم بِعلم النَّحْو، محترق بالذكاء.(1/299)
صنف شرح الْمفصل، وكتابين صغيرين فِي النَّحْو، وَشرع فِي أَشْيَاء لم تتمّ.
مَاتَ سنة عشْرين وسِتمِائَة عَن نَحْو ثَلَاثِينَ سنة.
551 - أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن يحيى بن فتوح بن أَيُّوب ابْن خصيب الْقَيْسِي السَّرقسْطِي القيجاطي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا مجودا، مُتَقَدما فِي حسن الأدء، متحققاً بِالْعَرَبِيَّةِ ماهراً فِيهَا، ذَا حَظّ من رِوَايَة الحَدِيث وقرض الشّعْر. روى عَن يُونُس بن مغيث وَعنهُ أَبُو الْحسن الأستجي وَغَيره.
مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَله:
(لَيْسَ الخمول بعارٍ ... على امْرِئ ذِي جلال)
(فليلة الْقدر تخفى ... وَتلك خير اللَّيَالِي)
وَسَيَأْتِي أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن خصيب، وتوهمهما ابْن الْأَبَّار وَاحِدًا، وَلَيْسَ كَذَلِك. نبه عَلَيْهِ ابْن عبد الْملك.
552 - أَحْمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن صبيح يعرف بِابْن الْمُنَادِي. أَبُو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ قَالَ الداني: مقرئ جليل، غَايَة فِي الضَّبْط والإتقان، فصيح اللِّسَان، عَالم بالآثار، نِهَايَة فِي علم الْعَرَبيَّة صَاحب سنة، ثِقَة مَأْمُون. سمع جده وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل، وَأخذ الْقِرَاءَة عَن عبيد الله بن مُحَمَّد ابْن أبي مُحَمَّد اليزيدي وَالْفضل بن مخلد الدقاق وَأبي أَيُّوب الضَّبِّيّ وَغَيرهم.(1/300)
وَعنهُ أَحْمد بن نصر الشذاني وَعبد الْوَاحِد بن عمر، وَجَمَاعَة.
مَاتَ بِبَغْدَاد قبل سنة عشْرين وثلثمائة.
553 - أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي أَبُو عَليّ
ختن ثَعْلَب. أحد النُّحَاة المبرزين، أَخذ عَن الْمَازِني كتاب سِيبَوَيْهٍ بِالْبَصْرَةِ، وَعَن الْمبرد؛ وَكَانَ يخرج من منزل ثَعْلَب وَهُوَ جَالس على بَاب دَاره فيتخطى ثَعْلَب وطلبته، وَيتَوَجَّهُ إِلَى الْمبرد ليقْرَأ عَلَيْهِ؛ فيعاتبه ثَعْلَب فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ.
وَدخل مصر، فَلَمَّا دخل إِلَيْهَا الْأَخْفَش الصَّغِير عَاد إِلَى بَغْدَاد؛ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهَا الْأَخْفَش عَاد إِلَى مصر.
وصنف: الْمُهَذّب فِي النَّحْو، ضمائر الْقُرْآن.
وَمَات سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
554 - أَحْمد بن حَاتِم الْبَاهِلِيّ أَبُو نصر
صَاحب الْأَصْمَعِي؛ وَقيل: إِنَّه كَانَ ابْن أُخْته. روى عَنهُ كتبه وَعَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد، وَأقَام بِبَغْدَاد، ثمَّ أقدمه الخصيب بن سَالم إِلَى أَصْبَهَان، فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَعَاد.
وصنف: النَّبَات وَالشَّجر، أَبْيَات الْمعَانِي، اللبأ وَاللَّبن، الْإِبِل، الْخَيل، الطير، الْجَرَاد، الزَّرْع وَالنَّخْل، اشتقاق الْأَسْمَاء، مَا يلحن فِيهِ الْعَامَّة.
قَالَ الزبيدِيّ: توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.(1/301)
555 - أَحْمد بن حسن سيد الجراوي المالقي أَبُو الْعَبَّاس
من كبار النُّحَاة والأدباء بالأندلس، درس النَّحْو وَالْأَدب كثيرا، وَكَانَ شَاعِرًا كَاتبا بليغاً؛ روى عَن ابْن الطراوة وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان، ابْن أُخْت غَانِم، وَعنهُ أَبُو عبد الله ابْن الفخار وَغَيره، ونالته وَحْشَة من القَاضِي أبي مُحَمَّد الوحيدي لأمور تَفَرَّقت عَلَيْهِ، اضطرته إِلَى التَّحَوُّل من مالقة إِلَى قرطبة، ثمَّ بعد أَرْبَعَة أَعْوَام استمال جَانب الوحيدي حَتَّى لَان لَهُ، وخاطبه بِالْعودِ إِلَى وَطنه، فَرجع مكرماً إِلَى أَن ولي الْقَضَاء أَبُو الحكم ابْن حسون، فاختص بِهِ، ثمَّ سَار إِلَى مراكش فأدب بني عبد الْمُؤمن، فسما قدره، وَعظم صيته. وَمَات بهَا بعد السِّتين وَخَمْسمِائة بِيَسِير.
وَلَيْسَ هَذَا باللص، وَإِن اسْتَويَا فِي الِاسْم والكنية وَالنّسب؛ فَإِن هَذَا مُتَقَدم الْوَفَاة، نبه عَلَيْهِ ابْن الْأَبَّار، وَسَيَأْتِي ذَاك فِي مَحَله.
556 - أَحْمد بن الْحسن بن الْعَبَّاس بن الْفرج بن شقير النَّحْوِيّ الشقيري أَبُو بكر
بغدادي فِي طبقَة ابْن السراج، روى كتب الْوَاقِدِيّ عَن أَحْمد بن عبيد بن نَاصح. روى عَنهُ أَبُو بكر بن شَاذان.
وَألف مُخْتَصرا فِي النَّحْو، الْمُذكر والمؤنث، الْمَقْصُور والممدود.
وَرَأَيْت فِي طَبَقَات ابْن مسعر أَن الْكتاب الَّذِي ينْسب للخليل وَيُسمى الْمحلي لَهُ.
مَاتَ فِي صفر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة.
557 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ الكلَاعِي البلشي المالقي أَبُو جَعْفَر بن الزيات
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ لَهُ بَاعَ مديد فِي النَّحْو وأخلاق كَرِيمَة، ذَا فنون وتواضع ومروءة.(1/302)
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ جليل الْقدر، عَظِيم الْوَقار، كثير الْعِبَادَة، مخفوض الْجنَاح، صبوراً على الإفادة، أَخذ الْعلم عَن أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأبي جَعْفَر بن الطباع وَابْن الضائع وَابْن أبي الرّبيع.
وصنف: رصف نفائس اللآلئ، وصف عرائس الْمَعَالِي فِي النَّحْو، قَاعِدَة الْبَيَان وضابضة اللِّسَان فِي الْعَرَبيَّة، لَذَّة السّمع فِي الْقرَاءَات السَّبع، شرف المهارق فِي اخْتِصَار الْمَشَارِق. وَغير ذَلِك.
مولده ببلش سنة خمسين وسِتمِائَة، وَمَات بهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة.
وَله:
(يُقَال خِصَال أهل الْعلم ألفٌ ... وَمن جمع الْخِصَال الْألف سَادًّا)
(ويجمعها الصّلاح فَمن تعدى ... مذاهبه فقد جمع الفسادا)
558 - أَحْمد بن الْحسن بن الْقَاسِم بن الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ الفلكي
قَالَ ياقوت: كَانَ إِمَامًا جَامعا فِي كل فن عَالما بالأدب والنحو وَالْعرُوض وَسَائِر الْعُلُوم، لَا سِيمَا الْحساب، فَلم ينشأ بالمشرق وَالْمغْرب أعلم بِهِ مِنْهُ، وَلذَلِك لقب الفلكي.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة.
559 - أَحْمد بن الْحسن الجاربردي الشَّيْخ فَخر الدّين
قَالَ السُّبْكِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة: نزيل تبريز؛ كَانَ فَاضلا دينا خيرا، وقورا مواظبا على الْعلم وإفادة الطّلبَة، أَخذ عَن القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ.
وصنف شرح منهاجه، شرح الْحَاوِي فِي الْفِقْه، لم يكمل، شرح الشافية لِابْنِ الْحَاجِب، شرح الْكَشَّاف. وَمَات فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بتبريز.(1/303)
560 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن معالي بن مَنْصُور بن عَليّ الشَّيْخ شمس الدّين بن الخباز الإربلي الْموصِلِي النَّحْوِيّ الضَّرِير
وَكَانَ أستاذاً بارعاً عَلامَة زَمَانه فِي النَّحْو واللغة وَالْفِقْه وَالْعرُوض والفرائض.
وَله المصنفات المفيدة؛ مِنْهَا النِّهَايَة فِي النَّحْو، شرح ألفية ابْن معطٍ.
مَاتَ بالموصل عَاشر رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
تكَرر ذكره فِي جمع الْجَوَامِع.
561 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حمدَان أَبُو الْعَبَّاس التَّمِيمِي السمساطي
قَالَ ابْن العديم فِي تَارِيخ حلب: أديب فَاضل شَاعِر، لَهُ معرفَة بالنحو واللغة، قدم حلب أَيَّام سيف الدولة، وأملى بهَا أمالي وفوائد، روى فِيهَا عَن أبي بكر بن الْأَنْبَارِي وَابْن دُرَيْد ونفطويه وَغَيرهم، وروى عَنهُ أَبُو بكر الْبَقَّال. وَقَالَ الْخَطِيب: هُوَ شيخ ثِقَة حدث بِبَغْدَاد وَدخل الْموصل سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة.
562 - أَحْمد بن الْحُسَيْن النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالكياني
كَذَا ذكره ابْن العديم، وَقَالَ: قَرَأَ على مُوسَى بن جرير الرقي النَّحْوِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بحلب أَبُو الطّيب عبد الْمُنعم بن عبيد الله بن غلبون، وَحدث عَنهُ بِمصْر.(1/304)
563 - أَحْمد بن خَالِد أَبُو سعيد الضَّرِير الْبَغْدَادِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت كَانَ عَالما باللغة جدا، استقدمه طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر من بَغْدَاد إِلَى خُرَاسَان، وَأقَام بنيسابور، وأملى بهَا الْمعَانِي والنوادر. وَلَقي أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَابْن الْأَعرَابِي.
وَخرج على أبي عبيد من غَرِيب الحَدِيث جملَة مِمَّا غلظ فِيهِ، وَعرضه على عبد الله بن عبد الْغفار - وَكَانَ أحد الأدباء - فَكَأَنَّهُ لم يرضه؛ فَقَالَ لأبي سعيد: ناولني يدك، فَنَاوَلَهُ، فَوضع الشَّيْخ فِي كَفه مَتَاعه، وَقَالَ اكتحل بِهَذَا يَا أَبَا سعيد حَتَّى تبصر، فكأنك لَا تبصر {
وتأدب بالأعراب الَّذين أقدمهم بن طَاهِر كَأبي العميثل وعوسجة، حَتَّى صَار إِمَامًا فِي الْأَدَب. وَكَانَ شمر وَأَبُو الْهَيْثَم يوثقانه.
وصنف الرَّد على أبي عبيد فِي غَرِيب الحَدِيث والغريب المُصَنّف وَكتاب الأبيات، وَغير ذَلِك.
وَعنهُ أَنه قَالَ: كنت أعرض على ابْن الْأَعرَابِي أصُول الشّعْر أصلا أصلا؛ وَعرض عَلَيْهِ شعر الْكُمَيْت وَأَنا حَاضر، فحفظته بعرضه، وحفظت النكت الَّتِي أَفَادَ فِيهَا، فَقَالَ لي ابْن الْأَعرَابِي يَوْمًا: لم تعرض على شعر الْكُمَيْت فِيمَا عرضت} فَقلت: عرضه عَلَيْك فلَان فحفظته بعرضه، وحفظت مَا أفدت فِيهِ من الْفَوَائِد. وَجعلت أنْشدهُ، وأذكر لَهُ من تِلْكَ الْفَوَائِد. فَعجب.
وَعَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ لبَعض أهل خُرَاسَان: بَلغنِي أَن أَبَا سعيد يروي عني أَشْيَاء كَثِيرَة، فَلَا تقبلُوا مِنْهُ غير شعر العجاج ورؤبة، فَإِنَّهُ عرض ديوانهما عَليّ، وَصَححهُ.
كَذَا نقل هَاتين الحكايتين ياقوت، وَبَينهمَا تنافٍ.(1/305)
564 - أَحْمد بن أبي الخيربن مَنْصُور بن أبي الْخَيْر الشماخي السَّعْدِيّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ الخزرجي: كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا عَالما عَارِفًا محققاً، مُفَسرًا نحوياً لغوياً فَقِيها، ورعاً.
انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي علم الحَدِيث بعد أَبِيه؛ وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ من الْآفَاق، أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره، وَأخذ عَنهُ كَافَّة عُلَمَاء الْيمن؛ وَظَهَرت لَهُ كرامات.
مولده يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشر صفر ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة.
565 - أَحْمد بن دَاوُد بن وتند أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي
كَانَ نحويا لغويا مَعَ الهندسة والحساب، راوية ثِقَة ورعاً زاهدا، أَخذ عَن الْبَصرِيين والكوفيين، وَأكْثر عَن ابْن السّكيت.
صنف: كتاب الباه، لحن الْعَامَّة، الشّعْر وَالشعرَاء، الأنواء، النَّبَات، لم يؤلف فِي مَعْنَاهُ مثله، تَفْسِير الْقُرْآن، إصْلَاح الْمنطق، الفصاحة، الْجَبْر والمقابلة، الْبلدَانِ، الرَّد على لغزة. وَغير ذَلِك؛ وَكَانَ من نَوَادِر الرِّجَال، مِمَّن جمع بَين بَيَان آدَاب الْعَرَب وَحكم الفلاسفة.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى - أَو اثْنَتَيْنِ - وَثَمَانِينَ. وَقيل سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ.
566 - أَحْمد بن دَاوُد بن يُوسُف أَبُو جَعْفَر الجذامي النَّحْوِيّ
كَانَ مُتَقَدما فِي الْمعرفَة بالنحو وَالْأَدب والطب وَالْحِفْظ للغة وَالذكر للأدب، مشاركاً فِي غير ذَلِك، لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر.
شرح أدب الْكَاتِب والمقامات.
وَمَات بباغة سنة سبع - وَقيل ثَمَان - وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، عَن سبعين عَاما، ذكره ابْن الزبير وَغَيره.(1/306)
567 - أَحْمد بن أبي الرّبيع أَبُو الْعَبَّاس المالقي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مُحدثا راوية، فَقِيها خَطِيبًا، بليغاً شَاعِرًا مطبوعاً، متصرفاً فِي عُلُوم الْقُرْآن والْحَدِيث، حَافِظًا للغة، فَاضلا، من أهل الْعلم وَالْعَمَل. روى عَن شُيُوخ بَلَده.
وَمَات فِي حُدُود سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة. وَقَالَ ابْن عبد الْملك: فِي حُدُود سِتِّينَ.
568 - أَحْمد بن رَجَب بن طيبغا الشَّيْخ شهَاب الدّين بن المجدي الشَّافِعِي الْعَلامَة
ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، واشتغل، وبرع فِي الْفِقْه والنحو والفرائض والحساب والهيئة والهندسة، وأقرأ وصنف، وانتفع بِهِ النَّاس، وَانْفَرَدَ بعلوم.
مَاتَ لَيْلَة السبت عَاشر ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَثَمَانمِائَة.
569 - أَحْمد بن رضوَان أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أَظُنهُ مِمَّن أَخذ النَّحْو عَن أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي.
570 - أَحْمد بن زَكَرِيَّا بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ الغيداقي الأَصْل أَبُو جَعْفَر الْكسَائي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئاً مجوداً، راوية للْحَدِيث متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ، تصدر لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وتدريس النَّحْو والآداب.
روى عَن مُصعب بن أبي الركب وَدَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَابْن بشكوال، وَخلق. وَأَجَازَ لأبي الْحسن الرعيني.
مولده عَام إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة.
وَمَات نَحْو السِّت وَالْعِشْرين وسِتمِائَة.(1/307)
571 - أَحْمد بن سَالم الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: ماهر فِي الْعَرَبيَّة، مُحَقّق فِيهَا، فَقير زاهد، مُجَرّد، تصدر للاشتغال بِدِمَشْق.
وَمَات فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
572 - أَحْمد بن سريس أَبُو السميدع قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْأَخْبَار، من أَصْحَاب حمدون النعجة وتلامذته.
مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
573 - أَحْمد بن سعد أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب
من أهل أَصْبَهَان، أحد الْمَشَاهِير. قَالَ ياقوت: لَهُ مصنفات، مِنْهَا كتاب الْحلِيّ والشيات، وَكتاب الْمنطق، وَكتاب الهجاء، وَكتاب فِي الرسائل، سَمَّاهُ البلغاء، وَكتاب الِاخْتِيَار من الرسائل، لم يسْبق إِلَى مثلهَا.
ولاه القاهر عمل الْخراج بأصبهان، ثمَّ صرف فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة وَمن شعره قِطْعَة على أَربع قوافٍ كلما أفردت قافية كَانَ شعرًا بِرَأْسِهِ:
(وبلدة قطعتها بضامرٍ ... خفيدد عيرانةٍ ركوبِ)
(وليلةٍ سهرتها لزائرٍ ... ومسعد وواصل حبيب)
(وقينة وصلتها بطاهر ... مسود ترب الْعلَا نجيب)
(إِذا غوت أرشدتها بخاطر ... مُسَدّد وهاجس مُصِيب)
(وقهوة باكرتها لفاجرٍ ... ذِي غيد فِي دينه وحوب)
(سورتها كسرتها بماطرٍ ... مبرد من جمة القليبِ)(1/308)
574 - أَحْمد بن سعد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي يعرف بالجزيري
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مقرئاً كثير الاتقان، حسن التِّلَاوَة، عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْه، صَالحا فَاضلا، مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة، ناصحاً فِي التَّعْلِيم، مثابراً عَلَيْهِ.
قَرَأَ على ابْن الزبير وَغَيره، وروى عَن أبي عبد الله بن أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ، وَأبي مُحَمَّد ابْن هَارُون الْقُرْطُبِيّ.
وَمَات بغرناطة يَوْم السبت ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة.
575 - أَحْمد بن سعد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس العسكري الأندرشي الصُّوفِي
قَالَ الصَّفَدِي: شيخ الْعَرَبيَّة بِدِمَشْق فِي زَمَانه، أَخذ عَن أبي حَيَّان وَأبي جَعْفَر بن الزيات، وَكَانَ منجماً عَن النَّاس حضر يَوْمًا عِنْد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ بعد إمْسَاك الامير تنكز بِخمْس سِنِين، فَذكر إِمْسَاكه، فَقَالَ: وتنكز أمسك؟ فَقيل لَهُ: نعم، وَجَاء بعده ثَلَاثَة نواب أَو أَرْبَعَة، فَقَالَ: مَا علمت بِشَيْء من هَذَا؛ فعجبوا مِنْهُ وَمن انجماعه وانقباضه.
وَكَانَ بارعاً فِي النَّحْو، مشاركاً فِي الْفَضَائِل، تَلا على الصَّانِع، وَشرح التسهل، وَاخْتصرَ تَهْذِيب الْكَمَال، وَشرع فِي تَفْسِير كَبِير.
مولده بعد التسعين وسِتمِائَة. وَمَات بعلة الإسهال فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَسَبْعمائة.(1/309)
576 - أَحْمد بن سعيد بن شاهين بن عَليّ بن ربيعَة الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ياقوت: من أهل الْأَدَب: لَهُ من الْكتب كتاب مَا قالته الْعَرَب وَكثر فِي أَفْوَاه الْعَامَّة.
577 - أَحْمد بن سعيد بن عبد الله بن سراج السبئي
أَبُو جَعْفَر الحجاري، بالراء. قَالَ أَبُو عبد الْملك: كَانَ مقرئاً نحوياً، تصدر لإقراء الْقُرْآن وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة كثيرا بسرقسطة، روى عَنهُ أَبُو الحكم بن غشليان.
وَمَات فِي نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة
578 - أَحْمد بن سعيد بن مُضرس الإلبيري أَبُو جَعْفَر قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا لغويا ضابطا للكتب، سمع من قَاسم بن أصبغ وَغَيره.
579 - أَحْمد بن سوار بن عَليّ الْأَهْوَازِي أَبُو طَالب قَالَ السلَفِي: لَهُ معرفَة باللغة والنحو وعلوم الْقُرْآن، وَكَانَ حسن الْإِيرَاد، واعظاً، كثير الْحِفْظ، جال فِي مدن خوزستان.
580 - احْمَد بن سنّ
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ والفرائض، وَكَانَ من كورة مورور.(1/310)
581 - أَحْمد بن سهل الْبَلْخِي أَبُو زيد
قَالَ ياقوت: كَانَ فَاضلا قيمًا بِجَمِيعِ الْعُلُوم الْقَدِيمَة والحديثة، يسْلك فِي مصنفاته طَريقَة الفلاسفة، إِلَّا أَنه بِأَهْل الْأَدَب أشبه، أفرد أخباره بالتأليف أَبُو سهل أَحْمد بن عبيد الله.
وَلأبي زيد مصنفات: مِنْهَا كتاب أَسمَاء الله تَعَالَى وَصِفَاته، كتاب أَقسَام الْعُلُوم، كتاب النَّحْو والتصريف، كتاب الْمُخْتَصر فِي الْفِقْه، كتاب نظم الْقُرْآن، كتاب قوارع الْقُرْآن، كتاب مَا أغلق من غَرِيب الْقُرْآن، كتاب صناعَة الشّعْر، كتاب فضل صناعَة الْكِتَابَة، كتاب فَضِيلَة علم الْأَخْبَار، كتاب أسامي الْأَشْيَاء، كتاب الْأَسْمَاء والكنى والألقاب، كتاب عصمَة الْأَنْبِيَاء، كتاب فِي أَن سُورَة الْحَمد تنوب عَن جَمِيع الْقُرْآن، كتاب النَّوَادِر فِي فنون شَتَّى، كتاب المصادر، كتاب الْبَحْث عَن التأويلات، كتاب تَفْسِير الْفَاتِحَة والحروف الْمُقطعَة فِي أَوَائِل السُّور، كتاب فضل مَكَّة على سَائِر الْبِقَاع، كتاب فَضَائِل بَلخ. وَغير ذَلِك.
مَاتَ لَيْلَة السبت لتسْع بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة.
582 - أَحْمد بن شرف الشقري البلنسي أَبُو عمر
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحوياً ماهراً فِي علم الْعَرَبيَّة، ملازماً للسكون، وقوراً حسن السمت.
مَاتَ بعد التسعين والأربعمائة.
583 - أَحْمد بن صابر أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ
الذَّاهِب إِلَى أَن للكلمة قسما رَابِعا، وَسَماهُ الخالفة. قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَر بن الزبير.(1/311)
584 - أَحْمد بن صارم النَّحْوِيّ الْبَاجِيّ أَبُو عمر
قَالَ ابْن بشكوال فِي زوائده على الصِّلَة: كَانَ من أهل الْمعرفَة والضبط والإتقان، عني بالأدب واللغة، أَخذ عَن أبي نصر مَرْوَان بن مُوسَى المجريطي، وَأخذ عَنهُ النَّاس.
نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته، وَقَالَ: نقلته من خطّ شَيخنَا أبي حَيَّان، وَهُوَ نَقله من الزِّيَادَة الَّتِي زَادهَا أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال بِأخرَة من عمره على كتاب الصِّلَة من جمعه.
585 - أَحْمد بن صَالح المَخْزُومِي الْقُرْطُبِيّ الضَّرِير أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ حَافِظًا للغة ماهراً فِي الْعَرَبيَّة. من أهل الذكاء والمعرفة بالقراءات والْحَدِيث، مَوْصُوفا بالصلاح وَالْفضل؛ روى عَن أبي الْقَاسِم أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَقِي، وَعنهُ أَبُو عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حزب الله الفاسي.
586 - أَحْمد بن صَدَقَة أَبُو بكر الضَّرِير النَّحْوِيّ
من أهل النهروان. حُكيَ عَن أبي عمر الزَّاهِد، روى عَنهُ مُحَمَّد بن بكران.
ذكره ابْن النجار.
587 - أَحْمد بن الصنديد الْعِرَاقِيّ أَبُو سَالم
كَانَ من أهل الْأَدَب وَالشعر، روى شعر المعري عَنهُ، وَله عَلَيْهِ شرح، وَله مَعَ الحصري مناقضات، وَدخل الأندلس.
نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم.(1/312)
588 - أَحْمد بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأمَوِي الإشبيلي اليابري أَبُو الْعَبَّاس
أَخُو الْأُسْتَاذ أبي بكر مُحَمَّد بن طَلْحَة السَّابِق. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحوياً ماهرا بارعاً أديباً عروضياً لغوياً، يغلب عَلَيْهِ الْأَدَب، حسن الْخلق، وطئ الأكناف، أَخذ عَن أَخِيه، وَكَانَ معيدا فِي حلقته، وروى عَن أبي الْخطاب بن خَلِيل وَأبي بكر بن سيد النَّاس.
وَمَات سنة سِتّمائَة.
589 - أَحْمد بن عَبَّاس أَبُو الْعَبَّاس المساميري الربعِي الشَّافِعِي
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها كَبِير الْقدر متفننا نحويا، لغويا، غلب عَلَيْهِ فن الْأَدَب، شَاعِرًا فصيحاً متقللا فِي دُنْيَاهُ.
وَلم يتَزَوَّج إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة.
590 - أَحْمد بن عبد الله بن بدر الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مَرْوَان
مولى الحكم الْمُسْتَنْصر. روى عَن أبي بكر بن هُذَيْل وَغَيره، وَعنهُ أَبُو مَرْوَان الطبني، وَكَانَ نحوياً لغوياً عروضياً شَاعِرًا.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، ذكره ابْن بشكوال وَيَاقُوت.
591 - أَحْمد بن عبد الله بن حسن بن أَحْمد بن يحيى بن عبد الله. الْأنْصَارِيّ المالقي
أَبُو بكر الْمَعْرُوف بحميد، مصغر اسْمه. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحوياً ماهراً مقرئاً، مجوداً، فَقِيها، حَافِظًا، مُحدثا، ضابطاً أديباً شَاعِرًا، كَاتبا بارعاً، محسناً، متين الدّين(1/313)
ورعاً، سريع الْغيرَة، كثير الْبكاء معرضًا عَن الدُّنْيَا، لَا يفوه بِمَا يتَعَلَّق بهَا، وَلَا يضْحك إِلَّا تبسما، نَادرا ثمَّ يعقبه بالبكاء وَالِاسْتِغْفَار، مقتصداً فِي مطعمه وملبسه؛ بلغ من الْوَرع رُتْبَة لم يزاحم عَلَيْهَا.
روى عَن الشلوبين وَابْن عَطِيَّة وَابْن حوط الله، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق ابْن الصّلاح، وَجمع، وروى عَنهُ ابْن الزبير وَابْن صابر. وأقرأ بِبَلَدِهِ الْقُرْآن وَالْفِقْه والعربية، وأسمع الحَدِيث.
ورحل لِلْحَجِّ سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة؛ فَلَمَّا دخل مصر عظم صيته بهَا، وَعرف فَضله عِنْد أَهلهَا، فَمَرض بهَا، وعاده سلطانها، فَلم يَأْذَن لَهُ، فألح عَلَيْهِ فَأذن لَهُ، وَعرض عَلَيْهِ مَالا فَلم يقبله.
وَمَات قبل أَن يحجّ يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة. وَشهد جنَازَته السُّلْطَان فَمن دونه.
ومولده بمالقة سنة سبع وسِتمِائَة.
قلت: كَانَ معاصراً لزاهد عصره الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ، وَالْعجب أَنه عَاشَ كعمره، خمْسا وَأَرْبَعين سنة.
وَله:
(مطَالب النَّاس فِي دنياك أَجنَاس ... فاقصد فَلَا مطلب يبْقى وَلَا نَاس)
(وَارْضَ القناعة مَالا والتقي حسباً ... فَمَا على ذِي تقى من دهره باس)
(وَإِن عَلَتْكَ رءوسٌ وازدرتك فَفِي ... بطن الثرى تتساوى الرِّجل والراس)
592 - أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن جمال الدّين الْمُحَقق
فَقِيه نحوي أصولي مدرس، بارع فِي الطِّبّ، درس بمدرسة فروخشاه.
وَمَات سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة. قَالَه الصَّفَدِي.(1/314)
593 - أَحْمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري الْبَصْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس شمس الدّين
قَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ بحلب يقرئ الْقُرْآن والنحو وَالْفِقْه، وَتَوَلَّى الخطابة بهَا، روى عَنهُ السخاوي قصيدة الشاطبي.
وَكَانَ حَيا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
594 - أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن المطهر بن زِيَاد ابْن ربيعَة بن الْحَارِث التنوخي الإِمَام أَبُو الْعَلَاء المعري
من معرة النُّعْمَان من الشَّام. غزير الْفضل، شَائِع الذّكر، وافر الْعلم، غَايَة فِي الْفَهم، عَالما باللغة، حاذقاً بالنحو، جيد الشّعْر، جزل الْكَلَام، شهرته تغني عَن صفته.
وَأما حافظته فَحكى التبريزي أَنه كَانَ بَين يَدَيْهِ يقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا من مصنفاته، قَالَ: وَكنت أَقمت عِنْده سِنِين؛ وَلم أر أحدا من أهل بلدي. فَدخل الْمَسْجِد بعض جيراننا، فعرفته فتغيرت من الْفَرح، فَقَالَ لي أَبُو الْعَلَاء: أيشٍ أَصَابَك؟ قلت: إِنِّي رَأَيْت جاراً لنا بعد أَن لم ألق أحدا من اهل بلدي سِنِين، فَقَالَ لي: قُم فَكَلمهُ، فَقُمْت وكلمته بِلِسَان الأزربية شَيْئا، كثيرا إِلَى أَن سَأَلت عَن كل مَا أردْت، ثمَّ عدت. فَقَالَ: أَي لِسَان هَذَا؟ فَقلت لِسَان أذربيجان، فَقَالَ لي: مَا عرفت اللِّسَان وَلَا فهمته، غير أَنِّي حفظت مَا قلتما، ثمَّ أعَاد عَليّ اللَّفْظ بِعَيْنِه، من غير أَن ينقص أَو يزِيد. فعجبت من حفظه مَا لم يفهمهُ.
ولد يَوْم الْجُمُعَة عِنْد الْغُرُوب لثلاث بَقينَ من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة وجدر من السّنة الثَّالِثَة من عمره، فَعميَ مِنْهُ: وَكَانَ يَقُول لَا أعرف من الألوان إِلَّا الْأَحْمَر؛ لِأَنِّي ألبست فِي الجدري ثوبا مصبوغاً بالعصفر، لَا أَعقل غير ذَلِك.
وَقَالَ الشّعْر وَهُوَ ابْن إِحْدَى - أَو اثْنَتَيْ - عشرَة سنة.
وَأخذ النَّحْو واللغة عَن أَبِيه وَمُحَمّد بن عبد الله بن سعد النَّحْوِيّ بحلب، وَحدث عَن أَبِيه وجده. وَهُوَ من بَيت علم ورياسة، ورحل إِلَى بَغْدَاد، فَسمع من عبد السَّلَام(1/315)
ابْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ بهَا التبريزي وَابْن فورجة وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي، وَخلق.
وَدخل على أبي الْقَاسِم المرتضى فعثر بِرَجُل، فَقَالَ: من هَذَا الْكَلْب؟ فَقَالَ أَبُو الْعَلَاء: الْكَلْب من لَا يعرف للكلب سبعين اسْما، فَسَمعهُ المرتضى، فأدناه واختبره، فَوَجَدَهُ عَالما مشبعاً بالفطنة والذكاء، فَأقبل عَلَيْهِ إقبالاً كثيرا؛ وَكَانَ يتعصب للمتنبي، ويفضله، وَكَانَ المرتضى يتعصب عَلَيْهِ، فَجرى ذكره يَوْمًا فتنقصه المرتضى، فَقَالَ المعري: لَو لم يكن للمتنبي من الشّعْر إِلَّا قَوْله:
(لَك يَا منَازِل فِي الْقُلُوب منَازِل ... )
لكفاه فضلا. فَغَضب المرتضى، وَأمر بِهِ فسحب بِرجلِهِ وَأخرج؛ وَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا قصد بِهَذِهِ القصيدة، فَإِن للمتنبي مَا هُوَ أَجود مِنْهَا؟ فَقَالُوا: لَا، قَالَ: أَرَادَ قَوْله فِيهَا:
(وَإِذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فَهِيَ الشَّهَادَة لي بِأَنِّي كَامِل)
وَلما رَجَعَ أَبُو الْعَلَاء إِلَى المعرة، لزم بَيته، وَسمي نَفسه رهين الحبسين؛ يَعْنِي حبس نَفسه فِي الْمنزل وَحبس بَصَره بالعمى.
قَالَ ياقوت: وَكَانَ مُتَّهمًا فِي دينه، يرى رَأْي البراهمة، لَا يرى أكل اللَّحْم، وَلَا يُؤمن بِالْبَعْثِ والنشور وَبعث الرُّسُل.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ قد رَحل إِلَى طرابلس، وَكَانَ بهَا خزانَة كتب مَوْقُوفَة، فَأخذ مِنْهَا مَا أَخذ من الْعلم، واجتاز باللاذقية، وَنزل ديراً كَانَ بِهِ رَاهِب لَهُ علم بأقاويل الفلاسفة، فَسمع كَلَامه، فَحصل لَهُ بذلك شكوك.
وشعره فِي هَذَا الْمَعْنى المتضمن للإلحاد كثير.
وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي شَأْنه؛ أما الذَّهَبِيّ فَحكم بزندقته. وَقَالَ السلَفِي: أَظُنهُ تَابَ وأناب.(1/316)
وَقَالَ ابْن العديم فِي كِتَابه: دفع التجري على أبي الْعَلَاء المعري: كَانَ يرميه أهل الْحَسَد بالتعطيل، ويعملون على لِسَانه الْأَشْعَار، ويضمنوها أقاويل الملحدة، قصدا لهلاكه.
وَقد نقل عَنهُ أشعار تَتَضَمَّن صِحَة عقيدته؛ وَأَن مَا ينْسب إِلَيْهِ كذب؛ كَقَوْلِه:
(لَا أطلب الأرزاق وَال ... مولى يفِيض على رِزْقِي)
(إِن أعْط بعض الْقُوت أع ... لم أَن ذَلِك فَوق حَقي)
وَله من التصانيف: شرح شعر المتنبي، شرح شعر البحتري، شرح شعر أبي تَمام سَمَّاهُ ذكرى حبيب، شرح شَوَاهِد الْجمل لم يتم، ظهير العضدي فِي النَّحْو، شرح بعض كتاب سِيبَوَيْهٍ، مِثْقَال النّظم فِي الْعرُوض، سقط الزند، من نظمه، ضوء السقط، الحقير النافع فِي النَّحْو، لُزُوم مَا لَا يلْزم، وَأَشْيَاء كَثِيرَة.
مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث - وَقيل ثَانِي وَقيل ثَالِث - عشر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره:
(هَذَا جناه أبي عَليّ ... وَمَا جنيت على أحد)
وَله فِي اللُّزُوم:
(كل واشرب النَّاس على خبرةٍ ... فهم يَمرونَ وَلَا يُعَذبُونَ)
(وَلَا تصدقهم إِذا حدثوا ... فإنني أعهدهم يكذبُون)
(وَإِن أروك الود عَن حاجةٍ ... فَفِي حبالٍ لَهُم يحذبون)
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَله ذكر فِي جَوَامِع الْجَوَامِع.
595 - أَحْمد بن عبد الله بن عَامر بن عبد الْعَظِيم الْمعَافِرِي الداني أَبُو الْعَبَّاس، وَأَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أهل الْعلم بالنحو وَالْحِفْظ للغات، أديبا ماهرا، روى عَن عَمه أبي زيد وَأبي الْحجَّاج بن أَيُّوب، وَعنهُ أَبُو زَكَرِيَّا بن شيديونة. وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده. وَمَات سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة زاحم السّبْعين.(1/317)
596 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهَاجر الأندلسي الْوَادي آشي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ
أَقرَأ النَّحْو وَالْعرُوض بحلب. قَالَ الصَّفَدِي: رَأَيْته بهَا سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَله نظم تخميس لامية الْعَجم.
597 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحِيم بن سعيد بن أبي زرْعَة الزُّهْرِيّ مَوْلَاهُم أَبُو بكر البرقي
أحد الروَاة للغة وَالشعر يروي الْمَغَازِي عَن عبد الْملك بن هِشَام، روى عَن مُحَمَّد ابْن حبيب فِي النّسَب وَقَالَ: كَانَ أعلم أهل قُم بِنسَب الْأَشْعَرِيين. ذكره ياقوت
598 - أَحْمد بن عبد الله بن عزاز بن كَامِل زين الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ، النَّحْوِيّ
يعرف بِابْن قُطْبَة. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من أَئِمَّة الْعَرَبيَّة المنتصبين لإقرائها بِمصْر.
مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة عَن نَيف وَسبعين.
599 - أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن معط الجزائري أَبُو الْعَبَّاس
عرف بِابْن الإِمَام، ونعت بالشرف. قَالَ فِي النضار: نحوي مُحدث فَاضل، رَحل إِلَى الْمشرق، وَأخذ عَن ابْن اللتي وَابْن بنت الجميزي، وسبط السلَفِي وأقرانهم. وَكَانَ حسن الصُّورَة، لطيف المزاج، بارع الْخط. مولده سنة عشر وسِتمِائَة.(1/318)
600 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عميرَة المَخْزُومِي البلنسي الشقري الأَصْل أَبُو الْمطرف
كَانَ إِمَامًا عَالما بالفقه مالكياً عَالما بالمعقولات والنحو واللغة وَالْأَدب والطب متبحراً فِي التَّارِيخ وَالْأَخْبَار، بَصيرًا بِالْحَدِيثِ، رِوَايَة مكثرا، ثبتاً حجَّة، غزير المحاسن، ناظماً ناثرا، ثَانِي بديع الزَّمَان.
روى عَن الشلوبين، وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَعَن أبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ وَجَمَاعَة. سمع مِنْهُ ابْن الْأَبَّار، وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَتَوَلَّى الْقَضَاء، وَكتب لبَعض أُمَرَاء إفريقية.
مولده فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بتونس لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة.
601 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي سَالم القربطي الشَّافِعِي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها، فَاضلا، بارعاً، مُحدثا، نحويا لغوياً، جَامعا لأشتات الْفَضَائِل. ولي الْقَضَاء أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ انْفَصل عَنهُ.
وَمَات بعدن سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
602 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مجبر الْبكْرِيّ المالقي أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن الزبير: أَخذ عَن السُّهيْلي علم الْعَرَبيَّة وَغَيره، وَكَانَ من جملَة أَصْحَابه ومتقدميهم، بارع الْخط، سهل الْخلق، كريم النَّفس، كثير التَّوَاضُع، متين الدّيانَة.
مَاتَ سنة عشر وسِتمِائَة.(1/319)
603 - أَحْمد بن عبد الله بن نبيل المرسي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي أديب، روى عَن ابْن حوط الله، وَأبي الْخطاب ابْن وَاجِب.
وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
604 - أَحْمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى
ابْن كثير - بِفَتْح الْكَاف - بن وسلاس - بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْمُهْملَة وَآخره مُهْملَة - ابْن شملل - بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَاللَّام الأولى وَسُكُون الْمِيم - بن منقايا - بِفَتْح بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون النُّون وبالقاف والتحتانية - المصمودي الضاوي الركوني الْقُرْطُبِيّ. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أهل الْعِنَايَة فِي الْعلم، ذَا تقدم فِي اللُّغَة وَحسن الشّعْر، روى عَن عَم أَبِيه عبد الله بن يحيى.
وَاسْتشْهدَ سنة أَربع وَعشْرين وثلثمائة.
605 - أَحْمد بن عبد الله المهاباذي الضَّرِير
قَالَ ياقوت: من تلاميذ عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ. لَهُ شرح اللمع.
606 - أَحْمد بن عبيد الله العجيمي الْحَنْبَلِيّ النَّحْوِيّ شهَاب الدّين
قَالَ ابْن حجر: أحد الْفُضَلَاء الأذكياء. أَخذ عَن ابْن كثير، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول، ولازم الإقراء والاشتغال فِي الْفُنُون.
مَاتَ عَن ثَلَاثِينَ سنة بالطاعون، فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانمِائَة.(1/320)
607 - أَحْمد بن عبد الله المعبدي
من ولد معبد بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب. ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الْكُوفِيّين، وَقَالَ: كَانَ بارعاً.
وَقَالَ ياقوت: أحد من اشْتهر بالنحو وَعلم الْعَرَبيَّة من الْكُوفِيّين، وَجه من وُجُوه أَصْحَاب ثَعْلَب.
مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لثمانٍ بَقينَ من صفر سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
608 - أَحْمد بن عبد الْجَلِيل بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس التدميري الأَصْل الْمَرْوِيّ
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقدما فِي صَنْعَة الْإِعْرَاب، ضابطاً للغات، حَافِظًا للآداب، ذَا حظٍ من قرض الشّعْر. روى عَن أبي الْحجَّاج بن يبقي بن يسعون، وَابْن وضاح، وَعبد الْحق بن عَطِيَّة.
وصنف: التوطئة فِي النَّحْو، شرح الفصيح، شرح أَبْيَات الْجمل، مُخْتَصره، شرح شَوَاهِد الْغَرِيب للعزيزي، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بفاس سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة.
609 - أَحْمد بن عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الجدلي المالقي أَبُو جَعْفَر
يعرف بِابْن عبد الْحق. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: من صُدُور أهل الْعلم، مضطلع بصناعة الْعَرَبيَّة، حائز قصب السَّبق فِيهَا، عَارِف بالفروع وَالْأَحْكَام، مشارك فِي الْأُصُول وَالْأَدب والطب، قَائِم على الْقرَاءَات، إِمَام فِي التوثقة، تصدر للإقراء بِبَلَدِهِ، وَقضى ببلش وَغَيرهَا، فحسنت سيرته.(1/321)
قَرَأَ على أبي عبد الله بن بكر ولازمه، وتلا على أبي مُحَمَّد بن أَيُّوب وَأبي الْقَاسِم بن دِرْهَم، وروى عَن أبي عبد الله الطنجالي وَغَيره.
مولده ثامن شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَمَات يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
610 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْخَطِيب القبجاطي ثمَّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مبرزا فِي علم الْعَرَبيَّة، روى عَن عباد بن سرحان، وَعنهُ أَحْمد ابْن مضاء. وَكَانَ أحد الْأُمَنَاء وَالشُّهُود بِجَامِع قرطبة.
611 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن هِشَام شهَاب الدّين ابْن تَقِيّ الدّين الْعَلامَة جمال الدّين النَّحْوِيّ حفيد النَّحْوِيّ
واشتغل كثيرا، وَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَالشَّيْخ يحيى السيرامي وَابْن عمته العجيمي: وفَاق فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَأخذ عَن الْعَلامَة البُخَارِيّ، فَقَالَ لَهُ العجيمي: لم تستفد مِنْهُ أَكثر مِمَّا عنْدك، فَقَالَ لَهُ: أَلَيْسَ صرنا فِيهِ على يقينٍ!
وَله حَاشِيَة على التَّوْضِيح لجده.
مَاتَ بِدِمَشْق فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة.
612 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن قَابُوس بن مُحَمَّد بن خلف ابْن قَابُوس أَبُو النمر الأطرابلسي الأديب اللّغَوِيّ
قَالَ ابْن العديم: عاصر ابْن خالويه، وَكَانَ يدرس الْعَرَبيَّة واللغة، قَرَأَ بحلب على ابْن خالويه الجمهرة، وروى عَن أَحْمد بن عبيد الله بن شقير النَّحْوِيّ. وَعنهُ الْحَافِظ أَبُو سعد السمان وَغَيره.
كَانَ حَيا سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.(1/322)
613 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سعيد بن حُرَيْث ابْن عَاصِم بن مضاء اللَّخْمِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو جَعْفَر الجياني الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الزبير: أحد من ختمت بِهِ الْمِائَة السَّادِسَة من أَفْرَاد الْعلمَاء، أَخذ عَن ابْن الرماك كتاب سِيبَوَيْهٍ تفهماً، وَسمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره من الْكتب النحوية واللغوية والأدبية مَا لَا يُحْصى، وَكَانَ لَهُ تقدم فِي علم الْعَرَبيَّة، واعتناء وآراء فِيهَا، ومذاهب مُخَالفَة لأَهْلهَا.
روى عَن عبد الْحق بن عَطِيَّة، وَالْقَاضِي عِيَاض وخلائق، وَعنهُ ابْنا حوط الله وَأَبُو الْحسن الغافقي، وَولي قَضَاء فاس وَغَيرهَا، فَأحْسن السِّيرَة، وَعدل فَعظم قدره، وَصَارَ رحْلَة فِي الرِّوَايَة، وعمدة فِي الدِّرَايَة.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئاً مجوداً، مُحدثا مكثراً، قديم السماع، وَاسع الرِّوَايَة، عَارِفًا بالأصول وَالْكَلَام والطب والحساب والهندسة، ثاقب الذِّهْن، متوقد الذكاء، شَاعِرًا بارعا، كَاتبا.
صنف الْمشرق فِي النَّحْو، الرَّد على النَّحْوِيين، تَنْزِيه الْقُرْآن عَمَّا لَا يَلِيق بِالْبَيَانِ، وناقضه فِي هَذَا التَّأْلِيف ابْن خروف بِكِتَاب سَمَّاهُ: تَنْزِيه أَئِمَّة النَّحْو، عَمَّا نسب إِلَيْهِم من الْخَطَأ والسهو، وَلما بلغه ذَلِك قَالَ: نَحن لَا نبالي بالكباش النطاحة، وتعارضنا أَبنَاء الخرفان!
مولده بقرطبة سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة.
وَمَات بإشبيلية سَابِع عشري جُمَادَى الأولى - وَقيل ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة - سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين.
وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(1/323)
614 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهبان الْمَعْرُوف بِابْن أفضل الزَّمَان
قَالَ ابْن الْأَثِير فِي الْكَامِل: كَانَ عَالما متبحراً فِي عُلُوم كَثِيرَة: الْخلاف وَالْفِقْه والأصلين والفرائض والحساب والنحو والهيئة والمنطق وَغير ذَلِك؛ مَعَ الزّهْد وَلبس الخشن.
جاور بِمَكَّة وَمَات بهَا فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
615 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الْخَولَانِيّ القيرواني النَّحْوِيّ الْفَقِيه شيخ الْمَالِكِيَّة بالقيروان
كَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب، أديباً نحوياً، تفقه بِابْن أبي زيد.
وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
616 - أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن عَليّ بن الْأَشْقَر أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ
قَالَ ابْن النجار: كَانَ أديباً فَاضلا، حسن الْمعرفَة بالنحو، قَرَأَ على التبريزي، ولازمه حَتَّى برع.
وَيُقَال: إِن ابْن الخشاب كَانَ يمْضِي إِلَى منزله، ويسأله عَن مسَائِل فِي النَّحْو، ويبحث مَعَه فِيهَا.
قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الزَّاهِد، وَسمع على كبرٍ من أبي الْفضل بن نَاصِر، وَحدث. وَالرِّوَايَة عَنهُ قَليلَة.
مَاتَ فِي حُدُود خمسين وَخَمْسمِائة.(1/324)
617 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن غَزوَان الْقرشِي الفِهري الأندلسي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذاً نحوياً، لغويا أديبا، راوية. روى عَن أبي عليٍ الغساني، وَعنهُ أَبُو عَليّ بن الزرقالة، وَذكر لَهُ تآليف نحوية، وأدبية، وشعراً كثيرا.
618 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْفرج أَبُو عَليّ الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ صَاحب القالي
كَانَ متقد الذِّهْن، وَفِيه غَفلَة زَائِدَة؛ وَلكنه حافظٌ ثبتٌ، بَصِير بِالْعَرَبِيَّةِ، وَهُوَ مؤدب الْملك المظفر بن أبي عَامر.
مَاتَ سنة أَرْبَعمِائَة.
619 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الفضيل بن الخليع الْأنْصَارِيّ الشريوتي الْقَيْسِي أَبُو الْعَبَّاس
سكن بلنسية. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ متحققاً بِالْعَرَبِيَّةِ، بارعاً فِي الْأَدَب، شَاعِرًا محسناً، أَخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي عبد الله بن خلصة، وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد البطليوسي، وجال فِي بِلَاد الأندلس. وَكَانَ أنيق الوراقة بديعها، مَعْرُوفا بالاتقان والضبط، يتنافس فِي خطه، وَكَانَ مضعفاً.
ولد قبل سنة خَمْسمِائَة، وَقتل صبرا بإشبيلية سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
620 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن هِشَام بن أَحْمد بن خلف ابْن غَزوَان الفِهري الشنتمري اليابري الأَصْل أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من جلة المقرئين وكبار أَسَانِيد النَّحْوِيين، شَاعِرًا محسناً، كَاتبا بليغاً، مُتَقَدما فِي الْعرُوض وَفك المعمى، روى عَن خلف بن الأبرش وَأبي عَليّ الغساني وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان، ابْن أُخْت غَانِم، وَعنهُ ابْنه عبد الْعَزِيز وَابْن الزرقالة.(1/325)
وصنف: شرح شَوَاهِد الْإِيضَاح. فأرجوزة فِي النَّحْو، شرحها. أرجوزة فِي الْغَرِيب. أرجوزة فِي الْقرَاءَات. أرجوزة فِي الْخط. وَغير ذَلِك.
كَانَ حَيا سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة.
قلت أَنا: أَظُنهُ الَّذِي تقدم قبله برجلَيْن.
وَمن نظمه:
(الْحَمد لله على مَا أرى ... كأنني فِي زمني حالمُ)
(يسود أقوامٌ على جهلهم ... وَلَا يسود الْمَاجِد العالمُ)
621 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشِّيرَازِيّ همام الدّين
قَالَ ابْن حجر: قَرَأَ على الشريف الْجِرْجَانِيّ شرح الْمِصْبَاح، وَقدم مَكَّة، فاتفق أَنه كَانَ يقرئ فِي بَيته، فَسقط بهم إِلَى طبقَة سفلى، فَلم يصب أحدا مِنْهُم شَيْء، وَخَرجُوا فَسقط السّقف الَّذِي كَانَ فَوْقهم.
وَكَانَ حسن التَّقْرِير، قَلِيل التكلفة، كثير الْوَرع، عَارِفًا بالتصوف.
وَمَات فِي خَامِس عشر رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
622 - أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مَكْتُوم بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن سليم بن مُحَمَّد الْقَيْسِي تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَأخذ النَّحْو عَن الْبَهَاء بن النّحاس، ولازم أَبَا حَيَّان دهراً طَويلا، وَأخذ عَن السرُوجِي وَغَيره، وَتقدم فِي الْفِقْه والنحو واللغة، ودرس وناب فِي الحكم، وَكَانَ سمع من الدمياطي اتِّفَاقًا قبل أَن يطْلب، ثمَّ أقبل على سَماع الحَدِيث وَنسخ الْأَجْزَاء فَأكْثر عَن أَصْحَاب النجيب وَابْن علاق؛ وَقَالَ فِي ذَلِك:(1/326)
(وَعَابَ سَمَاعي للْحَدِيث بعيد مَا ... كَبرت أناسٌ هم إِلَى الْعَيْب أقربُ)
(وَقَالُوا إمامٌ فِي علومٍ كثيرةٍ ... يروح وَيَغْدُو سالما يتطلب)
(فَقلت مجيباً عَن مقالتهم وَقد ... غَدَوْت لجهل منهمُ أتعجب)
(إِذا استدرك الْإِنْسَان مَا فَاتَ من علا ... فليحزم يعزى لَا إِلَى الْجَهْل ينْسب)
وَالرِّوَايَة عَنهُ عزيزة، وَقد سمع مِنْهُ ابْن رَافع. وَذكره فِي مُعْجَمه.
وَله تصانيف حسان، مِنْهَا الْجمع بَين الْعباب والمحكم فِي اللُّغَة، شرح الْهِدَايَة فِي الْفِقْه، الْجمع المتناه، فِي أَخْبَار اللغويين والنحاة، عشر مجلدات، وَكَأَنَّهُ مَاتَ عَنْهَا مسودة فتفرقت شذر مذر. وَهَذَا الْأَمر هُوَ أعظم باعث لي على اخْتِصَار طَبَقَات الْكُبْرَى فِي هَذَا الْمُخْتَصر؛ فَإِن تِلْكَ لما نرومه فِيهَا يحْتَاج إِلَى دهر طَوِيل من الْوُقُوف على الغرائب والمناظرات وَإسْنَاد الْأَحَادِيث وَالْأَخْبَار، وَإِن كُنَّا حصلنا من ذَلِك بِحَمْد الله الجم الْغَفِير، لَكِن لَا نخلو كل يَوْم من الْوُقُوف على فَائِدَة جَدِيدَة والاطلاع على مَا لم نَكُنْ اطَّلَعْنَا عَلَيْهِ، فَيلْزم من الْإِسْرَاع بتبيضها إِمَّا إِتْلَاف النّسخ على أَصْحَابهَا، أَو إخلاؤها من الزَّوَائِد.
وَمن تصانيفه: شرح كَافِيَة ابْن الْحَاجِب، شرح شافيته، شرح الفصيح، الدّرّ اللَّقِيط من الْبَحْر الْمُحِيط، مجلدات، قصره على مبَاحث أبي حَيَّان مَعَ ابْن عَطِيَّة والزمخشري. التَّذْكِرَة ثَلَاث مجلدات. سَمَّاهَا قيد الأوابد، وقفت عَلَيْهَا بِخَطِّهِ فِي المحمودية، أعادنا الله إِلَى الِانْتِفَاع مِنْهَا كَمَا كُنَّا قَرِيبا بِمُحَمد وَآله.
توفّي الشَّيْخ تَاج الدّين فِي الطَّاعُون الْعَام فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَكتب إِلَيْهِ بعض الْفُضَلَاء:
(أيا تَاج دين الله والأوحد الَّذِي ... تُسنم مجداً قدره ذرْوَة الْعلَا)
(وجامع أشتات الْفَضَائِل حاوياً ... مدى السَّبق حَلَالا لما قد تشكلا)
(وبحر عُلُوم فِي رياض مكارمٍ ... أَبى حَاله التسآل إِلَّا تسلسلا)(1/327)
(لَعَلَّك وَالْإِحْسَان مِنْك سجيةٌ ... وأوصافك الْأَعْلَام طاولن يذبلا)
(تعدد لي نظماًَ مَوَاضِع حذف مَا ... يعود على الْمَوْصُول نظماً مسهلا)
(وَأكْثر من الْإِيضَاح واعذر مقصراً ... وعش دَائِم الإقبال ترفل فِي الحلا)
فَأَجَابَهُ الشَّيْخ تَاج الدّين، وَمن خطه نقلت:
(أَلا أَيهَا الْمولى الْمحلى قريضه ... إِذا رَاح شعر النَّاس فِي البيد مُشكلا)
(وجالي أبكار الْمعَانِي عرائساً ... عَلَيْهَا من التنميق مَا سمج الحلى)
(ومستنتج الأفكار تشرق كالضحى ... ومستخرج الْأَلْفَاظ تخلب كالطلا)
(وغارس من غرس المكارم مثمراً ... وجاني من ثَمَر الْفَضَائِل مَا حلا)
(كتبت إِلَى الْمَمْلُوك نظماً بمدحةٍ ... ووصفك فِي الْآفَاق مَا زَالَ أفضلا)
(وَأرْسلت تبغي نظمه لمسائلٍ ... وَمن عجب أَن يسْأَل الْبَحْر جدولا!)
(فَلم يسع الْمَمْلُوك إِلَّا امتثاله ... وتمثيل مَا ألوى وإيضاح مَا جلا)
(وَلم يأل جهداً فِي اجتلاب شريدةٍ ... وَمن بذل المجهود جهداً فَمَا أَلا)
(فَقلت وَقد أهديت فجراً إِلَى ضحى ... وشولاً إِلَى بَحر وسجعاً لذِي ملا)
(إِذا عَائِد الْمَوْصُول حاول حذفه ... فطالع تَجِد مَا قد نظمت مفصلا)
(فَمَا كَانَ مَرْفُوعا وَلم يكُ مبتداً ... فَأثْبت وَأما الْحَذف فَاتْرُكْهُ واحللا)
(وَإِن كَانَ مَرْفُوعا ومبتدأ غَدا ... وَفِي وصل أيٍ صله لَا حذف مسهلا)
(بِشَرْط بِنَا أَي وَأما إِن أعربت ... فَقيل بتجويزٍ لحذفٍ وَقيل لَا)
(وَإِن يَك ذَا صَدرا لوصلة غَيرهَا ... وطالت فَإِن لم يصلح الْعَجز موصلا)
(فدونك فاحذفه وَإِن لم تطل فقد ... أُجِيز على قَول ضَعِيف وأجملا)
(وَشَاهد ذَا فاقرأ تَمامًا على الَّذِي ... وَأحسن مَرْفُوعا لَدَى نقل من تَلا)
(وأثبته محصوراً كَذَا إِن نفته مَا ... بميم كجاء اللذ وَمَا هُوَ ذُو وَلَا)
(وَفِي حذفه خلفٌ لَدَى عطف غَيره ... عَلَيْهِ وَمنع الْحَذف فِي عَكسه انجلى)
(وَمَا كَانَ مَفْعُولا لغير ظَنَنْت هُوَ ... مُتَّصِل فاحذفه تظفر بالاعتلا)(1/328)
(ويشرط فِي ذَا عوده وَحده فَإِن ... يعد غَيره فالحذف لَيْسَ مسهلا)
(وَهَذَا إِذا الْمَوْصُول لم يَك أل فَإِن ... يكنها فَلَا تحذف وَقد جا مقللا)
(وَمَا كَانَ خفضاً بِالْإِضَافَة لَفظه ... وَمَعْنَاهُ نصب كَانَ بالحذف أسهلا)
(وخافضه إِن نَاب عَن حرف مصدرٍ ... وفعلٍ فَلم يحذفه أَعنِي السموءلا)
(كَقَوْلِك تتلو فَاقْض مَا أَنْت قاضٍ أَو ... فَإِن كَانَ مجروراً بِحَذْف قد أعملا)
(وموصوله أضحى كَذَلِك فاحذفن ... إِذا مَا اسْتَوَى الحرفان يَا حاوي الْعلَا)
(وأعني بِهِ لفظا وَمعنى وَلم يكن ... فديتك حرف الْعَائِد الْحصْر قد تَلا)
(وَلم يَك أَيْضا قد أقيم مقَام مَا ... غَدا فَاعِلا فاسمع مقالي ممثلا)
(وَيشْرب مِمَّا تشربون وَإِن غَدا ... تساويهما فِي اللَّفْظ مُنْفَردا فَلَا)
وَله فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يبتدأ فِيهَا بالنكرة:
(إِذا مَا جعلت الِاسْم مُبْتَدأ فَقل ... بتعريفه إِلَّا مَوَاضِع نكرا)
(بهَا وَهِي إِن عدت ثَلَاثُونَ بعْدهَا ... ثلاثتها عد امْرِئ قد تمهرا)
(ومرجعها لاثْنَيْنِ مِنْهَا فَقل هما ... خصوصٌ وتعميمٌ أَفَادَ وأثرا)
(فأولها الْمَوْصُوف وَالْوَصْف وَالَّذِي ... عَن النَّفْي واستفهامه قد تأخرا)
(كَذَاك اسْم الِاسْتِفْهَام وَالشّرط وَالَّذِي ... أضيف وَمَا قد عَم أَو جا مُنْكرا)
(كَقَوْلِك دينارٌ لدي لِقائلٍ ... أعندك دينارٌ فَكُن متبصرا)
(كَذَا كم لإخبارٍ وَمَا لَيْسَ قَابلا ... لأنْ وَكَذَا مَا كَانَ فِي الْحصْر قد جرا)
(وَمَا جا دُعَاء أَو غَدا عَاملا وَمَا ... لَهُ سوغ التَّفْضِيل أَن يتنكرا)
(وَمَا بعد وَاو الْحَال جَاءَ وفا الجزا ... وَلَوْلَا وَمَا كالفعل أَو جا مُصَغرًا)
(وَمَا أَن تتلو فِي جَوَاب الَّذِي نفى ... وَمَا كَانَ مَعْطُوفًا على مَا تنكرا)
(وساغ ومخصوصاً غَدا وَجَوَاب ذِي ... سُؤال بِأم والهمز فاخبر لتخبرا)
(وَمَا قدمت أخباره وَهِي جملةٌ ... وَمَا نَحْو مَا أنحاه فِي القر بالقرا)
(كَذَا مَا ولي لَام ابتداءٍ وَمَا غَدا ... عَن الظّرْف وَالْمَجْرُور أَيْضا مُؤَخرا)
(وَمَا كَانَ فِي معنى التَّعَجُّب أَو تَلا ... إِذا لفجاةٍ فاجرها تحو جوهرا)(1/329)
623 - أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن عمر الشرجي الزبيدِيّ
شهَاب الدّين النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. قَالَ ابْن حجر: اشْتغل كثيرا، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، ودرس بصلاحية زبيد.
مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة عَن أَرْبَعِينَ سنة.
624 - أَحْمد بن عبد الْملك بن سعيد بن جزي الْكَلْبِيّ الغرناطي
كَانَ من أَعْيَان بَلَده، ووزرائه، سرياً فَقِيها، مقدما فِي اللُّغَة والنحو وَالْفِقْه مشاركاً فِي غير ذَلِك.
أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن سمحون وَابْن الْأَخْضَر، ثمَّ انْقَطع إِلَى الْبَادِيَة، وَمَات بغرناطة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
كَذَا قَالَ ابْن الزبير وَابْن الْخَطِيب فِي مَوضِع، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وسِتمِائَة، وَقد وصل التسعين.
625 - أَحْمد بن عبد الْملك بن مُوسَى بن مُوسَى بن عبد الْملك بن وليد أَبُو جَعْفَر - وَقيل أَبُو الْعَبَّاس - بن أبي حَمْزَة المرسي
كَانَ مُحدثا راوية، فَقِيها ماهرا فِي علم الْعَرَبيَّة واللغة والتاريخ، روى عَن أَبِيه: وتفقه عَلَيْهِ، ولازم أَبَا بكر الْخُشَنِي وَأَبا الْوَلِيد الْبَاجِيّ، وَسمع من لفظ ابْن بطال شرح البُخَارِيّ لَهُ، وَلَقي ابْن عبد الْبر وَابْن حزم، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر الداني، وَعمر ممتعاً بحواسه.
روى عَنهُ ابْنه القَاضِي أَبُو بكر.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وكفن فِي ثِيَاب صلى فِيهَا أَرْبَعِينَ سنة، ذكره ابْن الزبير وَغَيره.(1/330)
626 - أَحْمد بن عبد الْمُؤمن بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الْمُؤمن الْقَيْسِي الشريشي أَبُو الْعَبَّاس النَّحْوِيّ شَارِح المقامات
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مبرزاً فِي الْمعرفَة بالنحو، حَافِظًا للغات، ذَاكِرًا للآداب، كَاتبا بليغاً فَاضلا، ثِقَة، عني بالرحلة فِي طلب الْعلم، وروى عَن أبي الْحسن نجبة، وَمصْعَب ابْن أبي ركب وَابْن خروف، وَخلق. وَعنهُ ابْن الْأَبَّار وَابْن فرتون، وَأَبُو الْحسن الرعيني، وتصدر لإقراء اللُّغَة وَالْأَدب والعربية وَالْعرُوض.
وَله ثَلَاثَة شُرُوح عَليّ المقامات: شرح الْإِيضَاح، وَشرح عرُوض الشّعْر، وَعلل القوافي، شرح الْجمل، مُخْتَصر نَوَادِر القالي، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بشريش فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة.
627 - أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد بن رَاشد أَبُو جَعْفَر المالقي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ قيمًا على الْعَرَبيَّة، إِذْ كَانَت جلّ بضاعته، يُشَارك فِي الْمنطق وَالْعرُوض وقرض الشّعْر.
وَقَالَ فِي النضار: كَانَ عَالما بالنحو، وَكَانَ لَا يقْرَأ كتاب سِيبَوَيْهٍ، فَكَانَ أَصْحَابنَا إِذا ذكر يَقُولُونَ: هَل يقْرَأ كتاب سِيبَوَيْهٍ؟ فَيُقَال: لَا، فَيَقُولُونَ: لَا يعرف شَيْئا.
وَكَانَ ضيق الْحَال فَدخل المرية، فَوَجَدَهَا صفرا مِمَّن يشْتَغل بالنحو، فَأَقَامَ بهَا يشغل النَّاس فِيهِ، فحسنت حَاله، وأنجب عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن أبي الْعَيْش، وَكَانَ قَرَأَ النَّحْو على أبي المفرج المالقي وتلا على أبي الْحجَّاج بن رَيْحَانَة. وَكَانَ شَدِيد البله، طبخ قدرا فَوَجَدَهَا تعوز الْملح، فَوضع فِيهَا ملحا غير مطحون، ثمَّ ذاقها قبل أَن ينْحل الْملح، فزادها حَتَّى صَارَت زعاقا.
صنف شرح الجزولية، شرح مقرب ابْن هِشَام الفِهري، وصل فِيهِ إِلَى بَاب(1/331)
همزَة الْوَصْل، رصف المباني فِي حُرُوف الْمعَانِي، من أعظم مَا صنف. وَيدل على تقدمه فِي الْعَرَبيَّة. وَله تَقْيِيد على الْجمل وَغير ذَلِك.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشْرين ربيع الآخر سنة ثِنْتَيْنِ وَسَبْعمائة.
628 - أَحْمد بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ شهَاب الدّين الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ عَارِفًا بالفقه والأصلين والعربية، مصنفاً فِي الْبَحْث، ولي تدريس مدرسة إطفيح، وَاعْتَزل النَّاس آخر عمره. وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة.
629 - أَحْمد بن عبد الْوَلِيّ البلنسي البنيني أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ قَائِما على الْآدَاب، وَكتب النَّحْو واللغة الْأَشْعَار، كَاتبا شَاعِرًا، كتب عَن بعض الوزراء، وَأحرقهُ القنيبطور - لَعنه الله - لما تغلب على بلنسية سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقيل سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة.
630 - أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن يُونُس الْقُرْطُبِيّ أَبُو عمر الْمَعْرُوف بِابْن صلى الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للفقه، عَالما بالاختلاف، ذكياً، بَصيرًا بالحجاج، حسن المنظر، وَكَانَ يمِيل إِلَى مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله؛ وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من الْعَرَبيَّة واللغة وَكَانَ ينْسب إِلَى الاعتزال.
مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة.(1/332)
631 - أَحْمد بن عبيد الله بن الْحسن بن شقير أَبُو الْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر: روى عَن أبي عمر الزَّاهِد وَابْن دُرَيْد، وَابْن فَارس وَحدث عَن أبي الْهَيْثَم خلف الدوري وحامد بن شُعَيْب الْبَلْخِي وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الباغندي، وَعنهُ تَمام ابْن مُحَمَّد الرَّازِيّ وَغَيره.
632 - أَحْمد بن عبيد بن نَاصح بن بلنجر أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْكُوفِي الديلمي الأَصْل
من موَالِي بني هَاشم، يعرف بِأبي عصيدة. قَالَ ياقوت: حدث عَن الْأَصْمَعِي والواقدي وَعنهُ الْقَاسِم الْأَنْبَارِي. وَكَانَ من أَئِمَّة الْعَرَبيَّة، وأدب ولد المتَوَكل المعتز، فَلَمَّا أَرَادَ أَبوهُ أَن يوليه الْعَهْد حطه أَبُو عصيدة عَن مرتبته قَلِيلا، وَأخر غداءه قَلِيلا، فَلَمَّا كَانَ وَقت الِانْصِرَاف قَالَ للخادم: احمله. فَضَربهُ بِغَيْر ذَنْب، فَكتب بذلك إِلَى المتَوَكل، فَأحْضرهُ فَقَالَ لَهُ: لم فعلت هَذَا بالمعتز؟ قَالَ بَلغنِي مَا عزم عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ، فحططت مَنْزِلَته ليعرف هَذَا الْمِقْدَار، فَلَا يعجل بِزَوَال نعْمَة أحد، وأخرت غداءه ليعرف الْجُوع إِذا شكي إِلَيْهِ، وضربته لغير ذَنْب ليعرف مِقْدَار الظُّلم، فَلَا يعجل على أحد. فَقَالَ: أَحْسَنت، وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف.
قَالَ ابْن عدي: كَانَ أَبُو عصيدة يحدث بمناكير مَعَ أَنه من أهل الصدْق.
وصنف: عُيُون الْأَخْبَار والأشعار، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة ثَمَان - وَقيل ثَلَاث - وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.(1/333)
633 - أَحْمد بن عَتيق بن الْحسن بن زِيَاد بن حرج البلنسي الْمَرْوِيّ الأَصْل أَبُو جَعْفَر وَأَبُو الْعَبَّاس الذَّهَبِيّ
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ ماهراً فِي الْعَرَبيَّة، وافر الْحَظ من الْأَدَب، لَهُ نظم يسير جيد، متحققاً بأصول الْفِقْه، أعلم أهل زَمَانه بالعلوم الْقَدِيمَة، ثاقب الذِّهْن، متوقد الخاطر، غواصا على دقائق الْمعَانِي، تَلا بالسبع على ابْن مضاء وَأبي عبد الله بن حميد وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِر بن عَوْف، وروى عَنهُ ابْنه عَتيق وَأَبُو جَعْفَر بن عيشون، وَورد مراكش، باستدعاء الْمَنْصُور، فحظي عِنْده، وجلت مَنْزِلَته، وَكَانَ المرجوع إِلَيْهِ فِي الْفَتْوَى.
مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة إِحْدَى وسِتمِائَة.
634 - أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان المارديني الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن التركماني الْحَنَفِيّ القَاضِي تَاج الدّين
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد بِالْقَاهِرَةِ لَيْلَة السبت، الْخَامِس وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، واشتغل بأنواع الْعُلُوم، ودرس وَأفْتى، وناب فِي الحكم، وصنف فِي الْفِقْه والأصلين والْحَدِيث والعربية وَالْعرُوض والمنطق والهيئة، وغالبها لم يكمل، وَسمع من الدمياطي وَابْن الصَّواف والحجار، وَحدث.
وَمَات فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَله نظم وسط.
وَمن تصانيفه: تعليقة على المحصل للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ، وَشرح على الْمُنْتَخب للباجي، وَثَلَاث تعاليق على الْخُلَاصَة فِي الْفِقْه، وَشرح الْجَامِع الْكَبِير فِي الْفِقْه، وَشرح الْهِدَايَة ومصنفات فِي الْفَرَائِض، وتعليقة على مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب فِي النَّحْو، وَشرح المقرب لِابْنِ عُصْفُور، وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب، وَكتاب أَحْكَام الرَّمْي والسبق، والمحلل، وَكتاب الأبحاث الجلية على مَسْأَلَة ابْن تَيْمِية، وَشرح الشمسية فِي الْمنطق، وَشرح التَّبْصِرَة فِي الْهَيْئَة للخرقي.
ذكر ذَلِك المقريزي فِي المقفى فِي تَرْجَمته] .(1/334)
635 - أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي بكر بن بصيبص أَبُو الْعَبَّاس شهَاب الدّين الزبيدِيّ
قَالَ الخزرجي: كَانَ وحيد دهره فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض، عَالما متقناً، متفنناً لوذعياً، حسن السِّيرَة، سهل الْأَخْلَاق، مبارك التدريس.
أَخذ النَّحْو عَن جمَاعَة، وَأخذ عَنهُ أهل عصره، وَإِلَيْهِ انْتَهَت الرياسة فِي النَّحْو، ورحل إِلَيْهِ النَّاس من أقطار الْيمن.
وَألف شرح مُقَدّمَة ابْن بَاب شَاذ شرحاً جيدا، لم يتم، ومنظومة فِي القوافي وَالْعرُوض، وَغير ذَلِك، وَكَانَ بحراً لَا سَاحل لَهُ.
مَاتَ يَوْم الْأَحَد حادي عشْرين شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
636 - أَحْمد بن عُثْمَان بن عجلَان الْقَيْسِي الإشبيلي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُحدثا فَقِيها نحويا، مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله، مَشْهُورا بالورع والزهد وَالْفضل، مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة. أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الشلوبين والدباج، وروى عَن أبي بكر بن سيد النَّاس وَغَيره.
مولده سنة سبع وسِتمِائَة، وَمَات بتونس يَوْم الْجُمُعَة لعشر بَقينَ من محرم سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة.
637 - أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التجِيبِي الغرناطي أَبُو جَعْفَر الوراد
وَسَماهُ ابْن الزبير: أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان. قَالَ ابْن عبد الْملك: وَهُوَ غلط، وَقَالَ: كَانَ مقرئاً متقنا، ضابطا ثِقَة أديبا لغويا ذَا مُشَاركَة فِي فنون، طَبِيبا ماهراً حسن المجالسة، روى عَن سهل بن مَالك، وَأبي الْقَاسِم أَحْمد بن عبد الْوَدُود، وَأَجَازَ لَهُ ابْن عيشون وغلبون وروى عَنهُ ابْن الزبير.
مَاتَ بغرناطة فِي رَمَضَان سنة سِتّ - وَقيل ثَمَان - وَخمسين وسِتمِائَة، وَقد جَاوز التسعين.(1/335)
638 - أَحْمد بن عُثْمَان السنجاري شرف الدّين
قَالَ الصَّفَدِي: ولد سنة خمس وَعِشْرُونَ وسِتمِائَة، وَكَانَ إِمَام الْجَامِع الازهر، متصدراً فِي النَّحْو بِجَامِع الْأَقْمَر.
وَله:
(مَا قست بالغيث العطايا مِنْك إِذْ ... تبْكي وتضحك أَنْت إِذْ تولى الندى)
(وَإِذا أَفَاضَ على الْبَريَّة جوده ... مَاء تفيض لنا يَمِينك عسجدا)
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: نحوي، لَهُ أرجوزة فِي الضَّاد والظاء.
639 - أَحْمد بن عَطِيَّة بن عَليّ أَبُو عبد الله الضَّرِير الشَّاعِر
قَالَ الصَّفَدِي: لَهُ معرفَة تَامَّة بالنحو واللغة، مدح الْقَائِم بِأَمْر الله وبنيه.
640 - أَحْمد بن عُلْوِيَّهُ الإصبهاني الكراني
قَالَ ياقوت: كَانَ صَاحب لُغَة، يتعاطى التَّأْدِيب، وَيَقُول الشّعْر الْجيد، وَكَانَ من أَصْحَاب لغذة، ثمَّ صَار من ندماء أَحْمد أبي دلف. وَله فِيهِ:
(إِذا مَا جنى الْجَانِي عَلَيْهِ جِنَايَة ... عَفا كرما عَن ذَنبه لَا تكرما)
(ويوسعه رفقا يكَاد لبسطه ... يود بَرِيء الْقَوْم لَو كَانَ مجرما)
قَالَ: وَله رسائل مختارة، ورسالة فِي الشيب والخضاب، وقصيدة على ألف قافية، عرضت على أبي حَاتِم السجسْتانِي، فأعجب بهَا؛ وَقَالَ: يَا أهل الْبَصْرَة، غَلَبَكُمْ أهل أَصْبَهَان؛ وَأول هَذِه القصيدة:
(مَا بَال عَيْنك ثرة الأجفان ... عبري اللحاظ سقيمة الأجفان)
قَالَ حَمْزَة: وَقد أنشدنيها فِي سنة عشر وثلثمائة، وَله ثَمَان وَتسْعُونَ سنة.(1/336)
(دنيا مغبة من أثرى بهَا عدم ... وَلَذَّة تَنْقَضِي من بعْدهَا نَدم)
(وَفِي الْمنون لأهل الْكتب مُعْتَبر ... وَفِي تزودهم مِنْهَا التقى غنم)
(الْمَرْء يسْعَى لفضل الرزق مُجْتَهدا ... وَمَاله غير مَا قد خطه الْقَلَم)
(كم خاشع فِي عُيُون النَّاس منظره ... وَالله يعلم مِنْهَا غير مَا علمُوا)
قَالَ: وَقَالَ بعد أَن أَتَت عَلَيْهِ مائَة:
(حَنى الدَّهْر من بعد استقامته ظَهْري ... وأفضى إِلَى صِحَاح عيشته عمري)
(ودب البلى فِي كل عُضْو ومفصل ... وَمن ذَا الَّذِي يبْقى سليما على الدَّهْر!)
641 - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن فليته بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الزبير الغساني الْمصْرِيّ أَبُو الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالرشيد الأسواني
قَالَ ياقوت: كَانَ كَاتبا شَاعِرًا، فَقِيها نحوياً لغوياً عروضياً، مؤرخاً مهندساً منطقياً، عَارِفًا بالطب والموسيقى والنجوم، متفننا. وَكَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر فضلا فِي فنون كَثِيرَة، وَهُوَ من بَيت كَبِير بالصعيد.
وَله تآليف نظم ونثر، مِنْهَا: منية الألمعي وبلغة الْمُدَّعِي؛ يشْتَمل على عُلُوم كَثِيرَة، وجنان الْجنان وروضة الأذهان فِي شعراء مصر، وشفاء الْغلَّة فِي سمت الْقبْلَة.
ولي النّظر بثغر الاسكندرية، والدواوين السُّلْطَانِيَّة بِمصْر، ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن وتقلد قضاءها، وتلقب بقاضي قُضَاة الْيمن، وداعي دعاة الزَّمن، ثمَّ سمت نَفسه إِلَى رُتْبَة الْخلَافَة، فَأَجَابَهُ قوم إِلَيْهَا، ونقشت لَهُ السِّكَّة، ثمَّ قبض عَلَيْهِ، وأنفذ مكبلا إِلَى قوص، وسجن بهَا. ثمَّ ورد كتاب الصَّالح بن رزيك بِإِطْلَاقِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ، وَلما دخل أَسد الدّين شيركوه إِلَى الْبِلَاد، مَال إِلَيْهِ وكاتبه، فاتصل ذَلِك بوزير العاضد، فتطلبه إِلَى أَن ظفر بِهِ، وأشهره وصلبه؛ وَذَلِكَ فِي محرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(1/337)
وَكَانَ قَبِيح المنظر، أسود، مر بشابة صَبِيحَة الْوَجْه، ظريفة، فَنَظَرت إِلَيْهِ نظر مطمع، وأومأت إِلَيْهِ بطرفها، فتبعها، فَدخلت دَارا، وأشارت إِلَيْهِ، فَدخل، فنادت طفلة كَأَنَّهَا فلقَة قمر، وَقَالَت لَهَا: إِن رجعت تبولين فِي الْفراش تركت سيدنَا القَاضِي يَأْكُلك، ثمَّ التفتت إِلَيْهِ وَقَالَت: لَا أعدمني الله فضل سيدنَا القَاضِي، أدام الله عزه؛ فَخرج خجلا.
642 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن خلف الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف بِابْن الباذش النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الْبلْغَة: إِمَام نحوي مقرئ نقاد.
وَقَالَ ابْن الزبير: عَارِف بالآداب وَالْإِعْرَاب، إِمَام نحوي مُتَقَدم، راوية مكثر، أَخذ عَن أَبِيه وَأكْثر الرِّوَايَة عَنهُ، وشاركه فِي كثير من شُيُوخه. وروى أَيْضا عَن أبي عَليّ النساني، وَأبي عَليّ الصَّدَفِي. وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَسَانِيدِ، نقادا لَهَا، ألف الْإِقْنَاع فِي الْقرَاءَات، لم يؤلف مِثَاله.
مولده فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
643 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الإشبيلي أَبُو الْعَبَّاس الماردي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ متحققا فِي الْفِقْه والعربية، درسهما بغرناطة، مشاركا فِي غَيرهمَا. أَخذ النَّحْو عَن الدباج والشلوبين، وتلا على أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَيَّاش بن عَظِيمَة، وروى عَن أبي الْحسن الشاري وَغَيره، وَكَانَ يتَصَرَّف بِالتِّجَارَة، وَكَانَ اشْتِغَاله بِالْعلمِ كثيرا.
مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَكَانَ حَيا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.(1/338)
644 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يحيى بن خلف بن أَفْلح بن رزقون بِتَقْدِيم الرَّاء - الْقَيْسِي الْبَاجِيّ ثمَّ الخضراوي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا لغويا، حَافِظًا جَلِيلًا، راوية مكثرا، عدلا فَاضلا مُتَقَدما فِي فنون من المعارف، روى عَن ابْن الطلاع وَابْن الْأَخْضَر. وَعنهُ ابْن خير وَغَيره، وجال فِي طلب الْعلم غَالب الأندلس، وَقضى بأركش، فحمدت سيرته، ولازم الإقراء، وَأخذ النَّاس عَنهُ.
مَاتَ سنة خمس - وَقيل اثْنَتَيْنِ - وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
فَائِدَة: نقل ابْن مَالك فِي شرح التسهيل أَن ابْن أَفْلح الْحق بِظَنّ وَأَخَوَاتهَا - فِي نصب المفعولين - كَأَن؛ قَالَ ابْن حَيَّان: وَلَا أَدْرِي من ابْن أَفْلح! انْتهى.
وَلَعَلَّه هَذَا، فَإِنِّي لم أَقف بعد التطلع والفحص على نحوي فِي آبَائِهِ من يُسمى أَفْلح غير هَذَا، فَإِن كَانَ إِيَّاه فَهُوَ فِي جمع الْجَوَامِع فِي بَاب ظن. ثمَّ وجدت بعد ذَلِك خلف بن أَفْلح، وَسَيَأْتِي فِي بَاب الْخَاء، وَمَا أَظُنهُ الْمَنْقُول عَنهُ ذَلِك.
645 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْهَمدَانِي ثمَّ الْكُوفِي الْحَنَفِيّ فَخر الدّين بن الفصيح
قَالَ فِي الدُّرَر: تقدم فِي الْعَرَبيَّة والقراءات والفرائض وَغَيرهَا، وشغل النَّاس كثيرا، وَكَانَ لَهُ صيت فِي الْعرَاق. ثمَّ قدم دمشق فَأكْرمه نائبها، وَكَانَ كثير التودد، لطيف المحاضرة، سمع من ابْن الدواليي وَصَالح بن الصّباغ، وَأَجَازَ لَهُ اسماعيل بن الطبال، ونظم الْمنَار، والفرائض السِّرَاجِيَّة، وقصيدة فِي الْقرَاءَات.
مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة.(1/339)
646 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد النَّحْوِيّ يعرف بِابْن نور
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ أَبوهُ خوليا، وباشر هُوَ صناعَة أَبِيه ثمَّ اشْتغل على النَّجْم الأصنفوني، فبرع فِي مُدَّة قريبَة، وَمهر فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول، ودرس وَأفْتى.
وَمَات بِمَرَض السل سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
647 - أَحْمد بن عَليّ بن حمويه النَّحْوِيّ النَّيْسَابُورِي قَالَ الْحَاكِم: سمع أَبَا معَاذ الْفضل بن خَالِد النَّحْوِيّ وَحَفْص بن عبد الله السّلمِيّ، وروى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعَبْدي وَإِبْرَاهِيم بن عِيسَى الدهلي
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
648 - أَحْمد بن عَليّ بن خلف التجِيبِي الإشبيلي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من الْفُقَهَاء الْحفاظ، ذَا معرفَة تَامَّة بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ، كثير التَّقْيِيد مكبا على الطّلب، عفيفا مبرزا فِي عقد الشُّرُوط. روى عَنهُ ابْن أُخْته إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن الأديب؛ وَكَانَ يؤم بِبَعْض مَسَاجِد إشبيلية، فضيق عَلَيْهِ أَبُو حَفْص بن عمر فِي أَيَّام قَضَائِهِ بهَا وَصَرفه عَن الْإِمَامَة، فَرَحل إِلَى مراكش، فتعرف بِأبي الْقَاسِم بن مثنى، فَأقبل عَلَيْهِ النَّاس واستأدبه لوَلَده، فَأَقَامَ نَحْو عَام، ثمَّ رغب فِي الْعود إِلَى وَطنه، فأصحبه ابْن مثنى كتابا إِلَى أبي حَفْص، يتَضَمَّن الْوِصَايَة بِهِ والاعتناء بِحَالهِ؛ فَرد عَلَيْهِ الْإِمَامَة، ثمَّ تولى حسبَة السُّوق، فَشَكَرت سيرته.
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثِنْتَيْنِ وسِتمِائَة.(1/340)
649 - أَحْمد بن عَليّ بن خلف المرسي أَبُو جَعْفَر وَأَبُو الْعَبَّاس ابْن طرشميل
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا، أدب بالنحو زَمَانا، أَخذ عَن أَبِيه أبي بكر وَأبي الْحسن بن سَيّده، وروى عَنهُ أَبُو عمر وَزِيَاد بن الصفار. وَكَانَ بشاطبة حَيا سنة ثِنْتَيْنِ وَخَمْسمِائة.
650 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي زُنبور الإِمَام الأديب أَبُو الرِّضَا النيلي اللّغَوِيّ الْمصْرِيّ الشَّاعِر
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: قَرَأَ على يحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ، وتأدب على سعيد ابْن الدهان، ومدح الصّلاح بن أَيُّوب بقصيدة طَوِيلَة، فوصله عَلَيْهَا بِخَمْسِمِائَة دِينَار. وَكَانَ من غلاة الرافضة.
عمر دهرا، وَمَات بالموصل سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة.
651 - أَحْمد بن عَليّ بن شهَاب الغساني الْمَرْوِيّ أَبُو الْحسن ابْن الشَّهَادَة
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ صَاحب عَرَبِيَّة وأدب، زاهدا ورعا، فَاضلا. خطب وَأم بِجَامِع المرية زَمَانا، روى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الله الحجري.(1/341)
652 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشهير بالبلبيسي
الملقب سَمَكَة. قَالَ ابْن حجر: كَانَ بارعا فِي الْفِقْه والعربية والقراءات، وَكَانَ الْإِسْنَوِيّ يعظمه، وَهُوَ من أكَابِر تلامذته. سمع من الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره، وَكَانَ خيرا متواضعا.
مَاتَ فِي محرم سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة.
653 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ الْعَلامَة بهاء الدّين أَبُو حَامِد بن شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين أبي الْحسن
ولد بعد الْمغرب لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة، وَحضر على الحجار، وَسمع من يُونُس الدبوسي والواني والبدر بن جمَاعَة والمزي وَجَمَاعَة. وَكَانَ اسْمه تَمامًا فَغَيره أَحْمد؛ لِأَنَّهُ كَانَ يتخيل مِمَّن سمع مِنْهُ الحَدِيث أَنه إِنَّمَا أَخذ عَنهُ لأجل اسْمه؛ ليجعله فِي حرف التَّاء. وَأخذ الْعلم عَن أَبِيه، والإصبهاني وَابْن القماح وَأبي حَيَّان، وتلا على التقي الصَّائِغ، وأنجب وبرع وَهُوَ شَاب.
وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي اللِّسَان الْعَرَبِيّ والمعاني وَالْبَيَان، وأسرع إِلَيْهِ الشيب فاتقى وَهُوَ فِي حُدُود الْعشْرين، وَتَوَلَّى تدريس المنصورية والهكارية والسيفية والميعاد بالجامع الطولوني وَغَيرهَا من وظائف أَبِيه لما أَخذ قَضَاء الشَّام، ثمَّ ولي تدريس الشَّافِعِي وجامع الْحَاكِم والشيخونية أول مَا بنيت وَقَضَاء الشَّام سنة عوضا عَن أَخِيه؛ وَلم يصنع ذَلِك إِلَّا حفظا للوظيفة على أَخِيه. ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وإفتاء دَار الْعدْل، ثمَّ خطابة الْجَامِع الطولوني، فَلم يكن يتهنأ بهَا لِأَن بعض الْأُمَرَاء كَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ، فَلَا تعجبه خطبَته، فباشره لمن يَسْتَنِيب، فَكَانَ لَا يخْطب إِلَّا إِذا غَابَ، ثمَّ ولي تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني بعد الْإِسْنَوِيّ، فاجتمعت لَهُ هَذِه الْوَظَائِف المعظمة. وَكَانَ غَالب المصريين(1/342)
يخدمونه لِكَثْرَة عطائه، وَكَانَت لَهُ دربة عَظِيمَة فِي السَّعْي حَتَّى يبلغ أغراضه، وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب؛ وَفِي الْغَالِب ينتصر. وَكَانَ أَبوهُ يعجب بِهِ ويثنى عَلَيْهِ، وَقَالَ فِيهِ:
(دروس أَحْمد خيرٌ من دروس عَليّ ... وَذَاكَ عِنْد عَليّ غَايَة الأمل)
وَقَالَ أَيْضا:
(أَبُو حامدٍ فِي الْعلم أَمْثَال أنجمٍ ... وَفِي النَّقْد كالإبريز أخْلص فِي السبك)
(فأولهم من إسفرائين نشؤه ... وثانيهم الطوسي وَالثَّالِث السُّبْكِيّ)
وَأرْسل إِلَى وَالِده من مصر بحثا يتَعَلَّق بِالْعَرَبِيَّةِ، فَأَجَابَهُ عَنهُ، فَرد جَوَاب أَبِيه بكراسة، فَلَمَّا وقف أَبوهُ على الرَّد كتب عَلَيْهِ كتابا، صَدره بقوله: وقفت على جوابك أَيهَا الْوَلَد الَّذِي هُوَ أعظم من الْوَالِد.
وَقد ذكرنَا من فَوَائده وأبحاثه فِي الْعَرَبيَّة شَيْئا كثيرا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
صنف: عروس الأفراح فِي شرح تَلْخِيص الْمِفْتَاح؛ أبان فِيهِ عَن سَعَة دائرته فِي الْفَنّ، وَشرع فِي شرح مطول على الْحَاوِي، وَشرح مطول على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، وكمل قِطْعَة على شرح الْمِنْهَاج لِأَبِيهِ. وَله النّظم الْفَائِق.
توفّي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع عشْرين رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة.
وَمن شعره يمدح شَيْخه أَبَا حَيَّان من قصيدة:
(فداكم فؤاد حَان للبعد فَقده ... وصب قضى وجدا وَمَا حَال عَهده)
(وقلبٌ جريحٌ بالغرام متيمٌ ... وطرفٌ قريحٌ طَال فِي اللَّيْل سهده)
فَأَجَابَهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان بقوله:
(أَبُو حامدٍ حتمٌ على النَّاس حَمده ... لما حَاز من علمٍ بِهِ بَان رشده)
(غذي علومٍ لم يزل مُنْذُ نشئه ... يلوح على أفق المعارف سعده)
(ذكي كَأَن قد جاحم النَّار ذهنه ... ذكاءً وَمن شمس الظهيرة وقده)
(وَمن حَاز فِي سنّ الْبلُوغ فضائلا ... زمَان اغتذى بالعي وَالْجهل ضِدّه)(1/343)
654 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي غَالب مجد الدّين أَبُو الْعَبَّاس الإربلي النَّحْوِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والعربية، بَصيرًا يحل المعضل، أَخذ عَنهُ الشّرف الْفَزارِيّ، وَحدث عَن مُحَمَّد بن هبة الله بن المكرم.
وَمَات منتصف صفر سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة.
655 - أَحْمد بن عَليّ بن قدامَة أَبُو الْمَعَالِي قَاضِي الأنبار النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أحد الْعلمَاء بهذ الشَّأْن، المعروفين الْمَشْهُورين بِهِ. صنف كتابا فِي النَّحْو، وَآخر فِي القوافي.
وَمَات فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
656 - أَحْمد بن عَليّ بن مُجَاهِد التجِيبِي أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا، درس النَّحْو وقتا، روى عَن أبي الطراوة.
657 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن سُلَيْمَان بن سيد الْكِنَانِي الإشبيلي أَبُو الْعَبَّاس
الْمَعْرُوف باللص، لِكَثْرَة سَرقته أشعار النَّاس. وَسَماهُ ابْن الزبير أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ، وَبَعْضهمْ أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْملك. وَالصَّحِيح - كَمَا قَالَ ابْن عبد الْملك - الأول. وَكَانَ مقرئا مُحدثا متحققا بعلوم اللِّسَان نَحوا ولغة وأدبا، ذَاكِرًا للتواريخ، حسن المجالسة، شَاعِرًا مفلقا، أَقرَأ اللُّغَة والعربية وَالْأَدب طَويلا، وروى عَن شُرَيْح وَأبي بَحر الْأَسدي، وَعنهُ الشلوبين. وشعره مدون؛ وَمن أعجب مَا وَقع لَهُ فِي السّرقَة أَن واليا قدم إشبيلية فَانْتدبَ أدباؤها لمدحه، قَالَ: فطمعت تِلْكَ اللَّيْلَة أَن يسمح خاطري بِشَيْء فَلم يسمح،(1/344)
فَنَظَرت فِي معلقاتي، فَإِذا قصيد لأبي الْعَبَّاس الْأَعْمَى مَكْتُوب عَلَيْهِ: " لم ينشد " فأدغمت فِيهِ اسْم الْوَالِي، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَأنْشد النَّاس أنشدت تِلْكَ القصيدة؛ فَقَامَ شخص وَأخرج القصيدة من كمه؛ وَقد صنع فِيهَا مَا صنعت، وَوَقع لَهُ مَا وَقع؛ فَضَحِك الْوَالِي من ذَلِك، وَكثر الْعجب من التوارد على السّرقَة.
وَكَانَ يستصحب مَعَه كسرة خبز لَا يفارقها، وَيَقُول: إِنَّه قيل لي فِي النّوم: لَا تَمُوت إِلَّا عطشان. قَالَ: فَأَنا أَخَاف من ذَلِك؛ فَإِذا أصابني الْعَطش دفعتها إِلَى سقاء فسقاني، فاتفق أَنه مَاتَ وحيدا فِي منزله؛ وَلَا يبعد أَن يكون مَاتَ عطشا.
وَكَانَت وَفَاته سنة سبع - أَو ثَمَان - وَسبعين وَخَمْسمِائة، ومولده فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ - أَو ثَلَاث - وَخَمْسمِائة.
وَله:
(مولَايَ إِنِّي مَا أتيت جريمةً ... إِلَّا وَقلت تندمي يمحوها)
(لَوْلَا الرَّجَاء وَنِيَّة لي نطتها ... بكريم عفوك لم أكن آتيها)
وَذكره ابْن دحْيَة فِي المطرب، فَقَالَ: شَيخنَا الْفَقِيه الْأُسْتَاذ اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ. كَانَ من أهل البلاغة وَالشعر، والتقدم فِي النّظم والنثر، ختم كتاب سِيبَوَيْهٍ مرَّتَيْنِ على أبي الْقَاسِم بن الرماك. أَخْبرنِي أَن مولده سنة سبع وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة سِتّ وَسبعين؛ أجَاز لي ولأخي.
658 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سكن المرباطري أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئاً مجودا متحققا بِعلم الْعَرَبيَّة، رَحل إِلَى الْمشرق، وَلَقي أَبَا الْفضل الْهَمدَانِي وَغَيره، وتصدر بالفيوم لإقراء الْقُرْآن والعربية، وصنف شرح الشاطبية وَغَيره؛ وَمَات فِي نَحْو الْأَرْبَعين وسِتمِائَة.(1/345)
659 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف بالفحام
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا مقرئا فَاضلا، أَخذ الْقرَاءَات والنحو والآداب واللغة عَن أبي عبد الله بن نوح، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن صَاف وَابْن رزقون، وأقرأ بمالقة الْقُرْآن والعربية، وَكَانَ إِذا صلى بَكَى وتضرع، وَيَقُول فِي سُجُوده اللَّهُمَّ يسر عَليّ الْمَوْت وَمَا بعد الْمَوْت؛ فَمَاتَ فَجْأَة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة - وَقَالَ ابْن عبد الْملك: سنة أَربع - فِي رَجَب.
قَالَ: وَكَانَ راوية للْحَدِيث، ثِقَة عدلا، بارع الوراقة، مؤثراً للخلوة والانفراد؛ روى عَن ابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن الطباع، وَجَمَاعَة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
660 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يخلف الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا نحويا ماهرا، روى عَن عبد الرَّحِيم بن قَاسم الحجاري.
661 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَيْهَقِيّ الْمَعْرُوف ببوجعغرك
بكاف بِآخِرهِ للتصغير بلغَة الفارسية، قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَالْقِرَاءَة وَالتَّفْسِير؛ صنف التفاسير النافعة فِي ذَلِك، وانتشرت عَنهُ فِي الْبِلَاد، وَظهر لَهُ أَصْحَاب نجباء، وَتخرج بِهِ خلق. وَكَانَ ملازما لبيته، لَا يخرج إِلَّا فِي أَوْقَات الصَّلَاة، وَلَا يزور أحدا، سمع أَبَا الْحسن الصندلي وَأَبا نصر بن صاعد.
مولده فِي حُدُود سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
وَقَالَ ياقوت: قَرَأَ الصِّحَاح على الميداني وَحفظه عَن ظهر قلب. وصنف: الْمُحِيط بلغات الْقُرْآن، ينابيع اللُّغَة، تَاج المصادر.(1/346)
662 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الرماني النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشرابي
قَالَ ابْن عَسَاكِر: سمع عبد الْوَهَّاب بن حسن الْكلابِي وَحدث بالاصلاح لِابْنِ السّكيت عَن أبي جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ، روى عَنهُ أَبُو نصر بن طلاب الْخَطِيب، وَمَات يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث ربيع الأول سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
663 - أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود جلال الدّين الفجدواني
شَارِح كَافِيَة ابْن الْحَاجِب. لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، إِلَّا أَن هَذَا الشَّرْح مَشْهُور بأيدي النَّاس، لطيف، ذكر فِيهِ أَنه قَرَأَ على الحسام السفناقي.
664 - أَحْمد بن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن السقاء
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ أديباً فَاضلا حسن الْمعرفَة بالنحو، كيسا. قَرَأَ على ابْن الخشاب، وَسمع من أبي الْوَقْت، وَجمع مجموعا كثيرا، وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة.
وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة.
665 - أَحْمد بن عَليّ بن مَسْعُود
مُصَنف المراح فِي التصريف، مُخْتَصر وجيز مَشْهُور بأيدي النَّاس، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة.(1/347)
666 - أَحْمد بن عَليّ بن معقل أَبُو الْعَبَّاس الْأَزْدِيّ المهلبي الْحِمصِي الْعِزّ الأديب
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة. ورحل إِلَى الْعرَاق، وَأخذ الرَّفْض عَن جمَاعَة بالحلة والنحو بِبَغْدَاد عَن أبي الْبَقَاء العكبري والوجيه الوَاسِطِيّ، وبدمشق من أبي الْيمن الْكِنْدِيّ، وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض، وصنف فيهمَا، وَقَالَ الشّعْر الرَّائِق.
ونظم الْإِيضَاح والتكملة للفارسي فأجاد، واتصل بِالْملكِ الأمجد فحظي عِنْده، وعاش بِهِ رافضة تِلْكَ النَّاحِيَة.
وَكَانَ وافر الْعقل، غاليا فِي التَّشَيُّع، دينا متزهدا.
مَاتَ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
667 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي المكارم بن مَسْعُود بن حَمْزَة أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْموصِلِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الأديب
ينعَت بالكمال. روى عَنهُ الشّرف الدمياطي، وترجمه الْعِزّ بن جمَاعَة فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء بِمَا ذَكرْنَاهُ.
وَله من قصيدة:
(هِيَ الدُّنْيَا حَقِيقَتهَا محَال ... تمر كَمَا يمر بك الخيال)
(وَكم قد غر زخرفها أُنَاسًا ... غرور ذَوي الصدى بالقاع آل)
668 - أَحْمد بن عَليّ بن هبة الله بن الْحسن بن عَليّ الزَّوَال
- وَأَصله الزول فغيروه، وَمَعْنَاهُ الرجل الشجاع - ابْن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْمَأْمُون بن الرشيد القَاضِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمَأْمُون. قَالَ ياقوت: قَرَأَ اللُّغَة والنحو على أبي(1/348)
مَنْصُور الجواليقي، وَكتب الْخط الْمليح، وَولي الْقَضَاء، فَلَمَّا تولى المستنجد حبس الْقُضَاة وَهُوَ مِنْهُم؛ فَأَقَامَ فِي الْحَبْس أحدى عشرَة سنة، فَكتب فِيهِ ثَمَانِينَ مجلدا.
وَشرح الفصيح، وَجمع كتابا سَمَّاهُ أسرار الْحُرُوف. ثمَّ لما ولي المستضيء أفرج عَن المحبوسين، وَأعَاد عَلَيْهِم مرتباتهم.
مولده سنة تسع وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
669 - أَحْمد بن عَليّ بن يحيى الْأنْصَارِيّ
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا أديبا، نبيلا، حسن الْخط كتب الْكثير، وعني بالنظم أتم عناية، وَكَانَ حَيا سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
670 - أَحْمد بن عَليّ القاشاني اللّغَوِيّ
يعرف بِابْن بلوة، وَقيل بِابْن لوة، أَبُو الْعَبَّاس. حضر مجْلِس ابْن دُرَيْد: وَقَالَ ابْن فَارس: أَنْشدني:
(اغسل يَديك من الثقا ... ت فصرمهم صرم النَّبَات)
(واصحب أَخَاك على هوا ... ك وداره بالتُّرَّهات)
(مَا الود إِلَّا باللسا ... ن فَكُن لسانيَّ الصِّفَات)
671 - أَحْمد بن عَليّ أَبُو بكر الْمَيْمُونِيّ البرزندي
النَّحْوِيّ. شَافِعِيّ معتزلي، قَالَ ياقوت: وَله:
(إِذا مت فانعيني إِلَى الْعلم والنهى ... وَمَا حبرت كفى بِمَا فِي المحابر)
(فَإِنِّي من قوم بهم يضح الْهدى ... إِذا أظلمت بالقوم طرق البصائر)(1/349)
672 - أَحْمد بن عمر بن عَليّ بن شيبَة الْأَسدي اليبغاني أَبُو الْفضل
قَالَ السلَفِي: كَانَ من أهل الْفضل وَالدّين، مقدما فِي الْفَرَائِض والعربية، وَله شعر حسن، وَترسل جيد، وَلم أر أَكثر حَيَاء مِنْهُ؛ روى عَن ابي الْقَاسِم خلف بن مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الطرابلسي.
673 - أَحْمد بن عمر بن مطرف أَبُو الْعَبَّاس الْبُرْجِي
كَانَ أستاذا فَقِيها، نحويا أديبا، مقرئا، أَقرَأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب كثيرا، روى عَن ابْن الْحجَّاج وَابْن يسعون وَأبي الْفضل بن شرف، وَولي الْقَضَاء، وروى عَنهُ أَحْمد أبن عِيسَى بن نَام.
674 - أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ الْحلَبِي شهَاب الدّين
يعرف بِابْن كَاتب الخزانة. رَأَيْت بِخَط صاحبنا ابْن فَهد: ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأخذ الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض عَن الْعِزّ الحاضري، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض؛ حَتَّى لم يكن فِي حلب من يدانيه فيهمَا، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون والقطب الْحلَبِي، وباشر التوقيع وَالْكِتَابَة بالخزانة بِبَلَدِهِ.
وَمَات فِي تَاسِع الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة.
675 - أَحْمد بن عمر الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: روى عَن مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى الْأَزْدِيّ، عَن أبي بشر، عَن أبي المفرج الْأنْصَارِيّ، عَن ابْن السّكيت.(1/350)
676 - أَحْمد بن عمرَان بن سَلامَة الْأَلْهَانِي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
يعرف بالأخفش؛ والأخافش من النُّحَاة أحد عشر؛ كَمَا سَيَأْتِي ذكرهم فِي الخاتمة، وَهَذَا أَوَّلهمْ، وَلَيْسَ من الثَّلَاثَة الْمَشْهُورين.
قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا لغويا، أَصله من الشَّام، تأدب بالعراق، وَقدم مصر فَأكْرمه إِسْحَاق بن عبد القدوس، وَأخرجه إِلَى طبرية، فأدب وَلَده؛ وَله أشعار كَثِيرَة فِي آل الْبَيْت.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن وَكِيع وَزيد بن الْحباب، وصنف غَرِيب الْمُوَطَّأ. وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَمَات قبل الْخمسين وَمِائَتَيْنِ.
677 - أَحْمد بن عمار أَبُو الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ الْمُقْرِئ
النَّحْوِيّ الْمُفَسّر. كَانَ مقدما فِي الْقرَاءَات والعربية، أَصله من المهدية، وَدخل الأندلس، وصنف كتبا مفيدة، مِنْهَا التَّفْسِير.
وَمَات فِي الْأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
678 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد بن نَام الغساني الْبُرْجِي
قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب بِبَلَدِهِ، وَكَانَ أستاذا أديبا، بارعا فِي الْخط، روى عَن السُّهيْلي وَأبي الْقَاسِم بن دحمان، وَأخذ عَنهُ النَّاس.
وَمَات فِي عشر الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
679 - أَحْمد بن عِيسَى بن حجاجا اللَّخْمِيّ الإشبيلي أَبُو الْوَلِيد
قَالَ ابْن الزبير: أديب بارع من أَعْيَان إشبيلية، وبيته بَيت علم وَدين، لَهُ تصرف فِي الْأَدَب واللغة، ومشاركة فِي فنون، نظم أرجوزة فِي السِّيرَة.(1/351)
680 - أَحْمد بن فَارس بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن حبيب أَبُو الْحُسَيْن اللّغَوِيّ الْقزْوِينِي
كَانَ نحويا على طَريقَة الْكُوفِيّين. سمع أَبَاهُ وَعلي بن إِبْرَاهِيم بن سَلمَة الْقطَّان، وَقَرَأَ عَلَيْهِ البديع الهمذاني. وَكَانَ مُقيما بهمذان فَحمل مِنْهَا إِلَى الرّيّ ليقْرَأ عَلَيْهِ أَبُو طَالب ابْن فَخر الدولة، فسكنها. وَكَانَ شافعيا، فتحول مالكيا، وَقَالَ: أخذتني الحمية لهَذَا الإِمَام أَن يَخْلُو مثل هَذَا الْبَلَد عَن مذْهبه.
وَكَانَ الصاحب بن عباد يتتلمذ لَهُ، وَيَقُول: شَيخنَا مِمَّن رزق حسن التصنيف.
وَكَانَ كَرِيمًا جوادا، رُبمَا سُئِلَ فيهب ثِيَابه وفرش بَيته.
صنف: الْمُجْمل فِي اللُّغَة، فقه اللُّغَة، مُقَدّمَة فِي النَّحْو، وذم الْخَطَأ فِي الشّعْر، فَتَاوَى فَقِيه الْعَرَب، الإتباع والمزاوجة، اخْتِلَاف النَّحْوِيين، الِانْتِصَار لثعلب، اللَّيْل وَالنَّهَار، خلق الْإِنْسَان، تَفْسِير أَسمَاء النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَكتاب حلية الْفُقَهَاء، ومسائل فِي اللُّغَة يغالي بهَا الْفُقَهَاء.
وَمِنْه اقتبس الحريري صَاحب المقامات ذَلِك الأسلوب، وَوضع الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة فِي المقامة الحربية، وَهِي مائَة مَسْأَلَة، وَغير ذَلِك.
قَالَ الذَّهَبِيّ: مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة بِالريِّ، وَهُوَ أصح مَا قيل فِي وَفَاته.
