3 - (امْرَأَة حَمْزَة بن عبد المطَّلب)
خَوْلَة بنت قيس بن فَهد بن قيس الْأَنْصَارِيَّة أم مُحَمَّد امْرَأَة حَمْزَة بن عبد المطِّلب وَقيل أَن امْرَأَة حَمْزَة خَوْلَة بنت ثامر وَقيل أَن ثامراً لقب قيس بن فَهد قَالَ ابْن عبد البّر وَالْأول أصحّ خلف عَلَيْهَا بعد حَمْزَة رجل من الْأَنْصَار من بني زُرَيْق روى عَنْهَا عيد أَبُو الْوَلِيد حَدِيث إنَّ الدّنيا حَضْرَة حلوة
3 - (امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون)
خَوْلَة بنت حَكِيم وَيُقَال خُوَيْلَة السّلميّة امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون وَهِي أم شريك وَهِي الَّتِي وهبت نَفسهَا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَول بَعضهم وَكَانَ صَالِحَة روى عَنْهَا سعد بن أبي وَقاص من حَدِيث التَّعُّوذ عِنْد النُّزُول فِي السّفر
3 - (امْرَأَة أَوْس بن الصَّامت)
خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة وَيُقَال خُوَيْلَة وَخَوْلَة أَكثر وَقيل خَوْلَة بنت حكيمٍ وَقيل خَوْلَة بنت مَالك
كَانَت تَحت أَوْس بن الصَّامِت أخي عبَادَة بن الصّامت وَظَاهر مِنْهَا وَهِي الَّتِي نزلت فِيهَا قد)
سمع الله قولَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوجهَا إِلَى آخر القصّة فِي الظَّهار وَقيل إِنَّهَا جميلَة امْرَأَة أَوْس بن الصّامت وَالْأول(13/270)
أصحّ خرج عمر من الْمَسْجِد وَمَعَهُ الْجَارُود العبديّ فَإِذا بامرأةٍ بَرزَة على ظهر الطَّرِيق فسلّم عَلَيْهَا عمر فردَّت عَلَيْهِ السَّلام وَقَالَت هيها يَا عمر عهدتك وَأَنت تسمّى عُمَيْرًا فِي سوق عكاظ ترع الصّبيان بعصاك فَلم تذْهب الْأَيَّام حَتَّى سمِّيت عمر
ثمَّ لم تذْهب الْأَيَّام حَتَّى سمِّيت أَمِير الْمُؤمنِينَ فَاتق الله فِي الرّعية وَاعْلَم أَنه من خَافَ الْوَعيد قرب عَلَيْهِ الْبعيد وَمن خَافَ الْمَوْت خشِي عَلَيْهِ الْفَوْت فَقَالَ الْجَارُود قد أكثرت أيتها الْمَرْأَة على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر دعها أما تعرفها هَذِه خَوْلَة بنت حَكِيم امْرَأَة عبَادَة بن الصّامت الَّتِي سمع الله قَوْلهَا من فَوق سبع سمواتٍ فعمر وَالله أحقّ أَن يسمع قَوْلهَا
3 - (خَوْلَة بنت الْمُنْذر)
خَوْلَة بنت الْمُنْذر هِيَ الَّتِي أرضعت إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
3 - (أُخْت حُذَيْفَة بن الْيَمَان)
خَوْلَة بنت الْيَمَان أُخْت حُذَيْفَة بن الْيَمَان روى عَنْهَا أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا خير فِي جمَاعَة النّساء إِلَّا عِنْد ميّتٍ فإنهنَّ إِذا اجْتَمعْنَ وقلن قُلْنَ
3 - (خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
خَوْلَة خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جدّة حَفْص بن سعيد يروي حَدِيثهَا حَفْص عَن أمهَا عَنْهَا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى والضُّحى واللَّيل إِذا سجى(13/271)
قَالَ ابْن عبد البّر لَيْسَ إِسْنَاد حَدِيثهَا فِي ذَلِك مِمَّا يحتجُّ بِهِ
3 - (الجهنيّة)
خَوْلَة أمّ صبيَّة الجهنية حَدِيثهَا أَنَّهَا اخْتلفت يَدهَا وَيَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي إناءٍ واحدٍ قيل اسْمهَا خَوْلَة بنت قيسٍ الجهنيّة وَهِي جدة خَارِجَة بن الْحَارِث بن رَافع بن مكيث
وحديثها عِنْد أهل الْمَدِينَة روى عَنْهَا النُّعْمَان بن خَرَّبُوذ فِي الْوضُوء
3 - (الْأَنْصَارِيَّة)
خَوْلَة بنت عبد الله الْأَنْصَارِيَّة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول النَّاس دثارٌ وَالْأَنْصَار شعارٌ فِي إِسْنَاد حَدِيثهَا مقَال)
3 - (أمّ حَرْمَلَة الخزاعيّة)
خَوْلَة بنت الْأسود بن حذافة أم حَرْمَلَة هَاجَرت مَعَ زَوجهَا جهيم بن قيس إِلَى الْحَبَشَة قَالَه مُوسَى بن عقبَة وَغَيره
3 - (بنت يسَار)
خَوْلَة بنت يسارٍ قَالَت قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أحيض وَلَيْسَ لي إِلَّا ثوب وَاحِد قَالَ اغسلي ثَوْبك ثمَّ صلّي فِيهِ قلت يَا رَسُول الله يبْقى أثر الدّم قَالَ لَا يَضرك روى عَنْهَا أَبُو سَلمَة
قَالَ ابْن عبد الْبر وأخشى أَن تكون خَوْلَة بنت الْيَمَان لِأَن إِسْنَاد حَدِيثهمَا وَاحِد إِنَّمَا هُوَ عليّ بن ثَابت عَن الْوَازِع بن نَافِع عَن أبي سَلمَة بِالْحَدِيثِ الَّذِي(13/272)
ذكرنَا فِي اسْم اخولة بنت الْيَمَان وَبِالَّذِي ذكرنَا هَاهُنَا إِلَّا أنَّ من دون عليّ بن ثابتٍ يخْتَلف فِي الْحَدِيثين وَفِي ذَلِك نظر
(خوليّ)
3 - (الأصبحي)
خولي بن يزِيد الأصبحي من حمير هُوَ الَّذِي أجهز على الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ بعد سِنَان بن أنس النَّخعِيّ حزَّ خولي رَأسه وأتى بِهِ عبيد الله بن زِيَاد وَقَالَ فِي رِوَايَة مُصعب الزبيرِي
(أوقر ركابي فضَّة وذهبا ... أَنا قتلت الْملك المحجَّبا)
(قتلت خير النَّاس أما وَأَبا ... وَخَيرهمْ إذينسبون نسبا)
قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان وَالشعْبِيّ وَأَبُو مخنف يرويان هَذِه الأبيات لسنان بن أنس وَالله أعلم
3 - (خولي الصَّحَابِيّ)
خلي بن أبي خولي وَقيل خولي بن خولي الْعجلِيّ وَقيل الْجعْفِيّ كَانَ حليفاً للخطاب بن نفَيْل شهد بَدْرًا وَشهد مَعَه فِي قَول أبي معشرٍ والواقدي ابْنه وَلم يُسَمِّيَاهُ وَقَالَ ابْن اسحق شهد خولي وَأَخُوهُ مَالك الجعفيّان بَدْرًا وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة وَأَخُوهُ هِلَال بن أبي خولي
وَمَات رَضِي الله عَنهُ فِي خلَافَة عمر
3 - (ابْن أَوْس الصَّحَابِيّ)
خولي بن أَوْس الْأنْصَارِيّ زعم ابْن جريج أَنه مِمَّن نزل فِي قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ عليٍ وَالْفضل
(الألقاب)
)
ابْن خَوْلَة الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد
الونجي أفضل الدّين مُحَمَّد بن ناماور(13/273)
الخوانجي الشَّافِعِي الْحسن بن سعيد
(التّابعي)
الْخَولَانِيّ الدّاراني أَبُو مسلمٍ سيّد التَّابِعين اسْمه عبد الله الخويِّي القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة وَولده شهَاب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْخَلِيل
(خويلد)
3 - (أَبُو ذُؤَيْب الهذليّ)
خويلد بن خَالِد بن محرِّثٍ الهذليّ أَبُو ذُؤَيْب قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ من الشُّعَرَاء المخضرمين وَأَنه حسن إِسْلَامه لما أسلم وَسُئِلَ حسان بن ثَابت من أشعر النَّاس حَيا قَالَ أشعر النَّاس حَيا هُذَيْل وَأشهر هُذَيْل غير مدافعٍ أَبُو ذُؤَيْب وَأخْبر مُحَمَّد بن معاذٍ المعمري أَن فِي التَّوْرَاة مَكْتُوبًا أَبُو ذُؤَيْب مؤلف زوراً وَكَانَ اسْم الشَّاعِر بالسُّريانية مؤلف زوراً
وَقَالَ قصيدته العينيّة فِي بَنِينَ لَهُ خَمْسَة أصيبوا فِي عامٍ واحدٍ بالطاعون
وَلما مَاتَ جَعْفَر بن الْمَنْصُور الْأَكْبَر مَشى الْمَنْصُور فِي جنَازَته من الْمَدِينَة إِلَى مَقَابِر قريشٍ وَمَشى النَّاس مَعَه أَجْمَعُونَ حَتَّى دَفنه ثمَّ انْصَرف عَن قَبره وَقَالَ يَا ربيع انْظُر فِي أَهلِي من ينشدني من الْكَامِل
(أَمن الْمنون وريبها تتوجَّع ... والدهر لَيْسَ بمعتبٍ من يجزع)
حَتَّى أسلّي عَن مصيبتي فَخرج إِلَى بني هاشمٍ وهم أجمعهم حُضُور فَسَأَلَهُمْ عَنْهَا فَلم يكن فيهم أحد يحفظها فَعَاد فَأخْبرهُ فَقَالَ وَالله مصيبتي بأهلي أَن لَا يكون فيهم أحد يحفظ هَذِه(13/274)
القصيدة لقلّة رغبتهم فِي الْأَدَب أعظم وأشدّ عليّ من مصيبتي بِابْني ثمَّ قَالَ أنظر هَل فِي القوّاد أَو العوامّ من يعرفهَا فَإِنِّي أحب أَن أسمعها من إنسانٍ ينشدها فَخرج فَعرض النَّاس فَلم يجد أحدا يحفظها إِلَّا شَيخا مؤدِّباً فأوصله إِلَى الْمَنْصُور فاستنشده إِيَّاهَا فَلَمَّا قَالَ والدهر لَيْسَ بمعتب من يجزع قَالَ صدق وَالله أَنْشدني هَذَا الْبَيْت مائَة مرةٍ لتردِّد هَذَا المصراع عليَّ فأنشده ثمَّ مرَّ فِيهَا فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله من الْكَامِل
(والدهر لَا يبْقى على حدثانه ... جون السَّراة لَهُ جدائد أَربع)
)
قَالَ سلا أَبُو ذُؤَيْب عِنْد هَذَا القَوْل فَأمره بالانصراف وَأمر لَهُ بِمِائَة دِرْهَم وَأول هَذِه القصيدة
(أَمن الْمنون وريبها تتوجَّع ... والدهر لَيْسَ بمعتبٍ من يجزع)
وفيهَا يَقُول
(وتجلُّدي للشَّامتين أريهم ... أَنِّي لريب الدَّهْر لَا أتضعضع)
(وَإِذا المنيَّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلَّ تميمةٍ لَا تَنْفَع)
(وَالنَّفس راغبةٌ إِذا رغَّبتها ... وَإِذا تردُّ إِلَى قليلٍ تقنع)
وَقَالَ ابْن المرزباني كَانَ أَبُو ذُؤَيْب فصيحاً كثير الْغَرِيب مُتَمَكنًا فِي الشّعْر وعاش فِي الْجَاهِلِيَّة دهراً ودرك الْإِسْلَام وَأسلم وعامّة مَا قَالَ من الشّعْر فِي الْإِسْلَام وَهلك بأفريقية زمن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَيُقَال أَنه هلك بطرِيق مصر وتولّى عبد الله بن الزبير دَفنه وَقيل أَنه مَاتَ بِأَرْض الرّوم فِي خلَافَة عمر يُقَال أنّ أهل الْإِسْلَام أبعدوا فِي بِلَاد الرّوم فَمَا كَانَ وَرَاء قبر أبي ذُؤَيْب قبر يعلم للْمُسلمين وَمن شعر أبي ذُؤَيْب من الطَّوِيل
(وعَيَّرها الواشون أَنِّي أحبُّها ... وَتلك شكاةٌ ظاهرٌ عَنْك عارها)
(فَإِن أعْتَذر عَنْهَا فَإِنِّي مكذِّبٌ ... وَإِن تعتذر يردد عَلَيْك اعتذارها)
3 - (أَبُو خرَاش الهذليّ)
خويلد بن مرّة أَبُو خراشٍ الهذليّ مخضرم أدْرك الْإِسْلَام كَبِيرا فَأسلم وَمَات فِي أَيَّام عمر بن الْخطاب وَله مَعَه أَخْبَار وَهُوَ الْقَائِل وَقد قتل أَخُوهُ عُرْوَة(13/275)
ابْن مرّة قتلته ثمالة من الأزد وأسرت ابْنه خراشا فَدَعَا آسره رجلا للمنادمة فَرَأى خرَاش بن أبي خراشٍ موثقًا فِي الْقَيْد فَألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ وَأَجَارَهُ وَأطْلقهُ فَلَمَّا قدم على أَبِيه قَالَ لَهُ من أجارك قَالَ وَالله مَا أعرفهُ
فَقَالَ أَبُو خراشٍ وتزعم الرُّواة أَنَّهَا لَا تعرف رجلا مدح من لَا يعرفهُ غير أبي خرَاش وَهَذِه الأبيات من الطَّوِيل
(حمدت إلهي بعد عُرْوَة إِذا نجا ... خرَاش وَبَعض الشرِّ أَهْون من بعض)
(وَلم أدر من ألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ ... سوى أَنه قد سلَّ من ماجدٍ مَحْض)
(فو الله لَا أنسى قَتِيلا رزئته ... بِجَانِب قَوس مَا مشيت على الأَرْض)
)
يعْنى عُرْوَة ثمَّ علم أَنه سينساه فَقَالَ
(بلَى إِنَّهَا تَعْفُو الكلوم وإنِّما ... يوكَّل بالأدنى وَإِن جلَّ مَا يمْضِي)
وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل
(تَقول أرَاهُ بعد عُرْوَة لاهياً ... وَذَلِكَ رزءٌ مَا علمت جليل)
(فَلَا تحسبي أَنِّي تناسيت عَهده ... ولكنَّ صبري يَا أميم جميل)
3 - (أَبُو شُرَيْح الصّحابي)
خويلد بن عَمْرو أَبُو شُرَيْح الكعبي الْخُزَاعِيّ فِي اسْمه خلاف كثير والأصحّ أَنه خويلد أسلم يَوْم الْفَتْح وَصَحب وَقيل إِسْلَامه قبل الْفَتْح وَكَانَ يحمل أحد ألوية بني كَعْب كَانَ يَقُول إِذا رَأَيْتُمُونِي ابلغ من أنكحته وأنكحت إِلَيْهِ إِلَى السُّلْطَان فاعلموا أَنِّي مَجْنُون واكووني وَإِذا رَأَيْتُمُونِي أمنع جاري أَن يضع خَشَبَة فِي حائطي فاعلموا أَنِّي مَجْنُون واكووني وَمن وجد لأبي شريحٍ سمناً أَو لَبَنًا أَو جداية فَهُوَ لَهُ حلّ فليأكله وليشربه روى عَنهُ عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ وَأَبُو سعيد المَقْبُري وسُفْيَان بن أبي العوجاء وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الخزاعيّ)
خويلد بن خَالِد بن منقذ بن ربيعَة الْخُزَاعِيّ أَخُو أم معبد قَالَ ابْن عبد(13/276)
الْبر لم يذكروه فِي الصَّحَابَة وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَقد روى أَخُو حُبَيْش بن خَالِد وَرُوِيَ عَن أختهما أم معبدٍ الخزاعيّة حَدِيثهَا فِي مُرُور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا وَسَيَأْتِي خَبَرهَا فِي ترجمتها إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(الألقاب)
ابْن أبي الْخِيَار مُحَمَّد بن أبي الْخِيَار
الخيّاطيّة الْمُعْتَزلَة منسوبون إِلَى أبي الْحسن بن أبي عَمْرو
خيّاط السُّنّة اسْمه زَكَرِيَّاء بن يحيى
ابْن الخيّاط الشَّاعِر الدِّمَشْقِي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الخيّاط الشّاعر
الخيّاط الشَّاعِر الدمشقيّ الْمُتَأَخر اسْمه مُحَمَّد بن يُوسُف
الخيّاط الْبَغْدَادِيّ جَعْفَر بن الأسعد)
(خَيْثَمَة)
3 - (أَبُو الْحسن الطّرابلسي)
خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان بن حيدرة أَبُو الْحسن الْقرشِي الطرابلسي أحد الثِّقَات الْمَشْهُورين قَالَ الْخَطِيب هُوَ ثِقَة قد جمع فَضَائِل الصَّحَابَة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة(13/277)
3 - (الجعفيّ الْكُوفِي)
خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ الْكُوفِي أَبوهُ وجدّه صحابيان روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَابْن عباسٍ وَعبد الله بن عَمْرو وعدي بن حَاتِم وسُويد بن غَفلَة وَلم يلق ابْن مسعودٍ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (خَيْثَمَة الأنصاريّ)
خَيْثَمَة بن الْحَارِث بن مَالك بن كَعْب الأنصاريّ الأوسي هُوَ وَالِد سعد بن خَيْثَمَة قتل يَوْم أحدٍ شَهِيدا قَتله هُبَيْرَة بن أبي وهبٍ المَخْزُومِي وَقتل ابْنه سعد يَوْم بدرٍ شَهِيدا
(الألقاب)
ابْن أبي خَيْثَمَة اسْمه أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة
الْحَافِظ أَبُو خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب
3 - (النسَّاج)
خير النسَّاج اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بغدادي مَشْهُور كَانَت لَهُ حَلقَة(13/278)
يتَكَلَّم فِيهَا صحب الْجُنَيْد وَغَيره وَكَانَ عمره أَكثر من مائَة سنة وَكَانَ أسود حجَّ مرّة فَلَمَّا أَتَى الْكُوفَة أَخذه رجل قَالَ أَنْت عَبدِي واسمك خير فَلم يكلمهُ وانقاد لَهُ فَاسْتَعْملهُ سِنِين فِي نسج الخزِّ ثمَّ بعد مدةٍ قَالَ مَا أَنْت عَبدِي وَأطْلقهُ فَقيل لَهُ أَلا تغيِّر اسْمك فَقَالَ لَا أغيّر اسْما سماني بِهِ رجل مُسلم وَله أَحْوَال وكرامات وَأخْبر أَنه يَمُوت عِنْد الْمغرب فَكَانَ كَذَلِك وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة
(الْمزَارِع البغداديّ)
خيران بن الْحسن بن خيران الْمزَارِع الصّحراوي الْبَغْدَادِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الصَّلَوَات الْخمس بِجَامِع الرّصافة حدَّث عَن أبي طَالب مُحَمَّد بن عليّ بن عطيّة الْمَكِّيّ كَانَ صَالحا يتبَّرك بِهِ وبدعائه
(أَبُو الْمَعَالِي الدبّاس)
خيرون بن عبد الْملك بن الْحسن بن خيرون أَبُو الْمَعَالِي الدبّاس أَخُو أبي مَنْصُور مُحَمَّد وَكَانَ الْأَكْبَر سمع الْكثير من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن محمدٍ القادسي وَأبي على الْحسن بن عَليّ بن محمدٍ الْمَذْهَب وَعبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الغندجاني وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن الْحسن بن أَحْمد الشّهرزوري والحافظ ابْن نَاصِر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخمْس مائَة
(التينّاتي الأقطع)
أَبُو الْخَيْر التينّاتي الأطقع صَاحب الكرامات وَهُوَ من أهل الْمغرب نزل تينّات من أَعمال حلب كَانَ أسود اللَّوْن سيداً من السادات لَهُ كرامات ينسج الخوص بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَلَا يعلم كَيفَ ذَلِك وتأوي السبَاع إِلَيْهِ وتأنس بِهِ وَله عجائب فِي أَحْوَاله وَلم تقطع يَده فِي حدٍ إِنَّمَا قطع مَعَ لصوصٍ أَخذ مَعَهم إِذْ دخل مغارةً وجدهم فِيهَا فَأخذُوا وَقطع مَعَهم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَثَلَاث مائَة
(أم الدَّرداء الْكُبْرَى الصّحابية)
خيرة بنت أبي حَدْرَد أم الدَّرداء الْكُبْرَى الصحابية(13/279)
وَأما أم الدَّرْدَاء الصُّغْرَى فاسمها هجيمة بنت حييّ الوصابية أوالأوصابية وَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْهَاء فِي مَكَانَهُ
توفيت أمّ الدَّرْدَاء الْكُبْرَى فِي حُدُود الْمِائَة
(أم هرون الرشيد)
الخيزران الجرشية مولاة الْمهْدي وحبيبته وَزَوجته وَأم ولديه الْهَادِي مُوسَى والرشيد هرون
رزقت من سَعَادَة الدُّنْيَا مَا لَا يُوصف كَانَ مغلّها فِي السّنة مِائَتي ألف وَسِتِّينَ ألفا وَتوفيت سنة ثلاثٍ وَسبعين وَمِائَة وَإِيَّاهَا عَنى بشاربن برد فِي قَوْله من السَّرِيع
(خليفةٌ يَزْنِي بعمّاته ... يلْعَب بالدُّبُّوق والصَّولجان)
(أبدلنا الله بِهِ غَيره ... ودسَّ مُوسَى فِي حر الخيزران)
(الألقاب)
الخيشي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى
ابْن الْخَيْر الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
ابْن خيران الشَّافِعِي الْحُسَيْن بن صَالح
وَالْكَاتِب المصريّ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن خيران
ابْن خيرة الإشبيلي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم(13/280)
الخّيطان بن السَّيِّد عليّ بن مُحَمَّد
(المقرىء الضَّرِير الْمصْرِيّ)
خيلخان بن عبد الْوَهَّاب بن مَحْمُود أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْعمريّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الضَّرِير المقرىء قَرَأَ الْقرَاءَات وتصدّر لإقرائها بالجامع الْعَتِيق وَقَرَأَ على الْكِبَار فَإِنَّهُ ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَسمع من البوصيري وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيرا قانعاً وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وست مائَة
(الألقاب)
ابْن الخيمي مهذّب الدّين مُحَمَّد بن عليّ بن عليّ بن عليّ وَمِنْهُم ابْن الخيمي شهَاب الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم وَمِنْهُم مجد الدّين إِبْرَاهِيم بن عليّ
وَمِنْهُم شمس الدّين إِسْمَاعِيل بن عبد الْمُنعم(13/281)
(حرف الدّال)
(الألقاب)
ابْن دَاب النسّابة عِيسَى بن يزِيد
الدّاراني أَبُو سُلَيْمَان اسْمه عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد
الدّاراني القَاضِي صدر الدّين سُلَيْمَان بن هِلَال
الدّاركي المام الشّافعي اسْمه عبد الْعَزِيز بن عبد الله
(أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب)
دَارا بن الْعَلَاء بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عِيسَى بن يزدجرد ابْن شهريار أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب من أهل فَارس كَانَ من أَعْيَان الكتّاب وفضلائهم وَله نظم ونثر وَكَانَ يكْتب للسُّلْطَان ملكشاه وَسمع الحَدِيث مَعَ الْوَزير نظام الدّين من شُيُوخ الْعرَاق وأصبهان وَقدم بَغْدَاد وحدّث بهَا عَن القَاضِي أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن شكرويه وَغَيره وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي محمدٍ الْأسود وتوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْكَامِل
(قَالَت أُمَيْمَة إِذا رَأَتْ من عطلتي ... مَا استنكرته وحقَّ ذَا من شاني)
(أنبا بك الدِّيوَان أم بك نبوةٌ ... عَنهُ فتقعد خَارج الدّيوان)
(إِذْ أَنْت من شهد اليراعة أَنه ... فِي حلبتيها فَارس الفرسان)
(أَو كنت من أفنى ثميلة عمره ... وشبابه فِي خدمَة السّلطان)
(وَلكم مقامٍ قُمْت فِيهِ ومجلسٍ ... رفِّعت فِيهِ إِلَى أعزِّ مَكَان)
(وَكِتَابَة سيّرت من أبرادها ... مَا سيَّرته الْبرد فِي الْبلدَانِ)(13/282)
(فَلم اطُّرحت وَلم جفتك عصابةٌ ... لَهُم بحقك أصدق العرقان)
(فأجبتها أنّ الأحاجي لم تزل ... مقدورةً لرجال كل زمَان)
(إِن لم أنل مِنْهُم كفاء فضيلتي ... فالفضل ينْطق لي بِكُل لِسَان)
(وَلَو أنّ نَفسِي طاوعتني لم أكن ... فِي نيل أَسبَاب الْغنى بالواني)
(ولربما لحق الْجَوَاهِر بذلةٌ ... من بعد مَا رصِّعن فِي التِّيجان)
قلت شعر متوسط
(الألقاب)
الدارع إِبْرَاهِيم بن أبي سُوَيْد
(دارم)
3 - (أَبُو مُضر التَّميمي)
دارم بن مَالك بن الطَّواف أَبُو مُضر التَّمِيمِي ذكره أَبُو الْعَرَب مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَافِظ فِي كتاب تَارِيخ القيروان وَذكر أَنه من ولد امرىء الْقَيْس بن زيد بن تَمِيم وَكَانَ مولده بِبَغْدَاد وَسكن سوسة وَبهَا مَاتَ سمع من هَوْذَة بن خَليفَة وَمن يحيى بن معنٍ وَغَيرهمَا وَلم يكن يضْبط مَا فِي كتبه وَكَانَ مغرىً بذلك يَقُول لَا يَنْبَغِي أَن يسمع من مثلي وَكَانَ صِحَاب صلاةٍ وَتعبد سَمِعت مِنْهُ أَنا وَجَمَاعَة بسوسة وأحسب مَوته بِالْقربِ من سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو الْأَشْعَث التَّمِيمِي)
دارم أَبُو الْأَشْعَث التميميّ الصّحابي رَضِي الله عَنهُ روى عَنهُ ابْنه الْأَشْعَث ابْن دارم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمتِي خمس طبقاتٍ الحَدِيث وَفِي إِسْنَاده ضعف
(الألقاب)
الدّاركي الشّافعيّ اسْمه عبد الْعَزِيز بن عبد الله
ابْن دارة الشَّاعِر عبد الرَّحْمَن بن مسافع
الدّارقطني الْحَافِظ أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر(13/283)
الدَّامغَانِي جمَاعَة من بيتٍ مِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة والدّامغاني عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عليّ بن محمدٍ أَيْضا وَمِنْهُم أَحْمد بن عَليّ وَمِنْهُم الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن أَحْمد وَمِنْهُم عبد الله بن الْحُسَيْن وَمِنْهُم عَليّ بن أَحْمد وَمِنْهُم جَعْفَر بن عبد الله
الدّارميّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد
ابْن داسة مُحَمَّد بن بكير
دَاعِي الدعاة هبة الله من كَامِل
الدّاعي المقرىء مُحَمَّد بن عمر
ابْن دانكا الْفَقِيه أَحْمد بن مُحَمَّد
(دانيال)
3 - (القَاضِي ضِيَاء الدّين)
دانيال بن منكلي بن صرفا القَاضِي ضِيَاء الدّين أَبُو الْفضل التركماني الكركي القَاضِي بالشَّوبك شيخ متميز مليح الْهَيْئَة تَامّ الشكل مَجْمُوع الْفَضَائِل ولد سنة سبع عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة ستٍ وَتِسْعين وست مائَة وَسمع بالكرك من ابْن اللَّتي وَقَرَأَ الْقرَاءَات على السَّخاوي بِدِمَشْق وَسمع من كَرِيمَة وَمن جماعةٍ وَسبع بِبَغْدَاد من ابْن الخازن وَعبد الله بن عمر بن النخّال وَهبة الله بن الدّوامي وَإِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وجماعةٍ وبحلب من ابْن خليلٍ وبمصر من يُوسُف السّاوي وَابْن الجمّيزي وَولي قَضَاء الشّوبك مُدَّة وَولي الْقَضَاء بأماكن
وخرّج لَهُ عَلَاء الدّين عليّ بن بلبان مشيخةً قَرَأَهَا عَلَيْهِ شرف الدّين الْفَزارِيّ وخرّج لَهُ ابْن جعوان أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَسمع مِنْهُ المزّي والبرزالي وَتُوفِّي بالشّوبك رَحمَه الله
3 - (الطَّبِيب)
دانيال الطَّبِيب قَالَ عبيد الله بن جِبْرِيل كَانَ دانيال لطيف الْخلقَة ذميم الْأَعْضَاء وَكَانَ معزُّ الدولة قد أشخصه لخدمته فَدخل يَوْمًا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَلَيْسَ عنْدكُمْ يَا دانيال أَن السفرجل إِذا أكل قبل الطَّعَام أمسك الطَّبْع وَإِذا أكل بعد الطَّعَام أسهل قَالَ بلَى قَالَ معز الدولة فَأَنا إِذا أَكلته بعد الطَّعَام عصمني فَقَالَ دانيال لَيْسَ هَذَا الطَّبْع للنَّاس فلكمه معز الدولة(13/284)
بِيَدِهِ فِي صَدره وَقَالَ لَهُ قُم تعلّم أدب خدمَة الْمُلُوك وتعال فَخرج من عِنْده وَنَفث الدَّم إِلَى أَن مَاتَ
قَالَ عبيد الله وَهَذِه من غلطات الْعلمَاء الَّتِي تهْلك وَإِلَّا مثل هَذَا لَا يخفى لِأَن هُنَا معداً ضَعِيفَة لَا يُمكنهَا دفع مَا فِيهَا فَإِذا أوردهَا السّفرجل قوّاها وأعانها على دفع مَا فِيهَا فتجيب الطبيعة وَقد رَأَيْت إنْسَانا إِذا أَرَادَ الْقَيْء شرب الشَّرَاب محلا أَو سكنجبين السفرجل فتيقيّأ مهما أَرَادَ
(الألقاب)
الدّاني أبوعمرو المقرىء اسْمه عُثْمَان بن سعيد بن عُثْمَان
ابْن دانيال الْحَكِيم شمس الدّين اسْمه مُحَمَّد بن دانيال
3 - (الأهوازيّ)
داهر بن نوح الأهوازيّ ذكره ابْن حيّان فِي الثِّقات سمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ)
وَمِائَتَيْنِ
(دَاوُد)
3 - (أَبُو الْفضل الأذريّ)
دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن محمدٍ أَبُو الْفضل الأذري روى عَنهُ أَبُو طاهرٍ السِّلفي فِي مُعْجم شُيُوخه وَذكر أَنه كَانَ يتفقَّه مَعَه بِبَغْدَاد على الكيا الهراسي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائةٍ وَبعدهَا
وَكَانَ لَازِما للطريقة المستقيمة سكيتاً مشتغلاً بِمَا يَنْفَعهُ
3 - (دَاوُد الشّافعي)
دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الشَّافِعِي من شُيُوخ شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر وَابْن البُخَارِيّ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لي بخطّه سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائةٍ بِدِمَشْق
3 - (أَبُو الْفرج الدبّاس)
دَاوُد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو الْفرج بن أبي الْغَنَائِم الدبّاس(13/285)
البغداديّ سمع بإفادة خَاله عمر بن الْمُبَارك بن سهلان من أبي غالبٍ أَحْمد بن الْحسن بن البنّاء وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عليّ بن عبد الْوَاحِد الدّلاّل قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا حسنا حسن الْأَخْلَاق متيقِّظاً وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة
3 - (أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ)
دَاوُد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ملاعب أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ كَانَ وَالِده يتولّى بعض أَعمال السَّواد وَكَانَت لَهُ رياسة ونباهة وأسمع ابْنه هَذَا الْكثير فِي صباه من القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر بن الزّاغوني وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي الْمَكِّيّ وَغَيرهم وحصَّل لَهُ النّسخ بِمَا سمع وَخرج إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَ يتوكل على بَاب الْقُضَاة وَله مُرُوءَة وَكَانَ محباً للرواية وأصوله صَحِيحَة
3 - (أَبُو سُلَيْمَان الضَّرير الملهمي)
دَاوُد بن أَحْمد بن يحيى بن الْخضر الملهمي أَبُو سُلَيْمَان الضَّرِير الدّاودي الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف وَأبي الْحسن على بن عَسَاكِر البطائحي وتفقّه على مَذْهَب أهل الظّاهر وَقَرَأَ الْأَدَب وبرع فِيهِ وَكَانَ مُولَعا بِشعر أبي)
الْعَلَاء المعرِّي ويحفظ مِنْهُ كثيرا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كنت أرَاهُ كثيرا يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَة وَمَا سَمِعت مِنْهُ كلمة أنقمها عَلَيْهِ وَكَانَ النَّاس يسيئون الثَّنَاء عَلَيْهِ ويرمونه بِسوء العقيدة توفّي سنة خمس عشرَة وست مائَة بِبَغْدَاد وَقد قَارب السّبْعين وَمن شعر الملهمي من الوافر
(إِلَى الرَّحْمَن أَشْكُو مَا أُلَاقِي ... غَدَاة غدوا على هوج النِّياق)
(نشدتكم بِمن زمَّ المطايا ... أمرَّ بكم أمرُّ من الْفِرَاق)(13/286)
(وَهل داءٌ أمرُّ من التَّنائي ... وَهل عيشٌ ألّذُ من التَّلاقي)
3 - (الدّاراني الزّاهد)
دَاوُد بن أَحْمد بن عطيّة الْعَنسِي أَخُو أبي سُلَيْمَان الدّاراني الزّاهد دمشقي سكن بَغْدَاد قَالَ السُّلمي لَهُ كَلَام مثل كَلَام أَخِيه فِي الرياضات والمعاملات قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري قلت لداود الدّاراني مَا تَقول فِي الْقلب يسمع الصَّوْت الْحسن فيؤثر فِيهِ فَقَالَ كل قلب يُؤثر فِيهِ الصَّوت الْحسن ضَعِيف يداوى كَمَا تداوى النَّفس الْمَرِيضَة
3 - (أَبُو ليلى الصّحابي)
دَاوُد بن بِلَال بن أحيحة بن الجلاح أَبُو ليلى وَالِد عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَفِي اسْم دَاوُد خلاف قيل اسْمه يسَار وَسَيَأْتِي ذكره وَدَاوُد فِي عداد الصّحابة رَضِي الله عَنْهُم
3 - (الأمويّ)
دَاوُد بن بشر بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي قيل أَنه هوى فَاطِمَة بنت عبد الْملك وهويته وَكَانَت تَحت عمر بن عبد الْعَزِيز فَلَمَّا مَاتَ قَالَت لأَخِيهَا مسلمة إِنِّي قد اشْتهيت أَن أجد رَائِحَة الْوَلَد قَالَ وَيحك بعد عمر قَالَت لَا بُد من ذَلِك قَالَ لَا جرم لأتسوَّرن بك الْأزْوَاج قَالَت قد تسوّرت دَاوُد وَكَانَ أَعور قَبِيح المنظر فَقَالَ فِي ذَلِك الْأَحْوَص من المتقارب
(أبعد الأغرِّ ابْن عبد الْعَزِيز ... قريع قريشٍ إِذا يذكر)
(تزوجت دَاوُد مختارةً ... أَلا ذَلِك الْخلف الْأَعْوَر)
وَقيل أَنَّهَا تزوجت سُلَيْمَان بن دَاوُد بن مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ الْخلف الْأَعْوَر وَقيل أَن الَّذِي)
خلف عَلَيْهَا بعد عمر دَاوُد بن يحيى بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة وَكَانَ يسكن دير البخت من أَعمال دمشق
3 - (الجيلي الشَّافِعِي)
دَاوُد بن بنْدَار بن إِبْرَاهِيم الجيلي أَبُو سُلَيْمَان الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد فِي صباه وَأقَام بهَا
وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف على يُوسُف الدِّمَشْقِي حَتَّى برع وتولَّى(13/287)
الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ النِّظامية ثمَّ التدريس بِالْمَدْرَسَةِ البهائية وَكَانَ فَاضلا كثير الْمَحْفُوظ متديِّناً سديد الْفَتَاوَى متعصباً لطّلاب الْعلم سمع الحَدِيث من أبي الْوَقْت عبد الأول السِّجزي وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وستّ مائَة
3 - (نجم الدّين ابْن الزَّيبق)
دَاوُد بن أبي بكر بن مُحَمَّد هُوَ الْأَمِير نجم الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الزَّيبق عَاشَ من الْعُمر سِتا وَسبعين سنة وَلم يكن فِي وَجهه من الشَّيب إِلَّا مَا قلَّ كَانَ من رجال المباشرات وَأَصْحَاب السياسات لَهُ الْحُرْمَة الوافرة والهيبة الوافية وَفِيه عبسةٌ وإطراق وَصمت إِذا كَانَ فِي دسته ومنصبه وَإِذا خلا بِأَصْحَابِهِ زَالَ ذَلِك جَمِيعه وَكَانَ يرْعَى صَاحبه وَلَا ينساه ويخدم النَّاس وَفِيه تجمُّل وودّ وَحسن سياسة بَاشر ولَايَة نابلس وفتك فيهم وأراق دِمَاءَهُمْ وَبعد ذَلِك لما انْتقل عَنْهُم وَولي شدَّ الداووين بِدِمَشْق وَغَضب عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله وأمسكه ثمَّ طلب مِنْهُ مائَة ألف درهمٍ فجَاء أكَابِر جبل نابلس وَقَالُوا نَحن نزنها عَنهُ وَيعود إِلَيْنَا فَكَانَ ذَلِك من أَسبَاب الرضى عَنهُ
أَخذ الْعشْرَة وباشر فِي أَيَّام سلاَّر خَاص السَّاحِل والجبل ثمَّ إِنَّه بَاشر خاصّ الْقبلية وَبعد ذَلِك الخاصّ بِدِمَشْق عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين بكتمر ثمَّ إِنَّه بَاشر شدَّ الدَّوَاوِين بحمص ثمَّ بَاشر شدَّ الْأَوْقَاف بِدِمَشْق ثمَّ تولى جبل نابلس ثمَّ أَنه نقل إِلَى شدِّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق عوضا عَن الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن الخشّاب ثمَّ عزل وَجرى مَا جرى على مَا تقدم ثمَّ بَاشر شدَّ غَزَّة والساحل والجبل وشكر للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَطَلَبه إِلَى مصر وولاّه ولَايَة مصر وشدَّ الْجِهَات والصناعة والأهراء وَأَعْطَاهُ طبلخاناة وَلم يداخل النِّشو نَاظر الْخَاص وراج عَلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين بن المرواني وداخل النشو وَكَانَ إِذا حضرا عِنْده ينبسط ابْن المرواني بَين يَدي النشو مَعَ من يكون حَاضرا ويندّب وينشرح وَنجم الدّين فِي تصميمٍ وإطراقٍ أَو يرى أَنه)
ناعس إِلَى أَن رأى النشو أَنه مَا يَجِيء مِنْهُ شَيْء وَلَا يدْخل فِي دائرته فاتفق مَعَ الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الحجازيّ وأتقن الْأَمر وأحضروا من شكا مِنْهُ فِي يَوْم دَار الْعدْل فَعَزله ورسم بِإِخْرَاجِهِ إِلَى دمشق إِكْرَاما للأمير سيف الدّين تنكز فِي يَوْمه ذَاك فَعَاد إِلَى دمشق فولاَّه شدّ الْأَوْقَاف وشدّ الخاصّ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن جرت وَاقعَة النَّصَارَى فِي حريق جَامع دمشق الْأمَوِي فسلّمهم الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَيْهِ فتولّى عقوبتهم وتقريرهم واستخراج أَمْوَالهم وصلبهم وحريقهم وَفِي ذَلِك جرت وَاقعَة تنكز وَأمْسك كل من كَانَ من جِهَته فَأمْسك أَيْضا وَكَانَ هُوَ الَّذِي عمر الخان الْمَشْهُور للأمير سيف الدّين طاجار الدوادار بقرية جينين وَهُوَ خَان عَظِيم لم يكن على درب مصر أحسن مِنْهُ فأفرج عَنهُ وتولَّى نابلس ثَانِيَة ثمَّ عزل أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش ثمَّ تولَّى بر دمشق فِي أَيَّام طقزتمر وَجعل وَلَده شُجَاع الدّين نَائِبه(13/288)
وَطلب إِلَى مصر وتولَّى أَيَّام الصّالح شدَّ الخاصّ المرتجع عَن العربان بِالشَّام وصفد وحمص وحلب وحماة وطرابلس وَأقَام كَذَلِك وَولده فِي نيابته على ولَايَة الْبر إِلَى أَوَائِل الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي رَحمَه الله تَعَالَى وَتوجه يحمل الخاصَّ إِلَى مصر فتولَّى بهَا شدَّ الجيزيّة
وَكَانَ بهَا كاشفاً ومشدّاً فَلَمَّا أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وأقاربه وَمن كَانَ تسحَّب مَعَهم من الْأُمَرَاء حضر الْأَمِير نجم الدّين الْمَذْكُور هُوَ والصّاحب عَلَاء الدّين بن الحرّاني والأمير عز الدّين أيدمر الزرّاق للحوطة على موجودهم وإقطاعاتهم وَجعل الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر أَمِير جاندار يتحدث مَعَهم أَيْضا وَكَانَ قد عيِّن لَهُ إقطاع طبلخاناة وعزم على تَجْهِيزه إِلَيْهِ إِلَى الشّام فاعتلّ قَرِيبا من جمعةٍ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سادس شهر رَجَب سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ وَدفن بالصّالحية عِنْد تربة الشياح وَكَانَ قد حجّ سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وكتبت لَهُ توقيعاً بشدّ الخاصّ بِدِمَشْق فِي الْأَيَّام التنكزيّة فِي عَاشر شوّالٍ سنة تسعٍ وَسبع مائَة ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل نجم الدّين فِي آفَاق السّعادة طالعاً وسيره فِي منَازِل السَّعَادَة حَتَّى كَانَ الحكم بشرفه قَاطعا وقدّر لَهُ الْخَيْر فِي حركاته وسكناته مُسْتَقِيمًا وراجعاً وأبرزه فِي هَذِه الدولة الْقَاهِرَة لشمل مسرّاتها جَامعا نحمده على نعمه الَّتِي قربت من نأى بعد انتزاحه وأعادته إِلَى وَطنه الَّذِي طالما شام التماع برقه فِي الدُّجا بالتماحه وجبلته على إيثاره دون كل)
قطرٍ يبسم روضه بثغر أقاحيّه وَمَا قُلْنَا أقاحه وخصّته بِمُبَاشَرَة خاصٍّ تأتَّى لَهُ وَتَأْتِي البركات فِيهِ على اقتراحه ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نزل إِثْبَات التَّوْحِيد فِي أبياتها وَوجدت النُّفُوس لذَّاتها بإدمانها لذاتها ومدَّ الْإِيمَان أَيدي جنَّاتها إِلَى ثمار جنَّاتها وأوصل الإيقان راحات قاطفيها إِلَى راحاتها ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي بَعثه إِلَى الْخَاص وَالْعَام وأورثه من خَزَائِن جوده مزِيد الأفضال ومزايا الإنعام وحببه إِلَى قومٍ هم أنس الْإِنْس وجنبه قوما إِن هم إلاَّ كالأنعام وأيده بالكرامة وأمده بِالْكَرمِ وَنَصره بِالْمَلَائِكَةِ الْكِرَام صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين سدّوا مَا ولاّهم وسادوا من والاهم وشادوا مجد هَذِه الْأمة فهم أولاهم فِيهِ وَبِه أولاهم ووعدوا على مَا اتبّعوا جنّةً دَعوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهمّ صَلَاة يتضوَّع من طيِّها نشر شذاهم وتكفي من اتّبعهم شرّ أهل الْبدع وتقيه إِذا همَّ أذاهم وسلّم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَلَمَّا كَانَت وَظِيفَة شادّ الخاصّ الشريف بداريّا ودومة من أجلّ الْوَظَائِف وأنفس المناصب الَّتِي كم أمَّها عاف ورامها عايف وأشرف المباشرات الَّتِي من دونهَا بيض الصفائح لَا سود الصَّحائف يحْتَاج من بَاشَرَهَا إِلَى أَن يكون ممَّن علت هممه وغلت قيمه وعكرت شيمه حَتَّى يفِيض على العامّ من الخاصّ نعمه وتدرّ بداريا درره وتدوم على دومة ديمه وَكَانَ الْمجْلس السَّامِي الأميري النجمي دَاوُد بن الزيبق النصاري ممَّن تهادته المملكة الإسلامية شاماً ومصراً وَحَازَ نَوْعي(13/289)
السّنا مدّاً وقصراً وَفَاتَ البلغاء من الْحصْر وَصفه حصراً وطرف عينا تروم الْعين وَوضع عَن الغلال أغلالاً وأصراً طلع فِي كل أفقٍ وَلَا غرو فهم النَّجْم وَأقَام على من خطف الْخَطفَة من رصد حفظه كَوْكَب رجم وصلب عوده على من أَرَادَ امتحان بأسه بغمزٍ أَو اختبار لينه بعجم وانتقل من جنَّة دمشق إِلَى مجاورة النّيل وَهُوَ نهر الجنّة
وَعَاد إِلَى وَطنه ومصر مصرَّة على محبّته فأشواقها فِي سموم هوائها مستجنَّة وَحسنت مُبَاشَرَته فِي كل قطر مَحْدُود وباتت نخاريم سؤدده وسدادها مسدود وأضحى وَعمل عمله لَيْسَ لناظرٍ فِيهِ مخرج وَلَا دون فَضله بَاب مَرْدُود وأطربت مناقبه حَتَّى قَالَ النَّاس فِيهَا هَذِه مَزَامِير دَاوُد فَلذَلِك رسم بِالْأَمر العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أَن يفوّض إِلَيْهِ شادّ الخاصّ على عَادَة من تقدَّمه فليباشر ذَلِك مُبَاشرَة تشخص لَهَا عين الْأَعْيَان ويتعلَّم الكتَّاب مِنْهَا تثمير أَقْلَام الدِّيوان والإبطال تَدْبِير عوالي المرّان مُجْتَهدا فِيمَا يدّبره مُعْتَمدًا على)
حسن النّظر فِيمَا ينبَّه عَلَيْهِ أَو يثمّره فَمَا ندب لذَلِك إِلَّا لحسن الظنّ بسياسته وَلَا عيّن لهَذِهِ الْوَظِيفَة إِلَّا لجميل الْمعرفَة بِمَا جرِّب من سؤدده ورياسته وَمثله لَا ينبَّه على مصلحةٍ يبديها أَو منفعةٍ يعلنها أَو يعليها أَو فائدةٍ يهديها أَو يهديها أَو كلمة اجتهادٍ لَا يملّها من يَأْخُذهَا عَنهُ أَو يستمليها وَهُوَ بِحَمْد الله غَنِي عَن إطراء من يمدحه من الغاوين أَو يزهزه لَهُ بشد هَذَا الدِّيوَان فقد بَاشر قبله شدّ الدَّوَاوِين فَلَا يبْذل للنَّاس غير مَا ألفوه من سجاياه الحسان فِي الْإِحْسَان وَلَا يطو بئشره عَنْهُم فَمن رَآهُ لم يكن مَعَه بمحتاجٍ إِلَى بُسْتَان وَلَا يُعَامل الرفاق إِلَّا بالرفق فإنَّ كلَّ من عَلَيْهَا فانٍ وَالتَّقوى ملاك الْوَصَايَا فليجعلها لَهُ نجياً وقوام الْأُمُور فَلَا يتخذها ظهرياً وسداد كل عوز فَمن رامها تمثل لَهَا بشرا سوياً وَالله تَعَالَى يَتَوَلَّاهُ فِيمَا ولاه ويزيده من فَضله الأوفى على مَا أولاه والخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ حجَّة بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
3 - (أَبُو سُلَيْمَان الْأمَوِي)
دَاوُد بن الْحصين أَبُو سُلَيْمَان الْأمَوِي روى عَن أَبِيه(13/290)
والأعرج وَعِكْرِمَة وَأبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد وَغَيرهم وَهُوَ صَدُوق لَهُ غرائب تنكر عَلَيْهِ وثَّقه ابْن معِين وَغَيره مُطلقًا وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ مَا روى عَن عِكْرِمَة فمنكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَوْلَا أَن مَالِكًا روى عَنهُ ترك حَدِيثه وَقَالَ غَيره كَانَ قدرياً وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب)
دَاوُد بن الجرّاح بن مهَاجر حسنبس بن صبار بخت بن شهريار أَبُو محمدٍ الْكَاتِب أَصله من فَارس كتب للمستعين وصنف كتاب التَّارِيخ وأخبار الكتّاب وَكتاب الْأُمَم السالفة جَامع كَبِير وَكتاب رسائله هُوَ جدُّ الْوَزير أبي الْحسن عَليّ بن دَاوُد وَكَانَ للجرّاح بنُون جمَاعَة مِنْهُم دَاوُد وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ومخلد وَكتب مِنْهُم دَاوُد وَمُحَمّد لإِبْرَاهِيم بن العبّاس الصُّولي وَكتب لَهُ الْحسن بن مخلد بن الجرّاح وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو عَليّ الْأَوَانِي الْكَاتِب)
دَاوُد بن جهور الأوانيّ أَبُو عليّ الْكَاتِب ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الجرّاح فَقَالَ كَاتب رسائل فصيح اللِّسَان كثير التنطُّع فِي رسائله وَله أشعار صَالِحَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(أرى صوراً تستنكر النَّفس حكمهَا ... عليَّ بِأَن أَدْرِي خلاف الَّذِي أَدْرِي)
(وَمَا زَالَ بِي تشييع نفسٍ عزيزةٍ ... إِلَى الْقَبْر حَتَّى قد حننت إِلَى قَبْرِي)
)
(يغرّون بالدنيا وهم يعرفونها ... وَقد آذنتهم بالغرور وبالغدر)
(أَلا ربَّ محسودٍ على نعْمَة الْغنى ... وَلم أر محسوداً على نعْمَة الْأجر)
3 - (ابْن حوط الله الأندي)
دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عمر بن خلف بن عبد الله بن عبد الرؤوف بن حوط الله المحدّث أَبُو سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ(13/291)
الأندي بالنُّون كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ أوسع أهل الأندلس رِوَايَة فِي وقتهما مَعَ الْجَلالَة وَالْعَدَالَة ولي قَضَاء الجزيرة الخضراء ثمَّ قَضَاء بلنسية وَتُوفِّي على قَضَاء مالقة وَحمل نعشه على الأكفّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة
3 - (أَبُو عَليّ الطّوسيّ)
دَاوُد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَق بن الْعَبَّاس الطوسي أَبُو عَليّ من أهل أَصْبَهَان كَانَ جدّه أَبُو نصرٍ أَحْمد وَزِير المسترشد بِاللَّه وجدّه الْأَعْلَى أَبُو عليّ الْحسن نظام الْملك وَزِير ملكشاه وَقد تقدّم ذكرهمَا بكّر بِهِ فَسمع من أبي الْفضل جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الثَّقَفِيّ وَأبي الْفَتْح إِسْمَاعِيل بن الْفضل بن أَحْمد السّراج وَأبي طَاهِر عبد الْكَرِيم بن عبد الرّزّاق وجماعةٍ غَيرهم وَقدم بَغْدَاد وحدّث بهَا بالكثير من مسموعاته
قَالَ محبّ الدّين بن النجار وَسمعت مِنْهُ وَكَانَ شَيخا بهيّاً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً محبّاً للرواية مكرماً لأهل الْعلم توفّي سنة ستٍ وَتِسْعين وَخمْس مائةٍ بأصبهان
3 - (السّديد اليهوديّ الطّيب)
دَاوُد بن سُلَيْمَان السّديد ابْن أبي الْبَيَان اليهوديّ الطَّبِيب الْمصْرِيّ كَانَ ماهراً فِي الطّب بارعاً فِي الْأَدْوِيَة المفردة والمركّبة خدم الْملك الْكَامِل وعاش فَوق الثَّمَانِينَ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وستّ مائةٍ وَله أنقراباذين فِي غَايَة الْحسن وَأخذ الطبّ عَن ابْن جَمِيع اليهوديّ وَعَن أبي الْفضل بن النَّاقِد وَفِيه قَالَ بعض الشُّعَرَاء من المتقارب
(إِذا أشكل الدَّاء فِي باطنٍ ... أَتَى ابْن الْبَيَان لَهُ بِالْبَيَانِ)
(فَإِن كنت ترغب فِي صحةٍ ... فَخذ لسقامك مِنْهُ الْأمان)
3 - (الأدلم المرّي)
دَاوُد بن سلم الأدلم مولى بني تيم بن مرّة شَاعِر من أهل الْمَدِينَة قدم على حَرْب بن خَالِد بن)
يزِيد بن مُعَاوِيَة ومدحه وَله مدائح مستحسنة مستفيضة لَهُ فِي قثم بن الْعَبَّاس فِيمَا ذكره الزبير بن بكار من الْبَسِيط
(كَمَا صارخٍ بك من راجٍ وصارخةٍ ... تدعوك يَا قثم الْخيرَات يَا قثم)
(هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته ... وَالْبَيْت يعرفهُ والحلُّ وَالْحرم)(13/292)
(يكَاد يعلقه عرفان رَاحَته ... ركن الْحطيم إِذا مَا جَاءَ يسْتَلم)
(إِذا رَأَتْهُ قريشٌ قَالَ قَائِلهَا ... إِلَى مَكَارِم هَذَا يَنْتَهِي الْكَرم)
(هَذَا الَّذِي لم يضع للْملك حرمته ... إنّ الْكَرِيم الَّذِي يحظى بِهِ الْحرم)
وَقَالَ كَانَ الْحسن بن زيدٍ قد عوّد دَاوُد بن سلم عطايا فَلَمَّا مدح دَاوُد جَعْفَر ابْن سُلَيْمَان وَكَانَ بَينه وَبَين الْحسن تبَاعد شَدِيد أغضب ذَلِك الْحسن فَقدم من حجٍ أَو عمرةٍ فَدخل عَلَيْهِ دَاوُد مسّلماً فَقَالَ لَهُ الْحسن أَنْت الْقَائِل فِي جَعْفَر من الطَّوِيل
(وَكُنَّا حَدِيثا قبل تأمير جعفرٍ ... وَكَانَ المنى فِي جعفرٍ أَن يؤمَّرا)
(حوى المنبرين الطّاهرين كليهمَا ... إِذا مَا خطا عَن منبرٍ أمَّ منبرا)
(كأنَّ بني حوّاء صفُّوا أَمَامه ... فخيِّر من أنسابه فتخيَّرا)
قَالَ دَاوُد نعم جعلني الله فدَاك وَأَنا الَّذِي أَقُول من الطَّوِيل
(لعمري لَئِن عَاقَبت أوجدت منعماً ... بعفوٍ عَن الْجَانِي وَأَن كَانَ معذرا)
(لأَنْت بِمَا قدّمت أولى بمدحةٍ ... وَأكْرم فخراً إِن فخرت وعنصرا)
(هُوَ الغرَّة الزهراء فِي فرع هاشمٍ ... وَيَدْعُو عليا ذَا الْمَعَالِي وجعفرا)
(وَزيد النّدى والسِّبط سبط محمدٍ ... وعمُّك بالطَّفِّ الزكيِّ المطهرَّا)
فَعَاد الْحسن إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَلم يزل يصله إِلَى أَن مَاتَ
3 - (ابْن جلجل الطَّبِيب)
دَاوُد بن حسّان هُوَ أَبُو سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن جلجل بجيمين ولامين كَانَ طَبِيبا فَاضلا خَبِيرا بالمعالجات وَكَانَ فِي أَيَّام هِشَام المؤيّد بِاللَّه وخدمه بالطب وَكَانَ لَهُ بصر بقوى الْأَدْوِيَة المفردة وفسّر أَسمَاء الْأَدْوِيَة المفردة الَّتِي فِي كتاب ديسقوريدوس فِي شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاثَة مائةٍ بِمَدِينَة قطربة لِأَنَّهُ اجْتمع بنقولا(13/293)
الراهب الَّذِي استقدمه النَّاصِر عبد الرَّحْمَن لأجل كتاب ديسقوريدوس لِأَنَّهُ كَانَ يعرف اللِّسَان اللطينيّ وَله مقَالَة فِي ذكر الْأَدْوِيَة)
الَّتِي لم يذكرهَا ديسقوريدوس فِي كِتَابه مِمَّا يسْتَعْمل فِي صناعَة الطِّب وَينْتَفع بِهِ وَمَا لَا يسْتَعْمل لكل لَا يغْفل عَن ذكره وَقَالَ ابْن جلجل إنّ ديسقوريدوس أغفل ذَلِك إِمَّا لِأَنَّهُ لم يره وَلم يُشَاهِدهُ عيَانًا وَإِمَّا لِأَن ذَلِك كَانَ غير مُسْتَعْمل فِي دهره وَأَبْنَاء جنسه وَله رِسَالَة التَّبْيِين فِيمَا غلط فِيهِ بعض المتطِّببين وَكتاب يتَضَمَّن ذكر شَيْء من أَخْبَار الْأَطِبَّاء والفلاسفة فِي أَيَّام المؤيّد بِاللَّه وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّالِث مائَة
3 - (الطَّبيب البغداديّ)
دَاوُد بن دَيْلَم كَانَ من الْأَطِبَّاء المتميِّزين بِبَغْدَاد المجيدين فِي المعالجة واختصَّ بالمعتضد وخدمه وَكَانَت التوقيعات تخرج بِخَط ابْن دَيْلَم لمحله مِنْهُ وَكَانَ يتردّد إِلَى دور المعتضد وَله مِنْهُ الْإِحْسَان الْكثير والإنعان الوافر وَكَانَت وَفَاته سنة تسعٍ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة
3 - (الْخَوَارِزْمِيّ)
دَاوُد بن رشيد الْخَوَارِزْمِيّ مولى بني هَاشم روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وروى البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَبَقِي بن مخلد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حاتمٍ وَأَبُو يعلى وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهم وثَّقه ابْن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (شرف الدّين الْحَنَفِيّ)
دَاوُد بن رسْلَان شرف الدّين نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني بِدِمَشْق لنَفسِهِ يُخَاطب الصاحب صفي الدّين بن شكر من الطَّوِيل
(جزي ملك الْإِسْلَام خيرا صَالحا ... وَلَا زَالَ فِي الإقبال مَا بَقِي الدّهر)
(كَمَا أَنه اخْتَار الْوَزير لأمرنا ... فتقَّف أَمر النَّاس حَتَّى اسْتَوَى الصَّعر)(13/294)
(صفا بصفيِّ الدّين كلُّ مكدَّرٍ ... من الْعَيْش وَالْأَيَّام ضاحكةٌ زهر)
(عَلَوْت فاصحاب العمائم كلُّهم ... نجومٌ وَأَنت الشَّمْس وَالْقَمَر والبدر)
وَأعَاد شرف الدّين هَذَا مُدَّة طَوِيلَة للْإِمَام برهَان الدّين مَسْعُود بِالْمَدْرَسَةِ النوريّة وَكَانَ حنفيّ الْمَذْهَب وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة
3 - (النَّحوي الْمروزِي)
دَاوُد بن صَالح النَّحْوِيّ المرزوي قدم مصر قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْأَدَب وَمَات بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ)
3 - (ابْن العاضد الْمصْرِيّ)
دَاوُد بن عبد الله أَبُو سُلَيْمَان بن العاضد صَاحب مصر توفّي بقصر الْإِمَارَة فِي سنة أَربع وست مائَة وَلم يعقب سوى سُلَيْمَان وَسَيَأْتِي ذكره وَكَانَ الدعاة لقد لقبوا دَاوُد الحامد لله
3 - (مجير الدّين الْملك الزّاهر)
دَاوُد بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي الْملك الزَّاهِر مجير الدّين ابْن الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْملك أَسد الدّين الْحِمصِي ابْن صَاحب حمص من بَيت الحشمة كَانَ شَيخا مهيباً كثير التِّلَاوَة والتنفُّل روى بِالْإِجَازَةِ عَن المؤيّد الطوسي يَسِيرا وَهُوَ وَالِد الْملك الأوحد وإجازته على سَبِيل الْعُمُوم وَكَانَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ توفّي سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة
3 - (الكنديّ البصريّ)
دَاوُد بن أبي الْفُرَات الْكِنْدِيّ الْمروزِي الْبَصْرِيّ وثَّقه ابْن معِين وَغَيره وروى لَهُ البُخَارِيّ والتِّرمذي والنَّسائي وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة(13/295)
3 - (العطَّار المكِّي)
دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن العطّار الْمَكِّيّ كَانَ أَبوهُ عبد الرَّحْمَن نَصْرَانِيّا شامياً يتطبب فَقدم مَكَّة ونزلها وَولد لَهُ بهَا أَوْلَاد فأسلموا وَكَانَ يعلِّمهم الْقُرْآن وَالْفِقْه وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل يُقَال أكفر من عبد الرَّحْمَن لقُرْبه من الْأَذَان وَالْمَسْجِد ولحال وَلَده وإسلامهم وَكَانَ يسلمهم فِي الْأَعْمَال السّرية ويحثّهم على الْأَدَب وَلُزُوم الْخَيْر وَأَهله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَنا أتعجّب من تَمْكِين هَذَا النَّصْرَانِي من الْإِقَامَة بحرم الله تَعَالَى ولعلّهم اضطروا إِلَى طبِّه وَدَاوُد من كبار شُيُوخ الشَّافِعِي وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة
3 - (أَبُو أَحْمد ابْن رَئِيس الرؤساء)
دَاوُد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن الْمسلمَة أَبُو أَحْمد بن أبي نصر ابْن الْوَزير أبي الْفرج ابْن أبي الْفتُوح الْمَعْرُوف بِابْن رَئِيس الرؤساء من بَيت الوزارة والرياسة والتقدّم كَانَ وَالِده قد تصوّف وسلك الزّهْد فَنَشَأَ أَبُو أَحْمد على ذَلِك من لبس الْقصير وصحبة الصّالحين ومخالطة الْفُقَرَاء أسمعهُ وَالِده من خمارتاش مَوْلَاهُم وَمن أبي الْفَتْح بن شاتيل وشهدة الكاتبة وأمثالهم توفّي سنة سِتّ)
عشرَة وست مائَة
3 - (الطّاهريّ)
دَاوُد بن عليّ بن خلف الْأَصْبَهَانِيّ الْمَشْهُور بالظاهري كَانَ زاهداً متقلِّلاً كثير الْوَرع أَخذ الْعلم عَن إِسْحَق بن رَاهَوَيْه وَأبي ثَوْر وَكَانَ من أَكثر النَّاس تعصُّباً(13/296)
للشَّافِعِيّ وصنَّف فِي فضائله وَالثنَاء عَلَيْهِ كتابين وَكَانَ صَاحب مذهبٍ مُسْتَقل وَتَبعهُ جمع كثير من الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ وَلَده أَبُو بكر مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي المحمدين على مذْهبه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم بِبَغْدَاد قيل أَنه كَانَ يحضر مَجْلِسه أَربع مائَة صَاحب طيلسان أَخْضَر وَكَانَ من عقلاء النَّاس قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب فِي حَقه كَانَ عقل دَاوُد أَكثر من علمه وَولد بِالْكُوفَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة إِحْدَى وَقيل سنة مِائَتَيْنِ وَنَشَأ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ سمع سُلَيْمَان بن حَرْب والقعنبي وَعَمْرو بن مَرْزُوق وَمُحَمّد بن كثير الْعَبْدي ومسدَّداً وَأَبا ثورٍ الْفَقِيه وَإِسْحَق بن رَاهَوَيْه ورحل إِلَيْهِ إِلَى نيسابور وَسمع مِنْهُ الْمسند الْكَبِير وَالتَّفْسِير وجالس الْأَئِمَّة وصنَّف الْكتب
قَالَ الْخَطِيب كَانَ إِمَامًا عَارِفًا ورعاً ناسكاً زاهداً وَفِي كتبه حَدِيث كثير لكنّ الرِّوَايَة عَنهُ عزيزة جدا روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد وزكرياء السّاجي ويوسف بن يَعْقُوب الدَّاودِيّ وعباس بن أَحْمد المذكِّر وَغَيرهم وَكَانَ أَبوهُ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وللعلماء قَولَانِ فِي دَاوُد قَالَ أَبُو إِسْحَق الإِسْفِرَايِينِيّ قَالَ الْجُمْهُور إِنَّهُم يَعْنِي نفاة الْقيَاس لَا يبلغون دَرَجَة الِاجْتِهَاد وَلَا يجوز تقليدهم الْقَضَاء قَالَ وَنقل الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ عَن أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وطائفةٍ من الشافعيين أَنه لَا اعْتِبَار بِخِلَاف دَاوُد وَسَائِر نفاة الْقيَاس فِي الْفُرُوع دون الْأُصُول
وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ الَّذِي ذهب إِلَيْهِ أهل التَّحْقِيق أنّ منكري الْقيَاس لَا يعدون من عُلَمَاء الْأمة وَلَا من حَملَة الشَّرِيعَة لِأَنَّهُ معاندون مباهتون فِيمَا ثَبت استفاضةً وتواتراً لِأَن مُعظم الشَّرِيعَة صادرة عَن الِاجْتِهَاد وَلَا تفي النُّصُوص بِعشر معشارها وَهَؤُلَاء ملتحقون بالعوامّ
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَول أبي الْمَعَالِي إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِيهِ بعض مَا فِيهِ فَإِنَّمَا قَالَه باجتهادٍ ونفيهم للْقِيَاس باجتهادٍ فَكيف يردّ الِاجْتِهَاد بِمثلِهِ قلت هَذَا الَّذِي قَالَه الشَّيْخ شمس الدّين خطأ وتعصُّب مِمَّن هُوَ غير قَادر على التعصّب لم يقل إِمَام الْحَرَمَيْنِ إِنِّي لَا أعتبر خلاف)
الظَّاهِرِيَّة بِالِاجْتِهَادِ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك للدليل الْقَاطِع الْمُجْتَمع من الأدلَّة المتعددة الَّذِي صَار بِحَيْثُ لَا يحْتَمل فِي الْكَلَام على صِحَة مَا نفوه من إِثْبَات الْقيَاس ثمَّ رَأينَا هَذَا الدَّلِيل الظَّاهِر الَّذِي دلّ على أصل الْقيَاس شَيْء لَا يحْتَمل الْمُنَازعَة فِيهِ لظُهُوره وَقد نازعوا فِيهِ وَهَذِه الْمُنَازعَة لقَوْل الإِمَام الظَّاهِر أَنَّهَا(13/297)
عناد وَمن عاند فِي الحقّ لَا عِبْرَة بقوله وَهَذَا ظَاهر وَإِن لم تكن عناداً كَمَا هُوَ المظنون بذوي الحجى فقد نفوا مَا ثَبت بِالدَّلِيلِ الْقَاطِع باجتهادٍ قصاراه إِفَادَة الظنّ الَّذِي لَا يُعَارض الْقطع الظَّاهِر ثمَّ أودع إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي كَلَامه مَا هُوَ كالدليل على مَا قَالَه وَهُوَ أَن من أنصف من نَفسه علم أَن النُّصُوص الَّتِي أخذت مِنْهَا الْأَحْكَام لَا تفي بِعشر معشار الْحَوَادِث الَّتِي لَا نِهَايَة لَهَا فَمَا الَّذِي يَقُوله الظَّاهِرِيّ فِي غير الْمَنْصُوص إِذا أَتَاهُ عاميّ وَسَأَلَهُ عَن حادثةٍ لَا نصّ فِيهَا أيحكم فِيهَا بشيءٍ أم يدع العامِّيِّ وجهله لَا قَائِل من الْمُسلمين بِالثَّانِي أَعنِي أنَّا نَدع العامِّيِّ يخبّط فِي دينه وَإِن حكم فِيهَا وَالْوَاقِع أَن لَا نصَّ فإمَّا أَن يقيس أَو يخترع من نَفسه حكما يلْزم النَّاس الْأَخْذ بِهِ إِن اخترع من عِنْد نَفسه وَنسبه إِلَى الحكم الشرعيّ كَانَ كَاذِبًا على الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِلَّا كَانَ ملزماً للنَّاس بفلتات لِسَانه فَمَا بَقِي إِلَّا أَنه لَا يخترعه من عِنْد نَفسه ويقيسه على الصُّور الْمَنْصُوص عَلَيْهَا
والظاهريّ لَا يَقُول بذلك فَعَاد الْأَمر إِلَى أَنه إِمَّا أَن يدع العامّيَّ يخبِّط فِي دينه لما لم ينزل الله بِهِ سُلْطَانا أَو يكذب على الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو يلْزم النَّاس بهفواته وَالثَّلَاثَة لَا يَقُولهَا ذُو لبّ معَاذ الله ولعلَّ الشَّيْخ شمس الدّين يحاول اعْتِبَار خلافهم فِي الْإِجْمَاع وَمن ابْن الشَّيْخ شمس الدّين شَيخنَا وأستاذنا رَضِي الله عَنهُ وَهَذِه الْمسَائِل يَا مُسلمين عَاقل يَقُول فِي قَوْله عَلَيْهِ أفضل الصّلاة والسّلام لَا يبولنَّ أحدكُم فِي المَاء الدّائم ثمَّ يغْتَسل فِيهِ إِنَّه إِذا بَال الْإِنْسَان فِي ماءٍ دائمٍ ألف مرةٍ حلَّ لغيره التَّوضِّي فِيهِ وَحرم على البايل وينسب ذَلِك إِلَى مُرَاد أشرف الْخلق صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله لَا يبولنَّ أحدكُم وَهَذَا ابْن حزم يَقُول هَذَا ويغوِّش على من لَا يَقُول بِهِ فالإنسان إِذا ترك التعصُّب وَعلم أَنه يتلكم فِي دين الله علم أَن قَول إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي النِّهَايَة وعلماؤنا لَا يُقِيمُونَ لأهل الظَّاهِر وزنا قَول سديد أَو أحد يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تقل لَهما أفٍّ أَنه يحرم على الْإِنْسَان أَن يَقُول لِأَبَوَيْهِ أُفٍّ وَلَا يحرم عَلَيْهِ أَن يَأْخُذ المقارع ويضربهما بهَا هَذَا هذيانٌ معَاذ الله أَن يدْخل فِي شَرِيعَة الْإِسْلَام وَمَا أحسن قَول الْحَافِظ ابْن مفوِّزٍ كَمَا حكى عَنهُ الشَّيْخ تقيّ الدّين فِي شرح الْإِلْمَام بعد أَن حكى كَلَام أبي مُحَمَّد)
ابْن حزم فِي مَسْأَلَة البايل فتأمَّل رَحِمك الله مَا جمع هَذَا القَوْل من السُّخف وحوى من الشَّناعة ثمَّ يَزْعمُونَ أَنه الدّين الَّذِي شرَّعه الله وَبعث بِهِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ اللَّائِق بشيخنا شيخ الْإِسْلَام شمس الدّين أحسن الله إِلَيْهِ أَن لَا يدْخل نَفسه فِيمَا لَا يعنيه وَلَا يعرفهُ وَلَا يفهمهُ
دين الله مَا فِيهِ تعصب وَلَا سَلام أَي وَالله مَا الشَّيْخ شمس الدّين إِلَّا مقاوم إِمَام الْحَرَمَيْنِ(13/298)
الْعَاقِل يعرف مِقْدَار روحه ويسكت إِذا حسن السُّكُوت وَأَنا لَا أَقُول أَن خلاف دَاوُد لَا يعْتَبر مَعًا وَالله وَإِنَّمَا الْحق التَّفْصِيل كَمَا ذكر وحسبنا الله وَكفى
وَقَالَ ابْن الصّلاح الَّذِي اخْتَارَهُ أَبُو مَنْصُور الْأُسْتَاذ وَذكر أَنه الصَّحِيح من الْمَذْهَب أَنه يعْتَبر خلاف دَاوُد قَالَ وَهَذَا الَّذِي اسْتَقر عَلَيْهِ الْأَمر آخرا كَمَا هُوَ الْأَغْلَب الأعرف من صفو الْأَئِمَّة الْمُتَأَخِّرين الَّذِي أوردوا مَذْهَب دَاوُد فِي مصنَّفاتهم الْمَشْهُورَة كالشيخ أبي حامدٍ الإِسْفِرَايِينِيّ وَالْمَاوَرْدِيّ وَالْقَاضِي أبي الطيِّب قَالَ وَأرى أَن يعْتَبر قَوْله إِلَّا فِيمَا خَالف فِيهِ الْقيَاس الجليّ وَمَا اجْتمع عَلَيْهِ القياسيون من أَنْوَاعه وبناه على أُصُوله الَّتِي قَامَ الدَّلِيل القطاع على بُطْلَانهَا
فاتفاق من سواهُ إِجْمَاع مُنْعَقد لقَوْله فِي التغوُّط فِي المَاء الراكد وَتلك الْمسَائِل الشنيعة وَقَوله لَا رَبًّا إِلَّا فِي السِّتَّة الْمَنْصُوص عَلَيْهَا فخلافه فِي هَذَا وَنَحْوه غير مُعْتَبر لِأَنَّهُ مَبْنِيّ على مَا يقطع بِبُطْلَانِهِ وَقَالَ وَلَده أَبُو بكر مُحَمَّد بن دَاوُد رَأَيْت أبي دَاوُد فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وسامحني فَقلت غفر لَك فَبِمَ سامحك يَا بنيّ الْأَمر عَظِيم وَالْوَيْل كل الويل لمن لم يسامح
3 - (شرف الدّين الشَّيْخ السَّديد الطّيب)
دَاوُد بن عليّ بن دَاوُد بن الْمُبَارك الْحَكِيم الْفَاضِل الشَّيْخ السّديد أَبُو مَنْصُور ابْن الشَّيْخ السَّديد وَيُقَال اسْمه عبد الله قَرَأَ الطبَّ على وَالِده وَأبي نصر عَدْلَانِ بن عين زربيّ وَسمع بالإسكندرية من أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن مكي بن عَوْف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْأَطِبَّاء بِمصْر
وخدم مُلُوكهَا وحصّل مَالا كثيرا وتخرَّج بِهِ جمَاعَة وَغلب عَلَيْهِ لقب أَبِيه السّديد ولقبه شرف الدّين وخدم العاضد وَجَمَاعَة قبله ونال الْحُرْمَة الوافرة والجاه العريض وَأخذ عَنهُ نَفِيس الدّين بن الزبير شيخ الْأَطِبَّاء حصل لَهُ فِي يومٍ واحدٍ من الدولة ثَلَاثُونَ ألف دِينَار
وظهَّر ابْني الْحَافِظ لدين الله فَحصل لَهُ من الذّهب نَحْو خمسين ألف دِينَار وَكَانَ صَلَاح الدّين)
يحترمه ويعتمد عَلَيْهِ فِي الطِّب توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة
3 - (الْكَاتِب ابْن أبي يَعْقُوب)
دَاوُد بن عليّ بن دَاوُد الْكَاتِب هُوَ ابْن أبي يَعْقُوب بن دَاوُد وَزِير الْمهْدي قَالَ يرثي الْحسن بن عَليّ صَاحب فجٍّ من الْبَسِيط
(يَا عين جودي بدمعٍ مِنْك مهتتنٍ ... فقد رَأَيْت الَّذِي لَاقَى بَنو حسن)
(صرعى بفجٍّ تجر الرّيح فَوْقهم ... أذيالها وغوادي دلَّج المزن)
(حَتَّى عفت أعظماً لَو كَانَ شَاهدهَا ... محمدٌ ذبَّ عَنْهَا ثمَّ لم تهن)(13/299)
(مَاذَا يَقُولُونَ والماضون قبلهم ... على الْعَدَاوَة والشّحناء والإحن)
(مَاذَا صنعنَا إِذا قَالَ الرَّسُول لنا ... مَاذَا صَنَعْتُم بِنَا فِي سالف الزَّمن)
3 - (العباسيّ الْأَمِير)
دَاوُد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو سُلَيْمَان الْهَاشِمِي كَانَ بالحميمة من أَرض الشراة من البلقاء وَولي إمرة الْكُوفَة فِي زمن ابْن أَخِيه السّفاح ثمَّ ولاَّه الْمَدِينَة والموسم وَمَكَّة واليمن واليمامة روى عَن أَبِيه وروى عَنهُ الأوزاعيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَشريك وَمُحَمّد بن أبي ليلى القاضيان وَابْن جريج وَغَيرهم وَكَانَ بِدِمَشْق لما وصل الْخَبَر بوفاة هِشَام بن عبد الْملك فَكتب بذلك إِلَى أَخِيه مُحَمَّد
وَعرض عَلَيْهِ أَن يُبَايع يزِيد بالخلافة فَأبى وَقيل أَنه كَانَ قدرياً وَسُئِلَ عَنهُ يحيى بن معِين فَقَالَ أَرْجُو أَنه لَيْسَ يكذب إِنَّه إِنَّمَا يحدِّث بحديثٍ واحدٍ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أعرض أهل الْجرْح عَن الْخُلَفَاء وَعَن آبَائِهِم وَعَن كشف حَالهم خوفًا من السّيف والضّرب وَمَا زَالَ هَذَا فِي كل دولةٍ قَائِمَة يصف المؤرِّخ محاسنها وبغضّ عَن مساؤئها وَكَانَ دَاوُد هَذَا من جبابرة الْأُمَرَاء لَهُ هَيْبَة ورواء وَعِنْده أدب وفصاحة
وَسمع سَالم بن أبي حَفْصَة يطوف بِالْبَيْتِ وَيَقُول لبيَّك مهلك بني أُميَّة فَأَجَازَهُ دَاوُد بِأَلف دِينَار وَكَانَ دَاوُد لما ظهر أَبُو الْعَبَّاس بِالْكُوفَةِ وَصعد الْمِنْبَر ليخطب فحصر وَلم يتَكَلَّم فَوَثَبَ دَاوُد بن عَليّ بَين يَدي الْمِنْبَر فَخَطب وَذكر أَمرهم وخروجهم ومنَّى النَّاس وَوَعدهمْ الْعدْل فَتَفَرَّقُوا عَن خطبَته وحجّ بِالنَّاسِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومائةٍ وَهِي أول حجةٍ حجّها ولد الْعَبَّاس وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ومائةٍ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة فَأدْرك من دولتهم ثَمَانِيَة أشهرٍ)
وَقيل تِسْعَة أشهر وروى لَهُ الترمذيّ وحدَّث عَن أَبِيه عَن جده(13/300)
3 - (عماد الدّين بن الْخَطِيب)
دَاوُد بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل الْخَطِيب عماد الدّين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو سُلَيْمَان الزبيدِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي خطيب بَيت الْآبَار وَابْن خطيبها ولد سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة سمع من الخشوعي وَعبد الْخَالِق بن فَيْرُوز الْجَوْهَرِي وَعمر بن طبرزد وحنبل وَالقَاسِم بن عساكرٍ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وزين الدّين الفارقي والعماد بن البالسي وَالشَّمْس نقيب الْمَالِكِي والخطيب شرف الدّين وَالْفَخْر بن عساكرٍ وَولده الشّرف مُحَمَّد وَطَائِفَة من أهل الْقرْيَة وَكَانَ مهذباً فصيحاً مليح الخطابة لَا يكَاد يسمع موعظته أحد إِلَّا وَبكى وخطب بِدِمَشْق ودرّس بالزاوية الغزالية سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائةٍ بعد الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام لما انْفَصل عَن دمشق ثمَّ عزل الْعِمَاد بعد سِتّ سِنِين وَرجع إِلَى خطابة الْقرْيَة
3 - (النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك)
دَاوُد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك(13/301)
النَّاصِر صَلَاح الدّين أَبُو المفاخر وَأَبُو المظفَّر ابْن الْملك المعظّم ابْن الْملك الْعَادِل ولد بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثلاثٍ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة سمع بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وَغَيره وبالكرم من ابْن اللَّتِّي وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَأَبُو روح عبد الْمعز وَكَانَ حنفيّ الْمَذْهَب عَالما فَاضلا مناظراً ذكياً لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي الشّعْر وَالْأَدب لِأَنَّهُ حصّل طرفا جيدا من الْعُلُوم فِي دولة أَبِيه وَولي السلطنة سنة أَربع وَعشْرين بعد وَالِده وأحبّه أهل دمشق وَسَار عَمه الْكَامِل من مصر ليَأْخُذ دمشق مِنْهُ فاستنجد بِعَمِّهِ الْأَشْرَف فجَاء لنصرته وَنزل بالدهشة ثمَّ تغيِّر عَلَيْهِ وَمَال لِأَخِيهِ الْكَامِل وأوهم النَّاصِر أَنه يصلح قَضيته فاتفقا عَلَيْهِ وحاصراه أَرْبَعَة أشرعٍ وأخذا دمشق مِنْهُ
وَسَار إِلَى الكرك وَكَانَت لوالده وَأعْطِي مَعهَا الصَّلْت ونابلس وعجلون وأعمال الْقُدس وَعقد نِكَاحه على عَاشُورَاء بنت عَمه الْكَامِل ثمَّ إِن الْكَامِل تغيّر عَلَيْهِ فَفَارَقَ ابْنَته قبل الدُّخُول بهَا
ثمَّ إِن النَّاصِر بعد الثَّلَاثِينَ قصد الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وقدَّم لَهُ تحفاً ونفائس وَسَار إِلَيْهِ على البريّة وَمَعَهُ فَخر الْقُضَاة ابْن بصاقة وشمس الدّين الخسروشاهي والخواصُّ من مماليكه)(13/302)
وألزامه وَطلب الْحُضُور بَين يَدَيْهِ كَمَا فعل بِصَاحِب إربل فَامْتنعَ فنظم القصيدة البائية وأولها من الطَّوِيل
(ودانٍ ألمّت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدُّجى وحفٌ تجول غياهبه)
(تقهقه فِي تِلْكَ الربوع رعوده ... وتبكي على تِلْكَ الطلول سحائبه)
(أرقت لَهُ لمّا توالت بروقه ... وحلّت عزاليه وأسبل ساكبه)
(إِلَى أَن بدا من أشقر الصُّبح قادمٌ ... يراع لَهُ من أدهم اللِّيل هاربه)
(وَأصْبح ثغر الأقحوانة ضَاحِكا ... تدغدغه ريح الصِّبا وتداعبه)
(تمرُّ على نبت الرياض بليلةً ... تجمشِّه طوراً وطوراً تلاعبه)
(وَأَقْبل وَجه الأَرْض طلقاً وطالما ... غَدا ومكفهرّاً موحشاتٍ جوانبه)
(كَسَاه الحيا وشياً من النبت فاخراً ... فَعَاد قشيباً غوره وغواربه)
(كَمَا عَاد بالمستنصر بن محمدٍ ... نظام الْمَعَالِي حِين فلَّت كتائبه)
(إمامٌ تحلَّى الدّين مِنْهُ بماجدٍ ... تحلَّت بآثار النبيِّ مناكبه)
(هُوَ الْعَارِض الهتّان لَا الْبَرْق محلفٌ ... لَدَيْهِ وَلَا أنواره وكواكبه)
(إِذا السّنة الشَّهْبَاء شحَّت بطلِّها ... سخا وابلٌ مِنْهُ وسحَّت سواكبه)
(فأحيى ضِيَاء الْبَرْق ضوء جَبينه ... كَمَا نجَّلت ضوء الغوادي مواهبه)
(لَهُ العزمات اللائي لَوْلَا نصالها ... تزعزع ركن الدّين وانهدَّ جَانِبه)
(بصيرٌ بأحوال الزَّمَان وَأَهله ... حذورٌ فَمَا تخشى عَلَيْهِ نوائبه)
(بديهته تغنيه عَن كلِّ مشكلٍ ... وَإِن حنَّكته فِي الْأُمُور تجاربه)
(حوى قصبات السَّبق مذ كَانَ يافعاً ... وأربت على زهر النُّجُوم مناقبه)
(تزيَّنت الدُّنْيَا بِهِ وتشرَّفت ... بنوها فأضحى خافض الْعَيْش ناصبه)
(لَئِن نوَّهت باسم الإِمَام خلافةٌ ... ورفَّعت الرّاكي الْمنَار مناسبه)
(فَأَنت الإِمَام الْعدْل والعرق الَّذِي ... بِهِ شرفت أنسابه ومناصبه)
(جمعت شتيت الْمجد بعد انفراقه ... وفرَّقت جمع المَال فانهال كَاتبه)(13/303)
(وأغنيت حَتَّى لَيْسَ فِي الأَرْض معدمٌ ... يجور عَلَيْهِ دهره ويحاربه)
(أَلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمن غَدَتْ ... على كَاهِل الجوزاء تعلو مراتبه)
)
(وَمن جدّه عمُّ النَّبِي وخدنه ... إِذا صارمته أَهله وأقاربه)
(أيحسن فِي شرع الْمَعَالِي ودينها ... وَأَنت الَّذِي تعزى إِلَيْهِ مذاهبه)
(وَأَنت الَّذِي يَعْنِي حبيبٌ بقوله ... أَلا هَكَذَا فليكسب الْمجد كاسبه)
(بِأَنِّي أخوض الدوَّ والدوُّ مقفرٌ ... سبارتيه مغبرَّةٌ وسباسبه)
(وأرتكب الهول الْمخوف مخاطراً ... بنفسي وَلَا أعبا بِمَا أَنا رَاكِبه)
(وَقد رصد الْأَعْدَاء لي كلَّ مرصدٍ ... فلكُّهم نَحْو تدبُّ عقاربه)
(وآتيك والعضب المهنَّد مصلتٌ ... طريرٌ شباه فاتناتٌ ذوائبه)
(وَأنزل آمالي ببابك راجياً ... بواهر جاهٍ يبهر النَّجْم ثاقبه)
(فَتقبل مني عبد رقٍّ فيغتدي ... لَهُ الدَّهْر عبدا طَائِعا لَا يغالبه)
(وتنعم فِي حَقي بِمَا أَنْت أَهله ... وتعلي محلِّي فالسُّهى لَا يُقَارِبه)
(وتلبسني من نسج ظلَّك حلَّةً ... تشرِّف قدر النيرين جلابيه)
(وتركبني نعمى أياديك مركبا ... على الْفلك الْأَعْلَى تسير مواكبه)
(وتسمح لي بِالْمَالِ والجاه بغيتي ... وَمَا الجاه إِلَّا بعض مَا أَنْت واهبه)
(ويأتيك غَيْرِي من بلادٍ قريبةٍ ... لَهُ الْأَمْن فِيهَا صاحبٌ لَا يجانبه)
(وَمَا اغبَّر من جوب الْفَلاح حرُّ وَجهه ... وَلَا اتَّصَلت بالسير فِيهَا ركائبه)
(فَيلقى دنوّاً مِنْك لم ألق مثله ... ويحظى وَلَا أحظى بِمَا أَنا طَالبه)
(وَينظر من لألاء قدسك نظرةً ... فَيرجع والنور الإماميُّ صَاحبه)
(وَلَو كَانَ يعلوني بنفسٍ ورتبةٍ ... وَصدق ولاءٍ لست فِيهِ أصاقبه)
(لَكُنْت أسلّي النَّفس عَمَّا أرومه ... وَكنت أذود الْعين عَمَّا تراقبه)
(وَلكنه مثلي وَلَو قلت إِنَّنِي ... أَزِيد عَلَيْهِ لم يعب ذَاك عائبه)
(وَمَا أَنا ممّن يمْلَأ المَال عينه ... وَلَا بسوى التَّقْرِيب تقضى مآربه)
(وَلَا بِالَّذِي يرضيه دون نَظِيره ... وَلَو أنعلت بالنيِّرات مراكبه)
(وَبِي ظَمَأٌ رُؤْيَاك مَنْهَلُ ريّه ... وَلَا غَرْوَ أَن تصفو لديَّ مشاربُهْ)(13/304)
(وَمن عجبٍ أَنِّي لَدَى الْبَحْر واقفٌ ... وأشكو الظما وَالْبَحْر جمُّ عجائبه)
(وَغير ملومٍ من يؤمِّل قَاصِدا ... إِذا عظمت أغراضه ومآربه)
)
(وَقد رضت مقصودي فتمَّت صدوره ... ومنك أرجِّي أَن تتمَّ عواقبه)
فَلَمَّا وقف الْخَلِيفَة عَلَيْهِ أَعْجَبته كثيرا فاستدعاه سرّاً بعد شطرٍ من اللَّيْل فَدخل من بَاب السِّرّ إِلَى إيوانٍ فِيهِ ستر مَضْرُوب فقبَّل الأَرْض فَأمر بِالْجُلُوسِ وَجعل الْخَلِيفَة يحدِّثه ويؤنسه ثمَّ أَمر الخدام فَرفعُوا السِّتر فقبَّل الأَرْض ثمَّ قبَّل يَده فَأمره بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ وجاراه فِي أنواعٍ من الْعُلُوم وأساليب الشّعْر وَأخرجه لَيْلًا وخلع عَلَيْهِ خلعةً سنيّة عِمَامَة مذهبّةً سَوْدَاء وجبّةً سَوْدَاء مذهبَة وخلع على أَصْحَابه ومماليكه خلعاً جليلةً وَأَعْطَاهُ مَالا جزيلاً وَبعث فِي خدمته رَسُولا مشربشاً من أكبر خواصِّه إِلَى الْكَامِل يشفع فِيهِ فِي إخلاص النيّة لَهُ وإبقاء مَمْلَكَته عَلَيْهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ وَخرج الْكَامِل إِلَى تلقيِّهما إِلَى الْقصير وَأَقْبل على النَّاس إقبالاً كثيرا وَنزل النَّاصِر بالقابون وَجعل رنكه أسود انتماءً إِلَى الْخَلِيفَة
وَكَانَ الْخَلِيفَة زَاد فِي ألقابه الوليّ المُهَاجر مُضَافا إِلَى لقبه وتوجّه من دمشق وَالرَّسُول مَعَه ليرتبه فِي الكرك وَذَلِكَ سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وست مائَة قلت إِنَّمَا امْتنع الإِمَام الْمُسْتَنْصر من استحضار النَّاصِر مُرَاعَاة لعمّه الْكَامِل فَجمع بَين المصلحتين وأحضره فِي اللَّيْل وَلما كَانَ النَّاصِر بِبَغْدَاد حضر فِي المستنصريّة وَبحث وَاعْترض وَاسْتدلَّ والخليفة فِي روشنٍ يسمع
وَقَامَ يومئذٍ الْوَجِيه القيرواني ومدخ الْخَلِيفَة وَمن ذَلِك من الْكَامِل
(لَو كنت فِي يَوْم السَّقِيفَة حَاضرا ... كَانَت المقدَّم وَالْإِمَام الأروعا)
فَقَالَ لَهُ النَّاصِر أَخْطَأت قد كَانَ العبّاس حَاضرا جدّ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم يكن المقدّم إِلَّا أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَخرج الْأَمر بِنَفْي الْوَجِيه فَذهب إِلَى مصر وَولي تدريس مدرسة ابْن شكر
رَجَعَ الْكَلَام ثمَّ وَقع بَين الْكَامِل والأشرف وَأَرَادَ كل مِنْهُمَا أَن يكون النَّاصِر مَعَه فَمَال إِلَى الْكَامِل وجاءه فِي الرسلية القَاضِي الْأَشْرَف ابْن الْفَاضِل وَسَار النَّاصِر إِلَى الْكَامِل فَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَأَعْطَاهُ الْأَمْوَال والتحف ثمَّ اتّفق موت الْكَامِل والأشرف والناصر بِدِمَشْق فِي دَار أُسَامَة فتشوّف إِلَى السلطنة وَلم يكن يومئذٍ أميز مِنْهُ وَلَو بذل المَال لحلفوا لَهُ فتسلطن(13/305)
الْجواد فَخرج النَّاصِر عَن دمشق إِلَى القابون وَسَار إِلَى عجلون قندم فحشد وَجَاء فَخرج الْجواد بالعساكر وَوَقع المصافّ بَين نابلس وجينين فَكسر النَّاصِر وَأخذ الْجواد خزائنه وَكَانَت على سبع مائَة جمل فافتقر النَّاصِر
وَلما ملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب دمشق وَسَار لقصد مصر جَاءَ عمّه الصَّالح إِسْمَاعِيل وَملك)
دمشق فتسحّب نجم الدّين عَنهُ وَبَقِي فِي نابلس فِي جماعةٍ قَليلَة فَجهز النَّاصِر عسكراً من الكرك فأمسكوه وأحضروه إِلَى الكرك فاعتقله مكرماً عِنْده
وَنزل النَّاصِر عِنْد موت الْكَامِل من الكرك على القلعة الَّتِي عمرها الفرنج بالقدس وحاصرها وملكها وطرد من بِهِ من الفرنج وَفِي ذَلِك يَقُول جمال الدّين ابْن مطروح من السَّرِيع
(الْمَسْجِد الْأَقْصَى لَهُ عادةٌ ... سَارَتْ فَصَارَت مثلا سائرا)
(إِذا غَدا للكفر مستوطناً ... أَن يبْعَث الله لَهُ ناصرا)
(فناصرٌ طهَّره أَولا ... وناصرٌ طهَّره آخرا)
ثمَّ إِنَّه اتّفق مَعَ الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فِي أَنه إِن ملك مصر مَا يفعل فَقَالَ الصَّالح أَنا غلامك وَشرط عَلَيْهِ أَشْيَاء فَلَمَّا ملك مصر وَقع التسويق مِنْهُ والمغالطة فَغَضب النَّاصِر وَرجع ثمَّ إِن الصَّالح بعث عسكراً فاستولوا على بِلَاد النَّاصِر وَأخذ مِنْهُ أَطْرَاف بِلَاده ثمَّ إِن ابْن الشَّيْخ نازله فِي الكرك وحاصره أَيَّامًا ورحل فقلّ مَا عِنْد النَّاصِر من الذَّخَائِر وَالْأَمْوَال واشتدّ عَلَيْهِ الْأَمر فَجهز شمس الدّين الخسروشاهي وَمَعَهُ وَلَده إِلَى الصَّالح وَقَالَ تسلَّم مني الكرك وعوِّضني الشَّوبك وخبزاً بِمصْر فَأَجَابَهُ فَرَحل إِلَى مصر مَرِيضا ثمَّ إِن الْأَمر ضَاقَ عَلَيْهِ فَترك وَلَده(13/306)
الْمُعظم نَائِبا على الكرك وَأخذ مَا يعزّ عَلَيْهِ من الْجَوَاهِر وَمضى إِلَى حلب مستجيراً بصاحبها فَأكْرمه ونزَّله وَسَار من حلب إِلَى بَغْدَاد وأودع مَا مَعَه من الْجَوَاهِر عِنْد الْخَلِيفَة وَكَانَت قيمتهَا أَكثر من مائَة ألف دينارٍ وَلم يصل بعد ذَلِك إِلَيْهَا
وَكَانَ لَهُ ولدان الظَّاهِر والأمجد فتألمّا من النَّاصِر أَبِيهِمَا لكَونه استناب أخاهما الْمُعظم على الكرك وَهُوَ ابْن جَارِيَة وهما من بنت الْملك الأمجد ابْن الْعَادِل فأمهما بنت عَمه وبن عمّ الصَّالح فاتفقت مَعَ أمهما على الْقَبْض على المعظّم فقبضاه واستوليا على الكرك ثمَّ سَار الأمجد إِلَى المنصورة فَأكْرمه الصَّالح فَكَلمهُ فِي الكرك وتوثَّق مِنْهُ لنَفسِهِ وَإِخْوَته وَأَن يُعْطِيهِ خبْزًا بِمصْر فَأَجَابَهُ وسيّر الطواشي بدر الدّين الصّوابي إِلَى الكرك نَائِبا وأقطع أَوْلَاد النَّاصِر إقطاعات جليلة وَفَرح بالكرك وَبلغ النَّاصِر الْخَبَر وَهُوَ بحلب فَعظم ذَلِك عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ الصَّالح وتملّك ابْنه المعظّم توران شاه وَقتل عمَّه الصوابي فَأخْرج المغيث عمر بن الْعَادِل بن الْكَامِل بن حبس الكرك وملّكه الكرك والشَّوبك وَجَاء صَاحب حلب فَملك دمشق وَمَعَهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل والناصر دَاوُد وَقد مرض صَاحب حلب فَقيل لَهُ أَن النَّاصِر سعى فِي السلطنة فَلَمَّا)
عوفي قبض على النَّاصِر وحبسه بحمص ثمَّ إِنَّه أفرج عَنهُ بشفاعة الْخَلِيفَة فتوجّه إِلَى الْخَلِيفَة فَلم يُؤذن لَهُ فِي الدُّخُول إِلَى بَغْدَاد فَطلب وديعته فَلم تحصل لَهُ فَرد إِلَى دمشق ثمَّ سَار إِلَى بَغْدَاد لأجل الْوَدِيعَة وَالْحج وَكتب مَعَه النَّاصِر يُوسُف إِلَى الْخَلِيفَة يشفع فِيهِ فَيرد الْوَدِيعَة فسافر وَنزل بمشهد الْحُسَيْن بكربلاء وسيَّر قصيدة إِلَى الْخَلِيفَة بمدحه ويتلطَّف فَلم يرد عَلَيْهِ جَوَاب مُفِيد فحجّ وأتى الْمَدِينَة وَقَامَ بَين يَدي الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَأنْشد قصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل
(إِلَيْك امتطينا اليعملات رواسماً ... يجبن الفلا مَا بَين رضوى ويذبل)
ثمَّ أحضر شيخ الْحرم والخدّام ووقف بَين يَدي الضريح مستمسكاً بسجف الْحُجْرَة وَقَالَ اشْهَدُوا أَن هَذَا مقَامي من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد دخلت عَلَيْهِ مستشفعاً بِهِ إِلَى ابْن عَمه أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي رد وديعتي فأعظم النَّاس هَذَا وَبكوا وَكتب بِصُورَة مَا جرى إِلَى الْخَلِيفَة
وَلما كَانَ الركب فِي الطَّرِيق خرج عَلَيْهِم أَحْمد بن حجي بن بريد من آل مرى فَوَقع الْقِتَال وكادوا يظفرون بأمير الْحَاج فشقّ النَّاصِر الصُّفُوف وكلّم أَحْمد بن حجي وَكَانَ أَبوهُ صَاحبه فَترك الركب وانقاد لَهُ
وَنزل النَّاصِر بالحلّة فقرِّر لَهُ راتب يسير وَلم يحصل لَهُ مَقْصُود فجَاء إِلَى قرقيسياء وَمِنْهَا إِلَى تيه بني إِسْرَائِيل وانضم إِلَى عربان فخاف المغيث مِنْهُ وراسله وخادعه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وعَلى(13/307)
من مَعَه وحبسه بطور هرون فَبَقيَ ثَلَاث ليالٍ وَاتفقَ أَن المستعصم دهمه أَمر التتار فَكتب إِلَى صَاحب الشَّام يستمدّه وَيطْلب جَيْشًا يكون مقدَّمه النَّاصِر دَاوُد فَطَلَبه من المغيث فَأخْرجهُ وَقدم إِلَى دمشق وَنزل بقربة البويضا قرب الْبَلَد وَأخذ يتجهَّز للمسير فَجَاءَت الْأَخْبَار بِمَا جلى على بَغْدَاد من التتار وَعرض طاعون بِالشَّام عقيب وَاقعَة بَغْدَاد فطعن النَّاصِر فِي جنبه فَتوفي لَيْلَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَركب السُّلْطَان إِلَى البويضا وَأظْهر التأسف عَلَيْهِ وَقَالَ هَذَا كَبِيرنَا وَشَيخنَا ثمَّ حمل إِلَى تربة وَالِده بسفح قاسيون وَكَانَت أمه خوارزمية فَعَاشَتْ بعده مُدَّة
وَكَانَ رَحمَه الله معتنياً بتحصيل الْكتب النفيسة ووفد عَلَيْهِ رَاجِح الحلِّي ومدحه فوصل إِلَيْهِ مِنْهُ مَا يزِيد على أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم وَأَعْطَاهُ على قصيدةٍ واحدةٍ ألف دِينَار وَأقَام عِنْد الخسروشاهي فوصله بأموالٍ جزيلة وَكتب الْملك النَّاصِر دَاوُد إِلَى وزيره فَخر الْقُضَاة أبي)
الْفَتْح نصر الله ابْن بصاقة من الْكَامِل
(يَا لَيْلَة قطَّعت عمر ظلامها ... بمدامةٍ صفراء ذَات تأجُّج)
(بالسَّاحل النامي رَوَائِح نشره ... عَن روضه المتضوَّع المتأرِّج)
(واليمُّ زاهٍ قد جرى تياره ... من بعد طول تقلُّق وتموُّج)
(طوراً يدغدغه النسيم وَتارَة ... يكرى فتوقظه بَنَات الْخَزْرَج)
(والبدر قد ألْقى سنا أنواره ... فِي لجِّه المتجعِّد المتدبِّج)
(فَكَأَنَّهُ إِذْ قدَّصفحة مَتنه ... بشعاعه المتوقِّد المتوهِّج)
(نهر تكوّن من نضارٍ يانعٍ ... يجْرِي على أرضٍ من الفيروزج)
فَكتب إِلَيْهِ ابْن بصاقة وَأما الأبيات الجيميّة الجمَّة الْمعَانِي المحكمة المباني المعوَّذة بالسبع المثاني فَإِنَّهَا حَسَنَة النِّظام بعيدَة المرام مُتَقَدّمَة على شعر الْجَاهِلِيَّة وَمن عاصرها فِي الْإِسْلَام
قد أخذت بِمَجَامِع الْقُلُوب فِي الإبداع واستولت على المحاسن فَهِيَ نزهة الْأَبْصَار والأسماع ولعبت بالعقول لعب الشَّمول إِلَّا أَن تِلْكَ خرقاء وَهَذِه صناع فَإِذا اعْتبرت ألفاظها كَانَت درّاً منظوماً وَإِذا اختبرت مَعَانِيهَا كَانَت رحيقاً مَخْتُومًا جلَّت بعلوِّها عَن الْمعَانِي المطروقة والمعاني المسروقة ودلَّت بعلوّها أَنَّهَا من نظم الْمُلُوك لَا السُّوقة فَلَو وجدهَا ابْن المعتزّ لألقى زورقه الْفضة فِي نهرها وَألقى حمولته العنبر فِي بحرها وألفى تشبيهاته بأسرها فِي أسرها
وَلَو لقيها ابْن حمدَان لاغتمّ فِي قَوس الْغَمَام وانبرى بري السِّهَام وتعطّى من أذيال غلائله المصبغّة بذيل الظَّلام وَلَو سَمعهَا امْرُؤ(13/308)
الْقَيْس لعلم أَن فكرته قَاصِرَة وكرَّته خاسرة وأيقن أَن وحوشه غير مَكْسُورَة وَأَن عِقَابه غير كاسرة فَأَيْنَ الْجزع الَّذِي لم يثقّب من الدّرّ الَّذِي قد تنظّم وَأَيْنَ ذَلِك الحشف الْبَالِي من هَذَا الشّرف العالي وَالله تَعَالَى يَكْفِي الخاطر الَّذِي سمح بهَا عين الْكَمَال الشحيحة ويشفي الْقُلُوب العليلة بِمَا روته هَذِه الأبيات الصَّحِيحَة وَمن شعر الْملك النَّاصِر من الْخَفِيف
(صبِّحاني بِوَجْهِهِ القمريِّ ... وأصبحاني بالسلسبيل الرويِّ)
(بدر ليلٍ يسْعَى بشمس نهارٍ ... فشهيٌّ ينتابنا بشهيٍّ)
(وأعجبا لِاجْتِمَاع شمسٍ وبدرٍ ... فِي سنائي سنا كمالٍ بهيٍّ)
مِنْهَا)
(إِن تبدَّت بوجهها ذهبياً ... قلت هَذَا من وَجهه الفضِّيِّ)
مِنْهَا
(يَا ولوعاً بالنَّبل أصميت قلبِي ... بسهامٍ من لحظك البابليِّ)
(رشقته من حاجبيك سهامٌ ... منبضاتٌ أحسن بهَا من قسيِّ)
وَمن شعره من الْكَامِل
(لَو عَايَنت عَيْنَاك حسن معذِّبي ... مَا لمتني ولكنت أول من عذر)
(عين الرَّشا قدُّ القنا ردف النَّقا ... شعر الدُّجى شمس الضُّحى وَجه الْقَمَر)
قلت كَذَا نقلته من خطٍ موثوقٍ بِهِ وَالظَّاهِر أَنه نور الضُّحَى وَإِلَّا فشمس الضُّحَى مَا لَهُ معنى وَمِمَّا نسب إِلَى النَّاصِر دَاوُد وَهُوَ غَايَة من الْخَفِيف
(بِأبي أهيفٌ إِذا رمت مِنْهُ ... لثم ثغرٍ يصدُّني عَن مرامي)
(قد حمى خدَّه بسور عذارٍ ... مقلتاه أضحت عَلَيْهِ مرامي)
وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الطَّوِيل
(تراخيت عني حِين جدَّ بِي الْهوى ... وجرَّبت صبري عِنْدَمَا نفذ الصَّبْر)
(فَلَو عَايَنت عَيْنَاك فِي اللَّيْل حالتي ... وَقد هزَّني شوقٌ وأقلقني فكر)
(رَأَيْت سليما فِي ثِيَاب مسلِّمٍ ... ومستشعراً قد ضمَّ شرسوفه الشّعْر)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(إِذا عَايَنت عَيْنَايَ أَعْلَام جلَّقٍ ... وَبَان من الْقصر المشيد قبابه)
(تيقَّنت أنّ الْبَين قد بَان والنَّوى ... نأى شخصها والعيش عَاشَ شبابه)(13/309)
وَمِنْه من الْكَامِل
(طرفِي وقلبي قاتلٌ وشهيد ... وَدمِي على خدَّيك مِنْهُ شُهُود)
(يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي لحظاته ... كم دونهنَّ صوارمٌ وأسود)
(من لي بطيفك بعد مَا منع الْكرَى ... عَن ناظريَّ الْبعد والتسهيد)
(وَأما وحبَّك لست أضمر تَوْبَة ... عَن صبوتي ودع الْفُؤَاد يبيد)
(وألذُّ مَا لاقيت فِيك منيَّتي ... وأقلُّ مَا بِالنَّفسِ فِيك أَجود)
(وَمن الْعَجَائِب أَن قَلْبك لم يلن ... لي وَالْحَدِيد ألانه دَاوُد)
)
وَحكى بعض المؤرخين أَنه لما حصلت المباينة بَين الْملك الْكَامِل وَالْملك الْأَشْرَف وعزما على الْمُحَاربَة وانضم إِلَى الْملك الْأَشْرَف جَمِيع مُلُوك الشَّام وسيّر الْأَشْرَف إِلَى النَّاصِر دَاوُد يَدعُوهُ إِلَى مُوَافَقَته على أَن يحضر إِلَيْهِ ليزوجه وَابْنَته ويجعله وليَّ عَهده ويملِّكه الْبِلَاد بعده
وسيّر الْملك الْكَامِل إِلَى النَّاصِر دَاوُد أَيْضا يَدعُوهُ إِلَى الِاتِّفَاق مَعَه وَأَنه يجدد عقده على ابْنَته وَيفْعل مَعَه كل مَا يخْتَار وتوافى الرسولان عِنْد النَّاصِر دَاوُد بالكرك فرجح الْميل إِلَى الْكَامِل وسرح رَسُول الْأَشْرَف بجوابٍ إقناعي وَيُقَال أَنه إِنَّمَا فعل ذَلِك حَتَّى أَنه كتب الْجَواب إِلَى الْكَامِل عَن ميله إِلَيْهِ دون أَخِيه الْأَشْرَف وَاسْتشْهدَ فِيهِ بقول أبي الطّيب من الطَّوِيل
(وَمَا شئتُ إِلَّا أَن أدُلَّ عواذلي ... على أَن رَأْيِي فِي هَوَاك صَوَاب)
(وَيعلم قومٌ خالفوني وشرَّقوا ... وغرّبتُ أَنِّي قد ظفرتُ وخابوا)
فاتفق أَن الْملك الْأَشْرَف توفّي رَحمَه الله تَعَالَى عقيب ذَلِك وَلَو كَانَ النَّاصِر توجّه إِلَيْهِ لَكَانَ فَازَ بزواج ابْنَته وبمملكة بِلَاده وَمَات الْكَامِل وَلم يحصل للناصر مِنْهُ مَا أَرَادَ
وعَلى الْجُمْلَة فَلم يكن مَسْعُود الحركات لِأَنَّهُ قضى عمره فِي أَسْوَأ حالٍ مشرَّداً عَن الأوطان معكوس الْمَقَاصِد وَقيل أَنه كَانَ إِذا دخل فِي الشَّرَاب وَأخذ السّكر مِنْهُ يَقُول أشتهي أبْصر فلَانا طائراً فِي الْهَوَاء فَيرمى ذَلِك الْمِسْكِين فِي المنجنيق وَيَرَاهُ وَهُوَ فِي الْهَوَاء فيضحك ويسرّ بِهِ وَيَقُول أشتهي أشمّ رَوَائِح فلَان وَهُوَ يشوى فيحضر ذَلِك المعثَّر ويقطَّع لَحْمه ويشوى وَهُوَ يضْحك من فعلهم بذلك الْمِسْكِين وَله من هَذِه الْأَفْعَال الرديَّة أَنْوَاع كَثِيرَة وَفِي النَّاصِر دَاوُد يَقُول الصاحب جمال الدّين ابْن مطروح من السَّرِيع
(ثلاثةٌ لَيْسَ لَهُم رابعٌ ... عَلَيْهِم مُعْتَمد الْجُود)
(الْغَيْث وَالْبَحْر وعزِّزهما ... بِالْملكِ النَّاصِر دَاوُد)(13/310)
وَكَانَ قد عمل خطْبَة بليغةً فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا سيف الدّين المشدّ قَالَ من المنسرح
(وخطبةٍ أعربت بلاغتها ... عَن بَحر علمٍ وكنز تَوْحِيد)
(مَا يُنكر الْمَرْء حِين يسْمعهَا ... بأنَّها من زبور دَاوُد)
3 - (الْكَاتِب)
دَاوُد بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب أَخُو الْوَزير عَليّ بن عِيسَى ذكر ثَابت بن سِنَان فِي تَارِيخه أَنه توفّي فِي سنة أَربع وَثَلَاث مائَة)
3 - (العباسي الْأَمِير)
دَاوُد بن عِيسَى بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْهَاشِمِي ابْن أخي الْمَذْكُور آنِفا روى عَن أَبِيه وَأبي بكر بكّار الزبيرِي وروى عَنهُ ابْن ابْنه مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن دَاوُد بن عِيسَى وَغَيره
ولي إمرة الْحَرَمَيْنِ للأمين ثمَّ خرج إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا عشْرين شهرا فَكتب إِلَيْهِ أهل الْمَدِينَة يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ الرُّجُوع ويفضلونها على مَكَّة فِي شعر لَهُم فأجابهم أهل مَكَّة بِشعر مثله وَحكم بَينهم رجل من بني عجل كَانَ مُقيما بجدّة فِي شعر لَهُ والقصة مَشْهُورَة وَقَالَ وَكِيع أهل الْكُوفَة الْيَوْم بِخَير أَمِيرهمْ دَاوُد بن عِيسَى وقاضيهم حَفْص بن غياث ومحتسبهم حَفْص الدَّورقي
3 - (صَاحب مَكَّة)
دَاوُد بن عِيسَى بن فليتة بن قَاسم بن مُحَمَّد بن أبي هاضم العلويّ الحسني صَاحب مَكَّة توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة قَالَ ابْن الْأَثِير مَا زَالَت إمرة مَكَّة تكون لَهُ تَارَة ولأخيه تَارَة إِلَى أَن مَاتَ دَاوُد بن مُحَمَّد
3 - (الْأَمِير عماد الدّين الهكَّاري)
دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَمِير الرئيس الْجَلِيل عماد الدّين ابْن الْأَمِير بدر الدّين الهكَّاري ولد سنة تسع وستّ مائَة وَتُوفِّي سنة سبع مائَة سمع من ابْن اللتّي وحامد بن أبي العميد الْقزْوِينِي والزكي والبرزاليّ وَابْن رَوَاحَة وَابْن(13/311)
خَلِيل وَبَان قميرة بحلب والتاج ابْن أبي جَعْفَر بِدِمَشْق وعمار بن منيع بحرَّان وَعبد الْغَنِيّ بن بَين بِمصْر وَكَانَ فَاضلا نبيلاً شجاعاً كَرِيمًا وَلم يزل يركب ويتصيَّد إِلَى أَن مَاتَ وَولي نِيَابَة قلعة جعبر فِي دولة النَّاصِر
حدَّث بِدِمَشْق والقدس
3 - (القَاضِي الخالدي)
دَاوُد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن خالدٍ القَاضِي أَبُو سُلَيْمَان الخالدي الإربلي ثمَّ الحصكفي سمع أَبَا الْقَاسِم بن بَيَان بِبَغْدَاد وَأَبا منصورٍ مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود الكراعي بمرو وَقدم دمشق رَسُولا فحدَّث بهَا ثمَّ سكن الْموصل وحدّث بهَا بأَشْيَاء مِنْهَا صَحِيح البُخَارِيّ لكنه أسقط من إِسْنَاده إِلَى البُخَارِيّ رجلا وَاسْتمرّ الْوَهم عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن صصرى)
وَالْقَاضِي أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَأَجَازَ للبهاء عبد الرَّحْمَن وَتُوفِّي بالموصل يَوْم النَّحر سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة
3 - (السُّلْطَان السُّلجوقي)
دَاوُد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه السُّلْطَان السّلجوقي قتل غيلَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس ومائةٍ وَنَجَا الَّذين قَتَلُوهُ
3 - (رضيّ الدولة المحلِّي)
دَاوُد بن مِقْدَام رضيّ الدولة الْمحلي من شعره من الوافر
(وَمن بعد الْغناء حملتموني ... على بغّاء ذِي داءٍ عضال)
(يكلفني مَعَ البرطيل نيكاً ... وَذَلِكَ بَيْننَا سَبَب التَّقالي)
(فَمَالِي مَاله فِيهِ مجالٌ ... ونيكي لَيْسَ يفضل عَن عيالي)
3 - (دَاوُد بن نصير الطَّائِي)
دَاوُد بن نصير الطَّائِي الْكُوفِي الْفَقِيه الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام(13/312)
كَانَ من كبار أَصْحَاب الرَّأْي لكنه آثر الخمول وَالْإِخْلَاص أَرَادَ أَن يجرِّب نَفسه فِي الْعُزْلَة فَأَقَامَ فِي مجْلِس أبي حنيفَة سنة لَا ينْطق ثمَّ اعتزل النَّاس وَورث من أمه أَربع مائَة درهمٍ فتقوَّت بهَا ثَلَاثِينَ عَاما فَلَمَّا فرغت شرع ينْقض سقوف الدويرة حَتَّى أباع البواري واللِّبن حَتَّى بَقِي فِي نصف سقف وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة مَشْهُودَة مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقيل سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وروى لَهُ النَّسَائِيّ
3 - (أَبُو سعدٍ الْأَنْبَارِي)
دَاوُد بن الْهَيْثَم بن إِسْحَق بن البهلول بن حسّان بن سِنَان أَبُو سعدٍ الأنباريّ أحد أَصْحَاب ابْن السِّكِّين ثمَّ ثَعْلَب مَاتَ بالأنبار سنة ستَّ عشرَة وَثَلَاث مائةٍ عَن ثمانٍ وَثَمَانِينَ سنة صنّف كتابا فِي اللُّغَة والنحو على مَذَاهِب الْكُوفِيّين وَله كتاب كَبِير فِي خلق الْإِنْسَان وَلَقي جمَاعَة من الأخباريين مِنْهُم حَمَّاد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي
3 - (دَاوُد بن أبي هِنْد)
دَاوُد بن أبي هِنْد واسْمه دِينَار وَقيل طهْمَان بن عدافر أَبُو(13/313)
بكرٍ وَيُقَال أَبُو محمدٍ الْقشيرِي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ حدَّث عَن مَكْحُول وَابْن المسيِّب وَالْحسن وَابْن سِيرِين وَالشعْبِيّ وَأبي عُثْمَان)
النَّهدي وَعِكْرِمَة وَغَيرهم وروى عَنهُ شُعْبَة وَالثَّوْري والحمّادان ووهب بن خَالِد وهشيم وَيزِيد بن زُرَيْع وعليَّة وَغَيرهم وَقدم دمشق وحدّث بهَا وناظر غيلَان القدري وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث قَالَ مُحَمَّد بن سَلام سَمِعت وهيب بن خَالِد يَقُول دَار الْأَمِير بِالْبَصْرَةِ بَين أَرْبَعَة أَيُّوب وَيُونُس وَابْن عون وَسليمَان التَّيْمِيّ فَذكرت ذَلِك لأبي فَقَالَ فَأَيْنَ دَاوُد بن أبي هِنْد وَقَالَ ابْن جريج مَا رَأَيْت مثل دَاوُد بن أبي هِنْد إِن كَانَ ليفرِّع الْعلم فرعا
وَكَانَ خيّاطاً رجلا صَالحا ثِقَة حسن الْإِسْنَاد وَكَانَ يُقَال لَهُ دَاوُد الْقَارِي وَصَامَ دَاوُد أَرْبَعِينَ سنة وَلَا يعلم بِهِ أَهله وَكَانَ يحمل غداءه مَعَه ويتصدّق بِهِ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ ومائةٍ منصرف النَّاس من الْحَج أَو سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة بطرِيق مَكَّة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ
3 - (الْأَمِير عماد الدّين بن موسك)
دَاوُد بن موسك بن جكّو بتَشْديد الْكَاف بن موسك الْأَمِير الْكَبِير عماد الدّين كَانَ فِي حبس النَّاصِر بالكرك فَمَرض فَأخْرجهُ وَقد خرج فِي عُنُقه خرَّاج فبطُّوها بِغَيْر اخْتِيَاره فَمَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وستّ مائَة وَكَانَ ذَا فتوَّةٍ ومروءة كم أغاث ملهوفاً وأعان مكروباً اتهمه النَّاصِر بِالْمَسِيرِ إِلَى صَاحب مصر فسجنه وَهُوَ أَخُو الْأَمِير أبي الثَّنَاء مَحْمُود الَّذِي روى الْأَرْبَعين عَن السّلفي
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنَا ابْن الخلاَّل بهَا وسوف يَأْتِي ذكر ابْنه الْأَمِير أَسد الدّين سُلَيْمَان فِي حرف السِّين فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَذَلِكَ ذكروالده موسك وَفِي تَرْجَمَة موسك شَيْء يتَعَلَّق بِهَذَا عماد الدّين فِي واقعةٍ جرت لَهُ مَعَ الرُّكْن الوهراني
3 - (الأمويّ)
دَاوُد بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي أدْرك عصر الصَّحَابَة وداره بِدِمَشْق فِي نَاحيَة البزوريين
وَكَانَت لَهُ دَار أُخْرَى فِي جيرون وَإِلَيْهِ تنْسب الأَرْض الْمَعْرُوفَة بالداوودية فِي شام الأرزة من بَيت لهيا وَهُوَ الَّذِي مرّ بَين يَدي أبي سعيدٍ الْخُدْرِيّ وَهُوَ يصلِّي فَدفعهُ فَشَكَاهُ إِلَى(13/314)
أَبِيه مَرْوَان قَالَ الزبير فولد مَرْوَان بن الحكم أبان وَعبيد الله درح وَعُثْمَان وَأَيوب وَدَاوُد ورملة تزَوجهَا أَبُو بكر بن الْحَارِث بن الحكم وأمهم أم أبان بنت عُثْمَان وَهِي الَّتِي نسب بهَا عبد الرَّحْمَن بن الحكم فَقَالَ من الطَّوِيل)
(وواكبداً من غير جوعٍ وَلَا ظما ... وواكبداً من حبِّ أم أبان)
3 - (وَالِد نجم الدّين القحفازي)
دَاوُد بن يحيى بن كَامِل القَاضِي عماد الدّين الْقرشِي الْحَنَفِيّ البصروي وَالِد الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي ولي تدريس العزيّة بالكجك وناب فِي الْقَضَاء وروى الحَدِيث عَن أبي الْقَاسِم بن صصرى فِيمَا قيل وَعَن أبي سحق الصريفيني وَعبد الرَّحْمَن النُّصولي وناب عَن القَاضِي مجد الدّين بن العديم وَكَانَ إِمَامًا محقِّقاً ولد سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة
3 - (أَبُو سُلَيْمَان الغرناطي)
دَاوُد بن يزِيد أَبُو سُلَيْمَان السَّعدي الغرناطي بَقِيَّة النُّحَاة بالأندلس أَخذ عَن أبي الْحسن ابْن الباذش وَكَانَ من أكبر تلامذته وَسمع من أبي مُحَمَّد بن عتابٍ وَأبي بَحر بن الْعَاصِ وَابْن مغيث وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي علم الحَدِيث أَخذ النَّاس عَنهُ وَمن رُوَاته أَبُو بكر بن زمنين وَأَبُو الْحسن ابْن خروف وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَتُوفِّي عَن خمسٍ وَثَمَانِينَ سنة فِي سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخمْس مائَة
3 - (علم الدّين بن شوّاق)
دَاوُد بن الْحسن بن مَنْصُور علم الدّين بن شوّاق الأسنائي قَرَأَ الْفِقْه على بهاء الدّين هبة الله القفطي وتأدَّب على أَبِيه كَانَ ظريفاً خَفِيف الرّوح توفّي سنة(13/315)
سِتّ وَسبع مائَة وَقد تقدم ذكر أَبِيه وَلما توفّي دَاوُد قَالَ أَبوهُ يرثيه من الطَّوِيل
(مصابك يَا دَاوُد لَيْسَ يهون ... فقد أينعت فِيك الْعُيُون عُيُون)
ورثاه مُحَمَّد بن الحكم بقصيدةٍ مِنْهَا من الْبَسِيط
(قصدت ربع بني شوّاق مبتغياً ... حجّاً فخبت لِأَنِّي لم أر العلما)
وَمن شعر الْعلم يمدح طقصبا وَالِي قوص من الْخَفِيف المجزوء
(لَاحَ برقٌ من الخبا ... إنَّ هَذَا لَهُ نبا)
(وتنشقت نسمَة ... طرقتني مَعَ الصِّبا)
(هَمت لمَّا شممتها ... وفؤادي لَهَا صبا)
(وسرى النشر فِي الورى ... عمَّ شرقاً ومغربا)
)
(هَذِه دولة الرِّضا ... وبلها جَاءَ صيِّبا)
(جِئْت بالحقِّ ناطقاً ... لست يَا برق خلَّبا)
(إِنَّمَا أَنْت بارقٌ ... لَاحَ عَن وَجه طقصبا)
(سيف دينٍ مجرّدٌ ... ضيغمٌ ضمَّه قبا)
(عَفوه وانتقامه ... قرن الذيب والظِّبا)
(وغذا طوع أمره ... أسمر الْخط والظُّبى)
3 - (الزَّاهِر صَاحب البيرة)
دَاوُد بن يُوسُف بن أَيُّوب الْملك الزَّاهِر أَبُو سُلَيْمَان مجير(13/316)
الدّين صَاحب قلعة البيرة ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ يحب الْعلمَاء وَأهل الْفضل يقصدونه من الْبِلَاد لما ولد بِالْقَاهِرَةِ كَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِالشَّام وَكَانَ الثَّانِي عشر من أَوْلَاده فَكتب إِلَيْهِ القَاضِي الْفَاضِل رِسَالَة يبشره بولادته من جُمْلَتهَا وَهَذَا الْمَوْلُود الْمُبَارك هُوَ الموفي لاثني عشر ولدا بل لاثني عشر نجماً متّقداً فقد زَاده الله تَعَالَى فِي أنجمه عَن أنجم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام نجماً ورآهم الْمولى يقظةً وَرَأى هُوَ تِلْكَ الأنجم حلماً ورآهم الْمولى ساجدين لَهُ ورأينا الْخلق لَهُم سجوداً وَهُوَ تَعَالَى قَادر أَن يزِيد فِي جدود الْمولى إِلَى أَن يراهم آبَاء وجدوداً
وَكَانَ الْملك الزَّاهِر يَقُول من أَرَادَ أَن يبصر صَلَاح الدّين فليبصرني فَأَنا أشبه أَوْلَاده بِهِ
وَكَانَت وِلَادَته سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَهُوَ شَقِيق الْملك الظَّاهِر غَازِي وَلما توفّي بالبيرة توجَّه إِلَيْهَا الْملك الْعَزِيز ابْن الْملك الظَّاهِر غَازِي وملكها
3 - (المؤيّد صَاحب الْيمن)
دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن رَسُول التركماني الْملك المؤيّد هزبر الدّين ابْن المظفر صَاحب الْيمن ملك الْيمن نيِّفاً وَعشْرين سنة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة أحدى وَعشْرين وَسبع مائةٍ وَدفن عِنْد أَخِيه بِالْمَدْرَسَةِ عقدت لَهُ السلطنة بعد أَخِيه الْأَشْرَف فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين
وَكَانَ قد تفنّن وَحفظ كِفَايَة المتحفظ ومقدمة ابْن بابشاذ وَبحث التَّنْبِيه وطالع وَسمع من المحبّ الطَّبَرِيّ وَغَيره واشتملت خزانته على مَا يُقَال على مائَة ألف مجلّد وَكَانَ محباً للخير مثابراً)
على زِيَارَة الصَّالِحين
وَقدم عَلَيْهِ عز الدّين الكولمي وَمَعَهُ من الْحَرِير والمسك والصيني مَا أدّى عَنهُ لصَاحب الْيمن ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَأَنْشَأَ الْمُؤَيد قصراً عديم الْمثل بديع الْحسن وَلما مَاتَ تولّى ابْنه الْمُجَاهِد واضطرب أَمر الْيمن مُدَّة وَتمكن الْملك الظَّاهِر ابْن الْمَنْصُور قبضوا على الْمُجَاهِد
ثمَّ مَاتَ الْمَنْصُور وَكَانَ ديِّناً رحِيما ثمَّ ثار أُمَرَاء مَعَ الْمُجَاهِد وَاسْتولى على قلعة تعز ثمَّ قوي أمره وَجَرت على الرعيّة من النهب وافتضاض الْأَبْكَار مجارٍ عَظِيمَة لَا يعبَّر عَنْهَا ودام الْحَرْب(13/317)
بَين الظَّاهِر والمجاهد وَآل الْأَمر إِلَى أَن اسْتَقل الظَّاهِر وَبقيت تعز بيد الْمُجَاهِد فحوصر مُدَّة وَخَربَتْ لذَلِك تعز خراباً لَا يتدارك ثمَّ تمكن الْمُجَاهِد وأباد أضداده قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي اليمني يمدح الْملك المؤيّد هزبر الدّين الدّين وَقد ركب فيلاً وَمن خطه نقلت من الْبَسِيط
(الله أولاك يَا دَاوُد مكرمَة ... ورتبةً مَا أَتَاهَا قبل سُلْطَان)
(ركبت فيلاً وظل الْفِيل ذَا رهجٍ ... مُسْتَبْشِرًا وَهُوَ بالسُّلطان فرحان)
(لَك الْإِلَه أذلَّ الْوَحْش أجمعه ... هَل أَنْت دَاوُد فِيهِ أم سُلَيْمَان)
وَقَالَ يمدحه لما بنى الْقصر الَّذِي بِظَاهِر زبيد وَمن خطه نقلت من الْبَسِيط
(يَا ناظم الشّعْر فِي نعمٍ ونعمان ... وذاكر الْعَهْد من لبنى ولبنان)
(ومعمل الْفِكر فِي ليلى وليلتها ... بالسَّفح من عقدات الضّال والبان)
(قصِّر فبالعلوِّ من وَادي زبيد علا ... عالي الْمنَار عَظِيم الْقدر والشان)
(بِهِ التغزل أحلى مَا يرى بهجاً ... فدع حَدِيث لييلاتٍ بعسفان)
(قصرٌ بناه هزبر الدّين مفتخراً ... وشاد ذَلِك بانٍ أيُّما بَان)
(هَذَا الخورنق بل هَذَا السَّدير أَتَى ... فِي عصر دَاوُد لَا فِي عصر نعْمَان)
(فقف براحته تنظر لَهَا عجبا ... كم راحةٍ هطلت فِيهِ بِإِحْسَان)
(أنسى بإيوانه كسْرَى فَلَا خبرٌ ... من بعد ذَلِك عَن كسى لإيوان)
(سامى النُّجُوم عَلَاء فَهِيَ راجعةٌ ... عَن السُّموِّ لإيوان ابْن حسّان)
(تودُّ فِيهِ الثريا لَو بَدَت سرجاً ... مثل الريا بِهِ فِي بعض أَرْكَان)
(يحفُّه دوح زهرٍ كلُّه عجبٌ ... كم فِيهِ من فننٍ زاهٍ بأفنان)
)
وَهِي طَوِيلَة اقتصرت مِنْهَا على هَذَا الْقدر
3 - (أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب)
دَاوُد بن يُونُس بن الْحسن بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْحَارِث الْكَاتِب ولي الْأَشْرَاف بديوان الزِّمَام سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة ثمَّ ولي النّظر بديوان الزَّمَان والصدرية بِهِ سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وعزل سنة تسع وَسبعين وَلم يزل لَازِما لبيته إِلَى حِين وَفَاته سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَ صَدرا نبيلاً مهيباً مليح الشيبة متديّناً صَالحا فَاضلا محباً لأهل الْخَيْر وَسمع من أبي مَنْصُور مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد بن الْحصين وَأبي المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله بن مرزوقٍ الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهم كتب عَن محبّ الدّين بن النجار(13/318)
(الألقاب)
الداوودي البوشنجي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد
3 - (صَاحب السُّنن)
أَبُو دَاوُد صَاحب السّنَن أحد الْكتب السِّتَّة اسْمه سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين فِي مَكَانَهُ
3 - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي)
دَاوُد بن أبي المنى أَبُو سُلَيْمَان كَانَ نَصْرَانِيّا بِمصْر زمن الْخُلَفَاء طَبِيبا حظيّاً عِنْدهم وَأَصله من الْقُدس وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنجوم وَكَانَ لَهُ خَمْسَة أَوْلَاد فَلَمَّا وصل الْملك ماري إِلَى الديار المصرية طلبه من الْخَلِيفَة وَنَقله هُوَ وَأَوْلَاده إِلَى القس وَنَشَأ للْملك ماري ولد مجذوم فَركب لَهُ الترياق الْفَارُوق وترهّب وَترك وَلَده الْأَكْبَر وَهُوَ المهذّب أَبُو سعيد خَلِيفَته على منزله وَإِخْوَته فاتفق أنّ ملك الفرنج أسر الْفَقِيه عِيسَى وَمرض فَأرْسلهُ الْملك إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ فِي الجبّ مُثقلًا بالحديد رَجَعَ إِلَى الْملك وَقَالَ هَذَا ذُو نعمةٍ وَلَو سقيته مَاء الْحَيَاة وَهُوَ على هَذِه الْحَال مَا انْتفع بِهِ قَالَ الْملك فَمَا نَفْعل قَالَ أطلقهُ من الجبّ وفكّ عَنهُ حديده وأكرمه فَمَا يحْتَاج إِلَى مداواةٍ أَكثر من هَذَا فَقَالَ الْملك نَخَاف أَن يهرب وقطيعته كَثِيرَة فَقَالَ سلمه إليّ وضمانه عليّ فَقَالَ تسلمه وَإِذا أَتَى بقطيعته لَك مِنْهَا ألف دِينَار فتوجّه إِلَيْهِ وتسلمه من الجبّ وَأقَام عِنْده فِي دَاره يَخْدمه فَلَمَّا حضرت قطيعته أَمر الْملك للمهذّب أبي سعيد بِأَلف)
دينارٍ فوهب الْألف دِينَار للفقيه عِيسَى فَأَخذهَا الْفَقِيه عِيسَى وتوجّه إِلَى الْملك النَّاصِر فاتفق أَن الْحَكِيم سُلَيْمَان ظهر لَهُ من النِّجامة أنّ صَلَاح الدّين يملك الْقُدس فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ من السّنة الْفُلَانِيَّة وَأَنه يدْخل إِلَيْهَا من بَاب الرَّحْمَة فَقَالَ لوَلَده الْفَارِس أبي الْخَيْر ابْن سُلَيْمَان امْضِ إِلَى صَلَاح الدّين وبشِّره بذلك وَكَانَ أَبُو الْخَيْر قد تربّى مَعَ ابْن الْملك المجذوم وزيُّه زيُّ الأجناد فَمضى إِلَى النَّاصِر فاتفق وُصُوله وَالنَّاس يهنّونه بِسنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَمضى إِلَى الْفَقِيه عِيسَى ففرح وتوجّه بِهِ إِلَى السُّلْطَان وبلّغه بِشَارَة أَبِيه ففرح بذلك وأنعم عَلَيْهِ بجائزة سنية وَقَالَ لَهُ منى يسَّر الله مَا ذكرت اجعلوا هَذَا الْعلم الْأَصْفَر والنشّابة فَوق داركم فالحارة الَّتِي أَنْتُم فِيهَا تسلم جَمِيعهَا فِي خفارة داركم
فَلَمَّا حضر الْوَقْت صحّ جَمِيع مَا قَالَه وَدخل الْفَقِيه عِيسَى إِلَى الدَّار الَّتِي للحكيم وَأقَام بهَا حفظا لَهَا وللحارة وَلم يسلم من الْقُدس من الْقَتْل والأسر والقطيعة سوى بَيت الْحَكِيم الْمَذْكُور وضاعف لأولاده مَا كَانَ لَهُم على الفرنج وَكتب كتبا إِلَى سَائِر ممالكه برا وبحراً بمسامحتهم بِجَمِيعِ الْحُقُوق اللَّازِمَة لِلنَّصَارَى وأعفوا مِنْهَا واستدعى السُّلْطَان الْحَكِيم أَبَا سُلَيْمَان وَقَامَ لَهُ قَائِما وَقَالَ لَهُ أَنْت شيخ مبارك وصلتنا بِشِرَاك وَتمّ لنا جَمِيع مَا قلت فتمنّ عليّ فَقَالَ حفظ أَوْلَادِي فَأخذ أَوْلَاده واعتنى بهم وسلَّمهم إِلَى الْعَادِل وأوصاه بإكرامهم(13/319)
(الألقاب)
ابْن الداية أَحْمد بن يُوسُف
ابْن الداية مجد الدّين اسْمه أَبُو بكر
ابْن دبابا الْحُسَيْن بن عَليّ
ابْن الدباب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ
الدباس الْفَقِيه إِمَام أهل الرَّأْي بالعراق اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُفْيَان
ابْن الدبّاس المعتزلي أَحْمد بن عَليّ
الدبّاس خيرون
الدباس دَاوُد بن أَحْمد
ابْن الدباس عَليّ بن أَحْمد
الدباس عمر بن عبد الله)
ابْن الدباس النَّحْوِيّ الْمُبَارك بن الفاخر
ابْن الدبّاغ الْحَافِظ الأندلسي أَبُو الْقَاسِم خلف بن الْقَاسِم
ابْن الدّباغ اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن
الدبّاج الإشبيلي عَليّ بن جَابر بن عَليّ
ابْن الدباهي شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد
الدّباغ النَّحْوِيّ يُوسُف ابْن الدّباغ
الدبابيسي الْمسند يُونُس بن إِبْرَاهِيم
الدبوسي الْحَنَفِيّ اسْمه عبد الله بن عمر
الدبوسي الشَّافِعِي عَليّ بن المطهَّر
أَبُو الدبس العباسي مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن دبّوقا الْخضر بن سعد الله بن عِيسَى وَرَضي الدّين جَعْفَر بن الْقَاسِم ابْن جَعْفَر
دبيران هُوَ نجم الدّين الكاتبي عَليّ بن عمر بن عَليّ(13/320)
ابْن الدبيثي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن سعيد وَأحمد بن جَعْفَر الدبيثي
3 - (دبيس)
3 - (صَاحب الحلّة)
دبيس بن صَدَقَة بن مَنْصُور بن دبيس بن عَليّ بن مزِيد الْأَسدي أَبُو الأعزّ نور الدّولة ملك الْعَرَب ابْن سيف الدولة أبي الْحسن النَّاشِرِيّ صَاحب الْحلَّة المزيدية كَانَ جواداً كَرِيمًا عِنْده معرفَة بالأدب وَالشعر وَتمكن فِي خلَافَة المسترشد وَاسْتولى على كثيرٍ من بِلَاد الْعرَاق
وَهُوَ من بيتٍ كبيرٍ وَهُوَ الَّذِي عناه الحريريّ فِي المقامة التَّاسِعَة وَالثَّلَاثِينَ بقوله حَتَّى خيِّل لي أَنِّي الْقَرنِي أويس أَو الْأَسدي دبيس
كتب إِلَيْهِ أَخُوهُ وَهُوَ نازح عَنهُ من الطَّوِيل
(أَلا قل لمنصورٍ وَقل لمسيَّبٍ ... وَقل لدبيسٍ إِنَّنِي لغريب)
(هَنِيئًا لكم مَاء الْفُرَات وطيبه ... إِذا لم يكن لي فِي الْفُرَات نصيب)
فَكتب إِلَيْهِ دبيس من الطَّوِيل
(أَلا قل لبدران الَّذِي حنَّ نازحاً ... إِلَى أرضه والحرُّ لَيْسَ يخيب)
)
(تمتَّع بأيام السُّرور فَإِنَّمَا ... عذار الْأَمَانِي بالهموم يشيب)
(وَللَّه فِي تِلْكَ الْحَوَادِث حكمةٌ ... وللأرض فِي كأس الْكِرَام نصيب)
وَقد تقدم ذكر بدران أَخِيه وَكَانَ دبيس فِي خدمَة السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه السّلجوقي وهم نازلون على بَاب المراغة من بِلَاد أذربيجان وَمَعَهُمْ المسترشد فَهَجَمُوا خيمته وَقتلُوا المسترشد وَخَافَ أَن تنْسب الْقَضِيَّة إِلَيْهِ وَأَرَادَ أَن تنْسب إِلَى دبيس فَتَركه إِلَى أَن جَاءَ(13/321)
الْخدمَة وَجلسَ على بَاب خيمة السُّلْطَان فسيَّر بعض مماليكه فَجَاءَهُ من وَرَائه وَضرب رَأسه بِالسَّيْفِ فأبانه وَأظْهر السُّلْطَان أَنه إِنَّمَا فعل ذَلِك انتقاماً مِنْهُ بِمَا فعل فِي حقّ الإِمَام وَذَلِكَ بعد قتل الإِمَام بشهرٍ وَقيل أَن قتلته كَانَت سنة تسعٍ وَعشْرين وَخمْس مائَة قيل أَنَّهَا كَانَت على بَاب خوي وَقيل على بَاب تبريز
وَكَانَ دبيس قد أحسّ بتغيير السُّلْطَان عَلَيْهِ مُنْذُ قتل المسترشد وعزم على الهروب مرَارًا والمنية تثِّبطه وَلما قتل حمل إِلَى زَوجته كهارخاتون وَدفن بالمشهد عِنْد صَاحب ماردين نجم الدّين ايلغازي وَالِد كهارخاتون وَتزَوج السُّلْطَان الْمَذْكُور ابْنة دبيس الْمَذْكُور وأمُّها شرف خاتون ابْنة عميد الدولة بن فَخر الدولة بن جهير وَأم شرف خاتون الْمَذْكُورَة زبيدة ابْنة الْوَزير نظام الدّين وَولي بعد دبيس ابْنه بهاء الدَّولة أَبُو كَامِل مَنْصُور
وَكَانَ دبيس وقلّ من أَنْجَب مثله من أُمَرَاء الْعَرَب وَكَانَ شِيعِيًّا مثل وَالِده وقصده بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ معتقل وامتدحه بقصيدةٍ وَلم يكن بِيَدِهِ شَيْء يُعْطِيهِ فَدفع لَهُ رقْعَة وفيهَا مَكْتُوب من الْبَسِيط
(الْجُود فعلي وَلَكِن لَيْسَ لي مالٌ ... وَكَيف يفعل من بالقرض يحتال)
(فهاك خطي إِلَى أَيَّام ميسرتي ... دينا عليَّ فلي فِي الْغَيْب آمال)
فَلَمَّا أطلق لقِيه هَذَا الشَّاعِر فطالبه بِدِينِهِ فَقَالَ مَا أعلم أَن لأحد عَليّ دينا فَأرَاهُ خطّه فَلَمَّا رَآهُ عرفه وَقَالَ أيّ وَالله دين وَأي دين وَأَعْطَاهُ مائَة دينارٍ وخلعة
3 - (أَمِير الْعَرَب)
دبيس بن عَليّ بن مزِيد أَبُو الأغرّ الْأَسدي جد الْمَذْكُور آنِفا كَانَ أَمِير الْعَرَب وَله المكانة الرفيعة عِنْد الْخُلَفَاء والملوك وَفِيه أدب وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة ومولده سنة أربعٍ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَولي الْإِمَارَة سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَقيل أَن سنَّه كَانَ فِي ذَلِك)
الْوَقْت أَربع عشرَة سنة وَمن شعره من الوافر
(حدا الْحَادِي بشعري حِين سَارُوا ... وبالأسحار أيقظهم أنيني)
(وَكنت على فراقهم معينا ... لذَلِك لم أجد صبري معيني)(13/322)
وَمِنْه أَيْضا من السرؤيع
(حبُّ عَليّ بن أبي طالبٍ ... للنَّاس مقياسٌ ومعيار)
(يخرج مَا فِي أصلهم مثل مَا ... تخرج غشَّ الذَّهَب النَّار)
3 - (الْمَدَائِنِي الشّاعر)
دبيس الضّرير من أهل الْمَدَائِن شَاعِر دخل بَغْدَاد ومدح صدورها وَأورد لَهُ محب الدّين بن النجار
(وَفِي قدود الرماح السُّمر منعطفٌ ... وَفِي خدود السُّريجيات توريد)
(تغَّنت الْبيض فاهتزَّ القنا طَربا ... مثل اهتزازك إِذْ يَدْعُو بك الْجُود)
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة دبيس الْمَدَائِنِي ضَرِير بالأدب بَصِير لَقيته واستنشدته أشعاره وَهِي فِي غَايَة الرقة بعيدَة عَن التعسّف وارتكاب الْمَشَقَّة
(أَبُو الْغُصْن الْيَرْبُوعي)
الدُّجين أَبُو الْغُصْن بن ثابتٍ الْيَرْبُوعي الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بجحى رأى أنسا وروى عَن أسلم مولى عمر وَهِشَام بن عُرْوَة وروى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم وَأَبُو جابرٍ مُحَمَّد بن عبد الْملك وَبشر بن مُحَمَّد السكّريّ والأصمعي وَأَبُو عمر الحوضي وَآخَرُونَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهديٍ وَسُئِلَ عَن دجين بن ثابتٍ الَّذِي يري عَنهُ عَن أسلم قَالَ قَالَ لنا أول مرّة حَدثنِي مولى لعمر بن عبد الْعَزِيز فَقُلْنَا لَهُ أَن هَذَا لم يدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَتَركه فَمَا زَالَ يلقنونه حَتَّى قَالَ أسلم مولى عمر بن الْخطاب فَلَا يعتدّ بِهِ كَانَ يتوهمه وَلَا يدْرِي ماهو وَقَالَ النّسائيّ لَيْسَ بِثِقَة وروى ابْن عديّ لَهُ أَحَادِيث أَرْبَعَة ثمَّ قَالَ ولدجين غير مَا ذكرت شَيْء يسير وَمِقْدَار مَا يرويهِ لَيْسَ بِمَحْفُوظ ثمَّ روى عَن يحيى بن معِين قَالَ الدُّجي بن ثابتٍ هُوَ جحى ثمَّ قَالَ أَخطَأ من حكى هَذَا عَن ابْن معينٍ لِأَنَّهُ أعلم بِالرِّجَالِ من أَن يَقُول هَذَا والدُّجين بن ثَابت إِذا روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك ووكيع وَعبد الصَّمد بن الْوَارِث وَغير هَؤُلَاءِ أعلم بِاللَّه من أَن يرووا عَن جحى والدُّجين أَعْرَابِي من بني يَرْبُوع قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَذَا قَالَ الشِّيرَازِيّ قي الألقاب أَنه جحى ثمَّ روى أَن مكّي بن إِبْرَاهِيم قَالَ رَأَيْت جحى وَالَّذِي يُقَال فِيهِ مَكْذُوب عَلَيْهِ وَكَانَ فَتى ظريفاً وَله جيران مخنَّثون يمازحونه وَيزِيدُونَ عَلَيْهِ قَالَ ابْن حبّان والدُّجين يتَوَهَّم أَحْدَاث أَصْحَابنَا أَنه جحى وَلَيْسَ كَذَلِك توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة(13/323)
(الألقاب)
ابْن الدَّجاجية مُحَمَّد بن مكّي بن مُحَمَّد ابْن الدجاجي الْوَاعِظ اسْمه سعد الله بن نصر
ابْن الدجاجي الْمُحْتَسب اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن الدجاجية مكّي بن أبي مُحَمَّد
الدجاجي مُحَمَّد بن سعد الله
أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ اسْمه سماك بن خَرشَة
أَبُو دبوس الواثق صَاحب الغرب اسْمه إِدْرِيس بن عبد الله
ابْن دبّوقا رضيّ الدّين جَعْفَر بن الْقَاسِم)
(المغنّي)
دحمان الْمُغنِي الجمّال قدم الشَّام واستقدمه بعد ذَلِك الْوَلِيد بن يزِيد فَكَانَ أثيراً عِنْده لَهُ ذكر فِي كتاب الأغاني واسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبد الله يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه
(الألقاب)
دُحَيْم الْحَافِظ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم(13/324)
(الْجُزْء الرَّابِع عشر)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(رب أعن)(13/325)
(دحْيَة)
3 - (دحْيَة الْكَلْبِيّ)
دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ هُوَ الَّذِي كَانَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يَأْتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صورته وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكتابه إِلَى قَيْصر فأوصله إِلَى عَظِيم بصرى وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس ثمَّ سكن دمشق بعد ذَلِك وَكَانَ بالمزة قَالَ ابْن سعد أسلم قَدِيما قبل بدر وَلم يشهدها وَشهد الْمشَاهد بعْدهَا وَكَانَ يشبه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَبَقِي إِلَى زمن مُعَاوِيَة وَكَانَ دحْيَة رجلا جميلاً قَالَ رجل لعوانة بن الحكم أجمل النَّاس جرير بن عبد الله
قَالَ لَهُ عوَانَة أجمل النَّاس من نزل جِبْرِيل على صورته يَعْنِي دحْيَة وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ كَانَ دحْيَة إِذا قدم لم تبْق معصر إِلَّا خرجت تنظر إِلَيْهِ المعصر الْجَارِيَة إِذا دنت من الْحيض وَيُقَال هِيَ الَّتِي أدْركْت وَقَالَ مُجَاهِد قد بعث رَسُول اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن مَسْعُود وخباباً سَرِيَّة وَبعث دحْيَة سَرِيَّة وَحده وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين للجرة
3 - (دحْيَة بن الْمُغْضب)
دحْيَة بن الْمُغْضب بن أصبغ بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان الْأمَوِي
توفّي بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة قَتِيلا
ابْن دحْيَة الْمُحدث اسْمه عمر بن حسن بن عَليّ وَلَده مُحَمَّد بن أبي الْخطاب
(دخين بن عَامر الحجري)
دخين بن عَامر الحجري كَاتب عقبَة بن عَامر(14/5)
روى ن عقبَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة
(الألقاب)
الدخوار مهذب الدّين الطَّبِيب اسْمه عبد الرَّحِيم بن عَليّ
الدخميتي أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل
الدخميسي اسْمه بكر
ابْن الدخيل يُوسُف بن أَحْمد
(دراج الْمصْرِيّ الْقَاص)
دراج أَبُو السَّمْح الْمصْرِيّ الْقَاص مولى عبد لله بن عَمْرو بن الْعَاصِ روى عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ وَأبي الْهَيْثَم سُلَيْمَان بن عَمْرو العتواري وَأبي قبيل الْمعَافِرِي وَعبد الرَّحْمَن بن حجيرة وثقة ابْن معِين وَضَعفه أَبُو حَاتِم يَسِيرا فَقَالَ فِيهِ ضعف وَكَانَ مجاب الدعْوَة من الخاشعين قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مُنكر الحَدِيث روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة
(الألقاب)
ابْن دراج القسطلي الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن الْعَاصِ
ابْن الدرا يُوسُف بن درة
الدَّرَاورْدِي الإِمَام الْمُحدث اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد
الدرجي الْحَنَفِيّ إِبْرَاهِيم بن اسماعيل
أم الدَّرْدَاء الصُّغْرَى اسْمهَا هجيمة
أَبُو الدَّرْدَاء عُوَيْمِر بن قيس
أم الدَّرْدَاء الْكُبْرَى اسْمهَا خيرة
ابْن درسْتوَيْه النَّحْوِيّ اسْمه عبد الله بن جَعْفَر
الدرفيل حسام الدّين لاجين الدوادار
ابْن دُرَيْد اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن)
ابْن دويد بِالْوَاو اسْمه مُحَمَّد بن سهل
الدركاذو المغربي اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد
ابْن ددوه حَمَّاد بن مُسلم(14/6)
(أَبُو مَيْمُونَة الفاسي)
دراس بن اسماعيل أَبُو مَيْمُونَة الفاسي سمع بِبَلَدِهِ وبإفريقية من ابْن اللباد ورحل فَسمع من ابْن مطر كتاب ابْن الْمَوَّاز وَابْن مطر هُوَ عَليّ بن عبد الله بن مطر الاسكندراني وَكَانَ أَبُو مَيْمُونَة فَقِيها عَارِفًا بنصوص مَالك أَخذ عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن أبي زيد وَأَبُو الْحسن الْقَابِسِيّ وَأَبُو الْفرج ابْن عَبدُوس وَخلف بن أبي جَعْفَر وَأَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ السبتي وَكَانَ رجلا صَالحا دخل الاندلس مُجَاهدًا وَتردد إِلَى الثغور
وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة
(دري)
3 - (شهَاب الدولة أَمِير دمشق)
دري شهَاب الدولة المستنصري قدم دمشق أَمِيرا عَلَيْهَا لصَاحب مصر بعد عزل حيدرة
وَولي الرملة فَقتل بهَا فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة
3 - (الظافري الْمصْرِيّ)
دري الظافري الْمصْرِيّ الْأَمِير ولي إمراة الْإسْكَنْدَريَّة ودمياط ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الِاشْتِغَال والتحصيل فبرع فِي عُلُوم الرافضة وصنف التصانيف من ذَلِك كتاب معالم الدّين على قَوَاعِد الرافضة والمعتزلة
ومصنف فِي الْفِقْه مَشْهُور بَين الرافضة وَكَانَ ابْن رزيك يُحِبهُ ويحترمه
(الألقاب)
ابْن درباس الْحسن بن اسماعيل بن عبد الْملك
وَكَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الْملك
وَصدر الدّين عبد الْملك بن عِيسَى
وعماد الدّين اسماعيل بن عبد الْملك
وضياء الدّين عُثْمَان بن عِيسَى)
وناصر الدّين الْحسن بن اسماعيل
وَشرف الدّين يَعْقُوب بن مُحَمَّد
الدرجي إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم(14/7)
(درست)
3 - (الْمعلم الشَّاعِر)
درست الْمعلم الْبَغْدَادِيّ شَاعِر ذكره عبد الله بن المعتز فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء وَذكر أَن الجاحظ احْتج بِشعر وَأَنه كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وَكَانَ أرقع خلق الله إِلَّا أَنه كَانَ فصيح القَوْل جيد النّظم
وَقَالَ حَدثنِي أَبُو نزار الْخَارِجِي قَالَ حَدثنِي من رأى درست الْمعلم يناظر فِي مَسْجِد الْبَصْرَة صنوف أهل الْعلم فيغلبهم لِأَنَّهُ كَانَ عمل فِي الْكَلَام فجود وَكَانَ ذَا بَيَان وَشدَّة عارضة وَمِمَّا روينَا لَهُ قَوْله فِي جِيرَانه
(لي جيران ثقال كلهم ... وَإِذا خفهم مثل الرصاص)
(قلت لما قيل لي قد غضبوا ... غضب الْخَيل على اللجم الدلاص)
قَالَ وَمِمَّا يستملح من غزله قَوْله
(أما وَالْخَال فِي الأسيل ... وطرف فاتر غنج كحيل)
(وَقد مائل يحيكه غُصْن ... على دعص من الردف الثقيل)
(لقد أبدي هَوَاك لنا سيوفاً ... فكم لسيوف حبك من قَتِيل)
(أَنا الْمَقْتُول من بَين الأساري ... نحيل من لمحزون نحيل)
(أَلا يَا عين قبل الْبَين جودي ... أرَاهُ سَوف يودي عَن قَلِيل)
(درة)
3 - (بنت أبي لَهب)
درة بنت أبي لَهب بن هَاشم كَانَت عِنْد الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب فَولدت لَهُ عقبَة والوليد وَأَبا مُسلم رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ أَي النَّاس خيرٌ قَالَ أَتْقَاهُم لله وَآمرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وانهاهمعن الْمُنكر وأوصلهم لرحمه وَمن حَدِيثهَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُؤْذى حَيّ بميت
3 - (بنت أبي سَلمَة)
درة بنت أبي سَلمَة بن عبد الْأسد القرشية المخزومية ربيبة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبنت امْرَأَته أم سَلمَة مَعْرُوفَة عِنْد أهل الْعلم بالسير وَالْخَيْر والْحَدِيث فِي بَنَات أم سَلمَة ربائب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث أم حَبِيبَة قَالَت يَا رَسُول الله إِنَّا تحدثنا أَنَّك ناكح درة بنت أبي سَلمَة
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعلَى أم سَلمَة لَو أَنِّي لم أنكح أم سَلمَة لم تحل(14/8)
لي إِن أَبَاهَا أخي من الرضَاعَة
(ابْن الصمَّة الهوازني)
دُرَيْد بن الصمَّة أَبُو قُرَّة الهوازني الْجُشَمِي وَاسم الصمَّة مُعَاوِيَة وَفد على الْحَارِث بن أبي شمر ويعد من شعراء الْعَرَب وشجعانها وَذَوي أسنانها عَاشَ نَحوا من ماءتي سنة حَتَّى سقط حاجباه على عَيْنَيْهِ
وَخرجت بِهِ هوَازن يَوْم حنين تتيمن بِرَأْيهِ فَقتل كَافِرًا وَلما انهزم الْمُشْركُونَ أدْرك ربيعَة بن رفيع السّلمِيّ دُرَيْد بن الصمَّة فَأخذ بِخِطَام جمله وَهُوَ يظنّ أَنه امْرَأَة لِأَنَّهُ كَانَ فِي شجار لَهُ
فَأَنَاخَ بِهِ فَإِذا شيخ كَبِير ابْن مِائَتي سنة والغلام لَا يعرفهُ فَقَالَ لَهُ دُرَيْد مَا تُرِيدُ إِلَى الْكَبِير المرعش الفاني الأدرد فَقَالَ الْفَتى مَا أُرِيد إِلَى غَيره مِمَّن هُوَ على مثل دينه فَقَالَ لَهُ دُرَيْد وَمن أَنْت قَالَ أَنا ربيعَة بن رفيع السّلمِيّ وضربه بِسَيْفِهِ فَلم يغن شَيْئا فَقَالَ لَهُ دُرَيْد بئس مَا سلحتك أمك خُذ سَيفي من وَرَاء الرحل فِي الشجار فَاضْرب بِهِ وارفع عَن الْعِظَام واخفض عَن الدِّمَاغ فَإِنِّي كَذَلِك كنت أفعل بِالرِّجَالِ فَإِذا أتيت أمك فَأَخْبرهَا أَنَّك قتلت دُرَيْد بن الصمَّة فَرب يَوْم قد منعت فِيهِ نِسَاءَك
فَزَعَمت بَنو سليم أَن ربيعَة لما ضربه تكشف للْمَوْت فَإِذا عجانه وبطون فَخذيهِ مثل الْقَرَاطِيس من ركُوب الْخَيل فَلَمَّا رَجَعَ ربيعَة إِلَى أمه أخْبرهَا بقتل دُرَيْد فَقَالَت واله لقد أعتق أُمَّهَات لَك ثلاثاُ فِي غَدَاة وَاحِدَة وجز نَاصِيَة أَبِيك قَالَ الْفَتى لم أشعر وَقَالَ عمْرَة بنت دُرَيْد ترثيه
(جزى عَنَّا الْإِلَه بني سليم ... وأعقبهم بِمَا فعلوا عقاق)
(وأسقانا إِذا سرنا إِلَيْهِم ... دِمَاء خيارهم عِنْد التلاقي)
(فَرب عَظِيمَة دافعت عَنْهُم ... وَقد بلغت نُفُوسهم التراقي)
(وَرب كريهة أعتقت مِنْهُم ... وَأُخْرَى قد فَككت من لوثاق)
(وَرب منوهٍ بك من سايم ... أجبْت وَقد دعَاك بِلَا رماق)
(لعمرك مَا خشيت على دُرَيْد ... بِبَطن سميرة جَيش الْعتاق)
وَقَالَ ترثيه أَيْضا
(قَالُوا قتلنَا دريداً قلت قد صدقُوا ... وظل دمعي على الْخَدين ينحدر)
(لَوْلَا الَّذِي قهر الأقوام كلهم ... رَأَتْ سليم وَكَعب كَيفَ تقتدر)
)
(إِذا لصبحهم منا وظاهرهم ... حَيْثُ اسْتَقَلت نواهم جحفل زفر)(14/9)
(الألقاب)
ابْن دُرَيْد اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن
ابْن دِرْهَم تَاج الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز
الدسكري أَحْمد بن عُبَيْدَة
الدسكري يُوسُف بن صَالح
الدشتي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم
الدشناوي تَاج الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد
ابْن درشينة البعلبكي أَبُو بكر بن أَحْمد
(الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر)
دعبل بن عَليّ أَبُو عَليّ الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور لَهُ شعر رائق صنف كتابا فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء قَالَ إِن أَصله من الْكُوفَة وَقيل من قرقيسيا وَكَانَ أَكثر مقَامه بِبَغْدَاد وسفر إِلَى غَيرهَا من الْبِلَاد وَقدم دمشق ومدح نوح بن عَمْرو بن حوي السكْسكِي بعدة قصائد وَخرج مِنْهَا إِلَى مصر
وَقيل إِن اسْمه مُحَمَّد وكنيته أَبُو جَعْفَر ودعبل لفب لَهُ وَيُقَال الدعبل للبعير المسن وَيُقَال الشَّيْء الْقَدِيم
وَخرج إِلَى خُرَاسَان ونادم عبد الله بن طَاهِر قَالَ أَبُو سعيد ابْن يُونُس قدم إِلَى مصر هاراً من الْمَأْمُون لهجو هجاه بِهِ وَخرج مِنْهَا إِلَى الْمغرب إِلَى الْأَغْلَب قَالَ الْخَطِيب وَعَاد إِلَى بَغْدَاد بعد ذَلِك وَكَانَ خَبِيث اللِّسَان قَبِيح الهجاء وَقيل كَانَ أطرش فِي قَفاهُ سلْعَة واسْمه الْحسن وَقيل عبد الرَّحْمَن وَقيل مُحَمَّد وكنيته أَبُو جَعْفَر
ولد سنة ثَمَان وأرعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَله سبع وَتسْعُونَ سنة وَقيل قَتله المعتصم سنة عشْرين وَقيل هجا مَالك بن طوق فَجهز عَلَيْهِ من ضربه بعكازة مَسْمُومَة فِي قدمه فَمَاتَ من ذَلِك بعد يَوْم ولقبته دَابَّته لدعابته الَّتِي كَانَت فِيهِ قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ مداحاً لآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هجاء لبني الْعَبَّاس وَغَيرهم
أنْشد الْمَأْمُون من شعره)
(سقيا ورعياً لأيام الصبابات ... أَيَّام أرفل فِي أَثوَاب لذاتي)
(أَيَّام غصني رطيب من لدونته ... أصبو إِلَى غير كناتي وجاراتي)(14/10)
(دع عَنْك ذكر زمَان فَاتَ مطلبه ... واقذف فِي متن الجهالات)
(واقصد بِكُل مديح أَنْت قَائِله ... نَحْو الهداة بني بَيت الكرامات)
فَلَمَّا أَتَى على القصيدة قَالَ لله دره مَا أغوصه وانصفه واوصفه
ثمَّ قَالَ إِنَّه وجد وَالله مقَالا فَقَالَ
وَقيل إِن الْمَأْمُون أقبل يجمع الْآثَار فِي فَضَائِل آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْتهى إِلَيْهِ فِيمَا انْتهى من فضائلهم قَول دعبل
(مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ... ومنزل وَحي مقفر العرصات)
(لآل رَسُول الله بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات)
فَمَا زَالَت تَتَرَدَّد فِي صدر الْمَأْمُون حَتَّى قدم عَلَيْهِ دعبل فَقَالَ أَنْشدني قصيدتك التائية وَلَا بَأْس عَلَيْك وَلَك الْأمان من كل شَيْء فِيهَا فَإِنِّي أعرفهَا وَقد رويتها إِلَّا أَنِّي أحب أَن أسمعها من فِيك فانشده حَتَّى صَار إِلَى هَذَا الْموضع
(ألم تَرَ أَنِّي مذ ثَلَاثِينَ حجَّة ... أروح واغدو دَائِم الحسرات)
(أرى فيئهم فِي غَيرهم متقسماً ... وأيديهم من فيئهم صفرات)
(وَآل رَسُول الله نحف جسومها ... وَآل زِيَاد غلظ القصرات)
(بَنَات زِيَاد فِي الْقُصُور مصونة ... وَبنت رَسُول الله فِي الفلوات)
(إِذا وتروا مدوا إِلَى واتريهم ... أكفا عَن الأوتار منقبضات)
(فلولا الَّذِي أرجوه فِي الْيَوْم أوغد ... لقطع قلبِي إثرهم حسراتي)
فَبكى الْمَأْمُون حَتَّى اخضلت لحيته وَجَرت دُمُوعه على نَحره
وَمن شعره فيهم
(وَلَيْسَ حَيّ من الْحيَاء نعرفه ... من ذِي يمَان وَلَا بكر وَلَا مُضر)
(إِلَّا وهم شُرَكَاء فِي دِمَائِهِمْ ... كَمَا تشارك أيسار على جزر)
(أرى أُميَّة معذورين إِن قتلوا ... وَلَا أرى لبني الْعَبَّاس من عذر)
(أَبنَاء حَرْب ومروان وأسرتهم ... بَنو معيط وُلَاة الحقد والوغر)
)
(أَربع بطوس على الْقَبْر الزكي بِهِ ... إِن كنت تربع من دين على وطر)
(هَيْهَات كل امْرِئ رهن بِمَا كسبت ... يَدَاهُ حَقًا فَخذ مَا شِئْت أَو فذر)(14/11)
وَيُقَال إِن دعبلاً من ولد بديل بن وَرْقَاء وَيُقَال إِنَّه روى عَن الثَّوْريّ وَشعْبَة وَلَا يَصح وَحَدِيثه يَقع عَالِيا فِي جُزْء الحفار وَوَصله عبد الله بن طَاهِر بأموال بلغت ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ يَقُول لي خَمْسُونَ سنة أحمل خشبتي على كَتِفي أدور على من يصلبني عَلَيْهَا فَمَا أجد من يفعل ذَلِك
وَدخل إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي على الْمَأْمُون فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله فضلك فِي نَفسك عَليّ وألهمك الرأفة وَالْعَفو عني وَالنّسب وَاحِد وَقد هجاني دعبل فانتقم لي مِنْهُ فَقَالَ مَا قَالَ لَعَلَّ قَوْله
(نفر ابْن شكْلَة بالعراق واهله ... فهفا إِلَيْهِ كل أطلس مائق)
فَقَالَ هَذَا من بعض هجائه فَقَالَ الْمَأْمُون لَك بِي أُسْوَة فقد قَالَ فِي قَوْله
(أيسومني الْمَأْمُون خطة جَاهِل ... أَو مَا أرى بالمس رَأس مُحَمَّد)
(إِنِّي من الْقَوْم الَّذين سيوفهم ... قتلت أَخَاك وشرفتك بمقعد)
(شادوا بذكرك بعد طول خموله ... واستنفذوك من الحضيض الأوهد)
وهجا ابْن أبي دؤاد بعد كَثْرَة إنعامه عَلَيْهِ حَتَّى قيل إِنَّه هجا خُزَاعَة قبيلته فَقَالَ
(أخزاع غَيْركُمْ الْكِرَام فأقصروا ... وضعُوا أكفكم على الأفواه)
(الراتقين ولات حِين مراتق ... والفاتقين شرائع الأستاه)
وَقَالَ يهجو أَخَاهُ وَنَفسه
(مهدت لَهُ ودي صَغِيرا ونصرتي ... وقاسمته مَالِي وبوأبه حجري)
(وَقد كَانَ يَكْفِيهِ من الْعَيْش كُله ... رَجَاء ويأس يرجعان إِلَى فقر)
(وَفِيه عُيُوب لَيْسَ يُحْصى عدادها ... فاصغرها عَيْبا يجل عَن الْفِكر)
(وَلَو أنني أبديت للنَّاس بَعْضهَا ... لأصبح من بَصق الْأَحِبَّة فِي بَحر)
(فدونك عرضي فاهج حَيا فَإِن أمت ... فباله إِلَّا مَا خريت على قَبْرِي)
وَقَالَ يهجو امْرَأَته
(يَا من أشبههَا بحمى نافض ... قطاعة لِلظهْرِ ذَات زئير)
)
(يَا ركبتي جمل وسَاق نعَامَة ... وزبيل كناس وَرَأس بعير)
(قبلتها فَوجدت طعم لثاتها ... فَوق اللثام كلسعة الزنبور)(14/12)
وَقَالَ يهجو المعتصم
(مُلُوك بني الْعَبَّاس فِي الْكتب سَبْعَة ... وَلم تاتنا فِي ثامن مِنْهُم الْكتب)
(كَذَلِك أهل الْكَهْف فِي الْكَهْف سَبْعَة ... غَدَاة ثووا فِيهِ وثامنهم كلب)
(لقد ضَاعَ أَمر النَّاس حَيْثُ يسوسهم ... وصيف وأشناس وَقد عظم الْخطب)
(الْفَقِيه السجْزِي)
دعْلج بن أَحْمد بن دعْلج أَبُو مُحَمَّد السجري الْفَقِيه قَالَ الْحَاكِم أَخذ عَن ابْن خُزَيْمَة المصنفات وَكَانَ يُفْتِي بمذهبه وَلم يكن فِي التُّجَّار أيسر مِنْهُ اشْترى بِمَكَّة دَار العباسية بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار
قَالَ الْخَطِيب بَلغنِي أَنه بعث بالمسند إِلَى ابْن عقدَة لينْظر فِيهِ وَجعل فِي الْأَجْزَاء بَين كل ورقتين دِينَارا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَسمع من عَليّ بن عبد الْعَزِيز بِمَكَّة
وهشامك بن عَليّ السيرافي وَمُحَمّد بن ابراهيم البوشنجي وَطَائِفَة بنيسابور وَعُثْمَان بن سعيد بهراة وَمُحَمّد بن غَالب وَمُحَمّد بن ربح الْبَزَّاز وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الباغندي وَخلق بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وروى عَنهُ الدراقطني وَالْحَاكِم وَابْن رزقويه وَأَبُو عَليّ بن شَاذان وَأَبُو اسحاق الإِسْفِرَايِينِيّ وَعبد الْملك بن بَشرَان
وَكَانَت لَهُ صدقَات جَارِيَة على أهل الحَدِيث بِمَكَّة وَالْعراق وسجستان وَقَالَ عمر الْبَصْرِيّ مَا رَأَيْت فِي بَغْدَاد فِيمَن انتخبت عَلَيْهِم أصح كتبا وَلَا أحسن سَمَاعا من دعْلج
(الجبائي الضَّرِير)
دعوان بن عَليّ بن حَمَّاد بن صَدَقَة الجبائي أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان الأضرار وَمن فضلاء الْقُرَّاء مَوْصُوفا بالديانة حسن الطَّرِيقَة قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي طَاهِر أَحْمد بن عَليّ بن سوار وَأبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْجراح وَأبي الْقَاسِم يحيى بن أَحْمد بن أَحْمد السيبي وَغَيرهم
وَسمع من الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النِّعالي وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَأبي الْمَعَالِي ثَابت بن بنْدَار وَأبي طَاهِر بن سوار روى عَنهُ عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي وَختم خلقا كثيرا كتاب اله تَعَالَى توفّي سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
ورئي بعد مَوته بِخمْس وَعشْرين سنة فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ ثِيَاب شَدِيدَة الْبيَاض وعمامة بَيْضَاء ملحية وَوَجهه عَلَيْهِ نور فَأخذ بيد الرَّائِي ومشيا إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي مَا(14/13)
فعل الله بك قَالَ عرضت على الله تَعَالَى خمسين مرّة فَقَالَ لي أيش عملت فَقلت لَهُ قَرَأت الْقُرْآن وَأَقْرَأْته فَقَالَ لي أَنا أتولاك أَنا أتولاك
السدُوسِي النساية دَغْفَل بن حَنْظَلَة السدُوسِي الذهلي الشَّيْبَانِيّ النسابة مُخْتَلف فِي صحبته روى عَنهُ الْحسن وَابْن سِيرِين وَسَعِيد بن أبي الْحسن وَعبد الله بن بُرَيْدَة واستقدمه مُعَاوِيَة وَأمره أَن يعلم يزِيد الْعَرَبيَّة وأنساب الْعَرَب والنجوم وَقَالَ ابْن سعد اِدَّرَكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا وَقيل لَهُ بِمَ كنت مَا أدْركْت قَالَ بِلِسَان سؤؤل وقلب عقول وَكنت إِذا لقِيت عَالما أخذت مِنْهُ وأعطيته وَقيل إِنَّه جرت بَينه وَبَين أبي بكر الصّديق مُخَاطبَة لما كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرض نَفسه على الْقَبَائِل الْعَرَب قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بَلغنِي أَن دغفلاً غرق فِي يَوْم دولاب من فَارس فِي قتال الْخَوَارِج وَقيل توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ
(الألقاب)
ابْن الدغنة ربيعَة بن رفيع
الدغولي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن
دفتر خوان عَليّ بن مُحَمَّد بن الرِّضَا
