(مَاذَا لقِيت الْيَوْم من ... متمجن خنث الْكَلَام)
(وقف الْجمال بِوَجْهِهِ ... فَسَمت لَهُ حدق الْأَنَام)
(حركاته وسكونه ... تجني بهَا ثَمَر الأثام)
(وَإِذا خلوت بِمثلِهِ ... وعزمت فِيهِ على اعتزام)
(لم أعد أَفعَال العفاف وَذَاكَ أوكد للغرام)
(نَفسِي فداؤك يَا أَبَا الْعَبَّاس جلّ بك اعتصامي)
(فَارْحَمْ أَخَاك فَإِنَّهُ ... نرز الْكرَى بَادِي السقام)
(وأنله مَا دون الْحَرَام فَلَيْسَ يرغب فِي الْحَرَام)
وَقَالَ الْخَفِيف المجزوء
(ابرزوا وَجهك الجمي ... ل ولاموا من افْتتن)
(لَو أَرَادوا صيانتي ... ستروا وَجهك الْحسن)
)
وَقَالَ لتلميذه إِذا أردْت أَن تضمن كتابا سرا فَخذ لَبَنًا حليباً فَاكْتُبْ بِهِ فِي قرطاس فيذر الْمَكْتُوب إِلَيْهِ عَلَيْهِ رَمَادا سخناً من رماد الْقَرَاطِيس فَيظْهر الْمَكْتُوب وَإِذا كتبت بِمَاء الزاج الْأَبْيَض فَإِذا ذَر الْمَكْتُوب إِلَيْهِ عَلَيْهِ شَيْئا من العفص ظَهرت الْكِتَابَة وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ 5253
3 - (التسترِي الصُّوفِي)
سهل بن عبد الله بن يُونُس بن عِيسَى بن عبد الله بن رفيع التسترِي الصَّالح الْمَشْهُور لم يكن لَهُ فِي وقته نَظِير فِي الْمُعَامَلَات والورع وَكَانَ صَاحب كرامات وَلَقي ذَا النُّون الْمصْرِيّ بِمَكَّة
وَكَانَ سَبَب سلوكه هَذِه الطَّرِيق خَاله مُحَمَّد بن سوار فَإِنَّهُ قَالَ قَالَ لي خَالِي يَوْمًا أَلا تذكر الله الَّذِي خلقك فَقلت لَهُ كَيفَ أذكرهُ فَقَالَ قل بقلبك عِنْد تقلبك فِي ثِيَابك ثَلَاث مَرَّات من غير أَن تحرّك بِهِ لسَانك الله معي الله نَاظر إِلَيّ الله شَاهِدي فَقلت ذَلِك ليَالِي ثمَّ أعلمته فَقَالَ قلها كل لَيْلَة سبع(16/11)
مَرَّات فَقلت ذَلِك ثمَّ أعلمته فَقَالَ قلها فِي كل لَيْلَة إِحْدَى عشرَة مرّة فَقلت ذَلِك فَوَقع فِي قلبِي حلاوة فَلَمَّا كَانَ بعد سنة قَالَ لي خَالِي احفظ مَا علمتك وَدم عَلَيْهِ إِلَى أَن تدخل الْقَبْر فَإِنَّهُ ينفعك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلم أزل على ذَلِك سِنِين فَوجدت لَهَا حلاوة فِي سري ثمَّ قَالَ خَالِي يَوْمًا يَا سهل من كَانَ الله مَعَه وَهُوَ نَاظر إِلَيْهِ وَشَاهده يعصيه إياك وَالْمَعْصِيَة فَكَانَ ذَلِك أول أمره وَسكن الْبَصْرَة زَمَانا وعبادان مُدَّة ومولده سنة مِائَتَيْنِ وَقيل إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ ووفاته سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَقيل سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 5254
3 - (أَبُو المحامد الحوراني)
سهل بن مُحَمَّد بن رَافع بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المحيي بِفَتْح الْيَاء الْمُشَدّدَة وَضم الْمِيم بن مَالك بن ريَاح الهلاهلي أَبُو المحامد الشَّاعِر من أهل حوران قدم بَغْدَاد أَيَّام صباه ومدح النَّاصِر ورثى أم الْخَلِيفَة وَتُوفِّي ببعلبك سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره الطَّوِيل
(عَفا الرّبع من سلمى وأقوت مَنَازِله ... وعيفت لبعد الْحَيّ عَنهُ مناهله)
(وناحت بِهِ ورق الْحمام كَأَنَّهَا ... تحاول من سكانه مَا نحاوله)
(خليلي إِن الْحبّ دَاء دواؤه ... فِرَاق رَقِيب أَو حبيب تواصله)
(وَذُو الوجد لَا يَنْفَكّ فِي مَذْهَب الْهوى ... كئيباً إِذا لم يمزج الْحق باطله)
(وَكم رمت إسعاف الرقاد وَقد دنت ... أَوَاخِر ليل أرقتني أَوَائِله)
(لَعَلَّ خيال العامرية موهناً ... يغازلني فِي جنحه وأغازله)
)
(وهيهات أَن يحنو على ذِي صبَابَة ... حَلِيف هوى قد مل عَنهُ عواذله)
قلت شعر متوسط 5255
3 - (أَبُو مُحَمَّد الرَّازِيّ)
سهل بن الْحُسَيْن بن المؤمل الذهلي أَبُو مُحَمَّد الرَّازِيّ كتب عَنهُ أَبُو شُجَاع فَارس الذهلي شَيْئا من شعره وَمن نظمه الوافر
(إِذا ناحت حمامة بطن وَاد ... بَكَيْت برنة ونمت همومي)
(وَكَاد الْقلب ينفطر اشتياقاً ... إِلَى تِلْكَ المرابع والرسوم)
(سقتها كل سَارِيَة وغاد ... أجش الصَّوْت ذِي وبل هزيم)
(وحيت ساكنيها كل صبح ... غزالة بعد منصرف النُّجُوم)
قلت شعر نَازل 5256(16/12)
3 - (سهل بن هَارُون)
سهل بن هَارُون بن الهيون بن راهيون الدستميساني أَبُو عَمْرو انْتقل إِلَى الْبَصْرَة واتصل بِخِدْمَة الْمَأْمُون وَتَوَلَّى خزانَة الْحِكْمَة لَهُ وَكَانَ حكيماً فصيحاً شَاعِرًا أديباً فَارسي الأَصْل شعوبي الْمَذْهَب شَدِيد التعصب على الْعَرَب وَله مصنفات كَثِيرَة تدل على بلاغته وحكمته مثل كتاب ثعلة وعفراء على مِثَال كليلة ودمنة وَغير ذَلِك من الْكتب وَله رسائل وَشعر
وَكَانَ الجاحظ يصف براعته ويحكي عَنهُ فِي كتبه وَكَانَ نِهَايَة فِي الْبُخْل وَله فِي ذَلِك حكايات قَالَ دعبل كُنَّا عِنْد سهل بن هَارُون فأطلنا الْقعُود عِنْده حَتَّى كَاد يَمُوت جوعا ثمَّ قَالَ وَيحك يَا غُلَام غدنا فَأتى بقصعة فِيهَا ديك مطبوخ فَتَأَمّله ثمَّ قَالَ أَيْن الرَّأْس فَقَالَ رميت بِهِ فَقَالَ وَالله إِنِّي لأمقت من يَرْمِي برجليه فَكيف بِرَأْسِهِ وَلَو لم أكره مَا صنعت إِلَّا للطيرة والفأل لكرهته أما علمت أَن الرَّأْس رَئِيس الْأَعْضَاء وَمِنْه يصدح الديك وَلَوْلَا صَوته مَا أُرِيد وَفِيه عرفه الَّذِي يتبرك بِهِ وعينه الَّتِي يضْرب بهَا الْمثل فِي الصفاء فَيُقَال شراب كعين الديك ودماغه عَجِيب لوجع الْكُلية وَلم تَرَ عظما أهش تَحت الْأَسْنَان مِنْهُ وهلا ظَنَنْت أَنِّي لَا آكله أَن الْعِيَال لَا يَأْكُلُونَهُ وَإِن كَانَ قد بلغ من نبلك أَنَّك لَا تَأْكُله فَإِن عندنَا من يَأْكُلهُ أَو مَا علمت أَنه خير من طرف الْجنَاح وَمن رَأس الْعُنُق انْظُر لي أَيْن هُوَ فَقَالَ وَالله مَا أَدْرِي أَيْن هُوَ فَقَالَ وَالله أَنا أَدْرِي أَيْن رميت بِهِ وَالله فِي بَطْنك فَالله حَسبك وَعمل كتابا فِي الْبُخْل)
ومدحه وَبَعثه إِلَى الْحسن بن سهل يستميحه فَوَقع إِلَيْهِ الْحسن يَا سهل لقد مدحت مَا ذمّ الله وَحسنت مَا قبح الله وَمَا يقوم بِفساد معناك صَلَاح لفظك وَقد جعلنَا ثوابك قبُول قَوْلك فَمَا نعطيك شَيْئا وَمن شعره الطَّوِيل
(تقاسمني همان قد كسفا بالي ... وَقد تركا قلبِي محلّة بلبال)
(هما أذريا دمعي وَلم تذر عبرتي ... ربيبة خدر ذَات سمط وخلخال)
(وَلَا قهوة لم يبْق مِنْهَا على المدى ... سوى أَن تحاكي النُّور فِي رَأس ذبال)
(ولكنني أبْكِي بِعَين سخينة ... على حدث تبْكي لَهُ عين أمثالي)
(فِرَاق خَلِيل مثله يبْعَث الأسى ... وخلة حر لَا يقوم لَهَا مَالِي)
(فوا أسفا حَتَّى مَتى الْقلب موجع ... بفقد خَلِيل أَو تعذر إفضال)
(فَمَا الْعُمر إِلَّا أَن تجود بنائل ... وَإِلَّا لِقَاء الْأَخ ذِي الْخلق العالي)(16/13)
وَمن تصانيفه ديوَان رسائله كتاب النمر والثعلب كتاب أسيانوس فِي اتِّخَاذ الإخوان كتاب أدب أَسد بن أَسد كتاب سحرة الْعقل كتاب تَدْبِير الْملك والسياسة كتاب إِلَى عِيسَى بن أبان فِي الْقَضَاء كتاب الضرس كتاب الغزالين كتاب بدود لدود ردود كتاب الواص والعنة 5257
3 - (أَبُو الْحسن القايني الصُّوفِي)
سهل بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْحسن القايني بِالْقَافِ وَبعد الْألف يَاء آخر الْحُرُوف وَنون كَذَا وجدته مُقَيّدا أَبُو الْحسن الصُّوفِي عرف بالخشاب سكن دمشق وَحدث وَله شعر وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره 5258
3 - (مؤدب سيف الدولة)
سهل بن مُحَمَّد أَبُو دَاوُد النَّحْوِيّ مؤدب سيف الدولة ابْن حمدَان لَهُ شعر وَفضل وَله كتاب فِي الْمُذكر والمؤنث وَمن شعره الْكَامِل
(يَا لائمي كف الملام عَن الَّذِي ... أضناه طول سقامه وشقائه)
(إِن كنت ناصحه فداو سقامه ... وأعنه ملتمساً لأمر شفائه)
(حَتَّى يُقَال بأنك الْخلّ الَّذِي ... يُرْجَى لشدَّة دهره ورخائه)
(أَو لَا فَدَعْهُ فَمَا بِهِ يَكْفِيهِ من ... طول الملام فلست من نصحائه)
(نَفسِي الْفِدَاء لمن عصيت عواذلي ... فِي حبه لم أخش من رقبائه)
)
(الشَّمْس تطلع فِي أسرة وَجهه ... والبدر يطلع من خلال قبائه)
اسْتحْسنَ سيف الدولة هَذَا الشّعْر وَأمر المتنبي بإجازته فَقَالَ عذل العواذل حول قلب التائه القصيدة 5259
3 - (أَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ)
سهل بن الْمَرْزُبَان أَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ مستقره بنيسابور جمع من الْكتب الْكثير وَله تصانيف مِنْهَا أَخْبَار أبي العيناء أَخْبَار ابْن الرُّومِي أَخْبَار جحظة الْبَرْمَكِي كتاب ذكر الْأَحْوَال فِي رَمَضَان وشوال كتاب آدَاب الطَّعَام وَالشرَاب وَمن شعره الْكَامِل
(كم لَيْلَة أحييتها ومؤانسي ... طرف الحَدِيث وَطيب حث الأكؤس)
(شبهت بدر سمائها لما دنت ... مِنْهُ الثريا فِي قَمِيص سندس)(16/14)
(ملكا مهيباً قد غَدا فِي رَوْضَة ... حَيَّاهُ بعض الزائرين بنرجس)
قلت شعر جيد المخيلة فِي التَّشْبِيه 5260
3 - (الكوسج الطَّبِيب)
سهل الكوسج الطَّبِيب أَبُو سَابُور صَاحب الأنقراباذين الْمَشْهُور من أهل الأهواز كَانَ ألحى وَسمي الكوسج على سَبِيل الاتضاد وَكَانَ فِي لِسَانه لكنة خوزية وَكَانَ كثير الْهزْل غلب هزله جده وَكَانَ يقصر عَن نظرائه فِي الْعبارَة وَلم يقصر عَنْهُم فِي العلاج وَكلهمْ كَانَ يخَاف لِسَانه وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى سَلام الأبرش وَكَانَ سَلام لَا يُفَارق هرثمة بن أعين أَيَّام محاصرته مَدِينَة السَّلَام وَمن دعابة سهل الكوسج أَنه تمارض فِي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وأحضر شُهُودًا لوصيته وَكتب كتابا اثْبتْ فِيهِ أَسمَاء أَوْلَاده فَأثْبت أَوَّلهمْ جورجيس بن ميخائيل وَأمه مَرْيَم بنت بختيشوع أُخْت جِبْرِيل وَالثَّانِي يوحنا بن ماسويه وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس سَابُور ويوحنا وخذاهويه ولد سهل المعروفين وَذكر أَنه أصَاب أم جورجيس وَأم يوحنا بن ماسويه زنى وأحبلهما بجورجيس ويوحنا وَله غير ذَلِك 5261
3 - (الْحَافِظ العسكري)
سهل بن عُثْمَان العسكري الْحَافِظ أَبُو مَسْعُود أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام روى عَنهُ مُسلم كَانَ كثير الْفَوَائِد والغرائب ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ 5262)
3 - (أَبُو الْحسن الغرناطي)
سهل بن مُحَمَّد بن سهل بن مُحَمَّد بن احْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مَالك أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الغرناطي سمع من خَاله آبي عبد الله ابْن عروس وَأبي بكر يحيى بن مُحَمَّد ابْن عروس خَال وَالِده وَأبي الْحسن ابْن كوثر وَأبي خَالِد ابْن رِفَاعَة وَأبي مُحَمَّد ابْن الْفرس ورحل إِلَى مرسية وَسمع من أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن حُبَيْش وَأبي عبد الله ابْن حميد وَلَقي بمالقة أَبَا الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبا عبد الله ابْن الفخار وَسمع من أبي بكر ابْن الْجد وَأبي الْعَبَّاس ابْن مضاء وَجَمَاعَة وَكَانَ من جلة الْعلمَاء والأدباء وَالْأَئِمَّة والخطباء البلغاء مَعَ التفنن فِي الْعُلُوم وَكَانَ رَئِيسا فِي بَلَده محبباً مُعظما نالته فِي الْفِتْنَة محنة وَتوجه(16/15)
من غرناطة إِلَى مرسية وسكنها إِلَى أَن هلك مُحَمَّد بن يُوسُف بن هود فَرجع إِلَى بَلَده وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة 5263
3 - (الأسنائي)
سهل بن حسن أَبُو الْفرج الأسنائي ذكره ابْن الزبير فِي مَجْمُوعه الَّذِي أَلفه سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَذكره الْعِمَاد فِي الخريدة كَانَ شَاعِرًا تأدب على الشريف أسعد النَّحْوِيّ وَتُوفِّي قبل السّبْعين وسِتمِائَة كتب إِلَى كنز الدولة وَقد غرق فِي النّيل المجتث
(يَا من جعلت فداكا ... أَشْكُو إِلَيْك أخاكا)
(كَأَنَّمَا حسبتني ... أمواجه من علاكا)
(فغرقتني كَمَا قد ... غرقت فِي نعماكا)
وَقَالَ الْبَسِيط
(قَالَت أَرَاك عَظِيم الْهم قلت لَهَا ... لَا يعظم الْهم حَتَّى تعظم الهمم)
(وصمم الْحَيّ فِي عذلي فَقلت لَهُم ... عني إِلَيْكُم فَبِي عَن عذلكم صمم)
(إِن الضراغم لَا تلقى فرائسها ... حَتَّى تفارقها الأخياس والأجم)
(والهندواني لَا يحوى بِهِ شرف ... حَتَّى يجرد وَهُوَ الصارم الخذم)
(الألقاب)
ابْن سهلان الْوَزير الْحسن بن الْفضل
الْوَزير ابْن سهل اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل
السهلي الْعَرُوضِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله)
السهلي الْوَزير أَحْمد بن مُحَمَّد
(سهلة 5264)
3 - (سهلة بنت سُهَيْل القرشية)
سهلة بنت سُهَيْل بن عَمْرو القرشية العامرية الصحابية هِيَ امْرَأَة أبي حُذَيْفَة ابْن عتبَة بن ربيعَة رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرُّخْصَة فِي رضَاع الْكَبِير وروى عَنْهَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَهِي زَوْجَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف(16/16)
خلف عَلَيْهَا بعد أبي حُذَيْفَة وَولدت لأبي حُذَيْفَة مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة وَولدت لعبد الله ابْن الْأسود من بني مَالك سليط بن عبد الله بن الْأسود وَولدت لشماخ بن سعيد بكير بن شماخ وَولدت لعبد الرَّحْمَن سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف 5265
3 - (سهلة بنت عَاصِم)
سهلة بنت عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ الْعجْلَاني زَوْجَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف تروي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أسْهم لَهَا يَوْم خَيْبَر
(سهلون 5266)
3 - (الكسروي)
سهلون بن مهبنداذ الكسروي من أهل فَارس وَأَخُوهُ يزدجرد كَانَا فاضلين من أهل النِّعْمَة وَكِلَاهُمَا شاعران وَكَانَا بِبَغْدَاد أَيَّام المقتدر وَكَانَا يذهبان مَذْهَب سهل بن هَارُون فِي الفصاحة والتصنيف وترجمة الْفَارِسِي بالعربي ويتشبهان بِهِ وَمن شعر سهلون الْكَامِل
(إِن الرفيع بِمَالِه هُوَ عَالم ... أَن الرفيع بِعِلْمِهِ هُوَ أرفع)
(فَإِذا عدا حسداً عَلَيْهِ فداره ... واصبر فسيف الْحلم عِنْدِي أقطع)
وَمِنْه الوافر
(أَسَأْت إِلَيّ فاستوحشت مني ... وَلَو أَحْسَنت مَا أَعرَضت عني)
(وَقد أَحْسَنت إحساناً كثيرا ... بِلَا شكر لِأَنَّك لم تهني)
وَكتب لبَعض إخوانه أَنا مكدود بجفائك مستزيد لإخائك على علم أَن الْحجر لَا يستثمر وَالْحَدِيد لَا يستمطر وَلَو كَانَ ودك حَيَوَانا لَكَانَ هواماً أَو كَانَ مَالا لَكَانَ حَرَامًا وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ)
(سهم 5267)
3 - (ابْن منْجَاب الضَّبِّيّ)
سهم بن منْجَاب الضَّبِّيّ الْكُوفِي شرِيف لِأَبِيهِ صُحْبَة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة(16/17)
(سُهَيْل 5268)
3 - (الْقطعِي)
سُهَيْل بن أبي حزم الْقطعِي الْبَصْرِيّ توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة والقطعي بِضَم الْقَاف وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَبعدهَا عين مُهْملَة 5269
3 - (أَبُو يزِيد العامري)
سُهَيْل بن عَمْرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مَالك بن حسل بن عَامر ابْن لؤَي بن غَالب أَبُو يزِيد الْقرشِي العامري الأعلم أحد خطباء قُرَيْش وأشرافهم وَرُؤَسَائِهِمْ والمنظور إِلَيْهِ مِنْهُم اسْلَمْ بالجعرانة وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا فِي جمَاعَة أهل بَيته وَقيل إِنَّه مَاتَ باليرموك وَكَانَ أَمِيرا على كرْدُوس وَقيل قتل بمرج الصفر روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أبي بكر وروى عَنهُ أَبُو سعيد ابْن أبي فضَالة الْأنْصَارِيّ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الصُّلْح يَوْم الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد سهل أَمركُم فكاتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب الْقَضِيَّة وَكَانَ بعد إِسْلَامه كثير الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالصَّدَََقَة وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين مائَة من الْإِبِل وَلما أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعضَادَتَيْ بَاب الْكَعْبَة وَقَالَ مَا تظنون قَالَ سُهَيْل نظن خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم
وَقد قدرت وَمَات رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وعَلى مَكَّة وعملها عتاب بن أسيد فَلَمَّا بَلغهُمْ ذَلِك ضج أهل الْمَسْجِد فَبلغ عتاباً فَخرج حَتَّى دخل شعبًا من شعاب مَكَّة وَسمع أهل مَكَّة الضجيج فتوافى رِجَالهمْ إِلَى الْمَسْجِد فَقَالَ سُهَيْل أَيْن عتاب وَجعل يسْتَدلّ عَلَيْهِ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ فِي الشّعب فَقَالَ مَا لَك قَالَ مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قُم فِي النَّاس فَتكلم قَالَ لَا أُطِيق مَعَ موت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَلَام قَالَ فَاخْرُج معي فَأَنا أكفيكه فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَا الْمَسْجِد الْحَرَام فَقَامَ سُهَيْل خَطِيبًا فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وخطب بِمثل خطْبَة أبي بكر لم يخرم(16/18)
عَنْهَا شَيْئا وَقد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعمر بن)
الْخطاب وَسُهيْل بن عَمْرو فِي أسرى بدر وَقد قَالَ لَهُ يَا رَسُول الله أنزع ثنيته فَلَا يقوم عَلَيْك خَطِيبًا أبدا مَا يَدْعُوك إِلَى أَن تنْزع ثناياه دَعه فَعَسَى أَن يقوم مقَاما يَسُرك وَكَانَ ذَلِك الْمقَام الَّذِي قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ الَّذِي أسره يَوْم بدر مَالك بن الدخشم فَقَالَ فِي ذَلِك المتقارب
(أسرت سهيلاً فَمَا أَبْتَغِي ... أَسِيرًا بِهِ من جَمِيع الْأُمَم)
(وخندف تعلم أَن الْفَتى ... سهيلاً فتاها إِذا تصطلم)
(ضربت بِذِي الشفر حَتَّى انثنى ... وأكرهت سَيفي على ذِي الْعلم)
وَهُوَ الَّذِي مدحه أُميَّة بن أبي الصَّلْت فَقل الْكَامِل
(أأبا يزِيد رَأَيْت سيبك وَاسِعًا ... وسجال كفك تستهل وتمطر)
وَقَالَ فِيهِ ابْن قيس الرقيات حِين منع خُزَاعَة من بني بكر بعد الْحُدَيْبِيَة وَكَانُوا أَخْوَاله الْخَفِيف
(مِنْهُم ذُو الندى سُهَيْل بن عَمْرو ... عصمَة النَّاس حِين حب الْوَفَاء)
(حاط أَخْوَاله خُزَاعَة لما ... كثرتهم بِمَكَّة الْأَحْيَاء 5270)
3 - (أحد اليتيمين)
سُهَيْل بن رَافع بن أبي عَمْرو بن عَائِذ وَهُوَ أَخُو سهل الْمُقدم ذكره أحد اليتيمين اللَّذين عمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مربدهما مَسْجِدا شهد سُهَيْل بَدْرًا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَتُوفِّي فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب 5271
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سُهَيْل بن عَمْرو بن أبي عَمْرو الْأنْصَارِيّ ذكره ابْن الْكَلْبِيّ فِيمَن شهد صفّين من الْبَدْرِيِّينَ وَقتل بصفين قَالَ ابْن عبد الْبر وَمن جعل سُهَيْل بن عَمْرو ابْن أبي عَمْرو وَسُهيْل بن رَافع بن أبي عَمْرو وَاحِدًا فقد وهم وَغلط وَلم يعلم 5272
3 - (أَبُو أُميَّة الْقرشِي)
سُهَيْل بن بَيْضَاء الْقرشِي الفِهري أَبُو أُميَّة خرج مُهَاجرا(16/19)
إِلَى الْحَبَشَة حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام وَظهر ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَأَقَامَ مَعَه حَتَّى هَاجر وَهَاجَر مَعَه فَجمع الهجرتين جَمِيعًا ثمَّ شهد بَدْرًا وَمَات بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع وَصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد وَكَانَ هُوَ وَأَبُو بكر أسن)
الصَّحَابَة وَهُوَ أَخُو سهل ابْن بَيْضَاء وَقد تقدم 5273
3 - (أَخُو سهل)
سُهَيْل بن سعد أَخُو سهل ذكره ابْن السكن وَذكر لَهُ حَدِيثا قَالَ دخلت الْمَسْجِد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة فَصليت مَعَه فَلَمَّا انْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَآنِي أركع رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ مَا هَاتَانِ الركعتان فَقلت يَا رَسُول الله جِئْت وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة فَأَحْبَبْت أَن أدْرك مَعَك الصَّلَاة ثمَّ أُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ الْآن فَسكت وَكَانَ إِذا رَضِي شَيْئا سكت وَذَلِكَ فِي صَلَاة الصُّبْح 5274
3 - (ابْن السمان)
سُهَيْل بن أبي صَالح السمان سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحباب سعيد بن يسَار والنعمان بن أبي عَيَّاش وَعَطَاء بن يزِيد احْتج بِهِ مُسلم لَا البُخَارِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا نقموا مِنْهُ إِلَّا أَنه مرض وَنسي بعض حَدِيثه وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا بِغَيْرِهِ قَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَا بَأْس بِهِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
(الألقاب)
السُّهيْلي الأندلسي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد
(سهيمة 5275)
3 - (المزنية)
سهيمة بنت عُمَيْر المزنية زوج ركَانَة بن عبد يزِيد طَلقهَا زَوجهَا الْبَتَّةَ فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَقَالَ الله مَا أردْت إِلَّا وَاحِدَة من حَدِيث الشَّافِعِي عَن عَمه عَن عبد الله بن عَليّ عَن نَافِع بن عجير عَن ركَانَة بذلك قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا عَليّ(16/20)
حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَ حَدثنَا أبي عَن أبي إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن نَافِع بن عجير قَالَ وَكَانَ ثِقَة سمع عبد الله بن الْحَارِث بن عُوَيْمِر الْمُزنِيّ قَالَ كَانَ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عَمَّتي سهيمة قَضَاء مَا قضى بِهِ فِي امْرَأَة قبلهَا
(سوَادَة 5276)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سوَادَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَيُقَال سَواد بن عَمْرو حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أقاده من نَفسه روى عَن الْحسن وَمُحَمّد بن سِيرِين يعد فِي الْبَصرِيين 5277
3 - (سوَادَة بن عَمْرو)
سوَادَة بن عَمْرو روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأَنا أَظُنهُ الَّذِي تقدم وَالله أعلم 5278
3 - (سوَادَة بن الرّبيع)
سوَادَة بن الرّبيع وَيُقَال ابْن الرّبيع مُصَغرًا لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ سَالم بن عبد الرَّحْمَن الْجرْمِي
(سَواد 5279)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سَواد بن يزِيد وَيُقَال ابْن رزق وَيُقَال ابْن رزين الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بَدْرًا وأحداً 5280
3 - (الْأنْصَارِيّ النجاري)
سَواد بن غزيَّة ذكره مُوسَى بن عقبَة فِيمَن شهد بَدْرًا والمشاهد بعْدهَا من بني عدي بن النجار هُوَ الَّذِي اسر خَالِد بن هِشَام المَخْزُومِي يَوْم بدر وَهُوَ كَانَ عَامل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على خَيْبَر فَأَتَاهُ بِتَمْر جنيب قد أَخذ مِنْهُ صَاعا بصاعين من الْجمع وَهُوَ الَّذِي طعنه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمخصرة ثمَّ أعطَاهُ إِيَّاهَا فَقَالَ استقد 5281
3 - (الْقَارِي)
سَواد بن عَمْرو الْقَارِي الْأنْصَارِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن(16/21)
الخلوق مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وانه رئي مُتَخَلِّفًا فطعنه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَطْنه بحديدة فخدشه فَقَالَ أقصني فكشف لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بَطْنه فَوَثَبَ فَقبل بطن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر وَهَذِه الْقِصَّة لسواد بن عَمْرو وَلَا لسواد بن غزيَّة وَقد رويت لَهُ 5282
3 - (الدوسي)
سَواد بن قَارب الدوسي كَانَ شَاعِرًا ثمَّ أسلم وداعبه عمر يَوْمًا فَقَالَ مَا فعلت كهانتك يَا سَواد فَغَضب وَقَالَ مَا كُنَّا عَلَيْهِ يَا عمر من جاهليتنا وكفرنا شَرّ من الكهانة فَمَا لَك تعيرني بِشَيْء تبت مِنْهُ وَأَرْجُو من الله الْعَفو عَنهُ وَقيل أَنه قَالَ لَهُ وَهُوَ خَليفَة كَيفَ كهانتك الْيَوْم وَغَضب سَواد وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا قَالَهَا لي أحد قبلك فاستحيى عمر ثمَّ قَالَ إيه يَا سَواد الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ من الشّرك أعظم من كهانتك ثمَّ سَأَلَهُ عَن بَدْء حَدِيثه فِي الْإِسْلَام وَمَا أَتَاهُ بِهِ رئيه من ظُهُور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ أَنه أَتَاهُ رئيه ثَلَاث لَيَال مُتَوَالِيَات هُوَ فِيهَا كلهَا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَقَالَ لَهُ قُم يَا سَواد واسمع مَقَالَتي واعقل إِن كنت تعقل قد بعث رَسُول من لؤَي بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته وأنشده فِي كل لَيْلَة من اللَّيَالِي الثَّلَاث ثَلَاثَة بيات مَعْنَاهَا وَاحِد وقافيتها مُخْتَلفَة وأولها السَّرِيع
(عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها)
)
(تهوي إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا صَادِق الْجِنّ ككذابها)
(فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم ... لَيْسَ قداماها كأذنابها)
قَالَ فَقُمْت فِي الثَّالِثَة وَقلت قد امتحن الله قلبِي فرحلت نَاقَتي ثمَّ أتيت الْمَدِينَة فَإِذا رَسُول الله وَأَصْحَابه حوله فدنوت فَقلت اسْمَع مَقَالَتي يَا رَسُول الله فَقَالَ هَات فأنشأت أَقُول
(الطَّوِيل أتااني نجيي بعد هدء ورقدة ... وَلم يَك فِيمَا قد بلوت بكاذب)
(ثَلَاث لَيَال قَوْله كل لَيْلَة ... أَتَاك رَسُول من لؤَي بن غَالب)
(فشمرت من ذيلي الْإِزَار ووسطت ... لي الذعلب الوجناء بَين السباسب)
(فَأشْهد أَن الله لَا شَيْء غَيره ... وَأَنَّك مَأْمُون على كل غَائِب)
(وَأَنَّك أدنى الْمُرْسلين وَسِيلَة ... إِلَى الله يَا ابْن الأكرمين الأطايب)
(فمرنا بِمَا يَأْتِيك يَا خير من مَشى ... وَإِن كَانَ فِي مَا جَاءَ شيب الذوائب)(16/22)
(وَكن لي شَفِيعًا يَوْم لَا ذُو شَفَاعَة ... سواك بمغن عَن سَواد بن قَارب)
(الألقاب)
ابْن السوادي الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان
ابْن السوادي الْكَاتِب الْعَلَاء بن عَليّ
ابْن السوادي الْحسن بن عَليّ
ابْن السوادي عبيد الله بن أَحْمد
السوادي الشَّافِعِي الْمُبَارك بن مُحَمَّد
(سوار 5283)
3 - (القَاضِي سوار)
سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامَة التَّمِيمِي الْعَنْبَري قَاضِي الرصافة بِبَغْدَاد وَهُوَ من بَيت الْعلم وَالْقَضَاء روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ ظريفاً مطبوعاً شَاعِرًا محسناً فصيحاً مفوهاً فَقِيها وافر اللِّحْيَة توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ النَّسَائِيّ هُوَ ثِقَة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع حَدِيثه بعلو من رِوَايَة المخلص عَن ابْن صاعد عَنهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي دخل سوار القَاضِي على مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِنِّي جِئْت فِي حَاجَة رفعتها إِلَى الله عز وَجل قبل رَفعهَا إِلَيْك فَإِن قضيتها حمدنا الله وشكرناك وَإِن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك فَقضى جَمِيع حَوَائِجه وَقَالَ أَحْمد بن المعذل كَانَ سوار بن عبد الله القَاضِي قد خامر قلبه شَيْء من الوجد فَقَالَ الطَّوِيل
(سلبت عِظَامِي لَحمهَا فتركتها ... عواري فِي أجلادها تتكسر)
(وأخليت مِنْهَا مخها فَكَأَنَّهَا ... قَوَارِير فِي أجوافها الرّيح تصفر)
(خذي بيَدي ثمَّ اكشفي الثَّوْب تنظري ... بِي الضّر إِلَّا أنني أتستر)
(وَلَيْسَ الَّذِي يجْرِي من الْعين مَاؤُهَا ... وَلكنهَا نفس تذوب فتقطر)
قلت وَقد رزقت هَذِه الأبيات سَعَادَة واشتهرت بَين الأدباء وضمنها الشُّعَرَاء فِي أغراض كَثِيرَة من الْأَوْصَاف فضمنوها فِي الشبابة والورد والفانوس والشمعة وَغير(16/23)
ذَلِك وأوردها أَبُو تَمام الطَّائِي فِي حماسته فِي بَاب النسيب للحارثي وَكَانَ القَاضِي سوار أَعور
3 - (أَبُو الْفَيَّاض)
سوار بن أبي شراعة أَحْمد بن مُحَمَّد بن شراعة هُوَ أَبُو الْفَيَّاض شَاعِر مطبوع اتَّصل بِأبي الْعَبَّاس ابْن الْفُرَات وَتُوفِّي بعد الثلاثمائة وَهُوَ الَّذِي يَقُول ابْن الرُّومِي فِيهِ
(الْكَامِل
(اعْجَبْ لرأي فَتى قد بَات ذَا أمل ... بَين الْمنية والبلوى بمعترك)
(يَا سوأتي لامرئ قد شَاب مفرقه ... مسترخي الباع بَين الْهزْل والضحك)
)
(أدْركْت دنيا وَأَرْجُو نيل آخِرَة ... وَالْبر أفضل مَا أدْركْت من دَرك 5285)
3 - (أَبُو عمَارَة الرَّمْلِيّ)
سوار بن عمَارَة أَبُو عمَارَة الرَّمْلِيّ عَن رَجَاء بن أبي سَلمَة وَالسري بن يحيى وَابْن عُيَيْنَة وَعنهُ أَبُو عُمَيْر عِيسَى بن مُحَمَّد ومُوسَى بن سهل وَمُحَمّد بن خلف الْعَسْقَلَانِي وَزِيَاد بن أَيُّوب وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي قَالَ أَبُو حَاتِم أَدْرَكته وَلم أسمع مِنْهُ وَهُوَ صَدُوق توفّي سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ
(الألقاب)
ابْن السواق أَحْمد بن عَليّ وَأَخُوهُ حَمْزَة بن عَليّ
ابْن السواملي جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
(سوتاي 5286)
3 - (النوين)
سوتاي بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا ألف ممدودة وياء آخر الْحُرُوف هُوَ النوين الْحَاكِم على ديار بكر بمجموعها نزل بتومانه بعد وَفَاة النوين ايل تاصميش وَاسْتمرّ حَاكما من أَوَائِل دولة أولجايتو سُلْطَان إِلَى(16/24)
أَوَاخِر دولة ابْنه السُّلْطَان بو سعيد وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي مَدِينَة بلد وَهِي مَدِينَة خراب بِالْقربِ من الْموصل كَانَ ينزلها فِي مشتاه كل سنة ثمَّ حمل من بلد إِلَى الْموصل وَدفن بتربة بناها دَاخل الْموصل على دجلة وَقد عمر حَتَّى تجَاوز الْمِائَة لِأَنَّهُ حكى عَن نَفسه أَنه حضر وَاقعَة بَغْدَاد مَعَ هولاكو وَكَانَ بَالغا وَرَأى أَربع بطُون من وَلَده وَولد وَلَده وَولد ولد وَلَده وَأَوْلَادهمْ حَتَّى أَنهم أنافوا على الْأَرْبَعين ذُكُورا وإناثاً وأكبر وَلَده بارنباي ثمَّ طغاي وَكَانَ أقطجياً لأبغا والأقطجي بِمَنْزِلَة أَمِير آخور وَكَانَ رَئِيسا فِي نَفسه ذَا عزم وحزم وتدبير وَحسن سياسة تحبه الرّعية وَيدعونَ لَهُ وَلم يزل مُعظما عِنْد مُلُوك الْمغل أضرّ قبل مَوته بسنوات وَمرض مُدَّة ثَلَاثَة أشهر وَتُوفِّي وَلما عدى قراسنقر والأفرم وبهادر الزردكاش الْفُرَات وصاروا فِي مملكة الْمغل نزلُوا عِنْد سوتاي فأضافهم وَأكْرمهمْ وَضرب لَهُم خاماً كَانَ قد كَسبه من الْمُسلمين فِي وَاقعَة غازان فنظروا إِلَى الخام وهم تَحْتَهُ فوجدوا فِيهِ ألقاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَكَانُوا قد هربوا مِنْهُ)
فَقَالَ بعض مماليك الأفرم لَهُم إِذا كَانَ الله تَعَالَى قد جعل هَذَا الرجل فَوْقكُم فَمَا عَسى تَصْنَعُونَ أَنْتُم فِي بِلَاد أعدائه واسْمه على رؤوسكم فسبوه وَقَالَ الأفرم صدق لكم وَلما توفّي سوتاي حكم مَكَانَهُ عَليّ باشا خَال بو سعيد وَجَرت لَهُ حروب كَثِيرَة مَعَ طغاي بن سوتاي وسوف يَأْتِي ذكر طغاي فِي مَكَانَهُ من حرف الطَّاء
(سَوْدَة 5287)
3 - (أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا)
سَوْدَة بنت زَمعَة بن قيس أم الْمُؤمنِينَ القرشية العامرية تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد خَدِيجَة انْفَرَدت بِصُحْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَربع سِنِين لَا يشاركها فِيهِ امْرَأَة وَلَا سَرِيَّة وَهِي من سَادَات النِّسَاء توفيت فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وروى لَهَا البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ الْوَاقِدِيّ الثبت عندنَا أَنَّهَا توفيت سنة أَربع وَخمسين وَقَالَ قَتَادَة وَأَبُو عُبَيْدَة وَعقيل عَن ابْن شهَاب أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج سَوْدَة قبل عَائِشَة وَقيل تزَوجهَا بعْدهَا وَقيل تزَوجهَا قبل العقد على عَائِشَة وَلَا خلاف أَنه لم يَتَزَوَّجهَا إِلَّا(16/25)
بعد خَدِيجَة وَكَانَت قبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت ابْن عَم لَهَا يُقَال لَهُ السَّكْرَان بن عَمْرو وَقد تقدم ذكره وَكَانَت امْرَأَة ثَقيلَة ثبطة وأسنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فهم بِطَلَاقِهَا فَقَالَت لَهُ لَا تُطَلِّقنِي وَأَنت فِي حل من شأني فَإِنَّمَا أُرِيد أَن أحشد فِي أَزوَاجك وَإِنِّي قد وهبت يومي لعَائِشَة وَإِنِّي لَا أُرِيد مَا يُريدهُ النِّسَاء فَأَمْسكهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى توفّي عَنْهَا وفيهَا نزلت وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا 5288
3 - (سَوْدَة بنت مسرح)
سَوْدَة بنت مسرح صحابية رُوِيَ عَنْهَا حَدِيث وَاحِد بِإِسْنَاد مَجْهُول أَنَّهَا كَانَت قَابِلَة لفاطمة حِين وضعت الْحسن ولفته فِي خرقَة صفراء فنزعها عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولفه فِي خرقَة بَيْضَاء وتفل فِي فَمه وَسَماهُ الْحسن
(سودي 5289)
3 - (نَائِب حلب)
سودي الْأَمِير سيف الدّين الناصري نَائِب حلب توفّي بحلب سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أستاذه قد أمره وَأمر الْأَمِير سيف الدّين تنكز أَن يجلسا عِنْد الْأَمِير سيف الدّين أرغون لما عمله نِيَابَة بِمصْر ويتعلما من أَحْكَامه فلازماه سنة وَصَارَ لَهما دربة بِالْأَحْكَامِ ثمَّ جهزه بعد ذَلِك إِلَى حلب نَائِبا فَحَضَرَ إِلَيْهَا وسَاق نهر الساجور إِلَى حلب واستعجل وَكتب المطالعة إِلَى السُّلْطَان يُخبرهُ بوصول النَّهر الْمَذْكُور إِلَى حلب وَأَنه دخل بهَا وَكَانَ الْأَمر قد بَقِي يُرِيد يَوْمًا وَاحِدًا ويصل إِلَى حلب فاستعجل بالمكاتبة بِنَاء على أَنه يدْخل فِي غَد فتقطع النَّهر وَلم يدْخل
(الألقاب)
سُؤْر الْأسد مُحَمَّد بن خَالِد
السُّوسِي الزَّاهِد مُحَمَّد بن عَمْرو
السُّوسِي الْمُقْرِئ اسْمه صَالح بن زِيَاد
السُّوسِي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز(16/26)
(سونج 5290)
3 - (الْأَمِير جمال الدّين)
سونج بن صيرم الْأَمِير جمال الدّين كَانَ من كبار الدولة الكاملية وَله مدرسة بِقرب الْجَامِع الْكَبِير بِالْقَاهِرَةِ أعتق عِنْد مَوته الأرقاء وَتصدق كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
(سوسنة 5291)
3 - (أَبُو الْغُصْن الموسوس)
سوسنة أَبُو الْغُصْن الموسوس من عقلاء المجانين قَالَ أَبُو هفان الشَّاعِر مَرَرْت بسوسنة الموسوس بسر من رأى قبل أَن يكف بَصَره فَقلت لَهُ يَا أَبَا الْغُصْن أجز لي هَذَا الْبَيْت الْخَفِيف
(مَا ترى فِي فَتى أحب وَمَا يملك فِي وَقت حبه نصف فلس)
فَقَالَ مبادراً
(مَا أرى غير عذله فِي سُكُون ... وطمأنينة وَفِي حسن مس)
(فَإِن انْقَادَ للملامة والعذ ل وَإِلَّا فحقه ألف قلس)
وَقَالَ لَهُ أَيْضا وَقد كف بَصَره اجز لي هَذَا الْبَيْت المجتث
(يَا أحسن النَّاس وَجها ... وأعذب الْخلق لفظا)
فَمَا لبث أَن قَالَ
(حمى الْعَمى حَظّ عَيْني ... فَاجْعَلْ لقلبي حظا)
(فقد جعلت بناني ... عينا وقرصي لحظا)
(فأدن خدك مني ... وَلَا تكن بِي فظا)
قَالَ فعجبت من نظمه وَصِحَّة صفته فِي سرعَة وإصابة معنى لما قصد لَهُ
(سُوَيْد 5292)
3 - (الأوسي)
سُوَيْد بن الصَّامِت الأوسي لَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسوق ذِي الْمجَاز(16/27)
من مَكَّة فِي حجَّة حَجهَا سُوَيْد من حج الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ فِي أول الْبعْثَة فَدَعَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْإِسْلَام فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا وَلم يظْهر لَهُ قبُول مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ لَا أبعد مَا جِئْت بِهِ ثمَّ انْصَرف إِلَى قومه بِالْمَدِينَةِ فيزعم قومه أَنه مَاتَ مُسلما وَهُوَ شيخ كَبِير قتلته الْخَزْرَج قبل بُعَاث قَالَ ابْن عبد الْبر أَنا شَاك فِي إِسْلَامه وَكَانَ شَاعِرًا محسناً كثير الحكم فِي شعره وَكَانَ قومه يَدعُونَهُ الْكَامِل لحكمة شعره وشرفه فيهم وَمن شعره الطَّوِيل
(أَلا رب من تَدْعُو صديقا وَلَو ترى ... مقَالَته بِالْغَيْبِ ساءك مَا يفري)
(مقَالَته كالشحم مَا كَانَ شَاهدا ... وبالغيب مأثور على ثغرة النَّحْر)
(يَسُرك باديه وَتَحْت أديمه ... منيحة غش يفتري عقب الظّهْر)
(تبين لَك العينان مَا هُوَ كاتم ... وَمَا جن بالبغضاء وَالنَّظَر الشزر)
(فرشني بِخَير طالما قد بريتني ... وَخير الموَالِي من يريش وَلَا يبري)
3 - (السدُوسِي)
سُوَيْد بن منجوف السدُوسِي رأى عَليّ بن أبي طَالب وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ 5294
3 - (الْجعْفِيّ الْكُوفِي)
سُوَيْد بن غَفلَة بن عَوْسَجَة الْجعْفِيّ الْكُوفِي من كبار المخضرمين قَالَ أَنا أَصْغَر من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ تزوج بكرا وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ قدم الْمَدِينَة يَوْم دفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قد أدّى الصَّدَقَة إِلَى مُصدق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد الْقَادِسِيَّة وَصَاح النَّاس الْأسد الْأسد فَخرج إِلَيْهِ سُوَيْد فَضرب الْأسد على رَأسه فَمر سَيْفه فِي فقار ظَهره وَخرج من عكوة ذَنبه وَأصَاب حجرا ففلقه قَالَ ابْن عبد الْبر روى هَذِه الْحِكَايَة فلفل الْجعْفِيّ وَشهد صفّين مَعَ عَليّ مَاتَ زمن الْحجَّاج سنة(16/28)
إِحْدَى وَثَمَانِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5295
3 - (الْفَزارِيّ)
سُوَيْد بن جبلة الْفَزارِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر أدخلهُ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي فِي مُسْند الشاميين فغلط)
وَلَيْسَ لَهُ صُحْبَة وَحَدِيثه مُرْسل أنكر ذَلِك عَلَيْهِ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ 5296
3 - (الصَّحَابِيّ)
سُوَيْد بن هُبَيْرَة بن عبد الْحَارِث الدؤَلِي وَقيل الْعَبْدي وَقيل الْعَدوي الصَّحَابِيّ حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ خير مَال الْمُسلم سكَّة مابورة أَو مهرَة مأمورة حَدِيثه عِنْد أبي نعَامَة عَن إِيَاس بن زُهَيْر عَن سُوَيْد ابْن هُبَيْرَة قَالَ بَلغنِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 5297
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
سُوَيْد بن طَارق وَيُقَال طَارق بن سُوَيْد وَهُوَ الصَّحِيح وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله فِي حرف الطَّاء 5298
3 - (العكلي)
سُوَيْد بن كرَاع العكلي أحد بني الْحَارِث بن عَوْف بن وَائِل كَانَ شَاعِرًا فَارِسًا مقدما من شعراء الْإِسْلَام فِي الدولة الأموية وَكَانَ فِي أَيَّام جرير والفرزدق استعدت بَنو عبد الله سعيد بن عُثْمَان على سُوَيْد بن كرَاع فِي هجائه إيَّاهُم فَطَلَبه ليضربه ويحبسه فهرب مِنْهُ وَلم يزل متوارياً حَتَّى كلم فِيهِ فَأَمنهُ على أَن لَا يعاود فَقَالَ سُوَيْد بن كرَاع فِي ذَلِك الطَّوِيل
(تَقول ابْنة الْعَوْفِيّ ليلى أَلا ترى ... إِلَى ابْن كرَاع لَا يزَال مفزعا)
(مَخَافَة هذَيْن الأميرين سهدت ... رقادي وغشتني بَيَاضًا تقزعا)
(مَخَافَة أَن لَا ينظراني عذرتي ... وَأَن يعظا بِي بعْدهَا من تنزعا)
(على غير جرم غير أَن جَار ظَالِم ... عَليّ فجهزت القصيد المفزعا)
(وَقد هابني الأقوام لما رميتهم ... بفاقرة إِن هم أَن يتشجعا)
(أَبيت بِأَبْيَات القوافي كَأَنَّمَا ... أصادي بهَا سرباً من الْوَحْش نزعا)(16/29)
(أكالئها حَتَّى أعرس بَعْدَمَا ... يكون سحيراً أَو بعيد فأهجعا)
(فجشمني خوف ابْن عُثْمَان ردهَا ... ورعيتها صيفاً جَدِيدا ومربعا)
(نهاني ابْن عَفَّان الإِمَام وَقد مَضَت ... نوافذ لَو تردي الصَّفَا لتصدعا)
(عوارق مَا يتركن لَحْمًا بعظمه ... وَلَا عظم لحم دون أَن يتجدعا)
(أحقاً هداك الله أَن جَار ظَالِم ... فأذكر مظلوم بِأَن يؤخذا مَعًا)
(وَأَنت ابْن حكام أَقَامُوا وَقومُوا ... قروناً وأعطوا نائلاً غير أقطعا 5299)
)
3 - (سُوَيْد بن أبي كَاهِل)
سُوَيْد بن أبي كَاهِل شبيب بن حَارِثَة بن حَنْبَل بن مَالك بن عبد سعد بن جشم ابْن ذبيان بن كنَانَة بن يشْكر أَبُو سعد شَاعِر مقدم من مخضرمي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ أَبوهُ أَبُو كَاهِل شَاعِرًا أَيْضا وَله قصيدة كَانَت الْجَاهِلِيَّة تعظمها أَعنِي لسويد لَا لِأَبِيهِ وَهِي الرمل
(وصلت رَابِعَة الْحَبل لنا ... فوصلنا الْحَبل مِنْهَا مَا اتَّسع)
وَكَانَت الْعَرَب تسميها الْيَتِيمَة وَكَانَ سُوَيْد مغلباً لَا يهاجي أحدا إِلَّا غَلبه قَالَ الحرمازي هاجى سُوَيْد حَاضر بن سَلمَة الغبري فطلبهما عبد الله بن عَامر ابْن كريز فهربا من الْبَصْرَة ثمَّ إِنَّه هاجى الْأَعْرَج أَخا بني حمال بن يشْكر فَأَخذهُمَا صَاحب الصَّدَقَة وَذَلِكَ فِي أَيَّام ولَايَة عَامر بن مَسْعُود الجُمَحِي الْكُوفَة فحبسهما وَأمر أَن لَا يخرجَا من السجْن حَتَّى يؤديا مائَة من الْإِبِل فخاف بَنو حمال على صَاحبهمْ ففكوه وَبَقِي سُوَيْد فخذله بَنو عبد سعد وهم قومه فَسَأَلَ بني غبر وَكَانَ قد هجاهم لما نَاقض شَاعِرهمْ وَقَالَ الرجز من سره النيك بِغَيْر مَال فالغبريات على طحال شواغر يلمعن للقفال فَلَمَّا سَأَلَ بني غبر قَالُوا لَهُ يَا سُوَيْد ضيعت البكار بطحال فأرسلوها مثلا أَي أَنَّك عممت جماعتنا بالهجاء فِي هَذِه الأرجوزة فَضَاعَ مِنْهَا مَا قدرت أَنا نفديك بِهِ من الْإِبِل وَلم يزل مَحْبُوسًا حَتَّى استوهبته عبس وذبيان لمديحه لَهُم وانتمائه إِلَيْهِم فأطلقوه وَبعد قَوْله
(بسطت رَابِعَة الْحَبل لنا ... الْبَيْت)(16/30)
(كَيفَ ترجون سقاطي بَعْدَمَا ... جلل الرَّأْس بَيَاض وصلع)
(رب من أنضجت غيظاً صَدره ... قد تمنى لي موتا لم يطع)
(ويراني كالشجا فِي حلقه ... عسراً مخرجه مَا ينتزع)
(وأبيت اللَّيْل مَا أهجعه ... ويعنيني إِذا النَّجْم طلع)
(ويحييني إِذا لاقيته ... وَإِذا يَخْلُو لَهُ لحمي رتع 5300)
3 - (الْمُزنِيّ)
سُوَيْد بن مقرن بن عَائِذ الْمُزنِيّ أَخُو النُّعْمَان هُوَ أَبُو عدي وَقيل أَبُو عَمْرو روى عَنهُ)
الْكُوفِيُّونَ قَالَ لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة من إخوتي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لنا خَادِم إِلَّا وَاحِدَة فلطمها أَحَدنَا فأمرَنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأعتقناها 5301
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سُوَيْد بن النُّعْمَان بن مَالك بن عَائِذ بن مجدعة الْأنْصَارِيّ شهد بيعَة الرضْوَان وَقيل شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعد فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ بشير بن يسَار قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يرو عَنهُ غَيره 5302
3 - (سُوَيْد بن قيس)
سُوَيْد بن قيس يخْتَلف فِي حَدِيثه روى عَنهُ سماك بن حَرْب يعد فِي الْكُوفِيّين 5303
3 - (سُوَيْد بن طَارق)
سُوَيْد بن طَارق من حَضرمَوْت وَيُقَال طَارق بن سُوَيْد قَالَ ابْن عبد الْبر هُوَ الصَّوَاب سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخمر فَنَهَاهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّهَا دَوَاء قَالَ لَا وَلكنهَا دَاء 5304
3 - (قَاضِي بعلبك)
سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز قَاضِي بعلبك أَبُو مُحَمَّد السّلمِيّ(16/31)
مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي كَانَ من كبار الْعلمَاء قَالَ البُخَارِيّ فِي حَدِيثه نظر وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء كَانَ يقْضِي بَين النَّصَارَى وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 5305
3 - (الحدثاني)
سُوَيْد بن سعيد الحدثاني روى عَنهُ مُسلم وَابْن مَاجَه قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق كثير التَّدْلِيس قَالَ ابْن معِين فِي تَضْعِيفه حَلَال الدَّم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا الرجل مِمَّن لم يتورع ابْن معِين فِي تَضْعِيفه توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ عَن مائَة سنة وَكَانَ قد أضرّ 5306
3 - (الحناط الْعَطَّار)
سُوَيْد بن إِبْرَاهِيم الْبَصْرِيّ الجحدري الحناط بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون الْعَطَّار قَالَ أَبُو زرْعَة حَدِيثه حَدِيث أهل الصدْق وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة
(الألقاب)
)
ابْن سويدة عبد الله بن عَليّ
ابْن السويدي الطَّبِيب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
ابْن سُوَيْد وجيه الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
السويقي مُحَمَّد بن عَمْرو
(سويبط 5307)
3 - (سويبط)
سويبط بن سعد بن حَرْمَلَة الْقرشِي الْعَبدَرِي أمه هنيدة من خُزَاعَة كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَلم يذكرهُ ابْن عقبَة فِيمَن هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَذكره ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَشهد بَدْرًا وَكَانَ مزاحا يفرط فِي الدعابة وَله قصَّة ظريفة مَعَ نعيمان وَأبي بكر الصّديق وَسَتَأْتِي الْقِصَّة فِي تَرْجَمَة نعيمان إِن شَاءَ الله وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ سويبط من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين(16/32)
وَهَكَذَا وَلم يزدْ
(سلار 5308)
3 - (أَبُو يعلى النَّحْوِيّ)
سلار بن عبد الْعَزِيز أَبُو يعلى النَّحْوِيّ صَاحب المرتضى أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الموسوي قَرَأَ أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن الفاخر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب النَّحْوِيّ عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 5309
3 - (كَمَال الدّين الشَّافِعِي)
سلار بن الْحسن بن عمر بن سعيد الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي كَمَال الدّين أَبُو الْفَضَائِل الإربلي الشَّافِعِي صَاحب الإِمَام تَقِيّ الدّين آبي عَمْرو ابْن الصّلاح كَانَ عَلَيْهِ مدَار الْفَتْوَى بِالشَّام وَلما مَاتَ لم يتْرك بعده فِي الشَّام مثله وَكَانَ نجم الدّين البادرائي قد جعله معيداً بمدرسته فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وَمَات وَقد نَيف على السّبْعين سنة سبعين وسِتمِائَة 5310
3 - (نَائِب مصر)
سلار الْأَمِير سيف الدّين التتري الصَّالِحِي المنصوري كَانَ أَولا من مماليك الصَّالح عَلَاء الدّين عَليّ بن الْمَنْصُور قلاون فَلَمَّا مَاتَ الصَّالح صَار من خَاصَّة الْمَنْصُور ثمَّ اتَّصل)
بِخِدْمَة الْأَشْرَف وحظي عِنْده وتأمر وَكَانَ عَاقِلا وادعاً للشر ينطوي على دهاء وخبرة بالأمور وَفِيه دين بِالْجُمْلَةِ وَكَانَ صديق السُّلْطَان حسام الدّين لاجين ونائبه منكوتمر ندبوه لإحضار السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من الكرك فَسَار إِلَيْهِ وأحضره وركن إِلَى عقله وإيمانه واستنابه وَقدمه على الْجَمِيع فخضعوا لَهُ ونال سلار من سَعَادَة الدُّنْيَا مَا لَا يُوصف وَجمع من الذَّهَب قناطير مقنطرة حَتَّى اشْتهر على أَلْسِنَة النَّاس أَنه كَانَ يدْخلهُ فِي كل يَوْم مائَة ألف دِرْهَم وَاسْتمرّ فِي دست النِّيَابَة إِحْدَى عشرَة سنة وَكَانَ يتحدث أَن إقطاعه بضعَة وَثَلَاثُونَ طبلخاناه وَلما توجه الْملك النَّاصِر إِلَى الكرك وتملك الجاشنكير اسْتمرّ بِهِ فِي النِّيَابَة وازداد عَظمَة وسعادة وَأَقَامَا على ذَلِك تِسْعَة أشهر فَلَمَّا عَاد السُّلْطَان من الكرك تَلقاهُ سلار إِلَى أثْنَاء الرمل وَلما دخل أعطَاهُ الشوبك فَتوجه إِلَيْهَا فِي جماعته وتشاغل السُّلْطَان عَنهُ ونزح سلار عَن الشوبك وَطلب الْبَريَّة ثمَّ خذل وسير يطْلب الْأمان على أَنه يُقيم(16/33)
بالقدس يعبد الله تَعَالَى فَأَجَابَهُ السُّلْطَان إِلَى ذَلِك وَدخل الْقَاهِرَة بعد أَن بَقِي أَيَّامًا فِي الْبَريَّة مردداً مَعَ الْعَرَب ينوبه كل يَوْم ألف دِرْهَم وَأَرْبَعُونَ غرارة شعير فَلَمَّا جَاءَ عاتبه السُّلْطَان واعتقله وَمنع من الزَّاد حَتَّى مَاتَ جوعا قيل إِنَّه أكل كعاب سرموزته وَقيل خفه وَقيل إِنَّهُم دخلُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ عَفا السُّلْطَان عَنْك فَقَامَ من الْفَرح وَمَشى خطوَات وَسقط مَيتا وَكَانَ اسمر آدم لطيف الْقد أسيل الخد لحيته فِي حنكه سَوْدَاء وَهُوَ من التتر الأويراتية مَاتَ فِي أَوَائِل الكهولة فِي سنة عشر وَسَبْعمائة وَلَعَلَّه مَا بلغ الكهولة وَأذن السُّلْطَان للأمير علم الدّين الجاولي أَن يتَوَلَّى دَفنه وجنازته فَدفن بتربته عِنْد الْكَبْش بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ رَحمَه الله ظريفاً فِي لبسه اقترح أَشْيَاء فِي اللّبْس وَهِي إِلَيْهِ منسوبة وَكَذَلِكَ فِي المناديل وَفِي قماش الْخَيل وَآلَة الْحَرْب قَالَ شمس الدّين الْجَزرِي قيل أَنه أَخذ لَهُ ثَلَاثمِائَة ألف ألف دِينَار وَشَيْء كثير من الْجَوَاهِر والحلي وَالْخَيْل وَالسِّلَاح والغلال مِمَّا لَا يكَاد ينْحَصر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا شَيْء كالمستحيل لِأَن ذَلِك يَجِيء وقر عشرَة آلَاف بغل الوقر ثَلَاثُونَ ألف دِينَار وَمَا علمت أَن أحدا من كبار السلاطين ملك هَذَا وَلَا ربعه ثمَّ تدبر رَحِمك الله إِذا فَرضنَا صِحَة قَوْلهم إِن دخله كَانَ فِي كل يَوْم أَرْبَعَة آلَاف دِينَار أما كَانَ عَلَيْهِ فِيهَا خرج فَلَو أمكنه أَن يكنز كل يَوْم ثَلَاثَة آلَاف دِينَار أَكَانَ يكون فِي السّنة غير ألف ألف دِينَار ومائتي ألف دِينَار فَتَصِير الْجُمْلَة فِي عشرَة أَعْوَام اثْنَي عشر ألف ألف دِينَار وَهَذَا لَعَلَّه غَايَة أَمْوَاله فلاح لَك فرط مَا حَكَاهُ صاحبنا الْجَزرِي واستحالته)
قَالَ الْجَزرِي نقلت من ورقة بِخَط علم الدّين البرزالي قَالَ دفع إِلَيّ الْمولى جمال الدّين ابْن الفويرة ورقة بتفصيل بعض أَمْوَال سلار وَقت الحوطة على دَاره فِي أَيَّام مُتعَدِّدَة يَوْم الْأَحَد تِسْعَة عشر رطلا بالمصري زمرد ياقوت رطلان بلخش رطلان وَنصف صناديق سنة صمنها جَوَاهِر فصوص مَاس وَغَيره ثَلَاثمِائَة قِطْعَة لُؤْلُؤ كبار مدور من زنة دِرْهَم إِلَى مِثْقَال ألف وَمِائَة وَخَمْسُونَ حَبَّة ذهب مِائَتَا ألف وَأَرْبَعُونَ ألف دِينَار دَرَاهِم أَرْبَعمِائَة ألف وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم
يَوْم الِاثْنَيْنِ ذهب خَمْسَة وَخَمْسُونَ ألف دِينَار وَألف ألف دِرْهَم وَأحد وَعِشْرُونَ ألفا فصوص بِذَهَب رطلان وَنصف مصاغ عُقُود وأساور وزنود وَحلق وَغير ذَلِك أَرْبَعَة قناطير بالمصري وفضيات أواني وهواوين وصدور سِتَّة قناطير
يَوْم الثُّلَاثَاء خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألف دِينَار وَثَمَانِية آلَاف دِرْهَم براجم وأهلة وصناجق ثَلَاثَة قناطير فضَّة ذهب ألف ألف دِينَار وَثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم أقبية ملونة بِفَرْوٍ قاقم ثَلَاثمِائَة قبَاء أقبية سنجاب أَرْبَعمِائَة قبَاء سروج مزركشة مائَة سرج
وَوجد عِنْد صهره الْأَمِير مُوسَى ثَمَانِيَة صناديق فَأخذت كَانَ من جملَة مَا فِيهَا عشر حوايص مجوهرة سلطانية وتركاش مَا يقوم وَمِائَة ثوب طرد وَحش وَقدم صحبته من(16/34)
الشوبك خَمْسُونَ ألف دِينَار وَأَرْبَعمِائَة وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم وثلاثمائة خلعة ملونة وخركاه أطلس معدني مبطنة بأزرق وبابها زركش وثلاثمائة فرس وَمِائَة وَعِشْرُونَ قطار بغال وَمثلهَا جمال كل هَذَا سوى الغلال والأنعام والجواري والغلمان والمماليك والأملاك وَالْعدَد والقماش
ذكرُوا أَنه عُوقِبَ كَاتبه فَأقر أَنه كَانَ يحمل إِلَيْهِ كل يَوْم ألف دِينَار مَا يعلم بهَا غَيره وَقيل إِن مَمْلُوكا دلهم على كنز لَهُ مَبْنِيّ فِي دَاره فوجدوا فِيهِ أكياساً وفتحوا بركَة فوجدوها ملأى أكياس ذهب ثمَّ أَنه مَاتَ البائس يتحسر على الْخبز الْيَابِس قَالَ شمس الدّين وحَدثني شَيخنَا فَخر الدّين أَن إنْسَانا حكى لَهُ قَالَ دخل الْعَام شونة سلار من أَصْنَاف الغلال سِتّمائَة ألف إِرْدَب
(الألقاب)
ابْن السلار الْأَمِير زين الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم
(سَلام 5311)
3 - (الْقَارئ النَّحْوِيّ)
سَلام بن سُلَيْمَان أَبُو الْمُنْذر الْمُزنِيّ الْبَصْرِيّ الْكُوفِي الْقَارئ النَّحْوِيّ لم يكن أحد مثله فِي الْإِنْكَار على الْقَدَرِيَّة قَالَ ابْن معِين لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 5312
3 - (أَبُو الْأَحْوَص الْكُوفِي)
سَلام بن سليم هُوَ أَبُو الْأَحْوَص الْكُوفِي الْحَافِظ قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة صَاحب سنة وَاتِّبَاع وَكَانَ متعبداً كَبِير الْقدر وَهُوَ خَال سليم الْقَارئ توفّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
(الألقاب)(16/35)
السلَامِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن سَلام نجم الدّين الْحسن بن سَالم بن سَلام
(سيابة 5313)
3 - (سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ)
سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد هشيم عَن يحيى بن سعيد ابْن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن أَبِيه عَن جده عَن سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم حنين أَنا ابْن العواتك فَسَأَلَ هشيم عَن العواتك فَقَالَ أُمَّهَات كن لَهُ من قيس قَالَ ابْن عبد الْبر يَعْنِي جدات لِآبَائِهِ وأجداده وروى عَنهُ أَنه قَالَ أَنا ابْن العواتك من سليم وَلَا يَصح ذكر سليم فِيهِ قَالَ العواتك ثَلَاث من سليم إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَة بنت أوقص بن مَالك وَهِي جدته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قبل بني زهرَة وَالثَّانيَِة عَاتِكَة بنت هِلَال ابْن فالح أم عبد منَاف وَالثَّالِثَة عَاتِكَة أم هَاشم وَقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بنسوة أبكار من بني سليم فأخرجن ثديهن فوضعنها فِي فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدرت
(سيار 5314)
3 - (أَبُو الْمنْهَال الريَاحي)
سيار بن سَلامَة أَبُو الْمنْهَال الريَاحي الْبَصْرِيّ روى عَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَعَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي والبراء السليطي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5315
3 - (الصَّحَابِيّ)
سيار بن روح أَو روح بن سيار قَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث على الشَّك فِيهِ من حَدِيث الشاميين رَوَاهُ بَقِيَّة عَن مُسلم بن زِيَاد قَالَ رَأَيْت أَرْبَعَة من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنس ابْن مَالك وفضالة ابْن عبيد(16/36)
وَأَبا الْمُنِيب وروح بن سيار أَو سيار بن روح يرخون العمائم من خَلفهم وثيابهم إِلَى الْكَعْبَيْنِ 5316
3 - (القَاضِي أَبُو عمر الْحَنَفِيّ)
سيار بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس أَبُو عمر الْكِنَانِي الْحَنَفِيّ القَاضِي الْهَرَوِيّ وَالِد صاعد بن سيار توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 5317
3 - (أَبُو الحكم الوَاسِطِيّ)
سيار أَبُو الحكم الوَاسِطِيّ الْعَنزي مَوْلَاهُم العَبْد الصَّالح روى عَن طَارق ابْن شهَاب وَأبي وَائِل وَالشعْبِيّ وَأبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ وَيُقَال إِن اسْم أَبِيه وردان قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة توفّي بواسط سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
(الألقاب)
ابْن السيبي أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب
سِيبَوَيْهٍ النَّحْوِيّ إِمَام النُّحَاة اسْمه عَمْرو بن عُثْمَان يَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ
سِيبَوَيْهٍ أَبُو نصر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز
سِيبَوَيْهٍ الْمصْرِيّ المعتزلي ابْن الجبائي اسْمه مُحَمَّد بن مُوسَى تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ
ابْن سِيرِين العابر اسْمه مُحَمَّد بن سِيرِين تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ
السيرافي النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن عبد الله بن الْمَرْزُبَان وَابْنه يُوسُف ابْن الْحُسَيْن)
(سيد أَبِيه 5318)
3 - (الْمرَادِي الإِشبيلي)
سيد أَبِيه بن الْعَاصِ أَبُو عمر الْمرَادِي الإشبيلي الزَّاهِد سمع من عبيد الله بن يحيى وَسَعِيد بن حمير وَمُحَمّد بن جُنَادَة وَكَانَ الْأَغْلَب عَلَيْهِ علم الْقُرْآن وتعبير الرُّؤْيَا وَكَانَ أحد الْعباد المتبتلين مُنْقَطع القرين فِي وقته عالي الصيت يُقَال(16/37)
كَانَ مجاب الدعْوَة روى عَنهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ وَغَيره قَالَه الفرضي وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة 5319
3 - (المرشاني الأندلسي)
سيد أَبِيه بن دَاوُد أَبُو الْأَصْبَغ المرشاني الأندلسي سمع مُحَمَّد بن عمر ابْن لبَابَة وَأحمد بن خَالِد بن الْحباب وَكَانَ شَيخا صَالحا مَوْصُوفا بالفقه توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة
(الألقاب)
السَّيِّد الْحِمْيَرِي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد
السَّيِّد ركن الدّين شَارِح الحاجبية الْحسن بن مُحَمَّد بن شرفشاه
ابْن سيدة اللّغَوِيّ عَليّ بن أَحْمد
ابْن السَّيِّد البطليوسي اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأَخُوهُ عَليّ بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالخيطال
ابْن سيدة الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن سيد اللّغَوِيّ اسْمه أَحْمد بن أبان
ابْن سيد النَّاس هُوَ فتح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد تقدم ذكره فِي المحمدين سيدوك الوَاسِطِيّ الشَّاعِر اسْمه عبد الْعَزِيز بن حَامِد
سيدنَا وهبان
ابْن سيد بونه جَعْفَر بن عبد الله بن مُحَمَّد
(سيدة 5320)
3 - (الغرناطية)
سيدة بنت عبد الْغَنِيّ أم الْعَلَاء الْعَبْدَرِيَّة الغرناطية العابدة كَانَت تحفظ الْقُرْآن مليحة الْخط كَثِيرَة الْعِبَادَة وَالْبر وَالْمَعْرُوف وَفك الْأُسَارَى كتبت بخطها إحْيَاء عُلُوم الدّين وَغير ذَلِك وَعلمت فِي دور الْمُلُوك وَتوفيت بتونس سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 5321
3 - (بنت عُثْمَان المصرية)
سيدة بنت مُوسَى بن عُثْمَان بن درباس الماراني أم مُحَمَّد شيخة صَالِحَة معمرة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كنت أتلهف على لقيها وَمَاتَتْ قبل دخولي الْقَاهِرَة سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِعشْرَة أَيَّام وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة تسع وسِتمِائَة أَبُو(16/38)
الْحسن عَليّ بن هُبل الطَّبِيب وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر وَسليمَان الْموصِلِي وَأحمد بن الدبيقي وَابْن منينا وَسمعت جُزْءا من مِسْمَار بن العويس وتفردت بالرواية عَن هَؤُلَاءِ وروت بِالْإِجَازَةِ عَن عين الشَّمْس الثقفية
(سِيرِين 5322)
3 - (سِيرِين أُخْت مَارِيَة الْقبْطِيَّة)
سِيرِين أُخْت مَارِيَة الْقبْطِيَّة أهداهما جَمِيعًا الْمُقَوْقس مَعَ مامور الْخصي فَاتخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنَفسِهِ مَارِيَة ووهب سِيرِين لحسان بن ثَابت فَهِيَ أم عبد الرَّحْمَن بن حسان روى عَنْهَا ابْنهَا عبد الرَّحْمَن قَالَت رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فُرْجَة فِي قبر ابْنه إِبْرَاهِيم فَأمر بهَا فَسدتْ وَقَالَ إِنَّهَا لَا تضر وَلَا تَنْفَع وَلَكِن تقر بِعَين الْحَيّ وَإِن العَبْد إِذا عمل شَيْئا احب الله أَن يتقنه
(سيف 5323)
3 - (صَاحب كتاب الرِّدَّة والفتوح)
سيف بن عمر التَّمِيمِي الْأَسدي وَيُقَال الضَّبِّيّ الْكُوفِي صَاحب كتاب الْفتُوح وَكتاب الرِّدَّة وَغير ذَلِك روى عَن طَائِفَة كَثِيرَة من المجاهيل والأخباريين قَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَتْرُوك وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ ابْن حبَان اتهمَ بالزندقة وَرُوِيَ أَنه كَانَ يضع الْأَحَادِيث وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ
(سِيمَا 5324)
3 - (غُلَام المعتصم)
سِيمَا التركي غُلَام المعتصم ابْن الرشيد كَانَ أحسن تركي على وَجه الأَرْض فِي وقته وَكَانَ المعتصم لَا يكَاد يُفَارِقهُ وَلَا يصبر عَنهُ محبَّة لَهُ ووجدوا بِهِ قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات دَعَا المعتصم أَخَاهُ الْمَأْمُون ذَات يَوْم إِلَى دَاره فأجلسه فِي بَيت على سقفه جامات فَوَقع ضوء الشَّمْس من وَرَاء بعض تِلْكَ الجامات على وَجه سِيمَا فصاح(16/39)
الْمَأْمُون لِأَحْمَد بن مُحَمَّد اليزيدي فَقَالَ انْظُر وَيلك إِلَى ضوء الشَّمْس على وَجه سِيمَا أَرَأَيْت أحسن من هَذَا قطّ وَقد قلت السَّرِيع
(قد طلعت شمس على شمس ... وزالت الوحشة بالأنس)
فأجز فَقَالَ اليزيدي
(قد كنت أشنا الشَّمْس من قبل ذَا ... فصرت أرتاح إِلَى الشَّمْس)
قَالَ وفطن المعتصم فعض شَفَتَيْه لِأَحْمَد فَقَالَ أَحْمد لِلْمَأْمُونِ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَئِن لم يعلم الْأَمِير حَقِيقَة الْأَمر مِنْك لأقعن مَعَه فِي مَا أكره فَدَعَاهُ الْمَأْمُون فَأخْبرهُ الْخَبَر فَضَحِك المعتصم فَقَالَ الْمَأْمُون كثر الله يَا أخي فِي غلمانك مثله
(الألقاب)
سيفنة الْحَافِظ إِبْرَاهِيم بن ديزيل
ابْن السيوري النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن سعيد بن حمامة
سيف الدولة كثير تلقب بِهِ صَاحب حلب ابْن حمدَان أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن حمدَان وَسيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد صَاحب الْحلَّة وَسيف الدولة الْحِمصِي مُحَمَّد بن غَسَّان وَسيف الدولة الْمُبَارك بن كَامِل من بني منقذ وَسيف الدولة صَدَقَة بن مَنْصُور)
السَّيْف الْبَغْدَادِيّ المنطقي عِيسَى بن دَاوُد(16/40)
ابْن سينا الرئيس أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عبد الله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(حرف الشين)
(الألقاب)
الشابشتي مُحَمَّد بن إِسْحَاق
والشابشتي عَليّ بن مُحَمَّد
الشاتاني الْحسن بن عَليّ
والشاتاني علم الدّين الْحسن بن سعيد
ابْن شاتيل اسْمه حمد بن عبد الرَّحْمَن
آخر عبيد الله بن عبد الله
ابْن شَاذان الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز
ابْن شَاذان أَحْمد بن عَليّ
ابْن شَاذان الْحسن بن أَحْمد
ابْن شَاذان أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله
(شاذي 5325)
3 - (صَاحب الكرك)
شاذي بن دَاوُد بن عِيسَى بن أَيُّوب بن شاذي الْملك الظَّاهِر غياث الدّين ابْن الْملك النَّاصِر صَاحب الكرك وَلَده وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ صَاحب دمشق سنة خمس وَعشْرين وَنَشَأ بالكرك وَسمع من ابْن المنجا وَابْن اللتي وَحدث بِدِمَشْق وَكَانَ دينا خيرا متواضعاً يتعانى زِيّ الْعَرَب كعمه الْملك القاهر وَأمه هِيَ ابْنة الأمجد حسن ابْن الْعَادِل توفّي بالغور سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 5326(16/41)
3 - (الْملك الأوحد تَقِيّ الدّين)
شاذي الْملك الأوحد الْأَمِير الْكَبِير تَقِيّ الدّين ابْن الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد ابْن الْمُجَاهِد شيركوه صَاحب حمص بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي الْحِمصِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة خمس وَسَبْعمائة بالبقاع وَنقل إِلَى دمشق وَدفن بتربة أَبِيه بقاسيون كَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار حفظ الْقُرْآن وساد أهل بَيته وَكَانَ ذَا رَأْي وسؤدد وفضيلة وشكل ومهابة سمع من الْفَقِيه اليونيني وَابْن عبد الدَّائِم وَسمع وَلَده الْملك صَلَاح الدّين من ابْن البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ علم الدّين البرزالي وَكَانَ قد اخْتصَّ بالأفرم وولاه أَمر ديوانه وتدبير أمره وَلما توجه الأفرم بالعسكر إِلَى جبل كسروان توجه مَعَه وَمرض هُنَاكَ وَنقل بَعْدَمَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى
(الألقاب)
الشاذلي الشَّيْخ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن عبد الْجَبَّار
الشَّاذكُونِي اسْمه سُلَيْمَان بن دَاوُد
شَارِب الذَّهَب الصَّحَابِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان
الشارمساحي اسْمه أَحْمد بن عبد الدَّائِم
ابْن شأس الْمَالِكِي اسْمه عبد الله بن نجم بن شأس
ابْن شأس القَاضِي الْمَالِكِي الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن
الشاطبي الْمُقْرِئ الْمَشْهُور اسْمه الْقَاسِم بن فيره وَابْنه اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم
الشاطبي اللّغَوِيّ رَضِي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف)
ابْن الشاطبي عَليّ بن يحيى بن عَليّ
الشاطبي نجم الدّين اسْمه يحيى بن عَليّ
ابْن الشاطر الموقت اسْمه عَليّ بن إِبْرَاهِيم
ابْن الشاطر يحيى بن مُحَمَّد
الشاغوري النَّحْوِيّ أَبُو بكر بن يَعْقُوب
الشاغوري الشَّاعِر فتيَان(16/42)
الشَّاشِي أَبُو نصر الشَّافِعِي أَحْمد بن عبد الله
(شارية 5327)
3 - (الْمُغنيَة)
شارية الْمُغنيَة كَانَت مولدة من مولدات الْبَصْرَة يُقَال أَن أَبَاهَا كَانَ رجلا من بني سامة بن لؤَي المعروفين ببني نَاجِية وَأَنه جَحدهَا وَكَانَ قد اشْتَرَاهَا امْرَأَة من بني هَاشم فأدبتها وعلمتها الْغناء ثمَّ اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَأخذت غناءه كُله عَنهُ أَو أَكْثَره وَبِذَلِك يحْتَج من يقدمهَا على عريب وَقيل إِنَّهَا عرضت على إِسْحَاق الْموصِلِي فَأعْطى بهَا ثَلَاثمِائَة دِينَار ثمَّ استغلاها فجيء بهَا إِلَى إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي فاشتراها بذلك ثمَّ دَعَا بِقِيمَتِه وَدفعهَا إِلَيْهَا وَقَالَ لَا تريني إِيَّاهَا سنة وَقَوْلِي للجواري يطرحن عَلَيْهَا فَلَمَّا كَانَ بعد سنة أخرجت إِلَيْهِ فَنظر إِلَيْهَا وسمعها فَأرْسل إِلَى إِسْحَاق وَأرَاهُ إِيَّاهَا وغنت لَهُ وَقَالَ لَهُ هَذِه جَارِيَة تبَاع بكم تأخذها لنَفسك فَقَالَ إِسْحَاق بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَهِي رخيصة بهَا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم أتعرفها قَالَ لَا قَالَ هِيَ الَّتِي استعرضتها بثلاثمائة دِينَار وَلم ترض بهَا فَبَقيَ إِسْحَاق يتعجب من حَالهَا وَمَا صَارَت إِلَيْهِ ثمَّ إِن أمهَا تحيلت على إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وأرادت إخْرَاجهَا عَن ملكه فَلَمَّا أحس بذلك أعْتقهَا وَتَزَوجهَا وَأصْدقهَا عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقيل إِنَّه لما بلغه ذَلِك أشهد عَلَيْهِ أَن شارية صَدَقَة على مَيْمُونَة ابْنَته وَأشْهد ابْنه هبة الله بذلك ثمَّ إِنَّه ابتاعها من مَيْمُونَة بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَ يطَأ شارية على أَنَّهَا أمته وَهِي تظن أَنَّهَا مَوْطُوءَة حرَّة وَلما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي أظهرت مَيْمُونَة الْخَبَر وَشهد بذلك أَخُوهَا فابتاعها المعتصم بِخَمْسَة آلَاف دِينَار وَقيل إِنَّه ابتاعها بثلاثمائة ألف دِرْهَم وَقيل إِن المعتصم أعطي فِيهَا سبعين ألف دِينَار فَلم يبعها وَقيل إِن الواثق كَانَ يسميها ستي وَكَانَت تعلم فريدة الْغناء قَالَ جحظة كنت يَوْمًا عِنْد الْمُعْتَمد)
فغنت شارية بِشعر مَوْلَاهَا إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي ولحنه
(يَا طول غلَّة قلبِي الْمُعْتَاد ... إلْف الْكِرَام وصحبة الأمجاد)
(مَا زلت آلف كل يَوْم ماجداً ... مُتَقَدم الْآبَاء والأجداد)
فَقَالَ لَهَا أَحْسَنت وَالله فَقَالَت هَذَا غنائي وَأَنا عَارِية فَكيف لَو كنت كاسية فَأمر لَهَا بِأَلف ثوب من جَمِيع أَصْنَاف الثِّيَاب الْخَاصَّة فَحمل ذَلِك إِلَيْهَا وَأمر بِإِخْرَاج سير الْخُلَفَاء فَأقبل بهَا الغلمان يحملونها فِي دفاتر عِظَام قَالَ يحيى بن المنجم فتصفحناها كلهَا فَمَا وجدنَا أحدا قبله فعل ذَلِك أصلا(16/43)
(شَافِع 5328)
3 - (أَبُو عبد الله الجيلي الشَّافِعِي)
شَافِع بن عبد الرشيد بن الْقَاسِم أَبُو عبد الله الجيلي تفقه على الكيا الهراسي وعَلى الْغَزالِيّ وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور للمناظرة كل جُمُعَة يحضرها الْفُقَهَاء سمع وروى وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كنت أحضر حلقته وَأَنا صبي توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ الصَّحِيح وَسمع بطبس وبالبصرة وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب فَقِيها فَاضلا ورعا متدينا روى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَعبد الْخَالِق بن أَسد الْحَنَفِيّ الدِّمَشْقِي وَالْمبَارك بن كَامِل الْخفاف 5329
3 - (أَبُو مُحَمَّد الجيلي الْحَنْبَلِيّ)
شَافِع بن صَالح بن حَاتِم بن أبي عبد الله الجيلي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ قدم بَغْدَاد بعد الثَّلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصَحب القَاضِي أَبَا يعلى ابْن الْفراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأُصُول وَالْفُرُوع وَكتب أَكثر مصنفاته وَسمع مِنْهُ وَمن أبي طَالب ابْن غيلَان وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكَانَ صَالحا متعففاً وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 5330
3 - (أَبُو مُحَمَّد الجيلي)
شَافِع بن صَالح بن شَافِع بن صَالح الجيلي أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْمَعَالِي ابْن أبي مُحَمَّد الْمَذْكُور آنِفا سمع أَحْمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَهبة الله بن مُحَمَّد ابْن الحُصَين وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة 5331
3 - (نَاصِر الدّين ابْن عبد الظَّاهِر)
)
شَافِع بن عَليّ بن عَبَّاس بن إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الإِمَام الأديب نَاصِر الدّين سبط الشَّيْخ عبد الظَّاهِر بن نشوان ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
كَانَ يُبَاشر الْإِنْشَاء بِمصْر زَمَانا إِلَى أَن أضرّ لِأَنَّهُ أَصَابَهُ سهم فِي نوبَة حمص الْكُبْرَى سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة فِي صُدْغه فَعميَ بعد ذَلِك وَبَقِي مُدَّة ملازم بَيته إِلَى أَن توفّي روى عَن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وَغَيره وروى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَالشَّيْخ علم الدّين البرزالي وجمال الدّين إِبْرَاهِيم(16/44)
الغانمي وَغَيره من الطّلبَة لَهُ النّظم الْكثير والنثر الْكثير وَكتب الْمَنْسُوب فَأحْسن وَكَانَ جمَاعَة للكتب خلف على مَا أَخْبرنِي بِهِ شهَاب الدّين البوتيجي الكتبي بِالْقَاهِرَةِ ثَمَانِيَة عشر خزانَة كتبا نفائس أدبية وَكَانَت زَوجته تعرف ثمن كل كتاب وَبقيت تبيع مِنْهَا إِلَى أَن خرجت من الْقَاهِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأَخْبرنِي البوتيجي أَنه كَانَ إِذا لمس الْكتاب وجسه قَالَ هَذَا الْكتاب الْفُلَانِيّ وَهُوَ لي ملكته فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَي مُجَلد كَانَ قَامَ إِلَى خزانَة وتناوله مِنْهَا كَأَنَّهُ الْآن وَضعه هُنَاكَ بِيَدِهِ
اجْتمعت بِهِ فِي دَاره وكتبت لَهُ وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة استدعاء ونسخته المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُفِيد الْقدْوَة جَامع شَمل الْأَدَب قبْلَة أهل السَّعْي فِي تَحْصِيله والدأب
(أخي المعجزات اللائي أبدت طروسه ... كأفق بِهِ للنيرات ظُهُور)
(وَمَا ثمَّ إِلَّا الشَّمْس والبدر فِي السما ... وَذَاكَ شموس كُله وبدور)
البليغ الَّذِي أثار أوابد الْكَلم من مظان البلاغة وأبرز عقائل الْمعَانِي تتهادى فِي تيجان أَلْفَاظه فَجمع بَين صناعَة السحر والصياغة وأبدع فِي طَرِيقَته المثلى فَجلت عَن الْمثل وَأنْبت فِي رياض الْأَدَب غروس فضل لَا يُقَاس بدوحات البان والأثل وَأظْهر نظامه عقوداً حلت من الزَّمَان كل مَا عطل وَقَالَ لِسَان الْحَال فِيمَا يتعاطاه مكره أَخُوك لَا بَطل وجلا عِنْد نثاره حور كَلِمَات مقصورات فِي خيامه وذر على كافور قرطاسه من أنفاسه مسك ختامه نَاصِر الدّين شَافِع بن عَليّ
(لَا زَالَ فِي هَذَا الورى فَضله ... يسير سير الْقَمَر الطالع)
(حَتَّى يَقُول النَّاس إِذْ جمعُوا ... مَا مَالك الإنشا سوى شَافِع)
إجَازَة كَاتب هَذِه الأحرف مَا يجوز لَهُ رِوَايَته من كتب الحَدِيث وأصنافها ومصنفات الْعُلُوم)
على اختلافها إِلَى غير ذَلِك كَيفَ مَا تأدى إِلَيْهِ من مشايخه الَّذين أَخذ عَنْهُم من قِرَاءَة أَو سَماع أَو إجَازَة أَو مناولة أَو وَصِيَّة وإجازة مَا لَهُ فسح الله فِي مدَّته من تأليف وَوضع وتصنيف وَجمع ونظم ونثر وَالنَّص على ذكر مصنفاته وتعيينها فِي هَذِه الْإِجَازَة إجَازَة عَامَّة على أحد الْقَوْلَيْنِ فِي مثل ذَلِك وَالله يمتع بفوائده وينظم على جيد الزَّمن العاطل دُرَر قلائده وَكتب خَلِيل بن أيبك فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة
فأملى الْجَواب عَن ذَلِك على من كتبه ونسخته أما بعد فَالْحَمْد لله الَّذِي أمتع من الْفُضَلَاء بِكُل مجيز ومستجيز وَأشْهد من معاصري ذَوي الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة من جمع بَين الْبَسِيط من علو الْإِسْنَاد وَالْوَجِيز نحمده على نعْمَة يجب لَهُ عَلَيْهَا الإحماد ونشكره على تهيئة فَضلهَا المخول شرف الْإِسْعَاف والإسعاد وَنُصَلِّي على سيدنَا مُحَمَّد المعظمة رُوَاة أَحَادِيثه وَحقّ(16/45)
لَهُم التَّعْظِيم الْعَالِيَة قدرا وسنداً من شَأْنه التبجيل والتفخيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَصَحبه وَمَا أحقهم بِالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيم وَبعد فَإِنِّي وقفت على مَا التمسه الإِمَام الْفَاضِل الصَّدْر الْكَامِل الْمُحدث الصَّادِق العالي الْإِسْنَاد الراقي إِلَى دَرَجَة عُلَمَاء الحَدِيث النَّبَوِيّ بعلو رِوَايَته السائرة على رُؤُوس الأشهاد وَهُوَ غرس الدّين خَلِيل بن أَبِيك
(وحسبي بِهِ غرساً تسامى أَصَالَة ... إِلَى أَن سما نَحْو السَّمَاء علاؤها)
(حوى من بديع النّظم والنثر مَا رقى ... إِلَى دَرَجَات لَا يرام انتهاؤها)
استجاز أعزه الله فَأتى ببديع النّظم والنثر فِي استجازته وَقَالَ فأبدع فِي إبدائه وإعادته وتنوع فِي مقالهما فَأَسْمع مَا شنف الأسماع وَأَبَان عَمَّا انْعَقَد على إبداعه الْإِجْمَاع وَقَالَ فَمَا استقال ورتل آي مُحكم كِتَابه فتميز وَحقّ لَهُ التَّمْيِيز على كل حَال وَقد أَجَبْته إِلَى مَا بِهِ رسم جملَة وتفصيلاً وأصلاً وفرعا وأبديت بِهِ وَجها من وُجُوه الْإِجَابَة جميلاً مَا تجوز لي رِوَايَته من كتب الحَدِيث وأصنافها ومصنفات الْعُلُوم حسب إجَازَة ألافها حَسْبَمَا أجزت بِهِ من الْمَشَايِخ الَّذين أخذت عَنْهُم وَسَأَلت الْإِجَازَة مِنْهُم بِقِرَاءَة أَو سَماع أَو مناولة أَو وَصِيَّة وَمَا لي من تأليف وَوضع ونظم ونثر وَجمع كشعري المتضمنه الدِّيوَان الْمُثبت فِيهِ ومناظرة الْفَتْح بن خاقَان الْمُسَمّى شنف الآذان فِي مماثلة تراجم قلائد العقيان وسيرة مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك النَّاصِر المتضمنة أَجزَاء مُتعَدِّدَة وسيرة وَالِده السُّلْطَان الشَّهِيد الْملك الْمَنْصُور المتضمنة جُزْءا الَّتِي حسنتها على أَلْسِنَة الرعايا مترددة وسيرة وَلَده الْملك الْأَشْرَف ونظم الْجَوَاهِر فِي سيرة مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَيْضا نظماً وَمَا يشْرَح الصُّدُور من أَخْبَار عكا)
وصور وَالْإِعْرَاب عَمَّا اشْتَمَل عَلَيْهِ الْبناء الملكي الناصري بسر يَا قَوس من الإغراب وإفاضة أبهى الْحلَل على جَامع قلعة الْجَبَل وقلائد الفرائد وفرائد القلائد فِيمَا لشعراء العصريين الأماجد ومناظرة ابْن زيدون فِي رسَالَته وقراضات الذَّهَب المصرية فِي تقريظات الحماسة البصرية والمقامات الناصرية ومماثلة سَائِر مَا حل من الشّعْر وتضمين الْآي الشَّرِيفَة وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة فِي الْمثل السائر والمساعي المرضية فِي الْغَزْوَة الحمصية وَمَا ظهر من الدَّلَائِل فِي الْحَوَادِث والزلازل والمناقب السّريَّة المنتزعة من السِّيرَة الظَّاهِرِيَّة والدر المنتظم فِي مفاخرة السَّيْف والقلم وَالْأَحْكَام العادلة فِيمَا جرى بَين المنظوم والمنثور من المفاضلة والرأي الصائب فِي إِثْبَات مَا لَا بُد مِنْهُ لِلْكَاتِبِ والإشعار بِمَا للمتنبي من الْأَشْعَار وتجربة الخاطر المخاطر فِي مماثلة فصوص الْفُصُول وعقود الْعُقُول مِمَّا كتب بِهِ القَاضِي الْفَاضِل السعيد ابْن سناء الْملك وعدة الْكَاتِب وعمدة الْمُخَاطب وشوارد المصائد فِيمَا لحل الشّعْر من الْفَوَائِد وَمُخَالفَة المرسوم فِي الوشي المرقوم وَمَا لي غير ذَلِك من حل نظم ونظم حل ورسائل فِيمَا قل أَو جلّ وَمَا يتَّفق لي بعد ذَلِك من نظم ونثر وتأليف وَجمع حسب مَا التمسه مني بِمُقْتَضى إِجَازَته وإبدائه وإعادته(16/46)
وَكتب فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكتب بِخَط يَده بعد ذَلِك أجزت لَهُ جَمِيع ذَلِك بِشَرْطِهِ وَكتب شَافِع بن عَليّ بن عَبَّاس وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة
(قَالَ لي من رأى صباح مشيبي ... عَن شمال من لمتي وَيَمِين)
(أَي شَيْء هَذَا فَقلت مجيباً ... ليل شكّ محاه صبح يَقِين)
وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة
(تعجبت من أَمر القرافة إِذْ غَدَتْ ... على وَحْشَة الْمَوْتَى لَهَا قَلبهَا يصبو)
(فألفيتها مأوى الْأَحِبَّة كلهم ... ومستوطن الأحباب يصبو لَهُ الْقلب)
وأنشدني لَهُ إجَازَة
(أرى الْخَال من وَجه الحبيب بِأَنْفِهِ ... وموضعه الأولى بِهِ صفحة الخد)
(وَمَا ذَاك إِلَّا أَنه من توقد ... تسامى يروم الْبعد من شدَّة الوقد)
وأنشدني لَهُ وَقد احترقت خزانَة الْكتب فِي أَيَّام الْأَشْرَف
(لَا تحسبوا كتب الخزانة عَن سدى ... هَذَا الَّذِي قد تمّ من إحراقها)
)
(لما تشَتت شملها وَتَفَرَّقَتْ ... أسفت فَتلك النَّار نَار فراقها)
وأنشدني لَهُ أيضاُ
(شكا لي صديق حب سَوْدَاء أغريت ... بمص لِسَان لَا تمل لَهُ وردا)
(فَقلت لَهُ دعها تلازم مصه ... فماء لِسَان الثور ينفع للسودا)
وأنشدني لَهُ فِي البند الْأَحْمَر
(وَبِي قامة كالغصن حِين تمايلت ... وكالرمح فِي طعن يقد وَفِي قد)
(جرى من دمي بَحر بِسَهْم فِرَاقه ... فخصب مِنْهُ مَا على الخصر من بند)
وأنشدني لَهُ إجَازَة
(قل لمن أطرى أَبَا دلف ... بمديح زَاد فِي غرره)
(كم رَأينَا من أبي دلف ... خَبره يُربي على خَبره)
(ثمَّ ولى بالممات وَمَا ... ولت الدُّنْيَا على أَثَره)
وأنشدني لَهُ فِي انكفاف بَصَره
(أضحى وجودي برغمي فِي الورى عدماً ... إِذْ لَيْسَ فيهم ورد وَلَا صدر)
(عدمت عَيْني وَمَا لي فيهم أثر ... فَهَل وجود وَلَا عين وَلَا أثر)(16/47)
وأنشدني لَهُ أَيْضا
(وَمن عجب أَن السيوف لديهم ... تكلم من تأتمه وَهِي صامته)
(وأعجب من ذَا أَنَّهَا فِي أكفهم ... تحيد عَن الْكَفّ المدى وَهِي ثابته)
وأنشدني لَهُ فِي الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل لما درس بمشهد الْحُسَيْن
(يَا ابْن الْخَطِيب لقد أسمعتنا ملحاً ... من الْبَدَائِع فِي سر وَفِي علن)
(أبدعت فِيهَا وَلَا نكر وَلَا عجب ... عِنْد الْحُسَيْن إِذا مَا جِئْت بالْحسنِ)
وأنشدني لَهُ فِي شَبابَة
(سلبتنا شَبابَة بهواها ... كل مَا ينْسب اللبيب إِلَيْهِ)
(كَيفَ لَا والمعرب القَوْل فِيهَا ... آخذ أمرهَا بكلتا يَدَيْهِ)
وأنشدني لَهُ
(لقد فَازَ بالأموال قوم تحكموا ... ودان لَهُم مأمورها وأميرها)
)
(نقاسمهم أكياسها شَرّ قسْمَة ... ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها)
وأنشدني لَهُ فِي سجادة خضراء
(عجبوا إِذْ رَأَوْا بديع اخضرار ... ضمن سجادة بِظِل مديد)
(ثمَّ قَالُوا من أَي مَاء تروى ... قلت مَاء الْوُجُوه عِنْد السُّجُود)
وأنشدني لَهُ فِي ممسحة الْقَلَم
(وممسحة تناهى الْحسن فِيهَا ... فأضحت فِي الملكاحة لَا تبارى)
(وَلَا نكر على الْقَلَم الموافي ... إِذا فِي ضمنهَا خلع العذارا)
وَمن نثره فِي شمعة قَوْله شمعة مَا استتم نبتها بروضة الْأنس حَتَّى نور وَلَا نما بدوحة المفاكهة حَتَّى أَزْهَر أَوْمَأ بنان تبلجها إِلَى طرق الْهِدَايَة وَأَشَارَ وَدلّ على نهج التبصر وَكَيف لَا وَهِي علم فِي رَأسه نَار فَكَأَنَّمَا هِيَ قلم امْتَدَّ مِمَّا أليق من ذهب أَو صعدة إِلَّا أَن سنانها من لَهب وحسبها كرماً أَن جَادَتْ بِنَفسِهَا وأعلنت بإمتاعها على همود حسها سائلها فِي الْجُود بأمثالها مسؤول وَدَمه بِالْعَفو للصفح من سماحتها مطلول تحيتها عموا صباحا بتألق فجرها وَتَمام بدرها فِي أَوَائِل شهرها قد جمعت من مَاء دمعها ونار توقدها بَين نقيضين وَمن حسن تأثيرها وَعين تبصرها بَين الْأَثر وَالْعين كم شوهة مِنْهَا فِي مدلهم اللَّيْل للشمس وَضُحَاهَا وَمن تَمام نورها النَّجْم إِذا تَلَاهَا وَكم طوى بَاعَ أنملتها المضنية رِدَاء اللَّيْل إِذا يَغْشَاهَا قد غيرت ببياض سَاطِع نورها على اللَّيْل من أَثوَاب الْحداد وتنزلت مِنْهُ منزلَة النُّور الباصر وَلَا شُبْهَة أَن النُّور فِي السوَاد إِن تمايل لِسَان نورها فالإضاءة ذَات الْيَمين وَذَات(16/48)
الشمَال وَإِن استقام على طَريقَة الإنارة فَلَمَّا يلْزم إنارتها من الْإِكْمَال نارها إِنَّمَا هُوَ من تلاعب الْهوى بحشاها ونحولها بمكابدة تعذيبها بِمَا من الاصفرار يَغْشَاهَا كم عقدت على سفك دَمهَا مَعَ الْبَرَاءَة من العقوق من محافل وَكم قتلت على إطفاء نائرتها وَلَا ثائرة من قَاتل فَهِيَ السليمة الَّتِي كم باتت من زبان صرفهَا بليلة السَّلِيم وَكم أجدى نَفسهَا على نَفسهَا بنفح روحها من عَذَاب أَلِيم كتب إِلَيْهِ السراج الْوراق يستشفع بِهِ عِنْد فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر
(أيا نَاصِر الدّين انتصر لي فطالما ... ظَفرت بنصر مِنْك بالجاه وَالْمَال)
(وَكن شافعاً فَالله سماك شافعاً ... وطابقت أَسمَاء بِأَحْسَن أَفعَال)
(وقدرك لم نجهله عِنْد مُحَمَّد ... لِأَن ابْن عَبَّاس من الصحب والآل)
)
وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا
(سَيِّدي الْيَوْم أَنْت ضيف كريم ... فاق معنى فِي جوده بمعان)
(لَو رأى الْفَتْح سؤدد الْفَتْح هَذَا ... مَا انْتَمَى بعده إِلَى خاقَان)
(أَو رَآهُ فتح المغارب حلى ... بعلاه قلائد العقيان)
(وَكَأَنِّي أراكما فِي مجارا ... ة الْمعَانِي بحرين يَلْتَقِيَانِ)
(وتطارحتما مذاكرة يَفِ ... تن مِنْهَا أزاهر الأفنان)
(فَإِذا مَا مر للضائع ذكر ... فاجعلاني فِي بعض من تذكران)
وبيني وَبَينه محاورات ومجاراة ذكرتها فِي كتابي ألحان السواجع
(الألقاب)
ابْن شاقلا الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد
(شَاكر 5332)
3 - (أَبُو الْيُسْر كَاتب نور الدّين)
شَاكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الرئيس أَبُو الْيُسْر التنوخي المعري الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين كَاتب الْإِنْشَاء كَانَ أديبا فَاضلا جَلِيلًا ذكياً شَاعِرًا كتب الْإِنْشَاء لنُور الدّين الشَّهِيد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْأَدَب على جده القَاضِي أبي الْمجد مُحَمَّد بن عبد الله بحماة وَسمع من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن(16/49)
العجمي وَغَيره وَحدث وَولد بشيزر سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر مَعَ تقدمه وَهُوَ جد تَقِيّ الدّين إِسْمَاعِيل وروى عَنهُ أَيْضا ابْنه إِبْرَاهِيم وَأَبُو الْقَاسِم ابْن صصرى وَقد تقدم ذكر جده أبي الْمجد مُحَمَّد فِي المحمدين وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده أبي مُحَمَّد عبد الله فِي مَكَانَهُ وَهُوَ من بَيت أبي الْعَلَاء المعري الْمَشْهُور وَكَانَ تَقِيّ الدّين هَذَا يكْتب لنُور الدّين الشَّهِيد قبل الْعِمَاد الْكَاتِب فَلَمَّا استعفى وَقعد فِي بَيته تولى الْعِمَاد الْإِنْشَاء بعده لاستقبال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَكَانَ حميد السِّيرَة جميل السريرة وَمن شعره
(وَردت بجهلي مورد الْحبّ فارتوت ... عروقي من مَحْض الْهوى وعظامي)
(وَلم يَك إِلَّا نظرة بعد نظرة ... على غرَّة مِنْهَا وَوضع لئام)
(فَحلت بقلبي من بثين طماعة ... أقرَّت بهَا حَتَّى الْمَمَات غرامي)
)
وَمِنْه
(وجدت الْحَيَاة ولذاتها ... منغصة بِوُقُوع الْأَذَى)
(إِذا استحسنت مقلة الناظرين ... فَفِي الْحَال يظْهر فِيهَا القذى)
(وَأطيب مَا يتغذى بِهِ ... فَفِي وقته يَسْتَحِيل الغذا)
(فَلَا حبذا طول عمر الْفَتى ... وَإِن قصر الْعُمر يَا حبذا)
3 - (خَادِم الحلاج)
شَاكر الصُّوفِي خَادِم الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج ذكره أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فِي تَارِيخ الصُّوفِيَّة ذكر أَنه كَانَ من أهل بَغْدَاد وَأَنه كَانَ شهماً مثل الحلاج وَهُوَ الَّذِي أخرج كَلَامه للنَّاس وَضرب عُنُقه بِبَاب الطاق بِسَبَب ميله إِلَى الحلاج 5334
3 - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي)
أَبُو شَاكر الْحَكِيم الْمُوفق الطَّبِيب ابْن الطَّبِيب أبي سُلَيْمَان دَاوُد بن أبي المنى كَانَ نَصْرَانِيّا بارعاً فِي الطِّبّ والعلاج متميزاً فِي الدولة بالديار المصرية قَرَأَ على أَخِيه الْمُهَذّب طَبِيب الْعَادِل والمعظم وَمهر فِي الصِّنَاعَة وخدم الْكَامِل ونال من جِهَته دنيا وَاسِعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة 5335
3 - (أَبُو المكارم ابْن المعداني)
شَاكر بن حَامِد أَبُو المكارم ابْن الإِمَام أبي المطهر المعداني كَانَ أَبوهُ من فضلاء الْأَئِمَّة بأصبهان وَكَانَ وَلَده هَذَا أَبُو المكارم أديباً ناظماً ناثراً قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب أَنْشدني وَلَده لوالده شَاكر ...(16/50)
(أيا مولَايَ عفوا عَن أنَاس ... لَهُم فِي دينهم حَال عجيبه)
(هم خَافُوا وَمَا قصدُوا بشر ... فَكيف إِذا أَصَابَتْهُم مصيبه)
قَالَ وأنشدني لَهُ أَيْضا
(إِذا بلغتني يَوْمًا سَلاما ... ترى الْفلك الْمدَار لي الغلاما)
(وَلَا أَرْجُو سؤالك عَن شؤوني ... أرى ذكراك لي شرفاً تَمامًا)
وشاكر هَذَا هُوَ وَالِد أبي المناقب شمس الدّين عبد الله وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي حرف الْعين مَكَانَهُ)
(الألقاب)
الشاكر الْبَصْرِيّ اسْمه الْحسن بن عَليّ بن غَسَّان تقدم فِي حرف الْحَاء فِي مَكَانَهُ ابْن شاكل الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فَارس
3 - (الْمُوفق الطَّبِيب)
أَبُو شَاكر بن أبي سُلَيْمَان الْحَكِيم موفق الدّين ابْن أبي سُلَيْمَان كَانَ متقناً لعلم الطِّبّ والعلاج مكيناً فِي الدولة قَرَأَ الطِّبّ على أَخِيه أبي سعيد بن أبي سُلَيْمَان وتميز بعد ذَلِك واشتهر ذكره وَكَانَ الْعَادِل قد جعله فِي خدمَة وَلَده الْملك الْكَامِل فحظي عِنْده وَتمكن ونال فِي دولته الْحَظ الوافر وَكَانَت لَهُ ضيَاع وإقطاعات وَلم يزل يفتقده أبدا بالهبات الوافرة وَكَانَ الْعَادِل يعْتَمد عَلَيْهِ وَيدخل جَمِيع قلاعه وَهُوَ رَاكب مثل قلعة الكرك وقلعة جعبر والرها ودمشق والقاهرة مَعَ صُحْبَة جِسْمه وَلما سكن الْكَامِل بقصر الْقَاهِرَة أسْكنهُ عِنْده فِيهِ وَكَانَ الْعَادِل سَاكِنا بدار الوزارة ثمَّ إِنَّه ركب يَوْمًا على بغلة النّوبَة الَّتِي لَهُ وَخرج إِلَى بَين القصرين فَركب فرسا آخر وسر بغلته الَّتِي كَانَ راكبها إِلَى دَار الْحَكِيم وَأمره بركوبه عَلَيْهَا وَخُرُوجه من الْقصر رَاكِبًا وَلم يزل وَاقِفًا ببين القصرين إِلَى أَن وصل إِلَيْهِ فَأخذ بِيَدِهِ وَجعل يتحدث مَعَه إِلَى دَار الوزارة وَسَائِر الْأُمَرَاء يَمْشُونَ بَين يَدي الْملك الْكَامِل
وللعضد ابْن منقذ فِي أبي شَاكر
(رَأَيْت الْحَكِيم أَبَا شَاكر ... كثير المحبين والشاكر)
(خَليفَة بقراط فِي عصرنا ... وثانيه فِي علمه الباهر)
توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بدير الخَنْدَق عِنْد القرافة(16/51)
(شامية)
3 - (بنت الْبكْرِيّ)
شامية أمة الْحق بنت الْمُحدث أبي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح الْبكْرِيّ شيخة مُسندَة معمرة متفردة رَوَت عَن حَنْبَل وَابْن طبرزد وَعبد الْجَلِيل ابْن مندويه وجدهَا وَجَمَاعَة روى عَنْهَا الدمياطي والحارثي وَابْن الزراد وَابْن البرزالي وَخلق وَحدثت بِدِمَشْق ومصر وشيرز وَبهَا توفيت سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
(الألقاب)
أَبُو شامة الشَّيْخ شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم
أَبُو شامة الْأَمِير بدر الدّين بيليك
(شاه)
3 - (حَاجِب المستظهر)
شاه بن مهمندار الْفَارِسِي من أهل جيلان كَانَ من حجاب الإِمَام المستظهر بِاللَّه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَنهُ السلَفِي وَمن شعره
(أما السلو فمستحيل ... وَاللَّيْل بعدكم طَوِيل)
(مَا حلت عَمَّا تعلمو ... ن وَرب مشتاق يحول)
(يَا من ذللت لحبه ... وَالْحب صَاحبه ذليل)
(أَمْسَى هَوَاك كَأَنَّهُ ... ظلّ الْخَلِيفَة لَا يَزُول)
وَمِنْه
(كُنَّا نؤمل للمعارف دولة ... فَلَعَلَّنَا بزمانهم نحظى)
(حَتَّى إِذا صَارُوا ذَوي رتب ... لم يمنحوا لمؤمل لحظا)
(حرمُوهُ وَاحْتَجُّوا بقَوْلهمْ ... لسنا نرى لمحبنا حظا)
(منعُوا الندى أَيَّام قدرتهم ... والجاه حَتَّى استثقلوا اللفظا)
(وعظتهم الْأَيَّام فِي من قبلهم ... لَو أَنهم مِمَّن يعي وعظا)
قلت شعر جيد والتخلص فِي الْمَقْطُوع الأول فِي غَايَة الْحسن(16/52)
3 - (أَبُو الفوارس الزَّاهِد)
)
شاه بن شُجَاع أَبُو الفوارس الْكرْمَانِي الزَّاهِد كَانَ من أَوْلَاد الملكوك فنزهد وَصَحب أَبَا تُرَاب النخشبي وَتُوفِّي قبل الثلاثمائة
(أَبُو عَليّ المنجم)
شاهمان بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ المنجم كَانَ لَهُ معرفَة بِعلم النُّجُوم وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(وَمن الْعَجَائِب أَنهم لما رَأَوْا ... أَنِّي لَهُم من بعد صفو هَاجر)
(ضربوا من الْأَمْثَال لي مثلا جرى ... مستحسناً هُوَ فِي الْبَريَّة سَائِر)
(لَا ترم فِي بِئْر شربت زلالها ... آجرة فَيُقَال إِنَّك غادر)
(فأجبتهم إِنِّي إِذا عاينتها ... وزلالها من بعد صفو كادر)
(عطلتها وحفرت أُخْرَى غَيرهَا ... وطممتها بِتُرَاب مَا أَنا حافر)
(الألقاب)
الشاه بوري الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله
(الْملك الْأَفْضَل)
شاهنشاه أَبُو الْقَاسِم الْملك الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش بدر الجمالي تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْبَاء فِي مَكَانَهُ تولى مَكَان وَالِده فِي حَيَاته لما ضعف وَكَانَ مثل وَالِده حسن التَّدْبِير فَحل الرَّأْي وَهُوَ الَّذِي أَقَامَ الْآمِر ابْن المستعلي مَوضِع أَبِيه فِي المملكة بعد وَفَاة أَبِيه كَمَا فعل مَعَ أَبِيه ودبر دولته وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من ارْتِكَاب الشَّهَوَات فَإِنَّهُ كَانَ كثير اللّعب فَحَمله ذَلِك على أَن قَتله وأوثب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ يسكن بِمصْر فِي دَار الْملك على النّيل وَهِي الْيَوْم دَار الْوكَالَة فَلَمَّا ركب من دَاره الْمَذْكُورَة وَتقدم إِلَى سَاحل الْبَحْر وَثبُوا عَلَيْهِ وقتلوه فِي سلخ شهر رَمَضَان عَشِيَّة يَوْم الْأَحَد سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْأَفْضَل قد أَخذ الْقُدس من سقمان وإيلغازي ابْني أرتق التركماني فِي يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَولي من قبله فَلم يكن لمن فِيهِ بالإفرنج طَاقَة فَأَخَذُوهُ بِالسَّيْفِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَو ترك فِي أَيدي الأرتقية لَكَانَ أصلح فندم الْأَفْضَل حَيْثُ لم يَنْفَعهُ النَّدَم قَالَ صَاحب الدول المنقطعة خلف سِتّمائَة ألف ألف دِينَار عينا وَمِائَتَيْنِ وَخمسين إردباً دَرَاهِم نقد مصر وَسبعين ألف ثوب ديباج أطلس وَثَلَاثِينَ رَاحِلَة أحقاق ذهب)
عراقي ودواة ذهب فِيهَا جَوْهَر قِيمَته اثْنَا عشر ألف(16/53)
دِينَار وَمِائَة مِسْمَار من ذهب وزن كل مِسْمَار مائَة مِثْقَال فِي عشرَة مجَالِس فِي كل مجْلِس عشرَة مسامير على كل مِسْمَار منديل مشدود مَذْهَب بلون من الألوان أَيّمَا أحب لبسه وَخَمْسمِائة صندوق كسْوَة لخاصه من دق تنيس ودمياط وَخلف من الرَّقِيق وَالْخَيْل وَالْبِغَال والمراكب وَالطّيب والتجمل والحلي مَا لَا يعلم قدره إِلَّا الله تَعَالَى وَخلف خَارِجا عَن ذَلِك من الْبَقر والجواميس وَالْغنم مَا يستحيى من ذكره وعدده وَبلغ ضَمَان أَلْبَانهَا فِي سنة وَفَاته ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَوجد فِي تركته صندوقان كبيران فيهمَا إبر ذهب برسم النِّسَاء والجواري
3 - (نور الدولة أَخُو صَلَاح الدّين)
شاهنشاه بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان الْأَمِير نور الدولة ابْن نجم الدّين أَخُو السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف رَحِمهم الله تَعَالَى كَانَ أكبر الْإِخْوَة وَهُوَ وَالِد عز الدّين فروخ شاه وَالِد الْملك الأمجد صَاحب بعلبك ووالد الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة وَقتل شاهنشاه الْمَذْكُور فِي الْوَقْعَة الَّتِي اجْتمع فِيهَا الفرنج سَبْعمِائة ألف مَا بَين فَارس وراجل على مَا يُقَال وتقدموا إِلَى بَاب دمشق وعزموا على قصد بِلَاد الْمُسلمين قاطبة وَنصر الله تَعَالَى عَلَيْهِم وَكَانَ قَتله فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي شهر ربيع الأول وَكَانَ لشاهنشاه ابْنة تسمى عذراء وَهِي الَّتِي بنت الْمدرسَة العذراوية بِمَدِينَة دمشق وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(صَاحب خلاط)
شاه أرمن صَاحب مملكة خلاط توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَملك بعده مَمْلُوكه بكتمر وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْبَاء
(الألقاب)
ابْن شاهويه الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ تقدم ذكره فِي المحمدين
ابْن شاهين الْوَاعِظ عمر بن أَحْمد
(شاور)
3 - (وَزِير الديار المصرية)
شاور بن مجير بن نزار بن عشاير السَّعْدِيّ الهوازني أَبُو(16/54)
شُجَاع ملك الديار المصرية ووزيرها كَانَ طلائع بن رزيك قد ولاه الصَّعِيد وَنَدم على ذَلِك فَتمكن فِي الصَّعِيد وَكَانَ شجاعاً فَارِسًا شهماً فحشد وَأَقْبل من الصَّعِيد على واحات وخرق الْبَريَّة وَخرج من عِنْد تروجة وَدخل الْقَاهِرَة وَقتل الْعَادِل رزيك ابْن الصَّالح طلائع بن رزيك ووزر للعاضد وَتوجه إِلَى الشَّام وَقدم على نور الدّين مستنجداً بأسد الدّين شيركوه لما ثار عَلَيْهِ ضرغام أَبُو الأشبال وَأخرجه من الْقَاهِرَة وَقتل وَلَده طياً وَولي الوزارة مَكَانَهُ بعد أَرْبَعَة أشهر فَمضى مَعَه واسترد لَهُ منصبه فَلَمَّا تمكن قَالَ لشيركوه اذْهَبْ فقد رفع عَنْك العناء وأخلفه وعده فَأَنف شيركوه وأضمر لَهُ السوء وَكَانَ شاور اسْتَعَانَ بالفرنج فحالفهم وَأقَام ببلبيس حَتَّى ملت الفرنج الْحصار فاغتنم نور الدّين تِلْكَ الْمدَّة خلو الشَّام مِنْهُم فكسرهم على حارم وَأسر مُلُوكهمْ وَقتل شاور قَتله عز الدّين حزديك النوري وَيُقَال إِن صَلَاح الدّين هُوَ الَّذِي أوقع بِهِ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَفِيه يقل عمَارَة اليمني
(ضجر الْحَدِيد من الْحَدِيد وشاور ... فِي نصر آل مُحَمَّد لم يضجر)
(حلف الزَّمَان ليَأْتِيَن بِمثلِهِ ... حنثت يَمِينك يَا زمَان فَكفر)
وَفِيه يَقُول عِنْدَمَا ظفر ببني رزيك وأنشدها فِي مَجْلِسه
(زَالَت ليَالِي بني رزيك وانصرمت ... وَالْحَمْد وَالشُّكْر مِنْهَا غير منصرم)
وَمِنْهَا
(وَلَو شكرت لياليهم مُحَافظَة ... لعهدها لم يكن بالعهد من قدم)
)
(وَلَو فتحت فمي يَوْمًا بدمهم ... لم يرض فضلك إِلَّا أَن يسد فمي)
فشكره شاور وأمراؤه على وفائه لَهُم وَفِي شاور يَقُول عمَارَة اليمني
(ونصرت فِي الأولى بِضَرْب زلزل ال ... أَقْدَام وَهِي شَدِيدَة الْإِقْدَام)
(ونصرت فِي الْأُخْرَى بِضَرْب صَادِق ... أضحى يطير بِهِ غراب الْهَام)
(أدْركْت ثأراً وارتجعت وزارة ... نزعاً بسيفك من يَدي ضرغام)
وَفِيه يَقُول أَيْضا
(وَزِير تمنته الوزارة أَولا ... وثانية عفوا بِغَيْر طلاب)
(فخانته فِي الأولى بطانة وَلَده ... وَرب حبيب فِي قَمِيص حباب)
(وجاءته تبغي الصُّلْح ثَانِي مرّة ... وَلم ترض إِلَّا بعد ضرب رِقَاب)
قيل إِن شاور أدْرك ثَأْره فِي يَوْم الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة فَكَانَ بَينهمَا تِسْعَة أشهر قَالَ عمَارَة وَقلت فِي ذَلِك
(نزعت ملكك من رجال نازعوا ... فِيهِ وَكنت بِهِ أَحَق وأقعدا)
...(16/55)
(جذبوا رداءك غاصبين فَلم تزل ... حَتَّى كسوت الْقَوْم أردية الردى)
(فبردت قَلْبك من حرارة حرقة ... أمرت نسيم اللَّيْل أَن لَا يبردا)
(تَارِيخ هَذَا نلته فِي مثله ... يَوْمًا بِيَوْم عِبْرَة لمن اهْتَدَى)
(حملت بِهِ الْأَيَّام تِسْعَة أشهر ... حَتَّى بلغن لَهُ جُمَادَى مولدا)
وَلما عَاد شيركوه إِلَى الديار المصرية استصحب صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن أَخِيه مَعَه وَخرج شاور إِلَى شيركوه فِي موكبه فَلم يتجاسر عَلَيْهِ إِلَّا صَلَاح الدّين فَإِنَّهُ تَلقاهُ وَسَار إِلَى جَانِبه وَأخذ بتلابيبه وَأمر الْعَسْكَر بِقصد أَصْحَابه فَفرُّوا ونهبهم الْعَسْكَر وَأنزل شاور فِي خيمة مُفْردَة وَفِي الْحَال جَاءَ توقيع على يَد خَادِم خَاص من جِهَة العاضد يَقُول لَا بُد من رَأسه جَريا على عاداتهم مَعَ وزرائهم فحز رَأسه وأنفذ إِلَيْهِ فسير العاضد إِلَى أَسد الدّين شيركوه خلع الوزارة وَدخل الْقصر وترتب وزيراً وَظَهَرت السّنة بِمَوْت شاور وَولَايَة شيركوه وَلما قتل شاور هرب ابناه الْكَامِل شُجَاع بن شاور والطاري الملقب بالمعظم إِلَى قصر العاضد وكأنما نزلا من الْقصر فِي قبر وَلَو أَنَّهُمَا لَحقا بشيركوه لَكَانَ أقرب لسلامتهما لِأَنَّهُ مَا هان عَلَيْهِ قتل شاور فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَمر)
العاضد بقتل وَلَدي شاور الْمَذْكُورين وطيف برؤوسهما
(شَبابَة)
3 - (أَبُو عَمْرو الْفَزارِيّ)
شَبابَة بن سوار أَبُو عَمْرو الْفَزارِيّ مَوْلَاهُم الْمَدَائِنِي عَن ابْن ذِئْب وَيُونُس بن أبي إِسْحَاق وَشعْبَة وَإِسْرَائِيل وحريز بن عُثْمَان وَعبد الله بن الْعَلَاء ابْن زبر وَطَائِفَة وروى عَنهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَأحمد ابْن الْفُرَات وَالْحسن الْحلْوانِي وَأَبُو خَيْثَمَة وَمُحَمّد بن عَاصِم الثَّقَفِيّ وعباس الدوري وَخلق قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره كَانَ يرى الإرجاء وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ قيل لشبابة أَلَيْسَ الْإِيمَان قولا وَعَملا قَالَ إِذْ قَالَ فقد عمل وَقَالَ أَبُو زرْعَة رَجَعَ شَبابَة عَن الإرجاء وَتُوفِّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
(الألقاب)
شبطون الْمَالِكِي اسْمه زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن(16/56)
(شبْل)
3 - (الْمُقْرِئ صَاحب ابْن كثير)
شبْل بن عباد الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ صَاحب ابْن كثير وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
3 - (أَبُو الهجام الشَّاعِر)
شبْل بن الْخضر بن هبة الله بن أبي الهجام الطَّائِي أَبُو الهجام ابْن أَلِي البركات الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْخَاء مدح شبْل الْخَلِيفَة والوزراء والأعيان وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي خريدة الْقصر وَتُوفِّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة وَمن شعره
(أبغير حبكم يطيب غرامي ... كلا وَأَنْتُم صحتي وسقامي)
(أحبابنا هَل وَقْفَة نشكو بهَا ... ألم الْهوى ونفض كل ختام)
(وَمن الْعَجَائِب أَن سمحت بمهجتي ... لغريرة بخلت برد سلامي)
(وَكَأن غُصْن أراكة ميادة ... خضراء قد طلت بِمَاء غمام)
(وَكَأن ظَبْيًا من ظباء صريمة ... ترعى منابت عبهر وثمام)
)
مِنْهَا
(أصبو إِلَيْك وللوقار زواجر ... تقتادني عَن صبوة بزمام)
(وَتقول لي مَا الْمجد شرب مدامة ... وَسَمَاع غانية وَوصل غُلَام)
(فَانْظُر لنَفسك مَا حياؤك كاشفاً ... عَنْك الخمول وصولة الْأَيَّام)
(وَاعْلَم بِأَن الْفضل لَيْسَ بِنَافِع ... حَتَّى يناط بجرأة الْإِقْدَام)
(وَالشعر مَا لم تأت فِيهِ فصاحة ... فَكَأَنَّهُ ضرب من البرسام)
(والمدح فِي غير الْوَزير مُحَمَّد ... ذِي الْفضل مأثمة من الآثام)
وَمِنْه
(أَتَانَا يرينا من مقبله رصفا ... غزال سقاني الْخمر من فَمه صرفا)
...(16/57)
(من الهيف خطّ الْحسن فِي نور وَجهه ... حُرُوف جمال لَا أَقيس بهَا حرفا)
(فعرق نوني حاجبيه براعة ... وصف بحذق سين طرته صفا)
(أَتَى يحتذي لي الْقَضِيب قوامه ... وَلم يعْتَمد لياً لوعدي وَلَا خلفا)
(تأود غصناً ناضر الْعَطف نَاعِمًا ... فَبت أفديه وأسأله عطفا)
(وَلما جنيت الْورْد من وجناته ... تغنمتها لثماً وأجللتها قطفا)
(بدا بدر تمّ وانثنى خيزرانة ... وماج كثيباً أهيلاً ورنا خشفا)
(وعاطيته مشمولة بابلية ... ترى لسنا لألاء بارقها خطفا)
(وَلما وجاها فانثنى لمعانها ... كضوء شهَاب ثاق يطْلب القذفا)
(فراح ولون الراح يصْبغ كَفه ... ووجنته الْحَمْرَاء من لَوْنهَا أصفى)
قلت شعر جيد
(شبلون)
3 - (المصاحفي المغربي)
شبلون بن عبد الله المصاحفي كَانَ رجلا مستهزئاً بالتنقير والمقالعة فِيهِ تلاعب واستخفاف
قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ قد دخل الدعْوَة تستراً بهَا واحتمى بِسَبَبِهَا فَإِذا جَاءَ شهر رَمَضَان أكل يَوْم الشَّك مَعَ أهل السّنة وَقَالَ سُبْحَانَ الله كَأَن ملكا يغلط فَإِذا أفرطت الشِّيعَة وَأفْطر عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب أفطر شبلون وَقَالَ عجب كَأَن الْملك يفْطر فَظَاهر صِيَامه أبدا ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا إِن كَانَ لَهُ بَاطِن ثمَّ تَابَ على يَدي أبي الْقَاسِم ابْن شبلون الْفَقِيه أَيَّام من الدعْوَة مجاهراً وَتَوَلَّى الخزانة لخليفة بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد الْقَائِد أَيَّام اسْتَخْلَفَهُ أَبوهُ على أفريقية وَبِذَلِك هجاه ابْن مغيث ونقر عَلَيْهِ وَكَانَ شبلون متوسط الشّعْر منصرف الهمة إِلَى نظمه بِلِسَان القبقبة على مَذْهَب أهل الكدية إِلَّا فِي الهجاء فَإِنَّهُ كَانَ يجيده لمكانه من الشَّرّ وطبعه فِيهِ كتب إِلَى بعض أصدقائه وَقد جَاءَ من الْحَج فعثر بمنصولة الْقَافِلَة وَسلم الرجل بِبَعْض مَا كَانَ مَعَه من النَّاس فقفز عَلَيْهِ واتهمه
(اشكر لمنصولة أَفعاله ... فَإِنَّهَا حامضة حلوه)
(وَاضْرِبْ عَن الْحَج وَعَن ذكره ... ونم عَن النَّاس وَخذ غفوه)
(جِئْت لتسعى فاقشعر الصَّفَا ... من عجب وارتجت المروه)
(والركن لَوْلَا أَنه موثق ... لطار عَن مَوْضِعه غلوه)
وَتُوفِّي شبلون سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَقد زَاد على السِّتين
(الألقاب)(16/58)
الشبلي الصُّوفِي الْمَشْهُور اسْمه دلف بن جحدر تقدم ذكره فِي حرف الدَّال فِي مَكَانَهُ
ابْن الشبل الْبَغْدَادِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَتقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ
ابْن الشبلي الزَّاهِد أَحْمد بن أبي بكر
(شبيب)
3 - (التَّمِيمِي)
شبيب بن ربعي التَّمِيمِي أحد الْأَشْرَاف كَانَ مِمَّن خرج على عَليّ رَضِي الله عَنهُ ثمَّ أناب وَرجع توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى عَن عَليّ بن أبي طَالب وَحُذَيْفَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَقيل إِنَّه توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (أَبُو روح الوحاظي)
شبيب أَبُو روح الوحاظي روى عَن رجل لَهُ صُحْبَة وَأبي هُرَيْرَة وَيزِيد بن خمير وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
3 - (الحبطي الْبَصْرِيّ)
شبيب بن سعيد الحبطي بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْبَصْرِيّ لَهُ غرائب وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَمُسلم
3 - (الْخَارِجِي)
شبيب بن يزِيد الْخَارِجِي خرج بالموصل فَبعث إِلَيْهِ الْحجَّاج خَمْسَة قواد فَقَتلهُمْ وَاحِدًا بعد وَاحِد ثمَّ سَار إِلَى الْكُوفَة وَقَاتل الْحجَّاج وغرق بدجيل فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة سبع وَسبعين وَلما قصد شبيب الْكُوفَة أحجم الْحجَّاج عَنهُ(16/59)
وَرجع وتحصن فِي قصر الْإِمَارَة وَدخل إِلَيْهَا شبيب وَأمه جهيزة وَزَوجته غزالة عِنْد الصَّباح وَقد كَانَت غزالة نذرت أَن تدخل مَسْجِد الْكُوفَة فَتُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وتقرأ فيهمَا سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان فَأتوا الْجَامِع فِي سبعين رجلا فصلت فِيهِ الْغَدَاة وَكَانَت غزالة من الفروسية والشجاعة بالموضع الْأَعْلَى وَكَانَت تقالت فِي الحروب بِنَفسِهَا وَكَانَ الْحجَّاج هرب فِي وَقت من شبيب فَعَيَّرَهُ بعض النَّاس بذلك وَقَالَ
(أَسد عَليّ وَفِي الحروب نعَامَة ... فتخاء تنفر من صفير الصافر)
(هلا بدرت إِلَى غزالة فِي الوغى ... بل كَانَ قَلْبك فِي جناحي طَائِر)
وَكَانَت أمه جهيزة أَيْضا فارسة تشهد الحروب بِنَفسِهَا وَكَانَ شبيب قد ادّعى الْخلَافَة وَلما عجز الْحجَّاج عَنهُ بعث إِلَيْهِ عبد الْملك عَسَاكِر كَثِيرَة من الشَّام عَلَيْهَا سُفْيَان بن الْأَبْرَد الْكَلْبِيّ فوصل إِلَى الْكُوفَة وتكاثر الْحجَّاج وعساكر الشَّام على شبيب فَانْهَزَمَ وَقتلت غزاله وَأمه وَنَجَا)
شبيب فِي فوارس من أَصْحَابه وَاتبع سُفْيَان فَلحقه بالأهواز فولى شبيب فَلَمَّا حصل على جسر دجيل نفر بِهِ فرسه وَعَلِيهِ الْحَدِيد الثقيل من درع ومغفر وَغَيرهمَا فَأَلْقَاهُ فِي المَاء فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه أغرقاً يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم فَأَلْقَاهُ دجيل فِي ساحله مَيتا فَحمل على الْبَرِيد إِلَى الْحجَّاج فَأمر الْحجَّاج بشق بَطْنه واستخراج قلبه فاستخرج فَإِذا هُوَ كالحجر إِذا ضرب الأَرْض نبا عَنْهَا فشق فَكَانَ فِي دَاخله قلب صَغِير كالكرة فشق فأصيبت علقَة الدَّم فِي دَاخله وَكَانَ طَويلا أشمط جَعدًا آدم وأحضر إِلَى عبد الْملك بعد غرقه عتْبَان الحروري ابْن أصيلة وَقيل وصيلة وَكَانَ من شراة الجزيرة فَقَالَ لَهُ عبد الْملك أَلَسْت الْقَائِل
(فَإِن كَانَ مِنْكُم كَانَ مَرْوَان وَابْنه ... فمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبيب)
فَقَالَ لم أقل كَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا قلت فمنا حُصَيْن والبطين ونقعنبومناأمير المؤمنينشبيب فَاسْتحْسن قَوْله وَأمر بتخلية سَبيله وَهَذَا الْجَواب حسن فَإِنَّهُ خلص بفتحه الرَّاء من أَمِير لِأَنَّهُ يعود مَنْصُوبًا على النداء بعد أَن كَانَ مَرْفُوعا على الِابْتِدَاء
3 - (الذبياني)
شبيب ابْن البرصاء هُوَ شبيب بن يزِيد من بني ذبيان شَاعِر فصيح إسلامي بدوي كَانَ يهاجي عقيل بن علفة وَكِلَاهُمَا كَانَ شريفاً سيداً تفاخر يَوْمًا هُوَ وَعقيل فَقَالَ شبيب يهجوه ويعيره بِرَجُل من طَيء كَانَ يَأْتِي أمه ...(16/60)
(أَلسنا بفرع قد علمْتُم دعامة ... ورابية تَنْشَق عَنْهَا سيولها)
(وَقد علمت سعد بن ذبيان أننا ... رحاها الَّتِي تأوي إِلَيْهَا وجولها)
(إِذا لم نسسكم فِي الْأُمُور وَلم يكن ... لِحَرْب عوان لاقح من يعولها)
(فلستم بأهدى فِي الْبِلَاد من الَّتِي ... تردد حيرى حِين غَابَ دليلها)
فِي أَبْيَات طَوِيلَة مَذْكُورَة فِي الأغاني وَغَابَ غيبَة عَن أَهله ثمَّ قدم بعد مُدَّة وَقد مَاتَ جمَاعَة من بني عَمه فَقَالَ
(تخرم الدَّهْر إخْوَانِي وغادرني ... كَمَا يُغَادر ثَوْر الطارد الفأد)
(إِنِّي لباق قَلِيلا ثمَّ تَابعهمْ ... ووارد منهل الْقَوْم الَّذِي وردوا)
)
وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يتَمَثَّل بقول شبيب فِي بذل النَّفس عِنْد اللِّقَاء ويعجب بهَا
(دَعَاني حصن للفرار فساءني ... مَوَاطِن أَن يثنى عَلَيْهَا فَأَسْلمَا)
(فَقلت حُصَيْن نج نَفسك إِنَّمَا ... يذود الْفَتى عَن حَوْضه إِن يهدما)
(تَأَخَّرت أستبقي الْحَيَاة فَلم أجد ... لنَفْسي حَيَاة مثل أَن أتقدما)
(سيكفيك أَطْرَاف الأسنة فَارس ... إِذا ريع نَادَى بالجواد وألجما)
(إِذا الْمَرْء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينا بالفتى أَن يجذما)
3 - (أَبُو المظفر قَاضِي همذان الشَّافِعِي)
شبيب بن الْحسن بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن شباب القَاضِي أَبُو المظفر البروجردي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْعلم وَهُوَ إِمَام مفت أديب مليح الْعشْرَة حُلْو الْمنطق توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ قَاضِي همذان قَالَ يمدح سيف الدولة صَدَقَة بن مَنْصُور
(أَتَيْتُك سيف الدولة قَاصِدا ... لمرجوة لم أَرض غَيْرك أَهلهَا)
(لَك الْخَيْر إِنِّي زرت ناديك بَعْدَمَا ... تجشمت أهوال الخطوب وَحملهَا)
(وزلزلني صرف من الدَّهْر فادح ... لَو أَن برضوى بعضه لأزلها)
(فَقلت لنَفْسي وَهِي فِي أسر كربَة ... إِذا لم يفرجها الْأَمِير فَمن لَهَا)
(ألم تعلمي أَن الورى طوع أمره ... فَهَل سادها إِلَّا ليحمل كلهَا)
...(16/61)
(يَدي لَك رهن بِالَّذِي ترتجينه ... كَأَنَّك بالمولى وأوعز حلهَا)
(قطعت الفيافي لَا ضيناً بمهجتي ... وَلَا كَارِهًا وعر الْجبَال وسهلها)
(على نضوة لم أدر طارت جرت مست ... فَمَا أشعرتني كَيفَ تنقل رجلهَا)
(إِلَى كعبة من أم غير جنابها ... يَقُول لما يَرْجُو عَسى وملعلها)
(إِلَى حلَّة مَا حلهَا اللؤم والخنا ... بل الْمجد والعلياء والجود حلهَا)
(فَلَمَّا رأى اليم الفراتي صَاحِبي ... يَقُول أرحها إِذْ بلغت محلهَا)
(أنخت على بَاب الْأَمِير مطيتي ... وألقيت فِي اليم الفراتي رَحلهَا)
قلت شعر جيد
3 - (تَقِيّ اليدن الطَّبِيب)
)
شبيب بن حمدَان بن حمدَان بن شبيب بن مَحْمُود الأديب الْفَاضِل الطَّبِيب الكحال تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الرَّحْمَن الشَّاعِر نزيل الْقَاهِرَة أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين شيخ الْحَنَابِلَة ولد بعد الْعشْرين بِيَسِير وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة سمع من ابْن روزبه وَكتب عَنهُ الدمياطي والقدماء وَكَانَ فِيهِ شهامة وَقُوَّة نفس وَله أدب وفضائل وعارض بَانَتْ سعاد ووفاته بِالْقَاهِرَةِ وَمن شعره من القصيدة
(أباد بِي وخذها البيدا فقر بهَا ... طرفِي وقربها وجناء شمليل)
(إِلَى النَّبِي رَسُول الله إِن لَهُ ... مجداً تسامى فَلَا عرض وَلَا طومل)
(مجد كبا الْوَهم عَن إِدْرَاك غَايَته ... ورد عقل البرايا وَهُوَ مَعْقُول)
(مطهر شرف الله الْعباد بِهِ ... وساد فخراً بِهِ الْأَمْلَاك جِبْرِيل)
(طُوبَى لطيبة بل طُوبَى لكل فَتى ... لَهُ بِطيب ثراها الْجَعْد تَقْبِيل)
وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان عرض على ديوانه فاستحسنت مِنْهُ مَا قرأته عَلَيْهِ فَمن ذَلِك قصيدة يمدح بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(هَذَا مقَام مُحَمَّد والمنبر ... فاستجل أنوار الْهِدَايَة وَانْظُر)
(والثم ثرى ذَاك الجناب عفراً ... فِي سك تربته خدودك وافخر)
(واحلل على حرم النُّبُوَّة واستجر ... بحماه من جور الزَّمَان الْمُنكر)
(واغنم بِطيبَة طيب وَقت سَاعَة ... مِنْهُ كدهر فِي التنعم واشكر)
(فهناك من نور الْإِلَه سريرة ... كشفت غطاء الْحق للمتبصر)
...(16/62)
(وجلت دجى ظلم الضلال فأشرقت ... أفق الْهِدَايَة بالصباح المسفر)
(نور تجشم فارتقى متجاوزاً ... شرفاً على الْفلك الْأَثِير الْأَكْبَر)
وَقَوله أَيْضا
(انهض فزند الصَّباح قد قدحا ... وامزج لنا من رضابك القدحا)
(فالزهر كالزهر فِي حدائقه ... وَالطير فَوق الغصون قد صدحا)
(فِي رَوْضَة نقطت عرائسها ... بدر قطر نظمنه سبحا)
(وصفق المَاء فِي جداوله ... ورقص الْغُصْن طيره فَرحا)
(والزق بَين السقاة تحسبه ... أسود مستسقيا وَقد ذبحا)
)
(فعاطني قهوة مُعتقة ... تذْهب كاسي وَتذهب الترحا)
(بكرا إِذا عرس النديم بهَا ... وافتضها المَاء تنْتج الفرحا)
(من كف رخص البنان معتدل ... لَو لامس المَاء خَدّه انجرحا)
(يسْعَى بِخَمْر الدَّلال مغتبقاً ... وَمن سلاف الشَّبَاب مصطبحا)
(يسْعَى بِخَمْر الدَّلال من سوالفه ... وجدا إِذا جد بالهوى مزحا)
(كم لي بسفح العقيق من كلفي ... عقيق دمع عَلَيْهِ قد سفحا)
وَقَوله أَيْضا
(وبديعة الحركات أسكن حبها ... حب الْقُلُوب لواعج البرحاء)
(سَوْدَاء بَيْضَاء الفعال وَهَكَذَا ... حب النواظر خص بالأضواء)
(أسرت محاسنها الْعُقُول فأطلقت ... أسرى المدامع لَيْلَة الْإِسْرَاء)
(فلئن جننت بحبها لَا بِدعَة ... أصل الْجُنُون يكون بِالسَّوْدَاءِ)
وَقَوله أَيْضا
(وباقلاء كَأَن قامته ... وزهره والرياض تبتهج)
(ذرع فيروزج أنامله ... قضبان در أظفارها سبج)
وَقَوله أَيْضا
(أَقَامَ عُذْري العذار فِيهِ ... وَاحْتج لي قده القويم)
(وَصَحَّ وجدي عَلَيْهِ لما ... أسقمني طرفه السقيم)
(فكم بنعمان من كئيب ... فَارقه بعده النَّعيم)
...(16/63)
(يزِيدهُ لوعة وشوقاً ... حَدِيث أَيَّامه الْقَدِيم)
وَقَوله أَيْضا
(أثنايا تضيء لي أم وميض ... وجمان يلوح أم إغريض)
(وعيون تصيبنا أم سِهَام ... أم ظبى سلهن ظَبْي غضيض)
(عرفتنا بطيبه الرّيح لما ... مَسهَا مسك عرفه المفضوض)
(ورمتنا لحاظه حِين أدْمى ... غض تفاح خَدّه التعضيض)
(راش وجدي وطار قلبِي اشتياقاً ... وسلوي لَهُ جنَاح مهيض)
)
(كَيفَ أَرْجُو سلوه وبوجدي ... الأسى مبرم الأسى منقوض)
(وبكمت الدُّمُوع ميدان خدي ... مذ تجرات خيولها مركوض)
(وطويل الأسى لكامل شوقي ... فِي يَدي وافر الأسى مَقْبُوض)
(رفع الْوَصْل بابتداء التجني ... أهيف مدمعي لَهُ مخفوض)
(فاشتياقي تفيض مِنْهُ دموعي ... واصطباري على جفاه يغيض)
وَقَوله أَيْضا
(وَلَقَد شهِدت الراح يقْدَح نورها ... للمدلجين النَّار من قدحيها)
(فِي رَوْضَة ضحِكت ثغور أقاحها ... من طول مَا بَكت الغيوم عَلَيْهَا)
(وَالطير تخْطب فِي مَنَابِر دوحها ... شمخت فَخر المَاء بَين يَديهَا)
قلت مَا أحسن قَول ابْن قزل
(فِي يَوْم غيم من لذاذة جوده ... غنى الْحمام وَطَابَتْ الأنداء)
(وَالرَّوْض بَين تكب وتواضع ... شمخ الْقَضِيب بِهِ وخر المَاء)
وَقَوله أَيْضا
(ومهفهف قسم الملاحة رَبهَا ... فِيهِ وأبدعها بِغَيْر مِثَال)
(فلخده النُّعْمَان روض شقائق ... ولثغره النظام عقد لآلي)
(ولطرفه الغزال إحْيَاء الْهوى ... وَكَذَلِكَ الْإِحْيَاء للغزال)
قلت وَمثله قَول مُحي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر
(يَا من رأى غزلان رامة هَل رأى ... بِاللَّه فيهم مثل ظرف غزالي)
(أَحْيَا عُلُوم العاشقين بلحظه ال ... غزال والإحياء للغزالي)(16/64)
3 - (أَبُو الْمَعَالِي الرَّحبِي)
شبيب بن عُثْمَان بن صَالح أَبُو الْمَعَالِي الْفَقِيه من أهل رحبة الشَّام سمع بهَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن سعدون الْموصِلِي وَعبد الله بن عَليّ المغربي عَن أبي الْحسن الواحدي وَقدم بَغْدَاد طَالبا للْعلم وَسمع بهَا أَبَا الْخطاب نصر بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة النعالني ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَغَيرهم وَحدث باليسير سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة)
(الألقاب)
ابْن شبيب الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن حمدَان
ابْن شبيب الْكَاتِب الْحسن بن عَليّ
ابْن شبيبا هبة الله بن رَمَضَان
ابْن الشبيه عَليّ بن عبد الله
(شُتَيْر)
3 - (أَبُو عِيسَى الْكُوفِي)
شُتَيْر بن شكل بن حميد أَبُو عِيسَى الْعَبْسِي الْكُوفِي روى عَن أَبِيه ولأبيه صُحْبَة وَسَيَأْتِي ذكره وَعَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَحَفْصَة وَغَيرهم توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
(شُجَاع)
3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْحَنَفِيّ)
شُجَاع بن الْحسن بن الْفضل أَبُو الْغَنَائِم الْفَقِيه الْحَنَفِيّ مدرس مشد أبي حنيفَة كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء عَالما بِالْمذهبِ وَالْخلاف متديناً حسن الطَّرِيقَة روى شَيْئا من الأناشيد عَن الشريف أبي طَالب الزَّيْنَبِي ومولده سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة(16/65)
3 - (الْحَافِظ أَبُو غَالب الذهلي)
شُجَاع بن فَارس بن الْحسن بن فَارس بن الْحُسَيْن بن غَرِيب يتَّصل بشيبان ابْن ذهل بن ثَعْلَبَة الْحَافِظ أَبُو غَالب الذهلي السهروردي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الحريمي نسخ بِخَطِّهِ من التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه مَا لم ينسخه أحد من الوراقين كتب بِخَطِّهِ ديوَان ابْن حجاج سبع مَرَّات قَالَ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي قَلما يُوجد بلد من بِلَاد الْإِسْلَام إِلَّا وَفِيه شَيْء بِخَط شُجَاع الذهلي وَكَانَ مُفِيد وقته بِبَغْدَاد ثِقَة سمع أَبَا طَالب ابْن غيلَان وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأَزجيّ والأمير أَبَا مُحَمَّد ابْن المقتدر وَأَبا مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَأَبا جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَأَبا بكر الْخَطِيب وطبقتهم وَمن بعدهمْ إِلَى أَن سمع من جمَاعَة من طبقته روى عَنهُ إِسْمَاعِيل ابْن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي والسلفي وَعمر بن ظفر المغازلي والحافظ مُحَمَّد بن نَاصِر وَعبد الله بن مُحَمَّد بن)
أَحْمد بن النقور ودهبل بن عَليّ بن كارة وَغَيرهم ومولده نصف شهر رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ووفاته فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(وقائلة إِنِّي رقدت وَقد بدا ... لِليْل الصِّبَا فِي العارضين قتير)
(فَقلت لَهَا إِن اللذيذ من الْكرَى ... يكون إِذا كَانَ الظلام ينير)
قلت أحسن مِنْهُ قَول الآخر
(وَقَالُوا انتبه من رقدة اللَّهْو وَالصبَا ... فقد لَاحَ صبح فِي دجاك عَجِيب)
(فَقلت أخلائي دَعونِي ولذتي ... فَإِن الْكرَى عِنْد الصَّباح يطيب)
وَمن شعر الْحَافِظ أبي غَالب الذهلي أَيْضا
(هيفاء كالبدر فِي كَمَاله ... لفاء كالغصن فِي اعتداله)
(أصبح قلبِي بهَا مشوقاً ... حيران قد لج فِي خباله)
(مَا وَصلهَا إِذْ يرام مِنْهَا ... إِلَّا مَعَ النَّجْم فِي مناله)
(قد ذاب جسمي بهَا فَمَا إِن ... يبين مِنْهُ سوى خياله)
وَمن شعره مَا يكْتب على مضراب الْعود
(أَنا فِي كف مهاة ... ذَات دلّ وجمال)
(أبدا أسلب بالتح ... ريك ألباب الرِّجَال)(16/66)
3 - (أَبُو الْحسن وَزِير المستعين)
شُجَاع بن الْقَاسِم أَبُو الْحسن الْكَاتِب كَانَ كَاتبا للأمير أوتامش فولاه المستعين وزارته وَكَانَ أُمِّيا وَكَانَ كَاتب يقْرَأ عَلَيْهِ الْكتب فيحفظها فَإِذا عرض على المستعين قَالَ هَذَا كتاب فلَان يذكر فِيهِ كَذَا وَكَذَا ويتفق مَعَه على الْجَواب وَكَانَ أمره يمشي بذلك لعلو يَد صَاحبه أوتامش وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن شغب الأتراك والمغاربة فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا صَاحبه أوتامش سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ متألهاً طَوِيل الصَّلَاة قَرَأَ يَوْمًا على المستعين أَنه اشْترِي للمعتز والمؤيد حمَار وَحش بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَأنْكر ذَلِك المستعين وَكَانَ أَحْمد ابْن أبي الإصبع حَاضرا فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ حمَار وَحش فَضَحِك المستعين ومدحه رجل من الشطار بِشعر يَقُول فِيهِ
(شُجَاع لجاع كَاتب لاتب مَعًا ... كجلمود صَخْر حطه السَّيْل من عل)
(خميص لميص مُسْتَمر مقدم ... كثير أثير ذُو شمال مهذب)
)
(فطين لطين آمُر لَك زاجر ... حصيف لصيف حِين يخبر يعلم)
(بليغ لبيغ كل مَا شِئْت قلته ... لَدَيْهِ وَإِن تسكت عَن القَوْل يسكت)
(أديب لَبِيب فِيهِ عقل وَحِكْمَة ... عليم لشعري حِين أنْشد يشْهد)
(كريم حَلِيم قَابض متباسط ... إِذا جِئْته يَوْمًا إِلَى الْمَدْح يسمح)
فَأعْطى هَذَا الشّعْر لرجل طالبي فلقي بِهِ شجاعاً وَهُوَ على قَارِعَة الطَّرِيق وَحَوله النَّاس فاستوقفه وأنشده الشّعْر فَضَحِك وشكره وَدخل على المستعين فَرغب إِلَيْهِ فِي أمره فَأعْطَاهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم صلَة وأجرى لَهُ ألف دِرْهَم راتباً فِي كل شهر وَدخل يَوْمًا على المستعين وذيل قبائه قد تخرق فَقَالَ لَهُ المستعين مَا هَذَا يَا شُجَاع فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ داس الْكَلْب ذَنبي فخرقت قباءه يردي دست ذَنْب الْكَلْب فخرق قبائي وكلفه المستعين يَوْمًا قِرَاءَة كتاب وَكَانَ فِيهِ حَاضر طي وطي قَبيلَة من قبائل الْيمن وحاضرهم من حَاضر مِنْهُم فصحفه ومقال جا ضرطي والضرط لُغَة فِي الضراط فَضَحِك المستعين وَكَانَ يَوْمًا فِي مَجْلِسه فَقَامَ رجل فَقَالَ قد سبق من الْوَزير وعد وتلاه لي شكر والوزير حقيق بإنجاز وعدي وَقبُول شكري وَأنْشد
(أَبُو حسن يزِيد الْملك حسنا ... وَيصدق فِي المواعد والمقال)
(جبان عَن مذمة آمليه ... شُجَاع فِي الْعَطِيَّة والنوال)
(أجل الله فِي علن وسر ... فَأعْطَاهُ الْجَلالَة ذُو الْجلَال)(16/67)
فَقَالَ لَهُ وَمَا يدْريك أَنِّي جبان وَلم يفهم مَعْنَاهُ فَقَالَ لَهُ أعزّك الله إِنَّمَا قلت إِنَّك تجبن عَن الْبُخْل وَلَا تبخل بِشَيْء وَإِلَّا فَأَنت شُجَاع كاسمك فَقَالَ مَا أُعْطِيك على هَذَا الشّعْر شَيْئا وَلَكِن على شكرك وميلك فَوَقع لَهُ بِأَلف دِرْهَم وَلَوْلَا أَنه لم يفهم مَا أَرَادَ بقوله جبان عَن مذمة آمليه لأعطاه بدل الْألف ألوفاً
3 - (أَخُو عقبَة الْأَسدي)
شُجَاع بن وهب وَيُقَال بن أبي وهب وَيُقَال لَهُ أَخُو عقبَة الْأَسدي صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَسُوله إِلَى الْحَارِث بن أبي شمر إِلَى غوطة دمشق وَقيل إِلَى الْمُنْذر بن الْحَارِث بن أبي شمر وَمَات الْحَارِث عَام الْفَتْح وَيُقَال إِلَى جبلة بن الْأَيْهَم وَيُقَال إِلَى هِرقل مَعَ دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ إِلَى نَاحيَة بصرى وَهُوَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا وأمَّره)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سَرِيَّة سنة ثَمَان وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن بضع وَأَرْبَعين سنة وآخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين أَوْس ابْن خولي
3 - (شُجَاع بن مخلد)
شُجَاع بن مخلد توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه
3 - (أَبُو بدر الْكُوفِي العابد)
شُجَاع بن الْوَلِيد بن قيس أَبُو بدر السكونِي الْكُوفِي العابد نزيل بَغْدَاد روى عَن عَطاء بن السَّائِب وَلَيْث بن أبي سليم ومغيرة بن مقسم وقابوس بن أبي ظبْيَان وخصيف وَالْأَعْمَش ومُوسَى بن عقبَة وَهِشَام بن عُرْوَة وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْنه أَبُو همام الْوَلِيد بن شُجَاع وَأحمد وَإِسْحَاق وَابْن معِين وَأَبُو عبيد وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو بكر اللصغاني وسعدان بن نصر وَيحيى بن أبي طَالب وَمُحَمّد ابْن الْمُنَادِي وَعبد الله بن روح وَخلق قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل صَدُوق وَقَالَ ابْن سعد كَانَ كثير الصَّلَاة ورعاً توفّي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة(16/68)
3 - (أَبُو الْحسن المدلجي الْمَالِكِي)
شُجَاع بن مُحَمَّد بن سيدهم بن عَمْرو بن حَدِيد بن عَسْكَر الإِمَام أَبُو الْحسن المدلجي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمُقْرِئ ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْعَبَّاس الحطية وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الله بن رِفَاعَة وَعبد الْمُنعم بن موهوب الْوَاعِظ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَلَقي من الْفُقَهَاء أَبَا الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن الْحباب وَأَبا حَفْص عمر بن مُحَمَّد الذَّهَبِيّ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي بكر بن السراج وَصَحب أَبَا مُحَمَّد ابْن بري وتصدر بِجَامِع مصر وأقرأ وَحدث وانتفع بِهِ جمَاعَة وَآخر من قَرَأَ عَلَيْهِ وَفَاة أَبُو الْحسن عَليّ ابْن شُجَاع الضَّرِير
3 - (سُلْطَان الدولة)
أَبُو شُجَاع سُلْطَان الدولة ابْن بهاء الدولة أبي نصر ابْن عضد الدولة ابْن بويه ولي السلطنة وَهُوَ صبي لَهُ عشر سِنِين بعد أسيه بهاء الدولة وَبعثت إِلَيْهِ الْخلْع من جِهَة الْخَلِيفَة وَتُوفِّي بشيراز رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَت سلطنته ضَعِيفَة)
3 - (أم المتَوَكل)
شُجَاع أم أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل الطخارية كَانَت صَالِحَة كَثِيرَة الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف حكى عَنْهَا أَحْمد بن الخصيب قبل وزارته عَنْهَا حِكَايَة تدل على صَلَاحهَا وجودهَا أوردهَا محب الدّين ابْن النجار فِي ترجمتها فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد وَتوفيت رَحمهَا الله سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهَا الْمُنْتَصر ابْن ابْنهَا وَكَانَ ذَلِك فِي شهر ربيع الآخر وَقتل وَلَدهَا المتَوَكل فِي شَوَّال من هَذِه السّنة
(الألقاب)
الشجاعي الْوَزير علم الدّين سنجر
الشجاعي وَالِي الْوُلَاة عز الدّين أيبك
أَبُو شُجَاع ظهير الدّين اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَقد تقدم فِي المحمدين فيطلب هُنَاكَ
أَبُو شُجَاع الذهلي اسْمه فَارس بن الْحُسَيْن
أَبُو شُجَاع الْوَاعِظ مُحَمَّد بن المنجح(16/69)
(شجر الدّرّ)
3 - (أم خَلِيل)
شجر الدّرّ جَارِيَة السُّلْطَان الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَأم وَلَده خَلِيل كَانَت بارعة الْجمال ذَات رَأْي ودهاء وعقل ونالت من السَّعَادَة مَا لم ينله أحد فِي زمانها كَانَ الصَّالح يُحِبهَا ويعتمد عَلَيْهَا وَلما توفّي على دمياط أفت مَوته وَكَانَت تعلم بخطها مثل علامته وَتقول السُّلْطَان مَا هُوَ طيب وتمنعهم من الدُّخُول إِلَيْهِ وَكَانَ الْأُمَرَاء الخاصكية يحترمونها وملكوها عَلَيْهِم أَيَّامًا وتسلطنت وخطب لَهَا على المنابر إِثْر قتل السُّلْطَان الْمُعظم ابْن الصَّالح ثمَّ إِنَّهَا عزلت نَفسهَا وأقيم فِي السلطنة الْأَشْرَف وَمَعَهُ فِي السلطنة أيبك بن الْمعز ثمَّ لما غارت مِنْهُ قتلته وَقتلت وزيرها القَاضِي الأسعد وَمَات ابْنهَا خَلِيل صَبيا وَكَانَت تعلم على المناشير وَالِدَة خَلِيل وَبقيت على ذَلِك ثَلَاثَة أشهر ثمَّ إِن مماليك الْمعز أخذوها بعد أَن أمنوها وقتلوها سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَوجدت ملقاة تَحت القلعة مسلوبة وحملت إِلَى تربة بنت لَهَا بِقرب السيدة نفيسة وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين قد وزر لَهَا وَلما تيقنت أَنَّهَا مقتولة أودعت جملَة من المَال فَذَهَبت وَأخذت جَوَاهِر نفيسة كسرتها فِي الهاون وَاسْمهَا على الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَيَقُول)
الخطباء على المنابر بعد الدُّعَاء للخليفة واحفظ اللَّهُمَّ الْجِهَة الصَّالِحَة ملكة الْمُسلمين عصمَة الدُّنْيَا وَالدّين أم خَلِيل المستعصمية صَاحِبَة السُّلْطَان الْملك الصَّالح
(الألقاب)
ابْن الشجري النَّقِيب صَاحب الأمالي اسْمه هبة الله بن عَليّ بن مُحَمَّد
(شحطون)
3 - (الموسوس)
شحطون الموسوس الْبَغْدَادِيّ قَالَ أَبُو يحيى المهندس مَرَرْت بالمخرم يَوْمًا فَرَأَيْت شحطون جَالِسا فِي الطَّرِيق وَمَعَهُ ابْن لَهُ فدنوت مِنْهُمَا وَدفعت إِلَى الْغُلَام من سكر كَانَ معي فَأَخذه فَقلت لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ سعيد فَقلت أَنْت وَالله يَا سعيد كيس عَاقل فَأقبل عَليّ شحطون فَقَالَ(16/70)
(يَا شيخ قل لي أَهَذا ... من الْمُهَيْمِن عدل)
(بِأَن يكون لهَذَا ... عقل وَمَالِي عقل)
قلت سُبْحَانَ الله من بقول هَذَا قَالَ يَقُوله من يراني على مثل هَذِه الْحَالة مطروحاً قي الطَّرِيق وَالله يَا أخي إِنَّه ليَأْتِي عَليّ وَقت لَا أَدْرِي فِيهِ مَا حَالي وَمَا رَحْمَتي لنَفْسي إِنَّمَا أرْحم هَذَا الَّذِي لَيست لَهُ أم وَأَبوهُ على مثل هَذِه الْحَال قلت فادفعه إِلَيّ حَتَّى يكون مَعَ صبياني فِي مثل أَحْوَالهم من التفقد والتعهد فَبكى ثمَّ قَالَ
(أأجعل روحي وَالَّذِي هُوَ مؤنسي ... يَتِيما وَلم يقدر لي الْمَوْت قَادر)
(لَعَلَّ ليالينا تروح كربتي ... فتدفع عني كل مَا أَنا حاذر)
(فَلَا الْيَأْس يستولي عَليّ وَلَا أرى ... جزوعاً وَلَكِنِّي صبور وشاكر)
قَالَ فأبكاني فَلَمَّا رأى بُكَائِي قَالَ
(أَتَرَى رَحْمَة بَكَيْت لمن عَن ... دك أم رَحْمَة بَكَيْت لما بِي)
(لَا تبْكي الجفون مِنْك لهَذَا ... بكها للوقوف يَوْم الْحساب)
(كل نفس تفنى وَيبقى الَّذِي يَفِ ... ني وَيجْزِي برحمة أوعذاب)
قَالَ ثمَّ قَامَ وَحمل ابْنه على عُنُقه فَمَا جَاوز بَعيدا حَتَّى تغير لَونه وَطَرحه وهام فهممت بِأخذ)
الصَّبِي فَقيل لي إِنَّه إِن رَجَعَ وَلم يره لم تقم لَهُ قَائِمَة
(الألقاب)
ابْن الشّحْنَة الشَّاعِر اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن الشّحْنَة الْمسند الْمُتَأَخر الْمَعْرُوف بالحجار اسْمه أَحْمد بن آبي طَالب ابْن نعْمَة
ابْن شَحم الإسكندري اسْمه افر بن طَاهِر
ابْن الشحام الشَّافِعِي نجم الدّين عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نصر
ابْن شحانة عبد الرَّحْمَن بن عمر
ابْن أبي الشخباء الْحسن بن عبد الصَّمد
ابْن الشخير الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله
الشريشي القنائي زين الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد(16/71)
(شَدَّاد)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
شَدَّاد بن أَوْس بن ثَابت بن الْمُنْذر بن حرامٍ أَبُو يعلى وَقيل أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجاري وَهُوَ ابْن أخي حسان بن ثَابت النصاري قَالَ مَالك أَبُو يعلى ابْن عَم حسان بن أبي حسان بن ثَابت وَقَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ مَالك وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أخي حسان لَا ابْن عَمه وَكَانَ مِمَّا أُوتِيَ الْعلم والحلم لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة أحد سَادَات الصَّحَابَة كَانَ إِذا دخل الْفراش يتقلب على الْفراش لَا يَأْتِيهِ النّوم فَيَقُول اللَّهُمَّ إِن النَّار أذهبت مني النّوم فَيقوم فَيصَلي حَتَّى يصبح نزل بَيت الْمُقَدّس وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ ابْنه يعلى بن شَدَّاد وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ ومحمود بن لبيد وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (اللَّيْثِيّ)
شَدَّاد بن الْهَادِي اللَّيْثِيّ ثمَّ العتواري حَلِيف بني هَاشم هُوَ مدنِي من بني لَيْث بن عبد مَنَاة بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس قيل اسْمه أُسَامَة وَشَدَّاد لقب لَهُ وَالْهَادِي هُوَ عَمْرو وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْهَادِي لِأَنَّهُ كَانَ يُوقد النَّار لَيْلًا لمن سلك الطَّرِيق من الأضياف وَكَانَ شَدَّاد سلفا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلأبي بكر لِأَنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ سلمى بنت عُمَيْس أُخْت أَسمَاء بنت عُمَيْس وَهِي أُخْت مَيْمُونَة بنت الْحَارِث لأمها سكن الْمَدِينَة ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة وداره)
بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوفَة وروى عَنهُ ابْن أبي عمار
3 - (ابْن أسيد)
شَدَّاد بن أسيد لَهُ صُحْبَة روى حَدِيثه زيد بن الْحباب عَن(16/72)
عمر بن قيظي بن عَامر بن شَدَّاد بن أسيد عَن أَبِيه عَن جده أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ أَنْت مهَاجر حَيْثُمَا كنت
3 - (الْقِتْبَانِي)
شَدَّاد بن عبد الله الْقِتْبَانِي قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد بلحارث بن كَعْب سنة عشر مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَأسلم وَحسن إِسْلَامه
3 - (الْجُهَنِيّ)
شَدَّاد بن شُرَحْبِيل الْجُهَنِيّ شَامي روى عَنهُ عَيَّاش بن يُونُس حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رَآهُ قد وضع يَمِينه على يسَاره فِي الصَّلَاة قَابِضا عَلَيْهَا قَالَ أَبُو عَليّ لَيْسَ لشداد بن شُرَحْبِيل غير هَذَا الحَدِيث
3 - (الْجَزرِي)
شَدَّاد بن إِبْرَاهِيم أَبُو النجيب الْجَزرِي استدعاه الْوَزير أَبُو مُحَمَّد المهلبي فَوَجَدَهُ الرَّسُول قد غسل ثِيَابه فَكتب إِلَيْهِ يعْتَذر عَن الْحُضُور عَبدك تَحت الْحَبل عريانكأنهلا كانشيطان
(يغسل أثواباً كَأَن البلى ... فِيهَا خليط وَهُوَ أوطان)
(أرق من ديني إِن كَانَ لي ... دين كَمَا للناتس أَدْيَان)
(كَأَنَّهَا حَالي من قبل أَن ... يصبح عِنْدِي لَك إِحْسَان)
(يَقُول من يبصرني معرضاُ ... فِيهَا وللأقوال برهَان)
(هَذَا الَّذِي قد نسجت فَوْقه ... عناكب الْحِيطَان قمصان)
قَالَ الْحَافِظ اليغموري نقلتها من خطّ السلَفِي
(الألقاب)
ابْن شَدَّاد القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد اسْمه يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم
ابْن شَدَّاد الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم(16/73)
)
ابْن شدقيني اسْمه فَرح بن معالي
ابْن شدقيني مُحَمَّد بن معالي
ابْن الشرابي النَّحْوِيّ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد
(شرَاحِيل)
3 - (الصَّنْعَانِيّ)
شرَاحِيل بن آده أَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ من صنعاء دمشق توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (الْجعْفِيّ)
شرَاحِيل الْجعْفِيّ وَقيل فِيهِ شُرَحْبِيل وَسَيَأْتِي فِي ذكر شُرَحْبِيل إِن شَاءَ الله تَعَالَى
3 - (الْكِنْدِيّ)
شرَاحِيل بن مرّة الْكِنْدِيّ روى عَنهُ حجر بن عدي وَحَدِيثه عِنْد أبي إِسْحَاق السَّبيعي عَن أبي البخْترِي
3 - (الْمنْقري)
شرَاحِيل الْمنْقري لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعد فِي الشاميين روى عَنهُ أَبُو زيد الْهَوْزَنِي
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
شرَاحِيل بن زرْعَة الْحَضْرَمِيّ قدم فِي وَفد حَضرمَوْت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاسلموا
(الألقاب)
ابْن شرام النَّحْوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد(16/74)
(شُرَحْبِيل)
3 - (ابْن حَسَنَة)
شُرَحْبِيل ابْن حَسَنَة وَهِي أمه وَأَبوهُ عبد الله بن المطاع أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة معدوداً فِي وُجُوه قُرَيْش وَكَانَ أَمِيرا على ربع من أَربَاع الشَّام توفّي فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ ابْن مَاجَه
3 - (الْكِنْدِيّ)
شُرَحْبِيل بن السمط بن الْأسود الْكِنْدِيّ أَبُو يزِيد وَقيل أَبُو السمط قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَيُقَال لَا صُحْبَة لَهُ قلت ذكره ابْن عبد الْبر فِي كتاب الِاسْتِيعَاب وَقَالَ أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أَمِيرا على حمص لمعاوية وَمَات بهَا سنة أَرْبَعِينَ قَالَ ابْن عَسَاكِر روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا وَاحِدًا وَعَن عمر وسلمان وَعبادَة بن الصَّامِت وَزيد وَغَيرهم وروى عَنهُ عَمْرو بن الْأسود وخَالِد بن معدان وَمَكْحُول وَغَيرهم
قَالَ البُخَارِيّ لَهُ صُحْبَة قلت وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (ابْن أَوْس)
شُرَحْبِيل بن أَوْس وَقيل أَوْس بن شُرَحْبِيل حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي من شرب الْخمر مثل حَدِيث مُعَاوِيَة فَإِن عَاد الرَّابِعَة فَاقْتُلُوهُ وَهُوَ حَدِيث مَنْسُوخ بِإِجْمَاع وَبِقَوْلِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحل دم امْرِئ مُسلم إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث وبجلده نعيمان أَو ابْن نعيمان خَامِسَة فَإِن كَانَ حَدِيثه مُرْسلا فَإِنَّهُ يعضده الْإِجْمَاع(16/75)
3 - (الْجعْفِيّ)
شُرَحْبِيل الْجعْفِيّ قَالَ بَعضهم شرَاحِيل حَدِيثه فِي أَعْلَام النُّبُوَّة فِي قصَّة السّلْعَة الَّتِي كَانَت بِهِ شكاها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنفث فِيهَا وَوضع يَده عَلَيْهَا ثمَّ رفع يَده فَلم ير لَهَا أثر روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن
3 - (الثَّقَفِيّ)
شُرَحْبِيل بن غيلَان بن سَلمَة الثَّقَفِيّ روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الاسْتِغْفَار بن كل سَجْدَتَيْنِ من صلَاته كَانَ أحد الْخَمْسَة رجال من وُجُوه ثَقِيف الَّذين بعثتهم ثَقِيف بِإِسْلَامِهِمْ مَعَ عبد ياليل لَهُ ولأبيه غيلَان صُحْبَة)
3 - (ابْن ذِي الكلاع)
شُرَحْبِيل بن ذِي الكلاع كَانَ من كبار أُمَرَاء الشَّام قتل مَعَ ابْن زِيَاد سنة سِتّ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ
3 - (ابْن سعد الْمدنِي)
شُرَحْبِيل بن سعد الْمدنِي مولى الْأَنْصَار روى عَن زيد بن ثَابت وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ قيل إِن مَالِكًا لم يرو عَنهُ شَيْئا وَقيل كنى عَن اسْمه قَالَ ابْن عُيَيْنَة كَانَ يُفْتِي وَلم يكن أحد أعلم مِنْهُ بالمغازي ثمَّ احْتَاجَ فكأنهم اتَّهَمُوهُ وَكَانُوا يخَافُونَ إِذا جَاءَ إِلَى الرجل يطْلب مِنْهُ فَلم يُعْطه أَن يَقُول لم يشْهد أَبوك بَدْرًا رَوَاهُ ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب كَانَ مُتَّهمًا وَمَعَ تعنت ابْن حبَان فقد ذكره فِي الثِّقَات وَقَالَ ابْن عدي هُوَ إِلَى الضعْف أقرب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (ذُو الجوشن)
شُرَحْبِيل بن الْأَعْوَر بن عَمْرو بن مُعَاوِيَة ذُو الجوشن الصبابي العامري وَقيل اسْمه أَوْس بن الْأَعْوَر الصَّحَابِيّ سكن الْكُوفَة وروى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَقيل إِنَّه لم يسمع مِنْهُ وَإِنَّمَا سمع من ابْنه شمر بن ذِي الجوشن عَن أَبِيه وَسمي ذَا الجوشن من أجل أَن صَدره كَانَ ناتئاً
وَكَانَ ذُو الجوشن شَاعِرًا مطبوعاً وَله أشعار حسان رثى بهَا أَخَاهُ الصميل بن الْأَعْوَر وان قَتله رجل من خثعم يُقَال لَهُ أنس بن مدرك أَبُو سُفْيَان فِي الْجَاهِلِيَّة
(وَقَالُوا كسرنا بالصميل جنَاحه ... فَأصْبح شَيخا عزه قد تضعضعا)(16/76)
(كَذبْتُمْ وَبَيت الله لَا تبلغوني ... وَلم يَك قومِي قوم سوء فأجزعا)
(فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... قبائل عوها والعمور وألمعا)
(فَمن مبلغ عني قبائل خثعم ... ومذحج هَل أخبرتم الشَّأْن أجمعا)
(بِأَن قد تركنَا الْحَيّ حَيّ ابْن مدرك ... أَحَادِيث طسم والمنازل بلقعا)
(جزينا أَبَا سُفْيَان صَاعا بصاعه ... بِمَا كَانَ أجْرى فِي الحَدِيث وأوضعا)
(الألقاب)
ابْن بنت شُرَحْبِيل سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن
(شَرْقي)
3 - (الأخباري النسابة)
شَرْقي بن الْقطَامِي هُوَ الْوَلِيد بن الْحصين بن جمال بن حبيب بن جَابر ابْن مَالك بن عُمَيْر بن امْرِئ الْقَيْس بن النُّعْمَان بن عَامر بن عبد ود بن عَوْف يَنْتَهِي إِلَى الحاف بن قضاعة كَانَ عَلامَة نسابة أخبارياً إِلَّا أَنه كَانَ ضَعِيفا فِي رِوَايَته وَكَانَ من أهل الْكُوفَة وكنيته أَبُو الْمثنى وَكَانَ أَعور وَكَانَ لَا يشرب النَّبِيذ إِلَّا قدحاً وَاحِدًا حدث عَن ابْن دُرَيْد مَا يرفعهُ إِلَى ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ كنت يَوْمًا عِنْد الشَّرْقِي بن الْقطَامِي فَقَالَ من يعرف مِنْكُم أَسد بن عبد منَاف بن شيبَة بن عَمْرو بن الْمُغيرَة بن زيد وَهُوَ من اشرف النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا مَا نعرفه قَالَ هُوَ عَليّ بن أبي طَالب كَانَت أمه سمته أسداً وَأَبوهُ غَائِب لما وَلدته وَاسم أبي طَالب عبد منَاف وَاسم عبد الْمطلب شيبَة وَاسم هَاشم عَمْرو وَاسم عبد منَاف الْمُغيرَة وَاسم قصي زيد وَقَالَ الشَّرْقِي دخلت على الْمَنْصُور فَقَالَ يَا شَرْقي علام زار الْمَرْء فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ على خلال أَربع على مَعْرُوف سلف أَو مثله يؤتنف أَو قديم شرف أَو علم مطرف قَالَ غَيره فَمَا وَرَاء ذَلِك فولوع وكلف
(الألقاب)
ابْن شرشير هُوَ النَّاشِئ الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد
الشرش اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم(16/77)
(شرفشاه)
3 - (الشَّافِعِي)
شرفشاه بن ملكداد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل مراغة قدم بَغْدَاد وَأقَام يتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَصَارَ من أنظر الْفُقَهَاء ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى مُحَمَّد بن يحيى إِلَى نيسابور وَأقَام بهَا يدرس ويناظر ويفتي وَله تعلقة فِي الْخلاف مَشْهُورَة متداولة مجمع على حسنها وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
(شرف)
3 - (وَالِد الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ)
شرف بن مرى هُوَ الْحَاج شرف وَالِد الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى توف بنوى سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
(الألقاب)
ابْن شرف القيرواني الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن أبي سعيد تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ
وَابْنه جَعْفَر بن مُحَمَّد
شرف السَّادة الْعلوِي اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله
3 - (الْمصْرِيّ الخليع)
شرف بن أَسد الْمصْرِيّ شيخ ماجن متهتك ظريف خليع يصحب الْكتاب ويعاشر الندماء ويشبب فِي الْمجَالِس على القيان رَأَيْته غير مرّة بِالْقَاهِرَةِ وأنشدني لَهُ شعرًا كثيرا من البلاليق والأزجال والموشحات وَغير ذَلِك وَكَانَ عامياً مطبوعاً قَلِيل اللّحن يمتدح الأكابر ويستعطي الجوائز ويسترفدهم بأنواع المدائح وصنف عدَّة مصنفات فِي مشاشات الخليج والزوائد الَّتِي للمصريات والنوادر والأمثال ويخلط ذَلِك بأشعاره وَهِي مَوْجُودَة بِالْقَاهِرَةِ عِنْد من كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم وأنشدني لنَفسِهِ من أَبْيَات يغزل شذت عني وَلم أحفظ مِنْهَا إِلَّا قَوْله
(الظبي تسلح فِي أرجاء لحيته ... والغصن تصفعه إِن مَاس بالقدم)
وَتُوفِّي رَحمَه الله بَعْدَمَا تمرض زَمَانا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو سنة سبع وَثَلَاثِينَ
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة(16/78)
)
(رَمَضَان كلك فتوه ... وصحيح دينك عَلَيْهِ)
(وَأَنا فِي ذَا الْوَقْت مُعسر ... وأشتهي الإرفاق بيه)
(حَتَّى تروى الأَرْض بالنيل ... وَيُبَاع القرط بَدْرِي)
(واعطك الدِّرْهَم ثَلَاثَة ... وَأَصُوم شَهْرَيْن وَمَا أَدْرِي)
(وان طلبتني فِي ذَا الْوَقْت ... فَأَنا أثبت عسري)
(فامتهل واربح ثوابي ... لَا تربحني خطيه)
(وتخليني أَسْقُف ... طول نهاري لَا عشيه)
(لَك ثَلَاثِينَ يَوْم عِنْدِي ... اصبر اعطي الْمثل مثلين)
(وَإِن عسفتني ذَا الْأَيَّام ... مَا اعْترفت لَك قطّ بِالدّينِ)
(وانكرك واحلف وَقل لَك ... أَنْت من أَيْن وَأَنا من أَيْن)
(وأهرب اقعد فِي قمامه ... أَو قلالي بولشيه)
(واجي فِي عيد شَوَّال ... واستريح من ذِي القضيه)
(وَإِلَّا خُذ مني نقيده ... فِي الْمُعَجل نصف رحلك)
(صومي من بكره إِلَى الظّهْر ... وأقاسي الْمَوْت لاجلك)
(وَأَصُوم لَك شهر طوبة ... وَيكون من بعض فضلك)
(إيش أَنا فِي رَحْمَة الله ... من أَنا بَين البريه)
(أَنا إِلَّا عبد مقهور ... تَحت أَحْكَام المشيه)
(من زبون نحس مثلي ... رَمَضَان خُذ مَا تيَسّر)
(أَنْت جيت فِي وَقت لَو كَانَ ... الْجُنَيْد فِي مثله أفطر)
(هون الْأُمُور ومشي ... بعلي وَلَا تعسر)
(وَخذ ايش مَا سهل الله ... مَا الزبونات بالسويه)
(الملكي خُذ منو عَاجل ... وامهل الْمُعسر شرويه)
(ذِي حرور تذوب الْقلب ... ونهار أطول من الْعَام)
(ونا عِنْدِي أَي من صَامَ ... رَمَضَان فِي ذِي الْأَيَّام)
(ذَاك يكون الله فِي عونه ... وَيكفر عنو الآثام)
)
(وَجَمِيع كَلَامي هَذَا ... بطرِيق المصخريه)(16/79)
(وَالله بِعلم مَا فِي قلبِي ... وَالَّذِي لي فِي الطويه)
وَوضع ابْن شرف هَذَا فِيمَا وَضعه حِكَايَة حَكَاهَا لي بِالْقَاهِرَةِ المحروسة وَنحن على الخليج بشق الثعبان فِي سَابِع الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهِي اجتاز بعض النُّحَاة بِبَعْض الأساكفة فَقَالَ أَبيت اللَّعْن واللعن أَبَاك رحم الله أمك وأباك وَهَذِه تَحِيَّة الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة قبل الْإِسْلَام لَكِن عَلَيْك أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالسّلم وَالسّلم وَمثلك من يعز ويحترم وَيكرم ويحتشم قَرَأت الْقُرْآن والتيسير والعنوان والمقامات الحريرية والدرة الألفية وكشاف الزَّمَخْشَرِيّ وتاريخ الطَّبَرِيّ وشرحت اللُّغَة مَعَ الْعَرَبيَّة على سِيبَوَيْهٍ ونفطويه وَابْن خالويه وَالقَاسِم بن كميل وَالنضْر بن شُمَيْل وَقد دعتني الضَّرُورَة إِلَيْك وتمثلت بَين يَديك لَعَلَّك تتحفني من بعض حكمتك وَحسن صنعتك بنعل يقيني الْحر وَيدْفَع عني الشَّرّ وأعرب لَك عَن اسْمه حَقِيقا لأتخذك بذلك رَفِيقًا فَقِيه لُغَات مؤتلفة على لِسَان الْجُمْهُور مُخْتَلفَة فَفِي النَّاس من كناه بالمداس وَفِي عَامَّة الْأُمَم من لقبه بالقدم وَأهل شهرنوزه سموهُ بالسارموزه وَإِنِّي أخاطبك بلغات هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَلَا إِثْم عَليّ فِي ذَلِك وَلَا لوم وَالثَّالِثَة بِهِ أولى وَأَسْأَلك أَيهَا الْمولى أَن تتحفني بسارموزه أنعم من الموزه أقوى من الصوان وأطول عمرا من الزَّمَان خَالِيَة من البواشي مطبقة الْحَوَاشِي لَا يتَغَيَّر عَليّ وشيها وَلَا يروعني مشيها لَا تنْقَلب إِن وطِئت بهَا جروفاً وَلَا تَنْفَلِت إِن طحت بهَا مَكَانا مخسوفاً وَلَا تلتوق من أَجلي وَلَا يؤلمها ثقلي وَلَا تمترق من رجْلي وَلَا تتعوج وَلَا تتلقوج وَلَا تنبعج وَلَا تنفلج وَلَا تقب تَحت الرجل وَلَا تلصق بِخبْز الفجل ظَاهرهَا كالزعفران وباطنها كشقائق النُّعْمَان أخف من ريش الطير شَدِيد الْبَأْس على السّير طَوِيلَة الكعاب عالية الأجناب لَا يلْحق بهَا التُّرَاب وَلَا يغرقها مَاء السَّحَاب تصر صرير الْبَاب وتلمع كالسراب وأديمها من غير جراب جلدهَا من خَالص جُلُود الْمعز مَا لبسهَا ذليل إِلَّا افتخر بهَا وَعز مخروزة كخرز الخردفوش وَهِي أخف من المنقوش مسمرة بالحديد ممنطقة ثَابِتَة فِي الأَرْض الزلقة نعلها من جلد الأفيلة الخمير لَا الفطير وَتَكون بالنزر الحقير
فَلَمَّا أمسك النَّحْوِيّ من كَلَامه وثب الإسكافي على أقدامه وتمشى وتبختر وأطرق سَاعَة وتفكر وتشدد وتشمر وتحرج وتنمر وَدخل حانوته وَخرج وَقد دَاخله الحنق والتحرج فَقَالَ)
لَهُ النَّحْوِيّ جِئْت بِمَا طلبته فَقَالَ لَا بل بِجَوَاب مَا قلته فَقَالَ قل وأوجز وسجع ورجز فَقَالَ أخْبرك أَيهَا النَّحْوِيّ أَن الشرسا بحزوى شطبطبات المتقرقل والمتقبعقب لما قرب من قرى قرق القرنقنقف طرق زرفنات شراسيف قصر القشتبع من جلنب الشرشنكل والديوك تصهل كنهيق زقازيق الصولجانات والحرفرف الفرتاح يبيض الفرقنطق والزعر برجو احلبنبوا يَا حيّز من الطيز بِحَجّ بحمندك بشمر دلو خاط الركبنبو شاع(16/80)
الجبربر بجفر الترتاح ابْن يوشاخ على لؤَي بن شمندخ بِلِسَان القرواق مازكلوخ أَنَّك أكيت أرس برام المسلنطح بالشمر دلند مخلوط والزيبق بحبال الشَّمْس مربوط علعل بشعلعل مَاتَ الكرندوش أَدْعُوك فِي الْوَلِيمَة يَا تَيْس تش يَا حمَار يَا بَهِيمَة أُعِيذك بالزحواح وابخرك بحصى البان المستراح وأوقيك وأرقيك وأرقيك برقوات مرقات قرقرات الْبُطُون لتخلص من دَاء البرسام وَالْجُنُون
وَنزل من دكانه مستغيثاً بجيرانه وَقبض لحية النَّحْوِيّ بكفيه وخنقه بإصبعيه حَتَّى خر مغشياً عَلَيْهِ وبربر فِي وَجهه وزمجر ونأى بجانبه واستكبر وشخر ونخر وَتقدم وَتَأَخر فَقَالَ النَّحْوِيّ الله أكبر الله أكبر وَيحك أَنْت تجننت فَقَالَ لَا بل أَنْت تخرفت وَالسَّلَام
قلت إِلَّا أَنه مَا ظرف فِي مقطعها ولاملح فِي مخلصها وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يكون آخرهَا حاراً هزازاً نَادرا حلواً كَمَا لَو قَالَ فَقَالَ النَّحْوِيّ مَا هَذَا العفان قَالَ مثل ذَلِك الهذيان أَو مَا أشبه ذَلِك
(الألقاب)
ابْن الشَّرْقِي الْحَافِظ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن
أَخُوهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن
(شُرَيْح)
3 - (أَبُو الْمِقْدَام الْحَارِثِيّ)
شُرَيْح بن هَانِئ الْحَارِثِيّ الْمذْحِجِي الْكُوفِي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وروى عَن أَبِيه وَعلي بن أبي طَالب وَكَانَ من أَصْحَابه وَعمر وَعَائِشَة وَسعد وَأبي هُرَيْرَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وكنيته أَبُو الْمِقْدَام وَقيل إِنَّه توفّي فِي حُدُود التسعين(16/81)
3 - (الصائدي الْكُوفِي)
شُرَيْح بن النُّعْمَان الصائدي الْكُوفِي روى عَن أَبِيه وجده وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (القَاضِي أَبُو أُميَّة)
شُرَيْح بن الْحَارِث أَبُو أُميَّة القَاضِي الْكُوفِي يُقَال إِنَّه من أَوْلَاد الْفرس الَّذين كَانُوا بِالْيمن أدْرك الْجَاهِلِيَّة ووفد من الْيمن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَولي قَضَاء الْكُوفَة لعمر وروى عَنهُ وَعَن عَليّ وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَكَانَ شَاعِرًا راجزاً قائفاً كوسجاً وَلما ولاه عمر قَضَاء الْكُوفَة قَالَ انْظُر مَا تبين لَك فِي كتاب الله فَلَا تسْأَل عَنهُ أحدا وَمَا لم يتَبَيَّن لَك فِي كتاب الله فَاتبع فِيهِ السّنة وَمَا لم يتَبَيَّن لَك فِي السّنة فاجتهد فِيهِ رَأْيك فولي ذَلِك وَأقَام على الْقَضَاء سِتِّينَ سنة وَجَاء أَنه استعفى من الْقَضَاء قبل مَوته بِسنة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَقيل سنة سِتّ أَو ثَمَان أَو تسع وَسبعين أَو سنة ثَمَانِينَ أَو اثْنَتَيْنِ أَو سبع وَثَمَانِينَ أَو ثَلَاث أَو سبع أَو تسع وَتِسْعين وَله مائَة وثمان سِنِين أَو وَعشر سِنِين أَو وَعِشْرُونَ سنة
وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَهُوَ أحد السادات الطلس وَكَانَ مزاحا دخل عَلَيْهِ عدي بن أَرْطَأَة فَقَالَ لَهُ أَيْن أَنْت أصلحك الله قَالَ بَيْنك وَبَين الْحَائِط قَالَ اسْمَع مني قَالَ قل أسمع قَالَ إِنِّي رجل من أهل الشَّام قَالَ مَكَان سحيق قَالَ وَتَزَوَّجت عنْدكُمْ قَالَ بالرفاء والبنين قَالَ وَأَرَدْت أَو أرحلها قَالَ الرجل أَحَق بأَهْله قَالَ وشرطت لَهَا دارها قَالَ لَا الشَّرْط لَهَا قَالَ فاحكم الْآن بَيْننَا قَالَ قد فعلت قَالَ فعلى من حكمت قَالَ على ابْن أمك قَالَ بِشَهَادَة من قَالَ بِشَهَادَة ابْن أُخْت خَالك وَرُوِيَ أَن عَليّ بن أبي طَالب دخل مَعَ خصم ذمِّي إِلَى القَاضِي شُرَيْح فَقَامَ لَهُ فَقَالَ هَذَا أول جورك ثمَّ أسْند ظَهره إِلَى الْجِدَار وَقَالَ أما إِن خصمي لَو كَانَ مُسلما لجلست بجنبه وَتزَوج شُرَيْح امْرَأَة من بني تَمِيم اسْمهَا زَيْنَب فنقم عَلَيْهَا)
فضربها ثمَّ نَدم وَقَالَ(16/82)
(رَأَيْت رجَالًا يضْربُونَ نِسَاءَهُمْ ... فشلت يَمِيني يَوْم أضْرب زينبا)
(أأضربها من غير ذَنْب أَتَت بِهِ ... فَمَا الْعدْل مني ضرب من لَيْسَ مذنبا)
(فزينب شمس وَالنِّسَاء كواكب ... إِذا طلعت لم تَرَ مِنْهُنَّ كوكبا)
نقلت من مَجْمُوع بِخَط قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَعَن شُرَيْح أَنه تقدّمت إِلَيْهِ امْرَأَة فَقَالَت أَيهَا القَاضِي إِنِّي جئْتُك مخاصماً قَالَ فَأَيْنَ خصمك قَالَت أَنْت فأخلى لَهَا الْمجْلس وَقَالَ لَهَا تكلمي فَقَالَت إِنِّي امْرَأَة لَهَا إحليل وَفرج فَقَالَ قد كَانَت لأمير الْمُؤمنِينَ فِي ذَا قصَّة ورث من حَيْثُ جَاءَ الْبَوْل وَكَانَ شُرَيْح قَاضِي عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَت لَهُ أَنه يَجِيء مِنْهَا جَمِيعًا فَقَالَ لَهَا من أَيْن يسْبق الْبَوْل قَالَت لَيْسَ شَيْء مِنْهُمَا يسْبق يخرجَانِ مَعًا فِي وَقت وينقطعان فِي وَقت فَقَالَ إِنَّك لتخبرين بعجيب فَقَالَت أَقُول أعجب من ذَلِك تزَوجنِي ابْن عَم لي وأخدمني خَادِمًا فوطئتها فأولدتها وَإِنَّمَا جئْتُك لما أولدتها فَقَامَ شُرَيْح من مجْلِس الْقَضَاء فَدخل على عَليّ فَأخْبرهُ بِمَا قَالَت الْمَرْأَة فَأمر بهَا عَليّ فأدخلت فَسَأَلَهَا عَمَّا قَالَ القَاضِي فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هُوَ الَّذِي قَالَ قَالَ فأحضر زَوجهَا فَقَالَ هَذِه زَوجتك وَابْنَة عمك قَالَ نعم قَالَ أفعلمت مَا كَانَ قَالَ نعم أخدمتها خَادِمًا فوطئتها فأولدتها ووطئتها بعد ذَلِك قَالَ لَهُ عَليّ لأَنْت أجسر من الْأسد جيئوني بِدِينَار الْخَادِم وَكَانَ معدلاً وَامْرَأَتَيْنِ فَقَالَ خُذُوا هَذِه الْمَرْأَة فأدخلوها إِلَى بَيت فألبسوها ثيابًا وجردوها من ثِيَابهَا وعدوا أضلاعها من جنبيها فَفَعَلُوا ذَلِك ثمَّ خَرجُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عدد أضلاع جَانب الْأَيْمن ثَمَانِيَة عشر ضلعاً وَعدد جَانب الْأَيْسَر سَبْعَة عشر ضلعاً فَدَعَا الْحجام فَأخذ شعرهَا وَأَعْطَاهَا حذاء ورداء وألحقها بِالرِّجَالِ فَقَالَ الزَّوْج يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ زَوْجَتي وَابْنَة عمي ألحقتها بِالرِّجَالِ مِمَّن أخذت هَذِه الْقَضِيَّة فَقَالَ عَليّ إِنِّي ورثتها من أبي آدم إِن حَوَّاء أمنا خلقت من آدم فأضلاع الرِّجَال أقل من أضلاع النِّسَاء وَعدد أضلاعها أضلاع رجل فاخرجوا