وَمن شعره:
(مرت بِنَا هيفاء مقدودة ... تركية تنمي لتركي)
(ترنو بِطرف فاتن فاتر ... أَضْعَف من حجَّة نحوي)
وَله:
(إِذا كنت فِي حَاجَة مُرْسلا ... وَأَنت بهَا كلف مغرم)
(فَأرْسل حكيما وَلَا توصه ... وَذَاكَ الْحَكِيم هُوَ الدِّرْهَم)(1/352)
وَله:
(قد قَالَ فِيمَا مضى حَكِيم ... مَا الْمَرْء إِلَّا بأصغريه)
(فَقلت قَول امرء لَبِيب ... مَا الْمَرْء إِلَّا بدرهميه)
(من لم يكن مَعَه درهماه ... لم تلْتَفت عرسه إِلَيْهِ)
(وَكَانَ من ذله حَقِيرًا ... تبول سنوره عَلَيْهِ)
681 - أَحْمد بن الْفضل بن شَبابَة أَبُو الضَّوْء النَّحْوِيّ الهمذاني الْكَاتِب
قَالَ ياقوت: كَانَ يلقب بساسي دوير. روى عَن ثَعْلَب والمبرد وَابْن دُرَيْد وَأبي الْحسن السكرِي وَجَمَاعَة. وروى عَنهُ أَحْمد بن عَليّ بن بِلَال وَغَيره.
قَالَ: كنت بِالْبَصْرَةِ، فاستأذنت على أبي خَليفَة، وَعِنْده جمَاعَة من الهاشميين يتغدون، فحجبني البواب، فَكتبت فِي رقْعَة،، وناولتها بعض غلمانه، وفيهَا:
(أَبَا خَليفَة تجفو من لَهُ أدبٌ ... وتتحف الغر من أَوْلَاد عَبَّاس)
(مَا كَانَ قدر رغيفٍ لَو سمحت بِهِ ... شَيْئا، وتأذن لي فِي جملَة النَّاس)
فَلَمَّا وصلت إِلَيْهِ، قَالَ: عَليّ بالهمذاني صَاحب الشّعْر، فأدخلت عَلَيْهِ، فَقدم إِلَيّ طبقًا من رطب، وأجلسني مَعَه.
توفّي سنة خمسين وثلاثمائة.(1/353)
682 - أَحْمد بن كَامِل بن خلف بن شَجَرَة بن مَنْصُور بن كَعْب ابْن زيد أَبُو بكر القَاضِي
قَالَ الْخَطِيب: أحد أَصْحَاب ابْن جرير، وَكَانَ عَالما بِالْأَحْكَامِ وعلوم الْقُرْآن والنحو وَالشعر والتاريخ وَأَصْحَاب الحَدِيث، [وَله مصنفات فِي أَكثر من ذَلِك] .
تقلد قَضَاء الْكُوفَة، وروى عَن أبي قلَابَة الرقاشِي وَغَيره، وَعنهُ الدَّارَقُطْنِيّ. وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ: كَانَ متساهلاً؛ رُبمَا حدث من حفظه بِمَا لَيْسَ من كِتَابه، وأهلكه الْعجب؛ فَاخْتَارَ لنَفسِهِ مذهبا.
وصنف غَرِيب الْقُرْآن، القرءات التَّارِيخ، أَخْبَار الْقُضَاة، الشُّعَرَاء؛ وَغير ذَلِك.
مولده سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَات فِي الْمحرم سنة خمسين وثلاثمائة.
683 - أَحْمد بن كُلَيْب النَّحْوِيّ الأندلسي
قَالَ ياقوت: شَاعِر مَشْهُور الشّعْر؛ لَا سِيمَا شعره فِي أسلم بن أَحْمد بن سعيد قَاضِي الْجَمَاعَة، وَقد اشْتَدَّ كلفه بِهِ، وفارقه صبره، واشتهرت حَاله حَتَّى اختفى أسلم، وَترك الْخُرُوج من منزله.
وَمَات ابْن كُلَيْب سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره فِيهِ عِنْد مَوته:
(أسلم يَا رَاحَة العليل ... رفقا على الهائم النحيل)
(وصلك أشهى إِلَى فُؤَادِي ... من رَحْمَة الْخَالِق الْجَلِيل)(1/354)
684 - أَحْمد بن الْمُبَارك بن نَوْفَل الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس النصيبي الخرفي
بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون لراء ثمَّ فَاء. قَالَ الذَّهَبِيّ؛ كَانَ إِمَامًا عَالما، قدم الْموصل، وَقَرَأَ بهَا الْعَرَبيَّة على عمر بن أَحْمد السفني، بِكَسْر السِّين. وَسمع الصَّحِيح من مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن سَرَايَا، عَن أبي الْوَقْت، وبرع فِي الْعلم وَقَرَأَ الْقرَاءَات على ابْن حرمية البواريجي، وَسكن سنجار، ودرس بهَا مَذْهَب الشَّافِعِي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ المظفر والصالح ابْنا صَاحب الْموصل، ثمَّ نقل إِلَى الجزيرة، وَحج وَعَاد.
وصنف كتابا فِي الْأَحْكَام، وكتابا فِي الْعرُوض، وَآخر فِي الْخطب، وَله منظومة فِي الْفَرَائِض ومنظومة أُخْرَى فِي الْمسَائِل الملقبات، وَشرح الدريدية، وَشرح الملحة، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ لَهُ الْقبُول التَّام. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
685 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن خلصة الكتامي الْقُرْطُبِيّ الْحِمْيَرِي
الْمَشْهُور بالوزغي - وَكَانَ يكره ذَلِك - أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو جعفرك، وَكَانَ مقدما فِي الْقرَاءَات مبرزا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب مشاركا فِي غير ذَلِك، راوية مكثرا ثِقَة ذَا حَظّ من قرض الشّعْر. أَخذ الْقرَاءَات عَن عَيَّاش بن فرج الْأَزْدِيّ والنحو وَالْأَدب عَن أبي بكر بن سمحون، ولازم أَبَا الْحجَّاج بن إِسْمَاعِيل الْمرَادِي، روى الحَدِيث عَن ابْن بشكوال وَغَيره. وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن الطيلسان وَخلق، وأقرأ الْقُرْآن وعلوم اللِّسَان بِجَامِع قرطبة طَويلا، وخطب بِهِ أعواما. روى الحَدِيث، وَتخرج بِهِ خلق، ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وَكَانَ ورعا زاهدا، فصيحا، مدح الْمُلُوك، ثمَّ نزع عَن ذَلِك، واستغفر الله.
مولده فِي حُدُود سنة وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء لعشر بَقينَ من صفر سنة سِتّ عشر وسِتمِائَة.
ذكره ابْن الزبير وَغَيره.(1/355)
686 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي أَبُو إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ
صَاحب التَّفْسِير، والعرائس فِي قصَص الْأَنْبِيَاء. كَانَ إِمَامًا كَبِيرا، حَافِظًا للغة، بارعاً فِي الْعَرَبيَّة، روى عَن أبي طَاهِر بن خُزَيْمَة وَأبي مُحَمَّد المخلدي. أَخذ عَنهُ الواحدي.
وَمَات فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة. ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ.
687 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ اليمني الْقُرْطُبِيّ الْحَنَفِيّ
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فرضياً، حسابياً لغوياً، نحوياً ثبناً، دينا نسابة.
صنف فِي فنونٍ، وَله اللّبَاب فِي الْآدَاب، ومختصر فِي النَّحْو، وَغير ذَلِك.
688 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الفيشي - بِالْفَاءِ والشين الْمُعْجَمَة - \ الشَّيْخ شهَاب الدّين الحناوي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: أَقرَأ الْعَرَبيَّة، وانتفع بِهِ جمَاعَة، وناب فِي الحكم، ودرس بأماكن، وَكَانَ وقوراً سَاكِنا، قَلِيل الْكَلَام، كثير الْفضل، وَألف فِي النَّحْو، وَسمع مِنْهُ صاحبنا ابْن فَهد، وَقَالَ: سمع من السويداوي والحراني وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم.
وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ.
689 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الميداني النَّيْسَابُورِي أَبُو الْفضل الإِمَام الْفَاضِل الأديب النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: قَرَأَ على الواحدي وَغَيره، وأتقن اللُّغَة والعربية.
وصنف: الْأَمْثَال، السَّامِي فِي الْأَسَامِي، الأنموذج فِي النَّحْو، المصادر، نزهة الطّرف فِي علم الصّرْف، شرح المفضليات، وَغير ذَلِك.(1/356)
ووقف الزَّمَخْشَرِيّ على كِتَابه الْأَمْثَال، فحسده عَلَيْهِ، فَزَاد فِي لَفْظَة " الميداني " نوناً قبل الْمِيم، فَصَارَ " النميداني " وَمَعْنَاهُ بالفارسي: الَّذِي لَا يعرف شَيْئا، فَعمد إِلَى بعض كتب الزَّمَخْشَرِيّ، فَجعل الْمِيم نوناً فَصَارَ " الزنخشري " وَمَعْنَاهُ بَائِع زَوجته.
قَرَأَ عَلَيْهِ أَئِمَّة. وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة.
690 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ثَعْلَبَة الْعَبدَرِي الإشبيلي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحوياً، حاذقاً اديباً، كَاتبا محسنا، روى عَن أبي الْحسن الرعبني والشلوبين، وَغَيرهمَا.
691 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف بن يحيى الْهَاشِمِي البلنسي أَبُو جَعْفَر القلبيري
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ حَافِظًا للآداب واللغات، ذَا حَظّ من قرض الشّعْر، فَاضلا. روى عَن ابْن النِّعْمَة وَابْن هُذَيْل، وَعنهُ ابْن الْأَبَّار.
مَاتَ بَغْتَة فِي نَحْو الْعشْرين وسِتمِائَة.
692 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلمَة بن شرام أَبُو بكر النساني النَّحْوِيّ
أحد النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالشَّام، سمع أَبَا بكر الخرائطي، وَأَبا الْحسن الصيدلاني، وَجَمَاعَة. وَصَحب الزجاجي، وَأخذ عَنهُ؛ وَكَانَ جيد الْخط والضبط، روى عَنهُ رشأ ابْن نظيف.
وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.(1/357)
693 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن كَمَال الدّين الشريشي الوائلي الْبكْرِيّ كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن جمَاعَة: كَانَ أحد أَعْيَان الشَّافِعِيَّة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَالْأَدب، سمع من النجيب وَخلق، ورحل إِلَى مصر والإسكندرية، ودرس بالشامية البرانية، والناصرية. وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية والصالحية.
ولد بسنجار سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة، وَمَات مُتَوَجها إِلَى الْحجاز لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سلخ شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة بِمَنْزِلَة الحسا، بَين الكرك وَمَعَان
694 - أَحْمد ين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن دلويه الأستوائي الدلوى أَبُو حَامِد قَالَ الْخَطِيب: قدم بَغْدَاد، ويمع الدَّارَقُطْنِيّ / وَولى الْقَضَاء بعكبرا، وَكَانَ شافعيا أشعريا /، ذَا حَظّ من الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، صَدُوقًا، حدث يَسِيرا مولده ظنا سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة، وَمَات فِي ثامن عشري ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
695 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر بن مَيْمُون بن مَرْوَان الْأَسْلَمِيّ الرقطبي النَّحْوِيّ الضَّرِير أَبُو عمر
يلقب إشكابة. كَانَ صَالحا عفيفاً، أدب عِنْد الرؤساء، وَسمع من قَاسم بن أصبغ والخشني. وَمَات يَوْم الْجُمُعَة لإحدى عشرَة خلت من شَوَّال سنة تسعين وثلاثمائة.
قَالَه ابْن الفرضي.(1/358)
696 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي هَارُون التَّمِيمِي الإشبيلي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ أحد كبار المقرئين المجودين، وَجلة الأدباء النَّحْوِيين؛ مَعَ الْفضل التَّام وَالدّين المتين، والورع والزهد، تَلا بالسبع على أبي إِسْحَاق بن عَليّ بن طَلْحَة وَأبي بكر بن خير وَأبي الْحُسَيْن عبيد الله بن مُحَمَّد بن اللحياني وَأبي مُحَمَّد بن أَحْمد مرجوال، وَأخذ عَن بَعضهم غير ذَلِك، والْحَدِيث وَغَيره عَن أبي بكر بن الْجد وَأبي عبيد السكْسكِي وَأبي الْحسن الزُّهْرِيّ وَأبي عبد الله بن الْمُجَاهِد. وتأدب فِي الْعَرَبيَّة وَمَا فِي مَعْنَاهَا بِأبي الْحسن بن ملكون وَأبي بكر بن خشرم. وروى عَنهُ ابْنه أَبُو عمر وَأَبُو عَليّ الشلوبين وَأَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان، وَغَيرهم.
وَكَانَ حَيا سنة سبع وسِتمِائَة.
697 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْمَرْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن زقيقة
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا، ذَاكِرًا للآداب، ضابطاً للغات، درس ذَلِك بِبَلَدِهِ مُدَّة، ثمَّ استوطن تونس، وأقرأ بهَا إِلَى أَن مَاتَ. وروى عَن أبي الرّبيع بن سَالم، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق النجيب الْحَرَّانِي والتاج الْقُسْطَلَانِيّ.
وَمَات فِي حُدُود خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
698 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ أَبُو الْعَبَّاس الإشبيلي
يعرف بِابْن الْحَاج. قَرَأَ على الشلوبين وَأَمْثَاله. وَله على كتاب سِيبَوَيْهٍ إملاء، ومصنف فِي الْإِمَامَة، وَفِي عُلُوم القوافي، ومختصر خَصَائِص ابْن جني، ومصنف فِي حكم السماع، ومختصر الْمُسْتَصْفى، وَله حواش فِي مشكلاته وعَلى سر الصِّنَاعَة، وعَلى الْإِيضَاح، ونقود على الصِّحَاح، وإيرادات على المقرب.(1/359)
وَكَانَ يَقُول: إِذا مت يفعل ابْن عُصْفُور فِي كتاب سسيبويه مَا شَاءَ.
مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة. ذكره الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافِظًا للغات، مقدما فِي الْعرُوض،
روى عَن الدباج. وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين.
وَقَالَ فِي الْبَدْر السافر: برع فِي لِسَان الْعَرَب، حَتَّى لم يبْق فِيهِ من يفوقه أَو يدانيه.
وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
699 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد العكي اللوشي أَبُو جَعْفَر بن الأصلع
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من جلة أهل بَلَده وأعيانهم، مُتَقَدما فِي تجويد الْقُرْآن والعربية وَالرِّوَايَة للْحَدِيث، تَلا على أبي الْعَبَّاس الأندرشي، وَأخذ كتاب سِيبَوَيْهٍ عَن أبي بَحر عَليّ بن جَامع وَأبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان، وروى عَن أَبِيه والسهيلي وَابْن بشكوال.
وَعنهُ ابْن الطيلسان، وتصدر بِبَلَدِهِ للإفادة.
مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بأندوجر أَسِيرًا بأيدي الرّوم فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة.
700 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن أبي عبد الله بن أبي عَبَّاس الْبكْرِيّ
من بكر بن وَائِل، الشريشي الصُّوفِي الإِمَام الْعَارِف الْعَلامَة. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَتُوفِّي لَيْلَة الْعَاشِر من شهر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة بأعمال الفيوم، وَدفن بهَا.(1/360)
وَله كتاب تَوْحِيد الرسَالَة، ورسالة التَّوْجِيه فِي أصُول الدّين، وَكتاب أسرار أصُول الدّين، وَكتاب أسرار الرسَالَة، وَكتاب الْأَسْرَار، وَكتاب أَسْنَى الْمَوَاهِب، وَكتاب شرح الْمفصل فِي النَّحْو، وَكتاب شرح الجزولية فِي النَّحْو، وَكتاب صُحْبَة الْمَشَايِخ، وَكتاب أنوار السَّرَايَة، وسراية الْأَنْوَار. نظم، وَكتاب عوارف الْهدى وَهدى العوارف، وَكتاب فِي السماع.
وَمن شعره:
(لَو لم تكن سبل الْوَلَاء بعيدَة ... لَا تنتحي إِلَّا بعزمة ماجد)
(لتوارد الضدان أَرْبَاب الْعلَا ... والأرذلون على مَحل وَاحِد)
701 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد المرسي أَبُو الْعَبَّاس بن بِلَال
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَالْأَدب. وَله شرح الْغَرِيب المُصَنّف، وَشرح الْإِصْلَاح لِابْنِ السّكيت؛ أَفَادَ بذلك كُله وَأحسن مَا شَاءَ، وَزَاد ألفاظا فِي الْغَرِيب.
وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والآداب، وَعَلِيهِ قَرَأَ المظفر بن عبد الْملك، وَنسب إِلَيْهِ ابْن خلصة النَّحْوِيّ شرح أدب الْكَاتِب الْمُسَمّى بالاقتضاب، وَذكر أَن ابْن السَّيِّد البطليوسي أغار عَلَيْهِ وانتحله.
مَاتَ قَرِيبا من سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
702 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرعيني
يعرف بنسبه. أَبُو جَعْفَر. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من أهل الْفضل والظرف، عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ، مشاركا فِي الْفِقْه، متدربا فِي الْأَحْكَام. قَرَأَ على أبي الْحسن القيجاطي وَابْن الفخار،
وَولي قَضَاء أرحبة. سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة.
وَمَات سنة أَربع وَأَرْبَعين.(1/361)
703 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يُونُس الْمرَادِي
يعرف بِابْن النّحاس، أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ. من أهل الْفضل الشَّائِع، وَالْعلم الذائع، رَحل إِلَى بَغْدَاد، وَأخذ عَن الْأَخْفَش الْأَصْغَر والمبرد، ونفطويه، والزجاج، وَعَاد إِلَى مصر، وَسمع بهَا النَّسَائِيّ وَغَيره.
وصنف كتبا كَثِيرَة، مِنْهَا إِعْرَاب الْقُرْآن، مَعَاني الْقُرْآن. الْكَافِي فِي الْعَرَبيَّة، الْمقنع فِي اخْتِلَاف الْبَصرِيين والكوفيين، شرح المعلقات، شرح المفضليات، شرح أَبْيَات الْكتاب، الِاشْتِقَاق، أدب الْكَاتِب، وَغير ذَلِك.
وقلمه أحسن من لِسَانه، وَكَانَ لَا يُنكر أَن يسْأَل أهل النّظر ويناقشهم عَمَّا أشكل عَلَيْهِ فِي تصانيفه.
وَكَانَ لئيم النَّفس، شَدِيد التقتير على نَفسه، وحبب إِلَى النَّاس الْأَخْذ عَنهُ، وانتفع بِهِ خلق. وَجلسَ على درج المقياس بالنيل يقطع شَيْئا من الشّعْر، فَسَمعهُ جَاهِل، فَقَالَ: هَذَا يسحر النّيل حَتَّى لَا يزِيد؛ فَدفعهُ بِرجلِهِ، فغرق، وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلثمائة.
وَذكره الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء، فَقَالَ: روى الْحُرُوف عَن أبي الْحسن بن شنبوذ وَأبي بكر الداجوني وَأبي بكر بن يُوسُف، وَسمع الْحسن بن عليب وَبكر بن سهل.
قَالَ عبد الرَّحْمَن بن احْمَد بن يُونُس: كَانَ عَالما بالنحو، صَادِقا، وَكتب الحَدِيث، وَخرج إِلَى الْعرَاق، وَلَقي أَصْحَاب الْمبرد.(1/362)
704 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الطرسوني المرسي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ يدرس بِبَلَدِهِ الْفِقْه والعربية وَالْأَدب، مَعَ مشاركته فِي غير ذَلِك سمع أَبَا عبد الله بن حميد وَغَيره، وَكَانَ فَاضلا، سري الْأَخْلَاق، لَهُ صيت كَبِير.
ولد بمرسية سنة خمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات شَهِيدا مُقبلا على الْعَدو غير مُدبر فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة. وَقيل: سنة إِحْدَى وَعشْرين.
وَمن شعره:
(زهدت فِي الْخلق طرا بعد تجربة ... وَمَا عَليّ بزهدي فيهم دَرك)
(إِنِّي لأعجب من قوم يقودهم ... حرص إِلَى بر أَو ملك لمن ملكوا)
(أَو أَن يذلوا لمخلوق على طمع ... وَفِي خَزَائِن رب الْعِزَّة اشْتَركُوا)
(أما وحقك لَو دانوا بِمَعْرِِفَة ... لقد أَصَابُوا بهَا المرغوب لَو سلكوا)
(من ذَا تمد إِلَيْهِ الْيَد فِي طلب ... بِمَا عَلَيْهَا وَأَنت الْمَالِك الْملك)
705 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن جبارَة شهَاب الدّين
قَالَ الصَّفَدِي: سمع من ابْن عبد الدايم، وَقَرَأَ على النبيه الرَّاشِدِي والبهاء ابْن النّحاس، وبرع فِي النَّحْو والقراءات، واشتهر بهما على تخبيط عِنْده.(1/363)
أَخذ الْأُصُول عَن الْقَرَافِيّ، وَكَانَ ذَا زهد. شرح الشاطبية، والرائية.
مولده سنة تسع وَأَرْبَعين سِتّمائَة وَمَات سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(ترك السَّلَام عَلَيْهِم تَسْلِيم ... فَاذْهَبْ وَأَنت من الملام سليم)
(لَا تخدعنك زخارف من ودهم ... فلئن سَأَلتهمْ بدا المكتوم)
(مَا للْفَقِير مَعَ الْغَنِيّ مَوَدَّة ... أَنى تصاحب وَاجِد وعديم)
707 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُخْتَار النَّحْوِيّ أَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ ابْن أخي أبي الْفَتْح، مُحَمَّد السَّابِق
قَالَ ياقوت: أَخذ النَّحْو عَن أبي غَالب بن بَشرَان، وَكَانَ منزله مألفا لأهل الْعلم، وَكَانَ من الشُّهُود المعدلين، وَله طاحون بواسط، دخلُوا عَسْكَر الْأَعَاجِم مرّة ونهبوا قِطْعَة من وَاسِط، ونهبوا دَاره، فَدخل مَعَه بعض أَصْحَابه إِلَيْهِم يستعطفهم أَن يردوا إِلَيْهِ بعض مَا أخذُوا لَهُ، فَلم يرْضوا، فَخرج وَهُوَ يَقُول:
(تذكرت مَا بَين العذيب وبارق ... مجر عوالينا ومجرى السوابق)
والتفت إِلَى صَاحبه، وَقَالَ: مَا الْعَامِل فِي الظّرْف فِي هَذَا الْبَيْت؟ فَقَالَ لَهُ: مَا أشغلك مَا أَنْت فِيهِ عَن النَّحْو، فَقَالَ: وَمَا يفيدني إِذا حزنت!
مَاتَ بعد الْخَمْسمِائَةِ.
708 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حزم الإشبيلي أَبُو عمر
من ذُرِّيَّة بني حزم المذحجيين، من قبل أَبِيه، وَمن ذُرِّيَّة أبي مُحَمَّد اليزيدي الظَّاهِرِيّ من قبل أمه. ذكره ابْن عبد الْملك، وَقَالَ: كَانَ أديبا ماهرا فِي عُلُوم اللِّسَان على الْإِطْلَاق، متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ، أَخذهَا عَن أبي الْقَاسِم بن الرماك، وَكَانَ يُسَمِّيه زقيق النَّحْو، لِكَثْرَة مباحثته إِيَّاه وحدة أسئلته الَّتِي يوردها عَلَيْهِ.(1/364)
وروى عَن أبي بكر بن أَحْمد بن طَاهِر الخدب وَأبي الْحسن شُرَيْح، وَعنهُ أَبُو الْحسن ابْن عَتيق بن مُؤمن وَأَبُو مُحَمَّد أَحْمد بن جُمْهُور وَأَبُو الْمجد هُذَيْل.
وَكَانَ متوقد الخاطر، سريع البديهة فِي نظم الشّعْر، مكثرا فِيهِ فِيمَا شَاءَ من فنونه، شَدِيد حَرَكَة النَّاظر؛ حَتَّى سعي عَلَيْهِ أَنه يُرِيد الثورة بِدَعْوَى الْمهْدي، فامتحن بذلك، وَأَجَازَ الْبَحْر إِلَى العدوة؛ وَأول الْفِتْنَة الْحَادِثَة بَين اللمتونيين والموحدين؛ فَكَانَ يتطور تَارَة جنديا، وَأُخْرَى كَاتبا، إِلَى غير ذَلِك.
وَله تصانيف، مِنْهَا: رِسَالَة الصئول على الْبَاغِي والجهول، والزوائغ والدوامغ؛ تَابع فِيهِ أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالدواهي والنواهي فِي الرَّد على أبي مُحَمَّد بن حزم.
709 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الإِمَام المرزوقي أَبُو عَليّ
من أهل أَصْبَهَان؛ كَانَ غَايَة فِي الذكاء والفطنة وَحسن التصنيف وَإِقَامَة الْحجَج وَحسن الِاخْتِيَار، وتصانيفه لَا مزِيد على حسنها.
قَرَأَ على أبي عَليّ الْفَارِسِي، وَدخل عَلَيْهِ الصاحب بن عباد، فَلم يقم لَهُ، فَلَمَّا ولي الوزارة جفاه.
صنف: شرح الحماسة، شرح الفصيح، شرح المفضليات، شرح أشعار هُذَيْل، شرح الموجز، وَغَيرهَا.
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
710 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف الْمعَافِرِي الغرناطي أَبُو جَعْفَر
يعرف بِابْن خلف، وبابن خَدِيجَة. قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه بِبَلَدِهِ، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم، كثير الدعابة، سمع من أبي الْقَاسِم بن سمحون وَأبي جَعْفَر بن شرَاحِيل وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ.
وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَله نَحْو سبعين سنة.(1/365)
711 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف الْبكْرِيّ البطليوسي أَبُو الْعَبَّاس بن الفارض
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا مجودا نحويا مُفَسرًا، متكلما مفتنا فِي معارف، صَالحا فَاضلا، روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق بن العشاش.
وَمَات فِي حُدُود الْعشْرين وسِتمِائَة.
712 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَتيق بن جرج
يعرف بالذهبي، من أهل بلنسية. قَالَ فِي الْمغرب: فيلسوف الأندلس وعالمها، جمع الطِّبّ والنحو واللغة والقراءات وَالْفِقْه وَنظر فِي عُلُوم الْأَوَائِل، فبرع فِيهَا أتم براعة، وَكَانَ من أحسن النَّاس خلقا وخلقا.
أَخذ عَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عبد الله بن جُبَير وَأبي عبد الله بن نوح.
وَله من التصانيف شرح كتاب مُسلم وَغَيره.
ولد ببلنسية سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بتلمسان سنة إِحْدَى وسِتمِائَة.
713 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي رقيعة الْأنْصَارِيّ أَبُو الْعَبَّاس
من أهل المرية. قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ النَّحْو واللغة والآداب بِبَلَدِهِ مُدَّة، ثمَّ سكن تونس، وَأخذ بالأندلس عَن جمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق التَّاج الْقُسْطَلَانِيّ والنجيب الْحَرَّانِي وَأَبُو الْقَاسِم بن بَنِينَ.
مَاتَ فِي حُدُود سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
714 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَامت أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَقَدما فِي الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ، ماهرا فِي صَنْعَة الْحساب، وَقد أدب بهما دهرا، كَاتبا فَاضلا، تَلا بالسبع على ابْن هُذَيْل، وروى عَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش.
مَاتَ بعد التسعين وَخَمْسمِائة.(1/366)
715 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَامر بن فرفد أَبُو مُوسَى الأندلسي
قَالَ فِي الْبلْغَة: سكن مصر، وَشرح الْفُصُول لِابْنِ معطٍ، وَكَانَ سيء الْخلق، وَمَات سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَذكره ابْن مَكْتُوم، فأسقط " عَامِرًا " وكناه أَبَا طَلْحَة، وَقَالَ: مَعْدُود فِي أَصْحَاب الشلوبين، سَأَلت عَنهُ أَبَا حَيَّان، فَقَالَ: كَانَ فِي خلقه حِدة، ويسير انحراف. أَقَامَ بِمصْر مُدَّة ثمَّ بِالشَّام، ثمَّ بحلب، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة، وَولي الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ القطبية وبالزاوية الَّتِي بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ. وَكَانَ أمثل فِي النَّحْو من الْبَهَاء بن النّحاس، مقتر الرزق، ضيق الْحَال.
716 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْمَرْوِيّ البلنسي الأَصْل أَبُو الْعَبَّاس الأندرشي بن الْيَتِيم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أَئِمَّة أهل الْقُرْآن، مَعَ الْمعرفَة الْكَامِلَة بالنحو والبراعة فِي فهم أغراض أَهله، متحققا بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ، مَعَ مُشَاركَة فِي الحَدِيث، تَلا على أبي الْقَاسِم بن ورد وَغَيره، وروى عَن ابْن يسعون وَأبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَعبد الْحق بن عَطِيَّة وَابْن أُخْت غَانِم، وَخلق.
وَعنهُ أَبُو الْخطاب بن دحْيَة وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَابْن يَرْبُوع؛ وَكَانَ لَا يرى بِالْإِجَازَةِ، ثمَّ رَجَعَ وَحدث بهَا، ودرس النَّحْو والآداب واللغات كثيرا، وَانْقطع إِلَى الْعلم.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.(1/367)
717 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عَبَّاس بن مُدبر الْأَزْدِيّ الْقُرْطُبِيّ
الأشوني الأَصْل، بِضَم الْهمزَة والمعجمة وبالنون، أَبُو الْقَاسِم. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ فَقِيها عَارِفًا، بارع الْأَدَب، بليغ الْكِتَابَة، أَقرَأ بِبَلَدِهِ الْعَرَبيَّة والآداب كثيرا، وروى عَن سُفْيَان بن العَاصِي وَأبي مُحَمَّد بن عتاب، وَولي قَضَاء رندة.
718 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُصعب الْجمال أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: أحد الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء [مفت] يرجع إِلَى الْعلم بِالشُّرُوطِ والمساحة والنحو وفنون الْعلم.
كتب بالعراق وخراسان، وروى عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم، وقطن بن إِبْرَاهِيم.
مَاتَ بطرِيق الْحَج سنة إِحْدَى وثلاثمائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
719 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هَارُون العسكري أَبُو الْحُسَيْن
قَالَ ياقوت: لَهُ شرح كتاب مبرمان، وَشرح الْعُيُون، وَشرح التَّلْقِين، فرغ مِنْهُ فِي رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وثلثمائة.
وَادّعى عَلَيْهِ رجل شَيْئا فَقَالَ: مَا لَهُ عِنْدِي حق، فَقَالَ القَاضِي: من هَذَا؟ فَقَالَ ابْن هَارُون النَّحْوِيّ، فَقَالَ القَاضِي: أعْطه مَا أَقرَرت لَهُ بِهِ.(1/368)
720 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَالك النَّهْشَلِي الأديب أَبُو الْفضل الْعَرُوضِي الصفار الشَّافِعِي
قَالَ عبد الغافر: هُوَ شيخ أهل الْأَدَب فِي عصره، حدث عَن الْأَصَم وَأبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي والطبقة. وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة، مِنْهُم الواحدي.
وَقَالَ الثعالبي: إِمَام فِي الْأَدَب، جَازَ السّبْعين فِي خدمَة الْكتب، وانفق عمره على مطالعة الْعُلُوم، وتدريس مؤدبي نيسابور.
ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة، وَمَات بعد سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
721 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الأديب اللّغَوِيّ الْعَلامَة
أَبُو عَمْرو الزردي، بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الرَّاء. قَالَ الْحَاكِم: كَانَ أوحد هَذِه الديار فِي عصره بلاغة وبراعة وتقدما فِي معرفَة الْأُصُول وَالْأَدب، وَكَانَ رجلا ضَعِيف البنية، مسقاما، يركب حمارا ضَعِيفا، فَإِذا تكلم تحير الْعلمَاء فِي براعته. سمع الحَدِيث الْكثير من ابْن عوَانَة الإِسْفِرَايِينِيّ، وَغَيره.
وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
قَالَ الْحَاكِم: سمعته يَقُول: الْعلم علمَان: علم مسموع، وَعلم ممنوح.(1/369)
722 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله المعبدي
من ولد معبد بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب. أحد من اشْتهر بالنحو والعربية من الْكُوفِيّين، وَوجه من وُجُوه أَصْحَاب ثَعْلَب الْكِبَار.
مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لثمان بَقينَ من صفر سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
قَالَه ياقوت.
723 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمعَافِرِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو جَعْفَر وَأَبُو الْعَبَّاس
يعرف بِابْن قادم. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا أديبا نحويا، مُتَقَدما، بارعا فِي ذَلِك كُله، جليل الْقدر، تصدر للتدريس.
وَله نظم. وروى عَن جده لأمه أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد بن يحيى.
724 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الأسكندري الْمَالِكِي فَخر الدّين بن المخلطة
قَالَ فِي الدُّرَر: اشْتغل وَمهر فِي الْفِقْه والعربية، وَسمع من يحيى بن مُحَمَّد الصنهاجي وَغَيره، ورحل إِلَى دمشق، فَأخذ عَن الذَّهَبِيّ، ودرس الحَدِيث بالصرغتمشية بعد عزل مغلطاي، وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة.
وَمَات فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة.(1/370)
725 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خَاطب بن زَاهِر الْبَاجِيّ الأندلسي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من جلة النُّحَاة وحذاقهم، ذَا حَظّ صَالح من رِوَايَة الحَدِيث، حَافِظًا للفقه، زاهدا ورعا، فَاضلا. تصدر لتعليم الْعَرَبيَّة واللغات عمره كُله، وأسمع الحَدِيث. أَخذ الْعَرَبيَّة عَن عَاصِم بن أَيُّوب البطليوسي وَأبي الْحسن بن أَفْلح العلنبق وَأبي جَعْفَر ابْن خطاب الْمَاوَرْدِيّ. وروى عَن مَيْمُون بن ياسين اللمتوني، وَعنهُ أَبُو بكر بن خير.
مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة.
726 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الباشاني، صَاحب الغريبين أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ
وَله أَيْضا كتاب وُلَاة هراة، قَالَ ياقوت: قَرَأَ على أبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ وَأبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي، وروى عَنهُ عبد الْوَاحِد المليجي وَأَبُو بكر الأردستاني.
وَمَات فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة.
727 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سَالم مولى هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: عَالم الأندلس بالأخبار والأشعار وأديبها وشاعرها، كتب النَّاس تصنيفه وشعره، سمع من بَقِي بن مخلد وَابْن وضاح والخشني.
مَاتَ يَوْم الْأَحَد لثنتي عشرَة بقيت من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة وَثَمَانِية أشهر.(1/371)
728 - أَحْمد بن مُحَمَّد عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي
ابْن طراد بن حُسَيْن بن مخلوف بن أبي الفوارس بن سيف الْإِسْلَام بن قيس بن سعد ابْن عبَادَة الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي النَّحْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس.
اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وشارك فِي الْفِقْه، وَأخذ عَن أبي حَيَّان وَغَيره، وانتفع بِهِ أهل مَكَّة فِي الْعَرَبيَّة، وَكَانَ عَارِفًا بِمذهب الْمَالِكِيَّة، سَافر إِلَى الغرب، وَلَقي جمَاعَة، وانتصب لإقراء الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض، وَكَانَ بارعا ثِقَة ثبتا.
وَله تآليف ونظم كثير، سمع من عُثْمَان بن الصفي وَغَيره، وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق، مواظباً على الْعِبَادَة، أَخذ عَنهُ بِمَكَّة الْمرْجَانِي وَابْن ظهيرة وَغَيرهمَا. وحدثتنا عَنهُ بِالسَّمَاعِ شيختنا أم هَانِئ بنت الهوريني، وَهُوَ جد شَيخنَا نحوي مَكَّة قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين عبد الْقَادِر ابْن أبي الْقَاسِم.
مولده سنة تسع وَسَبْعمائة، وَمَات فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة.
729 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بالإعراب، حَافِظًا للغة والرأي وَالْأَحْكَام، فَقِيها شَاعِرًا، مُتَقَدما مشاورا فِي الْأَحْكَام، سمع من قَاسم بن أصبغ وَأحمد بن خَالِد وَمُحَمّد بن عمر بن لبَابَة.
وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
730 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الْحَنَفِيّ ركن الدّين القرمي
قَالَ ابْن حجر: قدم الْقَاهِرَة بعد أَن حكم بالقرم ثَلَاثِينَ سنة، وناب فِي الحكم، وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل، ودرس بالجامع الْأَزْهَر وَغَيره، وَجمع شرحا على البُخَارِيّ، وَكَانَ يَرْمِي بالهنات، وَلما ولي التدريس قَالَ: لأذكرن لكم مَا لم تسمعوا؛ فَعمل درسا حافلا فاتفق(1/372)
أَنه وَقع مِنْهُ شَيْء، فبادر جمَاعَة، فتعصبوا عَلَيْهِ، وكفروه؛ فبادر إِلَى السراج الْهِنْدِيّ، فَادّعى عَلَيْهِ عِنْده وَحكم بِإِسْلَامِهِ، فاتفق أَنه بعد ذَلِك حضر درس السراج الْهِنْدِيّ، وَوَقع من السراج شَيْء فبادر الرُّكْن،، وَقَالَ: هَذَا كفر، فَضَحِك السراج حَتَّى اسْتلْقى، وَقَالَ: يَا شيخ ركن الدّين، تكفر من حكم بِإِسْلَامِك! فأخجله.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
وَمن فَوَائده مَا نَقله عَنهُ الشَّيْخ عز الدّين بن جمَاعَة تِلْمِيذه، أَنه قَالَ: شرف الْعلم فِي سِتَّة أوجه: مَوْضُوعه، وغايته، ومسائله، ووثوق براهينه، وَشدَّة الْحَاجة إِلَيْهِ، وخساسة مُقَابِله.
731 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْفَزارِيّ الطَّبَرِيّ أَبُو مخلد
قَالَ السلَفِي: كَانَ من عُلَمَاء الْمُسلمين، مذهبيا خلافيا لغويا نحويا، ولي قَضَاء الْمَدِينَة الشَّرِيفَة.
732 - أَحْمد بن عبد الْوَارِث بن عَطاء الْمعَافِرِي أَبُو جَعْفَر الإلبيري
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها أديباً، ضابطاً للغة، عَارِفًا بهَا. روى عَن شُيُوخ بَلَده. وَمَات فِي عشر السِّتين وَأَرْبَعمِائَة.
733 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد بن مسْعدَة بن ربيعَة العامري الغرناطي
يعرف بِابْن مسْعدَة. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ بارع الْأَدَب، ماهرا فِي الْعَرَبيَّة، من جلة الْفُقَهَاء، كَاتبا مجيدا، مطبوعا، ذَا حَظّ فائق، ونظم ونثر، روى عَن خلف بن الأبرش.
مولده بغرناطة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بفاس سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.(1/373)
734 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو طَالب الأدمِيّ الْبَغْدَادِيّ
قَالَ فِي السِّيَاق: إِمَام فِي النَّحْو والتصريف، قدم نيسابور وَأقَام بهَا، وَأفَاد واستفاد، وَكَانَت لَهُ مقالات مَعَ الْأَئِمَّة، ورسم فِي المناظرة فِي النَّحْو وَالْأَدب، وَسمعت الْأَئِمَّة كَلَامه فِي دقائق النَّحْو، وتبحره فِيهِ، سمع صَحِيح مُسلم من أبي الْحُسَيْن عبد الغافر.
وَمَات بعد الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
735 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الجياني أَبُو جَعْفَر المليلوطي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا مجودا مُحدثا فَقِيها نحويا ماهرا سريا فَاضلا، وافر الْعقل متين الدّين روى، عَن ثَابت بن حَيَّان الكلَاعِي، وَعنهُ أَبُو إِسْحَاق بن الزبير، ودرس الْعَرَبيَّة وَالْأَدب بِبَلَدِهِ مُدَّة، وأقرأ الْقُرْآن، وأسمع الحَدِيث، وَشرح الْمُوَطَّأ، ورحل لِلْحَجِّ فَسقط بالإسكندرية فِي بعض الشوارع، فَمَاتَ سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة.
736 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد بن خذيو الأخسيكتي أَبُو رشاد، الملقب بِذِي الْفَضَائِل
قَالَ ياقوت: كَانَ أديبا فَاضلا بارعا، لَهُ الباع الطَّوِيل فِي النَّحْو واللغة، وَالْيَد الباسطة فِي النّظم والنثر، أَخذ عَنهُ أَكثر فضلاء خُرَاسَان، وتلمذوا لَهُ، وَسمع أَبَا المظفر السَّمْعَانِيّ.
وَله زَوَائِد شرح سقط الزند، والتاريخ، وَكتاب فِي قَوْلهم: " كذب عَلَيْك كَذَا ".
وَله ردود على جمَاعَة من قدماء الْفُضَلَاء، ومناظرات مَعَ الفحول الكبراء.
ولد فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بمرو فَجْأَة لَيْلَة الْأَحَد ثامن جُمَادَى الأولى، وَقيل لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لأَرْبَع بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة.(1/374)
737 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن جري أَبُو بكر
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ أديباً فَاضلا، عَارِفًا بالفرائض والعربية، لَهُ شرح الألفية، سمع من أبي عبد الله الْوَادي آشي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ ابْن رشيد والبدر بن جمَاعَة والحجار وَولي قَضَاء غرناطة.
وَمَات سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
738 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن كوثر الْمحَاربي الغرناطي أَبُو جَعْفَر
قَالَ ابْن مَكْتُوم: نحوي، أَخذ عَن أبي الْحسن بن الباذش، وَسمع مِنْهُ السلَفِي.
وَمَات بِمصْر بعد أَن حج سنة خمسين وَخَمْسمِائة.
739 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن يحيى بن مُحَمَّد
ابْن خلف الله بن خَليفَة شَيخنَا الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْعَلامَة كَمَال الدّين ابْن الْعَلامَة أبي عبد الله الشمني - بِضَم الْمُعْجَمَة وَالْمِيم وَتَشْديد النُّون - القسنطيني الْحَنَفِيّ.
هُوَ الْمَالِكِي وَالِده، وجده الْفَقِيه الْمُفَسّر، الْمُحدث الأصولي الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ الْبَيَان الْمُحَقق. إِمَام النُّحَاة فِي زَمَانه، وَشَيخ الْعلمَاء فِي أَوَانه، شهد بنشر علومه العاكف والبادي، وارتوى من بحار فهومه الظمآن والصادي.
أما التَّفْسِير فَهُوَ بحره الْمُحِيط، وكشاف دقائقه بِلَفْظِهِ الْوَجِيز الْفَائِق على الْوَسِيط والبسيط.
وَأما الحَدِيث فالرحلة فِي الرِّوَايَة والدارية إِلَيْهِ، والمعول فِي حل كل مشكلاته وَفتح مقفلاته عَلَيْهِ.(1/375)
وَأما الْفِقْه فَلَو رَآهُ النُّعْمَان لأنعم بِهِ عينا، أَو رام أحد مناظرته لأنشد:
(وألفى قَوْلهَا كذبا ومينا ... )
وَأما الْكَلَام، فَلَو رَآهُ الْأَشْعَرِيّ لقر بِهِ وقربه، وَعلم أَنه نصير الدّين ببراهينه وحججه المهذبة الْمرتبَة.
وَأما الْأُصُول فالبرهان لَا يقوم عِنْده بِحجَّة، وَصَاحب الْمِنْهَاج لَا يَهْتَدِي مَعَه إِلَى محجة.
وَأما النَّحْو فَلَو أدْركهُ الْخَلِيل لاتخذه خَلِيلًا، أَو يُونُس لأنس بدرسه وشفي مِنْهُ غليلا.
وَأما الْمعَانِي فالمصباح، لَا يظْهر لَهُ نور عِنْد هَذَا الصَّباح، وماذا يفعل الْمِفْتَاح، مَعَ من أَلْقَت إِلَيْهِ المقاليد أبطال الكفاح!
إِلَى غير ذَلِك من عُلُوم مَعْدُودَة، وفضائل مأثورة مَشْهُودَة.
(هُوَ الْبَحْر لَا بل دون مَا علمه الْبَحْر ... هُوَ الْبَدْر لَا بل دون طلعته الْبَدْر)
(هُوَ النَّجْم لَا بل دونه النَّجْم رُتْبَة ... هُوَ الدّرّ لَا بل دون مَنْطِقه الدّرّ)
(هُوَ الْعَالم الْمَشْهُور فِي الْعَصْر وَالَّذِي ... بِهِ بَين أَرْبَاب النهى افتخر الْعَصْر)
(هُوَ الْكَامِل الْأَوْصَاف فِي الْعلم والتقى ... فطاب بِهِ فِي كل مَا قطر الذّكر)
(محاسنه جلت عَن الْحصْر وازدهى ... بأوصافه نظم القصائد والنثر)
ولد بالإسكندرية فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ وَالِده، وَكَانَ من عُلَمَاء الْمَالِكِيَّة، فَتلا على الزراتيتي، وَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي، ولازم القَاضِي شمس الدّين الْبِسَاطِيّ، وانتفع بِهِ فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان، وَأخذ عَن الشَّيْخ يحيى السيرامي، وَبِه تفقه وَعَن الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَأخذ الحَدِيث عَن الشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ،(1/376)
وبرع فِي الْفُنُون، واعتنى بِهِ وَالِده فِي صغره، فأسمعه الْكثير على التقي الزبيرِي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والصدر الأبشيطي، وَالشَّيْخ ولي الدّين وَغَيرهم. وَأَجَازَ لَهُ السراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ وَالْجمال بن ظهيرة، والهيتمي والكمال الدَّمِيرِيّ والحلاوي والجوهري والمراغي وَآخَرُونَ.
وَخرج لَهُ صاحبنا الشَّيْخ شمس الدّين السخاوي مشيخة حدث بهَا وبغيرها، وَخرجت لَهُ جُزْءا فِيهِ الحَدِيث المسلسل بالنحاة، وَحدث بِهِ.
وَهُوَ إِمَام عَلامَة مفتن، مُنْقَطع القرين، سريع الْإِدْرَاك. أَقرَأ التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا، وانتفع بِهِ الجم الْغَفِير، وتزاحموا عَلَيْهِ، وافتخروا بِالْأَخْذِ عَنهُ، مَعَ الْخَيْر والعفة، والتواضع والشهامة وَحسن الشكل والأبهة والانجماع عَن بني الدُّنْيَا.
أَقَامَ بالجمالية مُدَّة، ثمَّ ولي المشيخة والخطابة بتربة قايتباي الجركسي بِقرب الْجَبَل، ومشيخة مدرسة اللالا، وَطلب لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَامْتنعَ.
وصنف: شرح المغنى لِابْنِ هِشَام، حَاشِيَة على الشِّفَاء، شرح مُخْتَصر الْوِقَايَة فِي الْفِقْه، شرح نظم النخبة فِي الحَدِيث لوالده.
وَله نظم حسن - أَنْشدني مِنْهُ مَا قَالَه حِين تولى الظَّاهِر ططر، ونوه أَنه إِن مَاتَ أفسد الأتراك:
(يَقُول خليلي العدا أضمرت ... إِذا مَاتَ ذَا الْملك سوء الورى)
(فَقلت سل الله إبقاءه ... وَيَكْفِينَا الظَّاهِر المضمرا)
سَمِعت عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من المطول للشَّيْخ سعد الدّين، وَمن التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام قِرَاءَة تَحْقِيق، وَسمعت وقرأت عَلَيْهِ فِي الحَدِيث عدَّة أَجزَاء، وَحضر عَلَيْهِ فِي الأولى ولدى ضِيَاء الدّين مُحَمَّد أَشْيَاء ذكرتها فِي معجمي، وَكتب لي تقريظا على شرح الألفية وَجمع الْجَوَامِع تأليفي.(1/377)
وَقلت أمدحه:
(لذ بِمن كَانَ للفضائل أَهلا ... من قديم ومنذ قد كَانَ طفْلا)
(وبمن حَاز سؤددا وارتفاعا ... ومكانا على السماك وَأَعْلَى)
(عَالم الْعَصْر من علا فِي حَدِيث ... وزكا فِي الْقَدِيم فرعا وأصلا)
(علم الرشد ذخر أهل الْمعَانِي ... كنز علم يوليك طلا ووبلا)
(جمل الله مِنْهُ طلعة عصر ... وكسا الدَّهْر مِنْهُ تاجا محلى)
(قد ترقى من الْعُلُوم محلا ... وتبوا من الْهِدَايَة نزلا)
(نَالَ فِي الْعِزّ ذرْوَة الْمجد وامتا ... ز بقدح من الْعُلُوم مُعلى)
(توج الْفِقْه حِين ألف شرحا ... وكساه بالابتهاج وحلى)
(جلّ عَن مثله فكم أوضح المش ... كل حَتَّى اكتسى ضِيَاء وجلى)
(لَو رَآهُ النُّعْمَان أنعم عينا ... أَو رَآهُ الْخَلِيل وافاه خلا)
(وسمه فِي الْأَنَام أفعل فِي التف ... ضيل وَالْحق أَنه الْفَرد فضلا)
(ذُو مَحل مثل الْهلَال عَلَاء ... وضياء كالبدر حِين تجلى)
(أغرب الْوَصْف مِنْهُ أَن لَهُ بِي ... تا قديم الْبناء فِي الْمجد كلا)
(من يكن أَصله الْكَمَال فَإِن نَا ... ل كمالا فَإِنَّهُ نَالَ أَهلا)
(ذُو بنان يمطرن درا على أر ... ض لجين وَفِي التقوم أغْلى)
(ولسان كَأَنَّهُ لفظ سحبا ... ن فسبحان من حباه وَأولى!)
(لَيْسَ فِيهِ عيب سوى أَنه لي ... س يخون الْخَلِيل عهدا وَإِلَّا)
(مَا طلبنا لعلمنا أَنه مَا ... لَك فِي الْمجد والمكارم مثلا)
(فدم الدَّهْر فِي ارْتِفَاع قد أضحى ... لَك والحزن فِي الْجَلالَة سهلا)
(جمع الله فِيك كل جميل ... وَبِك الله ضم للْعلم شملا)
وأنشدني شَاعِر الْعَصْر الشهَاب المنصوري لنَفسِهِ فِيهِ:
(شيخ الشُّيُوخ تَقِيّ الدّين يَا سندي ... يَا مَعْدن الْعلم بل يَا مفتي الْفرق)(1/378)
(أَنْت الَّذِي اخْتَارَهُ الْبَارِي فزينه ... بالْحسنِ فِي الْخلق وَالْإِحْسَان فِي الْخلق)
(كم معشر كابدوا الْجَهْل الْقَبِيح إِلَى ... أَن علمُوا مِنْك علما وَاضح الطّرق)
(وقيتهم بالتقى وَالْعلم مَا جهلوا ... فَأَنت يَا سَيِّدي فِي الْحَالَتَيْنِ تَقِيّ)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا:
(غير شيخ الشُّيُوخ فِي النَّاس فَضله ... فَلِذَا لَا تزَال تشكر فَضله)
(لَا ترى غير مَا يَسُرك مِنْهُ ... جمع الله بالمسرات شَمله)
(التقي النقي دينا وعرضا ... الْجَلِيل الْجَمِيل قدرا وخصله)
(فكثير فِي النَّاس فيض نداه ... وَقَلِيل أَن تنظر الْعين مثله)
(كل خير عين لكل زمَان ... يتلقاه وَهُوَ للعين مقله)
فِي أَبْيَات أخر. وَلم يزل الشَّيْخ أَطَالَ الله عمره يودني ويحبني، ويعظمني ويثني عَليّ كثيرا.
توفّي الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى قرب الْعشَاء لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشْرين ذِي الْحجَّة سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة، وَدفن يَوْم الْأَحَد وَصلى عَلَيْهِ الْخلق، وفجعوا بِهِ.
وَقلت أرثيه - وَهِي من غرر القصائد الَّتِي لَا نَظِير لَهَا:
(رزءٌ عَظِيم بِهِ تستنزل العبر ... وحادث جلّ فِيهِ الْخطب والغير)
(رزءٌ مصاب جَمِيع الْمُسلمين بِهِ ... وقلبهم مِنْهُ مكلومٌ ومنكسر)
(مَا فقد شيخ شُيُوخ الْمُسلمين سوى ان ... هدام ركن عَظِيم لَيْسَ ينعمر)
(رزءٌ بِهِ عظمت للْمُسلمين وَقد ... وَقد عَمت وطمت فَمَا فِي الْقلب مصطبر)
(تبكيه عين أولي الْإِسْلَام قاطبةً ... ويضحك الْفَاجِر المسرور والغمر)
(من قَامَ بِالدّينِ فِي دُنْيَاهُ مُجْتَهدا ... وَقَامَ بِالْعلمِ لَا يألو ويقتصر)
(كل الْعُلُوم تناغيه وتنشده ... لما قضى مهلا يأيها الْبشر)
(إِذْ كَانَ فِي كل علم آيَة ظَهرت ... وَمَا العيان كمن قد جَاءَهُ الْخَبَر)
(باعٌ طويلٌ يدٌ علياءٌمع قدم ... لَهَا رسوخ سواهُ مَا لَهُ ظفر)(1/379)
(النَّقْل وَالْعقل حَقًا شَاهِدَانِ رضَا ... بِأَنَّهُ فاق من يَأْتِي وَمن غبروا)
(أبان علم أصُول الدّين متضحاً ... وَكم جلا شبها حارت بهَا الْفِكر)
(وَفِي الْكتاب وَفِي آيَاته ظَهرت ... آيَاته حِين يتلوها وَيعْتَبر)
(مُحَقّق كَامِل الْآلَات مجتهدٌ ... وَمَا عَسى تبلغ الأبيات والسطر!)
(وَفِي الْأَحَادِيث آياتٌ قد انتشرت ... آثارها وشذا فياحها الْعطر)
(قد توج الْفِقْه بالشرح الْمُفِيد وَقد ... حلاه بالدر أبحاثٌ لَهُ غرر)
(أنعم بنعمان عينا حِين يذكر فِي ... أَصْحَابه الشَّيْخ دَامَت فَوْقه الدُّرَر)
(يَسْطُو بِسيف على الرَّازِيّ مفتخرا ... لَدَى الْأُصُول وَمَا فِي الْيَوْم مفتخر)
(كَلَامه فِي عُلُوم الْعَرَب أجمعها ... مُغنِي اللبيب إِذا أعيت بِهِ الْفِكر)
(وَالنّظم فِي الرُّتْبَة الْعليا فضيلته ... يحكيه فِي الانسجام الْقطر وَالنّهر)
(على هدى الأقدمين الغر منهجه ... علما وقولا وفعلا وَمَا بِهِ نكر)
(نقي عرض تَقِيّ الدّين لَا دنسٌ ... يشينه لَا وَلَا فِي شَأْنه غير)
(سعى إِلَيْهِ قَضَاء الْعَصْر يخطبه ... فَرده خائبا زهدا بِهِ حصر)
(لَهُ مَكَارِم أَخْلَاق يسود بهَا ... أكَابِر الْعَصْر إِن طالوا وَإِن فَخَروا)
(وجود حَاتِم يجْرِي من أنامله ... لوافديه وَإِن قلوا وَإِن كَثُرُوا)
(لَهُ فصاحة سحبان وشاهدها ... إِجْمَاع كل الورى وَالنَّص وَالنَّظَر)
(لَو يحلف الْخلق بالرحمن أَن لَهُ ... كل المحاسن وَالْإِحْسَان مَا فجروا)
(عَم الورى مِنْهُ علم مَا لَهُ مدد ... وَمن فَوَائده مَا لَيْسَ ينْحَصر)
(وكل أَعْيَان أهل الْعَصْر مُرْتَفع ... بِالْأَخْذِ عَنهُ لعلياه ومفتخر)
(المنهل العذب حَقًا للورود فَمَا ... عَن غَيره لَهُم ورد وَلَا صدر)
(شيخ الشُّيُوخ وَلَا أوحشت من سكن ... وَلَا عَفا لَك ربع زانه الخفر)
(حياتك الْحق فِي الدَّاريْنِ ثَابِتَة ... مَا الْعَالمُونَ بأموات وَإِن قبروا)
(قطعت عمرك إِمَّا ناشراً لهدى ... أَو نَافِعًا لفتى قد مَسّه الضَّرَر)(1/380)
(على سواك ربيع الْعلم رونقه ... محرم وهم من فهمه صفر)
(غرست دوحة علم للورى فهمُ ... من مستظل وَمن دَان لَهُ الثَّمر)
(وَكم قصدت إِلَى إِيضَاح مشكلة ... أَو حل معضلة طارت بهَا الشرر)
(وَلم تشنك ولايات الْقَضَاء فَلَا ... نزاع من حاسب يُحْصى ويختبر)
(وَمن يكن عمره التَّقْوَى بضاعته ... فَلَا يخَاف، وَنعم الْعُمر والعمر)
(حزت العلى فِي الورى علما ومنقبة ... سوى الَّذِي لَك عِنْد الله مدخر)
(أبشر بِروح وَرَيْحَان وَدَار رضَا ... وَرَحْمَة وصفاء مَا بِهِ كدر)
(أبشر وبشراك صدق مَا بهَا ريب ... كَمَا بهَا يشْهد التَّنْزِيل والأثر)
(يثني عَلَيْك جَمِيع الْخلق قاطبة ... إِن الثَّنَاء على هَذَا لمعتبر)
(يذكر الْمَوْت قرب الإنتقال وَمَا ... كَمثل موت تَقِيّ الدّين مدكر)
(فَالله يخلفه فِي نَسْله كرما ... وَالله أعظم من يُرْجَى وينتظر)
(وَالله يقْضِي بإسراع اللحوق فَمَا ... للقلب بعد هداة الدّين مصطبر)
(دهر عَجِيب يصم السّمع منكره ... وَمَا بِهِ للهدى عون وَلَا وزر)
(وكل وَقت يرى الأخيار قد ذَهَبُوا ... وللأشرة فِيهِ النَّار تستعر)
(حبر فحبر إِمَام بعد آخر لَا ... يرى لَهُم خلف كلا وَلَا نظر)
(إِذا نُجُوم الْهدى والرشد قد أفلت ... ضل الورى فَلهم فِي غيهم سكر)
(هم الأولى تشرق الدُّنْيَا ببهجتها ... لَا شمسها وَأَبُو إِسْحَاق وَالْقَمَر)
(وَإِن تكن أعين الْإِسْلَام ذَاهِبَة ... تترى فعما قَلِيل يذهب الْأَثر)(1/381)
740 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ
أَبُو الْعَبَّاس - وَقيل أَبُو عبد الله - الخروبي. من اهل وَادي آش، قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا، نحويا لغويا أديبا. روى عَن أبي الْوَلِيد بن رشد وَأبي الْقَاسِم بن الْحصار الْمُقْرِئ وَأبي عبد الله بن أبي الْعَافِيَة وَأبي عبد الله الْمَازرِيّ وَغَيرهم، وخطب بِجَامِع وَادي آش، روى عَنهُ أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَغَيره، وَكَانَ حَيا سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا يغلب عَلَيْهِ حفظ اللُّغَة والآداب، حسن الْقيام على التَّفْسِير، مُحدثا راوية مكثرا عَارِفًا بالأصول وَالْكَلَام. لَهُ نظم يسير.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَن ثَلَاثِينَ سنة.
741 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الأصبحي الأندلسي الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس العناني النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حبيب: عَالم حَاز أفنان الْفُنُون الأدبية وفاضل ملك زِمَام الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ ابْن حجر: اشْتغل فِي بِلَاده ثمَّ قدم فلازم أَبَا حَيَّان كثيرا، واشتهر بِهِ وبرع
فِي زَمَانه وتحول إِلَى الشَّام فَعظم قدره واشتهر وانتفع بِهِ النَّاس قَلِيلا وتفقه للشَّافِعِيّ، وَشرح كتاب سِيبَوَيْهٍ، والتسهيل.
وَمَات فِي تَاسِع عشْرين الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة.
742 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عوض الْإِسْكَنْدَر القَاضِي نااصر الدّين الزبيرِي
ينْسب للزير بن الْعَوام. قَالَ ابْن حجر: مهر وفَاق الأقران فِي الْعَرَبيَّة، وَولي قَضَاء بَلَده، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، وَظَهَرت فضائله، وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بهَا فباشره بعفة ونزاهة، وناب عَنهُ الْبَدْر الدماميني، وَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات:
(وأجال فكرك فِي بحار علومه ... سبحا لِأَنَّك من بني الْعَوام)(1/382)
وَكَانَ عَاقِلا متوددا موسعا عَلَيْهِ فِي المَال، سليم الصَّدْر، طَاهِر الذيل، قَلِيل الْكَلَام؛ لم يؤذ أحدا بقول وَلَا فعل، وعاشر النَّاس بجميل فَأَحبُّوهُ.
شرح التسهيل ومختصر ابْن الْحَاجِب.
وَمَات فِي أول رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة.
743 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْقَيْسِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الزَّاهِد
يعرف بِابْن أبي حجَّة. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من كبار الأستاذين، مقرئا مُتَقَدما نحويا محققا مُحدثا حَافِظًا مَشْهُور الْفضل، من أهل الزّهْد والورع والتواضع، يتعاطى نظم شعر سَاقِط. أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْقَاسِم بن الشراط، وروى عَن أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَابْن مضاء وَأبي الْحسن بن نجبة بِالسَّمَاعِ وَلم يجيزوا لَهُ، وأقرأ الْقُرْآن والنحو، وأسمع الحَدِيث بقرطبة، ثمَّ خرج عِنْد تغلب الْعَدو عَلَيْهَا إِلَى إشبيلية، وَولي الْقَضَاء والخطابة بهَا.
وَألف: تسديد اللِّسَان فِي النَّحْو، وَالْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ. وَغير ذَلِك.
ركب الْبَحْر إِلَى سبتة، فَأسر هُوَ وَأَهله وَحمل إِلَى منورقة - بالنُّون - فَفَدَاهُ أَهلهَا، فَمَكثَ ثَلَاثَة أَيَّام، وَمَات، وَقيل: مَاتَ على ظهر الْبَحْر قبل الْوُصُول بهم إِلَى منورقة وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
744 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكي بن ياسين الشَّيْخ نجم الدّين الْقَمُولِيّ
قَالَ الأدفوي: كَانَ من الْفُقَهَاء الأفاضل وَالْعُلَمَاء المتعبدين والصلحاء المتورعين، اشْتغل بقوص والقاهرة، وَقَرَأَ الْأُصُول والنحو وَسمع من الْبَدْر بن جمَاعَة.
وصنف: الْبَحْر الْمُحِيط فِي شرح الْوَسِيط، الْجَوَاهِر، شرح كَافِيَة ابْن الْحَاجِب، شرح الْأَسْمَاء الْحسنى.
ولي الحكم بقمولا وإخميم وأسيوط وَغَيرهَا ثمَّ الْحِسْبَة وناب فِي الحكم بهَا ودرس فِي الفخرية.
مولده سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة. وَمَات يَوْم الْأَحَد ثامن رَجَب سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة.(1/383)
745 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أبي الْقَاسِم بن مُخْتَار بن أبي بكر الجذامي الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي القَاضِي نَاصِر الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْمُنِير
كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو وَالْأَدب وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير، وَله يَد طولى فِي علم الْبَيَان والإنشاء، بالجامع الجيوشي وَغَيره، وناب فِي الحكم بهَا، ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ، ثمَّ صرف وصودر، ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ. وَسُئِلَ عَنهُ ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ: مَا يقف فِي الْبَحْث على حد وَسَأَلَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد على الْحجَّة فِي كَون عمل أهل الْمَدِينَة حجَّة، فَقَالَ هَل يتَّجه غير هَذَا {وَتكلم كلَاما طَويلا، فَلم يتَكَلَّم الشَّيْخ مَعَه، فَلَمَّا خرج سُئِلَ عَن ترك الْكَلَام مَعَه، فَقَالَ: رَأَيْت رجلا لَا ينتصف مِنْهُ إِلَّا بالإساءة إِلَيْهِ. وَفِيه يَقُول الْعَلامَة ابْن الْحَاجِب من أَبْيَات:
(لقد سئمت حَياتِي الْبَحْث لَوْلَا ... مبَاحث سَاكن الإسكندريه)
صنف التَّفْسِير، الانتصاف من صَاحب الْكَشَّاف، مناسبات تراجم البُخَارِيّ، وَغير ذَلِك.
وَأَرَادَ أَن يصنف فِي الرَّد على الْأَحْيَاء فَخَاصَمته أمه، وَقَالَت لَهُ: فرغت من مُضَارَبَة الْأَحْيَاء، وشرعت فِي مُضَارَبَة الْأَمْوَات} فَتَركه.
مولده ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وسِتمِائَة، وَمَات - قيل - مسوما يَوْم الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
746 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الأشموني الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: كَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة، مشاركا فِي الْفُنُون.
نظم فِي النَّحْو لامية آذن فِيهَا بعلو قدره فِي الْفَنّ، وَشَرحهَا شرحا مُفِيدا، وصنف فِي فضل الله لَا إِلَه إِلَّا الله.
وَمَات فِي ثامن عشرى شَوَّال سنة تسع وَثَمَانمِائَة.(1/384)
747 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن بشير بن حَمَّاد ابْن لَقِيط الدَّارِيّ الْكِنَانِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: ولد بالأندلس فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَسمع من احْمَد بن خَالِد وقاسم بن أصبغ وَغَيرهمَا. وَكَانَ أديبا بليغا شَاعِرًا كثير الرِّوَايَة، حَافِظًا للْأَخْبَار. وَله مؤلفات كَثِيرَة فِي أَخْبَار الأندلس.
مَاتَ ثَانِي عشر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
748 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن ميكال الربعِي الكركي شهَاب الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ: لَهُ تصانيف وَيَد طولى فِي الْعَرَبيَّة، ونظم ونثر.
مَاتَ سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة.
749 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون النزلي أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أَخذ عَن أبي الْحسن الربعِي، وَهُوَ من أَقْرَان أبي يعلى بن السراج.
750 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن خلف بن عَمْرو بن سعيد الْقَيْسِي الْقُرْطُبِيّ الْأَعْرَج أَبُو عمر
يلقب بِالْقَاضِي لوقاره. قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: مَال إِلَى النَّحْو، فغلب عَلَيْهِ وأدب بِهِ، وَكَانَ مهابا لَا يقدم عَلَيْهِ وَلَا عِنْده. سمع من مُحَمَّد بن عمر بن لبَابَة.
وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة.(1/385)
751 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن ولاد - وَهُوَ الْوَلِيد - بن مُحَمَّد
النَّحْوِيّ هُوَ ووالده وجده. أَبُو الْعَبَّاس. قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ بَصيرًا بالنحو، أستاذا، وَكَانَ شَيْخه الزّجاج يفضله على أبي جَعْفَر النّحاس، وَلَا يزَال يثني عَلَيْهِ عِنْد كل من قدم من مصر إِلَى بَغْدَاد؛ وَيَقُول لَهُم: لي عنْدكُمْ تلميذ من صفته كَذَا وَكَذَا، فَيُقَال لَهُ: أَبُو جَعْفَر النّحاس؟ فَيَقُول: بل أَبُو الْعَبَّاس بن ولاد.
صنف الْمَقْصُور والممدود، انتصار سِيبَوَيْهٍ على الْمبرد. مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
752 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي الْعَدوي أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ هُوَ وَأَبوهُ وجده. قَالَ الزبيدِيّ: هُوَ أمثل أهل بَيته فِي الْعلم، كَانَ راوية شَاعِرًا متفننا فِي الْعُلُوم.
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَ من ندماء الْمَأْمُون، وَقدم دمشق، وَتوجه غازيا للروم.
سمع جده أَبَا زيد الْأنْصَارِيّ.
وَكَانَ مقرئا روى عَنهُ أَخَوَاهُ عبيد الله وَالْفضل. وَمَات قبيل سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَله بَيت يجمع حُرُوف المعجم، وَهُوَ:
(وَلَقَد شجتني طفلة بززت ضحى ... كَالشَّمْسِ خثماء الْعِظَام بِذِي الغضى)(1/386)
753 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يزْدَاد بن رستم أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الطَّبَرِيّ
قَالَ الْخَطِيب: حدث بِبَغْدَاد عَن نصير بن مُوسَى وهَاشِم بن عبد الْعَزِيز، صَاحب الْكسَائي.
وصنف: غَرِيب الْقُرْآن، النَّحْو والتصريف، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث.
وَقَالَ غَيره: كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، حاذقاً بالنحو، مؤدبا فِي دَار الْوَزير ابْن الْفُرَات.
754 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يزِيد الْأَسدي الحبكري الْعُكَّاشِي الكفيف
جياني الأَصْل. أَبُو جَعْفَر، وَأَبُو الْعَبَّاس. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها متكلما، نحويا. أجَاز لِابْنِ الطيلسان سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة.
755 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن رستم النَّحْوِيّ الطَّبَرِيّ أَبُو جَعْفَر
سكن بَغْدَاد، روى عَن الْفراء وَعَن نصير بن يُوسُف، وَعنهُ بكار بن أَحْمد بن بنان. ذكره الداني.
756 - أَحْمد بن مُحَمَّد الآبي النَّحْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ ياقوت: سَافر تَاجِرًا إِلَى الْيمن، وَاجْتمعَ بِأبي بكر العيدي بعدن، ثمَّ قدم الْإسْكَنْدَريَّة، ثمَّ الْقَاهِرَة. وصنف كتابا فِي النَّحْو.
وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.(1/387)
757 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن النَّقِيب الْبَغْدَادِيّ الشهرستاني
قَالَ الصَّفَدِي: ولد بتكريت، وَنَشَأ بهَا، وَقدم بَغْدَاد، وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي، وَقَرَأَ النَّحْو واللغة على أبي مَنْصُور الجواليقي، وَولي حسبَة بَغْدَاد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَحسنت سيرته. وَله نظم ومصنفات.
وَمن شعره:
(قد بلوت النَّاس حَتَّى ... لم أجد شخصا أَمينا)
(وان هت حَالي إِلَى أَن ... صرت للبيت خدينا)
(أمدح الْوحدَة حينا ... وأذم الْجمع حينا)
(إِنَّمَا السَّالِم من لم ... يتَّخذ خلقا قرينا)
758 - أَحْمد بن مُحَمَّد البستي يعرف بالخارزنجي أَبُو حَامِد
قَالَ السَّمْعَانِيّ: إِمَام الْأَدَب بخراسان فِي عصره بِلَا مدافعة، شهد لَهُ أَبُو عمر الزَّاهِد ومشايخ الْعرَاق بالتقدم، وَدخل بَغْدَاد فَعجب أَهلهَا من تقدمه فِي معرفَة اللُّغَة. سمع الحَدِيث من أبي عبد الله البوشنجي، وَعنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم.
وصنف: تَكْمِلَة كتاب الْعين، شرح أَبْيَات أدب الْكَاتِب، كتاب التفصلة.
وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
759 - أَحْمد بن مُحَمَّد العمركي اللّغَوِيّ أَبُو عبد الله
روى عَن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان الْجلاب، وَعنهُ أَبُو عبد الله الإِمَام.
قَالَه ياقوت.(1/388)
760 - أَحْمد بن مُحَمَّد المهلبي الصَّنْعَانِيّ أَبُو حنيفَة
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: كَانَ حَافِظًا نحويا.
761 - أَحْمد بن مُحَمَّد المهلبي أَبُو الْعَبَّاس
يعرف بالبرجاني. مُقيم بِمصْر، لَهُ الْمُخْتَصر فِي النَّحْو، شرح علل النَّحْو.
قَالَه ياقوت.
762 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْمدنِي
من أهل تونس. قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ عروضيا نحويا، وَله أشعار حسان.
763 - أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْموصِلِي النَّحْوِيّ
يعرف بالأخفش، وَهُوَ ثَانِي الأخفشين. قَالَ ابْن النجار: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو، فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا بِمذهب الشَّافِعِي، قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن جني، وَأقَام بِبَغْدَاد، وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور قريبَة من حَلقَة أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ.
وَله كتاب فِي تَعْلِيل الْقرَاءَات السَّبع.
764 - أَحْمد بن مُحَمَّد الفيومي ثمَّ الْحَمَوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: اشْتغل وَمهر وتميز فِي الْعَرَبيَّة عِنْد أبي حَيَّان ثمَّ قطن حماة، وخطب بِجَامِع الدهشة، وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بالفقه واللغة.
صنف الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير. توفّي سنة نَيف وَسبعين وَسَبْعمائة.(1/389)
765 - أَحْمد بن مُحَمَّد الطنبذي بدر الدّين
قَالَ ابْن حجر: أحد الْفُضَلَاء المهرة، كَانَ عَارِفًا بالفنون، ماهرا فِي الْفِقْه والعربية فصيح الْعبارَة. أَخذ عَن الْإِسْنَوِيّ وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ ودرس وَأفْتى.
وَمَات سنة تسع وَثَمَانمِائَة.
766 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله القيسراني الْعَلامَة صدر الدّين بن العجيمي
قَالَ ابْن حجر: كَانَ بارعا نحويا، فَقِيها متفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة، مَعْرُوفا بالذكاء، وَحسن التَّصَوُّر، وجودة الْفَهم، وَولي الْحِسْبَة مرَارًا، وَنظر الجوالي، ودرس بعدة مدارس، وَولي مشيخة الشيخونية.
مولده سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَمَات بالطاعون يَوْم السبت رَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
767 - أَحْمد بن الْمُبَارك بن نَوْفَل الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس النصيبي الخرفي
وخرفة بِضَم مُعْجمَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ فَاء مَفْتُوحَة، من قرى نَصِيبين. كَانَ إِمَامًا عَالما فَقِيها نحويا، مقرئا يشغل النَّاس بالموصل وسنجار، ودرس بهما مَذْهَب الشَّافِعِي.
وَله مصنفات كَثِيرَة، مِنْهَا شرح الدريدية، وَشرح الملحة، وَكتاب خطب، وَكتاب فِي الْعرُوض، وَكتاب فِي الْأَحْكَام، وانتقل بالأخرة إِلَى الجزيرة فَتوفي بهَا فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
اورده الشَّيْخ تَاج الدّين السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.(1/390)
768 - أَحْمد بن مَرْوَان الرَّمْلِيّ أَبُو مسْهر
قَالَ ياقوت: عَالم باللغة، كَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل، وَهُوَ الْقَائِل:
(غيث وَلَيْث فغيث حِين تسأله ... عرفا وَلَيْث لَدَى الهيجاء ضرغام)
(يحيا الْأَنَام بِهِ فِي الجدب إِن سخطوا ... جودا ويشقى بِهِ يَوْم الوغى الْهَام)
769 - أَحْمد بن مطرف بن إِسْحَاق القَاضِي أَبُو الْفَتْح الْمصْرِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ فِي أَيَّام الْحَاكِم، وَله تواليف فِي الْأَدَب، مِنْهَا كتاب كَبِير فِي اللُّغَة، ورسالة فِي الضَّاد والظاء.
770 - أَحْمد بن مطرف أَبُو الْفَتْح الْعَسْقَلَانِي
قَالَ ياقوت: كَانَ أديبا فَاضلا، لَهُ مصنفات فِي اللُّغَة وَالْأَدب وديوان الشّعْر، ولي قَضَاء دمياط، وَأَجَازَ لأبي عبد الله الصُّورِي الْحَافِظ.
مولده سنة نَيف وَعشْرين وثلثمائة وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(علمي بعاقبة الْأَيَّام يَكْفِينِي ... وَمَا قضى الله لي لَا بُد يأتيني)
(وَلَا خلاف بِأَن النَّاس مذ خلقُوا ... فِيمَا يرْمونَ معكوسو القوانين)
(إِذْ ينْفق الْعُمر فِي الدُّنْيَا مجازفة ... وَالْمَال ينْفق فِيهَا بِالْمَوَازِينِ)(1/391)
771 - أَحْمد بن معد بن عِيسَى بن وَكيل التجِيبِي ثمَّ الداني أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالإقليشي النَّحْوِيّ
أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب عَن أبي مُحَمَّد البطليوسي، وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَابْن الْعَرَبِيّ، وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ ورحل وَحج، وجاور، وَسمع من الكروخي، وَحدث، وَكَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ واللغة والعربية عَاقِلا متضلعا من الْأَدَب والورع والمعرفة بعلوم شَتَّى، والزهد والإقبال على الْعِبَادَة وَالْعرُوض عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا ,
صنف شرح الْأَسْمَاء الْحسنى، شرح الْبَاقِيَات الصَّالِحَات، المنجم من كَلَام سيد الْعَرَب والعجم، وَغير ذَلِك.
قَالَ ابْن الْأَبَّار: مَاتَ بقوص فِي عشر الْخمسين وَخَمْسمِائة، وَقد نَيف على السِّتين. وَجزم الصَّفَدِي بِأَنَّهُ مَاتَ سنة خمسين.
وَقَالَ السلَفِي والأدفوي: مَاتَ بِمَكَّة فِي رَابِع رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين.
772 - أَحْمد بن مَنْصُور الزبيرِي الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ
روى عَن يحيى بن أبي بكير وَعبد الرازق، وَعنهُ أَبُو حَاتِم، وَوَثَّقَهُ، وروى الْقِرَاءَة عَن الْكسَائي، وَهُوَ من المكثرين عَنهُ. ذكره الداني.
773 - أَحْمد بن مَنْصُور الألحجي
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: كَانَ رجلا نحويا زاهدا.
774 - أَحْمد بن مَنْصُور الْيَشْكُرِي
نقل عَنهُ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف، وَقَالَ: لَهُ أرجوزة فِي النَّحْو، مِنْهَا:
(مَا جوازك الْغُلَام رَاكب ... فَلَيْسَ للْجُوَاز يلفى ناصب)
(إِلَّا ابْن كيسَان من الْمذَاهب ... فَإِنَّهُ أجَاز نصب الرَّاكِب)(1/392)
775 - أَحْمد بن الْمُنِير بن يُوسُف أَبُو عَليّ
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: كَانَ أديبا نحويا، مَاتَ مبطونا سنة خمس عشرَة وثلاثمائة.
776 - أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن مُزَاحم اللَّخْمِيّ الشلبي أَبُو الْعَبَّاس النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ ابْن الزبير: أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الأمروحي، والقراءات عَن عقيل، وَمهر فيهمَا واقرأ الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ بِحُضُور شَيْخه ثمَّ خرج إِلَى فاس، فأقرأ بهَا الْقُرْآن والعربية إِلَى أَن مَاتَ.
777 - أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ بن شهَاب الدّين بن الْوَكِيل
قَالَ ابْن حجر: عني بالفقه والعربية، وَقَالَ النّظم فأجاد، وَأخذ الْعلم عَن الْكرْمَانِي والضياء القرمي وَجَمَاعَة. وَكَانَ يتوقد ذكاء.
وَقَالَ الفاسي: أَخذ النَّحْو عَن ابْن عبد الْمُعْطِي، وَحصل علما جما، وَلَوْلَا معاجلة الْمنية لَهُ لبهرت فضائله.
لَهُ مُخْتَصر الْمُهِمَّات، مُخْتَصر الملحة وَشَرحهَا.
وَكَانَ لَهُ خلقَة اشْتِغَال بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَمَات فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
778 - أَحْمد بن مُوسَى الرَّازِيّ
قَالَ الزبيدِيّ، وَكَذَا الْمجد فِي الْبلْغَة: نحوي لغَوِيّ، بليغ غزير الرِّوَايَة، لَهُ تَارِيخ الأندلس.
مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلثمائة فِي رَجَب، ومولده سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فِي ذِي الْحجَّة.(1/393)
779 - أَحْمد بن نصر أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالمقوم
قَالَ ياقوت: روى عَنهُ أَبُو عمر الزَّاهِد.
780 - أَحْمد بن نصر بن مَنْصُور بن عبد الْمجِيد الشذايي الْبَصْرِيّ أَبُو بكر
قَالَ الداني: مَشْهُور بالضبط والإتقان، عَالم بِالْقِرَاءَةِ، بَصِير بِالْعَرَبِيَّةِ. أَخذ عَن أبي بكر بن مُجَاهِد، وَأبي الْحُسَيْن بن الْمُنَادِي، وَأبي الْحسن ابْن شنبوذ ونفطويه وَغَيرهم.
مَاتَ بِالْبَصْرَةِ بعد سنة سبعين وثلثمائة.
781 - أَحْمد بن نُقِيم
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ مقدما فِي صناعَة الشّعْر، وَله حَظّ من البلاغة وأدب بجيان وطليطلة.
782 - أَحْمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد الجبراني
بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة وبالراء - تَاج الدّين أَبُو الْقَاسِم. قَالَ ياقوت: نحوي مقرئ، فَاضل، إِمَام شَاعِر. لَهُ حَلقَة بِجَامِع حلب يقْرَأ بهَا الْعلم وَالْقُرْآن، وَله ثروة.
ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَأخذ النَّحْو عَن أبي السخاء فتيَان الْحلَبِي وَأبي الرَّجَاء مُحَمَّد بن حَرْب.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن أَبِيه وَيحيى الثَّقَفِيّ، وَعنهُ الْمجد بن العديم وسنقر القضاتي، وَكَانَ بَصيرًا باللغة الْعَرَبيَّة.
مَاتَ فِي سَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.(1/394)
783 - أَحْمد بن هبة الله بن الْعَلَاء بن مَنْصُور المَخْزُومِي أَبُو الْعَبَّاس الأديب النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالصدر بن الزَّاهِد
قَالَ ياقوت: كَانَ لَهُ اخْتِصَاص عَظِيم بِابْن الخشاب لَا يُفَارِقهُ، فَحصل مِنْهُ علما جما، وَصَارَت لَهُ يَد باسطة فِي الْعَرَبيَّة واللغة، وَكَانَ كيسا مطبوعا، خَفِيف الرّوح، حسن الفكاهة، سمع من عبد الْوَهَّاب الانماطي وَابْن الماندائي، وَكَانَ من فُقَهَاء النظامية.
مَاتَ ثَالِث عشر رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة، عَن نَيف وَثَمَانِينَ.
784 - أَحْمد بن ولاد أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: سكن مصر، وَحدث بهَا عَن الْمبرد. روى عَنهُ عبد الله بن يحيى بن سعيد الْمصْرِيّ الشَّاعِر.
785 - أَحْمد بن يحيى بن أَحْمد بن زيد بن ناقد المسيكي
أَبُو الْعَبَّاس. من أهل الْكُوفَة. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَت لَهُ يَد فِي النَّحْو، اقرأه بِالْكُوفَةِ، وصنف فِيهِ، وَتخرج بِهِ جمَاعَة، وَحدث بهَا وببغداد عَن أَبِيه وَأبي الْبَقَاء الحبال، وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة، صَدُوقًا.
ولد سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة.
786 - أَحْمد بن يحيى بن سهل بن السّري أَبُو الْحُسَيْن الطَّائِي المنبجي الأطروش النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الشَّاهِد
قَالَ ابْن عَسَاكِر: سكن دمشق، وَكَانَ وَكيلا فِي الْجَامِع، روى عَن أبي الْحسن نظيف ابْن عبد الله الْمُقْرِئ، وَعنهُ عبد الْعَزِيز بن احْمَد الْكِنَانِي، وَكَانَ ثِقَة.
مَاتَ سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.(1/395)
787 - أَحْمد بن يحيى بن يسَار الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم الْبَغْدَادِيّ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب
إِمَام الْكُوفِيّين فِي النَّحْو واللغة. ولد سنة مِائَتَيْنِ، وابتدأ النّظر فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر واللغة سنة سِتّ عشرَة، وَحفظ كتب الْفراء فَلم يشذ مِنْهَا حرف، وعني بالنحو أَكثر من غَيره، فَلَمَّا أتقنه أكب على الشّعْر والمعاني والغريب. ولازم ابْن الْأَعرَابِي بضع عشرَة سنة، وَسمع من مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي وَعلي بن الْمُغيرَة الْأَثْرَم، وَسَلَمَة بن عَاصِم وَعبيد الله بن عمر القواريري وَخلق، وروى عَنهُ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي والأخفش الْأَصْغَر ونفطويه وَأَبُو عمر الزَّاهِد وَجمع، قَالَ بَعضهم: إِنَّمَا فضل أَبُو الْعَبَّاس أهل عصره بِالْحِفْظِ للعلوم الَّتِي تضيق عَنْهَا الصُّدُور. قَالَ ثَعْلَب: كنت أصير إِلَى الرياشي لأسْمع مِنْهُ، فَقَالَ لي يَوْمًا وَقد قرئَ عَلَيْهِ:
(مَا تنقم الْحَرْب الْعوَان مني ... بازل عَاميْنِ صَغِير سني)
كَيفَ تَقول: بازل أَو بازل؟ فَقلت: أَتَقول لي هَذَا فِي الْعَرَبيَّة؟ إِنَّمَا أقصدك لغير هَذَا، يروي بِالرَّفْع على الِاسْتِئْنَاف وَالنّصب على الْحَال والخفض على الِاتِّبَاع. فاستحيا وَأمْسك.
قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر يكْتب ألف دِرْهَم وَاحِدَة، بِالْهَاءِ، فَإِذا مر بِهِ ألف دِرْهَم وَاحِد أصلحه وَاحِدَة، وَكَانَ كِتَابه يهابون ان يكلموه فِي ذَلِك، فَقَالَ لي يَوْمًا: أَتَدْرِي لم عمل الْفراء كتاب الْهَاء؟ قلت لَا. قَالَ: لعبد الله أبي، بِأَمْر طَاهِر جدي، قلت: إِنَّه قد عمل لَهُ كتبا مِنْهَا كتاب الْمُذكر والمؤنث، قَالَ وَمَا فِيهِ؟ قلت: مثل ألف دِرْهَم وَاحِد، وَلَا يجوز وَاحِدَة، فَتنبه وأقلع.
قَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: كَانَ ثَعْلَب يعْتَمد على ابْن الْأَعرَابِي فِي اللُّغَة وعَلى سَلمَة ابْن عَاصِم فِي النَّحْو، ويروي عَن ابْن نجدة كتب أبي زيد وَعَن الْأَثْرَم وَأبي عُبَيْدَة.
وَعَن أبي نصر كتب الْأَصْمَعِي، وَعَن عَمْرو بن أبي عَمْرو كتب أَبِيه.(1/396)
وَكَانَ ثِقَة متقنا يَسْتَغْنِي بشهرته عَن نعْمَته، وَكَانَ ضيق النَّفَقَة مقترا على نَفسه، وَكَانَ بَينه وَبَين الْمبرد منافرات، فَقيل لَهُ: قد هجاك الْمبرد، فَقَالَ: بِمَاذَا؟ فَقيل: بقوله:
(أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكى الصب إِلَى الصب)
(لَو أَخذ النَّحْو عَن الرب ... مَا زَاده إِلَّا عمى الْقلب)
فَقَالَ: أَنْشدني من أنْشدهُ أَبُو عمر بن الْعَلَاء:
(يَشْتمنِي عبد بني مسمع ... فصنت عَنهُ النَّفس والعرضا)
(وَلم أجبه لاحتقاري بِهِ ... من ذَا يعَض الْكَلْب إِن عضا {)
وَقَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد: قَالَ لي ثَعْلَب: يَا أَبَا بكر، اشْتغل أَصْحَاب الْقُرْآن بِالْقُرْآنِ ففازوا، وَأَصْحَاب الحَدِيث بِالْحَدِيثِ ففازوا، وَأَصْحَاب الْفِقْه بالفقه ففازوا، فاشتغلت أَنا بزيد وَعَمْرو، فليت شعري مَاذَا يكون حَالي} فَانْصَرَفت من عِنْده فَرَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تِلْكَ اللَّيْلَة فَقَالَ لي: أَقْْرِئ أَبَا الْعَبَّاس مني السَّلَام، وَقل لَهُ: أَنْت صَاحب الْعلم المستطيل.
قَالَ لي أَبُو عمر الزَّاهِد: سُئِلَ ثَعْلَب عَن شَيْء فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقيل لَهُ: أَتَقول: لَا أَدْرِي، وَإِلَيْك تضرب اكباد الْإِبِل من كل بلد! فَقَالَ: لَو كَانَ لأمك بِعَدَد مَا لَا أَدْرِي بعر، لاستغنت.
صنف: المصون فِي النَّحْو، اخْتِلَاف النَّحْوِيين، مَعَاني الْقُرْآن، مَعَاني الشّعْر، الْقرَاءَات، التصغير، الْوَقْف والابتداء، الهجاء، الأمالي، غَرِيب الْقُرْآن، الفصيح - وَقيل هُوَ لِلْحسنِ ابْن دَاوُد الرقي، وَقيل: ليعقوب ابْن السّكيت - وَله أَشْيَاء أخر.
وَثقل سَمعه بِأخرَة، ثمَّ صم، فَانْصَرف يَوْم الْجُمُعَة من الْجَامِع بعد الْعَصْر وَإِذا بدواب من وَرَائه، فَلم يسمع صَوت حافرها، فصدمته فَسقط على رَأسه فِي هوة من الطَّرِيق، فَلم يقدر على الْقيام، فَحمل إِلَى منزله.
وَمَات مِنْهُ ليَوْم السبت لعشر خلون - وَقيل لثلاث عشرَة بقيت - من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَخلف كتبا تَسَاوِي جملَة وَألْفي دِينَار وواحدا وَعشْرين ألف دِرْهَم، ودكاكين تَسَاوِي ثَلَاثَة آلَاف دِينَار، فَرد مَاله على ابْنَته.(1/397)
ورثاه بَعضهم بقوله:
(مَاتَ ابْن يحيى فَمَاتَتْ دولة الْأَدَب ... وَمَات أَحْمد أنحى الْعَجم وَالْعرب)
(فَإِن تولى أَبُو الْعَبَّاس مفتقدا ... فَلم يمت ذكره فِي النَّاس والكتب)
وَذكره الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: روى الْقِرَاءَة عَن سَلمَة بن عَاصِم عَن ابي الْحَارِث، عَن الْكسَائي عَن الْفراء، وَله كتاب حسن فِيهِ.
روى الْقِرَاءَة عَنهُ ابْن مُجَاهِد وَابْن الْأَنْبَارِي وَغَيرهمَا.
788 - أَحْمد بن يحيى الْوَزير بن سُلَيْمَان بن المُهَاجر التجِيبِي أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْحَافِظ النَّحْوِيّ مَوْلَاهُم
أحد الْأَئِمَّة، روى عَن عبد الله بن وهب وَشُعَيْب بن اللَّيْث وَأصبغ بن الْفروج وَجَمَاعَة. روى عَنهُ النَّسَائِيّ، وَقَالَ: ثِقَة وَالْحُسَيْن بن يَعْقُوب الْمصْرِيّ، وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَآخَرُونَ.
ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة، وَكَانَ من أعلم أهل زَمَانه بالشعر وَالْأَدب والغريب وايام النَّاس، وَصَحب الشَّافِعِي وتفقه بِهِ، وَكَانَ يتَقَبَّل - فِيمَا ذكر - بَعضهم، أَي يسْتَأْجر الْأَرَاضِي للزَّرْع وَيعْمل للفلاحة، فانكسر بعض الْخراج فحبسه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُدبر على مَا انْكَسَرَ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي السجْن لست خلون من شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ - فِيمَا ذكره بَعضهم وَذكر آخَرُونَ أَنه إِنَّمَا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فِي الشَّهْر الْمَذْكُور فِي السجْن بِمصْر. وَاقْتصر الْحَافِظ ابْن حجر على سنة خمس وَسِتِّينَ.
قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي عَنهُ: مَا شرب الشَّافِعِي من كوز مرَّتَيْنِ، وَلَا عَاد فِي جماع جَارِيَة مرَّتَيْنِ.(1/398)
789 - أَحْمد بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْفضل
يعرف بِابْن بَقِي - قَالَ ابْن الزبير: كَانَت لَهُ إِمَامَة فِي اللُّغَة وَعلم الْعَرَبيَّة، روى عَن أَبِيه وجده، وَأبي بكر بن سمحون، وَعنهُ ابْن حوط الله وَأَبُو الْخطاب بن خَلِيل، وَخلق.
وَكَانَ قاصي الْخلَافَة المنصورية وكاتبها ويميل إِلَى الظَّاهِر. أطيب النَّاس نفسا وخلقا، وسلفه سلف علم. ألف كتابا فِي الْآيَات المتشابهات.
مولده يَوْم السبت ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بقرطبة يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة.
790 - أَحْمد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد السراي الْحَنَفِيّ الشهير بمولانا زَاده الشَّيْخ شهَاب الدّين بن ركن الدّين
ولد فِي عَاشُورَاء سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة، واشتغل فأتقن كثيرا من الْعُلُوم وَتقدم فِي التدريس والإفادة وَهُوَ دون الْعشْرين، ورحل من بِلَاده فَلم يدْخل بَلَدا إِلَّا ويعظمه أَهلهَا؛ لتقدمه فِي الْفُنُون لَا سِيمَا فقه الْحَنَفِيَّة ودقائق الْعَرَبيَّة والمعاني؛ وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النّظم والنثر، ثمَّ سلك طَرِيق الصُّوفِيَّة، فبرع فِيهَا وَحج وجاور، وَرجع ودرس الحَدِيث بالبرقوقية اول مَا فتحت، وَولي تدريس الصرغتمشية.
ثمَّ ان بعض الحسدة دس إِلَيْهِ سما، فطالت علته، إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة.(1/399)
791 - أَحْمد بن يَعْقُوب الْأَنْطَاكِي
يعرف بِابْن التائب أَبُو الطّيب. قَالَ الداني: إِمَام فِي الْقرَاءَات، ضَابِط ثِقَة، بَصِير بِالْعَرَبِيَّةِ، اخذ الْقرَاءَات عَن ابي الْمُغيرَة عبيد الله بن صَدَقَة، وَأحمد بن حَفْص الخشاب وَجَمَاعَة، وَسمع أَبَا أُميَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطرسوسي وَجَمَاعَة. وَله كتاب حسن فِي الْقرَاءَات السَّبع.
مَاتَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة.
792 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن نَاصح الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ الأديب أَبُو بكر
نزيل نيسابور، قَالَ الْحَاكِم: سمع ابْن مندة وأقرانه، وَمَات سنة نَيف وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
قلت: تقدم فِي المحمديين مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن نَاصح الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ ووفاته هَكَذَا فَلَا ادري أَهما وَاحِد ام لَا؟ وَقد ذكرهمَا اثْنَيْنِ الْحَاكِم وَيَاقُوت الْحَمَوِيّ. فَالله تَعَالَى أعلم.
793 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن يُوسُف أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف ببرزويه الْأَصْبَهَانِيّ وَيعرف أَيْضا بِغُلَام نفطويه. اخذ النَّحْو عَن الْفضل بن الْحباب وَمُحَمّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، وروى عَن عمر بن أَيُّوب السَّقطِي، وَعنهُ أَبُو الْحسن بن شَاذان.
وَمَات سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة.
قَالَه الْخَطِيب.(1/400)
794 - أَحْمد بن يهودا الدِّمَشْقِي الطرابلسي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن حجر: ولد سنة بضع وَسبعين وَسَبْعمائة، وتعانى الْعَرَبيَّة، فمهر فِي التحو واشتهر بِهِ وأقرأه، وَشرع فِي نظم التسهيل، وانتفع بِهِ جمَاعَة.
وَمَات فِي أَوَاخِر سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة.
795 - أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج بن عُمَيْر بن حبيب بن عُمَيْر أَبُو عمر الإشبيلي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للنحو، مشاركا فِي فنون، عروضيا نحويا، مدققا شَاعِرًا.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من أعلم النَّاس بالنحو، مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
796 - أَحْمد بن يُوسُف بن حسن بن رَافع الإِمَام موفق الدّين الكواشي الْموصِلِي الْمُفَسّر الْفَقِيه الشَّافِعِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: برع فِي الْعَرَبيَّة والقراءات وَالتَّفْسِير، وَقَرَأَ على وَالِده والسخاوي، وَكَانَ عديم النظير زهدا وصلاحا وتبتلا وصدقا، يزوره السُّلْطَان فَمن دونه فَلَا يعبأ بهم وَلَا يقوم لَهُم، وَلَا يقبل لَهُم شَيْئا، وَله كشف وكرامات، وأضر قبل مَوته بِعشر سِنِين.
وَله التَّفْسِير الْكَبِير، وَالصَّغِير، جود فِيهِ الْإِعْرَاب، وحرر أَنْوَاع الْوُقُوف، وَأرْسل مِنْهُ نُسْخَة إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة والقدس.
قلت: وَعَلِيهِ اعْتمد الشَّيْخ جلال الدّين الْمحلي فِي تَفْسِيره، واعتمدت عَلَيْهِ انا فِي تكملته مَعَ الْوَجِيز وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَابْن كثير.
مَاتَ الكواشي بالموصل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.(1/401)
797 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد الْحلَبِي شهَاب الدّين الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ نزيل الْقَاهِرَة الْمَعْرُوف بالسمين
قَالَ فِي الدُّرَر الكامنة: تعانى النَّحْو فمهر فِيهِ، ولازم أَبَا حَيَّان إِلَى أَن فاق أقرانه، وَأخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ، وَمهر فِيهَا، وَسمع الحَدِيث من يُونُس الدبوسي، وَولي تدريس الْقرَاءَات بِجَامِع ابْن طولون، والإعادة بالشافعي، وَنظر الْأَوْقَاف، وناب فِي الحكم.
وَله تَفْسِير الْقُرْآن، وَالْإِعْرَاب، أَلفه فِي حَيَاة شَيْخه أبي حَيَّان، وناقشه فِيهِ كثيرا، وَشرح التسهيل، وَشرح الشاطبية، وَغير ذَلِك.
وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة: كَانَ فَقِيها بارعا فِي النَّحْو والقراءات وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول أديبا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة.
798 - أَحْمد بن يُوسُف بن عَابس الْمعَافِرِي السَّرقسْطِي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي علم اللُّغَة والنحو، شَاعِرًا مطبوعا، وَله رحْلَة
مَاتَ بوشقة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَقيل فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين، وَقيل سنة ثَلَاثمِائَة.
799 - أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف الفِهري اللبلي
- بِسُكُون الْمُوَحدَة بَين لامين أولاهما مَفْتُوحَة، الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُقْرِئ، أحد مشاهير أَصْحَاب الشلوبين، أَخذ عَنهُ وَعَن الدباج وَأبي إِسْحَاق البطليوسي والأعلم، وَسمع الحَدِيث من ابْن خروف وَأبي الْقَاسِم بن رحمون وَأبي عبد الله بن أبي الْفضل(1/402)
المرسي وَالْمُنْذِرِي وَجَمَاعَة بِمصْر ودمشق وَالْمغْرب، وَأخذ المعقولات عَن الشَّمْس الخسروشاهي، وطوف، وروى عَنهُ الْوَادي آشي وَأَبُو حَيَّان وَابْن رشيد. وصنف: شرحين على الفصيح، البغية فِي اللُّغَة، مستقبلات الْأَفْعَال؛ وَله كتاب فِي التصريف ضاهى بِهِ الممتع.
مولده بلبلة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة، وَمَات بتونس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
800 - أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الغرناطي أَبُو جَعْفَر الأندلسي
رَفِيق مُحَمَّد بن جَابر الْأَعْمَى شَارِح الألفية؛ وهما المشهوران بالأعمى والبصير، وَتَقَدَّمت تَرْجَمَة الاعمى وَشَيْء من تَرْجَمَة رَفِيقه هَذَا.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: تعانى الْآدَاب، وَقدم الْقَاهِرَة، وَلَقي أَبَا حَيَّان وَغَيره، وَسمع من الْمزي وَغَيره بِدِمَشْق، وَأقَام بحلب نَحْو ثَلَاثِينَ سنة، وَكَانَ عَارِفًا بالنحو وفنون اللِّسَان، مقتدرا على النّظم والنثر، دينا، حسن الْخلق، كثير التواليف فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا. شرح بديعية رَفِيقه، وَأَجَازَ لأبي حَامِد بن ظهيره.
مولده بعد السبعمائة، وَمَات منتصف رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة
وَله:
(لَا تعادي النَّاس فِي أوطانهم ... قَلما يرْعَى غَرِيب الوطن)
(وَإِذا مَا عِشْت عَيْشًا بَينهم ... خَالق النَّاس بِخلق حسن)
801 - أَحْمد بن يُوسُف الجذامي الغرناطي أَبُو جَعْفَر
عرف بِابْن حطية. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب، مَوْصُوفا بالذكاء وَحسن الْحِفْظ. أَخذ عَن أبي سُلَيْمَان بن يزِيد وَغَيره.
وَمَات سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.(1/403)
حرف الْهمزَة
802 - آدم بن أَحْمد بن أَسد الْهَرَوِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَبُو سعد
قَالَ السَّمْعَانِيّ: من أهل هراة، سكن بَلخ، وَكَانَ أديبا فَاضلا، عَالما بأصول الْفِقْه، صائنا، حسن السِّيرَة، قدم بَغْدَاد حَاجا، فَاجْتمع إِلَيْهِ أهل الْعلم وقرءوا عَلَيْهِ الحَدِيث وَالْأَدب، وَجرى بَينه وَبَين أبي مَنْصُور الجواليقي منافرة فِي شَيْء، فَقَالَ لَهُ: أَنْت لَا تحسن أَن تنْسب نَفسك، فَإِن الجواليقي نسبته إِلَى الْجمع، وَلَا ينْسب إِلَى الْجمع بِلَفْظِهِ.
مَاتَ خَامِس عشرى شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
803 - أبان بن تغلب بن رَبَاح الْجريرِي أَبُو سعيد الْبكْرِيّ
مولى بني جرير بن عباد. قَالَ ياقوت: كَانَ قَارِئًا فَقِيها لغويا إماميا ثِقَة، عَظِيم الْمنزلَة، جليل الْقدر، روى عَن عَليّ بن الْحُسَيْن وَأبي جَعْفَر وَأبي عبد الله عَلَيْهِم السَّلَام، وَسمع من الْعَرَب، وصنف غَرِيب الْقُرْآن وَغَيره.
وَقَالَ الداني: هُوَ ربعي كُوفِي نحوي يكنى أَبَا أُمَيْمَة؛ اخذ الْقِرَاءَة عَن عَاصِم بن أبي النجُود وَطَلْحَة بن مصرف وَسليمَان الْأَعْمَش؛ وَهُوَ أحد الثَّلَاثَة الَّذين ختموا عَلَيْهِ الْقُرْآن، وَسمع الحكم بن عتيبة وَأَبا إِسْحَاق الْهَمدَانِي، وفضيل بن عَمْرو وعطية الْعَوْفِيّ، وَسمع مِنْهُ شُعْبَة وَابْن عُيَيْنَة وَحَمَّاد بن زيد وَهَارُون بن مُوسَى.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة.(1/404)
804 - أبان بن عُثْمَان بن سعيد بن الْبشر بن غَالب بن فيض اللَّخْمِيّ أَبُو الْوَلِيد الشذوني
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا لغويا، لطيف النّظر، جيد الاستنباط، بَصيرًا بِالْحجَّةِ متصرفا فِي دَقِيق الْعُلُوم. سمع من قَاسم بن أصبغ، وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن أَيمن. وَله نظم حسن، وَكَانَ ينْسب إِلَى اعْتِقَاد مَذْهَب ابْن مَسَرَّة مَاتَ بقرطبة يَوْم الثُّلَاثَاء سادس رَجَب سنة سِتّ وَسبعين وثلاثمائة.
805 - أبان بن عُثْمَان بن يحيى اللؤْلُؤِي الْأَحْمَر
قَالَ فِي الْبلْغَة: أَخذ عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره، وَله عدَّة تصانيف.
806 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن يَعْقُوب، أَبُو إِسْحَاق الغافقي
شيخ النُّحَاة والقراء بسبتة. قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بإشبيلية سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَحمل صَغِيرا إِلَى سبتة، وَقَرَأَ بالروايات على أبي بكر بن شبلون، وَقَرَأَ على ابْن أبي الرّبيع وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة، وساد اهل الْمغرب فِيهَا، وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن جرير صَاحب ابْن أبي جَمْرَة، وَمن أبي عبد الله الْأَزْدِيّ. وَله شرح الْجمل وَغَيره، مَاتَ سنة عشر وَسَبْعمائة.
807 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فتح الْقُرْطُبِيّ
يعرف بِابْن الْحداد أَبُو إِسْحَاق. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للمسائل، عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، فصيحا ضابطا، سمع الحَدِيث من قَاسم بن أصبغ وَأحمد بن زِيَاد وَطَائِفَة.
مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة.(1/405)
808 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن اللَّيْث الْأَزْدِيّ اللّغَوِيّ الْكَاتِب أَبُو المظفر
قدم همذان، وَحضر مَجْلِسه الأدباء والنحاة، وَكَانَ لَهُ مَحل فِي الْأَدَب.
809 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ
يعرف بتوزون. قَالَ ياقوت: أحد أهل الْفضل وَالْأَدب. سكن بَغْدَاد، وَصَحب أَبَا عمر الزَّاهِد، وَكتب عَنهُ الياقوتة، وَلَقي اكابر الْعلمَاء؛ مِنْهُم ابْن درسْتوَيْه. وَكَانَ صَحِيح النَّقْل، جيد الْخط والضبط، وَلم يصنف شَيْئا غير جمعه لشعر أبي نواس.
810 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْجَزرِي - بِسُكُون الزَّاي - أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ابْن رشيد فِي رحلته: شيخ الشُّيُوخ، وَبَقِيَّة أهل الرسوخ، الْفَقِيه النَّحْوِيّ، الإِمَام الْعَالم المفتن، ذُو التصانيف الْكَثِيرَة، والمعارف الغزيرة. أَخذ عُلَمَاء إفريقية عَنهُ الْعَرَبيَّة وَالْبَيَان والأصلين والجدل والمنطق، وَألف فِي كل ذَلِك؛ غير أَنه لم يخرج تصانيفه من المسودة، وَلم يُخرجهَا غَيره لرداءة خطه ودقته؛ مِنْهَا كَيْفيَّة السباحة فِي بحري البلاغة والفصاحة، إِيضَاح غوامض الْإِيضَاح، الْمنْهَج المعرب فِي الرَّد على المقرب، الإغراب فِي ضبط عوامل الْإِعْرَاب، تقضي الْوَاجِب فِي الرَّد على ابْن الْحَاجِب، إيجاز الْبُرْهَان فِي إعجاز الْقُرْآن، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ جليل الْقدر؛ لكنه عديم الذّكر، وَله حَظّ من النّظم. اخذ عَن أبي عبد الله الرندي النَّحْوِيّ وَأبي الْعَبَّاس بن جزي وَجَمَاعَة.(1/406)
811 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يحيى أَبُو إِسْحَاق البهاري _ بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة - النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن مَكْتُوم: لَهُ فِي النَّحْو: المنخل، نقل عَنهُ أَبُو حَيَّان فِي أَفعَال المقاربة من شرح التسهيل، وَلَا نعرفه إِلَّا من جِهَته.
قلت: نقل عَنهُ فِي الارتشاف فِي عدَّة مَوَاضِع والمنخل الْمَذْكُور شرح على الْجمل كَمَا ذكر فِي آخر الارتشاف.
812 - إِبْرَاهِيم بن إِدْرِيس بن حَفْص أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ
غُلَام أبي مُحَمَّد قَاسم بن بشار الْأَنْبَارِي. حدث عَن أستاذه، روى عَنهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي فِي مُعْجم شُيُوخه. ذكره ابْن النجار.
813 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الأديب اللّغَوِيّ أَبُو إِسْحَاق
الضَّرِير البارع. قَالَ الْحَاكِم - وَقد وَصفه بِمَا ذكرنَا: وَسمع الحَدِيث بِالْبَصْرَةِ والأهواز، وَطَاف بعض الدُّنْيَا، واستوطن نيسابور إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة.