وَمُنْتَخب الدّين دفتر خوان اسْمه أَحْمد بن عبد الْكَرِيم)
الدفوفي الْمُحدث اسْمه أَحْمد بن عبد النصير
(دقاق)
3 - (دقاق الْمُغنيَة)
دقاق الْمُغنيَة كَانَت جميلَة محسنة قد أخذت عَن الأكابر وَكَانَت ليحيى بن الرّبيع فَولدت لَهُ ابْنه أَحْمد وَعمر عمرا طَويلا وَكَانَ عَالما بِأَمْر الْغناء والمغنين وَكَانَ يحيى لما مَاتَ تزوجت بعده بِجَمَاعَة من القواد وَالْكتاب وورثتهم فَقَالَ عِيسَى بن زَيْنَب يهجوها
(قلت لما رَأَيْت دَار دقاق ... حسنها قد أضرّ بالعشاق)(14/14)
(حذروا الرَّابِع الشقي دقاقاً ... لَا يكونن نهبه فِي محاق)
(إِلَه عَن بَعْضهَا فَإِن دقاقاً ... شُؤْم حرهَا قد سَار فِي الْآفَاق)
(لم تضاجع بعلاً فَهَب سليما ... بل جريحاً وجرحه غير راق)
قَالَ أَبُو الجاموس الْبَزَّاز النَّصْرَانِي اليعقوبي مضيت وَأَنا غُلَام مَعَ أستاذي إِلَى بَاب حمدونة بنت الرشيد ومعنا بز نعرضه للْبيع فَخرجت إِلَيْنَا دقاق تقاولنا فِي ثمن الْمَتَاع وَفِي يَدهَا مروحة على أحد وجهيها منقوش الْحر إِلَى أيرين أحْوج من الأير إِلَى حُرَّيْنِ وعَلى الْوَجْه الْأُخَر كَمَا أَن الرَّحَى إِلَى بغلين أحْوج من الْبَغْل إِلَى رحيين
وَكَانَت دقاق مَشْهُورَة بالظرف والمجون والفتوة قد انْقَطَعت إِلَى حمدونة بنت الرشيد ثمَّ إِلَى غضيض وَلما تزَوجهَا يحيى قَالَ فِيهِ أَبُو مُوسَى الْأَعْمَى قل ليحيى نعم صبرت على الْمَوْت وَلم تخش سهم ريب الْمنون كَيفَ قل لي أطقت وَيلك يَا يحيى على الضعْف مِنْك حمل الْقُرُون
(وَيْح يحيى مَا مر بآست دقاق ... بَعْدَمَا غَابَ من سياط الْبُطُون)
قَالَ ابْن حمدون كتبت دقاق إِلَى أبي تصف هنها لَهُ صفة أعجزه الْجَواب فَقَالَ لَهُ صديق ابْعَثْ إِلَى بعض المخنثين حَتَّى يصف متاعك فَيكون جوابها فأحضر مخنثاً وَقَالَ لَهُ الْخَبَر
فَقَالَ اكْتُبْ إِلَيْهَا عِنْدِي القوق والبوق الأصلع المزبزق الْأَقْرَع المعروق المنتفخ الْعُرُوق
يسد البثوق ويفتق الفتوق ويرم الخروق وَيَقْضِي الْحُقُوق أَسد بَين جملين بغل بَين حملين منار بَين صخرتين رَأسه رَأس كلب وَأَصله مترس درب إِذا دخل حفر وَإِذا خرج قشر لَو نطح الْفِيل كوره أَو دخل الْبَحْر كدره إِذا رق الْكَلَام تقَارب الْأَجْسَام والتقت السَّاق)
بالساق ولطخ رَأسه بالبصاق وقرعت الْبيض الذُّكُور وَجعلت الرماح تمور بطعن الفقاح وشق الأحراح صَبرنَا فَلم نجزع وَسلمنَا طائعين فَلم نخدع قَالَ فقطعها
3 - (شمس الْمُلُوك صَاحب دمشق)
دقاق شمس الْمُلُوك أَبُو نصر بن تتش بن ألب رسْلَان ولي بعد قتل أَبِيه تَاج الدولة دمشق سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ بحلب راسله خَادِم أَبِيه ونائبه بقلعة دمشق سرا من أَخِيه رضوَان ملك حلب فَقَدمهَا سرا وملكها ثمَّ عمل هُوَ والأتابك طغتكين زوج أمه على خَادِم أَبِيه الْمَذْكُور واسْمه ساوتكين فقتلاع ثمَّ قدم رضوَان إِلَى دمشق(14/15)
وحصرها فَلم يقدر عَلَيْهَا فَرجع ثمَّ مرض دقاق وتطاول مَرضه إِلَى أَن مَاتَ فِي ثامن عشر شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة
فغلب طغتكين الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى على دمشق وَدفن دقاق بخانقاه الطواويس رَحمَه الله تَعَالَى
(الألقاب)
ابْن دق اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن دقاق عبد الرَّحِيم بن أبي بكر
الدقوقي الْحَنْبَلِيّ مَحْمُود بن عَليّ
ابْن دقاق الأصولي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر تقدم ذكره فِي المحمدين
ابْن الدقاق أَخَوان أَحدهمَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن عَليّ
وَالْآخر أَبُو تَمام مُحَمَّد بن عَليّ
وَلَهُمَا أَخ ثَالِث اسْمه أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ
الدقاق شيخ الصُّوفِيَّة الْحسن بن عَليّ
ابْن الدقاق صَاحب الْأَصْمَعِي اسْمه يَعْقُوب
(الْأَعرَابِي اللّغَوِيّ)
أَبُو الدقيش العرابي كَانَ أفْصح النَّاس حدث الْأَخْفَش قَالَ قَالَ الْخَلِيل دَخَلنَا على أبي الدقيش الْأَعرَابِي نعوده فَقلت لَهُ كَيفَ تجدك فَقَالَ أجد مَا لَا أشتهي مَا لَا أجد وَلَقَد أَصبَحت فِي زمَان سوء من جاد لم يجد وَمن وجد لم يجد قلت فَمَا الدقيش قَالَ لَا أَدْرِي قلت فاكتنيت بِهِ وَلَا تَدْرِي مَا هُوَ قَالَ إِنَّمَا الْأَسْمَاء والكنى عَلَامَات أَخذ عَنهُ أَعْيَان أهل الْعلم كَأبي عُبَيْدَة وَيُونُس والأصمعي والخليل بن أَحْمد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الدقش دويبة رقطاء أَصْغَر من العظاءة والدقش شَبيه بالنقش
(الألقاب)
ابْن دَقِيق الْعِيد مجد الدّين عَليّ بن وهب بن مُطِيع
وسراج الدّين مُوسَى بن عَليّ بن وهب(14/16)
وتاج الدّين أَحْمد بن عَليّ أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين
وجلال الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ
وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب
وَلَده طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عَليّ
أَخُوهُ عَامر بن مُحَمَّد
أَخُوهُ عُثْمَان بن مُحَمَّد
أَخُوهُ عمر بن مُحَمَّد
أَخُوهُ عَليّ بن مُحَمَّد
كلهم أَوْلَاد تَقِيّ الدّين
الدقوقي مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود
الدقيقي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك
وَآخر اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
آخر نحوي سُلَيْمَان بن بَنِينَ
الدقوقي عبد الرَّزَّاق)
الدقيقي النَّحْوِيّ عَليّ بن عبيد الله
(الياروقي صَاحب تل بَاشر)
دلدلرم الْأَمِير الْكَبِير بدر الدّين الياروقي صَاحب تل بَاشر كَانَ مقدم الجيوش الحلبية مُدَّة
توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَعمل عزاؤه بحلب
(دلشاذ زوج النوين الْكَبِير)
دلشاذ ابْنة دمشق خواجا بن جوبان الخاتون زوج النوين الشَّيْخ حسن الْكَبِير حَاكم بَغْدَاد كَانَ لَهَا عِنْد زَوجهَا حظوة عَظِيمَة وَهِي الحاكمة فِي مملكة الْعرَاق لَا يرد لَهَا أَمر وتكتب إِلَى نواب الشَّام ويقضون أشغالها ويكتبون إِلَيْهَا وَيطْلبُونَ مِنْهَا مَا يحاولونه فِي مهماتهم
ورد الْخَبَر إِلَى دمشق صُحْبَة القصاد أَنَّهَا توفيت إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة ونقلت إِلَى مشْهد على ابْن أبي(14/17)
طَالب رَضِي الله عَنهُ ودفنت هُنَاكَ
وَقيل إِن زَوجهَا سَقَاهَا اتهمها بالميل إِلَى عَمها الْأَشْرَف بن تمرتاش فِي الْبَاطِن وَالله أعلم
لِأَنَّهُ بعْدهَا صادر نوابها وَمن كَانَ من جِهَتهَا وَكَانَت تميل إِلَى الْفُقَرَاء وتحسن إِلَيْهِم
(جَارِيَة ابْن طرخان)
دلفاء جَارِيَة ابْن طرخان كَانَت معاصرة أبي نواس ومروان بن أبي حَفْصَة دخل أَبُو نواس عَلَيْهِم وَدخل على أَثَره مَرْوَان بن أبي حَفْصَة فَأَجله مَوْلَاهَا وأكرمه وَرفع مَجْلِسه على أبي نواس فَوجدَ أَبُو النواس من ذَلِك ثمَّ إِن مَوْلَاهَا قَالَ لمروان يَا أَبَا السمط ألق عَلَيْهَا بَيْتا تجيزه
فَقَالَ تجيز قَول جرير
(غيضن من عبراتهن وقلن لي ... مَاذَا لقِيت من الْهوى ولقينا)
فَقَالَت وَكَانَت تشبب بالرشيد
(قد هجت بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشدتني ... حبا بقلبي لَا يزَال دَفِينا)
فَقَامَ أَبُو نواس عِنْد ذَلِك وَهُوَ ينشد
(عَجنا من حَمَاقَة الدلفاء ... تتشهى فياشل الْخُلَفَاء)
قَالَ ابْن فنن فأجزت أَنا قَول أبي نواس
(لَو تشهيت غَيره كَانَ أولى ... من أيور الدناة والضعفاء)
)
(إِن أولى الْأُمُور عِنْدِي منالاً ... شهوات الْأَكفاء للأكفاء)
(دلف)
3 - (الشبلي الصُّوفِي)
دلف بن جحدر وَقيل جَعْفَر بن يُونُس وَقيل غير ذَلِك أَبُو بكر الشبلي الصُّوفِي صَاحب الْأَحْوَال والشبلية قَرْيَة من قرى أسروشنة
ومولده سر من رأى ولي خَاله إمرة لإسكندرية وَولي أَبوهُ حجابة الْحجاب وَولي هُوَ حجابة الْمُوفق فَلَمَّا عزل من ولَايَة الْعَهْد حضر الشبلي يَوْمًا مجْلِس خير النساج وَتَابَ فِيهِ وَصَحب الْجُنَيْد وَصَارَ أوحد الْوَقْت حَالا وَقَالا فِي حَال صحوة لَا فِي حَال غيبَة
وَكَانَ فَقِيها مالكي الْمَذْهَب وَله كَلَام مَشْهُور أَرَادَ أَبُو عمرَان امتحانه فَقَالَ يَا أَبَا بكر(14/18)
إِذا اشْتبهَ على الْمَرْأَة دم الْحيض بِدَم الِاسْتِحَاضَة كَيفَ تصنع فَأَجَابَهُ بِثمَانِيَة عشر جَوَابا
فَقَامَ إِلَيْهِ وَقبل رَأسه
وَتُوفِّي الشبلي بِبَغْدَاد سنة أَربع ومجاهداته فِي أول أمره فَوق الْحَد بقال إِنَّه اكتحل بِكَذَا وَكَذَا منا من الْملح ليعتاد السهر وَلَا يَأْخُذهُ نوم وَكَانَ إِذا دخل شهر رَمَضَان جد فِي الطَّاعَات وَيَقُول هَذَا شهر عظمه رَبِّي فَأَنا أولى بتعظيمه
وَدخل يَوْمًا على شَيْخه الْجُنَيْد فَوقف أَمَامه وصفق بيدَيْهِ وَأنْشد
(عودوني الوصالل والوصل عذب ... ورموني بالصد والصد صَعب)
(زَعَمُوا حِين أزمعوا أَن ذَنبي ... فرط حبي لَهُم وَمَا ذَاك ذَنْب)
(لاوحق الخضوع عِنْد التلاقي ... مَا جزا من يحب إِلَّا يحب)
فأجلبه الْجُنَيْد وتمنيت أَن أَرَاك فَلَمَّا رأيتكا غلبت دهشة السرورضي الله عَنهُ فَلم أملك البكا وَمن شعره
(مَضَت الشبيبة والحبيبة فَالتقى ... دمعان فِي الْخَدين يزدحمان)
(مَا أنصفتني الحادثات رمتني ... بمصيبتين وَلَيْسَ لي قلبان)
)
وَقَالَ رَأَيْت يَوْم الْجُمُعَة معتوهاً عِنْد جَامع اللاصافة قَائِما عُرْيَان وَهُوَ يَقُول أَنا مَجْنُون الله أَنا مَجْنُون الله
فَقلت لَهُ لم لاتدخل الْجَامِع وتتوارى وَتصلي فَقَالَ
(يَقُولُونَ زرنا واقض وَاجِب حَقنا ... وَقد أسقطت حَالي حُقُوقهم عني)
(إِذا أبصروا حَالي وَلم يأنفوا لَهَا ... وَلم يأنفوا مني أنفت لَهُم مني)
وَقَالَ أَبُو الْحسن اليمني دخلت على أبي بكر فِي دَاره يَوْمًا وَهُوَ يهيج وَيَقُول على بعْدك لَا يصبر من عَادَته الْقرب وَلَا يقوى على هجرك من تيمه الْحبّ
(فَإِن لم ترك الْعين ... فقد يبصرك الْقلب)
3 - (ابْن التبَّان)
دلف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن التبَّان أَبُو الْخَيْر الْفَقِيه(14/19)
الْبَغْدَادِيّ صحب عبد الْقَادِر الجيلي وَسمع سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس وَمِائَة من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَسعد الْخَيْر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَعبد الصبور بن عبد السَّلَام وَغَيرهم
وَدخل خُرَاسَان وَأقَام فِي نيسابور يقْرَأ على مُحَمَّد بن يحيى وَيسمع من عبد الله بن مُحَمَّد الفراوي
وَدخل خوارزم وسمرقند وَسمع بهَا مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور الْمَدِينِيّ ومحمود بن عَليّ النَّسَفِيّ
وَحدث هُنَاكَ وروى عَنهُ أَبُو المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ فِي مشيخته وَأَبُو بكر الفرغاني خطب سَمَرْقَنْد
3 - (أَبُو الْفرج الخباز الْمُقْرِئ)
دلف بن كرم بن فَارس العكبري أَبُو الْفرج الخباز الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير بعد علو سنة وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وَكَانَ شَيخا صَالحا سمع مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ واسماعيل بن أَحْمد بن عمر السمرفقندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَيحيى بن عَليّ بن الطراح وَغَيرهم وَلم يزل يسمع وَيسمع ولديه أَبَا هُرَيْرَة عبد الله وَأَبا الْكَرم مُحَمَّدًا إِلَى حِين وَفَاته وَحدث بالكثير وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز بن مكي الطرابلسي وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ)
وَخمْس وَمِائَة
(نَائِب غَزَّة)
دلنجي الْأَمِير سيف الدّين نَائِب غَزَّة كَانَ ابْن أُخْت الْأَمِير بدر الدّين بن البابا
وَأقَام بِمصْر مُدَّة أَمِيرا وَلما جرى للأمير سيف الدّين تلجك فِي غَزَّة مَا جرى مَعَ الْعَرَب عزل بالأمير سيف الْيَد دلنجي وجضر إِلَيْهَا فِي أَوَائِل شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَسبع مائَة
فلأقام بهَا إِلَى أَنى توفّي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ غَيره من نوابغزة يكْتب لَهُ مقدم الْعَسْكَر وَهَذَا كتب لَهُ نَائِب السلطنة وَلم يبْق فِي أَيَّامه لأحد حَدِيث فِي نابلس وَلَا فِي السَّاحِل وقاسى شَدَائِد من عرب جرم ومواقع وَجَرت بَينهم حروب وجراح وَقتل عدَّة من أُمَرَاء غَزَّة وَلم يزل على نِيَابَة غَزَّة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَتَوَلَّى النِّيَابَة بعده الْأَمِير فَارس الدّين ألبكي
(الألقاب)
الدَّمِيرِيّ علم الدّين مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن أبي الدَّم قَاضِي حماة إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم
ابْن دنينير إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
الدنيسري الطَّبِيب اسْمه مُحَمَّد بن عَبَّاس(14/20)
أَبُو دلف الْعجلِيّ الْأَمِير اسْمه الْقَاسِم بن عَليّ
أَبُو دلف الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن هبة الله
ابْن دمرتاش اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد
الدمراوي أجمد بن أَحْمد
الدندري مُحَمَّد بن عُثْمَان
دلويه زِيَاد بن أَيُّوب
الدماميني إِبْرَاهِيم بن مكي بن عمر
الدمياطي الْحَافِظ عبد الْمُؤمن
الدماميني عَتيق بن مُحَمَّد)
(الْمُغنيَة)
دَنَانِير جَارِيَة يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي كَانَت لرجل من أهل الْمَدِينَة كَانَ قد خرجها وأدبها
وَكَانَت أروى النَّاس للغناء القديمو للشعر وَكَانَت صفراء صَادِقَة الملاحة من أحسن النَّاس وَجها وأظرفهن وأحسنهن أدباً
وَلها كتاب مُجَرّد فِي الأغاني مَشْهُور وَكَانَ اعتمادها فِي مَا تغنيه على ماأخذته من بذل وَهِي الَّتِي جرجتها وَقد أخذت عَن الأكابر الَّذين أخذت بذل عَنْهُم مثل فليح وَإِبْرَاهِيم وَابْن جمع وَإِسْحَاق ونظرائهم
وَلما رَآهَا يحيى أخذت بِقَلْبِه فاشتراها وَكَانَ الرشيد يسير إِلَى منزله فيسمعها وألفها وَاشْتَدَّ إعجابه بهَا ووهب لَهَا هبات سنية وَمِنْهَا أَنه وَهبهَا فِي لَيْلَة عيد عقدا قِيمَته ثَلَاثُونَ ألف دِينَار
فَرد عَلَيْهِ فِي مصادرة البرامكة بعد ذَلِك وَعرفت أم جَعْفَر الْخَبَر فشكته إِلَى عمومته فعنفوه فَمَا أجدى
قَالَ عباد البشري مَرَرْت بمنزل من منَازِل الْحجاز فِي طَرِيق مَكَّة يُقَال لَهُ النباج وَإِذا كتاب على حَائِط فِي الْمنزل فَقَرَأته فَإِذا هُوَ النيك أَرْبَعَة فَالْأول شَهْوَة وَالثَّانِي لَذَّة وَالثَّالِث شِفَاء وَالرَّابِع دَوَاء وحر إِلَى أيرين أحْوج من أير إِلَى حُرَّيْنِ وكتبت دَنَانِير مولاة البرامكة بخطها
وأصابها الْعلَّة الْكَلْبِيَّة فَكَانَت لَا تصبر عَن الْأكل سَاعَة وَاحِدَة
وَكَانَ يحيى يتَصَدَّق عَنْهَا فِي كل يَوْم من شهر رَمَضَان بِأَلف دِينَار لِأَنَّهَا كَانَت لَا تصومه وَبقيت عِنْد البرامكة مُدَّة طَوِيلَة(14/21)
وفيهَا يَقُول أَبُو حَفْص الشطرنجي
(اشبهك الْمسك وأشبهته ... قَائِمَة فِي لونهقاعده)
(لَا شكّ إِذْ لونكما واحدٌ ... أنكما من طِينَة واحده)
وفيهَا يَقُول الْقَائِل
(هذي دَنَانِير تنساني فأذكرها ... وَكَيف تنسى محباً لَيْسَ ينساها)
(أعوذ بِاللَّه من هجران جَارِيَة ... أَصبَحت من حبها أهذي بذكراها)
(قد أكمل الْحسن فِي تركيب صورتهَا ... فارتج أَسْفَلهَا واهتز أَعْلَاهَا)
(قَامَت تمشي فليت الله صورني ... ذَاك التُّرَاب الَّذِي مسته رجلاها)
)
(وَالله وَالله لَو كَانَت إِذا برزت ... نفس المتيم فِي كفيه أَلْقَاهَا)
ودعا الرشيد بِدَنَانِير بعد قتل البرامكة وأمرها أَن تغني فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي آلَيْت أَن لَا أُغني بعد سَيِّدي أبدا
فَغَضب وَأمر بصفعهها فصفعت وأقيمت على رجلهَا وَأعْطيت الْعود فَأَخَذته وَهِي تبْكي أحر بكاء واندفعت فغنت
(يَا دَار سلمى بنازح السَّنَد ... بَين الثنايا ومسقط اللبد)
(لما رَأَيْت الديار قد درست ... أيقنت أَن النَّعيم لم يعد)
فرق لَهَا الرشيد وَأمر بإطلاقها فَانْصَرَفت ثمَّ الْتفت إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وَقَالَ كَيفَ رَأَيْتهَا قَالَ رَأَيْتهَا تختله بِرِفْق وتقهره بحذق
ثمَّ إِن عقيداً مولى صَالح بن الرشيد خطبهَا فَردته فاستشفع بمولاه صَالح وبذل وَالْحُسَيْن بن مُحرز فَلم تجبه وَكتب إِلَيْهَا شعرًا يستعطفها فَمَا أَجَابَتْهُ وأقامت على الْوَفَاء لمولاها إِلَى أَن مَاتَت
ابْن كارة الْحَنْبَلِيّ دهبل بن عَليّ بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْحسن الخباز الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن كارة تفقه لِابْنِ حَنْبَل وَسمع من تاحسين بن عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وَمُحَمّد بن سعيد بن نَبهَان وَأبي غَالب شُجَاع بن فَارس الذهلي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَعبد الرَّحْمَن بن الْأَبْيَض وَأَبُو عَليّ بن الْمُطَرز وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها فَاضلا زاهداً صَادِقا ثِقَة وأضر بِآخِرهِ
وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة(14/22)
(الألقاب)
الدوركي مُحَمَّد بن مصطفى
دوخلة عَليّ بن مَنْصُور
الدولابي الْحَافِظ أَبُو بشر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد
ابْن الدهان جمَاعَة النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن عَليّ بن رَجَاء تقدم فِي حرف الْحَاء)
وَأَبُو مُحَمَّد سعيد بن الْمُبَارك
وَعبد الله بن أسعد بن عَليّ
وَمُحَمّد بن عَليّ بن شُعَيْب الحاسب
ابْن الدوامي هبة الله بن الْحسن بن هبة الله
وَالْحسن بن هبة الله
الدوري الْمُقْرِئ اسْمه حَفْص بن عمر بن عبد الْعَزِيز
وَابْن الدوري مُحَمَّد بن عبد الله
والدوري مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن دوست الشَّاعِر اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد
ابْن دوست اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر
الدولعي الْخَطِيب اسْمه عبد الْملك بن زيد
الدولعي الْخَطِيب مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن زيد
الدوركي مُحَمَّد بن مصطفى
ابْن الدواليبي الْمسند مُحَمَّد بن عبد المحسن
ابْن الدوابقي يُوسُف بن مُحَمَّد
الدُّود أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد
الدهلي سعيد بن عبد الله
ابْن أبي دؤاد القَاضِي اسْمه أَحْمد بن فرج
ابْن دواس اسْمه جَعْفَر بن عَليّ
ابْن دواس القنا اسْمه عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ
ابْن الدويدة اسْمه عَليّ بن أَحْمد(14/23)
(الأبرازروزي الْكَاتِب)
دلال بن مُحَمَّد بن طَاهِر أَبُو شُجَاع الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا بليغاً يكْتب لأمراء التركمان وَسكن أبرازروز أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار
(قَامَت على عذل مَعَ العاذلين ... تَقول كم تغسل دينا بدين)
(قلت لَهَا كفي وَلَا تيأسي ... من روح رَبِّي مَالك المشرقين)
وَمِنْهَا
(لَا بُد أَن أمعن فِي سفرة ... أظل مِنْهَا شاحب الوجنتين)
(مهوناً فِيهَا عناء السرى ... وصابراً فِيهَا على الأصعبين)
(عَزمَة مِقْدَام على مثلهَا ... مشمر الهمة بالفرقدين)
(إِمَّا غنى فِي سفرتي هَذِه ... أَو قَائِل أودى الردى بالحسين)
قلت شعر متوسط
الدَّلال المخنث اسْمه نَافِذ
(دَيْلَم)
3 - (الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ)
دَيْلَم أَبُو دَاوُد تقجم ذكر وَلَده كَانَ دَيْلَم من الْأَطِبَّاء الْمَذْكُورين بِبَغْدَاد كَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْحسن بن مخلد وَزِير الْمُعْتَمد ويخدمه أَرَادَ الْمُعْتَمد أَن يقْصد فَقَالَ لِلْحسنِ بن مخلد اكْتُبْ جَمِيع من فِي خدمتنا من الْأَطِبَّاء حَتَّى نتقدم بِأَن يصل لكل وَاحِد مِنْهُم على قدره فَكتب الْأَسْمَاء وَأدْخل فِيهَا اسْم دَيْلَم الْمَذْكُور فَوَقع تَحت الْأَسْمَاء بالصلات
فَقَالَ دَيْلَم إِنِّي لجالس فِي منزلي وَإِذا برَسُول بَيت المَال وَمَعَهُ كيس فِيهِ ألف دِينَار فسلمه إِلَيّ وَانْصَرف وَلم أدر مَا السَّبَب فِيهِ فبادرت بالركوب إِلَى ابْن مخلد وعرفته ذَلِك فَقَالَ لَهُ مَا جرى وَإِنِّي أدخلت فِي الْأَسْمَاء فَخرج لَك ألف دِينَار
3 - (ابْن فَيْرُوز)
دَيْلَم بن أبي دَيْلَم وَيُقَال ابْن فَيْرُوز وَيُقَال ابْن الهوشع وَهُوَ من ولد حمير بن سبأ لَهُ صُحْبَة وَسكن مصر قَالَ ابْن عبد الْبر لم يرو عَنهُ فِيمَا أعلم غير حَدِيث وَاحِد فِي الْأَشْرِبَة رَوَاهُ عَنهُ المصريون وَرَاوِيه مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي وَهُوَ مَنْسُوب الْحِمْيَرِي الجيشاني)(14/24)
(الألقاب)
الديباج الْأمَوِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو
ابْن الديباجي الْمُوفق اسْمه الْحسن بن أَحْمد
الديباجي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن سعد
الديباجي مُحَمَّد بن الْحسن
الديريني عز الدّين عبد الْعَزِيز بن أَحْمد
الدياري إِبْرَاهِيم بن هبة الله
الديبلي أَحْمد بن نصر
ديك الْجِنّ الشَّاعِر اسْمه هبد السَّلَام بن رغبان
الديمري الْقَاسِم بن مُحَمَّد
أَبُو دلامة اسْمه زند بالنُّون بن الجون
الدلاصي عبد الله بن عبد الْحق
ابْن أبي الدُّنْيَا عبد الله بن مُحَمَّد
ابْن دنينة الْوَاعِظ اسْمه عَليّ بن عُثْمَان بن مجلي
دندن اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن دنين عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن
ابْن الديناري اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد
الديناري الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن الْحسن
ابْن دِينَار عَليّ بن مُحَمَّد
الديناري النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد
الديناري عبد الْجَبَّار بن أَحْمد
الديناري النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد(14/25)
(الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ)
دِينَار الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ انْفَرد بالرواية عَنهُ ابْنه ثَابت بن دِينَار وَهُوَ جد عدي بن ثَابت
حَدِيثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمُسْتَحَاضَة يضعفونه وَله حَدِيث آخر فِي الْقَيْء والعطاس وَالنُّعَاس والتثاؤب نم الشَّيْطَان وَلَا يَصح(14/26)
(حرف الذَّال)
(ذَات الْخَال اسْمهَا خنث الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالنُّون والثاء)
(الْخفاف الْبَغْدَادِيّ)
ذَاكر بن كَامِل بن لأبي غَالب مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم بن أبي عَمْرو الْخفاف الْحذاء أَخُو الْمُبَارك الْبَغْدَادِيّ الْمَشْهُور
سمع بإفادة أَخِيه من الْحسن بن مُحَمَّد بن اسحاق الباقرجي والمعمر بن مُحَمَّد بن جَامع البيع وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَأبي سعد أَحْمد الطيوري وَأبي الْغَنَائِم ابْن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَأبي طَالب اليوسفي وَعبد الله بن السَّمرقَنْدِي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الدوري وَأبي الْعِزّ القلانسي وَجَمَاعَة
وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّرْسِي وأو الْقَاسِم بن بَيَان وَعبد الْغفار الشيروي وَأَبُو عَليّ الْحداد وَمُحَمّد بن طَاهِر الْحَافِظ وَأَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحنائي الدِّمَشْقِي وَأَبُو الْحسن بن الموازيني وَخلق سواهُم
وَحدث بالكثير وَكَانَ صَالحا خيرا قَلِيل الْكَلَام روى عَنهُ أَبُو عبد الله الدبيثي وَسَالم بن صصرى ويوسف بن خَلِيل وَمُحَمّد بن عبد الْجَلِيل الْبَغْدَادِيّ وَعلي بن معالي
وَكَانَ ذَاكِرًا كاسمه صبوراً على قِرَاءَة الحَدِيث أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة مَا رُؤِيَ آكلاً بِالنَّهَارِ
وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن أبي الدينة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة
(ذَاكر الأبرقوهي اسْمه مُحَمَّد بن اسحاق تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ)
(الشيخي وَالِي الْقَاهِرَة)
ذبيان نَاصِر الدّين شَيْخي حضر نم الشرق صُحْبَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الكواشي رَسُول الْملك أَحْمد إِلَى الْمَنْصُور قلاون)
وَلما توفّي الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَسَتَأْتِي تَرْجَمته قيل إِن هَذَا نَاصِر الْيَد كَانَ يخيط الكوافي فَعمل الصَّنْعَة بِدِمَشْق ثمَّ توجه إِلَى مصر وتوصل إِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الجاشنكير إِلَى أَن(14/27)
تولى الْولَايَة بالقاهة وَالْتزم بالمستظهر وعضده إِلَى أَن ولي الوزارة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وصودر ثمَّ توفّي رَحمَه الله سنة أَربع وَسبع مائَة بِمصْر
صَاحب الذَّخِيرَة عَليّ بن بسام
ذخيرة الدّين العباسي مُحَمَّد بن عبد الله
(ذَر)
3 - (أَبُو عُمَيْر الْكُوفِي)
ذَر بن عبد الله بن زُرَارَة أَبُو عُمَيْر الهمذاني المرهبي الْكُوفِي
روى عَن الْمسيب بن نجبة وَسَعِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد وَسَعِيد بن جُبَير ويسيع الْحَضْرَمِيّ روى لَهُ الْجَمَاعَة
وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة أَو مَا قبلهَا بعد الْمِائَة
(الألقاب)
ابْن الذروي الشَّاعِر عَليّ بت يحيى
أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ اسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة
أَبُو ذَر الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن الْفضل
أَبُو ذَر الباغندي أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد
(ذكْوَان)
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ)
ذكْوَان بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْعَبَّاس بن أَحْمد بن نحر بِفَتْح الْبَاء والحاء أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ من بَيت عَدَالَة وَأَمَانَة وَيُسمى اللَّيْث أَيْضا
قدم بَغْدَاد حَاجا وَحدث بهَا عَن صَفِيَّة بنت الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن سليم وروى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل
3 - (الْفُقيْمِي)
ذكْوَان بن عَمْرو الْفُقيْمِي من بني مرّة ين فقيم كَانَ الفرزدق قد عقر(14/28)
نَاقَة لأم ذكْوَان وَهِي أمْرَأَة من بني يَرْبُوع فَلَمَّا ترحل غَالب أَبُو لبفرزدق يُرِيد كاظمة اعتره ذكْوَان فعقر بعيره وبعير ابْنَته جعثين أُخْت الفرزدق فَسقط غَالب فَلم يزل وجعاً من تِلْكَ السقطة حَتَّى مَاتَ بكاظمة فَقَالَ ذكْوَان
(زعمتم بني الأقيان أَن لن نضركم ... بلَى وَالله ترجى لَدَيْهِ الرغائب)
(لقد عظ سَيفي سَاق عود فتاتكم ... وخر على ذَات الجلاميد غَالب)
(فكدح مِنْهُ أَنفه وجبينه ... وَذَلِكَ ثاراً إِن تبينت طَالب)
وَلذَلِك قَالَ جرير ينعي ذَلِك على الفرزدق
(رَأَيْتُك ل تتْرك لسيفك محملًا ... وَفِي سيف ذكْوَان بن عَمْرو محامله)
(تفرد ذكْوَان بمقتل غَالب ... فَهَل أَنْت إِن لاقيت ذكْوَان قَاتله)
3 - (أَبُو صَالح السمان)
ذكْوَان أَبُو صَالح السمان مولى جوَيْرِية الغطفانية من كبار عُلَمَاء أهل الْمَدِينَة كَانَ يجلب الزَّيْت وَالسمن إِلَى الْكُوفَة قيل إِنَّه شهد يَوْم الْحصار لعُثْمَان
وَكَانَ عَظِيم اللِّحْيَة توفّي سنة إِحْدَى وَمِائَة
3 - (الْأنْصَارِيّ الزرقي)
ذكْوَان بن عبد قيس بن خلدَة الْأنْصَارِيّ الزرقي شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة ث خرج من الْمَدِينَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ مَعَه بِمَكَّة فَكَانَ يُقَال لَهُ مُهَاجِرِي أَنْصَارِي
شهد بدا وَقتل فِي يَوْم أحد شهيداُ قَتله أَبُو الحكم بن الْأَخْنَس)
فَشد عَليّ بن أبي طَالب على أبي الحكم وَهُوَ فَارس فَضرب رجله بِالسَّيْفِ فقطعها من نصف الْفَخْذ ث طَرحه من فرسه فذفف عَلَيْهِ
3 - (مولى عمر)
ذكْوَان مولى عمر بن الْخطاب شهد يَوْم الدَّار وَوَلَاؤُهُ لعمر بن الْخطاب نزل الْكُوفَة وَهُوَ أول من ميز بَين قُرَيْش البطاح وقريش الظَّوَاهِر
فَقَالَ للضحاك بن قيس الفِهري وَكَانَ الضَّحَّاك قد ضربه بِيَدِهِ بالسياط وَكَانَ الضَّحَّاك قَصِيرا وَلم يكن يَنَالهُ بِالسَّوْطِ فَقَالَ لَهُ الضَّحَّاك تقاصر لَا أم لَك فَقَالَ
(تقاصرت للضحاك حَتَّى رَددته ... إِلَى حسب فِي قومه متقاصر)(14/29)
(فَلَو شهدتني من قُرَيْش عِصَابَة ... قُرَيْش البطاح لَا قُرَيْش الظَّوَاهِر)
(لعطوك حَتَّى لَا تحرّك بَينهم ... كَمَا عط فِي الدوارة المتزاور)
(وَلَكنهُمْ غَابُوا وأصبحت شَاهدا ... فقبحت من حامي ذمار وناصر)
3 - (مولى عَائِشَة)
ذكْوَان مولى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا روى عَنْهَا عَليّ بن الْحُسَيْن وروى لَهُ جمَاعَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ
(الألقاب)
الذكي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْفرج
ابْن ذكْوَان الْمُقْرِئ عبد الله بن أَحْمد
أَبُو ذكْوَان الراوية الْقَاسِم بن اسماعيل
الذَّهَبِيّ الشَّاعِر الْحلَبِي عَليّ بن الْقَاسِم بن مَسْعُود
والذهبي الْحَافِظ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان
والذهبي الإربلي مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب
والذهبي الشَّاعِر يُوسُف بن لُؤْلُؤ
الذَّهَبِيّ الْحَافِظ مُحَمَّد بن يحيى
(ذُو القرنين)
3 - (وجيه الدولة ابْن حمدَان)
ذُو القرنين بن الْحسن بن عبد الله بن حمدَان أَبُو المطاع ابْن نَاصِر الدولة
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر الْحسن بن عبد الله بن حمدَان وَالصَّوَاب الأول كَانَ يلقب بوجيه الدولة
ولي الْإِمَارَة بِدِمَشْق مَرَّات للمصريين بعد الْأَرْبَع مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
وجاءته الخلعة من الْحَاكِم وَتَوَلَّى بعد لُؤْلُؤ البشراوي سنة إِحْدَى وَأَرْبع مائَة
ثمَّ عَزله بعد أشهر بِمُحَمد بن نزال ثمَّ وَليهَا سنة اثْنَتَيْ عشرَة للظَّاهِر ثمَّ عَزله بعد أَرْبَعَة أشهر بسختكين ثمَّ وَليهَا ثَالِثَة سنة خمس عشرَة وَبَقِي إِلَى سنة تسع عشرَة وعزل بالدزبري
وَولي الْإسْكَنْدَريَّة(14/30)
للظَّاهِر وَرجع إِلَى دمشق فِيمَا قيل وَمَات فِي صفر وَقَالَ محب الدبن ابْن النجار مَاتَ بِمصْر قلت وَالظَّاهِر أَن الصَّحِيح مَوته بِدِمَشْق
وَمن شعره
(لوكنت سَاعَة بَيْننَا مَا بَيْننَا ... وَشهِدت حِين نكرر التوديعا)
(أيقنت أَن من الدُّمُوع مُحدثا ... وَعلمت أَن من الحَدِيث دموعا)
وَمِنْه
(ومفارق ودعت عِنْد فِرَاقه ... ودعت صبري عَنهُ فِي توديعه)
(وَرَأَيْت مِنْهُ مثل لُؤْلُؤ عقده ... من ثغره وَحَدِيثه ودموعه)
وَمِنْه
(لوكنت أملك صبرا أَنْت تملكه ... عني لجازيت مِنْك التيه بالصلف)
(أَو بت تضمر وجدا بت أضمره ... جزيتني كلفاً عَن شدَّة الكلف)
(تعمد الرِّفْق يَا حب محتسباً ... فَلَيْسَ يبعد مَا تهواه من تلفي)
وَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو عبد الله من سفرة كَانَ فِيهَا
(لَو كنت أملك طرفِي مَا نظرت بِهِ ... من بعد فرقتكم يَوْمًا إِلَى أحد)
(وَلست أعتده من بعدكم نظرا ... لِأَنَّهُ نظر من نَاظر رمد)
فَكتب إِلَيْهِ وجيه الدولة
(قد كَانَ بُرْهَة طرفِي برؤيتكم ... يَنُوب شَاهدهَا عَن كل مفتقد)
)
(فَالْآن أشغلته من فقدكم ... حفظا لعهدكم بالدمع والسهد)
وَمن شعره
(لما الْتَقَيْنَا مَعًا وَاللَّيْل يسترنا ... من جنحه ظلم فِي طيها نعم)
(بتنا أعز مبيت باته بشر ... وَلَا مراقب الإ الطّرف وَالْكَرم)
(فَلَا مَشى من وشى عِنْد العذول بِنَا ... وَلَا سعت بِالَّذِي يسْعَى بِنَا قدم)
وَمِنْه
(ترى الثِّيَاب من الْكَتَّان يلمحها ... ضوء من الْبَدْر أَحْيَانًا فيبليها)
(فَكيف تعجب أتبلى غلائلها ... والبدر فِي كل وَقت طالع فِيهَا)
قلت هُوَ مثل قَول الآخر إِلَّا أَن هَذَا أخصر لفظا
(كَيفَ لَا تبلى غلائله ... وَهُوَ بدر وَهِي كتَّان)(14/31)
وَمن شعره وجيه الدولة
(أَيهَا الشادن الَّذِي صاغه الل ... هـ بديعاً من كلف حسن وَطيب)
(ظلّ بَين اللحاظ لحظك يَحْكِي ... سقم قلبِي عَلَيْك بَين الْقُلُوب)
وَمِنْه
(لَو كَانَ أمهلني وشيك فراقكم ... فَارَقت نَفسِي سَاعَة التوديع)
(فخلصت من وجدي وَطول صبابتي ... وتحرقي وتلهفي ونزوعي)
(إِن كَانَ ظَنك بِي غَدَاة فراقنا ... أَنِّي لخطب الْبَين غير جزوع)
(فسلي رفاقاً شرفتهم صحبتي ... من تَابع فِي الْقَوْم أَو متبوع)
(هَل كَاد يحرقهم ضرام تنفسي ... أسفا ويغرقهم سجام دموعي)
(لله أَيَّام عصيت عواذلي ... فِيهَا وَصرف الدَّهْر فِيك مطيعي)
(أما النَّهَار فَأَنت نصب لواحظي ... وَاللَّيْل أجمع أَنْت فِيهِ ضجيعي)
وَمِنْه
(لحى الله رَأيا زين الْبعد عَنْكُم ... وهمة قلب رخصت فِي الْقلب)
(يطيب خَبِيث الْعَيْش بِالْقربِ مِنْكُم ... ويخبث عِنْدِي بعدكم كل طيب)
(نأيت بشخص فِي الْبِلَاد مشرق ... وقلب إِلَيْكُم بالحنين مغرب)
)
وَمِنْه
(من كَانَ يرضى بِذُلٍّ فِي ولَايَته ... خوف الزَّوَال فَإِنِّي لست بالراضي)
قَالُوا
(فتركبُ أَحْيَانًا فقلتُ لَهُم ... تحتَ الصَّلِيب وَلَا فِي موكب القَاضِي)
وَمِنْه
(بِأبي من هويته فافترقنا ... وَقضى الله بعد ذَاك اجتماعا)
(وافترقنا حولا فَلَمَّا اجْتَمَعنَا ... كَانَ تَسْلِيمه عَليّ وداعا)
وَمِنْه
(موع ظنا ... أنني بالبين أَشْقَى)
(مَا أرى بَين مماتي ... وفراقي لَك فرقا)
(لَا تهددني بينٍ ... لست مِنْهُ أتوقى)
(إِنَّمَا يشقى بينٍ ... مِنْك من بعْدك يبْقى)(14/32)
وَمن شعره وجيه الدولة
(إِنِّي لأحسد لَا فِي أسطر الصُّحُف ... إِذا رَأَيْت عنَاق اللَّام بِالْألف)
(وَمَا أظنهما طَال اجْتِمَاعهمَا ... إِلَّا لما لقيا نمن شدَّة الشغف)
وَمِنْه
(أفدي الَّذِي زرته بِالسَّيْفِ مُشْتَمِلًا ... ولحظ عَيْنَيْهِ أمضى من مضاربه)
(فَمَا خلعت نجادي فِي العناق لَهُ ... حَتَّى لبست نجاداً من ذوائبه)
وَمِنْه
(قَالَت لطيف خيالٍ زارني وَمضى ... بِاللَّه صفه وَلَا تنقص وَلَا تزد)
(فَقَالَ خلفته لَو مَاتَ من ظمأ ... وَقلت قف عَن وُرُود المَاء لم يرد)
(قَالَ صدقت الوفا فِي الْحبّ شيمته ... يَا برد ذَاك الَّذِي قَالَت على كَبِدِي)
وَمِنْه
(تَقول لما رأتني ... نضواً كَمثل الْخلال)
(هَذَا اللِّقَاء مَنَام ... وَأَنت طيف خيال)
)
(فَقلت كلا وَلَكِن ... أَسَاءَ بَيْنك حَالي)
(فَلَيْسَ تعرف مني ... حقيقتي من محالي)
قلت شعر جيد غَايَة
3 - (الآملي الْفَقِيه)
ذُو القرنين بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الآملي الْفَقِيه قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي عمر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي الْفَارِسِي وَحدث عَنهُ باليسير وَكتب عَنهُ الْخَطِيب أَحَادِيث وسمعها أَيْضا من أبي عمر وَإِنَّمَا كتب عَنهُ لغرابة اسْمه
(الْحِمْيَرِي)
ذُو الكلاع الْحِمْيَرِي ابْن عَم كَعْب الْأَخْبَار أدْرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وَأسلم على يَد جرير بن عبد الله البَجلِيّ لما بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن
وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس وَكَانَ يسكن حمص وَكَانَت لَهُ بِدِمَشْق حوانيت وَشهد فتح دمشق
وَيُقَال إِن مُعَاوِيَة أنزلهُ حِين قدم بِدِمَشْق فِي دَار الْمَدَنِيين وَشهد مَعَه صفّين وَقتل بهَا وَكَانَ على أهل حمص وهم الميمنة
روى عَن عمر وَعَمْرو بن الْعَاصِ وعَوْف بن مَالك ووفاته سنة سبع وَثَلَاثِينَ
والصف القبلي من الحوانيت عِنْد بَاب الْجَابِيَة كَانَ لذِي الكلاع(14/33)
قَالَ ابْن مَاكُولَا وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعتق أَرْبَعَة آلَاف بنت وَعَن علوان بن دَاوُد عَن رجل من قومه قَالَ بَعَثَنِي أَهلِي بهدية إِلَى ذِي الكلاع فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَبثت على بَابه حولا لم أصل إِلَيْهِ
ثمَّ أَنه أشرف ذَات يَوْم من الْقصر فَلم يبْق أحد حول الْقصر إِلَّا خر لَهُ سَاجِدا
قَالَ فَأمر بهديتي فَقبلت ثمَّ رَأَيْته بعد فِي الاسلام وَقد اشْترى لَحْمًا بدرهم فسمطه على فرسه وَهُوَ يَقُول
(أُفٍّ للدنيا إِذا كَانَت كَذَا ... أَنا مِنْهَا كل يَوْم فِي أَذَى)
(وَلَقَد كنت إِذا مَا قيل من ... أنعم النَّاس معاشاً قيل ذَا)
(ثمَّ بدلت بعيشي شقوة ... حبذا هَذَا شقاء حبذا)
)
وَكَانَ مِمَّن يدْخل الْمَدِينَة متعمماً من جماله مَخَافَة أَن يفتن بهم وهمك ذُو الكلاع وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ والزبرقان بن بدر وَعَمْرو بن حممة وَزيد الْخَيل وامرؤ الْقَيْس بن حجر
(الإفرنجي الأندلسي)
ذون بطرو وَقيل ذون بترو الْملك الْكَبِير الطاغية الفرنجي الأندلسي
قتل فِي سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة وسلخ وَحشِي قطناً وعلق على بَاب غرناطة وَكَانَ من خَبره أَن الفرنج حشدوا ونفروا من الْبِلَاد
وَذهب سلطانهم ذون بطرو إِلَى طليطلة فَدخل على الْبَاب فَسجدَ لَهُ وتضرع وَطلب ليستأصل مَا بَقِي من الْمُسلمين بالأندلس وأكد عزمه فقلق الْمُسلمُونَ وعزموا على الاستنجاد بالمريني ونفذوا إِلَيْهِ فَلم ينجع
فلجأ أهل غرناطة إِلَى الله تَعَالَى وَأَقْبل الفرنج فِي جَيش لَا يُحْصى فِيهِ خَمْسَة وَعِشْرُونَ ملكا فَقتل الْجَمِيع عَن بكرَة أَبِيهِم وَأَقل مَا قيل أَنه قتل فِي هَذِه الملحمة خَمْسُونَ ألفا من النَّصَارَى
وَأكْثر مَا قيل ثَمَانُون ألفا وَكَانَ نصرا عَزِيزًا وَيَوْما مشهوداً
وَالْعجب أَنه لم يقتل من الأجناد سوى ثَلَاثَة عشر فَارِسًا وَأَن عَسْكَر الاسلام كَانُوا نَحْو ألف وَخمْس مائَة فَارس والرجالة نَحوا من أَرْبَعَة أُلَّاف راجل وَقيل دون ذَلِك وَكَانَت الْغَنِيمَة تفوق الْوَصْف وَطلبت الفرنج الْهُدْنَة فعقدت وَبَقِي ذون بطرو مُعَلّقا على بَاب غرناطة سنوات
(الألقاب)
أَبُو الذواد صَاحب الْموصل اسْمه مُحَمَّد بن الْمسيب
ذُو النُّون الْمصْرِيّ اسْمه ثَوْبَان تقدم فِي حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة فليطلب هُنَاكَ
ذُو الرمة الشَّاعِر اسْمه غيلَان بن عقبَة
ذُو اللسانين حجر بن عقبَة
ذُو الشهادتيين خُزَيْمَة بن ثَابت(14/34)
ذُو الشمالين عُمَيْر بن عبد عَمْرو
ذُو الشامة مُحَمَّد بن عَمْرو
ذُو الكلاع أَيفع بن ناكور)
ذُو اللِّحْيَة اسْمه شُرَيْح
ذُو الْيَدَيْنِ خرباق
ذُو الجوشن شُرَحْبِيل بن الْأَعْوَر
ذُو الغصة الْحصين بن يزِيد
ذُو السيفين أَبُو الْهَيْثَم بن الهيتان
ذُو الرَّأْي حباب بن الْمُنْذر
ذُو السيفين أَبُو دُجَانَة سماك بن خَرشَة
ذُو النُّور عبد الله بن الطُّفَيْل
ذُو النُّور الطُّفَيْل بن عَمْرو
ذُو النورين عُثْمَان بن عَفَّان
ذُو النجادين عبد الله بن عبد نهم فَهُوَ عَم عبد الله بن مُغفل
ذُو كناز عمَارَة بن عبد الْأَكْبَر
ذُو القلمين الْحسن بن أبي سعيد
ذُو اللسانين الْحُسَيْن بن ابراهيم
(ابْن أخي النَّجَاشِيّ)
ذُو مخمر وَيُقَال ذُو مخبر بِالْبَاء الْمُوَحدَة الحبشي ابْن أخي النَّجَاشِيّ هَاجر وخدم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين من الْهِجْرَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة
(ذُؤَيْب)
3 - (ذُؤَيْب الْخَولَانِيّ)
ذُؤَيْب بن كُلَيْب بن ربيعَة الْخَولَانِيّ كَانَ أول من أسلم(14/35)
بِالْيمن فَسَماهُ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَكَانَ الْأسود الْكذَّاب قد أَلْقَاهُ فِي النَّار لتصديقه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم تضره النَّار ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه فَهُوَ شَبيه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام رَوَاهُ ابْن وهب عَن ابْن لَهِيعَة
3 - (ذُؤَيْب بن حلحلة)
ذُؤَيْب بن حلحلة وَيُقَال ابْن حبيب بن حلحلة بن عَمْرو بن كُلَيْب صَاحب بدن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ يبْعَث مَعَه الْهَدْي ويأمره إِن عطب مِنْهُ شَيْء قبل مَحَله أينحره ويخلي بَين النَّاس وَبَينه
وَهُوَ وَالِد قبيصَة بن ذُؤَيْب قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد بعث بدن الْهَدْي إِن غضب مِنْهَا شَيْء قبل مَحَله فَخَشِيت عَلَيْهِ موتا فانحرها ثمَّ اغمس نعلها فِي دَمهَا ثمَّ اضْرِب بِهِ صفحتها وَلَا تطعمها أَنْت وَلَا أحد من رفقتك
3 - (ذُؤَيْب بن شعثن)
ذُؤَيْب بن شعسن بالشين الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَبعدهَا ثاء رَابِعَة الْحُرُوف وَنون الْعَنْبَري
ذكره الْعقيلِيّ فِي الصَّحَابَة وَقَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعرفهُ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم ذُؤَيْب بن شعثم بِالْمِيم بدل النُّون قَالَ ابْن أبي حَاتِم يعرف بالكلاخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ الكلاخ
قَالَ اسْمك ذُؤَيْب وَكَانَت لَهُ ذؤابة طَوِيلَة فِي رَأسه
أَبُو ذئيب الْهُذلِيّ اسْمه خويلد
ابْن ذؤابة عَليّ بن سعيد)
(الصَّالح العابد)
ذَيَّال بن أبي الْمَعَالِي بن رَاشد بن نَبهَان بن مرجى أَبُو عبد الْملك الْعِرَاقِيّ كَانَ صَالحا عابداً لَهُ أَحْوَال وكرامات توفّي سنة عشرَة وست مائَة
(الألقاب)
الذِّئْب الْبَصْرِيّ الْحسن بن عَليّ
ابْن أبي ذِئْب الإِمَام الْمدنِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن تقدم ذكره(14/36)
(حرف الرَّاء)
(رَابِعَة)
3 - (رَابِعَة العدوية)
رَابِعَة بنت اسماعيل أم عَمْرو العدوية وَقيل أم الْخَيْر ولاؤها للعتكيين وَقد أورد ابْن الْجَوْزِيّ أَخْبَارهَا فِي جُزْء وَقَالَ وَفِي الشاميات رَابِعَة العابدة وَكَانَت عَبدة بنت أبي شَوَّال معاصرة لَهَا وَرُبمَا تداخلتأخبارها ونسبها بَعضهم إِلَى الْحُلُول لإنشادها
(وَلَقَد جعلتك فِي الْفُؤَاد محدثي ... وأبحت جسمي من أَرَادَ جلوسي)
(فالجسم مني للجليس مؤانس ... وحبِيب قلبِي فِي الْفُؤَاد أنيسي)
وَهُوَ جهل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا أسب أأحدا نَسَبهَا إِلَى ذَلِك إِلَّا حلولي مباحي لينفق بهَا زندقته
وَذكر أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي أَنَّهَا كَانَت تَقول فِي مناجاتها إلهي تحرق بالنَّار قلباً يحبك فَهَتَفَ بهَا مرّة هَاتِف مَا كُنَّا نَفْعل هَذَا فَلَا تظني بِنَا ظن السوء وَقَالَ يَوْمًا عِنْدهَا سُفْيَان الثَّوْريّ واحزناه فَقَالَت لَا تكذب قل وَإِذا قلَّة حزناه وَلَو كنت مَحْزُونا لم يتهيأ لَك أَن تتنفس
وَقَالَ بَعضهم كنت أَدْعُو لرابعة فرأيتها فِي النّوم تَقول لي هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور وَكَانَت تَقول مَا ظهر من أعمالي فَلَا أعده شَيْئا وَقَالَ اكتموا حسناتكم كَمَا تكتمون سَيِّئَاتكُمْ
وَكَانَت تصلي اللَّيْل كُله فغذا طلع الْفجْر هجعت فِي مصلاها هجعةً خَفِيفَة حَتَّى يسفر لبفجر
فَكَانَت تَقول إِذا وَثَبت من مرقدها وَهِي فزعة يَا نفس كم تنامين وَإِلَى كم تقومين يُوشك أَن تنامي نومَة لَا تقومين مِنْهَا إِلَّا لصرخة يَوْم النشور وَكَانَ هَذَا دأبها حَتَّى مَاتَت سنة خمس)
وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وقبرها بِظَاهِر الْقُدس(14/37)
على جبل الطّور يزار وَقد زرته مرَارًا وأخبارها كَثِيرَة
(رَابِعَة)
3 - (السيدة النَّبَوِيَّة)
رَابِعَة بنت ولي الْعَهْد أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن المعتصم بِاللَّه وتعرف بالسيدة النَّبَوِيَّة صَاحِبَة الصاحب الْملك هَارُون ابْن الصاحب شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَأم أَوْلَاده الْمَأْمُون عبد الله والأمين أَحْمد وزبيدة توفيت بِبَغْدَاد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة ودفنت عِنْد أمهَا وَفِي هَذِه الْأَيَّام قتل زَوجهَا هَارُون فَلم يعلم أحد مِنْهُمَا بِمَوْت الآخر وَكَانَ صَدَاقهَا مائَة ألف دِينَار وَهَذَا مَا سمع بِمثلِهِ إِلَّا لملك فَإِن الْقَائِم بِأَمْر الله أصدق زَوجته خَدِيجَة السلجوقية مائَة ألف دِينَار كَذَلِك المقتفي زوج زبيدة ابْنَته بالسلطان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه على صدَاق مائَة ألف دِينَار
3 - (أم المغيث)
رَابِعَة بنت مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد بن مَحْمُود أم المغيث الأصبهانية كَانَت عمَّة أبي نصر مَحْمُود بن الْفضل
وَكَانَت عَالِمَة صَالِحَة صَادِقَة سَمِعت بن أَحْمد الْعيار وَأحمد بن الْفضل الْبَاطِرْقَانِيُّ وَعَائِشَة بنت الْحسن الْوَركَانِي وقدمت بَغْدَاد طالبة لِلْحَجِّ
وَسمع مِنْهَا عبد الوهلب الْأنمَاطِي وَأَبُو مَنْصُور بن الجواليقي وروى عَنْهَا مُحَمَّد بن نَاصِر وَعمر بن ظفر المغازلي وَتوفيت سنة سبع وَخمْس مائَة
(رَاجِح)
3 - (الْحلِيّ الشَّاعِر)
رَاجِح بن اسماعيل بن أبي الْقَاسِم الْأَسدي أَبُو الْوَفَاء الشَّاعِر الْحلِيّ دخل الشَّام وجال فِي بلادها ومدح مُلُوكهَا ونادمهم وَكَانَ فَاضلا جيد النّظم عذب الْأَلْفَاظ حسن الْمعَانِي توفّي بِدِمَشْق سنة سيع وَمن شعره
(يَا سعد تِلْكَ رسوم سعدى ... فاحبس فماللعيس مغدا)
(قف لي أرجع أنة ... بعراصها وأبث وجدا)
دمن بهَا مَاء الجفون يزِيد نَار الْقلب وقدا سقيا لَهَا حَيْثُ الظباء يصدن باللحاظ أسدا
(وبكاء عين سحابها ... يستضحك الزهر المندى)
(أَيَّام أجني لهوها ... غضا وأجني الْعَيْش رغدا)
(والطل ينظم درة ... فِي جيد غُصْن البان عقدا)
يَا معهدا ضيعت فيهذا حشاشتي وحفظت عهدا(14/38)
(مَا بَال أثلك ضوعت ... نفحاته باناً ورندا)
وأراك قفرا من مهاك فَكيف حَال ثراك ندا
(قل لي أجرت فَوْقه ... سعدى غَدَاة الْبَين بردا)
(أم حملت ريح الصِّبَا ... نشراً ألم بِهِ فأعدى)
(واهاً لقلبٍ مثلت ... خفقاته للقلب نجداً)
(ولزور طيف هاج لي ... مسراه وجدا مستجدا)
(إِنِّي لأعجب والمدى ... متقاذف أَنى تهدى)
(وأغن يمزج عجبه ... ودلاله بالوصل صدا)
كالحقف ردفا والقضيب تأودا والورد خدا وَسنَان مَا طرف السنان كطرفه طرفا وحدا
(ساجي اللواحظ كم رنا ... متعطفاً لَو كَانَ أجدى)
(يَا من يحل عزائمي ... إِن شدّ فَوق الخصر بندا)
)
(ته كَيفَ شِئْت فَمَا أرى ... لي عَنْك مهما عِشْت بدا)
وَمِنْه وَهُوَ تَحت كرم معرش
(أيا الله يَوْم صَحَّ فِيهِ ... سروي وَهُوَ معتل النسيم)
(وصبح الكأس يطلع شمس رَاح ... تنير على ندامى كَالنُّجُومِ)
(نقلبها ويسترنا أَبوهَا ... فكم للكرم من فعل كريم)
وَمِنْه
(وَذي هيف فِي البان مِنْهُ وَفِي النقا ... مشابه جلت أَن تضم وتهصرا)
(تأود غصناً فاجبتنيت صبَابَة ... وصدت غراماً إِذْ تلفت جؤذرا)
(وأرخى على ديباجة الخد صُدْغه ... فسبحان كاسيه الْجمال مشهرا)
(وَلَيْلَة صحت لي مواعيد وَصله ... وَقد كَانَ مِنْهَا جَانب الزُّور أزورا)
(خلوت بِهِ أَشْكُو جوى خامر الحشا ... ومورد حب لم أجد عَنهُ مصدرا)
(وعاطيته عذراء لم يَك عطفه ... وَقد أخذت من عطفه متعذرا)
(شمولاً تمشت فِي شمائله فَلم ... تدع جانباً من خلقه متوعرا)
(فيا منَّة للسكر أصفيت شكرها ... وَقد زنقت فِي عينه سنة الْكرَى)(14/39)
(فجاد بلفت الْجيد كالظبي عاطياً ... وَقد سكنت مِنْهُ الحميا منفرا)
(أقبل برق الثغر بفتر أبيضاً ... وَأتبعهُ غيثاً من الدمع أحمرا)
(فيا حبذا من وَجهه لي جنَّة ... وَردت بهَا من رِيقه العذب كوثرا)
(فَذَاك رضاب سَوف ينقع برده ... غليل إِذا يَوْم من الهجر هجرا)
وَأنْشد بَين يَدي السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر قَول الشَّاعِر
(أقطب حِين أرمقه ... كَأَنِّي لست أعشقه)
وَأحذر أعين الرقباء ترشقني وترشقه
(حبيب صد عَن جفني ... كراه فَلَيْسَ يطرقه)
(قصصت عَلَيْهِ مَا يجني ... عَليّ فكدت أحرقه)
(وَيقسم أَنه مثلي ... وَلَكِن من يصدقهُ)
أيا قمرا تحكم فِي مغربه ومشرقه)
(وَيَا غصناً يؤرقني ... إِذا مَا اهتز مورقه)
أهيم إِلَى سلاف بَات ثغرك لي يعتقهُ
(فأصحو من تلألوه ... ويسكرني تنشقه)
(إِذا لم تطف لوعاتي ... بِهِ فَلِمَنْ تروقه)
فَأمر الظَّاهِر راجحاً أَن ينظم مثلهَا فَقَالَ
(لمن سهم تفوقه ... إِلَى قلبِي فيرشقه)
(وَمَا حبب على خمر ... رضابي تعتقه)
(وَمن هَذَا الَّذِي أبدى ... بديع السحر مَنْطِقه)
وماذا طارحت عيناهذا قلباً بَات يعشقه
(فيا لله طرف لَا ... يرق لَهُ مؤرقه)
(وَلَا أبقى سوى دمع ... غَدَاة الْبَين يُنْفِقهُ)
(وَذي هيف يزر على ... قضيب البان يلمقه)
(تثنى فِي ذوابته ... فِرَاق الطّرف مؤرقه)
(أَلا حَظه فَلَا رَمق ... لقلبي حِين أرمقه)
(ويعذب فِيهِ تعذيبي ... على خلق ينزقه)(14/40)
(وجاري أدمعي أبدا ... على الْعَادَات يُطلقهُ)
لَهُ خد يروقك منهذا بهجته ورونقه
(فَمن نَار تلينه ... وَمن مَاء يرقرقه)
(فليت وصاله حظاً ... ينَال فَكنت أرزقه)
(فيا رشاء متيمه ... بِنَار الشوق يحرقه)
(أما تحنو على دنف ... سيول الدمع تغرقه)
(أتظمي طرفه أبدا ... وبالعبرات تشرقه)
(فَهَب للمستهام كرى ... لَعَلَّ الطيف يطرقه)
(رضيت بزورة زوراً ... فدع وَعدا يصدقهُ)
(وَكم ليل مضى وَالله ... ويسرقني وأسرقه)
)
(أدرت عَليّ شمس الرا ... ح حَتَّى انجاب مغسقه)
(على روض يروق العي ... ن أبيضه وأزرقه)
(تمر رياحه نشوى ... على روض تفتقه)
(وَإِن نشر الخزامى فا ... ح قُمْت إِلَيْهِ أنشقه)
(بِحَيْثُ حمامه غرد ... لَهُ نعم يشوقه)
(تظل الدوح راقصه ... وجدوله مصفقه)
(كَأَن مدائح السلطا ... ن يتلوها مطوقه)
(مليك يوسفي الخي ... م مَحْض الأَصْل معرقه)
وَمن شعر رَاجِح الْحلِيّ من الْبَسِيط
(من أطلع الْبَدْر فِي ديجور طرته ... وأودع السحر فِي تكسير مقلته)
(وَمن أدَار يَوَاقِيت الشفاه على ... كأس من الدّرّ يحمي خمر ريقته)
(وَمن لتبريد قلب بَاب يلهبه ... ترديد مَاء الصَّبِي فِي نَار وجنته)
(مَا لي وَمَا لرشادي فِيهِ أنْشدهُ ... والغي يقتاد قلبِي فِي أزمته)
(يَا مُرْسل الصدغ مَا هَذَا الدَّلال وَقد ... بلغت عَن طرفه آيَات فترته)
(أرشد سواي فقد مثلته صنماً ... مَا سَاءَنِي أنني من جاهليته)
(من لي بأغيد ساجي الطّرف أجيدلا ... يرضيه شَيْء سوى ذلي لعزته)(14/41)
(يجفو النسيم عَلَيْهِ من لطافته ... والدهر أَلين مِنْهُ عِنْد قسوته)
(لم أنسه والدجى مرخى الْإِزَار وَقد ... زار اختلاساً فأحياني بزورته)
(ثنت شمائله كأس الشُّمُول فَمَا ... قابلت منتها إِلَّا بقبلته)
(ودمت أكرع فِي عذب الرضاب فَقل ... فِي شَاعِر دأبه إِفْسَاد تَوْبَته)
(فليت شعري وَقد قبلت مبسمه ... أَمن ثنيته سكري أم ثنيته)
(رتعت فِي ورد خديه ونرجس عي ... نيه وآس عذاريه وخضرته)
(فالشكر للسكر لولاه لما ظَفرت ... كفي بتسهيل صَعب من عريكته)
(لم أوت شَيْئا من الدُّنْيَا ألذ بِهِ ... إِلَّا وَزَاد عَلَيْهِ حسن صورته)
(مَا حرم العذل إِلَّا فِي الغرام بِهِ ... وَلَا التهتك إِلَّا عِنْد جفوته)
)
(وَلَا أرانا يدا بَيْضَاء من كرم ... ترجى وتخشى سوى مُوسَى وآيته)
قلت شعر جيد
3 - (رَاجِح بن قَتَادَة)
رَاجِح بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن بن عبد الْكَرِيم بن مُوسَى بن عِيسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُوسَى الجون بن عبد الله الْكَامِل بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب صَاحب مَكَّة سَوف يَأْتِي ذكر أَخِيه الْحسن وَذكر أَبِيه قَتَادَة فِي مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى
لما طرد أَخُوهُ الْحسن عَن مَكَّة بعد الْملك المسعود ابْن الْكَامِل
3 - (القشعمي)
رَاجِح القشعمي شَاعِر قدم بَغْدَاد ومدح الإِمَام المستنجد بِاللَّه
ذكره أَبُو جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمهْدي بِاللَّه فِي الْكتاب الَّذِي جمعه فِي مدائح المستنجد
وَأورد لَهُ قصيدة أَولهَا من الطَّوِيل
(تذكرت هنداً بَعْدَمَا بَعدت هِنْد ... فؤاد حليفاه الصبابة والوجد)
(فَكيف بهَا والمشرفية دونهَا ... وَسمر العوالي والمطهمة الجرد)
(قَليلَة علم بالقرى بدوية ... كَأَن أياة الشَّمْس من وَجههَا يَبْدُو)
(لَهَا من جوازي بطن مَكَّة مقلة ... وجيد وَمن بانات ناعجة قد)
(وتسفر عَن مثل الصَّباح يحفه ... بلَيْل بهيم فرعها الفاحم الْجَعْد)
(ألام فيحلو ذكرهَا لي كَمَا حلا ... إِلَى الناهل المصدوف عَن ورده الْورْد)
(فَأَنْشد واشيها إِلَيّ إِذا وشى ... وَقَالَ وَلما يبْق من جهده جهد)
(وحدثتني يَا سعد عَنْهَا فزدتني ... جنوناً فزدني من حَدِيثك يَا سعد)(14/42)
قلت شعر متوسط
الرَّازِيّ جمَاعَة أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن إِدْرِيس
وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ اسْمه عبيد الله
الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر
الطَّبِيب الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء)
الرَّازِيّ النَّحْوِيّ نصير بن أبي نصر
(رَاشد)
3 - (أَبُو حكيمة)
رَاشد بن إِسْحَاق بن رَاشد أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب الْأَنْبَارِي يلقب أَبَا حكيمة بِضَم الْحَاء شَاعِر أديب أفنى عَامَّة شعره فِي مراثي ذكره
قَالَ ابْن المرزباني يُقَال إِنَّه إِنَّمَا يَقُول ذَلِك لتهمة لحقته من عبد الله بن طَاهِر أَيَّام خدمته لَهُ فِي خَادِم لعبد الله
وَمن شعره من الطَّوِيل
(شنئتك من أير قَلِيل عناؤه ... خلت مِنْهُ أَسبَاب الْمَنَافِع أجمع)
(تَغَيَّرت حَتَّى مَا ترى فِيك شِيمَة ... من الأير إِلَّا أَن رَأسك أصلع)
وَمِنْه من الوافر
(تعقف واستوى الطرفان مِنْهُ ... كَمثل الدَّال من خطّ الْكتاب)
(أكشف مِنْهُ كل صباح يَوْم ... عيوباً لم تكن لي فِي حِسَاب)
وَمِنْه من المجتث
(يَا أير لَو كنت تحدى ... أقحمت بِي كل هول)
(وَلم تنم والغواني ... يعمدن رَأسك حَولي)
(قد كنت حَرْبَة نيك ... فصرت مئزاب بولِي)(14/43)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(كَيفَ الطعان بِرُمْح لَا اسْتِوَاء لَهُ ... معقف مثل خطّ النُّون بالقلم)
(كَأَنَّهُ وَهُوَ مقع فَوق خصيته ... مُسَافر تَحْتَهُ خرجان من أَدَم)
(مَا لي أَرَاك تحامى كل غانية ... وَإِن أتيت بهَا حسناء كالصنم)
(إِذا رَأَيْت وُجُوه الْبيض مقبلة ... وليتهن قفا خزيان مُنْهَزِم)
(كم طعنة لَك لم يفلتك صَاحبهَا ... إِلَّا وعورته مخضوبة بِدَم)
(خليته تتفداه حواضنه ... وَبَين فَخذيهِ جرح غير ملتئم)
(أَيَّام أَنْت شِفَاء الإست إِن نغلت ... طب بتسكين أدواء الْحر الغلم)
)
وَمِنْه من المنسرح
(أصبح أيري كَأَن مقبضه ... خريطة فرغت من الْكتب)
(كَأَنَّهُ حَيَّة مطوقة ... قد جعلت رَأسهَا على الذَّنب)
وَمِنْه من أَبْيَات من الْخَفِيف
(طالما قُمْت كالمنارة تهت ... ز قيَاما تسمو إِلَيْك الْعُيُون)
(رب يَوْم رفعت فِيهِ قَمِيصِي ... وَكَأَنِّي فِي مشيتي مختون)
(لم يدع مِنْك حَادث الدَّهْر إِلَّا ... جلدَة كالرشاء فِيهَا غُضُون)
(تثنى كَأَنَّهَا صولجان ... أَو كَمَا عرقت من الْخط نون)
وَمِنْه من الوافر
(تنبه أَيهَا الأير المدلى ... لشأنك إِن طول النّوم عَار)
(تقلص إِن أَصَابَك برد ليل ... وَتَسْتَرْخِي إِذا حمي النَّهَار)
(وفييما بَين ذَلِك أَنْت ملقى ... على الخصيين لَيْسَ بك انتشار)
(تولي الغانيات قفاً لئيماً ... يَلِيق بِهِ الْهَزِيمَة والفرار)
(كَأَنَّك لم تخض غَمَرَات حَرْب ... تهيبها البطارقة الْكِبَار)
(وَلم تسْتَقْبل الْأَبْطَال فِيهَا ... بمتن مَا تخونه انكسار)
(تولد فِيك كل صباح يَوْم ... عُيُوب لَا يقوم بهَا اعتذار)
(وَكَانَ على عوارك ستر صون ... فَزَالَ السّتْر وانكشف العوار)(14/44)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(ينَام على ظهر الفتاة وَتارَة ... لَهُ حركات مَا تحس بهَا الْكَفّ)
(كَمَا يرفع الفرخ ابْن يَوْمَيْنِ رَأسه ... إِلَى أَبَوَيْهِ ثمَّ يسْقطهُ الضعْف)
(تطوق فَوق الخصيتين كَأَنَّهُ ... رشاء على رَأس الرَّكية ملتف)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(كَأَنَّهُ حِين أطويه وأنشره ... خيط يلف على دوامة الزيق)
(فَإِن يقم قلت قثاة معقفة ... وَعُرْوَة ركبت فِي رَأس إبريق)
(وَكَانَ عهدي بِهِ ضخماً لَهُ عجر ... كَأَنَّهُ بعض أجذاع الزرانيق)
)
(تهتز مِنْهُ عَصا فِي رَأسهَا كرة ... أمضى على الطعْن من بعض المزاريق)
3 - (الحبراني)
رَاشد بن سعد الحبراني بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الرَّاء ألف وَنون وَقيل المقرائي الْحِمصِي
روى عَن سعد بن أبي وَقاص وثوبان وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَعتبَة بن عبد وَأبي أُمَامَة وَأنس بن مَالك
وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
3 - (أَبُو أثيلة الصَّحَابِيّ)
رَاشد السّلمِيّ أَبُو أثيلة كَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة ظَالِما فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم راشداً
وَقيل أَنه قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ غاوي بن ظَالِم
فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت رَاشد بن عبد الله وَكَانَ سَادِن صنم بني سليم
(الألقاب)
الراشد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ مَنْصُور بن الْفضل
الراضي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ اسْمه مُحَمَّد بن جَعْفَر تقدم ذكره فِي المحمدين
الراضي بن الْمُعْتَمد يزِيد بن مُحَمَّد
الرَّاعِي الشَّاعِر اسْمه عبيد بن حُصَيْن
الرَّاغِب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد(14/45)
(رَافع)
3 - (السنبسي)
رَافع بن عَمْرو أَبُو عميرَة بن أبي رَافع وكنيته أَبُو الْحسن السنبسي الوائلي الطَّائِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي دلّ بِخَالِد بن الْوَلِيد من الْعرَاق إِلَى الشَّام
وَصَحب أَبَا بكر الصّديق فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل وَكَانَ هُوَ الدَّلِيل بذلك الْجَيْش
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ الَّذِي قطع مَا بَين الْكُوفَة ودمشق فِي خمس ليل
وَقَالَ فِيهِ الشَّاعِر من الرجز
(لله در رَافع أَنى اهْتَدَى ... فوز من قراقر إِلَى سوى)
خمْسا إِذا مَا سَارهَا الْجَيْش بَكَى يُقَال إِنَّه كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة لصاً فَكَانَ يعرف المفاوز
وقراقر وَسوى ماءان لكَلْب وَقَالَ شريك كَانَ يُغير على أَحيَاء الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة ويدفن المَاء فِي بيض النعام فِي الأفياء وَقيل هُوَ الَّذِي كَلمه الذِّئْب فَأسلم وَمَات سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقيل زمن الْحجَّاج
3 - (ابْن مكيث الصَّحَابِيّ)
رَافع بن مكيث شهد الْحُدَيْبِيَة وَبَايع تَحت الشَّجَرَة وَشهد الْفَتْح وَهُوَ أحد أَرْبَعَة الَّذين حملُوا ألوية جُهَيْنَة يَوْم الْفَتْح وَاسْتَعْملهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صدقاته
وَكَانَ مَعَ يزِيد بن حَارِثَة فِي سَرِيَّة حسمى وَبَعثه بشيراً وَكَانَ مَعَ كرز بن جَابر فِي سَرِيَّة العرنيين وَكَانَ مَعَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي سَرِيَّة دومة الجندل وَبَعثه بكتابه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشيراً بِمَا فتح الله عَلَيْهِ
وَله دَار بِالْمَدِينَةِ وَشهد الْجَابِيَة مَعَ عمر بن الْخطاب وَكَانَ أَمِيرا على ربع أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة وَأَشْجَع
3 - (ابْن خديج الْأنْصَارِيّ)
رَافع بن خديج بن عدي بن تزيد بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف أَولا الْأنْصَارِيّ الخزرجي
شهد أحدا وَالْخَنْدَق واستصغر يَوْم بدر وَيُقَال أَصَابَهُ سهم يَوْم أحد فَنزع وَبَقِي السهْم إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَسبعين)
قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا أشهد لَك يَوْم الْقِيَامَة وَكَانَ بصفين مَعَ عَليّ بن أبي طَالب وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الأقطع أَمِير الْعَرَب)
رَافع بن الْحُسَيْن بن حَمَّاد بن مقين بِالْقَافِ الْمَفْتُوحَة أَبُو الْمسيب الأقطع الْمَعْرُوف بمظاهر الدولة أَمِير الْعَرَب بنواحي بَغْدَاد
كَانَ فِيهِ فروسية وأدب(14/46)
وَيَقُول الشّعْر وَأمه علوِيَّة بنت ملد بن الْمُقَلّد بن جَعْفَر بن عَمْرو بن المهيأ وَكَانَت فاضلة كَرِيمَة معمرة وَكَانَ فِيهِ شح وإمساك وَكَانَت تعيبه بذلك
وَإِذا جرى فِي ضيافته تَقْصِير تممته من بيوتها وأحملت مُرَاعَاة الأضياف
وَكَانَت تَقول واعيثاه مَا عرفت العشرات والخمسات إِلَّا مِنْكُم فِي هَذَا الزَّمَان وَمَا كُنَّا نَعْرِف إِلَّا الألوف والمئات وَكَانَ لَهَا رَأْي جيد فِي الحروب وَغَيرهَا
وَكَانَ سَبَب قطع يَده أَنه كَانَ يشرب وَمَعَهُ بعض أَوْلَاد عبيد بني عَمه فجرت بَين اثْنَيْنِ مِنْهُمَا خُصُومَة وتجالدا بِالسُّيُوفِ فخلص بَينهمَا فَضرب أَحدهمَا يَده فقطعها غَلطا فَذَهَبت هدرا
وَكَانَ يلبس يَده كفا يلْزم بهَا الْعَنَان وَيُقَاتل فَلَا يثبت لَهُ أحد
وَكَانَ عَظِيم الْغيرَة على حرمه وإمائه وَكَانَ عقيماً وَكَانَت مَمْلَكَته البوازيج وَالسّن وتكريت وكرمى والحصاصة والدور والقادسية وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
وَمن شعر مظَاهر الدولة قَوْله من الطَّوِيل
(لَهَا ريقة أسْتَغْفر الله إِنَّهَا ... ألذ وأشهى فِي النُّفُوس من الْخمر)
(وصارم طرف لَا يزايل جفْنه ... وَلم أر سَيْفا قبل فِي جفْنه يبري)
(فَقلت لَهَا والعيس تحدج بالضحى ... أعدي لفقدي مَا اسْتَطَعْت من الصَّبْر)
(سأنفق ريعان الشبيبة آنِفا ... على طلب العلياء أَو طلب الْأجر)
(أَلَيْسَ من الخسران أَن لياليها ... تمر بِلَا نفعٍ وتحسب من عمري)
وَمِنْه من الْكَامِل
(وَجه ابْن حَرْب مَا يحارب مهجة ... إِلَّا انتضى من مقلتيه سِلَاحا)
(يَا دهر إِنَّك أَنْت نابذ رِيقه ... خمرًا وغارس خَدّه تفاحا)
(وغرلت من غزل شباك جفونه ... فنصبتها فتقنصت أرواحا)
)
3 - (الْحمال الشَّافِعِي)
رَافع بن نصر بن أنس أَبُو الْحسن الْحمال بِالْحَاء الْمُهْملَة قَرَأَ على القَاضِي أبي بكر الباقلاني شَيْئا من الْأُصُول وتفقه على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَسمع من عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مهْدي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن رزقويه وَسكن مَكَّة إِلَى حِين وَفَاته سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَحدث هُنَاكَ وَقَالَ هياج بن عبيد الحطيني كَانَ لرافع فِي الزّهْد قدم وَقَالَ إِنَّمَا تفقه أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأَبُو يعلى ابْن الْفراء بمعاونة رَافع(14/47)
لَهما لِأَنَّهُ كَانَ يحمل وَينْفق عَلَيْهِمَا وَله شعر
3 - (رَافع الْأنْصَارِيّ الخزرجي)
رَافع بن مَالك بن العجلان بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو مَالك وَقيل أَبُو رِفَاعَة نقيب بَدْرِي عَقبي
شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة وَشهد بَدْرًا ذكره مُوسَى بن عقبَة وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي الْبَدْرِيِّينَ وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا
3 - (ابْن الْحَارِث الصَّحَابِيّ)
رَافع بن الْحَارِث بن سَواد بن زيد الصَّحَابِيّ شهِد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة عُثْمَان
3 - (رَافع بن الْمُعَلَّى)
رَافع بن المُعلَّى بن لُوذان بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم بدر قَتله عِكْرِمَة بن أبي جهل روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث فِي أم الْقُرْآن أَنه لم ينزل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل مثلهَا قَالَ ابْن عبد الْبر وَمن قَالَ هَذَا فقد وهم وَلَيْسَ رَافع هَذَا ذَاك يَعْنِي من قَالَ إِنَّه أَبُو سعيد بن الْمُعَلَّى رَاوِي هَذَا الحَدِيث
3 - (ابْن عنجدة)
رَافع بن عنجدة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَبِضَمِّهَا وَسُكُون النُّون وَبعدهَا جِيم ودال وهاء الْأنْصَارِيّ وَقيل عَامر بن عنجدة وعنجدة أمه وَأَبوهُ عبد الْحَارِث شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق
3 - (مولى بديل الْخُزَاعِيّ)
رَافع مولى بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة قَالَ ابْن إِسْحَاق لما دخلت خُزَاعَة مَكَّة لجأوا)
إِلَى دَار بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ وَدَار مولى لَهُم يُقَال لَهُ رَافع
3 - (ابْن عميرَة الطَّائِي)
رَافع بن عميرَة وَيُقَال ابْن عَمْرو الطَّائِي وَيُقَال رَافع بن أبي رَافع أَبُو الْحسن
وَيُقَال إِنَّه الَّذِي كَلمه الذِّئْب كَانَ لصاً فِي الْجَاهِلِيَّة فَدَعَاهُ الذِّئْب إِلَى اللحوق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أنشدوا لطيء شعرًا فِي ذَلِك وَقيل إِن رَافعا قَالَه فِي كَلَام الذِّئْب إِيَّاه
وَهُوَ من الوافر
(رعيت الضَّأْن أحميها بكلبي ... من الضَّب الْخَفي وكل ذِئْب)
(فَلَمَّا أَن سَمِعت الذِّئْب نَادَى ... يبشرني بِأَحْمَد من قريب)
(سعيت إِلَيْهِ قد شمرت ثوبي ... على السَّاقَيْن قاصدة الركيب)(14/48)
(فألفيت النَّبِي يَقُول قولا ... صَدُوقًا لَيْسَ بالْقَوْل الكذوب)
(فبشرني بدين الْحق حَتَّى ... تبينت الشَّرِيعَة للمنيب)
(وأبصرت الضياء يضيء حَولي ... أَمَامِي إِن سعيت وَمن جنوبي)
وَله خبر فِي صُحْبَة أبي بكر الصّديق فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل
وَتُوفِّي رَافع سنة ثَلَاث وَعشْرين قبل قتل عمر روى عَنهُ طَارق بن شهَاب وَالشعْبِيّ يُقَال إِنَّه قطع مَا بَين دمشق والكوفة فِي خمس لَيَال لمعرفته بالمفاوز
3 - (أَبُو الحكم الْأنْصَارِيّ)
رَافع بن سِنَان أَبُو الحكم الْأنْصَارِيّ جد عبد الحميد بن جَعْفَر روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تَخْيِير الصَّغِير بَين أَبَوَيْهِ وَكَانَ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أسلم وأبت امْرَأَته أَن تسلم
3 - (حَلِيف القوافلة)
رَافع بن سهل بن رَافع بن عدي الْأنْصَارِيّ حَلِيف للقوافلة قيل إِنَّه شهد بَدْرًا وَلم يخْتَلف فِي أَنه شهد أحدا وَسَائِر الْمشَاهد بعْدهَا
3 - (رَافع بن سهل)
رَافع بن سهل بن زيد بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الأوسي شهد أحدا وَخرج هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله بن سهل إِلَى حَمْرَاء الْأسد وهما جريحان فَلم يكن لَهما ظهر وَشهد الخَنْدَق وَلم يُوقف لرافع على)
وَقت وَفَاة
3 - (ابْن ظهير الصَّحَابِيّ)
رَافع بن ظهير أَو حضير قَالَ ابْن عبد الْبر لَيْسَ فِي الصَّحَابَة رَافع بن ظهير وَلَا رَافع بن حضير وَلَا يعرف فِي غير الصَّحَابَة أَيْضا وَإِنَّمَا فِي الصَّحَابَة ظهير بن رَافع
وَقَالَ غير ابْن عبد الْبر رَافع بن أسيد بن ظهير
3 - (ابْن مجدع)
رَافع بن عَمْرو بن مجدع وَقيل مجدج أَخُو الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ يعد فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ عبد الله بن الصَّامِت وَغَيره
3 - (الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي)
رَافع بن زيد وَيُقَال ابْن يزِيد بن كرز الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا
يُقَال إِنَّه شهد بَدْرًا على نَاضِح لسَعِيد بن زيد(14/49)
3 - (ابْن بشير السّلمِيّ)
رَافع بن بشير السّلمِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ تخرج نَار تَسوق النَّاس إِلَى الْمَحْشَر روى عَنهُ ابْنه بشر بن رَافع يضطرب فِيهِ
3 - (أَبُو الْعَلَاء قَاضِي همذان)
رَافع بن مُحَمَّد بن رَافع بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَلَاء قَاضِي همذان كَانَ من أَصْحَاب الرَّأْي وَهُوَ صَدُوق
توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة
3 - (وَالِي خُرَاسَان)
رَافع بن هرثمة لما عزل الْمُوفق بِاللَّه عَمْرو بن اللَّيْث الصفار عَن ولَايَة خُرَاسَان جعلهَا لأبي عبد الله مُحَمَّد بن طَاهِر الْخُزَاعِيّ سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ مُقيم بِبَغْدَاد فاستخلف مُحَمَّد بن طَاهِر عَلَيْهَا رَافع بن هرثمة مَا خلا أَعمال مَا وَرَاء النَّهر فَإِن الْمُوفق أقرّ عَلَيْهَا نصر بن أَحْمد بن أَسد الساماني خَليفَة لمُحَمد بن طَاهِر ثمَّ وَردت كتب الْمُوفق على رَافع بن هرثمة بِقصد جرجان وطبرستان وَكَانَت لِلْحسنِ بن زيد
فَجَاءَهُ رَافع فِي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ففارقها إِلَى إستراباذ فحاصره رَافع بهَا مُدَّة سِنِين)
ثمَّ فَارقهَا لَيْلًا فِي نفر قَلِيل إِلَى بِلَاد الديلم
وَاسْتولى رَافع على طبرستان سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
ثمَّ إِن رَافع بن هرثمة عزل عَن خُرَاسَان وتولاها عَمْرو بن اللَّيْث
وَبَقِي رَافع بِالريِّ وَجرى لَهُ مَعَ عَمْرو بن اللَّيْث مَا جرى على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن اللَّيْث إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَآخر الْأَمر قتل رَافع سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَحمل رَأسه إِلَى عَمْرو فَبعث بِهِ إِلَى المعتضد وَقد مدح البحتري رَافعا هَذَا بقصيدة وَهُوَ بالعراق فَأرْسل إِلَيْهِ عشْرين ألف دِرْهَم
وَلم يكن هرثمة أَبَا رَافع وَإِنَّمَا كَانَ زوج أمه فنسب إِلَيْهِ وَاسم أبي رَافع تومرد
3 - (الصميدي الصُّوفِي)
رَافع بن هجرس الإِمَام الْمُقْرِئ الْمُحدث الْفَقِيه الزَّاهِد الْخَيْر أَبُو مُحَمَّد الصميدي الصُّوفِي نزيل الْقَاهِرَة
سمع بِدِمَشْق من أَصْحَاب ابْن طبرزد وبمصر من طَائِفَة وعني بالرواية والقرآءات وَكتب وَحصل بعض الْأُصُول وعلق وَأفَاد
مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى كهلاً فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة بِمصْر عَن خمسين سنة إِلَّا سنة
(الألقاب)
أَبُو رَافع مولى النَّبِي اسْمه أسلم وَقيل إِبْرَاهِيم(14/50)
ابْن رَافع قَاضِي حلب أَحْمد بن عبد الله
وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن
الرَّافِعِيّ إِمَام الدّين الشَّافِعِي عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد
ابْن الراوندي أَحْمد بن يحيى
ابْن الرائض المجود الْفضل بن عمر
ابْن رامين الإستراباذي الْحسن بن الْحُسَيْن
ابْن الران الْوَاعِظ أَحْمد بن عبد الله
ابْن رَاهَوَيْه الْفَقِيه هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق
رَاهِب قُرَيْش أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن)
(زَوْجَة ابْن أبي الْحوَاري)
رائعة بياء آخر الْحُرُوف زَوْجَة أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَقد تقدم ذكره فِي الأحمدين
كَانَت فِي الزّهْد وَالْعِبَادَة مثل رَابِعَة العدوية بل أبلغ
قَالَ أَحْمد كَانَت إِذا طبخت قدرا تَقول لي كلهَا وَالله مَا أنضجها إِلَّا التَّسْبِيح
وَقَالَت لزَوجهَا رُبمَا رَأَيْت الْحور الْعين يذْهبن فِي دَاري ويجئن ويستترن بأمكامهن عني
قَالَ أَحْمد سَمعتهَا تَقول مَا رَأَيْت ثلجاً إِلَّا ذكرت بِهِ تطاير الصُّحُف وَلَا جَرَادًا إِلَّا ذكرت بِهِ الْحَشْر وَلَا سَمِعت أذاناً إِلَّا ذكرت بِهِ مُنَادِي يَوْم الْقِيَامَة
قَالَ أَحْمد وَدفعت إِلَيّ يَوْمًا خَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَت لي تزوج بِهَذِهِ أَو تسر فَإِنِّي مَشْغُولَة عَنْك وَكَانَ لِأَحْمَد أَربع نسْوَة
وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
(ربَاب)
3 - (ابْن ثَوْر)
ربَاب بن رميلة ورميلة أمه وَهِي أمة خَالِد بن مَالك بن ربعي بن سلمى بن جندل
وَهُوَ ربَاب بن ثَوْر بن أبي حَارِثَة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم بن عَمْرو بن تَمِيم
وَولد رميلة يَزْعمُونَ أَنَّهَا كَانَت سبية من سَبَايَا الْعَرَب فَولدت لثور أَرْبَعَة نفر وهم ربَاب وجحناء والأشهب وسويط
وَكَانُوا من أَشد إخْوَة فِي الْعَرَب يدا وَلِسَانًا ومنعة جَانب كثرت أَمْوَالهم فِي الْإِسْلَام وولدتهم أمّهم فِي الْجَاهِلِيَّة
وَكَانُوا إِذا وردوا مَاء(14/51)
من مياه الصمان حظروا على النَّاس مَا يُرِيدُونَ مِنْهُ
وَكَانَت لرميلة قطيفة حَمْرَاء فَكَانُوا يَأْخُذُونَ الهدبة من تِلْكَ القطيفة فيلقونها على المَاء
أَي قد سبقنَا إِلَى هَذَا فَلَا يردهُ أحد لعزهم فَيَأْخُذُونَ من المَاء مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ويتركون مَا يستغنون عَنهُ
فَوَرَدُوا فِي بعض السنين مَاء من مياه الصمان وَورد مَعَهم نَاس من بني قطن بن نهشل فأورد بَعضهم بعيره وَقد حظروا عَلَيْهِ)
فَبَلغهُمْ ذَلِك فغضبوا واجتمعوا واقتتلوا فَضرب ربَاب رَأس بشر بن صبيح الْمَعْرُوف بِأبي بدال وَأمه بنت أبي الْحمام ابْن قراد بن مَخْزُوم وَقَالَ ربَاب فِي ذَلِك من الرجز
(ضَربته عَشِيَّة الْهلَال ... أول يَوْم عد من شَوَّال)
(ضربا على الرَّأْس أَبَا بدال ... ثمت مَا أَبَت وَلَا أُبَالِي)
أَلا تؤوب آخر اللَّيَالِي وَجمع كل وَاحِد لصَاحبه قومه وأحلافهم وطالت الْحَرْب بَينهم وَجَرت أُمُور فَقَالَ أخوة الْأَشْهب بن رميلة وَيْلكُمْ يَا قوم أَفِي ضَرْبَة من عَصا لم تصنع شَيْئا تسفكون دماءكم وَالله مَا بصاحبكم من بَأْس فأعطو قومكم حَقهم فَقَالَ جحناء ورباب وَالله لننصرفن فلنلحقن بغيركم وَلَا نعطي مَا بِأَيْدِينَا
فَقَالَ الْأَشْهب وَيْلكُمْ أتتركون دَار قومكم فِي ضَرْبَة عَصا لم تصنع شَيْئا وَلم يزل بهم حَتَّى جَاءُوا بأَخيه ربَاب فدفعوه إِلَى بني قطن وَأخذُوا مِنْهُم أَبَا بدال الْمَضْرُوب فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة فِي أَيْديهم فجَاء بَنو قطن إِلَى ربَاب فَقَالُوا أوص بِمَا بدا لَك فَإِن أَبَا بدال مَاتَ
قَالَ دَعونِي أصل قَالُوا صل فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ أما وَالله إِنِّي إِلَى رَبِّي لذُو حَاجَة وَمَا مَنَعَنِي أَن أَزِيد فِي صَلَاتي إِلَّا أَن تروا أَن ذَلِك فرق من الْمَوْت فليضربني مِنْكُم رجل شَدِيد الساعد حَدِيد السَّيْف فدفعوه إِلَى ابْن خُزَيْمَة فَضرب عُنُقه ودفنوه وَذَلِكَ فِي الْفِتْنَة بعد مقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ
فَقَالَ الْأَشْهب يرثي أَخَاهُ وَيَلُوم نَفسه أَن دفع أَخَاهُ رباباً إِلَيْهِم من الطَّوِيل
(أعيني قلت عِبْرَة من أَخِيكُمَا ... بِأَن تسهرا ليل التَّمام وتجزعا)
(وباكية تبْكي رباباً وَقَائِل ... جزى الله خيرا مَا أعف وأمنعا)
(وأضرب فِي الهيجا إِذا حمي الوغى ... وَأطْعم إِذْ أَمْسَى المراضيع جوعا)
(إِذا مَا اعترضنا من أخينا أَخَاهُم ... ظمئنا وَلم نشف الغليل فينقعا)
(قرونا دَمًا والضيف منتظر الْقرى ... ودعوة دَاع قد دَعَانَا فأسمعا)
(مددنا وَكَانَت هفوة من حلومنا ... بثدي إِلَى أَوْلَاد ضَمرَة أقطعا)
(وَقد لامني قومِي وَنَفْسِي تلومني ... بِمَا فال رَأْيِي فِي ربَاب وضيعا)
(فَلَو كَانَ قلبِي من حَدِيد أذابه ... وَلَو كَانَ من صم الصَّفَا لتصدعا)(14/52)
)
3 - (زَوْجَة الْحُسَيْن بن عَليّ)
الربَاب بنت امْرِئ الْقَيْس بن عدي الْكَلْبِيّ زَوْجَة الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَهِي أم سكينَة بنت الْحُسَيْن وَهِي الَّتِي يَقُول فِيهَا الْحُسَيْن من الوافر
(لعمرك إِنَّنِي لأحب دَارا ... تكون بهَا سكينَة والرباب)
(أحبهما وأبذل جلّ مَالِي ... وَلَيْسَ لعاتب عِنْدِي عتاب)
كَانَت الربَاب من أفضل النِّسَاء وأجملهن وخيارهن خطبت بعد قتل الْحُسَيْن فَقَالَت مَا كنت لأتخذ حمواً بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَت ترثي الْحُسَيْن من الْبَسِيط
(إِن الَّذِي كَانَ نورا يستضاء بِهِ ... بكربلاء قَتِيل غير مدفون)
(سبط النَّبِي جَزَاك الله صَالِحَة ... عَنَّا وجنبت خسران الموازين)
(قد كنت لي جبلا صعباً ألوذ بِهِ ... وَكنت تصحبنا بالرحم وَالدّين)
(من لِلْيَتَامَى وَمن للسائلين وَمن ... يُغني ويأوي إِلَيْهِ كل مِسْكين)
(رَبَاح)
3 - (قَاضِي الْمَدِينَة)
رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سُفْيَان بن حويطب قَاضِي الْمَدِينَة
قتل مَعَ بني أُميَّة يَوْم نهر أبي فطرس روى عَن جدته ابْنة سعيد بن زيد وَأبي هُرَيْرَة وزرعة بن إِبْرَاهِيم وَزِيَاد بن زِيَاد بن أَبِيه وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 - (ابْن الْمُعْتَرف الصَّحَابِيّ)
رَبَاح بن الْمُعْتَرف قيل رَبَاح بن عَمْرو بن الْمُعْتَرف وَقيل اسْم المقترف وهيب بن حجوان لَهُ صُحْبَة كَانَ شريك عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي التِّجَارَة وَابْنه عبد الله بن رَبَاح من كبار الْعلمَاء وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله مَكَانَهُ
كَانَ مَعَ عبد الرَّحْمَن فِي سفر فَرفع صَوته رَبَاح يُغني غناء الركْبَان فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن مَا هَذَا قَالَ غير مَا بَأْس نَلْهُو ونقصر عَنَّا السّفر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن إِن كُنْتُم لَا بُد فاعلين فَعَلَيْكُم بِشعر ضرار بن الْخطاب
وَيُقَال إِنَّه كَانَ مَعَهم فِي ذَلِك السّفر عمر بن الْخطاب وَكَانَ يغنيهم غناء النصب)(14/53)
3 - (مولى الْحَارِث الصَّحَابِيّ)
رَبَاح مولى الْحَارِث الصَّحَابِيّ قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ مولى الْحَارِث بن مَالك الْأنْصَارِيّ
3 - (مُؤذن الرَّسُول)
رَبَاح مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أسود وَرُبمَا أذن على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْيَانًا إِذا انْفَرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
3 - (اللَّخْمِيّ الصَّحَابِيّ)
رَبَاح اللَّخْمِيّ جد مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح الصَّحَابِيّ رُوِيَ عَنهُ فِي فتح مصر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ستفتح بعدِي مصر ويساق إِلَيْهَا أقل النَّاس أعماراً رَوَاهُ مطهر بن الْهَيْثَم عَن مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح
(الربداء)
3 - (بنت عَمْرو البلوية)
الربداء بنت عَمْرو بن عمَارَة بن عَطِيَّة البلوية
كَانَ أَبُو الربداء يَاسر عبدا لَهَا فَمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يرْعَى غنما لمولاته وفيهَا لَهُ شَاتَان فاستسقاه فَحلبَ لَهُ شاتيه ثمَّ رَاح وَقد حفلتا فَذكر ذَلِك لمولاته فَقَالَت أَنْت حر فتكنى بِأبي الربداء
الربضي الْقُرْطُبِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن
الربضي صَاحب الأندلس الحكم بن هِشَام
(ربعي)
ابْن حِرَاش الْكُوفِي ربعي بن حِرَاش بن جحش الْغَطَفَانِي الْعَبْسِي الْكُوفِي حدث عَن عَمْرو وَعلي وَحُذَيْفَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الشّعبِيّ وَمَنْصُور وَعبد الْملك بن عُمَيْر وَغَيرهم وَقدم الشأم وَشهد خطْبَة عمر بالجابية كَمَا قيل
وَقَالَ ابْن سعد وَكَانَ ثِقَة لَهُ أَحَادِيث صَالِحَة قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ بَنو حِرَاش ثَلَاثَة ربعي وربيع ومسعود وَلم يرو عَن(14/54)
مَسْعُود شَيْء إِلَّا كَلَامه بعد الْمَوْت كَذَا قَالَ
وَقَالَ غَيره إِن الَّذِي تكلم بعد الْمَوْت هُوَ ربيع كَذَا قَالَ ابْن مَاكُولَا
قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ تَابِعِيّ ثِقَة من خِيَار التَّابِعين وَيُقَال إِنَّه لم يكذب قطّ وَكَانَ ابناه عاصيين زمن الْحجَّاج فَأرْسل إِلَيْهِ يَقُول أَيْن ابناك قَالَ هما فِي الْبَيْت قَالَ قد عَفَوْت عَنْهُمَا لصدقك وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَة وَكَانَ آلى أَن لَا يفتر ضَاحِكا حَتَّى يعلم أَيْن مصيره أَفِي الْجنَّة هُوَ أم فِي النَّار فَأخْبر غاسله أَنه لم يزل مُتَبَسِّمًا على سَرِيره وَنحن نغسله حَتَّى فَرغْنَا مِنْهُ
وَقيل إِن ذَلِك أَخُوهُ ربيع وروى لَهُ الْجَمَاعَة
(ابْن رَافع الصَّحَابِيّ)
ربعي بن رَافع بن زيد بن حَارِثَة الصَّحَابِيّ حَلِيف لبني عَمْرو بن عَوْف شهد بَدْرًا وَقيل ربعي ابْن أبي رَافع
الربعِي النَّحْوِيّ عَليّ بن عِيسَى
ابْن الربيب المغربي الْحسن بن مُحَمَّد
الربيب الْوَزير الْحُسَيْن بن مُحَمَّد
(ربيع)
3 - (الْأَمِير الْحَارِثِيّ)
ربيع بن زِيَاد بن الرّبيع الْحَارِثِيّ الْأَمِير زمن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وَله صُحْبَة اسْتَخْلَفَهُ أَبُو مُوسَى سنة سبع عشرَة على قتال مناذر فافتتحها عنْوَة وَقتل وسبى
وَقتل بهَا يَوْمئِذٍ أَخُوهُ المُهَاجر بن زِيَاد وَلما صَار الْأَمر إِلَى مُعَاوِيَة وعزل عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة عَن سجستان ولاها الرّبيع بن زِيَاد الْحَارِثِيّ
فأظهره الله على التّرْك وَبَقِي أَمِيرا على سجستان إِلَى أَن مَاتَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَمِيرا على الْكُوفَة
فولى مُعَاوِيَة زياداً الْكُوفَة مَعَ الْبَصْرَة جمع لَهُ العراقين فعزل زِيَاد الرّبيع بن زِيَاد عَن سجستان وولاها عبيد الله بن أبي بكرَة وَبعث الرّبيع بن زِيَاد إِلَى خُرَاسَان فغزا بَلخ وَقَالَ زِيَاد مَا قَرَأت مثل كتب الرّبيع بن زِيَاد الْحَارِثِيّ مَا كتب قطّ إِلَّا فِي احتياز مَنْفَعَة أَو دفع مضرَّة وَلَا كَانَ فِي موكب قطّ فَتقدم عنان دَابَّته عنان دَابَّتي وَلَا مست ركبته ركبتي
روى عَن الرّبيع بن زِيَاد مطرف بن الشخير وَحَفْصَة بنت سِيرِين
وروى عَن أبي بن(14/55)
كَعْب وَعَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعرف لَهُ حَدِيثا مُسْندًا
3 - (الثَّوْريّ الْكُوفِي)
الرّبيع بن خثيم الثَّوْريّ الْكُوفِي من سادة التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى أبي دَاوُد وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل فِي حُدُود التسعين
وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَيْضا أرسل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع ابْن مَسْعُود وَأَبا)
أَيُّوب وَعَمْرو بن مَيْمُون وَقَالَ توفّي فِي حُدُود الْمِائَة
3 - (الْبكْرِيّ الْحَنَفِيّ)
الرّبيع بن أنس الْبكْرِيّ الْحَنَفِيّ روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 - (ابْن صبيح)
الرّبيع بن صبيح روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة وروى الرّبيع عَن الْحسن وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وثابت وَيزِيد الرقاشِي وروى عَنهُ وَكِيع وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَأَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وَعلي بن الْجَعْد وَقَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف
وَقَالَ شُعْبَة هُوَ عِنْدِي من سَادَات الْمُسلمين وغزا فِي المطوعة أَرض الْهِنْد وَقَالَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الرامَهُرْمُزِي أول من صنف وَبَوَّبَ فِيمَا أعلم الرّبيع بن صبيح بِالْبَصْرَةِ ثمَّ سعيد بن أبي عرُوبَة بهَا وخَالِد بن جميل الَّذِي يُقَال لَهُ العَبْد وَمعمر بِالْيمن وَابْن جريج بِمَكَّة وسُفْيَان الثَّوْريّ بِالْكُوفَةِ وَحَمَّاد بن سَلمَة بِالْبَصْرَةِ ثمَّ صنف سُفْيَان بن عُيَيْنَة والوليد بن مُسلم وَابْن الْمُبَارك وَجَرِير بن عبد الحميد وهشيم
3 - (الْمُقْرِئ العابد الْمروزِي)
الرّبيع بن ثَعْلَب العابد المقرىء أَبُو الْفضل الْمروزِي قَالَ الْحَافِظ جزرة كَانَ ثِقَة من عباد الله الصَّالِحين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ(14/56)
3 - (الْمرَادِي صَاحب الشَّافِعِي)
الرّبيع بن سُلَيْمَان بن عبد الْجَبَّار أَبُو مُحَمَّد الْمرَادِي مَوْلَاهُم الْفَقِيه الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن صَاحب الشَّافِعِي وراوي كتبه
روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ
قَالَ النَّسَائِيّ لابأس بِهِ قَالَ لَهُ الشَّافِعِي لَو أمكنني أَن أطعمك الْعلم لأطعمتك وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ آخر من روى عَن الشَّافِعِي قَالَ كُنَّا جُلُوسًا بَين يَدي الشَّافِعِي أَنا والبويطي والمزني فَنظر إِلَى الْبُوَيْطِيّ فَقَالَ ترَوْنَ هَذَا إِنَّه لن يَمُوت إِلَّا فِي حَدِيدَة ثمَّ نظر إِلَى الْمُزنِيّ فَقَالَ ترَوْنَ هَذَا أما إِنَّه سَيَأْتِي عَلَيْهِ زمَان لَا يُفَسر شَيْئا فيخطئه ثمَّ نظر إِلَيّ وَقَالَ أما إِنَّه مَا فِي الْقَوْم أَنْفَع لي مِنْهُ ولوددت لَو حشوته الْعلم حَشْوًا
وَأورد لَهُ الْحَافِظ زكي الدّين عبد الْعَظِيم من المنسرح)
(صبرا جميلاً مَا أسْرع الفرجا ... من صدق الله فِي الْأُمُور نجا)
(من خشِي الله لم ينله أَذَى ... وَمن رجا الله كَانَ حَيْثُ رجا)
3 - (الجيزي صَاحب الشَّافِعِي)
الرّبيع بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الْأَعْرَج الْأَزْدِيّ بِالْوَلَاءِ الْمصْرِيّ الجيزي صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ لكنه كَانَ قَلِيل الرِّوَايَة عَنهُ وَإِنَّمَا روى عَن عبد الله بن الحكم كثيرا وَكَانَ ثِقَة
روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَسمع ابْن وهب وَالشَّافِعِيّ
وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
3 - (المخبل)
الرّبيع بن ربيعَة ويكنى أَبَا يزِيد هُوَ المخبل من بني أنف النَّاقة شَاعِر فَحل من مخضرمي الْإِسْلَام والجاهلية
كَانَ لَهُ ولد اسْمه شَيبَان فَهَاجَرَ إِلَى الْكُوفَة وَخرج مَعَ ابْن أبي وَقاص إِلَى حَرْب الْفرس وَكَانَ المخبل قد أسن وَضعف فَعمد إِلَى إبِله وغنمه وَسَائِر مَاله ليَبِيعهُ وَيلْحق بِابْنِهِ فَمَنعه عَلْقَمَة بن هَوْذَة وَأَعْطَاهُ مَالا وفرساً وكلم فِيهِ عمر بن الْخطاب وأنشده قَوْله فِيهِ من الطَّوِيل
(أيهلكني شَيبَان فِي كل لَيْلَة ... لقلبي من خوف الْفِرَاق وجيب)
(أشيبان مَا أَدْرَاك فِي كل لَيْلَة ... غبقتك فِيهَا والغبوق حبيب)
(أشيبان إِن تأت الجيوش تجدهم ... يقاسون أَيَّامًا لَهُنَّ خطوب)
(يذودون جند الهرمزان كَأَنَّمَا ... يذودون أوراد الْكلاب تلوب)(14/57)
(وَلَا هم إِلَّا الْبَز أَو كل سابح ... عَلَيْهِ فَتى شاكي السِّلَاح نجيب)
(فَإِن يَك غصني الْيَوْم أصبح بَالِيًا ... وغصنك من مَاء الشَّبَاب رطيب)
(فَإِنِّي حنت ظَهْري خطوب تَتَابَعَت ... فمشيي ضَعِيف فِي الرِّجَال دَبِيب)
(إِذا قَالَ صحبي يَا ربيع أَلا ترى ... أرى الشَّخْص كالشخصين وَهُوَ قريب)
(ويخبرني شَيبَان أَن لن يعقني ... تعق إِذا فارقتني وتحوب)
فَبكى عمر ورق لَهُ وَكتب إِلَى سعد برده فَسَأَلَهُ الإعفاء عَنهُ فَقَالَ لَا تحرمني الْجِهَاد
فَقَالَ إِنَّهَا عَزمَة من عمر رَضِي الله عَنهُ فَانْصَرف إِلَيْهِ وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن مَاتَ
وأخبار المخبل كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وَكَانَ المخبل مغلباً)
3 - (أَبُو تَوْبَة الْحلَبِي)
الرّبيع بن نَافِع أَبُو تَوْبَة الْحلَبِي نزيل طرسوس روى عَن مُعَاوِيَة بن سَلام وَشريك وَأبي الْأَحْوَص وَأبي الْمليح الْحسن بن عَمْرو وَعبيد الله بن عَمْرو والهيثم بن حميد وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَيزِيد بن الْمِقْدَام وَابْن الْمُبَارك وَطَائِفَة
وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد فَأكْثر وروى البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَالْحسن بن الصَّباح والدارمي وَأَبُو حَاتِم وَيزِيد بن جهور وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَأحمد بن خُلَيْد الْحلَبِي وَآخَرُونَ
قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة حجَّة
كَانَ يُقَال إِنَّه من الأبدال قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ آخر من حدث عَن مُعَاوِيَة بن سَلام
توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (حَاجِب الْمَنْصُور)
الرّبيع بن يُونُس بن مُحَمَّد كيسَان العباسي مَوْلَاهُم الْأَمِير الْحَاجِب أَبُو الْفضل
كَانَ من كبار الْمُلُوك ولي حجابة الْمَنْصُور ثمَّ وزارته وحجب الْمهْدي وَولي ابْنه الْفضل حجابة الرشيد وَولي حفيده الْعَبَّاس حجابة الْأمين وَقَطِيعَة الرّبيع بِبَغْدَاد محلّة كَبِيرَة تنْسب إِلَيْهِ وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة
وَكَانَ الْمَنْصُور كثير الْميل إِلَيْهِ حسن الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا ربيع سل حَاجَتك فَقَالَ حَاجَتي أَن تحب الْفضل ابْني قَالَ لَهُ وَيلك إِن الْمحبَّة تقع بِأَسْبَاب
فَقَالَ قد أمكنك الله مِنْهَا فَقَالَ وَمَا ذَاك فَقَالَ تفضل عَلَيْهِ فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك أحبك وَإِذا أحبك أحببته(14/58)
قَالَ قد وَالله أحببته قبل وُقُوع السَّبَب وَلَكِن كَيفَ اخْتَرْت لَهُ الْمحبَّة دون كل شَيْء قَالَ لِأَنَّك إِذا أحببته صغر عنْدك كَبِير إحسانك إِلَيْهِ وَصغر عنْدك كَبِير إساءته وَكَانَت ذنُوبه كذنوب الصّبيان وَحَاجته إِلَيْك حَاجَة الشَّفِيع الْعُرْيَان
وَقَالَ الْمَنْصُور لَهُ يَوْمًا وَيحك يَا ربيع مَا أطيب الدُّنْيَا لَوْلَا الْمَوْت فَقَالَ لَهُ إِلَّا بِالْمَوْتِ
قَالَ وَكَيف ذَاك قَالَ لَوْلَا الْمَوْت لم تقعد هَذَا المقعد فَقَالَ لَهُ صدقت
وَيُقَال إِن الرّبيع لم يكن لَهُ أَب يعرف بِهِ وَإِن بعض الهاشميين دخل على الْمَنْصُور وَجعل)
يحدثه وَيَقُول كَانَ أبي رَحمَه الله وَكَانَ وَأكْثر من الرَّحْمَة عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الرّبيع كم تترحم على أَبِيك بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الْهَاشِمِي أَنْت مَعْذُور لِأَنَّك لَا تعرف مِقْدَار الْآبَاء
فَخَجِلَ مِنْهُ وَضحك الْمَنْصُور إِلَى أَن اسْتلْقى ثمَّ قَالَ للهاشمي خُذ بِمَا أدبك بِهِ الرّبيع
وَيُقَال إِن الْهَادِي سمه وَقيل مرض ثَمَانِيَة أَيَّام وَمَات
3 - (أَبُو الزهر الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ)
ربيع بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع أَبُو الزهر الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ من بَيت كَبِير شهير بالأندلس
روى عَن أَبِيه أبي عَامر وَغَيره وَولي قَضَاء بعض الأندلس وَتُوفِّي بحصن بلش سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة
3 - (سطيح الكاهن)
الرّبيع الْمَعْرُوف بسطيح الكاهن الغساني الذئبي من ذُرِّيَّة ذِئْب بن جحن قيل إِنَّه كَانَ يسكن الْجَابِيَة وَقيل مشارف الشَّام وَهِي الْقرى الَّتِي بَين بِلَاد الشَّام وجزيرة الْعَرَب سميت بذلك لإشرافها على السوَاد
وَعَن أبي عُبَيْدَة وَمُحَمّد بن سَلام وَغَيرهمَا قَالُوا ولد سطيح فِي زمن سيل العرم وعاش إِلَى ملك ذِي نواس وَذَلِكَ نَحْو ثَلَاثِينَ قرنا وَكَانَ مَسْكَنه الْبَحْرين
وَزَعَمت عبد الْقَيْس أَنه مِنْهُم وَيَزْعُم الأزد أَنه مِنْهُم وَأكْثر الْمُحدثين يَقُولُونَ هُوَ من الأزد وَلَا يدرى مِمَّن هُوَ
وأخباره كَثِيرَة وَجَمعهَا غير وَاحِد من أهل الْعلم وَالْمَشْهُور من أمره أَنه كَانَ كَاهِنًا وَقد أخبر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن بَعثه ومبعثه بأخبار كَثِيرَة
وَرُوِيَ أَنه عَاشَ سبع مائَة سنة وَأدْركَ الْإِسْلَام فَلم يسلم
وَرُوِيَ أَنه هلك عِنْد مَا ولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ الْمعَافى بن زَكَرِيَّاء وَرُوِيَ لنا من بعض الطّرق بِإِسْنَاد الله أعلم بِهِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن سطيح فَقَالَ نَبِي ضيعه قومه وَهُوَ ممشهور عِنْد الْعَرَب يذكرُونَ سجعه وكهانته ويضربون الْمثل بِعِلْمِهِ وَصدقه فِيمَا يخبر بِهِ
وَعَن ابْن عَبَّاس إِن الله خلق سطيحاً لَحْمًا على وَضم وَكَانَ يحمل على وضمه فَيُؤتى بِهِ)
حَيْثُ شَاءَ وَلم يكن فِيهِ عصب وَلَا عظم إِلَّا الجمجمة والعنق وَالْكَفَّيْنِ وَكَانَ يطوى من رجلَيْهِ إِلَى ترقوته كَمَا يطوى الثَّوْب وَلم يكن فِيهِ شَيْء يَتَحَرَّك إِلَّا لِسَانه وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا(14/59)
بالسجع
وَكَانَ فِي زَمَنه كَاهِن آخر يُقَال لَهُ شقّ
أَبُو الرّبيع بن سَالم الأندلسي اسْمه سُلَيْمَان بن مُوسَى
3 - (بنت معوذ الْأَنْصَارِيَّة)
الرّبيع بِضَم الرَّاء وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف بنت معوذ بن عفراء الْأَنْصَارِيَّة
لَهَا صُحْبَة رَوَت عدَّة أَحَادِيث وروى لَهَا الْجَمَاعَة وَتوفيت فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَهِي من المبايعات بيعَة الشَّجَرَة
دخلت أَسمَاء بنت مخرمَة وَكَانَت امْرَأَة تبيع الْعطر بِالْمَدِينَةِ على الرّبيع فِي نسْوَة فسألنها فانتسبت الرّبيع فَقَالَت لَهَا أَسمَاء أَنْت بنت قَاتل سيدهتعني أَبَا جهل فَقَالَت الرّبيع أَنا بنت قَاتل عَبده قَالَت حرَام عَليّ أَن أبيعك من عطري شَيْئا فَقَالَت الرّبيع وَحرَام عَليّ أَن أَشْتَرِي مِنْهُ شَيْئا فَمَا وجدت لعطر نَتنًا غير عطرك وَإِنَّمَا قَالَت ذَلِك لتغيظها
وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهَا يَوْم عرسها فَقعدَ على مَوضِع فراشها
وَرُوِيَ أَنَّهَا أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقناع من رطب وَأجر زغب فناولها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَهَبا أَو حليا وَقَالَ تحلي بِهَذَا وَتَوَضَّأ عِنْدهَا وسكبت عَلَيْهِ المَاء لوضوئه
(الربيعة)
التجِيبِي الْمصْرِيّ ربيعَة بن لَقِيط التجِيبِي الْمصْرِيّ روى عَن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمُعَاوِيَة وَابْن حِوَالَة وَتُوفِّي سنة تسعين أَو مَا قبلهَا
3 - (السّلمِيّ)
ربيعَة بن يزِيد السّلمِيّ ذكره بَعضهم فِي الصَّحَابَة ونفاه أَكْثَرهم وَكَانَ من النواصب يشْتم عليا رَضِي الله عَنهُ
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا يرْوى عَنهُ وَلَا كَرَامَة لَهُ وَلَا يذكر بِخَير قَالَ وَمن ذكره فِي الصَّحَابَة لم يصنع شَيْئا
3 - (الْهَاشِمِي الصَّحَابِيّ)
ربيعَة الْحَارِث بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف أَبُو أروى الصَّحَابِيّ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم فتح مَكَّة أَلا إِن كل دم ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ تَحت قدمي وَإِن أول دم أَضَعهُ دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث(14/60)
وَذَلِكَ أَنه قتل لِرَبِيعَة ابْن يُسمى آدم فِي الْجَاهِلِيَّة وَقيل تَمام فَأبْطل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّلب بِهِ فِي الْإِسْلَام وَلم يَجْعَل لِرَبِيعَة فِي ذَلِك تبعة وَكَانَ ربيعَة هَذَا أسن من الْعَبَّاس بِسنتَيْنِ وَتُوفِّي ربيعَة سنة ثَلَاث وَعشْرين فِي خلَافَة عمر وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث مِنْهَا قَوْله إِنَّمَا الصَّدَقَة أوساخ النَّاس فِي حَدِيث فِيهِ طول من حَدِيث مَالك وَغَيره وَمِنْهَا حَدِيثه فِي الذّكر فِي الصَّلَاة وَالْقَوْل فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وروى عَنهُ عبد الله بن الْفضل
3 - (الْأَسْلَمِيّ الصَّحَابِيّ)
ربيعَة بن كَعْب بن مَالك بن يعمر الْأَسْلَمِيّ أَبُو فراس مَعْدُود فِي أهل الْمَدِينَة من أهل الصّفة
كَانَ يلْزم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر والحضر وَصَحبه قَدِيما وَعمر بعده وَتُوفِّي رَضِي الله عَنهُ بعد الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ونعيم المجمر وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرافقته فِي الْجنَّة فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعنِي على نَفسك بِكَثْرَة السُّجُود
رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن ربيعَة بن كَعْب)
3 - (ابْن الدغنة)
ربيعَة بن رفيع بن أهبان بن ثَعْلَبَة بن الدغنة بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَضم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون وَهِي أمه
شهد حنيناً ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بني تَمِيم
هُوَ قَاتل دُرَيْد بن الصمَّة أدْركهُ يَوْم حنين فَأخذ بِخِطَام جمله وقصتهما مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة دُرَيْد
3 - (الدؤَلِي)
ربيعَة بن عباد بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة الدؤَلِي مدنِي روى عَنهُ ابْن الْمُنْكَدر وَأَبُو الزِّنَاد وَزيد بن أسلم وَغَيرهم وَعمر عمرا طَويلا
رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذِي الْمجَاز وَهُوَ يَقُول يَا أَيهَا النَّاس لَا إِلَه إِلَّا الله تُفْلِحُوا
ووراء رجل أَحول ذُو غديرتين يَقُول إِنَّه صابئ إِنَّه صابئ إِنَّه كَذَّاب فَسَأَلت عَنهُ فَقَالُوا هَذَا عَمه أَبُو لَهب
قَالَ ربيعَة بن عباد وَأَنا يَوْمئِذٍ أزفر الْقرب لأهلي
3 - (ابْن عَامر الْأَزْدِيّ)
ربيعَة بن عَامر بن الْهَادِي الْأَزْدِيّ وَيُقَال الْأَسدي وَقيل الدؤَلِي روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا وَاحِدًا وَهُوَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَلظُّوا بيا ذَا(14/61)
الْجلَال وَالْإِكْرَام
3 - (الجرشِي)
ربيعَة بن عَمْرو الجرشِي الصَّحَابِيّ يعد فِي أهل الشَّام روى عَنهُ عَليّ بن رَبَاح وَغَيره
وَقيل إِنَّه جد هِشَام بن الْغَازِي قَالَ الْوَاقِدِيّ قتل يَوْم مرج راهط قَالَ ابْن عبد الْبر لَهُ أَحَادِيث مِنْهَا قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يكون فِي أمتِي خسف ومسخ وَقذف قَالُوا بِمَ ذَا يَا رَسُول الله قَالَ باتخاذهم الْقَيْنَات وشربهم الْخُمُور
وَمِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام اسْتَقِيمُوا وبالحرى أَن اسْتَقَمْتُمْ وَكَانَ ربيعَة يفقه النَّاس زمن مُعَاوِيَة وَقتل يَوْم مرج راهط زبيريا مَعَ الضَّحَّاك بن قيس روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَهُوَ مُخْتَلف فِي صحبته
3 - (ربيعَة العامري)
)
ربيعَة بن أبي خَرشَة بن عَمْرو بن ربيعَة بن الْحَارِث الْقرشِي العامري أسلم يَوْم فتح مَكَّة وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا
3 - (ربيعَة الْقرشِي)
ربيعَة الْقرشِي قَالَ أَحْمد بن زُهَيْر لَا أَدْرِي من أَي قُرَيْش هُوَ
حَدِيثه عِنْد عَطاء بن السَّائِب عَن ابْن ربيعَة الْقرشِي عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقف بِعَرَفَات فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام
3 - (ربيعَة بن زِيَاد)
ربيعَة بن زِيَاد الْخُزَاعِيّ الصَّحَابِيّ روى الْغُبَار فِي سَبِيل الله ذريرة الْجنَّة قَالَ ابْن عبد الْبر فِي إِسْنَاده مقَال
3 - (أَبُو أروى الدوسي)
ربيعَة أَبُو أروى الدوسي الصَّحَابِيّ حجازي كَانَ ينزل ذَا الحليفة
روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو وَاقد الْمدنِي صَالح بن مُحَمَّد بن زَائِدَة مَاتَ فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَكَانَ عثمانياً
3 - (أَبُو يزِيد الصَّحَابِيّ)
ربيعَة بن أَكْثَم بن سَخْبَرَة الْأَسدي أحد حلفاء بني أُميَّة أَبُو يزِيد الصَّحَابِيّ
كَانَ قَصِيرا دحداحاً شهد بَدْرًا وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة وَشهد أحدا وَالْخَنْدَق(14/62)
وَالْحُدَيْبِيَة وَقتل بِخَيْبَر قَتله الْحَارِث الْيَهُودِيّ بالنطاة وَمن حَدِيثه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك عرضا وَيشْرب مصاً وَيَقُول هُوَ أهنأ وأمرأ
روى عَنهُ سعيد بن الْمسيب قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يحْتَج بحَديثه هَذَا لِأَن من دون سعيد لَا يوثق بهم لضعفهم وَلم يره سعيد وَلَا أدْرك زَمَانه بمولده لِأَنَّهُ ولد زمن عمر
3 - (الضَّبِّيّ الشَّاعِر)
ربيعَة بن مقروم بن قيس بن جَابر بن خَالِد بن عَمْرو يَنْتَهِي إِلَى ضبة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار
شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ مِمَّن أصفق عَلَيْهِ كسْرَى ثمَّ عَاشَ فِي الْإِسْلَام زَمَانا وَمن شعره من قصيدة جَيِّدَة من الْكَامِل)
(شماء وَاضِحَة الْعَوَارِض طفلة ... كالبدر من خلل السَّحَاب المنجلي)
(وكأنما ريح القرنفل نشرها ... أَو حنوة خلطت خزامى حومل)
(وَكَأن فاها بَعْدَمَا طرق الْكرَى ... كأس تصفق بالرحيق السلسل)
(لَو أَنَّهَا عرضت لأشمط رَاهِب ... فِي رَأس مشرفة الذرى متبتل)
(جاآر سَاعَات النَّهَار لرَبه ... حَتَّى يخدد جِسْمه مُسْتَعْمل)
(لصبا لبهجتها وَطيب حَدِيثهَا ... وَلَهُم من ناموسه بتنزل)
مِنْهَا
(بل إِن ترى شمط تفرع لمتي ... وحنا قناتي وارتقى فِي مسحلي)
(ودلفت من كبر كَأَنِّي خاتل ... قنصاً وَمن يدبب لصيد يخْتل)
(فَلَقَد أرى حسن الْقَنَاة قويمها ... كالنصل أخلصه جلاء الصيقل)
(وَلَقَد شهِدت الْخَيل يَوْم طرادها ... بسليم أَو ضفة القوائم هيكل)
(متقاذف شنج النسا عبل الشوى ... سباق أندية الْجِيَاد عميثل)
(لَوْلَا أكفكفه لَكَانَ إِذا جرى ... مِنْهُ العزيم يدق فأس المسحل)
(وَإِذا جرى مِنْهُ الْحَمِيم رَأَيْته ... يهوى بفارسه هوي الأجدل)
(وَإِذا تعلل بالسياط جيادها ... أَعْطَاك نائيه وَلم يتعلل)
(ودعوا نزال فَكنت أول نَازل ... وعلام أركبه إِذا لم أنزل)
(وَلَقَد جمعت المَال من جمع امْرِئ ... وَرفعت نَفسِي عَن لئيم المأكل)
(وَدخلت أبنية الْمُلُوك عَلَيْهِم ... ولشر قَول الْمَرْء مَا لم يفعل)(14/63)
(وألد ذِي حنق عَليّ كَأَنَّمَا ... تغلي عَدَاوَة صَدره فِي مرجل)
(أوجيته عني فأبصر قَصده ... وكويته فَوق النواظر من عل)
(وَأخي مُحَافظَة عصى عذاله ... وأطاع لذته معم مخول)
(هش يراح إِلَى الندى نبهته ... وَالصُّبْح سَاطِع لَونه لم ينجل)
(فَأتيت حانوتاً بِهِ فصبحته ... من عاتق بمزاجها لم تقتل)
(صهباء صَافِيَة القذى أغْلى بهَا ... يسر كريم الخيم غير مبخل)
(ومعرس عرض الردى عرسته ... من بعد آخر مثله فِي الْمنزل)
)
(وَلَقَد أصبت من الْمَعيشَة لينها ... وأصابني مِنْهُ الزَّمَان بكلكل)
(فَإِذا وَذَاكَ كَأَنَّهُ لم يكن ... إِلَّا تذكره لمن لم يجهل)
(وَلَقَد أَتَت مائَة عَليّ أعدهَا ... حولا فحولاً لَا بلاها مبتل)
(فَإِذا الشَّبَاب كمبذل أنضيته ... والدهر يبلي كل جدة مبذل)
(هلا سَأَلت وَخبر قوم عِنْدهم ... وشفاء عيك خابراً أَن تسألي)
(هَل نكرم الأضياف إِن نزلُوا بِنَا ... ونسود بِالْمَعْرُوفِ غير تنْحَل)
(وَنحل بالثغر الْمخوف عدوه ... ونرد حَال الْعَارِض المتهلل)
(ونعين غارمنا ونمنع جارنا ... ويزين مولى ذكرنَا فِي المحفل)
(وَإِذا امْرُؤ منا حبا فَكَأَنَّهُ ... مِمَّا يخَاف على مناكب يذبل)
(وَمَتى يقم عِنْده اجْتِمَاع عشيرة ... خطباؤنا بَين الْعَشِيرَة تفصل)
(وَيرى الْعَدو لنا دروءاً صعبةً ... عِنْد النُّجُوم سريعة المتواءل)
(وَإِذا الْحمالَة أثقلت حمالها ... فعلى سوائمنا ثقيل الْمحمل)
(ويحق فِي أَمْوَالنَا لحريبنا ... حَتَّى تنوء بِهِ وَإِن لم نسْأَل)
3 - (ربيعَة الرَّأْي)
ربيعَة أَبُو عُثْمَان بن أبي عبد الرَّحْمَن فروخ التَّيْمِيّ الْفَقِيه الْعلم مولى الْمُنْكَدر مفتي أهل الْمَدِينَة وشيخهم يعرف بربيعة الرَّأْي
روى عَن ابْن عَبَّاس والسائب بن يزِيد وحَنْظَلَة بن قيس الزرقي وَسَعِيد بن الْمسيب وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَطَائِفَة وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وسُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك وَسليمَان بن بِلَال وَجَمَاعَة كبار
قَالَ الزُّهْرِيّ مَا(14/64)
ظَنَنْت أَن بِالْمَدِينَةِ مثل ربيعَة الرَّأْي وَقَالَ ربيعَة مثل ذَلِك عَن الزُّهْرِيّ
قَالَ أَحْمد بن صَالح حَدثنَا عَنْبَسَة عَن يُونُس قَالَ شهِدت أَبَا حنيفَة فِي مجْلِس ربيعَة وَكَانَ مجهود أبي حنيفَة أَن يفهم مَا يَقُول ربيعَة
وَقَالَ الْعلم وَسِيلَة إِلَى كل فَضِيلَة وَقيل إِنَّه أنْفق على إخوانه أَرْبَعِينَ ألف دِينَار
قَالَ ابْن معِين مَاتَ ربيعَة بالأنبار كَانَ السفاح جَاءَ بِهِ للْقَضَاء
قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَكَانُوا يتقونه للرأي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة)
وَكَانَ يكثر الْكَلَام وَيَقُول السَّاكِت بَين النَّائِم والأخرس ووقف عَلَيْهِ أَعْرَابِي وَهُوَ يتَكَلَّم فَأطَال الْوُقُوف والإنصات إِلَى كَلَامه
فَظن ربيعَة أَنه أعجبه كَلَامه فَقَالَ لَهُ يَا أَعْرَابِي مَا البلاغة فَقَالَ الإيجاز مَعَ إِصَابَة الْمَعْنى
فَقَالَ وَمَا العي قَالَ مَا أَنْت فِيهِ مذ الْيَوْم وَقَالَ مَالك بن أنس ذهبت حلاوة الْفِقْه مُنْذُ مَاتَ ربيعَة الرَّأْي
وَحكي عَن أَبِيه أَنه خرج إِلَى خُرَاسَان غازياً وَخلف ربيعَة حملا ثمَّ قدم الْمَدِينَة بعد سبع وَعشْرين سنة فَأتى منزله فَفتح الْبَاب وَخرج ربيعَة وَقَالَ يَا عَدو الله أتهجم عَليّ منزلي فَقَالَ أَبوهُ يَا عَدو الله أَنْت رجل دخلت على حرمتي
فتواثبا فَسمِعت أم ربيعَة صَوت زَوجهَا فعرفته فَخرجت فَعرفت بَينهمَا فاعتنقا وبكيا
وَكَانَ قد خلف عِنْدهَا ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فأنفقتها على ربيعَة حَتَّى تعلم الْعلم فَخرج ربيعَة إِلَى الْمَسْجِد وَجلسَ فِي حلقته وَأَتَاهُ مَالك بن أنس وَالْحسن بن زيد وأشراف أهل الْمَدِينَة وأحدق النَّاس بِهِ فَرَآهُ أَبوهُ فَقَالَ لأمه لقد رَأَيْت ولدك فِي حَالَة مَا رَأَيْت أحدا من أهل الْعلم عَلَيْهَا
قَالَت أَيّمَا أحب إِلَيْك ثَلَاثُونَ ألف دِينَار أَو هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ من الجاه قَالَ لَا وَالله إِلَّا هَذَا
قَالَت فَإِنِّي قد أنفقت المَال كُله عَلَيْهِ فَقَالَ وَالله مَا ضيعته
3 - (ابْن الهدير)
ربيعَة بن عبد الله بن الهدير ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رُوِيَ عَن طَلْحَة وَعمر بن الْخطاب وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد
3 - (ربيعَة الرقي الغاوي)
ربيعَة بن ثَابت بن لَجأ بن الْعيزَار بن لَجأ الْأَسدي أَبُو شبانة وَيُقَال أَبُو ثَابت من أهل الرقة شَاعِر كَانَ ضريراً يلقب بالغاوي
أشخصه الْمهْدي إِلَيْهِ فمدحه بعدة قصائد وأثابه عَلَيْهَا ثَوابًا كثيرا
وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِي الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس قصيدته الَّتِي لم يسْبق إِلَيْهَا حسنا وَمِنْهَا من الْكَامِل
(لَو قيل للْعَبَّاس يَا ابْن مُحَمَّد ... قل لَا وَأَنت مخلد مَا قَالَهَا)(14/65)
(مَا إِن أعد من المكارم خصْلَة ... إِلَّا وَجَدْتُك عَمها أَو خالها)
)
(وَإِذا الْمُلُوك تسايروا فِي بَلْدَة ... كَانُوا كواكبها وَكنت هلالها)
(إِن المكارم لم تزل معقولة ... حَتَّى حللت براحتيك عقالها)
وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا من الطَّوِيل
(لشتان مَا بَين اليزيدين فِي الندى ... يزِيد سليم والأغر ابْن حَاتِم)
(فهم الْفَتى الْأَزْدِيّ إِتْلَاف مَاله ... وهم الْفَتى الْقَيْسِي جمع الدَّرَاهِم)
وَلما مدح الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بالقصيدة الْمَذْكُورَة أَولا بعث إِلَيْهِ بدينارين فَقَالَ من الوافر
(مدحتك مِدْحَة السَّيْف الْمحلى ... لتجري فِي الْكِرَام كَمَا جريت)
(فهبها مِدْحَة ذهبت ضيَاعًا ... كذبت عَلَيْك فِيهَا وافتريت)
(فَأَنت الْمَرْء لَيْسَ لَهُ وَفَاء ... كَأَنِّي إِذْ مدحتك قد رثيت)
وَلما وقف الْعَبَّاس عَلَيْهَا غضب وَتوجه إِلَى الرشيد وَكَانَ أثيراً عِنْده يعظمه وَقد هم أَن يخْطب إِلَيْهِ ابْنَته فَقَالَ إِن ربيعَة الرقي هجاني فَأحْضرهُ الرشيد وهم بقتْله
فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مره بإحضار القصيدة فأحضرها فَلَمَّا رَآهَا استحسنها وَقَالَ وَالله مَا قَالَ أحد فِي الْخُلَفَاء مثلهَا فكم أثابك قَالَ دينارين فَغَضب الرشيد على الْعَبَّاس وَقَالَ يَا غُلَام أعْط ربيعَة ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وخلعة واحمله على بغلة وَقَالَ لَهُ بحياتي يَا ربيعَة لَا تذكره بِشَيْء فِي شعرك لَا تعريضاً وَلَا تَصْرِيحًا وفتر الرشيد عَمَّا كَانَ بِهِ من أَن يُزَوجهُ بابنته وأطرحه وجفاه
3 - (مِسْكين الدَّارمِيّ)
ربيعَة بن أنيف ويلقب مِسْكينا الدَّارمِيّ شَاعِر شُجَاع وَفد على مُعَاوِيَة وعَلى ابْنه يزِيد ورثى زياداً بقوله من الوافر
(رَأَيْت زِيَادَة الْإِسْلَام ولت ... جهاراً حِين وَدعنَا زِيَاد)
فَقَالَ الفرزدق من الطَّوِيل
(أمسكين أبكى الله عَيْنَيْك إِنَّمَا ... جرى فِي ضلال دمعها إِذْ تحدرا)
(بَكَيْت امْرَءًا من آل ميسَان كَافِرًا ... ككسرى على عدانه أَو كقيصرا)(14/66)
(أَقُول لَهُم لما أَتَانِي نعيه ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصريمة أعفرا)
وَإِنَّمَا سمي مِسْكين مِسْكينا لِأَنَّهُ قَالَ من الرمل)
(أَنا مِسْكين لمن أنكرني ... وَلمن يعرفنِي جد نطق)
(لَا أبيع النَّاس عرضي إِنَّنِي ... لَو أبيع النَّاس عرضي لنفق)
وَقَالَ صَاحب الأغاني ووهو شَاعِر شرِيف هاجى الفرزدق ثمَّ كافه
3 - (أُخْت النَّاصِر والعادل)
ربيعَة خاتون بنت نجم الدّين أَيُّوب بن شادي أُخْت النَّاصِر والعادل تزوجت أَولا بالأمير سعد الدّين مَسْعُود بن الْأَمِير معِين الدّين أنر
فَلَمَّا مَاتَ تزوجت بِالْملكِ المظفر صَاحب إربل فَبَقيت بإربل دهراً مَعَه فَلَمَّا مَاتَ قدمت إِلَى دمشق وَخدمتهَا العالمة أمة اللَّطِيف بنت الناصح بن الْحَنْبَلِيّ فأحبتها وَحصل لَهَا من جِهَتهَا أَمْوَال عَظِيمَة وأشارت عَلَيْهَا بِبِنَاء الْمدرسَة بسفح قاسيون فبنتها ووقفها على الناصح والحنابلة وَتوفيت بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة فِي دَار العقيقي التيي صيرت الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة ودفنت بمدرستها تَحت القبو وَلَقِيت العالمة بعْدهَا شَدَائِد من الْحَبْس ثَلَاث سِنِين بالقلعة والمصادرة
ثمَّ تزوج بهَا الْأَشْرَف صَاحب حمص بن الْمَنْصُور وسافر بهَا إِلَى الرحبة فَتُوُفِّيَتْ هُنَاكَ سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة
ولربيعة عدَّة محارم سلاطين وَهِي أُخْت سِتّ الشَّام الْآتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين وَاسْتولى الصاحب معِين الدّين بن الشَّيْخ على موجودها فَلم يمتع وعاش بعْدهَا أَيَّامًا قَلَائِل
قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى كَانَت وفاتها بِدِمَشْق وغالب ظَنِّي أَنَّهَا جَاوَزت ثَمَانِينَ سنة
وَأدْركت من محارمها من الْمُلُوك من إخوتها وَأَوْلَادهمْ وَأَوْلَاد أَوْلَادهم أَكثر من خمسين رجلا
فَإِن إربل كَانَت لزَوجهَا مظفر الدّين والموصل لأَوْلَاد بنتهَا وخلاط وَتلك النَّاحِيَة لِابْنِ أَخِيهَا وبلاد الجزيرة الفراتية للأشرف ابْن أَخِيهَا وبلاد الشأم لأَوْلَاد إخوتها والديار المصرية والحجاز واليمن لأخوتها وَأَوْلَادهمْ
قلت أَنا فَهِيَ مثل عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة أم الْمُؤمنِينَ زَوْجَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْعين مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمثل فَاطِمَة بنت عبد الْملك وسوف يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى)(14/67)
(الْهِنْدِيّ المعمر)
رتن الْهِنْدِيّ نقلت من خطّ عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الْكِنْدِيّ حثنا القَاضِي الْأَجَل الْعَالم جلال الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْكَاتِب من لَفظه فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة بدار السَّعَادَة بِدِمَشْق المحروسة قَالَ أخبرنَا الشريف قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْحُسَيْنِي الأثري الْحَنَفِيّ من لَفظه فِي الْعشْر الآخر من جُمَادَى الأولى عَام إِحْدَى وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أَخْبرنِي جدي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد قَالَ كنت فِي زمن الصِّبَا وَأَنا ابْن سبع عشرَة سنة أَو ثَمَانِي عشرَة سنة سَافَرت مَعَ أبي مُحَمَّد وَعمي عمر من خُرَاسَان إِلَى بلد الْهِنْد فِي تِجَارَة
فَلَمَّا بلغنَا أَوَائِل بِلَاد الْهِنْد وصلنا إِلَى ضَيْعَة من ضيَاع الْهِنْد فعرج أهل القفل نَحْو الضَّيْعَة ونزلوا بهَا وضج أهل الْقَافِلَة فسألناهم عَن الشَّأْن فَقَالُوا هَذِه ضَيْعَة الشَّيْخ رتن اسْمه بالهندية وعربه النَّاس وسموه بالمعمر لكَونه عمر عمرا خَارِجا عَن الْعَادة فَلَمَّا نزلنَا خَارج الضَّيْعَة رَأينَا بفنائها شَجَرَة عَظِيمَة تظل خلقا عَظِيما وتحتها جمع عَظِيم من أهل الضَّيْعَة فتبادر الْكل نَحْو الشَّجَرَة وَنحن مَعَهم
فَلَمَّا رآنا أهل الضَّيْعَة سلمنَا عَلَيْهِم وسلموا علينا ورأينا زنبيلاً كَبِيرا مُعَلّقا فِي بعض أَغْصَان الشَّجَرَة فسألنا عَن ذَاك فَقَالُوا هَذَا الزنبيل فِيهِ الشَّيْخ رتن الَّذِي رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ ودعا لَهُ بطول الْعُمر سِتّ مَرَّات فسألنا جَمِيع أهل الضَّيْعَة أَن ينزل الشَّيْخ ونسمع كَلَامه وَكَيف رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا يروي عَنهُ
فَتقدم شيخ من أهل الضَّيْعَة إِلَى الزنبيل وَكَانَ ببكرة فأنزله فَإِذا هُوَ مَمْلُوء بالقطن وَالشَّيْخ فِي وسط الْقطن فَفتح رَأس الزنبيل وَإِذا الشَّيْخ فِيهِ كالفرخ فحسر عَن وَجهه وَوضع فَمه على أُذُنه وَقَالَ يَا جداه هَؤُلَاءِ قوم قد قدمُوا من خُرَاسَان وَفِيهِمْ شرفاء أَوْلَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد سَأَلُوا أَن تحدثهم كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وماذا قَالَ لَك
فَعِنْدَ ذَلِك تنفس الشَّيْخ وَتكلم بِصَوْت كصوت النَّحْل بِالْفَارِسِيَّةِ وَنحن نسْمع ونفهم كَلَامه فَقَالَ سَافَرت مَعَ أبي وَأَنا شَاب من هَذِه الْبِلَاد إِلَى الْحجاز فِي تِجَارَة فَلَمَّا بلغنَا بعض أَوديَة مَكَّة وَكَانَ الْمَطَر قد مَلأ الأودية بالسيل فَرَأَيْت غُلَاما أسمر اللَّوْن مليح الْكَوْن حسن الشَّمَائِل وَهُوَ يرْعَى إبِلا فِي تِلْكَ الأودية وَقد حَال السَّيْل بَينه وَبَين إبِله وَهُوَ يخْشَى من خوض السَّيْل لقُوته)
فَعلمت حَاله فَأتيت إِلَيْهِ وَحَمَلته وخضت السَّيْل إِلَى عِنْد إبِله من غير معرفَة سَابِقَة فَلَمَّا وَضعته عِنْد إبِله نظر إِلَيّ(14/68)
وَقَالَ لي بِالْعَرَبِيَّةِ بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك فتركته ومضيت إِلَى سبيلي إِلَى أَن دَخَلنَا مَكَّة وقضينا مَا كُنَّا أَتَيْنَا لَهُ من أَمر التِّجَارَة وعدنا إِلَى الوطن فَلَمَّا تطاولت الْمدَّة على ذَلِك كُنَّا جُلُوسًا فِي فنَاء ضيعتنا هَذِه لَيْلَة مُقْمِرَة ورأينا لَيْلَة الْبَدْر والبدر فِي كبد السَّمَاء إِذْ نَظرنَا إِلَيْهِ وَقد انْشَقَّ نِصْفَيْنِ فغرب نصف فِي الْمشرق وَنصف فِي الْمغرب إِلَى أَن التقيا فِي وسط السَّمَاء كَمَا كَانَ أول مرّة
فعجبنا من ذَلِك غَايَة الْعجب وَلم نَعْرِف لذَلِك سَببا وَسَأَلنَا الركْبَان عَن خبر ذَلِك وَسَببه فأخبرونا أَن رجلا هاشمياً ظهر بِمَكَّة وَادّعى أَنه رَسُول من الله إِلَى كَافَّة الْعَالم وَأَن أهل مَكَّة سَأَلُوهُ معْجزَة كمعجزة سَائِر الْأَنْبِيَاء وَأَنَّهُمْ اقترحوا عَلَيْهِ أَن يَأْمر الْقَمَر فينشق فِي السَّمَاء ويغرب نصفه فِي الغرب وَنصفه فِي الشرق ثمَّ يعود إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَفعل لَهُم ذَلِك بقدرة الله تَعَالَى فَلَمَّا سمعنَا ذَلِك من السفار اشْتقت أَن أرى الْمَذْكُور فتجهزت فِي تِجَارَة وسافرت إِلَى أَن دخلت مَكَّة وَسَأَلت عَن الرجل الْمَوْصُوف
فدلوني على مَوْضِعه فَأتيت إِلَى منزله واستأذنت عَلَيْهِ فَأذن لي وَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته جَالِسا فِي صدر الْمنزل والأنوار تتلألأ فِي وَجهه وَقد استنارت محاسنه وتغيرت صِفَاته الَّتِي كنت أعهدها فِي السفرة الأولى فَلم أعرفهُ فَلَمَّا سلمت عَلَيْهِ نظر إِلَيّ وَتَبَسم وعرفني وَقَالَ وَعَلَيْك السَّلَام ادن مني وَكَانَ بَين يَدَيْهِ طبق فِيهِ رطب وَحَوله جمَاعَة من أَصْحَابه كَالنُّجُومِ يعظمونه ويبجلونه فتوقفت لهيبته فَقَالَ ثَانِيًا ادن مني وكل الْمُوَافقَة من الْمُرُوءَة والمنافقة من الزندقة
فتقدمت وَجَلَست وأكلت مَعَهم الرطب وَصَارَ يناولني الرطب بِيَدِهِ الْمُبَارَكَة إِلَى أَن ناولني سِتّ رطبات من سوى مَا أكلت بيَدي ثمَّ نظر إِلَيّ وَتَبَسم وَقَالَ لي ألم تعرفنِي قلت كَأَنِّي غير أَنِّي مَا أتقق فَقَالَ ألم تحملنِي فِي عَام كَذَا وجاوزت بِي السَّبِيل حِين حَال السَّيْل بيني وَبَين إبلي فَعِنْدَ ذَلِك عَرفته بالعلامة وَقلت لَهُ بلَى وَالله يَا صبيح الْوَجْه فَقَالَ لي امدد إِلَيّ يدك
فمددت يَدي الْيُمْنَى إِلَيْهِ فصافحني بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَقَالَ لي قل أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله فَقلت ذَلِك كَمَا عَلمنِي فسر بذلك وَقَالَ لي عِنْد خروجي من عِنْده بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك فودعته وَأَنا مُسْتَبْشِرٍ بلقائه وَبِالْإِسْلَامِ فَاسْتَجَاب الله دُعَاء نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَارك فِي عمري بِكُل دَعْوَة مائَة)
سنة وهما عمري الْيَوْم نَيف وست مائَة سنة لسنة ازْدَادَ فِي عمري بِكُل دَعْوَة مائَة سنة وَجَمِيع من فِي هَذِه الضَّيْعَة الْعَظِيمَة أَوْلَاد أَوْلَاد أَوْلَادِي وَفتح الله عَليّ وَعَلَيْهِم بِكُل خير وَبِكُل نعْمَة ببركة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
وَذكر عبد الْوَهَّاب الْقَارئ الصُّوفِي أَنه فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَذكر النجيب عبد الْوَهَّاب أَيْضا أَنه سمع من الشَّيْخ مَحْمُود بن بَابا رتن وَأَنه بَقِي إِلَى سنة تسع وَسبع مائَة وَأَنه قدم عَلَيْهِم شيراز وَذكر أَنه ابْن مائَة وست وَسبعين عَاما وَأَنه(14/69)
تأهل ورزق أَوْلَادًا
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين من صدق هَذِه الأعجوبة وآمن بِبَقَاء رتن فَمَا لنا فِيهِ طب فَليعلم أنني أول من كذب بذلك وأنني عَاجز مُنْقَطع مَعَه فِي المناظرة وَمَا أبعد أَن يكون جني تبدى بِأَرْض الْهِنْد وَادّعى مَا ادّعى فصدقوه لَا بل هَذَا شيخ معثر دجال كذبة ضخمة لكَي تنصلح خائبة الضّيَاع وأتى بفضيحة كَثِيرَة وَالَّذِي يحلف بِهِ أَنه رتن لكذاب قَاتلك الله أَنى يؤفك وَقد أفردت جُزْء فِيهِ أَخْبَار هَذَا الضال سميته كسر وثن رتن
وَقَالَ لي الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَقد سَأَلته عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لي هُوَ من أَحَادِيث الطرقية
(رَجَاء)
أَبُو الْمِقْدَام الْكِنْدِيّ رَجَاء بن حَيْوَة بن جَرْوَل أَبُو الْمِقْدَام الْكِنْدِيّ كَانَ من الْعلمَاء وَكَانَ يُجَالس عمر بن عبد الْعَزِيز بَات لَيْلَة عِنْده فهم السراج أَن يخمد فَقَامَ إِلَيْهِ ليصلحه فأقسم عَلَيْهِ عمر ليقعدن وَقَامَ عمر فأصلحه قَالَ فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتقوم أَنْت قَالَ قُمْت وَأَنا عمر وَرجعت أَنا وَعمر وَله مَعَه أَخْبَار وحكايات وَكَانَ رَأسه أَحْمَر ولحيته بَيْضَاء
وَكَانَ كالوزير لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك ومناقبه كَثِيرَة وَهُوَ الَّذِي نَهَضَ بِأخذ الْخلَافَة لعمر بن عبد الْعَزِيز وروى عَن عبد الله بن عَمْرو وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَأبي أُمَامَة وَجَابِر بن عبد الله وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وَكَانَ أحد أَئِمَّة التَّابِعين وَثَّقَهُ غير وَاحِد وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وَكَانَ من بيسان الْغَوْر ثمَّ انْتقل إِلَى فلسطين
3 - (الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي)
رَجَاء بن مرجى بن رَافع أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي وَيُقَال السَّمرقَنْدِي الْحَافِظ حدث عَن النَّضر بن شُمَيْل وَغَيره وَقدم دمشق وَحدث بهَا وَسمع مِنْهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَيحيى بن مُحَمَّد بن صاعد وَأَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَابْن ماجة وَابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيرهم قَالَ الْخَطِيب سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا وَكَانَ ثِقَة إِمَامًا فِي علم الحَدِيث وَحفظه والمعرفة بِهِ وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ(14/70)
3 - (الجرجرائي)
رَجَاء بن أبي الضَّحَّاك مَحْبُوب من أهل جرجرايا وَهُوَ وَالِد الْحسن بن رَجَاء ولي ديوَان الْخراج على عهد الْمَأْمُون وخراج دمشق على عهد المعتصم والواثق فاحتال عَلَيْهِ عَليّ بن إِسْحَاق بن يحيى بن معَاذ صَاحب مَعُونَة جندي دمشق والأردن واغتاله وَقَتله صبرا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وصلبه بِبَاب دمشق
وَقَالَ الْحسن بن رَجَاء يرثي أَبَاهُ من مخلع الْبَسِيط
(أَلَيْسَ من أعجب الْقَضَاء ... وثوب أَرض على سَمَاء)
(قل بِمثل الْحَصَاة طود ... ضَاقَتْ بِهِ عَرصَة الفضاء)
(وَانْقطع الْيَوْم من رَجَاء ... رَجَاء من كَانَ ذَا رَجَاء)
)
(فَالْحَمْد لله كل شَيْء ... عَمَّا قَلِيل إِلَى فنَاء)
وأجابه عَليّ بن إِسْحَاق
(هبنا وقفنا على السوَاء ... فِي مُحكم الْفَصْل للْقَضَاء)
(من كَانَ منا يكون أَرضًا ... وأينا كَانَ كالسماء)
(أما دم العلج يَوْم أودى ... فَكَانَ من أيسر الدِّمَاء)
(لم أر للداء حِين يَبْدُو ... كالحسم بالسف من دَوَاء)
3 - (رَجَاء الغنوي)
رَجَاء الغنوي روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من أعطَاهُ الله حفظ كِتَابه وَظن أَن أحدا أُوتِيَ أفضل مِمَّا أُوتِيَ فقد صغر أعظم النعم رَوَت عَنهُ سَلامَة بنت الْجَعْد لَا يَصح حَدِيثه وَلَا تصح لَهُ صُحْبَة يعد فِي الْبَصرِيين
3 - (رَجَاء بن الْجلاس)
رَجَاء بن الْجلاس ذكره بعض من ألف فِي الصَّحَابَة وَحَدِيثه عِنْد عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن جبلة عَن أم بلج عَن أم الْجلاس عَن ابْنهَا رَجَاء بن الْجلاس أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَلِيفَة بعده فَقَالَ أَبُو بكر قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ إِسْنَاد ضَعِيف لَا يشْتَغل بِمثلِهِ بِمثلِهِ
3 - (الفلسطيني)
رَجَاء بن أبي سَلمَة الفلسطيني وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة(14/71)
(صَاحب صقلية)
رجار ملك الفرنج صَاحب صقلية هلك بالخوانيق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَيُقَال فِيهِ أَجَارَ بِهَمْزَة بدل الرَّاء وجيم مُشَدّدَة وَبعد الْألف رَاء وَكَانَ فِيهِ محبَّة لأهل الْعُلُوم الفلسفية
وَهُوَ الَّذِي استقدم الشريف الإدريسي صَاحب كتاب نزهة المشتاق فِي اختراق الْآفَاق من العدوة إِلَيْهِ ليضع لَهُ شَيْئا فِي شكل صُورَة الْعَالم
فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أكْرم نزله وَبَالغ فِي تَعْظِيمه فَطلب مِنْهُ شَيْئا من الْمَعَادِن ليضع مِنْهُ مَا يُرِيد
فَحمل إِلَيْهِ من الْفضة الْحجر وزن أَربع مائَة ألف دِرْهَم
فَصنعَ مِنْهَا دوائر كَهَيئَةِ الأفلاك وَركب بَعْضًا على بعض ثمَّ شكلها لَهُ على الْوَضع الْمَخْصُوص فأعجب بهَا رجار وَدخل فِي ذَلِك ثلث الْفضة وأرجح بِقَلِيل وَفضل لَهُ مَا يُقَارب الثُّلثَيْنِ فَتَركه لَهُ إجَازَة وأضاف لذَلِك مائَة ألف دِرْهَم ومركباً موسقاً كَانَ قد جَاءَ إِلَيْهِ من برشلونة بأنواع الأجلاب الرومية الَّتِي تجلب للملوك
وَسَأَلَهُ الْمقَام عِنْده وَقَالَ لَهُ أَنْت من بَيت الْخلَافَة وَمَتى كنت بَين الْمُسلمين عمل مُلُوكهمْ على قَتلك وَمَتى كنت عِنْدِي أمنت على نَفسك فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ورتب لَهُ كِفَايَة لَا تكون إِلَّا للملوك
وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهِ رَاكب بغلة فَإِذا صَار عِنْده تنحى لَهُ عَن مَجْلِسه فيأبى فيجلسان مَعًا وَقَالَ لَهُ أُرِيد تَحْقِيق أَخْبَار الْبِلَاد بالمعاينة لَا بِمَا ينْقل من الْكتب
فَوَقع اختيارهما على أنَاس ألباء فطناء أذكياء وجهزهم رجار إِلَى أقاليم الشرق والغرب جنوباً وَشمَالًا وسفر مَعَهم قوما مصورين ليصوروا مَا يشاهونه عيَانًا وَأمرهمْ بالتقصي والاستيعاب لما لَا بُد من مَعْرفَته فَكَانَ إِذا حضر أحد مِنْهُم بشكل أثْبته الشريف الإدريسي حَتَّى تَكَامل لَهُ مَا أَرَادَ وَجعله مصنفاً وَهُوَ كتاب نزهة المشتاق الَّذِي للشريف الإدريسي
وَكَانَ رجار الْمَذْكُور قد أَخذ طرابلس الغرب عنْوَة بِالسَّيْفِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقتل أَهلهَا وسبى الْحَرِيم والأطفال وَأخذ الْأَمْوَال
ثمَّ إِنَّه شرع فِي تحصينها بِالرِّجَالِ وَالْعدَد ثمَّ إِنَّه أَخذ المهدية سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة لِأَن صَاحبهَا الْحسن بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بن المُعزّ الصنهاجي عجز عَن مقاومته فَخرج من المهدية هَارِبا بِمَا خف من النفائس وَخرج من قدر على الْخُرُوج على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْحسن بن عَليّ الْمَذْكُور)
وَلما هلك رجار ملك بعده وَلَده غليلم بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبَين اللامين الساكنتين يَاء آخر الْحُرُوف مَفْتُوحَة وَبعد اللَّام الثَّانِيَة مِيم وَعَلِيهِ قدم ابْن قلاقس الإسكندري الشَّاعِر فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وامتدحه بقصيدة أَولهَا من الطَّوِيل(14/72)
(يقر لغليلم المليك ابْن غليلم ... سُلَيْمَان فِي ملك وَدَاوُد فِي حكم)
(وتخدمه الأفلاك بالسعد فِي العدى ... فيسطو بِسيف الْبَرْق أَو حَرْبَة النَّجْم)
(فَأَي هِلَال لَيْسَ كالقوس راشقاً ... بِأَيّ شهَاب لَيْسَ ينفذ كالسهم)
(وَمَا النَّصْر إِلَّا جنده حَيْثُ مَا مضى ... على جبهات الْبر أَو صفحة اليم)
وَهِي قصيدة جَيِّدَة مَوْجُودَة فِي ديوانه يُقَال إِنَّه كَانَ مِمَّا أعطَاهُ مركب حبن وَلما هلك غليلم ملكت ابْنَته أم الأنبرور ثمَّ هَلَكت أم الأنبرور وخلفته صَغِيرا فَملك وَكَانَ فَاضلا عَاقِلا وَجَرت بَينه وَبَين الْكَامِل ابْن الْعَادِل مراسلات وأظن أَن القَاضِي جمال الدّين ابْن وَاصل توجه إِلَيْهِ فِي الرسلية وَسَأَلَهُ عدَّة مسَائِل فِي المناظر وَأجَاب عَنْهَا القَاضِي جمال الدّين وَهِي مَشْهُورَة تعرف بالمسائل الأنبرورية
(الشَّيْخ الصَّالح المنيني)
أَبُو الرِّجَال بن مري بن بحتر المنيني الشَّيْخ الزَّاهِد الصَّالح الْعَارِف القانت صَاحب الْأَحْوَال والمكاشفات طلع إِلَيْهِ النَّاس وزاروه وتبركوا
وَكَانَ الشَّيْخ صدر الدّين بن المرحل إِذا نزل بِهِ أَمر يَقُول يَا سَيِّدي أَبَا الرِّجَال توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة
(الألقاب)
أَبُو رَجَاء الأسواني مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرّبيع
أَبُو رَجَاء العطاردي عمرَان بن ملْحَان
أَبُو رَجَاء الْفَقِيه اسْمه يزِيد بن أبي حبيب
(رَجَب)
3 - (الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ)
رَجَب بن قحطان بن الْحسن بن قحطان أَبُو الْمَعَالِي الْأنْصَارِيّ الضَّرِير الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ
سمع أَبَا الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَحدث باليسير سمع مِنْهُ هزارسب بن عوض وَغَيره وَكَانَ من مجودي الْقُرَّاء والمحسنين فِي الْأَدَاء ذَا عقل وَفضل وأدب وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة
وَمن شعره من الرمل(14/73)
(إِنَّمَا الْمَرْء خلاص جَائِز ... فَإِذا جربته فَهُوَ شبه)
(وتراه رَاقِدًا فِي غَفلَة ... فَهُوَ حَيّ فَإِذا مَاتَ انتبه)
3 - (زين الدّين الأرزني)
رَجَب بن قراجا بن عبد الله زين الدّين الأرزني قَالَ لي الشَّيْخ أثير الدّين رفيقنا على الشَّيْخ بهاء الدّين رحمهمَا الله تَعَالَى لَهُ اعتناء بِشَيْء من اللُّغَة وَالْأَدب وَكَانَ يكْتب خطا لَيْسَ بالجيد لكنه فِي غَايَة الضَّبْط وَالصِّحَّة يشكل الْحُرُوف كلهَا مَا أشكل مِنْهَا وَمَا لم يشكل
أنشدنا لنَفسِهِ من السَّرِيع
(شاهدت فِي طرسك سحرًا غَدا ... يخَامر الْأَلْبَاب كالأكؤس)
(فَكَانَ كالروض غَدا ناضراً ... يلذ للأعين والأنفس)
(رجيلة الْأنْصَارِيّ البياضي)
رجيلة بن ثَعْلَبَة بن عَامر بن بياضة الْأنْصَارِيّ البياضي شهد بَدْرًا كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق بِالْجِيم وَقَالَ ابْن هِشَام بِالْحَاء وَقَالَ غَيره رخيلة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فقد ورد فِيهِ الثَّلَاث وَذكره أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة
(الرّحال بن عنفوة)
الرّحال بن عنفوة واسْمه نَهَار بن عنفوة كَانَ قد هَاجر وَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ إِنَّه سَار إِلَى مسلمة وارتد وَأخْبر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يشركهُ فِي الرسَالَة فَكَانَ أعظم فتْنَة على بني حنيفَة فَقتله زيد بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَوْم الْيَمَامَة وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ جَلَست مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَهْط ومعنا الرّحال بن عنفوة فَقَالَ إِن فِيكُم لرجلاً ضرسه فِي النَّار مثل أحد فَهَلَك الْقَوْم وَبقيت أَنا والرحال فَكنت متخوفاً لَهَا حَتَّى خرج الرّحال مَعَ مُسَيْلمَة وَشهد لَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَقتل يَوْم الْيَمَامَة
(الْأَسدي)
رَحْمَة بن غَانِم أَبُو سُلَيْمَان الْأَسدي أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية من الوافر
(أَقُول لصاحبي والكأس صرف ... فَلم يعرف غنائي من أنيني)
(أرى خمرًا تشاكلها دموعي ... كَأَن ظروفها كَانَت شؤوني)
وَأورد لَهُ أَيْضا من المتقارب
(وعود تغنى بِهِ طفلة ... سديد الْغناء بإنساقها)
(فشبهت فِي كفها عودهَا ... بفخذ الجرادة مَعَ سَاقهَا)(14/74)
(الألقاب)
ابْن رحمون النَّحْوِيّ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن رحمون الطَّبِيب سَلامَة بن مبارك
(جَارِيَة الْمهْدي)
رخيم جَارِيَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي هِيَ أم العباسة وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله فِي حرف الْعين مَكَانَهُ كَانَت بارعة الْجمال وَلما توفيت جزع عَلَيْهَا جزعاً كثيرا وَقَالَ يرثيها من الْكَامِل
(أودى الزَّمَان وريبه برخيم ... ففقدت بعد رخيم كل نعيم)
(يَا دهر مَا تَدْرِي بِقدر فجيعتي ... فتعيين أَن قد أبحت حريمي)
(هلا اخترمت مَكَانهَا أشباهها ... ونسيتها فَتكون غير ملوم)
(أمست بِمَنْزِلَة الضّيَاع يَقُودهَا ... وَفد الرِّيَاح مَعَ الصدى والبوم)
(لَا أَزَال قبرك يَا رخيم يَنَالهُ ... صلوَات رب بالعباد رَحِيم)
(وَلَقَد ذممت الْعَيْش فقدتها ... وَلَقَد أرَاهُ لَيْسَ بالمذموم)
(من ذَا أسر إِلَيْهِ كل خُفْيَة ... إِذْ كنت مَوضِع سري المكتوم)
(الألقاب)
ابْن الرَّحبِي الطَّبِيب عُثْمَان بن يُوسُف شرف الدّين عَليّ بن يُوسُف بن حيدرة
الرَّحبِي يُوسُف بن حيدرة
رخ الْمروزِي مُحَمَّد بن مقَاتل
أَبُو الرداد عبد الله بن عبد السَّلَام
الرخجي الْوَزير مؤيد الْملك الْحُسَيْن بن الْحسن
(أَبُو الْفضل)
رذاذ أَبُو الْفضل الْمُغنِي مولى المتَوَكل على الله كَانَ أحسن أهل زَمَانه غناء وأرواهم وأكملهم مُرُوءَة وأدباً وَكَانَ حسن الْوَجْه وَله صَنْعَة حَسَنَة كَثِيرَة وَقَالَ جحظة كَانَ رذاذ رومياً وَكَانَ يتعاطى معرفَة النَّحْو واللغة وَكَانَ الْمُعْتَمد يبغضه ويستحيي من طرده لِأَنَّهُ غُلَام أَبِيه وَيطْلب لذَلِك عِلّة
فطالبه رذاذ يَوْمًا بصلَة وَكَانَت بَين يَدَيْهِ دَرَاهِم ودنانير جدد فَطرح إِلَيْهِ درهما وديناراً وَقَالَ لَهُ إِن أردْت الدَّنَانِير فَعَلَيْك بِمصْر وَإِن أردْت الدَّرَاهِم فَعَلَيْك بِالْجَبَلِ
فَأمْسك وَلم يعد إِلَيْهِ وخدم الْمُوفق وَكَانَ يَحْجُبهُ لإحسانه إِلَيْهِ ولبغض أَخِيه لَهُ فأغناه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِيه يَقُول ابْن الرُّومِي من الرمل(14/75)
(رب هَب لي من أبي الْفضل رذاذ ... دَعْوَة الصِّحَّة يَا خير معَاذ)
(واصطنعه واتخذه للعلى ... إِنَّه أهل اصطناع واتخاذ)
(عمر الله اللذاذات بِهِ ... تَحت أَيَّام اسْمه ذَات الرذاذ)
(الألقاب)
ابْن ررا الْوَاعِظ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله
ابْن الرزاز الشَّافِعِي اسْمه سعيد بن مُحَمَّد بن عمر
ابْن الرزاز عَليّ بن أَحْمد
الرزاز الشَّافِعِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد
ابْن الرزاز مُحَمَّد بن سعيد
وَابْن ابْنه مُحَمَّد بن سعيد أَيْضا
ابْن الرزاز مُحَمَّد بن النفيس
(رزق الله)
3 - (أَبُو مُحَمَّد الْأنمَاطِي)
رزق الله بن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بنْدَار أَبُو مُحَمَّد الْأنمَاطِي الْبَغْدَادِيّ