قلت وَقد سقت هَذَا فِي شرح لامية الْعَجم وأوردت هُنَاكَ مَا أمكن إِيرَاده ووجهت الْبَحْث فِيهِ
3 - (الْبَغْدَادِيّ الْجَوْهَرِي)
شُرَيْح بن النُّعْمَان الْبَغْدَادِيّ الْجَوْهَرِي توفّي سنة سبع(16/83)
عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ)
وَالْأَرْبَعَة
3 - (التنوخي الْكُوفِي)
شُرَيْح بن مسلمة التنوخي الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ
3 - (ذُو اللِّحْيَة)
شُرَيْح بن عَامر بن عَوْف بن كَعْب بن أبي بكر ذُو اللِّحْيَة الْكلابِي الصَّحَابِيّ يعد فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ يزِيد بن أبي مَنْصُور
3 - (الحطم)
شُرَيْح بن ضبيعة وَأمه هِنْد بنت حسان بن عَمْرو بن مرْثَد كَانَ شُرَيْح هَذَا قد غزا الْيمن فِي جموع جمعهَا من ربيعَة فغنم وسبى بعد حَرْب كَانَت بَينه وَبَين كِنْدَة أسر فِيهَا فرغان بن مهْدي بن معدي كرب عَم الْأَشْعَث بن قيس وَأخذ على طَرِيق مفازة فضل بهم دليلهم ثمَّ هرب مِنْهُم وَمَات فرغان فِي أَيْديهم عطشاً وَهلك مِنْهُم نَاس كثير بالعطش وَجعل شُرَيْح يَسُوق بِأَصْحَابِهِ سوقاً حثيثاً حَتَّى نَجوا ووردوا المَاء فَقَالَ فِيهِ رشيد بن رميض الْعَنزي هَذَا أَوَان الشد فاشتدي زيم قد لفها اللَّيْل بسواق حطم لَيْسَ براعي إبل وَلَا غنم وَلَا بجزار على لحم وَضم بَات يقاسيها غُلَام كالزلم خَدلج الشاقين خفاق الْقدَم فلقب شُرَيْح يَوْمئِذٍ بالحطم لقَوْل رشيد فِيهِ هَذَا الرجز وَأدْركَ الحطم الْإِسْلَام وَأسلم ثمَّ ارْتَدَّ بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج فِي بني عبد قيس بن ثَعْلَبَة وَمن اتبعهُ من بكر بن وَائِل على الرِّدَّة وَمن تأشب إِلَيْهِ من غير الْمُرْتَدين مِمَّن لم يزل كَافِرًا حَتَّى نزل القطيف وهجر واستغوى من كَانَ بهَا من الزط والسنابجة وَبعث بعثاً إِلَى دارين وأبالة ليجعل عبد الْقَيْس بيه وَبينهمْ وَكَانُوا مخالفين لَهُ يمدون الْمُسلمين وَآل الْأَمر إِلَى أَن جَاءَهُ الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ(16/84)
وقصتهم طَوِيلَة وَآخر الْأَمر قتل الحطم وَمَات كَافِرًا)
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
شُرَيْح الْحَضْرَمِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ من أفاضل الصَّحَابَة
3 - (ابْن أبي وهب)
شُرَيْح بن أبي وهب الْحِمْيَرِي قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبّى حِين اسْتَوَت بِهِ نَاقَته حَدِيثه عِنْد عَمْرو بن قيس الملكائي عَن الْمُحكم ابْن وَادعَة الْيَمَانِيّ عَنهُ
3 - (السَّعْدِيّ)
شُرَيْح بن عَامر السَّعْدِيّ من بني سعد بن بكر لَهُ صُحْبَة ولاه عمر بن الْخطاب الْبَصْرَة فَقتل بِنَاحِيَة الأهواز
(الألقاب)
القَاضِي شُرَيْح النيلي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن
أَبُو شُرَيْح الصَّحَابِيّ خويلد بن عَمْرو
الشريشي شَارِح المقامات اسْمه أَحْمد بن عبد الْمُؤمن بن مُوسَى
الشريشي جمال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَولده كَمَال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد
الشريسي القنائي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد
(شريرة)
3 - (الرائقية)
شريرة الرائقية ذكر ثَابت بن سِنَان أَنَّهَا كَانَت مولدة سمراء حَسَنَة الْغناء وَكَانَت لِابْنِ حمدون النديم فاشتراها من ابْنه ابْن حمدون النديم أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن رائق الْأَمِير بِثَلَاثَة عشر ألف دِينَار وَأخذ مِنْهُ ابْن حمدون ألف دِينَار على سَبِيل الدّلَالَة ورزق مِنْهَا أَبُو بكر ولدا وَلم يَعش وَقتل ابْن رائق عَنْهَا فَتَزَوجهَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن سعيد ين حمدَان وَتوفيت سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة(16/85)
(شرِيف)
3 - (سعد الدولة صَاحب حلب)
شرِيف أَبُو الْمَعَالِي سعد الدولة ابْن حمدَان ملك حلب ونواحيها بِعْ أَبِيه طَالَتْ أَيَّامه وَعرض لَهُ قولنج أشفى مِنْهُ على التّلف ثمَّ تماثل فواقع جَارِيَة فَلَمَّا فرغ بَطل نصفه فَدخل إِلَيْهِ الطَّبِيب فَأمر أَن تسجر عِنْده النَّار فِي الند والعنبر فأفاق قَلِيلا فَقَالَ لَهُ أَرِنِي يدك فَنَاوَلَهُ الْيُسْرَى فَقَالَ لَهُ الْيُمْنَى فَقَالَ مَا تركت لي الْيَمين يَمِينا وَكَانَ قد حلف وغدر وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَتَوَلَّى بعده أَبُو الْفَضَائِل سعد وبموت سعد انقرض ملك بني حمدَان
(الألقاب)
الشريف النَّاسِخ اسْمه مُحَمَّد بن رضوَان
الشريف الرضي اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن
الشريف المرتضى أَخُو الرضي اسْمه عَليّ بن الْحُسَيْن
الشريفي وَالِي الْوُلَاة اسْمه أقوش
الشريفي حجب دمشق اسْمه طقتمر
(شريك)
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
شريك بن شَدَّاد الْحَضْرَمِيّ أحد الْعشْرَة الَّذين قتلوا مَعَ حجر بعذراء صبرا وَهُوَ من التَّابِعين وقتلته فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ
3 - (الْمدنِي)
شريك بن عبد الله بن أبي نمر الْمدنِي ذكره ابْن حزم فوهاه واتهمه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا جهل مِنْهُ بِهِ وَقَالَ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة
وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه(16/86)
3 - (القَاضِي النَّخعِيّ)
شريك بن عبد الله بن أبي شريك الْحَارِث بن أَوْس القَاضِي أَبُو عبد الله النَّخعِيّ الْكُوفِي الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام مولده سنة خمس وَتِسْعين وَتُوفِّي فِيمَا قيل سنة سبع وَسبعين وَمِائَة قَالَ أَبُو دَاوُد شريك ثِقَة يخطى على الْأَعْمَش وَقَالَ مُعَاوِيَة بن صَالح سَأَلت ابْن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ كَانَ عَاقِلا صَدُوقًا مُحدثا عِنْدِي وَكَانَ شَدِيدا على أهل الريب والبدع وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ لشيخ شمس الدّين اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ وَخرج لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ وَغَيره وروى لَهُ الْأَرْبَعَة دخل على الْمهْدي فَقَالَ لَهُ لَا بُد لَك من إِحْدَى ثَلَاث إِمَّا أَن تلِي الْقَضَاء أَو تؤدب أَوْلَادِي وتحدثهم أَو تَأْكُل عِنْدِي أَكلَة فَقَالَ الْأكلَة أخف عَليّ فَعمل لَهُ ألوان الْأَطْعِمَة من المخ الْمَعْقُود بالسكر فَأكل فَقَالَ الطباخ لَيْسَ يفلح بعْدهَا قَالَ فَحَدثهُمْ بعد ذَلِك وعلمهم الْعلم وَولي الْقَضَاء وَلَقَد كتب لَهُ برزقه على الصَّيْرَفِي فمطله وَقَالَ إِنَّك لم تبع بِهِ بزاً فَقَالَ بل وَالله بِعْت بِهِ ديني وَيُقَال إِنَّه قَالَ مَا وليت الْقَضَاء حَتَّى حلت لي الْميتَة ذكر مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان عِنْده وَوصف بالحلم فَقَالَ شريك لَيْسَ بحليم من سفه الْحق وَقَاتل عَليّ بن أبي طَالب وَخرج يَوْمًا إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث ليسمعوا عَلَيْهِ فشموا مِنْهُ رَائِحَة النَّبِيذ فَقَالُوا لَهُ لَو كَانَت هَذِه الرَّائِحَة منا لاستحيينا فَقَالَ لأنكم أهل رِيبَة وَكَانَ عادلاً فِي قَضَائِهِ كثير الصَّوَاب سريع الْجَواب قَالَ لَهُ رجل مَا تَقول فِيمَن أَرَادَ أَن يقنت فِي الصُّبْح قبل الرُّكُوع فقنت بعده قَالَ هَذَا أَرَادَ أَن يُخطئ فَأصَاب وَكَانَ لَهُ جليس من بني أُميَّة فَذكر شريك فِي بعض الْأَيَّام فَضَائِل عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ ذَلِك الرجل نعم الرجل عَليّ فأغضبه ذَلِك)
وَقَالَ ألعلي يُقَال نعم الرجل فَأمْسك حَتَّى سكن غيظه ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عبد الله ألم يقل الله تَعَالَى فِي الْإِخْبَار عَن نَفسه فقدرنا فَنعم القادرون وَقَالَ فِي أَيُّوب إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نعم العَبْد وَقَالَ فِي سُلَيْمَان وَوَهَبْنَا لداود سُلَيْمَان نعم العَبْد أَفلا ترْضى لعَلي مَا رَضِي الله بِهِ لنَفسِهِ ولأنبيائه فَتنبه شريك عِنْد ذَلِك لوهمه وزادت مكانة الْأمَوِي عِنْده(16/87)
3 - (البلوي)
شريك بن عَبدة بن مغيث البلوي لِيف الْأَنْصَار هُوَ شريك بن سَحْمَاء صَاحب اللّعان نسب فِي ذَلِك الحَدِيث إِلَى أمه شهد مَعَ أَبِيه أحدا وَهُوَ أَخُو الْبَراء بن مَالك لأمه وَهُوَ الَّذِي قذفه هِلَال بن أُميَّة بامرأته وَقيل إِنَّه أول من لَاعن فِي الشَّام
3 - (الْأَشْجَعِيّ)
شريك بن طَارق الْأَشْجَعِيّ وَيُقَال الْحَنْظَلِي التَّمِيمِي يُقَال لَهُ صُحْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَيُقَال إِن حَدِيثه مُرْسل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من زنى نزع عَنهُ الْإِيمَان وَلَيْسَ لَهُ خبر يدل على رُؤْيَة أَو لِقَاء إِلَّا أَن خَليفَة ابْن خياط ذكره فِيمَن نزل الْكُوفَة من الصَّحَابَة
(الألقاب)
ابْن الشصاص اسْمه أَحْمد بن زَكَرِيَّا
ابْن شطرية اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن
(شطي)
3 - (أَمِير آل عقبَة)
شطي بن عُيَيْنَة الْأَمِير بدر الدّين أَمِير آل عقبَة عرب البلقاء وحسبان والكرك إِلَى تخوم الْحجاز كَانَ شكلاً تَاما حسنا وَهُوَ فِي هَؤُلَاءِ الْعَرَب نَظِير مهنا إِلَّا أَن مهنا وَأَوْلَاده أكبر وأوجه عِنْد مُلُوك مصر لَكِن كَانَ شطي يخلع عَلَيْهِ الأطلس الْأَحْمَر أَيْضا توجه إِلَى قريب الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة صلوَات الله على ساكنها وَنزل على بني لَام فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَالَ كَتِفي كَتِفي فأحضرت بعض جواريه نَارا وأحمت حديداً وكوته يَسِيرا ثمَّ تَوَجَّهت لتعيد الْحَدِيد إِلَى النَّار وتعود إِلَيْهِ فَوَجَدته قد قضى نحبه رَحمَه الله تَعَالَى وَأعْطِي مَكَانَهُ لِوَلَدَيْهِ أَحْمد ونصير
(الألقاب)
ابْن الشعار الْمُبَارك بن أبي بكر(16/88)
الشعار مكي بن مُحَمَّد
(شعْبَان)
3 - (الْفَقِير القادري)
شعْبَان بن أبي بكر بن عمر الصَّالح الزَّاهِد الشَّيْخ أَبُو البركات الإربلي الْفَقِير القادري صَاحب الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ لَازمه مُدَّة وَطَاف مَعَه يسمع على الْأَشْيَاخ بِمصْر والإسكندرية ودمشق وَكَانَ عِنْده أَجزَاء من عواليه وَخرج لَهُ ابْن الظَّاهِرِيّ مشيخة فَسَمعَهَا مِنْهُ الْعَلامَة تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَعبد الْغَنِيّ بن بَنِينَ وَكَانَ يعرف شُيُوخه ويحكي حكايات حَسَنَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة عَن سبع وَثَمَانِينَ سنة
3 - (الْأَمِير شهَاب الدّين)
شعْبَان الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن أخي الْأَمِير سيف الدّين ألماس أَمِير الْحَاجِب أَو لزمَه إِلَّا أَنه قريب لَهُ لما توفّي الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن بن جندر وَتزَوج هَذَا شعْبَان ابْنَته مغل نجاه ألماس لِأَنَّهُ كَانَ خالها وَلما غضب السُّلْطَان على ألماس وأمسكه وَقَتله أخرج هَذَا شعْبَان إِلَى غَزَّة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ لما مَاتَ السُّلْطَان رَجَعَ شعْبَان إِلَى مصر لنه كَانَت لَهُ بهَا قرَابَة واتصل الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي ثمَّ إِنَّه خرج مَعَه إِلَى حماة وحلب وَحضر إِلَى)
دمشق وَهُوَ أَمِير طلبخاناه وَأقَام بهَا إِلَى أَن جرى ليلبغا مَا جرى فَأمْسك هُوَ وَأَخُوهُ يلبغا وجهزوا إِلَى مصر ثمَّ أفرج عَنهُ وَبَقِي فِي مصر مُدَّة ثمَّ جهز إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا أَمِيرا مُدَّة ثمَّ حضر إِلَى دمشق فِي أَوَائِل سنة أَربع وَخمسين وَأقَام بهَا إِلَى أَن مرض وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي ثَالِث شهر ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وَترك عَلَيْهِ ديوناً كَثِيرَة وَلم يخلف شَيْئا وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طقطاي الدوادار قد تزوج بِدِمَشْق فِي أَيَّام يلبغا بابنة شعْبَان هَذَا من ابْنة أَمِير حُسَيْن ثمَّ إِنَّه طَلقهَا
3 - (الْكَامِل ابْن النَّاصِر)
شعْبَان بن مُحَمَّد بن قلاون السُّلْطَان الْملك الْكَامِل سيف الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور لما مَاتَ أَخُوهُ الْملك الصَّالح رَحمَه الله على مَا تقدم فِي تَرْجَمته قيل أَنه أوصى لَهُ بِالْملكِ بعده لِأَنَّهُ كَانَ(16/89)
شقيقه فاختلفت الخاصكية ومالت فرقة إِلَى حاجي أَخِيه وَفرْقَة إِلَى شعْبَان فَذكره الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي للأمير سيف الدّين الْملك وَكَانَ إِذا ذَاك نَائِبا بِمصْر فَقَالَ لَهُ بِشَرْط أَن لَا يلْعَب بالحمام فَبَلغهُ ذَلِك فنقم هَذَا الْكَلَام عَلَيْهِ وَلما تولى الْملك أخرجه إِلَى الشَّام نَائِبا ثمَّ إِنَّه سيره من الطَّرِيق إِلَى صفد نَائِبا على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْملك وَطلب الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب الشَّام ليقره نَائِب مصر على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة طقزتمر وان جُلُوسه على كرْسِي الْملك يَوْم الْخَمِيس بعد دفن الصَّالح وحلفوا لَهُ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين بيغرا إِلَى الشَّام ليحلف لَهُ أُمَرَاء دمشق فَحَلَفُوا لَهُ وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين قماري أَخا بكتمر وَأخرج الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار وهابه النَّاس وخافوه وان محباً لِلْمَالِ يخرج الإقطاعات والوظائف بالبذل على ذَلِك وَعمل لذَلِك ديواناً قَائِم الذَّات وَكَانَ يعين فِي المناشير الْبَذْل وَهُوَ مبلغ ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وَمَا فَوْقهَا فَمَا اسْتحْسنَ النَّاس ذَلِك وَلما تولى أَنْشدني لنَفسِهِ جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة
(جبين سلطاننا المرجى ... مبارك الطالع البديع)
(يَا بهجة الْبَدْر إِذْ تبدى ... هِلَال شعْبَان فِي ربيع)
وَكَانَ شجاعاً يقظاً فطناً ذكياً وَكَانَ أشقر محدد الْأنف أَزْرَق الْعَينَيْنِ على مَا قيل لي لم يخل بِالْجُلُوسِ للْخدمَة طرفِي النَّهَار مَعَ اللّعب وَاللَّهْو دَائِما وَلَو ترك كَانَ يكون ملكا عَظِيما)
حازماً وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى ظَاهر دمشق على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته وَجرى من الْأُمَرَاء سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي وشمس الدّين آقسنقر وَغَيرهمَا مَا تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة أَخِيه الْملك المظفر حاجي من خلعه وجلوس الْملك المظفر حاجي على كرْسِي الْملك فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ مُدَّة ملكه سنة وَسَبْعَة عشر يَوْمًا واخرج أَخُوهُ حاجي من سجنه وَجلسَ مَكَانَهُ حكى لي سيف الدّين أسنبغا دوادار الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه قَالَ مددنا السماط على أَن يَأْكُلهُ الْكَامِل وجهزنا طَعَام حاجي إِلَيْهِ ليأكله فِي السجْن فَخرج حاجي أكل السماط وَدخل الْكَامِل وَأكل طَعَام حاجي فِي السجْن وَهَذَا أَمر عَجِيب وَقلت فِي واقعته
(بَيت قلاون سعاداته ... فِي عَاجل كَانَت بِلَا آجل)(16/90)
(حل على أملاكه للردى ... دين قد اسْتَوْفَاهُ بالكامل)
(شُعْبَة)
3 - (أَبُو بسطَام الوَاسِطِيّ)
شُعْبَة بن الْحجَّاج بن الْورْد الوَاسِطِيّ أَبُو بسطَام الْأَزْدِيّ الْعَتكِي مَوْلَاهُم الْحَافِظ الْكَبِير عَالم أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه بل أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث سكن الْبَصْرَة من صغره وَرَأى الْحسن وَسمع مِنْهُ مسَائِل وروى عَن أنس وَابْن سِيرِين وَإِسْمَاعِيل بن رَجَاء وجامع بن شَدَّاد وسعي المَقْبُري وجبلة بن سحيم وَالْحكم وَعَمْرو بن مرّة وزبيد بن الْحَارِث وَسَلَمَة بن كهيل وَقَتَادَة وَيحيى بن أبي كثير وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة وَأبي جَمْرَة الضبعِي وَعَمْرو بن دِينَار وخلائق قَالَ الشَّافِعِي لَوْلَا شُعْبَة لما عرف الحَدِيث بالعراق وَقَالَ الْحَاكِم شُعْبَة إِمَام الْأَئِمَّة بِالْبَصْرَةِ فِي معرفَة الحَدِيث رأى أنس بن مَالك وَعَمْرو بن سَلمَة الْجرْمِي وَسمع من أَرْبَعمِائَة من التَّابِعين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعت من شُعْبَة سَبْعَة آلَاف حَدِيث يَعْنِي بالمقاطيع وَقد استوعب صَاحب تَهْذِيب الْكَمَال سَائِر شُيُوخ شُعْبَة وَقَالَ ابْن معِين شُعْبَة إِمَام الْمُتَّقِينَ وَقَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ هَل الْعلمَاء إِلَّا شُعْبَة من شُعْبَة وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا خَالِد بن خِدَاش حَدثنِي جريش ابْن أُخْت جرير بن حَازِم قَالَ رَأَيْت شُعْبَة فِي الْمَنَام فَقلت أَي الْأَعْمَال وجدت أَشد عَلَيْك فَقَالَ التَّجَوُّز فِي الرِّجَال)
(شعية)
3 - (شعية بن عريض)
شعية بن عريض بن السموأل اسْلَمْ وَعمر عمرا(16/91)
طَويلا مَاتَ فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة لما حج مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ رأى شَيخا يُصَلِّي فِي الْمَسْجِد الْحَرَام عَلَيْهِ ثَوْبَان أبيضان فَقَالَ من هَذَا قَالُوا لَهُ شعية بن عريض وَكَانَ من الْيَهُود فَأرْسل إِلَيْهِ يَدعُوهُ فَأَتَاهُ رَسُوله فَقَالَ أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ أَو لَيْسَ قد مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فأجب مُعَاوِيَة فَأَتَاهُ فَلم يسلم عَلَيْهِ بالخلافة فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة مَا فعلت أَرْضك الَّتِي بتيماء قَالَ يكسى مِنْهَا العاري وَيرد فَضلهَا على الْجَار قَالَ فتبيعها قَالَ نعم قَالَ بكم قَالَ بستين ألف دِينَار وَلَوْلَا خلة أَصَابَت الْحَيّ مَا أبعتها قَالَ لقد أغليت قَالَ أما لَو كَانَت لبَعض أَصْحَابك لأخذتها بستمائة ألف دِينَار ثمَّ لم تبال قَالَ أجل فَإذْ بخلت بأرضك فأنشدني شعر أَبِيك يرثي نَفسه فَقَالَ قَالَ أبي
(يَا لَيْت شعري حِين يذكر صالحي ... مَاذَا يؤبنني بِهِ أنواحي)
(أيقلن لَا تبعد فَرب كريهة ... فرجتها بشجاعة وسماح)
(وَلَقَد ضربت بِفضل مَالِي حَقه ... عِنْد الشتَاء وَهبة الأرياح)
(وَلَقَد أخذت الْحق غير مخاصم ... وَلَقَد رددت الْحق غير ملاح)
(وَإِذا دعيت لصعبة سهلتها ... أدعى بأفلح تَارَة ورباح)
فَقَالَ أَنا كنت بِهَذَا الشّعْر أولى من أَبِيك قَالَ كذبت ولؤمت قَالَ أما كذبت فَنعم وَأما لؤمت فَلم وَكَيف قَالَ لِأَنَّك ميت الْحق فِي الْجَاهِلِيَّة وميته فِي الْإِسْلَام أما فِي الْجَاهِلِيَّة فقاتلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْوَحي حَتَّى جعل الله كيدك الْمَرْدُود وَأما فِي الْإِسْلَام فمنعت ولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخلَافَة وَمَا أَنْت وَهِي وَأَنت طليق بن طليق فَقَالَ مُعَاوِيَة قد خرف الشَّيْخ فأقيموه فَأخذ بِيَدِهِ فأقيم وشعية هَذَا هُوَ الَّذِي يَقُول
(يَا دَار سعدى بمفضى تلعة النعم ... حييت دَارا على الإقواء والعدم)
(وَمَا بجزعك إِلَّا الْوَحْش سَاكِنة ... وهامد من رماد الْقدر والحمم)
(عَجنا فَمَا كلمتنا الدَّار إِذْ سُئِلت ... وَمَا بهَا من جَوَاب خلت من صمم)
(الألقاب)
أَبُو الشعْثَاء اسْمه جَابر بن زيد تقدم ذكره)
أَبُو الشعْثَاء الْبَصْرِيّ اسْمه بشير بن نهيك
ابْن الشعار كَمَال الدّين الْمُبَارك بن أبي بكر بن حمدَان
الشّعبِيّ إِمَام أهل الْكُوفَة اسْمه عَامر بن شرَاحِيل
الشَّعْبَانِي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمْهُور(16/92)
الشعراني الْحَافِظ اسْمه الْفضل بن مُحَمَّد
(شعلة)
3 - (أَمِير دمشق)
شعلة بن بدر الْأَمِير أَبُو الْعَبَّاس الإخشيدي كَانَ بطلاً شجاعاً كثير الاحتكار غلت الأسعار فِي أَيَّامه ولي دمشق أَيَّام الْمُطِيع لأبي الْقَاسِم ابْن الإخشيد وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة
(الألقاب)
شعلة الْموصِلِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد
(شُعَيْب)
3 - (الْحَنَفِيّ)
شُعَيْب بن إِسْحَاق بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن رَاشد الْقرشِي مَوْلَاهُم روى عَن هِشَام بن عُرْوَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَأبي حنيفَة وَأبي عَمْرو بن الْعَلَاء ومسعر ابْن كدام وَابْن جريج وَغَيرهم وَكَانَ يذهب مَذْهَب أبي حنيفَة وروى عَنهُ اللَّيْث بن سعد وَهُوَ أكبر نه ودحيم وَهِشَام بن عمار وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ فِي جملَة من وَثَّقَهُ فِي أَصْحَاب أَبُو حنيفَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَهُوَ مَعْدُود فِي كبار الْفُقَهَاء وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (كَاتب هِشَام الْأمَوِي)
شُعَيْب بن ديمار أَبُو بشر ابْن أبي حَمْزَة الْحِمصِي مولى بني أُميَّة الْكَاتِب صَاحب الْخط الْمَنْسُوب وَاحِد الْأَئِمَّة الثِّقَات كَانَ أنيق الوراقة والضبط كتب عَن الزُّهْرِيّ كتابا إملاء من علمه لأجل الْخَلِيفَة هِشَام قَالَ ابْن معِين أثبت النَّاس فِي الزُّهْرِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وروى لَهُ(16/93)
الْجَمَاعَة)
3 - (السَّهْمِي)
شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ الْقرشِي السَّهْمِي من أهل الْحجاز روى عَن جده عبد الله بن عَمْرو وَابْن عمر روى عَنهُ ابناه عَمْرو وَعمر ابْنا شُعَيْب وثابت الْبنانِيّ وَغَيرهم وَفد على الْوَلِيد
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
شُعَيْب بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَصح حَدِيثه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ
3 - (شُعَيْب بن مُحرز)
شُعَيْب بن مُحرز الْكُوفِي ثمَّ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ أَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة الرازيان وَأَبُو خَليفَة وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (الْمصْرِيّ)
شُعَيْب بن اللَّيْث بن سعد أَبُو عبد الْملك الفهمي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ روى عَن أَبِيه ومُوسَى بن عَليّ وروى عَنهُ ابْنه عبد الْملك وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَالربيع بن سُلَيْمَان وَابْن عبد الحكم الْفُقَهَاء وَكَانَ إِمَامًا مفتياً ثِقَة توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
3 - (أَبُو صَالح الزَّاهِد الْمَدَائِنِي)
شُعَيْب بن حَرْب أَبُو صَالح الْمَدَائِنِي الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد نزيل مَكَّة روى عَن عِكْرِمَة بن عمار وَمَالك بن مغول وَشعْبَة وَجَمَاعَة وَعنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَالْحسن بن الصَّباح الْبَزَّاز وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِي وَمُحَمّد بن عِيسَى الْمَدَائِنِي وَطَائِفَة سواهُم(16/94)
وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره أثنى عَلَيْهِ السّري السَّقطِي وَقَرَأَ الْقُرْآن على حَمْزَة غير مرّة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
3 - (القَاضِي شعبويه)
شُعَيْب بن سهل أَبُو صَالح الرَّازِيّ القَاضِي شعبويه ولاه أَحْمد بن أبي دَاوُد قَضَاء بَغْدَاد وَكَانَ من أَعْيَان الْجَهْمِية وفضلائهم وَكَانَ قد كتب على بَاب مَسْجده القَوْل بِخلق الْقُرْآن فَوَثَبَ قوم من ذعار السّنة فأحرقوا بَيته ونهبوه فهرب وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ)
وعاش إِلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو مَدين المغربي)
شُعَيْب بن الْحُسَيْن أَبُو مَدين الأندلسي الزَّاهِد شيخ أهل الْمغرب رَحمَه الله تَعَالَى من حصن من توجب من أَعمال إشبيلية وساح وَسكن بجاية مُدَّة ثمَّ سكن تلمسان وَكَانَ كَبِير الصُّوفِيَّة والعارفين فِي عصره ذكره أَبُو عبد الله الْأَبَّار وَلم يؤرخ لَهُ موتا وَقَالَ كَانَ من أهل الْعَمَل وَالِاجْتِهَاد مُنْقَطع القرين فِي الْعِبَادَة والنسك كَانَ آخر كَلَامه الله الْحَيّ ثمَّ فاضت نَفسه توفّي نَحْو التسعين وَخَمْسمِائة
3 - (الْحَنَفِيّ)
شُعَيْب بن إِبْرَاهِيم بن دكدك السقسيني أَبُو سعيد الْحَنَفِيّ حدث بمشهد أبي حنيفَة بِكِتَاب مَنَاقِب أبي حنيفَة عَن مُصَنفه أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن خسر الْبَلْخِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
3 - (الشَّافِعِي)
شُعَيْب بن أبي طَاهِر بن كُلَيْب بن مقبل أَبُو الْغَيْث الضَّرِير الْبَصْرِيّ سكن بَغْدَاد وتفقه بهَا للشَّافِعِيّ على أبي طَالب الْكَرْخِي وَأبي الْقَاسِم الفراتي صَاحِبي أبي الْحسن ابْن الْخلّ وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ الثقتية بِبَاب الأزج وَكَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة(16/95)
بالأدب وَله شعر وَترسل وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة محباً للخمول وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره
(لعمري لَئِن أقصت يَد الدَّهْر قربنا ... وجذت بسكين النَّوَى مِنْهُ أقرانا)
(فَإِنِّي على الْعَهْد الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... مُقيم إِلَى أَن يقدر الله ملقانا)
قلت شعر غث رث
3 - (أَبُو مُحَمَّد اليابري الْمُقْرِئ)
شُعَيْب بن عِيسَى بن عَليّ بن جَابر أَبُو مُحَمَّد الْأَشْجَعِيّ اليابري الأندلسي نزيل إشبيلية كَانَ مقدما فِي الإقراء مجوداً عَارِفًا بالعلل لَهُ تصانيف فِي الْقرَاءَات ومشاركة فِي اللُّغَة والعربية وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
3 - (الصريفيني)
شُعَيْب بن أَيُّوب الصريفيني صريفين وَاسِط لَا صريفين بَغْدَاد كَانَ فَقِيها إِمَامًا مقرئاً)
مجوداً قَاضِيا عَالما روى عَنهُ أَبُو دَاوُد حَدِيثا وَاحِدًا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (شُعَيْب المغربي)
شُعَيْب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون المري المغربي الأَصْل اخبرني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ نَشأ الْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ ومولده بساحل بر الْحجاز بِموضع يُسمى قبر عنتر ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة هَكَذَا ذكر وأنشدنا مِمَّا ذكر أَنه نظمه
(هزوا الغصون معاطفاً وقدودا ... وجلوا من الود الجني خدودا)
(وتقلدوا فترى النُّجُوم مباسماً ... وتبسموا فترى الثغور عقودا)
(وَغدا الْجمال بأسره فِي أسرهم ... فتقاسموه طارفاً وتليدا)
(فَإِذا ولدن أهلة وَإِذا سرح ... ن جآذراً وَإِذا حملن اسودا)
(وَإِذا لووا زرد العذار على النقا ... جعلُوا اللوى فَوق العقيق زرودا)
(رحلوا عَن الْوَادي فَمَا لنسيمه ... أرج وَلم أر فِي رباه الغيدا)
(وذوت غصون البان فِيهِ فَلم يمس ... طَربا وَلم أسمع بِهِ تغريدا(16/96)
)
(فَكَأَنَّمَا هم أبانه وغصونه ... وظبا رباه وظله ممدودا)
(نصبوا على مَاء العذيب خيامهم ... فلأجلهم عذب العذيب ورودا)
(وتحملت ريح الصِّبَا من عرفهم ... مسكاً يضوع بِهِ النسيم وعودا)
قلت شعر جيد وَله ديباجة
3 - (شرف الدّين الأسنائي)
شُعَيْب بن يُوسُف بن مُحَمَّد شرف الدّين أَبُو مَدين السُّيُوطِيّ المحتد الأسنائي المولد قَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه وعَلى أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الفوي قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَخْبرنِي أَنه قَرَأَ النَّحْو على تَقِيّ الدّين ابْن الْهَام السمهودي والفرائض على عَطاء الله بن عَليّ الأسنائي وَبحث الْمِنْهَاج فِي الْأُصُول على ابْن عرة وَقَرَأَ بعض عرُوض على الْخَطِيب عبد الرَّحِيم السمهودي واستنابه وَالِده عَنهُ فِي الحكم بأسوان ثمَّ حضر بعد وَفَاته إِلَى الْقَاهِرَة فولاه قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة مَكَان أَبِيه وَاسْتمرّ إِلَى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة ثمَّ ولي أسنا وأدفو ودرس بالمدرستين بأسوان وبالغرية بأسنا وَهُوَ خير الذَّات حسن الصِّفَات قَالَ وشوش عَلَيْهِ بعض الْقُضَاة فَلم يقم إِلَّا ثَلَاثَة أشهر أَو نَحْوهَا وعزل ثمَّ)
أرسل أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن حرمي يذكر عَنهُ قَضِيَّة فَلم يقم إِلَّا شهرا وشنع عَلَيْهِ بأشنع مِنْهَا وَكَانَ فِي عمل قوص ثَلَاثَة قُضَاة فَصَارَ الِاثْنَان يقصدان أَن يضما جِهَته إِلَى جهتهما فصرفا عَن الْعَمَل وأضيف إِلَيْهِ من كل جِهَة من جِهَات الْمَذْكُورين جِهَة إِلَى جِهَته ونظم بَعضهم فِي ذَلِك
(إِن الْقُضَاة ثَلَاثَة بصعيدنا ... قد حققوا مَا جَاءَ فِي الْأَخْبَار)
(قَاض بأسنا قد ثوى فِي جنَّة ... والقاضيان كِلَاهُمَا فِي النَّار)
(هَذَا بِحسن صِفَاته وفعاله ... وهما بِمَا اكتسبا من الأوزار)
وَذكر لَهُ كَمَال الدّين من هَذَا النَّوْع وقائع عدَّة مِمَّن يتَعَرَّض إِلَيْهِ ويناله أَذَى مولده بأسنا سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة
(الألقاب)
الشعيبي أَبُو بكر الزَّاهِد
الشعيري أَبُو الطّيب عَليّ بن أَحْمد
الشعيري أَبُو سعيد الشَّافِعِي أَحْمد بن عبد الْمُنعم(16/97)
(شغب)
3 - (أم المقتدر)
شغب أم المقتدر بِاللَّه لم يكن لامْرَأَة بعد زبيدة بنت جَعْفَر من الْخَيْر مَا كَانَ لَهَا فَإِنَّهَا كَانَت مواظبة على صَلَاح حَال الْحَاج وإنفاذ خزانَة الطِّبّ والأشربة إِلَى الْحَرَمَيْنِ وَإِصْلَاح الطّرق والحياض والآبار وَكَانَ يرْتَفع إِلَيْهَا من ضياعها الْخَاصَّة ألف ألف دِينَار فِي كل سنة وَتَتَصَدَّق بأكثرها ووقفت وقوفاً كَثِيرَة على مَكَّة وَالْمَدينَة وَلما قتل وَلَدهَا المقتدر وأفضت الْخلَافَة إِلَى القاهر قبض عَلَيْهَا واخذ أموالها وَأمر الشُّهُود أَن يشْهدُوا عَلَيْهَا بِحل وقوفها فَأَبت وَقَالَت شَيْء وقفته لله لَا أرجع فِيهِ خُذُوا غَيره من أَمْوَالِي وعذبها عذَابا شَدِيدا ومرضت فَلم يُخَفف عَنْهَا من الْعَذَاب إِلَى أَن هَلَكت فِي الاعتقال سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَهِي بالشين والغين معجمتين مفتوحتين وبعدهما بَاء مُوَحدَة
(الشِّفَاء)
3 - (العدوية القرشية)
الشِّفَاء أم سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة القرشية العدوية من المبايعات كَانَت من عقلاء النِّسَاء وفضلائهن وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِيهَا ويقيل عِنْدهَا فِي بَيتهَا وَكَانَت اتَّخذت لَهُ فراشا وإزاراً ينَام فِيهِ فَلم يزل ذَلِك عِنْد وَلَدهَا حَتَّى أَخذه مِنْهُنَّ مَرْوَان وَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علمي حَفْصَة رقية النملة وَكَانَ عمر يقدمهَا فِي الرَّأْي ويرضاها وروى عَنْهَا أَبُو بكر ابْن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة وَعُثْمَان بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة
3 - (أُخْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف)
الشِّفَاء بنت عَوْف بن عبد أُخْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف هَاجَرت مَعَ أُخْتهَا عَاتِكَة أم الْمسور بن مخرمَة قَالَ ابْن عبد الْبر كَذَا قَالَ الزبيرِي وَقد قيل إِن الشِّفَاء أمه
3 - (الشِّفَاء بنت عَوْف)
الشِّفَاء بنت عَوْف بن عبد الْحَارِث بن زهرَة قَالَ الزبير(16/98)
فِي هَذِه أم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأم أَخِيه الْأسود بن عَوْف وَقد هَاجَرت مَعَ أُخْتهَا لأمها الضيزية بنت أبي قيس بن عبد منَاف قَالَ ابْن عبد الْبر على مَا ذكر الزبير عبد عَوْف جد عبد الرَّحْمَن أَبُو أَبِيه عَوْف جده أَبُو أمه أَخَوان ابْنا عبد الْحَارِث بن زهرَة وَكَأن أَبَاهُ عوفاً سمي باسم عَمه عَوْف بن عبد)
الْحَارِث بن زهرَة فَانْظُر فِي ذَلِك
(الألقاب)
ابْن شفنين الْمسند اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد
شفروة الْحَنَفِيّ رزق الله بن هبة الله
(شفي)
3 - (الأصبحي)
شفي بن مَانع الأصبحي الْمصْرِيّ يروي عَن أبي هُرَيْرَة وَعبد الله بن عَمْرو وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
(شَفِيع)
3 - (الْخَادِم)
شَفِيع بن عبد الله الْخَادِم المقتدري كَانَ من الْأَعْيَان ولاه المقتدر الرحبة وَالْبَصْرَة وَجَمِيع مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ الْحُسَيْن بن حمدَان فِي رَجَب سنة ثَلَاث وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
(الألقاب)
ابْن شقاقا الْموصِلِي نصر بن الْحُسَيْن
ابْن الشقاري عماد الدّين يُوسُف بن أبي نصير
الشقاق الفرضي الْحُسَيْن بن أَحْمد(16/99)
(شقران)
3 - (مولى الرَّسُول)
شقران مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر خَليفَة وَمصْعَب أَن اسْمه صَالح وَكَانَ شقران عبدا حَبَشِيًّا لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فوهبه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل بل اشْتَرَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأعْتقهُ وَقَالَ عبد الله بن دَاوُد وَغَيره كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ورث شقران مَوْلَاهُ من أَبِيه فَأعْتقهُ بعد بدر وَأوصى بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد مَوته فَكَانَ فِي من حضر غسل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد مَوته وَقَالَ مُصعب وَقد انقرض ولد شقران مَاتَ آخِرهم بِالْمَدِينَةِ فِي ولَايَة الرشيد وان بِالْبَصْرَةِ رجل مِنْهُم وَلَا أَدْرِي أترك عقباً أم لَا قَالَ أَبُو معشر شهد شقران بَدْرًا وَكَانَ يَوْمئِذٍ عبدا فَلم يُسهم لَهُ
(الألقاب)
ابْن شقران يحيى بن عبد الْبَاقِي
الشقراوي نجم الدّين مُوسَى بن إِبْرَاهِيم
ابْن الشُقيِشِقة نصر الله بن مظفر بن أبي طَالب
ابْن شقّ اللَّيْل الْمَالِكِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
ابْن شقشق الْحُسَيْن بن الْمُبَارك
ابْن شقير النَّحْوِيّ أَحْمد بن الْحُسَيْن
ابْن شقير آخر المرجى بن الْحسن بن عَليّ
ابْن شقير أَحْمد بن عبيد الله
ابْن شقير عمر بن عبد الله
القَاضِي شقير أَحْمد بن عبد الله
(شَقِيق)
3 - (السدُوسِي)
شَقِيق بن ثَوْر السدُوسِي الْبَصْرِيّ رَئِيس بكر بن وَائِل كَانَ حَامِل(16/100)
رايتهم يَوْم الْجمل وَشهد صفّين مَعَ عَليّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَسمع شَقِيق عُثْمَان بن عَفَّان وأباه وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَقدم على مُعَاوِيَة
3 - (أَبُو وَائِل)
شَقِيق أَبُو وَائِل ابْن سَلمَة الْأَسدي أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحدَّث عَن الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَسعد وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَأبي مُوسَى وَأبي الدَّرْدَاء وسلمان وعمار وَابْن عَبَّاس وَابْن الزبير وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَأم سَلمَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الشّعبِيّ وَالْحكم وَمَنْصُور وَأَبُو إِسْحَاق وَالْأَعْمَش وَعَاصِم وَالثَّوْري وَغَيرهم وَقَرَأَ على ابْن مَسْعُود الْقُرْآن وَكَانَ من الأذكياء الْحفاظ والأولياء الْعباد وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْبَلْخِي الصُّوفِي)
شَقِيق بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَليّ الْأَزْدِيّ الْبَلْخِي الزَّاهِد أحد شُيُوخ التصوف صَاحب إِبْرَاهِيم بن ادهم توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة لَهُ كَلَام فِي التَّوَكُّل مَعْرُوف حدث عَن إِبْرَاهِيم بن ادهم وَأبي حنيفَة وَإِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق وَغَيرهم وروى عَنهُ حَاتِم الْأَصَم وَابْنه مُحَمَّد بن شَقِيق وَمُحَمّد بن أبان الْبَلْخِي مستملي وَكِيع وَغَيرهم وَهُوَ من أشهر مَشَايِخ خُرَاسَان فِي التَّوَكُّل وَمِنْه وَقع أهل خُرَاسَان إِلَى هَذِه الطّرق قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن أدهم بِمَكَّة مَا بَدْء أَمرك الَّذِي بلغك إِلَى هَذَا فَذكر أَنه رأى فِي بعض الفلوات طيراً مكسور الجناحين أَتَاهُ طَائِر صَحِيح الْجنَاح بجرادة فِي منقاره قَالَ فَتركت التكسب فاشتغلت بِالْعبَادَة فَقَالَ إِبْرَاهِيم وَلم لَا تكون أَنْت الطَّائِر الصَّحِيح الَّذِي أطْعم العليل حَتَّى تكون أفضل مِنْهُ أما سَمِعت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وَمن عَلامَة الْمُؤمن أَن يطْلب أَعلَى الدرجتين فِي أُمُوره كلهَا حَتَّى يبلغ منَازِل الْأَبْرَار فَأخذ شَقِيق يَد إِبْرَاهِيم فقبلها وَقَالَ أَنْت أستاذنا يَا أَبَا إِسْحَاق وَقَالَ حَاتِم الْأَصَم كُنَّا مَعَ شَقِيق فِي مصَاف نحارب التّرْك فِي يَوْم لَا ترى إِلَّا رُؤُوس تندثر ورماح تقصف وسيوف تتقطع فَقَالَ(16/101)
لي كَيفَ ترى نَفسك يَا حَاتِم فِي هَذَا الْيَوْم ترَاهُ مِثْلَمَا كنت فِي اللَّيْلَة الَّتِي زفت إِلَيْك امْرَأَتك فَقلت لَا وَالله قَالَ لكني وَالله أرى نَفسِي فِي هَذَا)
الْيَوْم مِثْلَمَا كنت تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ نَام بَين الصفين ودرقته تَحت رَأسه حَتَّى سَمِعت غَطِيطه وَمَات فِي غَزْوَة كوملان سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة قَالَ أَبُو سعيد الخراز رَأَيْت شَقِيق الْبَلْخِي فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي غير أَنا لَا تلحقكم فَقلت وَلم ذَاك قَالَ لأَنا توكلنا على الله عز وَجل بِوُجُود الْكِفَايَة وتوكلتم على الله بِعَدَمِ الْكِفَايَة قَالَ فَسمِعت الصُّرَاخ صدق صدق فانتبهت وَأَنا أسمع الصُّرَاخ
(شكر)
3 - (زعيم مَكَّة الحسني)
شكر بن أبي الْفتُوح الحسني زعيم مَكَّة شرفها الله أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب
(وصلتني الهموم وصل هَوَاك ... وجفاني الرقاد مثل جفاك)
(وَحكى لي الرَّسُول أَنَّك غَضبى ... يَا كفى الله شَرّ مَا هُوَ حاك)
(شكْلَة)
3 - (أم إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي)
شكْلَة بالشين الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْكَاف وَبعدهَا لَام وهاء أم إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي كَانَت عَاقِلَة لَبِيبَة بعث الْمَأْمُون إِلَيْهَا يسْأَلهَا عَن وَلَدهَا إِبْرَاهِيم أَيْن اختفى وتهددها وتوعدها إِن لم تدله عَلَيْهِ فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا أم من أمهاتك فَإِن كَانَ ابْني عصى الله فِيك فَلَا تعص الله فِي فرق الْمَأْمُون لَهَا وَأمْسك عَنْهَا وَلم يُرَاجِعهَا بعد ذَلِك
(الألقاب)
ابْن شكا لحنبلي اسْمه أَحْمد بن عُثْمَان بن عَلان
الْحَافِظ شكر مُحَمَّد بن الْمُنْذر(16/102)
ابْن شكر الْوَزير صفي الدّين اسْمه عبد الله بن عَليّ
ابْن شكر أَحْمد بن مِقْدَام
ابْن شكر يُوسُف بن عبد الله
ابْن شكيل أَحْمد بن يعِيش
الشلوبين النَّحْوِيّ اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن عمر
شلعلع جَعْفَر بن عبد الله)
ابْن شلبطور اسْمه حمد بِمَ عبد الله
الشلمغاني الرافضي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
(الشماخ)
3 - (ابْن ضرار)
الشماخ بن ضرار بن سِنَان بن أُميَّة بن عَمْرو بن جحاش بن بجالة بن مَازِن ابْن ثَعْلَبَة بن سعد بن ذبيان كَانَ اسْم الشماخ معقلاً وَقيل الْهَيْثَم وَمَعْقِل أصح أمه أنمارية من بَنَات الحوشب يُقَال إنَّهُنَّ أَنْجَب نسَاء الْعَرَب اسْمهَا معَاذَة بنت بجير بن خلف بن إِيَاس والشماخ مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَقد قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(تعلم رَسُول الله أَنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذِي غسل)
يَعْنِي أَنْمَار بن بغيض وهم قومه وَهُوَ أحد من هجا عشيرته وأضيافه وَمن عَلَيْهِم بالقرى
وَقَالَ جبل بن جوال لَهُ فِي قصَّة كَانَت بَينهمَا
(لعمري لقل الْخَيْر لَو تعلمانه ... يمن علينا معقل وَيزِيد)
(منيحة عنز أَو عَطاء فطيمة ... أَلا إِن نيل الثَّعْلَبِيّ زهيد)
وللشماخ أَخَوان من أَبِيه وَأمه شاعران أَحدهمَا مزرد واسْمه يزِيد وَالْآخر جُزْء بن ضرار
وَأما مُحَمَّد بن سَلام فَجعل الشماخ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة وقرنه بالنابغة ولبيد وَأبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ
وَقد قَالَ الحطيئة فِي وَصيته عِنْد مَوته أبلغوا الشماخ أَنه أشعر غطفان(16/103)
والشماخ أوصف النَّاس للحمر والقوس وَالْحمار وأرجز النَّاس على البديهة وَمن شعره
(رَأَيْت عرابة الأوسي يسمو ... إِلَى الْخيرَات مُنْقَطع القرين)
(إِذا مَا راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ)
قَالَ أَبُو عَمْرو الْكيس قَالَ لي أَبُو نواس مَا أحسن الشماخ فِي قَوْله
(إِذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بِدَم الوتين)
أَلا قَالَ كَمَا قَالَ الفرزدق
(علام تلفتين وَأَنت تحتي ... وَخير النَّاس كلهم أَمَامِي)
(مَتى تردي الرصافة تستريحي ... من التهجير والدبر الدوامي)
وَأنْشد عبد الْملك بن مَرْوَان قَول الشماخ إِذا بلغتني وحملت رَحل الْبَيْت فَقَالَ بئس)
الْمُكَافَأَة كافأها حملت رَحْله وبلغته بغيته فَجعل مكافأتها نحرها وَادعت امْرَأَة الشماخ الطَّلَاق مِنْهُ وَكَانَت من بني سليم إِحْدَى بني حرَام بن سماك فنازعته وَحضر قَومهَا واختصموا إِلَى كثير بن الصَّلْت وَكَانَ عُثْمَان بن عَفَّان أقعده للنَّظَر بَين النَّاس وَهُوَ رجل من كِنْدَة وعداده فِي بني جمح ثمَّ عدلوا إِلَى بني الْعَبَّاس فَرَأى كثير عَلَيْهِم يَمِينا فالتوى الشماخ بِالْيَمِينِ يحرضهم عَلَيْهَا ثمَّ حلف وَقَالَ
(أَتَتْنِي سليم قضها وقضيضها ... تمسح حَولي بِالبَقِيعِ سبالها)
(يَقُولُونَ لي يَا احْلِف وَلست بحالف ... أخاتلهم عَنْهَا لكيما أنالها)
(ففرجت هم النَّفس عني بحلفة ... كَمَا شقَّتْ الشقراء عَنْهَا جلالها)
(شمخ)
3 - (خطيب داريا)
شمخ بن ثَابت بن عنان بن وَافد بِالْفَاءِ أَبُو عَليّ العرضي السنبسي خطيب داريا فَقِيه شَافِعِيّ فصيح قَادر على صوغ الْخطب سمع بخراسان من مُحَمَّد بن فضل الله السلاري وَمُحَمّد بن أَحْمد البُخَارِيّ الْخَوَارِزْمِيّ وروى عَنهُ ابْنه الْخَطِيب وَالْمجد ابْن الحلوانية وَأَبُو عَليّ ابْن الْخلال وَغَيرهم وبالإجازة الْعِمَاد مُحَمَّد ابْن البالسي وَإِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن المَخْزُومِي وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة(16/104)
(الألقاب)
ابْن الشمحل عمر بن ثَابت
ابْن الشماع الْحَنَفِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم
الْحَافِظ الشماخي الْحُسَيْن بن أَحْمد
الشمشاطي الأديب عَليّ بن مُحَمَّد
(شمر)
3 - (قَاتل الْحُسَيْن)
شمر بن ذِي الجوشن أَبُو السابغة العامري ثمَّ الضبابِي حَيّ من بني كلاب كَانَت لِأَبِيهِ صُحْبَة وَهُوَ تَابِعِيّ أحد من قَاتل الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وَحدث عَن أَبِيه روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَفد على يزِيد مَعَ أهل الْبَيْت وَهُوَ الَّذِي احتز رَأس الْحُسَيْن على الصَّحِيح قَتله أَصْحَاب الْمُخْتَار فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ لما خرج الْمُخْتَار وتطلب قتلة الْحُسَيْن وَأَصْحَابه وَإِنَّمَا سمي أَبوهُ ذُو الجوشن لِأَن صَدره كَانَ ناتئاً قَالَ خَليفَة الْعُصْفُرِي الَّذِي ولي قتل الْحُسَيْن شمر ابْن ذِي الجوشن وأمير الْجَيْش عمر بن سعد بن مَالك قَالَ مُحَمَّد بن عمر ابْن حُسَيْن كُنَّا مَعَ الْحُسَيْن بن عَليّ بنهر كربلاء فَنظر إِلَى شمر بن ذِي الجوشن فَقَالَ صدق الله وَرَسُوله قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنِّي أنظر إِلَى كلب أبقع يلغ فِي دِمَاء أهل بَيْتِي وَكَانَ شمر أبرص وَقد مر شَيْء من حَدِيثه فِي تَرْجَمَة الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا
3 - (أَبُو عَمْرو الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ)
شمر بن حَمْدَوَيْه الْهَرَوِيّ أَبُو عَمْرو أحد الْأَثْبَات الثِّقَات الْحفاظ للغريب وَعلم الْعَرَب رَحل إِلَى الْعرَاق فِي شبيبته وَأخذ عَن ابْن الْأَعرَابِي وَعَن جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ وَأبي عُبَيْدَة وَالْفراء مِنْهُم الرياشي(16/105)
وَأَبُو حَاتِم السجسْتانِي وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَألف كتابا كَبِيرا ابتدأه بِحرف الْجِيم وَطوله بالشواهد وَالرِّوَايَات الجمة وأودعه تَفْسِير الْقُرْآن غَرِيب الحَدِيث وَلم يسْبق إِلَى مثله وَلما كمل الْكتاب فِي حَيَاته ضن بِهِ فَلم يُبَارك الله لَهُ فِيمَا فعله حَتَّى مضى لسبيله فاختزل بعض أَقَاربه ذَلِك الْكتاب وَقيل اتَّصل أَبُو عَمْرو بِيَعْقُوب بن اللَّيْث الْأَمِير فَخرج مَعَه إِلَى نواحي فَارس وَحمل مَعَه كتاب الْجِيم فطغى المَاء من النَّهر على معسكر يَعْقُوب وغرق فِي جملَة مَا غرق قَالَ أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي أدْركْت من ذَلِك الْكتاب تفاريق أَجزَاء فتصفحت أَبْوَابهَا فَوَجَدتهَا على غَايَة من الْكَمَال وَله أَيْضا كتاب غَرِيب الحَدِيث كَبِير جدا وَكتاب السِّلَاح وَكتاب الْجبَال والأودية
(الشمردل)
3 - (ابْن شريك الْيَرْبُوعي)
الشمردل ابْن شريك بن عبد الله من بني يَرْبُوع كَانَ على عهد جرير والفرزدق شَاعِرًا من شعراء تَمِيم وَقد كَانَ أخرج هُوَ وَإِخْوَته حكم وَوَائِل وَقُدَامَة إِلَى خُرَاسَان مَعَ وَكِيع بن أبي سود فَبعث وَكِيع أَخَاهُ وائلاً فِي بعث لِحَرْب التّرْك وَبعث قدامَة وَحكما إِلَى سجستان فَقَالَ الشمردل أَيهَا الْأَمِير إِن رَأَيْت أَن تنفذنا مَعًا فِي وَجه وَاحِد فَإنَّا إِذا اجْتَمَعنَا تعاونا وتناصرنا فَلم يفعل وأنفذهم إِلَى وُجُوه مُخْتَلفَة فَلم يلبث أَن جَاءَ نعي قدامَة من فَارس ثمَّ تلاه نعي وَائِل بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَقَالَ يرثيهما
(أعاذل كم من لوعة قد شهدتها ... وغصة حزن فِي فِرَاق أَخ جزل)
(إِذا وقفت بَين الحيازيم أسدفت ... عَليّ الضُّحَى حَتَّى يبينني أَهلِي)
(وَمَا أَنا إِلَّا مثل من ضربت لَهُ ... أسى الدَّهْر عَن إبني أَب فارقا مثلي)
وَهِي طَوِيلَة وَقَالَ يرثي وائلاً وَهِي من مختارات المراثي
(لعمري لَئِن غالت أخي دَار فرقة ... وآب إِلَيْنَا سَيْفه ورواحله)
(وحلت بِهِ أثقالها الأَرْض وانْتهى ... بمثواه مِنْهَا وَهُوَ عف مآكله)
(لقد ضمنت جلد القوى كَانَ يتقى ... بِهِ جَانب الثغر الْمخوف زلازله)
مِنْهَا
(إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس فَقده ... ولوعة حزن أوجع الْقلب دَاخله)
(سقى جدثاً أعراف غمرة دونه ... وبيشة ديمات الرّبيع ووابله)(16/106)
(بمثوى غَرِيب لَيْسَ منا مزاره ... بدان وَلَا ذُو الود منا مواصله)
(إِذا مَا أَتَى يَوْم من الدَّهْر دونه ... فحياك عَنَّا شرقه وأصائله)
(تَحِيَّة من أدّى الرسَالَة حببت ... إِلَيْهِ وَلم ترجع بِشَيْء رسائله)
وَهِي طَوِيلَة أَيْضا وجاءه نعي أَخِيه حكم أَيْضا فَقَالَ
(يَقُولُونَ احتسب حكما وراحوا ... بأبيض لَا أرَاهُ وَلَا يراني)
(وَقبل فِرَاقه أيقنت أَنِّي ... وكل بني أَب متفرقان)
(أَخ لي لَو دَعَوْت أجَاب صوتي ... وَكنت مجيبه أَنى دَعَاني)
)
(فقد أفنى الْبكاء عَلَيْهِ دمعي ... وَلَو أَنِّي أَمُوت إِذن بكاني)
(شمغون)
3 - (أَبُو رَيْحَانَة)
شمغون بالغين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة أَبُو رَيْحَانَة الْأَزْدِيّ وَيُقَال الْأنْصَارِيّ وَيُقَال الْقرشِي قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَالأَصَح أَنه أزدي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ عبَادَة بن نسي وَشهر بن حَوْشَب وَمُجاهد بن جبر وَغَيرهم وَهُوَ مِمَّن شهد فتح دمشق وَاتخذ بهَا دَارا وَسكن الْقُدس بعد ذَلِك وغزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحرسه ودعا لَهُ وَكَانَ مرابطاً بالجزيرة بميافارقين وَقَالَ فَرْوَة الْأَعْمَى مولى سعد بن أبي أُميَّة المغربي قَالَ ركب أَبُو رَيْحَانَة الْبَحْر وَكَانَ يخيط فِيهِ بإبرة مَعَه فَسَقَطت إبرته فِي الْبَحْر فَقَالَ عزمت عَلَيْك يَا رب إِلَّا رددت إبرتي عَليّ فظهرت حَتَّى أَخذهَا قَالَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْبَحْر ذَات يَوْم وهاج فَقَالَ اسكن أَيهَا الْبَحْر فَإِنَّمَا أَنْت عبد حبشِي فسكن حَتَّى صَار كالزيت
(شمس الضُّحَى)
3 - (الواعظة)
شمس الضُّحَى بنت مُحَمَّد بن عبد الجيلي بن مُحَمَّد الساوي الواعظة البغدادية كَانَت زاهدة متعبدة صَحِبت الشَّيْخ أَبَا النجيب السهروردي وَسمعت مَعَه الحَدِيث من أبي مَنْصُور سعيد بن مُحَمَّد بن الزراد وروت شَيْئا يَسِيرا وَتوفيت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة(16/107)
(شمسة)
3 - (الموصلية)
شمسة الموصلية أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَت الْمَذْكُورَة شيخة عَالِمَة أنشدنا أَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن أبي الْقَاسِم حَمْزَة بن عبد السَّلَام ابْن عبد الطافي الْقرشِي قَالَ أنشدتنا شمسة
(وتميس بَين معصفر ومزعفر ... ومكفر ومعنبر ومصندل)
(كبهارة فِي رَوْضَة أَو وردة ... فِي جونة أَو صُورَة فِي هيكل)
(هيفاء إِن قَالَ الشَّبَاب لَهَا انهضي ... قَالَت روادفها اقعدي لَا تفعلي)
(الألقاب)
شمس الْأَئِمَّة إِسْمَاعِيل بن الْحسن
شمس الْأَئِمَّة بكر بن مُحَمَّد
شمس الشموس صَاحب الألموت خسرو
شمس الشّرف الْخَوَارِزْمِيّ مَحْمُود بن عَزِيز
شمس الْعَرَب اسْمه عبد الْعَزِيز بن النفيس
شمس الملكوك إِسْمَاعِيل بن بوري
شمس الْملك نصر بن إِبْرَاهِيم
شمس الملكوك إِبْرَاهِيم بن رضوَان
ابْن شمس الْخلَافَة الأديب الْكَاتِب اسْمه جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُخْتَار تقدم فِي حرف الْجِيم فِي مَكَانَهُ
(شملة)
3 - (المتغلب على بِلَاد فَارس)
شملة التركماني كَانَ قد تغلب على بِلَاد فَارس واستحدث قلاعاً وَنهب الأكراد والتركمان وبدع وَقَوي على السلجوقية وَتمّ لَهُ الْأَمر أَكثر كمن عشْرين سنة إِلَى أَن نَهَضَ إِلَى قتال بعض التركمان فتهيؤوا لَهُ واستعانوا بالبهلوان(16/108)
إلدكز فَالْتَقوا وَأخذ أَسِيرًا هُوَ وَولده وَمَات بعد يَوْمَيْنِ سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ جباراً ظَالِما غاشماً
(شُمُول)
3 - (نَائِب دمشق الإخشيدي)
شُمُول الْأَمِير أَبُو الْحسن مولى كافور الإخشيدي ولي نِيَابَة دمشق سنة ثَمَان وَخمسين فَلَمَّا بلغه مسير جَعْفَر بن فلاح من قبل جَوْهَر المغربي إِلَى الشَّام ليملكه اسْتخْلف على دمشق غُلَامه إقبال وَتوجه لقِتَال جَعْفَر منحازاً إِلَى الْأَمِير حسن بن عبد الله بن طغج والتقى الْجَمْعَانِ وَانْهَزَمَ حسن وَجُنُوده وانضم فِي الْحَال شُمُول إِلَى جَوْهَر مخامراً فَأَمنهُ اسْتَعْملهُ على دمشق وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة
(الألقاب)
أَبُو الشمقمق الشَّاعِر اسْمه مَرْوَان بن مُحَمَّد
أَبُو الشملين النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن زيد
ابْن شميعة الشَّاعِر أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن الشمعي عبيد الله بن أَحْمد
الشميساطي عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى
شميم الْحلِيّ الأديب اسْمه عَليّ بن الْحسن بن عنتر يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ
ابْن شنبوذ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَيُّوب تقدم ذكره فِي المحمدين
شنشيل النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن الْحَاجِب مُحَمَّد بن أبي عَامر يَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ
ابْن شنظير الْحَافِظ اسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن)
(شهَاب)
3 - (ابْن شرنفة)
شهَاب بن شرنفة بالشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَالنُّون وَالْفَاء(16/109)
الْمُجَاشِعِي الْبَصْرِيّ أحد الْقُرَّاء الْكِبَار قَرَأَ على هَارُون بن مُوسَى الْأَعْوَر وَكَانَ من سادة الْعباد وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة
3 - (شهَاب بن عباد)
شهَاب بن عباد أَبُو عمر الْعَبْدي الْكُوفِي سمع الحمادين وشريكاً وَإِبْرَاهِيم بن حميد الرُّؤَاسِي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَإِسْمَاعِيل سمويه وَأحمد بن أبي عزْرَة الْغِفَارِيّ وَإِبْرَاهِيم بن شريك الْأَسدي وَآخَرُونَ وَكَانَ ثِقَة ثبتاً توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (العصري)
شهَاب بن عباد الْعَبْدي العصري تَابِعِيّ يروي عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وروى عَنهُ ابْنه هود العصري وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن وَلم يخرجُوا لَهُ
3 - (المحسني)
شهَاب بن عَليّ بن عبد الله الشَّيْخ الْمُبَارك أَبُو عَليّ المحسني رجل أُمِّي مُقيم بتربة الْفَارِس أقطاي بِظَاهِر الْقَاهِرَة روى الْكثير عَن ابْن المقير وَابْن رواج وَتفرد بأجزاء وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين والواني ونقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَابْن الْفَخر وَابْن شامة وَطَائِفَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسَبْعمائة
3 - (الشوذباني)
شهَاب بن مَحْمُود الشوذباني بالشين الْمُعْجَمَة وواو وذال مُعْجمَة وباء ثَانِيَة الْحُرُوف وَألف وَنون قَرْيَة من قرى همذان أَبُو الضَّوْء سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَأَبُو الْوَقْت وَغَيرهمَا قَالَ ابْن النجار كَانَ عسراً فِي الرِّوَايَة إِذا أَتَاهُ طَالب الحَدِيث يلعن أَبَاهُ كَيفَ سَمعه فَمَا شعرنَا بِهِ إِلَّا وَقد صَمد نَفسه للإقراء فعجبنا من ذَلِك وسألناه عَن السَّبَب فَقَالَ رَأَيْت وَالِدي فِي النّوم يعاتبني وَيَقُول اجتهدت حَتَّى ألحقتك بِأَهْل(16/110)
الْعلم وَحَملَة حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتسبني على ذَلِك لَا جَزَاك الله خيرا فانتبهت وآليت أَن لَا أمنع أحدا)
سَماع شَيْء
(الألقاب)
ابْن شهدانكه اسْمه عبد المحسن بن مُحَمَّد
ابْن شَهِيد عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد
(شهدة)
3 - (بنت الإبري الكاتبة)
شهدة بنت أبي نصر أَحْمد بن الْفرج بن عمر الدينَوَرِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الإبري الكاتبة فَخر النِّسَاء مُسندَة الْعرَاق كَانَت ذَات دين وورع وَعبادَة سَمِعت الْكثير وعمرت وَكَانَت تكْتب خطا مليحاً وَتَزَوَّجت بِبَعْض وكلاء الْخَلِيفَة وَعَاشَتْ مُخَالطَة الدَّار وَأهل الْعلم وَكَانَ لهابر وَخير وقاربت الْمِائَة وَتوفيت سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلي عَلَيْهَا بِجَامِع الْقصر وأزيل شباك الْمَقْصُورَة لأَجلهَا وَكَانَت تكْتب على طَرِيق الكاتبة بنت الْأَقْرَع وَمَا كَانَ فِي زمانها من يكْتب مثلهَا واختصت بالمقتفي لأمر الله وَكَانَ خلها السماع العالي ألحق الأصاغر بالأكابر سَمِعت من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة النعالي وطراد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَغَيرهم مثل أبي الْحسن عَليّ بن الْحسن بن أَيُّوب وَأبي الْحُسَيْن ابْن عبد الْقَادِر بن يُوسُف وفخر الْإِسْلَام أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاشِي واشتهر ذكرهَا وَبعد صيتها رَأَيْت بِخَط بعض الأفاضل يَقُول نقلت من مَجْمُوع بِخَط الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم لشهدة بنت الإبري الكاتبة
(مل بِي إِلَى مجْرى النسيم الواني ... وَاجعَل مقيلك دوحتي نعْمَان)
(وَإِذا الْعُيُون شنن غَارة سحرها ... ورمين عَن خضر الْمُتُون حوان)
(فاحفظ فُؤَادك أَن يصاب بنظرة ... عرضا فآفة قَلْبك العينان)
(منكل جائلة الوشاح يهزها ... مح الشَّبَاب اللدن هز البان)(16/111)
(بيض غنين بحسنهن عَن الحلى ... ولذاك أَسمَاء النِّسَاء غواني)
(سكنوا العقيق وحركوا بغرامهم ... قلباً يكَاد يطير بالخفقان)
(حَملته ثقل السلو فَلم يطق ... فأطعته فِي طَرحه وعصاني)
(سلبته يَوْم الدوحتين طليقة ... نزلت بِهَذَا الْحَيّ من غطفان)
)
(حتام تفرط فِي الصبابة أضلعي ... وتلج فِي عبراتها أجفاني)
(وَإِذا تَبَسم ثغر برق منجد ... أغرى دموع الْعين بالهملان)
(يَا حادي البكرات هَل لَك رَوْحَة ... بالغمر عِنْد مروح الرعيان)
(فَتذكر الناسين عهدي بالحمى ... فجديده أبلاه من أبلاني)
(وَذكرت ميدان الْوَدَاع فَأرْسلت ... عَيْني إِلَى أمد الْبكاء عناني)
(لم اخش من ظمإ الْحَوَادِث إِذْ عرت ... وَمَعِي نَظِير الْجَدْوَل الريان)
(إِن مسني سغب قراني غربه ... أَو قلني ظمأ فرى فسقاني)
(وَإِذا السيوف تحدثت بجفونها ... فحديثها مِنْهُ بأحمر قاني)
قلت أَنا استبعد أَن يكون هَذَا الشّعْر لشهدة على أَنِّي رَأَيْته أَيْضا فِي مَجْمُوع قديم بِخَط فَاضل وَقد نسبه إِلَيْهَا وَالله أعلم
(شهر)
3 - (الْأَشْعَرِيّ)
شهر بن حَوْشَب أَبُو عبد الله وَقيل ابو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو الْجَعْد وَقيل أَبُو سعيد الْأَشْعَرِيّ مولى أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن من أهل دمشق وَقيل أهل حمص قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن عَبَّاس وروى عَن العبادلة ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَابْن(16/112)
عَمْرو وَأبي هُرَيْرَة وَأبي أُمَامَة وَأبي رَيْحَانَة وَأم سَلَمةَ زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغَيرهم وروى عَنهُ قَتَادَة وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة وَدَاوُد بن أبي هِنْد وَيزِيد بن أبي مَرْيَم وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة مائَة وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وَكَانَ على خَزَائِن يزِيد بن الْمُهلب فَرفعُوا عَلَيْهِ أَنه أَخذ خريطة فَسَأَلَهُ يزِيد عَنْهَا فَأَتَاهُ بهَا فَدَعَا يزِيد الَّذِي رفع عَلَيْهِ وَشَتمه وَقَالَ لشهر هِيَ لَك قَالَ لَا حَاجَة لي بهَا فَقَالَ الْقطَامِي الْكَلْبِيّ وَيُقَال سِنَان ابْن مكتل النمري
(لقد بَاعَ شهر دينه بخريطة ... فَمن يَأْمَن الْقُرَّاء بعْدك يَا شهر)
(أخذت بِهِ شَيْئا طفيفاً وبعته ... من ابْن جرير إِن هَذَا هُوَ الْغدر)
(شهردار)
3 - (الْحَافِظ أَبُو مَنْصُور الديلمي)
شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو بن خسركان ابْن زينونه بن خسرو بن ورداذ بن دَيْلَم بن السنياس بن كشكري بن داجي ابْن كنوش بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الضَّحَّاك بن فَيْرُوز الديلمي أَبُو مَنْصُور الْحَافِظ الْمُحدث ابْن المؤرخ أبي شُجَاع الهمذاني قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الذيل كَذَا قَرَأت نسبه فِي دياجة كِتَابه ثمَّ قَالَ أَبُو مَنْصُور كَانَ حَافِظًا عَارِفًا بِالْحَدِيثِ فهما عَارِفًا بالأدب ظريفاً خَفِيفا لَازِما مَسْجده مُتبعا أثر وَالِده فِي كِتَابَة الحَدِيث وسماعه وَطَلَبه رَحل إِلَى أَصْبَهَان مَعَ وَالِده ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع وروى ومولده فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ووفاته سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة بهمذان وصنف كتاب الفردوس جمع فِيهِ الْأَحَادِيث صحيحها وسقيمها
(الألقاب)
ابْن الشهرزوري القَاضِي محيي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم الْحسن بن عَليّ وَمِنْهُم عبد الله بن الْقَاسِم وَمِنْهُم الْقَاسِم بن مظفر وَمِنْهُم ضِيَاء الدّين الْقَاسِم بن يحيى(16/113)
وَمِنْهُم كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم وَهُوَ وَالِد محيي الدّين وَمِنْهُم أَخُوهُ شمس الدّين الْقَاسِم بن عبد الله وَمِنْهُم تَاج الدّين يحيى بن عبد الله بن الْقَاسِم وَمِنْهُم أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم قَاضِي الْخَافِقين وَمِنْهُم محيي الدّين مُحَمَّد بن عبد القاهر وَمِنْهُم شرف الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمِنْهُم بهاء الدّين عَليّ بن الْقَاسِم ابْنه نجم الدّين الْحسن الْمَذْكُور وَعَمه عماد الدّين المرتضى وَالِد كَمَال الدّين ممد)
وَمِنْهُم حجَّة الدّين عبد القاهر بن الْحسن الْمَذْكُور وابناه حجَّة الدّين المظفر راضي وشهاب الدّين الْحسن وَأَوْلَاده فَخر الدّين مُحَمَّد وجد الدّين عَليّ وتاج الدّين عبد الرَّحِيم وَكَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن وَنجم الدّين الْحسن وَمِنْهُم حجَّة الدّين عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَأَوْلَاده كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن وشهاب الدّين الْحسن وبهاء الدّين الْحُسَيْن وركن الدّين عَليّ وَمُحَمّد الْمُقدم ذكره وَمِنْهُم نصير الدّين عبد الله وَكَمَال الدّين أَحْمد وناصر الدّين يحيى أَوْلَاد كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَابْن عمهم مجد الدّين مُحَمَّد بن شهَاب الدّين الْحسن الْمَذْكُور
الشهرستاني صَاحب الملكل والنحل اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد
(شهرمان)
3 - (الموله التركماني)
شرمان الموله التركماني الدِّمَشْقِي كَانَ صَاحب دكان بالفسقار فَوَقع لَهُ يَوْم خُرُوج الركب بكاء كثير فتهيأ لوقته وَتبع الركب وَحج وَعَاد مسلوب الْعقل وَصَارَت لَهُ حَال مثل حَال المولهين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ للعامة خفيه عقيدة عَظِيمَة وشيع جنَازَته خلق كثير(16/114)
(شهفيروز)
3 - (أَبُو الهيجاء الشَّاعِر)
شهفيروز بن سعد بن عبد السَّيِّد بن مَنْصُور أَبُو الهيجاء ابْن أبي الفوارس الشَّاعِر ابْن بنت أبي عَليّ ابْن الحمامية الْمُسْتَعْمل وَيُسمى أَحْمد أَيْضا وَهُوَ أَخُو خسروشاه بن سعد الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا أنشأ مقامات أدبية وَسمع من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْمسلمَة وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحمامي وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(وسَاق بت أشْرب من يَدَيْهِ ... مشعشعة بلون كالنجيع)
(فحمرتها وَحُمرَة وجنتيه ... وَنور الكأس فِي نَار الشموع)
(ضِيَاء حارت الْأَبْصَار فِيهِ ... بديع فِي بديع فِي بديع)
وَمِنْه
(وَلَيْلَة بتنا والسواعد بَيْننَا ... ووساد وَمن خمر الثغور لنا عل)
(وَقد نم فِي جنح الدجى جرس حليها ... ونادى بِأَعْلَى صَوته الْقلب والحجل)
(فضضت ختاماً من عقيق كَأَنَّهُ ... على اللُّؤْلُؤ المنظوم فِي فمها قفل)
(فللنظم مَا يجلو من الدّرّ ثغرها ... وللظلم مَا يجني من الْعَسَل النَّحْل)
قلت شعر جيد
(شَهِيد)
3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْبَلْخِي الْوراق)
شَهِيد بن الْحُسَيْن أَبُو الْحُسَيْن الْبَلْخِي الْوراق الْمُتَكَلّم توفّي فِي سنة خمس عشرَة وثلاثمائة وَكَانَ أَبُو زيد وَأَبُو الْقَاسِم وشهيد البلخيون فِي عصر وَاحِد وكل مِنْهُم كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة وَكَانَ بَينهم مَوَدَّة أكيدة وَعشرَة حَسَنَة وماتوا فِي مُدَّة قريبَة وَكَانَ شَهِيد أبقهم موتا ثمَّ تلاه أَبُو الْقَاسِم ثمَّ تلاه أَبُو زيد وَكَانَ(16/115)
صَحِيح الْخط مستظهراً فِيمَا يَكْتُبهُ حَتَّى أَنه إِذا اشتبهت عَلَيْهِ كلمة تتبعها فِي كثير من النّسخ والكتب وَيعلم على تِلْكَ الْكَلِمَة عَلَامَات يشهرها بِهِ وقلما وَقع شَيْء من خطه إِلَّا بولغ فِي ثمنه وَكَانَ مَعَ جلالة علمه شكس الْأَخْلَاق محروماً من سَعَة الأرزاق وَكَانَ يرتزق بالوراقة وَكَانَ هجا أَحْمد بن سهل فتطلبه فهرب فِي الْبِلَاد وَلم يعد إِلَى بَلخ إِلَى أَن هلك أَحْمد ابْن سهل وَمن شعره
(كُنَّا نرى أَن التوسل بالأدب ... من أكْرم الشفعاء عِنْد ذَوي الْحسب)
(حَتَّى استبان لنا ببابك أَنه ... سخف وَأَن الْأَمر فِيهِ قد انْقَلب)
(أَن كَانَ جدا فِيهِ مَا هُوَ عنْدكُمْ ... وَالْعلم هزلا إِن ذَا لمن الْعجب)
(إِنِّي لأرجو أَن أرى من يَشْتَرِي ... مَا تزدريه من الْفَوَائِد بِالذَّهَب)
(الألقاب)
ابْن شَهِيد الْوَزير أَحْمد بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَولده عبد الْملك بن أَحْمد بن سهل
الشواء الشَّاعِر اسْمه يُوسُف بن إِسْمَاعِيل وَقيل محَاسِن وَالثَّانِي أصح
ابْن الشواء لكاتب اسْمه عَليّ بن أبي طَالب
ابْن الشواء الْحَنْبَلِيّ اسْمه يحيى بن عُثْمَان
ابْن أبي الشَّارِب جمَاعَة من بَيت قَاضِي الْقُضَاة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد
ابْن شواش اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
آخر اسْمه إِسْمَاعِيل بن عَليّ)
ابْن شواق الأسنائي اسْمه حسن بن مَنْصُور وَابْنه علم الدّين اسْمه دَاوُد بن حسن
ابْن شواق الطَّبِيب عَليّ بن مَنْصُور
ابْن الشوكي الْمُقْرِئ اسْمه واثق بن عمرَان
الشويطر مُسلم بن إِبْرَاهِيم(16/116)
(شَيبَان)
3 - (الصَّحَابِيّ جد أبي هُبَيْرَة)
شَيبَان بن مَالك الْأنْصَارِيّ ثمَّ السّلمِيّ أَبُو يحيى هُوَ جد أبي هُبَيْرَة ابْن عباد بن شَيبَان روى عَنهُ ابْنه عباد بن شَيبَان وَابْن ابْنه أَبُو هُبَيْرَة يحيى ابْن عباد
3 - (الصَّحَابِيّ)
شَيبَان وَالِد عَليّ بن شَيبَان روى عَنهُ ابْنه عَليّ حَدِيثه عِنْد أهل الْيَمَامَة يَدُور على مُحَمَّد بن اليمامي
3 - (أَبُو مُحَمَّد الحبطي)
شَيبَان بن أبي شيبَة فروخ أَبُو مُحَمَّد الحبطي مَوْلَاهُم الأبلي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم كَانَ ثِقَة صَدُوقًا وَكَانَ يرى الْقدر وَتُوفِّي حَسَنَة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (نجم الدّين الْحَنْبَلِيّ)
شَيبَان بن تغلب بن حيدرة بن سيف بن طراد بن عقيل بن وثاب بن شَيبَان أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين الْمُؤَدب وَهُوَ وَالِد الْمسند أَحْمد بن شَيبَان توفّي سنة عشْرين وسِتمِائَة وَله شعر
3 - (أَبُو مُعَاوِيَة النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ)
شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ نزيل(16/117)
الْكُوفَة أَبُو مُعَاوِيَة أحد الْأَئِمَّة المتفننين أدب بِالْكُوفَةِ أَوْلَاد الْأَمِير دَاوُد بن عَليّ العباسي وَثَّقَهُ يحيى ابْن معِين وَغَيره وَقيل فِي نسبته إِلَى النَّحْو إِنَّمَا هُوَ إِلَى نَحْو بن شمس بطن من الأزد وَقَرَأَ على عَاصِم بن أبي النجُود وَأبي إِسْحَاق السبيعِي وَعَطَاء بن أبي السَّائِب وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة أَو فِي حُدُودهَا وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الرَّاعِي الصَّالح)
)
شَيبَان الرَّاعِي العَبْد الصَّالح الزَّاهِد القانت لله كَانَ يذهب إِلَى الْجُمُعَة فيخط على غنمه ثمَّ يَجِيء فيجدها بِحَالِهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة
(شيبَة)
3 - (أَبُو صَفِيَّة الحَجبي)
شيبَة بن عُثْمَان بن أبي طَلْحَة عبد الله بن عبد الْعُزَّى بن عُثْمَان بن عبد الدَّار ابْن قصي بن كلاب أَبُو عُثْمَان وَقيل أَبُو صَفِيَّة الحَجبي حَاجِب الْكَعْبَة وَهُوَ جد الشيبيين وَإِلَيْهِ ينْسب بَنو شيبَة قتل أَبَاهُ يَوْم أحد عَليّ بن أبي طَالب فَلَمَّا كَانَ عَام الْفَتْح خرج شيبَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَافِرًا إِلَى حنين وَمن نِيَّته اغتيال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ هداه الله فَأسلم وَقَاتل يَوْمئِذٍ وَثَبت وَلم يول وَكَانَت سدانة الْكَعْبَة فِي بني عبد الدَّار فانتهت فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ابْن عَم شيبَة عُثْمَان بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة الَّذِي أسلم مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَعَمْرو بن الْعَاصِ فَأعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِفْتَاح الْكَعْبَة عَام الْفَتْح وَقَالَ لَهُ دُونك هَذَا فَأَنت أَمِين الله على بَيته قَالَ الْوَاقِدِيّ فَلم يزل عُثْمَان يَلِي الْبَيْت حَتَّى توفّي فخلفه ابْن عَمه شيبَة بن عُثْمَان فَبَقيت الحجابة فِي وَلَده وَفِي رِوَايَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُم لما أَعْطَاهُم الْمِفْتَاح خذوها يَا بني أبي طَلْحَة خالدة تالدة لَا يَأْخُذهَا مِنْكُم إِلَّا ظَالِم فبنو أبي طَلْحَة هم الَّذين يلون سدانة الْكَعْبَة دون غَيرهم من بني عبد الدَّار وروى عَن شيبَة ابناه مُصعب ومسافع وَأَبُو وَائِل وَعِكْرِمَة وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة(16/118)
3 - (مولى أم سَلمَة)
شيبَة بن نصاح بن سرجس مولى أم الْمُؤمنِينَ أم سَلمَة أحد مشيخة نَافِع فِي الْقِرَاءَة مسحت أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا بِرَأْسِهِ ودعت لَهُ روى خَالِد ابْن مغيث وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن وَأبي جَعْفَر الباقر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا يعلم لَهُ رِوَايَة حَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة وَلَا عَن أبي سعيد وَلَو أَخذ الْقُرْآن عَنْهُمَا لَكَانَ بِالْأولَى أَن يسمع مِنْهُمَا أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَأدْركَ عَائِشَة وَأم سَلمَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقيل إِنَّه لما ولي قَضَاء الْمَدِينَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ
(الألقاب)
)
ابْن أبي شيبَة الإِمَام أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ عُثْمَان بن مُحَمَّد وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عُثْمَان
(شِيث)
3 - (ضِيَاء الدّين القناوي ابْن الْحَاج)
شِيث بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حيدرة الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاج القناوي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْعَرُوضِي أَبُو الْحسن نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه أنشدنا الإِمَام الْعَالم ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن شِيث بن إِبْرَاهِيم بمحروسة قِنَا فِي شهر ربيع الأول سنة تسعين وَخَمْسمِائة قصيدته اللُّغَوِيَّة الَّتِي نظمها ووسمها باللؤلؤة المكنونة واليتيمة المصونة فِي الْأَسْمَاء المذكرة وَهِي
(وصفت الشّعْر من يفهم ... يُخْبِرنِي بِمَا يعلم)
(يُخْبِرنِي بِأَلْفَاظ ... من الْأَعْرَاب مَا الدهثم)
(وَمَا الإقليد والتقيي ... د والتهنيد والأهيم)
(وَمَا النهاد والإهذا ... م والأسمال والعيهم)
(وَمَا الإلغاد والإخرا ... د والإقراد والمكدم)(16/119)
(وَمَا الدفراس والمردا ... س والقداس والأعلم)
(وَمَا الإدعاص والإدرا ... ص والقراص والأثرم)
(وَمَا اليعضيد واليعقي ... د والتدمين والأرقم)
(وَمَا الإنكال والإنكا ... ث والإعلام والأقضم)
(وَمَا الأوغال والأوغا ... د والأوغاب والأقصم)
(وَمَا المنهوس والملسو ... س والملكهوس والأثلم)
(وَمَا الإدمار والعوا ... ر والمشعار والأدلم)
(وَمَا الأوقاش والأوشا ... ب والأو باش والضيهم)
(وَمَا الظربان والقدما ... ن والميدان والديلم)
(وَمَا الإيهات وَالرَّمْي ... ت والصفنات والأورم)
(وَمَا البؤبؤ والضئض ... ئ والهلباجة الخوعم)
)
(وَمَا الحرفاس والدروا ... س والبرشاع والمؤصم)
(وَمَا المعروء والقدمو ... س والغثراء والأرشم)
(وَمَا الإذعان والإفرا ... ن والإفدان والمنهم)
(وَمَا الديفان والمأفو ... ن وَالذَّيَّال والأريم)
(وَمَا الإغداق والإعذا ... ق والأوذام والضرزم)
(وَمَا الشماذ واللوا ... ذ والملكاذ والجهضم)
(وَمَا الهدام والإسدا ... م والإرزام والأدشم)
(وَمَا الأخطال والأكرا ... ز والأشراط والأذرم)
(وَمَا الزعرور والمنزو ... ر والشعرور والأعصم)
(وَمَا الدقرور والصعرو ... ر والقيدود والمتئم)
(وَمَا التَّعْرِيس والتغوي ... ر والشنتير والأثرم)
(وَمَا الإذعاف والأترا ... ف والقعدود والمصرم)
(وَمَا الْخيطَان والسيدا ... ن والصيران والمرزم)
(وَمَا الرعاد والمذيا ... ع والإقداع والخلجم)
(وَمَا الإصرام والإخلا ... م والأوخام والمبلم)(16/120)
(وَمَا الصردان والصرفا ... ن والصرعان والأسحم)
(وَمَا الاعشار والتقصا ... ر والأشصار والأقرم)
(وَمَا الأعفاج والأمرا ... ص والشريان والأطخم)
(وَمَا الارماس والأكرا ... س والعسود والمنجم)
(وَمَا الساهور والصاقو ... ر والأسروع والأضجم)
(وَمَا الصريع والتمرا ... د والشملال والأرثم)
(وَمَا الأبداء والأعداء ... والأكناف والأهيم)
(وَمَا الغضروف والشرسو ... ف والهلوف والغيلم)
(وَمَا الظنبوب والعلجو ... م والجعبوب والأشيم)
(وَمَا الإنداح والقلا ... ص والإكراء والمقرم)
)
(أَلا فاسمع أليفاظاً ... حوت علما لمن يفهم)
(فَمَا الدلفاء والقمدا ... ء والحلقاء والأخطم)
(وَمَا الزَّعْرَاء والطخيا ... ء والفوهاء والديسم)
(وَمَا اللخصاء والخوصا ... ء والخيصاء والرزم)
(وَمَا الخوقاء والجلحا ... ء والعضباء والأختم)
(وَمَا الهلباء والسكا ... ء والكبشاء والأصلم)
(وَمَا المرطاء والمطا ... ء والحصاء والأغثم)
(وَمَا النزعاء والوطبا ... ء والهدباء والمخدم)
(وَمَا الدعجاء والملكجا ... ء والشجراء والميسم)
(وَمَا اللمياء والحوا ... ء والقماء والقهقم)
(وَمَا الجلهاء والجبلا ... ء والجلحاء والشجعم)
(وَقد أنبأت فِي شعري ... بألفاظي الَّتِي تفحم)
(فعارضت السجستان ... ي فِي قولي وَلم أعلم)
(وضاعفت قوافيه ... على مثل الَّذِي نظم)
(على أَنِّي امتطيت الصع ... ب فِي قولي وَلم أحجم)
(رحلت العيس فِي البيدا ... أَقُول الشّعْر فِي العظلم)(16/121)
(فَإِن كنت الَّذِي فو قو ... لَهُ يَأْتِي بِمَا يزْعم)
(فخبرني بأوصافي ... عساني مِنْك أَن أغنم)
(فَهَذَا الشّعْر لَا يدْرِي ... هـ إِلَّا عَالم هَمهمْ)
(يرم الرث إِن يحبب ... وَإِن شا ينْقض المبرم)
وَختم هَذِه الأبيات بِأَبْيَات غزلية على وَزنهَا ورويها وأنشدناها لنَفسِهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَهِي
(رصفت الشّعْر فِي خل ... وحبل الود لم يصرم)
(غزال يفتن النسا ... ك فِي حسن وَمَا يعلم)
(فَقلب الْأسد مَجْرُوح ... بِهِ شوقاً وَلم يكلم)
(وَفِي أحشاء من يهوا ... هـ وهج النَّار إِذْ تضرم)
)
(لَهُ قد كقد الغص ... ن فِي كل الورى يعْدم)
(لَهُ وَجه شعاعي ... حكى فِي الْحسن بدر التم)
(إِذا مَا رمت لثم الخ ... د أَو تَقْبِيل ذَاك الْفَم)
(جنيت الْورْد من خدي ... هـ ذقت الشهد إِذْ يبسم)
قلت وسرد شهَاب الدّين القوصي شرح هَذِه القصيدة عقيب كل بَيت أوردهُ فِي مُعْجَمه فأضربت عَن ذكره لِأَن أَكثر هَذِه الْأَلْفَاظ وَاضِحَة لَا خَفَاء بهَا على من تدرب
وَتُوفِّي ضِيَاء الدّين الْمَذْكُور سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بَعْدَمَا أضرّ وَله تصانيف فِي الْعَرَبيَّة مِنْهَا كتاب الْإِشَارَة فِي تسهيل الْعبارَة والمعتصر من الْمُخْتَصر وتهذيب ذهن الواعي فِي إصْلَاح الرّعية والراعي صنفه للْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين
قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي ابْن الْحَاج الْفَقِيه الْمَالِكِي النَّحْوِيّ القفطي كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَله فِيهَا تصانيف مِنْهَا حز الغلاصم وإفحام المخاصم ذكره أَبُو الْحسن عَليّ بن يُوسُف الشَّيْبَانِيّ الصاحب القفطي فِي كِتَابه إنباه الروَاة على أنباه النُّحَاة وَذكر أَن لَهُ فِي الْفِقْه تعاليق ومسائل وَله كَلَام فِي الرَّقَائِق وَكَانَ حسن الْعبارَة وَلم يره أحد ضَاحِكا وَلَا هازلاً وَكَانَ يسير فِي أَفعاله وأقواله سيرة السّلف وملوك مصر يعظمونه ويجلون قدره ويرفعون ذكره على كثة طعنه عَلَيْهِم وَعدم مبالاته بهم وَكَانَ القَاضِي الْفَاضِل أَيْضا يجله(16/122)
وَيقبل شَفَاعَته وَله إِلَيْهِ رسائل ومكاتبات سمع من الْحَافِظ السلَفِي وَأبي الْقَاسِم عبد ارحمن بن الْحُسَيْن بن الْجبَاب وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ الْحسن ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم وَمن شعره
(اجهد لنَفسك إِن الْحِرْص متعبة ... للقلب والجسم وَالْإِيمَان يرفعهُ)
(فَإِن رزقك مقسوم سترزقه ... وكل خلق ترَاهُ لَيْسَ يَدْفَعهُ)
(فَإِن شَككت بِأَن الله يقسمهُ ... فَإِن ذَلِك بَاب الْكفْر تقرعه)
وَقَالَ ابْن سعيد المغربي نقلت من خطّ بدر الدّين ابْن أبي جَرَادَة أَن شيثاً رَحل إِلَى شاور واشتغل بتعليم أَوْلَاده وَأنْشد لَهُ قَوْله
(هِيَ الدُّنْيَا إِذا اكتملت ... وطاب نعيمها قتلت)
(فَلَا تفرح بلذتها ... فباللذات قد شغلت)
)
(وَكن مِنْهَا على حذر ... وخف مِنْهَا إِذا اعتدلت)
وَقَالَ سَمِعت الْبَهَاء زهيراً يَقُول سَمِعت ابْن الْغمر الأديب يَقُول رَأَيْت فِي النّوم الْفَقِيه شيثاً يَقُول شعرًا وَهُوَ
(أبثكم يَا أهل ودي بِأَن لي ... ثَمَانِينَ عَاما أردفت بثمان)
(وَلم يبْق إِلَّا هفوة أَو صبَابَة ... فجد يَا إلهي مِنْك لي بِأَمَان)
قَالَ فَأَصْبَحت وَجئْت إِلَى الْفَقِيه شِيث وقصصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لي الْيَوْم ثَمَانِيَة وَثَمَانُونَ سنة وَقد نعيت لي نَفسِي وَلَهُم بقفط حارة تعرف بحارة ابْن الْحَاج
(الألقاب)
ابْن شِيث الْكَاتِب جمال الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ وَكَمَال الدّين إِبْرَاهِيم ابْن عبد الرَّحِيم بن عَليّ
ابْن شِيث عَلَاء الدّين بن شِيث اسْمه عَليّ بن عبد الرَّحِيم
ابْن الشيرجي بدر الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وفخر الدّين سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب وعماد الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وشهاب الدّين تَمام بن أَحْمد وَبدر الدّين عبد الله بن أَحْمد وَعز الدّين عِيسَى بن مظفر
أَوْلَاد شيخ الشُّيُوخ جمَاعَة مِنْهُم فَخر الدّين يُوسُف بن مُحَمَّد(16/123)
وَمِنْهُم صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر وَمِنْهُم كَمَال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر وَمِنْهُم معِين الدّين الْحسن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم شرف الدّين عبد الله بن عبد الله وَمِنْهُم سعد الدّين الْخضر بن عبد السَّلَام وَمِنْهُم صدر الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل وَمِنْهُم عماد الدّين عمر بن مُحَمَّد شيخ الشُّيُوخ الشَّاعِر الملكيح شرف الدّين عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد
ابْن أبي شيخة الأصفوي الْحُسَيْن بن عَليّ
الشيخي وَالِي الْقَاهِرَة نَاصِر الدّين ذبيان)
(شيخو)
3 - (الساقي)
شيخو الْأَمِير سيف الدّين الساقي القازاني من مماليك الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون كَانَ بِالْقَاهِرَةِ أَسِيرًا ثمَّ إِنَّه خرج إِلَى دمشق أَمِيرا فِي الْأَيَّام المظفرية بعد إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فِي الْأَيَّام المظفرية فوصل إِلَيْهَا فِي حادي عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
وَهُوَ من أحسن الأشكال يحب الْقُرْآن كتب بِخَطِّهِ الملكيح ربعَة فِي ربع الْبَغْدَادِيّ الْكَبِير بقلم خَفِيف الْمُحَقق من أحسن مَا يكون ويغالي فِي الْكتب النفسية من كل فن ويشتريها وفوض إِلَيْهِ النّظر فِي أَمر الْجَامِع الْأمَوِي فاسترفع حِسَاب المباشرين وتعب فِي أمره وَفِي أثْنَاء الْحَال ورد الْأَمِير سيف الدّين قرابغا أَخُو الْأَمِير سيف الدّين طاز بِطَلَبِهِ إِلَى بَاب السُّلْطَان فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا قَرِيبا من عشرَة أَيَّام وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى وَحضر سيف الدّين توكل ابْن عَمه وَأخذ مِيرَاثه من موجوده
3 - (الْأَمِير سيف الدّين)
شيخو الْأَمِير سيف الدّين الناصري هُوَ غير الأول حظي هَذَا وَتقدم عِنْد السُّلْطَان الْملك المظفر وَهُوَ الَّذِي شفع فِي الْأُمَرَاء أَخُوهُ يلبغا والأمير عز الدّين طقطاي دواداره وأخرجهم من سجن الْإسْكَنْدَريَّة وَجعل طقطاي عِنْده مُقيما وَكَانَ(16/124)
فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر حسن أحد الْأُمَرَاء الَّذين لَهُم المشور وَفِي آخر الْأَمر كَانَ تقْرَأ عَلَيْهِ الْقَصَص بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي أَيَّام الخدم وَصَارَ ماسك زِمَام الدولة وساسها سياسة حَسَنَة بصلف وَسُكُون وَعدم شَرّ وَكَانَ يمْنَع كل حزب من التوثب على الآخر وَعظم شَأْنه وَعمر الْجَامِع الملكيح الَّذِي فِي الصليبة بِالْقَاهِرَةِ وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توج الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس إِلَى الْحجاز الشريف وَخرج الْأَمِير سيف الدّين شيخو متصيداً إِلَى نَاحيَة طنان فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشْرين شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة رسم السُّلْطَان بإمساك الْوَزير الْأَمِير سيف الدّين منجك وَحلف الْأُمَرَاء لنَفسِهِ وكنب تقليداً بنيابة طرابلس للأمير شيخو وجهزه إِلَيْهِ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طينال الجاشنكير فَتوجه بِهِ إِلَيْهِ وَأَخذه من برا وَحضر بِهِ إِلَى دمشق فوصل إِلَيْهَا لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذِي الْقعدَة وعَلى يَده كتاب إِلَى نَائِب الشَّام أَن يكون الْأَمِير شيخو مُقيما بِدِمَشْق)
أَمِيرا على إقطاع الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ السلَامِي وتجهز تِلْكَ السلَامِي إِلَى الْقَاهِرَة فَمَا وصل وَإِلَّا الْأَمِير سيف الدّين أرغون التاجي فِي عقبه على يَده مرسوم بإمساكه وتجهيزه إِلَى بَاب السُّلْطَان وَتَقْيِيد مماليكه واعتقالهم بقلعة دمشق فَمَا أصبح الصُّبْح إِلَّا وَقد اعتقل فِي القلعة مُقَيّدا وَلما أمسك قَرَأَ والفتنة أَشد من الْقَتْل وَقَالَ أَيْن الْأَيْمَان الَّتِي حلفناها وجهز سَيْفه صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الشريفي ثمَّ جهز صُحْبَة الأميرين الْمَذْكُورين مُقَيّدا وَمَعَهُمْ الْأَمِير سيف الدّين جوبان من دمشق وَثَلَاثُونَ جندياً من الْحلقَة يوصلونه إِلَى غَزَّة وَلما وصل إِلَى قطيا توجهوا بِهِ إِلَى ثغر الْإسْكَنْدَريَّة واعتقل بهَا وَلم يزل فِي الاعتقال إِلَى أَن خلع الْملك النَّاصِر حسن وَتَوَلَّى الْملك الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح فرسم بالإفراج عَنهُ وَعَن بَقِيَّة الْأُمَرَاء الَّذين اعتقلوا مَعَ الْوَزير منجك فوصل الْأَمِير سيف الدّين شيخو إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَابِع شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَنزل ال أشرفية وَاسْتقر بهَا على عَادَته أَولا
(الألقاب)
القَاضِي شيذله عزيزي بن عبد الْملك
الشِّيرَازِيّ قطب الدّين مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح
ابْن الشِّيرَازِيّ جمَاعَة كَثِيرَة مِنْهُم عماد الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله وَمِنْهُم شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَمِنْهُم أَبُو نصر مُحَمَّد بن هبة الله وَمِنْهُم شمس الدّين مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد ابْن هبة الله(16/125)
وَمِنْهُم نجم الدّين عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد وَمِنْهُم هبة الله بن مُحَمَّد ومهم زين الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَمِنْهُم كَمَال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد
(شيركوه)
3 - (أَسد الدّين عَم صَلَاح الدّين)
شيركوه بن شاذي بن مران بن يَعْقُوب الْملك الْمَنْصُور أَسد الدّين وَزِير العاضد مولده بدوين من أذربيجان بطرفها وَنَشَأ بتكريت إِذْ كَانَ أَبوهُ مُتَوَلِّي قلعتها قَالَ ابْن الْأَثِير أصلهم من الأكراد الروادية هم فَخذ من الهذبانية وَأنكر هَذِه النِّسْبَة جمَاعَة من بني أَيُّوب وَقَالُوا إِنَّمَا نَحن عرب وتزوجنا من الأكراد كَانَ من كبار أُمَرَاء نور الدّين وسيره عوناً لشاور وَلم يَفِ لَهُ شاور فَعَاد إِلَى دمشق وَعَاد إِلَى مصر طامعاً فِي أَخذهَا وسلك طَرِيق وَادي الغزلان وَخرج عِنْد إطفيح فَكَانَت تِلْكَ الْوَقْعَة وقْعَة الأشمونين وَتوجه ابْن أَخِيه صَلَاح الدّين إِلَى الإسكندري فاحتمى وحاصره شاور وعسكر مصر إِلَى أَن رَجَعَ أَسد الدّين وَعَاد إِلَى الشَّام وَعَاد الفرنج إِلَى مصر وَقتلُوا أهل بلبيس وَسبوا الذُّرِّيَّة فسير المصريون إِلَى أَسد الدّين وطلبوه ومنوه لينجدهم فَمضى إِلَيْهِم وطرد الفرنج عَنْهُم فعزم شاور على قَتله وَقتل الْأُمَرَاء الَّذين مَعَه فناجزوه وقتلوه على مَا ذكر فِي تَرْجَمَة شاور ووزر أَسد الدّين للعاضد فِي شهر ربيع الآخر فَأَقَامَ شَهْرَيْن وَخَمْسَة أَيَّام وَمَات سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَجْأَة ثَانِي عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة وَدفن بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَأقَام بالوزارة بعده ابْن أَخِيه صَلَاح الدّين وَكَانَ أَسد الدّين أحد الْأَبْطَال الَّذين يضْرب بشجاعتهم الْمثل وَكَانَ الفرنج يهابونه وَلَقَد حاصروه مُدَّة ببلبيس وَمَا لَهَا سور وَلم يجسروا أَن يناجزوه بهَا خوفًا مِنْهُ مَاتَ بالخانوق وَكن كثيرا مَا يَعْتَرِيه التخم وَلما مَاتَ أَسد الدّين أَخذ نور الدّين حمص مِنْهُم
وَتَفْسِير شيركوه أَسد الْجَبَل وَفِي قتل شيركوه لشاور يَقُول العرقلة
(قل لأمير الْمُؤمنِينَ الَّذِي ... مصر حماه وَعلي أَبوهُ)(16/126)
(نَص على شاور فرعونها ... وَنَصّ موساها على شيركوه)
وَيَقُول أَيْضا
(لقد فَازَ بِالْملكِ الْعَقِيم خَليفَة ... لَهُ شيركوه العاضدي وَزِير)
(كَأَن ابْن شاذي وَالصَّلَاح وسيفه ... عَليّ لَدَيْهِ شبر وشبير)
(هُوَ الْأسد الضاري الَّذِي جلّ خطبه ... وشاور كلب للرِّجَال عقور)
(بغى وطغى حَتَّى لقد قَالَ قَائِل ... على مثلهَا كَانَ اللعين يَدُور)
)
وَكَانَ العاضد قد كتب على طرة تَقْلِيد أَسد الدّين شيركوه بالوزارة مَا صورته هَذَا عهد لَا عهد لوزير بِمثلِهِ وتقليد أَمَانَة رآك أَمِير الْمُؤمنِينَ أَهلا لحمله وَالْحجّة عَلَيْك عِنْد الله بِمَا أوضحته لَك من مراشد سبله فَخذ كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ بِقُوَّة واسحب ذيل الفخار بِأَن اعتزت خدمتك إِلَى بنوة النُّبُوَّة واتخذه للفوز سَبِيلا وَلَا تنقضوا الْأَيْمَان بعد توكيدها وَقد جعلتم الله عَلَيْكُم كَفِيلا
3 - (صَاحب حمص)
شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين أَبُو الْحَارِث صَاحب حمص ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْملك الْمَنْصُور أَسد الدّين الْمَذْكُور آنِفا أعطَاهُ صَلَاح الدّين حمص لما مَاتَ وَالِده مُحَمَّد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فملكها سِتا وَخمسين سنة وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْمجد البياسي وَأَجَازَ لَهُ ابْن بري وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق وحمص وَشهد غزَاة دمياط وَسكن المنصورة وَكَانَ بطلاً مَعْرُوفا بالشجاعة قرر الْحمام فِي نواحي بِلَاده لنقل الْأَخْبَار وَكَانَت بِلَاده طَاهِرَة من الْخمر والمكوس وَمنع النِّسَاء من الْخُرُوج من أَبْوَاب حمص مُدَّة إمرته عَلَيْهَا خوفًا أَن يَأْخُذ أهل حمص أهلهم وينزحوا عَنْهَا لعسفه وجوره وَله أَخْبَار فِي الظُّلم والتعذيب والاعتقال إِلَّا أَنه لَا يشرب الْخمر أبدا ويلازم الصَّلَاة فِي أَوْقَاتهَا لما تملك الْكَامِل دمشق تِلْكَ الشَّهْرَيْنِ طلب من شيركوه أَمْوَالًا عَظِيمَة فَبعث نِسَاءَهُ يشفعن فِيهِ فَمَا أجَاب فَلَمَّا يئس هيأ الْأَمْوَال فَأَتَتْهُ البطاقة بِمَوْت الْكَامِل فجَاء وَجلسَ عِنْد قَبره وَتصرف فِي أَمْوَاله وخيله وَلما مرض أعْطى حمص لِابْنِهِ الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم وَفرق بَاقِي بِلَاده على أَوْلَاده وَلما مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قبض ابْنه الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم على أَخِيه الْملك مَسْعُود صَاحب الرحبة وَكَانَ لأسد الدّين تِجَارَة فِي كل بلد(16/127)
(شيرويه)
3 - (شرف الدولة ابْن بويه)
شيرويه شرف الدولة ابْن عضد الدولة ابْن ركن الدولة ابْن بويه سُلْطَان بَغْدَاد وَابْن سلطانها ظفر بأَخيه صمصام الدولة وحبسه وتملك الْعرَاق وَكَانَ يمِيل إِلَى الْخَيْر وَإِزَالَة المصادرات مرض بالاستسقاء وَامْتنع من الحمية فَمَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة عَن تسع وَعشْرين سنة وَملك سنتَيْن وَثَمَانِية أشهر وَولي بعده أَخُوهُ أَبُو نصر بهاء الدولة
3 - (الْحَافِظ أَبُو شُجَاع الديلمي)
شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو وَتقدم تَتِمَّة النّسَب فِي تَرْجَمَة وَلَده شهردار هُوَ الْحَافِظ أَبُو شُجَاع أَبُو الْحَافِظ أبي مَنْصُور الديلمي الهمذاني وَأَبُو شُجَاع هُوَ مؤرخ همذان ومصنف كتاب الفردوس سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَتُوفِّي سنة تسع وَخَمْسمِائة وَهُوَ جد الْحَافِظ أبي الْغَنَائِم شيرويه
3 - (الْحَافِظ أَبُو الْغَنَائِم الديلمي)
شيرويه الْحَافِظ أَبُو الْغَنَائِم ابْن الْحَافِظ أبي مَنْصُور شهردار ابْن الْحَافِظ أبي شُجَاع شيرويه الْمَذْكُور آنِفا توفّي سنة سِتّمائَة
(الألقاب)
أَبُو الشيص الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن رزين تقدم
شيطا الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن هَارُون
شَيْطَان الطاق الرافضي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن النُّعْمَان
وَشَيْطَان الطاق اسْمه عبد الله بن الْفضل
شَيْطَان الْعرَاق أنوشروان(16/128)
الشيعي أَبُو عبد الله صَاحب دَعْوَة الْمهْدي اسْمه الْحُسَيْن بن أَحْمد
شيلمة الْكَاتِب هُوَ مُحَمَّد بن الْحسن بن سهل الْكَاتِب وَقد تقدم فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ
(الشيماء)
3 - (السعدية)
الشيماء أَو الشماء السعدية أُخْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرضَاعَة اسْمهَا حذاقة أغارت خيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على هوَازن فَأخذُوا الشيماء فيا أخذُوا من السَّبي فَقَالَت لَهُم أَنا أُخْت صَاحبكُم فَلَمَّا قدمُوا بهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت لَهُ يَا مُحَمَّد أَنا أختك وعرفته بعلامة عرفهَا فَرَحَّبَ بهَا وَبسط لَهَا رِدَاءَهُ فأجلسها عَلَيْهِ ودمعت عَيناهُ وَقَالَ لَهَا إِن أَحْبَبْت فأقيمي عِنْدِي مكرمَة محببة وَإِن أَحْبَبْت أَن تَرْجِعِي إِلَى قَوْمك فَقَالَت بل أرجع إِلَى قومِي فَأسْلمت فَأَعْطَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة أعبد وَجَارِيَة وَأَعْطَاهَا نعما وَشاء وَقد تقدم ذكر الشيماء هَذِه فِي حذاقة مَكَانَهُ من حرف الْحَاء وَلها أَيْضا ذكر فِي تَرْجَمَة أمهَا حليمة السعدية(16/129)
(حرف الصَّاد)
(الألقاب)
ابْن صابر المنجنيقي اسْمه يَعْقُوب بن صابر
ابْن الصَّابُونِي علم الدّين عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد وَابْن الصَّابُونِي الشَّاعِر الإشبيلي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وجمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ وأمير الدّين عبد المحسن بن أَحْمد
الصَّابُونِي إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن
الصَّابُونِي القيرواني بكر بن عَليّ وَعلم الدّين الصَّابُونِي عَليّ بن مَحْمُود
الصابي جمَاعَة مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن هِلَال أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب وغرس النِّعْمَة مُحَمَّد بن هِلَال وَمِنْهُم الْحسن بن هِلَال وَمِنْهُم هِلَال بن المحسن وَمِنْهُم المحسن بن إِبْرَاهِيم وَمِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْحَاق)
الصاحب بن عباد اسْمه إِسْمَاعِيل بن عباد أَبُو الْقَاسِم
الصاحبة بنت الْعَادِل اسْمهَا صَفِيَّة
صَاحب الْخَال القرمطي اسْمه أَحْمد بن عبد الله
ابْن الصاحب أَحْمد بن يُوسُف(16/130)
صَاحب صرخد عز الدّين أيبك
(صاروجا)
3 - (الْأَمِير صارم الدّين)
صاروجا الْأَمِير صارم الدّين المظفري كَانَ أَمِيرا بِمصْر وَلما أعْطى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر للأمير سيف الدّين تنكز إمرة عشرَة قبل توجهه آخرا إِلَى الكرك جعل الْأَمِير صارم الدّين الْمَذْكُور آغا لَهُ ليتحدث لَهُ فِي الإقطاع فَأحْسن إِلَى تنكز وخدمه ثمَّ إِن السُّلْطَان لما حضر من الكرك اعتقله وَأَفْرج عَنهُ بعد مُدَّة تقَارب الْعشْر سِنِين وجهزه أَمِيرا إِلَى صفد فَأَقَامَ بهَا تَقْدِير سنتَيْن وَنَقله الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى جملَة الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ورعى لَهُ خدمته وحظي عِنْده وَكَانَ إِذا خاطبه قَالَ لَهُ يَا صارم وَلم يزل الْمَذْكُور مُقيما بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك الْأَمِير سيف الدّين تنكز بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك فَأمْسك صاروجا وأودع الاعتقال فِي جملَة من أمسك بِسَبَب تنكز ثمَّ ورد المرسوم من مصر بتكحيله فدافع الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا النَّائِب يويمات يسيرَة ثمَّ إِنَّه خَافَ وصمم وكحله فَعميَ بَصَره وَفِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم ورد المرسوم بِالْعَفو عَنهُ ثمَّ إِنَّه رتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ وجهز إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أخريات سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى
3 - (نقيب النُّقَبَاء)
صاروجا الْأَمِير صارم الدّين نقيب النُّقَبَاء بالديار المصرية أمره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بعد موت الْأَمِير عز الدّين دقماق وَجعله مَكَانَهُ وَقدمه وعظمه وَصَارَ يدْخل إِلَيْهِ على ضوء الشمع ويتحدث مَعَه فِي كل مَا يُرِيد حَتَّى خافه الْكِبَار وخافه النشو أَيْضا ثمَّ لما توجه السُّلْطَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة إِلَى الصَّعِيد وَوصل السُّلْطَان فِي تِلْكَ السفرة إِلَى خانق دندرا وَعَاد فَلَمَّا قَارب الْقَاهِرَة وقف صاروجا ليعدي الأطلاب على بعض الجسور وَمد يَده)
بالعصا ليضْرب شخصا تعدى مَكَانَهُ فَوَقع من أَعلَى الْفرس إِلَى الأَرْض مَيتا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
(صاروخان)
3 - (أحد مقدمي الخوارزمية)
صاروخان أحد مقدمي الخوارزمية كَانَ شَيخا سميناً(16/131)
قَلِيل الْفَهم وَكَانَ شحنة جمال السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه وَهُوَ أحد الْخَانَات الْأَرْبَعَة الَّذين حاصروا دمشق فَمَاتَ هُوَ وبردي خَان على دمشق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
(الألقاب)
ابْن أبي صَادِق الطَّبِيب اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَليّ
(صاعد)
3 - (أَبُو الْعَلَاء اللّغَوِيّ)
صاعد بن الْحسن بن عِيسَى الربعِي أَبُو الْعَلَاء اللّغَوِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع الْحسن بن عبد الله السيرافي وَأَبا عَليّ الْفَارِسِي وَأَبا بكر أَحْمد بن جَعْفَر الْقطيعِي وَأَبا سُلَيْمَان الْخطابِيّ وروى عَنْهُم وَأَصله من الْموصل ثمَّ إِنَّه دخل الأندلس أَيَّام هِشَام بن الحكم الْمُؤَيد وَولَايَة الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والثلاثمائة وَتُوفِّي بصقلية سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ سريع الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ طيب الْعشْرَة حُلْو المفاكهة فَأكْرمه الْمَنْصُور وَزَاد فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَجمع لَهُ كتاب الفصوص ونحا فِيهِ منحى القالي فِي أَمَالِيهِ وأثابه عَلَيْهِ خَمْسَة آلَاف دِينَار وَكَانَ يتهم بِالْكَذِبِ فِي نَقله فَلهَذَا رفض النَّاس كِتَابه وَلما دخل مَدِينَة دانية وَحضر مجْلِس الْمُوفق مُجَاهِد بن عبد الله العامري أَمِير الْبَلَد كَانَ فِي الْمجْلس أديب يُقَال لَهُ بشار فَقَالَ للموفق دَعْنِي أعبث بصاعد فَقَالَ لَهُ الْمُوفق لَا تتعرض إِلَيْهِ فَإِنَّهُ سريع الْجَواب فَأبى إِلَّا مشاكلته فَقَالَ لَهُ شار وَكَانَ أعمى يَا أَبَا الْعَلَاء فَقَالَ لَهُ لبيْك فَقَالَ مَا الجرنفل فِي كَلَام الْعَرَب فَعرف أَبُو الْعَلَاء أَنه وضع هَذِه الْكَلِمَة فَقَالَ لَهُ بعد أَن أطرق سَاعَة هُوَ الَّذِي يفعل بنساء العميان وَلَا يفعل بغيرهن وَلَا يكون الجرنفل جرنفلاً حَتَّى لَا يتعهداهن إِلَى غَيْرهنَّ وَهُوَ فِي ذَلِك كُله يُصَرح وَلَا يكني فَخَجِلَ بشار وانكسر فَقَالَ لَهُ الْمُوفق قلت لَك لَا تفعل فَلم تقبل وَلما ظهر للمنصور كذبه فِي النَّقْل وَعدم تثبته رمى بِكِتَاب)
الفصوص فِي النَّهر فنظم بعض الأفاضل فِي ذَلِك
(قد غاص فِي الْبَحْر كتاب الفصوص ... وَهَكَذَا كل ثقيل يغوص)(16/132)
فَلَمَّا سَمعه صاعد أنْشد
(عَاد إِلَى عنصره إِنَّمَا ... تخرج من قَعْر البحور الفصوص)
قَالَ الْحميدِي ون عجائب الدُّنْيَا الَّتِي لَا يكَاد يتَّفق مثلهَا أَن صاعد بن الْحسن هَذَا أهْدى إِلَى الْمَنْصُور بن أبي عَامر أيلاً وَكتب مَعَه أبياتاً وَهِي
(يَا حرز كل مخوف وَأما ك ... ل مشرد ومعز كل مذلل)
(جدواك إِن تخصص بِهِ فلأهله ... وتعم بِالْإِحْسَانِ كل مُؤَمل)
(كالغيث طبق فَاسْتَوَى فِي وبله ... شعث الْبِلَاد مَعَ المُرَاد المبقل)
مِنْهَا
(مولَايَ مؤنس غربتي متخطفي ... من ظفر أيامي بأمنع معقل)
(عبد نشلت بضبعه وغرسته ... فِي نعْمَة أهْدى إِلَيْك بأيل)
(سميته غرسية وبعثته ... فِي حبله ليباح فِيهِ تفاؤلي)
(فلئن قبلت فَتلك أَسْنَى نعْمَة ... أسدى بهَا ذُو نعْمَة وتطول)
فقضي فِي سَابق علم الله عز وَجل وَتَقْدِيره أَن غرسية بن شانجه من مُلُوك الرّوم وَهُوَ أمنع من النَّجْم أسر فِي ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه الَّذِي بعث فِيهِ صاعد بالأيل وَسَماهُ غرسية متفائلاً بأسره
وَهَكَذَا فَلْيَكُن الْجد الصاحب للمصحوب انْتهى وَكَانَ صاعد الْمَذْكُور يَوْمًا عِنْد ابْن أبي عَامر الْمَنْصُور وَقد حملت إِلَيْهِ باكورة ورد فَقَالَ
(أتتك أَبَا عَامر وردة ... يحاكي لَك الْمسك أنفاسها)
(كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها)
فَاسْتحْسن الْمَنْصُور مَا جَاءَ بِهِ فحسده الْحُسَيْن ابْن العريف فَقَالَ هِيَ للْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف وَقَامَ إِلَى منزله وَوضع أبياتاً فِي صفحة دفتر كَانَ قد نقص بعض أسطاره وأتى بهَا قبل افْتِرَاق الْمجْلس وَهِي
(عشوت إِلَى قصر عباسة ... وَقد جدل النّوم حراسها)
(فألفيتها وَهِي فِي خدرها ... وَقد صرع السكر أناسها)
)
(فَقَالَت أسار على هجعة ... فَقلت بلَى فرمت كاسها)
(ومدت إِلَى وردة كفها ... يحاكي لَك الْمسك أنفاسها)
(كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها)
(وَقَالَت خف الله لَا تفضح ... ن فِي ابْنة عمك عباسها)(16/133)
(فوليت عَنْهَا على غَفلَة ... وَمَا خُنْت ناسي وَلَا ناسها)
قَالَ فَخَجِلَ صاعد وَحلف فَلم يقبل مِنْهُ وافترق الْمجْلس على أَنه سَرَقهَا وتمكنت فِي صاعد لِأَنَّهُ كَانَ يُوصف بِغَيْر الثِّقَة فِيمَا يَنْقُلهُ وَكَانَ كثيرا مَا تستغرب لَهُ الْأَلْفَاظ وَيسْأل عَنْهَا فيجيب فِيهَا بأسرع جَوَاب على نَحْو مَا يحْكى عَن أبي عمر الزَّاهِد وَلَوْلَا أَنه كَانَ كثير المزاح لما حمل إِلَّا على الصدْق وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه دخل يَوْمًا على الْمَنْصُور وَبِيَدِهِ كتاب ورد عَلَيْهِ من عَامل لَهُ اسْمه مبرمان ابْن يزِيد يذكر فِيهِ الْقلب والزبيل وهما عِنْدهم من نَبَات الأَرْض قبل زراعتها فَقَالَ لَهُ هَل رَأَيْت أَو وصل إِلَيْك كتاب القوالب والزوالب لمبرمان بن يزِيد قَالَ إِي وَالله يَا مَوْلَانَا بِبَغْدَاد فِي نُسْخَة لأبي بكر ابْن دُرَيْد بِخَط كأكرع النَّمْل فِي جوانبها عَلَامَات فَقَالَ لَهُ أما تستحيي أَبَا الْعَلَاء من هَذَا الْكَذِب هَذَا كتاب عَامل بِبَلَد كَذَا فَجعل يحلف أَنه مَا كذب وَلكنه أَمر وَافق وهنأه يَوْمًا بعيد الْفطر فَقَالَ
(حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسْمه صدر الْحساب)
(وَمَا قَدمته إِلَّا كَأَنِّي ... أقدم تالياً أم الْكتاب)
وَمن شعره
(ومهفهف أبهى من الْقَمَر ... قمر الْفُؤَاد بفاتن النّظر)
(خالسته تفاح وجنته ... فأخذتها مِنْهُ على غرر)
(فأخافني قوم فَقلت لَهُم ... لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر)
3 - (الدِّمَشْقِي)
صاعد بن الْحسن الدِّمَشْقِي شَاعِر قدم بَغْدَاد ومدح بهَا الْوَزير أَبَا الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف وَزِير عضد الدولة وَله ديوَان وَمن شعره يصف لَيْلَة وُفُود الصُّبْح
(وليل مَرِيض الْأُفق متقد الحشا ... أراح عَلَيْهِ من سنا الصُّبْح عَائِد)
(إِذا مَا بدا نجم من الْأُفق طالع ... بدا تَحْتَهُ نجم من النَّار وَاقد)
)
(نظمنا عُقُود الشهب فِي جنباته ... فهن لأعناق الدياجي قلائد)
(كَأَن فتيق الصُّبْح ضل دَلِيله ... فَسَار على صدر الدجى وَهُوَ وَاجِد)
(يمد من النيرَان فِي كل تلعة ... إِلَى جِهَة الجوزاء كف وساعد)
(كَأَن الشرار الزهر بَين دخانها ... نُجُوم على صدر المجر حواشد)(16/134)
(إِذا استرجعتها الرّيح مادت فروعها ... كَمَا رنح العطفين نشوان مائد)
(جنى اللحظ من أنوارها مَا اشْتهى وَمن ... بني يُوسُف مَا تشتهيه المحامد)
قلت شعر جيد
3 - (الطَّبِيب)
صاعد بن الْحسن قَالَ ابْن أبي أصيبعة من الْفُضَلَاء فِي صناعَة الطِّبّ المتميزين من الْعلمَاء وَكَانَ دينا ومقامه بمدية الْحبَّة وَله من الْكتب كتاب التشويق الطبي
3 - (الإسحاقي الدهان)
صاعد بن سيار بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَلَاء الإسحاقي من أهل هراة الْحَافِظ الدهان سمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع وَخرج وأملى وَكَانَ من الْحفاظ وَكَانَ من أهل الإتقان وسعة الرِّوَايَة والصدق وَلَقي مَشَايِخ خُرَاسَان وَالْعراق وأحسنوا الثَّنَاء عَلَيْهِ مسمع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر الدَّاودِيّ وَالْقَاضِي أَبَا عَامر مَحْمُود بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ وَأَبا المظفر عبد الله بن عَطاء البغاوزجاني وَأَبا عَطاء عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ وَغَيرهم وَحدث بِبَغْدَاد بِجَامِع التِّرْمِذِيّ لما قدمهَا حَاجا سنة تسع وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة
3 - (الأعلم الزوزني)
صاعد بن الْحُسَيْن أَبُو نصر ابْن الْفَقِيه أبي عبد الله ابْن أبي غَسَّان الزوزني الْمَعْرُوف بالأعلم الشَّافِعِي وَالشَّافِعِيّ غَرِيب فِي أهل زوزن أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية قَوْله
(لكل من بني حَوَّاء دين ... وديني حب أَصْحَاب الحَدِيث)
(فكم مجد حويت بهم وجاه ... مشيد من قديم أَو حَدِيث)
(مَتى أهدي لثناء إِلَى سواهُم ... ففندني وَلَا تسمع حَدِيثي)
3 - (قَاضِي طليطلة الجياني)
)
صاعد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صاعد يعرف بالجياني قَاضِي طليطلة أَبُو الْقَاسِم الْقُرْطُبِيّ استقضاه الْمَأْمُون يحيى بن ذِي النُّون وَكَانَ متحرياً فِي أُمُوره توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب طَبَقَات الْأُمَم كتاب(16/135)
مقالات أهل الْملَل والنحل وَكتاب أَخْبَار الْأُمَم من الْعَرَب والعجم كتاب حركات النُّجُوم
3 - (القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الأستوائي)
صاعد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الأستوائي النَّيْسَابُورِي القيه الْحَنَفِيّ روى عَنهُ الْخَطِيب وَغَيره وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
3 - (الْوَزير)
صاعد بن مخلد أَبُو الْعَلَاء الْكَاتِب النَّصْرَانِي أسلم وَكتب للموفق مُحَمَّد ابْن جَعْفَر المتَوَكل وَولي الوزارة لِأَخِيهِ مُحَمَّد الْمُعْتَمد وَمَا زَالَ كثير الصَّدَقَة وَله حَظّ من النبل وَكَانَ صفراً من الْأَدَب وَسمي ذَا الوزارتين وَكَانُوا عزموا على تَسْمِيَته ذَا التدبيرين فَقَالَ لَهُم أَبُو عبد الله لَا تسموه بِشَيْء ينْفَرد بِهِ عَنْكُم وَلَكِن سموهُ ذَا الوزارتين ذَا الكفايتين ليَكُون مُضَافا إِلَيْكُم
وَكَانَ من أحسن من أسلم دينا وَهُوَ الَّذِي جَاءَ إِلَى بَابه أَبُو العيناء فَقَالُوا لَهُ الْوَزير يُصَلِّي فَقَالَ لكل جَدِيد لَذَّة وَلَيْسَ كَذَا بِمرَّة قيل إِن الْكتاب بسر من رأى اجْتَمعُوا مرّة وَكَتَبُوا كتابا إِلَى من يوصله إِلَى الْمُوفق بِبَغْدَاد ويضمنون لَهُ فِيهِ صاعداً بِمَال عَظِيم خطير وانفذوا الْكتاب إِلَى صَاحبهمْ على طَائِر وَكَانَ صاعد قد أحس من النَّاصِر بتغيير واستطالة لإضاقته وَمَا كَانَ يملك إِلَّا مِائَتي ألف دِرْهَم فعزم على حملهَا إِلَى الْمُوفق ثمَّ قَالَ أَيْن تقع هَذِه مِنْهُ وَالله لأتصدقن مِنْهَا بِمِائَة ألف دِرْهَم ولأستكفين الله بِمَا أَخَاف فَفعل وَركب من دَاره يُرِيد الْمُوفق فِي دَاره فَسقط الطَّائِر فِي زورقه فَأخذ فَوجدت الرقعة فِيهِ فقرأها صاعد ووقف على السّعَايَة وَعلم أَن الله عز وَجل فعل بِهِ ذَلِك لأجل صدقته وادخل الطَّائِر والرقعة إِلَى الْمُوفق وعرفه خبر المائتي ألف دِرْهَم وَمَا كَانَ عزم عَلَيْهِ فَعظم فِي عين الْمُوفق أمره وعلت حَاله وَقَالَ وَالله مَا فعل الله بك هَذَا إِلَّا لخير خصك بِهِ وشكر لَك وَقَالَ الصولي لَا أعلم أحدا مدح رجلا بِأَنَّهُ لَا يحضر الْحَرْب وَينفذ كَيده فِيهَا نُفُوذ الأقدار بِأَحْسَن مِمَّا قَالَه ابْن الرُّومِي لصاعد
(يظل عَن الْحَرْب الْعوَان بمعزل ... وآثاره فِيهَا وَإِن غَابَ شهد)
(كَمَا احتجب الْمِقْدَار وَالْحكم حكمه ... على النَّاس طراً لَيْسَ عَنهُ معرد)
)
وَقَرَأَ صاعد يَوْمًا على الْمُوفق كتابا فَجعل لَا يفهمهُ فَنظر فِيهِ الْمُوفق وَجعل يفهم صاعداً مَا لَيْسَ يفهمهُ فَبلغ ذَلِك عِيسَى بن النَّاشِئ الْمَدَائِنِي فَقَالَ(16/136)
(أرى الدَّهْر يمْنَع من جَانِبه ... وَيهْدِي الحظوظ إِلَى عاتبه)
(وَمن عجب الهر أَن الْأُمِّي ... ر أصبح أكتب من كَاتبه)
وَكَانَ صاعد ينْفَرد فَيصَلي ويبكي وغلمانه يظنون أَنه مَشْغُول بِعَمَلِهِ وَكَانَ لَا يركب كل يَوْم وَلَا يَبْتَدِئ بِعَمَل حَتَّى يبْدَأ بِإِخْرَاج صدقاته على أوفر مَا يقدر عَلَيْهِ وَقبض الْمُوفق عَلَيْهِ وَكَانَ الَّذِي قبض عَلَيْهِ عِنْده من ضيَاعه وضياع وَلَده غلَّة ألف ألف دِينَار وَمن سَائِر الكراع خَمْسَة آلَاف رَأس وَمن الْفرش والآلات والجوهر مَا قِيمَته مِائَتَا ألف دِينَار وَمَا واقفه الْمُوفق على شَيْء وَلَا طَالبه إِلَّا أحسن مُطَالبَته وَلَا آذاه وَلَا أَخذ لَهُ من الغلمان من الخدم الرّوم والسودان وَمن فحولة الرّوم والأتراك ثَلَاثَة آلَاف مَمْلُوك وَمَا زَالَ فِي حَبسه مكرماً يدْخل إِلَيْهِ من يُرِيد وَترك من ضيَاعه مَا يغل عشْرين ألف دِينَار وَتُوفِّي صاعد سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ بوجع عرض لَهُ فِي قلبه
3 - (القشاعمي الشَّاعِر)
صاعد القشاعمي والقشاعم قلعة على الْفُرَات عِنْد الخابور من شعره
(من يَا تَمِيم يرد قل ... باً من فتاة من تَمِيم)
(فتنته يَوْم تعرضت ... مَا بن زَمْزَم والحطيم)
(غراء يجلو ضوء غر ... تها دجى اللَّيْل البهيم)
(ألحاظها سقم الْبري ... ء وريقها برْء السقيم)
3 - (أَبُو مَنْصُور الطَّبِيب)
صاعد بن بشر بن عَبدُوس أَبُو مَنْصُور كَانَ فِي أول أمره فاصداً فِي البيمارستان بِبَغْدَاد ثمَّ إِنَّه اشْتغل بعد ذَلِك بصناعة الطِّبّ وتميز وَصَارَ من الأكابر قَالَ ابْن أَبُو أصيبعة نقلت من خطّ الْمُخْتَار نب الْحسن بن بطلَان فِي مقَالَته فِي عِلّة نقل الْأَطِبَّاء المهرة تَدْبِير أَكثر الْأَمْرَاض الَّتِي كَانَت تعالج قَدِيما بالأدوية الحارة إِلَى التَّدْبِير الْمبرد كالفالج واللقوة والاسترخاء وَغَيرهَا ومخالفتهم فِي ذَلِك لمسطور القدماء قَالَ إِن أول من فطن لذَلِك وَنبهَ على هَذِه الطَّرِيق بِبَغْدَاد وَأخذ المرضى فِي المداواة بهَا وأطرح مَا سواهَا الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور صاعد بن بشر الطَّبِيب)
فَإِنَّهُ أَخذ المرضى بالفصد والتبريد والترطيب وَمنع المرضى من الْغذَاء فأنجح تَدْبيره وَتقدم فِي الزَّمَان بعد أَن كَانَ فاصداً فِي البيمارستان وانتهت الرياسة إِلَيْهِ فعول الْمُلُوك فِي تدبيرهم عَلَيْهِ فَرفع عَن البيمارستان المعاجين الحارة والأدوية الحادة وَنقل تَدْبِير المرضى إِلَى مَاء الشّعير ومياه البزور فأظهر فِي المداواة عجائب(16/137)
من ذَلِك مَا حَكَاهُ لي بميافارقين الرئيس أَبُو يحيى ولد الرئيس أبي الْقَاسِم المغربي قَالَ عرض للوزير بالأنبار قولنج صَعب أَقَامَ فِي الْحمام لأَجله واحتقن عدَّة حقن وَشرب عدَّة شربات فَلم ير صلاحاً فأنفذنا رَسُولا إِلَى صاعد فَلَمَّا جَاءَهُ وَرَآهُ على تِلْكَ الْحَالة وَلسَانه قد قصر من الْعَطش وَشرب المَاء الْحَار وَالسكر وجسمه يتوقد من مُلَازمَة الْحمام ومداومة المعاجين الحارة والحقن الحادة استدعى كوز مَاء مثلوج فَأعْطَاهُ الْوَزير فتوقف فِي شربه ثمَّ إِنَّه جمع بَين الشَّهْوَة وَترك الْمُخَالفَة وشربه فَقَوِيت فِي الْحَال نَفسه ثمَّ استدعى فاصداً ففصده وَأخرج لَهُ دَمًا كثي الْمِقْدَار وسقاه مَاء البزور ولعاباً وسكنجبيناً وَنَقله من حجرَة الْحمام إِلَى الخيش وَقَالَ لَهُ إِن الْوَزير سينام بعد الفصد ويعرق وينتبه وَيقوم عدَّة مجَالِس وَقد تفضل الله تَعَالَى بعافيته ثمَّ تقدم بِصَرْف الخدم لينام فَقَامَ الْوَزير إِلَى مرقده وَقد وجد خفاً بعد الفصد فَنَامَ مِقْدَار خمس سَاعَات وانتبه يَصِيح بالفراشين فَقَالَ صاعد للْفراش إِذا قَامَ من الصَّيْحَة فَقل لَهُ يعاود النّوم حَتَّى لَا يَنْقَطِع الْعرق فَلَمَّا خرج الْفراش من عِنْده قَالَ وجدت ثِيَابه كَأَنَّمَا صبغت بِمَاء الزَّعْفَرَان وَقد قَامَ مَجْلِسا ونام ثمَّ مَا زَالَ الْوَزير يتَرَدَّد إِلَى آخر النَّهَار مجَالِس عدَّة وَمن بعْدهَا غذاه بمزورة وسقاه ثَلَاثَة أَيَّام مَاء الشّعير فبرأ برءاً تَاما وَكَانَ الْوَزير أبدا يَقُول طُوبَى لمن سكن بَغْدَاد دَارا شاطئة وَكَانَ طبيبه أَبُو مَنْصُور وكاتبه أَبُو عَليّ ابْن موصلايا فَبَلغهُ الله أمانيه
قَالَ ونقلت أَيْضا من خطّ ابْن بطلَان أَن صاعداً الطَّبِيب عالج الْأَجَل المرتضى رَضِي الله عَنهُ من لسب عقرب بِأَن ضمده بكافور فسكن عَنهُ الْأَلَم فِي الْحَال
ونقلت من خطّ أبي سعيد الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ فِي كتاب ورطة الأجلاء من هفوة الْأَطِبَّاء قَالَ كَانَ الْوَزير عَليّ بن بلبل بِبَغْدَاد وَكَانَ لَهُ ابْن أُخْت فلحقته سكتة دموية وخفي حَاله على جَمِيع الْأَطِبَّاء وَكَانَ بنهم صاعد ابْن بشر حَاضرا فَسكت حَتَّى أقرّ جَمِيع الْأَطِبَّاء بِمَوْتِهِ وَوَقع الْيَأْس من حَيَاته وَتقدم الْوَزير بتجهيزه وَاجْتمعَ الْخلق للعزاء وَالنِّسَاء للطم والنواح فَلم)
يبرح صاعد بن بشر من مجْلِس الْوَزير فَقَالَ لَهُ هَل لَك من حَاجَة قَالَ نعم يَا مَوْلَانَا إِن رسمت لي وَأمرت لي ذكرت فَقَالَ لَهُ تقدم وَقل مَا لج فِي صدرك فَقَالَ صاعد هَذِه سكتة دموية وَلَا مضرَّة فِي إرْسَال مبضع وَاحِد وَنَنْظُر فَإِن نجح كَانَ المُرَاد وَإِن تكن الْأُخْرَى فَلَا مضرَّة فِيهِ ففرح الْوَزير وَتقدم بإبعاد النِّسَاء وأحضر مَا وَجب من التمريخ والنطول والبخور وَاسْتعْمل مَا يجب ثمَّ شدّ عضد الْمَرِيض وَأَقْعَدَهُ فِي حضن بعض الْحَاضِرين وَأرْسل المبضع بعد التَّعْلِيق على الْوَاجِب من حَاله فَخرج الدَّم وَوَقعت البشائر فِي الدَّار وَلم يزل الدَّم يخرج حَتَّى تمّ قدر ثَلَاثمِائَة دِرْهَم من الدَّم فانفتحت الْعين وَلم ينْطق فَشد الْيَد الْأُخْرَى ونشقه مَا وَجب تنشيقه ثمَّ فصده ثَانِيًا وَأخرج مثلهَا من الدَّم وَأكْثر فَتكلم ثمَّ أَسْقِي وَأطْعم مَا وَجب فبرئ من ذَلِك وَصَحَّ جِسْمه وَركب فِي الرَّابِع إِلَى الْجَامِع وَمِنْه إِلَى(16/138)
ديوَان الْخَلِيفَة ودعا لَهُ ونثر عَلَيْهِ من الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير الْكَثِيرَة وَحصل لصاعد مَال عَظِيم وحشمه الْخَلِيفَة والوزير وَقدمه وزكاه وَتقدم على من كَانَ فِي زَمَانه وَله من الْكتب مقَالَة فِي مرض المراقيا ومداواتها ألفها لبَعض إخوانه
3 - (صاعد ابْن توما الطَّبِيب)
صاعد بن يحيى بن هبة الله بن توما النَّصْرَانِي من أهل بَغْدَاد كَانَ من الْأَطِبَّاء المتميزين وَكَانَ طَبِيب نجم الدولة أبي الْيمن نجاح الشرابي وارتقت بِهِ الْحَال إِلَى أَن صَار وزيره وكاتبه ثمَّ دخل إِلَى النَّاصِر وَكَانَ يُشَارك من يحضر من أطبائه أَوْقَات مَرضه وحظي عِنْده وَسلم إِلَيْهِ عدَّة جِهَات يخْدم بهَا وَكَانَ بَين يَدَيْهِ فِيهَا عدَّة دواوين وَقتل سنة سِتّمائَة حضر إِلَيْهِ جمَاعَة من الأجناد الَّذين كَانَت أَرْزَاقهم تَحت يَده فخاطبهم بِبَعْض مَا فِيهِ مَكْرُوه فكمن لَهُ اثْنَان مِنْهُم لَيْلًا وقتلاه بالسكاكين وَأمر النَّاصِر بِحمْل مَا فِي خزانته من المَال إِلَى الخزانة وَيبقى القماش والأملاك لوَلَده وَكَانَ الَّذِي حمل من عِنْده ثَمَانمِائَة ألف وَثَلَاثَة عشر ألف دِينَار وَبَقِي الأثاث والأملاك بِمَا يُقَارب تَتِمَّة ألف ألف دِينَار وَكَانَ من ذَوي المروءات حسن الوساطة جميل الْمحْضر قضيت على يَده حاجات وَقَالَ القفطي إِن الإِمَام النَّاصِر حصل لَهُ ضعف فِي بَصَره وسهو فِي بعض الْأَوْقَات لأحزان توالت على قلبه وَلما عجز عَن النّظر فِي الْقَصَص والإنهاءات استحضر امْرَأَة من النِّسَاء تعرف بست نسيم وَكَانَت تكْتب خطا قَرِيبا من خطه وَجعلهَا بَين يَدَيْهِ تكْتب الْأَجْوِبَة فِي الرّقاع وشاركها فِي ذَلِك الْخَادِم تَاج)
الدّين رَشِيق ثمَّ تزايد الْأَمر بالناصر فَصَارَت الْمَرْأَة تكْتب فِي الْأَجْوِبَة بِمَا ترَاهُ فَمرَّة تصيب وَمرَّة تخطئ ويشاركها رَشِيق فِي مثل ذَلِك فاتفق أَن كتب الْوَزير القمي مؤيد الدّين مطالعة وَعَاد جوابها وَفِيه اختلال بَين فَأنْكر الْوَزير ذَلِك فَعرفهُ صاعد الْمَذْكُور مَا الْخَلِيفَة عَلَيْهِ من عدم الْبَصَر والسهو الطَّارِئ فِي أَكثر الْأَوْقَات وَمَا تعتمده الْمَرْأَة وَالْخَادِم من الْأَجْوِبَة فتوقف الْوَزير عَن الْعَمَل بِأَكْثَرَ الْأُمُور الْوَارِدَة عَلَيْهِ وَتحقّق الْخَادِم وَالْمَرْأَة ذَلِك وحدسا أَن الطَّبِيب هُوَ الَّذِي دلّ على ذَلِك فقرر رَشِيق مَعَ رجلَيْنِ من الْجند أَن يغتالا الْحَكِيم ويقتلاه وَكَانَت قتلته سنة عشْرين وسِتمِائَة وَأمْسك قاتلاه وصلبا
3 - (صاعد بن المؤمل الطَّبِيب)
صاعد بن هبة الله بن المؤمل النَّصْرَانِي الطَّبِيب وَكَانَ اسْمه أَيْضا ماري وكنيته أَبُو الْحُسَيْن قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ طَبِيبا فَاضلا وخدم بِالدَّار العزيزة الناصرية الإمامية وَكسب بخدمته وصحبته الْأَمْوَال وَكَانَت لَهُ الْحُرْمَة الوافرة والجاه الْعَظِيم وَكَانَ قد قَرَأَ الْأَدَب على أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم العصار وعَلى أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الخشاب النَّحْوِيّ وعَلى شرف الْكتاب وَغَيرهم وَله معرفَة(16/139)
تَامَّة بالْمَنْطق والفلسفة وأنواع الْحِكْمَة وَكَانَ فِيهِ كبر وحمق وتيه وعجرفة وينسب إِلَى ظلم مفرط وَلم يزل على أمره ينْسَخ بِخَطِّهِ كتب الْحِكْمَة ويتصرف فِيمَا هُوَ بصدده من الطِّبّ وعَلى حَالَته فِي الْقرب إِلَى أَن مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد نَصْرَانِيّا
3 - (الْخَطِيب النَّيْسَابُورِي)
صاعد بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل بن صاعد أَبُو الْعَلَاء النَّيْسَابُورِي الْخَطِيب القَاضِي الْمدرس قَاضِي الْقُضَاة كَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ يثني عَلَيْهِ توفّي سنة سِتّ وَخَمْسمِائة
3 - (ابْن سماني الْحلَبِي)
صاعد بن عِيسَى بن مُوسَى بن سماني الْكَاتِب التنوخي النَّصْرَانِي الْحلَبِي وَأَظنهُ صاعد القشاعمي وَالله أعلم وَقد تقدم ذكر القشاعمي آنِفا أورد لَهُ الباخرزي
(أيا جبل الريان بِاللَّه هَل لنا ... على عجل فِي ساحتيك مقيل)
(وَهل لعرانين الرِّجَال إِذا انتشوا ... إِلَى نفحات الرند مِنْك سَبِيل)
(وَهل نغبة من مائك العذب يرتوي ... بِهِ غُصْن عَيْش قد عراه ذبول)
)
(وَهل لي إِلَى تِلْكَ الْمنَازل نظرة ... وَأهل الْحمى بالرقمتين نزُول)
(لقد غالها صرف الزَّمَان وجررت ... على ساحتيها للخطوب ذيول)
(وَعفى على ليل قصير قطعته ... بنعمان ليل بالشآم طَوِيل)
قلت وَمن شعره يمدح الْأَمِير معز الدولة فَخر الْملك أَبَا علوان ثمال ابْن صَالح بن مرداس
(ألث على تِلْكَ الرسوم المواحل ... حَيا كل منهل من المزن هاطل)
(وساعد ثجاج السحائب معشر ... مرت مِنْهُم سح الدُّمُوع الهوامل)
(إِذا سحبوا أبرادهم فِي عراصها ... تشافوا من الْبلوى بلثم الذلاذل)
(أَقُول وَقد أعدى الغرام رِكَابنَا ... فظلت تعاطينا كؤوس البلابل)
(إِذا آنست من جَانب الرمل بارقاً ... أنافت بأعناق إِلَيْهِ موائل)
(ورنحها نشر النعامى كَأَنَّمَا ... رمى الشوق فِي أعضائها بالأفاكل)
(خليلي لَوْلَا نفحة حاجرية ... تقصر دون الْجزع خطو الرَّوَاحِل)(16/140)
(لعز إباء أَن تغول حلومنا ... على نكبات الدَّهْر إِحْدَى الغوائل)
(إِلَى الله أَشْكُو سرحة الرمل إِنَّهَا ... تطالب أَصْحَاب الْهوى بطوائل)
(شجتنا على قرب الديار وَأرْسلت ... على الْبعد أنفاس الرِّيَاح العلائل)
(وَركب رموا صدر الفلاة بأينق ... يطأن على بوغائها بالكلاكل)
(يقودهم مني غُلَام إِذا ارتمت ... عَلَيْهِ الرزايا أيقنت بالتخاذل)
(بمجهولة القطرين طامسة الصوى ... تفوز بأرواح الرِّجَال الثواكل)
(شدوا بِابْن فَخر الْملك فاستجفلوا الْكرَى ... ومدوا رِقَاب الرائحات العوامل)
(بمستمطر الْمَعْرُوف آلت يَمِينه ... على طرد لزبات السنين المواحل)
(ومسترعف الأرماح يثني نجاده ... على أطلس البردين حُلْو الشَّمَائِل)
(إِذا مَا تناجى الكرب وَهنا بِذكرِهِ ... وابصارهم يذرعن جوز المراحل)
(تأرجت الْبَيْدَاء من طيب عرفه ... فدلت على معروفه كل سَائل)
(من الواردين المَاء بالعز صافياً ... إِذا ورد الذلان طرق المناهل)
(أولو الصَّبْر فِي اللأواء تقضي حلومهم ... على عجرفيات الخطوب النَّوَازِل)
(يهزهم بذل الندى طَربا لَهُ ... وتهتز عِنْد الطعْن سمر الذوابل)
)
(إِذا عصفت ريح الخطوب رَأَيْتهمْ ... بِحمْل رزاياها ثقال الكواهل)
(وتعقد تيجان الممالك مِنْهُم ... على كل وضاح الجبين حلاحل)
(وَهل كمعز الدولة الْملك آخذ ... بأقصى هدى يومي هياج ونائل)
(إِذا كرّ فِي الْمَعْرُوف ساوت يَمِينه ... جَمِيع الْأَنَام من غَنِي وعائل)
(لَك الله قد أطلعت فِي آل عَامر ... نجوماً من العلياء غير أوافل)
(وَقد جرب الْأَعْدَاء مِنْك عَزِيمَة ... تكفل إيقاظ المنايا الغوافل)
(غَدَاة حَشْوًا قلب الفلاة بأرعن ... يُرِيك حقيق الصُّبْح فِي زِيّ بَاطِل)
(كَأَن رواق الشَّمْس فَوق غباره ... يمد على صبغ من اللَّيْل ناصل)
(رميتهم بالحين حِين تجافلوا ... من الرعب تجفال الظباء الخواذل)
(بخيل كمحتوم الْقَضَاء كَأَنَّمَا ... حوافرها معقودة بالجنادل)
(فظنوا فرار الذل يُنجي من الردى ... فَكَانَ الَّذِي ظنوه كفة حابل)(16/141)
(وَأقسم لَو أشرعت بأسك فيهم ... وأمضيت أَحْكَام السيوف القواصل)
(لما غودرت عرس لَهُم غير أيم ... وَلَا وجدت أم لَهُم غير ثاكل)
(فقلدتهم من بعد ذَلِك منَّة ... تَركتهم منا أُسَارَى الحبائل)
(أَلا أَيهَا الْملك الَّذِي طَال قدره ... فقصر عَنهُ قدر كل مطاول)
(لقد جزت عَن قدر المديح وَأَهله ... وزدت فَلم تتْرك مقَالا لقَائِل)
(ولي فِيك مَا يفني الزَّمَان وَأَهله ... وَيبقى على مر المدى المتطاول)
(من الْكَلم الغران تستطلق الحيا ... إِذا رجعُوا تذكارها فِي المحافل)
(وَمَا أَنا من أهل القريض وإنني ... لأعزف عَن جدوى الغيوث الهواطل)
(وَلَكِن أَتَانِي جود كفك غافلاً ... فَلَا زلت عَن شكري لَهُ غير غافل)
(إِذا الأَرْض لم تشكر على الْقطر جادها ... فَلَا توجت أقطارها بالذلاذل)
قلت أنْشدهُ هَذِه القصيدة عِنْد ظفره بعسكر المصريين وَقتل أَكْثَرهم فِي شهر ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمَا هَذِه إِلَّا قصيدة فائقة رائقة
(الألقاب)
صَاعِقَة الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم)
(صافي)
3 - (أَبُو سعيد اليوسفي)
صافي بن عبد الله أَبُو سعيد اليوسفي يكنى أَبَا الْوَفَاء كَانَ مولى أبي يُوسُف خَازِن دَار الْعلم بالنظامية سمع أَبَا مُحَمَّد رزق الله بن عبد الهاب التَّمِيمِي وَأَبا الْخطاب ابْن البطر وَأَبا الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
3 - (أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ)
صافي بن عبد الله أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ عَتيق القَاضِي ابْن الْخرقِيّ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْقَاسِم يحيى بن أَحْمد بن السيبي وَأبي مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عبد الله مَالك بن أَحْمد بن عَليّ البانياسي وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَكَانَ دينا كثير الصَّلَاة دَائِم التِّلَاوَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة(16/142)
3 - (حَاجِب المكتفي)
صافي بن عبد الله الحرمي الْأَمِير حَاجِب المكتفي والمقتدر توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة
3 - (أَبُو سعيد الجمالي)
صافي أَبُو سعيد الجمالي عَتيق أبي عبد الله ابْن جردة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وجدنَا لَهُ مجَالِس من أمالي أبي عَليّ ابْن الْبناء وَمن أمالي ابْن أبي الفوارس فَقَرَأت عَلَيْهِ مِنْهَا وَكَانَ شَيخا مليح الشيبة حسن الْمُشَاهدَة وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
(صَالح)
3 - (الضياء النَّحْوِيّ)
صَالح بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن نصر بن قُرَيْش الإِمَام النَّحْوِيّ الْكَبِير ضِيَاء الدّين أَبُو الْعَبَّاس الأسعردي الفارقي الْمُقْرِئ ولد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات وأتقن الْعَرَبيَّة وَسمع من ابْن الصّلاح وَجَمَاعَة وتصدر للإقراء وَتعلم النَّحْو وَكَانَ سَاكِنا خيرا فَاضلا توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكتب عَنهُ المحدثون
3 - (أَبُو عَليّ المَخْزُومِي)
صَالح بن إِبْرَاهِيم بن رشدين المَخْزُومِي أَبُو عَليّ كَانَ من أهل الْأَدَب البارع روى كثيرا من أَخْبَار المصريين وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة وَله أَخ اسْمه أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد مَاتَ قبله سنة أَرْبَعمِائَة انشد لصالح بن يُونُس مولى بني تَمِيم فِيهِ وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ فِي حداثته
(يَا قاتلي علما بأ ... ن الْحبّ مطرح الْقصاص)
(أما هَوَاك فزائد ... وَالصَّبْر عَنْك فَفِي انتقاص)
(قلبِي رهين فِي يَدي ... ك فَهَل لقلبي من خلاص)
3 - (ابْن الكوملاد)
صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح يَنْتَهِي إِلَى الْأَحْنَف ابْن قيس أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الهمذاني الْحَافِظ السمسار يعرف بِابْن الكوملاد قَالَ شيرويه الديلمي كَانَ ركنا من أَرْكَان الحَدِيث ثِقَة صَادِقا حَافِظًا دينا ورعاً لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَله مصنفات غزيرة توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة كَانَت لَهُ رحى فَبَاعَهَا(16/143)
بسبعمائة دِينَار ونثرها على محابر أَصْحَاب الحَدِيث
3 - (الصّلاح القواس)
صَالح بن أَحْمد بن عُثْمَان صَلَاح الدّين القواس الشَّاعِر الخلاطي ثمَّ البعلبكي توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة كَانَ رجلا خيرا متواضعاً صحب الْفُقَرَاء وسافر الْكثير وَكَانَ يعبر الرُّؤْيَا أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الذَّهَبِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور قصيدته السائرة ذَات الأوزان وَهِي)
(دَاء ثوى بفؤاد شفه سقم ... لمحنتي من دواعي الْهم والكمد)
(بأضلعي لَهب تذكو شرارته ... من الضنا فِي مَحل الرّوح من جَسَدِي)
(يَوْم النَّوَى ظلّ فِي قلبِي بِهِ ألم ... وحرقتي وبلائي فِيهِ بالرصد)
(توجعي من جوى شبت حرارته ... مَعَ العنا قد رثى لي فِيهِ ذُو الْحَسَد)
(أصل الْهوى ملبسي وجدا بِهِ عدم ... بمهجتي من رسا بالْحسنِ مُنْفَرد)
(تتبعي وَجه من تزهو نضارته ... لما جنى مورثي وجدا مدى الأمد)
(هد القوى حسن كالبدر مبتسم ... لفتنتي موهن عِنْد النَّوَى جلدي)
(مودعي قمر تسبي إِشَارَته ... إِذا رنا سَاطِع الْأَنْوَار فِي الْبَلَد)
(مهْدي الجوى مولع بالهجر منتقم ... مَا حيلتي قد كوى قلبِي مَعَ الكبد)
(لمصرعي مهتد تحلو مرارته ... يَا قَومنَا آخذ نحى الردى بيَدي)
(قلبِي كوى مَالك فِي النَّفس محتكم ... لغصتي وَهُوَ سولي وَهُوَ معتمدي)
(مروعي سَار لَا شطت زيارته ... لما انثنى قاتلي عمدا بِلَا قَود)
قلت يُقَال إِن هَذِه القصيدة تقراً على ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ وَجها
3 - (أَبُو عمر الْجرْمِي)
صَالح بن إِسْحَاق أَبُو عمر الْجرْمِي النَّحْوِيّ مولى بجيلة بن أَنْمَار بن الْغَوْث وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْجرْمِي لِأَنَّهُ كَانَ ينزل فيهم مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بأصبهان وَكَانَ يلقب بالكلب وبالنباح لِأَنَّهُ كَانَ يذهب إِلَى أبي زيد الْأنْصَارِيّ فيناظره ويصايحه فلقبه بذلك وَكَانَ يلقب بالمهارش لِأَنَّهُ كَانَ لَا يرى إِلَّا نَاظرا أَو مناظراً أَخذ عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد(16/144)
والأصمعي وَقَرَأَ سِيبَوَيْهٍ على الْأَخْفَش وخولط آخر عمره لِأَنَّهُ كَانَ تؤماً وَمن خولط فِي الرَّحِم يُصِيبهُ شَيْء قَالَ أَنا مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة أُفْتِي للنَّاس فِي الْفِقْه من كتاب سِيبَوَيْهٍ فَقيل لَهُ وَكَيف ذَلِك قَالَ أَنا رجل مكثر من الحَدِيث وَكتاب سِيبَوَيْهٍ يعلمني الْقيَاس وَأَنا أَقيس الحَدِيث وأفتي بِهِ
وَقَالَ يَوْمًا فِي مَجْلِسه من سَأَلَني عَن بَيت من جَمِيع مَا قالته الْعَرَب لَا أعرفهُ فَلهُ عَليّ سبق فَسَأَلَهُ بعض من حضر قيل إِنَّه كَانَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني كَيفَ تروي
(من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك ... فليأت نسوتنا بِوَجْه نَهَار)
(يجد النِّسَاء حواسراً يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار)
)
(قد كن يخبأن الْوُجُوه تستراً ... فاليوم حِين بِدُونِ للنظار)
فَقَالَ كَيفَ تروي بدأن أَو بدين فَقَالَ لَهُ بدأن فَقَالَ لَهُ أَخْطَأت ففكر ثمَّ قَالَ إِنَّا لله هَذَا عَاقِبَة الْبَغي قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي معنى هَذِه الأبيات أَن الْعَرَب كَانَت لَا تندب قتيلها أَو تبْكي عَلَيْهِ حَتَّى يقتل قَاتله فَإِذا قتل قَاتله بَكت عَلَيْهِ النِّسَاء وناحت فَيَقُول من كَانَ مَسْرُورا بمصرع مَالك فقد قتلنَا قَاتله وَهَؤُلَاء نساؤنا يندبنه وَالصَّوَاب أَن يُقَال بِدُونِ وَلَا يُقَال بدين وَلَا بدأن لِأَنَّهُ من بدا يَبْدُو إِذا ظهر وَكَذَلِكَ يُقَال بدا الرجل يَبْدُو إِذا خرج إِلَى البدو ون تصانيفه كتاب الْأَبْنِيَة وَكتاب التَّثْنِيَة وَالْجمع كتاب القوافي كتاب الْعرُوض كتاب مُخْتَصر نَحْو المتعلمين كتاب الْأَبْنِيَة والتصريف تَفْسِير أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ كتاب الفرخ للعين كتاب فرخ سِيبَوَيْهٍ
3 - (ابْن اللمطي)
صَالح بن إِسْمَاعِيل الْأَمِير أَبُو التقى ابْن الْأَمِير أبي الطَّاهِر اللمطي سمع من عبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَعمر بن طبرزد وَمُحَمّد بن هبة الله الْوَكِيل وَمَنْصُور الفراوي والمؤيد الطوسي وَأبي روح عبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَأبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ وَأبي الْفضل عبد الرَّحِيم بن المعزم الهمذاني وَأبي الْقَاسِم عبد الصَّمد ابْن الرستاني وَعبر نهر جيحون وطوف الْبِلَاد وَلم يحصل من مسموعاته إِلَّا الْيَسِير وَحدث وَدفن بتربته بالقرافة وَقد قَارب السِّتين ووفاته سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
3 - (قَاضِي حمص)
صَالح بن أبي بكر بن أبي الشبل بن سَلامَة بن شبْل القَاضِي الإِمَام أَبُو التقى الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ السمنودي الشَّافِعِي قَاضِي حمص شيخ عَالم دين خير مسن معمر حسن السِّيرَة ولد سنة سبعين وَخَمْسمِائة بِمصْر وَسمع بِبَغْدَاد من الْحُسَيْن بن سعيد بن شنيف وبدمشق من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَبَقِي مُدَّة طَوِيلَة فِي قَضَاء حمص روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الحلوانية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة(16/145)
3 - (ابْن بدر الزفتاوي)
صَالح بن بدر بن عبد الله الزفتاوي الْفَقِيه تَقِيّ الدّين الْمصْرِيّ الزفتاوي الشَّافِعِي تفقه على الشهَاب مُحَمَّد بن مَحْمُود الطوسي وَدخل الثغر وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عَوْف وَعبد الْمجِيد بِمَ)
دَلِيل وبمصر من البوصيري أعَاد وَأفَاد وناب فِي الْقَضَاء ودرس توفّي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ من أَبنَاء السّبْعين
3 - (الْقَاص)
صَالح بن بشير الْقَاص الزَّاهِد الخاشع قَالَ البُخَارِيّ مُنكَر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا يكْتب حَدِيثه وَلابْن معِين فِيهِ قَولَانِ مَا فِي ضعفه خلاف وَإِنَّمَا الْخلاف هَل ترك حَدِيثه أَولا وَلما سَمعه سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ لمرحوم تَقول لهَذَا قاص إِنَّمَا هَذَا نَذِير توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ
3 - (الجعبري)
صَالح بن ثامر بن حَامِد الإِمَام القَاضِي الفرضي تَاج الدّين أَبُو الْفضل الجعبري الشَّافِعِي مولده سنة بضع وَعشْرين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسَبْعمائة سمع من ابْن خَلِيل وَعبد الْحق المنبجي والضياء صقر والنظام الْبَلْخِي ومجد الدّين ابْن تَيْمِية وَعبد الله بن الخشوعي والعماد وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَخرج لَهُ أَمِين الدّين الواني مشيخة ولي قَضَاء أَمَاكِن كبعلبك وناب بِدِمَشْق فِي الْقَضَاء والخطابة واستسقى وَكَانَ مليح الشكل طَويلا حسن الْأَخْلَاق خيرا عفيفاً سلفي الطَّرِيقَة وَله قصيدة طَوِيلَة فِي الْفَرَائِض وَكَانَ حميد الْأَحْكَام روى عَنهُ البرزالي وَابْن الْفَخر والواني والطلبة
3 - (كَاتب عمر بن عبد الْعَزِيز)
صَالح بن جُبَير الطَّبَرَانِيّ وَيُقَال الفلسطيني كَاتب عمر بن عبد الْعَزِيز على الْخراج والجند وَكتب أَيْضا ليزِيد بن عبد الْملك سمع من أبي جُمُعَة قَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة قَالَ صَالح رُبمَا كلمت عمر بن عبد الْعَزِيز فِي شَيْء فيغضب فأرفق بِهِ حَتَّى يذهب غَضَبه فَيَقُول لي بعد ذَلِك لَا يمنعك يَا صَالح مَا ترى منا أَن تراجعنا فِي الْأَمر إِذا رَأَيْته(16/146)
3 - (القَاضِي أَبُو طَاهِر الْهَاشِمِي)
صَالح بن جَعْفَر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي الصَّالِحِي الْحلَبِي القَاضِي أَبُو طَاهِر أحد أَعْيَان أهل حلب الْمَشْهُورين بالأدب وَالدّين روى عَن ابْن خالويه وتأدب بِهِ وَأخذ عَنهُ أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن عَليّ الْمَدَائِنِي الْمَعْرُوف بالهائم مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَ)
يلقب بالمحبرة لِأَنَّهُ كَانَ قَصِيرا وَكَانَ اكثر لبسه السوَاد لَهُ من الْكتب كتاب الحنين إِلَى الأوطان كتاب الصَّبْر والعزاء
3 - (شرف الدّين أَبُو الْفضل)
صَالح بن جَعْفَر بن نفاثة بن شرِيف بن فضل شرف الدّين أَبُو الْفضل أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ مولده سنة عشر وسِتمِائَة فِي شَوَّال ببارنباه من أَعمال الدقهلية وَكَانَ شَيخا على مَذْهَب الْعَرَب يتحنك أنشدنا بدمياط سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة لنَفسِهِ من قصيدة
(وَإِنِّي لأرجو بامتداحي مُحَمَّدًا ... يساراً بِهِ حالات صَالح تصلح)
(وينضي إِلَى ذَاك الضريح أباعراً ... من البزل تعروري الفلاة وتجمح)
(نَجَائِب من نسل الجديل وشدقم ... حوامل فِيهَا للفحولة ملقح)
(رعى البيد مِنْهَا مَا رعت مِنْهُ فاغتدت ... عظاماً وجلداً فَوْقهَا يتقرح)
(تفوت الرِّيَاح العاصفات بمرها ... وتسبقها نَحْو المدى وَهِي طلح)
وأنشدني لنَفسِهِ يتغزل
(الْحبّ أفتك فِي الرِّجَال من الظبا ... فاسال بذلك إِن سَأَلت مجربا)
(أَنا ذَاك فاسأل إِنَّنِي مذ لم أزل ... بالبيض والسمر الملاح معذبا)
(كلفاً بِهن مُولَعا لَا أَبْتَغِي ... عَن مذهبات النّسك يَوْمًا مذهبا)
(من كل ظمياء الحشا بهنانة ... ريا الروادف طفلة ملْء الخبا)
(مَا قابلت شمس الضُّحَى إِلَّا اختفت ... خجلاً وَلَا فَمر الدجى إِلَّا اختبا)
(اللَّيْل فاحمها وطلعتها الضُّحَى ... والنحل ريقتها وناظرها سبى)
(وَإِذا مشت تهتز من ترف الصِّبَا ... كالغصن حِين تهزه ريح الصِّبَا)
(وبخدها ورد جني مضعف ... بعثت عَلَيْهِ من السوالف عقربا)
3 - (اللَّخْمِيّ الشَّاعِر)
صَالح بن جنَاح اللَّخْمِيّ الشَّاعِر أحد الْحُكَمَاء حكى عَنهُ(16/147)
الجاحظ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هُوَ مِمَّن أدْرك الأتباع بِلَا شكّ وَكَلَامه مُسْتَفَاد فِي الْحِكْمَة وَقد أَخذ بنيسابور وَمن شعره
(لَو أنني أَعْطَيْت سؤلي لما ... سَأَلت إِلَّا الْعَفو والعافيه)
)
(فكم فَتى قد بَات فِي نعْمَة ... فسل مِنْهَا اللَّيْلَة الثانيه)
وَمِنْه
(لَئِن كنت مُحْتَاجا إِلَى الْحلم إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْل فِي بعض الْأَحَايِين أحْوج)
(ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس بِالْجَهْلِ للْجَهْل مسرج)
(فَمن شَاءَ تقويمي فَإِنِّي مقوم ... وَمن شَاءَ تعويجي فَإِنِّي معوج)
(وَمَا كنت أرْضى الْجَهْل خلا وَلَا أَخا ... ولكنني أرْضى بِهِ حِين أحْوج)
(أَلا رُبمَا ضَاقَ الفضاء بأَهْله ... وَأمكن من بَين الأسنة مخرج)
(فَإِن قَالَ بعض النَّاس فِيهِ سماجة ... فقد صدقُوا والذل بِالْحرِّ أسمج)
3 - (الراوية)
صَالح بن حسان أحد رُوَاة الْأَخْبَار الْعَالمين بالآثار والأسعار روى عَنهُ من ذَلِك خلق كثير من أربابه كالهيثم بن عدي وَابْن الْكَلْبِيّ وَغَيرهم حدث الْهَيْثَم بن عدي قَالَ قَالَ لي صَالح بن حسلان هَل تعرف بَيْتا من الشّعْر نصفه أَعْرَابِي فِي شملة وَالنّصف الآخر مخنث من أهل العقيق يتقصف تقصفاً قلت لَا وَالله قَالَ قد أجلتك حولا قلت لَهُ لَو أجلتني حَوْلَيْنِ مَا علمت مَا سَأَلتنِي عَنهُ فَقَالَ أُفٍّ لَك قد كنت أحسبك أَعُود علما من ذَلِك قلت مَا هُوَ قَالَ لي أما سَمِعت قَول جميل أَلا أَيهَا النوام وَيحكم هبوا أَعْرَابِي وَالله يَهْتِف فِي شملة ثمَّ أدْركهُ النسيب وصريح الْحبّ وَمَا يدْرك العاشق فَقَالَ أسائلكم هَل يقتل الرجل الْحبّ فَكَأَنَّهُ وَالله مخنث العقيق يتفكك وَبعده
(فَقَالُوا نعم حَتَّى يسل عِظَامه ... ويتركه حيران لَيْسَ لَهُ لب)
3 - (تَقِيّ الدّين قَاضِي قوص)
صَالح بن الْحُسَيْن بن طَلْحَة بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد القَاضِي الْجَلِيل الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو التقى الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الزَّيْنَبِي ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسمع من ابْن الْبناء وَغَيره وَحدث وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً عَارِفًا بالأدب ولي قَضَاء قوص مُدَّة وَله خطب ونظم ونثر وتصانيف قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أبخس نَفسه بِنَظَر(16/148)
قوص وفاعل ذَلِك مَنْقُوص وَحدث عَنهُ الدمياطي)
وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَمن شعره
3 - (الْأنْصَارِيّ)
صَالح بن خَوات الْأنْصَارِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه وخاله عمر وَسَهل بن أبي حثْمَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (اليمامي)
صَالح بن أبي الْأَخْضَر اليمامي توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (السُّوسِي الْمُقْرِئ)
صَالح بن زِيَاد بن عبد الله بن عبد الله أَبُو شُعَيْب الرستبي السُّوسِي شيخ الرقة وعالمها ومقرئها قَرَأَ على يحيى اليزيدي صَاحب أبي عَمْرو قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو الْمَعَالِي الجيلي)
صَالح بن شَافِع بن صَالح بن حَاتِم بن أبي عبد الله الجيلي أَبُو الْمَعَالِي قَرَأَ بالروايات وتفقه على أبي الْوَفَاء ابْن عقيل وَسمع من أبي مَنْصُور مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ الْخياط الْمُقْرِئ وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الطّيب بن الصّباغ وَأبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَغَيرهم وَكَانَ مليح الْخط حسن المنظر متودداً صحب الْأَئِمَّة وعلق عَنْهُم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
3 - (صَالح بن صَالح)
صَالح بن صَالح بن حَيّ بن ثَوْر قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة(16/149)
ثِقَة توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْأنمَاطِي القفطي)
صَالح بن عادي العذري الْأنمَاطِي النَّحْوِيّ القفطي اصله من بعض قرى مصر وَسكن سلفه مصر وعانى هُوَ صَنْعَة الأنماط وَقَرَأَ على الْمُتَأَخِّرين من مَشَايِخ ابْن بري وَكَانَ النَّحْو على خاطره طرياً وَكتب بِخَطِّهِ أُصُوله وحشاها وَكَانَت فِي غَايَة التَّحْقِيق وَالصِّحَّة وان كثير المطالعة لكتب النَّحْو وَكَانَ على غَايَة من الدّين والورع والنزاهة وَقيام اللَّيْل وَكَانَ مجاب الدعْوَة حج واجتاز بقفط فرغبه أَهلهَا فِي الْمقَام بهَا فَأَقَامَ عِنْدهم وَأَخذه إِلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو)
الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر القفطي وَضمن لَهُ كِفَايَته فَأَقَامَ عِنْده مِقْدَار خمسين سنة وخلط بأَهْله وان على جلالة قدره يَخْدمه بِنَفسِهِ وانتفع ببركته كل من صَحبه وَكَانَ يجلس للإفادة بِجَامِع قفط بَين الظّهْر وَالْعصر وَحصل لَهُ فِي آخر عمره فالج منع بِهِ النُّطْق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بقفط وَقد علت سنه رَحمَه الله تَعَالَى
3 - (الْمسند تَقِيّ الدّين الْعَسْقَلَانِي)
صَالح بن عبد الْعَظِيم بن يُونُس بن عبد الْقوي بن ياسين بن سوار الْمسند تَقِيّ الدّين الْعَسْقَلَانِي سمع من النجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ
3 - (صَالح بن عبد القدوس)
صَالح بن عبد القدوس استقدمه الْمهْدي من دمشق قَالَ المرزباني كَانَ حَكِيم الشّعْر زنديقاً متكلماً يقدمهُ أَصْحَابه فِي الْجِدَال عَن مَذْهَبهم وَقَتله الْمهْدي على الزندقة شَيخا كَبِيرا وَهُوَ الْقَائِل
(مَا تبلغ الْأَعْدَاء من جَاهِل ... مَا يبلغ الْجَاهِل من نَفسه)
قَالَ أَبُو أَحْمد ابْن عدي صَالح بن عبد القدوس بَصرِي مِمَّن كَانَ يعظ النَّاس بِالْبَصْرَةِ ويقص عَلَيْهِم وَله كَلَام حسن فِي الْحِكْمَة فَأَما فِي الحَدِيث فَلَيْسَ بِشَيْء كَمَا قَالَ ابْن معِين(16/150)
وَلَا أعرف لَهُ من الحَدِيث إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير وَمن شعره
(يَا صَاح لَو كرهت كفي منادمتي ... لَقلت إِذْ كرهت كفي لَهَا بيني)
(لَا أَبْتَغِي وصل من لَا يَبْتَغِي صلتي ... وَلَا أُبَالِي حبيباً لَا يباليني)
وَمِنْه
(قد يحقر الْمَرْء مَا يهوى فيركبه ... حَتَّى يكون إِلَى توريطه سَببا)
وَمِنْه
(أنست بوحدتي فلزمت بَيْتِي ... فتم الْعِزّ لي ونما السرُور)
(وأدبني الزَّمَان فليت أَنِّي ... هجرت فَلَا أزار وَلَا أَزور)
(وَلست بقائلٍ مَا دمت يَوْمًا ... أسار الْجند أم قدم الْأَمِير)
وَمِنْه)
(لَا يعجبنك من يصون ثِيَابه ... حذر الْغُبَار وَعرضه مبذول)
(ولربما افْتقر الْفَتى فرأيته ... دنس الثِّيَاب وَعرضه مغسول)
وضربه الْمهْدي بِيَدِهِ بِالسَّيْفِ فَجعله نِصْفَيْنِ وعلق بِبَغْدَاد وَقَالَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمعبر رَأَيْت ابْن عبد القدوس فِي الْمَنَام ضَاحِكا فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك وَكَيف نجوت مِمَّا كنت ترمى بِهِ قَالَ إِنِّي وَردت على رب لَيْسَ يخفى عَلَيْهِ خافية وَإنَّهُ استقبلني برحمته وَقَالَ قد علمت براءتك مِمَّا كنت تقذف بِهِ
3 - (الْعلوِي)
صَالح بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ابْن لمعتز خرج صَالح هَذَا بخراسان فَأخذ بهَا وَحبس ثمَّ حمل إِلَى الْمَأْمُون فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ عنفه فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْخُرُوج عَليّ وَأَنت الَّذِي تَقول
(إِذا كَانَ عِنْدِي قوت يَوْم وَلَيْلَة ... وخمر تقضي هم قلبِي إِذا جشع)
(فلست تراني سَائِلًا عَن خَليفَة ... وَلَا عَن وَزِير للخليفة مَا صنع)
أما نهاك قَوْلك هَذَا وحسبه فَكتب إِلَى امْرَأَته بسويقة بِالْمَدِينَةِ
(ألم يحزنك يَا ذلفاء أَنِّي ... سكنت مسَاكِن الْأَمْوَات حَيا)
(وَأَن حمائلي ونجاد سَيفي ... علوان مجدعاً أشروسينا)
(فقطعهن لما طلن حَتَّى ... وقعن عَلَيْهِ لَا أضحى سويا)(16/151)
(أما والراقصات بِبَطن جمع ... غَدَاة الْحَيّ تحسبها قيسا)
(لَو أمكنني غداتئذ جلاد ... لألفوني بِهِ سَمحا سخيا)
قَالَ ابْن سعيد المغربي فِي كنوز المطالب للصالحين ملك متوارث إِلَى الْآن بغانة من بِلَاد السودَان فِي أقْصَى غرب النّيل ذكر الشريف الإدريسي فِي كتاب رجار أَن ملك غانة من ولد صَالح الْمَذْكُور بنى قصره على النّيل فِي عَام خَمْسَة عشر وَخَمْسمِائة قَالَ وَفِي قصره لبنة من ذهب تبر غير مسبوك فِيهَا ثقب يرْبط فرسه فِيهَا ويفخر بذلك على الْمُلُوك ولباسه إِزَار حَرِير يتوشح بِهِ وَسَرَاويل ونعلك وركوبه الْخَيل وَله بنود وزي حسن وكفار السودَان يحاربونه
3 - (صَالح الْمِسْكِين ابْن الْمَنْصُور)
)
صَالح بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب هُوَ ابْن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ أمه أم ولد رُومِية يُقَال لَهَا قالي كَانَ يعرف بِصَالح الْمِسْكِين حج بِالنَّاسِ سنة ارْبَعْ وَسنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة وَلما بنى قصره بدجلة قَالَ سَالم بن عَمْرو
(يَا صَالح الْجُود الَّذِي جوده ... أفسد جود النَّاس بالجود)
(بنيت قصراً عَالِيا مشرفاً ... بطائري سعد ومسعود)
(كَأَنَّمَا ترفع بُنْيَانه ... جن سُلَيْمَان بن دَاوُد)
(لَا زَالَ مَسْرُورا بِهِ معجباً ... على اخْتِلَاف الْبيض والسود)
قَالَ الرّبيع كُنَّا وقوفاً على رَأس الْمَنْصُور وَقد طرحت للمهدي وسَادَة غذ أقبل صَالح ابْنه فَوقف بَين السماطين وَالنَّاس على مقادير أسنانهم ومواضعهم وَقد كَانَ يرشحه لبَعض أُمُوره فَتكلم فأجاد وَمد الْمَنْصُور يَده إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا بني إِلَيّ واعتنقه وَنظر فِي وُجُوه أَصْحَابه هَل يذكر أحد فَضله ويصف مقَامه فكلهم كره ذَلِك وَقَامَ شبة بن عقال بن معية بن نَاجِية التَّمِيمِي فَقَالَ لله در خطيب قَامَ عنْدك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أفْصح لِسَانه واحسن بَيَانه وأمضى جنانه وأبل رِيقه وَكَيف لَا يكون كَذَلِك وأمير الْمُؤمنِينَ أَبوهُ وَالْمهْدِي أَخُوهُ وَهُوَ كَمَا قَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى
(يطْلب شأو امرأين قدما حسنا ... نالا الْمُلُوك وبذا هَذِه السوقا)(16/152)
(هُوَ الْجواد فَإِن يلْحق بشأوهما ... على تكاليفه فَمثله لَحقا)
(أَو يسبقاه على مَا كَانَ من مهل ... فَمثل مَا قدما من صَالح سبقا)
قَالَ الرّبيع فَأقبل عَليّ أَبُو عبد الله وَقَالَ مَا رَأَيْت مثل هَذَا تخلصاً أرْضى أَمِير الْمُؤمنِينَ ومدح الْغُلَام وَسلم من الْمهْدي قَالَ والتفت إِلَيّ الْمَنْصُور فَقَالَ يَا ربيع لَا ينْصَرف التَّمِيمِي إِلَّا بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم
3 - (القيمري)
صَالح بن عبد الله شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الصصروي القيمري ابْن بواب القيمرية بِدِمَشْق مولده سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة سمع بِدِمَشْق ومصر وحلب وَكتب وَحصل وَتخرج وَسمع من خلق بعد سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ فتر واشتغل بالإسكندرية على ابْن النصفي وتلا بالسبع على أبي)
حَيَّان
3 - (الْأَمِير الْهَاشِمِي)
صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس الْهَاشِمِي عَم السفاح والمنصور ولد بالشراة من ارْض البلقاء من أَعمال دمشق سنة سِتّ وَتِسْعين أَو قبلهَا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة فتح مصر وقهر بني أُميَّة وَولي الْمَوْسِم وإمرة دمشق روى عَن أَبِيه روى عَنهُ ابناه عبد الْملك وَإِسْمَاعِيل ابْنا صَالح وَعبد الله بن السمط وَكَانَ قد جهز الْعَسْكَر خلف مَرْوَان فبيتوه ببوصير وَهُوَ الَّذِي أَمر بإنشاء مَدِينَة أدنة وَلما أقبل قسطنطين بن أليون طاغية الرّوم لقِيه صَالح فَقتل وسبى وَخرج سالما وَقيل إِن الرّوم كَانُوا مائَة ألف وَولي ابْنه الْفضل بن صَالح بعده على الشَّام وَقيل إِن صَالحا مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ وَالِي حمص وقنسرين
3 - (أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي)
صَالح بن عَليّ بن يَعْقُوب بن أبي جَعْفَر عبد الله الْمَنْصُور بِاللَّه بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عبد الله بن عَبَّاس الْأَمِير أَبُو الْفضل كَانَ من وُجُوه بني هَاشم فضلا ونبلاً وصلاحاً وزهداً روى عَنهُ أَحْمد بن الْمُمْتَنع حِكَايَة أوردهَا أَبُو عبد الله ابْن بطة العكبري فِي كتاب الْإِبَانَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ
3 - (الأضخم)
صَالح بن عَليّ الأضخم كَانَ من وُجُوه الْكتاب طَالَتْ بِهِ العطلة فِي زمَان الْمَأْمُون والوزير إِذْ ذَاك أَحْمد بن أبي خَالِد فبكر إِلَيْهِ يَوْمًا مغلساً ليكلمه فِي أمره(16/153)
فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ أنكر بكوره وَعَبس فِي وَجهه وَقَالَ لَهُ فِي الدُّنْيَا أحد بكر هَذِه البكرة ليشغلنا عَن أمورنا فَقَالَ لَهُ صَالح أصلحك الله لَيْسَ الْعجب مِنْك فِيمَا تلقيتني بِهِ إِنَّمَا الْعجب مني إِذا سهرت لَيْلَتي وأسهرت جَمِيع من فِي منزلي تأميلاً لَك وتوقعاً للصبح حَتَّى أصير إِلَيْك وأستعينك على صَلَاح أَمْرِي فعلي وَعلي إِن وقفت لَك فِي بَاب أَو سَأَلتك حَاجَة حَتَّى تصير إِلَى معتذراً وَانْصَرف صَالح مغموماً مفكراً فِيمَا فرط مِنْهُ نَادِما على الْيَمين غير شَاك فِي العطب فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذْ دخل عَلَيْهِ بعض الغلمان فَقَالَ لَهُ الْأَمِير أَحْمد بن أبي خَالِد مقبل إِلَيْك من الشَّارِع ثمَّ دخل آخر وَقَالَ قد دخل دربنا ثمَّ دخل آخر وَقَالَ قد قرب من الْبَاب ثمَّ تبادر الغلمان بَين يَدَيْهِ وَخرج فَاسْتَقْبلهُ فَلَمَّا اسْتَقر بِهِ الْمجْلس قَالَ كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ قد أَمرنِي بالبكور إِلَيْهِ فِي بعض)
مهماته فَدخلت إِلَيْهِ وَقد غلبني السَّهْو بِمَا فرط مني إِلَيْك حَتَّى أنكر عَليّ فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ لي قد أَسَأْت إِلَى الرجل فَامْضِ إِلَيْهِ معتذراً مِمَّا قلته فَقلت لَهُ أفأمضي إِلَيْهِ فارغ الْيَدَيْنِ فَقَالَ فتريد مَاذَا فَقلت يقْضى دينه فَقَالَ وَكم هُوَ فَقلت ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم فَأمرنِي بالتوقيع لَك بهَا فَوَقَعت قُم قلت فَإِذا قضى يرجع إِلَى مَاذَا قَالَ فَوَقع لَهُ بثلاثمائة ألف دِرْهَم يصلح بهَا أمره فَقلت ولَايَة يتشرف بهَا فَقَالَ وَله مصر أَو مَا يشبه ذَلِك قلت فمعونة يَسْتَعِين بهَا على سَفَره فَوَقع لَك بِمِائَة ألف دِرْهَم وَهَذِه التوقيعات لَك بسبعمائة ألف دِرْهَم وَهَذَا التوقيع بِولَايَة مصر وَانْصَرف ابْن أبي خَالِد رَحمَه الله تَعَالَى
3 - (رَأس الصالحية من المرجئة)
صَالح بن عمر الصَّالِحِي المرجئ رَأس الصالحية وهم فرقة من المرجئة قَالَ صَالح هَذَا الْإِيمَان هُوَ معرفَة الله على الْإِطْلَاق وَهُوَ أَن للْعَالم صانعاً فَقَط قَالَ وَالْكفْر هُوَ الْجَهْل بِهِ على الْإِطْلَاق قَالَ وَقَول الْقَائِل ثَالِث ثَلَاثَة لَيْسَ بِكفْر وَزعم أَن معرفَة الله تَعَالَى هِيَ محبته والخضوع لَهُ قَالَ وَيُصْبِح ذَلِك مَعَ جحد الرَّسُول قَالَ وَيصِح فِي الْعقل أَن يُؤمن بِاللَّه ويجحد الرَّسُول وَلَا يُؤمن بِهِ قَالَ وَالصَّلَاة لَيست عبَادَة الله تَعَالَى لَا عبَادَة لَهُ إِلَّا الْإِيمَان بِهِ وَهُوَ مَعْرفَته وَهِي خصْلَة وَاحِدَة لَا تزيد وَلَا تنقص قَالَ وَكَذَلِكَ الْكفْر خصْلَة وَاحِدَة لَا تزيد وَلَا تنقص قَالَ أَبُو شمر إِذا قَامَت حجَّة النَّبِي صَار الْإِقْرَار بِهِ من الْإِيمَان لكنه غير دَاخل فِي الْإِيمَان الْأَصْلِيّ الَّذِي هُوَ معرفَة الله تَعَالَى وَشرط الْإِيمَان أَن يعرف أَن الْقدر خَيره وشره من العَبْد وَلَا يُضَاف شَيْء مِنْهُ إِلَى الله عز وَجل فَقَالَ بِالْقدرِ وَقَالَ غيلَان الدِّمَشْقِي الْإِيمَان هُوَ معرفَة الله تَعَالَى ومحبته وَالْإِقْرَار بالرسل لَكِن الْمعرفَة بِاللَّه عز وَجل وَأَنه صانع الْعَالم ومحبته فطرية وَهَذَا لَا يُسمى إِيمَانًا وكسبيته وَهِي التَّصْدِيق بِمَا جَاءَ بِهِ الرُّسُل فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تسمى إِيمَانًا قَالَ ذَلِك(16/154)
كُله ابْن أبي الدَّم فِي الْفرق الإسلامية وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة الْحسن بن مُحَمَّد شَيْء من ذكر المرجئة
3 - (الْعقيلِيّ أَمِير دمشق)
صَالح بن عُمَيْر الْعقيلِيّ الْأَمِير ولي دمشق نِيَابَة لِلْحسنِ بن عبد الله بن طغج سنة سبع وَخمسين حِين انهزم عَنْهَا فنك الكافوري فَبعث إِلَيْهِ شُيُوخ دمشق وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُتَوَلِّي حوران فَجَاءَهُمْ وَضبط الْبَلَد وَبعد أَيَّام غلب على الشَّام الْحسن بن أَحْمد القرمطي واختفى صَالح)
وَولي وشاح من جِهَة القرامطة فَلَمَّا رَجَعَ القرمطي إِلَى الإحساء رَجَعَ صَالح إِلَى دمشق وتعصب مَعَه شباب دمشق وأخرجوا وشاحاً وَتُوفِّي صَالح بنوى سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة
3 - (صَالح أَبُو مُحَمَّد)
صَالح بن كيسَان أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو الْحَارِث مولى امْرَأَة من دوس وَيُقَال مولى غفار رأى ابْن عمر وَحدث عَن سَالم وَسليمَان وَعبيد الله وَعُرْوَة وَابْن هُرْمُز وَالزهْرِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ عَمْرو بن دِينَار وَمَالك وَعبد الْعَزِيز ابْن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون وَمعمر وَابْن عُيَيْنَة وَغَيرهم واستقدمه الْوَلِيد وَمَات بعد الْأَرْبَعين وَمِائَة وَكَانَ يُؤَدب أَوْلَاد عمر بن عبد الْعَزِيز وَرمي بِالْقدرِ وَلم يَصح عَنهُ وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث قَالَ البُخَارِيّ وَأَبُو أَحْمد الْحَاكِم هُوَ مؤدب أَوْلَاد عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ فِي أَصْحَاب الزُّهْرِيّ أثبت من مَالك ثمَّ صَالح بن كيسَان ثمَّ معمر بن يُونُس وَابْن عُيَيْنَة وَاللَّيْث وَإِبْرَاهِيم بن سعد أشكال وَسُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ بخ بخ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْحَافِظ جزرة)
صَالح بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حبيب أَبُو عَليّ الْأَسدي الْحَافِظ الْمَعْرُوف بجزرة بِالْجِيم وَالزَّاي وَالرَّاء المفتوحات سكن خُرَاسَان وَكَانَ قد سمع بِدِمَشْق هِشَام بن عمار ودحيماً وَالْعَبَّاس بن الْوَلِيد وَغَيرهم قَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم سكن(16/155)