وَكَانَ من الشُّعَرَاء المجودين، وَمِمَّنْ تعلم الْفِقْه وَالْكَلَام.
814 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن رَاشد النَّحْوِيّ الْكُوفِي نزيل حران أَبُو إِسْحَاق
روى الْقِرَاءَة عَن حَمْزَة، وَهُوَ مَعْدُود فِي المكثرين عَنهُ، وَله عَنهُ مشيخة. ذكره الداني.(1/407)
815 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن بشير بن عبد الله بن ديسم أَبُو إِسْحَاق الْحَرْبِيّ
قَالَ ياقوت: ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة، وَسمع أَبَا نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَأحمد بن حَنْبَل وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَعبيد الله القواريري، وخلقا.
روى عَنهُ مُوسَى بن هَارُون الْحَافِظ وَيحيى بن صاعد وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَالْحُسَيْن الْمحَامِلِي وَأَبُو بكر الْأَنْبَارِي وَأَبُو عمر الزَّاهِد وَخلق، وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعلم، ورأسا فِي الزّهْد، عَارِفًا بالفقه، بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ، حَافِظًا للْحَدِيث، مُمَيّزا لِلْعِلَّةِ، قيمًا بالأدب، جماعا للغة.
صنف كتبا كَثِيرَة، مِنْهَا غَرِيب الحَدِيث.
حدث أَبُو عمر الزَّاهِد، قَالَ: سَمِعت ثعلبا مرَارًا يَقُول: مَا فقدت إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ من مجْلِس لُغَة أَو نَحْو خمسين سنة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ إِمَامًا يُقَاس بِأَحْمَد بن حَنْبَل فِي زهده وَعلمه وورعه، وَهُوَ إِمَام مُصَنف، عَالم بِكُل شَيْء، بارع فِي كل علم، صَدُوق ثِقَة. وَعنهُ أَنه قَالَ: مَا أنشدت شَيْئا من الشّعْر قطّ إِلَّا قَرَأت بعده " قل هُوَ الله أحد " ثَلَاث مَرَّات.
مَاتَ بِبَغْدَاد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
816 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الله الطرابلسي
يعرف بِابْن الأجدابي. قَالَ ياقوت: لَهُ أدب وَحفظ ولغة وتصانيف، وَمن مشهورها كِفَايَة المتحفظ، والأنواء.
817 - إِبْرَاهِيم بن أبي عباد التَّمِيمِي النَّحْوِيّ
وَهُوَ ابْن أخي الْحسن بن إِسْحَاق بن أبي عباد النَّحْوِيّ. قَالَ ياقوت: من أَعْيَان النَّحْوِيين بِالْيمن؛ وَله تصنيفان فِي النَّحْو مختصران؛ سمى أَحدهمَا التَّلْقِين، وَالْآخر يعرف بمختصر إِبْرَاهِيم؛ وَكَانَ مُتَأَخِّرًا، بعد الْخَمْسمِائَةِ.(1/408)
818 - إِبْرَاهِيم بن أبي هَاشم أَحْمد أَبُو رياش الشَّيْبَانِيّ
وَقيل الْقَيْسِي اليمامي. قَالَ التنوخي فِي نشوار المحاضرة: كَانَ من حفاظ اللُّغَة، وَمن رُوَاة الْأَدَب.
وَقَالَ الثعالبي فِي الْيَتِيمَة: كَانَ باقعة فِي حفظ أَيَّام الْعَرَب وأنسابها وَأَشْعَارهَا، غَايَة بل آيَة فِي هَذ دواوينها، وسرد أَخْبَارهَا، مَعَ فصاحة وَبَيَان وإعراب وإتقان.
قَالَ ياقوت: مَاتَ - فِيمَا ذكره أَبُو غَالب همام بن الْفضل بن مهذب المغربي فِي تَارِيخه - فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
وَولي عملا بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ فِيهِ ابْن لنكك:
(قل للوضيع أبي رياش لَا تبل ... ته كل تيهك بِالْولَايَةِ وَالْعَمَل)
(مَا ازددت حِين وليت إِلَّا خسة ... كَالْكَلْبِ أنجس مَا يكون إِذا اغْتسل)
وَعَن أبي رياش قَالَ: مدحت الْوَزير المهلبي، فتأخرت صلته، وَطَالَ ترددي إِلَيْهِ فَقلت:
(وقائلة قد مدحت الوزي ... ر وَهُوَ المؤمل والمستماح)
(فَمَاذَا أفادك ذَاك المديح ... وَهَذَا الغدو وَذَاكَ الرواح؟)
(فَقلت لَهَا لَيْسَ يدْرِي امْرُؤ ... بِأَيّ الْأُمُور يكون الصّلاح)
(على التقلب والاضطرا ... ب جهدي وَلَيْسَ على النجاح)(1/409)
819 - إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن عَاصِم بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الأندلسي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ لغَوِيّ، شَاعِر أديب، روى عَن جده عَاصِم، وَعنهُ ابْن أُخْته أَبُو عَليّ بن الزرقالة. وَمَات سنة نَيف وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
820 - إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن إِبْرَاهِيم ابْن ثَابت الطَّائِي تَقِيّ الدّين النيلي
شَارِح الكافية.
821 - إِبْرَاهِيم بن حمويه الْمروزِي الْحَرْبِيّ
من أَصْحَاب ثغلب، روى عَن ثَعْلَب، وروى عَنهُ أَبُو بكر بن مكرم فِي كتاب الرغائب، من جمعه. وَقَالَ: كَانَ جارنا، وَمِنْه تعلمنا النَّحْو. ذكره ابْن النجار.
822 - إِبْرَاهِيم بن رَجَاء بن نوح
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: كَانَ عَالما فَقِيها مُفَسرًا نحويا، شَاعِرًا. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
823 - إِبْرَاهِيم بن زُهَيْر بن إِبْرَاهِيم التجِيبِي الغرناطي أَبُو إِسْحَاق
يعرف بِابْن زُهَيْر. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالفقه والعربية وَالْأُصُول، مشاركا فِي غير ذَلِك، ولي قَضَاء زندة ولوشة، وَلم يزل مشاورا بغرناطة إِلَى أَن مَاتَ.(1/410)
824 - إِبْرَاهِيم بن زِيَاد أَبُو إِسْحَاق المكفوف
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة القيروان.
825 - إِبْرَاهِيم بن السّري بن سهل أَبُو إِسْحَاق الزّجاج
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ من أهل الْفضل وَالدّين، حسن الِاعْتِقَاد، جميل الْمَذْهَب. كَانَ يخرط الزّجاج، ثمَّ مَال إِلَى النَّحْو، فَلَزِمَ الْمبرد. وَكَانَ يعلم بِالْأُجْرَةِ، قَالَ: فَقَالَ لي: مَا صنعتك؟ قلت: أخرط الزّجاج، وكسبي كل يَوْم دِرْهَم وَنصف، وَأُرِيد أَن تبالغ فِي تعليمي، وَأَنا أُعْطِيك كل يَوْم درهما، وأشرط لَك أَن أُعْطِيك إِيَّاه أبدا، حَتَّى يفرق الْمَوْت بَيْننَا. قَالَ: فَلَزِمته، كنت أخدمه فِي اموره مَعَ ذَلِك، فنصحني فِي الْعلم؛ حَتَّى استقللت، فَجَاءَهُ كتاب لَهُ من بعض بني مارقة، يَلْتَمِسُونَ معلما نحويا لأولادهم، فَقلت لَهُ: اسمني لَهُم، فأسماني، فَخرجت، فَكنت أعلمهم وأنفذ لَهُ فِي كل شهر ثَلَاثِينَ درهما وأنفله مَا أقدر عَلَيْهِ، فَطلب مِنْهُ عبيد الله بن سُلَيْمَان مؤدبا لِابْنِهِ الْقَاسِم، فَقَالَ لَهُ: لَا أعرف لَك إِلَّا رجلا زجاجا عِنْد بني فلَان، فَكتب إِلَيْهِ عبيد الله، فاستنزلهم عني وأحضرت، وَأسلم الْقَاسِم إِلَيّ، وَكنت أعطي الْمبرد الدِّرْهَم كل يَوْم إِلَى أَن مَاتَ وَلَا أخليه من التفقد، وَكنت أَقُول للقاسم: إِن بلغت مبلغ أَبِيك وَوليت الوزارة مَا تصنع بِي؟ فَيَقُول لي: مَا أَحْبَبْت، فَأَقُول لَهُ: تُعْطِينِي عشْرين ألف دِينَار - وَكَانَت غَايَة أمنيتي - فَمَا مَضَت إِلَّا سنُون حَتَّى ولي الْقَاسِم الوزارة، وَأَنا على ملازمتي لَهُ، وصرت نديمه، فدعتني نَفسِي إِلَى إذكاره بالوعد، ثمَّ هِبته، فَلَمَّا كَانَ من الْيَوْم الثَّالِث من وزارته، قَالَ لي: يَا أَبَا إِسْحَاق، لم أرك أذكرتني بِالنذرِ فَقلت: عولت على رِعَايَة الْوَزير أيده الله تَعَالَى وَأَنه تَعَالَى لَا يحْتَاج إِلَى أذكار ينذر عَلَيْهِ من أَمر خَادِم وَاجِب الْحق، فَقَالَ لي: إِنَّه المعتضد! ولولاه مَا تعاظمني دفع ذَلِك إِلَيْك دفْعَة، وَلَكِنِّي أَخَاف أَن يصير لي مَعَه حَدِيث؛ فاسمح بِأَخْذِهِ مُتَفَرقًا، فَقلت: افْعَل، فَقَالَ: اجْلِسْ للنَّاس وَخذ رقاعهم(1/411)
فِي الْحَوَائِج الْكِبَار، واستعجل عَلَيْهَا، وَلَا تمْتَنع من مَسْأَلَتي فِي شَيْء إِلَى أَن يحصل لَك الْقدر، قَالَ: فَفعلت ذَلِك، وَكنت أعرض عَلَيْهِ كل يَوْم رِقَاعًا، فيوقع لي فِيهَا؛ وَرُبمَا قَالَ لي: كم ضمن لَك على هَذَا؟ فَأَقُول: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُول لي: غبنت؛ هَذَا يُسَاوِي كَذَا وَكَذَا، ارْجع فاستزد، فأراجع الْقَوْم وأماكسهم، فيزودونني حَتَّى أبلغ الْحَد الَّذِي رسمه، فحصلت على عشْرين ألف دِينَار وَأكْثر فِي مديدة. فَقَالَ لي بعد شهور: حصل مَال؟ فَقلت: لَا، وَجعل يسألني فِي كل شهر: هَل حصل؟ فَأَقُول: لَا، خوفًا من انْقِطَاع الْكسْب؛ إِلَى أَن سَأَلَني يَوْمًا فَاسْتَحْيَيْت من الْكَذِب الْمُتَّصِل، فَقلت: قد حصل ببركة الْوَزير، فَقَالَ: فرجت وَالله عني، فقد كنت مَشْغُول الْقلب؛ ثمَّ وَقع لي بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار صلَة، فأخذتها، فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جِئْته؛ وَلم أعرض عَلَيْهِ شَيْئا، فَقَالَ: هَات مَا مَعَك، فَقلت مَا أخذت من أحد رقْعَة، لِأَن النّذر وَقع الْوَفَاء بِهِ، وَلم أدر كَيفَ أقع من الْوَزير {فَقَالَ: سُبْحَانَ الله، أترني أقطع عَنْك شَيْئا قد صَار لَك عَادَة، وعرفك بِهِ النَّاس وَصَارَ لَك بِهِ عِنْدهم جاه} وَلَا يعلم سَبَب انْقِطَاعه، فيظنوا أَن ذَلِك لضعف جاهك عِنْدِي، اعْرِض عَليّ وَخذ بِلَا حِسَاب، فَقبلت يَده؛ وَكنت أعرض عَلَيْهِ الرّقاع إِلَى أَن مَاتَ.
وَكَانَ بَين الزّجاج وَرجل من أهل الْعلم يُسمى مسيند شَرّ، فاتصل حَتَّى خرج الزّجاج مَعَه إِلَى حد الشتم، فَكتب إِلَيْهِ مسيند:
(أبي الزّجاج إِلَّا شتم عرضي ... لينفعه فآثمه وضره)
(وَأقسم صَادِقا مَا كَانَ حر ... ليطلق لَفظه فِي شتم حره)
(وَلَو أَنِّي كررت لعز مني ... وَلَكِن للمنون عَليّ كره)
(فَأصْبح قد وَقَاه الله شري ... ليَوْم لَا وَقَاه الله شَره)
فَلَمَّا اتَّصل الشّعْر بالزجاج قَصده رَاجِلا، وَاعْتذر إِلَيْهِ، وَسَأَلَهُ الصفح.
وَله من التصانيف: مَعَاني الْقُرْآن، الِاشْتِقَاق، خلق الْإِنْسَان، فعلت وأفعلت، مُخْتَصر النَّحْو، خلق الْفرس، شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ، القوافي، الْعرُوض، النَّوَادِر، تَفْسِير جَامع الْمنطق، وَغير ذَلِك.(1/412)
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وثلثمائة. وَسُئِلَ عَن سنه عِنْد الْوَفَاة، فعقد سبعين.
وَآخر مَا سمع مِنْهُ: اللَّهُمَّ احشرني على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل؛ رَضِي الله عَنْهُمَا.
826 - إِبْرَاهِيم بن سَعْدَان بن حَمْزَة الشَّيْبَانِيّ النَّحْوِيّ
مؤدب الْمُؤَيد. كَانَ ذَا منزلَة عِنْده، ذكره المرزباني، وَقَالَ: كَانَ أَبُو الْحسن الْعَنزي، كثير الرِّوَايَة عَنهُ. قَالَه ياقوت.
827 - إِبْرَاهِيم بن سعيد بن الطّيب أَبُو إِسْحَاق الرِّفَاعِي
قَالَ ياقوت: كَانَ ضريرا، قدم وَاسِط، فتلقن الْقُرْآن من عبد الْغفار الحصيني ثمَّ أَتَى إِلَى بَغْدَاد، فصحب السيرافي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على الْكتاب، وَسمع مِنْهُ كتب اللُّغَة والدواوين، وَعَاد إِلَى وَاسِط، فَجَلَسَ بالجامع صَدرا يقرئ النَّاس، ثمَّ نزل الزيدية، وَهُنَاكَ تكون الرافضة والعلويون، فنسب إِلَى مَذْهَبهم، ومقت وجفاه النَّاس، وَمَات سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة، وَلم يخرج مَعَ جنَازَته إِلَّا رجلَانِ مَعَ غرُوب الشَّمْس؛ وهما: أَبُو الْفَتْح بن مُخْتَار النَّحْوِيّ وَأَبُو غَالب بن بَشرَان. قَالَ أَبُو الْفَتْح: وَمَا صدقنا أَن نسلم خوف أَن نقْتل؛ وَالْعجب أَن هَذَا الرجل مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْفضل كَانَت هَذِه حَاله، وَمَات بعد وَفَاته بِيَوْم رجل من حَشْو الْعَامَّة، فأغلق الْبَلَد لأَجله؛ وَلم يُوصل إِلَى جنَازَته من كَثْرَة الزحام.
قَالَ أَبُو غَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل بن بَشرَان النَّحْوِيّ: أَنْشدني أَبُو إِسْحَاق الرِّفَاعِي لنَفسِهِ؛ وَمَا رَأَيْت قطّ أعلم مِنْهُ:
(وأحبة مَا كنت أَحسب أنني ... أبلى ببينهم فبنت وبانوا)
(فاتوا الْمسَافَة فالتذكر حظهم ... مني وحظي مِنْهُم النسْيَان)(1/413)
828 - إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن ابْن زِيَاد بن أَبِيه أَبُو إِسْحَاق الزيَادي
قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا لغويا راوية. قَرَأَ على سِيبَوَيْهٍ كِتَابه وَلم يتمه؛ وروى عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي، وَكَانَ يشبه بِهِ فِي معرفَة الشّعْر ومعانيه، وَكَانَ شَاعِرًا ذَا دعابة ومزح.
صنف: النقط والشكل، الْأَمْثَال، شرح نكت سِيبَوَيْهٍ، تنميق الْأَخْبَار، أَسمَاء السَّحَاب والرياح والأمطار.
وَمَات سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
وَله فِي جَارِيَة سَوْدَاء:
(أَلا حبذا حبذا حبذا ... حبيب تحملت فِيهِ الْأَذَى)
(وَيَا حبذا برد أنيابه ... إِذا اللَّيْل أظلم واجلوذا)
829 - إِبْرَاهِيم بن عَامر أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ المرسي
كَذَا وَصفه فِي الْمغرب، وَقَالَ: من أهل الْمِائَة السَّابِعَة. كتب إِلَى ابْن زهر بِشعر فَلم يرضه، وَكتب لَهُ: " وَمَا أُوتِيتُمْ من الشّعْر إِلَّا قَلِيلا " وَأورد لَهُ:
(لبيْك لبيْك ألفا غير وَاحِدَة ... يَا من دَعَاني نَحْو الْعِزّ والشرف)
(مَا كنت دُونك إِلَّا الشَّمْس فِي سحب ... وَالْمَاء فِي حجر والدر فِي صدف)
830 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن جسنس النجيرمي أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: أَخذ عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن المهلبي وجنادة اللّغَوِيّ وجماعات بِمصْر.(1/414)
وَدخل الْفضل بن الْعَبَّاس يَوْمًا على كافور الإخشيدي وَأَبُو إِسْحَاق عِنْده، فَقَالَ لَهُ: أدام الله أَيَّام سيدنَا بخفض الْأَيَّام - فَتَبَسَّمَ كافور، فَقَالَ أَبُو إِسْحَاق:
(لَا غرو أَن لحن الدَّاعِي لسيدنا ... وغص من هَيْبَة بالريق والبهر)
(فَمثل سيدنَا حَالَتْ مهابته ... بَين البليغ وَبَين القَوْل بالحصر)
(فَإِن يكن خفض الْأَيَّام عَن دهش ... من شدَّة الْخَوْف لَا من قلَّة الْبَصَر)
(فقد تفاءلت من هَذَا لسيدنا ... والفأل مأثرة عَن سيد الْبشر)
(بِأَن أَيَّامه خفض بِلَا نصب ... وَأَن دولته صفو بِلَا كدر)
831 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عَليّ بن يحيى بن خلف الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ برهَان الدّين الحكري
قَالَ فِي الدُّرَر: اعتنى بِالْعَرَبِيَّةِ والقراءات، وَأخذ عَن الْبَهَاء بن النّحاس، وتلا على التقي الصَّائِغ وَابْن الكفتي، ولازم درس أبي حَيَّان، وَأخذ عَنهُ النَّاس. وَكَانَ حسن التَّعْلِيم، وَسمع الحَدِيث من الدمياطي والأبرقوهي.
مولده سنة نَيف وَسبعين وسِتمِائَة، وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
832 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الحكري الْمصْرِيّ برهَان الدّين النَّحْوِيّ
وَهُوَ غير الَّذِي قبله، قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ، شرح الألفية، وَولي قَضَاء الْمَدِينَة، وناب فِي الحكم بالقدس والخليل عَن السراج البُلْقِينِيّ، وَأم نِيَابَة عَنهُ بالجامع الْأمَوِي.
وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.(1/415)
833 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عمر الصنهاجي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن القَاضِي صدر الدّين الْمَالِكِي ولازمه، وَتخرج بِهِ. وَكَانَ عَالما بالفقه والأصلين والعربية، حسن المحاضرة، فصيح الْعبارَة. سمع من الْوَادي آشي، روى عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق
وَمَات فَجْأَة بعد أَن خرج من الْحمام فِي تَاسِع عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
834 - إيراهيم بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الإشبيلي أَبُو إِسْحَاق
يعرف بالشرقي. قَالَ ابْن الزبير. كَانَ إِمَامًا فِي حفظ اللُّغَات وَعلمهَا؛ لم يكن فِي وقته بالمغرب من يضاهيه أَو يُقَارِبه فِي ذَلِك، مُتَقَدما فِي علم الْعرُوض، مَقْصُودا فِي النَّاس مشكور الْحَال فِي علمه وَدينه.
مَاتَ فِي حُدُود سنة خمسين وسِتمِائَة.
835 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الغزال اللّغَوِيّ
لَهُ شعر مِنْهُ:
(والبرق فِي الديجور أهطل مزنة ... أبدت نباتا أرْضهَا كالزرنب)
(فَوجدت بحرا فِيهِ نَار فَوْقه ... غيم يرى فِيهِ بلَيْل غيهب)(1/416)
836 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن خلف الْقَيْسِي الْمَعْرُوف بِابْن النشا الْوَادي آشي أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْفِقْه وَالْأَدب والعربية والتاريخ، وَله نظم ونثر؛ روى عَن أبي الْحسن بن الباذش وَابْن السَّيِّد وَابْن يسعون وَغَيرهم. وَاخْتصرَ شرح الشهَاب لِابْنِ وَحشِي، وَالْعقد لِابْنِ عبد ربه.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها أديبا لغويا تاريخيا، مَاتَ فِي حُدُود السبعمائة وَقد وصل الثَّمَانِينَ. روى عَنهُ أَبُو الْحسن عمر الْوَادي آشي، وَرَأى قبل مَوته هاتفا ينشده فِي النّوم:
(يَا لهف قلبِي على شَبَابِي ... كنت أليفا فعدت لاما)
فذيله بقوله:
(قد ذهب الأطيبان مني ... وانصرمت لذتي انصراما)
(ورق جلدي ودق عظمي ... وأشبهت لمتي الثغاما)
(وَقل نومي فليت أَنِّي ... بدلت من عيشي الحماما)
(فَلَيْسَ لي فِي الْحَيَاة خير ... وَلست أَرْجُو لَهُ دواما)
(فَكيف ألهو بهَا وسقمي ... قد خالط الْجِسْم والعظاما)
(وناظري مَا يحِق مرأى ... ومسمعي مَا يعي كلَاما)
(وقوتي قد وهت فَمَا إِن ... أُطِيق مشيا وَلَا قيَاما)
(يُبدل من عَاشَ من قوام ... حنا وَمن صِحَة سقاما)
(وَلَيْسَ ذَا مُنْكرا على من ... مرت عَلَيْهِ سَبْعُونَ عَاما)
(وَعَن قريب أحل قبرا ... أطيل فِي قَعْره المقاما)
(فبلغوا من لقيتموه ... بعدِي يَا إخوتي السلاما)(1/417)
837 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم الْعَرُوضِي
قَالَ ياقوت: حكى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد اليامي فِي كتاب القوافي، وَهُوَ من طبقَة ابْن درسْتوَيْه وَعلي بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش.
838 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الْكرْدِي الْحلَبِي
قَالَ ابْن حجر: دخل بِلَاد الْعَجم، وَأخذ عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ وَغَيره؛ وَأقَام بِمَكَّة. وَكَانَ حسن الْخلق، كثير الْبشر بالطلبة، انتفعوا بِهِ كثيرا فِي فنون عدَّة، وجلها الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَكَانَ يقررها تقريرا وَاضحا.
مَاتَ فِي آخر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة.
839 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الْقَيْسِي الجياني أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مقرئا مجودا نحويا أديبا سريا، كريم النَّفس، جميل الْخلق، حسن الْخلق، معدودا فِي أهل الْعلم وَالْعَمَل؛ ذَا عناية بالتفسير، خَطِيبًا فصيحا، تَلا بالسبع على ثَابت الكلَاعِي، وتأدب بِأبي عبد الله بن يَرْبُوع، وأقرأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب. وَمَات سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
840 - إِبْرَاهِيم بن عبيد الله الْمعَافِرِي الإشبيلي أَبُو إِسْحَاق الزبيدِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ رَاوِيا للْحَدِيث، حَافِظًا للغة، بَصيرًا بالشعر؛ مطبوعا فِيهِ. سمع من أَحْمد بن بَشرَان الأغبس وَجمع، وَسكن بادية بِقرب إشبيلية إِلَى أَن مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة.(1/418)
841 - إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان أَبُو الْقَاسِم بن الْوزان القيرواني اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ
قَالَ الزبيدِيّ، ثمَّ ياقوت: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض غير مدافع؛ مَعَ قلَّة ادِّعَاء، وخفض جنَاح، وانْتهى من الْعلم إِلَى مَا لَعَلَّه لم يبلغهُ اُحْدُ قبله؛ وَأما من فِي زَمَانه فَلَا يشك فِيهِ؛ وَكَانَ يحفظ الْعين وغريب أبي عبيد المُصَنّف وَإِصْلَاح ابْن السّكيت وَكتاب سِيبَوَيْهٍ وَغير ذَلِك؛ ويميل إِلَى مَذْهَب الْبَصرِيين؛ مَعَ إتقانه مَذْهَب الْكُوفِيّين.
قَالَ عبد الله المكفوف النَّحْوِيّ: لَو قَالَ قَائِل إِنَّه أعلم من الْمبرد وثعلب لصدقه من وقف على علمه. وَكَانَ يسْتَخْرج من الْعَرَبيَّة مَا لَا يَسْتَخْرِجهُ أحد.
وَله فِي النَّحْو واللغة تصانيف كَثِيرَة؛ وَكَانَ مَعَ ذَلِك مقصرا فِي الشّعْر.
مَاتَ يَوْم عَاشُورَاء سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
842 - إِبْرَاهِيم بن عقيل بن جَيش بن مُحَمَّد أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي الْمَعْرُوف بالمكبري النَّحْوِيّ الدِّمَشْقِي
قَالَ ياقوت: لَهُ كتاب فِي النَّحْو قدر اللمع. حدث عَن ابي الْحسن الشرابي. وَعنهُ الْخَطِيب، وَقَالَ: كَانَ صَدُوقًا.
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر: فِيهِ نظر؛ فقد كَانَ يذكر ان عِنْده تعليقة أبي الْأسود الدؤَلِي الَّتِي أَلْقَاهَا إِلَيْهِ عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله عَنهُ؛ وَكَانَ كثيرا مَا يعد بهَا أَصْحَابه - لَا سِيمَا أَصْحَاب الحَدِيث - وَلَا يَفِي، إِلَى أَن كتبهَا عَنهُ بعض تلاميذه؛ وَإِذا بِهِ ركب عَلَيْهَا إِسْنَادًا لَا حَقِيقَة لَهُ اعْتبر فَوجدَ مَوْضُوعا مركبا بعض رِجَاله أقدم مِمَّن روى عَنهُ؛ وَجعلهَا نَحْو عشرَة أوراق؛ وَهِي فِي أمالي الزجاجي نَحْو عشرَة أسطر؛ وَلم يكن الْخَطِيب علم بذلك؛ فَلِذَا وَثَّقَهُ.(1/419)
843 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن عمر الغساني الْوَادي آشي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ معلما لكتاب الله تَعَالَى، مقرئا للعربية وَالْأَدب، شَاعِرًا أديبا، جيد الْكِتَابَة، فَاضلا زاهدا ورعا، ذَا معرفَة بالفقه وَعقد الوثائق، كثير الْخُشُوع والخشية.
مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَجَب سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة، وتفجع النَّاس على فَقده.
844 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الأصبحي الشَّافِعِي يعرف بِابْن المبردع. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها نبيها، نحويا لغويا، عَارِفًا بِالْحِسَابِ، إِمَامًا فِي الْمَوَاقِيت؛ وَهُوَ الَّذِي صنف فِيهَا اليواقيت.
مَاتَ سنة نَيف وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
845 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَبُو إِسْحَاق الْفَارِسِي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ من الْأَعْيَان فِي اللُّغَة والنحو، قيمًا بِالْكِتَابَةِ وقرض الشّعْر، أَخذ عَن الْفَارِسِي والسيرافي، وَورد بخاري فبجل، فَأخذ عَنهُ أَبنَاء رؤسائها، وَولي التصفح بديوان الرسائل، وصنف وأملى، وَشرح كتاب الْجرْمِي، وناقض المتنبي، وَحفظ الطم والرم.
846 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل أَبُو الْعَبَّاس الخليلي الْمَشْهُور بالجعبري
ولقبه بِبَغْدَاد تَقِيّ الدّين، وبغيرها برهَان الدّين، وَكَانَ يُقَال لَهُ أَيْضا: ابْن السراج. وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ " السلَفِي "، بِفَتْح السِّين، نِسْبَة إِلَى طَرِيق السّلف.(1/420)
قَالَ الذَّهَبِيّ: هُوَ شيخ الْخَلِيل، لَهُ التصانيف فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث وَالْأُصُول والعربية والتاريخ؛ مِنْهَا شرح الشاطبية، والرائية، والتعجيز، وَغير ذَلِك.
سمع من مُحَمَّد بن سَالم المنبجي وَإِبْرَاهِيم بن جليل وَابْن النجاري وَغَيرهم. ورحل إِلَى بَغْدَاد، وَأَجَازَ لَهُ يُوسُف بن خَلِيل، وتلا على الوجوهي، وَقَرَأَ التَّعْجِيز على مُؤَلفه، وَسكن دمشق مُدَّة، ثمَّ ولي مشيخة الْخَلِيل، وَكَانَ منور الشيبة، سَاكِنا وقورا، ذكيا، وَاسع الْعلم.
مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ.
847 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الجلاوي جمال الدّين النَّحْوِيّ
إِمَام فِي النَّحْو؛ فَاضل، قَرَأَ الْفِقْه على ابْن الوردي والبارزي، وانتفع فِي النَّحْو بِابْن الوردي. تصدر بالجامع الْكَبِير بحلب، وَجلسَ مَعَ الشُّهُود، وَعمل بِأخرَة موقع درج؛ وَأَقْبل آخر عمره على الْفِقْه، وَله نظم يسير حسن. أَخذ عَنهُ الْعِزّ بن جمَاعَة.
وَمَات بحلب لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة.
848 - إِبْرَاهِيم بن عمار بن الْمُبَارك أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ
حدث عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي. ذكره ابْن النجار.
849 - إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أصبغ أَبُو إِسْحَاق الْقُرْطُبِيّ الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المناصف
شيخ الْعَرَبيَّة، وَوَاحِد زَمَانه بإفريقية، املى على قَول سِيبَوَيْهٍ: " هَذَا بَاب علم مَا الْكَلم من الْعَرَبيَّة " عشْرين كراسا، وَولي قَضَاء دانية وَغَيرهَا؛ روى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْقَاسِم بن ربيع.
مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة. قَالَه ابْن الْأَبَّار. وَقَالَ الذَّهَبِيّ: سنة إِحْدَى وَعشْرين.(1/421)
850 - إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح بن عبد الله بن خفاجة الخفاجي أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ابْن الزبير: من أهل جَزِيرَة شقر، لَهُ تآليف لغوية، وَشعر سَلس، مَاتَ لأَرْبَع بَقينَ من شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، من اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة.
851 - إِبْرَاهِيم بن أبي الْفضل بن صَوَاب الحجري الشاطبي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي، روى عَن أَبِيه، وَابْن عبد الْبر وَأبي الْحسن بن سَيّده.
852 - إِبْرَاهِيم بن الْفضل الْهَاشِمِي اللّغَوِيّ الأديب أَبُو إِسْحَاق
كَذَا ذكره الْحَاكِم، وَقَالَ: سمع ابْن دُرَيْد. وَقدم نيسابور سنة خمس وثلثمائة وَسبعين.
853 - إِبْرَاهِيم بن قَاسم أَبُو إِسْحَاق البطليوسي النَّحْوِيّ
وَيعرف بالأعلم؛ وَلَيْسَ بِالْعلمِ الْمَشْهُور؛ فَذَاك اسْمه يُوسُف. أديب شَاعِر؛ أَخذ النَّحْو عَن الْأُسْتَاذ هُذَيْل، وبرع فِيهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْحسن عَليّ بن سعيد.
وصنف تصانيف، مِنْهَا الْجمع بَين الصِّحَاح للجوهري والغريب المُصَنّف، وتاريخ بطليوس.
وَكَانَ صَعب الْخلق يطير الذُّبَاب فيغضب؛ وَأما من تَبَسم من ادنى حركاته، فَلَا بُد أَن يضْرب.
توفّي سنة ثِنْتَيْنِ - وَقيل سِتّ - وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(يَا حمص لَا زلت دَارا ... لكل بؤس وساحة)
(مَا فِيك مَوضِع راحه ... إِلَّا وَمَا فِيهِ راحه)(1/422)
854 - إِبْرَاهِيم بن قطن الْمهرِي القيرواني، أَخُو عبد الْملك
قَالَ الزبيدِيّ: قرا النَّحْو قبل أَخِيه، وَكَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج الإباضية، وَسبب قِرَاءَة أَخِيه النَّحْو أَنه أَخذ لَهُ كتابا ينظر فِيهِ، فنهره إِبْرَاهِيم، وَقَالَ: مَالك وَلِهَذَا! فَغَضب، واشتغل بِهِ، وَعرف واشتهر عِنْد النَّاس، وَلم يكن يعرف إِبْرَاهِيم إِلَّا الْقَلِيل.
855 - إِبْرَاهِيم بن ماهويه الْفَارِسِي اللّغَوِيّ
لَهُ كتاب عَارض فِيهِ الْكَامِل للمبرد.
قَالَه ياقوت.
856 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن عِيسَى بن أصبغ ابْن خَالِد بن يزِيد الْبَاجِيّ أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للغة والنحو، فصيحا بليغا، شَاعِرًا، سمع من مُحَمَّد بن عمر بن لبَابَة وَغَيره.
وَمَات فِي حُدُود سنة ثَمَان وَعشْرين وثلثمائة، عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة.
857 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان بن سوار بن أَحْمد بن حزب الله بن عَامر بن سعد الْخَيْر بن عَيَّاش
- وَهُوَ أَبُو عيشون - بن مَحْمُود الدَّاخِل إِلَى الأندلس بن عَنْبَسَة بن حَارِثَة بن الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ، ابْن الْحَاج السّلمِيّ أَبُو إِسْحَاق.
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا نحويا قَارِئًا متقنا، ذَاكِرًا للتاريخ، لَهُ حَظّ وافر من الْفِقْه،(1/423)
فَاضلا ورعا، زاهدا، من جلة النَّاس وفضلائهم، لَازم الدباج والشلوبين فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب سِنِين، وَأخذ الْقِرَاءَة عَن الدباج، وأقرأ بسبتة الْقُرْآن والعربية، وروى عَن أبي الْقَاسِم بن الطيلسان وَأبي جَعْفَر الفحام وَخلق، ورحل وَحج، وَأخذ عَن النجيب الْحَرَّانِي وخلائق.
وَمَات بِمصْر فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، عَن نَحْو خمسين سنة.
858 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبيد يس بن مَحْمُود النفزي الأبذي الأَصْل الغرناطي أَبُو إِسْحَاق
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها حَافِظًا، ذَاكِرًا للغات وَالْأَدب، نحويا ماهرا، درس ذَلِك كُله أول أمره، ثمَّ غلب عَلَيْهِ التصوف فشهر بِهِ، وبذ أهل زَمَانه، وصنف فِيهِ تصانيف، وَكَانَ خَاتِمَة رجال الأندلس وَشَيخ أهل المجاهدات وأرباب الْمُعَامَلَات، مَشْهُور الكرامات، صَادِق الْإِخْلَاص. وَكَانَ أَخذ الْقِرَاءَة على أبي عبد الله الْحَضْرَمِيّ والنحو واللغة عَن ابْن يَرْبُوع، والْحَدِيث عَن سُلَيْمَان بن حوط الله، وَحج وجاور، وروى عَنهُ أَبُو جَعْفَر بن الزبير.
مولده سنة ثِنْتَيْنِ - أَو ثَلَاث - وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بجيان، وَمَات بغرناطة فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة.
859 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد التنوخي
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: أَصله من جَزِيرَة طريف؛ وَكَانَ مقرئا لِلْقُرْآنِ، مبرزا فِيهِ، مدرسا للعربية وَالْفِقْه، آخِذا فِي الْأَدَب، متكلما فِي التَّفْسِير، ثبتا محققا، نَسِيج وَحده حَيَاء وَصدقَة وإيثارا. رَحل من جَزِيرَة طريف لما تغلب عَلَيْهَا الْعَدو إِلَى سبتة، فَقَرَأَ بهَا على أبي إِسْحَاق الغافقي المذيوني وَأبي الْقَاسِم بن رزقون الضَّرِير، ثمَّ استوطن غرناطة، وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير، وأقرأ بهَا بعده فنونا من الْعلم بِإِشَارَة مِنْهُ، وَولي الْإِمَامَة(1/424)
والخطابة بجامعها، وَألقى الله عَلَيْهِ من الْقبُول والتعظيم مَا لم يعْهَد مثله؛ وَكَانَ صادعا بِالْحَقِّ، غيورا على الدّين، كثير الْخُشُوع، ساعيا فِي حوائج النَّاس، مبتلى بوسواس فِي وضوئِهِ. وَله كرامات.
مولده فِي حُدُود سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة، وَمَات يَوْم السبت سَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وقبره بِبَاب إلبيرة من غرناطة، يستسقى النَّاس بِهِ.
وَمن شعره:
(اعْمَلْ بعلمك تؤت حِكْمَة إِنَّمَا ... جدوى عُلُوم الْمَرْء نهج الأقوم)
(وَإِذا الْفَتى قد نَالَ علما ثمَّ لم ... يعْمل بِهِ فَكَأَنَّهُ لم يعلم)
860 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ابي الْقَاسِم الْقَيْسِي الْمَالِكِي الْعَلامَة برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق السفاقسي النَّحْوِيّ
صَاحب إِعْرَاب الْقُرْآن. قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي حُدُود سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَسمع ببجاية من شيخها نَاصِر الدّين، ثمَّ حج وَأخذ عَن ابي حَيَّان بِالْقَاهِرَةِ وَقدم دمشق فَسمع من الْمزي وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَخلق، وَمهر فِي الْفَضَائِل.
مَاتَ فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
861 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النسوي أَبُو إِسْحَاق
الشَّيْخ العميدي اللّغَوِيّ. قَالَ ياقوت: فَاضل، شَاعِر، كَاتب، حسن المحاورة، كريم الصُّحْبَة، سمع الحَدِيث الْكثير فِي أَسْفَاره، وصنف فِي غَرِيب الحَدِيث تصنيفا مُفِيدا.
وَمَات فَجْأَة بنيسابور سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة.(1/425)
862 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي عباد إِسْحَاق اليمني النَّحْوِيّ الأديب أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ياقوت: من أَعْيَان النَّحْوِيين بِالْيمن، صنف فِي النَّحْو مختصرين، وَكَانَ مُتَأَخِّرًا بعد الْخَمْسمِائَةِ.
وَقَالَ الخزرجي: كَانَ إِمَامًا فِي علم النَّحْو، بارعا فِيهِ، مجودا، ارتحل النَّاس إِلَيْهِ وَإِلَى عَمه الْحسن للاشتغال بالنحو.
وَله مُخْتَصر سِيبَوَيْهٍ، والتلقين فِي النَّحْو، وَكَانَ مَوْجُودا فِي أَوَائِل الْمِائَة الْخَامِسَة.
863 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مفرج بن يحيى بن زِيَاد بن عبد الله ابْن خَالِد بن سعد بن ابي وَقاص الْقرشِي الزُّهْرِيّ
أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن الإفليلي - بِالْفَاءِ. قَالَ ياقوت: كَانَ عَالما بالنحو واللغة، بذ أهل زَمَانه فِي اللِّسَان الْعَرَبِيّ والضبط لغريب اللُّغَة، وألفاظ الْأَشْعَار، يتَكَلَّم فِي البلاغة وَنقد الشّعْر، غيورا على مَا يحمل من ذَلِك الْفَنّ، كثير الْحَسَد فِيهِ؛ رَاكِبًا رَأسه فِي الْخَطَأ الْبَين، يُجَادِل عَنهُ وَلَا يصرفهُ عَنهُ صَارف؛ وَلم يكن يعرف الْعرُوض.
حدث عَن أبي بكر الزبيدِيّ. وَله شرح ديوَان المتنبي، وَلم يصنف غَيره، واتهم فِي دينه مَعَ جملَة الْأَطِبَّاء أَيَّام هِشَام المرواني، فسجن ثمَّ أطلق.
وَكَانَت وِلَادَته فِي شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وثلثمائة. وَتُوفِّي يَوْم السبت ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
864 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَعْدَان الْمُبَارك النَّحْوِيّ بن النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كتب وَصحح، وَنظر وحقق، وروى وصنف كتبا حَسَنَة، مِنْهَا كتاب الْخَيل، كتاب حُرُوف الْقُرْآن.(1/426)
865 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْيحصبِي الأندروشي أَبُو إِسْحَاق
قَالَ السلَفِي فِيمَا نقل عَن خطه: كَانَ من أهل الْأَدَب والنحو، أَقَامَ بِمَكَّة مُدَّة، وَقدم الْإسْكَنْدَريَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة؛ وَذكر أَنه قَرَأَ النَّحْو على أبي الركب النَّحْوِيّ الْمَشْهُور وَغَيره. وَكَانَ ظَاهر الصّلاح، مبغضا للرفضة.
866 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أَحْمد اللَّخْمِيّ الشَّافِعِي
الشَّيْخ جمال الدّين الأميوطي، بِالْمِيم، قَالَ ابْن حجر: ولد سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة، وَأخذ الْفِقْه عَن الْمجد السنكلومي والتاج التبريزي والإسنوي، والعربية عَن ابْن هِشَام النَّحْوِيّ الْحَنْبَلِيّ، وَمهر فِي الْفِقْه والأصلين والعربية، وَسمع من الحجار والواني، والدبوسي والختني وَآخَرين. ودرس وَأفْتى، وناب فِي الحكم فِي الْقَاهِرَة، وصنف مُخْتَصر شرح " بَانَتْ سعاد "، نُسْخَة ابْن هِشَام وَغَيره.
واستوطن فِي مَكَّة من سنة سِتّ وَسبعين إِلَى ان مَاتَ فِي ثامن رَجَب سنة تسعين وَسَبْعمائة.
867 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِسْحَاق الدجوي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: اخذ عَن الشهَاب بن المرحل وَالْجمال بن هِشَام وَغَيرهمَا، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وشغل النَّاس فِيهَا؛ وَكَانَ جلّ مَا عِنْده حل الألفية، وَفِيه دعابة.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَقد بلغ الثَّمَانِينَ.(1/427)
868 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة بن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة بن حبيب ابْن الْمُهلب بن ابي صفرَة الْعَتكِي الْأَزْدِيّ الوَاسِطِيّ
أَبُو عبد الله الملقب نفطويه. لشبهه بالنفط لدمامته وأدمته، وَجعل على مِثَال سِيبَوَيْهٍ لانتسابه فِي النَّحْو إِلَيْهِ. قَالَ ياقوت: وَقد جعله ابْن بسام بِضَم الطَّاء وتسكين الْوَاو وَفتح الْيَاء، فَقَالَ:
(رَأَيْت فِي النّوم أبي آدما ... صلى عَلَيْهِ الله ذُو الْفضل)
(فَقَالَ أبلغ وَلَدي كلهم ... من كَانَ فِي حزن وَفِي سهل)
(بِأَن حوا امهم طَالِق ... إِن كَانَ نفطويه من نسلي)
قلت: هَذَا اصْطِلَاح لأهل الحَدِيث فِي كل اسْم بِهَذِهِ الصِّيغَة، وَإِنَّمَا عدلوا إِلَى ذَلِك لحَدِيث ورد أَن " ويه " اسْم شَيْطَان، فعدلوا عَنهُ كَرَاهَة لَهُ.
قَالَ ياقوت: كَانَ نفطويه عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والْحَدِيث؛ أَخذ عَن ثَعْلَب والمبرد، وَكَانَ زَاهِر الْأَخْلَاق، حسن المجالسة، صَادِقا فِيمَا يرويهِ، حَافِظًا لِلْقُرْآنِ، فَقِيها على مَذْهَب دَاوُد الظَّاهِرِيّ رَأْسا فِيهِ؛ مُسْندًا للْحَدِيث، حَافِظًا للسير وَأَيَّام النَّاس والتواريخ والوفيات، ذَا مُرُوءَة وظرف. جلس للإقراء أَكثر من خمسين سنة، وَكَانَ يَبْتَدِئ فِي مَجْلِسه بِالْقُرْآنِ على رِوَايَة عَاصِم، ثمَّ يقرئ الْكتب، وَكَانَ يَقُول: سَائِر الْعُلُوم إِذا مت، هُنَا من يقوم بهَا، وَأما الشّعْر، فَإِذا مت مَاتَ على الْحَقِيقَة. وَقَالَ: من أغرب عَليّ بَيْتا لجرير لَا أعرفهُ فَأَنا عَبده.
قَالَ الزبيدِيّ: وَكَانَ غير مكترث بإصلاح نَفسه، يفرط بِهِ الصنان فَلَا يُغَيِّرهُ، حضر مجْلِس وَزِير المقتدر فتأذى هُوَ وجلساؤه بِكَثْرَة صنانه؛ فَقَالَ: يَا غُلَام، أحضر لنا مرتكا(1/428)
فجَاء بِهِ فَبَدَأَ الْوَزير بِنَفسِهِ فتمترك؛ واداره على جُلَسَائِهِ؛ وفطنوا لما أَرَادَ بنفطويه؛ فَقَالَ نفطويه: لَا حَاجَة لي بِهِ، فَرَاجعه فابى، فاحتد الْوَزير، وَقَالَ: يَا عاض بظرأمه إِنَّمَا تمرتكنا لِأَجلِك؛ قُم لَا أَقَامَ الله لَك وزنا! ابعدوه عني إِلَى حَيْثُ لَا أتأذى بِهِ.
وَكَانَ بَينه وَبَين مُحَمَّد بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ مَوَدَّة أكيدة، فَلَمَّا مَاتَ ابْن دَاوُد حزن عَلَيْهِ، وَانْقطع لَا يظْهر للنَّاس، ثمَّ ظهر، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك؛ فَقَالَ: إِن ابْن دَاوُد قَالَ لي يَوْمًا: أقل مَا يجب على الصّديق أَن يحزن على صديقه سنة كَامِلَة، عملا بقول لبيد:
(إِلَى الْحول ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا ... وَمن يبك حولا كَامِلا فقد اعتذر)
فحزنا عَلَيْهِ كَمَا شَرط.
وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن دُرَيْد منافرة، وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ:
(ابْن دُرَيْد بقره ... )
الشّعْر السَّابِق فِي تَرْجَمته. وَقَالَ فِيهِ ابْن دُرَيْد:
(لَو أنزل النَّحْو على نفطويه ... لَكَانَ ذَاك الْوَحْي سخطا عَلَيْهِ)
(وشاعر يدعى بِنصْف اسْمه ... مستأهل للصفع فِي أخدعيه)
(أحرقه الله بِنصْف اسْمه ... وصير الْبَاقِي صراخا عَلَيْهِ)
صنف: إِعْرَاب الْقُرْآن، الْمقنع فِي النَّحْو، الْأَمْثَال، المصادر، امثال الْقُرْآن، الرَّد على الْقَائِل بِخلق الْقُرْآن، القوافي، وَغير ذَلِك.
مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات يَوْم الْأَرْبَع ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة.
ذكره الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ: أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن أبي عون مُحَمَّد بن عمر(1/429)
ابْن عون الوَاسِطِيّ وَشُعَيْب بن أَيُّوب الصريفيني، وَعنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد الشنبوذي، وَذكر وَفَاته كَمَا تقدم، وَقَالَ: فِي خَامِس صفر. وَقيل: مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين.
وَمن شعره:
(تَشْكُو الْفِرَاق وَأَنت تزمع رحْلَة ... هلا أَقمت وَلَو على جمر الغضى!)
(فَالْآن عد للصبر أَو مت حسرة ... فَعَسَى يرد لَك النَّوَى مَا قد مضى)
869 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن غَالب أَبُو إِسْحَاق المرسي الْأنْصَارِيّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَاضلا نحويا، صَالحا زاهدا، قرا الجزولية تفهما على مؤلفها، وروى عَن أبي عبد الله بن وَاجِب، وَعنهُ ابْن الْأَحْوَص.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: قَرَأَ النَّحْو وَالْقُرْآن، وَلم يدْخل الْحمام أَرْبَعِينَ سنة.
وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
870 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْهَاشِمِي الْحُسَيْنِي الشريف
أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ، وَالِد أبي البركات عمر النَّحْوِيّ الْآتِي. قَالَ ياقوت: لَهُ معرفَة حَسَنَة بالنحو واللغة والآداب، وحظ من قرض الشّعْر جيد من مثله. سَافر إِلَى الشَّام ومصر، فَأَقَامَ بهَا مُدَّة، ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه بِالْكُوفَةِ إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة.
وَمن شعره وَهُوَ بِمصْر:
(فَإِن تساليني كَيفَ أَنْت فإنني ... تنكرت دهري والمعاهد الصحبا)
(وأصبحت فِي مصر كَمَا لَا يسرني ... يدا من الأوطان منتزحا غربا)(1/430)
(وَإِنِّي فِيهَا كامرئ الْقَيْس مرّة ... وَصَاحبه لما بَكَى وَرَأى الدربا)
(فَإِن أنجو من بَابي زويلا فتوبة ... إِلَى الله أَن لَا مس خَفِي لَهَا تربا)
قَالَ: وَقلت هَذِه الأبيات [وَمَا كنت ضيق الْيَد] ، وَكَانَ حصل لي من الْمُسْتَنْصر خَمْسَة آلَاف دِينَار مصرية.
871 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَاوَرْدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ
أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن أَحْمد بن سهل الْأُشْنَانِي، وَعَن مُحَمَّد بن أَحْمد الشنبوذي. ذكره الداني.
872 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُنْذر بن سعيد بن ملكون الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي جليل. روى عَن أبي الْحسن شُرَيْح وَأبي مَرْوَان بن مُحَمَّد، وَأَجَازَ لَهُ الْقَاسِم بن بَقِي، روى عَنهُ ابْن حوط الله وَابْن خروف والشلوبين.
وَألف شرح الحماسة، النكت على تبصرة الصَّيْمَرِيّ، وَغير ذَلِك.
وَمَات سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، لَهُ ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(1/431)
873 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الكلابزي
قَالَ ياقوت: كَانَ مُتَقَدما فِي النَّحْو على مَذْهَب الْبَصرِيين واللغة. أَخذ عَن الْمَازِني والمبرد، وَولي قَضَاء الشَّام، مَاتَ سنة سِتّ عشرَة - أَو ثِنْتَيْ عشرَة - وثلاثمائة.
وَذكره ابْن الْأَثِير فِي الْأَنْسَاب؛ فَسمى وَالِده حميدا، وَقَالَ: روى عَن أبي حَاتِم، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ. قَالَ: وكاف الكلابزي مَكْسُورَة، وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ مَفْتُوحَة.
874 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الساحلي أَبُو إِسْحَاق
قَالَ ابْن جمَاعَة: لَهُ معرفَة تَامَّة بالنحو واللغة، يتوقد ذكاء، وَيكْتب الْخط الْحسن، بالمغربي والمشرقي. وَكَانَ فَاضلا أديبا، شَاعِرًا مُتَّهمًا بِسوء العقيدة، قدم علينا من الْمغرب سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وبلغنا أَنه مَاتَ بمراكش سنة نَيف وَأَرْبَعين.
875 - إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن حسان النَّحْوِيّ
الْمَعْرُوف بالوجيه الصَّغِير؛ لِأَنَّهُ كَانَ حِينَئِذٍ بِبَغْدَاد نحوي آخر مَعْرُوف بالوجيه الْكَبِير، وَهُوَ الْمُبَارك.
قَالَ ياقوت: كَانَ من أهل الرصافة [بِبَغْدَاد، وَكَانَ] عجبا فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ، [وَكَانَ قد] حفظ [كتاب] سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، وَأخذ عَن مُصدق بن شبيب، وَكَانَ أعلم مِنْهُ، وأصفى ذهنا.
مَاتَ شَابًّا عَن نَيف وَثَلَاثِينَ سنة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَخَمْسمِائة، وَلَو عَاشَ لَكَانَ آيَة [من الْآيَات] . قَالَ ابْن النجار: احْتَرَقَ من كَثْرَة الْحِفْظ والكد، وأصابه سل.(1/432)
876 - إِبْرَاهِيم بن نابت بن عِيسَى الربعِي القنائي. شهَاب الدّين أَبُو إِسْحَاق
قَالَ الأدفوي: كَانَ فَاضلا نحويا، سمع على الْخَطِيب أبي الرِّضَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان السُّيُوطِيّ سنة ثِنْتَيْنِ وسِتمِائَة.
877 - إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ القَاضِي نور الدّين الْإِسْنَوِيّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ
كَانَ فَاضلا فَقِيها نحويا ذكي الْفطْرَة. قَرَأَ الْفِقْه على الْبَهَاء القفطي وَالْأُصُول على الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ، والنحو على الْبَهَاء بن النّحاس.
وصنف مُخْتَصر الْوَسِيط، مُخْتَصر الْوَجِيز، شرح الْمُنْتَخب، شرح ألفية ابْن مَالك، نثر الألفية.
وَولي الْقَضَاء بأسيوط وأخميم وقوص، وَغَيرهَا. وَكَانَ حسن السِّيرَة، جميل الطَّرِيقَة، صَحِيح العقيدة. وَلما سَافر بعض الأكابر إِلَى قوص، طلب مِنْهُ أَن يُعْطِيهِ شَيْئا من مَال الْأَيْتَام من الزَّكَاة فَلم يُعْطه، وَقَالَ: الْعَادة أَن يفرق على الْفُقَرَاء؛ فَلَمَّا عَاد ذَلِك الْكَبِير إِلَى الْقَاهِرَة بَالغ مَعَ القَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة فِي صرفه، فَلم يُوَافق، ثمَّ صرف بعد ذَلِك، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ، وطلع بعنقه طُلُوع توفّي مِنْهُ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة.
878 - إِبْرَاهِيم بن وهب المالقي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالغريب والنحو وَالشعر، فَقِيها متفننا.(1/433)
879 - إِبْرَاهِيم بن لاجين بن عبد الله الرَّشِيدِيّ الأغري النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته: كَانَ عَالما بالنحو وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه والطب والقراءات، خيرا متوددا، كَرِيمًا مَعَ الْفَاقَة، متواضعا، على طَريقَة السّلف فِي طرح التَّكَلُّف.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: أَخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ، وَالْفِقْه عَن الْعلم الْعِرَاقِيّ، والنحو عَن الْبَهَاء بن النّحاس، والمنطق عَن السَّيْف الْبَغْدَادِيّ، وَسمع من الدمياطي والأبرقوهي. وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان كالحافظ أبي الْفضل الْعِرَاقِيّ، وَذكر عَنهُ فَضَائِل وكرامات، وَولي خطابة جَامع أَمِير حُسَيْن، وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْمَدِينَة فَامْتنعَ، وَكَانَ مؤثرا للخمول.
مولده سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة، وَمَات بالطاعون سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
880 - إِبْرَاهِيم بن يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي أَبُو إِسْحَاق بن أبي مُحَمَّد النَّحْوِيّ بن النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَ عَالما بالأدب شَاعِرًا مجيدا، نادم الْخُلَفَاء، وَقدم إِلَى دمشق فِي صُحْبَة الْمَأْمُون؛ وَكَانَ سمع أَبَاهُ وَأَبا زيد والأصمعي، روى عَنهُ أَخُوهُ إِسْمَاعِيل وابنا أَخِيه أَحْمد وَعبيد الله بن مُحَمَّد.
وَقَالَ الْخَطِيب: بَصرِي سكن بَغْدَاد، وَكَانَ ذَا قدر وَفضل وحظ وافر من الْأَدَب.
وصنف: مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ؛ ابْتَدَأَ فِيهِ وَهُوَ ابْن سبع عشرَة، وَلم يزل يعْمل فِيهِ إِلَى أَن أَتَت عَلَيْهِ سِتُّونَ سنة، وَبِه يفتخر الزيديون، وَله مصَادر الْقُرْآن، النقط والشكل، الْمَقْصُور والممدود، وَغير ذَلِك.
وَحضر مرّة عِنْد الْمَأْمُون، وَعِنْده يحيى بن أَكْثَم وهم على الشَّرَاب، فَقَالَ لَهُ يحيى يمازحه:(1/434)
مَا بَال المعلمين يلوطون بالصبيان؟ فَرفع إِبْرَاهِيم رَأسه، فَإِذا الْمَأْمُون يحرض على الْعَبَث بِهِ، فَغَاظَهُ ذَلِك، وَقَالَ: أَمِير الْمُؤمنِينَ أعلم خلق الله بِهَذَا، فَإِن أبي أدبه. فَقَامَ الْمَأْمُون من مَجْلِسه مغضبا، وَرفعت الملاهي، فَأقبل يحيى على إِبْرَاهِيم، وَقَالَ: اتدري مَا خرج من رَأسك؟ إِنِّي لأرى هَذِه الْكَلِمَة سَببا لانقراضكم يَا آل اليزيدي، قَالَ إِبْرَاهِيم: فَزَالَ عني السكر، وكتبت لِلْمَأْمُونِ:
(أَنا المذنب الخطاء وَالْعَفو وَاسع ... وَلَو لم يكن ذَنْب لما عرف الْعَفو)
(سكرت فأبدت مني الكأس بعض مَا ... كرهت وَمَا أَن يَسْتَوِي السكر والصحو)
فِي أَبْيَات أخر. فَرضِي عَنهُ وَعَفا عَنهُ، وَوَقع على ظهر أبياته:
(إِنَّمَا مجْلِس الندامى بِسَاط ... للمودات بَينهم وضعوه)
(فَإِذا مَا انْتهى إِلَى مَا أَرَادوا ... من حَدِيث وَلَذَّة رَفَعُوهُ)
مَاتَ إِبْرَاهِيم سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ. قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ.
881 - إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أبي حفاظ مهْدي الإِمَام أَبُو إِسْحَاق المكناسي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ. وَقَالَ أحد الْفُضَلَاء والرحالين: ولد سنة سِتّمائَة، وَسمع من أبي الْحُسَيْن ابْن رزقون وَطَائِفَة بإشبيلية، ورحل إِلَى الشَّام وَالْعراق، أَخذ عَنهُ الدمياطي، وَله شعر وفضائل
مَاتَ بالفيوم سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
882 - إِبْرَاهِيم بن الْموصِلِي أَبُو إِسْحَاق البطليوسي
قَاضِي إشبيلية. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ يدرس بإشبيلية كتب الْمَالِكِيَّة، وَكتاب سِيبَوَيْهٍ، مُتَقَدما فِي المعلمين، من أذكى النَّاس ذهنا، وأدقهم نظرا، مَعَ دين وورع وَحسب، روى عَنهُ حفيده الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس بن خَلِيل.
وَمَات فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.(1/435)
883 - الْأَثْرَم الفابجاني الْأَصْبَهَانِيّ
قَالَ ياقوت: ذكر فِي كتاب أَصْبَهَان، فَقَالَ: كَانَ أحد عُلَمَاء اللُّغَة، وَمِمَّنْ جال بلدان الْعرَاق؛ يجمع اللُّغَة وَالشعر ويصححهما عَن علمائهما.
884 - أخثاء النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: هُوَ لقب؛ وَلَا أعرف اسْمه، وَنقل عَنهُ مبرمان فِي نكت سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ: كَانَ أحد من رَأينَا من النَّحْوِيين الَّذين صحت لَهُم الْقِرَاءَة على الْمَازِني، وَكَانَ مَوْصُوفا فِي أول نظرة بالبراعة، مُسلما لَهُ استغراق الْكتاب على الْمَازِني، ثمَّ أَدْرَكته عِلّة، فقصر عَن الْحَال الأولى.
885 - أخطل بن رفدة الجذامي أَبُو الْقَاسِم
من اهل ريه. قَالَ ابْن الفرضي: عني بِالرَّأْيِ والْحَدِيث، وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة وَرِوَايَة الشّعْر.
مَاتَ سنة أَربع وثلاثمائة.
886 - إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْعلَا، بِضَم الْعين. قَالَ ابْن الزبير: نحوي اديب مقرئ، روى عَن أبي جَعْفَر ابْن يحيى الْقُرْطُبِيّ، وَسكن سبتة، وأقرأ بهَا؛ وَكَانَ مشكورا فِي أدبه وفضله.
مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.(1/436)
887 - إِدْرِيس بن ميثم
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ نحويا دَقِيق النّظر؛ عَالما بالْمَنْطق والطب والحساب، شَاعِرًا مطبوعا.
888 - أُسَامَة بن سُفْيَان السجْزِي النَّحْوِيّ
من نحاة سجستان وشعرائها، كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: أورد لَهُ فِي الوشاح:
(أَبى النأي إِلَّا أَن يجدد لي ذكرا ... لمن ودعتني وَهِي لَا تملك العبرا)
(وَقَالَت رعاك الله مَا خلت أنني ... أَرَاك تسلى أَو تطِيق لنا هجرا)
(وَكَانَت ترى فرط العلاقة سَاعَة ... تغيبها عَنَّا وَإِن قصرت شهرا)
(وتجزع من وَشك الْفِرَاق فَمَا لنا ... على فرقة الأحباب أَن نظهر الصبرا)
قَالَ الصَّفَدِي: شعر منحط لكنه منسجم.
889 - أَسْبَاط بن يزِيد بن أَسْبَاط المَخْزُومِي الشذوني أَبُو يزِيد قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ أديباً شَاعِرًا خَطِيبًا مَاتَ سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وثلثمائة
890 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الفارابي أَبُو إِبْرَاهِيم
صَاحب ديوَان الْأَدَب، وخال أبي نصر الْجَوْهَرِي، قَالَ القفطي: كَانَ مِمَّن ترامى بِهِ الاغتراب إِلَى أَرض الْيمن، وَسكن زبيد، وَبهَا صنف كِتَابه الْمَذْكُور، وَمَات قبل أَن يروي عَنهُ، قَرِيبا من سنة خمسين وثلثمائة، وَقيل: فِي حُدُود السّبْعين.(1/437)
وَقَالَ ياقوت: رَأَيْت نُسْخَة من هَذَا الْكتاب بِخَط الْجَوْهَرِي: وَقد ذكر فِيهَا أَنه قَرَأَهَا على أبي إِبْرَاهِيم بفاراب. وَقَالَ الْحَاكِم: قَرَأت بعضه على يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الفرغاني، قَالَ: قرأته على أبي الْحسن بن عَليّ بن سعيد الزاميني، قَالَ: قرأته على مُؤَلفه أبي إِبْرَاهِيم؛ فَهَذَا يبطل قَول القفطي أَنه لم يرو عَنهُ.
وَله أَيْضا شرح أدب الْكَاتِب، وَبَيَان الْإِعْرَاب.
891 - إِسْحَاق بن أَحْمد بن شِيث بن نصر بن شِيث بن الحكم
أَبُو نصر الصفار البُخَارِيّ قَالَ ياقوت: كَانَ أحد أَفْرَاد الزَّمَان فِي علم الْعَرَبيَّة، والمعرفة بدقائقها الْخفية؛ فَقِيها. ورد إِلَى بَغْدَاد، وروى بهَا، وخراسان وَالْعراق والحجاز.
وَقَالَ الْحَاكِم: مَا رَأَيْت ببخارى مثله فِي حفظ الْأَدَب وَالْفِقْه.
وَقَالَ الْخَطِيب: حدث عَن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الكشاني، وَعنهُ الْحسن بن عَليّ الْمَذْهَب؛ وَكَانَ حسن الشّعْر.
صنف: الْمدْخل إِلَى كتاب سِيبَوَيْهٍ، الْمدْخل الصَّغِير فِي النَّحْو، الرَّد على حَمْزَة فِي حُدُوث التَّصْحِيف. مَاتَ بِالطَّائِف بعد أَن وطنها بعد سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة.
892 - إِسْحَاق بن الْجُنَيْد الْبَزَّاز
وراق ابْن دُرَيْد. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّابِعَة من اللغويين الْبَصرِيين.
893 - إِسْحَاق بن الْحسن الْقُرْطُبِيّ
شهر بِابْن الزيات. قَالَ فِي الْبلْغَة: أَخذ عَن نَافِع بن سعيد بن مجدولة.
وَله كتاب فِي المعرب والمبني.
مَاتَ بعد أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة.(1/438)
894 - إِسْحَاق بن خَلِيل بن غَازِي عفيف الدّين الْحَمَوِيّ الْخَطِيب
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ فَاضلا فِي النَّحْو والقراءات وَالْفِقْه، درس بحماه، وخطب بقلعتها؛ وَكَانَ لَهُ حَلقَة اشْتِغَال.
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة.
وَله:
(لَوْلَا مواعيد آمال أعيش بهَا ... لمت يَا أهل هَذَا الْحَيّ من زمني)
(وَإِنَّمَا طرف آمال بِهِ مرح ... يجْرِي بوعد الْأَمَانِي مُطلق الرسن)
895 - إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مطرف النصري الإستجي أَبُو بكر قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للْخَبَر، متصرفا فِي علم اللُّغَة والنحو وَالشعر والطب، شَاعِرًا مطبوعا، مترسلا بليغا؛ مَعَ مشاركته فِي حفظ الرَّأْي وَعقد الشُّرُوط، لم الق فِي إستجة آدب مِنْهُ وَمن ابْن عَمه أبي الْقَاسِم.
سمع من أَبِيه مُحَمَّد السَّابِق وقاسم بن أصبغ.
وَمَات فِي شعْبَان سنة سبعين وثلثمائة.
896 - أسْحَاق بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي أَبُو يَعْقُوب
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها كَبِيرا متقنا عَارِفًا بالفقه والنحو والقراءات.
لَهُ: الْمَذْهَب فِي النَّحْو، الإيجاز فِي الْقرَاءَات.
897 - إِسْحَاق بن مرار أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي
قَالَ الْأَزْهَرِي: وَكَانَ يعرف بِأبي عَمْرو الْأَحْمَر؛ وَلَيْسَ من شَيبَان، بل أدب اولادا مِنْهُم فنسب إِلَيْهِم؛ كَمَا نسب اليزيدي إِلَى يزِيد بن مَنْصُور حِين أدب وَلَده.(1/439)
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ أَبُو عَمْرو راوية أهل بَغْدَاد، وَاسع الْعلم باللغة وَالشعر، ثِقَة فِي الحَدِيث، كثير السماع، نبيلا فَاضلا، عَالما بِكَلَام الْعَرَب، حَافِظًا للغاتها؛ عمر طَويلا؛ وَهُوَ عِنْد الْخَاصَّة من أهل الْعلم وَالرِّوَايَة، مَشْهُور مَعْرُوف؛ وَالَّذِي قصر بِهِ عِنْد الْعَامَّة من اهل الْعلم أَنه كَانَ مشتهرا بالنبيذ وشربه، وَكَانَ مَعَه من السماع وَالْعلم عشرَة أَضْعَاف مَا كَانَ مَعَ أبي عُبَيْدَة، لَازمه الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل، وروى عَنهُ.
وصنف: كتاب الْجِيم، النَّوَادِر، الْخَيل، غَرِيب الصِّنْف، غَرِيب الحَدِيث، النَّوَادِر، الْكَبِير، أشعار الْقَبَائِل، خلق الْإِنْسَان قَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: وَأما كتاب الْجِيم فَلَا رِوَايَة بِهِ لِأَن أَبَا عَمْرو بخل بِهِ على النَّاس، فَلم يقرأه أحد عَلَيْهِ.
وَرَأَيْت فِي تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم، قَالَ: سُئِلَ بَعضهم: لم سمي كتاب الْجِيم؟ فَقَالَ: لِأَن أَوله حرف الْجِيم؛ كَمَا سمي كتاب الْعين، لِأَن أَوله حرف الْعين.
قَالَ فاستحسنا ذَلِك؛ ثمَّ وقفنا على نُسْخَة من الْجِيم، فَلم نجده مبدوءا بِالْجِيم.
مَاتَ أَبُو عَمْرو سنة سِتّ - أَو خمس - وَمِائَتَيْنِ، وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة، وَقد بلغ مائَة سنة وَعشر سِنِين، وَقيل: وثمان عشرَة.
ومرار بِكَسْر الْمِيم وَبعدهَا راءان بَينهمَا ألف.
898 - إِسْحَاق الْبَغَوِيّ
أَخذ عَن الْكسَائي. كَذَا ذكره الزبيدِيّ، وَلم يزدْ.
899 - أَسد الْبناء التِّرْمِذِيّ النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره فِي تَارِيخ بَلخ وَقَالَ: يروي عَنهُ أَنه أنْشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:
(وَلَيْسَ الَّذِي يروي عَنهُ من الْكتب علمه ... بِغَيْر سَماع انتحالا من الصُّحُف)
(كمن لَقِي الْأَخْبَار فِي كل بَلْدَة ... وروح كي يلقِي النحارير فِي حرف)(1/440)
900 - أسعد بن عَليّ بن معمر الْحُسَيْنِي الجواني العبيدلي النَّحْوِيّ
أَبُو البركات، وَيُقَال: أَبُو الْمُبَارك؛ حدث بِمصْر عَن أبي الْقَاسِم بن القطاع، وَعنهُ وَلَده مُحَمَّد.
وَمن شعره:
(وَاتخذ حب النَّبِي ملْجأ ... ثمَّ أَصْحَاب النَّبِي العشره)
(فبذا أوصى أَبَا لي وَالِد ... ثمَّ جد الْجد حَتَّى حيدره)
ذكره الْمُنْذِرِيّ.
والجوانية: مَوضِع بِقرب أحد.
901 - أسعد بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد اليمني
قَالَ الجندي: كَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها لبيبا، نبيها أديبا، عَاقِلا عَارِفًا بالفقه والعربية، درس إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
902 - أسعد بن نصر بن الأسعد أَبُو مَنْصُور النَّحْوِيّ العبرتي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بالنحو وَالْأَدب؛ أَخذ النَّحْو عَن ابْن الخشاب وَأبي البركات الْأَنْبَارِي، واللغة عَن ابْن العصار، وتصدر بعده بِجَامِع الْقصر للإقراء
وَمَات سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَله:
(قل لمن يشكو زَمَانا ... حاد عَمَّا يرتجيه)
(لَا تضيقن إِذا جا ... ء بِمَا لَا تشتهيه)(1/441)
(وَمَتى نابك دهر ... حَالَتْ الْأَحْوَال فِيهِ)
(فوض الْأَمر إِلَى الل ... هـ تَجِد مَا تبتغيه)
(وَإِذا علقت آما ... لَك فِيهِ ببنيه)
(حرت فِي قصدك حَتَّى ... قيل مَاذَا بِنَبِيِّهِ)
903 - أسعد بن هبة الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو المظفر النَّحْوِيّ الأديب الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الخيزراني الْبَغْدَادِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: قَرَأَ على أبي موهوب الجواليقي، وَسمع من الْبناء، وَجَمَاعَة.
وَمَات سنة تسعين وَخَمْسمِائة.
904 - أسلم بن مَيْمُون الورعجني
من قرى نسف. النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي؛ كَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن مَكْتُوم.
905 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الربعِي
قَالَ الجندي: كَانَ عَالما باللغة، صنف فِيهَا القصيدة الْمَشْهُورَة بِقَيْد الأوابد، وَله أشعار وترسلات حَسَنَة.
مَاتَ بعد أَخِيه عِيسَى بأيام، سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
906 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل القوصي ثمَّ الْمصْرِيّ جلال الدّين أَبُو الطَّاهِر
قَالَ فِي الدُّرَر: اعتنى بِالْعلمِ، وفَاق فِي الْعَرَبيَّة والقراءات، وَقَالَ الشّعْر الْحسن، وتصدر بِجَامِع ابْن طولون. وَكَانَ حسن المحاضرة، وباشر الْعُقُود.(1/442)
وَقَالَ الصَّفَدِي: هُوَ رَفِيق أبي حَيَّان، تفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة، وَجمع كراسة فِي حَدِيث: " الطّهُور مَاؤُهُ الْحل ميتَته ".
وَمَات سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة.
907 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن زِيَادَة الله التجِيبِي البرقي
قَالَ السلَفِي - فِيمَا نقل عَن خطه: من أهل اللُّغَة وَالْفضل الوافر، قَرَأَ على يَعْقُوب بن خرزاذ النجيرمي ونظرائه من شُيُوخ مصر.
908 - إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد بن دِرْهَم أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ
مولى آل جرير بن حَازِم، من أهل الْبَصْرَة، قَالَ ياقوت: كَانَ فَاضلا إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه على مَذْهَب مَالك، انْتهى إِلَيْهِ الْعلم بالنحو واللغة فِي أَوَانه. سمع من مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ ومسدد بن مسرهد وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَجَمَاعَة. روى عَن عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَيحيى بن صاعد. وَولي قَضَاء جَانِبي بَغْدَاد فِي خلَافَة المتَوَكل، وَلم يعزله أحد من الْخُلَفَاء غير الْمُهْتَدي، فَإِنَّهُ نقم على أَخِيه حَمَّاد، فَضَربهُ - أَعنِي حمادا - بالسياط: وعزل إِسْمَاعِيل إِلَى أَن ولي الْمُعْتَمد فَأَعَادَهُ، وَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ وَبقيت بعده بَغْدَاد بِلَا قَاض ثَلَاثَة أشهر حَتَّى ضج النَّاس.
صنف: الْمسند، الْقرَاءَات، أَحْكَام الْقُرْآن، مَعَاني الْقُرْآن.
وَكَانَ ابْن مُجَاهِد يَقُول: القَاضِي إِسْمَاعِيل أعلم بالتصريف مني.
ولد سنة مِائَتَيْنِ، وَمَات فَجْأَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، قيل: إِنَّه لبس سوَاده ليخرج إِلَى الحكم، وَلبس أحد خفيه وَأَرَادَ أَن يلبس الْأُخْرَى فَمَاتَ.(1/443)
909 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد اليمني الْحُسَيْنِي الإِمَام شرف الدّين بن الْمُقْرِئ
صَاحب عنوان الشّرف؛ عَالم الْبِلَاد اليمنية. قَالَ ابْن حجر: ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَمهر فِي الْفِقْه والعربية وَالْأَدب، وَولي إمرة بعض الْبِلَاد، وَكَانَ يتشوق لولاية الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ.
وَقَالَ الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن؛ وَهُوَ - أَعنِي الخزرجي - مُتَقَدم الْوَفَاة عَلَيْهِ بِكَثِير: سمع على الْفَقِيه جمال الدّين الريمي، وَأخذ النَّحْو عَن مُحَمَّد بن زكري وَعبد اللَّطِيف الشرجي وَكَانَ لَهُ فقه وَتَحْقِيق، وَبحث وتدقيق، درس بالمجاهدية بتعز والنظامية بزبيد، فَأفَاد وأجاد، وانتشر ذكره فِي أقطار الْبِلَاد، وَلم يزل السُّلْطَان يلحظه بِعَين الْإِكْرَام، وَالْجَلالَة والإعظام. وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء والفهم.
صنف عنوان الشّرف، كتابا بديع الْوَصْف مَجْمُوعه فِي الْفِقْه، وَفِيه أَرْبَعَة عُلُوم غَيره تخرج من رموزه فِي الْمَتْن، عَجِيب الْوَضع، وَهِي نَحْو وتاريخ وعروض وقواف، وَهُوَ خمس كراريس فِي كَامِل الشَّامي.
قلت: وَقد عملت كتابا على هَذَا النمط فِي كراسة فِي يَوْم وَاحِد وانا بِمَكَّة المشرفة. وسميته النفحة المسكية والتحفة المكية، جعلت مَجْمُوعَة فِي النَّحْو، وَفِيه عرُوض وَمَعَان وبديع وتاريخ.
وللشيخ شرف الدّين أَيْضا: مُخْتَصر الرَّوْضَة سَمَّاهُ الرَّوْض وجرده من الْخلاف، مُخْتَصر الْحَاوِي، شَرحه، مسالة المَاء المشمس، البديعية، شرحها، ديوَان شعره.
مَاتَ - كَمَا ذكره الْحَافِظ ابْن حجر - سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَمن شعره.:
(لم أستطع إِنَّهَا الَّتِي انهلت ... من ادمعي بعد الَّتِي ولت)
(هوى وإعراض وَلَا صَبر لي ... فع الَّتِي هِيَ الأَصْل فِي علتي)
(ومقلة شهلاء مكحولة ... لله مَا أشهى الَّتِي اشهلت)
(فَلَا تلوموا! فِي خضوع جرى ... فذي الَّتِي قد اوجبت ذلتي)
(لَو أنصف العزال لاموا الَّتِي ... صدت وَلم تهجر وَلَا ملت)(1/444)
910 - إِسْمَاعِيل بن جُمُعَة بن عبد الرَّزَّاق
قَالَ الذَّهَبِيّ: القَاضِي الْعَالم جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق السامري النَّحْوِيّ. حدث عَن أبي بكر بن الخازن، وَله نظم جيد. كتب عَنهُ الفرضي والقلانسي. مَاتَ بِبَغْدَاد فِي أحد الربيعين سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين الْحَنْبَلِيّ: كَانَ حنبليا مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى.
وَقَالَ ابْن الفوطي: مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة.
وَقَالَ ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد: سمع مِنْهُ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ القلانسي، وَأَجَازَ لأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد الكازروني، وَقَالَ: حدث من مسموعه بِكِتَاب حدائق الأفكار؛ قَالَ: أَنبأَنَا عبد الْملك بن قبين، أنبانا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي - وَذكر حَدِيثا.
وَقَالَ الفرضي: كَانَ عَالما إِمَامًا فَاضلا متبحرا، لَهُ النّظم الرَّائِق، مولده بسامرا لَيْلَة عَاشُورَاء سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن الفوطي: لَهُ تصانيف فِي الْقرَاءَات وَالْأَدب، وَتردد إِلَى بَغْدَاد، وَكتب فِي الإجازات.
911 - إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن عَليّ الْغَازِي الْبَيْهَقِيّ أَبُو الْقَاسِم
شمس الْأَئِمَّة. كَانَ جَامعا لفنون الْآدَاب، وَله تصانيف، مِنْهَا كتاب فِي اللُّغَة، وَكتاب سمط الثريافي مَعَاني غَرِيب الحَدِيث، وَكتاب فِي الْخلاف، وَكتاب نقض الاصطلام.
ذكره ياقوت.(1/445)
912 - إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن
ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَزِيز بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب؛ الإِمَام عَزِيز الدّين أَبُو طَالب. قَالَ ياقوت: كَانَ أعلم النَّاس بالنحو واللغة وَالْفِقْه وَالشعر وَالْأُصُول والأنساب والنجوم؛ حسن الْأَخْلَاق، كريم الطَّبْع؛ محبا للغرباء، تفرد بمرو لإقراء الْعُلُوم على اختلافها؛ وَهُوَ مَعَ سَعَة علمه متواضع حسن الْأَخْلَاق، لَا يرد غَرِيب إِلَّا عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَفِيد مستفيد إِلَّا مِنْهُ، حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء، اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته كَمَا قيل:
(قد زرته فَوجدت النَّاس فِي رجل ... والدهر فِي سَاعَة وَالْفضل فِي دَار)
قَرَأَ الْأَدَب على المطرزي، وَالْفِقْه على الْفَخر بن الطيان الْحَنَفِيّ، والْحَدِيث على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ. وَسمع من جمَاعَة، وصنف كتبا كَثِيرَة فِي الْأَنْسَاب.
مولده لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشرَة جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
913 - إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي صَاحب الصِّحَاح الإِمَام أَبُو نصر الفارابي
قَالَ ياقوت: كَانَ من أَعَاجِيب الزَّمَان، ذكاء وفطنة وعلما. وَأَصله من فاراب من بِلَاد التّرْك، وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْأَدب، وخطه يضْرب بِهِ الْمثل؛ لَا يكَاد يفرق بَينه وَبَين خطّ ابْن مقلة، وَهُوَ مَعَ ذَلِك من فرسَان الْكَلَام وَالْأُصُول.
وَكَانَ يُؤثر السّفر على الْحَضَر، وَيَطوف الْآفَاق، [واستوطن الغربة على سَاق] . وَدخل الْعرَاق فَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي عَليّ الْفَارِسِي والسيرافي، وسافر إِلَى الْحجاز، وشافه باللغة الْعَرَب العاربة، وطوف بِلَاد ربيعَة وَمُضر، ثمَّ عَاد إِلَى خُرَاسَان، وَنزل الدامغان عِنْد أبي الْحُسَيْن بن عَليّ، أحد أَعْيَان الْكتاب والفضلاء، ثمَّ أَقَامَ بنيسابور ملازما للتدريس(1/446)
والتأليف، وَتعلم الْخط وَكِتَابَة الْمَصَاحِف والدفاتر حَتَّى مضى لسبيله، عَن آثَار جميلَة
وصنف كتابا فِي الْعرُوض، ومقدمة فِي النَّحْو، والصحاح فِي اللُّغَة، وَهُوَ الْكتاب الَّذِي بأيدي النَّاس الْيَوْم، وَعَلِيهِ اعتمادهم، أحسن تصنيفه، وجود تأليفه، وَفِيه يَقُول إِسْمَاعِيل بن [مُحَمَّد بن] عَبدُوس النَّيْسَابُورِي:
(هَذَا كتاب الصِّحَاح سيدما ... صنف قبل الصِّحَاح فِي الْأَدَب)
(يَشْمَل أبوابه وَيجمع مَا ... فرق فِي غَيره من الْكتب)
هَذَا مَعَ تَصْحِيف فِيهِ فِي مَوَاضِع عدَّة تتبعها عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ.
وَقيل: إِن سَببه أَنه لما صنفه سمع عَلَيْهِ إِلَى بَاب الضَّاد الْمُعْجَمَة، وَعرض لَهُ وَسْوَسَة، فانتقل إِلَى الْجَامِع الْقَدِيم بنيسابور، فَصَعدَ سطحه، فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، إِنِّي قد عملت فِي الدُّنْيَا شَيْئا لم أسبق إِلَيْهِ، فسأعمل للآخرة أمرا لم أسبق إِلَيْهِ، وَضم إِلَى جَنْبَيْهِ مصراعي بَاب، وتأبطهما بِحَبل وَصعد مَكَانا، وَزعم أَنه يطير، فَوَقع فَمَاتَ. وَبَقِي سَائِر الْكتاب مسودة غير منقح وَلَا مبيض، فبيضه تِلْمِيذه إِبْرَاهِيم بن صَالح الْوراق، فغلط فِيهِ فِي مَوَاضِع.
قَالَ ياقوت: وَقد بحثت عَن مولده ووفاته بحثا شافيا، فَلم أَقف عَلَيْهِمَا، وَقد رَأَيْت نُسْخَة بالصحاح عِنْد الْملك الْمُعظم بِخَطِّهِ، وَقد كتبهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة.
وَقَالَ ابْن فضل الله فِي المسالك: مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة، وَقيل فِي حُدُود الأربعمائة. انْتهى.(1/447)
وَمن شعره:
(لَو كَانَ لي بُد من النَّاس ... قطعت حَبل النَّاس بالياس)
(الْعِزّ فِي الْعُزْلَة لكنه ... لَا بُد للنَّاس من النَّاس)
914 - إِسْمَاعِيل بن خلف بن سعيد بن عمرَان أَبُو طَاهِر الصّقليّ الأندلسي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ ابْن خلكان: كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الْآدَاب، متقنا لفن الْقرَاءَات، صنف العنوان فِي الْقرَاءَات، وَاخْتصرَ الْحجَّة للفارسي، وانتفع بِهِ النَّاس، وَمَات يَوْم الْأَحَد مستهل الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
وَقَالَ ياقوت: هُوَ صَاحب عَليّ بن إِبْرَاهِيم الحوفي. صنف إِعْرَاب الْقُرْآن، تسع مجلدات.
915 - إِسْمَاعِيل بن سَيّده أَبُو بكر المرسي
الأديب الضَّرِير، وَالِد مُصَنف الْمُحكم. أَخذ عَن أبي بكر الزبيدِيّ، وَكَانَ من النُّحَاة وَمن أهل الْمعرفَة والذكاء.
مَاتَ بعد الأربعمائة.
916 - إِسْمَاعِيل بن ظافر بن عبد الله الْعقيلِيّ أَبُو الطَّاهِر الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
من سَادَات المصريين وعلمائهم ونبلائهم، كَانَ عَالما بالقراءات والعربية، مَعَ دين متين، وزهد وورع، وَصَلَاح. سمع الحَدِيث من ابْن بري وَغَيره، وأقرا النَّاس زَمَانا.
ولد سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة.(1/448)
917 - إِسْمَاعِيل بن عباد بن مُحَمَّد بن وزيران أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الإصبهاني
قَالَ السلَفِي: من بَيت الرياسة وَالْكِتَابَة، فَاضل فِي الْأَدَب والنحو، بارع فِي الترسل؛ سمع مَعنا الحَدِيث على شُيُوخنَا.
918 - إِسْمَاعِيل بن عباد بن الْعَبَّاس بن عباد بن أَحْمد بن إِدْرِيس الطَّالقَانِي أَبُو الْقَاسِم الْوَزير الملقب بالصاحب كَافِي الكفاة
ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة، وَأخذ الْأَدَب عَن ابْن فَارس وَابْن العميد، وَسمع من أَبِيه وَجَمَاعَة، وَكَانَ نادرة عصره، وأعجوبة دهره فِي الْفَضَائِل والمكارم، حدث وَقعد للإملاء، وَحضر النَّاس الْكثير عِنْده بِحَيْثُ كَانَ لَهُ سِتَّة مستملين، وَكَانَ فِي الصغر إِذا أَرَادَ الْمُضِيّ إِلَى الْمَسْجِد ليقْرَأ تعطيه والدته دِينَارا فِي كل يَوْم ودرهما؛ وَتقول لَهُ: تصدق بِهَذَا على أول فَقير تَلقاهُ؛ فَكَانَ هَذَا دأبه فِي شبابه إِلَى أَن كبر، وَصَارَ يَقُول للْفراش كل لَيْلَة أطرح تَحت المطرح دِينَارا ودرهما - لِئَلَّا ينساه - فَبَقيَ على هَذَا مُدَّة؛ ثمَّ إِن الْفراش نسي لَيْلَة من اللَّيَالِي أَن يطْرَح لَهُ الدِّرْهَم وَالدِّينَار، فانتبه وَصلى، وقلب المطرح ليَأْخُذ الدِّرْهَم وَالدِّينَار، ففقدهما، فتطير من ذَلِك؛ وَظن أَنه لقرب أَجله، فَقَالَ للفراشين: خُذُوا كل مَا هُنَا من الْفراش، وَأَعْطوهُ لأوّل فَقير تلقونه، حَتَّى يكون كَفَّارَة لتأخير هَذَا. فَلَقوا أعمى هاشميا يتكئ على يَد امْرَأَة، فَقَالُوا: تقبل هَذَا، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ فَقَالُوا: مطرح ديباج ومخاد ديباج، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فأعلموا الصاحب بأَمْره، فَأحْضرهُ ورش عَلَيْهِ مَاء، فَلَمَّا أَفَاق سَأَلَهُ، فَقَالَ: اسألوا هَذِه الْمَرْأَة إِن لم تصدقوني، فَقَالُوا لَهُ: اشرح، فَقَالَ: أَنا رجل شرِيف، لي ابْنة من هَذِه الْمَرْأَة، خطبهَا رجل فزوجناه، ولي سنتَانِ، آخذ الْقدر الَّذِي يفضل عَن قوتنا، أَشْتَرِي لَهَا بِهِ جهازا. فَمَا كَانَ البارحة، قَالَت أمهَا: اشْتهيت لَهَا مطرح ديباج ومخاد ديباج، فَقلت: من أَيْن لي ذَلِك! وَجرى بيني وَبَينهَا خُصُومَة، إِلَى أَن سَأَلتهَا(1/449)
أَن تَأْخُذ بيَدي، وتخرجني حَتَّى أمضي على وَجْهي؛ فَلَمَّا قَالَ لي هَؤُلَاءِ هَذَا الْكَلَام، حق لي ان يغشى عَليّ! فَقَالَ: لَا يكون الديباج إِلَّا مَعَ مَا يَلِيق بِهِ؛ ثمَّ اشْترى لَهُ جهازا يَلِيق بذلك المطرح، وأحضر زوج الصبية، وَدفع إِلَيْهِ بضَاعَة سنية.
ولي الصاحب الوزارة ثَمَانِي عشرَة سنة وشهرا لمؤيد الدولة بن ركن الدّين بن بويه وأخيه فَخر الدولة؛ وَهُوَ أول من سمى الصاحب من الوزراء، لِأَنَّهُ صحب مؤيد الدولة من الصِّبَا، وَسَماهُ الصاحب، فغلب عَلَيْهِ هَذَا اللقب. وَلم يعظم وزيرا مخدومه مَا عظمه فَخر الدولة، وَلم يجْتَمع بِحَضْرَة أحد من الْعلمَاء وَالشعرَاء والأكابر مَا اجْتمع بِحَضْرَتِهِ.
وَعنهُ أَنه قَالَ: مدحت بِمِائَة ألف قصيدة عَرَبِيَّة وفارسية، مَا سرني شَاعِر كَمَا سرني أَبُو سعيد الرستمي الْأَصْبَهَانِيّ بقوله:
(ورث الوزارة كَابِرًا عَن كَابر ... مَوْصُولَة الْإِسْنَاد بِالْإِسْنَادِ)
(يروي عَن الْعَبَّاس عباد وزا ... رته وَإِسْمَاعِيل عَن عباد)
وَلم يكن يقوم لأحد من النَّاس، وَلَا يُشِير إِلَى الْقيام، وَلَا يطْمع أحد مِنْهُ فِي ذَلِك كَائِنا من كَانَ.
وَأما أَبُو حَيَّان التوحيدي فَإِنَّهُ أمْلى فِي ذمه وذم ابْن العميد مجلدة، سَمَّاهَا ثلب الوزيرين؛ لنَقص حَظّ ناله مِنْهُ، وَعدد فِيهَا قبائح لَهُ.
وللصاحب من التصانيف: الْمُحِيط باللغة عشر مجلدات، رسائله، الْكَشْف عَن مساوئ المتنبي، جَوْهَرَة الجمهرة، ديوَان شعره، وَغير ذَلِك.
مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة، وأغلقت لَهُ مَدِينَة الرّيّ، وَاجْتمعَ النَّاس على بَاب قصره ينتظرون جنَازَته، فَلَمَّا خرج نعشه صَاح النَّاس بأجمعهم صَيْحَة وَاحِدَة، وقبلوا الأَرْض، ثمَّ نقل بعد ذَلِك إِلَى أَصْبَهَان؛ وشهرته تغني عَن الإطناب بِذكرِهِ.
وَمن شعره:
(قَالَ لي إِن رقيبي ... سيء الْخلق فداره)(1/450)
(قلت دَعْنِي وَجهك ... الْجنَّة خفت بالمكاره)
وَحكى أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْفَارِسِي النَّحْوِيّ أَن نوح بن مَنْصُور؛ أحد مُلُوك بني سامان كتب إِلَيْهِ ورقة فِي السِّرّ يستدعيه ليفوض إِلَيْهِ وزارته؛ فَكَانَ من جملَة أعذاره إِلَيْهِ أَنه يحْتَاج لنقل كتبه خَاصَّة أَرْبَعمِائَة جمل.
919 - إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْعَلامَة رشيد الدّين أَبُو الْفضل الْقرشِي التيماني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ، ابْن الْمعلم
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة. تَلا بالسبع على السخاوي، وَهُوَ آخر أَصْحَابه. وَسمع من الزبيدِيّ، وبرع فِي الْفِقْه والعربية، ودرس وَأفْتى. وَكَانَ ذَا زهد وانقباض.
عمر دهرا، وَتغَير ذهنه قبل مَوته بِسنتَيْنِ، وَسمع مِنْهُ ابْن حبيب.
وَمَات بِمصْر فِي رَجَب سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة.
920 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يزِيد السَّعْدِيّ الْيحصبِي أَبُو الْوَلِيد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها أديبا نحويا. روى عَن الْوَلِيد هِشَام بن أَحْمد
وَسكن حصن الغيداق فَمَاتَ بِهِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
921 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي مقشر النَّحْوِيّ أَبُو الطَّاهِر
أحد المتصدرين بالجامع الْعَتِيق. من أهل الْمعرفَة وَالتَّحْقِيق، صَحبه ابْن القطاع، وانتسب إِلَيْهِ، واشتهر بِهِ. وَسمع ابْن صَادِق وَابْن بَرَكَات اللّغَوِيّ.(1/451)
922 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ الحظيري
قَالَ ياقوت ثمَّ الصَّفَدِي: قدم بَغْدَاد، وَقَرَأَ على ابْن الخشاب وَأبي البركات الْأَنْبَارِي وَحبشِي الوَاسِطِيّ، واللغة على الجواليقي. وبرع وَفضل، وَأَنْشَأَ الْخطب والرسائل، وصنف فِي الْقرَاءَات وَغَيرهَا. وَكَانَ زاهدا حسن الطَّرِيقَة متورعا.
مَاتَ بالموصل فِي صفر سنة ثَلَاث وسِتمِائَة.
وَله:
(لَا عَالم يبْقى وَلَا جَاهِل ... وَلَا نبيه لَا وَلَا خامل)
(على سَبِيل مهيع لَا حب ... يودي أَخُو الْيَقَظَة والغافل)
923 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن نعْمَة الرُّومِي الْعَطَّار أَبُو الطَّاهِر بن أبي حَفْص
من الأدباء الْفُضَلَاء، لَهُ معرفَة بالنحو وَالْعرُوض وَالشعر وَغير ذَلِك. وَكَانَ أَبوهُ مقرئا يعرف بعمر الْبناء.
ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ وسِتمِائَة بِمصْر.
وَمن شعره:
(دع الْجَاهِل الْمفْتُون لَا تصحبنه ... وجانبه لَا يغري بعقلك ضيره)
(فَإِن الَّذِي أَمْسَى عدوا لنَفسِهِ ... دَلِيل على أَلا يصادق غَيره)
924 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن قرناص مخلص الدّين الْحَمَوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ فَقِيها نحويا، كثير الْفَضَائِل، من بَيت مَشْهُور، درس وأقرأ بِجَامِع حماه، وَله شعر جيد.
ولد سنة ثِنْتَيْنِ وسِتمِائَة، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين.(1/452)
925 - إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم بن عيذون
بِعَين مُهْملَة وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة ثمَّ ذال مُعْجمَة بعْدهَا وَاو سَاكِنة ثمَّ نون - ابْن هَارُون بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان، مولى الْخَلِيفَة عبد الْملك بن مَرْوَان، أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالقالي - بِالْقَافِ - نِسْبَة إِلَى قالي قلي، بلد من أَعمال أرمينية.
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ أعلم النَّاس بِنَحْوِ الْبَصرِيين، وأحفظ اهل زَمَانه للغة، وأرواهم للشعر الجاهلي، وأحفظهم لَهُ.
ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ بديار بكر، وَقدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث وثلاثمائة، فَقَرَأَ النَّحْو والعربية وَالْأَدب على ابْن درسْتوَيْه والزجاج والأخفش الصَّغِير ونفطويه وَابْن دُرَيْد وَابْن السراج وَابْن الْأَنْبَارِي وَابْن أبي الْأَزْهَر وَابْن شقير والمطرز وجحظة وَغَيرهم.
وَسمع الحَدِيث من أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي وَالْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي وَأبي بكر بن مُجَاهِد وَيحيى بن مُحَمَّد بن صاعد وَأبي الْقَاسِم ابْن بنت منيع الْبَغَوِيّ وَأبي يعلى. وَخرج من بَغْدَاد سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة، فَدخل قرطبة سنة ثَلَاثِينَ، فَأكْرمه صَاحبهَا إِكْرَاما جزيلا. وَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس كتب اللُّغَة وَالْأَخْبَار.
وصنف بهَا: الأمالي، النَّوَادِر، الْمَقْصُور والممدود، شرح المعلقات، الْإِبِل، الْخَيل، البارع فِي اللُّغَة؛ لم يتم، مقَاتل الْعَرَب، حلي الْإِنْسَان، فعلت وأفعلت، وَغير ذَلِك.
روى عَنهُ أَبُو بكر الزبيدِيّ. وَمَات بقرطبة لَيْلَة السبت لسبع خلون من جُمَادَى الأول - وَقيل الْآخِرَة - سنة سِتّ وَخمسين. ذكره ابْن الفرضي.(1/453)
926 - إِسْمَاعِيل بن المؤمل بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الإسكافي أَبُو غَالب الضَّرِير النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَاضلا أديبا شَاعِرًا، قَالَ فِي حَقه الْوَزير بن الْمسلمَة: لَا أرى فِي النَّحْو مَفْتُوح الْعين إِلَّا هَذَا المغمض الْعين. روى عَنهُ عبد المحسن بن عَليّ التَّاجِر.
وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
927 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعد الله الْحَمَوِيّ جمال الدّين بن الفقاعي
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والقراءات، درس بعدة مدارس بحماة، وَله نظم كتب عَنهُ البرزالي.
وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة.
928 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن صَالح أَبُو عَليّ الصفار
قَالَ ياقوت بن الذَّهَبِيّ: عَلامَة بالنحو واللغة، ثِقَة أَمِين، صحب الْمبرد صُحْبَة اشْتهر بهَا، وروى الْكثير، وأدركه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: هُوَ ثِقَة، متعصب للسّنة.
ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
وَمن شعره:
(إِذا زرتكم لقِيت أَهلا ومرحبا ... وَإِن غبت حولا لَا أرى مِنْكُم رسلًا)
(وَإِن جِئْت لم أعدم إِلَّا قد جفوتنا ... وَقد كنت زوارا فَمَا لنا نقلى!)
(أَفِي الْحق أَن أرْضى بذلك مِنْكُم ... بل الضيم أَن أرْضى بذا مِنْكُم فعلا)
(ولكنني أعطي صفاء مودتي ... لمن لَا يرى يَوْمًا عَليّ لَهُ فضلا)(1/454)
929 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله التسترِي مجد الدّين النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الْأُسْتَاذ
قَالَ الْعَفِيف المطري فِي ذيل طَبَقَات الْقُرَّاء: برع فِي الْقرَاءَات والعربية وَالْأُصُول، وَكَانَ شيخ الإقراء بالفاضلية، فَاضلا مَشْهُورا يحسن الْقِرَاءَة. انْتفع بِهِ جمَاعَة، أَخذ الْقرَاءَات عَن الشطنوفي والتقي الصَّائِغ، والعربية عَن الْعَلَاء القونوي، وَأخذ عَنهُ الْبَدْر بن أم قَاسم.
وَمَات سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
930 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَبدُوس الدهان أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي
قَالَ ياقوت: أنْفق مَاله على الْأَدَب، وَتقدم فِيهِ، وبرع فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض، وَأخذ عَن الْجَوْهَرِي صَاحب الصِّحَاح، واختص بالأمير أبي الْفضل الميكالي، ومدحه بِشعر كثير، ثمَّ زهد وَأعْرض عَن الدُّنْيَا.
وَمن شعره لما عزم على الْحَج:
(أَتَيْتُك رَاجِلا وودت أَنِّي ... ملكت سَواد عَيْني أمتطيه)
(وَمَالِي لَا أَسِير على المآقي ... إِلَى قبر رَسُول الله فِيهِ!)
931 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل بن عَليّ بن أَحْمد بن طَاهِر الطلحي أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ
تلقب بجوزي - وَمَعْنَاهُ طَائِر صَغِير - شيخ الْحفاظ، إِمَام فِي التَّفْسِير والْحَدِيث واللغة. سمع من عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه وَأبي نصر الزَّيْنَبِي وَأبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ. حدث عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ. وَمَات بأصبهان سنة سِتّ وَخَمْسمِائة.(1/455)
932 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن هَانِئ اللَّخْمِيّ الغرناطي سري الدّين أَبُو الْوَلِيد
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة بغرناطة، وَأخذ عَن جمَاعَة من أهل بَلَده، كَأبي الْقَاسِم بن جزي، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، وذاكر أَبَا حَيَّان ثمَّ قدم الشَّام، وَأقَام بحماة، واشتهر بالمهارة فِي الْعَرَبيَّة، وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحماة، وَهُوَ أول مالكي ولي الْقَضَاء بهَا، ثمَّ قَضَاء الشَّام، ثمَّ أُعِيد إِلَى حماة، ثمَّ دخل مصر، فَأَقَامَ يَسِيرا.
وَشرح تلقين ابي الْبَقَاء فِي النَّحْو، وَقطعَة من التسهيل.
وَكَانَ يحفظ من الشواهد كثيرا جدا، وَلم يكن فِي الْمَالِكِيَّة بِالشَّام مثله فِي سَعَة علومه.
وَبَالغ ابْن كثير فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَكَانَ كثير الْعِبَادَة وَفِي لِسَانه لثغة فِي حُرُوف مُتعَدِّدَة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب إِلَّا أَنه استناب وَلَده، وَكَانَ سيء السِّيرَة جدا. وَكَانَ يحفظ الْمُوَطَّأ، وَيَرْوِيه على ابْن جزي. روى عَنهُ ابْن عشائر وَالْجمال خطيب المنصورية وَجَمَاعَة
وَمَات فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة.
933 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد القمي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: لَهُ كتاب الهمة، وَكتاب الْعِلَل.
934 - إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود بن عبد الله بن مَسْعُود الْخُشَنِي الجياني أَبُو الطَّاهِر
وَأَبُو الطّيب. يعرف بِابْن أبي الركب، قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ نحويا أديبا، شَاعِرًا نبيلا، روى عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي، وَعنهُ أَخُوهُ أَبُو بكر مُحَمَّد السَّابِق وَأَبُو عبد الله بن عبَادَة بن الجياني وَأَبُو عبد الله بن سعيد بن رزقون.(1/456)
وَمن شعره:
(يَقُول النَّاس فِي مثل ... تذكر غَائِبا تره)
(فَمَالِي لَا أرى وطني ... وَلَا أنسى تذكره {)
935 - إِسْمَاعِيل بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر أَبُو مُحَمَّد بن الجواليقي
قَالَ ياقوت: كَانَ إِمَام أهل الْأَدَب بعد أَبِيه أبي مَنْصُور بالعراق، واختص بتأديب أَوْلَاد الْخُلَفَاء. وَكَانَ لَهُ معرفَة حَسَنَة باللغة وَالْأَدب، مليح الْخط، جيد الضَّبْط. وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر، يقرئ فِيهَا الْأَدَب كل جُمُعَة، سمع مِنْهُ ابْن الْأَخْضَر وَالْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حمدون وَغَيرهمَا.
روى أَن أَبَا الْحسن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن فطيراء نَاظر وَاسِط وَالْبَصْرَة وَمَا بَينهمَا من تِلْكَ النواحي دخل يَوْمًا إِلَى بعض الوزراء فِي أَيَّام المستضيء بِاللَّه، فَرَأى فِي مَجْلِسه الَّذِي كَانَ يجلس فِيهِ أَبَا مُحَمَّد بن الجواليقي هَذَا، فَلم يعرفهُ وهابه، فَجَلَسَ بَين يَدي الْوَزير، وَكَانَ ابْن فطيراء مَعْرُوفا بالمزاح، فَقَالَ للوزير: يَا مَوْلَانَا، من هَذَا الَّذِي قد جلس فِي مجلسي؟ فَقَالَ: هَذَا الشَّيْخ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد بن الجواليقي، فَقَالَ: وَأي أَرْبَاب المناصب هُوَ؟ قَالَ: لَيْسَ هُوَ من أَرْبَاب المناصب، هَذَا الإِمَام الَّذِي يُصَلِّي بأمير الْمُؤمنِينَ، فَقَامَ مبادرا، وَأخذ بِيَدِهِ وأزاحه عَن مَوْضِعه، وَجلسَ فِيهِ، وَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ، يَنْبَغِي أَن تتشامخ على إِمَام الْوَزير وَمن دونه، فتجلس فَوْقهم، لِأَنَّك أَعلَى مِنْهُ منزلَة، فَأَما على أَنا وَأَنا نَاظر الْبَصْرَة وواسط وَمَا بَينهمَا فَلَا} فَمَا تمالك أهل الْمجْلس من الضحك أَن يمسكوه.
مولد الشَّيْخ أبي مُحَمَّد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين.(1/457)
936 - إِسْمَاعِيل بن أبي مُحَمَّد يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي
قَالَ ياقوت: كَانَ أحد الأدباء الروَاة الْفُضَلَاء، شَاعِرًا مصنفا، صنف طَبَقَات الشُّعَرَاء.
937 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الْمَعْرُوف بالطلاء المنجم
ذكره الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: كَانَ مقدما فِي علم الْعَرَبيَّة غَايَة فِي عُلُوم النُّجُوم.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من ذَوي الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ، غَايَة فِي علم النجامة.
938 - أَشْعَث بن سُهَيْل التجِيبِي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ أَبُو الْمَنْصُور
قَالَ الداني: روى كتاب التَّمام لنافع بن أبي نعيم الْقَارِي عَن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ عَن ابْن شنيثة عَن نَافِع. روى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن عبد الله النّحاس.
939 - إشراق السَّوْدَاء العروضية
مولاة أبي الْمطرف عبد الله بن غلبون. سكنت بلنسية، وَأخذت النَّحْو واللغة عَن مَوْلَاهَا؛ لَكِن فاقته فِي ذَلِك، وبرعت فِي الْعرُوض، وَكَانَت تحفظ الْكَامِل الْمبرد والنوادر للقالي وشرحهما.
قَرَأَ عَلَيْهَا أَبُو دَاوُد بن نجاح، وَمَاتَتْ بدانية بعد سَيِّدهَا فِي حُدُود الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
940 - أصبغ بن عبد الْعَزِيز الرعيني الغيداقي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْعلم باللغة وَالْبَصَر فِي الشّعْر، وَأكْثر فِي الْغَزل والمدح، ثمَّ تورع وتزهد، وَولي صَلَاة الغيداقي إِلَى أَن مَاتَ.
وَكَانَ فِي دولة الأمويين أَيَّام الْفِتْنَة.(1/458)
941 - أصبغ بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم
ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ.
مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
942 - أضحى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عمر بن أضحى الْهَمدَانِي الغرناطي أَبُو الْحسن
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها نبيها ذكيا أديبا شَاعِرًا، عِنْده معرفَة بالفقه وَالْأَدب والنحو واللغة، ولي قَضَاء باغة وَغَيرهَا، وقرا على دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ.
مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات عشرَة ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
943 - أَمَان بن الصمصامة بن الطرماح بن حكم أَبُو مَالك النَّحْوِيّ
مَعْدُود فِي نحاة القيروان، قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ عَالما باللغة وَالشعر، حَافِظًا للقريض، شَاعِرًا. أَخذ عَنهُ الْمهرِي جُزْءا من النَّحْو واللغة وَالشعر، وَكَانَ أَبُو عَليّ الْحسن بن سعيد الْبَصْرِيّ كَاتب المهالبة يُكرمهُ أَيَّام وَلَا يتهم إفريقية، فَلَمَّا ولي ابْن الْأَغْلَب طرح أَبَا مَالك لهجاء جده الطرماح بن تَمِيم.
944 - أَمِير كَاتب بن أَمِير عمر بن أَمِير غَازِي أَبُو حنيفَة قوام الدّين الإتقاني الْحَنَفِيّ
وَقيل: اسْمه لطف الله. قَالَ ابْن حبيب: كَانَ رَأْسا فِي مَذْهَب أبي حنيفَة بارعا فِي اللُّغَة والعربية.