سمع الْكثير بإفادة عَمه عبد الْوَهَّاب بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وَأبي نصر مُحَمَّد بن سعد بن الْفرج الْمُؤَدب وَجَمَاعَة وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة
3 - (أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ)
رزق الله بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث بن أَسد بن اللَّيْث أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْفرج الْبَغْدَادِيّ فَقِيه الْحَنَابِلَة وشيخهم فِي وقته قَرَأَ بالروايات على عَليّ بن عمر الحمامي
وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْقُرَّاء وأقرأوا عَنهُ
وتفقه على أَبِيه وعَلى عَمه أبي الْفضل عبد الْوَاحِد ثمَّ على القَاضِي أبي عَليّ بن أبي مُوسَى الْهَاشِمِي وَسمع من أَبِيه وَعَمه وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مهْدي وَأحمد بن مُحَمَّد بن المتيم وَغَيرهم
وَكَانَ فَقِيها فَاضلا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَله فِي ذَلِك مصنفات حَسَنَة(14/76)
وَكَانَ واعظاً مليح الْعبارَة لطيف الْإِشَارَة فصيح اللِّسَان ظريف الْمعَانِي
وَكَانَ جميل الصُّورَة وَله الْقبُول التَّام وروسل من دَار الْخلَافَة إِلَى مُلُوك الْعرَاق وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وَحدث هُنَاكَ وروى عَنهُ خلق كثير من أهل أَصْبَهَان يجوزون الْمِائَة وَله نظم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
وَمن شعره من السَّرِيع
(يَا وَيْح هَذَا الْقلب مَا حَاله ... مشتهراً فِي الْحَيّ بلباله)
(سَكرَان لَو يصحو لعاتبته ... وَكَيف بالعتب لمن حَاله)
(دمع غزير وجى كامن ... يرحمه من ذَاك عذاله)
(مَا يثني باللوم عَن حبه ... تَغَيَّرت فِي الْحبّ أَحْوَاله)
وَمن شعره من الْبَسِيط
(لَا تسألاني عَن الْحَيّ الَّذِي بانا ... فإنني كنت يَوْم الْبَين سكرانا)
)
(يَا صَاحِبي على وجدي بنعمانا ... هَل رَاجع وصل ليلى كَالَّذي كَانَا)
(أم ذَاك آخر عهد باللقاء بهَا ... فَنَجْعَل الدَّهْر مَا عشناه أحزانا)
(مَا ضرهم لَو أَقَامُوا يَوْم بَينهم ... بِقدر مَا يلبس المحزون أكفانا)
(لَيْت الْجمال الَّتِي للبين مَا خلقت ... وليت حاد حدا فِي الدَّهْر حيرانا)
3 - (أَبُو سعد ابْن الْأَخْضَر)
رزق الله بن مُحَمَّد بن أبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيب أَبُو سعد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَخْضَر أَخُو أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الأقطع الْأَنْبَارِي
تفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَسمع بِبَغْدَاد من عُبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفَرَضي وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي وَمُحَمّد بن نصر بن الْفضل الستوري وَقدم بَغْدَاد بعد علو سنة وَحدث بهَا وروى عَنهُ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي
وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة
3 - (شفروه الْحَنَفِيّ)
رزق الله بن هبة الله بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي أَبُو البركات الْحَنَفِيّ شفروه بِكَسْر الشين النعجمة وَفتح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْوَاو وَبعدهَا هَاء الْأَصْبَهَانِيّ من بَيت مَشْهُور بِالْفَضْلِ وَالْعلم والتقدم قدم بَغْدَاد واستجاز من النَّاصِر وَحدث عَنهُ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة(14/77)
3 - (رزق الله أَخُو النشو)
رزق الله بن فضل الله مجد الدّين أَخُو النشو كَانَ نَصْرَانِيّا استخدمه أَخُوهُ شرف الدّين النشو فِي اسْتِيفَاء الخزانة وَالْخَاص وَكَانَ يَنُوب أَخَاهُ فِي غيبته وَيدخل إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام وَهُوَ يَوْم الْجُمُعَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة استسلمه السُّلْطَان قبل صَلَاة الْجُمُعَة فَأبى عَلَيْهِ ثمَّ لكمه بِيَدِهِ وَعرض عَلَيْهِ السَّيْف فَأسلم وخلع عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ لَا تكون إِلَّا شَافِعِيّ الْمَذْهَب مثلي واستخدمه فِي ديوَان الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي
فَسَاد وَظهر صيته وَعظم وشاع ذكره وَكَانَ فِيهِ كرم نفس ونظافة ملبس وميل إِلَى الْمُسلمين
كَانَ لَهُ سبع يقْرَأ بالجامع الْأَزْهَر ويجهز إِلَى مَكَّة للمجاورين سِتِّينَ قَمِيصًا فِي كل سنة)
وَكَانَ يستسلم من يُحِبهُ من عبيده وغلمانه خُفْيَة خيفة من أمه وَكَانَ يفضل قماشه وَيَقُول للخياط طوله عَن تفصيلي وكف الْفضل عَن قدري فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ أَنا قصير وَأهب قماشي لمن يكون أطول مني فَإِذا فتقه جَاءَ على طوله وَكَانَ يهب قماشه كثيرا إِلَى الْغَايَة قَلما يغسل لَهُ قماشاً إِلَّا إِن كَانَ أَبيض وَكَانَ فِي الصَّيف يُغير فِي غَالب الْأَيَّام مرَّتَيْنِ
وَعمر دَارا مليحة إِلَى الغلية على الخليج الناصري
وَلما أمسك أَخُوهُ النشو سلم مجد الدّين رزق الله إِلَى الْأَمِير سيف الدّين قوصون فَأصْبح مذبوحاً ذبح نَفسه وَلم يتَمَكَّن أحد من معاقبته وَذَلِكَ فِي ثَالِث صفر سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة
وَكَانَ حُلْو الْوَجْه مليح الْعَينَيْنِ ربعَة
(رُزَيْق)
3 - (مولى عَليّ بن أبي طَالب)
رُزَيْق الْقرشِي الْمدنِي مولى عَليّ بن أبي طَالب وَفد على عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن والفرائض فَقَالَ أَنا رجل من أهل الْمَدِينَة وحفظت كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ لي ديوَان فَقَالَ لَهُ من أَي النَّاس أَنْت قَالَ من موَالِي بني هَاشم قَالَ مولى من قَالَ رجل من الْمُسلمين فَقَالَ لَهُ أَسأَلك من أَنْت وتكتمني فَقَالَ أَنا مولى عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَت بَنو أُميَّة لَا يذكر عَليّ بَين أَيْديهم فَبكى عمر حَتَّى وَقع دمعه على الأَرْض وَقَالَ أَنا مولى عَليّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ ثمَّ أَمر لَهُ بجائزة وَقيل إِن هَذَا الْمولى كَانَ عمر بن المورق وَأعْطِي خمسين دِينَارا لولاء عَليّ وَكَانَ عَطاء غَيره مائَة أَو مِائَتَيْنِ
3 - (الْفَزارِيّ كَاتب الْعشْر)
رُزَيْق بن حَيَّان الْفَزارِيّ كَاتب ديوَان الْعشْر(14/78)
بِدِمَشْق روى عَن مُسلم بن قرظة وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم
(رزين)
3 - (الْعَرُوضِي)
رزين بن زندورد الْعَرُوضِي قَالَ ياقوت توفّي فِي أَيَّام المتَوَكل وَهُوَ الْقَائِل لأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الْخُزَاعِيّ من الْبَسِيط
(إِنِّي أَتَيْتُك مَرَّات لتأذن لي ... فَكَانَ عنْدك سهل الْإِذْن محجوباً)
(إِن كنت تحجبني بالذئب مزدهياً ... فقد لعمري أبوكم كلم الذيبا)
(فَكيف لَو كلم اللَّيْث الهصور إِذا ... تركْتُم النَّاس مَأْكُولا ومشروبا)
(هَذَا السنيدي لَا تسوى إثاوته ... يكلم الْفِيل تصعيداً وتصويباً)
(فَاذْهَبْ إِلَيْك فَإِنِّي لَا أرى أحدا ... بِبَاب دَارك طلاباً ومطلوبا)
3 - (رزين بن عَليّ)
رزين بن عَليّ بن رزين هُوَ أَخُو دعبل الشَّاعِر كَانَ شَيخا مسناً ظريفاً صَار إِلَى مصر فاستوطنها وَمَات بهَا وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل
(خليلي عوجا عوجة فاسألا النَّوَى ... بِأَيّ اجترام مَا تُرِيدُ قضا نحبي)
(يَقُولُونَ هَذَا آخر الْعَهْد بَيْننَا ... فَقلت وَهَذَا آخر الْعَهْد من قلبِي)
وَقَالَ يهجو من الْبَسِيط
(أغرى بني جَعْفَر بِي أَن أمّهم ... كَانَت تلم بفعلي حِين تغتلم)
(قوم إِذا فزعوا إِذْ نابهم حدث ... كَانَت حصونهم الْأَعْرَاض وَالْحرم)
3 - (رزين السّلمِيّ)
رزين بن أنس السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه حَدِيثه عِنْد فَهد بن عَوْف عَن أبي ربيعَة عَن نائل بن مطرف بن رزين السّلمِيّ عَن أَبِيه عَن جده أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن لنا بِئْرا بالدثينة وَقد خفنا أَن يغلبنا عَلَيْهَا من حوالينا فَكتب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتابا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من مُحَمَّد رَسُول الله أما بعد فَإِن(14/79)
لَهُم بئرهم إِن كَانَ صَادِقا وَلَهُم دَارهم إِن كَانَ صَادِقا والدثينة مَوضِع هُوَ مَاء لبني سيار كَانَت تسمى الدفينة بِالْفَاءِ فتطيروا مِنْهَا فَقَالُوا الدثينة وَقَالَ النَّابِغَة من الْكَامِل وعَلى الدثينة من بني سيار)
(رزيك)
3 - (الْعَادِل وَزِير مصر)
رزيك بِضَم الرَّاء وَتَشْديد الزَّاي وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة كَاف الْعَادِل محيي الدّين أَبُو شُجَاع ابْن الصَّالح طلائع بن رزيك وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده طلائع إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الطَّاء
لما قتل وَالِده الصَّالح على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته الْخلْع من عِنْد الْعَضُد لوَلَده رزيك هَذَا ولقب الْعَادِل النَّاصِر لم يزل على وزارة العاضد وَكَانَ شاور قد ولاه الصَّالح الصَّعِيد وَنَدم على ولَايَته وَكَانَ قد أوصى الصَّالح وَلَده الْعَادِل أَن لَا يتَعَرَّض لشاور بمساءة وَلَا يُغير عَلَيْهِ حَاله فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن عصيانه وَلَا خُرُوجه عَلَيْهِ وَكَانَ الْأَمر كَمَا أَشَارَ
فَلَمَّا تمكن شاور فِي الصَّعِيد وَقصد الْقَاهِرَة هرب الْعَادِل وَحمل مَعَه من الذَّخَائِر وَالْأَمْوَال مَا لَا يُحْصى وَمَعَهُ من خَواص أَصْحَابهم وَقد حصل من جهتهم نعْمَة وافرة فأنزلهم عِنْده وَهُوَ بإطفيح وَسَار من سَاعَته إِلَى شاور وأعلمه بهم فندب مَعَه جمَاعَة ومضوا إِلَى الْعَادِل وأخذوه أَسِيرًا وأحضروه إِلَى شاور فَوقف بِبَابِهِ زَمَانا طَويلا ثمَّ حَبسه
وَقَالَ شاور لِابْنِ الْبيض لقد خبأك الصَّالح ذخيرة صَالِحَة لوَلَده وَأَنا أَيْضا أخبأك لوَلَدي ثمَّ شقَّه وَبَقِي الْعَادِل فِي الاعتقال مُدَّة مديدة ثمَّ قَتله شاور وَأخرج رَأسه لأمراء الدولة سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَت وزارته قَرِيبا من ثَلَاث سِنِين
(الألقاب)
بَنو رزين جمَاعَة مِنْهُم
بدر الدّين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد
وعلاء الدّين عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف
وَصدر الدّين عبد الْبر بن مُحَمَّد
وتقي الدّين قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن(14/80)
(رستم)
3 - (رستم الهجري)
رستم الهجري بِفَتْح الْهَاء وَيُقَال الْعَبْدي لَهُ حَدِيث وَاحِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْأَشْرِبَة والانتباذ فِي الظروف روى عَنهُ ابْنه
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ)
رستم بن سرهنك بن عمر الْبَزَّاز الأرموي أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ الْبَغْدَادِيّ صحب أَبَا الْحسن عَليّ بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ مُدَّة يقْرَأ عَلَيْهِ الْوَعْظ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة عَن سِتِّينَ سنة
3 - (رستم بن عَليّ)
رستم بن عَليّ بن شهريار بن قَارن ملك مازندران كَانَ ملكا شجاعاً مخوفا اتسعت ممالكه
توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة فكتم ابْنه عَلَاء الدّين الْحسن مَوته أَيَّامًا حَتَّى تمكن
3 - (رستم بن عَليّ الديلمي)
رستم بن عَليّ الديلمي كَانَ بِالريِّ قد أظهر بدع الباطنية وأباح الْفروج والدماء وَسَب الصَّحَابَة وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين فتجهز إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود ابْن سبكتكين وَقبض عَلَيْهِ وعَلى أشياعه من أَعْيَان الرافضة والمعتزلة وَحمل رستم بن عَليّ وأعوانه وَابْنه وَجَمَاعَة من الديلم وَقتل السُّلْطَان جمَاعَة مِنْهُم وصلبهم على شوارع الْمَدِينَة وَأخذ مَا كَانَ قد احتجزه رستم بن عَليّ من الْجَوَاهِر وَكَانَ قيمَة ذَلِك خمس مائَة ألف دِينَار وَمن الذَّهَب مِائَتي ألف وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَمن الفضيات الْأَوَانِي مَا بلغ قِيمَته ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَمن الثِّيَاب النسيج وَغَيرهَا خَمْسَة آلَاف ثوب وَثَلَاث مائَة ثوب وأحرق تَحت خشب المصلبين خَمْسُونَ حملا من الْكتب فِيهَا كَلَام الفلاسفة والمعتزلة والنجامة والبدع وَكَانَ ذَلِك سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة
(ابْن أبي الْأَبْيَض الضَّرِير)
رسته بن أبي الْأَبْيَض الضَّرِير الشَّاعِر الْأَصْبَهَانِيّ ذكره حَمْزَة بن الْحسن وَقَالَ كَانَ شَاعِرًا مليحاً أشبه النَّاس شعرًا ووصفاً ببشار بن برد
حمل من أَصْبَهَان إِلَى بَغْدَاد وَأدْخل على زبيدة بنت جَعْفَر زوج الرشيد وَكَانَ دميماً فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَت تسمع بالمعيدي خير من أَن ترَاهُ فَقَالَ رسته أَيهَا السيدة إِنَّمَا الْمَرْء بأصغريه ثمَّ أنشدها وَأخذ جائزتها
وَله شعر كثير فَمِنْهُ قَوْله يهجو من الْخَفِيف(14/81)
(أَيهَا الْإِخْوَة الَّذين لساني ... فِي قديم الزَّمَان عَنْهُم كليل)
(جِئتُكُمْ للسلام حَتَّى إِذا مَا ... صحت شهرا كَمَا يَصِيح الدَّلِيل)
(قيل قد أَدخل الخوان عَلَيْهِم ... قلت مَالِي إِذا إِلَيْهِم سَبِيل)
(الألقاب)
رسته الْأَصْبَهَانِيّ عبد الرَّحْمَن بن عمر
ابْن الرسولي الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد
ابْن رستم وَزِير خمارويه اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
الرستمي الشَّافِعِي الْحسن بن الْعَبَّاس
(رشأ)
3 - (ابْن مَا شَاءَ الله الْمُقْرِئ)
رشأ بن نظيف بن مَا شَاءَ الله أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ قَرَأَ بِحرف ابْن عَامر على أبي الْحسن بن دَاوُد الدَّارَانِي وَله دَار مَوْقُوفَة على الْقُرَّاء بِبَاب الناطفائيين توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة
3 - (غُلَام الخالديين)
رشأ بن عبد الله أَبُو الْحسن الخالدي كَانَ غُلَاما أرمنياً لأبي عُثْمَان سعيد وَأبي بكر مُحَمَّد الخالديين الشاعرين بِبَغْدَاد ربياه وعلماه وأدباه وَكَانَ يَخْدُمهُمَا وَيكْتب مدائحهما عَنْهُمَا
فَلَمَّا توفيا لَازم هُوَ سوق الْبَز ثمَّ اتَّصل بِأبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف وَزِير الديلم وَصَارَ يكْتب لَهُ على خاصه وداره فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ عَاد إِلَى الْموصل وخدم مَعَ قراد بن الكديد البدوي سِنِين ثمَّ فَارقه وَدخل بَغْدَاد وخدم عميد الجيوش وَكَانَ أديباً قَالَ ابْن مَسَرَّة الشَّاعِر الْبَلَدِي اجتزت أَنا وَأَبُو الْفَضَائِل إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأَنْطَاكِي بِبَاب رشأ الخالدي فَقَالَ أَبُو الْفَضَائِل لهَذَا الرجل سَماع قد ورد مَعَه من الْعرَاق فَمَا ترى فِي النُّزُول بِهِ والتعرض لاستماع غنائه فَقلت على شريطة أَن لَا أسأله ذَلِك وَأَن تتولى أَنْت خطابه فنزلنا عِنْده وأفضنا فِي الحَدِيث وَعرض أَبُو الْفَضَائِل باستدعاء الطَّعَام وَالشرَاب حرصاً على السماع فَلم يجبهُ إِلَى ذَلِك وَاعْتذر بمعاذير اللئام فانصرفنا عَنهُ(14/82)
قَالَ أَبُو عَليّ فأنشدني فِي ذَلِك يُخَاطب أَبَا الْفَضَائِل من الْكَامِل
(خفيت عَلَيْك منَازِل التطفيل ... فَنزلت من رشأ بشر نزيل)
(وطرقته فطرقت ذئباً أطلساً ... أَو حَيَّة صماء ذَات صليل)
(فرقيته وقرأت كل صحيفَة ... حَتَّى قَرَأت صحيفَة الْإِنْجِيل)
(وَزَعَمت أَن أَبَاهُ من عظمائهم ... تومي إِلَى توفيل أَو منويل)
(حَتَّى خشيتك أَن تقبل كَفه ... حب الرَّجَاء وَطَاعَة التأميل)
(أسفي عَلَيْك وَقد أرقت صبَابَة ... من مَاء وَجهك فِي سُؤال بخيل)
(فَوجدت طعم سُؤَاله من لومه ... مرا كطعم الحنظل المبلول)
(وَلَقِيت دون طَعَامه وَشَرَابه ... ردا كَحَد الصارم المسلول)
)
(أَقبلت تنشده وَأَقْبل معرضًا ... إطراق ذمر طَالب بذحول)
(حَتَّى ظننتك قَاتلا وظننته ... من فرط نخوته ولي قَتِيل)
(وكفلت لي عَنهُ بِكُل كَرِيمَة ... ثمَّ انثنيت وَأَنت شَرّ كَفِيل)
(وأبت عَلَيْك خلائق خوزية ... تأبى إِذا مَا قدتها بجميل)
(هلا سَأَلت عَن الصِّنَاعَة أَهلهَا ... فيخبروك بصنعة التطفيل)
(الْقَوْم لَا يغشون إِلَّا منزلا ... يعشي الْعُيُون دخانه من ميل)
وَتُوفِّي رشأ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة
الرشاطي الأندلسي اسْمه عبد الله بن عَليّ بن عبد الله
ابْن رشد المغربي الفيلسوف اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن رشيد السبتي اسْمه مُحَمَّد بن عمر
(رشيد)
3 - (رشيد الدّين وَكيل بَيت المَال)
رشيد بن كَامِل الْعَلامَة رشيد الدّين الْحَرَشِي الرقي الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بحلب
ولد سنة خمس وَعشْرين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة سمع ابْن مسلمة وَابْن عَلان والقوصي وعدة وتفنن وَله نظم ونثر وَعمل فِي ديوَان(14/83)
الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَحضر مجَالِس النَّاصِر الْحلَبِي وَولي نظر الْحَشْر بِدِمَشْق ودرس بعصرونية حلب وَكَانَ ذَا عقل وصيانة
توفّي بحماة غَرِيبا وَمن شعره
3 - (أَبُو مَنْصُور الباخرزي)
رشيد بن مَنْصُور هُوَ أَبُو مَنْصُور الباخرزي ذكره الباخرزي فِي الدمية كَذَا أثْبته وَقَالَ فِي أثْنَاء التَّرْجَمَة أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَذكر أَنه من أهل خُرَاسَان واستوطن بَغْدَاد وَأَنه تمذهب للشيعة وَقد ذكرته أَنا فِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم فِي جملَة المحمدين
3 - (أَبُو سعيد ابْن الْمُوفق الطَّبِيب)
الرشيد أَبُو سعيد ابْن الْمُوفق يَعْقُوب النَّصْرَانِي الْمَقْدِسِي الطَّبِيب من أَعْيَان الْأَطِبَّاء وعلمائهم الْمَشَاهِير
أَخذ النَّحْو عَن التقي خزعل والطب عَن الْحَكِيم رشيد الدّين عَليّ بن خَليفَة ابْن خَليفَة ابْن أبي)
أصيبعة عَم مؤرخ الْأَطِبَّاء واشتغل على الْمُهَذّب وخدم الْكَامِل بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ابْنه الصَّالح أَيُّوب فَلَمَّا عرض للصالح أَكلَة بفخذه وَهُوَ بِدِمَشْق وَكَانَ يعالجه الرشيد أَبُو حليقة طَال الْأَمر فَاسْتَحْضر الرشيد بن الْمُوفق وشكا إِلَيْهِ حَاله
وَكَانَ بَينه وَبَين أبي حليقة وَخرج ثمَّ إِنَّه فِي ذَلِك الْمجْلس بِعَيْنِه عرض لِابْنِ الْمُوفق فالج وَبَقِي ملقى بَين يَدي السُّلْطَان فَأمر بِحمْلِهِ إِلَى دَاره
وَبَقِي أَربع أَيَّام وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة وَله من الْكتب كتاب عُيُون الطِّبّ يحتوي على علاجات ملخصة مختارة وَهُوَ من أجل الْكتب
وَله تعاليق على الْحَاوِي فِي الطِّبّ وَقيل إِنَّه مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَهُوَ الصَّحِيح
3 - (ابْن الصُّورِي الطَّبِيب)
رشيد الدّين أَبُو مَنْصُور ابْن الصُّورِي الطَّبِيب ابْن أبي الْفضل ابْن عَليّ
كَانَ عَلامَة فِي الْأَدْوِيَة المفردة ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة
ومولده بصور وَنَشَأ بهَا واشتغل على موفق الدّين عبد الْعَزِيز والموفق عبد اللَّطِيف بن يُوسُف وطب بالقدس مُدَّة وخدم الْملك الْعَادِل ثمَّ عظم عِنْد الْمُعظم وَتمكن مِنْهُ وَمن ابْنه النَّاصِر وفوض إِلَيْهِ ابْنه رياسة الْأَطِبَّاء وَكَانَ لَهُ حَلقَة إشغال ووفاته بِدِمَشْق
وَله كتاب الْأَدْوِيَة المفردة بَدَأَ فِي عمله فِي أَيَّام الْمُعظم عِيسَى وَعَمله باسمه واستقصى فِيهِ ذكر الْأَدْوِيَة المفردة وَذكر مَا اطلع عَلَيْهِ وَلم يذكرهُ المتقدمون وَكَانَ يستصحب(14/84)
مصوراً وَمَعَهُ الأصباغ والليق الْمُخْتَلفَة الألوان وَيتَوَجَّهُ إِلَى أَمَاكِن النَّبَات ويري المصور النَّبَات وورقه زهره وأغصانه وشوكه وأصوله ويدعه يصوره على مَا هُوَ عَلَيْهِ
وَله الرَّد على كتاب التَّاج البلغاري فِي الْأَدْوِيَة المفردة وَله تعاليق وفوائد ووصايا طبية
3 - (أَبُو عميرَة التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ)
رشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الشين ابْن مَالك أَبُو عميرَة التَّمِيمِي
حَدِيثه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتزع تَمْرَة من فَم الْحسن ثمَّ قذف بهَا وَقَالَ إِنَّا آل مُحَمَّد لَا تحل لنا الصَّدَقَة يعد فِي الْكُوفِيّين رَوَت عَنهُ حَفْصَة ابْنة طلق امْرَأَة من الْحَيّ
3 - (الْفَارِسِي الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ)
)
رشيد مثله مُصَغرًا الْفَارِسِي الْأنْصَارِيّ مولى لبني مُعَاوِيَة بطن من الْأَوْس كناه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد أَبَا عبد الله لَقِي رجلا من الْمُشْركين من بني كنَانَة مقنعا فِي الْحَدِيد يَقُول أَنا ابْن عويف فَعرض لَهُ سعد مولى حَاطِب فَضَربهُ ضَرْبَة جزله بِاثْنَيْنِ
وَأَقْبل عَلَيْهِ رشيد فَضَربهُ على عَاتِقه فَقطع الدرْع حَتَّى جزله بِاثْنَيْنِ وَقَالَ خُذْهَا وَأَنا الْغُلَام الْفَارِسِي وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرى ذَلِك ويسمعه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هلا قلت خُذْهُ وَأَنا الْغُلَام الْأنْصَارِيّ فَعرض لَهُ أَخُوهُ يعدو كَأَنَّهُ كلب قَالَ أَنا ابْن عويف وضربه رشيد على رَأسه وَعَلِيهِ المغفر ففلق رَأسه وَقَالَ خُذْهَا وَأَنا الْغُلَام الْأنْصَارِيّ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أَحْسَنت يَا أَبَا عبد الله
(الألقاب)
الرشيد الصفوي عبد الله بن المظفر
الرشيد الْعَطَّار الْمُحدث يحيى بن عَليّ
الرَّشِيدِيّ إِبْرَاهِيم بن لاجين
الرشيد بن الْمُعْتَمد عبيد الله بن مُحَمَّد
الرشيد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ اسْمه هَارُون بن مُحَمَّد
الرشيد بن الْمَأْمُون صَاحب الْمغرب عبد الْوَاحِد
الرشيد النابلسي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن بدر
الرشيد بن الزبير اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم
الرشيد المكيني أَبُو بكر بن أبي الدّرّ
رشيد الدولة الْوَزير فضل الله بن أبي الْخَيْر(14/85)
(رَشِيق)
3 - (تَاج الدّين خَادِم الإِمَام النَّاصِر)
رَشِيق تَاج الدّين خَادِم الإِمَام النَّاصِر كَانَ فِي آخر أَمر الإِمَام النَّاصِر يكْتب عَنهُ على الرّقاع هُوَ وَامْرَأَة تسمى سِتّ نسيم لِأَنَّهُمَا كَانَا يكتبان قَرِيبا من خطه وَله ذكر فِي تَرْجَمَة صاعد بن هبة الله الطَّبِيب الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(الألقاب)
علم الدّين ابْن رَشِيق مُحَمَّد بن الْحُسَيْن
نظام الدّين ابْن رَشِيق عُثْمَان بن أَحْمد
ابْن رَشِيق جمَاعَة مِنْهُم
عبد الله بن رَشِيق الْقُرْطُبِيّ
وَابْن رَشِيق القيرواني صَاحب التصانيف اسْمه حسن
وَابْن رَشِيق قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة زين الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق
جمال الدّين الْحُسَيْن بن عَتيق
ابْن رَشِيق القصري عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن مُحَمَّد
ابْن الرصاصك عبد الْحق بن مكي
الرصاص العاصمي عَاصِم بن الْحسن
الرصافي مُحَمَّد بن غَالب الأندلسي
الرصافي أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عبد السَّلَام
الرصافي الطَّبِيب مُحَمَّد بن مَحْمُود
(بنت يَقْطِين)
الرِّضَا بنت الْفَتْح الكاتبة قَالَ محب الدّين ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْت اسْمهَا بخطها كَانَت تعرف ببنت يَقْطِين نقل عَن ابْن العديم الصاحب كَمَال الدّين أَنَّهَا كَانَت من الكاتبات المشهورات بِبَغْدَاد وَقد كتبت كثيرا وَرَأَيْت بخطها نُسْخَة بديوان ابْن حجاج وَقد كتبت عدَّة نسخ وَكَانَت تكْتب خطا جيدا قَالَ محب الدّين رَأَيْت بخطها ولدت سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة
(رضوَان)
3 - (ابْن الساعاتي الطَّبِيب)
رضوَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رستم الْخُرَاسَانِي فَخر(14/86)
الدّين ابْن الساعاتي
مولده ومنشؤه بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ من خُرَاسَان وانتقل إِلَى الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي
وَكَانَ أوحد فِي علم السَّاعَات والنجوم وَهُوَ الَّذِي عمل السَّاعَات بِبَاب الْجَامِع الْأمَوِي وَضعهَا أَيَّام الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود وَكَانَ لَهُ مِنْهُ الإنعام الْكثير والجراية لملازمة السَّاعَات
وَلما توفّي خلف وَلدين أَحدهمَا بهاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الساعاتي الشَّاعِر وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالْآخر فَخر الدّين رضوَان الْمَذْكُور
وَكَانَ طَبِيبا كَامِلا فِي الطِّبّ وَالْأَدب وَقَرَأَ الطِّبّ على رَضِي الدّين الرَّحبِي ولازمه مُدَّة وَكَانَ فطناً ذكياً متقناً لما يعاينه حَرِيصًا على الْعلم وَقَرَأَ أَيْضا على فَخر الدّين المارديني لما ورد إِلَى دمشق وَكَانَ ابْن الساعاتي فَخر الدّين جيد الْكِتَابَة كتب الْمَنْسُوب وَله معرفَة بالْمَنْطق وعلوم الْحِكْمَة وَقَرَأَ الْأَدَب على تَاج الدّين الْكِنْدِيّ بِدِمَشْق وخدم الْملك الفائز بن أبي الْعَادِل أبي بكر ووزر لَهُ وخدم الْمُعظم الْعَادِل بالطب ووزر لَهُ ونادمه
وَكَانَ يلْعَب بِالْعودِ وَكَانَ يحب كَلَام الشَّيْخ ابْن سينا فِي الطِّبّ مغرماً بِهِ وَتُوفِّي بعلة اليرقان بِدِمَشْق
وَله من التصانيف تَكْمِيل كتاب القولنج للرئيس والحواشي على القانون والمختارات من الْأَشْعَار وَغَيرهَا
وَمن شعره من السَّرِيع
(يحسدني قومِي على صنعتي ... لأنني بَينهم فَارس)
(سهرت فِي ليلِي فاستنعسوا ... لَا يَسْتَوِي الناعس والدارس)
)
3 - (صَاحب حلب)
رضوَان بن السُّلْطَان تتش بن ألب رسْلَان فَخر الدولة السلجوقي
ولي سلطنة حلب بعد أَبِيه إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَولي بعده ابْنه ألب رسْلَان الْأَخْرَس وَله سِتّ عشرَة سنة وَمن رضوَان أخذت الفرنج أنطاكية سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ سيء السِّيرَة
وَتُوفِّي رضوَان سنة سبع وَخمْس مائَة وَكَانَ قد ملك حلب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
وَكَانَ المستولي على أمره جنَاح الدولة حُسَيْن ثمَّ فَارقه أَبَا طَالب وبهرام وَقتل خَواص أَبِيه وَاحِدًا بعد وَاحِد وَكَانَ ظَالِما بَخِيلًا قَبِيح السِّيرَة لَيْسَ فِي قلبه رَحْمَة وَلَا شَفَقَة على الْمُسلمين وَكَانَ الفرنج يغارون ويسبون من بَاب حلب وَلَا يخرج إِلَيْهِم
فَمَرض أمراضاً مزمنة وَرَأى العبر فِي نَفسه وَخلف فِي(14/87)
خزانته من الْعين وَالْعرُوض والأواني مَا تَقْدِيره سِتّ مائَة ألف دِينَار
وَكَانَ أَولا بِدِمَشْق عِنْد توجه أَبِيه إِلَى الرّيّ فاستدعاه فَتوجه إِلَيْهِ كَانَ بالأنبار بلغته قتلته فَرجع إِلَى حلب فتسلمها من الْوَزير أبي الْقَاسِم
3 - (الحلاوي الدِّمَشْقِي)
رضوَان بن عمر بن عَليّ أَبُو الْحيَاء الحلاوي الدِّمَشْقِي نقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحيَاء لنَفسِهِ من الْخَفِيف
(من عذيري من المدام وَمَا قد ... أظهرته لأَهْلهَا من كنوز)
(أعدمتني من كل مَالِي وحالي ... وتبدت فِي حلَّة الإبريز)
(خدعتني بلطف كيد ومكر ... وقديماً سَمِعت كيد الْعَجُوز)
3 - (أَبُو النَّعيم المالقي)
رضوَان بن خَالِد أَبُو النَّعيم المالقي ذكره ابْن سعيد قَالَ لَقيته بمالقة يهيم من الغرام فِي كل وَاد واغتنمت فِي صحبته بهَا أَيَّامًا هِيَ جمع وأعياد وَقَالَ توفّي رَحمَه الله سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة
وَمن شعره من السَّرِيع
(لما تبدى قلت مَاذَا بشر ... وَلَا حوى بعض حلاه الْقَمَر)
(من أَيْن للبدر الَّذِي حازه ... من ذَلِك الدل وَذَاكَ الخفر)
)
(وقامة الْغُصْن وردف النقا ... وناظر الظبي إِذا مَا نظر)
(ونكهة الرَّوْض إِذا مَا سرت ... فِيهِ الصِّبَا غب نزُول الْمَطَر)
(هَذَا لعمري بعض مَا حازه ... وَمَا اختفى أحسن من مَا ظهر)
(لَام عَلَيْهِ عاذل ظَالِم ... وَلَو رأى بعض حلاه عذر)
(وَأنكر المحمي من أدمعي ... وَهُوَ لناء من ضلوعي شرر)
(أَبُو عَمْرو المالقي الْكَاتِب)
رَضِي بن رضَا أَبُو عَمْرو الْكَاتِب من أهل مالقة أنْشد لبَعْضهِم هَذِه الْقطعَة وَهِي من المتقارب
(أَرَادوا بعادي فأدنيتم ... فَقَالُوا عَجِيب عَجِيب عَجِيب)
(فأهملت دمعي على وجنتي ... فَقَالُوا مريب مريب مريب)
(فناديت فِي الْحَيّ يَا غربتي ... فَقَالُوا غَرِيب غَرِيب غَرِيب)(14/88)
(فَقلت مَتى الْوَصْل يَا سادتي ... فَقَالُوا قريب قريب قريب)
(فَسلمت تَسْلِيم صب بهم ... فَقَالُوا حبيب حبيب حبيب)
واستغربت بمالقة فَصنعَ فِي ذَلِك مقامة تدل على مَكَانَهُ من الْأَدَب وَقَالَ يعارضها
(نسبت بهَا فِي الْهوى مُعْلنا ... بذكرى فَقَالُوا نسيب نسيب)
(وأغربت فِي حبها طَالبا ... رِضَاهَا فَقَالُوا غَرِيب غَرِيب)
(أهاب التصابي فلبيته ... وهبت فَقَالُوا مهيب مهيب)
(وَكم قد كذبت فَلم أنخدع ... لقيل فَقَالَت كذيب كذيب)
(أرابو وَإِنِّي لذُو إربة ... وأرب فَقَالَت أريب أريب)
(عَسى وَطن سَمِعت منشداً ... يَقُول فَقَالَت حبيب حبيب)
وَله أَيْضا من المتقارب
(وَلما الْتَقَيْنَا نسيت النسيب ... فَقَالَت نسيب نسي بِي نسيبا)
(وحققت أَنِّي مغرى بهَا ... فَقَالَت غَرِيب غري بِي غَرِيبا)
(كنت عَن محب بِغَيْر اسْمه ... فَقَالَت منيب مني بِي منيبا)
قلت لَيْسَ فِي هَذِه الأبيات غَرِيب معنى وَلَا كَبِيرَة أَمر نعم هَذِه الثَّلَاثَة أَبْيَات الَّتِي جَاءَت)
آخرا فَإِن ألفاظها تَكَرَّرت باخْتلَاف الْمعَانِي وَكَذَا قَوْله فِي الَّتِي قبلهَا كذيب كذيب فَإِن الْكَاف الثَّانِيَة كَاف التَّشْبِيه
وَمن شعر رَضِي الْمَذْكُور قَوْله من المتقارب
(بَكَيْت بدمع كذوب العقيق ... غراماً وشوقاً لوادي العقيق)
(وَبَيت عَتيق ثوى تربه ... مُحَمَّد الْمُصْطَفى أَو عَتيق)
(فَللَّه ترب كمسك سحيق ... عداني عَنهُ مَكَان سحيق)
(بودي لَو سرت سير العنيق ... أجوب إِلَى الْبَيْت نيقا فنيق)
(فأبغي لأعلى رَفِيق خلاصاً ... عَسى الرب أَعلَى يرى بِي رَفِيق)
وَاسْتشْهدَ بدانة من نَوَاحِيهَا وَهُوَ إِذْ ذَاك يتَوَلَّى الْكِتَابَة لواليها بعد السّبْعين وَخمْس مائَة
(الألقاب)
ابْن الرضي أَبُو بكر بن مُحَمَّد
الشريف الرضي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن(14/89)
ابْن الرطبي الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن سَلامَة
وَأَخُوهُ القَاضِي عبيد الله بن سَلامَة
ابْن رطبَة الشِّيعيّ الْحُسَيْن بن هبة الله
ابْن الرعاد اسْمه مُحَمَّد بن رضوَان
(رعية السحيمي)
رعية بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف السحيمي بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْحَاء مُهْملَة
وَقَالَ الطَّبَرِيّ الهُجَيْمِي فصحف نسبه كتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرقع بكتابه دلوه فَقَالَت لَهُ ابْنَته مَا أَرَاك إِلَّا ستصيبك قَارِعَة عَمَدت إِلَى كتاب سيد الْعَرَب فرقعت بِهِ دلوك وَبعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ هُوَ وَأَهله وَولده وَمَاله فَأسلم وَقدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أغير على أَهلِي وَمَالِي وَوَلَدي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما المَال فقد قسم وَلَو أَدْرَكته قبل أَن يقسم لَكُنْت أَحَق بِهِ وَأما الْوَلَد فَاذْهَبْ مَعَه يَا بِلَال فَإِن عرف وَلَده فادفعه إِلَيْهِ فَذهب مَعَه فَأرَاهُ وَقَالَ لِابْنِهِ تعرفه قَالَ نعم فَدفعهُ إِلَيْهِ
(رِفَاعَة)
3 - (أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ)
رِفَاعَة بن عبد الْمُنْذر بن زنبر بن زيد بن أُميَّة بن زيد بن مَالك بن عَوْف بن عَمْرو بن عَوْف بن أَوْس أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ وَقيل اسْمه بشير بن عبد الْمُنْذر كَانَ أَبُو لبَابَة نَقِيبًا شهد الْعقبَة وبدراً قَالَ ابْن إِسْحَاق زعم قوم أَن أَبَا لبَابَة والْحَارث بن حَاطِب خرجا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر فرجعهما وَأمر أَبَا لبَابَة على الْمَدِينَة وَضرب لَهُ بِسَهْم مَعَ أَصْحَاب بدر قَالَ ابْن هِشَام وردهما من الروحاء
قَالَ ابْن عبد الْبر واستخلف أَبَا لبَابَة أَيْضا على الْمَدِينَة حِين خرج إِلَى غَزْوَة السويق وَشهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَكَانَت مَعَه راية بني عَمْرو بن عَوْف فِي غَزْوَة(14/90)
الْفَتْح وروى ابْن وهب عَن مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر أَن أَبَا لبَابَة ارْتبط بسلسلة ربوض والربوض الثَّقِيلَة بضع عشرَة لَيْلَة حَتَّى ذهب سَمعه فَمَا يكَاد يسمع وَكَاد يذهب بَصَره وَكَانَت ابْنَته تحله إِذا أَرَادَ الصَّلَاة أَو أَرَادَ أَن يذهب لحَاجَة فَإِذا فرغ أعادته إِلَى الرِّبَاط
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو جَاءَنِي لاستغفرت لَهُ وَاخْتلف فِي الْحَال الَّتِي أوجبت لَهُ هَذَا فَقيل إِنَّه كَانَ مِمَّن تخلف عَن غَزْوَة تَبُوك)
قَالَ الزُّهْرِيّ فَربط نَفسه بِسَارِيَة وَقَالَ وَالله لَا أحل نَفسِي مِنْهَا وَلَا أَذُوق طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى يَتُوب الله عَليّ أَو أَمُوت فَمَكثَ سَبْعَة أَيَّام لَا يَذُوق طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى خر مغشياً عَلَيْهِ ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِ
فَقيل لَهُ ذَلِك فَقَالَ وَالله لَا أحل نَفسِي حَتَّى يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الَّذِي يُحِلنِي فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحله بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله إِن من تَوْبَتِي أَن أَهجر دَار قومِي الَّتِي أصبت فِيهَا الذَّنب وَأَن أَنْخَلِع من مَالِي صَدَقَة إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله
فَقَالَ يجزئك يَا أَبَا لبَابَة الثُّلُث وَفِيه نزلت وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ
وَكَانَ مَعَه سَبْعَة نفر أَو ثَمَانِيَة أَو تِسْعَة تخلفوا عَن غَزْوَة تَبُوك وَقَالَ ابْن عبد الْبر وَقيل إِن الذَّنب الَّذِي أَتَاهُ أَبُو لبَابَة كَانَ إِشَارَته إِلَى حلفاء بني قُرَيْظَة إِنَّه الذّبْح إِن نزلتم على حكم سعد بن معَاذ وَأَشَارَ إِلَى حلقه فَنزل فِيهِ يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تخونوا الله وَالرَّسُول وتخونوا أماناتكم مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ رَضِي الله عَنهُ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة
3 - (الْقرظِيّ الصَّحَابِيّ)
رِفَاعَة بن سموال بِالسِّين الْمُهْملَة وَمِيم وواو وَبعدهَا ألف وَلَام وَقيل رِفَاعَة بن رِفَاعَة الْقرظِيّ رُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل فِي عشرَة أَنا أحدهم
وَهُوَ الَّذِي طلق امْرَأَته ثَلَاثًا فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن الزبير ثمَّ طَلقهَا قبل أَن يَمَسهَا حَدِيثه ذَلِك ثَابت فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره
3 - (رِفَاعَة بن وقش)
رِفَاعَة بن وقش بِسُكُون الْقَاف وَقيل ابْن قيس وَالْأول أَكثر
شهد أحدا وَهُوَ شيخ كَبِير وَهُوَ أَخُو ثَابت بن وقش قتلا جَمِيعًا يَوْم أحد شهيدين قتل رِفَاعَة خَالِد بن الْوَلِيد وَهُوَ يَوْمئِذٍ كَافِر
3 - (رِفَاعَة بن الْحَارِث)
رِفَاعَة بن الْحَارِث بن رِفَاعَة بن الْحَارِث بن سَواد بن مَالك أحد بني عفراء شهد بَدْرًا فِي قَول ابْن إِسْحَاق وَأما الْوَاقِدِيّ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِك عندنَا بثبت وَأنْكرهُ فِي بني عفراء وَأنْكرهُ غَيره فيهم وَفِي الْبَدْرِيِّينَ أَيْضا)(14/91)
3 - (رِفَاعَة الْجُهَنِيّ)
رِفَاعَة بن عَمْرو الْجُهَنِيّ شهد بَدْرًا وأحداً قَالَه أَبُو معشر وَلم يُتَابع وَقَالَ ابْن إِسْحَاق والواقدي وَسَائِر أهل السّير هُوَ وَدِيعَة بن عَمْرو
3 - (ابْن مسروح الْأَسدي)
رِفَاعَة بن مسروع الْأَسدي من بني أَسد خُزَيْمَة قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا وَكَانَ حليفاً لبني عبد شمس أَو لبني أُميَّة بن عبد شمس
3 - (ابْن عرابة الْجُهَنِيّ)
رِفَاعَة بن عرابة وَيُقَال بن عَرَادَة الْجُهَنِيّ مدنِي روى عَنهُ عَطاء بن يسَار يعد فِي أهل الْحجاز
3 - (ابْن زيد الْأنْصَارِيّ)
رِفَاعَة بن زيد بن عَامر بن سَواد الْأنْصَارِيّ الظفري عَم قَتَادَة بن النُّعْمَان هُوَ الَّذِي سرق سلاحه وَطَعَامه بَنو أُبَيْرِق فتنازعوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنزلت فِي بني أُبَيْرِق وَلَا تجَادل عَن الَّذين يَخْتَانُونَ أنفسهم
3 - (ابْن وهب الجذامي)
رِفَاعَة بن زيد بن وهب الجذامي ثمَّ الضبيبي تَصْغِير ضَب بالضاد مُعْجمَة كَذَا يَقُول أهل الحَدِيث وَأهل النّسَب يَقُولُونَ الضيني بالضاد الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَنون قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة فِي جمَاعَة من قومه وَعقد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قومه وَأهْدى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما وَكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه فأسلموا والغلام الَّذِي أهداه هُوَ مدعم
3 - (الْأنْصَارِيّ الزرقي)
رِفَاعَة بن يحيى بن عبد الله بن رِفَاعَة بن رَافع الْأنْصَارِيّ الزرقي الْمَدِينِيّ إِمَام مَسْجِد بني زُرَيْق روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة
3 - (الصَّالح القنائي)
رِفَاعَة بن أَحْمد بن رِفَاعَة القنائي الجذامي الشَّيْخ الصَّالح من أَصْحَاب أبي الْحسن ابْن الصّباغ)
ينْقل عَنهُ كرامات قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى الشَّيْخ أَبُو الطَّاهِر إِسْمَاعِيل أَن الشَّيْخ أَبَا الْحسن بن الصّباغ تحدث مَعَ وَالِي(14/92)
قوص أَن يعْزل وَالِي قِنَا فَامْتنعَ
وَكَانَ رِفَاعَة حَاضرا فَقَالَ رِفَاعَة يَا سَيِّدي أَقُول فَقَالَ الشَّيْخ لَا فَاجْتمع الْفُقَرَاء وَقَالُوا لِرفَاعَة مَا الَّذِي كنت تُرِيدُ أَن تَقول فَقَالَ إِن الْوَالِي لما رد على الشَّيْخ عزل فِي سَاعَته
وأرخوا ذَلِك الْوَقْت فجَاء الْمُتَوَلِي مَكَانَهُ والمرسوم فِي ذَلِك الْوَقْت
(الألقاب)
الرِّفَاعِي الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ
الرِّفَاعِي أَبُو إِسْمَاعِيل عَليّ بن عَليّ
ابْن الرفاء هُوَ وَالِد شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز واسْمه مُحَمَّد بن عبد المحسن
والرفاء الْمسند عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد
ابْن الرّفْعَة شرف الدّين أَحْمد بن عبد المحسن
ابْن الرّفْعَة الْفَقِيه الْمَشْهُور أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الرّفْعَة
(أَمِير الْأُمَرَاء للمستنصر)
رفق المستنصري عز الدولة أَمِير الْأُمَرَاء للمستنصر ولي دمشق فِي أَيَّامه وَوَصلهَا يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة بعد طَارق المستنصري فَأَقَامَ بهَا والياً بَقِيَّة الْمحرم وَخَمْسَة أَيَّام من صفر ثمَّ صرف عَنْهَا إِلَى حلب ووليها بعده الْمُؤَيد حيدرة بن الْحُسَيْن بن مُفْلِح
(رفيع)
3 - (أَبُو الْعَالِيَة)
رفيع بن مهْرَان أَبُو الْعَالِيَة الريَاحي الْبَصْرِيّ مولى امْرَأَة بني ريَاح أدْرك عصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم بعد سِنِين من وَفَاته
روى عَن أبي بكر فِيمَا قيل وَعمر وَعلي وَابْن مَسْعُود وَغَيرهم وروى عَنهُ قَتَادَة وَدَاوُد بن أبي هِنْد وثابت الْبنانِيّ وَمُحَمّد بن وَاسع وَغَيرهم قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ أَبُو الْعَالِيَة بَصرِي تَابِعِيّ ثِقَة من كبار التَّابِعين وَيُقَال إِنَّه(14/93)
لم يسمع من عَليّ شَيْئا إِنَّمَا يُرْسل عَنهُ وَقَتَادَة لم يسمع من أبي الْعَالِيَة إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث وَيُقَال إِنَّه أول من أذن وَرَاء النَّهر وَتُوفِّي سنة تسعين فِي قَول
وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ مَا مسست ذكري مُنْذُ سنة بيميني وَقَالَ الشَّافِعِي حَدِيث أبي الْعَالِيَة الريَاحي ريَاح
3 - (رفيع بن سَلمَة)
رفيع بن سَلمَة بن مُسلم بن رفيع أَبُو غَسَّان كَاتب أبي عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَصَاحبه الْمُخْتَص بِهِ
وَكَانَ يلقب دماذا وَمَعْنَاهُ الفسيلة وَكَانَ شَاعِرًا هجاء خَبِيث اللِّسَان فَلَمَّا أسن أنكر مَا هجا بِهِ النَّاس
وَمن شعره من الْبَسِيط
(شغلي عَن النَّاس بِإِنْسَان ... علق قلبِي وتناساني)
(موه بِبَاب الْحبّ حَتَّى إِذا ... سَقَطت فِي الصبوة خلاني)
(الألقاب)
رفيع الدّين قَاضِي دمشق عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد رفيع الدّين ابْن صمادح أَبُو يحيى ابْن مُحَمَّد الرقاشِي الشَّاعِر اسْمه الْفضل ابْن عبد الصَّمد أَبُو الرقعمق اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد
ابْن الرقاقي أَمِين الدّين أَبُو بكر بن عبد الْعَظِيم
(رقيقَة)
3 - (بنت وهب الثقفية)
رقيقَة بنت وهب الثقفية أسلمت فِي حِين خُرُوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الطَّائِف من مَكَّة بعد موت أبي طَالب وَخَدِيجَة حَدِيثهمَا عَن عبد ربه ابْن حكم عَن ابْنة رقيقَة عَن أمهَا رَقِيق حَدِيث حسن فِي إسْلَامهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأمرها بِأَن تتْرك عبَادَة الطواغيت وَأَن توليهم ظهرهَا إِذا صلت
3 - (أم مخرمَة بن نَوْفَل)
رقيقَة بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم بن عبد منَاف ولدت(14/94)
لنوفل بن أهيب بن عبد منَاف بن زهرَة مخرمَة وَصَفوَان وَأُميَّة
ذكرهَا ابْن سعد فِي من أسلم من النِّسَاء وَبَايع
(رقية)
3 - (ابْنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
رقية بنت الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمهَا خَدِيجَة بنت خويلد تقدم ذكرهَا
زعم الزبير وَعَمه مُصعب أَنَّهَا أَصْغَر بَنَاته وإياه صحّح الْجِرْجَانِيّ النسابة وَقَالَ غَيره أكبر بَنَاته زَيْنَب ثمَّ رقية
وَولدت رقية وَعمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة
وَقَالَ مُصعب وَغَيره كَانَت تَحت عتبَة ابْن أبي لَهب وَأُخْتهَا أم كُلْثُوم تَحت عتيبة بن أبي لَهب فَلَمَّا نزلت تبت يدا أبي لَهب قَالَ لَهما أَبُو لَهب فارقا ابْنَتي مُحَمَّد وَقَالَ أَبُو لَهب رَأْسِي من رأسيكما حرَام إِن لم تفارقا ابْنَتي مُحَمَّد ففارقاهما وَتزَوج عُثْمَان رقية وَهَاجَرت مَعَه إِلَى الْحَبَشَة وَولدت هُنَاكَ ابْنة عبد الله وَبلغ سِتّ سِنِين فَنقرَ عينه ديك فتورم وَجهه وَمرض وَمَات
وَقيل غير ذَلِك وَقيل صلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل أَبوهُ عُثْمَان فِي حفرته وَقَالَ قَتَادَة توفيت عِنْد عُثْمَان وَلم تَلد مِنْهُ قَالَ ابْن عبد الْبر وَهَذَا غلط مِنْهُ لم يقلهُ غَيره وَأَظنهُ أَرَادَ أم كُلْثُوم
وَهَذَا قَول ابْن شهَاب وَلما آم عُثْمَان من رقية وَآمَنت حَفْصَة من زَوجهَا مر عمر بعثمان فَقَالَ لَهُ هَل لَك فِي حَفْصَة وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرهَا فَلم)
يجبهُ
فَذكر عمر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ هَل لَك فِي خير من ذَلِك أَتزوّج أَنا حَفْصَة وأزوج عُثْمَان خيرا مِنْهَا أم كُلْثُوم
ومرضت رقية فَتخلف عُثْمَان يمرضها بِأَمْر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَلما خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر وَتوفيت رَضِي الله عَنْهَا يَوْم وقْعَة بدر يَوْم جَاءَ زيد بن حَارِثَة بشيراً بِمَا فتح الله من بدر
وَلما مَاتَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يدْخل الْقَبْر رجل قارف أَهله فَلم يدْخل عُثْمَان كَذَا قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ خطأ لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يحضر دفن رقية وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا القَوْل فِي أم كُلْثُوم رَضِي الله عَنْهَا
وَكَانَت بدر فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة وَلما عزي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رقية رَضِي الله عَنْهَا قَالَ الْحَمد لله دفن الْبَنَات من المكرمات
3 - (بنت ابْن دَقِيق الْعِيد)
رقية بنت مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب القشيرية هِيَ ابْنة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد
سَمِعت من الْعِزّ الْحَرَّانِي بِقِرَاءَة والدها وَمن أبي بكر الْأنمَاطِي وَابْن خطيب المزة وَحدثت بِالْقَاهِرَةِ وَسمع مِنْهَا جمَاعَة
قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين الأدفوي سمعنَا عَلَيْهَا جُزْءا من سنَن الْكشِّي وأجازت لنا وَهِي امْرَأَة متعبدة مُلَازمَة(14/95)
للخير من بَيت الْعلم وَالصَّلَاح
توفيت يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة
(الألقاب)
الرَّقِيق الْكَاتِب إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم
الرقي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد
(ركَانَة الصَّحَابِيّ)
ركَانَة بن عبد الْعَزِيز يزِيد بن هَاشم بن الْمطلب بن عبد منَاف كَانَ من مسلمة الْفَتْح وَكَانَ من أَشد النَّاس وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا
وطلق امْرَأَته سهيمة بنت عُوَيْمِر بِالْمَدِينَةِ الْبَتَّةَ فَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أردْت بهَا يستخبره عَن نِيَّته فِي ذَلِك فَقَالَ أردْت وَاحِدَة فَردهَا عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على تَطْلِيقَتَيْنِ من حَدِيثه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن لكل دين خلقا وَخلق هَذَا الدّين الْحيَاء وَتُوفِّي ركانه رَضِي الله عَنهُ أول خلَافَة مُعَاوِيَة سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة
(ركب الصَّحَابِيّ)
ركب الْمصْرِيّ الْكِنْدِيّ الصَّحَابِيّ لَهُ حَدِيث وَاحِد حسن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ آدَاب وحض على خِصَال من الْخَيْر وَالْعلم وَالْحكمَة وَيُقَال إِنَّه لَيْسَ بِمَشْهُور فِي الصَّحَابَة وَقد أَجمعُوا على ذكره فيهم روى عَن نصيح الْعَبْسِي
(الألقاب)
أَبُو ركوة الْأمَوِي الْخَارِج بالمغرب اسْمه الْوَلِيد بن هِشَام
ركن الدولة بن بويه الْحسن بن بويه
ابْن أبي الركب النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مَسْعُود
ابْن أبي الركب النَّحْوِيّ اسْمه مُصعب بن مُحَمَّد
(ابْن ميادة الشَّاعِر)
الرماح بن أبرد بن ثَوْبَان من بني مرّة من بني ذيبان ابْن ميادة(14/96)
وميادة أمه أم ولد بربرية ويكنى أَبَا شرَاحِيل وَكَانَ عريضاً للشر طَالبا لمهاجاة الشُّعَرَاء ومسابة النَّاس وَكَانَ يضْرب بِيَدِهِ على جنب أمه وَيَقُول من الرجز
(إعرنزمي مياد للقوافي ... واستسمعيهن وَلَا تخافي)
ستجدين ابْنك ذَا قذاف وَهُوَ شَاعِر مُتَقَدم فِي شعراء الدولتين وقف بِالْمَوْسِمِ ينشد يفتخر بِنسَب أَبِيه فِي الْعَرَب وَنسب أمه فِي الْعَجم فَقَالَ من الطَّوِيل
(أَلَيْسَ غُلَام بَين كسْرَى وظالم ... بأكرم من نيطت عَلَيْهِ التمائم)
(لَو أَن جَمِيع النَّاس كَانُوا بتلعة ... وَجئْت بجدي ظَالِم وَابْن ظَالِم)
(لظلت رِقَاب النَّاس خاضعة لنا ... سجوداً على أقدامنا بالجماجم)
وَكَانَ الفرزدق وَاقِفًا فِي الْجَمَاعَة متلثماً فَلَمَّا سمع الْبَيْتَيْنِ قَالَ لَهُ أَنْت يَا ابْن أبرد صَاحب هَذِه الصّفة كذبت وَالله
فَأقبل عَلَيْهِ فَقَالَ فَمه يَا أَبَا فراس فَقَالَ أَنا وَالله أولى بهما مِنْك ثمَّ أقبل على راويته وَقَالَ اضممهما إِلَيْك فَأَطْرَقَ ابْن ميادة وَمَا أَجَابَهُ بِحرف
وَمن شعره فِي أم جحدر زَيْنَب بنت حَيَّان المرية وَكَانَ يهواها من الطَّوِيل
(عَسى إِن حجَجنَا نَلْتَقِي أم جحدر ... ويجمعنا من نخلتين طَرِيق)
(وتصطك أعضاد الْمطِي وبيننا ... حَدِيث مسر دون كل رَفِيق)
ودي إِلَى وَلِيمَة فَوجدَ على الْبَاب حرساً يضْربُونَ الزلالين بالسياط وَيمْنَعُونَ الدَّاخِل إِلَى الدَّار فَقَالَ من الطَّوِيل
(وَلما رَأَيْت الأصبحية قنعت ... مفارق شمط حَيْثُ تلوى العمائم)
(تركت دفاع الْبَاب عَمَّا وَرَاءه ... وَقلت صَحِيح من نجا وَهُوَ سَالم)
وأخبار ابْن ميادة كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وللزبير بن بكار كتاب فِي أخباره
(الألقاب)
)
ابْن الرماح النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد
ابْن الرماك النَّحْوِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن
الرَّمَادِي الْقُرْطُبِيّ الشَّاعِر اسْمه يُوسُف بن هَارُون
الرَّمَادِي الْمصْرِيّ إِبْرَاهِيم بن بشار
الرماني النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى(14/97)
الرماني الْمُحدث يحيى بن دِينَار
ابْن رُمَيْح الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد
الرميلي الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن
ابْن الرميلي مكي بن عبد السَّلَام
أَبُو رهم المنحور كُلْثُوم بن الْحصين
الرهني أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن بَحر
(رَملَة)
3 - (أم حَبِيبَة أم الْمُؤمنِينَ)
رَملَة بنت أبي سُفْيَان أم الْمُؤمنِينَ أُخْت مُعَاوِيَة أم حَبِيبَة رَضِي الله عَنْهَا
تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بِالْحَبَشَةِ زوجه إِيَّاهَا النَّجَاشِيّ ومهرها أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم من عِنْده وَبعث بهَا مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة وجهازها كُله من عِنْد النَّجَاشِيّ
توفيت على الصَّحِيح بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقيل بِدِمَشْق وَقد أَتَت تزور أخاها مُعَاوِيَة
قيل اسْمهَا هِنْد وَالْأول أصح
وَكَانَ عُثْمَان بن عَفَّان قد زَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَبَشَةِ وَأمّهَا صَفِيَّة بنت أبي الْعَاصِ عمَّة عُثْمَان وَيحْتَمل أَن يكون النَّجَاشِيّ هُوَ الْخَاطِب والعاقد رَضِي الله عَنهُ
وَقيل بل خطبهَا النَّجَاشِيّ وَأَمْهَرهَا
وَقيل نَكَحَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ بعد رُجُوعهَا من الْحَبَشَة وَهُوَ الْأَكْثَر
وَقيل غير ذَلِك وَكَانَت أم حَبِيبَة تَحت عبيد الله بن جحش الْأَسدي أَسد خُزَيْمَة خرج مُهَاجرا إِلَى الْحَبَشَة مَعَ الْمُسلمين ثمَّ افْتتن وَمَات نَصْرَانِيّا وأبت أم حَبِيبَة أَن تتنصر وَأثبت لَهَا الْإِسْلَام وَالْهجْرَة)
وَقيل لأبي سُفْيَان وَهُوَ يحارب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن مُحَمَّدًا قد نكح ابْنَتك فَقَالَ ذَاك الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه
3 - (بنت شيبَة الصحابية)
رَملَة بنت شيبَة بن ربيعَة من الْمُهَاجِرَات هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عُثْمَان بن عَفَّان وَفِي ذَلِك تَقول لَهَا هِنْد بنت عتبَة من الوافر
(لحى الرَّحْمَن صابئة بوج ... وَمَكَّة عِنْد أَطْرَاف الْحجُون)
(تدين لمعشر قتلوا أَبَاهَا ... أقتل أَبِيك جَاءَك بِالْيَقِينِ)
3 - (بنت أبي عَوْف الصحابية)
رَملَة بنت أبي عَوْف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم هلك زَوجهَا الْمطلب بن أَزْهَر بن عبد عَوْف بِأَرْض الْحَبَشَة وَولدت لَهُ هُنَاكَ عبد الله بن الْمطلب(14/98)
(الرميصاء)
الرميصاء أَو الغميصاء عَن عبد الله بن عَبَّاس أَن الغميصاء أَو الرميصاء أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَشْتَكِي زَوجهَا فَذكر الْعسيلَة
(رنكال بن أشبغا)
رنكال بالراء وَالنُّون وَالْكَاف وَبعد الْألف لَام الْأَمِير سيف الدّين ابْن اشبغا أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق
وَهُوَ من كبار بيُوت الْمغل توجه مُجَردا إِلَى بيروت ليَكُون قبالة الفرنج الَّذين جَاءُوا على ظهر الْبَحْر ليتحرموا فِي السَّاحِل فَأَقَامَ أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ إِنَّه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى هُنَاكَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة
(الرلجز)
رؤبة بن العجاج واسْمه عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صَخْر يَنْتَهِي إِلَى زيد مَنَاة بن تَمِيم أَبُو الجحاف وَيُقَال أَبُو العجاج التَّمِيمِي الراجز الْمَشْهُور من أَعْرَاب الْبَصْرَة مخضرم
سمع أَبَاهُ وَأَبا هُرَيْرَة والنساب الْبكْرِيّ روى عَنهُ ابْنه عبد الله وَأَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَالنضْر بن شُمَيْل وَعُثْمَان بن الْهَيْثَم وَأَبُو زيد سعيد بن أَوْس وَأَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء وَخلف الْأَحْمَر وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَكَانَ لغوياً عَلامَة قَالَ خلف الْأَحْمَر سَمِعت رؤبة يَقُول مَا فِي الْقُرْآن أعرب من قَوْله تَعَالَى فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ رؤبة بِالْقَوِيّ وأراجيزه مَشْهُورَة
وَمن شعره من الْخَفِيف
(أيُّها الشامت المعيِّر بالشَّي ... ب أقلن بالشباب افتخارا)
(قد لبست الشَّبَاب غضاً طريا ... فَوجدت الشَّبَاب ثوبا معارا)
وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام قلت ليونس هَل رَأَيْت عَرَبيا أفْصح من رؤبة فَقَالَ لَا مَا كَانَ معد بن عدنان أفْصح مِنْهُ وَعَن ابْن قُتَيْبَة قَالَ كَانَ رؤبة يَأْكُل الفأر فعوتب فِي ذَلِك فَقَالَ هِيَ وَالله أنظف من دواجنكم ودجاجكم اللَّاتِي تَأْكُل الْعذرَة وَهل يَأْكُل الفأر إِلَّا نقي الْبر(14/99)
ولباب الطَّعَام وَقيل ليونس من أشعر النَّاس فَقَالَ العجاج ورؤبة فَقيل لَهُ لم نعن الرجاز قَالَ هما أشعر أهل القصيدة وَإِنَّمَا الشّعْر كَلَام فأجوده أشعره قَالَ العجاج قد جبر الدّين الْإِلَه فجبر فَهِيَ نَحْو من مِائَتي بَيت مَوْقُوفَة القوافي وَلَو أطلقت قوافيها كلهَا لكَانَتْ مَنْصُوبَة وَكَذَلِكَ عَامَّة أراجيزهما وَكَانَ الشَّاعِر يَقُول الْبَيْتَيْنِ أَو نَحْو ذَلِك إِذا حَارب أَو شاتم أَو فاخر حَتَّى جَاءَ)
رؤبة فَكَانَ أول من أطاله وَقَالَ أرجوزته الَّتِي أَولهَا قد جبر الدّين الْإِلَه فجبر وَهِي مُقَيّدَة تزيد على مِائَتي بَيت لَو أطلقت قوافيها وساعد فِيهَا الْوَزْن لكَانَتْ كلهَا مَنْصُوبَة هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة وَقَالَ غَيره أول من أَطَالَ الرجز الْأَغْلَب الْعجلِيّ ابْن روبيل الْأَبَّار اسْمه الْحسن
(روح)
3 - (المهلبي الْأَزْدِيّ)
روح بن حَاتِم بن قبيصَة بن الْمُهلب بن أبي صفرَة الْأَزْدِيّ كَانَ من الكرماء الأجواد ولي لخمسة من الْخُلَفَاء السفاح والمنصور وَالْمهْدِي وَالْهَادِي والرشيد وَلم يتَّفق مثل هَذَا إِلَّا لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَإِنَّهُ ولي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلأبي بكر ولعمر ولعثمان ولعلي رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَ والياً على السَّنَد للمهدي وَتَوَلَّى الْكُوفَة وَالْبَصْرَة وَكَانَ يزِيد أَخُو روح والياً على إفريقية فَلَمَّا توفّي بإفريقية وَدفن قَالَ أهل إفريقية مَا يكون أَشد تباعداً مابين قَبْرِي هذَيْن الْأَخَوَيْنِ فَإِن أَخَاهُ بالسند وَهَذَا هُنَا
فعزل الرشيد روحاً عَن السَّنَد وسيره إِلَى مَوَاضِع أَخِيه فَدخل إفريقية وَلم يزل بهَا والياً إِلَى أَن توفّي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَدفن مَعَ أَخِيه فِي قبر وَاحِد فَعجب النَّاس من هَذَا الْقرب بعد ذَلِك الْبعد
ولروح أَخْبَار فِي الْجُود ومآثر فِي المكارم وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه يزِيد فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
3 - (عَامل عبد الْملك)
روح بن زنباع بن روح أَبُو زرْعَة وَقيل أَبُو زنباع الجذامي(14/100)
الفلسطيني ولأبيه صُحْبَة حدث عَن أَبِيه وَمُعَاوِيَة وَعبادَة وَتَمِيم وَكَعب
روى عَنهُ ابْنه روح بن روح وَإِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة وَعبادَة بن نسي وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بِعَبْد الْملك بن مَرْوَان لَا يكَاد يغيب عَنهُ
وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْق دَار عِنْد ابْن أبي الْعقب فِي طرف البزوريين بِالْقربِ من دور القرشيين وَالْمَسْجِد الْمَعْرُوف بالمصور والفندق الَّذِي يُبَاع فِيهِ الغسول مَعَ مَا يَلِيهِ من الدّور من قبلته)
كلهَا كَانَت لِأَبِيهِ زنباع وَأمر يزِيد بن مُعَاوِيَة روح بن زنباع على جند فلسطين وَشهد مرج راهط مَعَ مَرْوَان وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم يُقَال لَهُ صُحْبَة وَمَا لَهُ صُحْبَة
وَقَالَ مُسلم لَهُ صُحْبَة وَكَانَ إِذا خرج من الْحمام أعتق رَقَبَة وَلما هم مُعَاوِيَة بقتْله قَالَ لَهُ لَا تشمت بِي عدوا أَنْت وقمته وَلَا تسوء بِي صديقا أَنْت سررته وَلَا تهدم مني ركنا أَنْت بنيته
فصفح عَنهُ وَأطْلقهُ مَاتَ بالأردن بالصنبرة سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
وَكَانَت عِنْده حميدة بنت النُّعْمَان بن بشير الْأنْصَارِيّ فَقَالَت تهجوه من الطَّوِيل
(وَهل أَنا إِلَّا مهرَة عَرَبِيَّة ... سليلة أَفْرَاس تحللها بغل)
(فَإِن نتجت مهْرا كَرِيمًا فبالحرى ... وَإِن يَك إقرافٌ فَمَا أَنْجَب الْفَحْل)
وَبَعْضهمْ رَوَاهُ وَإِن يَك إقراف فَمن قبل الْفَحْل هَذَا على الإقواء بِرَفْع الأول وجر الثَّانِي
وَقَالَ روح يجيبها من الطَّوِيل
(فَمَا بَال مهر رائع عرضت لَهُ ... أتان فبالت عِنْد جحفلة الْفَحْل)
(إِذا هُوَ ولى جانباً ربخت لَهُ ... كَمَا ربخت قَمْرَاء فِي دمث سهل)
وَقَالَ أَيْضا من الْكَامِل
(أثني عَليّ بِمَا علمت فإنني ... مثن عَلَيْك بنتن ريح الجورب)
فَقَالَت
(قثاؤنا شَرّ الثَّنَاء عَلَيْكُم ... أسوا وأنتن من سلَاح الثَّعْلَب)
وَقَالَ لَهَا روح فِي بعض مَا تنَازعا فِيهِ اللَّهُمَّ إِن بقيت بعدِي فابتلها ببعل يلطم وَجههَا ويملأ جحرها قيئاً فَتَزَوجهَا بعده الْفَيْض بن مُحَمَّد بن الحكم بن أبي عقيل وَكَانَ شَابًّا جميلاً يُصِيب من الشّرْب فأحبته فَكَانَ رُبمَا أصَاب من الشَّرَاب مُسكرا فيلطم وَجههَا ويقيء فِي جحرها
فَتَقول رحم الله أَبَا زرْعَة قد أُجِيب فِي وَقَالَت لفيض من الْبَسِيط
(سميت فيضاً وَمَا شَيْء تفيض بِهِ ... إِلَّا سِلَاحك بَين الْبَاب وَالدَّار)
(فَتلك دَعْوَة روح الْخَيْر أعرفهَا ... سقى الْإِلَه صداه الأوطف الساري)(14/101)
3 - (روح بن سيار)
روح بن سيار أَو سيار بن روح كَذَا شكّ فِيهِ البُخَارِيّ وَقَالَ يعد فِي الشاميين لَهُ صُحْبَة روى)
عَنهُ مُسلم بن زِيَاد مولى مَيْمُونَة صَاحب بَقِيَّة قَالَ البُخَارِيّ قَالَ خطاب الْحِمصِي حَدثنَا بَقِيَّة عَن مُسلم بن زِيَاد قَالَ رَأَيْت أَرْبَعَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنس بن مَالك وفضالة بن عبيد وَأَبا الْمُنِيب وروح بن سيار أَو سيار بن روح يرخون العمائم من خَلفهم وثيابهم إِلَى الْكَعْبَيْنِ
3 - (الْمُؤَدب الْبَصْرِيّ)
روح بن عبد الْأَعْلَى الْمُؤَدب الْبَصْرِيّ أَبُو همام قَالَ المرزباني مُتَّهم فِي دينه يعلم أَوْلَاد الْمُسلمين الشّعْر والعربية وَيعلم أَوْلَاد الْمَجُوس خطّ الْفرس وَكتاب مزدك وعهد أردشير وَقَالَ الجاحظ كثير الشّعْر حاذق باستخراج المعمى
وَهُوَ الْقَائِل من الوافر
(وَعين السخط تبصر كل عيب ... وَعين أخي الرِّضَا عَن ذَاك تعمى)
(وَلَو يمنى يَدي تكرهتني ... إِذا لحسمتها بالنَّار حسما)
أَخذ الأول من قَول عبد الله بن مُعَاوِيَة الْجَعْفَرِي من الطَّوِيل
(وَعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة ... وَلَكِن عين السخط تبدي المساويا)
وَالثَّانِي من قَول الْقَائِل من الطَّوِيل
(وَلَو أَن كفي خالفتني قطعتها ... سَرِيعا وَلم يعظم عَليّ فراقها)
وَقَالَ روح أَيْضا من الطَّوِيل
(فَمَا لزمان السوء لَا در دره ... وللبين فِينَا كَيفَ قد طَال عمره)
(فِرَاق وَبعد واشتياق وزفرة ... كحر سعير قد تضرم جمره)
(سأصبر دهري مَا حييت وَمن يَعش ... بحلو معاش يعقب الحلو مره)
3 - (الْموصِلِي)
روح بن صَلَاح بن سيابة الْحَارِثِيّ الْموصِلِي ذكره ابْن حبَان فِي(14/102)
الثِّقَات وَقَالَ ابْن عدي ضَعِيف توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ)
روح بن عبَادَة بن الْعَلَاء بن حسان أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ
سمع ابْن عون وأيمن بن نابل وَحسَيْنا الْمعلم وحاتم بن أبي صَغِيرَة وَابْن جريج وَسَعِيد بن أبي)
عرُوبَة وَأَشْعَث بن عبد الْملك الحمراني وزكرياء بن إِسْحَاق وَشعْبَة وخلقاً
وروى عَنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَبُنْدَار وَابْن نمير وَهَارُون الْحمال وَإِبْرَاهِيم الْجِرْجَانِيّ وَأحمد بن سعيد الرباطي وَإِسْحَاق الكوسج وَعبد بن حميد والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَبشر بن مُوسَى وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي الْعَوام والكديمي وَأَبُو قلَابَة وَخلق
قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ نظرت لروح فِي أَكثر من مائَة ألف حَدِيث كتبت مِنْهَا عشرَة آلف حَدِيث
وَقَالَ ابْن مَسْعُود الرَّازِيّ طعن على روح بن عبَادَة اثْنَا عشر أَو ثَلَاثَة عشر فَلم ينفذ قَوْلهم فِيهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين صدقه ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وَحَدِيثه فِي الْكتب السِّتَّة ومسانيد الْإِسْلَام
(الألقاب)
ابْن روزبه عَليّ بن أبي بكر
الرواس الْمُفَسّر مُحَمَّد بن الْمفضل
الرُّؤَاسِي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحسن
أَبُو الرؤوس اسْمه مُحَمَّد بن هَارُون
ابْن رَوَاحَة جمَاعَة مِنْهُم
شَاعِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه عبد الله بن رَوَاحَة
وَعبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة
وَابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ اسْمه عبد الله بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة
وَعبد الرَّحْمَن بن أبي صَالح رَوَاحَة الْمسند(14/103)
وَعبد الله بن الْحُسَيْن آخر
وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن عبد الله
وَمِنْهُم هبة الله بن مُحَمَّد
ابْن رواح الْمُحدث عبد الْوَهَّاب بن ظافر بن عَليّ
الروذ راوري مجد الدّين عبد الْمجِيد
ابْن الرُّومِي الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن الْعَبَّاس
ابْن الرُّومِي الصَّالح مُحَمَّد بن عُثْمَان)
الرؤياني الْحَافِظ مُحَمَّد بن هَارُون
الرؤياني الْفَقِيه اسْمه عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل
ابْن أبي روح المغربي عبد الله بن مُحَمَّد
(رُومَان)
3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
رُومَان يُقَال إِن سفينة مولى أم سَلمَة الَّذِي يُقَال لَهُ سفينة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه رُومَان
3 - (أم رُومَان الكنانية)
أم رُومَان بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا بنت عَامر بن عُوَيْمِر الكنانية امْرَأَة أبي بكر الصّديق وَأم عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن توفيت سنة سِتّ من الْهِجْرَة فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قبرها واستغفر لَهَا وَقَالَ اللَّهُمَّ لم يخف عَلَيْك مَا لقِيت أم رُومَان فِيك وَفِي رَسُولك
وَقَالَ من سره أَن ينظر إِلَى ارأة من الْحور الْعين فَلْينْظر إِلَى أم رُومَان وَكَانَت تَحت عبد الله بن الْحَارِث بن سَخْبَرَة الْأَزْدِيّ وَقدم بهَا مَكَّة قبل الْإِسْلَام فَولدت لعبد الله ابْنه الطُّفَيْل ثمَّ خلف عَلَيْهَا أَبُو بكر فالطفيل أَخُو عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن لِأُمِّهِمَا
(رويفع)
3 - (رويفع الصَّحَابِيّ)
رويفع بن ثَابت بن سكن بن عدي بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ(14/104)
سكن مصر واختط بهَا دَارا وَأمره مُعَاوِيَة على أطرابلس سنة سِتّ وَأَرْبَعين فغزا من أطرابلس إفريقية سنة سبع وَأَرْبَعين ودخلها وَانْصَرف من عَامه يُقَال مَاتَ بِالشَّام وَيُقَال مَاتَ ببرقة وقبره بهَا روى عَنهُ حَنش بن عبد الله الصَّنْعَانِيّ وشيبان بن أُميَّة الْقِتْبَانِي
3 - (رويفع مولى النَّبِي)
رويفع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ رِوَايَة
3 - (رِيَاء)
3 - (حاضنة يزِيد بن مُعَاوِيَة)
رِيَاء حاضنة يزِيد بن مُعَاوِيَة كَانَ بَنو أُميَّة يعظونها وَأدْركت أول خلَافَة بني الْعَبَّاس
وَعَاشَتْ رِيَاء هَذِه مائَة سنة فِي عز بني أُميَّة وَكَانَت من أَعقل النِّسَاء وأجملهن وَكَانَت إِذا دخلت على هِشَام بن عبد الْملك تَجِيء راكبة وكل من رَآهَا من بني أُميَّة قَامَ لَهَا إجلالاً
وأمهال أدْركْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمعت من عمر بن الْخطاب وَقَالَ حَمْزَة بن يزِيد الْحَضْرَمِيّ لقد شاهدت رِيَاء فِي عزها أَيَّام بني أُميَّة ثمَّ رَأَيْتهَا بعد ذَلِك مقتولة على درج جيرون مكشوفة الْعَوْرَة وَفِي فرجهَا قَصَبَة مغروزة وَيَقُولُونَ هَذِه حاضنة يزِيد قَتلهَا المسودة لما هجموا دمشق
(ريَاح)
3 - (ابْن عُبَيْدَة)
ريَاح بن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ مَوْلَاهُم قيل إِنَّه بَصرِي قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَعِنْدِي أَنه من أهل الْحجاز كَانَ فِي صحابة عمر ابْن عبد الْعَزِيز بِالْمَدِينَةِ ثمَّ خرج إِلَى الشَّام وَكَانَ مَعَه
روى عَنهُ وَعَن أبان بن عُثْمَان وَعلي بن الْحُسَيْن وَغَيرهم وروى عَنهُ دَاوُد بن أبي هِنْد وَغَيره وَقَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَسُئِلَ عَنهُ أَبُو زرْعَة فَقَالَ كُوفِي ثِقَة
وَكَانَ خَاصَّة عمر بن عبد الْعَزِيز مَيْمُون بن مهْرَان ورجاء بن حَيْوَة ورياح بن عُبَيْدَة الْكِنْدِيّ(14/105)
3 - (المري أَمِير دمشق)
ريَاح بن عُثْمَان بن حَيَّان المري ولي إمرة دمشق لصالح بن عَليّ الْهَاشِمِي أَمِير الشأم ومصر من قبل الْمَنْصُور
ثمَّ ولي الْمَدِينَة للمنصور وعزل مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي ليجد ريَاح فِي طلب ابْني عبد الله بن حسن بن حسن فَخرج مُحَمَّد بن عبد الله وَحبس ريَاح بن عُثْمَان وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَأقَام بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قدم عَلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد فِي جَيش بَعثه الْمَنْصُور من الْكُوفَة فَقتل مُحَمَّد بن عبد الله فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَدخل أَصْحَاب مُحَمَّد على ريَاح السجْن فَقَتَلُوهُ ذبحه إِبْرَاهِيم بن مُصعب بن الزبير الْمَعْرُوف بِابْن خضير كَمَا تذبح الشَّاة وَلم يُجهز عَلَيْهِ فَجعل يضْرب بِرَأْسِهِ الْجِدَار حَتَّى مَاتَ
وَقتل مَعَه أَخُوهُ عَبَّاس بن عُثْمَان وَكَانَ مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة فعاب النَّاس ذَلِك ثمَّ قتل ابْن خضير مَعَ مُحَمَّد بن عبد الله وَكَانَت لَهُ شجاعة مَوْصُوفَة
3 - (النَّخعِيّ)
ريَاح بن الْحَارِث النَّخعِيّ روى عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَسعد بن زيد وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (ريَاح الصَّحَابِيّ)
ريَاح بن الرّبيع وَيُقَال ابْن ربيعَة وَالْأول أَكثر وَهُوَ أَخُو حَنْظَلَة بن الرّبيع الْكَاتِب الأسيدي
يعد فِي أهل الْمَدِينَة وَنزل فِي الْبَصْرَة)
وروى عَنهُ ابْن ابْنه المرقع بن صَيْفِي بن ريَاح وَقيل فِيهِ رَبَاح بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ الَّذِي قَالَ يارسول الله لِلنَّصَارَى يَوْم ولليهود يَوْم فَلَو كَانَ لنا يَوْم فَنزلت سُورَة الْجُمُعَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ فِي الصَّحَابَة أحد يُقَال لَهُ ريَاح إِلَّا هَذَا على اخْتِلَاف فِيهِ أَيْضا
الريَاحي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن يحيى
أَبُو رياش اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم
الرياشي اللّغَوِيّ الْعَبَّاس بن الْفرج
(ريتس الطَّائِي)
ريتس بن عَامر بن حصن بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء آخر(14/106)
الْحُرُوف وَفتح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا سين مُهْملَة الطَّائِي وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره الطَّبَرِيّ
(ريحَان)
3 - (أَبُو الْخَيْر الْمُقْرِئ)
ريحَان بن تيكان بن موسك بن عَليّ أَبُو الْخَيْر الضَّرِير الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ بالروايات على أبي حَفْص عمر بن عبد الله بن عَليّ الْحَرْبِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي غَالب ابْن الطلابة وَأبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَأبي المظفر هبة الله ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشبلي وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَغَيرهم
وَكَانَ شَيخا صَالحا دينا فَاضلا توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة
3 - (أَبُو روح الحبشي)
ريحَان بن عبد الله أَبُو روح الحبشي الحصني عَتيق أبي الْمَعَالِي الْمَكِّيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد عباد الله الصَّالِحين الزهاد الصابرين على الْفقر وَكَانَ ملازماً لِلْعِبَادَةِ وَسَمَاع الحَدِيث سمع القَاضِي أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَمَرقَندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَغَيرهم وحدّث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة
3 - (الزَّاهِد الشيعي الْمصْرِيّ)
ريحَان الحبشي أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد الشيعي كَانَ بالديار المصرية وَكَانَ من فُقَهَاء الإمامية الْكِبَار كَانَ يُكَرر على النِّهَايَة والمقنعة والذخيرة وَقَالَ مَا حفظت شَيْئا فَنسيته ويصوم جَمِيع الْأَيَّام الْمَنْدُوب إِلَيْهَا وَكَانَ ابْن رزيك يعظمه وَيَقُول يَقُولُونَ مَا سَاد من بني حام إِلَّا اثْنَان)
لُقْمَان وبلال وَأَنا أَقُول ريحَان ثالثهم وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَخمْس مائَة
3 - (سَرِيَّة الرَّسُول)
رَيْحَانَة بنت سمعون سَرِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت من بني قُرَيْظَة وَالْأَكْثَر على أَنَّهَا من بني قُرَيْظَة وَقَالَ قوم من بني النَّضِير مَاتَت قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة عشر مرجعه من حجَّة الْوَدَاع
(الألقاب)
ابْن رَئِيس الرؤساء مُحَمَّد بن عبد الله
وَالْحسن بن عبد الله(14/107)
وَالْحسن بن مُحَمَّد
وَالْحسن بن هبة الله
وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ
وَمِنْهُم عَليّ بن المظفر
وَمِنْهُم عبيد الله بن مُحَمَّد
وَمِنْهُم دَاوُد بن عَليّ
ومنمهم عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله
وَمِنْهُم الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الله
وَمِنْهُم المظفر بن عَليّ
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن المظفر
أَبُو رَيْحَانَة الصَّحَابِيّ اسْمه شمغون بالشين والغين المعجمتين
أَبُو ريحَان البيروني اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد
الريحاني عَليّ بن عُبَيْدَة
ابْن ريذة أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد
ابْن ريشا عَليّ ابْن أبي الْفرج
ابْن الريوندي صَاحب الزندقة اسْمه أَحْمد بن يحيى بن إِسْحَاق
(ريطة)
3 - (ريطة التيمية)
ريطة بنت الْحَارِث بن جبلة التيمية هَاجَرت مَعَ زَوجهَا الْحَارِث بن خَالِد بن صَخْر إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَولدت لَهُ هُنَاكَ مُوسَى وأخواته عَائِشَة وَزَيْنَب وَفَاطِمَة بني الْحَارِث بن خَالِد
ثمَّ خَرجُوا من أَرض الْحَبَشَة إل الْمَدِينَة فَلَمَّا وردوا مَاء من مياه الطَّرِيق شربوا مِنْهُ فَلم يروحوا عَنهُ حَتَّى توفيت ريطة وبنوها المذكورون إِلَّا فَاطِمَة
3 - (ريطة الْخُزَاعِيَّة)
ريطة بنت سُفْيَان الْخُزَاعِيَّة زوج قدامَة بن مَظْعُون حَدِيثهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهَا شهِدت بيعَة النِّسَاء للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وابنتها عَائِشَة بنت قدامَة مَعهَا(14/108)
3 - (ريطة الثقفية)
ريطة بنت عبد الله بن مُعَاوِيَة الثقفية قيل إِنَّهَا زَيْنَب امْرَأَة ابْن مَسْعُود وَسَيَأْتِي تَرْجَمَة زَيْنَب الْمَذْكُورَة فِي حرف الزَّاي إِن شَاءَ الله مَكَانهَا(14/109)
(حرف الزَّاي)
(أَبُو عمر الْكِنْدِيّ)
زَاذَان أَبُو عمر الْكِنْدِيّ مَوْلَاهُم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ الْفَارِسِي الْكُوفِي الْبَزَّاز
حدث عَن عمر وَعلي وَابْن مَسْعُود وَغَيرهم قَالَ ابْن سعد وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث قَالَ الْخَطِيب نزل الْكُوفَة وَذكر أَنه ورد بَغْدَاد ووقف على الصراة وَقَالَ زبيد رَأَيْت زَاذَان يُصَلِّي قَائِما كَأَنَّهُ خَشَبَة وَفِي رِوَايَة كَأَنَّهُ جذع قد حفر لَهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن جحادة كَانَ زَاذَان يَبِيع الكرابيس وَكَانَ إِذا جَاءَهُ الرجل أرَاهُ شَرّ الطَّرفَيْنِ وسامه سومة وَاحِدَة وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة
(أَبُو الْوَازِع الصَّحَابِيّ)
الزَّارِع بن عَامر أَبُو الْوَازِع الْعَبْدي من عبد الْقَيْس الصَّحَابِيّ
حَدِيثه عِنْد الْبَصرِيين وَيُقَال ابْن الزَّارِع وَالْأول أصح رَوَت عَنهُ ابْنة ابْنه أم أبان بنت الْوَازِع ابْن الزَّارِع عَن جدها الزَّارِع حَدِيثا حسنا ساقته بِتَمَامِهِ وَطوله سِيَاقَة حَسَنَة
ابْن الزَّاغُونِيّ عَليّ بن عبيد الله
(زاكي)
3 - (قَتِيل الريم)
زاكي بن كَامِل بن عَليّ الْقطيعِي لأبو الْفضل الهيتي يلقب(14/110)
الْمُهَذّب وَيعرف بأسير الْهوى قَتِيل الريم وَكَانَ أديباً فَاضلا كَانَ مَوْجُودا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
وَمن شعره من الْكَامِل
(لي مهجة كَادَت بَحر كلومها ... للنَّاس من فرط الجوى تَتَكَلَّم)
(لم يبْق مِنْهَا غير أرسم أعظم ... متجددات للهوى تتظلم)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(عَيْنَاك لحظهما أمضى من الْقدر ... ومهجتي مِنْهُمَا أضحت على خطر)
(يَا أحسن النَّاس لَوْلَا أَنْت أبخلهم ... مَاذَا يَضرك لَو متعت بِالنّظرِ)
(جد بالخيال وَإِن ضنت يداك بِهِ ... لَا تبتلي مقلتي بالدمع والسهر)
(يَا من تملك نَفسِي فِي محبته ... كم قد حذرت فَمَا وقيت من حذري)
(زود بتوديعة أَو قبْلَة فَعَسَى ... يحيى بهَا نضو أشواق على سفر)
وَمِنْه من المديد
(سَيِّدي مَا عَنْك لي عوض ... طَال بِي حبك الْمَرَض)
(كم بِلَا ذَنْب تهددني ... فجفوني لَيْسَ تغتمض)
(أبغير الهجر تقتلني ... لَا أُبَالِي هجرك الْغَرَض)
(ورضائي فِي رضاك فَقل ... مَا تشَاء لست أعترض)
(أَنْت لي دَاء أَمُوت بِهِ ... كم أداويه وينتقض)
قلت شعر متوسط)
(زامل السكْسكِي)
زامل بن عَمْرو السكْسكِي الْحَرَّانِي الْحِمْيَرِي أَمِير دمشق وحمص من قبل مَرْوَان بن مُحَمَّد
روى عَن أَبِيه عَن جده وَله صُحْبَة روى عَنهُ سعد بن هِلَال وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن سميع فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة زامل بن عَمْرو السكْسكِي من الْيمن حمصي ولاه مَرْوَان بن مُحَمَّد دمشق بعد قتل الْوَلِيد يَعْنِي ابْن يزِيد
(الألقاب)
ابْن الزانكي هبة الله بن مُحَمَّد(14/111)
الزانكي يُوسُف بن الْمُغيرَة
ابْن الزَّاهِد النَّحْوِيّ أَحْمد بن هبة الله
ابْن الزاهدة النَّحْوِيّ عَليّ بن الْمُبَارك
زاهد الْعلمَاء الطَّبِيب مَنْصُور بن عِيسَى
(زَاهِر)
3 - (أَبُو الريان الْهِلَالِي)
زَاهِر بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن إِبْرَاهِيم الْهِلَالِي أَبُو الريان الشَّاعِر نزيل الْبَصْرَة قدم بَغْدَاد وَكتب عَنهُ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْقطَّان الْمَقْدِسِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة
وَمن شعره من المنسرح
(زَاهِر لَا تسْأَل الزَّمَان فَمَا ... معرفَة المكرمات من شيمه)
(من مد لله مخلصاً يَده ... لم يخل فِي المنزلين من نعمه)
3 - (ابْن حرَام الْأَشْجَعِيّ)
زَاهِر بن حرَام بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء الْأَشْجَعِيّ شهد بَدْرًا وَكَانَ حجازياً يسكن الْبَادِيَة فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ لَا يَأْتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَاهُ إِلَّا بطرفة يهديها إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لكل حَاضِرَة بادية وبادية آل مُحَمَّد زَاهِر بن حرَام ووجده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسوق الْمَدِينَة يَوْمًا فَأَخذه من وَرَائه وَوضع يَده على عَيْنَيْهِ وَقَالَ من يَشْتَرِي العَبْد فَأحْسن بِهِ زَاهِر وفطن أَنه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا تجدني يَا رَسُول الله كاسداً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ)
وَسلم بل أَنْت عِنْد الله ربيح وانتقل زَاهِر بن حرَام إِلَى الْكُوفَة
3 - (أَبُو مجزأَة الْأَسْلَمِيّ)
زَاهِر بن الْأسود بن حجاج بن قيس أَبُو مجزأَة الْأَسْلَمِيّ كَانَ مِمَّن بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة سكن الْكُوفَة فيعد فِي الْكُوفِيّين
3 - (أَبُو شُجَاع الصُّوفِي)
زَاهِر بن رستم ابْن أبي الرَّجَاء الْأَصْبَهَانِيّ ولد بِبَغْدَاد ويكنى أَبَا شُجَاع كَانَ صوفياً وَقَرَأَ بالروايات على عبد الله بن عَليّ سبط أبي منصورٍ الْخياط وَعلي الْمُبَارك بن الْحسن بن الشهرزوري وَسمع من أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الْوَاحِد الدَّلال(14/112)
وَمُحَمّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَعلي بن عبد السَّيِّد بن الصّباغ وَغَيرهم
قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة حسن الطَّرِيقَة متديناً فَاضلا أديباً جيد التِّلَاوَة فَقِيه النَّفس دمثاً مليح المجالسة حفظَة للحكايات والأشعار
وَكَانَ يورق بِالْأُجْرَةِ وَكتب الْكتب الْكِبَار المطولات وَغَيرهَا وَيكْتب خطا حسنا وَحج وَتَوَلَّى الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي مقَام إِبْرَاهِيم وَتُوفِّي سنة تسع وست مائَة
3 - (الْمُسْتَمْلِي النَّيْسَابُورِي)
زَاهِر بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْمَرْزُبَان النَّيْسَابُورِي شيخ وقته فِي علو الْإِسْنَاد والتفرد بالروايات
أسمعهُ وَالِده فِي صباه من مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الجنزروذي وَسَعِيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبُحَيْرِي وَأحمد بن إِبْرَهِيمُ الْمُقْرِئ وَغَيرهم وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ على جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَجمع لنَفسِهِ مشيخة وَخرج تخاريج وَجمع أَحَادِيث الشُّيُوخ
وَحدث بالكثير بخراسان وَالْعراق وَكتب عَنهُ الْأَئِمَّة والحفاظ وانتشرت عَنهُ الرِّوَايَة
وَحدث بِبَغْدَاد وروى عَنهُ ابْن نَاصِر وَأَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَكَانَ صَدُوقًا من أَعْيَان المعدلين الشُّهُود بنيسابور وَترك أَبُو العلاّء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الْحَافِظ الرِّوَايَة عَنهُ لِأَنَّهُ كَانَ يخل بالصلوات وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة بنيسابور وَعُوتِبَ على ترك الصَّلَاة فَقَالَ لي عذر وَأَنا أجمع بَين الصوات كلهَا وَلَعَلَّه تَابَ وَرجع آخر عمره
3 - (السَّرخسِيّ الشَّافِعِي)
)
زَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى السَّرخسِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُحدث توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة سمع مُحَمَّد بن إِدْرِيس السَّامِي وَمُحَمّد بن زُهَيْر الْأَيْلِي وَأَبا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَيحيى بن صاعد وَمُحَمّد بن حَفْص الْجُوَيْنِيّ وَمُحَمّد بن الْمسيب الأرغياني ومؤمل بن الْحسن الماسرجسي وَأحمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعَنزي وَجَمَاعَة قَالَ الْحَاكِم شيخ عصره بخراسان سَمِعت مناظرته فِي مجْلِس أبي بكر بن إِسْحَاق الصبغي وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي بكر بن مُجَاهِد وتفقه عِنْد أبي إِسْحَاق الْمروزِي ودرس الْأَدَب على أبي بكر بن الْأَنْبَارِي وروى عَنهُ الْحَاكِم وَإِسْمَاعِيل الصَّابُونِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمُزَكي وَجَمَاعَة وَأخذ عَن أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ علم الْكَلَام وسَمعه يَقُول عِنْد الْمَوْت لعن الله الْمُعْتَزلَة موهوا ومخرقوا
الزَّاهِر صَاحب إلبيرة دَاوُد بن يُوسُف
الزاهي الشَّاعِر عَليّ بن عبد الْوَاحِد(14/113)
(زَائِدَة)
3 - (المجفجف البدوي)
زَائِدَة بن نعْمَة بن نعيم بن نجيح أَبُو نعْمَة الْقشيرِي الْمَعْرُوف بالمجفجف بجيمين وفاءين الشَّاعِر البدوي مدح سَادَات الْعَرَب وَأهل الْبيُوت وَله فِي سيف الدولة صَدَقَة وَابْنه مزِيد عدَّة قصائد وَدخل الشَّام ومدح مُلُوكهَا
أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب من الطَّوِيل
(تُرِيدُ الثنا مَا للثنا عَنْك معزل ... تُرِيدُ مزيداً مَا عَلَيْك مزِيد)
(تمزق ثوب الْمجد عَن كل لابس ... وثوب سعيد الأريحي جَدِيد)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(أهند على مَا كنت تعهده هِنْد ... أم استبدلت بعدِي وَغَيرهَا الْبعد)
(بلَى غير شكّ إِنَّهَا قد تبدلت ... لِأَن الغواني لَا يَدُوم لَهَا عهد)
(كَمَا لم يدم عصر الشَّبَاب وَلَا الصبى ... وَلَا ماكث فِي غير أَيَّامه الْورْد)
3 - (الْحَافِظ أَبُو الصَّلْت)
زَائِدَة بن قدامَة الثَّقَفِيّ الْكُوفِي الْحَافِظ أَبُو الصَّلْت أحد الْأَعْلَام قَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ كَانَ لَا يحث صَاحب بِدعَة مَاتَ مرابطاً بِأَرْض الرّوم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة قَالَ أَبُو حَاتِم)
صَاحب سنة وَقَالَ أَبُو أُسَامَة كَانَ أصدق النَّاس وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الثَّقَفِيّ)
زَائِدَة بن عُمَيْر الثَّقَفِيّ توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ
الزاهي الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن إِسْحَاق بن خلف
ابْن أبي زَائِدَة عمر بن خَالِد
(زبان)
3 - (أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز)
زبان بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي أَبُو مَرْوَان أَخُو أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر كَانَ أحد فرسَان مصر وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى عَن أَخِيه وَأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن
وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَاللَّيْث وَأُسَامَة وَابْن أَخِيه عبد الْعَزِيز وَغَيرهم
وَكَانَ لَهُ عقب بالأندلس وَهُوَ لأم ولد حضر الْوَقْعَة مَعَ مَرْوَان بن مُحَمَّد لَيْلَة بوصير(14/114)
فتقطر بِهِ فرسه فَسقط عِنْد حَائِط الْعَجُوز فَانْكَسَرت رجله وأدركته المسودة فَقَتَلُوهُ وَلم يعرفوه
3 - (زبان الكلفي)
زبان بن قيسور فيعول من القسر بِالْقَافِ وَالسِّين مُهْملَة الكلفي بِضَم الْكَاف وَسُكُون اللَّام
قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ نَازل بوادي الشوحط وَمَعَهُ رجل دونه فِي هَدِيَّة وسمته إِذا كلم أحد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأطَال أَوْمَأ إِلَيْهِ أَن اقْتصر
وَإِذا كلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا سَمعه وفهمه قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لبَعض أَصْحَابه من هَذَا قَالُوا هَذَا صَاحبه الْأَخَص هَذَا أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فكلمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول الله إِن لوباً لنا يَعْنِي نحلاً كَانَ فِي عيلم لنا لَهُ طرم وشرو فجَاء رجل فَضرب ميتين فأنتح حَيا وكفنه بالثمام فتنحس وطار اللوب هَارِبا فدلى مشواره فِي العيلم فاشتار الْعَسَل فَمضى بِهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَلْعُون مَلْعُون من سرق شرو قوم فأضر بهم
أَفلا تبعتم أَثَره وعرفتم خَبره قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنَّه فِي قوم لَهُم مَنْعَة وهم جيرتنا من هُذَيْل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبرك صبرك ترد نهر الْجنَّة وَإِن سعته كَمَا بَين)
اللقيقة والسحيقة يتسبسب جَريا بِعَسَل صَاف من قذاه مَا يتقيأه لوب وَلَا مجه ثوب
قلت اللوب بِالضَّمِّ النَّحْل والطرم بِكَسْر الطَّاء الْعَسَل والعيلم بِالْعينِ مُهْملَة الرَّكية الْكَثِيرَة المَاء المشوار عود يكون مَعَ مشتار الْعَسَل الثمام نبت ضَعِيف لَهُ خوص وَرُبمَا سد بِهِ خصاص الْبيُوت والشوحط ضرب من شجر الْجبَال تتَّخذ مِنْهُ القسي
3 - (ابْن فائد الْمصْرِيّ)
زبان بن فائد أَبُو جُوَيْن الْمصْرِيّ كَانَ عادلاً فَاضلا كثير الْعِبَادَة مجاب الدعْوَة قَالَ أَحْمد كثير الْمَنَاكِير روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة
3 - (أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء)
زبان بن الْعَلَاء بن عمار بن عبد الله بن الْحصين بن الْحَارِث يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان التَّمِيمِي الْمَازِني الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة وَقيل اسْمه الْعُرْيَان وَقيل غير ذَلِك
اخْتلف فِي اسْمه على عشْرين قولا الزبان الْعُرْيَان يحيى مَحْبُوب جُنَيْد عُيَيْنَة عتيبة عُثْمَان عياد جبر خير جُزْء حميد حَمَّاد عقبَة عمار(14/115)
فائد مُحَمَّد اسْمه كنيته قبيصَة وَقيل فِي زبان ربان براي مُهْملَة وَالصَّحِيح زبان بالزاي
قَرَأَ الْقُرْآن على سعيد بن جُبَير وَمُجاهد وَقيل على أبي الْعَالِيَة الريَاحي وعَلى جمَاعَة سواهُم وَكَانَ لجلالته لَا يسْأَل عَن اسْمه وَكَانَ نقش خَاتمه من الطَّوِيل
(وَإِن امْرَءًا دُنْيَاهُ أكبر همه ... لمستمسك مِنْهَا بِحَبل غرور)
وَقيل إِنَّه لَا يرْوى لَهُ من الشّعْر إِلَّا قَوْله من الْبَسِيط
(وأنكرتني وَمَا كَانَ الَّذِي نكرت ... من الْحَوَادِث إِلَّا الشيب والصلعا)
وَكَانَ أَبُو عمر يَقُول أَنا قلت هَذَا الْبَيْت وألحقته بِشعر الْأَعْشَى قَالَ وَكنت معجباً حَتَّى لقِيت أَعْرَابِيًا فصيحاً فَلَمَّا أنشدته إِيَّاه قَالَ أَخْطَأت است صَاحبه الحفرة مَا الَّذِي بَقِي لَهُ بعد الشيب والصلع فَعلمت أَنِّي لم أصنع شَيْئا
وَحدث عَن أنس بن مَالك وَأبي صَالح السمان وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَطَائِفَة سواهُم وَكَانَ رَأْسا فِي الْعلم فِي أَيَّام الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَبُو عَمْرو أعلم النَّاس بالقراءات والعربية وَالشعر وَأَيَّام الْعَرَب
وَكَانَت دفاتره ملْء بَيت إِلَى السّقف ثمَّ تنسك فأحرقها وَكَانَ من أَشْرَاف الْعَرَب ووجوهها)
مدحه الفرزدق وَغَيره قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عَمْرو قَلِيل الرِّوَايَة للْحَدِيث وَهُوَ صَدُوق حجَّة فِي الْقِرَاءَة وَقد استوفيت أخباره فِي طَبَقَات الْقُرَّاء انْتهى
وَقَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ لأبي عَمْرو كل يَوْم فلسان فلس يَشْتَرِي بِهِ ريحاناً وفلس يَشْتَرِي بِهِ كوزاً فيشم الريحان يَوْمه وَيشْرب فِي الْكوز يوومه فَإِذا أَمْسَى تصدق بالكوز وَأمر الْجَارِيَة أَن تجفف الريحان وتدقه فِي الأشنان ثمَّ يستجد غير ذَلِك فِي كل يَوْم قَالَ ياقوت وَحدث أَبُو الطّيب قَالَ كَانَ أَبُو عَمْرو يمِيل إِلَى القَوْل بالإرجاء فَحدث الْأَصْمَعِي قَالَ قَالَ عَمْرو بن عبيد لأبي عَمْرو يَا أَبَا عَمْرو هَل يخلف الله وعده قَالَ لَا قَالَ أَفَرَأَيْت من أوعده الله عقَابا أيخلف وعده قَالَ من العجمة أتيت يَا أَبَا عُثْمَان الْوَعْد غير الْوَعيد وَهُوَ خبر فِيهِ طول اسْتَوْفَاهُ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء
وَتُوفِّي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة
3 - (ابْن حبيب الْحَضْرَمِيّ)
زبان بن حبيب الْحَضْرَمِيّ توفّي بِمصْر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة
(الألقاب)
ابْن زبادة الْكَاتِب اسْمه يحيى بن سعيد بن هبة الله
زبالة ابْن الظَّاهِر غَازِي بن الْعَزِيز مُحَمَّد بن الظَّاهِر غَازِي لَهُ ولأمه ذكر فِي تَرْجَمَة وَالِده غَازِي(14/116)
ابْن الزبال الْوَاعِظ اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم
ابْن زبرج النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ
ابْن زبر القَاضِي عبد الله بن أَحْمد
(ابْن بدر التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ)
الزبْرِقَان بن بدر بن امْرِئ الْقَيْس بن خلف بن بَهْدَلَة بن عَوْف بن كَعْب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم البهدلي التَّمِيمِي السَّعْدِيّ يكنى أَبَا عَيَّاش وَقيل أَبَا شذرة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قومه وَكَانَ أحد سادتهم فأسلموا فِي سنة تسع فولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقَات قومه وَأقرهُ أَبُو بكر وَعمر على ذَلِك وَله فِي ذَلِك الْيَوْم من قَوْله بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مفتخراً من الْبَسِيط
(نَحن الْمُلُوك فَلَا حَيّ يفاخرنا ... فِينَا الْعَلَاء وَفينَا تنصب البيع)
والأبيات والواقعة مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ
وَيُقَال إِن اسْمه الْحصين والزبرقان لقب لَهُ والزبرقان الْقَمَر وَقيل اسْمه بدر وَإِنَّمَا لبس عِمَامَة مزبرقة بالزعفران وَفِي تَرْجَمَة الحطيئة واسْمه جَرْوَل حَدِيث يتَعَلَّق بالزبرقان
وَقَالَ الزبْرِقَان يرثي رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لمَّا توفّي من السَّرِيع
(آلَيْت لَا أبْكِي على هَالك ... بعد رَسُول الله خير الْأَنَام)
(بعد الَّذِي كَانَ لنا هادياً ... من حيرة كَانَت وَبدر الظلام)
(يَا مبلغ الْأَخْبَار عَن ربه ... فِينَا وَيَا محيي ليل التَّمام)
(وهادي النَّاس إِلَى رشدهم ... وشارع الْحل لَهُم وَالْحرَام)
(أَنْت الَّذِي استنقذتنا بَعْدَمَا ... كُنَّا على مهواة جرف قيام)
وَلما قدم وَفد تَمِيم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الزبْرِقَان يَا رَسُول الله أَنا سيد تَمِيم والمطاع فيهم والمجاب مِنْهُم آخذ لَهُم بحقهم وأمنعهم من الظُّلم وَهَذَا يعلم ذَلِك يَعْنِي عَمْرو بن الْأَهْتَم فَقَالَ عَمْرو أجل يَا رَسُول الله أما إِنَّه لمَانع لحوزته مُطَاع فِي عشيرته شَدِيد الْعَارِضَة فيهم فَقَالَ الزبْرِقَان أما إِنَّه وَالله لقد علم أَكثر مِمَّا قَالَ وَلكنه حسدني شرفي فَقَالَ عَمْرو أما لَئِن قَالَ مَا قَالَ فوَاللَّه مَا عَلمته إِلَّا ضيق العطن زمن الْمُرُوءَة حَدِيث الْغنى أَحْمد الْأَب لئيم الْخَال
فَرَأى الْكَرَاهِيَة فِي عين رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لمَّا اخْتلف قَوْله فَقَالَ يَا رَسُول الله غضِبت فَقلت أقبح مَا علمت ورضيت فَقلت أحسن مَا علمت وَمَا كذبت فِي(14/117)
الأولى وَلَقَد صدقت فِي الآخرى فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من الْبَيَان لسحراً وَإِن من الشّعْر)
لحكمةً ويروى لحكماً
(الطَّبَرِيّ الْيَهُودِيّ المنجم)
زبن الطَّبَرِيّ قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخه قَالَ الصاحب جمال الدّين ابْن القفطي فِي كِتَابه إِن هَذَا زبن الطَّبَرِيّ كَانَ يَهُودِيّا طَبِيبا منجماً من أهل طبرستان وَكَانَ متميزاً فِي الطِّبّ عَالما بالهندسة وأنواع الرياضة وَحل كتبا حكمِيَّة من لُغَة أُخْرَى قَالَ وَكَانَ وَلَده عَليّ بن زبن طَبِيبا مَشْهُورا انْتقل إِلَى الْعرَاق وَسكن سر من رأى وزبن هَذَا كَانَ لَهُ تقدم فِي علم الْيَهُود وَسُئِلَ أَبُو معشر عَن مطارح الشعاع فَذكرهَا وسَاق الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ إِن المترجمين لنسخ المجسطي المخرجة من لُغَة يونان مَا ذكرُوا الشعاع وَلَا مطارحه وَلَا يُوجد ذَلِك إِلَّا فِي النُّسْخَة الَّتِي ترجمها زبن الطَّبَرِيّ وَلم يُوجد فِي النّسخ الْقَدِيمَة مطرح شُعَاع بطليموس وَلم يعرفهُ ثَابت وَلَا حنين القلوسي وَلَا الْكِنْدِيّ وَلَا أحد من هَؤُلَاءِ التراجمة الْكِبَار وَلَا أحد من ولد نوبخت
(زبيب التَّمِيمِي)
زبيب بِضَم الزَّاي وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف بَين الباءين بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو التَّمِيمِي وَقد يُقَال بِضَم الزَّاي وَبعدهَا نون وياء آخر الْحُرُوف وباء مُوَحدَة
كَانَ ينزل الْبَادِيَة على طَرِيق النَّاس إِلَى مَكَّة من الطَّائِف وَمن الْبَصْرَة
حَدِيثه عِنْد عمار بن شعيث بن عبد الله بن زبيب عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قضى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْنه عبد الله وَيُقَال عبيد الله
وَله حَدِيث حسن قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَيْشًا إِلَى بني العنبر فَأَخَذُوهُمْ بركبة من نَاحيَة الطَّائِف فاستاقوهم إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ الزَّبِيب فركبت بكرَة من إبلي فسبقتهم إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاثَة أَيَّام فَقلت السَّلَام عَلَيْك يَا نَبِي الله وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته أَتَانَا جندك فأخذونا وَقد كُنَّا أسلمنَا وخضرمنا آذان النعم
وَذكر تَمام الْخَبَر وَفِيه أَنه شهد لَهُ شَاهد وَاحِد على إسْلَامهمْ فأحلفه مَعَ شَاهده ورد إِلَيْهِم ذَرَارِيهمْ وَنصف أَمْوَالهم
ابْن زبلاق محيي الدّين يُوسُف بن يُوسُف بن يُوسُف
(زبيدة)
3 - (زَوْجَة الرشيد)
زبيدة بنت جَعْفَر بن الْمَنْصُور زوج الرشيد أم وَلَده مُحَمَّد(14/118)
الْأمين اسْمهَا أمة الْعَزِيز وكنيتها أم جَعْفَر الهاشمية العباسية قيل لم تَلد عباسية خَليفَة قطّ إِلَّا هِيَ
وَكَانَ لَهَا حُرْمَة عَظِيمَة وبر وصدقات وآثار حميدة فِي طَرِيق الْحَج ولقبها جدها الْمَنْصُور زبيدة لبضاضتها ونضارتها أنفقت فِي حَجهَا بضعاً وَخمسين ألف ألف دِرْهَم
وَكَانَ فِي قصرهَا من الخدم والحشم والآلات وَالْأَمْوَال مَا يقصر عَنهُ الْوَصْف من جملَة ذَلِك مائَة جَارِيَة كل مِنْهُنَّ يحفظ الْقُرْآن وَكَانَ يسمع من قصرهَا مثل دوِي النَّحْل من الْقِرَاءَة
وَلم تزل زين نسَاء الْوَقْت بالعراق فِي أَيَّام زَوجهَا وَوَلدهَا وَأَيَّام ابْن زَوجهَا الْمَأْمُون وَتوفيت سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَهِي الَّتِي سقت أهل مَكَّة بعد أَن كَانَت الراوية عِنْدهم بِدِينَار
وأسالت المَاء عشرَة أَمْيَال تخط الْجبَال وتجوب الصخر حَتَّى غلغلته فِي الْحل إِلَى الْحرم
وعملت عقبَة الْبُسْتَان فَقَالَ وكيلها يلزمك نَفَقَة كَبِيرَة
فَقَالَت اعملها وَلَو كَانَت ضَرْبَة الفأس بِدِينَار
وَلما دخل الْمَأْمُون بَغْدَاد دخلت زبيدة عَلَيْهِ وَقَالَت أهنئك بخلافة قد هنأت بهَا نَفسِي عَنْك قبل لقائك
وَلَئِن كنت فقدت ابْنا خَليفَة وَلدته فقد عوضني الله خَليفَة لم ألده وَمَا خسر من اعتاض مثلك وَلَا ثكلت أم مَلَأت راحتيها مِنْك
وَأَنا أسأَل الله أجرا على مَا أَخذ وإمتاعاً بِمَا عوض فَقَالَ الْمَأْمُون مَا يلد النِّسَاء مثل هَذِه فَمَا أبقت بعد هَذَا الْكَلَام لبلغاء الرِّجَال وحشا فاها درا
كتب إِلَيّ القَاضِي الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله ملغزاً فِي اسْم زبيدة من الْخَفِيف
(أَيهَا الْفَاضِل الَّذِي حَاز فضلا ... مَا عَلَيْهِ لمثله من مزِيد)
(قد تدانى عبد الرَّحِيم لَدَيْهِ ... وتناءى لَدَيْهِ عبد الحميد)
(أيُّ شَيْء سمي بِهِ ذَات حجب ... تائه بالإماء أَو بالبعيد)
(هُوَ وصف لذات سترٍ مصونٍ ... وَهِي لم تخف فِي جَمِيع الْوُجُود)
(قد مضى حينها بهَا لَيْسَ تَأتي ... وَهِي تَأتي مَعَ الرّبيع الْجَدِيد)
)
(وَهُوَ مِمَّا يبشر النَّاس طرا ... مِنْهُ مأتى وَكَثْرَة فِي العديد)
(وحليم أَرَادَهُ لَا لذاتٍ ... بل لشيءٍ سواهُ فِي الْمَقْصُود)
(ذَاك من ارتجاه سَفِيه ... وَهُوَ شيءٌ مخصّصٌ بالرشيد)
فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ على ذَلِك من الْخَفِيف
(يَا فريداً أَلْفَاظه كالفريد ... ومجيداً قد فاق عبد الْمجِيد)
(وَإِمَام الْأَنَام فِي كل علمٍ ... وشريكاً فِي الْفضل للتوحيدي)(14/119)
(عرف الْعَالمُونَ فضلك بالعل ... لم وَقَالَ الْجُهَّال بالتقليد)
(من تمنى بِأَن يرى لَك شبها ... رام نقضا بِالْجَهْلِ حكم الْوُجُود)
(طَال قدري على السماكين لما ... جَاءَنِي مِنْك نظم دُرٍّ نضيد)
(شابه الدّرّ فِي النظام وَلما ... شابه السحر شَاب رَأس الْوَلِيد)
(هُوَ لغزٌ فِي ذَات خدرٍ منيع ... نزلت فِي العلى بقصر مشيد)
(هِيَ أم الْأمين ذَات الْمَعَالِي ... من بني هَاشم ذَوي التأييد)
(أَنْت كنت الْهَادِي لمعناه حَقًا ... حِين لوحت لي بِذكر الرشيد)
(دمت تهدي إِلَيّ كل عجيبٍ ... مَا عَلَيْهِ فِي حسنه من مزِيد)
3 - (بنت المقتفي)
زبيدة ابْنة المقتفي الَّتِي تزوج بهَا السُّلْطَان مَسْعُود السلجوقي على مهر مائَة ألف دِينَار وَلم يدْخل بهَا عاشت إِلَى أَن توفيت سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة لِأَنَّهُ توفّي رَحمَه الله قبل حملهَا إِلَيْهِ
3 - (ابْنة الْوَزير نظام الْملك)
زبيدة ابْنة الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن الْعَبَّاس هِيَ ابْنة الْوَزير نظام الْملك وَزَوْجَة الْوَزير عميد الْملك مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير وَقد تقدم ذكر والدها مَكَانَهُ فِي حرف الْحَاء رقم وَذكر زَوجهَا فِي المحمدين تزَوجهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة سبعين وَأَرْبع مائَة فِي شعْبَان وَهِي الَّتِي قَالَ ابْن الهبارية فِيهَا من الْبَسِيط
(لَوْلَا ابْنة الشَّيْخ مَا استوزرت ثَانِيَة ... فاشكر حرى صرت مَوْلَانَا الْوَزير بِهِ)
)
وَقد ذكرتهما فِي تَرْجَمَة ابْن جهير وَذكرت الْوَاقِعَة فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير بن فَخر الدولة
3 - (بنت معز الدولة)
زبيدة بنت معز الدولة بن بويه تزَوجهَا ابْن عَمها مؤيد الدولة بويه بن ركن الدولة وَأنْفق فِي عرسها سبع مائَة ألف دِينَار
(اليامي الْكُوفِي)
زبيد اليامي الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام روى عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد وَإِبْرَاهِيم بن سُوَيْد النخعيين وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَأبي وَائِل وَطَائِفَة قَالَ يحيى الْقطَّان ثَبت وَقَالَ أَبُو حاتمة وَغَيره ثِقَة
وَهُوَ مَعْدُود فِي صغَار التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي(14/120)
سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا أعلم لَهُ شَيْئا عَن الصَّحَابَة
(الألقاب)
أَبُو زبيد الطَّائِي اسْمه حَرْمَلَة
ابْن الزبيدِيّ اسْمه الْحسن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد
ابْن الزبيدية المقرىء اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم
الزبيدِيّ الْمُؤَدب يحيى بن الْمُبَارك
(الزبير)
3 - (أحد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم)
الزبير بن الْعَوام بن خُويلِد بن اسد بن عبد العُزَّى بن قصي بن كلاب يلتقي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قصي بن كلاب وَهُوَ الْأَب الْخَامِس وَأمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَاجر الهجرتين وَصلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ وَهُوَ أول من سل سَيْفه فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَهُوَ حوارِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَله من الْوَلَد عبد الله وَهُوَ أول مَوْلُود فِي الْإِسْلَام بعد الْهِجْرَة وَالْمُنْذر وَعُرْوَة وَعَاصِم وَالْمُهَاجِر وَخَدِيجَة الْكُبْرَى وَأم الْحسن وَعَائِشَة أمّهم أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وخَالِد وَعَمْرو وحبيبة وَسَوْدَة وَهِنْد أمّهم أم خَالِد أمة بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَمصْعَب وَحَمْزَة ورملة أمّهم أم الربَاب بنت أنيف الْكَلْبِيَّة وَعبيدَة وجعفر وَحَفْصَة أمّهم زَيْنَب بنت بشر من بني قيس بن ثَعْلَبَة وَزَيْنَب بنت الزبير أمهَا أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَخَدِيجَة الصُّغْرَى أمهَا أم الْحَلَال بنت قيس من بني أَسد بن خُزَيْمَة فأولاد الزبير وَاحِد وَعِشْرُونَ رجلا وَامْرَأَة
وَهُوَ رَضِي الله عَنهُ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة أهل الشورى شهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَعَمَّته خَدِيجَة بنت خويلد زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم(14/121)
وَقتل يَوْم الْحمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَله سبع وَسِتُّونَ سنة أَو سِتّ وَسِتُّونَ وَكَانَ أسمر ربعَة معتدل اللَّحْم خَفِيف اللِّحْيَة كَذَا قَالَ ابْن عبد الْبر وَبَعْضهمْ قَالَ طَوِيل قَالَ لِابْنِهِ عبد الله وَهُوَ يرقصه من الرجز أَزْهَر من آل أبي عَتيق مبارك من ولد الصّديق ألذه كَمَا ألذ ريقي وَقَالَ لما انْصَرف عَن الْجمل فِي رِوَايَة ابْن دُرَيْد عَن الرياشي بِإِسْنَاد لَهُ من الْبَسِيط
(ترك الْأُمُور الَّتِي تخشى عواقبها ... لله أَنْفَع فِي الدُّنْيَا وَفِي الدّين)
(نَادَى عَليّ بِأَمْر لست أنكرهُ ... قد كَانَ ذَاك لعمر الله مذ حِين)
)
(فَقلت لبيْك من عدل أَبَا حسن ... بعض الَّذِي قلت مِنْك الْيَوْم يَكْفِينِي)
(فاخترت عاراً على نَار مؤججة ... أَنى يقوم لَهَا خلق من الطين)
(فاليوم أنزع من غي إِلَى رشد ... وَمن مُنَازعَة الشحنا إِلَى اللين)
شهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْجَبَل أَنه شَهِيد وَقَالَ لَهُ يَوْم الخَنْدَق ارْمِ فدَاك أبي وَأمي وَكَانَ أحد الفارسين يَوْم بدر وَكَانَ يَوْم الْفَتْح مَعَه راية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وركزها بالحجون وَكَانَ على الرِّجَال يَوْم أحد وَقيل الْمِقْدَاد
وَثَبت يَوْم أحد وَبَايع على الْمَوْت وَكَانَ مَعَه إِحْدَى رايات الْمُهَاجِرين الثَّلَاث فِي غَزْوَة الْفَتْح وَولد هُوَ وَعلي وَسعد وَطَلْحَة فِي عَام وَاحِد وَأسلم الزبير وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَو ثَمَان أَو سِتّ عشرَة سنة وَكَانَ عَمه يعلقه فِي حَصِير ويدخن عَلَيْهِ بالنَّار وَيَقُول ارْجع إِلَى الْكفْر فَيَقُول لَا أكفر أبدا وَكَانَ طَويلا تخط رِجْلَاهُ الأَرْض إِذا ركب الدَّابَّة وَلم يُهَاجر أحد وَمَعَهُ أمه إِلَّا الزبير وَعَن ابْن الزبير أَن الزبير كَانَت عَلَيْهِ ملاءة صفراء يَوْم بدر فاعتم بهَا فَنزلت الْمَلَائِكَة معتمين بعمائم صفر وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل نَبِي حوارِي وَحَوَارِيي من أمتِي الزبير قَالَ ابْن أبي الزِّنَاد ضرب الزبير يَوْم الخَنْدَق عُثْمَان بن عبد الله بن الْمُغيرَة بِالسَّيْفِ على مغفره فَقَطعه إِلَى القربوس فَقَالُوا مَا أَجود سَيْفك فَغَضب يُرِيد أَن الْعَمَل لليد لَا لسيفه وبارزه يَاسر الْيَهُودِيّ يَوْم خَيْبَر فَضَربهُ على عَاتِقه ضَرْبَة هدر مِنْهَا سحره
وَقَالَ رجل لعَلي من أَشْجَع النَّاس قَالَ ذَاك الَّذِي يغْضب غضب النمر ويثب وثوب الْأسد وَأَشَارَ إِلَى الزبير
وَكَانَ فِي صَدره أَمْثَال الْعُيُون من الطعْن وَالرَّمْي وَقَالَ عمر بن الْخطاب لَو تركت تَرِكَة أَو عهِدت عهدا لعهدت إِلَى الزبير إِنَّه ركن من أَرْكَان الدّين وَقَالَ من عهد مِنْكُم إِلَى الزبير فَإِنَّهُ عَمُود من عمد الْإِسْلَام وَأوصى لَهُ سَبْعَة من الصَّحَابَة مِنْهُم عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن وَابْن مَسْعُود وَأَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَكَانَ ينْفق على أبنائهم من مَاله ويحفظ عَلَيْهِم أَمْوَالهم وَكَانَ لَهُ ألف غُلَام(14/122)
يؤدون إِلَيْهِ الْخراج فَلَا يدْخل إِلَى بَيته شَيْئا من ذَلِك وَيتَصَدَّق بِهِ كُله وَلما قتل عمر محا نَفسه من الدِّيوَان وَكَذَلِكَ ابْنه محا نَفسه لما قتل عُثْمَان
وَخرج يطْلب بِدَم عُثْمَان مَعَ عَائِشَة ثمَّ نَدم على خُرُوجه لما ذكره عَليّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ)
وَسلم أخبرهُ أَنه يُقَاتل عليا وَهُوَ ظَالِم لَهُ فَحلف أَن لَا يقاتله
وَانْصَرف رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة فأدركه ابْن جرموز التَّمِيمِي مَعَ جمَاعَة بوادي السبَاع على سَبْعَة فراسخ من الْبَصْرَة فَقتله نَائِما وَأخذ رَأسه وسيفه وأتى بهما عليا فَأخذ عَليّ السَّيْف وَقَالَ سيف وَالله طالما جلى بِهِ عَن وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الكرب
وَلما اسْتَأْذن ابْن جرموز على عَليّ قَالَ ائذنوا لَهُ وبشروه بالنَّار وَقَالَ حَدثنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن قَاتل الزبير فِي النَّار
فقيقال إِن ابْن جرموز وضع السَّيْف فِي بَطْنه فَخرج من ظَهره وَلما قَالَ عَليّ للآذن على ابْن جرموز بقتل الزبير بشره بالنَّار قَالَ ابْن جرموز من المتقارب
(أتيت عليا بِرَأْس الزبي ... ر أَرْجُو لَدَيْهِ بِهِ الزلفه)
(فبشر بالنَّار إِذا جِئْته ... فبئس الْبشَارَة والتحفة)
(وسيان عِنْدِي قتل الزبير ... وضرطة عير بِذِي الْجحْفَة)
وَقَالَ حسان يمدح الزبير من الطَّوِيل
(أَقَامَ على عهد النَّبِي وهديه ... حواريه وَالْقَوْل بِالْفِعْلِ يعدل)
(أَقَامَ على منهاجه وَطَرِيقه ... يوالي ولي الْحق وَالْحق أعدل)
(هُوَ الْفَارِس الْمَشْهُور والبطل الَّذِي ... يصول إِذا مَا كَانَ يَوْم محجل)
(وَإِن امْرَءًا كَانَت صَفِيَّة أمه ... وَمن أَسد فِي بَيته لمرفل)
(لَهُ من رَسُول الله قربى قريبَة ... وَمن نصْرَة الْإِسْلَام مجد مؤثل)
(فكم كربَة ذب الزبير بِسَيْفِهِ ... عَن الْمُصْطَفى وَالله يُعْطي ويجزل)
(إِذا كشفت عَن سَاقهَا الْحَرْب حشها ... بأبيض سباق إِلَى الْمَوْت يرقل)
(فَمَا مثله فيهم وَلَا كَانَ قبله ... وَلَيْسَ يكون الدَّهْر مَا دَامَ يذبل)
وَترك الزبير عَلَيْهِ من الدّين ألفي ألف ومائتي ألف دِرْهَم وَكَانَت لَهُ أَربع زَوْجَات فورثت كل وَاحِدَة ألف ألف وماءتي ألف وَذَلِكَ ربع الثّمن وَكَانَ جَمِيع مَاله خمسين ألف ألف ومائتي ألف
وَكَانَ يضْرب فِي الْمغنم بأَرْبعَة أسْهم سهم لَهُ وسهمين لفرسه وَسَهْم لذِي الْقُرْبَى أَي لأمه
وَكَانَ لَهُ بِمصْر والإسكندرية والكوفة وَالْبَصْرَة خطط ودور
وَمَا ولي إِمَارَة قطّ وَلَا جباية وَلَا خراجاً وَيُقَال إِن الَّذِي تَركه دينا عَلَيْهِ لم يكن دينا وَإِنَّمَا كَانَ)
ذَلِك مواعيد يعدها للنَّاس(14/123)
فَكتب مواعيده مثل مَا كتب دينه
وَقَالَ حَكِيم بن حزَام إِن الزبير كَانَ يُبَارى الرّيح
3 - (اليامي قَاضِي الرّيّ)
الزبير بن عدي الْهَمدَانِي اليامي أَبُو عدي الْكُوفِي روى عَن أنس بن مَالك وَأبي وَائِل الْحَارِث الْأَعْوَر وَمصْعَب بن سعد وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ
وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وروى لَهُ الْجَمَاعَة ولي قَضَاء الرّيّ وَكَانَ فَاضلا وَكَانَ مِمَّن كَانَ مَعَ قُتَيْبَة بن مُسلم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 - (المعتز بِاللَّه)
الزبير بن جَعْفَر وَيُقَال مُحَمَّد وَيُقَال أَحْمد بن جَعْفَر هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن جَعْفَر فليطلب هُنَاكَ
3 - (الْخَثْعَمِي)
الزبير بن حزيمة بِالْحَاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَبعدهَا زَاي الْخَثْعَمِي من أهل فلسطين كَانَ فِي جَيش مُسلم بن عقبَة الْمَعْرُوف بمسرف الَّذِي قَاتل بِهِ أهل الْمَدِينَة يَوْم الْحرَّة وَاسْتَعْملهُ مُسلم على الرجالة
ذكر أَنه طعن يَوْم الْحرَّة إِبْرَاهِيم بن نعيم بن النحام فِي سحره وَجَاء إِلَى دَار عبد الله بن حَنْظَلَة بن الراهب وَقد قتل وَقتل مَعَه سبع بَنِينَ لَهُ
وَقتل أَخُوهُ لأمه مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس بن شماس حِين انتهبت الْمَدِينَة وأباحها مُسلم
فَرَأى رجلا من الشَّام يُنَازع ابْنَته خلْخَالهَا وَهِي تَقول أما دين أما حمية أذهبت الْعَرَب فَقَالَ لَهَا الزبير من أَنْت قَالَت بنت عبد الله بن حَنْظَلَة وَكَانَ بَينهمَا صهر فَقَالَ للشامي خل عَنْهَا فَقَالَ لَا فَقتله
3 - (ابْن عُبَيْدَة الْأَسدي)
الزبير بن عُبَيْدَة الْأَسدي من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين قَالَ ابْن عبد الْبر لم يرو عَنهُ الْعلم ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي من هَاجر إِلَى الْمَدِينَة من بني غنم بن دودان
3 - (الزبير الْكلابِي)
الزبير بن عبد الله الْكلابِي قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ لِقَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
وَلكنه أدْرك الْجَاهِلِيَّة وعاش إِلَى آخر خلَافَة عُثْمَان
قَالَ رَأَيْت غَلَبَة فَارس الرّوم ثمَّ رَأَيْت غَلَبَة الرّوم فَارس ثمَّ رَأَيْت غَلَبَة الْمُسلمين فَارس وَالروم كل ذَلِك فِي خمس وَعشْرين سنة أَو قَالَ فِي خمس عشرَة سنة(14/124)
3 - (الكنديي الْمدنِي)
الزبير بن كثير بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ الْمدنِي هُوَ الَّذِي توجه بِكِتَاب أَبِيه إِلَى مُعَاوِيَة بِسَبَب بيع دَرَاهِم والقصة تذكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة كثير فِي حرف الْكَاف
3 - (الزبيرِي الشَّافِعِي الضَّرِير)
الزبير بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن عَاصِم بن الْمُنْذر بن الزبير بن الْعَوام الْأَسدي الزبيرِي الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الضَّرِير لَهُ تصانيف فِي الْفِقْه كالأكافي وَغَيره
وَكَانَ ثِقَة إِمَامًا مقرئاً وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة عشْرين
3 - (الْحَافِظ الأسداباذي)
الزبير بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء أَبُو عبد الله الأسداباذي وَقيل أَحْمد بدل مُحَمَّد كَانَ حَافِظًا متقناً
قَالَ الْحَاكِم كَانَ من الصَّالِحين الْكِبَار والثقات الْحفاظ صنف الْأَبْوَاب والشيوخ وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين مائَة
3 - (ابْن بكار القَاضِي)
الزبير بن بكار بن عبد الله بن مُصعب بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام أَبُو بكر وَقيل أَبُو عبد الله الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي قَاضِي مَكَّة
روى عَنهُ ابْن ماجة وَابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيرهمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَلَقي الزبير إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله عملت كتابا سميته كتاب النّسَب وَهُوَ كتاب الْأَخْبَار
فَقَالَ وَأَنت يَا أَبَا مُحَمَّد عملت كتابا سميته كتاب الأغاني وَهُوَ كتاب الْمعَانِي وَكَانَ ثِقَة عَالما بِالنّسَبِ وأخبار الْمُتَقَدِّمين لَهُ كتاب فِي نسب قُرَيْش
وَقع من فَوق سطحه وَأقَام يَوْمَيْنِ لَا يتَكَلَّم وَمَات سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
وَعَاد المتَوَكل من الْجَوْسَقِ إِلَى المحمدية فَقَالَ لَهُ يَا زبير من أفضل النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فورد عَليّ شَيْء عَظِيم خفت أَن أَقُول عَليّ فَيَقُول تقدمه على أبي)
بكر وَأَن أَقُول أَبُو بكر فَيَقُول فضلت على آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيرهم
فَسكت فاقتضاني الْجَواب فَسكت فَقَالَ مَا لَك لَا تجيب فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَمِعت النَّاس بِالْمَدِينَةِ يَقُولُونَ أَبُو(14/125)
بكر خير الصَّحَابَة وَعلي خير الْقَرَابَة
قَالَ فأرضاه ذَلِك وكف
وَقَالَ تزوجت امْرَأَة وَعِنْدِي أُخْرَى فَمَا زَالَت بِي حَتَّى طَلقتهَا وَأَقْبَلت على بَيت فِيهِ كتب فَجَاءَت الْمَرْأَة فَأخذت بِعضَادَتَيْ الْبَاب وَقَالَت لكتبك شَرّ عَليّ من أَربع ضرات
وَمن تصانيفه أَخْبَار الْعَرَب وأيامها نسب قُرَيْش وأخبارها كتاب نَوَادِر أَخْبَار النّسَب كتاب الموفقيات كتاب أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب النَّحْل أَخْبَار نَوَادِر الْمَدَنِيين العقيق وأخباره الْأَوْس والخزرج وُفُود النُّعْمَان على كسْرَى الْأَخْبَار المنثورة الأمالي إغارة كثير على الشُّعَرَاء أَخْبَار ابْن ميادة أَخْبَار جمَاعَة من الشُّعَرَاء كتاب الْأَخْلَاق
قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك التأريخي أَنْشدني ابْن طَاهِر لنَفسِهِ فِي الزبير بن بكار من الْبَسِيط
(مَا قَالَ لَا قطّ إِلَّا فِي تشهده ... وَلَا جرى لَفظه إِلَّا على نعم)
(بَين الْحوَاري وَالصديق نسبته ... وَقد جرى وَرَسُول الله فِي رحم)
(الألقاب)
ابْن الزبير أَخَوان فاضلان أَحدهمَا الْمُهَذّب الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم
وَالْآخر الرشيد واسْمه أَحْمد بن عَليّ
ووالدهما عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الزبير
وَابْن الرشيد اسْمه عَليّ بن أَحْمد
وَمِنْهُم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد
ابْن الزبير الأندلسي اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم
ابْن الزبير الطَّبِيب هبة الله بن صَدَقَة
الزبيرِي اسْمه عمر بن عَليّ بن خضر
ابْن الزبير الْوَزير يَعْقُوب بن عبد الرفيع
الزجاجي النَّحْوِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق
الزّجاج النَّحْوِيّ اسْمه إِبْرَاهِيم بن السّري)
الزجاجي يُوسُف بن عبد الله
الْوَزير الزجالي اسْمه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن(14/126)
(ابْن قيس الْجعْفِيّ الْكُوفِي)
زحر بن قيس الْجعْفِيّ الْكُوفِي شهد صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ وَكَانَ شريفاً فَارِسًا وَله ولد أَشْرَاف وَكَانَ خَطِيبًا بليغاً وَفد على يزِيد بن مُعَاوِيَة أنزلهُ عَليّ الْمَدَائِن فِي جمَاعَة جعلهم هُنَالك رابطة
وروى عَن الشّعبِيّ قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ هُوَ كُوفِي تَابِعِيّ ثِقَة من كبار التَّابِعين
وَقَالَ أَبُو مخنف ثمَّ إِن عبد الله بن زِيَاد نصب رَأس الْحُسَيْن فِي الْكُوفَة فَجعل يدار بِهِ ثمَّ دَعَا زحر بن قيس فسرح مَعَه بِرَأْس الْحُسَيْن ورؤوس أَصْحَابه إِلَى يزِيد وَكَانَ مَعَ زحر أَبُو بردة بن عَوْف الْأَزْدِيّ وطارق بن أبي ظبْيَان الْأَزْدِيّ فَخَرجُوا حَتَّى قدمُوا بهَا الشَّام على يزِيد
فَقَالَ لَهُ يزِيد وَيلك مَا وَرَاءَك فَقَالَ أبشر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بِفَتْح الله وَنَصره
ورد علينا الْحُسَيْن بن عَليّ فِي ثَمَانِيَة عشر من أهل بَيته وَسِتِّينَ من شيعته فسرنا إِلَيْهِم فسألناهم أَن يستسلموا وينزلوا على حكم الْأَمِير عبيد الله بن زِيَاد أَو الْقِتَال
فَاخْتَارُوا الْقِتَال فعدونا عَلَيْهِم مَعَ شروق الشَّمْس فأحطنا بهم من كل نَاحيَة حَتَّى إِذا أخذت السيوف مأخذها من هام الْقَوْم جعلُوا يهربون إِلَى غير وزر ويلوذون منا بالآكام والحفر لِوَاذًا كَمَا لَاذَ الْحمام من صقر فوَاللَّه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كَانَ إِلَّا جزر جزور أَو نومَة قَائِل حَتَّى أَتَيْنَا على آخِرهم
فهاتيك أَجْسَادهم مُجَرّدَة وثيابهم مرملة وخدودهم معفرة تصهرهم الشَّمْس وتسفى عَلَيْهِم الرّيح زوارهم العقبان والرخم بقاع سبسب قَالَ فَدَمَعَتْ عين يزِيد وَقَالَ كنت أرْضى من طاعتكم بِدُونِ قتل الْحُسَيْن لعن الله ابْن سميَّة يَعْنِي عبيد الله وَسُميَّة جدته أم أَبِيه أما وَالله لَو أَنِّي صَاحبه لعفوت عَنهُ رحم الله الْحُسَيْن وَلم يصله بِشَيْء
(ابْن حُبَيْش)
زر بن حُبَيْش بن حُبَاشَة بن أَوْس أَبُو مَرْيَم وَقيل أَبُو مطرف الْأَسدي أدْرك الْإِسْلَام بعد الْجَاهِلِيَّة وَعمر دهراً مائَة وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانِينَ
وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَحدث عَن عمر وَعُثْمَان وَعلي وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَأبي وَحُذَيْفَة وَالْعَبَّاس وَابْن عَمْرو وعمار وَأبي وَائِل وروى عَنهُ النَّخعِيّ وعامر وعدي بن ثَابت وَغَيرهم
وَشهد خطْبَة عمر بالجابية
قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى من تَابِعِيّ من أهل الْكُوفَة وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ كَانَ شَيخا قَدِيما إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ بعض(14/127)
الْحمل على عَليّ بن أبي طَالب وَأدْركَ الْجَاهِلِيَّة وَلم ير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم قَالَ كَانَ زر بن حُبَيْش أكبر من أبي وَائِل فَكَانَا إِذا جلسا جَمِيعًا لم يحدث أَبُو وَائِل مَعَ زر
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد رَأَيْت زر بن حُبَيْش فِي الْمَسْجِد يختلج لحياه من الْكبر وَهُوَ يَقُول أَنا ابْن عشْرين وَمِائَة سنة
(الألقاب)
الزراد نَائِب قلعة دمشق اسْمه عز الدّين أيبك
الزراق نَائِب غَزَّة عز الدّين أيدمر
زربون الْأَدَب اسْمه طراد
زربول الْأَدَب هِلَال بن أبي الْفضل
(اأبو الْخطاب الرفاء)
زرزر الرفاء أَبُو الْخطاب الشَّاعِر ذكره ابْن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَذكر أَنه بغدادي قَلِيل الشّعْر
وَذكره دعبل وَغَيره وَكَانَ مَاجِنًا من أَصْحَاب أبي الْحَارِث جمين المضحك ولزرزر فِي جمين من الهزج
(سَلام نَاقص الْمِيم ... على وَجهك بِالْحَاء)
وَهِي أَبْيَات وَقَالَ من الْكَامِل
(لَو أَن دَارك أنبتت لَك واحتشت ... إبراً يضيق بهَا فضاء الْمنزل)
(وأتاك يُوسُف يستعيرك إبرة ... ليخيط قد قَمِيصه لم تقعل)
(زُرَارَة)
3 - (قَاضِي الْبَصْرَة)
زُرَارَة بن أوفى الْبَصْرِيّ قَاضِي الْبَصْرَة من كبار علمائها وصلحائها سمع عمرَان بن حُصَيْن وَابْن عَبَّاس وَأَبا هُرَيْرَة ثَبت أَنه قَرَأَ فِي صَلَاة الصُّبْح فَلَمَّا تَلا فَإِذا نقر فِي الناقور خر مَيتا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة(14/128)
3 - (زُرَارَة النَّخعِيّ الصَّحَابِيّ)
زُرَارَة بن عَمْرو النَّخعِيّ وَالِد بن زُرَارَة قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد النخع فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي طريقي رُؤْيا هالتني قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ رَأَيْت أَتَانَا خلفتها فِي أَهلِي ولدت جدياً أسفع أحوى وَرَأَيْت نَارا خرجت من الأَرْض فحالت بيني وَبَين ابْن لي يُقَال لَهُ عَمْرو وَهِي تَقول لظى لظى بَصِير وأعمى فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخلفت فِي أهلك أمة مَسَرَّة حملا قَالَ نعم قَالَ فَإِنَّهَا ولدت غُلَاما وَهُوَ ابْنك قَالَ فَأنى لَهُ أسفع أحوى قَالَ ادن مني أبك برص تكتمه قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا علمه أحد قبلك قَالَ فَهُوَ ذَاك وَأما النَّار فَإِنَّهَا فتْنَة تكون بعدِي
قَالَ وَمَا الْفِتْنَة يَا رَسُول الله قَالَ يقتل النَّاس إمَامهمْ ويشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس وَخَالف بَين أَصَابِعه دم الْمُؤمن عِنْد الْمُؤمن أحلى من المَاء يحْسب الْمُسِيء أَنه محسن إِن مت أدْركْت ابْنك وَإِن مَاتَ ابْنك أَدْرَكتك قَالَ فأدع الله أَن لَا تدركني فَدَعَا لَهُ وَكَانَ قدومه عَلَيْهِ)
فِي نصف رَجَب سنة تسع
3 - (زُرَارَة بن قيس الصَّحَابِيّ)
زُرَارَة بن قيس بن فهر بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عبيد بن ثَعْلَبَة بن غنم بن مَالك بن النجار الصَّحَابِيّ قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا
3 - (زُرَارَة بن قيس النَّخعِيّ)
زُرَارَة بن قيس النَّخعِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد النخع وهم مِائَتَا رجال فأسلموا
3 - (زُرَارَة بن أوفى الصَّحَابِيّ)
زُرَارَة بن أوفى النَّخعِيّ الصَّحَابِيّ مَاتَ فِي زمن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ
3 - (زُرَارَة بن جُزْء الصَّحَابِيّ)
زُرَارَة بن جُزْء الْكلابِي الصَّحَابِيّ روى عَنهُ الْمُغيرَة بن شُعْبَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كتب إِلَى الضَّحَّاك بن سُفْيَان أَن يُورث امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من دِيَة زَوجهَا
حَدِيثه عِنْد مُحَمَّد بن عبد الله الشعيثي عَن زفر بن وثيمة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَنهُ
وروى عَن زُرَارَة مَكْحُول أَيْضا
3 - (الْكلابِي)
زُرَارَة بن حزن الْكلابِي عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة وَفد هُوَ وَابْنه على مُعَاوِيَة وَكَانَ سيد أهل الْبَادِيَة وَكَانَ شَاعِرًا
وَخرج ابْنه عبد الْعَزِيز مَعَ يزِيد غازيا الْقُسْطَنْطِينِيَّة(14/129)
فَمَاتَ فَكتب يزِيد بنعيه إِلَى مُعَاوِيَة فورد الْكتاب إِلَى مُعَاوِيَة وزرارة عِنْده فَقَالَ يَا زُرَارَة فِي هَذَا الْكتاب موت فَتى الْعَرَب فَقَالَ هُوَ إِذا ابْنك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَو ابْني قَالَ بل هُوَ ابْنك عبد الْعَزِيز فأعظم الله عَلَيْهِ أجرك وجزع عَلَيْهِ مُعَاوِيَة فَخرج زُرَارَة وَهُوَ يَقُول أبياتاً مِنْهَا من المتقارب
(وَمَا زَالَ مذ كَانَ عبد الْعزي ... ز إِمَّا وزيراً وَإِمَّا أَمِيرا)
(نعاه ابْن حَرْب إِلَيّ الْغَدَاة ... فَأَصْبَحت شَيخا مصاباً ضريراً)
(فَإِن يكن الْمَوْت أودى بِهِ ... وَأصْبح مخ الْكلابِي ريرا)
(فَكل فَتى شَارِب كأسه ... فإمَّا صَغِيرا وَإِمَّا كَبِيرا)
)
وَذهب أَكثر قومه بِأَرْض الرّوم فَمر عَلَيْهِ مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ على مَاله فَسَأَلَهُ كَيفَ أَنْت فَقَالَ بِخَير أنبتنا الله فَأحْسن نباتنا وحصدنا فَأحْسن حصادنا
3 - (رَأس الزرارية)
زُرَارَة بن أعين هُوَ رَأس الزرارية كَانَ على مَذْهَب الأفطحية ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الموسوية وبدعته لِأَنَّهُ قَالَ لم يكن الله حَيا وَلَا قَادِرًا وَلَا عَالما وَلَا سميعاً وَلَا بَصيرًا وَلَا مرِيدا حَتَّى خلق لنَفسِهِ هَذِه الصِّفَات
فقد جعله محلا للحوادث تَعَالَى الله عَن ذَلِك والزرارية فرقة من الرافضة
ابْن الزراد شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد
وَالْآخر أَبُو بكر بن يُوسُف(14/130)
(زرْعَة)
3 - (قَاضِي دمشق)
زرْعَة بنن ثوب الدِّمَشْقِي قَاضِي دمشق أَيَّام الْوَلِيد بن عبد الْملك بعد أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَقيل بعد عبد الله بن عَامر وَكَانَ لَا يَأْخُذ على الْقَضَاء أجرا
وروى عَن ابْن عمر وروى عَنهُ سعيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيره وَلما استقضاه الْوَلِيد قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تفعل فَإِن ذَلِك لَيْسَ عِنْدِي
فَأمر فأجلس للنَّاس فَكلما دخل عَلَيْهِ سَأَلَهُ أَن يعفيه ثمَّ بدا للوليد أَن يبْعَث ابْنا لَهُ على الصائفة فَدخل عَلَيْهِ زرْعَة فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد كنت كثيرا مَا تَسْأَلنِي أَن أعفيك وَقد بدا لي أَن أبْعث ابْنا لي على الصائفة وأجعلك مَعَه وَقَالَ حَاجَتك فَقَالَ مَا لي حَاجَة إِلَّا أَن تعفيني مِمَّا أَنا فِيهِ فَلَمَّا أدبر قَالَ ردُّوهُ عَليّ فَقَالَ إِنِّي أُعْطِيك شَيْئا فاقبله مني فَإِنِّي أقسم لَك بِاللَّه أَنه لمن صلب مَالِي قد أمرت لَك بمزرعة ببقرها وخدمها وآلتها
قَالَ تنفذ قضائي فِيهَا قَالَ نعم قَالَ فَإِنِّي أشهدك أَن ثلثا مِنْهَا فِي سَبِيل الله وَالثلث الثَّانِي ليتامى قومِي وَالثلث الثَّالِث لرجل صَالح يقوم عَلَيْهَا وَيُؤَدِّي الْحق فِيهَا وَأَنا أحب أَن تَجِد مني مَا أجريت عَليّ من الرزق فَإِنَّهُ فِي كوَّة الْبَيْت فَخذه فَرده إِلَى بَيت المَال قَالَ وَلم ذَاك قَالَ أَن آخذ على مَا عَلمنِي الله أجرا
3 - (زرْعَة الصَّحَابِيّ)
)
زرْعَة بن خَليفَة الصَّحَابِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمعه يقْرَأ فِي صَلَاة الْمغرب فِي السّفر والتين وَالزَّيْتُون وَإِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر روى عَنهُ زِيَاد بن مُحَمَّد الرَّاسِبِي
3 - (زرْعَة بن ذِي يزن)
زرْعَة بن ذِي يزن أسلم وآمن بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يره وَقدم بِإِسْلَامِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَالك بن مرّة الرهاوي
3 - (زرْعَة الشقري)
زرْعَة الشقري كَانَ اسْمه أَصْرَم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت زرْعَة
أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَبْد حبشِي الحَدِيث(14/131)
(الألقاب)
الزرعي جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي برهَان الدّين الزرعي الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد
أَبُو زرْعَة جمَاعَة مِنْهُم
أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو
وَالْقَاضِي أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي اسْمه مُحَمَّد بن عُثْمَان
والحافظ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ الصَّغِير أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ
وَأَبُو زرْعَة الْحِمصِي عبيد الله بن عبد الْكَرِيم
والمقدسي أَبُو زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد
وَأَبُو زرْعَة الشَّاعِر مُحَمَّد بن سَلامَة
(جَارِيَة ابْن رامين)
زرقاء جَارِيَة ابْن رامين اشْتَرَاهَا فِيمَا بعد جَعْفَر بن سُلَيْمَان بِثَمَانِينَ ألف دِرْهَم وسترها عَن أَبِيه وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ على الْبَصْرَة فِي خلَافَة الْمَنْصُور
وَقد تحرّك فِي تِلْكَ الْأَيَّام عبد الله بن عَليّ فهجم سُلَيْمَان بن عَليّ على وَلَده فأخفى الْعود تَحت السرير وَدخل فَقَالَ لَهُ وَيحك نَحن على هَذِه الْحَال نتوقع الصّيام وَأَنت تشتري جَارِيَة بِثَمَانِينَ ألف دِرْهَم وَأظْهر لَهُ غَضبا فغمز خَادِمًا كَانَ على رَأسه فَأخْرج الزَّرْقَاء إِلَى سُلَيْمَان فأكبت على رَأسه فقبلته وَكَانَت عَاقِلَة مَقْبُولَة متكلمة فدعَتْ لَهُ فأعجبه مَا رأى مِنْهَا وَقَامَ فَلم يعد يعاتبه وَلما مَضَت لَهَا مُدَّة عِنْد جَعْفَر بن سُلَيْمَان سَأَلَهَا يَوْمًا هَل ظفر مِنْك أحد مِمَّن كَانَ يهواك بخلوة أَو قبْلَة فَخَشِيت أَن يبلغهُ شَيْء كَانَت فعلته فَقَالَت وَالله إِلَّا يزِيد بن عون الصَّيْرَفِي فَإِنَّهُ قبلني قبْلَة وَقذف فِي فمي لؤلؤة بعتها بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَلم يزل جَعْفَر يحتال لَهُ ويطلبه حَتَّى وَقع فِي يَده فَضَربهُ بالسياط حَتَّى مَاتَ
وَقَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي شربت زرقاء ابْن رامين دَوَاء فأهدى إِلَيْهَا ابْن المقفع ألف درابة على جمل فَارسي
وَاجْتمعَ عِنْد ابْن رامين معن إِلَى بدرة فصبها بَين يَديهَا وَبعث روح إِلَى أُخْرَى فصبها وَلم يكن عِنْد ابْن المقفع دَرَاهِم فَبعث فجَاء بصك ضيعته وَقَالَ خذي هَذِه فَمَا عِنْدِي دَرَاهِم
قَالَ سلييمان الخشاب دخلت منزل ابْن رامين فَرَأَيْت الزَّرْقَاء وَهِي وصيفة حِين أشال(14/132)
نهود ثدييها ثوبها عَن صدرها لَهَا شَارِب كَأَنَّمَا خطّ بمسك يلحظه الطّرف وَيقصر عَنهُ الْوَصْف وَابْن الْأَشْعَث يلقِي عَلَيْهَا
وَكَانَ ابْن رامين مَوْلَاهَا أجل مقين بِالْكُوفَةِ وأكبرهم وَكَانَ روح بن حَاتِم يهوى الزَّرْقَاء وَمُحَمّد بن جميل كَذَلِك فَقَالَ لَهَا مُحَمَّد يَوْمًا إِن روحاً قد ثقل علينا قَالَت مَا أصنع قد عمر مولَايَ ببره قَالَ احتالي لي عَلَيْهِ فَبَاتَ روح عِنْدهم لَيْلَة من اللَّيَالِي فَأخذت سراويله وَهُوَ نَائِم فغسلته فَلَمَّا أصبح سَأَلَ عَنهُ فَقَالَت فقد غسلناه فَظن أَنه أحدث فِيهِ فاحتيج إِلَى غسله فاستحيى من ذَلِك وَانْقطع عَنْهُم وخلا وَجههَا لِابْنِ جميل وَفِي ابْن رامين هَذَا يَقُول إِسْمَاعِيل بن عمار الْأَسدي من السَّرِيع
(أَيَّة حَال يَا ابْن رامين ... حَال المحبين الْمَسَاكِين)
)
(تَركتهم موتى وَمَا موتوا ... قد جرعوا مِنْك الْأَمريْنِ)
(وسرت فِي ركب على طية ... ركب تهام ويمانين)
(يَا راعي الذود لقد رعتهم ... وَيلك من روع المحبين)
(فرقت جمعا لَا ترى مثلهم ... بَين دروب الرّوم والصين)
(الألقاب)
ابْن الزرقالة إِبْرَاهِيم بن يحيى
الزرقالة الطَّبِيب هُوَ حسن بن أَحْمد بن مفرج
زرقان المعتزلي اسْمه مُحَمَّد بن شَدَّاد
الزريراني تَقِيّ الدّين عبد الله بن مُحَمَّد
ابْن زُرَيْق المعري المؤرخ اسْمه يحيى بن عَليّ
ابْن زُرَيْق الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب اسْمه عَليّ
ابْن زُرَيْق الْمُقْرِئ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد
ابْن زطينا الْبَغْدَادِيّ اسْمه جِبْرِيل بن الْحسن
الزَّعْفَرَانِي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يحيى
الزَّعْفَرَانِي الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مَرْزُوق
الزَّعْفَرَانِي الشَّافِعِي الْحسن بن مُحَمَّد
زعيم الدولة صَاحب الْموصل بركَة بن الْمُقَلّد
الزفات يُونُس بن أُميَّة(14/133)
(زفر)
3 - (أَبُو عبد الله الْكلابِي)
زفر بن الْحَارِث أَبُو الْهُذيْل وَيُقَال أَبُو عبد الله الْكلابِي سمع عَائِشَة وَمُعَاوِيَة وَسكن الْبَصْرَة وانتقل إِلَى الشَّام بعد الْجمل وَكَانَ فِي جَيش الْبَصْرَة الَّذِي خرج لإعانة عُثْمَان فِي الْحصْر
وَشهد صفّين أَمِيرا على أهل قنسرين وهم فِي الميمنة وَشهد وقْعَة مرج راهط زبيرياً مَعَ الضَّحَّاك بن قيس وَأُصِيب لَهُ يَوْمئِذٍ ثَلَاث بَنِينَ ثمَّ هرب وَلحق بقرقيساء من أَرض الجزيرة فتحصن بهَا ونفذه مُعَاوِيَة رَسُولا إِلَى عَائِشَة بوقعة صفّين قَالَ ابْن مَاكُولَا وَكَانَ قيس يَوْم مرج راهط لَهُ أَخْبَار كَثِيرَة وَشعر وَهُوَ الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل
(فَإِنِّي زبيري الْحَيَاة فَإِن أمت ... فَإِنِّي لموص هامتي بالتزبر)
وَيَقُول من الطَّوِيل
(وَقد ينْبت المرعى على دمن الثرى ... وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا)
(أَفِي الله أما بَحْدَل وَابْن بَحْدَل ... فيحيى وَأما ابْن الزبير فَيقْتل)
(كَذبْتُمْ وَبَيت الله لَا تَقْتُلُونَهُ ... وَلما يكن يَوْم أغر محجل)
يُرِيد ببحدل وَابْن بَحْدَل يزِيد بن مُعَاوِيَة وَمَات زفر أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان
3 - (مولى مسلمة)
زفر مولى مسلمة بن عبد الْملك وَهُوَ أَبُو رَاشد بن زفر زفر بن الْهُذيْل الْعَنْبَري الْفَقِيه صَاحب أبي حنيفَة مولده(14/134)
سنة سِتّ عشرَة ووفاته سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة روى عَن الْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَابْن إِسْحَاق وحجاج بن أَرْطَاة وَأبي حنيفَة وَجَمَاعَة وَمَات كهلاً قَالَ أَبُو نعيم كَانَ ثِقَة مَأْمُونا وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة مَأْمُون رَجَعَ عَن الرَّأْي وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَقَالَ ابْن سعد لم يكن فِي الحَدِيث بِشَيْء وروى عَليّ بن مدرك عَن الْحسن بن زِيَاد قَالَ كَانَ زفر وَدَاوُد الطَّائِي متواخيين فَأَما دَاوُد فَترك الْفِقْه وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَأما زفر فَإِنَّهُ جمع الْفِقْه مَعَ الْعِبَادَة
ابْن الزقاق الشَّاعِر البلنسي اسْمه عَليّ بن عَطِيَّة الله بن مطرف