بُخَارى ارتبطه بهَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَالِي خُرَاسَان معلمه قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الغنجار البُخَارِيّ كَانَ نَسِيج وَحده فِي زَمَانه فِي الْحِفْظ والمعرفة والإتقان ولد سنة خمس وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع خلقا كثيرا بِمصْر وَالشَّام وَالْعراق وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر روى عَنهُ مُسلم وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَجَمَاعَة كبار وَكَانَ ثِقَة عَارِفًا حدث من حفظه دهراً طَويلا وَلم يكن يستصحب كتابا وَكَانَ صَدُوقًا ثبتاً ذَا مزاح ودعابة مَشْهُورا بذلك وَقَالَ أَبُو حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ صَالح بن مُحَمَّد يقْرَأ على مُحَمَّد بن يحيى الدهلي فِي الزهريات فَلَمَّا بلغ حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تسترقي من الخرزة فَقَالَ من الخرزة فلقب بذلك وَقَالَ الْخَطِيب هَذَا غلط لِأَنَّهُ لقب بجزرة فِي حداثته وروى بِسَنَد عَنهُ قَالَ قدم علينا بعض الشُّيُوخ من الشَّام وَكَانَ عِنْده من جرير بن عُثْمَان فَقَرَأت عَلَيْهِ حَدثكُمْ جرير قَالَ كَانَ لأبي أُمَامَة خرزة يرقي بهَا الْمَرِيض فَقلت جزرة فلقبت جزرة وَقَالَ الْأَحْوَال فِي الْبَيْت مبارك يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ)
وَله نَوَادِر ومجون
3 - (الصَّالح ابْن النَّاصِر)
صَالح بن مُحَمَّد بن قلاون السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ أَو سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلما خلع أَخُوهُ الْملك النَّاصِر حسن فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ الْفَاعِل لذَلِك الْأَمِير سيف الدّين طاز والأمير عَلَاء الدّين مغلطاي أَمِير آخور وَمن مَعَهُمَا من أهل الْحل وَالْعقد وأجلسوا الْملك الصَّالح على كرْسِي الْملك بِحُضُور أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد أبي الْفَتْح أبي بكر وَحُضُور الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَحلف لَهُ العساكر وجهز الْأَمِير سيف الدّين بزلار إِلَى نَائِب الشَّام ليحلفه وَيحلف العساكر الشامية وَلما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة آخر النَّهَار ركب مغلطاي أَمِير آخور الْمَذْكُور ومنكلي بغا الفخري إِلَى قبَّة النَّصْر وَذَلِكَ فِي رَابِع شهر رَجَب القرد فَركب الْأَمِير سيف الدّين طاز وَالسُّلْطَان الْملك الصَّالح وَكَانَت النُّصْرَة للْملك الصَّالح على الْمَذْكُورين وَعَاد إِلَى القلعة منصوراً ورسم بالإفراج عَن الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين بيبغا آروس والأمير منجك وَغَيرهم مِمَّن كَانَ اعتقلهم النَّاصِر حسن بمشورة مغلطاي أَمِير آخور واستقرت الْأَحْوَال ومشت الْأُمُور وَهَذَا السُّلْطَان الْملك الصَّالح والدته ابْنة الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى(16/156)
3 - (إِمَام قبَّة الشَّافِعِي)
صَالح بن مُخْتَار بن صَالح بن أبي الفوارس تَقِيّ الدّين أَبُو الْبَقَاء الشَّيْخ الإِمَام إِمَام قبَّة الشَّافِعِي الأسنوي مولده فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِمَدِينَة عزاز أجَاز لي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة آذناً فِي ذَلِك لعمر ابْن عَليّ بن شُعَيْب الْقرشِي
3 - (أَسد الدولة صَاحب حلب)
صَالح بن مرداس بن إِدْرِيس بن نصر بن حميد بن مدرك بن شَدَّاد يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان أَسد الدولة أَبُو عَليّ الْكلابِي كَانَ من عرب الْبَادِيَة قصد حلب وَبهَا مرتضى الدولة ابْن الجراحي غُلَام أبي الْفَضَائِل بن نصر بن سيف الدولة ابْن حمدَان ابْن لُؤْلُؤ نِيَابَة عَن الظَّاهِر ابْن الْحَاكِم العبيدي فاستولى عَلَيْهَا ونزعها مِنْهُ وَكَانَ ذَا بَأْس وعزيمة وَأهل وعشيرة)
وشوكة وَكَانَ ملكهَا سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ورتب أمورها فَجهز الظَّاهِر إِلَيْهِ أَمِير الجيوش أنوشتكين الدزبري فِي عَسْكَر كثيف وَكَانَ بِدِمَشْق نَائِبا عَن الظَّاهِر وَهُوَ ذُو شهامة وتقدمة وَمَعْرِفَة بِأَسْبَاب الْحَرْب فَخرج مُتَوَجها إِلَيْهِ وَجَرت بَينهمَا حَرْب انجلت عَن قتل أَسد الدولة صَالح سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ أول مُلُوك بني مرداس وَكَانَت الْوَقْعَة بالأقحوانة
3 - (الشارعي الْمصْرِيّ)
صَالح بن مكي الشارعي الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي أنشدنا الشَّيْخ أَبُو التقى صَالح رَحمَه الله لنَفسِهِ
(أَمر بالطلل الْخَالِي فأسأله ... وأعتب الطّرف فِيكُم ثمَّ اعذله)
(يَا قَاتل الله قلبِي كم يحملني ... مَا تعجز الراسيات الصم تحمله)
(أصون دمعي كَيْمَا لَا أبوح بِمَا ... أَلْقَاهُ من ألم والطرف يهمله)
(وَكلما اكثر العذال عذلهم ... فِيمَن أحب فسمعي لَيْسَ يقبله)
(يَا هاجرين لمن أودى السقام بِهِ ... مريضكم يَا لقومي من يعلله)
(هجرتموني بِلَا ذَنْب وَلَا سَبَب ... ظلم الكئيب الْمَعْنى من يحلله)
(ليل الْوِصَال بكم يعتاده قصر ... وليل هجرانكم كالحشر أطوله)
قلت شعر متوسط وَتُوفِّي بالمحلة سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة(16/157)
3 - (مولى التؤمة)
صَالح مولى التؤمة هُوَ أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي يروي عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة وَزيد بن خَالِد وَأنس بن مَالك قَالَ مَالك وَيحيى الْقطَّان لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَكَذَا مَشاهُ ابْن عدي وَقَالَ ابْن معِين من سمع مِنْهُ قبل أَن يخرف كَابْن أبي ذِئْب فَهُوَ ثَبت توفِّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ الرشيد)
صَالح بن هَارُون الرشيد بن مُحَمَّد الْمهْدي أمه أم ولد يُقَال لَهَا ريم ولاه أَخُوهُ الْمَأْمُون الْبَصْرَة سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَحج بِالنَّاسِ سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر حج بشر الْخَادِم وَكَانَ أحسن النَّاس وَجها فَلَمَّا قدم قَالَ فِيهِ صَالح بن الرشيد)
(أَهلا وسهلاً بِسَيِّد الخدم ... أَهلا بِهِ قادماً من الْحرم)
(قد قبل الله مِنْهُ حجَّته ... وزاده نعْمَة إِلَى النعم)
(أَزَال عَن جِسْمه السقام وَمَا ... أَزَال مَا بالجفون من سقم)
قَالَ لَهُ الرشيد أَبوهُ يَوْمًا وَهُوَ صبي لَيْت جمالك لعبد الله يَعْنِي الْمَأْمُون فَقَالَ لَهُ على أَن حَظه مِنْك لي فَعجب من جَوَابه سَرِيعا على صباه وضمه إِلَيْهِ وَقَبله وَقيل إِنَّه ترَاءى النَّاس فِي الْهلَال فِي شهر رَمَضَان فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ أَبُو عِيسَى
(دهاني شهر الصَّوْم لَا كَانَ من شهر ... وَلَا صمت شهرا بعده آخر الدَّهْر)
(فَلَو كَانَ يعديني الإِمَام بقدرة ... على الشَّهْر لاستعديت جهدي على الشَّهْر)
فناله بعقب هَذَا القَوْل صرع فَكَانَ يصرع فِي الْيَوْم مَرَّات وَلم يصم شهرا آخر من رَمَضَان وَتُوفِّي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَنزل الْمَأْمُون فِي قَبره وَامْتنع من الطَّعَام وَالشرَاب أَيَّامًا حَتَّى خَافَ أَن يضر بِهِ ذَلِك وَكَانَ الْمَأْمُون يعده لِلْأَمْرِ بعده وَكَانَ الْمَأْمُون يَقُول إِنِّي ليسهل عَليّ أَمر الْمَوْت وفقد الْملك لمحبتي أَن يَلِي أَبُو عِيسَى الْأَمر من بعدِي وَكَانَت لأبي عِيسَى صناعَة فِي الْغناء
3 - (مجد الدّين نَاظر وَاسِط)
صَالح بن الْهُذيْل الْملك مجد الدّين نَاظر واس توفّي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة وَقد ولي أَمَاكِن وصودر وعذب وخرم أَنفه(16/158)
3 - (صَالح بن وصيف)
صَالح بن وصيف التركي أحد قواد المتَوَكل قدم مَعَه إِلَى دمشق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قد استطال على الْخُلَفَاء وَقتل المعتز وَأخذ أَمْوَاله وأموال أمه قبيحة وَولى الْمُهْتَدي الْخلَافَة وَحكم عَلَيْهِ وَكَانَ مُوسَى بن بغا بِالريِّ فَكتبت إِلَيْهِ قبيحة تخبره بِمَا فعل صَالح فَسَار مُوسَى إِلَى سر من رأى فَدَخلَهَا واستتر صَالح بن وصيف فَنَادَى مُوسَى من جَاءَ بِهِ فَلهُ عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يظفر بِهِ أحد وَلما كَانَ بعد مُدَّة ظفروا بِهِ فتضرع إِلَى الَّذِي وجده فَقَالَ لَهُ لَا سَبِيل إِلَى إطلاقك وَلَكِنِّي أَمر بك على أَبْوَاب إخْوَتك وَأَصْحَابك وقوادك وصنائعك فَإِن أعرض لي مِنْهُم اثْنَان أطلقتك فَمر بِهِ على أَبْوَاب الْمَدِينَة فَلم يعرض لَهُ أحد وقتلوه وحزوا رَأسه وبعثوا بِهِ إِلَى الْمُهْتَدي فجاؤوه بِهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فَمَا زَاد على أَن قَالَ)
واروه وَنصب رَأسه على قناة وَنُودِيَ هَذَا جَزَاء من قتل مَوْلَاهُ وَنصب بِبَاب الْعَامَّة سَاعَة
وَقَالَ شَاعِر لمُوسَى بن بغا
(ونلت وَترك من فِرْعَوْن حِين طَغى ... وَجئْت إِذْ جِئْت يَا مُوسَى على قدر)
(ثَلَاثَة كلهم بَاغ أَخُو حسد ... يرميك بالظلم والعدوان عَن وتر)
(وصيف بالكرخ مَمْثُولٍ بِهِ وبغا ... بالجسر محترق بالجمر والشرر)
(وَصَالح بن وصيف بعد منعفر ... فِي الحير جيفته وَالروح فِي سقر)
وَقَالَ الْمُهْتَدي يرثي صَالحا الْمَذْكُور
(رحم الله صَالحا ... فَلَقَد كَانَ ناصحا)
(لم يزل فِي فعاله ... نَافِذ الرَّأْي ناصحا)
(ثمَّ أضحى وَقد ترا ... مى بِهِ الدَّهْر طائحا)
(المنايا إِن لم تغا ... دك جَاءَت روائحا)
وَقَالَ الصولي عذبوه كَمَا فعلوا بالمعتز وهم أدخلوه للحمام حَتَّى أقرّ بالأموال ثمَّ خنقوه وَقَالَ أَحْمد بن الْحَارِث
(دِمَاء بني الْعَبَّاس غير ضوائع ... وَلَا سِيمَا عِنْد العبيد الملاطع)
(طَغى صَالح لَا قدس الله صَالحا ... على ملك ضخم الْعلَا والدسائع)
(طَغى وبغى جهلا ونوكاً وغرة ... وَأورد مَوْلَاهُ كريه المشارع)(16/159)
(وَكَانَ لَهُ ذُو الْعَرْش طَالب وتره ... بمُوسَى ومُوسَى شَاكر للصنائع)
(يطِيف بِرَأْس العَبْد ظهرا وجسمه ... لقى للضباع الناهشات الخوامع)
3 - (أَبُو الطّيب الرندي)
صَالح بن يزِيد بن صَالح بن عَليّ بن مُوسَى بن أبي الْقَاسِم بن شرِيف النفزي الرندي بالراء وَالنُّون أَبُو الطّيب من أهل رندة من جَزِيرَة الأندلس أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين قَالَ الْمَذْكُور هُوَ أحد الأدباء المجيدين من أهل الأندلس أنشدنا لَهُ
(من الظباء تروع الْأسد بالمقل ... وَمَا رمتها بِغَيْر الغنج والكحل)
(من كل رَود ترد السمر مشرعة ... وَمَا اتقتها بِغَيْر الْحلِيّ وَالْحلَل)
(وَرُبمَا أقدمت وَالْخَيْل محجمة ... فتطعن الطعنة النجلاء بالنجل)
)
(تِلْكَ الشموس الَّتِي قد أطلعت قزحاً ... أذيالهن وَلَا غيم سوى الكلل)
(يُرِيك شرخ الصِّبَا مِنْهُم رأد ضحى ... وَهن من مذهبات العصب فِي أصل)
(وقضب بَان على كثب لَهُ زهر ... يسقى وَلَا ظمأ بالأدمع الهمل)
(خفت لَهَا وشح جالت على هيف ... فوقرتها من الأرداف بالثقل)
(ونظرة تشتفي مِنْهَا بثانية ... كَمَا تداويت بالصهباء من ثمل)
(بِعْت الْحَيَاة بهَا من لحظ جَارِيَة ... إِذا رنت فحذاراً من بني ثعل)
(ولى عزائي من أجفانها فرقا ... كَأَنَّمَا هُوَ عَمْرو وَهِي سيف عَليّ)
(وَلَيْلَة باللوى مَا كَانَ أطيبها ... زَالَت معاهدها والعهد لم يزل)
(بتنا نساقي المنى والأنس ثالثنا ... والراح من شنب وَالنَّقْل من قبل)
وأنشدني أثير الدّين الْمَذْكُور
(مَا بالنا نغتر بالأذهان ... ونغرها بمطالب الْبُرْهَان)
(ونقيس كي نَدْرِي لكل عِلّة ... ونروم شَيْئا لَيْسَ بالإمكان)
(ونروم معرفَة الْإِلَه وَإِنَّمَا ... نبغي الْكَمَال بغاية النُّقْصَان)
(ونريد نفهم سره فِي عَالم ... لَو شَاءَ كَانَ على نظام ثَان)
(وَمن الْمحَال تصور الْإِنْسَان مَا ... منعته قُوَّة عَال الْإِنْسَان)(16/160)
(مَا فِي الْوُجُود إِذا نظرت حَقِيقَة ... إِلَّا الْإِلَه وكل شَيْء فان)
وأنشدني لَهُ أَيْضا
(يَا مُنكر الْحبّ دَعْنِي أنثني كلفاً ... على الحبيب بُكَائِي لَا على الطلل)
(نكاد إِذْ نتلاقى أَن نذوب مَعًا ... أَنا لفرط غرامي وَهُوَ من خجل)
وأنشدني لَهُ مضمناً أعجاز أَبْيَات امْرِئ الْقَيْس
(رب شيخ قد مَرَرْت بِهِ ... تقشعر النَّفس من خَبره)
(وَهُوَ بالحمام منبطح ... بِإِزَاءِ الْحَوْض أَو عقره)
(يَبْتَغِي الفيشات لَيْسَ لَهُ ... غَيرهَا كسب على كبره)
(فَأتى من حك إليته ... ثمَّ أمهاه على حجره)
(وانتحى مِنْهُ إِلَى هدف ... فَتنحّى النزع فِي سَفَره)
)
(ثمَّ ولى عَنهُ قبل يرى ... صفو مَاء الْحَوْض منكدره)
(فانثنى يبكي فَقلت لَهُ ... مَا لَهُ لَا عد من نفره)
(فشدا شدوا وأضلعه ... كتلظي الْجَمْر فِي شرره)
(مثل هَذَا الأير يقتلني ... ثمَّ لَا أبْكِي على أنره)
(الألقاب)
الصَّالح كثير من الْمُلُوك تلقب بالصالح فَمنهمْ الصَّالح ابْن نور الدّين واسْمه إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود الصَّالح نَاصِر الدّين مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قرأرسلان
الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل مُحَمَّد الصَّالح أَبُو الْجَيْش إِسْمَاعِيل ابْن الْعَادِل أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الصَّالح صَاحب عينتاب أَحْمد بن غَازِي بن يُوسُف الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَأَخُوهُ الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح بن مُحَمَّد بن قلاون صَاحب مصر وَالشَّام الصَّالح ابْن الْمُجَاهِد إِسْمَاعِيل بن شيركوه الصَّالح صَاحب الْموصل اسْمه إِسْمَاعِيل بن لُؤْلُؤ الصَّالح وَزِير مصر طلائع بن رزيك(16/161)
الصَّالح صَاحب آمد مَحْمُود بن مُحَمَّد
أَبُو صَالح الراوية النَّضر بن حَدِيد
أَبُو صَالح النَّحْوِيّ يحيى بن وَاقد
ابْن الصَّائِغ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن يحيى بن باجه الأندلسي الفيلسوف الشَّاعِر وَابْن الصَّائِغ اثْنَان من أهل الْعَصْر أَحدهمَا محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد وَالْآخر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَابْن الصَّائِغ الكحال الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن غَازِي وَابْن الصَّائِغ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي اسْمه الْهَيْثَم بن أَحْمد)
وَبدر الدّين أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد والمسند الصَّائِغ الْمُقْرِئ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْن الصَّائِغ أَخَوان أَحدهمَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر وَأَخُوهُ عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر ابْن الصَّائِغ الْحَنْبَلِيّ أَحْمد بن أبي الْوَفَاء
الصَّائِغ الْحَافِظ الْحُسَيْن بن عَليّ
الصَّائِغ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الْهَيْثَم بن أَحْمد
الصَّائِغ الأديب اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن
ابْن الصَّائِغ القَاضِي قَدِيما يحيى بن عَليّ
(صباح)
3 - (أَبُو الْغُصْن الأندلسي)
صباح بن عبد الرَّحْمَن بن الْفضل أَبُو الْغُصْن العتقي الأندلسي المرسي شيخ معمر عالي الْإِسْنَاد توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة
(الألقاب)
ابْن الصّباغ أَبُو الْفرج الْهَيْثَم بن أَحْمد بن مُحَمَّد(16/162)
وَابْن الصّباغ أَبُو صَاحب الشَّامِل اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ وَابْن الصّباغ صَاحب الشَّامِل أَبُو نصر عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد وَابْن الصّباغ الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد وَأَخُوهُ أَيْضا مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْن الصّباغ الصّقليّ الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ومحيي الدّين عبد الله بن جَعْفَر ابْن الصّباغ الْعَارِف عَليّ بن حميد الْحَافِظ ابْن الصّباغ مَحْمُود بن الْفضل
الصبان بَرَكَات بن ظافر
ابْن صبرَة وليد بن إِسْمَاعِيل)
(صبيح)
3 - (أَبُو الْخَيْر الحبشي)
صبيح بن بكر مشدد الْكَاف بن عبد الله الحبشي أَبُو الْخَيْر الْخَادِم النصري مولى نصر بن مَنْصُور الْعَطَّار الْحَرَّانِي التَّاجِر وعتيقه رَبِّي مَعَ أَوْلَاده وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْكِتَابَة وَكتب الْخط الْجيد وَسمع مَعَهم الْكثير من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَأبي بكر مُحَمَّد ابْن الزَّاغوني وَأبي الْقَاسِم نصر بن نصر بن عَليّ العكبري وَأبي الْوَقْت عبد الأول وَجَمَاعَة وَكَانَ متديناً فَاضلا مرضِي الطَّرِيقَة كثير الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
(صبيغ)
3 - (الْيَرْبُوعي)
صبيغ بن عسل وَيُقَال صبيغ بن شريك من بني عسل ابْن عَمْرو بن يَرْبُوع بن حَنْظَلَة التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ الَّذِي سَالَ عمر بن الْخطاب عَمَّا سَأَلَهُ فجلده وَكتب إِلَى أهل الْبَصْرَة أَن لَا يجالسوه
ذكر أَبُو بكر ابْن دُرَيْد أَن اسْمه مُشْتَقّ من الشَّيْء الْمَصْبُوغ وَذكر أَنه كَانَ يحمق وَأَنه وَفد على مُعَاوِيَة قَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ كتب إِلَيْنَا(16/163)
عمر لَا تجالسوا صبيغاً فَلَو جَاءَنَا وَنحن مائَة لتفرقنا عَنهُ وَقَالَ ابْن سِيرِين كتب عمر إِلَى أبي مُوسَى أَن لَا يُجَالس صبيغ وَأَن يحرم عطاءه ورزقه ثمَّ كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عمر أَن قد حسنت هَيئته فَكتب عمر أَن يَأْذَن للنَّاس فِي مُجَالَسَته
(الألقاب)
الصبغي اسْمه أَحْمد بن إِسْحَاق
ابْن صبوخا اسْمه أَحْمد بن أَحْمد
آخر اسْمه أَحْمد بن عبد السَّلَام
(صَخْر)
3 - (أَبُو مُعَاوِيَة)
صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف بن قصي أَبُو سُفْيَان وَأَبُو حَنْظَلَة الْقرشِي الْأمَوِي وَالِد مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ اسْلَمْ يَوْم الْفَتْح روى عَنهُ ابْن عَبَّاس وَابْنه مُعَاوِيَة وَشهد اليرموك تَحت راية ابْنه يزِيد وَكَانَ الْقَاص يَوْمئِذٍ وَقدم الشَّام غير مرّة تَاجِرًا وَاجْتمعَ بقيصر بِبَيْت الْمُقَدّس حِين جَاءَهُ كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ دحْيَة بن خَليفَة وَابْنَته أم حَبِيبَة زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَامله على نَجْرَان وَقيل بل كَانَ بِمَكَّة وَشهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنيناً والطائف وَأمه عمَّة مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش قَالَ أَبُو بكر الصّديق لِبلَال وصهيب وسلمان لما قَالُوا فِيهِ مَا أخذت السيوف من عنق عَدو الله مآخذها فَقَالَ أتقولون هَذَا لسَيِّد قُرَيْش وشيخها وَهُوَ كَانَ فِي عير قُرَيْش الَّتِي أَقبلت من الشَّام وَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَرض لَهَا حَتَّى ورد بَدْرًا وساحل أَبُو سُفْيَان بالعير وَهُوَ كَانَ رَأس الْمُشْركين يَوْم أحد وَهُوَ كَانَ رَئِيس الْأَحْزَاب يَوْم الخَنْدَق وَلم يزل بعد انْصِرَافه عَن الخَنْدَق بِمَكَّة لم يلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جمع إِلَى أَن فتح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَأسلم وَشهد الطَّائِف مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرمي يَوْم ذَاك فَذَهَبت عينه فَقَالَ لَهُ(16/164)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعينه فِي يَده أَيّمَا أحب إِلَيْك عين فِي الْجنَّة أَو أَدْعُو الله أَن يردهَا عَلَيْك قَالَ بل عين فِي الْجنَّة وَرمى بهَا وَأُصِيبَتْ عينه الْأُخْرَى يَوْم اليرموك تَحت راية ابْنه يزِيد وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين من غنائمها مائَة من الْإِبِل وَأَرْبَعين أُوقِيَّة وَزنهَا لَهُ بِلَال فَلَمَّا أعطَاهُ وَأعْطى يزِيد وَمُعَاوِيَة قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان وَالله إِنَّك لكريم فدَاك أبي وَأمي لقد حاربتك فَنعم الْمُحَارب كنت ثمَّ سالمتك فَنعم المسالم أَنْت فجزاك الله خيرا وَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ إِنَّمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَوَى بِمَكَّة دخل دَار أبي سُفْيَان فأمن وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى عَسى الله أَن يَجْعَل بَيْنكُم وَبَين الَّذين عاديتم مِنْهُم مَوَدَّة قَالَ مصاهرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَكَانَ أَبُو سُفْيَان قاص الْجَمَاعَة يَوْم اليرموك يسير فيهم وَيَقُول الله الله عباد الله)
انصروا الله ينصركم اللَّهُمَّ هَذَا يَوْم من أيامك اللَّهُمَّ أنزل نصرك على عِبَادك يَا نصر الله اقْترب يَا نصر الله اقْترب وَأَغْلظ أَبُو بكر يَوْمًا لأبي سُفْيَان فَقَالَ لَهُ أَبُو قُحَافَة يَا أَبَا بكر لأبي سُفْيَان تَقول هَذِه الْمقَالة قَالَ يَا أَبَة إِن الله رفع بِالْإِسْلَامِ بُيُوتًا وَوضع بُيُوتًا فَكَانَ بَيْتِي فِيمَا رفع وَبَيت أبي سُفْيَان فِيمَا وضع وَتُوفِّي أَبُو سُفْيَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مُعَاوِيَة وَقيل بل صلى عَلَيْهِ عُثْمَان بِموضع الْجَنَائِز وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَقيل ابْن بضع وَتِسْعين سنة وَكَانَ ربعَة دحادحاً ذَا هَامة عَظِيمَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه
3 - (الخضري الشَّاعِر)
صَخْر بن الْجَعْد الخضري بِضَم الْخَاء وَالْخضر ولد مَالك بن طريف ابْن مَالك بن خصفة بن قيس بن غيلَان بن مُضر وَسموا الْخضر لسوادهم وَالْعرب تسمي الْأسود أَخْضَر وَكَانَ مَالك شَدِيد الأدمة وصخر شَاعِر فصيح من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وَكَانَ قد تعرض لِابْنِ ميادة لما انْقَضى مَا بَينه وَبَين الحكم الخضري من المهاجاة ورام أَن يهاجيه فَترفع عَنهُ ابْن ميادة كَانَ يهوى كأس بنت جُبَير بن جُنْدُب فَلَقِيَهُ أَخُوهَا وَقاص وَكَانَ شجاعاً فَقَالَ لَهُ يَا صَخْر إِنَّك نسبت بابنة عمك فَهَلُمَّ أزوجها لَك وَإِلَّا فَلَا تذكرها يخالطك السَّيْف فَقَالَ نعم وواعده فَخرج صَخْر وَنزل بهم فأضافه وَجمع وَقاص النَّاس وَأَبْطَأ صَخْر عَنْهُم وراجعه وَقاص فَلم يحضر وَعمد إِلَى رجل لَيْسَ بِعدْل بصخر فَزَوجهَا مِنْهُ فَخرج من عِنْدهم وقذفها بِشعر هجاها فِيهِ فأقاموا عَلَيْهِ الْبَيِّنَة عِنْد طَارق مولى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أَمِير الْمَدِينَة فحد صخراً ثمَّ إِنَّه أَسف على زواج كأس وطفق يَقُول فِيهَا الْأَشْعَار فَمن ذَلِك
(لقد عاود النَّفس النفيسة عيدها ... نعم إِنَّه قد عَاد نحساً سعودها)(16/165)
(وراجعه من حب كأس ضمانة ... على النأي كَانَت هيضة يستعيدها)
(وأنى ارجيها واصبح وَصلهَا ... ضَعِيفا وأمست همة لَا يكيدها)
(وَقد مر عصر وَهِي لَا تستزيدني ... لما اسْتوْدعت عِنْدِي وَلَا أستزيدها)
(فَمَا زلت حَتَّى زلت النَّعْل زلَّة ... برجلك فِي زوراء وعث صعودها)
(أَلا قل لكاس إِن عرضت لبيتها ... فَأَيْنَ بكا عَيْني وَأَيْنَ قصيدها)
)
(لَعَلَّ البكا يَا كأس إِن نفع البكا ... يقرب دُنْيَانَا لنا وَيُعِيدهَا)
(وَكَانَت تناهت زرْعَة الود بَيْننَا ... فقد أَصبَحت نشت واذبل عودهَا)
(ليَالِي ذَات الرمث لَا زَالَ هيجها ... جنوباً وَلَا زَالَت سَحَاب يجودها)
(وعيش لنا فِي الدَّهْر إِذْ كَانَ فلتة ... يطيب لَدَيْهِ بخل كاس وجودهَا)
(تذكرت كأساً إِذْ سَمِعت حمامة ... بَكت فِي ذرى نخل طوال جريدها)
(دعت سَاق حر فاستحسنت لصوتها ... مولهة لم يبْق إِلَّا شريدها)
(فيا نفس صبرا كل أَسبَاب وَاصل ... ستملا لَهَا أَسبَاب صرم تبيدها)
وَقَالَ وددت أَن أعيش حَتَّى تَمُوت فأرثيها فَمَاتَتْ كأس فَقَالَ
(على أم دَاوُد السَّلَام وَرَحْمَة ... من الله يجْرِي كل يَوْم بشيرها)
(غَدَاة غَدا الغادون عَنْهَا وغودرت ... بلماعة القيعان يستن مورها)
(وغيبت عَنْهَا يَوْم ذَاك وليتني ... شهِدت فيحوي مَنْكِبي سريرها)
(نزت كَبِدِي لما أَتَانِي نعيها ... فَقلت أدام صدغها فمطيرها)
3 - (الْعَدوي)
صَخْر بن أبي الجهم بن حُذَيْفَة الْقرشِي الْعَدوي من أهل الْمَدِينَة وَفد على يزِيد بن مُعَاوِيَة وَكَلمه فِي أهل الْمَدِينَة وَأَبوهُ الصَّحَابِيّ الَّذِي بعث إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالخميصة وَأمره سعيد بن عُثْمَان على نيسابور قَالَ أَبُو أُسَامَة الَّذِي قَالَ فِيهِ الْهُذلِيّ
(لحق بني شعارة أَن يَقُولُوا ... لصخر الغي مَاذَا تستبيث)
وَلم يحضر صَخْر الْحرَّة
3 - (أَبُو نَافِع الْبَصْرِيّ)
صَخْر بن جوَيْرِية أَبُو نَافِع الْبَصْرِيّ مولى بني تَمِيم وَقيل(16/166)
بني هِلَال روى عَن أبي رَجَاء العطاردي وَعَائِشَة بنت سعد بن أبي وَقاص وَنَافِع وَغَيرهم وروى عَنهُ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وروح ابْن عبَادَة وَعَفَّان وَعلي بن الْجَعْد وَطَائِفَة قَالَ أَحْمد ثِقَة ثِقَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة
3 - (ابْن الْعيلَة الأحمسي)
صَخْر بن الْعيلَة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف ابْن ربيعَة أَبُو حَازِم الأحمسي)
الصَّحَابِيّ من حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِن الْقَوْم إِذا أَسْلمُوا أحرزوا أَمْوَالهم ودماءهم روى عَنهُ قيس بن أبي حَازِم وَحَدِيثه عِنْد أهل الْكُوفَة وَقد قيل إِن الْعيلَة أمه والعيلة فِي أَسمَاء نسَاء قُرَيْش متكررة
3 - (ابْن وَادعَة الغامدي)
صَخْر بن وَادعَة الغامدي وغامد بالغين الْمُعْجَمَة فِي الأزد الصَّحَابِيّ سكن الطَّائِف وَهُوَ مَعْدُود فِي أهل الْحجاز روى عَنهُ عمَارَة بن حَدِيد رجل مَجْهُول لم يرو عَنهُ غير يعلى بن عَطاء الطَّائِفِي قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لصخر الغامدي غير حَدِيث بورك لمتي فِي بكورها وَهُوَ لفظ رَوَاهُ جمَاعَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
3 - (الْعقيلِيّ)
صَخْر بن قدامَة الْعقيلِيّ الصَّحَابِيّ روى عَنهُ الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ
(الألقاب)
أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن مُسلم
الصَّدَفِي المؤرخ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد
الصَّدَفِي الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى(16/167)
(صَدَقَة)
3 - (أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي)
صَدَقَة بن خَال أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي قَرَأَ على يحيى بن الْحَارِث بِحرف ابْن عَامر وروى عَنهُ وَعَن يزِيد بن أبي مَرْيَم وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَالْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مسْهر وروى عَنهُ هِشَام بن عمار وَأَبُو مشهر والوليد بن مُسلم ومروان بن مُحَمَّد غَيرهم قَالَ ابْن خياط من أهل الشَّام صَدَقَة بن خَالِد وَقَالَ أَبُو زرْعَة ولد سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَة قَالَ هِشَام هُوَ مولى أَن الْبَنِينَ بنت عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة ثِقَة وَمَات سنة سبعين أَو إِحْدَى وَسبعين أَو سنة ثَمَانِينَ أَو سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (أَبُو الْحسن الْوَاعِظ)
صَدَقَة بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن وَزِير أَبُو الْحسن الْوَاعِظ من أهل خسرو سَابُور من نواحي وَاسِط كَانَ وَالِده مُتَقَدما بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَترك هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالِده وَطلب الْعلم وتزهد وسلك طَرِيق الْفقر والتجريد وَلبس الخشن وَقَرَأَ بالروايات على شُيُوخ وَاسِط كَأبي الْفَتْح الْحداد وَأبي يعلى ابْن ترْكَان وَعبد السَّمِيع الْهَاشِمِي وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَتكلم بالوعظ على النَّاس وانتقل إِلَى بَغْدَاد وسكنها إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مخلاً وَمَا مَاتَ حَتَّى ذهبت عينه الْأُخْرَى وَكَانَ يمْتَنع من المداواة توفّي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(أوصيك يَا عَم خيرا مَا اسْتَطَعْت فَمَا ... يبْقى عَلَيْك سوى مَا أَنْت عَامله)
(لَا المَال يدْفع بَأْسا إِن أَتَاك وَلَا ... يرد عَنْك الردى مَا أَنْت فَاعله)
(فامهد لنَفسك قبل الْمَوْت مُجْتَهدا ... فعاجل الْمَوْت فِي التَّحْقِيق آجله)
(هداك رَبك للتقوى وبصرك ال ... رشاد وانزاح عَن مغناك باطله)
(وَلست اعْدِلْ عَن قوم وَإِن عدلوا ... عني وَشر فريق الْحَيّ عادله)(16/168)
(وَإِنَّمَا عدلهم عني لجهلهم ... وَفِي الحَدِيث عَدو الشَّيْء جاهله)
3 - (النَّاسِخ الْحَنْبَلِيّ)
صَدَقَة بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن بختيار الْحداد أَبُو الْفرج الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ صَاحب أبي الْحسن)
ابْن الزَّاغُونِيّ تفقه على ابْن الزَّاغُونِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ونقرا الْكَلَام الْمنطق وَفهم طرفا صَالحا من الْحِكْمَة وَكَانَ متفنناً غزير الفضا ذَا قريحة حَسَنَة وفطنة وذكاء خارق وَكتب الْخط الْحسن الصَّحِيح وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا للنَّاس من سَائِر الْفُنُون وَكَانَ قوته من أُجْرَة نسخه وَلم يطْلب من أحد شَيْئا وَلَا سكن مدرسة وَله مصنفات حَسَنَة فِي الْأُصُول وجع تَارِيخا حسنا على السنين بَدَأَ فِيهِ من وَقت وَفَاة شَيْخه أبي الْحسن ابْن الزَّاغُونِيّ وَهُوَ أول سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة مذيلاً على تَارِيخ شَيْخه قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ الْوَزير ابْن رَئِيس الرؤساء سَأَلَ عَن مَسْأَلَة فِي الْحِكْمَة فَقيل لَهُ إِن صَدَقَة النَّاسِخ لَهُ فِي ذَاك يَد فأنفذها إِلَيْهِ فَكتب فِيهَا جَوَابا شافياً استحسنه الْوَزير وَسَأَلَ عَن حَاله فَأخْبر بفقره فَأجرى لَهُ مَا يقوته وَعلمت الْجِهَة بنفشا بِحَالهِ فَصَارَت تتفقده فِي بعض الْأَوْقَات بِمَا يكون بَين يَديهَا من الْأَطْعِمَة الفاخرة والحلوى فيعجز عَن أكله فيعطيه لمن يَبِيعهُ لَهُ وَكَانَ رُبمَا شكا حَاله لمن يأنس بِهِ فيشنع عَلَيْهِ من لَهُ فِيهِ غَرَض وَيَقُول هُوَ يعْتَرض على الأقدار ينْسبهُ إِلَى أَشْيَاء الله عَالم بحقيقتها ولد سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(لَو قنع الْإِنْسَان من حَظه ... بِمثل مَا يقنع من عقله)
(لزال جلّ الْغم عَن نَفسه ... وكل مَا يهتم من أَجله)
(لكنه يرضى بِغَيْر الرضى ... من علمه والخلق من جَهله)
(ويستقل الْحَظ مَعَ وفره ... ويحمد المذموم من فعله)
(وَفِي انعكاس الْأَمر لَو رامه ... رَاحَته والفوز فِي مثله)
قلت شعر جيد وَمن شعر صَدَقَة الْحَنْبَلِيّ قَوْله
(واحسرتا من وجود مَا تقدما ... فِيهِ اخْتِيَار وَلَا علم فيقتبس)(16/169)
(وَنحن فِي ظلمات مَا بهَا قمر ... يضيء فِيهَا وَلَا شمس وَلَا قبس)
(مدلهين حيارى قد تكنفنا ... جهل تجهمنا فِي وَجهه عبس)
(فالفعل فِيهِ بِلَا ريب وَلَا عمل ... وَالْقَوْل فِيهِ كَلَام كُله هوس)
وَمِنْه
(نظرت بِعَين الْقلب مَا صنع الدَّهْر ... فالفيته غراً وَلَيْسَ لَهُ خبر)
)
(فَنحْن سدى فِيهِ بِغَيْر سياسة ... نروح ونغدو قد تكنفنا الشَّرّ)
(فَلَا من يحل الزنج وَهُوَ منجم ... وَلَا من عَلَيْهِ ينزل الْوَحْي وَالذكر)
(يحل لنا مَا نَحن فِيهِ فنهتدي ... وَهل يَهْتَدِي قوم أضلهم السكر)
(عمى فِي عمى فِي ظلمَة ... تراكمها من دونه يعجز الصَّبْر)
وَمِنْه
(لَا توطنها فَلَيْسَتْ بمقام ... واجتنبها فَهِيَ دَار الإنتقام)
(أتراها صَنْعَة من صانع ... أم ترَاهَا رمية من غير رام)
قلت شعر فَاسد العقيدة
3 - (أَبُو الْبر التَّاجِر)
صَدَقَة بن سعيد بن أبي السُّعُود بن عَطِيَّة أَبُو الْبر التَّاجِر الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار ووجوههم سَافر الْكثير فِي صباه إِلَى الْحجاز وخراسان وَدخل مَا وَرَاء النَّهر وَأقَام مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وسافر إِلَى الشَّام وَدخل مصر وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَقَرَأَ طرفا صَالحا من الطِّبّ وَحصل كثيرا من الْكتب ودواوين الشّعْر ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى دمشق فأدركه اجله بهَا سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد جَاوز الْخمسين وَكتب إِلَى الْفَقِيه شمس الدّين أبي نصر ابْن وهبان فِي يَوْم مطير يستدعيه وهما بسمرقند
(لما أَتَى الْغَيْث داركاً وَلم ... يقْلع وَضَاقَتْ ضجراً نَفسِي)
(برمت بالسحب الَّتِي واصلت ... وَقلت واشوقا إِلَى الشَّمْس)
3 - (ابْن البوشنجي)
صَدَقَة بن سعيد بن صَدَقَة ابْن البوشنجي أَبُو الْبَدْر ابْن أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ كَانَ وَالِده من أَشد النَّاس قُوَّة وَكَانَ يرفع الْأَشْيَاء الثَّقِيلَة من الْحِجَارَة وَعمد الْحَدِيد الَّتِي لَا يقدر غَيره على رَفعهَا قَالَ محب الدّين ابْن النجار حكى لي أَنه أعطي مرّة قوساً من حَدِيد وَقد البس بالتوز ودهن على هَيْئَة مَا يفعل بقسي النشاب وَلَا يعلم أَنه من(16/170)
حَدِيد وَإِنَّمَا أَرَادوا بذلك امتحان قوته فَأَخذه ومده فَالتقى طرفاه وَلم يعودا فَعلم حِينَئِذٍ أَنه من حَدِيد فتعجب النَّاس من شدته ابْنه أَبُو الْبَدْر حفظ الْقُرْآن وَكَانَ يتلوه كثيرا على أحسن طَريقَة وَسمع مَعنا الحَدِيث من الْمَشَايِخ واراني لَهُ إجَازَة من أَبُو الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي بِخَطِّهِ فَقَرَأت عَلَيْهِ عَنهُ أَشْيَاء)
وَنعم الشَّيْخ كَانَ وَتُوفِّي بحلب سنة سِتّ وسِتمِائَة
3 - (أَبُو الْفضل الكتبي)
صَدَقَة بن عَليّ بن نَاصِر الْأَنْبَارِي أَبُو الْفضل الكتبي سمع الحَدِيث وتفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ الْأَدَب على الْوَجِيه أَبُو بكر الوَاسِطِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَرَأَ على الْكَمَال الْأَنْبَارِي أَيْضا فِي صباه وَكَانَ شَابًّا حسنا أديباً فَاضلا حسن الطَّرِيقَة متديناً وَكَانَ يَشْتَرِي الْكتب ويبيعها ويسافر بهَا علقت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا فِي المذاكرة وَتُوفِّي سنة سِتّمائَة وَلم يبلغ الْخمسين سنة بِبَغْدَاد
3 - (سيف الدولة صَاحب الْحلَّة)
صَدَقَة بن مَنْصُور بن دبيس بن عَليّ بن مزِيد أَبُو الْحسن الْأَسدي سيف الدولة بن أبي كَامِل بن نور الدولة أبي الْأَغَر بن سَنَد الدولة أبي الْحسن وَكَانَ أول من لقب بالإمرة مِنْهُم وَكَانَ ملك الْعَرَب وَدَار مَمْلَكَته بالحلة على شاطئ الْفُرَات وَكَانَ يخْطب لَهُ من الْفُرَات إِلَى الْبَحْر وَكَانَت فِيهِ أَخْلَاق كَرِيمَة وشيم حَسَنَة مِنْهَا صدق الحَدِيث فَإِنَّهُ إِذا قَالَ الشَّيْء فَهُوَ كَمَا قَالَ وَالْوَفَاء بالعهد فَإِنَّهُ عَاهَدَ زَوجته مباركة بنت بدران بن دبيس بن عَليّ وَكَانَت ابْنة عَمه أَن لَا يتَزَوَّج عَلَيْهَا وَلَا يتسرى فَلم يخس بعهده مَعَ مقدرته وَلَقَد عرض عَلَيْهِ السُّلْطَان ملكشاه جَارِيَة أهداها لَهُ وَهُوَ بسمرقند فَامْتنعَ من قبُولهَا وَذكر عهد زَوجته وَأَنه لَا ينْقضه وَكَانَ سليم الصَّدْر مُسْتَقِيم السريرة باذلاً جواره للنَّاس كَافَّة من لَجأ غليه فَهُوَ فِي حصن حُصَيْن وَلَو بَقِي إِلَى آخر الدَّهْر لَا يُوصل إِلَيْهِ حَتَّى يُوصل إِلَى نَفسه وَكَانَ عِنْده فِي متسع من الْمَكَان وإدرار من الْإِمْكَان وَكَانَت رعايا فِي ظلّ عدله آمِنين لم يعرف عَنهُ أَنه صادر أحدا وَلَا تعقبه بإساءة وَكَانَ أَصْحَابه وَمن يخْتَص بِهِ يودعون أَمْوَالهم وذخائرهم فِي خزانته ويتباهون بكثرتها وَلم يقل عَنهُ أحد إِنَّه واخذ أحدا بقديم إساءة حقداً وَكَانَ أَصْحَابه يكثرون إدلالهم عَلَيْهِ أَكثر من أَوْلَاده وَأَهله وَكَانَ محبباً إِلَى رَعيته فيحكى أَن السُّلْطَان ملكشاه اجتاز مرّة بقنطرة الهاسي حِين قصد الْكُوفَة فَلم يكلمهُ أحد من الْعَامَّة فَقَالَ لمن حوله مَا من بلد دَخلته إِلَّا ويتظلم إِلَيّ(16/171)
أَهله من أَمِيرهمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ وَلَا شكّ أَنه أسكتهم عدله وَكَانَ إِذا جَالس ندماءه لَا يتَمَيَّز عَلَيْهِم وَكَانَ عفيفاً نزهاً صائناً عَن الْفَوَاحِش كلهَا فيحكى أَنه لحقه أسر الْبَوْل فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كنت عصيتك بفرج فَلَا تعاقبني وَإِن كنت لم أعصك بفرج قطّ فعافني فشفي وَيُقَال)
إِنَّه مَا فَاه قطّ بِكَلِمَة تسْقط الْمُرُوءَة فِي حَال صحوه وَلَا فِي حَال سكره وَكَانَ كرمه فائضاً وعطاؤه وَاسِعًا ولقاؤه جميلاً وَكَلَامه معسولاً وَكَانَ أديباً راوية للشعر حفظَة للحكايات والنوادر مليح النكت حاد الخاطر يحْكى أَنه غنته بعض مطرباته يَوْمًا
(أَنا عبد نِعْمَتك الَّتِي مَلَأت يَدي ... وربيب مغناك الَّذِي أغناني)
فَقَالَ لَهَا أَنا عبد نغمتك بالغين الْمُعْجَمَة وَيُقَال إِنَّه استقبلته مرّة هرة وَثَبت إِلَى أعطافه وطاشت إِلَى وَجهه وخدشت عرنينه فَأَنْشد
(أما إِنَّه لَو كَانَ غَيْرك أرقلت ... إِلَيْهِ القنا بالراعفات اللهاذم)
وَلما خرج سرخاب بن كيخسرو الديلمي من طَاعَة السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه وفارقه بساوة ولجأ إِلَى سيف الدولة صَدَقَة فأجاره وَكتب إِلَى السُّلْطَان عَن لِسَان سرخاب يستعطفه بِهَذِهِ الأبيات
(هبني كَمَا زعم الواشون لَا زَعَمُوا ... أذنبت حاشاي أَو زلت بِي الْقدَم)
(وهبك ضَاقَ لَك الْإِنْصَاف عَن جرم ... أجرمته أيضيق الْعَفو وَالْكَرم)
(مَا أنصفتني فِي حكم العلى أذنٌ ... تصغي لواشٍ وَعَن عُذْري بهَا صمم)
فَلم يُؤثر ذَلِك عِنْد السُّلْطَان لكبير جرمه وَكَاتب سيف الدولة بإرساله وَسيف الدولة يعْتَذر بذمامه وَلم يزل الْأَمر بَينهمَا إِلَى أَن أغْلظ لَهُ السُّلْطَان وتوعده وَهُوَ مُقيم على الْوَفَاء بذمامه فقصده السُّلْطَان فِي عساكره وَخرج سيف الدولة فِي خيله وَرجله وحامته وَأَهله وَلم يزل فِي الذب عَن سرخاب إِلَى أَن أَتَاهُ حِينه وأزف بَينه وانكشفت الْحَرْب عَنهُ مقتولاً وانتهب حريمه وَكَانَ ذَلِك يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة بزرفيمياء على دجلة بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَمُدَّة إمارته اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر غير ثَلَاثَة أَيَّام وَحمل رَأسه إِلَى بَغْدَاد وطيف بِهِ على رمح ودفنت جثته والحلة اختطها صَدَقَة سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وسكنها النَّاس وتفرق أَوْلَاده فِي الْبِلَاد قَالَ وَلَده بدران يرثيه
(يَا راكبان من الشآ ... م إِلَى الْعرَاق تحسسا لي)
(إِن جئتما حلل الكرا ... م ومركز الأسل الطول)
(قولا لَهَا بعد السلا ... م وَقبل تصفيف الرّحال)(16/172)
(مَا لي أرى السَّعْدِيّ عَن ... جَيش الْفَتى المضري خَالِي)
)
(والقبة الْبَيْضَاء فِي ... نقص وَكَانَت فِي كَمَال)
(يَا صدق لَو صدقُوا رجا ... لَك مثل صدقك فِي الْقِتَال)
(أَو يحملون على اليمي ... ن كَمَا حملت على الشمَال)
(دَامَت لَهُم بك دولة ... يسْعَى لَهَا همم الرِّجَال)
(عَرَبِيَّة بدوية ... تسمو على طول اللَّيَالِي)
(لكِنهمْ لما رَأَوْا ... يَوْم الوغى وَقع العوالي)
(فروا وَمَا كروا فتب ... اللعبيد وللموالي)
وَلما جدد سيف الدولة صَدَقَة دَاره بالجامعين قَالَ الْأَمِير أَبُو الذواد المفرج ابْن الْأَمِير أبي الْفَتْح حسن بن آبي حَصِينَة الشَّاعِر فِي ذَلِك
(أَصبَحت أَحْمد فِي زَمَانك عزمتي ... وَأرى الْكِبَار من الخطوب صغَارًا)
(وأطالت الْكفَّار عنْدك غيبتي ... حَتَّى حمدت لجلها الكفارا)
(ففداك من صرف الزَّمَان معاشر ... لم يدركوا لَك فِي السماح منارا)
(لَا زلت تعمر كل يَوْم دَارا ... حَتَّى تطيل بعمرك الأعمارا)
(عليتها هِيَ والْعَلَاء كَأَنَّمَا ... تبغي بهَا عِنْد الْكَوَاكِب ثارا)
(دَارا ظننا فِي السَّمَاء سماءها ... شرفاً وخلت لَهَا النُّجُوم بحارا)
(طرزت أَرض الجامعين برفعها ... ونصبتها للطارقين منارا)
3 - (السامري الطَّبِيب)
صَدَقَة بن منجا بن صَدَقَة السامري أحد الْأَطِبَّاء الْكِبَار والفلاسفة وَله تصانيف فِي الْحِكْمَة والطب وَكَانَ محباً للنَّظَر جيد الْفَهم قَوِيا فِي الفلسفة متقناً لغوامضها وَكَانَ يدرس صناعَة الطِّبّ وينظم الشّعْر والذوبيت وخدم الْأَشْرَف مُوسَى ابْن الْعَادِل وَبَقِي مَعَه سِنِين كَثِيرَة فِي الشرق إِلَى أَن توفّي فِي خدمته فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ يحترمه ويرعاه وَله مِنْهُ الجامكية والهبات المتواترة وَخلف لما مَاتَ مَالا جزيلاً وَلم يكن لَهُ ولد وَمن كَلَامه للصَّوْم ثَلَاث دَرَجَات صَوْم الْعُمُوم وَهُوَ كف الْبَطن والفرج عَن قَضَاء الشَّهْوَة وَصَوْم الْخُصُوص وَهُوَ كف السّمع وَالْبَصَر وَاللِّسَان وَسَائِر الْجَوَارِح عَن الآثام وَأما صَوْم خُصُوص الْخُصُوص فصوم الْقلب عَن الهمم الدنية والأفكار الدنياوية وكفه عَمَّا سوى الله تَعَالَى وَمِنْه مَا كَانَ من)
الرطوبات الْخَارِجَة من الْبَاطِن لَيْسَ مستحيلاً أَو لَا لَهُ مقرّ(16/173)
فَهُوَ ظَاهر كالدمع والعرق والمخاط وَأما مَا لَهُ مقرّ وَهُوَ مُسْتَحِيل فَهُوَ نجس كالبول والروث وَشرح التَّوْرَاة وَله مقَالَة فِي الِاعْتِقَاد ومقالة فِي التَّوْحِيد وتعاليق فِي الطِّبّ وَشرح فُصُول أبقراط وَلم يتم وَكتاب النَّفس وَمن شعره
(سلوه لم صدني تيهاً وَلم هجرا ... وأورث الجفن بعد المرقد السهرا)
(وَقد جفاني بِلَا ذَنْب وَلَا سَبَب ... وَقد وفيت بميثاقي فَلم غدرا)
(يَا للرِّجَال قفوا واستشرحوا خبري ... مني فغيري لم يصدقكم الخبرا)
(إِن لنت ذلاً قسا عزا عَليّ وَإِن ... دانيته بَان أَو آنسته نَفرا)
(هَذَا هُوَ الْمَوْت عِنْدِي كَيفَ عنْدكُمْ ... هَيْهَات أَن يرتوي الصادي وَإِن صَدرا)
وَمِنْه
(يَا وَارِثا عَن أَب وجد ... فَضِيلَة الطِّبّ والسداد)
(وضامناً رد كل روح ... هَمت عَن الْجِسْم بالبعاد)
(أقسم لَو كَانَ الطِّبّ دهراً ... لعاد كوناً بِلَا فَسَاد)
وَمِنْه
(دري ومولاته وسيده ... حُدُود شكل الْقيَاس مَجْمُوعه)
(وَالسَّيِّد فَوق الِاثْنَيْنِ منحمل ... والست تَحت الِاثْنَيْنِ مودوعه)
(وَالْعَبْد مَحْمُول ذِي وحامل ذَا ... لحُرْمَة بَينهُنَّ مَوْضُوعه)
(ذَاك قِيَاس جَاءَت نتيجته ... قربية فِي دمشق مطبوعه)
وَمِنْه
(يَا ابْن قسيم أَصبَحت تنتحل النح ... وودعواك فِيهِ منحوله)
(أمك مَا بالها فَقل وأجب ... مَرْفُوعَة السَّاق وَهِي مَفْعُوله)
(فاعلها الأير وَهُوَ منتصب ... مسَائِل قد أتتك مجهوله)
(وَالْعين عطل وَعين عصعصها ... بِنُقْطَة الخصيتين مشكوله)
(تَقول وأيري مسبطر ورجلها ... على كَتِفي هَذَا هُوَ الْعجب الْعجب)
(لم ارْتَفَعت رجلاي وَالْفِعْل وَاقع ... عَلَيْهَا وَهَذَا فَاعل فَلم انتصب)
)
وَمن شعر صَدَقَة السامري(16/174)
(شيخ لنا من عظمه داهيه ... مَا مثله فِي الْأُمَم الخاليه)
(مهندس فِي طول أَيَّامه ... مَعَ قصره لَا يبلغ الساريه)
(مثلث يدعمه قَائِم ... لِأَنَّهُ منفرج الزاويه)
وَمِنْه
(أطفئ نكد الْعَيْش بِمَاء وشراب ... فالدهر كَمَا ترى خيال وسراب)
واغنم لَذَّة الْأَيَّام بَين الأتراب فالجسم مصيرهكما كانتراب وَمِنْه
(الراح هِيَ الرّوح فواصل يَا صَاح ... صفراء بلطفها تنَافِي الأتراح)
(لَوْلَا شَبكَ يصيدها فِي الأقداح ... طارت فَرحا إِلَى مَحل الْأَرْوَاح)
قلت شعر جيد فِي الغوص وَهَذَا الْمَعْنى أَخذه من أبي الْحسن الفكيك حَيْثُ يَقُول
(كَادَت تطير مزاجاً حِين خالطها ... لَوْلَا شبابيك مَا صاغت من الحبب)
3 - (أبن الدلم)
صَدَقَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك أَبُو الْقَاسِم الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الدلم كَانَ أسْند من بَقِي بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
3 - (السمين الدِّمَشْقِي)
صَدَقَة بن عبد الله السمين الدِّمَشْقِي أَبُو مُعَاوِيَة وَفِيه لين كناه مُسلم وَقَالَ مُنكر الحَدِيث قَالَ دُحَيْم مَحَله الصدْق غير أَنه كَانَ يشوبه الْقدر وَقَالَ أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (الْوَزير فَخر الْملك)
صَدَقَة بن يُوسُف الْوَزير فَخر الْملك المسلماني اسْلَمْ بِالشَّام وخدم بعض الدولة وَدخل مصر وخدم الجرجائي فَلَمَّا مَاتَ وزر للمستنصر ثمَّ قتل سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة(16/175)
3 - (يَتِيم ابْن عَنْبَسَة)
صَدَقَة غُلَام عبد الرَّحْمَن بن عَنْبَسَة كَانَ من أحسن الغلمان وَجها كَانَ عبد الرَّحْمَن قد رَآهُ فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ يَتِيم من أهل الشَّام قدم أَبوهُ فِي بعث فَقتل وَبَقِي الْغُلَام فضمه ابْن عَنْبَسَة)
إِلَيْهِ وتبناه فَوَقع صَدَقَة فِيمَا شَاءَ من الدُّنْيَا وَمر يَوْمًا على برذون مَعَه خدم على حَمْزَة بن بيض وحول ابْن بيض عِيَاله فِي يَوْم شات وهم عُرَاة شعث فَقَالَ ابْن بيض من هَذَا فَقَالُوا صَدَقَة يَتِيم ابْن عَنْبَسَة فَقَالَ
(تشعث صبياننا وَمَا يتموا ... وَأَنت صافي الْأَدِيم والحدقه)
(فليت صبياننا إِذا يتموا ... يلقون مَا قد لقِيت يَا صدقه)
(عوضك الله من أَبِيك وَمن ... أمك فِي الشَّام بالعراق مقه)
(كَفاك عبد الرَّحْمَن فقدهما ... فَأَنت فِي كسْوَة وَفِي نفقه)
(تظل فِي درمك وَفَاكِهَة ... وَلحم طير مَا شِئْت أَو مرقه)
(تأوي إِلَى حاضن وحاضنة ... زادا على والديك فِي الشفقه)
(فَكل هَنِيئًا مَا عَاشَ ثمَّ إِذا ... مَاتَ فلغ فِي الدِّمَاء والسرقه)
(وَخَالف الْمُسلمين قبلتهم ... وضل عَنْهُم وخادن الفسقه)
(واشتر نهد التليل ذَا خصل ... لصوته فِي الصهيل صهصلقه)
(واقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق تلق غَدا ... رب دَنَانِير جمة ورقه)
فَلَمَّا مَاتَ عبد الرَّحْمَن بن عَنْبَسَة أَصَابَهُ مَا قَالَه ابْن بيض أجمع من الْفساد وَالسَّرِقَة وصحبة اللُّصُوص وَكَانَ آخر ذَلِك أَن قطع الطَّرِيق فَأخذ وصلب
3 - (ابْن الْحَاج بيدمر)
صَدَقَة بن بيدمر الْأَمِير بدر الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج بيدمر تقدم ذكر وَالِده كَانَ صَدَقَة هَذَا أحد أُمَرَاء العشرات بطرابس وَلكنه مُضَاف إِلَى دمشق من أحسن الصُّور واظرف الأشكال شَابًّا طَويلا اسمر لم يبقل وَجهه توفّي رَحمَه الله فِي طاعون دمشق فِي أَوَائِل شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
(الألقاب)
ابْن صَدَقَة الْوَزير اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وجلال الدّين الْحسن بن عَليّ
ابْن صَدَقَة الْكَاتِب عَليّ بن الْحسن
ابْن صَدَقَة الْوَاعِظ الشَّافِعِي يحيى بن عبد السَّلَام(16/176)
(صدي)
3 - (أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ)
صدي بن عجلَان بن عَمْرو أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وروى أَيْضا عَن عمر وَأبي عُبَيْدَة وَأبي الدَّرْدَاء ومعاذ وأرسله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قومه فأسلموا وَسكن حمص وروى عَنهُ خَالِد بن معدان وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ ورجاء بن حَيْوَة وَغَيرهم توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَتِسْعين سنة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو أُمَامَة لما نزلت لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة قلت يَا رَسُول الله أَنا مِمَّن بَايَعَك تَحت الشَّجَرَة قَالَ يَا أَبَا أُمَامَة أَنْت مني وَأَنا مِنْك وَلما مَاتَ خلف ابْنا يُقَال لَهُ الْمُغلس وَكَانَ آخر من بَقِي بِالشَّام من الصَّحَابَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ وَكَانَ أَبُو أُمَامَة وَامْرَأَته وخادمه لَا يلقون إِلَّا صياما
(الألقاب)
الصرصري المادح يحيى بن يُوسُف
ابْن صرما اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد
الصرايري الشَّاعِر التّونسِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَليفَة
الصريفيني الْحَافِظ عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد
صردر الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن الْحسن بن عَليّ
صريع الغواني مُسلم بن الْوَلِيد
صريع الدلاء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد
ابْن صرد اسْمه بكر بن صرد(16/177)
ابْن صروف الْحَنْبَلِيّ حمد بن أَحْمد
بَنو صصرى جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي نجم الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم وَمِنْهُم بهاء الدّين الْحسن بن سَالم وَمِنْهُم الْحسن بن هبة الله وَمِنْهُم شمس الدّين الْحُسَيْن بن هبة الله)
وَمِنْهُم شرف الدّين عبد الرَّحْمَن بن سَالم وَمِنْهُم عَلَاء الدّين عَليّ بن أبي بكر وَمِنْهُم عَليّ بن الْحُسَيْن وَمِنْهُم مَحْفُوظ بن الْحسن وَمِنْهُم عماد الدّين مُحَمَّد بن سَالم وَهُوَ وَالِد القَاضِي نجم الدّين وَمِنْهُم أَمِين الدّين سَالم بن الْحسن وَمِنْهُم أَمِين الدّين سَالم بن مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن وَمِنْهُم جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن
(صعبة)
3 - (البغدادية الشاعرة)
صعبة البغدادية الشاعرة ذكرهَا أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي قَاضِي غزنة فِي كتاب سر السرُور الَّذِي جمعه فِي أَخْبَار شعراء عصره قَالَ أنشدت لَهَا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ
(أَنا فتْنَة الدُّنْيَا فتنت حجى الورى ... كل الْقُلُوب فَكلهَا بِي مغرم)
(أَتَرَى محيانا البديع جماله ... وتظن يَا هَذَا بأنك تسلم)
(صعصعة)
3 - (ابْن سَلام الدِّمَشْقِي)
صعصعة بن سَلام وَيُقَال ابْن عبد الله أَبُو عبد الله(16/178)
الدِّمَشْقِي سكن الأندلس وَحدث بهَا وبمصر عَن الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَمَالك بن أنس وَكَانَ أول من أَدخل الحَدِيث الأندلس وَلم يزل بهَا إِلَى زمن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن وَتُوفِّي بهَا قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة بالجزيرة وَقَالَ الْحميدِي هُوَ أول من أَدخل مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ إِلَى الأندلس وَكَانَت الْفتيا دَائِرَة عَلَيْهِ بالأندلس أَيَّام الْأَمِير عبد الرَّحْمَن وصدراً من أَيَّام هِشَام وَولي الصَّلَاة بقرطبة وَفِي أَيَّامه غرست الشَّجَرَة فِي الْمَسْجِد الْجَامِع وَهُوَ مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ والشاميين ويكرهه مَالك وَأَصْحَابه
3 - (أَبُو عمر الْعَبْدي)
صعصعة بن صوحان أَبُو عمر وَيُقَال أَبُو طَلْحَة الْعَبْدي أَخُو زيد ابْن صوحان من أهل الْكُوفَة سيره عُثْمَان إِلَى الشَّام ثمَّ إِنَّه قدم دمشق على مُعَاوِيَة وَشهد صفّين مَعَ عَليّ أَمِيرا على كرْدُوس وروى عَن وَعَن ابْن عَبَّاس روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَغَيره وَكَانَ من أَصْحَاب الخطط بِالْكُوفَةِ وَكَانَ خَطِيبًا وَأَخُوهُ سيحان وَكَانَ الْخَطِيب قبله وَكَانَت الرَّايَة يَوْم الْجمل بِيَدِهِ فَقتل فَأَخذهَا زيد أَخُوهُ فَقتل فَأَخذهَا صعصعة وَتُوفِّي بِالْكُوفَةِ فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ قد واجه عُثْمَان بِشَيْء فَأَبْعَده إِلَى الشَّام
3 - (جد الفرزدق)
صعصعة بن نَاجِية بن عقال يَأْتِي تَمام نسبه عِنْد ذكر الفرزدق همام بن غَالب الشَّاعِر وَهُوَ حفيد هَذَا هُوَ أول من اسْلَمْ من أجداد الفرزدق كَانَ من أَشْرَاف بني تَمِيم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يفتدي الموؤدات من بني تَمِيم وَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة الفرزدق الشَّاعِر وصعصعة صَحَابِيّ روى عَنهُ طفيل بن عَمْرو وَابْنه عقال بن صعصعة وروى عَنهُ الْحسن إِلَّا أَنه قَالَ حَدثنِي صعصعة عَم الفرزدق وَهُوَ عِنْدهم جد الفرزدق وَأول من أَحْيَا الموؤودة وَقد ذكر ذَلِك أَبُو الْفرج فِي كتاب الأغاني فِي تَرْجَمَة الفرزدق(16/179)
وَفِي آخر حَدِيثه فجَاء الْإِسْلَام وَقد أَحييت ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ موؤودة كنت أَشْتَرِي كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ بناقتين عشراوين وجمل فَهَل لي فِي ذَلِك من أجر يَا رَسُول الله فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا بَاب من الْبر لَك أجره إِن من الله)
عَلَيْك بِالْإِسْلَامِ وَاخْتلف فِي عدَّة مَا منع من الوأد فَقيل ألف وَقيل أقل وَمن شعره
(إِذا الْمَرْء عادى من يودك صَدره ... وَكَانَ لمن عاداك خدناً مصافيا)
(فَلَا تسألن عَمَّا لَدَيْهِ فَإِنَّهُ ... هُوَ الدَّاء لَا يخفى بذلك خافيا)
(الصعب)
3 - (ابْن جثامة)
الصعب بن جثامة اللَّيْثِيّ الْحِجَازِي هُوَ الَّذِي أهْدى الْحمار الوحشي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
(الألقاب)
الصعلوكي الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان
الصعلوكي أَبُو سهل مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّافِعِي الْمُفَسّر الشَّاعِر
الصعلوكي سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الطّيب
الصغاني الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن
صعوداء النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن هُبَيْرَة
ابْن صعوة نَفِيس بن مَسْعُود وَابْن صعوة الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن النفيس
الصعيدي ضِيَاء الدّين جَعْفَر بن مُحَمَّد
الصغاني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْحسن بن مُحَمَّد
ابْن صَغِير المقرىء اسْمه أَحْمد بن أسعد
الصفار الْخَارِجِي أَخَوان أَحدهمَا عَمْرو بن اللَّيْث وَالْآخر يَعْقُوب(16/180)
ابْن الصفار إلْيَاس بن عَليّ
ابْن الصفار المغربي اسْمه احْمَد بن عبد الله
ابْن الصفار جلال الدّين عَليّ بن يُوسُف
الصفار السوسيك عَليّ بن أَحْمد
الصفار صَاحب الْمبرد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد
أَبُو صفرَة وَالِد الْمُهلب اسْمه ظَالِم بن سراق)
الصَّفَدِي جمَاعَة مِنْهُم نجم الدّين حسن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم زين الدّين عمر بن دَاوُد وَمِنْهُم شهَاب الدّين أَحْمد بن يُوسُف
ابْن الصفراوي عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمجِيد
(صَفْوَان)
3 - (أَبُو وهب الْقرشِي الْمَكِّيّ)
صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف بن وهب يَنْتَهِي إِلَى كَعْب بن لوي أَبُو وهب الْقرشِي الجُمَحِي الْمَكِّيّ روى عَنهُ ابْنه عبد الله بن صَفْوَان وَابْن أَخِيه حميد وَابْن الْمسيب وَعَطَاء وَطَاوُس وَغَيرهم وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس ووفد على مُعَاوِيَة وأقطعه الزقاق الْمَعْرُوف بزقاق صَفْوَان وَكَانَ من مسلمة الْفَتْح وَكَانَ قد هرب حِين دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فأدركه عُمَيْر بن وهب بن(16/181)
خلف بِبرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُؤمنهُ وَهُوَ الْبرد الَّذِي دخل بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة معتجراً بِهِ فَانْصَرف مَعَه فَوقف على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَفوَان على فرسه فناداه فِي جمَاعَة النَّاس أَن هَذَا عُمَيْر بن وهب يزْعم أَنَّك أمنتني على أَن لي تسيير شَهْرَيْن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْزِلْ قَالَ لَا حَتَّى تبين لي قَالَ انْزِلْ وَلَك تسيير أَرْبَعَة أشهر واستعار مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِلَاحا فَقَالَ لَهُ طَوْعًا أَو كرها قَالَ بل طَوْعًا عَارِية مَضْمُونَة فأعاره ووهب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين فَأكْثر لَهُ فَقَالَ أشهد مَا طابت بِهَذَا إِلَّا نفس نَبِي وَكَانَ خرج مَعَه كَافِرًا فَأسلم وَأقَام بِمَكَّة ثمَّ قيل لَهُ لَا إِسْلَام لمن لَا هِجْرَة لَهُ فَقدم الْمَدِينَة فَنزل على الْعَبَّاس فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على من نزلت قَالَ على الْعَبَّاس فَقَالَ ذَاك أَبُو قُرَيْش بِقُرَيْش ارْجع أَبَا وهب فَإِنَّهُ لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَقَالَ لَهُ فَمن لأباطح مَكَّة فَرجع صَفْوَان فَأَقَامَ بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ قيل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ
وَقتل أَبُو صَفْوَان يَوْم بدر كَافِرًا وَعَمه أبي خلف قَتله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ يَوْم أحد كَافِرًا وَأَخُوهُ ربيعَة بن أُميَّة أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم ثمَّ شرب الْخمر)
فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب بِالْمَدِينَةِ وهرب من إِقَامَة الْحَد إِلَى الشَّام ثمَّ لحق بالروم فَتَنَصَّرَ وَمَات نَصْرَانِيّا عِنْد قَيْصر قَالَ مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ صَفْوَان بن أُميَّة أحد الْعشْرَة الَّذين من عشرَة بطُون إِلَيْهِم انْتهى شرف الْجَاهِلِيَّة وَوَصله لَهُم الْإِسْلَام وَابْن ابْن صَفْوَان عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان هُوَ الَّذِي ضرب بِهِ الْمثل فِي الشّعْر
(تمشي تبختر حول الْبَيْت منتخياً ... لَو كنت عَمْرو بن عبد الله لم تزد)
3 - (السّلمِيّ)
صَفْوَان بن أُميَّة بن عَمْرو السّلمِيّ حَلِيف بني أَسد بن خُزَيْمَة اخْتلف فِي شُهُوده بَدْرًا وشهدها أَخُوهُ مَالك بن أُميَّة وقتلا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ شهيدين
3 - (صَفْوَان بن مخرمَة)
صَفْوَان بن مخرمَة الْقرشِي الزُّهْرِيّ الصَّحَابِيّ يُقَال إِنَّه أَخُو الْمسور بن مخرمَة الْقرشِي لم يرو عَنهُ غير ابْنه قَاسم بن صَفْوَان
3 - (صَفْوَان بن عَمْرو)
صَفْوَان بن عَمْرو السّلمِيّ وَيُقَال الْأَسْلَمِيّ أَخُو مدلاج وثقف وَمَالك بني عَمْرو السلميين شهد صَفْوَان أحدا وَلم يشْهد بَدْرًا وشهدها إخْوَته وهم حلفاء بني عبد شمس(16/182)
3 - (أَخُو حُذَيْفَة بن الْيَمَان)
صَفْوَان بن الْيَمَان أَخُو حُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي حَلِيف بني عبد الْأَشْهَل شهد أحدا مَعَ أَبِيه حسيل وَهُوَ الْيَمَان وَمَعَ أَخِيه حُذَيْفَة
3 - (التَّمِيمِي)
صَفْوَان بن قدامَة التَّمِيمِي هَاجر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقدم الْمَدِينَة وَمَعَهُ ابناه عبد الْعُزَّى وَعبد نهم فَبَايعهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمد إِلَيْهِ يَده فَمسح عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ صَفْوَان غَنِي أحبك يَا رَسُول الله فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَرْء مَعَ من أحب وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا اسْم بنيك فَقَالَ هَذَا عبد الْعُزَّى وَهَذَا عبد نهم فَسمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الْعُزَّى عبد الرَّحْمَن وسمى عبد نهم عبد الله وَأقَام صَفْوَان بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ بهَا
3 - (صَفْوَان بن عبد الرَّحْمَن)
)
صَفْوَان بن عبد الرَّحْمَن بن صَفْوَان الْقرشِي الجُمَحِي أَتَى بِهِ أَبوهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح ليبايعه على الْهِجْرَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وشفع لَهُ الْعَبَّاس فَبَايعهُ
3 - (صَفْوَان أَو أَبُو صَفْوَان)
صَفْوَان أَو أَبُو صَفْوَان كَذَا قَالُوا فِيهِ على الشَّك روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ لَا ينَام حَتَّى يقْرَأ حم السَّجْدَة وتبارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك روى عَنهُ ابْن الزبير قَالَ ابْن عبد الْبر فِيهِ وَفِي الَّذِي قبله الجُمَحِي نظر أخْشَى أَن يَكُونَا وَاحِدًا
3 - (الْمرَادِي الصَّحَابِيّ)
صَفْوَان بن عَسَّال الْمرَادِي غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اثْنَتَيْ عشرَة غَزْوَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة مَا أحسن مَا كتب بِهِ عَلَاء الدّين الوداعي إِلَى بعض أصدقائه بِمصْر وَمن خطه نقلت(16/183)
(رو بِمصْر وبسكانها ... شوقي وجدد عهدي الْخَالِي)
(وصف لنا القُرط وشنّف بِهِ ... سَمْعي وَمَا العاطلُ كالحالي)
(واروِ لنا يَا سعدُ عَن نِيلها ... حديثَ صفوانَ بن عسَّالِ)
(فَهُوَ مرادي لَا يزيدٌ وَلَا ... ثورا وَإِن راقا وَرقا لي)
3 - (الْمدنِي الْفَقِيه)
صَفْوَان بن سليم أَبُو الْحَارِث وَيُقَال أَبُو عبد الله الْمدنِي الْفَقِيه مولى حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف روى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَأنس وَعبد الله ابْن جَعْفَر وَأبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَابْن الْمسيب وَسَالم وَعُرْوَة وَسليمَان وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْمُنْكَدر وَزيد بن أسلم ومُوسَى بن عقبَة وَمَالك وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقَالَ سُلَيْمَان بن سَالم كَانَ فِي الصَّيف يُصَلِّي فِي الْبَيْت فَإِذا كَانَ فِي الشتَاء صلى فِي السَّطْح لِئَلَّا ينَام قَالَ مَالك بن أنس كَانَ يتيقظ فِي الْحر وَالْبرد ثمَّ يَقُول هَذَا الْجهد من صَفْوَان وَأَنت أعلم وَإنَّهُ لترم أقدامه حَتَّى يعود مثل السقط من قيام اللَّيْل وَيظْهر فِيهَا عروق خضر وَقَالَ الْعمريّ لم يكن لَهُ بِاللَّيْلِ وسَادَة وَلَا كَانَ يضجع جنبه على فرَاش بِاللَّيْلِ إِنَّمَا كَانَ يُصَلِّي فَإِذا غلبته عَيناهُ احتبى قَاعِدا وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَخْبرنِي الحفار)
الَّذِي يحْفر قُبُور أهل الْمَدِينَة قَالَ حفرت قبر رجل فَإِذا أَنا قد وَقعت على قبر فوافيت حَمْحَمَة فَإِذا السُّجُود قد أثر فِي عِظَام الجمجمة فَقلت لإِنْسَان قبر من هَذَا قَالَ أوما تَدْرِي هَذَا قبر صَفْوَان بن سليم وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أَبُو عَمْرو السكْسكِي)
صَفْوَان بن عَمْرو بن هرم أَبُو عَمْرو السكْسكِي الْحِمصِي حدث عَن عبد الله بن بسر وَيزِيد بن ميسرَة مُرْسلا وَعَن جُبَير بن نفير وَابْنه عبد الرَّحْمَن ابْن جُبَير وخَالِد بن معدان وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَأَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ والوليد بن مُسلم وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَبَقِيَّة وَغَيرهم وَكَانَت وَفَاته سنة خمس وَخمسين وَمِائَة أدْرك أَبَا أُمَامَة وَخِلَافَة عبد الْملك سُئِلَ عَنهُ يحيى بن معِين فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وَقَالَ(16/184)
الدَّارَقُطْنِيّ يعْتَبر بِهِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (القسام)
صَفْوَان بن عِيسَى الزُّهْرِيّ الْبَصْرِيّ القسام قَالَ ابْن سعد ثِقَة صَالح وروى عَن ثَوْر بن يزِيد وَابْن عجلَان وَيزِيد بن أبي عبيد وَمعمر بن رَاشد وَجَمَاعَة روى عَنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَأَبُو حَفْص الفلاس وَأَبُو قدامَة السَّرخسِيّ وَمُحَمّد ابْن يحيى الذهلي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة مِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (الْمَازِني الْبَصْرِيّ)
صَفْوَان بن مُحرز الْمَازِني الْبَصْرِيّ أحد الْأَئِمَّة العابدين روى عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَابْن عمر وَعمْرَان بن حُصَيْن وَحَكِيم بن حزَام وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى أبي دَاوُد
3 - (أَبُو عَمْرو الذكواني)
صَفْوَان بن الْمُعَطل أَبُو عَمْرو السّلمِيّ الذكواني صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي أثنى عَلَيْهِ وَقَالَ مَا علمت إِلَّا خيرا روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثين وروى عَنهُ ابْن الْمسيب وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن والمقبري وَسَلام أَبُو عِيسَى وَشهد فتح دمشق وَاسْتشْهدَ بشميساط وقبره هُنَاكَ أسلم قبل الْمُريْسِيع وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ وَفِي عَائِشَة أهل الْإِفْك مَا قَالُوا وَشهد الخَنْدَق والمشاهد كلهَا وشكا رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَفْوَان بن الْمُعَطل فِي شَأْن عَائِشَة ثمَّ قَالَ بَيت شعر فَعرض بِهِ فِيهِ وبأشباهه فَقَالَ)
(أَمْسَى الجلابيب قد عزوا وَقد كَثُرُوا ... وَابْن الفريعة أَمْسَى بَيْضَة الْبَلَد)
فاعترضه صَفْوَان لَيْلًا وَهُوَ آتٍ من عِنْد أَخْوَاله بني سَاعِدَة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ وَضرب حسان بن ثَابت بِالسَّيْفِ لما هجاه فَلم يقده النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ إِنَّه خَبِيث اللِّسَان طيب(16/185)
الْقلب وَقَالَ حِين ضرب حسان
(تلق ذُبَاب السَّيْف عَنْك فإنني ... غُلَام إِذا هوجيت لست بشاعر)
وَيُقَال إِنَّه توفّي سنة سِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ
3 - (الفِهري الصَّحَابِيّ)
صَفْوَان ابْن بَيْضَاء وَهِي أمه الفِهري أَخُو سهل وَسُهيْل قَالَ الْوَاقِدِيّ لم يقتل يَوْم بدر وَإنَّهُ شهد الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ
3 - (أَبُو بَحر المرسي)
صَفْوَان بن إِدْرِيس أَبُو بَحر المرسي الْكَاتِب البليغ كَانَ مكن الأوباء واعيان الرؤساء فصيحاً جليل الْقدر لَهُ رسائل بديعة وَكَانَ من الْفضل وَالدّين بمَكَان توفّي وَله سبع وَثَلَاثُونَ سنة وَمن تصانيفه كتاب بداهة المتحفز وعجالة المستوفز وَكتاب زَاد الْمُسَافِر وَهُوَ الَّذِي عَارضه ابْن الْأَبَّار بِكِتَاب تحفة القادم وَمَات معتطباً وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَتَوَلَّى أَبوهُ الصَّلَاة عَلَيْهِ وَمن شعره من قصيدة
(حليتم زَمنا لَوْلَا اعتدالكم ... خَفِي حكمكم لم يكن فِي الحكم يعتدل)
(فَإِنَّمَا أَنْتُم فِي أَنفه شمم ... وَإِنَّمَا أَنْتُم فِي طرفه كحل)
وَمِنْه
(يرى اعتناق العوالي فِي الوغى غزلاً ... لِأَن خرصانها من فَوْقهَا مقل)
وَمِنْه
(سر النَّوَى فِي ضَمَان كتماني ... إِن لم تُنَافِق عَليّ أجفاني)
(أبلى لقلبي وَلَيْسَ فِي بدني ... رب طليق يشقى بِهِ العاني)
وَمِنْه
(أحمى الْهوى قلبه وأوقد ... فَهُوَ على أَن يَمُوت أَو قد)(16/186)
)
(وَقَالَ عَنهُ العذول سَالَ ... قَلّدهُ الله مَا تقلد)
(وباللوى شادن عَلَيْهِ ... جيد غزال وَوجه فرقد)
(علله رِيقه بِخَمْر ... حَتَّى ثنى طرفه وعربد)
(لَا تعجبوا لانهزام صبري ... فجيش أجفانه مؤيد)
(أناله كَالَّذي تمنى ... عبد نعم عَبده وأزيد)
(لَهُ عَليّ امْتِثَال أَمر ... ولي عَلَيْهِ الْجفَاء والصد)
(إِن بسملت عينه لقتلي ... صلى فُؤَادِي على مُحَمَّد)
وَمِنْه
(يَا حسنه وَالْحسن بعض صِفَاته ... وَالسحر مَقْصُور على حركاته)
(بدر لَو أَن الْبَدْر قيل لَهُ اقترح ... أملاً لقَالَ أكون من هالاته)
(يُعْطي ارتياح الْغُصْن غصناً أملداً ... خجل الصَّباح فَكَانَ من زهراته)
(وَالْخَال ينقط فِي صحيفَة خَدّه ... مَا خطّ حبر الصدغ من نوناته)
(وَإِذا هِلَال الْأُفق قَابل وَجهه ... أبصرته كالشكل فِي مرآته)
(عبثت بقلب عميده لحظاته ... يَا رب لَا تعتب على لحظاته)
(ركب المآثم فِي انتهاب نفوسنا ... فَالله يجعلهن من حَسَنَاته)
(مَا زلت اخْطُبْ للزمان وصاله ... حَتَّى دنا والبعد من عاداته)
(فغفرت ذَنْب الدَّهْر فِيهِ لليلة ... سترت على مَا كَانَ من زلاته)
(غفل الرَّقِيب فنلت مِنْهُ نظرة ... يَا ليته لَو دَامَ فِي غفلاته)
(ضاجعته وَاللَّيْل يذكي تَحْتَهُ ... نارين من نَفسِي وَمن وجناته)
(بتنا نشعشع والعفاف نديمنا ... خمرين من عذلي وَمن كَلِمَاته)
(فضممته ضم الْبَخِيل لمَاله ... أحنو عَلَيْهِ من جَمِيع جهاته)
(أوثقته فِي ساعدي لِأَنَّهُ ... ظَبْي خشيت عَلَيْهِ من فلتاته)
(وَالْقلب يَدْعُو أَن يصير ساعداً ... ليفوز بالآمال من ضماته)
(حَتَّى إِذا هام الْكرَى بجفونه ... وامتد فِي عضدي طوع سباته)
(عزم الغرام عَليّ فِي تقبيله ... فنقضت أَيدي الطوع من عزماته)
)
(وأبى عفافي أَن يقبل ثغره ... وَالْقلب مطوي على جمراته)(16/187)
(فاعجب لملتهب الجوانح غلَّة ... يشكو الظما وَالْمَاء فِي لهواته)
وَمِنْه
(والسرحة الْغناء قد قبضت بهَا ... كف النسيم على لِوَاء أَخْضَر)
(وَكَأن شكل الْغَيْم منخل فضَّة ... يَرْمِي على الْآفَاق رطب الْجَوْهَر)
وَمِنْه
(وكأنما أَغْصَانهَا أجيادها ... قد قلدت بلآلئ الْأَنْوَار)
(مَا جاءها نفس الصِّبَا مستجدياً ... إِلَّا رمت بِدَرَاهِم الأزهار)
وَمِنْه فِي مليح يَرْمِي نارنجاً فِي بركَة
(وشادن ذِي غنج دله ... يروقنا طوراً وطوراً يروع)
(يقذف بالنارنج فِي بركَة ... كلاطخ بِالدَّمِ سرد الدروع)
(كَأَنَّمَا أكباد عشاقه ... يتلفها فِي لج بَحر الدُّمُوع)
وَمِنْه
(أولع من طرفه بحتفي ... هَل يعجب السَّيْف للقتيل)
(تهيبوا بالحسام قَتْلِي ... فاخترعوا دَعْوَة الرحيل)
(صَفِيَّة)
3 - (أم الْمُؤمنِينَ)
صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب من ولد هَارُون أخي مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام هِيَ أم الْمُؤمنِينَ زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمّهَا برة بنت سموأل وَكَانَت أَولا عِنْد سَلام بن مشْكم وَكَانَ شَاعِرًا ثمَّ خلف عَلَيْهَا كنَانَة بن أبي الْحقيق وَهُوَ شَاعِر فَقتل يَوْم خَيْبَر وَتَزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة سبع من الْهِجْرَة قَالَ ابْن عبد الْبر روى حَمَّاد بن سَلمَة(16/188)
عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْترى صَفِيَّة بنت حييّ بسبعة أرؤس وَخَالفهُ عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب وَغَيره عَن أنس فَقَالَ فِيهِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما جمع سبي خَيْبَر جَاءَهُ دحْيَة فَقَالَ اعطني جَارِيَة من السَّبي قَالَ اذْهَبْ فَخذ جَارِيَة فَأخذ صَفِيَّة بنت حييّ فَقيل يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا سيدة قُرَيْظَة وَالنضير مَا تصلح إِلَّا لَك فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُذ جَارِيَة غَيرهَا قَالَ ابْن شهَاب كَانَت مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ فحجبها وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِتَمْر وَسَوِيق وَقسم لَهَا وَكَانَت إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر استصفاها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَارَت فِي سَهْمه ثمَّ أعْتقهَا وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِك وَهُوَ خُصُوص عِنْد أَكثر الْفُقَهَاء لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ كَانَ حكمه فِي النِّسَاء مُخَالفا لحكم أمته ويروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على صَفِيَّة وَهِي تبْكي فَقَالَ لَهَا مَا يبكيك قَالَت بَلغنِي أَن عَائِشَة وَحَفْصَة ينالان مني ويقولان نَحن خير من صَفِيَّة نَحن بَنَات عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأزواجه قَالَ أَلا قلت لَهُنَّ كَيفَ تكن خيرا مني وَأبي هَارُون وَعمي مُوسَى وَزَوْجي مُحَمَّد وَكَانَت صَفِيَّة عَاقِلَة حليمة فاضلة وروينا أَن جَارِيَة لَهَا أَتَت عمر بن الْخطاب فالت لَهُ إِن صَفِيَّة تحب السبت وَتصل الْيَهُود فَبعث إِلَيْهَا عمر فَسَأَلَهَا فَقَالَت أما السبت فَإِنِّي لم أحبه مُنْذُ أبدلني الله بِهِ الْجُمُعَة وَأما الْيَهُود فَإِن لي فيهم رحما فَأَنا أَصْلهَا ثمَّ قَالَت لِلْجَارِيَةِ مَا حملك على مَا صنعت قَالَت الشَّيْطَان قَالَت فاذهبي فَأَنت حرَّة وَتوفيت صَفِيَّة فِي رَمَضَان زمن مُعَاوِيَة سنة خمسين وَقد روى لَهَا الْجَمَاعَة
3 - (عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
صَفِيَّة ابْنة عبد الْمطلب بن هَاشم عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمهَا هَالة بنت وهب)
بن عبد منَاف بن زهرَة وَهِي شَقِيقَة حَمْزَة رَضِي الله عَنهُ والمقوم وحجل بني عبد الْمطلب وَكَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت الْحَارِث بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس ثمَّ هلك عَنْهَا وَتَزَوجهَا الْعَوام بن خويلد فَولدت لَهُ الزبير والسائب وَعبد الْكَعْبَة وَعَاشَتْ زَمَانا طَويلا وَتوفيت فِي خلَافَة عمر سنة عشْرين وَلها ثَلَاث وَسَبْعُونَ سنة ودفنت بِالبَقِيعِ بِفنَاء دَار الْمُغيرَة وَقيل إِن الْعَوام كَانَ عَلَيْهَا قبل وَلَيْسَ بِشَيْء
3 - (الْعَبْدَرِيَّة)
صَفِيَّة بنت شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي الْعَبْدَرِيَّة يُقَال إِنَّهَا رَأَتْ(16/189)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووهى ذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن عَائِشَة وَأم حَبِيبَة وَأم سَلمَة وروى عَنْهَا عبيد الله ابْن أبي ثَوْر وَمَيْمُون ابْن مهْرَان وَتوفيت فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا الْجَمَاعَة
3 - (أُخْت الْمُخْتَار)
صَفِيَّة بنت أبي عبيد الثَّقَفِيّ أُخْت الْمُخْتَار الْكذَّاب زَوْجَة ابْن عمر روى عَن عمر وَحَفْصَة وَعَائِشَة وَتوفيت فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (بنت الْملك الْعَادِل)
صَفِيَّة خاتون الصاحبة بنت الْملك الْعَادِل الْكَبِير زوج الْملك الظَّاهِر غَازِي ابْن صَلَاح الدّين صَاحب حلب وَأم الْعَزِيز صَاحب حلب وَجدّة النَّاصِر صَاحب الشَّام كَانَت ملكة جليلة عَاقِلَة توفيت فِي جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة بحلب وولادتها سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ الظَّاهِر قد تزوج قبلهَا أُخْتهَا غَازِيَة وملما مَاتَ وَلَدهَا الْعَزِيز تصرفت تصرف السلاطين ونهضت بِالْملكِ أتم نهوض بِعدْل وشفقة وبذل وَصدقَة أزالت الْمَظَالِم والمكوس فِي جَمِيع بِلَاد حلب وَكَانَت تُؤثر الْفُقَرَاء وَتحمل إِلَيْهِم الصَّدقَات الْكَثِيرَة وغلقت لموتها أَبْوَاب حلب ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ أشهد النَّاصِر صَلَاح الدّين على نَفسه بِالْبُلُوغِ وَله يَوْمئِذٍ ثَلَاث عشرَة سنة فَأمر وَنهى وَجلسَ فِي دَار الْعدْل والرأي إِلَى جمال الدولة إقبال والوزير القفطي
3 - (الكاتبة البغدادية)
صَفِيَّة بنت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يعِيش الكاتبة البغدادية كَانَت واعظة أديبة فاضلة توفيت سنة عشْرين وسِتمِائَة وَسمعت هَذَا الْبَيْت)
(إِذا مَا خلت من أَرض نجد أحبتي ... فَلَا سَالَ واديها وَلَا اخضر عودهَا)(16/190)
فأجازته بقولِهَا
(وَلَا نطقت فِي الرّبع بعْدك غادة ... يلذ لسمعي شدوها ونشيدها)
(وَإِنِّي لأبكي الرّبع مذ بَان أَهله ... وَأنْشد ليلات مَضَت من يُعِيدهَا)
قلت شعر نَازل غير مُتَعَلق بِالْأولِ
(الألقاب)
ابْن صَفِيَّة هُوَ الزبير رَضِي الله عَنهُ
ابْن صَفِيَّة الطَّبِيب النَّصْرَانِي اسْمه أَبُو غَالب يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْغَيْن فِي مَكَانَهُ
الصفي الْأسود مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل
ابْن الصقال الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
(صقر)
3 - (ضِيَاء الدّين الْحلَبِي الشَّافِعِي)
صقر بن يحيى بن سَالم بن يحيى بن عِيسَى بن صقر الإِمَام الْمُفْتِي المعمر ضِيَاء الدّين أَبُو المظفر وَأَبُو مُحَمَّد الْكَلْبِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة تسع وَخمسين ظنا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة تفقه فِي الْمَذْهَب وجوده وَسمع من يحيى بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ والخشوعي وحنبل وَابْن طبرزد ودرس مُدَّة بحلب وَأفْتى وَأفَاد وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَأَخُوهُ وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وسنقر القضائي وتاج الدّين الجعبري وَبدر الدّين مُحَمَّد بن التوزي والكمال إِسْحَاق والعفيف إِسْحَاق وَجَمَاعَة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعلمِ والديانة اضر بِأخرَة
(الألقاب)
ابْن الصَّقْر الخزرجي اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن
ابْن الصَّقْر الصَّائِغ عَليّ بن الْحسن(16/191)
أَبُو الصَّقْر النَّحْوِيّ احْمَد بن الْفضل
صقْلَابٍ الْمَدِينِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يحيى)
ابْن صقْلَابٍ المغربي اسْمه يزِيد بن مُحَمَّد
(صلَة)
3 - (أَبُو الصَّهْبَاء الْعَدوي)
صلَة بن أَشْيَم أَبُو الصَّهْبَاء الْعَدوي كَانَ من سَادَات التَّابِعين وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (الْعَبْسِي الْكُوفِي)
صلَة بن زفر الْعَبْسِي الْكُوفِي روى عَن ابْن مَسْعُود وعمار بن يَاسر وَحُذَيْفَة توفّي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
(الألقاب)
ابْن الصّلاح الطَّبِيب أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن الصّلاح الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان
الصّلاح الإربلي أَحْمد بن عبد السَّيِّد
الصليحي الْخَارِج بِالْيمن اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن صليبا الطَّبِيب إِبْرَاهِيم بن صليبا
بَنو صمادح المعتصم اسْمه مُحَمَّد بن معن وَلَده رفيع الدولة أَبُو يحيى ابْن مُحَمَّد وَمن أَوْلَاد مُحَمَّد وَلَده أَحْمد بن مُحَمَّد بن معن(16/192)
(الصمَّة)
3 - (الْقشيرِي)
الصمَّة بن عبد الله بن الطُّفَيْل الْقشيرِي كَانَ شَاعِرًا إسلامياً بدوياً من شعراء بني أُميَّة حكى ابْن دأب أَنه هوي امْرَأَة من قومه من بني عَمه يُقَال لَهَا العامرية بنت عطيف فَخَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَأبى أَن يُزَوجهُ إِيَّاهَا وخطبها عَامر ابْن بشر الْجَعْفَرِي فَزَوجهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا بنى بهَا زَوجهَا وجد بهَا وجدا شَدِيدا فَزَوجهُ أَهله امْرَأَة مِنْهُم يُقَال لَهَا جبرة فَأَقَامَ مَعهَا يَسِيرا ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام غَضبا على قومه وَقَالَ
(لعمري لَئِن كُنْتُم على النأي والقلى ... بكم مثل مَا بِي إِنَّكُم لصديق)
(إِذا زفرات الْحبّ صعدن فِي الحشا ... رددن وملم ينهج لَهُنَّ طَرِيق)
وَقَالَ
(إِذا مَا أتتنا الرّيح من نَحْو أَرْضكُم ... أتتنا برياكم وطاب هبوبها)
(أتتنا برِيح الْمسك خالط عنبراً ... وريح الخزامى باكرتها جنوبها)
قَالَ وَخرج الصمَّة فِي غزي من الْمُسلمين إِلَى الديلم فَمَاتَ بطبرستان وَمن شعره
(أَلا تَسْأَلَانِ الله أَن يسْقِي الْحمى ... أَلا فسقى الله الْحمى والمطايا)
(وأسأل من لاقيت هَل مطر الْحمى ... فَهَل يسألن أهل الْحمى كَيفَ حاليا)
وَعَن رجل من أهل طبرستان قَالَ بَينا أَنا أَمْشِي فِي ضَيْعَة لي فِيهَا ألوان من الْفَاكِهَة والزعفران إِذا أَنا بِإِنْسَان مطروح عَلَيْهِ أَثوَاب خلقان فدنوت مِنْهُ فَإِذا هُوَ يَتَحَرَّك وَيتَكَلَّم فأصغيت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ يَقُول بِصَوْت خَفِي
(تعز بصبر لَا وَرَبك لَا ترى ... سَنَام الْحمى أُخْرَى اللَّيَالِي الغواير)
(كَأَن فُؤَادِي من تذكره الْحمى ... وَأهل الْحمى يهفو بِهِ ريش طَائِر)
فَمَا زَالَ يردد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ حَتَّى فاضت نَفسه فَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي هَذَا الصمَّة بن عبد الله الْقشيرِي(16/193)
(صندل)
3 - (عماد الدّين الْخَادِم المقتفوي)
صندل بن عبد الله الحبشي المقتفوي أَبُو الْفَضَائِل كَانَ أحد الخدم الْكِبَار بدار الْخلَافَة وَله الْمنزلَة الرفيعة عِنْد الْخُلَفَاء تولى النّظر بواسط أَيَّام المستنجد بِاللَّه ثمَّ تولى أستاذ دارية الْخلَافَة أَيَّام المستضيء سنة سبع وَسِتِّينَ وَبَقِي مُدَّة على ولَايَته مُعظما مقدما على نظرائه وعزل سنة إِحْدَى وَسبعين وَلزِمَ بَيته مُدَّة ثمَّ ولي عدَّة ولايات أَيَّام الإِمَام النَّاصِر وَكَانَ حَافِظًا لكتاب الله متديناً محباً لأهل الْعلم مكرماً لَهُم يعرف طرفا من الْعلم وَسمع بعد علو سنه من هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد شاتيل وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن المادح وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن البطي وَغَيرهم وانتقى عَلَيْهِ الْحَافِظ معمر بن عبد الْوَاحِد بن الفاخر الْأَصْبَهَانِيّ جُزْءا من عوالي مسموعاته قَالَ أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْمعلم حججْت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ عماد الدّين صندل الْخَاص فِي السّفر ولكثرة أشغالي فِي الطَّرِيق بمهام نَفسِي لم أتفرغ أَن اطلبه واسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الرّجْعَة وَقد بَقِي بَيْننَا وَبَين الْكُوفَة ثَلَاث مراحل رَأَيْت خيمة كَبِيرَة عالية بِالْقربِ من الْموضع الَّذِي نزلت فِيهِ فَسَأَلت عَنْهَا فَقيل لي إِنَّهَا للأمير عماد الدّين صندل فَلبِست ثيابًا غير الثِّيَاب الَّتِي كَانَت عَليّ ومضيت إِلَيْهِ لأسلم عَلَيْهِ فرأيته من بعيد وَقد عمل لَهُ طراحة ومسند فِي الْخَيْمَة فَلَمَّا رَآنِي من بعيد وعرفني قَالَ لحاجب لَهُ يُقَال لَهُ بهْرَام من هَذَا تنبهي يَا عذبات الرند قَالَ فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ وَقبلت يَده قلت يَا مَوْلَانَا وَكَيف مَا تعرفنِي إِلَّا بِقَوْلِي تنبهي يَا عذبات الرند لم لَا تعرفنِي بِقَوْلِي فِيك قَالَ وَمَا قلت فِي قلت قولي
(وَمَا أرج من رَوْضَة طلها الندى ... تضوع فِي جنح من اللَّيْل أليل)
(وَجَاءَت بِهِ ريح الصِّبَا وَهِي رطبَة ... بهَا من شميم الْحَيّ عبقة منْدَل)
(بأطيب عرفا من تُرَاب أَمَاكِن ... تمشت بهَا مجتازة خيل صندل)
فَاسْتحْسن ذَلِك مني وَأمر حَاجِبه بهْرَام فأحضر لي جُبَّة وعمامة وقميص تحتاني ولباساً مَعَ تكته وخفاً وَعشْرين دِينَارا وَقَالَ هَذِه تنفقها من الْحلَّة إِلَى أَن تصل إِلَى أهلك وَتُوفِّي سنة)
ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة(16/194)
3 - (القائمي)
صندل بن عبد الله أَبُو الْحسن القائمي أحد الخدم الْكِبَار بدار الْخلَافَة سمع أَبَا الْحُسَيْن ابْن النقور وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة
(الألقاب)
صناجة الدوح اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم
الصنوبري الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى جده الْحسن الصنوبري
(صُهَيْب)
3 - (أَبُو يحيى الرُّومِي)
صُهَيْب بن سِنَان بن مَالك أَبُو يحيى وَيُقَال أَبُو عَسَّال النمري الرُّومِي كن من أهل الْموصل من بني النمر بن قاسط سبته الرّوم صَغِيرا وَنَشَأ فيهم فَصَارَ ألكن ثمَّ ابتاعته كلب وباعته بِمَكَّة فَاشْتَرَاهُ واعتقه عبد الله ابْن جدعَان وَقيل هرب من الرّوم فَأتى مَكَّة فحالف ابْن جدعَان وَكَانَ من مُتَقَدِّمي الْإِسْلَام الْمُعَذَّبين فِي الله وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَفِيه نزلت وَمن النَّاس من يشري نَفسه واستخلفه عمر بن الْخطاب على الصَّلَاة بِالْمُسْلِمين مُدَّة الْمُشَاورَة ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى اسْتخْلف عُثْمَان وَهُوَ الَّذِي صلى على عمر وَقدم الْجَابِيَة مَعَ عمر وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث روى عَنهُ ابْن عَمْرو وَجَابِر وَبَنوهُ عُثْمَان وَصَيْفِي وَحَمْزَة وَسعد وَعباد وحبِيب وَصَالح وَمُحَمّد بَنو صُهَيْب وَابْن الْمسيب وَابْن أبي ليلى وَكَعب وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي قَول الْمَدَائِنِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ صُهَيْب كناني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا يحيى وصحبته قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا سَابق الْعَرَب إِلَى الْجنَّة وصهيب سَابق الرّوم إِلَى الْجنَّة وبلال سَابق الْحَبَشَة إِلَى الْجنَّة وسلمان سَابق الْفرس إِلَى الْجنَّة وَقَالَ من كَانَ(16/195)
يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فليحب صهيباً حب الوالدة لولدها وَلما أطاف الْمُشْركُونَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَقْبَلُوا على الْغَار وأدبروا قَالَ واصهيباه وَلَا صُهَيْب لي وَكَانَ صُهَيْب أرمى الْعَرَب رجلا وَلما أَرَادَ الْهِجْرَة قَالَ لَهُ أهل مَكَّة أَتَيْتنَا هَا هُنَا صعلوكاً حَقِيرًا فَتغير حالك)
عندنَا وَبَلغت مَا بلغت تَنْطَلِق بِنَفْسِك وَمَالك وَالله لَا يكون ذَلِك قَالَ أَرَأَيْتُم إِن تركت مَالِي أتخلون أَنْتُم سبيلي قَالُوا نعم فَخلع لَهُم مَاله أجمع قَالَ صُهَيْب فَخرجت حَتَّى قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبَاء قبل أَن يتَحَوَّل عَنْهَا فَلَمَّا رَآنِي قَالَ يَا أَبَا يحيى ربح البيع ثَلَاثًا فَقلت يَا رَسُول الله مَا سبقني إِلَيْك أحد وَمَا أخْبرك إِلَّا جِبْرِيل وَقَالَ ابْن مَسْعُود مر الْمَلأ من قُرَيْش على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده خباب وصهيب وبلال وعمار فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أرضيت بهؤلاء أَتُرِيدُ أَن نَكُون تبعا لهَؤُلَاء فَنزلت وأنذر بِهِ الَّذين يخَافُونَ إِلَى قَوْله فَتكون من الظَّالِمين وَقَالَ خباب ثمَّ نزلت واصبر نَفسك منع الَّذين فَكُنَّا بعد ذَلِك نقعد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا بلغنَا السَّاعَة الَّتِي كُنَّا نقوم فِيهَا قمنا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يقوم وَإِلَّا صَبر أبدا حَتَّى نقوم وفضائل صُهَيْب وسلمان وبلال وعمار خباب والمقداد وَأبي ذَر لَا يُحِيط بهَا كتاب وَلِلْحَدِيثِ الْمُتَعَلّق بصهيب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم العَبْد صُهَيْب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ عِنْد عُلَمَاء الْمعَانِي وَالْبَيَان شَأْن لِأَنَّهُ إِذا تركنَا ظَاهر الحَدِيث اقْتضى أَنه خَافَ وَعصى مَعَ الْخَوْف وَهُوَ أقبح فَيكون ذَلِك ذَنبا لَكِن الحَدِيث سيق الْمَدْح وَلِلنَّاسِ فِي ذَلِك كَلَام طَوِيل وَلَيْسَ هَذَا موطن الِاسْتِقْصَاء وَمن احسن مَا يُقَال فِي هَذَا أَن الشَّيْء الْوَاحِد قد يكون لَهُ سَبَب وَاحِد فَيَنْتَفِي عِنْد انتفائه وَقد يكون لَهُ سببان فَلَا يلْزم من عدم أَحدهمَا أَن يَنْتَفِي بِخِلَاف الأول كَمَا تَقول فِي زوج هُوَ ابْن عَم لَو لم يكن زوجا لورث أَي بِالتَّعْصِيبِ فَإِنَّهُمَا سَببا لَا يلْزم من عدم أَحدهمَا عدم التوريث وَكَذَلِكَ هَاهُنَا النَّاس فِي الْغَالِب إِنَّمَا لم يعصوا لأجل الْخَوْف فَإِذا فقد الْخَوْف عصوا لِاتِّحَاد السَّبَب فِي حَقهم فاخبر عَلَيْهِ السَّلَام أَن صهيباً رَضِي الله عَنهُ اجْتمع لَهُ سببان يمنعانه الْمعْصِيَة وهما الْخَوْف والإجلال وَهَذَا مدح جميل يَعْنِي لَو عدم الْخَوْف لم يعْدم الإجلال الَّذِي يمنعهُ الْمعْصِيَة وَقَالَ ابْن عُصْفُور رَحمَه الله لَو فِي الحَدِيث بِمَعْنى أَن لمُطلق الرَّبْط وَأَن لَا يكون نَفيهَا ثبوتاً وَلَا ثُبُوتهَا نفيا كَمَا الْقَاعِدَة فِي لَو وَقَالَ الخسروشاهي إِن لَو فِي أصل اللُّغَة لمُطلق الرَّبْط وَإِنَّمَا اشتهرت فِي الْعرف بانقلاب نَفيهَا ثبوتاً وَبِالْعَكْسِ وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا ورد بِمَعْنى اللَّفْظ فِي اللُّغَة وَمن هَذِه الْمَادَّة قَوْله تَعَالَى وَلَو أَن مَا فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام الْآيَة
3 - (ابْن النُّعْمَان الصَّحَابِيّ)
)
صُهَيْب بن النُّعْمَان روى عَنهُ عبد الله بن سائف عَن(16/196)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فضل صَلَاة الرجل فِي بَيته على صلَاته حَيْثُ يرَاهُ النَّاس كفضل الْمَكْتُوبَة على النَّافِلَة
3 - (أَبُو الصَّهْبَاء الْبكْرِيّ)
صُهَيْب أَبُو الصَّهْبَاء الْبكْرِيّ يروي عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَتُوفِّي رَحمَه الله قبل الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
(الألقاب)
ابْن الصُّهَيْبِيُّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد
(صَوَاب)
3 - (الطواشي شمس الدّين العادلي)
صَوَاب الطواشي الْكَبِير شمس الدّين العادلي مقدم العادلية وَأحد الْأَبْطَال الْمَذْكُورين وَهُوَ من أُمَرَاء الدولتين وَكَانَ إِذا حمل يَقُول أَيْن أَصْحَاب الخصى أسره ملك الرّوم ثمَّ خلص وَقيل إِنَّه كَانَ لَهُ مائَة مَمْلُوك خدام وطلع مِنْهُم جمَاعَة أُمَرَاء مِنْهُم الْأَمِير بدر الدّين الصوابي والأمير شبْل الدولة الخازندار والطواشي السُّهيْلي خزندار الكرك وَكَانَ لَهُ بر وَصدقَة توفّي بحران سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ مُقيما بهَا وَهِي مُضَافَة إِلَيْهِ مَعَ ديار بكر وَمَا ولاها
(الألقاب)
ابْن الصُّوفِي رَئِيس دمشق مؤيد الدولة والمفرج وحيدرة
ابْن الصُّورِي الطَّبِيب أَبُو الْمَنْصُور ابْن أبي الْفضل
ابْن صُورَة الكتبي اسْمه نَاصِر بن عَليّ
الصُّورِي الكحال محيي الدّين طَاهِر بن مُحَمَّد
الصُّورِي مُحَمَّد بن عَليّ
الصُّورِي كافور الْخَادِم
الصُّورِي الْمَشْهُور عبد المحسن(16/197)
الصولي الْكَاتِب الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس
الصولي الأخباري اسْمه مُحَمَّد بن يحيى)
ابْن الصَّواف الإسكندري اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد
ابْن صوفان اسْمه أَحْمد بن الْخطاب
ابْن الصَّواف الْمَالِكِي أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن الصَّواف الْمُقْرِئ يحيى بن أَحْمد
ابْن الصلايا مُحَمَّد بن نصر
ابْن الصّلاح الطَّبِيب أَحْمد بن مُحَمَّد بن السّري
ابْن الصَّيْرَفِي جمَاعَة مِنْهُم كَاتب الْإِنْشَاء للمصريين اسْمه عَليّ بن منجب
ابْن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن الصَّيْرَفِي الْحَنَفِيّ اسْمه عبد الْكَرِيم بن الْمُبَارك
ابْن الصَّيْرَفِي الْحَنْبَلِيّ اسْمه يحيى بن أبي مَنْصُور
ابْن الصَّيْرَفِي الشَّاعِر اسْمه يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف
ابْن الصَّيْرَفِي الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن الصَّيْرَفِي محيي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن يحيى
الصَّيْرَفِي الْحَافِظ الْحُسَيْن بن أَحْمد وَشرف الدّين الْحسن بن عَليّ
ابْن الصَّيْرَفِي الغرناطي اسْمه يحيى بن مُحَمَّد
(صَيْفِي)
3 - (أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ)
صَيْفِي بن الأسلت أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ الأوسي الوائلي الشَّاعِر أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قد وَفد على آل جَفْنَة يسْأَل عَن دين إِبْرَاهِيم وَهُوَ أحد الَّذين رَغِبُوا عَن دينهم وَعَن الْيَهُودِيَّة والنصرانية وَكَانَ يعدل بقيس ابْن الخطيم فِي الشّعْر والشجاعة وَكَانَ قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتأله وَيَدعِي الحنيفية ويحض قُريْشًا على اتِّبَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ(16/198)
(يَا رَاكِبًا إِمَّا بلغت فبلغن ... مغلغلة عني لؤَي بن غَالب)
(أقِيمُوا لنا دينا حَنِيفا فَأنْتم ... لنا قادة قد يقْتَدى بالذوائب)
وَقَامَ فِي أَوْس الله فَقَالَ اسبقوا إِلَى هَذَا الرجل فَإِنِّي لم أر خيرا قطّ إِلَّا وَله أَكْثَره وَلم أر شرا قطّ إِلَّا أَوله أَقَله فَبلغ ذَلِك عبد الله بن أبي سلول فَلَقِيَهُ فَقَالَ لذت من حرتنا كل ملاذ مرّة تطلب الْحلف إِلَى قُرَيْش وَمرَّة بِاتِّبَاع مُحَمَّد فَغَضب وَقَالَ لَا جرم وَالله لَا اتبعته إِلَّا آخر النَّاس فزعموا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَيْهِ وَهُوَ يَمُوت أَن قل لَا إِلَه إِلَّا الله أشفع لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة فَسمع يقو لَهَا وَامْرَأَته أول امْرَأَة حرمت على زَوجهَا وَلَا تنْكِحُوا مَا نكح آباؤكم فِيهِ نزلت وَمَضَت بدر وَأحد وَلم يسلم من أَوْس الله إِلَّا أَربع من بني حطم كلهم شهد أحدا وَمَا بعْدهَا فَلذَلِك ذهبت بالعدة فِي من شهد بَدْرًا وَقيل إِنَّه لما غضب قَالَ وَالله لَا أسلم سنة فَمَاتَ قبل الْحول فِي ذِي الْحجَّة على رَأس عشرَة اشهر من الْهِجْرَة وَسمع يوحد عِنْد الْمَوْت وَمن شعره
(فيا رب الْعباد غله مُوسَى ... تلاف الصعب منا بالذلول)
(وَيَا رب الْعباد إِذا ضللنا ... فيسرنا لمعروف السَّبِيل)
(فلولا رَبنَا كُنَّا يهوداً ... وَمَا دين الْيَهُود بِذِي شكول)
(وَلَوْلَا رَبنَا كُنَّا نَصَارَى ... مَعَ الرهبان فِي جبل الْجَلِيل)
(وَلَكنَّا خلقنَا إِذْ خلقنَا ... حَنِيفا ديننَا عَن كل جيل)
وَابْنه قيس بن أبي قيس بن الأسلت صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد أحدا وَلم يزل فِي الْمشَاهد حَتَّى بَعثه سعد بن أبي وَقاص طَلِيعَة لَهُ حِين خرج إِلَى الْكُوفَة فَلم يدر حَتَّى هجم)
عَلَيْهِ مسلحة بالعذيب للعجم فشدوا عَلَيْهِ وقتلوه
3 - (ابْن فسيل)
صَيْفِي بن قشيل بِالْقَافِ والشين الْمُعْجَمَة أَو فسيل بِالْفَاءِ وَالسِّين الْمُهْملَة كُوفِي من شيعَة عَليّ قتل صبرا بعذراء مَعَ حجر بن عدي
3 - (الْأنْصَارِيّ)
صَيْفِي بن سَواد بن عباد الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بيعَة الْعقبَة الثَّانِيَة وَلم يشْهد بَدْرًا كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق صَيْفِي بن سَواد وَقَالَ ابْن هِشَام صَيْفِي ابْن أسود بن عباد(16/199)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
صَيْفِي بن قيظي بِالْقَافِ وَالْيَاء آخر الْحَرْف والظاء الْمُعْجَمَة بن عَمْرو ابْن سهل الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي هُوَ ابْن أُخْت أبي الْهَيْثَم بن التيهَان أمه الصعبة بنت التيهَان قتل يَوْم أحد شَهِيدا قَتله ضرار بن الْخطاب
3 - (ابْن عَامر)
صَيْفِي بن عَامر سيد بني ثَعْلَبَة كتب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتابا أمره فِيهِ على قومه
3 - (ابْن ربعي)
صَيْفِي بن ربعي بن أَوْس قَالَ ابْن عبد الْبر فِي صحبته نظر شهد صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ
(الألقاب)
ابْن الصيقل مِنْهُم عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف
ابْن الصيقل المغربي عُثْمَان بن سعد
ابْن الصيقل الْجَزرِي معد بن نصر الله
الصَّيْمَرِيّ الشَّافِعِي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن الْحسن
الصَّيْمَرِيّ أَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن
القَاضِي الصَّيْمَرِيّ اسْمه أَحْمد بن سيار
الصَّيْمَرِيّ النَّحْوِيّ عبد الله بن عَليّ(16/200)
)
(حرف الضَّاد)
(ضابئ)
3 - (البرجمي)
ضابئ بن الْحَارِث البرجمي لما هجا بعض بني نهشل حَبسه عُثْمَان ابْن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَلم يزل فِي حَبسه إِلَى أَن قتل عُثْمَان وَكَانَ لَهُ جمل وَقيل فرس اسْمه قيار فَقَالَ فِي الْحَبْس
(فَمن يَك أَمْسَى فِي الْمَدِينَة رَحْله ... فَإِنِّي وقياراً بهَا لغريب)
(وَمَا عاجلات الطير تدني من الْفَتى ... نجاحاً وَلَا عَن ريثهن يخيب)
(وَرب أُمُور لَا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهن وجيب)
(وَلَا خير فِيمَن لَا يوطن نَفسه ... على نائبات الدَّهْر حِين تنوب)
(وَفِي الشَّرّ تَفْرِيط وَفِي الحزم قُوَّة ... ويخطئ فِي الحدس الْفَتى ويصيب)
وَبَعض الروَاة يرويهِ فَإِنِّي وقيار بِالرَّفْع وَهُوَ عطف على الْموضع وَلما أَمر عُثْمَان بحبسه هم بقتْله فَلم يقدر عَلَيْهِ فَقَالَ فِي ذَلِك
(هَمَمْت وَلم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عُثْمَان تبْكي حلائله)
وَلما خرج من الْحَبْس وَرَأى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ مقتولاً رفسه بِرجلِهِ فَكسر لَهُ ضلعين وَلما ظفر بِهِ الْحجَّاج فِيمَا بعد قَتله لذَلِك
(ضباعة)
3 - (ضباعة العامرية)
ضباعة بنت عَامر بن سَلمَة بن قُشَيْر بن كَعْب بن ربيعَة بن(16/201)
عَامر بن صعصعة خطبهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ابْنهَا سَلمَة بن هِشَام فَقَالَ حَتَّى استأمرها فَقيل للبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا قد كَبرت فَأَتَاهَا فَقَالَت وَفِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستأمرني ارْجع فَزَوجهُ فَرجع فَسكت عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر ذَلِك ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه
3 - (بنت عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
ضباعة بنت الزبير بن عبد الْمطلب الهاشمية بنت عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وزوّجه الْمِقْدَاد بن الْأسود توفيت فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
(الألقاب)
ابْن الضجة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد كَانَ
الضَّبِّيّ الْمُؤَدب أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عمرَان
(الضَّحَّاك)
3 - (أَبُو أنيس الفِهري)
الضَّحَّاك بن قيس بن خَالِد الْأَكْبَر بن وهب بن ثَعْلَبَة الْقرشِي الفِهري أَبُو أنيس وَقيل أَبُو عبد الرَّحْمَن وَهُوَ أَخُو فَاطِمَة بنت قيس كَانَ أَصْغَر مِنْهَا يُقَال إِنَّه ولد قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسبع سِنِين أَو نَحْوهَا وينفون سَمَاعَه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله أعلم قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ على شرطة مُعَاوِيَة ثمَّ صَار عَاملا لَهُ على الْكُوفَة بعد زِيَاد(16/202)
سنة ثَلَاث وَخمسين وعزله سنة سبع وَخمسين وَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَة إِلَى أَن مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ وَقَامَ بخلافته حَتَّى قدم يزِيد وَكَانَ مَعَه إِلَى أَن مَاتَ وَمَات بعده ابْنه مُعَاوِيَة ووثب مَرْوَان على بعض الشَّام وبويع لَهُ فَبَايع الضَّحَّاك بن قيس أَكثر أهل الشَّام لِابْنِ الزبير ودعا إِلَيْهِ فَاقْتَتلُوا فَقتل الضَّحَّاك بمرج راهط سنة أَربع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ
3 - (ابْن سُفْيَان الْكلابِي)
الضَّحَّاك بن سُفْيَان بن عَوْف بن كَعْب بن أبي بكر بن كلاب الْكلابِي أَبُو سعيد قَالَ ابْن عبد الْبر فِي عداد أهل الْمَدِينَة كَانَ ينزل باديتها ولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على من أسلم من قومه وَكتب إِلَيْهِ أَن يُورث امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من دِيَة زَوجهَا وَكَانَ قَتله خطأ وَشهد بذلك الضَّحَّاك عِنْد عمر بن الْخطاب فَقضى بِهِ وَترك رَأْيه وَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة أَمر عَلَيْهِم الضَّحَّاك وَذكره عَبَّاس بن مرداس فِي شعره فَقَالَ
(إِن الَّذين وفوا بِمَا عاهدتهم ... جَيش بعثت عَلَيْهِم الضحاكا)
(أَمرته ذرب اللِّسَان كَأَنَّهُ ... لما تكنفه الْعَدو يراكا)
(طوراً يعانق باليدين وَتارَة ... يفري الجماجم صَارِمًا بتاكا)
وَكَانَ الضَّحَّاك أحد الْأَبْطَال يعد بِمِائَة فَارس وَحده وَكَانَ يقوم على رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متوشحاً سَيْفه وروى عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَالْحسن الْبَصْرِيّ
3 - (أَبُو خَليفَة الْأنْصَارِيّ)
الضَّحَّاك بن خَليفَة الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي شهد أحدا وَتُوفِّي فِي آخر خلَافَة عمر بن الْخطاب وَهُوَ الَّذِي نَازع مُحَمَّد بن مسلمة فِي الساقية وارتفعا إِلَى عمر فَقَالَ عمر لمُحَمد بن مسلمة وَالله ليمرن بهَا وَلَو على بَطْنك وَيُقَال إِن أول مشاهده غَزْوَة بني النَّضِير قَالَ ابْن عبد الْبر)
وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة
3 - (ابْن أبي جبيرَة)
الضَّحَّاك بن أبي جبيرَة روى عَنهُ الشّعبِيّ وَاخْتلف فِيهِ على(16/203)
الشّعبِيّ فَقَالَ حَمَّاد بن سَلمَة عَن دَاوُد بن أَبُو هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن الضَّحَّاك بن أبي جبيرَة قَالَ كَانَت الألقاب وَذكر الحَدِيث
وروى بشر بن الْمفضل وَإِسْمَاعِيل بن علية عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن أبي جبيرَة بن الضَّحَّاك قَالَ فِينَا نزلت وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ وَذكر الحَدِيث قَالَ ابْن عبد الْبر وَذكر قوم أَن الضَّحَّاك بن أبي جبيرَة هُوَ الضَّحَّاك بن خَليفَة الْمُقدم ذكره وَالله أعلم
3 - (ابْن عرْفجَة التَّمِيمِي)
الضَّحَّاك بن عرْفجَة السَّعْدِيّ التَّمِيمِي أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من فضَّة فَأَنْتن قَالَ فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمرنِي أَن اتخذ أنفًا من ذهب هَكَذَا قَالَ عبد الله بن عَرَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن طرفَة عَن الضَّحَّاك بن عرْفجَة وَقَالَ ثَابت بن زيد عَن أبي الْأَشْهب عَن عبد الرَّحْمَن ابْن طرفَة عَن أَبِيه طرفَة أَنه أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَذكر مثله سَوَاء وَقَالَ ابْن الْمُبَارك عَن جَعْفَر بن حَيَّان قَالَ حَدثنِي طرفَة بن عرْفجَة عَن جده يَعْنِي عرْفجَة أَنه أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب مثله سَوَاء قَالَ ابْن عبد البرك فقوم جعلُوا الْقِصَّة للضحاك وَقوم جعلوها لطرفة وَقوم جعلوها لعرفجة وَهُوَ الْأَشْبَه عِنْدِي وَالله أعلم
3 - (أَبُو زرْعَة النصري)
الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حَوْشَب أَبُو زرْعَة وَيُقَال أَبُو بشر النصري أدْرك وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وروى عَن بِلَال بن سعد وَمَكْحُول وَالقَاسِم ابْن مخيمرة وَغَيرهم وروى عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم والوليد بن مزِيد وَغَيرهمَا
3 - (الْأَشْعَرِيّ)
الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن عَرْزَب وَيُقَال عَرْزَم أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَشْعَرِيّ من أهل الْأُرْدُن اسْتَعْملهُ عمر بن عبد الْعَزِيز على دمشق وروى عَن أبي مُوسَى وَأبي هُرَيْرَة وَعبد الرَّحْمَن بن غنم وَأَبِيهِ وَابْن أبي ليلى وروى عَنهُ مَكْحُول وَالْأَوْزَاعِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيرهم(16/204)
3 - (الديلمي)
)
الضَّحَّاك بن فَيْرُوز الديلمي وَفد على عبد الْملك بن مَرْوَان وَحدث عَن أَبِيه أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يخْتَار إِحْدَى امرأتيه وَكَانَ تَحْتَهُ أختَان لما أسلم
3 - (الْأَحْنَف)
الضَّحَّاك وَيُقَال صَخْر وَيُقَال الْحَارِث وَيُقَال حُصَيْن بن أنس ابْن قيس بن مُعَاوِيَة أَبُو بَحر السَّعْدِيّ الْمَعْرُوف بالأحنف سيد أهل الْبَصْرَة الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحلم وَالْوَقار أدْرك عصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وروى عَن عمر وَعُثْمَان وَعلي وَالْعَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَأبي ذَر وَأبي بكرَة وروى عَنهُ الْحسن وَعُرْوَة وطلق بن حبيب وَغَيرهم وَشهد صفّين أَمِيرا مَعَ عَليّ بن أبي طَالب وَقدم على مُعَاوِيَة فِي خِلَافَته وَاجْتمعَ بِأبي ذَر فِي الْقُدس وَقيل فِي مَسْجِد دمشق وَقيل فِي مَسْجِد حمص وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا قَلِيل الحَدِيث وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة إِحْدَى وَسبعين وروى لَهُ الْجِمَاع وَكَانَ صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَال عَلَيْهَا فَتوفي عِنْده فَرُئِيَ مُصعب يمشي فِي جنَازَته بِغَيْر رِدَاء وَكَانَ أحنف الرجلَيْن ضئيلاً صعل الرَّأْس متراكب الْأَسْنَان مائل الذقن خَفِيف العارضين فَإِذا تكلم جلا عَن نَفسه وَلم يكن لَهُ إِلَّا بَيْضَة وَاحِدَة وَكَانَت أمه ترقصه وَتقول وَالله لَوْلَا حنف بِرجلِهِ وَقلة أخافها من نَسْله مَا كَانَ فِي فتيانكم من مثله وَهُوَ الَّذِي افْتتح مرو الروذ وَكَانَ الْحسن وَابْن سِيرِين فِي جَيْشه وَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من بني لَيْث إِلَى بني سعد رَهْط الْأَحْنَف فَجعل يعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَقَالَ الْأَحْنَف إِنَّه يَدْعُو إِلَى خير وَيَأْمُر بِالْخَيرِ فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر للأحنف وَبعث(16/205)
عمر بن الْخطاب الْأَحْنَف بن قيس على جَيش قبل خُرَاسَان فبيتهم الْعَدو وَفرقُوا جيوشهم وَكَانَ الْأَحْنَف مَعَهم فَفَزعَ النَّاس فَكَانَ أول من ركب الْأَحْنَف وَمضى نَحْو الصَّوْت وَهُوَ يَقُول
(إِن على كل رَئِيس حَقًا ... أَن يخضب الصعدة أَو تندقا)
ثمَّ حمل على صَاحب الطبل فَقتله وَانْهَزَمَ الْعَدو فَقَتَلُوهُمْ وغنموا وفتحوا مرو الروذ ثمَّ سَار)
إِلَى بَلخ فَصَالَحُوهُ على أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ أَتَى خوارزم وَلم يطقها فَرجع وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان كَانَ الْأَحْنَف يفر من الشّرف والشرف يتبعهُ وَقيل لَهُ مَا يمنعك أَن تكون كأبيك فَقَالَ وَأَيكُمْ كَأبي قيسوني بأبنائكم وَقيل لَهُ إِنَّك تطيل الْقيام فَقَالَ إِنِّي أعده لسفر طَوِيل
وَكَانَ يضع إصبعه على الْمِصْبَاح ثمَّ يَقُول حس ثمَّ يَقُول يَا أحنف مَا حملك على أَن صنعت كَذَا يَوْم كَذَا وشكا ابْن أخي الْأَحْنَف وجعاً بضرسه فَقَالَ الْأَحْنَف لقد ذهبت عَيْني مُنْذُ ثَلَاثِينَ وَفِي رِوَايَة أَرْبَعِينَ مَا شكوتها إِلَى أحد وَلما اسْتَقر الْأَمر لمعاوية دخل عَلَيْهِ الْأَحْنَف فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة وَالله يَا أحنف مَا أذكر يَوْم صفّين إِلَّا كَانَت فِي قلبِي حزازة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَف وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الْقُلُوب الَّتِي أبغضناك بهَا لفي صدورنا وَإِن السيوف الَّتِي قَاتَلْنَاك بهَا لفي أغمادها وَإِن تدن من الْحَرْب فتراً ندن مِنْهَا شبْرًا وَإِن تمش إِلَيْهَا نهرول ثمَّ قَامَ وَخرج وَكَانَت أُخْت مُعَاوِيَة وَرَاء حجاب فَسمِعت الْكَلَام فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من هَذَا الَّذِي يتهدد ويتوعد فَقَالَ هَذَا الَّذِي إِذا غضب غضب لغضبه مائَة ألف من بني تَمِيم لَا يَدْرُونَ فيمَ غضب وَلما نصب مُعَاوِيَة وَلَده يزِيد لولاية الْعَهْد أقعده فِي قبَّة حَمْرَاء فَجعل النَّاس يسلمُونَ على مُعَاوِيَة ثمَّ يميلون إِلَى يزِيد حَتَّى جَاءَ رجل فَفعل ذَلِك ثمَّ رَجَعَ إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اعْلَم لَو أَنَّك لَو لم تول هَذَا أُمُور الْمُسلمين لأضعتها والأحنف جَالس فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة مَالك لَا تَقول يَا أَبَا بَحر فَقَالَ أَخَاف الله إِن كذبت وأخافكم إِن صدقت فَقَالَ مُعَاوِيَة جَزَاك الله عَن الطَّاعَة خيرا وَمن كَلَامه مَا خَان شرِيف وَلَا كذب عَاقل وَلَا اغتاب مُؤمن وَقَالَ جَنبُوا مَجْلِسنَا ذكر الطَّعَام وَالنِّسَاء فَإِنِّي أبْغض الرجل أَن يكون وصافاً لفرجه وبطنه وَإِن من الْمُرُوءَة أَن يتْرك الرجل الطَّعَام وَالشرَاب وَهُوَ يشتهيه
وَكَانَ يَقُول إِذا عجب النَّاس من حلمه إِنِّي لأجد مَا تَجِدُونَ ولكنني صبور وَكَانَ يَقُول وجدت الْحلم أنْصر لي من الرِّجَال وَقَالَ مَا تعلمت الْحلم إِلَّا من قيس بن عَاصِم الْمنْقري لنه قتل ابْن أَخ لَهُ بعض بنيه فَأتي بالقاتل مكتوفاً يُقَاد إِلَيْهِ فَقَالَ ذعرتم الْفَتى ثمَّ أقبل عَلَيْهِ وَقَالَ يَا بني بئس مَا صنعت نقصت عددك وأوهنت عضدك واشمت عَدوك وأسأت بقومك خلوا سَبيله واحملوا إِلَى أم الْمَقْتُول دِيَته فَإِنَّهَا غَرِيبَة ثمَّ انْصَرف الْقَاتِل وَمَا حل قيس حبوته وَلَا تغير وَجهه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين لِلْهِجْرَةِ(16/206)
3 - (صَاحب التَّفْسِير)
)
الضَّحَّاك بن مُزَاحم صَاحب التَّفْسِير الْهِلَالِي الْخُرَاسَانِي أَبُو مُحَمَّد وَقيل أَبُو الْقَاسِم حدث عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأنس ابْن مَالك وَسَعِيد بن جُبَير وَالْأسود وَعَطَاء وَطَاوُس وَغَيرهم وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَضَعفه يحيى الْقطَّان وَغَيره وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ وَغَيره وَكَانَ مدلساً وَقيل إِنَّه كَانَ فَقِيه مكتب فِيهِ ثَلَاثَة آلَاف صبي توفّي سنة خمس أَو سنة سِتّ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (أَبُو عَاصِم النَّبِيل)
الضَّحَّاك بن مخلد بن مُسلم أَبُو عَاصِم النَّبِيل التَّاجِر فِي الْحَرِير الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ الْحَافِظ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ سمع جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق وَيزِيد بن أبي عبيد وأيمن بن نابل وبهز بن حَكِيم وزكرياء بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ وَابْن جريج وَهِشَام بن حسان وَابْن عون وَسليمَان التَّيْمِيّ وثور بن يزِيد وَابْن عجلَان وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن أبي عرُوبَة وخلقاً وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْجَمَاعَة وَالْبَاقُونَ عَن رجل عَنهُ وَكَانَ حَافِظًا ثبتاً لم ير فِي يَده كتاب قطّ وَكَانَ فِيهِ مزاح وكيس قل أَبُو عَاصِم رَأَيْت أَبَا حنيفَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام يُفْتِي وَقد اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وآذوه فَقَالَ مَا هَا هُنَا أحد يأتينا بشرطي فدنوت نه فَقلت يَا أَبَا حنيفَة أَتُرِيدُ شرطياً قَالَ نعم فَقلت اقْرَأ عَليّ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي معي فَلَمَّا قَرَأَهَا قُمْت عَنهُ ووقفت بحذائه فَقَالَ لي أَيْن الشرطي فَقلت لَهُ إِنَّمَا قلت تُرِيدُ وَلم أقل لَك أجيء بِهِ فَقَالَ انْظُرُوا أَنا أحتال للنَّاس(16/207)
مُنْذُ كَذَا وَكَذَا وَقد احتال عَليّ هَذَا الصَّبِي وَكَانَ أَبُو عَاصِم كَبِير الْأنف قَالَ تزوجت امْرَأَة فَلَمَّا بنيت بهَا عَمَدت لأقبلها فَمَنَعَنِي أنفي من الْقبْلَة فشددت أنفي على وَجههَا فَقَالَت الْمَرْأَة نح ركبتك عَن وَجْهي فَقلت لَيْسَ هَذَا ركبة إِنَّمَا هُوَ أنف وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن سعيد الْبَاهِلِيّ رَأَيْت أَبَا عَاصِم النَّبِيل فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي ثمَّ قَالَ لي كَيفَ حَدِيثي فِيكُم قلت إِذا قلت أَبُو عَاصِم فَلَيْسَ أحد يرد علينا فَسكت عني ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ إِنَّمَا يعْطى النَّاس على قدر نياتهم
3 - (ابْن الكيال الْمُتَكَلّم)
الضَّحَّاك بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد القاهر بن مكي أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي يَاسر الشَّيْبَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الكيال كَانَ يعرف الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ ولد سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَحدث عَن أبي عبد الله حمد بن عبد الْبَاقِي الدوري)
3 - (أَبُو الْأَزْهَر الآلوسي)
الضَّحَّاك بن سلمَان بن سَالم بن وهابة أَبُو الْأَزْهَر الآلوسي والآلوس مَدِينَة بالفرات تَحت الحديثة نزل بَغْدَاد وَكَانَ يعلم الصّبيان وَله معرفَة بالنحو واللغة وَله شعر توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد وَمن شعره
(هبوا الطيف بالزوراء لَيْسَ يزور ... فَمَا لنجوم اللَّيْل لَيْسَ تغور)
(تطاول بعد الظاعنين وطالما ... قضينا بِهِ الأوطار وَهُوَ قصير)
(فَإِن يمس طرفِي لَيْسَ ترقى دُمُوعه ... فيا رُبمَا أمسيت وَهُوَ قرير)
(ليَالِي يلهيني وألهيه أغيد ... أغن غضيض المقلتين غرير)
(قد طَال عَن جيرة الزَّوْرَاء تسآلي ... وَلست أَحسب أَنِّي عَنْهُم سَالَ)
(وَكَيف أسلو وَمَا يَنْفَكّ يطرقني ... مِنْهُم خيال غضيض الطّرف مكسال)
(الألقاب)
أَبُو الضُّحَى الَّذِي روى لَهُ الْجَمَاعَة اسْمه مُسلم بن صبيح
الضراب الْمصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن إِسْمَاعِيل(16/208)
(ضرار)
3 - (الْأَسدي)
ضرار بن الْأَزْوَر وَاسم الْأَزْوَر مَالك بن أَوْس بن جذيمة الْأَسدي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ أَبُو وَائِل وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَسُولا إِلَى بعض بني الصيداء وَقيل كَانَ على ميسرَة خَالِد بن الْوَلِيد يَوْم لَقِي الرّوم ببصرى وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس وَشهد فتح دمشق وتحول إِلَى الجزيرة وَمَات بهَا وَقيل إِنَّه قتل فِي الرِّدَّة وَكَانَ فَارِسًا شَاعِرًا وَهُوَ الَّذِي روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث اللقوح دع دواعي اللَّبن وَشهد الْيَمَامَة وَقَاتل اشد الْقِتَال حَتَّى قطعت ساقاه فَجعل يجثو وَيُقَاتل حَتَّى غَلبه الْمَوْت وَقيل قتل يَوْم أجنادين وَشهد حروباً كَثِيرَة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ الَّذِي قتل مَالك بن نُوَيْرَة بِأَمْر خَالِد بن الْوَلِيد فِي خلَافَة أبي بكر وَمن شعره لما قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(تركت الْخُمُور وَضرب القداح ... وَاللَّهْو تقلية وابتهالا)
(فيا رب لَا تغبنن صفقتي ... فقد بِعْت أَهلِي وَمَالِي بدالا)
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا غبنت صفقتك يَا ضرار
3 - (ابْن الْخطاب)
ضرار بن الْخطاب بن مرداس الفِهري اسْلَمْ يَوْم الْفَتْح وَشهد مَعَ أبي عُبَيْدَة فتح الشَّام وَأمه ابْنة أبي عَمْرو ابْن أُميَّة أُخْت أبي معيط وَكَانَ ضرار يَوْم الْفجار على بني محَارب بن فهر وَكَانَ أَبوهُ يَأْخُذ المرباع وَهُوَ الَّذِي غزا بني سليم وَكَانَ ضرار فَارس قُرَيْش وشاعرهم وَحضر مَعَهم الْمشَاهد كلهَا وَكَانَ يُقَاتل اشد الْقِتَال ويحرض الْمُشْركين بِشعرِهِ وَهُوَ قتل عَمْرو بن معَاذ أَخا سعد بن معَاذ يَوْم أحد وَقَالَ حِين قَتله لَا تعدمن رجلا زَوجك من الْحور الْعين وَهُوَ الَّذِي نظر يَوْم أحد إِلَى خلاء الْجَبَل من الرُّمَاة فَأعْلم خَالِد بن الْوَلِيد فكرا جَمِيعًا بِمن مَعَهُمَا حَتَّى قتلوا من بَقِي من الرُّمَاة على الْجَبَل ثمَّ(16/209)
دخلُوا عَسْكَر الْمُسلمين من ورائهم وَكَانَ بعد يَقُول الْحَمد لله الَّذِي أكرمنا بِالْإِسْلَامِ وَمن علينا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن شعره يَوْم الْفَتْح
(يَا نَبِي الْهدى إِلَيْك لجا ح ... ي قُرَيْش ولات حِين لجاء)
)
(حِين ضَاقَتْ عَلَيْهِم سَعَة الأر ... ض وعاداهم غله السَّمَاء)
(فالتقت حلقتا البطان على القو ... م ونودوا بالصيلم الصلماء)
(إِن سَعْدا يُرِيد قاصمة الظه ... ر بِأَهْل الْحجُون والبطحاء)
(خزرجي لَو يَسْتَطِيع من الغي ... ظ رمانا بالنسر والعواء)
(وغر الصَّدْر لَا يهم بِشَيْء ... غير سفك الدما وَسبي النِّسَاء)
وَهِي طَوِيلَة فَنزع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللِّوَاء من يَد سعد بن عبَادَة وَجعله بيد قيس ابْنه وَقَالَ يَوْمًا لأبي بكر نَحن كُنَّا لقريش خيرا مِنْكُم أدخلناهم الْجنَّة وأوردتموهم النَّار وَاخْتلف الْأَوْس والخزرج فِيمَن كَانَ أَشْجَع يَوْم أحد فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ لَا أَدْرِي مَا أوسكم من خزرجكم وَلَكِنِّي زوجت يَوْم أحد مِنْكُم أحد عشر رجلا من الْحور الْعين
3 - (أَبُو نعيم الطَّحَّان)
ضرار بن صرد أَبُو نعيم الْكُوفِي الطَّحَّان العابد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ مَتْرُوك مَعَ أَنه قد روى عَنهُ فِي أَفعَال الْعباد توفّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (رَئِيس الضرارية الْمُعْتَزلَة)
ضرار بن عَمْرو المعتزلي غليه تنْسب الْفرْقَة الضرارية من الْمُعْتَزلَة كَانَ يَقُول يُمكن أَن يكون جَمِيع من فِي الأَرْض مِمَّن يظْهر الْإِسْلَام كَافِرًا توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ(16/210)
(ضرغام)
3 - (الْمَنْصُور وَزِير مصر)
ضرغام بن عَامر بن سوار الْملك الْمَنْصُور فَارس الْمُسلمين أَبُو الأشبال اللَّخْمِيّ الْمُنْذِرِيّ الَّذِي استولى على الديار المصرية وهرب مِنْهُ شاور إِلَى نور الدّين مستجيراً بِهِ ومستنجداً فسير نور الدّين مَعَه أَسد الدّين شيركوه على مَا مر فِي ترجمتهما وَلما دخل شاور وشيركوه إِلَى مصر وجدا ضرغاماً قد قتل فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة عِنْد قبر السيدة نفيسة وطيف بِرَأْسِهِ وَبقيت جثته مرمية على الأَرْض إِلَى أَن أكلهَا الْكلاب ثمَّ إِنَّه دفن وَبني على قَبره قبَّة مَعْرُوفَة عِنْد بركَة الْفِيل بهَا القلندرية كَذَا زعم بَعضهم وَمَا قتل أَبُو الأشبال إِلَّا بعد دُخُول شاور وشيركوه وَقَالَ ابْن قلاقس يرثيه
(أَصَابَت سِهَام الْيَأْس قلب المطامع ... وصابت بغيث الْيَأْس سحب الفجائع)
(وَمَا أرسل الناعي بِهِ يَوْم مَوته ... سوى صمم أصمى صميم المسامع)
(وَقد خلفت فين أباديه رَوْضَة ... سَقَاهَا سَحَاب الوجد غيث المدامع)
(فكم لبيوت الشّعْر من دوحة بهَا ... وَكم للقوافي من حمام سواجع)
(وَكم جفن ضيف سَائل الدمع ساهر ... وَكم جفن سيف جامد الدَّم هاجع)
(وَكَانَت منيات الظبى بِيَمِينِهِ ... فقد أمنت من جورها المتتابع)
(وأحسب أَن الْمَوْت وافاه سَائِلًا ... فَبَلغهُ مَا رامه غير مَانع)
(وَمَا كنت أخْشَى غَيره وَقد انْقَضى ... فَكل مصاب بعده غير فاجع)
(واقسم لَو مَاتَ امْرُؤ قبل وقته ... لَكُنْت على الأعقاب أول تَابع)
(عجبت لقبر بَات بَين ضلوعه ... يُقَال لَهُ سقيت غيث الهوامع)
(وَهل تَنْفَع الأنواء فِي سقِِي تربة ... تفيض بمتن اللجة المتدافع)
(الألقاب)
ابْن ضريس الْمسند مُحَمَّد بن أَيُّوب
(ضمام)
3 - (الإِمَام الْمعَافِرِي)
ضمام بن إِسْمَاعِيل الْمعَافِرِي الْمصْرِيّ الإِمَام قَالَ أَبُو حَاتِم(16/211)
كَانَ صَدُوقًا متعبداً قَالَ ابْن يُونُس ولد بأشموم وَمَات بالإسكندرية فَاتَتْهُ الصَّلَاة فِي جمَاعَة فألزم نَفسه أَن لَا يخرج من الْمَسْجِد إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان حَتَّى تخرج جنَازَته فَمَا أخرج حَتَّى مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة
(ضَمرَة)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
ضَمرَة بن غزيَّة بن عَمْرو بن عَطِيَّة بن النجار شهد أحدا مَعَ أَبِيه وَقتل يَوْم جسر أبي عبيد سنة أَربع عشرَة
3 - (الْخُزَاعِيّ)
ضَمرَة بن الْعيص بن ضَمرَة بن زنباع الْخُزَاعِيّ روى هشيم عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله تَعَالَى وَمن يخرج من بَيته مُهَاجرا إِلَى الله وَرَسُوله قَالَ كَانَ رجل من خُزَاعَة يُقَال لَهُ ضَمرَة بن الْعيص لما أمروا بِالْهِجْرَةِ وَكَانَ مَرِيضا فَأمر أَهله أَن يفرشوا لَهُ على سَرِيره ويحملوه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَفَعَلُوا فَأَتَاهُ الْمَوْت وَهُوَ بِالتَّنْعِيمِ فَنزلت الْآيَة وَقيل أَبُو ضَمرَة وَلَا يعرف لَهُ اسْم
3 - (أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي)
ضَمرَة بن ربيعَة أَبُو عبد الله الْقرشِي الدِّمَشْقِي نزل الرملة وَهُوَ مولى عَليّ بن أبي حَملَة وَعلي مولى عتبَة بن ربيعَة وَقيل مولى غَيره روى عَن عبد الله بن شَوْذَب وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة وَالثَّوْري وَالْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز والوليد بن مُسلم وَعلي بن أبي حَملَة وَغَيرهم وروى عَنهُ يحيى بن بكير ودحيم وَهِشَام بن عمار وَعبد الله بن ذكْوَان وَغَيرهم وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ ثِقَة إِلَّا أَن لَهُ غلطات وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
(ضَمْضَم)
3 - (البرجمي الشَّاعِر)
ضَمْضَم بن وهب أَبُو الشبل البرجمي الشَّاعِر ولد بِالْكُوفَةِ(16/212)
وَنَشَأ بِالْبَصْرَةِ وتأدب بهَا وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ كثير الْغَزل مَاجِنًا طيبا كثير النادرة قدم سر من رأى ومدح المتَوَكل على الله فَمن قَوْله فِيهِ
(أقبلي فالخير مقبل ... واتركي قَول الْمُعَلل)
(وثقي بالنجح إِذْ أَب ... صرت وَجه المتَوَكل)
(ملك ينصف يَا ظا ... لمتي مِنْك ويعدل)
(فَهُوَ الْغَايَة والمأ ... مول يرجوه المؤمل)
وَمن شعره
(عذيري من جواري الح ... ي إِذْ يرغبن عَن وَصلي)
(رأين الشيب قد ألب ... سني أبهة الكهل)
(فأعرضن وَقد كن ... إِذا قيل أَبُو الشبل)
(تساعين فرقعن ال ... كوى باالأعين النجل)
قلت جمعه الأول فِي بَيت وَاحِد فَقَالَ
(وَكن إِذا أبصرنني أَو سمعنني ... جريت فرقعن الكوى بالمحاجر)
3 - (الْبكْرِيّ النسابة)
أَبُو ضَمْضَم النسابة الْبكْرِيّ أحد بني عَمْرو بن مَالك بن ضبيعة يَنْتَهِي إِلَى بكر بن وَائِل قَالَ رؤبة بن العجاج أَتَيْنَا النسابة الْبكْرِيّ وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقَالَ من أَنْت يَا غُلَام قلت رؤبة بن العجاج قَالَ قصرت أَو قَالَ أقصرت وَعرفت فَمَا جَاءَ بك قلت الْعلم قَالَ لَعَلَّك كقوم عِنْدِي حدثتهم لم يفهموا وَإِن سكت لم يسْأَلُوا قلت أَرْجُو أَن لَا أكون مِنْهُم قَالَ فَمَا أَعدَاء الْمَرْء قلت أَخْبرنِي قَالَ بَنو عَم السوء إِن رَأَوْا خيرا دفنوه وَإِن رَأَوْا قبحاً أذاعوه ثمَّ قَالَ إِن للْعلم آفَة ونكداً وهجنة فآفته نسيانه ونكده الْكَذِب فِيهِ وهجنته نشره عِنْد غير أَهله ثمَّ ضرب بِيَدِهِ على صَدره ثمَّ قَالَ تاموري هَذَا لم أستودعه شَيْئا قطّ فَفَقَدته
النساب أَبُو بكر وَعمر بن الْخطاب وَأَبوهُ وجده نفَيْل بن عبد الْعُزَّى وَإِلَيْهِ تنافر عبد الْمطلب)
وَحرب بن أُميَّة فنفر عبد الْمطلب ثمَّ دَغْفَل بن حَنْظَلَة وَأَبُو ضَمْضَم وصبيح الْحَنَفِيّ والكيس النمري والنخار الْعَبْدي وَابْن الْقرْيَة هَؤُلَاءِ كلهم أُمِّيُّونَ
وَقيل لبي ضَمْضَم إِنَّك قد نسبت الْجِنّ وَالْإِنْس حَتَّى لَو قيل لَك انسب النَّمْل نسبتهم فَقَالَ أجل هم ثَلَاثَة أبطن وازر والذر وعقفان والذر النَّمْل الصغار وازر الَّتِي رَأسهَا كَبِير(16/213)
ومؤخرها صَغِير وعقفان الطوَال القوائم
(الألقاب)
أَبُو ضميرَة الْحِمْيَرِي مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه سعد
(ضوء الصَّباح)
3 - (الواعظة)
ضوء الصَّباح بنت الْمُبَارك بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن المعمر الْأنْصَارِيّ المدعوة خَاصَّة الْعلمَاء البغدادية أسمعها والدها من أبي الْقَاسِم ابْن الْحصين وَأبي غَالب ابْن الْبناء وأخيه يحيى وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن المرزمي وَابْن كادش وَغَيرهم وَكَانَت فاضلة صَادِقَة صَالِحَة حافظة لكتاب الله عز وَجل كَثِيرَة التِّلَاوَة تعقد مجْلِس وعظ فِي رباطها وَتَزَوجهَا الشَّيْخ أَبُو النجيب السهروردي وروى عَنْهَا أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَتُوفِّي قبلهَا بِثَلَاث وَعشْرين سنة وَتوفيت هِيَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
(الألقاب)
ضوء الصَّباح أُخْرَى اسْمهَا عَجِيبَة يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْعين مَكَانَهُ
(ضِيَاء)
3 - (وجيه الدّين الْمَنَاوِيّ)
ضِيَاء بن عبد الْكَرِيم وجيه الدّين الْمَنَاوِيّ اخبرني من لَفظه الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ عِنْده علم بالطب وَالْأَدب وَكَانَ أَصمّ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وجالسته بالمشهد وأنشدني من شعره مقطعات من ذَلِك قَوْله
(بروحي معبود الْجمال فَمَا لَهُ ... شَبيه وَلَا فِي حبه لي لائم)
(تثنى فَمَاتَ الْغُصْن من حسد لَهُ ... ألم تره ناحت عَلَيْهِ الحمائم)
وَمن شعره
(من كَانَ يشكو فِي الْفُؤَاد حرارة ... فَعَلَيهِ بالعطار غير مقصر)
(فِي ثغره مَاء اللِّسَان مروق ... عطر وَفِي وجناته الْورْد الطري)(16/214)
وَقَوله
(لَا غرو أَن صَاد قلبِي ... هَذَا الغزال الربيب)
(أشراك جفْنه هدب ... بهَا تصاد الْقُلُوب)
(وَفِيه أَوْصَاف حسن ... يروق فِيهَا النسيب)
(وطرفه المتنبي ... بِالسحرِ وَهُوَ حبيب)
وَقَوله
(قربت كاس الراح من خَدّه ... أزف معطاراً لمعطار)
(قَالَ لي الندمان هَذَا الَّذِي ... يسْعَى إِلَى الْجنَّة بالنَّار)
وَقَوله
(سَأَلت الْغُصْن لم تعرى شتاء ... وتبدو فِي الرّبيع وَأَنت كاسي)
(فَقَالَ لي الرّبيع على قدوم ... خلعت على البشير بِهِ لباسي)
وَقَوله
(قد دبق الْقلب بدبوقة ... وجن مِنْهَا فَهُوَ مفتون)
(وَاعجَبا للحب فِي فعله ... بشعرة قيد مَجْنُون)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نيروز بن زمور بن عَليّ)
الْقرشِي قَالَ أَنْشدني الْوَجِيه الْمَنَاوِيّ لنَفسِهِ
(جَاءَ من لحظه بِسحر مُبين ... بفتور فِي جفْنه وفتون)
(وثنى قده الصِّبَا فِي تثني ... هـ فواخجلة القنا والغصون)
(قمر بِعْت فِي هَوَاهُ رشادي ... بضلالي وَلست بالمغبون)
(لَا عَجِيب أَنِّي ضللت بلَيْل الش ... عر لَكِن تيهي بصبح الجبين)
(فِيهِ مَا تشْتَهي النُّفُوس من الْحس ... ن وتلتذه لحاظ الْعُيُون)
(سَالَ دمعي إِذْ سَالَ فِي خد من أه ... وى عذار كالمسك للتزيين)
(فعجبنا من سائلين غَنِي ... بنضار وَسَائِل مِسْكين)
(ويك يَا سعد ذَر قديم حَدِيث ... عَن أنَاس وخد حَدِيث شجون)
(كل حسن الْأَنَام دون الَّذِي أه ... وى وكل العشاق فِي الْحبّ دوني)
(قسما بالقدود نَالَتْ من الَّتِي ... هـ وَمَا فِي أَغْصَانهَا من لين)
(وسهام الألحاظ ترمي بهَا الأص ... داغ عَن قَوس حَاجِب كالنون)(16/215)
(ودلال الحبيب والوصل وَالَّتِي ... هـ وَحكم الْهوى بهَا من يَمِين)
(لَا تناسيت بالملام عهوداً ... أحكمت عقدهَا عَليّ يَمِيني)
(لَو تناسيتها لضاق مجالي ... فِي اعتذاري إِلَى وَفَاء وَدين)
(ضيغم)
3 - (أَبُو بكر الرَّاسِبِي العابد)
ضيغم بن مَالك الزَّاهِد العابد أَبُو بكر الرَّاسِبِي الْبَصْرِيّ اخذ عَن التَّابِعين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ ابْنه أَبُو غَسَّان مَالك وسيار بن حَاتِم وَأَبُو أَيُّوب مولى ضيغم بن مَالك قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل ضيغم(16/216)
(حرف الطَّاء)
(طابطا)
3 - (طابطا الْأَمِير)
طابطا الْأَمِير سيف الدّين أحد مقدمي الألوف بِدِمَشْق هُوَ وَالِد الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي والأمير سيف الدّين أسندمر والأمير سيف الدّين قراكز وَفد على الْبِلَاد لما حظي وَلَده يلبغا عِنْد الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون هُوَ وولداه الْمَذْكُورَان وَخرج مَعَ أَوْلَاده إِلَى الشَّام وَقدم إِلَى دمشق مَعَ وَلَده نَائِب الشَّام وَهُوَ مقدم ألف يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة وَلَده الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فِي حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهُوَ بطائين مهملتين بَينهمَا ألف وباء مُوَحدَة وَفِي آخِره ألف مَقْصُورَة ون أمره أَنه لما جرى لوَلَده مَا جرى وأمسكا بحماة وقيدا وجهزا إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَيَّام المظفر حاجي فَلَمَّا وصلا إِلَى قاقون تلقاهما الْأَمِير سيف الدّين منجك فأطلقهما إِلَى القلعة وأفراد فِي بَيْتَيْنِ ثمَّ أركب الْأَمِير سيف الدّين طابطا على الْبَرِيد وَسَارُوا بِهِ إِلَى مصر وَذبح وَلَده بعده وَأما هُوَ فَجهز إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واعتقل بهَا فَلَمَّا خلع المظفر وَتَوَلَّى الْملك النَّاصِر حسن ابْن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد أفرج عَنهُ وَأطْلقهُ من الاعتقال فَكَانَت مقَامه فِي الْحَبْس ثَلَاثَة أشهر تَقْرِيبًا وَأَفْرج عَنهُ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ جهز إِلَى حلب فَكَانَ بهَا مُقيما وَهُوَ أَمِير طلبخاناه إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي صفر سنة خمسين وَسَبْعمائة
(طاجار)
3 - (طاجار الدوادار الناصري)
طاجار الْأَمِير سيف الدّين المارداني الدوادار الناصري ولاه أستاذه الدوادارية بعد خوشداشه الْأَمِير سيف الدّين بغا وَقد تقدم فِي حرف(16/217)
الْبَاء فِي مَكَانَهُ بعناية القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله وعناية شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرا وَكرها سيف الدّين بغا وتوهما أَنه يكن طوع مَا يحاولانه أَو يرومانه فَمَا كَانَ إِلَّا أَن كبر وذاق طعم الْوَظِيفَة فعاملهما بضد مَا توهماه فِيهِ وأملاه مِنْهُ وَأمره السُّلْطَان طلبخاناه وَقَالَ لَهُ والك يَا طاجار مَا كَانَ دوادار أَمِير مائَة قطّ وَأَنا أُعْطِيك إمرة مائَة فَاجْعَلْ بالك مني واقض أشغالك فِي ضمن أشغالي وَلَا تقض أشغالي فِي ضمن أشغالك وَإِذا دفع إِلَيْك أحد شَيْئا من الذَّهَب برطيلاً أحضرهُ إِلَى كاتبي النشو وجهزه السُّلْطَان مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الساقي لما أخرجه إِلَى صفد نَائِبا فَأعْطَاهُ على مَا قيل مائَة ألف دِرْهَم وَجَاء إِلَى عِنْد الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام فَأعْطَاهُ جملَة وَكَانَ بمرج الغسولة فَقَالَ لما رأى خام الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَالله هَذَا الخام مَا هُوَ للسُّلْطَان وَكَانَ تنكز إِذا طلع إِلَى المرج الْمَذْكُور يَأْخُذ حريمه مَعَه وَهن جواري تسع موطوءات وَيضْرب لَهُنَّ شقة كَبِيرَة يحْشر خامهن فِيهَا فَبلغ ذَلِك تنكز فَكَانَ سَبَب الوحشة بَينهمَا ثمَّ إِنَّه حضر إِلَى الشَّام بعْدهَا خمس سِتّ مَرَّات وَقد جرى فِي تَرْجَمَة تنكز ذكر مَا اتّفق لَهُ مَعَه عِنْد إِمْسَاكه ثمَّ إِنَّه حضر صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين بشتاك لما حضر للحوطة على مَوْجُود تنكز وَعَاد إِلَى مصر فَلَمَّا توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر تمكن من وَلَده السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أبي بكر فَيُقَال إِنَّه حسن لَهُ إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين قوصون فَلَمَّا استشعر قوصون بذلك خلع الْمَنْصُور ورتب أَخَاهُ الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كجك وامسك سيف الدّين طاجار وَجَمَاعَة وجهزه إِلَى اسكندريه فَقتل مَعَ الْأَمِير سيف الدبن بشتاك فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ كثير اللّعب يخرج من قُدَّام السُّلْطَان وَينزل إِلَى الْقَاهِرَة ويحضر السماع وَكَانَ عَلَيْهِ حَرَكَة فِي السماع لَا يمل من الرقص وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين بشتاك يكرههُ وَيَضَع مِنْهُ عِنْد السُّلْطَان وَحصل أَمْوَالًا كَثِيرَة يُقَال إِنَّه لما أمسك حمل من بَيته سِتَّة صناديق ذَهَبا وَكَانَ السُّلْطَان قد زوجه ببنت الْأَمِير عَليّ الدّين مغلطاي الجمالي الْوَزير وَكَانَت أَولا زَوْجَة خضر ابْن الْأَمِير عَلَاء الدّين)
الطنبغا الْحَاجِب نَائِب حلب فَلَمَّا توفّي عَنْهَا تزوج بهَا طاجار الْمَذْكُور وَهُوَ الَّذِي عمر الخان الَّذِي بجينين وَعمر الْحَوْض الَّذِي فِي طَرِيق غَزَّة للسبيل
(طَارق)
3 - (ابْن عبد الله الْمحَاربي)
طَارق بن عبد الله الْمحَاربي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَهُوَ(16/218)
فِي عداد أهل الْكُوفَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ
3 - (ابْن شهَاب الأحمسي)
طَارق بن شهَاب الأحمسي البَجلِيّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ حَدِيثا وَاحِدًا وغزا غير مرّة فِي خلَافَة الصّديق وروى عَن أبي بكر وَعمر وبلال وخَالِد بن الْوَلِيد وَعُثْمَان وَعلي وَابْن مَسْعُود وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْأَشْجَعِيّ)
طَارق بن أَشْيَم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ وَالِد مَالك الْأَشْجَعِيّ وَاسم أبي مَالك سعد بن طَارق روى عَنهُ ابْنه أَبُو مَالك يعد فِي الْكُوفِيّين وذكرته طَائِفَة فِي الصَّحَابَة
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
طَارق بن سُوَيْد الْحَضْرَمِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه فِي الشَّرَاب يَعْنِي الْخمر قَالَ ابْن عبد الْبر إِسْنَاده صَحِيح قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِن بأرضنا أعناباً نعتصرها أفنشرب مِنْهَا قَالَ لَا قلت إِنَّا نستشفي مِنْهَا للْمَرِيض قَالَ لَيْسَ بالشفاء وَلكنه دَاء
3 - (ابْن زِيَاد الصَّحَابِيّ)
طَارق بن زِيَاد الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد سماك بن حَرْب عَن ثَوْبَان بن سَلمَة عَن طَارق قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِن لنا كرماً وَنَخْلًا الحَدِيث(16/219)
3 - (طَارق بن شريك)
طَارق بن شريك الصَّحَابِيّ لَهُ حَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر أخْشَى أَن يكون مُرْسلا لنه قد روى عَن فَرْوَة بن نَوْفَل روى عَنهُ زِيَاد بن علاقَة وَعبد الْملك بن عُمَيْر يعد فِي الْكُوفِيّين
3 - (طَارق بن المرقع)
)
طَارق بن المرقع روى عَنهُ عَطاء وَابْنه عبد الله بن طَارق فِي صحبته نظر قَالَ ابْن عبد الْبر أخْشَى أَن يكون حَدِيثه فِي موَات الأَرْض مُرْسلا
3 - (الْبَرْبَرِي)
طَارق بن زِيَاد الْبَرْبَرِي مولى مُوسَى بن نصير فاتح الأندلس ولاه مَوْلَاهُ طنجة وأعمالها وغليه ينْسب جبل طَارق الَّذِي بالغرب يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي تَرْجَمَة مَوْلَاهُ مُوسَى بن نصير فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ فليكشف من هُنَاكَ
(الألقاب)
الطارقي الشَّاعِر اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد
ابْن طازاد الْكَاتِب اسْمه وهب بن إِبْرَاهِيم
(طاز)
3 - (الْأَمِير سيف الدّين)
طاز الْأَمِير سيف الدّين أَمِير مجْلِس اشْتهر ذكره فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن النَّاصِر مُحَمَّد وَلم يزل أَمِيرا إِلَى أَن خلع الْكَامِل بن شعْبَان وأقيم المظفر حاجي وَكَانَ أحد السِّتَّة الْأُمَرَاء الَّذين لَهُم المشورة وَلما خلع وأقيم النَّاصِر حسن كَانَ لَهُ وجاهة وعظمة وَهُوَ الَّذِي أمسك الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس فِي الْحجاز وَهُوَ الَّذِي أمسك الْملك الْمُجَاهِد سيف الْإِسْلَام عَليّ ابْن الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن على جبل عَرَفَات وَقَيده وأحضره إِلَى مصر وَهُوَ الَّذِي قَامَ فِي نوبَة النَّاصِر حسن لما خلع وأجلس الْملك الصَّالح ابْن النَّاصِر مُحَمَّد على كرْسِي الْملك وَهُوَ الَّذِي قَامَ على مغلطاي أَمِير آخور ومنكلي بغا الفخري لما ركبا إِلَى قبَّة النَّصْر وخرجا على الْملك الصَّالح بعد أَرْبَعَة فهرب الصَّالح(16/220)
وَدخل إِلَى والدته بنت الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَالْتزم لَهَا بِهِ وَأَخذه وَركبهُ وَتوجه بِهِ ورزقهما النَّصْر على الْمَذْكُورين وَهُوَ الَّذِي سعى فِي إِخْرَاج المقدمين الْأُمَرَاء المعتقلين الَّذين أَمْسكُوا فِي نوبَة الْوَزير منجك وبدا مِنْهُ كل خير وَنَصره الله فِي كل موطن إِلَى آخر وَقت وَكَانَ فِي درب الْحجاز يلبس عباءة وزربولاً ويخفي نَفسه وَيدخل فِي طلب بيبغا آروس ويتجسس على أخباره فَلَمَّا خرج بيبغا من الْحَبْس وَوصل إِلَى حلب نَائِبا وحدثته نَفسه بِالْخرُوجِ على الدولة وَفَشَا هَذَا الْأَمر وَزَاد وَلما وصل بيبغا إِلَى دمشق جهز قطلوبك الْفَارِسِي إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي وَهُوَ على لد يَقُول)
لَهُ مَا لي غَرِيم دون الْمُسلمين وَالسُّلْطَان إِلَّا أَنْت وطاز وَلما بلغ ذَلِك الْأَمِير سيف الدّين طاز قَالَ قد رضيت وجهز يَقُول لَهُ أَنا أمسكتك فِي درب الْحجاز وَحَجَجْت بك وَمَا مكنت أحدا من أذاك وأخرجتك من الْحَبْس وأعطيتك نِيَابَة حلب وَأَنت فتعرفني جيدا وَأَنا وَاصل إِلَيْك إِن أردْت بارزتك وحدي وَإِن أردْت أَنا وطلبي وَأَنت وطلبك وَلَا حَاجَة إِلَى قتال الْمُسلمين وَسَفك دِمَائِهِمْ وَلما وصل الْأَمِير سيف الدّين طاز إِلَى غَزَّة ثمَّ اجْتمع بالأمير سيف الدّين أرغون الكاملي وتوجها إِلَى بيبغا آروس وبلغه الْخَبَر هرب وتفرق شَمل من كَانَ مَعَه من العساكر وساقا وَرَاءه إِلَى حلب وَقلت أَنا فِي ذَلِك
(قلت إِذْ بيبغا أَرَادَ خُرُوجًا ... وَهُوَ يدْرِي غَرِيمه فِي الْحجاز)
(بيبغا بيبغا طوير ضَعِيف ... وَعَلِيهِ من طاز قد طَار بازي)
(طاشتكين)
3 - (المستنجدي)
طاشتكين الْأَمِير الْكَبِير مجد الدّين أَبُو سعيد المستنجدي ثمَّ صَار لوَلَده المستضيء وَولي إمرة ركب الْعرَاق سِنِين عديدة وَولي الْحلَّة المزيدية وَولي تستر وخوزستان وَكَانَ سَمحا كَرِيمًا حسن السِّيرَة وافر الحشمة شجاعاً حَلِيمًا وَكَانَ شِيعِيًّا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة
وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام يمْضِي عَلَيْهِ الْأُسْبُوع وَلَا يتَكَلَّم اسْتَغَاثَ إِلَيْهِ رجل يَوْمًا فَلم يكلمهُ فَقَالَ الرجل الله كلم مُوسَى فَقَالَ وَأَنت مُوسَى فَقَالَ لَهُ الرجل أحمار أَنْت فَقَالَ طاشتكين لَا وَفِي قلَّة كَلَامه يَقُول ابْن التعاويذي
(وأمير على الْبِلَاد مولى ... لَا يُجيب الشاكي بِغَيْر السُّكُوت)
(كلما زَاد رفْعَة حطنا الل ... هـ بتغفيله إِلَى البهموت)(16/221)
وَقَامَ يَوْمًا إِلَى الْوضُوء فَحل حياصته وَتركهَا مَوْضِعه وَكَانَت تَسَاوِي خَمْسمِائَة دِينَار فسرقها فرَاش وَهُوَ يُشَاهِدهُ فَقَالَ أستاذداره اجْمَعُوا الفراشين وهاتوا المعاصير فَقَالَ لَهُ طاشتكين لَا تعاقب أحدا فَالَّذِي أَخذهَا مَا يردهَا وَالَّذِي رَآهُ مَا يغمز عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة رُؤِيَ على ذَلِك الْفراش ثِيَاب جميلَة وبزة ظَاهِرَة فاستدعاه سرا وَقَالَ لَهُ بحياتي هَذِه من تِلْكَ فَخَجِلَ فَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك فاعترف فَلم يُعَارضهُ وَكَانَ طاشتكين قد جَاوز تسعين سنة فاستأجر أَرضًا وَقفا مُدَّة ثَلَاثمِائَة سنة على جَانب دجلة ليعمرها دَارا وَكَانَ فِي بَغْدَاد رجل مُحدث)
يحدث فِي الْحلق فَقَالَ يَا أَصْحَابنَا يهنئكم مَاتَ ملك الْمَوْت قَالُوا وَكَيف فَقَالَ طاشتكين عمره تسعون سنة وَقد اسْتَأْجر أَرضًا ثَلَاثمِائَة سنة فَلَو لم يعلم أَن ملك الْمَوْت قد مَاتَ مَا فعل هَذَا فتضاحك النَّاس وَتُوفِّي بششتر وَأوصى أَن يحمل إِلَى مشْهد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَحمل فِي تَابُوت وَدفن هُنَاكَ
(طَالب)
3 - (ابْن أبي طَالب)
طَالب ابْن آبي طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف استكرهه الْمُشْركُونَ يَوْم بدر على الْخُرُوج لقِتَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
(يَا رب إِمَّا خَرجُوا بطالب ... فِي مقنب من هَذِه المقانب)
(فِي نفر مقَاتل محَارب ... فَلْيَكُن المسلوب غير السالب)
والراجع المغلوب غير الْغَالِب وَله قصيدة مدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا
(ومحض بني هَاشم أَحْمد ... رَسُول المليك على فتره)
(كريم الْمشَاهد سمح البنان ... إِذا ضن ذُو الْجُود والقدره)
(عفيف تَقِيّ نقي الردا ... طهير السَّرَاوِيل والوزره)
(وأشوس كالليث لم يَنْهَهُ ... لَدَى الْحَرْب زَجْرَة ذِي الزجره)
(فكم من صريع لَهُ قد ثوى ... طَوِيل التأوه والزفره)
3 - (النَّحْوِيّ)
طَالب بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو أَحْمد اخذ عَن أبي بكر مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي وَمَات سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة فِي خلَافَة الْقَادِر(16/222)
3 - (النَّحْوِيّ)
طَالب بن مُحَمَّد بن نشيط أَبُو أَحْمد النَّحْوِيّ يعرف بِابْن السراج أَخذ عَن ابْن الْأَنْبَارِي وَله كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو وَكتاب عُيُون الْأَخْبَار وفنون الْأَشْعَار
(الألقاب)
أَبُو طَالب الْمَكِّيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ)
طَالب الْحق الإباضي عبد الله بن يحيى
(طالوت)
3 - (الصَّيْرَفِي)
طالوت بن عباد الصَّيْرَفِي لَهُ نُسْخَة روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ويكنى أَبَا عُثْمَان روى عَن فضال بن جُبَير عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَعَن الرّبيع بن مُسلم وَحَمَّاد بن سَلمَة وَحُذَيْفَة وَسَعِيد بن إِبْرَاهِيم وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَمِمَّنْ روى عَنهُ عَبْدَانِ الْأَهْوَازِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ
(الألقاب)
الطَّالقَانِي الشَّافِعِي احْمَد بن إِسْمَاعِيل
(طان يرق)
3 - (نَائِب حماة)
كَانَ يرق الْأَمِير سيف الدّين أول مَا ظهر وشاع ذكره فِي أَيَّام الْملك المظفر حاجي كَانَ عِنْده مكيناً وَحضر فِي أَيَّامه إِلَى حلب وَكتب على يَده الْملك المظفر إِلَى الْأَمِير سيف الدّين يلبغا وَهُوَ فِي الشَّام نَائِب إننا قد تراهنا نَحن والخاصكية الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا وَغَيره أَنه إِن حضر إِلَيْك أَن تضربه وَقَالَ الْمشَار إِلَيْهِم إِنَّك مَا تضربه فَلَا تدعنا نغلب مَعَه وَحضر على يَده كتب الْمَذْكُورين أَنه إِن ضربه تكن خُفْيَة فَمَا أمكن يلبغا إِلَّا ضربه خُفْيَة ضربا يَسِيرا خَفِيفا وَلم يزل أَمِيرا ثمَّ كبر وَزَاد عَظمَة فِي أَيَّام النَّاصِر حسن(16/223)
وَأَيَّام الْوَزير منجك وَلما أمسك الْوَزير أسندمر الْعمريّ نَائِب حماة إِلَى مصر وجهز الْأَمِير سيف الدّين طان يرق إِلَى حماة نَائِبا فوصل إِلَى دمشق فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشر شهر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَخرج إِلَى حماة فِي نَهَاره وَأقَام بحماة نَائِبا إِلَى أَن رسم للأمير سيف الدّين أرغون الكاملي بنيابة دمشق فرسم للأمير سيف الدّين كَانَ يرق بالحضور إِلَى دمشق وَالْإِقَامَة بهَا فوصل إِلَيْهَا فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا بطالاً لَازِما بَيته فَلَمَّا تحرّك بيبغا آروس وَأَرَادَ الْحُضُور إِلَى دمشق توجه الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي بعسكر الشَّام إِلَى لد وَأخذ الْأَمِير سيف الدّين كَانَ يرق مَعَه إِلَى لد وَكتب إِلَى السُّلْطَان فِي مَعْنَاهُ فجَاء الْأَمِير عز الدّين طقطاي الدوادار إِلَى لد وَمَعَهُ تَقْلِيد الْأَمِير سيف الدّين كَانَ يرق)
بنيابة حماة وتشريفه فلبسه بلد وَأقَام إِلَى أَن حضر السُّلْطَان وَدخل دمشق صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين طاز ثمَّ توجه مَعَ العساكر إِلَى حلب وَلما عَادوا دخل إِلَى حماة وَأقَام بهَا على مَا رسم لَهُ بِهِ من نيابتها وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة
(طَاهِر)
3 - (أَبُو الْحُسَيْن الطَّبِيب)
طَاهِر بن إِبْرَاهِيم السجْزِي الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن كَانَ طَبِيبا فَاضلا عَالما بصناعة الطِّبّ خَبِيرا بهَا متميزاً فِيهَا لَهُ كتاب إِيضَاح منهاج محجة العلاج أَلفه للْقَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن حمويه كتاب شرح الْبَوْل والنبض تَقْسِيم كتاب الْفُصُول لأبقراط
3 - (ابْن بابشاذ النَّحْوِيّ)
طَاهِر بن أَحْمد بن بابشاذ أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ أحد الْأَئِمَّة فِي هَذَا الشَّأْن والأعلام فِي عُلُوم الْعَرَبيَّة وفصاحة اللِّسَان توفّي بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة ارْبَعْ وَخمسين ورد الْعرَاق تَاجِرًا فِي اللُّؤْلُؤ وَأخذ عَن علمائها وَرجع إِلَى مصر واستخدم فِي ديوَان الرسائل متأملاً يتَأَمَّل مَا يخرج من الدِّيوَان من الْإِنْشَاء وَيصْلح مَا يرَاهُ من الْخَطَأ فِي الهجاء أَو فِي النَّحْو أَو فِي اللُّغَة وَكَانَ لَهُ حَلقَة أشغال بِجَامِع مصر ثمَّ إِنَّه تزهد وَانْقطع وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَنه كَانَ جَالِسا يَأْكُل فَجَاءَهُ سنور فَوقف(16/224)
بَين يَدَيْهِ فَكَانَ إِذا ألْقى إِلَيْهِ شَيْئا من الطَّعَام لَا يَأْكُلهُ ويحمله ويمضي وَكثر ذَلِك مِنْهُ فَتَبِعَهُ يَوْمًا لينْظر أَيْن يذهب بِمَا يطعه فَإِذا هُوَ يحملهُ إِلَى مَوضِع مظلم فِي دَاره وَفِيه سنورة أُخْرَى عمياء فيلقيه إِلَيْهَا فتأكله فَعجب من ذَلِك وَقَالَ فِي نَفسه إِن الَّذِي سخر هَذَا السنور لهَذِهِ ليجيئها بقوتها وَلم يهمله قَادر على أَن يغنيني عَن هَذَا الْعَالم فَلَزِمَ مَنَارَة الْجَامِع بِمصْر وَخرج بعض اللَّيَالِي ليمشي فِي غَرَض عرض لَهُ وَاللَّيْل مقمر وَفِي عَيْنَيْهِ بَقِيَّة من النّوم فَسقط من المنارة إِلَى سطح الْجَامِع وَمَات
وَله شرح الْجمل للزجاجي وَكتاب المحسبة فِي النَّحْو وَشرح المحسبة وَتَعْلِيق فِي النَّحْو يُقَارب خَمْسَة عشر مجلداً سَمَّاهَا تلامذته بعده تَعْلِيق الغرفة
3 - (أَبُو مُحَمَّد النجار)
طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي أَبُو مُحَمَّد يعرف بالنجار أديب فَاضل متفنن لَهُ تصانيف)
جمة فِي عدَّة فنون وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ علم الْكَلَام توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
3 - (الخشوعي)
طَاهِر بن بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالخشوعي سمع أَبَا الْقَاسِم الحنائي وَأَبا الْحُسَيْن ابْن مكي وَعبد الدَّائِم الْهِلَالِي والكناني والخطيب وطبقتهم كَانَ جده الْأَعْلَى يؤم بِالنَّاسِ فَتوفي فِي الْمِحْرَاب فسموا بالخشوعيين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
3 - (الْجَصَّاص)
طَاهِر بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الهمذاني الْجَصَّاص الزَّاهِد كَانَ كَبِير الْقدر صَاحب كرامات بَالغ شيرويه فِي تَطْوِيل تَرْجَمته وَكَانَ يقْرَأ الْإِنْجِيل والتوراة وَالزَّبُور وَيعرف تَفْسِيرهَا قَالَ شيرويه سَمِعت الْخَطِيب يَقُول دخلت على طَاهِر الْجَصَّاص وَوضعت بن يَدَيْهِ تيناً فناولته تينة وَقلت أَيهَا الشَّيْخ اقْطَعْ هَذِه التينة بأسنانك وَلم يبْق فِي فَمه سنّ فَجعل يمصها ويلوكها حَتَّى لانت وَأمكنهُ قطعهَا وَأكل نصفهَا وَوضع نصفهَا فِي فمي فَكَأَنِّي وجدت فِي نَفسِي من رِيقه فَبت تِلْكَ اللَّيْلَة كَأَن آتِيَا أَتَانِي فَاخْرُج قلبِي من جوفي من غير ألم وَلَا وجع فَلَمَّا شاهدت قلبِي كَأَنَّهُ قنديل وَسَبْعَة عشر سِرَاجًا فَقَالَ هَذَا من ذَلِك اللعاب وقبره يزار ويعظم وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
3 - (الْبَنْدَنِيجِيّ)
طَاهِر بن الْحُسَيْن أَبُو الْوَفَاء الْبَنْدَنِيجِيّ الهمذاني كَانَ شَاعِرًا لَهُ(16/225)
معرفَة تَامَّة بالنحو واللغة وَالْعرُوض مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَلم يمدح أحدا لابتغاء جَائِزَة وَمن شعره
(ألما نقبل مرج ذَا الشادن الألمى ... ونسقيه من مَاء الجفون وَإِن أظما)
(وَلَا تعذلاني فِي الرسوم فَإِنَّهَا ... تغادرني من حب ساكنها رسما)
(رعى الله أيامي بأسنمة النقا ... وعهداً مضى كَالْحلمِ واهاً لَهُ حلما)
(فَلَو عَاد ذَاك الدَّهْر شخصا ممثلاً ... لتعبته ضماً وأفنيته لثما)
وَمِنْهَا
(وَإِنِّي وَإِن ضن الخليط بوصله ... صرمت فَلم أتبعه حمداً وَلَا ذما)
(سجية طب بِالزَّمَانِ وَأَهله ... رعى نبته لساً وعيدانه عجما)
)
(إِذا مَا صفا ود الزَّمَان لصَاحب ... صفا ود أَبنَاء الزَّمَان لَهُ رغما)
(ويأنف لي أَن أحمل الضيم صَاحب ... إِذا مَا عَنَّا أَمر رضيت بِهِ حكما)
(أَخ أخلصته الْهِنْد لي حِين وقفت ... فأشبهني رَأيا وأشبهته عزما)
(إِذا مَا مضى لم تحفز الْبيض هَامة ... وَلم تمنع الأدراع من حَده جسما)
(وَمَا السَّيْف يَوْم الروع إِلَّا كغمده ... إِذا لم يكن كالسيف حامله شهما)
قلت شعر متوسط
3 - (القواس الْحَنْبَلِيّ)
طَاهِر بن الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو الْوَفَاء القواس الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة اشْتهر بالديانة الْكَامِلَة والنزاهة والعفة والورع وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة اعْتكف فِي مَسْجده خمسين سنة يواصل الصَّلَاة وَالصِّيَام وَيقْرَأ عَلَيْهِ الْفِقْه ويفتي النَّاس وَيحدث إِلَى أَن مَاتَ قَرَأَ بالروايات على أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الحمامي وَالْفِقْه على القَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء ولازمه حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف ودرس المختصرات من تواليفه
3 - (غُلَام الْمَأْمُون)
طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن رُزَيْق بن ماهان وَفِي مَا بعد(16/226)
مُصعب اخْتِلَاف كَانَ جده رُزَيْق مولى طَلْحَة الطلحات الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ طَاهِر هَذَا من أكبر أعوان الْمَأْمُون وسيره من مرو كرْسِي خُرَاسَان لما كَانَ بهَا الْمَأْمُون لمحاربة أَخُوهُ الْأمين والوقعة مَشْهُورَة تقدم لَهَا بعض ذكر فِي تَرْجَمَة الْأمين مُحَمَّد بن هَارُون الرشيد وسير الْأمين أَبَا يحيى عَليّ بن عِيسَى بن ماهان لدفع طَاهِر عَنهُ فتواقعا وَقتل عَليّ فِي المعركة وسير طَاهِر بالْخبر إِلَى الْمَأْمُون إِلَى مرو وَكَانَت الْوَقْعَة بِالريِّ وَبَينهمَا نَحْو مِائَتَيْنِ وَخمسين فرسخاً فَسَار الْكتاب لَيْلَة الْجُمُعَة وَلَيْلَة السبت وَلَيْلَة الْأَحَد وَوَصله الْخَبَر يَوْم الْأَحَد وَوصل الْخَبَر إِلَى بَغْدَاد بقتل عَليّ بن عِيسَى وَتقدم طَاهِر إِلَى بَغْدَاد وَأخذ مَا فِي طَرِيقه من الْبِلَاد وحاصر بَغْدَاد وسير طَاهِر إِلَى الْمَأْمُون يَسْتَأْذِنهُ فِي أَخِيه مَا يَفْعَله بِهِ إِذا ظفر بِهِ فَبعث إِلَيْهِ بقميص غير مقور فَعلم أَنه يُرِيد قَتله فَعمل على ذَلِك وَحمل رَأسه إِلَى الْمَأْمُون فَكَانَ الْمَأْمُون يرعاه لخدمته ومناصحته وَكَانَ يُسَمِّيه ذَا اليمينين لِأَنَّهُ ضرب شخصا فِي وَاقعَة عَليّ)
ابْن عِيسَى بن ماهان فَقده نِصْفَيْنِ وَكَانَت الضَّرْبَة بشمالهن وَقَالَ فِيهِ الشَّاعِر كلتا يَديك يَمِين حِين تضربه وَكَانَ طَاهِر أَعور وَفِي طَاهِر يَقُول عَمْرو بن بانة
(يَا ذَا اليمينين وَعين وَاحِدَة ... نُقْصَان عين وَيَمِين زَائِدَة)
وَكَانَ قد احْتَاجَ إِلَى الْأَمْوَال عِنْد محاصرة بَغْدَاد فَكتب إِلَى الْمَأْمُون يطْلبهَا فَكتب إِلَيْهِ إِلَى خَالِد بن جيلويه الْكَاتِب ليقرضه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَامْتنعَ خَالِد من ذَلِك فَلَمَّا أَخذ طَاهِر بَغْدَاد أحضر خَالِدا وَقَالَ لأَقْتُلَنك شَرّ قتلة فبذل من المَال شَيْئا كثيرا فَلم يقبله مِنْهُ فَقَالَ خَالِد قد قلت شَيْئا فاسمعه ثمَّ شَأْنك وَمَا أردْت فَقَالَ طَاهِر هَات فأنشده
(زَعَمُوا بِأَن الصَّقْر صَادف مرّة ... عُصْفُور بر سَاقه الْمَقْدُور)
(فَتكلم العصفور تَحت جنَاحه ... والصقر منقض عَلَيْهِ يطير)
(مَا كنت يَا هَذَا لمثلك لقْمَة ... وَلَئِن شويت فإنني لحقير)
(فتهاون الصَّقْر المدل بصيده ... كرماً فَأَفلَت ذَلِك العصفور)
فَقَالَ طَاهِر أَحْسَنت وَعَفا عَنهُ ويحكى أَن إِسْمَاعِيل بن جرير البَجلِيّ كَانَ مداحاً لطاهر فَقيل لَهُ إِن إِسْمَاعِيل يسرق الشّعْر يمدحك بِهِ فَأحب طَاهِر امتحانه فَقَالَ لَهُ لتهجوني فَامْتنعَ فألزمه بذلك فَكتب إِلَيْهِ(16/227)
(رَأَيْتُك لَا ترى إلاَّ بعينٍ ... وعينُك لَا ترى إلاَّ قَلِيلا)
(فَأَما إِذْ أصبت بفرد عين ... فَخذ من عَيْنك الْأُخْرَى كَفِيلا)
(فقد أيقنت أَنَّك عَن قريب ... بِظهْر الْغَيْب تلتمس السبيلا)
فَقَالَ لما وقف عَلَيْهَا احذر أَن تنشدها أحدا ومزق الورقة
وَلما اسْتَقل الْمَأْمُون بِالْأَمر بعد قتل أَخِيه كتب لطاهر بن الْحُسَيْن وَهُوَ مُقيم بِبَغْدَاد بِأَن يسلم إِلَى الْحسن بن سهل جَمِيع مَا افتتحه من الْبِلَاد وَهِي الْعرَاق وبلاد الْجَبَل وَفَارِس والأهواز والحجاز واليمن ون يتَوَجَّه هُوَ إِلَى الرقة وولاه الْموصل وبلاد الجزيرة الفراتية وَالشَّام وَالْمغْرب وَذَلِكَ فِي بَقِيَّة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ الْمَأْمُون قد ولاه خُرَاسَان فوردها سنة سِتّ وَقيل سنة خمس وَمِائَتَيْنِ واستخلف ابْنه طَلْحَة هَكَذَا قَالَ السلَامِي فِي أَخْبَار وُلَاة خُرَاسَان وَقَالَ غَيره إِنَّه خلع طَاعَة الْمَأْمُون وَجَاءَت كتب الْبَرِيد من خُرَاسَان تَتَضَمَّن ذَلِك)
فقلق الْمَأْمُون قلقاً زَائِدا ثمَّ جَاءَتْهُ كتب الْبَرِيد ثَانِي يَوْم أَنه أَصَابَته عقيب مَا خلع الطَّاعَة حمى فَوجدَ فِي فرَاشه مَيتا