وَقَالَ ابْن كثير: ولد بإتقان فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، واشتغل ببلاده وَمهر وَتقدم إِلَى أَن شرح الأخسيكثي: وَقدم دمشق سنة عشْرين وَسَبْعمائة، ودرس وناظر، وَظَهَرت فضائله.(1/459)
قَالَ ابْن حجر: وَدخل مصر، ثمَّ رَجَعَ فَدخل بَغْدَاد، وَولي قضاءها، ثمَّ قدم ثَانِيًا سنة سبع وَأَرْبَعين، وَولي بهَا تدريس دَار الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة بعد وَفَاة الذَّهَبِيّ وتدريس الكنحية، ثمَّ نزل عَنْهُمَا وَتكلم فِي رفع الْيَدَيْنِ عِنْد الرُّكُوع، وَادّعى بطلَان الصَّلَاة بِهِ، وصنف فِيهِ مصنفا فَرد عَلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَغَيره. ثمَّ دخل مصر سنة إِحْدَى وَخمسين، فَأقبل عَلَيْهِ صرغتمش، وَعظم عِنْده جدا، فَجعله شيخ مدرسته الَّتِي بناها، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين؛ وَاخْتَارَ لحضور الدَّرْس طالعا، فَحَضَرَ وَالْقَمَر فِي السنبلة والزهرة فِي الأوج، وَأَقْبل عَلَيْهِ صرغتمش إقبالا عَظِيما وَقدر أَنه لم يَعش بعد ذَلِك سوى سنة وَشَيْء. وَكَانَ شَدِيد التعاظم، متعصبا لنَفسِهِ جدا، معاديا للشَّافِعِيَّة، يتَمَنَّى تلفهم. واجتهد فِي ذَلِك بِالشَّام فَمَا أَفَادَ، وَأمر صرغتمش أَن يقصر مدرسته على الْحَنَفِيَّة.
وَشرح الْهِدَايَة، وَحدث بالموطأ رِوَايَة مُحَمَّد بن الْحسن بِإِسْنَاد نَازل جدا. وذاكر القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة أَن بَينه وَبَين الزَّمَخْشَرِيّ اثْنَيْنِ؛ فَأنْكر ذَلِك، وَقَالَ: أَنا أسن مِنْك وبيني وَبَينه أَرْبَعَة أَو خَمْسَة.
وَكَانَ أحد الدهاة، أَخذ عَنهُ الشَّيْخ محب الدّين بن الوحدية، وَمَات فِي حادي عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة.
945 - أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن صَالح بن هَاشم بن غَرِيب بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد ابْن أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن صَالح بن السَّمْح الْمعَافِرِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو صَالح
أَصله من جيان. قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ إِمَامًا فِي مَذْهَب مَالك، دارت عَلَيْهِ الْفتيا فِي وقته، وَكَانَ متصرفا فِي علم النَّحْو وَالشعر وَالْعرُوض، مَنْسُوبا إِلَى البلاغة وَطول الْقَلَم، روى عَن الْعُتْبِي وَأبي زيد، وَولي الْحِسْبَة فَأحْسن السِّيرَة، ثمَّ عزل كَرَاهَة من أَهلهَا لَهُ.
مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس لسبع بَقينَ من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة.(1/460)
946 - أَيُّوب بن سلمَان بن مُعَاوِيَة الرعيني أَبُو سُلَيْمَان
من أهل سرقسطة، يعرف بالذهن. عَالم بالإعراب مَوْصُوف بِالْعَدَالَةِ. ذكره الأندلسي فِي الألقاب.
947 - أَيُّوب بن مُصَور بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ أَبُو سُلَيْمَان
يعرف بالذهن، قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالإعراب عدلا أدب بعض أَوْلَاد الْخُلَفَاء فِي أَيَّام الْأَمِير عبد الله. وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الأندلس، قَالَ: وَكَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ.(1/461)
حرف الْبَاء
948 - بَقَاء بن غَرِيب النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
هَكَذَا ذكره ابْن النجار وَقَالَ: روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل.
949 - بكار بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَارِئ الْمَدِينَة. روى عَن مُوسَى بن عقبَة، وَعنهُ ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي فديك وَيحيى بن مُحَمَّد ابْن قيس.
قَالَ أَبُو زرْعَة: لَا بَأْس بِهِ، ذكره الداني وَقَالَ: لَا أَدْرِي على من قَرَأَ!
950 - بكر بن حبيب السَّهْمِي
وَالِد الْمُحدث عبد الله بن بكر. قَالَ ياقوت: فِي مُعْجَمه: ذكره الزبيدِيّ وَغَيره فِي النَّحْوِيين. أَخذ عَن أبي إِسْحَاق، وَقَالَ لَهُ شَيْخه يَوْمًا: إِنِّي لَا أَلحن فِي شَيْء، فَقَالَ لَهُ تلحن، فَقَالَ: خُذ عَليّ كلمة، فَقَالَ: هَذِه وَاحِدَة، قل كَلمه. وَقربت مِنْهُ سنورة؛ فَقَالَ لَهُ إخسى؛ فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأت قل: اخسئ.
وروينا فِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر، عَن وَلَده عبد الله قَالَ: دخل أبي على أبي عِيسَى ابْن جَعْفَر بن الْمَنْصُور أَمِير الْبَصْرَة، فَعَزاهُ بطفل مَاتَ لَهُ؛ وَدخل بعده شبيب الْمنْقري، فَقَالَ:(1/462)
بلغنَا أَن الطِّفْل لَا يزَال محبتظئا على بَاب الْجنَّة يشفع لِأَبَوَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أبي: يَا أَبَا معمر؛ دع الظَّاء والزم الطَّاء. هَكَذَا فِي هَذِه الرِّوَايَة؛ وَفِي مُعْجم ياقوت أَنه قَالَ: بِالطَّاءِ مهموزا فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ غير مَهْمُوز؛ فَقَالَ شبيب: أَتَقول لي هَذَا وَمَا بَين لَا بتيها أفْصح مني! فَقَالَ أبي: وَهَذَا خطأ ثَان، من أَيْن لِلْبَصْرَةِ لابة اللابة الْحِجَارَة السود، وَالْبَصْرَة ذَات الْحِجَارَة الْبيض.
951 - بكر بن حَاطِب الْمرَادِي الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد المكفوف
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعرُوض والحساب، وَله تآليف فِي النَّحْو.
952 - بكر بن عبد الله الكلَاعِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد
يعرف بِابْن القملة. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الاندلس، وَقَالَ: كَانَ من ذَوي الْعلم وَالْأَدب والمعرفة بالشعر.
وَقَالَ ابْن الفرضي: كَانَ مؤدبا لأَوْلَاد الْخُلَفَاء فِي النَّحْو وَالشعر، وَسمع من يحيى ابْن يحيى وَغَيره، وروى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد.
953 - بكر بن مُحَمَّد بن بَقِيَّة - وَقيل: ابْن عدي - بن حبيب الإِمَام أَبُو عُثْمَان الْمَازِني
مَازِن بني شَيبَان، ابْن ذهل - وَقيل: مولى بني سدوس. نزل فِي بني مَازِن فنسب إِلَيْهِم، وَهُوَ بَصرِي روى عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي زيد، وَعنهُ الْمبرد وَالْفضل بن مُحَمَّد اليزيدي وَجَمَاعَة. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة متسعا فِي الرِّوَايَة، يَقُول بالإرجاء، وَكَانَ لَا يناظره أحد(1/463)
إِلَّا قطعه لقدرته على الْكَلَام، وَقد نَاظر الْأَخْفَش فِي أَشْيَاء كَثِيرَة فَقَطعه، وَقَالَ الْمبرد: لم يكن بعد سِيبَوَيْهٍ أعلم بالنحو من أبي عُثْمَان. وَأخذ عَن الْأَخْفَش، وَقيل: لم يَأْخُذ عَنهُ إِنَّمَا أَخذ عَن الْجرْمِي ثمَّ اخْتلف إِلَيْهِ وَقد برع فَكَانَ يناظره.
وَحكى عَنهُ، قَالَ: كنت عِنْد أبي عُبَيْدَة فَسَأَلَهُ رجل: كَيفَ تَقول: عنيت بِالْأَمر؟ قَالَ: كَمَا قلت عنيت [بِالْأَمر] ، قَالَ: فَكيف الْأَمر مِنْهُ؟ قَالَ: فغلط وَقَالَ: اعن بِالْأَمر، فأومأت إِلَى الرجل أَن لَيْسَ كَمَا قَالَ: فرآني أَبُو عُبَيْدَة، فأمهلني قَلِيلا، ثمَّ قَالَ: مَا تصنع عِنْدِي؟ قلت: مَا بصنع غَيْرِي، قَالَ: لست كغيرك، لَا تجْلِس إِلَيّ، قلت: وَلم؟ قَالَ: لِأَنِّي رَأَيْتُك مَعَ إِنْسَان خوزي سرق مني قطيفة. فَانْصَرَفت وتحملت عَلَيْهِ بإخوانه، فَلَمَّا جِئْته قَالَ: أدب نَفسك أَولا ثمَّ تعلم الْأَدَب.
وَحكي الْمبرد ان يَهُودِيّا بذل للمازني مائَة دِينَار ليقرئه كتاب سِيبَوَيْهٍ، فَامْتنعَ من ذَلِك؛ فَقيل لَهُ: لم امْتنعت مَعَ حَاجَتك وعائلتك؟ فَقَالَ: إِن فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ كَذَا وَكَذَا آيَة من الْقُرْآن، فَكرِهت أَن أَقرَأ الْقُرْآن لأهل الذِّمَّة، فَلم يمض من ذَلِك إِلَّا مديدة، حَتَّى طلبه الواثق، وأخلف الله عَلَيْهِ أَضْعَاف مَا تَركه لله، وَذَلِكَ أَن جَارِيَة غنت بِحَضْرَتِهِ:
(أظلوم إِن مصابكم رجلا ... أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم)
فَرد التوزي عَلَيْهَا نصب " رجل " ظَانّا أَنه خبر " إِن " فَقَالَت: لَا أقبل هَذَا وَلَا غَيره، وَقد قرأته كَذَا على أعلم النَّاس بِالْبَصْرَةِ أبي عُثْمَان الْمَازِني؛ فأحضر من سر من رأى،(1/464)
قَالَ: فَلَمَّا دخلت على الْخَلِيفَة، قَالَ لي: مِمَّن الرجل؟ قلت: من بني مَازِن، قَالَ: مَازِن تَمِيم أم شَيبَان؟ قلت: مَازِن شَيبَان، فَقَالَ لي: بااسمك؟ يُرِيد مَا اسْمك؟ وَهُوَ لُغَة قَومنَا، يبدلون الْمِيم بَاء وَعَكسه؛ فَكرِهت أَن أَقُول: " مكر: مُوَاجهَة لَهُ بالمكر، فَقلت: بكر بن مُحَمَّد، فأعجبه ذَلِك، وَقَالَ لي: اجْلِسْ، فاطبئن، أَي اطمئن، فَجَلَست، فَسَأَلَنِي عَن الْبَيْت، فَقلت: صَوَابه " رجلا "، فَقَالَ: وَلم؟ فَقلت: إِن " مصابكم " مصدر بِمَعْنى " إصابتكم ". فَأخذ التوزي فِي معارضتي، فَقلت: هُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك: إِن ضربك زيدا ظلم، فالرجل مفعول " مصابكم " وظلم الْخَبَر، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَن الْكَلَام مُعَلّق إِلَى أَن تَقول " ظلم " فَيتم، فَقَالَ التوزي: حسبي، وَفهم. وَاسْتَحْسنهُ الواثق. وَقَالَ: من خلفت وَرَاءَك؟ قلت: خلفت أخية لي أَصْغَر مني، أقيمها مقَام الْوَلَد، قَالَ: فَمَا قَالَت لَك حِين خرجت؟ قَالَ: طافت حَولي؛ وَهِي تبْكي؛ وَقَالَت: أَقُول لَك يَا أخي كَمَا قَالَت بنت الْأَعْشَى لأَبِيهَا:
(تَقول ابْنَتي حِين جد الرحيل ... أرانا سَوَاء وَمن قد يتم)
(أَبَانَا فَلَا رمت من عندنَا ... فَإنَّا بِخَير إِذا لم ترم)
(تَرَانَا إِذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منا الرَّحِم)
قَالَ: فَمَا قلت لَهَا؟ قَالَ: قلت: أَقُول لَك يَا أخية كَمَا قَالَ جرير لابنته:
(ثقي بِاللَّه لَيْسَ لَهُ شريك ... وَمن عِنْد الْخَلِيفَة بالنجاح)
فَقَالَ: لَا جرم! إِنَّهَا ستنجح، وَأمر لي بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم.
وَسُئِلَ الْمَازِني عَن أهل الْعلم، فَقَالَ: أَصْحَاب الْقُرْآن فيهم تَخْلِيط وَضعف، واهل الحَدِيث فيهم حَشْو ورقاعة، وَالشعرَاء فيهم هوج، والنحاة فيهم ثقل، وَفِي رُوَاة الْأَخْبَار الظّرْف كُله، وَالْعلم هُوَ الْفِقْه.
وَله من التصانيف: كتاب فِي الْقُرْآن، علل النَّحْو، تفاسير كتاب سِيبَوَيْهٍ، مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة، الْألف وَاللَّام، التصريف، الْعرُوض، القوافي، الديباج فِي جَوَامِع كتاب سِيبَوَيْهٍ.(1/465)
وَكلهَا لطاف، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول: من أَرَادَ أَن يصنف كتابا كَبِيرا فِي النَّحْو بعد كتاب سِيبَوَيْهٍ فليستح!
مَاتَ فِي سنة تسع - أَو ثَمَان - وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، كَذَا قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ، وَقَالَ غَيره: سنة ثَلَاثِينَ.
وَمن شعره:
(شَيْئَانِ يعجز ذُو الرياضة عَنْهُمَا ... رَأْي النِّسَاء وإمرة الصّبيان)
(أما النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ عواهر ... وأخو الصِّبَا يجْرِي بِغَيْر عنان)
954 - بكر الْكِنَانِي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الاندلس، وَكَانَ من أعلم الْعلمَاء باللغة شَاعِرًا مجيدا.
955 - أَبُو بكر بن آدم بن عَليّ الْخُتلِي
قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: لَقيته فَاضلا عَارِفًا بالنحو والغريب وأشعار النَّاس؛ وتلقب بالفريد وَله شعر حسن مليح، أَخْبرنِي يَوْم لَقيته أَنه أناف على الْأَرْبَعين.
وَكَانَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
956 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن دمسين اليمني أَبُو الْعَتِيق
قَالَ الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ فَقِيها نبيها عَالما عَاملا عَارِفًا بالفقه وأصوله، والنحو واللغة والْحَدِيث وَالتَّفْسِير، ورعا زاهدا صَالحا عابدا متواضعا، حسن السِّيرَة، قانعا باليسير، كثير الصّيام وَالْقِيَام، وجيها عِنْد الْخَاص وَالْعَام، يحب الْخلْوَة والانفراد، تفقه بِهِ جمع وانتشر ذكره. وَله كرامات.
مَاتَ بزبيد سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة.(1/466)
957 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر بن مُسلم بن مُوسَى الشّعبِيّ أَبُو الْعَتِيق
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا عَالما باللغة والنحو والفرائض والحساب.
ولد لَيْلَة الْخَامِس من رَجَب سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة، وتفقه بِجَمَاعَة من أهل تعز؛ مِنْهُم الأصبحي صَاحب الْعين، ودرس بالأشرفية بهَا.
وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة.
958 - أَبُو بكر بن أبي الْأَزْهَر
ذكره صَاحب الْقَامُوس فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: أديب بارع من أَصْحَاب الْمبرد.
959 - أَبُو بكر بن إِسْحَاق بن خَالِد الكختاوي زين الدّين الْمَعْرُوف بالشيخ باكير
شيخ الشيخونية الْعَلامَة المفنن. قَالَ ابْن حجر: ولد فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ إِمَامًا عَالما بارعا، متفننا فِي عُلُوم، وَتفرد بالمعاني وَالْبَيَان، وَفِي لِسَانه لكنة، مَعَ سُكُون وعقل زَائِد وَحسن شكل وَشَيْبَة منورة وجلالة عِنْد الْخَاص وَالْعَام.
ولي قَضَاء حلب، فحمدت سيرته، وَأفْتى ودرس بهَا، واستدعاه الْملك الْأَشْرَف برسباي إِلَى مصر فولاه مشيخة الشيخونية بِحكم وَفَاة الْبَدْر الْقُدسِي، وانتفع بِهِ جمَاعَة، وسعى عَلَيْهِ الشَّيْخ عَلَاء الدّين الرُّومِي فِي المشيخة فَلم يجب.
قلت وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَالِدي رَحمَه الله عَلَيْهِ.
مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة.
وَأنْشد صاحبنا الشَّيْخ شهَاب الدّين المنصوري الْمَعْرُوف بالهائم يمدحه لما نازعه الرُّومِي، وانتصر عَلَيْهِ:(1/467)
(مَا أصبح الدّين فِي عز وتعظيم ... إِلَّا بنصر أبي بكر على الرُّومِي)
(إِن الإِمَام أَبَا بكر فضائله ... عَمت فَمَا عَاقل مِنْهَا بمحروم)
(وَالْحق أَن أَبَا بكر سما وَعلا ... على عَليّ بتفضيل وَتَقْدِيم)
(فكم تقايس يَا رومي عالمنا ... وَهل يُقَاس لديك الباز بالبوم {)
(طلبت رتبته بِالْعلمِ مُدعيًا ... وَكَيف تطلب مَوْجُودا بمعدوم} )
(ألم تكن قبل ذَا بالأشرفية فِي ... عَيْش ومعلومها من خير مَعْلُوم)
(فأخرجوك بِجَهْل كَانَ مِنْك وَمَا ... ألفوك أَهلا لتدريس وَتَعْلِيم)
(وصدك النَّاس حَتَّى صرت تضرب فِي ... أَرض فأرض وإقليم فإقليم)
(فَاقْعُدْ وَلَا تعد طورا مِنْك تعرفه ... وَلَا تكن ظَالِما فِي زِيّ مظلوم)
960 - أَبُو بكر بن البهلول الْخَثْعَمِي المتصدر
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ مَعْرُوفا بالنحو وَالشعر. مَاتَ بإشبيلية.
961 - أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن سمحون الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن الزبير: استاذ نحوي أديب شَاعِر بليغ، عَارِف بِالْحِسَابِ، أَخذ عَن ابْن الطراوة وَغَيره، وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيره.
مَاتَ بقرطبة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن نظمه:
(أَرْبَعَة تزيد فِي نور الْبَصَر ... إِذا رنا فِيهَا وتابع النّظر)
(الْمُصحف المتلو بِالْآيِ الْكبر ... وَالْمَاء وَالْوَجْه الْجَمِيل وَالْخضر)(1/468)
962 - أَبُو بكر بن عبد الله الحريري سيف الدّين
قَالَ فِي الدُّرَر: سمع من الحجار، وَقَرَأَ بالروايات، وَمهر فِي النَّحْو، وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة البرانية ومشيخة النَّحْو بالناصرية. ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمُخْتَصر.
وَمَات فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
963 - أَبُو بكر بن أبي الْعِزّ بن شرف بن بنان الدِّمَشْقِي نجم الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ: لغَوِيّ شَاعِر أديب فصيح متقعر فِي حَدِيثه، كتب الْأَدَب على الشّرف الإربلي، وَأَجَازَ لَهُ ابْن اللتي وَغَيره، وَلم يحدث. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة.
964 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد المزاعي البَجلِيّ
نِسْبَة إِلَى بجيلة بن عك، الشَّافِعِي أَبُو الْعَتِيق. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها نبيها ذكيا لوذعيا عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة، أَخذ النَّحْو عَن ابْن بصيبص؛ وَكَانَ بارعا فِي فنونه كلهَا، وَكَانَ ينْقل كثيرا من أشعار الْعَرَب وَمن المقامات. وَله سُؤَالَات عَجِيبَة فِي الْفِقْه، وَكَانَ مفرطا فِي الذكاء. تفقه بِهِ جمَاعَة من أهل زبيد وَغَيرهم. قَالَ: وَهُوَ شَيْخي الَّذِي انتفعت بِهِ فِي فن الْأَدَب.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
965 - أَبُو بكر بن عَليّ بن مُوسَى الهاملي أَبُو الْعَتِيق سراج الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، نبيها كَامِلا محققا مدققا، عَارِفًا بالفقه واللغة والنحو وَالشعر، متوسطا فِي الْعلم، مُعظما عِنْد النَّاس، أَخذ عَن جمَاعَة، وتفقه بِهِ جمع، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفتيا. وَكَانَ شَاعِرًا فصيحا بليغا، لَو أَرَادَ أَن يكون كَلَامه كُله شعرًا لفعل. وَله منظومة فِي الْفِقْه. درس بالمنصورية بزبيد. وَمَات سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.(1/469)
966 - أَبُو بكر بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن دعاس الْفَارِسِي أَبُو الْعَتِيق
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها حنفيا أديبا لبيبا، فَاضلا نحويا، لغويا شَاعِرًا ماهرا فصيحا، نَالَ من السُّلْطَان المظفر حظوة، واختص بِهِ، ثمَّ طرده لإدلال تكَرر مِنْهُ فِي حَقه من تعز إِلَى زبيد فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ أهل زبيد ينسبونه إِلَى سَرقَة الشّعْر، وَيَقُولُونَ: إِذا حُوسِبَ الشُّعَرَاء يَوْم الْقِيَامَة يُؤْتى بِابْن دعاس، فَيَقُول: هَذَا الْبَيْت لفُلَان؛ وَهَذَا الصَّدْر لفُلَان، وَهَذَا الْعَجز لفُلَان، فَيخرج بَرِيئًا.
وَسَأَلَهُ بَعضهم بقوله:
(أَيهَا الْفَاضِل فِينَا أَفْتِنَا ... وأزل عَنَّا بفتواك العنا)
(كَيفَ إِعْرَاب نحاة النَّحْو فِي ... أَنا أَنْت الضاربي أَنْت أَنا؟)
فَأجَاب بقوله:
(أَنا أَنْت الضاربي مُبْتَدأ ... فاعتبرها يَا إِمَامًا سننا)
(أَنْت بعد الضاربي فَاعله ... وَأَنا يخبر عَنهُ علنا)
(ثمَّ إِن الضاربي أَنْت أَنا ... خبر عَن أَنْت مَا فِيهِ انثنا)
(وَأَنا الْجُمْلَة عَنهُ خبر ... وَهِي من أَنْت إِلَى أَنْت أَنا)
967 - أَبُو بكر بن عمر بن عَليّ بن سَالم الإِمَام رَضِي الدّين القسنطيني النَّحْوِيّ الشَّافِعِي
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: ولد سنة سبع وسِتمِائَة، وَنَشَأ بالقدس، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن معط وَابْن الْحَاجِب، وَتزَوج ابْنة معط، وَكَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة بِالْقَاهِرَةِ.
سمع الحَدِيث من ابْن عَوْف الزُّهْرِيّ وَجَمَاعَة. وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بالفقه ومشاركة فِي الحَدِيث، صَالحا خيرا دينا متواضعا سَاكِنا ناسكا. سمع من جمَاعَة كَثِيرَة، وأضر بآخر عمره، وَمَات سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.(1/470)
قلت أَخذ عَنهُ أَبُو حَيَّان، ومدحه بقصيدة طَوِيلَة، وَذكر فِي النضار أَنه قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على ابْن أبي الْفضل المرسي.
968 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قَاسم المرسي الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: ولد بتونس تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة، واشتغل ببلاده، وتعانى الْقرَاءَات، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة، ثمَّ دمشق، وَجلسَ بجامعها للإقراء، ثمَّ اشْتهر وشاع فَضله، وَولي مشيخة الإقراء بأماكن، وتدريس النَّحْو بالناصرية، وَصَارَ شيخ الإقراء والعربية بِالْبَلَدِ.
وَسُئِلَ الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي عَن ابْن الْوَكِيل والزملكاني: أَيهمَا أذكى؟ فَقَالَ: هَا هُنَا شَاب مغربي أذكى مِنْهُمَا - وَأَشَارَ إِلَيْهِ.
وَصَحب مرّة الباجر بَقِي ثمَّ ظهر لَهُ انحلاله، فتبرأ مِنْهُ، وبادر إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي فجدد إِسْلَامه، وَتَابَ.
وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة، يحب الِانْقِطَاع وَالْخلْوَة، سمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ، وانتقى لَهُ الذَّهَبِيّ مِنْهَا جُزْءا حدث بِهِ، وقوى نَفسه مرّة على كزاي نَائِب الشَّام فِي وَاقعَة، فأهانه وضربه إِلَى أَن مَاتَ تَحت الضَّرْب فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة.
969 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْعَبْسِي أَبُو الْعَتِيق
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا متفننا، لَهُ فِي النَّحْو الْيَد الطُّولى، ولي الْقَضَاء بِبَيْت حُسَيْن - بلد بِالْيمن - ثمَّ عزل نَفسه، فأجبر على الْعود، فَعَاد ثمَّ عزل نَفسه بعد أَيَّام. وَكَانَ مَشْهُورا فِي قَضَائِهِ بِالدّينِ والورع وَالصَّلَاح، لم أَقف على تَارِيخ وَفَاته. انْتهى.(1/471)
970 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الملقب بالفرنج النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: أَخذ عَن ابْن عبد الْمُعْطِي وَغَيره، فبرع فِي الْعَرَبيَّة. وَكَانَ شافعيا.
971 - أَبُو بكر بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سَابق الدّين
أبي بكر بن فَخر الدّين عُثْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سيف الدّين خضر بن نجم الدّين أَيُّوب ابْن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى همام الدّين، الْهمام الخضيري السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي. وَالِدي الْعَلامَة ذُو الْفُنُون كَمَال الدّين أَبُو المناقب. ولد فِي أَوَائِل الْقرن بسيوط، واشتغل بهَا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد عشْرين وَثَمَانمِائَة؛ ولازم شُيُوخ الْعَصْر، ودأب إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه والأصلين والقراءات والحساب والنحو والتصريف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغير ذَلِك. ولازم التدريس والإفتاء؛ وَكَانَ لَهُ فِي الْإِنْشَاء يَد طولى، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب.
وصنف حَاشِيَة على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف، حافلة فِي مجلدين، وكتابا فِي الْقرَاءَات، وحاشية على الْعَضُد، وتعليقا على الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمُقْرِئ، وحاشية على على أدب الْقَضَاء للعزى، ورسالة فِي إِعْرَاب قَول الْمِنْهَاج: " وَمَا ضبب بِذَهَب أَو فضَّة ضبة كَبِيرَة "، وَكتاب فِي صناعَة التوقيع وَغير ذَلِك.
أَخْبرنِي بعض أَصْحَابه أَن الظَّاهِر جقمق عينه مرّة لقَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية، وَأرْسل يَقُول للخليفة المستكفي بِاللَّه: قل لصحابك يطلع نوليه، فَأرْسل الْخَلِيفَة قَاصِدا إِلَى الْوَالِد يُخبرهُ بذلك، فَامْتنعَ. قَالَ الحاكي: فكلمته فِي ذَلِك، فأنشدني:
(وألذ من نيل الوزارة ان ترى ... يَوْمًا يُرِيك مصَارِع الوزراء)
وَمن نجباء تلامذته الشَّيْخ فَخر الدّين المقسي وقاضي مَكَّة برهَان الدّين بن ظهيرة، وقاضيها نور الدّين بن أبي الْيمن وقاضي الْمَالِكِيَّة محيي الدّين بن تَقِيّ، والعلامة محب الدّين ابْن مصيفح، فِي آخَرين. مَاتَ لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ خَامِس صفر سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة.(1/472)
972 - أَبُو بكر بن يحيى بن عبد الله الجذامي المالقي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالخفاف
قَرَأَ فِي النحوعلى الشلوبين، وَكَانَ نحويا بارعا، ورجلا صَالحا مُبَارَكًا.
صنف: شرح سِيبَوَيْهٍ، شرح إِيضَاح الْفَارِسِي، شرح لمع ابْن جني، وَلَيْسَ إِلَيْهِ الْكتاب الْمَجْهُول فِي الْفِقْه على مَذْهَب مَالك، فَإِنَّهُ وجد فِي كتبه بِخَطِّهِ غير مَنْسُوب، فيرون انه من تصنيفه. وَيُقَال: إِنَّه صنف شرح الْإِيضَاح واللمع لصدر الدّين وتقي الدّين، ابْني القَاضِي تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز، لِأَنَّهُ كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِم، وَعَلِيهِ قرءوا النَّحْو، وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب النَّحْو.
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم السبت الثَّانِي من رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة.
نقلت هَذِه التَّرْجَمَة من خطّ التَّاج بن مَكْتُوم.
973 - أَبُو بكر بن يَعْقُوب بن سَالم النَّحْوِيّ الشاغوري شهَاب الدّين
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: كَانَ من تلامذة الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك، وَقد جود الْعَرَبيَّة، وَظن أَنه يَلِي مَكَان ابْن مَالك إِذا توفّي، فَلَمَّا أخرجت عَنهُ الْوَظِيفَة تألم من ذَلِك، وَكَانَ شرح التسهيل للْمُصَنف عِنْده كَامِلا، فَأَخذه مَعَه وَتوجه إِلَى الْيمن غَضبا على أهل دمشق، وَبَقِي الشَّرْح مخروما بَين أظهر النَّاس فِي هَذِه الْبِلَاد.
وَقَالَ ابْن حجر: كَانَ ماهرا فِي الْعُلُوم حَتَّى كَانَ يلقِي الثَّلَاثِينَ درسا فِي ثَلَاثِينَ علما. وصنف تصانيف مفيدة، وَكَانَ ضيق الْعَيْش بِدِمَشْق، حسن الْخلق، كثير الْمُرُوءَة والتواضع، مطرح الكلفة، غير مُزَاحم على المناصب، أعطَاهُ بعض التُّجَّار ألف دِرْهَم،(1/473)
فسافر مَعَه إِلَى الْيمن، فَحصل لَهُ قبُول من ملكهَا، وَأَقْبل عَلَيْهِ أهل الْيمن، وَحصل لَهُ بهَا مَال كثير.
قَالَ الصَّفَدِي: وَمَات كهلا بِالْيمن سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة.
وَقَالَ ابْن حجر: بقلعة مصر فِي الْمحرم سنة أَربع.
974 - أَبُو بكر بن يُوسُف الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ابو الْعَتِيق
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها جليل الْقدر، عَالما كَبِيرا مَشْهُورا لغويا نحويا، متأدبا مترسلا، عَارِفًا بالطب، ورعا صينا زاهدا قانعا، وَهُوَ أحد فُقَهَاء زبيد الْمَشْهُورين.
وَرَأى بعض الأخيار فِي خَامِس عشر ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة أَن مَنَارَة مَسْجِد الأشاعر بزبيد سَارَتْ من موضعهَا إِلَى مَقَابِر بَاب سِهَام، ثمَّ غَابَتْ هُنَالك. فَمَاتَ أَبُو بكر بعده، وَدفن فِي الْموضع الَّذِي رأى الرجل أَن المنارة غَابَتْ فِيهِ.
975 - أَبُو بكر الدومي
من أهل النَّحْو واللغة، روى عَن أبي عبد الله النَّحْوِيّ، عَن ثَابت بن أبي ثَابت اللّغَوِيّ.
كَذَا ذكره ابْن مَكْتُوم عَن خطّ السلَفِي، وَقَالَ: رَأَيْته عِنْدِي بِخَط قديم مَكْتُوب سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة. وَأَظنهُ اندلسيا. انْتهى.
976 - أَبُو بكر السياري النَّحْوِيّ
يروي عَن الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد، وَعنهُ مُحَمَّد بن الْحسن النقاش، كَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن مَكْتُوم.(1/474)
977 - أَبُو بكر بن الصَّائِغ
وَيعرف أَيْضا بِابْن باحة، ذكره أَبُو حَيَّان فِي النضار، فَقَالَ: كَانَ عَالما بالأدب والنحو، وَنظر فِي كَلَام الْحُكَمَاء فَكَانَ يشبه بِابْن سينا، ذكره الْفَتْح بن خاقَان فِي القلائد، وَنسبه إِلَى الزندقة.
وَقَالَ الرضى الشاطبي: دخل ابْن الصَّائِغ يَوْمًا إِلَى جَامع غرناطة، وَبِه نحوي حوله شباب يقرءُون، فَقَالُوا لَهُ مستهزئين: مَا يحسن الْفَقِيه من الْعُلُوم، وَمَا يحمل، وَمَا يَقُول؟ فَقَالَ لَهُم: أحمل اثْنَي عشر ألف دِينَار؛ وهاهي تَحت إبطي _ وَأخرج لَهُم اثْنَتَيْ عشرَة ياقوتة تَسَاوِي كل وَاحِدَة ألف دِينَار _ وَأما الَّذِي أحْسنه فاثنا عشر علما، أحْسنهَا علم الْعَرَبيَّة الَّذِي تبحثون فِيهِ؛ وَأما الَّذِي أَقُول: فَأنْتم كَذَا وَكَذَا، وَجعل يسبهم.
وَأنْشد لما حضر أَجله:
(حَان الرحيل فودع الدَّار الَّتِي ... مَا كَانَ ساكنها بهَا بمخلد)
(واضرع إِلَى الْملك الْجوَار وَقل لَهُ ... عبد بِبَاب الْجُود أصبح يجتدي)
(لم يرض إِلَّا الله معبودا وَلَا ... دينا سوى دين النَّبِي مُحَمَّد)
978 - أَبُو بكر الخبيصي
صَاحب شرح الحاجبية الْمَشْهُور، وَهُوَ ممزوج مُخْتَصر متداول بَين النَّاس، سَمَّاهُ الموشح؛ وَلَا أعرف من تَرْجَمته زِيَادَة على هَذَا.(1/475)
979 - بنْدَار بن عبد الحميد أَبُو عَمْرو الْكَرْخِي الْأَصْبَهَانِيّ
يعرف بِابْن لرة، قَالَ ياقوت: كَانَ مُتَقَدما فِي علم اللُّغَة وَرِوَايَة الشّعْر، وَكَانَ استوطن الكرخ، ثمَّ الْعرَاق، فَظهر هُنَاكَ فَضله؛ أَخذ عَن الْقَاسِم بن سَلام وَعنهُ ابْن كيسَان، وَكَانَ يحفظ سَبْعمِائة قصيدة، أول كل قصيدة " بَانَتْ سعاد " ذكره الزبيدِيّ على أبي عَليّ القالي عَن أبي بكر بن الْأَنْبَارِي عَن أَبِيه.
وَقَالَ الْمبرد: لما قدمت سامراء فِي أَيَّام المتَوَكل آخيت بهَا بنْدَار بن لرة، وَكَانَ وَاحِد زَمَانه فِي رِوَايَة دواوين شعراء الْعَرَب حَتَّى كَانَ لَا يشذ عَن حفظه من شعر شعراء الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام إِلَّا الْقَلِيل، وَأَصَح النَّاس معرفَة باللغة، وَكَانَ كل أُسْبُوع يدْخل على المتَوَكل، فَجمع بَينه وَبَين النَّحْوِيين، ثمَّ توصل حَتَّى وصفني للمتوكل، فَأمر بإحضاري مَجْلِسه، وَكَانَ المتَوَكل تعجبه الْأَخْبَار والأنساب، ويروي صَدرا مِنْهَا، ويمتحن من يرَاهُ بِمَا يَقع فِيهَا من الْغَرِيب، فَلَمَّا دَنَوْت من طرف بساطه، استدناني حَتَّى صرت إِلَى جَانب بنْدَار، فَأقبل علينا، وَقَالَ: يَا بن لرة، وَيَا بن يزِيد، مَا معنى هَذِه الأحرف الَّتِي جَاءَت فِي هَذَا الْخَبَر: ركبت الدجوجي وأمامي قبيله، فَنزلت ثمَّ سريت الصَّباح، فمررت وَلَيْسَ أَمَامِي إِلَّا نحيم فرفصت أَمَامِي؛ فمنحت النحوص والمسحل والتدمرية، ثمَّ عطفت ورائي قُلُوب، فَلم أزل بِهِ حَتَّى أذقته الْحمام، ثمَّ رجعت ورائي؛ فَلم أزل أمارس الأعصف فِي قبْلَة، فَحمل عَليّ وحملت عَلَيْهِ حَتَّى خر صَرِيعًا.
قَالَ الْمبرد: فَبَقيت متحيرا، فبدر قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؛ إِن فِي هَذَا نظرا وروية، فَقَالَ: قد أجلتكما بَيَاض يومي، فانصرفا وباكرا فِي غَدا، فخرجنا من عِنْده، وَأَقْبل بنْدَار عَليّ، وَقَالَ: إِن ساعدك الْجد ظَفرت بِهَذَا الْخَبَر، فاطلب فَإِنِّي طَالبه،(1/476)
فَانْقَلَبت إِلَى منزلي، وقلبت الدفاتر ظهرا لبطن، حَتَّى وقفت على هَذَا الْخَبَر فِي أثْنَاء أَخْبَار الْأَعْرَاب فتحفظته، وباكرت أَنا وَبُنْدَار، وصبحناه، فَبَدَأت وَرويت الْخَبَر، ثمَّ فسرت أَلْفَاظه، فَالْتَفت إِلَيّ بنْدَار، وَقَالَ: ابْن يزِيد فَوق مَا وصفتم، ثمَّ أَمر الْحَاجِب أَن يسهل إذني عَلَيْهِ، فَصَارَ ذَلِك أصل غناي، وَكَانَ بنْدَار سَببه.
ولبندار من الْكتب: مَعَاني الشّعْر، شرح مَعَاني الْبَاهِلِيّ، جَامع اللُّغَة.
980 - بهزاد بن يُونُس بن يَعْقُوب بن خرزاذ النجيرمي
بِفَتْح النُّون وَالرَّاء وَكسر الْجِيم، نِسْبَة إِلَى نجيرم، محلّة بِالْبَصْرَةِ. نحوي راوية فِي طبقَة أَبِيه. مَاتَ بِمصْر لسبع خلون من شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
981 - بهْلُول الكلَاعِي الْمَعْرُوف بِابْن الْقَاسِم
قَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الْبلْغَة: أديب بارع، وشاعر فارع.(1/477)
حرف التَّاء
982 - تَاج بن مَحْمُود الأصفهندي العجمي
نزيل حلب، الشَّيْخ تَاج الدّين النَّحْوِيّ. قَالَ ابْن حجر: قدم من بِلَاد الْعَجم حَاجا، ثمَّ رَجَعَ فسكن حلب، وأقرأ بهَا النَّحْو، ثمَّ أَقبلت عَلَيْهِ الطّلبَة، فَلم يكن يتفرغ لغير الِاشْتِغَال؛ فَكَانَ يقْرَأ من صَلَاة الصُّبْح إِلَى الْعَصْر، ويفتي من الْعَصْر إِلَى الْغُرُوب؛ وَلم يكن لَهُ حَظّ، وَلَا يتطلع إِلَى شَيْء من أُمُور الدُّنْيَا، وَأسر مَعَ اللتكية، فاسننقذ، وأحضر إِلَى بَلَده مكرما. أَخذ عَنهُ غَالب أهل حلب، وانتفعوا بِهِ.
وَشرح الْمُحَرر للرافعي.
وَمَات سنة سبع وَثَمَانمِائَة عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة.
983 - تَمام بن غَالب بن عمر
يعرف بِابْن التيان - بِفَتْح الْمُثَنَّاة من فَوق، وَتَشْديد التَّحْتِيَّة - اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ ثمَّ المرسي أَبُو غَالب.
قَالَ الْحميدِي: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، ثِقَة فِي إيرادها، دين ورع.
صنف تلقيح الْعين فِي اللُّغَة لم يؤلف مثله اختصارا وإكثارا؛ وَسَأَلَهُ الْأَمِير أَبُو الْجَيْش أَيَّام غلبته بِأَلف دِينَار أندلسية على أَن يزِيد فِي تَرْجَمَة هَذَا الْكتاب " مِمَّا أَلفه تَمام بن غَالب برسم أبي الْجَيْش "، فَرد الدَّنَانِير وَلم يفعل، وَقَالَ: وَالله لَو بذل لي ملئ الدُّنْيَا مَا فعلت وَلَا استجزت الْكَذِب؛ فَإِنِّي لم أجمعه لَهُ خَاصَّة، لَكِن لكل طَالب عَامَّة.
قَالَ الْحميدِي: فأعجب لهمة هَذَا الرئيس وعلوها، وأعجب لنَفس هَذَا الْعَالم ونزاهتها!(1/478)
وَقَالَ ابْن بشكوال فِي الصِّلَة: كَانَ بَقِيَّة شُيُوخ اللُّغَة الضابطين لحروفها الحاذقين بمقايسها.
مَاتَ بالمرية فِي أحد الجماديين، سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
984 - توفيق بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زُرَيْق أَبُو مُحَمَّد الأطرابلسي النَّحْوِيّ
ولد بأطرابلس، وَسكن دمشق. كَانَ أديبا فَاضلا شَاعِرًا، يتهم بقلة الدّين والميل إِلَى مَذْهَب الْأَوَائِل.
مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(وجلنار كأعراف الديوك على ... خضر تميس كأذناب الطواويس)
(مثل الْعَرُوس تجلت يَوْم زينتها ... حمر الحلى على خضر الملابيس)
985 - أَبُو تَوْبَة
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من اللغويين الْكُوفِيّين. قَالَ: وَكَانَ مولى لعمر بن سعيد بن سلم.(1/479)
حرف الثَّاء
986 - ثَابت بن أسلم بن عبد الْوَهَّاب أَبُو الْحسن الْحلَبِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ من كبار النُّحَاة، شِيعِيًّا. صنف كتابا فِي تَعْلِيل قِرَاءَة عَاصِم، وَتَوَلَّى خزانَة الْكتب بحلب لسيف الدولة، فَقَالَ الإسماعيلية: هَذَا يفْسد الدعْوَة؛ لِأَنَّهُ صنف كتابا فِي كشف عوارهم، وَابْتِدَاء دعوتهم، فَحمل إِلَى مصر، فصلب فِي حُدُود السِّتين وَأَرْبَعمِائَة.
987 - ثَابت بن حزم بن عبد الرَّحْمَن بن مطرف بن سُلَيْمَان بن يحيى الْعَوْفِيّ السَّرقسْطِي الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما مفننا، بَصيرًا بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه والنحو والغريب وَالشعر؛ سمع بالأندلس من الْخُشَنِي وبمصر من النَّسَائِيّ، وبمكة.
واستقضي بِبَلَدِهِ، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة عَن خمس وَتِسْعين سنة، ومولده سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ.
988 - ثَابت بن حسن بن خَليفَة بن عبد الْكَرِيم اللحمي النَّحْوِيّ أَبُو رزين
شيخ فَاضل من أهل الْإسْكَنْدَريَّة، وَيعرف بالكريوني. سمع من السلَفِي وَغَيره، وَله معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ، وَشعر جيد.
ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة بالإسكندرية، وَتغَير بِأخرَة.(1/480)
وَمن شعره:
(الْعلم يمْنَع أَهله أَن يمنعا ... فاسمح بِهِ تنَلْ الْمحل الأرفعا)
(واجعله عِنْد الْمُسْتَحق وَدِيعَة ... فَهُوَ الَّذِي من حَقه أَن يودعا)
(والمستحق هُوَ الَّذِي إِن حازه ... يعْمل بِهِ وَإِذا تلقفه وعى)
989 - ثَابت بن أبي ثَابت عبد الْعَزِيز اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد وراق أبي عبيد
قَالَ ياقوت: من عُلَمَاء اللُّغَة، لَهُ كتاب خلق الْإِنْسَان؛ روى عَن أبي عبيد الْقَاسِم ابْن سَلام وَأبي نصر بن حَاتِم وَجَمَاعَة، وروى عنهابنه عبد الْعَزِيز وَدَاوُد صَاحب ابْن السّكيت وَقَالَ الداني: نحوي، روى الْقِرَاءَة عَنهُ الْحُسَيْن بن ميان، وَله كتب كَثِيرَة فِي اللُّغَة.
990 - ثَابت بن أبي ثَابت عَليّ بن عبد الله الْكُوفِي
قَالَ ياقوت ثمَّ الصَّفَدِي: كَانَ من كبار الْكُوفِيّين، امثل أَصْحَاب أبي عبيد ابْن سَلام. نحويا لغويا، لَقِي فصحاء الْأَعْرَاب.
وصنف: مُخْتَصر الْعَرَبيَّة، خلق الْإِنْسَان، الْفرق، خلق الْفرس، الزّجر وَالدُّعَاء، الوحوش، الْعرُوض.
وَقيل: اسْم أَبِيه سعيد، وَقيل: مُحَمَّد.
قلت: وَأَنا أَظُنهُ الَّذِي قبله، وَجَاء الْخلاف فِي اسْم الْأَب.(1/481)
991 - ثَابت بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حَيَّان الكلَاعِي
بِضَم الْكَاف، أَبُو الْحُسَيْن الغرناطي. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَاضلا نحويا، ماهرا مقرئا، مَعْرُوفا بالزهد وَالْفضل والجودة والانقباض. أَقرَأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب كثيرا، وروى عَن ابْن بشكوال، وبالإجازة عَن السلَفِي، وَعنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَأَبُو الْحسن الرعيني.
مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة.
قلت: أَخذ عَنهُ الْجمال بن مَالك، وَسبق فِي تَرْجَمته عَن أبي حَيَّان أَنه قَالَ: إِن ثَابتا هَذَا لم يكن من أَئِمَّة النَّحْوِيين، بل كَانَ من أَئِمَّة المقرئين.
992 - ثَابت بن مُحَمَّد أَبُو الْفتُوح الْجِرْجَانِيّ الأندلسي النَّحْوِيّ
قَالَ الْحميدِي: كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة مُتَمَكنًا فِي الْآدَاب.
وَقَالَ ابْن بشكوال: كَانَ قيمًا بِعلم الْمنطق، شرح جمل الزجاجي، وروى عَن ابْن جني وَعلي بن عِيسَى الربعِي.
وَقَتله باديس أَمِير صنهاجة؛ لتهمة لحقته عِنْده فِي الْقيام عَلَيْهِ مَعَ ابْن عَمه فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة، ومولده سنة خمسين وثلثمائة.(1/482)
(حرف الْجِيم)
993 - جَابر بن غيث اللبلي أَبُو مَالك
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر وضروب الْآدَاب، مَشْهُورا بِالْفَضْلِ، متدينا. أدب أَوْلَاد هَاشم بن عبد الْعَزِيز بقرطبة وَمَات سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
قَالَ الزبيدِيّ: وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن، كَانَ أَيْضا عَالما باللغة وَالشعر وَالْأَدب، دَعَاهُ هِشَام ابْن عبد الْعَزِيز إِلَى تَأْدِيب أَوْلَاده فَامْتنعَ.
994 - جَابر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْخَوَارِزْمِيّ
الكاثي - بِالْمُثَنَّاةِ أَو الْمُثَلَّثَة - افتخار الدّين أَبُو عبد الله الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ.
قَالَ ابْن حجر فِي الدُّرَر: ولد فِي عَاشر شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَقَرَأَ على خَاله أبي المكارم، وَقَرَأَ الْمفصل على أبي عَاصِم الإسفندري، واشتغل ببلاده، وَمهر وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع من الدمياطي، وَولى مشيخة الجاولية الَّتِي بالكبش، وباشر الْإِفْتَاء والتدريس بأماكن؛ وَكَانَ يعرف الْعَرَبيَّة جيدا. وَله شعر حسن.(1/483)
وَقَالَ الفاسي: قدم مَكَّة، وَقَرَأَ الصَّحِيح على التوزري، وَتكلم على أَمَاكِن فِيهِ من جِهَة الْعَرَبيَّة، ودرس بالقدس وَمَكَّة، وَكَانَ فَاضلا، حسن الشكل، مليح المحاضرة.
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أول النّصْف الثَّانِي من الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
995 - جَابر بن مُحَمَّد بن نَام بن سُلَيْمَان الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي أَبُو الْوَلِيد
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي مقرئ جليل، أَخذ الْقرَاءَات والْحَدِيث على أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد، والنحو وَالْأَدب عَن أبي الْقَاسِم ابْن الرماك. روى عَنهُ الشلوبين وابنا حوط الله، ووصفاه بِالْعلمِ وَالْجَلالَة. وَكَانَ متقنا لكتاب سِيبَوَيْهٍ.
مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
996 - جَابر بن مُحَمَّد التَّمِيمِي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: نحوي مقرئ، أَقرَأ بِجَامِع غرناطة، روى عَن السلَفِي وَأبي الْوَلِيد ابْن رشد وَابْن الأبرش، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد الْهُذلِيّ. وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا، ذَات سمت حسن.
997 - جِبْرِيل بن صَالح بن إِسْرَائِيل الْبَغْدَادِيّ أَمِين الدّين
كَانَ عَلامَة فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْأُصُول وَغير ذَلِك. قَرَأَ على الْعَلامَة سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ، وروى عَن القوام الإتقاني، وانتفع بِهِ قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين الْعَيْنِيّ.
998 - جراح بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الغافقي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عُبَيْدَة
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا حاذقا بِعلم الْعَرَبيَّة واللغة وَالشعر، أَخذ ذَلِك عَن أبي عبد الله ابْن الْمُحْتَسب؛ وَكَانَ دينا فَاضلا، مُقبلا على كل مَا يعنيه.
مَاتَ سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة.(1/484)
999 - جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر بن أبي الْحسن بن عبد الْجَلِيل
أَبُو الْفضل اللَّخْمِيّ الإسْكَنْدراني النَّحْوِيّ الأديب الشَّاعِر
يعرف بالوراق؛ كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: كتب عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ.
ولد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة فِي شَوَّال، وَمَات فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث عشر وسِتمِائَة
1000 - جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد الْمَعْرُوف بالسراج
- بتَشْديد الرَّاء - أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْقَارِي اللّغَوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَ عالي الطَّبَقَة فِي الحَدِيث وَالْقِرَاءَة والنحو واللغة وَالْعرُوض. ولد سنة سبع عشرَة - أَو أول سنة ثَمَان عشرَة - وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد، وَدخل مَكَّة وَالشَّام ومصر، وَعَاد وَسمع أَبَا عَليّ بن شَاذان وَأَبا الْقَاسِم التنوخي وَجَمَاعَة. روى عَنهُ السلَفِي، وَقَالَ: فِي شُيُوخه كَثْرَة. وَخرج لَهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فَوَائِد فِي خَمْسَة أَجزَاء مَعْرُوفَة.
وَله: نظم التَّنْبِيه فِي الْفِقْه، نظم الْمَنَاسِك، مصَارِع العشاق، زهد السودَان.
توفّي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر صفر سنة خَمْسمِائَة، وَقيل إِحْدَى وَخَمْسمِائة، وَقيل ثِنْتَيْنِ وَخَمْسمِائة.
1001 - جَعْفَر بن أَحْمد بن عبد الْملك بن مَرْوَان الإشبيلي اللّغَوِيّ
أَبُو مَرْوَان
يعرف بِابْن الغاسلة. قَالَ ياقوت: كَانَ بارعا فِي الْأَدَب واللغة ومعاني الشّعْر، ذَا حَظّ من السّنة. روى عَن الزبيدِيّ وَغَيره.
ولد سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة، وَمَات سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.(1/485)
1002 - جَعْفَر بن عَنْبَسَة بن عمر بن يَعْقُوب أَبُو مُحَمَّد الْيَشْكُرِي
الْكُوفِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ مقرئا نحويا، قَرَأَ على عبد الحميد بن صَالح البرجمي، وروى عَنهُ وَعَن حَفْص بن عمر الْمَكِّيّ.
وَمَات بِالْكُوفَةِ سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
1003 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن نَاصِر الْعلوِي
التهامي الْمَكِّيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة، شَاعِرًا يمدح الأكابر طَالبا رفدهم، وَكَانَ فِي رَأسه دعاوى عريضة، لَا يرى أحدا من الْعَالم فَوْقه. دخل خُرَاسَان ثمَّ بَغْدَاد ثمَّ وَاسِط، ثمَّ خرج مِنْهَا فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أَدْرِي مَا فعل الله بِهِ {
وَمن شعره:
(أما لظلام ليلِي من صباح ... أما للنجم فِيهِ من براح} )
(كَأَن الْأُفق شدّ فَلَيْسَ يُرْجَى ... لَهُ نهج إِلَى كل النواحي)
فِي أَبْيَات أخر.
1004 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني
أَبُو الْفضل
قَالَ ابْن بشكوال - فِيمَا زَاده على الصِّلَة: كَانَ من جلة الأدباء وكبار الشُّعَرَاء، وَله تآليف حسان فِي الْأَمْثَال وَالْأَخْبَار والآداب والأشعار. أَخذ عَن أَبِيه وَأبي عبد الله ابْن المرابط وَأبي الْوَلِيد الوقشي، وَطَالَ عمره، فَأخذ عَنهُ النَّاس.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء منتصف ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.(1/486)
1005 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مكي أَبُو مُحَمَّد عبد الله الْقُرْطُبِيّ اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
روى عَن أَبِيه مُحَمَّد بن مكي، ولازم أَبَا مَرْوَان عبد الْملك بن سراج الْحَافِظ، واختص بِهِ، وانتفع بِصُحْبَتِهِ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَليّ الغساني، وَأخذ عَن أبي الْقَاسِم خلف بن رزق الإِمَام؛ وَكَانَ عَالما بالآداب واللغات، ذَاكِرًا لَهما، معتنيا بِمَا قَيده مِنْهُمَا، ضابطا لذَلِك؛ وعني بهما الْعِنَايَة التَّامَّة، وَجمع من ذَلِك كتبا كَثِيرَة. وَهُوَ من بَيت علم ونباهة، وَفضل وجلالة.
وَسُئِلَ عَن مولده فَقَالَ: بعد الْخمسين والأربعمائة بِيَسِير. وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس لتسْع بَقينَ من محرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة. ذكره ابْن بشكوال.
وَقَالَ الصَّفَدِي: لَهُ الْيَد الطُّولى الباسطة فِي علم اللِّسَان. توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1006 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عبد السَّلَام
أَبُو الْفضل بن أبي عبد الله النَّحْوِيّ
المتصدر بالجامع الْعَتِيق. انْتفع بِهِ جمَاعَة. مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر صفر سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة.
1007 - جَعْفَر بن مُوسَى النَّحْوِيّ أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن الْحداد
كتب النَّاس عَنهُ شَيْئا من اللُّغَة وغريب الحَدِيث. وَمَات ثَالِث شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَه الصَّفَدِي.
1008 - جَعْفَر بن هَارُون بن إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ الدينَوَرِي أَبُو مُحَمَّد
كَذَا وَصفه ياقوت، وَقَالَ: روى عَنهُ ابْن شَاذان. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلثمائة.(1/487)
1009 - جَعْفَر بن أبي عَليّ بن الْقَاسِم القالي
قَالَ ياقوت: كَانَ أَيْضا أديبا فَاضلا أريبا.
1010 - جلال بن أَحْمد بن يُوسُف التزيتي
بِكَسْر الفوقانية وَالزَّاي وَقبلهَا وَبعدهَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنة: الْمَعْرُوف بالتباني لنزوله بالتبانة. ظَاهر الْقَاهِرَة. جلال الدّين. وَيُقَال: اسْمه رَسُولا قَالَه الْحَافِظ بن حجر فِي الدُّرَر.
قَالَ: وَقدم الْقَاهِرَة قبل الْخمسين، وَسمع البُخَارِيّ من الْعَلَاء التركماني، وَأخذ عَنهُ وَعَن القوام الإتقاني، والعربية عَن ابْن عقيل وَابْن أم قَاسم وَابْن هِشَام والقوام الإتقاني، وبرع فِي الْفُنُون؛ مَعَ الدّين وَالْخَيْر.
وصنف: الْمَنْظُومَة فِي الْفِقْه، شرحها، شرح الْمَشَارِق، شرح الْمنَار. شرح التخليص، منع تعدد الْجُمُعَة، مُخْتَصر شرح البُخَارِيّ لمغلطاي. وَغير ذَلِك.
وَكَانَ حسن العقيدة، شَدِيدا على الإلحادية والمبتدعة محبا فِي السّنة، انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَفِيَّة فِي زَمَانه، وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء مرَارًا فأصر على الإمتناع، وَقَالَ: هَذَا يحْتَاج إِلَى دربة وَمَعْرِفَة اصْطِلَاح، وَلَا يَكْفِي فِيهِ الإتساع فِي الْعلم، ودرس بالصرغتمشية والألجيهية.
وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة عَن بضع وَسِتِّينَ سنة.
1011 - جُنَادَة بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْهَرَوِيّ أَبُو أُسَامَة
اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: عَظِيم الْقدر شَائِع الذّكر، عَارِف باللغة، أَخذ عَن الْأَزْهَرِي وَغَيره، وروى عَن أبي أَحْمد العسكري كتبه؛ أَخذهَا عَنهُ بِمصْر أَبُو سهل الْهَرَوِيّ. وَكَانَ يقْرَأ بِجَامِع المقياس فتوقف النّيل فِي بعض السنين، فَقيل للْحَاكِم: إِن جُنَادَة رجل مشئوم يقْعد فِي المقياس(1/488)
ويلقي النَّحْو، ويعزم على النّيل، فَلذَلِك لم يزدْ. وَكَانَ الْحَاكِم مَشْهُورا سيء السِّيرَة فَأمر بقتْله، فَقتل رَحمَه الله فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَتِسْعين وثلثمائة.
[حضر مجْلِس الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد بشيراز، وَهُوَ أَشْعَث الزي ذُو أطمار رثَّة وسخة فَجَلَسَ قَرِيبا من الصاحب - وَكَانَ مَشْغُولًا - فَلَمَّا بصر بِهِ قطب، وَقَالَ: قُم يَا كلب من هَا هُنَا! فَقَالَ لَهُ جُنَادَة: الْكَلْب هُوَ الَّذِي لَا يعرف للكلب ثَلَاثمِائَة اسْم، فَمد عِنْد ذَلِك الصاحب يَده، وَقَالَ: قُم إِلَى هَا هُنَا، فَمَا يجب أَن يكون مَكَانك حَيْثُ جَلَست. وَرَفعه إِلَى جَانِبه.
وَقدم مصر وَصَحب الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد وَأَبا إِسْحَاق عَليّ بن سُلَيْمَان الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ، وَكَانُوا يَجْتَمعُونَ فِي دَار الْعلم بِالْقَاهِرَةِ، وتجري بَينهم مباحثات ومذاكرات، فَقتل الْحَاكِم جُنَادَة وَأَبا عَليّ رحمهمَا الله واستتر عبد الْغَنِيّ] .
1012 - جهم بن يخلف الْمَازِني
من مَازِن تَمِيم، لَهُ اتِّصَال فِي النّسَب بِأبي عَمْرو بن الْعَلَاء.
قَالَ ياقوت: كَانَ رِوَايَة عَلامَة بالغريب وَالشعر، يُقَارب الْأَحْمَر والأصمعي، ومدحه ابْن مناذر بقوله:
(سميتم آل الْعَلَاء لأنكم ... أهل الْعَلَاء ومعدن الْعلم)
(وَلَقَد بنى آل الْعَلَاء لمازن ... بَيْتا أحلوه مَعَ النَّجْم)
1013 - جوان النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن مَكْتُوم: بَصرِي، روى عَن الْخَلِيل وَعَن مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي.(1/489)
1014 - جودي بن عبد الرَّحْمَن بن جودي بن مُوسَى بن وهب
ابْن عدنان الْقَيْسِي اللبوسي أَبُو الْكَرم
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، شَاعِر مجيد، خير فَاضل عفيف حييّ.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1015 - جودي بن عُثْمَان الْعَبْسِي الموروري
الطليطلي الأَصْل. كَانَ فِي تَارِيخ غرناطة كَانَ نحويا عَارِفًا، درس الْعَرَبيَّة وأدب بهَا أَوْلَاد الْخُلَفَاء، وَظهر على من تقدمه.
وَقَالَ الزبيدِيّ: رَحل إِلَى الْمشرق، وَأخذ عَن الرياشي وَالْفراء وَالْكسَائِيّ؛ وَهُوَ أول من أَدخل كِتَابه إِلَى الأندلس، وَولي الْقَضَاء بإلبيرة.
وصنف كتابا فِي النَّحْو سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة.
وَكَانَ مولى لآل يزِيد بن طَلْحَة العبسيين.
1016 - جوية بن عَائِذ
وَقيل: ابْن عاتك، وَقيل: ابْن أبي إِيَاس، وَقيل: ابْن عبد الْوَاحِد النصري. من بني نصر ابْن مُعَاوِيَة، وَيُقَال: الْأَسدي النَّحْوِيّ الْكُوفِي.
كَذَا ذكر ابْن عَسَاكِر، وَقَالَ: قدم على مُعَاوِيَة، فَقَالَ لَهُ: يَا جوية، مَا الْقَرَابَة؟ قَالَ: الْمَوَدَّة، قَالَ: فَمَا السرُور؟ قَالَ: المواتاة، قَالَ: فَمَا الرَّاحَة؟ قَالَ: الْجنَّة، قَالَ: صدقت.(1/490)
(حرف الْحَاء)
1017 - حاجر بن حُسَيْن بن خلف الْمعَافِرِي
من أهل الجزيرة الخضراء. أَبُو عمر يعرف بِابْن حاجر. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا مقرئا شَاعِرًا خَطِيبًا، ذَا حَظّ من الْأُصُول، من أحسن النَّاس خلقا، حمل عَن السُّهيْلي.
وَمَات فِي حُدُود سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَلم يعمر.
1018 - حَازِم بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن خلف بن حَازِم الْأنْصَارِيّ
الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن هنيء الدّين
شيخ البلاغة وَالْأَدب. قَالَ أَبُو حَيَّان: هُوَ أوحد زَمَانه فِي النّظم والنثر والنحو واللغة وَالْعرُوض وَعلم الْبَيَان؛ روى عَن جمَاعَة يقاربون ألفا، وَعنهُ أَبُو حَيَّان، وَابْن رشيد وَذكره فِي رحلته، فَقَالَ: حبر البلغاء، وبحر الأدباء، ذُو اختيارات فائقة، واختراعات رائقة، لَا نعلم أحدا مِمَّن لقيناه جمع من علم اللِّسَان مَا جمع، وَلَا أحكم من معاقد علم الْبَيَان مَا أحكم؛ من مَنْقُول ومبتدع. وَأما البلاغة فَهُوَ بحرها العذب، والمتفرد بِحمْل رايتها، أَمِيرا فِي الشرق والغرب.
وَأما حفظ لُغَات الْعَرَب وَأَشْعَارهَا وأخبارها، فَهُوَ حَمَّاد رِوَايَتهَا، وحمال أوقارها. يجمع إِلَى ذَلِك جودة التصنيف وبراعة الْخط، وَيضْرب بِسَهْم فِي العقليات، والدراية أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة.
صنف: سراج البلغاء فِي البلاغة، كتابا فِي القوافي، قصيدة فِي النَّحْو على حرف الْمِيم،(1/491)
ذكر مِنْهَا ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي أبياتا فِي الْمَسْأَلَة الزنبورية وَقد ذَكرنَاهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى مَعَ أَبْيَات أخر.
مولده سنة ثَمَان وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة السبت رَابِع عشر رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(من قَالَ حسبي من الورى بشر ... فحسبي الله حسبي الله)
(كم آيَة للإله شاهدة ... بِأَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ!)
1019 - حَازِم أَبُو جَعْفَر الرُّؤَاسِي
أستاذ أهل الْكُوفَة فِي الْعَرَبيَّة، أَخذ عَن عِيسَى بن عمر. وَله كتاب جَامع فِي الْإِفْرَاد وَالْجمع لَهُ. قَالَه الزبيدِيّ فِي طبقاته.
1020 - حبَان بن هِلَال النَّحْوِيّ
لَا أعرف من حَاله إِلَّا مَا رَأَيْت فِي تذكرة ابْن مَكْتُوم عَن السلَفِي، ينْسبهُ إِلَى بكار بن قُتَيْبَة، قَالَ: مَا رَأَيْت نحويا قطّ يشبه الْفُقَهَاء إِلَّا حبَان بن هِلَال وَأَبا عُثْمَان الْمَازِني.
1021 - حبشِي بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الشَّيْبَانِيّ أَبُو الْغَنَائِم الضَّرِير النَّحْوِيّ
من أهل وَاسِط، قَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم، واشتغل بِشَيْء من الْأَدَب، ثمَّ قدم بَغْدَاد واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ، وَأخذ بهَا عَن ابْن الشجري، ولازمه حَتَّى برع فِي النَّحْو، وَبلغ فِيهِ الْغَايَة.(1/492)
وَسمع شَيْئا من الحَدِيث، وَكَثِيرًا من كتب الْأَدَب ودواوين الْعَرَب من أبي الْفضل ابْن نَاصِر وَأبي بكر بن عبد الْبَاقِي. وَحدث باليسير، وَتخرج بِهِ جمَاعَة؛ مِنْهُم مُصدق بن شبيب النَّحْوِيّ، وَكَانَ كثير الثَّنَاء عَلَيْهِ. وَكَانَ مُتَمَكنًا من علم النَّحْو، قيمًا بِهِ وبغوامضه؛ مَعَ حسن طَريقَة وديانة، وَلم يكن يَهْتَدِي إِلَى الطَّرِيق بِغَيْر قَائِد كَمَا يَهْتَدِي العميان حَتَّى سرقت كتبه، سَرَقهَا الَّذِي يَأْتِيهِ فِي كل لَيْلَة وَهُوَ قريب من منزله.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
1022 - حر بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ الْقَارِي
سمع أَبَا الْأسود الدؤَلِي، وَعنهُ طلب إِعْرَاب الْقُرْآن أَرْبَعِينَ سنة. ذكره الداني.
1023 - حرشن بن أبي حرشن
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، قَالَ: وَكَانَ من أهل الْعَرَبيَّة واللغة.
وَقَالَ الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة: أديب لغَوِيّ بارع، شَدِيد التعصب للقحطانية، دارت بَينه وَبَين أَحْمد بن نعيم السّلمِيّ فِي ذَلِك أهاج.
1024 - الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن عَيَّاش الْخُزَاعِيّ
يلقب بقريعات. من أهل الجزيرة الخضراء. أَبُو عَليّ: قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي جليل، أَخذ الْكتاب عَن السُّهيْلي، وروى عَن ابْن ملكون وَعنهُ أَبُو الْحسن الغافقي، وَكَانَ حسن الْعبارَة فِي إلقائه، سهل الْإِلْقَاء، فَاعْتقد نَاس أَنه أعرف بِالْعَرَبِيَّةِ من أبي عَليّ الرندي، فمالوا إِلَيْهِ، وَتركُوا الرندي، فَكَانَ ذَلِك سَبَب خُرُوج الرندي من سبتة إِلَى مالقة.
مَاتَ الْخُزَاعِيّ سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.(1/493)
1025 - الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن أبي خَالِد البلوي
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ أديبا فَقِيها، نحويا، أَخذ عَن ابْن خَمِيس وَأبي الْحسن الفيجاطي.
وَمَات يَوْم عيد الْفطر سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة.
1026 - الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مفرج بن الْغَيْث
أَبُو عَليّ الجذامي المالقي النَّحْوِيّ
قَالَ القفطي فِي تَارِيخ النُّحَاة: رَحل فَسمع بالإسكندرية من ابْن المشرف الْأنمَاطِي، ثمَّ حج، وَورد بَغْدَاد وَالْعراق وخراسان، وَأقَام بنيسابور إِلَى حِين وَفَاته، ووقف كتبه بهَا. وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث، قيمًا باللغة والنحو، محققا ضابطا، ورعا صَدُوقًا، دينا وقورا، سَاكِنا على قانون السّلف.
ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات سنة نَيف وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
1027 - الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سهل بن سَلمَة
الْعَطَّار أَبُو الْعَلَاء الهمذاني
قَالَ القفطي: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وعلوم الْقُرْآن والْحَدِيث وَالْأَدب والزهد وَحسن الطَّرِيقَة والتمسك بالسنن. قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات بِبَغْدَاد على البارع الْحُسَيْن الدباس، وبواسط وأصفهان، وَسمع من أبي عَليّ الْحداد وَأبي الْقَاسِم بن بَيَان وَجَمَاعَة، وبخراسان عَن أبي عبد الله الفراوي، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْكِبَار والحفاظ، وَانْقطع إِلَى إقراء الْقُرْآن والْحَدِيث إِلَى آخر عمره، وَكَانَ بارعا على حفاظ عصره فِي الْأَنْسَاب والتواريخ وَالرِّجَال.
وَله تصانيف فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم. وَكَانَ يحفظ الجمهرة، وَكَانَ عفيفا لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد،(1/494)
وَلَا يقبل مدرسة وَلَا رِبَاطًا، وَإِنَّمَا كَانَ يقرئ فِي دَاره، وشاع ذكره فِي الْآفَاق، وعظمت مَنْزِلَته عِنْد الْخَاص وَالْعَام، فَمَا كَانَ يمر على أحد إِلَّا قَامَ ودعا لَهُ، حَتَّى الصّبيان وَالْيَهُود؛ وَكَانَت السّنة شعاره، وَلَا يمس الحَدِيث إِلَّا متوضئا.
ولد يَوْم السبت رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعين بهمذان، وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشر جُمَادَى الأولى، سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
1028 - الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّحْوِيّ
قَالَ القفطي وَابْن النجار: ذكره عبد الْوَاحِد بن برهَان، فَقَالَ: كَانَ يحسن الْكتاب، وَلم يقْرَأ إِلَّا الْقَلِيل على الْمُتَأَخِّرين، وَكَانَ فِي التصريف نَاقِصا، وَفِي فهم الْكتاب صحفيا، لِأَنَّهُ لم يَقْرَؤُهُ، وتلمذ بِهِ جمَاعَة، وَلم يتخرجوا حق التَّخْرِيج، وروى الحَدِيث عَنهُ أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الفوارس، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَكَانَ ثِقَة ثبتا عدلا، رَضِيا، لم يقل فِيهِ إِلَّا الْخَيْر.
وَله: كتاب الترجمان فِي النَّحْو، غيث التصريف، وَكتاب لطيف فِي الْألف وَاللَّام.
1029 - الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء أَبُو عَليّ الْمقري
الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ
قَالَ القفطي وَابْن النجار: قَرَأَ بالروايات على أبي الْحسن الحمامي، وتفقه على القَاضِي أبي يعلى الْفراء، وَسمع الحَدِيث من هِلَال الحفار وَخلق، وصنف فِي الْفُنُون مائَة وَخمسين تصنيفا، قَالَ: وَكَانَت تصانيفه تدل على قلَّة فهم. حدث بالكثير، وروى عَنهُ ابْنه أَبُو غَالب أَحْمد وَأَبُو الْعِزّ بن كادش وَغَيرهمَا.
وَقيل: كَانَ من أَصْحَاب الحَدِيث، وَأخذ كتب سميه الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي، فَكَانَ ابْن الْبناء يكشط من الطَّبَقَة " بوري " ويمد السِّين فَيصير " الْبناء ".(1/495)
وَلما صنف الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ تَارِيخه قَالَ ابْن الْبناء: ذَكرنِي الْخَطِيب بِالصّدقِ أَو بِالْكَذِبِ؟ قَالُوا: مَا ذكرك أصلا، قَالَ: ليته ذَكرنِي وَلَو فِي الْكَذَّابين {
وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر، وَأُخْرَى بِجَامِع الْمَنْصُور؛ وَاحِدَة للْفَتْوَى وَالْأُخْرَى للْحَدِيث.
وَله شرح إِيضَاح الْفَارِسِي، قَالَ القفطي وَابْن النجار: إِذا تَأَمَّلت كَلَامه فِيهِ بَان لَك من رداءته وَسُوء تصرفه أَنه لَا يحسن الْعَرَبيَّة.
مولده سنة سِتّ وَتِسْعين وثلثمائة، وَتُوفِّي لَيْلَة السبت خَامِس رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
1030 - الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان
الإِمَام أَبُو عَليّ الْفَارِسِي
الْمَشْهُور، وَاحِد زَمَانه فِي علم الْعَرَبيَّة. أَخذ عَن الزّجاج وَابْن السراج ومبرمان، وطوف بِلَاد الشَّام، وَقَالَ كثير من تلامذته إِنَّه أعلم من الْمبرد. وبرع من طلبته جمَاعَة كَابْن جني وَعلي بن عِيسَى الربعِي. وَكَانَ مُتَّهمًا بالاعتزال.
وَتقدم عِنْد عضد الدولة؛ وَله صنف الْإِيضَاح فِي النَّحْو، والتكملة فِي التصريف. وَيُقَال: إِنَّه لما عمل الْإِيضَاح استقصره، وَقَالَ: مَا زِدْت على مَا أعزف شَيْئا، وَإِنَّمَا يصلح هَذَا للصبيان، فَمضى وصنف التكملة، فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا، قَالَ: غضب الشَّيْخ، وَجَاء بِمَا لَا نفهمه نَحن وَلَا هُوَ.
وَكَانَ مَعَه يَوْمًا فِي الميدان، فَقَالَ لَهُ: بِمَ ينْتَصب الْمُسْتَثْنى؟ فَقَالَ: بِتَقْدِير " أستثني "، فَقَالَ لَهُ: لم قدرت " أستثني " فَنصبت؟ هلا قدرت " امْتنع زيد " فَرفعت} فَقَالَ: هَذَا جَوَاب ميداني، فَإِذا رجعت قلت الْجَواب الصَّحِيح.
وَالَّذِي اخْتَارَهُ أَبُو عَليّ فِي الْإِيضَاح أَنه بِالْفِعْلِ الْمُقدم بتقوية إِلَّا.(1/496)
قلت: وَالْمَسْأَلَة فِيهَا سَبْعَة أَقْوَال حكيتها فِي جمع الْجَوَامِع من غير تَرْجِيح؛ وَأَنا أميل إِلَى القَوْل الَّذِي ذكره أَبُو عَليّ أَولا، وَقد أَشرت إِلَيْهِ فِي جمع الْجَوَامِع فِي الْكَلَام على " غير " فتفطن لَهُ.
وَلما خرج عضد الدولة لقِتَال ابْن عَمه دخل عَلَيْهِ أَبُو عَليّ، فَقَالَ لَهُ: مَا رَأْيك فِي صحبتنا؟ فَقَالَ لَهُ: أَنا من رجال الدُّعَاء لَا من رجال اللِّقَاء، فخار الله للْملك فِي عزيمته، وأنجح قَصده فِي نهضته، وَجعل الْعَافِيَة رِدَاءَهُ، وَالظفر تجاهه، وَالْمَلَائِكَة أنصاره؛ ثمَّ أنْشد:
(ودعته حَيْثُ لَا تودعه ... نَفسِي وَلكنهَا تسير مَعَه)
(ثمَّ تولى وَفِي الْفُؤَاد لَهُ ... ضيق مَحل وَفِي الدُّمُوع سعه)
فَقَالَ لَهُ عضد الدولة: بَارك الله فِيك؛ فَإِنِّي واثق بطاعتك، وأتيقن صفاء طويتك.
وَحكى عَنهُ ابْن جني أَنه كَانَ يَقُول: أخطئ فِي مائَة مَسْأَلَة لغوية وَلَا أخطئ فِي وَاحِدَة قياسية.
وَسُئِلَ قبل أَن ينظر فِي الْعرُوض عَن خرم " متفاعلن "؛ ففكر وانتزع الْجَواب من النَّحْو، قَالَ: لَا يجوز، لِأَن " متفاعلن " ينْقل إِلَى " مستفعلن " إِذا خبن، فَلَو خرم لتعرض إِلَى الِابْتِدَاء بالساكن، فَكَمَا لَا يجوز الِابْتِدَاء بالساكن لَا يجوز التَّعَرُّض لَهُ؛ والخرم حذف الْحَرْف الأول من الْبَيْت، والخبن تسكين ثَانِيه.
وَمن تصانيفه: الْحجَّة، التَّذْكِرَة، أَبْيَات الْإِعْرَاب، تعيلقة على كتاب سِيبَوَيْهٍ، الْمسَائِل الحلبية، البغدادية، القصرية، البصرية، الشيرازية، العسكرية، الكرمانية - وَقد وَقعت على غَالب هَذِه الْمسَائِل - الْمَقْصُور والممدود، الأغفال؛ وَهُوَ مسَائِل أصلحها على الزّجاج، وَغير ذَلِك.
توفّي بِبَغْدَاد سنة سبع وَسبعين وثلثمائة. وَلم يقل شعرًا إِلَّا ثَلَاثَة أَبْيَات، وَهِي هَذِه:(1/497)
(خصبت الشيب لما كَانَ عَيْبا ... وخضب الشيب أولى أَن يعابا)
(وَلم أخضب مَخَافَة هجر خل ... وَلَا عتبا خشيت وَلَا عتابا)
(وَلَكِن المشيب بدا دميما ... فصيرت الخضاب لَهُ عقَابا)
1031 - الْحسن بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن دَاوُد الْهَمدَانِي
قَالَ الخزرجي: هُوَ الأوحد فِي عصره، الْفَاضِل على من سبقه، المبرز على من لحقه؛ لم يُولد فِي الْيمن مثله علما وفهما، وَلِسَانًا وشعرا، وَرِوَايَة وفكرا، وإحاطة بعلوم الْعَرَب؛ من النَّحْو واللغة والغريب وَالشعر وَالْأَيَّام والأنساب وَالسير والمناقب والمثالب؛ مَعَ عُلُوم الْعَجم من النُّجُوم والمساحة والهندسة والفلك.
ولد بِصَنْعَاء، وَنَشَأ بهَا، ثمَّ ارتحل وجاور بِمَكَّة، وَعَاد فَنزل صعدة، وهاجى شعراءها، فنسبوه إِلَى أَنه هجا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فسجن.
وَله تصانيف فِي عُلُوم؛ مِنْهَا الإكليل فِي الْأَنْسَاب، الْحَيَوَان، الْقوس، الْأَيَّام، وَغير ذَلِك. وَله ديوَان شعر سِتَّة مجلدات.
1032 - الْحسن بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي الْمَعْرُوف بالغندجاني
الْأسود اللّغَوِيّ النسابة
قَالَ ياقوت: كَانَ عَلامَة نسابة، عَارِفًا بأيام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا وَأَحْوَالهَا، مستندة فِيمَا يرويهِ عَن مُحَمَّد بن أَحْمد أبي الندى؛ وَهَذَا رجل مَجْهُول لَا يعرف.(1/498)
وَكَانَ أَبُو يعلى بن الهبارية الشَّاعِر يعيره بذلك، وَيَقُول: لَيْت شعري، من هَذَا الْأسود الَّذِي قد تصدى للرَّدّ على الْعلمَاء وَالْأَخْذ على القدماء {بِمَاذَا نصحح قَوْله، ونبطل قَول الْأَوَائِل، وَلَا تعويل لَهُ فِي الرِّوَايَة إِلَّا على أبي الندى} وَمن أَبُو الندى فِي فِي الْعَالم! لَا شيخ مَشْهُور، وَلَا ذُو علم منشور.
قَالَ ياقوت: ولعمري إِن الْأَمر كَمَا قَالَ [أَبُو يعلى] ؛ فَإِن هَذَا يَقُول: أَخطَأ ابْن الْأَعرَابِي فِي أَن هَذَا الشّعْر لفُلَان إِنَّمَا هُوَ لفُلَان، بِغَيْر حجَّة وَاضِحَة وَلَا أَدِلَّة لائحة، وَكَانَ لَا يقنعه أَن يرد على أهل الْعلم ردا جميلا. إِنَّمَا يَجعله من بَاب السخرية والتهكم وَضرب الْأَمْثَال، وَكَانَ يتعاطى تسويد لَونه بالقطران، وَيقْعد فِي الشَّمْس ليتَحَقَّق تلقيبه بالأعرابي. ورزق فِي أَيَّامه سَعَادَة من الْوَزير أبي مَنْصُور بهْرَام.
وَله من التصانيف: الرَّد على السيرافي فِي شرح أَبْيَات الْكتاب، الرَّد عَلَيْهِ فِي شرح أَبْيَات الْإِصْلَاح، الرَّد على أبي عَليّ فِي التَّذْكِرَة، الرَّد على ابْن الْأَعرَابِي فِي النَّوَادِر، أَسمَاء الْأَمَاكِن، الْخَيل على حُرُوف المعجم؛ وَغير ذَلِك.
قَالَ ياقوت: رَأَيْت فِي بعض تصانيفه أَنه صنفه فِي شهور سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة، وَقُرِئَ عَلَيْهِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
1033 - الْحسن بن أَحْمد الأستراباذي أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
الأديب الْفَاضِل. أوحد زَمَانه. شرح الفصيح، والحماسة.
قَالَه ياقوت.(1/499)
1034 - الْحسن بن إِسْحَاق أَبُو مُحَمَّد اليمني
يعرف بِابْن أبي عباد، وَهِي كنية أَبِيه. قَالَ الخزرجي: إِمَام النُّحَاة فِي قطر الْيمن، وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي علم النَّحْو وَإِلَى ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم. وَكَانَ الْحسن هَذَا فَاضلا مَشْهُورا.
وصنف مُخْتَصرا فِي النَّحْو يدل على فَضله ومعرفته، وَفِيه بركَة ظَاهِرَة يُقَال: إِن سَببهَا أَنه أَلفه تجاه الْكَعْبَة، وَكَانَ كلما فرغ بَابا طَاف سبعا، ودعا لقارئه.
كَانَ مَوْجُودا فِي أَوَائِل الْمِائَة الْخَامِسَة. وَقَالَ ياقوت: توفّي قَرِيبا من تسعين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(لعمرك مَا اللّحن من شيمتي ... وَلَا أَنا من خطأ أَلحن)
(ولكنني قد عرفت الْأَنَام ... فخاطبت كلا بِمَا يحسن)
1035 - الْحسن بن أَسد بن الْحسن الفارقي أَبُو نصر
قَالَ ياقوت: كَانَ نحويا إِمَامًا لغويا، شَاعِرًا مليح النّظم، كثير التَّجْنِيس؛ كَانَ مقدما فِي أَيَّام نظام الْملك بعد أَن قبض عَلَيْهِ، وأساء إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ كَانَ مستوليا على آمد وأعمالها، مستبدا بِاسْتِيفَاء أموالها، فخلص، ثمَّ دَعَاهُ أهل ميا فارقين إِلَى أَن يؤمروه عَلَيْهِم، فَأمْسك؛ وصلب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وَله تصانيف؛ مِنْهَا شرح اللمع، الإفصاح فِي شرح أَبْيَات مشكلة.
1036 - الْحسن بن بشر بن يحيى الْآمِدِيّ النَّحْوِيّ
الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم
صَاحب كتاب الموازنة بَين الطائيين. كَانَ حسن الْفَهم، جيد الرِّوَايَة والدراية. أَخذ عَن الْأَخْفَش والزجاج والحامض وَابْن السراج وَابْن دُرَيْد ونفطويه وَغَيرهم.
وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة.(1/500)
وَله شعر حسن وَحفظ. وصنف: الْمُخْتَلف والمؤتلف فِي أَسمَاء الشُّعَرَاء، فعلت وأفعلت؛ لم يصنف مثله، فرق مَا بَين الْخَاص والمشترك من مَعَاني الشّعْر، الموازنة بَين أبي تَمام والبحتري، مَا فِي عيار الشّعْر لِابْنِ طَبَاطَبَا من الْخَطَأ، تَفْضِيل شعر امْرِئ الْقَيْس على شعر الجاهليين، نثر المنظوم، شدَّة حَاجَة الْإِنْسَان إِلَى أَن يعرف نَفسه، تَبْيِين غلط قدامَة بن جَعْفَر فِي نقد الشّعْر، مَعَاني شعر البحتري، كتاب فِي أَن الشاعرين لَا تتفق خواطرهما، الرَّد على ابْن عمار فِيمَا خطأ فِيهِ أَبَا تَمام، الأضداد، ديوَان شعره؛ وَغير ذَلِك.
1037 - حسن بن أبي بكر بن أَحْمد الشَّيْخ بدر الدّين
الْقُدسِي الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن حجر: اشْتغل قَدِيما، وَكَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَولي مشيخة الشيخونية بعد الْعَيْنِيّ.
وَمَات فِي ثَالِث ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
قلت: صنف شرحا على شذور الذَّهَب لِابْنِ هِشَام.
1038 - الْحسن بن تَمِيم الصفار الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ
هَكَذَا وَصفه أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان، وَقَالَ: حدث عَن عبد الْوَاحِد بن غياث وَأبي مَرْوَان العثماني. انْتهى.
وأسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1039 - الْحسن بن جَعْفَر بن حسن بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان
النَّحْوِيّ الإسْكَنْدراني أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن أم مَكْتُوم فِي تَذكرته: لَهُ كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْمَذْهَب؛ ذكر فِيهِ أَنه قَرَأَ النَّحْو على أبي الْحسن مكي بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مَرْوَان وعَلى عمر بن يعِيش بالإسكندرية.
وَكَانَ مَوْجُودا فِي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة.(1/501)
1040 - الْحسن بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء
ابْن أبي صفرَة بن الْمُهلب الْعَتكِي الْمَعْرُوف بالسكري أَبُو سعيد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
الرِّوَايَة الثِّقَة المكثر؛ كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: سمع يحيى بن معِين وَأَبا حَاتِم السجسْتانِي والرياشي وخلقا. وَأخذ عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْملك التاريخي، وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا يقْرَأ الْقُرْآن، وانتشر عَنهُ من كتب الْأَدَب مَا لم ينتشر عَن أحد من نَظَائِره، وَكَانَ إِذا جمع جمعا فَهُوَ الْغَايَة فِي الِاسْتِيعَاب وَالْكَثْرَة.
وصنف: النقائض، النَّبَات، الوحوش، المناهل والقرى، الأبيات السائرة، السِّيرَة. وَجمع شعر جمَاعَة من الشُّعَرَاء؛ مِنْهُم امْرُؤ الْقَيْس، والنابغة الذبياني. والجعدي، وَزُهَيْر، ولبيد، وَغَيرهم. وَعمل من أشعار الْقَبَائِل شعر بني هُذَيْل، وَبني شَيبَان، وَبني يَرْبُوع، وَبني ضبة، والأزد، وَبني نهشل، وَغَيره.
مولده سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ. وَقَالَ الزبيدِيّ: سنة تسعين.
1041 - الْحسن بن الخطير بن أبي الْحسن النعماني
نِسْبَة إِلَى النعمانية، قَرْيَة بَين بَغْدَاد وواسط وَإِلَى جده النُّعْمَان بن الْمُنْذر؛ الإِمَام أَبُو عَليّ الظهيري. وَيُقَال لَهُ الْفَارِسِي لِأَنَّهُ تفقه بشيراز.
قَالَ ياقوت: كَانَ مبرزا فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض والقوافي وَالشعر وَالْأَخْبَار، عَالما بتفسير الْقُرْآن وَالْفِقْه وَالْخلاف وَالْكَلَام والحساب والمنطق والهيئة والطب، قَارِئًا بالعشر الشواذ، حنفيا، عَالما باللغة العبرانية ويناظر أَهلهَا، يحفظ فِي كل فن كتابا.
دخل الشَّام، وَأقَام بالقدس مُدَّة، فاجتاز بِهِ الْعَزِيز بن الصّلاح بن أَيُّوب، فَرَآهُ عِنْد الصَّخْرَة يدرس، فَسَأَلَ عَنهُ فَعرف مَنْزِلَته فِي الْعلم فَأحْضرهُ، ورغبه فِي الْمصير مَعَه إِلَى مصر ليقمع بِهِ الشهَاب الطوسي فورد مَعَه، وأجرى لَهُ كل شهر سِتِّينَ دِينَارا وَمِائَة رَطْل خبز وخروفا وشمعة،(1/502)
كل يَوْم، وَمَال إِلَيْهِ النَّاس، وَقرر الْعَزِيز المناظرة بَينه وَبَين الطوسي، وعزم الظهير على أَنه يسْلك مَعَه مسلكا فِي المغالطة لِأَن الطوسي كَانَ قَلِيل الْمَحْفُوظ إِلَّا أَنه كَانَ جريئا مقداما، فَركب الْعَزِيز يَوْم الْعِيد، وَركب مَعَه الطوسي والظهير، فَقَالَ الظهير للعزيز فِي أثْنَاء الْكَلَام: أَنْت يَا مَوْلَانَا من أهل الْجنَّة، فَوجدَ الطوسي السَّبِيل فِي مَقْتَله، فَقَالَ لَهُ: وَمَا يدْريك أَنه من أهل الْجنَّة؟ وَكَيف تزكي على الله {وَمن أخْبرك بِهَذَا} مَا أَنْت إِلَّا كَمَا زَعَمُوا أَن فَأْرَة وَقعت فِي دن خمر فَشَرِبت فسكرت، فَقَالَت: أَيْن القطاط؟ فلاح لَهَا هر، فَقَالَت: لَا تؤاخذ السكارى بِمَا يَقُولُونَ. وَأَنت شربت من خمر دن هَذَا الْملك فسكرت، فصرت تَقول خَالِيا: أَيْن الْعلمَاء؟ فَأبْلسَ الظهير، وَلم يحر جَوَابا، وَانْصَرف وَقد انْكَسَرت حرمته عِنْد الْعَزِيز، وشاعت هَذِه الْحِكَايَة بَين الْعَام، وَصَارَت تحكى فِي الْأَسْوَاق والمحافل؛ فَكَانَ مآل أمره أَن انضوى إِلَى مدرسة الْأَمِير الْأَسدي يدرس بهَا مَذْهَب أبي حنيفَة، إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، ومولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَله من التصانيف: تَفْسِير كَبِير، وَشرح الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي، تَنْبِيه البارعين على المنخوت من كَلَام الْعَرَب؛ وَغير ذَلِك.
1042 - الْحسن بن دَاوُد بن الْحسن بن عون بن مُنْذر بن صبيح الْقرشِي الْمَعْرُوف بالنقار الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْأمَوِي الْكُوفِي أَبُو عَليّ
قَالَ ياقوت: قَرَأَ على الْقَاسِم بن أَحْمد الْخياط قِرَاءَة عَاصِم، وَكَانَ حاذقا بالنحو لفاظا بِالْقُرْآنِ؛ صَاحب ألحان. صلى بِالنَّاسِ بِجَامِع الْكُوفَة ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة.
صنف كتاب اللُّغَة فِي مخارج الْحُرُوف، وأصول النَّحْو؛ قِرَاءَة الْأَعْشَى.
مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة.
وَقَالَ الداني: مضطلع بِعلم الْعَرَبيَّة، مَشْهُور ثِقَة، انْتَهَت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي الْقِرَاءَة بِالْكُوفَةِ.(1/503)
1043 - الْحسن بن رَشِيق - بِفَتْح الرَّاء وَكسر الشين الْمُعْجَمَة -
القيرواني
صَاحب الْعُمْدَة فِي صناعَة الشّعْر، والأنموذج فِي شعراء القيروان، والشذوذ فِي اللُّغَة، يذكر فِيهِ كل كلمة جَاءَت شَاذَّة فِي بَابهَا، وَغير ذَلِك.
قَالَ ياقوت: كَانَ شَاعِرًا نحويا لغويا أديبا حاذقا عروضيا، كثير التصنيف، حسن التَّأْلِيف. تأدب على مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقَزاز النَّحْوِيّ القيرواني وَغَيره.
وَكَانَ أَبوهُ روميا، وَبَينه وَبَين ابْن شرف الأديب مناقضات. وَله فِي الرَّد عَلَيْهِ تصانيف، مِنْهَا ساجور الْكَلْب.
ولد بالمحمدية سنة تسعين وثلاثمائة، وَمَات بالقيروان سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(فِي النَّاس من لَا يرتجي نَفعه ... إِلَّا إِذا مس بإضرار)
(كالعود لَا يطْمع فِي طيبه ... إِلَّا إِذا أحرق بالنَّار)
1044 - الْحسن بن صافي بن عبد الله بن نزار بن أبي الْحسن أَبُو نزار
الملقب بِملك النُّحَاة
قَالَ القفطي: كَانَ وَالِده مولى حُسَيْن الأرموي التَّاجِر، وَولد هُوَ بشارع الرَّقِيق بِبَغْدَاد، ثمَّ انْتقل إِلَى الْجَانِب دَار الشَّرْقِي، وتفقه للشَّافِعِيّ على أَحْمد الأشنهي، وَقَرَأَ الْأُصُول على ابْن برهَان وَالْخلاف على أسعد الميهني، والنحو على الفصيحي حَتَّى برع فِيهِ. ودرس النَّحْو فِي الْجَامِع. ثمَّ سَافر إِلَى خُرَاسَان وكرمان وغزنة، وَعَاد إِلَى الشَّام واستوطن دمشق إِلَى أَن مَاتَ.
وَكَانَ من أَئِمَّة النُّحَاة، غزير الْفضل، متفننا فِي الْعُلُوم.(1/504)
وَفِي مُعْجم ياقوت: كَانَ صَحِيح الِاعْتِقَاد، كريم النَّفس، مطبوعا، متناسب الْأَحْوَال، يحكم على أهل التَّمْيِيز بِحكم ملكه، فَيقبل وَلَا يستثقل، فَيَقُول: هَل سِيبَوَيْهٍ إِلَّا من رعيتي وحاشيتي {وَلَو عَاشَ ابْن جني لم يَسعهُ إِلَّا حمل غاشيتي.
وَمن ظريف مَا يحْكى عَنهُ أَنه كَانَ يستخف بالعلماء؛ فَكَانَ إِذا ذكر وَاحِد مِنْهُم، قَالَ: كلب من الْكلاب، فَقَالَ لَهُ رجل: أَنْت إِذا لست ملك النُّحَاة، بل ملك الْكلاب} فاستشاط غَضبا؛؛ وَقَالَ: أخرجُوا عني هَذَا الْفُضُولِيّ. وَكَانَ يغْضب على من لم يسمه بِملك النُّحَاة.
صنف: الْحَاوِي فِي النَّحْو، الْعُمْدَة فِيهِ، المقتصد فِي التصريف، الْعرُوض، التَّذْكِرَة السفرية، الْحَاكِم فِي الْفِقْه، المقامات، ديوَان شعره، وَغير ذَلِك.
وَله عشر مسَائِل استشكلها فِي الْعَرَبيَّة؛ سَمَّاهَا الْمسَائِل الْعشْر المتعبات إِلَى الْحَشْر، ذَكرنَاهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى. وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
مَاتَ بِدِمَشْق يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، ومولده سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
ورئي فِي النّوم، فَقيل لَهُ: مَا فعل الله بك؟ قَالَ: أنشدته قصيدة مَا فِي الْجنَّة مثلهَا وَهِي:
(يَا هَذِه أقصري عَن العذل ... فلست فِي الْحل ويك من قبل)
(يَا رب هَا قد أتيت معترفا ... بِمَا جنته يداي من زلل)
(ملآن كف بِكُل مأثمة ... صفر يَد من محَاسِن الْعَمَل)
(فَكيف أخْشَى نَارا مسعرة ... وَأَنت يَا رب فِي الْقِيَامَة لي!)
قَالَ: فوَاللَّه مُنْذُ فرغت من إنشادها مَا سَمِعت حسيس النَّار.
وَمن شعره:
(حنانيك إِن جادتك يَوْمًا خصائصي ... وهالك أَصْنَاف الْكَلَام المسخر)
(فسل منصفا عَن حالتي غير جَائِر ... يُخْبِرك أَن الْفضل للمتأخر)(1/505)
1045 - الْحسن بن عبد الله بن سعيد بن إِسْمَاعِيل بن زيد بن حَكِيم
العسكري أَبُو أَحْمد
اللّغَوِيّ الْعَلامَة. قَالَ السلَفِي: كَانَ من الْأَئِمَّة الْمَذْكُورين فِي التَّصَرُّف فِي أَنْوَاع الْعُلُوم والتبحر فِي فنون الفهوم. سمع بِبَغْدَاد وَالْبَصْرَة وأصبهان وَغَيرهَا من أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأبي بكر بن دُرَيْد ونفطويه وَغَيرهم، وَأكْثر وَبَالغ فِي الْكِتَابَة، واشتهر فِي الْآفَاق بالدراية والإتقان، وانتهت إِلَيْهِ رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان، ورحل إِلَيْهِ الأجلاء، روى عَنهُ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو سعد الْمَالِينِي.
وصنف: صناعَة الشُّعَرَاء، التَّصْحِيف، الحكم والأمثال، رَاحَة الْأَرْوَاح، وَكتاب الْمُخْتَلف والمؤتلف، وكتابا فِي الْمنطق، وَكتاب الزواجر، وَغير ذَلِك.
ولد أَبُو أَحْمد العسكري يَوْم الْخَمِيس لست عشرَة لَيْلَة خلت من شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة لسبع أَيَّام خلون من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1046 - الْحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهْرَان
أَبُو هِلَال العسكري
صَاحب الصناعتين. قَالَ السلَفِي: هُوَ تلميذ أبي أَحْمد العسكري الَّذِي قبله، توافقا فِي الِاسْم وَاسم الْأَب وَالنِّسْبَة. وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعلمِ وَالْفِقْه، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب وَالشعر، وَكَانَ يتبزز احْتِرَازًا من الطمع والدناءة. روى عَنهُ أَبُو سعد السمان وَغَيره.
وَقَالَ ياقوت: ذكر بَعضهم أَنه ابْن أُخْت أبي أَحْمد العسكري السَّابِق.
وَله من التصانيف: كتاب صناعتي النّظم والنثر، مُفِيد جدا، التَّلْخِيص فِي اللُّغَة، جمهرة الْأَمْثَال، شرح الحماسة، من احتكم من الْخُلَفَاء إِلَى الْقُضَاة، لحن الْخَاصَّة، الْأَوَائِل، نَوَادِر الْوَاحِد وَالْجمع، تَفْسِير الْقُرْآن، الدِّرْهَم وَالدِّينَار، رِسَالَة فِي الْعُزْلَة والاستئناس بالوحدة، ديوَان شعره؛ وَغير ذَلِك.(1/506)
قَالَ ياقوت: وَلم يبلغنِي شَيْء فِي وَفَاته إِلَّا أَنه فرغ من إملاء " الْأَوَائِل " يَوْم الْأَرْبَعَاء لعشر خلت من شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة.
وَمن شعره:
(إِذا كَانَ مَالِي مَال من يلقط الْعَجم ... وحالي فِيكُم حَال من حاك أَو حجم)
(فَأَيْنَ انتفاعي بالإصالة والحجى ... وَمَا ربحت كفي على الْعلم وَالْحكم {)
(وَمن ذَا الَّذِي فِي النَّاس يبصر حالتي ... فَلَا يلعن القرطاس والحبر والقلم} )
وَله قصيدة فِي فصل الشتَاء.
1047 - الْحسن بن عبد الله بن الْمَرْزُبَان القَاضِي أَبُو سعيد
السيرافي النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: كَانَ أَبوهُ مجوسيا اسْمه بهزاد؛ فَسَماهُ أَبُو سعيد عبد الله. وَكَانَ أَبُو سعيد يدرس بِبَغْدَاد عُلُوم الْقُرْآن والنحو واللغة وَالْفِقْه والفرائض. قَرَأَ الْقُرْآن على أبي بكر بن مُجَاهِد واللغة على ابْن دُرَيْد، وقرآهما عَلَيْهِ النَّحْو. وَأخذ هُوَ النَّحْو عَن ابْن السراج ومبرمان، وأخذا عَنهُ الْقُرْآن والحساب. وَولي الْقَضَاء بِبَغْدَاد.
وَقَالَ أَبُو حَيَّان التوحيدي فِي تقريظ الجاحظ: أَبُو سعيد السيرافي شيخ الشُّيُوخ، وَإِمَام الْأَئِمَّة، معرفَة بالنحو وَالْفِقْه واللغة وَالشعر وَالْعرُوض والقوافي وَالْقُرْآن والفرائض والْحَدِيث وَالْكَلَام والحساب والهندسة. أفتى فِي جَامع الرصافة خمسين سنة على مَذْهَب أبي حنيفَة، فَمَا وجد لَهُ خطأ، وَلَا عثر لَهُ على زلَّة، وَقضى بِبَغْدَاد هَذَا مَعَ الثِّقَة والديانة وَالْأَمَانَة والرزانة. صَامَ أَرْبَعِينَ سنة أَو أَكثر الدَّهْر كُله.
وَقَالَ فِي محاضرات الْعلمَاء: شيخ الدَّهْر، وقريع الْعَصْر، العديم الْمثل، الْمَفْقُود الشكل. مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ لجوامع الزّهْد نظما ونثرا، وَكَانَ دينا ورعا تقيا نقيا، زاهدا عابدا خَاشِعًا، لَهُ دأب بِالنَّهَارِ من الْقُرْآن والخشوع، وَورد بِاللَّيْلِ من الْقيام والخضوع، مَا قرئَ(1/507)
عَلَيْهِ شَيْء قطّ فِيهِ ذكر الْمَوْت والبعث وَنَحْوه إِلَّا بَكَى وجزع، ونغص عَلَيْهِ يَوْمه وَلَيْلَته، وَامْتنع من الْأكل وَالشرب؛ وَمَا رَأَيْت أحدا من الْمَشَايِخ كَانَ أذكر بِحَال الشَّبَاب، وَأكْثر تأسفا على ذَهَابه مِنْهُ. وَكَانَ إِذا رأى أحدا من أقرانه عاجله الشيب تسلى بِهِ.
وَقَالَ فِي الإمتاع: هُوَ أجمع لشمل الْعلم، وأنظم لمذاهب الْعَرَب، وَأدْخل فِي كل بَاب، وَأخرج من كل طَرِيق، وألزم للجادة الْوُسْطَى فِي الْخلق وَالدّين، وأروى للْحَدِيث، وأقضى فِي الْأَحْكَام، وأفقه فِي الْفَتْوَى. كتب إِلَيْهِ مُلُوك عدَّة كتبا مصدرة بتعظيمه، تسأله فِيهَا عَن مسَائِل فِي الْفِقْه والعربية واللغة. وَكَانَ حسن الْخط، طلب أَن يُقرر فِي ديوَان الْإِنْشَاء فَامْتنعَ، وَقَالَ: هَذَا أَمر يحْتَاج إِلَى دربة وَأَنا عَار مِنْهَا، وسياسة وَأَنا غَرِيب فِيهَا.
وَقَالَ الْخَطِيب: كَانَ زاهدا ورعا، لم يَأْخُذ على الحكم أجرا؛ إِنَّمَا كَانَ يَأْكُل من كسب يَمِينه، فَكَانَ لَا يخرج إِلَى مَجْلِسه، حَتَّى ينْسَخ عشر وَرَقَات بِعشْرَة دَرَاهِم، تكون بِقدر مُؤْنَته وَكَانَ أَبُو عَليّ وَأَصْحَابه يحسدونه كثيرا.
مولده بسيراف قبل السّبْعين وَمِائَتَيْنِ، وفيهَا ابْتَدَأَ طلب الْعلم، وَخرج إِلَى عمان، وتفقه بهَا، وَأقَام بالمعسكر مُدَّة، ثمَّ بِبَغْدَاد؛ إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي خلَافَة الطائع يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلثمائة.
وَله من التصانيف: شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ، لم يسْبق إِلَى مثله وحسده عَلَيْهِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَغَيره من معاصريه، شرح الدريدية، ألفات الْقطع والوصل، الْإِقْنَاع فِي النَّحْو لم يتم فأتمه وَلَده يُوسُف. وَكَانَ يَقُول: وضع وَالِدي النَّحْو فِي الْمَزَابِل بالإقناع - يَعْنِي أَنه سهله جدا فَلَا يحْتَاج إِلَى مُفَسّر - شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ، الْمدْخل إِلَى كتاب سِيبَوَيْهٍ، الْوَقْف والابتداء، صَنْعَة الشّعْر والبلاغة، أَخْبَار النُّحَاة الْبَصرِيين؛ وقفت عَلَيْهِ وَهُوَ كراسة كَبِيرَة.(1/508)
وهجاه أَبُو الْفرج صَاحب الأغاني لمناقشة كَانَت بَينهمَا بقوله:
(لست صَدرا وَلَا قَرَأت على صدر ... وَلَا غلمك البكى بشاف)
(لعن الله كل شعر وَنَحْو ... وعروض يَجِيء من سيراف)
كَانَ السيرافي كثيرا مَا ينشد فِي مجالسه:
(اسكن إِلَى سكن تسر بِهِ ... ذهب الزَّمَان وَأَنت مُنْفَرد)
(ترجو غَدا وغد كحامله ... فِي الْحَيّ لَا يَدْرُونَ مَا تَلد!)
1048 - الْحسن بن عبد الله أَبُو عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ الْمَعْرُوف بلكذة
بِضَم اللَّام وَسُكُون [الْكَاف وَفتح] الذَّال الْمُعْجَمَة. وَيُقَال لغذة بالغين. قَالَ ياقوت: قدم بَغْدَاد، وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة، جيد الْمعرفَة بفنون الْأَدَب، حسن الْقيام فِي الْقيَاس. أَخذ عَن الْبَاهِلِيّ صَاحب الْأَصْمَعِي والكرماني صَاحب الْأَخْفَش، وَكَانَ يحضر مجْلِس الزّجاج، وَيكْتب عَنهُ ثمَّ خَالفه، وَقعد عَنهُ، وَجعل ينْقض عَلَيْهِ مَا يمليه، وَكَانَ بَينه وَبَين أبي حنيفَة الدينَوَرِي مناقضات، وَكَانَ فِي طبقته، وَلم يكن لَهُ فِي آخر أَيَّامه نَظِير بالعراق.
وَله من التصانيف: النَّوَادِر، خلق الْإِنْسَان، نقض علل النَّحْو، خلق الْفرس، مُخْتَصر فِي النَّحْو، الهشاشة والبشاشة، التَّسْمِيَة، الرَّد على ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيب الحَدِيث، الرَّد على أبي عبيد؛ وَغير ذَلِك.
وَمن شعره:
(ذهب الرِّجَال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أَمر مُنكر)
(وَبقيت فِي خلف يزين بَعضهم ... بَعْضًا ليستر معور عَن معور)
(مَا أقرب الْأَشْيَاء حِين يَسُوقهَا ... قدر وأبعدها إِذا لم تقدر)
(الْجد أنهض بالفتى من كَسبه ... فانهض بجد فِي الْحَوَادِث أَو ذَر)
(وَإِذا تعسرت الْأُمُور فأرجها ... وَعَلَيْك بِالْأَمر الَّذِي لم يعسر)(1/509)
1049 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن قَاسم بن مُحَمَّد
ابْن هَانِئ اللَّخْمِيّ الغرناطي أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل التَّقَدُّم فِي النَّحْو وَالْأَدب والخط وَذَوي الْبيُوت الْمَعْرُوفَة بِالْعلمِ وَالدّين، روى عَن أبي الْحسن ابْن الباذش وَأبي الْوَلِيد بن رشد، وَأَجَازَ لَهُ الطرطوشي، ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ.
وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، ومولده سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. وَكَانَت جنَازَته حافلة.
1050 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عمر بن عبد الرَّحْمَن
ابْن عذرة الْأنْصَارِيّ الأوسي الخضراوي أَبُو الحكم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا نبيلا حاذقا، ثَابت الذِّهْن، وقاد الْفِكر، ولد لَيْلَة الثُّلَاثَاء لتسْع بَقينَ من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة، وَأخذ عَن أبي الْعَلَاء إِدْرِيس الْقُرْطُبِيّ وَابْن عُصْفُور وَغَيرهمَا.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته: هُوَ الشَّيْخ الإِمَام البارع النَّحْوِيّ، لَهُ تصانيف، مِنْهَا: الْمُفِيد فِي أوزان الرجز والقصيد، والإغراب فِي أسرار الحركات فِي الْإِعْرَاب.
كَانَ حَيا سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
1051 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى
ابْن عبد الرَّحْمَن الْكِنَانِي المرسي أَبُو عَليّ
يعرف بالرفاء. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي مقرئ أديب، أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي جَعْفَر بن الْحصار، وروى عَنهُ وَعَن غَيره، وَكَانَ شَاعِرًا مطبوعا. أَخذ عَنهُ النَّاس.