ابْن الزقزوق اسْمه مُحَمَّد بن عمر
(زَكَرِيَّاء)
3 - (أَبُو يحيى النسابة)
زَكَرِيَّاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن حمويه أَبُو يحيى النسابة فَاضل مَشْهُور لَهُ معرفَة بالأنساب
توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة لَهُ تصانيف فِي عُلُوم الزيدية وأخبارهم مِنْهَا كتاب الْإِبَانَة عَن الْإِمَامَة
3 - (قَاضِي الْكُوفَة)
زَكَرِيَّاء بن أبي زَائِدَة الْهَمدَانِي قَاضِي الْكُوفَة قَالَ أَحْمد ثِقَة حُلْو الحَدِيث وَقَالَ زرْعَة صُوَيْلِح وَقَالَ أَبُو حَاتِم لين الحَدِيث يُدَلس الصَّحِيح روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل سنة تسع
3 - (ابْن أبي إِسْحَاق الْمَكِّيّ)
زَكَرِيَّاء بن أبي إِسْحَاق الْمَكِّيّ اتهمَ بِالْقدرِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين قدري روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة وروى عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَعَمْرو بن دِينَار وَيحيى بن عبد الله بن صَيْفِي وَأبي الزبير وروى عَنهُ ابْن الْمُبَارك ووكيع وَعبد الرَّزَّاق وروح بن عبَادَة وَأَبُو عَاصِم وَجَمَاعَة وَأَبُو عَامر الْعَقدي(14/135)
3 - (أَبُو يحيى التَّمِيمِي الْكُوفِي)
زَكَرِيَّاء بن عدي بن زُرَيْق وَقيل الصَّلْت بدل زُرَيْق أَبُو يحيى التَّمِيمِي الْكُوفِي نزيل بَغْدَاد أَخُو يُوسُف بن عدي نزيل مصر
كَانَ أَبوهُمَا ذِمِّيا فَأسلم روى عَن شريك وَحَمَّاد بن زيد وَأبي الْأَحْوَص وَابْن الْمُبَارك وَعبيد الله بن عَمْرو الرقي وَيزِيد بن زُرَيْع وطبقتهم وروى عَنهُ ابْن رَاهَوَيْه والكوسج وحجاج بن الشَّاعِر وَعبد الله الدَّارمِيّ وَأحمد بن عَليّ البربهاري وَمُعَاوِيَة بن صَالح الْأَشْعَرِيّ وَالْبُخَارِيّ فِي غير الصَّحِيح وَفِي الصَّحِيح بِوَاسِطَة وَآخَرُونَ قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة رجل صَالح متقشف
توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ ورى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (الْقُضَاعِي الْمصْرِيّ)
زَكَرِيَّاء بن يحيى الْقُضَاعِي الْمصْرِيّ الحرسي كَاتب الْعمريّ القَاضِي روى عَنهُ مُسلم وَكَانَ)
من كبار عدُول مصر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (زكروية الْمروزِي)
زَكَرِيَّاء بن يحيى الْمروزِي الْمَعْرُوف بزكرويه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ حدث عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأبي مُعَاوِيَة ومعروف الْكَرْخِي وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (الْحَنَفِيّ النَّيْسَابُورِي)
زَكَرِيَّا بن يحيى بن الْحَارِث الإِمَام الْفَقِيه شيخ الْحَنَفِيَّة بنيسابور وَشَيخ أهل الرَّأْي فِي عصره
لَهُ مصنفات كَثِيرَة فِي الحَدِيث وَكَانَ من الْعباد توفّي فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة
3 - (الْحَافِظ اللؤْلُؤِي)
زَكَرِيَّاء بن يحيى بن صَالح اللؤْلُؤِي الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الْفَقِيه روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ(14/136)
3 - (أَبُو يحيى الْبَلْخِي قَاضِي دمشق)
زَكَرِيَّاء بن أَحْمد بن الْحَارِث بن يحيى بن مُوسَى خت أَبُو يحيى الْبَلْخِي ولي قَضَاء دمشق أَيَّام المقتدر وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَصْحَاب الْوُجُوه
تكَرر ذكره فِي الْمُهَذّب والوسيط من غَرَائِبه أَن القَاضِي إِذا أَرَادَ نِكَاح من لَا ولي لَهَا لَهُ أَن يتَوَلَّى طرفِي العقد وَمِنْهَا لَو قَالَ شَرط فِي الْقَرَاض أَن يعْمل رب المَال مَعَ الْعَامِل جَازَ
حَكَاهُ عَنهُ الْعَبَّادِيّ فِي الرقم لَهُ وَقَالَ الرَّافِعِيّ إِنَّه لما كَانَ قَاضِيا بِدِمَشْق تزوج امْرَأَة ولي أمرهَا بِنَفسِهِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وروى عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَأحمد بن أبي خَيْثَمَة وَغَيرهم
وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ وَأَبُو بكر بن أبي الْحَدِيد وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم وَقَالَ حَدثنَا شيخ الشافعيين بِالشَّام وَهُوَ من أهل بَيت ببلخ وَأَبوهُ وجده
3 - (ابْن سجادة)
زَكَرِيَّاء بن عَليّ أَبُو نصر السدسي الْمَعْرُوف بِابْن سجادة شَاعِر ظريف تغرب عَن بَغْدَاد وطوف الْبِلَاد أحد الظرفاء وخدم بِمصْر الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره فِي مليح اسْمه عَليّ بن أبي طَالب من السَّرِيع
(لحظ عَليّ بن أبي طَالب ... سيف عَليّ بن أبي طَالب)
)
(يَقُول من أبْصر وجدي بِهِ ... جن وَحقّ الطَّالِب الْغَالِب)
3 - (الهرمزاني)
زَكَرِيَّاء بن يحيى بن سعيد بن خَالِد بن سعيد بن الفيرزان بن الهرمزان صَاحب تستر أَبُو زَكَرِيَّاء الهرمزاني حجازي مدنِي ذكره مُحَمَّد بن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَقَالَ قدم علينا سر من رأى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ شَاب فمدح الْحسن بن مخلد وَجَمَاعَة وَكَانَ يتشيع وَكَانَ من أحسن خلق الله لِسَانا وأفصحهم وأخفهم روحاً وأشدهم اقتداراً على الشّعْر وَأورد من شعره قَوْله من المتقارب
(إِذا هن فترن من أعين ... لقلب الكمي مراض صِحَاح)
(تركن الكمي أَخا كربَة ... من الْخَوْف يسْأَل خير الصَّباح)
3 - (الْحَافِظ السَّاجِي)
زَكَرِيَّاء بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن السَّاجِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ كَانَ من الْأَئِمَّة الثِّقَات توفّي سنة سبع وَثَلَاث مائَة(14/137)
3 - (السُّلْطَان البحري)
زَكَرِيَّاء بن شكيل بن عبد الله البحري من بطن خولان يُقَال لَهُم بَنو بَحر هُوَ من سلاطين الْيمن من شعره يمدح جياشاً من الْخَفِيف
(واسقني الراح تجلب الرو ... ح وريحانها إِلَى الْأَرْوَاح)
(مَا يزِيل الهموم مثل اصطباح ... فِي صباح لَدَى وُجُوه صباح)
(قلت لما تكنف الرَّوْضَة الإف ... رَاح وَالْحسن من جَمِيع النواحي)
(هَذِه الْجنَّة الَّتِي وعد الل ... هـ وَمَا عَن نعيمها من براح)
(وكأنا فِيهَا اختلسنا نسيماً ... من سجايا جياش ابْن نجاح)
(علم الْمجد ذِي الْفَضَائِل فَخر ... الْأمة المرتضى الْفَتى الجحجاح)
(غَافِر الذَّنب مسعر الْحَرْب جالي ... الكرب غوث اللاجي حَيا الملتاح)
(لَفظه فِي الصحائف الْبيض يُغني ... هـ وَيَكْفِي عَن سل بيض الصفاح)
وَكتب إِلَى أَبِيه شكيل من الْكَامِل
(قل للشكيل وسله مَا الْمَعْنى بِأَن ... أَشْقَى بهَا وَأَنا الْمُقِيم ببابها)
)
(فَإِذا هوت دلوي تُرِيدُ قليبها ... جَاءَت بجندلها مَعًا وترابها)
(وَإِذا بهَا أدلى سواي دلوه ... جَاءَتْهُ مترعة إِلَى أكرابها)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(عَظِيم يهون الأعظمون لعزه ... فمطلبه فِي كل أَمر عظيمه)
(تَأَخّر من جاراه فِي حلبة العلى ... وَقدمه إقدامه وقديمه)
(كتائبه قبل الْكَتَائِب كتبه ... ويغنيك عَن بَطش الهزبر نئيمه)
(فلولاه لم يثبت على الْحَمد حاؤه ... وَلَا وصلت يَوْمًا إِلَى الدَّال ميمه)
قلت أَخذ هَذَا من المتنبي فِي قَوْله من الْبَسِيط
(تملك الْحَمد حَتَّى مَا لمفتخر ... فِي الْحَمد حاء وَلَا مِيم وَلَا دَال)
وَلَكِن قَول ذكري أحسن صَنْعَة مِنْهُ وَأمكن
3 - (عماد الدّين قَاضِي وَاسِط)
زَكَرِيَّاء بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الإِمَام القَاضِي عماد(14/138)
الدّين أَبُو يحيى الْأنْصَارِيّ الأنسي الْقزْوِينِي
كَانَ قَاضِي وَاسِط وقاضي الْحلَّة أَيَّام الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَله تصانيف مِنْهَا كتاب عجائب الْمَخْلُوقَات توفّي سَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة
3 - (ابْن الطيفوري الطَّبِيب)
زَكَرِيَّاء بن الطيفوري قَالَ كنت مَعَ الأفشين فِي مُعَسْكَره وَهُوَ فِي محاربة بابك فَأمر بإحصاء جَمِيع من فِي عسكره من التُّجَّار وحوانيتهم وصناعة رجل رجل مِنْهُم فَدفع ذَلِك إِلَيْهِ
فَلَمَّا بلغت الْقِرَاءَة إِلَى مَوضِع الصيادلة قَالَ يَا زَكَرِيَّاء اضبط هَؤُلَاءِ أول مَا تقدم فِيهِ امتحنهم حَتَّى نَعْرِف الناصح من غَيره وَمن لَهُ دين وَمن لَا دين لَهُ
فَقلت أعز الله الْأَمِير إِن يُوسُف لقُوَّة الكيميائي كَانَ يدْخل على الْمَأْمُون كثيرا وَيعْمل بَين يَدَيْهِ فَقَالَ هَل يَوْمًا وَيحك يَا يُوسُف لَيْسَ فِي الكيمياء شَيْء قَالَ لَهُ بلَى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا آفَة الكيمياء من الصيادلة فَقَالَ لَهُ وَيحك وَكَيف ذَلِك فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الصيدلاني لَا يطْلب مِنْهُ أحد شَيْئا من الْأَشْيَاء كَانَ عِنْده وَلم يكن إِلَّا أخبر أَنه عِنْده وَدفع لَهُ شَيْئا من الْأَشْيَاء الَّتِي عِنْده وَقَالَ هَذَا الَّذِي طلبت فَإِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يضع اسْما لَا يعرف وَيُوجه جمَاعَة إِلَى الصيادلة فِي طلبه ليبتاعه فَلْيفْعَل)
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون قد وضعت الِاسْم وَهُوَ سقطيثا وسقطيثا ضَيْعَة تقرب من مَدِينَة السَّلَام
وَوجه الْمَأْمُون جمَاعَة من الرُّسُل يسْأَل الصيادلة عَن سقطيثا فكلهم ذكر أَن ذَلِك عِنْده وَأخذ الثّمن فصاروا إِلَى الْمَأْمُون بأَشْيَاء مُخْتَلفَة فَمنهمْ من أَتَى ببزور وَمِنْهُم من أَتَى بِقِطْعَة حجر وَمِنْهُم من أَتَى بوبر
فَاسْتحْسن الْمَأْمُون ذَلِك وأقطعه ضَيْعَة على النَّهر الْمَعْرُوف بنهر الكلبة فَهِيَ فِي أَيدي ورثته
فَقَالَ زَكَرِيَّا للأفشين فَإِن رأى الْأَمِير أَن يمْتَحن هَؤُلَاءِ الصيادلة بِمثل ذَلِك فَلْيفْعَل
فَدَعَا الأفشين بدفتر من دفاتر الأسروشنة وَأخرج مِنْهُ نَحوا من عشْرين اسْما وَوجه يطْلبهَا من الصيادلة فبعضهم أنكرها وَبَعْضهمْ ادّعى مَعْرفَتهَا وَأخذ الدَّرَاهِم من الرُّسُل
فَأمر الأفشين بإحضار جَمِيع الصيادلة وَكتب لمن أنكر تِلْكَ الْأَسْمَاء مناشير أذن لَهُم فِيهَا بالْمقَام فِي عسكره وَنفى البَاقِينَ عَن الْعَسْكَر ونادى الْمُنَادِي بِإِبَاحَة دم من يُؤْخَذ مِنْهُم بعسكره
وَكتب إِلَى المعتصم يسْأَله أَن يبْعَث إِلَيْهِ بصيادلة لَهُم دين وَمذهب جميل ومتطببين كَذَلِك
فَاسْتحْسن المعتصم ذَلِك وَبعث إِلَيّ بِمَا سَأَلَ
3 - (اللحياني صَاحب تونس)
زَكَرِيَّاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ عمر الْملك أَبُو يحيى صَاحب تونس وطرابلس والمهدية وَقَابِس وتوزر وَسْوَسَة الْبَرْبَرِي الهنتاتي المغربي الْمَالِكِي اللحياني(14/139)
ولد بتونس سنة نَيف وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة
وزر لِابْنِ عَمه الْمُسْتَنْصر مُدَّة وتفقه واتقن النَّحْو ثمَّ ملك سنة ثَمَانِينَ ثمَّ خلع ثمَّ إِنَّه حج سنة تسع وَسبع مائَة وَاجْتمعَ بالشيخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية
ورد إِلَى تونس وَقد مَاتَ صَاحبهَا فملكوه سنة إِحْدَى عشرَة ولقب الْقَائِم بِأَمْر الله وَله نظم وفضائل ثمَّ سَافر إِلَى طرابلس سنة ثَمَان عشرَة فَوَثَبَ على تونس قرَابَته أَبُو بكر فَسَار اللحياني إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد رفض الْملك وَكَانَ جدهم من أكبر أَصْحَاب ابْن تومرت وَكَانَ اللحياني قد أسقط ذكر الْمهْدي الْمَعْصُوم من الْخطْبَة وَكَانَ جد أَبِيه قد ملك الْمغرب وَذَلِكَ فِي دولة الظَّاهِرِيَّة ودامت دولته إِلَى سنة سِتّ وَسبعين وَكَانَ شهماً ذَا جبروت
وتسلطن بعده ابْنه الواثق بِاللَّه يحيى ثمَّ خلع بعد سنتَيْن وَأشهر وتملك الْمُجَاهِد إِبْرَاهِيم فَبَقيَ أَرْبَعَة أَعْوَام ثمَّ توثب عَلَيْهِ الدعي أَحْمد بن مَرْزُوق البخائي الَّذِي زعم أَنه ولد الواثق وَتمّ ذَلِك)
لَهُ لِأَن الْمُجَاهِد قتل الْفضل بن الواثق سرا فَقَالَ هَذَا أَنا هُوَ الْفضل وتملك عَاميْنِ وَقَامَ عَلَيْهِ أَبُو حَفْص أَخُو الْمشَاهد فهرب الدعي ثمَّ أسر وَهلك تَحت السِّيَاط بعد اعترافه أَنه دعِي فتملك أَبُو حَفْص ثَلَاثَة عشر عَاما وَأحسن السِّيرَة ثمَّ مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَقَامَ أَبُو عصيدة مُحَمَّد بن الوثق فتملك خمس عشرَة وَكَانَ صَالحا مشكوراً
وَأما اللحياني فَإِنَّهُ استوطن الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى مَاتَ فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور أَولا وَكَانَ مبخلاً وَمن شعره
(زكري)
3 - (بدر الدّين التّونسِيّ الدشناوي)
زكري بن يحيى بن هَارُون بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن عبد الله بن بدر الدّين الدشناوي مولداً التّونسِيّ محتداً
كَانَ فَقِيها أديباً لَهُ نظم حدث بِشَيْء مِنْهُ روى عَنهُ الشَّيْخ الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس وزين الدّين عمر بن الْحسن بن حبيب وَغَيرهمَا
توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة وَسبع مائَة ظنا
أَنْشدني الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ أَنْشدني لغزاً لنَفسِهِ وَهُوَ فِي طيبرس من الطَّوِيل(14/140)
(وَمَا اسْم لَهُ بعض هُوَ اسْم قَبيلَة ... وتصحيف بَاقِيَة تلاقي بِهِ العدى)
(وَإِن قلته عكساً فتصحيف بعضه ... غياث الظمآن تألم بالصدى)
(وباقية بالتصحيف طير وَعَكسه ... لكل الورى علم معِين على الردى)
وَمن شعره فِي راقص من الْبَسِيط
(يَا من غَدا الْحسن إِذا غنى وماس لنا ... مقسم بَين أبصار وأسماع)
(قاسوك بالغصن رطبا والهزار غنا ... وَمَا تقاس بمياس وسجاع)
(قد تسجع الْوَرق لَكِن غير دَاخِلَة ... ويرقص البان بل فِي غير إِيقَاع)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(لَا تسلني عَن السلو وسل مَا ... صنعت بِي لطفاً محَاسِن سلمى)
(أوقعت بَين مقلتي ورقادي ... وسقامي والجسم حَربًا وسلما)
وَمِنْه فيمليح خطائي من الوافر)
(فَقَالَ لي العذول علام تبْكي ... فَقلت لَهُ بَكَيْت على خطائي)
قلت أَرَادَ التورية بالْخَطَأ مهموزاً مَقْصُورا ضد الصَّوَاب عَن الخطائي وَهُوَ الْمليح التركي الخطائي وَهُوَ مَمْدُود مَهْمُوز فَمَا قعدت مَعَه التورية وَكَذَا اسْتَعْملهُ جمال الدّين ابْن نباتة فَقَالَ من المتقارب
(عذولي خُذ لَك عين الصَّوَاب ... ودع فِي الْهوى لي عين الخطا)
وهومن الْمَادَّة الأولى فِي الْخَطَأ وَسُوء الِاسْتِعْمَال
وَمِمَّا قلته أَنا فِي مليح خطائي من الْكَامِل
(أَحْبَبْت من ترك الخطا ذَا قامة ... فضحت غصون البان لما أَن خطا)
(اياكم وجفونه فَأَنا الَّذِي ... سهم أصَاب حشاه من عين الخطا)
وَقلت فِي الْمَادَّة من مجزوء الْكَامِل
(يَا قلب لَا تقدم على ... سحر الجفون إِذا سَطَا)
(وَمن الْعَجَائِب أَنه ... أضحى يَصح مَعَ الخطا)
وَمن نظم بدر الدّين زكري الْمَذْكُور من موشح أوردهُ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي
(أيا من عَليّ تجنى ... وَقد حَاز لطف الْمَعْنى)
أجعَل لي من صدودك أمنا(14/141)
(وارحمني وهب لي ... وصلا بِهِ أتملى)
(وَكن للمكارم أَهلا ... هَذَا أهنا وَأحلى)
3 - (الشَّيْخ زكي الدّين الشَّافِعِي)
زكري بن يُوسُف هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي زكي الدّين زكري الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الطّلبَة وَتُوفِّي رَحمَه اللله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة
(ابْن البيلقاني الْمُتَكَلّم)
زكي بن الْحسن بن عمر أَبُو أَحْمد البيلقاني الشَّافِعِي الْمُتَكَلّم
كَانَ فَقِيها مناظراً عَارِفًا بالأصول والعقليات قَرَأَ على الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ علم الْكَلَام وَسمع من الْمُؤَيد الطوسي وَغَيره وَكَانَ يروي صَحِيح مُسلم والموطأ عَن المصعبي قدم دمشق وَحدث بهَا وسافر وَأقَام بِالْيمن مُدَّة واشتهر هُنَاكَ وقرأوا عَلَيْهِ العقليات وَعمر دهراً
روى عَنهُ الْمُحدث نور الدّين عَليّ بن جَابر الْهَاشِمِي وَغَيره وَذكر ابْن جَابر أَنه توفّي بثغر عدن وَجل اشْتِغَاله على القطب الْمصْرِيّ ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة
(الألقاب)
أَوْلَاد الزكي جمَاعَة غالبهم قُضَاة مِنْهُم القَاضِي محيى الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد
وَمِنْهُم عَلَاء الدّين أَحْمد بن يحيى
وَمِنْهُم زكي الدّين حُسَيْن بن يحيى
وَمِنْهُم محيي الدّين يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ
وَمِنْهُم زكي الدّين الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ
وَمِنْهُم طَلْحَة بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن
الزلازلي الْحُسَيْن بن عبد الرَّحِيم
ابْن الزلَال المقرىء البلنسي اسْمه الْحُسَيْن بن يُوسُف بن أَحْمد
بَنو الزملكاني جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ(14/142)
ووالده عَليّ بن عبد الْوَاحِد
ونهم عَلَاء الدّين عَليّ بن عبد الْوَاحِد
الزَّمَخْشَرِيّ صَاحب الْكَشَّاف اسْمه مَحْمُود بن عمر بن مُحَمَّد
(زمرذ)
3 - (أم النَّاصِر)
زمرذ خاتون التركية الْجِهَة المعظمة أم أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاصِر عاشت فِي خلَافَة ابْنهَا أَرْبعا وَعشْرين سنة وحجت ووقفت الْمدَارِس والربط والجوامع وَلها وقُوف كَثِيرَة فِي القربات ونفقت فِي الْحَج نَحوا من ثَلَاث مائَة ألف دِينَار
وحزن الْخَلِيفَة لما مَاتَت سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمَشى أَمَام التابوت وحملت إِلَى تربة مَعْرُوف الْكَرْخِي وَكَاد الْوَزير يهْلك من الْمَشْي واستراح مَرَّات
وَعمل العزاء شهرا وَأمر النَّاصِر بتفريق مَا خلفت من ذهب وجوهر وَثيَاب وَلبس النَّاس ثِيَاب العزاء وَرفعت الْغرَر والطرحات والبسملة من بَين الْأُمَرَاء وأنزلت فِي الشبارة وَالنَّاس فِي السفن قيام وَلم يضْرب طبل وَلَا شهر سيف ودام العزاء سنة كَامِلَة
3 - (أم شمس الْمُلُوك)
زمرذ الخاتون بنت الْأَمِير جاولي بن عبد الله الْجِهَة صفوة الْملك أُخْت الْملك دقاق وَزَوْجَة الْملك بوري تَاج الْمُلُوك وَأم الْملك إِسْمَاعِيل شمس الْمُلُوك ومحمود ابْني بوري
سَمِعت الحَدِيث واستنسخت الْكتب وقرأت الْقُرْآن وَبنت الْمَسْجِد الْكَبِير الَّذِي فِي صنعاء دمشق ووقفته مدرسة للحنفية وَهِي من كبار مدارسهم وأجودها مَعْلُوما
وَكَانَت كَبِيرَة الْقدر وافرة الْحُرْمَة خَافت من ابْنهَا شمس الْمُلُوك فدبرت الْحِيلَة فِي قَتله بحضرتها وأقامت أَخَاهُ شهَاب الدّين مَحْمُودًا
وَتَزَوجهَا الأتابك قسيم الْملك زنكي وَالِد نور الدّين وسارت إِلَيْهِ إِلَى حلب
فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ إِلَى دمشق ثمَّ حجت على درب بَغْدَاد وجاورت إِلَى أَن مَاتَت بِالْمَدِينَةِ ودفنت بِالبَقِيعِ سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة وإليها ينْسب مَسْجِد خاتون الَّذِي هُوَ مدرسة لأَصْحَاب أبي حنيفَة بِأَعْلَى الشّرف القبلي وَقد تقدم ذكره
(الألقاب)
الزماني النَّحْوِيّ أَحْمد بن عَليّ
ابْن الزمكدم سُلَيْمَان بن الْفَتْح(14/143)
ابْن أبي زمنين المغربي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله)
الزمي يحيى بن يُوسُف
الزَّمن الْمَدَائِنِي إِبْرَاهِيم بن عِيسَى
ابْن زميل الْكَاتِب مُحَمَّد بن مَنْصُور
زنادقة قُرَيْش وسفهاؤهم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو سُفْيَان بن حَرْب عقبَة بن أبي معيط وَأبي بن خلف الجُمَحِي النَّضر بن الْحَارِث بن كلدة أَخُو بني عبد الدَّار مُنَبّه وَنبيه ابْنا الْحجَّاج السهميان العامر بن وَائِل الْوَلِيد بن الْمُغيرَة
كل هَؤُلَاءِ تعلمُوا الزندقة من نَصَارَى الْحيرَة فَلم يسلم مِنْهُم أحد إِلَّا أَبُو سُفْيَان
أَبُو الزِّنَاد الْأَعْرَج اسْمه عبد الله بن ذكْوَان
ابْن الزنف اسْمه مُحَمَّد بن وهب
ابْن زنفل الْحَنَفِيّ يحيى بن محَاسِن
زنبيلويه مُحَمَّد بن هميان
ابْن أبي زنبور النيلي اسْمه أَحْمد بن عَليّ الشَّاعِر
ابْن زنبور اسْمه مُحَمَّد بن ريَاح
الزنجاني الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن الْفضل
ابْن زنجي الْحسن بن عَليّ
الزنكلوني مجد الدّين الشَّافِعِي اسْمه أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل
3 - (أَبُو روح الجذامي)
زنباع بن روح بن زنباع أَبُو روح الجذامي قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد خصى غُلَاما لَهُ فَأعْتقهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالمثلة وَقد تقدم ذكر وَلَده روح بن زنباع فِي حرف الرَّاء مَكَانَهُ(14/144)
الزنبري سعيد بن دَاوُد
أَبُو زنبور الْكَاتِب الْحُسَيْن بن أَحْمد
(أَبُو مُحَمَّد اللباد)
زَنْجوَيْه بن مُحَمَّد بن الْحسن الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي اللباد أحد الْمُجْتَهدين فِي الْعِبَادَة
سمع مُحَمَّد بن رَافع وَمُحَمّد بن أسلم وَالْحسن بن عِيسَى البسطامي وَحميد بن الرّبيع والرمادي
وروى عَنهُ أَبُو عَليّ الْحَافِظ وَأَبُو الْفضل إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي وَأَبُو مُحَمَّد المخلدي
وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة
(أَبُو دلامة)
زند بالنُّون بعد الزَّاي سَاكِنة بن الجون هُوَ أَبُو دلامة بِضَم الدَّال كَانَ صَاحب نَوَادِر وأخبار وأدب ونظم وَكَانَ عبدا أسود توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة
توفّي للمنصور ابْنة عَم فَحَضَرَ جنازتها وَجلسَ لدفنها وَهُوَ متألم لفقدها كئيب عَلَيْهَا فَأقبل أَبُو دلامة وَجلسَ قَرِيبا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور وَيحك مَا أَعدَدْت لهَذَا الْمَكَان وَأَشَارَ إِلَى الْقَبْر
فَقَالَ ابْنة عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَضَحِك الْمَنْصُور حَتَّى اسْتلْقى ثمَّ قَالَ لَهُ وَيحك فضحتنا بَين النَّاس
وَكَانَ روح بن حَاتِم المهلبي والياً على الْبَصْرَة فَخرج إِلَى حَرْب الجيوش الخراسانية وَمَعَهُ أَبُو دلامة فَخرج فِي صف الْعَدو مبارز فَخرج إِلَيْهِ جمَاعَة فَقَتلهُمْ فَتقدم روح إِلَى أبي دلامة بمبارزته فَامْتنعَ فألزمه فاستعفاه فَلم يعفه فأنشده أَبُو دلامة من الْبَسِيط
(إِنِّي أعوذ بِروح أَن يقدمني ... إِلَى الْقِتَال فيخزى بِي بَنو أَسد)
(إِن الْمُهلب حب الْمَوْت أورثكم ... وَلم أرث أَنا حب الْمَوْت عَن أحد)
(إِن الدنو إِلَى الْأَعْدَاء أعلمهُ ... مِمَّا يفرق بَين الْمَرْء والجسد)
فأقسم عَلَيْهِ ليخرجن وَقَالَ وَلم تَأْخُذ رزق السُّلْطَان قَالَ لأقاتل عَنهُ قَالَ فَمَا لَك لَا تبرز إِلَى عَدو الله فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِن خرجت إِلَيْهِ لحقت بِمن مضى وَمَا الشَّرْط أَن أقتل عَن السُّلْطَان بل أقَاتل عَنهُ
فَحلف روح ليخرجن إِلَيْهِ فيقتله أَو يأسره أَو يقتل دون ذَلِك فَلَمَّا رأى أَبُو دلامة الْجد مِنْهُ قَالَ أَيهَا الْأَمِير تعلم أَن هَذَا أول يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة وَلَا بُد فِيهِ من الزوادة فَأمر لَهُ بذلك فَأخذ رغيفاً مطوياً على دجَاجَة وَلحم وسطيحة شراب وشيئاً من نقل)
وَشهر سَيْفه وَحمل وَكَانَ تَحْتَهُ فرس جواد فَأقبل يجول ويلعب بِالرُّمْحِ وَكَانَ مليحاً فِي الميدان والفارس يلاحظه وَيطْلب مِنْهُ غرَّة حَتَّى إِذا وجدهَا حمل عَلَيْهِ وَالْغُبَار كالليل(14/145)
فأغمد أَبُو دلامة سَيْفه وَقَالَ للرجل لَا تعجل واسمع مني عافاك الله كَلِمَات ألقيهن إِلَيْك فَإِنَّمَا أَتَيْتُك فِي مُهِمّ فَوقف مُقَابِله وَقَالَ مَا هُوَ المهم قَالَ أتعرفني قَالَ لَا قَالَ أَنا أَبُو دلامة قَالَ قد سَمِعت بك حياك الله فَكيف برزت إِلَيّ وطمعت فِي بعد من قتلت من أَصْحَابك قَالَ مَا خرجت لأقتلك وَلَا لأقاتلك وَلَكِنِّي رَأَيْت لباقتك وشهامتك فاشتهيت أَن تكون لي صديقا وَإِن لأدلك على مَا هُوَ أحسن من قتالنا قَالَ قل على بركَة الله قَالَ أَرَاك قد تعبت وَأَنت بِغَيْر شكّ جوعان ظمآن قَالَ كَذَلِك هُوَ قَالَ فَمَا علينا من خُرَاسَان وَالْعراق إِن معي لَحْمًا وخبزاً وَشَرَابًا ونقلاً كَمَا يتَمَنَّى المتمني وَهَذَا غَدِير مَاء نمير بِالْقربِ منا فَهَلُمَّ بِنَا إِلَيْهِ نصطبح وأترنم لَك بِشَيْء من حداء الْأَعْرَاب فَقَالَ هَذَا غَايَة أملي فَقَالَ فها أَنا أستطرد لَك فاتبعني حَتَّى نخرج من حلق الطعان ففعلا وروح يتطلب أَبَا دلامة فَلَا يجده والخراسانية تتطلب فارسها فَلَا تَجدهُ فَلَمَّا طابت نفس الْخُرَاسَانِي قَالَ لَهُ أَبُو دلامة إِن روحاً كَمَا علمت من أَبنَاء الْكَرم وحسبك بِابْن الْمُهلب جواداً وَإنَّهُ ليبذل لَك خلعة فاخرة وفرساً جواداً ومركباً مفضضاً وسيفاً محلى ورمحاً طَويلا وَجَارِيَة بربرية وَإنَّهُ فِي أَكثر الْعَطاء وَهَذَا خَاتِمَة معي لَك بذلك فَقَالَ وَيحك مَا أصنع بأهلي وعيالي فَقَالَ استخر الله تَعَالَى وسر معي ودع أهلك فَالْكل يخلف عَلَيْك فَقَالَ سر بِنَا على بركَة الله فسارا حَتَّى قدما من وَرَاء الْعَسْكَر فهجما على روح فَقَالَ يَا أَبَا دلامة أَيْن كنت قَالَ فِي حَاجَتك أما قتل الرجل فَمَا أطقته وَأما سفك دمي فَمَا طبت بِهِ نفسا وَأما الرُّجُوع خائباً فَلم أقدم عَلَيْهِ وَقد تلطفت بِهِ وَأَتَيْتُك بِهِ وَهُوَ أَسِير كرمك وَقد بذلت لَهُ عَنْك كَيْت وَكَيْت فَقَالَ يمضى إِذا وثق لي قَالَ بِمَ ذَا قَالَ بِنَقْل أَهله قَالَ الرجل أَهلِي على بعد وَلَا يمكنني نقلهم الْآن وَلَكِن آمدد يدك أصافحك وأحلف لَك مُتَبَرعا بِطَلَاق الزَّوْجَة أَنِّي لَا أخونك فَإِن لم أُفٍّ إِذا حَلَفت بِطَلَاقِهَا فَلَا ينفعك نقلهَا
فَقَالَ صدقت فَحلف لَهُ وعاهده ووفى لَهُ بِمَا ضمنه أَبُو دلامة وَزَاد عَلَيْهِ وانقلب الْخُرَاسَانِي يُقَاتل الخراسانية وينكي فيهم أَشد نكاية وَكَانَ ذَلِك أكبر أَسبَاب الظفر لروح
وَكَانَ الْمَنْصُور قد أَمر بهدم دور كَثِيرَة مِنْهَا دَار أبي دلامة فَكتب إِلَى الْمَنْصُور من الْخَفِيف
(يَا ابْن عَم النَّبِي دَعْوَة شيخ ... قد دنا هدم دَاره وبواره)
)
(فَهُوَ كالماخض الَّتِي اعتادها الطل ... ق فقرت وَمَا يقر قراره)
(لكم الأَرْض كلهَا فأعيروا ... عبدكم مَا احتوى عَلَيْهِ جِدَاره)
وَلما قدم الْمهْدي من الرّيّ إِلَى بَغْدَاد دخل عَلَيْهِ أَبُو دلامة للسلام والهناء بقدومه فَأقبل عَلَيْهِ الْمهْدي فَقَالَ كَيفَ أَنْت أَبَا دلامة قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من الْكَامِل(14/146)
(إِنِّي حَلَفت لَئِن رَأَيْتُك سالما ... بقرى الْعرَاق وَأَنت ذُو وفر)
(لتصلين على النَّبِي مُحَمَّد ... ولتملأن دراهماً حجري)
قَالَ الْمهْدي أما الأولى فَنعم وَأما الثَّانِيَة فَلَا فَقَالَ جعلني الله فدَاك إنَّهُمَا كلمتان لَا يفرق بَينهمَا فَقَالَ يمْلَأ حجر أبي دلامة دَرَاهِم
فَقعدَ وَبسط حجره فملئ دَرَاهِم فَقَالَ قُم الْآن يَا أَبَا دلامة فَقَالَ يتخرق قَمِيصِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى أشيل الدَّرَاهِم وأقوم فَردهَا إِلَى الأكياس وَقَامَ
وَمرض وَلَده فاستدعى طَبِيبا ليداويه وَجعل لَهُ جعلا فَلَمَّا برِئ قَالَ لَهُ وَالله مَا عندنَا مَا نعطيك وَلَكِن ادْع على فلَان الْيَهُودِيّ وَكَانَ ذَا مَال بِمِقْدَار الْجعل وَأَنا وَوَلَدي نشْهد لَك
فَمضى الطَّبِيب إِلَى قَاضِي الْكُوفَة يَوْمئِذٍ وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَقيل عبد الله بن شبْرمَة وَحمل إِلَيْهِ الْيَهُودِيّ الْمَذْكُور وَادّعى عَلَيْهِ فَأنْكر الْيَهُودِيّ
فَقَالَ لي بَيِّنَة وَخرج لإحضارها فأحضر أَبَا دلامة وَابْنه فدخلا إِلَى الْمجْلس وَخَافَ أَبُو دلامة أَن يُطَالِبهُ القَاضِي بالتزكية فَأَنْشد فِي الدهليز قبل دُخُوله بِحَيْثُ يسمع القَاضِي من الطَّوِيل
(إِن النَّاس غطوني تغطيت عَنْهُم ... وَإِن بحثوا عني ففيهم مبَاحث)
(وَإِن نبثوا بئري نبثت بئارهم ... قوم كَيفَ تِلْكَ النبائث)
ثمَّ حضرا بَين يَدي القَاضِي وأديا الشَّهَادَة فَقَالَ كلامك مسموع وشهادتك مَقْبُولَة ثمَّ غرم الْمبلغ من عِنْده وَأطلق الْيَهُودِيّ وَمَا أمكنه أَن يرد شَهَادَتهمَا خوفًا من لِسَان أبي دلامة وَقَول الحريري فِي المقامة الْأَرْبَعين وَأَنت تعلم أَنَّك أَحْقَر من قلامة وأعيب من بغلة أبي دلامة
كَانَت لأبي دلامة بغلة يركبهَا فِي مواكب الْخُلَفَاء والكبراء ويضحكهم بشماسها وحرانها وقماصها وَقد جمعت جَمِيع المعايب فَذكر بعض عيوبها فِي قصيدة وَهِي
(أبعد الْخَيل أركبها كراما ... وَبعد الفره من خضر البغال)
(رزقت بغيلة فِيهَا وكال ... وليته لم يكن غير الوكال)
)
(رَأَيْت عيوبها كثرت فَلَيْسَتْ ... وَإِن أكثرت ثمَّ من الْمقَال)
(ليحصي منطقي وَكَلَام غَيْرِي ... عشير خصالها شَرّ الْخِصَال)
(فأهون عيبها أَنِّي إِذا مَا ... نزلت فَقلت امشي لَا أُبَالِي)
(تقوم فَمَا تبت هُنَاكَ شبْرًا ... وترمحني وَتَأْخُذ فِي قتالي)
(وَأَنِّي إِن ركبت أذبت نَفسِي ... بِضَرْب بِالْيَمِينِ وبالشمال)
(وبالرجلين أركلها جَمِيعًا ... فيا لي فِي الشَّقَاء وَفِي الكلال)(14/147)
(أَتَانِي خائب يبْتَاع مني ... قديم فِي الخبارة والضلال)
(فَلَمَّا ابتاعها مني وبتت ... لَهُ فِي البيع غير المستقال)
(أخذت بِثَوْبِهِ أبرئت مِمَّا ... أعد عَلَيْك من سوء الْخلال)
(بَرِئت إِلَيْك من مششي يَديهَا ... وَمن جرد وَمن بَلل المخال)
(وَمن فتق بهَا فِي الْبَطن ضخم ... وَمن عقالها وَمن انْتِقَال)
(وَمن قطع اللِّسَان وَمن بَيَاض ... بعينيها وَمن قرض الحبال)
(وَمن عض الْغُلَام وَمن خراط ... إِذا مَا هم صحبك بارتحال)
(وأقطف من فريخ الذَّر مشياً ... بهَا عرن وداء من سلال)
(وتكسر سرجها أبدا شماساً ... وتقمص للأكاف على اغتيال)
(وَيُدبر ظهرهَا من مسح كف ... وتهزل فِي الجمام من الْجلَال)
(تظل لركبة مِنْهَا وقيذاً ... يخَاف عَلَيْك من ورم الطحال)
(ومثفار تقدم كل سرج ... تصير دفتيه على القذال)
(وتحفى لَو تسير على الحشايا ... وَلَو تمشي على دمث الرمال)
(إِذا استعجلتها عثرت وبالت ... وَقَامَت سَاعَة عِنْد المبال)
(تفكر أَيْن تعمدني فتقطو ... كَأَن برجلها قيد الشكال)
(وتضرط أَرْبَعِينَ إِذا وقفنا ... على أهل الْمجَالِس للسؤال)
(فتقطع منطقي وتحول بيني ... وَبَين حَدِيثهمْ مِمَّا يوالي)
(وتذعر للدجاجة أَن ترَاهَا ... وتنفر للصفير وللخيال)
(فَأَما الاعتلاف فأدن مِنْهَا ... من الأتبان أَمْثَال الْجبَال)
)
(وَأما القت فأت بِأَلف وقر ... كأعظم حمل أحمال الْجمال)
(فلست بعالف مِنْهُ ثَلَاثًا ... وعندك مِنْهُ عود للخلال)
(وَإِن عطشت فأوردها دجيلاً ... إِذا أوردت أَو نهري بِلَال)
(فَذَاك لِرَبِّهَا سقيت حميماً ... وَإِن مد الْفُرَات فللنهال)
(وَكَانَت قارحاً أَيَّام كسْرَى ... وتذكر تبعا عِنْد الفصال)
(وَقد دبرت ونعمان صبي ... وَقبل فصاله تِلْكَ اللَّيَالِي)
(وتذكر إِذْ نشا بهْرَام جور ... وعامله على خرج الجوالي)(14/148)
(وَقد مرت بقرن بعد قرن ... وَآخر عهدها لهلاك مَالِي)
(فَأَبْدَلَنِي بهَا يَا رب طرفا ... يزين جمال مركبه جمالي)
(زنكي)
3 - (صَاحب الْموصل)
زنكي بن آقسنقر بن عبد الله الْملك الْمَنْصُور عماد الدّين أَبُو الْجُود الْمَعْرُوف وَالِده بالحاجب
كَانَ صَاحب الْموصل وَتقدم ذكر أَبِيه كَانَ من الْأُمَرَاء المقدمين وفوض إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه السلجوقي ولَايَة بَغْدَاد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة
وَكَانَ لما قتل آقسنقر البرسقي ورد مرسوم السُّلْطَان من خُرَاسَان بِتَسْلِيم الْموصل إِلَى دبيس بن صَدَقَة الْأَسدي صَاحب الْحلَّة وَقد تقدم فتجهز دبيس للمسير وَكَانَ بالموصل أَمِير كَبِير يعرف بالجاولي يستحفظ قلعة الْموصل ويتولاها من جِهَة البرسقي
فطمع فِي الْبِلَاد وحدثته نَفسه بتمليكها
فَأرْسل إِلَى بَغْدَاد أَبَا الْحسن عَليّ بن الْقَاسِم الشهرزوري وَصَلَاح الدّين مُحَمَّدًا اليغيساني لتقرير قَاعِدَته فَلَمَّا وصلا إِلَيْهَا وجدا المسترشد قد أنكر تَوْلِيَة دبيس وَقَالَ لَا سَبِيل إِلَى هَذَا وترددت الرسائل بَينه وَبَين السُّلْطَان مَحْمُود وَآخر مَا وَقع الِاخْتِيَار عَلَيْهِ تَوْلِيَة زنكي الْمَذْكُور بِاخْتِيَار المسترشد فاستدعى الرسولين الواصلين من الْموصل وَقرر مَعَهُمَا أَن يكون الحَدِيث فِي الْبِلَاد لزنكي ففعلا ذَلِك
وبذل المسترشد من مَاله مائَة ألف دِينَار فَبَطل أَمر دبيس وَتوجه زنكي إِلَى الْموصل وتسلمها
وَدخل فِي عَاشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة على مَا ذكره ابْن العقيمي)
وَلما تسلم زنكي الْموصل سلم إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود ولديه ألب رسْلَان وفروخ شاه الْمَعْرُوف بالخفاجي ليربيهما فَلهَذَا قيل لزنكي أتابك ثمَّ إِن زنكي استولى على مَا والى الْموصل من الْبِلَاد وَفتح الرها سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَت لجوسلين الأرمني وَتوجه إِلَى قلعة جعبر ومالكها يَوْمئِذٍ سيف الدولة أَبُو الْحسن عَليّ بن مَالك فحاصرها وأشرف على أَخذهَا فَأصْبح يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة مقتولاً قَتله خادمه وَهُوَ رَاقِد على فرَاشه لَيْلًا وَدفن بصفين رَحمَه الله تَعَالَى وَسَار وَلَده نور الدّين فاستولى على حلب وَاسْتولى وَلَده الآخر سيف الدّين غَازِي أَخُو قطب الدّين مودود على الْموصل وَكَانَ زنكي قد اسْتردَّ من الفرنج حصوناً كَثِيرَة مثل كفر طَابَ والمعرة وَملك الْموصل وحلب وحماة وحمص وبعلبك وَمَدَائِن كَثِيرَة(14/149)
وَقَالَ الرئيس أَبُو يعلى التَّمِيمِي يرثي رَحمَه الله بقصيدة مِنْهَا من الطَّوِيل
(ودانت وُلَاة الأَرْض فِيهَا لأَمره ... وَقد آمنته كتبه وخواتمه)
(وَزَاد على الْأَمْلَاك بَأْسا وسطوة ... وَلم يبْق فِي الْأَمْلَاك ملك يقومه)
(فَلَمَّا تناهى ملكه وجلاله ... وراعت وُلَاة الأَرْض مِنْهُ لوائمه)
(أَتَاهُ قَضَاء لَا ترد سهامه ... فَلم تنجه أَمْوَاله ومغانمه)
(وأدركه للحين فِيهَا حمامه ... وحامت عَلَيْهِ بالمنون حوائمه)
(وأضحى على ظهر الْفراش مجدلاً ... صَرِيعًا تولى ذبحه فِيهِ خادمه)
وَقَالَ الْحَكِيم أَبُو المغربي يرثيه من الْخَفِيف
(عين لَا تذخري الدُّمُوع وابكي ... واستهلي دمعاً على فقد زنكي)
(لم يهب شخصه الردى بعد أَن كَا ... نت لَهُ هَيْبَة على كل تركي)
(خير ملك ذِي هَيْبَة وبهاء ... وعظيم بَين الْأَنَام بزرك)
(يهب المَال والجياد لمن ي ... ممه مادحاً بِغَيْر تلكي)
(إِن دَارا تمدنا بالرزايا ... هِيَ عِنْدِي أَحَق دَار بترك)
(فاسكبوا فَوق قَبره مَاء ورد ... وانضحوه بزعفران ومسك)
(أَي فتكٍ جرى لَهُ فِي الأعادي ... بعد مَا استفتح الردى أَي فتك)
(كل خطب أَتَت بِهِ نوب الده ... ر يسير فِي جنب مصرع زنكي)
)
(بعد مَا كَاد أَن تدين لَهُ الرو ... م ويحوي الْبِلَاد من غير شكّ)
وَأَوْلَاد زنكي رَحمَه الله غَازِي ومحمود ومودود أَبُو مُلُوك الْموصل وأمير ميران وَبنت
3 - (صَاحب سنجار)
زنكي بن مودود بن زنكي هُوَ أَبُو الْفَتْح أَو أَبُو الْجُود عماد الدّين ابْن قطب الدّين ابْن عماد الْمَذْكُور قبله صَاحب سنجار كَانَ قد ملك حلب بعد ابْن عَمه الْملك الصَّالح نور الدّين إِسْمَاعِيل بن نور الدّين مَحْمُود بن زنكي
ثمَّ إِن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب نزل على حلب وحاصرها سنة تسع وَسبعين وَآخر الْأَمر وَقع الِاتِّفَاق على أَنه عوض عماد الدّين زنكي سنجار وَتلك النواحي وَأخذ مِنْهُ حلب وَذَلِكَ فِي صفر سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وانتقل إِلَى سنجار وَلم يزل بهَا إِلَى أَن توفّي(14/150)
سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ شَدِيد الْبُخْل لكنه كَانَ عادلاً فِي الرّعية عفيفاً عَن أمواهم رَحمَه الله تَعَالَى
وَمن شعره فِي مَمْلُوك تركي من الدوبيت
(السكر صَار كاسداً فِي شَفَتَيْه ... والبدر ترَاهُ سَاجِدا بَين يَدَيْهِ)
(فِي الْحسن عَلَيْهِ كل شَيْء وافر ... إِلَّا فَمه فَإِنَّهُ ضَاقَ عَلَيْهِ)
(الألقاب)
ابْن زنين النَّحْوِيّ عبيد الله بن عَليّ
الزُّهْرِيّ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اسْمه مُحَمَّد بن مُسلم تقدم فِي المحمدين
الزهراوي الْحَافِظ اسْمه عمر بن عبيد الله بن يُوسُف
الزهراوي الطَّبِيب عَليّ بن سُلَيْمَان
ابْن زهرَة عَليّ بن الْحسن
ابْن زهر الطَّبِيب الأديب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك
وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن مَرْوَان
وَعبيد الله بن مُحَمَّد
زهرَة الْأَدَب الْإسْكَنْدَريَّة عَائِشَة
(زهرَة)
3 - (زهرَة الْقرشِي)
زهرَة بن معبد بن عبد الله الْقرشِي الْمدنِي نزيل الْإسْكَنْدَريَّة روى عَن جده عبد الله بن هِشَام وَابْن عمر وَابْن الزبير وَسَعِيد بن الْمسيب
قَالَ الدَّارمِيّ زَعَمُوا أَنه كَانَ من الأبدال وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ لجده لصحبة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة(14/151)
3 - (زهرَة التَّمِيمِي)
زهرَة بن جوية التَّمِيمِي قَالَ ابْن إِسْحَاق بِالْجِيم وَقَالَ سيف ابْن عمر حوية بِالْحَاء مُهْملَة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوفده ملك هجر وَكَانَ على مُقَدّمَة سعد فِي قتال الْفرس فِي الْقَادِسِيَّة وَهُوَ الَّذِي قتل جالينوس وَأخذ سلبه وَقتل زهرَة رَضِي الله عَنهُ بالقادسية
(الطَّبِيب الإشبيلي)
زهر بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن زهر أَبُو الْعَلَاء الْإِيَادِي الطَّبِيب الإشبيلي أَخذ الطِّبّ عَن وَالِده وَكَانَ فِيهِ بارعاً وَفِي الْأَدَب أَيْضا شَاعِر محسن وَهُوَ محتشم جواد توفّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة لَهُ كتاب الْخَواص والإيضاح فِي الطِّبّ والأدوية المفردة
وَحل شكوك الرَّازِيّ على كتب جالينوس والنكتة الطبية وَأَبوهُ أَبُو مَرْوَان من رُؤُوس الْأَطِبَّاء وَقد ذكرت فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عبد الْملك حفيد زهر هَذَا مَا اعْتَمدهُ زهر فِي كتاب القانون لِابْنِ سينا
وَمن شعر زهر الْمَذْكُور من الْكَامِل
(يَا من كلفت بِهِ فذلت عزتي ... لغرامه وَهُوَ الْعَزِيز القاهر)
(رمت التصبر عِنْدَمَا ألْقى الجفا ... وَيَقُول ذَاك الْحسن مَا لَك نَاصِر)
(مَا الجاه إِلَّا جاه من ملك القوى ... وأطاعه قلب عَزِيز قَادر)
(زُهَيْر)
3 - (البلوي)
زُهَيْر بن قيس البلوي الْمصْرِيّ شهد فتح مصر يُقَال لَهُ صُحْبَة قتلته الرّوم سنة سِتّ وَسبعين
3 - (الْجعْفِيّ الْكُوفِي)
زُهَيْر بن مُعَاوِيَة بن حديج بن الرحيل أَبُو خَيْثَمَة الْجعْفِيّ(14/152)
الْكُوفِي أحد الثِّقَات الْحفاظ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل زُهَيْر من معادن الْعلم أَصَابَهُ الفالج قبل مَوته قيل مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَسبعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْخرقِيّ)
زُهَيْر بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ أَبُو الْمُنْذر الْخرقِيّ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَبعدهَا قَاف وخرق من قرى مرو
قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مقارب فِي الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين خراساني ضَعِيف وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ ثِقَة لَهُ أغاليط وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَرُوِيَ عَن أَحْمد مُسْتَقِيم الحَدِيث وروى حَنْبَل عَن أَحْمد قَالَ ثِقَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَهُ مَنَاكِير فلتحذر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الشنوئي الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن أبي جبل الشنوئي من أَزْد شنُوءَة وَهُوَ زُهَيْر بن عبد الله ابْن أبي جبل الصَّحَابِيّ
روى عَنهُ أَبُو عمرَان الْجونِي يعد فِي الْبَصرِيين حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من بَات فَوق إنجاز لَيْسَ حوله مَا يدْفع الْقدَم فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة وَمِنْهُم من يَقُول إجار وَهُوَ السَّطْح
3 - (الْحَافِظ أَبُو خَيْثَمَة)
زُهَيْر بن حَرْب بن شَدَّاد أَبُو خَيْثَمَة النَّسَائِيّ الْحَافِظ كَانَ من كبار الْأَئِمَّة فِي الْأَثر بِبَغْدَاد وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ أبي بكر صَاحب التَّارِيخ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَابْنه وعباس الدوري وَبَقِي بن مخلد وَأَبُو يعلى وَابْن أبي الدُّنْيَا وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ)(14/153)
3 - (ابْن قمير الْمروزِي)
زُهَيْر بن مُحَمَّد بن قمير الْمروزِي نزيل بَغْدَاد أحد الثِّقَات الْعباد روى عَنهُ ابْن ماجة قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَادِقا اشْتهى لَحْمًا أَرْبَعِينَ سنة فَمَا أكله حَتَّى دخل الرّوم وَأكله من الْمغنم
وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو النَّصْر السَّرخسِيّ الشَّافِعِي)
زُهَيْر بن الْحسن بن عَليّ أَبُو النَّصْر السَّرخسِيّ الفيه قَرَأَ الْفِقْه بِبَغْدَاد على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْمَذْهَب وروى الْكثير وَله تعليقة مليحة فِي الْمَذْهَب وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة
3 - (القرقوبي النسابة)
زُهَيْر بن مَيْمُون القرقوبي الْهَمدَانِي كَانَ من أهل الْكُوفَة وَكَانَ يتجر إِلَى نَاحيَة قرقوب فنسب إِلَيْهَا وَمَات سنة خمس وَخمسين وَمِائَة زمن الْمَنْصُور وَكَانَ عَالما بِالنّسَبِ
3 - (النَّخعِيّ الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن عَلْقَمَة النَّخعِيّ وَيُقَال البَجلِيّ الصَّحَابِيّ روى عَنهُ إياد بن لَقِيط عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لامْرَأَة مَاتَ لَهَا ثَلَاثَة بَنِينَ لقد احتظرت دون النَّار حظاراً شَدِيدا وَيُقَال إِنَّه مُرْسل وَزعم البُخَارِيّ أَن زُهَيْر بن عَلْقَمَة لَيست لَهُ صُحْبَة
3 - (أَبُو صرد الْجُشَمِي)
زُهَيْر بن صرد الْجُشَمِي السَّعْدِيّ أَبُو صرد من بني سعد بن بكر كَانَ رَئِيس قومه وَقدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد هوَازن إِذْ فرغ من حنين وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالجعرانة يُمَيّز الرِّجَال من النِّسَاء من سبي هوَازن فَقَالَ لَهُ زُهَيْر يَا رَسُول الله إِنَّمَا سببت منا عَمَّاتك وخالاتك وحواضنك اللَّاتِي كفلنك وَلَو أَنا ملحنا لِلْحَارِثِ بن أبي شمر أَو للنعمان ابْن الْمُنْذر ثمَّ نزل منا أَحدهمَا بِمثل مَا نزلت بِهِ رجونا عطفه وعائدته وَأَنت خير المكفولين وَأَنْشَأَ يَقُول من الْبَسِيط
(اُمْنُنْ علينا رَسُول الله فِي كرم ... فَإنَّك الْمَرْء نرجوه وننتظر)
(اُمْنُنْ على بَيْضَة قد عاقها قدر ... مشتت شملها فِي دهرها عبر)
(أبقت لنا الدَّهْر هتافاً على حزن ... على قُلُوبهم الغماء والغمر)(14/154)
)
(إِن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يَا أرجح النَّاس حلماً حِين يختبر)
(اُمْنُنْ على نسْوَة قد كنت ترضعها ... إِذْ فوك تملأه من محضها الدُّرَر)
(إِذْ أَنْت طِفْل صَغِير كنت ترضعها ... وَإِذ يزينك مَا تَأتي وَمَا تذر)
(لَا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فَإنَّا معشر زهر)
(إِنَّا لنشكر للنعماء إِذْ كفرت ... وَعِنْدنَا بعد هَذَا الْيَوْم مدخر)
(فألبس الْعَفو من قد كنت ترْضِعه ... من أمهاتك إِن الْعَفو مشتهر)
(يَا خير من مرحت كمت الْجِيَاد بِهِ ... عِنْد الْهياج إِذا مَا استوقد الشرر)
(إِنَّا نؤمل عفوا مِنْك تلبسه ... هذي الْبَريَّة إِذْ تَعْفُو وتنتصر)
(فاعفو عَفا الله عَمَّا أَنْت راهبه ... يَوْم الْقِيَامَة إِذْ يهدى لَك الظفر)
فَلَمَّا سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الشّعْر قَالَ مَا كَانَ لي ولبني عبد الْمطلب فَهُوَ لكم وَقَالَت قُرَيْش مَا كَانَ فَهُوَ لله وَلِرَسُولِهِ وَقَالَت الْأَنْصَار مَا كَانَ لنا فَهُوَ لله وَلِرَسُولِهِ
3 - (الْهِلَالِي الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن عَمْرو الْهِلَالِي وَقيل النصري الصَّحَابِيّ نزل الْبَصْرَة وروى عَنهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ
3 - (الثَّقَفِيّ الْأَعْوَر الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ الْأَعْوَر الصَّحَابِيّ بَصرِي روى الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عبد الله بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ عَنهُ حَدِيثا فِي إِسْنَاده نظر قَالَ ابْن عبد الْبر يُقَال إِنَّه مُرْسل وَلَيْسَ لَهُ غَيره أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْوَلِيمَة حق وَالْيَوْم الثَّانِي مَعْرُوف وَالْيَوْم الثَّالِث رِيَاء وَسُمْعَة
3 - (الْمهرِي الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن قرضم بِفَتْح الْقَاف وَكسرهَا وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا ضاد مُعْجمَة وَمِيم ابْن الجعيل بِالْجِيم المضمومة وَالْعين الْمُهْملَة مَفْتُوحَة مُصَغرًا الْمهرِي وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُكرمهُ لبعد مسافته كَذَا ذكره الطَّبَرِيّ وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب(14/155)
هُوَ دَهِين تَصْغِير دهن بن قرض وَالله أعلم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذهين بِالذَّالِ مُعْجمَة
3 - (ابْن عتر الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن غزيَّة بن عَمْرو بن عتر بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي بَاب عتر
3 - (ابْن أبي أُميَّة الصَّحَابِيّ)
زُهَيْر بن أبي أُميَّة صَحَابِيّ مَذْكُور فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم قَالَ ابْن عبد الْبر فِيهِ نظر لَا أعرفهُ
3 - (الْبَهَاء زُهَيْر)
زُهَيْر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن الْحسن بن جَعْفَر الأديب البارع الْكَاتِب بهاء الدّين أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعَلَاء الْأَزْدِيّ المهلبي الْمَكِّيّ ثمَّ القوصي الْمصْرِيّ الشَّاعِر
ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة ومولده بِمَكَّة وَسمع من عَليّ بن أبي الْكَرم الْبناء وَغَيره
وَله ديوَان مَشْهُور قَالَ بَعضهم مَا تعاتب الْأَصْحَاب وَلَا تراسل الأحباب بِمثل شعر الْبَهَاء زُهَيْر وشعره فِي غَايَة الإنسجام والعذوبة والفصاحة وَهُوَ السهل الْمُمْتَنع فَهُوَ كَمَا قَالَ فِيهِ سعد الدّين مُحَمَّد بن عَرَبِيّ من الطَّوِيل
(لشعر زُهَيْر فِي النُّفُوس مكانة ... فقد حَاز من ألبابها أوفر الْحَظ)
(لقد رق حَتَّى قلت فِيهِ لَعَلَّه ... يحاول إبراز الْمعَانِي بِلَا لفظ)
نقلت من خطّ الأديب عَليّ بن سعيد المغربي مَا ذكره فِي أول كتاب الغراميات لَهُ ثمَّ طرقت الْبِلَاد مقطعات للبهاء زُهَيْر الْحِجَازِي الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار آنست مَا تقدم وَقَالَت كم غادر الشُّعَرَاء من متردم وَكَانَ مِمَّا لعب بخاطري لعب الرِّيَاح بالغصون وَتمكن مِنْهُ تمكن الْعُيُون الدعلج من الْفُؤَاد الْمفْتُون شعره الَّذِي أَوله من الطَّوِيل
(تَعَالَوْا بِنَا نطوي الحَدِيث الَّذِي جرى ... فَلَا سمع الواشي بِذَاكَ وَلَا درى)
(تَعَالَوْا بِنَا حَتَّى نعود إِلَى الرِّضَا ... وَحَتَّى كَأَن الْعَهْد لن يتغيرا)
(وَلَا تَذكرُوا الذَّنب الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... على أَنه مَا كَانَ ذَنْب فيذكرا)(14/156)
وحملني الشغف بطريقة هَذَا الرجل على حفظ مَا يرد من شعره على أَفْوَاه الواردين من الْمشرق إِلَى أَن جمع الله بيني وَبَينه بِالْقَاهِرَةِ حَاضِرَة الديار المصرية
(فَقل فِي منهل عذب ... تمكن مِنْهُ عطشان)
ثمَّ كَانَت المؤانسة فكدت أصعق لما أَنْشدني قَوْله وَمَا وجدت روحي معي الْبَتَّةَ من الطَّوِيل
(رويدك قد أفنيت يَا بَين أدمعي ... وحسبك قد أحرقت يَا وجد أضلعي)
)
(إِلَى كم أقاسي لوعة بعد لوعة ... وَحَتَّى مَتى يَا بَين أَنْت معي معي)
(وَقَالُوا علمنَا مَا جرى مِنْك بَعدنَا ... فَلَا تظلموني مَا جرى غير أدمعي)
(رعى الله ذَاك الْوَجْه حَيْثُ توجهوا ... وحيته عني الشَّمْس فِي كل مطلع)
(وَيَا رب جدد كلما هبت الصِّبَا ... سلامي على ذَاك الحبيب الْمُودع)
(قفوا بَعدنَا تلفوا مَكَان حديثنا ... لَهُ أرج كالمندل المتضرع)
وَقلت لَهُ وَقد أعجبه انفعالي لما صدر عَنهُ من هَذِه المحاسن الغرامية يَا سَيِّدي لَا يمْضِي اعتقادي فِيكُم مذ مُدَّة طَوِيلَة وَأَنا بالمغرب الْأَقْصَى ضائعاً وَالْغَرَض كُله التَّهْذِيب الْموصل إِلَى مَا يتَعَلَّق بأهداب طريقتكم فقد علمْتُم أَن مهياراً من عجم الديلم لما شرب مَاء دجلة والفرات وَصَحب سيدة الشريف الرضي نمت أسراره من خلال أشعاره فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا تنزلت أَنْت أول إِلَى أول طبقَة مهيار وَلَا ترفعت أَنا إِلَى طبقَة الشريف لَكِن كل مَا زمَان لَهُ رُؤَسَاء وَأَتْبَاع فِي كل فن وَإِن تَكُونُوا صغَار قوم فستكونوا كبار قوم آخَرين وَاعْلَم أَنَّك نشأت بِبِلَاد ولع شعراؤها بالغوص على الْمعَانِي وزهدوا فِي عذوبة الْأَلْفَاظ والتلاعب بمحاسن صياغتها المكسوة بأسرار الغرام فطريقة المغاربة مثل قَول ابْن خفاجة من الْكَامِل
(وعشي أنس أضجعتنا نشوة ... فِيهَا مضجعي وتدمث)
(خلعت عَليّ بهَا الأراكة ظلها ... والغصن يصغي وَالْحمام يحدث)
(وَالشَّمْس تجنح للغروب مَرِيضَة ... والرعد يرقى والغمامة تنفث)
وَقَول الرصافي من الْبَسِيط
(غزيلٌ لم تزل فِي الْغَزل جائلة ... بنانه جولان الْفِكر فِي الْغَزل)
(جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الْأَيَّام بالدول)
(مَا إِن يني تَعب الْأَطْرَاف مشتغلاً ... أفديه الظبي فِي أشراك محتبل)(14/157)
لَا يشق فِيهَا غبارهم وَلَا تلْحق إِلَّا آثَارهم وَأما مثل قَول ابْن الْمعلم الوَاسِطِيّ من الْكَامِل
(رحلوا بأفئدة الرِّجَال وغادروا ... بصدورها فكراً هِيَ الأشجان)
(واستقبلوا الْوَادي فأطرقت المهى ... وتحيرت بغصونها الكثبان)
(فَكَأَنَّمَا اعْترفت لَهُم بقدودها ... الأغصان أَو بعيونها الغزلان)
وَقَول ابْن التعاويذي من الْبَسِيط)
(إِن قلت جرت على ضعْفي يَقُول مَتى ... كَانَ الْمُحب من المحبوب منتصفا)
(أَو قلت أتلفت روحي قَالَ لَا عجب ... من ذاق طعم الْهوى يَوْمًا فَمَا تلفا)
(قد قُلْتُمْ الْغُصْن ميال ومنعطف ... فَكيف مَال على ضعْفي وَمَا عطفا)
فطراز لَا يلم لَهُ أهل بِلَادكُمْ فَقلت المحاسن أعزّك الله مقسمة وَفِي المغاربة من تنفث من أشعاره أسحار الْكَلَام وتنم عَلَيْهَا أسرار الغرام مثل الْوَزير أبي الْوَلِيد ابْن زيدون فِي قصيدته الَّتِي مِنْهَا من الْبَسِيط
(بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا ... شوقاً إِلَيْكُم وَلَا جَفتْ مآقينا)
وسرد ابْن سعيد القصيدة قَالَ ثمَّ أَمْسَكت فَقَالَ مَا أنشأت أندلسكم مثل هَذَا الرجل فِي الطَّرِيقَة الغرامية وَأَظنهُ كَانَ صَادِق الْعِشْق
قلت نعم كَانَ يعشق أَعلَى مِنْهُ قدرا وأرق حَاشِيَة وألطف طرفا وَهِي ولادَة بنت المستكفي المرواني علقها بقرطبة حَضْرَة الْملك ثمَّ إِن ابْن سعيد قصّ عَلَيْهِ ذكر جمَاعَة من الْمغرب وَذكر انْفِصَاله من ذَلِك الْمجْلس ثمَّ قَالَ ووصلت إِلَى ميعاده فَوَجَدته بخزانة كتبه فَكَانَت أول خزانَة ملوكية رَأَيْتهَا لِأَنَّهَا تحتوي على خَمْسَة آلَاف سفر ونيف وَذكر أَنه أمره بِحِفْظ أشعار التلعفري والحاجري وَأَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا أجز فَقلت يَا بَان وَادي الأجرع سقيت سحب الأدمع فَقَالَ لَهُ قاربت وَلَكِن طريقتنا أَن تَقول(14/158)
هَل ملت من شوقي معي فَقلت الْحق مَا عَلَيْهِ غطاء هَذَا أولى ولازمته بعد ذَلِك نَحْو ثَلَاث سِنِين أنْشدهُ فِي أَثْنَائِهَا مَا يتزيد لي إِلَى أَن أنشدته قولي من الْبَسِيط
(وَا طول شوقي إِلَى ثغور ... ملى من الشهد والرحيق)
(عَنْهَا أخذت الَّذِي ترَاهُ ... يعذب فِي شعري الرَّقِيق)
فارتاح وَقَالَ سلكت جادة الطَّرِيق مَا تحْتَاج إِلَى دَلِيل انْتهى
وَكَانَ بهاء الدّين زُهَيْر كَرِيمًا فَاضلا حسن الْأَخْلَاق جميل الْأَوْصَاف خدم الصَّالح أَيُّوب)
وسافر مَعَه إِلَى الشرق فَلَمَّا ملك مصر بلغه أرفع الْمَرَاتِب ونفذه رَسُولا إِلَى النَّاصِر صَاحب حلب يطْلب مِنْهُ أَن يسلم إِلَيْهِ عَمه الصَّالح إِسْمَاعِيل فَقَالَ كَيفَ أسيره إِلَيْهِ وَقد استجار بِي وَهُوَ خَال أبي ليَقْتُلهُ فَرجع الْبَهَاء زُهَيْر بذلك فَعظم على الصَّالح وَسكت على حنق وَلما صَار مَرِيضا على المنصورة تغير على الْبَهَاء زُهَيْر وأبعده لِأَنَّهُ كَانَ كثير التخيل وَالْغَضَب والمعاقبة على الْوَهم وَلَا يقبل عَثْرَة والسيئة عِنْده مَا تغْفر
واتصل الْبَهَاء بعده بِخِدْمَة النَّاصِر بِالشَّام وَله فِيهِ مدائح ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَلزِمَ بَيته يَبِيع كتبه وموجوده ثمَّ انْكَشَفَ حلّه بِالْكُلِّيَّةِ وَمرض أَيَّام الوباء وَمَات وَقيل إِنَّه ترك مكاتبات الدِّيوَان فِي الدِّيوَان وَفِيهِمَا جَوَاب النَّاصِر دَاوُد فَحَضَرَ الدوادار وَطلب الْكتب للعلامة والبهاء زُهَيْر غَائِب فدفعهما إِلَيْهِ فَخر الدّين بن لُقْمَان فِيمَا أَظن فَدخل بهَا إِلَى السُّلْطَان فتأملها وَعلم عَلَيْهَا وَكتب بَين السطور فِي جَوَاب النَّاصِر دَاوُد يَا بهاء الدّين هَذَا مَا يكْتب إِلَيْهِ بِغَيْر هَذَا وداهنه وَلَا تبدي لَهُ شَيْئا مِمَّا عندنَا أَو قَالَ كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ وَفعل الصَّالح ذَلِك بِنَاء على أَن الْبَهَاء زهيراً يقف على الْكتاب وَيقْرَأ مَا كتبه السُّلْطَان ويفك الأوصال ويغير الْكتب على مَا أَرَادَهُ ثمَّ إِن الدوادار أحضر الْكتب إِلَى الدِّيوَان وسفر فَخر الدّين لُقْمَان القاصد إِلَى النَّاصِر بجوابه وَلم يقف عَلَيْهِ هَذَا كُله وبهاء الدّين زُهَيْر غَائِب فَلَمَّا وقف النَّاصِر على جَوَاب الصَّالح وَرَأى خطه جهز إِلَى الصَّالح يَقُول لَهُ هَكَذَا تكون الْمُلُوك وَأَيْمَانهمْ وَأَنت تبطن خلاف مَا تظهر وَذكر لَهُ مَا كتبه فِي جَوَابه بِخَطِّهِ فَلَمَّا وقف الصَّالح على ذَلِك استشاط غَضبا وَطلب الْبَهَاء زهيراً وَقَالَ لَهُ أَنا أعلم أَنَّك أَنْت مَا فعلت هَذَا معي وَلَكِن قل لي من هُوَ الَّذِي اعْتمد هَذَا لأقطع يَده فَقَالَ يَا خوند مَا فعله إِلَّا أَنا فألح عَلَيْهِ فأصر على الْإِنْكَار فَقَالَ لَهُ أَنْت لَك عَليّ حق خدمَة وَأَنا مَا آذيك وَلَكِن خل لي هَذِه الْبِلَاد ورح فَخرج من مصر وعطل وَلم يقل عَن فَخر الدّين بن لُقْمَان مَا فعل وَالله أعلم بِصِحَّة غضب الصَّالح عَلَيْهِ
وَكَانَ الْبَهَاء زُهَيْر فِيمَا يذكر أسود قَصِيرا شَيخا بذقن مقرطمة وَكَانَ غَرِيب الشكل فَكَانَ(14/159)
يسْلك مَسْلَك ابْن الزبير فِي وضع الحكايات على نَفسه ظرفا مِنْهُ وَلِئَلَّا يدع لأحد عَلَيْهِ كلَاما يتهكم بِهِ وحكاياته فِي ذَلِك مَشْهُورَة مِنْهَا أَنه حكى لجَماعَة الدِّيوَان قَالَ جَاءَت الْيَوْم امْرَأَة مَا رَأَيْت فِي عمري أحسن مِنْهَا وراودتني على ذَلِك الْفِعْل فَلَمَّا كَانَ مَا كَانَ أردْت أَن أدفَع إِلَيْهَا شَيْئا من الذَّهَب فَقَالَت مَا فعلت هَذَا لحَاجَة وَلَكِن أَرَأَيْت فِي عمرك أحسن مني فَقلت لَا)
وَالله فَقَالَت إِن زَوجي يدعني ويميل إِلَى وَاحِدَة مَا رَأَيْت فِي عمري أوحش مِنْهَا
فَلَمَّا عذلته ونهيته وَمَا انْتهى أردْت مكافأته وَقد فتشت هَذِه الْمَدِينَة فَلم أر فِيهَا أوحش مِنْك فَفعلت مَعَك هَذَا مُقَابلَة لزوجي كَونه تركني وَمَال إِلَى أوحش من فِي هَذِه الْمَدِينَة فَقلت لَهَا أَنا هَا هُنَا كلما اجْتمع زَوجك بِتِلْكَ تعالي أَنْت إِلَيّ
وَأَنا أعتقد أَن ذَلِك لم يَقع وَإِنَّمَا أَرَادَ بهاء الدّين زُهَيْر بذلك أَن يتظرف ويسبق النَّاس إِلَى التندير عَلَيْهِ رَحمَه الله وسامحه
وكتابته جَيِّدَة قَوِيَّة مصقولة مليحة منسوبة رَأَيْت بِخَطِّهِ نسختين بالأمثال للميداني وخطه عِنْدِي على بعض مجلداته
وَذكر القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان أَنه اجْتمع بِهِ وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا فِي تَرْجَمته فِي تَارِيخه وروى عَنهُ شهَاب الدّين القوصي عدَّة قصائد والدمياطي وَغَيرهمَا
نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي المعجم قَالَ أَنْشدني بهاء الدّين أَبُو الْفَضَائِل لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(وحقكم مَا غير الْبعد عهدكم ... وَإِن حَال حَال أَو تغير شان)
(فَلَا تسمعوا فِينَا بحقكم الَّذِي ... يَقُول فلَان عنْدكُمْ وَفُلَان)
(لدي لكم ذَاك الْوَفَاء بِحَالهِ ... وَعِنْدِي لكم ذَاك الوداد يصان)
(وَمَا حل عِنْدِي غَيْركُمْ فِي محلكم ... لكل حبيب فِي الْفُؤَاد مَكَان)
(وَمن شغفي فِيكُم ووجدي أنني ... أَهْون مَا أَلْقَاهُ وَهُوَ هوان)
(وَيحسن قبح الْفِعْل إِن جَاءَ مِنْكُم ... كَمَا طَابَ ريح الْعود وَهُوَ دُخان)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الوافر
(حَبِيبِي عينه قَالُوا تشكت ... وَذَلِكَ لَو دروا عين الْمحَال)
(أتشكو عينه ألماً وفيهَا ... يُقَال أصح من عين الغزال)
(وَلَكِن أشبهت لون الحميا ... كَمَا أشبهتها فِي الفعال)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الْكَامِل
(وافى كتابك وَهُوَ بَال ... أشواق عني يعرب)(14/160)
(قلبِي لديك أَظُنهُ ... يملي عَلَيْك فتكتب)
)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرمل
(كلما قلت خلونا ... جَاءَنَا الشَّيْخ الإِمَام)
(فاعترفنا كلنا من ... هـ انقباض واحتشام)
(فَهُوَ فِي الْمجْلس فدم ... وَلنَا فَهُوَ فدام)
(وعَلى الْجُمْلَة فالشي ... خَ ثقيل وَالسَّلَام)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل
(لَك مجْلِس مَا رمت فِيهِ خلْوَة ... إِلَّا أتاح الله كل ثقيل)
(فَكَأَنَّهُ قلبِي لكل صبَابَة ... وَكَأَنَّهُ سَمْعِي لكل عذول)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرمل
(وثقيل مَا برحنا ... نتمنى الْبعد عَنهُ)
(غَابَ عَنَّا ففرحنا ... جَاءَنَا أثقل مِنْهُ)
وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع
(أَصبَحت لَا شغل وَلَا عطلة ... مذبذباً ذَا صَفْقَة خاسرة)
(وَجُمْلَة الْأَمر وتفصيله ... أَنِّي لَا دنيا وَلَا آخِرَة)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل المرفل
(أَرْسلتهُ فِي حَاجَة ... بِالْقربِ هينة المساغ)
(فَحرمت حسن قَضَائهَا ... إِذْ لم يكن حسن الْبَلَاغ)
(كَالْخمرِ ترسل للفؤا ... د بهَا فتصعد للدماغ)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من المتقارب
(فُلَانَة فِي تيهها ... تغص بهَا مقلتي)
(وَقد زعمت أَنَّهَا ... وَلَيْسَت بِتِلْكَ الَّتِي)
(فَلَا وَجه إِن أَقبلت ... وَلَا ردف إِن ولت)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع
(أَقُول إِذْ أبصرته مُقبلا ... معتدل الْقَامَة والشكل)
(يَا ألفا من قده أَقبلت ... بِاللَّه كوني ألف الْوَصْل)(14/161)
)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرجز
(يَا رَوْضَة الْحسن صلي ... فَمَا عَلَيْك ضير)
(فَهَل رَأَيْت رَوْضَة ... لَيْسَ لَهَا زُهَيْر)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل المرفل
(أَنا ذَا زهيرك لَيْسَ إِلَّا ... جود كفك لي مزينه)
(أَهْوى جميل الذّكر عَن ... ك كَأَنَّمَا هُوَ لي بثينة)
(فاسأل ضميرك عَن ودا ... دي إِنَّه فِيهِ جُهَيْنَة)
قلت مَا أحلى لفظ مزينه هَهُنَا فَإِن مزينة هِيَ قَبيلَة زُهَيْر بن أبي سلمى وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ مَا ينقش على سيف من المتقارب
(برسم الْغُزَاة وَضرب العداة ... بكف همام رفيع الهمم)
(ترَاهُ إِذا اهتز فِي كَفه ... كخاطف برق سرى فِي ديم)
وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(أغصن النقا لَوْلَا القوام المهفهف ... لما كَانَ يهواك الْمَعْنى المعنف)
(وَيَا ظَبْي لَوْلَا أَن فِيك محاسناً ... حكين الَّذِي أَهْوى لما كنت تُوصَف)
(كلفت بِغُصْن وَهُوَ غُصْن ممنطق ... وهمت بِظَبْيٍ وَهُوَ ظَبْي مشنف)
(وَمِمَّا دهاني أَنه من حيائه ... أَقُول كليل طرفه وَهُوَ مرهف)
(وَذَلِكَ أَيْضا مثل بُسْتَان خَدّه ... بِهِ الْورْد يُسمى مضعفاً وَهُوَ مضعف)
(فيا ظَبْي هلا كَانَ فِيك التفاتة ... وَيَا غُصْن هلا كَانَ فِيك تعطف)
(وَيَا حرم الْحسن الَّذِي هُوَ آمن ... وألبابنا من حوله تتخطف)
(عَسى عطفة للوصل يَا وَاو صُدْغه ... وحقك إِنِّي أعرف الْوَاو تعطف)
(أأحبابنا أما غرامي بعدكم ... فقد زَاد عَمَّا تعرفُون وَأعرف)
(أطلتم عقابي فِي الْهوى فتطولوا ... فَبِي كلف فِي حمله أتكلف)
(وَوَاللَّه مَا فارقتكم عَن ملالة ... وجهدي لكم أَنِّي أَقُول وأحلف)
وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن خلكان أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع
(وَأَنت يَا نرجس عَيْنَيْهِ كم ... تشرب من قلبِي وَمَا أذبلك)
)
(مَا لَك فِي حسنك من مشبه ... مَا تمّ فِي الْعَالم مَا تمّ لَك)(14/162)
وَلما توجه الْبَهَاء زُهَيْر رَسُولا إِلَى بِلَاد الشرق اجتاز بالموصل وَبِه شرف الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الحلاوي الْموصِلِي فمدحه بقصيدة مليحة مِنْهَا من الْبَسِيط
(تجيزها وتجيز المادحين بهَا ... فَقل لنا أزهير أَنْت أم هرم)
وَلما عَاد اجْتمع بالصاحب جمال الدّين بن مطروح وَأَوْقفهُ على القصيدة فأعجبه مِنْهَا هَذَا الْبَيْت فَكتب إِلَيْهِ جمال الدّين بن مطروح من الوافر
(أَقُول وَقد تتَابع مِنْك بر ... وَأهلا مَا بَرحت لكل خير)
(أَلا لَا تَذكرُوا هرماً بجود ... فَمَا هرم بأكرم من زُهَيْر)
قَالَ ابْن خلكان وَبَيت ابْن الحلاوي ينظر إِلَى قَول ابْن الْقَاسِم فِي الدَّاعِي سبا بن أَحْمد الصيلحي أحد مُلُوك الْيمن وَكَانَ شَاعِرًا جواداً من قصيدة من الطَّوِيل
(وَلما مدحت الهبرزي ابْن أَحْمد ... أجَاز وكافاني على الْمَدْح بالمدح)
(فعوضني شعرًا بِشعر وَزَادَنِي ... عَطاء فَهَذَا رَأس مَالِي وَذَا ربحي)
وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين زُهَيْر فِي أول أمره كَاتبا عِنْد المكرم بن اللمطي مُتَوَلِّي قوص والصعيد فِي الْأَيَّام الكاملية وَله فِيهِ مدائح حَسَنَة مِنْهَا قَوْله من الْكَامِل
(يَا منسك الْمَعْرُوف أحرم منطقي ... زَمنا وَقد لباك من مِيقَاته)
(هَذَا زهيرك لَا زُهَيْر مزينة ... وافاك لَا هرماً على علاته)
(دَعه وحولياته ثمَّ اسْتمع ... لزهير عصرك حسن ليلياته)
(لَو أنشدت فِي آل جَفْنَة أضربوا ... عَن ذكر حسان وَعَن جفناته)
وَمن شعر الْبَهَاء زُهَيْر من أَبْيَات من مجزوء الرجز
(يَا بدر إِن رمت بِهِ ... تشبهاً رمت الشطط)
(ودعه يَا غُصْن النقا ... مَا أَنْت من ذَاك النمط)
(يمر بِي ملتفتاً ... فَهَل رَأَيْت الظبي قطّ)
(مَا فِيهِ من عيب سوى ... فتور عَيْنَيْهِ فَقَط)
(يَا مَانِعا حُلْو الرِّضَا ... وباذلاً مر السخط)
(حاشاك أَن ترْضى بِأَن ... أَمُوت فِي الْحبّ غلط)
)
(الألقاب)
الزَّوَال إِبْرَاهِيم بن عَليّ(14/163)
الزواوي القَاضِي زين الدّين عبد السَّلَام بن عَليّ بن عمر
زوج الْحرَّة اسْمه مُحَمَّد بن جَعْفَر
الزوزني البحاثي اسْمه مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عَليّ الشَّاعِر
ابْن زولاق الْحسن بن إِبْرَاهِيم
ابْن زولاق صَاحب التصانيف أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن إِبْرَاهِيم
ابْن زويزان اسْمه خَلِيل بن إِسْمَاعِيل الزندرة الْقَاسِم بن مُحَمَّد
الزوزني الْوَاعِظ اسْمه الْوَلِيد بن أَحْمد
الزواوي قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق جمال الدّين اسْمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان
الزواوي يُوسُف بن عبد الله
ابْن الزواف الشَّاعِر اسْمه عبد الْوَاحِد بن فتوح
ابْن الزَّوَال هَارُون بن الْعَبَّاس
ابْن الزوينية الشَّاعِر اسْمه عبد الرَّحِيم
ابْن الزيات الْوَزير مُحَمَّد بن عبد الْملك
ابْن الزيات الْمُحدث عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن
ابْن الزيات عَليّ بن عبد الْجَبَّار
ابْن الزيات هَارُون بن مُحَمَّد
ابْن الزيات عبد الله بن مُحَمَّد
ابْن أبي الزَّوَائِد سَلمَة بن يحيى
(زِيَاد)
3 - (أَبُو أُمَامَة الْأَعْجَم)
زِيَاد الْأَعْجَم أَبُو أُمَامَة الْعَبْدي مولى عبد الْقَيْس ولقب الْأَعْجَم لعجمة كَانَت فِي لِسَانه أدْرك أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَشهد(14/164)
وعهما فتح إصطخر وَحكى عَنْهُمَا ووفد على هِشَام وَشهد وَفَاته بالرصافة
وعده مُحَمَّد بن سَلام فِي الطَّبَقَة السَّابِعَة من شعراء الْإِسْلَام وَطَالَ عمره وَحدث وأوصت لَهُ امْرَأَة من بني نمير بثلثها لقَوْله من الوافر
(لعمرك مَا رماح بني نمير ... بطائشة الصُّدُور وَلَا قصار)
وَدخل زِيَاد على عبد الله بن جَعْفَر يسْأَله فِي خمس ديات فَأعْطَاهُ ثمَّ عَاد فَسَأَلَهُ فِي خمس ديات أخر فَأعْطَاهُ ثمَّ عَاد فَسَأَلَهُ فِي عشر ديات فَأعْطَاهُ فَقَالَ من الوافر
(سألناه الجزيل فَمَا تلكا ... وَأعْطى فَوق منيتنا وَزَادا)
(وَأحسن ثمَّ أحسن ثمَّ عدنا ... فَأحْسن ثمَّ عدت لَهُ فعادا)
(مرَارًا مَا أَعُود إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسم ضَاحِكا وثنى الوسادا)
وَكَانَ الْمُغيرَة بن الْمُهلب أبرع وَلَده وأوفاهم وأعفهم وأسخاهم فَلَمَّا مَاتَ رثاه زِيَاد الْأَعْجَم بقصيدته من الْكَامِل
(مَاتَ الْمُغيرَة بعد طول تعرض ... للْمَوْت بَين أسنة وصفائح)
وَمِنْهَا
(إِن السماحة والمروءة ضمنا ... قبراً بمرو على الطَّرِيق الْوَاضِح)
(فَإِذا مَرَرْت بقبره فاعقر بِهِ ... كوم الهجان وكل طرف سابح)
(وانضح جَوَانِب قَبره بدمائها ... فَلَقَد يكون أَخا دم وذبائح)
قَالَ مُحَمَّد بن عباد المهلبي قَالَ لي الْمَأْمُون أَي قصيدة أرثى قلت أَمِير الْمُؤمنِينَ أعلم قَالَ لي القصيدة الَّتِي قَالَهَا زِيَاد الْأَعْجَم فِي الْمُغيرَة بن الْمُهلب ثمَّ قَالَ اتحفظها قلت نعم قَالَ فَخذهَا عَليّ فأنشدنيها حَتَّى أَتَى على آخرهَا وَترك مِنْهَا بَيْتا قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تركت مِنْهَا بَيْتا قَالَ وَمَا هُوَ قلت
(هلا ليَالِي فَوْقه بزاته ... يغشى الأسنة فَوق نهد قارح)
)
قَالَ هاه هَا يتهدد الْمنية أَلا أَتَتْهُ ذَلِك الْوَقْت هَذَا أَجود بَيت فِيهَا ثمَّ استعاده حَتَّى حفظه وَكَانَ يلبس قبَاء ديباج بالعجمي فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ الْمُغيرَة بن الْمُهلب ومزق عَلَيْهِ ثِيَابه فَقَالَ زِيَاد من الطَّوِيل
(لعمرك مَا الديباج مزقت وَحده ... ولكنما مزقت جلد الْمُهلب)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(وكائن ترى من صَامت لَك معجب ... زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَّكَلُّم)
(لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فُؤَاده ... وَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم)(14/165)
(الْجُزْء الْخَامِس عشر)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
3 - (رَأس الصفريّة)
زِيَاد بن الْأَصْفَر رَأس الصفريّة وَيُقَال لَهُم الزياديّة كمذهب الْأزَارِقَة فِي تَكْفِير الصَّحَابَة وخالفوهم فِي تَكْفِير القَعَدة عَن الْقِتَال وَلَمْ يُسْقِطُوا رجم الزَّانِي المُحصَن وجوّزوا التقيّة وَالْعَمَل وكفّروا تَارِك الصَّلَاة دون الزَّانِي وَالسَّارِق والقاذف وَكَانَ رَأس الْقعدَة من الصفريّة عمرَان بن حطّان الْآتِي ذكره فِي حرف الْعين أَن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ
3 - (الصَّحَابِيّ)
زِيَاد بن السَّكَن بن رَافع الأشْهَلِي الْأنْصَارِيّ رُوي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا لَحْمه الْقِتَال يَوْم أُحُد وخُلِص إِلَيْهِ ودنا مِنْهُ الْأَعْدَاء ذبّ عَنهُ المصعبُ بن عُمير حَتَّى قُتل وَأَبُو دُجانة سِماكُ بن خَرَشة حَتَّى كَثُرَت فِيهِ الجِراحُ وأُصيب وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وثلمت رباعيته وكُلمت شفتُهُ وأُصيبت وجنتُهُ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ظَاهر بَيْنَ درعين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْ رَجُلٌ يبيعُ لَنَا نَفسه فَوَثَبَ فتيةٌ من الْأَنْصَار خَمْسَة مِنْهُم زِيَاد بن السكن فَقَاتلُوا حَتَّى كَانَ زِيَاد آخِرهم فقاتل حَتَّى أُثْبِتَ ثُمَّ تَابَ إِلَيْهِ نَاس من الْمُسلمين فَقَاتلُوا عَنهُ حَتَّى أجهضوا عَنهُ العدوُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزياد بن السكن أُدْنُ منّي وَقَدْ أَثَبَتَتْهُ الجراحةُ فوسَّده رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم قدمه حَتَّى مَاتَ عَلَيْهَا رضه وَبَعض النَّاس يَقُول هُوَ عمَارَة بن زِيَاد بن السكن
زِيَاد الْغِفَارِيّ يُعَدُّ فِي أهل مصر لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ يزِيد بن نعيم فَهُوَ فِي عداد الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم
زِيَاد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ روى عَنهُ الشعبيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بعث عبد الله بن رَوَاحَة فخرص عَلَى أهل خَيْبَر فَلم يجدوه أَخطَأ حَشْفَةً
زِيَاد بن نُعيم الفِهري مذكورٌ فِي الصَّحَابَة قَالَ ابْن عبد البرّ لَا أعلم لَهُ(15/5)
رِوَايَة قُتِلَ يَوْم الدَّار يَوْم قُتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ
زِيَاد بن القرد وَيُقَال ابْن أبي القرد روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عمار تقتله الفئة الباغية قَالَ ابْن عبد البرّ حَدِيثه لَا يتَّصل
زِيَاد بن الْحَارِث الصُّدَائي وصداء حيّ من الْيمن بَايع النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأذّن بَيْنَ يَدَيْهِ يُعَدُّ فِي المصريّين وَأهل الْمغرب قَالَ أتيتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبايعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَام وَبعث جَيْشًا إِلَى صداء فَقلت يَا رَسُول الله أُرْدُد الجيشَ وَأَنا لَكَ بِإِسْلَامِهِمْ فردّ الْجَيْش وكتبْتُ إِلَيْهم فَأقبل وفدُهم بِإِسْلَامِهِمْ فَأرْسل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إنّك مُطاعٌ فِي قَوْمك يَا أَخا صداء فَقلت بل الله هدَاهُم وَقلت ألاّ تؤمُرني عَلَيْهِم فَقَالَ بلَى وَلَا خير فِي الْإِمَارَة لرجل مُؤمن فَقلت حسبي ثُمَّ سَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسيرًا فسرتُ مَعَه فَانْقَطع عَنهُ أصحابُهُ فأضاء الْفجْر فَقَالَ لي أذّنْ يَا أَخا صداءّ فأذّنت
زِيَاد بن حَنْظَلَة التَّمِيمِي قَالَ ابْن عبد البرّ لَهُ صُحْبَة وَلَا أعلم لَهُ روائةً وَهُوَ الَّذِي بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قيس بن عَاصِم والزبرقان بن بدر ليتعاونوا عَلَى مُسَيْلمَة وطليحة وَالْأسود وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عليّ رَضِي الله عَنهُ وَشهد مَعَه مشاهده كلّها
زِيَاد بن لبيد الخزرجي أَبُو عبد الله شهد بَدْرًا والعقبة وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على حَضرمَوْت توفّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ خرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بمكّة وَأقَام مَعَه حَتَّى هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَهُوَ مُهَاجِرِي أَنْصَارِي
3 - (الْأَمِير زِيَاد بن أَبِيه)
زِيَاد بن أَبِيه الْأَمِير اسْم أَبِيه عُبيد وادَّعاه مُعَاوِيَة أنّه أَخُوهُ والتحق بِهِ فعُرف بِزِيَاد بن أبي سُفْيَان وَاسْتشْهدَ مُعَاوِيَة بِجَمَاعَة فَشَهِدُوا عَلَى إِقْرَار أبي سُفْيَان بذلك وَكَانَتْ أمّه سميّة جَارِيَة الْحَارِث بن كلدة الثَّقَفِيّ فزوّجها الْحَارِث غُلَاما لَهُ روميّاً اسْمه عبيد وَجَاء أَبُو سُفْيَان إِلَى الطَّائِف فِي الجاهليّة فَوَقع عَلَى سميّة فَولدت زياداً عَلَى فرَاش عبيد وأقرّ أَبُو سُفْيَان أنّه من)(15/6)
(أما واللهِ لَوْلَا خوفُ شَخْصٍ ... يَرَانَا يَا عليُّ مِنَ الأعادي)
(لأَطْهَرَ أمرَه صَخْرُ بنُ حَربٍ ... وَلَمْ تكن الْمقَالة عَن زيادِ)
(وَقَدْ طَالَتْ مجاملتي ثقيفاً ... وتَرْكي فِيهِمُ ثَمَرَ الفؤادِ)
قَالَ فَذَاك الَّذِي يحمل مُعَاوِيَة عَلَى مَا صنع بِزِيَاد ولمّا ادّعى مُعَاوِيَة زياداً دخل عَلَيْهِ بَنو أميّة وَفِيهِمْ عبد الرَّحْمَن بن الحكم فَقَالَ يَا مُعَاوِيَة لَو لَمْ تَجِد إِلاَّ الزنج لاستكثرتَ بهم علينا قِلّةً وذِلّةً فَأقبل مُعَاوِيَة عَلَى مَرْوَان وَقَالَ أَخْرِجْ عنّا هَذَا الخليع فَقَالَ مَرْوَان وَالله إنّه لخليعٌ مَا يُطاق فَقَالَ مُعَاوِيَة وَالله لَوْلَا حلمي وتجاوزي لعَلِمت أنّه يُطَاق ألم يبلغنِي شعره فيَّ وَفِي زِيَاد ثُمَّ قَالَ لمروان أَسمِعْنيه فَقَالَ من الوافر
(أَلا أَبلِغْ مُعاويةَ بنَ صَخْرٍ ... لَقَدْ ضاقَتْ بِما تَأْتِي اليَدانِ)
(أًَتَغْضَبُ أَنْ يُقال أبوكَ عَفٌّ ... وتَرْضَى أَنْ يُقالَ أبوكَ زانِ)
(فأَشْهَدُ أَنّ رَحْمَكَ مِنْ زِيادٍ ... كرَحْمِ الفِيلِ مِن وَلَدِ الأَتانِ)
(وأَشْهَدُ أنّها حَمَلَتْ زِياداً ... وَصَخْرُ مِن سُمَيَّةَ غَيرُ دانِ)
وتُروَى هَذِهِ الأبيات ليزِيد بن مفرّغ الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم وَابْن مفرّغ يَقُول أَيْضا من الوافر
(شَهِدْتُ بِأَنَّ أُمّكَ لَمْ تُباشر ... أَبَا سُفيانَ واضِعة القناعِ)
(ولكِنْ كَانَ أمرا فِيهِ لبْسٌ ... عَلَى وَجَلٍ شديدٍ وارتياعِ)
وَيَقُول أَيْضا من المنسرح
(إنّ زياداً ونافِعاً وَأَبا ... بكرَة عِنْدِي من أَعْجَبِ العَجَبِ)
(هُمُ رجالٌ ثلاثةٌ خُلِقوا ... من رَحمِ أُنْثَى مخالفو النَسَبِ)
(ذَا قرشيٌّ كَمَا بقول وذام مو ... لى وَهَذَا بزَعْمِهِ عَرَبِيّ)
)
وَيُقَال لَهُ زِيَاد ين أَبِيه لِما وَقع فِي أَبِيه فِي الشّكّ وَيُقَال لَهُ أَيْضا زِيَاد بن سميّة ويكنّى أَبَا الْمُغيرَة وُلد هُوَ وَالْمُخْتَار سنة إِحْدَى من الْهِجْرَة فَأدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وَأسلم فِي عهد أبي بكر وَسمع عمر بن الخطّاب واستكتبه أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي إمرته عَلَى الْبَصْرَة(15/7)
وَكتب لعبد الله بن عَامر وَلابْن عبّاس وللمغيرة بن شُعْبَة وولاّه مُعَاوِيَة المصرين وَهُوَ أوّل من وليهما جَمِيعًا وَقدم دمشق وروى عَنهُ ابْن سِيرِين وَالشعْبِيّ وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَغَيرهم وَأَبُو بكر أَخُوهُ لأمّه وَكَانَ زِيَاد أَولا من شيعَة عليّ بن أبي طَالب وَكَانَ عاملَه عَلَى فَارس ثُمَّ إنّه بعد موت عليّ صَالح وادّعاه فَصَارَ من شيعته واشتدّ عَلَى شيعَة عليّ وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَة بقتل حُجْر بن عديّ وَأَغْلظ لِلْحسنِ بن عليّ فِي كتاب كتبه إِلَيْهِ فردّ عَلَيْهِ مُعَاوِيَة أقبح ردّ وَكَانَ قتّالاً سفّاكاً للدماء من جنس أَبِيه والحجّاج ولكنّه كَانَ خَطِيبًا فصيحاً وَبَعثه أَبُو مُوسَى رَسُولا ففتّشه عمر فَوَجَدَهُ عَالما بِالْقُرْآنِ وَأَحْكَامه وفرائضه وَسَأَلَهُ مَا صنعْتَ بأوّل عطائك فَذكر أنّه اشْترى بِهِ أُمَّهُ فَأعْتقهَا فسُرّ مِنْهُ عمر بذلك وتكلّم عِنْد عمر بِوَصْف فتح جَلُولَاء فَقَالَ عمر هَذَا الْخَطِيب المصقَع ثُمَّ ردّه إِلَى أبي مُوسَى ووصّاه بِهِ وَكَانَ زِيَاد طَويلا جميلاً يكسر إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَلَمْ يشْهد زِيَاد الْجمل وَاعْتذر من شكوى كَانَتْ بِهِ فعذره وَكَانَ يشتو بِالْبَصْرَةِ ويصيف بِالْكُوفَةِ قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ زِيَاد أَمِير الْبَصْرَة تابعيّ وَلم يكن يتّهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي مكث زِيَاد عَلَى الْعرَاق تسع سِنِين مَا وضع لَبِنةً عَلَى لبنةٍ وَلَمْ يغْرس شَجَرَة وَهُوَ أوّل من جلس عَلَى الْمِنْبَر فِي الْعِيدَيْنِ وأذّن فيهمَا وأوّل من أحدث الْفَتْح عَلَى الإِمَام وَعَن أبي مليكَة قَالَ إنّي لأَطوفُ مَعَ الْحسن بن علِيّ فَقيل لَهُ قُتِل زِيَاد فَسَاءهُ ذَلِكَ فَقلت لَهُ وَمَا يسوؤك فَقَالَ الْقَتْل كفّارة لكلّ مُؤمن
وَبلغ ابْن عمر أنّ زياداً كتب إِلَى مُعَاوِيَة إنّي قَدْ ضبطْتُ الْعرَاق بشمالي ويميني فارغُه يسْأَله أَن يولّيه الْحجاز واليمامة والبحرين فكَرِهَ ابْن عمر أَن يكون فِي ولَايَته فَقَالَ اللهمّ إِنَّك تجْعَل فِي الْقَتْل كفّارةً لمن شِئتَ من خلقك فموتاً لِابْنِ سميّة لَا قتلا قَالَ فَخرج فِي إِبهامه طاعونة فَمَا أَتَت عَلَيْهِ إِلاَّ جُمُعَة حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين فَبلغ ابنَ عمر موتُهُ فَقَالَ إِلَيْكَ يَا ابنَ سميّة لَا الدُّنْيَا بقيتْ لَمْ وَلَا الْآخِرَة أدركْتَ وَهُوَ مَعْدُود فِي دهاة الْعَرَب قَالَ ابْن حزم فِي كتاب الْفَصْل وَلَقَد امْتنع زِيَاد وَهُوَ فقعة القاع لَا عشيرة لَهُ وَلَا نسب وَلَا سَابِقَة)
وَلَا قدم فَمَا أطاقه مُعَاوِيَة إِلاَّ بالمداراة حَتَّى أرضاه وولاّه
3 - (التَّمِيمِي التَّابِعِيّ)
زِيَاد بن جَارِيَة بِالْجِيم وَالْيَاء آخر الْحُرُوف التَّمِيمِي دمشقي فَاضل من قدماء التَّابِعين لَا تُعلم لَهُ رِوَايَة إِلاَّ عَن حبيب بن مسلمة دخل مَسْجِد دمشق وَقد تَأَخَّرت صلَاتهم بِالْجمعَةِ فَقَالَ وَالله مَا بَعَثَ اللهُ نَبيا بعد مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمركُم بِهَذِهِ الصَّلَاة فَأدْخل الخضراءَ وقُطع رَأسه فِي زمن الْوَلِيد وَكَانَ قلته فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (أَبُو مُحَمَّد البيطار الْأمَوِي)
زِيَاد بن عبد الله الأُسوار بن يزِيد بن مُعَاوِيَة أَبُو(15/8)
محمَد القُرَشي الْأمَوِي كَانَ من وُجُوه بني حَرْب ودارُهُ بِدِمَشْق فِي ربض بَاب الْجَابِيَة ووجَهه الْوَلِيد بن يزِيد إِلَى دمشق حِين بلغه خُرُوج يزِيد بن الْوَلِيد فَأَقَامَ بِذَنبِهِ وَلم يصنعن شَيْئا ثمَّ مضى إِلَى حمص وَخرج مِنْهَا فِي الْجَيْش إِلَى دمشق للطلب بِدَم الْوَلِيد بن يزِيد فَأخذ وحُبس فِي الخضراء إِلَى أَن بُويع مَرْوَان بن محمدَ فَأَطْلقهُ ثمَّ إِنَّه حَبسه بحرّان بعد ذَلِك ثمَّ أطلقهُ ثمَّ خرج بِقِنِّسْرِينَ ودعا إِلَى نَفسه
فَبَايعهُ أُلُوف وَزَعَمُوا أنّه السفياني ثمَّ لقِيه عبد الله بن عَليّ فَكَسرهُ وَلم يزل مستخفياً حَتَّى قُتل بِالْمَدِينَةِ وذُكر أنّه كَانَ يُقَال لَهُ البيطار لأنّه كَانَ صَاحب صيد وَكَانَ مختفياً بقباء نَاحيَة أُحد فدلّ عَلَيْهِ زِيَاد بن عُبيد الله الْحَارِثِيّ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة فَخرج إِلَيْهِ النَّاس فَخرج عَلَيْهِم أَبُو محمّد فَقَاتلهُمْ وَكَانَ من أرمى النَّاس فكثروه فَقَتَلُوهُ فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة أَو قبل ذَلِك
3 - (خَال السفّاح)
زِيَاد بن عبيد الله بن عبد الله الْحَارِثِيّ خَال السفّاح وَفد على عبد الْملك وَقيل على مَرْوَان بن محمّد وجدّه عبد الله وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ اسْمه عبد الْحجر بن عبد المدان فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَولي زِيَاد الْحَرَمَيْنِ للسفّاح والمنصور وَأقَام الحجّ للنَّاس سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ثمَّ عَزله الْمَنْصُور وتوفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة
3 - (ابْن أبي زِيَاد الْقَارئ)
زِيَاد بن ميسرَة وَهُوَ زِيَاد بن أبي زِيَاد الْمدنِي مولى عبد الله بن عَيَّاش ابْن أبي ربيعَة المخزوم روى عَن مَوْلَاهُ ابْن عيّاش وأُسامة بن زيد وَغَيرهم وَقدم على عمر بن عبد)
الْعَزِيز وَكَانَت لَهُ مِنْهُ منزلةٌ وَكَانَت لَهُ بِدِمَشْق دَار بِنَاحِيَة القلانسيّين وَفِيه يَقُول الفرزدق وَقد أذن لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز وحجب جمَاعَة من الأمويّين فَسَأَلَ الفرزدق عَنهُ فَقيل لَهُ رجل من أهل الْمَدِينَة من القّراء عبد مَمْلُوك من الْبَسِيط
(يَا أيّها الْقَارئ المقضُّي حاجتُه ... هَذَا زمانُك إنّي قد مَضى زَمَني)
وَكَانَ زِيَاد عابداً يلبس الصُّوف وَيكون وَحده وَلَا يكَاد يُجَالس أحدا وَفِيه لكنه وَكَانَ لَا يَأْكُل اللَّحْم وأعانه النَّاس فِي فكاك رَقَبته وأسرع النَّاس فِي ذَلِك ففضل بعد الَّذِي قوطع عَلَيْهِ مَال كثير وفردّه زِيَاد إِلَى من كَانَ أَعَانَهُ بِالْحِصَصِ وكتبهم عِنْده وَلم يزل يَدْعُو لَهُم حَتَّى مَاتَ(15/9)
3 - (الثَّعْلَبِيّ الْكُوفِي)
زِيَاد بن علاقَة بن مَالك الثَّعْلَبِيّ أحد الثِّقَات المعمّرين روى عَنهُ عمّه قُطْبَة بن مَالك والمغيرة بن شُعْبَة وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ وأُسامةُ بن شريك وَعَمْرو بن مَيْمُون الأزْدي وَجَمَاعَة
قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وعاش مائَة سنة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْخُرَاسَانِي)
زِيَاد بن سعد الْخُرَاسَانِي نزيل مكّة كَانَ عَالما بِحَدِيث الزُّهْرِيّ قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت
وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة
3 - (أَبُو خِدَاش اليحمُدي)
زِيَاد بن الرّبيع اليحمدي أَبُو خِدَاش الْبَصْرِيّ وثّقه أَبُو دَاوُد وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وتوفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة
3 - (البكّائي رَاوِي السِّيرَة)
زِيَاد بن عبد الله بن الطُّفَيْل البكّائي العامري الْكُوفِي صَاحب رِوَايَة السِّيرَة النبويّة عَن ابْن إِسْحَاق وَهُوَ أتقن من رَوَاهَا عَنهُ قَالَ ابْن معِين ثِقَة فِي إِسْحَاق فأمّا فِي غَيره فَلَا وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة
3 - (شَبَطون الْمَالِكِي)
زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن شبطون الشين المعجم وَالْبَاء الموحّدة مفتوحتين والطاء الْمُهْملَة وَبعد الْوَاو نون الْفَقِيه اللَّخْمِيّ عَالم الأندلس وتلميذ مَالك(15/10)
وَكَانَ أول من أَدخل مَذْهَب مَالك إِلَى)
الأندلس وَقبل ذَلِك كَانُوا يتفقّهون للأوزاعي وَغَيره وَكَانَ أحد النسّاك الورعين أَرَادَهُ هِشَام صَاحب الأندلس على الْقَضَاء فَأبى وهرب وتوفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَسمع من مُعَاوِيَة بن صَالح وتزوّج بابنته وروى عَنهُ وَعَن مَالك وَاللَّيْث وَسليمَان بن بِلَال وَيحيى بن أيّوب ومُوسَى بن عليّ بن رَبَاح وَأبي معشر نجيح وَجَمَاعَة وَكَانَ ناسكاً ورعاً وَجَاء إِلَيْهِ كتاب بعض الْمُلُوك يسْأَله عَن كفتي الْمِيزَان أمِن ذهب هِيَ أم من وَرق فَكتب فِي الْجَواب حدّثنا مَالك عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه
3 - (الْحَافِظ أَبُو هَاشم دلويه)
زِيَاد بن أيّوب أَو هَاشم الطوسي الْحَافِظ دلويه وَيُقَال لَهُ شُعْبَة الصَّغِير لإتقانه ومعرفته روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو مَرْوَان الجُذامي)
زِيَاد بن عبد الْعَزِيز بن أحم بن زِيَاد الجُذامي أَبُو مَرْوَان الشَّاعِر كَانَ بارعاً فِي الْآدَاب بليغاً أخباريّاً لَهُ تصانيف فِي فنون توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره
3 - (زِيَاد الله)
3 - (صَاحب إفريقيّة)
زِيَاد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب وَقد تقدّم ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ كَانَ زِيَاد الله هَذَا أفضل أهل بَيته وأفصحهم لِسَانا وَكَانَ يَقُول الشّعْر قَالَ صَاحب كتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار وَلَا نعلم أحدا قبله تسمّى بِزِيَادَة الله اعتنى بِهِ وَالِده وَكَانَ لَا يقدمُ عَلَيْهِ أحد من الْأَعْرَاب وَالْعُلَمَاء بالعربيّة وَالشعرَاء إِلَّا أصْحَبَهم ابْنه زِيَادَة الله وَأمرهمْ بملازمته وَملك أفريقية وثار عَلَيْهِ ثوّار بِسَبَب سفكه الدِّمَاء وأل أمره إِلَى أَن خرج أَكثر إفريقيّة عَن يَده حَتَّى القيروان وانحصر فِي مَدِينَة الْقصر الْقَدِيم ثمَّ زحف بِأَهْل(15/11)
بَيته وخاصّته وعزم على المناجزة فظفر بِأَهْل القيروان فَقَالَ لَهُ أهل بَيته وخاصّته دعْنا نبدأ بالقيروان فقد علمت مَا لَقينَا مِنْهُم فنهاهم عَن ذَلِك فَلم يزَالُوا يعاودونه حَتَّى استشاط غَضبا وَقَالَ لم يكن مِنْكُم معي أحد حِين ضَاقَ الْأَمر وَأَنا خَائِف على روحي وحرمي فعاهْدتُ الله عزّ وجلّ ودموعي تجْرِي إنْ نصرني وأظفرني أَن أعفو وأصفح وَلما تألبت الْجند عَلَيْهِ وَكَتَبُوا إِلَيْهِ أَن ارحلْ عَن)
إفريقيّة قَالَ لَهُ سُفْيَان بن سوَادَة مكِّنّي من ديوَان جندك أنتقي مِائَتي فَارس ثمَّ أَسِير إِلَى نفزاوة فَإِن ظفرتُ كَانَ مَا تحبّ وَإِن تكن الْأُخْرَى عملْتُ بِرَأْيِك فمكّنه فآل أمره إِلَى أَن هزم عَامر بن نَافِع أحد الثوّار وَلم ينهزم قطّ وَمَا زَالَت الفتوحات تتوالى حَتَّى استقامت لَهُ إفريقية وانقطعت الْفِتْنَة وَكَانَت مدّتها على زِيَادَة الله ثَلَاث عشرَة سنة وَكَانَت أختِ عَامر بن نَافِع قَالَت أيّام الْفِتْنَة وَالله لأجْعَلَنِّ أُمَّ زِيَادَة الله تطبخ لي بيساراً فَهُوَ الَّذِي يصلح لَهَا فلمّا ظفر زِيَادَة الله بالقيروان أَمر أمّه أَن تطبخ فولاً وتبسيرّه إِلَى أُخْت عَامر وَقَالَ للرسول قل لَهَا إنّي طبخت وأبررت قسمك فَقَالَت أُخْت عَامر قد قدرْتِ فافعلي مَا شئتِ وبكت وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وعشين وَمِائَتَيْنِ وَله خَمْسُونَ سنة ومدّته إِحْدَى وَعشْرين سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَثَمَانِية أيّام وَسَيَأْتِي ذكر حفيده أَيْضا وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ سَكرَان وَقد أَتَاهُ رَسُوله بِمَا لَا يحبّ من الطَّوِيل
(أَنا النارُ فِي أحجارِها مستكنذة ... فَإنْ كُنتَ مِمَنْ يقْدَح النارَ فاقْدحِ)
(أَنا الليثُ يحيم غِيله بزئيره ... فإنْ كُنتَ كَلْباً حانَ موتُكَ فافرَحِ)
3 - (صَاحب القيروان)
زِيَاد الله بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن محمّد بن الْأَغْلَب أَبُو مَنْصُور ابْن أبي العبّاس التَّمِيمِي صَاحب القيروان وَكَانَ أَبوهُ وجدّه ومحمّد أَخُو جدِّ جدّه وجدّ أَبِيه وأخو جدِّ أَبِيه كلهم قد ولي إفريقيّة وَكَانَ هَذَا قد دخل فِي طَاعَة المكتفي وَأهْدى إِلَيْهِ هَدَايَا من جُمْلَتهَا عشرَة آلَاف دِرْهَم فِي كل دِرْهَم عشرَة دَرَاهِم وَألف دِينَار وكلّ دِينَار عشرَة دَنَانِير وَكتب على كلّ دِرْهَم فِي أحد وجهيه من الْكَامِل
(يَا سائراً نَحوَ الْخَلِيفَة قل لَهُ ... أنْ قد كَفاك الله أَمرك كلَّهُ)
(بِزِيَادَة الله بن عبد الله سي ... فِ الله من دون الخليفةِ سَلَّهُ)
وَفِي الْوَجْه الآخر
(مَا يَنْبَري لَك بالشقاق مخالِفٌ ... إِلَّا استباحَ حريمه وأذَلَّهُ)
(من لَا يرى لَك طَاعَة فَالله قد ... أعماه عَن سُبُل الْهدى وأضَلَّهُ)(15/12)
قَالَ محمّد بن يحيى الصولي وَابْن الإغلب هَذَا من ولد الإغلب بن عَمْرو الْمَازِني وَكَانَ عَمْرو من أهل الْبَصْرَة ولاه الرشيد الغرب بعد أَن مَاتَ إِدْرِيس ابْن عبد الله بن حسن فَمَا)
زَالَ بالمغرب إِلَى أَن توفّي وَخَلفه ابْنه الْأَغْلَب ابْن عَمْرو ثمَّ أَوْلَاده إِلَى أَن صَار الْأَمر إِلَى زِيَادَة الله هَذَا وذُكر أنّه أَقَامَ بِمصْر شهوراً ثمَّ توفيّ قَالَ ابْن عَسَاكِر الْحَافِظ بَلغنِي أنَّه توفّي بالرملة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاث مائَة وَدفن بالرملة فساخ بِهِ قَبره فسُقّف عَلَيْهِ وَترك مَكَانَهُ وَكَانَ لَهُ غُلَام فَحل صبي يدعى خطابا وَهُوَ اسْمه فِي السكَك فسخط عَلَيْهِ وَقَيده بِقَيْد من ذهب فَدخل يَوْمًا من الأّيام صَاحبه على الْبَرِيد وَهُوَ عبد الله بن الصَّائِغ فلمّا رأى الْغُلَام مقيّداً تأخَر قَلِيلا وَعمل بَيْتَيْنِ وَكتب بهما إِلَى زِيَادَة الله وهما من الْبَسِيط
(يَا أيّها الْملك الميمون طائرُه ... رفْقاً فإنَ يَد المعشوق فَوق يدِكْ)
(كم ذَا التجلّد والأحشاء زاحفة ... أُعيذُ قلبَك أنْ يَسْطُو على كبدِكْ)
فَأطلق الْغُلَام وَرَضي عَنهُ وَأعْطى عبد الله الْقَيْد الذَّهَب ولزيادة الله هَذَا أَخْبَار حسان فِي الْجُود لكنّه أَكثر من شرب الْخمر والمجون وَالْفساد وَاتخذ ندامى يتصافعون قدامه ويتّخذون مثانات الْغنم مَفْتُوحَة تَحت البُسُط فَإِذا دخل عَلَيْهِ الْجَلِيل من رِجَاله وَجلسَ عَلَيْهَا انشقّت وَسمع صَوتهَا فَخَجِلَ الرجل ويضحك أَصْحَابه ففسدت حَاله واختلّ ملكه وَمَال النَّاس إِلَى السَّعْي عَلَيْهِ وَآل أمره إِلَى أَن أُجلي عَن مَدِينَة رقّادة وانقرضت دولة بني الْأَغْلَب على يَده وَكَانَ لَهَا مِائَتَا سنة واثنتا عشرَة سنة وهرب من رقّادة فِي شهر رَجَب سنة ستّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره من الْخَفِيف
(سرق الصيفُ للشتاء عَشيَّةْ ... تحفةً للزمان كَانَت خَبيَّهْ)
(فحقيقٌ لَهَا على كلِّ حُرٍّ ... أَن يحثّ الأرطالَ فِيهَا بنيْه)
زِيَاد الله بن جهور اللَّخْمِيّ قَالَ ورد عليَّ كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من محمّد رَسُول الله إِلَى زِيَادَة بن جهور أمّا بعد فإنّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إلاّ هُوَ وَفِي بعض الرِّوَايَات أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إلاّ هُوَ
(الألقاب)
أَبُو زِيَاد الْأَعرَابِي اسْمه يزِيد بن الحرّ
القَاضِي الزبادي الْحسن بن عُثْمَان
الزبادي النَّحْوِيّ إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان
ابْن الزيتوني المتكلّم اسْمه عبد السيّد بن عليّ)(15/13)
(زيد)
3 - (زيد بن سراقَة)
توفّي سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ صَاحِبي قُتل يَوْم جسر أبي عبيد بالقادسيّة
3 - (أَبُو عَمْرو الْأنْصَارِيّ)
زيد بن أَرقم أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عَامر وَيُقَال أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو سعد وَيُقَال أَبُو أُنيسة الْأنْصَارِيّ الخزرجي أوّل مُشَاهدَة الْمُريْسِيع مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وغزا مَعَه سَبْعَة عشرَة غَزْوَة وَكَانَ يَتِيما فِي حجر عبد الله بن رَوَاحَة فَخرج بِهِ ابْن رَوَاحَة إِلَى غَزْوَة مُؤْتَة يردفه على رَحْله وَشهد مَعَ عليّ الْمشَاهد وَسكن الْكُوفَة وَبنى بهَا دَارا فِي كِنْدَة وَهُوَ أحد الَّذين استصغرهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحُد فردَهم وهم زيد بن أَرقم وَزيد بن ثَابت وَابْن عمر وأُسام بن زيد والبَرَاء بن عَازِب وعرابة بن أَوْس وَرجل من بني حَارِثَة وَرَافِع فتطاول لَهُ رَافع فَأذن لَهُ وَجَابِر بن عبد الله وَلَيْسَ بِالَّذِي يُروى عَنهُ الحَدِيث وَسعد بن حبتة وَزيد بن جَارِيَة وَعَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد بن أَرقم من رمدٍ بِهِ وَأخْبرهُ أنّه يعمى بعده فَعميَ ثمَّ ردّ الله عَلَيْهِ بَصَره وَهُوَ الَّذِي أنكر على يزِيد نَكْتَهُ بالقضيب ثنايا الْحُسَيْن وَهُوَ الَّذِي رفع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَول عبد الله بن أُبَيّ لَا تُنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفَضّوا وَلَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجنَّ الأعزُّ مِنْهَا الأذلّ فَأنْكر ابْن أبيّ فصدّقه الله بِالْقُرْآنِ وَتُوفِّي سنة سِتّ أَو ثَمَان وستّين وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أَبُو أُسَامَة الْمدنِي)
زيد بن الخطّاب روى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَأَبِيهِ أسلم وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وأيّوب وَيحيى بن سعيد وَمَالك وَالثَّوْري وَمعمر وَابْن عُيينة وَبَنوهُ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأُسَامَة وَغَيرهم وَكَانَ مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته واستقدمه الْوَلِيد بن يزِيد فِي جمَاعَة من فُقَهَاء الْمَدِينَة مستفتياً لَهُم فِي الطَّلَاق قبل النِّكَاح ولّما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز(15/14)
أدنى زيد بن أسلم وجفا الأحوصَ فَقَالَ الْأَحْوَص من الطَّوِيل
(ألستَ أَبَا حَفْص هُديتَ مُخبِّري ... أَفِي الحقّ أَن أقْصَى ويُدنَي ابنُ أسلما)
فَقَالَ عمر ذَلِك الحقّ وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ ثِقَة كثير)
الحَدِيث قَالَ يَعْقُوب بن عبد الله بن الأشجّ اللهمّ إِنَّك تعلم أَنه لَيْسَ أحد من الْخلق أعزّ عليّ من زيد بن أسلم اللهمّ فِزدْ فِي عمر زيد بن أسلم من أَعمار النَّاس وأبدأ بِي وَأهل بَيْتِي وبأعمارنا فربمّا قَالَه ابْن أسلم أَرَأَيْت طلبتَ حَياتِي لي أَو لنَفسك قَالَ لنَفْسي قَالَ فَبِأَي شَيْء تمنّ عَليّ فِي شَيْء طلبته لنَفسك وَقَالَ ابْن عدي هُوَ من الثِّقَات وَلم يمْتَنع أحد من الرِّوَايَة عَنهُ حدّث عَنهُ الأئمّة وَقَالَ ابْن زيد رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ قلنسوة طَوِيلَة فَقلت يَا أبتي مَا فعل الله بك قَالَ زيَنني بزينة الْعلم قلت فَأَيْنَ مَالك بن أنس فَقَالَ مَالك فَوق فَوق وَيرْفَع رَأسه حَتَّى سَقَطت القلنسوة عَن رَأسه وتوفّي بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث أَو سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين
3 - (الْأنْصَارِيّ)
زيد بن ثَابت بن الضَّحَّاك بن زيد أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجاري الْمدنِي الفرضي أحد كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تعلم لَهُ السريانّية فِي سَبْعَة عشر يَوْمًا وَاعْتمد عَلَيْهِ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فِي جمع الْقُرْآن وكتبة الْمَصَاحِف وتحاكم إِلَيْهِ عمر وأبيّ بن كَعْب فِي منزله وَكَانَ مَعَ عمر لما خطب بالجابية وتولّي قسْمَة الْغَنَائِم باليرموك وَشهد الدَّار مَعَ عُثْمَان وَكَانَ يذبّ عَنهُ وَكَانَ يَقُول يَا للْأَنْصَار كونُوا أنصاراً لله مرّتين انصروه وَالله إنّ دَمه لحرام وَأَخُوهُ يزِيد أكبر مِنْهُ وَشهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم الْيَمَامَة قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الْأَنْصَار وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي بعث إِلَيْهِ فَكَتبهُ وَقَالَ أجازني رَسُول الله يَوْم الخَنْدَق وكساني قبطيةً وَقَالَ أنس جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أربعةُ كلُّهم من الْأَنْصَار أبيّ بن كَعْب ومعاذ بن جبل وَزيد بن ثَابت وَرجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو زيد وَزَاد الشّعبِيّ وَأَبُو الدَّرْدَاء وَسعد بن عُبيد وَكَانَ المجمّع بن جَارِيَة قد بَقِي عَلَيْهِ سُورَة أَو سورتان وَعَن عطيّة بن قيس الْكلابِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحبّ أَن يقْرَأ الْقُرْآن غضاً أَو غريضاً فليقرأه بِقِرَاءَة زيد(15/15)
وَعَن أنس عَن النَّبِي أرحَمُ أمّتي بأمّتي أَبُو بكر وأشدّهم فِي دين الله عمر وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان وأفرضهم زيد بن ثَابت وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كَعْب أعلمهم بالحلا وَالْحرَام معَاذ)
بن جبل وإنّ لكلّ أمّة أَمينا وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة بن الجرّاح وَفِي رِوَايَة ابْن عمر بعد ذكر عُثْمَان وأقضاهم عليّ وَفِي رِوَايَة أبي محجن وإنّ أعلمهم بالناسخ والمنسوخ معَاذ وَقَالَ الشّعبِيّ غلب زيد بن ثَابت النَّاس على اثْنَتَيْنِ الْفَرَائِض وَالْقُرْآن وَكَانَ زيد يكْتب الْكِتَابَيْنِ جَمِيعًا العربيّة والعبرانيّة وأوّل مشْهد شهده مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الخَنْدَق وَهُوَ ابْن خَمْسَة عشر سنة وَكَانَ مّمن ينْقل التُّرَاب يومئذٍ مَعَ الْمُسلمين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إنّه نعم الْغُلَام وَقَالَ سُلَيْمَان بن يسَار مَا كَانَ عمر وَعُثْمَان يقدّمان على زيد بن ثَابت أحدا فِي الْقَضَاء وَالْفَتْوَى والفرائض وَالْقِرَاءَة وَقَالَ أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ النَّاس على قِرَاءَة زيد وَفرض زيد وتوفّي بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو أَربع أَو خمس أَو ستّ وَخمسين وَقيل سنة خَمْسَة أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وصَلى عَلَيْهِ مَرْوَان وارتجّت الْمَدِينَة لمَوْته وَكثر الْبكاء عَلَيْهِ وَقَالَ حسّان بن ثَابت من الطَّوِيل
(فَمن للقوافي بعد حسّان وَابْنه ... وَمن للمثاني بعد زيد بن ثابتِ)
3 - (الكيّس النمري النسّاب)
زيد بن الْحَارِث بن حَارِثَة بن هِلَال يَنْتَهِي إِلَى سعد بن الْخَزْرَج هُوَ الكيّس النمري النسّاب قَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسّان بن ثَابت يفتخر من الوافر
(وحَكِّم دغفلاً وأرْحلْ إِلَيْهِ ... وَلَا تَدَعِ المطيَّ من الكلالِ)
(وَعند الكّيس النمري علمٌ ... وَلَو أَمْسَى بمنخرقِ الشمالِ)
وَقيل مُصعب بن الكيّس هُوَ النسّاب وَكَانَ يعدل بدغفل وَقَالَ الْكُمَيْت من الوافر
(وَمَا ابْن الكيّس النمري مِنْكُم ... وَمَا أَنْتُم هُنَاكَ بدغفلينا)
وَقيل الكيّس هُوَ مَالك بن شرَاحِيل بن زيد بن الْحَارِث بن حَارِثَة بن هِلَال كلّهم ينْسب من عبيد إِلَى الكيّس يَعْنِي كلّهم نسّاب يعلم النّسَب
زيد بن مربع الْأنْصَارِيّ من بني حَارِثَة قَالَ يزِيد بن شبيان أَتَانَا ابْن مربع يَعْنِي فِي الحجّ فَقَالَ أَتَانَا النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كونُوا على مشارعكم فَإِنَّكُم على إرثٍ من إِرْث إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ولزيد هَذَا ثَلَاثَة إخْوَة عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ومرارة وَقيل إنّ ابْن مربع هَذَا اسْمه عبد الله وَقيل إِنَّه لَيْسَ بِأَخ للمذكورين(15/16)
3 - (السَّعْدِيّ)
)
زيد بن حلبّة بن مرداس العسدي الْبَصْرِيّ أحد الفصحاء الوافدين على مُعَاوِيَة قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة ولاّه ابْن عَارِم شرطته وَكَانَ شريفاً فِي الْإِسْلَام وَكَانَ الْأَحْنَف يَقُول طالما خرقتُ النِّعَال إِلَى زيد بن حلبّة أتعلَّمُ مِنْهُ الْمُرُوءَة وَلما بعث عُثْمَان من الْأَمْصَار بالمصاحف بعث إِلَى أهل الْبَصْرَة بمصحفٍ دفع إِلَى زيد بن حلبة مُصحفا فهم يتوارثونه ولمّا قدمت عَائِشَة الْبَصْرَة عقدت خمارها لولد زيد بن حلبة فبقيّتُهُ عِنْدهم
3 - (حِبّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
زيد بن حَارِثَة أَبُو أُسَامَة الْكَلْبِيّ مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحِبُّه وأوّلُ من أسلم بعد خَدِيجَة فِي قَول وَشهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا واستخلفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَدِينَة فِي غَزْوَة الْمُريْسِيع وأمّره على سبع سَرَايَا وَكَانَ مقدّم الْأُمَرَاء فِي جَيش مُؤْتَة وَبهَا اسْتشْهد وَكَانَت أمّه سعدى بنت ثَعْلَبَة من طيّ زارت قَومهَا فأغير عَلَيْهِم فَسبوا زيدا صَغِيرا فَبيع بمكّة فاشترته خَدِيجَة فوهبتْهُ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْتقهُ وتبنّاه فَصَارَ يُدعَى زيد بن محمّد حَتَّى نزلت أُدعوهم لِآبَائِهِمْ وآخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين حَمْزَة وزوّجه حاضنته أمّ أَيمن فَولدت لَهُ أُسَامَة بن زيد ثمَّ زوّجه بنت عمّته زَيْنَب بنت جحش وَزيد هَذَا هُوَ الْمَذْكُور فِي سُورَة الْأَحْزَاب وَقَالَ الزُّهْرِيّ مَا علمنَا أحدا أسلم قبل زيد بن حَارِثَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا لم يغز لم يُعْط سلاحه إلاّ عليّاً وزيداً وَفِي زيد يَقُول آبوه حَارِثَة بن شرَاحِيل حِين فَقده من الطَّوِيل
(بكيتُ على زيدٍ وَلم أدرِ مَا فَعَلْ ... أحيٌّ يُرَجَّى أم أَتَى دونه الأجَلْ)
(فوَاللَّه مَا أَدْرِي وَإِن كنتُ سَائِلًا ... أغالَك سهل الأَرْض أم غالك الجَبَلْ)
(فيا لَيْت شعري هَل لَك الدَهْرَ رجعةٌ ... فحسبي من الدُّنْيَا رجوعك لي بَجَلْ)
(تُذكُرُنيه الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا ... وَتعرض ذكرَاهُ إِذا قَارب الطَفَلْ)
(وَإِن هّبت الْأَرْوَاح هيّجن ذكَره ... فيا طول مَا خزني عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ)
(سأعملُ نصّ العيس فِي الأَرْض جاهداً ... وَلَا أسأم التطواف أَو تسأم الأبلْ)
(حَياتِي أَو تَأتي عليَّ منيّتي ... وكلّ امْرِئ فانٍ وَإِن غرّه الأملْ)(15/17)
(سأوصي بِهِ قيسا وعمراً كليهمَا ... وأوصي يزيداً ثمّ من بعده جَبَلْ)
يَعْنِي بذلك جبلة بن حَارِثَة أَخا زيد وَكَانَ أكبر من زيد وَيَعْنِي يزيدَ أَخا زيد لأمّه وَهُوَ يزِيد)
بن كَعْب بن شرَاحِيل فحجّ نَاس من كلب فَرَأَوْا زيدا فعرفهم وعرفوه فَقَالَ لَهُم أبْلِغوا أَهلِي هَذِه الأبيات فإنّي أعلم أَنهم قد جزعوا عليّ فَقَالَ من الطَّوِيل
(أحِنُّ إِلَى قومِي وإنْ كنتُ نَائِيا ... فإنّي قعيد الْبَيْت عِند المشاعِرِ)
(فكُفُّوا من الوجد الَّذِي قد شجاكُمُ ... وَلَا تُعْمِلوا فِي الأَرْض نصّ الأباعرِ)
(فإنّي بِحَمْد الله فِي خيرِ أسرْةٍ ... كرامِ معدّ كَابِرًا بعد كابرِ)
فَانْطَلق الكلبيّون فأعلموا أَبَاهُ فَقَالَ ابْني وربّ الْكَعْبَة ووصفوا لَهُ موضعَهُ وَعند مَنْ هُوَ فَخرج حَارِثَة وَكَعب ابْنا شرَاحِيل لفدائه وقدما مكّة ودخلا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد فَقَالَا يَا ابْن عبد المطّلب يَا ابْن سيّد قومه أَنْتُم أهل حرم الله وجيرانه تفكّون العاني وتطعمون الْأَسير جئْنَاك فِي ابننا عنْدك فامنُنْ عنيا وأحْسِن إِلَيْهَا فِي فدائه قَالَ من هُوَ قَالَا زيد بن حَارِثَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فهلاّ غير ذَلِك قَالَا مَا هُوَ قَالَ أُدْعوه فَخيرّوه فَإِن أختاركم فَهُوَ لكم وَإِن اختارني فوَاللَّه مَا أَنا بِالَّذِي أخْتَار على من اختارني أحدا قَالَا قد زدتَنا على النّصْف وأحسنْتَ فَدَعَاهُ فَقَالَ هَل تعرف هَؤُلَاءِ قَالَ نعم قَالَ من هَذَا قَالَ أبي وَهَذَا عمّي قَالَ فَأَنا من قد علمتَ ورأيتَ صحبتي لَك فاخْتَرْني أَو اخترهما قَالَ زيد مَا أَنا بِالَّذِي أتختار العبوديّة على الحرّية وعَلى عمّك قَالَ نعم قد رأيتُ من هَذَا الرجل شَيْئا مَا أَنا بِالَّذِي إختار عَلَيْك أحدا أَنْت مني مَكَان الْأَب وَالْعم فَقَالَا وَيحك يَا زيد أخْتَار عَلَيْهِ أحدا أبدا فلماّ رأى رَسُول الله ذَلِك أخرجه إِلَى الْحجر فَقَالَ يَا من حضر اشْهَدُوا أَن زيدا ابْني يَرِثنِي وأرِثُهُ فلمّا رأى ذَلِك أَبوهُ وعمّه طابت نفوسُهُما فانصرفا
ودُعي زيد بن محمدّ حتّى جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ فَنزلت أُدْعُوهم لِآبَائِهِمْ فدُعي يَوْم ذَاك زيد بن حَارِثَة ودُعي الأدعياء إِلَى آبَائِهِم فدُعي الْمِقْدَاد بن عَمْرو وَكَانَ يُقَال لَهُ قبل ذَلِك ابْن الْأسود لأنّ الْأسود بن عبد يَغُوث كَانَ قد تبنّاه وَعَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمّر أُسَامَة على قوم فطعن النَّاس فِي إمارته فَقَالَ أَن تطعنوا فِي إمارته فقد طعنتم فِي إِمَارَة أَبِيه وأيم الله إِن كَانَ لخليقاً للإمارة وَإِن كَانَ لمن أحبّ النَّاس إليّ وإنّ ابنّه هَذَا لأحبُّ النَّاس إليّ بعده فَاسْتَوْصُوا بِهِ خيرا فإنّه من خياركم وقُتل زيد طَعنا بِالرِّمَاحِ شَهِيدا فصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ اسْتَغْفرُوا لَهُ وَقد دخل الجنّة وَهُوَ يسْعَى وَذَلِكَ سنة ثَمَان
وَعَن خَالِد بن سمير قَالَ لمّا أُصيب زيد بن حَارِثَة أَتَاهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
فجهشت بنت زيد فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى انتحب فَقَالَ لَهُ سعد بن عبَادَة(15/18)
يَا رَسُول الله مَا هَذَا قَالَ هَذَا شوق الحبيب إِلَى حَبِيبه
3 - (وَالِد أَمِير الْمَدِينَة)
زيد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعلوِي الحسني الْمدنِي وَالِد الْحسن ابْن زيد أَمِير الْمَدِينَة الَّذِي مدحه ابْن هرمة معرّضاً ببني عمهّ فِي وَقَوله على هن وَهن وروى زيد عَن أَبِيه وَابْن عبّاس وَجَابِر وروى عَنهُ ابْنه الْحسن بن زيد وَقدم على الْوَلِيد بن عبد الْملك لخصومةٍ وَقعت بَينه وَبني ابْن عمّه أبي هَاشم عبد الله ابْن محمّد بن الحنفيّة فِي ولَايَة صدقَات عَليّ بِالْمَدِينَةِ لأنّ عليَاً اشْترط فِي صدقته أنّها إِلَى ذِي الدّين وَالْفضل من أكَابِر وَلَده فانتهت صدقته فِي زمن الْوَلِيد إِلَى زيد ابْن الْحسن فنازعه فِيهَا أَبُو هَاشم وَقَالَ أَنْت تعلم أنّي وإيّاك فِي النّسَب سَوَاء إِلَى جدّنا عليّ وَإِن كَانَت فَاطِمَة لم تلدني وولدتك فإنّ هَذِه الصَّدَقَة لعليّ وَلَيْسَت لفاطمة وَأَنا أفقهُ مِنْك وَأعلم بِالْكتاب والسنّة حَتَّى طَالَتْ الْمُنَازعَة بَينهمَا فَخرج زيد من الْمَدِينَة إِلَى الْوَلِيد بِدِمَشْق فَكثر عِنْده على أبي هَاشم وأعلمه أنّ لَهُ شيعَة بالعراق يتّخذونه إِمَامًا وأنّه يَدْعُو إِلَى نَفسه فتزوّج الْوَلِيد نفيسة بنت زيد بن الْحسن وأحضر أَبَا هَاشم وسجنه مدّةً فوفد فِي أمره عليّ بن الْحُسَيْن فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بَال آل أبي بكر وَآل عمر وَآل عُثْمَان يتقرّبون بآبائهم فيكرَّمون ويُحَبّون وَآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتقرّبون بِهِ فَلَا يَنْفَعهُمْ ذَلِك فبِنَ حبستَ ابْن عمي عبد الله بن محمّد طول هَذِه المدّة فَقَالَ بقول ابْن عمّكما زيد بن الْحسن فَقَالَ عليّ بن الْحُسَيْن أَو مَا يُمكن أَن يكون بَين ابْني العمّ مُنَازعَة ووحشة كَمَا يكون بَين الْأَقَارِب فيكذبَ أَحدهمَا على الآخر وَهَذَانِ كَانَ بَينهمَا كَذَا وَكَذَا فخلّى سَبيله وتوفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَعشر وعاش سبعين سنة
3 - (أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ النَّقِيب)
زيد بن سهل بن الْأسود بن حرَام أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجذاري زوج أمّ سليم أمّ أنس بن مَالك شهد الْعقبَة الثَّانِيَة والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أحد نقباء الْأَنْصَار الاثْنَي عشر وَكَانَ يكون بالشأم فِي الْجِهَاد مَعَ أبي عُبَيْدَة ومعاذ وَيُقَال اسْمه سهل بن زيد والأوّل أصحّ وخطب أمَّ سليم فَقَالَ مَا مثلك يُرَدّ وَلَكِن لَا يحلّ لي أَن أتزوّجك)
أَنا مسلمة وَأَنت كَافِر فَإِن تُسلم فَذَلِك مهري مَا أسألُكَ غَيره فَأسلم فتزوّجها قَالَ سَالم فَمَا سمعنَا بِمهْر كَانَ قطّ أكر من مهر أمّ سليم(15/19)
الْإِسْلَام فَولدت لَهُ ولدا فحنكه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسمّاه عبد الله وَكَانَ يعدّ من خِيَار الْمُسلمين وَكَانَ أَبُو طَلْحَة يسوّر نَفسه بَين يدين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَقُول يَا رَسُول الله إِنِّي قويّ جَلْد فوجّهني فِي حوائجك وابعثني حَيْثُ شِئْت ولمّا كَانَ يَوْم أُحد انهزم نَاس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو طَلْحَة بَين يَدَيْهِ مجوباً عَلَيْهِ بحجفة لَهُ وَكَانَ رجلا رامياً شَدِيد النزع كسر يومئذٍ قوسين أَو ثَلَاثًا وَكَانَ الرجل يمّر مَعَه الجعبة من النبل فَيَقُول انثرها لأبي طَلْحَة وَكَانَ يجثو بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحَرْب فَيَقُول نَفسِي لنَفسك الْفِدَاء ووجهي لوجهك الوقاء ثمّ ينثر كِنَانَته بَين يَدَيْهِ وَكَانَ أَبُو طَلْحَة صيّتاً وَإِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَأْخُذ الْعود من الأَرْض فيقو إرْم يَا طَلْحَة فَيَرْمِي بِهِ سَهْما جيّداً وَكَانَ الرماةُ من الصَّحَابَة سعد بن أبي وقّاص والسائب بن عُثْمَان بن مَظْعُون والمقداد بن عَمْرو وَزيد بن حَارِثَة وحاطب بن أبي بلتعة وعُتْبة بن غَزوَان وخراش بن الصمّة وَقُطْبَة بن عَامر بن حَدِيدَة وَبشر بن الْبَراء بن معْرور وَأَبُو نائلة سُلْطَان بن سَلامَة وَأَبُو طَلْحَة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح وَقَتَادَة بن النُّعْمَان قَالَ أَبُو زرْعَة وعاش أَبُو طَلْحَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ سنة يسْرد الصَّوْم وتوفّي بالشأن وَهُوَ ابْن سبعين سنة وتوفّي سنة اثْنَتَيْنِ أَو أَربع وَثَلَاثِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْعَبْدي)
زيد بن صُوحان أَبُو عَائِشَة وَقيل أَبُو سُلَيْمَان وَقيل أَبُو مُسلم وَقيل أَبُو عبد الله الْعَبْدي أَخُو صعصة وسيحان ابْني صوحان لَهُ وفادة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَن عمر وَأبي وسلمان وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَنزل الْكُوفَة وَقدم الْمَدَائِن وَكَانَ من جملَة من سيرة عُثْمَان من أهل الْكُوفَة إِلَى دمشق وشهدنم الْجمل مَعَ عَليّ أَمِيرا على عبد الْقَيْس وقُتل يومئذٍ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى من أهل الْكُوفَة زيد بن صوحان وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث وَعَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من سرّه أَن ينظر إِلَى رجل يسْبقهُ بعض أَعْضَائِهِ إِلَى الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى زيد بن صوحان فقُطعت يَده الْيُسْرَى بنهاوند ثمَّ عَاشَ بعد ذَلِك عشْرين سنة وَقَالَ قبل أَن يقتل إنّي رأيتُ يدا خرجت من الْمسَاء)
تُشِير إليّ أنْ تَعال وَأَنا لَاحق بهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فادفنوني فِي دمي فإنّي مخاصم الْقَوْم وَكَانَ زيد بن صوحان يقوم اللَّيْل ويصوم النَّهَار وَإِذا كَانَت لَيْلَة الْجُمُعَة أَحْيَاهَا وَعمد إِلَى رجال من الْبَصْرَة قد تفرّغوا لِلْعِبَادَةِ وَلَيْسَت لَهُم تِجَارَات وَلَا غلاّت فَبنى لَهُم دَارا وأسكنهم إِيَّاهَا ثمَّ أوصى بهم من أَهله من يقوم فِي حَاجتهم ويتعاهدهم فِي مطعمهم وَمَشْرَبهمْ وَمَا يصلحهم وَقَالَ وَهُوَ يتشحّطهم فِي دَمه ادفنوني فِي ثِيَابِي فإنّي مُلاقٍ عُثْمَان بالجادَّة فيا ليتنا إِذْ ظُلِمنْا صَبرنَا وَقيل لعَائِشَة أُصيب زيد بن صُوحان فاسترجعت وَقَالَت يرحمه الله(15/20)
3 - (زيد ابْن زيد العابدين)
زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْهَاشِمِي الْمدنِي روى عَن أَبِيه وأخيه محمّد بن عليّ وَأَبَان بن عُثْمَان وروى عَنهُ جَعْفَر الصَّادِق وَالزهْرِيّ وَشعْبَة وَسَالم مولى زيد بن عليّ وَغَيرهم وَفد على هِشَام بن عبد الْملك فَرَأى مِنْهُ جفوةً فَكَانَ ذَلِك سَبَب خُرُوجه وَطَلَبه للخلافة وَسَار إِلَى الْكُوفَة فَقَامَ إِلَيْهِ مِنْهَا شيعَة فَخَرجُوا مَعَه فظفر بِهِ يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ فَقتله وصلبه وحرَقَه وعدّه ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة أمّه أمّ وَلدٍ وَقَالَ فُوِلدَ عليُّ الأصغرُ ابْن حُسَيْن وَزيد الْمَقْتُول بِالْكُوفَةِ وعليّ بن عَليّ وَخَدِيجَة وَعَن خَدِيجَة أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نظر يَوْمًا إِلَى زيد بن حَارِثَة وَبكى وَقَالَ الْمَظْلُوم من أهل بَيْتِي سَمِيُّ هَذَا والمقتول فيُ الله والمصلوب من أمّتي سَميُّ هَذَا وَذكره جَعْفَر يَوْمًا فَقَالَ رحم الله عمّي كَانَ وَالله سيداً وَلَا وَالله مَا ترك فِينَا لدُنْيَا وَلَا آخِرَة مثله وَسَأَلَ زيد بن عَليّ بعض أَصْحَابه عَن قَوْله وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المقرّبون قَالَ أَبُو بكر وَعمر ثمَّ قَالَ لَا أنالني الله شفاعةَ جدي إِن لم أُوالهِما وَقَالَ الْبَرَاءَة من أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان الْبَرَاءَة من عليّ والبراءة من عليّ الْبَرَاءَة من أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَانْطَلَقت الْخَوَارِج فبرئت مَمن دون أبي بكر وَعمر وَلم يستطيعوا أَن يَقُولُوا فيهمَا شَيْئا وانطلقتم أَنْتُم فظفرتم فَوق ذَلِك فبرئتم مِنْهُمَا فَمن بَقِي فوَاللَّه مَا بَقِي أحد إلاّ برئتم مِنْهُ وَقَالَ أمّا أَنا فَلَو كنت مَكَان أبي بكر لحكمتُ بِمثل مَا حكم بِهِ أَبُو بكر فِي فدك
وَقَالَ أَيْضا الرافضة حَرْبِيّ وَحرب أبي مرقت الرافضة علينا كَمَا مرقت الْخَوَارِج عَليّ علّي
وَسُئِلَ عِيسَى بن يُونُس عَن الرافضة والزيدّية فَقَالَ أمّا الرافضة فأوّل مَا ترفّضت جَاءُوا إِلَى زيد بن عليّ حِين خرج وَقَالُوا تَبرأ من أبي بكر وَعمر حَتَّى نَكُون مَعَك قَالَ بل)
أتولاّهما وَأَبْرَأ ممنّ يبرأ مِنْهُمَا فَقَالُوا فَإِذن نرفضك فسميّت الرافضة وأمّا الزيدّية فَقَالُوا نتولاّهما وبرأ مّمن يبرأ مِنْهُمَا فَخَرجُوا مَعَ زيد فسُمِّيت الزيديّة وَقَالَ الزبير بن بكّار حدّثني عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الزُّهْرِيّ قَالَ دخل زيد بن عليّ مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَوْم حَار من بَاب السُّوق فَرَأى سعد بن إِبْرَاهِيم فِي جمَاعَة من القرشيّين قد حَان قيامهم فَقَامُوا فَأَشَارَ إِلَيْهِم فَقَالَ يَا قوم أَنْتُم أَضْعَف من أهل الحرّة قَالُوا لَا قَالَ وَأَنا أشهد أنّ يزِيد لَيْسَ شرّاً من هِشَام فَمَا لكم فَقَالَ سعد لأَصْحَابه مدّة هَذَا قَصِيرَة فَلم ينشب أَن خرج فقُتل وَقَالَ الْوَلِيد بن محمّد كنّا على بَاب الزُّهْرِيّ إِذْ سمع جلبةً فَقَالَ مَا هَذَا يَا وليد فَنَظَرت فَإِذا رَأس زيد بن عليّ يُطَاف بِهِ بيد للعّانين فَأَخْبَرته فَبكى ثمَّ قَالَ أهلك أهل هَذَا الْبَيْت(15/21)
العجلة قلت ويملكون قَالَ نعم وَكَانُوا قد صلبوه بالكناسة سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وَله اثْنَتَانِ أَو أَربع وَأَرْبَعُونَ سنة ثمَّ أحرقوه بالنَّار فسُمّي زيد النَّار
وَلم يزل مصلوباً إِلَى سنة ستّ وَعشْرين ثمَّ أُنزل بعد أَربع سِنِين من صلبه وَقيل كَانَ يوجّه وَجهه نَاحيَة الفراب فَيَصِيح وَقد دارت خشبته نَاحيَة الْقبْلَة مرَارًا ونسجت العنكبوت على عَوْرَته وَكَانَ قد صُلب عُريَانا وَقَالَ الموّكل بخشبته رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم نم وَقد وقف على الْخَشَبَة وَقَالَ هَكَذَا تَصْنَعُونَ بولدي من بعدِي يَا بُنيَّ يَا زيد قتلوك قَتلهمْ الله صلبوك صلبهم الله فَخرج هَذَا فِي النَّاس فَكتب يُوسُف بن عمر إِلَى هِشَام أَن عجِّل إِلَى الْعرَاق فقد فتنتَهم فَكتب إِلَيْهِ أحرقْه بالنَّار وَقَالَ جرير بن حَازِم رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسْندًا ظَهره إِلَى خَشَبَة زيد بن عليّ وَهُوَ يبكي وَيَقُول هَكَذَا يَفْعَلُونَ بولدي ذكر ذَلِك كلّه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي تأريخ دمشق
وَقَالَ ابْن أبي الدَّم فِي الْفرق الإسلامية الزيديّة أَصْحَاب زيد بن عليّ زينِ العابدين ابْن الْحُسَيْن بن عليّ بن أبي طَالب وَكَانَ زيد قدم آثر تَحْصِيل علم الْأُصُول فتتلمذ لواصل بن عَطاء رَئِيس الْمُعْتَزلَة ورأسهم وأوّلهم فَقَرَأَ عَلَيْهِ واقتبس مِنْهُ علم الاعتزال وَصَارَ زيد وَجَمِيع أَصْحَابه معتزلةً فِي الْمَذْهَب والاعتقاد وَكَانَ أَخُوهُ الباقر محمّد بن عليّ يعيب عَلَيْهِ كَونه قَرَأَ على وَاصل بن عَطاء وتتلمذ لَهُ واقتبس مِنْهُ مَعَ كَونه يجّوز الْخَطَأ على جدّه عليّ بن أبي طَالب لسَبَب خُرُوجه إِلَى حَرْب الْجمل والنهروان ولأنّ واصلاً كَانَ يتكلّم فِي الْقَضَاء ولاقدر على خلاف مَذْهَب أهل الْبَيْت وَكَانَت زيد يَقُول عليّ أفضل من أبي بكر الصدّيق وَمن بقيّة)
الصَّحَابَة إِلَّا أنّ أَبَا بكر فُوّضت إِلَيْهِ الْخلَافَة لمصلحةٍ رَآهَا الصَّحَابَة وَقَاعِدَة دينيّة راعوها من تسكين ثائرة الْفِتْنَة وتطييب قُلُوب الرعيّة وَكَانَ يجوّز إِمَامَة الْمَفْضُول مَعَ قيام الْأَفْضَل للْمصْلحَة فلمّا قتل زيد فِي خلَافَة هِشَام قَامَ بِالْأَمر بعده وَلَده يحيى وَمضى إِلَى خُرَاسَان فَاجْتمع عَلَيْهِ بهَا خلق كثير وَبَايَعُوهُ ووعدوه بِالْقيامِ مَعَه ومقاتلة أعدائه وبذلوا لهت الطَّاعَة فَبلغ ذَلِك أَخَاهُ جَعْفَر بن محمّد الصَّادِق فَكتب إِلَيْهِ جَعْفَر ينهاه عَن ذَلِك وعرّفه أنّه مقتول كَمَا قُتل أَبوهُ وَكَانَ كَمَا أخبرهُ الصَّادِق فإنّ أَمِير خُرَاسَان قَتله بجوزجان ثمَّ تفرّقت الزيديّة ثَلَاث فرق جاروديّة سليمانّية وبتريّة الْفرْقَة الأولى الجاروديّة أَصْحَاب أبي الْجَارُود وَكَانَ الْجَارُود من أَصْحَاب زيد بن عليّ زَعَمُوا أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نصّ على عليّ بن أبي طَالب الْوَصْف دون التَّسْمِيَة وأنّ النَّاس كفرُوا بِنصب أبي بكر إِمَامًا فخالفوا إمَامهمْ زيدا فِي ذَلِك ثمَّ ساقوا الْإِمَامَة بعد عليّ إِلَى الْحسن ثمَّ الْحُسَيْن ثمَّ إِلَى عليّ بن الْحُسَيْن ثمَّ إِلَى بني عَليّ ثمَّ إِلَى آل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عليّ
وَكَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله على بيعَة محمّد بن عبد الله هَذَا وَمن جملَة شيعته فرُفع أمره إِلَى الْمَنْصُور فَجرى عَلَيْهِ مَا هُوَ مَذْكُور فِي كتب التأريخ وَكَانَ محمّد الباقر يسمّي أَبَا(15/22)
الْجَارُود سرخوب قَالَ محمّد هُوَ شَيْطَان أعمى يسكن الْبَحْر قلت وأمّا السيمانيّة فَيَأْتِي ذكرهم فِي تَرْجَمَة سُلَيْمَان بن جرير وأمّا البتريّة فَيَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة كثير الابتر وروى لزيد بن عليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَأورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجَمه قَالَ لَهُ فِي رِوَايَة دعبل من الطَّوِيل
(من فَضَّل الأقوام يَوْمًا بِرَأْيهِ ... فإنّ عليّاً فضّلتْه المناقبُ)
(وقولُ رَسُول الله والحقُ قولُه ... وإنْ رَغمتْ مِنْهُ الأنوف الكواذبُ)
(بأنّك منّي يَا عليّ معالناً ... كهارون من مُوسَى أَخ لي وصاحبُ)
(دَعَاهُ ببدرٍ فَاسْتَجَاب لأَمره ... فبادَرَ فِي ذَات الْإِلَه يضاربُ)
وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده يحيى وَخُرُوجه ومقتله فِي حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَللَّه الْحَمد
3 - (الْهِلَالِي الْكُوفِي)
زيد بن الجهم الْهِلَالِي الْكُوفِي شَاعِر شرِيف جواد ولاّه الْمَنْصُور جرجان وَكَانَ نقش خَاتمه من المنسرح)
(زيد الْهِلَالِي نقشُ خاتَمِهِ ... أفلَحَ يَا زيدُ من زكا عملُهْ)
وَله أَيْضا من الوافر
(تسائلني هوازِنُ أيْنَ مَالِي ... وَمَا لي غير مَا أنفقتُ مالُ)
(فقُلتُ لَهَا هوازنُ إنّ مَالي ... أضّرَّ بِهِ المُلِمّاتُ الثقالُ)
3 - (ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر)
زيد بن عمر بن الخطّاب الْقرشِي الْعَدوي وأمّه أم كُلْثُوم بنت عَليّ بن أبي طَالب وأمّها فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوّجها عمر رضه على أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم واغتبط بذلك وَفد زيد على مُعَاوِيَة فَأكْرمه وَأحسن جائزته وَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم كلّ عَام وَكَانَ زيد يَقُول أَنا ابْن الخليفتين وَعَن جَعْفَر بن محمّد عَن أَبِيه أنّ عمر بن الخطّاب بخطب إِلَى عليّ ابْنَته أمّ كُلْثُوم فَقَالَ عليّ إنّما حسبتُ بَنَاتِي على بني جَعْفَر فَقَالَ عمر انكِحْنيها يَا عليّ فوَاللَّه مَا على وَجه الأَرْض رجل يرصد من حسن صحابتها مَا أرصد قَالَ عليّ قد فعلّتُ فجَاء عمر إِلَى مجْلِس الْمُهَاجِرين بَين الْقَبْر والمنبر وَكَانُوا يَجْلِسُونَ ثمَّ عليّ وَعُثْمَان وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَإِذا كَانَ الشَّيْء يَأْتِي عمر من الْآفَاق جَاءَهُم فَأخْبرهُم وَاسْتَشَارَ فِيهِ فَجَاءَت عمر فَقَالَ رفئوني فرفؤوه وَقَالُوا بِمن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ بابنة عليّ بن أبي طَالب(15/23)
ثمَّ أنشأ يُخْبِرهُمْ فَقَالَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كلّ سَبَب وَنسب مُنْقَطع يَوْم الْقِيَامَة إلاّ نسبي وسببي وصهري وكنتُ قد صحبته فأحببْت أَن يكون هَذَا وَفِي رِوَايَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول كل نسب وَسبب وصهر مُنْقَطع يَوْم الْقيام إِلَّا نسبي وسببي وصهري وَكَانَ لي بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النسبُ والسيبُ وأردْتُ أَن أجمع إِلَيْهِ الصهر ثمَّ إنّ فتْنَة وَقعت بَين بني عديّ بن كَعْب فَاقْتَتلُوا بِالبَقِيعِ لَيْلًا وَخرج زيد بن عمر ليحجز بَينهم فضُرب على رَأسه خطأ فشُجَّ وصرُع عَن دابّته وتنادى الْقَوْم زيد زيد فتفرّقوا وَسقط فِي أَيْديهم وحُمل إِلَى منزله وَلم يزل مِنْهَا مَرِيضا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَقيل إنّه وأمّه مَرضا جَمِيعًا وَنزل بهما وأنّ رجَالًا مَشوا بَينهمَا لينظروا أيّهما يقبض أَولا فيورث مِنْهُ الآخر وإنهما قُبضا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَلم يُدْرَ أيّهما قُبض قبل الآخر ووضعا مَعًا فِي مَوضِع الْجَنَائِز فأُخّرت أمّه وقُدّم هُوَ مِمَّا يَلِي الإِمَام فجرت السنّة فِي الرجل وَالْمَرْأَة بذلك بعد وَقَالَ الْحُسَيْن لعبد الله بن عمر تقدّمْ فصلِّ على)
أمّك وأخيك وصلىّ عَلَيْهِمَا وَتُوفِّي زيد رَحمَه الله شابّاً فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ
3 - (عمّ عمر بن الخطّاب)
زيد بن عمر بن نفَيْل بن عبد العزّى الْقرشِي الْعَدوي عمّ عمر بن الخطّاب وَابْن عمّه لأنّه عمر بن الخطّاب بن نفَيْل وَكَانَ زيد أَخُو الخطّاب لأمّه وَهُوَ أَبُو سعيد بن زيد أحد الْعشْرَة وَسَيَأْتِي ذكر سعيد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَزيد هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبْعَثُ أُمّةً وحدَه وَهُوَ أحد الَّذين خلعوا عبَادَة الْأَوْثَان فِي الجاهليّة وطلبوا دين إِبْرَاهِيم وَكَانَ يسْأَل عَنهُ الْأَحْبَار والرهبان وَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتوفّي قبل أَن يُبْعَثَ وَكَانَ قد شام الْيَهُودِيَّة والنصرانيّة فَلم يرضهما وَكَانَ لَا يَأْكُل مَا ذُبح لغير الله وَكَانَ يَقُول يَا معشر قُرَيْش أرسل الله قطر السَّمَاء وَأنْبت بقل الأَرْض وَخلق السَّائِمَة ورعت فِيهِ وتذبحونها لغير الله وَالله مَا أعلَمُ على ظهر الأَرْض أحدا على دين إِبْرَاهِيم غَيْرِي وَكَانَ إِذا خلص إِلَى الْبَيْت قَالَ لبّيك حقّاً حقّاً تعبُّداً ورِقّا البِرَّ أَرْجُو لَا الخالْ هَلْ مُهَجِّرٌ كَمَن قالْ
(عُذْتُ بِمَا عاذ بِهِ إِبْرَاهِيم ... مُستقبلَ الْكَعْبَة وَهُوَ قَائِم)
(يَقُول أنفي لَك عانٍ راغم ... مَهْما تُجَشِّمْني فإنّي جاشم)
ثمَّ يسْجد وَقَالَ سعيد بن المسيّب توفّي زيد وقريش تبني الْكَعْبَة قبل الْوَحْي بِخمْس(15/24)
سِنِين
وَقَالَت عَائِشَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخلْتُ الجنّة فرأيتُ لزيد بن عمر بن نفَيْل دَرَجَتَيْنِ وَقَالَ زيد بن عَمْرو من المتقارب
(وأسلمْتُ وَجْهي لمن أسلمتْ ... لَهُ الأرضُ تحمل صخراً ثِقالاً)
(دحاها فلمّا اسْتَوَت شدّها ... سَواءً وأرسى عَلَيْهَا الجبالا)
(وأسلمْتُ وَجْهي لمن أسلمَتْ ... لَهُ المُزنُم تحمل عذباً زُلالاً)
(إِذا هِيَ سِيقَتْ إِلَى بلدةٍ ... أطاعتت فصبّت عَلَيْهَا سجالا)
(وأسلمْتُ وَجْهي لمن أسلمت ... لَهُ الريحُ تصْرفُ حَالا فَحالا)
)
3 - (أَخُو عمر بن الخطَاب)
زيد بن اسْلَمْ أَبُو اسامة وَيُقَال أَبُو عبد الله الْعَدوي الْفَقِيه الْمدنِي مولى عمر بن الخطّاب بن نُفيل الْقرشِي الْعَدوي أَخُو عمر بن الخطّاب رضه كَانَ أسنّ من عمر رضه شهد بَدْرًا والمشاهد وتوفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ يكنّى أَبَا عبد الرَّحْمَن وأمّه أَسمَاء بنت وهب بن حبيب من بني أَسد بن خُزَيْمَة وَكَانَ من الْمُهَاجِرين الأوّلين أسلم قبل عمر وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبني معن بن عديّ الْعجْلَاني فقُتلا بِالْيَمَامَةِ شهيدين وَكَانَ طَويلا بيّن الطول أسمر وَكَانَ قد شهد بيعَة الرضْوَان ولمّا توفّي رضه حزن عَلَيْهِ عمر حزنا عَظِيما وَكَانَ يَقُول عمر مَا هّبت الصِّبَا إلاّ وَأَنا أجد مِنْهَا ريح زيد وَقَالَ عمر لِأَخِيهِ زيد يَوْم أُحُد خُذْ دِرعي وَقَالَ زيد إنّي أُرِيد من الشَّهَادَة مَا تُرِيدُ فتركاها جَمِيعًا وَكَانَت راية الْمُسلمين مَعَ زيد يَوْم الْيَمَامَة فَلم يزل يتقدّم بهَا فِي نحر العدوّ يضارب بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتل فَأَخذهَا سَالم بن معقل مولى أبي حُذيفة ولمّا انْكَشَفَ الْمُسلمُونَ وَقد غلبت حنيفَة على الرِّجَال جعل زيد يَقُول أمّا الرِّجَال فَلَا رجال وأمّا الرِّجَال فَلَا رجال اللهمّ إنّي أعْتَذر إِلَيْك من فرار أَصْحَابِي وَأَبْرَأ إِلَيْك مّما جَاءَ مُسَيْلمَة ومحكّم بن الطُّفَيْل ولمّا أَخذ سَالم الرَّايَة قَالَ لَهُ الْمُسلمُونَ يَا سَالم إنّا نَخَاف أَن نؤتى من قِبَلِكَ فَقَالَ بئس حاملُ الْقُرْآن أَنا إنْ أُتِيْتُم من قِبلي وقَتَلَ زيدا أَبُو مَرْيَم الْحَنَفِيّ وَقيل سَلمَة بن صُبيح ابْن عمّ أبي مَرْيَم قَالَ ابْن عبد البرّ النفسُ إِلَى هَذَا أميل لأنّ أَبَا مَرْيَم لَو كَانَ قتل زيدا لما استقضاه عمر قلتُن أَنا لَيْسَ فِي هَذَا دَلِيل ولعلّه قَتله وَرَآهُ عمر بعد ذَلِك أَهلا للْقَضَاء وَقد جَاءَ أنّ أَبَا مَرْيَم قَالَ لعمر رضه إنّ الله أكْرم زيدا وَلم يهُنِّي بِيَدِهِ
3 - (زيد الْخَيل)
زيد بن مهلهل أَبُو مكنف الطَّائِي النبهاني الْمَعْرُوف بزيد الْخَيل فِي الجاهليّة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم فسمّاه زيد الْخَيْر وَكَانَ من فرسَان الْعَرَب(15/25)
وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تقدّم يَا زيد فَمَا رأيتُك حَتَّى أحببتُ أَن أَرَاك وَقَالَ مَا ذُكر لي رجل من الْعَرَب إِلَّا رأيتُه دون مَا ذُكر إِلَّا مَا كَانَ من زيد فإنّه لم يبلغ كلّ مَا فِيهِ
وَقطع لَهُ فيداً وأرضين وَكتب لَهُ بذلك كتابا وتوفّي بعد انْصِرَافه من عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع لِلْهِجْرَةِ وأخبارُهُ كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني وَكَانَ جسيماً طَويلا جميلاً مَوْصُوفا بطول الْقَامَة وَحسن الْجِسْم وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل)
(أُقاتِلُ حَتَّى لَا أرى مُقاتلاً ... وأنْجو إِذا لم يَنجُ إلاّ المكيِّسُ)
3 - (أَبُو طَلْحَة الْجُهَنِيّ)
زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو طَلْحَة صَحَابِيّ مَشْهُور نزل الْكُوفَة وحدّث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن عُثْمَان وَأبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي سنة ثَمَان وَسبعين
3 - (أَبُو سُلَيْمَان الْجُهَنِيّ)
زيد بن وهب الْجُهَنِيّ أَبُو سُلَيْمَان كوفّي قديم اللِّقَاء رَحل إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقُبض وَهُوَ فِي الطَّرِيق سمع عمر وعليّاً وَابْن مَسْعُود وَأَبا ذرّ وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن مَسْعُود وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ
3 - (أَبُو أُسَامَة الرهاوي)
زيد بن أبي أنيسَة الرهاوي هُوَ أَبُو أُسَامَة الْجَزرِي الغنوي مولى آل غنيّ بن أعصر كَانَ أحد الْأَعْلَام روى عَن الحكم وَشهر بن حَوْشَب وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَطَلْحَة بن مصرّف وَعَمْرو بن مرّة وعديّ بن ثَابت ونعيم المجمر والمَقْبُري وَخلق(15/26)
وروى عَنهُ أَبُو حنيفَة وَمَالك بن أنس وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة راويةً فَقِيها كثير الحَدِيث وتوفّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة
3 - (الْأنْصَارِيّ)
زيد بن خَارِجَة بن زيد الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ ابْن عبد البّر وَهُوَ الَّذِي تكلّم بعد الْمَوْت لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَنه غُشي عَلَيْهِ قبل مَوته وأُسري بِرُوحِهِ فسُجّي عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ ثمَّ راجعَتْهُ نفسُهُ فتكلّم بِكَلَام حُفظ عَنهُ فِي أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان ثمَّ مَاتَ من حِينه وروى حديثَهُ هَذَا ثِقَات من الشأميّين عَن النُّعْمَان ابْن بشير وَرَوَاهُ ثقاتُ الكوفيّين عَن يزِيد بن النُّعْمَان بن بشير عَن أَبِيه وَرَوَاهُ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن المسيّب ولمّا سُجّي فِي ثَوْبه سمعُوا جلجلةً فِي صَدره ثمَّ تكلّم فَقَالَ أحمدُ فِي الْكتاب الأوّل صدق صدق أَبُو بكر الصدّيق الضَّعِيف فِي نَفسه القويّ فِي أَمر الله فِي الْكتاب الأوّل صدق صدق عمر بن الخطّاب الْقوي الْأمين فِي الْكتاب الأوّل صدق صدق عُثْمَان ابْن عفّان على منهاجهم مَضَت أَربع وَبقيت سنتَانِ أَتَت الْفِتَن وَأكل)
الشديدُ الضعيفَ وَقَامَت السَّاعَة سَيَأْتِيكُمْ خبر بِئْر أريس مَا بِئْر أريس قَالَ يحيى بن سعيد قَالَ سعيد بن المسيّب ثمَّ هلك رجل من بني خطمة فسُجي بِثَوْب فَسَمِعُوا جلجلةً فِي صَدره ثمَّ تكلّم فَقَالَ إنّ أَخا بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج صدق صدق وَكَانَت وَفَاته فِي خلَافَة عُثْمَان وَقد عرض مثل قصتّه لأخي ربعي بن خرَاش أَيْضا
زيد بن عَاصِم بن كَعْب بن مُنْذر الْأنْصَارِيّ الْمَازِني كَانَ مّمن شهد الْعقبَة وبدراً وَشهد أحدا مَعَ زَوجته أمّ عمَارَة وَمَعَ ابنيه حبيب بن زيد وَعبد الله بن زيد قَالَ ابْن عبد البّر أظنّه يكنّى أَبَا حسن وَقَالَ غَيره هُوَ صَاحب حَدِيث الْوضُوء وَهُوَ أَخُو حبيب الَّذِي قَتله مُسَيْلمَة
زيد بن وَدِيعَة بن عمر بن قيس ذكره مُوسَى بن عُقبَة فِي من شهد بَدْرًا من بني عَوْف بن الْخَزْرَج وَذكره غَيره فِي مشْهد بَدْرًا وأحداً(15/27)
زيد بن أبي أوفى الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة يعدّ فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ سعد بن شُرَحْبِيل وَهُوَ أَخُو عبد الله بن أبي أوفى روى حَدِيث المؤاخاة بِتَمَامِهِ قَالَ ابْن عبد البرّ إلاّ أنّ فِي إِسْنَاده ضعفا
زيد مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الاسْتِسْقَاء
روى حَدِيثه ابْنه يسَار بن زيد
زيد بن الْجلاس الْكِنْدِيّ حَدِيثه أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَلِيفَة بعده فَقَالَ أَبُو بكر قَالَ ابْن عبد البّر إِسْنَاده لَيْسَ بالقويّ
3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْخُرَاسَانِي)
زيد بن الْحباب بن الريّان أَو رُومَان أَبُو الْحُسَيْن العكلي الْخُرَاسَانِي الْكُوفِي كَانَ حَافِظًا زاهداً رحّالاً جوالاً وثّقه ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره وتوفّي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى عَنهُ يزِيد بن هَارُون وَهُوَ أكبر مِنْهُ
3 - (أَبُو محمّد الْموصِلِي)
زيد بن أبي الزَّرْقَاء الْموصِلِي أَبُو محمّد روى عَن جَعْفَر بن برْقَان وَعِيسَى ابْن طهْمَان وَشعْبَة وطبقتهم وروى عَنهُ عليّ بن سهل وَعِيسَى بن النحّاس الرمليّان وَمُحَمّد بن عبد الله بن عمّار وَسَعِيد بن أَسد بن مُوسَى وَآخَرُونَ وَابْنه هَارُون قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس عِنْده جَامع سُفْيَان وتوفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع بالرملة كَانَ خرج إِلَيْهَا قبل)
مَوته بسنه وَكَانَ عابداً ناسكاً وَقيل أنّه غزا فأُسر وَمَات فِي الْأسر وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
زيد بن الدثنة بن مُعَاوِيَة بن عبيد الْأنْصَارِيّ البياضي شهد بَدْرًا وأحداً أُسر يَوْم الرجيع مَعَ خُبيب بن عديّ فَبيع بمكّة من صَفْوَان بن أميّة فَقتله وَذَلِكَ سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة(15/28)
زيد بن المِزْيَن بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الزَّاي الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وأحداً قَالَ ابْن عبد البرّ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد آخى بَينه وَبَين مسطح بن أُثانة حِين آخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار
3 - (الصاحبي أحد الْأَحْبَار)