وَحكي أَن طَاهِرا دخل يَوْمًا على الْمَأْمُون فِي حَاجَة فقضاها وَبكى الْمَأْمُون حَتَّى اغرورقت عَيناهُ بالدموع فَقَالَ طَاهِر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم تبْكي لَا أبكى الله عَيْنك وَقد دَانَتْ لَك الدُّنْيَا وَبَلغت الْأَمَانِي فَقَالَ أبْكِي لَا عَن ذل وَلَا عَن حزن وَلَكِن لَا تَخْلُو نفس من شجن فَاغْتَمَّ طَاهِر وَقَالَ لحسين الْخَادِم وَكَانَ يحجب الْمَأْمُون فِي خلواته أُرِيد أَن تسْأَل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن سَبَب بكائه وانفذ طَاهِر للخادم مِائَتي ألف دِرْهَم فَلَمَّا كَانَ الْمَأْمُون فِي بعض خلواته وَهُوَ طيب الخاطر سَأَلَهُ حُسَيْن الْخَادِم عَن سَبَب بكائه ذَلِك الْيَوْم فَقَالَ هُوَ أَمر إِن خرج من رَأسك أَخَذته فَقَالَ يَا سَيِّدي وَمَتى بحت لَك بسر فَقَالَ إِنِّي ذكرت مُحَمَّدًا أخي وَمَا ناله من الذلة فخنقتني الْعبْرَة وَلنْ يفوت طَاهِرا مني مَا يكره فاخبر حُسَيْن طَاهِرا بذلك فَركب طَاهِر إِلَى أَحْمد بن آبي خَالِد فَقَالَ إِن الثَّنَاء مني لَيْسَ برخيص وَإِن الْمَعْرُوف عِنْدِي لَيْسَ بضائع فأعني على الْمَأْمُون وغيبني عَنهُ فَركب ابْن أبي خَالِد إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ إِنِّي لم أنم البارحة قَالَ وَلم قَالَ لِأَنَّك وليت خُرَاسَان غَسَّان وَهُوَ وَمن مَعَه أَكلَة رَأس وأخاف أَن يصطلمه مصطلم فَقَالَ الْمَأْمُون فَمن ترى قَالَ طَاهِر فَقَالَ هُوَ جَائِع فَقَالَ أَنا ضَامِن فَدَعَا بِهِ الْمَأْمُون وَعقد لَهُ لِوَاء على خُرَاسَان من سَاعَته وَأهْدى لَهُ خَادِمًا كَانَ رباه وَأمره إِن رأى مِنْهُ مَا يرِيبهُ أَن يسمه فَلَمَّا تمكن طَاهِر من الْولَايَة قطع الْخطْبَة لِأَنَّهُ صعد الْمِنْبَر وخطب يَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا بلغ ذكر الْخَلِيفَة أمسك فَكتب إِلَى الْمَأْمُون بذلك على خيل الْبَرِيد وَأصْبح طَاهِر يَوْم السبت مَيتا فَكتب إِلَيْهِ بذلك فوصلت الخريطة الأولى إِلَى الْمَأْمُون فَدَعَا أَحْمد بن أبي خَالِد وَقَالَ اشخص الْآن فأت بِهِ كَمَا ضمنته وأكرهه(16/228)
على الْمسير فِي يَوْمه ثمَّ بعد شَدَائِد أذن لَهُ فِي الْمبيت ثمَّ وافت الخريطة الثَّانِيَة فِي يَوْمه بِمَوْتِهِ قيل إِن الْخَادِم سمه فِي كامخ ثمَّ إِن الْمَأْمُون اسْتخْلف وَلَده طَلْحَة على خُرَاسَان قيل إِنَّه خَليفَة بهَا لِأَخِيهِ عبد الله بن طَاهِر
وَكَانَت وَفَاة طَاهِر بن الْحُسَيْن سنة سبع وَمِائَتَيْنِ بمرو ومولده سنة تسع وَخمسين وَمِائَة
وَكَانَ أَفْرَاد الْعَالم وَقع يَوْمًا بصلات بلغت ألف ألف وَسَبْعمائة دِرْهَم وَقيل لطاهر بِبَغْدَاد لما بلغ مَا بلغ لِيَهنك مَا أَدْرَكته من هَذِه الْمنزلَة الَّتِي لم يُدْرِكهَا أحد من نظرائك بخراسان فَقَالَ)
لَيْسَ يهنأني ذَلِك لِأَنِّي لَا أرى عَجَائِز بوشتج يتطلعن من أعالي سطوحهن إِذا مَرَرْت بِهن وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ ولد بهَا وَنَشَأ فِيهَا وَكَانَ جده مُصعب والياً عَلَيْهَا وَكَانَ شجاعاً دينا وَركب يَوْمًا بِبَغْدَاد فِي حراقته فاعترضه مقدس بن صَيْفِي الخلوقي الشَّاعِر وَقد أدنيت من الشط ليخرج فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِن رَأَيْت أَن تسمع مني أبياتاً قَالَ هَات فأنشده
(عجبت لحراقة ابْن الْحُسَيْن ... لَا غرقت كَيفَ لَا تغرق)
(وبحران من فَوْقهَا وَاحِد ... وَآخر من تحتهَا مطبق)
(وأعجب من ذَاك أعوادها ... وَقد مَسهَا كَيفَ لَا تورق)
فَقَالَ أَعْطوهُ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَقَالَ لَهُ زد حَتَّى نزيدك فَقَالَ حسبي وَأورد قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان بعد هَذِه الأبيات قَول يعَض الشُّعَرَاء وَهُوَ ابْن حمديس الصّقليّ فِي بعض الرؤساء وَقد ركب الْبَحْر
(وَلما امتطى الْبَحْر ابتهلت تضرعاً ... إِلَى الله يَا مجري الرِّيَاح بِلُطْفِهِ)
(جعلت الندى من كَفه مثل موجه ... فسلمه وَاجعَل موجه مثل كَفه)
وَقيل إِن طَاهِرا كتب إِلَى الْمَأْمُون كتابا لما ورد أمره عَلَيْهِ بِتَسْلِيم الْعرَاق إِلَى عَليّ بن آبي سعيد أَن يصير إِلَى الشَّام قَالَ فِي آخِره
(غضِبت على الدُّنْيَا فجفت ضروعها ... وَمَا النَّاس إِلَّا بَين راج وخائف)
(فَقلت أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا ... بقيت فتاء بعده للخلائف)
(وَقد بقيت فِي أم رَأْسِي فضلَة ... فَأَما لحزم أَو لرأي مُخَالف)
فَدفع الْكتاب إِلَى الْفضل بن سهل فَوَقع فِيهِ بِحَضْرَتِهِ يَا نصف إِنْسَان وَالله لَئِن(16/229)
هَمَمْت لَأَفْعَلَنَّ وَلَئِن فعلن لأبرمن وَلَئِن أبرمت لأحكمن وَالسَّلَام فَلَمَّا وصل الْجَواب إِلَى طَاهِر كتب يعْتَذر إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا أَنا كالأمة السَّوْدَاء إِن أحسن إِلَيْهَا أَشرت وَإِن أُسِيء إِلَيْهَا دمدمت وَإِن عُفيَ عَنْهَا طغت وَالسَّلَام
3 - (أَبُو البركات الفرضي)
طَاهِر بن سعيد بن صَدَقَة بن الْخضر بن كُلَيْب الْحَرَّانِي أَبُو البركات الْمُقْرِئ الفرضي هُوَ عَم أبي الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن سعد الْبَغْدَادِيّ سمع بعد علو سنه من إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مله الْأَصْبَهَانِيّ وَعلي بن عقيل الْحَنْبَلِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَحدث)
باليسير وَكَانَ صَالحا وَله معرفَة بالفرائض والقراءات وَكَانَ أَبُو بكر المرزني يعْتَمد عَلَيْهِ فِي مَا يقسمهُ منالتركات ويسكن إِلَى قَوْله وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
3 - (أَبُو الْفَتْح الميهني الصُّوفِي)
طَاهِر بن سعيد بن فضل الله أَبُو الْفَتْح ابْن أبي طَاهِر ابْن الشَّيْخ أبي سعيد الميهني الصُّوفِي من بَيت التصوف والمشيخة كَانَ مقدم أهل بَيته فِي عصره وَله قدم ثَابت فِي الطَّرِيقَة والحقيق ومقامات الصُّوفِيَّة سَافر الْكثير وَلَقي الْأَشْيَاخ وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة فِي طلب الْعلم وَسَمَاع الحَدِيث وَعَاد إِلَى خُرَاسَان وَكَانَ أَكثر مقَامه بنيسابور وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
3 - (القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ)
طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عبد الله بن عمر القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ ثِقَة صَادِقا عَارِفًا بالأصول وَالْفُرُوع محققاً حسن الْخلق صَحِيح الْمَذْهَب قَالَ الْخَطِيب اخْتلفت إِلَيْهِ وعلقت عَنهُ الْفِقْه سِنِين قَالَ القَاضِي أَبُو بكر ابْن بكران الشَّامي قلت للْقَاضِي أبي الطّيب شَيخنَا وَقد عمر لقد متعت بجوارحك أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ وَلم لَا وَمَا عصيت الله بِوَاحِدَة مِنْهَا قطّ أَو كَمَا قَالَ وَقَالَ غير وَاحِد سمعنَا أَبَا الطّيب يَقُول رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت من روى عَنْك إِنَّك قلت نصر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها الحَدِيث أَحَق هُوَ قَالَ نعم وَكَانَ الطَّبَرِيّ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب وَمن غَرَائِبه أَن خُرُوج الْمَنِيّ ينْقض الْوضُوء وَمن ذَلِك أَن(16/230)
الْكَافِر إِذا صلى فِي دَار الْحَرْب كَانَت صلَاته إسلاماً وَولد القَاضِي أَبُو الطّيب بآمل طبرستان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن مائَة وسنتين وَلم يخْتل عقله وَلَا تغير فهمه يُفْتِي مَعَ الْفُقَهَاء ويستدرك عَلَيْهِم الْخَطَأ وَهُوَ أحد الْأَعْلَام وَكَانَ لَهُ قَمِيص وعمامة بَينه وَبَين أَخِيه إِذا خرج ذَاك من الْبَيْت قعد هَذَا وَإِذا خرج هَذَا قعد ذَاك ودخلوا عَلَيْهِ يَوْمًا فوجدوه عُريَانا مؤتزراً بمئزر فَاعْتَذر من العري وَقَالَ نَحن كَمَا قَالَ الشَّاعِر
(قُم إِذا غسلوا ثِيَاب جمَالهمْ ... لبسوا الْبيُوت إِلَى فرَاغ الْغَاسِل)
وتفقه بآمل على الزجاجي صَاحب ابْن الْقَاص وَقَرَأَ على أبي سعيد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن كج بجرجان ثمَّ ارتحل إِلَى نيسابور وَأدْركَ أَبَا الْحسن الماسرجسي وتفقه عَلَيْهِ ارْبَعْ سِنِين)
ثمَّ قدم بَغْدَاد وَحضر مجْلِس الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَالَ فِي حَقه لم أر فِي من رَأَيْت أكمل اجْتِهَادًا وَأَشد تَحْقِيقا وأجود نظرا مِنْهُ
وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وفروع ابْن الْحداد وصنف فِي الْأُصُول وَالْمذهب وَالْخلاف ولجدل كتبا كَثِيرَة واستوطن بَغْدَاد وَولي الْقَضَاء بِربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصَّيْمَرِيّ وَلم يزل على الْقَضَاء إِلَى أَن توفّي بِبَغْدَاد رَحمَه الله تَعَالَى وَكتب إِلَى أبي الْعَلَاء المعري لما أَن قدم بَغْدَاد وَنزل فِي سويقة غَالب
(وَمَا ذَات در لَا يحل لحالب ... تنَاوله وَاللَّحم مِنْهَا مُحَلل)
(لمن شَاءَ فِي الْحَالين حَيا وَمَيتًا ... وَمن رام شرب الدّرّ فَهُوَ مضلل)
(إِذا طعنت فِي السن فالطعم طيب ... وآكله عِنْد الْجَمِيع مُغفل)
(وخرفانها للْأَكْل فِيهَا كزازة ... فَمَا لحصيف الرَّأْي فِيهِنَّ مأكل)
(وَمَا يجتني مَعْنَاهُ إِلَّا مبرز ... عليم بأسرار الْقُلُوب مُحَصل)
فأملى المعري الْجَواب ارتجالاً على الرَّسُول
(جوابان عَن هَذَا السُّؤَال كِلَاهُمَا ... صَوَاب وَبَعض الْقَائِلين مضلل)
(فَمن ظَنّه كرماً فَلَيْسَ بكاذب ... وَمن ظَنّه نخلا فَلَيْسَ يجهل)
(لحمومهما الأعناب وَالرّطب الَّذِي ... هُوَ الْحل والدر الرَّحِيق المسلسل)
(وَلَكِن ثمار النّخل وَهِي غضيضة ... تمر وغضن الْكَرم يجنى ويؤكل)
(يكلفني القَاضِي الْجَلِيل مسائلاً ... هِيَ النَّجْم قدرا بل أعز وأطول)
(وَلَو لم اجب عَنْهَا لَكُنْت بجهلها ... جَدِيرًا وَلَكِن من يودك مقبل)
فَأَجَابَهُ القَاضِي عَن ذَلِك بقوله(16/231)
(أثار ضميري من يعز نَظِيره ... من النَّاس طراً سابغ الْفضل مكمل)
(وَمن قلبه كتب الْعُلُوم بأسرها ... وخاطره فِي حِدة النَّار مشعل)
(تساوى لَهُ سر الْمعَانِي وجهرها ... ومعضلها باد لَدَيْهِ مفصل)
(وَلما أقاد الْحبّ قاد منيعه ... أَسِيرًا بأنواع الْبَيَان مكبل)
(وقربه من كل فهم بكشفه ... وإيضاحه حَتَّى رَآهُ الْمُغَفَّل)
(وأعجب مِنْهُ نظمه الدّرّ مسرعاً ... ومرتجلاً من غير مَا يتمهل)
)
(فَيخرج من بَحر ويسمو مَكَانَهُ ... جلالاً إِلَى حَيْثُ الْكَوَاكِب تنزل)
(فهناه الله الْكَرِيم بفضله ... محاسنه والعمر فِيهَا مطول)
فَأجَاب مرتجلاً إملاء على الرَّسُول
(أَلا أَيهَا القَاضِي الَّذِي بدهائه ... سيوف على أهل الْخلاف تسلل)
(فُؤَادك معمور من الْعلم آهل ... وَجدك فِي كل الْمسَائِل يقبل)
(فَإِن كنت بَين النَّاس غير ممول ... فَأَنت من الْفَهم المصون ممول)
(إِذا أَنْت خاطبت الْخُصُوم مجادلاً ... فَأَنت وهم مثل الحمائم أجدل)
(كَأَنَّك من فِي الشَّافِعِي مُخَاطب ... وَمن قلبه تملي فَمَا تتمهل)
(وَكَيف يرى علم ابْن إِدْرِيس دارساً ... وَأَنت بإيضاح الْهدى متكفل)
(تفضلت حَتَّى ضَاقَ ذرعي بشكر مَا ... فعلت وكفي عَن جوابك أجمل)
(لإنك فِي كنه الثريا فصاحة ... وَأَعْلَى وَمن يَبْغِي مَكَانك أَسْفَل)
وَهُوَ أَكثر من هَذَا
3 - (الْأَمِير الْخُزَاعِيّ)
طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن أَمِير خُرَاسَان وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده وَتقدم ذكر جده طَاهِر بن الْحُسَيْن ولي الْأَمِير بعد أَبِيه من قبل الواثق سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو الْحسن ابْن غلبون)
طَاهِر بن عبد الْمُنعم بن غلبون أَبُو الْحسن الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ مُصَنف التَّذْكِرَة فِي الْقرَاءَات وَغير ذَلِك توفّي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَ من كبار المقرئين هُوَ وَأَبوهُ أَبُو الطّيب قَرَأَ على وَالِده وعَلى أبي عدي عبد الْعَزِيز ابْن عَليّ(16/232)
الْمصْرِيّ بِمصْر وعَلى أبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح الْهَاشِمِي بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس الْأُشْنَانِي وَقَرَأَ بهَا أَيْضا على أبي الْحسن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نَهَار الجرتكي صَاحب ابْن بويان وتصدر للإقراء قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الداني وروى عَنهُ كتاب التَّذْكِرَة أَبُو التفتح أَحْمد بن بابشاذ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقزْوِينِي وَغَيرهمَا
3 - (المدلجي الزَّاهِد)
)
طَاهِر بن عمر بن طَاهِر بن مفرج المدلجي الْمصْرِيّ الزَّاهِد نزيل دمشق قَرَأَ قِطْعَة من الْفِقْه على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام لَهُ أَحْوَال وَاخْبَرْ بِكَسْر التتار على حمص قبل وُقُوعه وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
3 - (الشحامي الْمُسْتَمْلِي)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو عبد الرَّحْمَن الشحامي النَّيْسَابُورِي الْمُسْتَمْلِي وَالِد زَاهِر ووجيه كَانَ أحد من عني بِالْحَدِيثِ وَأكْثر مِنْهُ وَسمع أَوْلَاده وَحدث وصنف كتابا بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام وَكَانَ فَقِيها بارعاً أديباً وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
3 - (أَبُو المظفر البروجردي)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن سعيد أَبُو المظفر من أهل بروجرد قدم بَغْدَاد طَالبا للْعلم وَأقَام بهَا مُدَّة يتفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع من الشريفين الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد ابْن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن محمدٍ الصَّريفيني وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيرهم وَحدث بِبَغْدَاد بعد علو سنة وَأقَام بِمَكَّة ثمَّ دخل مِنْهَا إِلَى الْعرَاق فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة
3 - (أَبُو زرْعَة ابْن الْمَقْدِسِي)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ أَبُو زرْعَة بن أبي الْفضل الْمَقْدِسِي ولد بِالريِّ وَبكر بِهِ وَالِده فاسمعه من أبي الْفَتْح عَبدُوس بن عبد الله بن عَبدُوس الهمذاني وَأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المقومي وَأبي الْحسن مكي بن مَنْصُور ابْن عَلان الكرجي وَغَيرهم وطوف بِهِ الْعرَاق وَسكن همذان إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ تَاجِرًا لَا يفهم شَيْئا وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وَانْفَرَدَ بِبَعْض مروياته وَقد تقدم ذكر وَالِده أبي الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر فِي المحمدين(16/233)
3 - (ابْن الصفار)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن اللَّيْث هُوَ حفيد عَمْرو بن اللَّيْث الصفار وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى لما أسر عَمْرو جده وجهز إِلَى المعتضد مُقَيّدا ملك بعده بِلَاد فَارس حفيده هَذَا طَاهِر لِاثْنَتَيْ عشرَة ليلى بقيت من صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثمَّ إِنَّه)
قبض عَلَيْهِ غُلَام جده شَبكَ السبكري فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمَعَهُ أَخُوهُ يَعْقُوب بن مُحَمَّد وَبعث بهما إِلَى مَدِينَة السَّلَام ثمَّ ولي بعده اللَّيْث بن عَليّ بن اللَّيْث وَهُوَ ابْن أخي يَعْقُوب وَعَمْرو ابْني اللَّيْث الصفارين وَقد تقدم ذكر طَاهِر هَذَا فِي تَرْجَمَة إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الساماني
3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر مدح الْخُلَفَاء وَكسب الْأَمْوَال بالأدب وتنسك فِي آخر عمره وَله رسائل فِي الزّهْد وَتُوفِّي سنة تسعين وثلاثمائة وَمن شعره
3 - (قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين)
الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين أبي الْمَعَالِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة المنتجب أبي الْمَعَالِي الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولي الْقَضَاء مرَّتَيْنِ قبل ابْن الحرستاني وَبعده وَكَانَ معرقاً فِي الْقَضَاء رَئِيسا مَرضت سِتّ الشَّام فأوصت بدارها مدرسة وأحضرت قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين وَالشُّهُود وأوصت القَاضِي وَبلغ الْمُعظم عِيسَى ذَلِك فعز عَلَيْهِ وَكَانَ فِي نَفسه مِنْهُ وَفِي قلبه حزازات عَلَيْهِ ويمنعه من إظهارها حياؤه من وَالِده الْعَادِل فَقَالَ مليح يحضر دَار عَمَّتي بِغَيْر إذني وَاتفقَ أَن القَاضِي زكي الدّين طلب جابي العزيزية وطالبه بِالْحِسَابِ وَأَغْلظ لَهُ فِي الْكَلَام وَأمر بضربه فَضرب بَين يَدَيْهِ كَمَا يفعل الْوُلَاة فَوجدَ الْمُعظم سَببا إِلَى إِظْهَار مَا فِي نَفسه وَكَانَ الْجمال الْمصْرِيّ وَكيل بَيت المَال فجَاء وَجلسَ عِنْد القَاضِي وَالشُّهُود حاضرون فَحَضَرَ رَسُول الْمُعظم وَمَعَهُ بقجة فَفَتحهَا قُدَّام القَاضِي وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان يَقُول لَك إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذا نوه بِقدر أحد خلع عَلَيْهِ من ملابسه وَنحن نسلك طَرِيقه وَقد أرسل هَذَا من ملابسه وأمرك أَن تلبس ذَلِك وتحكم بِهِ بَين النَّاس وَكَانَ ذَلِك قبَاء أَحْمَر وكلوتة صفراء فَمَا أمكنه إِلَّا لبسهما وَحكم بَين اثْنَيْنِ ثمَّ قَامَ من مَجْلِسه وَدخل بَيته وَمرض وَرمي كبده قطعا وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من صفر سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وَاتفقَ أَن شرف الدّين ابْن عنين تزهد وَترك الخدم وَانْقطع فِي الْجَامِع(16/234)
الْأمَوِي فَبعث الْمُعظم إِلَيْهِ فصوص نرد وسراحية نَبِيذ وَقَالَ لَهُ الرَّسُول سبح بِهَذِهِ الفصوص وافطر على)
هَذَا المشروب فَكتب ابْن عنين إِلَى الْمُعظم
(يَا أَيهَا الْملك الْمُعظم سنة ... أحدثتها تبقى على الآباد)
(تجْرِي الملكوك على طريقك بعْدهَا ... خلع الْقُضَاة وتحفة الزهاد)
3 - (المهند الشَّاعِر)
طَاهِر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالمهند شَاعِر دخل الأندلس ومدح مُلُوكهَا وَفد على الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر وحظي بالأدب عِنْده كتب إِلَيْهِ يَوْمًا يَسْتَأْذِنهُ فِي الدُّخُول عَلَيْهِ
(أتيت أكحل طرفِي ... من نور وَجهك لحظه)
(وَلَا أزيدك بعد الت ... سليم وَالشُّكْر لَفظه)
3 - (الْمُعْتَمد)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن قُرَيْش العتابي الْبَغْدَادِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الأديب الْمُعْتَمد الْمَذْكُور بِدِمَشْق المحروسة فِي شهور سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة لنَفسِهِ وَقد قيل لَهُ لم لم تَرث الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رَحمَه الله عِنْد مَوته
(وَقَائِل لي قد أَصبَحت مشتهراً ... بالشعر تسلك فِيهِ كل أسلوب)
(وَمَا رثيت ابْن أَيُّوب فَقلت لَهُم ... الشّعْر قد مَاتَ مذ مَاتَ ابْن أَيُّوب)
وأنشدني رَحمَه الله لنَفسِهِ لغزاً فِي غُلَام اسْمه قراقوش
(عكس نصف اسْم من تملك قلبِي ... حَظّ عَيْني إِذا يجن الظلام)
(وَتَمام اسْمه على الْعَكْس أَيْضا ... حَظّ قلبِي سَارُوا بِهِ أَو أَقَامُوا)
وأنشدني لنَفسِهِ ملغزاً فِي خوخ
(وَمَا لذيذ طيب ... فِي الطّعْم وَالرِّيح مَعًا)
(أحرفه ثَلَاثَة ... فِي الطَّرْد وَالْعَكْس سوا)
وأنشدني لنَفسِهِ فِي حبر طلب
(أيا من يطيب أخباره ... بمسك فيخجل عطاره)
(تفضل عَليّ بمقلوب ضد ... مصحف قولي خبت ناره)
قلت خبت ناره تَصْحِيف خسارة وضدها ربح ومقلوبه حبر(16/235)
3 - (محيي الدّين الصُّورِي الكحال)
)
طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن الْخضر محيي الدّين أَبُو الْفرج بن أبي الْفضل بن أبي عبد الله الْحَكِيم الكحال الْأنْصَارِيّ الصُّورِي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد سنة سبع وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من ابْن طبرزد والكندي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وَأَبُو مُحَمَّد الفارقي وَجَمَاعَة وَكَانَ لَهُ حَانُوت باللبادين
3 - (أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي)
طَاهِر بن مفوز بن أَحْمد بن مفوز الْحَافِظ أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي الشاطبي صَاحب أبي عمر ابْن عبد الْبر وَهُوَ من أثبت النَّاس فِيهِ وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
3 - (مجد الدّين ابْن جهبل)
طَاهِر بن نصر الله بن جهبل الشَّيْخ مجد الدّين الْكلابِي الْحلَبِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الفرضي مدرس الْمدرسَة الَّتِي بالقدس كَانَ فَاضلا روى عَنهُ القوصي وَهُوَ وَالِد الْفُقَهَاء الَّذين كَانُوا بِدِمَشْق بهاء الدّين نصر الله وتاج الدّين إِسْمَاعِيل وقطب الدّين توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
3 - (ابْن أبي هَالة)
الطَّاهِر بن أبي هَالة أَخُو هِنْد وهالة الْأَسدي التَّمِيمِي حَلِيف بني عبد الدَّار أمه خَدِيجَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاملا على بعض الْيمن فَكَانَ هُوَ ومعاذ بن جبل وخَالِد بن سعيد ابْن الْعَاصِ وعكاشة بن ثَوْر وَأَبُو مُوسَى بَعثهمْ متساندين قَالَ وأمرنا أَن نتياسر وَأَن نيسر وَلَا نعسر ونبشر وَلَا ننفر وَأَن إِذا قدم معَاذ طاوعناه وَلم نخالفه وَذكر تَمام الْخَبَر فِي الْأَشْرِبَة
(الألقاب)
ابْن أَبُو طَاهِر صَاحب تَارِيخ بَغْدَاد اسْمه أَحْمد بن طيفور
(طَاوس)
3 - (الْيَمَانِيّ التَّابِعِيّ)
طَاوس بن كيسَان الْيَمَانِيّ الجندي بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون(16/236)
كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَهُوَ من أَبنَاء الْفرس سمع زيد بن ثَابت وَعَائِشَة وَأَبا هُرَيْرَة وَزيد ابْن أَرقم وَطَائِفَة قَالَ عَمْرو بن دِينَار مَا رَأَيْت أحدا مثل طَاوس قَالَ مُجَاهِد لطاوس رَأَيْتُك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن تصلي فِي الْكَعْبَة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بَابهَا يَقُول لَك اكشف قناعك وَبَين قراءتك فَقَالَ اسْكُتْ لَا يسمع هَذَا مِنْك أحد توفّي يَوْم التَّرويَة سنة سِتّ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أم المستنجد)
طَاوس أم أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه توفيت سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وشيعها الْوَزير والأمراء قيَاما فِي السفن إِلَى ترب الرصافة وَكَانَت جليلة الْقدر دينة صَالِحَة كَثِيرَة الْبر وَالْمَعْرُوف تتخلق بأخلاق شريفة وأفعال كَرِيمَة وَتوفيت رَحمهَا الله قبل وَلَدهَا بشهور
(الألقاب)
الطائع أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي اسْمه عبد الْكَرِيم بن الْفضل
(طه)
3 - (الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الإربلي)
طه بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو(16/237)
مُحَمَّد الإربلي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بإربل سنة بضع وَتِسْعين وَقدم مصر شَابًّا وَسمع مُحَمَّد بن عمار وَغَيره وَحمل النَّاس عَنهُ وَله شعر وروى عَنهُ الدمياطي والدواداري والمصريون وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ لما توفّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَمن شعره
(الْبيض أقتل فِي الحشا ... وبمهجتي مِنْهَا الحسان)
(والسمر إِن قتلت فَمن ... بيض يصاغ لَهَا السنان)
وَكَانَ عِنْد شرف الدّين الْمُبَارك ابْن المستوفي فِي دكة فِي بُسْتَان دَاره فجَاء الْغَيْث فَقَامَ شرف الدّين وَالْجَمَاعَة مَعَه مُسْرِعين فأنشده جمال الدّين طه بديهاً
(دُخُول لإقبال الشتَاء الْمُبَارك ... عَلَيْك ابْن موهوب إِلَى آخر الدَّهْر)
(يفر من الْقطر الملم عَشِيَّة ... وَلم نر بحراً قطّ فر من الْقطر)
وَمن شعره
(دع النُّجُوم لطرقي يعِيش بهَا ... وانهض بعزم صَحِيح أَيهَا الْملك)
(إِن النَّبِي وَأَصْحَاب النَّبِي نهوا ... عَن النُّجُوم وَقد عَايَنت مَا ملكوا)
(الألقاب)
ابْن الطباع الْمُقْرِئ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد
ابْن الطباع الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب
الطبال اسْمه أَحْمد بن آبي الدُّنْيَا وَالْآخر إِسْمَاعِيل بن حَمْزَة
ابْن الطبال إِسْمَاعِيل بن عَليّ
الطباخي نَائِب حلب اسْمه بلبان ابْن طَبَاطَبَا جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ شَاعِر وَمِنْهُم عبد الله بن احْمَد بن عَليّ وَمِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاعِر المفلق)
وَمِنْهُم النسابة الْحسن بن الْحُسَيْن وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم الْقَاسِم بن مُحَمَّد(16/238)
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمِنْهُم يحيى بن مُحَمَّد
ابْن طبرزد الْمسند اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن معمر يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي حرف الْعين مَكَانَهُ
الطَّبَرَانِيّ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم اسْمه سُلَيْمَان بن أَحْمد
الطَّبَرِيّ جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام مُحَمَّد بن جرير والطبري النَّحْوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن يزْدَاد والطبري الشَّافِعِي حمد بن عبد الْوَاحِد ومحب الدّين قَاضِي مَكَّة اسْمه أَحْمد بن عبد الله وَنجم الدّين قَاضِي مَكَّة اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وجمال الدّين قَاضِي مَكَّة اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله ومجد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وصفي الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد والطبري أَبُو الطّيب الشَّافِعِي طَاهِر بن عبد الله والطبري الطَّبِيب عَليّ بن سهل
ابْن الطبيبة العابر عَليّ بن أبي بكر
(طبرونة)
3 - (الْمَجْنُون)
طبرونة العاقولي كَانَ من عقلاء المجانين أَخذه الشَّرْط مرّة وَهُوَ يَبُول على بَاب مَسْجِد فَجعلُوا يضربونه فَقَالَ أَرَأَيْتُم لَو بَال هَا هُنَا حمَار أَكُنْتُم تضربونه قَالُوا لَا قَالَ وَلم قَالَ لِأَنَّهُ لَا عقل لَهُ قَالَ فَلَا عقل لي فهبوني حمارا فَتَرَكُوهُ
(الألقاب)
ابْن الطثرية الشَّاعِر اسْمه يزِيد بن سَلمَة
الطَّحَاوِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة تقدم ذكره فِي الأحمدين فِي مَكَانَهُ
ابْن الطَّحَّان الْمصْرِيّ المؤرخ اسْمه يحيى بن عَليّ(16/239)
ابْن الطَّحَّان الْمُقْرِئ اسْمه عبد الْعَزِيز بن عَليّ
ابْن الطَّحَّان أَحْمد بن مُحَمَّد
(طخيم)
3 - (طخيم الْأَسدي)
طخيم الْأَسدي شرب يَوْمًا بِالْحيرَةِ فَأَخذه الْعَبَّاس بن معبد المري وَكَانَ على شَرط يُوسُف بن عمر فحلق رَأسه فَقَالَ
(وبالحيرة الْبَيْضَاء شيخ مسلط ... إِذا حلف الْأَيْمَان بِاللَّه برت)
(لقد حَلقُوا مِنْهَا غدافاً كَأَنَّهُ ... عناقيد كرم اينعت فاسبطرت)
(تظل العذارى حِين تحلق لمتي ... على عجل يلقطنها حِين خرت)
قلت وَسَيَأْتِي فِي ترْجم يزِيد بن سَلمَة الْمَعْرُوف بِابْن الطثرية أَبْيَات قَالَهَا فِي حلق لمته
(الألقاب)
ابْن الطراح قوام الدّين الْحسن بن مُحَمَّد
ابْن الطراح الصاحب محيي الدّين مظفر بن الطراح
ابْن الطراح يحيى بن عَليّ
(طراد)
3 - (النَّقِيب أَبُو الفوارس الزَّيْنَبِي)
طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْغَمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي أَبُو الفوارس الزَّيْنَبِي من ولد زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ ولي طراد النقابة على العباسيين سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة ولقب بالكامل وروسل بِهِ إِلَى مُلُوك الْأَطْرَاف بالعراق وَكَانَ احضر النَّاس جَوَابا وَأَحْسَنهمْ نادرة وَأَكْثَرهم عصبية مَعَ سداد وكفاية وشهامة وَكَانَت لَهُ الْحُرْمَة(16/240)
التَّامَّة والمنزلة الرفيعة وَكَانَ متديناً صَالحا سمع فِي صباه من أبي الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَأبي نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسنون النَّرْسِي وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بَشرَان وَأبي الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَغَيرهم وَعمر وَانْفَرَدَ بالرواية عَن اكثر شُيُوخه وأملى بِمَكَّة وَغَيرهَا وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وروى عَنهُ الْحفاظ ومتعه الله بحواسه وَولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب
3 - (البديع الدِّمَشْقِي الْكَاتِب)
طراد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو فراس السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالبديع مَاتَ مُتَوَلِّيًا بمص قَالَ السلَفِي علقت عَنهُ شعرًا وَكَانَ آيَة فِي النّظم والنثر لَهُ مقامات ورسائل ومدح تَاج الدولة تتش بن ألب أرسلان وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة قلت وَمن شعره قصيدة مدح بهَا الْوَزير ابْن أبي اللَّيْث فَأَجَازَهُ ألف دِينَار أَولهَا
(من كَانَ يغرب فِي القريض ويبدع ... فَلِذَا الْمَكَان من القوافي مَوضِع)
وَمن شعره
(يَا نسيماً هَب مسكاً عبقا ... هَذِه أنفاس ريا جلقا)
(كف عني والهوى مَا زادني ... برد أنفاسك إِلَّا حرقا)
(لَيْت شعري نقضوا أحبابنا ... يَا حبيب النَّفس ذَاك الموثقا)
(يَا ريَاح الشوق سوقي نحوهم ... عارضاً من سحب عَيْني غدقا)
(وانثري عقد دموع طالما ... كَانَ منظوماً بأيام اللقا)
)
واشتهرت هَذِه الأبيات وغنى بهَا المغنون قَالَ بَعضهم فمررت يَوْمًا بِبَعْض شوارع الْقَاهِرَة وَقد حضرت جمال كَثِيرَة حملوها تفاح من الشَّام فعبقت رَوَائِح تِلْكَ الحمول فَأَكْثَرت التلفت لَهَا وَكَانَت أَمَامِي امْرَأَة سائرة ففطنت لما داخلني من الْإِعْجَاب بِتِلْكَ الرَّائِحَة فأومأت إِلَيّ وَقَالَت هَذِه أنفاس ريا جلقا وَمِنْه
(هَكَذَا فِي حبكم أستوجب ... كبد حرى وقلب يجب)(16/241)
(وجزا من سهرت أجفانه ... هِجْرَة تمضى وَأُخْرَى تعقب)
(زفرات فِي الحشا محرقة ... وجفون دمعها ينسكب)
(قَاتل الله عذولي مَا درى ... أَن فِي الْأَعْين أسداً تثب)
(لَا أرى لي عَن حَبِيبِي سلوة ... فدعوني وغرامي واذهبوا)
وَمِنْه فِي غُلَام يقطع بطيخاً بسكين نصابها أسود
(انْظُر بِعَيْنِك جوهراً متأملاً ... سحرًا لفرط بَيَانه وجماله)
(قمر يقد من الشموس أهلة ... بظلام هجرته وفجر وصاله)
وَقَالَ وكقد جلس فِي طرف مجْلِس
(قيل لي لم جَلَست فِي آخر القو ... م وَأَنت البديع رب القوافي)
(قلت إخترته لِأَن الْمُنَادِي ... ل يرى طرزها على الْأَطْرَاف)
وَقَالَ من قصيدة مدح بهَا أَبَا النَّصْر بن النَّصْر قَاضِي الصَّعِيد
(هَل الْبَين أَيْضا مغرم يعشق البانا ... فَيَأْخُذ قضباناً وَيدْفَع نيرانا)
(أيا عاذلي اللاحيين صدعتما ... فؤاداً بأنواع الكآبة ملآنا)
(أيجمل بالسالي يفند عَاشِقًا ... أيحسن بالصاحي يُعَاتب سكرانا)
(فِرَاق الْفَتى أحبابه مثل مَوته ... فليت الردى من قبل فرقتهم كَانَا)
(أيا دهر لَا تسفك دمي إِن ناصري ... أَبُو النَّصْر فَاعْلَم أَنه دم عثمانا)
وَقَالَ فِيهِ
(حاكمكم بَهِيمَة ... لَيست تَسَاوِي العلفا)
)
(وَلَيْسَ فِيهِ مُضْغَة ... طيبَة سوى الْقَفَا)
فَأمر القَاضِي بسجنه فَقَالَ
(أَصبَحت بَين مصائب ... من كيد ذَات حر سمين)
(أَنا يُوسُف أمرت بسج ... ني زَوْجَة القَاضِي المكين)
وَمِنْه يهجو الجبيلي الشَّاعِر
(أَتَى الجبيلي بِشعر مثل شعرته ... كالعير ينهق لما عاين الأتنا)
(فكم جهدت بِأَن أهزا بلحيته ... فَصَارَ يخرى عَلَيْهَا فاسترحت أَنا)(16/242)
3 - (زربون الْأَدَب)
طراد السّلمِيّ البلبيسي الْمَعْرُوف بزربون الْأَدَب فِيهِ يَقُول الشّرف الْحلِيّ وَقد أرسل مَعَه كتاب جراب الدولة لصديق لَهُ يداعبه
(وَمَا يهدى مَعَ الزربون يَوْمًا ... إِلَى خل بأظرف من جراب)
ومنن شعر زربون الْأَدَب
(بَادرُوا بالفرار من مقلتيه ... قبل أَن تخسروا النُّفُوس عَلَيْهِ)
(وَاعْلَمُوا أَن للغرام ديوناً ... مَا لَهَا الدَّهْر منقذ من يَدَيْهِ)
(الألقاب)
الطرازي البُخَارِيّ الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن مَحْمُود
ابْن طرارا الْجريرِي هُوَ أَبُو الْفرج الْمعَافى بن زَكَرِيَّا
ابْن الطراوة النَّحْوِيّ اسْمه سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله
(طرجي)
3 - (أَمِير السِّلَاح)
طرجي الْأَمِير سيف الدّين كَانَ أَمِير سلَاح وَهُوَ من كبار المماليك الناصرية مُحَمَّد بن قلاون أَظُنهُ مَاتَ هُوَ والأمير سيف الدّين قجليس والأمير سيف الدّين منكلي بغا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَمَات الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب بحلب فِي هَذِه الْمدَّة الْقَرِيبَة فَقَالَ السُّلْطَان لَا إِلَه إِلَّا الله مَا هَذِه إِلَّا آجال مُتَقَارِبَة
3 - (أَخُو أرغون شاه)
طرجي الْأَمِير سيف الدّين أَخُو الْأُمِّي سيف الدّين أرغون شاه لما توفّي الْأَمِير عز الدّين أيدمر الطوماري سير أرغون شاه طلبه من السُّلْطَان وَطلب لَهُ الطلبخاناه فَأُجِيب إِلَى ذَلِك ثمَّ توفّي الْأَمِير نور الدّين عَليّ بن حسن الْأَفْضَل فَأعْطِي طلبخاناته وَوصل فِي إِحْدَى الجماديين سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى بعض شَوَّال فَلَمَّا مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين قرابغا الدوادار كَانَ حوله لما مَاتَ وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ فَمَاتَ بعده بِخَمْسَة أَيَّام بَصق دَمًا وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ سَاكِنا خيرا
(الألقاب)
الطرطوشي الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن الْوَلِيد(16/243)
(طرخان)
3 - (تَقِيّ الدّين الشاغوري الشَّافِعِي)
طرخان بن ماضي بن جوشن بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو عبد الله اليمني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشاغوري الضَّرِير الشَّافِعِي سمع من أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن يحيى الْقرشِي وَأبي الْقَاسِم بن مقَاتل وَمُحَمّد بن كَامِل بن ديسم وَغَيرهم روى عَنهُ عبد الْكَافِي الصّقليّ وَابْن خَلِيل والشهاب القوصي وَجَمَاعَة وَأم بالسلطان نور الدّين وَكَانَ يلقب تَقِيّ الدّين وَهُوَ وَالِد إِسْحَاق شيخ الشّرف مُحَمَّد ابْن خطيب بَيت الْآبَار وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
3 - (الْأَمِير الشَّيْبَانِيّ)
طرخان بن مَحْمُود الشَّيْبَانِيّ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بجيرون توفّي فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ وَالْعِشْرين
(طرغاي)
3 - (الجاشنكير نَائِب حلب وطرابلس)
طرغاي الْأَمِير سيف الدّين الجاشنكير الناصري اصله من مماليك الطباخي وَهُوَ خوشداش الْأَمِير عَلَاء الدّين إيدغمش مَا زَالَ فِي مصر فِي وَظِيفَة الجاشنكيرية إِلَى أَن عزل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا الْحَاجِب من حلب فِي الرمة الثَّانِيَة فرسم لَهُ السُّلْطَان بنيابة حلب فَخرج إِلَيْهَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي شهر ربيع الأول وَأقَام بهَا إِلَى أَن مسك الْأَمِير سيف الدّين تنكز وعزل السُّلْطَان نواب الشَّام أَجْمَعِينَ فَأَعَادَهُ إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفّي الْأَمِير سيف الدّين أروم بغا نَائِب طرابلس فَأخْرجهُ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى طرابلس نَائِبا فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا نَائِبا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سادس شهر رَمَضَان سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر بعده نَائِبا الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري فِي أَوَائِل شَوَّال من السّنة
(طرفَة)
3 - (الصَّحَابِيّ)
طرفَة بن عرْفجَة الصَّحَابِيّ أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من(16/244)
ورق فَأَنْتن فَأذن لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تتأن يتَّخذ أنفًا من ذهب قَالَه ثَابت بن يزِيد عَن أبي الْأَشْهب وَخَالفهُ ابْن الْمُبَارك فَجعله لعرفجة قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ أصح
(الألقاب)
الطرفي أَحْمد بن ثَابت
(الطرماح)
3 - (الشَّاعِر)
الطرماح بِكَسْر الطَّاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَتَشْديد الْمِيم وَبعد الْألف حاء مُهْملَة ابْن حَكِيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن حجدر أَبُو نفر وَأَبُو ضبينة شَامي المولد والمنشأ خارجي الْمَذْهَب والطرماح فِي اللُّغَة الطَّوِيل وجد جده قيس لَهُ صُحْبَة ذكره ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة وَحدث الطرماح عَن الْحسن ابْن عَليّ وروى عَنهُ ابناه صمصامة وضبينة وَمَا رُؤِيَ بِالْكُوفَةِ اثْنَان دَامَ صفاؤهما على كَثْرَة اخْتِلَافهمَا غير الطرماح والكميت كَانَ الْكُمَيْت نزارياً عصبياً شِيعِيًّا رَافِضِيًّا عراقياً كوفياً والطرماح يمنياً عصبياً شارياً خارجياً شامياً بدوياً وَكَانَا بِالْكُوفَةِ وَالشَّرِكَة فِي الصِّنَاعَة توجب الْبغضَاء وَمَا انصرفا قطّ إِلَّا عَن مَوَدَّة وَلما قيل للكميت ذَلِك قَالَ اتفقنا على بغض الْعَامَّة مر الطرماح يَوْمًا فِي مَسْجِد الْبَصْرَة وَهُوَ يخْطر فِي مَشْيه فَقَالَ رجل من هَذَا الخطار فَسَمعهُ فَقَالَ أَنا الَّذِي أَقُول
(لقد زادني حبا لنَفْسي أنني ... بغيض إِلَى كل امْرِئ غير طائل)
(وَأَنِّي شقي باللئام وَلَا ترى ... شقياً بهم إِلَّا كريم الشَّمَائِل)
(إِذا مَا رَآنِي قطع اللحظ بَينه ... وبيني فعل الْعَارِف المتجاهل)
(مَلَأت عَلَيْهِ الأَرْض حَتَّى كَأَنَّهَا ... من الضّيق فِي عَيْنَيْهِ كفة حابل)
وَدخل الطرماح يَوْمًا على خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي فأنشده قَوْله
(وشيبني مَا لَا أَزَال مناهضاً ... بِغَيْر غنى أسمو بِهِ وأبوع)
(وَأَن رجال المَال أضحوا ومالهم ... لَهُم عِنْد أَبْوَاب الملكوك شَفِيع)
)
(أمخترمي ريب الْمنون وَلم أنل ... من المَال مَا أعصي بِهِ وَأطِيع)(16/245)
فَأمر لَهُ بِعشْرين ألف دِرْهَم وَقَالَ امْضِ الْآن فاعص بهَا وأطع ووفد الطرماح والكميت على مخلد بن يزِيد المهلبي فَجَلَسَ لَهما ودعاهما فَتقدم الطرماح لسنه فَقيل لَهُ أنْشد قَائِما فَقَالَ كلا وَالله مَا قدر الشّعْر أَن أقوم لَهُ فيحط من قدري بقيامي وأحط مِنْهُ بضراعتي وَهُوَ عَمُود الْفَخر وَبَيت الذّكر لمآثر الْعَرَب قيل لَهُ فتنح ودعي بالكميت فأنشده قَائِما فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم فَلَمَّا خرج الْكُمَيْت شاطرها الطرماح فَقَالَ لَهُ الْكُمَيْت يَا أَبَا نفر أَنْت أبعد همة وَأَنا ألطف حِيلَة قَالَ ابْن شبْرمَة كَانَ الطرماح لنا جَلِيسا ففقدناه أَيَّامًا فقمنا جَمِيعًا لنَنْظُر مَا دهاه فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبا من منزله إِذا نَحن بنعش عَلَيْهِ مطرف أَخْضَر فَقُلْنَا لمن هَذَا فَقيل نعش الطرماح فَقُلْنَا مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حَيْثُ يَقُول
(وَإِنِّي لمقتاد جوادي وقاذف ... بِهِ وبنفسي الْعَام إِحْدَى المقاذف)
(لأكسب مَالا أَو أؤول إِلَى غنى ... من الله يَكْفِينِي عداة الخلائف)
(فيا رب إِن حانت وفاتي فَلَا تكن ... على شرجع يعلى بخضر المطارف)
(وَلَكِن قَبْرِي بطن نسر مقِيله ... بجو السَّمَاء فِي نسور عواكف)
(وأمسي شَهِيدا ثاوياً فِي عِصَابَة ... يصابون فِي فج من الأَرْض خَائِف)
(فوارس من شَيبَان ألف بَينهم ... تقى الله نزالين عِنْد التزاحف)
(إِذا فارقوا دنياهم فارقوا الذى ... وصاروا إِلَى ميعاد مَا فِي الْمَصَاحِف)
(الألقاب)
طرنا الْأَمِير سيف الدّين بلبان تقدم ذكره فِي حرف الْبَاء فِي مَكَانَهُ
(طرنطاي)
3 - (النَّائِب أَيَّام الْمَنْصُور)
طرنطاي الْأَمِير حسام الدّين أَبُو سعيد المنصوري نَائِب المملكة بِالْقَاهِرَةِ كَانَ من رجال الْعَالم رَأيا وحزماً ودهاء وكشجاعة وسياسة وسطوة اشْتَرَاهُ الْمَنْصُور حَال إمرته من أَوْلَاد الْموصِلِي فَرَآهُ نجيباً لبيباً فترقى عِنْده إِلَى أَن جعله أستاذ الدَّار وَلما ولي السلطنة جعله نَائِبه ورد إِلَيْهِ أَمر الممالك وَكَانَ لَيْسَ على يَده يَد وَكَانَ لَهُ أثر ظَاهر يَوْم حمص وَكَانَ السُّلْطَان لَا يكَاد يُفَارِقهُ إِلَّا لضَرُورَة وجهزه لمحاصرة سنقر الْأَشْقَر فَدخل دمشق دُخُولا لَا يكَاد يدْخلهُ إِلَّا سُلْطَان من التجمل والزينة وَسَار إِلَيْهِ وَجرى(16/246)
بَينهمَا مَا ذكر فِي تَرْجَمَة سنقر الْأَشْقَر وَحلف لَهُ ووفى لَهُ وَبنى مدرسة بِالْقَاهِرَةِ وَله وقف على الأسرى وَكَانَ مليح الشكل وَلم يتكهل وَلما تسلطن الْأَشْرَف استبقاه أَيَّامًا حَتَّى رتب أُمُوره واستقل بِالْملكِ وَقبض عَلَيْهِ وَبسط عَلَيْهِ الْعَذَاب إِلَى أَن أتْلفه بِالْعَذَابِ وصبر صبرا جميلاً قيل إِنَّه عصر على أصداغه حَتَّى خرجت عَيناهُ وَلم يتأوه وَلم يسمع مِنْهُ إِلَّا قَوْله مَا دَامَ هَذَا تدبيرك وَالله لَا طَالَتْ لَك مُدَّة ثمَّ إِنَّه مَاتَ رَحمَه الله سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ بَينه ومبين الشجاعي منافسات عَظِيمَة وإحن قديمَة فَقيل إِن الْأَشْرَف سلمه إِلَيْهِ ليعذبه وَلما مَاتَ حمل إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ عمر السعودي وكفنوه وَدفن بِظَاهِر الزاوية قَالَ قطب الدّين كَانَ فِيهِ بذاذة وشح لكنه كَانَ مَعْدُوم النظير وَخلف من الْعين ألف ألف وسِتمِائَة ألف دِينَار وَمن الكلوتات الزركش والحوائص الذَّهَب وَالْفِضَّة والأواني والأسلحة والمتاجر والخيول والغلمان والأملاك مَا لَا يُحْصى فاستولى الْأَشْرَف على الْجَمِيع وَكَانَ وَالِده قد قَالَ لَهُ هَذَا طرنطاي لَا تمسكه وَلَا تتعرض لَهُ بأذى أبدا وَهَذَا لاجين لَا تمسكه وَإِن أمسكته لَا تبقه فَخَالف وَالِده فِي الِاثْنَيْنِ
3 - (البشمقدار)
طرنطاي الْأَمِير حسام الدّين البشمقدار حضر هُوَ والأمير سيف الدّين تنكز والحاج أرقطاي إِلَى دمشق المحروسة على الْبَرِيد لما حضر تنكز نَائِب الشَّام وَصَارَ الْأَمِير حسام الدّين حاجباً وَلم يزل مُعظما عِنْد تنكز إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَتغير مَا بَينهمَا وتأكدت الوحشة وزالت الألفة وعزل من الْوَظِيفَة وَلم يكن بِدِمَشْق فِي آخر وَقت أحسن حَالا مِنْهُ فِي سكنه ودائرته ومماليكه وإقطاعه وأملاكه وحواصله وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى حضر الْأُمِّي عَلَاء)
الدّين الطنبغا الْحَاجِب لنيابة دمشق وَكَانَ عِنْده أثيراً وَتوجه والعسكر إِلَى حلب فِي نوبَة طشتمر وَكَانَ هُوَ المشير الْمُدبر وتنكر لَهُ الفخري فَلَمَّا هزم الطنبغا رتبه الفخري فِي نِيَابَة حمص ثمَّ إِن السُّلْطَان الْملك الصَّالح رسم فِي أول سلطنته بنيابة غَزَّة فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا نَائِبا سنة أَو أَزِيد بِقَلِيل ثمَّ طلب إِلَى الديار المصرية فَتوجه إِلَيْهَا فِي شعْبَان سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ورسم لَهُ أَن يكون أَمِير حَاجِب وَلما توفّي الْأَمِير علم الدّين الجاولي اعطي إقطاعه وَكَانَ إقطاعاً كَبِيرا فَأَقَامَ بالديار المصرية حاجباً كَبِيرا وَكَانَ منجمعاً لَا يدرى بِهِ إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فَأخْرج على الْبَرِيد إِلَى الشَّام نَائِبا بحمص عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين إيان الساقي وَوصل إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى حمص على الْبَرِيد ثمَّ ورد المرسوم بِأَن يرد إِلَى دمشق ليقيم بهَا نَائِبا وَيتَوَجَّهُ الْأَمِير سيف الدّين قطلقتمر الخليلي الْحَاجِب بِدِمَشْق نَائِبا إِلَى حمص فَرد الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي من منزلَة القسطل أَو برج الْعَطش وَأقَام بِدِمَشْق أَمِيرا مُدَّة يسيرَة ثمَّ لما أمسك الْأَمِير سيف الْملك نَائِب صفد(16/247)
جهز نَائِب غَزَّة الْأَمِير سيف الدّين أراق إِلَى صفد نَائِبا وَنقل الْأَمِير سيف الدّين أولاجا من نِيَابَة حمص إِلَى نِيَابَة عزة وجهز الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار إِلَى نِيَابَة حمص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسيرَة وَلما برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى ظَاهر دمشق فِي آخر أَيَّام الْملك الْكَامِل شعْبَان كَانَ الْأَمِير حسام الدّين البشمقدار أَو لمن جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي محفة وَلما ولي السلطنة الْملك المظفر سيف الدّين حاجي اسْتمرّ بِهِ فِي دمشق وَلم يزل بهَا أَمِيرا مقدم ألف إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم الْجُمُعَة بكرَة خَامِس شعْبَان المكرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلم يخلف ولدا غير وَلَده الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ أحد الْأُمَرَاء الطلبخانات بِدِمَشْق
3 - (دوادار كتبغا)
طرنطاي حسام الدّين الزيني دوادار كتبغا سمع الأبرقوهي وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة
(طريح)
3 - (الثَّقَفِيّ)
طريح بن إِسْمَاعِيل بن سعد أَبُو الصَّلْت وَيُقَال أَبُو إِسْمَاعِيل الثَّقَفِيّ من شعراء بني أُميَّة وَفد على الْوَلِيد بن يزِيد إِذْ كَانَ ولي عهد فِي خلَافَة هِشَام لأجل خؤولته فَإِن أم الْوَلِيد ثقفية وَأقَام عِنْده إِلَى أَن صَار الْأَمر إِلَيْهِ فاختص بِهِ واستفرغ شعره فِي مدح الْوَلِيد وَبَقِي إِلَى أول الدولة العباسية ومدح الْمَنْصُور والسفاح وَله فِي الْوَلِيد يمدحه
(لَو قلت للسيل دع طريقك والمو ... ج عَلَيْهِ كالهضب يعتلج)
(لارتد أَو ساخ أَو لَكَانَ لَهُ ... فِي سَائِر الأَرْض عَنْك منعرج)
(طُوبَى لفرعيك من هُنَا وَهنا ... طُوبَى لأعراقك الَّتِي تشج)
وطرب الْوَلِيد وَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وَلما دخل على أبي جَعْفَر الْمَنْصُور فِي الشُّعَرَاء قَالَ لَهُ لَا حياك الله وَلَا بياك أما اتَّقَيْت الله وَيلك حِين قلت للوليد ابْن يزِيد لَو قلت للسيل دع طريقك الْبَيْتَيْنِ
فَقَالَ طريح قد علم الله أَنِّي قلت ذَلِك ويدي ممدودة إِلَى الله عز وَجل وإياه تبَارك(16/248)
وَتَعَالَى عنيت فَقَالَ للربيع أما ترى هَذَا التَّخَلُّص وَكَانَ جمَاعَة من بَيت الْوَلِيد قد حسدوا طريحاً وتحيلوا على الْوَلِيد إِلَى أَن أغضبوه عَلَيْهِ فَبَقيَ نَحْو السّنة لم يَأْذَن لَهُ حَتَّى تحيل طريح وَدخل عَلَيْهِ فأنشده
(يَا ابْن الخلائف مَا لي بعد تقربة ... إِلَيْك أقْصَى وَفِي حاليك لي عجب)
(مَا لي أذاد وأقصى حِين أقصدكم ... كَمَا توقي من ذِي العرة الجرب)
(كأنني لم يكن بيني وَبَيْنكُم ... إل وَلَا خلة ترعى وَلَا نسب)
(لَو كَانَ بالود يدنى مِنْك أزلفني ... بقربك الود والإشفاق والحدب)
(وَكنت دون رجال قد جعلتهم ... دوني إِذا مَا رأوني مُقبلا قطبوا)
(إِن يسمعوا الْخَيْر يخفوه وَإِن سمعُوا ... سوءا أذاعوا وَإِن لم يسمعوا كذبُوا)
(رَأَوْا صدودك عني فِي اللِّقَاء فقد ... تحدثُوا أَن حبلي مِنْك منقضب)
(فذو الشماتة مسرور بهيضتنا ... وَذُو النَّصِيحَة والإشفاق مكتئب)
قَالَ فَتَبَسَّمَ الْوَلِيد وَأمره بِالْجُلُوسِ وَرجع وَقَالَ إياك أَن تعاود وَمن شعره)
(طريف)
3 - (التَّابِعِيّ الْبَصْرِيّ)
طريف بن مجَالد الهُجَيْمِي أَبُو تَمِيمَة الْبَصْرِيّ التَّابِعِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر يروي عَن آبي هُرَيْرَة وَأبي مُوسَى ويروي عَنهُ قَتَادَة وَبكر الْمُزنِيّ وَقد ذكره بَعضهم فِي الصَّحَابَة وَهُوَ غلط
(طريفة)
3 - (طريفة بن حاجز)
طريفة بن حاجز بالزاي قَالَ سيف بن عمر هُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ أَبُو بكر الصّديق فِي قتل الْفُجَاءَة السّلمِيّ الَّذِي حرقه أَبُو بكر بالنَّار فَسَار طريفة فِي طلبه وَكَانَ طريفة وَأَخُوهُ معن بن حاجز مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ مَعَ الْفُجَاءَة نجبة بن أبي(16/249)
الميثاء فَالتقى نجبة وطريفة فتقاتلا فَقتل الله نجبة على الرِّدَّة ثمَّ سَار حَتَّى لحق بالفجاءة فَأسرهُ وأنفذه إِلَى أبي بكر فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ أوقد لَهُ نَارا وَأمر بِهِ فقذف فِيهَا حَتَّى احْتَرَقَ
(طشبغا)
3 - (الساقي)
طشبغا الْأَمِير سيف الدّين الساقي تقدم ألفا أَوَائِل أَيَّام الْملك النَّاصِر حسن وَصَارَ من الْكِبَار وَلم يزل إِلَى أَن أخرج الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا إِلَى دمشق فَأخْرج الْأَمِير سيف الدّين طشبغا الْمَذْكُور بعده إِلَى حماة صُحْبَة علم الدّين قَيْصر البريدي مُقيما بهَا على طلبخاناه انْحَلَّت عَن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الْأَمِير حسام الدّين لاجين أَمِير آخور بِدِمَشْق لِأَن نَاصِر الدّين توجه مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر مَعَه أَيْضا سيف الدّين منكلي بغا المظفري ورتب لَهُ بحماة فِي كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم وَكَانَ وصولهما إِلَى دمشق فِي ثَانِي عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
3 - (الدوادار)
طشبغا الْأَمِير سيف الدّين الدوادار الناصري ولي الدوادارية الْكُبْرَى اسْتِقْلَالا عِنْدَمَا أخرج الْأَمِير سيف الدّين جرجي الدوادار فِي أول دولة الْملك النَّاصِر حسن ابْن النَّاصِر مُحَمَّد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلم يزل إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين القَاضِي عَلَاء الدّين)
عَليّ ابْن فضل الله صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِسَبَب بعض الموقعين شخص يعرف بِابْن البقاعي انتصر لَهُ الدوادار وَحضر إِلَى الدِّيوَان فِي حفدته وضربه بِيَدِهِ وسل عَلَيْهِ السَّيْف واخرق بِهِ فتشاكيا إِلَى النَّائِب والأمراء فرسم بِإِخْرَاج الدوادار إِلَى دمشق فوصلها فِي الْبَرِيد يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا مديدة وَأعْطِي طلبخاناه بِدِمَشْق وَتزَوج ابْنة الْأَمِير سيف الدّين ايتمش الناصري نَائِب الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك منجك الْوَزير فَطلب إِلَى مصر وَتوجه إِلَيْهَا فِي يَوْم السبت ثَانِي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَلما دخل إِلَى السُّلْطَان أقبل عَلَيْهِ وولاه الدوادارية وَقدم المصريون لَهُ شَيْئا كثيرا
وَلما جرى للأمير سيف الدّين أرغون الكاملي نَائِب حلب مَا جرى وَحضر إِلَى دمشق أرسل السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين طشبغا غليه بِنَاء على أَنه فِي حلب فَوَجَدَهُ بالرملة فَأَخذه وَتوجه بِهِ إِلَى السُّلْطَان ثمَّ نه حضر مَعَه إِلَى حلب فوصلا إِلَى دمشق فِي يَوْم الْأَحَد بعد الْعَصْر خَامِس صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فَأعْطَاهُ نَائِب حلب شَيْئا كثيرا إِلَى الْغَايَة وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشْرين صفر توجه من دمشق عَائِدًا إِلَى مصر ثمَّ لما جرى مَا جرى من خلع الْملك النَّاصِر حسن وَولَايَة الْملك الصَّالح صَالح أَقَامَ(16/250)
على الدوادارية مديدة ثمَّ وصل إِلَى دمشق فِي حادي عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا بطالاً وَمرض مُدَّة ثمَّ توفّي رَحمَه الله فِي ثَانِي الْعِيد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلاً حسنا يكْتب كِتَابه مليحة منسوبة
(طشتمر)
3 - (حمص أَخْضَر نَائِب حلب)
طشتمر الْأَمِير سيف الدّين الساقي الْمَعْرُوف بحمص أَخْضَر لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلهُ كثيرا فَسَماهُ خوشداشوه بذلك كَانَ من أكبر مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من طبقَة أرغون الدوادار أَرَادَ إِمْسَاكه السُّلْطَان مرّة فأمسكه وامسك مَعَه قطلوبغا الفخري وَكَانَ يَدعُوهُ أَخَاهُ وَأَنا شَاك فِي إمْسَاك الفخري فِي هَذِه الْمرة فَوقف الحرافيش للسُّلْطَان وَدخل خوشداشيتهم على السُّلْطَان فأفرج عَنْهُمَا وَعلم أَنه لَا قبل لَهُ بهما ثمَّ إِنَّه لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين أرغون ثمَّ جهزه نَائِب حلب أمسكهما وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز تِلْكَ الْأَيَّام بِالْقَاهِرَةِ فشفع فيهمَا فأفرج عَنْهُمَا وَقَالَ لَهُ يَا أَمِير هَذَا الْمَجْنُون يَعْنِي الفخري خُذْهُ مَعَك إِلَى الشَّام وَهَذَا الْعَاقِل يَعْنِي طشتمر دَعه عِنْدِي فَخرج تنكز بالفخري وَأقَام طشتمر بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ مستوحش الْبَاطِن خَائِف فَلَمَّا توجه السُّلْطَان إِلَى الْحجاز سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة كَانَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين تَركهم بالقلعة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الْمَذْكُور فيد مبدأ أمره بعد حُضُور السُّلْطَان من الكرك فِي غَايَة من رفْعَة الْقدر والمحبة عِنْد مخدومه وَلما مرض تِلْكَ الْأَيَّام مُدَّة طول فِيهَا احضر لَهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا نَائِب حلب وَجعله فِي خدمته فَقَالَ يَا خوند بِشَرْط أَن لَا يدْخل إِلَيْهِ أحد من خوشداشيته فَقَالَ لَهُ مَا يمتنعون عَنهُ فَقَالَ آخذه وأسافر بِهِ فرسم بذلك فَتوجه إِلَى الصَّعِيد وَمنعه الْخبز وَغَيره إِلَى أَن قويت معدته على الهضم وَلما تمكن من الْعَافِيَة دخل بِهِ معافى طيبا فشفع فِيهِ عِنْد السُّلْطَان وَأخذ لَهُ إمرة مائَة ثمَّ شفع لَهُ وَأخذ لَهُ الحجوبية وَلما توفّي سودي نَائِب حلب باس طشتمر الأَرْض وَطلب لَهُ نِيَابَة حلب فرسم لَهُ بهَا وَكَانَ القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير يتَوَلَّى لَهُ بِنَفسِهِ عمَارَة إسطبله وَالدَّار الَّتِي لَهُ وَالرّبع الَّذِي إِلَى جانبهما فِي حدرة الْبَقر لَا جرم أَن تِلْكَ البوابة لم يكن بِالْقَاهِرَةِ أحسن مِنْهَا ثمَّ إِن السُّلْطَان رسم لَهُ بالتوجه إِلَى نِيَابَة صفد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَذَلِكَ أَنه تقدم أَمر السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير بدر الدّين ابْن خطير الْحَاجِب بِأَنَّهُ لَا يدع الْأُمَرَاء أَن يخرجُوا بعد السماط وَهَذِه الْعَادة فِي إمْسَاك من يمسك فامتثل ذَلِك وَسقط فِي أَيدي الْأُمَرَاء أَجْمَعِينَ(16/251)
وتوهموا الشَّرّ فَلَمَّا وقفُوا على الْعَادة حَضَرُوا وطغاي أَمِير آخور تنكز وَكَانَ فِي تِلْكَ الْأَيَّام قد ورد فِي الْبَرِيد وَخرج إِلَيْهِ قوصون من المرقد وَقَالَ لَهُ لأي شَيْء تخَالف أستاذك)
وَهُوَ مَا رباك إِلَّا لتنفعه ورماه وَقَتله بِالْعِصِيِّ تَقْدِير خمس عشرَة عَصا ثمَّ شفع فِيهِ وأقيم وَالنَّاس كَأَنَّمَا على رؤوسهم الطير فَخرج بعد ذَلِك قوصون وَطلب طشتمر وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان رسم لَك بنيابة صفد فاستعفى وتضرع وَطلب الْإِقَالَة فَدخل وَخرج غليه مرَّتَيْنِ وَفِي الثَّالِثَة نقال لَهُ بس الأَرْض وَلَا تَتَكَلَّم كلمة فباس الأَرْض وَتوجه إِلَى بَيته ثمَّ إِن السُّلْطَان جهز إِلَيْهِ شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص بمرسوم فِيهِ إنعام ألف إِرْدَب وَمِائَة ألف دِرْهَم وَقَالَ لَهُ هَذَا إنعام الزوادة قَالَ لي النشو إِنِّي لما أَعْطيته المرسوم باسه وَوَضعه على رَأسه ودعا للسُّلْطَان بغيظ وحرج وَجعل يضع يَده فِي ذقنه ويجذب مِنْهَا شعرهَا يطلع فِي يَده خَمْسَة خَمْسَة وَعشرَة عشرَة قَالَ فتوهمت الْإِيقَاع بِي فهممت بِالْقيامِ فال لي أُرِيد أَن تكون وَكيلِي على إقطاعي ومحاسبته وأملاكي وتعلقاتي فاستفعيت من ذَلِك وَقلت يَا خوند مَا يهون ذَلِك على السُّلْطَان وَلَكِن أحد من خوشداشيتك وَأَنا فِي خدمته فمت وَمَا رَأَيْت روحي برا بَابه وَفِي عَيْني قَطْرَة
وَلما كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي جهز إِلَيّ مبلغ خَمْسمِائَة دِينَار وَقَالَ هَذِه شكران المرسوم الَّذِي أحضرته أمس قَالَ فَقلت وَالله مَا آخذه والأمير فِي هَذَا الْوَقْت يردي الزوادة فَقَالَ لَا بُد من أَخذهَا أَو تعرف السُّلْطَان بذلك فَقلت هَذَا نعم فَعرفت السُّلْطَان مَا جرى فَقَالَ لَا تَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وجهز إِلَيْهِ السُّلْطَان خيلاً بسروجها وقماشها إنعاماً وَفِي يَوْم الْخَمِيس أحضرهُ فِي الإيوان بعد قيام النَّاس من الْخدمَة وَأَجْلسهُ قدامه وَقَالَ لَهُ مَا أجهزك إِلَى الشَّام إِلَّا لِتَقضي لي هُنَاكَ شغلاً وأكب على رَأسه يقبله وودعه وجهز مَعَه طاجار الدوادار وَقَالَ بَعْدَمَا توصله إِلَى صفد توجه إِلَى تنكز وَقَول لَهُ هَذَا خوشداشك الْكَبِير وَقد صَار جَارك فراعيه وَلَا تعامله مُعَاملَة من تقدم فَمَا أَقَامَ بصفد إِلَّا قَلِيلا وَمرض مرضة عَظِيمَة اشرف مِنْهَا على الْهَلَاك وَأمر بِعَمَل قبر لَهُ فِي مغارة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَفرغ مِنْهُ ثمَّ إِنَّه عوفي من ذَلِك فَلَمَّا كَانَ من أَمر تنكز مَا كَانَ على مَا شرح فِي تَرْجَمته وَأَرَادَ السُّلْطَان الْقَبْض عَلَيْهِ جهز إِلَيْهِ سيف الدّين بهادر حلاوة الأوشاقي البريدي الْمصْرِيّ يَقُول لَهُ توجه إِلَى دمشق خُفْيَة وَأمْسك تنكز فَتوهم أَن ذَلِك خداع وَإِنَّمَا هُوَ الْغَرَض فِي الْإِمْسَاك وَمَا أمكنه إِلَّا الِامْتِثَال فَقَامَ من صفد الصُّبْح لما أذن وسَاق حَتَّى وصل إِلَى المزة بِدِمَشْق قبل الظّهْر فِي تَقْدِير عشْرين فَارِسًا وَهَذَا سوق عَظِيم لَا يَفْعَله غَيره لِأَن صفد عَن دمشق مَسَافَة يَوْمَيْنِ واكثر ثمَّ إِن الطَّرِيق وعر وَلما وصل كَانَ دواداره قد تقدم من أول اللَّيْل إِلَى الْأُمَرَاء والحجاب بالملطفات(16/252)
)
(قد أقبل الفخري فِي موكب ... أَعَاذَهُ الله من الْعين)
)
(والحمص الْأَخْضَر فِي فرحة ... لأَجلهَا صَار بقلبين)
وَلما توجه الفخري بالعساكر هُوَ وطشتمر إِلَى السُّلْطَان إِلَى غَزَّة وَسمع السُّلْطَان بذلك توجه هُوَ من الكرك إِلَى مصر وتركهما فدخلا إِلَى مصر بعده وَلما دخلا أقبل عَلَيْهِمَا وَقرر طشتمر فِي نِيَابَة مصر وَقرر الفخري فِي نِيَابَة دمشق فَأَقَامَ طشتمر فِي النِّيَابَة تَقْرِيبًا مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَعمل النِّيَابَة بعظمة زَائِدَة إِلَى الْغَايَة القصوى وَقيل إِنَّه تحجر على السُّلْطَان زَائِدا فَتَركه السُّلْطَان إِلَى أَن خرج الفخري إِلَى الشَّام وتوسط الرمل أَو قاربه وَطلب طشتمر فَدخل(16/253)
إِلَيْهِ فأمسكه فِي الْقصر عِنْده وجهز فِي الْحَال الطنبغا المارداني وَغَيره لإمساك الفخري وَخرج السُّلْطَان من الْقَاهِرَة مُتَوَجها إِلَى الكرك وَأخذ طشتمر مَعَه ممسكاً وجهز إِلَى الطنبغا المارداني بِأَن يُجهز إِلَيْهِ الفخري إِلَى الكرك فوصل إِلَيْهِ وَجعل الِاثْنَيْنِ فِي الاعتقال وَأَقَامَا مُدَّة يسيرَة فَقيل إِن السُّلْطَان بَات برا الكرك لَيْلَة وأنهما كسرا بَاب الْحَبْس وخرجا مِنْهُ فورد الْخَبَر أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِأَن السُّلْطَان قتل طشتمر والفخري بِالسَّيْفِ قدامه صبرا
وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر رَحمَه الله تَعَالَى واسمع الْكَرم كَبِير النَّفس كثير الإنعام والإيثار وَهُوَ الَّذِي عمر الحمامين بالزريبة بِالْقَاهِرَةِ وَالرّبع الَّذِي عِنْد الحريريين دَاخل الْقَاهِرَة لم ير أحد مثله وَعمر بصفد حَماما حسنا إِلَى الْغَايَة وَكَانَ أقبجاً طبجياً فَارِسًا شجاعاً وَقلت أَنا فِيهِ لما قتل رَحمَه الله تَعَالَى
(طوى الردى طشتمر بَعْدَمَا ... بَالغ فِي دفع الْأَذَى واحترس)
(عهدي بِهِ كَانَ شَدِيد القوى ... أَشْجَع من يركب ظهر الْفرس)
(ألم تَقولُوا حمصاً أخضراً ... تعجبوا بِاللَّه كَيفَ اندرس)
3 - (طلليه)
طشتمر الْأَمِير سيف الدّين طلليه بطاء مُهْملَة ولامين مفتوحتين وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وهاء لِأَنَّهُ كَانَ يكثر من هَذِه الْكَلِمَة إِذا تحدث كَانَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة الناصرية وَعظم أخيراً خُصُوصا فِي أَيَّام المظفر حاجي والناصر حسن وَكَانَ من أُمَرَاء المشور وَجعل أَمِير سلَاح وَكَانَ مِمَّن يكْتب إِلَيْهِ نواب الشَّام قرين مطالعات السُّلْطَان وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي طاعون مصر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي شهر شَوَّال)
(الألقاب)
الططماجي نصر بن عناز
(طعمة)
3 - (الْكُوفِي)
طعمة بن عَمْرو العامري الْكُوفِي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ(16/254)
(طغان)
3 - (صَاحب نيسابور)
طغان شاه ابْن الْملك الْمُؤَيد أَي أبه وكنيته أَبُو بكر ملك نيسابور بعد قتل وَالِده وَكَانَ منهمكاً على اللَّذَّات معاقراً للخمر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
(طغاي)
3 - (سيف الدّين طغاي الْأَمِير الْكَبِير)
طغاي الْأَمِير سيف الدّين الناصري لم يكن عِنْده أحد فِي مَحَله وَلَا فِي رتبته يُقَال إِنَّه من مماليك حسام الدّين لاجين الْمَنْصُور وَلذَلِك كَانَ الِاتِّفَاق بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَلما أمسك الْأَمِير سيف الدّين طغاي آخى السُّلْطَان بَين تنكز وَبَين بكتمر الساقي وَقَالَ لَهُ هَذَا يكون بدل طغاي وَكَانَ طغاي يعرف بالكبير وَكَانَ لَهُ مهابة فِي قُلُوب الخاصكية وَكَانَ السُّلْطَان يكون يمزح مَعَ مماليكه وهم مَعَه فِي بسط وانشراح حَتَّى يُقَال جَاءَ طغاي فَحِينَئِذٍ ينجمع السُّلْطَان ويحتشم ويصف النَّاس فِي مَرَاتِبهمْ وَكَانَ يضع يَده فِي حياصة الْأَمِير وَيخرج بِهِ من بَين يَدي السُّلْطَان ويضربه مِائَتي عَصا واكثر وَالسُّلْطَان يسمع ضربه وَمَا يُنكر من ذَلِك شَيْئا وَلما مرض السُّلْطَان تِلْكَ المرضة الَّتِي أشفى فِيهَا على الْمَوْت طلب كل وَاحِد من المقربين إِلَيْهِ من الخاصكية وَقَالَ لَهُ فِيمَا بَينه وَبَينه يكون نظرك على أَوْلَادِي وحريمي ومماليكي فَأَنت الَّذِي يتم لَك ذَلِك الْأَمر فَكل مِنْهُم تنصل وَبكى وَقَالَ هَذَا أَمر لَا يكون أبدا وَلَا أوافق عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى يجعلنا كلنا فدَاء مَوْلَانَا السُّلْطَان وَلم ير من أحد مِنْهُم إقبالاً على مَا أَشَارَ إِلَيْهِ فَلَمَّا مثل ذَلِك لطغاي رأى مِنْهُ إقبالاً وشم من أنفاسه الْميل إِلَى الْملك وتوقع السلطنة فأكمن ذَلِك فِي بَاطِنه لَهُ وَحلق السُّلْطَان شعره فِي تِلْكَ المرضة فحلق الخاصكية)
كلهم شُعُورهمْ وَاسْتمرّ ذَلِك سنة لَهُم إِلَى الْيَوْم إِلَّا طغاي فَإِنَّهُ مَا حلق فَزَاد ذَلِك فِي حنق السُّلْطَان عَلَيْهِ وَأخرجه إِلَى صفد نَائِبا نحضر إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة شَهْرَيْن وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُجهز إِلَيْهِ كل يَوْم وَالثَّانِي سِتَّة بغال فَاكِهَة وحلوى وَكَذَلِكَ الصاحب شمس الدّين مَا أخلا بذلك مُدَّة مقَامه وَحضر إِلَيْهِ يَوْمًا بريدي من دمشق وعَلى يَده كتاب من الْأَمِير سيف الدّين تنكز على الْعَادة فِيمَا كَانَ يكْتب بِهِ إِلَى النواب بِالشَّام فِي مهمات الدولة فَلَمَّا رأى الْكتاب رمى البريدي وضربه مِائَتي عَصا وَقَالَ أَنا إِلَى الْآن مَا برد خدي من فَخذ السُّلْطَان صر(16/255)
تنكز يَأْمر عَليّ ثمَّ إِن الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي حضر على الْبَرِيد يَوْم الْأَرْبَعَاء وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قد رسم لَك بنيابة الكرك فتهيأ لتتوجه وَكَانَ مَعَه كتب السُّلْطَان فِي الْبَاطِن إِلَى أُمَرَاء صفد بإمساكه فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس ركب عَسْكَر صفد ووقفوا فِي الميدان فَلَمَّا علم ذَلِك قَالَ لَهُ يَا خوشداش عَلَيْك سمع وَطَاعَة لمولانا السُّلْطَان قَالَ نعم وَحل سَيْفه وأحضر لَهُ الْقَيْد من القلعة وَقَيده وَتوجه إِلَى مصر وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَلَقَد رَأَيْته وَقد خرج من دَار النِّيَابَة ليركب الْبَغْل الَّذِي أحضر لَهُ وَكلما هم بالركوب تعلق فِيهِ مماليكه ومنعوه من الرّكُوب وَبكى همم وَهُوَ فعلوا ذَلِك مران وَهُوَ من طول قامته ظَاهر عَنْهُم بِبَعْض صَدره وَكَانَ من أحسن الأشكال وَوَجهه من أحسن الْوُجُوه مفرط الْحسن بارع الْجمال ثمَّ جهز إِلَى إسكندرية وَلم يدْخل الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بهَا معتقلاً أَو قَتِيلا سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَهُوَ الَّذِي عمر الخان الْمليح بِالْقصرِ الْعَيْنِيّ وَأهل إسكندرية يزورون قَبره وَله تربة ظَاهِرَة
3 - (الْحَاج طغاي التتري)
طغاي بن سوتاي الْحَاج طغاي التتري حَارب عَليّ باشا خَال السُّلْطَان بوسعيد غير مرّة وانكسر الْحَاج طغاي وَيعود إِلَى حربه مَرَّات وينكسر وَمَا يرجع فَقَالَ عَليّ باشا مَا رَأَيْت أقوى من وَجه هَذَا وَلَكِن هَذَا حمَار حَرْب
وَلم يزل بعد ذَلِك فِي محاربة قوم بعد قوم من التتار وَهُوَ ملاحظ الْمُسلمين إِلَى أَن قَتله إِبْرَاهِيم شاه ابْن أَخِيه بارنباي وَجَاء الْخَبَر بقتْله من نواب الْأَطْرَاف والثغور يَوْم عَاشُورَاء سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وحز رَأسه بِيَدِهِ
3 - (أَمِير آخور تنكز)
طغاي سيف الدّين أَمِير آخور الْأَمِير سيف الدّين تنكز رحمهمَا الله تَعَالَى كَانَ فِي آخر الْأَمر)
عِنْد أستاذه أثيلاً أثيراً هُوَ وَسيف الدّين جنغاي وَكَانَ لَا يفعل شَيْئا إِلَّا برأيهما وَقيل إِنَّه كَانَ قد خلص من الإقطاعات للأويراتية والوافدية بِدِمَشْق ألف إقطاع وَلم ير النَّاس مِنْهُ إِلَّا خيرا وَلَكِن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون نقم عَلَيْهِ فِي الْبَاطِن من نسب إِلَى تنكز على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة خوشداشه جنغاي فَأمر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك بتوسطه فوسطه بسوق الْخَيل رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأخذت تركته وَهِي شَيْء كثير إِلَى الْغَايَة
3 - (الخوندة)
طغاي الخوندة الْكُبْرَى زَوْجَة الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَأم آنوك وَلَده وَقد تقدم ذكر آنوك فِي حرف الْهمزَة فِي مَكَانَهُ كَانَت الْمَذْكُورَة جَارِيَته أَولا ثمَّ(16/256)
إِنَّه أعْتقهَا وَتَزَوجهَا وَلم يدم السُّلْطَان على محبَّة أحد غَيرهَا وَكَانَت هِيَ أكبر أَزوَاجه وَحج بهَا القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير واحتفل بأمرها وَأخذ مَعهَا الْبَقر الحلابة لأجل الْجُبْن المقلي السخن فِي الطَّعَام بكرَة وعشياً وَأخذ أَنْوَاع البقل وَالْخضر على ظُهُور الْجمال ثمَّ إِنَّه حج بهَا الْأَمِير سيف الدّين بشتاك سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وعَلى الْجُمْلَة قَرَأت من السَّعَادَة مَا لَا رَآهُ غَيرهَا من زَوْجَات سلاطين مصر وَكَانَت معظمة بعده عِنْد كل دولة إِلَى أَن توفيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي طاعون مصر وَقيل إِنَّهَا كَانَت أُخْت الْأَمِير سيف الدّين أقبغا الَّذِي تقدم ذكره فِي حرف الْهمزَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى إِذا جهز تقادم إِلَى مصر لَا يكْتب على أحد شَيْئا إِلَّا على السُّلْطَان وعَلى الْأَمِير سيف الدّين قوصون وعَلى طغاي الْمَذْكُورَة
(طغاي تمر)
3 - (الْأَمِير سيف الدّين الناصري)
طغاي تمر الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ شكلاً مليحاً ممشوقاً بارع الْحَلَاوَة باهر الْجمال قَالَ النَّاس مَا كَانَ للسُّلْطَان فِي الخاصكية بعد طغاي الْكَبِير أحسن من طغاي تمر إِلَّا أَن طغاي الْكَبِير كَانَ أَبيض مشرباً حمرَة وَهَذَا كَانَ أسمر احمر إِلَّا أَنه ألطف حركات وارشق قداً زوجه السُّلْطَان ابْنَته وَلم يعْمل لَهُ زفة عرس لَكِن رسم لَهُ السُّلْطَان بِأَن يصرف عَلَيْهِ من الخزانة نَظِير مكارمة الْأُمَرَاء لقوصون لما دخل على ابْنة السُّلْطَان وَكَانَ ذَلِك خمسين ألف دِينَار وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا مهيباً وادعاً للشر وَمَا كَانَ يلازم السُّلْطَان كثيرا وَلَا يتطرح عَلَيْهِ مثل غَيره وَتُوفِّي بعد حضورهم من الْحجاز فِي أَوَائِل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن وَوجد السُّلْطَان عَلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ كَانَ أحد الْأَرْبَعَة الْمشَار إِلَيْهِم فِي عصره هُوَ وبكتمر الساقي وقوصون وبهادر التُّمُرْتَاشِيّ
3 - (الدوادار)
طغاي تمر النجمي الدوادار الْأَمِير سيف الدّين دوادار الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل والكامل شعْبَان والمظفر حاجي من أحسن الأشكال وأبهى الْوُجُوه جَاءَ مَعَ فياض بن مهنا لما أفرج عَنهُ من الاعتقال وَتوجه مَعَه إِلَى بيوته بِنَاحِيَة الْبَصْرَة وَذَلِكَ فِي أول دولة الصَّالح ثمَّ إِنَّه مُتَقَدم وَصَارَت لَهُ وجاهة عَظِيمَة وخدمه النَّاس وَأعْطِي إمرة مائَة فَارس(16/257)
وتقدمة ألف فِي أول دولة المظفر وَعمر فِي الْأَيَّام الصالحية الخانقاه الَّتِي أَنْشَأَهَا برا بَاب المحروق ظَاهر الْقَاهِرَة وَهِي مليحة إِلَى الْغَايَة وَعمر الدَّار الَّتِي وَلما كَانَ فِي وَاقعَة الْحِجَازِي وآقسنقر وَأُولَئِكَ الْأُمَرَاء وإمساكهم رمى هُوَ سَيْفه بِنَفسِهِ وَبَقِي بِلَا سيف بعض يَوْم ثمَّ إِن السُّلْطَان أعطَاهُ سَيْفه وَاسْتمرّ بِهِ فِي الْوَظِيفَة على عَادَته ثمَّ لما كَانَ بعد شهر أخرج هُوَ والأمير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين الْوَزير والأمير سيف الدّين بيدمر البدري إِلَى الشَّام على هجن ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين منجك لحقهم فِي غَزَّة وَقضى الله تَعَالَى فيهم أمره رَحِمهم الله تَعَالَى وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة فِي أَوَائِله سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
(الألقاب)
الطغرائي صَاحب لامية الْعَجم اسْمه الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد)
(طغتكين)
3 - (سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن)
طغتكين بن أَيُّوب بن شاحذي بن مَرْوَان سيف الْإِسْلَام أَبُو الفوارس المنعوت بِالْملكِ الْعَزِيز ظهير الدّين أَخُو السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف لما ملك صَلَاح الدّين الديار المصرية وسير أَخَاهُ توران شاه إِلَى بِلَاد الْيمن فملكها سير إِلَيْهَا بعده سيف الْإِسْلَام هَذَا سنة سبع ومسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شجاعاً كَرِيمًا حسن السياسة مَقْصُودا من الْبِلَاد الشاسعة لإحسانه وبره وَدخل إِلَيْهِ شرف الدّين ابْن عنين ومدحه بغر القصائد فأجزل صلَاته واكتسب من جِهَته مَالا وافراً وَخرج بِهِ من الْيمن فَلَمَّا صَار إِلَى الديار المصرية وسلطانها يَوْمئِذٍ الْعَزِيز عُثْمَان ابْن صَلَاح الدّين ألزمهُ ديوَان الزَّكَاة بِدفع الزَّكَاة من المتاجر الَّتِي وصلت مَعَه من الْيمن فَقَالَ
(مَا كل من يتسمى بالعزيز لَهَا ... أهل وَلَا كل برق سحبه غدقه)
(بَين العزيزين بون فِي فعالهما ... هذاك يُعْطي وَهَذَا يَأْخُذ الصدقه)
وَكَانَ الْعَزِيز طغتكين قد استولى على كثير من بِلَاد الْيمن وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة مَعَ ظلم وَكَانَ قد أَخذ من نائبي أَخِيه ابْن منقذ وَعُثْمَان الزنجيلي أَمْوَالًا عَظِيمَة إِلَى الْغَايَة وَلما كثر الذَّهَب عَلَيْهِ سبكه وَجعله كالطواحين وَتُوفِّي فِي مَدِينَة أَنْشَأَهَا بِالْيمن وسماها المنصورة(16/258)
فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَامَ بعده ابْنه إِسْمَاعِيل الَّذِي سفك الدِّمَاء وَقَالَ إِنَّه أموي وَادّعى الْخلَافَة وتلقب بالهادي
3 - (صَاحب دمشق)
طغتكين الْأَمِير أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بأتابك من أُمَرَاء تَاج الدولة زوجه بِأم وَلَده دقاق كَانَ مَعَ تَاج الدولة لما سَار إِلَى الرّيّ لقِتَال ابْن أَخِيه فَلَمَّا قتل تَاج الدولة رَجَعَ إِلَى دمشق وَصَارَ أتابكاً لدقاق فَلَمَّا مَاتَ دقاق تملك دمشق وَكَانَ شهماً شَدِيدا على الفرنج والمفسدين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَ ابْن القلانسي إِن الْمُصحف العثماني حمله عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ من الْمَدِينَة إِلَى كبرية فَحَمله أتابك طغتكين من طبرية إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق
(طغجي)
3 - (مَمْلُوك الْأَشْرَف)
طغجي الْأَمِير سيف الدّين الأشرفي مَمْلُوك الْملك الْأَشْرَف خَلِيل ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور كَانَ من احسن التّرْك وأظرفهم شكلاً وَكَانَ خَلِيل مَوْلَاهُ فَأمره وَقدمه وَأَعْطَاهُ الْأَمْوَال والنفائس وخوله ثمَّ كَانَ أَمِيرا فِي دولة الْعَادِل كتبغا والمنصور لاجين فخاف من الْقَتْل وَالْحَبْس فشارك فِي زَوَال دولة الْمَنْصُور وَقَامَ وَقعد لحينه ثمَّ إِنَّه عمل النِّيَابَة أَرْبَعَة أَيَّام بعد قتلة لاجين فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة الْأَمِير بدر الدّين أَمِير سلَاح من البيكار تَلقاهُ إِلَى برا الْقَاهِرَة فتباله عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ كَانَ للسُّلْطَان عَادَة يطلع إِلَيْنَا ويتلقانا فَقَالَ وَأَيْنَ هُوَ السُّلْطَان قد قَتَلْنَاهُ
فعرج بفرسه عَنهُ وَقَالَ إِلَيْك عني أكلما قَامَ سُلْطَان وثبتم عَلَيْهِ وقتلتموه فاعتوره أعوان السُّلْطَان الَّذِي قتل بِالسُّيُوفِ فَقَتَلُوهُ ظَاهر الْقَاهِرَة وَرمي على مزبلة وحجه الْخلق للفرجة وَالْعبْرَة ثمَّ دفن بتربته وَقد نَيف على الثَّلَاثِينَ وَذَلِكَ مُسِنَّة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة
وَمن حلاوة شكله وظرفه ومحاسنه أطلع النَّاس قماش وسموها طغجي وَيُقَال إِنَّه كَانَ فِي خدمَة الْأَشْرَف وهم بالبلاد الحلبية فَمر السُّلْطَان بحيلان فَقَالَ لَهُ مَا اسْم هَذِه الْقرْيَة يَا طغجي فَقَالَ لَهُ حيلان فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان اقعد فَنزل عَن الْفرس وَقعد فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قُم واركب فَقَالَ السُّلْطَان رسم بالقعود وَمَا أقوم فَقَالَ لَهُ قُم فَقَالَ مَا أقوم فَقَالَ قُم وخذها لَك فباس الأَرْض وَرجله وَركب مَعَه(16/259)
(طغج)
3 - (أَمِير دمشق التركي)
طغج بنجف الفرغاني التركي نَائِب دمشق لخمارويه ولابنه هَارُون وامتدت أَيَّامه إِلَى أَن حاصرته القرامطة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثلاثمائة
(طغدي)
3 - (الْبَغْدَادِيّ الفرضي)
طغدي بن ختلع بن عبد الله الْأَمِير أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الفرضي وَيُسمى عبد المحسن ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقرَاءَات على عَليّ بن عَسَاكِر البطائحي زوج أمه وَهُوَ الَّذِي رباه وسع بإفادته من أبي الْفضل الأرموي وَابْن نَاصِر وَهبة الله ابْن أبي شريك وَأبي الْوَقْت وَكَانَ أستاذاً فِي الْفَرَائِض قدم الشَّام واستوطنها وَحدث بهَا وروى عَنهُ يُوسُف ابْن خَلِيل والضياء مُحَمَّد
(طغرل)
3 - (صَاحب غزنة)
طغرل مَمْلُوك مودود بن مَسْعُود بن سبكتكين كَانَ غُلَاما تركياً شهماً شجاعاً اختصه مودود وَقدمه ونوه اسْمه فِي تَزْوِيجه أُخْته فَلَمَّا مَاتَ مودود وَقعد عبد الرشيد بن مَحْمُود بن سبكتكين أجراه من نَفسه ذَلِك المجرى فَلم يزل يتدلل عَلَيْهِ وَيطْلب مِنْهُ العساكر وَالنَّفقَة ليأخذهم ويسترجع خُرَاسَان من التركمان فَأطلق لَهُ الْمُضِيّ إِلَى سجستان مَعَ جمَاعَة من رفقائه لم يَكُونُوا كثيرين فَخرج بهم وطرد عَم الْأَمِير بيغو عَم الْأَمِير جغري بك وَاسْتولى عَلَيْهَا وَمَال إِلَيْهِ بَاقِي الغلمان الَّذين كَانُوا بالحضرة واتصلوا بِهِ فطمع فِي الْملك فَبَايع أَصْحَابه وَانْصَرف من سجستان مَعَهم مُسْرِعين حَتَّى هجموا على عبد الرشيد بغزنة فَلم يجد الْمِسْكِين حِيلَة إِلَّا أَنه التجأ إِلَى التحصن بالقلعة الَّتِي فِي الْبَلَد فَنزل طغرل دَار الْملك وَجلسَ على سَرِير الْملك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الْعَسْكَر ثمَّ استنزل عبد الرشيد من القلعة قهرا وَقَتله فنفر النَّاس من فعله وتوامروا عَلَيْهِ وَأنكر جرجين الْحَاجِب الَّذِي كَانَ بِبِلَاد الْهِنْد مَا فَعَلُوهُ وَلَام النَّاس وَكتب يتهددهم وأنف الْكَبِير وَالصَّغِير من خدمته فاتفق أَن وَاحِدًا من الغلمان الَّذِي لَيْسَ بِمَشْهُور عيب بذلك فِي سكره وَهُوَ يشرب مَعَ أهل الذعارة فَلَمَّا جلس(16/260)
طغرل على السرير واصطف)
النَّاس عدا إِلَيْهِ الْغُلَام بِحَرْبَة كَانَت فِي يَده فَقتله وَعند البَاقِينَ الْقيام أَن ذَلِك فعل بِاتِّفَاق فَلم يبرح أحد مِنْهُم عَن مركزه وَاجْتمعَ النَّاس على أَن يولوا عَلَيْهِم من يصلح من بَيت الْملك وَكَانَ فرخ زَاد بن مَسْعُود مَحْبُوسًا فِي بعض القلاع وَوصل جرجين من بِلَاد الْهِنْد فِي ثَالِث يَوْم الفتك فأحضروا فرخ زَاد وأجلسوه على سَرِير الْملك وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
(الألقاب)
طغرلبك السُّلْطَان السلجوقي اسْمه مُحَمَّد بن ميكاييل تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ
3 - (مغيث الدّين صَاحب أرزن)
طغرل بن قلج ارسلان بن مَسْعُود بن قلج أرسلان بن سُلَيْمَان بن قتلمش السلجوقي السُّلْطَان مغيث الدّين الرُّومِي صَاحب أرزن الرّوم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وتملك بعده وَلَده وَقد كَانَ بعث وَلَده الآخر قبل وَفَاته بِسنتَيْنِ إِلَى الكرج فَتَنَصَّرَ وَتزَوج بملكة الكرج
3 - (أَبُو الْمَعَالِي الْوَاعِظ)
طغرل شاه بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن هَاشم الكاشغري أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي جَعْفَر الْوَاعِظ من أهل هراة سمع جمَاعَة وَكَانَ لَهُ معرفَة بالتفسير وَالْأَدب وَكَانَ حسن الْوَعْظ كثير الْمَحْفُوظ جوالاً فِي الْبِلَاد ومولده سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(خطرات ذكرك تستكين مودتي ... وأحس مِنْهَا فِي الْفُؤَاد دبيبا)
(لَا عُضْو لي إِلَّا وَفِيه صبَابَة ... فَكَأَن أعضائي خُلِقْنَ قلوبا)
(طغريل)
3 - (السلجوقي)
طغريل شاه بن أرسلان بن طغريل بن مُحَمَّد بن ملكشاه السُّلْطَان آخر مُلُوك السلجوقية سوى صَاحب الرّوم وَهُوَ الَّذِي خرج على الإِمَام النَّاصِر وَقتل طغريل وَقطع رَأسه وَبعث بِهِ إِلَى بَغْدَاد فَدَخَلُوا بِهِ على رمح وصنجقه منكس وكوسانه مشققة(16/261)
وَكَانَ حسن الصُّورَة وقتلته سنة تسعين وَخَمْسمِائة
وعدة مُلُوك بني سلجوق نَيف وَعِشْرُونَ ملكا أَوَّلهمْ طغرلبك وَآخرهمْ طغريل هَذَا ودولتهم مائَة وَسِتُّونَ سنة
وَلما خرج طغريل على الْخَلِيفَة خافه أهل بَغْدَاد فَتوجه إِلَيْهِ الْوَزير ابْن يُونُس فِي جَيش بَغْدَاد فالتقاه بِأَرْض همذان فَانْهَزَمَ جَيش الْخَلِيفَة وَأسر الْوَزير ثمَّ إِن خوارزم شاه كَاتب الْخَلِيفَة وَطلب مِنْهُ أَن يسلطنه ويقلده فَفعل ذَلِك فَسَار خوارزم شاه بعساكره وَقصد طغريل وَكَانَ المصاف بَينهمَا على الرّيّ فَقتل طغريل وَكَانَ طغريل قد أقيم فِي الْملك بعد وَالِده صُورَة وأتابكه البهلوان هُوَ السُّلْطَان فِي الْبَاطِن فَلَمَّا كبر الْتفت الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وَطلب من الْخَلِيفَة السلطنة وَأَن يَأْتِي بَغْدَاد كآبائه وَيَأْمُر وَينْهى ثمَّ آل أمره إِلَى أَن ظفر بِهِ قزل أَخُو البهلوان وسجنه ثمَّ خلص وعاث فِي الْبِلَاد وَملك همذان وَغَيرهَا
3 - (أتابك الْعَزِيز صَاحب حلب)
طغريل الْأَمِير الْكَبِير شهَاب الدّين أتابك السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز صَاحب حلب ومدبر دولته كَانَ خَادِمًا رَئِيسا من كبار الْأُمَرَاء الظَّاهِرِيَّة قَامَ بِأَمْر ولد أستاذه أم قيام واستمال الْأَشْرَف حَتَّى أعانهم وَدفع عَنْهُم وَكَانَ الْأَشْرَف يَقُول وَالله إِن كَانَ لله فِي الأَرْض ولي فَهُوَ هَذَا الْخَادِم وَلما استعاد الْأَشْرَف تل بَاشر دَفعهَا إِلَيْهِ وَقَالَ هَذِه برسم صدقاتك فَإنَّك لَا تتصرف فِي أَمْوَال الصَّغِير وَكَانَ قد طهر حلب من الْفسق وَالْخمر والمكس وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحلب وَدفن فِي بَاب أَرْبَعِينَ
3 - (استادار المظفر صَاحب حماة)
طغريل بن عبد الله الْأَمِير سيف الدّين استادار الْملك المظفر تَقِيّ الدّين صَاحب حماة كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء شجاعاً حسن التَّدْبِير والسياسة للأمور وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة)
وَلما توفّي المظفر قَامَ طغريل بتدبير أُمُور وَلَده الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين مُحَمَّد بمراجعة والدته غَازِيَة خاتون بنت الْكَامِل وَأخذ رَأْي الصاحب شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي
(الألقاب)
ابْن طغريل الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن طغريل(16/262)
(الطُّفَيْل)
3 - (الْقرشِي المطلبي)
الطُّفَيْل بن الْحَارِث بن الْمطلب بن عبد منَاف الْقرشِي المطلبي شهد بَدْرًا هُوَ وأخواه عُبَيْدَة بن الْحَارِث وَالْحصين بن الْحَارِث قتل أخوهما عُبَيْدَة ببدر وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَشهد الطُّفَيْل وحصين أحدا وَسَائِر الْمشَاهد وَمَاتَا جَمِيعًا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وقِي سنة إِحْدَى وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ فِي عَام وَاحِد مَاتَ الطُّفَيْل ثمَّ تلاه حُصَيْن بعده بأَرْبعَة اشهر
3 - (الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ)
الطُّفَيْل بن مَالك بن النُّعْمَان بن خنساء وَقيل الطُّفَيْل بن النُّعْمَان بن خنساء الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ من بني سَلمَة شهد الْعقبَة وبدراً وأحداً وجرح بِأحد ثَلَاثَة عشر جرحا وَلم يمت مِنْهَا وَقتل يَوْم الخَنْدَق شَهِيدا قَتله وَحشِي بن حَرْب وَذكر مُوسَى بن عقبَة فِي الْبَدْرِيِّينَ الطُّفَيْل بن النُّعْمَان والطفيل بن مَالك فجعلهما اثْنَيْنِ
3 - (الطُّفَيْل بن مَالك)
الطُّفَيْل بن ماك مدنِي صَحَابِيّ قَالَ طَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين يَدَيْهِ أَبُو بكر وَهُوَ يرتجز بِأَبْيَات أبي أَحْمد بن جحش المكفوف
(حبذا مَكَّة من وَاد ... بهَا أَهلِي وأولادي)
(بهَا أَمْشِي بِلَا هاد ... الأبيات بِتَمَامِهَا)
وروى عَنهُ عَامر بن عبد الله بن الزبير
3 - (الْأنْصَارِيّ)
الطُّفَيْل بن سعد بن عَمْرو بن ثقف الْأنْصَارِيّ شهد أحدا مَعَ أَبِيه سعد بن عَمْرو وَقتل وَأَبوهُ يَوْم بِئْر مَعُونَة)
3 - (الطُّفَيْل بن أبي)
الطُّفَيْل بن أبي بن كَعْب الْأنْصَارِيّ أمه بنت الطُّفَيْل بن عَمْرو(16/263)
الدوسي وَكَانَ يلقب أَبَا بطن وَكَانَ صديقا لِابْنِ عمر ذكر الْوَاقِدِيّ ذَلِك وَذكر أَنه ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
3 - (ذُو النُّور الدوسي)
طفيل بن عَمْرو بن طريف بن العَاصِي بن ثَعْلَبَة بن سليم بن فهم بن غنم ابْن دوس الدوسي أسلم وَصدق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاد قومه فَلم يزل مُقيما بهَا حَتَّى الْهِجْرَة ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِخَيْبَر بِمن تبعه من قومه وَلم يزل مَعَه مُقيما حَتَّى قبض صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ كَانَ مَعَ الْمُسلمين حَتَّى قتل بِالْيَمَامَةِ وَقيل قتل عَام اليرموك وَكَانَ يُقَال لَهُ ذُو النُّور لِأَنَّهُ لما وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَا رَسُول الله إِن دوساً قد غلب عَلَيْهِم الزِّنَا فَادع الله عَلَيْهِم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اهذ دوساً ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله ابعثني إِلَيْهِم وَاجعَل لي آيه يَهْتَدُونَ بهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ نور لَهُ فسطع نور بَين عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا رب إِنِّي أَخَاف أَن يَقُولُوا مثلَة فتحولت إِلَى طرف سَوْطه فَكَانَت تضيء فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة فَسُمي ذَا النُّور وأتى قومه فَاسْلَمْ أَبوهُ وَامْرَأَته وَابْنه وَجَمَاعَة من قومه وَهُوَ ذُو النُّور فِي غَالب ظَنِّي لَا كَمَا ذكره الْمبرد فِي الأذواء وَقَالَ ذُو النورن عبد الله بن الطُّفَيْل وقلده ابْن عبد الْبر فَذكره كَذَلِك فِي تَرْجَمَة ذِي الْيَدَيْنِ فِي حرف الذَّال الْمُعْجَمَة من كتاب الِاسْتِيعَاب وَأورد لَهُ المرزباني
(أَلا أبلغ لديك بني لؤَي ... على الشنآن وَالْغَضَب المردي)
(بِأَن الله رب النَّاس فَرد ... تَعَالَى جده عَن كل ند)
(وَأَن مُحَمَّدًا عبد رَسُول ... دَلِيل هدى وموضح كل رشد)
(رَأَيْت لَهُ دَلَائِل أنبأتني ... بِأَن سَبيله يهدي لقصد)
(وَأَن الله جلله بهاء ... وَأَعْلَى جده فِي كل جد)
3 - (أَخُو عَائِشَة رَضِي الله عَنهُ)
الطُّفَيْل بن سَخْبَرَة هُوَ الطُّفَيْل بن عبد الله بن(16/264)
الْحَارِث بن سَخْبَرَة الْقرشِي قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة لَا أَدْرِي من أَي قُرَيْش هر قَالَ وَهُوَ أَخُو عَائِشَة لأمها قَالَ ابْن عبد الْبر لَيْسَ من قُرَيْش)
وَإِنَّمَا هُوَ من الأزد قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَت أم رُومَان تَحت عبد الله بن الْحَارِث بن سَخْبَرَة وَكَانَ قدم مَكَّة فحالف أَبَا بكر قبل الْإِسْلَام وَتُوفِّي عَن أم رُومَان وَقد ولدت لَهُ الطُّفَيْل ثمَّ خلف عَلَيْهَا أَبُو بكر فَولدت لَهُ عبد الرَّحْمَن وَعَائِشَة فهما أخوا الطُّفَيْل هَذَا لأمه وروى عَن الطُّفَيْل ربعي بن حِرَاش أَن الطُّفَيْل رأى فِي مَنَامه أَن قَائِلا يَقُول لَهُ من الْيَهُود نعم الْقَوْم أَنْتُم لَوْلَا قَوْلكُم مَا شَاءَ الله وَشاء مُحَمَّد ثمَّ رأى لَيْلَة أُخْرَى رجلا من النَّصَارَى فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك فَأخْبر بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ لَا تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشاء مُحَمَّد قُولُوا مَا شَاءَ الله وَحده
3 - (أَبُو نصر الْعَبْدي الإشبيلي)
الطُّفَيْل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الطُّفَيْل أَبُو نصر الْعَبْدي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن عَظِيمَة اخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه أبي الْحسن وَأبي الْحسن شُرَيْح وَكَانَ مجوداً ضابطاً عَارِفًا طَال عمره وَأخذ عَنهُ الْآبَاء وَالْأَبْنَاء روى عَنهُ أَبُو عَليّ الشلوبيني وَأَجَازَ لَهُ وَلابْن الطيلسان فِي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة
(الألقاب)
أَبُو الطُّفَيْل الصَّحَابِيّ عَامر بن وَاثِلَة
(طقتمر)
3 - (الصلاحي)
طقتمر الْأَمِير سيف الدّين الصلاحي الناصري كَانَ أَمِيرا فِي أَوَاخِر الدولة الناصرية بِالْقَاهِرَةِ وَلما حضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك إِلَى دمشق فِي نوبَة إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين تنكز كَانَ الصلاحي فِي جملَة الْأُمَرَاء الَّذين حَضَرُوا مَعَه ثمَّ توجه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة عَائِدًا فَلَمَّا أجمع الْأُمَرَاء المصريون على خلع النَّاصِر أَحْمد وأجلسوا أَخَاهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل على كرْسِي الْملك وحلفوا لَهُ حضر الصلاحي إِلَى دمشق وَحلف الْأُمَرَاء والعسكر بِدِمَشْق للصالح وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَتقدم فِي الآم الصالحية وَحضر إِلَى الشَّام دمشق وحماة وحلب لتَحْصِيل الْجمال والهجن وَالشعِير برسم الْحَج فَثقلَتْ وطأته على النَّاس فَلَمَّا توفّي الصَّالح إِسْمَاعِيل بَطل ذَلِك وَعَاد هُوَ إِلَى الْقَاهِرَة فَتقدم أَيْضا عِنْد الْكَامِل شعْبَان وَحضر إِلَى دمشق واستخرج مِنْهَا ثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم لأجل حج الْكَامِل وضيق على النَّاس وَمنع أَن يصرف لأحد شَيْئا من الْأَمْوَال وَقَبضهَا وَتوجه بهَا واختص بالكامل كثيرا(16/265)
فَلَمَّا خلع الْكَامِل وَملك المظفر أخرجه إِلَى حمص نَائِبا فَحَضَرَ إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى حمص فَأَقَامَ بهَا دون أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
3 - (نَائِب حلب)
طقتمر الْأَمِير سيف الدّين الأحمدي يعرف فِي بَيت السُّلْطَان بطاسه لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين أقبغا عبد الْوَاحِد جعل هَذَا الْأَمِير سيف الدّين طقتمر استاذدار مَكَانَهُ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أبي بكر فِيمَا أَظن وَالله أعلم ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك خرج إِلَى صفد وَأقَام بهَا نَائِبا ثمَّ توجه إِلَى حماة نَائِبا يعد الْأَمِير علم الدّين الجاولي وَأقَام بهَا كَذَلِك إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى دمشق نَائِبا فَتوجه الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الْمَذْكُور إِلَى حلب نَائِبا فَأَقَامَ بهَا نَائِبا وَلما جَاءَ نواب الْبِلَاد إِلَى الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وَهُوَ مبرز على الجسور فِي الْأَيَّام الكاملية لم يَجِيء الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الْمَذْكُور إِلَيْهِ فَلَمَّا انْفَصل الْكَامِل وَولي السلطنة الْملك المظفر حاجي ابْن النَّاصِر مُحَمَّد عَزله من نِيَابَة حلب وجهز بدله الْأَمِير سيف الدّين بيدمر البدري نَائِبا إِلَى حلب وَطلب الأحمدي إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا أَمِيرا بَقِيَّة السّنة وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَاخِر سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة)
3 - (الْحَاجِب)
طقتمر الشريفي الْأَمِير سيف الدّين أحد الْحجاب بِدِمَشْق ولاه الحجوبية الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر وَكَانَ فِي أول الْأَمر شَدِيدا على النَّاس ثمَّ إِنَّه جاد وَحسنت أخلاقه وَلم يزل على الحجوبية بِدِمَشْق إِلَى أول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فسيره الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه إِلَى نِيَابَة الرحبة عوضا عَن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن شَهْري فَأَقَامَ بهَا نَائِبا إِلَى بعض جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة فَتغير عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه وعزله بالأمير عَلَاء الدّين عَليّ ابْن البدري
3 - (السِّلَاح دَار)
طقتمر الشريفي السِّلَاح دَار كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَهُوَ غير الْمَذْكُور أَولا وَكَانَ حصل لَهُ ضعف فِي عَيْنَيْهِ وَكَانَ إِذا ركب ركب قدامه بعض مماليكه من يعرفهُ بِالنَّاسِ ليسلم عَلَيْهِم ثمَّ إِنَّه أضرّ جملَة كَافَّة وَانْقطع فِي بَيته تَقْدِير أَربع سِنِين ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي حادي عشر شَوَّال سنة خمسين وَسَبْعمائة(16/266)
(طقزتمر)
3 - (نَائِب مصر وحماة وحلب ودمشق)
طقزتمر الْأَمِير سيف الدّين الساقي الناصري كَانَ فِي الأَصْل مَمْلُوكا لصَاحب حماة الْملك الْمُؤَيد ثمَّ قدمه للسُّلْطَان وَتقدم عِنْده وَصَارَ من الخاصكية وَأمره مائَة وَكَانَ عَاقِلا وادعاً لم يتَغَيَّر عَلَيْهِ السُّلْطَان قطّ لِأَنَّهُ كَانَ يعد نَفسه غَرِيبا فِي بَيت السُّلْطَان وَلم يزل كَبِيرا مُعظما من وقْعَة أرغون الدوادار وَغَيره إِلَى آخر وَقت وَهُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ حكر طقزتمر بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَالرّبع الَّذِي برا بَاب زويلة وَدَار التفاح وَالْحمام الَّذِي عِنْد قبو الْكرْمَانِي وَزوج السُّلْطَان بنته بِابْنِهِ أبي بكر وَلما توفّي أوصى بِأَن يكون الْأَمِير سيف الدّين نَائِبا فَلَمَّا اسْتَقل الْملك الْمَنْصُور بِالْملكِ بعد وَالِده وَتمّ أمره أحضر لَهُ تَشْرِيفًا لأجل النِّيَابَة فَامْتنعَ من ذَلِك فألزمه وَقَالَ كنت امْتنعت لما أوصى السُّلْطَان بذلك ثمَّ إِنَّه لبس تشريف النِّيَابَة بِمصْر وألبس الْأَمِير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين تشريف الوزارة فِي يَوْم وَاحِد وَلم يزل نَائِبا ذَيْنك الشَّهْرَيْنِ مُدَّة سلطنة الْمَنْصُور أبي بكر إِلَى أَن جرى مَا جرى وخلع من الْملك وَتَوَلَّى السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف كجك فَطلب الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر مِنْهُم حماة فَأمروا لَهُ بهَا وَكَانَ بهَا إِذْ)
ذَاك الْملك الْأَفْضَل ابْن الْمُؤَيد فَأخْرج الأفذل إِلَى دمشق وَحضر طقزتمر إِلَى حماة فَهُوَ أول من خرج إِلَيْهَا نَائِبا بعد الْأَفْضَل وَلم يزل مُقيما بحماة إِلَى أَن تحرّك طشتمر وَسَأَلَهُ أَن يَنْضَم إِلَيْهِ فَتوجه إِلَيْهِ إِلَى بعض الطَّرِيق وَلما خرج الطنبغا من دمشق وَعلم بذلك أرسل إِلَيْهِ فَعَاد فِي أثْنَاء الطَّرِيق إِلَى حماة فَلَمَّا بلغ ذَلِك طشتمر ضعفت نَفسه وهرب إِلَى بِلَاد الرّوم وَلم يزل طقزتمر بحماة إِلَى أَن جَاءَ الفخري من الكرك ونل على خَان لاجين فَأرْسل إِلَيْهِ فَحَضَرَ إِلَى عِنْده وَقَوي جاش الفخري بِهِ وَلم يَزَالَا بِدِمَشْق حَتَّى حضر الطنبغا وهرب وَدخل الفخري وطقزتمر إِلَى دمشق ثمَّ إِنَّه توجه هُوَ والأمير بهاء الدّين أصلم وَغَيره من الْأُمَرَاء الْكِبَار إِلَى الْملك النَّاصِر بالكرك ليحضر إِلَى دمشق فَامْتنعَ من الْحُضُور وَلما توجه الْعَسْكَر إِلَى مصر توجه مَعَهم وَلما اسْتَقر الْملك للْملك النَّاصِر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى الكرك وَجرى مَا جرى وتسلطن الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل رسم للأمير سيف الدّين طقزتمر بنيابة حلب عوضا عَن الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش وَتوجه كل مِنْهُمَا إِلَى مَحل نيابته والتقيا على القطيفة فَلَمَّا توفّي الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش رسم للأمير سيف الدّين طقزتمر بنيابة دمشق وَنقل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا المارداني من حماة إِلَى حلب فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر إِلَى نِيَابَة دمشق(16/267)
ودخلها فِي نصف شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأقم بهَا نَائِبا إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَتَوَلَّى الْملك الْكَامِل سيف الدّين شعْبَان السلطنة حضر إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين بيغرا وحلفه وَحلف أُمَرَاء الشَّام واحضر لَهُ تَشْرِيفًا فلبسه وَبعد أَرْبَعَة أَيَّام أَو ثَلَاث حضر الْأَمِير سيف الدّين بيبغا القاسمي على الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر ليَكُون بهَا نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين الْملك فَلم تطب نَفسه على الْخُرُوج من دمشق وَمرض وَحصل لَهُ فالج وَعدم نطق وسير يستعفي من التَّوَجُّه إِلَى مصر وَأَن يكون مُقيما بِدِمَشْق وَكتب إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر وَدخل عَلَيْهِم ثمَّ إِن حَاشِيَته خوفوه عُقبى ذَلِك فَوجدَ من نَفسه خفَّة فَجهز الْأَمِير فَخر الدّين إياز الْحَاجِب بِدِمَشْق فِي الْبَرِيد يسْأَل الْحُضُور إِن كَانَ وَلَا بُد فِي محفة لعَجزه عَن ركُوب الْفرس ففرح السُّلْطَان وأنعم على الْأَمِير فَخر الدّين إياز وَأَعَادَهُ
وَحضر بعده الْأَمِير سيف الدّين بيبغا القاسمي ثَانِيًا لطلبه فَخرج فِي محفة وَهُوَ متثاقل مَرضا يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى وَوجد نشاطاً فِي الطَّرِيق وَلما وصل إِلَى بلبيس سير وَلَده أَمِير حَاج وَسيف الدّين قشتمر أستاذداره يسألان إعفاءه من النِّيَابَة فاجيب إِلَى ذَلِك وَدخل إِلَى)
بَيته وَلم يطلع القلعة وَأقَام فِي الْقَاهِرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَقيل خمْسا وَتُوفِّي رَحمَه الله وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ خيرا سَاكِنا وادعاً عديم الشَّرّ لَا يُرِيد أَذَى أحد كَائِنا من كَانَ وَهُوَ أكب من بَقِي من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَزوج السُّلْطَان ابْنَته بِالْملكِ الْمَنْصُور أبي بكر وَتزَوج الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْنَته الْأُخْرَى فَلم يقم مَعهَا خَمْسَة اشهر حَتَّى انحل النظام وتفرق الشمل
(طقصبا)
3 - (الْأَمِير طقصبا)
طقصبا الْأَمِير سيف الدّين مَمْلُوك السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل بن عَليّ صَاحب حماة اشْتَرَاهُ أستاذه الْمَذْكُور وقربه ورباه وَأحسن تَرْبِيَته وزوجه ابْنَته وَأمره وَكَانَ يُرْسل عَن أستاذه إِلَى الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَيتَوَجَّهُ بالتقادم وَكَانَ الْملك النَّاصِر يقبل عَلَيْهِ إقبالاً زَائِدا وَلما مَاتَ أستاذه رَحمَه الله تَعَالَى اسْتمرّ فِي خدمَة وَلَده الْملك الْأَفْضَل على عَادَته وَهُوَ أَمِير طلبخاناه بحماة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلاً حسنا مليح الْوَجْه مديد الْقَامَة وَأخذ خبزه خوشداشه الْأَمِير سيف الدّين أرغون الأفضلي توجه من دمشق إِلَى حماة(16/268)
(طقصو)
3 - (حمو لاجين)
طقصو الْأَمِير سيف الدّين كَانَ من أكَابِر الْأُمَرَاء المصريين مِمَّن يذكر للسلطنة وَهُوَ حمو السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين قَتله الْملك الْأَشْرَف بِمصْر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَ فِيهِ سؤدد وشجاعة وَخبر بالأمور رَحمَه الله تَعَالَى
(طقطاي)
3 - (صَاحب القبجاق)
طقطاي السُّلْطَان صَاحب القبجاق ابْن منكوتمر بن سابزخان ابْن الطاغية الْأَكْبَر جنكزخان المغلي وَمِنْهُم تختيه وَمِنْهُم من يَقُول توقيقاء جلس على التخت وَله سبع سِنِين وَكَانَت دولته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ يحب السَّحَرَة ويعطيهم وَفِيه عدل وميل إِلَى أهلن الْخَيْر من أهل الملكل ويرجح الْإِسْلَام وَيُحب الْأَطِبَّاء وممالكه وَاسِعَة مِنْهَا قرم وسراي وجشيه كثير إِلَى الْغَايَة يُقَال إِنَّه جهز مرّة مِائَتي ألف فَارس وَكَانَ لَهُ ولد مليح فَأسلم وَكَانَ يحب سَماع الْقُرْآن فَمَاتَ قبل أَبِيه وَقَامَ فِي الْملك السُّلْطَان أزبك أَخُوهُ وَهُوَ بَطل شُجَاع مليح الصُّورَة وتقم ذكر أزبك هَذَا فِي حرف الْهمزَة فِي مَكَانَهُ
3 - (دوادار يلبغا)
طقطاي الْأَمِير عز الدّين دوادار سيف الدّين يلبغا اليحيوي كَانَ من جمدارية السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَإِنَّمَا أعطَاهُ ليلبغا فعمله دواداراً وَكَانَ يَقُول عَنهُ هَذَا قَرَابَتي وخوشداشي وَكَانَ قد سلم قياده إِلَيْهِ وَهُوَ النَّائِب وَحَدِيث النَّاس مَعَه فِي سَائِر الْأُمُور لم يُقرر شَيْئا فيخالفه وَهُوَ حسن الْوَجْه عَاقل كثير الإطراق قَلِيل الْكَلَام سَاكن كثير الْخَيْر عديم الشَّرّ لم يؤذ أحدا وَلَا تطلع إِلَى مَال أحد نعم إِذا أهْدى الْإِنْسَان إِلَيْهِ شَيْئا قبله ورعى لَهُ خدمته وَكَانَ أَصْحَابه كثيرا وَأَعْطَاهُ الْملك الْكَامِل أمرة عشرَة بِدِمَشْق فَكتب إِلَيْهِ وَنحن على منزلَة الْكسْوَة متوجهون إِلَى الصَّيْد بنواحي الْأَزْرَق وَقد ورد المرسوم بذلك
(يَا سيداً رب العلى ... لكل خير يسره)
(وَمن حباه طلعة ... بالبشر أمست مقمره)
(وَمن لَهُ محَاسِن ... ترضي الْكِرَام البرره)(16/269)
)
(تهن أَمر إمرة ... أنباؤها مشتهره)
(بهَا الْوُجُوه قد غَدَتْ ... ضاحكة مستبشره)
(تنالها كَامِلَة ... مَضْرُوبَة فِي عشره)
ثمَّ لما خلع الْكَامِل وَتَوَلَّى الْملك المظفر توجه إِلَيْهِ من دمشق فرعى لَهُ خدمته ورسم لَهُ بإمرة طلبخاناه وَلم يزل عِنْد أستاذه حظياً إِلَى أَن توجه مَعَه فِي نوبَة أستاذه وَخُرُوجه على الْكَامِل وَتوجه مَعَه إِلَى حماة وَأمْسك مَعَ بَقِيَّة الْأُمَرَاء وجهز مَعَهم إِلَى مصر مَعَ أَخِيه يلبغا فجز إِلَى إسكندرية ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين صرغتمش شفعا فِيهِ عِنْد الْملك فأفرج عَنهُ وَعَن أَخِيه يلبغا وَأقَام هُوَ عِنْد شيخو وجهز أَخُو يلبغا إِلَى حلب وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ إِنَّه أعطي عشرَة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ وَتزَوج هُنَاكَ بِامْرَأَة الْأَمِير سيف الدّين طغاي تمر النجمي الدوادار وَهِي أُخْت الْأَمِير سيف الدّين طاز ثمَّ إِنَّه أعطي طلبخاناه وَصَارَ خصيصاً بالأمير سيف الدّين شيخو فِي الْأَيَّام الناصرية حسن ابْن النَّاصِر وَلما توجه إِلَى الْحجاز فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة كَانَ هُوَ والأمير سيف الدّين طاز فَحَضَرَ إِلَيْهِمَا المرسوم بإمساك الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس النَّائِب فأمسكاه عِنْد الينبع وقيداه وتوجها بِهِ إِلَى مَكَّة وَلما عَاد الركب سبق هُوَ وَجَاء بالْخبر إِلَى السُّلْطَان فَخلع عَلَيْهِ وَوَصله ثمَّ إِنَّه لما توجه سيف الدّين بيبغا آروس إِلَى حلب نَائِبا حضر مَعَه الْأَمِير عز الدّين طقطاي ليقره بهَا فوصلا إِلَى دمشق فِي ثَالِث عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة ثمَّ أوصله وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَتَوَلّى وَظِيفَة الدوادارية عوضا عَن سيف الدّين طشبغا وَلما أَرَادَ الْخُرُوج بيبغا آروس وَحلف الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي عَسْكَر الشَّام للسُّلْطَان الْملك الصَّالح حضر الْأَمِير عز الدّين طقطقاي إِلَى دمشق فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام قَلِيلا وَتوجه صُحْبَة عَسْكَر دمشق إِلَى لد وَفَارق الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي من دمشق وَتوجه على الْبَرِيد إِلَى بَاب السُّلْطَان ثمَّ إِنَّه عَاد فِي شعْبَان إِلَى لد وَمَعَهُ تَقْلِيد الْأَمِير بدر الدّين ابْن الخطير بنيابة طرابلس والأمير سيف الدّين كَانَ يرق بنيابة حماة والأمير شهَاب الدّين ابْن صبيح بنيابة صفد فدقت البشائر وَفَرح الْعَسْكَر ثمَّ توجه إِلَى مصر وَحضر صُحْبَة السُّلْطَان وَتوجه صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين طاز والأمير سيف الدّين أرغون وعسكر الشَّام إِلَى حلب خلفا بيبغا آروس ثمَّ عَادوا إِلَى)
مصر وَتوجه مَعَ السُّلْطَان ثمَّ إِنَّه وصل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة إِلَى دمشق مُتَوَجها إِلَى حلب ليجهز العساكر خلف أَحْمد وبكلمش وبيبغا فاتفق من سعده أَنه لما وصل إِلَى حلب جَاءَ أَحْمد وبكلمش ممسوكين فِي ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة واعتقلا بقلعة حلب ثمَّ إِنَّه حز رأسيهما وجهزا صُحْبَة سيف الدّين طيدمر أخي الْأَمِير سيف الدّين طاز إِلَى بَاب السُّلْطَان وَأقَام الْأَمِير عز الدّين بحلب إِلَى أَن وصل بيبغا آروس(16/270)
من عِنْد ابْن دلغادر فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة فحز رَأسه وجهز صحبته إِلَى بَاب السُّلْطَان فوصل الْأَمِير عز الدّين إِلَى دمشق فِي يَوْم السبت سَابِع عشر الْمحرم وَالرَّأْس الْمَذْكُور مَعَه وَتوجه مِنْهَا فِي عَشِيَّة النَّهَار الْمَذْكُور وَكتب إِلَيْهِ
(هَذَا الدوادار الَّذِي أقلامه ... تذر المهارق مثل روض فائح)
(تجْرِي بأرزاق الورى فمدادها ... وبل تحدر من غمام سافح)
(أسْتَغْفر الله الْعَظِيم غَلطت بل ... نهر جرى من لج بَحر طافح)
(وَإِذا تطون كريهة فيمينه ... تسطو بِحَدّ أسنة وصفائح)
(يَا فَخر دهر قد حواه فَإِنَّهُ ... عز لمولانا الملكيك الصَّالح)
(الألقاب)
ابْن الطلاع الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن فرج
(طَلْحَة)
3 - (أحد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم)
طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي االتيمي ابْن عَم أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا من السَّابِقين الْأَوَّلين الْمُعَذَّبين على الْإِسْلَام وَهُوَ أحد الْعشْرَة الَّذين شهد لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ وَأحد الثَّمَانِية الَّذين سبقوا إِلَى الْإِسْلَام وَأحد الْخَمْسَة الَّذين أَسْلمُوا على يَد أبي بكر وَاحِد السِّتَّة أهل الشورى الَّذين توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنْهُم رَاض وَأحد الَّذين كَانُوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْجَبَل فَتحَرك بهم بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَعِيد بن(16/271)
زيد يستعلمان خبر العير فَلم يشْهد وقْعَة بدر فَضرب لَهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسهمهما وأجرهما وَلذَلِك عدهما الْعلمَاء بالمغازي فِيمَن شهد بَدْرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد أبلى فِيهِ طَلْحَة بلَاء حسنا وَبَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَوْت وحماه من الْكفَّار وَاتَّقَى عَنهُ النبل بِيَدِهِ حَتَّى شلت إصبعه ووقاه بِنَفسِهِ وَكَانَ يرتجز يَوْمئِذٍ
(نَحن حماة غَالب وَمَالك ... نذب عَن رَسُولنَا الْمُبَارك)
(نضرب عَنهُ الْقَوْم فِي المعارك ... ضرب صفاح الكوم فِي الْمُبَارك)
وروى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ بنوه يحيى ومُوسَى وَعِيسَى بَنو طَلْحَة وَقيس بن أبي حَازِم وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَمَالك ابْن أبي عَامر الأصبحي والأحنف بن قيس وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ يَوْم الْجمل وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَلما أسلم أَبُو بكر وَطَلْحَة أخذهما نَوْفَل بن خويلد بن العدوية فشدهما فِي حَبل وَاحِد وَلم يمنعهما بَنو تيم وَكَانَ نَوْفَل يدعى أَسد قُرَيْش فَلذَلِك سمي أَبُو بكر وَطَلْحَة القرينين وَزعم بعض الروَاة أَن عليا رَضِي الله عَنهُ دَعَاهُ يَوْم الْجمل فَذكره أَشْيَاء من سوابقه وفضله فَرجع طَلْحَة عَن قِتَاله نَحْو مَا صنع الزبير وَاعْتَزل فِي بعض الصُّفُوف فَرمي بِسَهْم فِي رجله فَقطع عرق النسا فَلم يزل دَمه ينزف حَتَّى مَاتَ رَضِي الله عَنهُ وَيُقَال إِن السهْم أصَاب ثغرة نَحره وَأَن الَّذِي رَمَاه مَرْوَان بن الحكم بِسَهْم فَقتله وَقَالَ لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم وَذَلِكَ أَن طَلْحَة كَانَ فِيمَا زَعَمُوا مِمَّن حاصر عُثْمَان وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يخْتَلف الْعلمَاء الثِّقَات فِي أَن مَرْوَان قتل طَلْحَة يَوْمئِذٍ وَكَانَ فِي حزبه ودفنوه على شاطئ الكلاء فَرَأى بعض أَهله فِي الْمَنَام)
طَلْحَة يَقُول لَهُ أَلا تريحوني من هَذَا المَاء فَإِنِّي قد غرقت ثَلَاث مَرَّات يَقُولهَا قَالَ فنبشوه فَإِذا هُوَ أَخْضَر مثل السلق فنزعوا عَنهُ المَاء ثمَّ استخرجوه فَإِذا مَا يَلِي الأَرْض من لحيته وَوَجهه قد أَكلته الأَرْض فاشتروا لَهُ دَارا من دور أبي بكر بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فدفنوه بهَا
وَكَانَ طَلْحَة رجلا آدم حسن الْوَجْه كثير الشّعْر لَيْسَ بالجعد القطط وَلَا بالسبط وَكَانَ لَا يُغير شعره وَأمه الحضرمية اسْمهَا الصعبة بنت عبد الله بن عماد ابْن مَالك بن ربيعَة بن أكبر بن مَالك بن عويف بن مَالك بن الْخَزْرَج بن إياد ابْن الصدف بن حَضرمَوْت بن كِنْدَة ويكنى طَلْحَة أَبَا مُحَمَّد وَيعرف بطلحة الْخَيْر وَطَلْحَة الْفَيَّاض وَذكروا أَنه اشْترى مَالا بِموضع يُقَال لَهُ بيسان فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَنْت إِلَّا فياض فَسُمي طَلْحَة الْفَيَّاض
وَلما قدم الْمَدِينَة آخَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين كعاب بن مَالك وَكَانَ قد آخى بِمَكَّة بَينه وَبَين الزبير قبل الْهِجْرَة وَكَانَ لما آخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار يتوارثون دون ذَوي الْأَرْحَام حَتَّى نزلت آيَة الْفَرَائِض أولو الْأَرْحَام بَعضهم أولى بِبَعْض فِي كتاب الله وَلما انهزم النَّاس يَوْم أحد كَانَ طَلْحَة فِيمَن ثَبت ونهض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى صَخْرَة ليعلوها فَلم يسْتَطع فَحَمله طَلْحَة فأنهضه حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوجب طَلْحَة وَقَالَ(16/272)
طَلْحَة لما كَانَ يَوْم أحد وحملت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى صيرته على الصَّخْرَة فاستتر بهَا من الْمُشْركين فَقَالَ لي هَكَذَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ وَرَاء ظَهره هَذَا جِبْرِيل يُخْبِرنِي أَنه لَا يراك يَوْم الْقِيَامَة فِي هول إِلَّا أنقذك مِنْهُ وَلما وَقَاه يَوْم أحد بِيَدِهِ ضرب الْمُشرك يَد طَلْحَة فَقَالَ حس فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو قلت بِسم الله لحملتك الْمَلَائِكَة أَو قَالَ لطارت بك الْمَلَائِكَة وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْك وَقَالَت عَائِشَة كَانَ أَبُو بكر إِذا ذكر يَوْم أحد بَكَى ثمَّ قَالَ ذَلِك كُله لطلْحَة ثمَّ أنشأ يحدث قَالَ كنت أول من فَاء يَوْم أحد فَرَأَيْت رجلا يُقَاتل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دونه فَقلت كن طَلْحَة حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي فَقلت يكون رجلا من قومِي أحب إِلَيّ وبيني وَبَين الْمشرق رجل لَا اعرفه فَإِذا هُوَ أَبُو عَبدة فَذكر أَنَّهُمَا أَتَيَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ عَلَيْكُمَا صاحبكما يَعْنِي طَلْحَة قَالَ فأتينا طَلْحَة فِي بعض تِلْكَ الجفار فَإِذا بِهِ بضع وَسَبْعُونَ أَو اقل أَو أَكثر بَين طعنة ورمية وضربة وَإِذا قد قطعت إصبعه فأصلحنا من شَأْنه وَلما رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحد صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَقَامَ)
إِلَيْهِ رجل فَقَالَ من هَؤُلَاءِ يَا رَسُول الله قَالَ طَلْحَة فَأَقْبَلت وَعلي ثَوْبَان أخضران فَقَالَ أَيهَا السَّائِل هَذَا مِنْهُم وَقَالَ مُعَاوِيَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن طَلْحَة مِمَّن قضى نحبه وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي إِلَى وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة وَمَا انْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد حَتَّى قَالَ لحسان قل فِي طَلْحَة فَقَالَ
(وَطَلْحَة يَوْم الشّعب آسى مُحَمَّدًا ... على سَاعَة ضَاقَتْ عَلَيْهِ وَشقت)
(يَقِيه بكفيه الرماح وأسملت ... أشاجعه تَحت السيوف فشلت)
(وَكَانَ إِمَام النَّاس إِلَّا مُحَمَّدًا ... اقام رحى الْإِسْلَام حَتَّى اسْتَقَلت)
وَقَالَ أَبُو بكر فِيهِ شعرًا وَقَالَ عمر أَيْضا وَلما مَاتَ طَلْحَة ترك من الْعين ألف دِرْهَم ومائتي ألف دِينَار وَبَاقِي الْعرُوض تَتِمَّة ثَلَاثِينَ ألف ألف دِرْهَم وَكَانَ يغل بالعراق مَا بن أَرْبَعمِائَة ألف إِلَى خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم ويغل بالسراة عشرَة آلَاف دِينَار أَو أقل أَو أَكثر وَكَانَ لَا يدع أحدا من بني تيم عائلاً إِلَّا كَفاهُ مُؤْنَته وَمؤنَة عايله وَزوج أيامهم وَقضى دين غارمهم وَكَانَ يُرْسل إِلَى عَائِشَة كل سنة إِذا جَاءَت عَلَيْهِ بِعشْرَة آلَاف كبار
3 - (الأوسي)
طَلْحَة بن عتبَة الْأنْصَارِيّ من بني جحجبا من الْأَوْس شهد أحدا(16/273)
وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا
3 - (الْأنْصَارِيّ)
طَلْحَة بن زيد الْأنْصَارِيّ آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين الأرقم بن أبي الأرقم قَالَ ابْن عبد الْبر وَأَظنهُ أَخا خَارِجَة بن زيد بن أبي زُهَيْر
3 - (النضري)
طَلْحَة بن عَمْرو النضري بالنُّون الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد أبي حَرْب ابْن أبي الْأسود كَانَ من أهل الصّفة وَقيل فِيهِ طَلْحَة بن عبد الله
3 - (السّلمِيّ)
طَلْحَة بن مَالك السّلمِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من اقتراب السَّاعَة هَلَاك الْعَرَب حَدِيثه عِنْد سُلَيْمَان بن حَرْب عَن مُحَمَّد بن أبي رزين عَن أمه عَن مولاة طَلْحَة بن مَالك عَن طَلْحَة بن مَالك وَكَانَ اسْم أمته أم الحريز بزاي بعد يَاء وَرَاء من الْحِرْز)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
طَلْحَة بن الْبَراء بن عُمَيْر بن وبرة الْأنْصَارِيّ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ مَاتَ وَصلى عله اللَّهُمَّ الق طَلْحَة وَأَنت تضحك إِلَيْهِ ويضحك إِلَيْك وَكَانَ لقِيه وَهُوَ غُلَام فَكَانَ يلصق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيقبل قَدَمَيْهِ وَيَقُول مرني بِمَا أَحْبَبْت يَا رَسُول الله فَلَا أعصي لَك أمرا فسر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأعجب بِهِ ثمَّ مرض وَمَات
3 - (وَالِد عقيل)
طَلْحَة وَالِد عقيل بن طَلْحَة السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة فِيمَا ذكر ابْن شَوْذَب روى عَنهُ ابْن عقيل بن طَلْحَة(16/274)
3 - (ابْن أبي حَدْرَد)
طَلْحَة بن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تروا الْهلَال تَقولُونَ هُوَ ابْن لَيْلَتَيْنِ هُوَ ابْن لَيْلَة
3 - (ابْن مُعَاوِيَة)
طَلْحَة بن مُعَاوِيَة بن جاهمة السّلمِيّ روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بن طَلْحَة فَهُوَ صَحَابِيّ فِيمَا ذكره ابْن عبد الْبر
3 - (أَبُو الْمطرف الْخُزَاعِيّ)
طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز بِفَتْح الْكَاف وَكسر الرَّاء أَبُو الْمطرف الْخُزَاعِيّ الْكُوفِي كَانَ شريفاً فَاضلا روى عَن ابْن عمر وَأبي الدَّرْدَاء وَعَائِشَة وَأم الدَّرْدَاء هجيمة وروى عَنهُ أَبُو حَازِم وَحَمَّاد بن سَلمَة وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة وَحميد الطَّوِيل وَغَيرهم وَكَانَ يكثر غشيان أم الدَّرْدَاء وَسُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ ثِقَة
3 - (أَبُو مَنْصُور الْخُزَاعِيّ)
طَلْحَة بن عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب الْخُزَاعِيّ أَبُو مَنْصُور من بَيت الْإِمَارَة والتقدم كَانَ أديباً فَاضلا وَله شعر وروى عَنهُ الصولي أَبُو بكر وَأَبُو أَحْمد العسكري
3 - (التَّيْمِيّ الطلحي الْبَصْرِيّ)
)
طَلْحَة بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة ابْن عبيد الله التَّيْمِيّ الطلحي من أهل الْبَصْرَة نادم الْمُوفق وَكَانَ أخبارياً راوية توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَله أَخْبَار المتيمين وجواهر الْأَخْبَار
3 - (طَلْحَة الطلحات)
طَلْحَة بن عبد الله بن خلف أَبُو الْمطرف وَقيل أَبُو مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ الْمَعْرُوف بطلحة الطلحات أحد الأجواد الأسخياء المفضلين الْمَشْهُورين كَانَ أَجود أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه سمع عُثْمَان بن عَفَّان فِيمَا ذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَكَانَ أَبوهُ مَعَ عَائِشَة يَوْم الْجمل وَكَانَ عبد الله كَاتب عمر بن الْخطاب بِالْمَدِينَةِ قَالَ الْأَصْمَعِي(16/275)
المعروفون بِالْكَرمِ طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان التَّيْمِيّ وَطَلْحَة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التَّيْمِيّ وَهُوَ طَلْحَة الْجُود وَطَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف ابْن أخي عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ وَهُوَ طَلْحَة الندى وَطَلْحَة بن الْحسن بن عَليّ وَهُوَ طَلْحَة الْخَيْر وَطَلْحَة بن عبد الله بن خلف الْخُزَاعِيّ وَهُوَ طَلْحَة الطلحات وَسمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ أجودهم وَقَالَ ابد دُرَيْد إِن أم طَلْحَة ابْنة الْحَارِث بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة الْعَبدَرِي فَلذَلِك سمي طَلْحَة الطلحات دخل كثير عزة عَلَيْهِ عَائِدًا فَقعدَ عِنْد رَأسه فَلم يكلمهُ لشدَّة مَا بِهِ فَأخذ كثير فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فَفتح طَلْحَة عَيْنَيْهِ وَقَالَ وَيحك يَا كثير مَا تَقول فَقَالَ
(يَا ابْن الذوائب من خُزَاعَة وَالَّذِي ... لبس المكارم وارتدى بنجاد)
(حلت بساحتك الْوُفُود من الورى ... فَكَأَنَّمَا كَانُوا على ميعاد)
(لنعود سيدنَا وَسيد غَيرنَا ... لَيْت التشكي كَانَ بالعواد)
فَاسْتَوَى جَالِسا وَأمر لَهُ بعطية سنية وَقَالَ هِيَ لَك إِن عِشْت فِي كل سنة وَكَانَ هوى طَلْحَة الطلحات أموياً وَكَانَ بَنو أُميَّة يكرمونه وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعث رَضِي الله عَنهُ زِيَاد بن سلم طَلْحَة الطلحات والياً على سجستان وَبهَا مَاتَ وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر
(رحم الله أعظماً دفنوها ... بسجستان طَلْحَة الطلحات)
3 - (طَلْحَة الندى قَاضِي الْمَدِينَة)
طَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الزُّهْرِيّ قَاضِي الْمَدِينَة الْمدنِي الْفَقِيه حدث عَن عَمه عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعُثْمَان وَسَعِيد ابْن زيد وَأبي هُرَيْرَة وَابْن)
عَبَّاس وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَسعد بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن زيد بن المُهَاجر وَأَبُو عُبَيْدَة ابْن مُحَمَّد بن عمار بن يَاسر وَثَّقَهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَهُوَ طَلْحَة الندى أحد الطلحات وَكَانَ من سوات قُرَيْش وَكَانَ هُوَ وخارجة بن زيد بن ثَابت يستفتيان فِي زمانهما وَيَنْتَهِي النَّاس إِلَى قَوْلهمَا ويقسمان الْمَوَارِيث بَين أَهلهَا من الدّور والنخيل وَالْأَمْوَال ويكتبان الوثائق للنَّاس بِغَيْر جعل وَأمه فَاطِمَة بنت مُطِيع الْأسود مدحه(16/276)
الفرزدق فَأعْطَاهُ ألف دِينَار فَكَانَ يُقَال أتعب النَّاس طَلْحَة لأَنهم كَانُوا يكْرهُونَ أَن يُعْطوا الفرزدق دون مَا أعطَاهُ طَلْحَة وَكَانَ إِذا كَانَ عِنْده مَال فتح بَابه وغشيه النَّاس وَأَصْحَابه فأطعم وَأَجَازَ وَحمل وَإِذا لم يكن عِنْده شَيْء أغلق بَابه فَلم يَأْته أحد فَقَالَ لَهُ بعض أَهله مَا فِي الدُّنْيَا شَرّ من أَصْحَابك يأتونك إِذا كَانَ عنْدك شَيْء وَإِذا لم يكن لم يأتوك فَقَالَ مَا فِي الدُّنْيَا خير من هَؤُلَاءِ لَو أتونا عِنْد الْعسرَة أردنَا أَن نتكلف لَهُم فَإِذا أَمْسكُوا حَتَّى يأتينا شَيْء فَهُوَ مَعْرُوف مِنْهُم وإحسان وَفِيه يَقُول الفرزدق
(يَا طلح أَنْت أَخُو الندى وعقيده ... إِن الندى إِن مَاتَ طلح مَاتَا)
3 - (أَبُو مُحَمَّد اليامي الْكُوفِي)
طَلْحَة بن مصرف أَبُو مُحَمَّد اليامي بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف مِيم الْهَمدَانِي الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مقرئ الْكُوفَة قَرَأَ على يحيى ابْن وثاب وَغَيره وَحدث عَن أنس بن مَالك وَابْن أبي أوفى وَزيد بن وهب وَمرَّة الطّيب وَمُجاهد وخيثمة بن عبد الرَّحْمَن وذر الهمذاني وَأبي صَالح السمان وَكَانَ يفضل عُثْمَان على عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَيحرم النَّبِيذ وَهَاتَانِ عزيزتان فِي أهل الْكُوفَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي)
طَلْحَة بن يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي نزيل الْكُوفَة أدك عبد الله بن جَعْفَر وَحدث عَن أَبِيه وعميه مُوسَى وَعِيسَى ابْني طَلْحَة وخاله وَأبي بردة وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَمُجاهد وَابْن عَمه إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَعَمَّته عَائِشَة بنت طَلْحَة وروى عَنهُ الثَّوْريّ وَعبد الله ابْن إِدْرِيس وَالْقطَّان ووكيع وَابْن عُيَيْنَة وَابْن نمير وَأَبُو نعيم وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة قَالَ(16/277)
البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم حسن الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَالح الحَدِيث وَقَالَ النَّسائي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وتقال ابْن عدي روى الثِّقَات)
عَنهُ أَحَادِيث وَمَا بِرِوَايَاتِهِ عِنْدِي بَأْس وَقيل إِنَّه توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (الزرقي الْمدنِي)
طَلْحَة بن يحيى بن النُّعْمَان الزرقي الْمدنِي شيخ صَدُوق معمر وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد مقارب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي توفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَثَمَانِينَ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (ابْن دَقِيق الْعِيد)
طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب القَاضِي الْعَالم ولي الدّين ابْن الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد الشَّافِعِي نَاب فِي الحكم عَن وَالِده وَتُوفِّي وَهُوَ شَاب سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة
3 - (أَبُو الْقَاسِم الشَّاهِد)
طَلْحَة بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم الشَّاهِد الْمُقْرِئ غُلَام ابْن مُجَاهِد سمع عمر بن أبي غيلَان وصنف أَخْبَار الْقُضَاة وَضَعفه الْأَزْهَرِي وَقَالَ ابْن أبي الفوارس كَانَ يَدْعُو إِلَى الاعتزال توفّي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وعاش تسعين سنة وَكَانَ قد سمع أَبَا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبا صَخْرَة الْكَاتِب وَجَمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وَحدث عَنهُ عبيد الله الْأَزْهَرِي وَالْحسن بن مُحَمَّد الْخلال وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي وَأَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَغَيرهم
3 - (أحد بني الزكي)
طَلْحَة بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن عَليّ وَعلي هُوَ القَاضِي الزكي ابْن المنتجب الْقرشِي قَاضِي قُضَاة دمشق ولد شمس الدّين طَلْحَة هَذَا بعد الْأَرْبَعين وَسمع من مكي بن عَلان والصدر الْبكْرِيّ وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة
3 - (أَبُو مُحَمَّد النعماني)
طَلْحَة بن مُحَمَّد وَقيل أَحْمد بن طَلْحَة النعماني أَبُو(16/278)
مُحَمَّد من أهل النعمانية كَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة وَالْأَدب وَالشعر ورد إِلَى بَغْدَاد وَخرج مِنْهَا إِلَى خُرَاسَان وَأقَام ببلادها مُدَّة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء سَمِعت أَبَا عَمْرو عُثْمَان بن مُحَمَّد الْبَقَّال بخوارزم يَقُول كنت أَنا)
وَالشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد طَلْحَة نمشي ذَات يَوْم فِي السُّوق فَاسْتقْبلنَا عجلة عَلَيْهَا حمَار ميت يحملهُ الدباغون إِلَى الصَّحرَاء ليسلخوا جلده فَقلت مرتجلاً يَا حَامِلا صرت مَحْمُولا على عجله فَقَالَ وافاك موتك منتاباً على عجله وَمَضَت على ذَلِك أَيَّام قَلَائِل فلقيني السَّيِّد أَبُو الْقَاسِم الْفَخر بن مُحَمَّد الزبيدِيّ فحكيت لَهُ هَذِه الْقِصَّة ففكر سويعة وقالو
(وَالْمَوْت لَا يتخطى الْحَيّ رميته ... وَلَو تباطأ عَنهُ الْحَيّ أزعج لَهُ)
وَمن شعر النعماني
(يَا ملكا فِي أفق الدست لَاحَ ... يخاله النَّاظر ضوء الصَّباح)
(لَيْسَ على من رام نيل الْغنى ... بالمدح من جودك يَوْمًا جنَاح)
(يَا خَاتم الْحَمد بأوصافه ... جد لي كَمَا كَانَ بك الإفتتاح)
(مَا بَال حظي كلما رمته ... بالمدح عناني بطول الجماح)
وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار نقلت من خطّ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة لَهُ من قصيدة يمدح بهَا الإِمَام المستظهر عِنْد عوده من الْيمن والحجاز وَقد كَانَ أرجف بِمَوْتِهِ وَقد هبثت أَيدي نواب الْمَوَارِيث فِي أملاكه
(الفت قناع الْحسن بعد شماس ... ورنت بناظرتي مهاة كناس)
(عَبث الدَّلال بعطفها فتمايلت ... عَبث النسيم بناعم مياس)
(فَرَأَيْت غُصْن البان تثنيه الصِّبَا ... من فَوق حقف الرملة الميعاس)
مِنْهَا فِي المديح
(الْجَاعِل الْأَمْوَال جنَّة عرضه ... والمستعان بِهِ على الإفلاس)
(عرفت فضائله بعرف نجاره ... والزند يعرف من سنا المقباس)(16/279)
وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار
(صد بعد اللقا وَأبْدى القطيعة ... من غَدا قلب كل صب مطيعه)
(شادن مقلتاه غربا حمام ... جفْنه الجفن وَالْحجاج القبيعه)
)
(كل وَقت تبدي اللواحظ مِنْهُ ... غَارة فِي الْقُلُوب جدا فظيعه)
(كم أسالت من جفن صب محب ... حِين أصمته دمعه ونجيعه)
(خدعة حربه ترَاهُ إِذا را ... م قُلُوب العشاق أبدى الخديعه)
(أظمأ الخصر مِنْهُ ردف ثقيل ... ضَامِن أَن يذيبه ويجيعه)
(لفع الْحسن وَجهه وكساه ... حلَّة زَان وشيها تلفيعه)
(كم نهيت الدُّمُوع فِي سَاعَة التو ... ديع أَن تظهر الْهوى وتذيعه)
(كَانَ يدني الخيال وَاللَّيْل قد ج ... ر إِلَى الصُّبْح قطعه وهزيعه)
(يَا بديع الْجمال فِي كل يَوْم ... فعلة مِنْك بالقلوب بديعه)
(تنفث السحر إِن نظرت بِطرف ... لَا يداوي الدرياق عَجزا لسيعه)
(أَقْسَمت ناظراك بالغنج مِنْهَا ... أَنَّهَا لَا تقيل قطّ صريعه)
(رب ليل قطعته بك لهواً ... آمنا من تفرق وقطيعه)
(غَار بدر السَّمَاء لما رَآنِي ... لائماً شبه وَجهه وضجيعه)
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب ورد طَلْحَة بن أَحْمد النعماني إِلَى الْبَصْرَة فِي زمَان الحريري صَاحب المقامات وَكتب إِلَيْهِ رسَالَته الشينية نظماً ونثراً
3 - (النَّقِيب الزَّيْنَبِي)
طَلْحَة بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو احْمَد ابْن أبي الْحسن ابْن أبي الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي ولي النقابة على العباسيين بِبَغْدَاد بعد ابْن عَم جده مُحَمَّد بن طراد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة ولَايَة الإِمَام المقتفي وَلما ولي المستنجد أقره عَلَيْهَا وناب فِي الوزارة وَكَانَ شَابًّا سرياً حسن الصُّورَة مليح الشكل لَهُ أبهة وَعَلِيهِ وقار سمع شَيْئا من الحَدِيث وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة 5768
3 - (حفيد المستظهر بِاللَّه)
طَلْحَة بن الْعَبَّاس بن أَحْمد الإِمَام المستظهر ابْن الْمُقْتَدِي(16/280)
ابْن الْقَائِم ابْن الْقَادِر ابْن المقتدر ابْن المعتضد ابْن مُحَمَّد ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور العباسي)
كَانَ أديباً فَاضلا يَقُول الشّعْر وَيكْتب الْخط الْحسن توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله الطَّوِيل
(وَمَا سَاق حر فارقته حمامة ... وَكَانَت لَهُ إلفاً على طول أزمان)
(يحن إِلَيْهَا غدْوَة وَعَشِيَّة ... وَيَدْعُو هديلاً أَو ينوح بأفنان)
(بأشوق مني يَوْم فَارَقت صاحباً ... وَكَانَ شَقِيق النَّفس أقرب خلاني)
(رَضِي بِفِرَاق لم أكن رَاضِيا بِهِ ... فَهَلا رَضِي بِالْقربِ مني وأرضاني)
قلت شعر نَازل 5769
3 - (طَلْحَة الأندلسي)
طَلْحَة البطل أحد الْأَبْطَال بالأندلس جَاءَ إِلَى الْمُوَحِّدين وخدمهم فنفروه بأخلاقهم وَكَانَ يَأْخُذ الْمِائَة رجل ويغير بهم على تين مل وينكي فيهم فهابه المصامدة وَلما فتحت مراكش تطلبه عبد الْمُؤمن فَوَجَدَهُ فِي برج يُقَاتل حَتَّى قتل جمَاعَة فَأحْضرهُ بالأمان فَقَالَ أَبُو الْحسن شيخ من الْعشْرَة أَنا أَتَقَرَّب بدمه فَأخْرج فِي الْحَال سكيناً من قلنسوته فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَقتله وقتلوه وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 5770
3 - (الشَّيْخ علم الدّين الْحلَبِي)
طَلْحَة الشَّيْخ الإِمَام علم الدّين الْحلَبِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي كَانَ أَصله مَمْلُوكا يدعى سنجر فَغَيره بذلك كَانَ يعرف الحاجبية جيدا ومختصر ابْن الْحَاجِب والتعجيز قَرَأت عَلَيْهِ بحلب مُدَّة مقَامي بهَا قِطْعَة جَيِّدَة من كتاب الْبيُوع من التَّعْجِيز وَكَانَ يُرَاعِي الْإِعْرَاب فِي كَلَامه وبحثه وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن الْقِرَاءَة جيد الصَّوْت طيبه يعرف الْقرَاءَات جيدا سَافر إِلَى الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري وَأخذ التَّعْجِيز عَنهُ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا
(الألقاب)
ابْن طَلْحَة كَمَال الدّين الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن طَلْحَة
أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ زيد بن سهل(16/281)
(طلق 5771)
3 - (النَّخعِيّ كَاتب شريك)
طلق بن غَنَّام بن طلق بن مُعَاوِيَة النَّخعِيّ كَاتب القَاضِي شريك على الحكم سمع زَائِدَة وشيبان وشريكاً والمسعودي وَمَالك بن مغول وَهَمَّام بن يحيى وَجَمَاعَة وَعنهُ البُخَارِيّ وَالْبَاقُونَ سوى مُسلم بِوَاسِطَة وَأحمد بن حَنْبَل وَأَبُو بكر وَعُثْمَان ابْنا أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَأَبُو أُميَّة الطرسوسي وعباس الدوري وَعبد الله بن الْحُسَيْن المصِّيصِي وَطَائِفَة قَالَ أَبُو دَاوُد صَالح وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 5772
3 - (أَبُو السَّمْح الْمصْرِيّ)
طلق بن السَّمْح بن شُرَحْبِيل أَبُو السَّمْح الْمصْرِيّ روى عَن يحيى بن أَيُّوب وَنَافِع بن يزِيد ومُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح ومحرم بن يزِيد اللَّخْمِيّ وحيوة ابْن شُرَيْح وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْنه حَيْوَة وَالربيع بن سُلَيْمَان الجيزي وَمُحَمّد ابْن عبد الْملك ابْن زَنْجوَيْه وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم وَآخَرُونَ قَالَ ابْن يُونُس كَانَ نفاطاً فِي الْبَحْر يَرْمِي بالنَّار وَتُوفِّي بالإسكندرية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى النَّسَائِيّ لَهُ فِي كتاب الْيَوْم وَاللَّيْلَة حَدِيثا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 5773
3 - (الْحَنَفِيّ اليمامي)
طلق بن عَليّ بن طلق بن عَمْرو وَيُقَال طلق بن عَليّ بن قيس السحيمي الْحَنَفِيّ اليمامي أَبُو عَليّ الصَّحَابِيّ مخرج حَدِيثه عَن أهل الْيَمَامَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا وتران فِي لَيْلَة وَفِي مس الذّكر إِنَّمَا هُوَ بضعَة مِنْك وَفِي الْفجْر إِنَّه الْفجْر الْمُعْتَرض الْأَحْمَر وَقَالَ قدِمنا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايَعْنَاهُ وأخبرناه بِأَن بأرضنا بيعَة فَقَالَ لنا إِذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وابنوها مَسْجِدا فقدمنا بلدنا وكسرنا بيعتنا واتخذناها مَسْجِدا ونضحناها بِمَاء فضل طهُور رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ عندنَا فِي إداوة تمضمض مِنْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ مج فِيهَا وأمرنا أَن ننضح بِهِ الْمَسْجِد إِذا بنيناه فِي الْبيعَة فَفَعَلْنَا ذَلِك(16/282)
ونادينا بِالصَّلَاةِ وراهبنا رجل من طَيء فَلَمَّا سمع بِالْأَذَانِ قَالَ دَعْوَة حق ثمَّ اسْتقْبل تلعة من تلاعنا فَلم نره بعد
(الألقاب)
)
طلق الْمَجْنُون اسْمه فَارس
الطلنكي أَبُو عمر المغربي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن الطلاء اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد
ابْن الطلاية الزَّاهِد اسْمه أَحْمد بن أبي غَالب
ابْن طلامي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن
(طليب 5774)
3 - (ابْن عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
طليب بن عُمَيْر بن وهب بن عبد بن قصي بن كلاب الْقرشِي أمه أروى بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين يُقَال إِنَّه شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم اليرموك وَقيل يَوْم أجنادين قَالَ الزبير شهد بَدْرًا وَهُوَ أول من دمى مُشْركًا فِي سَبِيل الله شتم عَوْف بن صبيرة السَّهْمِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ طليب لحي جمل فَضَربهُ حَتَّى سقط مزملاً بدمه فَقيل لأمه أَلا تَرين مَا صنع ابْنك فَقَالَ الرجز إِن طليباً نصر ابْن خَاله آساه فِي ذِي دَمه وَمَاله وَلَيْسَ لَهُ عقب وَقَالَ ابْن سعد كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَكَانَ يَوْم قتل لَهُ خمس وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت قتلته سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ 5775
3 - (الْمَالِكِي اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ)
طليب بن كَامِل اللَّخْمِيّ الْفَقِيه الْمصْرِيّ كَانَ من كبار أَصْحَاب مَالك لم يطلّ عمره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة 5776(16/283)
3 - (الصَّحَابِيّ)
طليب بن أَزْهَر بن عبد عَوْف الْقرشِي الزُّهْرِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ مطلب بن أَزْهَر من مهاجرة الْحَبَشَة وَبهَا مَاتَا جَمِيعًا وَهُوَ أَخُو عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر 5777
3 - (الصَّحَابِيّ)
طليب بن عَرَفَة بن عبد الله بن ناشب قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمعهُ يَقُول إتق الله فِي عسرك ويسرك وَلم يرو عَنهُ غير ابْنه كُلَيْب وكليب مَجْهُول)
(طليحة 5778)
3 - (الْأَسدي الصَّحَابِيّ)
طليحة بن خويلد الْأَسدي الفقعسي كَانَ مِمَّن شهد مَعَ الْأَحْزَاب الخَنْدَق ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع ثمَّ ارْتَدَّ وَادّعى النُّبُوَّة فِي عهد آبي بكر فِي بِأَرْض نجد وَكَانَت لَهُ وقائع مَعَ الْمُسلمين ثمَّ خذله الله فهرب حَتَّى لحق بِدِمَشْق وَنزل على آل جَفْنَة ثمَّ اسْلَمْ وَحسن إِسْلَامه وَقدم مَكَّة حَاجا مُعْتَمِرًا وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا وَشهد اليرموك وَبَعض حروب الْفرس قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة كَانَ يعد بِأَلف فَارس لِشِدَّتِهِ وشجاعته وبصره بِالْحَرْبِ انْتهى وَلم بغمص عَلَيْهِ بعد فِي دينه شَيْء وَاسْتشْهدَ بنهاوند سنة إِحْدَى وَعشْرين مَعَ النُّعْمَان بن مقرن وَعَمْرو بن معدي كرب حدث ابْن وهب قَالَ قَالَ مَالك بن أنس إِن طليحة تنبأ فَلَمَّا تشام الْقِتَال أَتَاهُ عُيَيْنَة بن بدر فَقَالَ لَهُ جَاءَك جِبْرِيل بعد فَقَالَ لَا ثمَّ عَاد إِلَيْهِ فَقَالَ هَل أَتَاك جِبْرِيل فَقَالَ لَا فَعَاد إِلَيْهِ مرَارًا كل ذَلِك يَقُول لَا فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَة لقد تَركك عِنْدَمَا كنت أحْوج إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ من كَانَ هَا هُنَا من بني عَامر فَليرْجع فَقَالَ لَهُ طليحة فاتلوا على أحسابكم فَأَما دين فَلَا دين قَالَ ثمَّ إِن طليحة أسلم وَحسن إِسْلَامه فِي زمن عمر بن الْخطاب وَكَانَ قد لحق بالروم وَكتب عمر إِلَى عَامله أَن استشر طليحة الْأَسدي وَعَمْرو بن معدي كرب فِي الحروب وَلَا تستشرهما فِي غَيره انْتهى وَكَانَ طليحة قد قتل هُوَ وَأَخُوهُ عكاشة بن مُحصن الْأَسدي ثمَّ لحق(16/284)
بِالشَّام فَكَانَ عِنْد بني جَفْنَة ثمَّ قدم مَعَ الْحَاج الْمَدِينَة مُسلما فَلم يعرض لَهُ أَبُو بكر ثمَّ قدم زمن عمر فَقَالَ لَهُ عمر أَنْت قَاتل الرجلَيْن الصَّالِحين يَعْنِي ثَابت بن أقرم وعكاشة قَالَ لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيَدي قَالَ وَالله لَا أحبك أبدا قَالَ فمحالفة جميلَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ
(طليق 5779)
3 - (طليق بن سُفْيَان)
طليق بن سُفْيَان بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف مَذْكُور فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم هُوَ وَابْنه حَكِيم بن طليق قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرفهُ بِغَيْر ذَلِك
(الألقاب)
الطليق ابْن النَّاصِر الْأمَوِي هُوَ مَرْوَان بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان
(طمان 5780)
3 - (صَاحب الرقة)
طمان بن عبد الله النوري الْأَمِير صَاحب الرقة كَانَ شجاعاً جواداً محباً للخير كثير الصَّدقَات مائلاً إِلَى الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء بنى مدرسة بحلب لأَصْحَاب أبي حنيفَة وَكَانَ السُّلْطَان يُحِبهُ ويعتمد عَلَيْهِ وَلما احْتضرَ السُّلْطَان فِي مقاتلة الفرنج طلب حصانه وزرديته ليركب من حرصه على الْغُزَاة فَلم يقدر لضَعْفه فَجعل يبكي ويتأسف على مَوته على فرَاشه توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن فِي تل العياضية وحزن السُّلْطَان والمسلمون عَلَيْهِ رَحمَه الله
(الألقاب)
طماس الصولي اسْمه أَحْمد بن عبد الله
ابْن طملوس يُوسُف بن مُحَمَّد
أَبُو الطمحان الشَّاعِر اسْمه حَنْظَلَة
الطميش عَليّ بن إِسْمَاعِيل
الطنافسي يعلى بن عبيد(16/285)
ابْن ظنير عَليّ بن أَحْمد
(طهفة 5781)
3 - (النَّهْدِيّ)
طهفة بن زُهَيْر النَّهْدِيّ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة تسع حِين وَفد أَكثر الْعَرَب فَكَلمهُ بِكَلَام فصيح وأجابه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ وَكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه بني نهد بن زيد حَدِيثه عِنْد زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن لَيْث بن أبي سليم عَن حَبَّة بِالْبَاء الْمُوَحدَة العرني بالنُّون 5782
3 - (الْغِفَارِيّ)
طهفة الْغِفَارِيّ اخْتلف فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا فَقيل طهفة بِالْهَاءِ وَقيل طخفة بِالْخَاءِ مُعْجمَة وَقيل طغفة بالغين مُعْجمَة وطقفة بِالْقَافِ قبل الْفَاء وَقيل قيس بن طحفة وَقيل يعِيش بن طحفة وَقيل عبد الله بن طحفة وَقيل طهفة بن أبي ذَر وحديثهم كلهم وَاحِد قَالَ كنت نَائِما فِي الصّفة فركضني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرجلِهِ وَقَالَ هَذِه نومَة يبغضها الله عز وَجل
وَكَانَ من أَصْحَاب الصّفة وَمن أهل الْعلم من يَقُول إِن الصُّحْبَة لعبد الله ابْنه وَأَنه صَاحب الْقِصَّة
(طهْمَان 5783)
3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
طهْمَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْتلف فِيهِ فَقيل طهْمَان وَقيل ذكْوَان وَقيل غير ذَلِك وروى حَدِيثه عَطاء بن السَّائِب فِي الصَّدَقَة 5784
3 - (مولى سعيد)
طهْمَان مولى سعيد بن الْعَاصِ حَدِيثه عِنْد إِسْمَاعِيل بن أُميَّة بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن أَبِيه عَن جده أَن غُلَاما لَهُم يُقَال لَهُ طهْمَان أعتقوا نصفه وَذكر الحَدِيث مَرْفُوعا(16/286)
(الألقاب)
الطوَال النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد تقدم ذكره فِي المحمدين
الطوسي جمَاعَة مِنْهُم الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن مَحْمُود
الطولقي الشَّاعِر اسْمه عمرَان
ابْن طومار اسْمه أَحْمد بن عبد الصَّمد
الطوري نور الدّين عَليّ بن عمر
الطوسي الشيعي مُحَمَّد بن الْحسن
ابْن الطوير القيسراني اسْمه عبد السَّلَام بن الْحسن بن عبد السَّلَام
ابْن الطوير الْكَاتِب عَليّ بن إِسْمَاعِيل
طوير اللَّيْل تَاج الدّين البارنباري اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
(طويس 5785)
3 - (الْمُغنِي)
طويس بن عبد الله اسْمه عِيسَى وطويس تَصْغِير طَاوس أَبُو الْمُنعم الْمدنِي الْمُغنِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الحذق بِالْغنَاءِ وَكَانَ أَحول مفرطاً فِي الطول وَيضْرب بِهِ الْمثل فِي الشؤم لِأَنَّهُ ولد يَوْم موت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفطم يَوْم وَفَاة أبي بكر وَبلغ يَوْم وَفَاة عمر بن الْخطاب وَتزَوج يَوْم مقتل عُثْمَان بن عَفَّان وَولد لَهُ يَوْم مقتل عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَت وَفَاة طويس سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ أول من غنى فِي الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ وَأول من هزج الأهزاج وَلم يكن يضْرب بِالْعودِ بل كَانَ ينقر بالدف المربع وَكَانَ يسمع الْغناء من سبي فَارس وَالروم وَتعلم مِنْهُم وَكَانَ يضْحك الثكلى لحلاوة لِسَانه وظرفه وَكَانَ مخنثاً فأسقطه خنثه عَن طبقَة الفحول من المغنين وَأول صَوت غَنِي بِهِ فِي الْإِسْلَام صَوت غَنِي بِهِ طويس على عهد عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ الرمل لمجزورء
(كَيفَ يَأْتِي من بعيد ... وَهُوَ يخفيه الْقَرِيب)
(نازح بِالشَّام عَنَّا ... وَهُوَ مكسال هيوب)(16/287)
(قد براني الْحبّ حَتَّى ... كدت من وجدي أذوب)
وَكَانَ من شؤمه يَقُول يَا أهل الْمَدِينَة مَا كنت بَين أظْهركُم فتوقعوا خُرُوج الدَّابَّة والدجال وَإِن مت فَأنْتم آمنون حكى أَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي عَن صَالح بن حسان قَالَ حجَجنَا زمن الْوَلِيد بن عبد الْملك فَإِذا عدَّة من المخنثين يرْمونَ الْجمار مِنْهُم طويس والدلال وَإِذا طويس يَرْمِي الْجمار بسكر سليماني مزعفر فَقيل لَهُ مَا أردْت بِهَذَا يَا أَبَا عبد الْمُنعم قَالَ يَد كَانَت لإبليس عِنْدِي فَأَرَدْت أَن أكافئه عَلَيْهَا قُلْنَا وَمَا يَده عنْدك قَالَ حبب إِلَيّ هَذِه الشَّهْوَة فَمَا يسرني بهَا قناة مَرْوَان بن الحكم وَلَا عَرِيش عَمْرو بن الْعَاصِ بِالطَّائِف وَلَقَد سَأَلت إِبْلِيس عَن هَذِه الشَّهْوَة فَقلت ألها حد قَالَ نعم إِذا علمت من الرجل أَنه لَا يتْرك لله شَيْئا نَهَاهُ عَنهُ إِلَّا رَكبه وَلَا يتْركهُ شَيْئا أَمرته بِهِ إِلَّا فعله قصدت إِلَيْهِ فأعطيته هَذِه اللَّذَّة قلت حَاجَتي أَن لَا تنْزع مني صَالح مَا أَعْطَيْتنِي قَالَ حَسبك يَا أَبَا عبد الْمُنعم فَأَنت مني على بَال وَدخل عَلَيْهِ بعض إخوانه فَوَجَدَهُ قد كتب فِي جِدَار بَيته آدم ألف حَوَّاء فَقَالَ لَهُ لم كتبت هَذَا قَالَ حَتَّى لَا يدْخل إِبْلِيس علينا فَقَالَ يَا أَحمَق دخل إِبْلِيس على آدم وحواء الْجنَّة وأخرجهما أَفلا يدْخل على)
كتاب بفحمة اسْتغْفر الله وَصعد يَوْمًا على جبل حراء فأعيا وَسقط كالمغشي عَلَيْهِ تعباً فَقَالَ يَا جبل مَا أصنع بك أشتمك لَا تبالي أضربك لَا يوجعك أَنا أرْضى لَك يَوْم تكون الْجبَال كالعهن المنفوش
(طلائع 5786)
3 - (الْملك الصَّالح وَزِير مصر)
طلائع بن رزيك الأرمني ثمَّ الْمصْرِيّ الشيعي أَبُو الغارات وَزِير الديار المصرية الملقب بِالْملكِ الصَّالح كَانَ والياً بمنية بني خصيب فَلَمَّا قتل الظافر سير أهل الْقصر إِلَيْهِ واستصرخوا بِهِ فحشد وَاقْبَلْ وَملك مصر واستقل بالأمور وَكَانَ أديباً شَاعِرًا يحب أهل الْفضل وَله ديوَان شعر وَمَات الفائز وبويع العاضد وَاسْتمرّ ابْن رزيك وزيره وَتزَوج العاضد ابْنَته وَكَانَ من تَحت قَبضته فاغتر بالسلامة وَقطع أرزاق الْخَاصَّة فكمن لَهُ جمَاعَة مِنْهُم فِي الْقصر ووثبوا عَلَيْهِ بموافقة العاضد فَقَتَلُوهُ سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يجمع الْعلمَاء ويناظرهم على الْإِمَامَة وَكَانَ يرى الْقدر وصنف كتابا سَمَّاهُ الِاجْتِهَاد فِي الرَّد على أهل العناد يُقرر فِي قَوَاعِد الرَّفْض وجامع الصَّالح الَّذِي برا بَاب زويلة مَنْسُوب إِلَيْهِ وَمن شعره الْكَامِل(16/288)
(ومهفهف ثمل القوام سرت إِلَى ... أعطافه النشوات من عَيْنَيْهِ)
(ماضي اللحاظ كَأَنَّمَا سلت يَدي ... سَيفي غَدَاة الروع من جفنيه)
(قد قلت إِذْ خطّ العذار بمسكه ... فِي خَدّه ألفيه لَا لاميه)
(مَا الشّعْر دب بعارضيه وَإِنَّمَا ... أصداغه نفضت على خديه)
(النَّاس طوع يَدي وأمري نَافِذ ... فيهم وقلبي الْآن طوع يَدَيْهِ)
(فاعجب لسلطان يعم بعدله ... ويجور سُلْطَان الغرام عَلَيْهِ)
(وَالله لَوْلَا اسْم الْفِرَار وَأَنه ... مستقبح لفررت مِنْهُ إِلَيْهِ)
قلت أَخذ الْبَيْت الثَّانِي من قَول ابْن هَانِئ المغربي الْكَامِل
(مَا كَانَ أفتكني لَو اخترطت يَدي ... من ناظريك على عذولي مرهفا)
وَمن شعر أبي الغارات الوافر
(مشيبك قد نضا صبغ الشَّبَاب ... وَحل الباز فِي وكر الْغُرَاب)
)
(تنام ومقلة الْحدثَان يقظى ... وَمَا نَاب النوائب عَنْك نَاب)
(وَكَيف بَقَاء عمرك وَهُوَ كنز ... وَقد أنفقت مِنْهُ بِلَا حِسَاب)
وَمِنْه الْكَامِل
(كم ذَا يرينا الدَّهْر من أحداثه ... عبرا وَفينَا الصد والإعراض)
(ننسى الْمَمَات وَلَيْسَ يجْرِي ذكره ... فِينَا فتذكرنا بِهِ الْأَمْرَاض)
قلت شعر جيد غَايَة
وامتدحه الْمُهَذّب عبد الله بن أسعد الْموصِلِي بقصيدته الكافية الَّتِي أَولهَا الْبَسِيط
(أما كَفاك تلافي فِي تلافيكا ... وَلست تنقم إِلَّا فرط حبيكا)
(وفيم تغْضب إِن قَالَ الوشاة سلا ... وَأَنت تعلم أَنِّي لست أسلوكا)
مِنْهَا
(لَا نلْت وصلك إِن كَانَ الَّذِي زَعَمُوا ... وَلَا شفى ظمئي جود ابْن زريكا)
ورثاه عمَارَة اليمني بقصائدة كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله الطَّوِيل
(أَفِي أهل ذَا النادي عليم أسائله ... فَإِنِّي لما بِي ذَاهِب اللب ذاهله)
(سَمِعت حَدِيثا أحسد الصم عِنْده ... وَيذْهل واعيه ويخرس قَائِله)
(فَهَل من جَوَاب تستغيث بِهِ المنى ... ويعلو على حق الْمُصِيبَة باطله)(16/289)
(وَقد رَابَنِي من شَاهد الْحَال إِنَّنِي ... أرى الدست مَنْصُوبًا وَمَا فِيهِ كافله)
(فَهَل غَابَ عَنهُ واستناب سليله ... أم اخْتَار هجراً لَا يُرْجَى تواصله)
(فَإِنِّي أرى فَوق الْوُجُوه كآبة ... تدل على أَن الْوُجُوه ثواكله)
وَهِي قصيدة طَوِيلَة جَيِّدَة وَكَانَ قد دفن بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَقله وَلَده الْعَادِل رزيك من دَار الوزارة الَّتِي دفن بهَا وَهِي الْمَعْرُوفَة بإنشاء الْأَفْضَل شاهنشاه إِلَى تربته الَّتِي بالقرافة الْكُبْرَى وَهُوَ فِي تَابُوت وَركب خَلفه العاضد إِلَى تربته فَقَالَ عمَارَة اليمني قصيدة طَوِيلَة مِنْهَا قَوْله الْكَامِل
(شخص الْأَنَام إِلَيْهِ تَحت جَنَازَة ... خفضت برفعة قدرهَا الأقدار)
(وَكَأَنَّهُ تَابُوت مُوسَى أودعت ... فِي جانبيه سكينَة ووقار)
(وتغاير الحرمان والهرمان فِي ... تابوته وعَلى الْكَرِيم يغار)
وَكَانَ ولَايَته الوزارة فِي تَاسِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقتل فِي)
تَاسِع عشر شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَنقل تابوته فِي تَاسِع عشر صفر سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وزالت دولتهم فِي تَاسِع عشر
(الألقاب)
ابْن الطلاء الأندلسي اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد
(طي 5787)
3 - (الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ)
طي بن ضرغام الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الأديب الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين قلت يُرِيد وَخَمْسمِائة الطَّوِيل
(وأهيف معسول اللمى أشنب الثغر ... إِذا افتر فِي ليل بدا فلق الْفجْر)
(رنا فأعار الْبيض فرط مضائها ... وماس فأودى بالمثقفة السمر)
(يلوح كبدر التم فِي غسق الدجى ... إِذا لَاحَ فِي محلولك من دجى الشّعْر)
(وَفَوق من ألحاظه النجل أسهما ... غَدا الصب مِنْهَا عادم اللب وَالصَّبْر)
(وَلما بدا فِي الخد لَام عذاره ... غَدا لائمي فِيهِ يُقيم بِهِ عُذْري)(16/290)
(ويزداد حزني كلما زَاد حسنه ... وحسبك من نفع يعين على الضّر)
(وَزَاد لهيبي بارتشاف رضابه ... وَمن يستبيح الْخمر يصلى صلا الْجَمْر)
(وَبَين جفوني والرقاد تبَاعد ... كَمَا بَين أَسبَاب التثبت والصدر)
(وَلما غزا قلبِي غزال غزيه ... وَأعْرض عَن نصري قروم بني نصر)
(لجأت لإسماعيل خوفًا وَمن لجا ... إِلَيْهِ نجا مِمَّا يخَاف من الدَّهْر)
قلت كَذَا وجدته وَفِي قَوْله وَزَاد لهيبي لحن ظَاهر لِأَنَّهُ لم يجْزم الشَّرْط وَلَا الْجَزَاء وَلَو قَالَ يصلى لظى الْجَمْر لَكَانَ أحسن
3 - (5788)
طي بن شاور ابْن وَزِير خلفاء مصر تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة وَالِده شاور وَأَن ضرغاماً قَتله وَلما هرب وَالِده شاور حز رَأسه يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وطيف بِرَأْسِهِ تَحت الطاقات وَالنِّسَاء يولولن بالصراخ وَكَانَ فِيهِنَّ وَاحِدَة تحفظ قولا فِي الصَّالح وَهُوَ الطَّوِيل)
(أينسى وَفِي الْعَينَيْنِ صُورَة وَجهه الْكَرِيم وعهد الإنتقال قريب)
فَمَا زَالَت تكرره حَتَّى رَأَتْ رَأس ضرغام يُطَاف بِهِ على مَا مر فِي تَرْجَمَة ضرغام
(الألقاب)
الطَّيَالِسِيّ أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك
الطَّيَالِسِيّ مُحَمَّد بن مسلمة
ابْن أبي طي المؤرخ اسْمه يحيى بن أبي طي حميد
(طيبرس 5789)
3 - (الْحَاج عَلَاء الدّين)
طيبرس الْأَمِير الْكَبِير الْحَاج عَلَاء الدّين الوزيري صهر السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر توفّي بِمصْر سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ كثير الصَّدقَات قَلِيل الأذية أوصى بثلاثمائة ألف دِرْهَم تنْفق فِي الْجند الضُّعَفَاء وَوَصفه الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو(16/291)
شامة بِكُل قَبِيح فَقَالَ وَفِي ثَالِث ذِي الْقعدَة يَعْنِي سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وصل من مصر إِلَى دمشق عَسْكَر مقدمه الْأَمِير عز الدّين الدمياطي وَبكر الدُّخُول إِلَى دمشق فَخرج النَّاس يلقونهم وَفِيهِمْ الْحَاج عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري نَائِب السلطنة بِدِمَشْق فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أَهْوى ليكارشه على مَا جرت بِهِ عَادَة الملتقيين قبض الدمياطي بِيَدِهِ الْوَاحِدَة عضد الوزيري وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى سَيْفه وأنزله عَن فرسه واركبه بغلاً وشده عَلَيْهِ ثمَّ قَيده وَتَركه بمصلى الْعِيد فَلَمَّا دخل اللَّيْل عَلَيْهِ وكل بِهِ وسيره إِلَى مصر وهرب أَصْحَابه ثمَّ استخرجت أَمْوَاله الَّتِي بِدِمَشْق بَعْدَمَا كَانَ سير مِنْهَا مَا كَانَ سير مَعَ الْعَرَب وقبضت حواصله وَكَانَ الْحَاج طيبرس قد اهلك أهل دمشق بإخراجهم من بلدهم والترسيم على أكابرهم بِإِخْرَاج عِيَالهمْ وأنفسهم وإهانتهم وضيق على النَّاس بتمكين الْعَرَب من شِرَاء الغلال من دمشق وتخويف النَّاس من التتار فَكَانَ البدوي يجلب الْجمل ويبيعه بأضعاف قِيمَته وَيَشْتَرِي بِهِ الْغلَّة رخيصة لِأَن النَّاس يَحْتَاجُونَ إِلَى السّفر إِلَى مصر 5790
3 - (الْأَمِير بهاء الدّين الْبَغْدَادِيّ)
طيبرس بن أيبك الْأَمِير الْكَبِير بهاء الدّين ابْن الْأَمِير حسام الدّين من أُمَرَاء بَغْدَاد تَأمر بعد وَفَاة وَالِده وَكَانَ من الملاح توفّي وَهُوَ غض شَاب طري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَوجد النَّاس عَلَيْهِ لحسنه)
(طيب 5791)
3 - (الصَّحَابِيّ)
طيب بن الْبَراء أَخُو آبي هِنْد الدَّارِيّ لأمه قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من تَبُوك وَكَانَ أحد الْوَفْد الداريين وَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله 5792
3 - (أَبُو حمدون الْمُقْرِئ)
الطّيب بن إِسْمَاعِيل أَبُو حمدون الذهلي الْبَغْدَادِيّ اللؤْلُؤِي الْمُقْرِئ العابد كَانَ كَبِير الشَّأْن كثير الْوَرع إِمَامًا فِي الْقِرَاءَة والتجويد روى الْحُرُوف عَن الْكسَائي وَيَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ وروى عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغير وَاحِد وروى عَنهُ إِسْحَاق بن سِنِين الْخُتلِي وَسليمَان بن يحيى الضَّبِّيّ وَأَبُو الْعَبَّاس ابْن مَسْرُوق وَالقَاسِم بن أَحْمد العشري وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِرِوَايَة الْكسَائي أَبُو عَليّ الْحسن بن الْحُسَيْن الصَّواف الْمُقْرِئ نقل الْخَطِيب رَحمَه الله فِي تَارِيخه أَن أَبَا حمدون كَانَ لَهُ صحيفَة فِيهَا ثَلَاثمِائَة نفس من أَصْحَابه وَكَانَ يَدْعُو لَهُم كل لَيْلَة ويسميهم فَنَامَ عَنْهُم لَيْلَة فَقيل لَهُ فِي النّوم يَا أَبَا حمدون لم تسرج(16/292)
مصابيحك قَالَ فَقعدَ ودعا لَهُم وبلغنا أَنه كَانَ يلتقط الْأَشْيَاء المنبوذة ويتقوت بهَا توفّي بعد الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ 5793
3 - (الْأَمِير سيف الدّين)
طيب الْأَمِير سيف الدّين كَانَ من جملَة الْأُمَرَاء بصفد ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى أُمَرَاء دمشق وَأقَام بهَا قَرِيبا من سنة وَتوجه صُحْبَة العساكر إِلَى صفد لحصار أَمِير أَحْمد الساقي وَلما سلم نَفسه أَحْمد توجه بِهِ الْأَمِير سيف الدّين طيب مَعَ جملَة من توجه مَعَه إِلَى بَاب السُّلْطَان فرسم لَهُ السُّلْطَان بِالْإِقَامَةِ فِي الديار المصرية فَأَقَامَ بهَا وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة
وَلما خرج الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي والأمير سيف الدّين منكلي بغا الفخري على السُّلْطَان الْملك الصَّالح أول دولته كَانَ مَعَهُمَا فرسم باعتقاله وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة
(الألقاب)
الطَّيِّبِيّ شَارِح التَّنْبِيه اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حمدَان
الطيني بالنُّون يُوسُف بن سُلَيْمَان
ابْن أبي الطّيب نجم الدّين وَكيل بَيت المَال اسْمه مُحَمَّد بن عمر وَولده نجم الدّين مُحَمَّد بن)