وَمَات بِبَلَدِهِ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا. وَقَالَ غَيره: سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.(1/510)
1052 - الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن زيد أَبُو عَليّ النصيبيني
الْفَقِيه النَّحْوِيّ الأديب كَمَال الدّين
خطيب نَصِيبين. كَذَا ذكره الشّرف الدمياطي فِي مُعْجَمه، وَقَالَ: مَاتَ سنة خمسين وسِتمِائَة؛ وَمن نظمه:
(أبعد امتطاء الْأَرْبَعين تعزل ... أفق أَيهَا الْقلب المعني الْمُعَلل {)
(أشوق وَوجد وادكار وصبوة ... ووخط مشيب، إِن ذَلِك معضل} )
1053 - الْحسن بن عبد الْمجِيد بن الْحسن بن بدل بن خطاب بن مهد
أَبُو أَحْمد المراغي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الدمياطي أَيْضا، وروى عَنهُ قَوْله:
(يَقُول الْحبّ كن حذرا ... من الواشي على وَجل)
(فَإِن الدَّهْر ذُو غير ... وحظي مِنْك كالوشل)
1054 - الْحسن بن عَليّ بن بركَة بن عُبَيْدَة - بِفَتْح الْعين -
أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الفرضي
من أهل الكرخ. قَالَ القفطي: كَانَ فَاضلا نحويا لغويا قَارِئًا فرضيا. قَرَأَ الْقُرْآن على الشريف أبي البركات عمر بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي، وَالْأَدب على ابْن الشجري، ولازمه حَتَّى برع فِي الْأَدَب، وَصَارَ من النُّحَاة الْمَشْهُورين. وتصدر مُدَّة طَوِيلَة للإقراء، وَحدث عَن أبي بكر بن عبد الْبَاقِي وَغَيره، وَكَانَت لَهُ يَد حَسَنَة فِي الْفَرَائِض وَقِسْمَة التركات. وَكَانَ صَدُوقًا دينا، حسن الطَّرِيق.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشري شَوَّال؛ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.(1/511)
1055 - الْحسن بن عَليّ بن بنْدَار أَبُو عَليّ الزنجاني النَّحْوِيّ
فَقِيه مقرئ، حدث بِبَغْدَاد عَن أبي بكر بن الْمُقْرِئ الْأَصْبَهَانِيّ، وروى عَنهُ أَبُو نصر الشِّيرَازِيّ فِي فَوَائده.
1056 - الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن سمْعَان بن الْحسن بن مُحَمَّد
ابْن سمْعَان بن الْحسن بن خَالِد بن عمر بن يحيى بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن ابْن عَليّ بن أبي طَالب الغرناطي أَبُو عَليّ.
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، أستاذا مُتَقَدما فِي ذَلِك على أهل بَلَده فِي وقته؛ مَعَ مُشَاركَة فِي فنون أخر.
أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الْأُسْتَاذ أبي الْحسن الزيتوني، وروى عَن أبي الْقَاسِم بن سمحون وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق أَبُو الْقَاسِم الحرستاني، روى عَنهُ ابْن الْأَحْوَص.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مبرزا فِي الْعَرَبيَّة، عَارِفًا بالقراءات، ضابطا محققا، ذَا حَظّ من الْأُصُول، أديبا شَاعِرًا، محسنا متواضعا. ولي الْقَضَاء بطريانة، مَعَ العفاف والصون.
أَقرَأ بغرناطة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة عَن نَحْو خمسين سنة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1057 - الْحسن بن عَليّ بن عمر - وَيُقَال ابْن عمار -
أَبُو مُحَمَّد التَّيْمِيّ
يعرف بِابْن الْمُصَحح؛ كَذَا ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق، وَقَالَ: سمع أَبَا بكر الْقطَّان وَغَيره، وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي وَغَيره. وَكَانَ ثِقَة.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لسبع بَقينَ من رَجَب سنة أَربع - وَقيل ثَلَاث - وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.(1/512)
1058 - الْحسن بن عَليّ بن طريف التاهرتي النَّحْوِيّ
ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الغنية فِي أَسمَاء شُيُوخه، فَقَالَ: شيخ بلدنا فِي النَّحْو، مَشْهُور بالصلاح، سمع من الْفُقَهَاء: حجاج بن الْمَأْمُون وَابْن سعدون ومروان بن عبد الْملك وَالْقَاضِي ابْن سهل وَأبي مُحَمَّد بن أبي قُحَافَة، وَأخذ عَن أبي تَمام القطيبي وَغَيره بالأندلس، ودرس عمره النَّحْو ببلدنا، وَأخذ عَنهُ جمَاعَة أَصْحَابنَا وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا.
توفّي رَحمَه الله تَعَالَى تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة، درست عَلَيْهِ كثيرا من كتب النَّحْو وَالْأَدب. انْتهى.
1059 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْقطَّان
أَبُو عَليّ الْمروزِي
البُخَارِيّ الأَصْل. قَالَ ياقوت: كَانَ فَاضلا عَالما باللغة وَالْأَدب والطب وعلوم الْأَوَائِل المهجورة، وَكَانَ ينصر مَذْهَبهم، ويميل إِلَيْهِم، شَيخا كَبِيرا مُحْتَرما، يَأْخُذ بأطراف من الْعُلُوم، وَغلب عَلَيْهِ اسْم الطِّبّ، وَله فِي كل نوع تصنيف مأثور، وتأليف بَين أهل مرو مَشْهُور. وَله دكان يقْعد فِيهِ للتطبب، ويؤذي النَّاس ويشتمهم إِذا سُئِلَ عَن شَيْء من المداواة، وَكَانَ اشْتغل بالفقه والْحَدِيث فِي ابْتِدَاء عمره، ثمَّ أعرض عَنهُ، وَكَانَ يسمع الحَدِيث على كبر سنه، ويشتغل بِهِ تسترا وإظهارا للرغبة فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة، وَالله تَعَالَى أعلم بالعقيدة الْبَاطِنَة.
وَله تصانيف؛ مِنْهَا الْعرُوض مشجر، نسب أبي طَالب، وَغير ذَلِك.
مولده بمرو سنة خمس. وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَقبض عَلَيْهِ الغز لما تغلبُوا على مرو فِيمَن قبضوا فَجعل يشتمهم وهم يحثون التُّرَاب فِي فَمه، حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.(1/513)
1060 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الأبيوردي حسام الدّين الشَّافِعِي
نزيل مَكَّة. قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَالما بالمعقولات، ثمَّ دخل الْيمن، ودرس بِبَعْض الْمدَارِس، وَأخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ. وصنف ربيع الْجنان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان؛ مَعَ الدّين وَالْخَيْر والزهد. مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة.
1061 - الْحسن بن عَليّ المرزباني النَّحْوِيّ أَبُو عَليّ
حدث عَن مُحَمَّد أبي الْعَبَّاس اليزيدي، وَعنهُ أَبُو عبد الله المرزباني.
1062 - الْحسن بن عَليّ بن المعمر بن عبد الْملك بن ناهوج
الإسكافي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد وَالدَّار. أَبُو الْبَدْر. قَالَ ياقوت: أحد الْكتاب المتصرفين فِي خدمَة الدِّيوَان، كَانَ فِيهِ فضل وأدب بارع، وعربية وَتصرف فِي فنونها،
وَيكْتب خطا على طَرِيق ابْن مقلة. صحب ابْن الخشاب وَقَرَأَ عَلَيْهِ، وعلق عَنهُ تعاليق تنبئ عَن يَد باسطة فِي هَذَا الْفَنّ، وَله نظم ونثر.
وصنف فِي الْأَدَب تصانيف حَسَنَة، وتنقل فِي الولايات. حج وجاور، ثمَّ أَقَامَ بحلب مُدَّة ثمَّ بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَدفن بالقرافة.(1/514)
1063 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الطَّائِي
من أهل مرسية، يكنى أَبَا بكر، وَيعرف بالفقيه الشَّاعِر، لغَلَبَة الشّعْر عَلَيْهِ. روى عَن أبي عبد الله بن عتاب وَأبي عمرَان الْقطَّان وَأبي مُحَمَّد بن الْمَأْمُون وَأبي بكر بن صَاحب الأحباس وَأبي الْعَبَّاس العذري وَابْن بدر وَابْن مغيث وَابْن رَافع رَأسه وَغَيرهم. وَكَانَ مشاركا فِي عُلُوم، قَائِلا للشعر. وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْمقنع فِي شرح كتاب ابْن جني وَغير ذَلِك من تأليفه.
وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
1064 - الْحسن بن عَليّ بن هِشَام بن مُحَمَّد السَّلُولي الغرناطي أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بالقراءات والنحو وَالْأَدب، قَرَأَ على ابْن كوثر، وتفقه بِأبي جَعْفَر بن قيلال، وروى عَن ابْن عَطِيَّة، وخطب بِجَامِع غرناطة، وَكَانَ مشاورا بهَا. ذَا فضل وَدين.
ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة.
1065 - الْحسن بن عَليّ الحرمازي أَبُو عَليّ
بدوي راوية، نزل بِالْبَصْرَةِ. مَنْسُوب إِلَى حرماز بن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم. صنف خلق الْإِنْسَان.
1066 - الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ الصّقليّ النَّحْوِيّ
كَذَا وَصفه ابْن عَسَاكِر، وَقَالَ: روى عَن أبي الْقَاسِم الزّجاج وَغَيره، وَعنهُ أَبُو بكر ابْن الطيان. مَاتَ بِمَكَّة بعد أَن حج ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة.(1/515)
1067 - الْحسن بن عَليّ الْمَدِينِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: إِمَام فَاضل، تخرج بِهِ جمَاعَة وافرة الْعدَد. مَاتَ لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة.
1068 - الْحسن بن عَليّ الْمُؤَدب النَّحْوِيّ المكفوف
أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن مَكْتُوم: إِمَام عَالم ورع زاهد، عَالم باللغة والنحو، ذُو كرامات.
مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
1069 - الْحسن بن أبي الْفَتْح بن أبي النَّجْم بن وَزِير
أَبُو مُحَمَّد الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ القفطي: سكن بَغْدَاد، وَقَرَأَ الْأَدَب على إِسْمَاعِيل الجواليقي وَأبي الْحسن بن الْقصار، وَسمع الْكثير من أبي الْفَتْح بن شايتل وَأبي السعادات الْقَزاز وَجَمَاعَة. وَكَانَ فَاضلا عَالما بالنحو واللغة وَالْأَخْبَار، صَدُوقًا، حسن الطَّرِيقَة، كَاتبا مجيدا متدينا لطيف الْأَخْلَاق، متواضعا. كتب كثيرا من كتب الْأَدَب. وَلما توفّي مُصدق بن شبيب النَّحْوِيّ ولي مَكَانَهُ برباط الشَّيْخ صَدَقَة، وتصدر لإقراء الْأَدَب إِلَى أَن مَاتَ. مولده فِي ثامن عشري رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بخليض حَاجا فِي ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وسِتمِائَة.(1/516)
1070 - الْحسن بن قَاسم بن عبد الله بن عَليّ الْمرَادِي
الْمصْرِيّ المولد الآسفي المحتد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْفَقِيه البارع بدر الدّين
الْمَعْرُوف بِابْن أم قَاسم، وَهِي جدته أم أَبِيه؛ وَاسْمهَا زهراء. وَكَانَت أول مَا جَاءَت من الْعَرَب، عرفت بالشيخة، فَكَانَت شهرته تَابِعَة لشهرتها، ذكر ذَلِك الْعَفِيف المطري فِي ذيل طَبَقَات الْقُرَّاء. قَالَ: وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله الطنجي والسراج الدمنهوري وَأبي زَكَرِيَّاء الغماري وَأبي 1 حَيَّان، وَالْفِقْه عَن الشّرف المقيلي الْمَالِكِي، وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدّين بن اللبان، وأتقن الْعَرَبيَّة والقراءات على الْمجد إِسْمَاعِيل الششتري، وصنف وتفنن، وأجاد.
وَله: شرح التسهيل، شرح الْمفصل، شرح الألفية، الجني الداني فِي حُرُوف الْمعَانِي.
قلت: وَشرح الِاسْتِعَاذَة والبسملة؛ كراس ملكته بِخَطِّهِ. وَكَانَ تقيا صَالحا.
مَاتَ يَوْم عيد الْفطر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
1071 - الْحسن بن الْقَاسِم الرَّازِيّ أَبُو عَليّ
قَالَ ياقوت: كَانَ لغويا نحويا، لَازم مجْلِس الصاحب بن عباد، وصنف الْمَبْسُوط فِي اللُّغَة.
1072 - الْحسن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن يحيى الزبيدِيّ الْبَغْدَادِيّ
أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ فَاضلا عَالما أَمينا متدينا، صَالحا حسن الطَّرِيقَة، لَهُ معرفَة تَامَّة بالنحو، وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا، وَكَانَت أوقاته مَحْفُوظَة. سمع أَبَا الْوَقْت وَجَمَاعَة، وَعمر، وَحدث بالكثير.(1/517)
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: حدث بِبَغْدَاد وَمَكَّة، وَكَانَ حنبليا، ثمَّ تحول شافعيا، ثمَّ اسْتَقر حنفيا.
مولده سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم السبت لليلة بقيت من ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة.
1073 - الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْآمِدِيّ أَبُو عَليّ
قَالَ القفطي: قدم بَغْدَاد، وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة، شَاعِرًا، حسن الْمعرفَة بالأدب، حدث عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَغَيره.
وَمن شعره:
(لله در حبيب دَار فِي خلدي ... بعد الشَّبَاب الَّذِي ولى وَلم يعد)
(أَيَّام كَانَ لريعان الشَّبَاب على ... فودي نور ونار الشيب لم تقد ...
(وللغنى وَالصبَا خيل ركضت بهَا ... فِي حلبة اللَّهْو بَين الغي والرشد)
1074 - الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نجا الإربلي النَّحْوِيّ
عز الدّين الضَّرِير الفيلسوف الرافضي
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، رَأْسا فِي عُلُوم الْأَوَائِل، وَكَانَ فِي منزله بِدِمَشْق يقرئ الْمُسلمين وَأهل الْكتاب والفلاسفة؛ وَله حُرْمَة وافرة؛ إِلَّا أَنه كَانَ رَافِضِيًّا تَارِك الصَّلَاة، قذرا قَبِيح الشكل، لَا يتوقى النَّجَاسَات، ابْتُلِيَ مَعَ الْعَمى بقروح وطلوعات؛ وَله شعر خَبِيث الهجو. وَكَانَ ذكيا جيد الذِّهْن، حسن المحاضرة، جيد النّظم. وَلما قدم القَاضِي شمس الدّين بن خلكان ذهب إِلَيْهِ فَلم يحتفل بِهِ، فَتَركه القَاضِي وَأَهْمَلَهُ. روى عَنهُ الدمياطي شَيْئا من شعره وأدبه.
وَتُوفِّي فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة، وَلما قرب خُرُوج الرّوح تَلا {أَلا يعلم من خلق وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير} . ثمَّ قَالَ: صدق الله الْعَظِيم، وَكذب ابْن سينا.(1/518)
مولده بنصيبين سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(هَل تعشق العينان مَالا ترى! ... فَقلت والدمع بعيني غزير)
(إِن كَانَ طرفِي لَا يرى شخصها ... فَإِنَّهَا قد صورت فِي الضَّمِير)
1075 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حبيب أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ النَّحْوِيّ
الْمُفَسّر. قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق: كَانَ إِمَام عصره فِي الْقرَاءَات وعلومها، نحويا أديبا، عَارِفًا بالمغازي وَالسير والقصص، وَكَانَ يدرس لأهل التَّحْقِيق، ويعظ الْعَوام، وَله التَّفْسِير الْمَشْهُور؛ وانتشر عَنهُ بنيسابور الْعلم الْكثير، وَصَارَت تصانيفه الحسان فِي الْآفَاق. حدث عَن الْأَصَم وَغَيره.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب: كَانَ كرامي الْمَذْهَب، ثمَّ تحول شافعيا، وَكَانَ يُفِيد أهل الْبَلَد مجَّانا، وَإِذا قَصده غَرِيب طمع فِي مَاله إِن كَانَ ذَا ثروة، وَإِن كَانَ فَقِيرا أدخلهُ إِلَى بستانه وَأمره بِنَزْع المَاء من الْبِئْر للبستان بِقدر طاقته حَتَّى يفِيدهُ، وَمن خَواص تلاميذه أَبُو الْحسن الثَّعْلَبِيّ.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة.
1076 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حيدر بن عَليّ الْعَدوي
الْعمريّ الإِمَام رَضِي الدّين
أَبُو الْفَضَائِل الصغاني - بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْغَيْن الْمُعْجَمَة، وَيُقَال الصَّاغَانِي بِالْألف - الْحَنَفِيّ. حَامِل لِوَاء اللُّغَة فِي زَمَانه.
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بِمَدِينَة لاهور سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَنَشَأ بغزنة، وَدخل بَغْدَاد سنة خمس عشرَة، وَذهب مِنْهَا بالرياسة الشَّرِيفَة إِلَى صَاحب الْهِنْد، فَبَقيَ مُدَّة، وَحج وَدخل الْيمن، ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد ثمَّ إِلَى الْهِنْد ثمَّ إِلَى بَغْدَاد، وَسمع من النظام(1/519)
المرغيناني. وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي اللُّغَة، وَكَانَ يَقُول لأَصْحَابه: احْفَظُوا غَرِيب أبي عبيد، فَمن حفظه ملك ألف دِينَار، فَإِنِّي حفظته، فملكتها، وأشرت على بعض أَصْحَابِي بحفظه فحفظه وملكها.
حدث عَنهُ الشّرف الدمياطي.
وَله من التصانيف: مجمع الْبَحْرين فِي اللُّغَة، التكملة على الصِّحَاح، الْعباب، وصل فِيهِ إِلَى فصل بكم؛ وَفِيه قيل:
(إِن الصغاني الَّذِي ... حَاز الْعُلُوم وَالْحكم)
(كَانَ قصارى أمره ... أَن انْتهى إِلَى بكم)
الشوارد فِي اللُّغَات، توشيح الدريدية، التراكيب، فعال وفعلان، الأضداد، أَسمَاء الغاده، الْأسد، الذِّئْب، مَشَارِق الْأَنْوَار فِي الحَدِيث، شرح البُخَارِيّ، مُجَلد، در السحابة فِي وفيات الصَّحَابَة، الْعرُوض، شرح أَبْيَات الْمفصل، نقعة الصديان، وَغير ذَلِك.
قَالَ الدمياطي: وَكَانَ مَعَه مَوْلُود وَقد حكم فِيهِ بِمَوْتِهِ فِي وقته، فَكَانَ يترقب ذَلِك الْيَوْم، فَحَضَرَ ذَلِك الْيَوْم وَهُوَ معافى فَعمل لأَصْحَابه طَعَاما شكران ذَلِك، وفارقناه وعديت إِلَى الشط، فلقيني شخص أَخْبرنِي بِمَوْتِهِ، فَقلت لَهُ: السَّاعَة فارقته، فَقَالَ: والساعة وَقع الْحمام يخبر بِمَوْتِهِ فَجْأَة، وَذَلِكَ سنة خمس وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(يَا رَاحِم الطِّفْل الرَّضِيع المزعج ... يَا فاتح الْبَاب المنيع المرتج)
(إِن كَانَ غَيْرِي مبلسا مستيئسا ... فَأَنا الْفَقِير المستكين المرتجي)
(أَو كَانَ غَيْرِي آمنا فِي سربه ... فَأَنا الْمليح المستجير المرتجي)(1/520)
(انتاطت الراحات عني وانتأت ... يَا من يقرب كل ناء مرتجي)
(أَنْت الَّذِي فِيهِ شِفَاء السقم لَا ... قصب الذريرة أَو دَوَاء المرتج)
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَذكرنَا مَا عزز بِهِ بَيْتِي الحريري، وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع فِي بَاب كَانَ.
1077 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البطليوسي أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن عبد الْملك: سكن مراكش، وَكَانَ مقرئا نحويا، تصدر لإقراء ذَلِك، وروى عَن أبي بكر بن خير. وَكَانَ حَيا سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
1078 - الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المالقي أَبُو عَليّ
يعرف بِابْن عَامل. قَالَ ابْن الزبير: فاره من جلة الأدباء وَذَوي النباهة. أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة، وَكَانَ لَهُ تصرف فِي الْعُلُوم الْقَدِيمَة، وَألف فِي الْعَرَبيَّة. وَله نظم ونثر.
مَاتَ فِي حُدُود سنة خَمْسمِائَة.
وَمن شعره:
(كَأَنَّمَا الْبِطِّيخ فِي جنسه ... وَحسنه غضا وَلم يمتهن)
(جماجم السكر قد بطنت ... خوفًا من المَاء بجلد السفن)
1079 - الْحسن بن مُحَمَّد بن شرفشاه الْعلوِي الأستراباذي
أَبُو الْفَضَائِل السَّيِّد ركن الدّين
قَالَ ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد: قدم مراغة، واشتغل على مَوْلَانَا نصير الدّين، وَكَانَ يتوقد ذكاء وفطنة، وَكَانَ الْمولى قطب الدّين حِينَئِذٍ فِي ممالك الرّوم، فقدمه النصير،(1/521)
وَصَارَ رَئِيس الْأَصْحَاب بمراغة، وَكَانَ يجيد درس الْحِكْمَة. وَكتب الْحَوَاشِي على التَّجْرِيد وَغَيره، وَكتب لوَلَده النصير شرحا على قَوَاعِد العقائد، وَلما توجه النصير إِلَى بَغْدَاد سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة لَازمه، فَلَمَّا مَاتَ النصير فِي هَذِه السّنة صعد إِلَى الْموصل واستوطنها. ودرس بِالْمَدْرَسَةِ النورية بهَا، وفوض إِلَيْهِ النّظر فِي أوقافها. وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب بِثَلَاثَة شُرُوح؛ أشهرها الْمُتَوَسّط. وَتكلم فِي أصُول الْفِقْه، وَأخذ على السَّيْف الْآمِدِيّ، ثمَّ فوض إِلَيْهِ تدريس الشَّافِعِيَّة بالسلطانية. وَمَات رَابِع عشر صفر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة.
وَذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَقَالَ: شرح الحاجبية، وَمَات سنة ثَمَان عشرَة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ شَدِيد التَّوَاضُع، يقوم لكل أحد حَتَّى السقاء، شَدِيد الْحلم، وافر الْجَلالَة عِنْد التتار. شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ. والشافية فِي التصريف، وعاش بضعا وَسبعين سنة.
1080 - الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الطَّيِّبِيّ
بِكَسْر الطَّاء. الإِمَام الْمَشْهُور الْعَلامَة فِي الْمَعْقُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان. قَالَ ابْن حجر: كَانَ آيَة فِي اسْتِخْرَاج الدقائق من الْقُرْآن وَالسّنَن، مُقبلا على نشر الْعلم، متواضعا حسن المعتقد، شَدِيد الرَّد على الفلاسفة والمبتدعة، مظْهرا فضائحهم، مَعَ استيلائهم حِينَئِذٍ؛ شَدِيد الْحبّ لله وَرَسُوله، كثير الْحيَاء، ملازما لأشغال الطّلبَة فِي الْعُلُوم الإسلامية بِغَيْر طمع، بل يخدمهم ويعينهم، ويعير الْكتب النفيسة لأهل بَلَده وَغَيرهم؛ من يعرف وَمن لَا يعرف، محبا لمن عرف مِنْهُ تَعْظِيم الشَّرِيعَة. وَكَانَ ذَا ثروة من الْإِرْث وَالتِّجَارَة، فَلم يزل يُنْفِقهُ فِي وُجُوه الْخيرَات، حَتَّى صَار فِي آخر عمره فَقِيرا.
صنف: شرح الْكَشَّاف، التَّفْسِير، التِّبْيَان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، شَرحه، شرح الْمشكاة. وَكَانَ يشْتَغل فِي التَّفْسِير من بكرَة إِلَى الظّهْر وَمن ثمَّ إِلَى الْعَصْر فِي الحَدِيث(1/522)
إِلَى يَوْم مَاتَ؛ فَإِنَّهُ فرغ من وَظِيفَة التَّفْسِير وَتوجه إِلَى مجْلِس الحَدِيث، فصلى النَّافِلَة، وَجلسَ ينْتَظر الْإِقَامَة للفريضة، فَقضى نحبه، مُتَوَجها إِلَى الْقبْلَة، وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
قلت: ذكر فِي شَرحه على الْكَشَّاف أَنه أَخذ على أبي حَفْص السهروردي، وَأَنه قبيل الشُّرُوع فِي هَذَا الشَّرْح رأى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي النّوم، وَقد نَاوَلَهُ قدحا من اللَّبن، فَشرب مِنْهُ.
1081 - الْحسن بن مُحَمَّد بن عَبدُوس - بِضَم الْعين - أَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ
قَالَ القفطي: سكن بَغْدَاد، وَقَرَأَ الْأَدَب على مُصدق بن شبيب، وَكتب الصِّحَاح بِخَطِّهِ، ومدح النَّاصِر لدين الله بقصائد، وَصَارَ من شعراء الدِّيوَان المختصين بالإنشاد فِي التهاني والتعازي، وَكَانَ فَاضلا قيمًا بالأدب، حسن الْمعَانِي، مليح الْإِيرَاد سَاكِنا، جميل الْهَيْئَة، طيب الْأَخْلَاق، متوددا ظريفا.
مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وَجَاوَزَ الْأَرْبَعين بِقَلِيل.
1082 - الْحسن بن مُحَمَّد بن عَزِيز أَبُو مَنْصُور اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: لَهُ دُيُون الْعَرَب، وميدان الْأَدَب فِي اللُّغَة، عشرَة مجلدات. قرئَ عَلَيْهِ فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1083 - الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رَجَاء أَبُو مُحَمَّد اللّغَوِيّ
الْمَعْرُوف بِابْن الدهان
قَالَ ابْن النجار والقفطي: أحد الْأَئِمَّة النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والتقدم، وَكَانَ متبحرا فِي اللُّغَة، وَيتَكَلَّم فِي الْفِقْه وَالْأُصُول؛ قَرَأَ بالروايات، ودرس الْفِقْه على مَذْهَب(1/523)
أهل الْعرَاق، وَالْكَلَام على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الربعِي ويوسف بن السيرافي والرماني، وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان وأخيه أبي الْقَاسِم، وَحدث باليسير. أَخذ عَنهُ الْخَطِيب التبريزي وَغَيره. وَكَانَ يلقب كل من قَرَأَ عَلَيْهِ، وَيتَعَاطَى الترسل والإنشاء، وَكَانَ بذ الْهَيْئَة، شَدِيد الْفقر، سيئ الْحَال، يجلس فِي الْحلقَة وَعَلِيهِ ثوب لَا يستر عَوْرَته.
مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
1084 - الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن القومسي أَبُو عَامر النسوي
قَالَ عبد الغافر: أديب نحوي، فَرضِي صوفي، جم الْفَوَائِد، دَائِم الْعِبَادَة وَالصَّوْم والتهجد، يُقَال إِنَّه من الأبدال. حدث عَن ابْن المقريء بنيسابور بِمُسْنَد أبي يعلى. وَمَات بِبَلَدِهِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(الْعلم يَأْتِي كل ذِي ... حفظ ويأبى كل آب)
(كَالْمَاءِ ينزل فِي الوهاد ... وَلَيْسَ يصعد فِي الروابي)
1085 - الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ المالقي الموري
الأَصْل أَبُو عَليّ
يعرف بِابْن كسكرى. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَقَدما فِي حفظ اللُّغَات والآداب، مبرزا فِي النَّحْو، شَاعِرًا مجيدا، حسن الْخلق، كريم النَّفس.
وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ من شُيُوخ الْعلم، عَارِفًا باللغات وَالْإِعْرَاب، برع فِي ذَلِك أهل زَمَانه. وَكَانَ يُؤثر الخمول على الظُّهُور، معدودا فِي أهل الْفضل وَالدّين، روى عَن أبي بكر الكتندي، وَعنهُ أَبُو عمر بن سَالم وَغَيره. وَمَات بعد الستمائة.(1/524)
وَمن شعره:
(لَئِن لَزِمت خمولي يَا أَبَا حسن ... فَلم يزلني عَن مجدي وعليائي)
(أَلَسْت تحكم بالعليا وتوجبها ... للنجم تبصره فِي لجة المَاء!)
1086 - الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى بن عليم البطليوسي
يكنى أَبَا الحزم. أَخذ بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر بن مُوسَى بن الْفُرَات كثيرا وَعَن غَيره من الشُّيُوخ، وَكَانَ مقدما فِي علم الْفِقْه وَالْأَدب وَالشعر، وَقد أسْند عَنهُ أَبُو عَليّ الغساني فِي غير مَوضِع من كتبه.
ذكره ابْن بشكوال.
قَالَ فِي الْبلْغَة: أستاذ نحوي لغَوِيّ، لَهُ شرح أدب الْكَاتِب. أَفَادَ النَّاس علوما جمة.
1087 - الْحسن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي التاهرتي
يعرف بِابْن الزَّبِيب. قَالَ ياقوت: طلب الْعلم بالقيروان، واعتنى بِهِ على مُحَمَّد بن حَفْص النَّحْوِيّ الْقَزاز، وَكَانَ محبا لَهُ، فَبلغ بِهِ النِّهَايَة فِي الْأَدَب وَعلم الْخَبَر وَالنّسب، وَله فِي ذَلِك تأليف مَشْهُور. وَكَانَ خَبِيرا باللغة، شَاعِرًا مقدما، قوي الْكَلَام، يتَكَلَّف بعض التَّكَلُّف، وَكَانَ عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم النَّهْشَلِي يروي لَهُ مَا لَا يرْوى لأحد من الشُّعَرَاء؛ سُئِلَ عَن أشعر أهل بَلَده؟ فَقَالَ: أَنا، ثمَّ ابْن الزَّبِيب.
مَاتَ بالقيروان سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
1088 - الْحسن بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي
لَهُ تَفْسِير على الْقُرْآن سَمَّاهُ غرائب الْقُرْآن ورغائب الْفرْقَان، وَهُوَ من أهل قُم - كَذَا ذكر فِي خطْبَة تَفْسِير - الْمَشْهُور بالنظام الْأَعْرَج. صَاحب شرح الشافية فِي التصريف وَهُوَ ممزوج مَشْهُور متداول. لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة.(1/525)
1089 - الْحسن بن المظفر النَّيْسَابُورِي الضَّرِير اللّغَوِيّ أَبُو عَليّ
قَالَ ياقوت: أديب نبيل، شَاعِر مُصَنف، مؤدب أهل خوارزم فِي عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم. أَخذ عَنهُ الزَّمَخْشَرِيّ. وَله تَهْذِيب ديوَان الْأَدَب، تَهْذِيب إصْلَاح الْمنطق، الذيل على تَتِمَّة الْيَتِيمَة، ديوَان شعره، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي الرَّابِع عشر من رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
1090 - الْحسن بن معالي بن مَسْعُود بن الْحُسَيْن بن الباقلاني
الْحلِيّ أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ
شيخ الْعَرَبيَّة فِي وقته بَغْدَاد. قَالَ ابْن النجار والقفطي: قدم بَغْدَاد فِي صباه، وَقَرَأَ النَّحْو على أبي الْبَقَاء العكبري ومصدق الوَاسِطِيّ وَأبي الْحسن بابويه، واللغة على أبي مُحَمَّد ابْن الْمَأْمُون، وَالْفِقْه على يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الدَّامغَانِي الْحَنَفِيّ والنصير الطوسي، وَقَرَأَ الْكَلَام وَالْحكمَة، وبرع فِي هَذِه الْعُلُوم، وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ، الْمُعْتَمد على مَا يَقُوله أَو يَنْقُلهُ. وَسمع الحَدِيث من أبي الْفرج بن كُلَيْب وَجَمَاعَة؛ وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي علم النَّحْو والتوحيد فِيهِ وبلوغ مرتبَة الْمُتَقَدِّمين. وَكَانَ لَهُ همة عالية وحرص شَدِيد على الْعلم وَتَحْصِيل الْفَوَائِد، مَعَ علو سنه، وَضعف بَصَره. وَله فهم ثاقب، وذكاء حاذق، وَإِدْرَاك للمعاني الدقيقة، مَعَ كَثْرَة مَحْفُوظَة، وَحسن طَرِيقه وتواضع وكرم أَخْلَاق. انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي بِأخرَة.
مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم السبت خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.(1/526)
1091 - الْحسن بن مَنْصُور بن نَافِع بن عبد الرَّحْمَن بن عَامر بن نَافِع
الْمذْحِجِي أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي الْحلَّة السيراء فِي أَخْبَار الْأُمَرَاء: كَانَ يجمع إِلَى شرف بَيته علما وَاسِعًا، وأدبا كَامِلا، بَصيرًا باللغة، ناقدا فِي النَّحْو، عَالما بأيام الْعَرَب وأخبارها ووقائعها وَأَشْعَارهَا، من بَيت قيادة وإمارة.
1092 - الْحسن بن الْوَلِيد بن نصر أَبُو بكر الْقُرْطُبِيّ
الْمَعْرُوف بِابْن العريف النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا مقدما فَقِيها فِي الْمسَائِل، حَافِظًا للرأي، خرج إِلَى مصر وَرَأس فِيهَا. وَمَات سنة سبع وَسِتِّينَ وثلثمائة.
قلت: وصنع لولد أبي عَامر الْمَنْصُور مَسْأَلَة فِيهَا من الْعَرَبيَّة مِائَتَا ألف وَجه وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ ألف وَجه وَثَمَانِية وَسِتُّونَ وَجها.
1093 - حسن الطبهلي أَبُو عَليّ
قَرَأَ على ابْن عُصْفُور، وأقرأ النَّحْو بباجة. كَانَ حَيا سنة عشْرين وَسَبْعمائة.
1094 - حسن الغماد أَبُو عَليّ
قَرَأَ على ابْن الْعَطَّار، وأقرأ النَّحْو بتونس. كَانَ حَيا سنة عشْرين وَسَبْعمائة. ذكرهمَا ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته.
1095 - أَبُو الْحسن البوراني النَّحْوِيّ
ذكره فِي نحاه الْمُعْتَزلَة، وَوصف بالتدقيق فِي مسَائِل الْكتاب [لسيبويه] ، وَكَانَ من طبقَة أبي عَليّ الْفَارِسِي. قَالَه ياقوت.(1/527)
1096 - الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن يُوسُف أَبُو عبد الله
الهذياني الكوراني ثمَّ الإربلي الشَّافِعِي اللّغَوِيّ شرف الدّين
قَالَ ابْن رَافع فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ أديبا فَاضلا بارعا، مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالرِّوَايَة، حسن السمت، عَارِفًا بِكَلَام الْعَرَب، صَاحب مفاكهة وأخبار ومحاضرة، وَمَعْرِفَة جَيِّدَة باللغة. سمع من الخشوعي وَأبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَجَمَاعَة.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: عني عناية وافرة بالأدب، وَحفظ ديوَان المتنبي، وخطب ابْن نباتة والمقامات. وَكَانَ يعرف هَذِه الْكتب وَيحل مشكلها، تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء، وَكَانَ دينا ثِقَة جَلِيلًا؛ روى عَنهُ الشّرف الْفَزارِيّ وَأَخُوهُ والدمياطي.
مولده فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْقعدَة - وَقيل ذِي الْحجَّة - سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق.
1097 - الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله النطنزي - بِفَتْح الطَّاء
وَسُكُون النُّون - الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ الملقب بِذِي اللسانين
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة، سمع على أبي بكر بن ريدة، وأفنى عمره فِي التَّعَلُّم والتعليم، وَله تصانيف فِي الْأَدَب. روى عَنهُ سبطه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم النطنزي.
وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. وَقَالَ ابْن جمَاعَة: فِي الْمحرم سنة سبع.
وَمن شعره:
(الْعِزّ مَخْصُوص بِهِ الْعلمَاء ... مَا للأنام سواهُم مَا شَاءُوا)
(إِن الأكابر يحكمون على الورى ... وعَلى الأكابر يحكم الْعلمَاء)
وَله:
(أَسْوَأ الْأمة حَالا رجل ... عَالم يقْضِي عَلَيْهِ جَاهِل)(1/528)
1098 - الْحُسَيْن بن أَحْمد بن بطوية أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: [لَا أعلم من أمره شَيْئا، و] من شعره:
(وماذا عَلَيْهِم لَو أَقَامُوا فَسَلمُوا ... وَقد علمُوا أَنِّي مشوق متيم)
(سروا ونجوم اللَّيْل زهر طوالع ... على أَنهم فِي اللَّيْل للنَّاس أنجم)
(وأخفوا على تِلْكَ المطايا مَسِيرهمْ ... فنم عَلَيْهِم فِي الظلام التبسم)
1099 - الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خالويه بن حمدَان أَبُو عبد الله
الهمذاني النَّحْوِيّ
إِمَام اللُّغَة والعربية وَغَيرهمَا من الْعُلُوم الأدبية، دخل بَغْدَاد طَالبا للْعلم سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة، وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن مُجَاهِد، والنحو وَالْأَدب على ابْن دُرَيْد ونفطويه وَأبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَأبي عمر الزَّاهِد، وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن مخلد الْعَطَّار وَغَيره، وأملى الحَدِيث بِجَامِع الْمَدِينَة، وروى عَنهُ الْمعَافى بن زَكَرِيَّا وَآخَرُونَ.
ثمَّ سكن حلب واختص بِسيف الدولة بن حمدَان وَأَوْلَاده، وَهُنَاكَ انْتَشَر علمه وَرِوَايَته؛ وَله مَعَ المتنبي مناظرات.
وَكَانَ أحد أَفْرَاد الدَّهْر فِي كل قسم من أَقسَام الْعلم وَالْأَدب؛ وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ من الْآفَاق، وَقَالَ لَهُ رجل: أُرِيد أَن أتعلم من الْعَرَبيَّة مَا أقيم بِهِ لساني، فَقَالَ: أَنا مُنْذُ خمسين سنة أتعلم النَّحْو، مَا تعلمت مَا أقيم بِهِ لساني. توفّي بحلب سنة سبعين وثلاثمائة.
قَالَ الداني: فِي طبقاته: عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافظ للغة، بَصِير بِالْقِرَاءَةِ، ثِقَة مَشْهُور. روى عَنهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا: عبد الْمُنعم بن عبيد الله وَالْحسن بن سُلَيْمَان وَغَيرهمَا. وَكَانَ شافعيا.(1/529)
وَمن شعره:
(إِذا لم يكن صدر الْمجَالِس سيدا ... فَلَا خير فِيمَن صدرته الْمجَالِس)
(وَكم قَائِل مَالِي رَأَيْتُك رَاجِلا! ... فَقلت لَهُ من أجل أَنَّك فَارس)
وَمِنْه:
(الْجُود طبعي وَلَكِن لَيْسَ لي مَال ... فَكيف يبْذل من بالقرض يحتال)
(فهاك حظي فَخذه الْيَوْم تذكرة ... إِلَى اتساعي فلي فِي الْغَيْب آمال)
وَله من التصانيف: الْجمل فِي النَّحْو، الِاشْتِقَاق، اطرغش فِي اللُّغَة، الْقرَاءَات، إِعْرَاب ثَلَاثِينَ سُورَة، شرح الدريدية، الْمَقْصُور والممدود، الألفات، الْمُذكر والمؤنث، كتاب لَيْسَ - يَقُول فِيهِ: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب كَذَا إِلَّا كَذَا؛ وَعمل عَلَيْهِ بَعضهم كتابا سَمَّاهُ كتاب الميس، بل استدرك عَلَيْهِ أَشْيَاء - كتاب اشتقاق خالويه، البديع فِي الْقرَاءَات السَّبع، وَغير ذَلِك.
وَهَذِه فَائِدَة رَأَيْت أَلا أخلي مِنْهَا هَذَا الْكتاب؛ رَأَيْت فِي تَارِيخ حلب لِابْنِ العديم بِخَطِّهِ، قَالَ: رَأَيْت فِي جُزْء من أمالي ابْن خالويه: سَأَلَ سيف الدولة جمَاعَة من الْعلمَاء بِحَضْرَتِهِ ذَات لَيْلَة: هَل تعرفُون اسْما ممدودا، وَجمعه مَقْصُور؟ فَقَالُوا: لَا، فَقَالَ لِابْنِ خالويه: مَا تَقول أَنْت؟ قلت: أَنا أعرف اسْمَيْنِ، قَالَ: مَا هما؟ قلت: لَا أَقُول لَك إِلَّا بِأَلف دِرْهَم، لِئَلَّا تُؤْخَذ بِلَا شكر؛ وهما صحراء وصحارى، وعذراء وعذارى؛ فَلَمَّا كَانَ بعد شهر أصبت حرفين آخَرين، ذكرهمَا الْجرْمِي فِي كتاب التَّنْبِيه؛ وهما صلفاء وصلافى - وَهِي الأَرْض الغليظة - وخبراء وخبارى - وَهِي أَرض فِيهَا ندوة - ثمَّ بعد عشْرين سنة وجدت حرفا خَامِسًا ذكره ابْن دُرَيْد فِي الجمهرة، وَهِي سبتاء وسباتى، وَهِي الأَرْض الخشنة.(1/530)
1100 - الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خيران الْبَغْدَادِيّ
ذكره يحيى بن الْحسن بن البطريق فِي رجال الشِّيعَة، قَالَ: وَكَانَ أديبا نحويا عَارِفًا خَبِيرا بالقراءات، كثير السماع، وَله أرجوزة حميدة فِي النَّحْو، يَقُول فِيهَا:
(ينزل النَّحْو من الْكَلَام ... منزلَة الْملح من الطَّعَام)
وَله رِوَايَة عَن أَحْمد بن عِيسَى بن رشدين، روى عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن شهربان وَابْن رستم الطَّبَرِيّ فِي كِتَابه: بِشَارَة الْمُصْطَفى بشيعة المرتضى.
ذكره شيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ بن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان فِيمَا زَاده على الذَّهَبِيّ.
1101 - الْحُسَيْن بن أَحْمد بن يَعْقُوب أَبُو مُحَمَّد الهمذاني
الْمَعْرُوف بِابْن الحائك النَّحْوِيّ
كَانَ نادرة زَمَانه فِي النَّحْو واللغة وَالْأَخْبَار والطب، وَله شعر.
صنف: المسالك والممالك، عجائب الْيمن، جَزِيرَة الْعَرَب، وَأَسْمَاء بلادها وأوديتها، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
1102 - الْحُسَيْن بن أَحْمد الزوزني القَاضِي أَبُو عبد الله
قَالَ عبد الغافر: إِمَام عصره فِي النَّحْو واللغة والعربية.
مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.(1/531)
1103 - الْحُسَيْن بن بدر بن إياز بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد
الْعَلامَة جمال الدّين
كَذَا سَاق نسبه ابْن رَافع فِي تَارِيخ بَغْدَاد، وَقَالَ: كَانَ أوحد زَمَانه فِي النَّحْو والتصريف.
قَرَأَ على التَّاج الأرموي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّاج بن السباك، وَسمع من ابْن القبيطي جُزْءا وَلم يحدث بِهِ، وَأَجَازَ لَهُ الشُّيُوخ؛ وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق.
وَمن تصانيفه: قَوَاعِد المطارحة، والإسعاف فِي الْخلاف.
مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: ولي مشيخة النَّحْو بالمستنصرية.
وَقَالَ الشّرف الدمياطي: رَأَيْته شَابًّا فِي زِيّ أَوْلَاد الأجناد، يقْرَأ النَّحْو على سعد بن أَحْمد الْبَيَانِي.
وَقَالَ أَبُو حَيَّان: ابْن إياز أَبُو تعاليل.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: لم أطلع لَهُ على غوامض فِي النَّحْو. وَله شرح الضَّرُورِيّ لِابْنِ مَالك، شرح فُصُول ابْن معط.
1104 - أَبُو الْحُسَيْن بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الإسكندري
الْمَالِكِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة، واشتغل بِالْعلمِ، خُصُوصا الْعَرَبيَّة، وانتفع بِهِ النَّاس، وَجمع تَفْسِيرا فِي عشر مجلدات، وَحدث عَن الدمياطي.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.(1/532)
1105 - الْحُسَيْن بن حميد بن الْحسن الْحَمَوِيّ أَبُو عَليّ
قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: كَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع عَمْرو لإقراء الْقُرْآن والنحو، وَكَانَ ضريرا.
وَله نظم.
1106 - الْحُسَيْن بن سعد بن الْحُسَيْن أَبُو عَليّ الْآمِدِيّ
قَالَ القفطي: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْأَدب، قدم بَغْدَاد، وَسمع أَبَا طَالب بن غيلَان، وَأَبا يعلى الْفراء، وَجَمَاعَة. وَدخل الشَّام وأصبهان فَأَقَامَ بهَا، إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(تصدر للتدريس كل مهوس ... بليد يُسمى بالفقيه الْمدرس)
(فَحق لأهل الْعلم أَن يتمثلوا ... بِبَيْت قديم شاع فِي كل مجْلِس)
(لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها ... كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس)
1107 - الْحُسَيْن بن عبد الله بن أبي بكر ظهير الدّين الغوري
قَالَ الصَّفَدِي: نحوي فَقِيه، مشارك فِي الحَدِيث، من كبار الصُّوفِيَّة بخانقاه السميساطي.
مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.
1108 - الْحُسَيْن بن حسون الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله عماد الدّين
الْمَعْرُوف باللغوي النَّحْوِيّ الأديب الشَّاعِر الْقرشِي. قَالَ فِي الْبَدْر السافر: تصدر بِجَامِع مصر لإقراء الْعَرَبيَّة والأدبيات؛ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق، لطيف المحاضرة، حسن النّظم والنثر، كتب عَنهُ الْمُنْذِرِيّ من نظمه.(1/533)
ولد بسخا فِي الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بِمصْر تَاسِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
وَمن شعره:
(مَا سمعنَا من الْفَضَائِل طرا ... فِي قديم الْأَخْبَار أَو فِي الحَدِيث)
(فَهُوَ وقف على الصَّحَابَة مَاض ... منتهاه إِلَى رُوَاة الحَدِيث)
1109 - الْحُسَيْن بن عبد الله بن هِشَام السَّعْدِيّ الغرناطي الجياني
القلعي - من قلعة يحصب - أَبُو عَليّ: قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا نحويا مقرئا، فَاضلا دينا عفيفا متقبضا، روى عَن أبي الْحسن بن الباذش وَابْنه أبي جَعْفَر، وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات، ولازمه، وَعَن دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَابْن عَمه عبد الله بن الْحُسَيْن السَّعْدِيّ النَّحْوِيين، وَعنهُ أَبُو عَليّ الرندي وابنا حوط الله.
ولد سنة سِتّ وَخَمْسمِائة، وَكَانَ حَيا سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
قَالَ: وَذكره ابْن فرتون، فَسَماهُ الْحسن، وَوَصفه بِالْقَاضِي، وَوهم فيهمَا وتصحف عَلَيْهِ القلعي بِالْقَاضِي؛ فَإِنَّهُ لم يل الْقَضَاء قطّ، وَإِنَّمَا عرف بالإقراء عمره كُله.
1110 - الْحُسَيْن بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن
أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّيْسَابُورِي
قَالَ الْحَاكِم: أديب نحوي، سمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن بِلَال وأقرانه بنيسابور، وبالعراق أَبَا عمر الزَّاهِد، وبأصبهان عبد الله بن جَعْفَر. وَانْصَرف إِلَى خُرَاسَان.
مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة.(1/534)
1111 - الْحُسَيْن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد
الإِمَام أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص الْقرشِي الفِهري
الغرناطي الموطن البلنسي الأَصْل الجياني المولد. وَيعرف أَيْضا بِابْن النَّاظر، الْحَافِظ النَّحْوِيّ.
كَانَ من فُقَهَاء الْمُحدثين الْقُرَّاء النُّحَاة الأدباء، أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الكواب ولازمه، وَعَن الدباج وَغَيرهمَا، ولازم فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب الشلوبين، واعتني بالرواية، فَأخذ عَن ابْن بَقِي وَأبي الرّبيع وَأبي سَالم وَأبي الْقَاسِم وَأبي الطيلسان وَأبي الْحسن الغافقي، وَجمع جم، وأقرأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب بغرناطة مُدَّة، ثمَّ انْتقل إِلَى مالقة لغَرَض عَن لَهُ بغرناطة فَلم يقْض، فَأَنف من ذَلِك، فأقرأ يَسِيرا، ثمَّ انقبض عَن الإقراء، وَاقْتصر على الْخطْبَة، وَاسْتمرّ على ذَلِك بضعا وَعشْرين سنة، ثمَّ جرت فتْنَة، ففر إِلَى غرناطة، فولي قَضَاء المرية ثمَّ بَسطه ثمَّ مالقة، فحمدت سيرته، وَكَانَ من أهل الضَّبْط والإتقان فِي الرِّوَايَة وَمَعْرِفَة الْأَسَانِيد، نقادا ذَاكِرًا للرِّجَال، متفننا فِي معارف، آخِذا بحظ من كل علم، حَافِظًا للتفسير والْحَدِيث، ذَاكِرًا للأدب واللغات والتواريخ، شَدِيد الْعِنَايَة بِالْعلمِ، مكبا على تَحْصِيله وإفادته، حَرِيصًا على نفع الطّلبَة.
ألف فِي الْقرَاءَات، وَله برنامج ومسلسلات، وَأَرْبَعُونَ سَمعهَا مِنْهُ أَبُو حَيَّان.
مولده سنة ثَلَاث وسِتمِائَة، وَمَات بغرناطة فِي الرَّابِع عشر من جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة.
كَذَا قَالَ ابْن الزبير. وَقَالَ ابْن عبد الْملك: سنة ثَمَانِينَ، ومنهما لخصت هَذِه التَّرْجَمَة. وَفِي كَلَام ابْن الزبير: تحامل عَلَيْهِ كثير.
وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ فِيهِ بعض ترفع وتعتب على الدُّنْيَا حَيْثُ قدم من هُوَ دونه، وَكَانَ لَا يحكم بِرَأْي ابْن الْقَاسِم بل بِمَا يرى أَنه صَوَاب.
وَله شرح الْمُسْتَصْفى، وَشرح الْجمل.(1/535)
وَمن شعره:
(رغبت عَن الدُّنْيَا لعلمي أَنَّهَا ... مَحل حَيَاة الْمَرْء فِيهِ بَلَاغ)
(وَقد لَاحَ فِي فودي شيب على الردى ... دَلِيل وَفِيه مَا أردْت بَلَاغ)
(وأملت من مولَايَ نظرة رَحْمَة ... يكون بهَا مني إِلَيْهِ بَلَاغ)
(فأحظى إِذا الْأَبْرَار قيل لَهُم غَدا ... هلموا إِلَى دَار النَّعيم فراغوا)
(رَأَيْت بنيها مَا رَمَتْهُمْ سهامها ... فطاشت وَلَا حم الْحمام فراغوا)
(فعجت إِلَى دَار الْبَقَاء بهمتي ... فعندي عَنْهَا رَاحَة وفراغ)
1112 - الْحُسَيْن بن عبد الْملك أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ
الْخلال النَّحْوِيّ
سمع الحَدِيث، وروى وبرع، وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر.
وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1113 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله الْآمِدِيّ أَبُو عبد الله
الْمُؤَدب النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار، ثمَّ القفطي: حدث بِكِتَاب الْحجَّة للفارسي عَن أبي الْحسن الربعِي عَنهُ، وَقَرَأَ على ابْن الحمامي. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة - وَقيل رَجَب - سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1114 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب النَّحْوِيّ
الْمَعْرُوف بالتمار
كَذَا ذكره الْخَطِيب، وَقَالَ: حدث عَن مُحَمَّد بن أَيُّوب الرَّازِيّ، وَعنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ.(1/536)
1115 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عِيسَى بن الْفرج بن صَالح الربعِي
النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. قَالَ ابْن النجار: كَانَ نحويا فَاضلا قَرَأَ على أَبِيه. ذكره أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن فاخر فِي جملَة شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم علم الْعَرَبيَّة.
1116 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْوَلِيد أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ابْن النجار، ثمَّ الصَّفَدِي، وَقَالَ: مدح عضد الدولة أَبَا شُجَاع.
وشعره رث، مِنْهُ:
(أخذت بفؤاد متيمها ... فمدامعه سكب همل)
(طلعت سحرًا وبدت قمرا ... فَبكى دررا لَهُم الرجل)
فِي أَبْيَات أخر.
1117 - الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو عبد الله النمري
صَاحب التصانيف. لَهُ شعر، وَكَانَ أديبا لغويا، صنف أَسمَاء الْفضة وَالذَّهَب، مَعَاني الحماسة، الْخَيل، الملمع. وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ.
مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1118 - الْحُسَيْن بن عَليّ الشَّيْخ حسام الدّين السغناقي الْحَنَفِيّ
كَانَ عَالما فَقِيها نحويا جدليا، أَخذ عَن عبد الْجَلِيل بن عبد الْكَرِيم صَاحب الْهِدَايَة وَغَيره فِي الدُّرَر؛ وَهُوَ أول من شرح الْهِدَايَة. وَله شرح الْمفصل، ذكر فِي أَوله أَنه قَرَأَهُ على حَافظ الدّين البُخَارِيّ سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة. أَخذ عَنهُ الفجدواني وَغَيره.(1/537)
1119 - الْحُسَيْن بن فتح أَبُو عَليّ الإشبيلي
قَالَ ابْن الفرضي: [أَصله من نكور، وَسكن إشبيلية] كَانَ مؤدبا بِالْقُرْآنِ، وَله بصر بِالْعَرَبِيَّةِ والنحو وَالشعر، سمع من أبي جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ بعض كتب ابْن قُتَيْبَة.
1120 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ الْعَنسِي الْيحصبِي
وَيعرف بالغبناطي. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالنحو واللغة وَالْأَدب وَذَوي النباهة، روى عَن أبي جَعْفَر بن الباذش وَغَيره.
مَاتَ سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَقد قَارب السّبْعين.
1121 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الرافقي النَّحْوِيّ
الْمَعْرُوف بالخالع
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من كبار النُّحَاة. أَخذ عَن الْفَارِسِي والسيرافي، وَيُقَال: إِنَّه من ذُرِّيَّة مُعَاوِيَة. وَكَانَ من الشُّعَرَاء.
صنف: الْأَمْثَال، تخيلات الْعَرَب، شرح شعر أبي تَمام، صناعَة الشّعْر، الأودية وَالْجِبَال والرمال، وَغير ذَلِك.
كَانَ مَوْجُودا فِي عشر الثَّمَانِينَ وثلاثمائة.
قلت: حدث عَنهُ الْخَطِيب.
1122 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الصُّورِي
الضراب النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَ فِي وقته نحوي الْبَلَد، وَله حَال وَاسِعَة، ومذهبه حسن فِي السّنة، حج فَدخل على رجل يقرئ، فَأبى أَن يَأْخُذ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: إِن كنت تقرئ لله فَخذ عَليّ،(1/538)
وَإِن كنت تقرئ للدنيا فمعي مَا أُعْطِيك، فَأذن لَهُ، فَلَمَّا قَرَأَ الْفَاتِحَة فَسرهَا لَهُ، وَذكر مَا فِيهَا من الْإِعْرَاب، فَقَامَ الشَّيْخ عَن مَكَانَهُ، وَجلسَ بَين يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَنْت أَحَق مني بِهَذَا الْموضع.
حدث عَن يُوسُف الميانجي، وَعنهُ أَبُو زَكَرِيَّا عبد الرَّحِيم البُخَارِيّ الْحَافِظ.
وَمَات سنة أَربع عشرَة و ...
1123 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْحَارِثِيّ الْبكْرِيّ
الدباس الْمَعْرُوف بالبارع النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار ثمَّ الصَّفَدِي: كَانَ نحويا لغويا مقرئا، حسن الْمعرفَة بصنوف الْآدَاب، أَقرَأ الْقُرْآن. وَهُوَ من بَيت الوزارة، وَبَينه وَبَين ابْن الهبارية مداعبات، وصنف فِي الْقرَاءَات.
روى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن الْجَوْزِيّ، وَقَالَ: قَرَأَ الْقُرْآن على أبي عَليّ بن الْبناء وَغَيره، وَسمع من القَاضِي أبي يعلى وَغَيره.
وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بالأدب، وَله شعر فِي الْغَايَة، وأضر بِأخرَة.
مولده سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
1124 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نائل الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي الْعَرَبيَّة والغريب وَالشعر، لَهُ حَظّ من حفظ الرَّأْي وَعقد الشُّرُوط، شَاعِرًا صَالحا. سمع من قَاسم بن أصبغ وَغَيره، وبمكة من ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره وَحدث. وَفِيه غَفلَة.
ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات يَوْم السبت لثلاث خلون من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة.(1/539)
1125 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد التعمري أَبُو عَليّ
وتعمر، بِفَتْح الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم، قَبيلَة من البربر.
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: نحوي أديب متفنن، إِمَام، وَيعرف بالخماش، أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْمحلي، وَحدث عَن الْحَافِظ أبي الْعَبَّاس العزفي وَغَيره. أجَاز لي سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة. انْتهى.
1126 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالمستور
كَذَا ذكره ابْن عَسَاكِر، وَقَالَ: لَهُ شعر. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة.
1127 - حُسَيْن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْعَنْبَري أَبُو عبد الله
الداروني القيرواني
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْعلم بالشعر. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
1128 - حُسَيْن بن مهذب الْمصْرِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ فِي الْمغرب: لَهُ كتاب السَّبَب فِي حصر لُغَات الْعَرَب.
وَمن شعره:
(كَأَنَّمَا اللَّيْل والثريا ... تسبح فِي جوزه وتجري)
(زنجية جردت فأبدت ... فِي صفحة الصَّدْر عقد در)(1/540)
1129 - الْحُسَيْن بن هبة الله الدينَوَرِي الْمَعْرُوف بالجليس
النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
أَكثر أَبُو حَيَّان فِي التَّذْكِرَة من النَّقْل عَنهُ، وَذكره الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: لَهُ كتاب ثمار الصِّنَاعَة فِي النَّحْو.
قلت: نقل عَنهُ ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته أَنه قَالَ: فِيهِ علل النَّحْو الْمَشْهُورَة، أَربع وَعِشْرُونَ عِلّة: عِلّة سَماع، عِلّة تَشْبِيه، عِلّة اسْتغْنَاء، عِلّة استثقال، عِلّة فرق، عِلّة توكيد، عِلّة تعويض، عِلّة نَظِير، عِلّة نقيض، عِلّة حمل على الْمَعْنى، عِلّة مشاكلة، عِلّة معادلة، عِلّة قرب ومجاورة، عِلّة وجوب، عِلّة جَوَاز، عِلّة تَغْلِيب، عِلّة اخْتِصَار، عِلّة تَخْفيف، عِلّة دلَالَة حَال، عِلّة أصل، عِلّة تَحْلِيل، عِلّة إِشْعَار، عِلّة تضَاد، عِلّة أولى. وَقد بينتها مشروحة ممثلة فِي تذكرتي، ثمَّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، نَاقِلا لذَلِك من كَلَام ابْن مَكْتُوم وَأبي حَيَّان وَغَيرهمَا.
وللجليس هَذَا ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1130 - حُسَيْن بن نصر الضَّرِير الشفاثي
بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء الْخَفِيفَة وَبعد الْألف مُثَلّثَة. لَهُ تواليف فِي الْعَرَبيَّة. كَانَ بِبَغْدَاد قبل الْخمسين وسِتمِائَة.
ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي التبصير تبعا للذهبي.
1131 - الْحُسَيْن بن هبة الله الْموصِلِي الْمَعْرُوف بضياء الدّين بن دهن
النَّحْوِيّ الأديب الشَّاعِر. قَالَ فِي الْبَدْر السافر: تصدر لإقراء الْعَرَبيَّة فِي الْموصل، وتقرب عِنْد ملكهَا، ثمَّ تغير عَلَيْهِ، فسافر إِلَى صَلَاح الدّين وخدم ابْنه بحلب، فرتب لَهُ راتبا على الإقراء إِلَى أَن مَاتَ.(1/541)
وَمن شعره:
(يبتهج النَّاس بأعيادهم ... لأجل ذبح أَو لإفطار)
(وَإِنَّمَا عظم سروري بهَا ... للثم من أَهْوى بِلَا عَار)
(أرقبها حولا إِلَى قَابل ... لِأَنَّهَا غَايَة أوطاري)
1132 - الْحُسَيْن بن هداب بن مُحَمَّد بن ثَابت أَبُو عبد الله الضَّرِير
النوري، مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة تعرف بالنورية من قرى الْحلَّة السيفية، من سقِِي الْفُرَات، نبه عَلَيْهِ ابْن الدبيثي فِي تَرْجَمته من تَارِيخ بَغْدَاد.
قَالَ الصَّفَدِي: سكن بَغْدَاد، وَكَانَ يقرئ النَّحْو واللغة والقراءات، متفننا، فَقِيها شافعيا، عفيفا صينا، كثير الْعِبَادَة، قَرَأَ بالروايات على أبي الْعِزّ بن بنْدَار الوَاسِطِيّ وَغَيره.
وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
1133 - الْحُسَيْن بن الْوَلِيد بن نصر أَبُو الْقَاسِم بن العريف النَّحْوِيّ
أَخُو الْحسن السَّابِق. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ مُتَقَدما فِيهَا. أَخذ عَن ابْن الْقُوطِيَّة وَغَيره، ورحل إِلَى الْمشرق، وَسمع من أبي طَاهِر الذهلي وَابْن رَشِيق، وَأقَام بِمصْر أعواما، ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس، فأدب أَوْلَاد الْمَنْصُور مُحَمَّد بن أبي عَامر، وَكَانَ شَاعِرًا، وَله حَظّ من الْكَلَام. مَاتَ بطليطلة فِي رَجَب سنة تسعين وثلثمائة.
وَقَالَ الْحميدِي فِي تَارِيخ الأندلس: إِمَام فِي الْعَرَبيَّة، أستاذ فِي الْآدَاب، مقدم فِي الشّعْر، وَله فِي الْآدَاب مؤلفات، وَله كتاب فِي النَّحْو اعْترض فِيهِ على أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد النّحاس فِي مسَائِل ذكرهَا فِي كِتَابه الْكَافِي.(1/542)
كَانَ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أبي عَامر مُحَمَّد بن أبي عَامر، وَمِمَّنْ يحضر مجالسه، واجتماعاته مَعَ أبي الْعَلَاء صاعد بن الْحسن اللّغَوِيّ مَشْهُورَة، أَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو خَالِد ابْن الرَّأْس بن الْمَنْصُور؛ أَن أَبَا عَامر صَاحب الأندلس جِيءَ إِلَيْهِ بوردة فِي مجْلِس من مجَالِس أنسه أول ظُهُور الْورْد، فَقَالَ فِي الْوَقْت أَبُو الْعَلَاء - وَكَانَ حَاضرا - يُخَاطب الْمَنْصُور:
(أتتك أَبَا عَامر وردة ... يحاكي لَك الْمسك أنفاسها)
(كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها)
فَاسْتحْسن الْمَنْصُور مَا جَاءَ بِهِ، وَتَابعه الْحَاضِرُونَ، فحسده أَبُو الْقَاسِم بن العريف - وَكَانَ حَاضرا - فَقَالَ: هِيَ للْعَبَّاس بن الْأَحْنَف، فناكره صاعد، فَقَامَ ابْن العريف إِلَى منزله، وَوضع أبياتا وأثبتها فِي دفتر، وأتى بهَا قبل افْتِرَاق الْمجْلس، وَهِي:
(عشوت إِلَى قصر عباسة ... وَقد بدل النّوم حراسها)
(فألفيتها وَهِي فِي خدرها ... وَقد صرع السكر أناسها)
(فَقَالَت أسار على هجعة ... فَقلت: بلَى فرمت كاسها)
(ومدت إِلَيّ وردة كفها ... يحاكي لَك الْمسك أنفاسها)
(كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها)
(وَقَالَت: خف الله لَا تفضحن ... فِي ابْنة عمك عباسها)
(فوليت عَنْهَا على غَفلَة ... وَمَا خُنْت ناسي وَلَا ناسها)
قَالَ: فَخَجِلَ صاعد، وَحلف فَلم يقبل؛ وافترق الْمجْلس على أَنه سَرَقهَا.
قلت: لَهُ شرح على الْجمل، وقفت عَلَيْهِ.(1/543)
1134 - حُسَيْن بن يُوسُف بن يحيى بن أَحْمد الْحُسَيْنِي السبتي
أَبُو عَليّ
نزيل تلمسان. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ شريفا ظريفا، شَاعِرًا أديبا لوذعيا، مهذبا، لَهُ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ، ومشاركة فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع، حج وَدخل غرناطة، وَولي الْقَضَاء بِبِلَاد مُخْتَلفَة، ثمَّ قَضَاء الْجَمَاعَة بتلمسان.
ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة.
1135 - حسان بن عبد الله بن حسان الإستجي أَبُو عَليّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نبيلا فِي الْفِقْه، حَافِظًا للرأي، معتنيا بِالْحَدِيثِ والْآثَار، متصرفا فِي اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَالْعرُوض ومعاني الشّعْر وَعلم الْعدَد، لم يكن بإستجة أحد قبله وَلَا بعده مثله. سمع من عبيد الله بن يحيى وَغَيره وَمن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْحَافِظ.
مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة عَن سِتّ وَخمسين سنة.
1136 - حسان بن مَالك بن أبي عَبدة اللّغَوِيّ الأندلسي
أَبُو عَبدة الْوَزير
قَالَ ياقوت: من أَئِمَّة اللُّغَة وَالْأَدب وَأهل بَيت جلالة ووزارة، لَهُ كتاب ربيعَة وَعقيل. واستوزره المستظهر عبد الرَّحْمَن بن هِشَام.
وَمَات عَن سنّ عالية قبل الْعشْرين وثلثمائة.
وَمن شعره:
(إِذا غبت لم أحضر وَإِن جِئْت لم أسل ... فسيان مني مشْهد ومغيب)
(فَأَصْبَحت تيميا وَمَا كنت قبلهَا ... لتيم وَلَكِن الشبيه نسيب)(1/544)
1137 - حسان بن مُحَمَّد الجيبي الإشبيلي أَبُو جَعْفَر
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ لغويا أديبا مجيدا، حسن الْخط، رَأَيْته بغرناطة، وَبهَا توفّي قبل خروجي مِنْهَا، وَكَانَ فِي كنف ملكهَا ابْن الْأَحْمَر، ورحل قَدِيما إِلَى تونس، ومدح ملكهَا. انْتهى.
1138 - حَفْص بن جزي البلوطي أَبُو عمر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ لَهُ بصر بالنحو والغريب، سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وَغَيره.
مَاتَ سنة ثَلَاث - أَو ثِنْتَيْنِ - وَسِتِّينَ وثلثمائة، وَهُوَ ابْن ثَمَان وَتِسْعين سنة.
1139 - الحكم بن معبد بن عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن الأصحم
الْخُزَاعِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: صَاحب أدب وغريب، تفقه على مَذْهَب الْكُوفِيّين، وروى عَن مُحَمَّد بن حميد وَغَيره.
وَكَانَ كثير الحَدِيث، ثِقَة.
مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1140 - الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام
ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان بن أُميَّة الْأَمِير أَبُو الْعَاصِ
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ نحويا فصيحا بليغا شَاعِرًا مجيدا أديبا، شَدِيد الحزم، ماضي الْعَزْم، ذَا صولة، حسن التَّدْبِير فِي سُلْطَانه، مَبْسُوط الْيَد، شُجَاع النَّفس، عَظِيم الْعَفو،(1/545)
أَرَادَ أهل قرطبة خلعه، فأظهره الله عَلَيْهِم، وغزا وَأسر، وَفتح الْحُصُون، وَمَات لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ... عَن اثْنَتَيْنِ وَخمسين.
وَمن شعره:
(نلْت كل الْوِصَال بعد البعاد ... فَكَأَنِّي ملكت كل الْعباد)
(وتناهى السرُور إِذا نلْت مَا لم ... يفن فِيهِ تكاثف الأجساد)
1141 - جلالة بن الْحسن الفِهري الأقليشي أَبُو الْحسن بن المديوني
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا أديبا عَارِفًا بهما، كَاتبا محسنا. كتب عَن بعض الْوُلَاة، ودعى بِذِي الوزارتين، وَسكن سرقسطة وغرناطة، ودرس بهما النَّحْو وَالْأَدب.
وَله: تَلْخِيص الفصوص فِي الْعرُوض، ورسائل تدل على إِمْكَانه من الْأَدَب.
1142 - حمد بن حميد بن مَحْمُود أَبُو مُحَمَّد الدنيسري النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: قدم بَغْدَاد، وَسمع من ابْن الْجَوْزِيّ وَجَمَاعَة، وَكَانَ فَاضلا فَقِيها، كَامِل الْمعرفَة بالنحو، وَله يَد فِي فنون من الْعلم، قَلِيل الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا، مؤثرا لأمور الْآخِرَة.
مَاتَ بميافارقين فِي رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَقد جَاوز السِّتين بِكَثِير.
وَمن شعره:
(رَوَت لي أَحَادِيث الغرام صبابتي ... بإسنادها عَن بانة الْعلم القرد)
(عَن الدمع عَن طرفِي القريح عَن الجوى ... عَن الشوق عَن قلبِي الجريح عَن الوجد)
1143 - حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ
من ولد زيد بن الْخطاب، أخي عمر رَضِي الله عَنهُ. قَالَ السلَفِي: ذكر الجم الْغَفِير أَن اسْمه " حمد " بِفَتْح الْحَاء، وَهُوَ الصَّوَاب. وَقيل: اسْمه أَحْمد.(1/546)
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سُئِلَ عَن اسْمه، فَقَالَ: هُوَ حمد؛ لَكِن النَّاس كتبوه أَحْمد، فتركته عَلَيْهِ.
وَقَالَ الثعالبي فِي الْيَتِيمَة: كَانَ يشبه فِي زَمَانه بِأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ حجَّة صَدُوقًا، رَحل إِلَى الْعرَاق والحجاز وجال خُرَاسَان، وَخرج إِلَى مَا وَرَاء النَّهر، وتفقه بالقفال الشَّاشِي، وَغَيره. وَأخذ الْأَدَب عَن أبي عمر الزَّاهِد وَإِسْمَاعِيل الصفار، وَألف فِي فنون.
وروى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَخلق.
وَله من التصانيف: غَرِيب الحَدِيث، شرح البُخَارِيّ، شرح أبي دَاوُد، الْعُزْلَة، وَغير ذَلِك.
مولده فِي رَجَب سنة تسع عشرَة وثلثمائة، وَمَات بست سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. وَقيل. يَوْم السبت سادس ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
وَوَقع فِي المنتظم لِابْنِ الْجَوْزِيّ سنة تسع وَأَرْبَعين، وَهُوَ غلط.
1144 - حمد بن فورجة
تقدم فِي مُحَمَّد بن حمد للِاخْتِلَاف فِي اسْمه.
1145 - حمدون بن أبي سهل الْمُقْرِئ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ النَّيْسَابُورِي
قَالَ الْحَاكِم: حدث عَن النَّضر بن أبي عَاصِم، وَعَفَّان بن مُسلم. وَعنهُ ابْن خُزَيْمَة وَأَبُو عَمْرو الْمُسْتَمْلِي.
1146 - حَمْزَة بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْجبَاب
قَالَ السلَفِي فِيمَا نقل عَن خطه: من أهل اللُّغَة والضبط والخط وَالْحسن.(1/547)
1147 - حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد ربه بن الْقَاسِم بن رُزَيْق
ابْن ثَعْلَبَة الْأَشْعَرِيّ الغرناطي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا مقرئا، جَلِيلًا، عَارِفًا بِوُجُوه الْقرَاءَات، وبالنحو وَالْأَدب.
أَخذ عَن عَيَّاش بن خلف وَسليمَان بن نجاح. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَليّ الغساني والصدفي. وَإِلَيْهِ نسب مَسْجِد حَمْزَة بغرناطة.
كَانَ حَيا سنة تسع وَخَمْسمِائة.
1148 - حَمَّاد بن سَلمَة بن دِينَار
مولى ربيعَة بن مَالك. الإِمَام الْمَشْهُور، إِمَام الحَدِيث، وَشَيخ أهل الْبَصْرَة فِي الْعَرَبيَّة، ذكره السيرافي فِي نحاة الْبَصرِيين، فَقَالَ: لَا أعلم أحدا من الْبَصرِيين أَخذ عَنهُ شَيْء من النَّحْو واسْمه حَمَّاد غَيره.
وَسُئِلَ يُونُس: أَيّمَا أسن، أَنْت أَو حَمَّاد؟ فَقَالَ: حَمَّاد، وَمِنْه تعلمت الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ الْجرْمِي: مَا رَأَيْت أفْصح مِنْهُ.
وَكَانَ يَقُول: من لحن فِي حَدِيثي فقد كذب عَليّ.
وَكَانَ سِيبَوَيْهٍ يستملي عَلَيْهِ يَوْمًا، فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا أحد من أَصْحَابِي إِلَّا وَقد أخذت عَلَيْهِ لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاء "، فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: " لَيْسَ أَبُو الدَّرْدَاء "، فَقَالَ حَمَّاد: لحنت يَا سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: لَا جرم؛ لأطلبن علما لَا تلحنني فِيهِ أبدا. ثمَّ لزم الْخَلِيل. انْتهى مَا ذكره السيرافي.
وَذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النَّحْوِيين، وَقَالَ: قَالَ أَحْمد بن سَلمَة: كَانَ حَمَّاد بن سَلمَة يمر بالْحسنِ الْبَصْرِيّ فِي الْجَامِع فيدعه، وَيذْهب إِلَى أَصْحَاب الْعَرَبيَّة يتَعَلَّم مِنْهُم.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ إِمَامًا رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة فصيحا بليغا، كَبِير الْقدر، صَاحب سنة، شَدِيدا على المبتدعة، زاهدا حجَّة، روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة.(1/548)
وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة، فَقَالَ بَعضهم:
(يَا طَالب النَّحْو أَلا فابكه ... بعد أبي عَمْرو وَحَمَّاد)
1149 - حَمَّاد بن هُرْمُز أَبُو ليلى
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الأولى من اللغويين الْكُوفِيّين.
1150 - حنون بن إِسْحَاق - وَقيل ابْن الحكم - بن حنون
الْيَعْمرِي الأبذي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي، أَخذ عَن ابْن الْأَخْضَر.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مبرزا فِي علم الْعَرَبيَّة، حَافِظًا للغات، ذَاكِرًا للآداب، حسن الْخط، جيد الضَّبْط، تصدر لتدريس مَا عِنْده.
1151 - حيدرة الشِّيرَازِيّ ثمَّ الرُّومِي برهَان الدّين
كَانَ عَلامَة بالمعاني وَالْبَيَان والعربية، أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ وَشرح الْإِيضَاح للقزويني شرحا ممزوجا، وَقدم الرّوم وأقرأ.
وَمَات بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة.
أَخذ عَنهُ شَيخنَا الْعَلامَة مُحي الدّين الكافيجي، وَذكره لنا هُوَ وَغَيره.
1152 - حَيَّان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الله بن حَيَّان
ابْن فَرِحُونَ بن علم - بِفتْحَتَيْنِ - بن عبد الله بن مُوسَى بن مَالك بن حمدون بن حَيَّان الْأنْصَارِيّ الأوسي البلنسي الأروشي أَبُو الْبَقَاء.
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا لغويا أديبا شَاعِرًا، يُشَارك فِي الْكِتَابَة، حسن الْخط، متقن الضَّبْط، تَلا بالسبع على أبي الْحسن بن النِّعْمَة، وتأدب بِأبي الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الْخَيْر، وروى عَن ابْن أبي الْحسن بن نجبة. وناظر عِنْده فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ، وانتصب للإقراء بِجَامِع بلنسية.
وَمَات سنة تسع وسِتمِائَة.(1/549)
(حرف الْخَاء)
1153 - خَالِد بن كُلْثُوم الْكَلْبِيّ
قَالَ الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة: لغَوِيّ، نحوي، راوية، نسابة. لَهُ تصانيف، مِنْهَا أشعار الْقَبَائِل.
وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من اللغويين الْكُوفِيّين فِي طبقَة أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ.
1154 - خزعل - بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي -
ابْن عَسْكَر بن خَلِيل الْعَلامَة تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الشناني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ الصفي خَلِيل المراغي فِي مشيخته: هُوَ أحد الْقُرَّاء المعروفين، والفضلاء الْمَشْهُورين؛ عَالم باللغة والنحو، دخل بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا على أبي البركات بن الْأَنْبَارِي أَكثر مصنفاته وَعَاد فَقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق، وَأخذت كتبه، فَأَقَامَ بالقدس يقرئ الْقُرْآن والعربية زَمَانا، وانتفع بِهِ النَّاس، ثمَّ ذهب إِلَى دمشق وسكنها إِلَى أَن مَاتَ. وَذكر أَنه سمع من السلَفِي بلدانياته، وَحدث بهَا بقوله، وَلم يظفر بِسَمَاعِهِ، وَلَا نعلم لَهُ إِلَّا خيرا.
مَاتَ فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَذكر الصَّفَدِي أَنه أقعد فِي آخر عمره.(1/550)
وَقَالَ الْحَافِظ الرشيد الْعَطَّار: سألناه أَن ينشدنا شَيْئا من نظمه، فَقَالَ بديها:
(يَقُولُونَ أنشدنا من الشّعْر قِطْعَة ... فَقلت أمثلي ينشد السَّادة الشعرا)
(وَمن كَانَ مثلي فِي الحضيض مَحَله ... أينشد شعرًا من علا قصره الشعري!)
1155 - خُزَيْمَة بن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة الْأَسدي النَّحْوِيّ
من أهل الْحلَّة المزيدية،، قَالَ ابْن النجار: يُقَال: إِنَّه أول من انْتَشَر عَنهُ النَّحْو بِتِلْكَ الْبِلَاد، وَتخرج بِهِ جمَاعَة. وَله شعر.
1156 - خشاف الْكُوفِي
صَاحب اللُّغَة. مَاتَ سنة خمس وَسبعين وَمِائَة.
1157 - خصيب الْكَلْبِيّ الموروري
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا لغويا. وَله مُصَنف فِي اللُّغَة على نَحْو مُصَنف أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام، وَكَانَ أَشْيَاخ مورور يذكرُونَ أَن الفرانق كَانَ يَأْتِي من قرطبة من قبل أميرها إِلَيْهِ فيستفتيه فِي الْكَلِمَة من اللُّغَة وَالْمَسْأَلَة من الْعَرَبيَّة الَّتِي تحدث عِنْدهم، فَيُجِيبهُ عَنْهَا.
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من نحاة الأندلس.
1158 - الْخضر بن ثروان بن أَحْمد بن أبي عبد الله الثَّعْلَبِيّ
التوماثي - بِضَم الفوقانية وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا مُثَلّثَة - أَبُو الْعَبَّاس الفارقي الْجَزرِي النَّحْوِيّ الضَّرِير.(1/551)
قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: ولد بالجزيرة، وَنَشَأ بميافارقين، وَأَصله من توماثا. وَكَانَ عَالما بالنحو مقرئا فَاضلا، أديبا عَارِفًا، حسن الشّعْر، كثير الْمَحْفُوظ. قَرَأَ اللُّغَة على ابْن الجواليقي والنحو على ابْن الشجري، وَالْفِقْه على أبي الْحسن الآبنوسي، وَكَانَ بِبَغْدَاد.
وَله محفوظات كَثِيرَة؛ مِنْهَا الْمُجْمل، وَشعر الهذليين، وَشعر رؤبة وَذي الرمة. لَقيته بمرو وسرخس ونيسابور فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَسَأَلته عَن مولده، فَقَالَ: سنة خمس وَخَمْسمِائة.
وأنشدنا لنَفسِهِ:
(كتبت وَقد أودى بمقلتي البكا ... وَقد ذاب من شوق إِلَيْك سرادها)
(فَمَا وَردت لي نحوكم من رِسَالَة ... وحقكم إِلَّا وَذَاكَ سوادها)
1159 - الْخضر بن رضوَان بن أَحْمد العذري الغرناطي أَبُو الْحسن
النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
كَانَ نحويا فَقِيها حَافِظًا مقرئا، مَوْصُوفا بالنزاهة، فَاضلا حاذقا. أَخذ عَن عَليّ بن الباذش وَغَيره، وروى عَنهُ أَبُو عبد الله النمري الْحَافِظ. وأقرأ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَأخذ عَنهُ النَّاس كثيرا.
وَمَات فِي حَيَاة شَيْخه ابْن الباذش سَابِع عشر شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة. ذكر ذَلِك ابْن الزبير وَابْن عبد الْملك.(1/552)
1160 - خطاب بن مسلمة بن مُحَمَّد بن سعيد بن بترى بن إِسْمَاعِيل
ابْن سُلَيْمَان بن منتقم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله أَبُو الْمُغيرَة الْإِيَادِي
قَالَ ابْن الْفَرْض: كَانَ بَصيرًا بالنحو والغريب، حَافِظًا للرأي، نبيلا مجاب الدعْوَة، زاهدا من الأبدال. سمع من أَحْمد بن خَالِد، وَأسلم بن عبد الْعَزِيز وَغير وَاحِد، وَحج فَسمع بِمصْر من أَحْمد بن مَسْعُود الزبيرِي النَّحْوِيّ وَأبي جَعْفَر النّحاس وَابْن الْورْد، وبمكة من ابْن الْأَعرَابِي.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة. ومولده سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
1161 - خطاب بن يُوسُف بن هِلَال الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر الماردي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من جلة النُّحَاة ومحققيهم والمتقدمين فِي الْمعرفَة بعلوم اللِّسَان على الْإِطْلَاق، روى عَن أبي عبد الله بن الفخار وَأبي عمر أَحْمد بن الْوَلِيد وهلال بن عريب، وروى عَنهُ ابناه: عبد الله وَعمر، وَأَبُو الحزم الْحسن بن مُحَمَّد بن غليم، وتصدر لإقراء الْعَرَبيَّة طَويلا، وصنف فِيهَا.
وَاخْتصرَ الزَّاهِر لِابْنِ الْأَنْبَارِي. وَله حَظّ من قرض الشّعْر.
مَاتَ بعد الْخمسين والأربعمائة.
قلت: وَهُوَ صَاحب كتاب الترشيح؛ ينْقل عَنهُ أَبُو حَيَّان وَابْن هِشَام كثيرا.(1/553)
1162 - خلف الْأَحْمَر الْبَصْرِيّ أَبُو مُحرز بن حَيَّان
مولى بِلَال بن أبي بردة. كَانَ راوية ثِقَة، عَلامَة، يسْلك مَسْلَك الْأَصْمَعِي وَطَرِيقه، حَتَّى قيل: هُوَ معلم الْأَصْمَعِي، وَهُوَ والأصمعي فتقا الْمعَانِي، وأوضحا الْمذَاهب، وَبينا المعالم. وَكَانَ الْأَخْفَش يَقُول: لم يدْرك أحدا أعلم بالشعر من خلف الْأَحْمَر والأصمعي.
وَقَالَ أَبُو الطّيب: كَانَ خلف يصنع الشّعْر وينسبه إِلَى الْعَرَب؛ فَلَا يعرف، ثمَّ نسك. وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن كل لَيْلَة، وبذل لَهُ بعض الْمُلُوك مَالا عَظِيما على أَن يتَكَلَّم فِي بَيت شعر شكوا فِيهِ، فَأبى ذَلِك.
وصنف: جبال الْعَرَب وَمَا قيل فِيهَا من الشّعْر. وَله ديوَان شعر حمله عَنهُ أَبُو نواس.
وَمَات فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة.
1163 - خلف بن أَفْلح أَبُو الْقَاسِم الطرطوشي
مولى بني ميشر. قَالَ ابْن الزبير. مقرئ نحوي، أَخذ الْقرَاءَات على أبي عَمْرو الداني الْحَافِظ، روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سعدون الوشقي.
1164 - خلف بن سلمَان بن عمرون الْبَزَّار الصنهاجي
ثمَّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْقَاسِم
وَيُقَال لَهُ نفَيْل. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا لغويا، شَاعِرًا. كتب عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَغَيره، وَكَانَ حسن الْخط، ولي قَضَاء شذونة والجزيرة، وَمَات بقرطبة لَيْلَة الِاثْنَيْنِ، سلخ ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة.(1/554)
1165 - خلف بن طازنك - بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد النُّون الْمَفْتُوحَة -
مَسْعُود الدولة النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره فِي الْمغرب والخريدة، وَقَالَ: كَانَ مقدم الشُّعَرَاء فِي أَيَّام الْأَفْضَل بن أَمِير الجيوش.
وَمن شعره:
(مَا أطاقوا تَأمل الْجَيْش حَتَّى ... كحلت كل مقلة بسنان)
(غنت الْبيض فِي طلاهم غناء ... مَا سمعناه فِي كتاب الأغاني)
1166 - خلف بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الغافقي القبثوري
- بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْمُوَحدَة وَضم الْمُثَلَّثَة - الإشبيلي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ لَهُ معرفَة بالنحو واللغة.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ لَهُ بَاعَ مديد فِي الترسل وَالنّظم، مَعَ التَّقْوَى وَالْخَيْر.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: قَرَأَ على الدباج الْقرَاءَات، وَكتب سِيبَوَيْهٍ، وروى بِالْإِجَازَةِ عَن النجيب وَغَيره، وَكتب لأمير سبتة، وَحدث وَحج مرَّتَيْنِ.
ولد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة، وَمَات فِي الْمَدِينَة فِي أَوَائِل سنة أَربع وَسَبْعمائة.
وَله:
(رجوتك يَا رَحْمَن إِنَّك خير من ... رجاه لغفران الجرائم مرتج)
(فرحمتك الْعُظْمَى الَّتِي لَيْسَ بَابهَا ... - وحاشاك - فِي وَجه الْمُسِيء بمرتج)
1167 - خلف بن عمر الشقري البلنسي أَبُو الْقَاسِم الْأَخْفَش
وَهُوَ ثَالِث الأخفشين من النُّحَاة. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ ماهرا فِي الْعرُوض، وَكَانَ لملازمته النّسخ رُبمَا أشكل عَلَيْهِ بعض الْأَلْفَاظ فَأَنف من الْجَهْل، وسمت همته إِلَى تعلم(1/555)
الْعَرَبيَّة، فقرأها وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين، وبرع فِيهَا حَتَّى أقرأها. وَكَانَ حسن التفهيم والتلقين، وراقا محسنا ضابطا، روى عَنهُ ابْن عَزِيز.
وَمَات بعد السِّتين وَأَرْبَعمِائَة.
1168 - خلف بن فتح بن جودي الْقَيْسِي اليابري -
بتحتانية وَألف وباء مُوَحدَة مَضْمُومَة وَرَاء مُشَدّدَة أَبُو الْقَاسِم. كَانَ مقرئا نحويا حَافِظًا للْحَدِيث، حاذقا بِهِ غزير الرِّوَايَة، مقتفيا آثَار الصَّالِحين؛ روى عَن أبي طَالب مكي وَأبي عَبدة حسان بن مَالك.
وصنف شرح مُشكل الْجمل للزجاجي.
وَمَات عقب ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
ذكره ابْن الزبير وَابْن عبد الْملك. وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع فِي بِنَاء الْمصدر.
1169 - خلف بن الْمُخْتَار الأطرابلسي
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ صَاحب نَحْو ولغة. ولد سنة مِائَتَيْنِ وَخمْس عشرَة، وَتُوفِّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ.
1170 - خلف بن يعِيش بن سعيد بن أبي الْقَاسِم الأصبحي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا جَلِيلًا نحويا حاذقا، حسن التَّقْيِيد، ضابطا متقنا، روى عَن الأعلم الشنتمري وَأبي عَليّ الغساني، وَجَمَاعَة.(1/556)
1171 - خلف بن يُوسُف بن فرتون أَبُو الْقَاسِم بن الأبرش
الأندلسي الشنتريني النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الريحانة: كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة واللغة، لَهُ حَظّ من الْفَرَائِض؛ يستظهر كتاب سِيبَوَيْهٍ وأدب الْكتاب والمقتضب والكامل، روى عَن أبي عَليّ الغساني وَأبي الرّبيع الضَّرِير. يعرف بالبريطل وَابْن الباذش وَعَاصِم الْأَدَب، وَعنهُ أَبُو الْوَلِيد بن خيرة الْقُرْطُبِيّ، وَبِه تدرب فِي اللِّسَان، وَتخرج. وَكَانَ من أهل الزّهْد والانقطاع إِلَى الله تبَارك وَتَعَالَى، قانعا باليسير؛ لَا يدْخل فِي ولَايَة، وَلَا يقبل على إقراء فِي جَامع وَلَا إِمَامَة، ودعى إِلَى الْقَضَاء فَأَنف مِنْهُ وأبى، وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من الحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين.
مَاتَ بقرطبة فِي ذِي الْقعدَة سنة خَمْسمِائَة وثنتين وَثَلَاثِينَ.
وَمن شعره يرثي جميلا غرق:
(الْحَمد لله على كل حَال ... قد أطفأ المَاء سراج الْجمال)
(أطفأه مَا كَانَ محبا لَهُ ... قد يُطْفِئ الزَّيْت ضِيَاء الذبال)
وَله:
(لَو لم يكن لي آبَاء أسود بهم ... وَلم يثبت رجال الغرب لي شرفا)
(وَلم أنل عِنْد ملك الْعَصْر منزلَة ... لَكَانَ فِي سِيبَوَيْهٍ الْفَخر لي وَكفى)
(فَكيف علم ومجد قد جمعتهما ... وكل مُخْتَلف فِي مثل ذَا وَقفا)
1172 - الْخَلِيل بن أَحْمد بن عَمْرو بن تَمِيم الفراهيدي الْبَصْرِيّ
أَبُو عبد الرَّحْمَن
صَاحب الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض. قَالَ السيرافي: كَانَ الْغَايَة فِي اسْتِخْرَاج مسَائِل النَّحْو وَتَصْحِيح الْقيَاس فِيهِ؛ وَهُوَ أول من استخرج الْعرُوض، وَحصر أشعار الْعَرَب بهَا، وَعمل أول كتاب الْعين الْمَعْرُوف الْمَشْهُور الَّذِي بِهِ يتهيأ ضبط اللُّغَة. وَكَانَ من الزهاد فِي الدُّنْيَا، والمنقطعين إِلَى الْعلم؛ ويروى عَنهُ أَنه قَالَ: إِن لم تكن هَذِه الطَّائِفَة أَوْلِيَاء فَلَيْسَ لله ولي.(1/557)
وَوجه إِلَيْهِ سُلَيْمَان بن عَليّ من الأهواز - وَكَانَ واليها - يلْتَمس مِنْهُ الشخوص إِلَيْهِ وتأديب أَوْلَاده، فَأخْرج الْخَلِيل إِلَى رَسُوله خبْزًا يَابسا وَقَالَ: مَا عِنْدِي غَيره، وَمَا دمت أَجِدهُ فَلَا حَاجَة لي سُلَيْمَان، فَقَالَ الرَّسُول: فَمَاذَا أبلغه عَنْك؟ فَأَنْشَأَ يَقُول:
(أبلغ سُلَيْمَان أَنِّي عَنْك فِي سَعَة ... وَفِي غنى غير أَنِّي لست ذَا مَال)
(سخي بنفسي أَنِّي لَا أرى أحدا ... يَمُوت هزلا وَلَا يبْقى على حَال)
وَكَانَ يَقُول الشّعْر، فَمِنْهُ:
(لَو كنت تعلم مَا أَقُول عذرتني ... أَو كنت تجْهَل مَا أَقُول عذلتكا)
(لَكِن جهلت مَقَالَتي فعذلتني ... وَعلمت أَنَّك جَاهِل فعذرتكا)
وَمِنْه:
(وقبلك داوى الْمَرِيض الطَّبِيب ... فَعَاشَ الْمَرِيض وَمَات الطَّبِيب)
(فَكُن مستعدا لدار الفناء ... فَإِن الَّذِي هُوَ آتٍ قريب)
وَهُوَ أستاذ سِيبَوَيْهٍ، وَعَامة الْحِكَايَة فِي كِتَابه عَنهُ؛ وَكلما قَالَ سِيبَوَيْهٍ: " وَسَأَلته " أَو " قَالَ " من غير أَن يذكر قَائِله فَهُوَ الْخَلِيل. انْتهى مَا ذكره السيرافي.
وَقَالَ غَيره: روى عَن أَيُّوب وَعَاصِم الْأَحول وَغَيرهمَا، وَأخذ عَنهُ سِيبَوَيْهٍ والأصمعي وَالنضْر بن شُمَيْل؛ وَكَانَ خيرا متواضعا، ذَا زهد وعفاف، يُقَال: إِنَّه دَعَا بِمَكَّة أَن يرزقه الله تَعَالَى علما لم يسْبق لَهُ، فَرجع وَفتح عَلَيْهِ بالعروض.
وَكَانَت لَهُ معرفَة بالإيقاع وَالنّظم، وَهُوَ الَّذِي أحدث لَهُ علم الْعرُوض، فَإِنَّهُمَا متقاربان فِي المأخذ.
وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: أَقَامَ الْخَلِيل فِي خص بِالْبَصْرَةِ لَا يقدر على فلسين وتلامذته يَكْسِبُونَ بِعِلْمِهِ الْأَمْوَال.
وَكَانَ آيَة فِي الذكاء، وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ: لم يكن فِي الْعَرَبيَّة بعد الصَّحَابَة أذكى مِنْهُ.
وَكَانَ يحجّ سنة، ويغزو سنة.(1/558)
وَيُقَال: إِنَّه كَانَ عِنْد رجل دَوَاء لظلمة الْعين ينْتَفع بِهِ النَّاس، فَمَاتَ وَاحْتَاجَ النَّاس إِلَيْهِ، فَقَالَ الْخَلِيل: أَله نُسْخَة مَعْرُوفَة؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهَل لَهُ آنِية كَانَ يعمله فِيهَا؟ قَالُوا: نعم، قَالَ: جيئوني بهَا، فجاءوه، فَجعل يشم الْإِنَاء، وَيخرج نوعا نوعا، حَتَّى أخرج خَمْسَة عشر نوعا، ثمَّ سُئِلَ عَن جمعهَا ومقدارها، فَعرف ذَلِك، فعمله وَأَعْطَاهُ النَّاس فانتفعوا بِهِ، ثمَّ وجدت النُّسْخَة فِي كتب الرجل، فوجدوا الأخلاط سِتَّة عشر خلطا، كَمَا ذكر الْخَلِيل لم يفته مِنْهَا إِلَّا خلط وَاحِد. وَهُوَ أول من جمع حُرُوف المعجم فِي بَيت وَاحِد وَهُوَ:
(صف خلق خود كَمثل الشَّمْس إِذْ بزغت ... يحظى الضجيع بهَا نجلاء معطار)
وَمن كَلَامه: ثَلَاثَة تنسيني المصائب: مر اللَّيَالِي، وَالْمَرْأَة الْحَسْنَاء، ومحادثات الرِّجَال.
والفراهيدي نِسْبَة إِلَى فراهيد بن مَالك بن فهم بن عبد الله بن مَالك بن مُضر بن الأزد. وَيُقَال لَهُ أَيْضا: فرهودي، وَهُوَ وَاحِد الفراهيد.
وَأَبوهُ أول من سمي أَحْمد بعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
(شرح حَال الْكتاب الْمُسَمّى بِالْعينِ)
اخْتلف النَّاس فِي نسبته إِلَى الْخَلِيل، فَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: لَيْسَ لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ لليث ابْن نصر بن سيار، وَقيل: عمل الْخَلِيل مِنْهُ قِطْعَة من أَوله إِلَى كتاب الْعين، وكمله اللَّيْث، لِأَن أَوله لَا يُنَاسب آخِره، وَهَذَا قد تقدم فِي قَول السيرافي.
وَقيل: بل أكمله، وَإنَّهُ بدأه بسياق مخارج الْحُرُوف، ثمَّ بإحصاء أبنية الْأَشْخَاص وأمثلة أَحْدَاث الْأَسْمَاء، فَذكر أَن مبلغ عدد أبنية كَلَام الْعَرَب الْمُسْتَعْمل والمهمل على مراتبها الْأَرْبَع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تَكْرِير اثْنَا عشر ألف ألف وثلثمائة ألف وَخَمْسَة عشر ألف وَأَرْبَعمِائَة وَاثنا عشر، الثنائي سَبْعمِائة وَسِتَّة وَخَمْسُونَ، والثلاثي تِسْعَة عشر ألفا وسِتمِائَة وَخَمْسُونَ، والرباعي أَرْبَعمِائَة ألف وَأحد وَتسْعُونَ ألفا وَأَرْبَعمِائَة، والخماسي أحد عشر ألف ألف وَسَبْعمائة وَثَلَاثَة وَتسْعُونَ ألفا وسِتمِائَة: ذكر ذَلِك حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب الموازنة فِيمَا نَقله عَنهُ المؤرخون.(1/559)
وَهَذَا صَرِيح فِي إِنَّه أكمله.
وَقَالَ ابْن المعتز: كَانَ الْخَلِيل مُنْقَطِعًا إِلَى اللَّيْث فِيمَا صنفه وَخَصه بِهِ، فحظى عِنْده جدا، وَوَقع عِنْده موقعا عَظِيما، ووهب لَهُ مائَة ألف، وَأَقْبل على حفظه وملازمته، فحفظ مِنْهُ النّصْف، وَاتفقَ أَنه اشْترى جَارِيَة نفيسة، فغارت ابْنة عَمه، وَقَالَت: وَالله لأغيظنه، وَإِن غظته فِي المَال لَا يُبَالِي، وَلَكِنِّي أرَاهُ مكبا ليله ونهاره على هَذَا الْكتاب، وَالله لأفجعنه بِهِ. فَأَحْرَقتهُ؛ فَلَمَّا علم اشْتَدَّ أسفه؛ وَلم يكن عِنْد غَيره مِنْهُ نُسْخَة. وَكَانَ الْخَلِيل قد مَاتَ، فأملى النّصْف من حفظه، وَجمع عُلَمَاء عصره، وَأمرهمْ أَن يكملوه على نمطه، وَقَالَ لَهُم: مثلُوا واجتهدوا، فعملوا هَذَا التصنيف الَّذِي بأيدي النَّاس.
وللخليل من التصانيف غير الْعين: كتاب النعم، الْجمل، الْعرُوض، الشواهد، النقط والشكل، كتاب فَائت الْعين، كتاب الْإِيقَاع.
توفّي الْخَلِيل سنة خمس وَسبعين وَمِائَة، وَقيل: سنة سبعين، وَقيل سِتِّينَ، وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة. وَسبب مَوته أَنه قَالَ: أُرِيد أَن أعمل نوعا من الْحساب، تمْضِي بِهِ الْجَارِيَة إِلَى القَاضِي فَلَا يُمكنهُ أَن يظلمها، فَدخل الْمَسْجِد وَهُوَ يعْمل فكره، فصدمته سَارِيَة وَهُوَ غافل فانصدع وَمَات.
ورئي فِي النّوم فَقيل لَهُ: مَا صنع الله بك؟ فَقَالَ: أَرَأَيْت مَا كُنَّا فِيهِ! لم يكن شَيْئا، وَمَا وجدت أفضل من سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.
1173 - خَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك بن خلف بن مُحَمَّد
ابْن عبد الله السكونِي
من أهل لبلة أَبُو الْحسن، وَأَبُو مُحَمَّد. قَالَ ابْن الزبير وَابْن عبد الْملك وَغَيرهمَا: كَانَ من ذَوي الْبيُوت العلمية، فَقِيها حَافِظًا مقرئا، متقنا نحويا ماهرا ورعا، فاضلاا، بارعا فِي نظمه ونثره، زاهدا، تَلا على ابْن الْأَخْضَر، وروى عَنهُ وتأدب بِهِ وبابن أبي الْعَافِيَة.
وَهُوَ من بَيت علم وَدين وَفقه، سَوَاء فِي ذَلِك رِجَالهمْ وَنِسَاؤُهُمْ وخدمهم.(1/560)
أَقرَأ بلبلة الْقُرْآن والنحو واللغة والْحَدِيث، وَأم بجامعها. وَكَانَ يُؤثر الخمول، وَطلب للْقَضَاء ففر، فَوجه إِلَيْهِ فارسان فأدركاه، فَدفع إِلَيْهِمَا دَرَاهِم ووعدهما بجزيل الْأجر إِن تركاه، ففعلا، وَنَجَا بِنَفسِهِ. وَطلب مرّة أُخْرَى فَأجَاب، ثمَّ رغب وألح فِي الاستعفاء فَترك.
وَكَانَ من كبار من جمع الله لَهُ الْعلم وَالْعَمَل، وَله أَمْلَاك ورثهَا قنع بهَا، وَرُبمَا اسْتَعَانَ بكتب الْوَثِيقَة على طَريقَة لَا تخرجه عَن ورعه، وَلَا تقدح فِي زهده وفضله.
وروى عَنهُ ابْنه الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس.
وَمَات بلبلة ثَانِي رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَقد ناهز الثَّمَانِينَ.
1174 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ
أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي
قَالَ الْحَاكِم: سمع عبد الله بن الْمُبَارك، وروى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب.
1175 - خَمِيس بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن
أَبُو الْكَرم الوَاسِطِيّ الْحَوْزِيِّ - بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة - الْحَافِظ النَّحْوِيّ
كَذَا وَصفه ياقوت فِي عدَّة مَوَاضِع من مُعْجَمه، وَقَالَ: لَهُ أَمْثَال.
روى عَنهُ السلَفِي.
وَقَالَ الصَّفَدِي: جمع بَين حفظ الْقُرْآن وَعلمه، والْحَدِيث وَحفظه وَمَعْرِفَة رِجَاله، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي وقته بواسط.
مَاتَ سنة عشر وخمسائة.
وَله:
(تركت مقالات الْكَلَام جَمِيعهَا ... لمبتدع يَدْعُو بِهن إِلَى الردى)
(ولازمت أَصْحَاب الحَدِيث لأَنهم ... دعاة إِلَى سبل المكارم وَالْهدى)
(وَهل ترك الْإِنْسَان فِي الدّين غَايَة ... إِذا قَالَ قلدت النَّبِي مُحَمَّدًا!)(1/561)
(حرف الدَّال)
1176 - دَاوُد بن أَحْمد بن دَاوُد الغافقي الخضراوي أَبُو سُلَيْمَان
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا، درس الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ زَمَانا، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة حَسَنَة فِي غير ذَلِك من المعارف.
روى عَن أبي بكر بن خير وَأبي عبد الله بن أَحْمد القباعي وَأبي الْقَاسِم السُّهيْلي. مَاتَ بِبَلَدِهِ قبل سِتّمائَة.
1177 - دَاوُد بن عمر بن إِبْرَاهِيم الشاذلي الإسكندري
قَرَأت بِخَط الشَّيْخ كَمَال الدّين وَالِد شَيخنَا الشمني: من الْأَئِمَّة الراسخين، تفقه على مَذْهَب مَالك، لَهُ فنون عديدة، وتصانيف مفيدة. صحب الشَّيْخ تَاج الدّين بن عَطاء الله، وَأخذ عَنهُ طَرِيق التصوف، وَكَانَ يتَكَلَّم على طَرِيق الْقَوْم.
صنف: مُخْتَصر التَّلْقِين للْقَاضِي عبد الْوَهَّاب فِي الْفِقْه، مُخْتَصر الْجمل للزجاجي، بديع. وَله كتاب فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بالإسكندرية سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
1178 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن صَالح النَّحْوِيّ الْمروزِي أَبُو الفوارس
كَذَا ذكره ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر، وَقَالَ: قدم مصر وَمَات بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من اللغويين الْكُوفِيّين.(1/562)
1179 - دَاوُد بن الْهَيْثَم بن إِسْحَاق بن البهلول بن حسان بن سِنَان
أَبُو سعد التنوخي الْأَنْبَارِي الْكُوفِي
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ نحويا لغويا، حسن الْعلم بالعروض واستخراج المعمى، فصيحا كثير الْحِفْظ للنحو واللغة وَالْأَدب وَالْأَخْبَار والأشعار.
وَله الشّعْر الْجيد. أَخذ عَن ابْن السّكيت وثعلب، وَسمع من جده إِسْحَاق وَعمر ابْن شبة، وَعنهُ ابْن الْأَزْرَق وَجَمَاعَة.
وَله كتاب فِي النَّحْو على مَذْهَب الْكُوفِيّين، وَآخر فِي خلق الْإِنْسَان، وَغير ذَلِك.
مَاتَ بالأنبار سنة سِتّ عشرَة وثلثمائة، وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة.
1180 - دَاوُد بن ديزيد أَبُو سُلَيْمَان الغرناطي السَّعْدِيّ
من أهل قلعة يحصب. قَالَ ابْن الزبير: بَقِيَّة النُّحَاة بالأندلس. الْأُسْتَاذ الْفَاضِل، الْوَرع الزَّاهِد، صدر النَّحْوِيين فِي عصره، وَبَقِيَّة الزهاد فِي دهره.
روى عَن ابْن الباذش وَأخذ عَنهُ، ولازمه إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ أجل أَصْحَابه، وتصدر للإقراء فِي حَيَاته، وَكَانَ يجله ويؤثره بطَائفَة من طلبته، وَكتب لَهُ إجَازَة طنانة، وَصفه فِيهَا بالتحقيق وجلالة الْمرتبَة فِي الْعَرَبيَّة، وَقد ذكرنَا عيونها فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة، ويستفتح مَجْلِسه بِأم الْقُرْآن تبركا، وَيسمع الحَدِيث فِي رَمَضَان بَدَلا من كتب الْأَشْعَار.
وَكَانَ غزير الدمعة، كثير الخشية عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن والْحَدِيث، وَكَانَ يَأْكُل الشّعير، وَلم يَأْكُل لَحْمًا من الْفِتْنَة الأولى لأجل الْمَغَانِم والمكاسب. انْتقل من غرناطة إِلَى باغة من أجل أَن السُّلْطَان دَعَاهُ لإقراء بنيه، فَقَالَ: وَالله لَا أهنت الْعلم، وَلَا مشيت بِهِ إِلَى الديار،(1/563)
ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة، وَكَانَ يسْأَل الله تَعَالَى الْمَوْت بهَا، فَمَاتَ بهَا سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة. ومولده بعد الثَّمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِيَسِير.
وَكَانَ آخر النُّحَاة بغرناطة والزهاد بهَا، روى عَنهُ ابْن خروف وَغَيره.
1181 - دحمان بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن دحمان بن عُثْمَان
ابْن مطرف بن الْغمر بن مرغم بن ذبيان بن فتوح بن نصر الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو عَامر
قَالَ ابْن الزبير: مقرئ نحوي. روى عَن النَّحْوِيّ أبي مَرْوَان بن مجير الْبكْرِيّ، وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات، وَحدث عَنهُ ابْنه أَبُو بكر عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ.(1/564)
(حرف الذَّال)
1182 - ذُو الفقار بن مُحَمَّد بن أشرف بن مُحَمَّد أَبُو جَعْفَر الْعلوِي
الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: نحوي سمع بِبَغْدَاد من الكاشغري وَابْن الخازن، ودرس بالمستنصرية.
ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَمَات فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ.(1/565)
(حرف الرَّاء)
1183 - ربيع أبي الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْأَشْعَرِيّ
الْقُرْطُبِيّ أَبُو سُلَيْمَان
قَالَ ابْن الزبير وَابْن عبد الْملك: كَانَ حَافِظًا للغة، ذَاكِرًا للآداب، مُحدثا مكثرا صَالحا نزها ضابطا متقنا عَن أَبِيه وَابْن بشكوال، وتلا على أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الشراط، وتأدب بِأبي بكر غَالب بن أبي الْقَاسِم الشراط، وَولي قَضَاء قرطبة.