زيد بن سَعْنَة بِالسِّين الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَالْعين الْمُهْملَة سَاكِنة وَالنُّون والياً آخر الْحُرُوف مَعًا أحد الْأَخْبَار الَّذِي أَسْلمُوا توفّي سنة تسع لِلْهِجْرَةِ فِي غَزْوَة تَبُوك مُقبلا إِلَى الْمَدِينَة وروى عَنهُ عبد الله بن سَلام يَقُول قَالَ زيد بن سَمعْنَة مَا من عَلَامَات النبوّة شَيْء إلاّ وَقد عرفتُهُ فِي وَجه محمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
زيد بن وَاقد الْقرشِي الدِّمَشْقِي روى عَن بشر بن عبد الله وَجبير بن نفير وحزام بن حَكِيم وَكثير بن مرّة قَالَ ابْن معِين وَغَيره ثِقَة وَقد رُمي بِالْقدرِ وَلم يثبت عَنهُ وتوفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (أَبُو عيّاش)
زيد بن الصَّامِت أَبُو عيّاش بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف والشين الْمُعْجَمَة الزرقي الْأنْصَارِيّ مَشْهُور بكُنيته حجازي أُختُلف فِي اسْمه قَالَ ابْن عبد البّر وَهَذَا أصحّ مَا قيل فِيهِ وعُمّر بعد النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ مُجَاهِد وَأَبُو صَالح السمّان وتوفّي رضه بعد الْأَرْبَعين وَقيل بعد الْخمسين لِلْهِجْرَةِ
3 - (الْعلوِي)
زيد بن محمّد بن زيد الْعلوِي تقدّم ذكر أَبِيه الْقَائِم بطبرستان فِي المحمّدين كَانَ ابْنه هَذَا أَبُو الْحسن زيد أديباً مليح الشّعْر أُسر فِي الْوَاقِعَة الَّتِي أستُشهد فِيهَا أَبوهُ وَلم يزل عِنْد إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الساماني مكرماً وَكتب إِلَيْهِ المكتفي فِي حمله فدافعه وَلم يزل على حَاله تِلْكَ عِنْده وَعند بَيته إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة هُوَ الْقَائِل من الْكَامِل)(15/29)
(وَلَقَد تَقول عصابةُ ملعونةٌ ... غوغاءُ مَا خُلِقوا لغير جهنمِ)
(مَن لم يَسُبّ بني النبيّ محمّدٍ ... وَيرى قِتَالهمْ فَلَيْسَ بمسلِمِ)
(عجبا لأمّةِ جدِّنا يجفوننا ... ويجيُرنا مِنْهُم رجال الدليمِ)
وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا من الطَّوِيل
(وَرَاء مضيق الْخَوْف متّسع الأمْنِ ... وأوّلُ مسرورٍ بِهِ آخِر الحزنِ)
(فَلَا تبساً فَالله ملّك يوسفاً ... خزائنه بعد الْخَلَاص من السجنِ)
وَهُوَ الْقَائِل يرثي أَبَاهُ من الْخَفِيف
(لَو تحرّجتُ من ركُوب الأثامِ ... لتجافيتُ عَن مُمِضّ الكلامِ)
(قدك والشامتين مِعْشارَ مَا قد ... سامنيه تحامل الأيّامِ)
سَلبتْني أبي على حِين أَن ثَبت للنَّاس وطأةَ الإسلامِ
(مُنهضاً عزمَه إِلَى ذرْوَة المج ... د بِحكم الإنعام والانتقامِ)
(وكَوتْني بفقدِ ابْنيَّ قسراً ... مُستضامَين قَبل وَقت الفطامِ)
(يَستجيران بالإلهِ مَنَ الذُ ... لَّ وَلَا يطعمانِ طِيب المنامِ)
(أوتِما بافتقادِ شخصي فَراحاً ... فِي حَياتِي بذلة الْأَيْتَام)
ودهتني بالأسر والأسر لَا يصلى بِهِ غيرُ باسلٍ ضرغامِ
(لَو رضيت الإجحام هان وَلَكِن ... حرفت شيمتي عَن الاحجام)
(هَات سَيفي سَلية كم ضرَبةٍ لي ... بِغرارَيْه فِي الطُّلى والهامِ)
(وَلَئِن كنتُ يَا ابنةَ الخيرِ فِي الْحبّ ... سِ فعِزُّ اللُيُوثِ فِي الآجامِ)
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْفَسَوِي)
زيد بن عبد الله بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الْفَسَوِي النَّحْوِيّ ذُكر أنّ أَبَا عليّ الْفَارِسِي خَاله ولعلّه خَال أَبِيه أَو أمّه شرح الْإِيضَاح والحماسة وحدّث توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَسكن دمشق مُدَّة وأقرأ بهَا ووفاته بطرابلس وَبَعْضهمْ قَالَ فِيهِ زيد بن عليّ بن عبد الله
زيد بن عبد الله بن رِفَاعَة الهاشم أَبُو الْخَيْر أحد الأدباء الْعلمَاء الْفُضَلَاء(15/30)
كَانَ معاصر الصاحب بن عبّاد قَالَ ياقوت وَكَانَ يعْتَقد رَأْي الفلاسفة ذكرُوا عَنهُ أنّه قَالَ مَتى انتظمت الفلسفة اليونانيّةُ والشريعة العربيّةُ فقد حصل الْكَمَال أَقَامَ بِالْبَصْرَةِ زَمَانا طَويلا وصادف بهَا)
جمَاعَة جَامِعَة لأصناف الْعلم مِنْهُم أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بن مسعر البستي وَيعرف بالمقدسي وَأَبُو الْحسن عليّ بن هَارُون الريحاني وَأَبُو أَحْمد النهرجوري والعوفي وَغَيرهم فصحبهم وخدمهم وَكَانَت هَذِه الْجَمَاعَة قد تألّفت بِالْعشرَةِ وتصافت بالصداقة فوضعوا بَينهم مذهبا وَزَعَمُوا أنّهم قد قربوا بِهِ من الطَّرِيق إِلَى الْفَوْز برضوان الله والمصير إِلَى جنّته وَقَالُوا إنّ الشَّرِيعَة قد دُنست بالجهالات واختلطت بالضلالات وَلَا سَبِيل إِلَى عَمَلهم وتطهيرها إلاّ بالفلسفة لأنهّا حاوية للحكمة الاعتقاديّة والمصلحة الاجتهاديّة وصنّفوا خمسين رِسَالَة فِي جَمِيع أَجزَاء الفلسفة علمِها وعملِها وسمّوها رسائل إخْوَان الصفاء وكتموا أَسْمَاءَهُم وبثوها فِي الورّاقين ووهبوها للنَّاس وادّعوا أنّهم مَا فعلوا ذَلِك إِلَّا ابتغاءَ وَجه الله وطلبَ رضوانه وحُملت هَذِه الرسائل إِلَى الشَّيْخ أبي سُلَيْمَان محمّد بن بهْرَام المنطقي السجسْتانِي فَنظر فِيهَا أيَاماً وتبحّر فِيهَا دهراً طَويلا وَقَالَ تعبوا وَمَا أغنوا ونصبوا وَمَا أجدوا وحاموا وَمَا وردوا وغنّوا وَمَا أطربوا ظنّوا مَا لم يكن وَلَا يكون وَلَا يُسْتَطَاع ظنّوا أنّهم يدسّون الفلسفة الَّتِي هِيَ علم النُّجُوم والأفلاك والمقادير والمجسطي وآثار الطبيعة والموسيقي الَّذِي عو علم معرفَة النغم والإيقاع والنقرات والأوزان والمنطق الَّذِي هُوَ اعْتِبَار الْأَقْوَال بالإضافات والكميّات والكيفيّات وأنْ يطفئوا الشَّرِيعَة بالفلسفة وَقد رام هَذَا قبلهم قوم كَانُوا أحَدَّ أنياباً وأحضر أسباباً وَأعظم قدرا فَلم يتمّ لَهُم مَا أَرَادوا وَلَا بلغُوا مَا أمَّلوه وحصلوا على لوثات قبيحة وعواقب مَحْزَنَة إِلَى كَلَام طَوِيل من هَذَا الْبَاب قلت وَزعم قوم أنّ الَّذِي وَضعهَا جمَاعَة من عُلَمَاء الفاطميّين بمضر كَانَت تُوجد رِسَالَة بعد رِسَالَة ملقاة فِي جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر وَالَّذِي أرَاهُ أنّها فلسفة العوامّ وَمن تصانيف ابْن رِفَاعَة كتاب الْأَمْثَال كتاب صناعَة الْخط
3 - (القَاضِي أَبُو الطّيب)
زيد بن عبد الوهّاب بن محمّد الأردستاني القَاضِي أَبُو الطّيب وَقيل أَبُو طَالب كَانَ يلازم مجْلِس نظام الْملك وَقد أوردهُ الباخرزي فِي الدمية وَأورد لَهُ قَوْله يهجو من الهزج
(لَؤُمتم يَا بني عمرِو ... فَمَا قومٌ يوازيكمْ)
(أرى أكفانكم تبلى ... وَمَا تبلى مخازيكمْ)
وَأورد لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل
(وَلَيْسَ يُبالي الحُرُّ أنْ رَقَّ بُردُهُ ... إِذا زَينتْه فِي الْبَوَادِي المحامد)(15/31)
)
(أَلا ليتَ عِزّ الْفضل يقرن بالسهى ... لِيَظهرَ مَا يعيى وَمن هُوَ صاعدُ)
(أُكابِدُ فِي الأدلاج للراحة الْأَذَى ... فَلَيْسَ يشمّ الروْحَ من لَا يكابدُ)
(فإنّ البُزاة الشُّهْبَ تأنس بالطوى ... إِذا كَانَ بالعصفور تُخشَى المصائدُ)
قلت البيتان الأوّلان من قَول الأوّل من الوافر
(أَلا لَيتَ المقادر لم تُكَوَّنْ ... وَلم تكُنِ الأحاظي والجُدودُ)
(لننْظُرَ أيّنا يَغْدُو وَيُمسي ... لَهُ هذي المراكبُ والعبيدُ)
3 - (زيد البادر المغربي)
زيد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان الحجري يعرف بزيد البادر من أهل الأندلس مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة
3 - (تَاج الدّين الْكِنْدِيّ)
زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن ثَلَاثَة ابْن سعيد ابْن عصمَة بن حمير بن الْحَارِث الْأَصْغَر تَاج الدّين أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْحَافِظ المحدّث وُلد بِبَغْدَاد سنة عشْرين وَخمْس مائَة وتوفّي سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وأكمل القراآت الْعشْر وَهُوَ ابْن عشر وَكَانَ أَعلَى أهل الأَرْض إِسْنَادًا فِي القرآات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فإنّي لَا أعلم أحدا من الأمّة عَاشَ بعد مَا قَرَأَ الْقُرْآن ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة غيرَه هَذَا مَعَ أنّه قَرَأَ على أسْند شُيُوخ الْعَصْر بالعراق وَلم يبْق أحد ممّن قَرَأَ عَلَيْهِ بَقاءَه قَرَأَ القرآات الْمَشْهُورَة على شَيْخه معلّمه وأستاذه الإِمَام أبي محمّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط أَفَادَهُ وحرص عَلَيْهِ فِي صغره وَسمع الحَدِيث من القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن البطر وَأبي مَنْصُور القزّار ومحمّد بن أَحْمد بن تَوْبَة وأخيه عبد الجبّار وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأبي الْفَتْح ابْن الْبَيْضَاوِيّ وَطَلْحَة بن عبد السَّلَام الروماني وَيحيى بن عليّ بن الطرّاحم وَأبي الْحسن بن عبد السَّلَام وَأبي الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف وَالْحُسَيْن بن عَليّ سبط الخيّاط وَالْمبَارك بن نعوبا وعليّ بن عبد السيّد بن الصبّاغ وَعبد الْملك بن أبي الْقَاسِم الكروخي وَسعد الْخَيْر الْأنْصَارِيّ وَطَائِفَة سواهُم وَله مشيخة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء خرّجها لَهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن الشجري وَابْن الخشّاب وشيخِه أبي محمّد سبط الخيّاط وَأخذ اللُّغَة عَن موهوب الجواليقي وَقدم دمشق فِي شبيبة وَسمع بهَا من المشائخ)
وبمصره وَسكن دمشق(15/32)
ونال بهَا الحشمة الوافرة والتقدّم وازدحم الطلبةُ عَلَيْهِ وَكَانَ حنبليّاً فَصَارَ حنفيّاً تقدّم فِي مَذْهَب أبي خنيفة وَأفْتى ودرّس وصنّف وأقرأ القرآات والنحو واللغة الشّعْر وَكَانَ صَحِيح السماع ثِقَة فِي النَّقْل ظريفاً فِي الْعشْرَة طيّب المزاج قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وآخِرُ مَنْ روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَفْص ابْن القوّاس ثمَّ أَبُو حَفْص عمر بن إِبْرَاهِيم العقيمي الأديب واستوزره فّرُّخْشاه ثمَّ بعد ذَلِك اتَّصل بأَخيه تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة واختصّ بِهِ وَكَثُرت أَمْوَاله وَكَانَ المعظّم عِيسَى يقْرَأ عَلَيْهِ دَائِما قَرَأَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فصّاً وَشَرحه والحماسة والإيضاح وشيئاً كثيرا كَانَ يَأْتِي من القلعة مَا شياً إِلَى درب الْعَجم والمجلّد تَحت إبطه واشتمل عَلَيْهِ فرخشاه وَابْنه الْملك الأمجد ثمَّ تردّد إِلَيْهِ بِدِمَشْق الْملك الْأَفْضَل وَأَخُوهُ الْملك المحسّن ولمّا مَاتَ خَامِس سَاعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس شوّال فِي التأريخ المقدّم صلىّ عَلَيْهِ الْعَصْر بِجَامِع دمشق ودُفن بتربته بسفح قاسيون وَعقد العزاء لَهُ تَحت النسْر يَوْمَيْنِ وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَظِيم
وَفِيه يَقُول الشَّيْخ علم الدّين السخاوي من الرمل
(لم يكن فِي عصر عمرٍ مثله ... وَكَذَا الكنديّ فِي آخر عصرِ)
(فهما زيد وَعَمْرو إنّما ... بُنيَ النَّحْو على زيد وعمرِو)
وَفِيه يَقُول أَيْضا ابْن الدهّان من الْبَسِيط
(يَا زيدُ زادَك زَبّي من مواهبه ... نُعمَي يُقصِّرُ عَن إِدْرَاكهَا الأملُ)
(لَا غيرّ الله حَالا قد حباك بهَا ... مَا دَار بَين النُّحَاة الْحَال والبدلُ)
(النحوُ أَنْت احقّ الْعَالمين بِهِ ... لأنَّ باسمِك فِيهِ يُضرَب المَثَلُ)
وكتَبَ الشَّيْخ تاجٍ الدّين الْمَنْسُوب طبقَة وخطُّه على الكُتُب الأدبيّة كثير واقْتنى كتبا عَظِيمَة أدبيّةً وَغير أدبية وعدّتها سبع مائَة وَأحد وَسَبْعُونَ مجلّداً وَله خزانَة بالجامع الأمويّ بِدِمَشْق فِي مَقْصُورَة الحلبيّين فِيهَا كلّ نَفِيس وَله مجلّد حواشٍ على ديوَان المتنبّي يتضمّن لُغَة وإعراباً وسرقاتٍ ومعاني ونكتاً وفوائد وسماها الصفوة وحواش على ديوَان خطب ابْن نباتة وفيهاب يان أَوْهَام وأغاليط وَقعت للخطيب وأجابه عَنْهَا الموفّق الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالمطجّن وَكَانَ ركن الدّين الوهراني صَاحب الْمَنَام والترسّل قد أُوِلع بِهِ وَقد مرّ شَيْء من ذَلِك فِي تَرْجَمَة الوهراني فِي المحمّدين فِي محمّد بن مُحرز ولمّا كَانَ ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة خمس)
وستّ مائَة كَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين جَالِسا عِنْد الْوَزير إِلَى جَانِبه فجَاء ابْن دحْيَة المحدّث فأجلسه فِي الْجَانِب الآخر فأورد ابْن ديحة حَدِيث الشَّفَاعَة فَلَمَّا وصل إِلَى قَول إِبْرَاهِيم الْخَيل صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وَقَوله إنّما كنت خَلِيلًا من وراءَ وراءَ فَفتح ابْن دحْيَة الهمزتين فَقَالَ الْكِنْدِيّ وراءُ وراءُ بضمّ الهمزتين فعزّ ذَلِك على ابْن دحْيَة وَقَالَ(15/33)
للوزير من ذَا الشَّيْخ فَقَالَ لَهُ هَذَا تَاج الدّين الْكِنْدِيّ فتسمح ابْن دحْيَة فِي حقّه بِكَلِمَات فَلم يسمع من الْكِنْدِيّ إِلَّا قَوْله هُوَ من كلب قَبِيح قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة رأيتُ فِي أمالي أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب جوازَ الْأَمريْنِ انْتهى قلتُ قَالَ الْأَخْفَش يُقَال لَقيته من وراءُ فترفعه عل الْغَايَة إِذا كَانَ غير مُضَاف تَجْعَلهُ اسْما وَهُوَ غير متمكّن كَقَوْلِك من قبلُ وَمن بعدُ وَأنْشد من الطَّوِيل
(إِذا أَنا لم أوْمَن عَلَيْك وَلم يكن ... لقاؤُك إلاّ من وراءُ وراءُ)
هَكَذَا أثْبته بِالرَّفْع وصنّف ابْن دحْيَة كتابا فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَسَماهُ الصارما الْهِنْدِيّ فِي الردّ على الْكِنْدِيّ وَبلغ ذَلِك الْكِنْدِيّ فَعمل مصنّفاً سَمَّاهُ نتف اللِّحْيَة من ابْن دحْيَة وَمن تصانيف الْكِنْدِيّ الْجَواب عَن الْمَسْأَلَة الْوَارِدَة من مسَائِل الْجَامِع الْكَبِير لمحمّد بن الْحسن فِي الْفرق بَين طلقتُكِ إِن دخلت الدَّار وَبَين إنْ دخلْتِ الدَّار طلقتُكِ فِيمَا تَقْتَضِيه العربيّة الَّتِي تنبني عَلَيْهَا الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وردّ عَلَيْهِ معِين الدّين أَبُو عبد الله محمّد بن عَليّ بن غَالب الْمَعْرُوف بِابْن الحميرة الْجَزرِي وسمّاه الِاعْتِرَاض المبدي لوهم التَّاج الْكِنْدِيّ وَمن شعر الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى من الْخَفِيف
(لَا مني فِي اخْتِصَار كُتْبي حبيبٌ ... فرقَتْ بَينه اللَّيَالِي وبيني)
(كَيفَ لي لَو أطلْتُ لكنّ عُذْري ... فِيهِ أنّ المِدادَ إنسانُ عَيْني)
وَكتب إِلَى القَاضِي محيي الدّين ابْن الهشرزوري من الْبَسِيط
(إِن عَلِقْتُ بمحيي الدّين معتضداً ... فَعَاد تقبيحُ دهري وَهُوَ إحسانُ)
(وَكم رَأَيْت لغيري غيرّه عضداً ... لكنْ أُولَئِكَ مرعى وَهْوَ سعدانُ)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(علقتُ بسحّارِ اللواحظِ فاتِنٍ ... كأنّ بِعَيْنيهِ بقايا خُمارِهِ)
(يُكسِّرُ أغراضي تكسُّرُ طرفهِ ... إِذا ظلّ طَرْفي حائراً فِي أحِوارارِهِ)
(أقامَ على قلبِي قِيامةَ حُبّهِ ... وَقَامَ بعذري فِيهِ حُسنُ عِذارِهِ)
)
(وأعجبني فِي خدّه جُلَّنارُهُ ... فأهدى إِلَى طيّ الحشاجُلَّ نارِهِ)
(يُرنّحني وَجْدي إِلَيْهِ كأنَّني ... نَزيفٌ أنالْته كؤوسُ عقارِهِ)
(وهيهات أنْ أنَسى لذيذَ عناقه ... وَقد زارني من بعد طول ازورارِهِ)
(أمنتُ عَلَيْهِ اللومَ من كلّ ناصحٍ ... فكلُّ يرى أنّ النُهّى فِي اختيارِهِ)
ونقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه من تَرْجَمَة الشَّيْخ تَاج الدّين قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ يمدح الْملك الْمَنْصُور عزّ الدّين فرخشاه بن شاهنشاه ابْن أيّوب من الْكَامِل(15/34)
(هَل أَنْت راحمُ عَبْرةٍ وتولُّهِ ... ومجيرُ صَبٍّ عِنْد مَا مِنْهُ دُهي)
(هَيْهَات يَرْحَمُ قاتِلٌ مَقْتولَهُ ... وسنانه فِي القلْب غير مُنَهْنَهِ)
(من بلَّ مِن داءِ الغَرام فإنّني ... مّذْحَلَّ بِي مَرَضُ الْهوى لَمْ أنْتَهِ)
(إنّي بُلِيتُ بِحُبِّ أغْيَدَ ساحِرٍ ... بلحاظه رخص البنان بزهرِهِ)
(أبْغي شِفاءَ تَدَلُّهي من دَلِّهِ ... وَمَتى يِرقُّ مُدَلّلٌ لمُدلّهِ)
(كم آهةٍ لي فِي هَوَاهُ وأنَّةٍ ... لَو كَانَ يَنْفَعُنِي عليهِ تأوُّهي)
(ومآربٍ فِي وَصْلِهِ لَو أنّها ... تُقْضَى لكَانَتْ عِنْد مَبْسمِهِ الشَهي)
(يَا مُفْرداً بالحُسْنِ إنّكَ منتهٍ ... فِيهِ كَمَا أَنا فِي الصَبابَةِ مُنْتَهِ)
(قد لَام فِيك معاشرٌ أفأنْتَهي ... بالَلْومِ عَن حُبِّ الحياةِ وَأَنت هِي)
(أبْكِي لَدَيِهِ فَإنْ أحَسَّ بلَوْعَةٍ ... وتشهّقٍ أوْمَا بِطَرْفِ مُقَهْقِه)
(أَنا مِنْ محَاسِنِهِ وحالي عِندَهُ ... حَيرانُ بني تَفَكُّري وتفكُّهي)
(ضِدّانِ قد جُمِعا بَلفْظٍ واحدٍ ... لي فِي هَوَاهُ بمعْنَيَيْنِ مَوَجَّهِ)
(لأُجرِّدَنًّ من اصْطِبَارِي عَزمَةً ... مَا رَبهُّا فِي مَحفَل بمُسَفَّهِ)
(أوْ لستُ رَبَّ فضائلٍ لَو حَازَ أد ... ناها وَمَا أُزْهى بهِا غَيري زُهِي)
(شهِدَتْ لَهَا الأعداءُ واسْتَشْفَتْ بِها ... عَيْنا حسودٍ بالغباوة أكمَهِ)
(أَنا عبدُ مَن عَلِمَ الزَمانُ بعَجْزِهِ ... عَن أَن يَجِيء لَهُ بِنِدً مُشْبِهِ)
(عبدٌ لعِزّ الدِّينِ ذِي الشَرَفِ الَّذِي ... دّلَّ الملوكَ لعِزِّه فَرُّخْشَهِ)
ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّ النجامة والنجّمين من الْبَسِيط
(يَا طالِبَ الرزقِ بالتقويم تَصْنَعُه ... جَداوِلاً ذاتَ تقسيمٍ وتَوْجيهِ)
)
(وتَدَّعِي سَفَهاً أنَّ النُجومَ لَهَا ... فِعلٌ بتأثِيرِها فِي الْخلق تَقْضيهِ)
(خَفِّضْ عَلَيْك فَمَا عِنْد المنجِّمِ فِي ... تقويِمهِ غيرُ تَخْيِيلٍ وتمويهِ)
(لَوْلَا حِسابٌ وتأريخٌ وضعتَهما ... فِيهِ لَكَانَ هُراءً كلّ مَا فيهِ)
ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أنشدتني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من الْبَسِيط
(يَهْذي المنجّمُ فِي أَحْكَامه أبَداً ... وَمَنْ يُصَدِّقُه فِي الحُكمِي يُشبِهُهُ)
(لكِنْ رُموزُ حِسابٍ يَستَدلّ بهَا ... مَا يَنْبَغِي أنّنا فِيهَا نُسَفِّهُهُ)
ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من السَّرِيع(15/35)
(وناجِمٍ فِي عِلمِ تَقْوِيِميِه ... بالحلّ والتسيير نجّامِهِ)
(يزْعم جهلا أنّه بارعٌ ... مُحَرِّرٌ أحكامَ أحُكامِهِ)
(يُهدِي لأقْوامٍ تَقَاوِيَمهُ ... ليَجتَدِي مِن رِفْدِ أقْوامِهِ)
(النصفُ من آذارِ ميقاتُه ... عِنْد انْتِهَاء الدَوْر من عامِهِ)
(حسابُه الرمزُ وتأريُخهُ ... مختصرٌ فِي حُسنِ إتمامِهِ)
(لكِنَّه أصْدَقُ أحْكامِه ... أكذَبُ من أضْعاثِ أحْلامِهِ)
(مَن شَكَّ فِي صِحَّةِ تَكْذِيِبهِ ... فالشَكُّ فِي صِحَّةِ إسلامِهِ)
وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل
(لبستُ من الأعمارِ تِسعين حجّةً ... وَعِنْدِي رَجَاءٌ بِالزِّيَادَةِ مُولَعُ)
(وَقد أقْبَلَتْ إِحْدَى وتِسعون بعدَها ... وَنَفْسِي فِي خَمْسٍ وسِتٍّ تَطَلَّعُ)
(وَلَا غَرْوَ إنْ آتى هُنيدةَ سالما ... فَقَدْ يُدرِكُ الإنسانُ مَا يَتَوَقَّعُ)
(وَقَدْ كَانَ فِي عَصْرِي رِجالٌ عرفتُهُمْ ... حَبَوْها وبالآمالِ فِيهَا تَمَتَّعُوا)
(وَمَا عافَ قَبْليِ عاقِلٌ طُولَ عُمرِهِ ... وَلَا لامَه فِي ذَاك للعَقلِ مَوْضعُ)
3 - (أَبُو محمّد الموسوي)
زيد بن الْحسن أَبُو محمّد الموسوي أورد لَهُ ابْن النجّار قَوْله من الْكَامِل
(مَا زِلتُ أعلم أوّلاً فِي أوْلٍ ... حتّى ظننتُ بأنّني لَا علمَ لي)
(وَمن العجائِب أَن كوني جَاهِلا ... من حَيْثُ كوني أنني لم أُجْهَلِ)
3 - (أخون عليّ الرِّضَا)
)
زيد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَخُو عليّ بن مُوسَى الرِّضَا لمّا انْصَرف الطالبيّون عَن الْبَصْرَة وتفرّقوا فتوارى بَعضهم بِالْكُوفَةِ وَبَعْضهمْ بِبَغْدَاد وَصَارَ بَعضهم إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ زيد مّمن توارى فَطَلَبه الْحسن بن سهل طلبا حثيثاً حَتَّى أَخذه فَأَرَادَ قَتله فأُشير عَلَيْهِ بِتَرْكِهِ فحبسه بِبَغْدَاد فَلَمَّا بَايع النَّاس المأمونَ لعليّ بن مُوسَى الرِّضَا كتب إِلَى الْحسن بِإِطْلَاقِهِ وَحمله إِلَى الرِّضَا أَخِيه مكرماً فلمّا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ عاتبه فِي خُرُوجه ووعظه وَسَأَلَهُ المأمونَ فِي أمره فَعَفَا عَنهُ وعاش إِلَى آخر خلَافَة المتوكلّ وَكَانَت مرتبته فِي دَار السُّلْطَان جليلةً وَكَانَ ينادم الْمُنْتَصر وَكَانَ فِي لِسَانه بذاء وَمَات بسرّ من رأى فِي حُدُود الْخمسين والمائتين(15/36)
3 - (الْموصِلِي الرافضي)
زيد مَرْزَكّة بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الزاء وَتَشْديد الْكَاف كَذَا وجدتُهُ مضبوطاً موصليّ من قَرْيَة من قراها كَانَ نحويّاً شَاعِرًا أديباً إلاّ أنّه كَانَ رافضيّاً دجّالاً وَمن شعره الَّذِي أبان فِيهِ عَن سوء مذْهبه قولُهُ يستطرد بِأبي بكر رضه من الْكَامِل
(وَإِذا لِزمْتُ زمامَها قَلِقَتْ ... قَلَقَ الخِلافةِ فِي أبي بَكْرِ)
وَقَالَ يرثي الْحُسَيْن رضه من قصيدة من الطَّوِيل
(فلولا بُكاءُ المُزنِ حُزْناً لِفَقْدِهِ ... لمَا جادَنا بَعْدَ الحسينِ غَمامُ)
(وَلَو لم يشُقَ الليلُ جِلْبابَه أسى ... لما انجابَ من بعدِ الحسينِ ظَلامُ)
3 - (الإشبيلي)
زيد بن يُوسُف بن محمّد بن خلف الإشبيلي أَبُو الْفضل وُلد بإشبيليّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وتوفّي بمنية بني خصيب من الصَّعِيد بِمصْر سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
(الألقاب)
ابْن زيدون الْوَزير الْمغرب اسْمه أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد
ابْن أبي زيد الْمَالِكِي هُوَ أَبُو عبد الله محمّد بن أبي زيد
ابْن أبي زيد الْأَنْبَارِي عبيد الله بن أَحْمد
ابْن أبي زيد يُوسُف بن عبد الله
أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ اللّغَوِيّ اسْمه سعيد بن أَوْس يَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى)
أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ عَمْرو بن أَخطب
أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ الصاحبي اسْمه قيس بن السكن
أَبُو زيد الفاشاني الشافعيّ محمّد بن أَحْمد بن عبد الله زُيَيد بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ الصَّحَابِيّ هُوَ بياءين بعد الزاء ذَكَرَه الْوَاقِدِيّ فِي مَنْ وُلِدَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَكَانَ عدادهم فِي بني جمُحَ فتحوّلوا إِلَى العبّاس بن عبد المطّلب روى عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم(15/37)
(صَاحب تاهرت)
زيري بن مُنَاد الْحِمْيَرِي الصنهاجي جدّ المغر بن باديس وتقدّم ذكر وَلَده بلُكين وحفيده باديس وحفيد حفيده الْأَمِير تَمِيم وزيري هَذَا أوّل ملك من بَيتهمْ وَهُوَ الَّذِي بني مَدِينَة آشير وحصنها أيّام خُرُوج أبي زيد مخلد الْخَارِجِي لمّا خرج على الْقَائِم بن الْمهْدي وعَلى وَلَده الْمَنْصُور وملكها وَملك مَا حولهَا وَأَعْطَاهُ الْمَنْصُور الْمَذْكُور تاهرت وأعمالها وَكَانَ حسن السِّيرَة شجاعاً صَارِمًا وَكَانَت بَينه وَبني جَعْفَر الأندلسي ضغائن وأحقاد أفضت إِلَى الْحَرْب فلمّا تصافّا أنجلي المصافّ عَن قتل زيري وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة ستّين وَثَلَاث مائَة
ابْن زيرك اسْمه محمّد بن عُثْمَان
(وجيهيّة بنت عليّ)
زين الدَّار وجيهيّة بنت المؤدّب عليّ بن يحيى بن عليّ بن سُلْطَان الْأنْصَارِيّ البوصيري الإسكندري معمّرة مُسندَة لَهَا إجَازَة مؤرّخة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَجَازَ لَهَا يُوسُف الساوي وَابْن وثيق الْمُقْرِئ ومقرن بن عبد الرَّحْمَن والأمير يَعْقُوب الهذيان وعدّة وسمعَتْ من أَبَوَيْهَا والنور أَحْمد بن عبد المحسن الغرافي وَأحمد بن النحّاس وَهبة الله بن رويز الْأَزْدِيّ وَغَيرهم وخرّج لَهَا مشيخةً كبرى الْفَقِيه المدّرسُ تَقِيّ الدّين محمّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عرّام الربعِي الإسكندري سمع مِنْهَا ابْن رَافع وَحسن ابْن النابلسي وجمال الدّين الغانمي وعدّة وَبَلغت التسعين ومّمن أجَاز لَهَا أَبُو عمروا بن الْحَاجِب وتوفّيت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة
(الألقاب)
زين العابدين اسْمه عليّ بن الْحُسَيْن
(زَيْنَب)
3 - (بنت أمّ سَلمَة)
زَيْنَب نبت أبي سَلمَة ربيبة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولدتها أمّ سَلمَة(15/38)
بِالْحَبَشَةِ وروت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أمّهات الْمُؤمنِينَ الْأَرْبَعَة أمِّها وَزَيْنَب بنت جحش وَعَائِشَة وَأم حَبِيبَة وتوفّيت فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهَا الْجَمَاعَة
3 - (أمّ الْمُؤمنِينَ)
زَيْنَب بنت جحش بن رياب الأسديّة أمّ الْمُؤمنِينَ لمّا قضى مِنْهَا زيد وطراً تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتوفّيت سنة عشْرين لِلْهِجْرَةِ أمّها أُميمة بنت عبد الْمطلب بن هَاشم عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قَتَادَة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة خمس من الْهِجْرَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة سنة ثَلَاث وَلَا خلاف أنهّا كَانَت قبله تَحت زيد وأنهّا الَّتِي ذكر الله قصّتها فِي الْقُرْآن ولمّا طلّقها زيد وقضت عدّتها تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأطْعم عَلَيْهَا خبْزًا وَلَحْمًا فلمّا دخلت عَلَيْهِ قَالَ لَهَا مَا اسْمك قَالَت برّة فسماّها زَيْنَب وتكلّم فِي ذَلِك المُنَافِقُونَ وَقَالُوا حرّم محمّد نساءَ الْوَلَد وَقد تزوّج امْرَأَة انبه فَأنْزل الله تَعَالَى مَا كَانَ محمّد أَبَا أحد من رجالكم فدعي يَوْمئِذٍ زيد بن حَارِثَة وَكَانَ يدعى زيد بن محمّد وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا لم يكن أحد من نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُساميني فِي)
حسن الْمنزلَة عِنْده غير زَيْنَب بنت جحش وَكَانَت تَفْخَر على نسَاء النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقول إنّ آباءكنّ أنكحوكنّ وإنّ الله أنكحني إيّاه من فَوق سبع سموات وَغَضب عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقولها فِي صَفِيَّة بنت حُيَيّ تِلْكَ اليهوديّة فهجرها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَا الحجّة والمحرّم وَبَعض صفر ثمَّ أَتَاهَا بعد وَعَاد إِلَى مَا كَانَ مَعهَا وَكَانَت أوّل نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفَاة وَقَالَت عَائِشَة قَالَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا لنسائه أسْرَعُكنَ لُحوقاً بِي أطوَلُكنّ يدا فكنّ تتطاولن أيّتهن أطول يداًن قَالَت وَكَانَت زَيْنَب أطولنا يدا لأنّها كَانَت تعْمل بِيَدَيْهَا وتتصدّق وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعمر بن الخطّاب إنّ زَيْنَب بنت جحش أوّاهة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله مَا الأوّاه قَالَ الخاشع المتضرّع وإنّ إِبْرَاهِيم لحليم أوّاه منيب
زَيْنَب بنت عبد الله بن مُعَاوِيَة الثقفيّة روى عَنْهَا بشر بن سعيد وَابْن أَخِيهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا شهِدت إحداكُنّ العِشاءَ فَلَا تمسّ طِيباً وَهِي امْرَأَة عبد الله بن مَسْعُود وَقَالَت زَيْنَب انْطَلَقت إِلَى بَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا على الْبَاب امْرَأَة من الْأَنْصَار حَاجَتهَا حَاجَتي اسْمهَا زَيْنَب قَالَت فَخرج إِلَيْنَا بِلَال فَقُلْنَا لَهُ سل لنا(15/39)
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أيجزي عنّا من الصَّدَقَة وَالنَّفقَة على أَزوَاجنَا وأيتامٍ فِي حجورنا قَالَت فَدخل بِلَال فَقَالَ يَا رَسُول الله على الْبَاب زَيْنَب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أيّ الزيانب قَالَ امْرَأَة عبد الله بن مَسْعُود وَامْرَأَة من الْأَنْصَار تسألانك عَن كَيْت وَكَيْت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم لَهما أجرانِ أجر الْقَرَابَة وَأجر الصَّدَقَة
زَيْنَب بنت قيس بن مخرمَة القرشيّة المطّلبيّة كَانَت قد صلّت الْقبْلَتَيْنِ جَمِيعًا وَهِي مولاة السُدّي المفسّر أعتقت أَبَاهُ كاتَبَتْه على عشرَة آلَاف فأطلقت لَهُ ألفا
زَيْنَب بنت نبيط بن جَابر الأنصاريّة مدنيّة قيل هِيَ امْرَأَة أنس بن مَالك وأمّها الفارعة بنت أبي أُمَامَة أسعد بن زُرَارَة وَكَانَت أمّها وخالتها حَبِيبَة وكبشة فِي حجر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بوصيّة أبي أمُامة إِلَيْهِ بهنّ وَقيل فِي أَبِيهَا شريط وَالصَّوَاب نبيط
زَيْنَب بنت حَنْظَلَة كَانَت تَحت أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة فطلّقها فلمّا حلّت قَالَ رَسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يتزوّج زَيْنَب بنت حَنْظَلَة وَأَنا صهره فزوّجها نعيم بن عبد الله النحّام وَكَانَت زَيْنَب قدمت هِيَ وأبوها وعمّتها الجرباء على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
3 - (ابْنة الْمَأْمُون)
زَيْنَب بنت أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله الْمَأْمُون أمّ حبيب زوّجها والدها من عليّ ابْن مُوسَى الرِّضَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ القَاضِي يحيى بن أَكْثَم لمّا أَرَادَ الْمَأْمُون أَن يزوّج ابْنَته من الرِّضَا قَالَ لي يَا يحيى تكلّم فأجللتُه أَن أَقُول لَهُ انكحتَ فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت الْحَاكِم الْأَكْبَر وَأَنت أولى بالْكلَام فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي تصاغرت الأ مور لمشيّته وَلَا إِلَه إِلَّا الله إِقْرَارا بربوبيّته وصلىّ الله على محمّد عِنْد ذكره أمّا بعد فإنّ الله جعل النِّكَاح الَّذِي رضيته لَكمَا سَببا للمناسبة أَلا وإنّي قد زوّجت ابْنَتي زَيْنَب من عليّ بن مُوسَى الرِّضَا وأمهرنا عِنْد أَربع مائَة دِرْهَم
3 - (بنت الْأَقْرَع)
زَيْنَب ابْنة الْحسن بن عليّ بن عبد الله أمّ الآمال الْمَعْرُوفَة ببنت الْأَقْرَع أُخْت الكاتبة فَاطِمَة وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْفَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى سمعتْ أَبَا طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غيلَان وحدّثت باليسير وَكَانَت أَصْغَر من فَاطِمَة(15/40)
وروى عَنْهَا عبد الوهّاب الْأنمَاطِي وَأَبُو نصر أَحْمد بن عمر الْغَازِي الإصبهاني وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة
3 - (بنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
زَيْنَب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي أكبر بَنَاته أمّها خَدِيجَة بنت خويلد رَضِي الله عَنْهُمَا توفّيت سنة ثَمَان لِلْهِجْرَةِ وَبَاقِي التَّرْجَمَة تقدّم فِي التَّرْجَمَة النبويّة فليكشف هُنَاكَ
3 - (بنت القَاضِي)
زَيْنَب بنت معبد بن أَحْمد الْمروزِي البغداذيّة الواعظة الْمَعْرُوفَة بزين النِّسَاء بنت القَاضِي كَانَت فاضلةً فصيحةً تعقد مجْلِس الْوَعْظ بِبَغْدَاد ومكّة ومل يكن لَهَا رِوَايَة روى عَنْهَا أَبُو سعد ابْن المسعاني إنشاداً وَكَانَت زَوْجَة أبي الْفَتْح بن البطّيّ وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
3 - (أمّ الْمَسَاكِين)
زَيْنَب بنت حزيمة بن الْحَارِث العامريّة أمّ الْمَسَاكِين زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت تدعى أمّ الْمَسَاكِين فِي الجاهليّة وَكَانَت تَحت عبد الله بن جحش فقُتل عَنْهَا يَوْم أحد فتزوَّجها)
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة ثَلَاث لم تلبث عِنْده إلاّ يَسِيرا شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة وتوفّيت رَضِي الله عَنْهَا فِي حَيَاته قَالَ أَبُو الْحسن عليّ بن عبد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ النسّابة كَانَت زَيْنَب بنت خُزَيْمَة عِنْد طُفيل بن الْحَارِث بن الْمطلب بن عبد منَاف ثمَّ خلف عَلَيْهَا أَخُوهُ عُبَيْدَة بن الْحَارِث قَالَ وَكَانَت أُخْت مَيْمُونَة لأمّها قَالَ ابْن عبد البرّ وَلم أر ذَلِك لغيره
3 - (بنت الشعري)
زَيْنَب وتدى حُرّة أَيْضا ابْنة أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن أَحْمد بن سهل بن أَحْمد بن عَبدُوس الْجِرْجَانِيّ الأَصْل النَّيْسَابُورِي الدَّار الصُّوفِي الْمَعْرُوف بالشعري كَانَت عَالِمَة وَأدْركت جمَاعَة من أَعْيَان الْعلمَاء وَأخذت عَنْهُم رِوَايَة وإجازةً سَمِعت من إِسْمَاعِيل بن أبي بكر النَّيْسَابُورِي الْقَارئ وَأبي الْقَاسِم زَاهِر وَأبي بكر وجيه ابْني طَاهِر الشحّامّيين وَأبي المظفّر عبد الْمُنعم بن عبد الْكَرِيم بن هوازِن القُشيري وَأبي الْفتُوح عبد الوهّاب بن شاه المشاذياجي وَغَيرهم وأجازها الْحَافِظ عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الغافر الْفَارِسِي والزمخشري مَحْمُود وَغَيرهمَا من السَّادة الحُفَّاظ قَالَ ابْن خلّكان وَلنَا مِنْهَا إِجَارَة كتبَتْها فِي بعض شهور سنة عشر وستّ مائَة مولدُها سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة وتوفّيت سنة خمس عشرَة وستّ مائَة رَحمهَا الله تَعَالَى(15/41)
3 - (أمّ محمّد بنت الزكيّ الدِّمَشْقِي)
زَيْنَب بنت عمر بن كندي بن سعيد بن عليّ أمّ محمّد الحاجّ زكيّ الدّين الدِّمَشْقِي زَوْجَة نَاصِر الدّين بن قرقين مُعْتَمد قلعة بعلبك امْرَأَة صَالِحَة خيرّة ديّنة لَهَا بّر وَصدقَة بَنَت رِبَاطًا ووقفت أوقافاً وَعَاشَتْ فِي خير ونعمة وحجّت وروت الْكثير وتفرّدت فِي الْوَقْت أجَاز لَهَا المؤيّد الطوسي وَأَبُو روح الْهَرَوِيّ وَزَيْنَب الشعريّة وَابْن الصفّار وَأَبُو الْبَقَاء العكبري وَعبد الْعَظِيم بن عبد اللَّطِيف الشرابي وَأحمد بن ظفر بن هُبَيْرَة حدّثت بِدِمَشْق وبعلبك وتوفّيت بقلعة بعلبك سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة سمع مِنْهَا أَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَأَوْلَاده وأقاربه وَابْن أبي الْفَتْح وابناه والمزّي وَابْنه الْكَبِير وَابْن النابلسي والبرزالي وَأَبُو بكر الرَّحبِي وَابْن المهندس وَقَرَأَ عَلَيْهَا الشَّيْخ شمس الدّين من أوّل الصَّحِيح إِلَى أوّل النِّكَاح وَسمع مِنْهَا عدّة أَجزَاء
3 - (بنت شكر)
زَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر الشيخة الصَّالِحَة المعمّرة الرحلة أمّ محمّد)
المقدسّية الصالحيّة سَمِعت من ابْن اللّتّي وجعفر الْهَمدَانِي وتفرّدت فِي وَقتهَا وحدّثت بِدِمَشْق ومصر وَالْمَدينَة والقدس كَانَت تُقيمُ مَعَ وَلَدهَا وَكَانَ مهندساً وَهِي وَالِدَة الشَّيْخ محمّد بن أَحْمد القصّاص ومولدها سنة خمس وَأَرْبَعين وتوفّيت سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة رَحْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهَا آمين
3 - (بنت الأسعردي)
زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن رَحْمَة الأسعردي المعمّرة الدمشقيّة نزيلة الْقَاهِرَة سَمِعت الصَّحِيح من الزبيدِيّ وَمن شمس الدّين أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البُخَارِيّ وَابْن الصبّاح وعليّ بن حجّاج وكريمة وَأَجَازَ لَهَا خلق سمع مِنْهَا شمس الدّين وتوفّيت سنة خمس وَسَبْعمائة وَهِي فِي عشر التسعين
3 - (بنت مكّي)
زَيْنَب بنت مكّي بن عليّ بن كَامِل الحرّاني أمّ أَحْمد سَمِعت من حَنْبَل وَابْن طبرزد وَأبي الْمجد الْكَرَابِيسِي وَالشَّمْس العطّار وستّ الكتبة سَمِعت مِنْهَا فِي الخامسيّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهَا ابْن سكينَة وأسعد بن سعيد وعفيفة الفارقانيّة وَأَبُو الْمجد زَاهِر الثَّقَفِيّ وروت الْكثير وَطَالَ عمرها وَكَانَت أسْند من بَقِي من النِّسَاء فِي الدُّنْيَا سمع مِنْهَا أَبُو عبد الله البرزالي ونافلته أَبُو محمّد وَأَبُو عمر بِنَا لحاجب وَابْن الشقيشقة وروت الحَدِيث نيفاً وستّين سنة وروى عَنْهَا الدمياطي وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ وزين الدّين الفارقي وَابْن الزراد والمزي وقطب الدّين عبد الْكَرِيم وَخلق كثير وَعَاشَتْ أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَكَانَت فقيرة(15/42)
عابدةً صَالِحَة صَاحِبَة أورادٍ ونوافل وأذكار وتلاوة وَقد رَوَت الْمسند كلّه وروت كثيرا عَن ابْن طبرزد وَهِي أُخْت الْفَخر عليّ من الرَّضَاع وَفِي السماع وتوفّيت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وستّ مائَة
3 - (بنت كَمَال الدّين الْمَقْدِسِي)
زَيْنَب بنت أَحْمد كَمَال الدّين ابْن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي شيخة مُسندَة أجازت لي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وَكَانَت سَمِعت من محمّد بن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبدا لدائم خطيب مردا وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَهم اليلداني وَأَجَازَ لَهَا إِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وَخلق من بَغْدَاد وتوفّيت سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة)
زَيْنَب بنت يحيى ابْن الشَّيْخ عزّ الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الشيخة الصَّالِحَة الْأَصْلِيَّة المسندة أمّ محمّد حضرت فِي الخامسيّة على عُثْمَان بن عليّ الْمَعْرُوف بِابْن خطيب القرافة وعَلى عمر بن أبي نصر ابْن عرّة وَعلي إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وأجازت لي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَكتب عَنْهَا عبد الله ابْن المحبّ وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة
زَيْنَب بنت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشيخة الصَّالِحَة أمّ عبد الله بنت الشَّيْخ شمس الدّين أبي الْفرج ابْن أبي عمر سَمِعت من ابْن عبد الدَّائِم ووالدها وأجازت لي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة كتب عَنْهَا عبد الله بن المحبّ وتوفّيت سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة
(الألقاب)
الزَّيْنَبِي جمَاعَة مِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة عليّ بن الْحُسَيْن
الزَّيْنَبِي عليّ بن طراد
الزَّيْنَبِي عليّ بن طَلْحَة
الزَّيْنَبِي الْحَنَفِيّ أقضى الْقُضَاة اسْمه الْقَاسِم بن عَليّ(15/43)
(حرف السِّين)
(سابط بن أبي حميصة)
(الْقرشِي الجُمَحِي)
وَالِد عبد الرَّحْمَن بن سابط روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِذا أَصَابَت أحدكُم مُصِيبَة فليذكر مصيبته بِي فإنّها لمن أعظم المصائب
(سَابق)
3 - (الْبَرْبَرِي الشَّاعِر الزَّاهِد)
سَابق بن عبد الله أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو أميّة وَيُقَال أَبُو المُهَاجر الرقّي الْمَعْرُوف بالبربري الشَّاعِر قدم على عمر بن عبد الْعَزِيز وأنشده أشعاراً فِي الزّهْد روى عَن ربيعَة بن عبد الرَّحْمَن وَمَكْحُول وَدَاوُد بن أبي هِنْد وَأبي حنيفَة وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ والمعافى بن عمرَان ومُوسَى بن أعين وَغَيرهم وَقيل هُوَ مولى عمر وَقيل مولى الْوَلِيد وَهُوَ أحد الزهّاد الْمَشْهُورين دخل على عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لَهُ عظني فَقَالَ من الطَّوِيل
(إِذا أَنْت لم ترحلْ بزادٍ مِن التُقي ... ووافيتَ بعد الْمَوْت من قد تَروَّدا)
(ندمتَ على أَن لَا تكون شركتَه ... وأرصدتَ قبل الْمَوْت مَا كَانَ أرصَدا)
فَبكى عمر حَتَّى سقط مغشيّاً عَلَيْهِ وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَيْهِ أنْ عِظْني فَكتب إِلَيْهِ من الْبَسِيط
(بِسْمِ الَّذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِنْده السُوَرُ ... وَالْحَمْد لله أمَا بَعْدُ يَا عُمَرْ)
(إِن كنتَ تَعْلَمُ مَا تَأتي وَمَا تذَرُ ... فكُنْ على حَذَرٍ قد يَنْفَعُ الحذر)(15/44)
(واصْبرْ على القَدَرِ المَجْلوبِ وَارْضَ بِهِ ... وإنْ أَتَاك بِمَا لَا تَشْتَهِي القَدَرُ)
(فَمَا صَفا لامرئ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ ... إلاّ سَتَتْبَعُ يَوْماً صفوَهُ الكَدَرُ)
وَله مَعَه أَخْبَار غير هَذِه وأشعار فِي الْوَعْظ كَثِيرَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(وللموت تغذو الوالِداتُ سِخالَها ... كَمَا لِخَرابِ الدَهرِ تُبنَى المساكِنُ)
وَمن من الْبَسِيط
(أموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجْمعُها ... ودُورُنا لِخَرابِ الدَهْرِ نَبنِيها)
(وَالنَّفس تَكْلَفُ بالدنيا وَقد عَلِمَتْ ... أنّ السَلامةَ مِنْها تَركُ مَا فِيهَا)
)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(لِسانُ الفَتى نِصفٌ ونصفٌ فؤادُه ... فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صورةُ اللَحْمِ والدَمِ)
(وكائنْ تَرى من صَامت لَك معجب ... زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَكَلُّمٍِ)
3 - (الْأَمِير الميداني)
سَابق الدّين الميداني من كبار أُمَرَاء دمشق كَانَ شَيخا تركيّاً مَعْرُوفا بالشجاعة دَاره بِالْقربِ من حمّام كرجي وتوفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة
3 - (الشِّيرَازِيّ الْمُقِيم بالكلاسة)
سَابق واسْمه مَحْمُود الشِّيرَازِيّ الْفَقِير الْمُقِيم بالكلاسة كَانَ شهماً مقداماً يُعْطِيهِ الْأَعْيَان ويهابونه مَاتَ بالكلاسة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وستعين وستّ مائَة ودُفن بزاوية القلندريّة وهم الَّذِي تولّوا أمره ودفنَه بوصيّته
(الألقاب)
السَّابِق وَالِي الشرقية اسْمه لاجين
ابْن السَّابِق عليّ بن عبد الْوَاحِد وعلاء الدّين عليّ بن عبد الْوَاحِد
السَّابِق المعرّي محمّد بن الْخضر
(سَابُور)
3 - (الْوَزير)
سَابُور بن أردشير بن فيروزبه أَبُو نصر الْجَوْزِيّ ولد بشيراز سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة كَانَ كَاتبا سديداً استنابه الْوَزير أَبُو مَنْصُور محمّد بن الْحسن بن صالحان وَزِير الْملك شرف الدولة ابْن عضد الدولة فَنظر فِي الْأَعْمَال(15/45)
إِلَى أَن قدم أَبُو مَنْصُور فانكفّت يَده ورُتّب على ديوَان الخزائن فلمّا قُبض عَليّ أبي مَنْصُور أُستوزر أَبُو نصر وأُقيم مقَامه ثمَّ شغب عَلَيْهِ الديلم فقُبض عَلَيْهِ وقُلّد أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَت وزارة أبي نصر أحد عشر شهرا وقُبض على أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز وقُلّد أَبُو الْقَاسِم عليّ بن أَحْمد الأبرقوهي الْعَارِض فَأطلق أَبَا نصر وَاسْتَعْملهُ على نواحي سقِِي الْفُرَات وَأخرجه إِلَيْهَا وفوّض إِلَيْهِ أُمُور العمّال فاستوحش وَمضى إِلَى البطحية وقُبض عَليّ أبي الْقَاسِم عليّ فاستدعي أَبُو نصر وأشرك بَينه وَبَين أبي مَنْصُور بن صالحان فِي النّظر وخلع عَلَيْهِمَا فأقاما على ذَلِك إِلَى أَن شغب الديلم على أبي نصر وَأَرَادُوا الفتك بِهِ وقصدوه فِي دَاره فهرب واستتر ثمَّ ظهر وَنظر فِي الْأُمُور ثمَّ هرب إِلَى البطيحة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ثمَّ عَاد إِلَى الوزارة فِي جُمَادَى الأولى سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَأقَام ثَلَاثَة أشهر وكسراً ثمَّ عاود الْهَرَب إِلَى البطيحة فلمّا وزر الموفّق أَبُو عَليّ ابْن إِسْمَاعِيل أخرجه مَعَه وأنفذه إِلَى بَغْدَاد نَائِبا فَأَقَامَ بهَا وهجم عَلَيْهِ الأتراك بعد الْقَبْض على الموفّق فاستتر فِي المحرّم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمضى إِلَى البطيحة وَكَانَ مدّة نظره بِبَغْدَاد سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة أيّام ثمَّ رُدّ إِلَى بَغْدَاد بعد أَن خلع عَلَيْهِ فوصلها فِي المحرّم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَلم يتمّ لَهُ مَا قَرَّرَهُ فهرب فِي جُمَادَى الأولى من السّنة وَعَاد إِلَى البطيحة وَأقَام بهَا إِلَى أَن خرج عَنْهَا فقُبض عَلَيْهِ واعتقل بتُسْتَر مدّةً ثمَّ خرج مِنْهَا وتنقّلت بِهِ الْأَحْوَال فقُبض عَلَيْهِ فِي بعض قرى أرَّجان فحُمل إِلَى فارسٍ فَكَانَ آخر بِهِ الْعَهْد بِهِ وَكَانَ قد ابْتَاعَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة دَارا بَين السورين وسماها دَار الْعلم وَحمل إِلَيْهَا من الدفاتر مَا اشْتَمَل على سَائِر الْعُلُوم والآداب ووقف عَلَيْهَا دَار الغَزْل ورتّب فِيهَا قوّاماً وخزّاناً وردّ مراعاتها إِلَى أَبَيَا لحسين ابْن الشبيه وَأبي عبد الله البطحاني العلويّين وَلم يتعرّض إِلَيْهَا أحد بعد تَغْيِير أمره إِلَى أَن ولي الوزارة بَنو عبد الرَّحِيم فَأخذُوا من أحاسنها)
شَيْئا كثيرا وذُكر أنّه كَانَ فِيهَا عشرَة آلَاف مجلّدة من أَصْنَاف الْعُلُوم وَكَانَ فِيهَا مائَة مصحف بخطوط بني مقلة ولمّا وَقع الْحَرِيق بالكرخ بعد هروب أهل فِي الجفلة مَعَ البساسيري وقدوم طغرلبك إِلَى بَغْدَاد احترقت دَار الْعلم هَذِه سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَجَاء عميد الْملك الكُنْدُري فَأخذ خِيَار كتبهَا ونُهب الْبَعْض وَاحْتَرَقَ الْبَاقِي وَهَذِه الدَّار هِيَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا أَبُو الْعَلَاء المعرّي فِي قصيدته اللاميّة فَقَالَ من الطَّوِيل
(وغَنَّتْ لنا فِي دَار سابورَ قَيْنَةٌ ... مِن الوُرْقِ مِطرابِ الأصائِل مِيهالِ)
وَكَانَ أَبُو نصر الْوَزير الْمَذْكُور قَلِيل الْأَلْفَاظ جافي الْأَقْوَال دَقِيق الْخط منتظمه قصير التوقيع مُخْتَصره كثير النشر مخوف الْبَطْش شَدِيد التأوّل فِي الْمُعَامَلَات والميل إِلَى المصادرات وَكَانَ أَبُو نصر بشر بن هَارُون النَّصْرَانِي كثير الهجر للوزراء والرؤساء فممّا هجا بِهِ أَبَا نصر سَابُور قَوْله من الْكَامِل(15/46)
(سابورُ ويَحك مَا أخسَّ ... كَ مَا أخَصَّكَ بالعيوبِ)
(وأَكدَّ وَجهك بالشنا ... ة للعون وللقلوبِ)
(وَجْهٌ قَبيحٌ فِي التبسّ ... مِ كَيفَ يَحْسُنُ قي القُطوبِ)
وَدخل عَلَيْهِ أَبُو الْفرج الببغاء وَقد نُثرت عَلَيْهِ دَنَانِير ودراهم فأنشدنه بدنيهاً من الْكَامِل
(نَثَروا الْجَوَاهِر واللُجين وَلَيْسَ لي ... شيءٌ عَلَيْك سوى المدائح أنثرُ)
(فَقَصائِدٌ كالدّرِّ إنْ هِيَ أُنشِدَتْ ... وَثَناً إِذا مَا فاح فهْو العنبرُ)
ولمحمّد بن أَحْمد الحرون فِيهِ قصيدة مِنْهَا من الْبَسِيط
(لَو أنصَفَ الدَهرُ أوْ لانَت مَعاطِفُهُ ... أصبحْتُ عنْدك ذَات خَيلٍ وَذَا خولِ)
(لله لُؤْلُؤ ألفاظٍ تَساقَطَها ... لَو كنّ للغِيدِ مَا استأنسن بالعطَلِ)
(وَمن عيونِ معانٍ لَو كُحِلْنَ بهَا ... بُخلَ الْعُيُون لأغناها عَن الكحلِ)
وَكتب إِلَيْهِ أَبُو إِسْحَاق الصابي وَقد أُعيدَ إِلَى الوزارة من الْكَامِل
(قد كنتَ طلّقتَ الوِزارةَ بَعْدَمَا ... زَلَّتْ بهَا قَدَمٌ وساءَ صنيعُها)
(فغَدَتْ بغيرك تستحلّ ضَرُورَة ... كَيْمَا يحلّ إِلَى ثراك رجوعُها)
(فالآنَ قد عَادَتْ وآلت حلفةً ... أنْ لَا يبيتَ سواك وهُو ضجيعها)
3 - (الطَّبِيب)
)
سَابُور بن سهل كَانَ ملازماً بيمارستان جند يسابور يعالج المرضى بِهِ وَكَانَ فَاضلا عَالما بقوى الْأَدْوِيَة المفردة وتركيبها تقدّم عِنْد المتوكّل وَعند من كَانَ بعده من الْخُلَفَاء وتوفيّ فِي أيّام الْمُهْتَدي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله كتاب الانقراباذين الْكَبِير الْمَشْهُور جعله سَبْعَة عشر بَابا وَهُوَ الَّذِي كَانَ المعوّل عَلَيْهِ فِي البيمارستانات ودكاكين الصيادلة خُصُوصا قبل ظُهُور الأنقراباذين الَّذين صنّفه أَمِين الدولة ابْن التلميذ وَكتاب قوى الْأَطْعِمَة كتاب الردّ على حنين فِي كِتَابه فِي الْفرق بَين الْغذَاء والدواء المسهل وَالْقَوْل فِي النّوم واليقظة وَكتاب إِبْدَال الْأَدْوِيَة
(أَبُو مَنْصُور التركي النَّحْوِيّ)
ساتكين بن أرسلان أَبُو مَنْصُور التركي الْمَالِكِي(15/47)
النَّحْوِيّ لَهُ مقدّمة فِي النَّحْو توفّي بالقدس سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
(الألقاب)
ابْن الساربان عَليّ بن أيّوب
سَارِق الدرعين صَحَابِيّ هُوَ أَبُو طعمة بشير
ابْن سارة الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن محمّد بن سارة
(أَبُو زنيم الصَّحَابِيّ)
سَارِيَة بن زنيم بن عَمْرو أَبُو زنيم الدؤَلِي وَيُقَال الْأَسدي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي ناداه عمر بن الخطّاب من مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ بِفَارِس يَا سَارِيَة الجبلَ ثَلَاثًا وَكَانَ سَارِيَة أَمِير الْجَيْش بِفَارِس فِي حِصَار فساوَدَرابِجرد وَكَانُوا فِي صحراء والعدوّ كثير وخافوا أَن يحيطوا بهم فَسَمِعُوا صَوت عمر فاسندوا ظُهُورهمْ إِلَى الْجَبَل فَحصل الْفَتْح وَكَانَ عمر خرج يَوْم الْجُمُعَة إِلَى الصَّلَاة فَصَعدَ الْمِنْبَر ثمَّ صَاح يَا سَارِيَة بن زنيم الْجَبَل يَا سَارِيَة بن زنيم الْجَبَل ظلم من استرعى الذئبَ الغنمَ ثمَّ خطب حتَى فرغ فجَاء كتاب سَارِيَة إِلَى عمر إنّ الله فتح علينا يَوْم الْجُمُعَة لساعة كَذَا وَكَذَا لتِلْك السَّاعَة الَّتِي خرج فِيهَا عمر فتكلّم على الْمِنْبَر فسمعتُ صَوتا يَا سَارِيَة الْجَبَل يَا سَارِيَة الْجَبَل ظلم من استرعى الذئبَ الغنمَ فعلوت بِأَصْحَابِي الْجَبَل وَنحن قبل ذَلِك فِي بطن وَاد وَنحن محاصر والعدوّ فَفتح الله علينا فَقيل لعمر بن الخطّاب مَا ذَلِك الْكَلَام فَقَالَ وَالله مَا ألقيت لَهُ بَالا شيءٌ أَتَى على لساني وَكَانَت لسارية دَار بِدِمَشْق فِي درب الأسديَين وَقَالَ ابْن سعد كَانَ خليعاً فِي الجاهليّة وَكَانَ أشدّ النَّاس حُضراً على رجلَيْهِ ثمّ أسلم فَحسن إِسْلَامه الخليع اللصّ السَّرِيع الْعَدو الْكثير الْغَارة ويُروَى لَهُ أَو لِأَخِيهِ أنس وَهُوَ أصدق بَيت قالته الْعَرَب من الطَّوِيل
(فَمَا حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها ... أبرَّ وأوفى ذِمّةً من محمّدِ)
(الألقاب)
ابْن الساعاتي الشَّاعِر اسْمه عليّ بن محمّد بن رستم
ابْن الساعاتي المذهَب النَّاسِخ إِبْرَاهِيم بن مُرْتَفع بن رسْلَان
ابْن الساعاتي الطّيب رضوَان بن محمّد(15/48)
ابْن الساعاتي عليّ بن أَنْجَب
(سَاعِدَة بن حرَام بن محيّصة)
روى عَنهُ بشير بن يسَار قَالَ ابْن عبد البرّ لَا تصحّ لَهُ صُحْبَة وَحَدِيثه فِي كسب الْحجام مُرْسل عِنْدِي والْحَدِيث أنّ سَاعِدَة بن حرَام حدّث أنّه كَانَ لمحيصة بن مَسْعُود بن حجّام يُقَال لَهُ أَبُو طيبَة فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انفقه على ناضحك قَالَ ابْن عبد البرّ إنّما قُلْنَا بِرَفْع هَذَا الحَدِيث لحَدِيث ابْن شهَاب فِي ذَلِك
سَاعِدَة الْهُذلِيّ وَالِد عبد الله بن سَاعِدَة قَالَ ابْن عبد الْبر فِي صحبته نظر
(سَالم)
3 - (الجزّار)
سَالم بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الجزّاز الْبَغْدَادِيّ أَبُو عبد الله سمع القَاضِي أَبَا يعلى محمّد بن الْحُسَيْن بن الفرّاء وحدّث باليسير وروى عَنهُ أَبُو المعمر الانصاري قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار وَقد روى لنا عَنهُ أَبُو الْفجْر ابْن كُلَيْب بِالْإِجَازَةِ وتوفيّ سنة ثَمَان وَخمْس مائَة
3 - (الْمُنْتَخب الْحَاجِب)
سَالم بن أَحْمد بن سَالم بن أبي الصَّقْر التَّمِيمِي أَبَوا لمرجّى الْحَاجِب الْمَعْرُوف بالمنتخب الْعَرُوضِي الْبَغْدَادِيّ لَهُ معرفَة بالأدب وَالْعرُوض توحّد فِي معرفَة الْعرُوض وصنّف أرجوزةً فِي النَّحْو مثل الملحة وكتاباً فِي صناعَة الشّعْر وكتاباً فِي القوافي وكتاباً فِي الْعرُوض وتوفّي سنة إِحْدَى عشرَة وستّ مائَة بِبَغْدَاد وَقد جَاوز الْخمسين سَافر إِلَى خُرَاسَان وَسمع صَحِيح مُسلم من المؤيّد الطوسي وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متودّداً محبوباً إِلَى النَّاس وَمن شعره من الْبَسِيط
(يَا ماجِداً جّلَّ أَن تُهدَى لمِكُرمَةٍ ... لأنّه بالدنايا غيرُ موصوفِ)
(إِن قلتُ جُدْ بعدَ دعواي الَّتِي سَبَقَتْ ... مِن عِفّتي وإبائي خفْتُ تعنيفي)
(هَب أنّني بِتُّ لَا أرْجُو ندى أحَدٍ ... يَوْمًا فَهَل تُبْتَ عَن إسداء معروفِ)
قَالَ ياقوت هُوَ أوّل شيخ قرأْتُ عَلَيْهِ بِدِمَشْق(15/49)
3 - (أَمِير دمشق)
سَالم بن حَامِد الْأَمِير ولي إمرة دمشق للمتوكّل فظلم وعسف وَكَانَ بدمشقي جمَاعَة من أَشْرَاف الْعَرَب لَهُم قوّة ومنعة فَقَتَلُوهُ فِي وَيَوْم جُمُعَة على بَاب الخضراء فَغَضب المتوكّل)
وَقَالَ من للشأم وَليكن فِي صولة الحجّاج فَقيل لَهُ أفريدون التركي فأمّره وجهزه إِلَيْهَا فِي سَبْعَة آلَاف وَأطلق لَهُ الْقَتْل والنهب ثَلَاثَة أيّام فَنزل بِبَيْت لهيا فلمّا أصبح قَالَ يَا دمشق أيش يحلّ بك الْيَوْم منّي فقُدِّمتْ لَهُ بلغةٌ دهماءٌ ليرْكبَهَا فلمّا وضع رجله فِي الركاب ضَربته بِالزَّوْجِ فِي صَدره فَسقط مَيتا وقبره بهَا مَعْرُوف وَذَلِكَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأَنْبَارِي)
سَالم بن حميدة أَبُو الْقَاسِم الْأَنْبَارِي الشَّاعِر توفّي فِي طاعون سنة ثَلَاث وَتِسْعين وأرع مائَة وَمن شعره من المتقارب
(أيا بانةَ القاعِ من غُرَّبِ ... مَتى عَهْدُ مَغْناكِ من زينَبِ)
(نَبَتْ عَن بشاشتِكِ الحادثاتُ ... فُضاضة طارِفها المذْهبِ)
(وحيَّا غصونَكِ داني الربَاب ... أجشّ بمنهمرٍ صيّبِ)
(فكم قد شهدْتِ لنا وَقْفَة ... تريح حَشا الوَجل المذهبِ)
(وَللَّه ليلتُنا فِي حماكِ ... وثالثنا عذبة المشربِ)
(معتّقة أحكمتها الدنان ... تحكّم فِي الُحَّول القُلّبِ)
(عقيقية اللَّوْن رقراقةٌ ... توقّد بالضرم المهلبِ)
(إِذا مَا وجأت لَهَا مبزلاً ... بدَتْ مِنْهُ كالوتر المذهبِ)
(وإنْ سكبتْ خلتها فِي الزجا ... ج نَارا إِذا هِيَ لم تقطبِ)
(وَإِن قرع المزج ناجودها ... حكت صفرَة الشَّمْس فِي المغربِ)
قلت شعر متوسّط والبيتان مَعْنَاهُمَا فِي بَيت وَاحِد لقائله وَهُوَ أحسن من الطَّوِيل
(حكت وجنة المعشوق صرفا فسلّطوا ... عَلَيْهَا مزاجاً فاكتستْ لونَ عاشقِ)
3 - (أَمِين الدّين ابْن صصري)
سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن الْحسن بن محمّد الرئيس أَمِين الدّين أَبُو الْغَنَائِم ابْن الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب ابْن صصري التغلبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي المعدّل شهد عِنْد الْقُضَاة وَله عشرُون سنة ورحل بِهِ وَالِده وَله خمس سِنِين وأسمعه من ابْن شاتيل والقزاز وَأبي الْعَلَاء بن عقيل وَطَائِفَة وَسمع بِدِمَشْق وَحفظ(15/50)
الْقُرْآن وتفقه وَقَرَأَ فِي الْأَدَب شَيْئا تولىّ المارستان والمواريث وحُمدتْ سيرته فِي ذَلِك وتوفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة وَسَيَأْتِي ذكر حفيده)
سَالم بن محمّد إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي هَذَا الْحَرْف
3 - (أَمِين الدّين الشَّافِعِي مدرّس الشاميّة)
سَالم بن أبي الدّرّ الشَّيْخ أَمِين الدّين مدرّس الشاميّة الجوّانية الشَّافِعِي توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الفسقار وَقَرَأَ على الكراسي مُدَّة وَنسخ بعض مسموعاته ورتّب صَحِيح ابْن حبّان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَمِعت مِنْهُ الأوّل من مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وعاش اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ رَحمَه الله ذَا دهاء وخبرة بالدعاوي
سَالم بن سَالم أَبُو شَدَّاد الْعَبْسِي وَيُقَال الْقَيْسِي وَالْأول أصحّ شهد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل حمص وَمَات بهَا
3 - (مهذّب الدّين الْحِمصِي)
سَالم بن سَعَادَة بن عبد الله مهذّب الدّين أَبُو الْغَنَائِم الشَّاعِر الْحِمصِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي معجممه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي يَوْم
(وَيَوْم قريدُ أنْفاسِهِ ... تُعَبسُ الأوجُهُ من قَرْصِها)
(يومٌ تودُّ الشمسُ مِن بردِهِ ... لَو جرَّتِ النارُ إِلَى قرصِها)
قلت وَقد رَوَاهُمَا غَيره للجلال ابْن الصفار ولأيهّما كَانَا فإنّه أَخذ الْمَعْنى من قَول القَاضِي الْفَاضِل يَوْم تودّ البصلة لَو ازدادت قَمِيصًا إِلَى قُمصها والشمسُ لَو جرَّت النارَ إِلَى قرصها ونقلت من خطّه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْكَامِل
(خَودٌ كأنّ بنانها ... فِي خُضرة النقش المزردْ)
(سَمَكُ من البَلَورِ فِي ... شباكٍ تكونَ مِنْ زَبَرجَدْ)
وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل
(ولرُبَّ ساقٍ كالهِلال تَشوقُنا ... فِي وجنتيه شقائقٌ وبَنَفْسَجُ)
(ساقٍ هُوَ الفَلَكُ المُدارُ وكأسُه ... الشمسُ المُنِيرَةُ والنَدامَى الأبْرُجُ)
3 - (أَبُو المُعافي ابْن المهذَّب المعرّي)
سَالم بن عبد الجبّار أَبُو المُعافى بن الْمُهَذّب من أهل المعّرة كَانَ موسوماً بِالْعَدَالَةِ وَالْأَمَانَة مشهورَ الْفضل قَالَ أسامةُ بنُ مُنْقِذ(15/51)
كَانَ بَينه وَبَين جدي سديد المُلْك مَوَدَّة وَكَانَ أَكثر زَمَانه عِنْد فَإِذا اشتاق أَهله مضى إِلَى المعرّة بِقدر مَا يقْضِي أربه ثمَّ يعود والمعرّة إِذْ ذَاك لشرف)
الدولة مُسلم بن قُرَيْش وَكَانَ نَازَلَ جدّي وَهُوَ بشيزر وحاصره مدّةً ونَصَبَ عَلَيْهِ عدّة مجانيق وَقَاتل حصناً لَهُ يُسمى الجسر ورحل عَنهُ وَلم يبلغ غَرضا فَعمل الشَّيْخ أَبُو الْمعَافى من الطَّوِيل
(أمُسِلُم لَا سَلِمتَ من حادِثِ الرَدى ... وزرتَ وزيراً مَا شددتَ بِهِ أزْرا)
(ربحتَ وَلم تخسر بِحَرب ابْن مُنْقِذٍ ... من الله وَالنَّاس المذمَّةَ والوِزْرا)
(فَمُتْ كَمَداً بالجسر لستَ بجاسٍرِ ... عَلَيْهِ وعايِنْ شيزراً أبدا شَزْرَا)
فلمّا بَلَغَت الأبْياتُ شرفَ الدولة قَالَ مَنْ يقولُ هَذَا فِينَا قَالُوا رجل يعرف بِابْن المهذَّب من أهل المعرة قَالَ مَا لنا وَلِهَذَا الرجل اكتبوا إِلَى الْوَالِي بالمعرّة يكُفُّ عَنهُ ويُحْسنُ إِلَيْهِ فربّما يكون قد جارَ عَلَيْهِ فأخْرجَهَ وأحُوَجَهُ أنْ قَالَ مَا قَالَ وَهَذَا من حلم شرف الدولة الْمَشْهُور وَمن شعره الْكَامِل
(ومُهَفْهَف كالغُصنِ فِي حَرَكاتِهِ ... متهضّم لي خصرُه المهضومُ)
(يهتزُّ من نَفَسِ المَشُوقِ قِوامُه ... ليْناً كَمَا هَزَّ الْقَضِيب نسيمُ)
(رَشأُ إِذا رَشَقَتْ سِهامُ لحِاظِه ... فَلَهُنَّ فِي قلب المُحِبِّ كُلومُ)
(يحلو ويمررُ وصلُه وصدودُه ... وَكَذَا الْهوى أبدا شقاً ونعيمُ)
(كُنْ كَيفَ شئْت فإنّ وَصْلي ثابتٌ ... تتصرَّمُ الأيَّامُ وَهُوَ مُقيمُ)
(قلبِي الَّذِي جَلَب الغرام لِنَفْسِهِ ... فَلِمَن أُعاتِبُ غيرَه وألُومُ)
وَمن شعره يَصِفُ الوباءَ والفرنج من الْكَامِل
(وَلَقَد حللْت من الشآم ببُقعةٍ ... إعْزِزْ بساكن ربعهَا المغبونِ)
(وَبِئَتْ وجاوَرَها العَدوُّ فأهلُها ... شُهداء بَين الطَعْنِ والطاعونِ)
3 - (البوازيجي الصُّوفِي الشَّافِعِي)
سَالم بن عبد السَّلَام بن علوان بن عبدون بن الرّبع أَبُو المُرَجَّى الصُّوفِي الدقوقي الْمَعْرُوف بالبوازيجي قَدِم بَغْدَاد وتفقّه للشَّافِعِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَسمع الْكثير وَصَحب أَبَا النجيب السهروردي وانتفع بِهِ وتقدّم عِنْده وَانْقطع إِلَى الْخلْوَة ومداومة الذّكر والاشتغال بِاللَّه تَعَالَى ومكابدة الْأَعْمَال وجاورَ بمكّة ونفع اللهُ بِهِ خَلْقاً كثيرا وَكَانَ قوالاً بالحقّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة)(15/52)
3 - (أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة)
مسالم بن عبد الله بن عُمَر بن الخَطَّاب أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو عُبيد الله وَيُقَال أَبُو عمر القُرَشي العَدَوي المَدَني الْفَقِيه روى عَن أَبِيه وَأبي أيّوب الْأنْصَارِيّ وَأبي هُريرة وَعَائِشَة وَالقَاسِم وَعبد الرَّحْمَن ابْني محمّد بن أبي بكر وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَنَافِع وحُميد الطَّوِيل وغيرهُم وَقَدِمَ دمشقَ على عبد الْملك بِكِتَاب أَبِيه بالبيعة لَهُ وعَلى الْوَلِيد بن عبد الْملك وعَلى عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة كثيرَ الحَدِيث عَالِيا من الرِّجَال ورعاً وَقَالَ أَبُو أَحْمد محمّد بن محمّد الْحَاكِم هُوَ أَخُو عُبيد الله وَحَمْزَة وَزيد وواقد وبلال وَعمر وأمّه أمّ سَالم وَهِي أمّ ولد وَكَانَ عبد الله بن عمر يشبه أَبَاهُ عمر وَكَانَ سَالم يشبه أَبَاهُ عبد الله بن عمر
وَقَالَ مَالك وَلم يكن فِي زمَان سَالم أشبه بِمن مضى من الصَّالِحين فِي الزّهْد وَالْقَضَاء والعيش مِنْهُ وَكَانَ يلبس الثَّوْب بِدِرْهَمَيْنِ وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر يلقى ابْنه سالما فيقبّله وَيَقُول شيخٌ يقبِّلُ شَيخا وَقَالَ خَالِد بن أبي بكر بَلغنِي أنّ عبد الله بن عمر كَانَ يُلامُ فِي حُبِّ سَالم فَيَقُول من الطَّوِيل
(يلومُنّني فِي سَالم وألومُهم ... وجِلْدَةُ بَين الْعين والأنْف سالِمُ)
وَرَوَاهُ بعضُهم يُديرونني عَن سَالم وأُديرهم
قلت واشتهر هَذَا الْبَيْت كثيرا وروسل بِهِ كتب عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَى الحَجَاج وَقد أَكْثرُوا فِيهِ القَوْل أمّا بعد فَأَنت سَالم وَإِسْلَام فَلم يَدْرِ الحجَّاجُ مَا أَرَادَ حتّى فسّره لَهُ بعضُ من يعرفُه فَقَالَ لَهُ أَرَادَ بِهِ قولَ عبد الله ابْن عمر فسُرَّ بذلك وصحّف الْجَوْهَرِي بل حرفَ فِي صِحاحه فَقَالَ وَيُقَال للجلدة الَّتِي بَين الْعين وَالْأنف سَالم وَأورد الْبَيْت وَأَنا شديدُ التَعَجُّب من صحب الصِّحَاح كونَه مَا فهم المعني من الْبَيْت وأنّ سالما عِنْد أَبِيه بِمَنْزِلَة هَذِه الْجلْدَة فِي الْمَكَان الْمَذْكُور وَقَالَ التبريزي الْخَطِيب تبع الْجَوْهَرِي خَاله إِبْرَاهِيم الفارابي صَاحب ديوَان الْأَدَب فِي غلط هَذَا الْموضع انْتهى
قَالَ أَبُو الزنّاد كَانَ أهلُ الْمَدِينَة يكْرهُونَ اتِّخَاذ أمّهات الْأَوْلَاد حَتَّى نَشأ فيهم القرّاء السَّادة عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ وَالقَاسِم بن محمّد بن أبي بكر وَسَالم ابْن عبد الله بن عمر فقهاءَ ففاقوا أهل الْمَدِينَة علما وتقي وَعبادَة وورعاً فَرغب النَّاس حينئذٍ فِي السراري قَالَ أَبُو(15/53)
شامة الأكُثرَ على)
أنَّ فُقَهَاء الْمَدِينَة السَّبْعَة لَيْسَ فيهم سَالم وإنّما يَعُدُّون مكانَه أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث وَذكر بَعضهم مَكَان أبي بكر وَسَالم أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ذكره الْحَاكِم فِي معرفَة عُلُوم الحَدِيث ولكنْ سَالم مَعْدُود فِي فُقَهَاء الْمَدِينَة وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي أصحّ الْأَسَانِيد كلّها الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه وَقَالَ البُخَارِيّ مَالك بن نَافِع عَن ابْن عمر واصحّ أَسَانِيد أبي هُرَيْرَة أَبُو الزَّناد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُريرة وَقَالَ أَبُو بكر شيبَة أصَحُّ الْأَسَانِيد كلّها الزُّهْرِيّ عَن عليّ بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه وَقَالَ سُلَيْمَان بن داوِد أصحَ الْأَسَانِيد كلّها يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وتُوُفّي سَالم فِي سنة ستّ وَمِائَة فِي ذِي الحِجة وَهِشَام بِالْمَدِينَةِ فصلىّ عَلَيْهِ بِالبَقِيعِ لِكَثْرَة النَّاس وَلما رأى كثرتهم قَالَ لإِبْرَاهِيم بن هِشَام المَخْزُومِي أضْرب على النَّاس بَعْثَ أَرْبَعَة آلَاف فَسُمي عَام أَرْبَعَة آلَاف وَكَانَ النَّاس إِذا دخلُوا الصائفة خرج أَرْبَعَة آلَاف من الْمَدِينَة إِلَى السواحل وَكَانَ سَالم علج الخَلْق يُعالِجُ بيدَيْهِ وَيعْمل وَكَانَ هِشَام قد دخل الْكَعْبَة فَإِذا هُوَ بسالم فَقَالَ لَهُ سَلْني حَاجَتك فَقَالَ إِنِّي استحيي من الله أَن أسأَل من بَيته غَيره فلمّا خرجا مِنْهَا قَالَ الْآن قد خرجْتَ مِنْهَا فاسأل فَقَالَ وَالله مَا سألْتُ الدُّنْيَا مّمن يملكُها فَكيف أسألُ فِيهَا مَنْ لَا يَمْلِكُها وعانه هِشَام أَي أَصَابَهُ بِالْعينِ فَمَرض فَمَاتَ وروى لسالم الجماعةُ كُلُّهم
3 - (المُحاربي قَاضِي دمشق)
سَالم بن عبد الله أَبُو عبيد الله الْمحَاربي قَاضِي دمشق من سَاكِني داريا كَانَ من حملةِ الْقُرْآن
وَمِمَّنْ يحْضرُ الدراسة فِي جَامع دمشق روى عَن مَكْحُول وَمُجاهد وَسليمَان بن حبيب الْمحَاربي قَاضِي دمشق وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره قَالَ ابْن أبي حَاتِم سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زُرْعة فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة فِي ذكر قُضَاةِ دمشق وَكَانَ يجلس عِنْد بَاب الْبَرِيد
3 - (القُرَظي)
سَالم بن عبد الله الْمدنِي مولى محمّد بن كَعْب الْقرظِيّ كتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى محمّد بن كَعْب أَن يَبِيعهُ غُلَامه سالما وَكَانَ عابداً خيرا فَقَالَ إنّي قد دَبّرْتُهُ قَالَ فأزِرنيه فَأَتَاهُ سَالم فَقَالَ عمر إنّي قد ابتُليتُ بِمَا ترى وَأَنا وَالله أتخوفُ أَن لَا أنجو فَقَالَ لَهُ سَالم إِن كنتَ كَمَا تَقول فَهَذَا نجاتُك وإلاّ فَهُوَ الأمْرُ الَّذِي تخَاف قَالَ يَا سَالم عِظْنا قَالَ آدم صلى الله عَلَيْهِ)
وَسلم على خطيئةٍ وَاحِدَة خرج بهَا من الجنّة وَأَنْتُم تعلمُونَ الْخَطَايَا ترجون أَن تدْخلُوا بهَا الجنّة ثمَّ سكت(15/54)
3 - (الصَّحَابِيّ)
سَالم بن عُبيد الْأَشْجَعِيّ كوفّي لَهُ صُحْبَة وَكَانَ من أهل الصُفّة روى عَنهُ خَالِد بن عرفطة وروى عَنهُ نُبيط بن شريط وهلال بن يسَاف
3 - (أَبُو الْعَلَاء كَاتب هِشَام)
سَالم بن عبد الله وَيُقَال ابْن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَلَاء مولى هِشَام بن عبد الْملك وكاتبه على ديوَان الرسائل وَكَانَ سَالم أستاذ عبد الحميد بن يحيى الْكَاتِب وخنته وَحدث زِيَاد الْأَعْجَم قَالَ حضرت جَنَازَة هِشَام بن عبد الْملك فسمعْتُ أَبَا عبد الْأَعْلَى يُنشِد من الطَّوِيل
(وَمَا سَالم عمّا قليلٍ بسالمٍ ... وإنْ كَثُرت أحراسُه ومواكُبهْ)
(وإنْ كَانَ ذَا بابٍ شديدٍ وحاجبٍ ... فعما قليلٍ يهجر البابَ صحبُهْ)
(وَيُصْبِح بعد الحَجب للنَّاس مُفردا ... رهينةَ بَيت لم تُسَتَّرْ جَوَانِبُهْ)
(فنفسَك فاكسبْها السعادةَ جاهداً ... فكلّ امرئٍ رَهْنٌ بِمَا هُوَ كاسبُهْ)
(وَمَا كَانَ إلاّ الدّفن حتّى تفرّقتْ ... إِلَى غَيره أفراسُه ومراكُبهْ)
(وأصْبَحَ مَسْرُورا بِهِ كلُّ كاشحٍ ... وأسْلَمَه أصحابُه وحبائبُهْ)
3 - (الْأَفْطَس الْأمَوِي)
سَالم بن عجلَان الْأَفْطَس مَوْلَاهُم الْجَزرِي قَتله عبد الله بن عليّ روى عَن سعيد بن جُبير وَأبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود وَالزهْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وتوفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (ابْن العودي)
سَالم بن عليّ بن سلمَان بن عليّ بن العودي أَبُو الْمَعَالِي التَغْلِبي وَمن أهل النّيل الشَّاعِر
وَكَانَ رافضيّاً خبيثاً يهجو الصَّحَابَة وُلد سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لَقيته سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَأورد لَهُ من الطَّوِيل
(هُمُ أقعدوني فِي الْهوى وَأَقَامُوا ... وأبْلوا جفوني بالسُهاد وناموا)
(وهم تركوني للعتاب دَريئةً ... أؤنَّبُ فِي حبّيهِم وألامُ)(15/55)
)
(وَلَو أنْصَفُوني قِسْمَةَ الحُبِّ بَيْننَا ... لهاموا كَمَا بِي صبْوةٌ وهُيَامُ)
(ولكنّهم لمّا استدّر لنا الْهوى ... كَرُمْتُ بحفظي للوداد ولاموا)
وَمن شعره من الْخَفِيف
(مَا حسبتُ الكتابَ عَنْك لهجرٍ ... لَا وَلَا كَانَ ذاكُمُ عَنْ تجافِ)
(غير أنّ الزَّمَان يُحْدِثُ للمرءِ ... أموراً تُنْسيه كلَّ مصافِ)
(شِيَمٌ مرّت اللَّيَالِي عَلَيْهَا ... والليالي قليلةُ الإنْصافِ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(يَا عاتبينَ على عانٍ يحبّهمُ ... لَا تجمعُوا بَين عَتْبٍ فِي الْهوى وعَنا)
(إِن كَانَ صدّكُمُ عَنَي حُدوثُ غِنى ... فَمَا لنا عَنْكُم حَتَّى الْمَمَات غِنَى)
وَمِنْه من الْكَامِل
(لَا أقتضيك على السماح فإنّه ... لَك عَادَة لكنّني أَنا مُذِكُر)
(أنّ السحابَ إِذا تمسّك بالنَدى ... رَغِبُوا إِلَيْهِ بالدُعاءِ فَيُمطِرُ)
قلت شعر متوسّط
3 - (الدلاّل الْبَغْدَادِيّ)
سَالم بن عليّ بن سَلامَة بن نصر بن الْقَاسِم بن البيطار أَبُو الْحسن الدلاّل الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وحصّل الْأُصُول وَكَانَ متيقّظاً صَالحا صَدوقاً سمع محمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَهبة الله بن عبد الله الوَاسِطِيّ وَعبد الْخَالِق بن عبد الصَّمد بن الْبدن وَغَيرهم وخرّج لَهُ ابْن الْأَخْضَر فَوَائِد فِي جُزْء لطيف قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار وَرَوَاهُ لنا عَنهُ ولند سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وتوفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سالمُ بن عُمير بن ثَابت بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ الأوسي أحد البكّائين شهد بَدْرًا والمشاهد فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ
3 - (رَاوِي عَاصِم)
سَالم بن عَيَّاش بن سَالم الحّنَّاط الْأَسدي الْكُوفِي من أهل الْعلم والْحَدِيث مَشْهُور وَهُوَ أحد رُواة الْقِرَاءَة عَن عَاصِم وَهُوَ مولى وَاصل بن حَيا الأحدب لَهُ أَخْبَار وحكايات توفّي بِالْكُوفَةِ)(15/56)
سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة
3 - (الخيّاط الْأَنْبَارِي)
سَالم بن محمّد أَبُو مَيْمُون الخيّاط الْأَنْبَارِي دخل البُحْتُري الأنبار وَكَانَ أَبُو مَيْمُون فِي دّكان الخيّاط فَقَامَ إِلَيْهِ وسلّم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ من أَنْت قَالَ غُلَام من غلْمَان الأنبار أَقُول الْعشْر فَضَحِك وَقَالَ لقد ذلّ من بَالَتْ عَلَيْهِ الثعالب أنشِدْني شَيْئا ممّا يَلِيق فأنشده من الْكَامِل
(سمّاك أهلُك يوسفا ... إِذا فاقَ حُسنُك يوسُفا)
(فكأنَّني امرأةُ الْعَزِيز ... أذوبُ فيكَ تلهُّفاً)
(قد كَانَ حُبُّك طيبا ... كَدِراً فَكيف وَقد صَفَا)
فَقَالَ لَهُ أحسنْتَ على مِقْدَار سنّك فَقَالَ لَهُ أيّها الْأُسْتَاذ أَي شَيْء أجّود مَا قلت فَقَالَ كُلُّ مَا قلتُ جيّد فَقَالَ لَهُ فأنشِدْني آثَرَ مَا قلتَ من ذَلِك فِي نَفسك فَقَالَ قولي من الْكَامِل
(أُخْفي هوى لَك فِي الضلوع وأُظْهِرُ ... وأُلامُ من جَزعٍ عَلَيْك وأُعذَرُ)
3 - (أَمِين الدّين ابْن صصري)
سَالم بن محمّد بن سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ ابْن صصري القَاضِي الرئيس الزَّاهِد أَمِين الدّين أَبُو الْغَنَائِم التَغْلِبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي صَدْرٌ كَبِير وَكَاتب خَبِير وحتشم نبيل لَهُ عقل وافر وَفضل ظَاهر وَكَانَ على وَجهه شامة كَبِيرَة حَمْرَاء جميلَة ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وتُوُفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وستّ مائَة حدّث عَن مكّي بن عَلان وَسمع من خطيب مردا والرشيد العطّار والرضي بن الْبُرْهَان وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَجَمَاعَة ولي نظر الخزانة وَنظر الدِّيوَان الْكبر وَغير ذَلِك ثمَّ تنظّف من ذَلِك كلّه وحجّ وجاور ثمَّ قدم دمشق وَلزِمَ بَيته وَاقْبَلْ على شَأْنه حَتَّى توفّي وَكَانَ مَوْصُوفا بالأمانة ظاهرَ الصيانة وَالْعَدَالَة وَقد تقدّم ذِكْرُ جَدِّه
سَالم بن معقل مولى أبي حُذيفة بن عتبَة بن ربيعَة هُوَ أَبُو عبد الله كَانَ من أهل فَارس من إصطخر وَقيل إنّه من عجم الْفرس من كرمد وَكَانَ من فضلاء الموَالِي وَمن خِيَار الصَّحَابَة وكبارهم وَهُوَ مَعْدودٌ فِي الْمُهَاجِرين لأنّه لمّا أعتقَتْهُ مولاتُهُ زوجُ أبي حُذيفة تبنّاه أَبُو حُذيفة فَلذَلِك عُدّ فِي الْمُهَاجِرين وَهُوَ مَعْدُود فِي الْأَنْصَار فِي بني عبيد الْعتْق مولاته الأنصاريّة لَهُ فَهُوَ يُعَدُّ فِي قُرَيْش الْمُهَاجِرين وَفِي الْأَنْصَار وَفِي الْعَجم ويُعَدّ فِي القُرّاء وَكَانَ يَؤُمُ الْمُهَاجِرين بقُباءَ وَفِيهِمْ عمر بن الخطّاب قبل أنْ يقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة)
ورُوي أنَه هَاجر مَعَ عمر بن الخطّاب وَنَفر من الصَّحَابَة بمكّة وَكَانَ يؤمّهم لأنّه كَانَ أَكْثَرهم قرانا(15/57)
وَكَانَ عمر يفرط فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد آخى بَينه وَبَين معَاذ وَقيل بَينه وَبَين أبي بكر وَلَا يصحّ ورُوي عَن عمر أنّه قَالَ لَو كَانَ سالمٌ حيّاً مَا جعلْتُها شُورَى وَذَلِكَ بعد أَن طُعن وَكَانَ أَبُو حُذيفة قد تبنّى سالما فَكَانَ يُدعى سَالم بن أبي حُذيفة حتّى نَزَلَتْ أُدْعُوهم لآبائِهِم الْآيَة وَكَانَ سَالم عبدا لبُثَيْنة بنت يعار الْأنْصَارِيّ
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُذوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة من ابْن أمّ عبد فَبَدَأَ بِهِ وَمن أُبيّ بن كَعْب وَمن سَالم مولى أبي حُذيفة وَمن مُعاذ بن جبل وقُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا هُوَ ومولاه أَبُو حُذيفة وُجِدَ رَأس أَحدهمَا عِنْد رِجل الآخر وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ
3 - (قَاضِي قارا)
سَالم بن نَاصِر الْفَقِيه شرف الدّين قَاضِي قارا وخطيبها وَكَانَ فصيحاً مفوّهاً شَاعِرًا فِيهِ مكارمٍ ومروّة أَقَامَ بقارا مدّةً وتوفّي سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمن شعره
3 - (الشريف أَبُو الْمجد الْحلَبِي)
سَالم بن هبة الله الشريف أَبُو الْمجد الْهَاشِمِي من ولد الْحَارِث بن عبد المطّلب مولده بحلب وَكَانَ مُحْتَرما عِنْد وُلاة حلب قَالَ أُسَامَة بن منقذ كَانَ بَينه وَبَين جدّي ووالدي رَحِمهم الله مودّةٌ وخِلْطَةٌ وَكَانَ كثيرَ الدُّعابة والهزل وَله أشعارٌ حَسَنَة حرصْتُ على جمعهَا وكاتبْتُه فِي آخر عمره وصدرِ عمري أساله أثُباتَها وإنفاذها وَهُوَ إِذا ذَاك بحلب فَاعْتَذر بأنّه مَا عُنيَ بجمعها وَلَا دوّنها وَلم أجد لَهُ شَيْئا سوى مَا نقلْتُهُ من خطّ وَالِدي يَقُول أنشدَنيه بشيزر سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة من الطَّوِيل
(أَثِرْ بِتَمادي شَدِّها المتداركِ ... دُجى كلِّ يومٍ أغبر اللَّوْن حالِكِ)
(وشمْ لطلاب العزّ عزمَةَ مُقْدِمٍ ... على الهول خَوَّاض غِمارَ المهالِكِ)
(فإمَا عُلىً تصفو عليَّ طلالها وإمّا ... رَدىً بَين القنا والسنابكِ)
(فحتّام تُمسي خَاثر العزمِ خاملاً ... سموم الْأَمَانِي والهموم النواهكِ)
(ويُمطُلُكَ الحَظُّ الحَرون مُسَوِّفاً ... بِنَيْلِ العُلى مطل الْغَرِيم المُماحِكِ)
(وَيَا نفسُ مَا بالي أراكِ مُقِيمَة ... على الضيم لَا يجْرِي الإباءُ ببالِكِ)
(إِذا عنكِ ضاقَتْ بَلْدَةٌ فَتَبدَّلي ... بِأُخْرى تَرْوضي جامحاً من رِحَابِكِ)
)
(إلامَ طِلابُ الفَضْل بَين مَعَاشِرٍ ... أَبَو أَن يَكُونُوا أَهله لَا أبالَكِ)
3 - (قَاضِي نابلس)
سَالم ابْن أبي الهيجاء الْأَذْرَعِيّ القَاضِي مجد الدّين الشَّافِعِي قَاضِي نابلس تُوُفّي سنة خمسٍ وَسبع مائَة وَهُوَ وَالِد شمس الدّين محمّد محتسب نابلس(15/58)
وَالِد شهَاب الدّين أَحْمد وَكيل الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي
3 - (الْأَسدي وَالِي الرقّة)
سَالم بن وابصة بن معبد الْأَسدي كَانَ واليّ الرقة ثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وَكَانَ يركب بغلة شهباء وَعَلِيهِ رداءٌ أصفر يُصَليِّ بِالنَّاسِ الْجُمُعَة قَالَ ابْن دُرَيْد كَانَ رجلا حَلِيمًا وَكَانَ لَهُ ابْن عمّ سَفِيه يحسده وَكَانَ ينتقصه فَقَالَ سَالم ذَلِك لإخوانه وخاصّته من بني عَمه فَقَالَ رجل مِنْهُم تعهّد أهَله وَولده بالصلة ودَعْه فإنّه سيصلح فَفعل فَأَتَاهُ ابْن عمّه ذَلِك فَقَالَ لَهُ أَنْت أحَقُّ بِالنَّاسِ بِمَا صنعْتَ وَأَنت أولى بالكَرَم منّي وَالله لَا أعودُ لشيءٍ تكرهُهُ منّي فَقَالَ سَالم بن وابصة من الْبَسِيط
(ذُو نَيرْبٍ مِنْ موَالِي السوء ذُو حَسَدٍ ... يقتاتُ لَحْمي فَمَا يشفيه من قَرَمِ)
(كقنفذ الرمل مَا تخفى مدارجه ... خبّ إِذا نَام كلّ النَّاس لم ينمِ)
(محتظناً ظربّاناً مَا يزايله ... يُبْدي لي الغِشَّ والعوراءَ فِي الكلِمِ)
(داوَيْتُ قَلْباً طَويلا عُمرُه قَرحاً ... مِنْهُ وقلّمتُ أظفاري بِلَا جَلَمِ)
(بالرفق والحلم أسدِيهِ وألْجُمه ... بُقياً ورَعْياً لما لم يَرْع مِن رَحمي)
(كأنّ سَمْعِي إِذا مَا قَالَ مُحْفِظةً ... يَصمُّ عَنْهَا وَمَا بالسَمْعِ منْ صَمَمِ)
(حَتَى أطّبى وُدُّه رِفقي بِهِ وَلَقَد ... أنْسَيْتُه الحقد حَتَّى عَاد كالحلمِ)
(فأصبحتْ قوسه دوني مُؤَثِّرةً ... يَرْمِي عدوّي جهاراً غير مكتتمِ)
(وإنّ مِنَ الحِلمِ ذُلاًّ أنْتَ تَعْرِفُهُ ... والحلمُ عَن قُدْرةٍ ضربٌ من الكَرَمِ)
وَمن شعر أَيْضا من الطَّوِيل
(أرَى الحِلْمَ فِي بَعْضِ المواطنِ ذِلّةً ... وَفِي بَعْضهَا عزُّ يُشَرَّفُ قائلُهْ)
(إِذا أَنْت لم تَدْفَع بِحِلْمِك جَاهِلا ... سَفِيها وَلم تَقْرِنْ بِهِ مَنْ يجُاهِلُهْ)
(لبستَ لَهُ ثوب المذلّة صاغراً ... وأصبحتَ قد أودى بحقّك باطِلُهْ)
)
(فَأَبْقِ على جُهَّال قَوْمك إنّه ... لكلّ جَهولٍ مَوْطِنٌ هُوَ جاهلُهْ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(يَا أيّها المتحلّي دون شيمته ... إنّ التخلّق يَأْتِي دونه الخُلُقُ)
(وَلَا يُواسِيك فِي مَا كَانَ من حَدَثٍ ... إلاّ أَخُو ثِقَةٍ فانظْرْ بِمن تَثِقُ)(15/59)
تُوُفّي سَالم بن وابصة فِي آخر خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ شابّاً فِي خلَافَة عُثْمَان رضه
3 - (أَبُو النَّضر الْمدنِي)
سَالم بن أميّة أَبُو النَّضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي الْفَقِيه روى عَن أنس وَابْن أبي أوفى وعَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ وَغَيرهم روى عَنهُ مَالك وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة اللَّيْث ومُوسَى بن عقبَة وَغَيرهم وَقدم على عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ ابْن سعد هُوَ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث وَقَالَ يحيى بن معِين فِي تَسْمِيَة تَابِعِيّ أهل الْمَدِينَة ومحُدَّثيهم قَالَ وَهُوَ مدنيٌّ ثقةٌ وَكَانَ لعمر بن عبد الْعَزِيز أخَوانِ فِي الله أحدهُما زِيَاد وَالْآخر سَالم كِلَاهُمَا عَبْدَانِ وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجِمَاع
3 - (ابْن أبي المُهَاجر)
سَالم بن أبي المُهَاجر كَانَ من الصَّالِحين وروى لَهُ ابْن ماجة قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ
وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وستّين وَمِائَة
3 - (أَبُو الْغَيْث)
سَالم الْمدنِي أَبُو الْغَيْث مولى عبد الله بن مُطيع العَدَوي وروى عَن أبي هُرَيْرَة فَقَط وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتُوُفّي فِي حُدُود الْمِائَة
3 - (ابْن رَافع الْأَشْجَعِيّ)
سَالم بن أبي الْجَعْد الْأَشْجَعِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي أَخُو عبد الله وَعبيد الله وَزِيَاد وَعمْرَان وَمُسلم هُوَ أشهرهم أَعنِي سالما وروى عَن ابْن عبّاس وثوبان وَجَابِر بن عبد الله بن عَمْرو والنعمان بن بشير وَعبد الله بن عمر وَأنس وَأَبِيهِ رَافع أبي الْجَعْد كَانَ ثِقَة نبيلاً وتوفّي سنة مائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة(15/60)
3 - (صَاحب الْمَدِينَة)
سَالم صَاحب الْمَدِينَة الْعلوِي الحُسيني قدم الشأم صحبةَ المعظّم ثمَّ سَار فِي شعْبَان بِمن)
استخدمه من التركمان والرجالة ليُقاتل قَتَادَة صَاحب مكّة فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة اثْنَتَيْ عشرَة وستّ مائَة وَقَامَ بعده ابْن أَخِيه حمَار فَمضى بذلك الْجمع والتقيا بوادي الصَّفْرَاء وكُسر قتادةُ وَانْهَزَمَ إِلَى يَنْبُع وحصروه بقلعتها
سَالم رَجُلٌ من الصَّحَابَة حجم النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرب دَمَ المِحْجَم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمَا عَلِمْت أنّ الدَّم كلّه حرَام
3 - (الْأمين المُنَجِّم)
سَالم الْموصِلِي كَانَ شَيخا متميّزاً فِي النُّجُوم والأزياج وحسابها وَعمل التقاويم وتوفّي سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة
(الْمُلُوك السامانيّة)
إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أَسد
وَأحمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
وَنصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
ونوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
وَعبد الْملك بن نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
وَمَنْصُور بن نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
ونوح بن مَنْصُور بن نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
وَعبد الْملك بن نوح بن مَنْصُور بن نوح بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد
وَأحمد بن أَسد
(سامة الْجبلي)
كَانَ ببيروت فلمّا انْقَضتْ مدّة الْهُدْنَة بَين صَلَاح الدّين والفرنج فقصد الفرنجُ بيروتَ فهرب وَاسْتولى الفرنج عَلَيْهَا فَقَالَ فِيهِ شَاعِر من الْخَفِيف
(سَلِّمِ الحِصْنَ مَا عَليك مَلامَهْ ... مَا يُلامُ الَّذِي يَرومُ السَلامَهْ)
(إنّ أَخْذَ الحُصونِ لَا بِقتالٍ ... سُنَّةٌ سَنَّها ببيروت سامه)(15/61)
(أبْعَدَ الله تَاجِرًا سَنَّ ذَا البي ... عَ وأخزى بخزيه مَنْ سامَهْ)
وَكَانَ انْقِضَاء الْهُدْنَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة
وَكَانَ أسامةُ بِالْقَاهِرَةِ وَقد استوحش من الْعَادِل وَأَوْلَاده فِي سنة تسع وستّ مائَة لأنّهم أتّهموه بمكاتبة الظَّاهِر صَاحب حلب فَخرج سامة من الْقَاهِرَة على أنّه يتصيّد واغتنم اجْتِمَاع الْمُلُوك بدمياط وسَاق إِلَى الشأم فِي مماليكه يطْلب قلاعه وَهِي كَوْكَب وعجلان فَأرْسل وَالِي بلبيس إِلَى دمياط فَقَالَ الْعَادِل من سَاق خَلفه فَلهُ أَمْوَاله وقلاعه فَقَالَ المعظّم أَنا وَركب خَلفه وَوصل إِلَى غزّة فِي ثَلَاثَة أيّام من دمياط وَسبق سامة إِلَيْهَا وَكَانَ سامةُ نقرس وَانْقطع مماليكُهُ عَنهُ والتقى سامة بعض الصيّادين فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وَآخر الْأَمر قَالَ لَهُ المعظّم سَلِّم إليّ كَوْكَب وعجلان وَأَنا أؤمنك على مَالك وأولادك وتعيش ببيتنا كأنّك وَالِد فَامْتنعَ وسبّه فاعتقله بالكرك وَأخذ مَاله وذخائره بِمَا قِيمَته ألف ألف دِينَار
(الألقاب)
صَاحب الْمقَالة السالمّية أَحْمد بن عليّ بن سَالم
السامري سيف الدّين صَاحب الأرجوزة الْمَشْهُورَة اسْمه أَحْمد بن محمّد
السامري أَبُو عليّ يحيى بن محمّد
الساووجي الْوَزير محمّد بن عليّ
الساووجي القرندلي محمّد
ابْن سامة المحدّث اسْمه محمّد بن عبد الرَّحْمَن
الساوي الْوَاعِظ محمّد بن عبد الرزّاق
(السَّائِب)
3 - (الخزرجي الصَّحَابِيّ)
السَّائِب بن خلاّد الخزرجي لَهُ صحبةٌ وَرِوَايَة توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَهُوَ وَالِد خلاّد بن السَّائِب وَحَدِيثه فِي رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ(15/62)
3 - (السَّهْمِي)
السَّائِب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي أُسر يَوْم بدر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تمسّكوا بِهِ فإنّ لَهُ ابْنا كيّساً بِمَكَّة فَخرج ابْنه المطّلب سرّاً حتّى قدم ففدى أَبَاهُ بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ إنّ السَّائِب أسلم وتوفّي سنة سبع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ
3 - (أَبُو يزِيد الْكِنْدِيّ)
السَّائِب بن أبي يزِيد أَبُو يزِيد الْكِنْدِيّ الْمدنِي ابْن أُخْت نمر يُعْرَفُون بذلك قَالَ حجّ أبي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن سبع سِنِين وخرجْتُ مَعَ الصّبيان إِلَى ثنيّة الْوَدَاع نَلْتَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غَزْوَة تَبُوك وَقد روى عَن عمر وَعُثْمَان وخاله الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ وَطَلْحَة وحُويطب بن عبد العُزَّي وَمسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه ودعا لَهُ وتوفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقيل قُتل يَوْم الحرّة
وَقَالَ عَطاء مولى السَّائِب بن يزِيد كَانَ شَعْرُ السَّائِب من هامته إِلَى مقدم رَأسه أسود وَسَائِر رَأسه ولحيته وعارضيه أَبيض فَقلت لَهُ مَا رَأَيْت أحدا شعرًا مِنْك فَقَالَ مرّ بِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أَلعَب مَعَ الصّبيان فَمسح يَده على رَأْسِي وَقَالَ بَارك الله فِيك فَهُوَ لَا يشيب أبدا
3 - (المَخْزُومِي)
السَّائِب بن أبي السَّائِب صَيْفِي بن عَائِذ بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم اخْتلف فِي إِسْلَامه فَذكر ابْن إِسْحَاق أنّه قُتل يَوْم بدر كَافِرًا قَالَ ابْن هِشَام وَذكر غير ابْن إِسْحَاق أَن الَّذِي قَتله الزبير بن العوّام وَكَذَلِكَ قَالَ الزبير ابْن بكّار وَنقض الزبيرُ ذَلِك فِي موضِعين من كِتَابه بعد ذَلِك فَرَوى بِسَنَد إِلَى كَعْب مولى سعيد بن الْعَاصِ قَالَ مر مُعَاوِيَة وَهُوَ يومئذٍ يطوف بِالْبَيْتِ وَمَعَهُ جنده فزحموا السَّائِب بن صَيْفِي فَسقط فَوقف عَلَيْهِ مُعَاوِيَة وَهُوَ خَليفَة فَقَالَ ارْفَعُوا الشَّيْخ فلمّا قَامَ قَالَ يَا مُعَاوِيَة مَا هَذَا يصرعوننا حول الْبَيْت أما وَالله لقد أردْت أَن أَتزوّج)(15/63)
3 - (السَّائِب بن مَظْعُون)
3 - (بن حبيب بن وهب)
أَخُو عُثْمَان بن مَظْعُون لِأَبِيهِ وأمّه كَانَ من الْمُهَاجِرين الأوّلين إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا
قَالَ ابْن عبد البرّ وَلَيْسَ لَهُ وَلَا لِأَخِيهِ عقب وَلم يذكرهُ ابْن عقبَة فِي البدريّين
3 - (السَّائِب بن عُثْمَان)
3 - (بن مَظْعُون بن حبيب بن وهب)
هَاجر مَعَ أَبِيه عُثْمَان وَمَعَ عَمَّيه قدامَة وَعبد الله إِلَى الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة وَشهد بَدْرًا وَسَائِر الْمشَاهد وقُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ ابْن بضع وَثَلَاثِينَ سنة
3 - (السَّائِب بن العوّام)
3 - (بن خويلد بن أَسد الْقرشِي)
أَخُو الزبير بن العوّام أمّه صَفِيَّة بنت عبد المطّلب شهد أُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقُتِلَ يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا
3 - (السَّائِب بن الْحَارِث)
3 - (بن قيسي بن عدي الْقرشِي السَّهْمِي)
كَانَ مُهاجِرة الْحَبَشَة هُوَ وَإِخْوَته بشر والْحَارث وَمعمر وَعبد الله بنوا لحارث بن قيس وجُرِحَ السَّائِب يَوْم الطَّائِف وقُتل بعد ذَلِك يَوْم فَحل بالأردنّ شَهِيدا سنة ثَلَاث عشرَة أوّل خلَافَة عمر)
3 - (السَّائِب بن أبي حُبيش)
3 - (بن المطّلب بن أَسد الْأَسدي)
مَعْدُود فِي أهل الْمَدِينَة هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ عمر بن الخطّاب ذَاك رجل لَا أعلم فِيهِ عَيْبا وَمَا أحد بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا اقدر أَن أعيبه ورُوي أنّ ذَلِك قَالَه فِي ابْنه عبد الله بن السَّائِب كَانَ شريفاً أَيْضا وسطا فِي قومه والسائب هُوَ أَخُو فَاطِمَة بنت أبي حُبيش الْمُسْتَحَاضَة روى عَنهُ سُلَيْمَان بن يسَار وَغَيره(15/64)
3 - (السَّائِب بن خلاّد)
3 - (أَبُو سهلة الجُهَني)
وعو غير الَّذِي مرّ أوَلاً وروى عَنهُ عَطاء بن يسَار عَنهُ مَرْفُوعا من أَخَاف أهل الْمَدِينَة
وَحَدِيث صَالح عَنهُ فِي الإِمَام الَّذِي بَصق فِي الْقبْلَة فَنَهَاهُ أَن يصليّ بهم
3 - (السَّائِب بن الْأَقْرَع الثَّقَفِيّ)
كُوفِي صَحَابِيّ شهد فتح نهاوند مَعَ النُّعْمَان ابْن مقرّن وَكَانَ عمر بَعثه بكتابه إِلَى النُّعْمَان ثمَّ اسْتَعْملهُ عمر على الْمَدَائِن قَالَ البُخَارِيّ السَّائِب بن الْأَقْرَع أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمسح بِرَأْسِهِ
3 - (السَّائِب بن حَزن)
3 - (بن وهب المَخْزُومِي)
أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمولده قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَهُوَ عمّ سعيد بن المسيّب وَقَالَ مُصعب الزُّبيري المسيّب وَعبد الرَّحْمَن والسائب وَأَبُو معبد بَنو حَزْن بن أبي وهب أمّهم أمّ الْحَارِث بنت سعد بن أبي قيس وَلم يُرْوَ مِنْهُم إِلَّا عَن المسيّب بن حَزْن
3 - (السَّائِب بن نُميلة)
مَذْكورٌ فِي الصَّحَابَة روى عَنهُ مُجَاهِد حَدِيثه عِنْد أبي الجوّاب الْأَحْوَص بن جوّاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم صلاةُ الْقَاعِد على النّصْف من صَلَاة الْقَائِم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرفُهُ بِغَيْر هَذَا وأخشى أَن يكون حَدِيثه مُرْسلا
3 - (السَّائِب بن سُوَيْد الصَّحَابِيّ)
مدنِي روى عَنهُ محمّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من شيءٍ يُصابُ)
بِهِ أحَدُكم من الْعَافِيَة والطَنَز إلاّ الله يَكْتُبُ لَهُ أجْراً
3 - (السَّائِب بن أبي لُبابة)
3 - (بن عبد الْمُنْذر أَبُو عبد الرَّحْمَن)
وُلد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رِوَايَته عَن عمر بن الخطّاب وَهَذَا قَول الْوَاقِدِيّ(15/65)
3 - (السَّائِب بن يزِيد)
3 - (بن سعيد بن ثُمَامَة بن الْأسود)
ابْن أُخْت النَمِر قيل كناني وَقيل هُذَلي وَقيل أزْدي وَهُوَ حليفٌ لبني أميّة وُلد فِي السّنة الثَّالِثَة من الْهِجْرَة فَهُوَ تِرْبُ ابْن الزبير والنعمان بن بشير فِي قَوْله وَكَانَ عَاملا على سوق الْمَدِينَة مَعَ عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود قَالَ ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إنّ ابْن أُخْتِي وجع فَدَعَا لي وَمسح برأسي ثمَّ توضّأ فسربْتُ من وضوئِهِ ثمَّ قُمْتُ خلف ظَهره فَنَظَرت إِلَى خَاتمه بَين كَتفيهِ كَأَنَّهُ زرّ الحجلة
3 - (السَّائِب بن عبيد)
3 - (بن عبد يزِيد بن هَاشم بن المطّلب بن عبد منَاف)
جدّ الإِمَام الشَّافِعِي رضه كَانَ السَّائِب هَذَا صَاحب راية بني هَاشم يَوْم بدر مَعَ الْمُشْركين فأُسر ففدى نَفسه ثمَّ أسلم
3 - (خاثر المغنّي)
السَّائِب خاثر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف ثاء مثلّثة وَرَاء هُوَ مولى لنَبِيّ لَيْث وَكَانَ تَاجِرًا مُوسِرًا يَبِيع الطَّعَام وَلم يكن يضْرب بِالْعودِ وَكَانَ يوقّع بالقضيب ويغنّي مرتجلاً وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عبد الله بن جَعْفَر مخالطاً لسروات النَّاس وَكَانَ يذهب بِنَفسِهِ إِلَى أَن لَا يُجَالس إلاّ الْخُلَفَاء وَمن قاربهم وَكَانَ معبد يَأْخُذ عَنهُ غنّي يَوْمًا ومعاويةُ بني السِماَطَيِنْ بِشعر أبي دهبل من المديد
(إذْهَبِي يَا لَهْوُ فَاسْتَمِعيِ ... خَبِّريه بِالَّذِي فَعَلا)
(واسْأليه فيمَ يصرمنا ... قد وصلناه فَمَا وصلا)
(وتجنَّى حِينَ لِنتُ لَهُ ... ذنْب صُخرٍ يَبْتَغِي العِلَلا)
)
فَلم يسمعهُ أحد إلاّ فُتِنَ بِهِ وَيُقَال إنّ سائب خاثر قَالَ لناس من أَصْحَابه فِي اللَّيْلَة الَّتِي كَانَ فِي صبيحتها الحرّة انْطَلقُوا إِلَى سلع فتزوّدوا منّي فوَاللَّه لكأنّكم بِي غَدا وَقد أدركتني الْخَيل فِي المُنْهَزِمة فَقُتلْتُ فرأيتموني شائلاً فَكَانَ مّما غنّاهم من الطَّوِيل
(سألتُ المحِبيَن الَّذين تكلَّفوا ... بتأريخ هَذَا الحُبِّ من سالِف الدَهْرِ)
(فقلتُ لَهُم مَا يُذهِبُ الحبَّ بَعْدَمَا ... تمكّن مَا بَين الجوانح والصدرِ)(15/66)
(فَقَالُوا شِفَاء الحُبِّ حبُّ يُزِيلهُ ... من آخرَ أوْ نأيٌ طول على الهَجْرِ)
قَالُوا فَمَا سمعنَا قطّ أحسن من غنائه تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ ذكر أَهله وَولده فَبكى بكاء شَدِيدا فَقُلْنَا وَيحك انصرفْ إِلَى أهلك وولدك فَقَالَ قد وَالله هممْتُ بذلك غير مرّة فكأنّما يجرّني إِنْسَان إِلَى هَذِه النَّاحِيَة وإنّي لأجد غمّاً ووسوسة فِي صَدْرِي لم أعهدّها قبل ذَلِك وكأنّ أَهلِي وَوَلَدي قد مُثِّلوا بَين يَدي من شدّة الشوق إِلَيْهِم فلمّا أصبح خرج يُرِيد الْقِتَال فأُخذ أَسِيرًا فَقَالَ للَّذين أَخَذُوهُ إنّ مثلي لَا يُقتل قَالُوا ولمّ قَالَ لأنّي مغنّ حسن الصَّوْت وإنّما أسمعكم مَا يسرّكم قَالُوا هَات فَانْدفع يُغّنيهم فألهاهم عماّ هم فِيهِ من الْحَرْب فاعترضه رجل من أهل الشأم فَقَالَ أحسنْتَ يَا مدنِي ونفحه بِالسَّيْفِ فَرمى بِرَأْسِهِ فمرّ بِهِ بعض القرشيّين فَضَربهُ بِرجلِهِ وَقَالَ إنّ هَهُنَا لحنجرةً حَسَنَة ولمّا عُرضتْ أَسمَاء الْقَتْلَى على يزِيد بن مُعَاوِيَة مرّ بِهِ أُسَمِّهِ فَقَالَ من سائب خاثر صاحبنا قَالَ نعم قَالَ أوّلم يُنادِمْنا فَمَا تَقَمَ علينا حِين خرج مَعَ عدوّنا وَكَانَ لمعاوية فِي سائب رأيٌ حسن وَهوى غَالب وَكَانَ يَصِلُهُ إِذا قدم عَلَيْهِ ويُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ وَيسمع غناءه فَإِذا غَابَ عَنهُ تعاهده بصلته وَمَا قدم على مُعَاوِيَة رجلٌ من قُرَيْش إلاّ رفع السَّائِب خاثر حَاجته لعلمهم رَأْي مُعَاوِيَة فِيهِ فيقضيها لَهُم
3 - (أَبُو العبّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى)
السَّائِب أَبُو العبّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى المكّي وَهُوَ وَالِد الْعَلَاء سمع عبد الله بن عَمْرو وَعنهُ عَطاء وَعَمْرو بن دِينَار وحبِيب بن أبي ثَابت وثّقه أَحْمد وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَقَالَ المرزباني فِي مُعْجَمه فِي حقّه هُوَ ابْن فرّوخ مولى لبني جذيمة بن عديّ بن الدئل وَكَانَ هَجَّاءً خبيثاً فَاسِقًا مُبغِضاً لآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائلاً إِلَى بني أُميّة مدّاحاً لَهَا وَهُوَ الْقَائِل لأبي الطُفيل عَامر بن وَاثِلَة وَكَانَ شِيعِيًّا من الوافر
(لعمْرك إنّني وَأَبا طفيلٍ ... لمخْتِلفان وَالله الشهيدُ)
)
(لقد ضلّوا بحبّ أبي تُرَاب ... كَمَا ضلّت عَن الْحق اليهودُ)
واستفرغ شعره فِي هجاء آل الزبير غير مُصعب لأنّه كَانَ محسناً إِلَيْهِ وَهُوَ الْقَائِل يهجو موَالِيه من الطَّوِيل(15/67)
(وَمَا قُرب مولى السوء إلاّ كبعده ... بل البُعْدُ خيرٌ من عَدوٍّ تُقارِبُهْ)
(وإنّي وتأميلي جذيمةَ كَالَّذي ... يُؤَمِّلُ مَا لَا يدْرك الدهرَ طالبُهْ)
(فأمّا إِذا استغنيتُمُ فَعَدُوُّكم ... وأُدْعَى إِذا مَا غصَ بِالْمَاءِ شاربهْ)
وَقَالَ صَاحب الأغاني مولى بني لَيْث وَقيل بل الدئلي من شعراء بني أميّة ومتعصّبيهم
حكى عَنهُ مُسلم نب الْوَلِيد قَالَ سمعْتُ يزِيد بن مزِيد يَقُول سمعْتُ هَارُون الرشيد يَقُول سمعْتُ المهديّ يَقُول سمعْتُ الْمَنْصُور يَقُول خرجْتُ أُريد الشأم فِي أيّام مَرْوَان بن محمّد
فصحبني فِي الطَّرِيق رجل ضَرِير فسألْتُهُ عَن مقْصده فَقَالَ إنّي أُريد مَرْوَان بشعرٍ امتدحْتُهُ بِهِ فاستنشدْتُهُ إيّاه فأنشدني من الْخَفِيف
(لَيْت شعري أفاح رَائِحَة الْمس ... ك وَمَا إِن إخال بالخَيفِ أُنسي)
(حِين غَابَتْ بَنو أميّة عَنهُ ... والبهاليل من بني عبد شمسِ)
(خُطباء على المنابر فُرس ... نُ عَلَيْهَا وقالةٌ غيرُ خُرْسِ)
(لَا يُعابون صامِتِينَ وَإِن قا ... لوا أَصَابُوا وَلم يَقُولُوا بلبسِ)
(بحلوم إِذا الحلومُ استُخفَّت ... ووجوهٍ مثل الدَّنَانِير مُلْسِ)
قَالَ فوَاللَّه مَا فرغ من إنشاده حَتَّى توهّمت أَن الْعَمى قد أدركن وافترقْنا
فلمّا أفّضَت إِلَيّ الخلافةُ خرجْتُ حاجّاً فَنزلت أَمْشِي بجبلي زرود فبصُرْتُ بالضرير فقرّقْتُ من كَانَ معي ثمَّ دنوتُ مِنْهُ فقلتُ لَهُ أتعرفني فَقَالَ لَا قلتُ أَنا رفيقُك وَأَنت تُريد الشأم أيّام مَرْوَان فَقَالَ أوّه من الْكَامِل
(أمْست نِساءُ بني أميّةَ مِنْهم ... وبناتهم بمضيعةٍ أيتامُ)
(نَامَتْ جدودهُمُ وأُسقط نجمهم ... والنجم يسْقط والجدود تنامُ)
(خلت المنابر والأسرِة مِنْهُم ... فعليهمُ حتّى الْمَمَات سلامُ)
قلت فَمَا كَانَ مَرْوَان أَعْطَاك بِأبي أَنْت قَالَ أغناني أَن أسأَل أحدا بعده فهممْتُ بقتْله ثمَّ ذكْرتُ حقّ الاسترسال والصحبة فَأَمْسَكت عَنهُ وَغَابَ عَن عَيْني فَبَدَا لي فأمرْتُ بِطَلَبِهِ فكأنّما)
البيداءُ بادت بِهِ قلت وَهَذِه الْحِكَايَة تدلّ على أنّ أَبَا العبّاس عَاشَ إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ لأنّ الْمَنْصُور ولي الْخلَافَة سنة ستّ وَثَلَاثِينَ
(الألقاب)
ابْن السائح الْوَكِيل اسْمه بركَة بن عليّ
قَاضِي الْقُضَاة أَبُو السَّائِب عتبَة بن عبيد الله(15/68)
ابْن السَّائِق الْكَاتِب اسْمه عليّ بن عُثْمَان
السبأيّية منسوبون إِلَى عبد الله بن سبأ
ابْن السبّاك عليّ بن سنجر السبتي ابْن الرشيد أَحْمد بن هَارُون
(الْحَاجِب السعيد)
سباشي التركي أَبُو طَاهِر الْحَاجِب الملقّب بالسعيد ذِي الفضيلتين مولى شرف الدولة أبي الفوارس ابْن عضد الدولة أبي شُجَاع الديلمي كَانَ كثيرَ الصَّدَقَة فائضَ الْمَعْرُوف متفقداً للْفُقَرَاء متقداً للْفُقَرَاء قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار حتّى أنَّ أهل بَغْدَاد إِلَى يَوْمنَا هَذَا إِذا رَأَوْا على أحد ثوبا جَدِيدا قَالُوا رحم الله السعيد كَانَ يكسو الْمَسَاكِين وَهُوَ الَّذِي بنى قنطرة الخَنْدَق الَّذِي عِنْد مَقْبرَة بَاب حَرْب وقنطرة الياسريّة وقنطرة الزيّاتين وأوْقف قَرْيَة دَبَاها على المارستان وَكَانَ ارتفاعها أَرْبَعِينَ كرّاً وَألف دِينَار ووقف على الجسرخان النَّرْسِي بالكرخ ووقف عَلَيْهِ بزيثي بالقفص وسدّ بثق الْخَالِص وحفر ذنابة دجيل وسَاق مِنْهَا المَاء إِلَى مَقَابِر قُرَيْش وَعمل المشهد بكرخ زاذويه بِقرب وسط وحفر المصانع عِنْده وَفِي طَرِيقه وَله آثَار كَثِيرَة بطرِيق مكّة وَكَانَ الإصفهاريّة قد أخرجُوا يَوْم الْعِيد جنائبهم بمراكب الذَّهَب وأظهروا الزِّينَة فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه لَو كَانَ لنا شَيْء أظهرناه فَقَالَ لَهُ السعيد أَلا أَنه لَيْسَ فِي جنائبهم قنطرة الياسريّة وَالْخَنْدَق وتوفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة
(المغنّي)
سباط قَالَ إِسْحَاق كَانَ من فحول المغنّين مَعَ عفّة ومروءة غنّى فِي زمَان بَين أميّة وَمَات حدث السنّ ابْن بضع وَعشْرين سنة وَهُوَ أستاذ إِبْرَاهِيم أبي لَهُ أغان كَثِيرَة حدّثني أَبُو الْحسن مولى بني هَاشم عَن إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي قَالَ كنتُ يَوْمًا عِنْد الرشيد ومعنا جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد وَإِسْمَاعِيل بن جَامع والْحَارث بن يُسْخُنّر النديم وَإِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَأَبُو صَدَقَة فتذاكرنا الْغناء وجيّد الصَّوْت فَقَالَ الرشيد تَعَالَوْا يخْتَار كلّ وَاحِد منّا صَوتا يَكْتُبهُ فِي رقْعَة ثمَّ نجمع رقاعنا مَعًا فَإِذا اخْتَلَفْنَا اخترنا خير اختيارنا وَإِن اتّفقنا لم يغنّ لنا سواهُ يَوْمنَا أجمع قَالَ فَفَعَلْنَا ذَلِك ثمَّ أخرجنَا رقاعنا فَإِذا فِيهَا ثَمَانِيَة أصوات كلّها لسباط قَالَ فَلم يتغنّ لنا سَائِر الْيَوْم غَيرهَا
(العابد)
سِبَاع أَحْمد محمّد الْموصِلِي الزَّاهِد جَالس المضاء بن عِيسَى الزَّاهِد وروى عَن عبد الْوَاحِد بن زيد قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري سمعْتُ مضاءً العابد يَقُول لسباع العابد إِلَى أيّ شَيْء أفْضَى بهم الزّهْد قَالَ إِلَى الْأنس بِهِ وَجلسَ أَبُو سُلَيمان وَأَنا مَعَه إِلَى(15/69)
سِبَاع فَقَالَ لَهُ سِبَاع يَا أَبَا سُلَيْمَان لَو كَانَ لَك عَبْدَانِ أَحدهمَا يعْمل على الْخَوْف مِنْك وَالْآخر يعْمل على المحبّة لَك فاضطرب أَبُو سُليمان حَتَّى ارتعدت فَخذه فاتّكى عَلَيْهَا فاضطربت فَخذه الْأُخْرَى فاتّكى عَلَيْهَا فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى سكتْنا عَنهُ وتوفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي
(سُبْرَة)
3 - (ابْن فاتك الْأَسدي)
سَبْرة وَيُقَال سَمُرَة بن فاتك الْأَسدي عمّ أَيمن بن خُريم بن فاتك لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَشهد فتح دمشق وَهُوَ الَّذِي تولىّ قسْمَة الْمَسَاكِين بَين أَهلهَا بعد الْفَتْح وَكَانَت دَاره بهَا فِي زقاق الأسديين المتاخم لباب الْجَابِيَة عَن يسرة الدَّاخِل وَكَانَ ينزل الرُّومِي فِي العلوّ وَينزل الْمُسلمين فِي السّفل لئلاّ يضرّ الْمُسلم بالرومي وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم الْفَتى سُبْرَة لَو أَخذ من لمّته وقصرّ مئزَره أَو شمّر من إزَاره فَذهب فَأخذ من لمّته وقصرّ من إزَاره
3 - (أَبُو الرّبيع الْجُهَنِيّ)
سُبْرَة بن معبد وَيُقَال ابْن عَوْسَجَة أَو ثُرّية الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْمَدِينَة وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث وروى عَنهُ ابْنه الرّبيع وَكَانَ رَسُول عَليّ إِلَى مُعَاوِيَة بعد قتل عُثْمَان فَطلب بيعَته من الْمَدِينَة فَلم يجبهُ وردّه وَكَانَ لَهُ دَار فِي الْمَدِينَة فِي جُهَينة وتوفّي فِي حُدُود الستّين من الْهِجْرَة وروى لَهُ مُسلم
3 - (الصَّحَابِيّ سُبْرَة بن الْفَاكِه)
وَيُقَال ابْن أبي فاكه كُوفِي روى عَنهُ سَالم بن أبي الْجَعْد(15/70)
3 - (الصَّحَابِيّ سُبْرَة بن يزِيد)
3 - (أبي سُبْرَة)
لَهُ ولأبيه أبي سُبْرَة صُحْبَة ولأخيه عبد الرَّحْمَن صُحْبَة أَيْضا وسبرة هَذَا هُوَ عمّ خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن صَاحب عبد الله بن مَسْعُود
(الألقاب)
سبط زِيَادَة الْحسن بن عبد الْكَرِيم
سبط بن الْجَوْزِيّ يُوسُف بن قزاوغلي
(أَبُو الْوَحْش الْأَسدي)
سبع بن خلف بن محمّد أَبُو الْوَحْش الْأَسدي الأديب الْمَعْرُوف بوُحَيش تَصْغِير وَحش شَاعِر دمشقي روى عَنهُ أَبُو الْمَوَاهِب ابْن صصري وَقَالَ مَاتَ فِي عَاشر رَجَب سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وروى لَهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل
(يَمْتُ دارَ أبي فلانٍ قَاصِدا ... بمدائحي فِيهِ وحُسْنِ مَقاصِدي)
(فرأيتُ مِنْهُ ضِدَّ مَا عُوِّدءتُه ... من بُخْلِه المتكاثف المتزايدِ)
(فذكرتُ لمّا أنْ رجعتُ مُجَلْبَباً ... بعطائه ولقيتُ غير عوائدي)
(ولربّما جاد الْبَخِيل وَمَا بِهِ ... جودٌ وَلَكِن من نجاح القاصِد)
قلت عكس القَوْل السائر وَهُوَ من الْكَامِل
(ولربّما بخل الكريمُ وَمَا بِهِ ... بخلٌ ولكنْ سوءُ حظّ الطالبِ)
وَمن شعر سبع من الطَّوِيل
(وَكَم ليلةٍ قد بِتُّ مستمتعاً بهَا ... إِلَى أنْ بَدا مِن صُبحِ سَعْديَّ فجرُهُ)
(وَخَمْرِي جَنَى فِيهِ وَوَرْديَ خّدُّه ... وصبحي محيّاه وليلى شَعْرُهُ)
(ورَيحانٌ نُقلي من عذاريه يانعٌ ... وكأسي إِذا مَا دارت النكأسُ ثَغُرُهُ)
وَمِنْه الطَّوِيل
(وَقَدْ عَلِمَتْ أَبنَاء عصريّ أنّني ... أَنا الْمسك لِنْ دهريّ الجائر القهرُ)
(إِذا زادني سَحقاً أزيدُ تأرّجُاً ... فَمِن شَأْنه ظُلمي وَمن شأني الصَبْرُ)
قلت ولي فِي هَذَا الْمَعْنى من الْبَسِيط
(من مُنصفي من زمانٍ قد بُليتُ بِهِ ... حَتَّى غدوتُ بِمَا أَلْقَاهُ مِنْهُ لقَى)
(يصوغُ عَرْفُ اصْطِبَارِي إِذا يُصَيَعُني ... وَالْعود يزْدَاد طِيباً كلّما احترقا)(15/71)
ابْن سبعين عبد الحقّ بن إِبْرَاهِيم
(سُبيع)
سُبيع بن اطب نب الْحَارِث بن قيس الْأنْصَارِيّ قُتل يَوْم بدر شَهِيدا سُبيع بن قيس الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ عبّاد بن قيسن وَشهد أحدا
سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة كَانَ امْرَأَة سعد بن خَوْلَة فتُوُفي عَنْهَا بمكّة فَقَالَ لَهَا أَبُو السنابل من يُعلكِ إِن أَجلك أَرْبَعَة أشهر وَعشرا وَكَانَ قد وضَعَتْ بعد وَفَاة زَوجهَا بِليَال قيل خمس وَعشْرين لَيْلَة وَقيل أقلّ من ذَلِك فلمّا قَالَ لَهَا ذَلِك أَتَت رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأخبرتْهُ بذلك فَقَالَ لَهَا قد حللتِ فَانْكِحِي من شِئْت وَقيل قَالَ إِذا أتاكِ من ترْضينَ فتزوَجي روى عَنْهَا فُقَهَاء الْمَدِينَة وفقهاء أهل الْكُوفَة من التَّابِعين حَدِيثهَا هَذَا وروى عَنْهَا عبد الله ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يَمُوت بِالْمَدِينَةِ فليمتْ فإنّه لَا يَمُوت بهَا أحَدٌ إِلَّا كنتُ شَفِيعًا لَهُ أَو شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة وَزعم الْعقيلِيّ أنّ سبيعة الَّتِي روى عَنْهَا عبد الله بن عمر هِيَ غير هَذِه قَالَ ابْن عبد البرّ وَلَا يصحّ ذَلِك عِنْدِي سُبيعة بنت حبيب الضُبَعيّة الصحابية بصريّة وروى عَنْهَا ثَابت البُناني حَدِيثهَا من المتحابّين
(الألقاب)
السبعي أَبُو إِسْحَاق اسْمه عَمْرو بن عبد الله
السبيعِي أَبُو محمّد الْحسن بن أَحْمد بن صَالح
السبيعِي الْحَافِظ عِيسَى بن يُونُس
بَيت سبكتكين سبكتكين هُوَ أصْلُ الْبَيْت ولدُهُ مَحْمُود بن سبكتكين ومسعود بن مَحْمُود بن سبكتكين ومودود بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتكين وَعبد الرشيد بن مَحْمُود وفرخ زَاد بن مَسْعُود بن مَحْمُود وَإِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن مَحْمُود ومسعود بن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود
السُبْكيّون جمَاعَة مِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين عليّ بن عبد الْكَافِي وَأَوْلَاده بهاء(15/72)
الدّين أَحْمد بن عليّ جمال الدّين الْحُسَيْن بن عليّ تَاج الدّين عبد الوهّاب بن عليّ بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء محمّد بن عبد البرّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح محمّد بن عبد اللَّطِيف
السُّبْكِيّ الْمَالِكِي عمر بن عبد الله
(نصر الدولة)
سبكتكين صَاحب معزّ الدولة خلع عَلَيْهِ الطائع لله وطوّقه وسوّره ولقّبه نصر الدولة وَلَمْ تطل أيّامه كَانَتْ شَهْرَيْن وَنصفا وَقع من فرسه فَانْكَسَرت ضلعه فَكَانَ يَقُول للمجبّر إِذا ذكرْت عافيتي عَلَى يدك فرحْتُ وَلَا أقدر عَلَى مكافأتك وَإِذا ذكرت حُصُول رجالك عَلَى ظَهْري أشتدّ غيظي مِنْك وتوفّي أَوَاخِر المحرّم سنة أَربع وستّين وَثَلَاث مائَة وخلّف ألف ألف دِينَار وَعشرَة آلَاف ألف دِرْهَم وصندوقين جوهراً وستّين صندوقاً مَلِيء قماشاً وتحفاً وَمِائَة وَثَلَاثِينَ سرجاً مذهّبة مِنْهَا خَمْسُونَ فِي كلّ وَاحِد وَألف دِينَار وَالْبَاقِي فضّة وَأَرْبَعَة عشر ألف ثوب من أَنْوَاع القماش وَثَلَاث مائَة عدل فِيهَا فرش وَثَلَاثَة آلَاف رَأس من الدوابّ وَألف جمل وَثَلَاث مائَة مَمْلُوك وَأَرْبَعين خَادِمًا وَكَانَتْ لَهُ دَار قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ هِيَ دَار المملكة الْيَوْم قَالَ غَرِمَ عَلَى سَوق المَاء إِلَيْهَا خَمْسَة آلَاف دِرْهَم
(ستّ)
3 - (بنت الناصح علوان)
ستّ الْأَهْل بنت الناصح علوان بن سعيد بن علوان الشيخة الصَّالِحَة المسندة المعمّرة أمّ أَحْمد البعلبكيّة نزيلة دمشق سَمِعت الْكثير من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن تفرّدت بأجزاء وتكاثر عَلَيْهَا المحدّثون وَكَانَ خيرّة متواضعةً طَوِيلَة الرّوح أَكثر عَنْهَا الشَّيْخ سمش الدّين وتوفيّت سنة ثَلَاث وَسبع مائَة
ستّ الوزراء الشيخة الصَّالِحَة المعمّرة مُسندَة الْوَقْت أمّ عبد الله بنت القَاضِي شمس الدّين عمر ابْن العلاّمة شيخ الْحَنَابِلَة وجيه الدّين أسعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخيّة الدمشقيّة الحنبليّة وُلدت أول سنة أَربع وَعشْرين وتوفّيت سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَسمعت الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي من أبي عبد الله بن الزبيدِيّ وَسمعت الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي من أبي عبد الله بن الزبيدِيّ وَسمعت من والدها جزأين وعُمّرت دهراً وروت الكثر وطُلبت إِلَى مصر وحجّت مرّتين وتزوّجت بأَرْبعَة رابعهم نجم الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الشِّيرَازِيّ وَكَانَ لَهَا ثَلَاث بَنَات وروت الصَّحِيح مرّات بِدِمَشْق وبمصر وَقَرَأَ عَلَيْهَا الشَّيْخ شمس الدّين مُسْند الشَّافِعِي وَهِي آخِر من حدّث بِالْكتاب وَكَانَت(15/73)
ثَابِتَة طَوِيلَة الرّوح عَلَى طول المواعيد سمع مِنْهَا الواني وَابْن المحبّ وفخر الدّين الْمصْرِيّ وَصَلَاح الدّين العلائي وَابْن قَاضِي الزبداني)
وَخلق كثير
3 - (بنت تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ)
ستّ الْفُقَهَاء الشيخة الصَّالِحَة العابدة المسندة المعمّرة بنت الإِمَام تَقِيّ الدّين إِبْرَاهِيم بن عليّ بن أَحْمد بن فضل ابْن الوَاسِطِيّ الصالحيّة الحنبليّة ولدت تَقْرِيبًا وَسمعت حضوراً جُزْء ابْن عَرَفَة فِي سنة خمس من عبد الحقّ ابْن خلف وَسمعت من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيره وسماعها قَلِيل لَكِن لَهَا إجازات عالية من جَعْفَر الهمذاني وَأحمد بن العزّ الحرّاني وَعبد الرَّحْمَن بن بُنَيماْن وَعبد اللَّطِيف ابْن القبيطي وروت الْكثير وسمعوا مِنْهَا سنَن ابْن ماجة وَأَشْيَاء توفّيت وَلها اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ سنة ستّ وَعشْرين وَسبع مائَة
3 - (ابْنة الْأُسْتَاذ)
ستّ الرِّضَا بنت نصر الله بن مَسْعُود بن نجيم الكاتبة الْمَعْرُوفَة ببنت الْأُسْتَاذ تكْتب خطا مليحاً عَلَى طَريقَة ابْن البوّاب قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار رَأَيْت بخطّها إجَازَة كبتْها لجَماعَة بِجَمِيعِ مرويّاتها فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَلَا أَدْرِي لَهَا رِوَايَة أم لَا
3 - (بنت طولون)
سِتّ النِّسَاء بنت طولون التركي قَالَ عليّ بن عبد الجبّار الصُّوفِي زوّجت ستّ الوزراء بنت طولون لعبةَ من لعبها فأنفقت فِي وليمتها مائَة ألف دِينَار فَلم تلبث الْكثير من دهرها حتّى رَأَيْتهَا فِي سوق بَغْدَاد تتعرض للسؤال فرآها بعض الْأَغْنِيَاء فعرفها فَقَالَ لَهَا أَيْن مَا كنت فِيهِ من النَّعيم قَالَت كنّا نرصد نَوَائِب الدَّهْر فجاءَتنا وَتركت الديار بَلَاقِع قَالَ فَمَا تشتهين قَالَت ملْء بَطْني طَعَاما فَقَالَ لَهَا هَذَا وَكيلِي انصرفي إِلَى الْمنزل وَأمر لَهَا بِعشْرَة آلَاف فَقَالَت يَا أخي عَلَيْكَ بِمَالك بَارك الله لَكَ فِيهِ أما إنّه قَدْ كَانَ عندنَا أَكثر من ذَلِكَ فَلم يبْق وأكلتْ شَيْئا وولّت وَقَالَت من الوافر
(دَعِ الدُّنْيَا لِعاشِقِها ... سيُصبحُ مِن ذّبائِحِها)
(أرى الدُّنْيَا وَإِن مُدِحَتْ ... تنصّ عَلَى فضائحها)
(فَلَا تَغْرُرْك رائحةٌ ... تُصيبك من روائحها)
(فإنّ سُرورَها سَمٌّ ... وَحَتْفُك فِي منائحها)
(وَمُطرِبُها بمعرفةٍ ... يؤوب إِلَى نوائحها)
)
ستّ الْعَرَب بنت سيف الدّين عليّ بن الشَّيْخ رَضِي الدّين عبد الرَّحْمَن بن(15/74)
محمّد بن عبد الجبّار الْمَقْدِسِي الشيخة الصَّالِحَة أمّ محمّد حضرت عَلَى ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وحدّثت
سمع مِنْهَا البرزالي وأجازت لي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وتوفّيت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة
3 - (أمّ مجد الدّين ابْن العديم)
ستّ الْعَرَب بنت عبد الْمجِيد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن أُخْت الصَّدْر عون الدّين سُلَيْمَان العجمي وَالِدَة الصاحب مجد الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم وإخوانه رَوَت عَن الزكيّ إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ هِيَ وبناتها لَهَا إجازات من أبي الْفتُوح الكبري وَابْن ملاعب وَجَمَاعَة خرّج لَهَا جُزْءا عَنْهُم ابْن الظَّاهِرِيّ وحدّثت بِهِ فَسمع التقي عبيد وَبدر الدّين ابْن الْجَوْهَرِي والشريف عزّ الدّين وتوفّيت سنة خمس وَسبعين وستّ مائَة
3 - (أُخْت الْعَادِل)
سِتّ الشأم خاتون أُخْت السُّلْطَان الْعَادِل واقفة المدرستين اللَّتَيْنِ بِظَاهِر دمشق وبداخلها
ودُفنت لمّا توفّيت سنة سِتّ عشرَة وست مائَة بِالْمَدْرَسَةِ البرّانية وَكَانَتْ سيّدة الملكات فِي عصرها كَثِيرَة البرّ وَالصَّدقَات كَانَ يُعمَل فِي السّنة بدارها أشربة وسفوفات وعقاقير بمبلغ عَظِيم ويفرَّق عَلَى النَّاس كَانَ بَابهَا ملْجأ كلّ قَاصد وَهِي شَقِيقَة المعظّم توران شاه وَسَائِر مُلُوك بني أيّوب إمّا إخوتها أَو بَنو إخوتها وَأَوْلَادهمْ قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ وهم الْآن نَحْو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ ملكا مِنْهُم إخوتها الْأَرْبَعَة المعظّم وَصَلَاح الدّين والعادل وَسيف الْإِسْلَام وَأَوْلَاد صَلَاح الدّين الْعَزِيز ثُمَّ ابْنه الْمَنْصُور وَالْأَفْضَل والزاهر وَالظَّاهِر وَابْنه الْعَزِيز وَابْن ابْنه النَّاصِر يُوسُف وَأَوْلَاد الْعَادِل الْكَامِل وَأَوْلَاده الثَّلَاثَة المسعود والصالح والعادل وَأَبْنَاء الصَّالح المعظّم الْمَقْتُول بِمصْر الموحّد صَاحب الْحصن وَابْن الْعَادِل ابْن الْكَامِل المغيث صَاحب الكرك والمعظّم ابْن الْعَادِل الْأَكْبَر وَابْنه النَّاصِر دَاوُد والأشرف وَابْن الْعَادِل والصالح ابْن الْعَادِل والأوحد والحافظ والعزيز وَابْنه السعيد وشهاب الدّين غَازِي وَابْنه الْكَامِل محمّد وَابْن سيف الْإِسْلَام إِسْمَاعِيل الَّذِي ادّعى الْخلَافَة بِالْيمن وفر وخشاه ابْن شاهنشاه ابْن أيّوب وَابْنه الأمجد صَاحب بعلبك وتقي الدّين وَابْنه الْمَنْصُور ثُمَّ ذرّيّته مُلُوك حماة
(الألقاب)
)
الستوري عليّ بن الْفضل
الستوري الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري(15/75)
السجّاد أَبُو محمّد الْهَاشِمِي اسْمه عليّ بن عبد الله
والسجّاد آخر هاشمٍ أَيْضا اسْمه عليّ بن الْحسن بن الْحسن بن الْحسن
والسجّاد الْقَدِيم اسْمه محمّد بن طَلْحَة
سجادة الْحسن بن حَمَّاد
ابْن سجادة زَكَرِيَّا بن عليّ
سجادة الْبَغْدَادِيّ اسْمه الْحسن بن حَمَّاد
السجاوندي المفسرّ اسْمه محمّد بن طيفور
سحبل عبد الله بن محمّد
ابْن سَحْنُون خطيب النيرب عبد الوهّاب بن أَحْمد
(الْمَالِكِي)
سَحْنُون الْمَالِكِي اسْمه عبد السَّلَام بن سعيد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ
(سُحَيم)
3 - (أَبُو عبد الله الشَّاعِر)
سحيم بن عبد بني الحسحاس بن هِنْد بن سُفْيَان بن نَوْفَل بن عصاب بن كَعْب بن سعد بن عَمْرو بن مَالك بن ثَعْلَبَة بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة يكنّى أَبَا عبد الله وَهُوَ زنجي أسود فصيح مخضرم لَيْسَ لَهُ صبحة توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ قَالَ من الْبَسِيط
(أشعارُ عبد بني الحسحاس قمن لَهُ ... عِنْد الفخار مقامَ الأَصْل والوَرقِ)
(إِن كنتُ عبدا فَنَفَسِي حرّةٌ كرماً ... أَو أسودَ اللَّوْن إنّي أبيضُ الخُلُقِ)
عَن ابْن سَلام قَالَ أُتى عُثْمَان بن عَفَّان بِسُحَيْم فأُعجب بِهِ فَقل إنّه شَاعِر وَأَرَادُوا أنْ يرغَبوه فِيهِ قَالَ لَا حَاجَة لي فِيهِ إنّ الشَّاعِر لَا حَرِيم لَهُ إِن شيع تشبّب بنساء أَهله وإنْ جَاع هجاهم
فَاشْتَرَاهُ غَيره فلمّا رَحل بِهِ قَالَ فِي طَرِيقه وَكَانَ الَّذِي بَاعه مَالك الحسحاسي من الطَّوِيل(15/76)
(أشَوْقاً لمّا يَمْضِ لي غير ليلةٍ ... فَكيف إِذا سَار المطيّ بِنَا عشرا)
(وَمَا كنت أخْشَى معبدًا أَن يبيعني ... بشيءٍ وَلَو أمْسَتْ أنامِلُهُ صفرا)
(أخوكم وَمولى مالكم وربيبكم ... وَمن قَدْ ثوى فِيكُم وعاشركم دهرا)
فلمّا بَلغهُمْ هَذَا الشّعْر رقّوا لَهُ اشتروه فَأخذ حِينَئِذٍ يشبّب بنسائهم وَيذكر أُخْت مَوْلَاهُ فَمن قَوْله فِيهَا وَكَانَتْ مَرِيضَة من المنسرح
(مَاذَا يُرِيد السقام من قمرٍ ... كلُّ جمالٍ لوجهه تَبَعُ)
(مَا يرتجِي خَابَ من محاسنها ... أمالَه فِي القباح مُتَّسَعُ)
(غَيَّرَ مِن لونِها وصفّرها ... فارتدَ فِيهِ الْجمال والبدُع)
(لَو كَانَ يْبغي الْفِدَاء قلتُ لَهُ ... هَا أَنا دون الحبيب يَا وجعُ)
وَعَن الْمَدَائِنِي قَالَ كَانَ عبد بني الحسحاس يسمّى حيّة وَكَانَتْ لسيّده بنتٌ بكْرٌ فأعجبه جمَالهَا وأعجبها فأمرتْه أَن يتمارض فَفعل وَعصب رَأسه فَقَالَت للشَّيْخ إسْرَحْ أَيهَا الشَّيْخ بإبلك لَا تَكِلْها إِلَى العَبْد وَكَانَ فِيهَا أيّاماً ثُمَّ قَالَ لَهُ كَيْفَ تجدك قَالَ صَالحا قَالَ فرُحْ فِي إبلك العشيّة فراح فِيهَا فقالتْ الْجَارِيَة لأَبِيهَا مَا أحسبك إِلَّا قَدْ ضيّعتَ إبلك العشيّة إِذْ وكلتها إِلَى حيّة فَخرج فِي آثَار إبِله فَوَجَدَهُ مُسْتَلْقِيا فِي ظلّ شَجَرَة وَهُوَ يَقُول من السَّرِيع
(يَا رُبَّ شجوٍ لَكَ فِي الحاضرِ ... تذْكُرُها وأنتَ فِي الصادِرِ)
)
(من كلّ بَيْضَاء لَهَا كعُبٌ ... مثل سَنَام البكرة المائِر)
فَقَالَ الشَّيْخ إنّ لَهَذا شَأْنًا وَانْصَرف فَقَالَ لِقَوْمِهِ اعلموا أنّ هَذَا العَبْد قَدْ فضحكم وأنشدهم الشّعْر فَقَالُوا اقتله فَنحْن طوعك فلمّا جَاءَهُم وَثبُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ قلت وَفعلت فَقَالَ لَهُم دَعُوني إِلَى غَد أعْذُرُها عِنْد أهل المَاء قَالُوا هَذَا صَوَاب فَأتى عَلَى موعد مِنْهَا فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ فَنَادَى يَا أهل المَاء مَا فِيكُم امْرَأَة إلاّ قَدْ أصبْتُها إلاّ فُلَانَة فإنّي عَلَى موعدٍ مِنْهَا ولمّا قدموه ليُقتَل قَالَ من الْكَامِل
(شُدّوا وثاق العَبْد لَا يَفْلِتْكُمُ ... إنّ الْحَيَاة من الْمَمَات قريبُ)
(فَلَقَد تَحَدَّرَ من جَبِينِ فَتاتكم ... عَرَقٌ عَلَى جَنْبِ الفِراش رطِيبُ)
وَكَانَ سحيم فِي لِسَانه عُجْمَةٌ فَإِذا أنْشد وَاسْتحْسن قَالَ أهَّنك وَالله يُرِيد أحسنْتَ وَالله
(أَمِير دمشق)
سختكين شهَاب الدولة ولي إمرة دمشق للظَّاهِر خَليفَة مصر وَمَات بِدِمَشْق فِي قصر السُّلْطَان سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة(15/77)
(الألقاب)
السخاوي علم الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد
السّخْتِيَانِيّ اسْمه أيّوب
ابْن السداد زين الدّين عليّ بن يحيى
(الطَّاهِر الْجَزرِي)
سداد بن إِبْرَاهِيم أَبُو النجيب الْجَزرِي الملقّب بالطاهر شَاعِر مدح المهلّبي وَزِير معزّ الدولة ومدح عضد الدولة روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عليّ بن المحسّن التنوخي ومحمّد بن وشاح الزَّيْنَبِي
قَالَ محب الدّين ابْن النجار رَأَيْت اسْمه بِالسِّين وبخطّ أبي الْحُسَيْن هِلَال بن الصَّابِئ الْكَاتِب وَأورد لَهُ من الْكَامِل
(أفسدتُمُ نَظَرِي عليّ فَمَا أرى ... مذ غِبْتُمُ حُسناً إِلَى أَن تَقْدَموا)
(فَدَعوا غَرامي لَيْسَ يُمكنُ أَن تَرَى ... عَيْنُ الرِضَى والسُخْطِ أحَسَنَ منكُمُ)
وَلَهُ أَيْضا من الوافر
(أرى جِيلَ التصَوُّفِ شَرَّ جِيلٍ ... فقُلْ لَهُم وأهْوِنْ بالحُلولِ)
(أقَال الله حينَ عشِقُتُمُوهُ ... كُلوا أكْلَ البَهائِمِ وَارْقُصُوا لي)
سُدَيدِسَةُ الأنصاريَة الصحابيّة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَا رأى الشَّيْطَان عمر إلاّ خَرَ لوجهه روى عَنْهَا سَالم تُعدُّ فِي أهل الْمَدِينَة سُديف بن مَيْمُون المكّي الشَّاعِر مولى آل أبي لَهب كَانَ شديدَ السوَاد أعرابيّاً بدوياً وَهُوَ الَّذِي حرَض السفّاح عَلَى قتل مَنْ كَانَ فِي محبسه من بَيْنَ أميّة فقُتلوا ثمّ دخل عَلَى الْمَنْصُور فِي خِلَافَته وَوجد عِنْده رجلا أمويّاً فحرّضه عَلَى قَتله بِأَبْيَات مِنْهَا من الْبَسِيط
(يَا راتق الفتق من جِلبابِ دولته ... وَمن شَبا قلبه مُسْتَيْقِظْ عاديِ)
(أنِّي ومِن أينَ لي فِي كُلَّ نائِبَةٍ ... مَوْلى كأنتَ لإصدارِ وإيرادِ)
(لَا تُبْقِ من عبد شمس حيّةً ذكرا ... تَسْعَى إِلَيْك بإرصادٍ وإلحادِ)
(جددلهم رَأْي عزم مِنْك مصطلم ... يكون مِنْهُ عبادياً على الْهَادِي)(15/78)
(وَلَا تقيلن مِنْهُم كَثْرَة أحدا ... فكلهم وفتاهم حَيَّة الْوَادي)
(وَهل يُعلِّمُ هِمّاً خمرة حَدَثٌ ... عَبْدٌ ومَولاهُ نحريرُ بِهَا هادي)
(آلَيْت لَو أنّ لي بالقوم مقدرَة ... لما بَقَى حاضرٌ مِنْهُم وَلَا بَادِي)
فَقتله ثُمَّ إنّه لمّا خرج محمّد بن عبد الله بن حسن عَلَى الْمَنْصُور مَال إِلَيْهِ سُديف وَبَايَعَهُ وَجعل يطعن عَلَى الْمَنْصُور ويمتدح عليّ ويتشيَع فَقَالَ يَوْمًا ومحمّد بن عبد الله عَلَى الْمِنْبَر وسديف عَن يَمِين الْمِنْبَر وَهُوَ يُشِير إِلَى الْعرَاق يُرِيد الْمَنْصُور من الْكَامِل)
(أسرفتَ فِي قتل البريّة جاهداً ... فَاكْفُفْ يَديك أضَلَّها مَهْدِيُّها)
(فَلْتَأتيّنك غارةٌ حَسَنيَّةٌ ... جرّارة تحتثّها حسنُيها)
وَيُشِير إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله من الْكَامِل
(حَتَّى تصبح قَرْيَة كوفيةً ... لما تغطْرَسَ ظَالِما حَرَميُّها)
فَبلغ ذَلِكَ المنصورَ نفال قتلني الله إنْ لَمْ أُسِرْفْ فِي قَتله وَكَانَ الْمَنْصُور قَدْ وصل سُديفاً بِأَلف دِينَار فَدَفعهَا إِلَى محمّد بن عبد الله مَعُونَة لَهُ فلمّا قُتل محمْد صَار مَعَ أَخِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بِالْبَصْرَةِ فلمّا قتل إِبْرَاهِيم رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة فاستخفى بهَا فظفر بِهِ الْمَنْصُور فَأمر عَمه عبد الصَّمد بن عَليّ فَقتله بِمَكَّة خَارج الْحر بِالسَّيْفِ وَقيل أَمر بِهِ فجُعِلَ فِي جُوالق ثُمَّ خيط عَلَيْهِ وَضرب بالخشب حَتَّى كسر ثُمَّ رُمى بِهِ فِي بِئْر وَبِه رَمَقٌ حتّى مَاتَ وَمن شعره أَيْضا يُخَاطب محمّد بن الْحسن من الْبَسِيط
(إنّا لَنَأمُلُ أَن ترتَدَّ أُلْفَتُنا ... بعد التباعُد والشحناء والإحَنِ)
(وتَنْقضي دولةٌ أحكامُ قادتها ... فِينا كأحكامِ قومٍ عابدي وَثنِ)
(فانهضْ ببيعتكم تنهض بطاعتنا ... إنّ الخِلافةَ فِيكُم يَا بني الحَسَنِ)
وَكَانَ سديف أوّلاً شَدِيد التعضَب لبني هَاشم مُظْهِراً لذَلِك فِي أيّامم بني أميّة وَكَانَ يخرج إِلَى أَحْجَار صغَار فِي ظَاهر مكّة يُقَال لَهَا صفا الشَّبَاب وَيخرج مولى لبني أميّة يُقَال لَهُ شبيب فيتسابّان ويتشاتمان ويذكران المثالب والمعائب وَيخرج مَعَهُمَا من سُفَهَاء الْفَرِيقَيْنِ من يتعصّب لهَذَا وَلِهَذَا فَلَا يبرحون حَتَّى يكون بَينهم الْجراح والشِجاج وَيخرج إِلَيْهِم السُّلْطَان فيفّرقهم ويعاقب الجُناة فَلم تزل العصبيّة حَتَّى شاعت فِي السفلة وَكَانُوا صِنفين يُقَال لَهُم السديفيّة والسييلبيّة طول أيّام بني أميّة ثن انْقَطع ذَلِكَ فِي أيّام بني هَاشم وَصَارَت العصبيّة بمكّة بَيْنَ الحنّاطين والجزّارين
السُدّي المفسرّ إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن(15/79)
(السديد)
3 - (المدّور الطَّبِيب)
السديد أَبُو الْبَيَان المدوّر الْيَهُودِيّ طَبِيب السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ جاذقاً بَصيرًا خدم الْخُلَفَاء المصريّين وَصَلَاح الدّين بعدهمْ وَطَالَ عمره وَعجز وَانْقطع وَكَانَ لَهُ فِي الشَّهْر أَرْبَعَة وَعشْرين دِينَارا وَكَانَ يُقْرِئ فِي دَاره وَمن تلامذته زين الحسّاب بِالْحَاء وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ وتوفيّ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة
3 - (الدمياطي الطَّبِيب)
السديد الدمياطي الطَّبِيب الْيَهُودِيّ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَحَضَرت معالجته مرّات وَكَانَ رجلا فَاضلا عَلَى ذهنه شَيْء من أوقليدس والحساب وَمن الطبيعي وَغَيره ويستحضر كثيرا من كَلَام الأطبّاي وَكَانَ سعيد العلاج لَمْ يكن فِي عصره مثله فِي العلاج قَرَأَ عَلَى الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن النفيس وَحضر مُبَاحَثَةً مَعَ القَاضِي جمال الدّين ابْن وَاصل وَحكى لي أَشْيَاء فِيهَا فَوَائِد عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين وَكَانَ من أطبّاء السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد لَا يدْخل الدّور الرئيس جمال الدّين إِبْرَاهِيم دور السُّلْطَان فِي الْغَالِب إلاّ وَهُوَ مَعَه كَانَ مائل الْعُنُق قَدْ أسَنَّ وتوفيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِيمَا أظنّ
أَولا السديد القُوصيّون جمَاعَة مِنْهُم جمال الدّين محمّد بن عبد الوهّاب
وَمِنْهُم شمس الدّين أَحْمد بن عليّ
وَمِنْهُم مجد الدّين هبة الله بن عليّ
(سراج)
3 - (الصَّحَابِيّ)
سراج مولى تَمِيم الدَّارِيّ قدم عَلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خَمْسَة غلْمَان لتميم
روى عَنهُ فِي تَحْرِيم الْخمر وَأَنه أَسْرج فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالقنديل وَالزَّيْت وَكَانَ قبل ذَلِكَ لَا يسرجون إلاّ بسعف النّخل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَسْرج مَسْجِدنَا فَقَالَ تَمِيم غلامي هَذَا قَالَ مَا اسْمه قَالَ فتح فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل اسْمه سراج(15/80)
3 - (أَبُو الحُسين اللُّغَوي)
سراج بن عبد الْملك بن سراج بن عبد الله الإِمَام أَبُو الْحُسَيْن العلاّمة اللّغَوِيّ كَانَ من أذكياء الْعَالم خلف أَبَاهُ بقرطبة فِي الْأَدَب وتُوُفيّ سنة سبع وَخمْس مائَة
سراج الْخَادِم كَانَ فِي خدمَة الْمَأْمُون فَأحْضرهُ فِي من اتهمه بقتلة الْفضل بن سهل وزيره فَقدم إِلَى الْمَأْمُون وَإِلَى جَانِبه عليّ بن مُوسَى الرِّضَا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بحقّه إلاَّ عفوتّ عنّي فَقَالَ إنمّا أَقْتُلُكَ لجهلكَ حقَّه فَقَالَ لَهُ وَالله مَا فِي الحكم أَن تَأمر بقتْله ثُمَّ تَقْتُلنَا بِهِ فَقَالَ لَهُ إِن كنتَ صَادِقا فعَنْ قليلٍ تِصير إِلَى رَحْمَة الله وَأَنت كنتَ كَاذِبًا فَمَا قَتْلُكَ بكفّارة لَكَ وَأَنت مُصرٌّ غير تائب وَفِي دعواك هَذِهِ كَاذِب ثُمَّ أَمر بِضَرْب عُنُقه وَكَانَ قبله قَدْ قدَم عَليّ بن أبي سعيد الْكَاتِب فاضطرب اضطراباً شَدِيدا وَقَالَ إِي إِي إِي فَقَالَ الْمَأْمُون جزعات الصّبيان وفتكات الفرسان اضْرِب يَا غُلَام عُنُقه فلمّا يئس من نَفسه قَالَ الله الله فِي دمائنا فإنّك أوّل هَذَا الْأَمر وَآخره فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون كذبْتَ أَقْتلك بإقرارك وآخذك بادّعائك وَضرب عُنُقه ثُمَّ قُدّم مؤنس الْخَادِم وَعبد الْعَزِيز بن عمرَان فَضرب أَعْنَاقهم وسوف يَأْتِي ذكر ذَلِكَ فِي ترجمتهما وقَتل كلّ من اتُّهم بقتل الْفضل بن سهل وأنفذ رُؤُوس الْقَتْلَى إِلَى أَخِيه الْحسن ابْن سهل
(الألقاب)
ابْن السرّاج النَّحْوِيّ اسْمه محمّد بن السّري
والسرّاج الْقَارئ اسْمه جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن
السرّاج الورّاق عمر بن محمّد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ)
ابْن السرّاج أَحْمد بن محمّد السرّاج المحار عمر بن مَسْعُود(15/81)
(سراقَة)
3 - (المدلجي الصَّحَابِيّ)
سُراقة بن مَالك هُوَ الَّذِي يسْأَل عَن مُتْعَة الحّج ألِلأَبَدِ هِيَ توفيّ فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ
نقلتُ من خطّ الشَّيْخ فتح الدّين محمّد بن سيّد النَّاس بَعْدَمَا حدّثني بِهِ قَالَ سُراقةُ بن مَالك بن جعْشم الْكِنَانِي يكنّى أَبُو سُفْيَان رَوى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عبّاس وَجَابِر وروى عَنهُ سعيد بن المسيّب وَابْنه محمّد بن سراقَة وروى سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي مُوسَى عَن الْحسن أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسراقة بن مَالك كَيْفَ بك إِذا أُلْبِسْتَ سِوَارَيْ كسْرَى فلمّا أُتي عمر بِسوَارِي كسْرَى ومنطقته وتاجه دَعَا سراقَة بن مَالك فألبسه إيّاها وَكَانَ سراقَة رجلا أزبّ كثير شعر الساعدين وَقَالَ لَهُ ارْفَعْ يدك وَقل الله أكبر الْحَمد لله الَّذِي سلبها كسْرَى بن هُرْمُز الَّذِي كَانَ يَقُول أَنا ربّ النَّاس وألبسهما سُراقةَ بنَ مَالك بن جعْشم أعرابيّاً من بني مُدْلِج وَرفع صَوته وَكَانَ سُراقةُ شَاعِرًا مُجيداً وَهُوَ الْقَائِل لأبي جهل من الطَّوِيل
(أَبَا حَكَمٍ وَالله لَو كنت شَاهدا ... لأمرِ جوادي إِذْ تَسُوْخ قوائمُهْ)
(علمتَ وَلَمْ تشككْ بأنّ محمّداً ... رسولٌ بِبُرهانٍ فَمن ذَا يقاومُهْ)
(عَلَيْكَ بكفّ الْقَوْم عَنهُ فإنّني ... أرى أمرَه يَوْمًا سَتَبْدُو مَعالِمُهْ)
(بأمرٍ يودّ النَّاس فِيهِ بأسرهم ... بأنّ جَمِيع النَّاس طرّاً يسالِمُهْ)
مَاتَ سُراقة سنة أَربع وَعشْرين فِي خلَافَة عُثْمَان وَقيل مَاتَ بعد عُثْمَان عَن أبي عمر رَحمَه الله تَعَالَى انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِي سنة أَربع وَعشْرين وفيهَا توفيّ سراقَة بن مَالك المُدْلجي الَّذِي ساخت قَوَائِم فرسه ثُمَّ أسلم وحَسُنَ إسْلامُهُ ثُمَّ ذكره فِي مَنْ مَاتَ فِي خلَافَة عليّ بن أبي طَالب مُجملا وَهِي حُدُود الْأَرْبَعين قلت وروى لِسُراقة البخاريُّ وَالْأَرْبَعَة وَجَاء سراقَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أرأيتَ الضالَة تَرِدُ عَلَى حَوْض إبلي إِلَيّ أجرٌ سقيتُها فَقَالَ فِي الكبد الحَرَّى أجْرٌ
3 - (الصَّحَابِيّ)
سُراقة بنُ كَعْب بن عَمْرو بن عبد العُزَّي النَجَاري شهد بَدْرًا وأُحداً والمشاهد كُلَّها وتوفيّ فِي)
خلَافَة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا(15/82)
3 - (الصَّحَابِيّ)
سُراقة بن عَمْرو بن عطيّة النجاري شهد بَدْرًا وأُحداً وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وخيبر وَعمرَة الْقَضَاء وقتُل يَوْم مُؤْتَة شَهِيدا
3 - (سُراقة بن الْحَارِث)
3 - (بن عدّي الْعجْلَاني)
قُتِلَ يَوْم حُنين شَهِيدا سنة ثَمَان من الْهِجْرَة
3 - (ذُو النُّور الصَّحَابِيّ)
سُراقةُ بنُ عَمْرو قَالَ ابْن عبد البرّ ذَكرُوهُ فِي الصَّحَابَة وَلَمْ ينسبوه فيهم قَالَ سيف بن عمر ردّ ابنُ الْخطاب سراقَة بن عَمْرو إِلَى الْبَاب وَجعل عَلَى مقدّمته عبد الرَّحْمَن بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ وسُراقةُ بنُ عَمْرو هُوَ الَّذِي صَالح سُكّان أرمينيّة والأرمن عَلَى الْبَاب والأبواب وَكتب إِلَى عمر بذلك وَمَات سُراقة هُنَاكَ واستخلف عبد الرَّحْمَن بن ربيعَة فأقرّه عمر عَلَى عمله قَالَ وَكَانَ سُراقة يدعى ذّا النُور وَكَانَ عبد الرَّحْمَن بن ربيعَة يدعى ذَا النُّور أَيْضا قَالَه سيف بن عمر
3 - (الْأَزْدِيّ الْبَارِقي)
سُراقةُ بنُ مرداس الْأَزْدِيّ الْبَارِقي شَاعِر من شعراء الْعرَاق هجا الْمُخْتَار بن أبي عُبيد وهرب إِلَى دمشق أيّام عبد الْملك ثُمَّ عَاد إِلَى الْعرَاق مَعَ بشر بن مَرْوَان وَكَانَتْ بَينه وَبَين جرير مُهاجاةً وَكَانَ قَدْ قَاتل الْمُخْتَار فَأَخذه أَسِيرًا وَأمر بقتْله فَقَالَ لَا وَالله لَا تقتُلُني حَتَّى تَنْقُضَ دمشقَ حجرا حجرا فَقَالَ الْمُخْتَار لأبي عمْرَة مَنْ يُخْرِجُ أسرارَنا ثُمَّ قَالَ من أسَرَكَ قَالَ قومٌ عَلَى هيل بُلْقٍ عَلَيْهِم ثيابٌ بيض لَا أَرَاهُم فِي عَسْكَر فَأقبل الْمُخْتَار عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ إنّ عدوّكم يرى من هَذَا مَا لَا ترَوْنَ قَالَ إنّي قاتِلك قَالَ وَالله يَا أَمِين آل محمّد إنّك تعلم أنّ هَذَا لَيْسَ بِالْيَوْمِ الَّذِي تقتُلُني فِيهِ قَالَ فَفِي أيّ يَوْم أَقْتلك قَالَ تضع كرسيّك عَلَى بَاب دمشق فتدعوني يَوْمئِذٍ فَتضْرب عنقِي فَقَالَ الْمُخْتَار لأَصْحَابه يَا شرطة الله من يرفع حَدِيثي ثُمَّ خلّ عَنهُ فَقَالَ سراقَة وَكَانَ الْمُخْتَار يكنّى أَبَا إِسْحَاق من الوافر
(أَلا أبلغ أَبَا إِسْحَاق أنّي ... رَأَيْت البُلقَ دُهماً مُصمَتاتِ)
)
(كفرتُ بِوَحْيِكُمْ وجعلْتُ نَذْراً ... عليَّ هجاءكم حتّى المماتِ)
(أُري عينيّ مَا لَمْ تَرْأَياهُ ... كِلَانَا عالِمٌ بالتُرَّهَاتِ)
وتُوُفيّ سُراقة فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وسراقة إِذا غير سُراقة بن مرداس بن أبي عَامر السُّلّمي ذَاكَ أَخُو العبّاس بن مرداس وَالْآخر شَاعِر أَيْضا(15/83)
(الألقاب)
ابْن سراقَة محيي الدّين اسْمه محمّد بن محمّد بن إِبْرَاهِيم
ابْن سراقَة الشَّافِعِي اسْمه محمّد بن يحيى
أَبُو السَّرَايَا الْخَارِج عَلَى الْمَأْمُون اسْمه السّري
السَّرخسِيّ الفيلسوف اسْمَعْهُ أَحْمد بن الطيّب
ابْن أبي سرح عبد الله بن سعد
ابْن سرهنك الْكَاتِب أَحْمد بن محمّد
3 - (سُرَّق بن أَسد الجُهني)
وَقيل الْأنْصَارِيّ وَيُقَال إنّه من الدائل سكن مصر وَكَانَ اسْمه الْحباب فَابْتَاعَ من رجل من أهل الْبَادِيَة راحلتين كَانَ قدم بهما إِلَى الْمَدِينَة فَأَخذهُمَا وهرب ثُمَّ تغيّب عَنهُ فأُخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فق التمسوه فلمّا أَتَوا بِهِ قَالَ أَنْت سُرَّق فِي حَدِيث طَوِيل وَكَانَ يَقُول سرّق سمّاني رَسُول الله اسْما فَلَا أُحِبُ أَن أُدْعَى بِغَيْرِهِ
(السرُوجِي)
جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الله بن عليّ وشمس الدّين ابْن المحدَّث الشابّ المتأخّر الْفَاضِل اسْمه محمّد بن عليّ بن أيبك
(السريّ)
3 - (أَبُو السَّرَايَا)