مُحَمَّد بن عمر
(طيبغا 5794)
3 - (الجمدار)
طيبغا الْأَمِير عَلَاء الدّين المجدي الجمدار وَهُوَ من الْأُمَرَاء الْقدَم فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَحج فِي آخر أَيَّام السُّلْطَان وَتَوَلَّى نِيَابَة حماة مرَّتَيْنِ ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر وَأقَام بهَا أَمِيرا كَبِيرا وَلما حضر السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح إِلَى الشَّام فِي وَاقعَة بيبغا آروس دخل وَالنَّاس كلهم مشَاة فِي ركابه وَالسُّلْطَان وَحده رَاكب مَعَه من هُنَا الْأَمِير سيف الدّين أسندمر الْعمريّ وَمن هُنَا الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا المجدي يَمِينا وَشمَالًا ثمَّ إِنَّه رسم لَهُ بِالْإِقَامَةِ بِدِمَشْق مقدم وَتوجه السُّلْطَان إِلَى مصر فَأَقَامَ الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا بِدِمَشْق على حَاله إِلَى يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شهر رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين طيدمر أَخُو الْأَمِير سيف الدّين طاز يطْلب إِلَى مصر طَبِيب الْقلب على حيله فَتوجه بِهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شهر رَمَضَان الْمُعظم(16/293)
(طيدمر 5795)
3 - (الْإِسْمَاعِيلِيّ)
طيدمر الْأَمِير سيف الدّين الْإِسْمَاعِيلِيّ أحد الْأُمَرَاء بحلب كَانَ قد جهزه الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه لما كَانَ بحلب إِلَى بَاب السُّلْطَان فِيمَا يتَعَلَّق بالأمير سيف الدّين يلبغا فِيمَا أَظن وَلما عَاد من مصر وأرغون شاه نَائِب دمشق فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة طلبه من السُّلْطَان أَن يكون من جملَة أُمَرَاء دمشق فرسم لَهُ بذلك ورتب أَمِير حَاجِب بَدَلا عَن الْأَمِير سيف الدّين منجك فِيمَا أَظن فَأَقَامَ بِدِمَشْق على هَذِه الْوَظِيفَة إِلَى أَن توفّي الْأَمِير سيف الدّين أنص نَائِب قلعة الْمُسلمين فرسم لَهُ بالتوجه إِلَى قلعة الْمُسلمين نَائِبا فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَسَبْعمائة وَلم يزل بهَا إِلَى أَن جرى لأرغون الكاملي نَائِب حلب مَا جرى مَعَ أُمَرَاء حلب على مَا مر فِي تَرْجَمَة أرغون الْمَذْكُور وَعَاد من مصر إِلَى حلب نَائِبا ورسم للأمير شرف الدّين مُوسَى الْحَاجِب بحلب بِأَن يتَوَجَّه إِلَى قلعة الْمُسلمين نَائِبا عوضا عَن طيدمر الْمَذْكُور وَذَلِكَ فِي شهر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بحلب إِلَى أَن وصل)
الْأَمِير سيف الدّين شيخو إِلَى حلب فِي وَاقعَة بيبغا وَلما عَاد إِلَى دمشق أحضر مَعَه الْأَمِير سيف الدّين طيدمر وَأقَام فِي جملَة الْأُمَرَاء بِدِمَشْق إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الحجوبية على عَادَته عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين أيدمر السُّلَيْمَانِي فِي أَوَائِل سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة
(طيف)
3 - (5796 الشاعرة)
طيف الشاعرة البغدادية من شعرهَا فِي ذيل بن النجار الْبَسِيط
(وظبية من بَنَات الرّوم قلت لَهَا ... لما الْتَقَيْنَا وقلبي عِنْدهَا علق)
(هَل فِي زِيَارَة صب عاشق دنف ... أجر فَقَالَت ودمع الْعين يستبق)
(لَوْلَا الوشاة وَأَن الْخَوْف يقلقني ... لهان ذَاك وعل الْأَمر يتَّفق)
وَمِنْه الْكَامِل المجزوء
(فتكت بِنَا يَوْم القراح ... بَيْضَاء تهزأ بِالرِّمَاحِ)
(تبدي الظلام بفرعها ... وبوجهها ضوء الصَّباح)
(وتجد فِي قتل السَّلِيم الْحر فِي خلل المزاح)(16/294)
وَمِنْه الْكَامِل المجزوء
(أسفت على مَا نلْت مِنْهَا بَعْدَمَا جذت حبالي)
(وَتقول واحرباه آه على النَّوَى وعَلى الْوِصَال)
(طيفور 5797)
3 - (أَبُو يزِيد البسطامي)
طيفور بن عِيسَى بن آدم بن عِيسَى بن عَليّ البسطامي أَبُو يزِيد الزَّاهِد الْمَشْهُور كَانَ مجوسياً ثمَّ أسلم وَكَانَ لَهُ أَخَوان زاهدان عابدان أَيْضا آدم وَعلي وَكَانَ أَبُو يزِيد أَجلهم توفّي على مَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي حُدُود الثلاثمائة وَقَالَ فِي هَذَا الْأَصْغَر وَاسم جد الْكَبِير شروسان وَاسم جد هَذَا آدم وَقَالَ شمس الدّين ابْن خلكان توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَعَلَّ هَذِه وَفَاة الْأَكْبَر وَالله أعلم
وَسُئِلَ أَبُو يزِيد بِأَيّ شَيْء نلْت هَذِه الْمعرفَة فَقَالَ بِبَطن جَائِع وبدن عَار وَقيل لَهُ مَا أَشد مَا لَقيته فِي سَبِيل الله فَقَالَ لَا يُمكن وَصفه فَقيل لَهُ فَمَا أَهْون مَا لقِيت نَفسك مِنْك فَقَالَ أما هَذَا فَنعم دعوتها إِلَى شَيْء من الطَّاعَات فَلم تجبني طَوْعًا فمنعتها المَاء سنة وَقَالَ لَو نظرتم إِلَى رجل أعطي من الكرامات حَتَّى يرْتَفع فِي الْهَوَاء فَلَا تغتروا بِهِ حَتَّى تنظروا كَيفَ تجدونه عِنْد الْأَمر وَالنَّهْي وَحفظ الْحُدُود وَأَدَاء الشَّرِيعَة وَله مقالات كَثِيرَة ومجاهدات مَشْهُورَة وكرامات ظَاهِرَة وَكَانَ أَبُو يزِيد البسطامي يَقُول من لم ينظر إِلَى شَاهِدي بِعَين الِاضْطِرَار وَإِلَى أوقاتي بِعَين الاغترار وَإِلَى أحوالي بِعَين الاستدراج وَإِلَى كَلَامي بِعَين الافتراء وَإِلَى عباداتي بِعَين الاجتراء وَإِلَى نَفسِي بِعَين الازدراء فقد أَخطَأ النّظر فِي وَكَانَ يَقُول لَو وصفت لي تَهْلِيلَة مَا باليت بعْدهَا بِشَيْء وَكتب يحيى بن معَاذ إِلَى أبي يزِيد سكرت من الذّكر وَغَيْرك كَثْرَة مَا شربت من كأس محبته فَكتب جَوَابه سكرت وَمَا شربت من الدّور وَغَيْرك قد شرب بحور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا رُوِيَ بعد وَلسَانه خَارج من الْعَطش يَقُول هَل من مزِيد وَقَالَ الْجُنَيْد كل الْخلق يركضون فَإِذا بلغُوا ميدان أبي يزِيد هملجوا وَكَانَ أَبُو يزِيد يَقُول إِذا وقفت بَين يَدي الله عز وَجل فَاجْعَلْ نَفسك كَأَنَّك مَجُوسِيّ تُرِيدُ أَن تقطع الزنار بَين يَدَيْهِ وَقَالَ نوديت فِي سري فَقيل لي خزائننا مَمْلُوءَة من الْخدمَة فَإِذا أردتنا فَعَلَيْك بالذلة والافتقار وَحكى عَنهُ صَاحبه أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَنه أذن فَغشيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق قَالَ الْعجب مِمَّن لَا يَمُوت إِذا أذن وَقَالَ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ ثَبت عَنهُ أَنه قَالَ سبحاني مَا أعظم شاني وَلَكِن لَا نظن بِهِ إِلَّا خيرا 5798(16/295)
3 - (أَبُو زيد البسطامي الْأَصْغَر)
)
طيفور بن عِيسَى أَبُو زيد البسطامي الْأَصْغَر توفّي فِي حُدُود السّبْعين والمائتين
(الألقاب)
ابْن الطيفوري الطَّبِيب اسْمه زَكَرِيَّاء
الطَّيِّبِيّ شمس الدّين أَحْمد بن يُوسُف
ابْن الطيلسان الْمَالِكِي الْقَاسِم بن مُحَمَّد
(طينال 5799)
3 - (نَائِب طرابلس)
طينال الْأَمِير سيف الدّين طينال نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بطرابلس وغزة وصفد كَانَ من مماليك السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف خَلِيل بن قلاون أخرجه السُّلْطَان إِلَى نِيَابَة طرابلس بعد الْأَمِير شهَاب الدّين قرطاي فَأَقَامَ بهَا وقوى نَفسه على الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام وَطَالَ ذَلِك بَينهمَا فعزل من طرابلس فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنقل إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة طرابلس ووطن نَفسه على طَاعَة تنكز فَمشى حَاله وَكَانَ يُجهز مطالعته إِلَى بَاب السُّلْطَان مَفْتُوحَة ليقف عَلَيْهَا تنكز ويختمها ويجهزها وَلما أمسك تنكز رَحمَه الله عزل من طرابلس بالأمير سيف الدّين أرقطاي وأحضر الْأَمِير سيف الدّين طينال إِلَى دمشق وَبَقِي بهَا أَمِيرا إِلَى أَن رسم لَهُ بنيابة صفد فَتوجه إِلَيْهَا وَبَقِي فِيهَا إِلَى أَن توفّي بهَا يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمغارة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فِي قبر كَانَ حمص أَخْضَر نَائِب صفد قد أعده لنَفسِهِ وَلما كَانَ الفخري بِدِمَشْق فِي نوبَة النَّاصِر أَحْمد جهز الْأَمِير سيف الدّين طينال إِلَى طرابلس نَائِبا مرّة ثَالِثَة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى 5800
3 - (الجاشنكير)
طينال الجاشنكير الْأَمِير سيف الدّين هُوَ الَّذِي جَاءَ خلف الْأَمِير سيف الدّين شيخو وأمسكه بِدِمَشْق فِي الْأَيَّام الناصرية حسن وَتوجه بِهِ من دمشق إِلَى غَزَّة(16/296)
وَمن هُنَاكَ توجه بِهِ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واعتقله بهَا ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى الْحجاز وَأمْسك الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس النَّائِب وأحضر سَيْفه فَلَمَّا تولى الْملك الصَّالح جهزه إِلَى دمشق ليقيم بهَا فوصل إِلَيْهَا)
فِي عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة(16/297)
(حرف الظَّاء)
(ظافر 5801)
3 - (الْحداد الإسكندري)
ظافر بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن خلف أَبُو مَنْصُور الجذامي الإسكندري الْحداد الشَّاعِر صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور أَخذ عَنهُ الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره قصيدته الْمَشْهُورَة وَهِي الْكَامِل
(لَو صَحَّ بِالصبرِ الْجَمِيل ملاذه ... مَا سح وابل دمعه ورذاذه)
(مَا زَالَ جَيش الْحبّ يَغْزُو قلبه ... حَتَّى وهى وتقطعت أفلاذه)
(لم يبْق فِيهِ مَعَ الغرام بَقِيَّة ... إِلَّا رسيس يحتويه جذاذه)
(من كَانَ يرغب فِي السَّلامَة فَلْيَكُن ... أبدا من الحدق المراض عياذه)
(لَا يخدعنك بالفتور فَإِنَّهُ ... مرض يضر بقلبك استلذاذه)
(يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي من طرفه ... سهم إِلَى حب الْقُلُوب نفاذه)
(در يلوح بفيك من نظامه ... خمر يجول عَلَيْهِ من نباذه)
(وقناة ذَاك الْقد كَيفَ تقومت ... وَسنَان ذَاك اللحظ مَا فولاذه)
(رفقا بجسمك لَا يذوب فإنني ... أخْشَى بِأَن يجفو عَلَيْهِ لاذه)
(هاروت يعجز عَن مواقع سحره ... وَهُوَ الإِمَام فَمن ترى أستاذه)
(تالله مَا علقت محاسنك امْرأ ... إِلَّا وَعز على الورى استنقاذه)
(أغريت حبك بالقلوب فأذعنت ... طَوْعًا وَقد أودى بهَا استحواذه)
(مَالِي أتيت الْحَظ من أبوابه ... جهدي فدام نفوره ولواذه)
(إياك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله وغنيه شحاذه)(16/298)
(ذالية ابْن دُرَيْد استهوي بهَا ... قوم غَدَاة نبت بِهِ بغداذه)
(دانوا لزخرف قَوْله فتفرقت ... طَمَعا بهم صرعاه أَو جذاذه)
(من قدر الرزق السّني لَك إِنَّمَا ... قد كَانَ لَيْسَ يضرّهُ إِنْفَاذه)
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَأَيْت عماد الدّين ابْن باطيش فِي كِتَابه الْمُغنِي)
شرح الْمُهَذّب فِي الْفِقْه لما انْتهى إِلَى ذكر أبي بكر مُحَمَّد بن الْحداد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ذكر بعض هَذِه الأبيات وَعَزاهَا إِلَيْهِ وَمَا أوقعه فِي ذَلِك إِلَّا أَن ظافر يعرف بالحداد وَمن شعر ظافر الْحداد قَوْله الطَّوِيل
(يذم المحبون الرَّقِيب وليت لي ... من الْوَصْل مَا يخْشَى عَلَيْهِ رَقِيب)
قلت وَهُوَ مِمَّن أَجَاد التَّشْبِيه فَمن ذَلِك قَوْله من أَبْيَات الطَّوِيل
(وَقد سبحت فِيهِ الثريا كَأَنَّهَا ... بنيقات وشي فِي قَمِيص حداد)
(ولاحت بَنو نعش كتنقيط كَاتب ... بيسراه للتعليم آخر صَاد)
(إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ ... رِدَاء عروس فِيهِ صبغ مداد)
قلت هُوَ يشبه قَول الْقَائِل الْكَامِل
(خلقت نُجُوم بَنَات نعش سَبْعَة ... تترى كَمَا نظم الخرائد جوهرا)
(تبدو كَمَا رسمت بنان مكتب ... لمكتب فِي اللَّوْح صاداً أعسرا)
وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط
(كَأَن أنجمها فِي الجو زاهرة ... دَرَاهِم والثريا كف منتقد)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(والجو من شفق الْغُرُوب مفروز ... كحديقة حفت بورد أَحْمَر)
(وبدا الْهلَال لليلتين كَأَنَّهُ ... فتر حوى تفاحة من عنبر)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(وَاللَّيْل قد ولى بعبسة هارب ... وَالصُّبْح قد وافى ببشر معرس)
(وَالْفَجْر قد أخْفى النُّجُوم كَأَنَّهُ ... سيل يفِيض على حديقة نرجس)
قلت أَخذ اللَّفْظ وَالْمعْنَى من قَول حجاج الْكَامِل
(هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهر تفتح فِيهِ رَوْضَة نرجس)
وَأما مُحَمَّد بن عَطِيَّة الْكَاتِب القيرواني فَقَالَ
(الْكَامِل وكنما الْفجْر المطل على الدجى ... ونجومه المتأخرات تقوضا)(16/299)
(نهرٌ تعرض فِي السَّمَاء وَحَوله ... أَشجَار وردٍ قد تفتح أبيضا)
وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط)
(والأقحوانة تحكي ثغر غانية ... تبسمت فِيهِ من عجب وَمن عجب)
(فِي الْقد وَالْبرد والريق الشهي وطي ... ب الرّيح واللون والتفليج والشنب)
(كشمسة من لجين فِي زبرجدة ... قد برقتْ تَحت مِسْمَار من الذَّهَب)
قلت أَخذه ابْن عبَادَة الإسكندري وشاركه فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى فَقَالَ الْبَسِيط
(والأقحوانة تجلو وَهِي ضاحكة ... عَن وَاضح غير ذِي ظلم وَلَا شنب)
(كَأَنَّمَا شمسة من فضَّة حرست ... خوف الْوُقُوع بمسمار من الذَّهَب)
وَقَالَ ظافر أَيْضا الْكَامِل
(والأقحوانة فِي الرياض تخالها ... ثغراً يعَض على حُرُوف رباعي)
وَقَالَ المتقارب
(كَأَن سنابل حب الحصيد ... وَقد شارفت وَقت إبانها)
(كبائس مضفورة ربعت ... وأرخي فَاضل خيطانها)
وَقَالَ المتقارب
(غدونا على أرؤس أحكمت ... وتمت محَاسِن أوصافها)
(حكت قطع الْقطن مندوفة ... كَمَا فَارَقت يَد ندافها)
(كَأَن تماثيل أجسامها ... وأفواهها تَحت آنافها)
(خليع الطراطير بيضًا وَقد ... تفتق مَا فَوق أطرافها)
وَقَالَ ظافر أَيْضا فأبدع الطَّوِيل
(كَأَن حباب المَاء ثوب مرائش ... وَقد شابه لون الضُّحَى فتلونا)
(فَكَانَ كأحناك الظباء تثاءبت ... فأظهرن تدريجاً هُنَاكَ مغضنا)
(إِذا أبرم التيار دارته حكت ... أنامل خراط يحرر مدهنا)
وَقَالَ الطَّوِيل
(ترى مِنْهُ تَحت المَاء درعاً وجوشناً ... وسيفاً بِلَا غمد وَإِن كَانَ راكداً)
(كَأَن الصِّبَا لما أدارت حبابه ... تمر على سيف صقيل مباردا)
وَقَالَ الْبَسِيط
(هلل فَإِن هِلَال الْعِيد عَاد بِمَا ... قد كنت تعهد من لَهو وَمن طرب)(16/300)
)
(كحلقة من لجين ذاب أَكْثَرهَا ... لما تغافل ملقيها على اللهب)
وَقَالَ الطَّوِيل
(تَأَمَّلت بَحر النّيل طولا وَخَلفه ... من الْبركَة الْغناء كل مقعر)
(فَكَانَت وَقد لاحت بسيطة خضرَة ... وَكَانَت وفيهَا المَاء بَاقٍ موفر)
(عِمَامَة شرب ذِي حواش بخضرة ... أضيف إِلَيْهَا طيلسان مقور)
وَكَانَ الْأَمِير ابْن ظفر أَيَّام ولَايَته الثغر قد ضَاقَ خَاتم على خِنْصره وأفرط إِلَى أَن ورم فأحضر ابْن ظافر لقطع الْخَاتم فَلَمَّا قطع الْحلقَة أنْشدهُ بديها السَّرِيع
(قصر عَن أوصافك الْعَالم ... وَكثر الناثر والناظم)
(من يكن الْبَحْر لَهُ رَاحَة ... يضيق عَن خنصرها الْخَاتم)
فَاسْتَحْسَنَهُ ووهب لَهُ الْحلقَة وَكَانَت من ذهب وَكَانَ بَين يَدي الْأَمِير غزال مستأنس قد ربض وَجعل رَأسه فِي حجره فَقَالَ ظافر بديها المتقارب
(عجبت لجرأة هَذَا الغزال ... وَأمر تخطى لَهُ وَاعْتمد)
(وأعجب بِهِ إِذْ بدا جاثماً ... وَكَيف اطْمَأَن وَأَنت الْأسد)
فَزَاد الْأَمِير والحاضرون فِي الِاسْتِحْسَان مِنْهُ وَتَأمل ظافر شَيْئا كَانَ على بَاب الْمجْلس يمْنَع الطير من دُخُولهَا فَقَالَ بديها المتقارب
(رَأَيْت ببابك هَذَا المنيف ... شباكاً فأدركني بعض شكّ)
(وفكر فِيمَا رأى خاطري ... فَقلت الْبحار مَكَان الشبك)
وَمن نظم ظافر الْحداد أَيْضا فِي كرْسِي النّسخ الْكَامِل
(انْظُر بِعَيْنَيْك فِي بديع صنائعي ... وَعَجِيب تركيبي وَحِكْمَة صانعي)
(فكأنني كفا محب شبكت ... يَوْم الْفِرَاق أصابعاً بأصابع)
قلت أوردت يَوْمًا هَذَا الْمَقْطُوع بِحَضْرَة بعض الأفاضل فَقَالَ لي ذكر الْمُحب هُنَا حَشْو وَلَا علاقَة للمحب والتشبيه يَصح بِدُونِ إِضَافَة الْكَفّ إِلَى محب أَو غَيره فَقلت ذكر الْمُحب هُنَا أوقع فِي النَّفس من ذكر غَيره لِأَن الْغَالِب فِي تشبيك الْإِنْسَان كَفه بِالْأُخْرَى عِنْدَمَا يبغته الْأَمر الَّذِي يكرههُ وَلَا أكره من حَالَة الْفِرَاق عِنْد الْمُحب فلاق ذكره هُنَا دون غَيره فَاسْتَحْسَنَهُ الْحَاضِرُونَ ولظافر الْحداد موشحات مِنْهَا قَوْله)
(ثغر لَاحَ يستأسر الْأَرْوَاح ... لما فاح بِالْخمرِ والتفاح)
(الْجَانِي ... ذَا التائه الْجَانِي)
(يلحاني ... من لَيْسَ بالحاني)(16/301)
(أفناني ... طير بأفناني)
(أحياني ... فِي بعض أحياني)
(لما صَاح مَا خلته يَا صَاح ... إِلَّا رَاح من ذَا نشوة من رَاح)
(بدر بَان ... فِي مثل خوط البان)
(وَجه زَان ... قداً كعود الزان)
(والإخوان ... فِي اللوم لي خوان)
(والعينان ... لما جَفا عينان)
(جسم رَاح يدميه لمس الراح ... لما لَاحَ لم أحتفل باللاح)
(يَا فتاك ... بِالْقَتْلِ من أَفْتَاك)
(مَا أسراك ... نيلاً إِلَى أسراك)
(مَا أحلاك ... سُبْحَانَ من حلاك)
(مَا أنساك ... وَجها وَمَا أسناك)
(كالمصباح نور بِلَا إصباح ... كم أرتاح للقرب مَا يرتاح)
(أغْلى لي ... موتِي بأغلالي)
(أوصى لي ... نيران أوصالي)
(بلبالي ... أولى ببلبالي)
(يَا حَالي ... انْظُر إِلَى حَالي)
(هَا قد ساح من مقلتي سحاح ... ذُو إفصاح بسرنا فضاح)
(قلبِي مَال ... فِيهِ إِلَى الآمال)
(مَا لي حَال ... يَا قوم لما حَال)
(لما غال ... قلبِي وصبري غال)
(لَوْلَا الْخَال ... مَا كنت إِلَّا خَال)
)
(ذَا المزاح مازحته مَا رَاح ... الْإِصْلَاح أَن أترك الْإِصْلَاح 5802)
3 - (فتح الدّين الْحلَبِي الأرفادي)
ظافر بن أبي غَانِم بن سيف بن طي بن مُحَمَّد بن(16/302)
سَالم فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الْحلَبِي الأرفادي الطَّائِي أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ الْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ وَله نظم مِنْهُ قَوْله الْكَامِل
(وَلَقَد ظَنَنْت بأننا مَا نَلْتَقِي ... حَتَّى رَأَيْتُك فِي الْمَنَام مضاجعي)
(فَوَقَعت فِي نومي لوجهك سَاجِدا ... وَنَثَرت من فَرح عَلَيْك مدامعي 5803)
3 - (زين الدّين الْعَدوي)
ظافر بن مُحَمَّد بن صَالح بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الْجَوْجَرِيّ المحتد الْعَدوي نِسْبَة إِلَى فُقَرَاء الشَّيْخ عدي يعرف بالطناني نِسْبَة إِلَى طنان وَهِي بَلْدَة بالديار المصرية بهَا ولد وينعت بزين الدّين قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وسمعته من لَفظه هَذَا الْمَذْكُور كَانَ رجلا فَقِيرا كثير الانبساط يظْهر الْحَرْف وَيذكر عَنهُ بعض من خالطه صلاحاً وديانة وينسب لَهُ كَرَامَة ورأيته بدمياط وَله نظم كثير من ذَلِك قَوْله الوافر
(تميس فتخجل الأغصان مِنْهَا ... وتزري فِي التلفت بالغزال)
(وتحسب بالإزار بِأَن تغطت ... وَقد أبدت بِهِ شكل الْجمال)
(سلوها لم تغطي الْبَدْر عمدا ... وتسمح للنواظر بالهلال)
(وَلم تصلي الحشا بالعتب نَارا ... وَفِي ألفاظها برد الزلَال)
(وَلم فضحت بمعصمها اعتصامي ... وأطبقت العقيق على اللآلي)
(ويبدي حَالهَا أمرا عجيباً ... ظهوراً فِي خَفَاء مثل حَالي)
(فَإِن حاكت بوفر الردف وجدي ... فقد حاكى بهَا الخصر انتحالي)
(حَلَال فِي الغرام بهَا عَذَابي ... كَمَا عذب اللمى مِنْهَا حلالي 5804)
3 - (السكرِي الْموصِلِي الطَّبِيب)
ظافر بن جَابر بن مَنْصُور هُوَ أَبُو حَكِيم السكرِي كَانَ مُسلما فَاضلا فِي الطِّبّ متقناً للحكمة متحلياً بالفضائل وَعلم الْأَدَب محبا للاشتغال وَالنَّظَر فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة وَكَانَ قد لَقِي أَبَا الْفرج ابْن الطّيب بِبَغْدَاد وَاجْتمعَ بِهِ واشتغل عَلَيْهِ وَهُوَ موصلي كَانَ حَيا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ إِنَّه سكن بحلب إِلَى آخر عمره وَمن شعره)
(الْكَامِل مَا زِلتُ أعلم أوّلاً فِي أوْلٍ ... حَتَّى علمت بأنني لَا علم لي)
(وَمن الْعَجَائِب أَن كوني جَاهِلا ... من حَيْثُ كوني أنني لم أَجْهَل)
وَله مقَالَة فِي أَن الْحَيَوَان يَمُوت مَعَ أَن الْغذَاء يخلف عوض مَا يتَحَلَّل مِنْهُ 5805
3 - (أَبُو بكر المحترمي)
ظافر الْفَقِيه أَبُو بكر المحترمي من شعره فِي الْأَمِير حسن بن يحيى أَمِير مَكَّة الْكَامِل(16/303)
(أَهْدَت إِلَيْك على البعاد سلامها ... مستصبحاً صَاد الصَّلَاة ولامها)
(وتخيرتك من الْبَريَّة ملْجأ ... نفس أَبَت من لَا يرى إكرامها)
مِنْهَا
(تاه الزَّمَان بدولة الْحسن الَّذِي ... مَا زَالَ منتظراً بِنَا أَيَّامهَا)
(يَا عز آل مُحَمَّد وهمامها ... ولسانها فِيمَا حوى وكلامها)
3 - (ابْن شَحم الإسْكَنْدراني)
ظافر بن طَاهِر بن ظافر بن إِسْمَاعِيل بن الحكم بن إِبْرَاهِيم بن خلف أَبُو الْمَنْصُور الْأَزْدِيّ الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي الْمُطَرز الْمَعْرُوف بِابْن شَحم ولد سنة أَربع وَخمسين وَسمع من السلَفِي وَأبي الطَّاهِر ابْن عوفٍ ومخلوف بن جبارَة الْفَقِيه وَالْقَاضِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ وأخيه أبي الْفضل أَحْمد وَجَمَاعَة وَكَانَ إِمَام مَسْجِد وروى عَنهُ الْمجد ابْن الحلوانية وَشرف الدّين الدمياطي والتاج الغراقي وَجَمَاعَة وبالإجازة القاضيان الخويي وتقي الدّين سُلَيْمَان وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن البالسي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي بالإسكندرية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 5807
3 - (قَاضِي بلبيس)
ظافر بن عبد الْغَنِيّ أَبُو مَنْصُور الشَّافِعِي قَاضِي بلبيس توفّي بهَا وَقد جَاوز التسعين وهرم وروى عَن مؤدبه بريك بن عوض ووفاته سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 5808
3 - (سيف الدّين الأرفادي)
ظافر بن أبي غَانِم بن سيف شهَاب الدّين الأرفادي الشَّاعِر روى عَن الرشيد بن مسلمة وَكتب عَنهُ من القدماء الأبيوردي وَمن الْمُتَأَخِّرين ابْن البرزالي وطبقته وَتُوفِّي بِمصْر سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَالظَّاهِر أَنه الَّذِي تقدم آنِفا وَمَا هُوَ بِبَعِيد وَمَا اخْتلف عَليّ إِلَّا باللقب لِأَن ذَاك فتح الدّين وَهَذَا شهَاب الدّين وَالله أعلم 5809)
3 - (جمال الدّين وَكيل بَيت المَال)
ظافر بن نصر بن ظافر بن هِلَال أَبُو الْمَنْصُور جمال الدّين الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بالديار المصرية ولد بِمصْر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة روى عَن ابْن باقا وَغَيره وَله نظم ونثر وَكَانَ عِنْده رئاسة وَلَا يقدر على إمْسَاك الرّيح وَفَشَا حَاله فِي ذَلِك بمجالس(16/304)
الْمُلُوك وَغَيرهم وَعَلمُوا عذره وَكَانَت لَهُ مكانة عِنْد الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بِحَيْثُ كتب فِي وَصيته إِلَى وَلَده وغلمانه إِقْرَاره على وكَالَة بَيت المَال فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن توفّي
(الألقاب)
ابْن ظافر الأديب الْمصْرِيّ اسْمه عَليّ بن ظافر بن حُسَيْن الظافر الْخضر ابْن صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب الظافر صَاحب مصر إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد
(ظَالِم 5810)
3 - (أَبُو الْأسود الدؤَلِي)
ظَالِم بن عَمْرو بن ظَالِم وَيُقَال ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال عُثْمَان بن عَمْرو وَيُقَال عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال عَمْرو بن ظَالِم أَبُو الْأسود الدؤَلِي الْبَصْرِيّ روى عَن عمر وَعلي وَالزُّبَيْر وَأبي ذَر وَأبي مُوسَى وَابْن عَبَّاس وروى عَنهُ يحيى بن يعمر وَعبد الله بن بُرَيْدَة وَأَبُو حَرْب ابْن أبي الْأسود قدم على مُعَاوِيَة فأدنى مَجْلِسه وَأعظم جائزته وَولي قَضَاء الْبَصْرَة وَقيل هُوَ أول من نقط الْمَصَاحِف وَوضع للنَّاس علم النَّحْو وَهُوَ تَابِعِيّ شيعي شَاعِر نحوي كَانَ قد التمس من عَليّ عَام الْحكمَيْنِ أَن يَبْعَثهُ حكما فَلَمَّا قدم على مُعَاوِيَة قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل لعَلي ابعثني حكما فوَاللَّه مَا أَنْت هُنَاكَ فَكيف كنت صانعاً قَالَ كنت جَامعا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَقُول لَهُم أبدري أحدي شجري أحب إِلَيْكُم أم رجل من الطُّلَقَاء وَكَانَ عبد الله بن عَبَّاس لما خرج من الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَيْهَا أَبَا الْأسود فأقره عَليّ بن أبي طَالب وَقَاتل مَعَ عَليّ يَوْم الْجمل وَكَانَ يستخلفه بعد ذَلِك ابْن عَبَّاس على الْبَصْرَة وَكَانَ من المتحققين بمحبة عَليّ وَأَوْلَاده وَكَانَ رجل أهل الْبَصْرَة قَالَ مَالك(16/305)
بَلغنِي أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي بَاعَ دَارا لَهُ فَقيل لَهُ بِعْت دَارك قَالَ لَا وَلَكِنِّي بِعْت جيراني وَكَانَ ينزل فِي بني قُشَيْر)
وَكَانُوا عثمانية وَأَبُو الْأسود علوي الرَّأْي فَكَانَ بني قُشَيْر يسيئون جواره ويرجمونه بِاللَّيْلِ فعاتبهم على ذَلِك فَقَالُوا مَا رجمناك وَلَكِن الله رجمك فَقَالَ كَذبْتُمْ لأنكم إِذا رجمتموني أخطأتموني وَلَو رجمني الله مَا أخطأني ثمَّ أنتقل عَنْهُم إِلَى هُذَيْل وَقَالَ فيهم الْكَامِل
(شتموا عليا ثمَّ لم أزجرهم ... عَنهُ فَقلت مقَالَة المتردد)
(الله يعلم أَن حبي صَادِق ... لبني النَّبِي وَللْإِمَام الْمُهْتَدي)
وَمن شعره فِي امْرَأَته الْخَفِيف
(مرْحَبًا بِالَّتِي تجور علينا ... ثمَّ سهلاً بالحامل الْمَحْمُول)
(أغلقت بَابهَا عَليّ وَقَالَت ... إِن خير النِّسَاء ذَات البعول)
(شغلت نَفسهَا عَليّ فراغاً ... هَل سَمِعْتُمْ بالفارغ المشغول)
وَمِنْه الوافر
(وَمَا طلب الْمَعيشَة بالتمني ... وَلَكِن ألق دلوك فِي الدلاء)
(تجئك بملئها طوراً وطوراً ... تَجِيء بحمأة وَقَلِيل مَاء)
(وَلَا تقعد على كسل تمنى ... تحيل على المقادر وَالْقَضَاء)
(وَإِن مقادر الرَّحْمَن تجْرِي ... بأرزاق الْعباد من السَّمَاء)
وَيُقَال إِنَّه أدب عبيد الله بن زِيَاد وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ فِي طاعون الجارف وَأَخْطَأ من قَالَ إِنَّه توفّي فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز وَأسلم فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ الجاحظ أَبُو الْأسود مَعْدُود فِي طَبَقَات النَّاس وَهُوَ فِي كلهَا مقدم مأثور عَنهُ فِي جَمِيعهَا كَانَ معدوداً فِي التَّابِعين وَالْفُقَهَاء والمحدثين وَالشعرَاء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضري الْجَواب والشيعة والبخلاء والصلع الْأَشْرَاف والبخر الْأَشْرَاف وَكَانَ أول من أسس علم الْعَرَبيَّة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأَخذه عَنهُ أَبُو الْأسود وَحدث أَبُو عُثْمَان الْمَازِني مَا رَفعه إِلَى يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي دخل على ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت يَا أبه مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهمه مِنْهُ أَي أزمان الْحر أَشد فَقَالَ لَهَا شهرا ناجر فَقَالَت يَا أبه إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهب لِسَان الْعَرَب لما خالطت الْعَجم ويوشك إِن طَال عليا الزَّمَان أَن تضمحل فَقَالَ لَهُ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمر(16/306)
)
فأشترى صحفاً بدرهم وأملى عَلَيْهِ الْكَلَام كُله لَا يخرج من اسْم أَو فعل وحرف جَاءَ لِمَعْنى ثمَّ رسم أصُول النَّحْو كلهَا فَلَمَّا كَانَ أَيَّام زِيَاد بن أَبِيه بِالْبَصْرَةِ جَاءَهُ أَبُو الْأسود فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي أرى الْحَمْرَاء قد خالطت الْعَرَب فتغيرت أَلْسِنَة الْعَرَب وَقد كَانَ عَليّ بن أبي طَالب قد وضع شَيْئا يصلح بِهِ ألسنتهم أفتأذن لي أَن أظهره فَقَالَ لَا ثمَّ جَاءَ زياداً رجل فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون فَقَالَ زياداً كالمتعجب مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون هَذَا مَا ذكره أَبُو الْأسود ثمَّ مر بِرَجُل يقْرَأ الْقُرْآن حَتَّى بلغ قَوْله تَعَالَى إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله التَّوْبَة بِكَسْر اللَّام فَقَالَ زِيَاد لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم هَذَا وَالله الْكفْر ردوا إِلَيّ أَبَا الْأسود فَقَالَ لَهُ ضع للنَّاس مَا كنت نهيتك عَنهُ فَقَالَ ابغني كَاتبا يفهم عني فجيء بِرَجُل من عبد الْقَيْس فَلم يرضه فَأتي بِرَجُل من قُرَيْش فَقَالَ لَهُ إِذا رَأَيْتنِي قد فتحت فمي بالحرف فانقط على أَعْلَاهُ وَإِذا ضممت فانقط بَين يَدي الْحَرْف فَإِذا كسرت فمي فَاجْعَلْ النقطة تَحت الْحَرْف فَإِذا أتبعت ذَلِك شَيْئا من الغنة فَاجْعَلْ النقطة نقطتين فَكَانَ هَذَا نقط أبي الْأسود وَذكر أَنه لم يضع إِلَّا بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ فَقَط ثمَّ جَاءَ بعده مَيْمُون الأقرن فَزَاد عَلَيْهِ فِي حُدُود الْعَرَبيَّة ثمَّ زَاد فِيهَا عَنْبَسَة بن معدان وَعبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ فَلَمَّا كَانَ عِيسَى بن عمر وضع فِي النَّحْو كناشاً ثمَّ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء ثمَّ الْخَلِيل بن أَحْمد ثمَّ سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النُّحَاة عمل أَبُو الْأسود كتاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول والتعجب ثمَّ فرع النَّاس الْأُصُول بعده إِلَى الْيَوْم وَقَالَ أَبُو الْأسود لَا شَيْء أعز من الْعلم لِأَن الْمُلُوك حكام على النَّاس وَالْعُلَمَاء حكام على الْمُلُوك وَقَالَ لابنته لما زَوجهَا إياك والغيرة فَإِنَّهَا مِفْتَاح الطَّلَاق وَعَلَيْك بالزينة وأزين الزِّينَة الْكحل وَأطيب الطّيب إسباغ الْوضُوء وكوني كَمَا قلت لأمك الطَّوِيل
(خذُي العفْو مِنّي تستديمي مودتي ... وَلَا تنطقي فِي سورتي حِين أغضب)
(فَإِنِّي وجدت الحُبّ فِي الصَّدْر والأذى ... إِذا اجْتمعَا لم يلبث الْحبّ يذهب)
وَقَالَ أَبُو الْأسود لَو أَطعْنَا الْمَسَاكِين فِي أَمْوَالنَا لَكنا أَسْوَأ حَالا مِنْهُم وَقَالَ لَا تجاودوا الله فَإِنَّهُ أَجود وأمجد وَلَو شَاءَ أَن يُوسع على النَّاس كلهم لفعل فَلَا تجهدوا أَنفسكُم فِي التَّوَسُّع فَتَهْلكُوا هزلا وَكَانَ يَوْمًا جَالِسا على بَاب دَاره وَبَين يَدَيْهِ رطب فَجَاز بِهِ أَعْرَابِي فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك فَقَالَ أَبُو الْأسود كلمة مقولة فَقَالَ أَأدْخل فَقَالَ وَرَاءَك أوسع لَك قَالَ إِن الرمضاء أحرقت)
رجْلي قَالَ بل عَلَيْهِمَا أَو إيت الْجَبَل يَفِي عَلَيْك قَالَ هَل عنْدك شَيْء تطعمني قَالَ نَأْكُل ونطعم الْعِيَال فَإِن فضل شَيْء فَأَنت أَحَق بِهِ من(16/307)
الْكَلْب فَقَالَ الْأَعرَابِي مَا رَأَيْت الْأُم مِنْك قَالَ بلَى وَلَكِن أنسيت قَالَ أَنا ابْن الْحَمَامَة قَالَ كن ابْن الطاووس وَانْصَرف قَالَ أَسأَلك بِاللَّه إِلَّا أطعمتني مِمَّا تَأْكُل فَألْقى إِلَيْهِ ثَلَاث رطبات فَوَقَعت إِحْدَاهُنَّ فِي التُّرَاب فَأخذ الْأَعرَابِي يمسحها بِثَوْبِهِ فَقَالَ أَبُو الْأسود دعها فَأن الَّذِي تمسحها مِنْهُ أنظف من الَّذِي تمسحها بِهِ قَالَ إِنَّمَا كرهت أَن أدعها للشَّيْطَان فَقَالَ لَا وَالله وَلَا تدعها لجبريل وَمِيكَائِيل وَأَتَتْ امْرَأَته إِلَى زِيَاد وَلها مِنْهُ ولد فَقَالَ أَبُو الْأسود أصلح الله الْأَمِير أَنا أَحَق بِالْوَلَدِ مِنْهَا فَقَالَ زِيَاد وَلم قَالَ أَبُو الْأسود حَملته قبل أَن تحمله وَوَضَعته قبل أَن تضعه فَقَالَت صدق أصلح الله الْأَمِير وَضعه شَهْوَة وَوَضَعته كرها وَحمله خفاً وَحَمَلته ثقلاً فَقَالَ زِيَاد صدقت أَنْت أَحَق بِالْوَلَدِ مِنْهُ وَكَانَ يَوْمًا يحدث مُعَاوِيَة فَتحَرك فضرط فَقَالَ لمعاوية استرها عَليّ فَقَالَ نعم فَلَمَّا خرج حدث بهَا مُعَاوِيَة عَمْرو بن الْعَاصِ ومروان بن الحكم فَلَمَّا غَدا عَلَيْهِمَا أَبُو الْأسود قَالَ لَهُ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا فعلت ضرطتك بالْأَمْس فَقَالَ ذهبت كَمَا تذْهب الرّيح من شيخ ألان الدَّهْر أعصابه ولحمه عَن إِِمْسَاكهَا وكل أجوف ضروط ثمَّ أقبل على مُعَاوِيَة وَقَالَ إِن امْرَءًا ضعفت أَمَانَته ومروءته عَن كتمان ضرطة لحقيق بِأَن لَا يُؤمن على أُمُور الْمُسلمين
وَكَانَ يَوْمًا يسَار مُعَاوِيَة فِي شَيْء فَوضع مُعَاوِيَة يَده على أَنفه لبخر كَانَ بِأبي الْأسود فَضرب أَبُو الْأسود يَده على يَد مُعَاوِيَة وَقَالَ لَهُ لَا وَالله لَا تسود علينا حَتَّى تصبر على محادثة الشُّيُوخ البخر 5811
3 - (أَبُو صفرَة)
ظَالِم بن سراق وَقيل ابْن سَارِق الْأَزْدِيّ الْعَتكِي الْبَصْرِيّ كَانَ مُسلما على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يفد عَلَيْهِ ووفد على عمر بن الْخطاب فِي عشرَة من وَلَده الْمُهلب أَصْغَرهم فَجعل عمر ينظر إِلَيْهِم ويتوسم ثمَّ قَالَ لأبي صفرَة هَذَا سيد ولدك وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَصْغَرهم قَالَ ابْن عبد الْبر الْمُهلب من أبي صفرَة من التَّابِعين روى عَن سَمُرَة بن جُنْدُب وَعبد الله بن عمر وكنية ظَالِم أَبُو صفرَة وَقيل إِنَّه وَفد على أبي بكر بولده وَقيل إِنَّه وَفد على عمر وَكَانَ أَبيض الرَّأْس واللحية فَقيل لَهُ اختضب فَانْصَرف وَأَتَاهُ أصفر الرَّأْس واللحية فَقَالَ لَهُ عمر أَنْت أَبُو صفرَة فَغلبَتْ عَلَيْهِ هَذِه الكنية)
(ظَاهر 5812)
3 - (أَبُو مُحَمَّد السليطي)
ظَاهر بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد السليطي النَّيْسَابُورِي(16/308)
أَبُو مُحَمَّد كَانَ يُسمى عبد الصَّمد أَيْضا وَلَكِن ظَاهر أشهر ولد بِالريِّ وَنَشَأ بهَا وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ خطه دَقِيقًا كثير الضَّبْط صَحِيحا وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ سمع بِالريِّ صَخْر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطوسي ومهدي بن سرهنك المطيري وَغَيرهمَا وبساوة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد المطيري وَأحمد بن أبي إِسْحَاق والفقيه وبهمذان عبد الْملك بن عبد الْغفار الْبَصْرِيّ ولامع بن مُحَمَّد بن أَحْمد الصُّوفِي وَغَيرهمَا وبالدينور وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة وَسمع من الْحسن بن عَليّ بن الْمَذْهَب وَمُحَمّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الصّباغ وَعلي بن المحسن التنوخي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
(الألقاب)
ابْن عبد الظَّاهِر محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر وَولده فتح الدّين مُحَمَّد بن عبد الله وَولده عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد
ابْن عبد الظَّاهِر كَمَال الدّين عَليّ بن أَحْمد الظَّاهِر يُطلق على جمَاعَة من الْمُلُوك الظَّاهِر أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن النَّاصِر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر صَاحب حلب اسْمه غَازِي بن يُوسُف وَالظَّاهِر ابْن الْحَاكِم خَليفَة مصر اسْمه عَليّ بن مَنْصُور وَالظَّاهِر التركي اسْمه بيبرس وَالظَّاهِر الزنْجِي الْعلوِي اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر ابْن الْعَزِيز ابْن الظَّاهِر اسْمه غَازِي بن مُحَمَّد
الظَّاهِرِيّ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الله
والظاهري الْحَافِظ أَحْمد بن مُحَمَّد
(ظبْيَان 5813)
3 - (ابْن كداد الْإِيَادِي)
ظبْيَان بن كداد الْإِيَادِي ذكره أَبُو عمر ابْن عبد الْبر وَقَالَ يُقَال الثَّقَفِيّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم فِي خبر طَوِيل يرويهِ أهل الْأَخْبَار والغريب(16/309)
وأقطعه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِطْعَة من بِلَاده وَمن قَوْله فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّوِيل
(فَأشْهد بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وبالصفا ... شَهَادَة من إحسانه متقبل)
(بأنك مَحْمُود لدينا مبارك ... وَفِي أَمِين صَادِق القَوْل مُرْسل)
(الألقاب)
أَبُو ظبْيَان الْكُوفِي اسْمه حُصَيْن بن جُنْدُب
ابْن الظريف الشَّافِعِي عبد الله بن عمر
(ظفر 5814)
3 - (أَبُو سعد المستوفي الهمذاني)
ظفر بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن الْعَبَّاس أَبُو سعد المستوفي الهمذاني سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَنسخ بِخَطِّهِ ورحل إِلَى أَصْبَهَان والري وخراسان وبغداد والحجاز سمع بهمذان فيد بن عبد الرَّحْمَن بن شادي الشعراني وَغَيره وبالري مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور بن عَليّ الْبَزَّار وبنيسابور السَّيِّد حَمْزَة بن هبة الله الحسني وَغَيره وبسرخس أَحْمد بن الْحسن بن الْفضل الصّباغ الأديب وَغَيره وببغداد مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وبالكوفة عبد الله بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن سلمَان الدهْقَان وَغَيره وَكَانَت لَهُ أنسة بِالْحَدِيثِ جمع لنَفسِهِ فَوَائِد وَخرج تخاريج وَحدث بِبَغْدَاد ومولده سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة 5815
3 - (شرف الدّين ابْن الْوَزير ابْن هُبَيْرَة)
ظفر بن يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة أَبُو الْبَدْر ابْن الْوَزير أبي المظفر كَانَ يلقب شرف الدّين نَاب عَن وَالِده فِي الوزارة وَكَانَ شَابًّا ظريفاً لطيفاً أديباً فَاضلا ينظم الشّعْر وَسمع من إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وَيحيى بن عَليّ بن الطراح وَغَيرهمَا وَحدث باليسير امتحن بِالْحَبْسِ أَيَّام وَالِده سِنِين بقلعة تكريت ثمَّ خلص وَلما توفّي الْوَزير اتَّصل بالخليفة أَنه عزم على الْخُرُوج من بَغْدَاد مختفياً فَقبض عَلَيْهِ وحبسه وَلم يزل إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ)
وَخَمْسمِائة فَأخْرج من الْحَبْس مَيتا وَدفن عِنْد أَبِيه وَمن شعره المنسرح
(طل دم بالعتاب مَطْلُوب ... وطاح دمع فِي الرّبع مسكوب)(16/310)
(وذل قلب أَمْسَى الغرام بِهِ ... وَهُوَ بأيدي الغواة منهوب)
(لَا آنف الْعرق يستشير لَهُ ... وَلَا سليم الصدود مطبوب)
(يركب فِي طَاعَة الْهوى خطراً ... تضرم من دونه الأنابيب)
(إِذا ادلهم الدجى أَضَاء لَهُ ... من زفرات الضلوع ألهوب)
(لَا موعد مطمع وَلَا أمل ... وَلَا لِقَاء فِي الْعُمر مَحْسُوب)
(مقتنعاً من وصاله بمنى ... أصدق مَا عِنْدهَا الأكاذيب)
(مَا بعد دمعي دمع يراق وَلَا ... فَوق عَذَابي لديك تَعْذِيب)
(لم يبْق للناصحين من أمل ... فِي وَلَا للعذال تأنيب)
وَمِنْه يُعَارض الأبيوردي فِي قَوْله الطَّوِيل
(ترنح من برح الغرام مشوق ... غَدَاة نأت بالوائلية نُوق)
فَقَالَ
(أَضَاءَت لنا بالأبرقين بروق ... نواقل مِنْهَا كَاذِب ومشوق)
(يذعن لنا من أهل وجرة رِيبَة ... يخف إِلَيْهَا السّمع وَهُوَ فروق)
(وَمَا كل مطوي من السِّرّ مُنكر ... وَلَا كل منشور الحَدِيث يروق)
(أبارق ذَاك الشّعب هَل أضمر النَّوَى ... تفرقهم أم ضمهن وسيق)
(وَهل حرجات الْحَيّ بدلن أدمعاً ... عَن السحب لم ترقع لَهُنَّ خروق)
(لعمرك مَا الْبَرْق الْيَمَانِيّ وامق ... وَلَا ذَلِك الشّعب الرحيب مشوق)
(وَهل تزع الأشجان خفقة لامع ... وَقد علقت بالجانحات علوق)
(لحى الله يَوْمًا بالثنية أشرفت ... علينا بأقصى أَرض وجرة نُوق)
(يرفعهن الْآل فوضى كَأَنَّمَا ... أغار على أطرافهن سروق)
(إِذا حثحث الْحَادِي بِهن أطعنه ... جوافل أدنى سيرهن عنيق)
(كَأَن توالي الظعن والآل دونهَا ... سفين بمستن الْفُرَات غريق)
(إِذا أفلت شمس الْأَصِيل بَدَت لنا ... شموس لَهَا فَوق الحدوج شروق)
)
وَمِنْه يُعَارض مهيار الديلمي فِي قَوْله الرمل
(بكر الْعَارِض تحدوه النعامى ... فسقيت الْغَيْث يَا دَار أماما)(16/311)
فَقَالَ
(أخلف الْغَيْث مواعيد الخزامى ... فقف الانضاء نستسق الغماما)
(وَخذ اليمنة من أَعلَى الْحمى ... تلق بالغور جميماً وجماما)
(وأبحني سَاعَة من عمري ... أملأ الدَّار شكاة وَسلَامًا)
(أصف الأشواق فِي تِلْكَ الربى ... وأعاطي الترب سوفاً والتثاما)
(فلعلي أَن تداوي حرقي ... غَفلَة الغيران أَو أرضي الندامى)
(أَي حلم خف فِي حبهم ... وعقول رفضت فِيهِ الملاما)
(ودموع كلما كفكفها ... زاجر العذل أَبَت إِلَّا انسجاما)
(يَا وُلَاة الْغدر مَا دينكُمْ ... أحرام فِيهِ أَن تقضوا الذماما)
(قد رَضِينَا إِن رَضِيتُمْ بالأذى ... وعزيز بعزيز أَن يضاما)
(خطرت بِي يَا زميلي سحرًا ... نسمَة أحسبها ريح أماما)
(خطرت وَالْعين تقري طيفها ... والكرى يمزج للركب المداما)
مِنْهَا
(فَارْجِع الطّرف وَقل لي فِي خَفَاء ... أهضاباً مَا ترَاهَا أم خياما)
(مَا صنيعي بمهاة كلما ... زودتني لثمة زِدْت أواما)
(أهيام أم لظى فِي كَبِدِي ... لفحت حَتَّى انثنى الظُّلم ضراما)
(لَيْسَ إِلَّا فرط وجدي بهم ... ظعن العاذل عني أم أَقَامَا)
(أَنا من أسر الْهوى فِي ربقة ... حكمت للْحرّ فِيهَا أَن يساما)
قلت شعر جيد عذب منسجم قريب الشّبَه من شعر مهيار
(الألقاب)
ابْن ظفر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ظفر
(ظهير 5816)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
ظهير بن رَافع بن عدي بن زيد الْأنْصَارِيّ الأوسي شهد الْعقبَة(16/312)
الثَّانِيَة وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَبَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا وَلم يشْهد بَدْرًا وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد هُوَ وَأَخُوهُ مظهر فِيمَا قَالَ ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَهُوَ عَم رَافع بن خديج ووالد أسيد بن ظهير وروى عَنهُ رَافع بن خديج
(الألقاب)
الظهير النعماني الْحسن بن الخطير
ابْن الظهير مجد الدّين الإربلي شيخ الْأَدَب فِي عصره اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر(16/313)
(حرف الْعين)
(عابدة 5817)
3 - (عابدة الجهنية)
عابدة بنت مُحَمَّد الجهنية امْرَأَة عَم أبي مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد المهلبي كَانَت أديبة شاعرة فصيحة فاضلة روى عَنْهَا القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن التنوخي وَمن شعرهَا
(شاورني الْكَرْخِي لما دنا الني ... روز وَالسّن لَهُ ضاحكه)
(فَقَالَ مَا نهدي لسلطاننا ... من خير مَا الْكَفّ لَهُ مَالِكه)
(قلت لَهُ كل الْهَدَايَا سوى ... مشورتي ضائعة هالكه)
(أهد لَهُ نَفسك حَتَّى إِذا ... أشعل نَارا كنت دوباركه)
الدوباركه لَفْظَة أَعْجَمِيَّة وَهِي اسْم للعب على قدر الصّبيان يحلونها أهل بَغْدَاد سطوحهم لَيْلَة النيروز المعتضدي
(الألقاب)
العابر شهَاب الدّين الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن العابر مُحَمَّد بن عَليّ بن علوان العابر الْكرْمَانِي مُحَمَّد بن يحيى(16/314)
(عَابس)
3 - (النَّخعِيّ)
عَابس بن ربيعَة النَّخعِيّ روى عَن عمر وَعلي وَعَائِشَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5819
3 - (قَاضِي مصر)
عَابس بن سعيد الغطيفي قَاضِي مصر توفّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ
(عَاتِكَة 5820)
3 - (أم الْبَنِينَ)
عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهِي أم الْبَنِينَ زَوْجَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَهِي أم الْخَلِيفَة يزِيد بن عبد الْملك كَانَ لَهَا من الْمَحَارِم اثْنَا عشر خَليفَة تضع الْخمار قدامهم كل بني أُميَّة إِلَّا عمر بن عبد الْعَزِيز ومروان الْحمار وَبقيت إِلَى أَن قتل ابْن ابْنهَا الْوَلِيد بن يزِيد وَتوفيت فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ لَهَا قصر بِظَاهِر بَاب الْجَابِيَة وإليها تنْسب أَرض عَاتِكَة وَهُنَاكَ قبرها كَانَ أَبوهَا يزِيد بن مُعَاوِيَة وأخوها مُعَاوِيَة بن يزِيد بن مُعَاوِيَة جدها مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان زَوجهَا عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو زَوجهَا مَرْوَان بن الحكم ابْنهَا يزِيد بن عبد الْملك ابْن ابْنهَا الْوَلِيد بن يزِيد ابْنا ابْن زَوجهَا يزِيد بن الْوَلِيد وَإِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد وَبَنُو زَوجهَا الْوَلِيد وَسليمَان وَهِشَام بَنو عبد الْملك قَالَ بَعضهم مُخْتَصرا جَمِيع خلفاء بني أُميَّة لَهَا محرم سوى عمر بن عبد الْعَزِيز ومروان بن مُحَمَّد وَكَذَلِكَ فَاطِمَة بنت عبد الْملك جَمِيع خلفاء بني أُميَّة لَهَا محرم سوى مَرْوَان بن مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر فَاطِمَة فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى 5821
3 - (أم معبد الْخُزَاعِيَّة)
عَاتِكَة بنت خَالِد أُخْت حُبَيْش لما خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة مُهَاجرا إِلَى الْمَدِينَة هُوَ وَأَبُو بكر وَمولى لَهُ يدعى عَامر بن فهَيْرَة وَدَلِيلهمَا اللَّيْثِيّ عبد الله بن الْأُرَيْقِط مروا على خَيْمَتي أم معبد عَاتِكَة بنت خَالِد الْخُزَاعِيَّة وَكَانَت امْرَأَة جلدَة(16/315)
تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْقبَّة ثمَّ تَسْقِي وَتطعم فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مُسنَّتَيْنِ فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شَاة فِي كسر الْبَيْت فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم)
معبد قَالَت شَاة خلفهَا الْجهد عَن الْغنم قَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت هِيَ أجهد من ذَلِك قَالَ أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا قَالَت نعم بِأبي أَنْت وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فأحلبها فَدَعَا بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح بِيَدِهِ ضرْعهَا وسمى الله ودعا فِي شَأْنهَا فتفاجت عَلَيْهِ وَدرت واجترت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط فَحلبَ فِيهَا ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء ثمَّ سَقَاهَا حَتَّى رويت وَسَقَى أَصْحَابه بِهِ حَتَّى رووا وَشرب آخِرهم ثمَّ أراضوا ثمَّ حلب فِيهِ ثَانِيًا بعد بَدْء حَتَّى مَلأ الْإِنَاء ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا وبايعها وارتحل عَنْهَا فَقل مَا لَبِثت حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجَافًا يتساوكن هزالًا مُخّهنَّ قَلِيل فَلَمَّا رأى أَبُو معبد اللَّبن عجب وَقَالَ لَهَا من أَيْن لَك هَذَا اللَّبن يَا أم معبد وَالشَّاء عَازِب حِيَال وَلَا حَلُوب فِي الْبَيْت قَالَت لَا وَالله إِلَّا أَنه مر بِنَا رجل مبارك من حَاله كَذَا وَكَذَا قَالَ صَفيه لي يَا أم معبد قَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه ثجلة وَلم تزر بِهِ صعلة وسيم قسيم فِي عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره وَطف وَفِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي صَوته صَحِلَ وَفِي لحيته كثاثة أَزجّ أقرن إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما وعلاه الْبَهَاء أجمل النَّاس وأهيأه من بعيد وَأحسنه وأجمله من قريب حُلْو الْمنطق لَا نزر وَلَا هذر كَأَن مَنْطِقه خَرَزَات نظم يتحدرن ربعَة لَا يائس من طول وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أنظر الثَّلَاثَة منْظرًا وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ أَنْصتُوا لقَوْله وَإِن أَمر تبَادرُوا لأَمره مَحْفُودٌ محشود لَا عَابس وَلَا مُفند قَالَ أَبُو معبد هُوَ وَالله صَاحب قُرَيْش الَّذِي ذكر لنا من أمره مَا ذكر بِمَكَّة وَلَقَد هَمَمْت أَن أَصْحَبهُ وَلَأَفْعَلَن إِن وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا فَأصْبح صَوت بِمَكَّة يسمعُونَ الصَّوْت وَلَا يرى من صَاحبه وَهُوَ يَقُول الطَّوِيل
(جزى الله رب النَّاس خير جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتي أم معبد)
(هما نَزَّلَاهَا بِالْهدى واهتدت بِهِ ... فقد فَازَ من أَمْسَى رَفِيق مُحَمَّد)
(فيا لقصي مَا زوى الله عَنْكُم ... بِهِ من فعال لَا تجازى وسؤدد)
(لِيهن بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ ... ومقعدها للْمُؤْمِنين بِمَرْصَد)
(سلوا أختكم عَن شَاتِهَا وإنائها ... فَإِنَّكُم إِن تسألوا الشَّاة تشهد)
(دَعَاهَا بِشَاة حَائِل فتحلبت ... لَهُ بِصَرِيح ضرَّة الشَّاة مُزْبِد)
(فغادرها رهنا لَدَيْهَا لحالب ... ترددها فِي مصدر ثمَّ مورد)
فَلَمَّا سمع ذَلِك حسان بن ثَابت جعل يُجَاوب الْهَاتِف وَيَقُول الطَّوِيل)
(لقد خَابَ قوم غَابَ عَنْهُم نَبِيّهم ... وَقد سر من يسري إِلَيْهِم وَيَغْتَدِي)(16/316)
(ترحل عَن قوم فضلت عُقُولهمْ ... وَحل على قوم بِنور مُجَدد)
(هدَاهُم بِهِ بعد الضَّلَالَة رَبهم ... وأرشدهم من يتبع الْحق يرشد)
(وَهل يَسْتَوِي ضلال قوم تسفهوا ... عمايتهم هاد بِهِ كل مهتد)
(لقد نزلت مِنْهُ على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عَلَيْهِم بِأَسْعَد)
(نَبِي يرى مَا لَا يرى النَّاس حوله ... وَيَتْلُو كتاب الله فِي كل مشْهد)
(وَإِن قَالَ فِي يَوْم مقَالَة غَائِب ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْم أَو فِي ضحى غَد)
(لِيهن أَبَا بكر سَعَادَة جده ... بِصُحْبَتِهِ من يسْعد الله يسْعد)
(لِيهن بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ ... ومقعدها للْمُؤْمِنين بِمَرْصَد 5822)
3 - (بنت البكائي)
عَاتِكَة بنت الْفُرَات بن مُعَاوِيَة البكائي وَأمّهَا الملاءة وسوف يَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ خرجت عَاتِكَة هَذِه يَوْمًا إِلَى بعض نواحي الْبَصْرَة فَلَقِيت بدوياً وَمَعَهُ أنحاء سمن فَقَالَت يَا بدوي أتبيع هَذَا السّمن قَالَ نعم قَالَت أرناه فَفتح لَهَا نحياً فَنَظَرت إِلَى مَا فِيهِ ثمَّ ناولته إِيَّاه وَقَالَت افْتَحْ آخر فَفتح آخر فَنَظَرت إِلَى مَا فِيهِ ثمَّ ناولته إِيَّاه فَلَمَّا شغلت يَدَيْهِ أمرت جواريها فَجعلْنَ يركلن فِي استه تنادي يَا ثَارَاتِ ذَات النحيين أَرَادَت بذلك مَا فعله خَوات بن جُبَير الْأنْصَارِيّ وَهُوَ أَن امْرَأَة من حَضرمَوْت حضرت سوق عكاظ وَمَعَهَا نحيا سمن فاستخلى بهَا خَوات ليبتاعهما مِنْهَا فَفتح أَحدهمَا وذاقه وَدفعه إِلَيْهَا فَأَخَذته بِإِحْدَى يَديهَا ثمَّ فتح الآخر وذاقه وَدفعه إِلَيْهَا فأمسكته بِيَدِهَا الْأُخْرَى ثمَّ إِنَّه غشيها وَهِي لَا تقدر على الدّفع عَن نَفسهَا لحفظ فَم النحيين وشحها على السّمن فَلَمَّا قَامَ عَنْهَا قَالَت ل لَا هَنَّأَك فَضرب بهَا الْمثل فِيمَن شغل بِشَيْء
وَذكرت هَا هُنَا مَا أنشدنيه إجَازَة لنَفسِهِ صفي الدّين عبد الْعَزِيز ابْن سَرَايَا الْحلِيّ فِي غُلَام كَانَ يخْتَار تقبيله ويمانعه فَوَجَدَهُ يَوْمًا بدهليز دَار مَوْلَاهُ ويداه مشغولتان بسراحيتي زجاج مَمْلُوءَتَيْنِ شرابًا فَقبله قسرا أُسْوَة بِذَات النحيين الْكَامِل
(نَفسِي الْفِدَاء لشادن جمشته ... وشفيت بالتقبيل مِنْهُ غليلي)
(ظَفرت يداي بصيده بوصيدة ... فَأخذت ثمَّ توصلي لوصولي)
)
(صادفته وأكفه مَشْغُولَة ... بأبارق قد أترعت بشمول)
(فمنعته بِالضَّمِّ من إلقائها ... وجعلتها نحييه فِي التَّقْبِيل)(16/317)
وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة خَوات بن جُبَير هَذِه الْوَاقِعَة وَهُنَاكَ أَبْيَات قَالَهَا فِي واقعته مَعَ ذَات النحيين
وَهَذِه عَاتِكَة قد تزَوجهَا يزِيد بن الْمُهلب فَقتل عَنْهَا يَوْم الْعقر فَقَالَ الفرزدق فِي ذَلِك شعرًا وَهُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة أمهَا الملاءة وَسَيَأْتِي ذكر أمهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ 5823
3 - (عَاتِكَة بنت زيد)
عَاتِكَة بنت زيد أُخْت سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفيل كَانَت عِنْد عبد الله ابْن أبي بكر فأعجب بهَا واشتدت محبته لَهَا فشغلته حَتَّى عَن صَلَاة الْجُمُعَة فَقَالَ لَهُ أَبوهُ طَلقهَا فَإِنَّهَا قد فتنتك فَقَالَ عبد الله فِي ذَلِك الطَّوِيل
(يَقُولُونَ طَلقهَا وَأصْبح مَكَانهَا ... مُقيما تمنى النَّفس أَحْلَام نَائِم)
(وَإِن فراقي أهل بَيت أحبهم ... وَمَا لَهُم ذَنْب لإحدى العظائم)
فَلم يزل أَبوهُ حَتَّى طَلقهَا فَلم يصبر عَنْهَا واتبعتها نَفسه فهجم عَلَيْهِ أَبوهُ يَوْمًا فَسَمعهُ يَقُول الطَّوِيل
(فَلم أر مثلي طلق الْيَوْم مثلهَا ... وَلَا مثلهَا فِي غير ذَنْب تطلق)
(لَهَا خلق جزل ورأي ومنصب ... وحلم وعقل فِي الْأُمُور ومصدق)
فرق لَهُ فَرَاجعهَا وَلم تزل عِنْده حَتَّى أَصَابَهُ سهم فِي الطَّائِف فَمَاتَ فرثته بقولِهَا
(وآليت لَا تنفك عَيْني سخينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا)(16/318)
(فَللَّه علينا من رأى مثله فَتى ... أعف وأكفى فِي الْأُمُور وأصبرا)
(إِذا أشرعت فِيهِ الأسنة خاضها ... إِلَى الْمَوْت حَتَّى يتْرك الْمَوْت أحمرا)
ثمَّ تزَوجهَا عمر بن الْخطاب وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا ودعا الصَّحَابَة فَلَمَّا اجْتَمعُوا قَالَ عَليّ بن أبي طَالب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتأذن لي أَن أميل رَأْسِي إِلَى خدر عَاتِكَة وأكلمها قَالَ نعم فأمال عَليّ رَأسه وَقَالَ لَهَا يَا عدية نَفسهَا
(فآليت لَا تنفك عَيْني سخينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا)
فَبَكَتْ فَقَالَ عمر يَا أَبَا الْحسن مَا دعَاك إِلَى هَذَا كل النِّسَاء يفعلن ذَلِك ثمَّ إِن عمر قتل)
عَنْهَا فرثته أَيْضا بِشعر مِنْهُ الطَّوِيل
(وفجعني فَيْرُوز لَا در دره ... بتالي الْكتاب فِي الظلام منيب)
ثمَّ تزَوجهَا بعد ذَلِك الزبير فَقتل عَنْهَا فرثته بقولِهَا الطَّوِيل
(غدر ابْن جرموز بِفَارِس بهمة ... يَوْم اللِّقَاء وَكَانَ غير معرد)
(يَا عَمْرو لَو نبهته لوجدته ... لَا طائشاً رعش الْجنان وَلَا الْيَد)
(كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عَنْهَا طرادك يَا ابْن فقع الْغَرْقَد)
(ثكلتك أمك إِن ظَفرت بِمثلِهِ ... فِيمَا مضى مِمَّن يروح وَيَغْتَدِي)
(وَالله رَبك إِن قتلت لمسلماً ... حلت عَلَيْك عُقُوبَة الْمُتَعَمد)
وَكَانَ الزبير شَرط أَن لَا يمْنَعهَا من الْمَسْجِد وَكَانَت امْرَأَة خَلِيقَة وَكَانَت إِذا تهيأت لِلْخُرُوجِ للصَّلَاة قَالَ لَهَا وَالله إِنَّك لتخرجين وَإِنِّي لكاره فَتَقول فتمنعني فأجلس فَيَقُول كَيفَ وَقد شرطت لَك لَا أفعل فاحتال فَجَلَسَ لَهَا على الطَّرِيق فِي الْغَلَس فَلَمَّا مرت وضع يَده على كفلها فاسترجعت ثمَّ انصرفت إِلَى منزلهَا فَلَمَّا جَاءَ الْوَقْت الَّذِي كَانَت تخرج إِلَى الْمَسْجِد قَالَ لَهَا الزبير مَا لَك هَذِه الصَّلَاة فَقَالَت فسد النَّاس وَالله لَا أخرج من منزلي فَعلم أَنَّهَا ستفي بِمَا قَالَت فَقَالَ لَا روع يَا ابْنة عَم وأخبرها الْخَبَر ثمَّ إِن عَليّ بن أبي طَالب خطبهَا بعد انْقِضَاء الْعدة فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بِالْمُسْلِمين إِلَيْك حَاجَة وَلم تتَزَوَّج وَكَانَ عَليّ بعد ذَلِك يَقُول من أَرَادَ الشَّهَادَة الْحَاضِرَة فَعَلَيهِ بعاتكة وَتَزَوجهَا الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا وَتُوفِّي عَنْهَا وَكَانَ آخر من ذكر من أزواجها 5824
3 - (عَاتِكَة بنت أسيد)
عَاتِكَة بنت أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس لَهَا صُحْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلمها رَوَت شَيْئا قَالَ مُحَمَّد بن سَلام أرسل عمر بن الْخطاب إِلَى الشِّفَاء بنت عبد الله العدوية أَن اغدي عَليّ فغدت عَلَيْهِ فَوجدت عَاتِكَة بنت أسيد بِبَابِهِ فدخلتا فتحدثتا فَدَعَا بنمط فَأعْطَاهُ عَاتِكَة ودعا بنمط دونه فَأعْطَاهُ للشفاء فَقَالَت تربت يداك يَا عمر أَنا قبلهَا إسلاماً وَأَنا بنت عمك دونهَا وَأرْسلت إِلَيّ وجاءتك من قبل نَفسهَا فَقَالَ مَا كنت رفعت ذَاك إِلَّا لَك فَلَمَّا اجتمعتما ذكرت أَنَّهَا أقرب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْك 5825(16/319)
3 - (الصُّوفِيَّة)
)
عَاتِكَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد اللبان الصُّوفِيَّة كَانَت من النِّسَاء الصَّالِحَات الفاضلات لَهَا كَلَام فِي الْحَقِيقَة على طَريقَة أهل التصوف وتروي عَن أَبِيهَا وَعَن أبي بكر الشبلي وجعفر بن مُحَمَّد بن نصر الْخُلْدِيِّ وَغَيرهم 5826
3 - (بنت الْعَطَّار)
عَاتِكَة بنت أبي الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن الْعَطَّار من أهل همذان سَمِعت الْكثير من أبي الْوَقْت وَغَيره وقدمت بَغْدَاد وَحدثت بالكثير قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبنَا عَنْهَا وَتوفيت سنة تسع وسِتمِائَة قَامَت نصف اللَّيْل وتوضأت وَكَانَت لَيْلَة شَدِيدَة الْبرد ووقفت فِي مِحْرَابهَا تصلي فَلَمَّا سجدت مَاتَت 5827
3 - (أم السلَامِي الشَّاعِر)
عَاتِكَة بنت مُحَمَّد بن الْقَاسِم هِيَ أم أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله السلَامِي الشَّاعِر كَانَت شاعرة فصيحة مدحت عضد الدولة بقصيدة تَقول فِيهَا عِنْد ذكر بختيار الْكَامِل
(شتان بَين مُدبر ومدمر ... صيد الليوث حصائد الغزلان)
(رَوْعَته من بعد دهر راعني ... وسقيته مَا كَانَ قبل سقاني)
(فَلَقَد سهرت ليالياً وليالياً ... حَتَّى رَأَيْتُك يَا هِلَال زماني)
(الألقاب)
الْعَادِل نور الدّين أرسلان شاه والعادل الْكَبِير أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَيُّوب الْعَادِل الصَّغِير أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْعَادِل بن النَّاصِر أَبُو بكر بن دَاوُد الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود الْعَادِل زين الدّين كتبغا الْعَادِل رزيك الْعَادِل وَزِير مصر عَليّ بن السلار الْعَادِل صَاحب مراكش اسْمه عبد الله بن يَعْقُوب الْعَادِل ألب أرسلان السلجوقي(16/320)
)
الْحَافِظ عَارِم مُحَمَّد بن الْفضل عاشق النَّبِي أَيمن بن مُحَمَّد
(عَاصِم 5828)
3 - (البطليوسي)
عَاصِم بن أَيُّوب أَبُو بكر البطليوسي الأديب روى عَن أبي بكر مُحَمَّد ابْن الْغُرَاب وَأبي عَمْرو السفاقسي ومكي بن أبي طَالب وَكَانَ لغوياً أديباً فَاضلا ثِقَة توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 5829
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح قيس بن عصمَة بن النُّعْمَان أَبُو سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَهُوَ حمي الدبر والدبر ذُكُور النَّحْل قَتله بَنو لحيان من هُذَيْل لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة عينا لَهُ وَأمر عَلَيْهِم عَاصِمًا وَهُوَ جد عَاصِم بن عمر بن الْخطاب لأمه وَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق بَين عسفان وَمَكَّة نزولاً ذكرُوا لحي من هُذَيْل فتبعوهم فِي قريب من مائَة رجل رام فَاقْتَصُّوا آثَارهم حَتَّى لحقوهم فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِم وَأَصْحَابه لجأوا إِلَى فدفد وَجَاء الْقَوْم فأحاطوا بهم فَقَالُوا لكم الْعَهْد والميثاق إِن نزلتم إِلَيْنَا لَا نقْتل رجلا مِنْكُم فَقَالَ عَاصِم أما أَنا فَلَا أنزل فِي ذمَّة كَافِر اللَّهُمَّ فَأخْبر عَنَّا رَسُولك فَرَمَوْهُمْ حَتَّى قتلوا عَاصِمًا فِي سَبْعَة نفر وَبَقِي خبيب بن عدي وَزيد بن الدثنة وَرجل آخر فأعطوهم الْعَهْد والميثاق أَن ينزلُوا إِلَيْهِم فَلَمَّا استمكنوا مِنْهُم أخذُوا أوتار قسيهم فربطوهم بهَا فَقَالَ الرجل الثَّالِث الَّذِي كَانَ مَعَهم هَذَا أول الْغدر فَأبى أَن يصحبهم فجروه فَأبى أَن يتبعهُم وَقَالَ إِن لي فِي هَؤُلَاءِ أُسْوَة فَضربُوا عُنُقه وَانْطَلَقُوا بخبيب وَزيد فباعوهما بِمَكَّة وَبعثت قُرَيْش إِلَى عَاصِم ليؤتوا بِشَيْء من جسده ليعرفوه وَكَانَ قتل أَخا سلافة بنت سعد يَوْم بدر وَكَانَت نذرت أَن تشرب الْخمر فِي قحف دماغه فَبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فَلم يقدروا على شَيْء مِنْهُ فَلَمَّا أعجزهم قَالُوا إِن الدبر ستذهب إِذا جَاءَ اللَّيْل فَمَا جَاءَ اللَّيْل حَتَّى بعث الله مَطَرا جَاءَ بسيل فَحَمله فَلم يُوجد وَكَانَ قتل كثيرا مِنْهُم فأرادوا رَأسه فحال الله بَينهم وَبَينه وَمن وَلَده الْأَحْوَص الشَّاعِر وقنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا يلعن رعلاً وذكوان وَبني لحيان وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الطَّوِيل)
(لعمري لقد شانت هُذَيْل بن مدرك ... أَحَادِيث كَانَت فِي خبيب وَعَاصِم)(16/321)
(أَحَادِيث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركابو أشر الجرائم)
فِي أَبْيَات كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي الْمَغَازِي 5830
3 - (العاصمي الرصاص)
عَاصِم بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَاصِم بن مهْرَان بن أبي المضاء أَبُو الْحُسَيْن العاصمي الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عَاصِم الرصاص سمع الْكثير من عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي الْفَارِسِي وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المتيم الْوَاعِظ وَأبي الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر مسموعاته قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَحدث بالكثير على سداد واستقامة وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة والكبار وروى عَنهُ الْخَطِيب فِي كتاب الْمُخْتَلف والمؤتلف وَكَانَ صَدُوقًا عفيفاً متديناً مَعَ ظرف كَانَ فِيهِ ولطف وَله شعر سَلس رَقِيق فِي الْغَزل وَصفَة الْخمر وَلم تعرف لَهُ فَتْرَة وَلَا اشْتِغَال بِشَيْء من ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأورد لَهُ قَوْله
(الوافر بنفسي من شَكَوْت لفرط وجدي ... خضوعي فِي محبته وذلي)
(فزار مُسلما فشفى فُؤَادِي ... وأنعم بعد هجراني بوصلي)
(فَبت أَشمّ وردة وجنتيه ... وأشرب خمر فِيهِ بِغَيْر نقل)
وَقَوله الوافر
(أَقُول وَقد رَأَيْت اللَّيْل ألْقى ... على الْآفَاق من طول ظلامه)
(أَظن الصُّبْح مَاتَ فَلَيْسَ يُرْجَى ... بِأَن يحيا إِلَى يَوْم القيامه)
وَقَوله الطَّوِيل
(وَحرم غمضي والحجيج على منى ... غزال رَأَيْنَاهُ بِمَكَّة محرما)
(رمى وَهُوَ يسْعَى بالجمار وَإِنَّمَا ... رمى جَمْرَة الْقلب المعذب إِذْ رمى)
(وَلما تفرقنا بمنعرج اللوى ... وأنجدت لَا أَرْجُو لِقَاء وأتهما)
(بَكَيْت على وَادي الْأَرَاك وماؤه ... معِين فَصَارَ المَاء من عبرتي دَمًا)
قلت شعر متوسط 5831
3 - (السكونِي)
)
عَاصِم بن حميد السكونِي الْحِمصِي روى عَن عمر ومعاذ وَعَائِشَة(16/322)
وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
3 - (أَبُو المخشي)
عَاصِم بن زيد بن يحيى بن حَنْظَلَة بن عَلْقَمَة بن عدي بن زيد بن عدي الْعَبَّادِيّ أَبُو المخشي شَاعِر الأندلس فِي زَمَانه كَانَ خَبِيث اللِّسَان كثير الهجاء وَهُوَ الَّذِي قطع هِشَام بن عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل بن مُعَاوِيَة بن هِشَام ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان لِسَانه لِأَنَّهُ عرض بِهِ فِي قصيدة مدح بهَا أَخَاهُ أَيُّوب الْمَعْرُوف بالشامي وَكَانَ بَين الْأَخَوَيْنِ تبَاعد مفرط وَالْبَيْت الَّذِي عرض بِهِ فِيهِ قَوْله الوافر
(وَلَيْسَ كمن إِذا مَا سيل عرفا ... يقلب مقلة فِيهَا اعورار)
وَكَانَ هِشَام فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ نُكْتَة بَيَاض كَمَا كَانَ جد أَبِيه هِشَام بن عبد الْملك ثمَّ اتّفق لأبي المخشي الْمَذْكُور أَن مدح هشاما ووفد عَلَيْهِ فِي ماردة وَهُوَ يَوْمئِذٍ يتَوَلَّى حربها لِأَبِيهِ فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ قَالَ يَا عَاصِم إِن النِّسَاء اللَّاتِي هجوتهن لمعاداة أَوْلَادهنَّ وهتكت أستارهن قد دعون عَلَيْك فَاسْتَجَاب الله لَهُنَّ وَبعث عَلَيْك مني من يدْرك بثأرهن وينتقم لَهُنَّ ثمَّ أَمر بِهِ فَقطع لِسَانه ثمَّ نبت بعد ذَلِك وَتكلم بِهِ
قَالَ ابْن ظافر فِي بَدَائِع البدائه كَانَ مَالك رَضِي الله عَنهُ يرى فِيمَن قطع لِسَان رجل عمدا بِقطع لِسَانه من غير انْتِظَار ثمَّ رَجَعَ لما انْتَهَت إِلَيْهِ قصَّة أبي المخشي وَأَنه نبت لِسَانه بعد أَن قطع بِمِقْدَار سنة فَقَالَ قد ثَبت عِنْدِي أَن رجلا بالأندلس نبت لِسَانه بعد أَن قطع فِي نَحْو هَذِه الْمدَّة انْتهى
وَكَانَ أَبُو المخشي هَذَا يسكن بوادي شوش وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن هُبَيْرَة مهاجاة شَدِيدَة فاجتمعا يَوْمًا للمناقضة فَقَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة وعيره بِأَن نسبه إِلَى النَّصْرَانِيَّة لأجل أَن آباءه كَانُوا نَصَارَى الوافر
(أقلفتك الَّتِي قطعت بشوش ... دعتك إِلَى هجائي وانتقالي)
والانتقال الشتم فَقَالَ أَبُو المخشي ارتجالاً
(سَأَلت وَعند أمك من ختاني ... جَوَاب كَانَ يُغني عَن سُؤَالِي)(16/323)
فَقَطعه 5833)
3 - (الْأَحول)
عَاصِم بن سُلَيْمَان الْحَافِظ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَحول الْبَصْرِيّ قَاضِي الْمَدَائِن روى عَن عبد الله بن سرجس وَأنس وَأبي الْعَالِيَة ومعاذة العدوية وَعِكْرِمَة وَجَمَاعَة ولي حسبَة الْكُوفَة وَقَضَاء الْمَدَائِن وَكَانَ من أَئِمَّة الْعلم قَالَ ابْن معِين كَانَ يحيى بن سعيد الْقطَّان لَا يحدث عَن عَاصِم يستضعفه وَقد وَثَّقَهُ النَّاس وَاحْتَجُّوا بِهِ فِي صحاحهم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5834
3 - (الجحدري)
عَاصِم بن أبي الصَّباح الجحدري الْبَصْرِيّ الْمُقْرِئ الْمُفَسّر قَرَأَ الْقُرْآن على سُلَيْمَان بن قَتَّة وَنصر بن عَاصِم وَالْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين عَاصِم الجحدري هُوَ صَاحب الْقِرَاءَة ثِقَة روى عَن عقبَة بن ظبْيَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قِرَاءَته شَاذَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة 5835
3 - (السَّلُولي)
عَاصِم بن ضَمرَة السَّلُولي صَاحب عَليّ لَهُ عدَّة أَحَادِيث عَنهُ قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلينه ابْن عدي وَوَثَّقَهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 5836
3 - (البلوي)
عَاصِم بن عدي البلوي رده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدر إِلَى مَسْجِد الضرار لشَيْء بلغه عَنْهُم وَضرب لَهُ بِسَهْم وَأجر وَطَالَ عمره وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ(16/324)
3 - (الوَاسِطِيّ)
عَاصِم بن عَليّ بن عَاصِم بن صُهَيْب الوَاسِطِيّ مولى قريبَة بنت مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن عَمه حَنْبَل وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَقد حط عَلَيْهِ ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَعَن أَحْمد بن عِيسَى قَالَ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ عَلَيْك بِمَجْلِس عَاصِم بن عَليّ فَإِنَّهُ غيظ لأهل الْكفْر وَكَانَ رَحمَه الله مِمَّن ذب عَن الْإِسْلَام فِي المحنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 5838
3 - (ابْن عمر بن الْخطاب)
)
عَاصِم بن عمر بن الْخطاب بن نفَيْل الْقرشِي الْعَدوي أَبُو عَمْرو وَأمه جميلَة بنت ثَابت بن أبي الأقلح الْأنْصَارِيّ أُخْت عَاصِم حمي الدبر الْمَذْكُور آنِفا وَقيل إِن أمه جميلَة بنت عَاصِم وَالْأول أَكثر وَكَانَ اسْمهَا عاصية فَغَيره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد عَاصِم بن عمر قبل وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ وخاصمت فِيهِ أمه أَبَاهُ عمر بن الْخطاب وعمره أَربع سِنِين وَكَانَ عَاصِم بن عمر طَويلا يُقَال إِنَّه كَانَ فِي ذراعه طول ذِرَاع وَنصف شبر وَكَانَ خيرا فَاضلا وَمَات سنة سبعين قبل موت أَخِيه عبد الله بِنَحْوِ أَربع سِنِين ورثاه عبد الله بن عمر فَقَالَ الطَّوِيل
(وليت المنايا كن خلفن عَاصِمًا ... فعشنا جَمِيعًا أَو ذهبن بِنَا مَعًا)
وَكَانَ عَاصِم شَاعِرًا وَكَانَ بَينه وَبَين رجل ذَات يَوْم شَيْء فَقَامَ وَهُوَ يَقُول الطَّوِيل
(قضى مَا قضى فِيمَا مضى ثمَّ لَا ترى ... لَهُ صبوة فِيمَا بَقِي آخر الدَّهْر)
وَعَاصِم هَذَا جد عمر بن عبد الْعَزِيز أَبُو أمه وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه وَتَزَوَّجت أمه جميلَة بعد عمر يزِيد بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ فَولدت لَهُ عبد الرَّحْمَن 5839(16/325)
3 - (الْمفضل الْمدنِي)
عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة الظفري الْمدنِي روى عَن جَابر بن عبد الله ومحمود ابْن لبيد وجدته رميثة وَلها صُحْبَة وَأنس بن مَالك وَكَانَ ثِقَة عَارِفًا بالمغازي وَاسع الْعلم وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وتوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5840
3 - (الْجرْمِي)
عَاصِم بن كُلَيْب الْجرْمِي الْكُوفِي كَانَ فَاضلا عابداً وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 5841
3 - (عَاصِم بن مُحَمَّد)
عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر الْعَدوي روى لَهُ الْجَمَاعَة وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا علمت عَنهُ شَيْئا بِوَجْه وَأَيْنَ مولده إِنَّمَا كل علمي اسْمه عَاصِم وَفِيه ضعف وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة 5842
3 - (الْعَدوي)
عَاصِم بن أبي النجُود أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة الإِمَام الْقَارئ أَبُو بكر الْأَسدي اسْم أبي النجُود)
بَهْدَلَة وَقيل بهدله اسْم أمه وَاسم أبي النجُود كنيته وَيُقَال بِضَم النُّون وَبِفَتْحِهَا وَهُوَ كُوفِي أحد الْأَعْلَام قَرَأَ على أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وزر بن حُبَيْش وروى عَنْهُمَا وَعَن أبي وَائِل وَمصْعَب بن سعد وَطَائِفَة كَثِيرَة وتصدر للإقراء بِالْكُوفَةِ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ عَاصِم رجلا صَالحا وبهدلة أَبوهُ وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَجَمَاعَة أما فِي الْقِرَاءَة فَثَبت وَأما فِي الحَدِيث فَحسن الحَدِيث وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وروى البُخَارِيّ وَمُسلم لَهُ(16/326)
مَقْرُونا وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين أَو ثَمَان وَعشْرين أَو تسع وَعشْرين وَمِائَة وَكَانَ صَاحب همز وَمد وَقِرَاءَة شَدِيدَة وَكَانَ شَدِيد التنطع وَلما مَاتَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ جلس عَاصِم مَكَانَهُ
(الألقاب)
أَبُو عَاصِم النَّبِيل اسْمه الضَّحَّاك بن مخلد
العاضد صَاحب مصر عبد الله بن يُوسُف
(عَافِيَة 5843)
3 - (القَاضِي)
عَافِيَة بن يزِيد بن قيس الأودي القَاضِي الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام تفقه على أبي حنيفَة وبرع فِي الْفِقْه وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة
(الألقاب)
ابْن العاقولي مدرس المستنصرية عبد الله بن مُحَمَّد
(عالي 5844)
3 - (الغزنوي الْحَنَفِيّ)
عالي بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الغزنوي الْحَنَفِيّ أَبُو عَليّ كَانَ مِمَّن لَقِي فَخر خوارزم أَبَا الْقَاسِم مَحْمُود بن عمر الزَّمَخْشَرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكتب عَنهُ وَقدم حلب وَأقَام بهَا يدرس الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَله من الْكتب المشارع فِي فقه أبي حنيفَة المنابع فِي شرح المشارع وَتَفْسِير الْقُرْآن
3 - (الغساني)
عالي بن جبلة الغساني قَالَ العميد أَبُو بكر الْقُهسْتَانِيّ كتب إِلَيّ عالي بن جبلة الغساني أول مَا قدم عَليّ الْخَفِيف ...(16/327)
(من بني جَفْنَة بن عَمْرو فَتى بِالْبَابِ يَبْغِي إِلَى العميد الوصولا)
(أغبر قبحته غبراء للري ... ح دوِي فِيهَا وَكَانَ جميلا 5846)
3 - (ابْن ابْن جني النَّحْوِيّ)
عالي بن عُثْمَان بن جني أَبُو سعيد الْموصِلِي سكن صور وَكَانَ مثل أَبِيه أبي الْفَتْح نحوياً أديباً حسن الْخط جيد الضَّبْط وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من تصانيف أَبِيه وَرَوَاهَا عَنهُ وَسمع من أبي الْقَاسِم عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح الْوَزير وَسمع بالموصل نصر بن أَحْمد بن الْخَلِيل المرجى وروى عَنهُ أَبُو نصر ابْن مَاكُولَا ومكي بن عبد السَّلَام الزميلي وَكَانَ لَهُ أَخَوان عَليّ والْعَلَاء وَتُوفِّي بصيدا سنة تسع أَو ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة
(الْعَالِيَة 5847)
3 - (الْكلابِيَّة)
الْعَالِيَة بنت أبي ظبْيَان بن عَمْرو بن عَوْف الْكلابِيَّة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت عِنْده مَا شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ إِنَّه طَلقهَا قل من ذكرهَا
(الألقاب)
ابْن العالمة الْمُقْرِئ اسْمه أَحْمد بن الْحسن
ابْن العالمة قَاضِي الْخَلِيل اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر
أَبُو الْعَالِيَة الْحسن بن مَالك
أَبُو الْعَالِيَة الصَّحَابِيّ رفيع بن مهْرَان
(عَامر 5848)
3 - (أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح)
عَامر بن عبد الله بن الْجراح بن هِلَال بن أهيب بن ضبة(16/328)
بن الْحَارِث بن فهرِ بن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة الْقرشِي الفِهري أَبُو عُبَيْدَة غلبت عَلَيْهِ كنيته أَمِين هَذِه الْأمة أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ قَالَ الزبير كَانَ أهتم وَذَلِكَ أَنه نزع الحلقتين اللَّتَيْنِ دخلتا فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من المغفر يَوْم أحد فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فَاه فَيُقَال إِنَّه مَا رُؤِيَ قطّ أحسن من هتم أبي عُبَيْدَة ذكره بَعضهم فِيمَن هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَلم يَخْتَلِفُوا فِي شُهُوده بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة وَكَانَ يدعى فِي الصَّحَابَة الْقوي الْأمين لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل نَجْرَان لأرسلن مَعكُمْ الْقوي الْأمين وَلقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل أمة أَمِين وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة ابْن الْجراح وَقَالَ فِيهِ أَبُو بكر الصّديق يَوْم السَّقِيفَة قد رضيت لكم أحد الرجلَيْن فَبَايعُوا أَيهمَا شِئْتُم عمر أَو أَبُو عُبَيْدَة ابْن الْجراح وَعَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من أَصْحَابِي أحد إِلَّا لَو شِئْت لوجدت عَلَيْهِ إِلَّا أَبَا عُبَيْدَة
وَلما ولي عمر بن الْخطاب عزل خَالِدا وَولى أَبَا عُبَيْدَة ابْن الْجراح وَتُوفِّي فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة لِلْهِجْرَةِ وسنه ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة وعمواس قَرْيَة يَمِين الرملة وَقيل سمي عمواس لقَولهم عَم وآس مَاتَ فِيهِ خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5849
3 - (أَبُو جهم الصَّحَابِيّ)
)
عَامر بن حُذَيْفَة بن غَانِم بن عَامر بن عبد الله بن عبيد بن عريج بن عدي ابْن كَعْب الْقرشِي الْعَدوي أَبُو جهم مَشْهُور بكنيته وَقيل اسْمه عبيد بن حُذَيْفَة أسلم يَوْم الْفَتْح وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مقدما فِي قُرَيْش مُعظما وَكَانَ فِيهِ وَفِي بَيته شدَّة وعرامة قَالَ الزبير أَبُو جهم ابْن حُذَيْفَة من مشيخة قُرَيْش كَانَ عَالما بِالنّسَبِ وَهُوَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين كَانَت قُرَيْش تَأْخُذ عَنْهُم النّسَب وَقَالَ قَالَ عمي كَانَ أَبُو جهم ابْن حُذَيْفَة من المعمرين بنى الْكَعْبَة مرَّتَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّة حِين بنتهَا قُرَيْش وَحين بناها ابْن الزبير وَهُوَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين دفنُوا عُثْمَان وهم حَكِيم بن حزَام وَجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وَأَبُو جهم ابْن حُذَيْفَة وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه توفّي فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَلَكِن الزبير وَعَمه أعلم(16/329)
بأخبار قُرَيْش وَأَبُو جهم هَذَا هُوَ الَّذِي أهْدى لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خميصة لَهَا علم فشغلته فِي الصَّلَاة فَردهَا عَلَيْهِ قَالَ ابْن عبد الْبر هَذَا معنى رِوَايَة أَئِمَّة أهل الحَدِيث ذكر الزبير قَالَ حَدثنَا عمر بن أبي بكر المؤملي عَن سعيد بن عبيد الْكَبِير بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بخميصتين سوداوين فَلبس إِحْدَاهمَا وَبعث الْأُخْرَى إِلَى أبي جهم ثمَّ إِنَّه أرسل إِلَى أبي جهم فِي تِلْكَ الخميصة وَبعث إِلَيْهِ الَّتِي لبسهَا هُوَ وَلبس هُوَ الَّتِي كَانَت عِنْد أبي جهم بعد أَن لبسهَا أبي جهم لبسات 5850
3 - (عَامر بن الطُّفَيْل)
عَامر بن الطُّفَيْل بن مَالك بن جَعْفَر بن كلاب كَانَ من شعراء الْجَاهِلِيَّة وفرسانها شَاعِر مَشْهُور وَفَارِس مَذْكُور أَخذ المرباع ونال الرِّئَاسَة وَتقدم على الْعَرَب وَأطِيع فِي السياسة وقاد الجيوش وقمع الْعَدو وَكَانَ عقيماً لم يُولد لَهُ وَكَانَ أَعور وَأدْركَ الْإِسْلَام وَلم يوفق لِلْإِسْلَامِ وَقدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد بني عَامر بن صعصعة فيهم عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن قيس أَخُو لبيد بن ربيعَة لأمه وجبار بن سلمى بن مَالك وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة رُؤُوس الْقَوْم وشياطينهم وَقد كَانَ قوم عَامر قَالُوا لَهُ يَا عَامر إِن النَّاس قد أَسْلمُوا فَأسلم فَقَالَ قد كنت آلَيْت أَن لَا أَنْتَهِي حَتَّى تتبع الْعَرَب عَقبي فأتبع أَنا عقب هَذَا الْفَتى من قُرَيْش وهم بالغدر بِهِ فَقَالَ لأربد إِذا أَقبلنَا على الرجل فَإِنِّي شاغل عَنْك وَجهه فَاعله أَنْت بِالسَّيْفِ فَجرى مَا ذكرته فِي تَرْجَمَة أَرْبَد فِي حرف الْهمزَة وَلما خرج عَامر من عِنْد رَسُول الله صلى الله)
عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول مَا قَالَ قَالَت عَائِشَة من هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ هَذَا عَامر بن الطُّفَيْل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أسلم وَأسْلمت بَنو عَامر لزاحمت قُريْشًا على منابرها ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ يَا قوم إِذا دَعَوْت فَأمنُوا ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اهد بني عَامر واشغل عني عَامر بن الطُّفَيْل بِمَا شِئْت وَكَيف وأنى شِئْت وَخَرجُوا رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق نزل عَامر بِامْرَأَة من بني سلول فَبعث الله على عَامر الطَّاعُون فِي عُنُقه فَقتله وَجعل عَامر يَقُول يَا بني عَامر أغدة كَغُدَّة الْبكر وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة وَجعل يشْتَد وينزو إِلَى السَّمَاء وَيَقُول يَا موت ابرز لي حَتَّى أَرَاك وَقدم أَرْبَد أَرض بني عَامر فَقَالُوا مَا وَرَاءَك قَالَ لقد دَعَانَا مُحَمَّد إِلَى عبَادَة شَيْء لوددته عِنْدِي الْآن فأرميه بنبلي هَذِه فَأَقْتُلهُ
فَخرج بعد مقَالَته هَذِه بيومين مَعَه جمل يَبِيعهُ فَأرْسل الله عَلَيْهِ وعَلى جمله صَاعِقَة فأحرقتهما فِي مكانهما ونصبت بَنو عَامر على قبر عَامر أنصاباًً ميلًا فِي ميل حمى على قَبره لَا تنشر فِيهِ مَاشِيَة وَلَا ترعى فِيهِ سارحة وَلَا يسلكه رَاكب وَلَا ماش وَكَانَ جَبَّار بن سلمى غَائِبا فَلَمَّا قدم(16/330)
قَالَ مَا هَذِه الأنصاب قَالُوا حمى على قبر عَامر قَالَ ضيقتم على أبي عَليّ إِن أَبَا عَليّ فضل على النَّاس بِثَلَاث كَانَ لَا يعطش حَتَّى يعطش الْبَعِير وَلَا يضل حَتَّى يضل النَّجْم وَلَا يجبن حَتَّى يجبن السَّيْل وَكَانَ يَوْم مَاتَ ابْن بضع وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ مولده قبل مولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسبع عشرَة سنة وَأَبُو برَاء ملاعب الأسنة عَامر بن مَالك هُوَ عَم عَامر هَذَا 5851
3 - (الْعَنزي الصَّحَابِيّ)
عَامر بن ربيعَة بن كَعْب بن مَالك الْعَنزي عنز بن وَائِل أَبُو عبد الله الْعَدوي حَلِيف لَهُم وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَامر بن ربيعَة من عنز بِفَتْح النُّون وَالأَصَح تسكين النُّون أسلم قَدِيما بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة مَعَ امْرَأَته ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وَسَائِر الْمشَاهد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد قتلة عُثْمَان بأيام روى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عمر وَابْن الزبير وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ عبد الله بن عَامر قَامَ عَامر يُصَلِّي من اللَّيْل حِين نشب النَّاس فِي الطعْن على عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ فصلى من اللَّيْل ثمَّ نَام فَأتي فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ قُم فاسأل الله أَن يعيذك من الْفِتْنَة الَّتِي أعاذ مِنْهَا صَالح عباده فَقَامَ فصلى ودعا ثمَّ اشْتَكَى فَمَا خرج بعد إِلَّا بجنازته 5852)
3 - (مولى أبي بكر)
عَامر بن فهَيْرَة مولى أبي بكر الصّديق أَبُو عَمْرو كَانَ مولداً من الأزد أسود اللَّوْن مَمْلُوكا للطفيل بن سَخْبَرَة فَأسلم وَهُوَ مَمْلُوك فَاشْتَرَاهُ أَبُو بكر وَأعْتقهُ وَأسلم قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَقبل أَن يَدْعُو فِيهَا إِلَى الْإِسْلَام وَكَانَ حسن الْإِسْلَام وَكَانَ يرْعَى الْغنم فِي ثَوْر ثمَّ يروح بهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر فِي الْغَار وَكَانَ رَفِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر فِي هجرتهما إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحداً وَقتل يَوْم بِئْر مَعُونَة سنة أَربع من الْهِجْرَة وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة قَتله عَامر بن الطُّفَيْل وَكَانَ(16/331)
يَقُول لما طعنته رَأَيْته وَقد رفع بَين السَّمَاء وَالْأَرْض حَتَّى رَأَيْت السَّمَاء دونه ثمَّ وضع وَطلب عَامر فِي الْقَتْلَى فَلم يُوجد قَالَ عُرْوَة فيرون أَن الْمَلَائِكَة دَفَنته أَو رفعته ودعا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الَّذين قتلوا أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة أَرْبَعِينَ صباحاً حَتَّى نزلت لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء أَو يَتُوب عَلَيْهِم أَو يعذبهم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ وَقيل نزلت فِي غير هَذَا 5853
3 - (عَامر بن الْأَكْوَع)
عَامر بن الْأَكْوَع هُوَ عَامر بن سِنَان عَم سَلمَة بن عَمْرو بن الْأَكْوَع وَسنَان هُوَ الْأَكْوَع اسْتشْهد يَوْم خَيْبَر سنة سبع لِلْهِجْرَةِ وَلما خرج مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر جعل يرتجز بأصحاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويسوق الركاب وَهُوَ يَقُول الرجز تالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا إِن الَّذين قد بغوا علينا إِذا أَرَادوا فتْنَة أَبينَا وَنحن عَن فضلك مَا استغنينا فَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا وأنزلن سكينَة علينا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من هَذَا قَالُوا عَامر يَا رَسُول الله قَالَ غفر لَك رَبك وَمَا خص أحدا بالاستغفار إِلَّا اسْتشْهد فَلَمَّا سمع ذَلِك عمر بن الْخطاب قَالَ لَو متعتنا بعامر وبارز مرْحَبًا الْيَهُودِيّ يَوْمئِذٍ فَقَالَ الرجز)
قد علمت خَيْبَر أَنِّي مرحب شاكي السِّلَاح بَطل مجرب إِذا الحروب أَقبلت تلهب فَقَالَ عَامر أَيْضا الرجز قد علمت خَيْبَر أَنِّي عَامر شاكي السِّلَاح بَطل مغامر فاختلفا بضربتين فَوَقع سيف مرحب فِي ترس عَامر وَرجع سَيْفه على سَاقه فَقطع أكحله فَكَانَت فِيهَا نَفسه فَقَالَ نَاس بَطل عمل عَامر قتل نَفسه فَأتى ابْن أَخِيه سَلمَة(16/332)
إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ذَلِك لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كذب من قَالَ ذَلِك بل لَهُ أجره مرَّتَيْنِ 5854
3 - (الْهَمدَانِي)
عَامر بن شهر الْهَمدَانِي وَيُقَال الناعطي والبكيلي وكل ذَلِك فِي هَمدَان يكنى أَبَا شهر وَقيل أَبُو الكنود روى عَنهُ الشّعبِيّ لم يرو عَنهُ غَيره قَالَ ابْن عبد الْبر فِي علمي يعد فِي الْكُوفِيّين قَالَ كنت عِنْد النَّجَاشِيّ جَالِسا فجَاء ابْن لَهُ من الْكتاب فَقَرَأَ آيَة من الْإِنْجِيل فعرفتها وفهمتها فَضَحكت فَقَالَ مِم تضحك من كتاب الله فوَاللَّه إِن مِمَّا أنزلهُ على عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ أَن اللَّعْنَة تكون فِي الأَرْض إِذا كَانَ أمراؤها الصّبيان 5855
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عَامر بن ثَابت بن أبي الأقلح الْأنْصَارِيّ أَخُو عَاصِم الْمُقدم ذكره هُوَ الَّذِي ولي ضرب عنق ابْن أبي معيط يَوْم بدر أمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك وَقيل بل الَّذِي قَتله عَاصِم أَخُوهُ 5856
3 - (الْأَشْجَعِيّ)
عَامر بن الأضبط الْأَشْجَعِيّ هُوَ الَّذِي قتلته سَرِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَظُنُّونَهُ مُتَعَوِّذًا بقول لَا إِلَه إِلَّا الله فوداه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لقاتله قولا عَظِيما وَقَالَ هلا شققت عَن قلبه وَأنزل الله عز وَجل فِيهِ يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيل الله فَتَبَيَّنُوا النِّسَاء 5857)
3 - (أَبُو الطُّفَيْل)
عَامر بن وَاثِلَة بن عبد الله بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أَبُو الطُّفَيْل غلبت(16/333)
عَلَيْهِ كنيته أدْرك من حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَمَان سِنِين كَانَ مولده عَام أحد وَمَات سنة مائَة أَو نَحْوهَا وَقيل سنة عشر وَمِائَة وَيُقَال إِنَّه آخر من مَاتَ مِمَّن رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رُوِيَ عَنهُ نَحْو أَرْبَعَة أَحَادِيث وَكَانَ محباً فِي عَليّ وَكَانَ من أَصْحَابه فِي مشاهده وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا يعْتَرف بِفضل الشَّيْخَيْنِ إِلَّا أَنه يقدم عليا وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَخرج مَعَ الْمُخْتَار طَالبا بِدَم الْحُسَيْن فَقتل الْمُخْتَار وأفلت هُوَ قَالَ بشر بن مَرْوَان وَهُوَ على الْعرَاق لأنس بن زنيم أَنْشدني أفضل شعر قالته كنَانَة فأنشدني قصيدة أبي الطُّفَيْل الَّتِي يَقُول فِيهَا الطَّوِيل
(أيدعونني شَيخا وَقد عِشْت حقبة ... وَهن من الْأزْوَاج نحوي نوازع)
(وَمَا شَاب رَأْسِي من سِنِين تَتَابَعَت ... عَليّ وَلَكِن شيبتني الوقائع)
فَقَالَ بشر صدقت هَذَا أفضل شعر قالته وَلما استقام أَمر مُعَاوِيَة لم يكن شَيْء أحب إِلَيْهِ من لِقَاء أبي الطُّفَيْل فَلم يزل يكاتبه ويلطف بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ جعل يسائله عَن الْجَاهِلِيَّة وَدخل عَلَيْهِ عَمْرو بن الْعَاصِ وَنَفر مَعَه فَقَالَ لَهُم مُعَاوِيَة أما تعرفُون هَذَا هَذَا فَارس صفّين وشاعرها هَذَا خَلِيل أبي الْحسن ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الطُّفَيْل مَا بلغ من حبك لعَلي قَالَ حب أم مُوسَى قَالَ فَمَا بلغ من بكائك عَلَيْهِ بكاء الْعَجُوز الثكلى وَالشَّيْخ الرقوب وَإِلَى الله عز وَجل أَشْكُو التَّقْصِير قَالَ مُعَاوِيَة لَكِن أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ إِن سئلوا عني مَا يَقُولُونَ فِي مَا قلت فِي صَاحبك قَالُوا إِذن وَالله لَا نقُول الْبَاطِل قَالَ مُعَاوِيَة لَا وَالله لَا الْحق تَقولُونَ ثمَّ قَالَ مُعَاوِيَة هُوَ الَّذِي يَقُول الطَّوِيل
(إِلَى رحبة السّبْعين يعترفونني ... مَعَ السَّيْف فِي جأواء جم عديدها)
(زحوف كركن الطود فِيهَا معاشر ... كغلب السبَاع نمرها وأسودها)
(كهول وشبان وسادات معشر ... على الْخَيل فرسَان قَلِيل صدورها)
(كَأَن شُعَاع الشَّمْس تَحت لوائها ... إِذا طلعت أعشى الْعُيُون حديدها)
(شعارهم سِيمَا النَّبِي وَرَايَة ... لَهَا انتقم الرَّحْمَن مِمَّن يكيدها)
(تخطفهم إيَّاكُمْ عِنْد ذكركُمْ ... كخطف ضواري الطير طيراً تصيدها)
فَقَالَ مُعَاوِيَة لجلسائه أعرفتموه فَقَالُوا نعم هَذَا أفحش شَاعِر وألأم جليس فَقَالَ(16/334)
مُعَاوِيَة يَا)
أَبَا الطُّفَيْل أتعرفهم قَالَ مَا أعرفهم بِخَير وَلَا أبعدهم من شَرّ وَقَامَ خُزَيْمَة الْأَسدي فَأَجَابَهُ قَالَ الطَّوِيل
(إِلَى رَجَب أَو غرَّة الشَّهْر بعده ... تصبحهم حمر المنايا وسودها)
(ثَمَانُون ألفا دين عُثْمَان دينهم ... كتائب فِيهَا جبرئيل يَقُودهَا)
(فَمن عَاشَ مِنْكُم عَاشَ عبدا وَمن يمت ... فَفِي النَّار سقياه هُنَاكَ صديدها 5858)
3 - (التَّمِيمِي العابد)
عَامر بن عبد قيس التَّمِيمِي الْعَبْدي الزَّاهِد عَابِد زَمَانه روى عَن عمر وسلمان الْفَارِسِي وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 5859
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عَامر بن مَسْعُود الزرقي الْأنْصَارِيّ وَهُوَ مُخْتَلف فِي صحبته وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (5860 الْجَلِيّ)
عَامر بن سعد البَجلِيّ الْكُوفِي يروي عَن أبي مَسْعُود البدري وَجَرِير البَجلِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
3 - (5861 الزري)
عَامر بن سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ الْمدنِي لَهُ ثَمَانِيَة إخْوَة سمع أَبَاهُ وَأُسَامَة بن زيد وَأَبا هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَجَابِر بن سَمُرَة وَتُوفِّي قبل الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة أَربع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5862(16/335)
3 - (الْمُؤَذّن)
عَامر بن إِبْرَاهِيم بن وَاقد الْأَشْعَرِيّ مولى أبي مُوسَى الْأَصْبَهَانِيّ الْمُؤَذّن كَانَ ثِقَة من خِيَار النَّاس توفّي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ 5863
3 - (الشّعبِيّ)
عَامر بن شرَاحِيل أَبُو عَمْرو الشّعبِيّ من شعب هَمدَان عَلامَة أهل الْكُوفَة ولد فِي وسط خلَافَة عمر بن الْخطاب وروى عَن عَليّ يَسِيرا وَعَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَعمْرَان بن حُصَيْن وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَجَرِير البَجلِيّ وعدي بن حَاتِم وَابْن عَبَّاس ومسروق وَخلق كثير قَالَ)
أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ مُرْسل الشّعبِيّ صَحِيح وَلَا يكَاد يُرْسل إِلَّا صَحِيحا قَالَ الشّعبِيّ ولدت عَام جَلُولَاء وَقَالَ أدْركْت خَمْسمِائَة من الصَّحَابَة أَو أَكثر وَقَالَ ابْن شبْرمَة سمعته يَقُول مَا كتبت سَوْدَاء فِي بَيْضَاء إِلَى يومي هَذَا وَلَا حَدثنِي رجل بِحَدِيث قطّ إِلَّا حفظته وَلَا أَحْبَبْت أَن يُعِيدهُ عَليّ وَقَالَ مَا أروي شَيْئا أقل من الشّعْر وَلَو شِئْت لأمليتكم شهرا لَا أُعِيد وَقَالَ أَبُو أُسَامَة كَانَ عمر فِي زَمَانه وَكَانَ بعده ابْن عَبَّاس وَكَانَ بعده الشّعبِيّ وَكَانَ بعده الثَّوْريّ وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ متسع الْعلم وَتُوفِّي سنة أَربع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَحكى الشّعبِيّ قَالَ أنفذني عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَى ملك الرّوم فَلَمَّا وصلت إِلَيْهِ جعل لَا يسألني عَن شَيْء إِلَّا أَجَبْته وَكَانَت الرُّسُل لَا تطيل الْإِقَامَة عِنْده فحبسني أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى استحثثت خروجي فَلَمَّا أردْت الِانْصِرَاف قَالَ لي أَمن أهل بَيت المملكة أَنْت قلت لَا وَلَكِنِّي رجل من الْعَرَب فِي الْجُمْلَة فهمس بِشَيْء فَدفعت إِلَيّ رقْعَة وَقَالَ لي إِذا أدّيت الرسائل إِلَى صَاحبك فأوصل إِلَيْهِ هَذِه الرقعة قَالَ فأديت الرسائل عِنْد وصولي إِلَى عبد الْملك وأنسيت الرقعة فَلَمَّا صرت فِي بعض الدَّار أُرِيد الْخُرُوج تذكرتها فَرَجَعت وأوصلتها إِلَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ أقَال لَك شَيْئا قبل أَن يَدْفَعهَا إِلَيْك قلت نعم وأخبرته بسؤاله وجوابي ثمَّ خرجت من عِنْد عبد الْملك فَلَمَّا بلغت الْبَاب رددت فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ قَالَ أَتَدْرِي مَا فِي الرقعة قلت لَا قَالَ اقرأها فَقَرَأته وَإِذا فِيهَا(16/336)
عجبت من قوم فيهم مثل هَذَا كَيفَ ملكوا غَيره فَقلت وَالله لَو علمت هَذَا مَا حملتها وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَنَّهُ لم يَرك قَالَ أفتدري لم كتبتها قلت لَا قَالَ حسدني عَلَيْك وَأَرَادَ أَن يغريني بقتلك قَالَ فتأدى ذَلِك إِلَى ملك الرّوم فَقَالَ مَا أردْت إِلَّا مَا قَالَ وَكَانَ الشّعبِيّ ضئيلاً نحيفاً فَقيل لَهُ يَوْمًا إِنَّا نرَاك ضئيلاً فَقَالَ زوحمت فِي الرَّحِم وَكَانَ أحد توأمين وَأقَام فِي الرَّحِم سنتَيْن وَيُقَال إِن الْحجَّاج سَأَلَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ كم عطاءك فِي السّنة فَقَالَ أَلفَيْنِ فَقَالَ وَيحك كم عطاؤك فَقَالَ أَلفَانِ فَقَالَ كَيفَ لحنت أَولا قَالَ لحن الْأَمِير فلحنت فَلَمَّا أعرب أعربت وَمَا يلحن الْأَمِير فأعرب فَاسْتحْسن مِنْهُ ذَلِك وَأَجَازَهُ وَكَانَ الشّعبِيّ مزاحا دخل عَلَيْهِ رجل وَمَعَهُ امْرَأَة فِي الْبَيْت فَقَالَ أيكما الشّعبِيّ فَقَالَ هَذِه وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَرْأَة وَتُوفِّي فَجْأَة 5864
3 - (أَبُو الهول الْحِمْيَرِي)
عَامر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الهول الْحِمْيَرِي كَانَ آيَة فِي الهجاء المقذع لَهُ مدائح فِي الْمهْدي)
والرشيد وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة 5865
3 - (العابد ابْن الزبير)
عَامر بن عبد الله بن الزبير بن العوّام القانت العابد سمع أَبَاهُ وَعَمْرو ابْن سليم اشْترى نَفسه من الله سِتّ مَرَّات يَعْنِي تصدق كل مرّة بديته ركع خلف الإِمَام رَكْعَة فِي صَلَاة الْمغرب ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَقد أَجمعُوا على ثقته وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5866
3 - (أحد قواد بني الْعَبَّاس)
عَامر بن إِسْمَاعِيل من كبار قواد الدولة العباسية وَهُوَ الَّذِي أدْرك مَرْوَان بيوصير وبيته وأهلكه وَكَانَ كَبِير الْقدر عِنْد الْمَنْصُور توفّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَة 5867
3 - (أُوقِيَّة الْمُقْرِئ الْموصِلِي)
عَامر بن عمر أَبُو الْفَتْح الْموصِلِي الملقب بأوقية(16/337)
كَانَ فصيحاً مجوداً لكتاب الله تَعَالَى توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ 5868
3 - (القَاضِي أَبُو بردة)
عَامر بن عبد الله بن قيس أَبُو بردة ابْن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ كَانَ أَبوهُ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم عَلَيْهِ من الْيمن فِي الْأَشْعَرِيين وَأَبُو بردة كَانَ قَاضِيا على الْكُوفَة وَليهَا بعد القَاضِي شُرَيْح هَكَذَا ذكره مُحَمَّد بن سعد وَله مَكَارِم ومآثر مَشْهُورَة وَكَانَ أَبُو مُوسَى تزوج فِي عمله على الْبَصْرَة طفية بنت دمون وَكَانَ أَبوهَا من الطَّائِف فَولدت لَهُ أَبَا بردة وَسَماهُ أَبوهُ عَامِرًا واسترضع لَهُ فِي بني فقيم فَلَمَّا شب كَسَاه أَبُو شيخ ابْن الْغَرق بردتين وَغدا بِهِ على أَبِيه فكناه أَبَا بردة فَذَهَبت اسْمه وَكَانَ وَلَده بِلَال قَاضِيا على الْبَصْرَة وهم الَّذين يُقَال فِي حَقهم ثَلَاثَة قُضَاة فِي نسق وَجلسَ أَبُو بردة يَوْمًا يفتخر بِأَبِيهِ وَيذكر فضائله وصحبته رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ فِي مجْلِس عَام وَفِيه الفرزدق الشَّاعِر فَلَمَّا أَطَالَ القَوْل فِي ذَلِك أَرَادَ الفرزدق الغض مِنْهُ فَقَالَ لَو لم يكن لأبي مُوسَى منقبة إِلَّا أَنه حجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكفاه فامتعض أَبُو بردة من ذَلِك ثمَّ قَالَ صدقت وَلكنه مَا حجم أحدا قبله وَلَا بعده فَقَالَ الفرزدق كَانَ أَبُو مُوسَى وَالله أفضل من أَنه يجرب الْحجامَة فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسكت أَبُو بردة على غيظ وَتُوفِّي أَبُو بردة الْمَذْكُور سنة)
ثَلَاث وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَقيل سنة سِتّ أَو سنة سبع وَمِائَة وَقَالَ ابْن سعد مَاتَ أَبُو بردة وَالشعْبِيّ فِي سنة ثَلَاث وَمِائَة فِي جُمُعَة وَاحِدَة وروى أَبُو بردة عَن أَبِيه وَعلي بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر وَحُذَيْفَة وَعبد الله ابْن سَلام وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5869
3 - (الْمَقْدِسِي)
عَامر بن دغش بن حصن بن دغش أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الحوراني من أهل السويداء من حوران كَانَ يعرف بالمقدسي سكن بَغْدَاد إِلَى حِين وَفَاته وتفقه بالنظامية على الْغَزالِيّ وَغَيره وَسمع من طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وجعفر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن السراج وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
3 - (5870 أَبُو السَّرَايَا)
عَامر بن سعيد بن مفرج بن هُذَيْل أَبُو السَّرَايَا الزُّهْرِيّ النجدي شَاعِر مدح الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَغَيره قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ حَيا فِي عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأورد لَهُ قَول الْكَامِل ...(16/338)
(يَا عاشق الدُّنْيَا أمنت إِلَى الَّتِي ... وعدتك أم منتك بالأشواق)
(أما الذُّنُوب فَأَنت مِنْهَا مكثر ... وأراك فِي الْحَسَنَات ذَا إملاق)
(فَانْظُر لنَفسك إِن نَفسك مَا لَهَا ... يَوْمًا يحل بهَا الردى من واق 5871)
3 - (أَبُو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ)
عَامر بن عمرَان بن ذياد أَبُو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ من أهل سر من رأى كَانَ نحوياً لغوياً أخبارياً صنف كتاب الْخَيل روى عَن مَسْعُود بن بشر الْمَازِني وَعبد الله بن مُحَمَّد التوزي وَالْحسن بن مُحَمَّد النَّخعِيّ والعتبي وَابْن الْأَعرَابِي وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَسليمَان بن أبي شيخ وَغَيرهم روى عَنهُ الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن الْقَاسِم الكوكبي وَمُحَمّد ابْن هُبَيْرَة الملقب بصعودا وَكَانَت أَخْلَاق أبي عِكْرِمَة شرسة وَهُوَ أعلم النَّاس بأشعار الْعَرَب وأرواهم لَهَا 5872
3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ)
عَامر بن مُوسَى بن طَاهِر بن بشكم أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها شافعياً يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف وَيعرف الْقرَاءَات والنحو معرفَة تَامَّة وَكَانَ يؤم فِي شهر رَمَضَان)
بِالْإِمَامِ الْمُقْتَدِي وَسمع من عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن قشيش وَعلي بن المحسن بن عَليّ التنوخي وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 5874
3 - (أَبُو الْمليح الْهُذلِيّ)
عَامر بن أُسَامَة أَبُو الْمليح الْهُذلِيّ بَصرِي ثِقَة روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَبُرَيْدَة بن الْحصيب وعَوْف بن مَالك وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن عمر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5875
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْقُرْطُبِيّ)
عَامر بن هِشَام أَبُو الْقَاسِم الْقُرْطُبِيّ الْأَزْدِيّ سمع من أَبِيه أبي الْوَلِيد وَابْن بشكوال وَقَرَأَ الملخص للقابسي وَكَانَ أديباً شَاعِرًا كَاتبا مطبوعاً صنف شرحاً لغريب الملخص وصلحت حَاله بِأخرَة وَأَقْبل على الْعِبَادَة والنسك وَتُوفِّي سنة(16/339)
ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره 5875
3 - (ابْن دَقِيق الْعِيد)
عَامر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب هُوَ عز الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الْقشيرِي سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهمَا وتعدل وَجلسَ بحانوت الْعُدُول قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي ثمَّ خالط أهل الْمعاصِي فأثرت الْخلطَة فِيهِ وَخرج عَن طَريقَة أَبِيه وَاسْتمرّ على ذَلِك وَتَمَادَى فِي سلوك هَذِه المسالك حَتَّى أَن أَبَاهُ جفاه وودعه وقلاه وَلما ولي أَبوهُ الْقَضَاء أَقَامَهُ من الشُّهُود لما علم مِنْهُ وأبعده عَنهُ وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة
(الألقاب)
ابْن عَامر الْمُقْرِئ هُوَ عبد الله بن عَامر
عَائِد الْكَلْب عبد الله بن مُصعب
(عَائِذ)
3 - (أَبُو أَحْمد الْكُوفِي)
عَائِذ بن حبيب أَبُو أَحْمد الْكُوفِي روى عَن أَشْعَث بن سوار وَحميد الطَّوِيل وَهِشَام بن عُرْوَة وَجَمَاعَة وَعنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَأَبُو خثيمَةَ وَأَبُو كريب وَأَبُو سعيد الْأَشَج وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقيل تسعين وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 5877
3 - (أَبُو هُبَيْرَة)
عَائِذ بن عَمْرو بن هِلَال أَبُو هُبَيْرَة الْمُزنِيّ كَانَ مِمَّن بَايع بيعَة الرضْوَان تَحت الشَّجَرَة وَكَانَ من صالحي الصَّحَابَة سكن الْبَصْرَة وَبنى بهَا دَارا روى عَنهُ الْحسن وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة وعامر الْأَحول وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ 5878
3 - (أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ)
عَائِذ بن عبد الله أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ فَقِيه أهل(16/340)
الشَّام وقاضي دمشق ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حنين وَحدث عَن أبي ذَر وَأبي الدَّرْدَاء وَحُذَيْفَة وَعبادَة بن الصَّامِت وَأبي مُوسَى والمغيرة بن شُعْبَة وَأبي هُرَيْرَة وَعقبَة بن عَامر وعَوْف بن مَالك وَشَدَّاد بن أَوْس وَابْن عَبَّاس وَأبي مُسلم الْخَولَانِيّ وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ من الْهِجْرَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَاخْتلف فِي سَمَاعه من معَاذ وَالصَّحِيح أَنه أدْركهُ وروى عَنهُ وَسمع مِنْهُ
(الألقاب)
ابْن عَائِذ صَاحب الْمَغَازِي اسْمه مُحَمَّد بن عَائِذ
(عَائِشَة)
3 - (أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا)
عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق أم الْمُؤمنِينَ زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم عبد الله التيمية فقيهة نسَاء الْأمة دخل بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَوَّال بعد بدر وعمرها تسع سِنِين وَتَزَوجهَا قبل الْهِجْرَة بِسنتَيْنِ وَقيل بِثَلَاث وَهِي بنت سِتّ وَقيل بنت سبع وَكَانَت تذكر لجبير بن مطعم وَتسَمى لَهُ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أرِي عَائِشَة فِي الْمَنَام فِي سَرقَة من حَرِير متوفى خَدِيجَة فَقَالَ إِن يكن هَذَا من عِنْد الله يمضه ثمَّ تزَوجهَا وَتُوفِّي عَنْهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعمرها يَوْمئِذٍ ثَمَان عشرَة سنة قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر لم ينْكح بكرا(16/341)
غَيرهَا واستأذنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكنية فَقَالَ لَهَا اكتني بابنك عبد الله بن الزبير يَعْنِي ابْن أُخْتهَا وَكَانَ مَسْرُوق إِذا حدث عَن عَائِشَة قَالَ حَدَّثتنِي الصادقة ابْنة الصّديق البريئة المبرأة بِكَذَا وَكَذَا وَقَالَ أَبُو الضُّحَى عَن مَسْرُوق رَأَيْت مشيخة أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأكابر يسألونها عَن الْفَرَائِض وَقَالَ عَطاء بن أبي رَبَاح كَانَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أفقه النَّاس وَأعلم النَّاس وَأحسن النَّاس رَأيا فِي الْعَامَّة وَقَالَ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه مَا رَأَيْت أحدا أعلم بِفقه وَلَا بطب وَلَا بِشعر من عَائِشَة مَا كَانَ ينزل بهَا شَيْء إِلَّا أنشدت فِيهِ شعرًا قَالَ الزُّهْرِيّ لَو جمع علم عَائِشَة إِلَى علم جَمِيع أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلم جَمِيع النِّسَاء لَكَانَ علم عَائِشَة أفضل وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ قلت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي النَّاس أحب إِلَيْك قَالَ عَائِشَة قلت فَمن الرِّجَال قَالَ أَبوهَا وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام وَقَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا عَائِشَة هَذَا جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام فَقلت عَلَيْهِ السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ترى مَا لَا أرى وعنها أَن جِبْرِيل جَاءَ بصورتها فِي خرقَة حَرِير خضراء إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَذِه زَوجتك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَقَالَ عُرْوَة كَانَ النَّاس يتحرون بهداياهم عَائِشَة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أم سَلمَة لَا تؤذيني فِي عَائِشَة فَإِنَّهُ وَالله مَا نزل عَليّ الْوَحْي وَأَنا فِي لِحَاف امْرَأَة مِنْكُن غَيرهَا وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيّكُم صَاحِبَة الْجمل الأدبب يقتل حولهَا قَتْلَى كثير وتنجو بَعْدَمَا كَادَت وَهَذَا الحَدِيث من أَعْلَام نبوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
وَفِي عَائِشَة يَقُول حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ فِي قصَّة الْإِفْك الَّذِي رميت بِهِ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا الطَّوِيل
(حصان رزانٌ مَا تزنُّ بريبة ... وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل)
(عقيلة أصل من لؤَي بن غَالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل)
(مهذبة قد طيب الله خيمها ... وطهرها من كل بغي وباطل)
(فَإِن كَانَ مَا قد قيل عني قلته ... فَلَا رفعت سَوْطِي إِلَيّ أناملي)
(وَإِن الَّذِي قد قيل لَيْسَ بلائط ... بهَا الدَّهْر بل قَول امْرِئ بِي ماحل)
(وَكَيف وودي مَا حييت ونصرتي ... لآل رَسُول الله زين المحافل)
(رَأَيْتُك وليغفر لَك الله حرَّة ... من الْمُحْصنَات غير ذَات غوائل)
قَالَ ابْن عبد الْبر أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذين رموا عَائِشَة بالإفك حِين نزل الْقُرْآن ببراءتها فجلدوا الْحَد ثَمَانِينَ فِيمَا ذكر جمَاعَة من أَئِمَّة أهل السّير وَالْعلم بالْخبر وَقَالَ قوم إِن حسان بن ثَابت لم يجلد مَعَهم وَلَا يَصح عَنهُ أَنه خَاضَ فِي الْإِفْك وَالْقَذْف ويزعمون أَنه الْقَائِل الطَّوِيل
(لقد ذاق عبد الله مَا كَانَ أَهله ... وَحمْنَة إِذْ قَالُوا هجيراً ومسطح)(16/342)
عبد الله هُوَ عبد الله بن أبي بن سلول وَآخَرُونَ يصححون جلد حسان ويزعمون أَن هَذَا الْبَيْت لغير حسان
وَتوفيت رَضِي الله عَنْهَا سنة سبع وَخمسين من الْهِجْرَة وَقيل سنة ثَمَان وَخمسين وَأمرت أَن تدفن لَيْلًا فدفنت بعد الْوتر بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَة وَنزل فِي قبرها خَمْسَة عبد الله وَعُرْوَة ابْنا الزبير وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَعبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وروى لَهَا الْجَمَاعَة 5880
3 - (التيمية)
عَائِشَة بنت طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب ابْن سعد بن تيم التيمية أمهَا أم كُلْثُوم ابْنة الصّديق تزوجت بِابْن خالها عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَبعده بمصعب بن الزبير وَكَانَ صَدَاقهَا مائَة ألف دِينَار وَكَانَت أجمل أهل زمانها وأحسنهن وأرأسهن فَلَمَّا قتل مُصعب تزَوجهَا عمر بن عبيد الله التَّيْمِيّ وَأصْدقهَا ألف ألف دِرْهَم حدثت)
عَن خَالَتهَا عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ووثقها يحيى بن معِين وَتوفيت فِي حُدُود الْعشْرَة بعد الْمِائَة وروى لَهَا الْجَمَاعَة وَكَانَت لَا تستر وَجههَا من أحد فعاتبها مُصعب فِي ذَلِك فَقَالَت إِن الله عز وَجل وسمني بميسم جمال أَحْبَبْت أَن يرَاهُ النَّاس ويعرفوا فضلي عَلَيْهِم فَمَا كنت لأستره وَوَاللَّه مَا فِي وصمة يقدر أَن يذكرنِي بهَا أحد وَكَانَت شرسة الْأَخْلَاق وَكَذَلِكَ نسَاء بني تيم وَكَانَت عِنْد الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أم إِسْحَاق بنت طَلْحَة وَكَانَ يَقُول وَالله لربما حملت وَوضعت وَهِي مصارمة لي لَا تكلمني ثمَّ إِن عَائِشَة آلت من مُصعب فَقَالَت أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي وَقَعَدت فِي غرفَة وَهَيَّأْت فِيهَا مَا يصلحها فجهد مُصعب أَن تكَلمه فَأَبت فَبعث إِلَيْهَا ابْن قيس الرقيات فَسَأَلَهَا كَلَامه فَقَالَت كَيفَ بيميني فَقَالَ هَا هُنَا الشّعبِيّ فَقِيه أهل الْعرَاق فاستفتيه فَدخل عَلَيْهَا فَأَخْبَرته فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بِشَيْء فَقَالَت أتحلني وَتخرج خائباً فَأمرت لَهُ بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَت بارعة الْحسن وفيهَا يَقُول ابْن قيس الرقيات لما رَآهَا الْكَامِل
(إِن الخليط قد ازمعوا تركي ... فوقفت فِي عرصاتهم أبْكِي)
(جنية برزت لتقتلني ... مطلية الأصداغ بالمسك)
(عجبا لمثلك لَا يكون لَهُ ... خرج الْعرَاق ومنبر الْملك)(16/343)
ووصفتها عزة الميلاء لمصعب لما خطبهَا فَقَالَت أما عَائِشَة فَلَا وَالله مَا إِن رَأَيْت مثلهَا مقبلة مُدبرَة محطوطة المتنين عَظِيمَة العجيزة ممتلئة الترائب نقية الثغر وصفحة الْوَجْه غراء فرعاء الشّعْر لفاء الفخذين ممتلئة الصَّدْر خميصة الْبَطن ذَات عُكَن ضخمة السُّرَّة مسرولة السَّاق يرتج مَا بَين أَعْلَاهَا إِلَى قدميها وفيهَا عيبان أما أَحدهمَا فيواريه الْخمار وَأما الآخر فيواريه الْخُف عظم الْأذن والقدم وَكَانَت عَائِشَة بنت طَلْحَة تشبه بعائشة أم الْمُؤمنِينَ خَالَتهَا وَلم تَلد عَائِشَة بنت طَلْحَة من أحد من أزواجها إِلَّا من عبد الله ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَهُوَ ابْن خالها وَأَبُو عذرها وَولدت لَهُ عمرَان وَبِه تكنى وَعبد الرَّحْمَن وَأَبا بكر وَطَلْحَة ونفيسة وَتَزَوجهَا الْوَلِيد بن عبد الْملك وَطَلْحَة وَلَدهَا من أجواد قُرَيْش وصارمت عبد الله مرّة وَخرجت من دارها غَضبى فمرت فِي الْمَسْجِد وَعَلَيْهَا ملحفة تُرِيدُ عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ فرآها أَبُو هُرَيْرَة فسبح وَقَالَ سُبْحَانَ الله كَأَنَّهَا من الْحور الْعين
فَمَكثت عِنْد عَائِشَة أَرْبَعَة اشهر وَكَانَ زَوجهَا قد آلى مِنْهَا فَأرْسلت عَائِشَة تَقول إِنِّي أَخَاف عَلَيْك الْإِيلَاء فَضمهَا إِلَيْهِ وَكَانَ ملقى مِنْهَا فَقيل لَهُ طَلقهَا فَقَالَ)
(الطَّوِيل يقواون طَلقهَا لأصبح ثاوياً ... مُقيما على الْهم أَحْلَام نَائِم)
(وَإِن فراقي أهل بَيت أحبهم ... لَهُم زلفة عِنْدِي لإحدى العظائم)
فَتوفي عبد الله بعد ذَلِك وَهِي عِنْده فَمَا فتحت فاها عَلَيْهِ وَكَانَت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ تعدد عَلَيْهَا هَذَا من ذنوبها
وَدخل مُصعب يَوْمًا عَلَيْهَا وَهِي نَائِمَة مضمخة وَمَعَهُ ثَمَانِي لؤلؤات قيمتهَا عشرُون ألف دِينَار فأنبهها ونثر اللُّؤْلُؤ فِي حجرها فَقَالَت لَهُ نومتي كَانَت أحب إِلَيّ من هَذَا اللُّؤْلُؤ وَكَانَ مُصعب لَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا بتلاح ينالها مِنْهُ وبضربها فَشَكا ذَلِك إِلَى ابْن أبي فَرْوَة كَاتبه فَقَالَ لَهُ أَنا أكفيك هَذَا إِن أَذِنت لي قَالَ نعم افْعَل مَا شِئْت فَإِنَّهَا أفضل شَيْء نلته فِي الدُّنْيَا فَأَتَاهَا لَيْلًا وَمَعَهُ أسودان فَاسْتَأْذن عَلَيْهَا فَقَالَت لَهُ أَفِي مثل هَذِه السَّاعَة قَالَ نعم فأدخلته فَقَالَ للأسودين احفرا هَا هُنَا بِئْرا فَقَالَت لَهُ جاريتها وَمَا تصنع بالبئر قَالَ شُؤْم مولاتك امرني هَذَا الْفَاجِر أَن أدفنها حَيَّة وَهُوَ أسفك خلق الله لدم حرَام فَقَالَت عَائِشَة فأنظرني أذهب إِلَيْهِ قَالَ لَا سَبِيل إِلَى ذَلِك وَقَالَ للأسودين احفرا فَلَمَّا رَأَتْ الْجد مِنْهُ بَكت وَقَالَت يَا ابْن أبي فَرْوَة إِنَّك لقاتلي مَا مِنْهُ بُد قَالَ نعم وَإِنِّي لأعْلم أَن الله سيجزيه بعْدك وَلكنه قد غضب وَهُوَ كَافِر الْغَضَب قَالَت وَفِي أَي شَيْء غَضَبه قَالَ فِي امتناعك عَلَيْهِ وَقد ظن أَنَّك تبغضينه وتطلعين إِلَى غَيره فقد جن فَقَالَت أنْشدك الله إِلَّا عاودته قَالَ أَخَاف أَن يقتلني فَبَكَتْ وَبكى جواريها فَقَالَ قد رققت لَك وَحلف أَنه يغرر بِنَفسِهِ ثمَّ قَالَ لَهَا مَاذَا أَقُول قَالَت تضمن عني أَن لَا أَعُود أبدا قَالَ فَمَا لي عنْدك قَالَت قيام(16/344)
بحقك مَا عِشْت قَالَ فأعطيني المواثيق فَأَعْطَتْهُ فَقَالَ للأسودين مَكَانكُمَا وأتى مصعباً فاخبره فَقَالَ لَهُ استوثق مِنْهَا بالأيمان فَفعلت وصلحت بعد ذَلِك
وَتَزَوجهَا عمر بن عبيد الله وَحمل إِلَيْهَا ألف ألف دِرْهَم وَقَالَ لرسولها أَنا أملأ بَيتهَا خيرا وحرها أيراً وَدخل بهَا من ليلته وَأكل الطَّعَام الَّذِي عمل لَهُ على الخوان كُله وَصلى صَلَاة طَوِيلَة وخلا بهَا وَدخل المتوضأ سبع عشرَة مرّة فَلَمَّا أصبح قَالَت لَهُ جاريتها وَالله مَا رَأَيْت مثلك أكلت أكل سَبْعَة وَصليت صَلَاة سَبْعَة ونكت نيك سَبْعَة فَضَحِك وَضرب بِيَدِهِ على منْكب عَائِشَة وَقَالَ كَيفَ رَأَيْت ابْن عمك فَضَحكت وغطت وَجههَا وَقَالَت الرمل
(قد رَأَيْنَاك فَلم تحل لنا ... وبلوناك فَلم نرض الْخَبَر 5881)
)
3 - (القرشية الجمحية)
عَائِشَة بنت قدامَة بن مَظْعُون القرشية الجمحية هِيَ وَأمّهَا ريطة بنت أبي سُفْيَان من المبايعات تعد فِي أهل الْمَدِينَة 5882
3 - (القرشية التيمية)
عَائِشَة بنت الْحَارِث بن خَالِد بن صَخْر القرشية التيمية ولدت هِيَ وأختاها فَاطِمَة وَزَيْنَب بِأَرْض الْحَبَشَة وَقيل إنَّهُنَّ متن فِي إقبالهن من الْحَبَشَة وَقيل إِن فَاطِمَة وَحدهَا نجت مِنْهُنَّ 5883
3 - (بنت عبد المدان)
عَائِشَة بنت عبد المدان امْرَأَة عبيد الله بن الْعَبَّاس كَانَ عَليّ بن أبي طَالب قد اسْتعْمل زَوجهَا عبيد الله بن الْعَبَّاس على الْيمن أَيَّام صفّين فَلَمَّا ولى مُعَاوِيَة بسر بن أَرْطَاة الْيمن وأحس بِهِ عبيد الله هرب مِنْهُ فَأخذ بسر بن أَرْطَأَة ولديه عبد الرَّحْمَن وَقثم وهما من عَائِشَة هَذِه وَكَانَا صغيرين فذبحهما قبالة أمهما عَائِشَة فأصابها من ذَلِك أَمر عَظِيم وَقَالَت الْبَسِيط
(هَا من أحس بنيي اللَّذين هما ... كالدرتين تشظى عَنْهُمَا الصدف)
(هَا من أحس بنيي اللَّذين هما ... سَمْعِي وعقلي فقلبي الْيَوْم مختطف)
(حدثت بسراً وَمَا صدقت مَا زَعَمُوا ... من قيلهم وَمن الْإِفْك الَّذِي اقترفوا)
(أنحى على ودجي ابْني مرهفة ... مشحوذة وكذاك الْإِثْم يقترف)
ثمَّ إِنَّهَا وسوست فَكَانَت تقف فِي الْمَوْسِم فتنشد هَذَا الشّعْر وتهيم على وَجههَا وَيُقَال(16/345)
إِنَّه قَتلهمَا بِالْمَدِينَةِ فَالله أعلم 5884
3 - (بنت الزبيدِيّ)
عَائِشَة بنت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يحيى الزبيدِيّ كَانَت تلقب بالمهدية وَكَانَت فاضلة تعقد مجْلِس الْوَعْظ بِبَغْدَاد سَمِعت من أَحْمد بن بنيمان الهمذاني وَيحيى بن موهوب بن الْمُبَارك بن السدنك وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الظَّاهِرِيّ وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وكتبنا عَنْهَا وَكَانَت صَادِقَة وَتوفيت سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة 5885
3 - (بنت جَعْفَر)
عَائِشَة بنت جَعْفَر المتَوَكل قَالَت فضل الشاعرة دخلت على المتَوَكل يَوْمًا فَوَجَدته قَاعِدا على كرْسِي وَابْنَته عَائِشَة تجلى عَلَيْهِ فِي هَذَا الْغُلَام غلامي فَقَالَ يَا فضل من الَّذِي يَقُول الْخَفِيف)
(بِأبي من إِذا رَآهَا أَبوهَا ... قَالَ يَا ليتنا بدين الْمَجُوس)
قلت لَهُ يَا سَيِّدي هَذَا لأبي الْعَتَاهِيَة فَقَالَ وجهوا إِلَيْهِ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم قلت إِنَّه قد مَاتَ قَالَ فليتصدق بهَا عِنْد قَبره قلت إِن لَهُ ابْنا بِالْبَابِ قَالَ تصرف إِلَيْهِ وَلما توفيت عَائِشَة رَحمهَا الله سنة خمس وثلاثمائة ورثهَا اثْنَان وَعِشْرُونَ رجلا من ولد إخوتها وَخمْس أَخَوَات من ولد المتَوَكل وأعتقت جواريها قبل وفاتها وأقطعت دورها 5886
3 - (بنت المعتصم)
عَائِشَة بنت المعتصم كَانَت أديبة شاعرة كتب إِلَيْهَا عِيسَى بن الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَن توجه إِلَيْهِ عَائِشَة بجاريتها ملكة وَكَانَ يهواها المتقارب
(كتبت إِلَيْك وَلم أحتشم ... وشوق المحبين لَا ينكتم)
(صبوحي فِي السبت من عادتي ... على رغم أنف الَّذِي قد رغم)
(وعيشي يتم بِمن قد علمت ... وَإِن غَابَ عَن ناظري لم يتم)
(فمني عَليّ بتوجيهها ... بتربة سيدك المعتصم)
فأنفذتها وكتبت المتقارب
(قَرَأت كتابك فِيمَا سَأَلت ... وَمَا أَنْت عِنْدِي بالمتهم)
(أتتك المليحة فِي حلَّة ... من النُّور تجلو سَواد الظُّلم)
(فَخذهَا هَنِيئًا كَمَا قد سَأَلت ... وَلَا تشك شكوى امْرِئ قد ظلم)
(وَلَا تحبسنها لوقت الْمبيت ... كَمَا يفعل الرجل المغتنم 5887)(16/346)
3 - (الزهرية المدنية)
عَائِشَة بنت سعد بن أبي وَقاص الزهرية المدنية رَأَتْ شَيْئا من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ رَوَت عَن أَبِيهَا وَغَيره وَهِي من الثِّقَات وَتوفيت سنة سبع عشرَة وَمِائَة وَلها أَربع وَثَمَانُونَ سنة وروى لَهَا البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 5888
3 - (زهرَة الْأَدَب الإسكندرانية)
عَائِشَة الإسكندرانية الْمَعْرُوفَة بزهرة الْأَدَب نقلت من خطّ ابْن سعيد المغربي قَالَ كَانَ مجلسها يعرف بالروض قَالَت تخاطب فَاضلا بعث إِلَيْهَا بِشعر ذكر فِيهِ أَن قلبه من الْحبّ يتقلب فِي جمر الغضا المتقارب)
(إِذا كَانَ قَلْبك ذَا جاحم ... فَلَا تبعثن بأسراره)
(فَإِنِّي أشْفق من ناره ... على الرَّوْض أَو بعض أزهاره 5889)
3 - (القرطبية)
عَائِشَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن قادم القرطبية قَالَ ابْن حَيَّان لم يكن فِي حرائر الأندلس فِي زمانها من يعدلها فهما وعلماً وأدباً وشعراً وفصاحة تمدح مُلُوك الأندلس وتخاطبهم بِمَا يعرض لَهَا من حَاجَة وَكَانَت حَسَنَة الْخط تكْتب الْمَصَاحِف مَاتَت عذراء لم تنْكح سنة أَرْبَعمِائَة 5890
3 - (الفيروزجية)
عَائِشَة بنت المستنجد الإِمَام وَهِي السيدة المكرمة المدعوة بالفيروزجية مُسِنَّة معمرة ذَات دين وَصَلَاح أدْركْت خلَافَة أَبِيهَا وأخيها وَابْن أَخِيهَا النَّاصِر وَابْن ابْن أَخِيهَا الظَّاهِر ابْن النَّاصِر وَابْنه الْمُسْتَنْصر وحفيده المستعصم وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وشيعها كَافَّة الدولة وَتكلم الوعاظ فِي عزائها وَبنت بِبَغْدَاد رِبَاطًا 5891
3 - (بنت الْبَهَاء)
عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن الْمُسلم بن سَلام بن الْبَهَاء الْحَرَّانِي الشيخة الصَّالِحَة أم مُحَمَّد سَمِعت من إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ وَمُحَمّد بن أبي بكر الْمَعْرُوف بِابْن النُّور الْبَلْخِي وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَهم اليلداني أجازت لي بِدِمَشْق سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكتب عَنْهَا بِإِذْنِهَا عبد الله بن الْمُحب وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 5892(16/347)
3 - (أُخْت محَاسِن)
عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن مُسلم الحرانية الصَّالِحَة الشيخة المعمرة أم عبد الله أُخْت الْمُحدث محَاسِن ولدت سنة سبع وَأَرْبَعين وسمعها أَخُوهَا فِي الْخَامِسَة وَبعد ذَلِك من الرشيد الْعِرَاقِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي واليلداني وَابْن خَلِيل وَفَرح الْقُرْطُبِيّ والبلخي وَابْن عبد الدَّائِم والعماد وَعبد الحميد وتفردت وروت جملَة صَالِحَة وَكَانَت خيرة قانعة فقيرة تعْمل فِي الحياكة سمع مِنْهَا أَبُو هُرَيْرَة ابْن الشَّيْخ شمس الدّين وَأَوْلَاد الْمُحب والطلبة وقاربت التسعين رَوَت فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي عَن ابْن خَلِيل وَخرج لَهَا ابْن سعد وَأول حُضُورهَا فِي الرَّابِعَة فِي شعْبَان)
سنة خمسين وَتوفيت سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 5893
3 - (الصائمة الأندلسية)
عَائِشَة بنت ابْن عَاصِم وَخَالَة الْقَائِد الْأَجَل أبي إِسْحَاق ابْن بِلَال وَهِي أندلسية تعرف بالصائمة بقيت أَزِيد من عشْرين سنة لَا تَأْكُل شَيْئا قطّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنِي بِقِصَّتِهَا غير وَاحِد مِمَّن أدْركهَا وَكَانَت بغرفة لَهَا على الْجَامِع الْمُعَلق بِمَدِينَة الجزيرة الخضراء وَتركهَا الْأكل أَمر شَائِع لَا ريب فِيهِ حَدثنِي بذلك أَبُو عبد الله ابْن ربيع الْمُحدث وَمُحَمّد بن سعد العاشق وَتوفيت بعد عَام سَبْعمِائة بِنَحْوِ خمس سِنِين وَلها نظيرة كَانَت بِنَاحِيَة وَاسِط بعد الستمائة ذكر شَأْنهَا شَيخنَا الفاروثي وَكَذَا الْمَرْأَة الخوارزمية الَّتِي كَانَت أَيَّام المعتضد بخوارزم بقيت بضعاً وَعشْرين سنة لَا تَأْكُل وَلَا تشرب علقت ذَلِك بأصح إِسْنَاد
انْتهى
(الألقاب)
ابْن عَائِشَة الأخباري عبيد الله بن مُحَمَّد
ابْن عَائِشَة الْخَارِج على الْمَأْمُون هُوَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
(عباد 5894)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عباد بن بشر بن وقش بن زغبة الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي أَبُو بشر وَقيل(16/348)
أَبُو الرّبيع قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر لَا يخْتَلف أَنه أسلم بِالْمَدِينَةِ على يَد مُصعب ابْن عُمَيْر وَذَلِكَ قبل إِسْلَام سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير شهد بَدْرًا وأحداً والمشاهد كلهَا وَكَانَ فِيمَن قتل كَعْب بن الْأَشْرَف الْيَهُودِيّ وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة ذكر أنس بن مَالك أَن عَصَاهُ كَانَت تضيء لَهُ إِذْ كَانَ يخرج من عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بَيته لَيْلًا وَعرض لَهُ ذَلِك مرّة مَعَ أسيد بن حضير فَلَمَّا افْتَرقَا أَضَاءَت لكل وَاحِد مِنْهُمَا عَصَاهُ وَقَالَت عَائِشَة كَانَ فِي بني عبد الْأَشْهَل ثَلَاثَة لم يكن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد أفضل مِنْهُم سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير وَعباد بن بشر وَلما قتل كَعْب بن الاشرف قَالَ
(الوافر صخرت لَهُ فَلم يعرض لصوتي ... ووافى طالعاً من رَأس جدر)
(فعدت لَهُ فَقَالَ من الْمُنَادِي ... فَقلت أَخُوك عباد بن بشر)
(وهذي درعنا رهنا فَخذهَا ... لشهر إِن وفى أَو نصف شهر)
(فَقَالَ معاشر سغبوا وجاعوا ... وَمَا عدلوا الْغنى من غير فقر)
(فَأقبل نحونا يهوي سَرِيعا ... وَقَالَ لنا لقد جئْتُمْ لأمر)
(وَفِي أَيْمَاننَا بيض حداد ... مُجَرّدَة بهَا الْكفَّار نفري)
(فعانقه ابْن مسلمة المردى ... بِهِ الْكفَّار كالليث الهزبر)
(وَشد بِسَيْفِهِ صَلتا عَلَيْهِ ... فقطره أَبُو عبس بن جبر)
(وَكَانَ الله سادسنا فأبنا ... بأنعم نعْمَة وأعز نصر)
(وَجَاء بِرَأْسِهِ قوم كرام ... هم ناهيك من صدق وبر)
وَالَّذين قتلوا كَعْب بن الاشرف مُحَمَّد بن مسلمة والْحَارث بن أَوْس وَعباد ابْن بشر وَأَبُو عبس ابْن جبر وَأَبُو نائلة سلكان بن وقش الأشْهَلِي وَقتل عباد بن بشر يَوْم الْيَمَامَة وَكَانَ قد أبلى بلَاء حسنا 5895
3 - (أَخُو الْأَمِير عبيد الله)
عباد بن زِيَاد أَخُو الْأَمِير عبيد الله بن زِيَاد ولي إمرة سجستان وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين)
لِلْهِجْرَةِ 5896(16/349)
3 - (ابْن ابْن الزبير)
عباد بن عبد الله بن الزبير كَانَ عَظِيم الْقدر عِنْد وَالِده يَسْتَعْمِلهُ على الْقَضَاء وَغير ذَلِك وَكَانَ صَدُوقًا روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وجدته أَسمَاء وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5897
3 - (النَّاجِي قَاضِي الْبَصْرَة)
عباد بن مَنْصُور النَّاجِي الْبَصْرِيّ ولي الْقَضَاء لإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن ولي قَضَاء الْبَصْرَة خمس مَرَّات قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن معِين عباد بن كثير وَعباد بن مَنْصُور وَعباد بن رَاشد حَدِيثهمْ لَيْسَ بِالْقَوِيّ مَاتَ على بطن امْرَأَته فَجْأَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة 5898
3 - (الثَّقَفِيّ العابد)
عباد بن كثير الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ العابد نزيل مَكَّة قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ شيخ بَصرِي سكن مَكَّة تَرَكُوهُ توفّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة 5899
3 - (الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ عباد بن)
عباد بن حبيب بن الْمُهلب الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو مُعَاوِيَة نَعته أَبُو حَاتِم كعادته وَقَالَ لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن سعد لم يكن بِالْقَوِيّ وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدِيثه فِي الْكتب كلهَا توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5900(16/350)
3 - (أَبُو سهل الوَاسِطِيّ)
عباد بن الْعَوام أَبُو سهل الْكلابِي الوَاسِطِيّ كَانَ يتشيع فحسبه الرشيد زَمَانا ثمَّ خلى عَنهُ فِي وَفَاته أَقْوَال أقربها سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 5901
3 - (الْوَزير معِين الْملك)
عباد بن الْحُسَيْن بن غَانِم الطَّائِي أَبُو مَنْصُور الْوَزير معِين الْملك الْأَصْبَهَانِيّ أَقَامَ بِبَغْدَاد وَتَوَلَّى الوزارة لخاتون بنت السُّلْطَان ملكشاه زَوْجَة الإِمَام الْمُقْتَدِي ثمَّ وزر لكربوقا صَاحب الْموصل وَلم يمش أمره مَعَه فَعَاد إِلَى أَصْبَهَان وَلَحِقتهُ إضاقة آخر عمره وَاحْتَاجَ إِلَى النَّاس وَتُوفِّي هُنَاكَ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ مَعْرُوفا بِالدّينِ وَالْخَيْر والمروءة)
وَحدث بِبَغْدَاد عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن ريذة وَحَمْزَة بن الْحُسَيْن المشهدي الأديب 5902
3 - (الروَاجِنِي)
عباد بن يَعْقُوب الروَاجِنِي أَبُو سعيد الْكُوفِي أحد رُؤُوس الشِّيعَة روى عَن القَاضِي شريك وَعباد بن الْعَوام وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يحيى الْمدنِي وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَعبد الله بن عبد القدوس وَالْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ الْعلوِي والوليد بن أبي ثَوْر وَطَائِفَة وَعنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا قرنه بِغَيْرِهِ وَعنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَأحمد بن عَمْرو الْبَزَّار وَصَالح جزرة وَابْن خُزَيْمَة وَغَيرهم وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ ثِقَة وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ ابْن خُزَيْمَة يَقُول حَدثنَا الثِّقَة فِي رِوَايَته الْمُتَّهم فِي دينه عباد بن يَعْقُوب وَقَالَ ابْن عدي فِيهِ غلو فِي التَّشَيُّع وروى أَحَادِيث أنْكرت عَلَيْهِ فِي فَضَائِل أهل الْبَيْت ومثالب وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ 5903
3 - (المعتضد صَاحب إشبيلية)
عباد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عباد المعتضد أَبُو(16/351)
عَمْرو أَمِير إشبيلية ابْن قاضيها أبي الْقَاسِم وَقد تقدم ذكر وَالِده وَلما توفّي أَبوهُ قَامَ المعتضد بعده بِالْأَمر وَكَانَ شهماً صَارِمًا وخوطب بأمير الْمُؤمنِينَ دَانَتْ لَهُ الْمُلُوك اتخذ خشباً فِي قصره وجللها برؤوس مُلُوك وأعيان ومقدمين وَكَانَ يشبه بِأبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَكَانَ ابْنه ولي الْعَهْد إِسْمَاعِيل قد هم بِقَبض أَبِيه فَلم يتم لَهُ ذَلِك وَضرب أَبوهُ عُنُقه وطالت أَيَّامه إِلَى أَن توفّي فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة يُقَال إِن ملك الفرنج سمه فِي ثِيَاب بعثها إِلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ الحجاري وَهَذَا الرؤوف العطوف الدمث الْأَخْلَاق الألوف مَا مَاتَ حَتَّى قبض أَرْوَاح ندمائه وخواصه بِيَدِهِ وَلم يكلهم إِلَى غَيره وَلَا أحوجهم إِلَى الْحَاجة بعده فجزي عَنْهُم بِمَا هُوَ أَهله وَكَانَ قد عرف مِنْهُ ذَلِك واشتهر فَصَارَ الأدباء يتحامونه وَلما وَفد أَبُو عبد الله ابْن شرف القيرواني على الأندلس تطلعت إِلَيْهِ همم مُلُوكهَا لبعد صيته فَكَانَ مِمَّن استدعاه المعتضد ابْن عباد وَكَانَ ابْن شرف قد امْتَلَأت مسامعه من أخباره الشنيعة فجاوبه بقوله الْبَسِيط
(أإن تصيدت غَيْرِي صيد طائرة ... أوسعتها الْحبّ حَتَّى ضمهَا القفص)
(حسبتني فرْصَة أُخْرَى ظَفرت بهَا ... هَيْهَات مَا كل حِين تمكن الفرص)
(لَك الموائد للقصاد مترعة ... تروي وتشبع لَكِن بعْدهَا الْغصَص)
وَمن شنيع مَا رُوِيَ عَنهُ أَن غُلَاما دون الْبلُوغ دخل عَلَيْهِ بِغَيْر اسْتِئْذَان فَقطع رَأسه وَسمع)
جَارِيَة تَقول الْقَبْر وَالله أحسن من سُكْنى هَذَا الْقصر فَقَالَ وَالله لأبلغنك مَا طلبته وَأمر فدفنت حَيَّة وتعجب النَّاس من وزيره ابْن زيدون كَيفَ انْفَرد بالسلامة مِنْهُ فَقَالَ كنت كمن يمسك بأذني الْأسد يَتَّقِي سطوته تَركه أَو أمْسكهُ وَفِيه يَقُول عِنْد مَوته الطَّوِيل
(لقد سرنا أَن الْجَحِيم مُوكل ... بطاغية قد حم مِنْهُ حمام)
(تجانف صوب المزن عَن ذَلِك الصدى ... وَمر عَلَيْهِ الْغَيْث وَهُوَ جهام)
وللمعتضد شعر مدون فَمِنْهُ المنسرح
(كَأَنَّمَا ياسميننا الغض ... كواكب فِي السَّمَاء تنقض)
(والطرق الْحمر فِي جوانبه ... كخد عذراء مَسهَا عض)
وَمِنْه الْكَامِل المجزوء
(اشرب على وَجه الصَّباح ... وَانْظُر إِلَى نور الأقاح)
(وَاعْلَم بأنك جَاهِل ... إِن لم تقل بالإصطباح)
...(16/352)
(والدهر شَيْء بَارِد ... إِن لم تسخنه براح)
وَمِنْه الطَّوِيل
(شربنا وجفن اللَّيْل يغسل كحله ... بِمَاء صباح والنسيم رَقِيق)
(مُعتقة صفراء أما نجارها ... فضخم وَأما جسمها فدقيق)
(الألقاب)
أَبُو عباد كَاتب الْمَأْمُون اسْمه ثَابت بن يحيى
ابْن عباد الْوَزير الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد
ابْن عباد الْمُعْتَمد على الله اسْمه مُحَمَّد بن عباد
(عبَادَة 5904)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عبَادَة بن الصَّامِت بن قيس بن أَصْرَم يَنْتَهِي إِلَى عَوْف بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ السالمي أَبُو الْوَلِيد وَأمه قُرَّة الْعين بنت عبَادَة بن نَضْلَة كَانَ عبَادَة رَضِي الله عَنهُ نَقِيبًا شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين أبي مرْثَد الغنوي وَشهد بَدْرًا والمشاهد ثمَّ وَجهه عمر قَاضِيا إِلَى الشَّام ومعلماً فَأَقَامَ بحمص ثمَّ انْتقل إِلَى فلسطين وَمَات بهَا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَدفن بالقدس وقبره بهَا إِلَى الْيَوْم مَعْرُوف كَانَ مُعَاوِيَة قد خَالف فِي شَيْء أنكرهُ عَلَيْهِ عبَادَة فِي الصّرْف فَأَغْلَظ لَهُ مُعَاوِيَة فِي القَوْل فَقَالَ عبَادَة لَا أساكنك بِأَرْض وَاحِدَة أبدا ورحل إِلَى الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ عمر مَا أقدمك فَأخْبرهُ فَقَالَ ارْجع إِلَى مَكَانك فقبح الله أَرضًا لست فِيهَا وَلَا أمثالك وَكتب إِلَى مُعَاوِيَة لَا إمرة لَك عَلَيْهِ وَتُوفِّي عبَادَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وروى عَنهُ من الصَّحَابَة أنس بن مَالك وَجَابِر بن عبد الله وفضالة بن عبيد والمقدام بن معدي كرب وَأَبُو(16/353)
أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَرِفَاعَة بن رَافع وَأَوْس بن عبد الله الثَّقَفِيّ وشرحبيل ومحمود بن الرّبيع والصنابحي وَجَمَاعَة من التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5905
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عبَادَة بن الخشخاش بن عَمْرو بن زمزمة الْأنْصَارِيّ حَلِيف لَهُم من بلي قَالَ ابْن إِسْحَاق وَأَبُو معشر عبَادَة بن الخشخاش بِالْخَاءِ والشين منقوطتين وَقَالَ الْوَاقِدِيّ هُوَ عبَادَة بن الحسحاس وَهُوَ ابْن عَم المجذر بن زِيَادَة وَأَخُوهُ لأمه وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا 5906
3 - (اللَّيْثِيّ)
عبَادَة بن قرص اللَّيْثِيّ وَقيل قرط وَعند أَكْثَرهم قرص روى عَنهُ أَبُو قَتَادَة الْعَدوي وَحميد بن هِلَال اقبل عبَادَة بن قرص اللَّيْثِيّ من الْغَزْو فَلَمَّا كَانَ بالأهواز لقِيه الحرورية فَقَتَلُوهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة والمدائني سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين خرج سهم بن غَالب الهُجَيْمِي وَمَعَهُ الخطيم الْبَاهِلِيّ بِنَاحِيَة الْبَصْرَة فَقتلُوا عبَادَة ابْن قرص اللَّيْثِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعث إِلَيْهِم مُعَاوِيَة عبد الله بن عَامر فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما وَقتل عدَّة من أصحابهما ثمَّ عزل مُعَاوِيَة ابْن عَامر فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَولى زياداً فَقدم الْبَصْرَة فَقتل سَهْما وصلبه)
وَقتل زِيَاد الخطيم سنة تسع وَأَرْبَعين 5907
3 - (الزرقي)
عبَادَة الزرقي الصَّحَابِيّ روى عَنهُ ابناه عبد الله وَسعد قَالَ ابْن عبد الْبر لَا تدفع صحبته 5907
3 - (الْأنْصَارِيّ)
عبَادَة بن سعد بن عُثْمَان بن خلدَة الْأنْصَارِيّ الزرقي رُوِيَ أَنه مسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه وبرك عَلَيْهِ وَأَبوهُ لَهُ صُحْبَة وبابنه عبَادَة يكنى 5909
3 - (ابْن الأشيم)
عبَادَة بن الأشيم وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب لَهُ كتابا وَأمره على(16/354)
قومه ذكره ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه 5910
3 - (زين الدّين الْحَنْبَلِيّ)
عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الْمُفْتِي الإِمَام زين الدّين أَبُو سعد الْحَرَّانِي الْمُؤَذّن الشُّرُوطِي الْحَنْبَلِيّ توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة كَانَ قد طلب الحَدِيث وقتا وَدَار على الشُّيُوخ قَلِيلا وَنسخ جملَة أَجزَاء سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَتقدم فِي الْفِقْه وناظر وتميز وَعِنْده صَحِيح مُسلم عَن الْقَاسِم الإربلي 5911
3 - (ابْن مَاء السَّمَاء الأندلسي)
عبَادَة بن عبد الله بن مَاء السَّمَاء أَبُو بكر شَاعِر الأندلس وَرَأس الشُّعَرَاء فِي الدولة العامرية توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة تسع عشرَة قَالَ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة كَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر شيخ الصِّنَاعَة وَأحكم الْجَمَاعَة سلك إِلَى الشّعْر مسلكاً سهلاً فَقَالَت لَهُ غَرَائِبه مرْحَبًا وَأهلا وَكَانَت صَنْعَة التوشيح الَّتِي نهج أهل الأندلس طريقتها وَوَضَعُوا حَقِيقَتهَا غير مرقومة البرود وَلَا منظومة الْعُقُود فَأَقَامَ عبَادَة هَذَا منآدها وَقوم ميلها وسنادها فَكَأَنَّهَا لم تسمع بالأندلس إِلَّا مِنْهُ وَلَا أخذت إِلَّا عَنهُ واشتهر بهَا اشتهاراً غلب على ذَاته وَذهب بِكَثِير من حَسَنَاته وَأول من صنع أوزان هَذِه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها فِيمَا بَلغنِي مُحَمَّد بن مَحْمُود القبري الضَّرِير وَقيل إِن ابْن عبد ربه صَاحب كتاب العقد أول من سبق إِلَى هَذَا النَّوْع من الموشحات ثمَّ نَشأ يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي وَكَانَ أول من أَكثر فِيهَا من التَّضْمِين فِي المراكز يضمن كل موقف يقف عَلَيْهِ فِي المراكز خَاصَّة فاستمر)
على ذَلِك شعراء عصره كمكرم بن سعيد وَابْني أبي الْحسن ثمَّ نَشأ عبَادَة هَذَا فأحدث التضفير وَذَلِكَ أَنه اعْتمد مَوَاضِع الْوَقْف فِي المراكز وَمن شعر عبَادَة الْمَذْكُور الْكَامِل المجزوء
(لَا تشكون إِذا عثر ت إِلَى صديق سوء حالك)
(فيريك ألوانا من الإذلال لم تخطر ببالك)
(إياك أَن تَدْرِي يمي ... نك مَا يَدُور على شمالك)
...(16/355)
(واصبر على نوب الزَّمَان وَإِن رمت بك فِي المهالك)
(وَإِلَى الَّذِي أغْنى وأقنى اضرع وسله صَلَاح حالك)
زَمَنه الْكَامِل
(اجل المدامة فَهِيَ خير عروس ... تجلو كروب النَّفس بالتنفيس)
(واستغنم اللَّذَّات فِي عهد الصِّبَا ... وأوانه لَا عطر بعد عروس)
وَمِنْه السَّرِيع
(فَهَل ترى أحسن من أكؤس ... يقبل الثغر عَلَيْهَا اليدا)
(يَقُول لي الساقي أَغِثْنِي بهَا ... وَخذ لجيناً وَأعد عسجدا)
(أغرق فِيهَا الْهم لَكِن طفا ... حبابها من فَوْقهَا مزيدا)
(كَأَنَّمَا شيبها شَارِب ... أمْسكهَا فِي كَفه سرمدا)
قَالَ ابْن بسام وَهَذَا من مَعَانِيه المخترعة وَأَلْفَاظه المبتدعة
قلت نقلت من خطّ جمال الدّين عَليّ بن ظافر هَذِه الْقطعَة وَقَالَ بعْدهَا الْقسم الْأَخير من الْبَيْت الثَّانِي معكوس لِأَن النديم يرد للساقي الكأس فارغة فَتكون حِينَئِذٍ باللجين أشبه ثمَّ يَأْخُذهَا ملأى فَتكون بالعسجد أولى وَالصَّوَاب أَن يَقُول وادفع لجينا ثمَّ خُذ عسجدا أَو أَقُول للساقي
وَلَعَلَّ الْكَاتِب غلط أَو الرَّاوِي قلت الصَّحِيح أَنه أَقُول للساقي وَيصِح الْمَعْنى وَهُوَ أحسن مِمَّا قَالَه ابْن ظافر
وَمن شعر عبَادَة فِي الْحَاجِب ابْن أبي عَامر الطَّوِيل
(لنا حَاجِب جَازَ الْمَعَالِي بأسرها ... فَأصْبح فِي أخلاقه وَاحِد الْخلق)
)
(فَلَا يغترر مِنْهُ الجهول ببشره ... فمعظم هَذَا الرَّعْد فِي أثر الْبَرْق)
وَمِنْه الْكَامِل
(دارت دوائر صُدْغه فَكَأَنَّهَا ... حامت على تَقْبِيل نقطة خَاله)
(رشأ توحش من ملاقاة الورى ... حَتَّى توحش من لِقَاء خياله)
(فلذاك صَار خياله لي زَائِرًا ... إِذْ كنت فِي الهجران من أشكاله)
(وَلَقَد هَمَمْت بِهِ ورمت حرَامه ... فحماني الإجلال دون حَلَاله)(16/356)
وَمِنْه وَقد سقط برد عَظِيم المنسرح
(يَا عِبْرَة أهديت لمعتبر ... عَشِيَّة الْأَرْبَعَاء من صفر)
(أرسل ملْء الأكف من برد ... جلامداً تنهمي على الْبشر)
(كَاد يذيب الْقُلُوب منظرها ... وَلَو أُعِيرَت قساوة الْحجر)
وَمِنْه المنسرح
(اشرب فعهد الشَّبَاب مغتنم ... وفرصة فِي فَوَاتهَا نَدم)
(وعاطنيها من كف ذِي غيد ... ألحاظه فِي النُّفُوس تحتكم)
(كَأَنَّهَا صارم الْأَمِير وَقد ... خضب حديه من عداهُ دم)
وَكَانَت وَفَاة عبَادَة بمالقة فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور ضَاعَت لَهُ مائَة مِثْقَال ذَهَبا فَاغْتَمَّ لذَلِك وَمَات
وَمن موشحاته
(من ولي فِي أمة أمرا وَلم ... يعْزل إِلَّا لحاظ الرشأ الأكحل)
(جرت فِي ... حكمك من قَتْلِي يَا مُسْرِف)
(فانصف ... فَوَاجِب أَن ينصف الْمنصف)
(وارأف ... فَإِن هَذَا الشوق لَا يرأف)
(علل قلبِي بِذَاكَ الْبَارِد السلسل ... ينجل مَا بفؤادي من جوى مشعل)
(إِنَّمَا ... تبرز كي توقد نَار الْفِتَن)
(صنما ... مصوراً من كل شَيْء حسن)
(إِن رمى ... لم يخط من دون الْقُلُوب الجنن)
(كَيفَ لي تخلص من سهمك الْمُرْسل ... فصل واستبقني حَيا وَلَا تقتل)
)
(يَا سنا ... الشَّمْس وَيَا أبهى من الْكَوْكَب)
(يَا منى ... النَّفس وَيَا سؤلي وَيَا مطلبي)
(هَا أَنا ... حل بأعدائك مَا حل بِي)
(عذلي من ألم الهجران فِي معزل ... والخلي فِي الْحبّ لَا يسال عَمَّن بلي)
(أَنْت قد ... صيرت بالحب من الرشد غي)
(لم أجد ... فِي طرقي جسمك ذَنبا عَليّ)
(فاتئد ... وَإِن تشأ قَتْلِي شَيْئا فشي)
(أجمل ووالني مِنْك يَد الْمفضل ... فَهِيَ لي من حَسَنَات الزَّمن الْمقبل)
...(16/357)
(مَا اغتذى ... طرفِي إِلَّا بسنا ناظريك)
(وَكَذَا ... فِي الْحبّ مَا بِي لَيْسَ يخفى عَلَيْك)
(وَلذَا ... أنْشد وَالْقلب رهين لديك)
(يَا عَليّ سلطت جفنيك على مقتلي ... فابق لي قلبِي وجد بِالْفَضْلِ يَا موئلي)
وَمِنْهَا
(حب المها عباده ... من كل بسام السرَار)
قمر يطلع من حسن آفَاق الْكَمَال حسنه الأبدع
(لله ذَات حسن ... مليحة الْمحيا)
(لَهَا قوام غُصْن ... وشنفها الثريا)
(والثغر حب مزن ... رضابه الحميا)
(فِي رشفه سعاده ... كَأَنَّهُ صفو الْعقار)
جور رصع يسقيك من حُلْو الزلَال طيب المشرع
(رشيقة المعاطف ... كالغصن فِي قوام)
(شهدية المراشف ... كالدر فِي نظام)
(دعصية الروادف ... والحضر ذُو انهضام جوالة القلادة محلولة عقد الْإِزَار)
حسنها أبدع من حسن ذياك الغزال أكحل المدامع
(ليلية الذوائب ... ووجهها نَهَار)
)
(مصقولة الترائب ... ورشفها عقار)
(أصداغها عقارب ... والخد جلنار)
(ناديت وافؤاداه ... من غادة ذَات اقتدار)
لحظها أقطع من حد مصقول الناص فِي الْفَتى الأشجع
(سفرجل النهود ... فِي مرمر الصُّدُور)
(يزهى على الْعُقُود ... من لِدَة البحور)
(ومقلة وجيد ... من غادة سفور)
(حبي لَهَا عباده ... أعوذ من ذَاك الفخار)(16/358)
برشأ يرتع فِي روض أزهار الْجمال كلما أينع
(عفيفة الذيول ... نقية الثِّيَاب)
(سلابة الْعُقُول ... أرق من شراب)
(أضحى بهَا نحولي ... فِي الْحبّ من عَذَابي)
(فِي النّوم لي شراده ... أَو حكمهَا حكم اقتدار)
كلما أمنع مِنْهَا فَإِن طيف الخيال زارني أهيجع
(الألقاب)
أَبُو عبَادَة الزرقي الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ اسْمه سعد بن عُثْمَان عبَادَة 5912
3 - (عبَادَة المخنث)
عبَادَة بتَشْديد الْبَاء وَفتح الْعين المخنث كَانَ صَاحب نَوَادِر ومجون كَانَ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ أَو بعْدهَا دخل على الْمَأْمُون فامتحنه بِخلق الْقُرْآن فَقَالَ يعظم الله أجرك فَقَالَ فِيمَن فَقَالَ فِي الْقُرْآن فَقَالَ الْقُرْآن يَمُوت فَقَالَ أَلَيْسَ بمخلوق من بَقِي يُصَلِّي بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح فَقَالَ أَخْرجُوهُ ويحكى أَنه كَانَ فِي مجْلِس أنس المتَوَكل لَيْلَة قتل فَلَمَّا هجموا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ وقتلوه قَامَ وزيره الْفَتْح بن خاقَان وَألقى نَفسه عَلَيْهِ وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا وَالله لَا عِشْت بعْدك فقطعوه بِالسُّيُوفِ فَلَمَّا رأى ذَلِك عبَادَة انزوى وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا أَنا إِن لي بعْدك أدواراً وأنزالاً أشربها فضحكوا مِنْهُ وتركوه
(الألقاب)
)
ابْن عباد الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد
ابْن عبَادَة وَكيل السُّلْطَان اسْمه أَحْمد بن عَليّ
الْعَبَّادِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد
الْعَبَّادِيّ الْوَاعِظ الْمَشْهُور اسْمه أزدشير وَقد تقدم ذكره وَالْآخر وَلَده المظفر بن أزدشير وَهُوَ واعظ أَيْضا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ وَولده المظفر لَهُ كَلَام بديع(16/359)
(الْعَبَّاس)
3 - (عَم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف عَم رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَبُو الْفضل كَانَ أسن من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ وَقيل بِثَلَاث أمه نثلة وَقيل نثيلة ابْنة جناب بن كُلَيْب بن مَالك بن النمر بن قاسط كَذَا نَسَبهَا الزبير وَغَيره ولدت الْعَبَّاس لعبد الْمطلب فأنجبت بِهِ وَهِي أول عَرَبِيَّة كست الْبَيْت الْحَرَام الْحَرِير والديباج وأصناف الْكسْوَة لِأَن الْعَبَّاس ضل وَهُوَ صبي فنذرت كسْوَة الْبَيْت إِن وجدته فَلَمَّا وجدته وفت بنذرها كَانَ الْعَبَّاس رَئِيسا فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي قُرَيْش وَإِلَيْهِ كَانَت عمَارَة الْبَيْت والسقاية فِي الْجَاهِلِيَّة أما السِّقَايَة فمعروفة وَأما الْعِمَارَة فَإِنَّهُ كَانَ لَا يدع أحدا يستب فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَلَا يَقُول فِيهِ هجراً يحملهم على عِمَارَته فِي الْخَيْر لَا يَسْتَطِيعُونَ لذَلِك امتناعاً لِأَن مَلأ قُرَيْش اجْتَمعُوا وتعاقدوا على ذَلِك وسلموا لَهُ ذَلِك وَكَانُوا لَهُ أعواناً وَكَانَ الْعَبَّاس مِمَّن خرج مَعَ الْمُشْركين يَوْم بدر فَأسر مَعَ الْأُسَارَى وشدوا وثاقهم فسهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة وَلم ينم فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه مَا يسهرك يَا رَسُول الله فَقَالَ اسهر لأنين الْعَبَّاس فَقَامَ رجل من الْقَوْم فَأرْخى وثَاقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لي لَا أسمع أَنِين الْعَبَّاس فَقَالَ الرجل أَنا أرخيت وثَاقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فافعل ذَلِك بالأسارى كلهم قَالَ ابْن عبد الْبر أسلم الْعَبَّاس قبل فتح خَيْبَر وَكَانَ يكتم إِسْلَامه وَذَلِكَ بَين فِي حَدِيث الْحجَّاج بن علاط أَنه كَانَ مُسلما يسره مَا فتح الله على الْمُسلمين ثمَّ أظهر إِسْلَامه يَوْم الْفَتْح وَشهد حنيناً والطائف وتبوك وَيُقَال إِن إِسْلَامه قبل بدر وَكَانَ يكْتب بأخبار الْمُشْركين إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ الْمُسلمُونَ بِمَكَّة يتقوون بِهِ وَكَانَ يحب أَن يقدم على رَسُول الله)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن مقامك بِمَكَّة خير فَلذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر من لَقِي مِنْكُم الْعَبَّاس فَلَا يقْتله فَإِنَّهُ أخرج كرها
وَكَانَ الْعَبَّاس أنْصر النَّاس لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد أبي طَالب(16/360)
وَحضر مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعقبَة يشْتَرط لَهُ على الْأَنْصَار وَكَانَ على دين قومه يَوْمئِذٍ وفدى عقيلاً ونوفلاً ابْني أَخَوَيْهِ أبي طَالب والْحَارث وَغَيرهم من مَاله وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكرم الْعَبَّاس ويجله ويعظمه بعد الْإِسْلَام وَيَقُول هَذَا عمي صنو أبي وَكَانَ الْعَبَّاس جواداً مطعماً وصُولا للرحم ذَا رَأْي حسن ودعوة مرجوة وَلم يمر بعمر وَلَا بعثمان وهما راكبان إِلَّا نزلا إجلالاً لَهُ ويقولان عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما أقحط أهل الرَّمَادَة وَذَلِكَ سنة سبع عشرَة قَالَ كَعْب لعمر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن بني إِسْرَائِيل كَانُوا إِذا أَصَابَهُم مثل هَذَا استسقوا بعصبة الْأَنْبِيَاء فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ هَذَا عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصنو أَبِيه وَسيد بني هَاشم فَمشى إِلَيْهِ عمر وشكا إِلَيْهِ مَا النَّاس فِيهِ ثمَّ صعد الْمِنْبَر وَمَعَهُ الْعَبَّاس فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا قد توجهنا إِلَيْك بعم نَبينَا وصنو أَبِيه فاسقنا الْغَيْث وَلَا تجعلنا من القانطين ثمَّ قَالَ عمر يَا أَبَا الْفضل قُم فَادع فَقَالَ الْعَبَّاس بعد حمد الله وَالثنَاء عَلَيْهِ اللَّهُمَّ إِن عنْدك سحاباً وعندك مَاء فانشر السَّحَاب ثمَّ أنزل المَاء فِيهِ علينا فاسدد بِهِ الأَصْل واطل بِهِ الْفَرْع وادر بِهِ الضَّرع اللَّهُمَّ إِنَّك لم تنزل بلَاء إِلَّا بذنب وَلم تكشفه إِلَّا بتوبة وَقد توجه الْقَوْم بِي إِلَيْك فاسقنا الْغَيْث اللَّهُمَّ شفعنا فِي أَنْفُسنَا وأهلينا اللَّهُمَّ اسقنا سقيا وادعاً نَافِعًا طبقًا سَحا عَاما اللَّهُمَّ لَا نرجو إِلَّا إياك وَلَا نَدْعُو غَيْرك وَلَا نرغب إِلَّا إِلَيْك اللَّهُمَّ إِلَيْك جوع كل جَائِع وعري كل عَار وَخَوف كل خَائِف وَضعف كل ضَعِيف فِي دُعَاء كثير فَأَرختْ السَّمَاء عزاليها فَجَاءَت بأمثال الْجبَال حَتَّى اسْتَوَت الْحفر بالآكام وأخصبت الأَرْض وعاش النَّاس فَقَالَ عمر هَذَا وَالله الْوَسِيلَة إِلَى الله وَالْمَكَان مِنْهُ فَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الْكَامِل
(سَأَلَ الإِمَام وَقد تتَابع جدبنا ... فسقي الْأَنَام بغرة الْعَبَّاس)
(عَم النَّبِي وصنو وَالِده الَّذِي ... ورث النَّبِي بِذَاكَ دون النَّاس)
(أَحْيَا الْإِلَه بِهِ الْبِلَاد فَأَصْبَحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس)
وَكَانَ الْعَبَّاس جميلاً أَبيض غضاً ذَا ضفيرتين معتدل الْقَامَة وَقيل بل كَانَ طَويلا وَلما سقوا طفق النَّاس يمسحون أَرْكَان الْعَبَّاس وَيَقُولُونَ هَنِيئًا لَك ساقي الْحَرَمَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ)
وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَدفن بِالبَقِيعِ وعاش ثمانياً وَثَمَانِينَ سنة وَقَالَ خريم بن أَوْس كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ عَمه الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله إِنِّي أُرِيد أَن امتدحك فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل لَا يفضض الله فَاك فَأَنْشَأَ يَقُول المنسرح
(من قَلبهَا طبت فِي الْجنان وَفِي ... مستودع حَيْثُ يخصف الْوَرق)
(ثمَّ هَبَطت الْبِلَاد لَا بشر ... أَنْت وَلَا مُضْغَة وَلَا علق)
(بل نُطْفَة تركب السفين وَقد ... ألْجم نسراً وَأَهله الْغَرق)
(تنقل من صالب إِلَى رحم ... إِذا مضى عَالم بدا طبق)
...(16/361)
(حَتَّى احتوى بَيْتك الْمُهَيْمِن من ... خندف علياء تحتهَا النُّطْق)
(وَأَنت لما ولدت أشرقت الأَرْض وضاءت بنورك الْأُفق)
(فَنحْن فِي ذَلِك الضياء وَفِي النُّور وسبل الرشاد نخترق)
وَقد بورك فِي نسل الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ رَجَاء بن الضَّحَّاك إِنَّه فِي سنة مِائَتَيْنِ أحصي ولد الْعَبَّاس فبلغوا ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ ألفا كَذَا ذكر الجهشياري فِي كتاب الوزراء 5914
3 - (الْمُهَاجِرِي الْأنْصَارِيّ)
الْعَبَّاس بن عبَادَة بن نَضْلَة بن مَالك بن العجلان الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بيعَة الْعقبَة الثَّانِيَة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق كَانَ مِمَّن خرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِمَكَّة وَشهد مَعَه العقبتين وَقيل بل كَانَ فِي النَّفر السِّتَّة الَّذين لقوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة فأسلموا قبل سَائِر الْأَنْصَار وَأقَام مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا حَتَّى هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ يُقَال لَهُ مُهَاجِرِي وأنصاري قتل يَوْم أحد شَهِيدا وَلم يشْهد بَدْرًا آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين عُثْمَان بن مَظْعُون 5915
3 - (أَبُو الْفضل السّلمِيّ)
الْعَبَّاس بن مرداس بن أبي عَامر بن جَارِيَة بن عبد بن عَبَّاس أَبُو الْفضل السّلمِيّ وَقيل أَبُو الْهَيْثَم أسلم قبل فتح مَكَّة بِيَسِير وَكَانَ أَبوهُ مرداس شَرِيكا ومصافياً لِحَرْب بن أُميَّة وقتلهما جَمِيعًا الْجِنّ وخبرهما مَشْهُور عِنْد الأخباريين وَكَانَ الْعَبَّاس هَذَا من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَمِمَّنْ حسن إِسْلَامه مِنْهُم وَلما أعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم من سبي حنين مائَة مائَة من الْإِبِل وَنقص طَائِفَة من الْمِائَة مِنْهُم عَبَّاس بن مرداس جعل عَبَّاس يَقُول إِذْ لم)
يبلغ بِهِ من الْعَطاء مَا بلغ بالأقرع بن حَابِس وعيينة بن حصن المتقارب
(أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ... بَين عُيَيْنَة والأقرع)
(فَمَا كَانَ حصن وَلَا حَابِس ... يَفُوقَانِ مرداس فِي مجمع)
فِي أَبْيَات فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذْهَبُوا فَاقْطَعُوا عني لِسَانه فَأَعْطوهُ حَتَّى رَضِي(16/362)
وَكَانَ شَاعِرًا محسناً وَكَانَ الْعَبَّاس بن مرداس مِمَّن حرم الْخمر على نَفسه فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَبُو بكر أَيْضا وَعُثْمَان بن عَفَّان وَعُثْمَان بن مَظْعُون وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقيس بن عَاصِم وحرمها قبل هَؤُلَاءِ عبد الْمطلب بن هَاشم وَعبد الله بن جدعَان وَشَيْبَة بن ربيعَة وورقة بن نَوْفَل والوليد بن الْمُغيرَة وعامر ابْن الظرب وَيُقَال هُوَ أول من حرمهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَيُقَال بل عفيف بن معدي كرب الْكِنْدِيّ وَالْعَبَّاس بن مرداس هُوَ الْقَائِل يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَامِل
(يَا سيد النبآء إِنَّك مُرْسل ... بِالْحَقِّ كل هدى السَّبِيل هداكا)
(إِن الْإِلَه بنى عَلَيْك محبَّة ... فِي خلقه ومحمداً سماكا)
وَذكر الشُّعَرَاء فِي الشجَاعَة يَوْمًا عِنْد عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ أَشْجَع النَّاس فِي الشّعْر عَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ حَيْثُ قَالَ