وَكَانَ وجيها بِبَلَدِهِ، من ذَوي الْبيُوت الشهيرة الْفضل.
ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بإشبيلية سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1184 - ربيع بن مُحَمَّد الْكُوفِي عفيف الدّين
لَهُ شرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد، رَأَيْت خطه عَلَيْهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
1185 - ربيعَة بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الله بن يحيى بن نزار اليمني
الْحَضْرَمِيّ الذمارِي أَبُو نزار
قَالَ الخزرجي: كَانَ إِمَامًا عَالما، حَافِظًا عَارِفًا باللغة، أديبا أريبا شَاعِرًا، حسن الْخط، دينا ورعا كثير التِّلَاوَة والتعبد والانفراد. رَحل إِلَى خُرَاسَان، وَسمع مِنْهُ خلق.
ولد سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة. وَمَات فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وسِتمِائَة.(1/566)
ذكره السُّبْكِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَقَالَ: سمع عَن السلَفِي وَخلق، وَعنهُ الْمُنْذِرِيّ وَابْن خَلِيل وَجَمَاعَة.
أنْشد لَهُ القوصي فِي مُعْجَمه، قَالَ: أنشدنا أَبُو نزار لنَفسِهِ:
(بِبَيْت لهيا بساتين مزخرفة ... كَأَنَّهَا سرقت من دَار رضوَان)
(أجرت جداوله ذوب اللجين على ... حَصْبًا من الدّرّ مخلوط بعقيان)
(وَالطير تهتف فِي الأغصان صادحة ... كضاربات مَزَامِير وعيدان)
(وَبعد هَذَا لِسَان الْحَال قائلة ... مَا أطيب الْعَيْش من أَمن وإيمان)
1186 - رضوَان بن حجر الْأمَوِي الغرناطي أَبُو النَّعيم
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالنحو وَالْأَدب وَالْفِقْه، وَكَانَ النَّحْو يغلب عَلَيْهِ.
مَاتَ بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
1187 - رضوَان بن عبد الله البلنسي أَبُو الْمجد
قَالَ ابْن مَكْتُوم: قَالَ أَبُو حَيَّان: كَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النَّحْو واللغة وَالْأَدب.
1188 - الرضي الإِمَام الْمَشْهُور
صَاحب شرح الكافية لِابْنِ الْحَاجِب، الَّذِي لم يؤلف عَلَيْهَا - بل وَلَا فِي غَالب كتب النَّحْو - مثلهَا، جمعا وتحقيقا، وَحسن تَعْلِيل. وَقد أكب النَّاس عَلَيْهِ، وتداولوه وَاعْتَمدهُ شُيُوخ هَذَا الْعَصْر فَمن قبلهم، فِي مصنفاتهم ودروسهم، وَله فِيهِ أبحاث كَثِيرَة مَعَ النُّحَاة، واختيارات جمة، ومذاهب ينْفَرد بهَا؛ ولقبه نجم الْأَئِمَّة، وَلم أَقف على اسْمه وَلَا على شَيْء من تَرْجَمته؛ إِلَّا أَنه فرغ من تأليف هَذَا الشَّرْح سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.(1/567)
وَأَخْبرنِي فِي صاحبنا المؤرخ شمس الدّين بن عزم بِمَكَّة، أَن وَفَاته سنة أَربع وَثَمَانِينَ، أَو سِتّ. الشَّك مني.
وَله شرح على الشافية.
1189 - رفيع بن سَلمَة الْمَعْرُوف بدماذ
ذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النُّحَاة وَالشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة فَقَالَ: كَانَ كَاتب أبي عُبَيْدَة، وأوثق النَّاس عَنهُ، سمع مِنْهُ الْمَازِني.
1190 - روح بن أَحْمد بن يُوسُف الجذامي
أَبُو زرْعَة الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن هود
كَانَ عَارِفًا بالفقه، مبرزا فِي النَّحْو، رَيَّان من الْأَدَب، فَاضلا صينا، عدلا تَامّ الْمُرُوءَة، تأدب بِابْن الشراط أبي الْقَاسِم، وتلا عَلَيْهِ.
وَمَات فِي تَاسِع عشرى ربيع الأول سنة عشْرين وسِتمِائَة عَن خمس وَسِتِّينَ. ذكره ابْن الزبير.(1/568)
(حرف الزَّاي)
1191 - الشَّيْخ زَاده شيخ الشيخونية العجمي
قَالَ ابْن حجر: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق والكشاف، وَله اقتدار على حل المشكلات من هَذِه الْعُلُوم. قدم من بِلَاده إِلَى حلب، ثمَّ الْقَاهِرَة، وَولي مشيخة الشيخونية، فَأَقَامَ مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن ضعف فطال ضعفه، فشنع عَلَيْهِ الْكَمَال بن العديم؛ أَنه خرف، ووثب على الْوَظِيفَة وَاسْتقر فِيهَا بالجاه، فتألم لذَلِك هُوَ وَولده مَحْمُود.
وَمَات عَن قرب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة.
1192 - أَبُو زرْعَة الْفَزارِيّ
ذكره الزبيدِيّ وَالشَّيْخ مجد الدّين، فَقَالَا: لغَوِيّ. لم نقف على اسْمه.
1193 - زَكَرِيَّا بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد
ابْن عمر اللحياني الهنتاني
صَاحب تونس. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، قد أتقن الْعَرَبيَّة، واطلع على غوامض الْمعَانِي الأدبية، ونظم الشّعْر، وأتى فِيهِ بِالسحرِ، ووزر لِابْنِ عَمه الْمُسْتَنْصر مُدَّة، ثمَّ ملك سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة، ثمَّ خلع، ثمَّ حج سنة ثَمَانِي عشرَة وَسَبْعمائة. وَاجْتمعَ بالتقي بن تَيْمِية، وَرجع إِلَى تونس، وَقد مَاتَ صَاحبهَا، فملكوه، ولقب الْقَائِم بِأَمْر الله، فَوَثَبَ عَلَيْهِ قرَابَته أَبُو بكر، فرفض الْملك. وَسَار إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة، ومولده بتونس سنة نَيف وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.(1/569)
1194 - زنبور بن يعسوب الْحَضْرَمِيّ أَبُو شبوة
قَالَ ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته: نحوي من أَصْحَاب ابْن الطراوة، لَهُ كَلَام مَعَ الْحسن بن الباذش فِي مَسْأَلَة نحوية، نقضهَا عَلَيْهِ.
أفادني ذَلِك شَيخا أَبُو حَيَّان، وَلم يعرف من حَاله إِلَّا مَا ذكرته.
1195 - زنجي بن مثنى
ذكره الزبيدِيّ وَالشَّيْخ مجد الدّين فَقَالَا: كَانَ عَالما باللغة والعربية، مؤدبا لكثير من رجال السُّلْطَان.
1196 - زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن
ابْن سعيد بن عصمَة بن حمير بن الْحَارِث ذِي رعين الْأَصْغَر، الإِمَام تَاج الدّين أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ. النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُقْرِئ الْمُحدث الْحَافِظ.
ولد بِبَغْدَاد سنة عشْرين وَخَمْسمِائة، وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين، وأكمل الْقرَاءَات الْعشْر وَهُوَ ابْن عشر.
وَكَانَ أَعلَى الأَرْض إِسْنَادًا فِي الْقرَاءَات، قَالَ الذَّهَبِيّ: لَا أعلم أحدا من الْأَئِمَّة عَاشَ بعد مَا قَرَأَ الْقُرْآن ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة غَيره.
وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي مُحَمَّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط وَابْن الشجري وَابْن الخشاب، واللغة على موهوب الجواليقي، وَسمع الحَدِيث من أبي بكر بن عبد الْبَاقِي، وخلائق.
وَخرج لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر مشيخة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء.
وَقدم دمشق، ونال الحشمة الوافراة والتقدم، وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة. وَكَانَ حنبليا فَصَارَ حنفيا، وَتقدم فِي مَذْهَب أبي حنيفَة.
وَأفْتى ودرس وصنف وأقرأ الْقرَاءَات والنحو واللغة وَالشعر.(1/570)
وَكَانَ صَحِيح السماع، ثِقَة فِي النَّقْل، ظريفا فِي الْعشْرَة، طيب المزاح؛ قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة، وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَفْص بن القواص، ثمَّ أَبُو حَفْص العقيمي.
واستوزره فروخ شاه، ثمَّ اتَّصل بأَخيه تَقِيّ الدّين صَاحب حماة، واختص بِهِ، وَكَثُرت أَمْوَاله، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُعظم عِيسَى شَيْئا كثيرا من النَّحْو؛ ككتاب سِيبَوَيْهٍ وَشَرحه والإيضاح.
وَله: خزانَة كتب بالجامع الْأمَوِي، فِيهَا كل نَفِيس.
وَله حواش على ديوَان المتنبي، وحواش على خطب ابْن نباتة؛ أجَاب عَنْهَا الْمُوفق الْبَغْدَادِيّ.
توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة، وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَظِيم.
وَفِيه يَقُول تِلْمِيذه الشَّيْخ علم الدّين السخاوي، وَكَانَ يُبَالغ فِي وَصفه:
(لم يكن فِي عصر عَمْرو مثله ... وَكَذَا الْكِنْدِيّ فِي آخر عصر)
(وهما زيد وَعَمْرو إِنَّمَا ... بني النَّحْو على زيد وَعَمْرو)
وَمن شعر الْكِنْدِيّ:
(لامني فِي اخْتِصَار كتبي حبيب ... فرقت بَينه اللَّيَالِي وبيني)
(كَيفَ لي لَو أطلت، لَكِن عُذْري ... فِيهِ أَن المداد إِنْسَان عَيْني)
وَله - رَوَاهُ عَنهُ الرشيد الْعَطَّار:
(أرى الْمَرْء يهوى أَن تطول حَيَاته ... وَفِي طولهَا إرهاق ذل وإزهاق)
(تمنيت فِي شرخ الشبيبة أنني ... أعمر والأعمار لَا شكّ أرزاق)
(فَلَمَّا أَتَانِي مَا تمنيت سَاءَنِي ... من الْعُمر مَا قد كنت أَهْوى وأشتاق)
(عرتني أَعْرَاض شَدِيد مراسها ... على وهم لَيْسَ لي فِيهِ إفراق)
(وَهَا أَنا فِي إِحْدَى وَتِسْعين حجَّة ... لَهَا فِي إرعاد مخوف وإبراق)
(يخيل لي فكري إِذا كنت خَالِيا ... ركوبي على الْأَعْنَاق وَالسير إعناق)
(ويذكرني بعد النسيم وروحه ... حفائر يعلوها من الترب أطباق)
(يَقُولُونَ درياق لمثلك نَافِع ... وَمَا لي إِلَّا رَحْمَة الله درياق)(1/571)
وَمن نظم أبي الْيمن الْكِنْدِيّ:
(يَا سيف دين الله عش سالما ... فالدين مَا عِشْت بِهِ باره)
(وَدم لأهل الْعلم مَا دَامَت ... الدُّنْيَا فَأَنت الْعَالم الداره)
(إِن الَّذِي يسمو إِلَى نيل مَا ... شيدت من أكرومة واره)
(كم لَك عِنْد الرّوم من وقْعَة ... ذكرك فِي الدُّنْيَا بهَا جَاره)
(عففت إِلَّا عَن نفوس لَهُم ... أَنْت إِلَيْهَا أبدا شاره)
(وَكم لَهُم من مقلة طرفها ... للذل من أدمعه ماره)
(أَنْت بإذلال العدا حَيْثُمَا ... كَانُوا وإعزاز العدا غاره)
(كم تَشْتَكِي الْخَيل إِلَيْك السرى ... هَل أَنْت بالرفق لَهَا آره!)
(أنحلتها بالغزو حَتَّى اسْتَوَى ... فِي الأين مِنْهَا الْجذع والقاره)
(هذي قوافي الخالويهي لَا ... يطْرَح مِنْهَا لَفْظَة طاره)
(ألفها الْكِنْدِيّ طَوْعًا وَلنْ ... يَسْتَوِي الطائع والكاره)
(والخلعة الْحَسْنَاء حَقي على ... مَا قلته والمركب الفاره)
باره أَي مترجرج نعْمَة: دَاره براق. وواره: أَحمَق. وجاره: معلن. وشاره: من الشره. وماره: غير مكحل. وغاره: مغرى. وآره: مريح. والقاره: القارح. وطاره: طارح. والفاره؛ من صِفَات الْبَغْل وَالْحمار وَلَا يُوصف بِهِ الْفرس.
حضر التَّاج الْكِنْدِيّ فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة خمس وسِتمِائَة عِنْد الْوَزير وَحضر ابْن دحْيَة، فأورد ابْن دحْيَة حَدِيث الشفاعية؛ فَلَمَّا وصل إِلَى قَول الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء " فتح ابْن دحْيَة الهمزتين، فَقَالَ الْكِنْدِيّ: " وَرَاء وَرَاء "؛ بِضَم الهمزتين، فعسر ذَلِك على ابْن دحْيَة. وصنف فِي الْمَسْأَلَة كتابا سَمَّاهُ الصارم الْهِنْدِيّ فِي الرَّد على الْكِنْدِيّ، وَبلغ ذَلِك الْكِنْدِيّ، فَعمل مصنفا سَمَّاهُ نتف اللِّحْيَة من ابْن دحْيَة. وَورد على الْكِنْدِيّ سُؤال فِي الْفرق بَين " طَلقتك إِن دخلت الدَّار "، وَبَين " إِن دخلت الدَّار طَلقتك "؛ فألف فِي الْجَواب عَنهُ(1/572)
مؤلفا، فَرد عَلَيْهِ معِين الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن غَالب الْجَزرِي وَسَماهُ الِاعْتِرَاض المبدي بوهم التَّاج الْكِنْدِيّ.
1197 - زيد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان الحجري الْمَعْرُوف بالبارد
ذكره الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: لغَوِيّ أديب، رتب أَبْوَاب كتاب الْأَخْفَش.
وَقَالَ الزبيدِيّ وَابْن عبد الْملك: كَانَ ذَا حَظّ من الْعَرَبيَّة واللغة، ويقرض الشّعْر، وَهُوَ الَّذِي جمع الْأَبْوَاب فِي كتاب الْأَخْفَش، وَكَانَت مفرقة، فاقتدى بِهِ النَّاس. سمع من عبيد الله بن يحيى.
وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاثمِائَة.
1198 - زيد بن عَليّ بن عبد الله الْفَارِسِي أَبُو الْقَاسِم الْفَسَوِي
النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق وَابْن العديم فِي تَارِيخ حلب: كَانَ فَاضلا عَالما بِعلم اللُّغَة والنحو، عَارِفًا بعلوم كَثِيرَة.
شرح الْإِيضَاح، وحماسة أبي تَمام، وأقرأ النَّحْو بحلب، وروى بهَا الْإِيضَاح عَن أبي الْحُسَيْن بِابْن أُخْت الْفَارِسِي عَن خَاله، والْحَدِيث عَن ابْن نعيم الْهَرَوِيّ وَغَيره.
قَرَأَ على الشريف أبي البركات عمر بن إِبْرَاهِيم الْكُوفِي، وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر النَّحْوِيّ وَغَيره.
وَسكن دمشق، وأقرأ بهَا، وَمَات بطرابلس فِي ذِي الْحجَّة - وَقيل ذِي الْقعدَة - سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.(1/573)
1199 - زيد الْموصِلِي النَّحْوِيّ يعرف بمرزكة
بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الزَّاي وَتَشْديد الْكَاف. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ نحويا شَاعِرًا أديبا رَافِضِيًّا. وَله يرثي الْحُسَيْن:
(فلولا بكاء المزن حزنا لفقده ... لما جَاءَنَا بعد الْحُسَيْن غمام)
(وَلَو لم يشق اللَّيْل جلبابه أسى ... لما أنجاب من بعد الْحُسَيْن ظلام)
1200 - زين الدّين المالقي
كَذَا ذكره ابْن فضل الله فِي نحاة الْمغرب من المسالك، وَلم يذكر اسْمه، وَلَا أَبَاهُ، قَالَ: برع فِي النَّحْو وَالْأَدب، ورحل من الأندلس، وَحج وَقدم دمشق ووطنها، وَنزل على بني السريجي وامتدحهم. وَله نظم ونثر.(1/574)
(حرف السِّين)
1201 - ساتلين بن أرسلان أَبُو مَنْصُور التركي النَّحْوِيّ الْمَالِكِي
كَذَا ذكره الصَّفَدِي، وَقَالَ: لَهُ مُقَدّمَة فِي النَّحْو، توفّي بالقدس سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1202 - سَالم بن أَحْمد بن سَالم بن أبي الصَّقْر التَّمِيمِي أَبُو المرجي
الْحَاجِب الْمَعْرُوف بالمنتجب
النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي الْبَغْدَادِيّ. قَرَأَ عَلَيْهِ ياقوت، وَله معرفَة بالأدب، وَتفرد بالعروض.
لَهُ أرجوزة فِي النَّحْو، وَكتاب فِي الْعرُوض، وَكتاب فِي القوافي، وَكتاب فِي صناعَة الشّعْر.
وَسمع صَحِيح مُسلم من الْمُؤَيد الطوسي.
وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق، محبوبا للنَّاس.
مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة بِبَغْدَاد.
1203 - سَالم بن سَالم النَّحْوِيّ أَبُو عَمْرو
قَالَ فِي الْمغرب. من نحاة مالقة الْمَشْهُورين، كَانَ يقْرَأ فِيهَا الْعَرَبيَّة. وَله شعر.
1204 - سراج بن أَحْمد بن رَجَاء الْمرَادِي أَبُو الضَّوْء
لَهُ كتاب مُخْتَصر فِي شرح عويص المقامات قرئَ عَلَيْهِ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
ذكره ابْن مَكْتُوم.(1/575)
1205 - سراج بن عبد الْملك بن سراج أَبُو الْحُسَيْن بن أبي مَرْوَان
النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. قَالَ فِي الريحانة: هُوَ عَالم الأندلس فِي وقته، صحب أَبَاهُ نَحْو أَرْبَعِينَ سنة، وَاقْتصر فِي الرِّوَايَة عَلَيْهِ، وَكَانَ من أعلم النَّاس بالتصريف والاشتقاق، وَله حَظّ وافر من الْفَرَائِض، وَكَانَ من أكمل عصره مُرُوءَة، وَأَكْثَرهم صِيَانة، وأوسعهم مَالا، وأعظمهم جاها ومهابة، تَجْتَمِع إِلَيْهِ الْأَرْبَعُونَ وَالْخَمْسُونَ من مهرَة النُّحَاة كَابْن الباذش وَابْن الأبرش، وَكَانُوا إِلَيْهِ مفتقرين، لوقوفه على مواد النَّحْو وأشعار الْعَرَب ولغاتها وأخبارها.
روى عَنهُ أَبُو الْوَلِيد بن خيرة، وَالْقَاضِي عِيَاض.
وَمن شعره:
(لما تبوأ من فُؤَادِي منزلا ... وَغدا يُسَلط مقلتيه عَلَيْهِ)
(ناديته مسترحما من زفرَة ... أفضت بأسرار الضَّمِير إِلَيْهِ)
(رفقا بمنزلك الَّذِي تحتله ... يَا من يخرب بَيته بيدَيْهِ)
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة.
وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا:
(بَث الصَّنَائِع لَا تحفل بموقعها ... فِي آمل شكر الْمَعْرُوف أَو كفرا)
(كالغيث لَيْسَ يُبَالِي حَيْثُمَا انسكبت ... مِنْهُ الغمائم تربا كَانَ أَو حجرا)
1206 - سرج الغول
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: رجل من أهل مصر، عَالم باللغة يعرف بلقبه.
قَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان: كَانَ لَا يَقُول أحد شَيْئا من الشّعْر إِلَّا عرضه عَلَيْهِ.
وَكَانَ الشَّافِعِي يَقُول: يَا ربيع، ادْع لي سرجا فَيَأْتِي بِهِ فيذاكره ويناظره، ثمَّ يقوم سرج الغول، وَيَقُول: يَا ربيع، نحتاج أَن نستأنف طلب الْعلم.(1/576)
1207 - سعد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله
أَبُو عُثْمَان الجذامي الأندلسي الْبَيَانِي
النَّحْوِيّ الْمَالِكِي. روى عَنهُ الشّرف الدمياطي، وَقَالَ: رَأَيْته بِبَغْدَاد يقرئ النَّحْو.
وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن إياز، وَكَانَ الدمياطي بِبَغْدَاد فِي سنة خمسين وسِتمِائَة.
قلت: وَنقل عَنهُ تِلْمِيذه ابْن إياز فِي شرح الْفُصُول فِي مَوَاضِع عديدة، وَسَماهُ سعد الدّين، وَذكر أَنه شرح الجزولية.
وَمن نظمه ملغزا فِي " لدن غدْوَة " واختصاصها بنصبها:
(وَمَا لَفْظَة لَيست بِفعل وَلَا حرف ... وَلَا هِيَ مُشْتَقّ وَلَيْسَت بمصدر)
(وتنصب اسْما وَاحِدًا لَيْسَ غَيره ... لَهَا حَالَة مَعَه تبين لمخبر)
(ومنصوبها صدر لما هُوَ ضد مَا ... أَتَانَا لباسا فِي الْكتاب المطهر)
1208 - سعد بن الْحسن بن سُلَيْمَان بن التوراني
أَبُو مُحَمَّد الْحَرَّانِي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ تَاجِرًا يُسَافر إِلَى الشَّام ومصر وَالْعراق وخراسان. وَسكن بَغْدَاد، وجالس أَبَا مَنْصُور الجواليقي، وَأخذ عَنهُ، وَكَانَ يعرف النَّحْو جيدا. وَله نظم ونثر.
توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وتور: قَرْيَة على بَاب حران.
وَمن شعره:
(جَاءَت تسائل عَن ليلِي فَقلت لَهَا ... وَسورَة الْهم تمحو سيرة الجذل)
(ليلى بكفك فأغنى عَن سؤالك لي ... إِن بنت طَال وَإِن واصلت لم يطلّ)(1/577)
1209 - سعد بن خلف بن سعيد الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا فَاضلا، كريم الْعشْرَة، تصدر للإقراء بقرطبة وإسماع الحَدِيث وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة والآداب.
تَلا بالسبع على أبي الْقَاسِم بن النّحاس وَأبي الْأَصْبَغ بن خيرة، وَسمع أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا عَليّ الغساني وَأَبا مُحَمَّد بن عتاب وشريحا وَأَبا الْوَلِيد بن رشد. روى عَنهُ أَبُو عَليّ الْقُرْطُبِيّ.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي محرم أَو ربيع الأول.
وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ زاهدا، أَقرَأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب.
1210 - سعد بن خَلِيل بن سُلَيْمَان الرُّومِي المرزباني الْحَنَفِيّ
الشَّيْخ سعد الدّين
خَازِن الْكتب بالشيخونية، وَالْخَادِم الْكَبِير بهَا. كَانَ عَالما بارعا، فَاضلا عَلامَة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا.
قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ ركن الدّين عمر بن قديد وَغَيره، وَنقل عَنهُ أبحاثا فِي تعاليقه.
وَله تصانيف، مِنْهَا شرح القصارى فِي التصريف وَغَيره.
مَاتَ قَتِيلا بمدرسة رسْلَان بالمنشية، قَتله اللُّصُوص بسكين فِي بَطْنه، فِي حُدُود سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
وأنجب وَلَده الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد، فَكَانَ لَهُ معرفَة حَسَنَة بالفقه والنحو والتصريف وَغَيرهَا، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب، وَولي الخزانة مَكَان وَالِده، فحفظها أحسن حفظ. وَكَانَ رجلا صَالحا، كثير الانقباض عَن النَّاس، والانجماع عَنْهُم. صحبته سِنِين فَلم أر عَلَيْهِ مَا يكره. وَلم يتَزَوَّج. قَرَأَ على الشَّيْخ عمر بن قديد وَالشَّيْخ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهمَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة، وَكَتَبُوا وانتفعوا بِهِ، وَأخذت عَنهُ فِي أول الطّلب وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ، الْعشْرين من شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة. وَلم يكن من شَرط الْكتاب، فَذَكرته هُنَا اسْتِطْرَادًا.(1/578)
1211 - سعد بن شَدَّاد الْكُوفِي النَّحْوِيّ
يعرف بِسَعْد الرابية، بِموضع كَانَ يعلم فِيهِ النَّحْو. أَخذ عَن أبي الْأسود الدؤَلِي، وَكَانَ مزاحا مضحكا، اخْتلفت بَنو راسب والطفاوة إِلَى زِيَاد بن أَبِيه فِي مَوْلُود، فَقَالَ سعد: أَيهَا الْأَمِير، يلقى هَذَا الْمَوْلُود فِي المَاء فَإِن رسب فَهُوَ من راسب وَإِن طفا فَهُوَ من طفاوة؛ فَأخذ زِيَاد نَعله، وَقَامَ ضَاحِكا، وَقَالَ: ألم أَنْهَك عَن هَذَا الْهزْل فِي مجلسي {
وَكَانَ عبيد الله بن زِيَاد يستظرفه ويقربه، فَأَبْطَأَ عَن صلته شهرا، فَقَالَ عبيد الله يَوْمًا: مَا أحوجني إِلَى وصفاء لَهُم حلاوة وقدود ذَوي رشاقة، يقومُونَ على رَأْسِي، فَقَالَ سعد: حَاجَتك عِنْدِي أَيهَا الْأَمِير؛ وَعمد إِلَى أصلح من قدر عَلَيْهِ من الغلمان الَّذين عِنْده فِي الْمكتب، فألبسهم ثِيَاب الوصفاء، وأتى بهم عبيد الله فاشتراهم وغالى بهم، وَمضى سعد واختفى عِنْد بعض أَصْحَابه، فَلَمَّا جَاءَ اللَّيْل بَكَى الصّبيان، فَقَالَ لَهُم عبيد الله: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيد بيتنا، فَقَالَ: وَأَيْنَ بَيتكُمْ؟ قَالُوا: فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا، وَأَنا ابْن فلَان وَهَذَا ابْن فلَان. فَفطن عبيد الله أَنَّهَا حِيلَة وسخرية، فَوضع عَلَيْهِ الرصد، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ قَالَ: مَا حملك على مَا فعلت؟ قَالَ: أَبْطَأت على صلتك} فَضَحِك مِنْهُ، وَترك لَهُ المَال.
1212 - سعد بن مُحَمَّد بن صبيح الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الغساني
القيرواني النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: أحد الْأَعْلَام، كَانَ إِمَامًا متفننا، وَكَانَ يذم التَّقْلِيد، وَيَقُول: هُوَ من نقص الْعُقُول ودناءة الهمم.
لَهُ: توضيح الْمُشكل فِي الْقرَاءَات، المقالات فِي الْأُصُول، الأمالي، الرَّد على الْمُلْحِدِينَ، الِاسْتِيعَاب، وَغير ذَلِك.
مَاتَ فِي حُدُود الثلاثمائة.
وَذكر - أَعنِي الصَّفَدِي - بعد هَذَا بأوراق، نحويا آخر باسم هَذَا وكنيته ونسبته وتصانيفه بِعَينهَا. وأظنهما وَاحِدًا، إِلَّا أَنه قَالَ: مَاتَ شَهِيدا سنة أَرْبَعمِائَة.(1/579)
1213 - سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن سعيد بن مطر بن مَالك
ابْن الْحَارِث بن سِنَان الْأَزْدِيّ أَبُو طَالب الْمَعْرُوف بالوحيد
قَالَ ابْن النجار: كَانَت بضاعته فِي الْأَدَب قَوِيَّة، ومعرفته بالشعر جَيِّدَة، يجمع اللُّغَة والنحو والقوافي وَالْعرُوض؛ مُتَقَدما فِي كل ذَلِك؛ وَكَانَ مَعَ هَذَا ضيق الرزق.
وَقَالَ غَيره: روى عَنهُ أَبُو غَالب بن بَشرَان وَغَيره.
وَشرح ديوَان المتنبي، وَمَات سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلثمائة.
وَمن شعره:
(لَو تجلى لي الزَّمَان للاقى ... مسمعيه مني عتاب طَوِيل)
(إِنَّمَا تكْثر الْمَلَامَة للدهر ... لِأَن الْكِرَام فِيهِ قَلِيل)
1214 - سعد الله بن غَنَائِم بن عَليّ بن ثَابت - وَقيل قَانِت -
أَبُو سعيد الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ
قَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ أبي الْأَصْبَغ عبد الْعَزِيز بن الطَّحَّان، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وصنف فِيهَا التَّبْصِرَة وَغَيرهَا، وتصدر بحماة لإقراء الْقُرْآن والنحو، وَأخذ عَنهُ النَّاس.
قَالَ ابْن العديم: وَأَجَازَ لي، وَمَات ببعلبك سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة؛ وَكَذَا وَقع فِي تَارِيخ الصَّفَدِي الْكَبِير.
وَقَالَ فِي أَعْيَان الْعَصْر - وَتَبعهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الدُّرَر: سنة عشر وَسَبْعمائة، وَبَينهمَا بون عَظِيم. وعَلى القَوْل الأول لَا يَصح ذكره فِي أَعْيَان الْعَصْر، لِأَنَّهُ لَيْسَ من معاصريه، وَلَا فِي الدُّرَر، لِأَنَّهُ لَيْسَ من أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة.(1/580)
1215 - سَعْدَان بن الْمُبَارك أَبُو عُثْمَان الضَّرِير النَّحْوِيّ
قَالَ الْخَطِيب: ذكره ابْن الْأَنْبَارِي فِي رُوَاة الْعلم وَالْأَدب من البغداديين، وَكَانَ يروي عَن أبي عُبَيْدَة شَيْئا من كتبه.
وصنف: خلق الْإِنْسَان، الْأَمْثَال، الوحوش، المناهل، الْأَرْضين والمياه، وَغير ذَلِك.
1216 - سَعْدَان أَبُو الْفَتْح
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة.
1217 - سعدون بن إِسْمَاعِيل الجذامي مَوْلَاهُم أَبُو عُثْمَان
من رية. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالفرائض وَاخْتِلَاف النَّاس فِيهَا؛ مَعَ الْعلم باللغة وَالشعر، ضابطا حسن التَّقْيِيد، ورعا زاهدا متقللا، لم يتَزَوَّج وَلَا تسرى وَلَا اشْتغل بِشَيْء من الدُّنْيَا. سمع الْخُشَنِي وَابْن وضاح.
وَمَات سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
1218 - سعدون بن مَسْعُود الْمرَادِي اللبلي أَبُو الْفَتْح
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَقَدما فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، حسن الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه، حسن الْخلق. روى عَنهُ الْقَاسِم بن دحمان، وَقضى بلبلة، وَله مَسْأَلَة فِي نفي الزَّكَاة عَن التِّين، نَاظر فِيهَا أَبَا الْقَاسِم بن مَنْظُور قَاضِي إشبيلية. وَمَات نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة.
1219 - أَبُو السُّعُود بن جبران اليمني
قَالَ الخزرجي: كَانَ عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة والقراءات، ولد سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة، وَأخذ عَن العمراني صَاحب الْبَيَان، وَلم أَقف على تَارِيخ مَوته. انْتهى.(1/581)
1220 - سعيد بن أَحْمد بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ
ابْن الميداني، صَاحب الْأَمْثَال السَّابِق فِي بَاب الأحمدين.
صنف الأسمى فِي الْأَسْمَاء، اشتقه من كتاب أَبِيه " السَّامِي فِي الْأَسَامِي "، وغرائب اللُّغَة، وَنَحْو الْفُقَهَاء.
مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1221 - سعيد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المغربي النَّحْوِيّ أَبُو بكر البياسي
كَذَا ذكره فِي تَارِيخ إربل، وَقَالَ: كَانَ يستظهر بعض كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَكَانَ كَاتبا، رُوِيَ الطباع؛ حسنت حَاله عِنْد الْأَمِير أبي الْفَضَائِل لُؤْلُؤ، ثمَّ نقم عَلَيْهِ، وَأخذ جَمِيع مَاله وَكتبه، وضربه ضربا شَدِيدا، وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة عشر وسِتمِائَة.
وَورد إربل فِي محرم سنة أَربع عشرَة، وسافر وَلم أشعر بِهِ.
وَذكره ابْن فضل الله فِي نحاة الأندلس من المسالك ولقبه عماد الدّين.
1222 - سعيد بن أَوْس بن ثَابت بن بشير بن قيس بن زيد.
ابْن النُّعْمَان بن مَالك بن ثَعْلَبَة بن كَعْب بن الْخَزْرَج أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ.
الإِمَام الْمَشْهُور. كَانَ إِمَامًا نحويا، صَاحب تصانيف أدبية ولغوية، وغلبت عَلَيْهِ اللُّغَة والنوادر والغريب؛ روى عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء ورؤبة بن العجاج وَعَمْرو بن عبيد وَأبي حَاتِم السجسْتانِي وَأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَعمر بن شبة، وَطَائِفَة.
وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ.
وجده ثَابت، شهد أحدا والمشاهد بعْدهَا، وَهُوَ أحد السِّتَّة الَّذين جمعُوا الْقُرْآن فِي عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قَالَ السيرافي: كَانَ أَبُو زيد يَقُول: كلما قَالَ سِيبَوَيْهٍ: " أَخْبرنِي الثِّقَة "، فَأَنا أخْبرته بِهِ.(1/582)
وَقيل: كَانَ الْأَصْمَعِي يحفظ ثلث اللُّغَة وَأَبُو زيد ثُلثي اللُّغَة والخليل بن أَحْمد نصف اللُّغَة، وَعَمْرو بن كركرة الْأَعرَابِي يحفظ اللُّغَة كلهَا.
وَقَالَ الْمَازِني: رَأَيْت الْأَصْمَعِي وَقد جَاءَ إِلَى حَلقَة أبي زيد، فَقبل رَأسه، وَجلسَ بَين يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَنْت سيدنَا ورئيسنا مُنْذُ خمسين سنة.
وَمن تصانيف أبي زيد: لُغَات الْقُرْآن، التَّثْلِيث، الْقوس والترس، الْمِيَاه، خلق الْإِنْسَان، الْإِبِل وَالشَّاء، حِيلَة ومحالة، إِيمَان عُثْمَان، اللامات، الْجمع والتثنية، قِرَاءَة أبي عَمْرو، اللُّغَات. الْمَطَر، النَّبَات وَالشَّجر، النَّوَادِر، اللَّبن، بيوتات الْعَرَب، تَخْفيف الْهَمْز الْوَاحِد، الْجُود وَالْبخل، المقتضب، الغرائز، الوحوش، فعلت وأفعلت، غَرِيب الْأَسْمَاء، الْأَمْثَال، المصادر، الحلبة، التضارب، المكتوم، الْمنطق لُغَة. وَغير ذَلِك.
توفّي سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ. وَقيل أَربع عشرَة، وَقيل سِتّ عشرَة، عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة بِالْبَصْرَةِ.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى؛ وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1223 - سعيد بن حكم بن عمر بن أَحْمد بن حكم بن عبد الْعَزِيز
ابْن حكم الْقرشِي الطبيري أَبُو عُثْمَان
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا أديبا، حسن التصريف فِي النّظم والنثر، مشاركا فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالرِّجَال، ذَا حَظّ صَالح من الطِّبّ.
أَخذ عَن الدباج والشلوبين وَابْن عُصْفُور، وروى عَنْهُم.
وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق التَّاج الْقُسْطَلَانِيّ وَخلق. وروى عَنهُ يُوسُف بن مفوز.
استولى على منرقة - بِضَم النُّون وَسُكُون الرَّاء - فضبطها أحسن ضبط، وَسَار فِيهَا أحسن سيرة، فهابه النَّصَارَى، واستقام أَمر الْمُسلمين؛ وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يفتر عَن النّظر فِي الْعلم وإفادته.(1/583)
ولد لَيْلَة السبت سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وَمَات يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
1224 - سعيد بن سعيد الفارقي أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن العديم: أديب فَاضل، عَارِف بِالْعَرَبِيَّةِ. لَهُ مصنفات، مِنْهَا تقسيمات العوامل وعللها، وَتَفْسِير الْمسَائِل المشكلة فِي أول المقتضب للمبرد.
قَرَأَ على الربعِي وَسمع بحلب من ابْن خالويه. قتل فِي الموكب عِنْد بُسْتَان الخَنْدَق بِالْقَاهِرَةِ بعد الْمغرب يَوْم الْجُمُعَة لسبع بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة.
1225 - سعيد بن سلم بن قُتَيْبَة بن مُسلم أَبُو مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ
الْبَصْرِيّ الأَصْل. قَالَ الْحَاكِم: كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ والعربية إِلَّا أَنه كَانَ لَا يبْذل نَفسه للنَّاس، سمع عبد الله بن عَوْف وطبقته، وَسكن خُرَاسَان، ثمَّ قدم بَغْدَاد زمن الْمَأْمُون، فَحدث بهَا. روى عَنهُ ابْن الْأَعرَابِي.
1226 - سعيد بن عبد الله بن دُحَيْم أَبُو عُثْمَان القريشي النَّحْوِيّ
نزيل إشبيلية. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا فِي معرفَة كتاب سِيبَوَيْهٍ، بارعا فِي اللُّغَة وَالشعر، أخباريا.
توفّي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
1227 - سعيد بن عبد الله الْقُرْطُبِيّ أَبُو عُثْمَان الشنثريني
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا، عروضيا، أديبا شَاعِرًا، لَهُ تأليف فِي الْعرُوض، ومسائل من كتاب سِيبَوَيْهٍ نَاظر فِيهَا.(1/584)
1228 - سعيد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
ابْن عبد الْمُؤمن بن طيفور النيلي النَّيْسَابُورِي النَّحْوِيّ
قَالَ عبد الغافر: كَانَ أديبا نحويا، فَقِيها شَاعِرًا طَبِيبا، ألف فِي الطِّبّ مؤلفات، وَمَات فَجْأَة سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة عَن سبع وَسِتِّينَ سنة.
1229 - سعيد بن عُثْمَان بن سعيد بن مُحَمَّد أَبُو عُثْمَان الْبَرْبَرِي
الأندلسي الْقَزاز اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ
يعرف بلحية الزبل. كَانَ بارعا فِي الْأَدَب، مقدما فِي اللُّغَة، لَهُ عناية بالفقه والْحَدِيث، وَكَانَ من أَصْحَاب القالي. لَهُ الرَّد على صاعد اللّغَوِيّ، وروى عَن قَاسم بن أصبغ، وَعنهُ ابْن عبد الْبر.
ولد سنة خمس عشرَة وثلاثمائة، وَمَات سنة أَرْبَعمِائَة.
1230 - سعيد بن عَليّ بن سعيد الْعَلامَة رشيد الدّين
البصروري الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ
مدرس الشبلية. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا مفتيا، مدرسا بَصيرًا بِالْمذهبِ، جيد الْعَرَبيَّة، متين الدّيانَة، شَدِيد الْوَرع، عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَامْتنعَ.
كتب عَنهُ ابْن الخباز وَابْن البرزالي، وَله شعر.
وَمَات سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
1231 - سعيد بن عيشون الإلبيري أَبُو عُثْمَان
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا بليغا شَاعِرًا، سمع من عبد الْملك بن حبيب، وأدب بعض أَوْلَاد الْخُلَفَاء.(1/585)
1232 - سعيد بن فتحون بن مكرم - بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَفتح الرَّاء - التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ
أَخُو مُحَمَّد بن فتحون السَّابِق. أَبُو عُثْمَان. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَمَكنًا من عُلُوم اللِّسَان، وَألف فِي الْعرُوض مُخْتَصرا وَمُطَولًا، وَله حَظّ من عُلُوم الفلاسفة، وامتحن من قبل الْمَنْصُور بن أبي عَامر، فسجن ثمَّ أطلق، فاستوطن صقلية إِلَى أَن مَاتَ بهَا.
1233 - سعيد بن الْفرج أَبُو عُثْمَان مولى بني أُميَّة
الْمَعْرُوف بالرشاش
من أهل الْمِائَة الثَّالِثَة. قَالَ صَاحب الْمغرب: أديب فَاضل، عَالم باللغة وَالشعر، حفظ أَرْبَعَة آلَاف أرجوزة للْعَرَب، يضْرب بِهِ الْمثل فِي الفصاحة، كثير التقعر فِي كَلَامه. حج وَدخل بَغْدَاد، وروى الحَدِيث وَالْفِقْه، وَأقَام بِمصْر مُدَّة.
وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ من أهل الرِّوَايَة للشعر وَالْحِفْظ للغة.
1234 - أَبُو سعيد بن حَرْب بن غورك
ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة القيروان، وَقَالَ: كَانَ يُقَال: إِنَّه أعلم من الْمهرِي بِالْقُرْآنِ وحدود النَّحْو، وَكَانَ الْمهرِي أوسع مِنْهُ رِوَايَة، وَأعلم باللغة وَالشعر، وَكَانَ كثير الْوَقار، قَلِيل الْكَلَام؛ وَكَانَ ينْسب من أجل ذَلِك إِلَى الْكبر، وَكَانَ لَا يتبسم فِي مَجْلِسه، فضلا عَن أَن يضْحك.(1/586)
1235 - سعيد بن الْمُبَارك بن عَليّ بن عبد الله الإِمَام
نَاصح الدّين بن الدهان النَّحْوِيّ
كَانَ من أَعْيَان النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ وَمَعْرِفَة الْعَرَبيَّة. سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم هبة الله مُحَمَّد بن الْحصين وَأبي غَالب أَحْمد بن الْبناء وَجَمَاعَة.
وصنف: شرح الْإِيضَاح فِي أَرْبَعِينَ مجلدة، شرح اللمع لِابْنِ جني فِي عدَّة مجلدات، الدُّرُوس فِي النَّحْو، الرياضة فِي النكت النحوية، الْفُصُول فِي النَّحْو، الدُّرُوس فِي الْعرُوض، الْمُخْتَصر فِي القوافي، الضَّاد والظاء، تَفْسِير الْقُرْآن، الأضداد، الْعُقُود فِي الْمَقْصُور والممدود، النكت والإشارات على أَلْسِنَة الْحَيَوَانَات، إِزَالَة المراء فِي الْغَيْن وَالرَّاء، تَفْسِير الْفَاتِحَة، تَفْسِير سُورَة الْإِخْلَاص، شرح بَيت من شعر ابْن رزيك، عشرُون كراسة، ديوَان شعر، رسائل.
ولد لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشرى رَجَب سنة أَربع - وَقيل ثَلَاث - وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَتُوفِّي بالموصل لَيْلَة عيد الْفطر سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(لَا تحسبن أَن بالكتب ... مثلنَا ستصير)
(فللدجاجة ريش ... لَكِنَّهَا لَا تطير)
وَمِنْه:
(وَأَخ رخصت عَلَيْهِ حَتَّى ملني ... وَالشَّيْء مملول إِذا مَا يرخص)
(مَا فِي زَمَانك من يعز وجوده ... إِن رمته إِلَّا صديق مخلص)
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب: كَانَ ابْن الدهان سِيبَوَيْهٍ عصره، وَكَانَ يُقَال حِينَئِذٍ: النحويون بِبَغْدَاد أَرْبَعَة: ابْن الجواليقي، وَابْن الشجري، وَابْن الخشاب، وَابْن الدهان.(1/587)
1236 - سعيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَالك بن مُحَمَّد بن سهل بن مَالك
الْأَزْدِيّ أَبُو عُثْمَان
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: تفنن فِي ضروب من الْعُلُوم؛ مَنْقُولًا ومعقولا، وَرَأس فِي علم النَّحْو وَتَحْصِيل القوانين للسان الْعَرَب، وَأحكم كتاب سِيبَوَيْهٍ قِرَاءَة وتفقها، وَنظر فِي الطَّرِيقَة الأدبية وَالنّظم والنثر. وَله بصر بالتوثيق؛ نَشأ على الطَّهَارَة وَالرِّضَا والتواضع وَحسن الْخلق إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود السِّتين وسِتمِائَة، ومولده سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة.
1237 - سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد الملياني المغربي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ شَيخا فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة من أَعْيَان الْمَالِكِيَّة، خيرا متحرزا من سَماع الْغَيْبَة لَا يُمكن أحدا يستغيب، فَإِن لم يسمع نَهْيه قَامَ من الْمجْلس؛ وَكَانَ شيخ الخانقاه السامرية.
رَحل من الْمغرب إِلَى الْقَاهِرَة سنة عشْرين وَسَبْعمائة، وَسمع بهَا من جمَاعَة، وَأخذ عَن أبي حَيَّان، وتحول إِلَى دمشق، وتصدر بهَا لإقراء الْعَرَبيَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي سادس شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين.
1238 - سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الْمُؤَدب
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ عَارِفًا باللغة وَالْأَدب، أشعريا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة.
1239 - سعيد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن سعيد بن مطر
ابْن مَالك بن الْحَارِث بن سِنَان بن خُزَاعَة بن حني الْأَزْدِيّ أَبُو طَالب.
الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالوحيدي الْبَغْدَادِيّ. شرح ديوَان المتنبي، وَكَانَت بضاعته فِي الْأَدَب قَوِيَّة، ومعرفته بالشعر جَيِّدَة، يجمع اللُّغَة والنحو والقوافي وَالْعرُوض، مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله. ورد على المتنبي فِي عدَّة مَوَاضِع أَخطَأ فِيهَا، وَقدم مصر ومدح بهَا بني حمدَان.(1/588)
وَعمر زِيَادَة على ثَمَانِينَ سنة، وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
وَمن شعره:
(كَانَت على رغم النَّوَى أيامنا ... مَجْمُوعَة النشوات والإطراب)
(وَلَقَد عتبت على الزَّمَان لبينهم ... وَلَعَلَّه سهمن بالإعتاب)
(وَمن اللَّيَالِي إِن علمت أحبة ... وَهِي الَّتِي تَأْتِيك بالأحباب)
ذكره المقريزي فِي المقفى.
1240 - سعيد بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي اللّغَوِيّ
من أهل قرطبة، يكنى أَبَا عُثْمَان، وَيعرف بِابْن الْحداد.
أَخذ عَن أبي بكر بن الْقُوطِيَّة، وَهُوَ الَّذِي بسط كِتَابه فِي الْأَفْعَال وَزَاد فِيهِ.
وَتُوفِّي بعد الأربعمائة شَهِيدا فِي بعض الوقائع ذكره ابْن بشكوال فِي الصِّلَة.
1241 - سعيد بن مُحَمَّد الغساني أَبُو عُثْمَان بن الْحداد
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ أستاذا فِي غير مَا فن، عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، وَكَانَ الجدل أغلب الْفُنُون عَلَيْهِ، وَكَانَ دَقِيق النّظر جدا، ثَابت الْحجَّة، شَدِيد الْعَارِضَة، حَاضر الْجَواب.
وَله كتب كَثِيرَة؛ مِنْهَا توضيح الْمُشكل فِي الْقُرْآن، وَكتاب الأمالي، وَكتاب عصمَة النَّبِيين، وَغير ذَلِك.
1242 - سعيد بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو عُثْمَان
الملقب بِنَافِع. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مغربيا نحويا، تصدر للإقراء وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة، أَخذ عَن أبي الْحسن الْأَنْطَاكِي النَّحْوِيّ وَأكْثر عَلَيْهِ من قِرَاءَة نَافِع، فَقَالَ لَهُ: أَنْت نَافِع وسينفع الله بك. فَكَانَ كَمَا قَالَ.
روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن سَيّده وَغَيره.(1/589)
1243 - سعيد بن مُخَارق بن يحيى بن حسان الإلبيري
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: عني بِعلم اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَحفظ غريبي أبي عبيد وَابْن قُتَيْبَة، ثمَّ تطلع لواجب الرياسة وصحبة السُّلْطَان؛ فَخرج عَن طبقته، ثمَّ انقبض وَعَكَفَ على الْعلم.
وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
1244 - سعيد بن مسْعدَة أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الْأَوْسَط
وَهُوَ أحد الأخافش الثَّلَاثَة الْمَشْهُورين ورابع الأخافش الْمَذْكُورين فِي هَذَا الْكتاب؛ كَانَ مولى بني مجاشع بن دارم من أهل بَلخ. سكن الْبَصْرَة، وَكَانَ أجلع لَا تنطبق شفتاه على لِسَانه. قَرَأَ النَّحْو على سِيبَوَيْهٍ، وَكَانَ أسن مِنْهُ، وَلم يَأْخُذ عَن الْخَلِيل، وَكَانَ معتزليا حدث عَن الْكَلْبِيّ وَالنَّخَعِيّ وَهِشَام بن عُرْوَة، وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي، وَدخل بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة، وروى وصنف بهَا.
قَالَ: وَلما نَاظر سِيبَوَيْهٍ الْكسَائي وَرجع وَجه إِلَيّ فعرفني خَبره وَمضى إِلَى الأهواز وودعني، فوردت بَغْدَاد فَرَأَيْت مَسْجِد الْكسَائي، فَصليت خَلفه الْغَدَاة، فَلَمَّا انْفَتَلَ نم صلَاته وَقعد وَبَين يَدَيْهِ الْفراء والأحمر وَابْن سَعْدَان، سلمت عَلَيْهِ، وَسَأَلته عَن مائَة مَسْأَلَة، فَأجَاب بجوابات خطأته فِي جَمِيعهَا، فَأَرَادَ أَصْحَابه الْوُثُوب عَليّ، فَمَنعهُمْ عني وَلم يقطعني مَا رَأَيْتهمْ عَلَيْهِ مِمَّا كنت فِيهِ. وَلما فرغت قَالَ لي: بِاللَّه أَنْت أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة! فَقلت: نعم، فَقَامَ إِلَيّ وعانقني، وأجلسني إِلَى جنبه، ثمَّ قَالَ: لي أَوْلَاد أحب أَن يتأدبوا بك، ويتخرجوا عَلَيْك، وَتَكون معي غير مفارق لي، فأجبته إِلَى ذَلِك، فَلَمَّا اتَّصَلت الْأَيَّام بالاجتماع، سأني أَن أؤلف لَهُ كتابا فِي مَعَاني الْقُرْآن، فألفت كتابا فِي الْمعَانِي، فَجعله أَمَامه، وَعمل عَلَيْهِ كتابا فِي الْمعَانِي، وَعمل الْفراء كتابا فِي ذَلِك عَلَيْهِمَا، وَقَرَأَ على الْكسَائي كتاب سِيبَوَيْهٍ سرا، ووهب لَهُ سبعين دِينَارا.
وَقَالَ الْمبرد: أحفظ من أَخذ عَن سِيبَوَيْهٍ الْأَخْفَش، ثمَّ الناشي، ثمَّ قطرب.
قَالَ: وَكَانَ الْأَخْفَش أعلم النَّاس بالْكلَام، وأحذقهم بالجدل.(1/590)
صنف: الأوساط فِي النَّحْو، مَعَاني الْقُرْآن، المقاييس فِي النَّحْو، الِاشْتِقَاق، الْمسَائِل؛ الْكَبِير الصَّغِير، الْعرُوض، القوافي، الْأَصْوَات، وَغير ذَلِك.
وَمَات سنة عشر - وَقيل: سنة خمس عشرَة، وَقيل إِحْدَى وَعشْرين - وَمِائَتَيْنِ.
1245 - سعيد بن أبي مَنْصُور الْحلَبِي النَّحْوِيّ التَّاج أَبُو الْقَاسِم
قَالَ القفطي: قَرَأَ النَّحْو على أبي الرَّجَاء بن حَرْب، وَدخل إِلَى دمشق، وَاجْتمعَ بالتاج الْكِنْدِيّ، وتصدر بِجَامِع حلب لإقراء الْعَرَبيَّة وَالْقُرْآن، قرر لَهُ رزق من وقف الْجَامِع؛ وَكَانَ بَخِيلًا بِعِلْمِهِ، شَدِيد الطّلب للدنيا، يدْخل فِي دنيات الْأُمُور، ويعامل الْمُعَامَلَات الْمُخَالفَة للشَّرْع، إِلَى أَن حصل مِنْهَا جملَة، وَلم ينْتَفع بهَا، وَخَلفهَا لوَلَده.
مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شهر شهر رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة.
1246 - سعيد بن هَارُون الأشنانداني أَبُو عُثْمَان
قَالَ فِي الْبلْغَة: لغَوِيّ كَبِير.
1247 - سعيد العجمي الْمَشْهُور بِالنَّجْمِ سعيد
شَارِح الحاجبية، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، وَشَرحه هَذَا كَبِير، جعله شرحا للمتن وَالشَّرْح الَّذِي عَلَيْهِ للْمُصَنف، وَفِيه أبحاث حَسَنَة.
1248 - سُفْيَان بن عبد الله بن سُفْيَان التجِيبِي الفونكي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أهل الْمعرفَة التَّامَّة بعلوم اللِّسَان على تفاريقها، حسن الوراقة، ذَا حَظّ صَالح من الْكِتَابَة ونظم الشّعْر.
روى عَن عَمه عبد الله بن سُفْيَان وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد.
وَمَات آخر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.(1/591)
1249 - سُفْيَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البلنسي
أَبُو بَحر ابْن المرينة
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا تاريخيا حَافِظًا زاهدا، شَدِيد الْعِنَايَة بالتقييد والضبط. ثِقَة.
روى عَن أبي الْحسن بن وَاجِب وَغَيره.
ولد ببلنسية سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بتونس سنة خمسين وسِتمِائَة.
1250 - أَبُو سُفْيَان بن الْعَلَاء
أَخُو أبي عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ الزبيدِيّ والقفطي: كَانَ من النَّحْوِيين وَأَصْحَاب الْقرَاءَات، قَائِما بِعلم النّسَب، واسْمه كنيته، روى عَنهُ شُعْبَة وَوَثَّقَهُ يحيى.
مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة.
1251 - سكتان بن مَرْوَان بني خبيب - بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة - بن وَاقِف
ابْن يعِيش بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن سكتان المصمودي أَبُو مَرْوَان
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ إِمَامًا فَاضلا، عَالما باللغة، حَافِظًا للفرائض، متواضعا. سمع عبيد الله ابْن يحيى وَغَيره.
ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلثمائة.
1252 - سَلامَة - بِالتَّخْفِيفِ - بن سُلَيْمَان بن سَلامَة الرقي الرافقي بهاء الدّين
أَبُو الرَّجَاء النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة، أَقرَأ جمَاعَة بِمصْر، وَمَات فِي صفر سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَقد ناهز الثَّمَانِينَ.(1/592)
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ من أجل تلامذة الْجمال بن مَالك وأكبرهم، وَكَانَ يجلس للشَّهَادَة بالمقسم، ويقرئ بِهِ النَّحْو. وَكَانَ صَالحا، سليم الصَّدْر، حسن الْأَخْلَاق، على طَريقَة شَيْخه ابْن مَالك فِي عدم احْتِمَال من ينازعه فِي الْكَلَام، وَعِنْده توقف فِي الْعبارَة وَعدم انطلاق.
وَكَانَ ابْن مَالك يعظمه جدا، ويثني عَلَيْهِ، ويصفه بِالْفَضْلِ. وَقَرَأَ جمَاعَة تصريف ابْن الْحَاجِب على الضياء صَالح الفارقي، فحضرته الْوَفَاة، فأوصاهم أَن يكملوه على الْبَهَاء هَذَا، وَقَالَ: هُوَ بَقِيَّة الْمَشَايِخ.
1253 - سَلامَة بن عبد الْبَاقِي بن سَلامَة النَّحْوِيّ الضَّرِير أَبُو الْخَيْر
من أهل الْعلم والورع ومجانبة أهل الزيغ والبدع، كَانَ عَالما بفنون الْأَدَب. حدث عَن أبي طَاوس الْمُقْرِئ، عَن طراد الزَّيْنَبِي، عَن هِلَال الحفار من جزئه الْمَشْهُور. وَله شرح المقامات.
كَذَا وجدت هَذِه التَّرْجَمَة فِي كراسة عتيقة لَا أَدْرِي من أَي كتاب هِيَ، ثمَّ رَأَيْت فِي طَبَقَات القفطي وتاريخ ابْن النجار فَقَالَا: من أهل الأنبار، سكن مصر، وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع عَمْرو يقرئ بهَا الْقُرْآن والنحو.
ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة، وَمَات بِمصْر فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة تسعين.
1254 - سَلامَة بن غِيَاض - بالغين الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا يَاء
تحتية مُشَدّدَة - بن أَحْمد أَبُو الْخَيْر الكفرطابي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار: لَهُ مصنفات فِي النَّحْو، مِنْهَا التَّذْكِرَة عشرَة مجلدات، وَكتاب مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة فِي زَمَانه، ورسالة فِي الحض على تَعْلِيم الْعَرَبيَّة.(1/593)
وَقدم بَغْدَاد سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة، وَكتب عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب. وَقَرَأَ الْأَدَب بِمصْر على أبي الْقَاسِم عَليّ بن جَعْفَر بن القطاع السَّعْدِيّ.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(أقنع لنَفسك فالقناعة ملبس ... لَا يطْمع الْإِسْرَاف فِي تخريقه)
(فلرب مغرور غَدا تعريقه ... فِي حرصه سَببا إِلَى تغريقه)
1255 - سلار - بِالتَّشْدِيدِ وبالراء - بن عبد الْعَزِيز
أَبُو يعلى النَّحْوِيّ
صَاحب المرتضى أبي الْقَاسِم الموسوي. قَالَ الصَّفَدِي: قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْكَرم الْمُبَارك ابْن فاخر النَّحْوِيّ، وَمَات فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
1256 - سَلام - بِالتَّشْدِيدِ وبالميم - بن سُلَيْمَان
أَبُو الْمُنْذر الْقَارِي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: لم يكن مثله أحد فِي الْإِنْكَار على الْقَدَرِيَّة. قَالَ ابْن مغيث: لَا بَأْس بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: صَدُوق.
روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ.
وَمَات سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة.
1257 - سَلام الجبجلي
بِكَسْر الْجِيم الأولى وَفتح الثَّانِيَة بَينهمَا بَاء مُوَحدَة سَاكِنة. قَالَ فِي النضار: رَأَيْته يقرئ النَّحْو ببجاية لما دَخَلتهَا سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة.(1/594)
1258 - سلمَان - بِسُكُون اللَّام - بن عَامر أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ
من أهل الْمِائَة الْخَامِسَة، كَذَا ذكره فِي الْمغرب، وَقَالَ: ذكره ابْن رَشِيق فِي الأنموذج.
وَمن شعره من قصيدة:
(تتبع آثَار العفاة بنائل ... جزيل فَلم يتْرك على الأَرْض معدما)
(فَكل مديح فِيهِ دون فعاله ... وكل بليغ ينثني عَنهُ مفحما)
(ترى زمر الراجين فِي عقر دَاره ... كَأَنَّهُمْ حلوا الْحطيم وزمزما)
1259 - سلمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد الْفَتى الْحلْوانِي
أَبُو عبد الله بن أبي طَالب النَّحْوِيّ
من أهل النهروان. قَالَ ابْن النجار والقفطي: قدم بَغْدَاد، وَقَرَأَ بهَا النَّحْو على الثمانيني وَغَيره، واللغة على الْحسن بن الدهان وَغَيره. وبرع فِي النَّحْو، وَكَانَ إِمَامًا فِيهِ، وَفِي اللُّغَة. وَسمع الحَدِيث من القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَغَيره. وجال فِي الْعرَاق، نشر بهَا النَّحْو واستوطن أَصْبَهَان، وروى عَنهُ السلَفِي.
وصنف: التَّفْسِير على الْقرَاءَات، القانون فِي اللُّغَة عشر مجلدات، لم يصنف مثله، شرح الْإِيضَاح، شرح ديوَان المتنبي، الأمالي، وَغير ذَلِك.
توفّي فِي ثَانِي عشر صفر سنة ثَلَاث - وَقيل أَربع - وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(تَقول بنيتي: ابتي تقنع ... وَلَا تطمح إِلَى الأطماع تَعْتَد)
(ورض باليأس نَفسك فَهُوَ أَحْرَى ... وأزين فِي الورى وَعَلَيْك أَعُود)
(فَلَو كنت الْخَلِيل وسيبويه ... أَو الْفراء أَو كنت الْمبرد)
(لما ساويت فِي حَيّ رغيفا ... وَلَا تبْتَاع بِالْمَاءِ الْمبرد)(1/595)
1260 - سَلمَة بن عَاصِم النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
أَخذ عَن الْفراء، وَكَانَ ثِقَة عَالما حَافِظًا. صنف: مَعَاني الْقُرْآن، غَرِيب الحَدِيث، المسلوك فِي النَّحْو، وَهُوَ وَالِد الْمفضل ابْن سَلمَة الْآتِي.
1261 - سَلمَة بن النَّجْم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن
الأديب النَّحْوِيّ البُخَارِيّ
يلقب سلمويه. قَالَ ابْن سراقَة فِي الألقاب: روى عَن هِلَال بن الْعَلَاء وَأبي حَاتِم الرَّازِيّ وَأبي قرصافة مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعَسْقَلَانِي، روى عَنهُ أَبُو صَالح الْخيام.
وَمَات سنة ثَلَاث وثلثمائة.
1262 - سلمويه
أَخذ عَن الْكسَائي؛ كَذَا ذكره الزبيدِيّ وَلم يزدْ.
1263 - سلمويه بن صَالح اللَّيْثِيّ النَّحْوِيّ أَبُو صَالح
قَالَ الصَّفَدِي: أحد أَصْحَاب السّير وَالْأَخْبَار، لَهُ فتوح خُرَاسَان.
1264 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان اللَّخْمِيّ الإشبيلي أَبُو الْحُسَيْن
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا مُتَقَدما متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ دينا فَاضلا، أَقرَأ ودرس الْعَرَبيَّة كثيرا.
وَقَالَ ابْن الزبير: أَخذ الْعَرَبيَّة على ابْن الرماك وَعبد السَّلَام بن الْمُؤَذّن، وتلا على شُرَيْح، وَسمع على أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَابْن طَاهِر، وَآخر من روى عَنهُ الشلوبين.
كَانَ حَيا سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.(1/596)
1265 - سُلَيْمَان بن بَنِينَ بن خلف تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الْغَنِيّ الْمصْرِيّ
الدقيقي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: لَازم ابْن بري مُدَّة فِي النَّحْو، وَسمع مِنْهُ، وصنف فِي الْعرُوض والنحو وَالرَّقَائِق، روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ، وَمَات سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة.
وَمن تصانيفه: لباب الْأَلْبَاب فِي شرح أَبْيَات الْكتاب، الوضاح فِي شرح أَبْيَات الْإِيضَاح إغراب الْعَمَل فِي شرح أَبْيَات الْجمل، مُنْتَهى الْأَدَب فِي مبتدا كَلَام الْعَرَب، الدرة الأدبية فِي نصْرَة الْعَرَبيَّة، فرائد الْآدَاب وقواعد الْإِعْرَاب، آلَات الْجِهَاد وأدوات الصافنات الْجِيَاد، التَّنْبِيه على الْفرق والتشبيه، الرَّوْض الأريض فِي أوزان القريض، الْأَحْكَام الشوافي فِي أَحْكَام القوافي، أنوار الأزهار فِي مَعَاني الْأَشْعَار، مَعَاني التبر فِي محَاسِن الشّعْر، تحبير الأفكار فِي تَحْرِير الْأَشْعَار، الْمُجْمل الْكَافِي فِي خلل القوافي، الأفلاك السرائر فِي انفكاك الدَّوَائِر، مَكَارِم الْأَخْلَاق لطيب الأعراق، إنجاز المحامد فِي إنجاز المواعد، الديم الوابلية فِي الشيم العادلية، اتِّفَاق المباني وافتراق الْمعَانِي، إعجاز الإيجاز فِي الْمعَانِي والألغاز، الْبسط فِي أَحْكَام الْخط، الدُّرَر الفردية فِي الْغرَر الطردية، بذل الِاسْتِطَاعَة فِي الْكَرم والشجاعة، فَضَائِل الْبَذْل على الْعسر، ورذائل الْبُخْل مَعَ الْيُسْر، دَلَائِل الْأَذْكَار على فَضَائِل الْأَشْعَار، عنوان السلوان، الشَّامِل فِي فَضَائِل الْكَامِل، الْكَوَاكِب الدرية فِي المناقب الصدرية، مَحْض النصائح ومخض القرائح، سلوان الْجلد، عِنْد فقدان الْوَلَد، كَمَال المزية فِي احْتِمَال الرزية، الْأَقْوَال الْعَرَبيَّة فِي الْأَمْثَال النَّبَوِيَّة. أَخْلَاق الْكِرَام وأخلاق اللئام. الْكتاب الوافي فِي علم القوافي.
قَالَ اليغموري فِي تَذكرته بعد سردها: هَذَا آخر مَا وجد من تصانيفه بِخَط وجيه الدّين الصبان، وَقد نَقله من خطه الشريف الإدريسي أَبُو عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز، وَقد أجَاز رِوَايَة جَمِيع هَذِه الْكتب فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة للْقَاضِي ضِيَاء الدّين أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْحجَّاج الْمَقْدِسِي.(1/597)
1266 - سُلَيْمَان بن أبي حَرْب علم الدّين أَبُو الرّبيع الكفري
الفارقي الْحَنَفِيّ
قَالَ أَبُو حَيَّان: كَانَ من تلاميذ ابْن مَالك، اشْتغل عَلَيْهِ النَّاس، وَكَانَ يحل المشكلات حلا جيدا، وَقَرَأَ الْقُرْآن بالسبع، وأنشدنا كثيرا لنَفسِهِ؛ فَلَمَّا قدم الأديب شهَاب الدّين الْفَزارِيّ أنشدنا لنَفسِهِ مَا أنشدناه علم الدّين.
وَمِمَّا نسب إِلَيْهِ:
(أما ومجد أثيل أعجز الفصحا ... ونائل كلما استمطرته سَمحا)
(لَو وازن ابْن الوحيد النَّاس قاطبة ... بِفضل مَا ناله من سودد رجحا)
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَت فِيهِ حِدة أَخْلَاق وتحامل فِي الْبَحْث، وجرءة فِي الْكَلَام بحث يَوْمًا مَعَ أَعور، فَقَالَ لَهُ: مَتى زِدْت عَليّ قلعت عَيْنك الْأُخْرَى؛ فَإِذا قلعت عَيْني بهَا صرت أَنْت أعمى وَأَنا أَعور. وَكَانَ ضيق الرزق، مطعونا عَلَيْهِ فِي دينه.
مَاتَ بالمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود سنة تسع وسِتمِائَة.
1267 - سُلَيْمَان بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْملك بن يحيى بن عبد الْملك
الْأَزْدِيّ المرسي أَبُو أَيُّوب بن برطلة
بِضَم الْمُوَحدَة والطاء الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَتَشْديد اللَّام. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا محققا ورعا فهما، متيقظا، حُلْو الشَّمَائِل، يتقوت من ضَيْعَة لَهُ. روى عَن أهل بَلَده.
وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة.(1/598)
1268 - سُلَيْمَان بن عبد الله التجِيبِي الخضراوي أَبُو الرّبيع الخشيني
- بِالْيَاءِ - اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أَئِمَّة التجويد لِلْقُرْآنِ، ذَا حَظّ وافر من النَّحْو وَرِوَايَة الحَدِيث، عدلا فَاضلا.
روى عَن خلف بن الأبرش وَغَيره، وَأَجَازَ لِابْني حوط الله سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
1269 - سُلَيْمَان بن عبد الله بن يُوسُف أَبُو الرّبيع الهواري
الخلوتي الضَّرِير الصَّالح
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ عَارِفًا بالقراءات والنحو وَالتَّفْسِير، سمع ابْن بري، وأقرأ، ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية، وَكَانَ دينا عفيفا قانعا مؤثرا.
مَاتَ فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
1270 - سُلَيْمَان بن عبد الْقوي بن عبد الْكَرِيم نجم الدّين
الطوفي الْحَنْبَلِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَقِيها شَاعِرًا أديبا، فَاضلا قيمًا بالنحو واللغة والتاريخ، مشاركا فِي الْأُصُول، شِيعِيًّا يتظاهر بذلك، وجد بِخَطِّهِ هجو فِي الشَّيْخَيْنِ، ففوض أمره إِلَى بعض الْقُضَاة، وَشهد عَلَيْهِ بالرفض، فَضرب وَنفي إِلَى قوص، فَلم ير مِنْهُ بعد ذَلِك مَا يشين. ولازم الِاشْتِغَال وَقِرَاءَة الحَدِيث.
وَله من التصانيف: مُخْتَصر الرَّوْضَة فِي الْأُصُول، شرحها، مُخْتَصر التِّرْمِذِيّ، شرح المقامات، شرح الْأَرْبَعين النووية، شرح التبريزي فِي مَذْهَب الشَّافِعِي، إِزَالَة الْإِنْكَار فِي مَسْأَلَة كَاد.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: سمع الحَدِيث من التقي سُلَيْمَان وَغَيره، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على مُحَمَّد بن(1/599)
الْحُسَيْن الْموصِلِي. وَكَانَ قوي الحافظة، شَدِيد الذكاء، مقتصدا فِي لِبَاسه وأحواله متقللا من الدُّنْيَا، وَلم تكن لَهُ يَد فِي الحَدِيث. ذكره ابْن مَكْتُوم فِي تَارِيخ النُّحَاة.
مَاتَ فِي رَجَب سنة عشر وَسَبْعمائة - وبخط ابْن مَكْتُوم - سنة إِحْدَى عشرَة.
قَالَ: وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى طوفي قَرْيَة من أَعمال بَغْدَاد، ذكره لي من لَفظه.
1271 - سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر أَبُو إِبْرَاهِيم صدر الدّين
الأبشيطي الشَّافِعِي
قَالَ ابْن حجر فِي مُعْجَمه: كَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالْفِقْه والآداب. ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وأسمع على الْمَيْدُومِيُّ وَأَجَازَ لَهُ القلانسي، وَجمع وَمهر فِي الْعُلُوم، ودرس وَأفْتى، وَكتب الْخط الْحسن، ولي قَضَاء سرياقوس، وحصلت لَهُ غَفلَة، استحكمت فِي آخر عمره، وَتغَير قبل مَوته قَلِيلا.
وَمَات سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة.
قلت: سمع من شَيخنَا المسلسل بالأولية، وسمعناه مِنْهُ.
1272 - سُلَيْمَان بن الْفضل النَّحْوِيّ
وَالِد الْأَخْفَش الصَّغِير أبي الْحسن عَليّ. روى عَن أبي الْحسن الطوسي صَاحب ابْن الْأَعرَابِي، وروى عَنهُ وَلَده. ذكره القفطي وَابْن النجار.
1273 - سُلَيْمَان بن الْفضل القَاضِي أَبُو الرّبيع
قَالَ الجندي: هُوَ شيخ اللُّغَة، وَصدر الشَّرِيعَة، وجمال الخطباء، وتاج الأدباء، وَله شعر رائق.
وَقَالَ الخزرجي: كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْمَشْهُورين، وَالْعُلَمَاء الْمَذْكُورين، محققا مَذْكُورا. ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر من صنعاء إِلَى عدن.(1/600)
1274 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو مُوسَى النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ
الْمَعْرُوف بالحامض
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ أوحد الْمَذْكُورين من الْعلمَاء بِنَحْوِ الْكُوفِيّين، وَأخذ النَّحْو عَن ثَعْلَب، وَجلسَ مَوْضِعه، وَخَلفه بعد مَوته. وروى عَنهُ أَبُو عمر الزَّاهِد وَغُلَام نفطويه، وَكَانَ دينا صَالحا، أوحد النَّاس فِي الْبَيَان والمعرفة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالشعر، وَكَانَ قد أَخذ عَن الْبَصرِيين أَيْضا، وخلط النحوين. وَكَانَ يتعصب على الْبَصرِيين؛ وَإِنَّمَا قيل: لَهُ الحامض، لشراسة أخلاقه.
صنف: خلق الْإِنْسَان، الوحوش، النَّبَات، السَّبق والنضال، الْمُخْتَصر فِي النَّحْو.
وَمَات لتسْع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة خمس وثلاثمائة، وَأوصى بكتبه لأبي فاتك المقتدري بخلا بهَا أَن تصير إِلَى أحد من أهل الْعلم.
1275 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الزبير بن أَحْمد الجيشي
- بِفَتْح الْجِيم - الشاوري
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها عَالما، فَاضلا محققا، مَشْهُورا، غلب عَلَيْهِ اللُّغَة والنحو، أَخذ الْأَدَب عَن إِبْرَاهِيم بن عجيل، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي بَلَده؛ وَكَانَ على الطَّرِيق المرضي.
مَاتَ سنة نَيف وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَله مائَة وَخمْس سِنِين.
1276 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن شبيل الخلي - بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد اللَّام - اليمني التَّمِيمِي جمال الدّين أَبُو الرّبيع
كَانَ من كبار النُّحَاة. سكن مصر، ودرس بالفيوم، وَحكم بهَا، وأقرأ الْكتاب إقراء جيدا، واختص بِالْملكِ الْكَامِل.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بالفيوم فِي ثامن عشرى الْمحرم سنة خمسين وسِتمِائَة. ذكره الذَّهَبِيّ وَغَيره.(1/601)
1277 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله السبائي المالقي أَبُو الْحُسَيْن ابْن الطراوة
بِفَتْح الطَّاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا ماهرا، أديبا بارعا، يقْرض الشّعْر وينشئ الرسائل. سمع على الأعلم كتاب سِيبَوَيْهٍ وعَلى عبد الْملك بن سراج، وروى عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَغَيره، وَعنهُ السُّهيْلي وَالْقَاضِي عِيَاض وخلائق. وَله أراء فِي النَّحْو تفرد بهَا، وَخَالف فِيهَا جُمْهُور النُّحَاة. وعَلى الْجُمْلَة كَانَ مبرزا فِي عُلُوم اللِّسَان نَحوا ولغة وأدبا، لَوْلَا ارتكابه لتِلْك الآراء؛ فَمن مثن عَلَيْهِ بِالْإِمَامَةِ والتقدم فِي الصِّنَاعَة كَأبي بكر بن سمحون، فَإِنَّهُ كَانَ يغلو فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَيَقُول: مَا يجوز على الصِّرَاط أعرف مِنْهُ بالنحو، وَمن غامز يجهله وينسبه إِلَى الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ، كَابْن خروف.
تجول كثيرا فِي بِلَاد الأندلس.
وَألف: الترشيح على النَّحْو وَهُوَ مُخْتَصر، الْمُقدمَات فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ، مقَالَة فِي الِاسْم والمسمى.
مَاتَ فِي رَمَضَان - أَو شَوَّال - سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة عَن سنّ عالية.
وَمن شعره فِي فُقَهَاء مالقة:
(إِذا رَأَوْا جملا يَأْتِي على بعد ... مدوا إِلَيْهِ جَمِيعًا كف مقتنص)
(أَو جئتهم فَارغًا لزوك فِي قرن ... وَإِن رَأَوْا رشوة أفتوك بالرخص)
1278 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الزهراوي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ ذَا حَظّ من عُلُوم اللِّسَان، وَله شرح أدب الْكَاتِب، وَله رحْلَة إِلَى الْمشرق، لَقِي فِيهَا أَبَا جَعْفَر النّحاس وَأَبا سعيد السيرافي وَأَبا الْقَاسِم الزجاجي. وروى عَنْهُم. وروى عَنهُ ابْنه أَبُو عَليّ الْحسن الحاسب.(1/602)
1279 - سُلَيْمَان بن مطروح الحجاري
بالراء، الْقُرْطُبِيّ الأَصْل. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أعلم أهل وقته بالنحو وأحفظهم للغريب، يكَاد يملي الْغَرِيب المُصَنّف لأبي عبيد وَغَيره من حفظه، حسن الْقيام على الحَدِيث، خيرا ورعا، مُنْفَردا عَن الْأَهْل.
مَاتَ قَرِيبا من التسعين وثلاثمائة.
1280 - سُلَيْمَان بن معبد أَبُو دَاوُد النَّحْوِيّ السنجي الْمروزِي
قَالَ الْخَطِيب: سمع النَّضر بن شُمَيْل والأصمعي وَجَمَاعَة، ورحل فِي الْعلم إِلَى الْعرَاق والحجاز ومصر واليمن، وَقدم بَغْدَاد، وروى عَنهُ مُسلم بن الْحجَّاج وَغَيره، وَكَانَ ثِقَة.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مُحدثا حَافِظًا فصيحا نحويا، مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين. انْتهى.
1281 - سُلَيْمَان بن مُوسَى بن بهْرَام تَقِيّ الدّين بن الْهمام
السمهودي الشَّافِعِي
ولد بسمهود سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة، وبرع فِي الْفِقْه والنحو والقراءات وَالْعرُوض والفرائض وَالْأُصُول ونظم الشّعْر.
ونظم أرجوزة فِي الْعرُوض. وَكَانَ جيد الْحِفْظ، حسن الْفَهم، كثير الْعِبَادَة والتقشف.
توفّي بسمهود فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(لما فِي كَلَام الْعَرَب تِسْعَة أوجه ... تعجب وصف منكوره وانف واشرط)
(وَصلهَا وزد واستعملت مَصْدَرِيَّة ... وَجَاءَت للاستفهام والكف فاضبط)
ذكره المقريزي فِي المقفى.(1/603)
1282 - سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سُلَيْمَان بن عَليّ
الْأَشْعَرِيّ نسبا الْحَنَفِيّ مذهبا، أَبُو الرّبيع. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها كَبِيرا، عَالما عَاملا، ناسكا فَاضلا، عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة وَالْأَدب، آمرا بِالْمَعْرُوفِ، ناهيا عَن الْمُنكر.
صنف: الرياض الأدبية؛ كتابا جيدا وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة، وَلما ظَهرت السبوت فِي زبيد، وَعمل فِيهَا الْمُنكر، هَاجر مِنْهَا جمَاعَة إِلَى الْحَبَشَة هُوَ أحدهم؛ فَمَاتَ هُنَاكَ سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة.
1283 - سُلَيْمَان بن يُوسُف بن عوَانَة الْأنْصَارِيّ اللاردي
أَبُو الرّبيع
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا متقنا، نحويا فَاضلا زاهدا، عاكفا على أَعمال الْبر، حَرِيصًا على نشر الْعلم وإفادته. روى عَن مُحَمَّد بن سعيد الضَّرِير وَأبي مُحَمَّد بَين السَّيِّد وَغَيرهمَا.
1284 - سُلَيْمَان بن الْخُرَاسَانِي الطليطلي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُحدثا فَقِيها، ذَا معرفَة بالنحو واللغة، درسها أَحْيَانًا، روى عَنهُ أَبُو بكر بن عَزِيز، وصنف فِي الحَدِيث.
وَخرج من طليطلة لما تغلب الرّوم عَلَيْهَا فسكن إشبيلية حَتَّى مَاتَ سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة.
1285 - أَبُو سُلَيْمَان اللماكي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ من أهل الْعلم باللغة والنحو.(1/604)
1286 - سهل بن إِبْرَاهِيم بن سهل بن نوح بن عبد الله بن جماز أَبُو الْقَاسِم
- يعرف بالعطار، من إستجة؛ نسبه فِي البربر ويوالي بني أُميَّة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ فَاضلا زاهدا، عَاقِلا ذكيا، عَالما بمعاني الْقُرْآن والْحَدِيث، بَصيرًا بالمذاهب، حَافِظًا للإعراب والحساب، مَعَ الحَدِيث وَلُزُوم الْعِبَادَة والانقباض.
ولد سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء لست خلون من رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1287 - سهل بن مُحَمَّد بن سهل بن أَحْمد بن مَالك الْأَزْدِيّ
الغرناطي أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أَعْيَان مصره وأفاضل عصره، تفننا فِي الْعُلُوم، وبراعة فِي المنثور والمنظوم، مُحدثا ضابطا، عدلا ثِقَة، ثبتا، مجودا لِلْقُرْآنِ، مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة، وافر النَّصِيب من الْفِقْه وَالْأُصُول، كَاتبا، مجيد النّظم، متين الدّين، تَامّ الْفضل.
روى عَن خَاله أبي عبد الله بن عروس وَأبي الْحسن بن كوثر والسهيلي وَأبي الْعَبَّاس ابْن مضاء وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق الْقَاسِم بن عَسَاكِر، وبركات الخشوعي وَغَيرهمَا.
روى عَنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن الْأَبَّار، وَجمع وامتحن ببغي بعض حَسَدْته عَلَيْهِ، فغرب عَن وَطنه إِلَى مرسية، ثمَّ أطلق إِلَى بَلَده. وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة.
صنف فِي الْعَرَبيَّة كتابا مُفِيدا على تَرْتِيب كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَله تعاليق على الْمُسْتَصْفى.
ولد سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بغرناطة فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: سنة أَرْبَعِينَ.
وَله:
(منغص الْعَيْش لَا يأوي إِلَى دعة ... من كَانَ ذَا بلد أَو كَانَ ذَا ولد)
(والساكن النَّفس من لم ترض همته ... سُكْنى مَكَان وَلم تسكن إِلَى أحد)(1/605)
1287 - سهل بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْقَاسِم أَبُو حَاتِم السجسْتانِي
من سَاكِني الْبَصْرَة. كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الْقُرْآن واللغة وَالشعر، قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على الْأَخْفَش مرَّتَيْنِ، وروى عَنهُ أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد والأصمعي وَعَمْرو بن كركرة وروح ابْن عبَادَة. وَعنهُ ابْن دُرَيْد وَغَيره.
وَدخل بَغْدَاد، فَسئلَ. عَن قَوْله تَعَالَى: {قوا أَنفسكُم} ، مَا يُقَال مِنْهُ للْوَاحِد؟ فَقَالَ: ق، فَقَالَ: فالاثنين؟ فَقَالَ: قيا، قَالَ: فالجمع؟ قَالَ: قوا، قَالَ: فاجمع لي الثَّلَاثَة، قَالَ: ق، قيا، قوا. قَالَ: وَفِي نَاحيَة الْمَسْجِد رجل جَالس مَعَه قماش، فَقَالَ لوَاحِد: احتفظ بثيابي حَتَّى أجيء، وَمضى إِلَى صَاحب الشرطة، وَقَالَ: إِنِّي ظَفرت بِقوم زنادقة يقرءُون الْقُرْآن على صياح الديك، فَمَا شعرنَا حَتَّى هجم علينا الأعوان والشرطة، فأخذونا وأحضرونا مجْلِس صَاحب الشرطة، فسألنا فتقدمت إِلَيْهِ وأعلمته بالْخبر، وَقد اجْتمع خلق من خلق الله، ينظرُونَ مَا يكون، فعنفني وعذلني، وَقَالَ: مثلك يُطلق لِسَانه عِنْد الْعَامَّة بِمثل هَذَا! وَعمد إِلَى أَصْحَابِي فضربهم عشرَة عشرَة، وَقَالَ: لَا تعودوا إِلَى مثل هَذَا، فَعَاد أَبُو حَاتِم إِلَى الْبَصْرَة سَرِيعا، وَلم يقم بَغْدَاد، وَلم يَأْخُذ عَنهُ أَهلهَا.
وَكَانَ أعلم النَّاس بالعروض واستخراج المعمى، وَكَانَ يعد من الشُّعَرَاء المتوسطين، وَكَانَ يعْنى باللغة، وَترك النَّحْو بعد اعتنائه بِهِ؛ حَتَّى كَأَنَّهُ نَسيَه؛ وَلم يكن حاذقا فِيهِ، وَكَانَ إِذا اجْتمع بالمازني فِي دَار عِيسَى بن جَعْفَر الْهَاشِمِي تشاغل، وبادر بِالْخرُوجِ خوف أَن يسْأَله مَسْأَلَة فِي النَّحْو.
وَكَانَ جماعا للكتب يتجر فِيهَا، ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وروى لَهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده.
صنف: إِعْرَاب الْقُرْآن، لحن الْعَامَّة، الْمَقْصُور والممدود، الْقرَاءَات، الوحوش، الطير، النحلة، الفصاحة، الهجاء، خلق الْإِنْسَان، الْإِدْغَام. وَغير ذَلِك.
توفّي سنة خمسين - أَو خمس وَخمسين، أَو أَربع وَخمسين، أَو ثَمَان وَأَرْبَعين - وَمِائَتَيْنِ، وَقد قَارب التسعين.(1/606)
وَكَانَ الْمبرد يحضر حلقته، ويلازم الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَهُوَ غُلَام وسيم، فَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم أبياتا مِنْهَا:
(أبرزوا وَجهك الْجَمِيل ... ولاموا من افْتتن)
(لَو أَرَادوا صيانتي ... ستروا وَجهك الْحسن)
1288 - سهل بن مُحَمَّد أَبُو دَاوُد النَّحْوِيّ
مؤدب سيف الدولة بن حمدَان. لَهُ شعر وَفضل، وَكتاب فِي الْمُذكر والمؤنث.
ذكره الصَّفَدِي.
1289 - سوار بن طَارق
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الأولى من نحاة الأندلس، وَقَالَ. أدب أَوْلَاد الْخَلِيفَة هِشَام ابْن عبد الرَّحْمَن.
1290 - أَبُو سوار - بِفَتْح السِّين وَتَشْديد الْوَاو - الغنوي
قَالَ القفطي: أَعْرَابِي فصيح أَخذ عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة فَمن دونه.
تمّ الْجُزْء الأول من كتاب بغية الوعاة فِي طَبَقَات اللغويين والنحاة ويليه الْجُزْء الثَّانِي وأوله: بَاب الشين.(1/607)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
حرف الشين
1291 - شبْل عبد الرَّحْمَن الأديب النَّحْوِيّ النَّيْسَابُورِي
سمع أَبَا عَاصِم النَّبِيل، والأصمعي، روى عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعَبْدي. قَالَه الْحَاكِم.
1292 - شُرَيْح بن مُحَمَّد بن شُرَيْح بن أَحْمد بن شُرَيْح الرعيني أَبُو الْحسن القَاضِي الْمُقْرِئ
شيخ المقرئين المتصدرين فِي زَمَنه - وَمن إِلَيْهِ الرحلة فِي هَذَا الشَّأْن - القائمين بعلوم الْقُرْآن، والاستقلال بالنحو والعربية.
وَله سَماع فِي الحَدِيث من أَبِيه، وَمن أبي مُحَمَّد بن خزرج وَأبي عبد الله بن مَنْظُور وخاله أبي عبد الله الْخَولَانِيّ وَغَيرهم.
وَأَبوهُ [أَبُو] عبد الله. أحد الْأَئِمَّة المقرئين أَيْضا فِي وقته. وَله تصانيف بديعة فِي الْقُرْآن، وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي وقته. ثمَّ خَلفه ابْنه أَبُو الْحسن هَذَا فِي ذَلِك؛ فأقرأ عمره، وتفاخر النَّاس بِالْأَخْذِ عَنهُ، وتقلد خطْبَة إشبيلية نَحوا من خمسين سنة.
مولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة، وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
ذكره القَاضِي عِيَاض فِي شُيُوخه.
1293 - شُعَيْب بن أَبيض بن شُعَيْب بن أَبيض بن عبد الْملك ابْن إِدْرِيس الأوربيّ أَبُو عبد الْملك
من أشونة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ فَاضلا عَالما من أهل النّظر فِي الْفِقْه واللغة.
مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلثمائة، وسنه إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة.(2/3)
1294 - شُعَيْب بن عِيسَى بن عَليّ بن جَابر بن عدي بن جَابر الْأَشْجَعِيّ اليابري أَبُو مُحَمَّد
وَقيل أَبُو مَدين، وَقيل أَبُو الْحسن. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من مجودي الْقُرْآن، مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة، ذَاكِرًا للآداب. روى عَن عبد الله بن طَلْحَة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأَبُو عَمْرو الداني وَجمع، وَعنهُ أَبُو بكر بن خير وَأَبُو بكر بن صَاف، وَجَمَاعَة.
وصنف فِي الْقرَاءَات وَمَا يتَعَلَّق بهَا.
مَاتَ عَاشر - وَقيل حادي عشر - جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1295 - شُعَيْب بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد التّونسِيّ النَّحْوِيّ رضيّ الدّين أَبُو مَدين
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ أحد أذكياء الْعَالم. ولد فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَغَيره. وَكَانَ عَلامَة فِي الْفِقْه والنحو واللغة والفرائض والحساب والمنطق، جيد القريحة، وافر الْفضل، أتقن علوما عدَّة حَتَّى الْكِتَابَة والتزميك.
قدم الْقَاهِرَة سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة، ثمَّ وَطن حماة وَمَات بهَا سنة سبعين.
1296 - شُعَيْب بن يُوسُف الْخَولَانِيّ الشنتريني أَبُو عَمْرو
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أهل الْعلم والفهم وَالْعَدَالَة والثقة، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ حَافِظًا للغات. أَقرَأ أهل بَلَده دهرا وأمّ وخطب فَوق خمسين سنة. وَعمر فَوق تسعين.
1297 - شمر بن حَمْدَوَيْه الْهَرَوِيّ أَبُو عَمْرو اللّغَوِيّ الأديب
رَحل إِلَى الْعرَاق، وَأخذ عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالْفراء والأصمعي وَأَبُو حَاتِم وَسَلَمَة ابْن عَاصِم وَغَيرهم، وَكتب الحَدِيث، وَألف كتابا كَبِيرا فِي اللُّغَة، ابتدأه بِحرف الْجِيم. وَكَانَ صنينا بِهِ، لم ينْسَخ فِي حَيَاته ففقد بعد مَوته إِلَّا يَسِيرا. ذكره فِي البُلغة.(2/4)
وَقَالَ غَيره: كَانَ كِتَابه الْجِيم فِي غَايَة الْكَمَال، أودعهُ تَفْسِير الْقُرْآن وغريب الحَدِيث. وَله أَيْضا غَرِيب الحَدِيث، كَبِير جدا، وَكتاب السِّلَاح وَالْجِبَال والأودية.
1298 - شمر بن نمير أَبُو عبد الله الأديب الشَّاعِر اللّغَوِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، شَاعِرًا مفلقا، رَحل من قرطبة إِلَى الْمشرق، ولقى أكَابِر أهل الحَدِيث، واستوطن مصر، وروى عَن عبد الله بن وهب ونظرائه، وَتُوفِّي هُنَاكَ.
وَذكره فِي البُلغة.
1299 - شمس بن عَطاء الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن فضل الله الرَّازِيّ الْهَرَوِيّ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين
ولد بهراة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَكَانَ إِمَامًا بارعا فِي فنون من الْعُلُوم؛ كالعربية والمعاني وَالْبَيَان، ويذاكر بالآداب. قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين البُلْقِينِيّ، وَادّعى أَنه يحفظ اثنى عشر ألف حَدِيث، فَطلب مِنْهُ أَن يملى عَلَيْهِم اثنى عشر حَدِيثا متباينة الْأَسَانِيد، فَلم يقدر.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَكَانَ مَعَ علمه كثير المجازفة، ثمَّ ولى قَضَاء الشَّافِعِيَّة الْأَكْبَر بِالْقَاهِرَةِ فأساء فِيهِ السِّيرَة، وَعمل فِي ذَلِك شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر أبياتا، وَأَلْقَاهَا فِي مجْلِس الْملك الْمُؤَيد من غير أَن يشْعر بهَا، واتهم بهَا جمَاعَة، وَهِي هَذِه:
(يَا أَيهَا الْملك الْمُؤَيد دَعْوَة ... من مخلص فِي حبه لَك ينصح)
(انْظُر لحَال الشَّافِعِيَّة نظرة ... فالقاضيان كِلَاهُمَا لَا يصلح)
(هَذَا أَقَاربه عقارب وَابْنه ... وَأَخ وصهر فعلهم مستقبح)
(غطوا محاسنه بقبح صنيعهم ... وَمَتى دعاهم للهدى لَا يفلحوا)
(وأخو هراة بسيرة اللنك اقْتدى ... وَله سِهَام فِي الجوانح تجرح)(2/5)
(لَا درسه يدرى وَلَا تأليفه ... يقرا وَلَا حِين الخطابة يفصح)
(فأزح هموم الْمُسلمين بثالث ... فَعَسَى فَسَاد مِنْهُم يستصلح)
وتكررت ولَايَة الْهَرَوِيّ وعزله إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
1300 - شَيبَان بن آدم بن زنباع
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من مشاهير المؤدبين بِالْقُرْآنِ والعربية.
1301 - شِيث بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حيدرة الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاج، القناوي القفطي النَّحْوِيّ ضِيَاء الدّين
قَالَ الأدفوي: كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ، وَله فِيهَا تصانيف، حسن الْعبارَة، لم ير قطّ ضَاحِكا وَلَا هازلا، وَكَانَ مُلُوك مصر يعظمونه ويرفعون قدره؛ مَعَ كَثْرَة طعنه فيهم، وَعدم مبالاته بهم.
سمع من السلَفِي، وَحدث، وَكَانَ يُنكر على الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القناوي، فَدَعَا عَلَيْهِ أَن يخمل ذكره.
وَله قصيدة فِي اللُّغَة ذَكرنَاهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وتعاليق فِي الْفِقْه وَغَيره.
وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة.(2/6)
حرف الصَّاد
1302 - صاعد بن الْحسن بن عِيسَى الربعِي الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْعَلَاء
قَالَ فِي البُلغة: لغَوِيّ؛ لَهُ النُّصُوص، كأمالي القالي.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ مقدما فِي علم اللُّغَة وَمَعْرِفَة العويص، وَكَانَ أحضر النَّاس شَاهدا، وأرواهم لكلمة غَرِيبَة، وَإِنَّمَا حطه عِنْد أهل الْأَدَب مَا غلب عَلَيْهِ من حب الشَّرَاب والبطالة وإيثار السخف والفكاهة، فَلم يثقوا بنقله، وَلَا استكثروا مِنْهُ.
وَكَانَ من مُتَقَدِّمي ندامى الْمَنْصُور بن أبي عَامر، ونال مِنْهُ دنيا عريضة، إِلَّا أَنه كَانَ متلافا لَا يبْقى على شَيْء.
وَقَالَ ابْن النجار: صحب السيرافي والفارسي والخطابي، وروى عَنْهُم، وَأَصله من الْموصل وَدخل الأندلس، وَكَانَ عَالما باللغة والآداب وَالْأَخْبَار، سريع الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ، طيب الْعشْرَة، حُلْو الفكاهة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ يتهم فِي نَقله بِالْكَذِبِ، فَلِذَا رفض النَّاس كِتَابه، وَلما تحقق الْمَنْصُور كذبه فِي النَّقْل رمى بكتابه الفصوص فِي النَّهر، فَقَالَ بَعضهم:
(قد غاص فِي الْبَحْر كتاب الفصوص ... وَهَكَذَا كل ثقيل يغوص)
فَبلغ صاعدا، فَقَالَ:
(عَاد إِلَى عنصره؛ إِنَّمَا ... تخرج من قَعْر البحور الفصوص)
وَمن شعره:
(ومهفهف أبهى من الْقَمَر ... قمر الْفُؤَاد بفاتن النّظر)
(خالسته تفاح وجنته ... فأخذتها مِنْهُ على غرر)
(فأخافني قوم فَقلت لَهُم: ... " لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر ")
مَاتَ بصقلية سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة، وَكَانَ الْمَنْصُور قد أثابه على كتاب الفصوص خَمْسَة آلَاف دِينَار.(2/7)
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَذكرته: وَحضر صاعد يَوْمًا مجْلِس الْمُوفق مُجَاهِد بن عبد الله العامري، أَمِير الْبَلَد، وَكَانَ فِي الْمجْلس أديب أعمى، يُقَال لَهُ بشار، فَقَالَ بشار للموفق: دَعْنِي أعبث بِهِ، فَقَالَ لَهُ: لَا تتعرض لَهُ، فَإِنَّهُ سريع الْجَواب، فَأبى إِلَّا مشاكلته، فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَلَاء، قَالَ: لبيْك! قَالَ: مَا الجرنفل فِي كَلَام الْعَرَب؟ فَعرف أَبُو الْعَلَاء أَنه وضع ذَلِك، فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يفعل بنساء العميان وَلَا يفعل بغيرهن، وَلَا يكون الجرنفل جرنفلا حَتَّى لَا يتعداهن إِلَى غَيْرهنَّ. فَخَجِلَ بشار وَضحك من كَانَ حَاضرا.
1303 - صَالح بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن نصر بن فرش ضِيَاء الدّين النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الفارقي أَبُو الْعَبَّاس
قَالَ البرزالي: ولد بميافارقين لَيْلَة التَّاسِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْقرَاءَات، وأتقن الْعَرَبيَّة. وَسمع من ابْن الصّلاح، وتصدر للإقراء وَتَعْلِيم النَّحْو؛ وَكَانَ سَاكِنا خيرا فَاضلا، مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
1304 - صَالح بن إِسْحَاق أَبُو عمر الْجرْمِي الْبَصْرِيّ
مولى جرم بن زبان؛ من قبائل الْيمن؛ وَكَانَ يلقب بالكلب، وبالنباح لصياحه حَال مناظرة أبي زيد.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ فَقِيها عَالما بالنحو واللغة، ديّنا ورعا حسن الْمَذْهَب، صَحِيح الِاعْتِقَاد. قدم بَغْدَاد، وَأخذ [النَّحْو] عَن الْأَخْفَش وَيُونُس، واللغة عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عُبَيْدَة، وَحدث عَنهُ الْمبرد. وَكَانَ جَلِيلًا فِي الحَدِيث وَالْأَخْبَار، وناظر الفرّاء. وانْتهى إِلَيْهِ علم النَّحْو فِي زَمَانه.(2/8)
وَمَات سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ.
وَله من التصانيف: التَّنْبِيه، وَكتاب السّير؛ عَجِيب، وَكتاب الْأَبْنِيَة، وَكتاب الْعرُوض، ومختصر فِي النَّحْو، وغريب سِيبَوَيْهٍ، وَغير ذَلِك.
1305 - صَالح بن خلف بن عَامر الْأنْصَارِيّ الأوسي الْبُرْجِي أَبُو الْحسن بن السكني
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ عَارِفًا بالقراءات، ماهرا فِي الْعَرَبيَّة، ذَا حَظّ صَالح من الشّعْر، مُتَقَدما فِي علم الْكَلَام.
روى عَن ابْن الطراوة، وَأخذ عَن أبي عبد الله الْمَازرِيّ. روى عَنهُ ابْنا حوط الله.
ولد سنة خَمْسمِائَة، وَمَات فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
1306 - صَالح بن عادي الْأنمَاطِي النَّحْوِيّ القفطي
قَالَ الأدفوي: ذكره الصاحب أَبُو الْحسن القفطي فِي تَارِيخ النُّحَاة، فَقَالَ: أَصله من بعض قرى مصر، وعانى صَنْعَة الأنماط، وَأخذ عَن مَشَايِخ ابْن بري. وَكَانَ النَّحْو على خاطره طريا، كثير المطالعة لكتب النَّحْو، على غَايَة من الدّين والورع والنزاهة، وَقيام اللَّيْل، مجاب الدعْوَة.
حج واجتاز بقفط، فرغبه أَهلهَا فِي الْمقَام عِنْدهم، وَضمن لَهُ الْخَطِيب أَبُو الْحسن القفطي كِفَايَته، فَأَقَامَ عِنْده نَحْو خمسين سنة. وانتفع ببركته كل من صَحبه وَحصل لَهُ آخر عمره فالج منع مِنْهُ بعض النُّطْق.
مَاتَ عَن سنّ عالية سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.(2/9)
1307 - صَالح بن عبد الله بن جَعْفَر بن عَليّ بن صَالح الْأَسدي الْكُوفِي أَبُو التقي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ محيي الدّين بن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن الصّباغ
كَذَا ذكره ابْن رَافع فِي ذيله، وَقَالَ: روى عَن الرضي الصَّاغَانِي والموفق الكواشي.
وَكَانَ فَقِيها فَاضلا زاهدا، ورعا. طلب لتدريس المستنصرية فَامْتنعَ، وَله أدب وَشعر وَتصرف، وَألقى الْكَشَّاف مَرَّات ونظم فِي الْفَرَائِض.
وَكَانَ جمال بَلَده وإمامها فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَأَجَازَ لي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: مَاتَ سنة سبع وَعشْرين.
وَذكره الصَّفَدِي فِي بَاب الْعين، فَسَماهُ عبد الله بن جَعْفَر، وَذكر هَذِه التَّرْجَمَة بِعَينهَا، وَقد الْتبس عَلَيْهِ اسْمه باسم أَبِيه.
1308 - صَالح بن عَليّ بن زَيْدَانَ بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد بن أبي التقى الْأمَوِي الْمَكِّيّ اللّغَوِيّ
سمع من الأرتاحي والسلفي، وَجَمَاعَة من المصريين، ولازم أَبَا مُحَمَّد بن بري مُدَّة، حَتَّى برع فِي الْفِقْه، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير. وَكَانَ مُفِيد مصر فِي زَمَانه. روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ والزكي البرزالي وَغَيرهمَا.
وَمَات فِي سادس شَوَّال سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة.
ذكره المقريزي فِي المقفى.(2/10)
1309 - صَالح بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سَلمَة الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو التقى بن الْمعلم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أهل الِاجْتِهَاد فِي طلب الْعلم والاعتناء التَّام بالرواية وَالتَّصَرُّف الْحسن، فِي النَّحْو وَالْأَدب، روى عَن أبي عَليّ الرندي وَابْن حوط الله.
وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ من ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة. وَرَآهُ وَلَده فِي النّوم، فَقَالَ لَهُ: هَل نظمت شَيْئا قطّ: فَقَالَ: نعم، وأنشده بَيْتَيْنِ، وَقَالَ: هما مكتوبان على ظهر كتاب سِيبَوَيْهٍ، فَنظر فرآهما كَذَلِك، وهما:
(وقفت أَمَام الْحَيّ أرصد غَفلَة ... أساعد طرفِي سَاعَة وأناظر)
(فَإِن غفل الواشون عَنَّا تَكَلَّمت ... جوانبنا عَمَّا تكن الضمائر)
1310 - صَالح بن عمر بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل البريهي السكْسكِي الشَّافِعِي أَبُو عبد الله
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، وإماما كَامِلا، عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة والفرائض والجبر والمقابلة.
شرح الْكَافِي للصردفي.
ومولده سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة.
1311 - صَالح بن معافى بن حَمَّاد الغساني الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن عبد الْملك: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، راوية للأشعار، خيرا، فَاضلا عدلا، مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالدّين.
1312 - صَالح بن يحيى البيماني
من قرى مرو. وَكَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة. كَذَا رَأَيْت بِخَط ابْن مَكْتُوم.(2/11)
حرف الضَّاد
1313 - ضبغوث أَبُو مُحَمَّد الحياري
قَالَ فِي البُلغة: يعد من النُّحَاة اللغويين.
1314 - الضَّحَّاك بن سلمَان بن سَالم بن دهابة أَبُو الْأَزْهَر النَّحْوِيّ
الألوسي المرئي، مَنْسُوب إِلَى امْرِئ الْقَيْس بن مَالك. قَالَ الصَّفَدِي: نزل بَغْدَاد، وَله معرفَة بالنحو واللغة، وَله شعر.
مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(مَا أنعم الله على عَبده ... بِنِعْمَة أوفى من العافيه)
(وكل من عوفي فِي جِسْمه ... فَإِنَّهُ فِي عيشة راضيه)
(وَالْمَال حُلْو حسن جيد ... على الْفَتى لكنه عاريه)
(وأسعد الْعَالم بِالْمَالِ من ... أَدَّاهُ للآخرة الباقيه)
(مَا أحسن الدُّنْيَا وَلكنهَا ... مَعَ حسنها غدارة فانيه)
1315 - الضَّحَّاك بن مخلد بن مُسلم أَبُو عَاصِم النَّبِيل الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ
التَّاجِر فِي الْحَرِير. قَالَ الشَّيْخ مجد الدّين فِي البُلغة: هُوَ من اللغويين.
وَذكر الزبيدِيّ فِي طبقاته.
وَقَالَ غَيره: ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة.(2/12)
وَسمع من جَعْفَر الصَّادِق وبهز بن حَكِيم وَابْن جريج وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن أبي عُرْوَة وخلقا. وروى عَنهُ البُخَارِيّ.
وَكَانَ حَافِظًا ثبتا، وَفِيه مزاح وكيس، رأى أَبَا حنيفَة يَوْمًا يُفْتى، وَقد اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وآذوه، فَقَالَ: مَا هُنَا أحد يأتيني بشرطي {فَتقدم إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا حنيفَة، تُرِيدُ شرطيا؟ فَقَالَ: نعم، فَقَالَ: اقْرَأ عَليّ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي معي، فَلَمَّا قَرَأَهَا قَامَ عَنهُ، فَقَالَ: أَيْن الشرطي؟ فَقَالَ: إِنَّمَا قلت: " تُرِيدُ "، وَلم أقل لَك: أجيء بِهِ} فَقَالَ: انْظُرُوا، أَنا احتال للنَّاس مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَقد احتال عليّ هَذَا الصَّبِي.
وَكَانَ كَبِير الْأنف، تزوج امْرَأَة، فَأَرَادَ أَن يقبلهَا فَمَنعه أَنفه، فَشد أَنفه على وَجههَا، فَقَالَت الْمَرْأَة: نحِّ ركبتك عَن وَجْهي.
وَمَات سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ.
1316 - ضِيَاء بن سعد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْقزْوِينِي الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القرمي العفيفي
الْعَلامَة المتفنن، أحد الْعلمَاء الأكابر. كَانَ إِمَامًا عَالما بالتفسير والعربية، والمعاني وَالْبَيَان، وَالْفِقْه والأصلين؛ ملازما للاشتغال والإفادة؛ حَتَّى فِي حَال مَشْيه وركوبه؛ يتوقد ذكاء.
تفقه فِي بِلَاده، وَأخذ عَن أَبِيه والعضد والبدر التسترِي والخلخالي. وَتقدم فِي الْعلم قَدِيما، حَتَّى كَانَ الشَّيْخ سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ أحد من قَرَأَ عَلَيْهِ، وَحج قَدِيما، فَسمع من الْعَفِيف المطري. وَكَانَ يَقُول: أَنا حَنَفِيّ الْأُصُول، شَافِعِيّ الْفُرُوع، وَكَانَ يستحضر المذهبين، ويفتي فيهمَا، وَيحل الْكَشَّاف وَالْحَاوِي حلا إِلَيْهِ الْمُنْتَهى؛ حَتَّى يظنّ أَنه يحفظهما، وَيحسن إِلَى الطّلبَة بجاهه وَمَاله؛ مَعَ الدّين المتين، والتواضع الزَّائِد، وَالْعَظَمَة، وَكَثْرَة الْخَيْر وَعدم الشَّرّ.
وَلما قدم للقاهرة اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية ومشيخة البيبرسية، وَكَانَ اسْمه عبيد الله؛ فَكَانَ لَا يرضى بذلك وَلَا يَكْتُبهُ لموافقته اسْم عبيد الله بن زِيَاد قَاتل الْحُسَيْن.(2/13)
وَكَانَت لحيته طَوِيلَة بِحَيْثُ تصل إِلَى قَدَمَيْهِ، وَلَا ينَام إِلَّا وَهِي فِي كيس، وَإِذا ركب تتفرق فرْقَتَيْن؛ وَكَانَ عوام مصر إِذا رَأَوْهُ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ الْخَالِق {فَكَانَ يَقُول: عوام مصر مُؤمنُونَ حَقًا لِأَنَّهُ يستدلون بالصنعة على الصَّانِع.
أَخذ عَنهُ الشَّيْخ عز الدّين بن جمَاعَة وَالشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ وخَلق، وروى عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره.