السريّ بن مَنْصُور من بني ذُهْل بن شَيبَان خرج أوَّلَ خلَافَة الْمَأْمُون وَيعرف بِأبي سَرَايَا وَكَانَ خروجُهُ بِالْكُوفَةِ وَبَايع لمحمّد بن إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن حسن ويُعْرَفُ بِابْن طَبَاطَبَا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وتوفيّ محمّد أوّل لَيْلَة من رَجَب بعد ثَمَانِيَة أيّام من بيعَته فَبَايع أَبُو السَّرَايَا بعده لمحمّد بن محمّد بن يحيى بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عليّ رَضِي الله عَنْهُم وَضرب دَنَانِير كتب عَلَيْهَا الفاطمي الْأَصْغَر وَقَوي أمره وَهزمَ جيوش الْمَأْمُون الَّتِي(15/84)
لَقِيَتْهُ من جِهَة الْحسن بن سهل إِلَى أَن أُسر هُوَ وَمُحَمّد بن محمّد بن زيد سنة مِائَتَيْنِ فَقَتَلَ الحَسَنُ بنُ سهل أَبَا السَّرَايَا ووجّه بمحمّد بن محمّد بن زيد إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ بخراسان
3 - (سريّ السَّقطِي)
سريّ بن المغلِّس أَبُو الْحسن السَّقطِي أحد رجال الطَّرِيقَة وأرباب الْحَقِيقَة كَانَ أوحد زَمَانه فِي الْوَرع وعلوم التَّوْحِيد وَهُوَ خَال الْجُنَيْد وأستاذه وَهُوَ تلميذ مَعْرُوف الْكَرْخِي يُقَال إِنَّه كَانَ فِي دكانه فَجَاءَهُ يَوْمًا مَعْرُوف وَمَعَهُ صبيّ يَتِيم فَقَالَ لَهُ اكسُ هَذَا الْيَتِيم قَالَ السّري فكسوته ففرح بِهِ مَعْرُوف وَقَالَ بَغَضَ الله إِلَيْك الدُّنْيَا وَكُلٌّ مَا أَنا فِيهِ من بَرَكَات مَعْرُوف
وَقَالَ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة أَنا فِي الاسْتِغْفَار من قولي مرّةً الْحَمد لله قيل لَهُ وَكَيف ذَلِك قَالَ وَقع بِبَغْدَاد حريق فاستقبلني وَاحِد وَقَالَ نجا حانوتك فقلتُ الْحَمد لله فَأَنا نادم من ذَلِكَ الْوَقْت حَيْثُ أردْتُ لنَفْسي خيرا من دون النَّاس وَقَالَ الْجُنَيْد دخلت يَوْمًا عَلَى خَالِي السريّ وَهُوَ يبكي فَقلت مَا يبكيك قَالَ جَاءَتْنِي البارحة الصبيّة فَقَالَت يَا أَبَت هَذِهِ لَيْلَة حارّة وَهَذَا الْكوز أعلقه هَهُنَا ثُمَّ إنّه حَملتنِي عَيْنَايَ فَرَأَيْت جَارِيَة من أحسن خلق الله تَعَالَى قَدْ نزلت من السَّمَاء
فَقلت لمن أَنْت فَقَالَت لمن لَا يشرب المَاء المبردّ فِي الكيزان وتناولت الْكوز وَضربت بِهِ الأَرْض قَالَ الْجُنَيْد فَرَأَيْت الخزف المكسور لَمْ يرفعْهُ حَتَّى عَفا عَلَيْهِ التُّرَاب وتوفيّ السرّ)
سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وحدّث عَن الفضيل بن عِيَاض وهُشيم وَأبي بكر بن عَيَّاش وَجَمَاعَة أَتَت عَلَيْهِ ثَمَان وَتسْعُونَ سنة مَا رُئي مُضْطَجعا إِلَّا فِي علّة الْمَوْت فَقَالَ الفرخاني عَن الْجُنَيْد
وَقَالَ السريّ صلّيتُ لَيْلَة وردي ومددُ رجْلي فِي الْمِحْرَاب فنوديت يَا سريّ كَذَا تجَالس الْمُلُوك فضممْتُ رجْلي ثُمَّ قلت وعزّتك وجلالتك لَا مددْتُها وَابْنه إِبْرَاهِيم بن الأسريّ قريب الْحَال من أَبِيه
3 - (لبرفّاء الشَّاعِر)
السريّ بن أَحْمد بن السريّ الْكِنْدِيّ الرفّاء الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ فِي صباه يرفو يطرّز فِي دكّان بالموصل وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يتولّع بالأدب وَالشعر حتّى مهر
وَقصد سيف الدولة بن حمدَان وَأقَام عِنْده بحلب ثُمَّ وَقع بَينه وَبَين الخالديّان هجاء وَآل الْأَمر بَينهم إِلَى أَن قطع سيف الدولة رسمه فانحدر إِلَى بَغْدَاد ومدح الْوَزير المهلَّبي وَغَيره من الرؤساء فراح عِنْدهم فلمّا قدم الخالديّين بَغْدَاد بَالغا فِي أذيّته بكلّ مُمكن حَتَّى عدم الْقُوت فَجَلَسَ ينْسَخ وَيبِيع شعره وادّعى عَلَيْهِمَا سَرقَة شعره وَشعر غَيره وَكَانَ مغرى بنسخ ديوَان كشاجم وَهُوَ إِذْ ذَاكَ ريحَان تِلْكَ الْبِلَاد وَالسري يذهب مذْهبه وَكَانَ يدسّ فِيمَا يَكْتُبهُ من شعره أحسن شعر الخالديّينِ ليزِيد فِي حجم مَا ينسخه وَينْفق سوقه ويُغلي شعره ويغضّ مِنْهُمَا وَكَانَ(15/85)
السريّ شَاعِرًا مطبوعاً كثير الافتنان فِي الْوَصْف والتشبيه وَلَمْ يكن لَهُ رُوَاء وَلَا منظر وَلَا يحسن من الْعُلُوم غير نظم الشّعْر وَجمع شعره قبل وَفَاته وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَالثَّلَاث مائَة فَقيل سنة نَيف وستّين وَقيل اثْنَتَيْنِ وستّين وَقيل أَربع وَمن شعر الرفّاء من الطَّوِيل
(وبِكْرٍ شِرَبْناها عَلَى الْورْد بُكرَةً ... فَكَانَت لَنَا وِرداً إِلَى بُكرّةِ الغَدِ)
(إِذا قَامَ مُبْيَضّ اللِباس يديرها ... توهّمته يسعَى بِكُمّ مُوَدَّدِ)
قلت مثله قَول الآخر من المتقارب
(كَأَنَّ المديرَ لَهَا باليمينِ ... إِذا قَامَ للسقْيِ أَو باليَسارِ)
(تدرع ثوبا من الياسمين ... لَهُ فَردُكُمٍّ مِن الجلّبارِ)
وَقَوْلِي أَنا أَيْضا من أَبْيَات من الطَّوِيل)
(وساقٍ لَنَا فِي كَفّه ورُضابه ... ووجْنِتِهِ واللَحْظ أَربع أكؤُسِ)
(إِذا حثها أَبْصَرْتَ أبْيَضَ ثَوبِه ... لَهُ نِصْفُ كُمٍّ من سناها مورّسِ)
وَمن شعر السريّ الرفّاء ممّا قَالَه فِي دير الشَّيَاطِين من الْبَسِيط
(عصى الرشادَ وَقَدْ ناداه من حينٍ ... وراكضُ الغَيَّ فِي تِلْكَ الميادينِ)
(مَا حنّ شَيْطَانه العاتي إِلَى بَلَدٍ ... إِلَّا ليَقربَ من دير الشياطينِ)
(وفِتيَةِ زَهَرُ الآدابِ بَينهم ... أبهى وأنضر من زَهْر البساتينِ)
(مَشوا إِلَى الراح مشي الرخّ وَانْصَرفُوا ... والراح يمشي بهم مَشْي الفرازينِ)
(فَصُرِّعوا بَيْنَ أعطان الهياكِلِ فِي ... تِلْكَ الْجنان وأقمار الدواوينِ)
(حتّى إِذا نطق الناقوس بينهمُ ... مُزَنَّرُ الخَصِرْ روميّ القرابينِ)
(يرى المدامةَ دِيناً حبّذا رَجُلٌ ... يعُدُّ لَذَّةَ دُنْيَاهُ من الدينِ)
(فَحَثَّ أقداحها بيض السوالف فِي ... حُمرِ الغلائلِ فِي خُضر الرياحينِ)
(كأنّها وَبَيَاض المَاء يقرعها ... وَرْدٌ تصافحه أوْراقُ نسرينِ)
قَالَ الخالديّان قَدْ نازعه فِي أَبْيَات مِنْهَا جماعةٌ من شعرائنا لمّا بلغ السّري الرفّاء أنّ الخالدّيين يُريدَان الْعود إِلَى بَغْدَاد فِي أَيَّام المهلّبي كتب إِلَى أبي الخطّاب الْمفضل بن ثَابت الصَّابِئ من الْكَامِل
(بَكَرَتْ عَلَيْكَ مُغيرةُ الْأَعْرَاب ... فأحفظ ثِيابَك يَا أَبَا الخطابِ)
(وَرَدَ العِراقَ ربيعةٌ بن مُكَدَّمٍ ... وعُتيبةُ بنُ الْحَارِث بن شِهابِ)
(أفعندنا شَكٌّّ بأنهّما هما ... فِي الفَتْكِ لَا فِي صِحّةِ الأنْسابِ)(15/86)
(جلبا إِلَيْك الشعرّ مِن أوْطانِهِ ... جَلْبَ التجارِ طرائفَ الأجلابِ)
(فبدائعُ الشُّعَرَاء فِيمَا جهّزا ... مقرونةٌ ببدائعِ الكُتابِ)
(شَنّا عَلَى الْآدَاب أقْبَحَ غارةٍ ... جَرَحَتْ قُلوبَ محاسِنِ الآدابِ)
(فحذارِ مِن حَرَكاتِ صِلَّيْ قَفرةٍ ... وحَذارِ مِن حَرَكاتِ لَيْشَي عابِ)
(لَا يَسْلُبانِ أَخا الثَراءِ وإنمّا ... يَتَنَاهَبانِ نَتَائِجَ الألْبابِ)
(إنْ عَزَّ مَوجودُ الكَلامِ عَلَيْهِمَا ... فَأَنا الَّذِي وَقَفَ الكًلامُ بِبابي)
(أَو يَهْبطا مِنْ ذلّتي فَأَنا الَّذِي ... ضِرُبتْ عَلَى الشَرَفِ الرفيعِ قبابي)
)
(كم حاوَلا أمَدي فطال عَلَيْهِمَا ... أَن يُدرِكا إِلَّا مَطارَ تُرابي)
(عَجزا وَلنْ يقف العبيد إِذا جَروا ... يَوْم الرِّهَان مَواقِف الأربابِ)
(وَلَقَد حَميتُ الشعرَ وَهْوَ لِمَعْشَرٍ ... رمم سِوى الأسماءِ والألقابِ)
(وضربتُ عَنهُ المدّعين وإنمّا ... عَنْ حَوْزَةِ الْآدَاب كانَ ضرابي)
(فغدت نبيط الخالدية تَدعِي ... شعري وترفل فِي حبير ثِيَابِي)
(قَومٌ إِذا قصدُوا الملوكَ لِمَطْلَبٍ ... نُفِضَتْ عمائِمُهُم عَلَى الأبْوابِ)
(مِنْ كُلِّ كَهْلٍ نستطير سِبالُه ... لَوْنَينِ بَينَ أنامِلِ البوّابِ)
(مُغْضٍ عَلَى ذلّ الحِجابِ يرُدُّهُ ... دَامِي الجَبين تجهُّمُ الحُجابِ)
(ومُفَوَّهين تَعَرَّضا لجرايتي ... فَتَعَرَّضَتْ لَهُما صُدورُ حِرابي)
(نظرا إِلَى شِعْري يَرُوقُ فترّبا ... مِنه خُدودَ كواعبِ أتْرابِ)
(شِرَباهُ فَاعْتَرَفا لَهُ بِعُذوبةٍ ... وَلَرُبَّ عذبٍ عادَ سَوْطَ عَذابِ)
(فِي عارَةٍ لَمْ تَنْثَلِم فِيهَا الظِبا ... ضَرْباً وَلَمْ تَنْدَ القنا بِخِضّابِ)
(تُرِكَتْ غرائبُ مَنطِقي فِي غُربَةٍ ... مَسْبِبَّة لَا تَهتَدِي لإبابِ)
(جرحى وَمَا ضرُبَتْ بِحَدِّ مُهَنّدٍ ... أسرى وَمَا حُمِلَتْ عَلَى أقْتابِ)
(لَفْظٌ صَقَلْتُ مُتونَه فكأنّه ... فِي مُشرِقاتِ التَزْمِ درُّ سَحابِ)
(وكأنمّا أجْريت فِي صَفَحاتِهِ ... حُرَّ اللُجينِ وخالصَ الزريابِ)
(أعْرَبْتُ فِي تَحْبيره فُروَاتُهُ ... فِي نُزهةٍ مِنهُ وَفِي استِغْرابِ)
(وقطعتُ فِيهِ سبيبةً لن تشتغل ... عَنْ حُسنِهِ بِصِبىً وَلَا بتَصابي)
(وَإِذا تَرَقْرَقَ فِي الصَّحِيفَة مَاؤُهُ ... عَبِقَ النسيم فَذَاك مَاء شَبَابِي)(15/87)
(يُصغي اللَبيبُ لَهُ فيَقْسِمُ لُبّه ... بَينَ التعجُّبِ مِنْهُ والإعْجابِ)
(جدٌّ يَطير شاعة وفُكاهَةٌ ... تستعطِفُ الأحْبابَ للأحْبابِ)
(أعزِزْ عليّ بأنْ أرى أشلاءَه ... تَدْمَى بِظُفْرِ للعَدوّ ونابِ)
(أَفِنٍ رَماهُ بغارةٍ مأفونَةِ ... باعَتْ ظِباءَ الرّوم فِي الْأَعْرَاب)
وَهِي طَوِيلَة وَهَذَا مِنْهَا كَاف وَلَهُ كتاب المحبّ والمحبوب والمسوم والمشرو وَكتاب الديرة وَمن شعر السّري الرفّاء من السَّرِيع)
(وَكَانَتْ الإبْرةُ فِيمَا مَضى ... صِيَانة وَجْهي وأشْعاري)
(فأصْبَحَ الرِزقُ بِهَا ضيفاً ... كأنَّه من ثُقْبِها جارِ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يَلْقَى النَدَى برقيق وجهٍ مُسفِرٍ ... فَإِذا التقى الْجَمْعَانِ عادَ صَفيقا)
(رَحبُ المنازلِ مَا أَقَامَ فإنْ سرَى ... فِي حجِفل ترك الفضاء مضيقا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(أَلْبَستَني نِعَماً رأيتُ بِهَا الدُجى ... صُبْحاً وكُنتُ أرَى الصَباحَ بهيما)
(فغَدوتُ يحَسُدني الصَديقُ وقَبْلَها ... قَدْ كَانَ يَلْقاني العدوُّ رحِيما)
وَمِنْه من الوافر
(بنفسي من أجودُ لَهُ بنفسي ... ويَبْخلُ بالتحيّة والسلامِ)
(وحَتْفِي كامِنٌ فِي مُقْلَتَيهِ ... كمُونَ المَوْتِ فِي حَدّ َالحُسامِ)
اجْتمع الشُّعَرَاء الشُّيُوخ فِي دهليز سيف الدولة كالنامي والصنوبري وَمن الناشئين كالببغاء والخالديّين والسريّ الرفّاء فتذاكروا الشّعْر وأنشدوا قصيدة أبي الطيّب من الطَّوِيل فَدَيْنَكَ من رَبعٍ وَإِن زدتنا كرْبَا واسنحسن الْجَمَاعَة قَوْله من الطَّوِيل
(نزلنَا عَن الأكوار نمشي كَرَامَة ... لمن بانَ عَنهُ أنْ نُلِمَّ بِهِ رَكْبا)
فَقَالَ السريّ لَوْلَا أنْكم بعد هَذَا إِذا سَمِعْتُمْ مَا قلته ادّعيتم أنّني سرقْتُهُ مِنْهُ لأمسكْتُ ثُمَّ أنْشد لاميّةً فِيهَا من الْكَامِل
(نُحفى وننزل وَهوَ أعْظَمُ حُرمةً ... مِن أنْ يُدالَ برِاكبٍ أَو ناعِلِ)
فحكموا لَهُ بِالزِّيَادَةِ فِي قَوْله نحفى وننزل(15/88)
3 - (الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ)
السريّ بن إِسْمَاعِيل ابْن الإِمَام أبي بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ أَو الْعَلَاء الْجِرْجَانِيّ عَالم عصره فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَكَانَ مفتي جرجان توفيّ سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة
3 - (الْأنْصَارِيّ)
السريّ بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ من شعراء الْمَدِينَة أحد الغزاليّين وَلَيْسَ بمكثر وَهُوَ من)
جملَة المنادمين عَلَى الشَّرَاب وهجا نُصيباً والأحوص فَلم يجيبَاهُ وَكَانَ أزرقَ قَصِيرا ذَمِيمًا وَكَانَ يهوى امْرَأَة اسْمهَا زَيْنَب ويشبّب بِهَا فَخرج إِلَى الْبَادِيَة فرآها فِي نسْوَة فَصَارَ إِلَى راعِ هُنَاكَ فَأعْطَاهُ ثِيَابه وَأخذ جبّته وَعَصَاهُ وَأَقْبل يَسُوق الْغنم حتّى صَار إِلَى النسْوَة فَلم يحفلن بِهِ وظنَّ أنَّه رَاع فَأقبل يقلب بعصاه الأَرْض وَينظر إليهنّ وقلن لَهُ أَذَهَبَ مِنْك يَا رَاع شَيْء فَأَنت تطلبه فَقَالَ نعم قلبِي فَضربت زَيْنَب بكمّها عَلَى وَجههَا وَقَالَت السريّ وَالله أَخْزَاهُ الله فَقَالَ من الْبَسِيط
(مَا زَالَ فِينَا سقيماً نستطبّ لَهُ ... من ريحِ زينَب فِينَا لَيلَةَ الأحَدِ)
(حزْت الجمالَ ونشراً طيبا أرجاً ... فَمَا تُسَمَّين إلاّ مسكة الْبَلَد)
(أما فُؤَادِي فشيء قَدْ ذهبتِ بِهِ ... فَمَا يضرّكِ إِلَّا نَحْتي جَسَدي)
(سُريج)
3 - (العابد)
سرُيج بن يُونُس العابد الْمروزِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ مُسلم وروى البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَبَقِي بن مخلد وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ عبد الله بن أَحْمد رَأَيْت ربّ الْعِزَّة فِي الْمَنَام فَقَالَ سل حَاجَتك فَقلت رحمان سَرْ بِسَرْ يَعْنِي رَأْسا برأسٍ
توفيّ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 - (أَبُو الْحسن اللؤْلُؤِي)
سُرَيج بن النُّعْمَان بن مَرْوَان أَبُو الْحُسَيْن وَقيل أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْجَوْهَرِي اللؤْلُؤِي روى عَن الحمّادين وقليح وحشرج بن نبانة وَعبد الله بن(15/89)
المؤمّل المَخْزُومِي وَنَافِع بن عُمَرو أبي عوَانَة وَجَمَاعَة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالْبَاقُونَ سوى مُسلم بِوَاسِطَة وَأحمد بن متيع وَإِسْمَاعِيل سمّويه وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ومحمّد بن رَافع وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ ومحمّد بن إِسْحَاق الصغاني
وروى البُخَارِيّ أَيْضا عَن رجل عَنهُ وثّقه أَبُو دَاوُد وَقَالَ غلط فِي أَحَادِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بأسٌ وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة أَو ثَمَان وَمِائَة
(الألقاب)
ابْن سُرَيج المعني اسْمه عبيد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ
وَابْن سُرَيج الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن عمر بن سُرَيج)
سطيح الكاهن اسْمه الرّبيع
ابْن سطيح عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر ابْن سطورا الْحَنْبَلِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم
سَعَادَة الْأَعْمَى اسْمه سعيد بن عبد الله
(سعد)
3 - (أحد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم)
سعد بن أبي وَقاص مَالك بن أهيب وَيُقَال وهيب ابْن عبد منَاف بن زهرَة بن كلاب بن مرّة يلتقي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كلاب بن مرّة هُوَ أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي الزُّهْرِيّ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة أهل الشورى وَأحد متقدّمي الْإِسْلَام شّهد بَدْرًا والمشاهد بعْدهَا وَكَانَ أوّل من رمى بِسَهْم فِي سَبِيل الله أسَرَ يَوْم بدر أسيرين وَثَبت يَوْم أُحد وَكَانَ من أخوال النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ(15/90)
مُستجابَ الدعْوَة وَيُقَال لَهُ فَارس الْإِسْلَام وَكَانَ مقدّم الجيوش فِي فتح الْعرَاق وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة قبل مقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الزُّهْرِيّ قَالَ قَتَلَ سعد يَوْم أُحُد بِسَهْم رمى بِهِ فرموا بِهِ فَأَخذه سعد الثانيةَ فَقَتَل فرموا بِهِ فَرمى بِهِ سعد الثالثةَ فَقيل فَعجب النَّاس من فعله روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَجَابِر بن سَمُرَة وَعَائِشَة أمّ الْمُؤمنِينَ وَبَنوهُ عَامر وَمصْعَب ومحمّد وَإِبْرَاهِيم وَعمر وَعَائِشَة بَنو سعد وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة خمس وَخمسين عَلَى الأصحّ وأمّه حمْنَة بنت سُفْيَان بن أميّة ابْن عبد شمس وَشهد غَزْوَة أُسَامَة إِلَى أَرض البلقاء وروى خطْبَة عمر بالجابية قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وأظنّه لَمْ يشهدْها وَشهد أذرح يَوْم الْحكمَيْنِ ووفد عَلَى مُعَاوِيَة وَكَانَ عمر قَدْ ولاّه قتال فَارس فَفتح مَدَائِن كسْرَى وَهُوَ صَاحب وقْعَة القادسيّة وكوّف الْكُوفَة وَنفى الْأَعَاجِم وَولي الْكُوفَة لعمر وَعُثْمَان وَاعْتَزل اخْتِلَاف النَّاس بعد قتل عُثْمَان وَأمر أَهله أَن لَا يخبروه من أَخْبَار النَّاس شَيْئا حَتَّى تَجْتَمِع الأمّة عَلَى إِمَام وعاده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه بمكّة وَقَالَ لَهُ لعّلك أَن تخلّف حتّى ينْتَفع بك أَقوام ويُضَرّ بك آخَرُونَ فَكَانَ كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتفع بِهِ الْمُسلمُونَ وضرّ بِهِ الْمُشْركُونَ قَالَ الزبير بن بّكار وَذكر بعض أهل الْعلم أنّ ابْن أَخِيه هَاشم بن عتبَة ابْن أبي وقّاص جَاءَهُ فَقَالَ هَهُنَا مائَة ألف سيف يرَوْنَ أنّك أحقّ النَّاس)
بِهَذَا الْأَمر فَقَالَ أُريد من مائَة ألف سيف سَيْفا وَاحِدًا إِذا ضربْتُ بِهِ الْمُؤمن لَمْ يصنع شَيْئا وَإِذا ضربْتُ بِهِ الْكَافِر قطع فَانْصَرف من عِنْده إِلَى عليّ فَكَانَ من أَصْحَابه وَكَانَ مَعَه يَوْم الْفَتْح إِحْدَى رايات الْمُهَاجِرين الثَّلَاث وَقَالَ مُوسَى بن طَلْحَة كَانَ عليّ وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَسعد عذار عَام وَاحِد أَي أسنانهم مُتَقَارِبَة فِي عَام وَاحِد
قَالَ سعد أسلمتُ وَأَنا ابْن تسع عشرَة سنة وَقَالَ اتّبعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا فِي وَجْهي شَعْرَة وَلَقَد شهِدت بَدْرًا وَمَا وَجْهي إِلَّا شَعْرَة وَاحِدَة وَلَقَد مكث سَبْعَة أيّام وإنّي لثُلُثُ الْإِسْلَام وَفِي رِوَايَة مَا أسلم أحد إلاّ فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمْتُ فِيهِ وَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام قبل أَن أسلم بثلاثٍ كَأَنِّي فِي ظًلْمةٍ لَا أُبصرُ شَيْئا إِذا أَضَاء لي قمر فاتبعته فكأنّي أنظر إِلَى من سبقني إِلَى ذَلِكَ الْقَمَر فَأنْظر إِلَى زيد بن حَارِثَة وَأبي بكر وكأنّي أسألهم مَتى انتهيتم إِلَى هَهُنَا قَالُوا السَّاعَة وَبَلغنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَدْعُو إِلَى الْإِسْلَام مستخفياً فلقيتُهُ فِي شعب أجياد فأسلمْتُ فَمَا تقدّمني أحد إلاّ هم وَقَالَ مَا جمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَوَيْهِ لأحد قبلي لقد رَأَيْته وَإنَّهُ ليقول لي ارمِ يَا سعد فدَاك أبي وَأمي وإنّي لأوّل الْمُسلمين رمى الْمُشْركين بِسَهْم قَالَ سعد وَلَا تطرِدْ الَّذين يَدعون ربهَّم بِالْغَدَاةِ والعش نزلت فِي ستّة أَنا ابْن مَسْعُود مِنْهُم وَكَانَ الْمُشْركُونَ قَالُوا لَهُ أتُدْني هَؤُلَاءِ رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ نزلت فِي أربعُ آيَات الْأَنْفَال وصاحِبْهُما فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا والوصيّة وَالْخمر وَقَالَ اشتكيتُ بمكّة فَدخل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي فَذكر الحَدِيث فِي الوصيّة قَالَ وَوضع يَده عَلَى جبهتي فَمسح وَجْهي وصدري وبطني وَقَالَ اللهّم اشفٍ سَعْدا وأتمّ لَهُ هجرته فَمَا زلت يخيّل إليّ بأنّي أجد برد يَده عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَة(15/91)
وَقَالَ ابْن عبد البرّ قدم جرير يَعْنِي ابْن عبد الله البَجلِيّ عَلَى عمر بن الخطّاب من عِنْد سعد بن أبي وقّاص فَقَالَ لَهُ كَيْفَ تركت سَعْدا فِي ولَايَته فَقَالَ لَهُ تركته أكْرم النَّاس مقدرَة وَأَحْسَنهمْ معذرةً وَهُوَ لَهُم كالأمّ البرّة يجمع لَهُم كَمَا يجمع الذرّة مَعَ أنّه مَيْمُون الْأَثر مَرْزُوق الظفر أشدّ النَّاس عِنْد الْبَأْس وأحبّ قُرَيْش إِلَى النَّاس وَعَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ استجب لسعدٍ إِذا دعَاك فَكَانَ من دُعَائِهِ أَن دَعَا عَلَى الْكَاذِب من أهل الْكُوفَة بقوله إنّه كَانَ لَا يعدل فِي القضيّة وَلَا يقسم بالسوّية وَلَا يسير بالسريّة فَقَالَ سعد اللهمّ إِن كَانَ كاذباُ فأعمِ)
بَصَره وأطل عمره وعرّضْه للفتن قَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر فَأَنا رَأَيْته بعدُ يتعرّض للإماء فِي السكَك فَإِذا سُئِلَ كَيْفَ أَنْت يَقُول كَبِير مفتون أصابتني دَعْوَة سعدٍ وَفِي رِوَايَة قَالَ فَمَا مَاتَ حَتَّى عمي وَكَانَ يلْتَمس الجدارات وافتقر حتّى سَأَلَ النَّاس وَأدْركَ فتْنَة الْمُخْتَار بن أبي عبيد فقُتل فِيهَا
وَمن ذَلِكَ أنّ سَعْدا أَصَابَهُ فِي حَرْب القادسيّة جراح فَلم يشْهد يَوْم فتحهَا فَقَالَ رجل من بجلة من الطَّوِيل
(ألم تَرَ أنّ الله أظهر دينه ... وَسعد بِبَاب القادسيّة مُعصِمُ)
(فأُبْنا وَقَدْ أمت نساءٌ كثيرةٌ ... ونسوةُ سعدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أيّمُ)
فَقَالَ سعد اللهمّ اكفِنا يدَه ولسانّه فَجَاءَهُ سهم غرب فَأَصَابَهُ بِهِ فخرس ويبست يَده جَمِيعًا
وَمن ذَلِكَ دعاؤه عَلَى الَّذِي سَمعه يسبّ عليّاً وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فَنَهَاهُ فَلم يَنْتَهِ وَقَالَ يتهدّدني كَمَا يتهدّدني نبيٌّ فَقَالَ سعد اللهّم إِن كنت تعلم أنّ هَذَا الرجل سبّ أَقْوَامًا قَدْ سلف لَهُم مِنْك سَابِقَة أسْخَطَك سبُّه إيّاهم فأرِه الْيَوْم آيَة تكون آيَة للْعَالمين فخرجتْ ناقةٌ نادَّةٌ فخبطتْهُ حَتَّى مَاتَ
وَمن ذَلِكَ دعاؤه عَلَى امرأةٍ كَانَتْ تطّلع عَلَيْهِ فَنَهَاهَا فَلم تنتِه فَقَالَ شَاهَ وجهُكِ فَعَاد وَجههَا فِي قفاها وَعَن سعيد بن المسيّب قَالَ خرجت جَارِيَة لسعد وَعَلَيْهَا قَمِيص جَدِيد فكشفتها الرّيح فشدّ عَلَيْهَا عمر بالدّرة وَجَاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرّة فَذهب سعد يَدْعُو عَلَى عمر فَنَاوَلَهُ الدرّة وَقَالَ اقْتَصّ فَعَفَا عَن عمر قَالَ الزبير كَانَ سعد قَدْ اعتزل آخر عمره فِي قصر بناه بِطرف حَمْرَاء الْأسد واتخّذها أرْضاً وَمَات بِهَا وحُمل إِلَى الْمَدِينَة فدُفن بِهَا
3 - (أَبُو سعيد الخدْري)
سعد بن مَالك بن سِنَان أَبُو سعيد الْأنْصَارِيّ الخزرجي(15/92)
الْخُدْرِيّ من ذرّية خدرة بن عَوْف بن الْخَزْرَج من أفاضل الْأَنْصَار وَأَكْثَرهم حَدِيثا وَهُوَ الَّذِي شهد لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عِنْد عمر فِي حَدِيث الاستيذان وَهُوَ الَّذِي أنكر عَلَى مَرْوَان بن الحكم فِي تَقْدِيمه خطْبَة الْعِيد عَلَى الصَّلَاة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَأَبِيهِ مَالك بن سِنَان وأخيه لأمّه قَتَادَة بن النُّعْمَان وَغَيرهم وروى عَنهُ زيد بن ثَابت وَابْن عمر وَابْن عبّاس وَجَابِر وَأنس وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين فِيمَا قيل وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ سهل بن سعد بايعْت النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَبُو ذرّ وعبّادة بن الصَّامِت وَأَبُو سعيد الخُدري ومحمّد)
بن مسلمة وسادس عَلَى أَن لَا يأخذنا فِي الله لومة لائم وأمّا السَّادِس فاستقاله فأقاله
وَشهد خطْبَة عمر بالجابية وَقدم دمشق عَلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أجلسني منكَ هَذَا الْمجْلس سمعْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا يمنعنّ أحدكُم إِذا رأى الحقّ أَو علمه أَن يَقُول بِهِ وإنّه بَلغنِي عَنْك يَا مُعَاوِيَة كَذَا وَكَذَا وفعلْتَ كَذَا وَكَذَا
3 - (قَاضِي الْمَدِينَة)
سعد بن إِبْرَاهِيم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو إِسْحَاق وَيُقَال أَبُو إِبْرَاهِيم الْقرشِي الزُّهْرِيّ الْمدنِي القَاضِي رأى ابْن عمر وحدّث عَن أَبِيه وَعَن أنس بن مَالك وَعبد الله بن جَعْفَر وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْنه إِبْرَاهِيم بن سعد وأيّوب وَالثَّوْري وَشعْبَة وَيحيى بن سعيد وَابْن عُيَيْنَة وَمَنْصُور ومسعر وَغَيرهم
وروى لَهُ الْجَمَاعَة توفيّ سنة خمس أَو ستّ أَو سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَفِيه يَقُول الشَّاعِر من الطَّوِيل
(لسع بن إِبْرَاهِيم خمس مَنَاقِب ... عفاف وَعدل فَاضل وتَكَرُّمُ)
(ومجدٌ وإطعامٌ إِذا هَبَّت الصِّبَا ... وأمرٌ بمعروفٍ إِذا الناسُ أحْجَموا)
وَفِيه من الطَّوِيل
(أَبوهُ حواريّ النبيّ وجدُّه ... أَبُو أمِّه سعدٌ رَئِيس المناقبِ)
(رمى فِي سَبِيل الله أوّلُ من رمى ... بسهمٍ عَظِيم الأجرِ والذكرِ صائبِ)
قَالَ شُعْبَة مَا رَأَيْت رجلا أوقَعَ فِي رجال أهل الْمَدِينَة من سعد بن إِبْرَاهِيم مَا كنت أرفعُ لَهُ رجلا إلاّ كذّبه فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إنّ أهل الْمَدِينَة قتلوا عُثْمَان وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَيخْتم كلّ لَيْلَة وَقَالَ أَبُو الْفضل عبيد الله بن سعد الزُّهْرِيّ نَا عمّي عَن أَبِيه قَالَ سرد أبي سعد بن إِبْرَاهِيم أَرْبَعِينَ سنة يَعْنِي الصَّوْم قَالَ وَكَانَ يعجب من هَؤُلَاءِ المتقشّفين وَقلّما رَأَيْته خَارِجا إِلَى الْمَسْجِد للصَّلَاة إلاّ مسّ عاليةً وَكَانَتْ أمّه أمّ كُلْثُوم بنت سعد بن أبي(15/93)
وقّاص وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَمْ يلق أحدا من الصَّحَابَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بل حديثُهُ عَن أبي جَعْفَر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ بِالْمَدِينَةِ فَلذَلِك لَمْ يكْتب مَالك عَنهُ وَهُوَ من قُضاة الْعدْل وَكَانَ يقْضِي فِي الْمَسْجِد
3 - (أَبُو بِلَال السكونِي)
)
سعد بن تَمِيم أَبُو بِلَال السكونِي وَالِد بِلَال بن سعد صحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ وَعَن مُعَاوِيَة وَنزل بقرى دمشق وروى عَنهُ ابْنه بِلَال بنت سعد وشدّاد بن عبيد الله الدِّمَشْقِي الْقَارئ يُقَال أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح رَأسه ودعا لَهُ وأمّ هُوَ ابْنه فِي جَامع دمشق
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سعد بن عبَادَة بن دُليم بن حَارِثَة بن أبي خُزيمة أَبُو ثَابت وَيُقَال أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ الخزرجي سيّد الْخَزْرَج وَأحد النُّقَبَاء شهد الْعقبَة الثَّانِيَة وَكَانَ نقيب قومه بني سَاعِدَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث وروى عَنهُ بنوه قيس وَسَعِيد وَإِسْحَاق بَنو سعد وَابْن عبّاس وَسكن دمشق وَمَات بحوران قيل إِن قَبره بالمنيحة من إقليم بَيت الْآبَار وَهُوَ الَّذِي عزمت الْأَنْصَار عَلَى مبايعته بعد موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل إِنَّه شهد بَدْرًا وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى ممّن لَمْ يشْهد بَدْرًا وَكَانَ يتهيّأ لِلْخُرُوجِ إِلَى بدر فنُهش فَأَقَامَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَئِن كَانَ سعد لَمْ يشهدها لقد كَانَ حَرِيصًا عَلَيْهَا وَكَانَ عقبيّاً نَقِيبًا سيّداً جَواداً وَكَانَ يكْتب بالعربيّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ يحسن العوم وَالرَّمْي وَلذَلِك سُمِّيَ الْكَامِل وَكَانَ سعد وعدّة آبَاء لَهُ فِي الجاهليّة يُنَادَى عَلَى أطعُمهم من أحبّ الشَّحْم وَاللَّحم فليأتِ أُطعُمَ دُليم بن حَارِثَة وَكَانَ سعد وَالْمُنْذر بن عَمْرو وَأَبُو دُجَانَة لمّا أَسْلمُوا يكسرون أصنام بني سَاعِدَة ولمّا قدم النَّبِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة كَانَ يبْعَث إِلَيْهِ سعد فِي كلّ يَوْم جَفْنَة ثريد بِلَحْم أَو ثريد بِلَبن أَو بخلّ وزيت أَو بِسمن وَأكْثر ذَلِكَ اللَّحْم فَكَانَت جَفْنَة سعد تَدور مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيُوت أَزوَاجه وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خطب امْرَأَة عرض عَلَيْهَا مَا أَرَادَ أَن يسمّى لَهَا ثُمَّ يَقُول وجفنة سعد بن عبَادَة تَأْتِيك كلّ غَدَاة وأُتي إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصحفة أَو جَفْنَة مَمْلُوءَة محنّاً فَقَالَ يَا أَبَا ثَابت مَا هَذَا قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ نبيّاً لقد نحرت أَو ذبحت أَرْبَعِينَ ذَات كبد فَأَحْبَبْت أَن أشبعك من المخّ قَالَ فَأكل ودعا لَهُ بِخَير قَالَ محمّد بن عبد الوهّاب قلت لعليّ بن غنّام لِمَ سُمّوا نقباء قَالَ النَّقِيب الضمين ضمنُوا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِسْلَام قَومهمْ وَلما أَرَادَ(15/94)
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يُهَاجر سمعُوا صَوتا بمكّة يَقُول من الطَّوِيل)
(فَإِن بسلِمِ السعدان يُصْبح محمّد ... من الْأَمْن لَا يخْشَى خلاف المخالفِ)
فَقَالَت قُرَيْش لَو علمنَا مَن السعدان لفعلْنا وفعلْنا فَسَمِعُوا من الْقَابِلَة وَهُوَ يَقُول من الطَّوِيل
(فيا سعدُ سعد الأوسِ إنْ كنتَ مَانِعا ... وَيَا سعدُ سعد الخزرجين الغطارفِ)
(أجِيبَا إِلَى دَاعِي الهُدى وتَّمنَّيَا ... عَلَى اللهِ فِي الفردوس زُلْفَةَ عارفِ)
(فإنّ ثَوَاب الله للطَّالِب الْهدى ... جنانٌ من الفِردوسِ ذاتُ رفارِفِ)
فسعد الْأَوْس ابْن معَاذ وَسعد الخزرجين سعد بن عبَادَة وَكَانَتْ أمّه عمْرَة بنت مَسْعُود من المبايعات فتوفّيت بِالْمَدِينَةِ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك وَعَن أبي عون أنّ سَعْدا بَال وَهُوَ قَائِم فَمَاتَ فسُمع قَائِل يَقُول من الهزج
(قَتَلنا سيّدَ الْخَزْرَج يعدَ بن عُبادَة ... رميناه بسهمين فَلم نُخطِ فؤادَهْ)
وَكَانَتْ وَفَاته سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة أَو ستّ عشرَة لِلْهِجْرَةِ
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سعد بن مُعاذ بن النُعمان بن امْرِئ الْقَيْس أَبُو عَمْرو الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي أُمُّهُ كبشةُ بنتُ رواح لَهَا صُحْبَة أسلم بِالْمَدِينَةِ بَيْنَ الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة عَلَى يَدي مُصعب بن عُوَيْمِر وَشهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق ورُمي يَوْم الخَنْدَق بِسَهْم فَعَاشَ شهرا ثُمَّ انْتقض جرحه فَمَاتَ مِنْهُ وَالَّذِي رَمَاه حيّان بن العَرِقة وَقَالَ خذوها وَأَنا ابْن العّرِقة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَرّق الله وَجهه بالنَّار وَكَانَ رَسُول الله قَدْ أَمر بِضَرْب فسطاط فِي الْمَسْجِد لسعد بن معَاذ وَكَانَ يعودهُ فِي كلّ يَوْم حتّى توفيّ سنة خمس من الْهِجْرَة بعد الخَنْدَق بِشَهْر وَبعده قريظةُ بليالي وَقيل رُمي سعد بن معَاذ يَوْم الأحْزاب فقُطعت أكحله فمسحه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانتفخت يَده ونزفه الدَّم فلمّا رأى ذَلِكَ قَالَ اللهمّ لَا تخرج نَفسِي حتّى تقرّ عَيْني فِي بني قُرَيْظَة فَاسْتَمْسك عرقة فَمَا قطر قَطْرَة حَتَّى نزل بَنو قُرَيْظَة عَلَى حكمه فَكَانَ حكمه فيهم أَن تُقتَل رِجَالهمْ وتُسْبَى نساؤُهم وذرّيّتهم يَسْتَعِين بِهِ الْمُسلمُونَ فق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصبتَ فيهم حكم الله وَكَانُوا أَربع مائَة فَلَمَّا فرغ من قَتلهمْ انفتق عِرْقُهُ فَمَاتَ
وَعَن حَدِيث سعد بن أبي وقّاص عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لقد نزل من الْمَلَائِكَة سَبْعُونَ ألفا مَا وطئوا الأَرْض وَمن حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ لمّا حملنَا جَنَازَة سعد بن معَاذ قَالَ(15/95)
المُنَافِقُونَ مَا أخفّ جنَازَته وَكَانَ رجلا طَويلا ضخماً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ)
وَسلم إنّ الْمَلَائِكَة حملتْهُ وَقَالَت عَائِشَة كَانَ فِي بني عبد الْأَشْهَل ثَلَاثَة لم يكن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل مِنْهُم سعد بن معَاذ وأُسَيد بن بِشر وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اهتزّ عَرْشُ الرَّحْمَن لمَوْت سعد بن معَاذ ورُوي عرش الرَّحْمَن وَهُوَ حديثٌ مَرْويٌّ من وجوهٍ كَثِيرَة متواترة جمَاعَة من الصَّحَابَة وَقَالَ الرَّسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حلّةٍ رَآهَا سَيرْاء لِمَنْديلٌ من مناديلِ سعد بن مُعاذ فِي الجنّة خيرٌ مِنْهَا وَهُوَ حَدِيث ثَابت
وَقَالَ لَو نجا أحدٌ من ضَغْطةِ الْقَبْر لنجا مِنْهَا سعد بن معَاذ وَقيل إنّ جِبْرِيل نزل فِي جنَازَته معتجراً بعمامة من إستبرق وَقَالَ يَا نبيّ الله مَنْ هَذَا الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أبوابُ السَّمَاء واهتزّ لَهُ الْعَرْش فَخرج رَسُول الله سَرِيعا يجرّ ثَوْبه فَوجدَ سَعْدا قَدْ قُبِضَ فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار من الطَّوِيل
(وَمَا اهتزَّ عرشُ اللهِ فِي ومَوْتِ هالكٍ ... عَلِمْنا بِهِ إلاّ لِسَعْدٍ أبي عَمْرِو)
3 - (الزرقي أَبُو عبَادَة)
سعد بن عُثْمَان بن خَلْدة بن مخلد بن عَامر الْأنْصَارِيّ الزُرقي أَبُو عبَادَة اشْتهر بكنيته وَكَانَ ممّن فرّ يَوْم أحد هُوَ وَأَخُوهُ عقبَة بن عُثْمَان وَعُثْمَان بن عفّان وسوف يَأْتِي ذكر ذَلِكَ فِي تَرْجَمَة عقبَة بن عُثْمَان إِن شَاءَ الله تَعَالَى وفيمن فرّ يَوْم أحد نزلت إنّ الَّذين تولّوا مِنْكُم يَوْم التقى الْجَمْعَانِ إنمّا استزلهم الشَّيْطَان بِبَعْض مَا كسبوا وَلَقَد عَفا الله عَنْهُم إنّ الله غَفُور حَلِيم
3 - (الصَّحَابِيّ)
سعد بن زيد الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي قَالَ ابْن إِسْحَاق شهد بَدْرًا وَقَالَ غَيره لَمْ يشْهد وَالصَّوَاب أنّه شهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا وَقَالَ الوافدي خاصّةً شهد الْعقبَة وَهُوَ الَّذِي بعث مَعَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَايَا من بني قُرَيْظَة إِلَى نجد فَابْتَاعَ لَهُم بهم خيلاً وسلاحاً وَهُوَ الَّذِي هدم الْمنَار الَّذِي كَانَ بالمشلّل لِلْأَوْسِ والخزرج وَلَهُ حَدِيث وَاحِد فِي الْجُلُوس فِي الْفِتْنَة
3 - (الصَّحَابِيّ)
سعد بن حَبتة وحبتة أمُّهُ بنتُ مَالك بن عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ
قَالَ جَابر بن عبد الله نظر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى سعد بن حبتة يَوْم الخَنْدَق وَهُوَ يُقَاتل قتالاً شَدِيدا وَهُوَ حَدِيث السنّ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ من أَنْت يَا فَتى قَالَ سعد ابْن حبتة فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ سَعِدَ جَدُّك اقتربْ منّي فاقترب مِنْهُ فَمسح عَلَى رَأسه وَقَالَ)
أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ لمّا خرجْتُ فِي طلب سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقيتُ مسْعدَة فضربته ضَرْبَة أثقلته(15/96)
وأدركه سعد بن حبتة فَضَربهُ فخرّ صَرِيعًا فاحفظوا ذَلِكَ لولد سعد بن حبتة قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَخْتَلِفُونَ أَن أَبَا يُوسُف القَاضِي هُوَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن حبيب خُنيس بن سعد بن حبتة الْأنْصَارِيّ
3 - (أَبُو زيد الْقَارئ)
سعد بن عُبَيْدَة بن عُبَيْدَة بن النُّعْمَان بن قيس أَبُو عميرَة الْأنْصَارِيّ وَقيل أَبُو زيد شهد بَدْرًا وَقتل بالقادسيّة سنة خمس عشرَة وَقيل سنة سِتّ عشرَة وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ الْمَعْرُوف بِسَعْد الْقَارئ يُقَال إِنَّه أحد الْأَرْبَعَة الَّذين جمعُوا الْقُرْآن عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عبد الرَّحِم بن أبي ليلى وطارق بن شهَاب يُعَدُّ فِي الكوفيّين وَابْنه عُمَيْر بن سعد وَالِي عمر بن الخطّاب عَلَى الشَّام كَذَا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَخَالفهُ غَيره فِي بعض ذَلِكَ
3 - (الثمالِي)
سعد بن غِيَاض الثمالِي حَدِيثه مُرْسل وَلَا تصِحّ لَهُ صُحْبَة وإنّما هُوَ تابعيّ يروي عَن ابْن مَسْعُود
3 - (الزرقي)
سعد بن يزِيد بن الْفَاكِه بن يزِيد بن خلدَة بن عَامر بن زُرَيْق الْأنْصَارِيّ الزرقي شهد بَدْرًا
3 - (الصَّحَابِيّ)
سعد بن خولي مولى حَاطِب بن أبي بلتعة وَهُوَ من مذْحج أَصَابَهُ سباء وَقيل هُوَ من الْفرس
شهد بَدْرًا وَاخْتلفُوا فِيهِ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أنّه شهد بَدْرًا مَعَ مَوْلَاهُ حَاطِب وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا وَفرض عمر لِابْنِهِ عبد الله بن سعد فِي الْأَنْصَار وروى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَإِن كَانَ قُتل يَوْم أحد فَحَدِيث إِسْمَاعِيل عَنهُ مرسب وَقَدْ روى عَنهُ جَابر بن عبد الله
3 - (الصَّحَابِيّ سعد بن خَوْلَة)
من بني عَامر بن لؤيّ من أنفسهم عِنْد بَعضهم وَقيل بَعضهم حَلِيف لَهُم وَقَالَ بَعضهم هُوَ مولى أبي رِهم بن عبد العزّى وَقيل غير ذَلِك هَاجر إِلَى الْحَبَش فِي الثَّانِيَة فِي قَول الْوَاقِدِيّ وَقَالَ غَيره قَالَ ابْن إِسْحَاق شهد بَدْرًا وَكَانَ زوج سُبيعة الأسلميّة ولدت بعد وَفَاته بِليَال فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدْ حللْتِ فانكِحي من شِئْت وَقيل إِنَّه توفيّ رضه فِي)
حجَّة الْوَدَاع وَقَالَ عَامر سعد عَن أَبِيه مَرضت بِمَكَّة فَأَتَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي فَقلت يَا رَسُول الله أموتُ بأرضي الَّتِي(15/97)
هَاجَرت مِنْهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ أمضِ لِأَصْحَابِي هجتهم وَلَا تردّهم عَلَى أَعْقَابهم
3 - (الصَّحَابِيّ سعد بن عمر بن ثَقِيف)
شهد أحدا وَقتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا وَابْنه الطُّفَيْل بن سعد قُتلا جَمِيعًا بعد أَن شَهدا أُحُداً
وَقتل مَعَه ابْن أَخِيه سهل بن عَامر بن عمر بن ثَقِيف
3 - (الصَّحَابِيّ سعد بن النُّعْمَان)
أحد بني اكال هُوَ الَّذِي أَخذه أَبُو سُفْيَان بن حَرْب أَسِيرًا ففدى بِهِ ابْنه عَمْرو بن أبي سُفْيَان وَكَانَ قَدْ جَاءَ مُعْتَمِرًا فلمّا قضى عمرته وَصدر كَانَ مَعَه الْمُنْذر بن عَمْرو فَطَلَبه أَبُو سُفْيَان فَأدْرك سَعْدا وَفَاته الْمُنْذر فَفِي ذَلِكَ يَقُول ضرار بن الْخطاب من الطَّوِيل
(تداركتَ سَعْدا عنْوَة فَأَخَذته ... وَكَانَ شِفاءً لَوْ تَدَارَكْتَ مُنذِرا)
وَفِي ذَلِكَ يَقُول أَبُو سُفْيَان من الطَّوِيل
(أرْهطَ ابْن آكالٍ أجِيبُوا دُعَاءَهُ ... تعاقدتُمُ لَا تمسكوا السيّدَ الكَهْلا)
(فإنَّ بني عَوْف بن عمر بن عَمْرو أذِلّةٌ ... لَئِنْ لَمْ يفكّوا عَن أسيرهمُ الكَبْلا)
ففادوا سَعْدا بِابْنِهِ عَمْرو أُسر يَوْم بدر فَقيل لأبي سُفْيَان أَلا تَفتَدِي عمرا فَقَالَ قُتل حَنْظَلَة وأفتدي عمرا فأصابُ بِمَالي وَوَلَدي لَا أفعل لكنّي أنْتَظر حَتَّى أُصيبَ مِنْهُم رجلا فأفديه بِهِ
3 - (سعد بن عَائِذ المؤذّن)
مولى عمار بن يَاسر الْمَعْرُوف بِسَعْد القرظة لَهُ صُحْبَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ سعد القرظة لأنّه كَانَ كلمّا اتجّر فِي شيءٍ وضع فِيهِ فتجر فِي الْقرظ فربح فِيهِ فَلَزِمَ التِّجَارَة فِيهِ روى عَنهُ ابْنه عمّار بن سعد وَابْن أَخِيه حَفْص ابْن عمر بن سعد جعله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مؤذّناً بقباء فلمّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَترك بِلَال الآذان نقل أَبُو بكر يعداً الْقرظِيّ هَذَا إِلَى مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَمْ يزل يؤذّن فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ
وتوارث عَنهُ بنوه الآذان فِيهِ إِلَى زمن مَالك وَبعده وَقيل إنّ الَّذِي نَقله عمر بن الْخطاب وَقيل إِنَّه كَانَ يُؤذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستخلفه بِلَال عَلَى الآذان فِي خلَافَة عمر حِين خرج بِلَال إِلَى الشَّام)
3 - (سعد بن خَيْثَمَة الْأنْصَارِيّ)
عَقبي بَدْرِي أَبُو عبد الله ذكرُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا استنهض أَصْحَابه إِلَى غير قُرَيْش أَسْرعُوا فَقل خَيْثَمَة لِابْنِهِ إِنَّه لابدّ لِأَحَدِنَا أَن يُقيم(15/98)
فآثروني بِالْخرُوجِ وأقِم مَعَ نسائنا فَأبى سعد وَقَالَ لَو كَانَ غير الجنّة لأثرتك بِهِ إِنِّي لأرجو الشَّهَادَة فِي وَجْهي هَذَا فاستَهَما فَخرج سهم سعد فَخرج سعد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر فقُتل رضه وَقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل عَلَى سعد بن خَيْثَمَة فِي بني عَمْرو بن عَوْف وَالْأَكْثَرُونَ يَقُولُونَ إِنَّه نزل عَلَى كُلْثُوم بن الهِدُم فِي بني عَمْرو بن عَوْف ثُمَّ انْتقل إِلَى الْمَدِينَة فَنزل عَلَى أبي أيّوب
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سعد بن الرّبيع بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخزرجي عَقبي بَدْرِي كَانَ أحد نقباء الْأَنْصَار وَكَانَ كَاتبا فِي الْجَاهِلِيَّة وَشهد الْعقبَة الثَّانِيَة وبدراً وقُتل يَوْم أحد وَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يُلتَمَسَ فِي الْقَتْلَى وَقَالَ من يأتيني بِخَبَر سعد ابْن الرّبيع فَأَتَاهُ بعض الصَّحَابَة فَقَالَ مَا شَأْنك قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لآتيه بخبرك فَقَالَ اذْهَبْ فأقره السَّلَام منّي وَقل لَهُ إنّي طُعنت اثْنَتَيْ عشرَة طعنةً وَإِنِّي قَدْ أنفذت مقاتلي وَأخْبر قَوْمك أنهّم لَا عذرَ لَهُم عِنْد الله إِن قُتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَاحِد مِنْهُم حيّ وَكَانَ الَّذِي ذهب إِلَيْهِ أبي بن كَعْب ودُفن سعد بن الرّبيع وخارجة بن زيد فِي قبر وَاحِد وخلّف سعد بن الرّبيع ابْنَتَيْن فَأَعْطَاهُمَا رَسُول الله الثُلثين فَكَانَ أوّل بَيَانه لِلْآيَةِ فَإِن كنّ نسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثلثا مَا ترك
3 - (سعد بن وهب الْجُهَنِيّ)
يسمّى غيّان فَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اسْمه فَقَالَ غيّان فَقَالَ وَأَيْنَ تركت أهلك قَالَ بغواء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت رشدان وَأهْلك برشاد فَتلك الْبَلدة إِلَى الْيَوْم تسمّى برشاد
3 - (الْحِمْيَرِي)
سعد أَبُو ضُفيرة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ممّا أَفَاء الله عَلَيْهِ قَالَ البُخَارِيّ اسْمه سعد من آل ذِي يزن قيل اسْمه روح بن سندر وَقيل روح بن شيرزاد والأوّل)
أصحّ وَهُوَ جدّ حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة بن أبي ضميرَة فَأعْتقهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب لَهُ كتابا يُوصي بِهِ وَهُوَ بيد وَلَده وَقدم حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة بِالْكتاب عَلَى الْمهْدي وَوَضعه عَلَى عَيْنَيْهِ وَوَصله بِمَال كثير
3 - (سعد مولى رَسُول الله)
3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
روى عَنهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ
3 - (سعد بن هُذَيْل)
وَالِد الْحَارِث بن سعد لَمْ يرو عَنهُ غير ابْنه حَدِيثه قَالَ(15/99)
قلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت رُقىً نسترقي بِهَا وأدوية نتداوى بِهَا هَل ترد أَو هَل تَنْفَع من قَدَر الله تَعَالَى قَالَ هِيَ من قَدَر الله تَعَالَى
3 - (سعد مولى أبي بكر)
3 - (رَضِي الله عَنْهُمَا)
روى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ لَيْسَ يُوجد حَدِيثه إلاّ عِنْد أبي عَامر الخزّاز صَالح بن رستم
وَيُقَال فِيهِ سعيد وسع أَكثر
3 - (سعد بن الأخرم)
يُختلف فِي صحبته وَفِي حَدِيثه قَالَ سَأَلَ عَن رَسُول الله صلى فَقيل لي هُوَ بِعَرَفَة فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ دُفعت عَنهُ فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعوه فأربٌ مَا جَاءَ بِهِ الحَدِيث وَلَهُ حديثُ آخر عَن الْمُغيرَة بن سعد بن الأخرم عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تَأْخُذُوا الضَّيْعَة فترغبوا فِي الدُّنْيَا قَالَ ابْن عبد البرّ غير بعيد رِوَايَة مثله عَن ابْن مَسْعُود
3 - (سعد بن أبي ذياب الدوسي)
حجازي رُوِيَ عَنهُ حَدِيث وَاحِد فِي زَكَاة الْعَسَل بِإِسْنَاد مَجْهُول وَمن مولده الْحَارِث وَمن وَلَده الْحَارِث بن عبد الله بن سعد بن أبي ذياب قَالَ سعد بن أبي ذياب أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسْلمت وبايعته فاستعملني عَلَى قومِي وَأَبُو بكر بعده وَعمر فَذكر الْبر وَفِيه قلتُ لعمر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا ترى فِي الْعَسَل قَالَ خُذ مِنْهُ الْعشْر فَقلت أَيْن أَضَعهُ قَالَ ضَعْهُ)
3 - (سعدُ بنُ الحنظليّة)
والحنظليّة هِيَ أمّ جدّة وَهُوَ سعد بن الرّبيع بن عَمْرو بن عدي كُنيته أَبُو الْحَارِث استصغره النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَهُوَ أَخُو سهل بن الحنظليّة
3 - (سعد بن حَارِثَة)
بن لوذان بن عبد وُدّ الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله
وقُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا(15/100)
3 - (سعد الْجُهَنِيّ)
وَالِد سِنَان بن سعيد الْجُهَنِيّ روى عَنهُ ابنُهُ سِنَان أنّه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي حَدِيث ذكره أَن الإِمَام لَا يخص نَفسه بِالدُّعَاءِ دون القون قَالَ ابْن عبد البرّ فِي إِسْنَاد حَدِيثه هَذَا مقَال
3 - (سعد أَبُو وَيَد)
روى عَن النَّبِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ الْأَنْصَار كرشي وعيبتي فاقبلوا من محاسنهم وتجاوزوا عَن مسيئهم وَهُوَ مَعْدُود بَيْنَ أهل الْمَدِينَة
3 - (سعد الظفري)
روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى هن الكي
3 - (سعد بن تَمِيم السكونِي)
وَقيل الْأَشْعَرِيّ أَبُو بِلَال بن سعد الْوَاعِظ الشأمي الدِّمَشْقِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة لَهُ حَدِيث قَالَ قلت يَا رَسُول الله كالخليفة علينا بعْدك قَالَ مثل مَا لي فَارْحَمْ ذَا الرَّحِم وأقْسِط فِي الْقسْط واعدِل فِي الْقِسْمَة
3 - (سعد بن زيد الطَّائِي)
وَقيل الْأنْصَارِيّ مُختَلَفٌ فِي صحبته وَلَا يَصح لأنّه انْفَرد بِذكرِهِ جميل بن زيد عَن سعد بن زيد الطَّائِي قصَّة الْمَرْأَة الغفاريَة الَّتِي تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا نزعت ثِيَابهَا رأى بِهَا بَيَاضًا عِنْد ثدييها فَقَالَ لَهَا لمّا أصبح الحقي بأهلك وَيَقُولُونَ أنّه أَخطَأ فِيهِ مُحَمَّد بن كَعْب بن عجْرَة وَقَالَ يحيى بن معِين جميل بن زيد لَيْسَ بِثِقَة)
3 - (سعد بن عمَارَة)
3 - (أَبُو سعيد الزرقي)
مَشْهُور بكنيته واختُلِفَ فِي اسْمه سعد بن عمَارَة وَقيل عمَارَة بن سعد وَالْأول أَكثر روى عَنهُ عبد الله بن مُرّة وَعبد الله بن أبي لكر وَسليمَان بن حبيب الْمحَاربي وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ
3 - (سعد الدوسي)
قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنْ يُؤخَّرْ هَذَا ويهرم فَتَركه السَّاعَة فَلم بعمر من حَدِيث حسن الْبَصْرِيّ(15/101)
3 - (البزّاز الدِّمَشْقِي الصُّوفِي)
سعد ين عبد الله البزّاز كَانَ صوفياً فَاضلا وَكَانَتْ لَهُ دنيا وَاسِعَة قَالَ الْجُنَيْد صَحِبت خنس طَبَقَات من النَّاس أَوَّلهمْ أَبُو الْحسن سريّ وحارث بن أَسد وَأَبُو عبد الله الخصّاب وَأَبُو يَعْقُوب محمّد بن الصبّاح ونظرائهم فِي السنّ وَالْمَكَان والطبقة الثَّانِيَة أَبُو عُثْمَان الْوراق وَأَبُو الْحسن ابْن الكريبي وَأَبُو حَمْزَة وعدّ جمَاعَة فِي السنّ وَالْمَكَان والطبقة الثَّالِثَة محمّد بن وهب الزيّات وَسعد الدِّمَشْقِي البزّاز وَحسن النجاّر ونظرائهم فِي السن وَالْمَكَان والطبقة الرَّابِعَة أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ وَأَبُو عبد الله الْجبلي وعدّ جمَاعَة فِي السن وَالْمَكَان والطبقة الْخَامِسَة هِيَ هَذِهِ الَّتِي نَحن فِيهَا فَمَا رَأَيْت أحدا مِنْهُم زحمته حجَّة عِنْد صَاحبه إِلَى حَيْثُ انْتهى يجتشم عَن صَاحبه إلاّ لنَقص كَانَ فِي أحدهم وَعَلَى ذَلِكَ مضى أكَابِر هَذِهِ الْعصبَة وَكَانَ سعد من أهل خُرَاسَان فاسترقّ وأُهدي إِلَى المعتصم وَكَانَ عَلَى خزانَة كسوته فلمّا مَاتَ أُعتق فَخرج إِلَى الشَّام وَصَحب بِهَا أَحْمد بن أبي الْحوَاري واجمع فِيهِ آدَاب الْفُقَرَاء والملوك وَفتح الله عَلَيْهِ الدُّنْيَا فأنفق مَا يملكهُ عَلَى الْقَوْم وَمَات فَقِيرا وَكَانت وَفَاته
3 - (سعد بن شدّاد)
وَهُوَ سعد الرابية الْكُوفِي سُمّي الرابية بِموضع كَانَ يعلّم فِيهِ النَّحْو أَخذ عَن أبي الْأسود الدئلي وَكَانَ مَزّاحاً مضحكاً اجْتمعت بَنو راسب والطُفاوة إِلَى زِيَاد بن أَبِيه فِي مولد فَقَالَ سعد الرابية أَيهَا الْأَمِير يُلقى هَذَا المولد فِي المَاء فَإِن رسب فَهُوَ من راسب وَإِن طفا فَهُوَ طفاوة فَأخذ زِيَاد نَعله وَقَامَ ضَاحِكا وَقَالَ ألم أَنْهَك عَن الْهزْل فِي مجلسي وَفِيه يَقُول)
الفرزدق من الْبَسِيط
(إِنِّي لأُبْغضُ سَعْداً أنْ أجاوِرَهُ ... وَلَا أُحبّ بني عَمْرو بن يَربوعِ)
(قومٌ إِذا غضبوا لَمْ يَخْشَهم أحدٌ ... والجارُ فيهم ذَليلٌ غيرُ مَمْنوعِ)
وَكَانَ عبيد الله بن زِيَاد يستظرفه وبقرّبه فَأَبْطَأَ عَن صلته أشهراً فَقَالَ يَوْمًا عبيد الله مَا أحوجني إِلَى وًصفاء لَهُم حلاوة وقدود ورشاقة يقومُونَ عَلَى رَأْسِي ويلوثون ثوبي فَقَالَ سعد حَاجَتك عِنْدِي أيّها الْأَمِير وَعمد إِلَى أصلح من قدر عَلَيْهِ من الغلمان الَّذين عِنْده فِي مكتبه فألبسهم ثِيَاب الوصفاء وأتى من قدر عَلَيْهِ من الغلمان الَّذين عِنْده فِي مكتبه فألبسهم ثِيَاب الوصفاء وأتى بهم فأُعجب بهم عبيد الله واشتراهم وغالى بهم وَمضى سعد فاختفى عِنْد بعض أَصْحَابه فَلَمَّا جَاءَ اللَّيْل بكر الصّبيان فَقَالَ عبيد الله أيّ شَيْء تُرِيدُونَ فَقَالَ كلّ مِنْهُم نُرِيد بيتنا فَقَالَ وَأَيْنَ بَيتكُمْ فَقَالُوا فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا وَأَنا ابْن فلَان وَهَذَا ابْن فلَان فَفطن عبيد الله أنهّا حِيلَة وسخرية وَأَنه أَخذ المَال بَاطِلا فَوضع عَلَيْهِ الرصد فلمّا جِيءَ بِهِ قَالَ مَا حملك عَلَى مَا فعلت قَالَ أَبْطَأت صلتك عنّي وقطعتني مَا عوّدْتني(15/102)
فَضَحِك مِنْهُ وَترك المَال لَهُ
3 - (الحيص بيص)
سعد بن محمّد بن سعد بن صَيْفِي شهَاب الدّين التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بحيص بيص أَبُو الفوارس وَكَانَ فَقِيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب تَفَقَه بالريّ عَلَى القَاضِي محمّد بن عبد الْكَرِيم الْوزان وَتكلم فِي الْخلَافَة إلاّ أَنه غلب عَلَيْهِ الْأَدَب والنطم وأجاد فِيهِ وَلَهُ رسائل بليغة أثنى عَلَيْهِ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي الذيل وحدّث بِشَيْء من مسموعاته وقُرئ عَلَيْهِ ديوانه وَأخذ النَّاس عَنهُ أدباً وفضلاً كَبِيرا من أخبر النَّاس بأشعار الْعَرَب ولقائهم وَكَانَ فِيهِ نيه وتعاظم وَلَا يُخَاطب النَّاس إلاّ بالْكلَام الْعَرَبِيّ وَكَانَتْ لَهُ حِوَالَة بِمَدِينَة الحلّة فتوجّه إِلَيْهَا وَكَانَتْ عَلَى ضَامِن الْحلقَة فسيرّ غُلَامه إِلَيْهِ فَلم يعرّج عَلَيْهِ وَشتم أستاذه فَشَكَاهُ إِلَى وَالِي الحلّة وَكَانَ يَوْمئِذٍ ضِيَاء الدّين مهلهل بن أبي الْعَسْكَر الجاواني فسيرّ مَعَه بعض غلْمَان الْبَاب ليساعده فَلم يقنع أَبُو الفوارس مِنْهُ بذلك فَكتب إِلَيْهِ يعاتبه وَكَانَتْ بَينهمَا مودّة مَا كنتُ أَحسب أنّ صَحبه السنين ومودّتها يكون مقدارها فِي النُّفُوس هَذَا الْمِقْدَار بل كنت أظنّ أنّ الْخَمِيس الجحفل لَو زل عرضا لقام بنصري)
من آل أبي الْعَسْكَر حماة غلب الرّقاب فَكيف بعامل سُوَيقةٍ وضامنِ حُلَيلةٍ وَيكون جوابي فِي شكواي أَن يُنفَّذ إِلَيْهِ خويدمٌ يعاتبه وبأخذ مَا قبله من الْحق لَا وَالله من الْبَسِيط
(إنّ الأُسُودَ الغاب همّتها ... يَوْم الْكَرِيمَة فِي المسلوب لَا السلبِ)
وَبِاللَّهِ أقسم وَنبيه وَآل بَيته لَئِن لَمْ نُعِمْ لي حُرْمةً تتحدَّثُ بِهَا نسَاء الحلّة فِي أعراسهن ومناجاتهنّ لَا أَقَامَ وليّك بحلّتك هَذِهِ وَلَو أَمْسَى بالجسر أَو بالقناطر هبني خسرت حمر النعم أفأخسر أبيّتي واذلاّه واذلاّه وَالسَّلَام وَكَانَ يلبس زيّ الْعَرَب ويتقلّد سيف وَيحمل خَلفه الرمْح وَيَأْخُذ نَفسه بمأخذ الْأُمَرَاء ويتبادى فِي كَلَامه فَقَالَ فِيهِ أَبُو الْقَاسِم بن الْفضل وَقيل الرئيس عليّ بن الْأَعرَابِي من الْخَفِيف
(كم تُبادِي وَكم تُطَوْل طرطو ... رَكَ مَا فِيك شَعرةٌ من تميمِ)
(فَكُلِ الضّبَّ واقرض الحنظَلَ الآخ ... ضّرَ واشْرَب مَا شئتَ بَوْل الظليمِ)
لَيْسَ ذَا وَجه من يضيف وَلَا يقري وَلَا يدْفع الْأَذَى عَن حريمِ(15/103)
فلمّا بلغت الأبيات أَبَا الفوارس قَالَ من الْخَفِيف لَا تَضَعْ من عظيمِ قدرٍ وَإِن كنت مُشاراً إِلَيْهِ بالتعْظيمِ
(فالشريف الْكَرِيم بِنَقص قدرا ... بالتجرّي عَلَى الشريف الكريمِ)
وَلَعُ الْخمر بالعُقولِ رمى الْخمر بتنجيسها وبالتحريمِ وَعمل فِيهِ خطيب الحُويرة الْبُحَيْرِي من الْكَامِل
(لسنا وحقّك حيص بِي ... ص من الْأَعْرَاب فِي الصميمِ)
وَلَقَد كذبتُ عَلَى بحير كَمَا كذبتَ عَلَى تميمِ وَإِنَّمَا قيل لَهُ حَيْصَ بَيْصَ لِأَنَّهُ رأى العامّة يَوْمًا فِي حَرَكَة مزعجة وَأمر شَدِيد فَقَالَ مَا للنَّاس فِي حيص بيص فَبَقيَ ذَلِكَ لقباً لَهُ الْعَرَب تَقول وَقع النَّاس فِي حيص بيص إِذا كَانُوا فِي شدّة واختلاط وسمّوا ابْنه هرج مرج وسمّوا ابْنَته دخل خرج قَالَ ابْن خلّكان قَالَ الشَّيْخ نصر الله بن مجلّي مشارف المخزن وَكَانَ من الثِّقَات أهلِ السنّة رَأَيْت فِي الْمَنَام عليّ بن أبي طَالب فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تفتحون مكّة فتقولون من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثُمَّ يتمّ عَلَى ولدك الْحُسَيْن يَوْم الطفّ مَا تمّ فَقَالَ لي أما سَمِعت أَبْيَات ابْن صَيْفِي فِي هَذَا فعلت لَا فَقَالَ اسمعها مِنْهُ ثمّ استيقظتُ فبادرت إِلَى دَار حيص بيص فَخرج إليّ فَذكرت لَهُ الرُّؤْيَا)
فشهق وأجهش بالبكاء وَحلف بِاللَّه إِن كَانَتْ خرجت من فمي أَو خطّي إِلَى أحد وَإِن كنت نظمتها إلاّ فِي لَيْلَتي هَذِهِ ثمّ إِنَّه أَنْشدني من الطَّوِيل
(مَلَكْنا فَكَانَ العَفْوُ مِنّا سَجيّةُ ... ولّما ملكتم سَالَ بالدّم أبطَحُ)
(وحلّلتُمُ قتل الأسارّى وطالما ... غَدَونا عَلَى الأسرى نَمُنُّ ونصفحُ)
(وحَسبُكُمُ هَذَا التَّفَاوُت بَيْننَا ... وكلّ إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضحُ)
وتوفيّ الحيص بيص سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن عمره يَقُول وَأَنا أعيش مجاوفةً وَكَانَ يزْعم أنّه من ولد أَكْثَم بن صَيْفِي حَكِيم الْعَرَب وَلَمْ يتْرك أَبُو الفوارس عقباً وَمن شعره من الوافر
(إِذا شُورِكْتَ فِي حالٍ بدُونٍ ... فَلَا يغشاك عارٌ أَو نفورُ)
(تشارك فِي الْحَيَاة بِغَيْر خُلفٍ ... اْرِسْطاليسُ وَالْكَلب العقورُ)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(مِنّهُ الدُونِ فِي الرّقاب حبالُ ... محُصَاتٌ كَأحْبُلِ الخُناقِ)
(غيرَ أنّ التَحنيقَ مُردٍ وَهَذَا ... ألَمٌ مَعَ الدَّهْر باقِ)
(فَإِذا أخْفَقَ الرجاءُ من الدو ... نِ فأكْرِمْ بِذاكَ من إخفاقِ)(15/104)
(سَورةَ السمّ فِي التعزّز أوْلىَ ... من شِفاءٍ بالذُلِّ فِي لدرياقِ)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(اضطرارُ الحُرّ الْكَرِيم إِلَى الدو ... نِ جَازَ غايةَ الْإِسْرَاف)
لَا يشين الْمجد المنيف وَلَا ينقص قدر الشريف فِي الإشرافِ
(هَل يعاب العطّار يَوْمًا إِذا أص ... بَحَ ذَا حَاجَة إِلَى كتّافِ)
لمّا ولي المستضيء الْخلَافَة وخلع عَلَى وزيره عضد الدّين أبي الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء خلع الوزارة دخل الحيص فَأَنْشد قصيدة مِنْهَا من الوافر
(أقولُ وَقَدْ تَوَلىَّ الأمْر حبرٌ ... وليٌّ لَمْ يَزَل أبدا تقيّا)
(وَقَدْ كُشف الظلام بمستضيءٍ ... غَدا بالخلق كلّهِمُ حفيّا)
(وفاض الجودُ والمعروفُ حَتَّى ... حسبناه حَباباً أَو أتِيّا)
(بَلَغْنا فوقَ مَا كنّا نُرَجّي ... هنيّاً يَا بني الدُّنْيَا هنيّا)
)
(سَأَلنَا الله يَرْزُقُنا إِمَامًا ... نُسَرُّ بِهِ فأعطانا نبيّا)
فَأَجَازَهُ عَنْهَا الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالمستطرفية من نواحي بهرس فَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات من الْخَفِيف
(يَا إمامَ الْهدى عَلوْتَ عَلَى ... الجودِ بملٍ من فضّة ونضار)
فَوهبت الْأَعْمَار والأمن والبلدان فِي ساعةٍ مَضَتْ من نهارِ فبماذا أُثني عَلَيْكَ وَقَدْ جاوزتَ فضل البحُورِ والأمْطارِ
3 - (الحظيري الورّاق)
سعد بن عليّ بن الْقَاسِم بن عليّ بن الْقَاسِم بن الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو الْمَعَالِي الحظيري بِالْحَاء الْمُهْملَة والظاء الْمُعْجَمَة الورّاق دلاّل الكُتُب كَانَتْ لَدَيْهِ معارف وَلَهُ نَظْمٌ جيّدٌ وأدب كثير صحب أَبَا الْقَاسِم عليّ بن أَفْلح الشَّاعِر وجالس الشريف أَبَا السعادات الشجري وَأَبا مَنْصُور الجواليقي وَأَبا محمّد ابْن الخشّاب وتفقّه عَلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وأحبّ الْخلْوَة والانقطاع فَخرج سائحاً وَطَاف بِلَاد الشَّام ثُمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ وجيهاً عِنْد أَهلهَا قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَبَلغنِي أنّه اتُّهم فِي دينه وسُعِيّ بِهِ أنّه يرى رَأْي الْأَوَائِل ونما ذَلِكَ عَنهُ وخشي عَلَى مهجته فَفَارَقَ وَطنه وَخرج يرى السياحة(15/105)
وتغرّب فِي الْبِلَاد مدّةً حتّى سكنت نَفسه وَمَات من يخافهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد وَبنى لَهُ بِظَاهِر الْبَلَد صومعةً أَقَامَ بِهَا مدّة ثُمَّ عَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من بيع الدفاتر والكتب والتصنيف إِلَى أَن أَدْرَكته منيّته فَمَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين مائَة انْتهى قلت وَلَهُ من التصانيف كتاب لمح الْملح وَهُوَ كتاب جمع فِيهِ مَا وَقع لغيره من الجناس نظماً ونثراً وَقَدْ هذّبتُه أَنا ونقحته وسمّيته حرم المرح فِي تَهْذِيب لمح الْملح وَمَا كَانَ لَهُ علم بالقافية فإنّي رَأَيْته يَعْقِدُ الْبَاب للقافية ويورد فِيهِ مَا لَا هُوَ أصل فِيهِ وَله كتاب الإعجاز فِي الأحاجي والألغاز وَكتاب صفوة الصفوة وَهُوَ نظم كلّه فِي الْحِكْمَة وَكتاب زِينَة الدَّهْر وعصره أهل الْعَصْر ذيّله عَلَى دمية الْقصر وَلَهُ ديوَان صَغِير الحجم إلاّ أنّ أَكْثَره مَصْنُوع مجدول نُقرأ القصيدة مِنْهُ عَلَى عدّة وُجُوه وَمن نظمه أَبْيَات عَلَى أَرْبَعَة أَقسَام وتُقرأ عرضا وطولاً وَهِي من الرمل
(إنّ سؤلي بدُر تمٍّ ... إِن تبدّا وَهْوَ حسبي)
(يَا عَذولي حِينَ ولّى ... وَتَجَنَّى لَا لِذَنْبِ)
(مَا رَثَى إِذْ رامَ هَجري ... وَجَفاني بعدَ حُبِّ)
)
(قُلْتُ عُجْ بِي بَعْدَ عَتْبي ... شَفَّ قَلْبي مَلَّ قُرْبي)
وَمِنْه أَيْضا أَبْيَات نصفهَا مُعْجم وَنِصْفهَا مهمل وَهِي من الْمُضَارع
(قَضِيبُ قَفٍّ بجفن خشفٍ ... علاهُ لمّا سما هِلالُ)
(يُذِيبُنِي نَبْتُ ذِي شنيب ... وَمَا درٌ مَا لَهُ حَلالُ)
(يفتتني زينُ خبتِ ظَبْيٍ ... صُدودُه كُلُّهُ دَلالُ)
(بَصٌ نَثِيٌّ غَضيضُ جَفْنٍ ... كدرّ موعوده المطالُ)
وَهِي أَكثر من هَذَا وَلَهُ أَيْضا وأوّله بوسْني وَاحِدَة من الوافر
(بِوَرْدِ الخَدِّ هَيمني حَبِيبُ ... يقلَ لَهُ المشاكِلُ والضريبُ)
(وألْبَسَنِي مِنَ الأسْقامِ ثوبا ... وَفِي جلبابه غُصْنٌ رَطيبُ)
(سَخَبْتُ الذيلَ فِي حُبِّيهِ قِدْماً ... فَلَيسَ لِمّا بُليتُ بِهِ طبيبُ)
(نَدِمْتُ عَلَى مُفارَقَتي دِياراً ... يحلُّ بِهَا فَفِي قَلْبي نُدوبٌ)
(يَهُونُ عَلى مفارقتي ديارًا ... بأوّلِ شِعرهِ عِوّضٌ قَريبُ)
وَمِنْه قَوْله وَهُوَ لَا تنطبق فِي الشفتان من الرجز(15/106)
(هَا أَنا ذَا عاري الجلَدْ ... أسْهَرَني الَّذِي رَقَدْ)
(آه لِعَيْنٍ نَظَرَتْ ... إِلَى غَزالٍ ذِي غَيَدْ)
(أرتْني يَا ناظري ... صَيْدَ الغوال للأسَدْ)
(إنَّ الضَّنَى لِهَجِره ... يَا عاذِلي هَدَّ الجَسَدْ)
(حَشَا حشايّ أذناي ... نَار الغضاحين شَرَدْ)
(يَا غادِراً غادَرَني ... عَلَى لَظَى نارٍ تَقَدْ)
(ألاّ اصْطَنَعْتَ ناجِلاً ... لَا يَشْتَكي إِلَى أحَدْ)
وَمِنْه قَوْله وَهُوَ حرف مُعْجم وحرف غير مُعْجم من الْخَفِيف
(قَلْبُ صَبَّ سَبا بِوَجْهٍ بديعٍ ... تَحتَهُ قَدُّ غُصنِ أَيْكٍ يميلُ)
(ثابَ وَجْدِي إِذْ رَثَّ حبلي ... حُبُّهُ قاتِلي فَصَبْرٌ جميلٌ)
وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ كَالَّذي قبله من المجتثّ)
(وغُصْتِ أيكٍ بديعِ ... شافَهْتُهُ بِعِتابي)
وقُلْتُ وَيِحْي من حب من سبا بِرُضابِ وَمِنْه وَفِي كلّ كلمة همزَة من الْخَفِيف
(بِأبي أغْيَدٌ أذاب فُؤادي ... إذْ تَنَاءَى وأظْهَرَ الإعراضا)
(رشأُ بأْلَفُ الجَفاءَ فإنْ أقْ ... بَلَ أبْدَى لآمِليه انقباضا)
وَمِنْه وَجَمِيع حُرُوفه مُهْملَة من الطَّوِيل
(صُدودُ سُعادٍ أحْدَرَ الدَمْعَ مُرْسَلا ... وأَسْأَرَ حَرّاً لَمْ أُحاوِلْهُ أوَّلا)
(مُحَلِّلَةً صَدّاً أرَاهُ مُحَرَّماً ... مُحَرِّمَةً وَصْلاً أرَاهُ مُحلَّلا)
(أُواصِلُ لَا أسْلُو هَواهَا مَلاَلَةً ... وَكم آمِلٍ لِلْوَصْلِ هامَ ومَا بَلا)
(لهَا طُولُ صدٍّ للمُسَهَّدِ مؤلِمٌ ... وَوصل لَهُ طَعْمٌ أراهُ مُعَسَّلا)
وَهِي ثَمَانِيَة أَبْيَات قلت وَأحسن مِنْهَا قَول الْحَرِير فِي المقامة السَّادِسَة وَالْأَرْبَعِينَ من السَّرِيع
(أعْدِدْ لحِسّادِ من حَدّ السِلاح ... وأَوْرِد الآمِلَ وِردَ السَماحْ)
وَمن الحظيري أَبْيَات تُخرج الضَّمِير من حُرُوف المعجم وَذَلِكَ أنّ كلّ بَيت لَهُ عدد(15/107)
يخصّه فللأوّل وَاحِد وَللثَّانِي اثْنَان وللثالث أَرْبَعَة وللرابع ثَمَانِيَة وللخامس ستّة عشر وَصُورَة الْعَمَل بذلك أَن تَقول لإِنْسَان يُضمر حرفا وتقرأ عَلَيْهِ الأبيات فَإِذا مرّ بِهِ الْحَرْف المُضْمَر فِي بَيت فَلْيَقُلْ فِي هَذَا الْبَيْت وَإِن كَانَ الْمُضمر فِي بَيْتَيْنِ أَو أَكثر فليعلمك بذلك ثُمَّ اجمعْ عدد الأبيات الَّتِي أعلمك بِهَا وعُدَّ من ألف ب ت ث ج ح خَ إِلَى آخِره فعلى أيّها انْقَطع الْعد فَهُوَ فِي الْحَرْف الْمُضمر وَإِن كَانَ فِي الْجَمِيع فَاعْلَم أنّ ذَلِكَ الْحَرْف الَّذِي أضمره هُوَ الْألف
والأبيات الْمَذْكُورَة هِيَ قَوْله من الْخَفِيف
(قُلْ لهَذَا الغوالِ إنْ ظَلَّ يَحْنِي ... أَنا أُصنَى إنْ خُنْتَني لِشقائِي)
خَابَ صب أغراه عتبك فِي الْحبّ وَلَو ضَرَّه بِزُورِ البكاءِ
(صِلْ خَليلي حَثَّ السلاف إِلَى ك ... لِّ شقِيقٍ قَضَى لِحَيْفِ الجفاءِ)
(وَأدِمْ ذَمَّ من يصُدُّ وَمن يُض ... مِرُ زُهداً من سَائِر الأشياءِ)
(وَأحِطْ عَنْك ظُلْمَ ملّ غَنِيٍّ ... عَنْنك فِيهِ قِلىً لأهل الْعَلَاء)
)
قلت وَفِي تَرْجَمَة عماد الدّين أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد السبرياوي أَبْيَات من هَذَا النمط وَمن شعر الحظيري أَيْضا قَوْله فِي مليح مصفّر من السَّرِيع
(وأصْفَرُ يَعْجِزُ عَنْ وَثْفِهِ ... إِذا رَآهُ الفَطِنُ الحاذِقُ)
(إِذا بدا يَصْفَرُّ لَوْني لَهُ ... فَلَيْسَ يُدْرَى أيّنا العاشِقُ)
وَمِنْه قَوْله فِي غُلَام أشقر من الْبَسِيط
(كأنّ خدَّيْهِ والصُدْغَينِ فوقَهُما ... وَقَدْ غَدا لِعِتابي مُطرِقاً خَجِلا)
(تَلَهُّبي من لَظَى قَلْبي وزَفْرتهِ ... قَدْ دَبَّتْ النارُ فِي خدَّيهِ فاشتعلا)
قلت وَمن قولي فِي مليح أشقر من الْكَامِل
(وَلَرُبَّ أشْقَرَ قالَ نَبْتُ عِذارِهِ ... يَا عاشِقِيه ليسَ شُقْرتُهُ عَجَبْ)
(أيَكونُ طْرس الخَدِّ من ياقوتةٍ ... ويُخَطُّ فِيهَا الحُسْنُ إلاّ بالذَهَبْ)
وَقلت فِيهِ أَيْضا وضمّنته قَول المعرّي فِي السَّيْف من الوافر
(وأشْقَرَ نبتُ عارضِهِ تَاره ... كأنّ شُعاعَ وَجْنَتِهِ تَلالا)
(ودَبّتْ فَوْقه خُمرُ المنايا ... ولكِنْ بَعْدَما مُسِخَتْ نمِالا)
وَمن شعر الحظيري أَيْضا قَوْله من المجتثّ
(يَقُول لي حِين وافى ... قَدْ نِلْتَ مت تَرْتَجِيهِ)
(فَمَا لِقَلْبِكَ قَدْ جا ... ءَ خَفْقُهُ يَشتَكِيهِ)(15/108)
(فَقلت وَصْلُك عُرْسٌ ... والقَلْبُ يَرْقُصُ فِيهِ)
قلت قَدْ سقتُ فِي كتابي نُصرْة الثائر عَلَى الْمثل السائر جملَة من هَذِهِ المادّة
وَمن شعر الحظيري من المنسرح
(صُبْحٌ مشيبي بَدا وَفارَقَنِي ... لَيْلُ شَبابي فَصِحْتُ وَا قَلَقي)
(وصِرْتُ أبْكي دَماً عَليه وَلا ... بُدَّ لِصُبْحِ المَشِيبِ مِنْ شَفَقِ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(أقولُ واللَيْلُ فِي امتدادٍ ... وأدْمُعُ الغيثِ فِي انسِفاحِ)
(أظُنُّ ليلِي بِغيرِ شَكٍّ ... قَدْ باتَ يَبْكي عَلَى الصَباحِ)
وَمِنْه فِي قوام الدّين من الوافر)
(يَقولُونَ القِوامُ يمِيل جَوْراً ... ومَولانا رَعاياهُ سوامُ)
(فَقُلْتُ بذلك زَاد إِلَيْهِ قُرْباً ... وَلَوْلَا المَيْلُ مَا حَسُنَ القوامُ)
قلت وهم الحظيري فِي هَذَا فإنّ القَوام فِي قدّ الْإِنْسَان بِفَتْح الْقَاف وَفِي اللقب بِكَسْر الْقَاف لأنّه من قِوام الْأَمر وَقَالَ ملغواً فِي ألِف من السَّرِيع
(وأهْيَفَ القدِّ نحيفِ الشوى ... مُعْتَدِلٍ لَمْ يَحْوِ مَا فِيهِ وَصْفُ)
(وَهْوَ إِذا أنْتَ تأمّلْتَهُ ... بفطنةٍ اسمٌ وفِعلٌ وحَرفُ)
وَقَالَ فِي من اسْمه فتح يدّعي التشيّع من السَّرِيع
(يَا فَتْحُ يَا أشْهَرَ كلِّ الورى ... باللوم والخِسَّةِ والكِذْبِ)
(كم تدّعي شيعَة آل العبا ... واسمك يُبنبيني عَن النَصْبِ)
وَقَالَ من الْكَامِل
(لَا غَرْوَ أنْ أثْرَى الجَهولُ عَلى ... نَقْصٍ وأعْدَمَ كلُّ ذِي فَهْمِ)
(ولأنّ الْيَد الْيُسْرَى وتفضُلها ال ... يُمنَى تَفُوزُ بمُعْلَم الكُمِّ)
وَقَالَ من المتقارب
(وَمُذْ صَحَّ لي جُودُه بالِجاء ... تحقّقْتُ أنّ مَديحي هَوَسْ)
(كَذَا الفصُّ مَا باَ لي خَطُّهُ ... وَلَا كُنْتُ أقراه حتّى انعكَسْ)
وَقَالَ من السَّرِيع
(يَا بِأبي ظَبْيٌ غَدا ثَغْرُه ... مِثْلَ أقاحي الرَوْضِ فِي الابتِسامْ)
(لَا غَرْوَ أنْ أضْحَكَهُ مَدْمَعي ... قَدْ يُضْحِكُ الرَوْضَ بَكاءُ الغَمامْ)(15/109)
3 - (الوحيد)
سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن معبد بن مطر بن مَالك بن الْحَارِث ابْن سِنَان بن خُزَاعَة بن حييّ الْأَزْدِيّ يُعرف بالوحيد من أهل الْبَصْرَة وَكَانَ شَاعِرًا وَعلمه أَكثر من شعره وأدبه أظهر من تباهته لَقِي أَبَا رياش وَأَبا الْحُسَيْن ابْن لنكك وَأخذ عَنْهُمَا وَعَن طبقاتهما
توفيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَقَدْ ردّ عَلَى المتنبّي فِي عدّة مَوَاضِع وَعَلَى ابْن جنّي فِي تَفْسِير شعر المتنبّي وَكَانَ ضَيّق الرزق محارفاً يمدح بالشَّيْء الْيَسِير وَلَا يُبَالِي وسافر إِلَى مصر ومدح بني حمدَان وَكَانَ لَهُ خطّ مليح صَحِيح النَّقْل مدح أَبَا الْحسن ابْن هرثمة بقصيدة)
فاستزاره وَدفع إِلَيْهِ عشْرين دِرْهَمَانِ وَسَأَلَهُ أَن يزِيدهُ فَلم يفعل وَقَالَ يهجوه من المنسرح
(وَقيلَ بَحْرٌ فَجِئتُهُ فَإِذا ... أُعْجُبَةٌ مِنْ عَجائِبِ البَحْرِ)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(تُعَدَّدُ لُوّامِي عَليّ ذُنوبَها ... وَيَأْبَى شَفِيعُ الحُسنِ أنْ يُحْسبَ الذَنْبُ)
(وَقالوا إِذا نَوَى دارِها سَلا ... وَمَا شَطَّ مَنْ أمْسى ومَنْزِلُهُ القَلْبُ)
وَقَالَ يمدح بختيار من الطَّوِيل
(ألاّ فاسْألوا الأيّام عَنْ مأثراتِهِ ... فَما جاءتِ الأيّامُ إلاّ لِتَشْهَدا)
كَثيرٌ عَديدُ الحاسِدِينَ وإنمّا عل قدرِ مَجْدِ المَرءِ يُلْفَى مُحَسَّدا وَقَالَ يصف الخطاطيف من الوافر
(وَسُود فِي مَذَبِحِها احمِرارٌ ... فتحسبها مُدَبَّجةً تَطِيرُ)
(كأنَّ ظُهورَها لَيْلٌ بِهَيمٌ ... وَتَحْتَ بُطونِها صُبْحٌ مُنيرُ)
(كَأنّ شَظيّتي عُنقودِ كَرمِ ... أعارَهُما لِساقيها مُعيرُ)
(يخافُ الليلَ طائِرُها فيُلفَى ... إِلَّا وَلىّ بسَهْميه يُشيرُ)
وللوحيد من التصانيف كتاب العدناني كتاب القحطاني كتاب مَعَاني شعر المتنبي الرَّد عَلَى ابنجنّي فِي تَفْسِير شعر المتنّبي
3 - (أَبُو محمّد التوراني الحرّاني)
سعد بن الْحسن بن سُلَيْمَان بن التواراني أَبُو محمّد الأديب كَانَ تَاجِرًا يُسَافر إِلَى الشَّام ومصر وَالْعراق وخرسان وَسكن بَغْدَاد وجالي(15/110)
أَبَا مَنْصُور الجواليقي وَأخذ عَنهُ وَكَانَتْ مَعْرفَته بالأدب حَسَنَة وَلَهُ تظم وتوفيّ سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ يعرف النَّحْو جيّداً وَمن شعره من الْكَامِل
(قَدْ قُلْتُ لِلْقَلبِ اللَجُو ... جِ وَقَدْ شَكا فَرْطَ الغَرامِ)
(ألِبَينِ يَوْمٍ ذَا فَكَيْ ... تفَ إِذا بُليتَ بِنَينٍ عامِ)
وَمن من الْبَسِيط
(جَاءَتْ تُسائِلُ عَنْ لَيْلي فَقُلْتُ لهَا ... وَسَوْرَةُ الَمِّ نَمْحُو سِيرَةَ الجَذَلِ)
(لَيْليِ بِكَفَّيكِ فاغْنّي عَنْ سُؤالِكِ لي ... إِن بِنْتِ طالَ وَإِن واصلتِ لَمْ يَطُلِ)
)
وَقَالَ مَا يُكتَبُ عَلَى سكّين من المجتث
(حَدَّي وَحَدُّكِ أمْضَى ... مِنَ القَضَاءِ وَأجْرَى)
(كَمْ قطَّ صَدْري رَأْسا ... وشَقَّ رَأْسِي صَدرا)
3 - (وَزِير سيف الدولة صَدَقَة)
سعد بن الْحسن بن عَليّ بن قضاعة أَبُو الْبَدْر الْكَاتِب كَانَ وزيراً للسيف الدولة صَدَقَة بن دُبيس أَمِير الْعَرَب ولمّا قتل السُّلْطَان محمّد بن ملكشاه سيفَ الدولة أسر أَبَا الْبَدْر ثُمَّ عَفا عَنهُ وولاّه النّظر بأعمال الحلّة وَسمع من محمّد بن محمّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن العكبري وحدّث باليسير وتوفيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين مائَة
أَبُو الْقَاسِم الْموصِلِي سعد بن الْحُسَيْن بن عمر الْموصِلِي روى عَن الْوَزير أبي سعد محمّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم شَيْئا من شعرع وروى عَنهُ أَبُو غَالب شُجَاع بن فَارس الذعلي وَأحمد بن الْحُسَيْن بن خيرون وَغَيرهمَا وَكَانَ أديباً وَيَقُول الشّعْر من شعره قولُهُ من الْكَامِل
(قَلبٌ يَحِنّث إِلَى الوِصالِ سَقيمُ ... فِي بَحْرِ ضَنْكٍ مِنْ لدَيكَ يَقومُ)
(سَقْياً لِمَن قَدْ بِتُّ أرجُو وَصْلَهُ ... فِي القَلْبِ مِنهُ لَوْعَةٌ وَكُلومُ)
(فَبِوَصْلِهِ لي عِيشَةٌ وَبِصَدِّهِ ... موتٌ فَفِيهِ جَنَّةٌ وَنَعيمُ)
(وَبِكَفِّهِ جُودٌ وبُؤسٌ واصِلٌ ... إنْ شَاءَ فَهْوَ عُقُوبّةٌ وَنَعِيمُ)
(نَفْسِي الفِداءُ لِسادنٍ فاقَ الوَرَى ... أيّامُه بَيْنَ الأنامِ نُجومُ)
3 - (الْحَافِظ البرذعي)
سعد بن عَمْرو بن عمّار الْحَافِظ أَبُو عُثْمَان الْأَزْدِيّ البرذعي رَحل وطوّف وصنّف وَصَحب أَبَا زرْعَة الرَّازِيّ وتوفيّ فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة(15/111)
3 - (أَبُو عصمان القيرواني)
سعد بن محمّد بن صبيح الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الغسّاني القيرواني النَّحْوِيّ الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام وَكَانَ إِمَامًا متفنّناً توفيّ فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة لَهُ توضيح الْمُشكل فِي الْقُرْآن والمقالات فِي الْأُصُول والاستيعاب وَالْعِبَادَة الْكُبْرَى وَالْعِبَادَة الصُّغْرَى والاستواء والأمالي وَالرَّدّ عَلَى الْمُلْحِدِينَ وَغير ذَلِكَ وَكَانَ يذمّ التَّقْلِيد وَيَقُول من نقص الْعُقُول ودناءة الهِمم)
3 - (الْعَتكِي)
سعد بن شُعْبَة بن الحجّاج الْعَتكِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وتوفِّي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ
3 - (الْحَافِظ الزنجاني)
سعد بن عليّ بن محمّد بن حُسَيْن أَبُو الْقَاسِم الزنجاني الْحَافِظ الزَّاهِد وَهُوَ صَاحب كرامات وآيات توفيّ سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة
3 - (الْوَزير ابْن حَدِيدَة)
سعد بن عليّ ين أَحْمد بن الْحُسَيْن الْوَزير معِين الدّين أَبُو الْمَعَالِي الْأنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ عُرف بِابْن حَدِيدَة كَانَ ذَا مَال وحشمة استوزره الإِمَام النَّاصِر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ يجلس بداره للوعظ إِلَى أَن ولي الوزارة ابْن مهْدي وعّزل ابْن حَدِيدَة وَقبض عَلَيْهِ وحبسه وعزم عَلَى تعذيبه فبذل للمترسّمين مَالا جزيلاً وَحلق لحيته وَخرج فِي زيّ النِّسَاء وسافر إِلَى مراغة وَلَمْ يزل بِهَا إِلَى أَن عُزل ابْن مهْدي فَعَاد إِلَى بَيته وَلَمْ يزل ملازماً لبيته إِلَى أَن مَاتَ سنة عشر وستّ مائَة وَكَانَ سَمحا متواضعاً رَحمَه الله تَعَالَى
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سعد بن سعيد أَخُو يحيى الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن حَنْبَل ضَعِيف الحَدِيث ووثّقه غَيره وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وتوفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة
3 - (ابْن المشاط الْوَاعِظ الْأَشْعَرِيّ)
سعد بن محمّد بن مَحْمُود المشاط(15/112)
أَبُو الْفَضَائِل الرَّازِيّ الْوَاعِظ المتكلّم لَهُ يَد باسطة فِي علم الْكَلَام كَانَ يلبس الْحَرِير ويخضب بِالسَّوَادِ وَيحمل سَيْفا مَشْهُورا وَكَانَ يذبّ عَن الْأَشْعَرِيّ
توفيّ سنة ستّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
3 - (الْفَقِيه الْعجلِيّ)
سعد بن عليّ بن الْحسن أَبُو مَنْصُور الْعجلِيّ قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ ثِقَة مفتياً حسن المناظرة كثير الْعلم وَالْعَمَل توفيّ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة
3 - (مولى ابْن أَزْهَر)
سعد بن عبيد الْمدنِي مولى ابْن زَاهِر روى عَن عَمْرو عُثْمَان وعليّ وَابْن أَزْهَر لَهُ صُحْبَة)
وَهُوَ مَوْلَاهُ وتوفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ)
سعد بن إِيَاس أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي روى عَن عليّ وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَغَيرهم عُمّر مائَة وَعشْرين سنة قَالَ بُعث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أرعى إبِلا بكاظمة قَالَ ابْن معِين ثِقَة كُوفِي توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (صَاحب حلب)
سعد بن شرِيف أَبُو الْفَضَائِل بن سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدَان يَأْتِي ذكر وَالِده وجدّه إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي موضعيهما ولمّا مَاتَ أَبُو الْفَضَائِل هَذَا انقرض بِمَوْتِهِ مُلْكُ بني حمدَان وتوفيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سعد بن هِشَام بن عَامر الْأنْصَارِيّ ابْن عمّ أنس بن مَالك روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وتوفيّ فِي حُدُود التسعين روى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الصحابيّة)
سعدة بنت قمامة الصحابيّة رُوي عَنْهَا أنهّا كَانَتْ تُؤِمّ النِّسَاء وَتقوم فِي وسطهنّ عَلَى حسب مَا رُوي عَن أمّ سَلمَة يُقَال إِنَّهَا أدْركْت النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(15/113)
(الألقاب)
السَّعْدِيّ مجد الدّين عبد الْحق بن محمّد
أَخُوهُ تَاج الدّين عبد الغفّار بن محمّد
سعد الأمّة الْكَاتِب أَحْمد بن محمّد بن أيّوب
سعد الْملك الأسوانين اسْمه محمّد بن يُوسُف
ابْن سعد صَاحب الطَّبَقَات اسْمه محمّد بن سعد تقدّم ذكره فِي المحمّدين فليُطْلَبْ هُنَاكَ
ابْن بنت أبي سعد عُثْمَان بن عليّ
ابْن سعد الْمسند يحيى بن محمّد
ابْن سعد إِبْرَاهِيم بن سعد
3 - (ابْن عُفير المغربي)
)
سعد السُّعُود بن أَحْمد بن هِشَام بن إِدْرِيس أَبُو الْوَلِيد الْأمَوِي الأندلسي الَبْلي يُعرف بِابْن عُفير كَانَ فَقِيها ظاهريّاً محدّثاً نظّاراً أديباً شَاعِرًا توفيّ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة
وروى عَن أبي الْحسن بن سُرَيج وَأبي محمّد بن كوثر وَأبي الْحسن بن مُؤمن وَأبي العبّاس بن أبي مَرْوَان واختصّ بِهِ وَلَزِمَه وَسمع من جمَاعَة آخَرين وحدّث عَنهُ ابْنه أَبُو أميّة إِسْمَاعِيل وَأَبُو العبّاس النباتي وَأَبُو عبد الله بن خلفون وعاش خمْسا وَسبعين سنة وَمن شعره
3 - (سعد الله)
3 - (أَبُو الفوارس)
سعد الله بن عبد الوهّاب أَبُو الفوارس من شعره من الطَّوِيل
(خليليَ مَالِي كلمّا رمتُ سَلْوَةً ... تَغَيَّرَ خاليِ والليالي وحالها)
(وأصْبَحَ داءُ الشَوقِ يألَفُ مُهْجَتِي ... كَمَا ألِفَتْ نارُ الجَحيمِ اشتعالهَا)
(لقد جادَتِ عَليَّ بِوَصْلِكُم ... زَماناً وعادَتْ تَسْتَرِدُّ نَوالَها)
(فَمَنْ كانَ ذَا لُبٍّ وعَقْلٍ يَدُلُّهُ ... فَلَا يأمَنِ الدُّنْيَا وَيحذرْ فِالَها)
3 - (الدقّاق الْمُقْرِئ)
سعد الله بن محمّد بن عليّ بن طَاهِر الدقّاق أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ قَرَأَ بالروايات عَلَى جمَاعَة وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان(15/114)
وَأبي عَليّ محمّد بن سعد بن نَبهَان وَأبي الْقَاسِم عليّ بن الْحُسَيْن الربعِي وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأبي الْحسن محمّد بن مَرْزُوق الزَّعْفَرَانِي وَجَمَاعَة وحدّث بالكثير وَكَانَ شَيخا صَالحا متديّناً كثير السماع صحيحَه حاذقاً حسن الطَّرِيق مشتغلاً بالإقراء روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَغَيره وتوفيّ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف
(وَعَسَى أنْ يَعودَ دَهْرٌ تَقَضَّى ... بِوصالٍ مِنْ بَعْدِ طُولِ اجتنابِ)
(حَرَكاتٌ مِنَ اللَّيَالِي فَمَا تَسْ ... كُنُ إلاّ بِفرْقَةِ الأحْبابِ)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(سَلامُ مَشُوقٍ كُلَّما هَبَّتِ الصَبا ... تَنَفَّسَ عَنْ وجدٍ يَشِبُّ ضرامُهُ)
(وَحَمَّلَها مَا بَلَّغَتْه وَلَمْ يَكُنْ ... إِلَى غَيرِ مَن بالغَورِ يهدي سَلامَهُ)
قلت شعر متوسّط)
3 - (ابْن ساقي المَاء)
سعد الله بن مُصعب بن محمّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف وَالِده بساقي المَاء قَرَأَ بالروايات عَلَى أبي عبد الله الْحُسَيْن بن محمّدين عبد الوهّاب الدبّاس وَسمع من عليّ بن أَحْمد بن بَيَان وعليّ بن محمّد بن العلافّ وَالْمبَارك بن الْحُسَيْن الغسّال الْمُقْرِئ وَغَيرهم
وحدّث باليسير وتوفيّ سنة تسع وستّين وَخمْس مائَة
3 - (ابْن الْوَادي)
سعد الله بن نجا بن محمّد بن فَهد أَبُو صَالح الْمَعْرُوف بِابْن الْوَادي دلاّل الدّور الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وَقَرَأَ وَكتب بخطّه وجدّ فِي السماع والتحصيل ورزقه الله الرِّوَايَة مَعَ تأخّر إِسْنَاده وحدّث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَكَانَ صَدُوقاً ديِّناً حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى حسن التِّلَاوَة إلاّ أنّه كَانَ خَالِيا من الْعلم وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة
3 - (ابْن الدجّاجي الْوَاعِظ)
سعد الله بن نصر بن سعيد بن أبي عليّ بن الدجاجي أَبُو الْحُسَيْن الْوَاعِظ قَرَأَ بالروايات عَلَى محمّد بن أَحْمد الخيّاط وَأبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الجرّاح وَقَرَأَ الْفِقْه لِأَحْمَد بن حَنْبَل عَلَى أبي الخطّاب مَحْفُوظ بن أَحْمد الكوذلتي وبرع فِيهِ وَسمع من أبي مَنْصُور الخيّاط الْمُقْرِئ وَأبي الخطّاب ابْن الجرّاح وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَعلي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وَغَيرهم(15/115)
وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء وشيوخ الوُعّاظ النبلاء وَكَانَ يخالط الصوفيّة ويحضر مَعَهم السماعات وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط
(مَلَكْتُهمُ مُعجَتي بَيْعاً ومقدرةً ... فأنتُم الْيَوْم أغلالي وأغْلى لي)
(عَلَوْتُ فَخْراً ولكِنّي ضنِيتُ هَوىً ... فحُبُّكُمْ هُوَ أَعلَى لي وأغلالي)
(أوْصى لي البينُ أنْ أشْقَى بحبّكُمُ ... فَقَطَّعَ البَيْنُ أوْصَالي وأوْصى لي)
وَمِنْه من الْكَامِل
(لي لَذَّةٌ فِي ذِلَّتي وخُضوعي ... وأُحِبُّ بَيْنَ يديكَ سَفْكَ دُموعي)
(وتضَرُّعي فِي رأيِ عَينِكَ راحةٌ ... لي مِنْ جَوىً قَدْكَنَّ بَيْنَ ضُلوعي)
(مَا الذلُّ للمَحبوبِ فِي حُكمِ الهَوى ... عَارٌ وَلَا جَورُ الْهوى بِبَدِيعِ)
)
(هَبْنِي أسَأتُ فأيَ عَفْوُكَ سَيِّدي ... عَمّن رجَاكَ لِقَلْبِهِ المَوْجوعِ)
(جُدْ بِالرِّضَا مِن عَطْفِكَ واغْنِه ... بِجَمَال وَجهك عَن سًؤالِ شَفيعِ)
قلت شعر جيّد فِي الطَّبَقَة الأولى
3 - (سعد الدّين الفارقي)
سعد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن خيرٍ الصدرُ الأديب سعد الدّين فارقي الموقّع كَانَ منشئاً بايغاً شَاعِرًا محسناً سمع من أَخِيه زين الدّين من كَرِيمَة وَابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وحدّث بِمصْر ودمشق وَبهَا توفيّ ودُفن فِي سفح قاسيون كهلاً سنة تسعين وستّ مائَة وَكتب الدرج للصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا بِمصْر مدّة وَبعده حضر كاتبَ إنشاءٍ إِلَى دمشق وَهُوَ وَالِد القَاضِي عزّ الدّين وَمن شعره مَا نقلته من خطّ وَلَده القَاضِي عزّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل
(قِفِي عَلَى نَجْدٍ فإنْ قَبََ الْهوى ... رُوحي فطالِبُ خَدَّ لَيْلى بالدَمِ)
(وَإذا دَجَا لَيْلُ الوِصالِ فَنَادِهِ ... يَا كافِراً حَلَّلْتَ قَتْلَ المُسلِمِ)
ونقلت مِنْهُ أَيْضا من السَّرِيع
(تاهَ عَلَى عُشّاقِهِ واستَطالْ ... مُذْ قُصَرِ الحُسْنُ عَلَيهِ وَطالْ)
(كانَ سَماء شَمْسُه أشْرَقَتْ ... فَلَيْتَها مَا أشْرَقَتْ للزَوالْ)
(قَدْ فَصّلَ الشَعْرُ عَلَى خَدِّهِ ... ثَوْبَ حِدادٍ حِينَ ماتَ الجَمالْ)
ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل(15/116)
(يَقولونَ قَدْ وَفى البشيرُ بِقُرْبِهِم ... فعَفَرْتُ خَدِّي فِي ثَرَى الأرْضِ لاثِما)
(فَلَا أُخّرُوا عَنْ مَنزِلٍ فَهرُهُ بِهِ ... وَلَا قَدِموا إلاّ عَلى السَعْدِ دائِما)
ونقلت مِنْهُ مَا كتبه إِلَيْهِ من طَرِيق الْحجاز من الْكَامِل
(مِنْ بَعْدِ بُعْدِكَ يَا محمّد شاقَني ... بَرْقٌ إِلَى أسرْارِ وجهِكَ ساقَني)
(وحياةُ وَجْهِكَ مَا تَجَلىَّ فِي الدُجى ... قَمَرٌ حَكَى مَعْناكَ إِلَّا شاقَني)
(كَلا وَلَا سامَرْتُ ذكرَك فِي الدجى ... إِلَّا طرَبْتُ بظاهري وبباطِني)
(أَو كُنْتُ أحْسبُ أنّ بَيْنَك صانِعٌ ... بِي مَا وَجَدْتُ لما تَحَرَّكَ ساكِني)
(فَعَلَيْك منّي مَا حَيَيْتُ تَحِيّةٌ ... تُلْهِي المُقيمَ بِطِيِبِ ذِكْر الظاعِنِ)
)
وَكتب إِلَى رفقته بنهي أنّه انْفَصل عَن خدمتهم وَوصل إِلَى دَار الحَدِيث وَلَمْ يجد بِهَا أَهله فَجَلَسَ فِي بَيت من بيُوت فقهائها وَكتب هَذِهِ الْكتب الْعشْرَة وسيّرها إِلَى خدمتهم وَهُوَ ينشدهم ارتجالاً بعد أَن وجد فِي عَيْنَيْهِ ضعفا لكته وجدّ من ربّه لطفاً
من السَّرِيع
(يَا سادةً سادُوا جَميعَ الوَرَى ... بِالْفَضْلِ والإحْسَانِ والسُؤدَدِ)
(كَمّلتُ مِنْ كُنْبي عَشرْاً لَكُمْ ... إذْ لَيْسَ أهْليِ حاضِرِي المَسْجدِ)
وَكتب إِلَى الرُّكْن الفارقاني من المتقارب أيا رُكْنَ مَذْهَبِ أهْلِ الغَرامِ وقَائِدَ أهلِ الهَوَى للطَرِيقِ
(يَجُوزُ لِظلمٍ وُرودُ الزلَال ... إِذا كَانَ بَيْنَ ثنايا العتيقِ)
وَكتب إِلَى الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا من السَّرِيع
(يمَّمْ عليًّا فهْو بَحْر الندى ... ونادِه فِي المُضْلِع المُعْضِلِ)
(فَرِفْدُهُ مُجْدٍ عَلَى مُجدِبٍ ... وَوَفْدُهُ مُفْضٍ إِلَى مٌفضِلِ)
وَكتب سعد الدّين إِلَى نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب وَقَدْ أنشدت لَهُ قَصيدة بِحُضُورِهِ من الطَّوِيل
(رَأيْتُ رِيَاضاً دَبَّجتْها قَرِيحَةٌ ... إِلَى ناضرٍ يُعزَى بِهَا الطِيبُ والنّدُّ)
(تَفُوحُ لَنا مِنْها أزاهِرُ طِيبها ... فأنهْارُها تَجْرِي وبُلْبُلُها يَشْدُو)
(قِلادَةُ دُرٍّ فُصِّلتْ بجَواهِرٍ ... فَرَائِدُها جَمْعٌ وناظِمُها فَرْدُ)
فَكتب الْجَواب ابْن النَّقِيب من الطَّوِيل
(بَدِيهَةُ سَعْدِ الدينِ مِثْلُ بَرَاعِهِ ... وَلَا مِثِلَ فِي الدُنْيا لِذاكَ وَلَا نِدُّ)
(وخاطِرُهُ كالنار والسَيلِ سَائِلًا ... فَهَذِي لَهَا وَقْدٌ وَهَذَا لَهُ مَدُّ)(15/117)
(تَفَضَّل فِي أبياتِ شِعْري بِمدْحَةٍ ... هِيَ الدُرُّ إلاّ أنّ ناظِمَها العِقْدُ)
(فَلَا زالَ فِي جِيدِ المَعالي قِلادَةً ... تَتيهُ بِهِ العَليَا ويُوهَى بِهِ المَجْدُ)
(ففخرٌ لميّا فارقين بِمثْلِهِ ... فَهَذَا هُوَ المجدُ المُرَفَّعُ والسَعْدُ)
3 - (أَبُو سعيد الْحَمَوِيّ)
سعد الله بن غَنَائِم بن عليّ بن ثَابت أَبُو سعيد الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ كَانَ ذَا دين)
متين وظنّ جميل توفيّ سنة عشر وستّ مائَة
3 - (أَبُو الحُسَين البَلنَسي)
سعد الْخَيْر بن محمّد بن سهل بن سعد الْخَيْر أَبُو الحُسين بن أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ البلنسي قدم بَغْدَاد وَأقَام بِهَا مدّةً يسمع من أبي الخطّاب ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النعالي وطراد بن محمّد بن عليّ الزَّيْنَبِي وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْأَدَب عَلَى التبريزي وَسمع بنواحي همذان وبإصبهان وحصّل الْأُصُول والكتب الْكَثِيرَة وَركب الْبحار وقاسى الشدائد وَرَأى الْعَجَائِب وَدخل الصين وَعَاد إِلَى بَغْدَاد بعد عُلُوّ سنّة وَأقَام بِهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ صَاحب ثروة وَمَال طائل وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا وتوفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ وَعبد الْخَالِق بن أيد وَأَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ وبنته فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر وَعمر بن أبي السعادات ابْن صرما
(سَعْدَان)
3 - (أَبُو عُثْمَان الضَّرِير)
سَعْدَان بن الْمُبَارك أَبُو عُثْمَان الضَّرِير النَّحْوِيّ مولى عاملة مولاة الْمهْدي امْرَأَة المعلىّ بن طريف الَّذِي يًنسَب إِلَيْهِ نَهْرُ المعلىّ بِبَغْدَاد وَكَانَ أحَدَ رُواةِ الْعلم وَالْأَدب كُوفِي الْمَذْهَب روى عَن أبي عُبيدة وَلَهُ من المُصَنَّفات كتاب خَلق الْإِنْسَان كتاب الوحوش كتاب الأَرْض والمياه والبحار وَالْجِبَال كتاب المناهل كتاب الْأَمْثَال كتاب النقائض
3 - (ابْن يحيى اللَّخْمِيّ)
سَعْدَان بن يحيى بن صَالح اللَخْمي قَالَ أَبُو حَاتِم محلُّهُ(15/118)
الصِدْقُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِذَاكَ
توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
ابْن سَعْدَان الشَّافِعِي أَبُو المظفّر أَحْمد بن يحيى
وَأَخُوهُ أَبُو الْفَضَائِل أَحْمد بن يحيى
(سعدون)
3 - (الْمَجْنُون)
سعدون الْمَجْنُون يُقَال إنّ اسْمه سعيد وكنيته أَبُو عَطاء ولقبه سعدون من أهل الْبَصْرَة كَانَ من عقلاء المجانين وحكمائهم لَهُ أَخْبَار ملاح وَكَلَام سديد ونَظْم ونَثْر يُسْتَحْسَنُ وطوّف الْبِلَاد ودُوَنت أخبارُه استقدمه المتوكّل وَسمع كَلَامه وَذكر الْفَتْح بن شخرف أنّه كَانَ من الامحبّين لله صَامَ ستّين سنة فجَفَّ دماغه فسمّاه النَّاس مَجْنُونا قَالَ عَطاء السليمي احْتبسَ علينا القط بِالْبَصْرَةِ فخرجنا نستسقي فَإِذا بسعدون المحنون فلمّا بَصُرَ بِي قَالَ يَا عَطاء إِلَى أَيْن قلتُ خرجنَا نستسقي قَالَ بقلوب سماويّةٍ أم بقلوبٍ أرْضِيَّةٍ قلتُ بقلوب سماوّية قَالَ لَا تبهرْج فإنّ النَّاقِد بَصِير قلت مَا هُوَ إلاّ مَا حكيتُ لَك فاستسق لَنَا فَرفع رأسّه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ أقسمْتُ عَلَيْكَ إلاَّ سقيتَنا الْغَيْث ثُمَّ أنشأ يَقُول من الوافر
(أيا مَن كًلّما نُودي أجابا ... وضمَن بخَلالِهِ يُنشِي السَحابا)
(وَيَا مَن كَلَّمَ الصِدِّيقَ مُوسى ... كَلاماً ثُمَّ ألْهَمَهُ الصَواب)
(وَيَا مَنْ رَدَّ يوسُفَ بَعدَ ضًرٍّ ... عَلَى من كانَ يَنْتَحِبُ انتِحابا)
(وَيَا مَنْ خَصَّ أَحْمد واصْطَفاهُ ... وأعْطاهُ الرِسالَةَ والكِتابا)
إسقِنا فأرسَلَت السماءُ شآبيبَ كأفْواه القِرّب قلت زِدْنِي قَالَ لَيْسَ ذَا الْكَيْل من ذَا البيدر ثُمَّ أنشأ يَقُول من المنسرح
(سُبحان مَنْ لَمْ تَزَلْ لَهُ حُجَجٌ ... قامَتْ عَلىَ خَلْقِهِ بِمَعْرِفَتِهْ)
(قَدْ عَلِموا أنّه مليكُهُمُ ... يَعْجِزُ وَصْفُ الأنامِ عَنْ صِفَتِهْ)
وَقَالَ عَطاء رأيتُ سعدون يتفلىّ ذَات يَوْم فِي الشَّمْس فانكشفَتْ عورتُهُ فقلتُ لَهُ اسْتُرْ(15/119)
يَا أَخا الْجَهْل فَقَالَ من لَكَ مثلهَا فاستتر ثُمَّ مرّ بِي يَوْمًا وَأَنا آكل رمّاناً فِي السُّوق فَعَرَكَ أُذُنِي وَقَالَ من الطَّوِيل
(أرَى كُلَّ إنْسانٍ يَرَى عَيْب غَيْرِهِ ... وَيَعْمَى عَنِ العَيبِ هُوَ فِيهِ)
(ومَا خَيْرُ مَن تَخْتَفي عَلَيهِ عُيُوبُهُ ... وَيَبدُو لَهُ العَيبُ الَّذِي لأخِيهِ)
(وَكَيْفَ أرَى عَيْباً وَعَيْبِي ظاهرٌ ... وَمَا يعرِفُ السوءآتِ غَيرُ سَيفهِ)
وَقَالَ عبد الله بن سُوَيْد رَأَيْت سعدون الْمَجْنُون وَبِيَدِهِ فَحْمَة وَهُوَ يكْتب بِهَا عَلَى جِدَار قصر)
خراب من السَّرِيع
(يَا خاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... إنَّ لَها فِي كُلِّ يَوْمٍ حَليلْ)
(مَا أقْبَحَ الدُّنْيَا لخُطّابِها ... تَقْتُلُهم عَمْداً قَتيلاً قَتيلْ)
(نَسْتَنكحُ البَعْلَ وَقَدْ وَطَّنَتْ ... فِي مَوْضعٍ آخَرَ مِنْهُ البَديلْ)
(إنّي لمُغْتَرٌّ وإنَّ البِلىَ ... تَعَملُ فِي نَفْسي قَليلاً قَليلْ)
(تزَوَّدُوا للْمَوْت زاداً فقد ... نَادَى مُنادِيهِ الرَحيلَ الرَحيلْ)
وَقَالَ الْفَتْح بن سَالم كَانَ سعدون سيّاحاً لهجاً بالْقَوْل فرأيته يَوْمًا بالفسطاط قَائِما عَلَى حَلقَة ذِي النُّون وَهُوَ يَقُول يَا ذَا النُّون مَتى يكون الْقلب أَمِيرا بعد أَن كَانَ أَسِيرًا فَقَالَ ذُو النُّون إِذا اطّلع عَلَى الضَّمِير وَلَمْ يضرَ فِي الضَّمِير إلاّ الْخَبِير قَالَ فَصَرَخَ سعدون وخّر مغشيّاً عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاق فَقَالَ من الطَّوِيل
(وَلَا خيرَ فِي شَكْوَى إِلَى غَيرِ مُشْتَكىً ... وَلَا بُدَّ مِنْ شَكوىً إذَا لَمْ يكُنْ صَبْرُ)
ثُمَّ قَالَ اسْتغْفر الله لَا حول وَلَا قُوَّة إلاّ بِاللَّه ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الْفَيْض إنّ من الْقُلُوب قلوباً تستغفر قبل أَن تذيب قَالَ نعم تِلْكَ قُلُوب تُثاب قبل أَن تطيع أُولَئِكَ قوم أشرقت قُلُوبهم بِضِياء رَوْح اليَقين
3 - (سعدون بن إِسْمَاعِيل بن غُبَيرة)
من مولّدي الْعَجم بوادي الْحِجَارَة من الغرب جلّ قدره فِيهَا إِلَى أَن استولى عَلَيْهَا وَعصى عَلَى الْمَأْمُون بن ذِي النُّون ملك طليطلة قَالَ الحجاري وَكَانَ ابْن ميعدة من بَلَده يَحْسُدُهُ ويُغرِي بِهِ المأمونَ فَأخْرجهُ ففرّ إِلَى طليطلة لِلْمَأْمُونِ فَكتب ابْن غبيرة لِلْمَأْمُونِ مُعَرِّضاً بمعاضدتهما عَلَيْهِ من الوافر
(أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي مَقالاً ... إِلَى المأمونِ والذِئبِ المُداجي)
(بأنَّ تَفَوُّدِي أقْوَى وَأَدْهَى ... ألَيْسَ الخَمْرُ تَضْعُفُ بالمِزاجِ)
وَلَمْ يزل الْمَأْمُون يتحيّل عَلَيْهِ حتّى خلعه عَن ملكه وحصّله فِي حَبسه(15/120)
(سعود)
3 - (أَبُو أَحْمد الخبّاز)
سعود بن الْعَلَاء بن عليّ أَبُو أَحْمد شَاعِر مدح الْوَزير أَبَا مَنْصُور محمّد بن جهير وَالشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وروى عَنهُ الْمُبَارك بن محمّد بن الخلّ الصُّوفِي وَمن شعره من الطَّوِيل
(إِذا لاحَ ضَحّاكٌ من البَرْقِ لامعُ ... سُحَيراً وإنَّك الحَمامُ السَواجِعُ)
(وشاقَك تِذكار الْمنَازل بالغَضا ... وأيّام ذَات الخالِ والشمل جامِعُ)
(دَعاكَ هَوىً لَا تَستَطيعُ دِفاعَهُ ... وأظْهَرْت مَا أخْفَتْهُ تِلكَ الأضالِعُ)
(وَلَمْ تَستَطِعْ كِتمْانَ مَا بِكَ فِي الهَوَى ... وكَمْ كاتِمٍ مَّمنْ عَلَيْهِ المدامِعُ)
(إِذا رَوِيَتْ عَيْنُ الخَليِّ مِنْ الكَرَى ... ونامَ هَنيّاً رَوَّعَتْكَ الرَوائعُ)
(فَلَا فِي بَياضِ الصُبحِ قَلْبُكَ ساكِنٌ ... وَلَا فِي ظلامِ اللَيْلِ طَرْفُكَ هاجعُ)
(فُؤادُكَ خَفَّاقٌ وَلَوْنُكَ شاحِبٌ ... إِذا رَمقَتْهُ العينُ أصفَرُ فاقِعُ)
(وَقَلْبُك مَشْغُوفٌ وَلُبُّكَ طائِرٌ ... ودَمْعُكَ وَكّافٌ وسِرُّكَ شائِعُ)
(كأنْ لَمْ يَكُنْ فِي الناسِ مِثلُك عاشِق ... كئِيبٌ ولاَ غَرَّتْ سِواكَ المطامِعْ)
وَمِنْه من الرمل
(جَمَعَ الوَردُ خِصالاُ ... لَمْ تَكُنْ فِي نُظَرائِه)
(حُسْنَ لَونٍ جَعَلَ الزَهْ ... رَةَ من تَحْتِ لِوَائهْ)
ونَسيماً عَطَّلَ العنبر مِنْ فَرْطِ ذَكائِهْ
(فإذّا زار وَوَلَّى ... عَوَّضَ النَّاس بِمائِهْ)
3 - (أَبُو السُّعُود ابْن أبي العشائر)
3 - (بن شعْبَان الباذبيني ثمّ الْمصْرِيّ الزَّاهِد)
شيخ الْفُقَرَاء السعوديّة وَكَانَ صَاحب عبَادَة وزهد وأحوال كَانَ بالقرافة لَهُ اتِّبَاع ومريدون
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَمْ يبلغَا شَيْء من أخباره توفّي رَحمَه الله سنة أَربع وَسبع مائَة
(السعودي سيف الدّين اسْمه عبد اللَّطِيف)
(سعيد)
3 - (سعيد بن أبان)
)
سعيد بن أبان بن سعيد بن الْعَاصِ القُرشي الأُمَوي وَالِد(15/121)
يحيى سكن الْكُوفَة قَالَ البُخَارِيّ سعيد بن أبان وَالِد يحيى وَعبد الله وعنبسة الْكُوفِي
قَالَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَكَانَ من خِيَار النَّاس
3 - (ابْن إِبْرَاهِيم)
3 - (أَبُو الْحسن التسترِي)
سعيد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن التسترِي قَالَ ياقوت أَبُو الْحسن كَانَ نصرانيّاً من صنائع بني الْفُرَات هُوَ وَأَبوهُ يلْزم السجع فِي كَلَامه وَكَانَ يكْتب لعليّ ابْن محمّد بن الْفُرَات وَلَهُ كتاب الْمَقْصُور والممدود عَلَى حُرُوف المعجم كتاب المذكّر والمؤنّث عَلَى حُرُوف المعجم كتاب الرسائل فِي الْفتُوح عَلَى هَذَا التَّرْتِيب رسائله الْمَجْمُوعَة فِي كلّ فنّ وَأورد لَهُ من السَّرِيع
(مَا لَكَ قَدْ هَيَّمَكَ الهَكُّ ... وَضَلَّ الحَزْمُ وَالفَهْمُ)
(لَو رُمْتَ أنْ يَبْقَى الأذّى مَا بَقِي ... لَا فَرَحٌ دامَ وَلاَ غَمٌّ)
قلت مثله قَول الْقَائِل من الْبَسِيط
(لَا تَسْألِ الدَهْرَ فِي ضَرّاءَ يَكْشفُها ... فلَوْ سَألْتَ دَوَامَ البُؤسِ لَمْ يَدُمِ)
وَأورد لَهُ أَيْضا من الْخَفِيف
(قُلْتْ زُورِي فَأرْسَلَتْ ... أَنا آتِيكَ سُحْرَه)
(قُلتُ بِاللَيْلِ كَانَ أخْ ... فَى وأدْنَى مَسَرَّهْ)
(فأجابَتْ بحُجّةٍ ... زادَتِ القلبَ حسرَه)
(أَنا شَمْسٌ وإنمّا ... نَطْلُعُ الشمسُ بُكْرَه)
وروى أَبُو الْحسن أَحْمد بن عليّ البنّي الْكَاتِب عَن أَبِيه قَالَ كنّا عِنْد أبي الْحُسَيْن سعيد بن إِبْرَاهِيم كَاتب ابْن الْفُرَات فغنّت ستارته من الْخَفِيف
(وَعَدَ البَدْرُ بِالزِيارَةِ لَيْلاً ... فَإِذا مَا وَفَى قَضَيْتُ نُذُوري)
قُلْتُ يَا سَيِّدِي فَلم تُؤثر اللَّيْل عَلىَ بَهْجَةِ النّهارِ المُنيرِ
(قالَ ليِة أُحِبُّ تَغْيِيرَ رَسْمِي ... هَكَذا الرَسْمُ فِي طُلوعِ البُدوِر)
فَاخْتلف الْجَمَاعَة لمن هَذَا الشّعْر فَقَالَ بَعضهم للناجم وَقَالَ قوم للعبّاس وَذكروا جمَاعَة فَقَالَ هُوَ لي ثُمَّ أنشدنا من الْخَفِيف)(15/122)
(قُلْتُ لِلبَدْرِ حِينَ أعتَبَ زُرْني ... وَاشْمِتِ الهَجْرَ بالقلىَ والتجافي)
(قالَ إنّي مَعَ العاءِ سَآتِي ... فَانْتَظِرْني وَلاَ تَخَفْ مِن خِلافي)
(قُلْتُ يَا سَيِّدي فَإلاّ نهّاراً ... فَهْوَ أدْنَى لِقُربَةٍ الايتِلافِ)
(قالَ لاَ أستَطِيعُ تَغْيِيرَ رَسْمٍ ... إنَّما البَدْرُ فِي الظلامِ يُوَافيِ)
قلت كَذَا نقلت هَذِهِ الأبيات من نُسْخَة صَحِيحَة مُقَابلَة وَأرى الصَّوَاب فِي الْبَيْت الأوّل واشْمَتِ الوصلَ بالقلى والتجافي وَقَدْ جمع المعنَيين أَبُو الْعَلَاء المعرّي فِي قَوْله من الْخَفِيف
(هِيَ قَالَتْ لمّا رَأتْ شَيْبَ رَأْسِي ... وأرادَتْ تَنَكُّراً وازْوِرارا)
(أَنا بَدْرٌ وَقَدْ بَدا الصُبْحُ مِنْ شيَ ... بِكَ والصُبْحُ يَطْرُدُ الأقُمارا)
(قُلْتُ لاَ بَلْ أراكِ فِي الحُسْنِ شَمْساً ... لَا تُرَى فِي الدُجَى وَتَبْدُو نهَارا)
3 - (ابْن أَحْمد)
3 - (أَبُو الْحسن النَّهر فضلي)
سعيد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الضَّرِير النَّهر فضلي ونهر فضل أَسْفَل وَاسِط قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ بِهَا القراآت وتفقّه لملك وَسمع من أبي الخطّاب ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة وَأحمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَالْمبَارك بن كَامِل الخفّاف توفيّ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة
3 - (أَبُو عُثْمَان العيّار الصُّوفِي)
سعيد بن أَحْمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب أَبُو عُثْمَان ابْن أبي سعيد الْمَعْرُوف بالعّيار من أهل نيسابور أسمعهُ والدُهُ الْكثير فِي صِباه من أبي بكر محمّد بن محمّد بن الْحسن بن عليّ بن بكر البزّاز وَأبي الْفضل عبد الله بن محمّد الفامي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مخلد الشَّيْبَانِيّ وَسمع بمكّة وَغَيرهَا وعُمّر حَتَّى جَاوز الْمِائَة وتفرّد بالرواية عَن أشياخه وخرّج لَهُ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ فَوَائِد فِي عشْرين جُزْءا انتقاها من أُصُوله وحدَّث بِهَا وبصحيح البُخَارِيّ عَن أبي عليّ الشبّوني وَبِغير ذَلِكَ من العوالي وحدَّث بِدِمَشْق وبإصبهان ونيسابور وهرتة وغزنة وروى عَنهُ الْكِبَار والأئمّة وتوفيّ بغزنة سنة سبع وَخمسين وَأَرْبع مائَة
3 - (النيلي المؤدّب)
)
سعيد بن أَحْمد بن مّي النيلي المؤدّب لَهُ شعر وَأَكْثَره مديح(15/123)
فِي أهل الْبَيْت رَضِي الله عَنْهُم قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ مغالياً فِي التشيّع حالياً بالتورّع عَالما فِي الْأَدَب معلّماً فِي الْمكتب مقدّماً فِي التعصّب ثُمَّ أسنّ حَتَّى جَاوز حدّ الْهَرم وَذهب بَصَره وَعَاد وجوده شَبيه الْعَدَم وأناف عَلَى التسعين وَآخر عهدي بِهِ فِي درب صَالح بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وستّين يَعْنِي وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْكَامِل
(قَمَرٌ أقامَ قِيامَتي بقوامِهِ ... لشمَ لَا يَجودُ لِمُهجَتِي بذِمامِهِ)
(ملكتهُ كَبدِي فَأَتْلَفَ مُهْجَتي ... بِجَمالِ بَهْجَتِهِ وَحسْنِ كَلامِهِ)
(وَبَمِبْسَمي عَذْبٍ كَأنَّ رُضابهُ ... شَهدٌ مُدافٌ فِي عَبِير مُدامِهِ)
(وَبِناظرٍ غَنِجِ وَطَرْفٍ أحْوَرٍ ... يُصْمِي القُلوبَ إِذا رَنَا بِسِهامِهِ)
(وَكَأَنَّ خَطَّ عِذارِه فِي حُسْنِهِ ... شَمْسٌ تَجَلَّتْ وَهْيَ لِثامِهِ)
(فَالصُبْحُ يُسْفِرُ مِنْ ضِيَاءِ جَبِينِهِ ... وَالليْلُ يُقبل مِنْ أثِيثِ ظَلامِهِ)
(والظَبْيُ لَيْسَ لحِاظُهُ كلِحاظِهِ ... والغُصْنُ لَيْسَ قوامُه كقَوامِهِ)
(قَمَرٌ كَأنَّ الحُسْنَ يَعْشَقُ بَعْضَه ... بَعْضًا فَسَاعَدَه عَلَى قَسَّامِهِ)
(فَالحُسْنُ عَنْ تِلْقَائه وَوَرائِهِ ... وَيَمينِهِ وَشمالِهِ وَأمامِهِ)
(وَيكادُ مِنْ تَرَفٍ لِدِقَّةِ خَصرهِ ... يَنْقَدّ بالأردافِ عِنْدَ قِيامِهِ)
قلت شعر متوسّط وَقَوله عَن تلقائه وأمامه للفظان بِمَعْنى وَاحِد
3 - (ابْن الميداني)
سعيد بن أَحْمد بن محمّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الميداني وَأَبُو الْفضل هُوَ صَاحب كتاب مجمع الْأَمْثَال مَاتَ سعيد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَلَهُ من التصانيف كتاب الأسمى فِي الْأَسْمَاء كتاب غرائب اللُّغَة كتاب نَحْو الْفُقَهَاء وَله كتاب اشتقّ لَهُ اسْما من كتاب أَبِيه المسمّى ب السَّامِي فِي الْأَسَامِي كَذَا قَالَ ياقوت قلت أظنّه الاسمى فِي الْأَسْمَاء وَقَدْ تقدّم ذكر وَالِده فِي الأحمدين
3 - (أَبُو الطيّب الحديدي)
سعيد بن أَحْمد بن يحيى أَبُو الطيّب الحديدي التجِيبِي الطيلطلي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام جمع كتابا لَا تحصى وَلَقي الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بِمصْر وتوفيّ سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة)
3 - (أَبُو عُثْمَان الْمرَادِي)
سعيد بن أَحْمد بن يحيى أَبُو عُثْمَان الْمرَادِي الإشبيلي الشقّاق كَانَ من أهل(15/124)
الذكاء والطبّ وَمَعْرِفَة التواريخ وَالْأَخْبَار وتوفيّ سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
3 - (ابْن اسحق الْأنْصَارِيّ)
سعيد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة الْأنْصَارِيّ وثّقة ابْن معِين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الْوَاعِظ)
سعيد بن إِسْمَاعِيل الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الحريري النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ شيخ الصوفيّة وعَلَم الْأَوْلِيَاء بخراسان وَكَانَ مجاب الدعْوَة ذكر الْحَاكِم تَرْجَمته فِي كَراسيّن وَنصف توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ)
سعيد بن أَوْس بن ثَابت بن قيس بن زيد بن النُّعْمَان بن مَالك بن ثَعْلَبَة ابْن كَعْب بت الْخَزْرَج أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ مَعْرُوف بِالْعلمِ والثقة توفيّ سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة كَانَ نحويّاً إِمَامًا صَاحب تصانيف أدبيّة ولغوّية روى عَن ابْن عَوْف وعَوْف الْأَعرَابِي ومحمّد بن عمر ومحمّد بن عمر وَسليمَان التَّيْمِيّ وَأبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة بن العجَّاج وَعَمْرو بن عبيد وَطَائِفَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو زيد الْأنْصَارِيّ جدّه أحد الستّة الَّذين جمعُوا الْقُرْآن فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر أَبُو سعيد السيار فِي أنّ أَبَا زيد كَانَ يَقُول كل مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَخْبرنِي الثِّقَة فَأَنا أخْبرته بِهِ يُقَال الْأَصْمَعِي كَانَ يحفظ ثُلث اللُّغَة وَأَبُو زيد ثُلثي اللُّغَة والخليل بن أَحْمد نصف اللُّغَة وَأَبُو ملك عَمْرو بن كركة الْأَعرَابِي يحفظ اللُّغَة كلّها وَكَانَ أَبُو زيد يلقّب النَّاس فلقّب الْجرْمِي بالكلب لجدله واحمرار عَيْنَيْهِ ولقّب الْمَازِني بالتُدرُج لأنّ مَشْيه كَانَ يشبه مشي التدريج ولقّب أَبَا حَاتِم رَأس الْبَغْل لكبر رَأسه ولقّب التَّوَّزي أَبَا الوزواز لخفّة حركته وذكائه(15/125)
ولقّب الزيَادي طَارِقًا لأنّه كَانَ يَأْتِيهِ لَيْلًا وَمن تصانيفه كتاب أَيْمَان عُثْمَان كتاب حِيلَة ومحالة وَكتاب التَّثْلِيث كتاب الْقوس والترس كتاب الْمِيَاه كتاب الْإِبِل وَالشَّاء كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب الأبيات كتاب الْمَطَر كتاب النَّبَات وَالشَّجر كتاب اللُّغَات كتاب قِرَاءَة أبي)
عَمْرو كتاب الْجمع والتثنية كتاب النَّوَادِر كتاب اللَّبن كتاب بيوتات الْعَرَب كتاب تَخْفيف الهز كتاب الْجُود وَالْبخل كتاب الْوَاحِد كتاب التَّمْر كتاب خبأة كتاب المقتضب كتاب الغرائز كتاب الوحوش كتاب الْفرق كتاب السؤدد كتاب فَعَلْتُ وأفْعَلْتُ كتاب المشافهات غَرِيب الْأَسْمَاء كتاب الْأَمْثَال كتاب المصادر كتاب الْمنطق كتاب التضارب كتاب المكتوم
وَقَالَ فِي أبي محمّد اليزيدي من الْخَفِيف
(وَجْهُ يَحيى يَدْعُو إِلىَ البَصْقَ فِيهِ ... غَيرَ أنّي أَصُونُ عَنْهُ بُصاقي)
سعيد بن إِيَاس أَبُو مَسْعُود الجُرَيري بِالْجِيم المضمومة أحد عُلَمَاء الحَدِيث لَهُ عَن أبي طفيل وَأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَعبد الله بن شَقِيق وَأبي نَضرة وَابْن بُرَيْدَة وَعدد كثير قَالَ غير وَاحِد هُوَ ثِقَة وَقَالَ ابْن حَنْبَل هُوَ محدّث الْبَصْرَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم تغيّر حفظه قبل مَوته وَقَالَ ابْن عدّي محمّد لَا يكذبُ الله تَعَالَى سمعْنا من الْجريرِي وَهُوَ مختلط قيل أنكر قبل الطَّاعُون توفيّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (النَّاجِي العابد)
سعيد بن يزِيد أَبُو عبد الله التَّمِيمِي النِباجي الزَّاهِد حكى عَن الفُضيل وَأبي خُزَيْمَة العابد وَحكى عَنهُ أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَغَيره وَكَانَ عابداً سائحاً قَالَ السّلمِيّ هُوَ من أَقْرَان ذِي النُّون لَهُ كَلَام حسن فِي الْمعرفَة وَغَيرهَا وَقيل إنّ النباجي سَأَلَ الله تَعَالَى أنْ يَجْعَل رزقه فِي المَاء فَكَانَ غذاؤه فِي المَاء وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَلَهُ أَحْوَال وكرامات حكى النباجي قَالَ بَيْنَمَا نَحن صافّون نُقَاتِل العدّو بِأَرْض الرّوم فَإِذا أَنا بِغُلَام(15/126)
كأحسن من رَأَيْت من الغلمان وَعَلِيهِ طرّة وَقفا وَعَلِيهِ حلَّة ديباج وَهُوَ يُقَاتل قتالاً شَدِيدا وَيَقُول من الرمل
(أنَا فيِ أمْرَيْ رِشَادٍ ... بَيْنَ غَزْوٍ وَجِهادِ)
(بَدَنِي يَغْزُو عَدوّي ... والهَوَى يَغْزُو فُؤَادِي)
فَقلت يَا غُلَام هَذَا الْقِتَال وَهَذِه الْمقَالة والطرّة والقفا والحلّة لَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا فَقَالَ أَحْبَبْت ربّي فشغلني بحبّه عَن حبّ غَيره فتويّنت للحور الْعين لعلّها تَخْطُبنِي إِلَى مَوْلَاهَا وتوفيّ النباجي فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين
3 - (النَّصْرَانِي الطَّبِيب)
)
سعيد بن البطريق من أهل مصر كَانَ طَبِيبا نصرانيّاً مَشْهُورا عَارِفًا بِالْعلمِ وَالْعَمَل متقدّماً فِي زَمَانه وَكَانَتْ لَهُ دراية بِمذهب الْأنْصَارِيّ وُلد سنة ثَلَاث وستّين وَمِائَتَيْنِ ولمّا كَانَ أول سنة من خلَافَة القاهر جُعل سعيد بطريركاً عَلَى الإسكندريّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَبَقِي فِي الْكُرْسِيّ والرياسة سبع سِنِين وستّة أشهر وَكَانَ فِي أيّامه شقَاق عَظِيم وشور متّصلة بَينه وَبَين شَعبه واعتلّ بِمصْر بالإسهال فحدس أنّها علّة مَوته فَصَارَ إِلَى كرسيه بالإسكندريّة وَأقَام بِهَا أيّاماً عدَّة وَمَات سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة لَهُ كتاب فِي طبّ علم وَعمل وكناش كتاب الجدل بَيْنَ الْمُخَالف وَالنَّصْرَانِيّ وَكتاب نظم الْجَوْهَر ثَلَاث مقالات كتبه إِلَى أَخِيه عِيسَى بن البطريق فِي معرفَة صَوْم النَّصَارَى وأعيادهم وتواريخهم وذيّل هَذَا الْكتاب نسيب لسَعِيد بن البطريق يُقَال لَهُ يحيى بن سعيد وسمّاه ذيل كتاب التأريخ أَو تأريخ الذيل
3 - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي)
سعيد بن توفيل كَانَ طَبِيبا نَصْرَانِيّا متميّزاً فِي الطبّ فِي خدمَة أَحْمد بن طولون من أطبّائه الخاصّين بِهِ يُسَافر مَعَه فاتّفق لِأَحْمَد بن طولون لمّا كَانَ فِي الشَّام بالثغور هيضة من لبن الجاموس فاعلّل وَحضر إِلَى مصر وسَاق الْحِكَايَة مستوفاةً ابنُ أبي أصيبعة قَالَ وَكَانَ لَهُ شاكري اسْمه هَاشم يخْدم بغله سعيد ويمسكها إِذا دخل إِلَى دَار ابْن طولون وَكَانَ سعيد يَسْتَعْمِلهُ فِي سحق الْأَدْوِيَة وَنفخ النَّار عَلَى الطبوخات ولسعيد ولد حسن الصُّورَة ذكيّ الرّوح حسن الْمعرفَة فَقَالَ ابْن طولون لسَعِيد أريدُ طَبِيبا للحرم يكون مُقيما بالحضرة إِذا عبتُ فَقَالَ لي أحضرهُ فَرَأى شَابًّا رائقاً نظيف الأثواب ظريف الشَّبَاب فَقَالَ أَحْمد لَيْسَ يصلح هَذَا لخدمة الْحرم ابصرْ من يكون قَبِيح الْوَجْه حسن الْمعرفَة فَأخذ سعيد هاشماً وَألبسهُ درّاعةً وخفّاً ونصبه لخدمة الْحرم فَقَالَ لَهُ عمر بن(15/127)
صَخْر يَا سعيدَ مَا الَّذِي نصبت هاشماً وَالله ليرجعنّ إِلَى دناءة أَصله وخشاسة محتده فتضاحك سعيد وتمكّن هَاشم من خدمَة الْحرم بأدوية الشَّحْم وَالْحَبل وتحسين الألوان وتغزير الشُّعُور فقدمه النِّسَاء عَلَى سعيد وَجمع الأطبّاء ابنُ طولون عَلَى علّته فَقَالَت أمّ أبي العشائر يَا سيّدي مَا فيهم مثل هَاشم فَقَالَ أحضريه فلمّا مثل بَيْنَ يَدَيْهِ وَنظر وَجهه قَالَ اعتلّ الْأَمِير حَتَّى بلغ هَذِهِ الْغَايَة لَا أحسن الله جزاءَ مَن تولىّ أمره فَقَالَ لَهُ فَمَا الصَّوَاب قَالَ تنَاول قمحيّةٍ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وعدّد قَرِيبا من مائَة عقّار فَتَنَاولهَا فَأمْسك الإسهال فَحسن موقعه عِنْده فَقَالَ لَهُ إنّ سعيداً حماني من شهر لقمةَ عصيدةٍ)
وَأَنا أشتهيها فَقَالَ أَخطَأ سعيد وَهِي مغرية واها أثر حميد فَأمر أَحْمد فعُمل لَهُ مِنْهَا جَام وَاسع فَأكل أَكْثَره ونام وَقَالَ لسَعِيد لمّا أحضرهُ مَا تَقول فِي العصيدة فَقَالَ ثَقيلَة عَلَى الْأَعْضَاء فَقَالَ دَعْنِي من هَذِهِ المخرقة قَدْ أكلتها ونفعتني مَا تَقول فِي السفرجل فَقَالَ يُمصّ مِنْهَا عَلَى خلة الْمعدة فلمّا خرج أكل ابْن طولون سفرجلاً كثيرا فعصر السفرجل العصيدة فتدافع الإسهال فَدَعَا بِسَعِيد وَقَالَ لَهُ يَا ابْن الفاعلة ذكرتَ أنّ السفرجل نَافِع لي وَقَدْ عاوني الإسهال فَقَالَ هَذِهِ العصيدة الَّتِي منعتُك مِنْهَا لَمْ تزل مُقِيمَة فِي الأحشاء لَا تطِيق هضمها حَتَّى عصرها السفرجل وَمَا أطلقت لَكَ أكله وإنمّا أَشرت بمصّه وَأَنت أَكلته للشبع لَا للعلاج فَقَالَ يَا ابْن الفاعلة أَنْت جَلَست تنادرني وَأَنت صَحِيح سويّ وَأَنا عليل مَذْهَب ثُمَّ دَعَا بالسياط وضربه مِائَتي سَوط وَطَاف بِهِ عَلَى جمل وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من ائتُمن فخان فَمَاتَ سعيد بعد يَوْمَيْنِ سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ)
سعيد بن بشير أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَقيل الدِّمَشْقِي قَالَ ابْن سعيد كَانَ قدريّاً وَقَالَ الْحَاكِم لَيْسَ بالقويّ وتوفيّ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (الْحِمْيَرِي)
سعيد بن جَابر الْحِمْيَرِي ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَقَالَ قدم بَغْدَاد عَلَى يزِيد خَال الْمهْدي وامتدح الْمَنْصُور وَبَقِي إِلَى الْخلَافَة الْمهْدي وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل
(وَراحٍ كمَيْتِ اللَّونِ مَا لَمْ يَشجّها ... مِزاجٌ وَلَونُ الوَرْدِ حِينَ تصفَقُ)
(عقارٌ عَلَيْها فِي القناني سكينةٌ ... وَتنزو إِذا صُفِّقتْ وتَرَقْرَقُ)
(إِذا ذُلِّلَتْ فِي الكأس فالطَعْمُ طِيبٌ ... لِذَائِقِها واللَوْنُ للعين مُونِقُ)(15/128)
3 - (التَّابِعِيّ)
سعيد بن جُبَير بن هِشَام توفيّ شَهِيدا قَتله الحجّاج سنة خمس وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ أَبُو عبد الله الْأَسدي الْوَالِي مَوْلَاهُم الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سمع ابْن عبّاس وعديّ بن اتم وَابْن عمر وَعبد الله بن مُغفل وَعَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عِنْد النَّسَائِيّ وَذَلِكَ مُنْقَطع وروى عَن أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَفِيه نظر وروى لَهُ الْجَمَاعَة ورُوي أنّه كَانَ أسود اللَّوْن خرج مَعَ ابْن)
الْأَشْعَث عَلَى الحجّاج وتنقّل فِي النواحي اثْنَتَيْ عشرَة سنة ثمّ إنّه وَقَعُوا بِهِ وأحضروه فَقَالَ يَا شقي بن كسير وَأَخ يعاتبه ثُمَّ ضرب عُنُقه وقبره بواسط ظاهرٌ يُزار رُوي أنّ الحجّاج رُئي فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ قتلني بِكُل قتلة وقتلني بِسَعِيد بن جُبَير سبعين قتْلَةً وَقَالَ سعيد قَرَأت الْقُرْآن فِي رَكْعَة فِي الْبَيْت الْحَرَام وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك كَانَ سعيد بن جُبَير يؤمّنا فِي شهر رَمَضَان فَيقْرَأ لَيْلَة بِقِرَاءَة ابْن مَسْعُود وَلَيْلَة بِقِرَاءَة غَيره هَكَذَا أبدا وَسَأَلَهُ رجل أَن يكْتب لَهُ تَفْسِير الْقُرْآن فَغَضب وَقَالَ لأنْ بسقط شقّي أحبّ إليّ من ذَلِكَ
وَقَالَ خصيف كَانَ أعلم التَّابِعين بِالطَّلَاق سعيد بن المسيّب وبالحجّ عَطاء وبالحلال وَالْحرَام طاؤوس وبالتفسير أَبُو الحجّاج مُجَاهِد بن جبر وأجمعهم لذَلِك كلّه سعيد بن جُبَير وَكَانَ سعيد أوّلَ أمرِه كَاتبا لعبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود ثُمَّ كتب لأبي بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ سعيد مَعَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس لمّا خرج عَلَى عبد الْملك بن مَرْوَان فلمّا قُتل عبد الرَّحْمَن وَانْهَزَمَ أَصْحَابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكّة وَكَانَ واليها بن عبد الله الْقَسرِي فَأَخذه وَبعث بِهِ إِلَى الحجّاج فلمّا حضر بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ أما قدمت الْكُوفَة وَلَيْسَ يؤمّ بِهَا إلاّ أعرابيّ فجعلتك إِمَامًا قَالَ بلَى قَالَ أما ولّيتك الْقَضَاء فضجّ أهل الْكُوفَة وَقَالُوا لَا يصلح للْقَضَاء إِلَّا عربيّ فاستقضيتُ أَبَا بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وأمرته أَن لَا يقطع أمرا دُونك قَالَ بلَى قَالَ أما جعلتك فِي سُمّاري وكلّهم رُؤُوس الْعَرَب قَالَ بلَى قَالَ أما أعطيتُك مائَة ألف دِرْهَم تفرّقها عَلَى أهل الْحَاجة فِي أوّل مَا رَأَيْتُمْ ثُمَّ أم أَسأَلك عَن شَيْء مِنْهَا قَالَ فَمَا أخرجك عليّ قَالَ بيعَة كَانَتْ فِي عنقِي لِابْنِ الْأَشْعَث فَغَضب الحجّاج وَقَالَ أفما كَانَ لأمير الْمُؤمنِينَ عبد الْملك بن مَرْوَان فِي عُنُقك بيعَة من قبل وَالله لأقتلنّك يَا حرسيُّ اضربْ عُنُقه ولمّ قَتله سَالَ مِنْهُ دم كثير فاستدعى الحجّاج الْأَطِبَّاء وسألهم عَنهُ وعمّن(15/129)
كَانَ قَتله فإنهّم كَانَ يسيل مِنْهُم دم قَلِيل قَالُوا هَذَا قتلته وَنَفسه مَعَه وَالدَّم يَنْبع النَّفس وَمن كنت تقتله غَيره كَانَتْ نَفسه تذْهب من الْخَوْف فَلذَلِك قلّ دمهم وَحكى أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي كتاب المهذّب أنّ سعيد بن جُبَير كَانَ يلْعَب الشطرنج استباراً
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سعيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ الخزرجي أردفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَاءه يعود سعد بن عبَادَة قيل إنّه مَاتَ قبل بدر)
3 - (سعيد بن الْحَارِث بن قيس)
الْقرشِي السَّهْمِي هَاجر هُوَ وَإِخْوَته كلّهم إِلَى أَرض الْحَبَشَة وأمّهم امْرَأَة من بني سوءة بن عَامر وقُتل سعيد هَذَا رضه يَوْم اليرموك فِي رَجَب سنة مس عشرَة لِلْهِجْرَةِ
3 - (القَاضِي الْمَالِكِي المَخْزُومِي)
سعيد بن حسّان المَخْزُومِي الْمَالِكِي القَاضِي وثّقه ابْن معِين ووثّقه أَبُو دَاوُد مرّةً ومرّةً توقّف
وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَمِائَة
3 - (الناجم الشَّاعِر)
سعيد بن الْحسن بن شدّاد المسمعي أَبُو عُثْمَان الورّاق الْمَعْرُوف بالناجم كَانَ يصحب ابْن الرُّومِي ويروي أَكثر شعره عَنهُ وَلَهُ مَعَه أَخْبَار وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا روى عَنهُ أَبُو عليّ الْحسن بن محمّد الْأَعرَابِي وَأَبُو بكر محمّد بن يحيى الصولي وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة قَالَ ابْن الرُّومِي يخاطبه فِي علّته الَّتِي مَاتَ فِيهَا من الوافر
(أَبَا عُثْمانَ أنتَ عَميدُ قومِكْ ... وَجُودُك للعَشِيرَةِ دُونَ لَوْمِكْ)
(تَمتَّعْ مِن أخِيك فَما أرَاهُ ... يَراكَ وَلاَ تَراهُ بَعْدَ يَوْمِكْ)
وَقَدْ تقدّم فِي المحمّدين محمّد بن سعيد الناجم الْمصْرِيّ وَلَا أَدْرِي أهوَ ابْن هَذَا أَو غَيره وَمن شعر الناجم قَوْله من المنسرح(15/130)
(يَأتِيكَ فِي جُبَّةٍ مُخَرَّقَةٍ ... أَطْوَلَ أعْمارِ مِثْلها يَوْمُ)
(وَطَيْلَسانٌ كالآلِ تَلْبَسُهُ ... عَلىَ قَمِيصٍ كَأنَّهُ غَيْمُ)
وَمِنْه قَوْله من السَّرِيع
(قَالوا اشتَكَتْ نَرْجَسَتا وَجْهِهِ ... قُلْتُ لَهُمْ أحسَنَ مَا كَانَا)
(حَمْرَةُ وَرْدِ الخَدِّ أعْدَتْهُما ... وَالصِيْغُ قَدْ يَنْفُذُ أحْياناً)
وَمِنْه وَمن الطَّوِيل
(لَئِنْ كانَ عَنْ عَيْنَيَّ أحَمدُ غَائِبا ... لمَا هُوَ عَنْ عَينِ الضَميرِ بغائِبِ)
(لَهُ صُورَةٌ فِي القَلْبِ لَمْ يقضها النَّوَى ... وَلم تَتَخَطَّفْها أَكُفُّ النَوَائِبِ)
(إِذا سَاءَنِي مِنْهُ نُروحُ زِيَارَةٍ ... وَضَاقَتْ عَليَّ فِي وَوَاهُ مَذاهِبِي)
(عَطَفْتُ عَلى شَخْصٍ لَهُ غيرَ نازحٍ ... مَحَلَّتُهُ بَين الحَشا والتَئِبِ)
)
قلت وَهُوَ من قَول الآخر من الطَّوِيل
(أما وَالَّذِي لَوْ سَاءَ لَمْ يخلق الْهوى ... لَئِن غِبتَ عَنْ عَيْنِي لمَا غِبْتَ عَن قلبِي)
(ترينيك عين الْوَهم حَتَّى كَأَنَّمَا ... أناجيك عَنْ قُرْبٍ وَإنْ لَمْ تَكُنْ قُربِي)
قَالَ بَعضهم دخلت يَوْم أضحى عَلَى الناجم فَقلت كَيْفَ أَنْت فَقَالَ من الرمل
(رَتَّتِ الحالُ فَضَحَّي ... نَا مَعَ الناسِ بِقَرْعَهْ)
(وَعَدَدْنا مِن عِيال ال ... دارِ عِنْدَ الذَبْحِ تِسْعَهُ)
وَاشْتَرَينا لَبَنًا صب عَلىَ القَرْعِ بقطْعَهْ
(لَمْ يَنلنا بَسَمُ الأضح ... ىَ وَلاَ نعْرِفُ هَجْعَهْ)
(وَلَنَا آكْلَةُ لَحْمي ... إنْ قَرمْنا كُلَّ جُمْعَهْ)
وَالذي عَزَّى عَنِ الدُّنْيَا وَفيها كُلُّ مُتْعَهْ
(أنهّا مَنْزِلُ إقْلا ... عٍ بِتَقْويضٍ وَقَلْعَةْ)
3 - (الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ)
سعيد بن الْحسن بن عِيسَى أَبُو نصر الطَّبِيب كَانَ من المتميّزين فِي صناعَة الطبّ مرض الإِمَام النَّاصِر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة مَرضا شَدِيدا عرض لَهُ الْحَصَا فِي المثانة فَأَشَارَ طبيبه أَبُو الْخَيْر بتاشقّ فأحضر الجرائحي لشق ذَكَره فَقَالَ إنّ شَيْخي أَبَا نصر المسيحي لَيْسَ فِي الْبِلَاد مثله فأحضروه فَقَالَ لَا يحْتَاج إِلَى شقّ وَأخذ(15/131)
يلين الْعُضْو بالأدهان ولاطفه إِلَى وَقعت الْحَصَاة فِي الْيَوْم الثَّالِث وَقيل إنّ وَزنهَا خمس مَثَاقِيل وَقيل كَانَتْ أكبر من نوى الزَّيْتُون فلمّا دخل النَّاصِر الحمّام أَمر بِأبي نصر أَن يُخل مَعَه إِلَى دَار الضَّرْب وَيحمل من الذَّهَب مَا يقدر عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ من ولدّي الإِمَام ألفا دِينَار وَمن نجاح الشرابي ونصير الدّين ابْن مهْدي الْوَزير وَمن أمّ الْخَلِيفَة ثَلَاث آلَاف دِينَار وَمن الْأُمَرَاء وَالنَّاس شَيْء كثير وقرّر لَهُ الجتامكيّة السنيّة والراتب الوافر وداوى النَّاصِر مرّات عديدةً وشفاه وَأخذ فِي كلّ مرّة جملَة من الذَّهَب وَالْخلْع وَلَهُ كتاب الاقتضاب عَلَى طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب
3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب)
سعيد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن الْحسن بن محمّد بن مَنْصُور بن الْحَارِث بن شارخ النيلي أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب توفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة وَكَانَ كَاتبا يتصرّف فِي الْأَعْمَال ويترسّل)
وَسمع شَيْئا من الحَدِيث وَمن شعره من الطَّوِيل
(لَقَدْ هَجَرَتْنِي أُمُّ هاجرَ وَابْتَدَتْ ... تَقُولُ لَقَدْ خابَتْ لَنَا فِيمَ أمْثَالُ)
(رَأتْ رَجُلاً أعْشَى مُسِنّاً وَما بِهِ ... حراكٌ وَقَد أرْدَاهُ بُوْسٌ وَإقلالُ)
(وَمَنْ جاوَزَ التِسعينَ عَاما تعدّ لَهُ ... بُرود قُواه رَنًّةً وَهِي أَسْمالُ)
(ولمّا رَأَتْ شَيْبي وَفَقْرِي تَنَكَّرَتْ ... وصَدَّتْ وَحَالَتْ حِينَ حَالَتْ بِي الحالُ)
(وَمَاذا علىَ مِثْلي مُحِبٌّ وَمَا لَهُ ... شَفِيعٌ إِلَيْهَا لَا شَبابٌ وَلَا مَالٌ)
3 - (الْأَمِير الطُبيري صَاحب منورقة)
سعيد بن حكم بن سعيد بن حكم الْأَمِير أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الطُبري الْمعَافِرِي مولده بطُبيرة من غرب الأندلس فِي حُدُود الستّ مائَة توفيّ سنة ثَمَانِينَ وست مائَة قَرَأَ بإشبيليّة الموطّأ عَلَى أبي الْحُسَيْن بن زرقون واشتغل عَلَى الشلويين وَكَانَ محدّثاً أديباً كَاتبا رَئِيسا نزل جَزِيرَة منورقة وَكَانَ حسن السياسة فقدّمه أَهلهَا وأمرّوه عَلَيْهِم فدبّر أمرهَا إِلَى أَن مَاتَ وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته كَذَا قَالَ ابْن عمرَان الْحَضْرَمِيّ وَولي بعده الحكم وَلَده ثُمَّ قَصده الفرنج ودام الْحصار مدّةً ثُمَّ أخذُوا الْبَلَد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقدم هُوَ سبتة وَكَانَ الْأَمِير أَبُو عُثْمَان فِي أوّل أمره قَدْ تعلّق بشغل دَاوُد بن الخشّاب وتصرّف فِي إفريقيّة وَغَيرهَا إِلَى أَن صَار مشرفاً فِي جَزِيرَة ميورقة فِي مدّة بني عبد الْمُؤمن فلمّا احتلّت دولتهم بالأندلس وَأخذ عُبّادُ الصَّلِيب جَزِيرَة ميورقة وَهِي الْقرب مِنْهَا دارى أَبُو عُثْمَان عَن جَزِيرَة منورقة وصانعهم عَلَيْهَا وخطب لنَفسِهِ فاستمرّ لَهُ ذَلِكَ وَصَارَ مَقْصُودا ممدّحاً وفدى كثيرا من الشُّعَرَاء والأدباء من الْأسر فإنّ كلّ من حصل فِيهِ وخاطبه بنظم أَو(15/132)
نثر أرسل فديته وأحضره وجبر حَاله جزاه الله خيرا وَمن شعره من الرمل هِمَّتِي فِي هَذهِ الدُنْيَا لَبِيبٌ أصْطَفِيهِ وفَسادُ لَسْتُ أبقيه وَخَيرٌ أقْتَنِيهِ أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ ولابنه الْمَذْكُور عُلُوم جمّة وأدب
فَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى السُّلْطَان أبي عبد الله بن الْأَحْمَر يعزيه فِي وَلَده الْأَمِير أبي سعيد فَرَح من الوافر
(عَزاءً أيُّها المَلِكُ الجَليلُ ... فإنَّ مَتاعَ دُنيَانَا قَلِيل)
)
(وَيَا عَجَبا نُصَبِّرُ ضِلّةً مَنْ ... يَظَلُّ شِعارُهُ الصَبْرُ الجَميلُ)
(نُعَزِّيهِ وَلَيْسَ لَنا عَزاءٌ ... وَلكِنّا سَنَفْعَلُ مَا نَقولُ)
3 - (أَبُو عُثْمَان الْكَاتِب)
سعيد بن حميد بن سعد أَبُو عُثْمَان الْكَاتِب من أَوْلَاد الدهاقين كَانَ بغداديّاً وادَعى أنّه من أَوْلَاد مُلُوك الْفرس تقلّد ديوَان الرسائل بِسُرَّ من رأى وَكَانَ كثير السرقات والإغارة قَالَ بَعضهم لَو قيل لكَلَام سعيد ارجعْ إِلَى أهلك لمَ بَقِي عَلَيْهِ إلاّ التَّأْلِيف ومذهبه فِي الْعُدُول عَن أهل الْبَيْت مُتَعَارَف مَشْهُور
ووالده من ودوه الْمُعْتَزلَة وَلَهُ كتاب انتصاف الْعَجم من الْعَرَب وَيعرف بالتسوية وديوان رسائله وديوان شعره وَمن شعره من الْخَفِيف
(حَسَدَتْنا أيّامُنا بالتلاقِ ... فرمتْنا تعسّفاً بالفِراقِ)
(أعْقَبَتْنا تَفَرُّقاً بائِتلافٍ ... أنفدت دَمْعنا عَلَيْهِ المآقي)
(آهِ مِن وَحْشَةِ الفِراقِ وضمِنْ ذُلّ ... المُعَنَّى وحَسْرةِ المشْتاقِ)
(مَا يُريد الفراقَ لَا كانَ مِنّا ... أشْمَتَ اللهُ بالفِراق التَلاقي)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(وَنُضْحَكَ يَا ذَا النُصْحِ لاَ نَبْذُلَنَّهُ ... لِمُتَّهِمٍ وَالنُصْحُ بادٍ مَواضِعُهْ)
(وَلَا نَمْتَحَنّ الرأيّ مَنْ لاَ يُريدُهُ ... فَلَا أنْتَ مَحْمودٌ وَلَا الرَّأْي نافِعُهْ)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(كَيْفَ أُثْنِي عَلىَ الزَمانِ وَهِجْرا ... نُكَ مِمَّا جَنَت صرُوف الزمانِ)
(صِرْتُ أجفوكَ مُكْرَهاً وَعَلى الوُدِّ ... دَليلُ مِنْ ناظِري وَلساني)(15/133)
(كُلَّما عُدْتُ بِالتَجَلُّدِ عَنْكُمْ ... كَذَّبَتْنِي نَوَاظِرُ الأجْفانِ)
(وَلَوَ أنَّ المُنى تُحَكَّم يَوْماً ... مَا تَخَطَّتْ إلاّ إليكَ الْأَمَانِي)
قَالَ محمّد بن السّري صرت إِلَى سعيد بن حميد وَهُوَ فِي دَار الْحسن بن مخلد فِي حَاجَة لي لعنده إِذْ جَاءَتْهُ رقعةُ فضلِ الشاعرة وَكَانَتْ تحبّه وفيهَا هَذَانِ البيتان من الْكَامِل
(الصَبْرُ يَنْقُصُ والغَرامُ يزيدُ ... والدارُ دانِيَةٌ وَأنتَ بَعِيدُ)
)
(أشْكُوكُ أمْ أشْكُو إليكَ فإنَّه ... لَا يَستَطِيعُ سِوَاهُما المَجْهُودُ)
وبعدهما أَنا يَا أَبَا عُثْمَان فِي حَال التّلف لَمْ تعدني وَلَا سَأَلت عَن خبري فَأخذ بيَدي ومضينا إِلَيْهَا فَسَأَلَ عَن خَبَرهَا فَقَالَت لَهُ هُوَ ذَا أَنا أَمُوت وتستحي منّي فَقَالَ من الْبَسِيط
(لَا مُتُّ قَبْلَك بَلْ أحْيَا وَأنتِ مَعاً ... وَلاَ أعِيشُ إِلَى يومٍ تَمُوتينا)
(لاَ بَلْ نَعِيشُ لمِا نَهْوَى وَنَأمُلُهُ ... وَيُرْغِمُ اللهُ فِينَا أنْفَ وَشِينا)
(حَتَّى إِذا قَدَّرَ الرَحْمَنُ مِيَتَنا ... وحَانَ مِنْ أمْرِنَا مَا لَيْسَ يَعْدُونَا)
(مُتْنَا جَمِيعاً كَغُصْنَيْ بَانَةٍ ذَبُلا ... مِنْ بَعْدِ مَا نَضرَا وَاسْتَوسَقا حينا)
(ثُمَّ السَلامُ عَلَيْنَا فِي مَضاجِعِنا ... حَتَّى نَقوم إِلَى مِيوانٍ مُنْشِينا)
(فَإنْ نَنَلْ خُلْدَه فَالْخُلْدُ يَجْمَعُنا ... إنْ شَاءَ أوْ فِي لظىً إنْ شَاءَ يُلقِينا)
(إِذا التَظَتْ بَرَّدُتُها بَيْنَنا قُبَلٌ ... وَبَرْدُ رَشْفٍ عَلىَ اللَوْعاتِ يُغْرِينا)
(حَتَى يَقُولَ جَمِيعُ الخالدِينَ بِها ... يَا لَيْتَ أنَا معاُ كُنّا مِحيّينا)
3 - (النُّفَيْلِي)
سعيد بن حَفْص النُّفَيْلِي خَال الْحَافِظ أبي جَعْفَر النُّفَيْلِي وثّقه ابْن حبّان وروى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفيّ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (سعيد بن أبي مَرْيَم)
وَهُوَ سعيد بن الحكم بن سَالم أَبُو محمّد الجُمَحي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ أحد الْعلمَاء الثِّقَات سمع يحيى بن أيّوب وَنَافِع بن يزِيد وأُسامة بن زيد بن(15/134)
أسلم وَأَبا غسّان محمّد بن مطرف وَنَافِع بن عمر الجُمَحِي وَسليمَان بن بِلَال ومحمّد بن جَعْفَر بن أبي كثير وَاللَّيْث ومالكاً وَإِبْرَاهِيم بن سُوَيْد وَطَائِفَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ ثُمَّ هُوَ وَالْجَمَاعَة عَن رجل عَنهُ وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الصغاني وَمُحَمّد بن عبد الله ابْن البرقي وَيحيى بن معِين وَيحيى بن أيّوب العلاّف وَيحيى بن عُثْمَان بن صَالح وحُميد ابْن زَنْجوَيْه وَعُثْمَان الدَّارمِيّ وَأحمد بن حمّاد زغبة وَخلق كثير قَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ عِنْدِي حجّة وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ ثِقَة توفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (ابْن خَالِد)
سعيد بن خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميّة وُلد بِأَرْض الْحَبَشَة فِي هِجْرَة أَبِيه إِلَيْهَا وَهُوَ ممّن)
أَقَامَ بِأَرْض الْحَبَشَة حَتَّى قدم مَعَ جَعْفَر فِي السفينتين
3 - (أَبُو خَالِد الْمدنِي)
سعيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو خَالِد الْقرشِي الْأمَوِي أَصله من الْمَدِينَة وَسكن دمشق وداره بِنَاحِيَة سوق الْقَمْح شماليّ دكّة الْمُحْتَسب الْقَدِيمَة وَلَهُ بِهَا دورٌ هَذِهِ أَحدهَا وَهُوَ صَاحب الفدين قَرْيَة من عمل دمشق روى عَن عُرْوَة وقَبيصة بن ذُؤَيْب وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَغَيره وَهُوَ الَّذِي عَرَّضَ بِهِ مُوسَى شهوات فِي قَوْله لَا أَعنِي ابْن بنت سعيداً لمّا مدح سعيد بن خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد قَالَ الزبير وأمّ سعيد بن خَالِد بن عَمْرو أمّ عُثْمَان بنت سعيد بن الْعَاصِ وَكَانَ سعيد من أَكثر النَّاس مَالا وَلَهُ كثير وَلَهُ يَقُول الفرذدق من الطَّوِيل
(كُلُّ امرءٍ يَرْضَى وإنْ كَانَ كَامِلا ... إِذا نَال نِصْفاً مِنْ سَعيدِ بْنِ خالدِ)
(لَهُ مِنْ قُريشٍ طَبْبُوها وَفَيْضُها ... وإنْ عَضَ كَفَّى أُمِّهِ كلُّ حاسِدِ)
وَكَانَتْ تَأْخُذهُ الموته فِي كلّ سنة فأرادوا علاجه فتكلّمت صاحبته عَلَى لِسَانه وَقَالَ أَنا كَرِيمَة بنت ملْحَان سيّد الجنّ وإنْ عالجتموه قتلْتُهُ وَالله لَو وجدْتُ أكرمَ مِنْهُ لَهويتُه
3 - (الفديني)
سعيد بن خَالِد بن محمّد بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان الْقرشِي الْأمَوِي العثماني الفُديني من أهل قَرْيَة الفُدَين خرج أيّام الْمَأْمُون وادّعى الْخلَافَة بعد أبي العميطر وَجعل يطْلب القيسيّة ويقتلهم ويتعصّب لليمن فوجّه إِلَيْهِ محمّد بن صَالح بن بيهس أَخَاهُ يحيى بن صَالح فِي جَيش فلّما صَار بِالْقربِ من حصنه الْمَعْرُوف بالفُدَين هرب مِنْهُ العثماني فَوقف يحيى بن صَالح عَلَى الْحصن حتّى هَدمه وخرّب زيزاء ونهبها وتحصّن العثماني فِي عُثْمَان ثُمَّ إنّ أَصْحَابه تفرّقوا عَنهُ بعد ذَلِكَ(15/135)
3 - (نجم الدّين ابْن القيسراني)
سعيد بن خَال بن أبي عبيد الله محمّد بن نصر بن صفير أَبُو المكارم المَخْزُومِي الخالدي الْحلَبِي ابْن القيسراني نجم الدّين ابْن موفّق الَّذِي تقدّم ذكر وَالِده فِي حرف الْخَاء وُلد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسمع بحلب وحدّث توفيّ سنة خمسين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه شهَاب الدّين يحيى فِي مَكَانَهُ من حرف الْيَاء)
3 - (ابْن دَاوُد الزنبري)
سعيد بن دَاوُد بن سعيد أَبُو عُثْمَان الزنبري بالزاي وَالنُّون الموحّدة وَالرَّاء عَلَى وزن الْعَنْبَري
الْمدنِي نزيد بَغْدَاد توفيّ فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين
3 - (سعيد بن الرّبيع ألو زيد)
صَاحب الْهَرَوِيّ شيخ بَصرِي كَانَ يَبِيع الثِّيَاب الهروية روى عَن قُرَّة بن خَال وشعبه وعليّ بن الْمُبَارك وَغَيرهم
وروى البُخَارِيّ وروى مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وحجّاج ابْن الشَّاعِر وَبُنْدَار وَعبد بن حميد وَأَبُو قلَابَة الرقاشِي والكديمي وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ
3 - (عماد الدّين ابْن ريّان)
سعيد بن ريّان بن يُوسُف بن ريّان القَاضِي عماد الدّين الطَّائِي كَانَ من أحسن النَّاس وَجها وقدّاً وعمّةً وبزّةً وَكَانَ مثل اسْمه سعيداً لَهُ وجاهة وَقبُول فِي النُّفُوس وَكَانَ صَدرا كَبِيرا وَاسع النَّفس زَائِد التجمّل ظَاهر النِّعْمَة كثير الْبَذْل
بَاشر نظر الدَّوَاوِين بحلب مرّات وطُلب إِلَى مصر وصودِرَ وأُخذ مِنْهُ فِيمَا قيل أَربع مائَة ألف وَكَانَ شرف الدّين ابْن مزهر تِلْكَ الْأَيَّام بِمصْر وَكَانَ يحضر دَار الوزارة ويشكو عطلته وبطالته وضيق ذَات يَده وَيَقُول وَالله مَا تعشّستُ البارحة إلاّ عَلَى سماط عماد الدّين ابْن ريّان يَا قوم هَذَا إلاّ رجل كريم النَّفس كَانَ البارحة عَلَى سماطه أَرْبَعَة صحون خزافيّة حلوى وَكَانَ ويعدّد أَشْيَاء وإسمّا يقْصد بذلك أَذَاهُ لأنّه كَانَ مصادراً وَهُوَ يحمل وَإِذا سمع النَّاس ذَلِكَ يَقُولُونَ مَا مُصادَرٌ يكونُ هَذَا عشاؤه إلاّ مَعَه أَضْعَاف مَا يحملهُ وحطّ عَلَيْهِ الجاشنكير وَقَالَ(15/136)
مَا أستخدمه فِي ديوَان السُّلْطَان أبدا فَقَالَ سلار أَنا أستخدمه فِي ديواني فَجعله نَاظر ديوانه فِي دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَرَأس فِيهَا وَصَحب أكابرها ورؤساءها وتظاهر بمكارم كَثِيرَة وَلَمْ يزل إِلَى أَن حجّ وَعَاد مَعَ الركب الْمصْرِيّ ورُسم لَهُ بِنَظَر حلب فَأخذ توقيعه وَحضر إِلَى دمشق فَمَرض بِهَا وَمَات فِي ثامن رَجَب سنة ثَمَان وَسبع مائَة وَكَانَ يكْتب مليحاً وَيَقُول الشّعْر طباعاً كتب إِلَى الْأَمِير شمس الدّين سنقر الأعسر وَهُوَ مشدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق من الْكَامِل)
(يَا مَنْ إِذا استَنْخَى لِيَوْمِ كَريهَةٍ ... هَزَّتْ شَماَئِلُه المُرُوَّةَ فانْتَخَى)
(أنْتَ الذِي يُخْشَى وَيُرْجَى دَائِما ... وَإلَيْكَ يُلْجَأُ فِي الشَدَائِدِ والرَخَا)
(وَإِذا الحُرُوبُ تَوَقَّدَتْ نِيرَانُها ... أَطْفَأتَها بِعَزِيَمةٍ تَخْلُو الطَخَ)
(وَإذَا تَمِيلُ إِلَى الكَسِيرِ جَبَرْتَهُ ... وعَلى العَليِّ مِنَ الْجبَال تَفَسَخا)
(حُزْتَ المكارِمَ والشَجاعَةَ والفُتوّ ... ةَ والْمُروَّةَ والنَبَاهَةَ والسَخا)
(دانَتْ لَكَ الأقدارُ فَهْيَ كَمَا تَشَا ... بمحَلِّك العالي غَدَتْ تَجرِي رُخا)
3 - (ابْن زيد أحد الْعشْرَة)
سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رَبَاح بن عَلَيْهِ وَسلم فِي كَعْب بن لؤيّ أَبُو الْأَعْوَر وأمّه فَاطِمَة بنت بعجة بن أميّة بن خويلد وَهُوَ ابْن عمّ عمر بن الخطّاب وَزوج أُخْته أمّ جميل بنت الخطّاب وَهُوَ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بالجنّة من الْمُهَاجِرين السَّابِقين الأوّلين
أسلم هُوَ امْرَأَته قبل عمر وَشهد الْمشَاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعدّه أهل الْمَغَازِي ممّن شهد بَدْرًا لأنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضرب لَهُ بسهمه وأجره لأنّه كَانَ أرْسلهُ وَطَلْحَة قبل خُرُوجه إِلَى بدر بتجسّسان خبر العير فَلَمَّا رجعا صادفا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رَجَعَ من الْوَقْعَة عَلَى المحجّة فِيمَا بَيْنَ ملل والسيّالة وَشهد اليرموك وَحضر دمشق وولاّه إيّاها أَبُو عُبيدة وَخرج مَعَ عمر بن الْخطاب فِي رجته الثَّانِيَة إِلَى الشَّام الَّتِي رَجَعَ فِيهَا من سَرْغ وَكَانَ أَمِيرا عَلَى ربع الْمُهَاجِرين وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ ابْن عمر وَعَمْرو بن حُرَيْث وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة وزرّبن حُبيش وَعُرْوَة(15/137)
وَغَيرهم وتوفيّ سنة إِحْدَى وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ يزِيد بن رُومَان أسلم سعيد قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَقبل أَن يَدْعُو فِيهَا وَكَانَ سعيد عَاشر الْعشْرَة لمّا تحرّك بهم جبل حراء وهم والنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْعشرَة إِلَّا أَبَا عُبَيْدَة رَوَاهُ عُثْمَان وَسَعِيد بن زيد وَأَبُو هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وَعَن عُثْمَان بن عفّان قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَى حراء فتحرّك فَقَالَ اسكنْ حراء فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد وَعَلِيهِ رَسُول الله صلى وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليّ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن وَسعد وَسَعِيد وَقَالَ سعيد بن زيد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَبُو بكر الصدّيق فِي الجنّة وَعمر بن الْخطاب فِي الجنّة وَعُثْمَان بن عفّان فِي)