(الوافر أققائل فِي الكتيبة لَا أُبَالِي ... أحتفي كَانَ فِيهَا أم سواهَا)
وَله فِي يَوْم حنين أشعار حسان مِنْهَا الْبَسِيط
(عين تأوبها من شجوها أرق ... فالماء يغمرها طوراً وينحدر)
(كَأَنَّهُ نظم در عِنْد ناظمة ... تقطع السلك مِنْهُ فَهُوَ ينكدر)
(يَا بعد منزل من ترجو مودته ... وَمن حفى دونه الصفوان والحفر)
(دع مَا تقادم من عهد الشَّبَاب فقد ... ولى الشَّبَاب وَجَاء الشيب والذعر)
(وَاذْكُر بلَاء سليم فِي مواطنها ... وَفِي سليم لأهل الْفَخر مفتخر)
فِي شعر طَوِيل يذكرهُ أهل الْمَغَازِي 5916
3 - (البطل فَارس بني مَرْوَان)
الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان كَانَ من الْأَبْطَال الْمَذْكُورين فِي الأسخياء الموصوفين وَكَانَ يُقَال لَهُ فَارس بني مَرْوَان اسْتَعْملهُ أَبوهُ على حمص وَولي الْمَغَازِي وَفتح)
عدَّة حصون وَلكنه كَانَ ينَال من عمر بن عبد الْعَزِيز بِجَهْل وَمَات فِي سجن مَرْوَان بن مُحَمَّد فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة 5917
3 - (الوَاقِفِي الْأنْصَارِيّ)
الْعَبَّاس بن الْفضل بن عَمْرو بن عبيد بن الْفضل بن حَنْظَلَة(16/363)
الوَاقِفِي الْأنْصَارِيّ أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ صَاحب أبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ وأتقن الْإِدْغَام الْكَبِير وَولد سنة خمس وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى عَنهُ عبد الْغفار بن الزبير الْموصِلِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح عَامر بن عمر أُوقِيَّة وَقَالَ أَبُو عَمْرو لَو لم يكن من أَصْحَابِي إِلَّا الْعَبَّاس لكفاني وناظر الْكسَائي فِي الإمالة وَولي قَضَاء الْموصل وَهُوَ بَصرِي ضَعِيف بِمرَّة تفرد بِحَدِيث إِذا كَانَ سنة مِائَتَيْنِ يكون كَذَا وَكَذَا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أنْكرت عَلَيْهِ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا وَمَا بحَديثه بَأْس وروى لَهُ ابْن مَاجَه 5918
3 - (الْأَمِير العباسي)
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْأَمِير أَبُو الْفضل ولي إمرة الشَّام لِأَخِيهِ الْمَنْصُور وَحج بِالنَّاسِ مَرَّات وغزا الرّوم مرّة فِي سِتِّينَ ألفا وَكَانَ شيخ بني الْعَبَّاس فِي عصره وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة سِتّ وَولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة 5919
3 - (الشَّاعِر الْحَنَفِيّ)
الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف الشَّاعِر كَانَ ظريفاً كيساً مجيدا الْغَزل حُلْو النادرة وَله مَعَ الرشيد أَخْبَار وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة على الْأَصَح وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ خَال إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي قَالَ بشار بن برد مَا زَالَ غُلَام من بني حنيفَة يدْخل نَفسه فِينَا ويخرجها حَتَّى قَالَ الْبَسِيط
(أبْكِي الَّذين أذاقوني مَوَدَّتهمْ ... حَتَّى إِذا أيقظوني للهوى رقدوا)
(واستنهضوني فَلَمَّا قُمْت منتصباً ... بثقل مَا حملوني مِنْهُم قعدوا)
(لأخْرجَن من الدُّنْيَا وحبهم ... بَين الجوانح لم يشْعر بِهِ أحد)
وَقَالَ عمر بن شبة مَاتَ إِبْرَاهِيم الْموصِلِي النديم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَمَات فِي ذَلِك الْيَوْم الْكسَائي النَّحْوِيّ وَالْعَبَّاس بن الْأَحْنَف وهشيمة الخمارة فَرفع ذَلِك إِلَى الرشيد فَأمر الْمَأْمُون أَن يُصَلِّي عَلَيْهِم فَخرج فصفوا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ من هَذَا الأول فَقَالُوا إِبْرَاهِيم)(16/364)
الْموصِلِي فَقَالَ أخروه وَقدمُوا الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف فَقدم فصلى عَلَيْهِم فَلَمَّا فرغ وَانْصَرف دنا مِنْهُ هَاشم بن عبد الله ابْن مَالك الْخُزَاعِيّ فَقَالَ يَا سَيِّدي كَيفَ آثرت الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف على من حضر بالتقدمة فَأَنْشد الْكَامِل
(وسعى بهَا نَاس فَقَالُوا إِنَّهَا ... لهي الَّتِي تشقى بهَا وتكابد)
(فجحدتهم ليَكُون غَيْرك ظنهم ... إِنِّي ليعجبني الْمُحب الجاحد)
ثمَّ قَالَ أتحفظها فَقلت نعم وأنشدته فَقَالَ الْمَأْمُون أَلَيْسَ من قَالَ هَذَا الشّعْر أولى بالتقدمة فَقلت بلَى وَالله يَا سَيِّدي قلت الْكسَائي إِنَّمَا مَاتَ بِالريِّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة على خلاف فِيهِ وَمَا كَانَ الْمَأْمُون مِمَّن يقدم الْعَبَّاس على مثل الإِمَام الْكسَائي وَلَكِن هَكَذَا جَاءَ وَقد روى الصولي أَنه رأى الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف بعد موت هَارُون الرشيد فِي منزله بِبَاب الشَّام وَهَذَا يدل أَيْضا على أَن الرشيد مَا أَمر الْمَأْمُون بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِم وَمن شعر الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف الْكَامِل
(يَا أَيهَا الرجل المعذب نَفسه ... أقصر فَإِن شفاءك الإقصار)
(نزف الْبكاء دموع عَيْنك فاستعر ... عينا يعينك دمعها المدرار)
(من ذَا يعيرك عينه تبْكي بهَا ... أَرَأَيْت عينا للبكاء تعار)
وَمِنْه الْكَامِل
(تَعب يطول مَعَ الرَّجَاء لذِي الْهوى ... خير لَهُ من رَاحَة فِي الياس)
(لَوْلَا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنتم عِنْدِي كبعض النَّاس)
وَمِنْه قَوْله الطَّوِيل
(وحدثتني يَا سعد عَنْهُم فزدتني ... جنوناً فزدني من حَدِيثك يَا سعد)
(هَواهَا هوى لم يعرف الْقلب غَيره ... فَلَيْسَ لَهُ قبل وَلَيْسَ لَهُ بعد)
وَمِنْه الطَّوِيل
(إِذا أَنْت لم تعطفك إِلَّا شَفَاعَة ... فَلَا خير فِي ود يكون بشافع)
(فأقسم مَا تركي عتابك عَن قلى ... وَلَكِن لعلمي أَنه غير نافعي)
(وَأَنِّي إِذا لم ألزم الصَّبْر طَائِعا ... فَلَا بُد مِنْهُ مكْرها غير طائع)
وَقَالَ الْمَدَائِنِي كَانُوا يَقُولُونَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف مثل أبي الْعَتَاهِيَة فِي الزّهْد يكثران الحز وَلَا يصيبان الْمفصل وَقَالَ غَيره كَانَت فِي الْعَبَّاس آلَات الظّرْف كَانَ جميل المنظر نظيف الثَّوْب)
فاره الْمركب حسن الْأَلْفَاظ حسن الحَدِيث كثير النَّوَادِر بَاقِيا على الشَّرَاب شَدِيد الِاحْتِمَال طَوِيل المساعدة قَالَ أَبُو بكر الصولي حدثت عَن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الْبَصْرِيّ قَالَ(16/365)
حَدثنِي رجل من قُرَيْش قَالَ خرجت خرجت حَاجا فخرجنا نصلي فِي بعض الطَّرِيق فجاءنا غُلَام فَقَالَ فِيكُم أحد من أهل الْبَصْرَة فَقُلْنَا كلنا من أهل الْبَصْرَة قَالَ إِن مولَايَ من أَهلهَا وَهُوَ يدعوكم فقمنا إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ نَازل على عين مَاء فَقَالَ إِنِّي أحب أَن أوصِي إِلَيْكُم ثمَّ رفع رَأسه يترنم المديد
(يَا بعيد الدَّار عَن وَطنه ... مُفردا يبكي على سكنه)
(كلما جد الرحيل بِهِ ... زَادَت الأسقام فِي بدنه)
ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ فأفاق وَهُوَ يَقُول
(وَلَقَد زَاد الْفُؤَاد هوى ... هَاتِف يبكي على فننه)
(شفه مَا شفني فَبكى ... كلنا يبكي على شجنه)
ثمَّ مَاتَ فَقُلْنَا للغلام من مَوْلَاك فَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف فأصلحنا من شَأْنه وصلينا عَلَيْهِ ودفناه رَحمَه الله وَطَلَبه يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي يَوْمًا فَقَالَ إِن مَارِيَة هِيَ الْغَالِبَة على أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإنَّهُ جرى بَينهمَا عتب فَهِيَ بعزة دَالَّة المعشوق تأبى أَن تعتذر وَهُوَ بعز الْخلَافَة وَشرف الْملك وَالْبَيْت يَأْبَى ذَلِك وَقد رمت الْأَمر من قبلهَا فأعياني وَهُوَ أَحْرَى أَن تستفزه الصبابة فَقل شعرًا تسهل بِهِ عَلَيْهِ هَذِه الْقَضِيَّة وَأَعْطَاهُ دَوَاة وقرطاساً وَطَلَبه الرشيد فَتوجه إِلَيْهِ ونظم الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قَوْله الْكَامِل
(العاشقان كِلَاهُمَا متغضب ... وَكِلَاهُمَا متوجد متجنب)
(صدت مغاضبة وَصد مغاضباً ... وَكِلَاهُمَا مِمَّا يعالج مُتْعب)
(رَاجع أحبتك الَّذين هجرتهم ... إِن المتيم قَلما يتَجَنَّب)
(إِن التجنب إِن تطاول مِنْكُمَا ... دب السلو لَهُ فعز الْمطلب)
ثمَّ قَالَ لأحد الرُّسُل ابلغ الْوَزير أَنِّي قد قلت أَرْبَعَة أَبْيَات فَإِن كَانَ فِيهَا مقنع وجهت بهَا فَعَاد الرَّسُول وَقَالَ هَاتِهَا فَفِي أقل مِنْهَا مقنع وَفِي قدر الروي فَكتب الأبيات وَكتب تحتهَا أَيْضا السَّرِيع
(لَا بُد للعاشق من وَقْفَة ... تكون بَين الْوَصْل والصرم)
(حَتَّى إِذا الهجر تَمَادى بِهِ ... رَاجع من يهوى على رغم)
)
فَدفع الرقعة يحيى إِلَى الرشيد فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت شعرًا أشبه بِمَا نَحن فِيهِ من هَذَا الشّعْر وَالله لكَأَنِّي قصدت بِهِ فَقَالَ يحيى وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لأَنْت الْمَقْصُود بِهِ فَقَالَ الرشيد يَا غُلَام هَات نَعْلي فَإِنِّي وَالله أرَاجعهَا على رغم فَنَهَضَ وأذهله السرُور أَن يَأْمر(16/366)
للْعَبَّاس بِشَيْء ثمَّ إِن مَارِيَة لما علمت بمجيء الرشيد إِلَيْهَا قَامَت تَلَقَّتْهُ وَقَالَت كَيفَ ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأَعْطَاهَا الشّعْر وَقَالَ هَذَا الَّذِي جَاءَ بِي إِلَيْك قَالَت فَمن قَالَه قَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قَالَت فَبِمَ كوفئ قَالَ مَا فعلت بعد شَيْئا فَقَالَت وَالله لَا أَجْلِس حَتَّى يكافأ فَأمر لَهُ بِمَال كثير وَأمرت هِيَ لَهُ بِدُونِ ذَلِك وَأمر لَهُ يحيى بِدُونِ مَا أمرت بِهِ وَحمل على برذون ثمَّ قَالَ لَهُ الْوَزير يحيى من تَمام النِّعْمَة عنْدك أَن لَا تخرج من الدَّار حَتَّى نؤثل لَك بِهَذَا المَال ضَيْعَة فَاشْترى لَهُ ضيَاعًا بجملة من ذَلِك المَال وَدفع إِلَيْهِ بَقِيَّة المَال
وَمن شعره الطَّوِيل
(جرى السَّيْل فاستبكاني السَّيْل إِذْ جرى ... وفاضت لَهُ من مقلتي غرُوب)
(وَمَا ذَاك إِلَّا حَيْثُ أيقنت أَنه ... يمر بوادٍ أَنْت مِنْهُ قريب)
(يكون أجاجاً دونكم فَإِذا انْتهى ... إِلَيْكُم تلقى طيبكم فيطيب)
(أيا سَاكِني أكناف دجلة كلكُمْ ... إِلَى النَّفس من أجل الحبيب حبيب)
وَله تغزل كثير فِي فوز وظلوم وَخَبره مَعَ فوز مَذْكُور فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وَقَالَ أَبُو الْفرج حَدثنِي أَبُو جَعْفَر النَّخعِيّ قَالَ كَانَ الْعَبَّاس يهوى عنان جَارِيَة النطاف فَجَاءَنِي يَوْمًا فَقَالَ امْضِ بِنَا إِلَى عنان قَالَ فصرنا إِلَيْهَا فرأيتها كالمهاجرة لَهُ فَجَلَسْنَا قَلِيلا ثمَّ ابْتَدَأَ الْعَبَّاس فَقَالَ الرمل المجزوء
(قَالَ عَبَّاس وَقد أجهد من وجد شَدِيد)
(لَيْسَ لي صَبر على الهجر وَلَا لذع الصدود)
(لَا وَلَا يصبر للهجر فؤاد من حَدِيد)
فَقَالَت عنان
(من ترَاهُ كَانَ أغْنى ... مِنْك عَن هَذَا الصدود)
(بعد وصل لَك مني ... فِيهِ إرغام الحسود)
(فَاتخذ للهجر إِن شِئْت فؤاداً من حَدِيد)
)
(مَا رَأَيْنَاك على مَا ... كنت تجني بجليد)
فَقَالَ عَبَّاس
(لَو تجودين لصب ... رَاح ذَا وجد شَدِيد)
(وَأخي جهل بِمَا قد ... كَانَ يجني بالصدود)
(لَيْسَ من أحدث هجراً ... لصديق بسديد)
...(16/367)
(لَيْسَ مِنْهُ الْمَوْت إِن لم ... تصلي بِبَعِيد)
قَالَ فَقلت للْعَبَّاس وَيحك مَا هَذَا الْأَمر قَالَ أَنا جنيت على نفس بتتايهي عَلَيْهَا فَلم أَبْرَح حَتَّى ترضيتها لَهُ 5920
3 - (الأندلسي)
عَبَّاس بن نَاصح أَبُو الْعَلَاء الجزيري الثَّقَفِيّ الأندلسي كَانَ من أهل الْعلم باللغة والعربية من الشُّعَرَاء المجودين وَكَانَ منجب الْولادَة ولي قَضَاء بلد الجزيرة مَعَ شذونة ووليه بعده ابْنه عبد الْوَهَّاب بن عَبَّاس ثمَّ ابْنه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب وَكلهمْ شعراء عُلَمَاء أدباء ذَوُو شرف وَمِنْهُم عَبَّاس بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَبَّاس بن نَاصح كَانَ فَقِيها عَالما لغوياً حَافِظًا أدْرك جده وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي أَبُو الْعَلَاء عَبَّاس بن نَاصح فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم بعد الثَّلَاثِينَ والمائتين قرىء عَلَيْهِ يَوْمًا قصيدته الَّتِي أَولهَا الطَّوِيل
(لعمرك مَا الْبلوى بِعَارٍ وَلَا الْعَدَم ... إِذا الْمَرْء لم يعْدم تقى الله وَالْكَرم)
حَتَّى انْتهى الْقَارئ فِيهَا إِلَى قَوْله
(تجاف عَن الدُّنْيَا فَمَا لمعجز ... وَلَا حَازِم إِلَّا الَّذِي خطّ بالقلم)
فَقَالَ لَهُ يحيى بن حكم الغزال وَكَانَ فِي أَصْحَابه وَهُوَ إِذْ ذَاك حدث نظار متأدب ذكي القريحة وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ أَيهَا الشَّيْخ وَمَا الَّذِي يصنع مفعل مَعَ فَاعل فَقَالَ لَهُ وَكَيف تَقول أَنْت يَا بني قَالَ كنت أَقُول الطَّوِيل
(تجاف عَن الدُّنْيَا فَلَيْسَ لعاجز ... وَلَا حَازِم إِلَّا الَّذِي خطّ بالقلم)
وأستريح فَقَالَ عَبَّاس وَالله يَا بني لقد طلبَهَا عمك ليَالِي فَمَا وجدهَا وَقَالَ عُثْمَان بن سعيد لما أنْشد عَبَّاس بن نَاصح أَصْحَابه الآخذين عَنهُ بقرطبة قصيدته الَّتِي مِنْهَا هَذَا الْبَيْت الطَّوِيل
(بقرت بطُون الْعلم فاستفرغ الحشا ... بكفي حَتَّى عَاد خاويه ذَا بقر)
)
قَالَ بكر بن عِيسَى الكتامي الأديب وَكَانَ فيهم أما وَالله يَا أَبَا الْعَلَاء لَئِن كنت بقرت الحشا لقد وسخت يدك بفرثه وملأتها من دَمه وخبثت نَفسك من نَتنه وخممت أَنْفك بعرفه فاستحيا عَبَّاس مِنْهُ وَلم يحر جَوَابا(16/368)
وَمن شعر عَبَّاس الْبَسِيط
(مَا خير مُدَّة عَيْش الْمَرْء لَو جعلت ... كمدة الدَّهْر وَالْأَيَّام تفنيها)
(فارغب بِنَفْسِك أَن ترْضى بِغَيْر رضى ... وابتع نجاتك بالدنيا وَمَا فِيهَا 5921)
3 - (قَاتل الظافر والفائز قبله)
الْعَبَّاس بن أبي الْفتُوح بن يحيى بن تَمِيم بن الْمعز بن باديس أَبُو الْفضل وَزِير الفائز عِيسَى العبيدي كَانَ وصل إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ مَعَ أمه بلارة فَتَزَوجهَا الْعَادِل عَليّ بن السلار وَزِير الظافر العبيدي فأقامت عِنْده زَمَانا ورزق عَبَّاس هَذَا ولدا اسْمه نصر فَكَانَ عِنْد جدته فِي دَار الْعَادِل وَكَانَ الْعَادِل يحنو عَلَيْهِ ويعزه ثمَّ إِن عباساً دس وَلَده نصرا على أَن قتل الْعَادِل على مَا يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْعَادِل ثمَّ إِن عباساً دس وَلَده نصرا على الظافر أَيْضا فَقتله على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة الظافر إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد ثمَّ إِن أُخْت الظافر استدعت الصَّالح بن رزيك من منية بني خصيب فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة وهرب عَبَّاس هَذَا وَولده نصر وَأُسَامَة بن منقذ إِلَى الشَّام فَخرج الفرنج عَلَيْهِم وَقتلُوا عباساً وجهزوا نصرا إِلَى مصر فِي قفص حَدِيد على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة الظافر إِسْمَاعِيل وَولده الفائز عِيسَى فليكشف من تَرْجَمَة الْمَذْكُورين وَكَانَت قتلة عَبَّاس الْمَذْكُور فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَوصل إِلَى دمشق جمَاعَة من أَصْحَابه هاربين على اقبح الصُّور من العري والعدم
وَقَالَ عمَارَة اليمني من أَبْيَات الطَّوِيل
(لكم يَا بني رزيك لَا زَالَ ظلكم ... مَوَاطِن سحب الْمَوْت فِيهَا مواطر)
(سللتم على الْعَبَّاس بيض صوارم ... قهرتم بِهِ سُلْطَانه وَهُوَ قاهر)
قَالَ أُسَامَة بن منقذ كَانَ لعباس أَرْبَعمِائَة جمل تحمل أثقاله وَمِائَتَا بغل رَحل وَمِائَتَا جنيب فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوج من مصر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة تقدم بشد خيله وجماله فَلَمَّا صَار الْجَمِيع على بَاب دَاره وَقد مَلَأت الفضاء إِلَى الْقصر خرج غُلَام لَهُ)
يُقَال لَهُ عنبر كَانَ على أشغاله وغلمانه كلهم تَحت يَده فَقَالَ للجمالين والخربندية والركابية روحوا إِلَى بُيُوتكُمْ وسيبوا الدَّوَابّ فَفَعَلُوا ذَلِك وانحاز هُوَ إِلَى المصريين يُقَاتل عباساً مَعَهم وَكَانَ عَبَّاس ومماليكه فِي ألف رجل فنهب المصريون الْخَيل وَالْجمال وَالدَّوَاب وَلما فتحُوا بذلك الطَّرِيق خرج عَبَّاس من بَاب النَّصْر فَجَاءُوا فِي إثره وَأَغْلقُوا الْبَاب وعادوا إِلَى دور عَبَّاس فنهبوها وَكَانَ عَبَّاس قد أحضر من الْعَرَب ثَلَاثَة آلَاف فَارس(16/369)
يتقوى بهم على المصريين ووهبهم أَشْيَاء كَثِيرَة وحلفهم لَهُ فَلَمَّا خرج من بَاب النَّصْر غدروا بِهِ وقاتلوه أَشد قتال سِتَّة أَيَّام يقاتلهم من الْفجْر إِلَى اللَّيْل فَإِذا نزل أمهلوه إِلَى نصف اللَّيْل ثمَّ يركبون ويهدون خيلهم على جَانب النَّاس ويصيحون صَيْحَة وَاحِدَة فتجفل الْخَيل وتقطع لجمها فَلَمَّا كَانَ بعد سِتَّة أَيَّام وَقد ضعف صبحه الإفرنج فَقتلُوا عباساً وَابْنه الْأَوْسَط واسروا ابْنه الْأَكْبَر وَأخذُوا نسَاء عَبَّاس وخزائنه واسروا أَوْلَادًا لَهُ صغَارًا وَقَالَ فِي قتل الظافر بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ ابْن أسعد يَعْنِي عباسا الطَّوِيل
(وَأنْفق من أَمْوَالهم فِي هلاكهم ... وَأظْهر مَا قد كَانَ عَنهُ ينافق)
(وَمد يدا هم طولوها إِلَيْهِم ... وحلت بِأَهْل الْقصر مِنْهُ البوائق)
(سقى ربه كأس المنايا وَمَا انْقَضى ... لَهُ الشَّهْر إِلَّا وَهُوَ للكأس ذائق 5922)
3 - (أَبُو الْفضل الْعلوِي)
الْعَبَّاس بن الْحسن بن عبيد الله بن عَبَّاس بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو الْفضل الْعلوِي قدم بَغْدَاد فِي دولة الرشيد ثمَّ صحب الْمَأْمُون وَكَانَ شَاعِرًا بليغاً مفوهاً حَتَّى قيل إِنَّه أشعر آل أبي طَالب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة 5923
3 - (وَزِير المكتفي والمقتدر)
الْعَبَّاس بن الْحسن وَزِير المكتفي والمقتدر وثب عَلَيْهِ ابْن حمدَان فَضرب عُنُقه فِي نوبَة ابْن المعتز وَذَلِكَ فِي حُدُود الثلاثمائة وَلم تزل تتقلب بِهِ الْأَيَّام من المباشرات إِلَى أَن وزر للمكتفي وأقطعه غلَّة خمسين ألف دِينَار وأجرى لَهُ فِي كل شهر خَمْسَة آلَاف دِينَار قَالَ الصولي ولد الْعَبَّاس فِي اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِيهَا المتَوَكل فَقَالَ أَبُو معشر مَا أعجب أَمر هَذَا الْمَوْلُود لَو كَانَ هاشمياً لحكمت لَهُ بالخلافة وسيكون أمره كأمره فِي سَائِر أَحْوَاله إِلَّا أَنه وَزِير وَكَانَ الْأَمر فِيهِ كَمَا حكم وَأوصى إِلَيْهِ المكتفي فِي مَاله وَولده وَعِيَاله وَقَالَ الْقَاسِم بن)
عبيد الله إِنِّي لأعنت الْعَبَّاس فِي سرعَة الْإِمْلَاء فتسبق يَده لَفْظِي وَيقطع الْكتاب مَعَ آخر كَلَامي وَقَالَ الصولي مَا رَأَيْت أَنا يدا أسْرع بالخط من الْعَبَّاس وَلَا أقل سقطا مَعَ إِقَامَة حُرُوفه واستواء سطوره وملاحة خطه وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من البلاغة من غير تلبث وَلَا تمكث وَقَالَ الزّجاج النَّحْوِيّ دخلت على الْعَبَّاس وَهُوَ يكْتب رقْعَة وَقد التطخت إصبعه الْوُسْطَى بالمداد فَلَمَّا فرغ من كتبهَا بل إصبعه بريقه ومسحها فِي منديل على حجره ثمَّ قَالَ الْخَفِيف ...(16/370)
(إِنَّمَا الزَّعْفَرَان عطر العذارى ... ومداد الدوي عطر الرِّجَال)
فَقلت نعم أَنْشدني أَحْمد بن يحيى قَالَ أَنْشدني ابْن الْأَعرَابِي الْبَسِيط
(من كَانَ يُعجبهُ إِن مس عَارضه ... مسك يطيب مِنْهُ الرّيح والنسما)
(فَإِن مسكي مداد فَوق أنملتي ... إِذا الأنامل مني مست القلما)
وَلما توفّي المكتفي أحكم الْبيعَة الْعَبَّاس بن الْحسن للمقتدر فتمت فَألْحق النَّاس بِهِ كل لوم فِي كل شَيْء يمْنَع فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَولا بعض الْكتاب وَالْحُسَيْن ابْن حمدَان أَن يخْتَار للخلافة رجلا يشْتَد خَوفه هُوَ مِنْهُ إِذا دخل إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ تقيم من تخافه ويخافك النَّاس من أَجله وَإِلَّا طلب النَّاس مِنْك زيادات الإقطاعات وَمن منعته عاداك فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَفَسَد النَّاس عَلَيْهِ وحسدوه وَصَارَ يمْنَع وَالِدَة المقتدر من التَّوَسُّع فِي النَّفَقَات فثقل على قلب المقتدر ووالدته وحاشيتهما فسعوا فِي إِزَالَة أمره إِلَى أَن تمّ الْقَضَاء عَلَيْهِ بقتْله فَرَمَوْهُ بِأَنَّهُ يُرِيد الْبيعَة لعبد الله بن المعتز فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فَنزل فِي موكبه وضربه الْحُسَيْن بن حمدَان فَقتله وَقتل مَعَه جمَاعَة مِنْهُم فاتك المعتضدي وَغَيره وَقيل إِن الْحُسَيْن لما ضربه طَار قحف رَأسه ثمَّ ثناه فَسقط على وَجهه ثمَّ اعتوره الْأَعْرَاب فَقطع قطعا وَقَالَ الصولي حَدثنِي أَحْمد بن الْعَبَّاس قَالَ كَانَ لأبي شعر وَكَانَ يَكْتُمهُ وَلَا يظهره فَوجدت بعد وَفَاته رقْعَة بِخَطِّهِ فِيهَا المنسرح
(يَا شادناً فِي فؤاد عاشقه ... من حبه لوعة تقرحه)
(لي خبر بعد مَا نأيت وَلَو ... أمنت رُسُلِي مَا كنت أشرحه)
(صنت الْهوى طاقتي فأظهره ... دمع يُنَادي بِهِ ويوضحه)
(وكل صب يصون دمعته ... فَهِيَ غَدَاة الْفِرَاق تفضحه)
وَقَالَ فِي الرقعة أَيْضا المنسرح)
(يَا قاتلي بالصدود مِنْهُ وَلَو ... يَشَاء بالوصل كَانَ يحييني)
(وَمن يرى مهجتي تسيل على ... تَقْبِيل فِيهِ وَلَا يواتيني)
(واحربي للْخلاف مِنْك وَمن ... خلائق فِيك ذَات تلوين)
(طيفك فِي هجعتي يصالحني ... وَأَنت مستيقظاً تعاديني)
قلت شعر متوسط وَالْمعْنَى مَأْخُوذ من قَول أبي نواس السَّرِيع
(يَا ناعم البال فَمَا بالنا ... نشقى ويلتذ خيالانا)
(لَو شِئْت إِذا أَحْسَنت لي نَائِما ... تممت إحسانك يقظانا 5924)(16/371)
3 - (حَاجِب الْأمين)
الْعَبَّاس بن الْفضل بن الرّبيع بن يُونُس مولى الْمَنْصُور كَانَ من كبار الْأُمَرَاء ولي حجبة الْأمين وَكَانَ شَاعِرًا فصيحاً توفّي فِي حَيَاة أَبِيه سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَمن شعره 5925
3 - (الأحمدي الأديب)
الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مطروح بن سراج بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ أَبُو عِيسَى الأحمدي الأديب من أهل مصر توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وثلاثمائة 5926
3 - (أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ)
الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي مُوسَى أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ من أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأبي سعيد السيرافي فِي طبقَة أبي الْفَتْح ابْن جني توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة 5927
3 - (اليزيدي)
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليزيدي تقدم ذكر جمَاعَة من أهل بَيته وهم أهل أدب وَفضل وَمَات الْعَبَّاس هَذَا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 5928
3 - (عرام)
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل يعرف بعرام لَهُ رسيلات تجْرِي مجْرى اللَّهْو والطنز واللعب 5929
3 - (النَّرْسِي الْبَصْرِيّ)
الْعَبَّاس بن الْوَلِيد أَبُو الْفضل الْبَاهِلِيّ النَّرْسِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَثَّقَهُ ابْن معِين ورجحوه على ابْن عَمه وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 5930)
3 - (الرياشي اللّغَوِيّ)
الْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي مَوْلَاهُم ورياش مولى عباسة(16/372)
زَوْجَة مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي قَرَأَ الرياشي على الْمَازِني وَأخذ الْمَازِني عَنهُ اللُّغَة حدث الْمبرد قَالَ سَمِعت الْمَازِني يَقُول قَرَأَ الرياشي عَليّ كتاب سِيبَوَيْهٍ فاستفدت مِنْهُ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني يَعْنِي أَنه أفادني لغته وشعره وأفاده هُوَ النَّحْو وَقتل الرياشي بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ قتلته الزنج فِي نوبَة العلوية أَيَّام الْمُعْتَمد على الله وَكَانَ قَائِما يُصَلِّي الضُّحَى فِي مَسْجده وَلم يدْفن إِلَّا بعد مَوته بِزَمَان قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان ذكر شَيخنَا ابْن الْأَثِير فِي تَارِيخه أَنه قتل بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ غلط إِذْ لَا خلاف بَين أهل الْعلم بالتاريخ أَن الزنج دخلُوا الْبَصْرَة وَقت صَلَاة الْجُمُعَة لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من شَوَّال سنة سبع وَخمسين فأقاموا على الْقَتْل والإحراق لَيْلَة السبت وَيَوْم السبت ثمَّ عَادوا غليها يَوْم الِاثْنَيْنِ فَدَخَلُوهَا وَقد تفرق الْجند وهربوا فَنَادوا بالأمان فَلَمَّا ظهر النَّاس قتلوهم فَلم يسلم مِنْهُم إِلَّا النَّادِر وَاحْتَرَقَ الْجَامِع وَمن فِيهِ وَقتل الْعَبَّاس الْمَذْكُور فِي هَذِه الْأَيَّام وَكَانَ فِي الْجَامِع لما قتل قلت كَذَا قَالَ ابْن خلكان وَمَا علمت مَكَان الْغَلَط فِي قَول ابْن الْأَثِير وَأخذ الرياشي عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عُبَيْدَة وَأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَعبد الله بن بكر السَّهْمِي وَأبي عَاصِم النَّبِيل وَطَائِفَة وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد تَفْسِير لُغَة والمبرد وَابْن دُرَيْد وَغَيرهم وَكَانَ من اللُّغَة وَالْأَدب بِمحل كَبِير وَحفظ كتب أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَكتب الْأَصْمَعِي وَوَثَّقَهُ الْخَطِيب وَقَالَ الْمبرد كَانَ الرياشي وَالله أَحمَق وَمن حمقه أَنه إِذا كَانَ صَائِما لَا يبلع رِيقه وَمن تصانيفه كتاب الْخَيل كتاب الْإِبِل كتاب مَا اخْتلفت أسماؤه من كَلَام الْعَرَب
وَمن شعره الْبَسِيط
(أنْكرت من بَصرِي مَا كنت أعرفهُ ... واسترجع الدَّهْر مَا قد كَانَ يُعْطِينَا)
(أبعد سبعين قد ولت وسابعة ... أبغي الَّذِي كنت أبغي ابْن عشرينا 5931)
3 - (ابْن شَاذان الْمُقْرِئ)
الْعَبَّاس بن الْفضل بن شَاذان الرَّازِيّ الْمُقْرِئ الْمُفَسّر توفّي فِي حُدُود الْعشْر وثلاثمائة 5932
3 - (الشكلي)
الْعَبَّاس بن يُوسُف الشكلي أَبُو الْفضل الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي سمع سرياً السَّقطِي وَهُوَ مَقْبُول)
الرِّوَايَة توفّي سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة 5933(16/373)
3 - (الْمُزنِيّ الشَّافِعِي)
الْعَبَّاس بن عبد الله بن أَحْمد بن عِصَام الْمُزنِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة 5934
3 - (ابْن الْمَأْمُون)
الْعَبَّاس بن عبد الله هُوَ أَبُو الْفضل ابْن الْمَأْمُون ابْن هَارُون الرشيد بِاللَّه توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ توفّي بمنبج لِأَن أَبَاهُ ولاه الجزيرة والثغور والعواصم سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَلَمَّا توفّي أَبوهُ الْمَأْمُون بَايع عَمه المعتصم واستقام لَهُ الْأَمر فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ توجه المعتصم إِلَى بِلَاد الرّوم غازياً وَمَعَهُ الْعَبَّاس وَكَانَ عجيف بن عَنْبَسَة الْقَائِد مَعَهم فوبخ الْعَبَّاس على مبايعته المعتصم وشجعه على أَن يتلافى أمره وراسل لَهُ القواد بِالطَّاعَةِ فَأَجَابَهُ جمَاعَة مِنْهُم وَبَايَعُوهُ على أَن يفتكوا بالمعتصم وبأكابر القواد ويخلص الْأَمر للْعَبَّاس فَظَاهر عَلَيْهِم فَقبض عَلَيْهِم وعَلى الْعَبَّاس بعد عود المعتصم من عمورية وَلم يزل الْعَبَّاس وَمن بَايعه فِي الاعتقال إِلَى أَن بلغ المعتصم إِلَى منبج فَنزل بهَا وَقد كَانَ الْعَبَّاس جائعاً سَأَلَ الطَّعَام فَقدم إِلَيْهِ طَعَام كثير فَأكل فَلَمَّا طلب المَاء منع مِنْهُ وأدرج فِي مسح فَمَاتَ بمنبج وَصلى عَلَيْهِ بعض إخْوَته وَمن كَانَ مَعَه القواد وَالْعَبَّاس هَذَا هُوَ الَّذِي رأى فِي يَد إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي بَين يَدي المعتصم خَاتمًا اسْتحْسنَ فصه فَقَالَ مَا رَأَيْت مثله فَقَالَ هَذَا رهنته أَيَّام أَبِيك وافتككته فِي أَيَّام أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَئِن لم تشكر لأبي حقن دمك لم تشكر لأمير الْمُؤمنِينَ افتكاك خاتمك وَالله أعلم وَقيل إِنَّه لما مَاتَ الْعَبَّاس جزع عَلَيْهِ المعتصم جزعاً شَدِيدا وَأمر أَن لَا يحجب عَنهُ النَّاس للتعزية فَدخل فِيمَن دخل أَعْرَابِي فَلَمَّا بصر بِهِ قَالَ الْكَامِل
(اصبر نَكُنْ لَك تابعين فَإِنَّمَا ... صَبر الْجَمِيع بِحسن صَبر الراس)
(خير من الْعَبَّاس أجرك بعده ... وَالله خير مِنْك للْعَبَّاس 5935)
3 - (ابْن المستظهر)
الْعَبَّاس بن أَحْمد المستظهر بِاللَّه ابْن الْمُقْتَدِي ابْن مُحَمَّد ابْن الْقَائِم ابْن الْقَادِر ابْن المقتدر ابْن المعتضد ابْن الْمُوفق ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن(16/374)
الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور هُوَ أَبُو)
طَالب سمع الحَدِيث من مؤدبه أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن السيبي مَعَ أَخَوَيْهِ المسترشد والمقتفي وروى يَسِيرا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 5936
3 - (الْحَافِظ الْعَنْبَري)
الْعَبَّاس بن عبد الْعَظِيم الْحَافِظ الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ روى عَنهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ فَإِنَّهُ روى عَنهُ تَعْلِيقا توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وروى عَن يحيى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي ومعاذ بن هِشَام وَعبد الرَّزَّاق وَعمر بن يُونُس اليمامي وَالنضْر بن مُحَمَّد وَيزِيد بن هَارُون وَأبي عَاصِم وَخلق وَعنهُ الْجَمَاعَة وَبَقِي بن مخلد وعبدان الْأَهْوَازِي وَابْن خُزَيْمَة وَعمر بن بجير وزكرياء السَّاجِي وَطَائِفَة وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون وَكَانَ من عقلاء أهل زَمَانه 5937
3 - (عباسويه)
الْعَبَّاس بن يزِيد البحراني الملقب عباسويه الْبَصْرِيّ كَانَ حَافِظًا ثِقَة ولي قَضَاء همذان مُدَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ ابْن مَاجَه 5938
3 - (الترقفي)
الْعَبَّاس بن عبد الله بن أبي عِيسَى أَبُو مُحَمَّد الترقفي بِفَتْح التَّاء وَبعد الرَّاء قَاف مَضْمُومَة وَبعدهَا فَاء الباكسائي قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَالحا عابداً روى عَنهُ ابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 5939
3 - (الْبَيْرُوتِي)
عَبَّاس بن الْوَلِيد الْبَيْرُوتِي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف العذري توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 5940
3 - (الدوري)
عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حَاتِم الدوري مولى بني هَاشم مُحدث بَغْدَاد(16/375)
فِي وقته ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلزِمَ يحيى بن معِين دهراً وَقَالَ النَّسَائِيّ ثقه 5941
3 - (الْأَسْفَاطِي الْبَصْرِيّ)
الْعَبَّاس بن الْفضل الْأَسْفَاطِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ دعْلج وفاروق الْخطابِيّ وَسليمَان الطَّبَرَانِيّ)
وَكَانَ صَدُوقًا حسن الحَدِيث جاور بِمَكَّة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 5942
3 - (الْوَاعِظ الزَّاهِد)
الْعَبَّاس بن حَمْزَة النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ أحد الْعلمَاء والزهاد فِي وقته مجاب الدعْوَة توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَتَيْنِ 5943
3 - (وَزِير عز الدولة)
الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بن الْفضل الشِّيرَازِيّ وزر لعز الدولة بختيار بن بويه وَكَانَ ظَالِما جباراً فَقبض عَلَيْهِ عز الدولة ثمَّ قَتله فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة 5944
3 - (الْأَمِير أَخُو الْمُسْتَنْصر)
الْعَبَّاس الْأَمِير عبد الله أَخُو الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وغسله عبد الْعَزِيز بن دلف وعملت فِيهِ المراثي 5945
3 - (شحنة الرّيّ)
عَبَّاس شحنة الرّيّ دخل فِي الطَّاعَة وَسلم الرّيّ إِلَى السُّلْطَان مَسْعُود ثمَّ إِن الْأُمَرَاء اجْتَمعُوا عِنْد السُّلْطَان بِبَغْدَاد وَقَالُوا مَا بَقِي لنا عَدو سوى عَبَّاس فاستدعاه السُّلْطَان إِلَى دَار المملكة فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقَتله والقي على بَاب الدَّار فَبكى النَّاس عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يفعل الْجَمِيل وَكَانَت لَهُ صدقَات وَقيل إِنَّه مَا شرب الْخمر قطّ وَلَا زنى وَإنَّهُ قتل من الباطنية ألوفاً وَبنى من رؤوسهم مَنَارَة ثمَّ إِنَّه حمل وَدفن فِي المشهد الَّذِي يُقَابل دَار السُّلْطَان 5946
3 - (الْملك الأمجد ابْن الْعَادِل)
عَبَّاس بن مُحَمَّد بن أَيُّوب هُوَ الْملك الأمجد تَقِيّ الدّين ابْن الْملك الْعَادِل كَانَ آخر إخْوَته وَفَاة وَكَانَ مُحْتَرما عِنْد الْمُلُوك وَلَا سِيمَا عِنْد الظَّاهِر لَا يترفع أحد عَلَيْهِ فِي مجْلِس وَلَا فِي موكب وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة حُلْو(16/376)
المجالسة رَئِيسا سرياً توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بقاسيون بالتربة الَّتِي لَهُ وَحدث عَن الْكِنْدِيّ والبكري وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَجَمَاعَة 5947
3 - (الْجريرِي)
عَبَّاس بن جرير بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله بن يزِيد بن أَسد ابْن كرز الْقَسرِي)
أَبُو الْوَلِيد البَجلِيّ يعرف بالجريري كَانَ كَاتبا شَاعِرًا ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَمن شعره المديد
(ظلت الأحزان تكحلني ... مضضاً طَالَتْ لَهُ سنتي)
(من هوى ظَبْي كَأَن لَهُ ... أرباً فِي الصد فِي ترتي)
(قد حمى عَيْني محاسنه ... وَحمى تقبيله شفتي)
(شركت عَيناهُ ظالمة ... فِي دمي يَا عظم مَا جنت)
قلت شعر متوسط 5948
3 - (ابْن المعتضد)
الْعَبَّاس بن أَحْمد المعتضد ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بالرصافة 5949
3 - (ابْن المستعين)
الْعَبَّاس بن أَحْمد المستعين ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور أَبُو الْفضل ولاه أَبوهُ الْحَرَمَيْنِ وَهُوَ صَغِير وَعقد لَهُ على الْكُوفَة وَالْبَصْرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فَقَالَ البحتري فِي ذَلِك الوافر
(بقيت مُسلما للمسلمينا ... وعشت خَليفَة الرَّحْمَن فِينَا)
(أَرَادَ الله أَن تبقى معاناً ... فَقدر أَن تسمى المستعينا)
(أرى الْبَلَد الْأمين ازْدَادَ حسنا ... إِذْ استكفيته العف الأمينا)
(ندبت لَهُ ابْنك الْعَبَّاس لما ... رضيت بهديه خلقا ودينا)
وَتُوفِّي الْعَبَّاس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 5950
3 - (ابْن المقتدر)
الْعَبَّاس بن جَعْفَر المقتدر ابْن المعتضد ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم(16/377)
ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور أَبُو أَحْمد ذكر أَنه أزمع على نكث بيعَة أَخِيه الراضي ابْن جَعْفَر المقتدر فَقبض عَلَيْهِ لَيْلَة النّصْف من شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة وأحضر القَاضِي وَسَائِر الشُّهُود فَقَالَ إِنِّي آثرت الدّين والمروءة على مَا تَقْتَضِيه السياسة فِي حق أخي فَخُذُوا عَلَيْهِ)
الْبيعَة وافرجوا عَنهُ وَعَمن بَايعه وَأَعْطوهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَتُوفِّي الْعَبَّاس سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة 5952
3 - (كَاتب معز الدولة)
الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بن عبد الله أَبُو الْفضل من أهل شيراز كَانَ كَاتب معز الدولة أبي الْحسن أَحْمد بن بويه وَورد مَعَه إِلَى بَغْدَاد وناب عَن المهلبي فِي الوزارة أَيَّام غيبته عَن الحضرة وصاهره المهلبي على ابْنَته ثمَّ بعد موت معز الدولة كتب لِابْنِهِ عز الدولة بختيار ثمَّ استوزره سنة سبع وَخمسين وثلاثمائة ودبر أَمر الوزارة للمطيع وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث خلون من جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ وَليهَا مستهل ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أُعِيد إِلَى الوزارة فِي شهر رَجَب سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَقبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى الْكُوفَة فَمَاتَ بعد مديدة وَمَاتَتْ زَوجته ابْنة المهلبي فِي الاعتقال بِبَغْدَاد وَكَانَ ظَالِما سيئ السِّيرَة مجاهراً بالقبائح والجور والعسف لَكِن كَانَ وَاسع الصَّدْر كثير الْعَطاء ظَاهر الْمُرُوءَة 5952
3 - (أَبُو الينبغي)
الْعَبَّاس بن طرخان أَبُو الينبغي كَانَت لَهُ أَخْبَار مَعَ الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم ومدحهم ومدح الوزراء والأكابر وهجاهم على سَبِيل اللّعب والتطايب وَأكْثر أشعاره غير موزونة جمع لَهُ أَبُو عبيد الله المرزباني أَخْبَارًا مُفْردَة فِي مجلدة قيل لَهُ لم اكتنيت بِأبي الينبغي قَالَ لِأَنِّي أَقُول مَا لَا يَنْبَغِي وَكَانَ قد عمر وَتُوفِّي فِي حبس المعتصم لِأَنَّهُ هجاه
وَمن شعره السَّرِيع
(لَزِمت دهليزكم جُمُعَة ... وَلم أكن آوي الدهاليزا)
(خبزي من السُّوق ومدحي لكم ... تِلْكَ لعمري قسْمَة ضيزى)
وَمِنْه مخلع الْبَسِيط
(كم من حمَار على جواد ... وَمن جواد على حمَار)
وَمِنْه السَّرِيع ...(16/378)
(بلوت هَذَا النَّاس مَا فيهم ... من وَاحِد لأحد حَامِد)
(حَتَّى كَأَن النَّاس قد أفرغوا ... كلهم فِي قالب وَاحِد)
قَالَ الْقَاسِم بن الْمُعْتَمِر الزُّهْرِيّ كنت أَسِير مَعَ يحيى بن خَالِد وَهُوَ بَين ابنيه الْفضل وجعفر)
فَإِذا أَبُو الينبغي وَاقِف على الطَّرِيق فَنَادَى يَا زهري يَا زهري قَالَ فاستشرفت إِلَيْهِ فَقَالَ المتقارب
(صَحِبت البرامك عشرا وَلَاء ... وبيتي كِرَاء وخبزي شِرَاء)
فَسَمعهُ يحيى فَالْتَفت إِلَى الْفضل وجعفر فَقَالَ أُفٍّ لهَذَا الْفِعْل أَبُو الينبغي يُحَاسب فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَنِي أَبُو الينبغي فَقلت وَيحك مَا هَذَا الَّذِي عرضت لَهُ نَفسك بالْأَمْس فَقَالَ اسْكُتْ مَا هُوَ وَالله إِلَّا أَن صرت إِلَى الْبَيْت حَتَّى جَاءَتْنِي من الْفضل بدرة وَمن جَعْفَر بدرة ووهبني كل وَاحِد مِنْهُمَا دَارا وأجرى إِلَيّ من مطبخه مَا يَكْفِينِي 5953
3 - (أَبُو الْفضل ابْن حمدون)
الْعَبَّاس بن أبي العبيس بن حمدون أَبُو الْفضل النديم من أهل سر من رأى أديب شَاعِر ظريف كتب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن مزِيد الْأَزْهَرِي وَقد دخل إِلَى سر من رأى أبياتا من قَوْله الطَّوِيل
(أَبَا الْفضل يَا من لَيْسَ تحصى فضائله ... وَمن مَا لَهُ فِي الْخلق خلق يعادله)
(أتقبل خلا جَاءَ يتبع وده ... إِلَيْك على علم بأنك قابله)
(يرحل عَنْك الْهم عِنْد حُلُوله ... ويلهيك بالآداب حِين تساجله)
فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ وَمِنْه
(أَتَانَا مقَال أوجب الشُّكْر حامله ... وَدلّ على فضل الَّذِي هُوَ قَائِله)
(وَمكن ودا قبل تَمْكِين رُؤْيَة ... وَمن قبل مَا لاحت بِذَاكَ مخايله)
(سنقبل مَا أهداه من صفو بره ... ونبذل مِنْهُ فَوق مَا هُوَ باذله)
3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب)
الْعَبَّاس بن الْفضل أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب من أهل الْمَدَائِن وَيُقَال اسْمه عبسي بِالْبَاء الْمُوَحدَة كَانَ شَاعِرًا كثير الْعَبَث بالرؤساء وَالْقَوْل فيهم قَالَ فِي الْحسن بن مخلد لما صرف صاعداً عَن كتبة بغا ونقلها بعد فِي أبي الصَّقْر
(الطَّوِيل لأقيك بنفسي سوء عَاقِبَة الدَّهْر ... أَلَسْت ترى صرف الزَّمَان بِمَا يجْرِي)
(يصاب الْفَتى فِي الْيَوْم يَأْمَن نحسه ... وتسعده الْأَيَّام من حَيْثُ لَا يدْرِي)
(وَقد كنت أبْكِي من تحامل صاعد ... وأشكو أموراً كَانَ ضَاقَ بهَا صَدْرِي)
(فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامه وتبدلت ... بأيام مَيْمُون النقيبة وَالذكر)
...(16/379)
(سرت أسْهم مِنْهُ إِلَيّ أمنتها ... وَلَو خفتها داويتها قبل أَن تسري)
)
(وذكرني بَيْتا من الشّعْر سائراً ... وَقد تضرب الْأَمْثَال فِي سَائِر الشّعْر)
(عتبت على عَمْرو فَلَمَّا فقدته ... وجربت أَقْوَامًا بَكَيْت على عَمْرو)
وَقَالَ فِي البحتري الْخَفِيف
(لَيْسَ فِي البحتري يَا قوم غيبه ... بَيته مَعْدن لكل مريبه)
(بَيته مَعْدن الزناء وَلَكِن ... لَيْسَ يَزْنِي فِي بَيته بغريبه)
قلت شعر جيد
3 - (ابْن الرحا الشَّافِعِي)
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَاهِر أَبُو مُحَمَّد العباسي يعرف بِابْن الرحا الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي وروى عَنهُ أَبُو نصر ابْن المجلي فِي مصنفاته وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 5956
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ)
الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي علم الْقرَاءَات وَقيل إِنَّه فسطاطي الأَصْل روى عَن أبي بكر ابْن مُجَاهِد الْمُقْرِئ وَعبد الله بن أَحْمد الْمَعْرُوف بمخشة 5957
3 - (ابْن فسانجس)
الْعَبَّاس بن مُوسَى بن فسانجس أَبُو الْفضل الْفَارِسِي كَانَ من وجوهها وَله الضّيَاع الْكَثِيرَة وَالنعْمَة الوافرة قدم بَغْدَاد وَولي ديوَان السوَاد وَمَات بِالْبَصْرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 5958
3 - (أَبُو الْقَاسِم المغربي)
الْعَبَّاس بن فرناس المغربي قَالَ حرقوص كَانَ شَاعِرًا مفلقاً وفحلاً مجوداً مطبوعاً مقتدراً كثير الإبداع حسن التوليد مليح الْمعَانِي بعيد الْغَوْر رَقِيق الذِّهْن لَهُ شخص إنسي وفطنة جني
وَكَانَ متفلسفاً فِي غير مَا جنس من الصناعات وَيُقَال إِنَّه أول من فك فِي بِلَادنَا الْعرُوض وَفتح مقفله وأوضح للنَّاس ملتبسه وَكَانَ أبْصر النَّاس بالنجوم وأعلمهم بدقائقها وأعرفهم بالفلك ومجاريه وَكَانَ أقل النَّاس سَرقَة من شعر غَيره دس عَلَيْهِ مُؤمن حَدثا كَانَ يَصْحَبهُ يُقَال لَهُ طَلْحَة فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِم إِنَّك جنيت عَليّ(16/380)
جِنَايَة فَقَالَ وَمَا هِيَ فَقَالَ إِنِّي جنبت بك اللَّيْلَة فَأعْطِنِي سطلاً ومنديلاً أَدخل بهما الْحمام فَقَالَ لَا جزى الله مُؤمنا خيرا فَهُوَ الَّذِي)
عودك إتْيَان الْمَشَايِخ فِي الْيَقَظَة حَتَّى صرت تجنب عَلَيْهِم فِي النّوم قَالَ وبصر بِمُؤْمِن يَوْمًا وَقد ألْقى على رَأسه رِدَاء فَعرفهُ وناداه أَبَا مَرْوَان أَبَا مَرْوَان من خَلفه فَاسْتَجَاب لَهُ ثمَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِم من أَيْن عَرفتنِي وَلم تَرَ وَجْهي وَإِنَّمَا رَأَيْت قفاي فَقَالَ أَنا أعرف بك من ورائك وَفِيه يَقُول مُؤمن الْبَسِيط
(قعدت تَحت سَمَاء لِابْنِ فرناس ... فخلت أَن رحى دارت على رَأْسِي)
فَلَمَّا بلغ ابْن فرناس ذَلِك قَالَ لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْن الزَّانِيَة كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول
(قعدت من فَوق عرد لِابْنِ فرناس ... فخلته ناتئاً شبْرًا على رَأْسِي)
وَأورد لَهُ حرقوص قصائد مُطَوَّلَة ومقطعات فمما لَهُ من المقاطيع قَوْله المنسرح
(يَا من لعين خلت من الغمض ... ومهجة أشرفت على الْقَبْض)
(كل هوى لَا يُمِيت صَاحبه ... فَأصل ذَاك الْهوى من البغض)
وَمن ذَلِك الْخَفِيف
(إِن تِلْكَ الَّتِي أحن إِلَيْهَا ... وعذابي وراحتي فِي يَديهَا)
(نظر النَّاس فِي الْهلَال لفطر ... فتبدت فأفطروا إِذْ رأوها)
(ذَاك فِي سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا ... فذنوب الْعباد طراً عَلَيْهَا)
(ولحيني بَانَتْ وَلم تشف قلباً ... مستهاماً يطير شوقاً إِلَيْهَا)
وَمن ذَلِك المجتث
(بدل لنَفسك روحا ... لَعَلَّ أَن تستريحا)
(مَا زَالَ قَلْبك يهوى ... من لَا يزَال شحيحا 5959)
3 - (الأصولي بن الْبَقَّال)
أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْبَقَّال أحد الْمُتَكَلِّمين الْكِبَار الْعَالمين بالأصول فِي بِلَاد الْعَرَب أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة
(الألقاب)
الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس المرسي اسْمه أَحْمد بن عمر
أَبُو الْعَبَّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى اسْمه السَّائِب(16/381)
(العباسة)
3 - (بنت الْمهْدي)
العباسة بنت أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي أُخْت هَارُون الرشيد أمهَا أم ولد اسْمهَا رخيم وَقد تقدم ذكرهَا فِي حرف الرَّاء تزَوجهَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ ثمَّ إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عَليّ وَمَاتَا عَنْهَا فَخَطَبَهَا عِيسَى بن جَعْفَر فَقَالَ الشَّاعِر المتقارب
(أعباس أَنْت الذعاف الَّذِي ... تضل لَدَيْهِ رقى النافث)
(قتلت عظيمين من هَاشم ... وأصبحت فِي طلب الثَّالِث)
(فَمن ذَا الَّذِي غمه عمره ... يعجل بِالْمَالِ للْوَارِث)
فَلم يَتَزَوَّجهَا عِيسَى بن جَعْفَر ثمَّ إِن الرشيد زَوجهَا جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي وَكَانَت وَاقعَة البرامكة بِسَبَبِهَا على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة جَعْفَر فَقَالَ أَبُو نواس الهزج
(أَلا قل لأمين الل هـ وَابْن القادة الساسة)
(إِذا مَا ناكث سرك أَن تثكله راس)
(فَلَا تقتله بِالسَّيْفِ ... وزوجه بعباسه)
وَقَالَ الجاحظ إِن العباسة كتبت إِلَى وَكيل لَهَا يُقَال لَهُ سِبَاع وَقد بلغَهَا أَنه يجتاح مَالهَا وَيَبْنِي بِهِ الْمَسَاجِد والحياض فَكتبت إِلَيْهِ الطَّوِيل
(أَلا أيهذا المعمل العيس بلغن ... سباعاً وَقل إِن ضم إياكما السّفر)
(أتظلمني مَالِي وَإِن جَاءَ سَائل ... رققت لَهُ أَن حطه نَحْوك الْفقر)
(كشافية المرضى بفائدة الزِّنَا ... مؤملة أجرا وَلَيْسَ لَا أحر)(16/382)
وَكَانَت العباسة بارعة الْجمال وَكَانَ الرشيد يُحِبهَا وَلَا يكَاد يفارقها وَتوفيت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 5961
3 - (زوج الرشيد)
العباسة بنت سُلَيْمَان بن أبي جَعْفَر عبد الله الْمَنْصُور زوج هَارُون الرشيد ذكرهَا أَبُو هَاشم الْخُزَاعِيّ 5962
3 - (زوج الْأمين)
العباسة بنت عِيسَى بن جَعْفَر بن عبد الله الْمَنْصُور تزَوجهَا الْأمين وَقتل عَنْهَا ذكرهَا)
الْخُزَاعِيّ أَيْضا
(الألقاب)
ابْن أبي عَبَايَة الهيتي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله
(عَبْثَر 5963)
3 - (الْكُوفِي الزبيدِيّ)
عَبْثَر ابْن الْقَاسِم الْكُوفِي الزبيدِيّ قَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة ثِقَة وتوفِّي سنة ثمانٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وروى عَن حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن وَأَشْعَث بن سوار والْعَلَاء بن الْمسيب وَالْأَعْمَش وروى عَنهُ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَخلف بن هِشَام وقتيبة وهناد بن السّري وَأَبُو حُصَيْن عبد الله بن أَحْمد ابْن عبد الله بن يُونُس وَهُوَ آخر من روى عَنهُ(16/383)
(الْجُزْء السَّابِع عشر)
(عبد الله)
3 - (عبد الله بن إِبْرَاهِيم)
أَبُو حَكِيم الخبري الْفَرَائِضِي عبدُ الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو حَكِيم الخبري من سَاكِني درب الشاكرية تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب حَتَّى برع فيهمَا وَكَانَ مُتَمَكنًا فِي علم الْعَرَبيَّة وَيكْتب خطا مليحاً ويضبط ضبطاً صَحِيحا وَله مصنفات فِي الْفَرَائِض والحساب وَشرح الحماسة وَجمع عدَّة دواوين وَشَرحهَا كديوان الرضي والمتنبي والبحتري وَسمع الْكثير من الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حبيب الْفَارِسِي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَجَمَاعَة
وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحدث الْيَسِير وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة متديناً صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ستٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ جدّ أبي الْفضل ابْن نَاصِر لأمه(17/5)
أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكرٍ الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل همذان كَانَ أَبوهُ يتَوَلَّى الخطابة بِبَعْض نواحي همذان وَقدم بَغْدَاد وَهُوَ شَاب وَأقَام بهَا وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي طَالب ابْن الْكَرْخِي وَأبي وَأبي الْخَيْر الْقزْوِينِي حَتَّى برع فِي الْخلاف وَالْمذهب وولّى الْإِعَادَة بالنظامية وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب شَدِيد الْفَتَاوَى غفيفاً نزهاً ورعاً متقشفاً قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة
الْحَافِظ الآبندوني عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف أَبُو الْقَاسِم الْجِرْجَانِيّ الآبندوني الْحَافِظ وآبندون من قرى جرجان رَفِيق ابْن عدي فِي الرحلة سكن بَغْدَاد وحدّث قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً لَهُ تصانيف توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة
الْأصيلِيّ الْمَالِكِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْأصيلِيّ أَصله من كورة شذونة ورحل بِهِ وَالِده إِلَى أصيلا من بِلَاد العدوة فَنَشَأَ بهَا وَطلب الْعلم وتفقه بقرطبة قَالَ القَاضِي عِيَاض كَانَ من حفاظ مَذْهَب مَالك وَمن الْعَالمين بِالْحَدِيثِ وَعلله(17/6)
وَرِجَاله وَكَانَ يرد القَوْل فِي إتْيَان النِّسَاء فِي أدبارهن كَرَاهِيَة دون التَّحْرِيم على أَن الْآثَار فِي ذَلِك شَدِيدَة وَكَانَ يُنكر الغلو فِي ذكر ولايات الْأَوْلِيَاء وَيثبت مِنْهَا مَا صحّ وَدُعَاء الصَّالِحين ولي قَضَاء سرقسطة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة
الأغلبي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب التَّمِيمِي الْأَمِير ولي إمرة القيروان بعد وَالِده سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَنْشَأَ عدَّة حصون وَبنى الْقصر الْأَبْيَض بِمَدِينَة العباسية الَّتِي بناها أَبوهُ وَبنى جَامعا عَظِيما بالعباسية طوله مِائَتَا ذِرَاع فِي مثلهَا وَعمل سقفه بالآنك وزخرفه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ وتولّى بعده أَخُوهُ زيادةُ الله
الأغلبي عبدُ الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأَغْلَب التَميمي أميرُ الْمغرب وَابْن أمرائها قتلته بتونس ثلاثةٌ من غِلْمانه الصّقالبة على فِراشه وَأتوا بِرَأْسِهِ ابْنه زِيَادَة الله وأخرجوه من الْحَبْس فصلب الثَّلَاثَة وَهُوَ الَّذِي كَانَ واطأهم وَكَانَت قتلته فِي حُدُود التسعين وَمِائَتَيْنِ
ابْن الْمُؤَدب عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مثنى الطوسي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُؤَدب أَصله من المهدية وَكَانَ شَاعِرًا مَذْكُورا مَشْهُورا متصرفاً قَلِيل الشّعْر مفرطاً فِي حب الغلمان مجاهراً بذلك بعيد الْغَوْر ذَا حِيلَة وكَيْدٍ مغرى بالسياحة وَطلب الكيمياء(17/7)
والأحجار محروماً مقتراً عَلَيْهِ مِتلافاً)
إِذا أَفَادَ خرج مرّة يُرِيد صقلية فَأسرهُ الرّوم فِي الْبَحْر وَأقَام مُدَّة إِلَى أَن هادن ثِقَة الدولة ملك الرّوم وَبعث إِلَيْهِ بالأسرى وَكَانَ ابْن الْمُؤَدب فيهم فمدح ثِقَة الدولة بقصيدة وَرَجا صلته فَلم يصله بِمَا أرضاه فَتكلم فِيهِ فَطلب طلبا شَدِيدا فاختفى وطالت الْمدَّة فَخرج وَهُوَ سَكرَان فِي بعض اللَّيَالِي يَشْتَرِي نُقلاً فَمَا شعر إِلَّا وَقد قيد وَحمل إِلَى بَين يَدي ثِقَة الدولة فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي بَلغنِي فَقَالَ الْمحَال يَا سيدنَا فَقَالَ من الَّذِي يَقُول فِي شعره وَالْحر ممتحنٌ بأولاد الزِّنَا فَقَالَ وَالَّذِي يَقُول وعداوة الشُّعَرَاء بئس المقتنى فتنمر سَاعَة ثمَّ أَمر لَهُ بِمِائَة رباعي وإخراجه من الْمَدِينَة كَرَاهِيَة أَن تقوم عَلَيْهِ نَفسه فيعاقبه فَخرج ثمَّ مدح ثِقَة الدولة بقصيدة مِنْهَا قَوْله من الطَّوِيل
(أَبيت أراعي النَّجْم فِي دَار غربَة ... وَفِي الْقلب مني نَار حزن مضرم)
(أرى كل نجمٍ فِي السَّمَاء محلّة ... ونجمي أرَاهُ فِي النُّجُوم المنجم)
(سأحمل نَفسِي فِي لظى الْحَرْب حَملَة ... تُبلغها من خطبهَا كل مُعظم)
(فَإِن سلمت عاشت بعزٍّ وَإِن تمت ... لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم)
وَقَالَ وَهُوَ فِي الْأسر من المجتث
(لَا يذكر الله قوما ... حللتُ فيهم بخيرِ)
(جاهدتُ بِالسَّيْفِ جهدي ... حَتَّى أسرت وغيري)
والآن لست أُطِيق الْجِهَاد إِلَّا بأيْري
(فهات من شِئْت مِنْهُم ... لَو كَانَ صاحبَ ديرِ)
وَكَانَ صديقا لعبد الله بن رَشِيق وَهُوَ يُؤَدب بعض أَوْلَاد تجار القيروان وَكَانَ حسنا وَكَانَ ابْن الْمُؤَدب يزوره فعلق بالغلام وَخرج ابْن رَشِيق لِلْحَجِّ فَكلما أُتِي بمعلم لم يكد يقم أسبوعاً حَتَّى يَدعِي الْغُلَام أَنه راوده فَذكر ابْن الْمُؤَدب للوالد فَأحْضرهُ فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَة جُلُوسه فِي الْمَسْجِد وَدخُول الْغُلَام إِلَيْهِ فأغلق بَاب الصحن فَقَامَ فَبلغ أرّبه مِنْهُ وَخرج الْغُلَام إِلَى أَبِيه مبادراً فَأخْبرهُ فَقَالَ أَبوهُ الْآن تقرر عِنْدِي أَنَّك كاذبٌ وكذبت على من كَانَ قبله وَصَرفه إِلَى الْمكتب فَأَقَامَ على تِلْكَ الْحَال مُدَّة طَوِيلَة وَقَالَ من الطَّوِيل
(وظبي أنيس عالجته حبائلي ... فغادرته قبل الْوُثُوب صَرِيعًا)
(وَكَانَ رجالٌ حاولوه ففاتهم ... سباقاً وَلَكِنِّي خلقتُ سَرِيعا)
)
(فتكت بِهِ وَإِن شَاءَ فِي بَيت ربه ... وَإِن لم يَشَأْ مستصعباً ومطيعا)
...(17/8)
(ليعلم أهل القيروان بأنني ... إِذا رمتُ أمرا لم أَجِدهُ منيعا)
(فيا لغزال ألجأته كلابه ... إِلَى أسدٍ ضارٍ وصادف جوعا)
وَكَانَ قد اشْتهر فِي محبَّة غُلَام فتذمم أَبوهُ أَن يقْتله جهاراً وَخَرجُوا يتصيدون فَأمر من حل حزَام دَابَّته سرا وتبعوه طرداً فَسقط وانكسرت فَخذه حَتَّى ظهر مخه وعظمه وَمَات سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
حفيد هَاشم الْمَالِكِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي المري الْفَقِيه وَيعرف بحفيد هَاشم كتاب التَّفْرِيع لِابْنِ الْجلاب فِي سِتّ مجلدات وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ
الْمُنَافِق عبد الله بن أبي سلول الْأنْصَارِيّ من بني عَوْف بن الْخَزْرَج وسلول امْرَأَة من خُزَاعَة وَهِي أم أبي بن مَالك بن الْحَارِث بن عبيد بن مَالك بن سَالم بن غنم بن عَوْف بن الْخَزْرَج وَسَالم بن غنم يعرف بالحبلى لعظم بَطْنه ولبني الحبلى شرفٌ فِي الْأَنْصَار وَكَانَ اسْمه الْحباب فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَكَانَ رَأس الْمُنَافِقين وَمن تولى كبر الْإِفْك فِي عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَكَانَت الْخَزْرَج قد اجْتمعت على أَن يُتَوِّجُوهُ ويسندوا إِلَيْهِ أَمرهم قبل مبعث النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فَلَمَّا جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ نَفس على رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم النُّبُوَّة وأخذته الْعِزَّة وَلم يخلص الْإِسْلَام وَأظْهر النِّفَاق حسداً وبغياً وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِي غَزْوَة تَبُوك لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجنَّ الأعزُّ مِنْهَا الْأَذَل(17/9)
فَقَالَ ابْنه عبد الله لرَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم هُوَ الذَّلِيل يَا رَسُول الله وَأَنت الْعَزِيز وَقَالَ لرَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم إِن أَذِنت فِي قَتله قتلته فَقَالَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم لَا يتحدّث النَّاس أَنه يقتل أَصْحَابه وَلَكِن بر أَبَاك وَأحسن صحبته فَلَمَّا مَاتَ سَأَلَهُ ابْنه فَقَالَ يَا رَسُول الله أَعْطِنِي قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ وصلّ عَلَيْهِ واستغفر لَهُ فَأعْطَاهُ قَمِيصه وَقَالَ إِذا فَرَغْتُمْ فآذنوني فَلَمَّا أَرَادَ الصَّلَاة عَلَيْهِ جذبه عمر وَقَالَ أَلَيْسَ قد نهى الله أَن تصلي على الْمُنَافِقين فَقَالَ أَنا بَين خيرتين أَن اسْتغْفر لَهُم أَو لَا أسْتَغْفر لَهُم فصلى عَلَيْهِ فَنزلت وَلَا تصلّ على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا وَلَا تقم على قَبره فَترك الصَّلَاة عَلَيْهِم حِينَئِذٍ وَابْنه عبد الله من خِيَار الصَّحَابَة)
أَبُو أبَيّ عبد الله بن أبيّ وَقيل عبد الله بن عَمْرو بن قيس بن زيد بن سَواد بن مَالك بن غنم بن مَالك بن النجار وَهُوَ أَبُو أبي مشهورٌ بكنيته أمّه أم حرامٍ بنت ملْحَان أُخْت أم سليم كَانَ قديم الْإِسْلَام مِمَّن صلّى الْقبْلَتَيْنِ يعد فِي الشاميين قَالَ إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة سَمِعت أَبَا أبيّ بن أم حرامٍ وَكَانَ صلى مَعَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم الْقبْلَتَيْنِ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول عَلَيْكُم بالسنا والسنوت فَإِن فيهمَا شِفَاء من كل داءٍ إلاّ السّام قَالُوا يَا رَسُول الله مَا السّام قَالَ الْمَوْت قَالَ السنوت الشبثُّ وَقَالَ آخَرُونَ بل هُوَ الْعَسَل يكون فِي وعَاء السّمن وأنشدوا عَلَيْهِ قَول الشَّاعِر من الطَّوِيل
(هم السّمن بالسنّوت لَا ألس فيهم ... وهم يمْنَعُونَ الْجَار أَن يتفردا)(17/10)
3 - (عبد الله بن أَحْمد)
ابْن الخشاب النَّحْوِيّ عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أَبُو محمدٍ ابْن أبي الْكَرم النَّحْوِيّ
كَانَ أعلم أهل زَمَانه بالنحو حَتَّى يُقَال إِنَّه كَانَ فِي دَرَجَة أبي عَليّ الْفَارِسِي وَكَانَت لَهُ عَرَفَة بِالْحَدِيثِ واللغة والفلسفة والحساب والهندسة وَمَا من علمٍ من الْعُلُوم إِلَّا وَكَانَت لَهُ فِيهِ يَد حَسَنَة قَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور ابْن الجواليقي وَغَيره والحساب والهندسة على أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ والفرائض على أبي بكر المزرفي وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الربعِي وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ مَيْمُون النَّرْسِي وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير على هبة الله ابْن مُحَمَّد بن الْحصين وَأبي الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله بن كادش وَغَيرهمَا وَلم يزل يقْرَأ حَتَّى قَرَأَ على أقرانه وَقَرَأَ العالي والنازل وَكتب بِخَطِّهِ من الْأَدَب والْحَدِيث وَسَائِر الْفُنُون وَكَانَ يكْتب مليحاً ويضبط صَحِيحا وَحصل من الْأُصُول وَغَيرهَا مَا لَا يدْخل تَحت حصر وَمن خطوط الْفُضَلَاء وأجزاء الحَدِيث شَيْئا كثيرا وَلم يمت أحدٌ من أهل الْعلم إِلَّا وَاشْترى كتبه وَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس الْأَدَب وانتفعوا بِهِ وَتخرج بِهِ جماعةٌ وروى كثيرا من الحَدِيث وَسمع مِنْهُ الْكِبَار روى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهم وَكَانَ بَخِيلًا مقنطاً على نَفسه مبتذلاً فِي ملبسه ومطعمه ومعيشته متهتكاً فِي حركاته قَلِيل المبالاة بِحِفْظ ناموس الْعلم والمشيخة يلْعَب الشطرنج على قَارِعَة الطَّرِيق)
وَيقف على حلق المشعبذين وَالَّذين يرقصون الدّباب والقرود من غير مبالاة قَالَ ابْن الْأَخْضَر كنت يَوْمًا عِنْده وَعِنْده(17/11)
جمَاعَة من الْحَنَابِلَة فَسَأَلَهُ مكي الغراد عنْدك كتاب الْجمال فَقَالَ يَا أبله مَا تراهم حَولي وَسَأَلَهُ بعض تلامذته فَقَالَ الْقَفَا يمدّ وَيقصر فَقَالَ لَهُ يمد ثمَّ يقصر وَسَأَلَ بعض تلامذته مَا بك فَقَالَ فُؤَادِي يؤجعني فَقَالَ لَو لم تهمزه لم يوجعك وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض المعلمين قَول العجاج من الرجز
(أطرباً وَأَنت قنسري ... وَإِنَّمَا يَأْتِي الصبى الصبيُّ)
فَجعله الصَّبِي بِالْيَاءِ فَقَالَ لَهُ هَذَا عنْدك فِي الْمكتب وَكَانَ يتعمم الْعِمَامَة وَتبقى على حَالهَا مُدَّة حَتَّى تسود مِمَّا يَلِي رأسهُ مِنْهَا وتتقطع من الْوَسخ وَتَرْمِي العصافير عَلَيْهَا ذرقها وصنّف الرَّد على الحريري فِي مقاماته وَشرح اللمع لِابْنِ جني وَلم يتمه وَشرح مُقَدّمَة الْوَزير ابْن هُبَيْرَة فِي النَّحْو وَعمل الرَّد على التبريزي الْخَطِيب فِي تَهْذِيب إصْلَاح الْمنطق وَشرح الجُمل للجرجاني وَترك مِنْهُ أبواباً فِي وسط الْكتاب وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ووقف كتبه وَمن شعره فِي الشمعة من السَّرِيع
(صفراء لَا من سقم مَسهَا ... كَيفَ وَكَانَت أمهَا الشافيه)
(عُرْيَانَة بَاطِنهَا مكتسٍ ... فاعجب لَهَا كاسيةً عَارِية)
وَأنْشد لِابْنِ الْحجَّاج من الْخَفِيف
(والسعيد الرشيد من شكر النا ... س لَهُ سعيد بِمَال النَّاس)
فَقَالَ مرتجلاً من الْخَفِيف
(والشقي الشقي من ذمَة النا ... س على بخله بِمَال النَّاس)
ابْن الإِمَام الْقَادِر عبد الله أَحْمد الْقَادِر إِسْحَاق بن المقتدر جَعْفَر بن أَحْمد المعتضد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر المتَوَكل
توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَر أَخُوهُ وكبّر أَرْبعا وَدفن فِي الرصافة حِيَال أَخِيه الْغَالِب بِاللَّه وَله اثْنَان وَعِشْرُونَ سنة وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعَة أشهرٍ وَاثنا عشر يَوْمًا
وَقَالَ الشريف المرتضي يرثيه بقصيدةٍ بائيةٍ أَولهَا من الْكَامِل ...(17/12)
(مَا فِي السلو لنا نصيبٌ يطْلب ... الْحزن أقهر والمصيبة أغلب)
(لَك يَا رزية من فُؤَادِي زفرَة ... لَا تستطاع وَمن جفوني صيب)
)
أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ عبد الله بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو جَعْفَر الضَّرِير الْمُقْرِئ من أهل وَاسِط قدم بَغْدَاد صَبيا وَأقَام بهَا قَرَأَ بالروايات على الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس الْمَعْرُوف بالبارع وَغَيره وَسمع أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأحمد بن الْحسن بن الْبناء وَيحيى بن عبد الرحمان ابْن حبيشٍ الفارقي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
أَبُو الْقَاسِم العلاف الشَّافِعِي عبد الله بن أَحْمد بن الْحسن بن طَاهِر العلاف أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ كَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَله مَعْرُوفَة بالفرائض وَقِسْمَة التركات سمع عبد الله بن مُحَمَّد الصريفيني وَأحمد ابْن مُحَمَّد النقور وهناد بن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة
ابْن بنت وليد قَاضِي مصر عبد الله بن أَحْمد بن رَاشد بن شُعَيْب بن جَعْفَر بن يزِيد أَبُو مُحَمَّد القَاضِي يعرف بِابْن أُخْت وليد وَيُقَال ابْن بنت وليد ولي قَضَاء مصر فِي خلَافَة الراضي ثمَّ عزل مِنْهَا ثمَّ وَليهَا ثَانِيًا من قبل الْحُسَيْن بن مُوسَى بن هَارُون قَاضِي مصر من قبل المستكفي بِاللَّه ثمَّ ولي الْقَضَاء ثَالِثا بِمصْر من قبل من المستكفي إِلَى أَن صرف زمن الْمُطِيع ثمَّ ولي قَضَاء دمشق من قبل الإخشيدية وَيُقَال إِنَّه كَانَ خياطاً وَكَانَ أَبوهُ حائكاً ينسج المقانع وَكَانَ سخيفاً خليعاً مَذْكُورا بالارتشاء وهجاه جماعةٌ من أهل مصر وَحدث عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قُتَيْبَة الْعَسْقَلَانِي وَغَيره وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَله مصنفات(17/13)
الْحَافِظ ابْن شبويه عبد الله بن أَحْمد بن شبويه الْحَافِظ الْمروزِي توفّي سنة ستٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
ابْن ذكْوَان الْمُقْرِئ عبد الله بن أَحْمد بن بشير بن ذكْوَان أَبُو عَمْرو وَأَبُو مُحَمَّد البهراني مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي إِمَام جَامع دمشق ومقرئها قَرَأَ على أَيُّوب بن تَمِيم الْمُقْرِئ وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه
قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي لم يكن بالعراق وَلَا بالحجاز وَلَا بِالشَّام وَلَا بِمصْر وَلَا بخراسان فِي زمَان عبد الله بن ذكْوَان أَقرَأ عِنْدِي مِنْهُ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ)
أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَائِم عبد الله بن أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر الْقَائِم بِأَمْر الله ابْن الْقَادِر بِاللَّه ولد فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وبويع بالخلافة بِمَدِينَة السَّلَام يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَأمه أم ولدٍٍ اسْمهَا بدر الدجى الأرمنية وَقيل اسْمهَا قطر الندى كَذَا سَمَّاهَا الْخَطِيب وَكَانَ أمره مُسْتَقِيمًا إِلَى أَن خرج البساسيري عَلَيْهِ وقصته مَشْهُورَة وَتُوفِّي الْقَائِم لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر شعْبَان وَدفن فِي دَاره بِالْقصرِ الحسني سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَت دولته خمْسا وَأَرْبَعين سنة(17/14)
وبويع بعده الْمُقْتَدِي وَكَانَ الْقَائِم كثير الْحلم وَالْحيَاء فصيح اللِّسَان أديباً خَطِيبًا شَاعِرًا تقلبت بِهِ الْأَحْوَال وَرَأى الْعَجَائِب
وَفِي أَيَّامه أنقرضت دولة الديلم من بَغْدَاد بعد طول مدَّتهَا وَقَامَت دولة السلجوقية وَكَانَ آخِرهم الْملك الرَّحِيم من ولد عضد الدولة دخل عَلَيْهِ بَغْدَاد طغرل بك السلجوقي وَهُوَ أَو السلجوقية فَقبض عَلَيْهِ وَقَيده فَقَالَ لَهُ الْملك الرَّحِيم إرحمني أَيهَا السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ لَا يَرْحَمك من نازعته فِي اسْمه الْمُخْتَص بِهِ يُشِير إِلَى الله تَعَالَى فَبلغ ذَلِك الْقَائِم فَقَالَ قد كنت نهيته عَن هَذَا الِاسْم فَأبى إِلَّا لجاجاً أوردهُ عَاقِبَة سوء اخْتِيَاره وخلصه طغرل بك من حَبسه أَعنِي الْقَائِم بِأَمْر الله وَأَعَادَهُ إِلَى دَار خلافتة وَمَشى بَين يَدَيْهِ طغرل بك إِلَى إِن وصل إِلَى عتبَة بَاب النوبي فقبلها شكرا لله تَعَالَى وَصَارَت سنة بعده وَمن شعره من الْبَسِيط
(يَا أكْرم الأكرمين العفوعن غرقٍ ... فِي السَّيِّئَات لَهُ وردٌ وإصدار)
(هَانَتْ عَلَيْهِ مَعَاصيه الَّتِي عظمت ... علما بأنك للعاصين غفار)
(فَامْنُنْ عَليّ وسامحني وَخذ بيَدي ... يَا من لَهُ الْعَفو والجنات وَالنَّار)
وَمِنْه من المتقارب
(سهرنا على سنة العاشقين ... وَقُلْنَا لما يكره الله نم)
(وَمَا خيفي من ظُهُور الورى ... إِذا كَانَ رب الورى قد علم)
وَمِنْه من الْكَامِل
(قَالُوا الرحيل فأنشبت أظفارها ... فِي خدها وَقد اعتلقن خضابا)
(فاخضر تَحت بنانها فَكَأَنَّمَا ... غرست بِأَرْض بنفسج عنابا)
)
وَمِنْه من الْكَامِل
(جمعت عَليّ من الغرام عجائبٌ ... خلفن قلبِي فِي إسارٍ موحش)
(خلٌ يصد وعاذلٌ متنصحٌ ... ومعاندٌ يُؤْذِي ونمامٌ يشي)
وباسم الْقَائِم بِأَمْر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ وضع الباخرزي كتاب دمية الْقصر وأمتدحه بقصيدته البائية الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا من الْبَسِيط
(عِشْنَا إِلَى أَن رَأينَا فِي الْهوى عجبا ... كل الشُّهُور وَفِي الْأَمْثَال عش رجبا)
(أَلَيْسَ من عجبٍ أَنِّي ضحى ارتحلوا ... أوقدت من مَاء دمعي فِي الحشى لهبا)
(وَأَن أجفان عَيْني أمْطرت وَرقا ... وَأَن ساحة خدي أنبتت ذَهَبا)
...(17/15)
(أإن توقد برقٌ من جوانبهم ... توقد الشوق فِي جَنْبي والتهبا)
(كَأَنَّمَا انْشَقَّ عَنهُ من معصفره ... قَمِيص يُوسُف غشوه دَمًا كذبا)
مِنْهَا من الْبَسِيط
(ومهمهٍ يتَرَاءَى آله لججاً ... يسْتَغْرق الوخد والتقريب والخببا)
(كم فِيهِ حافر طرف يحتذي وَقعا ... من فَوق خف بعيرٍ يشتكي نقبا)
(تصاحب الْغَيْم فِيهِ الرّيح لم ينيا ... أَن يشركا فِي كلا خطيهما عقبا)
(فالريح ترْضع در الْغَيْم إِن عطشت ... والغيم يركب ظهر الرّيح إِن لغبا)
(أنكحته ذَات خلخالٍ مقرطةً ... والركب كَانُوا شُهُودًا والصدى خطبا)
(إِلَى أبي الْبَحْر إِنِّي لست أنسبه ... لجعفرٍ إِن حساه شاربٌ نضبا)
(قرم الوغي من بني الْعَبَّاس عترته ... لكنه غير عباسٍ إِذا وهبا)
(لعزه جعل الرحمان ملبسه ... من الشَّبَاب وَنور الْعين مستلبا)
(وجهٌ وَلَا كهلال الْفطر مطلعاً ... بدرٌ وَلَا كانهلال الْقطر منسكبا)
(وعمةٍ عَمت الْأَبْصَار هيبتها ... برغم من لبس التيجان واعتصبا)
(لَهُ القضيبان هَذَا حَده خشبٌ ... وَذَاكَ لَا يتَعَدَّى حَده الخشبا)
(كِلَاهُمَا مِنْهُ فِي شغلٍ يديرهما ... بَين البنان رضى يخْتَار أم غَضبا)
(قل للفرات ألم تَسْتَحي رَاحَته ... حَتَّى اقتديت بهَا أَنى وَلَا كربا)
(وَقل لدجلة غيضي يَوْم منحته ... قد أَسَأْت بجاري فيضك الأدبا)
)
ابْن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل سمع من(17/16)
أَبِيه شَيْئا كثيرا من الْعلم وَلم يَأْذَن لَهُ أَبوهُ فِي السماع من عَليّ بن الْجَعْد وَسمع من ابْن معِين وَجَمَاعَة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَعبد الله بن إِسْحَاق الْمَدَائِنِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَآخَرُونَ قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً إِمَامًا فهما وَسمع الْمسند من أَبِيه وَهُوَ ثَلَاثُونَ ألفا وَالتَّفْسِير وَهُوَ مائَة وَعِشْرُونَ ألفا سمع مِنْهُ ثَمَانِينَ ألفا وَالْبَاقِي وجادةً وَسمع مِنْهُ النَّاسِخ والمنسوخ والتاريخ وَحَدِيث شُعْبَة والمقدم والمؤخر من كتاب الله وجوابات الْقُرْآن والمناسك الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ
أبن أبي دارة الْمروزِي عبد الله بن أَحْمد ابْن أبي دارة الْمروزِي لَهُ أَرْبَعُونَ حَدِيثا مروية توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة
الكعبي المعتزلي عبد الله بن احْمَد بن مَحْمُود أَبُو الْقَاسِم الكعبي الْبَلْخِي رَأس الْمُعْتَزلَة وَرَئِيسهمْ فِي زَمَانه وداعيتهم قَالَ جَعْفَر المستغفري لَا أستجيز الرِّوَايَة عَن أَمْثَاله توفّي سنة تسع عشرَة وثلاثمائة وناهيك من فَضله وتقدمه إِجْمَاع الْعَالم على حسن تأليفه للكتب الكلامية والتصانيف الْحكمِيَّة الَّتِي بذت أَكثر كتب الْحُكَمَاء وَصَارَت ملاذاً لِلْبَصَرِ وعمدةً للأدباء ونزهة فِي مجَالِس الكبراء وَكَانَت فِي الْعرَاق أشهر مِنْهَا فِي خُرَاسَان وأئمة الدِّينَا مولعون بهَا مغرمون بفوائدها حَتَّى أَنه لما دخل أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الخشابي الْبَلْخِي تِلْمِيذه بَغْدَاد حَاجا جعلهَا جعل أَهلهَا يَقُولُونَ بَعضهم لبَعض قد جَاءَ غُلَام الكعبي فتعالوا نَنْظُر إِلَيْهِ فاحتوشه أهل الْعَصْر وعصابة الْكَلَام وَجعلُوا يتبركون بِالنّظرِ إِلَيْهِ ويتعجبون مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ويسألونه على الكعبي وخصائله وشمائله وَكَانَ مُدَّة مقامة بهَا كَأَنَّهُ فِيهَا من كبار الْأَوْلِيَاء وَكَانَ الكعبي لَا يخفي مذْهبه وَكَانَ صلحاء أهل بَلخ ينالون مِنْهُ ويقدحون فِيهِ ويرمونه بالزندقة وَلما صنف أَبُو زيد كتاب السياسة ليانس الْخَادِم وَهُوَ إِذْ ذَاك وإلي بَلخ قَالَ الكعبي قد جمع الله السياسة كلهَا فِي آيَة من الْقُرْآن حَيْثُ يَقُول يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم فِئَة فاثبتوا واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون وَأَطيعُوا الله وَرَسُوله وَلَا تنازعوا فتفشلوا(17/17)
وَتذهب ريحكم واصبروا إِن الله مَعَ الصابرين وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن على رسم لم يسْبق إِلَيْهِ إثنا عشر مُجَلد مفاخر خُرَاسَان ومحاسن آل طَاهِر عُيُون الْمسَائِل تسع مجلدات أَوَائِل الْأَدِلَّة)
المقامات جَوَاب المسترشد فِي الْإِمَامَة الْأَسْمَاء وَالْأَحْكَام بعض النَّقْض على الْمُجبرَة الجوابات أدب الجدل نقض كتاب أبي عَليّ الجبائي فِي الْإِرَادَة السّنة وَالْجَمَاعَة الْفَتَاوَى الْوَارِدَة من جرجان وَالْعراق الانتقاد للْعلم الإلهي على مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء تحفة الوزراء
وَكَانَ الكعبي تلميذ أبي الْحُسَيْن الْخياط وَقد وَافقه فِي اعتقاداته جَمِيعهَا وَانْفَرَدَ عَنهُ بمسائل مِنْهَا قَوْله إِن إِرَادَة الرب تَعَالَى لَيست قَائِمَة بِذَاتِهِ وَلَا هُوَ مُرِيد إِرَادَته وَلَا أرداته حَادِثَة فِي مَحل وَلَا لَا فِي مَحل بل ذَا أطلق عَلَيْهِ أَنه مريدٌ لأفعاله فَالْمُرَاد أَنه خَالق لَهَا على وفْق علمه وَإِذا قيل إِنَّه مريدٌ لأفعال عباده فَالْمُرَاد أَنه راضٍ بهَا آمرٌ بهَا قلت كَذَا قَالَه ابْن أبي الدَّم فِي كِتَابه الْفرق الإسلامية أَعنِي ذكر هَذِه العقيدة
أَبُو هفان عبد الله بن أَحْمد بن حَرْب بن خَالِد بن مهزم يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان أَبُو هفان نحوي
لغَوِيّ أديب رِوَايَة من أهل الْبَصْرَة وَكَانَ مقتراً عَلَيْهِ ضيق الْحَال روى عَنهُ جماعةٌ من أهل الْعلم مِنْهُم يَمُوت بن المزرع وروى هُوَ عَن الْأَصْمَعِي وصنف كتبا مِنْهَا كتاب صناعَة الشّعْر كَبِير وَكتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء وَغَيرهم وَهُوَ الْقَائِل فِي إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر من الْكَامِل
(يَا ابْن الْمُدبر أَنْت علمت الورى ... بذل النوال وهم بِهِ بخلاء)
(لَو كَانَ مثلك فِي الْبَريَّة آخرٌ ... فِي الْجُود لم يَك بَينهم فُقَرَاء)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(لعمري لَئِن بيّعْتُ فِي دَار غربةٍ ... ثيابيَ لمّا أعوزتني المآكل)
(فَمَا أَنا إِلَّا السَّيْف يَأْكُل جفْنه ... لَهُ حليةٌ من نَفسه وَهُوَ عاطل)
وَدعَاهُ دعبل الْخُزَاعِيّ فِي دَعْوَة وأطعمه ألواناً كَثِيرَة وسقاه نبيذاً حلواً وغمز الْجَوَارِي(17/18)
أَن لَا يدلوه على الْخَلَاء ثمَّ تَركه وتناوم فلمّا أجهده الْأَمر قَالَ لبَعض الْجَوَارِي أَيْن الْخَلَاء فَقَالَت لَهَا الْأُخْرَى مَا يَقُول سيّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الوافر
(خلا من آل عَاتِكَة الديار ... فمشوى أَهلهَا مِنْهَا قفار)
فغنت هَذِه وزمرت هَذِه وصبت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم وجودتم غير أَنكُمْ لم تَأْتُوا على مَا فِي نَفسِي وَسكت فَلَمَّا أجهده الْأَمر فَقَالَ لعلّ الْجَارِيَة بغدادية فَالْتَفت إِلَى)
أُخْرَى فَقَالَ لَهَا فدَاك أَبوك أَيْن المستراح فَقَالَت الْأُخْرَى مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الْبَسِيط
(واستريح إِلَى من لست آلفه ... كَمَا استراح عليلٌ من تشكّيه)
فغنت هَذِه وَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم غير أَنكُمْ لم تَأْتُوا على مَا فِي نَفسِي ثمَّ أجهده البلاءُ فَقَالَ لَعَلَّ الْجَارِيَة بصرية فَقَالَ لِلْأُخْرَى أَيْن المتوضأ فَقَالَت الْأُخْرَى مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الوافر
(تَوَضَّأ للصَّلَاة وصل خمْسا ... وباكرْ بالمدام على النديم)
فَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وغنت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم غير أَنكُمْ مَا أتيتم على مَا فِي نَفسِي ثمَّ قَالَ لعلهن حجازيات فَقَالَ لإحداهن فدَاك أَبوك أَيْن الحُشّ فَقَالَت الْأُخْرَى مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الطَّوِيل
(وحاشاك أَن أَدْعُو عَلَيْك وَإِنَّمَا ... أردْت بِهَذَا القَوْل أَن تقبلي عُذْري)
فغنت هَذِه وَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم غير أَنكُمْ لم تَأْتُوا على مَا فِي نَفسِي وَقَالَ لعلهن كوفيات ثمَّ قَالَ فداكن أَبُو كن أَيْن الكنيف فَقَالَت واحدةٌ مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غنوني من الطَّوِيل
(تكنفني الواشون من كل جانبٍ ... وَلَو كَانَ واشٍ واحدٌ لكفاني)
فغنت هَذِه وَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَمَا تمالك حَتَّى وثب قَائِما وَحل سراويله وذرق على وجوههن فتصارخن فانتبه دعبل فَقَالَ مَا شَأْنك يَا أَبَا هفان فَقَالَ من الوافر
(تكنفني السِّلَاح وأضجروني ... على مَا بِي بنيات الزواني)
(فَلَمَّا قل عَن حمل اصْطِبَارِي ... رميت بِهِ على وَجه الغواني)
فَقَامَ دعبل ودله على بَيت الْخَلَاء فَدخل واغتسل وخلع عَلَيْهِ خلعةً وتضاحكوا مَلِيًّا وَقَالَ سعيد بن حميد لأبي هفان لَئِن ضرطت عَلَيْك لأبلغنك إِلَى فيد فَقَالَ لَهُ أَبُو هفان(17/19)
بادرني بِأُخْرَى تبلغني إِلَى مَكَّة فَإِن بِي ضَرُورَة الرجل الَّذِي لم يحجّ بعد أَبُو مُحَمَّد الفرغاني الْأَمِير عبد الله بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد الفرغاني الْأَمِير الْقَائِد صَاحب أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ)
توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة روى عَن أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ وذيل لَهُ تَارِيخه وَقدم دمشق وَحدث بهَا وروى عَنهُ جمَاعَة من أَهلهَا وَنزل عبد الله مصر وَحدث بهَا وَكَانَ ثِقَة وأرسله الراضي إِلَى مصر وَحمله الْخلْع إِلَى أبي بكر مُحَمَّد بن طغج الإخشيدي
أَبُو الْحُسَيْن الشاماتي الأديب عبد الله بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الشاماتي الأديب أَبُو الْحُسَيْن توفّي سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة مشهورٌ بالتأديب شرح ديوَان المتنبي وَشرح الحماسة وَشرح أَبْيَات أَمْثَال أبي عبيد
أَبُو الْقَاسِم التَّاجِر عبد الله بن أَحْمد بن رضوَان بن جالينوس التَّمِيمِي أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ كَانَ كثير المَال وَهُوَ من أَعْيَان التُّجَّار وَله وجاهةٌ وَتقدم عِنْد الْمُلُوك وصاهره أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ومؤيد الْملك وسعى لكلّ واحدٍ مِنْهُمَا فِي الوزارة وبذل البذول فِي ذَلِك حَتَّى تمّ لَهما مَا أَرَادَهُ
وَكَانَ كثير الْعَطاء والبذل وَالْإِحْسَان سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
ابْن المستظهر بِاللَّه عبد الله بن أَحْمد المستظهر بن الْمُقْتَدِي بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن المقتدر ابْن المعتضد بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو الْحسن أمه جاريةٌ حبشية اسْمهَا سِتّ السَّادة وَهُوَ أكبر أَوْلَادهَا وَبعده المقتفي ثمَّ الْعَبَّاس كَانَ المستظهر قد خطب لَهُ بِولَايَة الْعَهْد من بعد أَخِيه المسترشد ولقبه بذخيرة الدّين فَلَمَّا توفّي وَالِده خرج مختفياً من دَار الْخلَافَة قَاصِدا دبيس بن صَدَقَة بالحلة السيفية فَأكْرم نزله(17/20)
فَلَمَّا طلبه أَخُوهُ المسترشد للمبايعة فَقده فَوَقع الطّلب وَبحث عَن أمره فَقيل لَهُ بالحلة عِنْد دبيس فَقطع اسْمه من الْخطْبَة فِي الْجمع وَغَيرهَا وأنفذ نقيب النُّقَبَاء عَليّ بن طراد الزَّيْنَبِي يَأْمُرهُ بِتَسْلِيمِهِ فَامْتنعَ دبيس وَقَالَ إِن أَرَادَ أَن يرجع من قبل نَفسه فَلْيفْعَل فلاطفه النَّقِيب فِي القَوْل ووعده بِمَا يُرِيد فَأجَاب بشروطٍ اقترحها فَعَاد إِلَى بَغْدَاد وأجابه المسترشد إِلَى مَا أَرَادَ وَلما حصلت المنافرة بَين دبيس وعساكر السلجوقية انْضَمَّ فِي تِلْكَ الفترة جمَاعَة من أوباش الْجند وَالْعرب إِلَى أبي الْحسن وأطمعوه فِي الْخُرُوج والتوجه إِلَى وَاسِط فَأجَاب وَسَار بِمن مَعَه ولقب نَفسه المستنجد بِاللَّه)
واستوزر رجلا من بَغْدَاد يُقَال لَهُ ابْن الدلف كَانَ مُقيما بالحلة فوصل إِلَى وَاسِط وَبسط يَده فِي الْأَمْوَال واستكثر من الْجند والأتباع فراسل المسترشد دبيساً بسديد الدولة ابْن الْأَنْبَارِي كَاتب الْإِنْشَاء يَأْمُرهُ بِحمْل أبي الْحسن إِلَى دَار الْخلَافَة فَتوجه فِي جملةٍ من الْعَسْكَر فَقبض عَلَيْهِ وأحضره إِلَى بَغْدَاد فَلَمَّا دخل على المسترشد عاتبه وَأمره بالمصير إِلَى أَوْلَاده فَانْصَرف إِلَيْهِم وَبَقِي مُقيما عِنْدهم محناطاً عَلَيْهِ بَقِيَّة عمره وَتُوفِّي سنة خمسٍٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل
(أأشمت أعدائي وأوهنت جَانِبي ... وهضت جنَاحا ريشته يَد الْفَخر)
(فَمَا أَنْت عِنْدِي بالملوم وَإِنَّمَا ... لي الذَّنب هَذَا سوء حظي من الدَّهْر)
النَّقِيب أَبُو طَالب عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن المعمر أَبُو طَالب بن أبي عبد الله الْعلوِي الْبَغْدَادِيّ نقيب الطالبيين بِبَغْدَاد بعد وَفَاة وَالِده وَلم يزل على ولَايَته إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَابًّا سرياً فَاضلا أديباً شَاعِرًا مترسلاً من شعره فِيمَا يكْتب على قسي البندق من مجزوء الرمل
(حَملتنِي راحةٌ فِي ... جودها لِلْخلقِ رَاحَه)
(فَأَنا للفتك أهلٌ ... وَهِي أهلٌ للسّماحهَ)
وَمِنْه أَيْضا فِيهِ من مجزوء الْخَفِيف
(أَنا فِي كف ماجدٍ ... جوده الْغمر مفرط)
(كل طيرٍ يلوح لي ... فَهُوَ فِي الْحَال يهْبط)
وَمِنْه فِيهِ من المنسرح
(لَا زلت يَا ممسكي براحته ... فِي ظلّ عيشٍ يصفو من الكدر)
(ترمي بِي الطير حِين تحملنِي ... والدهر يَرْمِي عداك بِالْقدرِ)
وَمِنْه فِيهِ من مجزوء الْخَفِيف(17/21)
وقناة قد ثقفتها لحربٍ ردينها
(ثمَّ لما انحنت بِلَا ... كبرٍ فِيهِ شينها)
(إستجادت من المنو ... ن أَخا وَهُوَ زينها)
)
(كم على الجو طائرٌ ... قد أَصَابَته عينهَا)
(فارتقي وَهُوَ مرتقٍ ... مَا تعداه حينها)
أَبُو الْورْد الشَّاعِر عبد الله أَحْمد بن الْمُبَارك بن الدباس أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْورْد كَانَ شَاعِرًا خليعاً مَاجِنًا مطبوعاً لَهُ حكاياتٌ وَكَانَ ينادم أَبَا مُحَمَّد الْوَزير المهلبي روى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي وَأَبُو عبد الله الْحُسَيْن الخالع وَكَانَ إِذا شَاهد أحدا من أهل الْعلم جالسه بخشوعٍ ووقارٍ وأفاده واستفاد مِنْهُ وَأفضل عَلَيْهِ وَكَانَ يحصل لَهُ من المهلبي فِي كل سنةٍ ألفا دينارٍ فتنسلخ السّنة عَنهُ وَهُوَ صفرٌ مِنْهَا وَقبض عضد الدولة عَلَيْهِ ليصادره فَقَالَ يَوْمًا للمستخرج وَقد أحضرهُ ليطالبه وَتقدم بضربه هَذَا وَالله مالٌ مشؤومٌ صفعنا حَتَّى أخذناه ونصفع حَتَّى نرده فبلغت عضد الدولة فأفرج عَنهُ وَكَانَ لَهُ ابنٌ كالمعتوه فَكَلمهُ أَبُو الْورْد فأربى عَلَيْهِ الابْن فَقَالَ تَقول لي هَذَا وَأَنا أَبوك فَقَالَ أَنْت وَإِن كنت أبي فَأَنا خيرٌ مِنْك فَقَالَ وَكَيف ذَاك قَالَ لِأَنِّي أَنا صفعان بن صفعان وَأَنت صفعان فَقَط فَضَحِك وَقَالَ الْآن علمت أَنَّك ابْني ومَنْ لم يشبه أَبَاهُ فقد ظلم وَمن شعره من الوافر
(تراك الشَّمْس شمساً حِين تبدو ... ويحسبك الْهلَال لَهَا هلالا)
(ومذ وحياة شخصك غَابَ عني ... خيالك مَا رَأَيْت لَهُ مِثَالا)
(مغيبك غيب اللَّذَّات عني ... وورثني نكالاً واختبالا)
(فصرت لفقد وَجهك مستهاماً ... أقاسي من جوى الْبلوى نكالا)
أَبُو الْفضل خطيب الْموصل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الْخَطِيب أَبُو الْفضل ابْن أبي نصر الطوسي الْبَغْدَادِيّ نزيل الْموصل وخطيبها سمع من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَمُحَمّد ابْن عبد السَّلَام الْأنْصَارِيّ وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف وَالْأُصُول على الكيا الهراسي وَأبي بكر الشَّاشِي والفرائض والحساب على الْحُسَيْن بن أَحْمد الشقاق وَالْأَدب على التبريزي(17/22)
والحريري الْبَصْرِيّ وعلت سنه وَتفرد بِأَكْثَرَ مسموعاته وشيوخه وقصده الرحالون من الْبِلَاد وَكَانَ دينا حسن الطَّرِيقَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل)
(أَقُول وَقد خيمت بالخيف من منى ... وَقربت قرباني وقضيت أنساكي)
(وَحُرْمَة بَيت الله مَا أَنا بِالَّذِي ... أملك مَعَ طول الزَّمَان وأنساك)
وَمِنْه أَيْضا من الطَّوِيل
(سقى الله أَيَّامًا لنا وليالياً ... نعمنا بهَا والعيش إِذْ ذَاك ناضر)
(ليَالِي لَا أصغي إِلَى لوم عاذلٍ ... وطرفي إِلَى أنوار وَجهك نَاظر)
قلت شعرمتوسط
الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصرٍ شيخ الْإِسْلَام موفق الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الجماعيلي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ صَاحب التصانيف ولد بجماعيل فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة عشْرين وسِتمِائَة وَهَاجَر فِي من هَاجر مَعَ أَبِيه وأخيه وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فِي صغره وارتحل إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة ابْن خَالَته الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَسمع بالبلاد من الْمَشَايِخ وَكَانَ إِمَامًا حجَّة مصنفاً متفنناً محرراً متبحراً فِي الْعُلُوم كَبِير الْقدر وَمن تصانيفه الْبُرْهَان فِي الْقُرْآن جزءان مَسْأَلَة الْعُلُوّ جزءان الِاعْتِقَاد جُزْء ذمّ التَّأْوِيل جُزْء كتاب الْقدر جزءان فَضَائِل الصَّحَابَة جزءان كتاب المتحابين جزءان فضل عَاشُورَاء جُزْء فَضَائِل الْعشْر ذمّ الوسواس جُزْء مشيخته جُزْء ضخم وصنف الْمُغنِي فِي الْفِقْه فِي عشر مجلدات كبار وَالْكَافِي فِي أَربع مجلدات وَالْمقنع مجلدة والعمدة مجلدة لَطِيفَة والتوابين مُجَلد صَغِير والرقة مُجَلد صَغِير مُخْتَصر الْهِدَايَة مُجَلد التَّبْيِين فِي نسب القرشيين مُجَلد صَغِير الاستبصار فِي نسب الْأَنْصَار مُجَلد كتاب قنعة الأريب فِي الْغَرِيب مُجَلد صَغِير الرَّوْضَة فِي أصُول الْفِقْه(17/23)
مُخْتَصر الْعِلَل للخلال مُجَلد ضخم وَكَانَ أوحد زَمَانه إِمَامًا فِي علم الْخلاف والفرائض وَالْأُصُول وَالْفِقْه والنحو والحساب والنجوم السيارة والمنازل واشتغل النَّاس عَلَيْهِ مُدَّة بالخرقي وَالْهِدَايَة ثمَّ بمختصر الْهِدَايَة الَّذِي لَهُ بعد ذَلِك وَاشْتَغلُوا عَلَيْهِ بتصانيفه وَطول الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فِي سبع وَرَقَات قطع النّصْف وَمن شعر الشَّيْخ موفق الدّين رَحمَه الله تَعَالَى من الطَّوِيل
(أبعد بَيَاض الشّعْر أعمر مسكنا ... سوى الْقَبْر إِنِّي إِن فعلت لأحمق)
)
(يُخْبِرنِي شيبي بِأَنِّي ميتٌ ... وشيكاً وينعاني إِلَيّ فَيصدق)
(كَأَنِّي بجسمي فَوق نعشي ممدداً ... فَمن ساكتٍ أَو معولٍ يتحرق)
(إِذا سئلوا عني أجابوا وأعولوا ... وأدمعهم تنهل هَذَا الْمُوفق)
(وغيبت فِي صدعٍ من الأَرْض ضيقٍ ... وأودعت لحداً فَوْقه الصخر مطبق)
(ويحثو عَليّ الترب أوثق صاحبٍ ... ويسلمني للقبر من هُوَ مُشفق)
(فيا رب كن لي مؤنساً يَوْم وَحشِي ... فَإِنِّي بِمَا أنزلته لمصدق)
(وَمَا ضرني أَنِّي إِلَى الله صائرٌ ... وَمن هُوَ من أَهلِي أبر وأرفق)
أَبُو بكر الخباز عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة أَبُو بكر بن أبي طالبٍ الخباز الْمُقْرِئ قَرَأَ بالروايات على أَحْمد بن أَحْمد بن الْقَاص وَأحمد بن سَالم الشحمي وَعبد الله بن أَحْمد الباقلاني الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَسمع الْكثير بِنَفسِهِ من يحيى بن يُوسُف السقلاطوني والأسعد بن بلدرك ابْن أبي اللِّقَاء الجبريلي وَعبد الْحق بن عبد الْخَالِق وشهدة بنت الأبري وَغَيرهم وَمِمَّنْ هُوَ مثله ودونه وَجمع لنَفسِهِ مشيخة خرّج فِيهَا بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَلم يكن لَهُ معرفَة بِمَا يَكْتُبهُ ويسمعه وَلَا يعْتَمد على قَوْله وخطه لِكَثْرَة وهمه وَقلة مَعْرفَته قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَلَقَد رَأَيْت مِنْهُ تسامحاً وَأَشْيَاء تضعفه من ديانَة فِيهِ وصلاحٍ وتعفف مَعَ فقر وأضر بِأخرَة
توفّي سنة ثلاثٍ وَعشْرين وسِتمِائَة أَبُو مُحَمَّد ابْن وَزِير الْمَأْمُون عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْقَاسِم بن صبيح أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي جَعْفَر الْكَاتِب كَانَ وَالِده كَاتب الْمَأْمُون وزيراً لَهُ وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد يتقلد السرّ لِلْمَأْمُونِ وبريد خُرَاسَان وصدقات الْبَصْرَة وَكَانَ الْمَأْمُون لعلمه بتقدمه فِي(17/24)
صناعته إِذا حضر أمرٌ يحْتَاج فِيهِ إِلَى كتاب يشهر أَمر أَحْمد أبنه فَكَتبهُ لَهُ وَكَانَ ابْنه ظريفاً سَمحا مترسلاً ويغلب الْهزْل عَلَيْهِ وَمن شعره من مجزوء الْبَسِيط
(بلوت هَذَا الْأَنَام طراً ... فَلم تشبث يَدي بَحر)
(وَلَا استبنت الصّديق حَتَّى ... تصرفت بِي صروف دهري)
(مَا الْمَرْء إِلَّا أَخُو اللَّيَالِي ... يسري بِهِ الدَّهْر حَيْثُ يسري)
)
(إِن تبله بالعقوق مِنْهَا ... لَا يندمن صاحبٌ ببرّ)
أَبُو الْحسن الظَّاهِرِيّ ابْن الْمُغلس عبد الله بن أَحْمد بن الْمُغلس الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن الْفَقِيه الدَّاودِيّ الظَّاهِرِيّ لَهُ مصنفاتٌ فِي مذْهبه أَخذ عَن مُحَمَّد بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ وانتشر عَنهُ مَذْهَب أهل الظَّاهِر فِي الْبِلَاد وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا إِمَامًا وَاسع الْعلم كَبِير المحلّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة
ابْن زبر القَاضِي عبد الله بن أَحْمد بن ربيعَة بن سُلَيْمَان بن زبرٍ الربعِي القَاضِي بغدادي مَشْهُور كَانَ عَارِفًا بالأخبار وَالسير وصنف فِي الحَدِيث كتبا وَعمل كتاب تشريف الْفقر على الْغنى ولي قَضَاء مصر وعزل ثمَّ وَليهَا قَالَ الْخَطِيب كَانَ غير ثقةٍ توفّي سنة تسعٍ وَعشْرين وثلاثمائة
أَبُو مُحَمَّد ابْن طَبَاطَبَا عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا الْعلوِي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ
صدرٌ كَبِير صَاحب رباع وضياع وثروةٍ وخدم وحاشية كَانَ عِنْده رجل يكسر اللوز دَائِما فِي الشَّهْر بدينارين برسم عمل الْحَلْوَى الَّتِي ينفذها(17/25)
إِلَى كافور الإخشيدي فَمن دونه
وقبره مشهورٌ بالقرافة بإجابة الدُّعَاء عِنْده توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَهَذَا أَبُو مُحَمَّد الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي قَالَ للمعز لما جَاءَ إِلَى الْقَاهِرَة إِلَى من ينتسب مَوْلَانَا فَقَالَ لَهُ الْمعز سنعقد مَجْلِسا ونجمعكم ونسرد عَلَيْكُم نسبنا فَلَمَّا اسْتَقر الْمعز بِالْقصرِ جمع النَّاس فِي مجلسٍ عامٍ وَجلسَ لَهُم وَقَالَ هَل بَقِي من رؤسائكم أحدٌ فَقَالُوا لم يبْق معتبرٌ فسل عِنْد ذَلِك نصف سَيْفه وَقَالَ هَذَا نسبي ونثر عَلَيْهِم ذَهَبا وَقَالَ هَذَا حسبي فَقَالُوا جَمِيعًا سمعنَا وأطعنا وَكَانَ هَذَا الشريف كثير الْإِحْسَان وَالْبر إِلَى النَّاس فَحكى بعض من لَهُ عَلَيْهِ إِحْسَان أَنه وقف على قَبره وَأنْشد من الوافر
(وخلفت الهموم على أناسٍ ... وَقد كَانُوا بعيشك فِي كفاف)
فَرَآهُ فِي نَومه فَقَالَ لَهُ سَمِعت مَا قلت وحيل بيني وَبَين الْجَواب والمكافأة وَلَكِن صر إِلَى الْمَسْجِد وصل رَكْعَتَيْنِ وادع يستجب لَك وَرُوِيَ أَن رجلا حج وفاتته زِيَارَة النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فَضَاقَ صَدره فَرَأى النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ إِذا فاتتك زيارتي فزر قبر عبد الله ابْن أَحْمد بن طَبَاطَبَا وَكَانَ صَاحب الرُّؤْيَا من مصر)
ابْن مَعْرُوف قَاضِي بَغْدَاد عبد الله بن أَحْمد بن مَعْرُوف أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ المعتزلي قَاضِي الْقُضَاة ولي بعد أبي بشر عمر بن أَكْثَم قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أجلاد الرِّجَال وألبّاء النَّاس مَعَ تجربةٍ وحنكةٍ وفطنةٍ وبصيرةٍ ثاقبةٍ وعزيمةٍ مَاضِيَة وَكَانَ يجمع وسامةً فِي منظره وظرفاً فِي ملبسه وطلاقةً فِي مَجْلِسه وبلاغة فِي خطابه ونهوضاً بأعباء الْأَحْكَام وهيبة فِي الْقُلُوب وَقد ضرب فِي الْأَدَب بِسَهْم وَأخذ من علم الْكَلَام بحظ قَالَ العتيقي كَانَ مجوداً فِي الاعتزال وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَله شعر وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن أبي الْأَشْعَث أَبُو مُحَمَّد ابْن السَّمرقَنْدِي الْحَافِظ اللّغَوِيّ الأديب سمع الْخَطِيب أَبَا بكر والكتاني وَأَبا نصر ابْن طلابٍ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ السلَفِي وَغَيره وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ كَانَ ثِقَة فَاضلا عَالما ذَا لسنٍ وَكَانَ يقْرَأ لنظام الْملك على الشُّيُوخ وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة(17/26)
الْبَزَّار الحاجي عبد الله بن أَحْمد بن سعد أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي الْبَزَّار الحاجي الْحَافِظ أحد الْأَثْبَات كتب الْكثير وَجمع الشُّيُوخ والأبواب وَالْملح وَلم يرحل توفّي سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة
أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ عبد الله بن أَحْمد بن حمويه بن يُوسُف بن أعين أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ ثِقَة صَاحب أصولٍ حسان توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
أَبُو الْقَاسِم النَّسَائِيّ عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو الْقَاسِم النَّسَائِيّ الْفَقِيه شيخ الْعلم وَالْعَدَالَة بنسا توفّي سنة أربعٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
الْقفال الشَّافِعِي عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الإِمَام أَبُو بكر الْمروزِي الْقفال شيخ الشَّافِعِيَّة بخراسان كَانَ يعْمل الأقفال وحذق فِي عَملهَا حَتَّى صنع قفلاً بآلاته ومفتاحه وزن أَربع حبات فَلَمَّا صَار ابْن ثَلَاثِينَ سنة أحس من نَفسه ذكاءً فَأقبل على الْفِقْه فبرع فِيهِ وفَاق الأقران وَهُوَ صَاحب طَريقَة الخراسانيين فِي الْفِقْه تفقه عَلَيْهِ المَسْعُودِيّ والسنجي وَابْن فوران وَهَؤُلَاء من كبار فُقَهَاء)
المراوزة تفقه هُوَ على أبي زيد القاشاني وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وَله فِي الْمَذْهَب من الْآثَار مَا لَيْسَ لغيره وطريقته المهذبة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وأكثرها تَحْقِيقا وَتُوفِّي بمرو وَله تسعون سنة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَلما جمع الْفُقَهَاء من الْحَنَفِيَّة وَمن الشَّافِعِيَّة السُّلْطَان مَحْمُود الْآتِي ذكره وَهُوَ يَمِين الدولة بن سبكتكين التمس مِنْهُم الْكَلَام فِي تَرْجِيح أحد المذهبين على الآخر فَوَقع الِاتِّفَاق على أَن يصلوا بَين يَدَيْهِ رَكْعَتَيْنِ على مَذْهَب الشَّافِعِي وَرَكْعَتَيْنِ على(17/27)
مَذْهَب أبي حنيفَة لينْظر فِي ذَلِك السُّلْطَان ويختار مَا هُوَ الْأَحْسَن وَصلى الإِمَام أَبُو بكر الْقفال الْمروزِي بطهارةٍ مُسبغةٍ وشرايط معتبرةٍ فِي الطَّهَارَة والسترة واستقبال الْقبْلَة وأتى بالأركان والهيئات وَالسّنَن والآداب والفرائض على وَجه الْكَمَال والتمام وَكَانَت صَلَاة لَا يُجوز الشَّافِعِي دونهَا ثمَّ إِنَّه صلى رَكْعَتَيْنِ على مَا يجوز فِي مَذْهَب أبي حنيفَة فَلبس جلد كلبٍ مدبوغاً ولطخ ربعه بِالنَّجَاسَةِ وَتَوَضَّأ بنبيذ التَّمْر وَكَانَ فِي صميم الصَّيف فِي الْمَفَازَة فَاجْتمع عَلَيْهِ البعوض والذباب وَكَانَ وضوؤه مُنكساً منعكساً ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة وَأحرم من غير نيةٍ فِي وضوئِهِ ثمَّ قَرَأَ آيَة بِالْفَارِسِيَّةِ وَهُوَ دوبر كَ كَلُ سبز ثمَّ نقر نقرتين كنقرات الديك عَن غير فصلٍ وَمن غير رُكُوع وَتشهد وضرط فِي آخِره من غير نِيَّة السَّلَام وَقَالَ أَيهَا السُّلْطَان هَذِه صَلَاة أبي حنيفَة فَقَالَ السُّلْطَان إِن لم تكن الصَّلَاة صَلَاة أبي حنيفَة قتلتك لِأَن مثل هَذِه الصَّلَاة لَا يجوزها ذُو دين فأنكرت الْحَنَفِيَّة أَن تكون هَذِه صَلَاة أبي حنيفَة فَأمر الْقفال بإحضار كتب أبي حنيفَة وَأمر السُّلْطَان نَصْرَانِيّا كَاتبا يقْرَأ المذهبين جَمِيعًا فَوجدت الصَّلَاة على مَذْهَب أبي حنيفَة على مَا حَكَاهُ القفّال فَأَعْرض السُّلْطَان عَن مَذْهَب أبي حنيفَة وَتمسك بِمذهب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنْهُمَا نقلت ذَلِك من كَلَام القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان فِي تَرْجَمَة السُّلْطَان مَحْمُود رَحمَه الله وَذكر أَنه نقل ذَلِك من كَلَام إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ مغيث الْخلق فِي اخْتِيَار الأحق قلت وَهَذِه الْعبارَة مَا تلِيق بِإِطْلَاق صَلَاة أبي حنيفَة فَإِن من الْمَعْلُوم الْقطعِي أنّ الإِمَام أَبَا حنيفَة رَحمَه الله مَا صلى هَذِه الصَّلَاة أبدأ وَلَا أحدا من أَصْحَابه وَالْأولَى أَن يُقَال الصَّلَاة الَّتِي تجوز فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وأعتقد أَن الصَّلَاة إِذا وَقعت على هَذِه الصّفة باطلةٌ وفعلها حرامٌ لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَا يتَّفق وُقُوعه نعم إِذا وَقع فَردا فَردا فِي بعض صَلَاة جَازَ ذَلِك على قَوَاعِد الْمَذْهَب وَحكى لي شرف الدّين مُحَمَّد بن مُخْتَار بِالْقَاهِرَةِ أَن هَذِه الْحِكَايَة حَكَاهَا إنسانٌ بِالْقَاهِرَةِ فبلغت الْوَاقِعَة)
قَاضِي الْقُضَاة ابْن الحريري الْحَنَفِيّ فَأحْضرهُ وعزّره أَو قَالَ لي قَاضِي الْقُضَاة السرُوجِي
أَبُو مُحَمَّد الشنتريني عبد الله أَحْمد بن سعيد بن سُلَيْمَان بن يَرْبُوع أَبُو(17/28)
مُحَمَّد الأندلسي الشنتريني ثمَّ الإشبيلي نزيل قرطبة كَانَ عَالما بالعلل عَارِفًا بِالرِّجَالِ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل صنف كتاب الإقليد فِي بَيَان الْأَسَانِيد وَكتاب تَاج الْحِلْية وسراج البغية فِي معرفَة أَسَانِيد الْمُوَطَّأ وَكتاب الْبَيَان عَمَّا فِي كتاب أبي نصر الكلاباذي من النُّقْصَان وَكتاب الْمِنْهَاج فِي رجال مُسلم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
الوحيدي قَاضِي مالقة عبد الله بن أَحْمد بن عمر أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي المالقي الْمَعْرُوف بالوحيدي قَاضِي مالقة سمع وروى وَكَانَ من أهل الْعلم والفهم قَالَ ابْن حزمٍ اليسع كُنَّا نَقْرَأ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم فنصححه من لَفظه فَإِذا وَقع غريبٌ ذكر اخْتِلَاف الْمُحدثين واللغويين فِيهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
ابْن النقّار عبد الله بن احْمَد بن الْحُسَيْن الرئيس أَبُو مُحَمَّد الطرابلسي الْكَاتِب يعرف بِابْن النقار تحول إِلَى دمشق لما ملكت الفرنج طرابلس وَكَانَ شَاعِرًا فَاضلا كتب لملوك دمشق ثمَّ إِنَّه كتب لنُور الدّين وعمّرَ دهراً ولد بطرابلس سنة تسعٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَله قصيدةٌ مَشْهُورَة يَقُول فِيهَا من الْكَامِل
(من منصفي من ظالمٍ متعتب ... يزْدَاد ظلما كلما حكمته)
(ملكته روحي ليحفظ ملكه ... فأضاعني وأضاع مَا ملكته)
(أحبابنا أنفقت عمري عنْدكُمْ ... فَمَتَى أعوض بعض مَا أنفقته)
(فَلِمَنْ ألوم على الْهوى وَأَنا الَّذِي ... قدت الْفُؤَاد إِلَى الغرام وسقته)
الْعَبدَرِي عبد الله بن أَحْمد بن سعيد أَبُو مُحَمَّد بن موجول بِالْجِيم الْعَبدَرِي البلنسي جمع كتابا حافلاً فِي شرح مُسلم وَلم يتمه وَشرح رِسَالَة ابْن أبي زيد وَتُوفِّي سنة ستٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة(17/29)
البياسي الْمَالِكِي)
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرحمان أَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ الأندلسي البياسي الْمَالِكِي الْفَقِيه الْكَاتِب
نزيل الْقَاهِرَة لَقِي السُّهيْلي وَجَمَاعَة من الْفُضَلَاء وَتَوَلَّى بِمصْر ولاياتٍ وَكَانَ أديباً فَاضلا أخبارياً وَله شعر توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره
ابْن البيطار العشاب عبد الله بن أَحْمد الْحَكِيم الْعَلامَة ضِيَاء الدّين ابْن البيطار الأندلسي المالقي النباتي الطَّبِيب مُصَنف كتاب الْأَدْوِيَة المفردة وَلم يصنف مثله وَكَانَ ثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ حجَّة وَإِلَيْهِ أنتهت معرفَة النَّبَات وتحقيقه وَصِفَاته وأسماءه وأماكنه كَانَ لَا يجارى فِي ذَلِك سَافر إِلَى بِلَاد الأغارقة وأقصى بِلَاد الرّوم وَأخذ فن النَّبَات عَن جمَاعَة وَكَانَ ذكياً فطناً قَالَ الْمُوفق ابْن أبي أصيبعة شاهدت مَعَه كثيرا من النَّبَات فِي أماكنه بِظَاهِر دمشق وقرأت عَلَيْهِ تَفْسِيره لأسماء أدوية كتاب ديوسقوريدوس فَكنت أجد من غزارة علمه ودرايته شَيْئا كثيرا وَكَانَ لَا يذكر دَوَاء إِلَّا ويعين فِي أَي مقَالَة هُوَ من كتاب ديسقوريدوس وجالينوس وَفِي أَي عدد هُوَ من جملَة الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة فِي تِلْكَ الْمقَالة وَكَانَ فِي خدمَة الْملك الْكَامِل وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الْأَدْوِيَة المفردة والحشائش وَجعله مقدما فِي أَيَّامه وحظياً عِنْده وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ بِمصْر رَئِيسا على سَائِر العشابين وَأَصْحَاب البسطات ثمَّ إِنَّه خدم بعد الْكَامِل ابْنه الصَّالح وحظي عِنْده وَله كتاب الْمُغنِي فِي الطِّبّ وَهُوَ جيد مُرَتّب على مداواة الْأَعْضَاء وَكتاب الْأَفْعَال الغريبة والخواص العجيبة والإبانة والإعلام بِمَا فِي الْمِنْهَاج من الْخلَل والأوهام وَكتاب الْجَامِع فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ ابْن أبي أصيبعة وَلم يُوجد فِي الْأَدْوِيَة المفردة كتاب أجل وَلَا أَجود مِنْهُ وَشرح أدوية كتاب ديسقوريدوس
الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام عبد الله بن أَحْمد بن تَمام الشَّيْخ الإِمَام الأديب(17/30)
تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الشَّيْخ مُحَمَّد بن تَمام الْمُقدم ذكره فِي المحمدين ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة
سمع من يحيى بن قميرة والمرسي والبلداني وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك وعَلى وَالِده بدر الدّين وَكَانَ دينا خيرا نزهاً محبباً إِلَى الْفُضَلَاء مليح المحاضرة حسن الْعشْرَة حسن النّظم حسن البزة مَعَ الزّهْد والقناعة وَكَانَ بَينه وَبَين الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود أنسٌ عَظِيم واتحادٌ كَبِير أَخْبرنِي حفيده القَاضِي شرف الدّين أَبُو بكر ابْن شمس الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود قَالَ كَانَ)
جدي قد أذن لغلامه الَّذِي مَعَه نَفَقَته أَنه مهما طلب مِنْهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين من الدَّرَاهِم يُعْطِيهِ بِغَيْر إِذْنه وَمَا كَانَ يَأْخُذ مِنْهُ إِلَّا مَا هُوَ مضرورٌ إِلَيْهِ أَنْشدني إجَازَة لنَفسِهِ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود مَا كتبه من الديار المصرية إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام من الْبَسِيط
(هَل عِنْد من عِنْدهم برئي وأسقامي ... علمٌ بِأَن نواهم أصل آلامي)
(وَأَن جفني وقلبي بعد بعدهمْ ... ذَا دائمٌ وجده فيهم وَذَا دَامَ)
(بانوا فَبَان رقادي يَوْم بَينهم ... فلست أطمع من طيفٍ بإلمام)
(كتمت شَأْن الْهوى يَوْم النَّوَى فنمى ... بسره من دموعي أَي نمام)
(كَانَت ليَالِي بيضًا فِي دنوهم ... فَلَا تسل بعدهمْ مَا حَال أيامي)
(ضنيت وجدا بهم النَّاس تحسب بِي ... سقماً فأبهم حَالي عِنْد لوامي)
(وَلَيْسَ أصل ضنى جسمي النحيل سوى ... فرط اشتياقي إِلَى لقيا ابْن تَمام)
(مولى مَتى أخل من برءٍ بِرُؤْيَتِهِ ... خلوت فَردا بأشجاني وأسقامي)
(نأى ورؤيته عِنْدِي أحب إِلَى ... قلبِي من المَاء عِنْد الحائم الظامي)
(وَصد عني فَلم يسْأَل لجفوته ... عَن هائمٍ دمعه من بعده هام)
(يَا لَيْت شعري ألم يبلغهُ أَن لَهُ ... أَخا بِمصْر حَلِيف الضعْف مذ عَام)
(مَا كَانَ ظَنِّي هَذَا فِي مودته ... وَلَا الحَدِيث كَذَا فِي سَاكِني الشَّام)
فَأَجَابَهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى عَن ذَلِك من الْبَسِيط
(يَا سَاكِني مصر فِيكُم سَاكن الشَّام ... يكابد الشوق من عامٍ إِلَى عَام)
(الله فِي رَمق أودى السقام بِهِ ... كم ذَا يُعلل فِيكُم نضو أسقام)
(مَا ظنكم بِبَعِيد الدَّار منفردٍ ... حَلِيف هم وأحزانٍ وآلام)
(يَا نازحين مَتى تَدْنُو النَّوَى بكم ... حَالَتْ لبعدكم حَالي وأيامي)
...(17/31)
(كم أسأَل الطّرف عَن طيفٍ يعاوده ... وَمَا لجفني من عهدٍ بأحلام)
(أستودع الله قلباً فِي رحالكُمْ ... عهدته مُنْذُ أزمانٍ وأعوام)
(وَمَا قضى بكم فِي حبكم أرباً ... وَلَو قضى فَهُوَ من وجدٍ بكم ظام)
(من ذَا يلوم أَخا وجدٍ بحبكم ... فأبعد الله عذالي ولوامي)
(فِي ذمَّة الله قومٌ مَا ذكرتهم ... إِلَّا ونم بوجدي مدمعي الدامي)
)
(قومٌ أذاب فُؤَادِي فرط حبهم ... وَقد ألم بقلبي أَي إِلْمَام)
(وَلَا اتَّخذت سواهُم مِنْهُم بَدَلا ... وَلَا نقضت لعهدي عقد إبرام)
(وَلَا عرفت سوى حبي لَهُم أبدا ... حبا يعبر عَنهُ جفني الهامي)
(يَا أوحداً أعربت عَنهُ فضائله ... وَسَار فِي الْكَوْن سير الْكَوَاكِب السَّامِي)
(فِي نعت فضلك حَار الْفِكر من دهشٍ ... وكل ظامٍ سقِِي من بحرك الطامي)
(لَا يرتقي نَحْوك الساري على فلكٍ ... فَكيف من رام أَن يسْعَى بأقدام)
(مِنْك اسْتَفَادَ بَنو الْآدَاب مَا نظموا ... وعنك مَا حفظوا من رقم أَقْلَام)
(إِن الشهَاب الَّذِي سامى السماك على ... وَفضل فضلك فِينَا فيض إلهام)
(لما رَأَيْت كتابا أَنْت كَاتبه ... وأضرم الشوق عِنْدِي أَي إضرام)
(أنشدت قلبِي هَذَا مُنْتَهى أربي ... أعَاد عهد حَياتِي بعد إعدامي)
(يَا ناظري خذا من خَدّه قبلا ... فَهُوَ الجدير بتقبيلٍ وإكرام)
(ثمَّ اسرحا فِي رياضٍ من حدائقه ... وَقد زها زهرها الزاهي بأكمام)
(من ذَا يُوفيه فِي رد الْجَواب لَهُ ... عذرا إِلَيْهِ وَلَو كنت ابْن بسام)
(فكم جنحت ولي طرفٌ يخالسه ... وأنثني خجلاً من بعد إحجام)
(يَا سَاكِنا بفؤادي وَهُوَ منزله ... مَحل شخصك فِي سري وأوهامي)
(حَقًا أَرَاك بِلَا شكّ مُشَاهدَة ... مَا حَال دُونك إنجادي وإتهامي)
(ولذ عتبك لي يَا مُنْتَهى أربي ... وَفِي العتاب حياةٌ بَين أَقوام)
(حوشيت من عرضٍ يشكي وَمن ألم ... لَكِن عَبدك أضحى حلف آلام)
(وَلَو شكا سمحت مِنْهُ شكايته ... إِن الثَّمَانِينَ تستبطي يَد الرام)
(وحيد دارٍ فريدٌ فِي الْأَنَام لَهُ ... جيرانُ عهدٍ قديمٍ بَين آكام)
((17/32)
طَالَتْ بهم شقة الْأَسْفَار ويحهم ... أغفوا وَمَا نطقوا من تَحت أرجام)
(أبلى محاسنهم مر الْجَدِيد بهم ... وَأبْعد الْعَهْد مِنْهُم بعد أَيَّام)
(فَلَا عداهم من الرحمان رَحمته ... فَهِيَ الرَّجَاء الَّذِي قدمت قدامي)
(وَكم رَجَوْت إلهي وَهُوَ أرْحم لي ... وَقل عِنْد رجائي قبح آثامي)
(فطال عمرك يَا مولَايَ فِي دعةٍ ... ودام سعدك فِي عز وإنعام)
)
(وَلَا خلت مصر يَوْمًا من سناك بهَا ... وَلَا نأى نورك الضاحي عَن الشَّام)
قلت وأنشدني الْعَلامَة شَيخنَا أثير الدّين أَبُو حَيَّان إجَازَة قَالَ أنشدنا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(وَقَالُوا تَقول الشّعْر قلت أجيده ... وأنظمه كالدر راقت عقوده)
(وأبتدع الْمَعْنى البديع بصنعةٍ ... يحلى بهَا عطف الْكَلَام وجيده)
(ويحلو إِذا كررت بَيت قصيدةٍ ... وَفِي كل بيتٍ مِنْهُ يزهى قصيده)
(ولكنني مَا شمت بارق ديمةٍ ... وَلَا عارضٍ فِيهِ ندى أستفيده)
(فحسبي إلهٌ لَا عدمت نواله ... وكل نوالٍ يبتديه يُعِيدهُ)
وَأَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فقيرٌ ظريف كثير الْبشر سمع الحَدِيث وروينا عَنهُ قدم علينا الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا زَمَانا ثمَّ سَافر إِلَى دمشق وَتُوفِّي بهَا وأنشدنا لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(وقالو صبا بعد المشيب تعللاً ... وَفِي الشيب مَا ينْهَى عَن اللَّهْو والصبى)
(نعم قد صبا لمّا رأى الظبي آنساً ... يمِيل كغصن البان يعطفه الصِّبَا)
(أدَار التفاتاً عاطل الْجيد حالياً ... وَفِي لحظه معنى بِهِ الصب قد صبا)
(ومزق أَثوَاب الدجى وَهُوَ طالعٌ ... وأطلع بَدْرًا بالجمال تحجبا)
(جرى حبّه فِي كل قلبٍ كَأَنَّمَا ... تصور من أَرْوَاحنَا وتركبا)
وأنشدنا لنَفسِهِ من الوافر
(أكاتبكم وَأعلم أَن قلبِي ... يذوب إِذا ذكرتكم حريقا)
(وأجفاني تسح الدمع سيلاً ... بِهِ أمسيت فِي دمعي غريقا)
(أشاهد من محاسنكم محياً ... يكَاد الْبَدْر يُشبههُ شقيقا)
...(17/33)
(وأصحب من جمالكم خيالاً ... فَأنى سرت يرشدني الطريقا)
(وَمن سلك السَّبِيل إِلَى حماكم ... بكم بلغ المنى وَقضى الحقوقا)
وَمن شعره من الْكَامِل
(طرقتك من أَعلَى زرود ودونها ... عنقًا زرود وَمن تهَامَة نفنف)
(تتعسف المرمى الْبعيد لقصدها ... يَا حبذا المرمى وَمَا تتعسف)
)
وَمِنْه من الوافر
(معانٍ كدت أشهدها عيَانًا ... وَإِن لم تشهد الْمَعْنى الْعُيُون)
(وألفاظٌ إِذا فَكرت فِيهَا ... فَفِيهَا من محاسنها فنون)
وَمِنْه من الوافر
(تبدى فَهُوَ أحسن من رَأينَا ... وألطف من تهيم بِهِ الْعُقُول)
(وأسفر وَهُوَ فِي فلك الْمعَانِي ... وَعنهُ الطّرف ناظره كليل)
(لَهُ قد يمِيل إِذا تثنى ... كَذَاك الْغُصْن من هيفٍ يمِيل)
(وخدٌّ ورده الْجُورِي غضٌّ ... وطرفٌ لحظه سيفٌ صقيل)
(وخالٌ قد طفا فِي مَاء حسنٍ ... فِرَاق بحسنه الخد الأسيل)
(تخال الخد من ماءٍ وخمرٍ ... وَفِيه الْخَال نشوانٌ يجول)
(وَكم لَام العذول عَلَيْهِ جهلا ... وَآخر مَا جرى عشق العذول)
قلت هُوَ مأخوذٌ من قَول أبي الطّيب من الْخَفِيف
(مَا لنا كُلّنا جوٍ يَا رَسُول ... أَنا أَهْوى وقلبك المتبولُ)
وَذكرت بقول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله مَا قلته فِي مادته وَمِنْه أخذتُ وعَلى منواله نسجت من الطَّوِيل
(ألح عذولي فِي هَوَاهُ وَزَاد فِي ... ملامي فَقلت احتل على غير مسمعي)
(فَلم يدرِ من فرط الولوع بِذكرِهِ ... مصيبته حَتَّى تعشقه معي)
وَقلت فِي هَذِه الْمَادَّة أَيْضا من الْخَفِيف
(بِي غزالٌ لما أطعتُ هَوَاهُ ... أَخذ الْقلب والتصبّر غصبا)
(مَا أَفَاق العذول من سكرة العذ ... ل عَلَيْهِ حَتَّى غَدا فِيهِ صبا)(17/34)
بدر الدّين ابْن الشيرجي عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن إلْيَاس الصَّدْر الصَّالح بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ ابْن الشيرجي أَخُو القَاضِي عماد الدّين مُحَمَّد روى عَن ابْن الزبيدِيّ وروى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخبّاز وَكَانَ يلبس زيّ الْفُقَرَاء وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَسبعين وسِتمِائَة
ابْن الْأَخْرَس)
عبد الله بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ القرموني أَبُو جَعْفَر عرف بِابْن الْأَخْرَس أَخْبرنِي الْعَلامَة الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ الْمَذْكُور أديبٌ فاضلٌ نحوي بحث فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره على أبي الْحسن الأُبذي الْحَافِظ وأنشدني كثيرا من شعره وكتبتُ عَنهُ وَضاع مني فمما بَقِي فِي محفوظي قَوْله من قصيدة من الْكَامِل
(جُبلوا على أثباج كل مطهمٍ ... نهدٍ يباري الرّيح فِي هباتها)
(لم يعرفوا بعد المهود سوى الَّذِي ... قد مهدوا فِي الدَّهْر من صهواتها)
وأنشدنا لنَفسِهِ لما تولى قَضَاء الْجَمَاعَة أَبُو بكر مُحَمَّد بن فتح بن عَليّ الْأنْصَارِيّ وَكَانَ ابْن أميةٍ فِيمَا يُقَال من الوافر
(أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا غياثٌ ... فقد ضجت مَلَائِكَة السَّمَاء)
(قُضَاة الْمُسلمين بَنو إماءٍ ... لقد نزل الْقَضَاء على الْقَضَاء)
قَالَ وَأَخْبرنِي أَنه لما سَافر أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن زَكَرِيَّاء الجياني من غرناطة إِلَى مَدِينَة فاس قَالَ رَأَيْته فِي النّوم فَقلت لَهُ أَنْشدني شَيْئا من أبياتك المزدوجة قَالَ فأنشدني من الْكَامِل
(يَا دَار مية كلما دنت انْقَضتْ ... لمحبها من وَصلهَا اشياءُ)
(الله يعلم أنني بك هائمٌ ... ويصدني من أَن أَزور حياءُ)
فتأولت أَنه يُشِير إِلَى الدُّنْيَا ومفارقتها فَلم يَك إِلَّا ايامٌ قَلَائِل فنعي إِلَيْنَا قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وَأَبُو جَعْفَر هَذَا أول من فهمني شَيْئا من النَّحْو قَرَأت عَلَيْهِ من أول الْجمل إِلَى بَاب الِابْتِدَاء وَمن الفصيح وأعربت عَلَيْهِ فِي شعر أبي إِسْحَاق الألبيري الزَّاهِد وَكَانَ لَهُ اعتناء بالتفسير
توفّي بعد السّبْعين وسِتمِائَة بِمَدِينَة فاس رَحمَه الله تَعَالَى
ابْن الْمُحب الْمُحدث عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد(17/35)
الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الْمُحدث مُفِيد الطّلبَة محب الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْمُحدث محب الدّين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الجماعيلي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَمعه وَالِده وَحفظ الْقُرْآن وَطلب بِنَفسِهِ فِي سنة سبعٍ وَتِسْعين وَلحق ابْن القواس ن وَابْن عَسَاكِر الشّرف والغسولي وَالنَّاس بعدهمْ وَعِنْده العوالي عَن ابْن البُخَارِيّ وَبنت مكي وعدة إنتقى لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين جُزْءا وَكَانَ خيرا صيناً مليح الشكل طيب الصَّوْت فِي التِّلَاوَة سريع الْقِرَاءَة نَفَّاعًا فِي مواعيد الْعَامَّة لَهُ)
زبون ومحبون وَقَرَأَ مَا لَا يعبر عَنهُ وانتقى لبَعض مشايخه وَنسخ عدَّة أَجزَاء وَخلف عدَّة أولادٍ وتوفيّ سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
ابْن الفصيح الْعِرَاقِيّ الْحَنَفِيّ عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْفَقِيه النَّحْوِيّ جلال الدّين ابْن فَخر الدّين بن الفصيح الْعِرَاقِيّ الْكُوفِي الْحَنَفِيّ مولده فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة طلب الحَدِيث وَسمع بِبَغْدَاد من جمَاعَة وبدمشق من الْجَزرِي وَمن الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَسمع أَوْلَاده وشارك فِي الْفَضَائِل
جلال الدّين الزرندي الشَّافِعِي عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الْفَقِيه الْعَالم جلال الدّين أَبُو الْيمن الزرندي ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي مولده سنة عشْرين وَسَبْعمائة سمع أَبَا العبّاس الْجَزرِي والمزي والموجودين وَقَرَأَ كثيرا وَله عدَّة محفوظات وَسمع بالحرمين وبحماة وحلب والساحل وَغَيرهَا وَكتب المشتبه
توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان المكرّم سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالطاعون شَهِيدا
ابْن زنبور عبد الله بن أَحْمد الْوَزير علم الدّين ابْن القَاضِي تَاج الدّين ابْن زنبور اول مَا علمت من أمره أَن القَاضِي شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص فِي أَوَاخِر أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون قد استخدمه كَاتب الاصطبلات لما مَاتَ أَوْلَاد الجيعان فِي المصادرة تَحت الْعقُوبَة وَبَقِي القَاضِي علم الدّين على ذَلِك إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك انْتقل إِلَى اسْتِيفَاء الصُّحْبَة وَخرج إِلَى حلب لكشف القلاع وَالشَّام وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن أمسك(17/36)
جمال الكفاة نَاظر الْخَاص وَتَوَلَّى القَاضِي موفق الدّين نَاظر الْخَاص فَبَقيَ فِي ذَلِك مُدَّة يسيرَة وَسَأَلَ الإعفاء من ذَلِك فَتَوَلّى الْخَاص وَنظر الْجَيْش القَاضِي علم الدّين ثمَّ لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين منجك الْوَزير فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة فِي أَيَّام النَّاصِر حسن أضيفت الوزارة إِلَى القَاضِي علم الدّين ابْن زنبور فَجمع بَين هَذِه الْوَظَائِف وَلم تَجْتَمِع لغيره وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَن حضر السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِلَى دمشق فِي وَاقعَة بيبغارؤس فَحَضَرَ مَعَه وَأظْهر فِي دمشق عَظمَة زَائِدَة وروع الْكتاب ومباشري الْأَوْقَاف وَلَكِن لم يضْرب أحدا وَتوجه مَعَ السُّلْطَان عَائِدًا إِلَى الديار المصرية وَوَصلهَا فِي أول ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَعمل سماطاً)
عَظِيما وخلع فِيهِ على الْأُمَرَاء كبارهم وصغارهم وَكَانَ تشريف الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش نَاقِصا عَن غَيره وَكَانَ فِي قلبه من الْوَزير فَدخل إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طاز وَأرَاهُ تشريفه وَقَالَ هَكَذَا يكون تشريفي وَاتفقَ مَعَه على إمْسَاك الْوَزير وَخرج من عِنْده وَطَلَبه وضربه ورسم عَلَيْهِ وجد فِي ضربه ومصادرته فَأخذ مِنْهُ من الذَّهَب وَالدَّرَاهِم والقماش والكراع مَا يزِيد عَن الْحَد ويتوهم النَّاقِل لَهُ أَنه مَا يصدق فِي ذَلِك وَبَقِي فِي الْعقُوبَة زَمَانا وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين شيخو يعتني بأَمْره فِي الْبَاطِن فشفع فِيهِ وخلصه وجهزه إِلَى قوص فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى ثَانِي عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة فِيمَا أَظن وَتُوفِّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى بِقَضَاء الله وَقدره وَقيل إِنَّه سم أَو نهشه ثعبان فَالله أعلم وَكَانَ قد ولي الوزارة بعده القَاضِي موفق الدّين وَنظر الجيوش القَاضِي تَاج الدّين أَحْمد ابْن الصاحب أَمِين الدّين وَنظر الْخَاص القَاضِي بدر الدّين كَاتب يلبغا وَلما أَن تولى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن الْملك ثَانِيًا فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة أُعِيدَت المصادرة على من بَقِي من ذُرِّيَّة الصاحب علم الدّين ابْن زنبور وَذَوِيهِ وَأخذ مِنْهُم جملَة من المَال
3 - (عبد الله بن الأرقم الْكَاتِب)
كَانَ مِمَّن أسلم يَوْم الْفَتْح وَكتب النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ثمَّ لأبي بكر وَعمر وَولي بَيت المَال لعمر وَعُثْمَان مديدة وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وصلحائهم أجَازه عُثْمَان ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَلم يقبلهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (عبد الله بن ادريس)(17/37)
أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي عبد الله بن ادريس بن يزِيد بن عبد الرحمان الأودي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي روى عَن أَبِيه وَسُهيْل بن أبي صَالح وحصين بن عبد الرحمان وَأبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ وَالْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَهِشَام بن عُرْوَة وَابْن جريج وَطَائِفَة روى عَنهُ ماك بن أنس مَعَ تقدمه وَابْن الْمُبَارك وَأحمد وَإِسْحَاق وَابْن معِين وابنا أبي شيبَة وَالْحسن بن عَرَفَة وَأحمد بن عبد الْجَبَّار والعطاردي وَخلق سواهُم واستقدمه الرشيد ليوليه قَضَاء الْكُوفَة فَامْتنعَ قَالَ بشر الحافي مَا شرب أحد مَاء الْفُرَات فَسلم إِلَّا عبد الله بن إِدْرِيس وَقد قيل إِن جَمِيع مَا يرويهِ مَالك فِي الْمُوَطَّأ بَلغنِي عَن عَليّ فيرسلها أَنه سَمعهَا من ابْن إِدْرِيس وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (عبد الله بن إِسْحَاق)
المكاري عبد الله بن إِسْحَاق بن سلامٍ المكاري أَبُو الْعَبَّاس الأخباري وَقيل اسْمه عبيد الله مُصَغرًا
وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه
أَبُو بَحر الْحَضْرَمِيّ عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ هُوَ مولى آل الْحَضْرَمِيّ وَآل الْحَضْرَمِيّ حلفاء بني عبد شمس يكني أَبَا بحرٍ كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْقِرَاءَة أَخذ عَن عَنْبَسَة الْفِيل وَنصر بن عَاصِم
توفّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة فِي أَيَّام هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ رَفِيقًا لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء
وَهُوَ أول من فرع النَّحْو وقاسه وَتكلم فِي الْهَمْز(17/38)
ابْن التبَّان الْمَالِكِي عبد الله بن إِسْحَاق أَبُو مُحَمَّد بن التبَّان الْفَقِيه الْمَالِكِي عَالم أهل القيروان فِي زَمَانه قَالَ القَاضِي عِيَاض ضربت إِلَيْهِ آباط الْإِبِل من الْأَمْصَار لذبه عَن مَذْهَب أهل الْمَدِينَة وَكَانَ حَافِظًا بَعيدا من التصنع والرباء توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة
3 - (عبد الله بن أسعد)
ابْن الدهان عبد الله بن أسعد بن عِيسَى بن عَليّ بن الدهان الْجَزرِي الْموصِلِي وَيعرف بالحمصي مهذب الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي الأديب الشَّاعِر أَبُو الْفرج مَاتَ بحمص سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
دخل يَوْمًا على نور الدّين بن زنكي فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ كَمَا لَا يُريدهُ الله وَلَا رَسُوله وَلَا أَنْت وَلَا أَنا وَلَا ابْن عصرون فَقَالَ لَهُ كَيفَ فَقَالَ لِأَن الله تَعَالَى يُرِيد مني الْإِعْرَاض عَن الدُّنْيَا والإقبال على الْآخِرَة وَلست كَذَلِك وَأما رَسُوله فَإِنَّهُ يُرِيد مني مَا يُرِيد الله مني وَلست وَكَذَلِكَ وَأما أَنْت فَإنَّك تُرِيدُ مني أَن لَا أَسأَلك شَيْئا من الدُّنْيَا وَلست كَذَلِك وَأما أَنا فإنني أُرِيد لنَفْسي أَن أكون أسعد النَّاس وَملك الدِّينَا بأجمعها ولي بالدنيا بأسرها وَلست كَذَلِك وَأما ابْن عصرون فَإِنَّهُ يُرِيد مني أَن أكون مقطعاً إرباً إرباً وَلست كَذَلِك فَكيف يكون من أصبح لَا كَمَا يُرِيد الله وَلَا رَسُوله وَلَا سُلْطَانه وَلَا نَفسه وَلَا صديقه وَلَا عدوه فَضَحِك مِنْهُ وأمرله بصلَة تقلبت بِهِ الْأَحْوَال وتولي التدريس بحمص فَلهَذَا نسب إِلَيْهَا وَكَانَ لما ضَاقَتْ بِهِ الْحَال عزم على قصد الصَّالح بن رزيك وَزِير مصر وَعجز عَن اسْتِصْحَاب زَوجته فَكتب إِلَى الشريف أبي عبد الله زيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْحُسَيْنِي نقيب العلويين بالموصل هَذِه الأبيات من الْبَسِيط
(وَذَات شجوٍ أسَال الْبَين عبرتها ... باتت تؤمل بالتفنيد إمساكي)(17/39)
(لجت فَلَمَّا رأتني لَا أصيخ لَهَا ... بَكت فأقرح قلبِي جفنها الباكي)
(قَالَت وَقد رَأَتْ الأجمال محدجةً ... والبين قد جمع المشكو والشاكي)
(من لي إِذا غبت فِي ذَا الْمحل قلت لَهَا ... الله وَابْن عبيد الله مَوْلَاك)
(لَا تجزعي بانحباس الْغَيْث عَنْك فقد ... سَأَلت نوء الثريا جود مغناك)
فتكفل الشريف الْمَذْكُور لزوجته بِجَمِيعِ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ مُدَّة غيبته عَنْهَا قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَلما وصل السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى حمص وخيم بظاهرها خرج إِلَيْنَا أَبُو الْفرج الْمَذْكُور فقدمته للسُّلْطَان وَقلت لَهُ هَذَا الَّذِي يَقُول فِي قصيدته الكافية فِي ابْن رزيك من الْبَسِيط
(أأمدح التّرْك أبغي الْفضل عِنْدهم ... وَالشعر مَا زَالَ عِنْد التّرْك متروكا)
فَأعْطَاهُ السُّلْطَان شَيْئا وَقَالَ حَتَّى لَا يَقُول إِنَّه مَتْرُوك عِنْد التّرْك ثمَّ إِنَّه أمتدح السُّلْطَان)
بقصيدته العينية الَّتِي يَقُول فِيهَا من الْكَامِل
(قل للبخيلة بِالسَّلَامِ تورعاً ... كَيفَ استبحت دمي وَلم تتورعي)
(وَزَعَمت أَن تصلي بعامٍ قابلٍ ... هَيْهَات أَن أبقى إِلَى أَن تَرْجِعِي)
(أبديعة الْحسن الَّتِي فِي وَجههَا ... دون الْوُجُوه عنايةٌ للمبدع)
(مَا كَانَ ضرك لَو غمزت بحاجبٍ ... يَوْم التَّفَرُّق أَو أَشرت بإصبع)
(وتيقي أَنِّي بحبك مغرمٌ ... ثمَّ اصغي مَا شِئْت بِي أَن تصنعي)(17/40)
وَمن شعر ابْن الدهان من الْكَامِل
(تردي الْكَتَائِب كتبه فَإِذا انبرت ... لم تدر أنفذ أسطراً أم عسكرا)
(لم يحسن الإتراب فَوق سطورها ... إِلَّا لِأَن الْجَيْش يعْقد عثيرا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يُضحي يجانبي مجانبة العدا ... ويبيت وَهُوَ إِلَى الصَّباح نديم)
(ويمر بِي يخشي الرَّقِيب فلفظه ... شتمٌ وغنج لحاظه تَسْلِيم)
وَمِنْه فِي غلامٍ لسعتة نحلةٌ فِي شفته من الرمل
(بِأبي من لسبته نحلةٌ ... آلمت أكْرم شيءٍ وَأجل)
(أثرت لِسَبْتِهَا فِي شفةٍ ... مَا يَرَاهَا الله إِلَّا للقبل)
(حسبت أَن بِفِيهِ بَيتهَا ... إِذا رَأَتْ ريقته مثل الْعَسَل)
وَمن شعر ابْن الدهان من الْبَسِيط
(كَأَن مقلته صادٌ وحاجبه ... نونٌ وَمَوْضِع تقبيلي لَهُ مِيم)
(فصرت أعشق مِنْهُ فِي الورى صنماً ... وعاشق الصَّنَم الْإِنْسِي محروم)
وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط
(مولَايَ لابت فِي ضري وَلَا سهري ... وَلَا لقِيت الَّذِي ألْقى من الْفِكر)
(باتت لوعدك عَيْني وَهِي ساهرةٌ ... وَاللَّيْل حَيّ الدياجي ميت السحر)
(أود من قمري فِي الْأُفق غيبته ... وأرقب الشَّمْس من شوقي إِلَى الْقَمَر)
(هَذَا وَقد بت من وعدٍ على ثقةٍ ... فَكيف لَو بت من هجرٍ على خطرٍ)
وَمِنْه وَمن الْبَسِيط)
(سرى يصانع سرا من خلاخله ... إِذا مَشى ويداري عرف أكمام)
(وللحلى والشذا جنح الظلام بِهِ ... تَصْرِيح واشٍ وتعريضات نمامِ)
(فدله نَفسِي العالي ودلهه ... عَن مضجعي فرط إعلالي وأسقامي)
(وَلم يعدني من بعد النَّوَى فَيرى ... سوى هيامي الَّذِي خلى وتهيامي)
(سقى اللَّيَالِي الَّتِي كَانَ الْوِصَال بهَا ... أحلى من الغمض فِي أجفان نوام)
(بتنا وذيل الدجي مرخى على كرمٍ ... فِي خلوةٍ خلْوَة الأرجاء من ذام)
(وبيننا طيب عتبٍ لَو تسمعه ... قلت العتاب حَيَاة بَين أَقوام)
(وفاتر اللحظ لَو أَنِّي أبوح بِهِ ... إِذا لأوضحت عُذْري عِنْد لوامي)
(رمى وأغضى وَقد أصمي فَقلت لَهُ ... أعِدْ أعِدْ لاعدمت السهْم والرامي)
(أخافه حِين يَبْدُو أَن أكاشفه ... وجدي فأستر أوجاعي وآلامي)
(وأخدع النَّاس عَن حبي وأكتمهم ... جراح قلبِي لَوْلَا جفني الدامي)
(واهاً لوأن الَّذِي خلفت من زمني ... خَلْفي أشاهد شَيْئا مِنْهُ قدامي)
(عهدي بليلي قَصِيرا بالعراق فَمَا ... بالي أَبيت طَوِيل اللَّيْل بِالشَّام)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(طوى دارها طي الْكتاب المنمنم ... وَمر على الأطلال غير مُسلم)
(يُخَادع إِمَّا عَن جوىً من تذكرٍ ... بهَا الركب أَو عَن عبرةٍ من توسم)
(وَكم وقفةٍ فِيهَا أقل مساعدي ... على الدمع إسعادي وَأكْثر لومي)(17/41)
(إِذا مَا بلوت الْغَيْث قَالَت عراصها ... لَك الْفضل لَيْسَ الْفضل للمتقدم)
(وسارٍ أَتَانِي الْعرف عَنهُ مبشراً ... فَقُمْت إِلَيْهِ أهتدي بالتبسم)
(أَتَى بعد وهنٍ عاطلاً متلثماً ... مَخَافَة حليٍ مَخَافَة مبسم)
(وناولني كأساً أَزَال فدامها ... ورد فمي عَن لثم كأسٍ مفدم)
(فليتك إِذْ حلأتني عَن محللٍ ... من الْخمر مَا عللتني بِمحرم)
(أيا لَذَّة الدُّنْيَا وَمِنْه بلاؤها ... وَيَا جنَّة فِيهَا عَذَاب جَهَنَّم)
(وَيَا قَاتلا مَا مد كفا لقتلتي ... وَمَا زَالَ مخضوب الأنامل من دمي)
(وَكُنَّا اغتنمنا لَذَّة الْعَيْش ليتها ... وَإِن أوبقت لذاتها لم تصرم)
)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(عاتباه فِي فرط ظلمي وهجري ... واسألاه عساه يقبل عُذْري)
(والطفا مَا قدرتما فِي حَدِيثي ... واحرصا أَن تغنياه بشعري)
واذكراني فَإِن بدا لَكمَا منهذا نفارٌ فأجريا غير ذكري
(وَدَعَانِي وشقوتي فِي رِضَاهُ ... فلحيني عشقت عاشق هجري)
(وهواه لَو كَانَ ذَنبي إِلَيْهِ ... غير حبي لَهُ لأوضحت عُذْري)
(قد كتمت الجوى وَإِن نم دمعي ... وحملت الجفا وَإِن عيل صبري)
(مَا درى جسمي الْمَعْنى لمن يض ... نى وَلَا مدمعي لمن بَات يجْرِي)
(سره فِي الحشا عَن الْخلق مستو ... رٌ فَمَاذَا عَلَيْهِ فِي هتك ستري)
لَيْت أيامنا ببرزة فالنيرب مِنْهَا يعود يَوْمًا بعمري
(صمت من بعْدهَا برغمي عَن الله ... وفهل لي بعودها عبد فطر)
(لست أَنْفك من تذكر قوم ... لَيْسَ يجْرِي ببالهم قطّ ذكري)
(يَا غزالاً قد لج فِي الهجر عمدا ... كم دمٍ قد سفكت لَو كنت تَدْرِي)
(قد حمى ثغره بناعس طرفٍ ... يَا لَهُ ناعساً وحارس ثغر)
وبفيه مدامة كلما حليت عَن شرب كأسها دَامَ سكري
(ظالمٌ لج فِي القطيعة حَتَّى ... لَا مَزَار يدنو وَلَا طيف يسري)
(كَانَ لَا يَسْتَطِيع عني صبرا ... لَيْت شعري لم ملني لَيْت شعري)
3 - (عبد الله بن إِسْمَاعِيل)(17/42)
أَبُو مُحَمَّد الميكالي عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال بن عبد الْوَاحِد بن جِبْرِيل بن الْقَاسِم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور أَرْبَعَة من الْمُلُوك ابْن فَيْرُوز يزدْ جرد بن بهْرَام جور أَبُو مُحَمَّد هُوَ عَم أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد الميكالي كَانَ رَئِيس نيسابور وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعٍ وَسبعين وثلاثمائة وَكَانَ مَذْكُورا بالأدب وَالْكِتَابَة وَحفظ دواوين الْعَرَب ودرس الْفِقْه على قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي معرفَة الشُّرُوط
أكره غير مرةٍ على وزارة السُّلْطَان فَامْتنعَ وتضرع حَتَّى أعفي وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي رَكْعَتَيْنِ ويعول المستورين بِبَلَدِهِ سرا ثمَّ تقلد الرياسة وَبَقِي مُنْفَردا بهَا بِلَا مانعٍ وَلَا منازعٍ نيفاً وَعشْرين سنة وَكَانَ يفتح بَابه بعد فَرَاغه من صَلَاة الصُّبْح إِلَى أَن يُصَلِّي الْعَتَمَة لَا يحجب عَنهُ أحدا وَعقد لَهُ مجْلِس الذّكر فِي حَيَاة إمامي الْمَذْهَب أبي الْوَلِيد الْقرشِي وَأبي الْحُسَيْن القَاضِي وحضرا جَمِيعًا مَجْلِسه وَكَانَ قد حج سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة ثمَّ تأهب سنة سبعٍ وَسبعين وثلاثمائة واستصحب شيئاًَ من مسموعاته من أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي وأقرانه وَحدث بنيسابور والدامغان والري وهمذان وبغداد والكوفة وَمَكَّة وَدخل مَكَّة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقد حكم لَهُ المنجمون أَنه يَمُوت وَهُوَ ابْن أَربع وَسبعين سنة فَدَعَا بِمَكَّة فِي المشاعر الشَّرِيفَة يَقُول اللَّهُمَّ إِن كنت قابضي بعد سنتَيْن فاقبضني فِي حَرمك فَاسْتَجَاب الله دعاءه وَتُوفِّي بِمَكَّة فِي آخر أَيَّام الْمَوْسِم نَام وَأصْبح فوجدوه مَيتا مُسْتَقْبل الْقبْلَة فغسلوه وكفنوه وَصلى عَلَيْهِ أَكثر من مائَة ألف رجل وَدفن بالبطحاء بَين سُفْيَان بن عُيَيْنَة والفضيل ابْن عِيَاض
العباسي عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن الْخَلِيفَة الْمَنْصُور إِمَام الْجَامِع بغدادي شرِيف نبيل ذُو قعدد وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة خمسين وثلاثمائة
الْملك المسعود بن الصَّالح عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك(17/43)
المسعود ابْن الْملك الصَّالح رَئِيس جليل وَهُوَ أَخُو الْملك الْمَنْصُور مَحْمُود وَالْملك السعيد أبي الْكَامِل توفّي بِدِمَشْق سنة أربعٍ وَسبعين)
وسِتمِائَة
ابْن الجبنياني عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن ابي إِسْحَاق الجبنياني قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج متعبد الْمغرب لم يكن فِيهِ قطّ مثله وَلَا أرَاهُ يكون يَعْنِي أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم جده وَكَانَ عبد الله شَاعِرًا ظريفاً يخفي شعره وَهُوَ مَعَ ذَلِك قليلٌ ويصنعه وَلَا يتَجَاوَز المقطعات إِلَى شيءٍ من التَّطْوِيل وَكَانَت لَهُ نباهةٌ وحدة خاطرٍ ولطافة فِي جَمِيع أَحْوَاله ونزاهة نفسٍ وعزوف همةٍ وفرط حياءٍ وغض طرفٍ وَلَا يكَاد يمْلَأ عينه من وَجه أحدٍ رَأَيْته سنة تسعٍ وَأَرْبَعمِائَة بِمَدِينَة سفاقس وَهِي موطنه وَبهَا مشؤه أَنْشدني لنَفسِهِ وَهُوَ يتململ كاللديغ وَكَانَ مُتَعَلق النَّفس بجاريةٍ أم ولدٍ تَركهَا بموضعه من الوافر
(سأضرب فِي بِلَاد الله برا ... وبحراً بالسفائن والركاب)
(إِلَى أَن تنكر الأحباب مني ... ثوائي بالمغارب واغترابي)
(لأكسب ثروةً وأفيد مَالا ... وأبلو عذر نَفسِي فِي الطلاب)
(فَإِن نلْت المُرَاد فَذَاك حسبي ... وَإِن أحرم فَإِنِّي ذُو احتساب)
(وَمَا فَارَقت إخْوَانِي وَأَهلي ... وَمن أَحْبَبْت إِلَّا عَن غلاب)
وَتُوفِّي عبد الله إِسْمَاعِيل بميورقة سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ الْأَرْبَعين
الْجُهَنِيّ عبد الله بن أنيس الْجُهَنِيّ ثمَّ الْأنْصَارِيّ حَلِيف بني سَلمَة كَانَ مُهَاجرا أَنْصَارِيًّا عقبياً وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا روى عَنهُ أَبُو أُمَامَة وَجَابِر بن عبد الله وروى عَنهُ من التَّابِعين بشر بن سعيد وَبَنوهُ عَطِيَّة وَعَمْرو وضمرة وَعبد الله بَنو عبد الله بن أنيسٍ وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فِي لَيْلَة الْقدر وَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي شاسع الدَّار فمرني بليلةٍ أنزل فِيهَا فَقَالَ إنزل لَيْلَة ثلاثٍ وَعشْرين وتعرف تِلْكَ اللَّيْلَة بليلة الْجُهَنِيّ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أحد الَّذين كسروا آلِهَة بني سَلمَة توفّي سنة أَربع وَخمسين وروى لَهُ مُسلم(17/44)
وَالْأَرْبَعَة وَقَالَ دَعَاني رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فَقَالَ بَلغنِي أَن سُفْيَان بن نُبيح الْهُذلِيّ جمع النَّاس ليغزوني وَهُوَ بعرنة فاقتله قَالَ قلت يَا رَسُول الله إنعته لي حَتَّى أعرفهُ قَالَ إِذا رَأَيْته ذكرك الشَّيْطَان وَإِذا رَأَيْته وجدت لَهُ قشعريرة قَالَ فَخرجت متوشحاً سَيفي حَتَّى دفعت إِلَيْهِ)
وَهُوَ فِي ظعائن لَهُ يرتاد لَهُنَّ منزلا وَكَانَ وَقت الْعَصْر فَلم رَأَيْته وجدت مَا وصف لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من القشعريرة وخشيت أَن تكون بيني وَبَينه مجاولة تشغلني عَن الصَّلَاة فَصليت وَأَنا أَمْشِي وأومئ برأسي فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ قَالَ من الرجل قلت رجلٌ من الْعَرَب سمع بك ويجمعك لهَذَا الرجل فجَاء لذَلِك فَقَالَ أجل أَنا فِي ذَلِك فمشيت مَعَه حَتَّى إِذا أمكنني حملت عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قتلته ثمَّ خرجت وَتركت ظعائنه منكباتٍ عَلَيْهِ فَلَمَّا قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَفْلح الْوَجْه قلت قتلته يَا رَسُول الله قَالَ صدقت ثمَّ قَامَ معي فَدخل بِي بَيته وَأَعْطَانِي عَصا فَقَالَ أمسك هَذِه الْعَصَا عنْدك يَا عبد الله ابْن أنيس فَخرجت بهَا على النَّاس فَقَالُوا مَا هَذِه الْعَصَا قلت أعطانيها رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وَأَمرَنِي أَن أمْسكهَا قَالُوا أَفلا ترجع إِلَى رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فتسأله لم ذَلِك قَالَ فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقلت يَا رَسُول الله لم أَعْطَيْتنِي هَذِه الْعَصَا قَالَ آيةٌ بيني وَبَيْنك يَوْم الْقِيَامَة إِن أقل النَّاس المتخصرون يومئذٍ فقرنها عبد الله بِسَيْفِهِ فَلم تزل مَعَه حَتَّى إِذا مَاتَ أَمر بهَا فضمت مَعَه فِي كَفنه ثمَّ دفنا جَمِيعًا
الْخُزَاعِيّ عبد الله بن أبي أوفى الْخُزَاعِيّ الْأَسْلَمِيّ أحد من بَايع بيعَة الرضْوَان قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم سبع غزواتٍ نَأْكُل الْجَرَاد وَهُوَ أخر من مَاتَ من الصَّحَابَة بِالْكُوفَةِ وَمِمَّنْ مَاتَ فِي عشر الْمِائَة أَو تجاوزها توفّي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
وَقيل توفّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ الْأَصَح وَاسم أبي أوفى عَلْقَمَة بن خَالِد ويكنى أَبَا مُعَاوِيَة وَقيل أَبَا إِبْرَاهِيم وَقيل أَبَا مُحَمَّد شهد(17/45)
الْحُدَيْبِيَة وخيبر وَلم يزل بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَن قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة وكف بَصَره بأخرةٍ
التَّيْمِيّ الشَّاعِر عبد الله بن أَيُّوب التَّيْمِيّ مَوْلَاهُم كَانَ شَاعِرًا من شعراء الدولة العباسية من الوصافين للخمر قَالَ أَبُو العيناء خرج كوثر خَادِم الْأمين ليرى الْحَرْب فأصابته رجمة فِي وَجهه فَجَلَسَ يبكي فَوجه مُحَمَّد بِمن جَاءَ بِهِ وَجعل يمسح الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول من مجزوء الرمل
(ضربوا قُرَّة عَيْني ... وَمن اجلي ضربوه)
(أَخذ الله لقلبي ... من أناسٍ أحرقوه)
)
وَأَرَادَ زِيَادَة فِي الأبيات فَلم تواته فَقَالَ من هَاهُنَا من الشُّعَرَاء فَقيل عبد الله بن أَيُّوب التَّيْمِيّ فَقَالَ عَليّ بِهِ فَلَمَّا دخل أنْشدهُ الْبَيْتَيْنِ وَقَالَ أجز فَقَالَ من مجزوء الرمل
(مَا لمن أَهْوى شَيْبه ... فبه الدُّنْيَا تتيه)
(وَصله حلوٌ وَلَكِن ... هجره مرٌّ كريه)
(مذ رأى النَّاس لَهُ الْفضل ... عَلَيْهِم حسدوه)
(مثل مَا قد حسد القا ... ئم بِالْملكِ أَخُوهُ)
فَقَالَ أَحْسَنت وَالله هَذَا خيرٌ مِمَّا أردناه يَا عباسي أنظر فَإِن كَانَ جَاءَ على الظّهْر مَلَأت أحمال ظَهره دَرَاهِم وَإِن كَانَ جَاءَ فِي زورق ملأته لَهُ دَرَاهِم فأوقرت لَهُ ثَلَاثَة أبغالٍ دَرَاهِم
ابْن بري النَّحْوِيّ عبد الله بن بري بن عبد الْجَبَّار بن بري أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار كَانَ نحوياً لغوياً شايع الذّكر مَشْهُورا بِالْعلمِ لم يكن للمصريين مثله مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي بكر مُحَمَّد بن عبد(17/46)
الْملك الشنتريني المغربي النَّحْوِيّ وتصدر للإقراء بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَت عنايته تَامَّة فِي تَصْحِيح الْكتب وَكتب الْحَوَاشِي عَلَيْهَا بأحمر فَإِذا رَأَيْت كتابا قد ملكه فَهُوَ الْغَايَة فِي الصِّحَّة والإتقان وَله على صِحَاح الْجَوْهَرِي حواشٍ أَخذ فِيهَا عَلَيْهِ وَشرح بعضه فِيهَا وزياداتٌ أخل بهَا وَلَو تمت لكَانَتْ عَجِيبَة وَكَانَ من علمه وغزارة فهمه ذَا غفلةٍ وسلامة صدرٍ وَكَانَ وسخ الثَّوْب زري الْهَيْئَة واللبسة يَحْكِي المصريون عَنهُ حكايات عَجِيبَة مِنْهَا أَنه اشْترى لَحْمًا وخبزاً وبيضاً وحطباً وَحمل الْجَمِيع فِي كميه وَجَاء إِلَى منزله فَوجدَ أَهله وَقد ذَهَبُوا لبَعض شَأْنهمْ وَالْبَاب مغلقاً فَتقدم إِلَى كوةٍ هُنَاكَ تُفْضِي إِلَى دَاره فَجعل يلقِي مِنْهَا الشَّيْء بعد الشَّيْء وَلم يفكر فِي تكسير الْبيض وَأكل السنانير اللَّحْم وَالْخبْز إِذا خلت بهقال ياقوت حَدثنِي بعض المصريين قَالَ كنت يَوْمًا أَسِير مَعَ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد ابْن بري وَقد اشْترى عنباً وَجعله فِي كمه وَجعل يحادثني وَهُوَ يعبث بالعنب ويقبضه حَتَّى جرى على رجلَيْهِ فَقَالَ لي تحس الْمَطَر فَقلت لَا قَالَ فَمَا هَذَا الَّذِي ينقط على رجْلي فتأملته فَإِذا هُوَ من الْعِنَب فَأَخْبَرته فَخَجِلَ واستحيى وَمضى ويحكى عَنهُ من الحذق وَحسن الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ ومواضع الْمسَائِل من كتب الْعلمَاء مَا يتعجب مِنْهُ فسبحان الْجَامِع بَين الأضداد وَله حواشٍ انتصر فِيهَا للحريري على)
ابْن الخشاب وَكَانَ لَهُ تصفح ديوَان الْإِنْشَاء فِي مَا يكتبونه ليزيل الْغَلَط واللحن مِنْهُ كَمَا كَانَ ابْن بابشاذ وَكَانَ قيمًا بِمَعْرِِفَة كتاب سِيبَوَيْهٍ وَعلله قيمًا باللغة والشواهد وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس ابْن الحطية كَانَ ثِقَة والجزولي من تلامذته وَأَجَازَ لجَمِيع من أدْرك عصره من الْمُسلمين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت ذَلِك بِخَط أَحْمد بن الْجَوْهَرِي عَن خطّ حسن بن عبد الْبَاقِي الصّقليّ عَنهُ وَله مُقَدّمَة سَمَّاهَا اللّبَاب وحواشيه على الصِّحَاح سِتّ مجلدات قلت كَذَا رَأَيْته وَالصَّحِيح أَن ابْن بري رَحمَه الله تَعَالَى وصل فِي الْحَوَاشِي على صِحَاح الْجَوْهَرِي إِلَى وقش من بَاب الشين الْمُعْجَمَة من كتاب الصِّحَاح وَكَانَ ذَلِك مجلدين وَهِي ربع الْكتاب وكمل عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان الْأنْصَارِيّ البسطي إِلَى آخر الْكتاب فجَاء التكملة فِي سنة مجلدات وَكَانَ جملَة هَذَا المُصَنّف ثَمَان مجلدات بِخَط البسطي وَقد ملكتها وَهِي جَمِيعًا بِخَط البسطي وَاسم هَذَا الْكتاب التَّنْبِيه والإفصاح عَمَّا وَقع فِي حَوَاشِي الصِّحَاح وَهُوَ كتابٌ جيد إِلَى الْغَايَة قَالَ أَبُو مُحَمَّد ابْن بري رَحمَه الله وَقد أنْشد قَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ من الطَّوِيل
(تكَاد يَدي تندى إِذا مَا لمستها ... وينبت فِي أطرافها الْوَرق الْخضر)
هَذَا الْبَيْت كَانَ سَبَب تعلمي الْعَرَبيَّة فَقيل لَهُ وَكَيف ذَاك فَقَالَ ذكر لي أبي أَنه رأى فِيمَا يرى النَّائِم قبل أَن يَرْزُقنِي كَأَن فِي يَده رمحاً طَويلا فِي رَأسه قنديل وَقد علقه على صَخْرَة(17/47)
بَيت الْمُقَدّس فَعبر لَهُ بِأَن يرْزق ابْنا يرفع ذكره بِعلم يتعلمه فَلَمَّا رَزَقَنِي وَبَلغت خمس عشرَة سنة حضر إِلَى دكانه وَكَانَ كتبياً رجل يعرف بظافر الْحداد وَرجل يعرف بِابْن أبي حَصِينَة وَكِلَاهُمَا مَشْهُور بالأدب فَأَنْشد أبي الْبَيْت بِكَسْر الرَّاء فَضَحِك الرّجلَانِ عَلَيْهِ للحنه فَقَالَ لي يَا بني أَنا منتظرٌ تَفْسِير مَنَامِي لَعَلَّ الله تَعَالَى يرفع ذكري بك فَقلت لَهُ أَي الْعُلُوم تُرِيدُ أَن أَقرَأ فَقَالَ لي إقرأ فِي النَّحْو حَتَّى تعلمني فَكنت أَقرَأ على الشَّيْخ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن السراج رَحمَه الله ثمَّ أجي فَأعلمهُ الخشوعي الرفاء عبد الله بن بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن طَاهِر بن بَرَكَات أَبُو مُحَمَّد الخشوعي الدِّمَشْقِي الرفاء ولد سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة سمع من أَبِيه وَيحيى الثَّقَفِيّ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَعبد الرَّزَّاق بن نصرٍ الخشوعي وَإِسْمَاعِيل الجنزوي وَجَمَاعَة)
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَأحمد بن ينَال التّرْك وَغَيرهم وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَأَبُو الْمَعَالِي بن البالسي وَأَبُو الْفِدَاء ابْن عَسَاكِر وَأَبُو الْحُسَيْن الْكِنْدِيّ وَأَبُو عبد الله الزراد وَأَبُو عبد الله بن التوزي وحفيده عَليّ بن مُحَمَّد الخشوعي وَمُحَمّد بن الْمُحب وَمُحَمّد بن المهتار وَآخَرُونَ وَهُوَ من بَيت الرِّوَايَة والْحَدِيث
قَاضِي مرو عبد الله بن بُرَيْدَة بن الْحصيب أَبُو سهل الْأَسْلَمِيّ قَاضِي مرو بعد أَخِيه سُلَيْمَان وهما توأمان
روى عَن أَبِيه وَعَن أبي مُوسَى وَعَائِشَة وَعمْرَان بن حُصَيْن وَسمرَة وَابْن مسعودٍ والمغيرة بن شُعْبَة وَعبد الله بن مُغفل وَأبي الْأسود الدؤَلِي وَيحيى بن يعمر وَطَائِفَة قَالَ وَكِيع كَانُوا يقدمُونَ سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة على أَخِيه عبد الله وَقد ولي قَضَاء مرو وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
الْمَازِني عبد الله بن بسر بن أبي بسر الْمَازِني نزيل حمص لَهُ صُحْبَة(17/48)
وَرِوَايَة كَانَ فِي جَبهته أثر السُّجُود قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعِيش هَذَا الْغُلَام قرنا فَعَاشَ مائَة سنة وَكَانَ فِي وَجهه ثؤلولٌ فَقَالَ لَا يَمُوت هَذَا الْغُلَام حَتَّى يذهب هَذَا الثؤلول فَلم يمت حَتَّى ذهب قَالَ الْوَاقِدِيّ هُوَ آخر من مَاتَ بِالشَّام من الصَّحَابَة سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (عبد الله بن أبي بكر)
ابْن أبي بكر الصّديق عبد الله بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا أمه وَأم أَسمَاء وَاحِدَة إمرأة من بني عَامر بن لؤَي اسْمهَا قتيلة شهد عبد الله بن أبي بكر الطَّائِف مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَمَاهُ أَبُو محجن الثَّقَفِيّ فدمل جرحه حَتَّى انْتقض بِهِ فَمَاتَ مِنْهُ سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ إِسْلَامه قَدِيما وَلم يسمع لَهُ بمشهد إِلَّا شُهُوده الْفَتْح وحنيناً والطائف وابتاع الْحلَّة الَّتِي أَرَادوا دفن رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فِيهَا بِتِسْعَة دَنَانِير فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ لَا تكفنوني فِيهَا فَلَو كَانَ فِيهَا خيرٌ لكفن فِيهَا رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم وَصلى عَلَيْهِ أَبوهُ وَنزل فِي قَبره عمر وَطَلْحَة وَأَخُوهُ عبد الرحمان
الْأنْصَارِيّ الْمدنِي عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أحد عُلَمَاء الْمَدِينَة توفّي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة
أَبُو وهب السَّهْمِي عبد الله بن بكر بن حبيب أَبُو وهب السَّهْمِي الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد كَانَ فَقِيها مُحدثا
توفّي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة(17/49)
كتيلة عبد الله بن أبي بكر بن أبي الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَرْبِيّ الزَّاهِد وَيعرف بالشيخ كتيلة كَانَ فَقِيرا صَالحا ربانياً مكاشفاً لَهُ أحوالٌ وكرامات وَسمع بِدِمَشْق من الشَّيْخ الضياء والفقيه سُلَيْمَان الإسعردي واشتغل بِمذهب أَحْمد وَصَحب الشَّيْخ أَحْمد المهندس وَصَحبه الدباهي وَكَانَ من جلالة قدره فِي بعض الْأَوْقَات يترنم ويغني لنَفسِهِ وَله كتاب المهم فِي الْفِقْه وَكتاب التحذير من الْمعاصِي وَالْعدة فِي أصُول الدّين وَجمع فِيمَا فِي السماع من الْخلاف مجلداً وَله كتاب الْفَوْز مُجَلد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنَا ابْن الدباهي قَالَ سمعته يَقُول كنت على سطح يَوْم عَرَفَة بِبَغْدَاد وَأَنا مستلق على ظَهْري قَالَ فَمَا شَعرت إِلَّا وَأَنا وافت بِعَرَفَة مَعَ الركب سويعة ثمَّ لم أشعر إِلَّا وَأَنا على حالتي الأولى مستلق قَالَ فَلَمَّا قدم الركب جَاءَنِي إِنْسَان صَارِخًا فَقَالَ يَا سَيِّدي أَنا حَلَفت بِالطَّلَاق أَنِّي رَأَيْتُك بِعَرَفَة)
الْعَام وَقَالَ لي واحدٌ أَو جمَاعَة أَنْت واهم الشَّيْخ لم يحجّ الْعَام قَالَ فَقلت لَهُ إمض لم يَقع عَلَيْك حنث
ابْن عرام عبد الله بن أبي بكر بسن عرام الأسواني المحتد الإسْكَنْدراني الدَّار والوفاة إشتغل بالنحو والتصريف والتصوف وَسمع الحَدِيث وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس المرسي وَأمه بنت الشَّيْخ الشاذلي وَكَانَ يذكر عَنهُ كرامةٌ وَصَلَاح ولد بدمنهور سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة بالإسكندرية ودرس الْعَرَبيَّة بهَا
النَّحْوِيّ المغربي عبد الله بن بننان بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون وَفتح النُّون الثَّانِيَة وَبعد الْألف نون ثَالِثَة نزيل إشبيلية كَانَ نحوياً يحفظ كتب الْأَدَب ذَاكِرًا للكامل وأمالي القالي علم النَّاس والنحو بقرطبة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخَمْسمِائة
الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن تَاج الرِّئَاسَة الصاحب الْوَزير الْكَبِير الرئيس أَمِين الدّين أَمِين الْملك وَزِير الديار المصرية والشامية لما استسلم الجاشنكير الْأَمِير مظفر الدّين بيبرس النَّصَارَى اخْتَبَأَ الصاحب أَمِين الدّين هُوَ والصاحب شمس الدّين(17/50)
غبريال تَقْدِير شهر فَلَمَّا طَال الْأَمر عَلَيْهِمَا ظهرا وأسلما وَهُوَ ابْن أُخْت السديد الْأَعَز الْمَذْكُور فِي حرف السِّين الْمُهْملَة وَكَانَ خَاله مُسْتَوْفيا وَبِه تخرج وَعَلِيهِ تدرب وَلما مَاتَ رتب مَكَانَهُ ونال فِي الِاسْتِيفَاء السَّعَادَة الواسعة وَالدُّنْيَا العريضة وزر بعد ذَلِك ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ يتأسف على وَظِيفَة الِاسْتِيفَاء وتولي الوزارة بالديار المصرية ثمَّ عزل وَأقَام قَلِيلا ثمَّ وزر ثَانِيًا ثمَّ إِنَّه عمل عَلَيْهِ وَأخرج إِلَى طرابلس نَاظرا بِمَعْلُوم الوزارة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حج مِنْهَا فِي غَالب الظَّن واستعفى من الْخدمَة وَأقَام بالقدس وَله راتبٌ يَأْكُلهُ فِي كل مرّة وَلم يزل مُقيما بالقدس إِلَى أَن أمسك القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة فَطلب إِلَى مصر وَتَوَلَّى الوزارة بهَا إِلَى أَن كثر الطّلب عَلَيْهِ فَدخل إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَقَالَ لَهُ يَا خوند مَا يمشي للوزير حالٌ إِلَّا أَن يكون من مماليك مَوْلَانَا السُّلْطَان فاتفق هُوَ وإياه على الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان أخرج وَنفذ أشغالك إِلَى آخر النَّهَار وَانْزِلْ إِلَى بَيْتك وَأعلم النَّاس)
أَن الْوَزير فلَان فَخرج وَنفذ الأشغال وَكتب على التواقيع وَأطلق ورتب إِلَى آخر النَّهَار وَنزل إِلَى بَيته بالمشاعل والفوانيس والمستوفين والنظار ومشد الدَّوَاوِين والمقدمين وَلما نزل عَن بغلته قَالَ يَا جمَاعَة مساكم الله بِالْخَيرِ وزيركم غَدا الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي فَكَانَ ذَلِك عزلاً لم يعزله وزيرٌ غَيره فِي الدولة التركية ثمَّ إِنَّه لَازم بَيته يَأْكُل مرتبه إِلَى أَن عمل الاستيمار فِي أَيَّام الجمالي ووفر فِيهِ جمَاعَة فَطلب من السُّلْطَان أَن يتَصَدَّق عَلَيْهِ بوظيفةٍ فَقَالَ السُّلْطَان يكون نَاظرا للدولة كَبِيرا مَعَ الْوَزير مغلطاي فباشر النّظر هُوَ وَالْقَاضِي مجد الدّين بن لفيتة أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَكَانَ حمله ثقيلاً عَلَيْهِ فَاجْتمع الْجَمَاعَة من الْكتاب عَلَيْهِ وَقَامُوا كَتفًا وَاحِدَة فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا وَقد خرج من بَاب الْوَزير الْعَصْر خرج خادمٌ صغيرٌ من الْقصر وَجَاء إِلَيْهِ أغلق دواته وَقَالَ بِسم الله يَا مَوْلَانَا إلزم بَيْتك فَلَزِمَ بَيته وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلما أمسك الصاحب شمس الدّين غبريال وَطلب إِلَى مصر رسم لَهُ السُّلْطَان بِنَظَر النظار مَكَانَهُ بِدِمَشْق فَخرج إِلَى دمشق فِي شهر صفر سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا بِعَمَل الوزارة إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان النشو فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فَطلب الصاحب أَمِين الدّين إِلَى مصر ليوليه الوزارة بِمصْر فَكَانَ الْكتاب عمِلُوا عَلَيْهِ إِلَى أَن انثنى عزمه عَنهُ فَأَقَامَ فِي بَيته قَلِيلا ثمَّ أمسك وصودر هُوَ وَولده القَاضِي تَاج الدّين أَحْمد نَاظر الدولة بِمصْر وَأَخُوهُ القَاضِي كريم الدّين مُسْتَوْفِي الصُّحْبَة وَبسط عَلَيْهِ الْعقَاب إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَال سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وتغيب إِذْ ذَاك وَلَده شمس الدّين أَبُو الْمَنْصُور وَلم يظْهر لَهُ خبرٌ أبدا وَكَانَ الصاحب أَمِين الدّين يَأْخُذ نَفسه برياسةٍ كَبِيرَة وحشمة وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا وقوراً قد أسن وَكبر وَلَا يدْخل عَلَيْهِ أحدٌ إِلَّا قَامَ لَهُ وتكلف ذَلِك ويحكي عقيب ذَلِك أَن خَاله كَانَ إِذا جَاءَ إِلَى قومٍس يَقُول بِاللَّه لَا تقوموا لي فَإِن(17/51)
هَذَا دينٌ يشق عَليّ وفاؤه وأحبه الْأَمِير سيف الدّين تنكز أخيراً محبَّة كَبِيرَة وَكَانَ يثني على آدابه وحشمته وَلما عمل النّظر مَعَ الجمالي كنت بالديار المصرية فطلبني وَقَالَ أشتهي أَن تكْتب عني المكاتبات ورتب لي شَيْئا عَلَيْهِ وَكنت أَبيت عِنْده وَأصْبح وَأَنا فِي جامكيته وجرايته وقماشه فيعاملني بآداب كَثِيرَة وحشمةٍ زَائِدَة رَحمَه الله وَكتب وَهُوَ بالقدس مُقيما ربعَة مليحةً بِخَطِّهِ وَلم أر أعجل كِتَابَة وَلَا أصفى يكْتب وَهُوَ متكئٌ على المدورة بِغَيْر كلفة وَإِذا وضع الْقَلَم على الورقة لَا يَنْقُلهُ حَتَّى يفرغ مِنْهَا وَيَرْمِي الورقة وفيهَا سطورٌ تبهر الْعقل وَكَانَ إِذا حضر أحدٌ وَهُوَ فِي)
دسته وَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم رمى الورقة من يَده والقلم وأنصت وَسمع الْقُرْآن إِلَى أَن يفرغ وَإِذا أنْشد أحدٌ قصيدةً مديحاً فِي النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم كتبهَا بِخَطِّهِ فِي تَعْلِيقه الْمُخْتَص بذلك أَو قَالَ لي أكتب لي هَذَا وَلما رسم لَهُ بوازرة الشَّام كتبت تَقْلِيده بذلك فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة عَن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون رَحمَه الله لما كنت يَوْمئِذٍ بِالْقَاهِرَةِ ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل ولي أيامنا الزاهرة أَمينا وأحله من ضمائرنا الطاهرة مَكَانا أَيْنَمَا توجه وجده مكينا وَخَصه بالإخلاص لدولتنا الْقَاهِرَة فَهُوَ يَقِينا يَقِينا وعضد بتدبيره ممالكنا الشَّرِيفَة فَكَانَ على نيل الأمل الَّذِي لَا يَمِين يَمِينا وفجر خلال خلاله نَهرا أصبح على نيل السُّعُود معينا مُعينا وزين بن آفَاق الْمَعَالِي فَمَا دجا أمرٌ إِلَّا وَكَانَ فكره صبحاً مُبينًا وجمل بِهِ الرتب الفاخرة فكم قلد جيدها عقدا نفيساً ورصع تاجها درا ثميناً وأعانه على مَا يَتَوَلَّاهُ فَهُوَ الْأسد الأسدّ الَّذِي اتخذ الأقلام عريناً نحمده على نعمه الَّتِي خصتنا بولِي تتجمل بِهِ الدول وتغنى الممالك بتدبيره عَن الْأَنْصَار والخول وتحسد أيامنا الشَّرِيفَة عَلَيْهِ أَيَّام من مضى من الْمُلُوك الأُول وَتحل السُّعُود حَيْثُ حل إِذْ لم يكن لَهَا عَنهُ حول
ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نستمطر بهَا صوب الصَّوَاب ونرفل مِنْهَا فِي ثوب الثَّوَاب وندخر مِنْهَا حَاصِلا ليَوْم الْحساب ونعتد برهَا واصلاً ليَوْم الْفَصْل والمآب ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده الصَّادِق الْأمين وَرَسُوله الَّذِي لم يكن على الْغَيْب بضنين وحبيبه الَّذِي فضل الْمَلَائِكَة المقربين ونجيه الَّذِي أسرى بِهِ من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى حجَّة على الْمُلْحِدِينَ صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين صحبوا ووزروا وأيدوا حزبه ونصروا وبذلوا فِي نصحه مَا قدرُوا وَعدلُوا فِيمَا نهوا وَأمرُوا صَلَاة تكون لَهُم هدى ونوراً إِذا حشروا ويضوع بهَا عرفهم فِي الغرف ويطيب بهَا نشرهم إِذا نشرُوا وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين
وَبعد فَإِن أشرف الْكَوَاكِب أبعدها دَارا وأجلها سرا وأقلها سراراً وَأَدْنَاهَا مباراً(17/52)
وأعلاها منارا وَأطيب الجنات جناباً مَا طَابَ أرجاً وثمارا وفجر خلاله كل نهر تروع حصاه حَالية العذارى ورنحت معاطف غصونه سلاف النسيم فتراها سكاري وتمد ظلال الغصون فتخال أَنَّهَا على وجنات الْأَنْهَار تدب عذارا وَكَانَت دمشق المحروسة لَهَا هَذِه الصِّفَات وعَلى صفاها تهب نسمات هَذِه السمات لم يَتَّصِف غَيرهَا بِهَذِهِ الصّفة وَلَا اتّفق أولو الْأَلْبَاب إِلَّا على)
محاسنها الْمُخْتَلفَة فَهِيَ الْبقْعَة الَّتِي يطرب لأوصاف جمَالهَا الجماد والبلد الَّذِي ذهب بعض الْمُفَسّرين إِلَى أَنَّهَا إرام ذَات الماد وَهِي فِي الدُّنْيَا أنموذج الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون وَمِثَال النَّعيم للَّذين عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَهِي زهرَة ملكنا ودرة سلكنا وَقد خلت هَذِه الْمدَّة مِمَّن يُرَاعِي مصَالح أحولها ويرعى بحزمٍ أموالها وَيُدبر أَمر مملكتها أجمل التَّدْبِير ويحمي حوزتها ويُحاشيها من التدمير فيسم مِنْهَا غفلاً ويحلي عطلاً ويملأ خزائنها خيرا يجلى إِذا ملأنا ساحتها خيلاً ورجلاً تعين أَن ننتدب لَهَا من خبرناه بعدا وقربا وهززناه مثقفا لدنا وسللناه عضبا وخبأناه فِي خَزَائِن فكرنا فَكَانَ أشرف مَا يدّخر وأعز مَا يخبى كم نهى فِي الْأَيَّام وَأمر وَكم شدّ أزراً لما وزر وَكم غنيت بِهِ أيامنا عَن الشَّمْس وليالينا عَن الْقَمَر وَكم رفعنَا راية مجدٍ تلقاها عرابة فَضله بِيَمِين الظفر وَكم علا ذرا رتبٍ تعز على الْكَوَاكِب الثَّابِتَة فضلا عَمَّن يتنقل فِي المباشرات من الْبشر وَكم كَانَت الْأَمْوَال جُمَادَى فَأَعَادَهَا ربيعاً غرد بِهِ طَائِر الإقبال فِي الْجِهَات وصفر وَكَانَ الْمجْلس العالي القضائي الوزيري الصاحبي الأميني أدام الله نعْمَته هُوَ معنى هَذِه الْإِشَارَة وشمس هَذ الهالة وَبدر هَذِه الدارة نزل من العلياء فِي الصميم وفخر بأقلامه الَّتِي هِيَ سمر الرماح كَمَا فخرت بقوسها تَمِيم وتحفظت الْأَمْوَال فِي دفاتره الَّتِي يوشيها فآوت إِلَى الْكَهْف والرقيم وَقَالَ لِسَان قلمه إجعلني على خَزَائِن الأَرْض إِنِّي حفيظٌ عليم وعقم الزَّمَان بِأَن يَجِيء بِمثلِهِ إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لعقيم وتشبه بِهِ أَقوام فبانوا وبادوا وَقَامَ مِنْهُم عباد الْعباد فَلَمَّا قَامَ عبد الله يَدعُوهُ كَادُوا أردنَا أَن ينَال الشَّام فَضله كَمَا نالته مصر فَمَا يساهم فِيهِ سواهُمَا وَلَا يَقُول لِسَان الْملك لغيره من الطَّوِيل
(حللت بِهَذَا حلَّة ثمَّ حلَّة ... بِهَذَا فطاب الواديان كِلَاهُمَا)
فَلذَلِك رسم بالأمرالشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أَعْلَاهُ الله وشرفه أَن يُفَوض إِلَيْهِ تَدْبِير الممالك الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروس وَنظر الْخَواص الشَّرِيفَة والأوقاف(17/53)
المبرورة على عَادَة من تقدمه فِي ذَلِك وبمعلومه الشَّاهِد بِهِ الدِّيوَان الْمَعْمُور
وَهُوَ فِي الشَّهْر مبلغ أَرْبَعَة آلَاف وسِتمِائَة وَثَلَاثَة وَسبعين درهما وَثلث دِرْهَم تفضيله عَن نصر المملكة الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروس أَرْبَعَة آلَاف وَمِائَة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ وَثلث درهمٍ مبلغ ألفي وَسَبْعمائة وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ وَثلث دِرْهَم ثمن لحم وتوابل ألف وثلاثمائة وَخَمْسُونَ درهما
خَارِجا عَمَّا باسم كِتَابَة النّظر وَهُوَ فِي الشَّهْر مائَة وَخَمْسُونَ درهما قَمح غرارة وَنصف)
عَن نظر الْخَاص الشريف مبلغ وَثمن لحم وتوابله ثَلَاثَة أَرْطَال بالدمشقي خَمْسمِائَة وَأَرْبَعُونَ درهما غلات عَن الوظيفتين تِسْعَة وَعِشْرُونَ غرارة تَفْصِيله قَمح تسع غَرَائِر وَنصف وَربع غرارة شعير عشرُون غرارة وَنصف وَربع أَصْنَاف المشاهرة بِالْوَزْنِ الدِّمَشْقِي سكر بَيَاض إثنان وَعِشْرُونَ رطلا وَنصف حطب تِسْعَة قناطير وَفِي الْيَوْم بالدمشقي خبز خَمْسَة عشر رطلا شمع أُوقِيَّة وَنصف مَاء ورد أُوقِيَّة وَنصف صابون أُوقِيَّة وَنصف
زَيْت طيب نصف رَطْل وَالْكِسْوَة والتوسعة وَالْأُضْحِيَّة والأتبان على الْعَادة لمن تقدمه فِي ذَلِك
فليتلق هَذِه الْولَايَة بالعزم الَّذِي نعهده والحزم الَّذِي شَاهَدْنَاهُ ونشهده وَالتَّدْبِير الَّذِي يعْتَرف لَهُ الصَّوَاب وَلَا يجحده حَتَّى تثمر الْأَمْوَال فِي أوراق الْحساب وتزيد نمواً وَسموا فتفوق الأمواج فِي الْبحار وتفوت الْقطر من السَّحَاب مَعَ رفق يكون فِي شدته ولين يزين مضاء حِدته وعدلٍ يصون مهلة مدَّته فالعدل يعمر والجور يدمر وَلَا يُثمر بِحَيْثُ إِن الْحُقُوق تصل إِلَى أَرْبَابهَا والمعاليم تطلع بدور بدرها كَامِلَة كل هلالٍ على أَصَابَهَا والرسوم لَا تزداد على الطَّاقَة فِي بَابهَا والرعايا يجنون ثَمَر الْعدْل فِي أَيَّامه متشابها وَإِذا أنعمنا على بعض أوليائنا بجملٍ فَلَا تكدر بِأَن تُؤخر وَإِذا استدعيناه لأبوابنا بمهمٍّ فَلْيَكُن الْإِسْرَاع إِلَيْهِ يخجل الْبَرْق المتألق فِي السَّحَاب المسخر فَمَا أردناك إِلَّا لِأَنَّك سهم خرج من كنَانَة وشهمٌ لَا يثني إِلَى الْبَاطِل عيانه وَلَا عنانه فاشكر هَذِه النِّعْمَة على منائحها وشنف الأسماع بمدائحها متحققاً أَن فِي النَّقْل بُلُوغ الْعِزّ والأمل وَأَنه لَو كَانَ فِي شرف المأوى بُلُوغ منى لم تَبْرَح الشَّمْس يَوْمًا دارة الْحمل فاستصحب الْفَرح والجذل بذل الْفِكر والجدل وسر على بركَة آرائنا الشَّرِيفَة وَقل وَفِي بِلَاد من أُخْتهَا بدل واختر مَا اختارته لَك سعادتنا المؤبدة المؤيدة فطرفها بالذكاء مكتحل من الْبَسِيط
(إِن السَّعَادَة فِيمَا أَنْت فَاعله ... وقفت مرتحلاً أَو غير مرتحل)
فَمَا آثرنا بتوجيهك إِلَى الشَّام إِلَّا ليأتيك الْمجد من هُنَا وَهنا ولأنك إِذا كنت مَعنا فِي(17/54)
الْمَعْنى فَمَا غبت فِي الصُّورَة عَنَّا وابسط أملك إِنَّك الْيَوْم لدينا مكينٌ أَمِين ونزه نَفسك فقد أويت إِلَى ربوةٍ ذَات قرارٍ ومعين والوصايا كَثِيرَة وَأَنت ابْن بجدتها علما وَمَعْرِفَة وَفَارِس نجدتها الَّذِي لَا يقدم على أمرٍ حَتَّى يعرف مصرفه فَمَا نحتاج إِلَى أَن نرشدك مِنْهَا إِلَى علمٍ وَلَا أَن نشِير)
لَك فِيهَا بأنملة قلم وتقوى الله عز وَجل هِيَ العروة الوثقى والكعبة الَّتِي من يطوف بهَا فَلَا يضل وَلَا يشقى فعض بالناجذ عَلَيْهَا وَضم يدك على معطفيها وَالله يتَوَلَّى ولايتك ويعين دربتك بالأمور وعنايتك والخط الشريف شرفه الله وَأَعلاهُ حجَّة ثُبُوته الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
خطيب شنهور عبد الله بن ثَابت بن عبد الْخَالِق بن عبد الله بن رومي بن إِبْرَاهِيم ابْن حُسَيْن بن عَرَفَة بن هَدِيَّة التجِيبِي أَبُو ثَابت الشنهوري خطيب شنهور أديب شاعرٌ سمع الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ شَيْئا من شعره وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل
(قد جدت حَتَّى قيل أَي سحابٍ ... وعلوت حَتَّى قيل أَي شهَاب)
(وَعلمت أَن المَال لَيْسَ بخالدٍ ... فَجعلت تعطيه بِغَيْر حِسَاب)
توفّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وسِتمِائَة
العذري عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير العذري أدْرك النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وَمسح على رَأسه ووعى ذَلِك وَقيل ولد عَام الْفَتْح وَشهد الْجَابِيَة وَحدث عَن عمر وَسعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَأَبِيهِ ثَعْلَبَة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ عبد الله بن ثوب أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ الدَّارَانِي الزَّاهِد سيد التَّابِعين أسلم فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقدم الْمَدِينَة فِي خلَافَة أبي بكر(17/55)
وَهُوَ مَعْدُود فِي كبار التَّابِعين وَكَانَ فَاضلا ناسكاً عابداً وَله كراماتٌ وفضائل روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجَمَاعَة من تَابِعِيّ الشَّام وَلما تنبأ الْأسود بِالْيمن بعث إِلَى أبي مُسلم فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ مَا أسمع قَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم فردد ذَلِك عَلَيْهِ هُوَ يَقُول كَمَا قَالَ أَولا فَأمر بنارٍ عظيمةٍ فأججت ثمَّ ألْقى فِيهَا أَبَا مُسلم فَلم يضرّهُ ذَلِك فَقيل لَهُ إنفه عَنْك وَإِلَّا أفسد عَلَيْك من اتبعك فَأمره بالرحيل فَأتى أَبُو مُسلم الْمَدِينَة وَقد قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَنَاخَ رَاحِلَته بِبَاب الْمَسْجِد وَقَامَ يُصَلِّي إِلَى ساريةٍ وبصر بِهِ عمر بن الْخطاب)
فَقَامَ إِلَيْهِ وَقَالَ مِمَّن الرجل قَالَ من أهل الْيمن قَالَ مَا فعل الَّذِي حرقه الْكذَّاب بالنَّار قَالَ ذَاك عبد الله بن ثوب قَالَ أنْشدك بِاللَّه أَنْت هُوَ قَالَ اللَّهُمَّ نعم فاعتنقه عمر وَبكى ثمَّ أجلسه بَينه وَبَين أبي بكر وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أمة مُحَمَّد صلّى اللهُ عليهِ وسلّم مَن فُعل بِهِ كَمَا فُعل بإبراهيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَتُوفِّي أَبُو مُسلم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة
3 - (عبد الله بن جَابر)
أَبُو مُحَمَّد العسكري عبد الله بن جَابر بن ياسين بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن محمويه ابْن خَالِد العسكري أَبُو مُحَمَّد من أَوْلَاد الْمُحدثين تفقه على اقاضي أبي يعلى ابْن الْفراء وَكَانَ خَال أَوْلَاده سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَغَيرهمَا وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَعمر بن ظفر المغازلي وَإِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الورديسي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وأربعائة
3 - (عبد الله بن جَعْفَر)
الجيلي الشَّافِعِي عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الله أَبُو مَنْصُور الجيلي الْفَقِيه الشَّافِعِي شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي وزكاه القَاضِي أَبُو يعلى ابْن الْفراء وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة
الشيعي عبد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن(17/56)
أَحْمد بن الْعَبَّاس كَانَ يذكر أَنه من ولد حُذَيْفَة بن الْيَمَان الصَّحَابِيّ وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء على مَذْهَب الشِّيعَة قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا بشيءٍ من أَخْبَار أهل الْبَيْت عَن جده مُحَمَّد بن مُوسَى توفّي بِالريِّ بعد الستمائة
الْعلوِي الْحُسَيْنِي عبد الله بن جَعْفَر بن النفيس بن عبيد الله أَبُو طَاهِر الْعلوِي الْحُسَيْنِي من أهل الْكُوفَة شيخٌ أديبٌ فاضلٌ شاعرٌ لَهُ لسانٌ وعارضة طَاف الْعرَاق والحجاز وَالشَّام ومصر وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وغزنة ومدح الإِمَام النَّاصِر وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ)
وَمن شعره
ابْن درسْتوَيْه عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه بن مرزبان أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي النَّحْوِيّ أحد من اشْتهر وَعلا قدره وَكثر علمه وَكَانَ جيد التصنيف مليح التَّأْلِيف قَرَأَ على الْمبرد وَصَحبه ولي ابْن قُتَيْبَة وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء كالدارقطني وَغَيره وَكَانَت وِلَادَته سنة ثمانٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَكَانَ شَدِيد الِانْتِصَار للبصريين فِي النَّحْو واللغة وَوَثَّقَهُ ابْن مَنْدَه وَالْحُسَيْن بن ثَمَان الشِّيرَازِيّ وَضَعفه هبة الله اللالكائي وَقَالَ بَلغنِي عَنهُ أَنه قيل لَهُ حدث عَن عَبَّاس الدوري حَدِيثا ونعطيك درهما فَفعل وَلم يكن سَمعه مِنْهُ قَالَ الْخَطِيب سَمِعت هبة الله يَقُول ذَلِك وَهَذِه الْحِكَايَة بَاطِلَة لِأَن ابْن دستوريه كَانَ أرفع قدرا من أَن يكذب وَمن تصانيفه تَفْسِير كتاب الْجرْمِي والإرشاد فِي النَّحْو وَكتاب الهجاء وَشرح الفصيح وَالرَّدّ على الْمفضل الضَّبِّيّ فِي الرَّد على الْخَلِيل وَكتاب الْهِدَايَة وَكتاب الْمَقْصُور والممدود وَكتاب غَرِيب الحَدِيث وَكتاب مَعَاني الشّعْر وَكتاب الْحَيّ وَالْمَيِّت وَكتاب التَّوَسُّط بَين الْأَخْفَش وثعلب فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَكتاب خبر قس بن سَاعِدَة وَكتاب الأضداد وَكتاب أَخْبَار النُّحَاة وَكتاب الرَّد على الْفراء فِي الْمعَانِي وَله عدَّة كتب شرع فِيهَا وَلم يكملها(17/57)
أَبُو عَليّ بن الْمَدِينِيّ عبد الله بن جَعْفَر بن نجيح السَّعْدِيّ وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ قَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان يَأْتِي بالأخبار مَقْلُوبَة حَتَّى كَأَنَّهَا معمولة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه
ابْن جَعْفَر الْبَرْمَكِي عبد الله بن جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد أَبُو مُحَمَّد الْبَرْمَكِي ابْن وَزِير الرشيد روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
أَبُو مُحَمَّد الإصبهاني عبد الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن فَارس أَبُو مُحَمَّد الإصبهاني كَانَ ثِقَة عابداً قَالَ أَبُو الشَّيْخ سَمِعت أَبَا عمر الْقطَّان يَقُول رَأَيْت عبد الله بن جَعْفَر فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وأنزلني منزلَة الْأَنْبِيَاء وَتُوفِّي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة)
ابْن الْورْد عبد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْورْد بن زَنْجوَيْه أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ سمع وروى وَكَانَ من الصَّالِحين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وثلاثمائة
المخرمي الْمدنِي عبد الله بن جَعْفَر المخرمي الْمدنِي الْفَقِيه كَانَ مفتياً عَارِفًا بالمغازي وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ ابْن معِين صَدُوق وَلَيْسَ بثبتٍ وَأما ابْن حبَان فَأَنَّهُ أسرف فِي توهِينه وَكَانَ ابْن حَنْبَل يرجحه على ابْن أبي ذِئْب لفضله ومروءته وإتقانه وَكَانَ قَصِيرا جدا وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة
الرقي عبد الله بن جعفرالرقي مولى آل عقبَة بن أبي معيط وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
الْجواد عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب الْجواد لَهُ صحبةٌ وَرِوَايَة ولد(17/58)
بِالْحَبَشَةِ من أَسمَاء بنت عُمَيْس
يُقَال إِنَّه لم يكن فِي الْإِسْلَام أسخى مِنْهُ وروى عَنهُ أَبَوَيْهِ وَعَن عَمه عَليّ وَهُوَ آخر من رأى النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم من بني هَاشم سكن الْمَدِينَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَهُوَ أول مولودٍ ولد فِي الْإِسْلَام بِالْحَبَشَةِ وَكَانَ يُسمى بَحر الْجُود وَكَانَ لَا يرى بِسَمَاع الْغناء بَأْسا وَكَانَ إِذا قدم على مُعَاوِيَة أنزلهُ دَاره وأكرمه وَكَانَ ذَلِك يغِيظ فاخته بنت قرظة ابْن عبد عَمْرو بن نَوْفَل زوج مُعَاوِيَة فَسمِعت لَيْلَة غناء عِنْد عبد الله بن جَعْفَر فَجَاءَت إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَت تعال فاسمع مَا فِي منزل هَذَا الرجل الَّذِي جعلته بَين لحمك ودمك فجَاء فَسمع وَانْصَرف فَلَمَّا كَانَ آخر اللَّيْل سمع مُعَاوِيَة قِرَاءَة عبد الله بن جَعْفَر فأنبه فَاخِتَة فَقَالَ إسمعي مَكَان مَا اسمعتني وَيَقُولُونَ إِن أجواد الْعَرَب فِي الْإِسْلَام عشرَة فأجواد أهل الْحجاز عبد الله بن جَعْفَر وَعبيد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَسَعِيد بن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ وأجواد أهل الْكُوفَة عتاب بن وَرْقَاء أحد بني ريَاح بن يَرْبُوع وَأَسْمَاء بن خَارِجَة بن حصن الْفَزارِيّ وَعِكْرِمَة بن ربعي الْفَيَّاض أحد بني تيم الله بن ثَعْلَبَة وأجواد أهل الْبَصْرَة عمربن عبيد الله بن معمرٍ وَطَلْحَة بن عبد الله بن خلف الْخُزَاعِيّ وَهُوَ طَلْحَة الطلحات)
وَعبيد الله بن أبي بكرَة وأجواد أهل الشَّام خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة وَلَيْسَ فِي هَؤُلَاءِ كلهم أَجود من عبد الله بن جَعْفَر عوتب فِي ذَلِك فَقَالَ إِن الله عودني عَادَة وعودت النَّاس عَادَة فَأَخَاف إِن قطعتها قطعت عني وأخباره فِي الْجُود كثيرةٌ مَشْهُورَة
محيي الدّين الصَّالح الْكُوفِي عبد الله بن جَعْفَر بن عَليّ بن صَالح محيي الدّين الْأَسدي الْكُوفِي النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ ابْن الصّباغ
أحد الْأَعْلَام ولد سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة أجَاز لَهُ رَضِي الدّين الصَّاغَانِي والموفق الكواشي وبالعامة من ابْن الْخَيْر وَألقى الْكَشَّاف دروساً مراتٍ وَله أدب وفضائل نظم الْفَرَائِض وَفِيه عبادةٌ وزهادة وَله جلالة عرض عَلَيْهِ تدريس المستنصرية فَأبى كتب عَنهُ الْعَفِيف المطري وَأَجَازَ لِابْنِ رَافع الْمُفِيد وَكَانَ فَاضل الْكُوفَة
عفيف الدّين كَاتب صَاحب الْيمن عبد الله بن جَعْفَر التهامي عفيف الدّين(17/59)
أحد كتاب الإنشاءللملك الْمُؤَيد صَاحب الْيمن توفّي سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة ببلدةٍ من أَعمال الجثة كَانَ فِيهِ ديانَة حسن السِّيرَة نقلت من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني كَانَ يملي على أربعةٍ قريضاً من فِيهِ على غَرَض طَالبه ومستدعيه من غير لعثمةٍ وَلَا فأفأةٍ وَلَا تمتمةٍ فِي أوزانٍ مُخْتَلفَة وقوافٍ غير متآلفة بلغ السّبْعين وَهُوَ مشتملٌ برداء الدّين قَالَ يمدح الْملك الْمُؤَيد وَقد سَار إِلَى عدن من تعز وعيّد بهَا من الْكَامِل
(أعلمت من قاد الْجبَال خيولا ... وأفاض من لمع السيوف سيولا)
(وأماج بحراً من دلاص سابغٍ ... جرت أسود الغاب مِنْهُ ذيولا)
(وَمن القسي أهلةٌ مَا يَنْقَضِي ... مِنْهَا الخضاب على النصول نصولا)
(وتزاحمت سمر القنا فتعانقت ... قرباً كَمَا يلقى الْخَيل خَلِيلًا)
(فالغيث لَا يلقى الطَّرِيق إِلَى الثرى ... وَالرِّيح فِيهَا لَا تطِيق دُخُولا)
(سحبٌ سرت فِيهَا السيوف بوارقاً ... وتجاوبت فِيهَا الرعود صهيلا)
(طلعت أسنتها نجوماً فِي السما ... فتبادرت عَنَّا النُّجُوم أفولا)
(تركت ديار الْمُلْحِدِينَ طلولا ... مِمَّا تبيح بهَا دَمًا مطلولا)
(وَالْأَرْض ترجف تحتهَا فِي أفكلٍ ... والجو يحْسب شلوه مَأْكُولا)
(حطمت جحافلها الجحافل حطمةً ... تدع الْحمام مَعَ الْقَتِيل قَتِيلا)
)
(طلبُوا الْفِرَار فَمد أشطان القنا ... فَأَعَادَ معقلهم بهَا معقولا)
(عرفُوا الَّذِي جهلوا فَكل غضنفرٍ ... فِي النَّاس عَاد نعَامَة إجفيلا)
(ملكٌ إِذا هَاجَتْ هوائج بأسه ... جعل الْعَزِيز من الْمُلُوك ذليلا)
(بحرٌ إِلَى بحرٍ يسير بِمثلِهِ ... وَالْملح أَحْقَر أَن يكون مثيلا)
قلت شعرٌ جيدٌ وَمن شعر عفيف الدّين وَقد أَمر الْملك الْمُؤَيد أَن تطرح دَرَاهِم كثيرةٌ فِي بركةٍ صافيةٍ وأنْ ينزل الخدم والحاضرون للغوص عَلَيْهَا من المتقارب
(أرى بركَة قد طمى مَاؤُهَا ... وَفِي قعرها ورقٌ منتثر)
(فيا ملك الأَرْض هذي السما ... وهذي النُّجُوم وَأَنت الْقَمَر)
وَقَالَ وَقد أَمر الْملك الْمُؤَيد الندامى أَن يقطعوا عناقيد عنبٍ فَقطع عفيف الدّين عنقوداً(17/60)
وَحمله إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ يَقُول من الْكَامِل
(جَاءَ ابْن جَعْفَر حَامِلا بِيَمِينِهِ ... عنقود كرمٍ هُوَ من نعماكا)
(يقْضِي الزَّمَان بِأَن نصرك عاجلٌ ... يَأْتِي إِلَيْك بِرَأْس من عاداكا)
وَقَالَ وَقد حضر الخروف الْمُغنِي من الشَّام سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وغنى بَين يَدي السُّلْطَان من الْخَفِيف
(إِن أيامكم لأمنٌ ويمنٌ ... وأمانٌ فِي كل بدوٍ وَحضر)
(هيبةٌ مِنْك صالحت بَين سرحا ... نٍ وسخلٍ وَبَين صقرٍ وكدري)
(من المعجزات أَن خروفاً ... يرفع الصَّوْت وَهُوَ عِنْد الهزبر)
قلت كَذَا نقلته من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني قَوْله أَمن ويمن وأمان والأمن والأمان واحدٌ
الأطرابلسي عبد الله بن جَعْفَر الأطرابلسي معروفٌ بالأدب وَالشعر وَهُوَ الْقَائِل يرثي يُوسُف بن عبد الله الْعِرَاقِيّ وَتُوفِّي يُوسُف سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ من الْبَسِيط
(أضحى بِيُوسُف قلبِي الْيَوْم مَحْزُونا ... إِذْ قيل أصبح تَحت الترب مَدْفُونا)
(وغاله قدرٌ لَا بُد يدركنا ... وسوف حَقًا كَمَا أفناه يفنينا)
(لله در أبي يَعْقُوب مَا فجعت ... بِهِ الْأَحِبَّة إِذْ قَامُوا يبكونا)
(قد كَانَ زيناً لَهُم فِي النائبات إِذا ... حلت وَكَانَ أصيل الرَّأْي مَأْمُونا)
)
قلت شعرٌ نازلٌ
صَاحب لورقة عبد الله بن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد الْكَلْبِيّ كَانَ أَبوهُ شَاعِرًا رَئِيسا فِي بَلَده جليل الْقدر وَحصل لِابْنِهِ عبد الله فِي معقل لورقة من مملكة مرسية رياسةٌ من جِهَة الْعلم والأبوة وَلما اختلت الأندلس على الملثمين قدمه أهل لورقة وملكوه فَرَأى الْأُمُور منحلةً فاختفى وَطلب الْعَافِيَة وانخلع عَن الْملك وَصفه ابْن الإِمَام صَاحب كتاب السمط فَقَالَ روض الْأَدَب الزَّاهِر وطود الشّرف الباهر الَّذِي مَلأ الدُّنْيَا زيناً وَأعَاد آثَار الْملك عينا
وَمن شعره من الْخَفِيف
(لست أرضي إِلَّا النُّجُوم سميرا ... لَا أرى غَيرهَا لمجدي نظيرا)
(بَيْننَا فِي الظلام أسرار وحيٍ ... يرجع اللَّيْل من سناها منيرا)
(وَلَقَد أفهمت وأفهمت عَنْهَا ... وَجَعَلنَا حديثنا مَسْتُورا)(17/61)
خطيب غرناطة عبد الله بن أبي جَمْرَة الْمَالِكِي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد خطيب غرناطة روى عَن أبي الرّبيع ابْن سَالم بِالْإِجَازَةِ وَأقَام مُدَّة بسبتة وَولي خطابة غرناطة فِي أَوَاخِر عمره خطب يَوْم الْجُمُعَة وخر من الْمِنْبَر مَيتا وَذَلِكَ بعد سنة عشرٍ وَسَبْعمائة
3 - (عبد الله بن الْحَارِث)
عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي الْمدنِي نزيل الْبَصْرَة الملقب ببه بَاء مُوَحدَة مَفْتُوحَة وباء أُخْرَى مُشَدّدَة مَفْتُوحَة وهاء قيل أمه هِنْد أُخْت مُعَاوِيَة إصطلح أهل الْبَصْرَة على تأميره عِنْد هروب عبيد الله بن زِيَاد إِلَى الشَّام توفّي سنة أربعٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَإِنَّمَا لقب ببة لِأَن أمه كَانَت ترقصه وَتقول من مجزوء الرجز
(لأنكحن ببه جَارِيَة ... خدبة مكرمَة محبه)
قَالَ ابْن عبد الْبر أَجمعُوا عَن أَنه ثقةٌ فِيمَا روى وَلم يَخْتَلِفُوا روى عَنهُ عبد الْملك بن عُمَيْر وَيزِيد بن أبي زيادٍ وَبَنوهُ عبد الله وَعبيد الله وَإِسْحَاق
أَخُو جوَيْرِية أم الْمُؤمنِينَ عبد الله بن الْحَارِث بن أبي ضرارٍ الْخُزَاعِيّ هُوَ أَخُو جوَيْرِية بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فدَاء أُسَارَى بني المصطلق وغيب فِي بعض الطَّرِيق ذوداً كن مَعَه وَجَارِيَة سَوْدَاء فَكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم فَمَا جِئْت بِهِ قَالَ مَا جِئْت بِشَيْء قَالَ فَأَيْنَ الذود وَالْجَارِيَة السَّوْدَاء الَّتِي لَا غيبت بِموضع كَذَا وَكَذَا قَالَ أشهد أنّ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وَأَنَّك رَسُول الله وَالله مَا كَانَ معي أحدٌ وَلَا سبقني إِلَيْك أحدٌ فَأسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم لَك الْهِجْرَة حَتَّى تبلغ برك الغماد
الزبيدِيّ عبد الله بن الْحَارِث بن جزءٍ الزبيدِيّ أَبُو الْحَارِث شهد فتح مصر(17/62)
وَهُوَ آخر الصَّحَابَة موتا بهَا توفّي بقرية سفط الْقُدُور وَقد عمي فِي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن اخي محمية ابْن جُزْء الزبيرِي روى عَنهُ جماعةٌ من المصريين مِنْهُم يُرِيد بن أبي حبيب وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة
الْمكتب الزبيدِيّ عبد الله بن الْحَارِث الْمكتب الزبيدِيّ الْكُوفِي روى عَن ابْن مَسْعُود وجندب بن عبد الله وطليق بن قيسٍ وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة
أَبُو الْوَلِيد)
عبد الله بن الْحَارِث أَبُو الْوَلِيد زوج أُخْت مُحَمَّد بن سِيرِين روى عَن عَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
المَخْزُومِي عبد الله بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي قَالَ ابْن عبد الْبر روى عَن النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم يُقَال إِن حَدِيثه مرسلٌ وَلَا صُحْبَة لَهُ وَالله أعلم إِلَّا أَنه ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عليهِ وسلّم
3 - (عبد الله بن حبيب)
أَبُو محجن الثَّقَفِيّ عبد الله بن حبيب أَبُو محجن الثَّقَفِيّ كَانَ فَارِسًا شَاعِرًا من معاقري الْخمر أَقَامَ عَلَيْهِ عمر الْحَد الْحَد مراتٍ وَلم ينْتَه فنفاه إِلَى جزيرةٍ فِي الْبَحْر يُقَال لَهَا حضوضى وَبعث مَعَه حرسياً فهرب مِنْهُ على سَاحل الْبَحْر وَلحق بِسَعْد بن أبي وَقاص وَقَالَ من الْبَسِيط(17/63)
(الْحَمد لله نجاني وخلصتني ... من ابْن جهراء والبوصي قد حبسا)
(من يجشم الْبَحْر والبوصي مركبه ... إِلَى حضوضي فبئس الْمركب التمسا)
(أبلغ لديك أَبَا حفصٍ مغلغلةً ... عِنْد الْإِلَه إِذا مَا غَار أَو جلسا)
(أَنِّي أكر على الأولى إِذا فزعوا ... يَوْمًا وأحبس تَحت الرَّايَة الفرسا)
(أغشى الْهياج وتغشاني مضاعفةٌ ... من الْحَدِيد إِذا مَا بَعضهم خنسا)
فَبلغ عمر خَبره فَكتب إِلَى سعدٍ فحبسه فَلَمَّا كَانَ يَوْم قس الناطف والتحم الْقِتَال سَأَلَ أَبُو محجن امْرَأَة سعدٍ أَن تعطيه فرس سعدٍ وَتحل قَيده لِيُقَاتل الْمُشْركين فَإِن اسْتشْهد فَلَا تبعة عَلَيْهِ وَإِن سلم عَاد حَتَّى يضع فِي رجله الْقَيْد فَأَعْطَتْهُ الْفرس وحلت قَيده وخلت سَبيله وعاهدها على الْوَفَاء فقاتل فأبلى بلَاء حسنا إِلَى اللَّيْل ثمَّ عَاد إِلَى محبسه وَقَالَ من الوافر
(لقد علمت ثقيفٌ غير فخرٍ ... بِأَنا نَحن أكْرمهم سيوفا)
(أَكْثَرهم دروعاً سابغاتٍ ... وأصبرهم إِذا كَرهُوا الوقافا)
(وَأَنا وفدهم فِي كل يومٍ ... وَإِن جَحَدُوا فسل بهم عريفا)
(وَلَيْلَة قادسٍ لم يشعروا بِي ... لوم اكره بمخرجي الزحوفا)
(فَإِن أحبس فقد عرفُوا بلائي ... وَإِن أطلق أجرعهم حتوفا)
)
فَقَالَت لَهُ سلمى امْرَأَة سعدٍ يَا أَبَا محجن فِي أَي شَيْء حَبسك هَذَا الرجل فَقَالَ أما وَالله مَا حَبَسَنِي لحرامٍ أَكلته وَلَا شربته وَلَكِنِّي كنت صَاحب شرابٍ فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَنا امْرُؤ شاعرٌ يدب الشّعْر على لساني فأنفثه أَحْيَانًا فحبسني لقولي من الطَّوِيل
(إِذا مت فادفني إِلَى أصل كرمةٍ ... تروي عِظَامِي بعد موتِي عروقها)
(وَلَا تدفنني فِي الفلاة فإنني ... أَخَاف إِذا مَا مت أَن لَا أذوقها)
فَأَتَت سَعْدا وخبرته خبر أبي محجن فَدَعَا بِهِ وَأطْلقهُ وَقَالَ إذهب فلست مؤاخذك بشيءٍ تَقوله حَتَّى تَفْعَلهُ فَقَالَ لَا جرم وَالله لاأجيب بلساني إِلَى صفة قبيحٍ أبدا وَهُوَ الْقَائِل من الْبَسِيط
(لَا تسألي النَّاس عَن مَالِي وكثرته ... وسائلي النَّاس مَا فعلي وَمَا خلقي)
(أعطي السنان غَدَاة الروع صِحَّته ... وعامل الرمْح أرويه من العلق)
(وأطعن الطعنة النجلاء عَن عرضٍ ... وأحفظ السِّرّ فِيهِ ضَرْبَة الْعُنُق)(17/64)
(وَقد أَجود وَمَا مَالِي بِذِي قنع ... وَقد أكر وَرَاء المحجر الْفرق)
(وَالْقَوْم أعلم أَنِّي من سراتهم ... إِذا سما بصرالرعديدة الشَّفق)
(سيكثر المَال يَوْمًا بعد قلته ... ويكتسي الْعود بعد اليبس بالورق)
أَبُو عبد الرحمان السّلمِيّ الْمُقْرِئ عبد الله بن حبيب بن ربيعَة أَبُو عبد الرحمان السّلمِيّ مقرئ الْكُوفَة بِلَا مدافعة قَرَأَ الْقُرْآن على عُثْمَان وَعلي وَابْن مسعودٍ وسمعهم وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
زكي الدّين الْكَاتِب عبد الله بن حبيب زكي الدّين الْكَاتِب الْأُسْتَاذ المجود أَو حد عصره فِي الْخط بِبَغْدَاد كَانَ شيخ رباطٍ عَاشَ سِتا وَسبعين سنة وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
الذبياني عبد الله بن الْحجَّاج من بني ذبيان شاعرٌ مكثرٌ فاتكٌ شجاعٌ كَانَ من أَصْحَاب عبد الله بن الزبير وشيعته فَلَمَّا قتل عبد الله احتال ابْن الْحجَّاج حَتَّى دخل على عبد الْملك وَهُوَ يطعم النَّاس فَدخل وَجلسَ حجرَة فَقَالَ لَهُ مَا لَك ياهذا لَا تَأْكُل فَقَالَ لَا أستحل أَن آكل حَتَّى تَأذن لي قَالَ إِنِّي قد أَذِنت للنَّاس جَمِيعًا قَالَ لم أعلم أَفَآكُل بِأَمْرك قَالَ كل وَعبد الْملك ينظر)
إِلَيْهِ ويعجب من فعاله فَلَمَّا أكل النَّاس جلس عبد الْملك فِي مَجْلِسه وَجلسَ خواصه بَين يَدَيْهِ وتفرق النَّاس وَجَاء عبد الله بن الْحجَّاج فَوقف بَين يَدَيْهِ ثمَّ اسْتَأْذن فِي الإنشاد فَأذن لَهُ فَأَنْشد من الْكَامِل
(أبلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ بأنني ... مِمَّا لقِيت من الْحَوَادِث موجع)
(منع الْقَرار فَجئْت نَحْوك هَارِبا ... جيشٌ يجر ومقنبٌ يتلمع)
فَقَالَ عبد الْملك وَمَا خوفك لَا أم لَك لَوْلَا أَنَّك مريبٌ فَقَالَ
(إِن الْبِلَاد عَليّ وَهِي عريضةٌ ... وعرت مذاهبها وسد المطلع)
فَقَالَ عبد الْملك ذَلِك بِمَا كسبت يداك وَمَا الله بظلامٍ للعبيد فَقَالَ(17/65)
(كُنَّا تنحلنا البصائر مرّة ... وَإِلَيْك إِن عمي البصائر نرْجِع)
(إِن الَّذِي يعصيك منا بعْدهَا ... من دينه وحياته متودع)
(آني رضاك وَلَا أَعُود لمثلهَا ... وَأطِيع أَمرك مَا أمرت وأسمع)
(أعطي نصيحتي الْخَلِيفَة رَاجعا ... وخزامة الْأنف المقود فأتبع)
فَقَالَ عبد الْملك هَذَا لَا نقبله مِنْك إِلَّا بعد الْمعرفَة بك وبذ نبك فَإِذا عرفنَا الحوبة قبلنَا التَّوْبَة فَقَالَ
(وَلَقَد وطِئت بني سعيدٍ وَطْأَة ... وَابْن الزبير فعرشه متضعضع)
فَقَالَ عبد الْملك الْحَمد لله رب الْعَالمين فَقَالَ
(مَا زلت تضرب منكباً عَن منكبٍ ... تعلو ويسفل غَيْركُمْ مَا يرفع)
(ووطئتهم فِي الْحَرْب حَتَّى أَصْبحُوا ... حَدثا يكوس وغابراً يتفجع)
(فحوى خلافتهم وَلم يظلم بهَا ... القرم قرم بني قضي الْأَقْرَع)
(لَا يَسْتَوِي خاوي نجومٍ أفلٍ ... والبدر منبلجاً إِذا مَا يطلع)
(وضعت أُميَّة واسطين لقومهم ... وَوضعت وَسطهمْ فَنعم الْموضع)
(بيتٌ أَبُو العَاصِي بناه بربوةٍ ... عالي المشارف عزه مَا يدْفع)
فَقَالَ عبد الْملك إِن توريتك عَن نَفسك تريبني فَأَي الفسقة أَنْت وماذا تُرِيدُ فَقَالَ
(فانعش أصييبتي الألاء كَأَنَّهُمْ ... حجلٌ تدرج بالشربة جوع)
فَقَالَ عبد الْملك لَا نعشهم الله وأجاعهم فَقَالَ)
(مالٌ لَهُم مِمَّا يضن جمعته ... يَوْم القليب فحيز عَنْهُم أجمع)
فَقَالَ لَهُ عبد الْملك مالٌ أَخَذته من غير حلّه وأنفقته فِي غير حق وأرصدت بِهِ لمشاقة أَوْلِيَاء الله فَقَالَ
(أدنو لترحمني وتجبر فَاقَتِي ... وأراك تدفعني فَأَيْنَ المدفع)
فَتَبَسَّمَ عبد الْملك وَقَالَ إِلَى النَّار فَمن أَنْت قَالَ أَنا عبد الله بن الْحجَّاج الذبياني الثَّعْلَبِيّ وَقد دخلت دَارك وأكلت طَعَامك وأنشدتك فَإِن قتلتني بعد ذَلِك فَأَنت بِمَا عَلَيْك فِي هَذَا عَارِف وَعَاد إِلَى إنشاده فَقَالَ
(ضَاقَتْ ثِيَاب الملبسين وفضلهم ... عني فألبسني فثوبك أوسع)
فَشد عبد الْملك الرِّدَاء الَّذِي كَانَ على كتفه وَقَالَ إلبسه لَا لبست فالتحف بِهِ فَقَالَ لَهُ(17/66)
عبد الْملك أولى لَك وَالله لقد طاولتك طَمَعا فِي أَن يقوم إِلَيْك بعض هَؤُلَاءِ فيقتلك فَأبى الله فَلَا تجاورني فِي بلدٍ وَانْصَرف آمنا فأقم حَيْثُ شِئْت
السَّهْمِي عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم الْقرشِي السَّهْمِي أَبُو حذافة أسلم قَدِيما وَكَانَ من الْمُهَاجِرين هَاجر إِلَى الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة مَعَ أَخِيه قيس بن حذاقة فِي قَول ابْن إِسْحَاق والواقدي وَلم يذكرهُ أَبُو مُوسَى وَأَبُو معشر وَهُوَ أَخُو الْأَخْنَس بن حذافة وخنيس بن حذافة الَّذِي كَانَ زوج حَفْصَة قبل النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم يُقَال أَنه شهد بَدْرًا وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي الْبَدْرِيِّينَ قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ عبد الله رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم إِلَى كسْرَى يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فمزق كسْرَى الْكتاب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ مزق ملكه وَقَالَ إِذا مَاتَ كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده وَعبد الله هَذَا هُوَ الْقَائِل لرَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم حِين قَالَ سلوني عَمَّا شِئْتُم من أبي يارسول الله فَقَالَ أَبوك حذافة بن قيس
فَقَالَت لَهُ أمه مَا سَمِعت بابنٍ أعق مِنْك أمنت أَن تكون أمك قارفت مَا تقارف نسَاء الْجَاهِلِيَّة فتفضحها على أعين النَّاس فَقَالَ وَالله لَو ألحقني بعبدٍ أسود للحقت بِهِ وَكَانَت فِي عبد الله دعابةٌ مَعْرُوفَة عَن اللَّيْث بن سعد قَالَ بَلغنِي أَنه حل حزَام رَاحِلَة النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى كَاد رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم يَقع قَالَ ابْن وهب فَقلت لليث ليضحكه قَالَ نعم كَانَت فِيهِ دعابةٌ وَمن دعابته أَنه أمره رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم)
على سريةٍ فَأَمرهمْ أَن يجمعوا حطباً ويوقدوا نَارا فَلَمَّا أوقدوها أَمرهم بالتقحم فِيهَا فَأَبَوا فَقَالَ ألم يَأْمُركُمْ رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بطاعتي وَقَالَ من أطَاع أمره فقد أَطَاعَنِي فَقَالُوا مَا آمنا بِاللَّه وَاتَّبَعنَا رَسُوله إِلَّا لننجو من النَّار فصوب رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فعلهم وَقَالَ لَا طَاعَة لمخلوقٍ فِي مَعْصِيّة الْخَالِق قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم وَصلى عبد الله بن حذافة فجهر بِصَلَاتِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَاجٍ رَبك بِقِرَاءَتِك يَا ابْن حذافة وَلَا تسمعني وأسمع رَبك(17/67)
وَتُوفِّي عبد الله بن حذافة فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وروى لَهُ النَّسَائِيّ
تمّ الْجُزْء السَّابِع عشر من الوافي بالوفيات للعلامة صَلَاح الدّين خَلِيل بن أيبك الصَّفَدِي تغمده الله برحمته
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(رب أعن)
3 - (عبد الله بن الْحر)
كَانَ صَالحا عابداً كوفياً خرج إِلَى الشَّام وَقَاتل مَعَ مُعَاوِيَة وَلما اسْتشْهد عَليّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَة وَخرج عَن الطَّاعَة وَتَبعهُ طائفةٌ وَلما مَاتَ مُعَاوِيَة عاث فِي مَال الْخراج بِالْمَدَائِنِ فظفر بِهِ مصعبٌ فسجنه وشفع فِيهِ فَأخْرج فَعَاد إِلَى الْفساد وَالْخُرُوج وَنَدم مصعبٌ وَوجه عسكراً لحربه فكسرهم ثمَّ إِنَّه قتل فِي آخر سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ
3 - (عبد الله بن الْحسن)
أَبُو بكر الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن حسن بن عبد الرحمان بن شُجَاع الْمروزِي أَبُو بكر كَانَ فَاضلا أديباً حنبلي الْمَذْهَب عَالما بالنحو على مَذْهَب الْكُوفِيّين لَهُ تأليف فِي النَّحْو على مَذْهَبهم مَاتَ فِي حُدُود أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدخل الأندلس وَحمل أَهلهَا عَنهُ
خشويه الْكَاتِب عبد الله بن الْحسن بن أَيُّوب بن زيادٍ الْمَعْرُوف بخشويه بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَضم الشين الْمُعْجَمَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْوَاو يَاء آخر الْحُرُوف وهاء الإصبهاني أحد بلغاء زَمَانه دخل بَغْدَاد واتصل بِعَمْرو بن مسْعدَة فَكَانَ يكْتب لَهُ وَعَامة رسائل عمروٍ لَهُ ثمَّ ارْتَفع حَتَّى كَانَ يُوقع بَين يَدي الْمَأْمُون ثمَّ رشح للوزارة فَامْتنعَ مِنْهَا وأقطعه الْمَأْمُون ضيَاعًا بإصبهان وَمن شعره من الْخَفِيف أبرزت للسلام كفا خضيبا واستطالت للشوق عهدا قَرِيبا وَشَكتْ مَا اشتكيت من ألم البي ن وَقد أزمع الخليط المغيبا حاذرت أعيناً وخافت رقيبا فأقامت على الرَّقِيب رقيبا حبذا عقدهَا أناملها الْيَسْ رى بِبَعْض الْيُمْنَى تعد الذنوبا أَبُو الْغَنَائِم الْعلوِي عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن(17/68)
عِيسَى بن يحيى ابْن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْغَنَائِم النسابة ابْن القَاضِي أبي محمدٍ الزيدي
تصانيفه تدل على الاعتزال والتشيع صنف كتابا فِي النّسَب يزِيد على عشر مجلداتٍ سَمَّاهُ)
نزهة عُيُون المشتاقين إِلَى وصف السَّادة الغر الميامين لَقِي جمَاعَة من النسابين أَخذ عَنْهُم علم النّسَب وسافر الْبِلَاد وَلَقي الْأَشْرَاف والعلويين واستقصى أنسابهم وَمن شعره وَقد ودع الشريف أَبَا يعلى حَمْزَة بن الْحسن بن الْعَبَّاس القَاضِي فَخر الدولة بِمصْر من الْبَسِيط
(أستودع الله مولَايَ الشريف وَمَا ... يحويه من نعمٍ تبقى ويبليها)
(كأنني وَقت توديعي لحضرته ... ودعت من أَجله الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)
فأقسم عَلَيْهِ أَن يُقيم فَأَقَامَ وأنعم عَلَيْهِ
أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي عبد الله بن الْحسن بن الْفَيَّاض أَبُو محمدٍ الْهَاشِمِي من شعره من الطَّوِيل
(رِسَالَة مشتاقٍ أضرّ بِقَلْبِه ... لهيب ضرام الشوق لما تأججا)
(فأهدى سَلاما بالمعاذير معجماً ... وَلَا غرو للمشتاق أَن يتلجلجا)
الجبائي عبد الله بن أبي الْحسن بن أبي الْفرج الجبائي أَبُو مُحَمَّد الطرابلسي كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا فَأسلم هُوَ فِي صغره وَحسن إِسْلَامه وَحفظ الْقُرْآن وَقدم بَغْدَاد وَصَحب الشَّيْخ بن عبد الْقَادِر الجيلي وتفقه لِأَحْمَد بن حَنْبَل وَسمع من القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر الأرموي وَاحْمَدْ بن أبي غَالب بن الطلاية وَمُحَمّد بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ والحافظ ابْن ناصرٍ وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ وَسمع بإصبهان وَحصل النّسخ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة بإصبهان
أَبُو مُحَمَّد الطبسي عبد الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصرٍ بن أَحْمد الطبسي أَبُو محمدٍ سمع بنيسابور الْأُسْتَاذ أَبَا الْقَاسِم عبد الْكَرِيم ابْن هوَازن الْقشيرِي(17/69)
وَأَبا حامدٍ أَحْمد بن الْحسن الْأَزْهَرِي وَالْفضل ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُحب وَجَمَاعَة كَثِيرَة كَانَ مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والمعرفة وسعة الرحلة وَكَانَ خطه ردياً توفّي بمرو الروذ سنة أربعٍ وَتِسْعين واربعمائة
أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي عبد الله بن الْحسن بن مُسلم أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي من أهل الْمَدِينَة شاعرٌ مقدم قدم بَغْدَاد ومدح الإِمَام المستظهر)
وَمن شعره من الْكَامِل
(لله أيامي على وَادي الْحمى ... مَا كَانَ أطيب ظلهن وأنعما)
(أَيَّام وَصلي للأحبة ممكنٌ ... والدهر يسعدني على ذَات اللمى)
(خودٍ تريك الْبَدْر سنة وَجههَا ... وتريك مِنْهَا اللَّيْل فرعا أفحما)
(قَالَت أتقتلني بمزحٍ يَا فَتى ... وتروم هجراني وبعدي قلت مَا)
(أضمرت هَذَا يَا مليحة إِنَّمَا ... أضمرت سفك دمي بمزحك رُبمَا)
(قَالَت فحبك كامنٌ بَين الحشا ... فأجبتها حبي بشخصك قد نما)
(أَنْت الَّذِي غطى هَوَاك بسحبه ... طرفِي وأمطر من محاجري الدما)
قلت شعر منحط عماد الدّين بن النّحاس عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الْبَاقِي بن محَاسِن الشَّيْخ عماد الدّين أَبُو بكر بن أبي الْمجد بن أبي السعادات الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْأَصَم الْمَعْرُوف بِابْن النّحاس ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَخمسين وسِتمِائَة ولد بِمصْر وَنَشَأ بِدِمَشْق وَسمع بهَا وبحلب ونيسابور وَكَانَ ثِقَة صَالحا فَاضلا جليل الْقدر حدث لَهُ صممٌ مفرطٌ وَكَانَ يحدث من لَفظه وَخرج لَهُ أَبُو حَامِد الصَّابُونِي جُزْءا
بهاء الدّين بن مَحْبُوب عبد الله بن الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن محبوبٍ الصَّدْر بهاء الدّين المعري الأَصْل البعلبكي ولي نظر الْحَوَائِج خاناه وَنظر بعلبك ثمَّ نظر جَامع دمشق قَلِيلا وَولي نظر البيمارستان النوري وَنظر الأسرى وَكَانَ مَشْهُورا بالأمانة وَالدّين(17/70)
وَالْكِتَابَة وَكَانَ عَاقِلا حسن المحاضرة حدث عَن أبي الْمجد الْقزْوِينِي سمع مِنْهُ أَوْلَاده شهَاب الدّين والرئيس نجم الدّين وَالشَّيْخ فَخر الدّين عبد الرحمان وعلاء الدّين الكتبة وَبَقِيَّة الطّلبَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَسبعين وسِتمِائَة
أَخُو تَاج الدّين الْكِنْدِيّ عبد الله بن الْحسن بن زيد بن الْحسن أَبُو مُحَمَّد الْكِنْدِيّ أَخُو الشَّيْخ تَاج الدّين تاجرٌ متميزٌ سمحٌ جواد سمع من جماعةٍ وروى وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ شرف الدّين ابْن الْحَافِظ)
عبد الله بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن سرُور الشَّيْخ الْفَقِيه الإِمَام الْمُحدث اللّغَوِيّ الْمُفْتِي الصَّالح الْخَيْر قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن الْعَلامَة شرف الدّين ابْن الْحَافِظ جمال الدّين ابْن الْحَافِظ الْكَبِير تَقِيّ الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة سمع حضوراً سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَحدث عَن مكي بن عَلان والعراقي والكفرطابي وَمُحَمّد بن سعدٍ سمع مِنْهُ صحيفَة همام والعماد بن عبد الْهَادِي واليلداني وخطيب مردا وَعلي بن يُوسُف الصُّورِي وَإِبْرَاهِيم بن خليلٍ وَأبي المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَطَائِفَة وَحدث ب صَحِيح مسلمٍ عَن ابْن عبد الْهَادِي وَطلب قَلِيلا بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على ابْن عبد الدَّائِم وَالشَّيْخ شمس الدّين وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس وَكَانَ خيرا وقوراً سَاكِنا لين الْجَانِب حسن السمت نَاب فِي الحكم عَن أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين ثمَّ عَن ابْن مُسلم ثمَّ تقلد بعد عز الدّين الْمَقْدِسِي فَمَا غير زيه وَلَا حضر المواكب وَلَا اتخذ بغلة بل كَانَ يَأْتِي على حمارٍ وَكَانَ مديد الْقَامَة رَقِيقا دَقِيق الصَّوْت مليح الذِّهْن حسن المحاضرة وَلم يكن محذلقاً فِي أُمُوره روى الْكثير وَتفرد وَكَانَ يمل وَلَا يحْتَمل تَطْوِيل الْمُحدثين حكم بِالْبَلَدِ إِلَى الْعَصْر وطلع الْجَبَل ففجأة الْمَوْت هُوَ يتَوَضَّأ للمغرب
وولايته سنةٌ وشهران وَأَجَازَ لي فِي سنة تسعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكتب عَنهُ بِإِذْنِهِ عبد الله ابْن أَحْمد بن الْمُحب
أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي عبد الله بن الْحسن بن السَّيِّد الْحسن بن عَليّ بن أبي(17/71)
طَالب أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي أَبُو مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم اللَّذين خرجا على الْمَنْصُور أمه فَاطِمَة ابْنة السَّيِّد الْحُسَيْن قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ من الْعباد وَكَانَ لَهُ شرفٌ وعارضةٌ وهيبةٌ ولسانٌ سديد وَكَانَ ذَا منزلةٍ من عمر بن عبد الْعَزِيز أكْرمه السفاح ووهب لَهُ ألف ألف درهمٍ قَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ ثقةٌ وسم بِبَاب الْقَادِسِيَّة وَهُوَ بهَا مدفونٌ ووفاته سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الأربعةُ وَخرج من بَيته جماعةٌ تقدم ذكرهم وَيَأْتِي ذكر من بَقِي مِنْهُم
أَبُو شُعَيْب الْأمَوِي الأديب عبد الله بن الْحسن بن أَحْمد أَبُو شعيبٍ الْحَرَّانِي الْأمَوِي الأديب نزيل بَغْدَاد توفّي سنة خمسٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ)
3 - (عبد الله بن الْحُسَيْن)
قَاضِي الْقُضَاة الدَّامغَانِي عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الدَّامغَانِي أَبُو الْقَاسِم قَاضِي الْقُضَاة ابْن القَاضِي أبي المظفر ابْن القَاضِي أبي الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله أحد الْأَعْيَان من أَوْلَاد الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَالْأَئِمَّة والكبراء قلد الْقَضَاء بِمَدِينَة السَّلَام سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَأذن للشُّهُود بِالشَّهَادَةِ عِنْده وَعَلِيهِ فِيمَا يسجله عَن الإِمَام النَّاصِر وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل سنة أربعٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلزِمَ منزله وأهمل وخفي ذكره مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن تولى رجلٌ يعرف بِابْن الخوافي كَانَ ناظرأً فِي ديوَان الْعرض فظهرت لَهُ وصيةٌ إِلَى القَاضِي ابْن الدَّامغَانِي هَذَا وَكَانَت بمبلغٍ من المَال فعرضت على الْخَلِيفَة فَلَمَّا رأى اسْمه(17/72)
قَالَ مَا علمت أَن هَذَا فِي الْحَيَاة فَأمر بإحضاره إِلَى دَار الوزارة وتقليده قَضَاء الْقُضَاة سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة فِي شهر رَمَضَان شافهه بذلك الْوَزير ابْن مهْدي وخلع عَلَيْهِ السوَاد وَقُرِئَ عَهده فِي جَوَامِع مَدِينَة السَّلَام وأسكن بدار الْخلَافَة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة فِي شهر رَجَب وَلزِمَ بَيته وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة شَدِيد الْأَفْعَال مرضِي الطَّرِيقَة نزهاً عفيفاً متديناً عَالما بالقضايا وَالْأَحْكَام غزير الْفضل كَامِل النبل لَهُ يدٌ فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَمَعْرِفَة الْفَرَائِض والحساب وَيعرف الْأَدَب معرفَة حَسَنَة وَيكْتب خطا حسنا سمع الحَدِيث من وَالِده وَعَمه قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ وَمن أبي الْفرج ابْن كليبٍ وَالْقَاضِي أبي مُحَمَّد الساوي وَأبي الْفَتْح ابْن الماندائي الوَاسِطِيّ وَحدث باليسير ومولده سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة
القطربلي عبد الله بن الْحُسَيْن بن سعدٍ القطربلي صَاحب التأريخ تقلد عمالة بلد إسكاف وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْأَدب وَقد حفظ وَسمع وَكَانَ راويةً لأشعار الْمُحدثين وقصده الشُّعَرَاء ليثيبهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
وَمن شعره من السَّرِيع
(جاريةٌ أذهلها اللّعب ... عَمَّا يلاقي الهائم الصب)
)
(شَكَوْت مَا أَلْقَاهُ من حبها ... فَأَقْبَلت تسْأَل مَا الْحبّ)
وَمِنْه فِي عبدون بن مخلد النَّصْرَانِي أخي صاعد لما جلس للمظالم بسر من رأى من الوافر
(إِذا حكم النَّصَارَى فِي الْفروج ... وغالوا بالجياد وبالسروج)
(وَوَلَّتْ دولة الْأَشْرَاف طراً ... وَآل الْأَمر فِي أَيدي العلوج)
(فَقل لِلْأَعْوَرِ الدَّجّال هَذَا ... أوانك إِن عزمت على الْخُرُوج)
أَبُو الْبَقَاء العكبري عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين أَبُو الْبَقَاء العكبري الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الضَّرِير النَّحْوِيّ الفرضي الْحَنْبَلِيّ(17/73)
صَاحب التصانيف ولد سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة قَرَأَ على ابْن الخشاب وَأبي البركات ابْن نجاحٍ وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَحَازَ قصب السَّبق فِي الْعَرَبيَّة أضرّ فِي صباه بالجدري وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يصنف شَيْئا أحضرت إِلَيْهِ مصنفات ذَلِك الْفَنّ وقرئت عَلَيْهِ فَإِذا حصل مَا يُرِيد فِي خاطره أملاه وَكَانَ يُقَال أَبُو الْبَقَاء تلميذ تلامذته وَقَالَ الشّعْر وَقَالَ جَاءَ إِلَيّ جماعةٌ من الشَّافِعِيَّة وَقَالُوا إنتقل إِلَى مَذْهَبنَا ونعطيك تدريس النَّحْو واللغة بالنظامية فَقلت لَو أقمتموني وصببتم الذَّهَب عَليّ حَتَّى واريتموني مَا رجعت عَن مذهبي وَقَرَأَ الْأَدَب على عبد الرَّحِيم بن العصار وَالْفِقْه على الشَّيْخ أبي حكم إِبْرَاهِيم بن دينارٍ النهاوندي وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ يفزع إِلَيْهِ فِيمَا يشكل عَلَيْهِ من الْأَدَب وَكَانَ رَقِيق الْقلب سريع الدمعة وَسمع فِي صباه من أبي الْفَتْح بن البطي وَأبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طاهرٍ الْمَقْدِسِي وَأبي بكر عبد الله بن النقور وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْمُبَارك بن المرقعاني وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا فِيمَا يَنْقُلهُ ويحكيه غزير الْفضل كَامِل الْأَوْصَاف كثير الْمَحْفُوظ متديناً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً ذكر لي أَنه بِاللَّيْلِ تقْرَأ لَهُ زَوجته وَله من التصانيف تَفْسِير الْقُرْآن إِعْرَاب الْقُرْآن إِعْرَاب الشواذ من الْقرَاءَات متشابه الْقُرْآن عدد آي الْقُرْآن إِعْرَاب الحَدِيث المرام فِي نِهَايَة الْأَحْكَام فِي الْمَذْهَب الْكَلَام على دَلِيل التلازم تَعْلِيق فِي الْخلاف الملقح من الخطل فِي الجدل شرح الْهِدَايَة لأبي الْخطاب الناهض فِي علم الْفَرَائِض الْبلْغَة فِي الْفَرَائِض التَّلْخِيص فِي الْفَرَائِض الِاسْتِيعَاب فِي أَنْوَاع الْحساب مُقَدّمَة فِي الْحساب شرح الفصيح المشوق الْمعلم فِي تَرْتِيب كتاب إصْلَاح الْمنطق على حُرُوف المعجم شرح)
الحماسة شرح المقامات الحريرية شرح الْخطب النباتية الْمِصْبَاح فِي شرح الْإِيضَاح والتكملة المتبع فِي شرح اللمع لباب الْكتاب شرح أَبْيَات كتاب سِيبَوَيْهٍ إِعْرَاب الحماسة الإفصاح عَن مَعَاني أَبْيَات الْإِيضَاح تَلْخِيص أَبْيَات الشّعْر لأبي عَليّ المحصل فِي إِيضَاح الْمفصل نزهة الطّرف فِي إِيضَاح قانون الصّرْف الترصيف فِي علم التصريف اللّبَاب فِي عللل الْبناء وَالْإِعْرَاب الْإِشَارَة فِي النَّحْو مُخْتَصر مُقَدّمَة فِي النَّحْو أجوبة الْمسَائِل الحلبيات التَّلْخِيص فِي النَّحْو التَّلْقِين فِي النَّحْو التَّهْذِيب فِي النَّحْو شرح شعر المتنبي شرح بعض قصائد رؤبة مسَائِل فِي الْخلاف فِي النَّحْو تَلْخِيص التَّنْبِيه لِابْنِ جني الْعرُوض مُعَلل الْعرُوض مُخْتَصر مُخْتَصر أصُول ابْن السراج مسَائِل نَحْو مُفْردَة مَسْأَلَة فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء الْمُنْتَخب من كتاب الْمُحْتَسب لُغَة الْفِقْه وَمن شعره يمدح الْوَزير ابْن مهْدي من الْخَفِيف(17/74)
(بك أضحى جيد الزَّمَان محلى ... بعد أَن كَانَ من علاهُ مخلى)
(لَا يجاريك فِي نجاريك خلقٌ ... أَنْت أَعلَى قدرا وأغلى محلا)
(دمت تحيي مَا قد أميت من الفض ... ل وتنفي فقرا وتطرد محلا)
ابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ الْخَطِيب عبد الله بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن رَوَاحَة بن عبيد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن رَوَاحَة أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحَمَوِيّ كَانَ خطيب حماة وَكَانَ من ذَوي الْفضل والنبل والرياسة والديانة والصيانة قدم بَغْدَاد حَاجا ومدح المقتفي بقصائد وَشرف بِالْخلْعِ وَالعطَاء وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَبلغ من الْعُمر خمْسا وَسبعين سنة
وَمن شعره من الوافر
(لمن تِلْكَ المعالم والرسوم ... كَأَن بَقِيَّة مِنْهَا وشوم)
(تلوح لنا خلال هضاب نجدٍ ... كَمَا لاحت لناظرها النُّجُوم)
وَمِنْه من الْكَامِل
(أعلاق وجد الْقلب من إعلاقه ... وتصاعد الزفرات من إحراقه)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(أتعرف رسماً دارس الْآي بالحمى ... عَفا وتهاداه السَّحَاب فأطسما)
)
(سلوت الْهوى أَيَّام شرخ شبيبتي ... فَهَل رغبةٌ فِيهِ إِذا الشيب عَم)
(وَقَالُوا مشيباً كَالنُّجُومِ طوالعاً ... وَمَا حسن ليلٍ لَا ترى فِيهِ أنجما)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(دبت عذاراه فِي ميدان وجنته ... حَتَّى كَأَن نمالاً فِي تستبق)
(لَيْسَ السوَاد بشعرٍ إِنَّمَا نفضت ... على ملاحتها من صبغها الحدق)
(كَأَن حَبَّة قلبِي خَال وجنته ... لوناً فمختلفٌ منا ومتفق)
(ضدان هَذَا بِنور الْحسن محترقٌ ... سحرًا وَهَذَا بِنَار الْحزن محترق)
وَمِنْه من الطَّوِيل(17/75)
(وَمَا الشَّمْس فِي وسط السَّمَاء ودونها ... حجابٌ من الْغَيْم الرَّقِيق مفرق)
(بِأَحْسَن مِنْهَا حِين تستر وَجههَا ... حَيَاء وتبديه لعَلي أرمق)
وَمِنْه من الوافر
(إلهي لَيْسَ لي مولى سواكا ... فَهَب من فضل فضلك لي رضاكا)
(وَإِن لَا ترض عني فَاعْفُ عني ... لعَلي أَن أجوز بِهِ حماكا)
(فقد يهب الْكَرِيم وَلَيْسَ يرضى ... وَأَنت محكمٌ فِي ذَا وذاكا)
عز الدّين ابْن رَوَاحَة عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن رَوَاحَة وَبَاقِي نسبه تقدم فِي ذكر جده آنِفا الْمسند عز الدّين أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد بجزيرةٍ من جزائر الْمغرب وَهِي صقلية وَأَبوهُ بهَا مأسورٌ فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ أَبوهُ قد أسر وَهُوَ حملٌ بهَا ثمَّ يسر الله بخلاصهم وَهُوَ من بَيت علمٍ وعدالةٍ رَحل أَبوهُ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ لَهُ شعرٌ وسطٌ يَأْخُذ بِهِ الصلات وَحدث بأماكن عديدة وَتُوفِّي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بَين حلب وحماة وَنقل إِلَى حماة وَمن شعره من الوافر
(رحلت وَلم تودع مِنْك خلا ... صفا كدر الزَّمَان بِهِ وراقا)
(وَلَكِن خَافَ من أنفاس وجدي ... إِذا أبرى الْوَدَاع بِهِ احتراقا)
(وكأس الشوق مُنْذُ نأيت عني ... أكابدها اصطباحاً واغتباقا)
السامري الْمُقْرِئ)
عبد الله بن الْحُسَيْن بن حسنون أَبُو أَحْمد السامري(17/76)
الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ مُسْند ديار مصر فِي القراآت قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِي أخر تَرْجَمته وَقد بَان ضعفه فيا حِينه وَتُوفِّي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي الْكَاتِب عبد الله بن الْحُسَيْن الْفَارِسِي أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب أديبٌ راوية للْأَخْبَار روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن بشار الْأَنْبَارِي وَأبي الْفرج عَليّ بن الْحُسَيْن الإصبهاني وَالْقَاضِي أبي الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَهم التنوخي وَأبي طالبٍ مُحَمَّد بن زيدٍ الْعَطَّار وَأبي سهلٍ أَحْمد بن مُحَمَّد بن زيادٍ الْقطَّان وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو عبد الرحمان مُحَمَّد بن الْحُسَيْن السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي
مجد الدّين مدرس القيمرية عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ الشَّيْخ الإِمَام مجد الدّين أَبُو بكر الْكرْدِي الزرزاري الشَّافِعِي إِمَام الْمدرسَة القيمرية بِدِمَشْق أم بالتربة الظَّاهِرِيَّة ودرس بالكلاسة وَكَانَ خيبراً بِالْمذهبِ عَارِفًا بالقراآت صَاحب زهدٍ توفّي سنة سبعٍ وَسبعين وسِتمِائَة روى عَن الْحَافِظ يُوسُف بن خَلِيل وَقَرَأَ القراآت على أبي عبد الله الفاسي فِي غَالب الظَّن وَهُوَ وَالِد الْمُفْتِي شهَاب الدّين وَالشَّيْخ ركن الدّين وَالشَّيْخ عفيف الدّين المحمدين ابْن أبي التائب عبد الله بن الْحُسَيْن ابْن أبي التائب ابْن أبي الْعَيْش الشَّيْخ الْمسند المعمر الشَّاهِد بدر الدّين أَبُو محمدٍ الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي أحد الضُّعَفَاء ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة سمع من أَخِيه إِسْمَاعِيل كثيرا من مكي بن عَلان والرشيد الْعِرَاقِيّ وَابْن لنُور الْبَلْخِي وَعُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الله ابْن الخشوعي وعدة وروى الْكثير وَتفرد وَعمر دهراً كَانَ لَا يصدق فِي مولده فِي آخر عمره وَيَزْعُم أَنه تجَاوز الْمِائَة وَألْحق مرّة بِخَطِّهِ الْوَحْش اسْمه مَعَ أَخِيه فِيمَا لم يسمعهُ فَمَا روى من ذَلِك كلمة وَشرع يطْلب على الرِّوَايَة وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ سنة تسعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق
ابْن الحشرج الْقرشِي عبد الله بن الحشرج كَانَ سيداً من سَادَات قريشٍ وأميراً من أمرائها وَكَانَ جواداً تولى)
أَعمال فَارس وكرمان وَأعْطى بخراسان حَتَّى أعْطى منشفته الَّتِي(17/77)
كَانَت عَلَيْهِ وَأعْطى لِحَافه وفراشه فَقَالَت امْرَأَته لشد مَا تلاعب بك الشَّيْطَان وصرت من إخْوَته مبذراً كَمَا قَالَ الله عز وَجل إِن المبذرين كَانُوا إخْوَان الشَّيَاطِين فَقَالَ لِرفَاعَة بن زوي النَّهْدِيّ وَكَانَ صديقه أَلا تسمع إِلَى أَب مَا قَالَت هَذِه فَقَالَ صدقت وَالله وبرت فَقَالَ ابْن الحشرج من الطَّوِيل
(تلوم عَليّ إتلافي المَال خلتي ... ويسعدها نهد بن زيدٍ على الزّهْد)
(أنهد بن زيدٍ لست مِنْكُم فتشفقوا ... عَليّ وَلَا مِنْكُم غواتي وَلَا رشدي)
(سأبذل مَالِي إِن مَالِي ذخيرةٌ ... لعقبى وَمَا أجني بِهِ ثَمَر الْخلد)
(وَلست بمبكاء على الزَّاد باسل ... يهر على الأزواد كالأسد الْورْد)
(ولكنني سمٌح بِمَا حزت باذلٌ ... لما كلفت كفاي فِي الزَّمن الْجحْد)
(بذلك أَوْصَانِي الرقاد وَقَبله ... أَبوهُ بِأَن أعطي وأوفي بالعهد)
الرقاد كَانَ أحد عمومته قدم عَلَيْهِ زِيَاد الْأَعْجَم وَهُوَ أميرٌ على نيسابور فأنزله وَبعث بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فغذا عَلَيْهِ فأنشده منا الْكَامِل
(إِن السماحة والمروءة والندى ... فِي قبةٍ ضربت على ابْن الحشرج)
(ملك أغر متوجٌ ذُو نائلٍ ... للمعتفين يَمِينه لم تشنج)
(يَا خير من صعد المنابر بالتقى ... بعد النَّبِي الْمُصْطَفى المتحرج)
(لما أَتَيْتُك راجياً لنوالكم ... ألفيت بَاب نوالكم لم يرتج)
الصَّدَفِي عبد الله بن الْحصين الصَّدَفِي قريةٌ على خَمْسَة فراسخ من القيروان قَالَ ابْن رَشِيق لَهُ شعرٌ طائلٌ ومعانٍ غريبةٌ واهتداءٌ حسنٌ مَعَ داريةٍ بالنحو ومعرفةٍ بالغريب واطلاعٍ على الْكتب صحب الْعلمَاء قَدِيما إِلَّا أَنه خاملٌ رثً الْحَال يطْرَح نَفسه حَيْثُ وجد قناعةً مِنْهُ حَتَّى أَن بَعضهم سَمَّاهُ سقراط لتِلْك الْعلَّة تَشْبِيها بِهِ وَرُبمَا أَقَامَ أحم النَّاس بِهِ حولا كَامِلا لَا يَقع عَلَيْهِ نفوراً ولواذاً فشعره لذَلِك قليلٌ بأيدي النَّاس لَا أعرف مِنْهُ إِلَّا أبياتاً كتبهَا إِلَيّ فِي شكر بن مَرْوَان القفصي وَهِي من الْبَسِيط
(لَا أستكين إِلَى الْأَيَّام أعذلها ... وَلَا عَن النَّاس والحاجات أسألها)(17/78)
(ولي أخٌ من بني الْآدَاب همته ... بَين السماك وَبَين النسْر منزلهَا)
)
(وَلَو أَرَادَت علوا فَوق ذَا لعلت ... لَكِنَّهَا اقْتَرَبت مِمَّن يؤملها)
الزُّهْرِيّ أَبُو بكر عبد الله بن حَفْص بن عمر بن سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ أَبُو بكر روى عَن ابْن عمر وَأنس وَعُرْوَة بن الزبير وَكَانَ ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَالْعِشْرين وروى لَهُ جمَاعَة
3 - (عبد الله بن حمدَان)
أَبُو مُحَمَّد النديم عبد الله بن حمدَان بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد النديم أديبٌ شاعرٌ فَاضل روى عَن أَبِيه وَعَن ابْن المعتضد وروى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد نفطويه والصولي مُحَمَّد بن يحيى وَأَبُو عبد الله الحكيمي وَمُحَمّد بن عبد الْملك التاريخي توفّي سنة تسعٍ وثلاثمائة كتب إِلَى أبي الْعَبَّاس ابْن المعتز يستهديه إزاراً من مجزوء الْبَسِيط
(يَا سَيِّدي لَيْسَ لي قَرَار ... لِأَنَّهُ لَيْسَ لي إِزَار)
(فجد بِهِ معلما سرياً ... يحكيه فِي الرقة الْغُبَار)
(ألبسهُ قبل رائعاتٍ ... لَا خمر فِيهَا وَلَا خمار)
فَوجه إِلَيْهِ من سَاعَته وَكتب إِلَيْهِ من الطَّوِيل
(طلبت إزاراً دلَّنِي إِذْ طلبته ... على بعض مَا تطويه عَنَّا وتخفيه)
(فدونكه وَدون قدرك قدره ... وَيَا لَيْت شعري من تضاجعه فِيهِ)
3 - (عبد الله بن حمْرَان)
توفّي سنة ستٍ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
أَبُو مُحَمَّد الزبيدِيّ الأندلسي عبد الله بن حمود الزبيدِيّ أَبُو مُحَمَّد الأندلسي من مشاهير أَصْحَاب أبي عَليّ القالي رَحل الْمشرق وَلم يعد إِلَى الأندلس(17/79)
ولازم أَبَا سعيد السيرافي إِلَى أَن توفّي السيرافي ولازم الْفَارِسِي وَاتبعهُ إِلَى فَارس وَكَانَ إِذا سمع كَلَام الجاحظ انحدر ويسدر عجبا بِهِ وَكَانَ يَقُول قد رضيت فِي الْجنَّة بكتب الجاحظ بكتب الجاحظ عوضا من نعيمها وَكَانَ من فرسَان النَّحْو واللغة وَالشعر
الْمَنْصُور الزيدي عبد الله بن حَمْزَة أَبُو مُحَمَّد الْمَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن الْهَادِي يحيى بن الْحُسَيْن وسوف يَأْتِي ذكره فِي ذكره فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ وَقد مر ذكر وَلَده المرضي مُحَمَّد بن يحيى فِي المحمدين وَكَانَ منصوراً شهماً حازماً عَظِيم الناموس وَكَانَ أهل الْيمن يتوالونه وَيحدث نَفسه بمدارك تعجز قدرته عَنْهَا وَمَا زَالَ يمارس الديلم وَأهل طبرستان بالمراسلات والهدايا لما يعلم من مُوَالَاتهمْ لأهل الْبَيْت حَتَّى خطب لَهُ فِي بعض تِلْكَ الْبِلَاد وَقَامَ لَهُ هُنَاكَ داعٍِ تغلب على أَكثر بِلَاد جيلان وخطب لَهُ على منابرها على أَنه لم يزل مُقيما بِبِلَاد صعدة وَكَانَ معاصراً للْإِمَام النَّاصِر العباسي وَكَانَ يشبه بِهِ فِي الدهاء وَكَثْرَة التطلع إِلَى أَخْبَار الرعايا حَتَّى أَنه كَانَ يواصل طوائف الْعَرَب بِحمْل الْأَمْوَال ويحرضهم على ذَلِك ويعدهم على قَتله وَكَانَ الْمَنْصُور لِكَثْرَة أطلاعه واحترازه لَا يطلع النَّاس فَلَا يظفر النَّاصِر بشيءٍ مِنْهُ وَقَالَ يَوْمًا إِن هَذَا الرجل قد أفنى الْأَمْوَال الجليلة على الظفر بِي وَلَو بذل لي بعض هَذِه الْأَمْوَال لَمَلَكَ بهَا قيادي ولكنت لَهُ أنصح وأخلص من كثيرٍ مِمَّن يعْتَمد عَلَيْهِم وَكَانَ يربح التَّعَب من طلب مَا لَا يَنَالهُ مَعَ الْحُصُول على ودي فَبلغ ذَلِك النَّاصِر فَقَالَ أَنا يسهل عَليّ المَال الْعَظِيم أملاً أَن أبلغ أقل غَرَض لي على وَجه الْغَلَبَة وَلَا يسهل عَليّ بذل درهمٍ واحدٍ مَعَ وهم أَنه خداع وَكَانَ للمنصور وزيرٌ نفذ إِلَيْهِ النَّاصِر بجملة من المَال على أَن يكون بطانةً لَهُ يُعينهُ على بُلُوغ غَرَضه فَأطلع الْوَزير الْمَنْصُور على ذَلِك فشكره وَأحسن إِلَيْهِ وَوَصله ثمَّ إِنَّه قطعه عَن خدمته فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ لَا يسهل عَليّ أَن يخدمني وَأرَاهُ بعينٍ أَنه يمتن عَليّ بِأَنَّهُ أبقى)
عليّ روحي وَفِي النَّاس سَعَة لي وَله وَلما مَاتَ أقما الزيدية وَلَده مقَامه واختبروه فِي علمه فوجدوه نَاقِصا عَن رُتْبَة الْإِمَامَة فَلم يخطبوا لَهُ بهَا والزيدية لَا بُد لَهُم من إِمَام فاطمي فراسلوا أَحْمد بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالموطي وَهُوَ من بني عَم الْمَنْصُور وَكَانَ مشوراً بِكَمَال الْعلم والزهد وخطبوا لَهُ فِي قلعة ثلا من حصون الْيمن وَكَانَ على غايةٍ من الزّهْد وَالْعِبَادَة لَا يسكن قلعةً وَلَا يأوي إِلَّا البراري وَالْجِبَال وَمن شعر الْمَنْصُور عبد الله الْمَذْكُور يُشِير أَن دَعوته قد بلغت بِلَاد جيلان وجاوزت الْعرَاق وَهُوَ مقيمٌ بمكانه فِي صعدة من السَّرِيع(17/80)
(قل لبني الْعَبَّاس مَا بالكم ... لَا تلحظونا لحظ رُجْحَان)
(وَقل تخطتكم لنا دعوةٌ ... جالت على أقطار جيلان)
وَمن شعره أَيْضا من الرجز
(قوض خيامي عَن ديار الْهون ... فلست مِمَّن يرتضي بالدون)
(وَاشْدُدْ على ظهر الهجين رَحْله ... فقد شجاني غارب الهجين)
(وقربا مني على الحصان زلفةً ... فالحصن أولى بِي من الحصونِ)
(إِنِّي على ريب زمانٍ شرسٍ ... لَا تخرج النخوة من بني عرنيني)
(جدي رَسُول الله حَقًا وَأبي ... ملقبٌ بالأنزع البطين)
(من دوحةٍ كريمةٍ ميمونةٍ ... غراء تؤتي الْأكل كل حِين)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(لَا تحسبوا أَن صنعا جلّ مأربتي ... وَلَا ذمار إِذا أشمت حسادي)
(وَاذْكُر إِذا شِئْت تشجيني وتطربني ... كرّ الْجِيَاد على أَبْوَاب بَغْدَاد)
وَمِنْه وَمِنْه الطَّوِيل
(أفيقا فَمَا شغلي بسعدي بني سعد ... وَلَا طللٍ أضحى كحاشية الْبرد)
(وَلَا بغزالٍ أغيدٍ مهضم الحشا ... رضاب ثناياه ألذ من الشهد)
(يميس كغصن البان لينًا وَوَجهه ... سنا الْبَدْر فِي ليل من الشّعْر الْجَعْد)
(وَلَا بادكار اليعملات تقاذفتْ ... بهَا البيد من غوري تهَامَة أَو نجد)
(تؤم بهم شطر المحصب من منى ... طلائح أَمْثَال الحنايا من الشد)
(فلي عَنْهُم شغلٌ بقنة شيظمٍ ... طَوِيل الشظى عبل الشوى سابحٍ نهد)
)
(وتشقيف هنديٍ وإعداد حربةٍ ... وصقل حسام صارم مرهف الْحَد)
(وكل دلاصٍ نسج دَاوُد صنعها ... من الزرد الموضون قدر فِي السرد)
(وكل طلاع الْكَفّ زوراء شطبةٍ ... تراسل أَسبَاب المنايا إِلَى الضِّدّ)
(وقودي خميساً للخميس كَأَنَّهُ ... من الْبَحْر موج فاض بالبيض والجرد)
(وَكَانَ اشتغالي يَا عذولي بِمَا ترى ... وتأليفهم من بطن وادٍ وَمن نجد)(17/81)
الْأنْصَارِيّ عبد الله بن حَنْظَلَة بن الراهب بن عبد عَمْرو بن صَيْفِي حَنْظَلَة أَبوهُ هُوَ غسيل الْمَلَائِكَة وَقد تقدم ذكره ولد عبد الله على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل وَفَاته بِسبع سِنِين قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ خيرا فَاضلا مقدناً فِي الْأَنْصَار وَكَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة وروى عَنهُ ابْن أبي ملكية وضمضم بن جوس وَأَسْمَاء بنت زيد بن الْخطاب وَقتل يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَت الْأَنْصَار قد بايعته يومئذٍ وبايعت قُرَيْش عبد الله بن مُطِيع وروى لَهُ أَبُو دَاوُد
الْأَزْدِيّ عبد الله بن حِوَالَة الْأَزْدِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر وَيُشبه أَن يكون حليفاً لبني عَامر بن لؤَي أَبُو حِوَالَة نزل الشَّام وروى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجبير بن نفير ومرثد بن ودَاعَة وَغَيرهم وَقدم مصر وروى عَن ربيعَة لقيطٍ التجِيبِي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَقَالَ ابْن عبد الْبر سنة ثَمَانِينَ وَقَالَ غَيره فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد
أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي الشَّافِعِي عبد الله بن حيدر بن أبي القاسن الْقزْوِينِي أَبُو الْقَاسِم الْفَقِيه الشَّافِعِي سَافر إِلَى خُرَاسَان وتفقه على أئمتها وَسمع بنيسابور من مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد الفراوي وَغَيره وبمرو من يُوسُف بن أَيُّوب الهمذاني واستوطن همذان وَكَانَ يدرس بهَا ويفتي وَله مدرسةٌ كبيرةٌ فِي سوق الطَّعَام قدم بَغْدَاد حَاجا سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَحدث بِصَحِيح مسلمٍ عَن الفراوي وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَحدث بهَا
3 - (عبد الله بن خازم)(17/82)
عبد الله بن خازم أَمِير خُرَاسَان أحد الْأَبْطَال الْمَشْهُورين يُقَال لَهُ صُحْبَة وَلَا تصحح توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
الأعشي الشَّيْبَانِيّ عبد الله بن خَارِجَة بن حبيب من بني شَيبَان هُوَ الْأَعْشَى الشَّاعِر الْمَشْهُور شاعرٌ فصيحٌ من سَاكِني الْكُوفَة كَانَ شَدِيد التعصب لبني أُميَّة وَفد على عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ ماالذي بَقِي مِنْك فَقَالَ أَنا الَّذِي أَقُول من الطَّوِيل
(وَمَا أَنا فِي أَمْرِي وَلَا فِي خصومتي ... بمهتضمٍ حَقي وَلَا قارعٍ سني)
(وَلَا مُسلم مولَايَ عِنْد جنايةٍ ... وَلَا خَائِف مولَايَ من شَرّ مَا أجني)
(وَإِن فؤاداً بَين جَنْبي عالمٌ ... بِمَا أَبْصرت عَيْني وَمَا سَمِعت أُذُنِي)
(وفضلي بالشعر واللب أنني ... أَقُول على علمٍ وَأعرف من أكني)
(وأصبحت إِذْ فضلت مَرْوَان وَابْنه ... على النَّاس قد فضلت خير أبٍ وَابْن)
فَقَالَ عبد الْملك من يلومني على مثل هَذَا وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَعشر تخوت من ثِيَاب وَعشر فَرَائض من الْإِبِل واقطعه ألف جريب وَقَالَ لَهُ إمض بهَا إِلَى زيد الْكَاتِب يكْتب لَك بهَا فَأتى زيدا فَقَالَ لَهُ إيتني غَدا فَأَتَاهُ فردده فَقَالَ لَهُ من الرجز
(يَا زيد يَا فدَاك كلّ كَاتب ... فِي النَّاس بَين حاضرٍ وغائب)
(هَل لَك فِي حق عَلَيْك وَاجِب ... فِي مثله يرغب كل رَاغِب)
(وَأَنت عف طيب المكاسب ... مبرأ من عيب كل عائب)
(وَلست إِن كلفتني بصاحبي ... طول غدو ورواحٍ دائب)
(وسدة الْبَاب وعنف الْحَاجِب ... من نعمةٍ أسديتها بخائب)
فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ زيدٌ فَكلم سُفْيَان بن الْأَبْرَد فَكَلمهُ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَعَاد إِلَى سُفْيَان فَقَالَ لَهُ من الْبَسِيط(17/83)
(عد إِذْ بدأت أَبَا يحيى فَأَنت لَهَا ... وَلَا تكن من كَلَام النَّاس هيابا)
(وَاشْفَعْ شَفَاعَة أنفٍ لم يكن ذَنبا ... فَإِن من شعفاء النَّاس أذنابا)
فَأتى سُفْيَان زيدا فَلم يُفَارِقهُ حَتَّى قضى حَاجته
عبد الله بت الْخضر)
ابْن الشيرجي الشَّافِعِي عبد الله بن الْخضر بن الْحُسَيْن بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الشيرجي أَبُو البركات الْفَقِيه الشَّافِعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا من أهل الْموصل قدم بَغْدَاد وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَسمع من جمَاعَة وَحدث باليسير توفّي سنة أربعٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة
جمال الدّين الْمصْرِيّ عبد الله بن خطلبا بن عبد الله جمال الدّين الغساني أحد مقدمي الْحلقَة بِالْقَاهِرَةِ أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ مولده رَابِع عشر شعْبَان سنة سبعٍ وَعشْرين وسِتمِائَة
أنشدنا لنَفسِهِ من الْبَسِيط
(أسْتَغْفر الله من أَشْيَاء تخطر لي ... من ارْتِكَاب دنيات من الْعَمَل)
(وَمن ملاحظتي طوراً مسارقةً ... وَتارَة جهرةً للفاتر الْمقل)
(من كل أحوى حوى رقي ورق لَهُ ... قلبِي وَقد راق لي فِي وَصفه غزلي)
(من أحسن النَّاس معنى قد شعفت بِهِ ... وَهُوَ الَّذِي حسنه الْعِصْيَان حسن لي)
(فالشمس تَفْخَر إِن قيست ببهجته ... والبدر مِنْهُ وغصن البان فِي خجل)
(فَجعل جَامع مَا فِي النَّاس من حسنٍ ... وَمن على كل قلبٍ بالجمال ولي)
أَبُو العمثيل عبد الله بن خليدٍ أَبُو العمثيل بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وقتح التَّاء الْمُثَلَّثَة وَبعدهَا لَام وَهُوَ من صِفَات الْخَيل وَهُوَ(17/84)
السبط الذَّيَّال المتبختر فِي مشيته
مولى جَعْفَر بن سُلَيْمَان كَانَ يُؤَدب ولد عبد الله بن طاهرٍ وَأَصله من الرّيّ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يعجم كَلَامه ويعربه ويتعقر فِيهِ ويتجيد قَول الشّعْر فَمن شعره وَقد حجب فِي بَاب عبد الله بن طَاهِر من الطَّوِيل
(سأترك هَذَا الْبَاب مَا دَامَ إِذْنه ... على مَا أرى يخف قَلِيلا)
(إِذا لم أجد يَوْمًا إِلَى الْإِذْن سلما ... وجدتُ إِلَى ترك اللِّقَاء سَبِيلا)
وَمِنْه من الوافر
(أما والراقصات بِذَات عرقٍ ... وَمن صلى بنعمان الْأَرَاك)
(لقد أضمرت حبك فِي فُؤَادِي ... وَمَا أضمرت حبا من سواك)
)
(أَطَعْت الآمريك بِقطع حبلي ... مريهم فِي أحبتهم بِذَاكَ)
(فَإِن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وَإِن عاصوك فاعصي من عصاك)
قَالَ الصولي لَهُ ديوَان شعرٍ فِي خَمْسمِائَة ورقة وَمن شعره عبد الله بن طَاهِر من الْكَامِل
(يَا من يحاول أَن تكون صِفَاته ... كصفات عبد الله أنصت واسمع)
(فلأنصحنك فِي المشورة وَالَّذِي ... حج الحجيج إِلَيْهِ فاسمع أَو دعِ)
(أصدق وعف وبر واصبر وَاحْتمل ... وَاصْفَحْ وكاف وَدَار واحلم واشجع)
(والطف وَلنْ وتأنّ وارفق واتئد ... واحزم وجد وَحَام واحمل وادفع)
(فَلَقَد محضتك إِن قبلت نصيحتي ... وهديت للنهج الأسدِّ المهيع)
وَدخل يَوْمًا على عبد الله بن طَاهِر فَقبل يَده فَقَالَ لَهُ ممازحاً خدشت كفي بخشونة شاربك فَقَالَ أَبُو العميثل مسرعاً شوك الْقُنْفُذ لَا يؤلم كف الْأسد فأعجبه ذَلِك وَأمر لَهُ بجائزة وَله من المصنفات كتاب التشابه كتاب الأبيات السائرة كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ
الْمدنِي عبد الله بن دِينَار الْمدنِي الْعمريّ مَوْلَاهُم أحد الثِّقَات سمع ابْن(17/85)
عمر وَأنس بن مالكٍ وَسليمَان بن يسَار وَأَبا صَالح السمان وَقد أنفرد بِحَدِيث النَّهْي عَن بيع الْوَلَاء وهبته عَن ابْن عمر وأساء الْعقيلِيّ بإيراده فِي كتاب الضُّعَفَاء وإنّما الِاضْطِرَاب من أَصْحَابه وَقد وثّقه النَّاس وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة
أَبُو الزِّناد عبد الله بن ذكْوَان أَبُو الزِّنَاد الْفَقِيه الْمدنِي مولى قُرَيْش يُقَال إِنَّه ابْن أخي أبي لؤلؤة قَاتل عمر بن الْخطاب سمع أنسا وَأَبا أُمَامَة ابْن سهلٍ وَعبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَسَعِيد بن الْمسيب والأعرج فَأكْثر عَنهُ وروى عَنهُ مَالك وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام قَالَ اللَّيْث رَأَيْت خَلفه ثَلَاثمِائَة تَابع من طَالب فقهٍ وطالب شعرٍ وصنوف قَالَ ثمَّ لم يلبث أَن بَقِي وَحده وَأَقْبلُوا على ربيعَة بن عبد الرحمان وَقَالَ بعض النقاد أصح الْأَسَانِيد أَبُو الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ أَحْمد هُوَ أعلم من ربيعَة وَكَانَ صَاحب كتابةٍ وحساب وَكَانَ سَبَب جلد ربيعَة الرَّأْي فولي الْمَدِينَة بعد ذَلِك فلانٌ التَّيْمِيّ فطين على أبي الزِّنَاد بَيْتا فشفع فِيهِ)
ربيعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إنعقد الْإِجْمَاع على تَوْثِيق أبي الزِّنَاد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
أَبُو خَالِد الْأنْصَارِيّ عبد الله بن رَبَاح أَبُو خَالِد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي نزيل الْبَصْرَة روى عَن أبي بن كعبٍ وعمار بن يَاسر وَعمْرَان بن حُصَيْن وَكَعب الْأَحْبَار وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
وَالِد عمر بن أبي ربيعَة عبد الله بن ربيعَة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي أَبُو عبد الرحمان وَهُوَ وَالِد عمر الشَّاعِر وأخو عَيَّاش بن أبي ربيعَة كَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة بحيراً فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَفِيه يَقُول عبد الله بن الزبعري من الطَّوِيل
(بحير بن عبد الله قرب مجلسي ... وَرَاح علينا فَضله غير عاتم)(17/86)
وَاخْتلف فِي اسْم أبي ربيعَة وَالْأَكْثَر أَن اسْمه عَمْرو بن الْمُغيرَة كَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة وَمن أحسن قريشٍ وَجها وَهُوَ الَّذِي بعثته قُرَيْش مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى النَّجَاشِيّ فِي مُطَالبَة أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل إِنَّه الَّذِي استجار يَوْم الْفَتْح بِأم هَانِئ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أجرنا من أجرت وَهُوَ أَخُو أبي جهلٍ لأمه
حضر من الْيمن لنصرة عُثْمَان فَلَمَّا كَانَ بِالْقربِ من مَكَّة سقط عَن رَاحِلَته فَمَاتَ سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة
الغداني الْبَصْرِيّ عبد الله بن رَجَاء الغداني الْبَصْرِيّ أَبُو عَمْرو روى عَنهُ البُخَارِيّ وَابْن ماجة وروى النَّسَائِيّ وَابْن ماجة بواسطةٍ عَنهُ وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثقةٌ رضى وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ
الْقُرْطُبِيّ عبد الله بن رَشِيق أَصله من قرطبة قَالَ حسن بن رَشِيق إجتمعت بِهِ بالمحمدية سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ حَدِيث السن لم يجز الْعشْرين وَلَيْسَ فبله كَبِير شيءٍ من هَذِه الصِّنَاعَة ثمَّ ارتحل فأوطن القيروان سِنِين عدَّة بأَهْله واختص بالشيخ أبي عمرَان الْفَقِيه فَفِيهِ أَكثر شعره)
وأحاط بعلومٍ شَتَّى وساد فِيهَا وتفقه فِي الدّين وَكَانَ عفيفاً خيرا مستجيباً مُنْقَطع اللِّسَان عَن فضول الْكَلَام كَانَ لَهُ من الشّعْر حَظّ كبيرٌ إِلَّا أَنه لم يمدح لمثوبةٍ وَلَا أعلمهُ هجا أحدا قطّ
وَأَرَادَ الْحَج فناله وَرجع فَمَاتَ سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بعد اشتهارٍ فِيهَا بِالْعلمِ وَالْجَلالَة
وَمن شعره من مجزوء الْخَفِيف
(خير أعمالك الرضى ... بالمقادير والقضا)
(بَيْنَمَا الْمَرْء ناطقٌ ... قيل قد كَانَ فانقضى)(17/87)
قَالَ ابْن رَشِيق وأنشدته لنَفْسي من الْخَفِيف
(من جفاني فإنني غير جافٍ ... صلةٌ أَو قطيعة فِي عفاف)
(رُبمَا هَاجر الْفَتى من يصافي ... هـ ولاقى بالبشر من لَا يصافي)
فَصنعَ فِي مثل ذَلِك وأنشدنيه بعد أَيَّام من الطَّوِيل
(سأقطع حبلي من حبالك زاهداً ... وأهجر هجراً لَا يجر لنا عرضا)
(وَقد يعرض الْإِنْسَان عَمَّن يوده ... ويلقى ببشرٍ من يسر لَهُ البغضا)
أَبُو مُحَمَّد اليابري عبد الله بن رضَا بن خَالِد بن عبد الله بن رضَا أَبُو مُحَمَّد اليابري بياءٍ أخر الْحُرُوف وَبعد الْألف باءٌ موحدةٌ مضمومةٌ وَبعدهَا رَاء المغربي من رَهْط الأخطل الشَّاعِر كَانَ بارعاً فِي الْأَدَب وَالنّظم والإنشاء توفّي سنة تسعٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
وَمن شعره
3 - (عبد الله بن رِفَاعَة)
3 - (بن عدي بن عَليّ بن أبي عمر بن الذَّيَّال بن ثَابت بن نعيم)
أَبُو مُحَمَّد السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ دينا بارعاً فِي الْفَرَائِض والحساب ولي الْقَضَاء بِمصْر بالجيزة مُدَّة ثمَّ استعفى واشتغل بِالْعبَادَة وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
شَاعِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن رَوَاحَة بن ثَعْلَبَة بن امْرِئ الْقَيْس بن عَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس الْأَكْبَر الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو مُحَمَّد أحد النُّقَبَاء شهد الْعقبَة وبدراً وأحُداً(17/88)
وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وَعمرَة الْقَضَاء والمشاهد كلهَا إِلَّا الْفَتْح وَمَا بعده لِأَنَّهُ طعن فِي وَجهه يَوْم مُؤْتَة فدلك وَجهه بدمه ثمَّ صرع بَين الصفين وَجعل يَقُول يَا معشر الْمُسلمين ذبوا عَن لحم أخيكم حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سنة ثمانٍ لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَهُوَ الَّذِي نزلت فِيهِ وَفِي صَاحِبيهِ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَكَعب بن مَالك إِلَّا الَّذين آمنو وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَذكروا الله كثيرا الْآيَة وَهُوَ أَخُو أبي الدَّرْدَاء لأمه وَهُوَ شَاعِر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأحد الشُّعَرَاء الَّذين كَانُوا يردون عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَذَى قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل شعرًا تقتضبه السَّاعَة وَأَنا أنظر إِلَيْك فانبعث مَكَانَهُ يَقُول من الْبَسِيط
(إِنِّي تفرست فِيك الْخَيْر أعرفهُ ... وَالله يعلم أَن مَا خانني الْبَصَر)
(أَنْت النَّبِي وَمن يحرم شَفَاعَته ... يَوْم الْحساب لقد أودى بِهِ الْقدر)
(فَثَبت الله مَا أَتَاك من حسنٍ ... تثبيت مُوسَى ونصراً كَالَّذي نصروا)
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنت فشبتك الله با ابْن رَوَاحَة قَالَ هِشَام بن عُرْوَة فثبته الله أحسن ثباتٍ فَقتل شَهِيدا وَفتحت لَهُ الْجنَّة فَدَخلَهَا وَكَانَ عبد الله أحد الْأُمَرَاء بمؤتة وَأول خارجٍ إِلَى الْغَزْو وَآخر قافل وَلما خرج دَعَا الْمُسلمُونَ وَلمن مَعَه أَن يرد الله سَالِمين فَقَالَ من الْبَسِيط
(لكنني أسأَل الرحمان مغْفرَة ... وضربةً ذَات فرغ تقذف الزبدا)
(أَو طعنة بيَدي حران مجهزة ... بِحَرْبَة تنفذ الأحشاء والكبدا)
(حَتَّى يَقُولُوا إِذا مروا على جدثي ... يَا أرشد الله من غازٍ وَقد رشدا)
)
وَقَالَ يَوْم مُؤْتَة يُخَاطب نَفسه من الرجز
(أَقْسَمت بِاللَّه لتنزلنه ... بطاعةٍ مِنْك وتكرهنه)
(فطالما قد كنت مطمئنه ... جَعْفَر مَا أطيب ريح الجنه)
ثمَّ قَاتل حينا ثمَّ نزل فَأَتَاهُ ابْن عَم لَهُ برقٍ من لحمٍ فَقَالَ شدّ بِهَذَا ظهرك فَإنَّك قد لقِيت فِي أيامك هَذِه مَا لقِيت فَأَخذه من يَده فانتهس مِنْهُ نهسةً ثمَّ سمع الحطمة فِي النَّاس فَقَالَ وَأَنت فِي الدُّنْيَا فَأَلْقَاهُ من يَده ثمَّ أَخذ سَيْفه فقاتل حَتَّى قتل وَهُوَ الَّذِي مَشى لَيْلَة إِلَى أمةٍ لَهُ فنالها وفطنت لَهُ امْرَأَته فجحدها فَقَالَت لَهُ إِن كنت صَادِقا فاقرأ الْقُرْآن فالجنبُ لَا يقْرَأ فَقَالَ من الوافر
(شهدتُ أَن وعد الله حق ... وَأَن النَّار مثوى الكافرينا)
(وَأَن الْعَرْش فَوق المَاء حق ... وَفَوق الْعَرْش رب العالمينا)
(وتحمله ملائكةٌ غلاظٌ ... ملائكةُ الْإِلَه مسومينا)
فَقَالَت امْرَأَته صدق الله وكذبت عَيْني(17/89)
الْقرشِي السَّهْمِي عبد الله بن الزبعري بِكَسْر الزَّاي وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء وَبعدهَا ألفٌ مَقْصُورَة ابْن قيس بن عدي بن سهم الْقرشِي السَّهْمِي الشَّاعِر كَانَ من أَشد النَّاس على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى أَصْحَابه بِنَفسِهِ وَلسَانه وَكَانَ من أشعر النَّاس يَقُولُونَ هُوَ أشعر قُرَيْش قاطبةً ثمَّ إِنَّه أسلم عَام الْفَتْح بعد أَن هرب يَوْم الْفَتْح إِلَى نَجْرَان فَرَمَاهُ حسان بن ثَابت ببيتٍ وَاحِد وَهُوَ من الْكَامِل
(لَا تعدمن رجلا أحلك بغضه ... نَجْرَان فِي عيشٍ أجذ لئيم)
فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَاعْتذر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأشعارٍ حسانٍ كثيرةٍ فَقبل عذره مِنْهَا قَوْله من الْكَامِل
(منع الرقاد بلابلٌ وهموم ... وَاللَّيْل معتلج الرواق بهيم)
(مِمَّا أَتَانِي أَن أَحْمد لامني ... فِيهِ فَبت كأنني محمومُ)
(يَا خير من حملت على أوصالها ... عيرانةٌ سرح الْيَدَيْنِ غشوم)
(إِنِّي لمعتذر إِلَيْك من الَّذِي ... أسديت إِذا أَنا فِي الضلال أهيم)
)
(أَيَّام تَأْمُرنِي بأغوى خطةٍ ... سهمٌ وتأمرني بهَا مَخْزُوم)
(وأمد أَسبَاب الردى ويقودني ... أَمر الغواة وَأمرهمْ مشؤوم)
(فاليوم آمن بِالنَّبِيِّ محمدٍ ... قلبِي ومخطىء هَذِه محروم)
(مَضَت الْعَدَاوَة وَانْقَضَت أَسبَابهَا ... وَأَتَتْ أواصر بَيْننَا وحلوم)
(فَاغْفِر فدى لَك وَالِدَايَ كِلَاهُمَا ... وَارْحَمْ فَإنَّك رَاحِم مَرْحُوم)
(وَعَلَيْك من سمةِ المليك علامةٌ ... نورٌ أغرّ وخاتمٌ مختوم)
(أَعْطَاك بعد محبةٍ برهانه ... شرفاً وبرهانُ الْإِلَه عَظِيم)
3 - (عبد الله بن الزبير)(17/90)
ابْن عبد الْمطلب عبد الله بن الزبير بن عبد الْمطلب بن هَاشم الْقرشِي الْهَاشِمِي وَأمه عَاتِكَة بنت وهب بن عَمْرو بن عائذٍ لَا عقب لَهُ قتل يَوْم أجنادين سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَوجد عِنْده عصبةٌ من الرّوم قد قَتلهمْ ثمَّ اثخنه الْجراح فَمَاتَ رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَهُ ابْن عمي وحبي وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه كَانَ يَقُول ابْن أميّ قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أحفظ لَهُ رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد روى عَنهُ أختاه ضُباعة وَأم الحكم وَكَانَت سنهُ يَوْم قتل نحراً من ثَلَاثِينَ سنة
أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أَسد بن قصي الْقرشِي الْأَسدي يكنى أَبَا بكرٍ هُوَ أول مولودٍ ولد فِي الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ روى عَن أَبِيه وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان شهد اليرموك وغزا الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَالْمغْرب وَله مواقفٌ مشهودةٌ وَكَانَ فَارس قريشٍ فِي زَمَانه بة يع بالخلافة سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وَحكم على الْحجاز واليمن ومصر وَالْعراق وخراسان وَأكْثر الشَّام
وَولد سنة اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة وَتُوفِّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله ثَمَان سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر خرجت أَسمَاء أمه حِين هَاجَرت حُبْلَى فنفست بِعَبْد الله فِي قبَاء قَالَت أَسمَاء ثمَّ جَاءَ بعد سبع سِنِين ليبايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره بذلك الزبير فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُ مُقبلا ثمَّ بَايعه وَلما قدم الْمُهَاجِرُونَ أَقَامُوا لَا يُولد لَهُم فَقَالُوا سحرتنا يهود حَتَّى(17/91)
كشرت فِي ذَلِك القالة فَكَانَ أول مولودٍ بعد الْهِجْرَة فَكبر الْمُسلمُونَ تَكْبِيرَة)
وَاحِدَة حَتَّى ارتجت الْمَدِينَة وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأذن فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلَاةِ وَكَانَ عارضاه خفيفين فَمَا اتَّصَلت لحيته حَتَّى بلغ سِتِّينَ سنة وأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يحتجم فَلَمَّا فرغ قَالَ يَا عبد الله إذهب بِهَذَا الدَّم فاهرقه حَيْثُ لَا يراك أحد فَلَمَّا برز عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عمد إِلَى الدَّم فشربه فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ مَا صنعت بِالدَّمِ قَالَ عَمَدت إِلَى أخْفى موضعٍ علمت فَجَعَلته فِيهِ قَالَ لَعَلَّك شربته قَالَ نعم قَالَ وَلم شربت الدَّم ويلٌ للنَّاس مِنْك وويل لَك من النَّاس وَعَن ابْن أَبْزي عَن عُثْمَان أَن ابْن الزبير قَالَ لَهُ حَيْثُ حصر إِن عِنْدِي نَجَائِب أعددتها لَك فَهَل لَك أَن تحول إِلَى مَكَّة فيأتيك من أَرَادَ أَن يَأْتِيك قَالَ لَا إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يلْحد بِمَكَّة كبشٌ من قُرَيْش اسْمه عبد الله عَلَيْهِ مثل نصف أوزار النَّاس رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَعَن إِسْحَاق ابْن أبي إِسْحَاق قَالَ حضرت قتل ابْن الزبير جعلت الجيوش تدخل عَلَيْهِ من أَبْوَاب الْمَسْجِد فَكلما دخل قوم من بابٍ حمل عَلَيْهِم وَحده حَتَّى يخرجهم فَبينا هُوَ على تِلْكَ الْحَال إِذا جَاءَتْهُ شرفةٌ من شرفات الْمَسْجِد فَوَقَعت على راسه فصرعته وَهُوَ يتَمَثَّل من الرجز
(أَسمَاء يَا أَسمَاء لَا تبكيني ... لم يبْق إِلَّا حسبي وديني)
وصارم الثت بِهِ يَمِيني وَقَالَ سهل بن سعدٍ سَمِعت ابْن الزبير يَقُول مَا أَرَانِي الْيَوْم إِلَّا مقتولاً لقد رَأَيْت اللَّيْلَة كَأَن السَّمَاء فرجت لي فدخلتها فقد وَالله مللت الْحَيَاة وَمَا فِيهَا وَقَالَ عَمْرو بن دينارٍ كَانَ ابْن الزبير يُصَلِّي فِي الْحجر والمنجنيق يُصِيب طرف ثَوْبه فَمَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَكَانَ يُسمى حمامة الْمَسْجِد وَقَالَ ابْن إِسْحَاق مَا رايت أحدا أعظم سَجْدَة بَين عَيْنَيْهِ من ابْن الزبير وَجَاء الْحجَّاج إِلَى مَكَّة فنصب المنجنيق عَلَيْهَا وَكَانَ ابْن الزبير قد نصب فسطاطاً عِنْد الْبَيْت فَاحْتَرَقَ فطارت شرارةٌ فَاحْتَرَقَ الْبَيْت وَاحْتَرَقَ قرنا الْكَبْش الَّذِي فدي بِهِ إِسْمَاعِيل يومئذٍ وَرمى الْحجَّاج المنجنيق على ابْن الزبير وعَلى من مَعَه فِي الْمَسْجِد وَجعل ابْن الزبير على الْحجر الْأسود بَيْضَة ترد عَنهُ يَعْنِي خوذةً ودام الْحصار سِتَّة أشهرٍ وَسبع عشرَة لَيْلَة وخذل ابْن الزبير أَصْحَابه وَخَرجُوا إِلَى الْحجَّاج ثمَّ إِن الْحجَّاج أَخذه وصلبه مُنَكسًا وَكَانَ آدم نحيفاً لَيْسَ بالطويل بَين عَيْنَيْهِ أثر السُّجُود قيل إِنَّه بَقِي مصلوباً سنة ثمَّ جَاءَ إِذن عبد الْملك بن(17/92)
مَرْوَان أَن يسلم وَلَدهَا إِلَيْهَا فحنطته وكفنته وصلت عَلَيْهِ وَحَمَلته فدفنته فِي الْمَدِينَة فِي دَار صَفِيَّة بنت)
حييّ ثمَّ زيدت دَار صَفِيَّة فِي الْمَسْجِد فَهُوَ مدفونٌ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَ أبي بكر وَعَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ كثير الصَّلَاة كثير الصّيام شَدِيد الْبَأْس كريم الْجدَّات والأمهات والخالات وَقَالَ مَالك ابْن الزبير كَانَ أفضل من مَرْوَان وَكَانَ اولى بِالْأَمر من مَرْوَان وَمن ابْنه وَقَالَ عَليّ بن زيد الجدعاني إِلَّا أَنه كَانَت فِيهِ خلالٌ لَا تصلح مَعهَا الْخلَافَة لِأَنَّهُ كَانَ بَخِيلًا ضيق الْعَطاء سيىء الْخلق حسوداً كثير الْخلاف أخرج مُحَمَّد بن الحنيفة وَنفى عبد الله بن عَبَّاس إِلَى الطَّائِف وَقَالَ عَليّ بن أبي طالبٍ مَا زَالَ الزبير يعد منّا أهل الْبَيْت حَتَّى نَشأ عبد الله وَلما كَانَ قبل قَتله بِعشْرَة أَيَّام دخل على أمه وَهِي شاكيةٌ فَقَالَ لَهَا كَيفَ تجدينك يَا أمه قَالَت مَا أجدني إِلَّا شاكية فَقَالَ لَهَا إِن فِي الْمَوْت لراحةً قَالَت لَعَلَّك تمنيته لي مَا أحب أَن أَمُوت حَتَّى يَأْتِي عَليّ أحد طرفيك إِمَّا قتلت فأحتسبك وَإِمَّا ظَفرت بعدوك فقرت عَيْني قَالَ عُرْوَة فَالْتَفت إِلَيّ فَضَحِك قَالَ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ دخل عَلَيْهَا فِي الْمَسْجِد فَقَالَت يَا نَبِي لَا تقبلن مِنْهُم خطةً تخَاف فِيهَا على نَفسك الذل مَخَافَة الْقَتْل فوَاللَّه لضربة سيف فِي عز خير من ضَرْبَة سوطٍ فِي مذلةٍ قَالَ فَخرج وَقد جُعل لَهُ مصراعٌ عِنْد الْكَعْبَة وَكَانَ تَحْتَهُ فأتاهُ رجلٌ من قُرَيْش فَقَالَ أَلا نفتخ لَك بَاب الْكَعْبَة فتدخلها فَقَالَ عبد الله من كل شَيْء تحفظ أَخَاك إِلَّا من نَفسه وَالله لَو وجدوكم تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة لقتلوكم وَهل حُرْمَة الْمَسْجِد إِلَّا كَحُرْمَةِ الْبَيْت ثمَّ تمثل من الطَّوِيل
(وَلست بمبتاع الْحَيَاة بسبةٍ ... وَلَا مرتقٍ من خشيَة الْمَوْت سلما)
ثمَّ شدّ عَلَيْهِ أَصْحَاب الْحجَّاج فَقَالَ أَيْن أهل مصر قَالُوا هم هَؤُلَاءِ من هَذَا الْبَاب فَقَالَ لأَصْحَابه إكسروا أغماد سُيُوفكُمْ وَلَا تميلوا عني فَإِنِّي فِي الرعيل فَفَعَلُوا ثمَّ حمل عَلَيْهِم وحملوا مَعَه وَكَانَ يضْرب بسيفين فلحق رجلا فَقطع يَده وانهزموا فَجعل يَضْرِبهُمْ حَتَّى أخرجهم من بَاب الْمَسْجِد فَجعل رجل أسود يسبه فَقَالَ لَهُ اصبر يَا ابْن حام ثمَّ حمل عَلَيْهِ فصرعه ثمَّ دخل عَلَيْهِ أهل حمص من بَاب بني شيبَة فَشد عَلَيْهِم وَجعل يَضْرِبهُمْ بِسَيْفِهِ حَتَّى أخرجهم من الْمَسْجِد ثمَّ انْصَرف وَهُوَ يَقُول من الرجز
(لَو كَانَ قَرْني وَاحِدًا كفيته ... أوردته الْمَوْت وَقد ذكيته)
ثمَّ دخل عَلَيْهِ أهل الْأُرْدُن من بابٍ آخر فَجعل يَضْرِبهُمْ بِسَيْفِهِ حَتَّى أخرجهم من الْمَسْجِد وَهُوَ يَقُول من الرجز)(17/93)
(لَا عهد لي بغرةٍ مثل السَّيْل ... لَا ينجلي قتامها حَتَّى اللَّيْل)
وَأَقْبل عَلَيْهِ حجرٌ من نَاحيَة الصَّفَا فَضَربهُ بَين عَيْنَيْهِ فَنَكس رَأسه وَهُوَ يَقُول من الطَّوِيل
(فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... وَلَكِن على أقدامنا تقطر الدما)
وحماه موليان وَأَحَدهمَا يَقُول من الرجز العَبْد يحمي ربه ويحتمي ثمَّ اجْتَمعُوا عَلَيْهِ فَلم يزَالُوا يضربونه حَتَّى قَتَلُوهُ ومولييه جَمِيعًا وَلما قتل كبر عَلَيْهِ أهل الشَّام فَقَالَ عبد الله بن عمر المكبرون عَلَيْهِ يَوْم ولد خير من المكبرين عَلَيْهِ يَوْم قتل وَقتل مَعَه مِائَتَان وَأَرْبَعُونَ رجلا مِنْهُم من سَالَ دَمه فِي جَوف الْكَعْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر رَحل عُرْوَة بن الزبير إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان فَرغب إِلَيْهِ فِي إنزاله من الْخَشَبَة فأسعفه فَأنْزل قَالَ ابْن أبي ملكية كنت الْآذِن بِمن بشر أَسمَاء بنزوله عَن الْخَشَبَة فدعَتْ بمركن وشب يمانٍ فأمرتني بِغسْلِهِ فَكُنَّا لَا نتناول عضوا إِلَّا جَاءَ مَعنا فَكُنَّا نغسل الْعُضْو ونضعه فِي أَكْفَانه وتنناول الْعُضْو الَّذِي يَلِيهِ فنغسله ثمَّ نضعه فِي أَكْفَانه حَتَّى فَرغْنَا مِنْهُ ثمَّ قَامَت فصلت عَلَيْهِ
وَكَانَت قبل ذَلِك تَقول اللَّهُمَّ لَا تمتني حَتَّى تقر عَيْني بَحثه فَمَا أَتَى عَلَيْهَا بعد ذَلِك جمعةٌ حَتَّى مَاتَت وَيُقَال إِنَّه لما جِيءَ بِهِ إِلَيْهَا وَضعته فِي حجرها فَحَاضَت ودر ثديها فَقَالَت حنت إِلَيْهِ موَاضعه وَدرت عَلَيْهِ مراضعه وَقيل إِن الْحجَّاج آلى على نَفسه إِن لَا ينزله عَن الْخَشَبَة حَتَّى تشفع فِيهِ أمه فَبَقيَ سنة ثمَّ إِنَّهَا مرت تَحْتَهُ فَقَالَت أما آن لراكب هَذِه المطية أَن يترجل فَيُقَال إِنَّه قيل للحجاج أَن هَذَا الْكَلَام شَفَاعَة فِيهِ فأنزله وَكَانَ قَتله سنة ثلاثٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَيُقَال أَن الْحجَّاج ورد عَلَيْهِ كتاب عبد الْملك بن مَرْوَان اعط ابْن الزبير الْأمان على هدر هَذِه الدِّمَاء وَحكمه فِي الْولَايَة فعرضوا ذَلِك عَلَيْهِ فَشَاور أَصْحَابه فأشاروا عَلَيْهِ بِأَن يفعل فَقَالَ لَا خلعها إِلَّا الْمَوْت ثمَّ قَالَ من الْبَسِيط
(الْمَوْت أكْرم من إِعْطَاء منقصةٍ ... إِن لم تمت عبطةً فالغاية الْهَرم)
(إصبر فَكل فَتى لَا بُد مخترمٌ ... وَالْمَوْت أسهل مِمَّا أملت جشم)
ابْن المعتز بِاللَّه عبد الله بن الزبير بن جَعْفَر هُوَ عبد الله بن المعتز يَأْتِي ذكره فِي عبد الله بن مُحَمَّد فقد اخْتلف فِي اسْم المعتز)(17/94)
الْحميدِي فَقِيه مَكَّة عبد الله بن الزُّبير بن عِيسَى الإِمَام الْقرشِي الْحميدِي حميد بن زُهَيْر مُحدث مَكَّة وفقيهها وَأجل أَصْحَاب سُفْيَان بن عُيَيْنَة روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل الْحميدِي عندنَا إمامٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِم أثبت النَّاس بِمَكَّة توفّي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ
الْأَسدي عبد الله بن الزبير بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة على وزن كبيرابن سليم الْأَسدي الْكُوفِي الشَّاعِر من شعراء الحماسة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وَمن شعره من الوافر
(رمى الْحدثَان نسْوَة آل حربٍ ... بمقدارٍ سمدن لَهُ سمودا)
(فَرد شعورهن السود بيضًا ... ورد وجوههن الْبيض سُودًا)
(فَإنَّك لَو سَمِعت بكاء هندٍ ... ورملة إِذْ تصكان الخدودا)
(سَمِعت بكاء باكيةٍ وباكٍ ... أبان الدَّهْر وَاحِدهَا الفقيدا)
وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط
(لَا أَحسب الشَّرّ جاراً لَا يفارقني ... وَلَا أحز على مَا فَاتَنِي الودجا)
(وَمَا نزلت من الْمَكْرُوه منزلَة ... إِلَّا وثقت بِأَن ألْقى لَهَا فرجا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(لَا تجعلن مبدناً ذَا سرةٍ ... ضخماً سرادقه عَظِيم الموكب)
(كأغر يتَّخذ السيوف سرداقاً ... يمشي برايته كمشي الأنكب)
...(17/95)
(فتح الْإِلَه بشدةٍ لَك شدها ... مَا بَين مشرقها وَبَين الْمغرب)
(جمع ابْن مَرْوَان الْأَغَر محمدٌ ... بَين ابْن أشترهم وَبَين المصعب)
الْخُزَاعِيّ فَقِيه دمشق عبد الله بن أبي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيّ فَقِيه دمشق أحد الْأَعْلَام روى عَن أبي الدَّرْدَاء وسلمان وَعبادَة بن الصَّامِت وَأكْثر ذَلِك مَرَاسِيل وروى عَن أم الدَّرْدَاء وَغَيرهَا وَكَانَ يعدل بعمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ يَقُول مَا عَالَجت من الْعِبَادَة شَيْئا أَشد من السُّكُوت وَكَانَ يجلسه عمر بن عبد الْعَزِيز مَعَ على السرير وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث توفّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ)
أَبُو دَاوُد
الْقرشِي الْأَسدي عبد الله بن زَمعَة بن الْأسود بن الْمطلب بن أَسد بن عبد العُزَّى بن قُصيّ الْقرشِي الْأَسدي أمه قُريبة بنت أبي أُميَّة أُخْت أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ كَانَ من أَشْرَاف قومه وَكَانَ يَأْذَن على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ أَبُو بكر بن عبد الرحمان وَعُرْوَة بن الزبير وَكَانَت تَحت عبد الله زَيْنَب بنت أم سَلمَة وَهِي أم بنيه وَقتل لعبد الله بن زَمعَة يزم الْحرَّة بنُون وَمن وَلَده كَبِير بن عبد الله بن زَمعَة وَهُوَ جد أبي البخْترِي القَاضِي وهب بن وهب بن كَبِير بن عبد الله بن زَمعَة
3 - (عبد الله بن زيد)
أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عبد الله بن زيد بن ثَعْلَبَة بن عبد ربه بن زيد من بني جشم بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ وَقيل لَيْسَ فِي آبَائِهِ ثَعْلَبه إِنَّمَا هُوَ ابْن زيد بن عبد ربه شهد الْعقبَة وبدراً وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الَّذِي أرِي الْأَذَان فِي النّوم(17/96)
فَأمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلَالًا على مَا رَآهُ عبد الله بن زيد وَكَانَت الرُّؤْيَا سنة إِحْدَى بعد بِنَاء مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت مَعَه راية بني الْحَارِث يَوْم الْفَتْح توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن أربعٍ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وروى عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَعبد الرحمان بن أبي ليلى وَابْنه مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد وروى لَهُ الْجَمَاعَة
ابْن أم عمَارَة عبد الله بن زيد بن عَاصِم بن كَعْب بن الْمُنْذر بن عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ الْمَازِني يعرف بِابْن أم عمَارَة شهد أحُداً وَلم يشْهد بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي قتل مُسَيْلمَة الْكذَّاب فِيمَا ذكره خَليفَة بن خياط وَغَيره وَكَانَ مُسَيْلمَة قتل أَخَاهُ حبيب بن زيد وقطعه عضوا عضوا رمى مُسَيْلمَة وَحشِي بن حربٍ بالحربة وضربه عبد الله بِالسَّيْفِ فَقتله وَقتل عبد الله يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ روى عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَابْن أَخِيه عباد بن تَمِيم بن زيد وَيحيى بن عمَارَة بن أبي الْحسن وَعبد الله بن زيد هُوَ الَّذِي حكى وضوء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله ولأبيه صُحْبَة)
ابْن أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ عبد الله بن زيد أبي طَلْحَة بن سهل هُوَ أَخُو أنس بن مَالك لأمه ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعثت بِهِ أمه أم سليم ابْنهَا أنس بن مَالك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحنكه بتمرةٍ ودعا لَهُ وَسَماهُ عبد الله قَالَ أنس ابْن مَالك فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَار ناشىءٌ أفضل مِنْهُ قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة ولد لعبد الله عشرَة ذُكُور كلهم قَرَأَ الْقُرْآن وَشهد عبد الله مَعَ عَليّ صفّين وروى عَن أَبِيه أبي طَلْحَة وروى عَنهُ ابناه إِسْحَاق وَعبد الله توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ
أَبُو القلابة الْبَصْرِيّ عبد الله بن زيد أَبُو القلابة الْجرْمِي الْبَصْرِيّ أحد أَعْلَام(17/97)
من التَّابِعين روى عَن ابْن عمر وَعَائِشَة وَمَالك بن الْحُوَيْرِث وَعَمْرو بن سَلمَة وَسمرَة بن جُنْدُب والنعمان بن بشير وثابت بن الضَّحَّاك وَأنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ وَأنس بن مَالك الكعبي وَأبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وزهدم الْجرْمِي وَعبد الرحمان أبي ليلى وَقبيصَة بن ذُؤَيْب بن مُخَارق وَأبي الْمليح الْهُذلِيّ وَأبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ وخَالِد بن اللَّجْلَاج وَأبي سَمَاء الرَّحبِي وَعبد الله بن يزِيد رَضِيع عَائِشَة وَخلق وَرِوَايَته عَن عَائِشَة مُرْسلَة وَلما مَاتَ عبد الرحمان بن أذينة القَاضِي ذكر أَبُو قلَابَة للْقَضَاء فهرب حَتَّى وصل الْيَمَامَة وَكَانَ يُرَاد للْقَضَاء فيفر مرّة إِلَى الشَّام وَمرَّة إِلَى الْيَمَامَة
وَقيل إِنَّه كَانَ يسكن داريا وَتُوفِّي سنة أَربع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
ابْن أبي إِسْحَاق النَّحْوِيّ عبد الله بن زيد أبي إِسْحَاق بن الْحَارِث الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ مولى لَهُم أحد الْأَئِمَّة فِي الْقِرَاءَة والنحو وَهُوَ أَخُو يحيى بن أبي إِسْحَاق أَخذ الْقُرْآن عَن يحيى بن يعمر وَنصر بن عَاصِم
وروى عَن أَبِيه عَن جده عَن عَليّ وَأنس قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أول من وضع الْعَرَبيَّة أَبُو الْأسود ثمَّ مَيْمُون ثمَّ عَنْبَسَة الْفِيل ثمَّ عبد الله بن أبي إِسْحَاق وتناظر هُوَ وَأَبُو عَمْرو ابْن الْعَلَاء عِنْد بِلَال بن أبي بردة وَهُوَ مِمَّن بعج النَّحْو وَمد الْقيَاس وَشرح الْعِلَل وَمَات هُوَ وَقَتَادَة فِي يومٍ وَاحِد بِالْبَصْرَةِ سنة عشْرين وَمِائَة
3 - (عبد الله بن سَالم)
الوحاظي الْحِمصِي عبد الله بن سَالم الْأَشْعَرِيّ الوحاظي الْحِمصِي قَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يَقُول عَليّ أعَان على قتل أبي بكر وَعمر وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس توفّي سنة تسعٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قَالَ أَبُو مسْهر مَا رَأَيْت أحدا أنبل فِي عقله ومروءته مِنْهُ
3 - (عبد الله بن السَّائِب)(17/98)
أَبُو السَّائِب الْقَارئ عبد الله بن السَّائِب بن صَيْفِي بن عَائِذ بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي أَبُو عبد الرحمان وَقيل أَبُو السَّائِب يعرف بالقارئ أَخذ عَنهُ أهل مَكَّة الْقِرَاءَة وَعَلِيهِ قَرَأَ مُجَاهِد وَغَيره سكن بهَا وَتُوفِّي بهَا قبل قتل ابْن الزبير قَالَ هِشَام بن مُحَمَّد ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ شريك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة عبد الله بن السَّائِب وَقَالَ الْوَاقِدِيّ السَّائِب بن أبي السَّائِب صَيْفِي وَقيل قيس بن السَّائِب وَقَالَ عبد الله بن السَّائِب شهِدت رَسُولا الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الصُّبْح بِمَكَّة فَافْتتحَ بِسُورَة الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا أُتِي على ذكر مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام أَخَذته سعلة فَرَكَعَ توفّي بعد السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
التَّابِعِيّ عبد الله بن سَخْبَرَة تَابِعِيّ مَشْهُور ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
ابْن الْأَنْبَارِي شيخ المستنصرية عبد الله بن أبي السعادات بن مَنْصُور ابْن أبي السعادات بن مُحَمَّد الإِمَام الْفَاضِل نجم الدّين ابْن الْأَنْبَارِي شيخ المستنصرية الْبَغْدَادِيّ البابصري الْمُقْرِئ خطيب جَامع الْمَنْصُور سمع ابْن بهروز الطَّبِيب والأنجب الحمامي وَأحمد المارستاني وَتفرد بأجزاء وَحل عَنهُ أهل بَغْدَاد وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة وَتُوفِّي سنة عشر وَسَبْعمائة وَولي مشيخة المستنصرية بعد الْعِمَاد ابْن الطبال(17/99)
رَأس السبئية عبد الله بن سبأ هُوَ رَأس الطَّائِفَة السبئية وَهُوَ الَّذِي قَالَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ)
أَنْت الْإِلَه فنفاه عليٌّ إِلَى الْمَدَائِن فَلَمَّا قتل عَليّ كرم الله وَجهه زعم عبد الله بن سبأ أَنه لم يمت لِأَن فِيهِ جُزْءا إلهياً فَإِن ابْن ملجم إِنَّمَا قتل شَيْطَانا تصور بِصُورَة عَليّ وَأَن عليا فِي السَّحَاب وَأَن الرَّعْد صَوته والبرق سَوْطه وَأَنه ينزل إِلَى الأَرْض ويملؤها عدلا وَهَذِه الطَّائِفَة إِذا سَمِعت صَوت الرَّعْد قَالَت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ ابْن أبي الدَّم لَا خَفَاء بِكفْر هَذِه الطَّائِفَة لاعتقادها أَن عليا كرم الله وَجهه إلهٌ وَأَنه حل فِيهِ جُزْء إلهيٌ فَإِن هَذَا الْمَذْهَب قريب من مَذْهَب النَّصَارَى تَعَالَى الله عَن أَقْوَالهم علوا كَبِيرا وَقَالَ فِي مَكَان آخر من كِتَابه الْفرق الإسلامية إِنَّه كَانَ يهوداً وَأسلم وَكَانَ يَقُول فِي يُوشَع بن نون وَصِيّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا يَقُول فِي عَليّ وَهُوَ أول من أظهر القَوْل بالرفض وبإمامة عَليّ وَمِنْه تشبعت فرق الضلال وَاجْتمعت عَلَيْهِ جمَاعَة وهم أول فرقةٍ قَالَت بالتوقف وبالرجعة بعد الْغَيْبَة وَزَعَمُوا أَن جعفراً كَانَ عَالما بمعالم الدّين كلهَا العقليات والشرعيات وقلدوا جعفراً فِي كل شَيْء حَتَّى لَو سئلوا عَن صِفَات الله تَعَالَى أَو عَن شَيْء من أصُول الديانَات قَالُوا نقُول فِيهَا بِمَا كَانَ يَقُول جَعْفَر فِيهَا وَلَا نعلم بِمَاذَا قَالَ جَعْفَر ويلزمهم أَن يتوقفوا فِي تَكْفِير أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا حَتَّى يعلمُوا مَا قَالَ جَعْفَر فيهمَا بل يلْزمهُم أَن يتوقفوا فِي توقفهم حَتَّى يعلمُوا هَل أجَاز جَعْفَر توقفهم فِي ذَلِك أَو لَا وكل مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ بَاطِل
3 - (عبد الله بن سعد)
ابْن أبي سرح الْكَاتِب الْوَحْي عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الْحَارِث بن(17/100)
حبيب بن جذيمة أَبُو يحيى الْقرشِي العامري
أسلم قبل فتح وَهَاجَر وَكَانَ يكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ارْتَدَّ منصرفاً وَصَارَ إِلَى قُرَيْش بِمَكَّة فَقَالَ إِنِّي كنت أصرف مُحَمَّدًا حَيْثُ أُرِيد كَانَ يملي عَليّ عَزِيز حَكِيم فَأَقُول أَو عليم حَكِيم فَيَقُول كلٌّ صَوَاب فَلَمَّا كام يَوْم الْفَتْح أَمر سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتْله وَقتل عبد الله بن خطل وَمقيس ابْن صبَابَة وَلَو وجدوا تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة ففر عبد الله بن سعد إِلَى عُثْمَان وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة أرضعت أمه عُثْمَان فغيبه عُثْمَان حَتَّى أَتَى بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا اطْمَأَن أهل مَكَّة فأستأمنه لَهُ فَصمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَويلا ثمَّ قَالَ نعم فَلَمَّا انْصَرف عُثْمَان قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمن حوله مَا صمتُّ إِلَّا ليقوم إِلَيْهِ بَعْضكُم فَيضْرب عُنُقه فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار فَهَلا أَو أَوْمَأت إِلَيّ يَا رَسُول الله فَقَالَ إِن النَّبِي لَا يَنْبَغِي أَن تكون خَائِنَة أعين ثمَّ إِن عبد الله حسن إِسْلَامه لم يظْهر عَلَيْهِ بعد ذَلِك شَيْء يُنكر وَهُوَ أحد النجباء الْعُقَلَاء الكرماء ولاه عُثْمَان مصر سنة خمسٍ وَعشْرين وَفتح على يَدَيْهِ إفريقية سنة سبعٍ وَعشْرين وَكَانَ فَارس بني عَامر وَكَانَ صَاحب ميمنة عَمْرو بن الْعَاصِ فِي افتتاحه وَلما ولاه عُثْمَان عوضا عَن عَمْرو بن الْعَاصِ مصر جعل عَمْرو يطعن على عُثْمَان ويؤلب عَلَيْهِ وَيسْعَى فِي فَسَاد أمره فَلَمَّا بلغه قتل عُثْمَان وَكَانَ مُعْتَزِلا بفلسطين قَالَ إِنِّي إِذا أنكأت قرحَة أدميتها أَو نَحْو هَذَا وَكَانَ عَمْرو بن الْعَاصِ قد فتح الْإسْكَنْدَريَّة وَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة لما انتقضت
فَأمر عُثْمَان برد السَّبي الَّذين سبوا من الْقرى غل مواضعهم للْعهد الَّذِي كَانَ لَهُم وَلم يَصح عِنْده نقضهم وعزل عَمْرو بن الْعَاصِ وَولى عبد الله بن أبي سرح وَكَانَ ذَلِك بَدْء الشَّرّ بَين عُثْمَان وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَلما افْتتح عبد الله بن أبي سرح إفريقية غزا مِنْهَا الأساود من أَرض النّوبَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وهوهادنهم الْهُدْنَة الْبَاقِيَة وغزا الصواري من أَرض الرّوم سنة أربعٍ وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم على عُثْمَان واستخلف على مصر السَّائِب بن هِشَام بن عَمْرو العامري فانتزى مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة بن عتبَة فِي الْفسْطَاط فَمضى عبد الله إِلَى عسقلان وَأقَام بهَا حَتَّى قتل عُثْمَان وَقيل أَقَامَ بالرملة حَتَّى مَاتَ فَارًّا من الْفِتْنَة ودعا ربه فَقَالَ اللَّهُمَّ)
اجْعَل خَاتِمَة عَمَلي صَلَاة الصُّبْح فَتَوَضَّأ وَصلى وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولى أم الْقُرْآن وَالْعَادِيات وَفِي الثَّانِيَة أم الْقُرْآن وَسورَة ثمَّ(17/101)
سلم عَن يَمِينه وَذهب يسلم عَن يسَاره فَقبض وَكَانَت وَفَاته قبل اجْتِمَاع النَّاس على مُعَاوِيَة وَلم يُبَايع عليا وَلَا مُعَاوِيَة ووفاته سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقَالَ فِي حِصَار عُثْمَان من الطَّوِيل
(أرى الْأَمر لَا يزْدَاد إِلَّا تفاقماً ... وأنصارنا بالمكتين قَلِيل)
(وأسلمنا أهل الْمَدِينَة والهوى ... هوى أهل مصرٍ والذليل ذليل)
العامري عبد الله ابْن السَّعْدِيّ العامري اسْم أَبِيه عَمْرو يَأْتِي فِي مَوْضِعه
الْأنْصَارِيّ عبد الله بن سعد بن خَيْثَمَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة شهد الْحُدَيْبِيَة وخيبر وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
حزيفة عبد الله بن سعد بن الْحُسَيْن بن الهاطر أَبُو المعمر الْعَطَّار الْوزان الْمَعْرُوف بخزيفة الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وتفقه على أبي الْخطاب الكلواذني سمع الْكثير من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وحسين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النِّعالي وَأحمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ شَيخا صَالحا صَابِرًا على التحديث محباً للرواية حسن الْأَخْلَاق توفّي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة
الماسوحي عبد الله بن سعد بن سعود بن عَسْكَر الماسوحي الْفَقِيه الْمُحدث الشَّافِعِي عارفٌ بالفروع كثير النَّقْل لَهُ مشاركةٌ جَيِّدَة تفقه بالشيخ برهَان الدّين وَسمع على الحجار والمزي وَالشَّيْخ برهَان الدّين وَغَيرهم وَكتب الْأَجْزَاء والطباق ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا
3 - (عبد الله بن سعيد)(17/102)
عبد الله بن سعيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان الْأمَوِي توفّي سنة تسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
أَبُو مَنْصُور الخوافي الْكَاتِب عبد الله بن سعيد بن مهْدي الخوافي أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب قدم بَغْدَاد أَيَّام العميد الكندري واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أديباً فَاضلا فرضياً حاسباً كَاتبا ظريفاً شَاعِرًا حسن الْمعرفَة باللغة لَهُ فِيهَا مصنفات مِنْهَا كتاب خلق الْإِنْسَان على حُرُوف المعجم وَكتاب رجم العفريت رد فِيهِ على أبي الْعَلَاء المعري فِي عدَّة من مصنفاته ورسالة الرّبيع المورق إِلَى الشتَاء المحرق
وَمن شعره من الوافر
(فَلَا تأيس إِذا مَا سد بابٌ ... فأرض الله وَاسِعَة المسالك)
(وَلَا تجزع إِذا مَا اعتاص أمرٌ ... لَعَلَّ الله يُحدث بعد ذَلِك)
وَمِنْه من الوافر
(زفت إِلَيْهِ من فكري عروساً ... وصغت من الثَّنَاء لَهَا رعاثا)
(فقبلها وقلبها وَلما ... طلبت الْمهْر طَلقهَا ثَلَاثًا)
وَمِنْه فِي البرغوث من الوافر
(وأحدب ضامر يسري بليلٍ ... إِلَى النوام مفتن الجفون)
(تسلمه الثَّلَاثُونَ انتصاراً ... إِلَى السّبْعين فِي أسر الْمنون)
وَمِنْه من الوافر
(سأحدث فِي متون الأَرْض ضربا ... وأركب فِي العلى غبر اللَّيَالِي)
(فإمَّا وَالثَّرَى وَبسطت عذرا ... وَإِمَّا والثريا والمعالي)(17/103)
الْأَشَج عبد الله بن سعيد بن حُصَيْن أَبُو سعيد الْكِنْدِيّ الْكُوفِي الْأَشَج مُحدث الْكُوفَة وحافظها فِي عصره ومسند وقته لَهُ التَّفْسِير والتصانيف قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ إِمَام زَمَانه توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ الْجَمَاعَة)
ابْن كلاب عبد الله بن سعيد بن كلاب الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ كَانَ يرد على الْمُعْتَزلَة وَرُبمَا وافقهم
روى أَبُو طَاهِر الذهلي أَن دَاوُد بن عَليّ الإصبهاني أَخذ الجدل وَالْكَلَام عَنهُ وَهُوَ أَصْحَابه كلابية لِأَنَّهُ كَانَ يجر الْخُصُوم إِن نَفسه بِفضل بَيَانه كالكلاب وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية كَانَ لَهُ فضل وعلمٌ ودينٌ وَكَانَ مِمَّن أنتدب للرَّدّ على الْجَهْمِية وَمن أدعى أَنه ابتدع ليظْهر دين النَّصْرَانِيَّة فِي الْمُسلمين وَأَنه أرْضى أُخْته بذلك فَهَذَا كذبٌ عَلَيْهِ افتراه الْمُعْتَزلَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قلت سَوف تَأتي تَرْجَمَة عبد الله بن مُحَمَّد بن كلاب فِي مَكَانهَا وَهِي تخَالف هَذِه وَالله أعلم بِمَا كَانَ من أمره فَإِن هَذِه تخَالف تِلْكَ
الحبر ابْن سَلام عبد الله بن سَلام بن الْحَارِث الإسرائيلي ثمَّ الْأنْصَارِيّ أَبُو يُوسُف وَهُوَ من ولد يُوسُف بن يَعْقُوب كَانَ حليفاً للْأَنْصَار وَقيل حليفاً للقواقلة من بني(17/104)
عَوْف بن الْخَزْرَج وَكَانَ تسكه فِي الْجَاهِلِيَّة الْحصين فَلَمَّا أسلم سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أحد الْأَحْبَار أسلم إِذْ قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة قَالَ خرجت فِي جمَاعَة من أهل الْمَدِينَة لنَنْظُر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حِين دُخُول الْمَدِينَة فَنَظَرت إِلَيْهِ وتاملت وَجهه فَعلمت أَنه لَيْسَ بِوَجْه كذابٍ وَكَانَ أول شيءٍ سمعته مِنْهُ أَيهَا النَّاس أفشوا السَّلَام وأطعموا الطَّعَام وصلوا الْأَرْحَام وصلوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيامٌ تدْخلُوا الْجنَّة بِسَلام وَدخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لَهُ بِالْجنَّةِ قَالَ ابْن عبد الْبر قَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَوْله عز وَجل وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل على مثله فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ هُوَ عبد الله بن سَلام وَقد قيل فِي قَوْله عز وجلّ ومنْ عِنْده علمُ الْكتاب إِنَّه عبد الله بن سَلام وَأنكر ذَلِك عِكْرِمَة وَالْحسن وَقَالا كَيفَ يكون ذَلِك وَالسورَة مَكِّيَّة وَإِسْلَام عبد الله بن سَلام كَانَ بعد قَالَ ابْن عبد الْبر وَكَذَلِكَ سُورَة الْأَحْقَاف مَكِّيَّة فالقولان جَمِيعًا لَا وَجه لَهما عِنْد الِاعْتِبَار إِلَّا أَن يكون فِي معنى قَوْله فاسأل الَّذين يقرؤون الْكتاب من قبلك وَقد تكون السُّورَة مَكِّيَّة وَبَعضهَا آيَات مَدَنِيَّة كالأنعام وَغَيرهَا وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة
الْمرَادِي)
عبد الله بن سَلمَة الْمرَادِي روى عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَصَفوَان بن عَسَّال وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهُ الأبعة
3 - (عبد الله بن سُلَيْمَان)
السجسْتانِي الْحَافِظ عبد الله سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق بن(17/105)
بشير أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الْحَافِظ السجسْتانِي ولد بسجستان وَنَشَأ بِبَغْدَاد وَسمع بهما وبالحرمين ومصر وَالشَّام والثغور جمَاعَة
وروى عَنهُ جماعةٌ قَالَ النّحاس سَمِعت ابْن أبي دَاوُد يَقُول رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة فِي النّوم وَأَنا بسجستان وَأَنا أصنف حَدِيث أبي هُرَيْرَة كث اللِّحْيَة ربعَة أسمر عَلَيْهِ ثيابٌ غلاظٌ فَقلت إِنِّي لَأحبك يَا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ أَنا أول صَاحب حَدِيث كَانَ فِي الدُّنْيَا فَقلت كم من رجل أسْند عَن أبي صَالح عَنْك قَالَ مائَة رجل قَالَ ابْن أبي دَاوُد فَنَظَرت فَإِذا عِنْدِي نَحْوهَا قَالَ السّلمِيّ سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن أبي دَاوُد فَقَالَ ثِقَة كثير الْخَطَأ فِي الْكَلَام على الحَدِيث وَقَالَ ابْن الشخير إِنَّه كَانَ زاهداً ناسكاً صلى عَلَيْهِ نَحْو ثَلَاث مائَة ألف رجل وَأكْثر توفّي سنة خمس عشرَة وثلاثمائة
الْحَافِظ ابْن حوط الله عبد الله بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الرحمان بن سُلَيْمَان بن عمر بن حوط الله وَأَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ الأندلسي الأندي بالنُّون الساكنة الْحَافِظ ولد بأندة سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة سمع الْكثير وَأَجَازَهُ خلق ألّف كتابا فِي تَسْمِيَة رجال البُخَارِيّ وَمُسلم وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ نزع فِيهِ منزع أبي نصر الكلاباذي وَلم يكمله وَلم يكن فِي زَمَانه أَكثر سَمَاعا مِنْهُ وَله الرسائل والخطب والمشاركة فِي نظم الشّعْر
أَقرَأ بقرطبة الْقُرْآن والنحو وأقرأ أَوْلَاد الْمَنْصُور صَاحب الْمغرب بمراكش ونال من جهتهم دنيا عريضة وَولي قَضَاء إشبيلية
ابْن يخلف الصّقليّ عبد الله بن سُلَيْمَان بن يخلف الصّقليّ أَبُو الْقَاسِم الْكَلْبِيّ أحد الأدباء المجيدين وَالشعرَاء الْمَعْدُودين وَله تأليفاتٌ ومصنفاتٌ فِي الرَّد على الْعلمَاء فَمن مُخْتَار شعره قَوْله من المتقارب(17/106)
(نعيمي أحلى بِتِلْكَ الديار ... رواحي إِلَى لذةٍ وابتكاري)
)
(فليت ليَالِي الصدود الطوَال ... فدَاء ليَالِي الْوِصَال الْقصار)
(زَمَانا أَبيت طليق الرقاد ... وأغدو خلياً خليع العذار)
(وَلم يكن الهجر مِمَّا أَخَاف ... وَلَا العاذل الْفظ مِمَّا أداري)
(أُسابق صبحي بصبح الدنان ... وأصرف ليلِي بِصَرْف الْكِبَار)
(أَلا ربَّ يومٍ لنا بالمروج ... بخيل الضياء جواد القطار)
(كأنّ الشَّقِيق بهَا وجنةٌ ... بآخرها لمعةٌ من عذار)
(وسوسنها مثل بيض القباب ... بأوساطها عمدٌ من نضار)
(ترى النرجس الغض فَوق الغصون ... مثل المصابيح فَوق الْمنَار)
(أَقَمْنَا نسابق صرف الزَّمَان ... بداراً إِلَى عيشنا الْمُسْتَعَار)
(نجيب وَصَوت القناني القيان ... إِذا مَا أجابت غناء القماري)
(وتصبح عيداننا فِي اصطخابٍ ... يلذ وأطيارنا فِي اشتجار)
(نَشُمُّ الخدود شميم الرياض ... ونجني النهود اجتناء الثِّمَار)
(ونسقى على النُّور مثل النُّجُوم ... وَمثل البدور اعتلت للمدار)
(عقارا هِيَ النَّار فِي نورها ... فلولا المزاج رمت بالشرار)
(إِذا مَا لقِيت اللَّيَالِي بهَا ... فَأَنت على صرفهَا بِالْخِيَارِ)
(نعمنا بهَا وَكَانَ النُّجُوم ... دَرَاهِم من فضةٍ فِي نثار)
وَقَوله من الوافر
(شربت على الرياض النيرات ... وتغريد الْحمام الساجعات)
(مُعتقة ألذ من التصابي ... واشرف فِي النُّفُوس من الْحَيَاة)
(تسير إِلَى الهموم بِلَا ارتياع ... كَمَا سَار الكمي إِلَى الكماة)
(وتجري فِي النُّفُوس شِفَاء دَاء ... مجاري المَاء فِي أصل النَّبَات)
(كَأَن حبابها سيلٌ مقيمٌ ... لصيد الألسن المتطايرات)
(لنا من لَوْنهَا شفق العشايا ... وَمن أقداحها فلق الْغَدَاة)
مِنْهَا من الوافر
(كأنّ الأقحوان فصوص تبرٍ ... تركب فِي اللجين موسطات)
)(17/107)
(ونارنجٍ على الأغصان يَحْكِي ... كؤوس الْخمر فِي أَيدي السقاة)
(إِذا مَا لم تنعمني حَياتِي ... فَمَا فضل الْحَيَاة على الْمَمَات)
وَقَوله من الوافر
(أرحتُ النَّفس من هم براحٍ ... وَهَان عليّ إلحاح اللواحي)
(وصاحبت المدام وصاحبتني ... على لذاتها وعَلى سماحي)
(فَمَا يبْقى على طربٍ مصونٌ ... وَلَا أُبْقِي على مَال مُبَاح)
(ثوت فِي دنها وَلها هدير ... هدير الْفَحْل مَا بَين اللقَاح)
(وصفتها السنون ورققتها ... كَمَا رق النسيم مَعَ الرواح)
(إِلَى أَن كشفت عَنْهَا اللَّيَالِي ... ونالتها يَد الْقدر المتاح)
(فأبرزها بزالُ الدن صرف ... كَمَا انْبَعَثَ النجيع من الْجراح)
قلت شعرٌ جيد غَايَة الأندلسي المقرىء عبد الله بن سُهَيْل بن يُوسُف أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الأندلسي المقرىء كَانَ ضابطاً للقراآت عَارِفًا بمعانيها وَهُوَ إِمَام أهل وقته وَكَانَت بَينه وَبَين القَاضِي أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ منافرة عَظِيمَة بِسَبَب مَسْأَلَة الْكِتَابَة وَكَانَ ابْن سهل يلعنه فِي حَيَاته وَتُوفِّي ابْن سهل سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
الْقشيرِي عبد الله بن سوَادَة الْقشيرِي ثِقَة توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
القَاضِي الْعَنْبَري عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامَة الْعَنْبَري القَاضِي(17/108)
الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره قَالَ المحدثون كَانَ صَاحب سنة وَعلم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ النَّسَائِيّ
المعداني عبد الله بن شَاكر بن حَامِد هُوَ شمس الدّين أَبُو المناقب ابْن أبي المطهر المعداني قد تقدم ذكر أَبِيه شَاكر فِي حرف الشين مَكَانَهُ قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب ودعته بإصبهان سنة تسعٍ وَأَرْبَعين يَعْنِي وَخَمْسمِائة وَهُوَ شابٌ فاضلٌ كاملٌ وَله الْيَد الطُّولى فِي الهندسة وَعلم النُّجُوم والموسيقى وَله شعر فَارسي حسنٌ وعربي لَا بَأْس بِهِ وَسمعت فِي دمشق سنة إِحْدَى وَسبعين)
(لفح وجدٍ تعرضا ... لفؤادي من الغضا)
(شبه لمعٍ بنجوةٍ ... فِي دجى اللَّيْل أومضا)
(من هوى أغيدٍ رنا ... فَرَمَانِي وأغمضا)
(عرض الْعرض للعدى ... ثمَّ عادى فأعرضا)
(فشفى بعد دَاره ... قلب صبٍّ ممرضا)
(قلت لما كفيته ... لمن اغرى وحرضا)
(أمسك القَوْل لَا تطل ... ذَاك دورٌ قد انْقَضى)
3 - (عبد الله بن شبْرمَة بن الطُّفَيْل)
3 - (أَبُو شبْرمَة الضَّبِّيّ الْكُوفِي الْفَقِيه)
عَالم الْكُوفَة فِي زَمَانه مَعَ أبي حنيفَة وهم عَم عمَارَة بن القعاع وَعمارَة أسن مِنْهُ وأوثق
روى عَن أنس وَأبي وَائِل وَعبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد وَأبي طفيل عَامر بن وَاثِلَة وَأبي زرْعَة وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَالشعْبِيّ وَخلق وَثَّقَهُ ابْن حَنْبَل وَغَيره قَالَ الْعجلِيّ كَانَ عفيفاً صَارِمًا عَاقِلا خيرا(17/109)
يشبه النساك شَاعِرًا جواداً كَرِيمًا وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث لَهُ نَحْو خمسين حَدِيثا وَكَانَ عِيسَى بن مُوسَى لَا يقطع أمرا دونه وَهُوَ ولي الْعَهْد بعد الْمَنْصُور توفّي عبد الله سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (عبد الله بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة)
لم يلْحق الرِّوَايَة عَن أَبِيه وروى عَن عُثْمَان وَعبد الرحمان بن أَزْهَر وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ
علم الدّين المرزوقي عبد الله بن شرف بن نجدة المرزوقي علم الدّين أخيرني الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَ يحضر مَعنا عِنْد قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين بن رزين وَكَانَ معيداً بالمشهد الْحُسَيْنِي ألف شرحاً للتّنْبِيه وأنفذه إِلَى الشَّيْخ بهاء الدّين بن النّحاس فَكتب عَلَيْهِ نشراً يصفه وَأَعَادَهُ فأنفذ المرزوقي أبياتاً يشكره على ذَلِك وَهِي من مجزوء الْبَسِيط
(يَا ملك الرّقّ والرقاد ... وَمن لَهُ الْفضل والأيادي)
(وَمن تحلى التقى لباساً ... وأرشد النَّاس للسداد)
(وَمن علا ذرْوَة الْمَعَالِي ... وَخلف النَّاس فِي وهاد)
(وَمن غَدا فِي الْعُلُوم بحراً ... آذيه الدَّهْر فِي ازدياد)
(وَصَارَ مدح الْأَنَام وَقفا ... على علاهُ إِلَى التناد)
(شرفت مَا قد نظرت فِيهِ ... شرفك الله فِي الْمعَاد)
(وَهُوَ كتابٌ عنيت فِيهِ ... وَلم أنل مُنْتَهى مرادي)
(جمعت فِيهِ غر الْمعَانِي ... من كتبٍ جمةٍ عداد)
(وعاند الدَّهْر فِيهِ حظي ... والدهر مَا زَالَ ذَا عناد)
(فمهد الْعذر فِيهِ عني ... إِن كنت قصرت فِي اجْتِهَاد)
(لَا زلت للْعُرْف ذَا اصطناعٍ ... ترأب مَا كَانَ ذَا فَسَاد)
فَأجَاب الشَّيْخ بهاء الدّين عَن ذَلِك من مجزوء الْبَسِيط
(يَا فَارِسًا فِي الْعُلُوم أضحى ... يزِيد نظماً على زِيَاد)(17/110)
(وراوياً للْحَدِيث أَمْسَى ... يفوق فِيهِ على الْمرَادِي)
(ومنسياً سِيبَوَيْهٍ نَحوا ... بِلَفْظِهِ الْفَائِق المفاد)
(من دونه الْأَصْمَعِي فِيمَا ... رَوَاهُ قدماً عَن الْبَوَادِي)
(فمسند الْفضل عَنهُ يروي ... ونظمه جلّ عَن سناد)
)
(شيدت للشَّافِعِيّ ذكرا ... بمنطقٍ دونه الأيادي)
(فَاسْلَمْ لتهدى بك البرايا ... فَأَنت للفضل خير هاد)
(إِلَيْك فِي معضلٍ مفرٌّ ... وَهل معاذٌ سوى الْعِمَاد)
(وَمن يجاريك فِي قريضٍ ... يُعَارض الْبَحْر بالثماد)
الْمدنِي عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد الْمدنِي أمه سلمى بنت عُمَيْس أُخْت أَسمَاء كَانَت تَحت حَمْزَة فَلَمَّا اشتشهد تزَوجهَا شَدَّاد روى عَن أَبِيه وَطَلْحَة ومعاذ وَعلي بن مَسْعُود وَعَائِشَة وَأم سَلمَة
وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة
الزُّهْرِيّ الْأَكْبَر عبد الله بن شهَاب بن عبد الله بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب الْقرشِي الزُّهْرِيّ وَهُوَ جد ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ الْفَقِيه قَالَ الزبير هما أَخَوان عبد الله بن الْأَكْبَر وَعبد الله بن الْأَصْغَر ابْنا شهَاب بن عبد الله كَانَ اسْم عبد الله هَذَا عبد الجان فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَمَات بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة
الزُّهْرِيّ الْأَصْغَر عبد الله بن شهَاب أَخُو الْمُتَقَدّم ذكره وَهَذَا هُوَ الْأَصْغَر(17/111)
شهد أحُداً مَعَ الْمُشْركين ثمَّ أسلم بعد وَهُوَ جد مُحَمَّد بن مُسلم بن عبد الله بن شهَاب الْفَقِيه قَالَ ابْن إِسْحَاق هُوَ الَّذِي شج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجهه وَابْن قمئة جرح وجنته وَعتبَة كسر رباعيته وَحكى الزُّهْرِيّ عَن عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الْعُزَّى الزُّهْرِيّ قَالَ مَا بلغ أحدٌ الْحلم من ولد عتبَة بن أبي وَقاص إِلَّا بخر أَو هتم لكسر عتبَة ربَاعِية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رُوِيَ ان عبد الله بن شهَاب الْأَصْغَر هُوَ جد الزُّهْرِيّ من قبل أمه وَأما جده من قبل أَبِيه فَهُوَ عبد الله بن شهَاب الْأَكْبَر وَأَن عبد الله الْأَصْغَر هُوَ الَّذِي هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَقدم مَكَّة وَمَات بهَا قبل الْهِجْرَة
الْمَقْدِسِي عبد الله بن شَوْذَب الْبَلْخِي الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره كَانَ معاشه من كسب غلمانه فِي السُّوق توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة)
3 - (عبد الله بن صَالح)
الْعجلِيّ عبد الله بن صَالح بن مُسلم الْعجلِيّ الْكُوفِي الْمُقْرِئ وَالِد الْحَافِظ أَحْمد بن عبد الله صَاحب التَّارِيخ قَرَأَ الْقُرْآن عَن حَمْزَة الزيات وَهُوَ آخر من قَرَأَ عَلَيْهِ موتا وروى عَنهُ وَعَن أبي بكر النَّهْشَلِي وَالْحسن ابْن صَالح بن حَيّ وَعبد الرحمان بن ثَابت بن ثَوْبَان وفضيل بن مَرْزُوق وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وأسباط بن نصر وشبيب بن شيبَة وَعبد الْعَزِيز بن الْمَاجشون وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِيمَا قيل وَابْنه أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ وَأحمد ابْن أبي عزْرَة وَأحمد بن يحيى البلاذري الْكَاتِب وَبشر بن مُوسَى وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَأَبُو حَاتِم وَمُحَمّد ابْن غَالب تمْتَام وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وخلقٌ سواهُم ولد بِالْكُوفَةِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ(17/112)
وَقيل فِي حُدُود الْعشْرين قَالَ ابْن معِين ثقةٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الثِّقَات كَانَ مُسْتَقِيم الحَدِيث
الْجُهَنِيّ كَاتب اللَّيْث عبد الله بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُسلم الْجُهَنِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث بن سعد ولد سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَرَأى زبان بن فائد وَعَمْرو ابْن الْحَارِث وَسمع مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح وَمُعَاوِيَة بن صَالح وَيحيى بن أَيُّوب وَعبد الْعَزِيز الْمَاجشون وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز التنوخي وَنَافِع بن يزِيد وَجَمَاعَة
وَأكْثر عَن اللَّيْث وَعنهُ يحيى بن معِين والذهلي وَالْبُخَارِيّ على الصَّحِيح فِي الصَّحِيح وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو إِسْحَاق الْجوزجَاني وَإِسْمَاعِيل بن سمويه وَحميد بن زَنْجوَيْه والدرامي وَعُثْمَان بن سعيد الدِّرَامِي وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الترمزي وَإِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن ديزيل وَخلق كَانَ ابْن معِين يوثقه وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ ابْن عدي عِنْدِي مُسْتَقِيم الحَدِيث إِلَّا أَنه يَقع فِي حَدِيثه غلط وَلَا يتَعَمَّد الْكَذِب وروى لَهُ دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة
الجُمَحِي عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة الجُمَحِي الْمَكِّيّ ولد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحدث عَن أَبِيه وَعمر وَأبي الدَّرْدَاء وَصفِيَّة بنت أبي عبيد وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة)
أَمِير الْمَدِينَة عبد الله بن صَفْوَان الجُمَحِي أَمِير الْمَدِينَة توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة(17/113)
الصاحب شمس الدّين غبريال عبد الله بن الصنيعة الْمصْرِيّ الصاحب شمس الدّين كَانَ مُسْتَوْفِي الخزانة بالديار المصرية ثمَّ إِنَّه ولي نظر الْبيُوت بعد ذَلِك وَكَانَ لَهُ الخزانة فِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين ثمَّ إِنَّه بعد نظر الْبيُوت بالديار المصرية حضر إِلَى دمشق وَولي نظر الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ نقل إِلَى نظر النظار بِدِمَشْق وانتمى إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله وَتمسك بِهِ فطالت أَيَّامه وامتدت ورزق السَّعَادَة الْعَظِيمَة فِي مُبَاشَرَته وَكَانَت أَيَّامه للمباشرين كَأَنَّهَا أحلامٌ لأمنها وَكَثْرَة خَيرهَا وَكَانَ كلما انتشا أحدٌ من الْأُمَرَاء الخاصكية بِمصْر خدمه وباشر أُمُوره فِي الشَّام بِنَفسِهِ فَكَانَ أُولَئِكَ يعضدونه ويقيمونه وَإِذا جَاءَ أحدٌ من ممالكهم أَو من جهتهم نزل عِنْده وخدمه وَكَانَ مرجع دواوينهم إِلَيْهِ وَأَمْوَالهمْ تَحت يَده يتجر لَهُم فِيهَا مثل بكتمر الساقي وقوصون وبشتاك وَغَيرهم كل من لَهُ علاقَة الشَّام لَا يخرج الحَدِيث عَنهُ
وَكَانَ هُوَ وَالْقَاضِي كريم الدّين متعاضدين جدا ودامت أيامهما مُدَّة وَتَوَلَّى نظر الدولة مَعَ الجمالي الْوَزير بالديار المصرية مُدَّة تزيد على السّنة وَنصف فِيمَا أَظن ثمَّ إِنَّه سعى وَعَاد إِلَى نظر دمشق وَأقَام بهَا إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فتنكر السُّلْطَان لَهُ وَتغَير عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز فورد المرسوم بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فَأمْسك بِدِمَشْق وَأخذ مِنْهُ أَرْبَعَة مائَة ألف دِرْهَم ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر وَأخذ خطه بِأَلف ألف دِرْهَم وَأَفْرج عَنهُ فوزن ذَلِك وَبَقِي عَلَيْهِ مَا يُقَارب المائتي ألف دِرْهَم فاستطلق قوصون لَهُ ذَلِك من السُّلْطَان ثمَّ إِن السُّلْطَان غير خاطره عَلَيْهِ وَقيل إِن لَهُ ودائع فِي دمشق فَكتب السُّلْطَان إِلَى تنكز قتتبع ودائعه وَظهر لَهُ شَيْء كثيرٌ فَحمل إِلَى السُّلْطَان وَلما مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقع اخْتِلَاف بَين أَوْلَاده فِي الْمِيرَاث فطلع ابْنه صَلَاح الدّين بوسف وَلم يكن لَهُ ولدٌ ذكرٌ غَيره إِلَى السُّلْطَان ونمّ على أخواته فَأخذ مِنْهُم شَيْء كثير من الْجَوْهَر فَيرى النَّاس أَن الَّذِي أَخذ من مَاله أَولا وآخراً مَا يُقَارب الألفي ألف دِرْهَم وَلم يحك عَنهُ أَنه نكب ظَاهرا مُدَّة عمره إِلَّا هَذِه النكبة الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَلم يرم أحدٌ عَلَيْهِ عود ريحانٍ وَلَا ضرب وَلَا أهين وَكَانَ فِي دمشق فِي الْمدرسَة والترسيم الَّذِي عَلَيْهِ أَمِير طبلخاناه يعرف بعلاء الدّين المرتيني وَلما أفرج عَنهُ بِدِمَشْق خرج)
النَّاس لَهُ بالشمع وفرحوا بِهِ فَرحا عَظِيما وَلم يشك أحدٌ عَلَيْهِ أبدا وَقد بَاشر نظر الدَّوَاوِين مُدَّة تزيد على أربعٍ وَعشْرين سنة وَلما طلب إِلَى مصر أنزل فِي الطَّبَقَة الَّتِي على دَار الوزارة وَكَانَ هُنَاكَ قَاعِدا على مقاعد سنجاب وسرسينا وَغير ذَلِك والأمير عَلَاء الدّين ابْن هِلَال الدولة شاد الدَّوَاوِين والأمير صَلَاح الدّين الدوادار وَالْقَاضِي شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فِي الرسائل عَن السُّلْطَان(17/114)
إِلَى أَن كتب خطه بِمَا طلب مِنْهُ ونز إِلَى بَيته عَزِيزًا كَرِيمًا وَكَانَت أَيَّامه بِدِمَشْق كَأَنَّهَا مواسم وَالْخَيْر يتدفق وأموال السُّلْطَان كَثِيرَة وَكَانَ فِيهِ سترٌ وحلمٌ وَمَا وَقع لأحدٍ من الدماشقة الْكِبَار واقعةٌ إِلَّا ورقع خرقها وسد خللها على أحسن الْوُجُوه وَعمر جَامعا على بَاب شَرْقي عِنْد دير القعاطلة ووقف عَلَيْهِ وَقفا وَعمر بالرحبة بيمارستاناً وَعمر بكرك نوح بالبقاع طَهَارَة وأجرى المَاء هُنَاكَ فِي قناةٍ وَلما مَاتَ كَانَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَعمل بعد مَوته محضرٌ بِأَنَّهُ بِأَنَّهُ خَان فِي مَال السُّلْطَان وَاشْترى بِهِ أملاكاً وَقفهَا وَلَيْسَ لَهُ ذَلِك وَشهد بذلك كَمَال الدّين مدرس الناصرية وَابْن أَخِيه القَاضِي عماد الدّين نَاظر الْجَامِع وعلاء الدّين ابْن القلانسي وَعز الدّين ابْن المنجا وتقي الدّين ابْن مراجل وَآخَرُونَ وَامْتنع عز الدّين ابْن القلانسي نَاظر الخزانة وَنظر الْمحْضر وَأُرِيد بيع أملاكه فَوقف قوصون للسُّلْطَان للسُّلْطَان فِي ذَلِك واستطلقها لأولاده وَكَانَ يسمع البُخَارِيّ فِي ليَالِي رَمَضَان وَلَيْلَة ختمة يحتفل بذلك وَيعْمل مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كل سنة ويحضره كبار الْأُمَرَاء وَالْفُقَهَاء والقضاة والمتعممين والمحتشمين وَيظْهر تجملاً زَائِدا ويخلع على الَّذِي يقْرَأ المولد
وكتبت أَنا إِلَيْهِ لما عمّر البيمارستان بالرحبة أبياتاً وَهِي من الْكَامِل
(يَا سيد الوزراء ذكرك قد علا ... فَكَأَنَّهُ حَيْثُ اغتدى كيوان)
(لَك جَامع بِدِمَشْق أضحى جَامعا ... للفضل فِيهِ الْحسن وَالْإِحْسَان)
(وَأمرت أَن يبْنى برحبة مالكٍ ... من جودك المبرور مارستان)
(أنشأت ذَاك وَذَا فَجئْت بآيةٍ ... صحت بهَا الْأَدْيَان والأبدان)
3 - (عبد الله بن طَاهِر)
الْخُزَاعِيّ الْأَمِير عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن ماهان(17/115)
الْخُزَاعِيّ أَبُو الْعَبَّاس كَانَ نبيلاً عالي الهمة شهماً وَكَانَ الْمَأْمُون كثير الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ لذاته ورعايةً لحق وَالِده وَكَانَ والياً على الدينور فَلَمَّا خرج بابك الخرمي على خُرَاسَان وأوقع الْخَوَارِج بِأَهْل قَرْيَة الْحَمْرَاء من أَعمال نيسابور وَأَكْثرُوا فِيهَا الْفساد بعث الْمَأْمُون إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بِالْخرُوجِ إِلَى خُرَاسَان فَخرج إِلَيْهَا فِي نصف شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَحَارب الْخَوَارِج وَقدم نيسابور فِي رَجَب سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ الْمَطَر قد انْقَطع عَنْهَا تِلْكَ السّنة فَلَمَّا دَخلهَا أمْطرت دَخلهَا مَطَرا كثيرا فَقَامَ إِلَيْهِ رجل بزازٌ من حانوته وأنشده من المنسرح
(قد قحط النَّاس فِي زمانهم ... حَتَّى إِذا جِئْت جِئْت بالدرر)
(غيثان فِي ساعةٍ لنا قدماً ... فمرحبا بالأمير والمطر)
وَفِيه يَقُول أَبُو تَمام الطَّائِي وَقد قَصده من الْعرَاق فَلَمَّا انْتهى إِلَى قومس وَقد طَالَتْ عَلَيْهِ الْمَشَقَّة وبعدت الشقة من الْبَسِيط
(يَقُول فِي قومس صحبي وَقد أخذت ... منا السرى وخطى المهرية الْقود)
(أمطلع الشَّمْس تبغي أَن تؤم بِنَا ... فَقلت كلا وَلَكِن مطلع الْجُود)
وَلما وصل إِلَيْهِ أنْشدهُ قصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا من الطَّوِيل
(فقد ثَبت عبد الله خوف انتقامه ... على اللَّيْل حَتَّى مَا تدب عقاربه)
وَكَانَ عبد الله ظريفاً جيد الْغناء نسب إِلَيْهِ صَاحب الأغاني أصواتاً كَثِيرَة نقلهَا عَنهُ أهل الصَّنْعَة وَكَانَ بارع الْأَدَب حسن الشّعْر وَمن شعره من الْخَفِيف نَحن قوم تليننا الحدق النجل على أننا نلين الحديدا طوع أَيدي الظباء تقتادنا الْعين ونقتاد بالطعان الأسودا نملك الصَّيْد ثمَّ تملكنا الْبيض المصونات أعيناً وخدودا
(تتقي سخطنا الْأسود ونخشى ... سخط الخشف حِين يُبْدِي الصدودا)
(فترانا يَوْم الكريهة أحرا ... راً وَفِي السّلم للغوان عبيدا)
وَقيل إِنَّهَا لأصرم بن حميد وَمن مَشْهُور شعر عبد الله بن طَاهِر من الْخَفِيف)
إغتفر زلتي لتحرز فضل الشُّكْر مني وَلَا يفوتك أجري
(لَا تَكِلنِي إِلَى التوسل بالعذ ... ر لعَلي أَن لَا أقوم بعذري)
وَلما افْتتح عبد الله بن طَاهِر مصر سوغه الْمَأْمُون خراجها سنة فَصَعدَ الْمِنْبَر فَلم ينزل(17/116)
حَتَّى أجَاز بِهِ كُله وَكَانَ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار أَو نَحْوهَا وَقبل نزله أَتَاهُ مُعلى الطَّائِي وَقد أعلموه لما صنع عبد الله بِالنَّاسِ فِي الجوائز وَكَانَ عَلَيْهِ واجداً فَوقف بَين يَدَيْهِ تَحت الْمِنْبَر فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير أَنا مُعلى الطَّائِي مَا كَانَ مِنْك من جفاءٍ وغلظٍ فَلَا يغلظ عَليّ قَلْبك وَلَا يستخفنك مَا بلغك أَنا الَّذِي أَقُول من الْبَسِيط
(يَا أعظم النَّاس عفوا عِنْد مقدرةٍ ... وأظلم النَّاس عِنْد الْجُود وَالْمَال)
(لَو يصبح النّيل يجْرِي مَاؤُهُ ذَهَبا ... لما أَشرت إِلَى خزنٍ بمثقال)
(تَعْنِي بِمَا فِيهِ رق الْحَمد تملكه ... وَلَيْسَ شيءٌ أعاض الْحَمد بالغالي)
(تفك باليسر كف الْعسر من زمنٍ ... إِذا استطال على قومٍ بإقلال)
(لم تخل كفك من جودٍ لمختبطٍ ... أَو مرهفٍ قاتلٍ من رَأس قتال)
(وَمَا بثثت رعيل الْخَيل فِي بلدٍ ... إِلَّا عصفن بأرزاقٍ وآجال)
(هَل فِي سَبِيل إِلَى أذنٍ فقد ظمئت ... نَفسِي إِلَيْك فَمَا تروى على حَال)
(إِن كنت مِنْك على حالٍ مننت بِهِ ... فَإِن شكرك من حمدٍ لى بالي)
(مَا زلت مقتضياً لَوْلَا مجاهرةٌ ... من ألسنٍ خضن فِي بشري بأقوال)
فَضَحِك عبد الله وسر بهَا وَقَالَ يَا أَبَا السمراء بِاللَّه أَقْرضنِي عشرَة آلَاف دِينَار فَمَا أمسيت أملكهَا فأقرضه إِيَّاهَا فَدَفعهَا إِلَى مُعلى الطَّائِي وَمن كَلَامه سمن الْكيس ونيل الذّكر لَا يَجْتَمِعَانِ فِي موضعٍ واحدْ وتنقل فِي الاعمال الجليلة وَلما وصل إِلَى مصر وقف على بَابهَا وَقَالَ أخزى الله فِرْعَوْن ملك مثل هَذِه الْقرْيَة فَقَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى مَا كَانَ أخبثه وَأدنى همته وَالله لَا دَخَلتهَا وَكَانَ جواداً ممدحاً وَفد عَلَيْهِ دعبل الْخُزَاعِيّ فوصل إِلَيْهِ مِنْهُ ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَقيل إِنَّه وَقع مرّة على رقاع فَبلغ ذَلِك ألفي ألف دِرْهَم وَسَبْعمائة ألف دِرْهَم
وحكاياته فِي الْجُود كَثِيرَة بالغةٌ وَفِيه يَقُول بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ بِمصْر من الطَّوِيل
(يَقُول أناسٌ إِن مصرا بعيدةٌ ... وَمَا بَعدت يَوْمًا وفيهَا ابْن طَاهِر)
)
(وَأبْعد من مصر رجالٌ تراهم ... بحضرتنا معروفهم غير حَاضر)
(عَن الْخَيْر موتى مَا تبالي أزرتهم ... على طمعٍ أم زرت أهل الْمَقَابِر)
وَذكر الْوَزير ابْن المغربي فِي كتاب أدب الْخَواص أَن الْبِطِّيخ العبدلاوي الْمَوْجُود بالديار المصرية منسوبٌ إِلَى عبد الله الْمَذْكُور وتأدب عبد الله فِي صغره وَقَرَأَ الْعلم وَالْفِقْه سمع من وَكِيع وَيحيى بن الضريس وَعبد الله الْمَأْمُون ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين(17/117)
أَبُو الْقَاسِم الإسفرائيني عبد الله بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن شهفور أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِي الإسفرائيني نزل بَلخ وَأقَام بهَا وَتَوَلَّى التدريس بالنظامية وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها فَاضلا نبيلاً حسن الْمعرفَة بالأصول وَالْفُرُوع جيد الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف لَهُ جاهٌ وثروة وحشمةٌ ومنزلة عِنْد الأكابر سمع من جده لأمه أبي منصورعبد القاهر بن طَاهِر الْبَغْدَادِيّ وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطرازي وَعبد الرحمان بن حمدَان النصروي وَجَمَاعَة وَورد بَغْدَاد وَحدث بهَا أنفذ إِلَى شيخ الْإِسْلَام عبد الله الْأنْصَارِيّ لما قدم من هراة إِلَى بَلخ بِمَا قِيمَته ألف دِينَار هروية مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من الخيم والفرش والبسط وَمَا اسْتردَّ مِنْهُ شَيْئا وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
ابْن أبي طَاهِر المرداوي عبد الله بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الرَّحِيم الْمَقْدِسِي المرداوي أول سَمَاعه سنة ستٍ وَثَلَاثِينَ بمردا من خطيبها وَسمع من الضياء الْحَافِظ واليلداني وتلقن بمدرسة أبي عمر ثمَّ رَجَعَ وَحدث فِي أَيَّام ابْن عبد الدَّائِم روى عَنهُ ابْن الخباز قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسمع مِنْهُ الْأَصْحَاب كَانَ معمراً من أَبنَاء التسعين وَهُوَ آخر أَصْحَاب الشَّيْخ الضياء بِالسَّمَاعِ توفّي بِمُرَاد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة
الْيَمَانِيّ عبد الله بن طَاوس الْيَمَانِيّ سمع أَبَاهُ وَعِكْرِمَة وَعمر بن شُعَيْب وَعِكْرِمَة بن خَالِد وَكَانَ من أعلم النَّاس بِالْعَرَبِيَّةِ قد وثقوه قَالَ ابْن خلكان فِي تَارِيخه أَن الْمَنْصُور طلب ابْن طَاوس وَمَالك بن أنس فصدعه ابْن طَاوس بِكَلَام وَهَذَا لَا يَسْتَقِيم لِأَن ابْن طَاوس مَاتَ قبل الْمَنْصُور
وَتُوفِّي ابْن طَاوس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة)
ذُو النُّور الصَّحَابِيّ عبد الله بن الطُّفَيْل الْأَزْدِيّ ثمَّ الدوسي أعطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نورا فِي جَبينه ليدعو قومه بِهِ فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذِه مثلةٌ فَجعله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَوْطه فَكَانَ يَقُول لَهُ ذُو النُّور وَذُو النُّور هُوَ الطُّفَيْل بن عَمْرو بن طريف الدوسي وَهُوَ(17/118)
الصَّحِيح وَقد تقدم ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة الطُّفَيْل كَذَا ذكره فِي الْمَوْضِعَيْنِ ابْن عبد الْبر وَهُوَ وهمٌ وَالله أعلم وَإِنَّمَا وهم ابْن عبد الْبر لِأَنَّهُ نقل ذَلِك تقليداً للمبرد فِي تَرْجَمَة ذِي الْيَدَيْنِ فِي حرف الذَّال وسرد فِيهَا الأذواء الَّذين ذكرهم الْمبرد فِي الْكَامِل
مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن عَاتِكَة الْقرشِي العامري قَالَ ابْن عبد الْبر لم يَخْتَلِفُوا أَنه من بني عَامر بن لؤَي وَأمه أم مَكْتُوم وَاخْتلفُوا فِي اسْم أَبِيه فَقَالَ بَعضهم هُوَ عبد الله بن زَائِدَة بن الْأَصَم وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ عبد الله بن قيس بن مَالك بن الْأَصَم وَكَانَ قديم الْإِسْلَام بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة
قيل قدمهَا بعد بدرٍ بِيَسِير فَنزل دَار الْقُرَّاء وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستخلفه فِي أَكثر غَزَوَاته على الْمَدِينَة وَأهل الْمَدِينَة يَقُول اسْمه عبد الله وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ اسْمه عَمْرو وَكَانَ يُؤذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ بِلَال وَشهد الْقَادِسِيَّة
3 - (عبد الله بن عَامر)
عبد الله بن عَامر بن زُرَارَة روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَبَقِي بن مخلد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
ابْن عَامر الْمُقْرِئ عبد الله بن عَامر الْيحصبِي وَاخْتلف فِي كنيته فَقيل أَبُو نعيم وَهُوَ أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة قيل إِنَّه قَرَأَ على عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَقيل على أبي الدَّرْدَاء وَقيل على معَاذ بن جبل وَقيل قِرَاءَة أهل الشَّام مَوْقُوفَة على قِرَاءَة ابْن عَامر الْيحصبِي وَقيل قَرَأَ على مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وروى الحَدِيث عَن عُثْمَان وَأبي الدَّرْدَاء(17/119)
وَزيد بن ثَابت وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وَكَانَ يَقُول قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولي سنتَانِ وانتقلت إِلَى دمشق ولي تسع سِنِين وروى لَهُ مسلمٌ وَالتِّرْمِذِيّ وَولي قَضَاء دمشق بعد أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَكَانَ يغمز فِي نسبه وَكَانَ يزْعم أَنه من حمير فجَاء رَمَضَان فَقَالُوا من يؤمنا فَذكرُوا المُهَاجر بن أبي المُهَاجر فَقيل ذَاك مولى فبلغت سُلَيْمَان بن عبد الْملك فَلَمَّا اسْتخْلف بعث إِلَى المُهَاجر بن أبي المُهَاجر فَقَالَ إِذا كَانَ أول لَيْلَة من رَمَضَان فقف خلف الإِمَام فَإِذا تقدم ابْن عَامر فَخذ بثيابه واجذبه وَقل تَأَخّر فَلَنْ يؤمنا دعِي وصل أَنْت يَا مهَاجر وَيُقَال إِنَّه سمع قِرَاءَة عُثْمَان فِي الصَّلَاة وَيُقَال قَرَأَ عَلَيْهِ نصف الْقُرْآن وَلم يَصح وَقيل كَانَ وَالِي الشرطة لعُثْمَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصَح أَنه ثَابت النّسَب وَكَانَ قَاضِي الْجند وَكَانَ على بِنَاء مَسْجِد دمشق وَكَانَ رَأس الْمَسْجِد لايرى فِيهِ بِدعَة إِلَّا غَيرهَا توفّي يَوْم عَاشُورَاء وَله سبع وَتسْعُونَ سنة وَطول تَرْجَمته فيكتاب طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز ضرب ابْن عامرعطية بن قيس لكَونه رفع يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة
أَبُو مُحَمَّد الْعَنزي عبد الله بن عَامر بن ربيعَة أَبُو مُحَمَّد الْعَنزي وعنز أَخُو بكر بن وَائِل الْمدنِي أَبوهُ عَامر من كبار الصَّحَابَة روى عَن أَبِيه وَعمر وَعُثْمَان وَعبد الرحمان بن عَوْف وَولد سنة ستٍ من الْهِجْرَة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
وَالِي خُرَاسَان)
عبد الله بن عَامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس العبشمي وَابْن خَال عُثْمَان بن عَفَّان ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتي بِهِ وَهُوَ صغيرٌ فَقَالَ هَذَا شبهنا وَجعل يتفل عَلَيْهِ ويعوذه فَجعل عبد الله يتسوغ ريق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه لمسقىً فَكَانَ لَا(17/120)
يعالج أَرضًا إِلَّا ظهر لَهُ المَاء وَكَانَ مَيْمُون النقيبة كثيرالمناقب وَهُوَ افْتتح خُرَاسَان وَقتل كسْرَى فِي ولَايَته وَأحرم من نيسابو شكرا لله تَعَالَى
وَهُوَ الَّذِي عمل السقايات بِعَرَفَة وَفِي سنة تسع وَعشْرين عزل عُثْمَان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن الْبَصْرَة وَعُثْمَان ابْن أبي الْعَاصِ عَن فَارس وَجمع ذَلِك كُله لعبد الله بن عَامر بن كريز وَهُوَ ابْن أربعٍ وَعشْرين سنة وافتتح أَطْرَاف فَارس كلهَا وَعَامة خُرَاسَان وإصبهان وحلوان وكرمان وَهُوَ الَّذِي شقّ نهر الْبَصْرَة وَلم يزل والياً على الْبَصْرَة إِلَى أَن قتل عُثْمَان وَعقد لَهُ مُعَاوِيَة على الْبَصْرَة ثمَّ عَزله عَنْهَا وَكَانَ أحد الأجواد وَأوصى إِلَى عبد الله بن الزبير وَمَات قبله بِيَسِير هُوَ الَّذِي يَقُول فِي ابْن أذينة من الطَّوِيل
(فَإِن الَّذِي أعْطى الْعرَاق ابْن عامرٍ ... لرَبي الَّذِي أَرْجُو لسد مفارقي)
وَفِيه يَقُول زِيَاد الْأَعْجَم أبياته مِنْهَا من الوافر
(وَأحسن ثمَّ أحسن ثمَّ عدنا ... فَأحْسن ثمَّ عدت لَهُ فعادا)
(مرَارًا مَا رجعت إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسم ضَاحِكا وثنى الوسادا)
3 - (عبد الله بن عَبَّاس)
حبر الْأمة رَضِي الله عَنهُ عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف بن قصي الْهَاشِمِي أَبُو الْعَبَّاس الحبر الْبَحْر ابْن عَم رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو الْخُلَفَاء ولد فِي شعب بني هَاشم قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعا لَهُ بالحكمة مرَّتَيْنِ وَقَالَ ابْن مَسْعُود نعم ترجمان الْقُرْآن ابْن عَبَّاس وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وأُبي وَأَبِيهِ الْعَبَّاس وَأبي ذَر وَأبي سُفْيَان وَطَائِفَة من الصَّحَابَة وَقَالَ(17/121)
مُجَاهِد مارأيت أحدا قطّ مثل ابْن عَبَّاس لقد مَاتَ يَوْم مَاتَ وَإنَّهُ لحبر هَذِه الْأمة وَكَانَ يُسمى الْبَحْر لِكَثْرَة علومه وَعَن عبيد الله بن عبد الله قَالَ كَانَ ابْن عَبَّاس قد فَاتَ النَّاس بخصالٍ بِعلم مَا سبق وَفقه مَا احْتِيجَ إِلَيْهِ وحلمٍ ونسبٍ ونائلٍ وَلَا رَأَيْت أحدا أعلم بِمَا سبقه من حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا بِقَضَاء أبي بكر وَعَمْرو وَعُثْمَان وَلَا أعلم بشعرٍ مِنْهُ وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة أخرجه عبد الله ابْن الزبير إِلَى الطَّائِف وَبهَا توفّي وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَقيل ابْن إِحْدَى وَسبعين سنة وَصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَقَالَ الْيَوْم مَاتَ رباني هَذِه الْأمة وَضرب على قَبره فسطاطاً
رُوِيَ من وجوهٍ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة وَتَأْويل الْقُرْآن فَفِي بعض الرِّوَايَات اللَّهُمَّ فقهه فِي الدّين وَعلمه التَّأْوِيل وَفِي حديثٍ اللَّهُمَّ بَارك فِيهِ وانشر مِنْهُ واجعله من عِبَادك الصَّالِحين وَفِي حَدِيث اللَّهُمَّ زده علما وفقهاً قَالَ ابْن عبد الْبر وَهِي كلهَا أَحَادِيث صِحَاح وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يُحِبهُ ويدنيه ويقربه ويشاوره مَعَ جلة الصَّحَابَة
وَكَانَ عمر يَقُول ابْن عَبَّاس فَتى الكهول لَهُ لِسَان سئول وقلبٌ عقول وَقَالَ طَاوُوس أدْركْت نَحْو خَمْسمِائَة من الصَّحَابَة إِذا ذاكروا ابْن عَبَّاس فخالفوه لم يزل يقررهم حَتَّى ينْتَهوا إِلَى قَوْله وَقَالَ يزِيد بن الْأَصَم خرج مُعَاوِيَة حَاجا مَعَه ابْن عَبَّاس وَكَانَ لمعاوية موكبٌ وَلابْن عباسٍ موكب مِمَّن يطْلب الْعلم وَقَالَ عبد الله بن يزِيد الْهِلَالِي من الطَّوِيل
(وَنحن ولدنَا الْفضل والحبر بعده ... عنيتُ أَبَا الْعَبَّاس ذَا الْفضل والندى)
وَفِيه يَقُول حسان بن ثَابت من الطَّوِيل
(إِذا مَا ابْن عباسٍ بدا لَك وَجهه ... رَأَيْت لَهُ فِي كل أَحْوَاله فضلا)
)
(إِذا قَالَ لم يتْرك مقَالا لقائلٍ ... بمنتظماتٍ لَا ترى بَينهَا فضلا)
(كفى وشفى مَا فِي النُّفُوس فَلم يدع ... لذِي إربة فِي القَوْل جدا وَلَا هزلا)(17/122)
وَمر عبد الله بن صَفْوَان يَوْمًا بدار عبد الله بن عَبَّاس فَرَأى فِيهَا جمَاعَة من طالبي الْفِقْه وَمر بدار عبيد الله بن الْعَبَّاس فَرَأى فِيهَا جمعا يتناوبونها للطعام فَدخل على ابْن الزبير فَقَالَ لَهُ أَصبَحت وَالله كَمَا قَالَ الشَّاعِر من الْبَسِيط
(فَإِن تصبك من الْأَيَّام قَارِعَة ... لم نبك مِنْك على دينا وَلَا دين)