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسَبْعمائة. ذكر ذَلِك ابْن حجر وَغَيره.
وَكتب إِلَيْهِ طَاهِر بن حبيب:
(قل لرب الندى وَمن طلب الْعلم ... مجدَّا إِلَى سَبِيل السوَاء)
(إِن أردْت الْخَلَاص من ظلمَة الْجَهْل ... فَمَا تهتدي بِغَيْر الضياء)
فَأَجَابَهُ:
(قل لمن يطْلب الْهِدَايَة مني ... خلت لمع السراب بركَة مَاء)
(لَيْسَ عِنْدِي من الضياء شُعَاع ... كَيفَ يبغى الْهدى من اسْم الضياء} )
فَائِدَة رَأَيْت أَن أطرز بهَا هَذَا الْكتاب: وَقع فِي كَلَام الشَّيْخ ضِيَاء الدّين هَذَا السَّابِق نَقله عَنهُ آنِفا إِطْلَاق " الصَّانِع " على الله تَعَالَى؛ وَهُوَ جَار فِي أَلْسِنَة الْمُتَكَلِّمين؛ وانتقد عَلَيْهِم بِأَنَّهُ لم يرد إِطْلَاقه على الله تبَارك وَتَعَالَى، وأسماؤه توقيفية. وَأجَاب التقي السُّبْكِيّ بِأَنَّهُ قرئَ شاذا " صنعه الله " بِصِيغَة الْمَاضِي، فَمن اكْتفى فِي إِطْلَاق الْأَسْمَاء بورود الْفِعْل اكْتفى بِمثل ذَلِك.
وَأجَاب غَيره بِأَنَّهُ مَأْخُوذ من قَوْله: {صنع الله} ويتوقف أَيْضا على القَوْل بالاكتفاء بورود الْمصدر.
وَأَقُول: إِنِّي لأعجب للْعُلَمَاء سلفا وخلفا من الْمُحدثين والمحققين، مِمَّن وقف على هَذَا الانتقاد وَقَول الْقَائِل: إِنَّه لم يرد، وتسليمهم لَهُ ذَلِك، وَلم يستحضروه وَهُوَ وَارِد فِي(2/14)
حَدِيث صَحِيح. كتب إِلَيّ مُسْند الدُّنْيَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مقبل الْحلَبِي، عَن الصّلاح، ابْن أبي عمر، عَن أبي الْحسن بن البُخَارِيّ، عَن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الشعري: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْفضل الفراوي، أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ، أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أبي الْمَعْرُوف، أخبرنَا أَبُو سهل الإِسْفِرَايِينِيّ، أخبرنَا أَبُو جَعْفَر الحذّاء، حَدثنَا عَليّ بن الْمَدِينِيّ، حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ، حَدثنَا أَبُو مَالك، عَن ربعي ابْن حِرَاش، عَن حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الله صانع كل صانع وصنعته "، هَذَا حَدِيث صَحِيح، أخرجه الْحَاكِم عَن أبي النَّضر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفَقِيه، عَن عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ، عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ بِهِ، وَقَالَ: على شَرط الشَّيْخَيْنِ؛ وَلم ينتقده الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، وَلَا العرّاقي فِي مستخرجه.
وَقَالَ الْحَاكِم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي الْهَيْثَم، حَدثنَا الفريري، سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، يَقُول: أما أَفعَال الْعباد مخلوقة فقد حَدثنَا عَليّ بن عبد الله، حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة، عَن ربعي؛ فَذكره بِلَفْظ " إِن الله يصنع كل صانع وصنعته "، وَالْعجب من السُّبْكِيّ كَيفَ لم يستحضره، وَعدل إِلَى جَوَاب لَا يسلم لَهُ! مَعَ حفظه؛ حَتَّى قَالَ وَلَده: إِنَّه لَيْسَ بعد الْمزي والذهبي أحفظ مِنْهُ.
1317 - ضِيَاء بن أبي الضَّوْء الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر، حَافِظًا لأيام الْعَرَب ومشاهدها.(2/15)
حرف الطَّاء
1318 - طَالب بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الْمُؤَدب أَبُو أَحْمد
قَالَ الْخَطِيب: سمع من أبي بكر بن الْأَنْبَارِي وَالْقَاضِي الْمحَامِلِي؛ وَكَانَ ثِقَة. ولد فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة وثلاثمائة، وَمَات سنة سِتّ أَو سبع وَتِسْعين.
1319 - طَالب بن مُحَمَّد بن نشيط أَبُو أَحْمد النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السراج
أَخذ عَن ابْن الْأَنْبَارِي. وَله مُخْتَصر فِي النَّحْو، وَكتاب عُيُون الْأَخْبَار وفنون الْأَشْعَار.
1320 - أَبُو طَالب المكفوف النَّحْوِيّ الْكُوفِي
أَخذ النَّحْو عَن الْكسَائي، وصنف كتابا فِي حُدُود الْحُرُوف العوامل، وَالْأَفْعَال وَاخْتِلَاف مَعَانِيهَا. قَالَه الزبيدِيّ.
1321 - طالوت بن جراح الكلَاعِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْبر: كَانَ من أهل الضَّبْط والإتقان والمعرفة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِفْظ للغريب؛ وَقد علّم ذَلِك وأدّب بِهِ، روى عَن أبي عبد الله بن عَليّ بن أبي الْحُسَيْن الْقُرْطُبِيّ القَاضِي بالثغر.(2/16)
1322 - طَاهِر بن أَحْمد بن بَاب شَاذ
بالشين والذال المعجمتين، وَمَعْنَاهُ الْفَرح وَالسُّرُور - ابْن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم. أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ. أحد الْأَئِمَّة فِي هَذَا الشَّأْن، والأعلام فِي فنون الْعَرَبيَّة وفصاحة اللِّسَان. ورد الْعرَاق تَاجِرًا فِي اللُّؤْلُؤ، وَأخذ عَن علمائها، وَرجع إِلَى مصر، واستخدم فِي ديوَان الرسائل، متأملا يتَأَمَّل مَا يخرج من الدِّيوَان من الْإِنْشَاء وَيصْلح مَا يرَاهُ من الْخَطَأ فِي الهجاء أَو فِي النَّحْو أَو فِي اللُّغَة. وَكَانَت لَهُ حَلقَة اشْتِغَال بِجَامِع مصر، ثمَّ تزهد وَانْقطع، وَسَببه أَنه كَانَ جَالِسا يَأْكُل فَجَاءَهُ سنّوْر، فَكَانَ إِذا ألقِي إِلَيْهِ شَيْئا لَا يَأْكُلهُ ويحمله ويمضي؛ وَكثر ذَلِك مِنْهُ، فَتَبِعَهُ يَوْمًا لينْظر أَيْن يذهب بِمَا يطعمهُ، فَإِذا هُوَ يحملهُ إِلَى مَوضِع مظلم فِيهِ سّنوْرة عمياء، فيلقيه لَهَا فتأكله، فَعجب وَقَالَ: إِن الَّذِي سخر هَذَا لهَذِهِ ليجيئها بقوتها قَادر على أَن يغنيني عَن هَذَا الْعَالم. فَلَزِمَ مَنَارَة الْجَامِع بِمصْر، وَخرج بعض اللَّيَالِي مِنْهَا، وَاللَّيْل مقمر، وَفِي عينه بَقِيَّة من النّوم؛ فَسقط مِنْهَا إِلَى سطح الْجَامِع؛ فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي عَشِيَّة الْيَوْم الثَّالِث من رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ - وَقيل: أَربع وَخمسين - وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن تصانيفه: شرح جمل الزجاجي، الْمُحْتَسب فِي النَّحْو، شرح النخبة، تَعْلِيق فِي النَّحْو يُقَارب خَمْسَة عشر مجلدا، سَمَّاهُ تلامذته بعده تَعْلِيق الغرقة.(2/17)
1323 - طَاهِر بن الْحُسَيْن أَبُو الْوَفَاء الْبَنْدَنِيجِيّ الهمذاني النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ شَاعِرًا وَله معرفَة تَامَّة بالنحو واللغة وَالْعرُوض؛ وَلم يمدح أحدا لابتغاء جَائِزَة.
مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1324 - طَاهِر بن عبد الله البيّع أَبُو سعيد النَّحْوِيّ
روى عَنهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ مقطعات من الشّعْر فِي مجموعاته وأماليه.
ذكره ابْن النجار.
1325 - طَاهِر بن عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الأندلسي الداني أَبُو الْحُسَيْن، وَأَبُو بشر بن سبيطة
أستاذ نحوي؛ روى عَن أبي مُحَمَّد بن السَّيِّد، واختص بِهِ، وَكَانَ من كبار تلاميذه؛ وَكَانَ من أهل الذكاء والنبل والفهم؛ تصدر لتدريس الْعَرَبيَّة والآداب، وَألف.
مَاتَ بدانية بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
ذكره ابْن الزبير وَابْن عبد الْملك.(2/18)
1326 - طَاهِر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله الرعيني الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ علم اللُّغَة وَالْخَبَر أغلب عَلَيْهِ، وَلم يَك لَهُ بِالْحَدِيثِ وَلَا بالفقه كَبِير علم، سمع الْخُشَنِي وَبَقِي بن مخلد وَغَيرهمَا، ورحل إِلَى الْمشرق واليمن، وَكَانَ ضابطا.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وثلثمائة.
وَقَالَ ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر: فِي سنة أَربع.
قَالَ: وَكَانَ عَاملا عَارِفًا بعلوم اللُّغَة، فهما.
1327 - طراد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز السّلمِيّ الدِّمَشْقِي أَبُو فراس
نقلت من خطّ ابْن مَكْتُوم، قَالَ: كَانَ بديعا فِي عصره فِي النَّحْو وَالنّظم والنثر، كتب إِلَى السلَفِي.
وَمَات سنة عشْرين وَخَمْسمِائة بِمصْر.
وَمن شعره:
(يَا صَاح آنسني دهري وأوحشني ... مِنْهُم وأضحكني فيهم وأبكاني)
(قد قلت أَرض بِأَرْض بعد فرقتهم ... فَلَا تقل لي جيران بجيران)
1328 - طَلْحَة بن مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأمَوِي اليابري الإشبيلي أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ
كَانَ نحويا ماهرا، مقرئا، متقنا، عروضيا، حاذقا، ذَا حَظّ وافر من الْأَدَب، عَارِفًا بطرِيق الرِّوَايَة وتواريخ الرِّجَال وأحوالهم، اعتنى بِبَاب الرِّوَايَة، فَأخذ عَن جمع جمّ؛ مِنْهُم أَبوهُ، والدباج والشلوبين؛ وَأَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان. وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق أَبُو الْبَقَاء العكبري وَخلق، وانتصب للإقراء وتدريس الْعَرَبيَّة.(2/19)
ومعظم شُيُوخه أَحيَاء، وَحمل عَنهُ الْعلم، واستجيز وَهُوَ ابْن عشْرين سنة، وَلم يزل عاكفا على الْعُلُوم، صَابِرًا على شدَّة الْفقر وَقلة ذَات الْيَد، وَخرج لَهُ معجما. وَله خطب وَشعر.
مولده فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وسِتمِائَة؛ وَمَات بإشبيلية سنة ثِنْتَيْنِ - أَو ثَلَاث، أَو أَربع، أَو خمس - وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَبِالثَّانِي جزم ابْن عبد الْملك؛ والترجمة ملخصة من كَلَامه وَكَلَام ابْن الزبير.
1329 - طَلْحَة بن مُحَمَّد - وَقيل أَحْمد - بن طَلْحَة النعماني أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ياقوت: كَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة وَالْأَدب وَالشعر، ورد بَغْدَاد وخراسان؛ وكاتبه الحريري صَاحب المقامات.
1330 - طَلْحَة علم الدّين
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مَمْلُوكا اسْمه سنجر؛ فَغير اسْمه. وَكَانَ متقنا للعربية وَالْقِرَاءَة. قَرَأَ على الْبُرْهَان الجعبري وَغَيره، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو وَالْقُرْآن، وَكَانَ يُرَاعِي الْأَعْرَاب فِي كَلَامه.
مَاتَ بحلب سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَقد نَيف على السِّتين.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: شاخ ولحيته سَوْدَاء.(2/20)
1331 - طه علم الدّين الْحلَبِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بعد السِّتين وسِتمِائَة؛ وتصدر للاشتغال بحلب زَمَانا، وَكَانَ عِنْده كياسة وَمَكَارِم.
مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة.
1332 - طيبرس الجندي عَلَاء الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه النَّحْوِيّ، أُقدم من بِلَاده إِلَى إلبيرة، فَاشْتَرَاهُ بعض الْأُمَرَاء بهَا، وَعلمه الْخط وَالْقُرْآن؛ وَتقدم عِنْده، وَأعْتقهُ، فَقدم دمشق فتفقه بهَا، واشتغل بالنحو واللغة وَالْعرُوض وَالْأَدب والأصلين؛ حَتَّى فاق أقرانه. وَكَانَ حسن المذاكرة، لطيف المعاشرة، كثير التِّلَاوَة وَالصَّلَاة بِاللَّيْلِ.
صنف: الطرفة؛ جمع فِيهَا بَين الألفية والحاجبية، وَزَاد عَلَيْهِمَا؛ وَهِي تِسْعمائَة بَيت وَشَرحهَا. وَكَانَ ابْن عبد الْهَادِي يثني عَلَيْهَا وعَلى شرحها.
ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(قد بت فِي قصر حجاج فذكرني ... بضنك عيشة من فِي النَّار يشتعل)
(بقّ يطير وبقّ فِي الْحَصِير سعى ... كَأَنَّهُ ظلل من فَوْقه ظلل)
1333 - الطّيب بن مُحَمَّد بن الطّيب هَارُون بن الطّيب الْكِنَانِي المرسي أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ
من بَيت علم مَشْهُور. كَانَ مُتَقَدما فِي طلبه، متفننا، يتعاطى دَرَجَة الِاجْتِهَاد، وَأَجَازَ لَهُ السُّهيْلي وَابْن مضاء وَابْن بشكوال. وَولي قَضَاء مرسية، وَأخذ عَنهُ النَّحْو أَبُو عبد الله ابْن أبي الْفضل المرسي.
مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة.
ذكره ابْن الزبير وَغَيره.(2/21)
حرف الظَّاء
1334 - ظَالِم بن عَمْرو بن ظَالِم - وَقيل: ابْن سُفْيَان - بن عمر بن حلْس ابْن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنَانَة أَبُو الْأسود الدؤَلِي الْبَصْرِيّ
أول من أسس النَّحْو على مَا ذَكرْنَاهُ فِي مُقَدّمَة الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَذكرنَا فِيهَا الْخلاف فِي أول من وَضعه وَفِي سَببه، فَليُرَاجع.
وَوَقع فِي اسْمه وَنسبه خلاف كثير ذَكرْنَاهُ أَيْضا فِي الطَّبَقَات.
كَانَ من سَادَات التَّابِعين، وَمن أكمل الرِّجَال رَأيا، وأسدهم عقلا، شِيعِيًّا شَاعِرًا سريع الْجَواب، ثِقَة فِي حَدِيثه، روى عَن عمر وَعلي وَابْن عَبَّاس وَأبي ذَر وَغَيرهم. وَعنهُ ابْنه وَيحيى بن يعمر.
وَصَحب عَليّ بن أبي طَالب، وَشهد مَعَه صفّين، وَقدم على مُعَاوِيَة فَأكْرمه وَأعظم جائزته، وَولي قَضَاء الْبَصْرَة.
وَمن شعره يُخَاطب وَلَده:
(وَمَا طلب الْمَعيشَة بالتمني ... وَلَكِن ألق دلوك فِي الدلاء)
(تَجِيء بملئها طورا وطورا ... تَجِيء بحمأة وَقَلِيل مَاء)
وَهُوَ أول من نقط الْمُصحف. قَالَ الجاحظ: أَبُو الْأسود مَعْدُود فِي طَبَقَات النَّاس، وَهُوَ فِي كلهَا مقدم مأثور عَنهُ فِي جَمِيعهَا، مَعْدُود فِي التَّابِعين، وَالْفُقَهَاء، والمحدثين، وَالشعرَاء، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدهاة، والنحاة، والحاضري الْجَواب، والشيعة، والبخلاء، والصلع الْأَشْرَاف، والبخر الْأَشْرَاف.(2/22)
مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ بطاعون الجارف.(2/23)
حرف الْعين
1335 - عَاصِم بن أَيُّوب البطليوسي أَبُو بكر النَّحْوِيّ
قَالَ فِي البُلغة: إِمَام فِي اللُّغَة، روى عَن أبي عَمْرو السفاقسي وَغَيره، وَشرح المعلقات، وَمَات سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة.
1336 - عالي بن عُثْمَان بن جني الْبَغْدَادِيّ أَبُو سعد بن أبي الْفَتْح
النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. كَانَ مثل أَبِيه، نحويا أديبا، حسن الْخط، جيد الضَّبْط، روى عَن أَبِيه وَعِيسَى بن عَليّ الْوَزير، وَعنهُ أَبُو نصر بن مَاكُولَا. وَخلق.
وَمَات سنة سبع - أَو ثَمَان - وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
1337 - عَامر بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْفَزارِيّ.
قَالَ فِي البُلغة: لغَوِيّ شَاعِر.
وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة القيروان، وَقَالَ: كَانَ شَاعِرًا بَصيرًا باللغة.
1338 - عَامر بن عمرَان بن زِيَاد الضَّبِّيّ أَبُو عِكْرِمَة
من أهل سر من رأى. كَانَ نحويا لغويا أخباريا. روى عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعنهُ الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي، وصعودا. وَكَانَ أعلم النَّاس بأشعار الْعَرَب وأرواهم لَهَا، وأخلاقه شرسة.
صنف كتاب الْخَيل.(2/24)
1339 - عَامر بن مُوسَى بن طَاهِر أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَقِيها شافعيا، يتَكَلَّم فِي الْخلاف، وَيعرف الْقرَاءَات والنحو معرفَة تَامَّة.
سمع من عَليّ بن المحسن التنوخي وَغَيره. وَحدث باليسير.
وَمَات سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1340 - أَبُو عَامر بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج ابْن الجدّ الفِهري الإشبيلي
قَالَ ابْن الزبير: من علية أعيانها. أَخذ كتاب سِيبَوَيْهٍ عَن ابْن الْأَخْضَر، وأحكمه، وَمهر فِي فهم أغراضه وغوامضه، فَكَانَ من أجل أَصْحَاب ابْن الْأَخْضَر، حَتَّى قَالَ فِيهِ ابْن ملكون، وَهُوَ من أقرانه: من قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على ابْن الجدّ فَمَا عَلَيْهِ أَلا يقرأه على سِيبَوَيْهٍ.
وَكَانَ شَيْخه ابْن الْأَخْضَر يصفه بالتقدم فِي علم الْعَرَبيَّة، وَيَقُول: لَو أدْرك الأعلم لفرح بِهِ وَأقر لَهُ.
ثمَّ غلب على أبي عَامر الأنزواء والانقباض؛ حَتَّى لزم دَاره، وَقطع مداخلة النَّاس جملَة، فقطعوه.
وَقَالَ بعض معاصريه: لقد فقد علم الْعَرَبيَّة بانقباضه. وألح عَلَيْهِ أَبُو بكر بن الْقَابِلَة النَّحْوِيّ فِي قِرَاءَة الْكتاب فَأجَاب، وأقرأه إِيَّاه والكامل للمبرد؛ حَتَّى ختمهما، ثمَّ عَاد إِلَى انقباضه، وَلم يقرأه بعد، فَلَمَّا ابتدأت الْفِتْنَة بَين المرابطين قصد لبلة، فَأخْرج مِنْهَا، وَقتل ظلما من غير تلبس بِشَيْء من أمرهَا، وَذَلِكَ فِي عشر الْخمسين وَخَمْسمِائة.(2/25)
1341 - عُباد - بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الْبَاء - بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم ابْن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخزرجي
الزرزائي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ المفنن الشَّيْخ زين الدّين. مَشْهُور باسمه. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَمهر فِي الْفِقْه والأصلين، والعربية. وَسمع الحَدِيث من التنوخي والسويداوي والحلاوي وَغَيرهم - وَصَارَ رَأس الْمَالِكِيَّة، وَعين للْقَضَاء بعد موت الْبِسَاطِيّ، فَامْتنعَ فألح عَلَيْهِ، فتغيب إِلَى أَن وليه غَيره. وَولى تدريس الأشرفية والشيخونية والظاهرية، وَانْقطع فِي آخر عمره إِلَى الله تَعَالَى، وَأعْرض عَن الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ، وَامْتنع من الْإِفْتَاء وانتفع بِهِ جمَاعَة.
وَسمع مِنْهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَغَيره.
مَاتَ فِي رَمَضَان - وَقيل شَوَّال - سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة.
1342 - الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مطروح بن سراج بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ النَّحْوِيّ الأحمدي أَبُو عِيسَى
من أهل مصر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَخمسين وثلثمائة.
1343 - الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مُوسَى أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
من أَصْحَاب الْفَارِسِي والسيرافي. مَعْدُود من طبقَة أبي الْفَتْح بن جني.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة.(2/26)
1344 - الْعَبَّاس بن عمر بن يحيى الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ أَبُو الْفضل الدِّمَشْقِي السراج الأديب
من أهل الْفضل وَالْأَدب وَالنّظم، روى عَنهُ الرشيد الْعَطَّار.
وَمن شعره:
(فَخفف عَن الْقلب الهموم مسليا ... لَعَلَّ الَّذِي تخشاه لَيْسَ يكون)
(وَكن واثقا بِاللَّه فِي كل حَالَة ... فَمَا شدَّة إِلَّا وسوف تهون)
1345 - الْعَبَّاس بن الْفرج أَبُو الْفضل الرياشي اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
قَرَأَ على الْمَازِني النَّحْو، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَازِني اللُّغَة. قَالَ الْمبرد: سَمِعت الْمَازِني يَقُول: قَرَأَ الرياشي عَليّ كتاب سِيبَوَيْهٍ، فاستفدت مِنْهُ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني - يَعْنِي أَنه أفادني لغته وشعره، وَأفَاد هُوَ النَّحْو - قَالَ: وَكَانَ إِذا كَانَ صَائِما لَا يبلع رِيقه.
قَالَ السيرافي: وَكَانَ عَالما باللغة وَالشعر، كثير الرِّوَايَة عَن الْأَصْمَعِي، وَأخذ عَن الْمبرد وَابْن دُرَيْد.
ورياش رجل من جذام، كَانَ أَبوهُ عبدا، فنسب إِلَيْهِ. انْتهى. وَوَثَّقَهُ الْخَطِيب.
وصنف: كتاب الْخَيل، كتاب الْإِبِل، مَا اخْتلفت أسماؤه من كَلَام الْعَرَب، وَغير ذَلِك.
قَتله الزنج بِالْبَصْرَةِ بالأسياف، وَكَانَ قَائِما يُصَلِّي الضُّحَى فِي مَسْجده، سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَلم يدْفن إِلَّا بعد مَوته بِزَمَان.
وَله:
(أنْكرت من بصرى مَا كنت أعرفهُ ... واسترجع الدَّهْر مَا قد كَانَ يُعْطِينَا)
(أبعد سبعين قد ولت وسابعة ... أبغي الَّذِي كنت أبغيه ابْن عشرينا)(2/27)
1346 - عَبَّاس بن فرناس بن ورداس
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ متصرفا فِي ضروب من الْإِعْرَاب.
1347 - الْعَبَّاس بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ الملقب عرام
قَالَ القفطي: روى عَن عبد الله بن مُحَمَّد اليزيدي، وَعنهُ الصاحب بن عباد؛ وَكَانَ رَقِيقا يتعاطى المنادمة.
وَله رسيلات إِلَى جمَاعَة فِي الطنز وَاللَّهْو.
1348 - عَبَّاس بن نَاصح أَبُو الْمُعَلَّى الجزيري الأندلسي الثَّقَفِيّ
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالشعر المجودين، وَله حَظّ فِي الْفِقْه وَالرِّوَايَة. ولى قَضَاء بَلَده وشذونة، وَكَانَ رَحل مَعَ أَبِيه إِلَى مصر، وَتردد فِي الْحجاز طَالبا للغة الْعَرَب، وَلَقي الْأَصْمَعِي وَغَيره بالعراق، وَاجْتمعَ بِأبي نواس، وأذعن لَهُ بِالْفَضْلِ على نَفسه، وَانْصَرف إِلَى الأندلس، وَمَات بعد سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَمن شعره:
(مَا خير مُدَّة عَيْش الْمَرْء لَو جعلت ... كمدة الدَّهْر وَالْأَيَّام تفنيها)
(فارغب بِنَفْسِك أَن ترْضى بِغَيْر رضَا ... وابتع نجاتك بالدنيا وَمَا فِيهَا)
1349 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن الْفَتْح ابْن عمر الْعَبدَرِي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مقرئا نحويا، روى عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي وَغَيره.(2/28)
1350 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حُصَيْن الْكِنْدِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها نحويا، عَارِفًا لغويا، محققا مدققا، شرح الْكَافِي للصغار فِي النَّحْو، وَسَماهُ الدُّرَر، وانتفع بِهِ النَّاس كثيرا.
1351 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ، ذَا حَظّ من الرِّوَايَة.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
1352 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حَكِيم الخبري
بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُوَحدَة وبالراء - أَبُو حَكِيم. قَالَ القفطي: كَانَ مُتَمَكنًا من علم الْعَرَبيَّة، وَيكْتب الْخط الْحسن. تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ، وبرع فِي الْفَرَائِض والحساب، وصنف فيهمَا، وَشرح الحماسة، وديوان البحتري، وعدة دواوين، وَسمع الحَدِيث من أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي، وَجَمَاعَة، وَحدث باليسير.
وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة ديّنا صَدُوقًا. روى عَنهُ سبطه أَبُو الْفضل بن نَاصِر، وَذكر أَنه كَانَ يكْتب يَوْمًا وَهُوَ مُسْتَند، فَوضع الْقَلَم من يَده، وَقَالَ: إِن هَذَا موت مهنأ طيب، ثمَّ مَاتَ وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
1353 - عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر ابْن الخشاب أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ
قَالَ القفطي: كَانَ أعلم أهل زَمَانه بالنحو، حَتَّى يُقَال: إِنَّه كَانَ فِي دَرَجَة الْفَارِسِي، وَكَانَت لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير واللغة والمنطق والفلسفة والحساب والهندسة، وَمَا من علم من الْعُلُوم إِلَّا وَكَانَت لَهُ فِيهِ يَد حَسَنَة.
قَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور الجواليقي وَغَيره، والحساب والهندسة على أبي بكر بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ، والفرائض على أبي بكر المزرقي، وَسمع الحَدِيث من أبي الْغَنَائِم(2/29)
النَّرْسِي وَأبي الْقَاسِم بن الْحصين، وَأبي الْعِزّ بن كادش وَجَمَاعَة؛ وَلم يزل يقْرَأ حَتَّى علا على أقرانه، وَقَرَأَ العالي والنازل، وَكَانَ يكْتب خطا مليحا، وحصّل كتبا كَثِيرَة جدا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس، وانتفعوا بِهِ، وَتخرج بِهِ جمَاعَة. وروى كثيرا من الحَدِيث.
سمع مِنْهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَأَبُو أَحْمد بن سكينَة، وَأَبُو مُحَمَّد بن الْأَخْضَر؛ وَكَانَ ثِقَة فِي الحَدِيث، صَدُوقًا نبيلا حجَّة إِلَّا أَنه لم يكن فِي دينه بِذَاكَ؛ وَكَانَ بَخِيلًا مبتذلا فِي ملبسه وعيشه، قَلِيل المبالاة بِحِفْظ ناموس الْعلم، يلْعَب بالشطرنج مَعَ الْعَوام على قَارِعَة الطَّرِيق، وَيقف فِي الشوارع على حلق المشعبذين واللاعبين بالقرود والدّباب، كثير المزاح واللعب، طيب الْأَخْلَاق؛ سَأَلَهُ شخص وَعِنْده جمَاعَة من الْحَنَابِلَة: أعندك كتاب الْجبَال؟ فَقَالَ: يَا أبله؛ أما تراهم حَولي! وَسَأَلَهُ آخر عَن الْقَفَا؛ يمد أَو يقصر؟ فَقَالَ لَهُ: يمد ثمَّ يقصر.
قَرَأَ عَلَيْهِ بعض المعلمين قَول العجاج:
(أطربا وَأَنت قنسري ... وَإِنَّمَا يَأْتِي الصِّبَا الصَّبِي)
فَقَالَ: " وَإِنَّمَا يَأْتِي الصَّبِي الصَّبِي "، فَقَالَ: هَذَا عنْدك فِي الْمكتب؛ وَأما عندنَا فَلَا، فاستحى الْمعلم وَقَامَ.
وَكَانَ يتعمم بالعمامة، فَتبقى مُدَّة على حَالهَا حَتَّى تسود مِمَّا يَلِي رَأسه، وتتقطع من الْوَسخ، وَتَرْمِي عَلَيْهَا الطُّيُور ذرقها؛ وَلم يتَزَوَّج وَلَا تسرى؛ وَكَانَ إِذا حضر سوق الْكتب وَأَرَادَ شِرَاء كتاب غافل النَّاس وَقطع مِنْهُ ورقة؛ وَقَالَ: إِنَّه مَقْطُوع؛ ليأخذه بِثمن بخس؛ وَإِذا اسْتعَار من أحد كتابا وطالبه بِهِ؛ قَالَ: دخل بَين الْكتب فَلَا أقدر عَلَيْهِ.
صنّف: شرح الْجمل للجرجاني، شرح اللمع لِابْنِ جني، لم يتم، الرَّد على ابْن بابشاذ فِي شرح الْجمل. الرَّد على التبريزي فِي تَهْذِيب الْإِصْلَاح، شرح مُقَدّمَة الْوَزير ابْن هُبَيْرَة فِي النَّحْو؛ يُقَال: إِنَّه وَصله عَلَيْهَا بِأَلف دِينَار؛ الرَّد على الحريري فِي مقاماته.
توفّي عَشِيَّة الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، ووقف كتبه على أهل الْعلم، ورئي بعد مَوته بِمدَّة فِي النّوم على هَيْئَة حَسَنَة فَقيل لَهُ: مَا فعل الله بك؟ قَالَ:(2/30)
غفر لي، قيل: وَدخلت الْجنَّة؟ قَالَ: نعم إِلَّا أَن الله أعرض عني؛ قيل: وَأعْرض عَنْك؟ قَالَ: نعم؛ وَعَن كثير من الْعلمَاء مِمَّن لَا يعْمل.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
وَمن شعره ملغزا فِي كتاب:
(وَذي أوجه لكنه غير بائح ... بسر وَذُو الْوَجْهَيْنِ للسر مظهر)
(تناجيك بالأسرار أسرار وَجهه ... فتفهمها مَا دمت بِالْعينِ تنظر)
وَله فِي الشمعة:
(صفراء لَا من سقم مَسهَا ... كَيفَ وَكَانَت أمهَا الشافيه {)
(عُرْيَانَة بَاطِنهَا مكتس ... واعجب لَهَا كاسية عاريه} )
1354 - عبد الله بن أَحْمد بن أسعد بن أبي الْهَيْثَم أَبُو مُحَمَّد
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا بالفقه والقراءات والنحو واللغة.
صنّف: الْإِيضَاح فِي الْقرَاءَات؛ والتبصرة فِي النَّحْو.
1355 - عبد الله بن أَحْمد بن حَرْب بن خَالِد أَبُو هفان النَّحْوِيّ
وَكَانَ من النُّحَاة اللغويين الأدباء، راوية أهل الْبَصْرَة.
روى عَن الْأَصْمَعِي؛ وَعنهُ يَمُوت بن المزرّع وَغَيره. وَكَانَ مقترا ضيّق الْحَال؛ شرّابا للنبيذ.
صنّف: صناعَة الشّعْر، أَخْبَار الشُّعَرَاء.
1356 - عبد الله بن أبي أَحْمد بن حَرْب الْأمَوِي الْيحصبِي أَبُو مُحَمَّد
كَانَ مقرئا مجودا، متقنا، عَارِفًا بالنحو وَالْأَدب.
أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الباذش، وَمَات بقرطبة فِي عشر الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَقد قَارب ثَمَانِينَ سنة.(2/31)
1357 - عبد الله بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الشاماتي الأديب أَبُو الْحُسَيْن
صنّف: شرح ديوَان المتنبي، شرح الحماسة، شرح أَبْيَات أَمْثَال أبي عبيد، واشتهر بالتأديب.
مَاتَ سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
1358 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْقَيْسِي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ ذَاكِرًا للقراءات، رَيَّان من الْأَدَب، متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ، لَهُ حَظّ صَالح من الحَدِيث.
كَانَ حَيا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1359 - عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْفَقِيه النَّحْوِيّ جلال الدّين ابْن الفصيح الْعِرَاقِيّ الْكُوفِي الْحَنَفِيّ
طلب الحَدِيث، وَسمع من الْجَزرِي والذهبي، وشارك فِي الْفَاضِل.
مولده فِي شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَسَبْعمائة، وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة. قَالَه الصَّفَدِي.
1360 - عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن قرشي الحجري الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْوَلِيد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة والآداب، مبرزا فِي ضبط اللُّغَات؛ قعد لإقرائها، وَله حَظّ من النّظم والنثر، روى عَن جده لأمه أبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ؛ وَعنهُ أَبُو عبد الله بن سَعَادَة النَّحْوِيّ، وَمَات بقرطبة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة.(2/32)
1361 - عبد الله بن أَحْمد بن عمروس بن لب بن قَاسم الشلبي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ حَافِظًا للْحَدِيث، ذَاكِرًا لرجاله، لغويا حَافِظًا، فَقِيها مشاورا، روى عَن ابْن الْعَرَبِيّ، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق السلَفِي.
وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
1362 - عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة المالقي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة، حَافِظًا للغة، راوية عدلا، ضابطا متقنا، جمع الله لَهُ الْعلم وَالْعَمَل، آخر الورعين بالأندلس، مقتصدا فِي لِبَاسه، روى عَن أبي مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ وَأكْثر عَنهُ، وَعَن السُّهيْلي، وَحج، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق الْحسن الجواليقي وَأَبُو الْحسن بن الْبناء وخلْق، وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ ابْن الزبير وَابْن أبي الْأَحْوَص وَغَيرهمَا.
وَكَانَ شَدِيد الْوَرع، لَا يَأْكُل مِمَّن يتَحَقَّق طيب كَسبه، وَلَا سِيمَا بعد حُدُوث الْفِتَن؛ فَإِنَّهُ قطع أكل اللَّحْم، وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن كل جُمُعَة، منقبضا عَن النَّاس، لَا يجلس إِلَيْهِم إِلَّا فِي الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس.
ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَقَالَ ابْن الْأَبَّار: سنة سِتّ، وَهُوَ غلط.
1363 - عبد الله بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ القرموني الْمَعْرُوف بِابْن الأخرش النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر
قَالَ الصَّفَدِي: أديب فَاضل. نحوي، أَخذ عَن الأبذي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو حَيَّان؛ وَكَانَ لَهُ اعتناء بالتفسير.
مَاتَ بفاس بعد السّبْعين وسِتمِائَة.(2/33)
وَمن شعره:
(أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا غياث ... فقد ضجت مَلَائِكَة السَّمَاء)
(قُضَاة الْمُسلمين بَنو إِمَاء ... لقد نزل الْقَضَاء على الْقَضَاء)
1364 - عبد الله بن بري بن عبد الْجَبَّار أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
شاع ذكره، واشتهر، وَلم يكن فِي الديار المصرية مثله. قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على مُحَمَّد ابْن عبد الْملك الشنتريني، وتصدر للإقراء بِجَامِع عَمْرو؛ وَكَانَ مَعَ علمه وغزارة فهمه ذَا غَفلَة؛ يحْكى عَنهُ حكايات عَجِيبَة؛ مِنْهَا أَنه جعل فِي كمه عنبا، فَجعل يعبث بِهِ وَيحدث شخصا مَعَه؛ حَتَّى نقط على رجلَيْهِ، فَقَالَ لرفيقه: تحس الْمَطَر؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا هَذَا الَّذِي ينقط عَليّ؟ فَقَالَ لَهُ: هَذَا من الْعِنَب؛ فَخَجِلَ وَمضى.
وَكَانَ قيمًا بالنحو واللغة والشواهد، ثِقَة. قَرَأَ على الْجُزُولِيّ، وَأَجَازَ لأهل عصره، وَكَانَ لَهُ تصفح فِي ديوَان الْإِنْشَاء.
وصنّف: اللّبَاب فِي الرَّد على ابْن الخشاب فِي رده على الحريري فِي درة الغواص، الرَّد على الحريري فِي درة الغواص، حواش على الصِّحَاح؛ قَالَ الصَّفَدِي: لم يكملها، بل وصل إِلَى " وقش "، وَهُوَ ربع الْكتاب؛ فأكملها الشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد البسطي.
مَاتَ فِي لَيْلَة السبت السَّابِعَة وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى؛ وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
[كَانَت ولادَة ابْن بري بِمصْر فِي الْخَامِس من شهر رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة] .
1365 - عبد الله بن بكار بن مَنْصُور بن عبد الله بن يحيى الْخُزَاعِيّ أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ مولى عمرَان بن الْحصين
قَالَ القفطي: كَانَ من أهل الْعلم باللغة وَالشعر، ثِقَة أَمينا، إِمَامًا صَدُوقًا. قَرَأَ على أبي عَمْرو الدوري بِقِرَاءَة الْكسَائي.(2/34)
1366 - عبد الله بن أبي بكر بن عرام بن إِبْرَاهِيم بن فَارس بن أبي الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ تَاج الدّين الإسكندري
الأسواني الأَصْل. ولد بدمنهور سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وَأَخذهَا عَن حافي رَأسه، ودرسها بالإسكندرية، وَسمع الحَدِيث، وَصَحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي، وَكَانَ خيرا، تذكر عَنهُ كرامات.
مَاتَ بالإسكندرية فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة.
ذكره الأدفوي وَغَيره.
1367 - عبد الله بن بُنُنَان - بِضَم الْمُوَحدَة وَالنُّون وَفتح النُّون الثَّانِيَة - المغربي النَّحْوِيّ
نزيل إشبيلية. كَانَ نحويا حَافِظًا لكتب الْأَدَب، علم النَّاس النَّحْو بقرطبة، وَمَات سنة تسع وَخَمْسمِائة.
ذكره الصَّفَدِي.
1368 - عبد الله بن الجِبِير - بِكَسْر الْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة - ابْن عُثْمَان بن عِيسَى بن الجبير الْيحصبِي أَبُو مُحَمَّد اللوشي
قَالَ ابْن الزبير: من أَعْيَان ذَوي الشّرف وَالْجَلالَة. كَانَ أديبا بارعا فِي الْأَدَب، عَارِفًا بالنحو والآداب واللغات، كَاتبا بليغا، شَاعِرًا مطبوعا، لسنا مفوّها. أَخذ عَن أَشْيَاخ غرناطة، وبمالقة عَن غَانِم الأديب، وبقرطبة عَن ابْن سراج؛ وَكَانَ مَال فِي شبيبته إِلَى الجندية لشهامته وَعزة نَفسه؛ فَكَانَ فِي عَسْكَر الْمَأْمُون بن عباد وحظي عِنْده؛ وَكَانَ من أظرف النَّاس وأملحهم شبيبة، وَأَحْسَنهمْ شارة، وأتمهم معرفَة.
مَاتَ بلوشة سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة.(2/35)
وَمن شعره:
(يَا هاجرين أضلّ الله سعيكم ... كم تهجرون محبيكم بِلَا سَبَب!)
(وَيَا مسرين للإخوان غائلة ... ومظهرين وُجُوه الْبر والرحب)
(مَا كَانَ ضركم الْإِخْلَاص لَو طبعت ... تِلْكَ النُّفُوس على علياء أَو أدب)
(أشبهتم الدَّهْر لما كَانَ والدكم ... فَأنْتم شَرّ أَبنَاء كشر أَب)
1369 - عبد الله بن جَعْفَر بن دُرُستويه - بِضَم الدَّال وَالرَّاء -
بِضَم الدَّال وَالرَّاء وَضَبطه ابْن مَاكُولَا بِالْفَتْح؛ ابْن الْمَرْزُبَان النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد. أحد من اشْتهر وَعلا قدره، وَكثر علمه. جيد التصنيف، صحب الْمبرد، وَلَقي ابْن قُتَيْبَة، وَأخذ عَن الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره. وَكَانَ شَدِيد الِانْتِصَار للبصريين فِي النَّحْو واللغة، وَثَّقَهُ ابْن مَنْدَه وَغَيره، وَضَعفه هبة الله اللالكائي، وَقَالَ: بَلغنِي أَنه قيل لَهُ: حدث عَن عَبَّاس الدوري حَدِيثا ونعطيك درهما، فَفعل، وَلم يكن سَمعه مِنْهُ.
قَالَ الْخَطِيب: وَهَذَا بَاطِل؛ لِأَنَّهُ كَانَ أرفع قدرا من أَن يكذب.
ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
وصنّف: الْإِرْشَاد فِي النَّحْو، شرح الفصيح، الرَّد على الْمفضل فِي الرَّد على الْخَلِيل، غَرِيب الحَدِيث، الْمَقْصُور والممدود، مَعَاني الشّعْر، أَخْبَار النُّحَاة؛ وَغير ذَلِك.
1370 - عبد الله بن حَرْب بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك بن يحيى ابْن إِدْرِيس الْكلابِي أَبُو مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ
كَذَا وَصفه ابْن الفرضي: وَقَالَ: كَانَ مؤدبا بِالْعَرَبِيَّةِ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من أهل الْعلم بالنحو، دَقِيق النّظر فِيهِ؛ يعرف بجنين.(2/36)
1371 - عبد الله بن الْحسن بن أَحْمد بن يحيى بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ المالقي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مُحدثا حافلا ضابطا، حَافِظًا إِمَامًا فِي وقته، نحويا لغويا، أديبا كَاتبا، شَاعِرًا، عَارِفًا بالقراءات وطرقها، فَقِيها زاهدا، ورعا عَالما عَاملا؛ روى عَن أَبِيه وَالقَاسِم بن دحمان والسهيلي، وَعَن هَؤُلَاءِ أَخذ الْقرَاءَات والعربية؛ وَأَخذهَا أَيْضا عَن ابْن عروس وَابْن كوثر وَابْن الفخار. وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق الخشوعي وَغَيره.
وَقعد للإقراء بمالقة؛ وَله نَحْو عشْرين سنة، ورحل إِلَى غرناطة وإشبيلية وَغَيرهَا، وَعَاد إِلَى بَلَده، وَلزِمَ الإقراء وخطب بجامعها؛ ورحل إِلَيْهِ النَّاس واعتمدوه؛ ونافر أَبَا عَامر ابْن حسون أَيَّام ولَايَته مالقة، وَأنكر كثيرا من أَعماله؛ فَكَانَ سَببا لتأخره عَن الخطابة، وسمى فِيهَا ابْن حسون ووليها، وَجرى بَينه وَبَين أبي عَليّ الرندي منازعات؛ ألف فِيهَا كل مِنْهُمَا.
وَله تصانيف فِي الْعرُوض والقراءات؛ روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَغَيره.
ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم السبت سَابِع ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(سهرت أعين ونامت عُيُون ... لأمور تكون أَو لَا تكون)
(فاطرد الْهم مَا اسْتَطَعْت عَن النَّفس ... فحملانك الهموم جُنُون)
(إِن رَبًّا كَفاك بالْأَمْس مَا كَانَ ... سيكفيك فِي غَد مَا يكون)(2/37)
1372 - عبد الله بن الْحسن بن عبد الله بن يزِيد السَّعْدِيّ الْيحصبِي أَبُو مُحَمَّد
يعرف بِابْن الأديب، ابْن عَم دَاوُد السَّابِق. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا نحويا، من أهل الْمعرفَة التَّامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب، فذّ النَّاس فِي ذَلِك فِي وقته؛ يحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ كحفظه لِلْقُرْآنِ، عَارِفًا مَعَ ذَلِك بالقراءات وَالْفِقْه، مشاركا فِي عُلُوم.
مَاتَ سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة.
وسمى بَعضهم أَبَاهُ عليا، وَهُوَ غلط مَشى عَلَيْهِ فِي تَارِيخ غرناطة.
1373 - عبد الله بن حسن بن عشير الْعَبدَرِي اليابسي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: كَانَ مصدرا فِي جَامع الْإسْكَنْدَريَّة لإقراء النَّاس الْقُرْآن والنحو، وَله شعر كثير، وَكَانَ أَخذ النَّحْو عَن ابْن الطراوة.
1374 - عبد الله بن حسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْمروزِي أَبُو بكر النَّحْوِيّ الْحَنْبَلِيّ
فَاضل أديب، عَالم بالنحو على مَذْهَب الْكُوفِيّين، ألف فِي النَّحْو على مَذْهَبهم، دخل الأندلس، وَحمل أَهلهَا عَنهُ.
مَاتَ فِي حُدُود أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
1375 - عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن الإِمَام محب الدّين أَبُو الْبَقَاء العكبري الْبَغْدَادِيّ الضَّرِير النَّحْوِيّ الْحَنْبَلِيّ
صَاحب الْإِعْرَاب. قَالَ القفطي: أَصله من عكبرا، وَقَرَأَ بالروايات على أبي الْحسن البطائحي، وتفقه بِالْقَاضِي أبي يعلى الْفراء، ولازمه حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على يحيى بن نجاح وَابْن الخشاب؛ حَتَّى حَاز قصب السَّبق، وَصَارَ فِيهَا من الرؤساء الْمُتَقَدِّمين، وقصده النَّاس من الأقطار، وأقرأ النَّحْو واللغة وَالْمذهب(2/38)
وَالْخلاف والفرائض والحساب، وَسمع الحَدِيث من أبي الْفَتْح بن البطي وَأبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وخلْق؛ وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا غزير الْفضل كَامِل الْأَوْصَاف، كثير الْمَحْفُوظ ديّنا، حسن الْأَخْلَاق متواضعا، وَله تردد إِلَى الرؤساء لتعليم الْأَدَب. أضرّ فِي صباه بالجدري، فَكَانَ إِذا أَرَادَ التصنيف أحضرت إِلَيْهِ مصنفات ذَلِك الْفَنّ، وقرئت عَلَيْهِ فَإِذا حصل مَا يُريدهُ فِي خاطره أملاه؛ وَكَانَ لَا تمضى عَلَيْهِ سَاعَة من ليل أَو نَهَار إِلَّا فِي الْعلم؛ سَأَلَهُ جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة أَن ينْتَقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي، ويعطوه تدريس النَّحْو بالنظامية، فَقَالَ: لَو أقمتموني وصببتم عَليّ الذَّهَب حَتَّى واريتموني مَا رجعت عَن مذهبي.
صنّف: إِعْرَاب الْقُرْآن، إِعْرَاب الحَدِيث، إِعْرَاب الشواذ، التَّفْسِير، التَّعْلِيق فِي الْخلاف، الملقح فِي الجدل، الناهض الْبلْغَة التَّلْخِيص؛ وَالثَّلَاثَة فِي الْفَرَائِض، شرح الفصيح، شرح الحماسة، شرح المقامات، شرح خطب ابْن نباتة، شرح الْإِيضَاح والتكملة، شرح اللمع، لباب الْكتاب، شرح أَبْيَات الْكتاب، إِيضَاح الْمفصل، اللّبَاب فِي علل الْبناء وَالْإِعْرَاب، الترصيف فِي التصريف، الْإِشَارَة التَّلْخِيص التَّلْقِين التَّهْذِيب؛ وَالْأَرْبَعَة فِي النَّحْو، تَرْتِيب إصْلَاح الْمنطق على حُرُوف المعجم، الِاسْتِيعَاب فِي الْحساب، وَأَشْيَاء كَثِيرَة.
ولد فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد، وَمَات لَيْلَة الْأَحَد ثامن ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
وَله يمدح الْوَزير ابْن مهْدي، وَلم يقل غَيرهَا:(2/39)
(بك أضحى جيد الزَّمَان محلى ... بعد أَن كَانَ من علاهُ مخلى)
(لَا يجاريك فِي نجاريك خلق ... أَنْت أَعلَى قدرا وَأَعْلَى محلا)
(دمت تحيي مَا قد أميت من الْفضل ... وتنفي فقرا وتطرد محلا)
1376 - عبد الله بن الْحُسَيْن أَبُو المظفر النَّحْوِيّ
مروزي الأَصْل. نَشأ بِبَغْدَاد، وَسكن سَمَرْقَنْد. وَمَات بهَا. روى عَن أبي الطّيب المتنبي من شعره، ذكره أَبُو سعد الإدريسي فِي تَارِيخ سَمَرْقَنْد، والخطيب.
1377 - عبد الله بن الْحُسَيْن الصَّدَفِي النَّحْوِيّ
من أهل الْمِائَة الْخَامِسَة. كَذَا ذكره صَاحب الْمغرب، وَقَالَ: ذكره فِي الأنموذج.
وَمن شعره:
(لَا أستكين إِلَى الْأَيَّام أعذلها ... وَلَا عَن النَّاس والحاجات أسألها)
(ولي أَخ من بني الْآدَاب همته ... بَين السماك وَبَين النسْر منزلهَا)
(فَلَو أَرَادَت علوا فَوق ذَا لعلت ... لَكِنَّهَا اقْتَرَبت مِمَّن يؤملها)
1378 - عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْمروزِي
يكنى أَبَا بكر. كَانَ فَاضلا دينا حنبلي الْمَذْهَب، وَاسع الرِّوَايَة قديم الطّلب، وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ على مَذْهَب الْكُوفِيّين. وَله تأليف فِي النَّحْو على مَذْهَبهم سَمَّاهُ الِابْتِدَاء، وَله كتاب مُخْتَصر من علم أبي حنيفَة رَحمَه الله فِي سَبْعَة أَجزَاء، سَمَّاهُ المغنى، وَكَانَ ممتعا بذهنه وَجَمِيع جوارحه. مولده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة. ذكره ابْن بشكوال فِي الصِّلَة.(2/40)
1379 - أَبُو عبد الله بن حُسَيْن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْعَنْبَري الداروني القيرواني النَّحْوِيّ الإفْرِيقِي
يعرف بِابْن أُخْت العاهة. قَالَ القفطي: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والنحو، أَقرَأ فِي زمَان أبي مُحَمَّد المكفوف، وَكَانَ معجبا بِعِلْمِهِ، شَدِيد الافتخار يتَجَاوَز الْحَد فِي ذَلِك، وَلَا يحضر مَجْلِسا إِلَّا افتخر فِيهِ؛ ويسرف فِي ذَلِك حَتَّى يمل وينسب إِلَى السخف.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلثمائة.
1380 - عبد الله بن حمود أَبُو مُحَمَّد الزبيدِيّ الأندلسي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من فرسَان النَّحْو واللغة وَالشعر، لَازم السيرافي والفارسي والقالي.
وَكَانَ مغرى بِكَلَام الجاحظ؛ وَكَانَ يَقُول: رضيت فِي الْجنَّة بكتب الجاحظ عوضا عَن نعيمها.(2/41)
1381 - عبد الله بن خريش أَبُو مسحل
ذكره الزبيدِيّ فِي نحاة الْكُوفِيّين، وَقَالَ: قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: كَانَ مسحل يروي عَن عَليّ بن الْمُبَارك الْأَحْمَر أَرْبَعِينَ ألف بَيت شَاهدا فِي النَّحْو. قَالَ: وَسمعت ثعلبا يَقُول: مَا نَدِمت على شَيْء كندمي على ترك سَماع الأبيات الَّتِي كَانَ يَرْوِيهَا أَبُو مسحل عَن عَليّ بن الْمُبَارك الْأَحْمَر.
1382 - عبد الله بن رستم
مستملي يَعْقُوب. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من اللغويين الْكُوفِيّين.
1383 - عبد الله بن زيد بن الْحَارِث الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو بَحر بن أبي إِسْحَاق
مَشْهُور بكنية وَالِده؛ أحد الْأَئِمَّة فِي الْقرَاءَات والعربية. أَخذ الْقُرْآن عَن يحيى بن يعمر وَنصر بن عَاصِم، وروى عَن أَبِيه عَن جده، عَن عَليّ وتناظر هُوَ وَأَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء. وَهُوَ الَّذِي مد للْقِيَاس، وَشرح الْعِلَل.
قَالَ السيرافي: وَكَانَ أَشد تجريدا للْقِيَاس، وَأَبُو عَمْرو أوسع علما بِكَلَام الْعَرَب ولغاتها.
قَالَ: وَسُئِلَ عَنهُ يُونُس، فَقَالَ: هُوَ والنحو سَوَاء؛ أَي هُوَ الْغَايَة فِيهِ.
قَالَ: وَكَانَ يطعن على الْعَرَب، ويعيب الفرزدق وينسبه إِلَى اللّحن، فهجاه بقوله:
(فَلَو كَانَ عبد الله مولى هجوته ... وَلَكِن عبد الله مولى المواليا)
فَقَالَ لَهُ: لحنت؛ يَنْبَغِي أَن تَقول: " مولى موَالٍ "، وَكَانَ مولى آل الْحَضْرَمِيّ وهم حلفاء لبني عبد شمس. انْتهى.
مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة.(2/42)
1384 - عبد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن الْعَاصِ أَبُو مُحَمَّد الْأمَوِي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من اللغويين الْكُوفِيّين، وَقَالَ: روى عَنهُ أَبُو عبيد وَغَيره.
1385 - عبد الله بن سعيد بن مهْدي الخوافي أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب
قَالَ ابْن النجار والقفطي: قدم بَغْدَاد أَيَّام العميد الكندري ووطنها حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ نحويا أديبا فَاضلا فرضيا حاسبا، بليغا كَاتبا، ظريفا شَاعِرًا حسن الْمعرفَة باللغة. حدث عَن أبي يحيى خَالِد بن الْحُسَيْن الْأَبْهَرِيّ الأديب؛ وَكَانَ أَكثر رواياته كتب الْأَدَب.
سمع مِنْهُ شُجَاع بن فَارس الذهلي وَغَيره.
صنّف: خَلْق الْإِنْسَان على حُرُوف المعجم، ورجمة العفريت، رد فِيهِ على المعري، وَأَشْيَاء فِي فنون.
مَاتَ يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشرى شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(فَلَا تيأس إِذا مَا سد بَاب ... فأرض الله وَاسِعَة المسالك)
(وَلَا تجزع إِذا مَا اعتاص أَمر ... لَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك)
1386 - عبد الله بن أبي سعيد الأندلسي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: فَاضل فِي النَّحْو، وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع عَمْرو للإقراء.
وَله شعر كثير. مَاتَ سنة عشْرين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(تزَود وَمَا زَاد اللبيب سوى التَّقْوَى ... عساك على الهول الْعَظِيم بهَا تقوى)
(فَمن لم يعمر بالتقى جدثا لَهُ ... فمنزله فِي خلده منزل أقوى)(2/43)
1387 - عبد الله بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان ابْن عمر بن حوط الله الْحَارِثِيّ
الأُنْدي، بِضَم الْهمزَة وَسُكُون النُّون وبالدال الْمُهْملَة، الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد. وحَوْط الله، قَالَ ابْن عبد الْملك: بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْوَاو؛ وَكَأَنَّهُ مصدر حاط يحوط مُضَافا إِلَى الله تَعَالَى. قَالَ: وَذكر شَيخنَا أَبُو الحكم أَن أَصله حوطلّه مصغر " حوت " مؤنث على لُغَة شَرق الأندلس؛ فَإِنَّهُم يفتحون أول الْكَلِمَة من نَحْو الحَوْت والعَوْد، وينطقون بِالتَّاءِ طاء، ويلحقون آخر المصغر لاما مُشَدّدَة مَفْتُوحَة فِي الْمُؤَنَّث، مَضْمُومَة فِي الْمُذكر، وهاء سَاكِنة، فَيَقُولُونَ فِي حوت: حوطلَّة وحوطلُّه. قَالَ ابْن عبد الْملك: ويأبى هَذَا كِتَابَة الأفاضل إِيَّاه، سلفا عَن خلف.
قَالَ فِي النضار: كَانَ عبد الله هَذَا فَقِيها جَلِيلًا أصوليا نحويا أديبا شَاعِرًا كَاتبا، ورعا، ديّنا، حَافِظًا ثبتا، مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالْعقل، مُعظما عِنْد الْمُلُوك، بارع الْخط، يكْتب بِيَدِهِ الْيُسْرَى لتعذر الْيُمْنَى، وَلم يكن يُخرجهَا من ثَوْبه، وَلم يعرف أحد عذرها، يمِيل إِلَى الِاجْتِهَاد ويغلب عَلَيْهِ طَريقَة الظَّاهِر. تردد فِي أقطار الأندلس، هُوَ وَأَخُوهُ سُلَيْمَان، وسمعا فِي عدَّة بِلَاد، وحصلا من السماع مَا لَا يحصل لأحد من أهل الْمغرب. وَولى عبد الله قَضَاء إشبيلية وقرطبة ومرسية وَغَيرهَا، فتظاهر بِالْعَدْلِ وصنف.
مولده بأندة يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بغرناطة يَوْم الْخَمِيس ثَانِي ربيع الأول سنة ثِنْتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
1388 - عبد الله بن سُلَيْمَان بن الْمُنْذر بن عبد الله بن سَالم الأندلسي الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ
الملقب بدَرْود، بِفَتْح الدَّال وَالْوَاو بَينهمَا رَاء سَاكِنة، وَرُبمَا صغر فَقيل: دريود. قَالَ السلَفِي: مَعْرُوف بالنحو وَالْأَدب، وَكَانَ أعمى، شرح كتاب الْكسَائي، وَله شعر كثير، مِنْهُ:(2/44)
(تَقول من للعمى بالْحسنِ قلت لَهَا ... كفى عَن الله فِي تَصْدِيقه الْخَبَر)
(الْقلب يدْرك مَا لَا عين تُدْرِكهُ ... وَالْحسن مَا استحسنته النَّفس لَا الْبَصَر)
(وَمَا الْعُيُون الَّتِي تعمى إِذا نظرت ... بل الْقُلُوب الَّتِي يعمى بهَا النّظر)
وَقَالَ صَاحب الْمغرب: من أهل النَّحْو وَالشعر والتأليف.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ لَهُ حَظّ جزيل من الْعَرَبيَّة.
توفّي لثلاث بَقينَ من رَجَب سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة.
1389 - عبد الله بن سوّار بن طَارق الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ من أهل الْعلم باللغة، متفننا فِي علم الْأَدَب، وَله رحْلَة إِلَى الْمشرق؛ سمع فِيهَا من الْحسن بن عَرَفَة، وَلَقي أَبَا حَاتِم والرياشي وَغَيرهمَا، روى عَنهُ مُحَمَّد بن جُنَادَة الإشبيلي، وَمَات فِي جمادة الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
1390 - عبد الله بن سيد أَمِير اللَّخْمِيّ الشلبي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو، حَافِظًا للغة، ذَا حَظّ صَالح من الطِّبّ، روى عَن ابْن الرماك، وَعنهُ يعِيش بن الْقَدِيم.
وَذكره ابْن الزبير فَقَالَ: كَانَ نحويا لغويا، لَهُ مُشَاركَة فِي الطِّبّ.
1391 - عبد الله بن شُعَيْب
من أشونة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ أديبا، لَهُ بصر باللغة والعربية، وَخط حسن، وَسَمَاع صَالح. سمع من أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَأبي بكر بن الْقُوطِيَّة.
وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلثمائة.(2/45)
1392 - عبد الله بن طَاوس الْيَمَانِيّ
كَانَ من أعلم النَّاس بِالْعَرَبِيَّةِ، سمع أَبَاهُ وَعمر بن شُعَيْب وَعِكْرِمَة، ووثقوه، روى لَهُ الْجَمَاعَة.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة.
1393 - عبد الله بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عبد الله اليابري
قَالَ فِي البُلغة: نحوي أصولي فَقِيه، روى عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الزَّمَخْشَرِيّ بِمَكَّة كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَشرح رِسَالَة ابْن أبي زيد، ورد على ابْن حزم.
مَاتَ سنة ثَمَانِي عشرَة وَخَمْسمِائة.
1394 - عبد الله بن عبد الْأَعْلَى النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: قَرَأَ على الْفَارِسِي، وَخرج مَعَه إِلَى فَارس وأصبهان، وَكَانَ وَالِده من كبار أهل الحَدِيث بِبَغْدَاد.
1395 - عبد الله بن عبد الله بن عِيسَى بن مُحَمَّد ابْن أبي الزمنين المرّيّيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها أديبا لغويا نحويا، سمع أَخَاهُ أَبَا عبد الله، وأقرأ الْعَرَبيَّة بالمرية إِلَى أَن مَاتَ بعد سنة أَرْبَعمِائَة.
1196 - عبد الله بن عبد الله الْجُهَنِيّ النَّحْوِيّ القياسي
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ نحويا قياسيا، سري الْأَخْلَاق، لَهُ أشعار حَسَنَة، وَأَصله من الأندلس.(2/46)
1397 - عبد الله بن أبي عبد الله الفرخاوي جمال الدّين الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: عني بالفقه والعربية والْحَدِيث، ودرّس وَأفَاد، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن العتابي، وَمهر فِيهَا، وَمَات سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة.
1398 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عقيل الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ
الهمذاني الأَصْل، ثمَّ البالسي الْمصْرِيّ، قَاضِي الْقُضَاة، بهاء الدّين بن عقيل الشَّافِعِي.
نحوي الديار المصرية. قَالَ ابْن حجر والصفدي: ولد يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَأخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ وَالْفِقْه عَن الزين الكتاني، ولازم الْعَلَاء القونوي فِي الْفِقْه والأصلين وَالْخلاف والعربية والمعاني وَالتَّفْسِير وَالْعرُوض، وَبِه تخرج وانتفع؛ ثمَّ لَازم الْجلَال الْقزْوِينِي وَأَبا حَيَّان، وتفنن فِي الْعُلُوم، وَسمع من الحجار ووزيرة وَحسن بن عمر الْكرْدِي والشرف ابْن الصَّابُونِي والواني وَغَيرهم، وناب فِي الحكم عَن الْقزْوِينِي بالحسينية وَعَن الْعِزّ ابْن جمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ، فَسَار سيرة حَسَنَة، ثمَّ عزل لوَاقِع وَقع مِنْهُ فِي حق القَاضِي موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ فِي بحث، فتعصب صرغتمش لَهُ، فولى الْقَضَاء الْأَكْبَر، وعزل ابْن جمَاعَة؛ فَلَمَّا أمسك صرغتمش عزل، وأعيد ابْن جمَاعَة؛ فَكَانَت ولَايَته ثَمَانِينَ يَوْمًا. وَكَانَ قوي النَّفس، يتيه على أَرْبَاب الدولة وهم يخضعون لَهُ، ويعظمونه. ودرس بالقطبية والخشابية وَالْجَامِع الناصري بالقلعة، وَالتَّفْسِير بالجامع الطولوني بعد شَيْخه أبي حَيَّان.
قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته: وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة وَالْبَيَان، وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول وَالْفِقْه كلَاما حسنا؛ وَكَانَ غير مَحْمُود التَّصَرُّفَات الْمَالِيَّة، حاد الْخلق، جوادا مهيبا، لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد.(2/47)
وَلما تولى جَاءَهُ ابْن جمَاعَة فهنأه ثمَّ رَاح هُوَ إِلَيْهِ بعد ذَلِك؛ وَجلسَ بَين يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَنا نائبك، وَعرف النَّاس فِي مدّة ولَايَته اللطيفة مِقْدَار مَا بَينه وَبَين ابْن جمَاعَة. انْتهى.
وَقَالَ غَيره: مَا أنصف الشَّيْخ جمال الدّين الْإِسْنَوِيّ ابْن عقيل، وَفِي كَلَامه تحامل عَلَيْهِ، لِأَن ابْن عقيل كَانَ لَا ينصفه فِي الْبَحْث فِي مجْلِس أبي حَيَّان؛ وَرُبمَا خرج عَلَيْهِ.
وَلابْن عقيل تصانيف: مِنْهَا التَّفْسِير، وصل فِيهِ إِلَى آخر سُورَة آل عمرَان، ومختصر الشَّرْح الْكَبِير، وَالْجَامِع النفيس فِي الْفِقْه، جَامع للْخلاف والأوهام الْوَاقِعَة للنووي وَابْن الرّفْعَة وَغَيرهمَا، مَبْسُوط جدا، لم يتم، والمساعد فِي شرح التسهيل وأملى عَلَيْهِ مُثُلا، وعَلى الألفية شرحا أملاه على أَوْلَاده قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي، وَقد كتبت عَلَيْهِ حَاشِيَة سميتها بِالسَّيْفِ الصَّقِيل.
قَرَأَ عَلَيْهِ شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ، وَتزَوج بابنته فأولدها قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين، وأخاه بدر الدّين.
روى عَنهُ سبطة جلال الدّين وَالْجمال بن ظهيرة وَالشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ.
وَمَات بِالْقَاهِرَةِ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَدفن بِالْقربِ من الإِمَام الشَّافِعِي.
وَمن شعره:
(قسما بِمَا أوليتم من فَضلكُمْ ... للْعَبد عِنْد قوارع الْأَيَّام)
(مَا غاض مَاء وداده وثنائه ... بل ضاعفته سحائب الإنعام)
1399 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الأندلسي أَبُو مُحَمَّد اللّغَوِيّ
من أهل بسطة. شيخ فَاضل، وَالْغَالِب عَلَيْهِ معرفَة اللُّغَة، قَرَأَهَا على أبي مُحَمَّد بن زَيْدَانَ الْمَكِّيّ اللّغَوِيّ.
وصنّف كتابا سَمَّاهُ ري الظمآن فِي متشابه الْقُرْآن.
مَاتَ لَيْلَة النّصْف من ربيع الآخر، سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.(2/48)
1400 - عبد الله بن عبد الْعَزِيز أَبُو مُوسَى الضَّرِير النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ
كَانَ يُؤَدب ولد الْمُهْتَدي، وَسكن مصر، وَحدث بهَا عَن أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي، روى عَنهُ يَعْقُوب بن يُوسُف النجيرمي.
وَله كتاب فِي الْفرق، وَآخر فِي الْكِتَابَة وَالْكتاب.
1401 - عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن أبي مُصعب الأندلسي أَبُو عبيد الْبكْرِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا لغويا أخباريا، متفننا، أَمِيرا بساحل كورة لبلة، وَكَانَ لَا يصحو من الْخمر أبدا.
صنّف: شرح نَوَادِر القالي، شرح أَمْثَال أبي عبيد، اشتقاق الْأَسْمَاء، مُعْجم مَا استعجم من الْبِلَاد والمواضع، وَجمع كتابا فِي أَعْلَام نبوة نَبينَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَخذه النَّاس عَنهُ.
وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1402 - عبد الله بن عُثْمَان البطليوسي الْعمريّ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ
الْفَقِيه الشَّاعِر. مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
ذكره الصَّفَدِي.
1403 - عبد الله بن عَليّ بن إِسْحَاق الصَّيْمَرِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
لَهُ التَّبْصِرَة فِي النَّحْو؛ كتاب جليل أَكثر مَا يشْتَغل بِهِ أهل الْمغرب، ذكره الصَّفَدِي.
قلت: أَكثر أَبُو حَيَّان من النَّقْل عَنهُ، وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.(2/49)
1404 - عبد الله بن عَليّ بن سموندك بن كيار الكركي كَمَال الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ: شيخ فَاضل، لغَوِيّ أديب، سمع الْكثير من يُوسُف بن خَلِيل وَغَيره.
مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة بالمارستان.
1405 - عبد الله بن عَليّ بن صاين بن عبد الْجَلِيل الفرغاني الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ الْخَطِيب
قَالَ ابْن النجار: كَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف والْحَدِيث والنحو واللغة، مَعَ حسن الصُّورَة، ولطف الْأَخْلَاق، وَكَمَال التَّوَاضُع، وغزارة الْعقل، والورع والزهد وَحسن الْخط وَسُرْعَة الْقَلَم، وَالْقُدْرَة على النّظم والنثر وفصاحة اللِّسَان وعذوبة الْأَلْفَاظ والصدق والنبل؛ فَردا من أَفْرَاد الدَّهْر.
سمع ابْن الْأَخْضَر وَجَمَاعَة، وَولي خطابة سَمَرْقَنْد، وَحدث بِأَرْبَعِينَ حَدِيثا، جمعهَا عَن شُيُوخه بِمَا وَرَاء النَّهر.
ولد فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَقَتله التتار سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
1406 - عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْخَيْر قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ
كَانَ إِمَامًا عَلامَة، عَارِفًا بالفقه وَالتَّفْسِير والأصلين والعربية والمنطق؛ نظارا صَالحا متعبدا شافعيا.
صنّف: مُخْتَصر الْكَشَّاف، الْمِنْهَاج فِي الْأُصُول؛ شَرحه أَيْضا، شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول، شرح الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول للْإِمَام فَخر الدّين، شرح الْمطَالع فِي الْمنطق، الْإِيضَاح فِي أصُول الدّين، الْغَايَة القصوى فِي الْفِقْه، الطوالع فِي الْكَلَام، شرح الكافية لِابْنِ الْحَاجِب، وَغير ذَلِك.(2/50)
مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بتبريز. كَذَا ذكره الصَّفَدِي.
وَقَالَ السُّبْكِيّ: سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
1407 - عبد الله بن عِيسَى بن عبد الله بن أَحْمد بن سعيد الشلبي الأندلسي الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو مُحَمَّد
الْحَافِظ النَّحْوِيّ الْفَقِيه الأديب. قَالَ السَّمْعَانِيّ: بَحر لَا ينزف فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَدب والنحو، سمع الْكثير بالأندلس وَالْعراق وخراسان، وَحج وجاور، وَأقَام بِبَغْدَاد وبلخ ونيسابور مُدَّة، وَكَانَ ولي الْقَضَاء بالأندلس.
مولده سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بهراة فِي شعْبَان - وَقيل: شَوَّال - سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(قد غَدا مستأنسا بِالْعلمِ من ... خالطته روعة المهابه؟)
(لَا ينَال الْعلم جسم رائح ... حفت الْجنَّة بالمكاره)
وَلما أَتَاهُ الْمَوْت أنْشد:
(الْحَمد لله ثمَّ الْحَمد لله ... مَاذَا عَن الْمَوْت من ساه وَمن لاهي)
(مَاذَا يرى الْمَرْء ذُو الْعَينَيْنِ من عجب ... عِنْد الْخُرُوج من الدُّنْيَا إِلَى الله)
1408 - عبد الله بن الْغَازِي بن قيس الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والغريب وَالشعر، بَصيرًا بِقِرَاءَة نَافِع، سمع أَبَاهُ، وَمِنْه ثَابت بن حزم السَّرقسْطِي.
وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.(2/51)
1409 - عبد الله بن فائد بن عبد الرَّحْمَن العكي اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد
كَانَ لغويا نحويا ماهرا، جَلِيلًا فَاضلا ورعا، أَخذ عَن ابْن الطّراوة وَغَيره، ودرّس اللُّغَة والعربية وَالْقُرْآن بمالقة، وخطب بجامعها، وَكَانَ متفننا فِي الْعُلُوم، روى عَنهُ ابْنه أَبُو الْحسن وَابْن الفخّار.
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَسَماهُ ابْن عبد الْملك عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابْن فائز، فَخَالف تَسْمِيَة ابْن الزبير من وَجْهَيْن.
1410 - عبد الله بن فرج بن غزلون الْيحصبِي
يعرف بِابْن الغسال؛ أَبُو مُحَمَّد، الطليطلي الأَصْل، الغرناطي الموطن. قَالَ فِي تاريخها: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا، زاهدا متفننا، فصيحا لسنا، الْأَغْلَب عَلَيْهِ حفظ الحَدِيث وَالْأَدب والنحو، عَارِفًا بالتفسير، شَاعِرًا مطبوعا، فَذا فِي وقته، غَرِيب الْجُود، طرفا فِي الْخَيْر والزهد والورع، لَهُ فِي كل علم سهم، وَله فِي الْوَعْظ تآليف، وأشعار فِي الزّهْد.
أَقرَأ الْفِقْه وَالتَّفْسِير، وألّف، وَوعظ النَّاس بِجَامِع غرناطة.
وروى عَن أبي عمر بن عبد الْبر ومكي بن أبي طَالب وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ.
وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ لعشر خلون من رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن نَيف وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد، وَكَانَ لَهُ يَوْم مشهود، حشر إِلَيْهِ النَّاس رجَالًا وَنسَاء.
1411 - عبد الله بن فَزَارَة النَّحْوِيّ أَبُو زهرَة
من نحاة مصر. مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
قَالَه الزبيدِيّ.(2/52)
1412 - عبد الله بن أبي الْفَتْح بن أَحْمد بن عَليّ بن أُمَامَة بن السَّنَد - بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالنُّون - أَبُو المفاخر الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
من أهل وَاسِط. كَانَ إِمَام الْجَامِع الْأَزْهَر بِالْقَاهِرَةِ، وَكَانَ من أَعْيَان القرّاء، عَارِفًا بالنحو.
مَاتَ لَيْلَة الثَّالِث عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
1413 - عبد الله بن أبي مَالك أَبُو الْمُصِيب الْقَيْسِي الصّقليّ
قَالَ الصَّفَدِي: أحد رجال اللُّغَة والعربية، المطابيع فِي أَجنَاس القريض، الْعَالمين بالأوزان والأعاريض.
وَمن شعره:
(غلط الَّذِي سمى الْحِجَارَة جوهرا ... إِن الْكَرِيم أَحَق باسم الْجَوْهَر)
(إِن الْجَوَاهِر قد علمت صوامت ... والمرء جَوْهَرَة جميل الْمحْضر)
1414 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم بن مسلمة بن كَعْب ابْن حباب بن عَلْقَمَة بن سيف بن مُسلم الثَّقَفِيّ الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للمسائل مُتَقَدما فِيهَا، وَكَانَ مَعَ بَصَره بالفقه بَصيرًا باللغة وَالشعر، متفننا فِي الْعُلُوم. سمع من أبي الطَّاهِر أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح وَغَيره، وَحدث عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْملك. بن أَيمن.
مَاتَ بعد سنة ثَلَاثمِائَة.(2/53)
1415 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحُسَيْنِي النَّيْسَابُورِي الشريف جمال الدّين
قَالَ ابْن حجر: كَانَ بارعا فِي الْأُصُول والعربية. درّس بالأسدية بحلب، وَكَانَ أحد أَئِمَّة الْمَعْقُول، حسن الشيبة، يتشيع.
مَاتَ سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة.
1416 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ، الْجمال ابْن الْكَمَال، ابْن الْأَثِير النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة، وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة، سمع من وزيرة والحجار، وحدّث بِالصَّحِيحِ، وَولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق، ثمَّ انْقَطع لِلْعِبَادَةِ بِالْقَاهِرَةِ.
وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة.
1417 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْجُوع النَّحْوِيّ الأديب الورّاق الْمصْرِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ محققا للنحو واللغة والبلاغة وَقَول الشّعْر. جيد الْخط، مليح الضَّبْط، أدْرك المتنبي.
وَمَات بِمصْر سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة.
1418 - عبد الله بن مُحَمَّد بن حَرْب بن خطاب الْخطابِيّ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ
من نحاة الْكُوفَة. شَاعِر.
صنّف: النَّحْو الْكَبِير، النَّحْو الصَّغِير، المكتّم فِي النَّحْو، عَمُود النَّحْو.(2/54)
1419 - عبد الله بن مُحَمَّد بن زبرج أَبُو الْمَعَالِي العتابي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار: وَكَانَ لَهُ معرفَة حَسَنَة بالنحو، يتَرَدَّد إِلَى بيُوت النَّاس للتعليم، وَكَانَ عسرا فِي الرِّوَايَة، مبغضا لأهل هَذَا الشَّأْن، وَلم تكن سيرته مرضية.
مَاتَ سنة سِتّمائَة.
1420 - عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد الْمَعْرُوف بِابْن الترمكي
من إستجة. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، سمع من مُحَمَّد بن عمر بن لبَابَة وَأحمد بن خَالِد.
مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
1421 - عبد الله بن مُحَمَّد بن سُفْيَان الخراز النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن
أَخذ عَن الْمبرد وثعلب وَغَيرهمَا، وخلط المذهبين. وَكَانَ معلما فِي دَار الْوَزير أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح.
صنّف: الْمُخْتَصر فِي النَّحْو، الْمَقْصُور والممدود، مَعَاني الْقُرْآن، الْمُذكر والمؤنث، وَغير ذَلِك.
مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء لليلة بقيت من ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة.
1422 - عبد الله بن مُحَمَّد بن السيِّد - بِكَسْر السِّين - أَبُو مُحَمَّد البَطَلْيُوسِيّ
بِفَتْح الْمُوَحدَة والطاء الْمُهْملَة وَضم التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون اللَّام وَالْوَاو. نزيل بلنسية، كَانَ عَالما باللغات والآداب، متبحرا فيهمَا. انتصب لإقراء عُلُوم النَّحْو، وَاجْتمعَ إِلَيْهِ النَّاس، وَله يَد فِي الْعُلُوم الْقَدِيمَة، ذكره فِي " قلائد العقيان " وَبَالغ فِي وَصفه؛ وَكَانَ لِابْنِ الْحَاج صَاحب قرطبة ثَلَاثَة أَوْلَاد من أجمل النَّاس صُورَة: عزون ورحمون وحسون، فأولع بهم وَقَالَ فيهم:(2/55)
(أخفيت سقمَى حَتَّى كَاد يخفيني ... وهمت فِي حب عزون فعزوني)
(ثمَّ ارحموني برحمون فَإِن ظمئت ... نَفسِي إِلَى ريق حسون فحسوني)
ثمَّ خَافَ على نَفسه، فَخرج من قرطبة.
صنّف: شرح أدب الْكَاتِب، شرح الْمُوَطَّأ، شرح سقط الزند، شرح ديوَان المتنبي، إصْلَاح الْخلَل الْوَاقِع فِي الْجمل، الْحلَل فِي شرح أَبْيَات الْجمل، المثلث، الْمسَائِل المنثورة فِي النَّحْو، كتاب سَبَب اخْتِلَاف الْفُقَهَاء، وَغير ذَلِك.
ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة ببلنسية.
وَمن شعره:
(أَخُو الْعلم حَيّ خَالِد بعد مَوته ... وأوصاله تَحت التُّرَاب رَمِيم)
(وَذُو الْجَهْل ميت وَهُوَ ماش على الثرى ... يظنّ من الْأَحْيَاء وَهُوَ عديم)
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1423 - عبد الله بن مُحَمَّد بن طَاهِر أَبُو بكر بن الطريثيثي القَاضِي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: لَهُ يَد باسطة فِي النَّحْو واللغة وَالْأَدب.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة.
1424 - عبد الله بن مُحَمَّد عبد الله بن بدرون الجزيري
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بليغا بَصيرًا باللغة وَالْإِعْرَاب؛ من أهل الزّهْد والورع، لَقِي مُحَمَّد بن سَحْنُون وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن وهب.
وَمَات سنة إِحْدَى وثلثمائة.(2/56)
1425 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي دليم الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نبيلا فِي الحَدِيث، بَصيرًا بالإعراب؛ روى عَن أسلم بن عبد الْعَزِيز وَأحمد بن خَالِد، وَولي قَضَاء إلبيرة.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
1426 - عبد الله بن مُحَمَّد بن سارة - وَيُقَال: صارة - أَبُو مُحَمَّد الْبكْرِيّ الشنتريني
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ لغويا شَاعِرًا مفلقا، مليح الْكِتَابَة، قَلِيل الْحَظ، نسخ الْكثير بِالْأُجْرَةِ.
وَمَات سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(أما الوراقة فَهِيَ أنكد حِرْفَة ... أوراقها وثمارها الحرمان)(2/57)
(شبهت صَاحبهَا بِصَاحِب إبرة ... تكسو العراة وجسمها عُرْيَان)
1427 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله القَاضِي الإِمَام معِين الدّين أَبُو مُحَمَّد النكزاوي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الذَّهَبِيّ، وَقَالَ: ولد بالإسكندرية سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة، وَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات على ابْن عِيسَى والصفراوي: وصنّف فِيهَا، واشتهر.
وَمَات فَجْأَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
1428 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو مُحَمَّد بن سعدون الْأَزْدِيّ البلنسي
قَالَ ابْن الْأَبَّار: أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الْأُسْتَاذ عبدون، وَمهر فِي فنون الْعَرَبيَّة، وَأَجَازَ لَهُ من الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو الطَّاهِر بن عَوْف. وَكَانَ بديع الْخط، أنيق الوراقة.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة.
1429 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار بليغ الدّين أَبُو مُحَمَّد القسنطيني النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي
كَذَا ذكره الصَّفَدِي، وَقَالَ: كَانَ مَوْجُودا فِي عشر الستمائة. وَله قصيدة خاليّة، ذَكرنَاهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، ومطلعها:
(أيا رَاكب الوجناء فِي السبسب الْخَالِي ... إِذا جِئْت نجدا عج على دمن الْخَال)
(وقف باللوى حَيْثُ الرياض أنيقة ... بِذَات الغضا غبّ المواطر كالخال)(2/58)
1430 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل البريهي ثمَّ السكْسكِي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ الخزرجي: كَانَ متفننا فِي الْعُلُوم، عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه، والنحو واللغة، والتصوف، ورعا صَالحا، زاهدا عابدا صوفيا، لَهُ كرامات، سهل الْأَخْلَاق، مبارك التدريس، عَظِيم الصَّبْر على الطّلبَة، كثير الْحَج.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
1431 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن وليد الأندلسي النَّحْوِيّ
يعرف بِابْن الْأَسْلَمِيّ. أَبُو مُحَمَّد. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ يخْتم كتاب سِيبَوَيْهٍ فِي كل خَمْسَة عشر يَوْمًا، وَألف كتبا؛ مِنْهَا تفقيه الطالبين، والإرشاد إِلَى إِصَابَة الصَّوَاب.
روى عَن الْحسن بن رَشِيق، وَأَجَازَ لَهُ الْمُنْذر بن الْمُنْذر، وَحدث عَنهُ أَبُو عبد الله بن شقّ اللَّيْل، وَقَالَ: قدم علينا طليطلة مُجَاهدًا، وَكَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، متحققا بهما، بارعا فيهمَا، مَعَ وقار مجْلِس، ونزاهة نفس. وَكَانَ قد شرع فِي شرح كتاب الْوَاضِح للزبيدي، وَبلغ فِيهِ نَحْو النّصْف، وَتُوفِّي على إكماله. وَله كَلَام على أصُول النَّحْو، وَمَعْرِفَة بِالْحَدِيثِ، وَرِوَايَة لَهُ، ومشاركة فِي الْفِقْه، وَكَلَام فِي الِاعْتِقَاد. وَكَانَ من أهل الْحِفْظ والذكاء. ذكره بن بشكوال فِي الصِّلَة، وَلم يؤرخ وَفَاته وَلَا مولده.
1432 - عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله أَبُو مُحَمَّد الشهراياني النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: لَازم ابْن الخشاب، وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنحو وَالْأَدب وَالشعر، مليح الْخط، جيد الضَّبْط.
مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّمائَة.(2/59)
وَمن شعره:
(نَحن قوم قد تولى حظنا ... وأتى قوم لَهُم حَظّ جَدِيد)
(وَكَذَا الْأَيَّام فِي أفعالها ... تخْفض النصب وتستعلي الوهود)
(إِنَّمَا الْمَوْت حَيَاة لامرئ ... حَظه ينقص والهم يزِيد)
(وَإِذا قَامَ لأمر مكثب ... قعد الْحَظ بِهِ فَهُوَ بعيد)
1433 - عبد الله بن مُحَمَّد بن مطروح البلنسي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا نحويا، فَقِيها مشاركا فِي عُلُوم. أَقرَأ الْفِقْه والنحو بِبَلَدِهِ.
وَمَات قبل اسْتِيلَاء الْعَدو على بلنسية، وَكَانَ استيلاؤه عَلَيْهَا سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1434 - عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر بن أَبيض أَبُو الْحسن الطليطلي النَّحْوِيّ
الْمُحدث الْحَافِظ. نزيل قرطبة. روى عَن تَمِيم بن مُحَمَّد القيرواني وَأبي جَعْفَر بن عون الله، وَعنهُ القَاضِي أَبُو عمر بن سميق.
وصنّف: الرَّد على ابْن مَسَرَّة. وَمَات بهَا سنة أَرْبَعمِائَة؛ أَو قبلهَا بِسنة.
ذكره الصَّفَدِي.
1435 - عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز ابْن إِسْمَاعِيل الطَّائِي الأندلسي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
نزيل تونس. ولد سنة ثَلَاث وسِتمِائَة، وَأخذ النَّحْو عَن الدباج والشلوبين، ولازم خَال أمه عِصَام بن خلصة، وَقَرَأَ الْقُرْآن على جده لأمه مُحَمَّد بن قادم الْمعَافِرِي، وَسمع من أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيره.(2/60)
وَهُوَ من بَيت علم وجلالة، برع فِي النَّحْو واللغة وَسَائِر عُلُوم الْآدَاب والتواريخ. وَله نظم ونثر كثير.
وَكَانَ شَدِيد التَّشَيُّع، اخْتَلَط قبل مَوته قَلِيلا. وَانْفَرَدَ بعلو الْإِسْنَاد، وروى عَنهُ أَبُو حَيَّان والوادي آشى وَجَمَاعَة.
وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَسَبْعمائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَوَقع لنا مسلسل النُّحَاة من طَرِيقه.
1436 - عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون التّوّزيّ
بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَتَشْديد الْوَاو الْمَفْتُوحَة وبالزاي. أَبُو مُحَمَّد، مولى قُرَيْش، من أكَابِر أَئِمَّة اللُّغَة.
قَالَ السيرافي: قَرَأَ على الْجرْمِي كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَكَانَ أعلم من الرياشي والمازني وَأَكْثَرهم رِوَايَة عَن أبي عُبَيْدَة، وَقد قَرَأَ أَيْضا على الْأَصْمَعِي وَغَيره. انْتهى.
وصنّف: كتاب الْخَيل، الْأَمْثَال، الأضداد.
وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وهجاه بَعضهم بقوله:
(يَا من يزِيد تمقتا ... وتبغضا فِي كل لَحْظَة)
(وَالله لَو كنت الْخَلِيل ... لما كتبنَا عَنْك لَفظه)
1437 - عبد الله بن مُحَمَّد بن هَانِئ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّيْسَابُورِي
صَاحب الْأَخْفَش. قَالَ الْخَطِيب: كَانَ عَارِفًا بِعلم الْأَدَب، بَصيرًا بالنحو، أَخذ عَن الْأَخْفَش، وَقدم بَغْدَاد. فَحدث بهَا، وَكَانَ ثِقَة.
وَقَالَ الْحَاكِم: سمع من غنْدر وَيحيى بن سعيد وَغَيرهمَا، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.(2/61)
وَقَالَ الصَّفَدِي: لَهُ كتاب نَوَادِر الْعَرَب وغريب ألفاظها.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1438 - عبد الله بن مُحَمَّد الأيجي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
روى عَن ابْن دُرَيْد؛ كَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن مَكْتُوم.
1439 - عبد الله بن مُحَمَّد الْخطابِيّ النَّحْوِيّ الشَّاعِر أَبُو مُحَمَّد
كَذَا ذكره ابْن عَسَاكِر، وَقَالَ: الْغَالِب على شعره السخف والألفاظ الغريبة.
1440 - عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد
يعرف بالأخفش؛ وَهُوَ خَامِس الأخفشين الْمَذْكُورين هُنَا، روى عَن الْأَصْمَعِي، وترجمه " الْفَارِسِي ".
كَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن مَكْتُوم.
1441 - عبد الله بن مُحَمَّد الْقَرَافِيّ جمال الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: مهر فِي الْعَرَبيَّة، وَأخذ عَن أبي الْحسن الأندلسي، وَعمل فِي النَّحْو مُقَدّمَة لَطِيفَة، وانتفع بِهِ جمَاعَة.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة.
1442 - عبد الله بن مُحَمَّد - وَقيل ابْن مَحْمُود - النَّحْوِيّ القيرواني أَبُو مُحَمَّد المكفوف
كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والغريب، وَالشعر، وَتَفْسِير أَيَّام الْعَرَب وأخبارها. وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ من جَمِيع إفريقية؛ لِأَنَّهُ كَانَ أعلم خلق الله بالنحو واللغة وَالشعر وَالْأَخْبَار. لَهُ كتاب فِي الْعرُوض.
مَاتَ سنة ثَمَان وثلثمائة.(2/62)
وهجاه إِسْحَاق بن خُنَيْس، فَأَجَابَهُ:
(إِن الخنيسي يهجوني لأرفعه ... اخْسَأْ خُنَيْس فَإِنِّي لست أهجوكا)
(لم تبْق مثلبة تحصى إِذا جمعت ... من المثالب إِلَّا كلهَا فيكا)
1443 - عبد الله بن مخلد بن خَالِد بن عبد الله التَّمِيمِي النَّيْسَابُورِي أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ
روى عَن أبي عبيد كتبه، وَسمع أَبَا غَسَّان وَغَيره، وروى عَنهُ ابْن خُزَيْمَة.
وَمَات بنيسابور سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَه الْحَاكِم.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1444 - عبد الله بن مُسلم بن قُتَيْبَة الدينَوَرِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
الْكَاتِب. نزيل بَغْدَاد، قَالَ الْخَطِيب: كَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَالْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس، ثِقَة ديّنا فَاضلا.
ولي قَضَاء الدينور، وَحدث عَن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأبي حَاتِم السجسْتانِي، وَعنهُ ابْنه القَاضِي أَحْمد وَابْن درسْتوَيْه.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: كَانَ كرّاميّا.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ يمِيل إِلَى التَّشْبِيه واستبعد؛ فَإِن لَهُ مؤلفا فِي الرَّد على المشبهة.
وَقَالَ الْحَاكِم: اجْتمعت الْأمة على أَنه كَذَّاب.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: مَا علمت أحدا اتهمَ القتيبي فِي نَقله؛ مَعَ أَن الْخَطِيب قد وَثَّقَهُ؛ وَمَا أعلم الْأمة أَجمعت إِلَّا على كذب الدَّجَّال ومسيلمة.
صنّف: إِعْرَاب الْقُرْآن، مَعَاني الْقُرْآن، غَرِيب الْقُرْآن، مُخْتَلف الحَدِيث، جَامع النَّحْو، الْخَيل، ديوَان الكتّاب، خلق الْإِنْسَان، دَلَائِل النُّبُوَّة، الأنواء، مُشكل الْقُرْآن، غَرِيب(2/63)
الحَدِيث، إصْلَاح غلط أبي عبيد، جَامع النَّحْو الصَّغِير، الْمسَائِل والأجوبة، الْقَلَم، الجوابات الْحَاضِرَة، طَبَقَات الشُّعَرَاء، الرَّد على الْقَائِل بِخلق الْقُرْآن، وَأَشْيَاء أخر.
ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ؛ وَاتفقَ أَنه أكل هريسة فَأَصَابَهُ حرارة فَبَقيَ إِلَى الظّهْر، ثمَّ اضْطربَ سَاعَة ثمَّ هدأ؛ وَمَا زَالَ يتَشَهَّد إِلَى السحر؛ فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ.
تكَرر ذكره فِي جمع الْجَوَامِع.
1445 - عبد الله بن مُسلم بن عبد الله القيرواني
وَيُقَال: الْقَرَوِي؛ نِسْبَة إِلَى القيروان أَيْضا. أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ. قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا، وَولى تدريس الْعَرَبيَّة بالنظامية، وَحدث قَلِيلا عَن أبي الْعَبَّاس بن يعِيش، وَكَانَ من أهل الدّين وَالصَّلَاح. روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور الجواليقي.
وَمَات سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1446 - عبد الله بن مُؤمن بن مُؤَمل بن عدافر التجِيبِي المرزوكي أَبُو مُحَمَّد ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ عَالما بالنحو وَالشعر والحساب وَالْعرُوض، حَافِظًا للفقه.
1447 - عبد الله بن نَافِع أَبُو خرشن
مولى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ عَالما باللغة والعربية، وَأخذ عَن جودى النَّحْوِيّ.(2/64)
1448 - عبد الله بن نصر بن سعد رشيد الدّين القوصي اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالهزيع
قَالَ الأدفوي: قَرَأَ النَّحْو وتصدر لإقرائه مُدَّة، وَتَوَلَّى عدَّة ولايات، وَسمع الحَدِيث، وحدّث.
وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة، سمع من أبي الْحسن بن الْبناء.
مولده بقوص سنة سِتّمائَة، وَمَات بِمصْر سلخ ربيع الأول سنة خمس وَسبعين.
1449 - عبد الله بن هرثمة بن ذكْوَان الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة والنحو، أديبا عَاقِلا، حَافِظًا للمشاهد وَالْأَيَّام، ذَا مُرُوءَة وافرة. سمع قَاسم بن أصبغ.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة سبعين وثلاثمائة.
1450 - عبد الله بن يحيى بن إِدْرِيس الإلبيري
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: نظر فِي اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَالشعر، وَأحكم من ذَلِك مَا لم يحكمه أحد فِي عصره. وَله فِي الشّعْر الاختراع الَّذِي لم يتقدمه إِلَيْهِ أحد، مَعَ الْفضل وَالدّين وَالْخَيْر والزهد والتواضع. ولي بقرطبة الشرطة الْعليا، ثمَّ الوزارة، فَزَاد تواضعا وزهدا.
1451 - عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتّوح أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ الداني النَّحْوِيّ
الْمَعْرُوف بعبدون، وبابن صَاحب الصَّلَاة. كَانَ مبرّزا فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي الْفِقْه وَالشعر، وَفِيه تواضع وَطيب أَخْلَاق، أَقرَأ النَّحْو بشاطبة زَمَانا، وَأخذ عَنهُ أَئِمَّة.
وَمَات سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة.(2/65)
وَمن شعره:
(يَا من مُحياه جنَّات مفتحة ... وهجره لي ذَنْب غير مغْفُور)
(لقد تناقضت فِي خَلق وَفِي خُلق ... تنَاقض النَّار بالتدخين والنور)
1452 - عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن خَالِد
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من أفضل أهل زَمَانه وأعلمهم، والأغلب عَلَيْهِ اللُّغَة وَالشعر؛ وَله فِيهِ اختراع لم يسْبق إِلَى مثله، ولي الشرطة الْعليا، ففاق من تقدمه ورعا وعدلا.
1453 - عبد الله بن أبي عَامر يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد ابْن عبد الرَّحْمَن بن ربيع الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْقَاسِم
يعرف بِابْن جرح. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أديبا كَاتبا، نحويا شَاعِرًا، فَقِيها أصوليا، مشاركا فِي عُلُوم، محبا فِي الْقِرَاءَة، وطيئا عِنْد المناظرة، متناصفا سنيا، أشعري النّسَب وَالْمذهب، مصمما على طَرِيق الْأَشْعَرِيّ، مُلْتَزما للْمَذْهَب الْمَالِكِي؛ من بقايا النَّاس وجلتهم؛ وَمن آخر طلبة الأندلس المشاركين، الجلة المصممين على مَذَاهِب أهل السّنة، المنافرين لمذاهب الفلاسفة والمبتدعة وَأهل الزيغ؛ أَخذ عَن أَبِيه أبي عَامر وتفقه بِهِ، وَعَن الْخَطِيب الْمُقْرِئ الأديب أبي جَعْفَر بن يحيى الْحِمْيَرِي وتلا عَلَيْهِ وتأدب بِهِ، وَعَن ابْن خروف وَأرَاهُ قَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ تفقها، وروى مَعَ هَؤُلَاءِ عَن أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَأبي مُحَمَّد ابْن حوط الله وَأبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الغافقي. وَولي الْقَضَاء بشريش ورندة ومالقة، وخطب بجامعها، ثمَّ ولي قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة، وَعقد بهَا مَجْلِسا للإقراء، وانتفع بِهِ طلبتها، وَاسْتمرّ على ذَلِك نَحْو سَبْعَة أَعْوَام، وَمَات فِي السَّابِع عشر من شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَلم يخلف بعده مثله وَلَا من يُقَارِبه.
قَالَ: وَكَانَ قد أجَاز لي قَدِيما، ثمَّ حضرت عِنْده فِي الْأُصُول، وقرأت وَسمعت.(2/66)
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: وَمن شُيُوخه أَبُو بكر بن طَلْحَة النَّحْوِيّ والحافظ أَبُو بكر ابْن خلفون وَأَبُو ذَر مُصعب بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْخُشَنِي، وَقد أجَاز لي فِي عميم إِجَازَته لأهل غرناطة.
1454 - عبد الله - وَقيل عبد الْبَاقِي - بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن دَاوُد بن ناقيا
الأديب الشَّاعِر اللّغَوِيّ المترسل. هُوَ من أهل الْحَرِيم الطاهري، وَهِي محلّة بِبَغْدَاد، كَانَ فَاضلا بارعا.
لَهُ مصنفات كَثِيرَة حَسَنَة مفيدة، مِنْهَا مَجْمُوع سَمَّاهُ ملح الممالحة، وَكتاب الجمان فِي تشبيهات الْقُرْآن. وَله مقامات أدبية مَشْهُورَة، وَاخْتصرَ الأغاني فِي مُجَلد وَاحِد، وَشرح كتاب الفصيح، وَله ديوَان شعر كَبِير، وَله ديوَان رسائل.
وَمن شعره:
(أخلاي مَا صاحبت فِي الْعَيْش لَذَّة ... وَلَا زَالَ من قلبِي حنين التَّذَكُّر)
(وَلَا طَابَ لي طعم الرقاد وَلَا اجتلت ... لحاظي مذ فارقتكم حسن منظر)
(وَلَا عبثت كفي بكأس مدامة ... يطوف بهَا سَاق وَلَا جس مزهر)
وَكَانَ ينْسب إِلَى التعطيل وَمذهب الْأَوَائِل، وصنّف فِي ذَلِك مقَالَة، وَكَانَ كثير المجون.
وَحكى الَّذِي تولى غسله بعد مَوته أَنه وجد يَده الْيُسْرَى مَضْمُومَة، فاجتهد حَتَّى فتحهَا، فَوجدَ فِيهَا كِتَابَة بَعْضهَا على بعض، فتمهل حَتَّى قَرَأَهَا، فَإِذا فِيهَا مَكْتُوب:
(نزلت بجار لَا يخيب ضَيفه ... أرجي نجاتي من عَذَاب جَهَنَّم)
(وَإِنِّي على خوف من الله واثق ... بإنعامه وَالله أكْرم منعم)
ومولده فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة، وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَدفن بِبَاب الشَّام بِبَغْدَاد رَحمَه الله تَعَالَى.
وناقيا بنُون، وَبعد الْألف قَاف مَكْسُورَة ثمَّ تحتية مَفْتُوحَة بعد الْألف. ذكره ابْن خلكان.(2/67)
1455 - عبد الله بن يزِيد بن عبد الله بن يزِيد السَّعْدِيّ الغرناطي القلعي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها حَافِظًا للمسائل، مُتَقَدما فِي معرفَة النَّحْو وَالْأَدب، روى عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحسن بن الباذش وَشُرَيْح، وَعنهُ ابْن حوط الله.
وَمَات فِي عشر الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
1456 - عبد الله بن يُوسُف بن زَيْدَانَ - بالزاي - أَبُو مُحَمَّد المغربي النَّحْوِيّ الأصولي الْمعدل
قَالَ الْحُسَيْنِي: ولد فِي أول ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَسمع من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد العذفي وَغَيره، وتصدر بالجامع الْعَتِيق بِمصْر لإقراء النَّحْو وَالْأُصُول.
مَاتَ فِي سادس جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
1457 - عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ جمال الدّين الْحَنْبَلِيّ
النَّحْوِيّ الْفَاضِل، الْعَلامَة الْمَشْهُور، أَبُو مُحَمَّد. قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسَبْعمائة، وَلزِمَ الشهَاب عبد اللَّطِيف بن المرحل، وتلا على ابْن السراج، وَسمع على أبي حَيَّان ديوَان زُهَيْر بن أبي سلمى، وَلم يلازمه وَلَا قَرَأَ عَلَيْهِ، وَحضر دروس التَّاج التبريزي، وَقَرَأَ على التَّاج الْفَاكِهَانِيّ شرح الْإِشَارَة لَهُ إِلَّا الورقة الْأَخِيرَة، وتفقه للشَّافِعِيّ ثمَّ تحنبل، فحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ فِي دون أَرْبَعَة أشهر؛ وَذَلِكَ قبل مَوته بِخمْس سِنِين، وأتقن الْعَرَبيَّة ففاق الأقران بل الشُّيُوخ، وحدّث عَن ابْن جمَاعَة بالشاطبية، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من أهل مصر وَغَيرهم، [وَله تَعْلِيق على ألفية ابْن مَالك وَمُغْنِي اللبيب عَن كتب الأعاريب، اشْتهر فِي حَيَاته، وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ] ، وتصدر لنفع الطالبين، وَانْفَرَدَ(2/68)
بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة وَالتَّحْقِيق البارع والاطلاع المفرط والاقتدار على التَّصَرُّف فِي الْكَلَام، والملكة الَّتِي كَانَ يتَمَكَّن من التَّعْبِير بهَا عَن مَقْصُوده بِمَا يُرِيد، مسهبا وموجزا؛ مَعَ التَّوَاضُع وَالْبر والشفقة ودماثة الخُلق ورقة الْقلب.
قَالَ [لنا] ابْن خلدون: مَا زلنا وَنحن بالمغرب نسْمع أَنه ظهر بِمصْر عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ، يُقَال لَهُ ابْن هِشَام، أنحى من سِيبَوَيْهٍ.
وَكَانَ كثير الْمُخَالفَة لأبي حَيَّان، شَدِيد الانحراف عَنهُ.
صنّف: مُغنِي اللبيب عَن كتب الأعاريب؛ اشْتهر فِي حَيَاته وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ - وَقد كتبت عَلَيْهِ حَاشِيَة وشرحا لشواهده - التَّوْضِيح على الألفية؛ مُجَلد، رفع الْخَصَاصَة عَن قراء الْخُلَاصَة؛ أَربع مجلدات، عُمْدَة الطَّالِب فِي تَحْقِيق تصريف ابْن الْحَاجِب؛ مجلدان، التَّحْصِيل وَالتَّفْصِيل لكتاب التذييل والتكميل؛ عدَّة مجلدات، شرح التسهيل؛ مسودة، شرح الشواهد الْكُبْرَى، الصُّغْرَى، الْقَوَاعِد الْكُبْرَى، الصُّغْرَى، شذور الذَّهَب، شَرحه - وَقد كتبت عَلَيْهِ حَاشِيَة لما قرئَ عَليّ - قطر الندى، شَرحه، الْجَامِع الْكَبِير، الْجَامِع الصَّغِير، شرح اللمحة لأبي حَيَّان، شرح بَانَتْ سعاد، شرح الْبردَة، التَّذْكِرَة؛ خَمْسَة عشر مجلدا، الْمسَائِل السفرية فِي النَّحْو؛ وَغير ذَلِك، وَله عدَّة حواش على الألفية والتسهيل؛ وَقد ذكرت مِنْهَا جملَة فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
وَمن شعره:
(وَمن يصطبر للْعلم يظفر بنيله ... وَمن يخْطب الْحَسْنَاء يصبر على الْبَذْل)
(وَمن لَا يذل النَّفس فِي طلب الْعلَا ... يَسِيرا يَعش دهرا طَويلا أَخا ذل)
وَله:
(سوء الْحساب أَن يُؤَاخذ الْفَتى ... بِكُل شَيْء فِي الْحَيَاة قد أَتَى)
توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.(2/69)
ورثاه ابْن نباتة بقوله:
(سقى ابْن هِشَام فِي الثرى نوء رَحْمَة ... يجر على مثواه ذيل غمام)
(سأروي لَهُ من سيرة الْمَدْح مُسْندًا ... فَمَا زلت أروي سيرة ابْن هِشَام)
1458 - عبد الله العجمي السَّيِّد جمال الدّين النقْركارا
بِضَم النُّون وَسُكُون الْقَاف وبالراء، وَمَعْنَاهُ: صانع الْفضة. صَاحب شرح اللب، وَشرح اللّبَاب، وَشرح الشافية فِي التصريف؛ وَهِي تصانيف مَشْهُورَة ممزوجة متداولة بأيدي النَّاس.
لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، إِلَّا أَنه ذكر فِي شرح الشافية أَنه أَلفه للأمير الجائي وَهُوَ قريب من الثَّمَانمِائَة، ثمَّ وقفت لَهُ على شرح التَّلْخِيص ممزوج، ذكر فِيهِ أَنه أَلفه للأمير منكلى بغا.
1459 - أَبُو عبد الله بن الْأَصِيل الطرطوشي النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره ابْن الزبير، وَقَالَ: حمل عَن ابْن يسعون وَأبي عبد الله بن الْحَاج التجِيبِي، قَرَأَ عَلَيْهِ علم الْعَرَبيَّة أَبُو الْحسن بن جُبَير.
1460 - أَبُو عبد الله الطنجي
شيخ من أهل النَّحْو، نقل عَنهُ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف؛ وَذكره هَكَذَا.
1461 - أَبُو عبد الله الفِهري غُلَام أبي عَليّ القالي
قَالَ الْحميدِي: من أهل الْأَدَب واللغة، لَازم أَبَا عَليّ القالي حَتَّى نسب إِلَيْهِ لطول ملازمته لَهُ وانتفاعه بِهِ.
أَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد، أَنبأَنَا غير وَاحِد من أَصْحَابنَا عَن أبي عبد الله الفِهري اللّغَوِيّ، قَالَ: دَعَاني يَوْمًا رجل من إخْوَانِي إِلَى حُضُور عرس لَهُ [أَيَّام الشبيبة والطلب](2/70)
فَحَضَرت مَعَ جمَاعَة من أهل الْأَدَب، وَفِيهِمْ ابْن مقسم الرَّامِي - وَكَانَ صَاحب نَوَادِر - فَقَالَ: يَا معشر أهل الْإِعْرَاب واللغة والآداب، وَيَا أَصْحَاب أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ؛ أُرِيد أَن أَسأَلكُم عَن مَسْأَلَة، حَتَّى أرى مِقْدَار علمكُم وسعة جمعكم، فَقُلْنَا لَهُ: هَات، فَقَالَ: مَا تسمى الدويبة السَّوْدَاء الَّتِي تكون فِي الباقلاء عِنْد أهل اللُّغَة الْعلمَاء؟ فأفكرنا، ثمَّ قُلْنَا لَهُ: مَا نَعْرِف، فَقَالَ: سُبْحَانَ الله {هَذَا وَأَنْتُم الضابطون للنَّاس لغتهم بزعمكم} فَقُلْنَا لَهُ: أفدنا، فَقَالَ: هَذِه تمسى البيقران، فعددتها فَائِدَة، فَبينا نَحن بعد مدّة عِنْد أبي عَليّ إِذْ سَأَلنَا عَن هَذِه الْمَسْأَلَة بِعَينهَا، فأسرعت الْإِجَابَة ثِقَة بِمَا جرى [فَقلت: تسمى البيقران] ، فَقَالَ: من أَيْن تَقول هَذَا؟ فَأَخْبَرته، فَقَالَ: إِنَّا لله {رجعت تَأْخُذ اللُّغَة من أهل الرَّمْي} وَجعل يؤنبني ثمَّ قَالَ: هِيَ الدنقس والدقنس، فَتركت روايتي عَن ابْن مقسم لروايتي عَن أبي عَليّ.