الجنّة وَعلي بن أبي طَالب فِي الجنّة وَطَلْحَة بن عبيد الله فِي الجنّة وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فِي الجنّة وَسعد بن أبي وَقاص فِي الجنّة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي الجنّة وَسكت عَن تسميه التَّاسِع فَقيل من هُوَ فَقَالَ سعيد بن زيد وَأرْسل دُمُوعه وَفِي رِوَايَة أشهد أنّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجنَّة وأبك لكر فِي الجنّة فَذكرهمْ وَفِي رِوَايَة وَأَنا تَاسِع الْمُؤمنِينَ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَاشِر ثُمَّ أتبع ذَلِكَ يَمِينا قَالَ وَالله لَمِْهَدٌ شهده رجل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُغَيِّر فِيهِ وَجهه أفضل من عمل أحدكُم وَلَو عُمِّرَ نوح قيل مَاتَ بالعتيق وحُمل فدُفن بِالْمَدِينَةِ وشهده سعد بن أبي وقّاص وَابْن عمر وَأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَومه وَأهل بَيته وروى أهل الْكُوفَة أنّه مَاتَ عِنْدهم وصلىّ عَلَيْهِ الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة وَهُوَ وَالِي الْكُوفَة لمعاوية قَالَ ابْن عَسَاكِر الْمَحْفُوظ أنّه مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ لسَعِيد أَرْبَعَة بَنِينَ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَزيد وَالْأسود كلهم عقّب وأنجب وَكَانَ مَرْوَان قَدْ أرسل إِلَى سعيد بن زيد نَاسا يكلّمونه فِي شَأْن أروى بنت أويس وَكَانَتْ شكته إِلَى مَرْوَان فَقَالَ سعيد تروني ظلمتها وَقَدْ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من ظلم من الأَرْض شبْرًا طوقه يَوْم الْقِيَامَة مَعَ سبع أَرضين اللهمّ إِن كَانَتْ أروى كَاذِبَة فَلَا يِمُتْهَا حَتَّى تُعمي بصرها ونجعل قبرها فِي بِئْر قَالَ ابْن عمر فوَاللَّه مَا مَاتَت حَتَّى ذهب بصرها وَجعلت امشي فِي دارها حذوةً فَوَقَعت فِي بِئْرهَا فَكَانَ قبرها وَأوجب عَلَيْهِ الْيَمين فَترك سعيد لَهَا مَا ادَعت وَجَاء سيل فأبدى ضفيرتها فَرَأَوْا حقّها خَارِجا من حقّ سعيد فجَاء سعيد إِلَى مَرْوَان فَقَالَ أقسمْتُ عَلَيْكَ لتركبنَ معي ولتنظرنَ إِلَى ضفيرتها فَركب مَعَه وَركب نَاس فَرَأَوْا ذَلِكَ وَكَانَ أهل الْمَدِينَة يدعونَ بَعضهم عَلَى بعض وَيَقُولُونَ أعماك الله كَمَا أروى فَصَارَ أهل الْجَهْل يَقُولُونَ أعماك الله كَمَا أعمى أروى يُرِيدُونَ الَّتِي فِي الْجَبَل
3 - (التنوخي)
سعيد بن زيد التنوخي شيخ دمشق توفيّ سنة سبع وستّين وَمِائَة(15/138)
3 - (الْأَزْدِيّ)
سعيد بن زيد بن دِرْهَم أَخُو حَمَّاد وثّقه ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالقويّ وليّنه الدَّارَقُطْنِيّ وربّما ضعّفه ابْن معِين توفيّ سنة سبع وستّين وَمِائَة روى لَهُ)
مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (ابْن سعد الْأنْصَارِيّ)
سعيد بن سعد بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ قَالَ قوم لَهُ صُحْبَة وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أمّا قيس فَنعم وأمّا سعد فَلَا أَدْرِي وَقَالَ ابْن عبد البرّ وروى عَن سعيد هَذَا ابْنه شُرَحْبِيل وَحَيْثُ شُرَحْبِيل عَنهُ مَرْفُوعا فِي الْيَمين مَعَ الشَّاهِد
3 - (ابْن سعيد الْقرشِي)
سعيد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أمّية الْقرشِي الْأمَوِي اسْتشْهد يَوْم الطَّائِف وَكَانَ إِسْلَامه قبل فتح مكّة بِيَسِير وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح عَلَى سوق مكّة فلمّا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الطَّائِف خرج مَعَه فاستُشهد
3 - (أَبُو الْقَاسِم الفارقي)
سعيد بن سعيد الفارقي أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ كَانَ من أَصْحَاب عليّ بن عِيسَى الربعِي لَهُ كتاب تَفْسِير الْمسَائِل المشكلة فِي أوّل المقتضب للمبّرد فِي مجلّدة وَكتاب تقسيمات العوامل وَعلل فِي النَّحْو قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن محمّد بن عبدوية الشِّيرَازِيّ فِي ذِي الحجّة سنه سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة
3 - (الأصباعي)
سعيد بن سعيد الأصباعي شَاعِر مليح الحظّ قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار قَرَأَ بخطّه من قصيدة لَهُ من الطَّوِيل
(كَفَى بِي احْتِراقاً أنّ قَلْبي لوَ اصطَلَتْ ... بِهِ النارُ أضناها وبَيْنَهما بُعدُ)(15/139)
(وَلَيْسَ بِصَبِّ مَنْ شَكا الوَجْدَ قَلْبُه ... لَحِرِّ ولكِنْ مَن شَكا قلبَه الوجدُ)
3 - (ابْن سهل الفلكي)
أَبُو المظفّر الفلكي شيخ الشمشاطيّة سعيد بن سهل بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو المظفّر الْمَعْرُوف بالفلكي النَّيْسَابُورِي توفيّ سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة سمع أَبَا الْحسن عليّ بن أَحْمد ابْن محمّد الْمَدِينِيّ وَأَبا عليّ نصر الله بن أَحْمد بن عُثْمَان الخشنامي وَغَيرهمَا ثُمَّ سكن خوارزم وَولي الوزارة لأميرها وَدخل بَغْدَاد مرَارًا وحدّث بِهَا وحدّث عَنهُ أَبُو محمّد ابْن الْأَخْضَر ثُمَّ سَافر إِلَى الشَّام لزيارة الْقُدس فوردها فِي أيّام نور الدّين الشَّهِيد فَأكْرم مورده وَطلب إِذْنا من)
الفرنج حتّى زار بَيت المقدّس وَعَاد إِلَى دمشق وَطلب الْعود إِلَى بِلَاده فَلم يسمح نور الدّين وأمسكه وأنزله فِي خانقاه الشميشاطي وَجعله شيخها فَأَقَامَ بِهَا مدّةً لَا يتَنَاوَل من وَقفهَا شَيْئا وَيجمع نصِيبه عِنْده إِلَى أَن صَار بِيَدِهِ مِنْهُ جملَة حَسَنَة فعمّر بِهَا الإيوان الَّذِي فِي الخانكاة والسقاية وَأقَام هُنَاكَ إِلَى حِين وَفَاته وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر
3 - (الْبَاهِلِيّ)
سعيد بن مُسلم بن قُتَيْبَة بن مُسلم بن عَمْرو كَانَ سعيد هَذَا سيّداً كَبِيرا ممدحا وَهُوَ حفيد الْأَمِير قُتَيْبَة بن مُسلم الْبَاهِلِيّ الْمَشْهُور وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف مَكَانَهُ تولىّ سعيد أرمينيّة والموصل والسند وطبرستان وسجستان والجزيرة وَهُوَ وَالِد عَمْرو بن سعيد وَسَيَأْتِي ذكره فِي حُرُوف الْعين مَكَانَهُ وتوفيّ سعيد رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَفِيه يَقُول عبد الصَّمد بن المعذّل من الْخَفِيف
(كم يتيمٍ نعَشته بعد يُتْمِ ... وغقيرٍ أغْنَيْتَهُ بَعْدَ عُدْمِ)
(كلّما عَضَّتِ النّوَائِبُ نَادَى ... رَضِيّ اللهُ عَنْ سَعيدِ بنِ سَلْمِ)
3 - (أَبُو عُثْمَان المغربي الصُّوفِي)
سعيد بن لاَم أَبُو عُثْمَان المغربي الصُّوفِي المغربي نزيد نيسابور مولده القيروان لَقِي الْأَشْيَاخ بِمصْر وَالشَّام وجاورَ بمكّة وَكَانَ لَا(15/140)
يظْهر فِي الْمَوْسِم قَالَ الْحَاكِم أَنا ممّن خرج من مكّة متحسرّاً عَلَى رُؤْيَته وتوفيّ سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَلَاث مائَة
3 - (ابْن سُلَيْمَان)
سعيد بن سُلَيْمَان سعدوية الوَاسِطِيّ أَبُو عُثْمَان الضبّي البّزاز نزيل بَغْدَاد رأى مُعَاوِيَة بن صَالح الْحَضْرَمِيّ بمكّة وَسمع مبارك بن فضَالة وحمّاد بن سَلمَة وأزهر بن سِنَان وَسليمَان بن كثير الْعَبْدي وَعبد الْعَزِيز الْمَاجشون وَمَنْصُور بن أبي الْأسود وَاللَّيْث وعبّاد بن العوّام وَطَائِفَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَة والذهلي وهلال بن الْعَلَاء وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأحمد بن يحيى الْحلْوانِي وَخلف بن عَمْرو العُكْبَري وَأَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا وَعُثْمَان بن خُرَّازد وَخلق ذكره ابْن حَنْبَل فَقَالَ كَانَ صَاحب تَصْحِيف مَا شِئْت وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة مَأْمُون لعلّة أوثق من عفّان قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أهل السنّة وَأجَاب فِي المحنة تقيّةً وَقيل لَهُ بَعْدَمَا انْصَرف من المحنة مَا فعلتهم قَالَ كفرنا ورجعنا توفيّ سنة خمس)
وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (سعيد بن سِنَان)
3 - (أَبُو مهْدي الْحِمصِي)
قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ ابْن ماجة
3 - (ابْن ضَمْضَم)
3 - (أَبُو عُثْمَان الْكلابِي)
سعيد بن ضَمْضَم أَبُو عُثْمَان الْكلابِي كَانَ من فصحاء الْأَعْرَاب ذكره محمّد بن إِسْحَاق النديم فِي الفهرست وَذكر أنّه قدم عَلَى الْحسن بن سهل وَلَهُ فِيهِ أشعار جِيَاد مِنْهَا قصيدة لَمْ يًسْبَقْ إِلَى قافيتها وَهِي من الرجز
(سَقْياً لَحيٍّ باللِّوَى عهِدتُهُمْ ... مُنْذُ زَمانٍ ثُمَّ هَذَا عَهْدُهُمْ)(15/141)
3 - (ابْن طَلْحَة)
سعيد بن طَلْحَة بن الْحُسَيْن بن أبي ذّر بن إِبْرَاهِيم بن عليّ الصالحاني تخرّج بِهِ أَكثر أهل إصبهان وَسمع الحَدِيث توفيّ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة
3 - (ابْن الْعَاصِ)
3 - (أَمِير الْمَدِينَة والكوفة)
سعيد بن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْأمَوِي أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ وَعَن عمر وَعُثْمَان وَعَائِشَة وروى عَنهُ ابناه يحيى وَعَمْرو وابنا سعيدٍ وسالمٌ وعروةُ وَغَيرهم وتوفيّ سنة سبع أَو ثَمَان أَو تسع وَخمسين قَالَ الزبير مَاتَ فِي قصره بالعرصة عَلَى ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة وَدفن بِالبَقِيعِ وَولد سعيد بن الْعَاصِ محمّداً وَعُثْمَان الْأَكْبَر وعمراً يُقَال لَهُ الْأَشْدَق ورجالاً درجوا وأمّهم أمّ الْبَنِينَ بنت الحكم أُخْت مَرْوَان بن الحكم لِأَبَوَيْهِ اسْتَعْملهُ مُعَاوِيَة عَلَى الْمَدِينَة غير مرّة هُوَ الَّذِي صلىّ عَلَى الْحسن بن عليّ وَكَانَ محسناً إِلَى بني هَاشم حَلِيمًا وقوراً كريم الْأَخْلَاق وَلَمْ يدْخل مَعَ مُعَاوِيَة فِي شَيْء من حروبه وَلَهُ بِدِمَشْق دَار تُعرف بدار نعيم وحمّام بنواحي الديماس وَرجع إِلَى الْمَدِينَة وَمَات بِهَا وَكَانَ جواداً مُمدّحاً وَأَبوهُ الْعَاصِ)
قَتله عليٌّ يومَ بدر كَافِرًا قَالَ ابْن عمر جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبرد فَقَالَت إنّي نَوَيْت أَن أعطي هَذَا الثَّوْب أكْرم الْعَرَب فَقَالَ أعْطِيه هَذَا الْغُلَام يَعْنِي سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ وَاقِف فَلذَلِك سُمّيت الثِّيَاب السعيديّة وَقَالَ مُعَاوِيَة لكلّ قوم كريم وكريمنا سعيد بن الْعَاصِ وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز إنّ عربيّة الْقُرْآن أُقيمت عَلَى لِسَان سعد ابْن الْعَاصِ لأنّه كَانَ أشبههم لهجةً برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطوّل ابْن عَسَاكِر تَرْجَمته فِي تأريخ دمشق وَهُوَ أحد كُتاب الْمُصحف لعُثْمَان وَاسْتَعْملهُ عُثْمَان على الْكُوفَة(15/142)
وغزا بِالنَّاسِ طبرستان وَكَانَ مُعَاوِيَة يعقب بَينه وَبَين مَرْوَان بن الحكم فِي عمل الْمَدِينَة وَفِيه يَقُول الفرزدق من الوافر
(تَرَى الغُرَّ الجحاجِحَ مِنْ قُريشٍ ... إِذا مَا الأمرُ فِي الحِدْثانِ غالا)
(قِياماً يَنظُرونَ إِلَى سَعيدٍ ... كَأنَّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ الهِلالا)
وَخلف عَلَيْهِ من الدّين لمّا مَاتَ ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَقيل ثَمَانِينَ ألف دِينَار كلهَا صِلاتٌ وعِاتٌ فوفاها ابْنه عَمْرو من بعض الْعقار الَّذِي خلّفه وَكَانَ سعيد بن الْعَاصِ يسمّى ذَا الْعِصَابَة وجدّه سعيد بن الْعَاصِ كَانَ يُقَال لَهُ ذُو الْعِمَامَة لأنّه كَانَ ذَا لبس عِمَامَة لَمْ يلبس قرشي عمامةٌ حَتَّى يَنْزِعهَا كَمَا أَن حَرْب ابْن أميّة كَانَ إِذا حضر ميّتاً فيبكيه أَهله حَتَّى يقوم وكما أنّ أَبَا طَالب إِذا أطْعم لَمْ يطعم أحد يَوْمه ذَلِك وكما أنّ أسيد بن الْعَاصِ إِذا شرب الْخمر لَمْ يكن يشْربهَا أحد حَتَّى يَتْرُكهَا وَيُقَال إنّ ذَا الْعِمَامَة إِنَّمَا لزم سعيداً كِنَايَة عَن السؤدد وَذَلِكَ أنّ الْعَرَب تَقول للسيّد هُوَ المعمّم يُرِيدُونَ أنّ كلّ جِنَايَة يجنيها أحد من عشيرته فَهِيَ معصوبة بِرَأْسِهِ وَلذَلِك قيل لسَعِيد هَذَا ذُو الْعِصَابَة فلمّا طلّق خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة آمِنَة بنت سعيد بن الْعَاصِ هَذَا تزوّجها الْوَلِيد بن عبد الْملك فَفِي ذَلِكَ يَقُول خَالِد من الطَّوِيل
(فَتَاةٌ أبُوها ذُو العِصابَةِ وَابْنُهُ ... أَخُوهَا فَما أكْفاؤُها بِكَثيرِ)
وغزا سعيد لمّا ولي الْكُوفَة طبرستان فافتتحها وَيُقَال إنّه افْتتح جرجان أَيْضا فِي زمن عُثْمَان سنة تسع وَعشْرين أَو سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ أيَّداً يُقَال إنّه ضرب بجُرجان رجلا عَلَى عَاتِقه فَأخْرج السَّيْف من مرفقه وانتقضت آذربيجان فَغَزَاهَا وافتتحها ثُمَّ عَزله عُثْمَان وولىّ الْوَلِيد بن عقبَة فَمَكثَ مدّةً ثُمَّ شكاه أهل الْكُوفَة وعزله وردّ سعيداً فردّه أهل الْكُوفَة وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان لَا حَاجَةً لَنَا فِي سعيدك وَلَا فِي وليدك وَكَانَ فِي سعيد تجبر وغلظة وَشدَّة سُلْطَان)(15/143)
3 - (ابْن عَامر الجُمَحِي الصَّحَابِيّ)
سعيد بن عَامر بن حِذْيّم الجُمَحِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن سابط الجُمَحِي وَشهر بن حَوْشَب الْأَشْعَرِيّ وحسّان بن عطيّة أسلم قبل خَيْبَر وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد خَيْبَر وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَلَا يُعلمُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَار وَهُوَ وَالِي عمر عَلَى بعض الشَّام وَلَمْ يكن لاه ولد وَلَا عقب وتوفيّ بالرّقة فِيمَا قيل سنة تسع عشرَة وَهُوَ بقيساريّة أميرها وَقيل بالرّقة سنة ثَمَان عشرَة وَقيل سنة عشْرين وَكَانَ أحد زُهّاد الصَّحَابَة إِذا خَرج عطاؤه عزل مِنْهُ كسْوَة أَهله وقوتهم وتصدّق بِالْبَاقِي
3 - (ابْن أبي بردة الْأَشْعَرِيّ)
سعيد بن عَامر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْكُوفِي هُوَ ابْن أبي بردة روى عَن أَبِيه وَأنس بن مَالك وَأبي وَائِل وروى عَنهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ حُدُود الْمِائَة وَعشْرين
3 - (الضُّبَعي الْبَصْرِيّ)
سعيد بن عَامر الضبعِي الْبَصْرِيّ الزَّاهِد مولى بني عُجيف وأخوالُه بَنو ضيبعة توفيّ سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ لأَرْبَع بَقينَ من شوّال وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (ابْن فَسَانْجُس)
سعيد بن عبد الله بن العبّاس بن مُوسَى بن فَسانْجُس كَانَ كَاتبا بديوان الْخلَافَة أيّام الْقَائِم وتقلّبت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى ورد غزنة وَولي بعض أَعمال الْهِنْد وَبَقِي هُنَاكَ إِلَى أَن توفيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(بَيَاضُ عِذاري وَجْهُ عُذْرٍ سَوَّدا ... لدّى البِيضَ حَتَّى عُدْتُ عَنْهَا مُشَرّدا)
(وأبقَى رَسِيسَ الحُبِّ بَين جَوَانِحي ... زَمانَ تَوَلىَّ حُسنُه وتَشَرّدَا)
)
(فَوَلىَّ شَبَابِي فالتَوَى كلمّا استَوى ... فصارَ بَيَاضُ العَيْش أَكْدَرَ أسْوَدا)
(تَقُولُ العَذَارَى إِذْ تَأمَّلْن شَيبتي ... تَرَدَّى امرُؤٌ بالشَيْبِ عارِضهُ ارتَدَى)
3 - (الْمعَافِرِي الإسكندري)
سعيد بن عبد الله الْمعَافِرِي الإسكندري الْفَقِيه كَانَتْ لَهُ(15/144)
عِبادةٌ وَفضل وَفقه يُقَال إنّه الَّذِي أعَان ابْن وهب عَلَى تصنيفه كتبه
3 - (سَعَادَة الْحِمصِي)
سعيد بن عبد الله الْحِمصِي الْمَعْرُوف بسعادة الضَّرِير قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ مَمْلُوكا لبَعض الدمشقيّين سَافر إِلَى مصر أوّل دولة النَّاصِر بِدِمَشْق وَعَاد بوفرٍ وافر وغنىً ظَاهر كنتُ فِي دَار الْعدْل جَالِسا بَيْنَ يَدي الْملك النَّاصِر بِدِمَشْق إِذْ حضر سَعَادَة فَوقف وانشد قصيدةً فِي عَاشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة من الْكَامِل
(حَيَّتْكَ أعْطافُ القُدودِ بِبانِها ... لمَّا انْثَنَتْ تِيَهاً عَلى كُثبَانِها)
(وَبِما وَقَى العُنَّابُ مِنْ تُفّاحِها ... وَبِما حَمَاهُ اللاذُ مِن رُمَّانِها)
(مِنْ كُلِّ رانيةٍ بِمُقْلّةِ جُؤذَرٍ ... يَبْدُو لَنا هَارُوتُ مِنْ أجْفانِها)
(وَافَتْكَ حامِلَةُ الهِلالِ بِصَعْدةٍ ... جَعَلتْ لَواحِظَها مَكانَ سِنانِها)
(حُورِيَّةٌ تَسْقِيكَ جَنَّةَ ثَغْرِها ... مِنْ كَوثَرٍ أجْرَتْهُ فَوْقَ جُمانِها)
(نَزَلَتْ بَواديها مَنازِلَ جِلَّقٍ ... فَاسْتَوْطَنَتْ بِالفيحِ مِنْ أوْطَانِها)
(فَالقَصرِ فالشَرَفَين فَالمَرْج الَّذِي ... تَحْدو مُحاسِنها عَلَى استِحسانها)
أَبُو الرِّضَا الشهرزوري سعيد بن عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفّر الشهروزي أَبُو الرِّضَا الْموصِلِي أَخُو كَمَال الدّين من بَيت مَشْهُور بِالْعلمِ والرياسة وَالْقَضَاء وتقدّم ذكر أَخِيه فِي المحمّدين سمع طَاهِر بن زَاهِر الشحّامي ومحمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وتوجّه إِلَى خُرَاسَان وَقَرَأَ بِهَا الْفِقْه عَلَى محمّد بن يحيى وَسمع بِهَا الحَدِيث من جمَاعَة وَقدم بَغْدَاد رَسُولا من صَاحب الْموصل وحدّث هُنَاكَ سنة ستّ وَسبعين وَخمْس مائَة وتوفيّ فِي هَذِهِ السّنة وَكَانَ أَمِير أهل بَيته يعرف الْمَذْهَب وَالْخلاف وَيكْتب خطّاً حسنا وَكَانَ نزهاً كثير الصَّدَقَة مُقبلا عَلَى أهل الْخَيْر)
3 - (الْقرشِي النَّحْوِيّ)
سعيد بن عبد الله بن دُحَيْم أَبُو عُثْمَان الْأَزْدِيّ الْقرشِي النَّحْوِيّ نزيل إشبيليّة كَانَ إِمَامًا فِي معرفَة سِيبَوَيْهٍ بارعاً فِي اللُّغَة وَالشعر أخبارّياً توفيّ فِي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
3 - (نجم الدّين الدِهلي)
سعيد بن عبد الله الإِمَام الْعَالم نجم الدّين أَبُو(15/145)
الْخَيْر الدهلي الْحَنْبَلِيّ الحريري الجلالي صَنْعَة نَشأ بِبَغْدَاد وارتحل إِلَى مصر والثغر وَغَيرهمَا وَسمع وَقَرَأَ وتعب وحصّل الْأَجْزَاء وَقدم دمشق مرّات وَهُوَ اليومَ مُقيم بِهَا أَكثر عَن بنت الْكَمَال وَابْن الرضى وَخلق وَلَهُ عمل جيّد وهمّة عالية لَيْسَ لَنَا الْيَوْم فِي الشَّام مثله فِي التراجم وَأَسْمَاء الرِّجَال وتنقّل الْخلاف فِي الوفيات وَغَيرهَا فَهُوَ حَافظ الشَّام بعد الذَّهَبِيّ وَلَهُ تواليف كتب عَلَيْهَا التقريظ أَنا وغيري نظماً ونثراً وَسمع عليّ بعض تواليفي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع المزّي من السرُوجِي عَنهُ ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة وَمن تصانيفه تفتّت الأكباد فِي وَاقعَة بَغْدَاد
3 - (ابْن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ)
سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن حسّان بن ثَابت أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ شَاعِر ابْن شَاعِر ابْن شَاعِر ثَلَاثَة تقدّم ذكره جدّه حدّث عَن ابْن عمر وَجَابِر وَعِكْرِمَة وَأَبِيهِ وروى عَنهُ ابْن إِسْحَاق وَغَيره قَالَ يحيى بن معِين فِي تَسْمِيَة تَابِعِيّ أهل الْمَدِينَة ومحدّثيهم سعيد بن عبد الرَّحْمَن وأمّه أمّ ولد وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث شَاعِرًا كَانَ حسّان قَدْ صنع بَيْتا وأُعجب بِهِ قَالَ من الطَّوِيل وإنّ امْرَءًا يُمسِي وَيُصْبِحُ سالمِاً إلاّ مَا جَنَى لَسَعيدُ ثُمَّ صنع ابْنه عبد الرَّحْمَن كَذَلِك فَقَالَ
(وإنَّ امْرءَاً نالَ الغِنَى ثُمَّ لَمْ يَنَل ... صَدِيقاً وَلَا ذَا حاجةٍ لَزَهيدُ)
ثُمَّ صنع ابْنه سعيد بن عبد الرَّحْمَن كَذَلِك فَقَالَ
(وإنّ امْرَءًا لاحى الرجالَ عَلى الغِنَى ... ولَمْ يَسْألِ اللهَ الغِنَى لَحَسُودُ)
عَن الزبير بن بكّار أَن سعيداً وَفد عَلَى هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ جميل الْوَجْه فَجعل يخْتَلف إِلَى عبد الصَّمد بن عبد الْأَعْلَى مؤدّب الْوَلِيد بن يزِيد فأراده عَلَى نَفسه وَكَانَ لوطيّاً زنديقاً فَدخل سعيد عَلَى هِشَام مغضباً وَهُوَ يَقُول من الرمل)
(إنَّهُ واللهِ لَوْلاَ أنْتَ لَمْ ... يَنجُ منّي سالما عبد الصمدْ)
فَقَالَ هِشَام ولِمَ ذَاك فَقَالَ
(إنّه قَدْ رام منّي خطّةً ... لَمْ يَرُمْها قَبْلَهُ منّي أحَدُ)
فَقَالَ وَمَا هِيَ فَقَالَ(15/146)
(رامَ بِي جَهْلاً وجَهْلاً بِأبي ... يُدخِلُ الأفْعَى إلىَ خِيس الأسَدِ)
فَضَحِك هِشَام وَقَالَ لَو فعلت بِهِ شَيْئا لَمْ أنكر عَلَيْكَ
وَمن شعره من الْكَامِل
(بَرج الخَفاءُ فأيّ مَا بِكَ تكتُمُ ... ولسَوْفَ يَظْهَر مَا تُسِرُّ فيُعْلَمُ)
(حُمَّلْتَ سُقْماً عَنْ عَلائِقِ حُبِّها ... والحُبُّ يَعْلَقُهُ الصَحِيحُ فَيَسْقَمُ)
(عُلْوِيَّةٌ أمْسَتْ وَدُونَ مَزارِها ... مِضْمارُ مِصْرَ وَعَائِذٌ والقُلْزُمُ)
(قَالَتْ وماءُ العَينِ يَغْسِلُ كُحْلَها ... عِنْد الفِراقِ بِمُسْتَعلَّ يَسْجُمُ)
(يَا لَيْتَ أنَّكَ يَا سَعيدُ بِأرْضِنا ... تُلْقي المَراسِيَ ثاوياً وتُخَيِّمُ)
(لَا تَرْجعَنَّ إِلَى الحِجازِ فَإنَّهُ ... بَلَدٌ بِهِ عَيْشُ الكَرِيمِ مُذَمَّمُ)
(وَهَلُمَّ جَاوِرْنا فَقُلْتُ لَهَا اقْصري ... عيشي بِطَيْبَةَ وَيْحَ غَيِرْكِ أنْعَمُ)
(إنَّ الحَمامَ إِلَى الحِجازَ يَشُوقنِي ... وَيهِيجُ لِي طَرَباً إِذا يَتَرَنَّمُ)
(وَالبَرْق حِين أشِيمُه مَتَيَامِناً ... وَجَنائِب الأرْواحِ حِين تُنَسِّمُ)
(لَوْ لَحَّ ذُو قَسَمٍ عَلىَ أنْ لَم يَكُنُ ... فِي الناسِ مُشْبِهُها لبَرَّ المُقْسِمُ)
3 - (أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الْأمَوِي)
سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن عتاب بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الْأمَوِي من أهل الْبَصْرَة كَانَ جواداً ممدَّحاً وَفد عَلَى سُلَيْمَان بن عبد الْملك فلمّا رَآهُ من بعيد نَادَى من الْكَامِل
(إنّي سَمِعْتُ من الصَباحِ مُنادِياً ... يَا مَن يُعِينُ عَلَى الفَتَى المِعوانِ)
فَأعْطَاهُ خَمْسَة آلَاف ألف وَفِيه يَقُول الرَّاعِي النميريّ من الْبَسِيط
(لَوْلاَ سَعيدٌ أُرَجّي أنْ أُلاقِيَهُ ... مَا ضَمَّني فِي سَوادِ البَصرْةِ الدُورُ)
(الواهِبُ البَخْتَ خُضْعاً فِي أزِمَّتِها ... والبِيضَ فَوْقَ تَراقِيها الدنانِيرُ)
)
وَقَالَ لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط
(أَنْتَ ابنُ فَرْعَي قُرَيْشٍ لَوْ تُقايِسُها ... مَجْداً لَصارَ العَرْضُ والطُولُ)
(إِذا ذكرتُك لَمْ أهْجَعْ بِمَنْزِلَةٍ ... حَتّى أقولَ لأصْحابي بِهَا زُرلوا)
فَأعْطَاهُ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار(15/147)
3 - (الزبيدِيّ قَاضِي الريّ)
سعيد بن عبد الرَّحْمَن الزبيدِيّ قَاضِي الريّ كَانَ يروي المقاطيع وثّقه أَبُو دَاوُد وروى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَالْمِائَة
3 - (قَاضِي بَغْدَاد)
سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْقرشِي الجُمَحِي قَاضِي بَغْدَاد للرشيد كَانَ من جلّة الْعلمَاء وثّقة أَحْمد قَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلينه الْفَسَوِي ووثّقه ابْن معِين توفّي سنة ستّ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 - (ابْن عبد ربّه الطَّبِيب)
سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن محمّد بن عبد ربّه وَهُوَ من بَيت ابْن عبد ربّه الأديب كَانَ ابْن عبد ربّه عمّه الْمَشْهُور وَكَانَ سعيد طَبِيبا فَاضلا وشاعراً محسناً وَلَهُ فِي الطبّ تمكّن وتحقّق لمذاهب القدماء وَكَانَ مذْهبه فِي مداواة الحميات أَن يخلط من المبرّدات شَيْئا وَلَهُ فِي ذَلِكَ مَذْهَب جليل وَلَمْ يخْدم بالطبّ سُلْطَانا وَكَانَ بَصيرًا بتقدمه الْمعرفَة وتغيير الأهوية وَمذهب الرِّيَاح وحركة الْكَوَاكِب قَالَ ابْن جلجل حَدثنِي عَنهُ سُلَيْمَان بن أيّوب الْفَقِيه قَالَ اعتللْتُ بحمى فطاولتْني وأشرفْتُ مِنْهَا عَلَى العطب إِذْ مرّ بِأبي وَهُوَ ناهض إِلَى صَاحب الْمَدِينَة أَحْمد بن عِيسَى فَقَامَ إِلَيْهِ وَقضى وَاجِب حقّه بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن علّتي واستخبره عمّا عولج بِهِ فسفّه عِلاجَ مَن عالجه وَبعث إِلَى أبي بثمان عشرَة حبّةً من حبوب مدوّرة وَأمر أَن أشْرب مِنْهَا كلّ يَوْم حبّةً قَالَ فَمَا استوعَبْتُها حَتَّى أقلعت الحمّى وبرئي برءاً تامّاً وَلَهُ كتاب الانقرا باذين وتعاليق مجرّيات فِي الطبّ وأرجوزة فِي الطبّ
وَمن شعره من الْكَامِل
(لمَّا عَدمْتُ مُؤانِساً وَجَليساً ... نَادَمْتُ بُقْراطاً وجلبينوسا)
(وجعلتُ كَنْبَهُما تَفَرُّدي ... وهُما الشِفاءُ لِكُلِّ جُرْحٍ يُوسا)
)
فلمّا وصل البيتان إِلَى عمّه بن عبد ربّه أجَاب بِأَبْيَات مِنْهَا من الْكَامِل
(أَلْفَيتَ بقراطاً وجالينوسا ... لَا يُشْكِلانِ ويُرزِءَانِ جَليسا)
(فَجَعَلْتَهُمْ دُون الأقارِبَ حِبَّةً ... وَرَضِيتَ صاحِباً وَأَنيسا)(15/148)
(وأَظُنُّ بُخْلَك لَا يُرى لَكَ تارِكاً ... حَتَى تُنادِم بَعْدَهُم إبليسا)
وَقَالَ سعيد بن عبد الرَّحْمَن فِي آخر عمره وَكَانَ منقبضاً عَن الْمُلُوك من الطَّوِيل
(أمِنْ بَعدِ غَوْصي فِي عُلوِ الحقائقِ ... وطُولِ انبساطي فِي مَذاهِبِ خالِقي)
(وَفي حينِ إشرافيِ عَلى مَلَكوته ... أُرَى طَالبا رِزْقاً إِلَى غيرِ رازِقي)
(وأيّامُ عُمْرِ المَرْءِ مُتْعَةُ ساعةٍ ... تُحَيّي خيالاً مِثل لمحَةٍ بارِقِ)
(وَقَدْ أذَنَتْ نَفْسِي بِتَقْويضِ رَحْلِها ... وَأَسْرَعَ فِي سَوقِي إِلَى المَوْتِ سَائِقي)
(وإنّي وَإِن أوْغَلْتُ أَوْ سِرْتُ هَارِبا ... مِنَ المَوْتِ فِي الآفاقِ فالموتُ لَا حِقي)
3 - (ابْن عبد الْعَزِيز)
3 - (الزَّاهِد الْحلَبِي)
سعيد بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان أَبُو عُثْمَان الْحلَبِي الزَّاهِد نزيل دمشق روى عَن أَحْمد بن أبي الْحوَاري وقاسم بن عُثْمَان وقاسم بن عُثْمَان الجوعي وسرّ السَّقطِي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو سُلَيْمَان بن زيد وَالْحَاكِم أَبُو أَحْمد الْحَافِظ أَيْضا ومحمّد دَاوُد الدينَوَرِي الدقّي وَغَيرهم تخرّج بِهِ عدّة من الْأَعْلَام إِبْرَاهِيم بن المولد وطبقته ملازم متبعه وتوفيّ سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة
3 - (التنوخي فَقِيه دمشق)
سعيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي يحيى أَبُو محمّد وَيُقَال أَبُو عبد الْعَزِيز التنوخي فَقِيه أهل دمشق ومفتيهم بعد الْأَوْزَاعِيّ قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى عبد الله بن عَامر وَيزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أُبّي أَقرَأ عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَأَبُو مسْهر وروى عَن الزُّهْرِيّ وَنَافِع وَزيد بن أسلم وَعبد الله بن أبي زَكَرِيَّاء وَأبي الزبير المكّي وَيحيى بن الْحَارِث الذمارِي وَمَكْحُول وَغَيرهم وروى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة ووكيع وَابْن مهْدي وَأَبُو مسْهر والوليدان ابْن مُسلم وَابْن مزِيد وَأَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ وَعبد الرزّاق بن همام وَغَيرهم وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله سعيد بن عبد الْعَزِيز لأهل الشَّام كَمَا لَكَ بن أنس لأهل الْمَدِينَة فِي التقدّم وَالْفضل وَالْفِقْه)
وَالْأَمَانَة واختُلف فِي مَوته فَقيل فِي سنة سبع وستّين وَقيل سنة تسع وَخمسين وَسنة ثَلَاث وستّين وَسنة أَربع وستّين وَسنة تسع وستّين وَسنة ثَمَان وستّين وَمِائَة(15/149)
3 - (المشربش المغنّي)
سعيد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله الناتلي بالنُّون وَالْألف وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَاللَّام أَبُو الْفتُوح المعني الْمَعْرُوف بالمشربش وُلد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بتُستَر سنة مائَة كَانَ مَشْهُورا بصنعة العناء وجودته وَمَعْرِفَة الألحان وَلَهُ اخْتِصَاص بالأكابر والأعيان ونادم الْمُلُوك وَحفظ كثيرا من الحكايات والنوادر والأشعار وأسنّ وَترك العناء
3 - (النيلي النَّيْسَابُورِي)
سعيد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُؤمن بن طيفور بن أبي سهل النيلي النَّيْسَابُورِي كَانَ أديباً نحوّياً فَقِيها طَبِيبا توفيّ سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف
(يَا مُفَدَّى العذارِ والخدِّ والقَدّ ... بِنَفْسِي وَما أَرَاهَا كَثيراً)
(ومُعِيري مِنْ سُقْم عَينَيَّهِ سُقْماً ... دُمتُ مُضْنًى بِهِ وَدُمْتَ مُعيرا)
(إسِقني الراحَ تَشْفِ لوعةَ قلبٍ ... باتَ مُذْبِنْتَ للهُموم سَميرا)
(هِيَ فِي الكأسِ خَمْرةٌ فَإِذا مَا ... أُفرِغَتْ فِي الحَشَا استحالت سُرورا)
وللنيلي من الْكتب اخْتِصَار الْمسَائِل لحُنَين تَلْخِيص شرح جالينوس لكتاب الْفُصُول مَعَ نُكّت من شرح الرَّازِيّ
3 - (ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان)
سعيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو محمّد الْأمَوِي ويُعرف بِسَعِيد الْخَيْر
رُوِيَ عَن أَبِيه بن عبد الْعَزِيز وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وروى عَنهُ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَغَيره وَكَانَ متألّهاً ولي غَزْو الرّوم فِي خلَافَة أَخِيه هِشَام وَولي فلسطين للوليد بن يزِيد وَكَانَ حسن السِّيرَة وَلَهُ بِدِمَشْق أَمْلَاك مِنْهَا محلّة الراهب قبليّ المصليّ وَدَار الرقي بنواحي بَاب الْبَرِيد وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ سوق سعيد الَّتِي بالموصل بِحَضْرَة دَار أبي يعلى وَالْمَسْجِد الَّذِي فِي السُّوق الْمَعْرُوف بعبيدة وَكَانَ يتنسَك وتوفيّ
3 - (سعيد بن عُثْمَان بن عفّان)
)
3 - (أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الأُموي الْمدنِي)
سمع أَبَاهُ وَطَلْحَة بن عبيد الله روى عَنهُ عبد الْملك بن عُمَيْر وهانئ بن(15/150)
هَانِئ وَعَمْرو ابْن نَبَاته وَغَيرهم وولاّه مُعَاوِيَة خُرَاسَان وَفتح سَمَرْقَنْد وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْق قطيعة وَفتح الله عَلَى يَدَيْهِ فتحا عَظِيما فِي سَمَرْقَنْد أُصيبت عينه بهَا وَأخذ الرهون وَقدم عَلَى مُعَاوِيَة وأمّه فَاطِمَة بنت الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَكَانَ أهل الْمَدِينَة عبيدها ونساؤها يَقُولُونَ من الرجز وَالله لَا يَنالُها يزيدُ حَتَّى يَنالَ هامَهُ الحَيدُ إنّ الأميرَ بَعْدَهُ سَعيدُ يُرِيدُونَ أنّ الْخَلِيفَة بعد مُعَاوِيَة سعيد وَلَا يَليهَا يزِيد وَانْصَرف سعيد بعد موت مُعَاوِيَة إِلَى الْمَدِينَة فَقتله أعلاج كَانَ قَدْم بهم من سَمَرْقَنْد وَقَالَ خَالِد ابْن عقبَة يرثيه من الْبَسِيط
(يَا عَيْنُ جُودِي مِنْك تَهتانا ... وَابْكي سَعيدَ بْنَ عُثمانَ بْنِ عفّانا)
3 - (لحية الزبل الْقُرْطُبِيّ)
سعيد بن عُثْمَان بن سعيد بن محمّد أَبُو عُثْمَان الْبَرْبَرِي الأندلسي القزّاز اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بلحية الزبل كَانَ بارعاً فِي الْأَدَب مقدّماً فِي اللُّغَة لَهُ كتاب فِي الردّ عَلَى صاعد بن الْحسن اللّغَوِيّ وَكَانَ لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَكَانَ ثِقَة من أَصْحَاب القالي وتوفيّ سنة أَربع مائَة ومولده سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة وروى عَن قَاسم بن أصبغ ومحمّد بن عبد الله بن أبي دليم ووهيب ابْن مسرّة ومحمّد بن محمّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي ومحمّد بن عِيسَى بن رِفَاعَة وَسَعِيد بن جَابر الإشبيلي وَهُوَ من شُيُوخ ابْن عبد البّر
3 - (الْحَافِظ أَبُو عَليّ البزّاز)
سعيد بن عُثْمَان بن السكن الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ ثُمَّ الْمصْرِيّ وُلد سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وتوفيّ سنة ثَلَاث وَخَمْسُونَ وَثَلَاث مائَة وَقع كِتَابه الْمُنْتَقى الصَّحِيح إِلَى أهل الأندلس وَهُوَ كَبِير ويُعَرف أَبُو عليّ بالبزّاز
3 - (ابْن عمرون الشَّاعِر)
سعيد بن عُثْمَان بن مَرْوَان الْقرشِي الأندلسي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن عمرون كَانَ من فحول شعراء الْمَنْصُور بن أبي عَامر صَاحب الأندلس توفيّ رَحمَه الله فِي حُدُود الْأَرْبَع مائَة وَمن)
شعره(15/151)
3 - (ابْن عُفير)
سعيد بن عُفير أَبُو عُثْمَان الْأنْصَارِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ سمع يحيى بن أيّوب ومالكاً وَاللَّيْث وَابْن لَهِيعَة وَسليمَان بن بِلَال وَيَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى مُسلم وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ قَالَ السَّعْدِيّ فِيهِ غيرُ لون من الْبدع وَكَانَ مختلطاً غير ثِقَة
وَقَالَ ابْن عديّ هَذَا الَّذِي قَالَه السعيد لَا معنى لَهُ وَلَمْ أسمع أحدا وَلَا بَلغنِي عَن أحد كَلَام فِي ابْن عُفير وَهُوَ عِنْد النَّاس ثِقَة وَكَانَ من أعلم النَّاس بالأنساب وَالْأَخْبَار الْمَاضِيَة وأيّام الْعَرَب والتواريخ وَكَانَ فِي ذَلِكَ كلّه شَيْئا عجيباً أديباً فصيحاً حسن الْبَيَان حَاضر الحجّة لَا تُملُّ مُجَالَسَته وَكَانَ شَاعِرًا توفيّ سنة ستّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (الْوَزير ابْن حَدِيدَة)
سعيد بن عليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حَدِيدَة أَبُو الْمَعَالِي الْوَزير أَصله من كرخ سرّ من رأى يُقَال إنّه من أَوْلَاد الْأَنْصَار كَانَ من ذَوي الْيَسَار الْوَاسِع والتقدّم والوجاهة نفذ مرَارًا رَسُولا من الدِّيوَان إِلَى بِلَاد الْجَبَل وَالْعراق وقلّده النَّاصِر الوزارة وَقَدْ تقدّم فِي سعد فليطلب هُنَاكَ
3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْحلَبِي)
سعيد بن عليّ بن لُؤْلُؤ أَبُو الْغَنَائِم الْحلَبِي كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر وَلَهُ معرفَة بالفلسفة وعُمّر طَويلا مولده سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعَة مائَة قرئَ عَلَيْهِ شعره سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة
وَمن شعره من الرمل
(نَفَتْ التِّسْعُونَ عنّي شِرَّتي ... وأعاضَتْنِيَ عَنْ خيرٍ بِشَرّ)
(أضْعَفَتْ آلاتِ جِسْمِي كُلّها ... عِنْدَ ذَوْقٍ وسَماعٍ ونَظَرْ)
(وَإِذا مَا رُمْتُ سَعْياً خانَنِي ... عَظْمُ ساقٍ ورِباطٌ وَوَتَرْ)
(تُرْعَشُ الأَقدامُ منّي وَأَنا ... من صُعُودي وحُدوري فِي خَطَرْ)
(وَإذا اسْتَنْجَدْتُ عَزْمي قَالَ لي ... عِنْدَما أدْعُوهُ كَلاَّ لَا وَزَرْ)
قَالَ ابْن ظافر أَخْبرنِي الشريف أَبُو البركات العبّاس بن محمّد العبّاسي الْحلَبِي قَالَ كنت لَيْلَة مَعَ جمَاعَة من أَصْحَابنَا بحلب عِنْد رجل من أَهلهَا يعرف باللطيف السرّاج ومعنا(15/152)
سعيد)
الحريري الشَّاعِر الْحلَبِي وَكَانَ سعيد هَذَا يعشق غُلَاما للأمير ابْن كلج يُسَمَّى البقش وَكَانَ قَدْ وعده تِلْكَ اللَّيْلَة أَن يصير إِلَيْهِ فراح من عندنَا فَلَمَّا كَانَ بعد سَاعَة وافت مِنْهُ إِلَى اللَّطِيف قِطْعَة يصف فِيهَا مَا جرى لَهُ مَعَه وَذكر أنّه صنعها بديهةً وَهِي من الْبَسِيط
(قُل لِلَّطيفِ كُفِينَا مَا نُحاذِرُهُ ... فِي مجده وأمِنّا مَا عَلَيْهِ خَشِي)
(وَعَاشَ كُلُّ وَدودٍ مِنْ صَنَائِعِهِ ... فيِ ظِلِّ دَانِيَةٍ مَمْدَودو العُرُشِ)
(عَليُّ يَا ذَا الْمَعَالِي نْمِتَ عَنْ قَمَرٍ ... نادَمْتُهُ خِلْسَةً فِي الغَيْهَبِ الغَطِشِ)
(فِي لَيْلَةٍ جَمَعَتْ شَمْلي بِهِ غَلَطاً ... فِي مجلِسٍ كُنتُ قَاضِي حُكْمِهِ الجَرَشي)
(فَلَوْ تَرَاني وكأس الراحِ فِي يديّ ال ... يُمنَى ويسرايّ فِي دَبْوقةِ البَقَشِ)
(لَكُنْتَ تَعْجَبُ مِنْ صَفْراءَ صَافيةٍ ... دِرياقها جَسَّرَ الْحَاوِي عَلَى الخَنَشِ)
(والراح قَدْ رَاحَهُ سُلطانُ سَوْرَتها ... فَمَدَّ خَوفاً إِلَيْهَا كَفَّ مُرتَعِشِ)
(وجَمّشَتْهُ حُمَيّاها وَمَال بِهِ ... يُكرٌ فَقَبَّلتُ خَدّاً بالعِذارِ وُشِي)
(فَاَيُّ مَكْرُمَةٍ للراحِ إِذْ جَعَلَتْ ... مَنْ كانَ مُفْتَرِسي باللحظ مُفْتَرِشي)
(لكِنْ بُلِيتُ بِعُضْوٍ نامَ عَن أرَقي ... وكُنتُ أَعْهَدُه كالأَرْقَمِ الرَقَشي)
(فظِلْتُ أعتِبُه طَوْراً وأعْذُلُهُ ... وَسَمْعُهُ قَدْ رَمَاهُ اللهُ بالطَرّشِ)
(وَاحتَوِي بالرُقى مَصْرُوعَةً وأبَى ... أنْ يَستَفِيقَ من الإغْماءِ مُنْذُ غُشي)
والجرَشي الَّذِي ذكره رجل من أهل حلب قلت كَذَا قَالَ ابْن ظافر وَأَنا أظنّ هَذَا الشَّاعِر هُوَ هَذَا سعيد بن عليّ بن لُؤْلُؤ وَالله أعلم
3 - (رشيد الدّين البَصروي)
سعيد بن عليّ بن سَعيد العلاّمة رشيد الدّين أَبُو محمّد البصروي الْحَنَفِيّ مدّرس الشبليّة كَانَ إِمَامًا مفتياً مدرّساً بَصيرًا بِالْمذهبِ جيّد العربيّة متين الدّيانَة شَدِيد الْوَرع عُرض عَلَيْهِ الْقَضَاء أَو ذُكر لَهُ فَامْتنعَ قَالَ شمس الدّين ابْن أبي الْفَتْح لَمْ يخلّف الرشيد سعيد بعده مثله فِي الْمَذْهَب وَكَانَ خَبِيرا بالنحو وَكتب عَنهُ أَبُو الخبّاز البرزالي وتوفيّ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل
(إستَجْرِ دَمْعَكَ مَا استطَعْتَ مَعينا ... فَعَسَاهُ يَمْحُو مَا عَييْتَ سنِينَا)
)
(أنَسِيتَ أيّامَ البِكالةَ والهَوَى ... أيّامَ كُنْتَ لَدَى الضَلالِ قَرِينَا)
وَمِنْه من الطَّوِيل(15/153)
(أَلا أيهُّا السَّاعِي عَلَى سنَنِ الهَوَى ... رُوَيدّكَ آمالُ النُفوسِ غُرورُ)
(أتَدْري إِذا حانَ الرَحيلُ وقُرِّبَتْ ... مطَايا المَنايا مِنْكَ أيْنَ تَسيرُ)
(أَطَعْتَ دَوَاعِي اللَهْوِ فيِ سَكْرَةِ الصِبّى ... أمَالك مِن شَيْبِ العِذار نَذيرُ)
(كأنِّي بأيّام الحَياةِ قَد انقَضَتْ ... وَإنْ طَالَ هَذَا العُمرُ فَهوَ قَصيرُ)
(وَفَاجَاكَ مرتاد الحِمامِ وَيَا لَها ... زِيارَةُ مَن لَا تَشتَهِيهِ يَزورُ)
(وأصبْحَتَ مَصْرُوعَ السَقام مُعَلَّلاً ... يَقولُونَ داءٌ قَد ألَمَّ يَسيرُ)
(وَهَيْهَات بَلْ خَطبٌ عَظِيمٌ وَبَعْدَهُ ... عَظائِمُ مِنها الراسِياتُ تُمورُ)
(وَلمّا تَيَفّنْتَ الرَحيلَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَدَيك عَلَىَ مَا قَدْ أتاكَ نَثيرُ)
وَمَا لَكَ مِنْ زادِ وأنْتَ مُسَافرٌ ولاَ مِنْ شفيعٍ والذُنوبُ كَثيرُ بَكَيْتَ وَما يُغْنِي البكاءُ عَن الَّذِي جرى وتَلا فِي المُتِلفاتِ عسيرُ
(فبادِرْ وأيّامُ الحياةِ مُقيمةٌ ... وحالُك مَوْفورٌ وأنْتَ قَديرُ)
3 - (ابْن أثُرْدي)
سعيد بن عليّ بن هبة الله بن عَليّ بن أثُردي أَبُو الْغَنَائِم الطَّبِيب وَسَيَأْتِي ذكر جمَاعَة من بَيته وَكَانَ من الأطبّاء الْمَشْهُورين بِبَغْدَاد وَكَانَ ساعور البيمارستان العضدي متقدّماً فِي أيّام أَمِير الْمُؤمنِينَ المقتفي لأمر الله
3 - (العكّي المغربي)
سعيد بن عمر قَالَ حُرْقُوصُ كَانَ شَاعِرًا مُفِلقاً محسناً وَلَهُ شعر كثير وقصائد شريفة وأشعار نادرة وَكَانَ مَشْهُورا معدوداً فِي أيّام مُؤمن وَأبي فرناس وَكَانَتْ تِلْكَ الأيّام لَا يجوز فِيهَا إلاّ الإبريز الْخَالِص وإلاّ الذَّهَب الْمَحْض وإلاّ الكُهول القُرَّح وَمن عضّ عَلَى ناجذه وولاّه عبد الله بن محمّد الْأَمِير بعض الكُوَر وَكَانَ من أظرف النَّاس وأملحهم فِي النَّوَادِر والمضحكات لاسيما عَلَى الشَّرَاب وَكَانَ يَوْمًا عِنْد أبي أيّوب ابْن وانسوس وَكَانَ يُخرج جواريه لمن يستخلص من إخوانه يغنّين من خلف الستارة وَكَانَتْ عَادَته إِذا غنّين أَو كُنَّ وَرَاء الستارة أَن لَا يتكلّم أحد من الجلساء فَحَضَرَ العكّي يَوْمًا عَلَى الْعَادة فِي ذَلِكَ فَتكلم والجواري خلف)
الستارة فَقَالَ مَا حملك عَلَى ذَلِكَ وَأَنت تعرف مذهبي فِي عدم الْكَلَام إِذا كَانَ الْجَوَارِي خلف الستارة فَقَالَ لَهُ أَخْطَأت وَلَمْ أتهمّد ذَلِكَ وَقَدْ يضرط الْإِنْسَان فِي الصَّلَاة بِغَيْر طنْز فاستضحك أَبُو أيّوب والحاضرون
وَمن شعره من الوافر
(طَرِبْتُ وَرُبمّا طَرِبَ الحَزينُ ... وَسَالَمَ قَلْبَهُ الحُزْنُ الدَفِينُ)(15/154)
(وَمَا لِلمَرْءِ بُدٌّ مِنْ سُلُوَّ ... عَنِ الأمرِ الَّذِي فِيهِ يّكونُ)
(ولَولاّ فِطْرَةُ السُلوان فِينَا ... لمّاتَ بغَمِّهِ الحَزِنُ الحَزينُ)
(وَفي الراحِ الشمولِ لِكُلِّ هَمِّ ... دواءُ تستفيد لَهُ الشُجُونُ)
(وَأرْوَحُ مَا بَلوتُ نَدِيمَ صِدْقٍ ... لَهُ أدَبٌ تقَرُّبِهِ العُيونُ)
(يُساقِطْني عَلى كأْسِي حَديثاً ... كأنّ سِقَاطَهُ الدُرُّ المَصونُ)
3 - (سعيد الدّين بن رشيد الدّين الفارقي)
سعيد بن عمر بن إِسْمَاعِيل سعد الدّين ابْن العلاّمة رشيد الدّين الفارقي الدِّمَشْقِي الأديب شابّ فَاضل ذكيّ شَاعِر اشْتغل مُدَّة عَلَى وَالِده وتوفيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره
3 - (أَمِير خُرسان)
سعيد بن عَمْرو بن الْأسود الْحَرَشِي شَامي قيل إنّه كَانَ يسْأَل عَلَى الْأَبْوَاب ثُمَّ صَار يسْقِي الماءَ ثُمَّ صَار فِي الْجند فولي إمرة خُرَاسَان من قِبَل عُمَر ابْن هُبيرة ثُمَّ عَزله وسجنه وَلما ولي خَالِد الْقَسرِي الْعرَاق أخرجه وأكرمه فلمّا رب ابْن هبرة من سجن خَالِد بعث خَالِدا سعيداً فِي أَثَره فَلم يُدْرِكهُ إلاّ بعد قُدومه عَلَى هِشَام وَقدم سعيد عَلَى هِشَام وولاّه غَزْو الخزر من بعد قتل الجرّاح بن عبد الله وعلت حَلُهُ
3 - (سعيد بن عَمْرو)
3 - (بن سعيد بن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ بن أميّة بن عبد شمس أَبُو عَنْبَسَة)
وَيُقَال أَبُو عُثْمَان الْأمَوِي روى عَن عَائِشَة وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَأَبِيهِ وَغَيرهم وروى عَنهُ بنوه إِسْحَاق وخَالِد وَعَمْرو وَابْن ابْنه عَمْرو ابْن يحيى بن سعيد وَشعْبَة وَغَيرهم أَصله من الْمَدِينَة وَشهد وقْعَة مرج راهط مَعَ أَبِيه وَكَانَ مَعَ أَبِيه إِذْ غلب عَلَى دمشق فلمّا قتل أَبوهُ)
سيّره عبد الْملك مَعَ أهل بَيته إِلَى الْمَدِينَة ثُمَّ سكن الْكُوفَة ووفد عَلَى الْوَلِيد بن يزِيد وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة
3 - (أَبُو فَاخِتَة)
سعيد بن علاقَة هُوَ أَبُو فَاخِتَة مولى أمّ هَانِئ بنت أبي طَالب(15/155)
روى عَن عليّ وَابْن مَسْعُود وأمّ هَانِئ وَعَائِشَة وَالْأسود بن يزِيد وتوفيّ فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة
3 - (الطَّبِيب)
سعيد بن غَالب أَبُو عُثْمَان كَانَ طَبِيبا عَارِفًا حسن المداواة مَشْهُورا فِي صناعَة الطبّ خدم المعتضد بِاللَّه وحظي عِنْده وَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَيْهِ والإنعام عَلَيْهِ وتوفيّ سنة سبع وَثَلَاث مائَة بِبَغْدَاد
3 - (المَقْبُري ابْن أبي سعيد)
سعيد بن كيسَان أَبُو سعيد بن أبي سعيد المقْبُري مولى بني لَيْث من أهل الْمَدِينَة روى عَن أَبِيه وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَمْرو وَأنس وَغَيرهم وَعنهُ مَالك بن أنس وَابْن أبي ذِئب وَاللَّيْث وَغَيرهم روى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صدروق وَقَالَ ابْن خرَاش ثقةٌ خليلٌ أثبتُ النَّاس فِيهِ اللَّيْث قَالَ ابْن سعد ثِقَة لكنّه اخْتَلَط قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا أظُنُّهُ روى شَيْئا فِي الِاخْتِلَاط وَلذَلِك احتجّ بِهِ مُطلقاً أَرْبَاب الصَّحِيح قيل توفيّ سنة خمس وَعشْرين وَقيل سنة سِتّ وَعشْرين وَقيل سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة فِي خلَافَة هِشَام
3 - (ابْن الدهّان النَّحْوِيّ نَاصح الدّين)
سعيد بن الْمُبَارك بن عليّ بن عبد الله بن سعيد بن محمّد بن نصر بن عَاصِم بن عبّاد بن عَاصِم وَقيل عِصَام يَنْتَهِي إِلَى ابْن أبي الْيُسْر كَعْب بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ أَبُو محمّد النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الدهّان كَانَ من أَعْيَان النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ وَمَعْرِفَة العربيّة وَلَهُ مصنّفات فِي النَّحْو مِنْهَا كتاب شرح الْإِيضَاح فِي أَرْبَعِينَ مجلدةً كتاب شرح اللمع سَمَّاهُ العزّة كتاب الدُّرُوس فِي النَّحْو كتاب الرياضة فِي النكت النَّحْوِيّ كتاب الْفُصُول فِي علم العربيّة كتاب الدُّرُوس فِي الْعرُوض والمختصر فِي علم القوافي كتاب الضَّاد والظاء تَفْسِير الْقُرْآن أَربع مجلّدات والأضداد الْعُقُود فِي الْمَقْصُور والممدود والنكت والإشارات عَلَى أَلْسِنَة الْحَيَوَانَات كتاب إِزَالَة الْمَرْء فِي الْغبن وَالرَّاء كتاب فِيهِ شرح بَيت وَاحِد من شعر ابْن)(15/156)
وَمن شعره من المجتثّ
(لَا تَحْسَبَن أنَّ بالكت ... بِ مِثْلَنا سَتَصِيرُ)
(فَلِلدَجَاجَةِ ريشٌ ... لَكَنّها مَا تَطرُ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(وأخٍ رَخُصْتُ عَلَيهِ حَتَّى مَلّني ... والشيْ مملولٌ إِذا مَا يَرْخُصُ)
(مَا فِي زَمانِكَ مَا يَعِزُّ وُجودُهُ ... إنْ رُمْتهُ إِلَّا صَديقٌ مُخِلصُ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(لَا تجْعَل الهزء دأبا فَهُوَ منقصة ... وَالْجد تَغْلُو بِهِ بَيْنَ الوَرَى القِيمُ)
(وَلَا يَغُرَّنْك مِنْ مَلْكٍ تَبَسُّسُهُ ... مَا تَصخَبُ السُحْبُ إلاَّ حِينَ تَبتَسِمُ)
وَمِنْه من الرمل
(قِيلَ لي جاءَكَ نَجْلُ ... وَلَدٌ شَهْمُ وَسيمُ)
(قُلْتُ عَزُّوه بِفَقْدي ... وَلَدُ الشيخِ يَتيمُ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(أهْوى الخمول لِكَيْ أظِلَّ مُرَفَّهاً ... مِمَّا يُعانِيهِ بَنو الأزْمانِ)
(إنَّ الرِياحَ إِذا عَصَفْنَ رأيتَها ... تُوليِ الأذِيَّةَ شامِخَ الأغصانِ)
قلت أَخذه من قَول أبي تَمام الطَّائِي من الْبَسِيط
(إنّ الرِياحَ إِذا مَا قصفَتْ أعْصَفَت ... عِيدانَ نَجْدٍ وَلَمْ يَعْبأْنَ بالرَثمِ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(بادِرْ إلىَ العَيْش والأَيّامُ راقِدَةٌ ... ولاَ تكُنْ لِصرُوفِ الدَهْرِ تَنْتَظِرُ)
(فالعُمُر كالكأس يبدُو فِي أوائلهِ ... صَفْوٌ وآخِرُهُ فِي قَعْرِهِ الكَدَرُ)
قلت هُوَ معنى متداول بَيْنَ الشُّعَرَاء وَمِنْه قَول ابْن النبيه)
من الْبَسِيط
(والعمرُ كالكأس تُسْتَحْلى أوائلُهُ ... لكنّهُ رُبمَا مُجَّتْ أواخرُهُ)
ولشهرة هَذَا الْمَعْنى قَالَ سبط التعاويذي من المتقارب
(فَمَنْ شَبّه العُمرَ كأساً يَقِرُّ ... قَذَاهُ ويَرْسُبُ فِي أسفلِهْ)(15/157)
(فإنّي رأيتُ القَذا طَافياً ... عَلَى صَفْحة الكأسِ مِنْ أوّلهْ)
وَمِنْه من الوافر
(أتَعْجَبُ أنَّني أُمْسِي فَقيراً ... ويَحْظَى بِالغنَى الغَمْرُ الحَقيرُ)
(كَذا الأطواقُ يُكْسَاها حمامٌ ... وَتعْرَى حِكمَةً مِنها الصُقورُ)
قَالَ الْحَافِظ السَّمْعَانِيّ سمعتُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي يَقُول سمعتُ سعيد بن الْمُبَارك بن الدهّان يَقُول رأْيتُ فِي النّوم شخصا أعرفهُ وَهُوَ يُنشد شخصا كَأَنَّهُ حبيب لَهُ من الرمل
(أيُّها الماطِلُ ديني ... أمَليٌّ وتماطِلْ)
عَلْلِ القَلْبَ فإنّي قَانِعٌ مِنْكَ بِبَطِلْ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فرأيتُ ابْن الدهّان وعرضتُ عَلَيْهِ الْحِكَايَة فَقَالَ مَا أعرفهُ ولعلّ ابْن الدهّان نسي فإنّ ابْن عَسَاكِر من أوثق الروَاة ثُمَّ استملى ابْن الدهّان منّي الْحِكَايَة وَقَالَ أَخْبرنِي السَّمْعَانِيّ عَن ابْن عَسَاكِر عنّي فروى عَن شَخْصَيْنِ عَن نَفسه وَلابْن الدهّان هَذَا ولدٌ اسمُهُ يحيى وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع وروى يَعْنِي عَن ابْن الدهّان صَاحب التَّرْجَمَة وَخرج من بَغْدَاد إِلَى دمشق واجتاز عَلَى الْموصل وَبهَا وزيرها الْجواد فارتبطه وصدّره وغَرقت كتبه بِبَغْدَاد فِي غيبته ثُمَّ إنّها حُمِلَتْ إِلَيْهِ فشرع فِي تبخيرها بالأذن ليقطع الرَّائِحَة الرَّديئَة إِلَى أَن بخّرها بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ رطلا من اللذّن فطلع ذَلِكَ إِلَى رَأسه وَعَيْنَيْهِ فأحدث لَهُ الْعَمى ولقبه نَاصح الدّين
وَقَالَ يَاقوت وَكَانَ مَعَ سَعَة علمه سقيم الخطّ كثير الْغَلَط وَهَذَا عَجِيب من أمره
3 - (شامة التركي)
سعيد بن محمّد بن عبد الله الْمَعْرُوف بشامة الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير من الشرفاء أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي عليّ الْحسن بن عبد الْوَدُود بن عبد المتكّبر بن الْمُهْتَدي وَغَيرهم وَكتب بخطّه وَكَانَ حسن الخطّ كثير)
الضَّبْط وتوفيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة
3 - (ابْن البغونش الطَّبِيب)
سعيد بن محمّد بن البَغُونَش بِفَتْح الْبَاء الموحّدة وضمّ الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح النُّون وَبعده شين مُعْجمَة الطليطلي الطَّبِيب أَخذ الطبّ عَن سُلَيْمَان بن جُلجُل وَلَهُ تصانيف توفيّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة
3 - (الْبُحَيْرِي)
سعيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن محمّد بن بحير أَبُو عُثْمَان البَحيري بِالْبَاء الموحّدة وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا(15/158)
رَاء عَلَى وزن الشَعِيري النَّيْسَابُورِي خرّج لَهُ فَوَائِد توفيّ سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة
3 - (ابْن الرزّاز مدرّس النظاميّة)
سعيد بن محمّد بن عمر بن مَنْصُور بن الرزّاز أَبُو مَنْصُور مدّرس النظامية قَرَأَ الْفِقْه عَلَى أبي بكر الشَّاشِي وإلكيا الهّراسي وأسعد المّيهَني وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَولي التدريس بالنظاميّة نِيَابَة مرّتين ثُمَّ استقلَ ثَالِثَة بالتدريس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن صُرِفَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَلَزِمَ بَيته إِلَى أَن توفيّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَسمع من رزق الله بن عبد الوهّاب التَّمِيمِي وَأبي الخطّاب ابْن البطر وَأحمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ خطّ وافر من زهادة وورع وَقيام ليل
3 - (سعيد بن محمّد بن سعيد)
الحزمي الْكُوفِي أَبُو عبد الله روى عَن شريك وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن أبجر وحاتم بن إِسْمَاعِيل وَعَمْرو بن أبي الْمِقْدَام وَعَمْرو بن عطيّة الْعَوْفِيّ وأبى يُوسُف القَاضِي وَيَعْقُوب بن أبي المتئد خَال سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة وَرُوِيَ عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة عَن رجل عَنهُ ومحمّد بن يحيى وَأَبُو زرْعَة وَابْن أبي الدُّنْيَا وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ أَحْمد صَدُوق كَانَ يطْلب معنى الحَدِيث قَالَ غَيره كَانَ شِيعِيًّا قيل كَانَ إِذا جَاءَ ذكر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سكت وَإِذا جَاءَ ذكر عليّ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم
3 - (السعيد المؤدّب)
سعيد بن محمّد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد المؤدّب كَانَ يُقَال لَهُ السعيدُ بِالْألف واللّم وَكَانَ عَارِفًا)
باللغة وَالْأَدب وَهُوَ أشعريٌّ تُوُفيّ سنة اثْنَتَيْ وَخمْس مائَة
3 - (ابْن الحدّاد القيرواني)
سعيد بن محمّد أَبُو عُثْمَان الْمَعْرُوف بِابْن الحدّاد القيرواني كَانَ عَالما باللغة والعربيّة وَكَانَ الجدل يغلب عَلَيْهِ مَاتَ شَهِيدا سنة أَربع مائَة فِي بعض الوقائع وَكَانَ لَهُ فِي أولّ دُخُول الشِّيعَة إِلَى القيروان مقامات محمودة ناضل فِيهَا عَن الدّين وذبّ عَن السنّة حتّى شبّهه النَّاس بِأَحْمَد بن حَنْبَل أيّام المحنة وَكَانَ يناظرهم وَيَقُول قَدْ أربَيْتُ عَلَى التسعين وَمَا لأي إِلَى الْعَيْش حَاجَة وَذَلِكَ أنّهم لمّ ملكوا أظهرُوا تَبْدِيل الشَّرِيعَة(15/159)
وَالسّنَن وبدروا إِلَى رَجُلين من أَصْحَاب سَحْنون وقتلوهما وعرّوا أجسادهما ونُودي عَلَيْهِمَا هَذَا جَزَاء من يذهب مَذْهَب مَالك وَلَهُ من الْكتب كتاب توضيح الْمُشكل فِي الْقُرْآن كتاب المقالات ردّ فِيهِ عَلَى الْمذَاهب جَمِيعهَا كتاب الِاسْتِيعَاب كتاب الأماي كتاب عصمَة الْأَنْبِيَاء كتاب الاسْتوَاء فِي الِاحْتِجَاج عَلَى الْمَلَاحِدَة كتاب الْعبارَة الْكُبْرَى كتاب الْعبارَة الصُّغْرَى
3 - (ابْن مرْجَانَة)
سعيد بن مرْجَانَة مولى بني عَامر بن لؤيّ ومرجانة أمّة من عُلَمَاء الْمَدِينَة حدّث عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عيّاس وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ووُلد فِي خلَافَة عمر وتوفيّ سنة سبع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (المغنّي)
سعيد بن مِسْجَح أَبُو عُثْمان وَقيل أَبُو عِيسَى الْقرشِي الْأسود المكّي مولى بني جُمَح وَيُقَال مولى بني نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد المطّلب وَيُقَال مولى بني مَخْزُوم المغنّي أستاذ عبيد بن سُريج فِي الْغناء سمع ابْن الزبير ووفد عَلَى عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ قَدْ رُفع إِلَيْهِ أنّه أفسد فتيَان قُرَيْش وأنفقوا عَلَيْهِ أَمْوَالهم فلمّا سمع عبد الْملك عناءه قَالَ قَدْ وضح عذر فتيَان قُرَيْش قَالَ إِبْرَاهِيم الرَّقِيق فِي كتاب الأغاني يُقَال إنّه أوّلُ مَنْ غنّى بمكّة وَذَلِكَ أنّه مرّ بالفُرس أيّام ابْن الزبير وهم يبنون الْمَسْجِد الْحَرَام فسمعهم يغنّون بالفارسيّة غناء صَحِيح التقطيع فقلبه بالعربيّة وَألقى الألحان عَلَيْهِ وَانْفَتح لَهُ بَاب مِنْهُ فَسبق النَّاس إِلَيْهِ فَأخذ عَنهُ ابْن سُريج مِنْهُ حَتَّى ساواه وفاقه وبّرز عَلَيْهِ وَأخذ الْغَرِيض عَن ابْن سُرَيج فَهَؤُلَاءِ ومعبد وَمُسلم بن مُحرز فحول مكّة والمقدّمون فِي الْغناء بهَا وَكَانَ سعيد قَلِيل الأغاني فَمن أصواته من الْكَامِل)
(يَا هِندُ رُدْي الوَصْلَ أنْ يَتَثرَمَّا ... وَصِلي امرءَاً كَلِفاً بِحُبْكِ مُغرَمَا)
(لَو تَبْذُلينَ لَنَا دَلالَكِ مَرَةً ... لَمْ نَبْعِ مَنْكِ سِوَى دَلاَلِكِ مَحْرَما)
(مَنَعَ الزِيارَةَ أنَّ أهلَكِ كلَّهْم ... أبْدَوا لِزَورِكِ غِلْظَةً وتَجَهُّما)
(مَا ضَرَّ أهلَكِ لَوْ تَطَوَّفَ عاشِقٌ ... بِفناءِ بَيْتكِ أوْ ألَمَّ فسَلَّما)
3 - (وَالِد سُفْيَان الثَّوْريّ)
سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْريّ الْكُوفِي وَالِد الإِمَام سُفْيَان(15/160)
أدْرك زمن الصَّحَابَة وثّقه أَبُو حَاتِم
توفيّ سنة ستّ وَعشْرين وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ وَالِد مبارك وَعمر أَيْضا
روى عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة وخيثمة بن عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَأبي الضُّحَى وَالشعْبِيّ وَطَائِفَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْأَخْفَش المحوي)
سعيد بن مسْعدَة أَبُو الْحسن الْمُجَاشِعِي بِالْوَلَاءِ النَّحْوِيّ البلخين الْمَعْرُوف بالأخفش الْأَوْسَط
أحد نحاة الْبَصْرَة والأخفش الْأَصْغَر اسْمه عليّ ابْن سُلَيْمَان والأخفش الْأَكْبَر اسْمه عبد الحميد يَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله فِي موضعيهما وَكَانَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الْأَوْسَط أجعَل لَا تنطبق شفتاه عَلَى أسنه قَرَأَ النَّحْو عَلَى سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ أسنّ مِنْهُ وَلَمْ يَأْخُذ عَن الْخَلِيل وَكَانَ معتزليّاً من غلْمَان أبي شمر قَالَ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي كَانَ الأخفشُ رجلَ سوءٍ قدريّاً كِتَابه فِي الْمعَانِي صُوَياحٌ إلاّ أنّ فِيهِ أَشْيَاء فِي الْقدر وحدّث عَن هِشَام بن عُرْوَة الْكَلْبِيّ وَغَيره وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم سهل بن محمّد السجسْتانِي وَذكر أَبُو بكر الزبيدِيّ النَّحْوِيّ أنّ الْأَخْفَش كَانَ معلِّمَ ولد الْكسَائي وَذَلِكَ أنّه لمّا جرى بَيْنَ الْكسَائي وسيبويه مَا جرى من المناظرة وَدخل سِيبَوَيْهٍ الأهواز قَالَ الْأَخْفَش فلمّا دخل شاطئ الْبَصْرَة وجّه إليّ فَجِئْته فعرّفني خَبره مَعَ البغداديّين وودّعني وَمضى إِلَى الأهواز فتزوّدتُ وَجَلَست فِي سُميريّة حَتَّى وردتُ بَغْدَاد فَرَأَيْت مَسْجِد الْكسَائي فصلّيتُ خَلفه الْغَدَاة فلمّا انْفَتَلَ من صلَاته وَقعد فِي محرابه وَبَين يَدَيْهِ الفرّاءُ والأحمر وَابْن سَعْدَان سلّمتُ عَلَيْهِ وَسَأَلته عَن مائَة مَسْأَلَة فَأجَاب بجوابات خطّأتُهُ فِي جَمِيعهَا فَأَرَادَ أصحابُهُ الْوُثُوب عليَّ فَمَنعهُمْ عنّي وَلَمْ يقطعْني مَا رأيتُهم عَلَيْهِ عَمَّا كنتُ فِيهِ
فلمّا فرغْتُ من الْمسَائِل قَالَ لي الْكسَائي بِاللَّه أَنْت أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة قَالَ قلتُ نعم فَقَامَ إليّ وعانقني وأجلسني إِلَى جَانِبه ثُمَّ قَالَ لي أَوْلَاد أحبّ أَن يتأدّبوا بك ويخرجوا)(15/161)
(أردتُ الركوبّ إِلَى حاجةٍ ... فمُرْ ليِ بِفاعِلةٍ مِنْ دَبَبَت)
فَكيف إِلَيْهِ
(بُرَيذيننا يَا أخي غامِرٌ فَكُنْ ... مُحسِناً فاعِلاً مِن عَذَرت)
وَتُوفِّي سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَقيل خمس عشرَة وَقيل إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
وَمن تصانيفه كتاب الأوساط فِي النَّحْو كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب المقاييس فِي النَّحْو كتاب الِاشْتِقَاق كتاب الْأَرْبَعَة كتاب الْعرُوض كتاب الْمسَائِل الْكَبِير كتاب الْمسَائِل الصَّغِير كتاب القوافي كتاب الْمُلُوك كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب وقف التَّمام كتاب الأصوت كتاب صِفَات الْغنم وألوانها وعلاجها وَأَسْنَانهَا
سَأَلَ المؤرّخ الأخفشَ هَذَا عَن قَوْله تَعَالَى واللَيل إِذا يسرِ مَا العلّة فِي سُقُوط الْيَاء مِنْهُ وإنمّا تسْقط عِنْد الجَزم فَقَالَ لَا أُجيبك مَا لم تَبِتْ عَلَى بَاب دَاري قَالَ فبتُّ عَلَى بَاب دَاره ثُمَّ سألتُه فَقَالَ اعْلَم أنّ هَذَا مَصْرُوف عَن وجهته وكلّما كَانَ مصروفاً عَن جِهَته فإنّ الْعَرَب تبخس حَظّه من الْإِعْرَاب نَحْو قَوْله تَعَالَى مَا كَانَتْ أمُك بَغِيّاً أسقط الْهَاء لأنهّا مصروفة من فاعلة إِلَى فعيل قلتُ كَيْفَ صرفه قَالَ اللَّيْل لَا يَسرِي وإنمّا يُسرَى فِيهِ
3 - (الْهُذلِيّ المغنّي)
سعيد بن مَسْعُود الْهُذلِيّ كَانَا أَخَوان سعيد هَذَا وَأَخُوهُ عبد آل وأمّ سعيد هَذَا اسْمهَا فيعل وَكَانَ كثيرا فيعل وَكَانَ كثيرا مَا يُنسَب إِلَيْهَا وكنية سَعيد أَبُو مَسْعُود وَكَانَ ينقش الْحِجَارَة وَيعْمل البُرَم بِأبي قُبي وَكَانَ فتيَان قُرَيْش يأتونه فيطلبون مِنْهُ الْغناء فيُلزِمهم بإنزال الْحِجَارَة إِلَى الأبطح فَكَانُوا يتولّون إنزالها لَهُ قيل إنّ ابْن سُرَيج لمّا حَضرته الْوَفَاة نظر إِلَى ابْنَته وَبكى فَقَالَت وَمَا يبكيك قَالَ أخشَى عَلَيْكَ الضَّيْعَة بعدِي قَالَت لَا تخف فَمَا من شَيْء غنّيتَه إلاّ وَقَدْ أخذتُه عَنْك فَقَالَ غنّيني فغنّته فَقَالَ طابت نَفسِي ودعا الهذليَّ فزوّجه بِهَا)
فَأخذ الْهُذلِيّ غناء أَبِيهَا كلّه عَنْهَا وَانْتَحَلَ أَكْثَره وَكَانَ عامّة غناء الْهُذلِيّ لِابْنِ سُرَيج وَقيل إنّه لمّا توفيّ ابْن سُرَيج وتزوّج الْهُذلِيّ بِهَا أَتَت مِنْهُ بِولد فلمّا يفع جَازَ يَوْمًا بأشعب وَهُوَ جَالس فِي فتية من قُرَيْش فَوَثَبَ فَحَمله عَلَى كَتفيهِ وَجعل يُرقّصُهُ وَيَقُول هَذَا ابْن دفّتي الْمُصحف هَذَا ابْن مَزَامِير دَاوُد فَقيل لَهُ وَيلك من هَذَا فَقَالَ هَذَا ابْن الْهُذلِيّ من بنت ابْن سُرَيج وُلد عَلَى عودٍ واستهلّ بغناء وحنك بمِلوىً وقُطعت سرته بزِير وخُتن بمضراب وَقيل كنية سعيد الْمَذْكُور أَبُو عبد الرَّحْمَن(15/162)
3 - (ابْن المسيّب)
سعيد بن المسيّب بن حزن الْقرشِي المَخْزُومِي الْمدنِي عَالم أهل الْمَدِينَة بِلَا مدافعة وُلد فِي خلَافَة عمر لأَرْبَع مضين مِنْهَا وتوفيّ سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل وُلد لِسنتَيْنِ من خلَافَة عمر رأى عمر وَسمع عُثْمَان وعليّاً وَزيد بن ثَابت وَسعد بن أبي وقّاص وَعَائِشَة وَأَبا مُوسَى وَأَبا هُرَيْرَة وَجبير بن مطعم وَعبد الله بن زيد الْمَازِني وأمّ سَلمَة وَطَائِفَة من الصَّحَابَة قَالَ قَتَادَة مَا رأيتُ أحدا أعْلم من سعيد بن المسيّب وَكَذَا قَالَ مَكْحُول والزُهري وَقَالَ مَا فاتَتْني التكبيرةُ الأولى مُنْذُ خمسين سنة وحجبتُ أَرْبَعِينَ حجّة وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره مرسلات سعيد بن المسيّب صِحَاح وَمن مرويّاته أنّ الْمُطلقَة ثَلَاثًا تحلُّ للأوّل بمجرّد عقد الثَّانِي من غير وَطْء وَهُوَ أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة بِالْمَدِينَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلّهم
3 - (سيف الدّين الباخّرزي)
سعيد بن المطهّر الإِمَام الْقدْوَة المحدّث سيف الدّين أَبُو الْمَعَالِي الباخرزي شيخ زاهد عَارِف كَبِير الْقدر إِمَام فِي السنّة والتصوّف عُني بِالْحَدِيثِ وسَمعه وَكتب الْأَجْزَاء ورحل وَصَحب الشَّيْخ نجم الدّين الكُبرَى وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وخرّج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين رَوَاهَا لَنَا عَنهُ مَولاه نَافِع الْهِنْدِيّ وَعَلَى يَده أسلم السُّلْطَان بركه وتوفيّ سنة تسع وَخمسين وستّ مائَة
3 - (أَبُو عُثْمَان الْخُرَاسَانِي)
سعيد بن مَنْصُور بن شُعْبَة الْحَافِظ الحجّة أَبُو عُثْمَان الخرساني وَيُقَال لَهُ الطَّالقَانِي نَشأ ببلخ ورحل وطوّف وَصَارَ من الحفّاظ الْمَشْهُورين وَالْعُلَمَاء المتقنين وجارو بمكّة وَسمع مَالِكًا وَاللَّيْث وخلقاً وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى أَبُو دَاوُد أَيْضا وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَة أَحْمد بن)
حَنْبَل وَخلق كثير قَالَ ابْن يُونُس مَاتَ بمكّة فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ(15/163)
3 - (ابْن أبي عَوبة)
سعيد بن مهْرَان أبي عرُوبَة عَالم الْبَصْرَة الْحَافِظ وُلد فِي حَيَاة أنس قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَمْ يكن لسَعِيد كتابٌ إنمّا يحفظ ذَلِكَ كلّه وَكَانَ قدريّاً قَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة مَأْمُون وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة قبل أَن يخْتَلط وَيحيى القطّان وثّقة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة سبع وَخمسين وَمِائَة
3 - (ملك الْيمن)
سعيد بن نجاح ملك الْيمن الْأَحول الَّذِي قتل عليّ الصُّلَيحي يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة عليّ بن محمّد بن عليّ الصليحي فِي حُرُوف الْعين فِي مَكَانَهُ فليؤخذ من هُنَاكَ
3 - (أَبُو عُثْمَان الخالدي)
سعيد بن هَاشم بن وَعلة بن عرّام بن يزِيد بن عبد الله يَنْتَهِي إِلَى عبد الْقَيْس الخالدي أَبُو عُثْمَان وَهُوَ أحد الخالديّين وَقَدْ تقدّم ذكر أَخِيه أبي بكر فِي المحمّدين قَالَ مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق النديم قَالَ لي أَبُو بكر وَقَدْ تعجّبتُ من كَثْرَة حفظه ومذكراته أَنا أحفظُ ألف سمر كلّ سمر مائَة ورقة وَكَانَا مَعَ ذَلِكَ إِذا استحسنا شَيْئا غصباه صاحبَه حَيا كَانَ أَو مَيتا لَا عَجزا مِنْهُمَا عَن قَول الشّعْر وَلَكِن كَذَا كَانَ طبعهما وَقَدْ عمل أَبُو عُثْمَان شعره وَشعر أَخِيه قبل مَوته
وَلَهُمَا تصانيف مِنْهَا حماسة شعر الْمُحدثين كتاب أَخْبَار الْموصل كتاب أَخْبَار أبي تمّام ومحاسن شعره اخْتِيَار شعر ابْن الرُّومِي اخْتِيَار شعر البحتري اخْتِيَار شعر مُسلم بن الْوَلِيد وأخباره الْأَشْبَاه والنظائر وَهُوَ جيّد والهدايا والتحف الديارات
وَمن شعره من الطَّوِيل
(وَمِنْ مَكِدِ الدُنيا إذَا مَا تعَذَّرتْ ... أُمُورٌ وَإنْ عُدَّتْ صِغاراً عَظَائِمُ)
(إِذا رُمْتُ بالنقاشِ نَتْفَ أشاهبي ... أُتِيحَتْ لَهُ بَيْنهنَّ الأداهِمُ)
(فَأنْتِفُ مَا أهْوى بِغَيْر إرادتي ... وأتْرُكُ مَا أقؤلىَ وأنْفي راغِمُ)
وَمِنْه من الوافر(15/164)
(دُمُوعِي فِيكَ أنوَءٌ غِزارٌ ... وَجَنْبِي مَا يَقرُّ لَهُ قرارُ)
(وَكُلُّ فَتىً علاهُ ثوبُ سُقمٍ ... فَذَاكَ الثَوْبُ مِنِّي مُستَعارُ)
)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يَا هَذِهِ إنْ رُحْتُ فِي ... سَمَلٍ فَما فِي ذَاكَ عارُ)
(هذي المُامُ هِي الحيا ... ة قمِيصُها خَزَفٌ وقارُ)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(هَتَفَ الصُبْحُ بالدُّجَى فَاسْقِنِيها ... قَهوَةً تَتْرُكُ الحَلِيمَ سَفيهاً)
(لَسْتُ أدْرِي من رِقَّةٍ وَصَفاءٍ ... هِيَ فِي كأسِها أمِ الكَأسُ فِيهَا)
وَمِنْهُ من الطَّوِيل
(بِنَفْسي حَبيبٌ بَانَ صَبْرِي لِبَيْنِهِ ... وَأَوْدَعَنِي الأشْجانَ سَاعَةَ وَدَّعَا)
(وَأَنْحَلَني بِالهجْرِ حَتَّى لَوَ أنَّني ... قَذىً بَيْنَ جَفْنَي أرْمَدٍ مَا تَوَجَّعَا)
وَمِنْه قَوْله يصف غُلَامه من المنسرح
(مَا هوَ عَبْدٌ لكِنَّه وَلَدُ ... خَوَّلَنِيهِ المُهَيْمِنُ الصَمَدُ)
(وَشَدَّ أزري بحُسْنِ خِدْمَتِهِ ... فَهْوَ يَدِي والذِراعُ والأعَضُدُ)
(صَغِيرُ سِنٍّ كَبيرُ مَنْفَعَةٍ ... تَمازَج الضّعْفُ فِيهِ والجَلَدُ)
(فِي سِنِّ بَدْرِ الدُّجَى وَصُورَته ... فَمِثْلُهُ يُصْطَفَى ويُعتَقَدُ)
(مُعشَّق الطَرْفِ كُحلُه كَحِلٌ ... مُغَزَّلُ الجِيد حَلْيُهُ الجَيَدُ)
(ووَرْدُ خدَّيه والشَقائِقُ وَال ... تُّفَاحُ والجُلَّنارُ مُنتَضِدُ)
(رِياضُ حُسْنٍ زَواهِرٌ لأبَداً ... فِيهِنَّ مَاءُ النَعيمِ مُطّرِدُ)
(وَغصْنُ بانٍ إِذا بَدَا وَإِذا ... شَدْا فقمْرِيُّ بانَةٍ غَرِدُ)
(مُبارَكُ الوَجْهِ مُذْ حَظِيتُ بِهِ ... بالي رَخِيٌّ وعِيشَتي رَغَدُ)
(أُنسي وَلهْوي وُكلُّ مأرُبَتي ... مُجْتَمِعٌ فِيهِ لي ومُنفَرِدُ)
(مُسَامِري إنْ دَجا الظّلامُ فلي ... مِنْهُ حَديثُ كأنّه الشَهْدُ)
(ظَريفُ مَزْحٍ مَليحُ نادِرِةٍ ... جَوْهَرُ حُسْنٍ شرَارةٌ تَقِدُ)
(حازِنُ مَا فِي يَدي وحافِظُهُ ... فَلَيْسَ شيءٌ لديَّ يُفتَقَدُ)
(ومُنْفِقٌ مُشفِقٌ إِذا أَنا أس ... رَفْتُ وبَذَّرْتُ فَهوَ مُقتَصِدُ)(15/165)
(يَصُونُ كُنْبي فَكُلُّها حَسَنٌ ... يَطْوِي ثِيابِي فَكُلُّها جُدُدُ)
)
(وأبْصَرُ الناسِ بالطَبيخ فَكَال ... مِسكِ القَلايا والعَنْبَرُ الثردُ)
(وَهوَ يُدير المُدامَ إِن جُلِيَت ... عَروس دَنٍّ نِقَابُها الزبَدُ)
(يَمْنَحُ كَأسِي يَداً أُنامِلها ... تَنْحلُّ مِنْ ليْنِها وتَنْعَقِدُ)
(ثَقَّفَهُ كَيْسُهُ فَلاَ عِوّجٌ ... فِي بَعْضِ أخْلاقِه وَلا أوَدُ)
(وصَبْرَ فيّ القَريضِ وَزَانُ دِي ... نّارِ المَعاني الجِيادِ مُنْتَقِدُ)
(وَيَعْرِفُ الشِعْرَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي ... وَهْوَ عَلى أنْ يَزيدَ مُجْتَهِدُ)
(وكاتِبٌ تُوجَدُ البلاغَةُ فِي ... ألفاظِهِ والصَوابُ والرّشَدُ)
وَواجِدٌ بِي مِنَ الْمحبَّة والرأفة أضْعَافَ مَا بِهِ أجِدُ
(إِذا تَبَسَّمْتُ فَهُوَ مُبْتَهجٌ ... وَإنْ تَنَمَّرْتُ فَهْوَ مُرْتَعِدُ)
(ذَا بَعْضُ أوْصَافِه وَقَدْ بَقيَتْ ... لَهُ صِفاتٌ لَمْ يَحْوِها أحَدُ)
أَنْشدني إجَازَة لِنَفْسِهِ العلاّمةُ شِهاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود الْكَاتِب عكساً فِي هَذَا الْمَعْنى من المنسرح
(مَا هُوَ عَبْدٌ كلاَّ وَلاَ وَلَدُ ... إلاّ عَناءٌ تَضْنَى بِهِ الكَبِدُ)
(وَفَرْطُ سُقْمٍ أعْيا الأُساةَ فَلَقَدْ ... جِلْدٌ عَليه يَبقَى وَلَا جَلَدُ)
(أقْبَحُ مَا فِيه كُلُّهُ فَلَقَدْ ... تَسَاوَتِ الرُوحُ مِنْهُ وَالجَسَدْ)
(أشبَهُ شَيءٍ بِالقِرْدِ فَهْوَ لَهُ ... إِن كانَ لِلقِردِ فِي الوَرَى وَلَدُ)
(ذُو مُقْلَةِ حَشْوُ جَفْنِها غَمضٌ ... نَسيل دَمْعاَ وَمَا بِها رَمَدُ)
(ووَجْنةٌ مِثْل صِبغَةِ الورس ول ... كِنْ ذَاكَ صافٍ ولونُها كمدُ)
(كأنَّما الخدُّ فِي نَظافَتِهِ ... قَد أُكِلَتْ فَوْقَ صَحْنِهِ غُدَدُ)
(يَقْطُرُ سُمّاً قَضحْكُهُ أبَداً ... شَرُّ بَكاءٍ وبِشْرُهُ حَرَدُ)
(يَجْمَعُ كَفَّيهِ مِنْ مَهانَتِهِ ... كَأنَّهُ فِي الهَجيرِ مُرتَعِدُ)
(يُطْرِقُ لَا مِنْ حَياً وَلَا خَجَلٍ ... كَأنَّهُ للتُرابِ مُنْتَقِدُ)
(ألْكَنُ إِلَّا فِي الشَّتْمِ يَنْبَحُ كال ... كَلْبِ وَلَوْ أنَّ خَصْمَهُ الأسَدُ)
(يَشْتمُني النّاس حِينَ يَشتمُهُمْ ... إذْ لَيسَ يَرضَى بِشَتْمِهِ أحدُ)
(كَسْلانُ إلاّ فِي الأكلِ فَهوَ إِذا ... مَا حَضَرَ الأكلُ جَمْرَةٌ تَقِدُ)(15/166)
)
(كَالنارِ يَوْمَ الرِياحِ فِي الحَطَب ال ... يابِسِ تَأْتِي عَلى الَّذِي تجدُ)
(يَرفُلُ فِي حُلّة مُنَبَّتَةٍ ... مِنْ قمله رَقْمُ طُرْزِها طَرَدُ)
(أجمَلُ أَوْصافِه النَميمَةُ وَال ... كذبُ ونَقْلُ الحَدِيث والحَسَدُ)
(كُلُّ عُيُوبِ الوَرَى بِهِ اجْتَمَعَتْ ... وهْوَ بأضْعَافِ ذَاكَ مُنْفَرِدُ)
(إنْ قُلْنُ لَمْ يَدْرِ مَا أَقٌولُ وَإِن ... قَالَ كِلانا فِي الفَهْمِ مُتَّحِدُ)
(كَأَنَّ مَاليِ إِذا تَسَلَّمَه ... مِنّي ماءٌ وَكَفّهُ سَرَدُ)
(حَمَّلتُه لي دُوَيّةً حَسُنَتْ ... كُنْتُ عَلَيْها فِي الظَرْفِ أعْتَمِدُ)
(كَمِثْلِ زَهْرِ الرياضِ مَا وَجَدتْ ... عَيْني لهَا شِبْهَها وَلاَ تَجِدُ)
(فَمَرّ يَوْمًا بِها عَلىَ رَجُلٍ ... لَدَيْهِ عِلْمُ اللُصُوصِ يَنْتَقِدُ)
أوْدَعَها عنْدَه فَفَرَّ بهِا وَما حَواه مِن بَعْدِها البَلَدُ
(فَجاءَ يَبْكِي فَظلْتُ أضْحَكُ مِنْ ... فِعْلي وَقَلاْبِي بالغَيْظِ مُتَّقِدُ)
(وَقال ليِ لاَ تَخَفْ فَحِليّتُهُ ... مَشْهُورَةً الشَكْلِ حِين يُفتَقَدُ)
(عَلَيْه ثوبٌ وَعِمَّةٌ وَلَهُ ... ذَقْنٌ وَوَجْهٌ وَسَاعِدٌ وَيَدُ)
(وقَائِلٍ بِعْهُ قُلتُ خُذْهُ وَلاَ ... وَزْنُ تُجازِي بِهِ وَلَا عَدَدُ)
(فَفِي الَّذِي قَدْ أضاعَه عِوَضٌ ... وهْوَ عَلىَ أنْ يَزِبدَ مُجْتَهِدُ)
3 - (أَبُو الْحسن الطّيب)
سعيد بن هبة الله بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن كَانَ طَبِيبا فَاضلا فِي العُلوم الحكيمة مَشْهُورا بهَا وخدم الْمُقْتَدِي بالطبّ وولدَه المستظهر بِاللَّه وآلف كتبا كَثِيرَة طبّةً ومنطقيةً وفلسفيّةً ووُلِدَ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَخلف من التلاميذ جمَاعَة وَكَانَ يعالج المرضى فَأتى قاعة الممرورين بالبيمارستان فَأَتَتْهُ امْرَأَة تستفتيه فِيمَا تعالج بِهِ وَلَدهَا فَقَالَ يَنْبَغِي أَن تلازميه بالأشياء المبرّدة المرطّبة فهزأ بِهِ بعضُ مَنْ كَانَ فِي القاعة من الممرورين وَقَالَ هَذِهِ صفة تصلح أَن تَقُولهَا لأحد تلاميذك ممّن اشْتغل بالطّب من قوانينه وأمّا هَذِهِ الْمَرْأَة فأيّ شَيْء تَدْرِي مَا هُوَ من الْأَشْيَاء المبرّدة المرطّبة وسبيل هَذِهِ أَن تذكر لَهَا شَيْئا معينا وَلَا ألومُكَ فِي هَذَا فقد فعلتَ مَا هُوَ أعجبُ مِنْهُ فَقَالَ مَا هُوَ قَالَ صنَفتَ كتابا مُخْتَصرا وسمّيتَه الْمُغنِي فِي الطبّ ثُمَّ إنّك صنّفت كتابا آخر بسيطاً وَهُوَ عَلَى قدر أضَاف)
كَثِيرَة من الأوّل وسمّيته الْإِقْنَاع وَكَانَ الْوَاجِب أَن يكون الْأَمر عَلَى الْعَكْس فَاعْترفت بذلك لمن حَضَره وصنّف الْمُغنِي فِي الطبّ للمقتدر(15/167)
وَلَهُ مقالات فِي صفة تراكيب الْأَدْوِيَة والمُحال عَلَيْهَا فِي الْمُغنِي كتاب الْإِقْنَاع كتاب التَّلْخِيص النظامي كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب فِي اليرقان مقَالَة فِي ذكر الْحُدُود والفروق جوابات عَن مسَائِل طبَيّة سُئِلَ عَنْهَا مقَالَة فِي تَحْدِيد مبادئ الْأَقَاوِيل الملفوظ بِهَا وتعديدها
3 - (الْكَاتِب)
سعيد بن هُريم الْكَاتِب كَانَ يتولىّ بَيت الْحِكْمَة بَيت الْحمة لِلْمَأْمُونِ مَعَ سهل بن هَارُون وَكَانَ بليغاً فصيحاً مترسّلاً يَحْكِي عَنهُ الجاحظ وَلَهُ من الْكتب كتاب الْحِكْمَة ومنافعها وَلَهُ مَجْمُوعَة
وَذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست
3 - (اللَّيْثِيّ الْمصْرِيّ)
سعيد بن أبي هِلَال اللَّيْثِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ أحد أوعية الْعلم روى عَن عمَارَة بن غَزِفة وَأبي بكر بن حزم قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ توفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (المرواني)
سعيد بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان كَانَ منهمكاً فِي لذّات الدُّنْيَا مغْرىً بِحٌبِّ النِّسَاء وَفِيه يَقُول الْقَائِل يُخاطِبُ أَبَاهُ هشاماً من الْبَسِيط
(أبْلِعْ هِشاماً أَمِير المؤمِنينَ فَقَدْ ... أَعطيتنَا بأميرٍ غير عنّينِ)
(طوراً يُشارِكُ هَذَا فِي حَليلَتِهِ ... وَتَارةً لَا يُراعِي حُرْمَةَ الدينِ)
فحسبه أَبوهُ قَالَ أَبُو محمّد السّلمِيّ وَكَانَ السّلمِيّ فِي حبس هِشَام إنّ سعيداً كَانَ فِي بَيت عَلَى حِدة وكنتُ أسمع صَوت الْعود فَخرجت يَوْمًا فَإِذا هُوَ قَدْ أَخذ جَفْنَة فصُبها وعلّق فِيهَا أوتاراً فَقلت وَيحك عَلَى هَذِهِ الْحَال تفعل هَذَا فَقَالَ لَا أبالك لَوْلَا هَذَا مُتْناغمّاً وَهُوَ الْقَائِل وَمن الرجز
(أرْسَلْتُ كَلْبي طالِباً مَا يأكُلُهْ ... مَن ذَا الَّذِي يرُدّه أَو يَجْهَلُهْ)
وَبلغ أَبَاهُ خَبره فَقَالَ لعبد الله ويحّك أفِسْقاً كَفسق العوامّ هلاّ فسقاً كفسق الْمُلُوك(15/168)
فَقَالَ لَهُ ابْنه وَهل للملوك فسق يمتازون بِهِ قَالَ نعم قَالَ مت هُوَ قَالَ أَن تُحْييَ هَذَا وَتقتل هَذَا)
وَتَأْخُذ مَال هَذَا فتُعطيه هَذَا وَمن شعره من الرمل
(آلُ مَروانَ أراهُم فِي عَمىً ... غَضب العَيْشُ عَلَيْهِمْ وَالفَرَحْ)
(كُلُّهُم يَسْعَى لمِا يَبْعَثّهُ ... وَأَنا سَعْيِي لأُنسٍ وقَدَحْ)
3 - (الأبرش الْكَلْبِيّ)
سعيد بن الْوَلِيد بن عَمْرو بن جبلة الْكَلْبِيّ الأبرش أَبُو مجاشع كَانَ يكْتب لهشام بن عبد الْملك وَكَانَ غَالِبا عَلَيْهِ ولمّا توفيّ يزِيد بن عبد الْملك وأفضى الْأَمر إِلَى هِشَام أَتَاهُ الْخَبَر وَهُوَ فِي ضيعةٍ لَهُ وَمَعَهُ جماعةٌ من أَصْحَابه مِنْهُم الأبرشُ الكلبيُّ فلمّا قَرَأَ الْكتاب سجد وَسجد من كَانَ مَعَه من أَصْحَابه خلا الأبرش فَإِنَّهُ لَمْ يسْجد فَقَالَ لَهُ هِشَام لِمَ لَا تسجُدُ كَمَا سجدَ أصحابُكَ فَقَالَ عَلامَ أَسجد عَلَى أَنَّك كنت معي فطرت فصرتَ فِي السَّمَاء فَقَالَ لَهُ فَإِن طِرْنا بك مَعنا قَالَ والآن طَابَ السُّجُود وَكَانَ الأبرش يحبّ أَن يفْسد حَال عُمَر بن هُبَيْرَة عِنْد هِشَام وَكَانَ ابْن هُبَيْرَة يسير إِذا ركب بالبعد عَنهُ وَكَانَ هِشَام معجباً بِالْخَيْلِ فَاتخذ الأبرش الْكَلْبِيّ عدّةً من الْخَيل الْجِيَاد وأضمرها وَأمر مجريها أَن يعارضوا هشاماً إِذا ركب فَإِذا سَأَلَهُمْ هِشَام يَقُولُونَ هِيَ لِابْنِ هُبَيْرَة فَركب هِشَام يَوْمًا فعورض بِالْخَيْلِ فَنظر إِلَى قِطْعَة من الْخَيل حَسَنَة فَقَالَ لمن هَذِهِ فَقَالُوا لَهُ لِابْنِ هُبَيْرَة فاستشاط غَضبا وَقَالَ وَاعجَبا اختان مَا اختان ثُمَّ قَدِمَ فوَاللَّه مَا رضيت عَنهُ بعد ثُمَّ هم يوائمُني بِالْخَيْلِ عليّ بِابْن هُبَيْرَة فَدَعَا بِهِ من جانِب الموكب فجَاء مسرعاً فَقَالَ لَهُ هِشَام مَا هَذِهِ ياعمر وَلمن هِيَ فَرَأى الْغَضَب فِي وَجهه فَعلم أنّه قَدْ كِيْدَ فَقَالَ لَهُ خيل لَكَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ علمتُ عجبك بِهَا وَأَنا عَالم بجيادها فاخترتُها وطلبتُها من مظانهّا فمُرْ بقبْضِها فقبضها وَكَانَ ذَلِكَ سَبَب إقباله عَلَيْهِ فانعكست الْحِلْية عَلَى الأبرش الْكَلْبِيّ وَطعن قوم فِي تَسَب الأبرش الْكَلْبِيّ
3 - (الهمذاني الكفي)
سعيد بن وهب الهمذاني الخَيْواني بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف الْكُوفِي
روى عَن عليّ وسلمان وخبّاب بن الأرْتّ روى لَهُ مُسلم والنّسائي وتوفيّ سنة خمس أَو ستّ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ)(15/169)
3 - (أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ الْكَاتِب)
سعيد بن وهب أَبُو عُثْمَان مولى بني سامة بن لُؤيّ بَصرِي مولدُه ومنشؤُهُ بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ صَار إِلَى بَغْدَاد وَكَانَتْ الكتابةُ صناعَتَهُ فتصرَّفَ مَعَ البرامكة وتقدّم عِنْدهم وَكَانَ شَاعِرًا مطبوعاً وَمَات أيّام الْمَأْمُون وأكثرُ شعره فِي الْغَزل وَالشرَاب ثُمَّ نسك وَتَابَ وحجّ رَاجِلا عَلَى قديمه وَمَات عَلَى تَوْبَة نظر يَوْمًا إِلَى قوم من كبار السلاطين فِي أَحْوَال جميلَة فَقَالَ من السَّرِيع
(منْ كانَ فِي الدُنيا لَهُ شارَةٌ ... فَنَحْنُ فِي نَظّارَةِ الدُنيا)
(نَرْمُقُها من كُتَبٍ حَسرْةً ... كَأنَّنَا لَفْظٌ بِلا مَعْنَى)
(يَغْلو بِها الناسُ وأيَّامُنا ... تَذْهَبُ فِي الأرْذَلِ والأدْنَى)
ومرّ يَوْمًا هُوَ وَالْكسَائِيّ فلقيا غُلَاما جميل الْوَجْه فَاسْتَحْسَنَهُ الْكسَائي وَأَرَادَ أَن يستميله فَأخذ يذاكرُهُ النَّحْو فَلم يمل إِلَيْهِ وَأخذ سعيد بن وهب فِي الشّعْر فَمَال إِلَيْهِ الْغُلَام فَبعث بِهِ إِلَى منزله وَبعث مَعَه الْكسَائي وَقَالَ حَدِّثْه وآنِسْهُ إِلَى أنْ أجيءَ وتشاغل بحاجته فَمضى الْكسَائي فَمَا زَالَ يداريه حتّى قضى أربه ثُمَّ انْصَرف فجَاء سعيد فَلم يره فَقَالَ من المتقارب
(أَبُو حَسَنِ لَا يَفِي ... فَمَن ذَا يَفِي بَعدَهُ)
(أثَرْتُ لَهُ شادِناً ... فَصابَرَهُ وَحْدَهُ)
(وأظْهَرَ لي عُذرَهُ ... وَأخْلَفَنِي وَعْدَهُ)
(سَأطلُبُ مَا ساءَهُ ... كَمَا ساءَنِي جُهْدَهُ)
3 - (أَبُو السّفر)
سعيد بن يحمد أَبُو السّفر الهمذاني الْكُوفِي روى عَن عبد الله بن عَمْرو وَابْن عبّاس وَنَاجِيَة بن كَعْب والبراء بن عَازِب وَابْن عمر وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
3 - (المَخْزُومِي)
سعيد بن يَرْبُوع المَخْزُومِي من مسلمة الْفَتْح شهد حُنيناً وَكَانَ(15/170)
ممّن يجدّد أَنْصَاف الحَرَم
عَاشَ مائَة وَعشْرين سنة وَهُوَ من أَقْرَان حَكِيم بن حزَام وتوفيّ سنة أَربع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ
وروى لَهُ أَبُو دَاوُد ويكّنى أَبَا الحكم وَقيل أَبُو هود وَقيل أَبُو يَرْبُوع وَيُقَال أَبُو مرّة روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَكَانَ اسْمه الصرم فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعيداً وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إيمّا أكبر أَنا أَو أَنْت فَقَالَ لَهُ أَنْت أكبر منّي وَخير وَأَنا)
أسنّ وَهُوَ أحد مشيخة قُرَيْش وَذَوي أسنانهم
3 - (أَبُو مسلمة الطَّاحِي الْقصير)
سعيد بن يزِيد بن مَسلمة أَبُو مسلمة الطَّاحِي الْبَصْرِيّ الْقصير توفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَالْأَرْبَعِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (مولى مَيْمُونَة)
سعيد بن يسَار الدني مولى مَيْمُونَة أمّ الْمُؤمنِينَ وَقيل مولى الْحسن بن عليّ روى عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وَابْن عمر وَيزِيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ وَكَانَ من الْعلمَاء الْأَثْبَات وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة ستّ عشرَة وَمِائَة
3 - (سعيد بن يسَار)
أبي الْحسن هُوَ أَخُو الْحسن الْبَصْرِيّ روى عَن أمّه خيرة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي بكرَة الثَّقَفِيّ وَابْن عبّاس وثّقه النَّسَائِيّ وتوفيّ سنة مائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقيل مَاتَ سنة ثَمَان وَمِائَة
ولمّا بِفَارِس طَال حزن أَخِيه الْحسن عَلَيْهِ وَبكى فَقُلْنَا لَهُ إنّك إِمَام يُقتّدى بك دَعوني فَمَا رأيتُ الله تَعَالَى عَابَ طول الْحزن عَلَى يَعْقُوب
3 - (أَبُو الْفضل الْأَوَانِي)
سعيد بن يُوسُف بن الْحسن بن سَمُرَة أَبُو الْفضل الْكَاتِب الْأَوَانِي كَانَ يهوديّاً فَأسلم وَكَانَ كَاتبا جَلِيلًا حسن الْعبارَة يلبغا لَهُ قصيدة حَسَنَة فِي الردّ عَلَى الْيَهُود وَالنَّصَارَى رَوَاهَا عَنهُ صبيح بن عبد الله الحبشي النصري وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الجريدة وَأورد لَهُ قصيدةً مُهْملَة مدح بِهَا المستنجد فِي عيد الْفطر سنة إِحْدَى وستّين وَخمْس مائَة من الْخَفِيف
(مَلِكَ الأمرِ دَامَ أمرُك مسمو ... عاً مُطاعاً مَا حَال حَولٌ وحالُ)
(وأدامَ العَلاَمُ مُلْكَكَ محْرو ... ساً مَحُوطاً مَا حُلِّلَ الإحْلالُ)(15/171)
(عَمَّ أهلَ الإسلامِ طَولُك طُرّاً ... وَعَداهُمِ لِعَدْلِكَ الإمحْالُ)
(وَمَحَا رَسْمَ كُلَّ عادٍ مُعادٍ ... مُلْحِدٍ هَمُّهُ الدَّهَا والمِحالُ)
(سَرَّ أهلَ الصلاحِ عَصْرُ إمامِ ... مَا عَراهُ لِرَدْعِ رَوْعٍ مَلالُ)
(عالِمٌ عامِلٌ معِمٌّ ... عادلٌ عهدُ عَدْلِهِ هَطَالُ)
(مَلِكٌ راحِمٌ لداعٍ ومملو ... لٍ أرَاهُ ردا الْوَلَاء طُوالُ)
)
(عَمَّهُ طَولُه وأعْدَمَهُ الإعْ ... دامُ عَمْداً وَمَا عَرا إهْمالُ)
(أسْعَدَ الله كُلَّ دَهْرٍ وعَصرٍ ... سُدَّةَ المُلْكِ مَا أهَلَّ هِلالُ)
(حاطَها الله ماكحاً مالحاً لَا ... حٍ ومَا لاَحَ للحُداةِ هِلالُ)
وسُئِلَ أَن ينظم مثل قَول الْقَائِل وَلَيْسَ فِيهِ حرف يتّصل بِغَيْرِهِ من الْخَفِيف
(زارَ داوُودُ دارَ أزوَى وأرْوَى ... ذاتُ دَلٍّ إِذا رَأتْ دَاوُودا)
فَقَالَ من المنسرح
(وادِدْ دُؤاداً وَارْعَ ذَا وَرَعٍ ... وَدارِ دَارا إنْ زاغَ أوْزارا)
(وزُر وَدُوداً وأدنِ ذَا أدَبٍ ... وذَرْ إِن زارَ أوْدارا)
3 - (سعيد الصُّوفِي الشَّاعِر)
ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فِي شعراء بَغْدَاد وَقَالَ وصلت لَهُ إِلَيّ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قصيدة مَعَ الرَّسُول مِنْهَا من الْكَامِل
(مَلِكٌ إِذا جَادَتْ يَدَاهُ بنائلِ ... أرْبّى عَلَى صَوْبِ السَحاب الماطِرِ)
(وَإذا الفَتى جَعَل الصَنيعة دَأبّهُ ... لَم يخَلُ طُولَ زَمانِهِ من شاكرِ)
وَلَهُ قصيدة يمدح بِهَا إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام وَزِير الْموصل من الرجز
(تَملَّكَتْ قَلْبي بِطَرْفٍ أْكحَلِ ... وقامةٍ كَالغُصُنِ المُعْتَدِلِ)
(ومَبسمٍ مِثْلِ الأقَاحِي مُشْبِهٍ ... رُضابُه صَرْفَ المدامِ السَلْسِلِ)
(وَطُرَّةٍ مِثلِ الظّلام تَحْتَها ... غُزَّةُ وجهٍ كالصَباحِ المُنجَلي)
(فرُحْتُ مِنْ وجدٍ بِها ولَوْعَةٍ ... لَا أرعَوِي لمِا يَقولُ عُذَّلي)
(خريدةٌ تَبْخَلُ بالوَصْلِ وَكَمْ ... فِي الغانيات كاعِب لَم تَبْخَلِ)
(بَانَتْ فَباتَ الصَبْرُ اعِتدَ بَيْنِها ... وَارْتَحَلَ العَزاءُ بالترحل)(15/172)
(فالقلبُ مِنَي فِي جَحيمٍ تَلتَظِي ... والدَمْعُ يَهْمي كالغَمامِ المُسبِلِ)
(والنَوْمُ لاَ يألَفُ لي جَفْناً إِذا ... طابَ الكَرى فِي جُنْحِ لَيْلٍ أَلْيَلِ)
(صَبابَةً مِنْي وَفَرْطَ لَوعةٍ ... قَدْ أكْثَرَتْ تَحْتَ الدُجى تَملْمُليِ)
قلت شعر متوسط لَا غوص فِيهِ
3 - (أَبُو سعيد الزرقي)
)
قَالَ ابْن عبد البرّ وَقيل أَبُو سعد وَهُوَ الْأَشْبَه عِنْدِي الرزقي الْأنْصَارِيّ ذكره خَليفَة فِي مَنْ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الصَّحَابَة بعد أَن ذكر أَبَا سعيد بن المعلىّ وَقَالَ لَا يُقَف لَهُ عَلَى اسمٍ وَلَمْ ينْسبهُ بِأَكْثَرَ ممّا ترى وَقَالَ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن الْعَزْل فَقَالَ مَا يقدَّرُ فِي الرَّحِم يكُن
وَقَالَ غير حليفة أَبُو سعيد الزرقي مَشْهُور بكنيته فَقيل اسْمه سعيد ابْن عمَارَة وَقيل عمَارَة بن سعد روى عَنهُ عبد الله بن مرّة وَقيل فِيهِ عاصر وَلَيْسَ بِشَيْء قلت الْأَشْبَه وَالله أعلم إنّ هَذَا أَبَا سعيد الزرقي هُوَ أَبُو سعيد ابْن المعلىّ وَقَدْ تقدّم ذكره فِي الْحَارِث بن نفيع فِي حرف الْحَاء لانّ ابْن المعلىّ أَنْصَارِي زُرقي
(الألقاب)
أَبُو سعيد المَقْبُري اسْمه كيسَان يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْكَاف مَكَانَهُ
أَبُو سعيد بن المعليّ تقدّم ذكره فِي حرف الْحَاء واسْمه الْحَارِث ابْن نفيع أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ سعد بن مَالك
السعيد صَاحب ماردين عمر بن غَازِي
السعيد بن الْمَأْمُون عليّ بن إِدْرِيس بن يَعْقُوب
الْملك السعيد ابْن الظَّاهِر اسْمه محمّد بن بيبرس تقدّم ذكره فِي المحمّدين فِي مَكَّة
السعيد ابْن الصَّالح عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل السفاقسي شمس الدّين الْمَالِكِي اسْمه محمّد بن محمّد
وَأَخُوهُ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن محمّد
السفّاح أَمِير الْمُؤمنِينَ أوّل خلفاء بني العبّاس اسْمه عبد الله بن محمّد(15/173)
(قَاضِي الْيمن)
سَفَرى بنت يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن عمر عُرِف بقاضي الْيمن الشيخة الصَّالِحَة أمّ محمّد سمعتْ من جدّها إِسْمَاعِيل وأخيه إِسْحَاق جُزْء أبي الْقَاسِم الْكُوفِي وأجازت لي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وأذنت فِي ذَلِكَ لعبد الله بن المحبّ وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة
(سُفْيَان)
3 - (سُفْيَان الثَّوْريّ)
سُفْيَان بن سعيد بن مَسرْوق بن حبيب بن رَافع بن عبد الله بن موهبة بن أبيّ بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن ملكان بن ثَوْر بن عبد مَنَاة بن أُدّ بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار شيخ الْإِسْلَام أَبُو عبد الله الثَّوْريّ الْفَقِيه الْكُوفِي سيّد أهل زَمَانه علما وَعَملا وَهُوَ من ثَوْر مُضَر وَلَيْسَ هُوَ من ثَوْر هَمدَان عَلَى الصَّحِيح كَذَا نسبه ابْن سعد والهيثم بن عدّي وَغَيرهمَا
مولده سنة سبع وَتِسْعين ووفاته سنة إِحْدَى وستّين وَمِائَة وَكَانَ أَبوهُ سعيد من ثِقَات المحدّثين وَقَدْ تقدّم ذكره وَطلب سُفْيَان الْعلم وَهُوَ مراهق وَكَانَ يتوقّد ذكاءً صَار إِمَامًا أثيراً منظوراً إِلَيْهِ وَهُوَ شابّ سمع من عَمْرو بن مرّة وَسلمهُ بن كهيل وحبِيب بن أبي ثَابت وَعمر بن دِينَار وَابْن إِسْحَق وَمَنْصُور وحصين وَأَبِيهِ سعيد بن مَسْرُوق وَالْأسود بن قيس وجبلة بن سحيم وزبيد بن الْحَارِث وَزِيَاد بن علاقَة وَسعد بن إِبْرَاهِيم وأيّوب وَصَالح مولى التَّوْأَمَة وَخلق لَا يُحصونَ يُقَال إنّه أَخذ عَن ستّ مائَة شيخ وَعرض الْقُرْآن أَربع مرّات عَلَى حَمْزَة بن الزيات
وروى عَنهُ ابْن عجلَان وَأَبُو حنيفَة وَابْن جريج وَابْن إِسْحَاق ومسعر وهم من شُيُوخه وَشعْبَة والحمادان وَمَالك وَابْن الْمُبَارك وَيحيى وَعبد الرَّحْمَن وَابْن وهب وأمم لَا يحصّون وَبَالغ ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ أَخذ عَنهُ أَكثر من عشْرين ألفا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا مَدْفُوع بل روى عَنهُ نَحْو من ألف نفس قَالَت لَهُ والدته يَا بنيّ اطلب الْعلم وَأَنا أعولك بمغزلي قَالَ ابْن عُيينة كَانَ الْعلم ممثَّلاً بَيْنَ يَدي سُفْيَان وَقَالَ شُعْبَة وَابْن معِين وَجَمَاعَة سُفْيَان أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث وَقَالَ ابْن(15/174)
الْمُبَارك لَا أعلمُ عَلَى وَجه الأَرْض أعلمَ مِنْهُ
وَقَالَ سُفْيَان خلاف مَا بَيْننَا وَبَين المرجئة ثَلَاث يَقُولُونَ الْإِيمَان قَول بِلَا عمل وَيَقُولُونَ)
الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص وَيَقُولُونَ لَا نِفاق وَقَالَ من كره أَن يَقُول أَنا مُؤمن إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَهُوَ عندنَا مرجئ وَقَالَ امتنعنا من الرافضة أَن نذْكر فَضَائِل عليّ وَقَالَ الجهميّة كفّار وَقَالَ لَا تنْتَفع بِمَا كتبت حتّى يكون إخفاء بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي الصَّلَاة أفضل عنْدك من الْجَهْر وَقَالَ الْمَلَائِكَة حرّاس السَّمَاء وَأَصْحَاب الحَدِيث حرّاس وَقَالَ محمّد بن عبد الله بن نمير خَافَ الثَّوْريّ عَلَى نَفسه من الحَدِيث لِأَنَّهُ كَانَ يحدّث عَن الضُّعَفَاء فإنَّه قَالَ مَا أَخَاف عَلَى نَفسِي أنْ يُدخلني النَّار إلاّ الحَدِيث وَقَالَ فتْنَة الحَدِيث أشدّ من فتْنَة الذَّهَب قَالَ أَبُو نعيم رَأَيْت سفيانّ ضحك حتّى اسْتلْقى وَاحْتَاجَ بمكّة حَتَّى استفّ الرمل ثَلَاثَة أيّام وَعَن عليّ بن ثَابت قَالَ رَأَيْت سُفْيَان فقوّمتُ مَا عَلَيْهِ درهما وَأَرْبَعَة دوانيق وَقَالَ عبد الرزّاق رأيتُ الثّوريّ بمكّة جَالِسا يأكلُ فِي السُّوق وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ سُفْيَان إِذا قيل لَهُ أنّه رُئي فِي الْمَنَام قَالَ أَنا أعْرَفُ بنفسي من أَصْحَاب المنامات وَآخر ثِقَة روى عَنهُ عليّ بن الْجَعْد وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَذكر المَسْعُودِيّ فِي مروج الذَّهَب قَالَ الْقَعْقَاع ابْن حَكِيم كنت عِنْد الْمهْدي وأُتي بسفيان الثَّوْريّ فلمّا دخل سلّم تَسْلِيم العامّة وَلَمْ يسلّم بالخلافة وَالربيع قَائِم عَلَى رَأسه متّكئاً عَلَى سَيْفه يرقب أمره فَأقبل عَلَيْهِ المدي بِوَجْه طلق وَقَالَ لَهُ يَا سُفْيَان تفرّ منّا هَهُنَا وَهَهُنَا وتظنّ لَو أردناك بِسوء لَمْ نقدر عَلَيْك فقد قَدرنَا عَلَيْكَ الْآن أفما تخشى أَن نحكم فِيك بهوانا فَقَالَ سُفْيَان إِن تحكم فيّ يحكم فِيك ملك قَادر يفرق بَيْنَ الحقّ وَالْبَاطِل فَقَالَ الرّبيع يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلِهَذَا الْجَاهِل أَن يستقبلك بِمثل هَذَا ايذن لي أَن أضْرب عنقهُ فَقَالَ لَهُ الْمهْدي اسْكُتْ وَيلك وَهل يُرِيد هَذَا وأمثالهُ أَن نقتلهم فنشقى بسعادتهم اكتبوا عَهده عَلَى قَضَاء الْكُوفَة عَلَى أَن لَا يُعترض عَلَيْهِ فَكتب عَهده وَدفع إِلَيْهِ فَأَخذه وَخرج فَرمى بِهِ فِي دجلة وهرب فطُلب فِي كلّ بلد فَلم يُوجد ولمّا امْتنع من قَضَاء الْكُوفَة وتولاّه شريك بن الله النَّخعِيّ قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل
(تَحَرَّزَ سُفْيانٌ وَفَرَّ بِدِينِهِ ... وَأَمْسَى شريكٌ مُرصِداً للدَّراهِمِ)
3 - (أَبُو محمّد الْكُوفِي)
سُفْيَان بن عُيَيْنَة بن أبي عمرَان مَيْمُون الْهِلَالِي مولى امْرَأَة من بني هِلَال ابْن عَامر وَقيل مولى بني هَاشم وَقيل مولى الضَّحَّاك وَقيل مولى مسعر بن كدام لأبو محمّد الْكُوفِي ثُمَّ المكّي الإِمَام شيخ الْإِسْلَام مولده سنة سبع وَمِائَة فِي نصف(15/175)
شعْبَان ووفاته سنة ثَمَان وَتِسْعين)
وَمِائَة طلب الحَدِيث وَهُوَ غُلَام وَلَقي الْكِبَار وَسمع من قَاسم الرحّال سنة عشْرين وَمِائَة وَسمع من الزُّهْرِيّ وَعَمْرو ابْن دِينَار وَزِيَاد بن علاقَة وَالْأسود بن قيس وَعَاصِم بن أبي النجُود وَأبي إِسْحَاق وَزيد بن أسلم وَعبد الله بن أبي نجيح وَسَالم بن النَّضر وَعَبدَة بن أبي لبَابَة وَعبد الله بن دِينَار وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَسُهيْل بن أبي صَالح وَخلق كثير وروى عَنهُ الْأَعْمَش وَابْن جريج وَشعْبَة وهم من شُيُوخه وَابْن الْمُبَارك ابْن مهْدي وَالشَّافِعِيّ وَابْن الْمَدِينِيّ والْحميدِي وَسَعِيد بن مَنْصُور وَيحيى بن معِين وَأحمد وَجَمَاعَة لَا يُحصونَ قَالَ الشَّافِعِي مَا رَأَيْت أحدا فِيهِ آلَة الْعلم مَا فِي سُفْيَان وَمَا رَأَيْت أكفَّ عَن الفُتْيا مِنْهُ وَقَالَ ابْن وهب لَا أعلم أحدا أعلم بالتفسير من ابْن عُيَيْنَة وَقَالَ أَحْمد مَا رَأَيْت أعلمَ مِنْهُ بالسنن قَالَ رأيتُ كأنّ أَسْنَان سَقَطت فذكْرتُ ذَلِكَ لِلزهْرِيِّ فَقَالَ تَمُوت أسنانك وَتبقى أَنْت فَمَاتَتْ أسناني وَبقيت أَنا فَجعل الله كلّ عدوّلي محدّثاً وَقَالَ يحيى بن سعيد القطّان اشْهَدُوا أنّ ابْن عُيَيْنَة اخْتَلَط سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة فَمن سمع مِنْهُ هَذِهِ السّنة فسماعه لَا شَيْء قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أستبعِد أَنا هَذَا القَوْل فإنّ القطّان مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين بُعيد قدوم الحجّاج بِقَلِيل وسُفْيَان حُجّة مُطلقًا بِالْإِجْمَاع من أَرْبَاب الصَّحِيح وَقَدْ حجّ سُفْيَان سبعين حجّة وَكَانَ يَقُول لَيْلَة الْموقف اللهمّ لَا تجعلْهُ آخر الْعَهْد مِنْك فلمّا كَانَ عَام مَوته لَمْ يقل ذَلِك وَهُوَ مَعْرُوف بالتدليس لكنّه لَا يدلّس إلاّ عَن ثِقَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أَبُو أَيمن الْخَولَانِيّ)
سُفْيَان بن وهب أَبُو أَيمن الْخَولَانِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وروى عَن عمر وَالزُّبَيْر وَأبي أيّوب وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَشهد خطْبَة عمر بالجابية وَسكن مصر وَعزا الْمغرب وَقَالَ حضرتُ عمر بن الخطّاب بالجابية حِين أُتي بالطّلاء فكأنّي أنظر إِلَيْهِ حِين جمع أَصَابِعه فَأدْخلهَا فِي الْإِنَاء ثُمَّ رَفعهَا فلمّا رَآهُ لَا يسقُطُ قَالَ لَا بَأْس بِهَذَا وضوَايَ الإمرة لعبد الْعَزِيز بن مَرْوَان عَلَى بعث الطالعة عَلَى إفريقيّة سنة ثَمَان وَتِسْعين قَالَ ابْن مندة كَانَ شهد حجّة الْوَدَاع مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لي أَبُو سعيد بن يُونُس قَالَ ابْن البرقي لَهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
3 - (ابْن نُبيح)
سُفْيَان بن نُبيح الهُذَلي اللحياني بعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن أُنيس)
السّلمِيّ فَقتله بِعُرْنَةَ وَادي مكّة سنة ستّ لِلْهِجْرَةِ(15/176)
3 - (أَمِير الصوائف)
سُفْيَان بن عَوْف الأدي الغامدي أَمِير الصائفة شهد فتح دمشق وولاّه مُعَاوِيَة عَلَى الصوائف تُوُفّي مرابطاً بِأَرْض الرّوم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وَلَا صُحْبَةَ لَهُ
3 - (أَبُو سَالم الجيشاني)
سُفْيَان بن هَانِيء أَبُو سَالم الجيشاني الْمصْرِيّ شهد فَتْحَ مصر ووَفَدَ عَلَى عليّ وتوفيّ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
3 - (الوَاسِطِيّ)
سُفْيَان بن حُسَيْن الوَاسِطِيّ توفيّ فِي سنة ستّين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (الْكُوفِي)
سُفْيَان بن دِينَار الْكُوفِي وثّقه ابْن معِين وَغَيره وَهُوَ الَّذِي يَقُول رأيتُ قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر مسنّمةً توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ
3 - (الصَّحَابِيّ قَاضِي بعلبك)
سُفْيَان بن مُجيب الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة وَولي قضاءَ بعلبك لمعاوية رَضِي الله عَنهُ وتوفيّ فِي حُدُود لِلْهِجْرَةِ
3 - (الْبَصْرِيّ)
سُفْيَان بن حبيب الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثقةٌ أعلمُ النَّاس وتوفيّ(15/177)
سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
سُفْيَان بن بشير بن زيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ الخزرجي قَالَ ابْن إِسْحَاق شهد بَدْرًا وأُحداً
وَقَالَ يُونُس بن بكير ابْن بشر بِالْبَاء والشين مُعْجمَة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ ابْن نَسْر بالنُّون وَالسِّين مُهْملَة وَقَالَ محمّد بن حبيب من قَالَ فِيهِ ابْن بشير أَو بشر فقد وَهمَ إنّما هُوَ بالنُّون وَالسِّين
3 - (سُفْيَان الْهُذلِيّ)
قَالَ خرجْنا فِي عِيرٍ إِلَى الشَّام فَإِذا هم يذكرُونَ أنّ نبيّاً قَدْ خرج فِي قُرَيْش اسمُهُ أَحْمد
3 - (سُفْيَان بن أبي زُهَيْر الشنؤي)
)
من ازد شنؤة وَقيل النمري وَقيل النُمَيري لَهُ حديثانِ كِلَاهُمَا عِنْد مَالك بن أنَس رَوَاهُ عَنهُ عبدُ الله بن الزُّبير مَرْفُوعا تُفْتَحُ اليَمَنُ فيجيءُ قومٌ الحَدِيث الآخر رَوَاهُ عَنهُ السائبُ بنُ يزِيد مَرْفُوعا فِي مَنْ أقتنى كَلْبا وروايةُ السَّائِب وَابْن الزبير تدلّ علا جلالته وقِدَم وَفَاته
3 - (سُفْيَان بن مَعْمَر)
3 - (بن حَبيب الجُمَحي الْقرشِي)
أَخُو جميل بن معمر يكنّى أَبَا جَابر وَقيل أَبَا جَابر وَقيل أَبَا جُنادة من مُهاجِرة الْحَبَشَة وابنُهُ الْحَارِث بن سُفْيَان أَتَى من أَرض الْحَبَشَة وَهَاجَرت مَعَه امْرَأَته حَسَنَة وَهلك سُفْيَان وابناه جَابر وجُنادة فِي خلَافَة عمر بن الخطّاب
3 - (سُفْيَان بن عبد الله بن ربيعَة الثَّقَفِيّ)
فِي عداد أهل الطَّائِف لَهُ صُحْبَة وَسَمَاع وَرِوَايَة كَانَ عَاملا لعمر بن الخطّاب عَلَى الطَّائِف ولاّه عَلَيْهَا إِذْ عزل عَنْهَا عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَنقل عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرين وروى عَنهُ ابْنه عبد الله بن سُفْيَان وَيُقَال ابْنه أَبُو الحكم بن سُفْيَان وَعُرْوَة بن الزبير ومحمّد بن عبد الله بن مَاعِز(15/178)
3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
سُفْيَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عبدا لأمّ سَلمَة رَضِي الله عَنْهُمَا فأعتقَتْهُ وشرطت عَلَيْهِ خدمَة الرَّسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا عَاشَ توفّي فِي حُدُود الثماني لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وكنيتُهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو البخْترِي وَقَالَ سعيد ابْن جمْهَان قلت لسفينة يَا أَبَا البخْترِي مَا اسْمك فَقَالَ سماني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سفينة قلت ولمَ قَالَ لأنّي خرجتُ مَعَه وَأَصْحَابه يَمْشُونَ فثَقُلَ عَلَيْهِم متاعُهُم فَحَمَلُوهُ عليّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإنمّا أَنْت سفينة فَلَو حملت مذ يَوْمئِذٍ وقر بعير مَا ثقل عليّ وَلَا أُريد غر هَذَا الِاسْم وَقيل اسْمه مهْرَان وَقيل سنبه بن موفنة توفيّ رضه فِي زمن الحجّاج
3 - (أَبُو مُعَاوِيَة)
أَبُو سُفْيَان هُوَ أَبُو مُعَاوِيَة اخْتلف فِي اسْمه فَقيل الْمُغيرَة وَقيل صَخْر وَقَدْ ذكرْتُهُ فِي بَاب صَخْر فِي حرف الصَّاد)
أَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمعع الْمُغيرَة يَأْتِي فِي حرف الْمِيم
(الألقاب)
ابْن السَقّاء هُوَ عبيدُ الله بن محمّد بن عُثْمَان
ابْن السقاء الْمُقْرِئ هُوَ عبد الْبَاقِي بن الْحسن
ابْن السقاء أَحْمد بن عَليّ
ابْن سقف الأتون عبد الرَّحْمَن بن عليّ
ابْن السقلاطوني أَحْمد بن عبد الْبَاقِي
(سُقمان)
3 - (الأراقي)
سقمان بن أرتق بن أكسب وَيُقَال سكمان بِالْكَاف التركماني ولي هُوَ وَأَخُوهُ إيلغازي إمرة الْقُدس الشريف بعد أَبِيهِمَا وتوجّها إِلَى الجزيرة وأخذا ديار بكر ثُمَّ توفيّ سقمان بَيْنَ طرابلس والقدس سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة(15/179)
3 - (صَاحب آمد)
سقمان بن محمّد الْأَمِير قطب الدّين أَبُو سعيد صَاحب آمد سقط من جوسق فَمَاتَ سنة سَبْعَة وَتِسْعين وَخمْس مائَة
(الألقاب)
ابْن السكاكري على بن مُحَمَّد بن عَليّ
السكاكيني هبة الله بن الْحسن
السكاكيني محمّد بن أبي بكر
3 - (سَكرَان)
سَكرَان بن عَمْرو أَخُو سُهَيْل بن عَمْرو لأُمِّه وَأَبِيهِ الْقرشِي العامري كَانَ السكرانُ من مُهاجري الْحَبَشَة هَاجر إِلَيْهَا مَعَ زَوجته سَودة بنت زَمَعة زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات هُنَاكَ وتزوّجها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَا قَالَ مُوسَى بن عقبَة وَقَالَ ابْن اسحق والواقدي رَجَعَ السَّكْرَان إِلَى مكّة فَمَاتَ بِهَا قبل الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة وخَلَفَ رَسُول الله)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على زَوجته سَوْدَة
(سُكَّرة)
3 - (الطَّبِيب)
سُكَّرة الْحلَبِي قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ شَيْخاً فَاضلا قصد العامّة من يهود حلب لَهُ دربة بالعلاج وتصرّف فِي المداواة كَانَ الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد بحلب وَلَهُ بالقلعة حَظِيّةٌ فمرضت مَرضا صعباً وتوجّه الْعَادِل إِلَى دمشق وقَلْبُه عِنْده فتطاول مرضُها وَكَانَ يُعَالُجِها جماعةٌ من أفاضل الأطِبّاء فأُحضر إِلَيْهَا سكّرة فَوَجَدَهَا قَليلَة الْأكل متغيرّة المزاج لَمْ تَزَل جنبها عَلَى الأَرْض فتردّد إِلَيْهَا فَأَذنت لَهُ وَحده فَقَالَ يَا ستّ أَنا أعالجك بعلاج تبرئين بِهِ فِي أسْرع وَقت فَقَالَت افعلْ فَقَالَ مَهْمَا سأُلتُكِ عَنهُ أَخْبِرِينِي بِهِ وَلَا تخفيني شَيْئا قَالَت نعم فَأخذ مِنْهَا أَمَانًا فَقَالَ عرّفيني مَا جنسك فَقَالَت علاّنيّة فَقَالَ عرّفيني أيْش كَانَ أكلك قَالَ لحم الْبَقر فَقَالَ مَا كنت تشربين قَالَت الْخمر فَقَالَ أبشرِي بالعافية وَمضى فَاشْترى عجلاً وطبخ مِنْهُ وَجَاء بزبدية مِنْهُ فِيهَا قطه لحم مسلوقة وَقَدْ جعلهَا فِي لبن وثوم وفوقها خبز فَأحْضرهُ بَيْنَ يَديهَا وَقَالَ يَا ستّ كُلي فَصَارَت تجْعَل اللَّحْم وَاللَّبن والثوم وتأكل حتّى شَبِعت ثُمَّ إنّه أخرج من بعد ذَلِكَ من كمّه برنيّةً صَغِيرَة وَقَالَ يَا ستّ هَذَا(15/180)
شرابٌ ينفعُكِ فتناولتْهُ وَطلبت النّوم وغُطّيت فعرِقَتْ عَرَقاً كثيرا وأصبحت فِي عافيةٍ وَصَارَ يَأْتِيهَا بذلك الْغذَاء وَذَلِكَ الشَّرَاب يَوْمَيْنِ آخَرين فتكاملت عافيتُها فأعطتْهُ صينيّة مَمْلُوءَة حُليَّاً فَقَالَ أُريد أَن تكتُبي إِلَى السُّلْطَان بِمَا قَدْ جرى فَكتبت تَقول إنّي كنتُ من الهالكين لَوْلَا فلَان فاستقدمه وَقَالَ لَهُ تمنّ فَقَالَ يَا مَوْلَانَا تطلق لي عشرَة أفدنة خَمْسَة فِي قَرْيَة صمع وَخَمْسَة فِي قَرْيَة عندان فَقَالَ نطلقها لَكَ بيعا وشراءَ حتّى تبقى مُؤَبَّدَةً لَكَ بيد فَكتب لَهُ بذلك وَعَاد إِلَى حلب وَلَمْ يزل بِهَا فِي نعْمَة طائلةٍ وَأَوْلَاده بعده
(الألقاب)
السكرِي النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن الْحُسَيْن
ابْن السكرِي الشَّاعِر اسْمه محمّد بن أَحْمد
ابْن السكرة الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد
ابْن السكّري عماد الدّين عليّ بن عبد الْعَزِيز)
(جَارِيَة الورّاق)
سَكَن جَارِيَة مَحْمُود الورّاق قَالَ ابْن المعتزّ حَدثنِي محمّد بن إِبْرَاهِيم ابْن مَيْمُون قَالَ لمّا أَرَادَ مَحْمُود بيعهَا رفعت قصّةً إِلَى المعتصم تسأله أَن يَشْتَرِيهَا فلمّا نظر فِي قصّتها خرّقها وَرمى بِهَا لِأَنَّهُ كَانَ أَرَادَ مرّةً ابتياعها فَأَبت فَقَالَت سكن فِي ذَلِكَ من الْبَسِيط
(مَا للرسول أَتَانِي مِنكَ الياسِ ... أحْدَثْتَ بعد ودادٍ جَفْوَةً الفاسي)
(فَهبْكَ أَلْزَمْتَني ذَنْباً بِظُلْمِكَ لي ... مَاذَا دَعَاكَ إِلَى تَخْريقِ قِرْطاسي)
(يَا مُتبِعَ الظلمِ ظُلْماً كَيْفَ شِئْت فَكُن ... عِنْدِي رِضاكَ عَلى العَيْنَيِنْ والراسِ)
(إنِّي أُحِبُّكَ حُبّاً لَا لِفاحِشَةٍ ... وَالحُبُّ لَيْسَ بِهِ فِي اللهِ مِن باسِ)
(قُل لِلْمُشارِكِ فِي اللَذَّاتِ صاحِبَها ... ومُدمنَ الكأس يحسوها مَعَ الحاسي)
(إنّ الإمامَ إِذا أرْقا إِلَى بَلَدٍ ... أرْقَى إلَيْه لِعُمْرانٍ وإيناسِ)
(أمت تَرَى الغيثَ قَد جَاءَتُ أوَئِلُهُ ... والعُودُ نِصْفُ الذُرّى مستَوْرِقٌ كاسِ)
(وَأَصْبَحَتْ سُرَّ مَن رأى دارَاً لَمْلَكةِ ... قَكينُها بَيْنَ أنهْارٍ وَأغْراسِ)
(يَا غارِسَ الآس وَالوَردِ الجَنِيِّ بِها ... غَرْسُ الإمامِ خِلافُ الوَرْدِ والآسِ)
(كَبابَكٍ وَأخِيه إذْ سَما لَهُما ... بِباتِرٍ للشَوَى والجِيدِ خَلاّسِ)(15/181)
(غِراسُه كُلُّ عاتٍ لَا خلاق لَهُ ... عَبْلِ الذِراعِ شَديدِ البأسِ قعّسِ)
(فَذَاك بِالجِسرِ نَصْبٌ لِلْعُيُونِ وَذا ... بِسُرَّ مَنْ رأى عَلَى سامي الذُرَى داسِ)
(وَهَكذا لَمْ يَزَلْ فِي الدهرِ تَعْرفهُ ... غرْسُ الخَلائِفِ مِنْ أوْلادِ عَبّاسِ)
(شَقَّا عَصا الدّين وَاغتَرّا بِجَهْلِهِما ... بِعُصْبةٍ شُهِرَت فِي الخَرْبِ بالباسِ)
(وحاوَلا القَدْحَ فِي مُلْكِ الإمامِ وَدو ... نَ المُلْكِ قَدْ عَلِما آساد أجْيَاس)
(فِي ظِلِّ مُعْتقِدٍ لِلْحِقْدِ مُعْتَصِمٍ ... باله للأُسدِ غَلاّبٍ وفَرّاسِ)
(ودونّهُ غُصَصٌ يَشْجَى العَدُّو بِها ... مِثلَ المُبارَكِ أفْشِينٍ وَأشْناسِ)
(أما تَرَى بابكاً فِي الجَوِّ مُنتَصِباً ... عَلَى مُلَمْلَمَةِ مِنْ ضَنْعَةِ الفارسِ)
(بَيْنَ السَماءِ وَبَين الأرضِ مَنْزِلُهُ ... وَقائِماً قاعِداً جِسْماً بِلا راسِ)
ابْن السكّيت اللّغَوِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِسْحَاق
(سكينَة رَضِي الله عَنْهَا)
سكينَة بنت الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم كَانَتْ سيّدة نسَاء عصرها من أجمل النساءِ وأظرفِهِنَّ وأحسنهنَّ أَخْلَاقًا تزوجّها مُصعب بن الزبير فَهَلَك عَنْهَا ثُمَّ تزوّجها عبد الله بن عُثْمَان بن عبد الله بن حَكِيم بن حزَام فَولدت لَهُ قريناً ثُمَّ تزوّجها الْأَصْبَغ بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان وفارقها قبل الدُّخُول ثُمَّ تزوّجها زيد بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان رَضِي الله عَنهُ فَأمره سُلَيْمَان بن عبد الْملك بِطَلَاقِهَا فَفعل وَقيل فِي ارايب أزواجها غير هَذَا والطرّة السكينيّة منسوبة إِلَيْهَا وَكَانَ تزوّجها ابْن عمّها عبد الله بن الْحسن الْأَكْبَر فقُتل يَوْم كربلاء وَلَمْ يدْخل بِهَا وَكَانَتْ من أجلد النِّسَاء إِذا لعن مروانُ عليّاً لعنته وأباه وَأمرت للشعراء بِأَلف ألف لمّا توفّيت بِالْمَدِينَةِ سنة سبع عشرَة وَمِائَة وقفت عَلَى عُرْوَة بن أُذينة وَكَانَ من أَعْيَان الْعلمَاء وكبار الصَّالِحين وَلَهُ أشعار رائقة فَقَالَت لَهُ أَنْت الْقَائِل من الْبَسِيط
(إِذا وَجَدتُ أوارَ الحُبِّ فِي كَبِدِي ... أَقْبَلتُ سِقاء الماءِ أَبْتَرِدُ)
(هَبْني بَرَدتُ بِبَرْد الماءِ ظاهِرهُ ... فمَن لِنارٍ عَلى الأحشاءِ تَتَّقِدُ)
فَقَالَ لَهَا نعم فَقَالَت لَهُ وَأَنت الْقَائِل من الْبَسِيط
(قَالَت وأبثثتها سر فبحت بِهِ ... قد كُنتَ عِندِي تُحِبُّ السِتْرَ فَاسْتَتِرِ)
(ألَسْتَ تُبْصِرُ مَنْ حَوليِ فَقُلْتُ لَها ... غَطَّي هَواكِ وَمَا ألْقَى عَلَى بَصَري)(15/182)
فَقَالَ نعم فَالْتَفت إِلَى جوارٍ كُنَّ حولهَا وَقَالَت هنّ حرائر إِن كَانَ خرج هَذَا من قلب سليم وَكَانَ لعروة الْمَذْكُور أَخ اسْمه بكر فَمَاتَ فرثاه عُرْوَة بقوله فِيهِ من الوافر
(سرى همي وهم الْمَرْء يسري ... وَغَابَ النَّجْم إِلَّا قيد فتر)
(أراقب فِي المَجَرّةِ كُلَّ نَحمِ ... تَعَرَّضَ أَو عَلى المَجْراةِ يَجْرِي)
(لَهِمِّ مَا أزالُ لَهُ قَرِيناً ... كَأَنَّ الْقلب أبطن حر جمر)
(على بكر أخي فَارَقت بكرا ... وَأي الْعَيْش يصلح بعد بكر)
فلمّ سَمِعت سكينَة هَذَا الشّعْر قَالَت وَمن هُوَ بكر هَذَا فوُصف لَهَا فَقَالَت أهوَ ذَاكَ الأُسَيّدِ الَّذِي كَانَ يمّر بِنَا قَالُوا نعم فَقَالَت لقد طَابَ بعده كلّ شَيْء حتّى الخبو وَالزَّيْت قيل إنّ عَائِشَة بنت طَلْحَة حجّت فِي سنة وحجّت سكينَة أَيْضا فَكَانَت عَائِشَة أحسن آلَة وبغلاً فَقَالَ حاديها من الرجز)
عائشَ يَا ذاتَ البِغال الستّينْ لَا زلتِ مَا عِشتِ كَذَا تَحُجَينْ فشقّ ذَلِكَ عَلَى سكينَة وَنزل حاديها فَقَالَ من الرجز عائِشَ هَذي ضَرَّةٌ تشكوكِ لَوْلَا أَبوهَا مَا اهتَدَى أبُكِ فَأمرت عَائِشَة حاديها أنْ تكفّ فكفّ حُكِيَ أنّه اجْتمع رُوَاة جرير وكُثيرَ وَجَمِيل والأحوص ونُصيب فافتخر كلّ مِنْهُم بِصَاحِبِهِ وَقَالَ صَاحِبي أشعر فحكموا سكينَة بنت الحيبن لمِا يعْرفُونَ من عقلهَا ونفاذتها فِي الشّعْر فَخَرجُوا حَتَّى اسْتَأْذنُوا عَلَيْهَا وَذكروا لَهَا مَا كَانَ من أَمرهم فَقَالَت لراوية جرير أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي قَول من الْكَامِل
(طَرَقتْكَ صائِدهُ وَلَيْسَ ذَا ... وَقَت الزِيارةِ فَارْجِعي بٍَلامِ)
وأيّ سَاعَة أحلى للزيارة من الطروق قبح الله صَاحبك وقبح شعره هلاّ قَالَ
(وإنّ ذَا ... وَقت الزِّيَارَة فادْخُلي بِسَلامِ)
ثُمَّ قَالَت لراوية كثيرّ أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل
(يقرّ بعيني مَا يقرّ بِعَينهَا ... وَأحسن شيءٍ مَا بِهِ الْعين قرّتِ)
وَلَيْسَ شيءٌ أقرَّ لِعينها من النِّكَاح أفيحبّ أَن يُنْكَحَ قَبّحه الله وقَبّح شِعْرَهُ ثُمَّ قَالَت لراوية جميل أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل
(فَلَوْ تَرَكتُ عَقْلِي معي مَا طَلَبْتُها ... وَلَكِن طِلابيها لمِا فاتَ مِنْ عَقْلي)(15/183)
فَمَا أرى صَاحبك هوي وَإِنَّمَا طلب عقله قبّحه الله وقبح سعره ثُمَّ قَالَت لراوية نصيب أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل
(أهيم بدعد مَا حييت وَإِن أمت ... فوا حَزَني مَن ذَا يَهِمُ مَن ذَا يَهِيمُ بِها بَعْدي)
فَمَا لَهُ هِمّة ألاّ من يتعشّقها بعده قبّحه الله وقبّح شعره ألاّ قَالَ من الطَّوِيل أهيم بدعد مَا حييت وَإِن أمت فَلَا صَلَحَتْ دعدٌ لذِي خُلَةٍ بَعْدي ثُمَّ قَالَت لرِوَايَة الْأَحْوَص أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الْكَامِل
(مِن عاشِقَينِ تَوَاعَدا وتَراسَلا ... لَيْلًا إِذا نَجْمُ الثُرَيَا حَلَّقا)
)
(باتا بأنْعَمِ لَيْلةٍ وألَذِّها ... حتَى إِذا وَضَحَ الصَباحُ تَفَرَّقا)
قبّحه الله وقبّح شعره ألاّ قَالَ تعانقا فَلم تُثْنِ عَلَى وَاحِد مِنْهُم وَلَمْ تقدّمهم وَكَانَتْ هِيَ وَعَائِشَة بنت طَلْحَة زَوْجَتَيْنِ لمصعب بن الزبير وَكَانَ يجْرِي بَينهمَا مجادلات ومقاولات فلمّا كَانَ ذَات لَيْلَة وطلع الْبَدْر كَامِلا أرسلْت عَائِشَة جاريتها إِلَى سكينَة ووجدتها فِي محفل نساءٍ وهنّ فِي سمر الْقَمَر فَقَالَت لَهَا تَقول لكِ سيّدتي لمن يشبّه هَذَا وَكَانَتْ عَائِشَة فِي غَايَة الْجمال وَالْحسن وَكَانَتْ أحسن من سكينَة فَقَالَت سكينَة إِذا أَصْبَحْنَا ونادى الْمُنَادِي فتعالي حَتَّى أجيبك فلمّا نَادَى المؤذّن أتتها فَقَالَت هَاتِي الْجَواب فَقَالَت لَهَا قولي لسيّدتك جَدُّ من هَذَا فَرَجَعت إِلَيْهَا وَقَالَت لَهَا ذَلِكَ فَقَالَت عَائِشَة مَا بَقِي بعد هَذَا كَلَام مَعَ سكينَة
ولمّا توشحَ مُصعب بِسَيْفِهِ وَخرج إِلَى قتال عبد الْملك بن مَرْوَان نادته سكينَة أعَزَمْتَ يَا ابْن عمّ فَقَالَ لَهَا مَا أَنا ممّن يرجع عَن عزيمته فنادت واحرباه مَنْ للمكارم بعْدك يَا ابْن الزبير فَرجع إِلَيْهَا وعانقها وودّعها ودمعت عَيناهُ وَقَالَ أما لَو علمتُ أنّ لي من قَلْبك هَذَا الْمَكَان لَكَانَ لي وَلَك شَأْن فَلم يرجع من ذَلِكَ الْيَوْم
(سُكَين الضَمْري)
مدنِي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ عَطاء بن سَالم قَالَ البُخَارِيّ سُكين الضمرِي سمع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الْمُؤمن يَأْكُل فِي معاءٍ واحدٍ قَالَ وَقَالَ مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبيد بن الأغرّ عَن عَطاء بن يسَار عَن جَهْجَاه عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك وَلَا يصحّ جَهْجَاه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(الألقاب)
ابْن سكينَة الْحَافِظ اسْمه عبد الوهّاب بن عليّ
وَلَده صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ عبد الرزّاق(15/184)
ابْن سكينَة عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله
(سلجوقي)
الخلاطيّة زَوْجَة الإِمَام النَّاصِر سلجوقي خاتون بنت قليج أرسلان بن مَسْعُود الروميّة الْجِهَة المعظمة ابْنه سُلْطَان الرّوم ويُعرف بالخلاطيّة زَوْجَة الإِمَام النَّاصِر كَانَ يحبّها قدمت بَغْدَاد للحجّ فوُصفت للناصر وأُخبر بجمالها الزَّائِد وَكَانَتْ متزوّجةً بِصَاحِب حصن كيفاء فحجّت وعادت إِلَى بَلَدهَا فَتُوفيّ زوجُها فَخَطَبَهَا الْخَلِيفَة من أَخِيهَا فزوّجها مِنْهُ وَمضى لإحضارها الْحَافِظ يُوسُف بن أَحْمد شيخ رِبَاط الأرجوانيّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فأُحضرت وشُغف الْخَلِيفَة بِهَا وَبنت لَهَا رِبَاطًا وتربةً بالجانب الغربي فتوفّيت سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة قبل فرَاغ الْعِمَارَة وَدخل عَلَى الْخَلِيفَة من الْحزن مَا لَا يُوصف وحضرها كافّة الدولة وَرفعت الغرز والطرحات ولبسوا الْأَبْيَض ورُفعت البلسلمة وَوضعت عَلَى رُؤُوس الخدّام وارتفع الْبكاء من الْجَوَارِي والخدم وعُمل لَهَا الغزاء والختمات وتُركت دارها بِجَمِيعِ مَا فِيهَا من الأقمشة والأثاث عَلَى حَالهَا سِنِين عديدة لَا يُؤْخَذ مِنْهَا شَيْء وَلَا يُفْتَحُ
(مُلُوك بني سلجوق)
جمَاعَة مِنْهُم محمّد بن ملكشاه وَمِنْهُم طغلبك اسْمه محمّد بن مِيكَائِيل وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن محمّد وَمِنْهُم سنجر بن ملكشاه
(سُلْطَان)
3 - (ابْن رشا الصَّابُونِي الشَّافِعِي)
سُلْطَان بن إِبْرَاهِيم بن مُسلم أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي الْفَقِيه ابْن الصَّابُونِي ويُعرف بِابْن رشا أحد الأئمّة تفقّه عَلَى الْفَقِيه نصر بن إِبْرَاهِيم حَتَّى برع فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَدخل مصر وَسمع الْكثير بقرَاءَته عَلَى أبي إِسْحَاق الحبّال والخلعي قَالَ السلَفِي كَانَ من أفقه الْفُقَهَاء بِمصْر
روى عَنهُ السلَفِي وَأَبُو الْقَاسِم البوصيري وَجَمَاعَة وتوفيّ سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة
3 - (الزَّاهِد البعلبكي)
سُلْطَان بن مَحْمُود البعلبكي الزَّاهِد من أَصْحَاب الشَّيْخ(15/185)
عبد الله اليونيني كَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء تقوّت مدّةً من مباحات جبل لبنان وَلَهُ كراماتٌ وأحوالٌ وتوفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وستّ مائَة
3 - (تَاج الدولة ابْن منقذ)
سُلْطَان بن عليّ بن مقلّد بن منقذ أَبُو العساكر وُلد بطرابلس سنة أَربع وستّين وأرع مائَة ولي شَيْزَر بعد أَخِيه عزّ الدولة أبي المرهف نصر وسوف يَأْتِي ذكره فِي حرف النُّون فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وُلد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ شجاعاً ذَا سياسة ورياسة وحزم فَاضلا شَاعِرًا روى الحَدِيث وَولي شَيْزَر وَهُوَ شابّ فَكَانَ فِي حكم الكهول وشجاعة الشبّان حكى ابْن أَخِيه أُسَامَة أنّ أَبَا عَسَاكِر قَالَ لجَماعَة هُوَ مِنْهُم تعلمُونَ لِمَ صَارَت آمال الشُّيُوخ أقوى من آمال الشَّبَاب قُلْنَا لَا قَالَ لأنّ الشُّيُوخ أمَلُوا أَشَاء وطالت أعمارُهُم فَصَارَ لَهُم إِدْرَاك مَا أملوا عَادَة فَلذَلِك قويت آمالهم وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى أَخِيه أبي سَلامَة مرشد فِي معنى مغيض الدمع إِلَى الأحشاء من الْكَامِل
(لي مُقْلَةٌ إنسانُها غَرِقُ ... وَحَشاً بِنارِ الشَوْقِ تَأتَلِقُ)
(وتَفِيضُ أنْفاسِي فَيَتْبَعُها ... دَمْعِي فَقَلْبِي مِنْهُما شَرِقُ)
(يَا مُهْجَةً شُغِفَ الغَرامُ بِها ... عَجَباً بِماء العَينِ تَحْتَرِقُ)
(إنْ كُنْتُ أقْوَى غَيْرَ مَجدِكمُ ... فيَدِي عِنَ العَلْياءِ تَفْتَرقُ)
(أدْعُوكَ مَجْدَ الدِينِ دَعُوَةَ مَنْ ... أنْتَ المُرادُ وَطَرْفُهُ الأرِقُ)
(الألقاب)
)
ابْن السلعوس الصاحب شمس الدّين اسْمه محمّد بن عُثْمَان
ووالدُه عُثْمَان بن أبي رَجَاء
ابْن السلعوس الطَّبِيب محمّد بن أبي رَجَاء
ابْن السلعوس أَخُو الْوَزير أَحْمد بن عُثْمَان
السلعي يُوسُف بن يَعْقُوب
السِلفي الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن محمّد بن أَحْمد
(سلكان)
سلكان بن سَلامَة الْأنْصَارِيّ أَبُو نائلة وَهُوَ أحد النَّفر الَّذين قتلوا كَعْب ابْن الْأَشْرَف وَيُقَال اسْمه سعد وإنّما عُرف واشتهر بكنيته وَكَانَ من الرُّمَاة(15/186)
الْمَذْكُورين فِي الصَّحَابَة رضه وَكَانَ شَاعِرًا أَيْضا وَقيل إنّ كَعْب بن الْأَشْرَف كَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة
(سَلْم)
3 - (الْبَاهِلِيّ أَمِير الْبَصْرَة)
سلم بن قُتَيْبَة بن مُسلم أَبُو عبد الله الْبَاهِلِيّ الْخُرَاسَانِي وَالِد سعيد بن سلم
حدّث عَن أَبِيه قُتَيْبَة وَعبد الله بن عون بن دِينَار وَابْن سِيرِين وَغَيرهم وَسمع طاووساً وخالداً والحذّاء روى عَنهُ شُعْبَة وَغَيره وأوفده يُوسُف بن عمر عَلَى هِشَام ليولّيه خُرَاسَان وَأثْنى عَلَيْهِ فَلم يفعل وَولي الْبَصْرَة ليزِيد بن عمر بن عبيرة فِي خلَافَة مَرْوَان ثُمَّ وَليهَا فِي خلَافَة الْمَنْصُور وَكَانَ جواداً توفيّ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة خدم فِي الدولتين وَكَانَ عَاقِلا حازماً
3 - (العابد الْبَلْخِي)
سلم بن سَالم أَبُو محمّد الْبَلْخِي الزَّاهِد العابد حدّث بِبَغْدَاد إذْ أقْدَمَهُ الرشيد وحبسه حَتَّى مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة قَالَ ابْن سعد كَانَ مرجئاً ضَعِيفا
3 - (الخوّاص الرَّازِيّ)
سلم بن مَيْمُون الخوّاص الزَّاهِد الرَّازِيّ سْكن الرملة قَالَ أَبُو حَاتِم أدركْتُهُ كَانَ مرجئاً لَا يُكْتَبُ حديثُه توفيّ فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين
3 - (الْكَاتِب)
سلم بن أبان الْكَاتِب أحد شعراء الْعَسْكَر قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجَمه معتمدي هجا سُلَيْمَان)
بن وهب وَأحمد بن محمّد بن ثوابة فَأكْثر فَمن قَوْله فِي ابْن ثوابة من الْكَامِل
(فُقْتَ البَسُوسَ وَداحِساً وقُداراً ال ... ملعونَ والغَبْراءَ يَا ابْنَ ثوابهْ)
(فِي الشُؤمِ تَسْبِقُ والبغَا فِيهِ بِهِ ... وَاْكتُبْ فَقَدْ دَنَّسْتَ كلَّ كِتابَهُ)
(قَدْ عَوَّ جُودُكَ فالثُريّا دُونَهُ ... لكِنَّ دُبرَك للفَيَشِلِ غَابَهْ)
وَمِنْه من الْخَفِيف كَيفَ صيرت حَاجَتي عرض المطل وللمطلِ مذهبٌ مذمَومُ وَتَوَانَيْتَ عَن تَحَقُّقِ مَا أَنْت بنجح الفعال فِيهِ زَعيمُ(15/187)
(لَيْس سَجْنِي الثِمارَ مِنْ شجر الشَّك ... رِ وَغَرْسِ الثَناءِ إلاّ كَريمُ)
3 - (الممزّق)
سلم الممزّق الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو عبّاد ابْن المخرّق الَّذِي يَقُول من الْبَسِيط
(أَنا المُمزَّقُ أعْراضَ اللِئامِ كَما ... كانَ الممزَّقُ أعراضَ اللِئام أبي)
والممزّق هُوَ الْقَائِل من الوافر
(إِذا وَلَدَتُ حَليلَةُ باهِليٍّ ... غُلاماً زَاد فِي عَدَد اللِئامِ)
(وَعرض الباهليِّ وَإنْ تَوَقَّى ... عَلَيهِ مِثْلُ مِنديل الطعامِ)
(وَلَو كَانَ الخليفةُ باهليّاً ... لقَصَّرَ عَنْ مُسَاواةِ الكِرامِ)
3 - (أَبُو حَرْب الْهِلَالِي)
سلم بن أوفى أَبُو حَرْب الْهِلَالِي الْبَصْرِيّ أحد ملحاء الْبَصْرَة وَكَانَ فِي نَاحيَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان وَلَهُ يَقُول من الْكَامِل
(كَثُرَتْ عَندي أيادِي ... كَ فَجَلّ الشُكُر عَنْها)
(وَأَحاطَتْ بِجَميعِ ال ... نُطْقِ حَتَى لَمْ أُبِنْها)
(فَإِذا زِدْتُكَ فِيها ... كُنْتُ كالناقِصِ مِنْها)
وَلَهُ أَيْضا من الْخَفِيف
(لَيْسَ شيءٌ سِوَى الأسَى ... مَا خَلا سَوفَ أوْ عَسَى)
(لاَ تَلنِي يَئِستُ مِن ... ك وَإِن كنتَ مُوئِسا)
(رُبَّما أَحْسَنَ الزَما ... نُ وَإِن كانَ قَد أسا)
)
3 - (الخاسر)
سلم بن عَمْرو بن حَمَّاد بن عَطاء بن يَاسر وَقيل عَطاء بن ريسان مولى أبي بكر الصدّيق رضه كَانُوا يَزْعمُونَ أنّه من حِمْيرَ نَشأ فِي خلَافَة أبي بكر رضه وهم موَالِيه وَقيل موَالِي عبد الله بن جدعَان يكنّى أَبَا عَمْرو ويسمّى سلما الخاسر لأنّه ورث مُصحفا فَبَاعَهُ وَاشْترى بِثمنِهِ دفاتر شعر فسُمّي الخاسر قَالَ المرزباني وَكَانَ شَاعِرًا مكثراً مطبوعاً سريّاً عَالما بأشعار الْعَرَب مزّاحاً ظريفاً وَكَانَ يلْزم بشّار بن برد وَيَأْخُذ عَنهُ ومدح معن بن زَائِدَة فِي أيّام الْمَنْصُور ومدح الْمهْدي وَالْهَادِي وخصّ بالرشيد والبرامكة وَكَانَ يَأْتِي بَاب الْمهْدي عَلَى برذون قِيمَته عشرَة آلَاف دِرْهَم ولباسه الخّز والوشي وَمَا أشبه ذَلِكَ ورائحة الْمسك والعالية وَالطّيب تفوح مِنْهُ وَقيل إنّه مَاتَ وَترك ألف ألف وَخمْس مائَة ألف دِرْهَم أَصَابَهَا من الرشيد وأمّ جَعْفَر فَأَخذهَا الرشيد وَقَالَ هُوَ مولَايَ روى ذَلِكَ أَبُو هفّان انْتهى قلت توفيّ سلم فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة وَكَانَ(15/188)
مسلّطاً عَلَى بشّار يَأْخُذ مَعَانِيه الجيّدة فيسبكها فِي قالب أحسن من قالبها البشّاري فيشتهر قَول سلم ويخمُلُ قولُ بشّار بن برد كَقَوْل سلم الخاسر من الْبَسِيط
(من راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً ... وفازَ بالَذَّةِ الجَسورُ)
أَخذه من قَول بشّار من الْبَسِيط
(من راقَبَ الناسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحاجَتِهِ ... وفازَ بالطَيِّباتِ الفايِكُ اللَهجُ)
فَقَوْل سلم أرشق وأعذب واقلّ من قَول بشّار بأَرْبعَة عشر حرفا وروى إِسْمَاعِيل بن يحيى اليزيدي عَن أَبِيه أبي محمّد قَالَ كنت يَوْمًا جَالِسا أكتب كتابا فَنظر فِيهِ سلم الخاسر فَقَالَ من الْخَفِيف
(أَيْرُ يَحيَى أخَطُّ مِنْ كَفِّ يَحْيَى ... إنّ يَحْيَى بأيرهِ لَخَطوطُ)
قَالَ فَقلت مسرعاً من الْخَفِيف
(أُمُّ سَلْمٍ بذاكَ أعْلَمُ مِنْهُ ... إنَّها تَحْتَ أيْرِهِ لَضرَوطُ)
(وَلَها تَحْتَه إِذا مَا عَلاها ... رَمَلٌ مِن وِداقِها وأطيطُ)
(لَيتَ شِعرِي مَا بالُ سَلْمِ بِن عمرِو ... كاسِف البالِ حِينَ يُذكَرُ لوطُ)
(لَا يُصليّ عَلَيْهِ حِين يصلّي ... بَلْ لَهُ عِند ذِكرِهِ ثَثْبيطُ)
قَالَ فَقَالَ لي سلم مَالك وَيلك جننت أيّ شَيْء دعَاك إِلَى هَذَا كلّه فَقلت بدأتَ فانتصرتُ)
والبادئ أظلم
وَمن شعر سلم الخاسر من المتقارب
(إِذا أَذِنَ الله فِي حاجةٍ ... أتاكَ النَجاحُ عَلَى رِسْلهِ)
(يَفُوزُ الجَوادُ بحُسن الثَناء ... وَيَبْقَى البَخِيلُ عَلى بُخلهِ)
(فَلَا تَسْألِ الناسَ مِنْ فَضْلِهِم ... وَلَكِن سَلِ اللهَ مِن فَضلهِ)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(سَأُرسِلُ بَيْتاً قَدْ وَسَمْتُ جَبِينَهُ ... يُقّطِّع أعْناقَ البيُوتِ الشَوارِدِ)
(أَقَامَ النَدَى والبأسُ فِي كُلِّ مَنْزِل ... أقَامَ بِهِ الفَضْلُ بن يَحيَى بنِ خالدِ)
ولمّ قَالَ سلم الخاسر قصيدته فِي الرشيد من الْكَامِل
(قُلْ لِلْمَنازِلِ بالكَثِيبِ الأعْفَرِ ... أُسْقِيتَ غَادِيَة السَحابِ المُمطِرِ)
(قَد بايَعَ الثَقلانِ مُهْدِيّ الهُدَى ... بمُحمَّدِ بِن زُبَيدَةَ ابنةِ جَعْفَرِ)(15/189)
حَشَتْ زبيدة فاهُ دُرّاً فَبَاعَهُ بِعشْرين ألف دِينَار وَمَات فِي زمن الرشيد وَقَدْ اجْتمع عِنْده من المَال مَا قِيمَته ستّة وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار
3 - (الْحَارِثِيّ اليمني)
سلم بن شَافِع الْحَارِثِيّ من أهل تهَامَة الْيمن ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قَالَ ذُكر أنَّه كتب إِلَى عمّه عليّ بن زيْدان وَقَدْ وَفد إِلَيْهِ يستعينه فِي دِيَة قَتِيل فَوَجَدَهُ مَرِيضا من الوافر
(إِذا أوْدَى ابنُ زَيْدانٍ عليا ... فَلا طَلَعَتْ نُجومُكِ يَا سَماءُ)
(وَلَا اشتَمَل النِساءُ عَلَى جَنينٍ ... وَلَا رَوَّى الثَرَى للسُحبِ ماءُ)
(عَلى الدُنيا وساكِنها جَمِيعًا ... إِذا أودى أَبُو الحَسَنِ العَفاءُ)
3 - (أَبُو سعيد الحجراوي)
سلم بن يحيى بن عبد الحميد أَبُو سعيد الطَّائِي الحجراوي من أهل حجراء قَرْيَة بِدِمَشْق حدّث عَن أَبِيه وسُويد بن عبد الْعَزِيز ومروان بن مُعَاوِيَة وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن أَخِيه عَمْرو بن عتبَة بن عمَارَة بن يحيى وأتى عَلَيْهِ مائَة وَعِشْرُونَ سنة قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأجلسه عَلَى الْبسَاط فَأسلم وَحَسُنَ إِسْلَامه وَرجع إِلَى قومه فأسلموا وَكَانَ إِذْ دخل يَوْم الْجُمُعَة إِلَى دمشق بَيْنَ النَّاس من الْجَامِع يتلقّونه فِي أَسْفَل جَيْرون فيحملونه حتّى يصعد)
الْمَسْجِد ثُمَّ يَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِكَ إِذا أَرَادَ الِانْصِرَاف
3 - (السَّلمَانِي الشَّافِعِي اسْمه محمّد بن هبة الله)
(سلمى)
3 - (سَلمى خادمة رَسُول الله)
3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
وَهِي مولاة صَفِيَّة بنت عبد المطّلب وَهِي امْرَأَة أبي رَافع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأمّ بنيه روى عَنْهَا عبيد الله بن أبي رَافع وَهِي الَّتِي قبلت إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَتْ قَابِلَة بني فَاطِمَة ابْنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي الَّتِي غسلت فَاطِمَة مَعَ وزجها عليّ وَمَعَ أَسمَاء بنت عُميس وَشهِدت سلمى هَذِهِ خَبِير مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي صَاحِبَة حَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إنّ امْرَأَة عُذّبت فِي هرّة ربطتها فَلم تُطْعِمْها وَلَمْ تترُكْها تَأكُلُ من خشَاش الأَرْض(15/190)
3 - (سلمى بنت عُمَيْس)
أُخْت أَسمَاء هِيَ إِحْدَى الْأَخَوَات الَّتِي قَالَ فيهنّ رَسُول الله ابْنة حَمْزَة ثُمَّ خلف عَلَيْهَا شدّاد بن أُسامة بن الْهَاد اللَّيْثِيّ فَولدت لَهُ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن
3 - (أمّ الْمُنْذر النجاريّة)
سلمى بنت قيس بن عَمْرو أمّ الْمُنْذر النجاريّة أُخْت سليط بن قيس ممّن شهد بَدْرًا وَهِي إِحْدَى خالات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَتْ ممّن صلىّ الْقبْلَتَيْنِ وبايعت بَيْعةَ الرضْوَان
قَالَت جئتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نسَاء من الْأَنْصَار فبايعْناه عَلَى أَن لَا نُشرِكَ بِاللَّه وَلَا نَسْرِق وَلَا نزني الْآيَة
3 - (سلمى البغداديّة)
الشاعرة ذكرهَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء محمّد بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي فِي كتاب سر السرُور الَّذِي جمعه فِي شعراء عصره وأوْرَدَ لَها من الوافر
(عُيونُ مَها الصرّيمِ فداءُ عَيْني ... وأجْيَادُ الظِباءِ فَدَاءُ جِيدي)
(أُزَيَّنُ بالعُقودِ وإنَّ نَحْري ... لأزْيَنُ لِلْعُقودِ مِنْ العُقودُ)
(وَلَوْ جاوَرْتُ فِي بَلَد ثَموداً ... لمّا نَزَل العَذابُ عَلى ثمودِ)
)
(سلمويه)
3 - (طَبِيب المعتصم)
سلموية بن بنان طَبِيب المعتصم الَّذِي اخْتَارَهُ وأكرمه إِكْرَاما كثيرا وَكَانَتْ التواقيع تَرِد إِلَى الدَّوَاوِين وَغَيرهَا بخطّ سلمويه وتواقيع الْأُمَرَاء والقوّاد وَغَيرهم فِي حَضْرَة المعتصم بخطّه وولىّ أَخَاهُ إِبْرَاهِيم بن بنان خَزَائِن الْأَمْوَال وخاتمه مَعَ خَاتم المعتصم وَكَانَ سلموية نصرانيّاً حسن الِاعْتِقَاد فِي دينه كثير الْخَيْر مَحْمُود السِّيرَة وَكَانَ المعتصم يَقُول هَذَا عِنْدِي أكبر من قَاضِي الْقُضَاة لأنّ هَذَا يحكم فِي مَالِي وَهَذَا يحكم فِي نَفسِي وَنَفْسِي أشرفُ من مَالِي كَذَا قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء وَقَالَ إِسْحَاق بن عليّ الرهاوي فِي كتاب أدب الطَّبِيب عَن عِيسَى بن ماسويه قَالَ أَخْبرنِي يوحنّا بن ماسويه عَن المعتصم انْتهى قلت وَجه الصَّوَاب أنّ لَو قَالَ سلمويه أكبر عِنْدِي من الْوَزير لأنّ الْوَزير يحكم فِي مَالِي وَهَذَا يحكم فِي نَفسِي فإنّ القَاضِي لَا يحكم فِي المَال أَعنِي يقبضهُ وينفقه بِغَيْر علم الْخَلِيفَة وَالْقَاضِي أشرف من الطَّبِيب لأنّه يحكم فِي الدّين وَيَقُول هَذَا(15/191)
حَلَال وَهَذَا حرَام والدينُ أشرفُ من النَّفس لأنّ ذهَاب النَّفس مَعَ بَقَاء الدّين أَحْمد فِي العُقْبّى وَذَهَاب الدّين مَعَ بَقَاء النَّفس شرٌّ فِي العقبى فِي العقبى فَظهر بِمَا قَالَه المعتصم أنّ القَاضِي أكبر من الطَّبِيب وَكَانَ مَا قَالَه المعتصم فَاسد الدَّلِيل عَلَى أنّني أرى هَذِهِ من مَوْضُوعَات الأطبّاء لأَنْفُسِهِمْ وإلاّ فقد كَانَ القَاضِي أَحْمد بن أبي دؤاد عِنْد المعتصم بالحلّ الْأَسْنَى وَالْمَكَان الأرفع عَلَى مَا هُوَ مَعْرُوف انْتهى واعتلّ سلمويه وعاده المعتصم وَبكى عِنْده وَقَالَ لَهُ تُشير عليّ بعْدك بِمَا يصلحني فَقَالَ لَهُ عَلَيْكَ بِهَذَا الْفُضُولِيّ يوحنّا ابْن ماسويه وَإِذا شكوتَ إِلَيْهِ وَوصف لَكَ أوصافاً فَخذ أقلّها أخلاطاً قَالَ ابْن أبي أصيبعة ولمّا مَاتَ سلموية امْتنع المعتصم من أكل الطَّعَام يَوْم مَوته وَأمر بِأَن تحضر جنَازَته الدَّار ويصلىَّ عَلَيْهِ بالشمع والبخور عَلَى ذيّ الْأنْصَارِيّ الْكَامِل ففُعل ذَلِكَ وَهُوَ بِحَيْثُ يبصرهم قَالَ وَكَانَ الهضم فِي جَسَد المعتصم قويّاً وَكَانَ سلمويه يفصده فِي السّنة مرّتين ويسقيه بعد كل مرّة دَوَاء مسهلاً ويعالجه بالحِمْية فِي أَوْقَات فَأَرَادَ ابْن ماسويه أَن يُريه غير مَا عهد فَسَقَاهُ دَوَاء قبل الفصد وَقَالَ أَخَاف أَن تتحرك عَلَيْكَ الصَّفْرَاء فعندما شرب الدَّوَاء حمي جِسْمه وَمَا زَالَ جِسْمه ينقص والعلل تتزايد إِلَى أَن نحل بدنه وَمَات بعد سلموية بِعشْرين شهرا وَكَانَتْ وَفَاة المعتصم سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ)
3 - (أَبُو صَالح اللَّيْثِيّ)
سلمويه النَّحْوِيّ اللَّيْثِيّ أَبُو صَالح أحد أَصْحَاب السِيرَ وَالْأَخْبَار لَهُ كتاب الْفتُوح لخراسان وَهُوَ كتاب الدولة
(سلمَان)
3 - (سلمَان الْفَارِسِي)
سلمَان أَبُو عبد الله الْفَارِسِي الرامَهُرْمُزِي الْأَصْبَهَانِيّ سَابق الْفرس إِلَى الْإِسْلَام رضه
صحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخدمه وروى عَنهُ ابْن عبّاس وَأنس وَعقبَة ابْن عَامر وَأَبُو سعيد وَكَعب بن عجْرَة وَعبد الله بن أبي زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَغَيرهم وتوفيّ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ قَدْ صحب ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة ممّن كَانُوا متمسّكين بدين الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَأخْبرهُ الْأَخير عَن مبعث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصفته ثُمَّ استرقته الْعَرَب فتداوله بضعَة عشر سيداً حَتَّى كَانَتْ مُكَاتبَته فَكَانَ وَلَاؤُه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَوْم الْأَحْزَاب سلمَان مِنّا أهل الْبَيْت وآخى بَينه وَبَين أبي الدَّرْدَاء وَقيل إنّه الَّذِي أَشَارَ بِحَفر(15/192)
الخَنْدَق وَكَانَ لَهُ فِيهِ فضل عمل وَكَانَ كثير الزّهْد فِي الدُّنْيَا وعاده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَرض أَصَابَهُ وَجعل عمر عطاءه أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ الْقَاسِم أَبُو عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي زارنا سلمَان وَخرج النَّاس يتلقّونه كَمَا يُتلقّى الْخَلِيفَة فلقيناه وَهُوَ يمشي فَلم يبْق شرِيف إلاّ عرض عَلَيْهِ أَن ينزل بِهِ فَقَالَ جعلت فِي نَفسِي مرّتي هَذِهِ أَن أنزل عَلَى بشير بن سعد فلمّا قدم سَأَلَ عَن أبي الدَّرْدَاء فَقَالُوا مرابط ببيروت فتوجّه قِبّله وَكَانَ أَبوهُ دهقان أرضه وَكَانَ عَلَى المجوسيّة ثُمَّ لحق بالنصارى وَرغب عَن الْمَجُوس ثُمَّ صَار إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ عبد رجل من الْيَهُود فلمّا هَاجر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ سلمَان فَأسلم وَكَاتب مَوْلَاهُ الْيَهُودِيّ فأعانه النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمسلمون حتّى عتق وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا سَابق ولد آدم وسلمان سَابق أهل فَارس وَعَن أبي هُرَيْرَة رضه إنّ رَسُول الله تَلا هَذِهِ الْآيَة وَإنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوماً غَيْرَكُم قيل من هم يَا رَسُول الله فَضرب عَلَى فَخذ سلمَان ثُمَّ قَالَ هَذَا وَقَومه وَلَو كَانَ الدّين عِنْد الثريّا أتناوله رجال من فَارس وَفِي رِوَايَة لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بالثريّا ومرّ بجسر الْمَدَائِن غازياً وَهُوَ أَمِير عَلَى الْجَيْش وَاشْترى رجل علفاً لفرسه فَقَالَ لسلمان يَا فَارسي تعال فاحملْ فَحمل وَأتبعهُ فَجعل النَّاس)
يسلّمون عَلَى سلمَان فَقَالَ من هَذَا قَالَ سلمَان الْفَارِسِي قَالَ وَالله مَا عرفتك أقِلْنِي فَقَالَ سلمَان لَا إنّي احتسبت بِمَا صنعت خصَالاً ثَلَاثًا إحداهنّ أنّي ألقيت عَن نَفسِي الْكبر وَالثَّانيَِة أعين رجلا من الْمُسلمين فِي حَاجته وَالثَّالِثَة لَو لَمْ تسخرني لسخّرتُ من هُوَ أَضْعَف منّي فوقيتُهُ بنفسي فَقَالَ الْحسن كَانَ عطاؤه خَمْسَة آلَاف وَكَانَ عَلَى ثَلَاثِينَ ألفا من النَّاس يخْطب فِي عباءة يفترش نصفهَا ويلبس نصفهَا وَإِذا خرج عطاؤه أمْضَاهُ وَيَأْكُل من سفيف يَده وقبره بِالْمَدَائِنِ
3 - (أَبُو عبد الله الْبَاهِلِيّ)
3 - (قَاضِي الْكُوفَة)
سلمَان بن ربيعَة بن يزِيد أَبُو عبد الله الْبَاهِلِيّ يُقَال إنّ لَهُ صُحْبَة شهد فتوح الشَّام مَعَ أبي الْبَاهِلِيّ ثُمَّ سكن الْعرَاق ولاّه عمر قَضَاء الْكُوفَة ثُمَّ ولي غَزْو أرمينية فِي خلَافَة عُثْمَان فقُتل بِبَلَنْجَر وحدّث عَن عمر بن الخطّاب وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَكَانَ يَغْزُو سنة ويحجّ سنة وَهُوَ أوّل من قضى بالعراق ولمّا اسْتشْهد بِأَرْض أرمينيّة سنة تسع وَعشْرين لِلْهِجْرَةِ جعل أهل تِلْكَ النَّاحِيَة عِظَامه فِي تَابُوت فَإِذا احْتبسَ عَلَيْهِم الْقطر أَخْرجُوهُ فاستسقوا بِهِ وَفِي ذَلِكَ يَقُول ابْن جمانة الْبَاهِلِيّ من الطَّوِيل