قَالَ وماذاك يَا أعرج قَالَ هَذَانِ ابْنا الْعَبَّاس أَحدهمَا يفقه النَّاس وَالْآخر يطعم النَّاس فَمَا أبقيا ذَلِك لَك مكرمَة فَدَعَا عبد الله بن مُطِيع وَقَالَ لَهُ إنطلق إِلَى ابْني عَبَّاس فَقل لَهما يَقُول لَكمَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أخرجَا عني أَنْتُمَا وَمن انضوى إلَيْكُمَا من أهل الْعرَاق وَإِلَّا فعلت وَفعلت فَقَالَ عبد الله بن عَبَّاس وَالله مَا يأتينا من النَّاس إِلَّا رجلَانِ رجل يطْلب فقهاً ورجلٌ يطْلب فضلا فَأَي هذَيْن نمْنَع وَكَانَ ابْن عَبَّاس قد عمي آخر عمره وَرُوِيَ عَنهُ أَنه رأى رجلا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يعرفهُ فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ فَقَالَ لَهُ أرأيته قَالَ نعم قَالَ ذَاك جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أما إِنَّك ستفتقد بَصرك فَعميَ فِي آخر عمره فَهُوَ الْقَائِل فِيمَا رُوِيَ عَنهُ من الْبَسِيط
(إِن يَأْخُذ الله من عَيْني نورهما ... فَفِي لساني وقلبي مِنْهُمَا نور)
(قلبِي ذكيٌّ وعقلي غير ذِي دخلٍ ... وَفِي فمي صارمٌ كالسيف مأثور)
وَرُوِيَ أَن طائراً أَبيض خرج من قَبره فتأولوه علمه خرج إِلَى النَّاس وَيُقَال بل دخل قَبره طَائِر أَبيض فَقيل إِنَّه بَصَره بالتأويل وَقيل جَاءَ طَائِر أَبيض فَدخل نعشه حِين حمل فَمَا رُئي خَارِجا مِنْهُ وَشهد عبد الله بن عَبَّاس الْجمل وصفين والنهروان مَعَ عَليّ بن طَالب
حفيد وَزِير الرشيد عبد الله بن الْعَبَّاس بن الْفضل بن الرّبيع بن يُونُس كَانَ الْفضل وَزِير الرشيد هَارُون وحفيده هَذَا عبد الله كَانَ مَوْصُوفا بالبراعة مليح الشّعْر والغناء قَالَ إِبْرَاهِيم الرَّقِيق فِي كتاب الأغاني كَانَ عبد الله يَقُول كنت أول من ضرب الكنكلة وَهِي طنبور بِثَلَاثَة أوتار قَالَ فغنيت عَلَيْهَا بِشعر الأعشي من المتقارب
(أَتَانِي يؤامرني فِي الصبو ... ح لَيْلًا فَقلت لَهُ غادها)
)
فَأَخَذته مني صبية كَانَت بحذاء الْفضل فَوَهَبَهَا لإِبْرَاهِيم الْموصِلِي فغنته لَهُ فَأَخذه عَنْهَا(17/123)
فَقَالَ أَنِّي لَك هَذَا قَالَت أَخَذته عبد الله بن عَبَّاس قَالَ فغناه الرشيد فَقَالَ مِمَّن يَقُول هَذَا الصَّوْت قَالَ يَقُوله بعض مواليك قَالَ مَن مِنْ موَالِي يحسن مثل هَذَا وَلَا أعرفهُ قَالَ فَخفت الْفضل وَلم أجد من إِعْلَام الرشيد بدا فعرفته أمره فَقَالَ للفضل أحضرني ابْن ابْنك وعرفه الْخَبَر فَقَالَ وولائك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا علمت بِشَيْء من هَذَا إِلَّا فِي سَاعَتِي هَذِه فَانْصَرف وَدَعَانِي وَقَالَ بلغ من أَمرك أَن تجترئ عَليّ حَتَّى تصنع الْغناء ويغنيه المغنون للخليفة وَأَنا لَا أعلم بشيءٍ من أَمرك فَجعلت أعْتَذر إِلَيْهِ وَسَأَلته أَن يمْتَحن أدبي فِي كل بابٍ أَمر ان أودب فِيهِ فَأمرنِي ان أغنيه بعض مَا أروي وَقَالَ إِنَّمَا أكره أَن تلهج بِالْغنَاءِ وتقصر فِيهِ فنفتضح قَالَ فغنيته صَوتا فَقبل رَأْسِي وضمني إِلَيْهِ ثمَّ صَار بِي إِلَى الرشيد فغنيته فَأمر لي بِعشْرَة آلَاف دينارٍ فقبضها الْفضل وَقَالَ لَهُ الرشيد إشتر لَهُ بهَا ضيغة فَمَا زلت من ندماء الرشيد وَأَنا غُلَام مَا اتَّصل عارضاي وَبَقِي عبد الله إِلَى أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ قد حلف أَن لَا يُغني إِلَّا خَليفَة أَو ولي عهدٍ واصطبح ثَلَاثِينَ سنة اصطباحاً دَائِما لَا يقطعهُ وَمن شعره وتلحينه من الطَّوِيل
(صباحي صبوحي قد ظمئت إِلَى الكاس ... وتقت إِلَى النسرين والورد والآس)
(فَلَا طلعت شمسٌ على غير لذةٍ ... صبوحي جديدٌ فاسقياني من الراس)
مِنْهُ أَيْضا من الطَّوِيل
(أَلا قل لمن بالجانبين بأنني ... مَرِيض عداني عَن زيارتهم مَا بِي)
(وَلَو بهم بعض الَّذِي بِي لزرتهم ... وحاشاهم من طول ضري وأوصابي)
أَمِين الدّين ابْن شقير عبد الله بن عبد الْأَحَد بن عبد الله بن سَلامَة بن خَليفَة القَاضِي أَمِين الدّين بن شقير الْحَرَّانِي
كَانَ من خير النَّاس وأجودهم من أكَابِر بيُوت حران أَقَامَ بِدِمَشْق وَطلب إِلَى مصر وصودر فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة ووكله بعض الْأُمَرَاء المصريين بِالشَّام وَاقْتصر على وكَالَة الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري وَأقَام يتحدث لوَرثَته إِلَى آخر وقتٍ وَكَانَ فِيهِ مروءةٌ لمن يَقْصِدهُ
وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثمانٍ وَسَبْعمائة وَنقل إِلَى الْقُدس وَدفن بِهِ
النَّحْوِيّ)
عبد الله بن عبد الْأَعْلَى هُوَ أحد أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي(17/124)
صَحبه وَخرج مَعَه إِلَى فَارس وإصبهان وَكَانَ عبد الْأَعْلَى أَبوهُ من كبار أَصْحَاب الحَدِيث بِبَغْدَاد صلى ابْنه عبد الله وَكبر عَلَيْهِ خمْسا فَلَمَّا انْصَرف من الصَّلَاة عَلَيْهِ قيل لَهُ قد أظهرت الْيَوْم خلاف مذهبك فَقَالَ للنَّاس إعلموا أنني لَو تركت ورأيي لَكُنْت أكبر عَلَيْهِ تَكْبِيرَة وَبعد تكبيرةٍ وأخصه بأدعيةٍ بعد أدعية من نيةٍ صَادِقَة وطويةٍ صافيةٍ فقد وقذني فِرَاقه ولذعني انطلاقه ثمَّ بَكَى وافرط وشهق شهقةً وَأَنْشَأَ يَقُول من الطَّوِيل
(صحبتك قبل الرّوح إِذْ أَنا نطفةٌ ... مصانٌ فَلَا يَبْدُو لخلقٍ مصونها)
(فَمَاذَا بَقَاء الْفَرْع من بعد أَصله ... ستلقى الَّذِي لَاقَى الْأُصُول غصونها)
3 - (عبد الله بن عبد الْبَاقِي)
أَبُو بكر الوَاسِطِيّ الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن التبَّان الوَاسِطِيّ أَبُو بكر الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَأحمد
درس الْمَذْهَب على أبي الْوَفَاء عَليّ ابْن عقيل حَتَّى برع وَكَانَ يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف ويفتي ويدرس وَكَانَ أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة سمع من أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْخياط الْمُقْرِئ وَغَيره مَاتَ عَن تسعين سنة بَقِي على حفظه لعلومه إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَخَمْسمِائة
الدلاصي عبد الله بن عبد الْحق بن عبد الْأَحَد المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الدلاصي ولد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وتلا لنافع على أبي مُحَمَّد بن لب سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ ثن تَلا بعده كتب عَليّ بن فَارس وَسمع القصيدة من قَارِئ مصحف الذَّهَب وأقرأ دهراً بِمَكَّة وتلا عَلَيْهِ بالروايات عبد الله بن خَلِيل والمجير مقرئ الثغر وَأحمد بن الرضي الطَّبَرِيّ والوادي آشي وَخلق وَكَانَ صَاحب حَال وتألهٍ وأورادٍ أَحْيَا اللَّيْل سنوات وتفقه لمَالِك ثمَّ الشَّافِعِي ومناقبه غزيرة(17/125)
الْمَالِكِي عبد الله بن عبد الْحَكِيم بن أعين بن لَيْث الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي الْمصْرِيّ كَانَ أعلم أَصْحَاب مَالك بمختلف قَوْله وأفضت إِلَيْهِ رياسة الْمَالِكِيَّة بعد أَشهب وروى الْمُوَطَّأ عَن مَالك سَمَاعا وَكَانَ من ذَوي الْأَمْوَال والرباع لَهُ جاه عظيمٌ وقدرٌ كَبِير وَكَانَ يُزكي الشُّهُود)
ويجرحهم وَهَذَا لم يشْهد لأحدٍ وَلَا أحدٌ من وَلَده لدعوةٍ سبقت فِيهِ ذكر ذَلِك الْقُضَاعِي فِي كتاب الخطط وَيُقَال إِنَّه دفع للشَّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ عِنْد قدومه إِلَى مصر ألف دِينَار من مَاله وَأخذ لَهُ من عسامة التَّاجِر ألف دِينَار وَمن رجلَيْنِ ألف دِينَار وَهُوَ وَالِد أبي عبد الله مُحَمَّد صَاحب الشَّافِعِي وروى بشر بن بكر قَالَ رَأَيْت مَالك بن أنس رَضِي الله عَنهُ فِي النّوم فَقَالَ إِن ببلدكم رجلا يُقَال لَهُ ابْن عبد الحكم فَخُذُوا عَنهُ فَإِنَّهُ ثِقَة وَكَانَ لأبي مُحَمَّد ولدٌ آخر يُسمى عبد الرحمان من أهل الحَدِيث والتواريخ صنف كتاب فتوح مصر وَتُوفِّي أَبُو مُحَمَّد سنة أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وقبره إِلَى جَانب قبر الشَّافِعِي وَهُوَ الْأَوْسَط من الْقُبُور الثَّلَاثَة وَعبد الحكم يُقَال إِنَّه مولى عُثْمَان سمع عبد الله مَالِكًا وَاللَّيْث ومفضل بن فضَالة وَمُسلم بن خَالِد الزنْجِي وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة وَقَالَ لم أر بِمصْر أَعقل مِنْهُ وصنف كتاب الْأَهْوَال وَكتاب فَضَائِل عمر بن عبد الْعَزِيز وسارت تصانيفه الركْبَان وروى لَهُ النَّسَائِيّ
شرف الدّين ابْن تَيْمِية عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن الْخضر بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفْتِي الْقدْوَة العابد شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي أَخُو الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ولد بحران سنة ستٍ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة قبل أَخِيه بِسنة وَسمع حضوراً من ابْن أبي عمر عَلان وَابْن الدرجي وَخلق كثير وَطلب الحَدِيث فِي وقته وَسمع الْمسند والمعجم الْكَبِير والدواوين وَأحكم الْفِقْه والنحو وبرع فِي معرفَة السِّيرَة والتأريخ وكثيرٍ من أَسمَاء الرِّجَال وَكَانَ فصيحاً يقظاً فهما جزل الْعبارَة غزير الْعلم بَصيرًا بالقواعد فِي الْفِقْه منصفاً فِي(17/126)
بَحثه مَعَ الدّين وَالْإِخْلَاص وَالتَّعَفُّف والسماح والزهد والانقباض عَن النَّاس وَكَانَ أَخُوهُ يتأدب مَعَه ويحترمه ينْتَقل فِي الْمَسَاجِد ويختفي أَيَّامًا
وَسمع مِنْهُ الطّلبَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا عَلمته صنّف شَيْئا وتمرض أَيَّامًا وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَحمل على الرؤوس
3 - (عبد الله بن عبد الرحمان)
قَاضِي الْمَدِينَة عبد الله بن عبد الرحمان بن معمر بن حزم الْأنْصَارِيّ الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ عبدا صَالحا يسْرد الصَّوْم توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
الْحَافِظ الدَّارمِيّ عبد الله بن عبد الرحمان التَّمِيمِي الدَّارمِيّ السَّمرقَنْدِي الإِمَام صَاحب الْمسند ولد عَام موت عبد الله بن الْمُبَارك وَكَانَ من أوعية الْعلم يجْتَهد وَلَا يُقَلّد روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَكَانَ أحد الرحالين والحفاظ مَوْصُوفا بالثقة والزهد يضْرب بِهِ الْمثل فِي الدّيانَة والزهد صنّف الْمسند وَالتَّفْسِير وَكتاب الْجَامِع قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة صَدُوق لَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة
توفّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة أَربع وَخمسين
أَبُو الْقَاسِم الدينَوَرِي الْكَاتِب عبد الله بن عبد الرحمان الدينَوَرِي أَبُو الْقَاسِم من رُؤَسَاء الأدباء وَالْكتاب ووجوه الْعمَّال بخراسان قيل إِنَّه من أَوْلَاد الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لَهُ مصنفات وأشعار مِنْهَا فِي وصف الْخمر من الْبَسِيط
(كَأَنَّهَا فِي يَد الساقي المدير لَهَا ... عصارة الخد فِي ظرفٍ من الْآل)
(لم تُبق مِنْهَا اللَّيَالِي فِي تصرفها ... إِلَّا كَمَا أبقت الْأَيَّام من حَالي)(17/127)
وَله أَبْيَات يسترجع بهَا كتابا معاراً من الْخَفِيف
(أَنا أَشْكُو إِلَيْك فقد تمّ نديمٍ ... قد فقدت السرُور مُنْذُ تولى)
(كَانَ لي مؤنساً يسلي همومي ... بِأَحَادِيث من منى النَّفس أحلى)
(عَن أبي حَاتِم عَن ابْن قريب ... واليزيدي كل مَا كَانَ أمْلى)
(وَهُوَ رهن يشكو لديك ويبكي ... ويغني قد آن لي أَن أخلّى)
(فتفضل بِهِ عليّ فَإِنِّي ... لستُ إِلَّا بِمثلِهِ أَتَسَلَّى)
وَله أَيْضا من مجزوء الرمل بِأبي أَنْت وَقد طبت لنا ضماً وشما)
(ضَاقَ فوك العذب والعي ... ن وشيءٌ لَا يسلما)
أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي عبد الله بن عبد الرحمان بن طَلْحَة بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عمر الْمَالِكِي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الْبَصْرِيّ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة وبيته مَشْهُور بِالدّينِ وَالْعلم كَانَ فَاضلا متديناً حسن الدّيانَة توفّي تسعٍ وَعشْرين وسِتمِائَة سمع وروى
أَمِير مصر والإسكندرية عبد الله بن عبد الرحمان بن مُعَاوِيَة بن حديج بن جَفْنَة الْكِنْدِيّ التجِيبِي الْمصْرِيّ الْأَمِير ولي الْإسْكَنْدَريَّة لهشام وَولي مصر للمنصور وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة
ابْن النَّاصِر الْأمَوِي عبد الله بن عبد الرحمان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان ابْن الحكم بن هِشَام بن عبد الرحمان بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي المرواني هُوَ ابْن النَّاصِر أبي الْمطرف صَاحب الأندلس وَقد تقدّمت تَرْجَمَة وَالِده وَكَانَ عبد الله فَقِيها شافعياً متنسكاً أديباً شَاعِرًا سما إِلَى طلب الْخلَافَة فِي مُدَّة أَبِيه وَبَايَعَهُ قوم فِي الْخفية على قتل وَالِده وأخيه الْمُسْتَنْصر ولي عهد أَبِيه فَعرف أَبوهُ بذلك فسجنه إِلَى أَن أخرج يَوْم(17/128)
عيد الْأَضْحَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة من الْحَبْس وأحضره أَبوهُ بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لخواصه هَذِه أضحيتي فِي هَذَا الْعِيد ثمَّ اضجع لَهُ وذبحه وَقَالَ لأتباعه ليذبح كلٌّ أضحيته فاقتسموا أَصْحَاب وَلَده عبد الله الْمَذْكُور وذبحوهم عَن آخِرهم وَمن حكاياته أَن سعيد بن فرج الشَّاعِر أهْدى لَهُ ياسميناً أَبيض واصفر وَكتب مَعَه من الْكَامِل
(مولَايَ قد أرْسلت نَحْوك تحفةً ... بمرادما أبغيه مِنْك تذكر)
(من ياسمين كَالنُّجُومِ تبرجت ... بيضًا وصفراً والسماح يعبر)
فَعوضهُ عَن ذَلِك ملْء الطَّبَق دَنَانِير ودراهم وَكتب لَهُ من السَّرِيع
(أَتَاك تعبيري وَلما يحل ... مني على أضغاث أَحْلَام)
(فاجعله رسماً دَائِما قَائِما ... مِنْك ومني أول الْعَام)
وَمر مَعَ أحد الْفُقَهَاء يَوْمًا فأبصر غُلَاما فتان الصُّورَة فَأَعْرض عَنهُ وَقَالَ من المنسرح
(أفدي الَّذِي مرَّ بِي فَمَال لَهُ ... لحظي وَلَكِن ثنيته غصبا)
)
(مَا ذَاك إِلَّا مخاف منتقدٍ ... فَالله يعْفُو وَيغْفر الذنبا)
قَاضِي حلب عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان بن رَافع الْأَسدي أَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي اسْمَعْهُ وَالِده الحَدِيث فِي صباه من أبي الْفرج يحيى بن مَحْمُود ابْن سعد الثَّقَفِيّ الإصبهاني وَمن جمَاعَة من الشُّيُوخ الْكِبَار وَالْأَئِمَّة وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل بهمة وافرة وَحفظ الْقُرْآن فِي صباه وتفقه للشَّافِعِيّ وَصَحب أَبَا المحاسن يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم قَاضِي حلب وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَذْهَب وَالْخلاف والجدل والأصولين وعني بِهِ عناية شَدِيدَة لما رأى من نجابته وفهمه وَاتخذ ولدا وصاهره وَاعْتمد عَلَيْهِ فِي جَمِيع أَحْوَاله وَصَارَ معيداً لمدرسته وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ ولي التدريس بعده ونبل مِقْدَاره عِنْد الْمُلُوك والسلاطين وَعلا جاهه وارتفع شَأْنه وَترسل إِلَى مُلُوك الشَّام ومصر مَرَّات وناب فِي الْقَضَاء بحلب وَأرْسل إِلَى دَار الْخلَافَة وَتكلم مَعَ الْفُقَهَاء بِحَضْرَة الْوَزير وَاسْتحْسن الْحَاضِرُونَ كَلَامه وَكَانَ لطيفاً ظريفاً بساماً حُلْو الْمنطق(17/129)
مَقْبُول الصُّورَة محباً إِلَى النَّاس وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
وَمن شعره وَقد توجه إِلَى دمشق من الطَّوِيل
(إِلَى الله أَشْكُو مَا لقِيت من الأسى ... بحمص وَقد أَمْسَى الحبيب مودعاً)
وأودع فِي الْعين السهاد وَفِي الحشا اللهيب وَفِي الْقلب الجوى والتصدعا
(وَللَّه أَيَّام تقضت بِقُرْبِهِ ... فيا طيبها لَو دمت فِيهَا ممتعا)
(وَلكنهَا عَمَّا قليلٍ تصرمت ... فأصحبت منبت السرُور مفجعا)
(وَقد كَانَ ظَنِّي أَن عِنْد قفولنا ... إِلَى حلبٍ ألْقى من الْهم مفزعا)
قلت شعر نَازل
ابْن الْأَنْبَارِي عبد الله بن عبد الرحمان بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سعيد الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي البركات ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَسمع من وَالِده وَمن أبي الْفَتْح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْأَدَب واشتغل بالوعظ وَكَانَ يتَكَلَّم على المنابر وَسكن الأنبار وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى بَغْدَاد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
الْوَزير الزجالي)
عبد الله بن عبد الرحمان الزجالي الْقُرْطُبِيّ الْوَزير أَبُو بكر وزر للمستنصر كَانَ خيرا كثير الْمَعْرُوف والفضائل قَالَ ابْن الفرضي بَلغنِي أَن قَدَمَيْهِ تفطرتا صديداً من الْقيام فِي الصَّلَاة وَكَانَ يصلح للْقَضَاء وَكَانَ من سَادَات الوزراء وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة
الْفِرْيَانِيُّ المغربي عبد الله بن عبد الرحمان الْفِرْيَانِيُّ بِضَم الْفَاء وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء أخر الْحُرُوف وَبعد الْألف نون قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم كَانَ بإشبيلية نَاظرا لأبي سُلَيْمَان دَاوُد ابْن أبي دَاوُد فِي الْمَوَارِيث وَكَانَ أَبُو بكر ابْن زهر يكرههُ فَقَالَ الْفِرْيَانِيُّ من الْبَسِيط
(أَمْرَانِ قد أتلفا جودي وموجودي ... ظلم ابْن زهرٍ مَعَ استخفاف دَاوُد)
(يَا رب فاجز ابْن زهرٍ عَن تعسفه ... واغفر لداود يَاذَا الْفضل والجود)(17/130)
الْمعَافِرِي البلنسي عبد الله بن عبيد الرحمان بتصغير عبيد بن جحاف الْمعَافِرِي البلنسي أَبُو مُحَمَّد من أَرْبَاب الْبيُوت الْقَدِيمَة فِيهَا والنباهة توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْكَامِل
(هن البدور على الغصون الميس ... طلعت فَكَانَ مقَامهَا فِي الْأَنْفس)
(يرفلن فِي حلل الْحَرِير تأوداً ... وَقد انتقبن براقعاً من سندس)
(وَإِذا مررن أثرن مَا بِي من هوى ... يَا حسنهنَّ وَحسن ذَاك الْمجْلس)
وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل
(يَا أَيهَا الْقَمَر الَّذِي ... قد صرت فِيهِ كالسهى)
(أدمي بخدك أم جرى ... مَاء الْعَتِيق على المهى)
(خُذ مهجتي وهب الرضى ... واجعلهما هَاء وَهَا)
ابْن أبي زيد الْمَالِكِي عبد الله بن عبد الرحمان أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي زيد فَقِيه القيروان وَشَيخ الْمَالِكِيَّة بالمغرب كَانَ أَبوهُ قد جمع مَذْهَب مَالك وَشرح أَقْوَاله وَكَانَ وَاسع الْعلم كثير الْحِفْظ ذَا صَلَاح وورع وعفة ونجب أَصْحَابه وَهُوَ الَّذِي لخص الْمَذْهَب وملأ الْبِلَاد من تواليفه وَكَانَ يُسمى مَالك الصَّغِير)
وصنف النَّوَادِر والزيادات نَحْو الْمِائَة جُزْء وَاخْتصرَ الْمُدَوَّنَة وعَلى هذَيْن الْكِتَابَيْنِ الْمعول فِي الْفتيا بالمغرب وَكتاب الرسَالَة وَهُوَ مَشْهُور وَكتاب الثِّقَة بِاللَّه والتوكل عَلَيْهِ وَكتاب الْمعرفَة وَالتَّفْسِير وإعجاز الْقُرْآن وَالنَّهْي عَن الْجِدَال والرسالة فِي الرَّد على الْقَدَرِيَّة ورسالة التَّوْحِيد وَكتاب من تَأْخُذهُ عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن حَرَكَة وَقيل إِنَّه صنف الرسَالَة فِي سبع عشرَة سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
ابْن دنين المغربي عبد الله بن عبد الرحمان بن عُثْمَان بن سعيد بن دنين أَبُو(17/131)
مُحَمَّد الصَّدَفِي الطليطلي سمع وَحدث وَكَانَ زاهداً عابداً متبتلاً عَالما عَاملا مجاب الدعْوَة متحرياً توفّي سنة أربعٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
سبط ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عبد الرحمان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَاجِح الإِمَام الْفَقِيه موفق الدّين ابْن الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الْعَلامَة نجم الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سبط الْعَلامَة شمس الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد ولد بِالْقَاهِرَةِ وتفقه وبرع وتميز وَلَو عَاشَ لساد الطَّائِفَة سمع الْكثير من الْحَافِظ سعد الدّين وَغَيره وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وَصَلَاح توفّي شَابًّا سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة
ابْن زين الْقُضَاة عبد الله بن عبد الرحمان بن سُلْطَان بن يحيى بن عَليّ القَاضِي شرف الدّين أَبُو طَالب ابْن زين الْقُضَاة الْقرشِي الدِّمَشْقِي ولي نِيَابَة الْقَضَاء بِدِمَشْق نِيَابَة عَن محيي الدّين بن الزكي ثمَّ عَن ابْنه زكي الدّين الطَّاهِر وَهُوَ ابْن عَمهمَا يلتقي نسب الْجَمِيع إِلَى يحيى بن عَليّ وَهُوَ أول من درس بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الشامية الحسامية وَهُوَ الَّذِي تُوجد علامته على الْكتب المسجلة الْحَمد لله وَهُوَ الْمُسْتَعَان كَانَ فقيهياً فَاضلا نزهاً عفيفاً وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن عِنْد مَسْجِد الْقدَم
القَاضِي بهاء الدّين بن عقيل الشَّافِعِي عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله يَنْتَهِي إِلَى عقيل بن أبي طَالب هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح زين الدّين ابْن جلال الدّين مولده يَوْم الْجُمُعَة تاسوعاء سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة أَخذ القراآت السَّبع عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الصَّائِغ والعربية)
عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي وغالبهما فِي الكافية الشافية والمقرب وَقَرَأَ على الشَّيْخ أثير الدّين التسهيل لِابْنِ مَالك(17/132)
جَمِيعه فِي أَربع سِنِين ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي أَربع سِنِين بحثا بقرَاءَته وبقراءة غَيره وَلم يكمل سِيبَوَيْهٍ على الشَّيْخ الْمَذْكُور إِلَّا لَهُ وللشيخ جمال الدّين يُوسُف بن عمر بن عَوْسَجَة العباسي بَلَدا ثمَّ إِن بهاء الدّين قَرَأَ على الشَّيْخ أثير الدّين شَرحه للتسهيل الْمُسَمّى بالتكميل والتذييل بحثا بقرَاءَته غَالِبا وَقِرَاءَة غَيره وَلم يكمل لغيره وَأما الْفِقْه فَقَرَأَ فِيهِ الْحَاوِي على الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للحاوي من أَوله إِلَى بَاب الْوكَالَة ولازمه كثيرا وَبِه تخرج وانتفع وَأخذ عَنهُ الأصولين وَالْخلاف والمنطق وَالْعرُوض والمعاني وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير قَرَأَ فِي الْمنطق الْمطَالع مراتٍ بحثا وَفِي أصُول الدّين الطوالع وَفِي أصُول الْفِقْه مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب مراتٍ قِرَاءَة وسماعاً وانتخب من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب مسَائِل أمهاتٍ جَاءَت فِي تِسْعَة عشر ورقة وحفظها وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع من التَّحْصِيل جملَة كَبِيرَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَبحث عَلَيْهِ من الْكَشَّاف سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ عرُوض ابْن الْحَاجِب بحثا وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُقَدّمَة النَّسَفِيّ فِي الْخلاف وَلم تكمل لَهُ
ولازم الشَّيْخ زين الدّين الكتاني وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْحَاوِي وَلم يكمل لَهُ وَبحث عَلَيْهِ فِي التَّحْصِيل
وَقَرَأَ على قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين كتاب الْإِيضَاح من أَوله إِلَى آخِره بحثا وَالتَّلْخِيص سَمعه قِرَاءَة وَسمع على مَشَايِخ عصره مِنْهُم الشَّيْخ شرف الدّين بن الصَّابُونِي وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة والحجار وست الوزراء وخلائق وأملى على أَوْلَاد قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين شرحاً على ألفية ابْن مَالك وأملى على التسهيل مثلا وكتبها بِخَطِّهِ وَكتب على التسهيل شرحاً خَفِيفا سَمَّاهُ المساعد على تسهيل الْفَوَائِد يَجِيء فِي ثَلَاثَة أسفارٍ وَوصل فِيهِ يَوْمئِذٍ إِلَى بَاب الْحَال وَكتب فِي التَّفْسِير كتابا سَمَّاهُ الذَّخِيرَة بَدَأَ فِيهِ إِلَى نصف حزبٍ فِي ثَلَاثِينَ كراساً وصنف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا من الرَّافِعِيّ لم يفته شيءٌ من مسَائِله ولامن خلاف الْمَذْهَب وَضم إِلَيْهِ زَوَائِد الرَّوْضَة والتنبيه على مَا خَالف فِيهِ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي أصل الرَّوْضَة للشرح الْكَبِير بزيادةٍ أَو تَصْحِيح وصل فِيهِ يومئذٍ إِلَى كتاب الصَّلَاة وَشرع فِي كتاب مستقلٍّ سَمَّاهُ الْجَامِع النفيس فِي مَذْهَب الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس يجمع الْخلاف العالي والمخصوص بِمذهب الشَّافِعِي وتتبع مَا لكل مذهبٍ من الصَّحَابَة فَمن بعدهمْ من الْأَدِلَّة كتابا وَسنة وَأقوى قياسٍ فِي الْمَسْأَلَة ثمَّ الْكَلَام على مَا يتَعَلَّق بِأَحَادِيث تِلْكَ الْمَسْأَلَة من تصحيحٍ وَتَخْرِيج ثمَّ ذكر مَا تبدد فِي)
كتب الْمَذْهَب من فروعها وَذكر مَا يتَعَلَّق بِشَيْء من فَوَائِد الْأَحَادِيث الَّتِي جرى ذكرهَا فِي الْمَسْأَلَة وَالْكَلَام على مَا يَقع فِي كتابي الْفَقِيه نجم الدّين ابْن الرّفْعَة وهما الْكِفَايَة وَالْمطلب مِمَّا يحْتَاج إِلَى الْكَلَام فِيهِ وَكَذَلِكَ كَلَام النَّوَوِيّ وَغَيره وَهُوَ يكون إِذا كمل فِي أَرْبَعِينَ سفرا وَكتب مِنْهُ يَوْمئِذٍ إِلَى بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ ألف ورقة إِلَّا أَرْبعا وَعشْرين ورقة من الْقطع الْكَبِير بِلَا هَامِش وَسمعت(17/133)
من لَفظه مَا حَرَّره فِي أول بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ وَجعل على الكتا ب الْمَذْكُور ذيلاً على نمط كتاب تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات يذكر فِيهِ تَرْجَمَة لكل من نقل عَنهُ شَيْء من الْعلم فِي الْكتاب الْمَذْكُور ويستوفي الْكَلَام على مَا فِي الْكتاب الْمَذْكُور من اللُّغَات وضبطها وعزمه أَن يضمه إِلَى الْكتاب الْمَذْكُور ليَكُون فِي آخِره وَيعود كِلَاهُمَا كتابا وَاحِدًا ولي تدريس الْفِقْه بالجامع الناصري بقلعة الْجَبَل وَهُوَ أول من تكلم بِهِ فِي الْعلم الشريف فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَولي بعده تدريس الْمدرسَة القطبية الْكُبْرَى فِي بعض شهور سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَولي تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني فَكَانَ شَيْخه أثير الدّين فِي ربيع الأول سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وسبعائة وَولي قَضَاء مصر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وأجازني رِوَايَة مَا يجوز لَهُ تسميعه متلفظاً بذلك فِي الْمدرسَة القطبية الْكُبْرَى دَاخل الْقَاهِرَة فِي ثامن عشْرين شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْكَامِل
(قسما بِمَا أوليتم من فَضلكُمْ ... للْعَبد عِنْد قوارع الْأَيَّام)
(مَا غاض مَاء وداده وثنائه ... بل ضاعفته سحائب الإنعام)
وَأول مَا اجْتمعت بِهِ فِي الْمدرسَة الشريفية بِالْقَاهِرَةِ وَقد رحت مَعَ أَمِير حُسَيْن لوداع الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي وَقد رسم لَهُ بالتوجه لقَضَاء الشَّام وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل دخولي إِلَى الْقَاهِرَة فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ مَوْلَانَا هُوَ الَّذِي حضر مَعَ الْأَمِير كَاتب درج من الشَّام قلت نعم فَقَالَ يَا مَوْلَانَا مَا تسْأَل أَنْت عَن مَرْفُوع وَلَا مَنْصُوب وَلَا مجرور فَقلت بِمَ يرسم مَوْلَانَا فَقَالَ كَيفَ يبْنى سفرجلٌ من عنكبوت وعنكبوتٌ من سفرجل فَقلت الْقَاعِدَة فِي ذَلِك أَن تحذف الزَّوَائِد من كل اسْم وتبني الصِّيغَة الْمَطْلُوبَة من الْأُصُول فَقَالَ كَيفَ يُقَال فِي ذَلِك فَقلت أما عنكبوت من سفرجل فَتَقول فِيهِ عنكببٌ لِأَن الْوَاو وَالتَّاء زائدتان وَأما سفرجل من عنكبوت فَتَقول فِيهِ سفرجول)
أَبُو الرداد عبد الله بن عبد السَّلَام بن عبيد الله الرداد الْمُؤَذّن أَبُو الرداد الْبَصْرِيّ صَاحب المقياس بِمصْر كَانَ رجلا صَالحا وَتَوَلَّى مقياس النّيل الْجَدِيد بِجَزِيرَة مصر وَجمع إِلَيْهِ جَمِيع النّظر فِي أمره وَمَا يتَعَلَّق بِهِ فِي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ واستمرت الْولَايَة فِي وَلَده إِلَى الْآن
توفّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ(17/134)
محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر عبد الله بن عبد الظَّاهِر بن نشوان بن عبد الظَّاهِر بن نجدة الجذامي الْمصْرِيّ الْمولى القَاضِي محيي الدّين ابْن القَاضِي رشيد الدّين الْكَاتِب النَّاظِم الناثر شيخ أهل الترسل وَمن سلك الطَّرِيق الْفَاضِلِيَّةِ فِي إنشائه وَهُوَ وَالِد القَاضِي فتح الدّين مُحَمَّد صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء سمع من جَعْفَر الْهَمدَانِي وَعبد الله ابْن إِسْمَاعِيل بن رَمَضَان ويوسف بن المخيلي وجماعةٍ وَكتب عَنهُ
البرزالي وَابْن سيد النَّاس وأثير الدّين وَالْجَمَاعَة وَكَانَ بارع الْكِتَابَة فِي قلم الرّقاع ظريفاً ذَا عَرَبِيَّة حلوة وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وعصبية ولد فِي الْمحرم سنة عشْرين وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَمن إنشائه كتابٌ كتبه إِلَى الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر جَوَابا عَن كتاب كتبه بِفَتْح بِلَاد النّوبَة وَجَعَلنَا اللَّيْل وَالنَّهَار آيَتَيْنِ فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرةًٍ أدام الله نعْمَة الْمجْلس وَلَا زَالَت عَزَائِمه مرهوبةً وغنائمه مجلوبة ومحبوبة وسطاه وخطاه هَذِه تكف النوب وَهَذِه تَكْفِي النّوبَة وَلَا بَرحت وطأته على الْكفَّار مشتدة وآماله لإهلاك الْأَعْدَاء كرماحه ممتدة وَلَا عدمت الدولة بيض سيوفه الَّتِي يرى بهَا الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة صدرت هَذِه الْمُكَاتبَة إِلَى الْمجْلس تثني على عَزَائِمه الَّتِي واتت على كل أمرٍ رشيد وَأَتَتْ على كل جبارٍ عنيد وحكمت بِعدْل السَّيْف فِي كل عبد سوء وَمَا رَبك بظلامٍ للعبيد حَيْثُ شكرت الضمر الجرد وحمدت العيس واشتبه يَوْم النَّصْر بأمسه بِقِيَام حُرُوف الْعلَّة مقَام بعض فَأصْبح غَزْو كَنِيسَة سوس كغزو سيس ونفهمه أَنا علينا أَن الله بفضله طهر الْبِلَاد من رجسها وأزاح العناد وحسم مَادَّة معظمها الْكَافِر وَقد كَاد وَكَاد وَعجل عيد النَّحْر بالأضحية بِكُل كَبْش حربٍ يبرك فِي سَواد وَينظر فِي سَواد وَيَمْشي فِي سَواد وتحققنا النَّصْر الَّذِي شفى النُّفُوس وأزال البوس ومحا آيَة اللَّيْل بِخَير الشموس وَخرب دنقلة يجريمة سوس وَكَيف لَا يخرب شَيْء يكون فِيهِ سوس فَالْحَمْد لله عَن أَن صبحتم عزائم الْمجْلس بِالْوَيْلِ)
وعَلى أَن أولج النَّهَار من السَّيْف مِنْهُم فِي اللَّيْل وعَلى أَن رد حَرْب حرابهم إِلَى نحورهم وَجعل تدميرهم فِي تدبيرهم وَبَين خيط السَّيْف الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود من فجر فُجُورهمْ وأطلع على مغيبات النَّصْر ذهن الْمجْلس الْحَاضِر وأورث سُلَيْمَان الزَّمَان الْمُؤمن ملك دَاوُد الْكَافِر وَقرن النَّصْر بعزم الْمجْلس الأنهض وَأهْلك الْعَدو الْأسود بميمون طَائِر النَّصْر الْأَبْيَض وَكَيف لَا وآقسنقر هُوَ الطَّائِر الْأَبْيَض وَقَرَأَ لأهل الصَّعِيد كل عين وَجمع(17/135)
شملهم فَلَا يرَوْنَ من عدوهم بعْدهَا غراب بَين وَنصر ذَوي السيوف على ذَوي الحراب وَسَهل صيد ملكهم على يَد الْمجْلس وَكَيف يعسر على السنقر صيد الْغُرَاب وَالشُّكْر لله على إذلال ملكهم الَّذِي لَان وَهَان وأذاله ببأسه الَّذِي صرح بِهِ شَرّ كلٍّ مِنْهُم فِي قتلة فأمسى وَهُوَ عُرْيَان وإزهاقهم بالأسنة الَّتِي غَدا طعتهم كفم غَدا والزق ملآن ودق أقفيتهم بِالسَّيْفِ الَّذِي أنطق الله بألفهم أعجم الطير فَقَالَ دق قفا السودَان ورعى الله جِهَاد الْمجْلس الَّذِي قوم هَذَا الْحَادِث المنآد وَلَا عدم الْإِسْلَام فِي هَذَا الْخطب سَيْفه الَّذِي قَامَ خَطِيبًا وَكَيف لَا وَقد ألبسهُ مِنْهُم السوَاد وشكر لَهُ عزمه الَّذِي استبشربه وَجه الزَّمن بعد القطوب وتحققت بِلَاد الشمَال بِهِ صَلَاح بِلَاد الْجنُوب وأصبحت بِهِ سِهَام الْغَنَائِم فِي كل جهةٍ تسهم ومتون الفتوحات تمطى فَتَارَة يمتطي السَّيْف كل سيس وَتارَة كل أدهم وَحمد شجاعته الَّتِي مَا وقف لصدمتها السوَاد الْأَعْظَم وَالله الْمِنَّة على أَن جعل ربع الْعَدو بعزائم الْمجْلس حصيداً كَأَن لم تغن بالْأَمْس وَأقَام فروض الْجِهَاد بسيوفه المسنونة وأنامله الْخمس قون ثباته بتوصيل الطعْن لنحور الْأَعْدَاء وَوقت النَّحْر قيد رمحٍ من طُلُوع الشَّمْس وَنَرْجُو من كرم الله إِدْرَاك دَاوُد الْمَطْلُوب ورده على السَّيْف بِعَيْب هربه وَالْعَبْد السوء إِذا هرب يرد بِعَيْب الهروب وَالله يشْكر تَفْضِيل مكَاتبه الْمجْلس وجملها وَآخر غَزَوَاته وأولها ونزال مرهفاته ونزلها ويجعله إِذا انْسَلَخَ نَهَار سَيْفه من ليل هَذَا الْعَدو يعود سالما لمستقره وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر لَهَا قلت وَفِي هَذِه الْغُزَاة قَالَ نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب من الْكَامِل
(يَا يَوْم دنقلةٍ وَقتل عبيدها ... من كل ناحيةٍ وكل مَكَان)
(كم فِيك نوبيٌّ يَقُول لأمه ... نوحي فقد دقوا قفا السودَان)
وَكتب فِي محْضر قيم فِي حمام الصُّوفِيَّة جوراه خانقاه سعيد السُّعَدَاء اسْمه يُوسُف يَقُول الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى عبد الله بن عبد الظّهْر أَن أَبَا الْحجَّاج يُوسُف مَا برح الصّلاح متمماً وَله جودة)
صناعةٍ اسْتحق بهَا أَن يدعى قيمًا كم لَهُ عِنْد جسمٍ من مَنٍّ جسيم وَكم أقبل مستعملوه تعرف فِي وُجُوههم نَضرة النَّعيم وَكم تجرد مَعَ شيخ صَالح فِي خلْوَة وَكم قَالَ ولي الله يَا بشراي لِأَنَّهُ يُوسُف حِين ادلى فِي حَوْض دلوه كم خدم من الْعلمَاء والصلحاء إنْسَانا وَكم ادخر بركتهم لدُنْيَا واخرى فَحصل من كل مِنْهُم شفيعين(17/136)
مؤتزراً وعرياناً كم حُرْمَة خدمةٍ لَهُ عِنْد أكَابِر النَّاس وَكم لَهُ يدٌ عِنْد جسدٍ وَمِنْه على راس كم شكرته أبشار الْبشر وَكم حك رجل رجل رجلٍ صَالح فتحقق هُنَاكَ أَن السَّعَادَة لتلحظ الْحجر قد ميز بخدمه الْفُضَلَاء والزهاد أَهله وقبيله شكر على مَا يعاب بِهِ غَيره من طول الفتيلة كم ختم تغسيل رجل بإعطائه بَرَاءَته يستعملها وَيخرج من حمامٍ حَار فاستعملها وَخرج فَكَانَت بِهِ برءة وعتقاً بالنَّار كم أوضح فرقا وَغسل درناً مَعَ مشيبٍ فَكَانَ الَّذِي أنقى فَمَا أبقى تتمتع الأجساد بتطييبه لحمامه بظلٍ مَمْدُود وَمَاء مسكوب وتكاد كَثْرَة مَا يُخرجهُ من الْمِيَاه أَن تكون كالرمح على أنبوباً على أنبوب كم لَهُ بَيِّنَة حر على تَكْثِير مَاء يَزُول بِهِ الِاشْتِبَاه وَكم تجعدت فباتت كالسطور فِي حوضٍ فَقل كتاب الطَّهَارَة بَاب الْمِيَاه كم رأسٍ أنشدت موساه حِين أخرجت من تلاحق الأنبات خضرًا من الطَّوِيل
(وَلَو أَن لي فِي كل منبت شعرةٍ ... لِسَانا يبث الشُّكْر كنت مقصرا)
وَمن إنشائه إيضاً صُورَة مقامةٍ وَهُوَ مِمَّا كتب بِهِ إِلَى محيي الدّين ابْن القرناص الْحَمَوِيّ حكى مُسَافر بن سيار قَالَ لما ألفت النَّوَى عَن الإخوان وتساوت عِنْدِي الرحلة إِلَى الْبَين تَسَاوِي الرحلة إِلَى الاوطان وتمادت الغربة تحبوني أهوالها فتزلزل بِي الأَرْض زِلْزَالهَا وَتخرج مني وَسن أمثالي اثقالها وَلَا إِنْسَان يرى أراجي نَفسِي وآمالها فَيَقُول مَا لَهَا وَلَا يُشَاهد مَا هُوَ أوحى لَهَا الدجة بالغذوة والإعتمام بالإسفار وغرني مَعَ إيماني تقلبي فِي الْبِلَاد وتطلبي لتقويم عيشي المنآد وتحنني إِلَى الْحُصُول بإرم ذَات الْعِمَاد الَّتِي لم يخلق مثلهَا فِي الْبِلَاد فَلَبثت فِيهَا أَيَّامًا وشهوراً وودت لَو كَانَت سنسن ودهوراً وَمَا بلد الْإِنْسَان إِلَّا الْمُوَافق فيينا أَنا مِنْهَا لَو ثلةٍ من الولين وَمن الوافدين عَلَيْهَا فِي قَلِيل من الآخرين وَبَين سَادَات من كتابها وَأَصْحَاب الْيمن من أَصْحَاب الْيَمين وَنحن فِي نعمةٍ بالإيواء من ظلها إِلَى ربوةٍ ذَات قرارٍ ومعين وَإِذا بداعي النفير قد أعلن مناديه وارتجل مَا ارتجز حاديه فَقلت الْمسير إِلَى أَيْن قَالُوا إِلَى الأين وَالسّفر مَتى فَقيل أَتَى من الطَّوِيل)
(وماد دَار فِيمَا بَيْننَا أَيْن بَيْننَا ... يكون وَلَكِن الزَّمَان غبون)
فعقدنا الحبا وجنبنا الجنايب وركبنا الصِّبَا وتسلمتنا من يَد الربوة يَد الوهاد والربا وَكَانَ توجهنا حِين أكثرت الْجبَال من الثلوج الاكتساء والاكتساب وبفضلٍ فتحت فِيهِ السَّمَاء(17/137)
أَبْوَابهَا بِمَا لَيْسَ لفصوله عَن تِلْكَ المواطن من فُصُول وَلَا لأكوابه المترعة دَائِما بِجَمِيعِ الْفُصُول من بوابٍ فعدنا إِلَى جِهَة حمص وَإِن لم يعجبنا الْعَام وَقُلْنَا كل ذَلِك متغفرٌ فِي جنب مَا أشارته مصلحَة الْإِسْلَام المختصة بالخاص مِنْهُم وَالْعَام واستقبلنا تِلْكَ النواحي المتناوحة والمنازل المنتائية على الْمنَازل المتنازحة برقة جلودٍ تتجالد على الجليد وأواجهٍ تواجه من تِلْكَ الْجِهَات مَا وُرُود حِيَاض الْمنون بِهِ أقرب من حَبل الوريد كم الْتَقت الشَّمْس بقارةٍ من قرها بفروة سنجابٍ من الْغَمَام وَكم غمضت عينهَا عَمَّن لم يغمض جفونه بمناخٍ وَلَا مقَام وَكم سبكت الرِّيَاح الزمهريرية فضَّة ثلوجها فَصحت عِنْد السبك وَكم خبرٍ من امْرِئ الْقَيْس أنْشد عِنْد النبك قفا نبك هَذَا والزميتا قد ادهنت بهَا رُؤُوس الأكمام وَقَالَ الفراشون مَا الديار ديار لما لاقوه وَلَا الْخيام خيام كَأَنَّهُ نصول المشيب فِي المفارق أَو رملٌ أَبيض قد أتربت بِهِ سطور تِلْكَ المهارق إِلَى غير ذَلِك من نوك كَأَنَّهُ من السَّمَاء وَالْأَرْض بحرٌ فاض وغاض الشَّمْس وَمَا غاض قد أصبح عجاج خُيُول الجنائب ودخان مَا خيلته من صفاء المَاء مجامر الْكَوَاكِب وثلوج بقاصم تظهر ولأعين تِلْكَ المحاجر من العواصم تبهر فدافعت الهضبات ملائتها الْبَيْضَاء وَأَتَتْ من الإيلام ببردها بأضعاف مَا يحصل من حر رَمْضَاءُ حر رَمْضَاءُ فكم أنامل يدٍ هُنَالك قعدت القرفصاء على الطروس واشتلمت الصماء اشْتِمَال الْيمن وَالشمَال على النفيس من النُّفُوس وعجزت عَن أَن تطبيق للأقلام إمساكاً وَكم من مرملةٍ اشتبكت دموعها بخدودها فَمَا تبين من بَكَى مِمَّن تباكى فَلم نصل إِلَى حمص إِلَّا والجليد قد أعدم الجليد صبره وَعبر تِلْكَ الْأَمْكِنَة فجرت لَهُ على أخدُود تِلْكَ الخدود عِبْرَة وَأي عِبْرَة واعتدقت الآمال أَنَّهَا قد قربت من منازه تِلْكَ الْمنَازل وَأَنَّهَا من حماه تغامز عُيُون الدعة وتغازل وَأَن نَار الْقرى تزيل برد القر وتستجيب دُعَاء من نَادَى هُنَاكَ رب إِنِّي مستني الضّر وَقَالَت عَسى ثمَّ أَن تَسْتَقِر النَّفس وَتُؤَدِّي الأقلام بذلك مَا وَجب عَلَيْهَا من سورتي الْحَمد وَالْإِخْلَاص عِنْد ملازمتها الْخمس فاتفق مَا اتّفق من نصرةٍ حققت الكرة وأعادت الرّجْعَة كَمَا بدأتها أول مرّة وسقيت بكأس التَّعَب الَّتِي كَانَت بهَا سقت وبكت السَّمَاء بالدموع الَّتِي كَانَت قد رقت لنا ورقت وَعَاد الْحَبل على الجرارة)
والكيل إِلَى حَبل الكارة فَدَخَلْنَا إِلَى دمشق وَإِذا أَغْصَانهَا قد أَلْقَت عصاها وَمَا اسْتَقر بهَا من الثَّمر والنوى وأوراقها قد اصْفَرَّتْ(17/138)
وجوهها من الْهَوَاء والهوى وحمائهما لم تحمل مِنْهُ اللَّيَالِي فخلعت مَا لَهَا بالأعناق من الأطواق وَالنّهر قد توقف عَن زِيَادَة الغصون فراسلته بالأوراق فَقَالَت الْعين مَا الديار الديار وَلَا الرياض الرياض وَلَا المشارع المشارع وَلَا الْحِيَاض الْحِيَاض فشمرنا عَنْهَا ذيل الْإِقَامَة وَقُلْنَا للعزم شَأْنك ومصر دَار المقامة فقطعنا بيداً وَأي بيد ومنازل تستعبر السَّيِّد وتستعبر السَّيِّد ورمالاً هِيَ الأفاعي خدور وللنسور وكور وَلم يصدق فِيهَا تشبيهٌ يُقَال بِالْأَهِلَّةِ وَلَا آثَار أَخْفَاف الْمطِي بالبدور تستوقف الساري وَيسْعَى السَّاعِي مِنْهَا على شفا جرفٍ هار يسقى من الْمِيَاه مَاء يغلي فِي الْبُطُون كغلي الْحَمِيم وَيكفر شربه شرب المَاء الْبَارِد الَّذِي قَالَ بعض الْمُفَسّرين إِنَّه الَّذِي عَنى الله تَعَالَى بقوله ولتسألن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم وَمَا زَالَ الشوق بِنَا والسوق حَتَّى قربا الْبعيد حَتَّى فلينا بهما الفلاة وأبدنا البيد ودخلنا مصر فتلقانا نيلها مصعراً خَدّه للنَّاس وَقُلْنَا هَذَا الَّذِي خرج إِلَيْنَا عَن المقياس وشاهدنا ربوعها وَقد فرشت من الرّبيع بِأَحْسَن بسطها وبدت كل مقطعَة من النّيل قد زينت بِمَا أبدته من قُرْطهَا وتنشقنا رياحها الهابة بِمَا ترتاح إِلَيْهِ الْأَرْوَاح وشمنا بروق غمائمها الَّتِي الَّتِي لم تغادر فِي الْقُلُوب من القر قروحاً لَا تتعقبه لما تلقيه من المَاء القراح لَا يكلح الجليد أوجه بكرها وَلَا يهتم الْمدر ثنايا نهرها وَلَا يوقظ رَاقِد سمرها وَلَا تغير على أَهلهَا القوانين وَلَا يحْتَاج إِلَى التدفي فِي الكوانين بنيران الكوانين كل أَوْقَاتهَا سحر وآصالها بكر وَطول زمانها ربيع لَا يشان من اللواقح الكوالح بِبرد وَلَا يشان من النوافح اللوافح بَحر غنينت بنيلها الْخصم عَن كل دانٍ مسفٍ فويق الأَرْض هيدبه وَعَن كل نَادِي ارتدادٍ نحيف العزالة قطربه فَلَمَّا حصلنا هُنَاكَ قَالَت النَّفس المطمئنة هَذِه أول أَرض مس جلدي ترابها وَهَذِه الْجنَّة وَهَذَا شرابها وَإِذا بشمس الأمل وَقد حلت شرفها بِغَيْر الْحمل شرفاً كَرِيمًا فاق أحسن الأوفاق وملأ آفَاق الأوراق بِمَا رق من الْأَلْفَاظ الفاضلة وراق فَأَقْبَلت الْعين إِلَى مرآه لترى وَجه البلاغة وجنحت الجوانح الْجَوَارِح للتحلي بجواهر تِلْكَ الصِّنَاعَة البديعة الصياغة ومالت الأسماع إِلَى التشنف بِتِلْكَ الأسجاع وَمَا تَضَمَّنت من إبداع إِيدَاع وترصيع تصريعٍ يُعِيد سَابق هَذِه الحلبة سكيتاً وثنى حبها من حيائه وخجله مَيتا فكم رأى الْمَمْلُوك بهَا مِنْهُ كوكباً مَا عثر جَوَاده بجواده وَلَا كبا وَقَالَ هَذَا رب الْفضل الَّذِي نزع(17/139)
وَهَذَا النَّابِغَة الَّذِي شكر الله زَمَانا فيع نبغ وَهَذَا النبل الَّذِي على)
الأكوار واقتعدنا سنامه وغاربا ورأينا مشارقه ومغاربه نَظرنَا إِلَى السوارق من فَوْقه كالأهاضب وَمن الْجبَال جددٌ بيضٌ وحمر وغرابيب وَقد حط رجلا فِي الأَرْض ورأساً فِي السما وَأخذ لِسَانا إِلَى الْبَحْر وَمَا بِهِ من ظما وكأنما قَامَ إِلَى الْأُفق مزاحماً بمناكبه أبراجه أَو مَال على الْبَحْر ملاطماً بأهاضبه أمواجه تَزُول جبال رضوى وَهُوَ لَا يَزُول وتحول صبغة الْأَيَّام وصبغ شعرته لَا يحول قد رفع البروج عَلَيْهِ قباباً وأعارته الشَّمْس من شاعهها أطناباً من الوافر
(وَأصْبح والغمام لَهُ رداءٌ ... على ثوبٍ من النبت العميم)
(لَهُ درجٌ بنهر السحب يسْقِي ... يضاحك زهره زهر النُّجُوم)
قد ركعت عَلَيْهِ الْكَوَاكِب والنجم وَالشَّجر يسجدان وَرفعت سماءه حَتَّى وضع عَلَيْهَا الْمِيزَان وَلما علاهُ الْمَمْلُوك تشوق إِلَى بلدته وَتَشَوُّقِ وتعلل بقربها مِنْهُ حِين عاينها من بعد وتسوف فَإِنَّهَا بلدته الَّتِي نَشأ من مَائِهَا وتربها وَلذَلِك جبلت طينته على حبها وَلم يزل يتلدد طرفه من بعد إِلَيْهَا ويتلذذ قلبه عَلَيْهَا حَتَّى عطف إِلَى ظلها عَائِدًا وَرجع بعد صدوده عَنْهَا وارداً فَوجدَ بهَا أطيب بقعةٍ وَأحسن مَدِينَة وَكَانَ موعد دُخُوله يَوْم الزِّينَة وَقد دارت للسرور أعظم رحى وَحشر النَّاس لقِرَاءَة كتاب الْبشَارَة ضحى وَإِذا بِهِ قد تضمن خبر الْفَتْح الْمُبين والنصر الْعَزِيز بعد أَن مس الْمُسلمين الضّر بِالشَّام وَنَادَوْا من بِمصْر يَا أَيهَا الْعَزِيز وَقد فرش الرّبيع ربوعها وقررها بالزهر وَنشر عَلَيْهَا ملاءة النسيم وطرزها بالنهر وَكَانَت يومئذٍ بَلْدَة لَا يهجر قطرها القطار وَلَا يحجب أفقها الْغُبَار وَلَا يعثر العقبان بعجاجها حَتَّى كَانَ جوها وعث أوضار وَلَا يخترق عين شمسها كبد السَّمَاء وَلَا يضرم حرهَا لهواتٍ بزفرات الْقَضَاء قد اكتفت بسح سحبها وغنيت بسقيا رَبهَا مَعَ أَن لَهَا نَهرا يتعطف تعطف الْحباب ويتشنف بدر الْحباب ويترشف مَاؤُهُ كالظلم من الأحباب والرضاب وَعَلِيهِ نواعير تشابه الأفلاك فِي مدارها واستدارها والفلك فِي بحارهاوبخارها إِذْ فِي هَذِه أضلعٌ كَثِيرَة كَمَا فِي جنبات تِلْكَ من الضلوع ولهذه صواري عديدةٌ كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا بِغَيْر قلوع وَمن عجائبها أَنَّهَا تحن حنين العشاق وتئن للوعة الْفِرَاق وتبكي على بعدٍ من الحدائق بعدةٍ من الأحداق من الطَّوِيل
(وَمَا ذكرت تِلْكَ النواعير دوحها ... وَقد أقفرت فِي الأيك مِنْهَا ربوعها)
رنت نَحْوهَا تبْكي الرياض عيونها المراض وفاضت فِي الْحِيَاض دموعها)
(وأحنى عَلَيْهَا السقم حَتَّى بَدَت لنا ... من الوجد قد كَادَت تعد ضلوعها)(17/140)
فَللَّه بلدةٌ هَذِه بعض محاسنها وَقد أوجزت فِي أوصافها وأضربت عَن ذكر مساكنها إِذْ عجزت عَن إنصافها وَحين أعياني الْكَلَام المنثور عدلت إِلَى المنظوم ووصفتها ثَانِيًا بِمَا استطردت فِيهَا بمدح مَوْلَانَا المخدوم وَلَو لم يرد عَليّ من الْمقَام الْفُلَانِيّ مقامة وَكَانَ خاطري مشتتاً فَحل مِنْهَا بدار إِقَامَة لما فتحت فِي وصفهَا دَوَاة وَلَا فَمَا وَلَا أجريت لِسَانا وَلَا قَلما لَكِن تعلمت مِنْهَا علم الْبَيَان وسحبت أذيال التيه على سحبان وَلَقَد قلبت مِنْهَا بردا محرراً ووشياً مرقوماً وعاينت الدّرّ من لَفظهَا منثوراً وَمن حظها منظوماً وَكَانَ لَفظهَا أعذب الْقُلُوب من الْغَمَام وسجعها أطيب فِي الأسماع من سجع الْحمام وَكنت عزمت حَالَة وصولها على الاستمداد مِنْهَا والاستعداد للإجابة عَنْهَا فَرَجَعت أدراجي الْقَهْقَرِي وَقلت حبس البضاعة أولى من تَخْيِير المُشْتَرِي فَلَمَّا قرب أمد المزار وبرح الشوق حِين دنت الديار من الديار رَأَيْت ذَلِك تقصيراً فِي الْخدمَة وإخلالاً وَإِن كَانَ ذَلِك فِي الْحَقِيقَة تَعْظِيمًا وإجلالاً ز فأجلت فِي ذَلِك خاطراً وجلاً وصرفت إِلَى هَذَا الْوَجْه وَجها خجلاً وعَلى أَن الْمَمْلُوك لَو رزق التَّوْفِيق لما جرى مَعَ مَوْلَانَا فِي هَذِه الطَّرِيق وَلم يزل الْمَمْلُوك ينشد قبل وُرُود ركابه الشريف عَسى وَطن يدنو بهم ولعلما فَلَمَّا دنا الوطن جعلت أهم بشيءٍ والليالي كَأَنَّمَا والمملوك قد أصبح من جملَة عبيد مَوْلَانَا وخدمه ويرجو من صدقاته الشَّرِيفَة أَن لَا يقطع عَنهُ مَا عوده من بره الْمَشْفُوع بصلته العائدة والمملوك يواصل خدمته مَعَ أَن سيدنَا أدام الله تَعَالَى لَهُ السعد قد علم ندب الشَّارِع إِلَى مُكَاتبَة العَبْد وَقد قصد أَولا أَن يرْتَفع بابتداء مُكَاتبَته وَثَانِيا بِخَبَر مجاوبته وَالله تَعَالَى يحرس محاسنه الَّتِي هِيَ فِي فَم الدَّهْر ابتسام ويديم مننه الَّتِي هِيَ الأطواق وَالنَّاس الْحمام تمت
وَكتب رِسَالَة مَعَ مدادٍ وأهداها إِلَى جماعةٍ من الْكتاب فِي الْأَيَّام المعزية الأقدار أَطَالَ الله بَقَاء الموَالِي السَّادة وَلَا زَالَت سَمَاء الدولة محروسةً بشهبُ أقلامهم ومواسم السَّعَادَة مختالةً بشريف أيامهم ونحور العلياء منتزينةً بتنضيد نظامهم ورياض البلاغة معلمة الْأَطْرَاف والبرود بِمَا تحوكه غمائمهم إِذا غَدَتْ رفيعة الهضاب وأضحت فِي أَعلَى سمك السماك مَضْرُوبَة القباب وأحنى منال الشَّمْس دون منالها وَعظم توهم إِدْرَاكهَا حَتَّى أمست وَلَا الْحلم يجود بهَا وَلَا بمثالها استحقر فِي جَانب شرفها كل جليل واستدر بجودها كل شيءٍ جزيل واستقلت الرياض أَن تهدي إِلَى جنابها زهراً والسحائب أَن ترسل إِلَى بحرها قطراً والفلك)
الدائر أَن يخدمها بنجومه والشذا العاطر أَن يكاثر عرف أوصافها بنسيمه والنهارأن يمنح أَيَّامهَا رقة أصائله وبكره وَاللَّيْل أَن يقدم بَين يَدي مساعيها حمد مسراه ونسمة سحره والبدر أَن يلبس حلَّة السرَار ويكسوها حلل تَمَامه والجفن الساهر أَن يصبر على مُفَارقَة الطيف ويحبوها لذيذ مَنَامه واستحى كل فَوقف موقف الإجلال وانْتهى من التبجيل إِلَى حد كَاد يبلغ بِهِ(17/141)
الْإِخْلَال إِلَى أَن تَعَارَضَت أَدِلَّة الرسائل وتزاحمت الْغرْبَان على وُرُود تِلْكَ المناهل فَقلب الْمَمْلُوك وَجهه فِي سَمَاء سماتها وأسام فكره فِي أريض روضاتها قَائِلا للجوهر الفاخر أَنْت قريب الْعَهْد من تِلْكَ الْبحار وللنضار أَنْت بعض هاتيك النسمات وللعبير لَا تقل أَنا ضائع نعم عِنْد شذا تِلْكَ النفحات وللنظم والنثر أَنْتُمَا جنى غصون تِلْكَ الأقلام وللحمد وَالشُّكْر أَنْتُمَا كمام ذَلِك الْفضل والإنعام فحار كلٌّ جَوَابا وَغدا لَا يملك خطابا وأبى مشاكلة تِلْكَ الْفَضَائِل واستسقى سحائب تِلْكَ البلاغة الَّتِي إِذا قَالَت لم تتْرك مقَالا لقَائِل والإصغاء إِلَى أوصافها والتسليف على سلافها فشغف بهَا حبا وَصَارَ بمحاسنهاصباً وَدعَاهُ اليها جمَالهَا البديع وأغراه بحسنها الَّذِي لَهَا مِنْهُ أكْرم شَفِيع من الطَّوِيل
(وَقَالَ لَهُ بدر السَّمَاء أَلا اجتلي ... وَقَالَت لَهُ تِلْكَ الثِّمَار أَلا اجتني)
(وساعده من ذَلِك الْأَمر معتلٍ ... وساعده من ذَلِك الْفجْر معتني)
(وَشَاهد من تِلْكَ الْفَضَائِل مَا غَدا ... يميس بِهِ عطف الزَّمَان وينثني)
(فَضَائِل مثل الرَّوْض باكره الحيا ... فمغناه من تنويل كف الندى غَنِي)
فسام وصالها فَأَعْرض ونأى بجانبه ورام قربهافسد عَلَيْهِ الإجلال أَبْوَاب مطالعه ومطالبه قَائِلا لست يَا ايْنَ السَّبِيل من هَذَا الْقَبِيل من الطَّوِيل
(أَلا إِنَّمَا نَحن الْأَهِلّة إِنَّمَا ... نضيء لمن يسري إِلَيْنَا وَلَا نقري)
(فَلَا منح إِلَّا مَا تزَود ناظرٌ ... وَلَا وصل إِلَّا بالخيال الَّذِي يسري)
فتعلل بِأَحَادِيث المنى وَقَالَ زور الزِّيَادَة وبالرغم مني فَقَالَت القناعة غنى وَمن لم يجد مَاء طهُورا تيمما ثمَّ ثَبت إِلَى عطف أوصافها الجميلة وَقَالَت قد رَأَيْت لَك مزِيد قصدك وَإِلَّا أَنا بالطيف على غَيْرك بخيلة فَشَكَرت لَهَا ذَلِك الإنعام وَقلت أَيكُون ذَلِك نَهَارا أَو لَيْلًا هَذَا على تَقْدِير وجود الْمَنَام فَقَالَت أوليس اللَّيْل هُوَ حلَّة الْبَدْر الأكلف أم النَّهَار وَلَا يأنف على شمسه أَن مَا بناه ضربه بمرماه الصائب بل نبغ وَهَذَا نسيم الرَّوْضَة الَّتِي أطاعهاعاصيها وثمر الْجنَّة)
الَّتِي كل مَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين فِيهَا وَهَذِه البلاغة الَّتِي كنت بالإتحاف بهَا مَوْعُودًا وَهَذِه الفواضل والفضائل الَّتِي حققت أَن فِي النَّاس مجدوداً ومحدوداً ومسعوداً ومبعوداً ولمحه الْمَمْلُوك فَقَالَ هَذَا نورٌ أم نور وَهَذَا مَا ينْسب إِلَى مَا يسْتَخْرج من أصداف البحور وَيجْعَل فِي أطواق أَعْنَاق النحور من الْحور وَلم يرأحلى من تشبيهه وَإِن جلّ عَن التَّشْبِيه وَلَا أحلى من بلاغته الْبَالِغَة بِمَا فِيهِ من فِيهِ ولماشاهد من معجزها مَا بهرحمد وشكر ورام مجادلتها فعجز عَنْهَا جواد الْقَلَم فقصر وعثر وسولت لَهُ نَفسه الإضراب عَن الإحالة فِي الْإِجَابَة وَلَو وفْق لرأيه لأصابه وَإِنَّمَا حداه إِلَى التَّعَرُّض لنداه يحققه بِأَنَّهُ لم يكن فِي بَيته(17/142)
الْكَرِيم إِلَّا من هُوَ بِهَذِهِ المثابة فِي الإثابة وَمن يتلَقَّى راية رَأْيه الصائب بيمن يَمِينه خيرا من عرابة قَالَ مُسَافر ابْن سيار وَلما سللت عضب هَذَا الْمقَال من غمده وتمتعت من شميم عرار نجده وَأتم لي عشرا وَعشرا من عِنْده قلت بِمَاذَا أجازي هَذِه المحنة وأكافي هَذِه الْمِنَّة الَّتِي تشح بِمِثْلِهَا القرائح السمحة فَقيل لي بشكر من هُوَ قَادِح زناد هَذِه القريحة وفاتح جواد هَذِه الطّرق المفضية الفسيحة من الْكَامِل
(ملكٌ بِهِ الأقلام تقسم أَنَّهَا ... مَا إِن يزَال إِلَى علاهُ سجودها)
(وتكاد من أَوْصَافه ومديحه ... تهتز من زهوٍ ويورق عودهَا)
(سعد الْكِرَام الكاتبون بِبَابِهِ ... إِذْ هم جيوش يراعه وجنودها)
(دَامَت فواضله تصيد خواطراً ... ويروق فِيهِ قَصدهَا وقصيدها)
ثمَّ خفت أَن أقصر وَإِن اجتهدت وَأَن أحل الحبا وَإِن شددت وربحت فِي يومي من الخجل مَا لَعَلَّه يكون لغدي ثمَّ خطر أَن أَقُول معمياً وَلَا أصرح مسمياً لأَكُون من سِهَام التأويلات الراشقة متوقياً فأخفيت من معرفتي مَا ظهر وَقلت إِذا كَانَ المبتدا معرفَة فَلَا يضر تنكير الْخَيْر وَسَأَلت وَلَدي المساعدة والمساعفة فَقَالَ لَا يضر اشتراكي أَنا وَأَنت فِي هَذَا الْقصر وَقد تسميت بمسافر فاجمع إِلَى جوابك الْجَواب مُقْتَصرا على ذَلِك فالمسافر جائزٌ لَهُ الْجمع وَالْقصر فَأَجَابَهُ عَنْهَا بقوله لما ظعن وَالِدي وقطنت وتحرك للرحلة وسكنت قلقت لبعده وأرقت من بعده وَوجدت غَايَة الْأَلَم عِنْد فَقده فَبَقيت لَا ألتذ بطعامٍ وَلَا شراب وَلَا آوي إِلَى أهلٍ وَلَا أَصْحَاب وَلَا أَتَّخِذ مَكَانا فِي الأَرْض إِلَّا ظهر سابحٍ وَلَا جَلِيسا إِلَّا كتاب أعالج لواعج الأشواق وأبوح لما أجد من الْفِرَاق وأنوح للورقاء حَتَّى تَغْدُو مشقوقة الأطواق وَحين طَالَتْ)
شقة الْبَين وَلم تنفصل وتهلهلت خيوط الدُّمُوع تتقطع تَارَة وتتوصل من الطَّوِيل
(لبست ثِيَاب الْحزن رثى جَدِيدَة ... تشف على أَثوَاب بشرٍ ممزق)
عقرت سوائم الآمال بعقر دَاري ولزمت كسر بَيْتِي بانكساري يتزايد شوقي ويتناقص صبري وتتسع همومي فيضيق لَهَا صَدْرِي فَبَقيت على ذَلِك من الزَّمن بُرْهَة لَا أَدخل فِي لذةٍ وَلَا أخرج فِي نزهة إِلَى أَن شامت بوارق البيارق الشَّرِيفَة عُيُون الشَّام فَتوجه لخدمتها المخدوم(17/143)
واثقاً بِأَن قد هزمت الْأَحْزَاب وغلبت الرّوم لَكِن الْجَزْم يُوجب للقلوب أَن تكون هَذِه الدُّنْيَا خائفة والعزم يَقْتَضِي أَن تُوجد راجيةً وَأَن يتَحَقَّق أَن فرقه لم يُفَارق الْإِسْلَام والركاب الشريف هِيَ النَّاجِية وَكنت بِتِلْكَ الْمدَّة أستريح من الغموم إِلَى النبت العميم وأسائل من أَلْقَاهُ من الْوُفُود حَتَّى وَفد النسيم فخطر لي فِي بعض الْأَيَّام أَن أكر بِطرف طرفِي فِي ميادين الفضا وَأَن أجرد سيف عزمي لقطع مُوَاصلَة الهموم فَإِنَّهُ معروفٌ بالمضا فَخرجت أجيله فِي مساري الْغَمَام وَهُوَ يتمطر وأميله عَن محَال الوعول ومجاري السُّيُول وَهُوَ لطول الجمام يتقطر وَكَانَ فيمايجاور الْمَدِينَة من الحيط الغيط جبل يُسمى بالخيط يشاكل خيط الصُّبْح فِي امتداده ويماثل جنَاح الجنح بِكَثْرَة ظلال نجمه وشجره وسواده قد شمخ بِأَنْفِهِ على وَجه الأَرْض وَرفع رَأسه فشق السَّمَاء بالطول وشق الأَرْض بِالْعرضِ قَامَ الدوح على رَأسه وَهُوَ جَالس وَتَبَسم البلج فِي وَجهه وَهُوَ عَابس من الطَّوِيل
(وقور على مر اللَّيَالِي كَأَنَّمَا ... يصيخ إِلَى نحوي وَفِي أُذُنه وقر)
يمسح بكلف الثريا عَن أعطافه ويدير منطفة الجوزاء على أرادفه فعزمت على أَن أستظل بذروته وأستظل من ذورته فدعوت جمَاعَة من أَصْحَابِي كنت فِي السّفر أرافقهم وَفِي الْحَضَر ألازمهم فقلما أفارقهم وَقد انتظموا فِي الْمَوَدَّة انتظام الدّرّ فِي الأسلاك واتسقوا فِي الصُّحْبَة اتساق الدراري فِي الأفلاك من الطَّوِيل
(وَقد كَثُرُوا عدا وَلَكِن قُلُوبهم ... قد اتّفقت ودا على قلب وَاحِد)
يتجارون إِلَى الْفَضَائِل كتباري الْجِيَاد ويهتزون إِلَى الْفَضَائِل اهتزاز الصعاد قد نجنبوا المشاققة والمحاققة والتزموا بِشُرُوط الْمُوَافقَة والمرافقة فَذكرت لَهُم خطر لي من الْعَزْم فكلهم أَشَارَ بِأَن الحزم فِي الْجَزْم فسرنا وَالشَّمْس قد رفع حجاب الظلام عَنْهَا وَقد تراءت حسنا وراق شبَابًا وشاب جَانب مِنْهَا وَكُنَّا فِي فصل الرّبيع قد رق حسنا وراق شبَابًا وشاب عَارضه)
بالزهر على صبىً فَجعل لَهُ الظل خضابا قد اكتست أرضه وأشجاره واستوت فِي الطّيب هواجره وأسحاره من الوافر
(نجيب الْقَوْم واضاح الْمحيا ... أنيق الرَّوْض مصقول الْأَدِيم)
فَلم نزل نمر مر السَّحَاب ونقف للتنزه وقُوف السراب حَتَّى أشرافنا على وَاد لَا يُعرف قَعْره وَلَا يسْلك وعره قد نزل عَن سمت الأودية وَالْبِقَاع وَأخذ فِي الانحطاط نَظِير مَا أَخذ(17/144)
جبلة فِي الِارْتفَاع وَقد اسْتَدَارَ بِالْجَبَلِ وأحدق وأضحى لعالي سوره كالخندق لَا يسلكه إِلَّا ملك أَو شَيْطَان وَلَا يصل إِلَى قرارته وَلَا مِنْهَا إِلَّا بأمراسٍ ومراس أشطان من الوافر
(سحيق ساخ فِي الْأَرْضين حَتَّى ... حكى فِي العمق أَوديَة الْجَحِيم)
(ولاح الدوح والأنهار فِيهِ ... فخلنا ثمَّ جنَّات النَّعيم)
وعندما أَشْرَفنَا عَلَيْهِ حمدنا التأويب لَا السرى ورأينا مَا لم ير بشعب بوان وَلَا وَادي الْقرى فأجمعنا على النُّزُول إِلَى قراره وَالْمَبِيت بمخيم أشجاره فتحدرنا إِلَيّ تحدر السَّيْل ونزلنا إِلَى بطُون شعابه على ظُهُور الْخَيل وَلم نزل تَارَة نهوي هوي القشاعم وننساب آونةً الْأَنْسَاب الأراقم إِلَى أَن انْقَطَعت أنفاسنا وأنفاس الهوا واحتجب عَنَّا عين الشَّمْس وَكَاد يحتجب وَجه السما وَلما بلغنَا منتهاه بطريقٍ غير مسلوك ونزلنا كَمَا يَقُول الْعَامَّة إِلَى السيدوك إِذا هُوَ وادٍ يذهل لحسنه الْجنان وكأنما هُوَ فِي الدُّنْيَا أنموذج الْجنان وَقد امتدت سماؤه غصوناً عِنْدَمَا هَب الْهَوَاء وفجرت أرضه عيُونا فَالتقى المَاء من الوافر
(فبتنا وَالسُّرُور لنا سميرٌ ... وَمَاء عيونه الصافي مدام)
(تساوه النسيم إِذا تغنت ... حمائمه ويسقيه الْغَمَام)
وَلما طلع الصَّباح علينا طلعنا ودعا دَاعِي السرُور فسمعنا وأطعنا وتعلقنا بذيل الْجَبَل وسققنا فروج المساهب وعلونا عَاتِقه حَتَّى كدنا نلمس عَلَيْهِ عُقُود الْكَوَاكِب وَلما طرنا إِلَيْهِ طيران البزاة إِلَى الأوكار وصعدنا عَلَيْهِ صعُود السراة على الأكوار تكشف للعين وتكسف فَقلت لَهَا مجاوباً ومنصف من المتقارب
(إِذا كنت فِي اللَّيْل تخشى الرَّقِيب ... لِأَنَّك كَالْقَمَرِ المشرقِ)
(وَكَانَ النَّهَار لنا فاضحاً ... فبالله قل لي مَتى نَلْتَقِي)
فَقَالَت إِذْ جنحت شمسي للمغيب فإياك يرى طيفي من النُّجُوم رَقِيب أَو يشوب شباب ذَلِك)
اللَّيْل من أضوائها مشيب وَعَلَيْك بسواد الجفون فكون مِنْهُ لَيْلًا وسويداء الْقُلُوب فأسدل مِنْهُ ذيلاً وانتظار زِيَارَة الطيف وَلَا تجْعَل غير روحك قرى ذَلِك الضَّيْف فابت إِلَى فهمي وراجعني حلمي وأهديتُ إِلَيْهَا لَيْلًا من المداد أستزير فِي جنحه طيف خبالها وأستطلع فِي غسقه بدر كمالها وَجَعَلته كخافيه الْغُرَاب وكشعار الشّعْر أَيَّام الشَّبَاب من السَّرِيع
(كَأَنَّمَا قد ذاب فِيهِ اللمى ... أَو حل فِيهِ الْحجر الْأسود)(17/145)
تعذو جفون الأقلام كحليةً باثمده ووجوه السؤدد مبيضةً بأسوده من السَّرِيع
(يَقُول من أبصره حالكاً ... هَذَا لعمري هُوَ من حالكا)
(أَو ذَاك من حظك بَين الورى ... قلت صَدقْتُمْ إِنَّه ذلكا)
وَقد خدم بِهِ آملاً أَن يستنشق لعبيره نشراًعطراً وَيرى لليله من الْفَضَائِل صبحاً مُسْفِرًا ويشاهد بدر الْفَضَائِل كَيفَ يرق فِي حلله والبلاغة كَيفَ تَغْدُو من تخييله وخوله فحيئذٍ ينشد من السَّرِيع
(أصلحت قرطاسك عَن حسنه ... أشجاره من حكمٍ مثمره)
(مسودة نقشاً ومبيضة ... طرساً كَمثل اللَّيْلَة المقمره)
والرأي أَعلَى فِي إجابه مَا التمسه
كتاب الْبُشْرَى بالنيل لنائب السلطنة بحلب المحروسة وسره بِكُل مبهجةٍ وهنأه بِكُل مُقَدّمَة سرُور تَغْدُو للخصب وَالْبركَة منتجة وَبِكُل نعمى لَا تصبح لمنة السحائب محوجة وَبِكُل رحمى لَا تستبعد لأيامها الْبَارِدَة وَلَا للياليها المثلجة هَذِه الْمُكَاتبَة تفهمه أَن نعم الله وَإِن كَانَت مُتعَدِّدَة ومنحه وَإِن غَدَتْ بالبركات متوددة ومننه وَإِن أَصبَحت إِلَى الْقُلُوب متوددة فَإِن أشملها وأكملها وأجملها وأفضلها وأجزلها وأنهلها وأتمها وأعمها وأضمها وألمها نعْمَة أجزلت المنّ والمنح وأزلت فِي أبرك سفح المقطم أغزر سفح وَأَتَتْ بِمَا أعجب الزراع ويعجل الهراع ويعجز الْبَرْق اللماع ويغل القطاع ويغل الإقطاع وتنبعث أمواهه وأفواجه وتمد خطاها أمواهه وأمواجه ويسبق وَفد الرّيح من حَيْثُ ينبري ويغبط مريخه الْأَحْمَر الْقَمَر لِأَنَّهُ بَيته السرطان كَمَا يغبط الْحُوت لِأَنَّهُ بَين المُشْتَرِي وَيَأْتِي عجبه فِي الْغَد بِأَكْثَرَ من الْيَوْم وَفِي الْيَوْم بِأَكْثَرَ من الأمس وتركتُ الطَّرِيق مجداً كَانَ ظهر بِوَجْهِهِ حمرَة فَهِيَ مَا يعرض للْمُسَافِر من حر الشَّمْس وَلم تكن شقته طَوِيلَة لما قيست بالذراع وَلَوْلَا أَن مقياسه أشرف الْبِقَاع لما اعْتبر مَا)
تَأَخّر مُمل مَا حوله الْمَاضِي بقاع بَينا يكون فِي الْبَاب إِذا هُوَ فِي الطاق وَبينا يكون فِي الاحتراق إِذا هُوَ فِي الاختراق للإغراق وَبينا يكون فِي المجاري إِذا هُوَ فِي السَّوَارِي وَبينا يكون فِي الْحباب إِذْ هُوَ فِي الْجبَال وَبينا يُقَال لزيادته هَذِه الأمواه إِذا يُقَال لغلاتها هَذِه الْأَمْوَال وَبينا يكون مَاء إِذْ أصبح خيرا وَبينا يكْسب تِجَارَة قد أكسب تجربةً وَبينا يُفِيد غزَاة قد أَفَادَ عزاء جسور على الجسور جَيْشه الكرار وَلَو أمست التراع مِنْهُ تراع والبحار مِنْهُ تحار كم حسنت مقاطعاته على مر الجديدين وَكم أعانت ميزاب على مقياسه على الْغَزْو من بِلَاد سيس على العمودين أتم الله لطفه فِي الْإِتْيَان بِهِ على التدرج وإجرائه بِالرَّحْمَةِ الَّتِي تقضي للعيون بالتفرج وللقلوب بالتفريج فَأقبل جَيْشه بمواكبه وَجَاء يطاعن الجدب بالصواري من مراكبه(17/146)
وتصافف لحَاجَة الجسور فِي بيد الْحجَّة ويثاقف الْقَحْط بالتراس من بركه وَالسُّيُوف من خلجه وَلما تَكَامل إيابه وضح فِي ديوَان الْفَلاح والفلاحة حسابه وَأظْهر مَا عِنْده من خسائر التَّيْسِير وودائعه ولقط عموده جمل ذَلِك على أَصَابِعه وَكَانَت السِّتَّة عشر ذِرَاعا تسمى مَاء السُّلْطَان نزلنَا وحصرنا مجْلِس الْوَفَاء الْمَعْقُود واستوفينا شكر الله تَعَالَى بفيض ماهو من زِيَادَته مَحْسُوب وَمن صَدَقَاتنَا مخرج وَمن الْقَحْط مَرْدُود وَوَقع تياره بَين أَيْدِينَا سطوراً تفوق وَعلمت يدنا الشَّرِيفَة بالخلوق وحمدنا السّير كَمَا حمدنا السرى وصرفناه فِي الْقرى للقرى وَلم نحضره فِي الْعَام الْمَاضِي فَعلمنَا لَهُ من الشُّكْر شكراناً وَعمل هُوَ مَا جرى وحضرنا الخليج إِذا بِهِ أُمَم قد تلقونا بِالدُّعَاءِ المجاب وقرظونا فَأمرنَا مَاءَهُ أَن يحثو من سَده كَمَا ورد فِي وُجُوه المادحين التُّرَاب وَمر يُبْدِي المسار وَيُعِيدهَا ويزور منَازِل الْقَاهِرَة ويعودها وَإِذا سُئِلَ عَن أَرض الطبالة قَالَ جُننا بليلى وَعَن خلجها وَهِي جنت بغيرنا وَعَن بركَة الْفِيل قَالَ وَأُخْرَى بِنَا مَجْنُونَة لَا نريدها وَمَا برح حَتَّى تعوض عَن القيعان البقيعة من المراكب بالسرر المرفوعة وَمن الْأَرَاضِي المحروثة من جَوَانِب الأدؤر بالزرابي المبثوثة وانقضى الْيَوْم هَذَا عَن سرورٍ لمثله فليحمد الحامدون وأصبحت مصر جنَّة فِيهَا مَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين وَأَهْلهَا فِي ظلّ الْأَمْن خَالدُونَ فَيَأْخُذ حَظه من هَذِه الْبُشْرَى الَّتِي مَا كتبنَا بهَا حَتَّى كتبت بهَا الرِّيَاح إِلَى نهر المجرة إِلَى الْبَحْر وَالْمُحِيط ونطقت بهَا رَحْمَة الله تَعَالَى إِلَى مجاوري بَيت الله تَعَالَى من لابسي التَّقْوَى ونازعي الْمخيط وبشرت بهَا مطايا الْمسير الَّذِي يسير من قوص غير مَنْقُوص ويتشارك فِي الابتهاج بهَا الْعَالم فَلَا مصر دون)
مصر بهَا مَخْصُوص وَالله تَعَالَى يَجْعَل الْأَوْلِيَاء فِي دولتنا يبتهجون لكل أَمر جليل وجيران الْفُرَات يفرحون بجيران النّيل
وَكتب القَاضِي محيي الدّين يَسْتَدْعِي بعض أَصْحَابه إِلَى الْحمام هَل لَك أَطَالَ الله بقاك إطالة تكرع فِي منهل النَّعيم وتتملى بالسعادة تملي الزهر بالوسمي وَالنَّظَر بالْحسنِ والوسيم فِي الْمُشَاركَة فِي جمع بَين جنَّة ونار وأنواءٍ وأنوار وزهر وأزهار قد زَالَ فِيهِ الاحتشام فَكل عارٍ وَلَا عَار نُجُوم سمائه لَا يعتريها أفول وناجم رخامه لَا يَعْتَرِيه ذبول تنافست العناصر على خدمَة الْحَال بِهِ تنافساً أحسن كل فِيهِ التوسل إِلَى بُلُوغ أربه فَأرْسل مَا جسده جسده من زبده لتقبيل أَخْمُصُهُ إِذْ قصرت همته عَن تَقْبِيل يَده وَلم ير التُّرَاب لَهُ فِي هَذِه الْخدمَة مدخلًا
فتطفل وَجَاء وَمَا علم أنّ التسريح لمن جَاءَ متطفلاً وَالنَّار رَأَتْ أَنه عين مباشرتها وَأَنَّهَا بِفَرْض خدمته لَا تخل وَلِأَن لَهَا حُرْمَة هِدَايَة الضَّيْف فِي السرى وَبهَا دفع القر ونفع الْقرى فأعملت ضدها المَاء فَدخل وَهُوَ حر الأنفاس وغلت مراجله فلأجل ذَلِك دَاخله من صَوت تسكابه الوسواس وَرَأى الْهَوَاء أَنه قصر عَن مطاولة هَذِه المبار فَأمْسك متهيباً ينظر وَلَكِن من خلف زجاجةٍ إِلَى تِلْكَ الدَّار ثمَّ إِن الْأَشْجَار رَأَتْ أَنَّهَا لَا شَائِبَة لَهَا فِي هَذِه الخطوة وَلَا مساهمة(17/147)
فِي تِلْكَ الْخلْوَة فَأرْسلت من الأمشاط أكفاً أَحْسَنت بِمَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْفرق وَمَرَّتْ على سَواد العذار الفاحم كَمَا يمر الْبَرْق وَذَلِكَ بيد قيمٍ قيمٍ بِحُقُوق الْخدمَة عارفٍ بِمَا يُعَامل بِهِ أهل النَّعيم أهل النِّعْمَة خَفِيف الْيَد مَعَ الْأَمَانَة موصوفٌ بالمهارة عِنْد أهل تِلْكَ المهانة لطف أَخْلَاقًا حَتَّى كَأَنَّهَا عتابٌ بَين جحظة وَالزَّمَان وَحسن صنعه فَلَا يمسك يدا إِلَّا بمعروفٍ وَلَا يسرح تسريحاً إِلَّا بِإِحْسَان أبدا يرى من طَهَارَته وَهُوَ ذُو صلف ويشاهد مزيلاً لكل أَذَى حَتَّى لَو خدم الْبَدْر لأزال وَجهه الكلف بِيَدِهِ مُوسَى كَأَنَّهَا صباحٌ ينْسَخ ظلاماً أَو نسيم ينفض عَن الزهر كماماً إِذا أَخذ صابونه أوهم من يَخْدمه بِمَا يمره على جسده أَنه بحرٌ عجاج وَأَنه يَبْدُو مِنْهَا زبد الأعكان الَّتِي هِيَ أحسن من الأمواج فَلهم إِلَى هَذِه اللَّذَّة وَلَا تعد الْحمام أَنَّهَا دَعْوَة أهل الحراف فَرُبمَا كَانَت هَذِه من بَين تِلْكَ الدَّعْوَات فذة وَلَعَلَّ سيدنَا يُشَاهد مَا لَا يحسن وَصفه قلمي وأستحسن وَصفه ليدي وفمي إِذْ جمح عناني فَأَقُول وَإِذا ترامت بِي الخلاعة أَخْلَع مَا يتستر بِهِ ذَوُو الْعُقُول لديّ أبهجك الله غصونٌ قد هزها الْحسن طَربا ورماحٌ لغير كفاحٍ قد نشرت الشُّعُور عذباً وبدورٌ أسدلت من الذوائب غيهباً قد جعلت بَين الخصور والروادف)
من المآزر برزخاً لَا يبغيان وَعلمنَا بهم أننا فِي جنةٍ تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار وَتَطوف علينا بهَا الْولدَان يكَاد المَاء إِذا مر على أَجْسَادهم يُخرجهَا بمره وَالْقلب يخرج إِلَى مباشرتها من الصَّدْر وعجيبٌ من مبَاشر لأمر لَا يلتقيه بصدره إِذا أسدل ذوائبه ترى مَاء عَلَيْهِ ظلٌّ يرف وجوهراً من تَحت عنبر يشف يطْلب كل مِنْهُم السَّلَام وَكَانَ الْوَاجِب طلب السَّلامَة وَكَيف لَا وَقد غَدا كل مِنْهُم أَمِير حسنٍ وشعره المنثور وخاله الْعَلامَة إِذا قلب بأصفر الصفر مَاء على الحضار قلت هَذَا بدرٌ بِيَدِهِ نجمٌ تقسم مِنْهُ أشعة الْأَنْوَار وَإِن أَخذ غسولاً وَأمره على جِسْمه مفركاً لم يبْق عضوٌ إِلَّا واكتسب مِنْهُ لطافةً وَرَاح مدلكاً فَمَا عذرك فِي انتهار الفرص وأقتناص هَذِه الشوارد الَّتِي يجب على مثلك أَن يَغْدُو لَهَا وَقد أقتنص وَالله تَعَالَى يوالي المسار ويجعلها لديك دائمة الِاسْتِقْرَار بمنه وَكَرمه
وَأما شعره فأحسنه المقاطيع وَأما القصائد فَرُبمَا قصر فِيهَا وَمن ذَلِك مَا نقلته من خطه من كتاب فلتة اليراعة ولفتة البراعة قَالَ فِي دواةٍ منزلَة من مجزوء الرجز(17/148)
(دَوَاة مَوْلَانَا بَدَت ... أوصافها مكلمة)
(بحسنها قد شهِدت ... أقلامها المعدله)
(قد أعجزت آياتها ... لِأَنَّهَا منزَّله)
(أمُّ الْكتاب قد غَدَتْ ... لِأَنَّهَا مفصَّلة)
وَقَالَ من الوافر
(ذُبَاب السَّيْف من لحظٍ إِلَيْهِ ... لأخضر صُدْغه بعض انتساب)
(وَلَا عجبٌ إِذا مَا قيل هَذَا ... لَهُ صدغٌ زمرده ذبابي)
وَقَالَ من الدوبيت
(لله ليالٍ أَقبلت بِالنعَم ... فِي ظلّ بناءٍ شاهقٍ كَالْعلمِ)
(بالجيزة والنيل بدا أَوله ... فِي مقتبل الشَّبَاب عِنْد الْهَرم)
وَقَالَ فِي مليح مشطوب من الْبَسِيط
(لَك طرفُ طرفٍ حمى من حسنك السرحه ... كم قد أغار على العشاق فِي صبحه)
(لما علمت بأنو سَابق اللمحه ... عَلَيْهِ قد خفت شطبتو على صحه)
وَقَالَ من الْكَامِل)
(كم قلت لما بت أرشف رِيقه ... وَأرى نقي الدّرّ ثغراً منتقى)
(بِاللَّه يَا ذَاك اللمى متروياً ... كرر عَليّ حَدِيث جيران النقا)
وَقَالَ من المتقارب
(لَئِن سَاءَنِي أَن هَذَا الَّذِي ... من الْعَار فِينَا من العارفينا)
(لقد سرني أَن مَا قد أَتَى ... من الجاه لينًا من الجاهلينا)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(بِي غزالٌ يَغْزُو الورى بجفون ... كل يومٍ سيوفها مشهوره)
(عجبا من لحاظها كَيفَ حَتَّى ... هزمتنا مَعَ أَنَّهَا مكسور)
وَقَالَ من المجتث
(وَبِي من التّرْك أحوى ... حوى الْجمال فَأكْثر)
(من طرفه لي سكرٌ ... من رِيقه لي سُكر)(17/149)
(قد صان فِي الجفن خمرًا ... لأجل ذَا هُوَ يكسر)
وَقَالَ من مجزوء الرمل إِن يكون يضْحك فِي الطيف حَدِيثي ومقالي
(كَيفَ لَا يضْحك مِمَّا ... قصّ مِنْهُ فِي الخيال)
وَقَالَ من مجزوء الرمل جَاءَ الرمْح يحاكيهذا فَلم يحك مِنْهُ قوامه
(فَهُوَ لَا شكّ لهَذَا ... يقرع السن ندامه)
وَقَالَ من مجزوء الْكَامِل
(شكرا لنسمة أَرضهم ... كم بلغت عني تحيه)
(كم قد أَطَالَت بل أطا ... بت فِي رسائلنا الخفيه)
(وَلَا غرو إِن حفظت أحا ... ديث الْهوى فَهِيَ الذكيَّه)
وَقَالَ من مجزوء الرمل
(إِن يمل بالردف فِي السِّرّ ... ج فَمَا ذَاك عَجِيب)
(هُوَ لَا شكّ يرينا ... كَيفَ ينهار الْكَثِيب)
)
وَقَالَ من السَّرِيع
(لَا تقل الرَّوْض من أَحَادِيثه ... عَن غير نمامٍ غَدَتْ خافيه)
(فَإِنَّهُ تنقل أخباره ... إِلَى عينٌ عِنْده صافيه)
وَقَالَ من الْكَامِل
(من شَاءَ يخلد فِي النَّعيم فدونه ... حسنٌ بديعٌ مَا بِهِ تَحْسِين)
(من نَاصِر الوجنات بل من نَاظر ... الجفنين جناتٌ لَهُ وعيون)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(سل سَيْفا من جفْنه ثمَّ أرْخى ... وفرةً وفرت عَلَيْهِ الحميله)
(إِن شكا الخصر طولهَا غير بدع ... لنحيلٍ يشكو اللَّيَالِي الطويله)(17/150)
وَقَالَ من مجزوء الرجز
(إِنِّي كتبت ختمةً ... حررتها كَمَا ترى)
(لله قد نذرت مَا ... فِي بَطنهَا محررا)
وَقَالَ من مجزوء الْخَفِيف
(بِي أحوى وَقد حوى ... كلما يجلب الْهوى)
(غُصْن بانٍ أَظُنهُ ... من دموعي قد ارتوى)
(هُوَ لي قبلةٌ أما ... فرقه خطّ استوا)
(إِن لوى الْوَعْد صُدْغه ... فَهُوَ يَا طالما التوى)
(كم لَهُ من مسلسلٍ ... عَن أبي ذرةٍ روى)
(مِنْهُ دبت عقاربٌ ... خافها الْخَال فانزوى)
(ظَبْي أنسٍ لحاظه ... هِيَ لي الدَّاء والدوا)
(أرعد الرمْح خجلةً ... مِنْهُ والمرهف انطوى)
وَقَالَ من أَبْيَات من مجزوء الْكَامِل أطرافها مَاء النَّعيم بهَا يجول وَيظْهر لَوْلَا السوار لَكَانَ معصمها يذوب ويقطر
(لَا غرو إِن سرقت حَشا ... ي فَإِنَّهَا تتسور)
)
(مَا شِئْت لي من رِيقهَا ... سكرٌ وَلَا سكّر)
(إِن تخل من مسك العذا ... ر فخالها هُوَ عنبر)
(وَأَنت يَا قلبِي الَّذِي قد صبا ... خرجت مثل الصَّبْر عَن أَمْرِي)
(إِنْسَان عَيْني إِن غَدا خاسراً ... للدمع فالإنسان فِي خسر)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(وبطحاء فِي وادٍ بروقك روضها ... وَلَا سِيمَا إِن جاد غيثٌ مبكر)
(تلاحظها عينٌ تفيض بأدمعٍ ... يرقرقها مِنْهَا هُنَالك محجر)(17/151)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(رب روض أزرته بدر تمّ ... حِين غالى فِي تيهه والتجري)
كَانَ ظَنِّي أَن يفضح الْقد بالغصن وَأَن الزلَال بالريق يزري
(فَرَأَيْت الأغصان ذلاًّ لَدَيْهِ ... واقفاتٍ وَالْعين للدمع تذري)
(ثمَّ لما ثنى الْعَنَان عَن النه ... ر غَدا فِي ركابه وَهُوَ يجْرِي)
وَكتب إِلَى وَلَده بحماه من السَّرِيع
(قلبِي الَّذِي صحبتكم قد مضى ... يشْرَح أشواقي إِلَيْكُم شفَاه)
(مر وَلم يرجع بأخباركم ... أَظُنهُ عني حمته حماه)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(نيل مصر لمن تَأمل مرأى ... حسنه معجزٌ من الْحسن معجب)
(كم بِهِ شَاب فودها وعجيبٌ ... كَيفَ شابت بالنيل والنيل يخضب)
وَقَالَ من المديد
(أَيهَا الصَّائِد باللحظ وَمن ... هُوَ من بَين الورى مقتنص)
(لَا تسم طَائِر قلبِي هرباً ... إِنَّه من أضلعي فِي قفص)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(كم قيل قوم بالمجالس خوطبوا ... وَذَاكَ دوا جهالهم فِي التنافس)
(فَقلت لَهُم مَا ذَاك بدع وَإنَّهُ ... لعِنْد الدوا يدعى الخرا بالمجالس)
وَقَالَ من الْخَفِيف)
(خُذ حَدِيثا يزينه الْإِنْصَاف ... لَيْسَ مِمَّا يشينه الِاعْتِرَاف)
(كل من فِي الْوُجُود يطْلب صيدا ... غير أَن الشباك فِيهَا اخْتِلَاف)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(لَئِن جاد لي بالوصل مِنْهُ خاليه ... وَأصْبح مجهوداً رَقِيب ولائم)
(أَلا إِنَّهَا الْأَقْسَام تحرم ساهراً ... وَآخر يَأْتِي رزقه وَهُوَ نَائِم)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(لقد قَالَ لي إِذْ رحت من خمر رِيقه ... أحث كؤوسا من ألذ مقبل)(17/152)
(بلثم شفاهي بعد رشف سلافها ... تنقل فلذات الْهوى فِي التنقل)
وَقَالَ من الْكَامِل
(وَلَقَد أَقُول وَقد شجتني شجةٌ ... تبدو بصبح جَبينه الوضاح)
(الله أكبر قَالَ مَا لَك قلت قد ... نَادَى جبينك فالق الإصباح)
وَقَالَ من المتقارب
(مغاني الْمَدِينَة قد أَصْبحُوا ... وَأنْفق مِنْهُم مغاني الْعَرَب)
(فهم بالعناء وهم بِالْغنَاءِ ... كَمثل الْحمير الشقا والطرب)
وَقَالَ من الوافر
(أرانا رقم صدغيه مِثَالا ... لنا من طرز عَارضه سيبرز)
(وَقَالَ لمبتدٍ فِي نَحْو حبي ... أَلا فاقرأ مُقَدّمَة الْمُطَرز)
وَقَالَ من المنسرح
(وأعور الْعين ظلّ يكشفها ... بِلَا حياءٍ مِنْهُ وَلَا خيفه)
(وَكَيف يلفى الْحيَاء عِنْد فَتى ... عَوْرَته مَا تزَال مكشوفه)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(وبنفسي هويته عجمياً ... لي لذت أَلْفَاظه الغتميه)
(كم حلا عجميةً فَقلت لخلي ... خَلِّنِي والحلاوة العجميه)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(وَبِي أَزْرَق الْعَينَيْنِ لَو أَن مقلتي ... كمقلته الزَّرْقَاء تِلْكَ المطوَّسه)
)
(لدثرت ضيف الطيف من برد مدمعي ... بفروة سنجابٍ بهدبى مقندسه)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(حبذا أسْهم من النبع جَاءَت ... لَك صنع فِيهَا وَالله صنع)
(كَيفَ لثت غمائم النَّقْع مِنْهَا ... برذاذٍ ووابلٍ وَهِي نبع)
وَقَالَ من المنسرح
(كم قطع الطّرق نيل مصرٍ ... حَتَّى لقد خافه السَّبِيل)
(بِالسَّيْفِ وَالرمْح فِي غديرٍ ... وَمن قناةٍ لَهَا نصول)(17/153)
وَقَالَ من الْكَامِل
(يَا من رأى غزلان رامة هَل رأى ... بِاللَّه فيهم مثل طرف غزالي)
(أَحْيَا عُلُوم العاشقين بلحظه ال ... غزال والإحياء للغزالي)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(وَلم أنسه إِذْ قَالَ قُم نودع الدجى ... دخائر وصلٍ فالظلام كتوم)
(فَمَا مثله حرز حريزٌ لِأَنَّهُ ... تبيت عَلَيْهِ للنجوم ختوم)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(مَلَأت اللَّيَالِي من على وختمتها ... فقد أَصبَحت مشحونة بمكارمك)
(ختمت عَلَيْهَا بِالثُّرَيَّا فَقل لنا ... أَهَذا الَّذِي فِي كفها من خواتمك)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(عزيزٌ على الأقلام تَكْلِيف مثلهَا ... من القَوْل والتبيان مَا لَا تُطِيقهُ)
(وَإِن فَمَا فاجى علاك لِسَانه ... وحقك معذورٌ إِذا جف رِيقه)
وَيُقَال من الطَّوِيل
(أَقُول لمن قد رام نقد مدامعي ... وَمن لمعينٍ فِي تأملها ذهب)
(إِذا انتقدوا قولي فَمَا هُوَ بدعةٌ ... وَهل مُنكر إِن رَاح ينْتَقد الذَّهَب)
وَقَالَ من المجتث
(يَا قاتلي بجفونٍ ... قتيلها لَيْسَ يقبر)
(إِن صَبَرُوا عَنْك قلبِي ... فَهُوَ الْقَتِيل المصبر)
)
وَقَالَ من الْبَسِيط
(قل للحفيظ الَّذِي مَا قيل عَنهُ وَلَا ... عَن نده وهما يَوْمًا وَلَا اتهما)
(لَا تكتبن على عَيْني رنا نظرٍ ... للطيف فَهِيَ الَّتِي لم تبلغ الحلما)
وَقَالَ يذم قريته القطيفة من الوافر
(على ذمّ القطيفة اجْتَمَعنَا ... وَإِن حشيت ببردٍ قد تكَرر)
(وَقد أضحى عَلَيْهَا للزميتا ... بياضٌ مِثْلَمَا قد ذَر سكر)
(وَلم يكن المكفن غير شخصٍ ... يكون إِلَى نَوَاحِيهَا مسير)(17/154)
وَقَالَ من مجزوء الْكَامِل
(هذي القطيفة الَّتِي ... لَا تشْتَهي عقلا ونقلا)
(حشيت ببردٍ يابسٍ ... فلأجل ذَاك الحشو تقلى)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(لَا تلوموا دمشق إِن جئتموها ... فَهِيَ قد أوضحت لكم مَا لَدَيْهَا)
إِنَّهَا فِي الْوُجُوه تضحك بالزهرضي الله عَنهُ لمن جَاءَ فِي الرّبيع إِلَيْهَا
(وتراها بالثلج تبصق فِي لح ... ية من مر فِي الشتَاء عَلَيْهَا)
وَقَالَ من أبياتٍ من الْخَفِيف
(قل للعين طيف إلفك سارٍ ... فتباهي لَهُ وَلَو بعواري)
(فتهيت لقُرْبه وتهادت ... من دموع إِلَيْهِ بَين جواري)
(يتسابقن خدمه فتراهن ... لَدَيْهَا كالدر أَو كالدراري)
مِنْهَا من الْخَفِيف
(مفردٌ فِي جماله إِن تبدى ... خجلت مِنْهُ جملَة الأقمار)
كَيفَ أَرْجُو الْوَفَاء مِنْهُ وعاملت غريماً من لحظه ذَا انكسار ذُو حواش تلوح من قلم الريحان فِي خَدّه فجل الْبَارِي
(فِيهِ وجدي محققٌ وسلوي ... وَكَلَام العذول مثل الْغُبَار)
(فلساني فِي وَصفه قلم الشع ... ر ورقي الْمَكْتُوب بالطومار)
3 - (عبد الله بن عبد الْعَزِيز)
أَبُو عبيد الْبكْرِيّ عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن أبي مُصعب الْبكْرِيّ أَبُو عبيد(17/155)
الأندلسي كَانَ أَمِيرا بساحل كورة لبلة وَصَاحب جَزِيرَة سلطيش بلد صَغِيرَة من قرى إشبيلية وَكَانَ مُتَقَدما من مشيخة أُولي الْبيُوت وأرباب النعم بالأندلس فغلبه ابْن عباد على بَلَده وسلطانه فلاذ بقرطبة ثمَّ صَار إِلَى مُحَمَّد بن معن صَاحب المرية فاصطفاه لصحبته وَأثر مُجَالَسَته والأنس بِهِ ووسع راتبه
وَكَانَ مُلُوك الأندلس تتهادى مصنفاته وَمن شعره من الطَّوِيل
(وَمَا زَالَ هَذَا الدَّهْر يلحن فِي الورى ... فيرفع مجروراً ويخفض مبتدا)
(وَمن لم يحط بِالنَّاسِ علما فإنّني ... بلوتهم شَتَّى مسوداً وَسَيِّدًا)
وَكَانَ معاقراً للراح لَا يصحو من خمارها يدمنها أبدا فَلَمَّا دخل رَمَضَان قَالَ يُخَاطب نديمين لَهُ من الطَّوِيل
(خليلي إِنِّي قد طربت إِلَى الكاس ... وتقت إِلَى شم البنفسج والآس)
(فقوما بِنَا نَلْهُو ونستمع الْغِنَا ... ونسرق هَذَا الْيَوْم سرا من النَّاس)
(فَإِن نطقوا كُنَّا نَصَارَى ترهبوا ... وَإِن غفلوا عدنا إِلَيْهِم من الراس)
(وَلَيْسَ علينا فِي التعلل سَاعَة ... وَإِن رتعت فِي عقب شعْبَان من باس)
وَحدث عَن أبي مَرْوَان ابْن حَيَّان وَأبي بكر المصحفي وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الْبر وَكَانَ إِمَامًا لغوياً أخبارياً متفنناً صنف كتاب أَعْلَام النُّبُوَّة وَأَخذه النَّاس عَنهُ وصنف اللآلي فِي شرح نَوَادِر أبي عَليّ القالي والمقال فِي شرح الْأَمْثَال لأبي عبيد واشتاق الْأَسْمَاء ومعجم مَا استعجم من الْبِلَاد والمواضع والنبات وَغير ذَلِك وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
أَبُو مُوسَى الضَّرِير عبد الله بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِأبي مُوسَى كَانَ يُؤَدب الْمُهْتَدي وَكَانَ من أهل بَغْدَاد وَسكن مصر وَحدث بهَا عَن أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي وجعفر بن مهلهل بن صَفْوَان الرَّاوِي عَن ابْن الْكَلْبِيّ وروى عَنهُ يَعْقُوب بن يُوسُف بن خرزاد النجيرمي وَله كتاب فِي الْفرق وَكتاب فِي الْكِتَابَة وَالْكتاب)(17/156)
الْعمريّ الزَّاهِد العابد عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب أَبُو عبد الرحمان الْعَدوي الْمدنِي العابد الزَّاهِد الْقدْوَة روى الْقَلِيل عَن أَبِيه وَأبي طوالة وَغَيرهمَا وَعَن ابْن الْمُبَارك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الله بن عمرَان العابدي عَالما عَاملا قَانِتًا لله منعزلاً يُنكر على مَالك دُخُوله على السُّلْطَان وَله مَنَاقِب توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وعظ الرشيد مرّة فَقَالَ نعم يَا عَم وأتبعة الْأمين والمأمون بكيس فِيهِ ألفا دينارٍ فَلم يَأْخُذهَا وَقَالَ وَهُوَ أعلم يفرقها عَلَيْهِ وَأخذ من الْكيس دِينَارا وَقَالَ كرهت أَن أجمع من سوء القَوْل وَسُوء الْفِعْل وأتى إِلَيْهِ شاخصاً مرّة أُخْرَى فكره مَجِيئه وَجمع العمريين وَقَالَ مَالِي وَلابْن عمكم إحتملته بالحجاز فَأتى دَار مملكتي يُرِيد أَن يفْسد على أوليائي ردُّوهُ عني قَالُوا لَا يقبل منا فَكتب إِلَى عِيسَى بن مُوسَى أَن يرفق بِهِ حَتَّى يردهُ وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة هُوَ عَالم الْمَدِينَة الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث الْمَشْهُور وَهُوَ يُوشك أَن يضْرب النَّاس أكباد الْإِبِل إِلَيْهِ فِي الْعلم فَلَا يَجدونَ أعلم مِنْهُ
جمال الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمَقْدِسِي عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن سرُور الْحَافِظ الْمُحدث جمال الدّين أَبُو مُوسَى ابْن الْحَافِظ الأوحد أبي مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة(17/157)
وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَعشْرين وسِتمِائَة سمع الْكثير بالحجاز وإربل والموصل ونيسابور وإصبهان ومصر وعني بِالْحَدِيثِ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَخرج وَأفَاد وَقَرَأَ الْقُرْآن على عَمه الْعِمَاد وتفقه على الشَّيْخ الْمُوفق وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة بِبَغْدَاد على أبي الْبَقَاء وَكَانَت قِرَاءَته صَحِيحَة سريعة مليحة لَهُ عبَادَة وورع ومجاهدة وَكَانَ جواداً كَرِيمًا وَلما مَاتَ رثاه جمَاعَة
النُّور ابْن عبد الْكَافِي عبد الله بن عبد الْكَافِي نور الدّين بن ضِيَاء الدّين ابْن الْخَطِيب الْكَبِير جمال الدّين عبد الْكَافِي بن عبد الْملك بن عبد الْكَافِي الربعِي الدِّمَشْقِي الشُّرُوطِي الأديب ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة تسع وسِتمِائَة وَكَانَ حسن الْكِتَابَة لَهُ نظمٌ وَفِيه لعبٌ وَعشرَة وانطباع
ابْن الْقشيرِي عبد الله بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن الإِمَام أَبُو سعد ابْن الإِمَام الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي كَانَ أكبر)
أَوْلَاد الشَّيْخ وَكَانَ كَبِير الشَّأْن فِي السلوك ذكياً أصولياً غزير الْعَرَبيَّة سمع وَحدث وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
3 - (عبد الله بن عبد الله)
3 - (بن الْحَارِث بن نَوْفَل)
أَخُو إِسْحَاق وَمُحَمّد روى عَن أَبِيه وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن خباب بن الْأَرَت وَعبد الله بن شَدَّاد توفّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
الْأنْصَارِيّ عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك الْأنْصَارِيّ روى عَن ابْن عمر وَأنس بن مَالك وجده لأمه عتِيك بن الْحَارِث وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة(17/158)
ابْن عبد الله بن عمر عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُم وصيُّ أَبِيه سمع أَبَاهُ وَأَبا هُرَيْرَة وَأَسْمَاء بنت زيد بن الْخطاب وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن ماجة وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة
ابْن رَأس الْمُنَافِقين عبد الله بن أُبيّ بن سلول كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يثني عَلَيْهِ وَهُوَ ابْن عبد الله رَأس الْمُنَافِقين وَله ذكر فِي تَرْجَمَة أَبِيه عبد الله بن أبيّ إستشهد عبد الله يَوْم الْيَمَامَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروت عَنهُ عَائِشَة وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
أَبُو الْعَبَّاس الصفري عبد الله بن عبد الله الصفري أَبُو الْعَبَّاس أديب شَاعِر ناثر لَقِي أَعْيَان الْمَشَايِخ وَأخذ عَنْهُم الْأَدَب مِنْهُم الْفَارِسِي وَابْن خالويه والزجاجي وَكَانَ من شعراء سيف الدولة بن حمدَان
مرض أَبُو فراس فَلم يعده الصفري فَكتب إِلَيْهِ أَبُو فراس من الْكَامِل
(إِنِّي مَرضت فَلم يعدني عائدٌ ... مِمَّن قضيت حُقُوقه فِيمَا مضى)
(إِن الْحُقُوق وَإِن تطاول عهدها ... دينٌ يحل وواجباتٌ تقتضى)
(لَوْلَا الْجَمِيل وَحفظ مَا أسفلتم ... يَا ظالمين لَقلت لَا يعد الرضى)
(يَا تاركين عيادتي بتعمدٍ ... إِن تمرضوا لَا تَعْدَمُوا مني القضا)
فَأجَاب الصفوري من الْكَامِل)
(شكوى الْأَمِير لما شكاه مودعٌ ... أحشاءنا وقلوبنا جمر الغضا)
(مَا فِي الْمُرُوءَة أَن نرَاهُ يشتكي ... مَا الْعدْل إِلَّا أَن يَصح ونمرضا)(17/159)
(عوضت من ألمٍ ألمَّ سَلامَة ... إِن السَّلامَة خير شَيْء عوضا)
(فانهض بمجدٍ أَنْت محيي رسمه ... فالمجد لَيْسَ بناهضٍ أَو تنهضا)
وَحضر مجْلِس سيف الدولة وَعِنْده القَاضِي أَبُو حَفْص قَاضِي حلب فَجرى ذكر الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين وهما من الطَّوِيل
(وَلَيْسَ صرير النعش مَا تسمعونه ... وَلكنه أصلاب قومٍ تقصف)
(وَلَيْسَ نسيم الْمسك ريا حنوطه ... وَلكنه ذَاك الثَّنَاء المخلف)
فاستحسنا وَقَالَ سيف الدولة هما لبَعض الْمُحدثين وَذهب عني اسْمه فَقَالَ القَاضِي هما الخنساء فَقَالَ سيف الدولة للصفري أتعرف لمن هما قَالَ نعم هما لأبي عبد الرحمان العطوي قَالَ صدقت وَأمره بإجازتهما فَقَالَ ارتجالاً وَذكر أَبَاهُ أَبَا الهيجاء من الطَّوِيل
(لقد ضم مِنْهُ قَبره كل سؤددٍ ... وكل عَلَاء حَده لَيْسَ يُوصف)
(وأضحى الندا مذ غَابَ عَنَّا خياله ... وأركانه من شدَّة الوجد تضعف)
(على أَن صرف الدَّهْر لَا در دره ... يسر أُنَاسًا بالحمام ويسعف)
(أَلا يَا أَمِيرا عَم ذَا الْخلق جوده ... وأضحى بِهِ شعري على الشّعْر يشرف)
(حسامك يجْرِي من دم الْقرن حَده ... ورمحك فِي يَوْم الكريهة يرعف)
(وَأَنت إِذْ عد الْكِرَام مقدمٌ ... وَغير إِن عد الْكِرَام مخلف)
قلت هَذِه الأبيات فِي الارتجال كثيرةٌ جَيِّدَة فِي الروية وسطٌ وَلَكِن أَيْن هَذِه الأبيات من الْبَيْتَيْنِ المقدمين
شرف الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ الصُّوفِي عبد الله بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ شيخ الشُّيُوخ تَاج الدّين الْجُوَيْنِيّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي ولد سنة ثمانٍ وسِتمِائَة وَسمع من أَبِيه وَأبي الْقَاسِم بن صصرى وَأبي صَادِق بن صباح وَابْن اللتي وروى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والمزي والبرزالي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا مُحْتَرما بَين الصُّوفِيَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة)(17/160)
أَمِين الدّين الرهاوي عبد الله بن عبد الله أَمِين الدّين الرهاوي الدِّمَشْقِي تربية ابْن الكريدي ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله بَين الْعِيدَيْنِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة سمع وقتا من ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَطلب بِنَفسِهِ وقتا بعد سَبْعمِائة وَنسخ الْأَجْزَاء وارتزق بِالْكِتَابَةِ فِي زرع وَغَيرهَا
3 - (عبد الله بن عبد الْملك)
ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان عبد الله بن عبد الْملك بن مَرْوَان ولي الْغَزْو وَبنى المصيصة وَولي إمرة مصر بعد عَمه عبد الْعَزِيز وَلما مَاتَ فِي حُدُود الْمِائَة ترك ثَمَانِينَ مدىً ذهب
ابْن الْقَابِض عبد الله بن عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن شبويه بن الْقَابِض أَبُو زيد الإصبهاني سمع بهَا الْكثير من أبي طَاهِر أَحْمد بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ وَإِبْرَاهِيم بن مَنْصُور سبط بحرويه وَأبي الطّيب عبد الرَّزَّاق بن عمر بن شمسه وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد الصريفيني وَابْن النقور وَابْن غَالب الْعَطَّار وَابْن البشري وَأبي بكر الْخَطِيب وأمثالهم وَكَانَت لَهُ معرفَة ودراية وَحدث باليسير وَتُوفِّي بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
ابْن الْحجَّاج عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن علاف بن خلف بن طلائع الْمسند المعمر أَبُو عِيسَى الْأنْصَارِيّ النجاري الْمصْرِيّ الرزاز الْمَعْرُوف بِابْن الْحجَّاج بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة بِجمع حَاج ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة سمع البوصيري وَابْن ياسين وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر والحافظ عبد الْغَنِيّ وَغَيرهم وَهُوَ آخر من روى بِالسَّمَاعِ عَن البوصيري وَابْن ياسين وَكَانَ شَيخا حسنا صَحِيح السماع عالي الْإِسْنَاد روى عَنهُ الدمياطي والدواداري وَابْن جمَاعَة وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ وَأحمد ابْن حسن ابْن شمس الْخلَافَة وَخلق كثير وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده عبد الْحق بن عبد الله فِي مَكَانَهُ(17/161)
تَقِيّ الدّين بن جبارَة الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة بن عبد الْوَلِيّ الإِمَام تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ ابْن الْفَقِيه الْمَقْدِسِي)
الصَّالِحِي إمامٌ مفت مدرس صَالح عَارِف بِالْمذهبِ متبحرٌ فِي الْفَرَائِض والحبر والمقابلة كَبِير السن توفّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة
الحَجبي الْبَصْرِيّ عبد الله بن عبد لوهاب الحَجبي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ
وثقة أَبُو حَاتِم وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (عبد الله بن عبيد الله)
ابْن البيع الْمُؤَدب عبد الله بن عبيد الله بن يحيى أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب الْمَعْرُوف بِابْن البيع كَانَ ثِقَة
وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة
أَبُو عبد الرحمان المعيطي عبد الله بن عبيد الله بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله أَبُو عبد الرحمان الْأمَوِي المعيطي الْقُرْطُبِيّ وَكَانَ من أهل الشّرف والسؤدد بُويِعَ بالخلافة بشرق الأندلس وخطب لَهُ ثمَّ خلع فَصَارَ إِلَى كتامة وَكَانَ مُجَاهِد صَاحب دانية قد قدم هَذَا المعيطي أَن يكون أَمِير الْمُؤمنِينَ بِعَمَلِهِ فَبَقيَ مُدَّة ثمَّ خلعه ونفاه فالتجأ إِلَى كتامة وَبَقِي لَا يرفع للدنيا رَأْسا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
أَبُو مُحَمَّد التَّيْمِيّ مُؤذن الْحرم عبد الله بن عبيد الله بن أبي ملكية أَبُو مُحَمَّد(17/162)
وَأَبُو بكر التَّيْمِيّ الْمَكِّيّ الْأَحول مُؤذن الْحرم قَاضِي مَكَّة لِابْنِ الزبير روى عَن جده أبي ملكية وَله صُحْبَة وَعَن عَائِشَة وَأم سَلمَة وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن عَمْرو وَطَائِفَة وثقة غير واحدٍ وَالصَّحِيح أَنه أدْرك ثَلَاثِينَ من الصَّحَابَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
الجندعي الْمَكِّيّ عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ الْمَكِّيّ روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَجَمَاعَة وَهُوَ من أفْصح أهل مَكَّة قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
الْهُذلِيّ عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ حَدِيثا)
وَتُوفِّي أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (عبد الله بن عُثْمَان)
أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ عبد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن(17/163)
كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة ابْن كَعْب بن لؤَي بن غَالب بن فهر الْقرشِي التَّيْمِيّ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ابْن أبي قُحَافَة أمه أم الْخَيْر بنت صَخْر بن عَامر بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة وَاسْمهَا سلمى قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَخْتَلِفُونَ أَن أَبَا بكرٍ شهد بَدْرًا بعد مهاجرته مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَلم يكن رَفِيقه غَيره وَهُوَ كَانَ مؤنسه فِي الْغَار وَهُوَ أول من أسلم من الرِّجَال فِي قَول طَائِفَة من أهل الْعلم بالسير وَالْخَبَر وَأول من صلى مَعَ رَسُول اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَكَانَ يُقَال لَهُ عَتيق لجماله وعتاقة وَجهه وَقيل لِأَنَّهُ لم يكن فِي نسبه شَيْء يعاب بِهِ وَقيل كَانَ لَهُ أَخَوان أَحدهمَا عَتيق بِفَتْح الْعين وَالْآخر عَتيق بِضَم الْعين فَمَاتَ عَتيق قبله فَسُمي باسمه وَقيل لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من سره أَن ينظر إِلَى عتيقٍ من النَّار فَلْينْظر إِلَى هَذَا يَقُول حسان بن ثَابت من الْبَسِيط
(إِذا تذكرت شجواً من أخي ثقةٍ ... فاذكر أَخَاك أَبَا بكرٍ بِمَا فعلا)
(خير الْبَريَّة أتقاها وأعدلها ... بعد النَّبِي وأوفاها بِمَا حملا)
(وَالثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُود مشهده ... وَأول النَّاس مِنْهُم صدق الرسلا)
(وَالثَّانِي اثْنَيْنِ فِي الْغَار المنيف وَقد ... طَاف الْعَدو بِهِ إِذْ صعدوا الجبلا)
(وَكَانَ حب رَسُول الله قد علمُوا ... خير الْبَريَّة لم يعدل بِهِ رجلا)
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان من الطَّوِيل
(وَإِنِّي لأرجو أَن يقوم بأمرنا ... ويحفظه الصّديق والمرء من عدي)
(أولاك خِيَار الْحَيّ فَهُوَ بن مالكٍ ... وانصار هَذَا الدّين من كل معتدي)
وَقَالَ أَبُو محجن الثَّقَفِيّ من الطَّوِيل
(وَسميت صديقا وكل مهاجرٍ ... سواك يُسمى باسمه غير مُنكر)
(سبقت إِلَى الْإِسْلَام وَالله شاهدٌ ... وَكنت جَلِيسا بالعريش المشهر)
(وبالغار إِذْ سميت بِالْغَارِ صاحباً ... وَكنت رَفِيقًا للنَّبِي المطهر)(17/164)
)
وَسمي الصّديق لبداره إِلَى تَصْدِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَا جَاءَ بِهِ وَقيل لتصديقه فِي خبر الْإِسْرَاء وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وجيهاً رَئِيسا كَانَت الأشناق وَهِي الدِّيات إِلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَأسلم على يَدَيْهِ الزبير وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرحمان بن عَوْف وَأسلم وَله أَرْبَعُونَ ألفا أنفقها كلهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي سَبِيل الله وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا نَفَعَنِي مالٌ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكرٍ وَأعْتق سَبْعَة كَانُوا يُعَذبُونَ فِي الله مِنْهُم بِلَال وعامر بن فهَيْرَة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دعوا لي صَاحِبي فَإِنَّكُم قُلْتُمْ كذبت وَقَالَ لي صدقت وَقَالَ إِن من أَمن النَّاس عَليّ من صحبته وَمَاله أَبَا بكر وَلَو كنت متخذاً خَلِيلًا لَا تخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام لَا تبقين فِي الْمَسْجِد خوخةٌ إِلَّا خوخة أبي بكر وَقَالُوا لأسماء مَا أَشد مَا رَأَيْت الْمُشْركين بلغُوا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت كَانَ الْمُشْركُونَ قعُودا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فتذاكروا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يَقُول فِي آلِهَتهم فَبينا هم كَذَلِك إِذْ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد فَقَامُوا إِلَيْهِ وَكَانُوا إِذا سَأَلُوهُ عَن شَيْء صدقهم فَقَالُوا أَلَسْت تَقول آلِهَتنَا كَذَا وَكَذَا قَالَ بلَى قَالَت فتشبثوا بِهِ بأجمعهم فَأتى الصَّرِيخ إِلَى أبي بكر فَقيل لَهُ أدْرك صَاحبك فَخرج أَبُو بكر حَتَّى دخل الْمَسْجِد فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّاس مجتمعون عَلَيْهِ فَقَالَ وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم فلهوا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَقْبلُوا على أبي بكر رَضِي الله عَنهُ يضربونه قَالَت فَرجع إِلَيْنَا فَجعل لَا يمس شَيْئا من غدائره إِلَّا جَاءَ مَعَه وَهُوَ يَقُول تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وَقَالَ أَبُو بكر قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن فِي الْغَار لَو أَن أحدهم ينظر إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرنَا تَحت قَدَمَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما وَعَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ أَتَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلته عَن شَيْء فَأمرهَا أَن ترجع إِلَيْهِ فَقَالَت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن جِئْت وَلم أجدك تَعْنِي الْمَوْت فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم تجديني فَأتي أَبَا بكر قَالَ الشَّافِعِي فِي(17/165)
هَذَا دليلٌ على أَن الْخَلِيفَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر وَعَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم اقتدوا باللذين من بعدِي أَبُو بكر وَعمر واهتدوا بِهَدي عمار وتمسكوا بِعَهْد ابْن أم عبد وَعَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ كَانَ رُجُوع الْأَنْصَار يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة بكلامٍ)
قَالَه عمر بن الْخطاب أنشدتكم الله هَل تعلمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر أَبَا بكر أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالُوا اللَّهُمَّ نعم قَالَ فَأَيكُمْ تطيب نَفسه أَن يُزِيلهُ عَن مقامٍ أَقَامَهُ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا كلهم كلنا لَا تطيب نَفسه ونستغفر الله وَقَالَ قيس بن عباد قَالَ لي عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرض ليَالِي وأياماً يُنَادى بِالصَّلَاةِ فَيَقُول مروا أَبَا بكر يصل بِالنَّاسِ فَلَمَّا قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نظرت فَإِذا الصَّلَاة علم الْإِسْلَام وقوام الدّين فرضينا لدنيانا من رَضِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لديننا فَبَايعْنَا أَبَا بكر وَعَن عبد الله بن زَمعَة ابْن الْأسود قَالَ كنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عليلٌ فَدَعَاهُ بِلَال إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ لنا مروا من يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَ فَخرجت فَإِذا عمر فِي النَّاس وَكَانَ أَبُو بكر غَائِبا فَقلت قُم يَا عمر فصل بِالنَّاسِ فَقَامَ عمر فَلَمَّا كبر سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَوته وَكَانَ مجهراً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَيْنَ أَبُو بكر يَأْبَى الله ذَلِك والمسلمون فَبعث إِلَى أبي بكر فجَاء بعد أَن صلى عمر تِلْكَ الصَّلَاة وَصلى بِالنَّاسِ طول علته حَتَّى مَاتَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ مَسْرُوق حب أبي بكرٍ وَعمر وَمَعْرِفَة فضلهما من السّنة وَكَانَ أَبُو بكر رجلا نحيفاً أَبيض خَفِيف العارضين أجنى لَا تسْتَمْسك أزرته تسترخي عَن حقْوَيْهِ معروق الْوَجْه غائر الْعَينَيْنِ نأتىء الْجَبْهَة عاري الأشاجع كَذَا وَصفته انته عَائِشَة بُويِعَ بالخلافة فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة ثمَّ بُويِعَ الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد ذَلِك الْيَوْم وتخلف عَن بيعَته سعد بن عبَادَة وطائفةٌ من الْخَزْرَج وفرقةٌ من قُرَيْش ثمَّ بَايعُوهُ بعد غير سعد وَقيل لم يتَخَلَّف أحد وَقيل تخلف عَليّ وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وخَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ ثمَّ بَايعُوهُ وَقيل إِن عليا لم يبايعه إِلَّا بعد موت فَاطِمَة(17/166)
وَلم يزل سَامِعًا مُطيعًا لَهُ يثني عَلَيْهِ ويفضله وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر أَبْطَأَ عَليّ عَنهُ بيعَته وَجلسَ فِي بَيته فَبعث إِلَيْهِ أَبُو بكر مَا بطأ بك عني أكرهت إمارتي فَقَالَ عَليّ مَا كرهت إمارتك وَلَكِنِّي آلَيْت أَن لَا أرتدي رِدَائي إِلَّا إِلَى صَلَاة حَتَّى اجْمَعْ الْقُرْآن قَالَ ابْن سِيرِين فبلغني أَنه كتبه على تَنْزِيله وَلَو أُصِيب ذَلِك الْكتاب لوجد فِيهِ علم كثير وَعَن ابْن أبجر قَالَ لما بُويِعَ لأبي بكر جَاءَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب إِلَى عَليّ فَقَالَ غَلَبَكُمْ على هَذَا الْأَمر أرذل بَيت فِي قُرَيْش أما وَالله لأَمْلَأَنهَا خيلاً ورجالاً فَقَالَ عَليّ مازلت عَدو الْإِسْلَام وَأَهله)
فَمَا ضرّ ذَلِك الْإِسْلَام وَأَهله شَيْئا إِنَّا رَأينَا أَبَا بكر أَهلا وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن الْمُبَارك
وَعَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عليا وَالزُّبَيْر كَانَا حِين بُويِعَ لأبي بكر يدخلَانِ على فَاطِمَة فيشاورانها ويتراجعان فِي أَمرهم فَبلغ ذَلِك عمر فَدخل عَلَيْهَا فَقَالَ يَا بنت سَوَّلَ الله مَا كَانَ من الْخلق أحدٌ أحب إِلَيْنَا من أَبِيك وَمَا أحدٌ أحب إِلَيْنَا بعده مِنْك وَقد بَلغنِي أَن هَؤُلَاءِ النَّفر يدْخلُونَ عَلَيْك وَلَئِن بَلغنِي لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَن ثمَّ خرج وجاءوها فَقَالَت لَهُم إِن عمر قد جَاءَنِي وَحلف لَئِن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بهَا فانظروا فِي أَمركُم وَلَا ترجعوا إِلَيّ فانصرفوا فَلم يرجِعوا حَتَّى بَايعُوا أَبَا بكر وَعَن عبد الله بن أبي بكر أَن خَالِدا بن سعيد لما قدم من الْيمن بعد وَفَاة سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تربص ببيعته شَهْرَيْن وَلَقي عَليّ بن أبي طَالب وَعُثْمَان بن عَفَّان وَقَالَ يَا بني عبد منَاف لقد طبتم نفسا عَن أَمركُم يَلِيهِ غَيْركُمْ فَأَما أَبُو بكر فَلم يحفل بهَا وَأما عمر فأضطغنها عَلَيْهِ فَلَمَّا بعث أَبُو بكر خَالِدا أَمِيرا على ربعٍ من أَربَاع الشَّام وَكَانَ أول من اسْتعْمل عَلَيْهَا فَجعل عمر يَقُول أتؤمره وَقد قَالَ مَا قَالَ فَلم يزل بِأبي بكر حَتَّى عَزله وَولى يزِيد بن أبي سُفْيَان وَقَالَ ابْن أبي عزة الجُمَحِي من الْكَامِل
(شكرا لمن هُوَ بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصّديق)
(من بَعْدَمَا دحضت بسعدٍ نَعله ... وَرَجا رَجَاء دونه العيوق)
(جَاءَت بِهِ الْأَنْصَار عاصب رَأسه ... أَتَاهُم الصّديق والفاروق)
(وَأَبُو عُبَيْدَة وَالَّذين إِلَيْهِم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق)
(كُنَّا نقُول لَهَا عليٌ وَالرِّضَا ... عمرٌ وأولاهم بِذَاكَ عَتيق)
(فدعَتْ قُرَيْش باسمه فَأَجَابَهُ ... إِن المنوه باسمه الموثوق)
وَلما قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارتجت مَكَّة فَسمع بذلك أَبُو قُحَافَة فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أمرٌجلل فَمن ولي بعده قَالُوا ابْنك قَالَ فَهَل رضيت بذلك بَنو عبد منَاف وَبَنُو الْمُغيرَة قَالُوا نعم قَالَ لَا مَانع لما أعْطى الله وَلَا معطي لما(17/167)
مَنعه الله وَمكث أَبُو بكر فِي خِلَافَته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر إِلَّا خمس ليالٍ وَقيل سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسبع ليالٍ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق توفّي أَبُو بكر على رَأس سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر واثنتي عشرَة لَيْلَة من متوفى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ غَيره وَعشرَة أَيَّام وَقَالَ غَيره وَعشْرين يَوْمًا وَقَالَ أَبُو معشر سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر إِلَّا ربع ليالٍ وَقَالَ غَيره)
سنتَيْن وَمِائَة يَوْم وَكَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ
وَسبب مَوته أَنه اغْتسل فِي يومٍ باردٍ فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يخرج للصَّلَاة وَيَأْمُر عمر بِالصَّلَاةِ وَعُثْمَان ألزم النَّاس لَهُ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق توفّي يَوْم الْجُمُعَة لسبع ليالٍ بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل عشي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَأوصى أَن تغسله أَسمَاء بنت عُمَيْس فغسلته وَصلى عَلَيْهِ عمر بن الْخطاب وَنزل فِي قَبره عمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرحمان ابْن أبي بكر وَدفن لَيْلًا فِي بَيت عَائِشَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يخْتَلف أَن سنه انْتَهَت إِلَى ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة إِلَّا مَا لَا يَصح وَكَانَ نقش خَاتمه نعم الْقَادِر الله وَقيل عبد ذليل لرب جليل وَكَانَ قد حرم الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة هُوَ وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ عُرْوَة عَن عَائِشَة إِن أَبَا بكر لم يقل بَيت شعرٍ فِي الْإِسْلَام وَقد أورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي أول الْعُمْدَة قَالَ قَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فِي غَزْوَة عُبَيْدَة بن الْحَارِث رَوَاهُ بن إِسْحَاق وَغَيره من الطَّوِيل
(أَمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث ... أرقت وأمرٍ فِي الْعَشِيرَة حَادث)
(ترى من لؤَي فرقة لَا يصدها ... عَن الْكفْر تذكيرٌ وَلَا بعث باعث)
(رسولٌ أَتَاهُم صَادِق فتكذبوا ... عَلَيْهِ وَقَالُوا لست فِينَا بماكث)
(إِذا مَا دعوناهم إِلَى الْحق أدبروا ... وهروا هرير المجحرات اللواهث)
(فكم قد متْنا فيهم بقرابةٍ ... وَترك التقى شَيْء لَهُم غير كارث)
(فَإِن يرجِعوا عَن كفرهم وعقوقهم ... فَمَا طَيّبَات الْحل مثل الحبائث)
(وَإِن يركبُوا طغيانهم وضلالهم ... فَلَيْسَ عَذَاب الله عَنْهُم بلابث)(17/168)
(وَنحن أناسٌ من ذؤابة غالبٍ ... لنا الْعِزّ مِنْهَا فِي الْفُرُوع الأثائث)
(فأولي بِرَبّ الراقصات عشيةٍ ... حراجيج تخدي فِي السريح الرثائث)
(كأدم ظباء حول مَكَّة عكفٍ ... يردن حِيَاض الْبِئْر ذَات النبائث)
(لَئِن لم يفيقوا عَاجلا من ضلالهم ... وَلست إِذا آلَيْت قولا بحانث)
(لتبتدرنهم غارةٌ ذَات مصدقٍ ... تحرم أطهار النِّسَاء الطوامث)
(تغادر قَتْلَى تعصب الطير حَولهمْ ... وَلَا يرأف الْكفَّار رأف ابْن حَارِث)
(فأبلغ بني سهمٍ لديك رِسَالَة ... وكل كفورٍ يَبْتَغِي الشَّرّ باحث)
(فَإِن تشعثوا عرضي على سوء رَأْيكُمْ ... فَإِنِّي من أعراضكم غير شاعث)
)
قلت مَا أَظن أَن لحسان بن ثابتٍ الْأنْصَارِيّ مثل هَذِه الأبيات لِأَنَّهَا فِي هَذِه القافية الثائية وَهِي فِي غَايَة الفصاحة والعذوبة وانسجام التَّرْكِيب فَرضِي الله عَنهُ وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم العَاصِي من الْبَسِيط
(قَالُوا تحب أَبَا بكر فَقلت لَهُم ... لم لَا أحب الَّذِي أرجوه يشفع لي)
(نعم وَمن مذهبي أَنِّي أقدمه ... على الإِمَام مبيد الْكَافرين عَليّ)
(وَجُمْلَة الْأَمر أَن الله قدمه ... فالفعل من قبل الرحمان لَا قبلي)
أَبُو عبد الرحمان الْعَتكِي عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة بن أبي راود مَيْمُون(17/169)
الْأَزْدِيّ الْعَتكِي أَبُو عبد الرحمان الْمروزِي عَبْدَانِ أَخُو عبد الْعَزِيز شَاذان وهما سبطا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد روى عَن عبد الله البُخَارِيّ وروى مسلمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَجَمَاعَة كَثِيرُونَ كَانَ ثِقَة إمامأً تصدق فِي حَيَاته بِأَلف ألف دِرْهَم وَكتب كتب ابْن الْمُبَارك بقلمٍ وَاحِد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ مَا سَأَلَني أحدٌ حَاجَة إِلَّا قُمْت لَهُ بنفسي فَإِن تمّ وَإِلَّا قُمْت لَهُ بِمَالي فَإِن تمّ وَإِلَّا استعنت بالإخوان فَإِن تمّ وَإِلَّا استعنت بالسلطان
أَبُو عَمْرو الْأمَوِي عبد الله بن عُثْمَان أَبُو عَمْرو الْأمَوِي الْبَغْدَادِيّ صَدُوق سم عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة
أَسد الشَّام اليونيني عبد الله بن عُثْمَان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد اليونيني الزَّاهِد أَسد الشَّام رَحمَه الله كَانَ شيخأً طوَالًا مهيباً حاد الْحَال كَأَنَّهُ نَار جمع خطيب زملكا مناقبه وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وسَاق الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فِي نصف كراسة
أَبُو بِمُحَمد الواثقي الصادع بِالْحَقِّ عبد الله بن عُثْمَان بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو مُحَمَّد الواثقي حدث بخراسان عَن جده وَكَانَ اديباً شَاعِرًا وَجَرت لَهُ أحوالٌ وتقلبت بِهِ أمورٌ وعجائب كَانَ يخْطب بنصيبين وَيشْهد عِنْد الْحُكَّام ففسق فَخرج مِنْهَا إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَتوجه إِلَى بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر واتصل بِالْملكِ بغراخان)
وَصَارَت لَهُ عِنْده منزلَة وَكَانَ أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الْفَقِيه قد قصد بِلَاد الْخَانِية وَاجْتمعَ مَعَ الواثقي وكتبا كتبا عَن الإِمَام الْقَادِر بتقليد الواثقي الْعَهْد بعده وَأظْهر ذَلِك وَتقدم بِأَن يخْطب لَهُ فِي بِلَاده بعد الْخَلِيفَة وتلقب بالصادع بِالْحَقِّ وشاع هَذَا الحَدِيث ووردت الْأَخْبَار إِلَى الْقَادِر فانرعج وخطب بِولَايَة الْعَهْد لوَلَده أبي(17/170)
الْفضل مُحَمَّد ولقبه الْغَالِب بِاللَّه وعمره إِذْ ذَاك خمس سِنِين وَمَات بغراخان وَملك بعده قراخان وكاتبه الْقَادِر بِاللَّه بإبعاد الواثقي فأبعد فوصل بَغْدَاد مختفياً وَبلغ الْقَادِر خَبره فَطَلَبه فانحدر إِلَى الْبَصْرَة وَمضى إِلَى فَارس وعاود بِلَاد التّرْك وَجَاء إِلَى خوارزم وفارقها وَقصد الْأَمِير يَمِين الدولة مَحْمُود سبكتكين فَأَخذه وسجنه فِي بعض القلاع إِلَى أَن مَاتَ وَمن شعره من الْكَامِل
(قمرٌ ضِيَاء وصاله من وَجهه ... يَبْدُو وظلمة هجره من شعره)
(والمسك خالطه الرَّحِيق رضابه ... سحرًا ودر شنوفه من ثغره)
(وسدته عضدي ونثر محاجري ... لونان مثل عقوده فِي نَحره)
(وبدا الصَّباح فَمد نَحْو قراطقٍ ... يَده وَشد مزرها فِي خصره)
وَمِنْه من السَّرِيع
(وليلةٍ شَاب بهَا المفرق ... بل جمد النَّاظر والمنطق)
(كَأَنَّمَا حم الغضا بَيْننَا ... وَالنَّار فِيهِ ذهبٌ محروق)
(أَو سبج فِي ذهبٍ أحمرٍ ... بَينهمَا نيلوفرٌ أَزْرَق)
البطليوسي عبد الله بن عُثْمَان البطليوسي الْعمريّ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْفَقِيه الشَّاعِر توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره
3 - (عبد الله بن عدي)
الصَّابُونِي عبد الله بن عدي أَبُو عبد الرحمان الصَّابُونِي توفّي ببخارا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَله شَيْء فِي الرَّد على ابْن حبَان فِيمَا تَأَول من الصِّفَات
ابْن الْقطَّان الْحَافِظ عبد الله بن عدي بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مبارك أَبُو(17/171)
أَحْمد الْجِرْجَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْقطَّان
رَحل لمصر الشَّام رحلتين وَسمع الْكِبَار وروى عَنهُ جمَاعَة وَكَانَ مصنفاً حَافِظًا لَهُ كتاب الْكَامِل فِي معرفَة الضُّعَفَاء فِي غَايَة الْحسن ذكر فِيهِ كل من تكلم فِيهِ وَلَو كَانَ من رجال الصَّحِيح وَذكر فِي كل تَرْجَمَة حَدِيثا فَأكْثر من غرائب ذَلِك الرجل ومناكيره وَتكلم لى الرِّجَال بِكَلَام مصنفٍ قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر كَانَ ثِقَة على لحنٍ فِيهِ وَكَانَ لَا يعرف الْعَرَبيَّة مَعَ عجمةٍ وَأما فِي الْعِلَل وَالرِّجَال فحافظٌ لَا يجارى توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة
الإبراهيمي عبد الله بن عَطاء بن عبد الله بن أبي مَنْصُور بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الإبراهيمي الْهَرَوِيّ أحد من عني بِهَذَا الْعلم تكلم فِي أمره وَتُوفِّي سنة ستٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
الدِّمَشْقِي الْمُفَسّر عبد الله بن عَطِيَّة بن عبد الله بن حبيب أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الْمُفَسّر الْمعدل الدِّمَشْقِي كَانَ إِمَام مَسْجِد بَاب الْجَابِيَة توفّي سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قيل إِنَّه كَانَ يحفظ خمسين ألف بَيت من الشّعْر للاستشهاد على مَعَاني الْقُرْآن وَغَيره وَكَانَ ثِقَة وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن الأخرم
3 - (عبد الله بن عقيل)
الثَّقَفِيّ الْكُوفِي عبد الله بن عقيل الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي نزيل بَغْدَاد وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة(17/172)
3 - (عبد الله بن عَليّ)
عَم الْمَنْصُور عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم الْمَنْصُور أحد دهاة الرِّجَال وَكَانَ من الشجعان الْأَبْطَال وَهُوَ الَّذِي انتدب لِحَرْب مَرْوَان الْحمار ولج فِي طلبه وطوى الممالك حَتَّى بلغ دمشق ونازلها وحاصرها وَفتحهَا بِالسَّيْفِ وَعمل عمل التتار وأسرف فِي قتل بني أُميَّة وَلم يرقب فيهم إلاًّ وَلَا ذمَّة وَلما مَاتَ السفاح وَهُوَ بِالشَّام دَعَا لنَفسِهِ وَزعم أَن على مثل هَذَا بَايع ابْن أَخِيه فَبَايعهُ أهل الشَّام بالخلافة فَجهز الْمَنْصُور إِلَيْهِ أَبَا مُسلم الْخُرَاسَانِي فَالْتَقَيَا بنصيبين وَكَانَ الظفر لأبي مسلمٍ وَقصد عبد الله بن عَليّ الْبَصْرَة فأخفاه أَخُوهُ عِنْده ثمَّ لم يزل الْمَنْصُور حَتَّى سجنه وَعمل على قَتله سرا فَقيل إِنَّه جفر أساس الْحَبْس وملأه ملحاً ثمَّ أرسل المَاء عَلَيْهِ فَوَقع عَلَيْهِ فَمَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل إِن الْمَنْصُور قَالَ يَوْمًا لجلسائه أخبروني عَن ملكٍ جَبَّار اسْمه عينٌ قتل ثَلَاثَة أَسْمَاءَهُم عين فَقَالَ لَهُ أحد من حضر عبد الْملك بن مَرْوَان قتل عَمْرو بن سعيد وَعبد الله بن الزبير وَعبد الرحمان بن الْأَشْعَث
فَقَالَ فخليفةٌ آخر أُسَمِّهِ عينٌ فعل ذَلِك بِثَلَاثَة جبابرةٍ أول أسمائهم عينٌ فَقَالَ أَنْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قتلت أَبَا مُسلم واسْمه عبد الرحمان وَقتلت عبد الْجَبَّار وَسقط الْبَيْت على عمك عبد الله بن عَليّ فَضَحِك وَقَالَ وَيلك وَمَا ذَنبي أَن سقط عَلَيْهِ الْبَيْت وَقَالَ لَهُم أتعرفون عين بن عين بن عين قتل مِيم بن مِيم بن مِيم فَقَالَ لَهُ رجل نعم عمك عبد الله بن عَليّ بن عَبَّاس قتل مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان وَذكر ابْن مسكويه فِي تأريخه أَن عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ يأمل أَن يقتل مَرْوَان الحَدِيث سَمعه أَن عين بن عين بن عين يقتل مِيم بن مِيم بن مِيم وَكَانَ يروي هَذَا الحَدِيث ويظنه حَتَّى قَتله عبد الله بن عَليّ بن عَبَّاس ولعَبْد الله بن عَليّ عَم الْمَنْصُور ذكرٌ فِي تَرْجَمَة عبد الله بن المقفع وَمن شعره من مجزوء الْكَامِل
(الظُّلم يصرع أَهله ... وَالظُّلم مرتعه وخيم)
)
(وَلَقَد يكون لَك البعي ... د أَخا ويقطعك الْحَمِيم)(17/173)
وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط
(بني أُميَّة قد أفنيت آخِرهم ... فَكيف لي مِنْكُم بِالْأولِ الْمَاضِي)
(يطيب النَّفس أَن النَّار تجمعكم ... عوضدتم من لظاها شَرّ معتاض)
(منيتم لَا أقَال الله عثرتكم ... بليت غابٍ إِلَى الْأَعْدَاء نهاض)
(إِن كَانَ غيظي لفوتٍ مِنْكُم فَلَقَد ... رضيت مِنْكُم بِمَا رَبِّي بِهِ راضي)
وَقد قتل جمَاعَة أعمامهم فَمنهمْ الْمَنْصُور وَمِنْهُم المعتضد غرق عَمه أَبَا عِيسَى فِي المَاء وَسَقَى المعتضد عَمه الْمُعْتَمد السم وَكَذَا فعل جمَاعَة من وُلَاة الْمغرب
الْحَافِظ ابْن الْجَارُود عبد الله بن عَليّ بن الْجَارُود أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ نزيل مَكَّة توفّي سنة سبع وثلاثمائة سمع إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَعلي بن حجر وَعنهُ ابْن أَخِيه يحيى بن مَنْصُور القَاضِي
المستكفي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله بن عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه بن المكتفي بن المعتضد ابْن طَلْحَة الْمُوفق بن جَعْفَر المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بُويِعَ للمستكفي عِنْد خلع أَخِيه فِي صفر ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسملت عَيناهُ وسجن فِي هَذِه السّنة وَبَقِي فِي هَذَا السجْن إِلَى أَن مَاتَ سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ أَبيض جميلاً ربعَة من الرِّجَال خَفِيف العارضين أكحل أقنى ابْن أمةٍ اسها غصنٌ لم تدْرك خِلَافَته وَبَايَعُوا بعده الْمُطِيع لله الْفضل بن المقتدر ومولد المستكفي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يلقب الوسيم يُسمى بِإِمَام الْحق وخطب لَهُ بالمستكفي وكنيته أَو الْقَاسِم وَلم يل الْخلَافَة من بني الْعَبَّاس أكبر سنا من الْمَنْصُور ثمَّ المستكفي وخلعه معز الدولة أَحْمد بن بويه وَلم يزل مَحْبُوسًا فِي دَار السُّلْطَان إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت خِلَافَته سنة وَأَرْبَعَة أشهر ويومين وَأقَام فِي السجْن ثَلَاث سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر(17/174)
يَوْمًا وَكَانَ كَاتبه أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن أَحْمد السامري ثمَّ الْحُسَيْن بن أبي سُلَيْمَان ثمَّ أَبُو أَحْمد الْفضل بن عبد الرحمان بن جَعْفَر الشِّيرَازِيّ وَالْمُدبر للأمور مُحَمَّد بن يحيى ابْن شيرزاد وحاجبه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن خانقاه الملفحي وَنقش خَاتمه لله الْأَمر وَكَانَ الْغَالِب على دولة المستكفي)
امرأةٌ يُقَال لَهَا علم الشيرازية وَكَانَت قهرمانة دَاره وَهِي الَّتِي سعت فِي خِلَافَته عِنْد توزون حَتَّى تمت فعوتب على اطلاق يَدهَا وتحكمها فِي الدولة فَقَالَ خفضوا عَلَيْكُم فَإِنَّمَا وجدتكم فِي الرخَاء ووجدتها فِي الشدَّة وَهَذِه الدُّنْيَا الَّتِي بيَدي هِيَ الَّتِي سعت لي فِيهَا حَتَّى حصلت أفأبخل عَلَيْهَا بِبَعْضِهَا وَكَانَ خواصه كثيرا مَا يبصرونه مصفراً لِكَثْرَة الْجزع فَقَالُوا لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ كَيفَ يطيب لي عيشٌ وَالَّذِي خلع ابْن عمي وَسلمهُ أشاهده فِي الْيَوْم مَرَّات وأطالع الْمنية بَين عَيْنَيْهِ فَمَا مر شهر من حِين هَذَا الْكَلَام حَتَّى سم توزون وَمَات ثمَّ دخل معز الدولة بن بويه فخلعه وسمله وَانْقَضَت دولة الأتراك وَصَارَت الدولة للديلم
الكركاني الصُّوفِي عبد الله بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الطوسي الكركاني وَيعرف بكركان شيخ الصُّوفِيَّة وعارفهم بطوس توفّي فِي حُدُود السِّتين وَأَرْبَعمِائَة
القَاضِي ابْن سمجون عبد الله بن عَليّ بن عبد الْملك أَبُو مُحَمَّد الْهِلَالِي الغرناطي الْمَعْرُوف بِابْن سمجون أحد الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء ولي قَضَاء غرناطة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
الرشاطي عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن خلف بن أَحْمد بن عمر اللَّخْمِيّ الرشاطي المري كَانَت لَهُ عنايةٌ كَثِيرَة بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال والرواة والتاريخ لَهُ كتاب إقتباس الأنواء والتماس الأزهار فِي أَنْسَاب الصَّحَابَة ورواة الْآثَار أَخذه النَّاس عَنهُ وَمَا قصر فِيهِ وَهُوَ(17/175)
على أسلوب كتاب السَّمْعَانِيّ توفّي شَهِيدا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بالمرية عِنْد تغلب الْعَدو عَلَيْهَا
الصاحب ابْن شكر عبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الْخَالِق بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن الْمَنْصُور الصاحب الْكَبِير الْوَزير صفي الدّين بن شكر أَبُو مُحَمَّد الشيبي الْمصْرِيّ الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة تفق على أبي بكر عَتيق البجائي وَتخرج بِهِ ورحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وتفقه على شمس الْإِسْلَام أبي الْقَاسِم مخلوف بن جبارَة وَسمع مِنْهُ وَمن السلَفِي وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق ومصر وروى عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ والشهاب القوصي وَكَانَ مؤثراً لأهل الْعلم وَالصَّالِحِينَ كثير الْبر لَهُم والتفقد لَا يشْغلهُ مَا هُوَ فِيهِ من)
كَثْرَة الأشغال عَن مجالستهم ومباحثتهم وَأَنْشَأَ مدرسةً قبالة دَاره بِالْقَاهِرَةِ وَبنى مصلى الْعِيد بِدِمَشْق وبلط الْجَامِع وَأَنْشَأَ الفوارة وَعمر جَامع المزة وجامع حرستا قَالَ الْمُوفق هُوَ رجل طوال تَامّ الْقصب فعمها دري اللَّوْن مشرق بحمرة لَهُ طلاقة محياً وحلاوة لسانٍ وَحسن هَيْئَة وَصِحَّة بنية ذُو دهاءٍ مفرط فِي هوجٍ وخبثٌ فِي طيش مَعَ رعونةٍ مفرطة وحقد لَا تخبوا ناره ينْتَقم ويظن أَنه لم ينْتَقم فَيَعُود وينتقم لَا ينَام عَن عدوه وَلَا يقبل مِنْهُ معذرةً وَلَا إنابةً وَيجْعَل الرؤساء كلهم أَعدَاء وَلَا يرضى لعَدوه بِدُونِ الْهَلَاك لَا تَأْخُذهُ فِي نقماته رَحْمَة
استولى على الْعَادِل ظَاهرا وَبَاطنا وَلم يُمكن أحدا من الْوُصُول إِلَيْهِ حَتَّى الطَّبِيب والفراش والحاجب عَلَيْهِم عُيُون فَلَا يتَكَلَّم أحد مِنْهُم فضل كلمةٍ وَكَانَ لَا يَأْكُل من الدولة فلسًا وَيظْهر الْأَمَانَة فَإِذا لَاحَ لَهُ مالٌ عَظِيم احتجنه وعملت لَهُ قبسة العجلان فَأمر كاتبها أَن يَكْتُبهَا ويردها وَقَالَ لَا نحتسل أَن نَأْخُذ مِنْك وَرقا وَكَانَ لَهُ فِي كل بلدٍ من بِلَاد السُّلْطَان ضيعةٍ أَو أَكثر فِي مصر وَالشَّام إِلَى خلاط وَبلغ ذَلِك مَجْمُوع مغله مائَة ألف وَعشْرين ألف دِينَار وَكَانَ يكثر الإدلال على الْعَادِل ويسخط أَوْلَاده وخواصه فَكَانَ الْعَادِل يترضاه بِكُل ممكنٍ وتكرر ذَلِك مِنْهُ إِلَى أَن غضب مِنْهُ على حران فأقره الْعَادِل على الْغَضَب وَأعْرض عَنهُ وَظهر لَهُ مِنْهُ فسادٌ فَأمر بنفيه عَن مصر وَالشَّام فسكن آمد وَأحسن إِلَيْهِ صَاحبهَا فَلَمَّا مَاتَ الْعَادِل عَاد إِلَى مصر ووزر للكامل وَأخذ فِي المصادرات وَكَانَ قد عمي مَاتَ أَخُوهُ وَلم يتَغَيَّر وَمَات أَوْلَاده وَهُوَ على ذَلِك وَكَانَ يحم حمى قَوِيَّة وَيَأْخُذهُ النافض وَهُوَ فِي مجْلِس السُّلْطَان ينفذ الأشغال وَلَا يلقِي جنبه إِلَى(17/176)
الأَرْض وَكَانَ يَقُول مَا فِي قلبِي حسرة إِلَّا أَن ابْن البيساني مَا تمرغ على عتباتي يَعْنِي القَاضِي الْفَاضِل وَكَانَ ابْنه يحضر عِنْده وَهُوَ يشتمه فَلَا يتَغَيَّر وداراه أحسن مداراة وبذل لَهُ أَمْوَالًا جمةً وَعرض لَهُ إسهالٌ وزحير أنهكه حَتَّى انْقَطع ويئس الْأَطِبَّاء مِنْهُ فاستدعى من حَبسه عشرَة من شُيُوخ الْكتاب وَقَالَ أَنْتُم تشتمون بِي وَركب عَلَيْهِم المعاصير وَهُوَ يزحر وهم يصيحون إِلَى أصبح وَقد خف مَا بِهِ وَركب فِي ثَالِث يومٍ وَكَانَ يقف الرؤوساء على بَابه من نصف اللَّيْل وَمَعَهُمْ المشاعل والشمع ويركب عِنْد الصَّباح فَلَا يراهم وَلَا يرونه إِمَّا أَنه يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَإِمَّا يعرج إِلَى طريقٍ أُخْرَى وَفِيه يَقُول شرف الدّين ابْن عنين فِيمَا أَظن من الْخَفِيف
(ضَاعَ شعري وَقل فِي النَّاس قدري ... من لزومي بَاب اللَّئِيم ابْن شكر)
)
(لَو أَتَتْهُ حوالةٌ بخراه ... قَالَ سدوا بلحيتي بَاب جحري)
وَفِيه يَقُول من السَّرِيع
(ونعمةٍ جَاءَت إِلَى سلفةٍ ... أبطره الإثراء لما ثرا)
(فَالنَّاس من بغضٍ لَهُ كلما ... مر عَلَيْهِم لعنُوا شاورا)
(تَبًّا لمصر وَلها دولةً ... مَا رفعت فِي النَّاس إِلَّا خرا)
وَمِمَّا قيل فِيهِ وَقد عزل من الْخَفِيف أَيْن غلمانك المطيفون بالبغلة والرافعون للأثواب
(ردك الدَّهْر كالنداء على الني ... ل بِلَا حاجبٍ وَلَا بواب)
وَكَانَ السَّبَب فِي انحرافه عَن القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى مَا قَالَه القَاضِي الْفَاضِل وَهُوَ وَأما ابْن شكر فَهُوَ لَا يشْكر وَإِذا ذكر النَّاس كَانَ كَانَ الشَّيْء الَّذِي لَا يذكر فَقيل للفاضل مَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي لَا يذكر قَالَ الشَّيْء الَّذِي لَا يذكر وَتُوفِّي الْفَاضِل رَحمَه الله وَقد عصمه الله مِنْهُ لم يُمكنهُ مِنْهُ على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة القَاضِي الْفَاضِل إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي ابْن شكر يَقُول ابْن شمس الْخلَافَة وَقيل إِنَّه قَالَ ذَلِك فِي الْفَاضِل من الْكَامِل
(مدحتك أَلْسِنَة أَنَام مَخَافَة ... وتقارضت لَك فِي الثَّنَاء الْأَحْسَن)
(أَتَرَى الزَّمَان مُؤَخرا فِي مدتي ... حَتَّى أعيش إِلَى انطلاق الألسن)
وَقيل إِنَّه عَاشَ بعده وَانْطَلق لِسَانه فِيهِ ثمَّ إِنَّه تمنى أَن يكون قد عَاشَ إِلَى أنطلاق الألسن
ولشعراء عصره فِيهِ أمداحٌ طنانة مليحة إِلَى الْغَايَة فَمِمَّنْ امتدحه ابْن الساعاتي وان سناء الْملك وَابْن عنين وَغَيرهم والأمداح مَوْجُودَة فِي دواوينهم(17/177)
أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله الإِمَام مُحَمَّد الْمُقْرِئ سبط الزَّاهِد أبي مَنْصُور الْخياط شيخ الْقُرَّاء بالعراق سمع الْكتب الْكِبَار وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي الْكَرم بن فاخر وصنف فِي الْقرَاءَات الْمُبْهِج والكفاية وَالِاخْتِيَار والإيجاز توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وخولف فِي بعض مصنفاته وشنعوا عَلَيْهِ فَرجع عَن بَعْضهَا وَكَانَ يَقُول لَو قلت إِنَّه لَيْسَ بالعراق مقرئٌ إِلَّا وَقد قَرَأَ عليّ أَو على جدي أَو قَرَأَ على من قَرَأَ عليَّ لظَنَنْت أَنِّي صادقٌ وَلم يسمع أطيب من صَوته قَالَ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رَأَيْت جمَاعَة من الْأَعْيَان مَاتُوا فَمَا رَأَيْت)
أَكثر جمعا من جنَازَته وغلقت الْأَسْوَاق لأَجله قَالَ ياقوت وَهُوَ شيخ شَيخنَا تَاج الدّين الْكِنْدِيّ ومخرجه وَمن شعره من الْخَفِيف
(أَيهَا الزائرون بعد وفاتي ... جدثاً ضمني ولحداً عميقا)
(سَتَرَوْنَ الَّذِي رَأَيْت من المو ... ت عيَانًا وتسلكون الطريقا)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(وَمن لم تؤدبه اللَّيَالِي وصرفها ... فَمَا ذَاك إِلَّا غَائِب الْعقل والحس)
(يظنّ بِأَن الْأَمر جارٍ بِحكمِهِ ... وَلَيْسَ لَهُ علمٌ أيصبح أم يُمْسِي)
وَمِنْه وَمن الطَّوِيل
(أرى ظَاهر الود الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... تقضي وَقد كَادَت بِهِ النَّفس تخدع)
(وغرك مَا غر السراب لذِي ظما ... فَلَمَّا أَتَاهُ خانه وَهُوَ يطْمع)
قلت شعر متوسط
الفرغاني الْحَنَفِيّ الْخَطِيب عبد الله بن عَليّ بن صائن بن عبد الْجَلِيل بن(17/178)
الْخَلِيل ابْن أبي بكر الفرغاني أَبُو بكر الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ يتَوَلَّى الخطابة بسمرقند وَقدم بَغْدَاد حَاجا وَسمع من أَحْمد الْأمين وَابْن الْأَخْضَر وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم أبي الْحصين وَكتب بِخَطِّهِ قَالَ محب الدّين بن النجار وَحدثنَا بِأَرْبَعِينَ حَدِيثا جمعهَا عَن شُيُوخه بِمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف والْحَدِيث والنحو واللغة وَله النّظم والنثر وَلَقَد كَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر تأدبنا بأخلاقه واقتدينا بأفعاله وتعلمنا من فَوَائده وفرائده واقتبسنا من علومه مَا ينتشر بالحناجر على الْحَنَاجِر وأنشدنا لَهُ من المتقارب
(تحر فديتك صدق الحَدِيث ... وَلَا تحسب الْكَذِب أمرا يَسِيرا)
(فَمن آثر الصدْق فِي قَوْله ... سيلقى سُرُورًا ويرقى سريرا)
(وَمن كَانَ بِالْكَذِبِ مستهتراً ... سيدعو ثبوراً وَيصلى سعيرا)
قتل شَهِيدا ببخاراً صَابِرًا محتسباً على أَيدي التتار سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة
ابْن الآبنوسي عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد ابْن الآبنوسي الْبَغْدَادِيّ)
الْوَكِيل على بَاب الْقُضَاة قَرَأَ الْعلم وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ الرَّدِيء الْعسر وَتُوفِّي سنة خمسٍ وخمسامائة وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْحَدِيثِ وقوانينه وَمن شعره وَلم يل غَيرهمَا من مجزوء الرمل
(أصبح النَّاس حالشه ... كلهم يطْلب مَاله)
(لَو بَقِي فِي النَّاس حرٌ ... مَا تعاطيت الوكاله)
الشَّيْخ السديد الطَّبِيب عبد الله بن عَليّ هُوَ القَاضِي الرئيس شرف الدّين السديد أَبُو مَنْصُور ابْن الشَّيْخ السديد أبي الْحسن الطَّبِيب غلب عَلَيْهِ لقب وَالِده فَلَا يعرف إِلَّا بالسديد كَانَ عَالما بصناعة الطِّبّ خَبِيرا بهَا أصلا وفرعاً كثير الدربة حسن الْأَعْمَال بِالْيَدِ خدم من الْخُلَفَاء المصريين خمس خلفاء الْآمِر والحافظ والظافر والفائز والعاضد وخدم(17/179)
بعدهمْ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب
وَلم يزل على رياسة الطِّبّ إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَأول مَا أدخلهُ أَبوهُ الشَّيْخ السديد إِلَى الْآمِر فصده فأعجبه حركاته وَقَالَ لَهُ أَحْسَنت وَأطلق لَهُ من الْأَنْعَام والهبات والجاري شَيْئا كثيرا وَأمره بملازمة الْقصر وَحصل لَهُ فِي يَوْم وَاحِد من المعالجة لبَعض الْخُلَفَاء ثَلَاثَة آلَاف دِينَار مصرية وَلما وصل الْمُهَذّب النقاش من بَغْدَاد إِلَى دمشق أَقَامَ بهَا مُدَّة وَلم يحصل لَهُ مَا يَقُول بكفايته وبلغته أَخْبَار الْخُلَفَاء المصريين فتاقت نَفسه إِلَى الديار المصرية وَتوجه إِلَيْهَا وَاجْتمعَ بالشيخ السديد وعرفه أمره فَلَمَّا سمع كَلَامه قَالَ لَهُ كم يَكْفِيك قَالَ عشرَة دَنَانِير فِي كل شهر فَقَالَ لَهُ لَا هَذَا الْقدر لَا يَكْفِيك وَأمر لَهُ بِخمْس عشرَة دِينَارا وَأَعْطَاهُ بَيْتا إِلَى جَانِبه وفرشة وَبغلة جَارِيَة حسناء وخلعةً سنية وَقَالَ هَذَا لَك فِي كل شهر وَمَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الْكتب وَغَيرهَا يَأْتِيك على وفْق المُرَاد بِشَرْط أَن لَا تتطاول إِلَى الِاجْتِمَاع بأحدٍ من أَرْبَاب الدولة وَلَا تطلب شَيْئا من جِهَة الْخُلَفَاء فَقبل ذَلِك وَلم يزل الْمُهَذّب النقاش على ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن عَاد إِلَى دمشق وَكَانَ الشَّيْخ السديد قد رأى فِي مَنَامه أَن دَاره احترقت فانتبه مَرْعُوبًا وَشرع فِي عمَارَة دَار أُخْرَى قريبَة مِنْهَا وحث الصناع على عمارتها فكلمت وَلم يبْق إِلَّا مجلسٌ وَاحِد وينتقل إِلَيْهَا فاحترقت الدَّار الَّتِي هُوَ ساكنها وَذهب لَهُ فِيهَا من الأثاث والآلات والأمتعة شيءٌ كثير جدا وَوَقعت براني كبار وخوابي ممتلئة من الذَّهَب الْمصْرِيّ وتكسرت وتناثر مَا فِيهَا فِي الْحَرِيق وَالْهدم وَشَاهده النَّاس وَبَعضه انسبك وَكَانَ ذَلِك ألوفاً)
كَثِيرَة وَكتب إِلَيْهِ الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْجُوَيْنِيّ الْكَاتِب من الوافر
(أيا من الْحق نعْمَته قديمٌ ... على المرؤوس منا والرئيس)
(فكم عافٍ أعدت لَهُ العوافي ... وَكم عَنَّا نضيت لِبَاس بوس)
(وَيَا من نَفسه أَعلَى محلاًّ ... من المنفوس يعْدم والنفيس)
(جرعت مرَارَة أحلى مذاقاً ... لمثلك من كميتٍ خندريس)
(فعاين من عرَاك بِنور تقوى ... خلائقك الَّتِي هِيَ كالشموس)
(مصابك بِالَّذِي أضحى ثَوابًا ... يُرِيك الْبشر فِي الْيَوْم العبوس)
(عَطاء الله يَوْم الْعرض يسمو ... مماثلةً عَن الْعرض الخسيس)
(هموم الْخلق فِي الدُّنْيَا شرابٌ ... يَدُور عَلَيْهَا مثل الكؤوس)
(تروم الرّوح فِي الدُّنْيَا بعقلٍ ... ترى الْأَرْوَاح مِنْهَا فِي حبوس)
(وكل حوادث الدُّنْيَا يسيرٌ ... إِذا بقيت حشاشات النُّفُوس)(17/180)
ابْن سويدة عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عمر بن الْحسن بن خَليفَة أَبُو مُحَمَّد الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن سويدة التكريتي سمع من أَبِيه وَأبي شَاكر مُحَمَّد ابْن خلف بن سعد التكريتي وَخلق كثير وَسمع بالموصل وَقدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وسمه بهَا جمَاعَة وَخرج أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَغير ذَلِك من المجموعات بِالْأَسَانِيدِ وَحدث بهَا قَالَ محب الدّين بن النجار وَكَانَ قد جمع تَارِيخا لتكريت فِي مجلدين فطالعته فَوجدت فِيهِ من التخليظ والغلط الْفَاحِش مَا يدل على كذب فِي مُصَنفه وتهوره وجهله بِالْأَسَانِيدِ وَالرِّجَال توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
أَبُو الْقَاسِم المنجم عبد الله بن يحيى بن أبي الْمَنْصُور بن المنجم أَبُو الْقَاسِم أَخُو أبي أَحْمد يحيى وَأبي الْفَتْح أَحْمد وَأبي عِيسَى أَحْمد وَأبي عبد الله هَارُون كَانُوا بَيت فضلٍ وأدب ينادمون الْخُلَفَاء والملوك وَلَهُم النّظم والنثر والمصنفات الْحَسَنَة وَرِوَايَة الْأَخْبَار وَمن شعر أبي الْقَاسِم أوردهُ فِي اليتمية من المتقارب
(إِذا لم تنَلْ همم الأكرمين ... وسعيهم وادعاً فاغترب)
(فكم دعةٍ أَتعبت أَهلهَا ... وَكم راحةٍ نتجت من تَعب)
)
الصَّيْمَرِيّ النَّحْوِيّ عبد الله بن عَليّ بن إِسْحَاق الصَّيْمَرِيّ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ لَهُ كتابٌ فِي النَّحْو جليلٌ أَكثر مَا يشْتَغل بِهِ أهل الْمغرب سَمَّاهُ كتاب التَّبْصِرَة
القيسراني عبد الله بن عَليّ بن سعيد القيسراني القصري أَبُو مُحَمَّد سكن حلب وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْكَلَام فِي الْمسَائِل تفقه بالعراق فِي النظامية مُدَّة على أبي الْحسن الكيا الهراسي وَأبي بكر الشَّاشِي وعلق الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول على أسعد الميهني وَأبي الْفَتْح بن برهَان وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم بن بَيَان وَأبي عَليّ بن نَبهَان وَأبي طَالب الزَّيْنَبِي وارتحل إِلَى دمشق وَعمل بهَا حَلقَة المناظرة بالجامع ثمَّ انْتقل إِلَى حلب(17/181)
فَبنى لَهُ ابْن العجمي بهَا مدرسة إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله سنة ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى قصر حيفا وَهُوَ مَوضِع بَين حيفا وقيسارية
أَبُو نصر السراج الصُّوفِي عبد الله بن عَليّ بن يحيى أَبُو نصر السراج الطوسي الصُّوفِي مصنّف كتاب اللمع فِي التصوف توفّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة
عماد الدّين بن السَّعْدِيّ عبد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله عماد الدّين أَبُو مُحَمَّد الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السَّعْدِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ يمدح السُّلْطَان الْملك الْكَامِل من الطَّوِيل
(أيا ملكا قد طَال فِي طوله شكري ... وَقصر بعد الطول فِي الْمَدْح وَالشُّكْر)
(حوى صَبر أيوبٍ وَنصر محمدٍ ... وَقُوَّة مُوسَى بعد فضل أبي بكر)
وَأورد لَهُ مقاطيع غير هَذَا وَكلهَا شعرٌ نَازل كَمَا ترَاهُ فِي هَذَا الْمَقْطُوع فَإِنَّهُ لَا مُنَاسبَة لذكر أبي بكر مَعَ ذكر الْأَنْبِيَاء حسن الذَّوْق غير هَذَا أَبُو طَالب الْحلَبِي عبد الله بن عَليّ بن غَازِي أَبُو طَالب الْحلَبِي قَالَ الْفَقِيه شهَاب الدّين أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي لَقيته بحلب وَهُوَ من مقدميها المقدمين ومميزيها المحترمين وَأورد قَوْله من)
الْكَامِل المرفل
(قد قلت فِي وَقت الصَّباح ... والراح محمولٌ براح)
(يَا صَاح دُونك والخلا ... عة والتهتك بالملاح)
(لَا تأل جهداً عَن طلا ... بك وأعص فِيهِ كل لَاحَ)
وَقَوله من الْكَامِل
(إِن أخملت أَرض الشآم فضائلي ... فِي أَهلهَا للْجَهْل من رؤسائها)
(فالعين تصر أَن ترى أجفانها ... وَترى الْكَوَاكِب فِي منار سمائها)
وَقَوله من الوافر
(فَلَا تغتر من خلٍ ببشرٍ ... وَلَا بتوددٍ عِنْد التلاقي)
(فكم نبتٍ نضيرٍ راق حسنا ... عيَانًا وَهُوَ مر فِي المذاق)(17/182)
كَمَال الدّين الكركي عبد الله بن عَليّ بن سوندك الأديب كَمَال الدّين الكركي شيخٌ فَاضل أديب لغَوِيّ كَانَ من نقباء السَّبع سمع وروى وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة روى نُسْخَة أبي مسْهر عَن أبي خَلِيل وَأول سَمَاعه سنة تسع وَأَرْبَعين
تَقِيّ الدّين السرُوجِي عبد الله بن عَليّ بن منجد بن ماجد بن بَرَكَات الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ كَانَ رجلا خيرا عفيفاً تالياً لِلْقُرْآنِ عِنْده حَظّ جيد من النَّحْو واللغة والآداب متقللاً من الدِّينَا يغلب عَلَيْهِ حب الْجمال مَعَ الْعِفَّة التَّامَّة والصيانة نظم كثيرا وغنى بِشعرِهِ المغنون والقينات وَكَانَ يذكر أَنه يُكَرر على المفصّل والمتنبي والمقامات ويستحضر حظاً كَبِيرا من صِحَاح الْجَوْهَرِي وَكَانَ مَأْمُون الصُّحْبَة طَاهِر اللِّسَان يتفقد أَصْحَابه لَا يكَاد يظْهر إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ لي بِهِ اختلاطٌ وصحبة ولي فِيهِ اعْتِقَاد وَدفن لما مَاتَ بمقبرة الفخري بجوار من كَانَ يهواه ظَاهر الحسينية وَهُوَ أحد من تألمت لفقده لعزة وجود مثله فِي الصُّحْبَة رَحمَه الله وَكَانَ يكره أَن يخبر أحدا باسمه وَنسبه إنتهى قلت لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول لي مَعَ الْأَصْحَاب ثَلَاث رتبٍ أول مَا أجتمع بهم يَقُولُونَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين جَاءَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَاح فَإِذا طَال الْأَمر قَالُوا رَاح التقي جَاءَ التقي صبرت عَلَيْهِم وَعلمت أَنهم أخذُوا فِي الْملَل)
فَإِذا قَالُوا رَاح السرُوجِي جَاءَ السرُوجِي فَذَلِك آخر عهدي بصحبتهم وَقَالَ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود كَانَ يكره مَكَانا فِيهِ امرأةٌ وَمن دَعَاهُ يَقُول شرطي معروفٌ أَن لَا تحضر امْرَأَة قَالَ كُنَّا يَوْمًا فِي دَعْوَة بعض الْأَصْحَاب فَكَانَ مِمَّا حضر شواءٌ فَأدْخل إِلَى النِّسَاء ليقطعوه ويضعوه فِي الصحون فَكَانَ يتبرم بذلك وَيَقُول أفيه السَّاعَة يلمسونه بِأَيْدِيهِم وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين لما مَاتَ قَالَ وَالِد محبوبه وَالله مَا أدفنه إِلَّا فِي قبر وَلَدي وَهُوَ كَانَ يهواه وَمَا أفرق بَينهم فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة لما كَانَ يعْتَقد الفخري من عفافه ومولده سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة بسروج وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ رَابِع شهر رَمَضَان سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وسِتمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى أَنْشدني الْعَلامَة أثير الدّين قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الْكَامِل
(أنعم بوصلك لي فَلهَذَا وقته ... يَكْفِي من الهجران مَا قد ذقته)
(أنفقت عمري فِي هَوَاك وليتني ... أُعطى وصُولا بِالَّذِي أنفقته)
(يَا من شغلت بحبه عَن غَيره ... وسلوت كل النَّاس حِين عشقته)(17/183)
(كم جال فِي ميدان حبك فارسٌ ... بِالصّدقِ فِيك إِلَى رضاك سبقته)
(أَنْت الَّذِي جمع المحاسن وَجهه ... لَكِن عَلَيْهِ تصبري فرقته)
(قَالَ الوشاة قد ادّعى بك نِسْبَة ... فسررت لما قلت قد صدقته)
(بِاللَّه إِن سألوك عني قَالَ لَهُم ... عَبدِي وَملك يَدي وَمَا أَعتَقته)
(أَو قيل مشتاقٌ إِلَيْك فَقل لَهُم ... أَدْرِي بذا وَأَنا الَّذِي شوقته)
(يَا حسن طيفٍ من خيالك زراني ... من فرحتي بلقاه مَا حققته)
(فَمضى وَفِي قلبِي عَلَيْهِ حسرةٌ ... وَلَو كَانَ يمكنني الرقاد لحقته)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع
(فِي الْجَانِب الْأَيْمن من خدها ... نقطة مسكٍ أشتهي شمها)
(حسبته لما بدا خالها ... وجدته من حَسَنَة عَمها)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل
(دنيا الْمُحب وَدينه أحبابه ... فَإِذا جفوه تقطعت أَسبَابه)
(وَإِذا أَتَاهُم فِي الْمحبَّة صَادِقا ... كشف الْحجاب لَهُ عز جنابه)
(وَمَتى سقوه شراب أنسٍ مِنْهُم ... رقت مَعَانِيه وراق شرابه)
)
(وَإِذا تهتك مَا يلام لِأَنَّهُ ... سَكرَان عشقٍ لَا يُفِيد عتابه)
(بعث السَّلَام مَعَ النسيم رِسَالَة ... فَأَتَاهُ فِي طي النسيم جَوَابه)
(قصد الْحمى وَأَتَاهُ يجْهد فِي السرى ... حَتَّى بَدَت أَعْلَامه وقبابه)
(وَرَأى لليلى العامرية منزلا ... بالجود يعرف والندى أَصْحَابه)
(فِيهِ الْأمان لمن يخَاف من الردى ... وَالْخَيْر قد ظَفرت بِهِ طلابه)
(قد أشرعت بيض الصوارم والقنا ... من حوله فَهُوَ المنيع حجابه)
(وعَلى حماه جلالةٌ من أَهله ... فلذاك طارقه الْعُيُون تهابه)
(كم قلبت فِيهِ الْقُلُوب على الثرى ... شوقاً إِلَيْهِ وَقبلت أعتابه)
(قد أخصبت مِنْهُ الأباطح والربا ... للزائرين وَفتحت ابوابه)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(مُعَاملَة الأحباب بالوصل والوفا ... فدع يَا حَبِيبِي عَنْك ذَا الهجر والجفا)(17/184)
(فَإِن كَانَ لي ذنبٌ بجهلي فعلته ... فمثلي من أَخطَأ وَمثلك من عَفا)
(أيا بدر تمّ حَان مِنْهُ طلوعه ... وَيَا غُصْن بانٍ آن أَن يتعطفا)
(كفى مَا جرى من دمع عَيْني بالبكا ... وعشقي على قلبِي جرى مِنْهُ مَا كفى)
(فَإِن كنت لَا تَدْرِي وتعرف مَا الْهوى ... فقصدي أَن تَدْرِي بِذَاكَ وتعرفا)
(أعد ذَلِك الْفِعْل لجميل تجملاً ... وَإِن لم يكن طبعا يكون تكلفاً)
(فَمَا أقبح الْإِعْرَاض مِمَّن تحبه ... وَمَا أحسن الإقبال مِنْهُ وألطفا)
(تقدم شوقي يسْبق الدمع جَارِيا ... إِلَيْك وَلَكِن عَنْك صبري تخلفا)
(فديتك محبوباً على السخط وَالرِّضَا ... وعذرك مقبولٌ على الْعذر والوفا)
وأنشدني الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس وَالْقَاضِي عماد الدّين إِسْمَاعِيل ابْن القيسراني كِلَاهُمَا قَالَا أنشدنا تَقِيّ الدّين السرُوجِي لنَفسِهِ وَالْأَكْثَر إنشاد القَاضِي عماد الدّين من السَّرِيع
(يَا ساعي الشوق الذ مذ جرى ... جرت دموعي فَهِيَ أعوانه)
(خُذ لي جَوَابا عَن كتابي الَّذِي ... إِلَى الحسينية عنوانه)
(فَهِيَ كَمَا قد قيل وَادي الْحمى ... وَأَهْلهَا فِي الْحسن غزلانه)
)
(امش قَلِيلا وانعطف بسرة ... يلقاك دربٌ طَال بُنْيَانه)
(واقصد بصدر الدَّرْب دَار الَّذِي ... بحسنه تحسن جِيرَانه)
(سلم وَقل يخْشَى كي مسن ... اشت حَدِيثا طَال كِتْمَانه)
(كنكم كزم ساوم أشى أط كبى ... فحبه أَنْت واشجانه)
(وأسأل لي الْوَصْل فَإِن قَالَ يُق ... فَقل أوت قد طَال هجرانه)
(وَكن صديقي واقض لي حَاجَة ... فَشكر ذَا عِنْدِي وسكرانه)
قلت وَفِي تَرْجَمَة القَاضِي علم الدّين سلمَان بن إِبْرَاهِيم أَبْيَات من هَذِه الْمَادَّة وأظن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله إِنَّمَا أَخذ قَوْله هَذَا من قَول الرئيس أبي بكر اللاسكي وَهُوَ من شعراء الدمية حَيْثُ قَالَ من الْخَفِيف قف بِذَات الجرعاء يَا صَاحب البكرة وَانْظُر تِلْقَاء جَانب نجد فَإِذا مَا بَدَت خيام لعينيك فَفِيهَا الَّتِي بهَا طَال وجدي
(فأت تِلْكَ الْخيام ثمَّ تيَمّم ... خيمةً سترهَا عصائب برد)(17/185)
ثمَّ سلم وقف وَقل بعد تسليمك قَول امرىء مُجَدد عهد
(أَتَرَى أَنكُمْ على مَا عهدنا ... كم عَلَيْهِ أم خنتم الْعَهْد بعدِي)
وَمن شعره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي من السَّرِيع
(قلت لمحبوبي لما بدا ... إِلَيّ يَا مَحْبُوب قلبِي إليا)
(قد عشق النَّاس وَقد واصلوا ... مَا وَقع الْإِنْكَار إِلَّا عليا)
وَمن شعره أَيْضا من الْكَامِل
(عِنْدِي هوى لَك طَال عمر زَمَانه ... لم يبْق لي صبرٌ على كِتْمَانه)
(قد ضل قلبِي من طَرِيق سلوه ... فدليله لَا يَهْتَدِي لمكانه)
(يَا صَاحب الْقلب الَّذِي أفراحه ... تلهيه عَن قلبِي وَعَن أحزانه)
(عَيْني لفقدك قد بَكَى إنسانها ... وجفا الْكرَى شوقاً إِلَى إنسانه)
(يَا من بدا لي حَسَنَة متلطفاً ... فعشقته وطمعت فِي إحسانه)
(كَانَ اعتقادي أَن أفوز بوصله ... فحرمته وَرزقت من هجرانه)
(كَانَ الرقاد لصيد طيفك حيلتي ... فسلبته وفجعته بعيانه)
)
(ومنعتني أَن أجتني من وَصله ... ثمرأً يطيب جناه قبل أَوَانه)
(ضمن التلطف مِنْك وَصلي فِي الْهوى ... لَكِن أَطَالَ وَمَا فى بضمانه)
(خوف الْفِرَاق إِلَى حماك يسوقني ... فمتي أفوز من اللقا بأمانه)
وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط
(يَا رايس الْحبّ أدركني فقد وحلت ... مراكب بِي فِي بَحر أشواقي)
(ولي بضَاعَة صبرٍ ضَاعَ أَكْثَرهَا ... وَقد غَدا ذَا الْهوى يسْتَغْرق الْبَاقِي)
قلت وَشعر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي كثيرٌ وَكله من هَذَا النمط يتدفق سلامةٌ ويذوب حلاوةً لمن يَذُوق مِنْهَا قَوْله من الطَّوِيل
(تفقهت فِي عشقي لمن قد هويته ... ولي فِيهِ بالتحرير قولٌ وَمذهب)
(وللعين تنبيهٌ بِهِ طَال شَرحه ... وللقلب مِنْهُ صدق ودٍّ مهذب)
وَقَوله من الْخَفِيف
(مد لي من أحب حَبل صدودٍ ... حِين أَوْهَى تجلدي واصطباري)(17/186)
(ثمَّ قَالَ امش لي عَلَيْهِ سَرِيعا ... كَيفَ أَمْشِي وَمَا أَنا باختياري)
وَقَوله من الطَّوِيل
(أرى المشتهي فِي رَوْضَة الْحسن قد بدا ... على رصد المعشوق فالقلب وَاجِد)
(وحقك مَا السَّبع الْوُجُوه إِذا بَدَت ... بمغنيةٍ عَن وَجهه وَهُوَ وَاحِد)
وَقَوله من الطَّوِيل
(خدمت بِذَاكَ الْوَجْه للثغر نَاظرا ... لعَلي أمسي والياً من ولاته)
(وأصل حسابي ضبط حَاصِل وَصله ... وَتَقْبِيله مستخرجٌ من جهاته)
وَقَوله من الْخَفِيف
(لي حبيبٌ مِنْهُ أرى وَجه بدرٍ ... لم يزل دَاخِلا بِبَاب السَّعَادَة)
(هُوَ لِلْحسنِ جامعٌ حاكميٌّ ... فَلهَذَا عشاقه فِي الزياده)
وَقَوله من الطَّوِيل
(نديمي وَمن حَالي من الوجد حَاله ... وَمن هُوَ مثلي عَن مناه بعيد)
(أعد ذكر من أَهْوى فَإِنِّي مدرسٌ ... لذكراه من شوقي وَأَنت معيد)
)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(إلهي بِجمع الشمل مِمَّن أحبه ... دعوتك ملهوفاً وَأَنت سميع)
(فَلم يبْق لي مِمَّا تشوقت مهجةٌ ... وَلم يبْق لي مِمَّا بَكَيْت دموع)
وَقَالَ من الْخَفِيف
(بِي طلوعٌ مِنْهُ أَنا فِي نزولٍ ... وطلوعٌ بِلَا ارتفاعٍ نزُول)
(قيل لَا بُد أَن سَرِيعا ... قلت أخْشَى نزُول قبل يَزُول)
وَقَالَ من المنسرح
(لم تبد مِمَّن أحب سيئةٌ ... فِي الْحبّ إِلَّا رَأَيْتهَا حسنه)
(وَمَا أَتَتْنِي بطيفه سنةٌ ... إِلَّا تمنيت أَن تكون سنه)
ولتقي الدّين السرُوجِي موشحات وَمِنْهَا قَوْله
(وبالروح أفديك يَا حَبِيبِي ... إِن كنت ترْضى بهَا فدَاك)
(فداوني الْيَوْم يَا طبيبي ... فالقلب قد ذاب من جفاك)(17/187)
(يَا طلعة الْبَدْر إِن تجلى ... وَإِن تثنى فغصن بَان)
(بالوصل طُوبَى لمن تملى ... ونال من هجرك الْأمان)
(قل لي نعم قد ضجرت من لَا ... وَضاع مني بهَا الزَّمَان)
(فَارْجِع إِلَى الله من قريب ... فبعض مَا حل بِي كَفاك)
(من دمع عَيْني وَمن نحيبي ... وَادي الْحمى أنبت الْأَرَاك)
(وَالله مَا كنت فِي حسابي ... وَإِنَّمَا عشقتك اتِّفَاق)
(وَمَا أَنا من ذَوي التصابي ... فَلم دمي فِي الْهوى يراق)
(وكلت بِي تبتغي عَذَابي ... الصد والهجر والفراق)
(ثلاثةٌ قد غَدَتْ نَصِيبي ... يَا ليتها لَا عدت عداك)
(فَإِن تكن تَرْتَضِي الَّذِي بِي ... فَإِن كل المنى رضاك)
(إِن طَال شوقي وَزَاد وجدي ... فإنني عاشقٌ صبور)
(اسْمَع حَدِيثي بقيت بعدِي ... أَنا وَحقّ النَّبِي غيور)
(مَا أشتهي أَن يكون ضدي ... يمشي حواليك أَو يَدُور)
)
(كَأَنَّمَا لحظه رقيبي ... ملازمي عِنْدَمَا يراك)
(يسْعَى إِلَى النَّاس فِي مغيبي ... يَقُول هَذَا يحب ذَاك)
(جَمِيع مَا تشْتَهي وترضى ... عَليّ إِحْضَاره لديك)
(وَذَاكَ شيءٌ أرَاهُ فرضا ... بِاللَّه قل لي وَمَا عَلَيْك)
(أنْفق وَخذ مَا تُرِيدُ نضاً ... فحاصلي أمره إِلَيْك)
(فَأَنت يَا نزهتي وطيبي ... عَن صحبتي مَالك انفكاك)
(وَمَا ابْن عمي وَلَا نسيبي ... يسري إِلَى مهجتي سراك)
(إِن كنت تهوى مقَام شربٍ ... قُم نغتبق ثمَّ نصطبح)
(تعال حَتَّى تزيل عتبي ... وَبعد ذَا العتب نصطلح)
(والحقد فِي الْقلب لَا تعبي ... وروح الْهم نسترح)
(فالعيش للعاشق الكئيب ... يطيب بالأنس فِي حماك)
(فِي خلسة المنظر العجيب ... تجيبه كلما دعَاك)(17/188)
ابْن أَسْبَاط المغربي عبد الله بن عَليّ من أَبنَاء الْكتاب وَيعرف بِابْن أَسْبَاط الْكَاتِب الْمصْرِيّ الَّذِي صنع لَهُ مُحَمَّد بن عبد الْملك تنوراً يعذبه فِيهِ فَعَاد وباله عَلَيْهِ
وَهُوَ جد بني أَسْبَاط لأمهم فنسبو إِلَيْهِ ذكر عبد الله هَذَا ابْن رَشِيق فِي الأنموذج وَقَالَ كَانَ حاذقاً مليح الْكَلَام غَرِيب القوافي ظريف الْمعَانِي قَلِيل الشّعْر لَا يتبذل بِهِ وَمن شعره من الْخَفِيف
(سَاءَنِي الدَّهْر مرّة بعد مرّة ... فتكسبت حنكة بعد غره)
(وَإِذا ساءك الزَّمَان فأبشر ... فعلى عقب ذَاك يَأْتِي المسره)
(إِن تدم كرة الزَّمَان علينا ... فلنا بعد كرّة الدَّهْر كرّه)
(من ذنُوب الزَّمَان عِنْدِي أَنِّي ... لم أسامح فِيهِ بمثقال ذره)
(غير أَنِّي صحبته لم أُفَارِق ... فِيهِ حمداً وَلَا صَحِبت معره)
وَمِنْه من الْكَامِل المرفل
(يَا من يحملني ذنُوبه ... ظلما ويفرط فِي العقوبه)
)
(يَا لَيْت شعري مَا الَّذِي ... أرجوه مِنْك من المثوبه)
(إِن كنت تطلب مهجتي ... خُذْهَا فها هِيَ قَرِيبه)
(يَكْفِيك أَنَّك سقتها ... للْمَوْت سامعةً مجيبه)
وَمِنْه من مجزوء الْبَسِيط
(قَالَ الخلي الْهوى محالٌ ... فَقلت لَو ذقته عَرفته)
(فَقَالَ هَل غير شغل سرٍّ ... إِن أَنْت لم ترضه صرفته)
(وَهل سوى زفرةٍ دمعٍ ... إِن لم ترد جريه كففته)
(فَقلت من بعد كل وصفٍ ... لم تعرف الْحبّ إِذْ وَصفته)
قلت شعرٌ جيد عذبٌ منسجم
جمال الدّين بن غَانِم عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان هُوَ جمال الدّين بن غَانِم ابْن الشَّيْخ عَلَاء الدّين تقدم تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة عَمه شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَاتِب النَّاظِم الناثر المترسل كَانَ شَابًّا حسن الشكل مليح الْوَجْه جيد الْكِتَابَة فِي(17/189)
الدرج مَعَ قوةٍ وأصالة وتسرع فِي الْإِنْشَاء
يكْتب من رَأس قلمه وَله غوصٌ فِي نثره ونظمه مولده فِي شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رحم الله شبابه وَيسر حسابه
مرض فِي مُدَّة عمره مَرضا حاداً مَرَّات ونجاه الله مِنْهَا ثمَّ إِنَّه حصل لَهُ سلعةٌ قرحت مِنْهَا قَصَبَة الرئة وَبَقِي متمرضاً من ذَلِك يَصح آونةً ويعتل أُخْرَى إِلَى أَن قضى نحبه وَكَانَ قد كتب إِلَيّ وَقد انْقَطع فِي بعض علته هَذِه وَلم أعده من أَبْيَات عتاب من الْكَامِل
(مولَايَ كَيفَ كسرتني فهجرتني ... علما بِأَنِّي كَيفَ كُنْتُم راضي)
(أَو قلت إِنِّي لَا أَعُود ممرضاً ... ظنا بِأَنِّي لَا محَالة مَاض)
فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك من الْكَامِل
(أرسلتها مثل السِّهَام مواضي ... نفذت من الْأَعْرَاض فِي أَعْرَاض)
(فَأَتَت وعتبك قد تخَلّل لَفظهَا ... مثل الأفاعي بَين زهر رياض)
(دَعْنِي من الجبروت أَو من أَهله ... لَا تجعلن سوادهم كبياضي)
(حاشاك أَن تمْضِي وسعدك قد غَدا ... مُسْتَقْبلا فِينَا وأمرك مَاض)
)
وَقلت أرثيه رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل
(تبْكي الطروس عَلَيْك والأقلام ... وتنوح فِيك على الغصون حمام)
(يَا من حواه اللَّحْد غضاً يانعاً ... وَكَذَا كسوف الْبَدْر وَهُوَ تَمام)
(يَا وَحْشَة الدِّيوَان مِنْك إِذا غَدَتْ ... فِيهِ مهمات الْبَرِيد ترام)
(من ذَا يوفيها مقاصدها على ... مَا يَقْتَضِيهِ النَّقْض والإبرام)
(هَيْهَات كنت بِهِ جمالاً باهراً ... فَعَلَيهِ بعْدك وحشةٌ وظلام)
(أسفي على الْإِنْشَاء وَهُوَ بجلقٍ ... نثاره قد مَاتَ والنظام)
(كم من كتاب سَار عَنْك كَأَنَّهُ ... بردٌ أَجَاد طرازه الرقام)
(إِن كَانَ فِي شرٍّ فقد رد الردى ... وَبِه ترفه ذابلٌ وحسام)
(لم لَا يرد الْبَأْس مَا ألفاته ... مثل القنا وَاللَّام مِنْهُ لَام)
(أَو كَانَ فِي خيرٍ فَكل كَلَامه ... دررٌ يؤلف بَينهُنَّ نظام)
(وكأنما تِلْكَ السطور إِذا بَدَت ... كأسٌ ترشف راحها الأفهام)(17/190)
(يَهْتَز عطف أولي النهى لبيانه ... فَكَأَن هاتيك الْحُرُوف مدام)
(كم فِيهِ وجهٌ سافرٌ مثل الضُّحَى ... وَعَلِيهِ من ليل السطور لثام)
(وَلكم كتبت مطالعات خدها ... قان وثغر فصولها بسام وكأنما ألفاتها قضب اللوى وكأنما همزاتهن حمام)
(مَا كنت إِلَّا فَارس الْكتاب فِي ... يومٍ تفرج ضيقه الأقلام)
(صلى وَرَاءَك كل من عاصرته ... علما بأنك الْبَيَان إِمَام)
(وَكَأن قبرك للعيون إِذا بدا ... قصرٌ عَلَيْهِ تَحِيَّة وَسَلام)
(يَا محنةً نزلت بعترة غانمٍ ... هانوا وهم فِي الْعَالمين كرام)
(لما تغيب فِي التُّرَاب جمَالهمْ ... قعدوا لهولٍ عاينوه وَقَامُوا)
(يَا قَبره لَا تنْتَظر سقيا الحيا ... حزني ودمعي بارقٌ وغمام)
(لي فِيك خلٌ كم قطعت بِقُرْبِهِ ... أَيَّام أنسٍ والخطوب نيام)
(لذت فلذت بظلها فَكَأَنَّهَا ... لقياد لذات الزَّمَان زِمَام)
(أسفي على صحبٍ مضى عمري بهَا ... وصفت بقربهم لي الْأَيَّام)
(ثمَّ انْقَضتْ تِلْكَ السنون وَأَهْلهَا ... فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُم أَحْلَام)
)
(بالرغم مني من أَن أُفَارِق صاحباً ... لي بعده ضرٌّ ثوى وضرام)
(يَا من تقدمني وَسَار لغايةٍ ... لَا بُد لي مِنْهَا وَذَاكَ لزام)
(قد كنت أحسبته يرثيني فقد ... عكست قَضيته معي الْأَحْكَام)
(أَنا مَا أَرَاك على الصِّرَاط لِأَنَّهُ ... بيني وَبَيْنك فِي الْأَنَام زحام)
(إِذْ قد سبقت خَفِيف ظهرٍ لَا كمن ... قد قيدت خطواته الآثام)
(فَازَ المخف وَقد تقدم سَابِقًا ... وشفيعه لإلهه الْإِسْلَام)
(فَاذْهَبْ فَأَنت وَدِيعَة الرَّحْمَن لي ... يلقاك مِنْهُ الْبر وَالْإِكْرَام)
(ويجود قبرك مِنْهُ غيث سماحةٍ ... بِالْعَفو صيب ودقها سجام)
(وَلَقَد قضيت حق ودك بالرثا ... وَالْحر من يرْعَى لَدَيْهِ ذمام)(17/191)