1462 - عبد الْأَعْلَى بن وهب بن عبد الْأَعْلَى الْقُرْطُبِيّ أَبُو وهب
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للرأي، مشاركا فِي علم النَّحْو واللغة، زاهدا مشاورا فِي الْأَحْكَام. سمع من يحيى بن يحيى وَأصبغ، وَسَحْنُون، وَكَانَ ينْسب إِلَى الْقدر.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
1463 - عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله النَّحْوِيّ
قَرَأَ على الْفَارِسِي، وصنّف الدواة واشتقاقها، شرح حُرُوف الْعَطف.
مَاتَ سنة نيّف وَتِسْعين وثلاثمائة.
ذكره الصَّفَدِي.(2/71)
1464 - عبد الْجَبَّار بن عبد الله بن أَحْمد الْقُرْطُبِيّ المرواني أَبُو طَالب
كَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْأَدب، جمع تَارِيخا حافلا. وَكَانَ شَاعِرًا ذكيا.
مَاتَ سنة عشر وَخَمْسمِائة.
ذكره الصَّفَدِي.
1465 - عبد الْجَبَّار بن عَسَاكِر بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن عَسَاكِر الجذامي الإشبيلي أَبُو طَالب
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا متقنا، ضابطا، درس الْعَرَبيَّة، وروى عَن ابْن أبي الْعَالِيَة.
1466 - عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو طَالب الْمعَافِرِي اللّغَوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: قدم مصر، وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة وببغداد، وانتفع بِهِ خَلق؛ وَهُوَ شيخ ابْن بري.
وَمَات سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
1467 - عبد الْجَبَّار بن مُوسَى بن عبيد الله الجذامي المرسي الشمنتاتي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا حاذقا، أديبا بارعا، مقرئا مجوّدا، ديّنا فَاضلا مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله، متصدرا للإفادة بمرسية زَمَانا؛ روى عَن أبي عبد الله مَالك بن عَامر الْقَيْسِي، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الْمُؤمن بن الْفرس.
وَقَالَ ابْن الزبير: ذكره القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم، فَقَالَ: قَرَأت عَلَيْهِ، وناظرته فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ؛ وَكَانَ من أهل الحذق وَالدّين.
كَانَ حَيا سنة خمس وَخَمْسمِائة.(2/72)
1468 - عبد الْجَلِيل بن فَيْرُوز بن الْحسن الغزنوي النَّحْوِيّ
من أَعْيَان غزنة: صنّف: الْهِدَايَة فِي النَّحْو، لباب التصريف، مَعَاني الْحُرُوف، مؤنس الْإِنْسَان وَمذهب الأحزان.
ذكره الصَّفَدِي.
1469 - عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد اللكي
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَقَدما فِي صناعَة الْعَرَبيَّة، وَله فِيهَا مسَائِل تدل على بَصِيرَة بهَا، وتبريزه فِي مَعْرفَتهَا. قَرَأَهَا على السُّهيْلي وَأبي سُلَيْمَان السَّعْدِيّ.
وروى عَن ابْن بشكوال وَابْن الفخار، وأقرأ بوادياش الْقُرْآن والعربية، ثمَّ تحول إِلَى مراكش، وَولي قَضَاء الجزيرة الخضراء ودكالة. وروى عَنهُ أَبُو الرّبيع بن سَالم.
وَمَات فِي حُدُود سِتّمائَة.
1470 - عبد الْحق بن غَالب بن عبد الرَّحِيم - وَقيل عبد الرَّحْمَن -
ابْن غَالب بن تَمام بن عبد الرءوف بن عبد الله بن تَمام بن عَطِيَّة الغرناطي.
صَاحب التَّفْسِير، الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ القَاضِي. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا، عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ والْحَدِيث وَالتَّفْسِير، نحويا لغويا أديبا، بارعا شَاعِرًا مُفِيدا، ضابطا سنيا، فَاضلا من بَيت علم وجلالة، غَايَة فِي توقد الذِّهْن وَحسن الْفَهم وجلالة التَّصَرُّف، روى عَن أَبِيه الْحَافِظ أبي بكر وَأبي عَليّ الغساني والصفدي، وَعنهُ ابْن مضاء وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَجَمَاعَة، وَولي قَضَاء المرية، يتوخى الْحق وَالْعدْل.
وَألف: تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم - وَهُوَ أصدق شَاهد لَهُ بإمامته فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا - وخرّج لَهُ برنامجا.
ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَتُوفِّي بلورقة فِي خَامِس عشرى رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ - وَقيل إِحْدَى، وَقيل سِتّ - وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.(2/73)
وَذكره فِي قلائد العقيان، وَوَصفه بالبراعة فِي الْأَدَب، وَالنّظم والنثر، وَأورد لَهُ فِي الفحم:
(جعلُوا الْقرى للقر فحما حالكا ... قدح الزِّنَاد بِهِ فأورى نَارا)
(فَبَدَا دَبِيب السقط فِي جنباته ... كالبرق فِي جنح الظلام أنارا)
(ثمَّ انبرى لَهب وَصَارَ كَأَنَّهُ ... فِي الحرق ذُو حرق يُطَالب ثارا)
(فَكَأَنَّهُ ليل تفجر فجره ... نَهرا فَكَانَ على الْمقَام نَهَارا)
1471 - عبد الْحق بن يُوسُف بن تونارت الصنهاجي الْعَدوي الأَصْل الجياني أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن الزبير: أَخذ الْقرَاءَات بجيان عَن أبي عبد الله بن يَرْبُوع، وبإشبيلية لما رَحل إِلَيْهَا عَن أبي الْحسن بن زرقون، وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشلوبين وَابْن الدباج، وَرجع إِلَى بَلَده، فأقرأ بهَا الْقُرْآن والعربية، وَكَانَ يُوصف بنباهة وَتصرف؛ إِلَّا أَنه كَانَ أَشد النَّاس تَخْلِيطًا فِي أَسَانِيد الْقرَاءَات وَغَيرهَا، وَأَقلهمْ معرفَة بهَا، مَعَ الْإِقْدَام فِي ذَلِك على مَا لَا يحسن.
مَاتَ بجيان فِي عشر الْأَرْبَعين وسِتمِائَة.
1472 - عبد الحميد بن عبد الْمجِيد أَبُو الْخطاب الْأَخْفَش الْأَكْبَر
مولى قيس بن ثَعْلَبَة. أحد الأخافشة الثَّلَاثَة الْمَشْهُورين، وسادس الأخافش الْأَحَد عشر الْمَذْكُورين فِي هَذِه الطَّبَقَات. كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة قَدِيما، لَقِي الْأَعْرَاب وَأخذ عَنْهُم، وَعَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وطبقته. أَخذ عَنهُ سِيبَوَيْهٍ وَالْكسَائِيّ وَيُونُس وَأَبُو عُبَيْدَة، وَكَانَ ديّنا ورعا ثِقَة، وَهُوَ أول من فسر الشّعْر تَحت كل بَيت، وَمَا كَانَ النَّاس يعْرفُونَ ذَلِك قبله؛ وَإِنَّمَا كَانُوا إِذا فرغوا من القصيدة فسروها.(2/74)
1473 - عبد الْخَالِق بن صَالح بن عَليّ بن ريدان - بِالْمُهْمَلَةِ - بن أَحْمد ابْن مفرج بن النَّضر بن الْفضل بن الْقَاسِم بن عبد الله المسكي ثمَّ الْمصْرِيّ الْقرشِي الْأمَوِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ الذَّهَبِيّ: برع فِي الْعَرَبيَّة واللغة، وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ، وَكَانَ مُفِيد الْقَاهِرَة فِي وقته، سمع من السلَفِي وَغَيره، وَمِنْه الْمُنْذِرِيّ والبرزالي، ولازم ابْن بري مُدَّة، وَمَات بِمصْر سادس شَوَّال سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة، وَدفن بسفح المقطم.
ومولده فِي حُدُود خمسين وَخَمْسمِائة.
1474 - عبد الدَّائِم بن مَرْزُوق القيراوني
نحوي قديم. روى عَنهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن حكم السَّرقسْطِي وَأكْثر أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف من النَّقْل عَنهُ، وَذكر فِي جمع الْجَوَامِع فِي الظروف.
1475 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْحسن بن بنْدَار أَبُو الْفضل الْعجلِيّ الرَّازِيّ
النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الزَّاهِد. كَانَ فَاضلا، كثير التصنيف، عَارِفًا بالنحو والقراءات وَالْأَدب.
مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بنيسابور.
وَمن شعره:
(يَا موت مَا أجفاك من زائر ... تنزل بِالْمَرْءِ على رغمه)
(وَتَأْخُذ الْعَذْرَاء من خدرها ... وتسلب الْوَاحِد من أمه)
1476 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْغفار القَاضِي عضد الدّين يحيى؟ الْعَلامَة الشَّافِعِي الْمَشْهُور بالعضد
قَالَ فِي الدُّرَر: كَانَ إِمَامًا فِي الْمَعْقُول، قَائِما بالأصول والمعاني والعربية، مشاركا فِي الْفُنُون، كريم النَّفس، كثير المَال جدا، كثير الإنعام على الطّلبَة.(2/75)
ولد بعد السبعمائة. وَأخذ عَن مَشَايِخ عصره، ولازم الشَّيْخ زين الدّين الهنكي تلميذ الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره، وَولي قَضَاء الممالك، وأنجب تلامذة عظاما اشتهروا فِي الْآفَاق؛ مِنْهُم الشَّيْخ شمس الدّين الْكرْمَانِي والتفتازاني والضياء القرمي.
وصنّف: شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، والمواقف، والفوائد الغياثية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، ورسالة فِي الْوَضع. وَجَرت لَهُ محنة مَعَ صَاحب كرمان، فحبسه بالقلعة، فَمَاتَ مسجونا سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة.
ذكرنَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى مَا كتبه لمستفتي أهل عصره، فِيمَا وَقع فِي الْكَشَّاف فِي قَوْله تَعَالَى: {فَأتوا بِسُورَة من مثله} ، وَمَا كتبه الجاربردي عَلَيْهِ، وَمَا كتبه هُوَ على جَوَاب الجاربردي، وأطلنا الْكَلَام فِي ذَلِك.
1477 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ تَقِيّ الدّين
نزيل الْقَاهِرَة. قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة إِحْدَى - أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث - وَسَبْعمائة، وتلا بالسبع على التقي الصَّائِغ، وَأخذ النَّحْو عَن أبي حَيَّان، ونظم غَايَة الْإِحْسَان لَهُ، وعرضها عَلَيْهِ فَأَعْجَبتهُ، وقرّظها. وَشرح الشاطبية. وتصدر للإقراء مُدَّة، وَسمع البُخَارِيّ على الحجار ووزيرة، وصحيح مُسلم على الشريف الموسوي، وَتفرد بِالسَّمَاعِ من حسن بن عبد الْكَرِيم سبط زِيَادَة. أجَاز للبرهان الْحلَبِي وَشَيخنَا مُسْند الدُّنْيَا أبي عبد الله بن مقبل الْحلَبِي. وَمَات فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.(2/76)
1478 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْمُنْذر
قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة. يعرف بالأبخر؛ سمع من أَبِيه وَأبي بكر الطرطوشي؛ وَكَانَ متفننا عَالما، فَاضلا، غزير الْفِقْه والنحو واللغة والْحَدِيث وَالْأَدب وَعلم الوراقة.
مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
1479 - عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق أَبُو الْقَاسِم الزجاجي
صَاحب الْجمل، مَنْسُوب إِلَى شَيْخه إِبْرَاهِيم الزّجاج. أَصله من صيمر، وَنزل بَغْدَاد، وَلزِمَ الزّجاج حَتَّى برع فِي النَّحْو، ثمَّ سكن طبرية، وأملى وَحدث بِدِمَشْق عَن الزّجاج ونفطويه وَابْن دُرَيْد وَأبي بكر بن الْأَنْبَارِي والأخفش الصَّغِير وَغَيرهم. روى عَنهُ أَحْمد بن شرام النَّحْوِيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن أبي نصر.
وصنّف: الْجمل فِي النَّحْو بِمَكَّة - وَكَانَ إِذا فرغ من بَاب مِنْهُ طَاف أسبوعا - الْإِيضَاح، الْكَافِي؛ كِلَاهُمَا فِي النَّحْو، شرح كتاب الْألف وَاللَّام للمازني، شرح خطْبَة أدب الْكَاتِب، اللامات، المخترع فِي القوافي، الأمالي، وقفت عَلَيْهِمَا.
توفّي بطبرية فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة - وَقيل فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا، وَقيل فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ.
ذكره ابْن عَسَاكِر وَغَيره.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وَذكرنَا فِيهَا جملَة من فَوَائده وفتاويه النحوية. وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.
1480 - عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الإِمَام ذُو الْفُنُون شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَشْهُور بِأبي شامة
لشامة كَبِيرَة كَانَت على حَاجِبه الْأَيْسَر. ولد سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِدِمَشْق، وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الْعَالم السخاوي، وَسمع بالإسكندرية من عِيسَى بن عبد الْعَزِيز وَغَيره، واعتنى(2/77)
بِالْحَدِيثِ، وأتقن الْفِقْه، ودرّس وَأفْتى، وبرع فِي الْعَرَبيَّة، وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية والإقراء بالتربة الأشرفية؛ وَكَانَ متواضعا مطرحا للتكليف، أَخذ عَنهُ الشّرف الْفَزارِيّ وَغَيره.
وصنّف: نظم الْمفصل للزمخشري، مُقَدّمَة فِي النَّحْو، الْبَسْمَلَة، مُفْرَدَات الْقُرَّاء، الْبَاعِث على إِنْكَار الْحَوَادِث، مُخْتَصر تَارِيخ ابْن عَسَاكِر، وَغير ذَلِك.
وَدخل عَلَيْهِ اثْنَان فِي صُورَة مستفتيين؛ فضرباه ضربا مبرحا كَاد يتْلف مِنْهُ، وَلَا يدرى بِهِ أحد وَلَا أغاثه، فَقَالَ:
(قلت لمن قَالَ أَلا تَشْتَكِي ... مِمَّا جرى فَهُوَ عَظِيم جليل:)
(يقيّض الله تَعَالَى لنا ... من يَأْخُذ الْحق ويشفي الغليل)
(إِذا توكلنا عَلَيْهِ كفى ... فحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل)
توفّي فِي تَاسِع عشرى شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وستمائه.
وَله:
(وَقَالَ النَّبِي الْمُصْطَفى إِن سَبْعَة ... يظلهم الله الْعَظِيم بظله)
(محب عفيف نَاشِئ متصدق ... وَبَاكٍ مصل وَالْإِمَام بعدله)
1481 - عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْخَولَانِيّ النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي أَبُو عِيسَى الْمصْرِيّ الخشاب الشَّاعِر
مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلثمائة. ذكره الصَّفَدِي.
1482 - عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل الْأَزْدِيّ أَبُو الْقَاسِم بن الْحداد التّونسِيّ
قَالَ ابْن الْأَبَّار: أَخذ عَن عبد الْوَلِيّ بن المناصف وَغَيره. وَلَقي بِمَكَّة أَبَا حَفْص الميانشي، وبمصر أَبَا الْقَاسِم بن فيره الشاطبي وبالإسكندرية أَبَا الطَّاهِر بن عَوْف، وَسمع مِنْهُم.
وَسكن إشبيلية وقتا، وتصدر لإقراء الْعَرَبيَّة.
وَمَات بمراكش فِي حُدُود الْأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَقد عُمّر.(2/78)
1483 - عبد الرَّحْمَن بن أسيد - بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين - الْهَمدَانِي الغرناطي أَبُو زيد
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها عَارِفًا بضروب الْآدَاب واللغات، ذَاكِرًا لأيام الْعَرَب، عَارِفًا برجالها وفرسانها، كَاتبا بارعا فِي الْكِتَابَة، قدر من اللُّزُوم على مَا أعجز غَيره، ولازمه حَتَّى صَار لَهُ طبعا. وَكَانَ ينشئ الرسائل دون نقط.
1484 - عبد الرَّحْمَن بن أَيُّوب بن تَمام أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ المالقي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من جلة النَّحْوِيين وحذاقهم، لغويا حَافِظًا، حسن الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه والْحَدِيث، روى عَنهُ جمَاعَة؛ مِنْهُم شُرَيْح وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَأَبُو الْقَاسِم بن ورد وَابْن عَطِيَّة وَأَبُو بكر بن أبي ركب وَأَبُو الْوَلِيد بن الدّباغ.
أجَاز لابنيْ حوط الله، وروى عَنهُ أَيْضا أَبُو الْحسن بن الشَّرِيك. واستوطن دانية مُدَّة يدرس بهَا الْعَرَبيَّة واللغة وَغير ذَلِك؛ ثمَّ عَاد إِلَى مالقة، فَمَاتَ بهَا فِي الْعشْر الأول من شَوَّال، سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَقد أربى على الثَّمَانِينَ.
1485 - عبد الرَّحْمَن بن حسان الْخَولَانِيّ أَبُو الْفَيَّاض
من رية. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقِيها حَافِظًا للمسائل، عَالما بالفرائض.
1486 - عبد الرَّحْمَن بن دحمان بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم ابْن دحمان الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مقرئا لِلْقُرْآنِ، نحويا أديبا سريا، فَاضلا ذَا دعابة وَبسط خلق. روى عَن أَبِيه وَعَمه والجزولي، وَعنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص وَأَبُو بكر حميد.
وَمَات سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة.(2/79)
1487 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن الملحلح الْحَرَّانِي الْبَغْدَادِيّ مُفِيد الدّين الضَّرِير أَبُو مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: تفقه وَمهر فِي الْفِقْه والعربية والْحَدِيث، وَتقدم حَتَّى صَار عين الْحَنَابِلَة فِي زَمَانه بِبَغْدَاد، سمع من فضل بن الْجبلي وَالْمجد ابْن تَيْمِية، وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الدقوقي.
وَمَات بعيد سَبْعمِائة.
1488 - عبد الرَّحْمَن بن صَالح بن عمار المزعفري أَبُو مُحَمَّد الثَّعْلَبِيّ
محتسب دنيسر. لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض، حَبسه الْملك الْمَنْصُور صَاحب ماردين، فَمَاتَ فِي السجْن فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة.
ذكره الصَّفَدِي.
1489 - عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر العامري البكوري
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب، وَمن أَشْيَاخ الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين. سكن مالقة، وأقرأ بهَا.
قَالَ ابْن عبد الْملك: وَمَات قَرِيبا من السّبْعين وَخَمْسمِائة بقريته.
1490 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْأَعْلَى بن سمعون أَبُو عدنان مولى مُوسَى بن عبد الله بن حَازِم السّلمِيّ
كَانَ عَالما باللغة، وراوية لأبي الْبَيْدَاء الريَاحي. بَصرِي شَاعِر. صنف فِي اللُّغَة وغريب الحَدِيث. ذكره القفطي.(2/80)
1491 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن أصبغ بن حُبَيْش ابْن سعدون بن رضوَان بن فتوح الإِمَام أَبُو زيد وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي الْخَثْعَمِي الأندلسي المالقي الْحَافِظ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والقراءات، بارعا فِي ذَلِك، جَامعا بَين الرِّوَايَة والدراية، نحويا مُتَقَدما، أديبا، عَالما بالتفسير وصناعة الحَدِيث، حَافِظًا للرِّجَال والأنساب، عَارِفًا بِعلم الْكَلَام وَالْأُصُول، حَافِظًا للتاريخ، وَاسع الْمعرفَة، غزير الْعلم، نبيها ذكيا، صَاحب اختراعات واستنباطات. تصدر للإقراء والتدريس، وَبعد صيته، وروى عَن ابْن الْعَرَبِيّ وَأبي طَاهِر وَابْن الطرّاوة، وَعنهُ الرندي وابنا حوط الله وَأَبُو الْحسن الغافقي وخَلق، وكف بَصَره وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة، واستدعي إِلَى مراكش، وحظي بهَا، وَدخل غرناطة.
وصنّف: الرَّوْض الْأنف فِي شرح السِّيرَة، شرح الْجمل، لم يتم، التَّعْرِيف والإعلام بِمَا فِي الْقُرْآن من الْأَسْمَاء والأعلام، مَسْأَلَة السِّرّ فِي عور الدَّجَّال، مَسْأَلَة رُؤْيَة الله وَالنَّبِيّ فِي الْمَنَام.
توفّي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس عشرى شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع ... أَنْت الْمعد لكل مَا يتَوَقَّع)
(يَا من يرجّى للشدائد كلهَا ... يَا من إِلَيْهِ المشتكى والمفزع)
(يَا من خَزَائِن رزقه فِي قَول كن ... اُمْنُنْ فَإِن الْخَيْر عنْدك أجمع)
(مَا لي سوى فقري إِلَيْك وَسِيلَة ... فبالافتقار إِلَيْك رَبِّي أضرع)
(مَا لي سوى قرعي لبابك حِيلَة ... فلئن رددت فَأَي بَاب أَقرع {)
(وَمن الَّذِي أَدْعُو وأهتف باسمه ... إِن كَانَ فضلك عَن فقيرك يمْنَع} )
(حاشا لمجدك أَن تقنط عَاصِيا ... الْفضل أجزل والمواهب أوسع)(2/81)
رَأَيْت بِخَط القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة: وجد بِخَط الشَّيْخ محيي الدّين النواوي مَا نَصه: " مَا قَرَأَ أحد هَذِه الأبيات، ودعا الله تَعَالَى عَقبهَا بِشَيْء إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ ".
1492 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله؛ أخي الْأَصْمَعِي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من اللغويين الْبَصرِيين.
1493 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن مَالك الغساني البجائي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ حَافِظًا للغة.
وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ لغويا فصيحا، معتنيا بِالْعلمِ؛ روى عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله بن خَالِد.
مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة.
1494 - عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام بن أَحْمد الغساني الغرناطي أَبُو الْقَاسِم
يلقب بالدد؛ وَكَانَ مقرئا نحويا أديبا، فَقِيها عفيفا، منقبضا، كثير الصون، عَارِفًا بِوُجُوه الْقرَاءَات وبإقراء الْعَرَبيَّة، تصدر لإقرائهما بِبَلَدِهِ، وَولي بهَا الصَّلَاة وَالْخطْبَة؛ وَكَانَ يوثق. أَخذ الْقرَاءَات والنحو عَن أبي عبد الله بن عروس، ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ؛ وروى عَنهُ وَعَن أبي سُلَيْمَان السَّعْدِيّ، وَعنهُ أَبُو عبد الله الطرّاز.
مولده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي سادس عشرى ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة. كَذَا قَالَ ابْن الزبير.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: فِي ربيع الأول سنة ثَمَان عشرَة.(2/82)
1495 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد ابْن الْفرس الْوَزير الْحَافِظ اللّغَوِيّ
أَبُو يحيى بن القَاضِي النَّحْوِيّ أبي مُحَمَّد الخزرجي الأندلسي؛ أحد الْأَعْلَام. قَالَ ابْن الزبير: أَخذ عَن أَبِيه فَأكْثر، وَعَن أبي الْحسن بن كوثر وَأبي عبيد الله الحجري وَجَمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق الأرتاحي والبوصيري. وَكَانَ ذَاكِرًا لما يَقع فِي الْإِسْنَاد من مُشكل الْأَسْمَاء، وحدّث كثيرا.
وصنّف كتابا فِي غَرِيب الْقُرْآن؛ وَكَانَت فِيهِ غَفلَة قصرت بِهِ عَن قَضَاء بَلَده وخطبته، حَتَّى استحكمت بِهِ بِأخرَة.
وَأَبوهُ وجده وجد أَبِيه أَئِمَّة أجلاء. أجَاز لأبي عمر بن حوط الله، وروى عَنهُ ابْن الْأَبَّار وَابْن فرتون وَابْن أبي الْأَحْوَص وَالْجمال بن مسدى.
مولده سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
1496 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن سُفْيَان الْعَدنِي أَبُو الْفرج
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا بالنحو وَالْعرُوض، وَله خلق حسن، درّس بعدن مُدَّة، وَكَانَ كثير الْحَج.
ولد لبضع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
1497 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَالح أَبُو زيد المكودي
صَاحب شرح الألفية، وَشرح الجرومية، وَيعرف بالمطرزي، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، لَكِن أَخْبرنِي المؤرخ شمس الدّين بن عزم أَنه وقف على مَا يدل أَنه كَانَ قَرِيبا من الثَّمَانمِائَة.(2/83)
1498 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن هَاشم قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين التفِهني - بِكَسْر الْفَاء - الْحَنَفِيّ
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: لَازم الِاشْتِغَال، فمهر فِي الْفِقْه والعربية والمعاني، وجاد خطه، واشتهر اسْمه، وناب فِي الحكم، ثمَّ ولي تدريس الصرغتمشية ومشيخة الشيخونية، ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة، فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة. وَكَانَ حسن الْعشْرَة، كثير العصبية لأَصْحَابه، عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا، ثمَّ صرف بالعيني، ثمَّ أُعِيد ثمَّ صرف، وَمَات - قيل - مسموما فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن شَوَّال سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
قلت: قَرَأَ على شَيخنَا الشَّيْخ سيف الدّين الْحَنَفِيّ وَغَيره، وَكَانَ مَشْهُورا بإتقان الْمُغنِي من الْأُصُول وتحقيقه.
1399 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الْملك بن عاند الطرطوشي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافِظًا للغة، بليغا موثقًا، سمع بقرطبة من قَاسم ابْن أصبغ وَابْن أبي دليم.
ولد سنة عشْرين وثلاثمائة، وَمَات سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
1500 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يحيى بن الْقَاسِم الجزيري الخضراوي أَبُو الْقَاسِم القَاضِي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وصناعة التوثيق، معتدل الخُلق، سَالم الصَّدْر، عدلا فَاضلا. روى عَن أَبِيه القَاضِي أبي الْحسن صَاحب الوثائق وَأبي إِسْحَاق ابْن ملكون، وَأخذ عَن أبي الْوَلِيد بن رشد كِتَابه النِّهَايَة، وأقرأ بِبَلَدِهِ.
روى عَنهُ القاضيان: أَبُو الْخطاب بن خَلِيل وَأَبُو عبد الله بن عِيَاض. وَكَانَ مِمَّن رُحل إِلَيْهِ إِلَى سبتة، وَأخذ عَنهُ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره.
وَكَانَ حَيا سنة خمس وسِتمِائَة.(2/84)
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ متفننا فِي المعارف، مقرئا مجوّدا، نحويا ماهرا، فَقِيها حَافِظًا، متحققا بذلك كُله، تصدر لإقرائه والإفادة بِهِ.
وَمَات سنة ثَمَان وسِتمِائَة، ابْن أَربع وَخمسين أَو نَحْوهَا.
1501 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد اللّغَوِيّ القزديري أَبُو الْقَاسِم
قَرَأَ على شُيُوخ إفريقية. وَألف بِدعَة الخاطر ومتعة النَّاظر فِي المكاتبات الْجَارِيَة نظما ونثرا. وَكَانَ يسكن المهدية.
نقلته من خطّ ابْن مَكْتُوم.
1502 - عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن يُوسُف بن مُحَمَّد المغيلي أَبُو الْقَاسِم
يعرف بِابْن السراج. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْعَرَبيَّة، مَعْرُوفا فِي أَهلهَا ومقرئيها، أَصله من مَدِينَة فاس، وأحسب مُعظم قِرَاءَته كَانَت بسبتة، وَأقَام بهَا كثيرا، وانتقل إِلَى غرناطة وسكنها، وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة واللغة وَالْأَدب، وَكَانَ يحمل عَن أبي مُحَمَّد بن عبد الله وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عبد الله بن حميد وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي ذَر بن أبي ركب وَغَيرهم.
روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان، وَقَالَ: مَاتَ سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة.
وَتكلم فِيهِ بعض الجلة، وَكَانَ لَا يرضى حَاله.
1503 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن أبي عِيسَى القَاضِي الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش الْأنْصَارِيّ الأندلسي
المرسي؛ نزيل مرسية، وحبيش خَاله. قَالَ الصَّفَدِي: برع فِي النَّحْو، وَولي الْقَضَاء بِجَزِيرَة شقر ثمَّ بمرسية. وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة بالأندلس فِي الحَدِيث وغريبه ولغته، وَله الْمَغَازِي؛ مجلدات.
وَمَات فِي رَابِع عشر صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بمرسية عَن سنّ عالية، وَكَاد النَّاس يهْلكُونَ من الزحمة على قَبره.(2/85)
1504 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم ابْن رحمون المصمودي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن الزبير: أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن خروف، وَكَانَ ذَا لسن وفصاحة، وَكَانَ يقْرَأ كتاب سِيبَوَيْهٍ؛ وَله صيت وشهرة ومشاركة فِي فنون، وَمَعْرِفَة جَيِّدَة بالنحو.
مَاتَ بسبتة فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
1505 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى أَبُو الْقَاسِم الْأمَوِي الإشبيلي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الرماك
كَانَ أستاذا فِي الْعَرَبيَّة، مدققا قيّما بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ، أَخذ عَن ابْن الطرّاوة وَابْن الْأَخْضَر؛ وَمَات كهلا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
1506 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سعيد الإِمَام أَبُو البركات كَمَال الدّين الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ
المفنن الزَّاهِد الْوَرع؛ قدم بَغْدَاد فِي صباه، وَقَرَأَ الْفِقْه على سعيد بن الرزاز حَتَّى برع، وحصّل طرفا صَالحا من الْخلاف، وَصَارَ معيدا للنظامية؛ وَكَانَ يعْقد مجْلِس الْوَعْظ، ثمَّ قَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور الجواليقي، ولازم ابْن الشجري حَتَّى برع؛ وَصَارَ من الْمشَار إِلَيْهِم فِي النَّحْو، وَتخرج بِهِ جمَاعَة، وَسمع بالأنبار من أَبِيه وببغداد من عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي، وَحدث باليسير؛ لَكِن روى الْكثير من كتب الْأَدَب، وَمن مصنفاته.
وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة صَدُوقًا، فَقِيها مناظرا، غزير الْعلم، ورعا زاهدا عابدا، تقيا عفيفا، لَا يقبل من أحد شَيْئا، خشن الْعَيْش والمآكل؛ لم يتلبس من الدُّنْيَا بِشَيْء، وَدخل الأندلس؛ فَذكره ابْن الزبير فِي الصِّلَة.(2/86)
وَله المؤلفات الْمَشْهُورَة؛ مِنْهَا الْإِنْصَاف فِي مسَائِل الْخلاف بَين الْبَصرِيين والكوفيين، الإغراب فِي جدل الْإِعْرَاب، ميزَان الْعَرَبيَّة، حَوَاشِي الْإِيضَاح، مَسْأَلَة دُخُول الشَّرْط على الشَّرْط، نزهة الألباء فِي طَبَقَات الأدباء، تَصَرُّفَات لَو؛ حلية الْعَرَبيَّة، الأضداد، النَّوَادِر، تَارِيخ الأنبار، هِدَايَة الذَّاهِب فِي معرفَة الْمذَاهب، بداية الْهِدَايَة، الدَّاعِي إِلَى الْإِسْلَام فِي علم الْكَلَام، النُّور اللائح فِي اعْتِقَاد السّلف الصَّالح، اللّبَاب الْمُخْتَصر، منثور الْعُقُود فِي تَجْرِيد الْحُدُود، التَّنْقِيح فِي مَسْلَك التَّرْجِيح، الْجمل فِي علم الجدل، الِاخْتِصَار فِي الْكَلَام على أَلْفَاظ تَدور بَين النظار، نجدة السُّؤَال فِي عُمْدَة السُّؤَال، عُقُود الْإِعْرَاب، منثور الْفَوَائِد، مِفْتَاح المذاكرة، كتاب كلا وكلتا، كتاب كَيفَ، كتاب الْألف وَاللَّام، كتاب فِي يعفون، لمع الْأَدِلَّة، شِفَاء السَّائِل فِي بَيَان رُتْبَة الْفَاعِل، الْوَجِيز فِي التصريف، الْبَيَان فِي جمع أفعل أخف الأوزان، المرتجل فِي إبِْطَال تَعْرِيف الْجمل، جلاء الأوهام وجلاء الأفهام فِي مُتَعَلق الظّرْف فِي قَوْله تَعَالَى: {أحل لكم لَيْلَة الصّيام} ، غَرِيب إِعْرَاب الْقُرْآن؛ رُتْبَة الإنسانية فِي الْمسَائِل الخراسانية، مقترح السَّائِل فِي " ويل أمه "، الزهرة فِي اللُّغَة، الأسمى فِي شرح الأسما، كتاب حيص بيص، حلية الْعُقُود فِي الْفرق بَين الْمَقْصُور والممدود، ديوَان اللُّغَة، زِينَة الْفُضَلَاء فِي الْفرق بَين الضَّاد والظاء، الْبلْغَة فِي الْفرق بَين الْمُذكر والمؤنث، فعلت وأفعلت، الْأَلْفَاظ الْجَارِيَة على لِسَان الْجَارِيَة، قبسة الأديب فِي أَسمَاء الذيب، الْفَائِق فِي أَسمَاء المائق، الْبلْغَة فِي أساليب اللُّغَة، قبسة الطَّالِب فِي شرح خطْبَة أدب الْكَاتِب، تَفْسِير غَرِيب المقامات الحريرية، شرح ديوَان المتنبي، شرح الحماسة، شرح السَّبع الطوَال، شرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد، الْمَقْبُوض فِي الْعرُوض، شَرحه، الموجز فِي القوافي، اللمْعَة فِي صَنْعَة الشّعْر، الْجَوْهَرَة فِي نسب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَصْحَابه الْعشْرَة، نكت الْمجَالِس فِي الْوَعْظ، أصُول الْفُصُول فِي التصوف، التفريد فِي كلمة التَّوْحِيد، نقد الْوَقْت، بغية الْوَارِد، نسمَة العبير فِي التَّعْبِير.(2/87)
توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب أبرز بتربة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ. وَمن شعره:
(إِذا ذكرتك كَاد الشوق يقتلني ... وأرقتني أحزان وأوجاع)
(وَصَارَ كلي قلوبا فِيك دامية ... للسقم فِيهَا وللآلام إسراع)
(فَإِن نطقت فكلي فِيك أَلْسِنَة ... وَإِن سَمِعت فكلي فِيك أسماع)
1507 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْأَسدي الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْمطرف
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ نحويا لغويا، فصيح اللِّسَان، شَاعِرًا جزل الشّعْر، مترسلا بليغا، طَوِيل الْقَلَم. وَكَانَ أصلخ أَصمّ؛ يومى إِلَيْهِ بالشفاه فيفهم، وَكَانَ الشّعْر أغلب أدواته؛ رَحل فلقي بِمَكَّة أَبَا الْخَطِيب الْفَارِسِي النَّحْوِيّ وَأَبا جَعْفَر الْعَدوي.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلثمائة.
1508 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ المالقي أَبُو المطرّف
يعرف بِابْن السكان. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متفننا فِي علم الْمسَائِل واللغة الْعَرَبيَّة وَالشعر؛ سمع من قَاسم بن أصبغ وَغَيره.
وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء؛ لأَرْبَع عشرَة خلت من محرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلثمائة.(2/88)
1509 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَزِيز بن يزِيد الْحَاكِم أَبُو سعيد بن دوست
قَالَ الصَّفَدِي: أحد أَعْيَان الْأَئِمَّة بخراسان فِي الْعَرَبيَّة، سمع الدَّوَاوِين وحصّلها، وأقرأ النَّاس الْأَدَب والنحو؛ وَكَانَ زاهدا عَارِفًا فَاضلا. أَخذ اللُّغَة عَن الْجَوْهَرِي؛ وَهُوَ أوجه أَصْحَابه؛ وَأخذ عَنهُ الواحدي اللُّغَة.
وَله رد على الزجاجي فِي استدراكه على الْإِصْلَاح.
مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة؛ وَكَانَ أطروشا يقْرَأ على ذَوي مَجْلِسه بِنَفسِهِ.
1510 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى
الشَّيْخ زين السَّنْدَبيسيّ، بِفَتْح الْمُهْملَة وَالدَّال وَسُكُون النُّون قبلهَا؛ وَكسر الْمُوَحدَة بعْدهَا ثمَّ يَاء تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ مُهْملَة. النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا؛ واشتغل وبرع فِي الْفُنُون لَا سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة؛ وَكَانَ أَخذهَا عَن الزين الفارسكوري والْحَدِيث عَن الشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ، وَسمع من ابْن الحلاوي وَابْن الشّحْنَة والسويداوي وَجَمَاعَة؛ وَأَجَازَ لَهُ ابْن العلائي وَابْن الذَّهَبِيّ وخَلق؛ وَكَانَ عَالما فَاضلا مفننا، خيرا بارعا، مواظبا على الِاشْتِغَال، حسن الدّيانَة كثير التَّوَاضُع. أَقرَأ النَّاس وقتا؛ وحدّث ودرّس الحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم؛ سمع مِنْهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَغَيره.
وَمَات لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر صفر سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة.
1511 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السّلمِيّ الأندلسي أَبُو مُحَمَّد
يعرف بالمكناسي. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بضروب الْآدَاب واللغات، ذَاكِرًا لأيام الْعَرَب وفرسانها؛ كَاتبا بارع الْكِتَابَة، جيد النّظم حُلْو الْأَغْرَاض، ينشئ الرسائل اللزومية، وَبلغ فِي اللُّزُوم مبلغا أعجز فِيهِ غَيره. قَرَأَ وتأدّب على أَشْيَاخ مرسية وَغَيرهَا.
وَله رسائل جليلة، ومفاخرة بَين السَّيْف وَالرمْح.(2/89)
مَاتَ بمراكش عِنْد قدومه إِلَيْهَا صُحْبَة أبي سعيد بن أبي عبد الْمُؤمن، آخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: روى عَن أبي عبد الله بن سَعَادَة، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم الملاحي؛ وَكَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بالآداب؛ حَتَّى رَأس فِي الكتّاب، وَأحسن الْمُشَاركَة فِي قرض الشّعْر؛ وَله مقامات فِي أغراض شَتَّى؛ وَكتب عَن أبي عبد الله بن سعد وَغَيره من الْأُمَرَاء.
1512 - عبد الرَّحْمَن بن المظفر النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم الكحال
سمع من أبي بكر بن المهندس؛ وَمِنْه عبد الله بن الْحسن الديباجي؛ ذكره ابْن عَسَاكِر.
1513 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى الهواري أَبُو مُوسَى
من إستجة. قَالَ ابْن الفرضي: رَحل فلقي مَالك بن أنس وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ونظرائهما من الْأَئِمَّة، وَلَقي الْأَصْمَعِي وَأَبا زيد الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا من رُوَاة الْغَرِيب، وداخل الْعَرَب فتردد فِي محالّها، وَرجع إِلَى الأندلس؛ وَكَانَ حَافِظًا للفقه والقراءات وَالتَّفْسِير، وَله كتاب فِي تَفْسِير الْقُرْآن؛ وَكَانَ إِذا قدم قرطبة لم يُفْتِ كبراؤها حَتَّى يرحل عَنْهَا.
وَذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الأولى من نحاة الأندلس؛ وَقَالَ: هُوَ أول من جمع الْفِقْه فِي الدّين وَعلم الْعَرَبيَّة بالأندلس؛ وَذكر مثل مَا تقدم عَن ابْن الفرضي. قَالَ: وَكَانَت الْعِبَادَة أغلب عَلَيْهِ من الْأَعْمَال.
1514 - عبد الرَّحْمَن بن ناجر ابْن منيع الفيضي الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ الأديب أَبُو الْقَاسِم
ينعَت بالسديد؛ كَانَ من الْفُضَلَاء وأعيان الأدباء بِمصْر؛ قَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن بري، وَأبي الْحسن الأبياري، وروى عَنْهُمَا وَعَن أبي الْقَاسِم البوصيري، ويحكى عَنهُ أَنه قَالَ: يسْتَخْرج من تَفْسِير أبي الحكم بن برّجان مَا يحدث إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بِمصْر؛ وَمَات ببلبيس فِي سنة ... .(2/90)
1515 - عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز بن أبي سعد الْمَدِينِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من أول من وضع الْعَرَبيَّة، وَكَانَ من أعلم النَّاس بالنحو وأنساب قُرَيْش.
وروى أَن مَالِكًا اخْتلف إِلَيْهِ فِي علم لم يبثه للنَّاس؛ يرَوْنَ أَن ذَلِك [من علم] أصُول الدّين [وَمَا يرد بِهِ مقَالَة أهل الزيغ والضلالة] .
1516 - عبد الرَّحْمَن بن يَخْلَفْتن - بِفَتْح الْيَاء وَاللَّام وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْفَاء - ابْن أَحْمد أَبُو زيد الفازازي الْقُرْطُبِيّ
نزيل تلمسان. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ شَاعِرًا محسنا، بليغا فصيحا فَقِيها، متكلما لغويا، كَاتبا. روى عَن أبي الْقَاسِم السُّهيْلي وَأبي الْوَلِيد بن بَقِي وَابْن الفخار وطبقتهم، وَكتب لِلْأُمَرَاءِ زَمَانا، وَكَانَ شَدِيدا على المبتدعة، مَال إِلَى التصوف.
مولده بعد الْخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات بمراكش فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(علم الحَدِيث لكل علم حجَّة ... فاشدد يَديك بِهِ على التَّعْيِين)
(وتوخَّ أعدل طرقه واعمل بهَا ... تعْمل بِعلم بَصِيرَة ويقين)
1517 - عبد الرَّحِيم بن أبي بكر مجد الدّين الْجَزرِي الْفَقِيه النَّحْوِيّ الصُّوفِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ من كبار النُّحَاة؛ وَله حَلقَة اشْتِغَال؛ وَفِيه عِشرة وانطباع؛ فابتلي بحب شَاب، وقويت عَلَيْهِ السَّوْدَاء، فَألْقى نَفسه من السَّطْح، فَمَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة.(2/91)
1518 - عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْأمَوِي الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْإِسْنَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الأصولي النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسَبْعمائة بإسنا، وَقدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين؛ وَقد حفظ التَّنْبِيه؛ فَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن النَّحْوِيّ وَالِد ابْن الملقن وَأبي حَيَّان وَغَيرهمَا، وَكتب لَهُ أَبُو حَيَّان: بحث عليّ الشَّيْخ فلَان كتاب التسهيل، ثمَّ قَالَ لَهُ: لم أشيّخ أحدا فِي سنك؛ وَذكر هُوَ فِي كِتَابه الْكَوْكَب أَنه كَانَ لَا يُعرف إِلَّا بالنحو فِي أول أمره، حَتَّى أقرأه وَله نَحْو الْعشْرين سنة.
وَأخذ عَن القطب السنباطي والجلال الْقزْوِينِي والقونوي والتقي السُّبْكِيّ وَالْمجد السنكلومي والبدر التسترِي وَغَيرهم؛ وبرع فِي الْفِقْه والأصلين والعربية، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الشَّافِعِيَّة، وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بالديار المصرية. ودرّس وَأفْتى، وازدحمت عَلَيْهِ الطّلبَة، وانتفعوا بِهِ وَكَثُرت تلامذته؛ وَكَانَت أوقاته مَحْفُوظَة مستوعبة للأشغال والتصنيف؛ وَكَانَ ناصحا فِي التَّعْلِيم، مَعَ الْبر وَالدّين والتواضع والتودد، يقرب الضَّعِيف المستهان، ويحرص على إِيصَال الْفَائِدَة للبليد، وَيذكر عِنْده الْمُبْتَدِئ الْفَائِدَة المطروقة، فيصغى إِلَيْهِ كَأَنَّهُ لم يسْمعهَا؛ جبرا لخاطره؛ مَعَ فصاحة الْعبارَة، وحلاوة المحاضرة والمروءة الْبَالِغَة.
وَكَانَ سمع الحَدِيث من الدبوسي وَعبد المحسن الصَّابُونِي وَجَمَاعَة وحدّث بِالْقَلِيلِ.
روى عَنهُ الْجمال ابْن ظهيرة والحافظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ، وأفرد لَهُ تَرْجَمَة فِي كراسة، ودرّس بالمالكية والأقبغاوية والفاضلية وَالتَّفْسِير بالجامع الطولوني، وَولي الْحِسْبَة ووكالة بَيت المَال، ثمَّ عزل نَفسه من الْحِسْبَة لكَلَام وَقع بَينه وَبَين الْوَزير ابْن قزينه سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَاسْتقر عوضه الْبُرْهَان الأخنائي، ثمَّ عزل نَفسه من الْوكَالَة.
وتصانيفه فِي الْفِقْه مَشْهُورَة، كالمهمات على الرَّوْضَة، وَشرح الرَّافِعِيّ، وَالْهِدَايَة إِلَى أَوْهَام الْكِفَايَة، والجواهر، وَشرح منهاج الْفِقْه؛ وصل فِيهِ إِلَى الْمُسَاقَاة، وَأَحْكَام الخنائي، والفروق، وَالْجَامِع، والأشباه والنظائر، والألفاظ، وَغير ذَلِك.(2/92)
وَله فِي الْأُصُول: شرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ، والزيادات عَلَيْهِ، والتمهيد فِي تَنْزِيل الْفُرُوع على الْأُصُول.
وَفِي النَّحْو: الْكَوَاكِب الدرية فِي تَنْزِيل الْفُرُوع الْفِقْهِيَّة على الْقَوَاعِد النحوية، وَشرح الألفية؛ وَلم يكمل. وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب.
توفّي لَيْلَة الْأَحَد، ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة، وَله سبع وَسِتُّونَ سنة وَنصف؛ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة تنطق لَهُ بِالْولَايَةِ.
1519 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم الخزرجي أَبُو الْقَاسِم ابْن الْفرس
يعرف بِالْمهْرِ. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها، جليل الْقدر، رفيع الذّكر، عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب، باهر الْكِتَابَة، رائق الشّعْر، سريع البديهة، جَارِيا على أَخْلَاق الْمُلُوك فِي مركبه وملبسه وزيّه. أَخذ عَن صهره عبد الْمُنعم بن عبد الرَّحِيم وَغَيره، وتفقه وَمهر فِي العقليات والعلوم الْقَدِيمَة، وتلا على ابْن عروس، وَأخذ النَّحْو عَن ابْن مسْعدَة؛ وَكَانَ من نبهاء وقته، ثمَّ دَعَا إِلَى نَفسه فَأَجَابَهُ الجمّ الْغَفِير، ودعوْه بالخليفة، وحيَّوه بِتَحِيَّة الْملك؛ فأحاطت بِهِ جيوش النَّاصِر، وَهُوَ فِي جَيش عَظِيم، فَقطع رَأسه، وعُلّق على بَاب مراكش، وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وَهُوَ ابْن سِتّ وَثَلَاثِينَ سنة.
1520 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ - وَقيل ابْن فَخر - بن هبة الله الإسنائي الصُّوفِي النَّحْوِيّ الأديب
قَالَ الأدفوي: كَانَ نحويا شَاعِرًا متعبدا، ديّنا فَاضلا. نظم كتابا فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْمُفِيد؛ وَمَات بإسنا فِي حادي عشرى رَمَضَان سنة تسع وَسبعين، وَقد أسن.(2/93)
1521 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ المَخْزُومِي التقي البمباني
خطيب بمبان. قَالَ فِي الطالع السعيد: كَانَ فَاضلا نحويا أديبا شَاعِرًا، قَرَأَ النَّحْو وَالْأَدب على الشَّمْس الرُّومِي؛ وَكَانَ خَفِيفا لطيف الرّوح منطرحا، وَأَصله من إسنا ولد بأسوان، وَنَشَأ بهَا، وَأقَام ببمبان.
وَمَات بأسوان فِي سنة خمس أَو سِتّ وَسَبْعمائة.
1522 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف السمهودي
الْخَطِيب بهَا. قَالَ فِي الطالع السعيد: كَانَ فَقِيها شافعيا أديبا شَاعِرًا، نحويا. رَحل إِلَى دمشق، وَاجْتمعَ بالشيخ محيي الدّين النَّوَوِيّ، وَحفظ منهاجه، وَقَرَأَ الْفِقْه على الذكي عبد الله السمرباني، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة، وَكَانَ ظريفا لطيفا، خَفِيف الرّوح، جَارِيا على مَذْهَب أهل الْأَدَب فِي حب الشَّرَاب والشباب والطرب، وَكَانَ ضيّق الخُلق، قَلِيل الرزق، كتب عَنهُ من شعره الشَّيْخ أَبُو حَيَّان والقطب الْحلَبِي.
وَمَات بسمهود يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَقد جَاوز السّبْعين.
وَمن شعره:
(كَأَنَّمَا الْبَحْر إِذْ مر النسيم بِهِ ... والموج يصعد فِيهِ وَهُوَ منحدر)
(بَيْضَاء فِي أَزْرَق تمشي على عجل ... وطي أعكانها يَبْدُو ويستتر)
1523 - عبد الرَّحِيم الشبونني
قَالَ ابْن الزبير: أَقرَأ الْقُرْآن والعربية والحساب بمرسية، وخطب بجامعها مُدَّة، وَله أرجوزة عَارض بهَا ابْن سَيّده، وتأليف فِي الْقرَاءَات، وَكَانَ فَاضلا كثير السَّلَام على من لَقِي من صَغِير أَو كَبِير.(2/94)
1524 - عبد الرَّزَّاق بن عَليّ النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن رَشِيق: شَاعِر مولع بالطباق والتجنيس والقوافي العويصة، وَالْغَالِب عَلَيْهِ علم الشَّرَائِع وَالْقُرْآن، وَعِنْده من الْأُصُول وَالْخلاف نصيب.
1525 - عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ أَبُو أَحْمد القرميسيني
ويلقب بالواجكا. كَانَ عَالما باللغة والآداب وَالْقُرْآن، صَدُوقًا أديبا سخيا، قَرَأَ على الْفَارِسِي والسيرافي، وَسمع مُحَمَّد بن إِسْحَاق التمار وَغَيره، وَمِنْه عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأَزجيّ وَغَيره.
وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وثلثمائة.
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1526 - عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن
ابْن أبي الرجّال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن برجان.
وَهُوَ مخفف من أبي الرّجال. ذكره فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: إِمَام فِي اللُّغَة والنحو.
وَقَالَ غَيره: أَخذ اللُّغَة والعربية عَن ابْن ملكون، ولازمه كثيرا، وَكَانَ من أحفظ أهل زَمَانه فِي اللُّغَة، مسلَّما لَهُ ذَلِك. صَدُوق ثِقَة، وَله رد على ابْن سَيّده.
مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة.
1527 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مزروع بن أَحْمد بن غزّان الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ عفيف الدّين
النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. ولد بِالْبَصْرَةِ سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة؛ وَسمع ابْن القميرة، وَمِنْه ابْن رشيد، وَذكره فِي رحلته.(2/95)
1528 - عبد الصَّمد بن أَحْمد بن حُنَيش - بِضَم الْمُهْملَة وبفتح النُّون ثمَّ تَحْتَانِيَّة وشين مُعْجمَة - ابْن الْقَاسِم الْخَولَانِيّ الْحِمصِي النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم
ذكره الصَّفَدِي وَقَالَ: حكى عَن المتنبي وَغَيره.
وَمن شعره:
(لَا وَحسن الْإِنْصَاف بالألاّف ... وتصافي الأحباب بعد التَّجَافِي)
(مَا شربت السلاف لَكِن أبياتك ... قَامَت عِنْدِي مقَام السلاف)
1529 - عبد الصَّمد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر العطفني الْحَنْبَلِيّ أَبُو الْخَيْر مجد الدّين
قَالَ ابْن فضل الله: كَانَ شيخ الْإِسْلَام، إِمَامًا عَالما فَاضلا سيدا، ورعا زاهدا، عابدا قلًّ أَن ترى الْعُيُون مثله، أَجمعت الطوائف على أَنه إِمَام وقته فِي الْقُرْآن وَمَعْرِفَة اللُّغَة وإنشاء الْخطب.
ولد بِبَغْدَاد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة والنحو على أبي الْبَقَاء العكبري وَالْمبَارك الوَاسِطِيّ، وتفقه وَسمع الحَدِيث، وحدّث ومدحه الصرصري، وَله كرامات ومكاشفات.
مَاتَ يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة، وَلم يخلق بعده مثله، واقتسم الْعَوام خشب تابوته قصدا لبركته، وَجمع لَهُ بعض أَصْحَابه تَرْجَمَة فِي مُجَلد.
1530 - عبد الصَّمد بن سُلْطَان بن أَحْمد بن الْفرج
أَبُو مُحَمَّد بن قراقيش، مُعْتَمد الدّين النَّحْوِيّ الطَّبِيب. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْعَرَبيَّة والطب.
توفّي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.(2/96)
1531 - عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن حيّونة البُخَارِيّ أَبُو مُحَمَّد الأديب
قَالَ الْحَاكِم: أديب حَافظ، نحوي كَانَ من أَعْيَان الرِّجَال، سمع بِبَلَدِهِ سهل بن السّري، وبمرو، وَقدم نيسابور، ثمَّ الْعرَاق وَالشَّام ومصر وَجمع الحَدِيث الْكثير، وَانْصَرف إِلَى بَغْدَاد، وَسَمعنَا مِنْهُ، وَله نظم.
مَاتَ ببخارى فِي رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وثلثمائة.
1532 - عبد الصَّمد بن مَسْعُود الْقُرْطُبِيّ مولى بني أبي عُبَيْدَة
كَانَ نحويا عروضيا، راوية للآداب، ذَا حَظّ من اللُّغَة، أدّب بالنحو عِنْد موَالِيه، ثمَّ بِالْقصرِ بعض الوصفاء.
قَالَه ابْن عبد الْملك.
1533 - عبد الصَّمد بن يُوسُف بن عِيسَى النَّحْوِيّ الضَّرِير
قَرَأَ على ابْن الخشاب، وَأقَام بواسط يقرئ أَهلهَا النَّحْو ويفيدهم إِلَى أَن مَاتَ بواسط، فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة.
1534 - عبد الظَّاهِر بن نشوان بن عبد الظَّاهِر بن نجدة السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ الروحي أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير
كَذَا ذكره الأبيوردي فِي مُعْجَمه.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: رشيد الدّين الجذامي. من ذُرِّيَّة روح بن زنباع؛ قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْجُود، وَسمع من الأرتاحي والبوصيري، وتصدر للإقراء مُدَّة، وَتخرج بِهِ جمَاعَة.
وَكَانَ مقرئ الديار المصرية، وَكَانَ وجيها عِنْد الْخَاصَّة والعامة. روى عَنهُ الدمياطي والحفاظ، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: لَهُ شرح العنوان، وَشرح بعض الْمفصل، وَغير ذَلِك. وَهُوَ وَالِد القَاضِي الْكَاتِب المنشئ محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر.(2/97)
1535 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن السَّيِّد بن مغلس الأندلسي البلنسي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن خلكان: كَانَ أحد الْعلمَاء بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، مشارا إِلَيْهِ فيهمَا. رَحل من الأندلس، واستوطن مصر، وَقَرَأَ اللُّغَة على صاعد الْبَغْدَادِيّ، ويوسف النجيرمي، وَدخل بَغْدَاد واستفاد وَأفَاد.
وَمَات بِمصْر يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(مَرِيض الجفون بِلَا عِلّة ... وَلَكِن قلبِي بِهِ ممرض)
(أعَاد السهاد على مقلتي ... بفيض الدُّمُوع فَمَا تغمض)
(وَمَا زَاد شوقا وَلَكِن أَتَى ... يعرِّض لي أَنه معرِض)
1536 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد النَّحْوِيّ أَبُو الْأَصْبَغ
يعرف بالأخفش الأندلسي، سَابِع الأخفشين. روى عَنهُ ابْن عبد الْبر، وَكَانَ حَيا سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
ذكره الْحميدِي فِي تَارِيخ الأندلس.
1537 - عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَبُو الْقَاسِم الْفَارِسِي الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
شيخ معَمَّر. سمع وروى، وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
ذكره الصَّفَدِي.(2/98)
1538 - عبد الْعَزِيز بن حكم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن الْخَلِيفَة عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو الْأَصْبَغ الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو والغريب وَالشعر، شَاعِرًا مائلا إِلَى الْكَلَام وَالنَّظَر، أديبا حَلِيمًا، شُهِر بانتحال مَذْهَب ابْن مَسَرَّة. سمع قَاسم بن أصبغ وَغَيره، وحدّث. ولد فِي شَوَّال سنة عشر وثلاثمائة، وَمَات لَيْلَة السبت لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
1539 - عبد الْعَزِيز بن خلف بن عِيسَى البجائي أَبُو الْأَصْبَغ
قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا معلما بِالْعَرَبِيَّةِ، من أهل الْعِنَايَة بِطَلَب الْعلم والانقطاع إِلَيْهِ، شَاعِرًا محسنا، مَعَ الانقباض والإعراض عَن التكسب؛ روى عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي، وَجَمَاعَة.
1540 - عبد الْعَزِيز بن خلوف الحروري النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن رَشِيق: شَاعِر مفلق؛ لَهُ من سَائِر الْعُلُوم حظوظ وافرة أغلبها عَلَيْهِ علم النَّحْو والقراءات وَمَا يتَعَلَّق بهَا؛ وَفِيه ذكاء يكَاد يخرج عَن الْحَد الْمَحْمُود.
1541 - عبد الْعَزِيز بن زيد بن جُمُعَة الْموصِلِي النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن رَافع: شرح الألفية والأنموذج، قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن السباك.
قلت: هُوَ الْمَشْهُور بِابْن القوّاس. شرح ألفية ابْن معط؛ وكافية ابْن الْحَاجِب.(2/99)
1542 - عبد الْعَزِيز بن سَحْنُون بن عَليّ برهَان الدّين أَبُو مُحَمَّد الغماري النَّحْوِيّ الْعدْل
قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وحدّث بِمصْر عَن السلَفِي وَابْن بري.
وتصدر بِجَامِع مصر لإقراء الْعَرَبيَّة، وانتفع النَّاس بِهِ.
روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ.
وَمَات فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة.
1543 - عبد الْعَزِيز بن أبي سهل الْخُشَنِي الضَّرِير
قَالَ ابْن رَشِيق: كَانَ مَشْهُورا بالنحو واللغة جدا مفتقرا إِلَيْهِ فيهمَا، بَصيرًا بِغَيْرِهِمَا من الْعُلُوم، وَلم ير قطّ ضَرِير أطيب مِنْهُ نفسا، وَلَا أَكثر مِنْهُ حَيَاء؛ مَعَ دين وعفة.
وَكَانَ شَاعِرًا مطبوعا، يسْلك طَرِيق أبي الْعَتَاهِيَة فِي سهولة الطَّبْع ولطف التَّرْكِيب؛ وَلَا غناء لأحد من الشُّعَرَاء الحذّاق عَن الْعرض عَلَيْهِ وَالْجُلُوس بَين يَدَيْهِ.
مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة، وَقد زَاد على السّبْعين.
وَمن شعره:
(وَلست كمن يجْرِي على الهجر مثله ... ولكنني أزداد وصلا على الهجر)
(وَمَا ضرني إِتْلَاف عمري كُله ... إِذا نلْت يَوْمًا من لقائك فِي عمري)
1544 - عبد الْعَزِيز بن الْعَبَّاس أَبُو أَحْمد النَّحْوِيّ
من أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي. وَكَانَ معتزليا. صحب عضد الدولة.
ذكره الصَّفَدِي.(2/100)
1545 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله الرُّومِي القيسري النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن حجر: كَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة، قدم دمشق، وَولي مشيخة السميساطية، فَلم يتَمَكَّن من مباشرتها لضَعْفه.
مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة.
1546 - عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن مهذّب أَبُو الْعَلَاء النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
أَخذ اللُّغَة عَن أبي الْحُسَيْن المهلبي اللّغَوِيّ، وصنّف كتابا كَبِيرا فِي اللُّغَة، وَقَرَأَ على أبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المنداشي النَّحْوِيّ بِمصْر.
وَمن شعره:
(وَمَا طربت لمشروب ألذ بِهِ ... وَلَا لعشق ظباء الْعَجم وَالْعرب)
(لَكِن طربت إِلَى دهر أنال بِهِ ... غنى فأبذله فِي عصبَة الْأَدَب)
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
1547 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن زَيْدَانَ السماني الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ
نزيل فاس. أَبُو مُحَمَّد. قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من أهل اللُّغَة والْحَدِيث وَالْفِقْه والتاريخ والنحو وَالْأَخْبَار وَأَسْمَاء الرِّجَال، متصرفا فِي فنون كَثِيرَة، أديبا نحويا شَاعِرًا، مقدما فِي الْعَرَبيَّة.
توفّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَله فِي إِثْبَات الْإِجَازَة:
(لَا تعرضن هديت الرشد عَن خبر ... فِيهِ الْإِجَازَة واكتبه وَلَا تقف)
(إِن الْإِجَازَة قد جَاءَت مبينَة ... عَن الرَّسُول كَمَا صحت عَن السّلف)(2/101)
(قد كَانَ عَامله يمْضِي على ثِقَة ... من الَّذِي جَاءَهُ فِي مدرج الصُّحُف)
(وَإِن يسل فيروِّيه بِلَا حرج ... وَلَا خلاف علمناه لذِي نصف)
(أَلَيْسَ قَيْصر محجوجا بكتبته ... كَذَاك كسْرَى وَمن ساواه فِي الشّرف)
(وَأَن مَا كتب القَاضِي بِصِحَّتِهِ ... ينفذ الحكم عَنهُ غير مُخْتَلف)
1548 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ الأديب
قدم بَغْدَاد، وروى عَن الْقشيرِي. وَكَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر وأعيانه، متفننا نحويا، لغويا فَقِيها، متكلما مترسلا شَاعِرًا، حَافِظًا للتواريخ، وَله مصنفات فِي كل فن.
مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين و ... . ذكره الصَّفَدِي.
1549 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن مَنْصُور
ابْن خلف الْأنْصَارِيّ الأوسي الدِّمَشْقِي شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْكَاتِب
كَذَا ذكره الأبيوردي فِي مُعْجَمه، وَقَالَ: ولد بِدِمَشْق يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بحماة ثامن رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
وَقَالَ الْحُسَيْنِي: كَانَ أحد الْفُضَلَاء المعروفين وَذَوي الْأَدَب الْمَشْهُورين، جَامعا لفنون من الْعلم، أَخذ عَن أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَغَيره، وَله تقدم عِنْد الْمُلُوك، ونظم ونثر.
1550 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْيحصبِي اللبلي أَبُو الْأَصْبَغ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ نحويا عَارِفًا بِأَبْيَات الْمعَانِي، أديبا ذكيا.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ ماهرا فِي علم الْعَرَبيَّة، ولي الْأَحْكَام والحسبة بمرسية، وَمَات بهَا سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.(2/102)
1551 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد اللبناني الْأَصْبَهَانِيّ
قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين: هُوَ أحد الأفاضل الَّذين لَقِينَاهُمْ بأصبهان، كَامِل فِي عُلُوم الْعَرَبيَّة، وَله الشّعْر السائر والطبع القويم؛ وصنّف شروحا للكتب المتداولة فِي الْعَرَبيَّة، وَورد قزوين مَعَ الصُّدُور الخجندية سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
وَمِمَّا ينشد لَهُ:
(جس الطَّبِيب يَدي فَقَالَ لصاحبي ... هَذَا العليل أعله الصَّفْرَاء)
(فَبَكَيْت حِين سَمِعت باسم مقَامهَا ... وَالْقَوْم لَا يَدْرُونَ مَا الصَّفْرَاء!)
1552 - عبد الْغفار بن عبيد الله بن السّري أَبُو الطّيب الحضيني الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
روى عَن أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ، وصنّف فِي الْقرَاءَات.
توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
ذكره الصَّفَدِي.
1553 - عبد الْغَنِيّ بن حسان بن عَطِيَّة ظهير الدّين الكتامي النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: قَرَأَ الْعَرَبيَّة على الْعَالم السخاوي، وعلّق عَلَيْهِ أَشْيَاء كَثِيرَة؛ وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وكرم، وَقيام مَعَ الْأَصْحَاب.
مَاتَ فِي عَاشر شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة.(2/103)
1554 - عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَالِكِي
وَسبق بَقِيَّة نسبه فِي تَرْجَمَة جده أَحْمد. قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين. نحوي مَكَّة الْعَلامَة، المفنن؛ أما التَّفْسِير فَإِنَّهُ كشاف خفياته، وَأما الحَدِيث فإليه الرحلة فِي رواياته ودراياته، وَأما الْفِقْه فَإِنَّهُ مَالك زمامه وناصب أَعْلَامه؛ وَأما النَّحْو فَإِنَّهُ محيي مَا درس من رسومه، ومبدي مَا أبهم من معلومه، وَإِذا ضل طالبوه عَن محجته اهتدوا إِلَيْهَا بنجومه؛ وَرثهُ لَا عَن كَلَالَة؛ وَقَامَ بِهِ أتم قيام فَلَو رَآهُ سِيبَوَيْهٍ لأقر لَهُ لَا محَالة. وَأما آدابه ومحاضراته فَحدث عَن الْبَحْر وَلَا حرج، وَأما مجالساته فأبهى من الرَّوْض الْأنف إِذا تفتح زهره وأرج. وَأما زهده فِي قضاياه فقد سَارَتْ بِهِ الركْبَان، وَأما غير ذَلِك من محاسنه فكثير يقصر عَن سردها اللِّسَان والبنان، فَهُوَ فِي الْعلم بَحر، وَفِي الرشد نجم، ولطلابه محط الرّحال.
ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا صيِّنا خيِّرا، وَسمع بهَا من التقي الفاسي وَأبي الْحسن بن سَلامَة وَجَمَاعَة، وأجازت لَهُ عَائِشَة بنت عبد الْهَادِي وَابْن الكويك وَعبد الْقَادِر الأرموي والبدر الدماميني وَخلق. وتفقه على جمَاعَة، وَأَجَازَهُ الْبِسَاطِيّ بالإفتاء والتدريس، وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وبرع فِيهَا وَفِي الْفِقْه، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب، وتصدر بِمَكَّة للإفتاء وتدريس الْفِقْه وَالتَّفْسِير والعربية وَغير ذَلِك. وَهُوَ إِمَام عَلامَة بارع فِي هَذِه الْعُلُوم الثَّلَاثَة، لَيْسَ بعد شَيْخي الكافيجي والشمني أنحى مِنْهُ مُطلقًا. وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول كلَاما حسنا، حسن المحاضرة جدا، كثير الْحِفْظ للآداب والنوادر، والأشعار وَالْأَخْبَار، وتراجم النَّاس وأحوالهم، فصيح الْعبارَة جدا، طلق اللِّسَان، قَادر على التَّعْبِير عَن مُرَاده بِأَحْسَن عبارَة وأعذبها وأفصحها، لَا تمل مُجَالَسَته، كثير الْعِبَادَة وَالصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والتواضع ومحبة أهل الْفضل وَالرَّغْبَة فِي مجالستهم، وَلم ينصفني فِي مَكَّة أحد غَيره، وَلم أتردد فِيهَا إِلَى غَيره، وَلم أجالس بهَا سواهُ. وَكتب على شرحي الَّذِي على الألفية تقريظا بليغا، وَكَانَ قد دخل الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ(2/104)
بفضلائها، وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بعد موت أبي عبد الله النويري فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، فباشره بعفة ونزاهة، وعزل وأعيد مرَارًا، ثمَّ أضرّ بِأخرَة، فَأَشَارَ بِأَن يُولى تِلْمِيذه ظهيرة بن أبي حَامِد بن ظهيرة، ثمَّ قدر أَن ظهيرة الْمَذْكُور توفّي فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وقدح لقَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين فأبصر، فأعيد إِلَى الْولَايَة، وَاسْتمرّ إِلَى الْآن حفظه الله تَعَالَى، وَأطَال عمره طَويلا، وأدامه على رباع الْمُسلمين ظلا ظليلا.
وَله تصانيف، مِنْهَا: هِدَايَة السَّبِيل فِي شرح التسهيل؛ يعتني بضبط أَلْفَاظه وتفسيرها خُصُوصا مَا يتَعَلَّق باللغة، لم يتم، حَاشِيَة على التَّوْضِيح، حَاشِيَة على شرح الألفية للمكودي، وَغَيرهَا. وَقد قلت فِي شَرحه:
(من يرد يَسْتَفِيد شرحا على التسهيل ... قد حَاز كل معنى جليل)
(فَعَلَيهِ بشرح قَاضِي الْقُضَاة الْعَالم ... الحبر فَهُوَ هادي السَّبِيل)
(وَهُوَ بَين الشُّرُوح كالبدر بَين الأنجم ... الزهر وَهُوَ شافي الغليل)
قَرَأت عَلَيْهِ جُزْء الأمالي لِابْنِ عَفَّان، وأسندت حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة.
1555 - عبد القاهر بن طَاهِر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ أَبُو مَنْصُور
قَالَ عبد الغافر: أستاذ كَامِل، ذُو فنون، فَقِيه أصولي أديب شَاعِر نحوي ماهر فِي الْحساب، عَارِف بالعروض. ورد نيسابور، وتفقه على أهل الْعلم والْحَدِيث، وَكَانَ ذَا ثروة فأنفق مَاله على الْعلم حَتَّى افْتقر، وَلم يكْسب بِعِلْمِهِ مَالا. صنّف فِي الْعُلُوم، وأربى على أقرانه فِي الْفُنُون، ودرس سَبْعَة عشر علما، وأملى الحَدِيث؛ وَكَانَ كثير الشُّيُوخ، سخي النَّفس، طيب الْأَخْلَاق.
مَاتَ بأسفرايين سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.(2/105)
1556 - عبد القاهر بن عبد الله بن الْحُسَيْن الْحلَبِي النَّحْوِيّ الشَّاعِر أَبُو الْفرج الْمَعْرُوف بالوأواء
قَالَ الصَّفَدِي: أَصله من بزاعة وَنَشَأ بحلب، وَتردد إِلَى دمشق، وأقرأ بهَا النَّحْو، وَكَانَ حاذقا فِيهِ. شرح ديوَان المتنبي.
وَمَات بحلب فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة.
وَمن شعره:
(طَال فكري فِي جهول ... وضميري فِيهِ حائر)
(يَسْتَفِيد القَوْل مني ... وَهُوَ فِي زِيّ مناظر)
1557 - عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن الْجِرْجَانِيّ النَّحْوِيّ
الإِمَام الْمَشْهُور أَبُو بكر. أَخذ النَّحْو عَن ابْن أُخْت الْفَارِسِي، وَلم يَأْخُذ عَن غَيره لِأَنَّهُ لم يخرج عَن بَلَده؛ وَكَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة وَالْبَيَان، شافعيا، أشعريا. صنّف الْمُغنِي فِي شرح الْإِيضَاح، المقتصد فِي شَرحه، إعجاز الْقُرْآن الْكَبِير وَالصَّغِير، الْجمل، العوامل الْمِائَة، الْعُمْدَة فِي التصريف، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة إِحْدَى - وَقيل أَربع - وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
(كبر على الْعلم يَا خليلي ... ومل إِلَى الْجَهْل ميل هائم)
(وعش حمارا تعش سعيدا ... فالسعد فِي طالع الْبَهَائِم)
1558 - عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سعد أَبُو مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي الْعِزّ الْموصِلِي
وَهُوَ الشَّيْخ موفق الدّين الْبَغْدَادِيّ. نحوي لغَوِيّ مُتَكَلم، طَبِيب خَبِير بالفلسفة، ولد بِبَغْدَاد سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَسمع من ابْن البطي وَأبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وشهدة، وخلْق،(2/106)
وروى عَنهُ الزكيان: الْمُنْذِرِيّ والبرزالي، وَابْن النجار وَغَيرهم. وَله تصانيف كَثِيرَة فِي اللُّغَة والطب والتاريخ وَغير ذَلِك؛ وَكَانَت إِقَامَته بحلب، وسافر مِنْهَا ليحج على درب الْعرَاق؛ فَدخل حران، وَحدث بهَا، وَدخل بَغْدَاد مَرِيضا فتعوق عَن الْحَج.
وَمَات بهَا فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة.
ذكره ابْن السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.
1559 - عبد الْكَرِيم بن عطايا بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل أَمِين الدّين بن عطايا الْقرشِي الزُّهْرِيّ
الشَّيْخ الصَّالح الْفَاضِل الْعدْل الإسْكَنْدراني، نزيل قرافة مصر الْكُبْرَى. سمع من أبي الْعَبَّاس بن الحطية، وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالشعر، وصنّف كتابا فِي شرح أَبْيَات الْجمل فِي النَّحْو، وكتابا فِي زِيَارَة قُبُور الصَّالِحين بقرافتي مصر، وحدّث فَسمع مِنْهُ جمَاعَة.
توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(أيا جَامع المَال الْكثير بجهله ... ستجني جني الخسران من حَيْثُ تربح)
(ألم تنظر الطاوس من أجل ريشه ... لما فِيهِ من شبه الدَّنَانِير يذبح)
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
1560 - عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر الْيَمَانِيّ الشرجي - بِالْجِيم - الزبيدِيّ
كَانَ أحد أَئِمَّة الْعَرَبيَّة نظم مُقَدّمَة ابْن بابشاذ، وَشرح ملحة الْإِعْرَاب، وَله مُقَدّمَة فِي علم النَّحْو.
مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة.(2/107)
1561 - عبد القاهر بن فرج - وَقيل مفرّج - بن هُذَيْل الْفَزارِيّ الغرناطي أَبُو مُحَمَّد
كَانَ نحويا لغويا أديبا فَقِيها، كَاتبا مجيدا شَاعِرًا، جيد القريحة، من أهل النباهة والذكاء، روى عَن مَشَايِخ وقته، وَمَات فِي حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة.
ذكره ابْن الزبير، وَغلط من قَالَ: " فِي حُدُود الثَّمَانِينَ ".
1562 - عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الْملك بن شَهِيد الْوَزير أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْأَخْبَار، روى عَن قَاسم بن أصبغ، وصنّف تَارِيخا كَبِيرا، وَصَحب الْمَنْصُور أَبَا عَامر.
وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة.
1563 - عبد الْملك بن أَحْمد بن أبي يداس الصنهاجي الجياني أَبُو مَرْوَان
الْخَطِيب الْأُسْتَاذ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ شَاعِرًا نحويا لغويا، أديبا ذَاكِرًا للآداب، راوية للْأَخْبَار، ذَا حَظّ من قرض الشّعْر، تَلا بِبَلَدِهِ على أبي بكر ابْن أبي ركب، وتأدب بِهِ فِي النَّحْو وَالْأَدب، واختص بِهِ، وَأخذ بالمرية عَن أبي إِسْحَاق ابْن صَالح وَابْن يسعون وَجَمَاعَة، وروى عَنهُ أَبُو الْحسن بن أَحْمد الشقوري وَأَبُو عبد الله ابْن سَعَادَة، وَأَبُو عَمْرو نصر بن بشير.
خرج من بَلَده بعد أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة، فَنزل شاطبة، وتصدر بهَا لإقراء الْقُرْآن وتدريس الْعَرَبيَّة، ثمَّ تحول إِلَى شقورة وأقرأ بهَا، وخطب بجامعها إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة.
ومولده بجيان سنة عشر وَخَمْسمِائة، أَو نَحْوهَا.(2/108)
1564 - عبد الْملك بن أبي بكر التجِيبِي اللورقي أَبُو مَرْوَان
يعرف بِابْن الفرّاء. كَانَ نحويا أستاذا مقرئا، تصدر لإقراء ذَلِك بِبَلَدِهِ؛ وروى عَن أبي الْحسن عَليّ بن سعيد الْيحصبِي وَشُرَيْح، وَعنهُ أَبُو بكر بن أبي نضير.
وَكَانَ حَيا سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة.
1565 - عبد الْملك بن حبيب بن سُلَيْمَان بن هَارُون بن جلهمة ابْن الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ أَبُو مَرْوَان الإلبيري ثمَّ الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من نحاة الأندلس.
قَالَ فِي البُلغة: إِمَام فِي النَّحْو واللغة وَالْفِقْه والْحَدِيث.
وَقَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا عروضيا شَاعِرًا، حَافِظًا للْأَخْبَار والأنساب والأشعار، متصرفا فِي فنون الْعلم، حَافِظًا للفقه؛ وَلم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ، وَلَا يعرف صَحِيحه من سقيمه. روى عَن عبد الْملك بن الْمَاجشون وَأصبغ بن الْفرج، وَعنهُ بَقِي بن مخلد وَابْن وضاح.
صنّف: الْوَاضِحَة، إِعْرَاب الْقُرْآن، غَرِيب الحَدِيث، تَفْسِير الْمُوَطَّأ، طَبَقَات الْفُقَهَاء، وَغير ذَلِك.
مَاتَ سنة ثَمَان - وَقيل تسع - وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة.
1566 - عبد الْملك بن زِيَادَة الله بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَسد السَّعْدِيّ التَّمِيمِي أَبُو مَرْوَان الطيني
بالنُّون، وطيْنة من أَعمال أفريقية. قَالَ الصَّفَدِي: إِمَام فِي اللُّغَة، لَهُ رِوَايَة وَسَمَاع، رَحل إِلَى الْمشرق، وحدّث عَن إِبْرَاهِيم بن الإفليلي؛ وَهُوَ من بَيت جلالة ورياسة، وَمن أهل الحَدِيث وَالْأَدب.
وجد مقتولا فِي دَاره سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.(2/109)
1567 - عبد الْملك بن سراج بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سراج أَبُو مَرْوَان النَّحْوِيّ
إِمَام أهل قرطبة. قَالَ فِي الريحانة: برع فِي علم اللِّسَان، وارتقى ذروته، واعتلى دَرَجَته، عكف على كتاب سِيبَوَيْهٍ ثَمَانِيَة عشر عَاما لَا يعرف سواهُ، ثمَّ درس الجمهرة فاستظهرها، واستدرك الأوهام على المؤلفين، وَطَالَ عمره؛ مَعَ الْبَحْث والتنقير؛ وَكَانَ يَقُول: طريحتي فِي كل يَوْم سَبْعُونَ ورقة.
وَقَالَ فِي المُغْرب: أديب فَاضل، شَاعِر، عَالم باللغة، وَهُوَ من ذُرِّيَّة سراج بن قُرَّة الْكلابِي صَاحب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَام اللُّغَة، وقور الْمجْلس، لَا يَجْسُر أحد على الْكَلَام بِهِ مهابة لَهُ؛ روى عَن جمَاعَة.
وَمَات يَوْم عَرَفَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
قَالَ فِي المُغرْب: ورثاه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النَّاصِر الناصري بقوله:
(وَكم من حَدِيث للنَّبِي أبانه ... وَألبسهُ من حسن مَنْطِقه وشيا)
(وَكم مُصعب للنحو قد رَاض صعبه ... فَعَاد ذلولا بعد مَا كَانَ قد أعيا)
1568 - عبد الْملك بن شاختج أَبُو مَرْوَان البجاني
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي الْفِقْه والعربية وَالتَّعْبِير، حَافِظًا للرأي، رَحل إِلَى الْمشرق، وَسمع وناظر.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ، من الْعلمَاء الْحُكَمَاء الفصلاء الْحفاظ، استخرج من الْوَاضِحَة وَكتب ابْن الْمَوَّاز مَا لم يكن فِي الْمُدَوَّنَة وَلَا المستخرجة، حج وَرجع إِلَى الأندلس، ثمَّ انْصَرف إِلَى مصر وَالشَّام، وَمَات بسواحلها، على إصْلَاح كَبِير وَعبادَة باسطة.(2/110)
1569 - عبد الْملك بن طريف الأندلسي أَبُو مَرْوَان النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
أَخذ عَن أبي بكر بن الْقُوطِيَّة، وَكَانَ حسن التَّصَرُّف فِي اللُّغَة، وَله كتاب حسن فِي الْأَفْعَال؛ وَهُوَ كَبِير بأيدي النَّاس.
مَاتَ فِي حُدُود الأربعمائة.
ذكره الصَّفَدِي.
1570 - عبد الْملك بن عَليّ بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن منتصر المري الغرناطي أَبُو مَرْوَان
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا جَلِيلًا، ذكيا فائقا، عَارِفًا بالنحو وَالْأَدب واللغة، من أعظم النَّاس حَيَاء، وأتمهم ورعا، روى عَن دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ، ولازمه وعوّل عَلَيْهِ، وانتفع بِهِ، وَأخذ الْعلم عَن غَيره، وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثير من أهل بَلَده، وانتفعوا بِهِ. وَمَات شَهِيدا.
خرج قَاصِدا لصَلَاة الصُّبْح بالجامع فَقتل فِي الطَّرِيق سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ سنة.
وَقَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة؛ وَهُوَ أقرب.
1571 - عبد الْملك بن عَليّ
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ مؤدبا بهراة، قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر فضلائها.
وصنّف: الْمُحِيط فِي اللُّغَة، الْمُنْتَخب من تَفْسِير الرماني. الصِّفَات والأدوات الَّتِي يَبْتَدِئ بهَا الْأَحْدَاث.
مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1572 - عبد الْملك بن عَليّ بن أبي المنى بن عبد الْملك بن عبد الله البابي الْحلَبِي الشَّافِعِي
الضَّرِير الْعَلامَة جمال الدّين. يعرف بعبيد؛ ولد فِي حُدُود سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.(2/111)
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: تقدم فِي الْعَرَبيَّة وَالْقُرْآن، وشغل النَّاس كثيرا، وَأخذ عَنهُ جمع جمّ. انْتهى.
وَرَأَيْت بِخَط صاحبنا المحدّث شمس الدّين السخاوي: تَلا بالسبع على الْعِزّ الحاضري، وَتخرج بِهِ، وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَغَيره، وَأخذ الْفِقْه على الشّرف الْأنْصَارِيّ، وَسمع على ابْن صديق الصَّحِيح، وناب فِي الخطابة والإمامة بالجامع الْأمَوِي بحلب، وَجلسَ للإقراء بهَا، وانتفع بِهِ النَّاس؛ وَكَانَ إِمَامًا عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والقراءات، مُتَقَدما فيهمَا، فَاضلا بارعا، خيّرا ديّنا، صَالحا، منجمعا عَن النَّاس، قَلِيل الرَّغْبَة فِي مخالطتهم، عفيفا لَا يقبل من أحد شَيْئا؛ جمع كتابا فِي الْفِقْه مِمَّا لَيْسَ فِي الرَّوْضَة وَأَصلهَا والمنهاج.
وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَكَانَت جنَازَته حافلة.
1573 - عبد الْملك بن قريب بن عبد الْملك بن عَليّ بن أصمع
ابْن مظهر بن ريَاح بن عَمْرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قُتَيْبَة بن معن ابْن مَالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان الْبَاهِلِيّ أَبُو سعيد الْأَصْمَعِي الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ.
أحد أَئِمَّة اللُّغَة والغريب وَالْأَخْبَار وَالْملح والنوادر، روى عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وقرة ابْن خَالِد وَنَافِع بن أبي نعيم وَشعْبَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وخَلق.
قَالَ عمر بن شبة: سمعته يَقُول: حفظت سِتَّة عشر ألف أرجوزة.
وَقَالَ الشَّافِعِي: مَا عبر أحد عَن الْعَرَب بِمثل عبارَة الْأَصْمَعِي.
قَالَ ابْن معِين: وَلم يكن مِمَّن يكذب، وَكَانَ من أعلم النَّاس فِي فنه.
وَقَالَ أَبُو دَاوُد: صَدُوق؛ وَكَانَ يَتَّقِي أَن يُفَسر الحَدِيث، كَمَا يَتَّقِي أَن يُفَسر الْقُرْآن.
وَكَانَ بَخِيلًا وَيجمع أَحَادِيث البخلاء.
وتناظر هُوَ وسيبويه، فَقَالَ يُونُس: الْحق مَعَ سِيبَوَيْهٍ، وَهَذَا يغلبه بِلِسَانِهِ.
وَكَانَ من أهل السّنة، وَلَا يُفْتِي إِلَّا فِيمَا أجمع عَلَيْهِ عُلَمَاء اللُّغَة، وَيقف عَمَّا ينفردون عَنهُ؛ وَلَا يُجِيز إِلَّا أفْصح اللُّغَات.(2/112)
وَعنهُ أَنه قَالَ: حضرت أَنا وَأَبُو عُبَيْدَة عِنْد الْفضل بن الرّبيع، فَقَالَ لي: كم كتابك فِي الْخَيل؟ فَقلت: مُجَلد وَاحِد، فَسَأَلَ أَبَا عُبَيْدَة عَن كِتَابه فَقَالَ: خَمْسُونَ مجلدا، فَقَالَ لَهُ: قُم إِلَى هَذَا الْفرس؛ وَأمْسك عضوا عضوا مِنْهُ وسمّه، فَقَالَ: لست بيطارا، وَإِنَّمَا هَذَا شَيْء أَخَذته عَن الْعَرَب، فَقَالَ: قُم يَا أصمعي، وَافْعل ذَلِك؛ فَقُمْت وَأَمْسَكت ناصيته، وَجعلت أذكر عضوا عضوا، وأضع يَدي عَلَيْهِ، وَأنْشد مَا قالته الْعَرَب إِلَى أَن بلغت حَافره، فَقَالَ: خُذْهُ؛ فَأخذت الْفرس. وَكنت إِذا أردْت أَن أَغيظهُ ركبته وأتيته.
صنّف: غَرِيب الْقُرْآن، خَلق الْإِنْسَان، الْأَجْنَاس، الأنواء، الْهَمْز، الْمَقْصُور والممدود، الصِّفَات، خَلق الْفرس، الْإِبِل، الْخَيل، الشَّاء، الميسر والقداح، الْأَمْثَال، فعل وأفعل، الِاشْتِقَاق، مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ، كتاب الْفرق، كتاب الأخبية، كتاب الوحوش، كتاب الأضداد، كتاب الْأَلْفَاظ، كتاب السِّلَاح، كتاب اللُّغَات، كتاب مياه الْعَرَب، كتاب النَّوَادِر، كتاب أصُول الْكَلَام، كتاب الْقلب والإبدال، كتاب جَزِيرَة الْعَرَب، كتاب مَعَاني الشّعْر، كتاب المصادر، كتاب الأراجيز، كتاب النَّخْلَة، كتاب النَّبَات، كتاب نَوَادِر الْأَعْرَاب، وَغير ذَلِك.
وَلم تبيض لحيته إِلَّا لما بلغ سِتِّينَ سنة.
روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ.
وَمَات سنة سِتّ عشرَة - وَقيل خمس عشرَة - وَمِائَتَيْنِ، عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة.
ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
وَمن شعره فِي جَعْفَر الْبَرْمَكِي:
(إِذا قيل: من للندى والعلا ... من النَّاس؟ قيل الْفَتى جَعْفَر)
(وَمَا إِن مدحت فَتى قبله ... وَلَكِن بني جَعْفَر جَوْهَر)(2/113)
1574 - عبد الْملك بن قطن أَبُو الْوَلِيد الْمهرِي القيرواني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ
أَخُو إِبْرَاهِيم السَّابِق؛ كَانَ أحفظ أهل الْأَدَب بالمغرب، وَشَيخ أهل اللُّغَة والنحو والرواة بِبَلَدِهِ، شَاعِرًا خَطِيبًا بليغا، سَمحا جوادا، عمر طَويلا.
وصنّف: اشتقاق الْأَسْمَاء. وروى عَن يُونُس الْمُقْرِئ، وَعنهُ يحي بن خشيش.
وَمَات سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، ذكره الزبيدِيّ وَغَيره.
1575 - عبد الْملك بن قهد بن بطال الْقَيْسِي البطليوسي أَبُو مَرْوَان
يعرف بِابْن أبي تيار، وَهِي كنية أَبِيه. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا باللغة وَالْإِعْرَاب، مطبوعا فِي قَول الشّعْر.
مَاتَ سنة ثَمَان - وَقيل عشر - وثلاثمائة.
1576 - عبد الْملك بن مجبر بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ المالقي الضَّرِير أَبُو مَرْوَان
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مقرئا نحويا فَاضلا، روى عَن ابْن الطراوة وَابْن أُخْت غَانِم، وروى عَنهُ أَبُو عبد الله بن الفخار وَأَبُو زيد السُّهيْلي، وَمَات بعد الْخمسين وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالقراءات والنحو وَالْأَدب، ودرّس ذَلِك طَويلا، وَشهر بِالنَّبلِ وَالْفضل، روى عَنهُ دحمان بن عبد الْملك.
1577 - عبد الْملك بن مُخْتَار النَّحْوِيّ
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: رَحل إِلَى قرطبة وسكنها، وَأخذ عَن ابْن أبي حرشن.(2/114)
1578 - عبد الْملك بن مسلمة بن عبد الْملك الوشقي البلنسي أَبُو مَرْوَان
يعرف بِابْن الصَّقِيل. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا نحويا جَلِيلًا. روى عَن أبي مُحَمَّد ابْن السَّيِّد، وتأدب بِهِ، وروى عَنهُ أَبُو عمر يُوسُف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد.
وَكَانَ حَيا سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
1579 - عبد الْملك بن نصر بن عبد الْملك بن عَتيق بن مكي شرف الدّين أَبُو طَاهِر الإسكندري اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الْقرشِي الفِهري
قَالَ الذَّهَبِيّ: اشْتهر باللغة والنحو، وبرع فِي الْأَدَب، وانتفع بِهِ. سمع من الْحَافِظ أبي الْحسن، وَمِنْه الأبيوردي.
ولد بالإسكندرية رَابِع عشر صفر سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة، وَمَات بِمصْر رَابِع عشر ربيع الأول سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
1580 - عبد الْملك بن هِشَام بن أَيُّوب الْحِمْيَرِي الْمعَافِرِي - وَقيل الذهلي - أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ
نزيل مصر، مهذب السِّيرَة النَّبَوِيَّة؛ سَمعهَا من زِيَاد البكائي صَاحب ابْن إِسْحَاق، ونقحها، وَحذف من أشعارها جملَة.
وَثَّقَهُ أَبُو سعيد بن يُونُس؛ وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي عشرَة - وَقيل: ثَلَاث عشرَة - وَمِائَتَيْنِ.
وَله: السِّيرَة، شرح مَا وَقع فِي أشعار السِّيرَة من الْغَرِيب، أَنْسَاب حمير وملوكها.
وَكَانَ يَقُول: الشَّافِعِي حجَّة فِي اللُّغَة.
1581 - عبد الْمُنعم بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمَكِّيّ الإسكندري النَّحْوِيّ المفنن
قَالَ الذَّهَبِيّ: لَازم ابْن بري فِي النَّحْو مُدَّة حَتَّى أحكم الْفَنّ؛ وَسمع من حَمَّاد الْحَرَّانِي؛ وَكَانَ عَلامَة ديار مصر أدبا ونحوا، وَشَيخ مجونها لعبا ولهوا.(2/115)
لَهُ النَّوَادِر والغرائب.
نزل مصر واستوطنها، وانتصب للإفادة.
مولده فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشرى شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي لَيْلَة السبت الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
1582 - عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الخزرجي
يعرف بِابْن الْفرس الغرناطي. قَالَ فِي البُلغة: إِمَام فِي الْعَرَبيَّة واللغة.
وَقَالَ غَيره: سمع أَبَاهُ وجده، وتفقه من كتب أصُول الدّين وَالْفِقْه، وبرع. وَألف كتابا فِي أَحْكَام الْقُرْآن، واضطرب قبل مَوته بِقَلِيل.
وَمَات سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
وَله:
(مَا بالنا مُتَّهمًا ودنا ... وَنحن فِي ودكم نقتتل!)
(كأنكم مثل فَقِيه رأى ... أَن يتْرك الظَّاهِر للمحتمل)
1583 - عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد بن عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ أَبُو مُحَمَّد
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ خَاتِمَة الصُّدُور ذاتا وسلفا وجلالة، لَهُ الْقدح الْمُعَلَّى فِي علم الْعَرَبيَّة، والمشاركة الْحَسَنَة فِي الْأَصْلَيْنِ، والإمامة فِي الحَدِيث، والتبريز فِي الْأَدَب والتاريخ واللغات وَالْعرُوض؛ كثير الِاجْتِهَاد والملازمة والتفنن والمطالعة، مَقْصُورا على الإفادة والاستفادة، إِلَى أَن تولي كِتَابَة الْإِنْشَاء فَلم يفضل من أوقاته مَا يسع الأشغال. وَاسْتمرّ مَوْصُوفا بالنزاهة والصدق، رفيع الرُّتْبَة، مُتَّصِل الِاجْتِهَاد وَالتَّقْيِيد؛ يغلب عَلَيْهِ ضجر يكَاد يخل بِهِ.(2/116)
قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي بكر بن عُبَيْدَة وَجَمَاعَة، وروى عَن ابْن رشيد وَابْن أبي الرّبيع وَخلف القبثوري وخلْق، وَأَجَازَ لَهُ مَالك بن المرحل وَأَبُو الْفَتْح بن سيد النَّاس ووالده أَبُو عمر، وَمن الْمشرق الأبرقوهي وَابْن عبد الْهَادِي وخليل المراغي وَأَبُو حَيَّان والدمياطي وست الْفُقَهَاء بنت الوَاسِطِيّ وَخلق. وروى عَنهُ ابْن مَرْزُوق.
مولده بسبتة سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة، وَمَات بتونس فِي الطَّاعُون الْعَام سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.
وَله:
(أَبَت همتي أَن يراني امْرُؤ ... على الدَّهْر يَوْمًا لَهُ ذَا خضوع)
(وَمَا ذَاك إِلَّا لِأَنِّي اتَّقَيْت ... بعز القناعة ذل الخضوع)
1584 - عبد الْمولى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الأصبحي الظفاري أَبُو مُحَمَّد
قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا إِمَامًا فِي النَّحْو، حَتَّى كَانَ يُسمى سِيبَوَيْهٍ زَمَانه، وَكَانَ معلما لإدريس الحيوصي، فَلَمَّا صَار الْملك إِلَيْهِ استوزره، وَكَانَ يتبرك بِرَأْيهِ، وَلَا يكَاد يفعل أمرا دونه، وَكَانَ غَالب أَحْوَاله النّظر فِي قِرَاءَة الْكتب وإقرائها. وَله شعر جيد وتصنيف حسن فِي الْأَحْكَام.
مَاتَ سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة.
1585 - عبد الْمولى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سَعَادَة الْمذْحِجِي الغرناطي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالنحو وَالْأَدب واللغة وَالشعر والإقراء، جيد النّظم والنثر.
أَخذ عَن أَبِيه وَأبي الْحسن بن الباذش وَغَيرهمَا، وَقعد للإقراء بِجَامِع غرناطة، ثمَّ اختلت حَاله، وساء انتحاله، وأخلد إِلَى الرَّاحَة والبطالة؛ إِلَى أَن توفّي فِي حُدُود سنة خمسين وَخَمْسمِائة.(2/117)
وَمن شعره يُخَاطب أَبَا مُحَمَّد بن عَطِيَّة:
(أرب الْمجد والشرف الْأَصِيل ... وَمن أضحى نزيها عَن مثيل)
(وأربى فِي السمو على الثريا ... وَحَازَ سوابق الشّرف الأثيل)
(وَمن جدوى يَدَيْهِ إِذا يُرْجَى ... يغاث النَّاس فِي الزَّمن الْمُحِيل)
(إِذا ازْدحم الْكَلَام لَدَى مقَال ... سطوت على شقاشقة الفحول)
(فَلم يصدع سواك بِفضل حكم ... وَلَا نهج الصَّوَاب إِلَى مقول)
1586 - عبد الْمُؤمن بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الصَّمد الغساني الغرناطي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ نحويا مقرئا متفننا، حَافِظًا لخلاف السَّبْعَة، عدلا فَاضلا، بارع الْخط، جيد الضَّبْط، حسن الْإِلْقَاء والتعليم. أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن الْخُشَنِي وَعلي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْكِنَانِي، والقراءات عَن أبي عبد الله الطَّائِي، وَسمع على أبي الْحسن الغافقي.
مولده فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
1587 - عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن عبد الْوَهَّاب الفوّيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَلامَة جلال الدّين أَبُو المحامد المرشدي
قَالَ ابْن حجر: ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَسمع على النشاوري والأميوطي وَغَيرهمَا، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وَقَرَأَ الْأُصُول والمعاني وَالْفِقْه. وَنعم الرجل كَانَ مُرُوءَة وصيانة.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَكثر الأسف عَلَيْهِ.(2/118)
1588 - عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن أبي حَاتِم أَبُو عمر المليحي - بِالْحَاء الْمُهْملَة - الْهَرَوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: من أهل الْأَدَب والْحَدِيث؛ أَخذ عَن صَاحب الغريبين.
وصنّف: الرَّد على أبي عبيد فِي غَرِيب الْقُرْآن، الرَّوْضَة؛ فِيهَا ألف حَدِيث صَحِيح، وَألف غَرِيب، وَألف حِكَايَة، وَألف بَيت شعر.
مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
1589 - عبد الْوَاحِد بن سَلام الأحدب الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْغمر
قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ من أهل الْعلم بالنحو، وأدّب بِهِ، وألّف فِيهِ.
مَاتَ سنة تسع وَمِائَتَيْنِ.
1590 - عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف كَمَال الدّين أَبُو المكارم بن خطيب زملكا
قَالَ السُّبْكِيّ: كَانَ فَاضلا خَبِيرا بالمعاني وَالْبَيَان وَالْأَدب، مبرزا فِي عدَّة فنون.
مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة.
1591 - عبد الْوَاحِد بن عبدون بن عبد الْوَاحِد بن الريان ابْن سراج الدّين المري أَبُو مُحَمَّد
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ بَصيرًا باللغة والوثائق، حسن الْخط، جزل اللَّفْظ أَخذ عَن بَقِي بن مخلد، ودرّس، واحتيج إِلَيْهِ والشيوخ متوافرون.(2/119)
1592 - عبد الْوَاحِد بن عَليّ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ الْحلَبِي
الإِمَام الأوحد؛ قَالَ فِي البُلغة: لَهُ التصانيف الجليلة، مِنْهَا مَرَاتِب النَّحْوِيين؛ لطيف، الإتباع، الْإِبْدَال، شجر الدّرّ؛ وَقد ضَاعَ أَكثر مؤلفاته.
وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن خالويه مُنَافَسَة. مَاتَ بعد الْخمسين وثلاثمائة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: أحد الْعلمَاء المبرزين المتفننين بعلمي اللُّغَة والعربية، أَخذ عَن أبي عمر الزَّاهِد وَمُحَمّد بن يحيى الصولي. وَأَصله من عَسْكَر مكرم. قدم حلب، وَأقَام بهَا إِلَى أَن قتل فِي دُخُول الدمستق حلب سنة إِحْدَى وَخمسين.
1593 - عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن عمر بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بَرهان بِفَتْح الْبَاء - أَبُو الْقَاسِم الْأَسدي العكبري النَّحْوِيّ
صَاحب الْعَرَبيَّة واللغة والتواريخ وَأَيَّام الْعَرَب، قَرَأَ على عبد السَّلَام الْبَصْرِيّ وَأبي الْحسن السمسمي. وَكَانَ أول أمره منجما فَصَارَ نحويا، وَكَانَ حنبليا فَصَارَ حنفيا، وَكَانَت فِي أخلاقه شراسة على من يقْرَأ عَلَيْهِ، وَلم يكن يلبس سَرَاوِيل وَلَا على رَأسه غطاء، وَسمع من ابْن بطة كثيرا وَمن غَيره.
وَكَانَ زاهدا؛ عرف النَّاس مِنْهُ ذَلِك، وَإِلَّا كَانُوا رَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ لهيئته، وَكَانَ يتكبر على أَوْلَاد الْأَغْنِيَاء، وَإِذا رأى الطَّالِب غَرِيبا أقبل عَلَيْهِ؛ وَكَانَ متعصبا لأبي حنيفَة، مُحْتَرما بَين أَصْحَابه، وَلما ورد الْوَزير عميد الدّين إِلَى بَغْدَاد استحضره فأعجبه كَلَامه، فَعرض عَلَيْهِ مَالا فَلم يقبله، فَأعْطَاهُ مُصحفا بِخَط ابْن البواب وعكازة حملت إِلَيْهِ من الرّوم مليحة فَأَخذهُمَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ بن الْوَلِيد الْمُتَكَلّم: أَنْت تحفظ الْقُرْآن وبيدك عَصا تتوكأ عَلَيْهَا، فَلم تَأْخُذ شَيْئا فِيهِ شُبْهَة؟ فَنَهَضَ ابْن برهَان فِي الْحَال إِلَى قَاضِي الْقُضَاة ابْن الدَّامغَانِي، وَقَالَ لَهُ: لقد كدت أهلك حَتَّى نبهني أَبُو عَليّ بن الْوَلِيد وَهُوَ أَصْغَر سنا مني، وَأُرِيد أَن تعيد هَذِه العكازة والمصحف على عميد الدّين، فَمَا يصحباني. فَأَخذهُمَا وأعادهما إِلَيْهِ. وَكَانَ مَعَ ذَلِك يحب الْمليح(2/120)
مُشَاهدَة، ويحضره أَوْلَاد الْأُمَرَاء والرؤساء فيقبلهم بِحَضْرَة آبَائِهِم وَلَا يُنكرُونَ عَلَيْهِ ذَلِك لعلمهم بِدِينِهِ وورعه.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
1594 - عبد الْوَاحِد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي هَاشم أَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
أحد الْأَعْلَام. قَالَ القفطي: قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على ابْن درسْتوَيْه وَلم ير بعد ابْن مُجَاهِد فِي الْقرَاءَات مثله، وَخَالف أَصْحَابه فِي إمالة النَّاس لأبي عمر، فَكَانُوا ينكرونه عَلَيْهِ.
وَقَالَ غَيره: قَرَأَ الْقرَاءَات على ابْن مُجَاهِد، وَقَرَأَ عَلَيْهِ خَلق، وَكَانَ ينتحل فِي النَّحْو مَذْهَب الْكُوفِيّين؛ وَكَانَ بارعا فِيهِ، مَعَ صدق لهجة واستقامة طَريقَة.
قَالَ الْخَطِيب: وَكَانَ ثِقَة أَمينا مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة فِي شَوَّال.
1595 - عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي السداد الْأمَوِي المالقي أَبُو مُحَمَّد
شهر بالبائع. قَالَ ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ أستاذا حافلا، متفننا مضطلعا إِمَامًا فِي الْقرَاءَات وعلوم الْقُرْآن، حائزا قصب السَّبق إتقانا وَأَدَاء وَمَعْرِفَة، وَرِوَايَة وتحقيقا، ماهرا فِي صناعَة النَّحْو، فَقِيها أصوليا، حسن التَّعْلِيم، مُسْتَمر الْقِرَاءَة، نَسِيج التحليق، نَافِعًا منجبا، بعيد المدى، مُنْقَطع القرين، فِي الدّين المتين، وَالصَّلَاح وَسُكُون النَّفس، ولين الْجَانِب والتواضع وَحسن الْخلق، ووسامة الصُّورَة، مقسوم الْأَزْمِنَة على الْعلم وَأَهله، كثير الْخُشُوع والخضوع، قريب الدمعة. أَقرَأ عمره، وخطب بِالْمَسْجِدِ الْأَعْظَم من مالقة وَأخذ عَنهُ الْكثير، وَقَرَأَ هُوَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن أبي الْأَحْوَص، وَسمع على أبي عمر(2/121)
عبد الرَّحْمَن بن حوط الله وَأبي جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف الطنجالي الْهَاشِمِي وخلْق. وَشرح التَّيْسِير فِي الْقرَاءَات، وَله غير ذَلِك فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه. مَاتَ بمالقة خَامِس ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسَبْعمائة. وَكَانَ الحفل فِي جنَازَته عَظِيما، وَحمله الطّلبَة وَأهل الْعلم على رُءُوسهم.
وَذكره أَبُو حَيَّان فِي النضار، فَقَالَ: صاحبنا الْأُسْتَاذ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ.
1596 - عبد الْوَدُود بن عبد الْملك بن عِيسَى أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن النجار: كَانَ أديبا فَاضلا شَاعِرًا، قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة، وَقُرِئَ عَلَيْهِ الْأَدَب.
قَالَ الصَّفَدِي: وَكَانَ يعشق صَبيا وضيء الْوَجْه بحلب؛ فَكَانَ إِذا غاضبه مضى إِلَى رجل آخر يَخْدمه مثل مَا يَخْدمه؛ فَإِذا رأى ذَلِك عبد الْوَدُود لَا يملك صبره، وَيسْعَى فِي رِضَاهُ بِكُل طَرِيق؛ فَغَضب مرّة وَذهب إِلَى ذَلِك الرجل، فَمر عبد الْوَدُود فَرَآهُ، فَخر مغشيا عَلَيْهِ فِي وسط الطَّرِيق، وَسَقَطت عمَامَته؛ فبادر الصَّبِي وَرَفعه من الطين حَتَّى أَفَاق، فَفتح عَيْنَيْهِ وَرَأى مَا حل بِهِ، فَقَامَ وَأنْشد:
(لست أرْضى لَك يَا قلب ... بِأَن ترْضى بذلي)
(هَذِه إِن شِئْت أَن تسلو ... طَرِيق للتسلي)
تمّ هجره بعد ذَلِك، وَسَلاهُ.
1597 - عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب، ابْن أبي الْمَعَالِي الخزرجي الزنجاني
صَاحب شرح الْهَادِي الْمَشْهُور. أَكثر الجاربردي من النَّقْل عَنهُ فِي شرح الشافية، وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ، وَذكر فِي آخِره أَنه فرغ مِنْهُ بِبَغْدَاد فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة. وَمتْن الْهَادِي لَهُ أَيْضا، وَله التصريف الْمَشْهُور بتصريف الْعُزَّى، ومؤلفات فِي الْعرُوض والقوافي.
وخطه فِي غَايَة الْجَوْدَة. تكَرر ذكره فِي جمع الْجَوَامِع.(2/122)
1598 - عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد أَبُو مسحل الْأَعرَابِي
حضر من الْبَادِيَة إِلَى بَغْدَاد، وَأخذ النَّحْو وَالْقُرْآن عَن الْكسَائي، وروى عَن عَليّ ابْن الْمُبَارك أَرْبَعِينَ ألف بَيت شَاهد على النَّحْو.
وصنّف: النَّوَادِر، والغريب. وَمن شعره:
(أَلا لَيْسَ من هَذَا الشَّبَاب طَبِيب ... وَلَيْسَ شباب بَان عَنْك يؤوب)
(لعمري لقد بَان المشيب وإنني ... عَلَيْهِ لمحزون الْفُؤَاد كئيب)
1599 - عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وهبان الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ
قَالَ فِي الدُّرَر: ولد قبل الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَمهر فِي الْفِقْه والعربية والقراءات وَالْأَدب، ودرّس وَولي قَضَاء حماة.
وَكَانَ مشكور السِّيرَة، ماهرا فِي الْفِقْه وَالْأَدب، ونظم قصيدة رائية من الطَّوِيل ألف بَيت، ضمنهَا غرائب الْمسَائِل فِي الْفِقْه وَشَرحهَا [فِي مجلدين] ؛ وَهِي نظم جيد مُتَمَكن.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
1600 - عبد الْوَهَّاب بن حُسَيْن بن عبد الْوَهَّاب وجيه الدّين البهنسي الشَّافِعِي
قَالَ الصَّفَدِي: برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو، وَكَانَ متدينا جباها فِي الْبَحْث؛ حضر عِنْده الْقَرَافِيّ فَتكلم وَأطَال، فَقَالَ: اسْكُتْ عَن خباطك.
درّس بالجامع الْعَتِيق، وَولي الْقَضَاء بِمصْر وَالْوَجْه البحري، وَمَات سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.(2/123)