(وإنّ لَنَا قبرين قبر بَلَبْجَرٍ ... وَقبراً بِأَرْض الصين يَا لَكَ من قبرِ)
(فَهَذَا الَّذِي بِالصينِ عَمَّتْ فُتوحُهُ ... وَهَذَا الَّذِي بالتُركِ يُسقى بِهِ القَطْرُ)(15/193)
الْقَبْر الَّذِي بالصين قبر قُتَيْبَة بن مُسلم قُتل بفرغانة فَجعل الشَّاعِر ذَلِكَ بالصين
3 - (ابْن الفتي النَّحْوِيّ)
سلمَان بن عبد الله بن محمّد بن المفتيّ الْحلْوانِي أَبُو عبد الله ابْن أبي طَالب النَّحْوِيّ النهرواني قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ بِهَا النَّحْو عَلَى أبي الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن برهَان الْأَسدي وَعمر بن ثَابت الثمانيني واللغة عَلَى أبي الْقَاسِم عبيد الله بن محمّد الرقّي وَأبي محمّد الْحسن بن محمّد الدهّان وقرا بِالْبَصْرَةِ عَلَى القصباني حتّى برع فِي النَّحْو وَسمع بِبَغْدَاد من أبي طَالب بن غيلَان وَأبي محمّد الْجَوْهَرِي وَالْقَاضِي أبي الطَّبَرِيّ ثُمَّ جال فِي الْعرَاق وَنشر بِهَا علمه
وتوفيّ سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والنحو وصنّف التَّفْسِير وشرَحَ الْإِيضَاح وَلَهُ فِي اللُّغَة القانون فِي عشرَة أسفار وَهُوَ قَلِيل المثّل وَلَهُ علل القرآات وروى)
عَنهُ السلَفِي وَمن شعره من الوافر
(تَقولُ بُنَيِّتِي أبّتيِ تَقَنَّعْ ... وَلَا تَطْمَحْ إِلَى الأطْماعِ تَعْتَدْ)
(ورُض بِالبَأسِ نَفْسَكَ فَهْوَ أحْرَى ... وَأزْيَنُ فِي الوَرَى وَعَلَيْكَ أعْوَدْ)
(فَلَوْ كُنْتَ الخَيلَ وسِبَوَيهِ ... أوِ الفَرَّاءَ أوِ المُبَرَّدْ)
(لمَا سَاوَيْتَ فِي حَيٍّ رَغيفاً ... وَلا تُبْتاعُ بالماءِ المُبَرَّدْ)
وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل
(يَا ظَبْيةً حَلَّتْ بِبابِ الطاقِ ... بَيْني وَبَينَكِ أوْكَدُ المِيثاقِ)
(فَوَحَقِّ أيّامِ الْحمى ووِصالِنا ... قَسَماً بِهَا وبنعمة الخَلاّقِ)
(مَا مَرَّ مِن يومٍ وَلا مِنْ لَيْلَةٍ ... إِلَّا إليكِ تَجَدَّدَتْ أشْواقي)
(سَقْياً لأيّامٍ جَنَى لي طِيبُها ... وَرْدَ الخُدودِ وَنَرْجِسَ الأحْداقِ)
قلت شعر متوسّط وَأورد لَهُ ياقوت قَوْله من المتقارب
(تَذَلَّلَ لِمَنْ إنْ تَذَلَّلْتَ لَهُ ... يَرى ذاكَ لِلظَرْفِ لَا لِلْبَلَهْ)
(وَجانِبْ صَاقةَ مَنْ لَم يَزَل عَلَى ... الأصْدِقاءِ يَرَى الفَضْلَ لَهْ)
وَقَالَ كَانَ لَهُ ابْن اسْمه الْحسن بن سلمَان بن عبد الله بن الفتيّ فَقِيها عَالما درّس بالنظاميّة وَكَانَ فَاضلا وَلَهُ معرفَة بالنحو واللغة وينشي الْخطب وَالشعر توفيّ سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة وَكَانَ لَهُ ابْن آخر يُقَال لَهُ أَبُو الْحسن عليّ كَانَ أديباً فَاضلا وَكَانَ وجيهاً الريّ إمّا وزيراً لبَعض أُمَرَاء السلجوقيّة أَو شَبِيها بالوزير مدحه أَبُو يعلى ابْن الهبارية(15/194)
عِنْد وُرُوده إِلَى الريّ فَلم يحمده فَكتب رِسَالَة إِلَى بعض رفاقه فِي ذمّه وَهِي طَوِيلَة أوردهَا بكمالها ياقوت فِي مُعْجم الأدباء فِي تَرْجَمَة سُلَيْمَان الْمَذْكُور وَهِي من عجائب ابْن الهبارية
3 - (الطَّائِفِي)
سلمَان بن خضر وَقيل ابْن خضير أَبُو الْفَتْح الطَّائِفِي أورد لَهُ الباخرزي فِي الدُمية من المتقارب
(كَأَنَّ الغَمامَ لَهَا عاشِقٌ ... يُسَابِرُ هَوْدَجها أيْنَ سارا)
(وَبالأرضِ مِنْ حُبِّها صُفرةٌ ... فَمَا تُنْبِتُ الأرضُ إلاّ بهَارا)
قلت أَنا هَذَا شعر أبي الْعَلَاء المعرّي فِي سقط الزند وَأورد لَهُ أَيْضا من الْخَفِيف)
(بَرَزَتْ فِي غلالة مِنْها ... قَمَرَ الصَيفِ فِي لَياليِ الشِتاءِ)
قلت لأنّ ليَالِي الصَّيف لَا يكون فِي الجوّ من السَّحَاب مَا يحجب الْأَبْصَار عَن رُؤْيَة الأقمار وليالي تنعكس الأبخرة إِلَى بَاطِن الأَرْض وَلَا يتصاعد مِنْهَا إِلَى الجوّشيء فَيُرَى قرص الْقَمَر صافياً من تِلْكَ الأبخرة
وَأورد الباخرزي أَيْضا للمذكور من الْخَفِيف
(لي حَبيبٌ مِن الوَرَى شَبَّهُوهُ ... بِهلال الدُجَى وَقَدْ ظَلَموهُ)
(لَبْسَ لي عَنْه فِي سُلُوّيَ وَجْهُ ... وَلَهُ فِي السُلوَّ عَنّي وُجوهُ)
(قَمَرُ كُلمّا كَتَمتُ هَواه ... قَالَ دَمْعي هَذَا المُريبُ خُذوهُ)
3 - (الصُّوفِي الْفَقِيه الأصولي)
سلمَان بن نَاصِر بن عمرَان أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي الْفَقِيه صَاحب إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ بارعاً فِي الْأُصُول وَالتَّفْسِير سمع وحدّث وَشرح كتاب الْإِرْشَاد لشيخه وخدم الإِمَام القشري مدّةً وَكَانَ زاهداً إِمَامًا عَارِفًا من أَفْرَاد الأئمّة وَهُوَ من كبار المصنّفين فِي الْأُصُول توفيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة
3 - (ابْن الْأَبْزَارِيِّ)
سلمَان بن محمّد أَبُو الْقَاسِم ابْن الْأَبْزَارِيِّ وَلَمْ يكن أَبوهُ أبزارياً وإنمّا جدّه لأمّه فنُسب إِلَيْهِ وَكَانَ شَاعِرًا لطيفاً متفنّناً فِي كثير من الْعُلُوم ظريفاً قَالَ ابْن رَشِيق لَا تقع الْعين عَلَى مثله فِي زَمَانه جمالاً وَحسن زيّ وهيئةً يصلح للْقَضَاء وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى القَاضِي محمّد بن عبد الله بن هَاشم مَخْصُوصًا بِهِ صغره قَرِيبا من قلبه جدّاً لَا يكَاد القَاضِي يصبر عَنهُ لأدبه وفهمه وحلاوة جملَته ثُمَّ صحب القَاضِي أَبَا الْحسن ولدَه بعده عَلَى(15/195)
تِلْكَ الْحَال وتوفيّ سنة عشر وَأَرْبع مائَة وَقَدْ أشرف عَلَى الْخمسين وَأورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج من الطَّوِيل
(وَلمّا التَقَينا بعد أنْ ظَنَّ حاسِدٌ ... عَلَى الحُبِّ أنْ لَا نَلْتَقي آخِرَ الدهرِ)
(بَثَثْنا شَكايا أنْفُسٍ لَمْ يَكُنْ لَها ... عَلى طُولِ أيّامِ التَفَرُّقِ مِنْ صَبْرِ)
(وكادَتْ لَذاذاتُ التَداني لِقُربنا ... مِنَ الوَصْلِ أَن تَقضي علينا وَلَا نَدْري)
قَالَ ابْن رَشِيق مَا أحسن مَا أَخذ قَول أبي تّمام من الْبَسِيط
(أظَلَّه البينُ حتّى إنّه رجلٌ ... لَو ماتَ من شُغِله بالبَيِنْ مَا عَلِما)
)
فَقبله حَيْثُ شَاءَ وَصَرفه إِلَى حَيْثُ أَرَادَ وَأورد لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط
(اعذر فعذري لم تبلغه مقدرتي ... وكل مَنْ لَمْ عَنْ فِي الحُكْمِ مَعْذورُ)
(أنْ يقصُر اليومَ وَجْدي عَنْ رِضاكَ فَمَا ... لِسانِيَ الدَهْرَ عَنْ شُكرِيكَ مَقْصورُ)
(فَاقْبَلْ قَليلَ كَثيرِ الشكرِ مُعْتَذِراً ... فَأنْتَ فِي كُلِّ مَا أوْلَيتَ مَأجورُ)
قلت شعر جيّد
3 - (سلمَان بن عَامر)
3 - (بن أَوْس بن حجر)
قَالَ أهل الْعلم بِهَذَا الشَّأْن لَيْسَ فِي الصَّحَابَة من الروَاة ضبّيّ غير سلمَان بن عَامر هَذَا كَذَا قَالَ ابْن عبد البرّ
وَقَالَ قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة قَدْ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بني ضبّة عتاب بن شمير وَسكن سلمَان الْبَصْرَة وَلَهُ بِهَا دَار قريبَة من الْجَامِع وروى عَنهُ محمّد ابْن سِيرِين والرباب وَهِي الربَاب بنت صليعٍ بن عَامر بنت أخي سُلَيْمَان بن عَامر
3 - (أَبُو الْقَاسِم المغربي)
سلمَان بن عَامر أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن رَشِيق فِي الانموذج شَاعِر مَشْهُور مقدّم الذّكر مُطلق الْكَلَام قريب المرمى لَا يبعد مُشْتَرك الْمعَانِي عِنْده صدر من علم النَّحْو وَبِذَلِك عُرف وَفِيه اخْتِصَاص بِالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن وَانْقِطَاع إِلَيْهِ وَفِيه أَكثر شعره وَفِي أَبِيه قبله وَأورد لَهُ من الطَّوِيل
(إِذا أخَذَ الأقْلامَ خِلتَ يَمينَهُ ... يُفتّحُ نوّاراً فُرادَى وَتَوْأما)
(وَإنْ قامَ فِي النادِي لِفَصلِ قَضِيَّةٍ ... أعادَ ضِياءً كلَّ مَا كانَ مُظْلِماً)
(برأيِ كَحَدِّ المَشرِفيِ وَفِطْنةٍ ... تُرِيه يَقيناً مَا أتّى لاَ تَوَهْما)(15/196)
(وإنّ غَشي الهيجاءَ لَمْ تُلْفِ عَامِرًا ... وَلَمْ تُلْفِ بَسْطامَ بنَ قَيْسٍ مُقَدَّما)
(تَتَبَّعَ آثارَ العُفاةِ بنائلٍ ... جزيلٍ وَلَمْ يَترُكْ عَلَى الأرْضِ مُعدما)
مِنْهَا
(وَإنّي وَإنْ سَالمتُ دَهْري لَعالِمٌ ... بِأنَّكَ تَجْزِيهِ بِمَا كَانَ قَدَّما)
(وَلَوْ أنَّني صَارَعْتُه فصَرَعْتُه ... لأوْجَسْتُ خوفًا أنْ أُصارِعَ أرقَماً)
)
(ولكِنَّني أسْطُو عَليه بماجدٍ ... إِذا صَنَعَ الإحْسانَ فِي الناسِ تَّمما)
قلت شعر حيّد منسجم عذب التراكيب فصيح الْأَلْفَاظ
السلماسي الشَّافِعِي اسْمه محمّد بن هبة الله بن عبد الله
(سَلمة)
3 - (أَبُو سعد الْأنْصَارِيّ)
سَلمَة بن أسلم أَبُو سعد الْأنْصَارِيّ الأوسي الْحَارِثِيّ شهد بَدْرًا وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى يومئذٍ قَضِيبًا فَعَاد فِي يَده سَيْفا وَخرج فِي جَيش أُسَامَة إِلَى البلقاء قَالَ ابْن عَسَاكِر وَلَهُ رِوَايَة لَا أَرَاهَا متّصلة روى عَنهُ أَبُو سُفْيَان مولى بن أبي أَحْمد وقُتل بالعراق يَوْم جسر أبي عبيد سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ
3 - (أَخُو أبي جهل)
سَلمَة بن هِشَام بن الْمُغيرَة أَبُو هَاشم المَخْزُومِي أَخُو أبي جهل وَهُوَ الَّذِي كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو لَهُ فِي الْقُنُوت لمّا حَبسه أَبُو جهل وأجاعه توفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وَقيل سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ يَوْم مرج الصفر وَقيل بأجنادين قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة ولمّا لحث برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ بعد الخَنْدَق قَالَت لَهُ أمّه ضباعة بنت عَامر بن قرط بن سَلمَة بن قُشَيْر من الرجز
(لَا همّ رب الْكَعْبَة المحرّمة ... أظهر عَلَى كل عَدو سلمهْ)
(لَهُ يدان فِي الْأُمُور المبهمهْ ... كَفٌ بِهَا يُعْطي وكفّ مبهمهْ)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سَلمَة بن سَلامَة بن وَقَش بِفَتْح الْوَاو وَالْقَاف مخفّفة وشين(15/197)
مُعْجمَة الْأنْصَارِيّ أحد من شهد بَدْرًا والعقبتين وعاش سبعين سنة وتوفيّ سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ
3 - (سَلمَة بن أبي سَلمَة)
ربيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ رُؤْيَة وَلَا يُحفظ لَهُ حَدِيث توفيّ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ كَانَ سَلمَة أسنّ من أخِيه عَمْرو بن أبي سَلمَة وعاش إِلَى خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَقَدْ روى عَنهُ عَمْرو وأخو ولمّا زوّجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُمامة بنت حَمْزَة بن عبد المطّلب أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ أتروني كافأتُه)
3 - (سَلمَة بن مَسْعُود)
3 - (بن سِنَان الْأنْصَارِيّ)
من بني غنيم بن كَعْب قُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ فِي عداد الصَّحَابَة
3 - (سَلمَة بن قيس الْأَشْجَعِيّ)
كوفيّ من الصَّحَابَة روى عَنهُ هِلَال بن يسَاف وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي
3 - (سَلمَة بن صَخْر)
3 - (بن سلمَان بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ)
ثُمَّ البياضي مدنِي وَيُقَال فِيهِ سلمَان بن صَخْر وَالْأول أصحّ وَهُوَ الَّذِي ظاهَر من امْرَأَته ثُمَّ وَقع عَلَيْهَا فَأمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنْ يكفّر وَكَانَ أحد البكّائين
3 - (سَلمَة بن زيد الْجعْفِيّ)
اخْتلف أَصْحَاب الشّعبِيّ وَأَصْحَاب سماك فِي ايمه فبعضهم قَالَ سَلمَة بن زيد وَبَعْضهمْ قَالَ يزِيد بن سَلمَة روى عَنهُ عَلْقَمَة بن قيس وَيزِيد بن مرّة حَدِيث عَلْقَمَة عَنهُ مَرْفُوعا الوائدة والمَوْؤودة فِي النَّار إلاّ أنْ يدْرك الوائد الْإِسْلَام فَيسلم وَحَدِيث يزِيد بن مرّة عَنهُ مَرْفُوعا فِي تَأْوِيل إنّا أنشَأناهُنَّ إنْشَاءً يَعْنِي من الثّيّب والأبكار فجعلهنَ كلّهنّ أَبْكَارًا عربا أَتْرَابًا
3 - (أَبُو حَازِم الْأَعْرَج)
سَلمَة بن دِينَار أَبُو حَازِم الْأَعْرَج الْمدنِي الزَّاهِد التمّار القاصّ مولى الْأسود ابْن سُفْيَان المَخْزُومِي وَقيل مولى بني لَيْث روى عَن سهل بن سعد وَابْن(15/198)
المسّيّب وَأبي سَلمَة وَعَطَاء وَأبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَهُوَ أكبر مِنْهُ وابناه عبد الْعَزِيز وَعبد الجبّار ابْنا سَلمَة وَمَالك وَالثَّوْري وَمعمر وَابْن إِسْحَاق وَابْن عُيَيْنَة والحمّادان ابْن سَلمَة وَابْن زيد وَغَيرهم وتوفيّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ أشقر أَحول أفزر الشّفة قَالَ النّظر فِي العواقيب تلقيح الْعُقُول وَذكر الجاحظ فِي كتاب الْبَيَان أنّ أَبَا حَازِم دخل جَامع دمشق فوُسوس وَقَالَ لَهُ الشَّيْطَان أحدثتَ بعد وضوئك فَقَالَ لَهُ وَقَدْ بلغ هَذَا من نصحك وَكَانَ يقصّ بِعْ الْعَصْر وَبعد الْفجْر فِي مَسْجِد الْمَدِينَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَمْ يسمع من صحابيّ إلاّ من سهل بن سعد وَقَالَ الْعجلِيّ سمع من سهل وَلَمْ يسمع من أبي هُرَيْرَة وَقَالَ أَبُو معشرك رَأَيْت أَبَا حازمٍ فِي مجْلِس عون بن عبد الله وَهُوَ يقصّ فِي الْمَسْجِد ويبكي وَيمْسَح)
بدموعه وَجهه فَقلت لَهُ يَا أَبَا حَازِم لِمَ تفعل هَذَا قَالَ إنّ النَّار لَا تصيب موضعا أَصَابَته الدُّمُوع من خشيَة الله وَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان وَقَدْ أحضرهُ تكلّمْ يَا أعرج فَقَالَ مَا للأعرج من حَاجَة فيتكلّم بِهَا وَلَوْلَا اتّقاء شرّكم مَا أَتَاكُم الْأَعْرَج فَقَالَ سُلَيْمَان مَا ينجينا من أمرنَا هَذَا الَّذِي نَحن فِيهِ قَالَ أخذُ هَذَا المَال من حلّه وَوَضعه فِي حقّه قَالَ وَمن يُطيق ذَلِكَ قَالَ من طلب الجنّة وهرب من النَّار قَالَ سُلَيْمَان مَا بالنا لَا نحبّ الْمَوْت قَالَ لأنّك جمعت متاعك فَوَضَعته بَيْنَ عَيْنَيْك فَأَنت تكره أَن تُفَارِقهُ وَلَو قدّمته أمامك لأحببت أَن تلْحق بِهِ لأنّ قلب الْمَرْء عِنْد مَتَاعه فتعجّب مِنْهُ سُلَيْمَان
3 - (أَبُو عبد الرَّحْمَن المسمعي)
سَلمَة بن شبيب أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّيْسَابُورِي المسمعي أحد الأئمّة الرحّالين سمع بِدِمَشْق مَرْوَان بن محمّد والوليد بن عتبَة وباليمن عبد الرزّاق وَعبد الوهّاب ابْني همام وبالعراق أَبَا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَسمع بالحجاز وخراسان وَغير ذَلِكَ وروى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو مَسْعُود الرَّازِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة الرازيّان وَغَيرهم وجاورَ بمكّة وَقدم مصر وَمَات بمكّة فِي أكله فالوذج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (ابْن الْأَكْوَع)
سَلمَة بن عَمْرو بن الْأَكْوَع أَبُو عَامر وَيُقَال أَبُو مُسلم وَيُقَال(15/199)
أَبُو إِيَاس الْأَسْلَمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَكْوَع قيل إنّه شهد غَزْوَة مؤته من البلقاء روى عَنهُ ابْنه إِيَاس بن سَلمَة وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَالْحُسَيْن بن محمّد بن الحنفيّة وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة أَربع وَسبعين وَقيل سنة أَربع وستّين لِلْهِجْرَةِ بَايع تَحْتَ الشَّجَرَة وَقَالَ أردفني رَسُول الله مرَارًا وَمسح عَلَى وَجْهي مرَارًا واستغفر لي مرَارًا عدد مَا فِي يَدي من الْأَصَابِع
3 - (الدِّمَشْقِي)
سَلمَة بن العيّار بن حصن بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُسلم الْفَزارِيّ الدِّمَشْقِي والعبّار بِالْعينِ وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مشدّدة واسْمه أَحْمد روى عَن أبي الزبير وَالْأَوْزَاعِيّ وَمَالك وَابْن لَهِيعَة وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو مسْهر ومروان بن محمّد والوليد بن مُسلم وَغَيرهم روى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفيّ سنة ثَلَاثِينَ وستّين ومائةٍ وَقيل ثَمَان وستّين وداره بِدِمَشْق تعرف بدار ابْن العيّار)
3 - (الأبرش)
سَلمَة بن الْفضل الأبرش الرَّاوِي أَبُو عبد الله قَاضِي الريّ روى المغازلي عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ ابْن معِين كَانَ يتشيّع وَكَانَ معلّم كتّاب وَقَالَ أَبُو حَاتِم محلّه الصدْق فِي حَدِيثه إِنْكَار لَا يُمكن أنْ أطلق لساني فِيهِ بِأَكْثَرَ من هَذَا وَقَالَ ابْن سعد ثِقَة توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة
وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ
3 - (الْحَضْرَمِيّ)
سَلمَة بن كهيل أَبُو يحيى الْحَضْرَمِيّ ثُمَّ التنعي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالنُّون وَالْعين الْمُهْملَة وتنعة بطن من حَضرمَوْت وَقيل بل قَرْيَة من عُلَمَاء الْكُوفَة الأثباتِ عَلَى تشيُّعٍ كَانَ فِيهِ
حدّث عَن أَبِيه وجندب بن عبد الله وَأبي جُحَيْفَة وَأبي الطُّفَيْل وَأبي وَائِل وَغَيرهم وروى عَنهُ مَنْصُور وَالْأَعْمَش وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْنه يحيى بن سَلمَة وَغَيرهم وتوفيّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة متقن(15/200)
وَالنَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وَمَات يَوْم عَاشُورَاء قيل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين قَالَ رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن عَلَى القنا وَهُوَ يَقُول فسّيكفيكهم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم
3 - (الْكِنْدِيّ)
سَلمَة بن كُلْثُوم الْكِنْدِيّ روى عَن الْأَوْزَاعِيّ وَإِبْرَاهِيم بن أدهم وذزيد ابْن السمط وَغَيرهم قَالَ أَبُو زرْعَة قلت لأبي الْيَمَان مَا تَقول فِي مسلمة بن كُلْثُوم فَقَالَ ثِقَة كَانَ يُقَاس بالأوراعي
3 - (الزُّهْرِيّ الْفَقِيه الْمدنِي)
أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ الْمدنِي الْفَقِيه قَالَ مَالك اسْمه كنيته وَقيل اسْمه عبد الله روى عَن أَبِيه وَعُثْمَان وَأبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَأبي أسيد السَّاعِدِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وحسّان بن ثَابت وَطَائِفَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَكَانَ إِمَامًا حجّةً عَالما توفيّ سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (ابْن أبي الزَّوَائِد)
سَلمَة بن يحيى بن زيد بن معبد بن ثَوَاب بن هِلَال يعرف بِابْن أبي الزَّوَائِد من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ يؤمّ النَّاس فِي مَسْجِدهَا وَكَانَ شَاعِرًا مقّلاً من مخضرمي الدولتين وَفد إِلَى بَغْدَاد أيّام الْمهْدي فَقَالَ بّتشوّق إِلَى الْمَدِينَة من الْخَفِيف)
(يَا ابْن يحيى مَاذَا بَدا لَكَ مَاذَا ... أمُقامٌ أمْ قَدْ عَزَمْتَ الخياذا)
(فالبَراغيثُ قَدْ تَثَوَّرَ مِنْهَا ... سامِرٌ مَا نَلُوذُ مِنْها مَلاذا)
(فَنَحُكُّ الجُلودَ طَوْراً فَتَدْمَى ... وَنَحُكُّ الصُدورَ والأفْخاذا)
(فَسَقَى اللهُ طَيْبَةَ الوَبْلَ سَحّاً ... وَسَقّى الكَرْخَ والصرَةَ الرَذاذا)
(بَلْدَةٌ لَا تَرَى بهِا العَيْنُ يَوْماً ... شارِباً لِلَنبيذِ أَو نَبّاذا)
(أوْ فَتىً ماجِناً يَرى اللَهْوَ والبا ... طِلَ مَجْداً أوْ صاحِباً لَوّاذا)
(هَذِهِ الذالُ فاسْمَعوها وَهاتوا ... شاعِراً قَالَ فِي الرَويِّ عَلى ذَا)
(قالهَا شاعِرٌ لَوَ أنّ القَوافيِ ... كُنَّ صَخْراً أُطارَهنّ جُذاذا)
3 - (أَبُو محمّد النَّحْوِيّ)
سَلمَة بن عَاصِم النَّحْوِيّ أَبُو محمّد صَاحب الْفراء كَانَ(15/201)
ثِقَة عَالما حَافِظًا وَسَلَمَة هَذَا وَالِد المفضّل بن سَلمَة النَّحْوِيّ قَالَ الْكسَائي كَانَ فِي أبي محمّد سَلمَة دعابة سَأَلته يَوْمًا عَن شَيْء فَقَالَ لي عَلَى السقيط خبرتَ يُرِيد عَلَى الْخَبِير سقطتَ وَلَهُ من التب مَعَاني الْقُرْآن وغريب الحَدِيث كتاب الْمُلُوك فِي النَّحْو
3 - (أَبُو بكر الْهُذلِيّ)
سَلمَة بن عبد الله أَبُو بكر الْهُذلِيّ كَانَ عَالما بأيّام الْعَرَب وسِيرَها وَأحد أَصْحَاب الحَدِيث
وَلَقي الزُّهْرِيّ وَالْحسن الْبَصْرِيّ ومحمّد بن سِيرِين وَكَانَ بصريّاً توفيّ سنة تسع وَخمسين وَمِائَة كَانَ فِي صحابة الْمَنْصُور وَكَانَ أخباريّاً علاّمةً لَمْ يرضه يحيى القطّان وَقَالَ ابْن معِين ليش بِشَيْء وَقَالَ أَحْمد ضَعِيف وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ بِالْحَافِظِ وروى لَهُ ابْن ماجة
قَالَ ياقوت فِيهِ سَلمَة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سلمى بن عبد الله بن سلمى
3 - (أَبُو حَفْص العامري)
سَلمَة بن عيّاش مولى بني حسل بن عَامر بن لؤَي بن غَالب بن فهر ابْن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة أحد الْعلمَاء النبلاء الفهماء كَانَ كأنّه أَبُو عمر وَابْن الْعَلَاء فِي علمه وملاقاته النَّاس يكنّى أَبَا حَفْص وَلَقي الفرزدق وَكَانَ يصاحب أباحيّة النميري أَخذ الْعلم عَن ابْن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ وَكَانَ صَالحا ديّناً مَاتَ سنة ثَمَان وستّين وَمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(صَحِبْتُ أَبَا سُفيان عِشرْينَ حجّةً ... خَليلَ صَفاءٍ وُدُّنا غيرُ كاذِبِ)
)
(فَأمْسَيتُ لما حالَتِ الأرضُ بَيْنَنا ... عَلَى فُرقضةٍ مِنّي كَأنْ لَم أُصاحِبِ)
(أجَدَّك مَا تُغْنَي كُلومٌ مصيبةٌ ... عَلَى صاحبِ إِلَّا فُجِعْتُ بصاحبِ)
(تقَطَّعُ أحْشائي إِذا مَا ذَكَرْتُهم ... وتَنْهلَ عَيْني بالدُموعِ السَواكبِ)
(الألقاب والكنى)
أمّ الْمُؤمنِينَ أمّ سَلمَة أمّ الْمُؤمنِينَ اسْمهَا هِنْد بنت أبي أميّة
ابْن أبي سَلمَة أَحْمد بن نصر
ابْن أبي سَلمَة الْحسن بن أَحْمد بن يحيى
ووالده أَحْمد بن يحيى
وعمّه عليّ بن يحيى
السلوي النَّحْوِيّ محمّد بن مُوسَى(15/202)
(سَلامُش)
3 - (الْعَادِل ابْن الظَّاهِر)
سلامش بن بيبرس السُّلْطَان الْملك الْعَادِل ابْن الْملك الظَّاهِر أجلسوه فِي الْملك عِنْدَمَا خلعوا أَخَاهُ الْملك السعيد وخطبوا لَهُ وضربوا السكّة باسمه ثَلَاثَة أشهر ثُمَّ إنهّم خلعوه وَبَقِي خاملاً وَلما تملّك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين جهّزه وأخاه الْملك خضر وَأَهله إِلَى الْمَدِينَة اسطنبول بِلَاد الأشكريّ فَمَاتَ هُنَاكَ سنة تسعين وستمّائة وَكَانَ شابّاً مليحاً تامّ الشكل رَشِيق القدّ طَوِيل الشَعر ذَا حَيَاء وعقل مَاتَ وَلَهُ قريب من عشْرين سنة ولُقّب بدر الدّين
(سَلامَة)
3 - (السنجاري)
سَلامَة بن الزرّاد كَانَ بعد الْخمس مائَة وَمن شعره يهجو بعض الْقُضَاة من الْبَسِيط
(ضاقَ بِحفظ العُلومِ ذَرْعاً ... ضِيقة كَفَّيهِ بالأيادي)
(قاضٍ ولكِنْ عَلى المَعالي ... والدِين والعَقلِ والسّدادِ)
(يَعدِلُ فِي حُكمه ولكِنْ ... إِلَى الرُشا أوْ عَنِ الرَشادِ)
3 - (كَاتب تَاج الْمُلُوك)
سَلامَة بن أبي الْخَيْر أَبُو الْحسن النَّصْرَانِي الدِّمَشْقِي كَاتب الدرج لتاج الْمُلُوك أخي صَلَاح الدّين قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ فِيهِ أدب وذكاء وَأورد لَهُ من شعره من الْبَسِيط
(يَا حبّذا يَوْمنَا والكأس ناظمُهُ ... نَظمَ الحَباب عَلَيْهَا شَمْلَ أحْبابِ)
(وَنحن مَا بَيْنَ أزهارِ تُحَفُّ بِأنْ ... هارِ وَمَا بَيْنَ كَاساتٍ وأكْوابِ)
(وَالماءُ تَلْعَبُ أرْواحُ النَسِيمِ بِهِ ... مَا بَيْنَ ماضٍ وآتٍ أيَّ تَلْعابِ)
(كأنّه زَرَدُ الزَغْفِ المضاعف أَو ... نَقْشُ المًبارِدِ أَو تَفْريكُ أثوابِ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(سَلِ الحَبيبَ الَّذِي هامَ الفُؤادُ بِهِ ... هَلْ تَذْكُرُ العَهْدَ إنّ العَهْدَ مَذكورُ)(15/203)
(أيّامَ تَأخُذُها صَهْباءَ صَافِيَة ... يُمسي الحَزينُ لَدَيهْا وهْوَ مَسرْورُ)
(يَيْعَى بِها غُصْنُ بانٍ فِي كَثِيبِ نقاً ... لَهُ عَلَى القومِ تَرْديدُ وتَكْريرُ)
(إِذا أتَاكَ بِكأسٍ خِلتَها قَبَساً ... يَسْعى بِهَا فِي ظَلام الليلِ مَفرورُ)
(يُعطِيكَها وَهْو ياقوتُ ويأخُذُها ... إِذا أشَرْتَ إِلَيْهِ وَهْوَ بَلُّورُ)
(وَالأرضُ قَد نَسَجتْ أيْدِي الرَبيعِ بِهَا ... وَشْياً تَرَدَّتْ بِهِ الآكامُ والقُورُ)
(فالتِبْرُ مَجْتَمِعُ فِيهَا وَمُفْتَرقٌ ... والدُرُّ مُنْتَظِمٌ فِيهَا ومَنْشُور)
(كانّ مَنْثورَها وَالْعين تَرْمُقُهُ ... دَراهمٌ حِينَ تَبْدو أوْ دَنانيرُ)
(مَا شِئتَ من مَنْظَرٍ فِي رَوْضِها نَضِرٍ ... كأنّما نَورُه مِنْ حُسْنِهِ نورُ)
(تَظلّ أطْيارُها تَشْدو بِها طَرَباً ... إِذا تَبَدّتْ مِن الصُبْحِ التَباشيرُ)
(مِنْ بُلْبُلٍ كُلّما غنّاك جاوَبَهُ ... فِيهَا هَزارٌ وقُمرِيٌّ وشُحْرورُ)
)
(كأنمّا صَوْتُ ذَا صَنْجٌ يُجاوِبُهُ ... من ذاكَ نايٌ وَذَا بمٌّ وَذَا زِيرُ)
3 - (أَبُو رَوح الْبَصْرِيّ)
سَلامَة بن مِسْكين أَبُو روَح الْأَزْدِيّ النمري الْبَصْرِيّ وثّفه ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَدْ رُمي بِالْقدرِ إلاّ أنّه كَانَ من أعبد أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ البُخَارِيّ مَاتَ سنة سبع وستّين وَمِائَة
3 - (الْبَصْرِيّ الْخُزَاعِيّ)
سَلامَة بن أبي كطيع الْبَصْرِيّ الْخُزَاعِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ صَاحب سنّة وَقَالَ ابْن عديّ كَانَ يُعَدّ من خطباء الْبَصْرَة وَقَالَ ابْن حيّان كثير الْوَهم لَا يحتجّ بِهِ إِذا انْفَرد وتوفيّ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
3 - (أَبُو الْخَيْر الْأَنْبَارِي)
سَلامَة بن عبد الْبَاقِي بن سَلامَة العلاّمة أَبُو الْخَيْر الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ الضَّرِير المقريء نزيل مصر تصدّر بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَلَهُ تصانيف شَرَحَ المقامات الحريريّة وتوفيّ سنة تسعين وَخمْس مائَة(15/204)
3 - (بهاء الدّين الرقّى)
سَلامَة بن سُلَيْمَان الشَّيْخ بهاء الدّين الرقّي النَّحْوِيّ كَانَ من أئمّة العربيّة أَقرَأ جمَاعَة بِمصْر
وَمَات سنة ثَمَانِينَ وستّ مائَة وَقَدْ ناهز الثَّمَانِينَ
3 - (ابْن رحمون الطَّبِيب)
سَلامَة بن مبارك بن رحمون بن مُوسَى من أطباء مصر وفضلائها كَانَ يهوديّاً وَلَهُ أَعمال حَسَنَة فِي الطبّ واطّلاع عَلَى كتَب جالينوس والبحث عَن غوامضها وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى إفرائيم مدّة وَلابْن رحمون عمل فِي الْمنطق وَالْحكمَة وَلَهُ فِي ذَلِكَ تصانيف وَكَانَ شَيْخه فِي ذَلِكَ الْأَمِير أَبُو الْوَفَاء مَحْمُود الدولة المبشّر بن فاتك وَجَرت بَيْنَ سَلامَة وَبَين أميّة بن عبد الْعَزِيز الأندلسي بِمصْر مبَاحث وَذكره أميّة فِي الرسَالَة المصريّة وحطّ عَلَيْهِ فِيهَا وَنسبه إِلَى الْجَهْل فِي مَا يدّعيه من الْعُلُوم وَقَالَ كَانَ بِمصْر طَبِيب يسمّى جرجس الفيلسوف عَلَى مَا قيل فِي الْغُرَاب أَبُو الْبَيْضَاء وَفِي اللديغ سليم قَدْ فرغ للتولّع بِابْن رحمون والإوراء عَلَيْهِ يزوّر فصولاً طبّيّة وفلسفيّة يقرّرها فِي معَارض أَلْفَاظ الْقَوْم وَهِي محَال لَا معنى لَهَا وَلَا فَائِدَة فِيهَا ثُمَّ إنّه)
ينفذها إِلَى من يسْأَله عَن مَعَانِيهَا ويتكلّم عَلَيْهَا ويشرحها بِزَعْمِهِ دون تيقّظ وَلَا تحفّظ بل باسترسال واستعجال وقلّة اكترث فَيُؤْخَذ مِنْهَا مَا يضْحك مِنْهُ وأنشدتُّ لجرجس هَذَا فِيهِ من السَّرِيع
(إنّ أَبَا الْخَيْر عَلَى جَهله ... يَجِفُّ فِي كَفَّتِهِ الفاضِلُ)
(عَليلُه المِسْكينُ مِنْ شؤمِهِ ... فِي بَحْرِ هُلكٍ مَا لَهُ ساحِلُ)
(ثلاثَةٌ تَدْخُلُ فِي دَفْعَةٍ ... طلْعتُه والنعشُ وغاسلُ)
ولبعضهم فِيهِ من الْخَفِيف
(لأبِي الخيرِ فِي الْعلَا ... جِ يَدٌ مَا تُقصِّرُ)
(كلُّ مضنْ يَسْتَطِبُّهُ ... بَعْدَ يَوْمَين يُقْبَرُ)
(وَالَّذِي غابَ عنكُمُ ... وَشَهِدْناهُ أَكثَرُ)
وَفِيه قيل أَيْضا من الطَّوِيل
(جُنونُ أبي الخَيرِ الجُنونُ بِعينهِ ... وَكُلُّ جُنونٍ عَنْدَهُ غايةُ العقلِ)
(خُذُوهُ فَغُلُّوه وشُدّوا وِثاقَهُ ... فَمَا عاقِلٌ مَنْ يَسْتَهينُ بِمُختَلِّ)
(وَقَدْ كانَ يُوذي الناسَ بِالقولَ وَحَدَه ... وَقَد صَار يوذي الناسَ بِالقولَ والفِعلِ)
وَلابْن رحمون من التصانيف كتاب نظام الموجودات مقَالَة فِي السَّبَب الْمُوجب لقلّة(15/205)
الْمَطَر بِمصْر مقَالَة فِي الْعلم الإلهي مقَالَة فِي خصب أبدان النِّسَاء بِمصْر عِنْد تناهي شبابهنّ
3 - (الشَّيْخ سَلامَة الصيّاد)
سَلامَة الصيّاد المنبجي الزَّاهِد رَفِيق الشَّيْخ عديّ قَالَ الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي وَكَانَا جَمِيعًا من تلاميذ الشَّيْخ عقيل الامنبجي الزَّاهِد وساح وَلَقي المشائخ وَرَأى مِنْهُم الكرامات وَأقَام بالموصل مُدَّة فِي زمن بني الشهرزوري حِين كَانَ لَا يقدر أحد أَن يتظاهر بالحنبليّة يظْهر الحنبليّة ويحاجّ عَنْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى منبج وَأقَام بِهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ معاشه من المقاثي وَعمل الحُصُر وَكَانَ قَدْ لزم بَيته وَترك الْجَمَاعَة لأجل أنّ أهل الْموصل انتحلوا مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وأبغضوا الْحَنَابِلَة ووفاته فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة
3 - (أَبُو الْخَيْر المحدّث الدِّمَشْقِي)
سَلامَة بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة المحدّث أَبُو الْخَيْر الدِّمَشْقِي الحدّاد وَالِد أبي العبّاس أَحْمد سمع)
أَبَا المكارم عبد الْوَاحِد بن محمّد بن هِلَال وَعبد الْخَالِق بن أَسد الْحَنَفِيّ وَعبد الله بن عبد الْوَاحِد الكتّاني وَأَبا الْمَعَالِي صابر وَجَمَاعَة وَنسخ الْكثير بخطّه وَكَانَ ثقةَ صَالحا فَاضلا أمّ بِحَلقَة الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق مدّةً وَكَانَ يلقّب تَقِيّ الدّين وروى عَنهُ الْحَافِظ الضياء وَابْن خَلِيل والشهاب القوصي وَابْن عبد الدَّائِم وَآخَرُونَ وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة
3 - (الصحابيّة)
سَلامَة بنت الحرّ الأسديّة وَقيل الأزديّة وَقيل الفزاريّة أُخْت خَرشَة ابْن الحرّ رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث مِنْهَا أنّها سمعته يَقُول يكون فِي ثَقِيف كَذَّاب ومبير
وَمِنْهَا أنّها سمعته يَقُول يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان يقومُونَ سَاعَة لَا يَجدونَ من يصليّ بهم وَقَالَت كنت أرْعى غنما لي وَذَلِكَ فِي بَدْء الْإِسْلَام فمرّ بِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ بِمّتشهدين قلت أشهد أنْ لَا إِلَه إلاّ الله وأنّ مُحَمَّدًا رَسُول الله فتبسّم وَضحك
3 - (سَلامَة الضبّيّة الصحابيّة)
رَوَت عَنْهَا أمّ دَاوُد الوابشيّة وحديثها عِنْد عبد الله بن دَاوُد الْحَرْبِيّ(15/206)
3 - (سَلامَة القسَ)
سلامّة المغنّية الْمَعْرُوفَة بسلامة القسَ لأنّ عبد الرحمان بن أبي عمّار الْجُشَمِي من أهل قرى مكّة كَانَ يلقّب القيذ لعبادته فشُغف بِهَا واشتهر بِهَا فغلب لقبه عَلَيْهَا وَهِي من مولاّت الْمَدِينَة وَبهَا نشأت أخذت الْغناء عَن معبد وَابْن عَائِشَة وجميلة وَمَالك بن أبي السَّمْح وذويهم فمهرت واشتراها يزِيد بن عبد الْملك فِي خلَافَة سُلَيْمَان أَخِيه وَعَاشَتْ بعده وَكَانَتْ تندبه وتنوح عَلَيْهِ بالأشعار وَكَانَتْ إِحْدَى من اتُهم بِهَا الْوَلِيد من جواري أَبِيه حتّى قَالَ قَتَلتُه ننقم عَلَيْكَ أنّك تطَأ جواري أَبِيك وَكَانَتْ حبابة سَلامَة القسَ من قيان أهل الْمَدِينَة وكانتا حاذقتين ظريفتين ضاربتين وَكَانَتْ سَلامَة أحسنهما غناء وحبابة أحسنهما وَجها وسلامة تَقول الشّعْر وحبابة تتعاطاه فَلَا تُحسنهُ وسلاّمة مشدّدة اللَّام لقَوْل ابْن قيس الرقيات من الطَّوِيل
(لَقَدْ فَتَنَتْ رَيَا وسلاّمة القسّا ... فَلَمْ يَتُركا لِلقَسِّ عَقْلاً وَلَا نَفْسَا)
(فَتَاتانِ أمّا مِنْهما فَشبِيهَةُ ال ... هِلالِ وأُخرّى مِنْهُما تُشْبِهُ الشَمسا)
(تَكنّانِ أبْشاراً رِقاقاً وأوجُهاً ... عِتاقاً وأطْرافاً مخَضَّبَةً مُلْسَا)
وَغير مشدّدة اللَّام لقَوْل الْأَحْوَص فِيهَا من الْخَفِيف)
(عَاوَدَ القلبَ مِنْ سَلامةَ نَصْبُ ... فَلِعينيَّ مِنْ سَلامةَ غَربُ)
(وَلَقَدْ قُلتُ أيّها القلبُ ذُو الشو ... قِ الَّذِي لَا يُحِبُّ حُبَّكَ حِبُّ)
(إنَّه قَد دَنَى فِراقُ سُلَيمَى ... وغَدا مَطْلَبٌ عَنِ الوَصْلِ صَعْبُ)
وَاشْترى رُسُل يزيدَ سلامةَ القسّ من آل رمانة بِعشْرين ألف دِينَار وَسَيَأْتِي ذكر عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القسّ الْمَذْكُور فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين
(الألقاب)
ابْن سلاّم الْمعَافِرِي اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم
ابْن سلاّم نجم الدّين الْحسن بن سَالم
السلَامِي الشَّاعِر اسْمه محمّد بن عبد الله
(سُلّيم)
3 - (الرَّازِيّ الشَّافِعِي)
سليم بن أيّوب بن سليم أَبُو الْفَتْح الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي المفسرّ الأَديب سكن الشَّام مرابطاً محتسباً لنشر الْعلم والتصانيف قَالَ ابْن عَسَاكِر بَلغنِي أنّ(15/207)
سليما بعد أَن جَازَ الْأَرْبَعين تفقّه وَقَدْ غرق فِي بَحر القلزم عِنْد سَاحل جدّة بعد الجّ فِي صفر وَقَدْ نيّف عَلَى الثَّمَانِينَ وَكَانَ غرقه سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ فَقِيها مُشاراً إِلَيْهِ صنّف الْكثير فِي الْفِقْه وَغَيره ودرّس وَهُوَ أوّل من نشر هَذَا الْعلم بصور وَكَانَ يُحَاسب نَفسه عَلَى الأنفاس فَلَا بدع وقتا يمْضِي بِلَا فَائِدَة إمّا ينْسَخ أَو يدرّس أَو يقْرَأ ويحرّك شَفَتَيْه إِذا قطّ الْقَلَم
3 - (سليم بن أسود بن حَنْظَلَة)
3 - (أَبُو الشعْثَاء الْمحَاربي الْكُوفِي)
حدّث عَن عمر وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عمر وَحُذَيْفَة وَأبي أيّوب وَابْن عبّاس وَغَيرهم
روى عَنهُ ابْنه أَشْعَث بن أبي الشعْثَاء وَالْحكم بن عتيبة وَأَبُو اسحق السبيعِي وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَسُئِلَ عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ بخ وَأَبُو حَاتِم فَقَالَ هُوَ من التَّابِعين لَا يُسأل عَنهُ
3 - (أَبُو يحيى الخبائري)
سليم بن عَامر أَبُو يحيى الخبائري الكلَاعِي من أهل حمص سمع الْمِقْدَاد وعَوْف بن مَالك)
وَأَبا هُرَيْرَة وَأَبا الدَّرْدَاء وَغَيرهم وروى عَن جُبَير بن نفير وَغَيره وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيره وَشهد فتح القادسيّة وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ ثِقَة
3 - (أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئ)
سليم بن عِيسَى بن سليم بن عَامر الْحَنَفِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئ المجّود صَاحب حَمْزَة وَبَقِيَّة الحذّاق توفيّ سنة تسعين وَمِائَة
3 - (أَبُو سَلمَة القَاضِي القاصَ بِمصْر)
سليم بن عتر بن سَلمَة بن مَالك أَبُو سَلمَة التجِيبِي المكصري قَاضِي مصر وقاصّها يسمّى الناسك لشدّة عِبَادَته شهد خطْبَة عمر بالجابية وروى عَن عمر وعليّ وَأبي الدَّرْدَاء وَحَفْصَة أمّ الْمُؤمنِينَ وأمّ الدَّرْدَاء وروى عَنهُ عليّ بن رَبَاح وَغَيره قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ قاصّاً يقصّ وَهُوَ قَائِم ورُوي أنّه كَانَ يخْتم فِي كلّ(15/208)
لَيْلَة ثَلَاث ختمات وَيَأْتِي امْرَأَته ويغتسل ثَلَاث مرّات وَقَالَت امْرَأَته بعد مَوته رَحِمك الله لقد كنت ترضي ربّك وترضي أهلك وسليم هَذَا أوّل من أسجل بِمصْر سجلاً فِي مَوَارِيث وَأَبوهُ عِتْر بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء قَالَه ابْن مَاكُولَا وَقيل إنّ سليما أوّل من قصّ بِمصْر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَشهد الْفَتْح بِمصْر وَجمع لَهُ الْقَضَاء والقصص بِهَا ثمّ ولاّه مُعَاوِيَة الْقَضَاء عَام الْجَمَاعَة سنة أَرْبَعِينَ وتوفيّ سنة خمس وَسبعين
3 - (أَبُو يُونُس)
سليم أَبُو يُونُس مولى أبي هُرَيْرَة روى عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَأبي أسيد السَّاعِدِيّ وَكَانَ أَبوهُ مكَاتبا لأبي هُرَيْرَة فعجز فردّه أَبُو هُرَيْرَة إِلَى الرقّ ثُمَّ أعْتقهُ وَأعْتق ابْنه بِمصْر توفيّ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ
3 - (سليم بن عَمْرو بن حَدِيدَة)
وَيُقَال سليم بن عَامر بن حَدِيدَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد الْعقبَة وبدراً وقُتِل يَوْم أُحد شَهِيدا مَعَ مَوْلَاهُ عنترة
سليم بن ثَابت بن وقش الأشْهَلِي شهد أحدا وَالْخَنْدَق والحُديبية وقُتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا
سليم بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن كَعْب الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقيل إنّه أَخُو الضحّاك بن الْحَارِث)
بن ثَعْلَبَة وَقيل هُوَ عبد لبني دِينَار بن النجار
سليم بن ملْحَان وَاسم ملْحَان مَالك بن خَالِد الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه حرَام بن ملْحَان وَشهد مَعَه أحدا وقُتلا جَمِيعًا يَوْم بِئْر مَعُونَة شهيدّين وهما أخوا أمّ سليم بنت ملْحَان قَالَ ابْن عقبَة لَا عَقِبَ لَهما
سليم بن قيس بن فَهد الْأنْصَارِيّ شهِد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة عُثْمَان وَأُخْته خَوْلَة بنت قيس زوج حَمْزَة بن عبد الْمطلب(15/209)
3 - (سليم بن جَابر)
وَيُقَال جَابر بن سليم قَالَ ابْن عبد البّر وَهُوَ أصحّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد تَقَدّم ذكره فِي حرف الْجِيم
سليم بن عَامر وَلَيْسَ الخبائري قَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ أدْرك سليم الْجَاهِلِيَّة غير أنّه لم يَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَاجَر فِي عهد أبي بكر وروى عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليّ وعمّار بن يَاسر رَضِي الله عَنْهُم
سليم الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ يُعَدّ فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ معَاذ بن رِفَاعَة أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إنّ معَاذًا يأتينا بعد مَا ننام ونكون فِي أَعمالنَا النَّهَار فينادي بِالصَّلَاةِ فنخرج إِلَيْهِ فيطّول علينا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا معَاذ لَا تكن فتّاناً إمّا أنْ تصليّ معي وإمّا أنْ تخفّف عَن قَوْمك ثمَّ قَالَ يَا سليم مَاذَا مَعَك من الْقُرْآن قَالَ معي أَن أسأَل الله الْجنَّة وَأَعُوذ بِهِ من النَّار مَا أُحسن دندنتك وَلَا دندنة معَاذ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَل تصير دندنتي ودندنة معَاذ إِلَّا أَن أسأَل الله الْجنَّة ونعوذ بِهِ من النَّار قَالَ سليم سَتَرَوْنَ غَدا إِذا لَقينَا الْقَوْم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالنَّاس يتجهّزون إِلَى أحد فَخرج فَكَانَ أوّل الشُّهَدَاء
سليم أَبُو كَبْشَة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ من مولّدي أَرض دوس توفّي فِي خلَافَة عمر وَقيل بل مَاتَ فِي الْيَوْم الَّذِي اسْتخْلف عمر روى عَنهُ أَزْهَر بن سعد الحرّازي وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي وَلم يسمع مِنْهُ وَأَبُو عَامر الهرزي ونعيم بن زِيَاد يعدّ فِي أهل الشَّام
الهوّي الشَّاعِر سليم بِفَتْح السِّين الهُوّي بضمّ وَتَشْديد الْوَاو المجوّد الشَّاعِر توفيّ سنة سبع وَسبعين وستّ مائَة)
3 - (وَزِير الظافر نجم الدّين ابْن مصال)
سليم بن محمّد بن مصال الْوَزير نجم الدّين من أهل لُكَّ بَمّ اللَّام وَتَشْديد الْكَاف وَهِي بُلَيدة عِنْد برقه كَانَ هُوَ وَأَبوهُ يتعاطيان البيزرة والبيطرة وَبِذَلِك تقدّما وَكَانَ شهماً مقداماً وَصَارَ من أكَابِر دولة العُبيديّين تولىّ وزارة الظافر نَحوا من خمسين يَوْمًا وَكَانَ الظافر قد استوزره أوّل ولَايَته فتغلّب عَلَيْهِ الْعَادِل ابْن السلاّر فعدّى ابْن مصال إِلَى الجيزة لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة عِنْدَمَا سمع بوصول ابْن السلاّر من ولَايَة الإسكندريّة طَالبا للوزارة وَدخل ابْن السلاّر الْقَاهِرَة فِي خَامِس عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وتولىّ الوزارة وحشد ابنُ مصال جمَاعَة من(15/210)
المغاربة وَغَيرهم فجرّد ابْن السلاّر إِلَيْهِ عسكراً فَكَسرهُ بَدَلا من الْوَجْه القبلي وَأخذ رَأس نجم الدّين ابْن مصال ودُخل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة على رمح يَوْم الْخَمِيس الثَّالِث وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
(سُلَيْمَان)
3 - (القَاضِي علم الدّين صَاحب الدِّيوَان)
سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان القَاضِي علم الدّين أَبُو الرّبيع الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب قراسنقر صَاحب الدِّيوَان بِدِمَشْق كَانَ بهَا أوّلاً مُسْتَوفى الصُّحْبَة ثمّ عُزل فِي أيّام الصاحب أَمِين الدّين فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِيمَا أظُنُّ ثمَّ بَاشر نظر الْبيُوت والخاصّ ثمّ بَاشر أيّام الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري صحابة الدِّيوَان وَكَانَ بِمصْر أوّلاً فِي زَكَاة الكارم ثمَّ بَاشر ديوَان الْأَمِير سيف الدّين منكلي بغا وَكَانَ عِنْد الْأَمِير شمس الدّين قراسنقر مكيناً خصيصاً بِهِ وتوجّه مَعَه إِلَى البريّة ثمَّ عَاد وتوجّه إِلَى مصر وَكَانَت لَهُ بالشيخ صدر الدّين صُحْبَة أكيدة وَبَينهمَا مودّة ومنادمة وَصَحب الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيّد النَّاس وَغَيرهمَا من فضلاء الديار المصريّة ورؤسائها وَهُوَ من ذَوي المؤوءات يُولي النَّاس الْإِحْسَان ويُريهم كَيفَ يكون حلاوة اللِّسَان كثير الِاحْتِمَال والصفح عَزِيز التودّد والبرّ وَهُوَ جمّاعة للكتب اقتنى مِنْهَا بِمصْر وَالشَّام شَيْئا كثيرا وَهُوَ بارع فِي صناعَة الْحساب أتتقنها مَعْرُوفَة وقلماً كتب الخطّ الْمليح الْجَارِي الظريف ودّون شعر الشَّيْخ صدر الدّين رَحمَه الله وروى أَكْثَره عَنهُ وَجمع مقاطيع ابْن النَّقِيب الفقيسي فِي مدلّدين
وَله يَد طولى فِي النّظم وقدرة على الارتجال أَنْشدني كثيرا من لَفظه بديهاً فِيمَا تَقْتَضِيه الْحَال)
وَهُوَ نظم سريّ منسجم عذب التَّرْكِيب فصيح الْأَلْفَاظ مَا رَأَيْت أسْرع من بديهته وَلَا أطبع من قريحته يكَاد لَا يتكلّم إلاّ مَوْزُونا إِذا أَرَادَ وَكنت أتعجّب من مطاوعة النّظم لَهُ وَمَعَ هَذَا فَحَدِيثه بالتركي فصيح قبجاقي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر المحرّم سبع وَسبعين وستّ مائَة وتوفّي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وأنشدني غَالب مَا نظمه من لَفظه فعمّا أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ بِنَحْوِ مَا نحاه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي فِي أبياته الْمَشْهُورَة وَهِي تَأتي فِي تَرْجَمته فِي بَاب عبد الله
من الْخَفِيف
(قِصّةٌ الشَوْقِ سِرْ بِها يَا رَسولي ... نَحْو مَنْ قُربُهُ مُنايّ وسُولي)
(عِندَ بابِ الفُتوحِ حارةٌ بهَا ال ... دِينِ تَحْتَ الساباطِ يَا رَسولي)
(فَإذا مَا خَلَلْتَ تِلكَ المَعاني ... قِفْ بِتلكَ الطُلول غيرّ مُطيلِ)(15/211)
(وَتَأَمَّلْ هُناك تَلْقَ غَرير ال ... طَرْفِ أَحْوَى يَرْنُو بِطَرْفِ كَحيلِ)
(مِنْ بَني التُركِ فاتِرِ الطَرفِ يَرْمي ... بِنِبالِ الجُفونِ كلَّ نَبيلِ)
(ألِفيِّ القَوامِ قَدْ ألِفَ الْهَجْ ... رَ دَلالاً عَلى المُحِبِّ الذَليلِ)
(فَإِذا مَا رَأيتَهُ مِنْ بَعيدٍ ... يَتَثَنَّى عُجباً بِتِلْكَ الطلولِ)
(فَإذا قَالَ أُوزي نجك دُر سَلام بر ... كيفَ حَال المُضنّى الْكتب العَليلِ)
(قُلْ قُلُنْ خُشْ دا كل تلاماس دن ... يَا دن إلاّ سيني بِلَا تطويلِ)
(كال سيني كرمسكين كشي شفَهُ الوج ... دُ فأضْحَى حِلفَ الضَنَى والنُحولِ)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر
(غَرامي فِيكَ قد أضْحَى غَريمي ... وَهَجْرُكُ والتَجَنّي مُستَطابُ)
(وَبَلْواي مَلالُك لَا لِذَنْبٍ ... وقَولُكَ ساعَةَ التَسْليمِ طابُو)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر
(أيا مَنْ قَد رَمى قَلْبي بِسَهْمِ ... مِنَ الأجْفانِ فَهُوَ أسدَ اقجي)
(أيَحْسُنُ مِنْكَ أنْ أشكُو غَرامي ... فَتَعْرِضَ نافِراً وَتَقولَ يقجي)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الرجز
(قُلْتُ لَه كَم تَشْتَهِي ... وَتَشْتَكي خُذْ وَاتَكِي)
)
(فقالَ لَا قُلْتُ لَهُ ... لاَ تَشْتَهي وَتَشْتَكي)
وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ وَقد توفّيت زَوجته من الْكَامِل
(إنّي لأعْجَبُ لاصطباري بَعْدَما ... قَد غُيْبَتْ بَعْدَ التَنَعُّمِ فِي الثَرَى)
(هَذَا وَكُنْتُ أغارُ حَياتِها ... مِنْ مَرِّ عاطِفَةِ النَسيمِ إِذا سَرَى)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الطَّوِيل
(أقُولُ لِقَلْبي حِين غَيَّبَها الثرى ... تَسَلَّ فَكُلِّ للمَنِيَّةِ صائِرُ)
(وَفِي كُلِّ شَيْء للفتى ألْفُ حِيلةٍ ... وَلا حِيلَةٌ فِيمَنْ حَوَتُهُ المَقابِرُ)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر
(أَقولُ بِحَقِّ وُدِّكَ عَدَّ عَنّي ... وَدَعْنِي مَا الكُؤوسُ وَمَا العُقارُ)
(وهاريقي وَكأسات الحُمَيَا ... وَدُقْ هَذَا وَذَا وَلَك الخِيارُ)
وأنشدني لِنَفْسِهِ أَيْضا من الْخَفِيف
(لَا تَقَلْ قَدْ قَبِلْتُ عَقْدَ نِكاحٍ ... وَبِصِدقِ الصداقِ لَا تَكُ راضي)(15/212)
(وَإذا مَا عَجَزْتَ قُلْ بالتَسَرّي ... لَمْ وإلاّ بِغَيْر عِلَمِ القَاضِي)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْكَامِل
(قالَتْ وَقَدْ رَاوَدْتُها عَنْ حالةٍ ... يَا جارَتي لَا تسألي عمّا جَرَى)
(إنّي بُلِيتُ بِعاشِقٍ فِي أَيْرِه ... كِبَرٌ بِلَا فلسٍ ويَطْلُبُ من ورا)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الوافر
(أيا ابْن تهٍ لُقيتَ شَرّاً ... فإنَك لَا تَكُفُّ عَن المَخازي)
(وَتَسرقُ شِعْرَ هَذَا ثُمَّ هَذا ... وَتَكْذِبُ فِي الحقيقيةِ والمَجازِ)
(وَتَقْصد بابَ هَذَا بالتهاني ... وتَقْصد بابَ هَذَا بالتعازي)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(وَلم أنْسَ قَوْلَ الشاعِر ابنِ تهٍ ... أعِندَك يَوماً أنَّ شِعْري لَهُ سُوقُ)
(فَقُلْتُ لَهُ دَعْني فَشِعرُك بارِدٌ ... وَلَفْظُك مَطْروقٌ وَمَعْناك مَسْروقُ)
وأنشدني أَيْضا من المتقارب
(يَقولون لي قَلْبُه قد قَسا ... عَلَيْك وَقَدْ صارَ كالجلمدِ)
)
(فَقُلْتُلَهُم إنّ تَلْيِينَهُ ... لَسهلُ إِذا شئتُ بالعَسْجَدي)
وأنشدني أَيْضا من السَّرِيع
(هَذَا الشِهابُ العَسْجَدي الَّذِي ... يُصبِحُ مَسْطولاً وَيُمسِي يَقُودُ)
(قد حازَ مَا لَا حازَهُ غَيُرُه ... حَماقةَ القِبطِ وخُبتَ اليهودْ)
3 - (الْحَافِظ الطَّبَرَانِيّ)
سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أيّوب بن مُطّير أَبُو الْقَاسِم اللَّخْمِيّ الطَّبَرَانِيّ من أهل طبريّة الشَّام سمع بِالشَّام ومصر والحجاز واليمن وَالْعراق فَأكْثر مولده سنة ستّين وَمِائَتَيْنِ وتوفّي سنة ستّين وَثَلَاثَة مائَة أوّل سَمَاعه بطبريّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَله ثَلَاث عشرَة من دُحيم لمّا قدم طبريّة
وطوّف وَسمع مَعَ أَبِيه فِي الْبِلَاد وَسمع كُتُبَ عبد الرزّاق وَسمع بِمصْر فِي رُجُوعه من الْيمن وَسمع بِبَغْدَاد وَالْبَصْرَة والكوفة وإصبهان وَغير ذَلِك
وَكَانَ مولده بعكّا وَكَانَ حسن المحاضرة طيّب الْمُشَاهدَة قَرَأَ عَلَيْهِ يَوْمًا أَبُو طَاهِر ابْن(15/213)
لوقى حديثَ كَانَ يغسل حَصَى جماره فصحَفه وَقَالَ يغسل خُصا حِماره فَقَالَ وَمَا أَرَادَ بذلك يَا أَبَا طَاهِرا قَالَ التَّوَاضُع وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أَنْت وَلَدي يَا أَبَا طَاهِر وإيّاك يَا أَبَا الْقَاسِم قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن فَارس اللّغَوِيّ سَمِعت الْأُسْتَاذ ابْن العميد يَقُول مَا كنت أظنّ أنّ فِي الدُّنْيَا حلاوة ألذّ من الرياسة والوزارة أَنا فِيهَا حَتَّى شاهدت مذاكرة الطَّبَرَانِيّ وأبى بكر الجِعابي بحضرتي
فَكَانَ الطَّبَرَانِيّ يغلبه بِكَثْرَة حفظه وَكَانَ الجِعابي يغلبه بفطنته وذكائه حَتَّى ارْتَفَعت أصواتهما وَلَا يكَاد أحدهُما يغلب الآخر فَقَالَ الجعابي عِنْدِي حَدِيث لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إلاّ عِنْدِي فَقَالَ هَات فَقَالَ حدّثنا أَبُو خَليفَة ثَنَا سُلَيْمَان بن أيّوب وحدّث بِحَدِيث فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ أَنا سُلَيْمَان بن أَيُّوب ومنّي سَمعه أَبُو خَليفَة فاسمعه منّي حَتَّى يَعْلُو فِيهِ سندك فَخَجِلَ الجعابي فوددت أنّ الوزارة لم تكن وَكنت أَنا الطَّبَرَانِيّ وفرحت كفرحه أَو كَمَا قَالَ عَاشَ مائَة سنة وَعشرَة أشهر وَفِيه يَقُول الصاحب من الْخَفِيف
(قَد وَجَدْنا فِي مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيّ ... مَا فَقَدْنا فِي سائِرِ البُلْدانِ)
(بِأسانِيدَ لَيْس فِيهَا سِنادٌ ... ومُتونٍ إِذا رُفعْنَ مِتانِ)
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَآخر من روى حَدِيثه بِالْإِجَازَةِ عَالِيا عندنَا الزَّاهِد الْقدْوَة أَبُو إِسْحَاق)
ابْن الوَاسِطِيّ أجَاز لَهُ أَصْحَاب فَاطِمَة الْجَوْز ذانيّة الَّتِي تفرّدت بالرواية عَن ابْن ريذة صَاحب الطَّبَرَانِيّ وصنّف مُعْجم شُيُوخه وَهُوَ مجلّد والمعجم الْكَبِير على أَسمَاء الصَّحَابَة فِي عدّة مجلّدات والمعجم الْأَوْسَط فِيهِ أَحَادِيث الْأَفْرَاد والغرائب صنّفه على تَرْتِيب أَسمَاء شُيُوخه وَكتاب الدُّعَاء وَعشرَة النِّسَاء وَحَدِيث الشاميّين
والمناسك وَكتاب الْأَوَائِل وَكتاب السنّة وَكتاب الطوالات وَكتاب الرَّمْي والنوادر مجلّد ومسند أبي هُرَيْرَة كَبِير وَكتاب التَّفْسِير وَدَلَائِل البنّوة وَكتاب الْغَزل كتاب الصَّلَاة على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب فَضَائِل الْعلم جُزْء ومسند شُعْبَة ومسند سُفْيَان ومسانيد طَائِفَة روى عَنهُ جمَاعَة وآخِرُ من حدّث عَنهُ بِالسَّمَاعِ أَبُو بكر ريذة وَبَقِي بعده سِنِين
قلت سَمِعت بِقِرَاءَة الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيّد النَّاس رَحمَه الله فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ جَمِيع عوالي المعجم الْكَبِير للطبراني على الشَّيْخ المحدّث تَاج الدّين أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن قُرَيْش أخبرنَا بِهِ سَمَاعا من الشَّيْخ زين الدّين أبي طَاهِر إِسْمَاعِيل بن عبد القوّي بن أبي العِزّ بن عزّون قَالَ أخبرتنا الشيخة فَاطِمَة بنت الإِمَام أبي الْحسن سعد الْخَيْر ابْن محمّد بن سهل الْأنْصَارِيّ قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا أسمع قَالَت أخبرتنا الشيخة فَاطِمَة بنت أَحْمد بن عبد الله عقيل الجوزذانيّة قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا حَاضِرَة فِي الثَّالِثَة أَنا أَبُو بكر محمّد بن عبد الله بن ريذة الضبّي أَنا الطَّبَرَانِيّ(15/214)
3 - (أَبُو الرّبيع الْعَبدَرِي)
سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عليّ بن غَالب الْعَبدَرِي الْكَاتِب أَبُو الرّبيع من أهل دانية سكن مرّاكش بَعْدَمَا جالِ فِي الأندلس وَكَانَ جدّه عليّ وَأَبوهُ أَحْمد وأخواه مُحَمَّد وَيحيى شعراء ولبيتهم تباهة وَولي أَبُو العبّاس مِنْهُم قَضَاء مالقة وامتحن فِي قصّة عليّ الجزيري الثائر حِين اشتدّ الطّلب عَلَيْهِ وَقيل إنّه أطلق أَخَاهُ من السجْن بمالقة بِأَلف دِينَار رشوةً فأُسلم إِلَى صَاحب الشرطة فَضَربهُ ألف سَوط فَهَلَك قبل استيفائها وأُمر بِهِ فصُلب بِإِزَاءِ جذع الجزيري وَذَلِكَ فِي سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَقَالَ ابْنه أَبُو الرّبيع هَذَا يرثيه من الْكَامِل
(يَا مَن رَأى بَدْرَ لِتمامِهِ ... عَبَثَتْ بِهِ أيْدِي الزَمانِ تَثَرُّفا)
(وَلَقَدْ نَظَرتُ إليهِ أقلَّهُ ... كالرُمْحِ عُرِّضَ من سِنانِ أرْهَفا)
(جَهَدَ الترابُ بِهِ ليَستُرَ شَخَصَهُ ... فَإِذا بِهِ قَدْ كَانَ مِنْه ألْطَفا)
)
(وكأَنَّه رام اللِحاق بعالم ال ... عُلْوِ الَّذِي هُوَ مِنهُمُ فاستَوْقَفا)
(وَشجاه نَوحُ الباكياتِ لِفَقْدِه ... فثوى هُنَالك رِقَّةً وتَعَطُّفَا)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْبَسِيط
(لَو لَمْ تُعَذَّرْ عَلَيْهِ مِيتَةٌ سَبَقَتْ ... ورامَها كُلُّ أَهْلِ الأرضِ مَا قَدرا)
(فاضَتْ جُفونُكَ أنْ قَامُوا فأعْظُمُهُ ... وَقد تَطايَرَ عَنْها اللَحْمَ وانْتَثَرا)
(وأَوْثَقُوه إِلَى جذْعٍ بِمُثَثَةٍ ... يُنَكِّسُ الطَرْفُ عَنْها كُلَّ مَنْ نَظَرا)
(ضاقَتْ بِهِ الأرضُ مِمّا كانَ حَمَّلها ... مِن الأيادِي فَمَجَّتْ شِلْوَهُ ضَجَرا)
(وَعَزَّ إِذْ ذَاك أنْ يَحْظَى بِهِ كَفَنٌ ... فَمَا تَسَرْبَلَ إلاّ الشَمْسَ والقمرا)
(لَم تَضْحَ أعْظُمْهُ يَوماً وَلَا ظَمِئَتْ ... قَلْبي لَهُنَ وَدَمْعي مُزْنَةٌ وتَرَى)
مِنْهَا
(ولَيْلَةٍ من حَظِيّات الزَّمَان مَضَتْ ... حالفْتُ فِيهَا الأسى والدَمعَ والسَهَرا)
(غَنَّى بهَا الكَبْل إِذْ غَنَّى فَأسْمَعَني ... فِي رِجْل أحمدَ يَحكي حَيَّةً ذَكرا)
(يَا أحمدَ بنَ عليَّ هُبَّ مِنْ وَسَنٍ ... فَمَا عَهُدْتُك تَكْرَى قَبْلها سَحَرا)
(تاقَ الدُجى والمُصَلَّ تَحْتَ غَيْبتهِ ... إِلَى تِلاوَتك الآياتِ والسُوَرا)
(قَدْ كُنتَ فِيه سرِاجاً نَستَضيءُ بِهِ ... حتّى إِذا مَا خَبّتْ أنوارُك اعْتَكَرا)(15/215)
وَقَالَ وَقد أنزل من عوده وَدَفنه من الوافر
(خليلي لَو تَرَى فِي حمصِ دَفْني ... أبي لهَجَرْتَ طَعْمَك والمَناما)
(أُواريه بِسَتْرٍ مِنَ ضرَيحٍ ... كأنّي مُغمِدٌ مِنْهُ حُساما)
(كَأَنَّ محَاجِري وَرَثَتْ ... عَشيّةَ قُمْتُ أدْفِنُه غَماما)
وَقَالَ وَقد توفّيت والدته من الطَّوِيل
(طَوّى القَمَرينِ التُربُ عَن أعْين الورى ... بميْتِ عُلىّ مَاتَت على إثْرِه العِرسُ)
(فَأصبْحَت الغَبْراءُ خضراءَ مِنْهُما بآيَةِ ... مَا قد حَلَّها البدرُ والشمسُ)
وَقَالَ يصف خِيلاناً من الوافر
(وللألْبابِ مِنْ خَدَّيْ سُلَيمَى ... دَوَاعٍ للجُنونِ وَللْفُتونِ)
(وَمَا الخيلانُ أَبْصَرَ من رَآهَا ... أَلا رَدَّ الحَديثَ إِلَى يَقينِ)
)
(ولكنْ فَوْق صَفْحتِها صقالُ ... تَمثَّلَ فِيهِ أحْداقُ الجُفونِ)
قلت شعر جيّد فِيهِ الغَوص
3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه)
سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عليّ لن أَمِير الْمُؤمنِينَ المسترشد هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الرّبيع المستكفي بِاللَّه ابْن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العبّاسي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ المولد وُلد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ أَو فِي الَّتِي قبلهَا وَقَرَأَ واشتغل قَلِيلا وخُطب لَهُ عِنْد وَفَاة وَالِده سنة إِحْدَى وَسبع مائَة
وفوّض جَمِيع مَا يتعلّق بِهِ من الحلّ وَالْعقد إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد وَسَار مَعًا إِلَى غَزْو التتار وشهدا مَصافَّ شقحب وَدخل دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان رَاكب وَجَمِيع كبراء الْجَيْش مشَاة وَعَلِيهِ فرجيّة سَوْدَاء مطرّزة وعماّمة كَبِيرَة بَيْضَاء بعذبة طَوِيلَة وَهُوَ متقلّد سَيْفا عربيّاً محَلىَّ ولّما فُوِّض الْأَمر إِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الجاشنِكير وقلّده السلطنة بعد توجّه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى الكرك ولُقِّب المظفّر لَهُ الْهَوَاء وألْبسه خلْعة السلطنة فرجيّةً سَوْداء مدوّرةً فَركب بذلك والوزير حَامِل عَلَى رَأسه التَّقْلِيد من إنْشَاء القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر أوّله أنّه من سُلَيْمَان وأنّه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا عقد لَا عهدَ الْملك بِمثلِهِ وَقَدْ رَأَيْته أَنا بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَهُوَ تامّ الشكل ذهبيّ اللَّوْن يعلوه هَيْبَة ووقار وَكَانَ يركب فِي الميدان إِذا لعب السُّلْطَان وَعَلَى كتفه جوكان وَهُوَ يُسَيرِّ فرسه وَلَا يضْرب الكرة وَلَا يمشي مَعَه أحد وَإِذا عَاد السُّلْطَان إِلَى القلعة ركب قدّامه
ولّما جُرح(15/216)
شرف الدّين النشو نَاظر الخاصّ رَأَيْته وَقَدْ حضر إِلَى بَابه عَائِدًا مرّتين وَنزل عَلَى الْبَاب وَكَانَ لَهُ فِي السّنة عَلَى مَا قبل من المرَتِّب مَا يُقَارب ألف دِرْهَم أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله أنّ المرتَّب الَّذِي كَانَ لَهُ لَمْ يكن يبلغ خمسين ألفا فِي السنتين فلّما خرج إِلَى قُوص بِأَن يُعطّي من مستخرج الكارم بقوص نَظِير ذَلِكَ فأرادوا نَقصه فازداد وَكَانَ لَهُ سكن عِنْد المشهد النفيسي وَلَهُ دَار عَلَى النّيل بِجَزِيرَة الْفِيل وَلَهُ أَصْحَاب يَجْتَمعُونَ بِهِ وَيسْعَى فِي حوائجهم وتنكّر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر عَلَيْهِ وأنزله بأَهْله فِي البرج المطلّ عَلَى بَاب قلعة الْجَبَل فَلم يركب وَلَمْ يخرج وَبَقِي مدّةً تقَارب الْخَمْسَة أشهر ثُمَّ أفرج عَنهُ فَنزل إِلَى دَاره وَبَقِي عَلَى ذَلِكَ مدّةً ثمّ تنكَر عَلَيْهِ بعد نصف سنة أَو مَا يقاربها وَأخرجه بأَهْله وَأَوْلَاده)
وجهّزه إِلَى قوص فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أظنّ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَن توفيّ وَلَده صَدَقَة فَوجدَ عَلَيْهِ وجدا عَظِيما ثمّ توفيّ هُوَ بعده فِي سنة أَرْبَعِينَ فِي مستهلّ شعْبَان مِنْهَا
وعهد بِالْأَمر إِلَى وَلَده فَلم يتمّ لَهُ ذَلِكَ وبويع ابْن أَخِيه أَبُو اسحق إِبْرَاهِيم بيعَة خفيّةَ لَكَ تظهر إِلَى أَن تولىّ السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر ابْن الْملك النَّاصِر فأحضر وَلَده أَبَا الْقَاسِم أَحْمد وَبَايَعَهُ هُوَ وَالنَّاس بعده بيعَة ظَاهِرَة حفلةً وَكَانَ يُلَقَّب الْمُسْتَنْصر فلمّا بُويِعَ هَذِهِ الْبيعَة لُقّب الْحَاكِم وكنّي أبَا العبّاس عَلَى مَا تقدّم فِي تَرْجَمته فِي الأحمدين
3 - (ابْن العميد الْمُقْرِئ)
سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن داؤد الْمُقْرِئ يعرف بِابْن العميد الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى الْمُبَارك بن الْحسن بن أَحْمد الشهرزوري وعليّ بن مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْحصين وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي الْوَقْت عبد الأوّل السجْزِي أَحْمد بن محمّد بن جَعْفَر العّباسي وَمُسلم بن ثَابت بن زيد بن النحّاس البزّاز كَانَ شَيخا صَالحا حسن التِّلَاوَة دَائِم الذّكر كثير الْمُوَاظبَة لمجالس الذّكر توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة
3 - (السَّرقسْطِي)
سُلَيْمَان بن أَحْمد بن محمّد أَبُو الرّبيع ابْن أبي عمر السرقطي من الأندلس سمع بِمصْر عليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد الحوفي وبواسط عليّ بن عبيد الله بن عليّ القصّاب وَأقَام بِبَغْدَاد يُؤدّب الصّبيان وَقَرَأَ بالروايات عَلَى القَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الْملك بن محمّد ابْن عبد الله بن بَشرَان وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وحدّث قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْفضل تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة
3 - (ابْن جاوش الْبَغْدَادِيّ)
سُلَيْمَان بن أرسلان بن جَعْفَر بن عليّ بن المتوّج أَبُو(15/217)
دَاوُد بن أبي الْفضل
الْمَعْرُوف بِابْن جتوش الْبَغْدَادِيّ أحد الأمائل ولي النّظر بأعمال نهر عِيسَى وتنقل فِي الولايات إِلَى أَن ولاّه النَّاصِر نِيَابَة الوزارة وخلع عَلَيْهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة وَذَلِكَ بعد ولَايَته الْخلَافَة بِخَمْسَة أيّام فَهُوَ أوّل من وزر لَهُ وَلَمْ يزل كَذَلِك إِلَى أنْ عُزل فِي المحرّم سنة ستّ وَسبعين وَكَانَتْ مدّة ولَايَته شهرَيْن وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَ شَيخا حسنا فَاضلا نبيلاً حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى كثير التِّلَاوَة)
سمع من أبي الْوَفَاء عليّ بن عقيل الْحَنْبَلِيّ وحدّث بِيَسِير
3 - (ابْن نوبخت المنجّم)
سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن عليّ بن نوبخت المنجّم كَانَ شَاعِرًا وَقَدْ حجا أَبَا نواس ذكره أَبُو عبيد الله المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَمن شعره من الرمل
(بِأَبِي رِيمٌ قَلْ ... بِي بأَجْفانٍ مِراضِ)
(وُدُّهُ وُدِّ صَحيحٌ ... وَهُوَ عنَي ذُو انقِباضِ)
(وَهْوَ فِي الظَاهِر غَضْبا ... نُ وَفي الباطِنِ راضِ)
(فَمَتَى يَنتَصِفُ المَظ ... لُومُ والظالمُ قاضِ)
3 - (أَبُو دَاوُد صَاحب السّنَن)
سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق أَبُو دَاوُد السجسْتانِي أحد حُفَاظ الحَدِيث سمع بِدِمَشْق سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن وَهِشَام بن عمّار وَهِشَام بن خَالِد الْأَزْرَق وَغَيرهم وبمصر أَحْمد بن صَالح وَغَيره وبالبصرة أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وَغَيره وبالكوفة ابْني أبي شيبَة أَبَا بكر وَعُثْمَان ومحمّد بن الْعَلَاء وَغَيرهم وببغداد أَحْمد ابْن حَنْبَل وَأَبا ثَوْر ومحمّد بن أَحْمد بن أبي خلف وبخراسان قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَإِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسج كتب عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وتوفيّ سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَافِظ هُوَ إِمَام أهل الحَدِيث فِي عصره بِلَا مدافعة سَمَاعه بِمصْر والحجاز وَالشَّام والعراقين وخراسان وَقَالَ الطّيب وَهُوَ أحد من رَحل وطوّف وَجمع وصنّف وَكتب عَن العراقيّين والخراسانيّين والشأميّين والمصريّين والجزريّين وَسكن الْبَصْرَة وَقدم بَغْدَاد غير مرّة وروى كِتَابه المصنّف فِي(15/218)
السّنَن بِهَا قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ومحمّد بن إِسْحَاق الصنغَاني أَلِينَ لأبي دَاوُد الحَدِيث كَمَا أُلِينَ لداود الْحَدِيد قَالَ أَبُو بكر ابْن داسة سَمِعت أَبَا دَاوُد يَقُول كتبتُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس مائَة ألف حَدِيث انتخبت مِنْهَا مَا ضمّنته هَذَا الْكتاب يَعْنِي كتاب السّنَن جمعت فِيهِ أَرْبَعَة آلَاف وثمان مائَة حَدِيث ذكرت الصَّحِيح وَمَا يُشبههُ ويقاربه وَيَكْفِي الْإِنْسَان لدينِهِ من ذَلِكَ أَرْبَعَة أَحَادِيث أَحدهَا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَعْمَال بالنيّات وَالثَّانِي من حسن إِسْلَام الْمَرْء تركُه مَا لَا يعنيه وَالثَّالِث لَا يكون الْمُؤمن مُؤمنا حتّى يرضى لِأَخِيهِ مَا يرضى لنَفسِهِ وَالرَّابِع الْحَلَال بَيِّيّ وَالْحرَام بّيِّنّ وَبَين ذَلِكَ)
أُمُور مُشْتَبهَات وَقَالَ مُوسَى بن هَارُون خُلق أَبُو دَاوُد فِي الدُّنْيَا للْحَدِيث وَفِي الْآخِرَة للجنّة مَا رأيتُ أفضل مِنْهُ وتفقّه لِأَحْمَد بن حَنْبَل ولازمه مدّةً وَكَانَ من نجباء أَصْحَابه وَمن جلّة فُقَهَاء زَمَانه مَعَ التقدّم فِي الحَدِيث والزهد قَالَ ابْن داسة كَانَ لأبي دَاوُد كمّ وَاسع وَكم ضيّق فَقيل لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ الْوَاسِع للكتب وَالْآخر لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَقَالَ فِي سنَنه شبراُ قثّاءةً بِمصْر ثَلَاثَة عشر شبْرًا وَرَأَيْت أترجّة عَلَى بعير قطعت قطعتين وعملت مثل عِدلين وَآخر من روى عَنهُ عَالِيا سبط السلَفِي وَقع لَهُ كتاب النَّاسِخ والمنسوخ يعلّو من طَرِيق السلَفِي روى عَنهُ سنَنه أَبُو عليّ اللؤْلُؤِي وَأَبُو بكر ابْن داسة وَأَبُو سعيد الْأَعرَابِي بفوت لَهُ وَجَمَاعَة ووَلده أَبُو بكر عبد الله ابْن أبي دَاوُد من أكَابِر الحفّاظ
3 - (ابْن البلكائش)
سُلَيْمَان بن أيّوب بن سُلَيْمَان بن البلكائش أَبُو أيّوب القوطي الْقُرْطُبِيّ سمع أَبَاهُ وَابْن لبَابَة وَأحمد بن بَقِي بن مخلد ومحمّد بن أَيمن وَأسلم بن عبد الْعَزِيز وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيها مالكيّاً زاهداً خَاشِعًا بكَاءً روى الْكثير أَخذ عَنهُ ابْن الفرضي وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَ من أهل الْعلم وَالنَّظَر بَصيرًا بالاختلاف حَافِظًا للْمَذْهَب مائلاً إِلَى الحجّة وَالدَّلِيل توفّي فِي شعْبَان سنة سَبْعَة وَثَلَاث مائَة
3 - (الْأَسْلَمِيّ)
سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ وُلد هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله فِي بطن فِي خلَافَة عمر وَكَانَ ابْن عُيينة بفضّله عَلَى أَخِيه روى عَن أَبِيه وَعمْرَان بن حُصَيْن وَعَائِشَة وتوفيّ سنة خمس وَمِائَة
وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
3 - (عَلّم الدّين الْحَنَفِيّ)
سُلَيْمَان بن أبي بكر بن أميرك العلاّمة عَلَم الدّين أَبُو الرّبيع النَّيْسَابُورِي الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد الْمصْرِيّ الدَّار الجنفي كَانَ بِالْقَاهِرَةِ مدّرس مدرسة يازكوج الْأَسدي ومدرسة حارة الديلم وبمسجد الشهَاب الغزنوي وحدّث عَن أبي(15/219)
عبد الله الأرتاحي والعماد الْكَاتِب وَكَانَ دّيناً خيرا بِالْمذهبِ توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة
3 - (أَبُو أيّوب)
سُلَيْمَان بن بِلَال أَبُو أيّوب من موَالِي أبي بكر الصّديق أحد الحفّاظ كَانَ بربريّاً جميلاً حسن)
الْهَيْئَة ثِقَة عَاقِلا يُفْتِي بِالْبَلَدِ وَولي خراج الْمَدِينَة قَالَ ابْن معِين ثِقَة صَالح وَيُقَال إنّه كَانَ محتسب الْمَدِينَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الدقيقي النَّحْوِيّ)
سُلَيْمَان بن بَنِينَ بن خلف أَبُو عبد الغنيّ الْمصْرِيّ الدقيقي النَّحْوِيّ الأديب
لَازم ابْن برّي مُدَّة فِي النَّحْو وصنّف فِي النَّحْو وَالْعرُوض وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِكَ
وتوفيّ سنة أَربع عشرَة وستّ مائَة
3 - (شرف الدّين الشَّاعِر)
سُلَيْمَان بن بَنَيمان بن أبي الْجَيْش بن عبد الجبّار بن بنيمان الأديب شرف الدّين أَبُو الرّبيع الْهَمدَانِي ثُمَّ الإزبلي شَاعِر محسن سَائِر القَوْل لَهُ نَوَادِر وزوائد ومزاد حُلْو كَانَ أَبوهُ صائغاً أَيْضا جَاءَ إِلَيْهِ مَمْلُوك مليح من مماليك الْأَشْرَف مُوسَى وَقَالَ لَهُ عنْدك خَاتم مليح عَلَى إصبعي فَقَالَ لَهُ لاَ إلاّ عِنْدِي إِصْبَع عَلَى خاتمك ذكره أَبُو البركات مُسْتَوْفِي إربل فِي تأريخه وتوفيّ سنة ستّ وَثَمَانِينَ وستّ مائَة وَلَهُ تسعون سنة أَو أَزِيد ولمّا قامر الشهَاب التلعفري بثيابه وخِفافه قَالَ ابْن بُنيمان وأنشدها للْملك النَّاصِر من الْخَفِيف
(يَا مليكاً فاقَ الأنامَ جَمِيعًا ... مِنْه جُودٌ كالعارِضِ الوَكّافِ)
(وَالَّذِي راشَ بالعَطايا جَناحي ... وتَلاَفَى بَعْد الْإِلَه تَلافي)
(مَا رَأيْنا وَلَا سَمِعْنا بِشَيْخٍ ... قَبْلَ هَذَا مُقامرٍ بالخِفافِ)
(وَبهَا كَمْ يُدَقُّ فِي كُلِّ يومٍ ... فِي قَفاه والرأسِ والأكتافِ)
(أَسْوَد الوجهِ أبْيَضُ الشَعْرِ لكنْ ... فِي سحيم وقبحِهِ وخِفافِ)
(يَدَّعي نِسْبةً إِلَى آل شيبا ... نٍ القبائلِ الأشرافِ)
(وهُمُ يُنِكُرُون مَا يَدَّعيهِ ... فَهْوَ والقوِمُ دَائِما فِي خِلافِ)(15/220)
(مِثْلَ تَجْدٍ لَو استطاعت لقالت ... لَيْسَ هَذَا الدَعيّ من أكنافي)
(فابْسط العُذْرَ فِي هَجاءِ رقيعٍ ... عادِلٍ عَن طرائق الإنصافِ)
ولمّا سمع التلعفري الأبيات قَالَ لَهُ مَا أَنا جندي أقامر بخفافي فَقَالَ لَهُ ابْن بُنيان فِي الْحَال بخفاف امْرَأَتك فَقَالَ مَا لي امْرَأَة فَقَالَ لَهُ لَكَ مقامرة من بَيْنَ الحجرتين إمّا بالخفاف وإمّا بالثقال ولمّا وَقع ابْن بنيمان عَن البغلة انْكَسَرت رجله وَمَشى عَلَى خشبتين سمع بعض النَّاس)
يَقُول مَا يضْرب الله بعصاتين فَقَالَ بلَى لِابْنِ بنيمان ورُئى رَاكِبًا عَلَى حِمَاره فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ نزلت عَن البغلة وأصبحت أقدم عَلَى الجحشة ونظم فِيهِ الشهَاب التلعفري من الْبَسِيط
(سمعتُ لِابْنِ بنيمانٍ وتَغْلَتهِ ... عَجِيَبَةَ خِلتُها إِحْدَى قَصائدِهِ)
(قَالُوا رَمَتْه وداست بالنعال عَلَى ... قَفَاه قتلْتُ لَهُم ذَا مِنْ عوائِدِهِ)
(لأنّها فَعَلتْ فِي حَقِّ والدِها ... مَا كَانَ يَفْعَلُهُ فِي حَقِّ والدِهِ)
وَقَالَ ابْن بنيمان من الْبَسِيط
(إشْرَبْ فَشُرْبُكَ هَذَا اليومَ تَحليلُ ... وَانْفِ الهُمومَ فَقَدْ وافاك أيْلولُ)
(أما تَرى الشَمْسَ وَسْطَ الكأسِ طالِعةً ... مُنيرةً وَنطاقُ البدرِ مَحْلولُ)
(والأرضُ قَدْ كُسِيَتْ بالغَيْثِ حُلَّتُها ... وناظرٌ الرَوْض بالأزهارِ مَكْحول)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(أَتَانِي كتابُ كَانَ لمّا فَضَضْتُهُ ... مُرَوّىِّ من الإحسانِ صادٍ مِنْ الخَنا)
(فَخُيْلَ لي مَا أَنْتَ أَنْت لِكَتْرَة ال ... تَواضُعِ والإحْسانِ أوْ مَا أنَا أَنا)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(خَلِيليَّ كَمْ أشْكو إِلَى غير راحِمِ ... وأجْعَلُ عِرضي عُرضةً لِلّوائمِ)
(وَأَسْحَبُ ذَيْلَ الذُلِّ بَينَ بُيوتكم ... وَأَقْرَعُ فِي ناديكُمُ سِنَّ نادِمِ)
(هَبونيَ مَا استوجَبْتُ حَقًا عليكُمْ ... أما تَعتريكم هِزَةٌ للمكارِمِ)
(كأنَّ الْمَعَالِي مَا حَلَلتمَ لَديكُمُ ... وَقَدْ أصْبَحَتْ مَعْدودةً فِي المحارِمِ)
قَالَ النُّور الأسعردي أَنْشدني شهَاب الدّين التلعفري فِي ابْن بنيمان وَقَدْ صفعه باتكين باربل وَأمر أَن يُطَاف بِهِ بِجَمِيعِ الدَّار من أَبْيَات من الوافر
(أرِحْ من ذكِرِهِ غُرَر القوافي ... وقُلْ اللهُ يَرحَمُ باتكينا)
قَالَ فعلمتُ أَنا فِي الْمَذْكُور أبياتاً وَهُوَ منبوز بالأبنة من الوافر(15/221)
(أتَذْكُرُ يَا بُليمُ وَأَنْتَ تَحْتي ... وَقَدْ أغْرَقْتُ أيْري فِي خَراكَ)
(وَقُلتَ اقرَعْ بَبْيضِكَ بابَ إستي ... فَقُلتُ نعم كَمَا قضرَعوا قَفاكَ)
وَقلت فِيهِ أَيْضا من الطَّوِيل)
(صَفَعْتُ سليماناً ومَزَّقْتُ سُفلَهُ ... فَأظْهَرَتِ الأظْفَارُ مِنهُ جَفاهُ)
(وَأصْبَحَ وَسْمي فَوقَ وَجْهي ظاهراَ ... وَوَسْمُ بليم فِي أسته وقفاهُ)
3 - (الدَّارَانِي قَاضِي دمشق)
سُلَيْمَان بن حبيب أَبُو بكر وَقيل أَبُو ثَابت وَقيل أَبُو أيّوب الْمحَاربي الدَّارَانِي قَاضِي دمشق لعمر بن عبد الْعَزِيز فَمن بعده من الْخُلَفَاء روى عَن أنس وَأبي هُرَيْرَة وَأبي امامة الْبَاهِلِيّ وَمُعَاوِيَة وأسود بن أَصْرَم الْمحَاربي وَغَيرهم روى عَنهُ عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ من أقرانه وَالْأَوْزَاعِيّ وَالزهْرِيّ وَعبد الرَّحْمَن ابْن يزِيد بن جَابر وَغَيرهم وثّقهُ ابْن معِين وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِهِ بآس تابعيّ مُسْتَقِيم وتوفيّ سنة ستّ وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة قَالَ كُلْثُوم بن زِيَاد أدْركْت سُلَيْمَان بن حبيب وَالزهْرِيّ يقضيان بذلك يَعْنِي يُشَاهد وَيَمِين وَكَانَ سُلَيْمَان بن حبيب قَاضِي أهل الْمَدِينَة ثَلَاثِينَ سنة يقْضِي بِالْيمن مَعَ الشَّاهِد يَعْنِي بالدينة دمشق وَقَالَ سُلَيْمَان قَالَ لي عمر ابْن عبد الْعَزِيز مَا أقَلْتَ السُّفَهَاء من أيْمانهم فَلَا تقلهم الْعتَاقَة وَالطَّلَاق
3 - (الْعَدوي التَّابِعِيّ)
سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة بن حُذَيْفَة الْقرشِي الْعَدوي الْمدنِي تابعيّ أدْرك عصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقدّمه عمر بن الخطّاب يصليّ للنَّاس مَعَ أبي بن كَعْب صَلَاة التروايح وَشهد أذرح يَوْم الْحكمَيْنِ وحدّث عَن أمّه الشفَاء بنت عبد الله وَهِي من المبايعات وَابْنه أَبُو بكر بن سُلَيْمَان من رُوَاة الْعلم حمل عَنهُ الزُّهْرِيّ وَأمره عمر أَن يؤمَ النِّسَاء
3 - (رَأس السليمانية من الشِّيعَة)
سُلَيْمَان بن جرير رَأس السلبمانية من فرق الشِّيعَة وَهَذِه الْفرْقَة تزْعم أنَّ الْإِمَامَة شورّى وَأَنَّهَا تَنْعَقِد برجلَيْن من الْمُسلمين وتصحّ إِمَامَة(15/222)
الْمَفْضُول مَعَ قيام الْفَاضِل وأثبتوا خلَافَة أبي بكر وَعمر لكنّهم قَالُوا أَخْطَأت الأمّة فِي اتّباعهما خطأ لَا يبلغ دَرَجَة الْفسق وَنقل بعض الْعلمَاء عَنْهُم مذهبا متناقضاً فَقَالَ إنّهم قطعُوا بِكفْر عُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم مَعَ أنّهم قطعُوا بأنّهم من أهل الْجنَّة لما ورد من النُّصُوص فِي حَقهم وتزكية النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم وَهَذَا متناقض اللهمّ إلاّ إِن كَانَ الْكفْر أَرَادوا بِهِ أَنهم فسقة أَو مخطئون فأطلقوا القَوْل تجوّزاً)
وَطعن سُلَيْمَان فِي عُثْمَان لما أحدث من الْأَحْدَاث حتّى كفّره بهَا وَطعن فِي الرافضة بِسَبَب قَوْلهم بالبداء على الله تَعَالَى وَبِمَا قَالُوهُ من التقيّو وَقَالَ إنمّا الرافضة البداء لشيعتهم نفيا لكذبهم حتّى إِذا أخبروا شيعتهُم أنّه سَتَكُون لَهُم قوّة وشوكة وَظُهُور فَإِذا خَالف مقالتهم بذلك قَالُوا بَدَأَ الله فِيهِ وإنمّا التقيّة حتّى إِذا تكلّموا بباطل ثمّ خالفوه قَالُوا إِنَّمَا قُلْنَاهُ تقيّة وخوفاً
3 - (علم الدّين الكفري الفارقي)
سُلَيْمَان بن أبي حَرْب الكفري الفارقي النَّحْوِيّ علم الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه
قَالَ تصاحبت أَنا وَالْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ من تلاميذ ابْن مَالك أَخْبرنِي أَنه عرض عَلَيْهِ أرجوزته الْكَبِيرَة الْمَعْرُوفَة بالكافية الشافية وأنّه بحث أَكْثَرهَا عَلَيْهِ وأنّه قَرَأَ القرآات بالسبع بِدِمَشْق واشتغل النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ حَنفيّ الْمَذْهَب قَالَ وأنشدني كثيرا بِذكر أنَّه لَهُ ولمّا قدم الأديب الْفَاضِل شهَاب الدّين العزاري الْقَاهِرَة ذكر لنا أَنه كَانَ ينشد لنَفسِهِ كثيرا ممّا كَانَ ينشده العَلَم سُلَيْمَان لنَفسِهِ وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْفَقِير يعِيش الفارقي قَالَ ممّا كتب بِهِ العَلَم سُلَيْمَان إِلَى الْكَاتِب شرف الدّين ابْن الوحيد رحم الله جَمِيعهم وَعَفا عَنْهُم من الْبَسِيط
(أما ومجدٍ أثيلٍ أعْجَزَ الفصحا ... ونائلٍ كلّما استمطرتَهُ سَمَحا)
(لَو زَازَن ابنُ الوحيد الناسَ كلُّهُمُ ... ببعضِ مَا ناله من سُؤدَدٍ رَجَحا)
3 - (قَاضِي مكّة الواشحي)
سُلَيْمَان بن حَرْب بن نجيل أَبُو أَيُّوب الْأَزْدِيّ الواشحي الْبَصْرِيّ قَاضِي مكّة سمع شعبه والحماّدين وَجبير بن حَازِم وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي ومبارك بن فضَالة وملازم بن عمر وحوشب بن عقيل ووهيب بن خَالِد وَالْأسود بن شَيبَان روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى أَبُو دَاوُد أَيْضا وَالْبَاقُونَ عَن رجل عَنهُ وَيحيى القطّان وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو زُرعة وَأَبُو حَاتِم والْحَارث ابْن أبي أُسَامَة وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وعبّاس الدوري وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ إِمَام لَا يدلّس ويتكلّم فِي الرِّجَال قَرَأَ الْفِقْه(15/223)
وَلَيْسَ هُوَ بِدُونِ عفّانَ وَقد ظهر من حَدِيثه نَحْو عشرَة آلَاف حَدِيث وَمَا رَأَيْت فِي يَده كتابا فطّ وَحَضَرت مَجْلِسه بِبَغْدَاد فحُزر الْحَاضِرُونَ بِأَرْبَعِينَ ألفا بُني لَهُ شبه مِنْبَر بِجنب قصر الْمَأْمُون فصعده وَحضر الْمَأْمُون والقوّاد وَبَقِي الْمَأْمُون يكْتب مَا يملي من وَرَاء سترشَفَّ توفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
3 - (ابْن جلجل الطّيب)
)
سُلَيْمَان بن حسّان أَبُو دَاوُد بن جلجل بِجيمَينِ ولاَمين الأندلسي الطّيب عَالم الأندلس قيل إنّ اسْمه دَاوُد بن حسّان وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حرف الدَّال
3 - (ابْن مخلد الْوَزير)
سُلَيْمَان بن الْحسن بن مخلد بن الجرّاح أَبُو الْقَاسِم ولي عدّة ولايات فِي أيّام المقتدر ثُمَّ ولاّه الوزارة بِإِشَارَة عليّ بن عِيسَى بن الجرّاح فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة وخلع عَلَيْهِ وَأمر عليَّ بن عِيسَى بالإشراف عَلَى سَائِر الدَّوَاوِين والأعمال وبمعاضدة سُلَيْمَان وَلَا يتصرّف سُلَيْمَان وَلَا يقلّد أحدا عملا وَلَا يعْمل شَيْئا إلاّ بعد مُوَافقَة عليّ بن عِيسَى فَبَقيَ سُلَيْمَان عَلَى ذَلِكَ سنة وَاحِدَة وشهرين وَتِسْعَة أيّام وعُزل ثُمَّ إنّه ولي الوزارة للراضي حادي عشر شوّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وخلع عَلَيْهِ وَركب مَعَه الْجَيْش فازدادت الْأُمُور اضطراباً لعدم الْأَمْوَال واحتداد المطالبات فبذل محمّد بن رائق الْقيام بواجبات الْجَيْش وَولي إِمَارَة الْأُمَرَاء وَصَارَت الكُتب تُؤرَّخ عَن ابْن رائق وتقدّم عَلَى الْوَزير سُلَيْمَان فَسقط حكم الوزارة من ذَلِكَ الْوَقْت واستعفى سُلَيْمَان من الوزارة فأُعفي وَكَانَتْ وزارته عشرَة أشهر وَثَلَاثَة أيّام ثُمَّ وزر للراضي مرّةً ثَانِيَة فَكَانَت المدّة ثَلَاث أشهر وسنّة وَعشْرين يَوْمًا ثُمَّ ولي للمتّقي لله إِبْرَاهِيم بن المقتدر وعزل وَكَانَتْ المدّة أَرْبَعَة أشهر وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَمَضَت أيّامه عَلَى سداد وإحماد من النَّاس وَكَانَ كَاتبا سديداً خَبِيرا بأحوال الدَّوَاوِين وقوانين السياسة توفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سنة وخلّف من الْوَلَد الْحسن ومحمداً والجرّاح وَعبد الله الْفضل وعدّة بَنَات لأمّهات أَوْلَاده
3 - (أَبُو طَاهِر القرمطي الجنّابي)
سُلَيْمَان بن الْحسن بن بهْرَام أَبُو طَاهِر القرْمطي بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وكشر الْمِيم وَبعدهَا طاء مُهْملَة الجنّابي وَقَدْ تقدّم ضَبطه رَئِيس القرامطة
كرّ ابْن الْأَثِير فِي حوادث سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ فِي هَذِهِ السّنة تحرّك قوم بسواد الْكُوفَة يُعرَفون بالقرامطة ثُمَّ بسط القَوْل فِي ابْتِدَاء أَمرهم وحاصِلُه أنّ رجلا أظهر(15/224)
الْعِبَادَة والزهد والتقشّف وَكَانَ يسفّ الخوص وَيَأْكُل من كَسبه وَكَانَ يَدْعُو النَّاس إِلَى إِمَام أهل الْبَيْت وَأقَام عَلَى ذَلِكَ مدّةً فَاسْتَجَاب لَهُ خلق كثير وَجَرت لَهُ أَحْوَال أوجبتْ حسن العقيدة فِيهِ وانتشر بسواد الْكُوفَة ذكره ثُمَّ قَالَ فِي سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِي هَذِهِ السّنة ظهر رجُل يعرف)
بِأبي سعيد الْحسن الجنّابي بِالْبَحْرَيْنِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ جماعةٌ من الْأَعْرَاب والقرامطة وَقَوي أمره وَقتل من حوله وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حرف الْحَاء فِي الْحسن وأنّ غُلَامه الصقلبي قَتله سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة وَقَامَ بعده أَبُو طَاهِر ابْنه وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة فِي شهر ربيع الآخر قصد أَبُو طَاهِر الْبَصْرَة وملكها بِغَيْر قتال بل صعدوا إِلَيْهَا بسلالم شَعر فلمّا أحسّوا بهم ثَارُوا إِلَيْهِم فَقتلُوا وَإِلَى الْبَلَد وَوَضَعُوا السَّيْف فِي النَّاس فَهَرَبُوا مِنْهُم وَأقَام أيو طَاهِر سَبْعَة عشر يَوْمًا تحُمَل إِلَيْهِ الْأَمْوَال مِنْهُم ثمّ عَاد إِلَى بَلَده وَلَمْ يزل يعيث فِي الْبِلَاد وَيكثر فِيهَا الْفساد من الْقَتْل والسبي والحريق والنهب إِلَى سنة سبع عشرَة فحجّ النَّاس وسلموا فِي طريقهم ثُمَّ إنّ أَبَا طَاهِر وافاهم بمكّة يَوْم التَّرويَة فنهب أَمْوَال الحاجّ وقتلهم حتّى فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَفِي الْبَيْت نَفسه وَقلع الْحجر الْأسود وأنفذه إِلَى هجر فَخرج إِلَيْهِ أَمِير مَكَّة فِي جمَاعَة من الْأَشْرَاف فقاتلوه فَقَتلهُمْ أَجْمَعِينَ وَقلع بَاب الْكَعْبَة وأصعد رجلا ليقلع الْمِيزَاب فَسقط فَمَاتَ وَطرح الْقَتْلَى فِي بِئْر زَمْزَم وَدفن البَاقِينَ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام من غير كفن وَلَا غسيل وَلَا صَلَاة عَلَى أحدهم
وَأخذ كسْوَة الْبَيْت وَقسمهَا بَيْنَ أَصْحَابه وَنهب دُور أهل مكّة فَلَمَّا بلغ ذَلِكَ المهديّ عبيد الله صَاحب إفريقيّة كتب إِلَيْهِ يُنكر عَلَيْهِ ويلومه ويلعنه وَيَقُول لَهُ حقّقتُ علينا شِيعَتِنَا ودعاة دولتنا الكفرَ واسمَ الْإِلْحَاد بِمَا فعلتَ وَإِن لَمْ تردّ عَلَى أهل مكّة والحجّاج وَغَيرهم مَا أخذت مِنْهُم وتردّ الْحجر الْأسود إِلَى مَكَانَهُ وتردّ الْكسْوَة وإلاّ فَأَنا بَرِيء مِنْك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فلمّا وَصله هَذَا الْكتاب أعَاد الْحجر وَمَا أمكنه من أَمْوَال أه مكّة وَقَالَ أخذناه بِأَمْر ورددناه بِأَمْر وَكَانَ بجكم التركي أَمِير بَغْدَاد وَالْعراق قَدْ بذل لَهُم فِي ردّة خمسين ألف دِينَار فَلم يردّوه قَالَ ابْن الْأَثِير ردّوهُ إِلَى الْكَعْبَة المعظّمة لخمس خلون من ذِي الْقعدَة وَقيل من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فِي خلَافَة الْمُطِيع وإنّه لمّا أَخَذُوهُ تفسخ تَحْتَهُ ثَلَاث جمال قويّة من ثقله ولمّا ردّوه أعادوه عَلَى جمل وَاحِد فوصل بِهِ سالما قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلّكان وَهَذَا الَّذِي ذكره شَيخنَا من كتاب الْمهْدي القرمطي لَا يَسْتَقِيم لأنّ المهدّي توفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ ردّ الْحجر الْأسود سنة تسع وَثَلَاثِينَ فقد ردّوه بعد مَوته بتسع عشرَة سنة وَالله أعلم ثُمَّ قَالَ شَيخنَا عقيب هَذَا ولمّا أَرَادوا ردّه حملوه إِلَى الْكُوفَة وعلّقوه بجامعها حَتَّى رَآهُ النَّاس ثُمَّ حملوه إِلَى مَكَّة وَكَانَ مكثه عِنْدهم اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة قَالَ ابْن خلّكان وَذكر غير شَيخنَا أنّ الَّذِي ردّه هُوَ ابْن شنبر وَكَانَ من خواصّ أبي سعيد قلت قَالَ)
ابْن أبي الدَّم فِي كتاب الْفرق الإسلامية أنّ الْخَلِيفَة راسل أَبَا طَاهِر فِي ابتياعه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ فَبَاعَهُ من الْمُسلمين بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَقيل(15/225)
بِثَلَاثِينَ وجهّز الْخَلِيفَة إِلَيْهِم عبد الله بن عكيم المحدّث وَجَمَاعَة مَعَه فأحضر أَبُو طَاهِر شُهُودًا ليشهدوا عَلَى نوّاب الْخَلِيفَة بِتَسْلِيمِهِ ثُمَّ أخرج لَهُم أحد الحجرين المصنوعين فَقَالَ لَهُ عبد الله بن عكيم إِن لَنَا فِي حجرنا علامتين لَا يسخن بالنَّار وَلَا يغوص فِي المَاء فأحضر مَاء وَنَارًا وألْقى الْحجر فِي المَاء فغاص ثمّ أَلْقَاهُ فِي النَّار فحمي وَكَاد يتشقّق فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بحجدرنا ثُمَّ أحضر الْحجر الآخر الْمَصْنُوع وَقَدْ ضَمَّخَهُمَا بالطيب وغشّاهما بالديبالج إِظْهَارًا لكرامته فَفعل بِهِ عبد الله بن عُكَيْم كَذَلِك ثُمَّ قَالَ لَيْسَ هَذَا بحجرنا فأحضر الْحجر الْأسود بِعَيْنِه فَوَضعه فِي المَاء فطفا وَلَمْ يغص ثُمَّ وَضعه فِي النَّار فَلم يسخن فَقَالَ هَذَا حجرنا فَعجب أَبُو طَاهِر وَسَأَلَهُ عَن معرفَة طَرِيقه فَقَالَ عبد الله بن عكيم حدّثنا فلَان عَن فلَان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْحجر الْأسود يَمِين الله فِي أرضه خلقه الله تَعَالَى من درّة بَيْضَاء من الجنّة وإنمّا اسودّ من ذنُوب النَّاس يحْشر يَوْم الْقِيَامَة وَلَهُ عينان ينظر بهما وَلَهُ لِسَان يتَكَلَّم بِهِ يشْهد لكلّ من استلمه أَو قبّله بِالْإِيمَان وأنّه حجر يطفو عَلَى المَاء وَلَا يسخن بالنَّار إِذا أوقدتْ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو طَاهِر هَذَا دين مضبوط بِالنَّقْلِ
قلت وَقَالَ بَعضهم إنّ القرامطة أخذُوا الْحجر مرّتين فَيحْتَمل أنّ المرّة الأولى رَدّه بِكِتَاب الْمهْدي وَالثَّانيَِة ردّه لمّا اشتُري مِنْهُ أَو بِالْعَكْسِ وَالله أعلم
وَقصد القرامطة أَطْرَاف الشَّام وفتحوا سلميّة وبعلبك وَقتلُوا غَالب من بهما من الْمُسلمين وَخرج المكتفي بِنَفسِهِ فِي جَيش عَظِيم لمّا عزموا عَلَى حِصَار دمشق فَكثر الضجيج بِمَدِينَة السَّلَام وَسَار حتّى نزل الرقّة وبثّ الجيوش بَيْنَ حلب وحماة وحمص وعادت القرامطة تقصد حِصَار حلب فَالتقى الْجَمْعَانِ بتمنع مَوضِع بَينه وَبَين حماة اثْنَا عشر ميلًا وَكَانَ ذَلِكَ سنة إِحْدَى وَتسْعُونَ وَمِائَتَيْنِ أيّام وَالِده أبي سعيد فَانْهَزَمَ جمع القرامطة وتبعهم الْمُسلمُونَ وحملوهم إِلَى بَغْدَاد وقُتلوا ثُمَّ قَامَ القرامطة أَيْضا وَكثر حربهم وَلَمْ يزَالُوا إِلَى أَن مَاتَ أَبُو سعيد كَمَا ذُكر فِي تَرْجَمته
وَقَالَ أَبُو طَاهِر ابْنه وَقيل إنّه ملك دمشق وَقتل جَعْفَر بن فلاح نَائِب المصريّين كَمَا تقدذم ثُمَّ بلغ عَسْكَر القرامطة إِلَى عين شمس وَهِي عَلَى بَاب الْقَاهِرَة وظهروا عَلَيْهِم ثمَّ انتصر أهل مصر عَلَيْهِم فَرَجَعُوا عَنْهُم وَلَمْ يزل النَّاس مِنْهُم فِي شدّة وبلاء وقُتل أَبُو طَاهِر سُلَيْمَان سنة)
اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة
3 - (جمال الدّين ابْن ريّان)
سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن ريّان الطَّائِي جمال الدّين
سألتُه عَن مولده فَقَالَ فِي حادي عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وستّين وستً مائَة كَانَ وَالِده رجلا صَالحا من أهل الْقُرْآن حرص عَلَى وَلَده هَذَا وأقرأه الْقُرْآن الْكَرِيم وَكَانَ يمنعهُ من عشرَة أَقَاربه وَإِذا رَآهُ يكْتب القبطي المعرّب يضْربهُ وينكر عَلَيْهِ ذَلِكَ(15/226)
فأبي الله تَعَالَى إِلَّا أَن يَجْعَل رزقه فِي صناعَة الْحساب لَمْ يزل مَعَ ابْن عمّه عماد الدّين سعيد بن ريّان فلمّا حجّ عماد الدّين توجّه فِي الْعود مَعَ الركب الْمصْرِيّ وسعى فِي نظر جَيش حلب وَأخذ بذلك توقيعاً
فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق اخترمته المنيّة هُنَاكَ فَأخذ القَاضِي جمال الدّين توقيعه وتوجّه إِلَى حلب وَكَانَ قَرا سًنْقُر بِهَا نَائِبا ولعماد الدّين عَلَيْهِ حُقُوق فاستقرّ بِالْقَاضِي جمال الدّين نَاظر الْجَيْش وَلَمْ يزل بِهَا إِلَى سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة فرسم لَهُ بصفد نَاظر المَال فورد إِلَيْهِمَا وَأقَام بِهَا إِلَى أَوَائِل سنة ثَلَاث وَعشْرين فَطلب إِلَى مصر فولاّه السُّلْطَان نظر الكرك ووكالة بَيت المَال ثُمَّ إنّ السُّلْطَان ولاّه نظر المَال بحلب وَلَمْ يتوجّه إِلَى الكرك فَأَقَامَ عَلَى نظر المَال بحلب مدّةً يسيرَة ثُمَّ توجّه إِلَى مصر وتولاّها ثَانِيًا ثُمَّ عُزل عَن نظر الْمَار وَحضر إِلَى نظر المَال بصفد فَأَقَامَ قَرِيبا من شهر ثُمَّ طُلب إِلَى مصر وتولىّ نظر الْجَيْش وَلَمْ يزل إِلَى أَن عُزل فِي وَاقعَة لُؤْلُؤ فَأَقَامَ مدّةً يسرةً ثُمَّ جُهّز إِلَى نظر جَيش طرابلس وَأقَام بِهِ مدّةً ثُمَّ حضر إِلَى صفد ثَالِثا ناطر المَال وَولده شرف الدّين حُسَيْن نَاظر الْجَيْش بِهَا فَأَقَامَ مدّةً وتوّجه إِلَى حلب نَاظر الْجَيْش ثُمَّ استعفى وَطلب الْوَظِيفَة لِابْنِهِ القَاضِي بهاء الدّين حسن وَلزِمَ بَيته مُدَّة ثُمَّ ولاّه السُّلْطَان نظر الْجَيْش دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي أَوَاخِر أيّام تنكز وَأقَام فِي جَيش دمشق إِلَى أَن عُزل أيّام الْأَمِير علاْ الدّين الطنبغا فتوجّه إِلَى حلب وَأقَام بِهَا لَازِما دَاره مُقبلا عَلَى شَأْنه لَا يخرج مِنْهُ إلاّ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة فلمّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة حضر إِلَى دمشق وتوجّه إِلَى الْحجاز وَقضى حجّة الْإِسْلَام وَعَاد وَقَدْ ضعف عَن الرّكُوب فَركب محفّةً وتوجّه إِلَى حلب وَلَقَد رَأَيْته كثيرا يقوم فِي اللَّيْل ويركع قَرِيبا من عشْرين رَكْعَة قبل انبلاج الْفجْر وَلَهُ كلّ أُسْبُوع ختمة يَقْرَأها هُوَ وَأَوْلَاده ويصوم غير رَمَضَان كثيرا وذهنه جيّد سمع من ابْن مشرّف وستّ الوزراء وَقَرَأَ العربيّة عَلَى الشَّيْخ شرف الدّين أخي الشَّيْخ تَاج الدّين)
ويُعرب جيّداً وَيعرف الْفَرَائِض جيّداً والحساب وطرفاً صَالحا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَعَلَى ذهنه نكت من أَبْيَات الْمعَانِي ومسائل من علم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض وينقل شَيْئا كثيرا من القرآات ومرسوم الْمُصحف وَلَهُ غرام كثير بِكِتَابَة الْمَصَاحِف استكتب مِنْهَا جملَة فِي قطع الْبَغْدَادِيّ كَامِلا وَلَمْ يزل عَلَى مُلَازمَة دَاره وانقطاعه إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة
3 - (المستعين بِاللَّه الْأمَوِي)
سُلَيْمَان بن الحكم بن سُلَيْمَان بن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن الْأمَوِي الملقّب بالمستعين خرج قبل الْأَرْبَع مائَة والتفّ عَلَيْهِ خلق كثير من جيوش البربر بالأندلس وحاصر قرطبة وَأَخذهَا ثمّ إنّ مُتَوَلِّي سبتة عليّ خرج عَلَيْهِ وجهّز لحربه جَيْشًا فَالْتَقوا وَانْهَزَمَ جَيش المستعين فَدخل قرطبة وهجم عَلَى المستعين وذبحه صبرا وَذبح أَبَاهُ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَأَرْبع مائَة وملّك قرطبة مرّتين فَكَانَت مدّة ملكه فِي الْمَرَّتَيْنِ ستّ سِنِين(15/227)
وَعشرَة أشهر وَكَانَتْ مشحونةً بالشدائد مَعْرُوفَة بالمنكر وَالْفساد نفرت القلوبَ عَنهُ وبسبب ذَلِكَ تملّك مُلُوك الطوائف وَلما كَانَتْ سنة خمس وَأَرْبع مائَة شاع الْخَبَر أنّ مُجَاهدًا العامريّ أَقَامَ خليفةَ يُعرف بالفقيه الْمُعْطِي فاستعظم ذَلِكَ إِلَى أَن بلغه نُجُوم عليّ بن حمّود الفاطمي بسيتة فَسقط فِي يَد المستعين فَجَاءَهُ الفاطمي فِي جموعه فَهَزَمَهُ ونبش خيران العامري من الْقَبْر الَّذِي ذُكر لَهُ أنّ هشاماً بِهِ فَشهد أنّه هِشَام وَجعل المستعين يتبرأ من دَمه وَهُوَ الَّذِي قَتله بعد أَن استولى عَلَى قرطبة فِي المرّة الثَّانِيَة وَلَمْ يفده ذَلِكَ وَظهر مِنْهُ جزع عَظِيم لمّا رأى السَّيْف وَكَانَ المستعين من الشُّعَرَاء المجيدين وَمن شعره من الْكَامِل
(عَجَباً يَهابُ الليثُ حدَّ سِناني ... وَأَهابُ سِحرَ فَواتِرِ الأجْفانِ)
(وأُقارِعُ الأهوالَ لَا مُتَهَيِّباً ... مِنْهَا سوى الإعراضِ والهِجرانِ)
(وتملّكتْ رُحي ثلاثٌ كالدُمى ... زُهْرُ الوُجوهِ نَواعِمُ الأبْدانِ)
(ككواكبِ الظلماءِ لُحْنَ لناظرٍ ... من فوقِ أغصانِ عَلَى كُثْبانِ)
(حاكَمْتُ فيهنّ السُلوَّ إِلَى الصيا ... فقَضى بسلطانٍ عَلَى سلطاني)
(فَأبحْنَ مِنْ قلبِي الحِمّى وتَرَكْنَنِي ... فِي عِزّ مُلْكي كالأسير العاني)
(لَا تَعذِلوا مَلِكاً تَذَلَّلَ فِي الهَوَى ... ذُلُّ الهَوى غِزٌّ ومُلْكٌ فانِ)
)
(مَا ضَرَّ أنّي عَبْدُهنَ صبَابَةً ... وبَنو الزمانِ وهمّ من عُبداني)
(إِن لمْ أُطعْ فِيهِنَّ سلطانَ الْهوى ... كَلَفاً بِهنَ فَلَسْتُ مِن مَروانِ)
3 - (الغافقي الْمَالِكِي)
سُلَيْمَان بن الحكم بن محمّد أَبُو الرّبيع الغافقي الْقُرْطُبِيّ روى عَن أبي عبد الله بن حَفْص وَغَيره وَكَانَ ثِقَة دّيناً شَاعِرًا لَهُ أرجوزة فِي الْفِقْه عَلَى مَذْهَب ملك تتبّع فِيهَا كتاب الْخِصَال الصَّغِير للعبدي وَكَانَ شرطياً توفيّ سنة ثَمَان عشرَة وستّ مائَة
3 - (قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ)
سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر ابْن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي شيخ الْمَذْهَب مُسْند الشَّام تَقِيّ الدّين أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي الجمّاعيلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وتوفيّ سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة
وَسمع الصَّحِيح حضوراً فِي الثَّالِثَة من ابْن الزبيدِيّ وَسمع صَحِيح مُسلم ومالا يُوصف كَثْرَة من الْحَافِظ ضِيَاء الدّين وربمّا عِنْده عَنهُ ستّ مائَة جُزْء وَسمع حضوراً من جدّه الْجمال أبي حَمْزَة وَابْن المقير وَأبي عبد الله الإربلي وَسمع من ابْن اللتي وجعفر الهمذاني وَابْن الجمّيزي وكريمة الميطوريّة وعدّةً وَأَجَازَ لَهُ(15/228)
محمّد بن عماد وَابْن باقا والمسلّم الْمَازِني ومحمود بن مَنْدَه ومحمَد بن عبد الْوَاحِد الْمَدِينِيّ ومحمّد بن زُهَيْر شعرانة وَأَبُو حَفْص السهروردي والمعافي بن أبي السنان والمقرئ ابْن عِيسَى وَخلق كثير وخرّج لَهُ ابْن المهندس مائَة حَدِيث وخرّج لَهُ شمس الدّين جُزْءا فِيهِ مصافحات وموافقات وخرّج لَهُ ابْن الْفَخر معجماً ضخماً
وتفرّد فِي عصره ورُحل إِلَيْهِ وروى الْكثير لَا سِيمَا بِقِرَاءَة الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وتفقّه بالشيخ شمس الدّين وَصَحبه مدّةً وبرع فِي الْمَذْهَب وتخرّج بِهِ الْأَصْحَاب وَلَهُ معرفَة بتواليف الشَّيْخ مُوَفّق الدّين وأقرأ المقنّع وَغَيره ودّرس بالجوزيّة وَغَيرهَا وَكَانَ جيد الْإِيرَاد لدرسه يحفظه من ثَلَاث مرّات أَو أَكثر ولي الجوزيّة وَولي الْقَضَاء عشْرين سنة
وَمن تلاميذه وَلَده قَاضِي الْقُضَاة عزّ الدّين وقاضي الْقُضَاة ابْن مسلّم وَالْإِمَام عزّ الدّين محمّد بن العزّ والأمام شرف الدّين أَحْمد بن القَاضِي وَطَائِفَة وَسمع مِنْهُ المزّي وَابْن تيميّة وَابْن المحبّ والواني والعلائي صَلَاح الدّين وَابْن رَافع وَابْن خَلِيل وَعدد كثير وعُزل سنة تسع عَن الْقَضَاء بِالْقَاضِي شهَاب الدّين ابْن الْحَافِظ عَزله الجاشنكير ثُمَّ تولّ الْقَضَاء لمّا جَاءَ النَّاصِر)
من الكرك وَاجْتمعَ بِهِ فولاّه وَقَرَأَ طرفا من العربيّة وتعلّم الْفَرَائِض والحساب وَحفظ الْأَحْكَام لعبد العني وَالْمقنع وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يحكم قَالَ صلّوا عَلَى رَسُول الله فَإِذا صلّوا حكم
3 - (الْمُزنِيّ الْمدنِي)
سُلَيْمَان بن حميد الْمُزنِيّ من أهل الْمَدِينَة سكن مصر وحدّث عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عَامر بن سعد وَعَن رجل عَن ابْن المسّيب وَغَيرهم وروى عَنهُ اللَّيْث وَغَيره ووفد عَلَى عمر بن عبد الْعَزِيز وتوفيّ سنة خمس عشرَة وَمِائَة
3 - (صَاحب عزاز وبغراس)
سُلَيْمَان بن جندر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين صَاحب عزاز وبغراس أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة فِي قتال الفرنج وتوفيّ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة
3 - (أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ)
سُلَيْمَان بن خلف بن سعد بن أَيُّوب بن وَارِث أَبُو الْوَلِيد(15/229)
الأندلسي الْبَاجِيّ الْقُرْطُبِيّ صَاحب التصانيف أَصله بَطَلْيَوس وانتقل آباؤه إِلَى باجة وُلد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة
وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة سمع ورحل أَخذ الْفِقْه عَن أبي الطيّب الطَّبَرِيّ وَأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأقَام بالموصل سنة يَأْخُذ علم الْكَلَام عَن أبي جَعْفَر السمناني وبرع فِي الحَدِيث وبّرز عَلَى أقرانه وتقدّم فِي علم الْكَلَام وَالنّظم وَرجع إِلَى الأندلس بعد ثَلَاث عشرَة سنة بعلوم كَثِيرَة وروى عَنهُ الْخَطِيب وَابْن عبد البرّ وهما أكبر مِنْهُ وصنَّف المنتفي فَفِي الْفِقْه والمعاني فِي شرح الموطَأ عشْرين مجلّداً لَمْ يؤلَّف مثله وَكَانَ قَدْ صنّف كتابا كَبِيرا جَامعا بلغ فِيهِ الْغَايَة سمّاه كتاب الاستيفتاء وَكتاب الْإِيمَاء فِي الْفِقْه والسراج فِي الْخلاف لَمْ يتمّ مُخْتَصر الْمُخْتَصر فِي مسَائِل الموّنة وَاخْتِلَاف الموطآت وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل وَالتَّشْدِيد إِلَى معرفَة التَّوْحِيد وَالْإِشَارَة فِي أصُول الْفِقْه أَحْكَام الْفُصُول فِي أَحْكَام الْأُصُول وَالْحُدُود وَشرح الْمِنْهَاج وَسنَن الصَّالِحين وَسنَن العابدين وسبل المهتدين وَفرق الْفُقَهَاء وَتَفْسِير الْقُرْآن لَمْ يتم وَسنَن الْمِنْهَاج وترتيب الججّاج وتوفيّ بالمريّة من الأندلس ولمّا تكلّم أَبُو الْوَلِيد فِي حَدِيث البُخَارِيّ مَا تكلّم من حَدِيث المقاضاة يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقَالَ بِظَاهِر لَفظه أنكر عَلَيْهِ الْفَقِيه أَبُو بكر بن الصنائغ وكفّره بإجازته الْكِتَابَة عَلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأمّي وأنَّه تَكْذِيب لِلْقُرْآنِ فتكلّم فِي ذَلِكَ من لَمْ يفهم الْكَلَام حَتَّى أطْلقوا عَلَيْهِ الْفِتْنَة وقبحوا عِنْد الْعَامَّة فعله وَتكلم)
(بَرِئتُ ممّن شرى دنيا بآخرةٍ ... وَقَالَ إنّ رَسُول الله قَدْ كتبا)
فصنّف أَبُو الْوَلِيد رِسَالَة فِيهَا أنّ ذَلِكَ لَا يقْدَح فِي المعجزة فَرجع عَنهُ بِهَا جمَاعَة وَمن شعر أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ من المتقارب
(إِذا كنتُ أعلَمُ عِلْماً يَقيناً ... بأنَّ جَميعَ حَياتِي كسَاعهْ)
(فلِمْ لَا أكونُ ضَنيناً بِهَا ... وأجعَلُها فِي صَلَاح وطاعهْ)
وَمِنْه من المتقارب
(إِذا كنتَ تعلم أنْ لَا مَحيدَ ... لذِي الذَئْبِ عَن هَولِ يومِ الحسابِ)
(فَاعصِ الْإِلَه بِمِقْدَار مَا ... تُحِبُّ لنَفسك سوءَ العذابِ)
وَمِنْه من المتقارب
(تداركتُ من خَطَأِي نادِماً ... أَن أرجُو سِوَى خالقي راحما)
(فَلَا رُفِعَتْ صَرْعتي إنْ رَفَعْتُ ... يديَّ إِلَى غير مَوْلَاهَا)
(أموتُ وَلَا أدْعو إِلَى مَنْ يَموتُ ... بِمَاذَا أْكفّر هَذَا بِمَا)(15/230)
3 - (الْخَطِيب أَبُو الرّبيع الشَّافِعِي)
سُلَيْمَان بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن فَارس الْخَطِيب أَبُو الرّبيع الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المكّي الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ مَشْهُورا بِالْعلمِ وَالدّين وَالْعِبَادَة روى عَنهُ الدمياطي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة
3 - (أَبُو أيّوب الخوّاص)
سُلَيْمَان الخوّاص زاهد أهل الشَّام كَانَ أَكثر مقَامه بِبَيْت الْمُقَدّس وَدخل بيروت وَلم يرو الخوّاص شَيْئا وتوفيّ فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة وكنيته أَبُو أيّوب وَلَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة أوردهَا ابْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمته قَالَ يُوسُف بن أَسْبَاط ذهب إِبْرَاهِيم بن أدهم وَذهب سُلَيْمَان الخوّاص بِالْعَمَلِ وَسُئِلَ أيهّما أفضل فَقَالَ سُلَيْمَان الديباج الخسرواني وَكَانَتْ الدُّنْيَا آهون عَلَى إِبْرَاهِيم من المزبلة قَالَ بشر ابْن الْحَارِث رُئي فِي الْمَنَام مُنَاد يُنَادي أَيْن السَّابِقُونَ لِيّقُمْ سُفْيَان النوري ثُمَّ نَادَى ليقمْ إِبْرَاهِيم بن أدهم ثُمَّ نَادَى ليقمْ سُلَيْمَان الخوّاص
3 - (المورياني وَزِير الْمَنْصُور)
)
سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو أيّوب بن أبي سُلَيْمَان المُورياني بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الرَّاء وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف ألف بعْدهَا نون وموريان قَرْيَة بالأهواز يُقَال اسْم أَبِيه أَبُو سُلَيْمَان مخلد وَأَبُو سُلَيْمَان مولى لعمر بن عبد الْعَزِيز وَقيل لغيره ويُعرف بالخوزي وَلَمْ يَك خوزيّاً ولكنّه نزل بمكّة فِي شعب الْجَوْز كَانَ وَزِير أبي جَعْفَر الْمَنْصُور تولى وزارته بعد خَالِد بن برمك وتمكّن من غَايَة التمكّن وَسَببه أنّ الْمَنْصُور قبل الْخلَافَة كَانَ يَنُوب عَن سُلَيْمَان بن حبيب بن الملّب بن أبي صفرَة فِي بعض كور فَارس فاتّهمه أنَّه احتجن المَال لنَفسِهِ فَضَربهُ بالسياط ضربا شدياً وأغرمه المالَ وَكَانَ المررياني يكْتب لِسُلَيْمَان فعزم سُلَيْمَان عَلَى هتك الْمَنْصُور بعد ضربه فخلّصه مِنْهُ فاعتدّها الْمَنْصُور للمورياني ولمّا ولي الْخلَافَة ضرب عنق سُلَيْمَان المهلّبي وتمكّن عِنْد الْمَنْصُور وَكَانَ إِذا طلبه الْمَنْصُور يدْخل إِلَيْهِ وَقَدْ أُرعدت فرائصه فَأَتَاهُ يَوْمًا رَسُوله فتغيرّ لَونه ثُمَّ خرج من عِنْده سالما فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ زعم نَاس أنّ الْبَازِي قَالَ للديك مَا فِي الأَرْض أقلّ وَفَاء مِنْك فِي الْحَيَوَان قَالَ كَيفَ قَالَ يأخذك أهلوك بَيْضَة فيحضنونك ثُمَّ يخرّجونك عَلَى أَيْديهم ويطعمونك فِي أكفهم وتنشأ بَينهم حتّى إِذا كَبرت صرت لَا يدنو لَكَ أحد إِلَّا اضْطَرَبَتْ وطرت من هُنَا إِلَى هُنَا وصوّتَّ وأُخذت أَنا من رُؤُوس الْجبَال مُسِنّاً فعلّموني وألّفوني ثُمَّ يُخلىَّ عنّي وآخذ صيدا فِي الْهَوَاء وأجيء بِهِ إِلَى صَاحِبي فَقَالَ لَهُ الديك إنَّك لَو رَأَيْت من البزاة فِي سفافيدهم المعدّة للشّي مثل الَّذِي رأيتُ من الديوك لَكُنْت أنفر منّي وَأَنْتُم لَو علمْتُم مَا أعلمهُ لَمْ تتعجّبوا من خوفي مَعَ مَا ترَوْنَ من نمكّن حَالي ثُمَّ إنّ(15/231)
الْمَنْصُور فَسدتْ نيّته فِيهِ وَنسبه إِلَى أَخذ الْأَمْوَال وهمّ أَن يُوقع بِهِ فتطاول ذَلِكَ وَكَانَ كلّما دخل عَلَيْهِ ظُنّ أنَّه سيوقع بِهِ ثُمَّ يخرج سالما فَقيل إنَّه كَانَ مَعَه شَيْء من الدّهن كَانَ قَدْ عمل فِيهِ سحرًا فَكَانَ يدهن بِهِ حاجبيه إِذا دخل عَلَيْهِ فَسَار فِي الْعَامَّة دُهن أبي أيّوب ثُمَّ إنّ الْمَنْصُور أوقع بِهِ سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وعذبه وَأخذ أَمْوَاله وَقيل سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَمن شعره لمّا تغيرّ لَهُ الْمَنْصُور من الطَّوِيل
(أَلا لَيْتَني لَمْ ألقَ مَا قَد لَقِيتُه ... وَكُنْتُ بِأَدْنَى عِيشّةِ النَّاس راضِياً)
(رأيتُ عُلّو الْمَرْء يَدعو انْحطاطَه ... ويُضحِي وسيطَ الحالِ مَنْ كَانَ ناجيا)
3 - (حفيد العاضد)
)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الله العاضد بِاللَّه العبيدي الْمصْرِيّ توفيّ فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وستّ مائَة بقلعة الْجَبَل أُدخلت أمّه إِلَى دَاوُد بن العاضد فِي الْحَبْس أيّام صَلَاح الدّين فِي زيّ مَمْلُوك سرّاً فَوَطِئَهَا فَحملت بِهِ وترعرع وأُخفي أمره من عِنْد بعض الدعاة فأُعلم بِهِ الْكَامِل فحبسه فَمَاتَ وَلَمْ يخلّف ولدا ذكرا وتقدّم ذكر وَلَده
3 - (عماد الدّين ابْن الزَّاهِر)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان عماد الدّين ابْن الْملك الزَّاهِر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ مُقيما بحلب وَعِنْده فَضِيلَة تَامَّة فِي عُلُوم شتّى وَلَهُ شعر جيّد وَكَانَ كثير الهجو وَمن شعره من السَّرِيع
(الجُودُ من طَبْعِهِمُ وَالوفا ... وخِسّةُ الطَبْعِ لبَوَابِهِم)
(قَدْ أَشْبَهوا الفتْيَةَ فِي كَهْفِهم ... وَذَلِكَ الكلبُ عَلَى بابِهِم)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(أَلَذُّ شُربِ الْفَتى مَا بَيْنَ مَعْصَرَةٍ ... وَبَيْنَ كَرْمٍ أَمَام الدَنِّ لَمْ يَحِدِ)
(حَيْثُ الغَزالةُ تَرْعى بُرْجَ سُنْبُلةِ ... قَدْ أفْلَتَتْ وَتَعَدَّتْ مخَلبَ الأسَدِ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(حَيْثُ المَجَرَّةُ كالعَريش وَقَدْ بَدَت ... فِيه الثريّا تُشْبِهُ العُنْقودا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(فِي وَجْهِهِ مَيْدانُ كلُ مَلاحةٍ ... فارْكضْ بِطَرفِ الطَرْفِ فِيهِ مسَيرِّ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يَا عاذري إيةٍ وإيهاً عاذلي ... فالعُذْرُ يُقبَل فِي العذار السائلِ)
(حيثُ الجَمالُ وَبَحْرُهُ فِي خَدِّهِ ... مُذْ ماجَ ألْقى عَنْبراً فِي الساحلِ)(15/232)
(مَعَ أنَّ نارَ الوَجنتَينِ دُخانُها ... مِن حَولِها مَا إنْ تَراهُ بحائِلِ)
(وَلَرُبَّ أسْمَرَ باذلٍ لكِنَّهُ ... يحمي حَقِيقَته بأسمر ذابلِ)
(حُلْو المَراشِيفِ لَنْ تزالَ شُمولُها ... فِي هَزَ أعْطافِ لَهُ وشمائلِ)
(مُذ لاذَ باللاذ المُعَصْفَر شفني ... مت شَفَّ لي من عِطفِهِ المُتمَايلِ)
(فأرَى العَذابَ بِعَذْبِ ريقٍ والجَوَى ... يُذكي الغليلَ بِمَا انجَلى بغلائلِ)
)
(أصدْاغُه عَذْبٌ لِصَعْدَةٍ قَدَّهِ ... ولسّيفِ ذَاكَ اللّحْظِ سُودُ حمائلِ)
(وَلَئِنْ حَكَى القَندِيدُ وَجْهاً مُشرِقاً ... عادَتْ لَهُ الأصْداغُ مِثْلَ سلاسِلِ)
(وَلَحبذا هُوَ رامِحٌ مِنْ دونِهِ ... يَدْنُو السماك إِلَى أماني الآملِ)
(فَلَوَى ومَا ألْوى وصالَ وَمَا رأى ... بَذْلَ الوِصالِ ممُطِلاً بِالباطلِ)
(مَا زالَ عَنّي كُلُّ سَهمِ طائشاً ... حَتَّى رُمِيتُ بنابِلٍ من نابِلِ)
(مَن مُشْعِرُ عَنّي حَفيظةَ مَعْشرٍ ... أنّي القَتيلُ بِهِ وَذَلِكَ قاتِلي)
(أوْ آخِذٌ بدَمي وَلَسْتُ بِطالِبٍ ... ثأراً ولكنْ وَنْيةً من صائلِ)
(وَلَئِنْ قَعَدْتُ بِذَاكَ قَامَ ينُصرَْتي ... ماِكٌ إِلَيْهِ شَكِيَّيتي وَوَسائِلي)
(الطَّاهِر ابْن الظافر المَلِكُ الَّذِي ... مذ سَاد شاد مُنّاصباً بمَناصِلِ)
(وَإِذا الْمُلُوك تفاخروا فَتَناسَبّوا ... تَلْقاهُ لَيْسَ بعادِلٍ عَن عادِلِ)
(وَإِذا مدَحْتَ بِهَا العزيزَ فإنمّا ... أصْدافُ دُرَتِها لبَحْرِ الكاملِ)
(فتراه يومَ السِلْمَ صَدرَ محافلٍ ... وَتَراه يَوْم الحَربِ قَلْبَ جحافلِ)
(نَصَبَ الوَليَّ بحازِمٍ مِنْ أمْرِه ... كَرَماً كَمَا خَفَصَ العَدُوَّ بِعامِلِ)
3 - (الشَّاذكُونِي)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن بشر الشَّاذكُونِي الْحَافِظ أَبُو أيّوب الْمنْقري الْبَصْرِيّ روى عَن حمّاد بن زيد وَعبد الْوَاحِد بن زِيَاد وجعفر بن سُلَيْمَان وَعبد الْوَارِث وَخلق كثير وروى عَنهُ أَبُو قلاتة الرقاشِي وَأسد بن عَاصِم ومحمّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَأَبُو مُسلم الكجيّ وَإِبْرَاهِيم بن محمّد بن الْحَارِث ومحمّد بن عليّ الفرقدي والأصبهانيّون قَالَ حَنْبَل سَمِعت أيا عبد الله يَقُول كَانَ أعلمنَا بِالرِّجَالِ يحيى بن معِين وأحفظنا للأبواب سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي وَكَانَ عليّ بن الْمَدِينِيّ أحفظنا للطوال قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ عبّاس العبري مَا مَاتَ ابْن الشَّاذكُونِي حَتَّى انْسَلَخَ من الْعلم انسلاخ الحيّة من قشرها وَعَن البُخَارِيّ قَالَ هُوَ أَضْعَف عِنْدِي من كلّ ضَعِيف حكى ابْن قَانِع أنّه سمع إِسْمَاعِيل بن الْفضل يَقُول رَأَيْت ابْن الشَّاذكُونِي فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي فَقلت(15/233)
بِمَاذَا قَالَ كنت فِي طَرِيق إصبهان فأخذوني الْمَطَر وَمَعِي كتب وَلَمْ أكن تَحْتَ سقف فانكببت عَلَى كتبي حتّى أَصبَحت فغفر لي بذلك كَانَ أَبوهُ يتجر فِي البزّ وَبيع هَذِهِ المضرّبات الْكِبَار وتسمّى بِالْيمن شاذكونيّة وَتُوفِّي سنة أَربع)
وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَمِين الطَّبِيب)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان أَمِين الدّين سُلَيْمَان رَئِيس الأطبّاء بِدِمَشْق كَانَ سعيد العلاج إِلَى الْغَايَة لمّا توجّه القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي إِلَى الْقَاهِرَة وباشر بِهَا قَضَاء الْقُضَاة وجد عِنْد السُّلْطَان تطلّعا إِلَى عَافِيَة القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير لأنَّه كَانَ قَدْ أَصَابَهُ الفالج فَقَالَ القَاضِي للسُّلْطَان يَا خوند أَمِين الدّين سُلَيْمَان طَبِيب بِدِمَشْق داوى وَلَدي عبد الله من هَذَا الْمَرَض وَبرئ مِنْهُ فَاسْتَحْضرهُ السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة ولازم عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير وَمَا أَنْجَب علاجه فِيهِ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ تحكّم فِيهِ وزُرتُ أَنا وَهُوَ الْآثَار النَّبَوِيَّة الَّتِي برباط الصاحب تَاج الدّين ابْن حنّا فِي المعشوق بِظَاهِر الْقَاهِرَة ثُمَّ إنّه عَاد إِلَى دمشق سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ يُسَامِر الصاحب شمس الدّين ويلعب الشطرنج بَيْنَ يَدَيْهِ كلّ لَيْلَة ويلازمه فِي النزه وَغَيرهمَا وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة
3 - (المباركي)
سُلَيْمَان بن دَاوُد المباركي روى عَنهُ مُسلم ووثّقه أَو زرْعَة وتوفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (ابْن عبد الحقّ)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن عبد الحقّ الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْفَقِيه الأديب صدر الدّين أَبُو الرّبيع ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الْحَنَفِيّ سَأَلته عَن مولده فَقَالَت سنة سبع وَتِسْعين وستّ مائَة قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى الشَّيْخ مبشّر الضَّرِير وختمه وَسمع الحَدِيث من أَشْيَاخ عصره مثل الحجار ابْن تيميّة والمزّي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْمَنْظُومَة عَلَى عمّه قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابْن عبد الحقّ الْحَنَفِيّ وحفظها وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَأذن لَهُ أَيْضا القَاضِي جلال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين الْحَنَفِيّ ورأيتُ خطّهما بذلك وَقَرَأَ ألفيّة ابْن معطي وَحفظ النكت عَلَى الحسان فِي النَّحْو وعرضها عَلَى مصنّفها شَيخنَا العلاّمة أثير الدّين أبي حيّان وَكتب لَهُ عَلَيْهَا بذلك وَأَجَازَهُ وعلّق عَلَيْهَا حَوَاشِي من أوّلها إِلَى آخرهَا بخطّة من كَلَام الشَّيْخ وَبحث فِي الْأَصْلَيْنِ عَلَى الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ بِدِمَشْق وَعَلَى الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن السبّاك بِبَغْدَاد
وَقَرَأَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح عَلَى الخيلخاني وَدخل بَغْدَاد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَاجْتمعَ)
بفضلائها وسافر إِلَى خُرَاسَان والريّ وَعَاد إِلَى ماردين ثُمَّ إنَّه ردّ إِلَى الْقَاهِرَة ثَانِيًا(15/234)
وَكَانَ قَدْ دَخلهَا أوّلاً مَعَ عمّه قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابْن عبد الْحق وَكَانَ يقْرَأ لَهُ الدرُوس فِي مدارسه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَانْفَرَدَ هُوَ بتدريس الديليميّة فِي الْقَاهِرَة وَحضر درسه فِي أوّل يَوْم قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي وبقيّة الْقُضَاة وَدخل إِلَى الْيمن سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بَعْدَمَا مَا حجّ وَاجْتمعَ بِصَاحِب الْيمن فَأقبل عَلَيْهِ إقبالاَ كثيرا وأنِس بِهِ وَأحسن إِلَيْهِ وفوّض إِلَيْهِ نظر المغاص وَالْخَاص الْحَلَال وَنظر الْأَوْقَاف ورأيتُ خطّ السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن إِلَيْهِ فِي عدّة أوراق بآداب كَثِيرَة ولطف زَائِد وخوّله نعما أثيلة وباشر عِنْدهم ثمّ إنَّه تزوّج بِابْنِهِ الْوَزير وحجّ صُحبةً الْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة فجرت لَهُم تِلْكَ الْأَحْوَال عَلَى جبل عَرَفَات ونهبوهم أَخْبرنِي قَالَ عُدم لي فِي البرّ وَالْبَحْر مَا قِيمَته خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار
ونظم الشّعْر جيّداً وجوّد المقاطع وتعدت مَعَه فِيهَا التورية والاستخدام وصناعة البديع وجوّد فنون الشّعْر من الموشّح والزجل والموليا وَغير ذَلِكَ وَهُوَ حسن الشكل تامّ الْقَامَة حُلْو الْوَجْه رَأَيْته غير مرّة وَاجْتمعت بِهِ بِالْقَاهِرَةِ وبدمشق فرأيته لطيف الْأَخْلَاق جميل الْعشْرَة فِيهِ مَكَارِم وأريحيّة وكيس ودمانة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ كثيرا فَمن ذَلِكَ قَوْله وَهُوَ ممّا أنشدنيه لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة من الْكَامِل
(أيْرِى كبيرٌ والصَغيرُ يَقُول لي ... إطعَنْ حَشايَ بِهِ وَكُنْ صَنديدا)
(نَادَيْتُ هَذَا لَا يَجُوزُ فَقَالَ لي ... عِنْدي يَجُوزُ فَنِكْتُهُ تَقْليدا)
وأنشدني بالشأم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة من الطَّوِيل
(طَفا نيلُ مصرَ حِينَ غَرَّقَ أهلّها ... وَقَدْ أجْرَموا بِالفِعلِ والقالِ والقيلِ)
(ويَبْعَثُهُم يومَ القيامةِ رَبُّهُم ... ويَحْشُرُهُم فِي النارِ زُرْقاً من النِيلِ)
وأنشدني أَيْضا من المنسرح
(عَشِقْتُ يَحْيَى فَقالَ لي رَجُلٌ ... لَمْ يُبقِ فِيك الفراقُ من بُقْيا)
(تَعْشَقُ يَحْيَى تَموتُ قُلْتُ لَهُ ... طُوبَى لِصَبِّ يَموتُ فِي يَحْيى)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(ونادِي دِمَشق كَمْ يُنادِي بأهِلِهِ ... أَلا جادِلوا بالشّرَّ وَاهْووا لهِاوِيَهْ)
)
(حَكى كَربَلا يَومَ الحُسينَ وَلَمْ يَزَلْ ... يَزيدُ كِلاباً والكِلابُ مُعاوِيَهْ)
وأنشدني لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط
(قَالَ حَبيبي زُرْني ولكِنْ ... يَكونُ فِي آخِرِ النَهارِ)
(قلتَ أُداري الوَرى وَآتِي ... لأيّ دارٍ فقالَ دَاري)(15/235)
وأنشدني أَيْضا من الْخَفِيف
(طالَ حَكَي وَعِندمَا ... قُلتُ خَذْهُ لِوَقْتِهِ)
(ضَرَطَ العِلْقُ ضَرْطةً ... دَخَل الأيرُ فِي استِهِ)
وأنشدني أَيْضا من المجتثّ
(سَمَوتُ إِذْ كَلَّمَتْني ... سُلْمَى بِغَيِرْ رؤِسالهُ)
(وَقَالَ صَحبي تَنبَّا ... وَكَلَّمَنْهُ الغزالهْ)
وأنشدني أَيْضا من المتقارب
(ولمّا انْقَضَى وَقْتُ تَوْديعِنا ... عَشيّةَ بَيْنِ وَجَدَّ السَفَرْ)
(وَقَفْتُ بجسمٍ يُريها السُهَى ... وسارَتْ بِوَجْهٍ يُريني القَمَرْ)
وأنشدني أَيْضا من الرمل
(من يكنْ أعمى أصمّاً ... يدخُلِ الحانَ جهارا)
(يَسْمَعُ الألحانَ تُتلَى ... وَيَرى الناسَ سُكارَى)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(بدَا الشَعرُ فِي الخَدِّ الَّذِي كَانَ مشتهى ... فأخفى عَنِ المَعْشوقِ حَالي وَمَا تَخْفي)
(لقد كَانَتْ الأرْدافُ بالْأَمْس رَوْضةً ... مِن الوَرْد وَهَيَ الْيَوْم مَوْرِدَةُ الحلْفا)
وأنشدني أَيْضا من الوافر
(أرُومُ وِصالَه فَيَصُدُّ قَلْبي ... بِلَحْظِ قَد حَمَى رَشْفَ الثَنايا)
(فَبَيْنَ لِحاظِ عَيْنَيْهِ وَقَلْبِي ... وَبَيْنَ الوَصْلِ مُعْتَرَكُ المَنايا)
وأنشدني أَيْضا من الرمل
(حَظُ عَيْنيَّ مِن الدُنيا القَذى ... وفُؤادي حَظُّه مِنْها الأذَى)
(وَلَكَمْ حاولت فِيهَا رَاحَة ... مَا أَرَادَ اللهُ إلاّ هَكَذَا)
)
وأنشدني أَيْضا من السَّرِيع
(لمّا بَدا فِي خَدِّهِ عارِضٌ ... وشاقَ قَلْبي نَبْتُهُ الأخْضَرُ)
(أمْطَرَ أجْفانِي مُسْتَقْبِلاً ... فَقُلْتُ هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُ)
وأنشدني أَيْضا من الْخَفِيف
(إِن بدا لي وتُبْتُ عَن شُرْبِ راحي ... ودَعاني إليهِ دفٌ وعُودُ)(15/236)
(غَأدِرْ يَا نَديمُ كأسَ وَمُدامي ... وَعَليَّ الضَّمَان أنَّي أعودُ)
وأنشدني أَيْضا من الْخَفِيف
(يَا رَسولَ الحَبيبِ غِثْ مُستَهاماً ... مُغرمَاً يَعْشَقُ المِلاحَ دِيانَهْ)
(حَدِّث الخائفَ الكَئيبَ من الهَجْرِ ... فَهْوَ ممِّن يَرى الحديثَ أمانَهْ)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(تَعَشَّقْتُه ظَبْياً فَنَمَّ عِذارُهُ ... فَنادَيتُ يَا قَلْبِي خَلَصْتَ مِنَ السَبْيِ)
(فَقَالَ أَتَسْلُوا عِنْدَ نبت عذاره ... ألم تَدْرِ أنَّ المِسْكَ يَنْبُتُ فِي الظَبْيِ)
وأنشدني أَيْضا من الْبَسِيط
(عَطَسْتُ فِي مَجْلِسٍ وَفيهِ ... سَاقٍ كَريمٌ يُديرُ خَمْرا)
(سُقِيتُ لمّا عطستُ كأساً ... يَا لَيْتَني لَو عطست أُخْرَى)
وأنشدني أَيْضا من الْبَسِيط
(قُلْ للَّذي حِينَ رام رِزقاً ... بِكُلِّ مَا لَا يَليقُ لاذا)
(قْصِرْ عناءَ ثُمْ فَريداً ... فالرزقُ يَأْتِي بِدُونِ هَذَا)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(أُناديك مُوسى إِذْ أتينُك وارِداً ... ومُقْتَبِساً نَارا وَقَدْ قيل لَا وَلَا)
(أيا قابساً خُذْ من فُؤَادِي جَذْوةً ... وَيَا وارداً رِدْ مِنْ دُموعيَ مَنْهَلاً)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(وقائلةٍ يومَ الوداعِ دَماً ... تَفيضُ بِهِ عَيناك نادَيْتُ لَا أدْري)
(ألَمْ تَعْلَمي أنّ الفؤادَ لبَيْننا ... يَذوبُ وأنَّ العينَ لَا بُدَّ أَن تجرِي)
وأنشدني أَيْضا من الْكَامِل)
(وإلامَ أمْنَحُك الودادُ سَجيّةً ... وَأبُوءُ بالحِرْمانِ مِنْك وبالأذى)
(وَيَلُومُني فِيك العَذولُ وَلَيْسَ لي ... سَمْعٌ يَعي وَإِلَى مَتى يَبْقَى كَذَا)
وأنشدني من السَّرِيع
(ضَيَّعْتُ أمواليَ فِي سائِبٍ ... يَظْهَرُ لي بالوُدِّ كالصاحبِ)
(لمّا انْتهى مَالِي انْتهى وُدُّه ... واضيعَةَ الأمْوالِ فِي السائبِ)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل(15/237)
(يَقولُ نَدِيمي عَنْ نُضوحٍ بِكَفِّه ... لَقَد فَضَحَ الصَهْبا وَجَلَّ الخُبْثِ)
(فَقُلتُ هُوَ المَطْبوخُ مِنْ حَسَدٍ لَهَا ... ألَمْ تَرَه قَدْ صَار مِنْهَا عَلَى الثُلْثِ)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(وساحِرِ طرفٍ عَقْرَبُ فَوقَ صُدغِهِ ... تَدِبُّ إِلَى قَلْبي وَلَمْ أمْلِكِ النَفْعا)
(وحَيَّةُ شَعْرٍ خَلْفَها نَحو مُهْجَتي ... يُخيَّل لي مِنْ سِحرِها أنّها تَسْعَى)
وأنشدني أَيْضا من الْكَامِل
(لمّا حكى بَرقُ النّقا ... لمَعانَ ثَغْرِكَ إِذْ سَرى)
(نَقَلَ الغمامُ إِلَيْك عَن ... دَمْعي الحديثَ كَمَا جرى)
3 - (أَسد الدّين ابْن موسك)
سُلَيْمَان بن داوج بن مُوسَك الْأَمِير أَسد الدّين ابْن الْأَمِير عماد الدّين ابْن الْأَمِير الْكَبِير عزّ الدّين الهذباني وُلد فِي حُدُود الستّ مائَة بالقدس وتوفيّ سنة سبع وَسِتِّينَ وستّ مائَة وَكَانَتْ لَهُ يَد فِي النّظم وَعِنْده فَضِيلَة وَترك الخدم وتزهّد وَلبس الخشن وجالس الْعلمَاء وأذهب مُعظَم نعْمَته واقتنع وَكَانَ أَبوهُ أخصّ الْأُمَرَاء بالأشراف ابْن الْعَادِل وجدّه الْأَمِير عز الدّين موسك ابْن خَال السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن شعر أَسد الدّين سُلَيْمَان قَوْله من الْكَامِل
(مَا الحبُّ إلاّ لَوعةٌ وغَرامُ ... فَحَذارِ أنْ يَثْنِيك عَنهُ ملامُ)
(الحُبُّ لِلعُشّاقِ نارٌ حَرُّها ... بَرْدٌ عَلَى أكبادِهِم وسَلامُ)
(تَلْتَذُّ فِيهِ جُفونُهُمْ بسُهادِها ... وَجُسومُهم إِذْ شَفَّها الأسْقامُ)
(وَلَهُمْ مَذاهِبُ فِي الغرامِ ومِلّةٌ ... أَنا فِي شريعِتها الغَداةَ إمامُ)
)
(وَلَهُمْ وللأحبابِ فِي لَحَظاتِهِم ... خَوْفَ الوُشاةِ رسائلٌ وكلامُ)
(لَطُفَتْ إشارَتُهم ودَقّت فِي الهَوَى ... معنى فحارت دونَها الأفْهامُ)
(وتحجَّبَتْ أنْوارُها عَن غَيرهم ... وَجَلَتْ لَهُم أسْرارَها الأوْهامُ)
(فإليْك عَنْ عَذْلي فإنّ مَسامِعي ... مَا للمَلامِ بِطُرْقهِها إلْمامُ)
(أَنا من يرى حُبَّ الحِسانَ حيَاتَهُ ... فَالإمَ فِي حُبّ الحياةِ اُلامُ)
قلت شعر جيّد
3 - (الْأَمِير الْهَاشِمِي)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْأَمِير(15/238)
الْهَاشِمِي كَانَ أَمِيرا شريفاً جَلِيلًا عَالما ثِقَة سرِيّاً قَالَ ابْن حَنْبَل كَانَ يصلح للخلافة روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره من الْكِبَار
وتوفيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 - (الزهْرَانِي الْأَزْدِيّ)
سُلَيْمَان بن دَاوُد الزهْرَانِي الْأَزْدِيّ الْعَتكِي الْبَصْرِيّ الْمُقْرِئ المحدّث الثِّقَة
روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَأحمد وَإِسْحَق وَابْن الْمَدِينِيّ وَخلق كثير من أقرانه وثّقه ابْن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم وتوفيّ أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (سُلَيْمَان بن دَاوُد بن حمّاد)
روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ووثّقه قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى ورش وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَمِائَتَيْنِ
3 - (الْكَاتِب أيّام بني أميّة)
سُلَيْمَان بن يعد الْخُشَنِي مَوْلَاهُم كَاتب عبد الْملك والوليد وَسليمَان وَعمر من أهل الأردنّ كَانَ يصحب عبد الْملك وَحكى عَنهُ وَعَن الزُّهْرِيّ روى عَنهُ عبد الله بن نعيم الأردني وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَذكره أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ فِي تَسْمِيَة كتاب أُمَرَاء دمشق وَحكى أنّه أوّل من نقل الدِّيوَان من الروميّة إِلَى العربيّة وَذكر أنّ دَاره بِدِمَشْق فِي نَاحيَة بَاب الفراديس عَن يَمِين الدَّاخِل انْتهى
وتوّلى سُلَيْمَان أيّام عبد الْملك الدِّيوَان بعد موت سرجون بن مَنْصُور الرُّومِي وَهُوَ أوّل من ترْجم ديوَان السام بالعربيّة وَهُوَ أوّل مُسلم ولي الدَّوَاوِين كلّها وحوّلها بالعربيّة وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لِسُلَيْمَان بَلغنِي أنّ أَبَا فلَان عامِلَنا كَانَ زنديقاً قَالَ وَمَا يَضرك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ)
3 - (أَبُو سَلمَة قَاضِي حمص)
سُلَيْمَان بن سُلَيْمَان أَبُو سَلمَة الْكَلْبِيّ مَوْلَاهُم الْحِمصِي قَاضِي حمص وثّقه أَبُو حَاتِم وَابْن معِين وَأَبُو دَاوُد وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وتوفيّ سنة(15/239)
سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة يُقَال إنّه لَمْ يكن بحمص أعبد مِنْهُ
3 - (الْحَافِظ الطَّائِي)
سُلَيْمَان بن سيف مَوْلَاهُم الْحَافِظ أَبُو دَاوُد الحرّاني سمع يزِيد بن هَارُون
وروى عَنهُ النَّسَائِيّ فَأكْثر وَقَالَ ثِقَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
3 - (المظفّر صَاحب الْيمن)
سُلَيْمَان شاه بن شاهنشاه بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب الْملك المظفّر صَاحب الْيمن ابْن سعد الدّين ابْن الْملك المظفّر تَقِيّ الدّين كَانَ سُلَيْمَان هَذَا قَدْ تمفقر فِي شبيبته وَصَحب الْفُقَرَاء وَحمل الركوة وحجّز ثُمَّ إنّه كَاتب وَالِدَة الْملك النَّاصِر سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن وَكَانَتْ قَدْ تغلّبت عَلَى زَبيد وضبطت الْأَمْوَال وَبقيت متلفّتةً إِلَى مَجِيء رجل من بني أيّوب ليقوم بِالْملكِ وَذَلِكَ فِي حُدُود نَيف وستّ مائَة فَبعثت إِلَى مكّة من يكْشف لَهَا الْأُمُور فَوَقع مملوكها بِسُلَيْمَان شاه فَسَأَلَهُ عَن اسْمه وَنسبه فَأخْبرهُ فَكتب إِلَيْهَا فطلبته فَسَار إِلَى الْيمن وَقدم عَلَى أمّ النَّاصِر فتزوّجته وَعظم أمره وملكته لكنه مَلأ الْبِلَاد ظُلْماً وجَوراً واطّرح زَوجته وتزوّج غَيرهَا
وكاتَب العادلَ فَجعل فِي أوّل كِتَابه أنّه من سُلَيْمَان وأنّه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فاستقلّ عقلَه
ولمّا تفرّغ جهّز سبطّه الْملك المسعود أقسيس بن الْكَامِل فِي جَيش فَدخل الْيمن وَاسْتولى عَلَى مدائنها وَقبض عَلَى سُلَيْمَان شاه هَذَا وَبَعثه وَمَعَهُ زَوجته بنت سيف الْإِسْلَام إِلَى مصر فَأجرى لَهُ الْكَامِل مَا يقوم بمصالحه وَلَمْ يزل مُقيما بِمصْر إِلَى أَن استُشهد بالمنصورة سنة تسع وَأَرْبَعين وستّ مائَة
3 - (سُلَيْمَان بن صُرَد)
3 - (بن الجون الْخُزَاعِيّ)
لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة توفيّ سنة خمس وستّين لِلْهِجْرَةِ)
روى لَهُ الْجَمَاعَة يكنّى أَبَا مطرّف كَانَ خيرّاً فَاضلا كَانَ اسْمه فِي الجاهليّة يسَار فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُلَيْمَان سكن الْكُوفَة وَشهد مَعَ عليّ صفّين وَهُوَ الَّذِي قتل حوشباً ذَا ظليم الأُلهاني بصفّين مبارزةً وَكَانَ فِيمَن كتب إِلَى الْحُسَيْن يسْأَله الْقدوم إِلَى الْكُوفَة فَلَمَّا قدمهَا ترك الْقِتَال مَعَه فلمّا قُتل الْحُسَيْن نزل هُوَ والمسّيب بن نجبة الفزري وَجَمِيع من خذله وَلَمْ يُقَاتل ثُمَّ قَالُوا مالنا تَوْبَة ممّا فعلنَا إلاّ أَن نقْتل أَنْفُسنَا فِي الطّلب بدمه فَخَرجُوا وعسكروا بالنُخَيلة وولّوا أمَرهم سليمانَ بن صُرَد وسمّوه أَمِير الْمُؤمنِينَ ثُمَّ(15/240)
صَارُوا إِلَى عبيد الله بن زِيَاد فَلَقوا مقدّمته فِي أَرْبَعَة آلَاف عَلَيْهَا شُرَحْبِيل بن ذِي الكلاع فَاقْتُلُوهُ فقُتل سُلَيْمَان بن صرد والمسيّب بن نجبة وَكَانَ يوَ قُتل ابنَ ثَلَاث وَتِسْعين سنة
3 - (سُلَيْمَان بن طرخان التَّيْمِيّ)
3 - (أَبُو الْمُعْتَمِر الْقَيْسِي)
أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام كَانَ عَابِد أهل الْبَصْرَة قَالَ مهْدي بن هِلَال أتيت سُلَيْمَان فَوجدت عِنْده حَمَّاد بن زيد وَيزِيد بن زُرَيْع وَبشر بن الْمفضل وأصحابنا البصريّين وَكَانَ لَا يحدّث أحدا حَتَّى يمتحنه فَيَقُول لَهُ الزناء بِقدر فَإِن قَالَ نعماستحلفه أنّ هَذَا دينك فإنْ حلف حدّثه بِخَمْسَة أَحَادِيث توفيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أَمِير مكّة وَالْمَدينَة)
سُلَيْمَان بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس الْهَاشِمِي
قدم دمشق مَعَ الْمَأْمُون وَكَانَ قَدْ ولاّه الْمَدِينَة سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ثمّ ولاّه مكّة فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن عَزله المعتصم عَنْهُمَا وَكَانَ هُوَ وَابْنه محمّد يتداولان العملَ مرّةً الأبُ عَلَى الْمَدِينَة وَإِلَّا بن عَلَى مكّة ومرّةً بِالْعَكْسِ وَكَانَ الْمَأْمُون ولاّه الْيمن وَجعل ولَايَة كلّ بَلْدَة يدخلهَا لَهُ حتّى يصل الْيمن توفيّ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
3 - (ابْن الْمَنْصُور)
سُلَيْمَان بن عبد الله الْمَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عبّاس أَبُو أيّوب الْهَاشِمِي وأمّه فَاطِمَة من ولد طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ كَانَ أَمِير دمشق من قِبَل الرشيد وَمن قِبَل الْأمين أَيْضا ولي الْبَصْرَة للرشيد مرّتين حدّث عَن أَبِيه وَعبيد الله بن مَرْوَان بن محمّد وروى عَنهُ ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ابْن الْمَنْصُور وَابْنَته زَيْنَب بنت سُلَيْمَان وَإِلَيْهِ ينْسب سُلَيْمَان)
بِبَغْدَاد توفيّ سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن خمسين سنة وَكَانَ قد اشْترى جَارِيَة مغنية أسمها ضَعِيفَة بِخَمْسَة أُلَّاف دِينَار فَأَخذهَا مِنْهُ الْمهْدي فتتبّعتها نفسُه وَأكْثر فِيهَا من الْأَشْعَار واشتهر أمره فِي شَأْنهَا وَمن شعره فِيهَا من الْكَامِل
(رَبِّ إِلَيْك المُشتكَى ... مَاذَا لَقِيتُ من الخليفَهْ)
(يَسَعُ البرّيةَ عدلُهُ ... ويَضِيقُ عَنّي فِي ضَعيفهْ)(15/241)
(عَلِقَ الفؤادُ بحُبّها ... كالحِبرِ يَعْلَقُ فِي الصَحيفهْ)
(لي قِصَّةٌ فِي أَخْذِها ... وَخَيعَتي عَنْها ظَريفهْ)
3 - (سُلَيْمَان بن عبد الله بن الْحسن)
3 - (بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب)
كَانَ ممّن خرج بفخّ مَعَ الْحُسَيْن بن عليّ بن الْحسن بن الْحسن لمّا خرج عَلَى الْهَادِي فَقُتِلَ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إنّه يُعرَف بِسُلَيْمَان الْمغرب وزُعم أنّه لَمْ يقتل بفخّ وأنّه دخل الْمغرب وَكَانَ يروم الْأَمر فاضطرّه الْهَرَب إِلَى أَن آجر نَفسه أَجِيرا لملاّح فِي الْبَحْر وعسيفاً لجمّال فِي البرّ وتطلّبه وُلَاة بني العبّاس فدافعت عَنهُ البربر فَقَالَ فيهم من الْكَامِل
(رُوحي الفِداءُ لِعُصبَةٍ غَرْبيّةٍ ... أُغْرُوا بِبِرّي وانْتَموا لِلْبَربَرِ)
(حَفِظوا النّبيَّ وشَرْعَه فِي آلِهِ ... بَأْسا بكلّ مشَطِّبٍ أَو سَمْهَري)
(مَا ضَرَّهُمْ إِذْ نابَذَتْنا هاشمٌ ... وَوَفَتْ لَنا إنْ لَم تكُنْ مِن عُنْصرُي)
وَهُوَ الْقَائِل من المنسرح
(الحمدُ لله جَدُّنا هُدِيّ ال ... ناسُ بِهِ من ضلالةٍ وعَمى)
(وَنَحْنُ أبْناؤُه وعِتْرَتُه ... وَلَيْس منّا فِي الأَرْض من سّلما)
وَآل أمره إِلَى أَن أُتِي تلمسان وَبهَا بَنو أَخِيه إِدْرِيس والإمامة بِهَا فيهم فأكرموه حتّى مَاتَ ثُمَّ إنّهم وَقع بَينهم وَبَين بنيهم فأخرجوهم إِلَى الغرب الْأَوْسَط وَكَانَ أشهرَ وَلَده حَمْزَة بن سُلَيْمَان وَإِلَيْهِ ينْسب سوق حَمْزَة بالمغرب وتوارث بنوه الأمرَ هُنَالك حتّى أَتَاهُم جَوْهَر المُعِزّي فَحمل كلَّ مَشْهُور مِنْهُم إِلَى المعزّ وخلعهم عَن ملكهم وَبقيت مِنْهُم بقايا فِي الْجبَال والأطراف مَشْهُورُونَ مكّرمون عِنْد قبائل البربر وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد الدَّاخِل إِلَى الْمغرب
3 - (أَبُو أيّوب الْخُزَاعِيّ)
)
سُلَيْمَان بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن أَبُو أَيُّوب الْخُزَاعِيّ من بَيْنَ الْإِمَارَة والتقدّم قَالَ الطَّبَرِيّ ولي شرطة بَغْدَاد والسواد من قِبَل المعتزّ فِي سادس شهر ربيع الأول سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَنهُ المبرّد وَأَبُو مَالك الضَّرِير وَغَيرهمَا وتوفيّ سنة ستّ وستيّن وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره مَا كتبه إِلَى بعض أَصْحَابه وَكَانَ عليلاً من الطَّوِيل
(بإخوانك الأدنين لابك كَانَ مَا ... شَكوتَ إليّ اليومَ ألَمِ الوَجْدِ)
(لِكُلّ امرئٍ مِنْهم بِقَدْر احتماِلهِ ... فإنْ عَجَزوا عَنْهُ تَحَمَّلْتُهُ وَجْدِي)
وروى لَهُ الْأَخْفَش عليّ بن سُلَيْمَان من المنسرح(15/242)
(حَتّى إِذا مَا أتَتْ لِمَجْلِسِها ... وصارَ فِيهِ من حُسنِها وَثَنُ)
(غَنَّتْ فَلَمْ تَبْقَ فِي جارِحةٌ ... إِلَّا تَمَّنْيتُها أنهَّا أُذُنُ)
قلت شعر جيّد
3 - (متوليّ سجلماسة)
سُلَيْمَان بن عبد الله بن عبد الْمُؤمن بن عليّ أَبُو ربيع الْقَيْسِي متوليّ سجلماسة وأعمالها لِابْنِ عمّه السُّلْطَان يَعْقُوب بن يُوسُف كَانَ شَيخا بهيّ المنظر حسن الْمخبر فصيح الْعبارَة باللغتين كَانَ يملي عَلَى كَاتبه الرسائل الصَّنْعَة بِغَيْر توقّف ويخترع بِلَا تكلّف وَكَذَلِكَ فِي اللُّغَة البربرّية وَلَهُ شعر يروق قَالَه فِي ابْن عمّه وتوفيّ سنة عشر وستّ مائَة
3 - (الباردي)
سُلَيْمَان بن عبد الْحَلِيم بن عبد الْحَلِيم الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل صدر الدّين الباردي بِالْبَاء الموحّدة وَبعد الْألف رَاء ودال مُهْملَة الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ
مدّرس الْمدرسَة الشرابيشيّة بِدِمَشْق مولده سنة ثَلَاث وَسبعين وستّ مائَة ووفاته يَوْم الْأَحَد حامس جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى
3 - (الدَّارَانِي الزَّاهِد)
سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي الزَّاهِد ابْن الزَّاهِد قَالَ السّلمِيّ هُوَ من جلّة مشائخهم كَانَ لَهُ شَأْن عَال فِي عُلُوم الْقَوْم لقِيه أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَحكى عَنهُ قَالَ الْخَطِيب كَانَ عبدا صَالحا روى عَنهُ ابْن أبي الْحوَاري حكايات قَالَ أَحْمد قَالَ أَبُو سُلَيْمَان فِي هَذَا الْقُرْآن حانات إِذا مرّ بِهَا المريدون نزلُوا فِيهَا فذكرتُ ذَلِكَ لِابْنِهِ سُلَيْمَان فَقَالَ إِذا)
تكاملت مَعْرفَته صَار الْقُرْآن كلّه لَهُ حانات قلت أيّ وَقت تتكامل مَعْرفَته قَالَ إِذا عَرَفَ مقدارَ منَ خاطَبَه بِهِ وَقَالَ أحسبُ أنّ عملا لَا يُوجد لَهُ لَذَّة فِي الدُّنْيَا أنّه لَا يكون لَهُ ثَوَاب فِي الْآخِرَة قَالَ أَحْمد مَاتَ أَبُو سُلَيْمَان سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وعاش ابْنه سُلَيْمَان بعده سنتَيْن وشهراً وَفِي رِوَايَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وعاش ابْن سُلَيْمَان بعد سنتَيْن وشهراً
3 - (ابْن بنت شُرَحْبِيل)
سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن مَيْمُون أَبُو أيّوب التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بِابْن بنت شُرَحْبِيل
روى عَن ابْن عُيَيْنَة وَعبد الله بن كثير الْقَارئ(15/243)
والوليد بن مُسلم وَابْن وهب وَغَيرهم وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَأَبُو عبيد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيرهم وَولد سنة ثَلَاث أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث أَو أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وصلىّ عَلَيْهِ مَالك بن طوق وَلَهُ نَحْو من ثَمَانِينَ سنة قَالَ ابْن أبي حَاتِم سَمِعت أبي يَقُول سَأَلت يحيى بن معِين عَن أبي أيّوب الدِّمَشْقِي قَالَ سَمِعت أبي يَقُول سُلَيْمَان ابْن بنت شُرَحْبيل صَدُوق مُسْتَقِيم الحَدِيث ولكنّه أروى النَّاس عَن الضُّعَفَاء والمجهولين وَكَانَ عِنْدِي فِي حدِّ لَو أنَّ رجلا وضع لَهُ حَدِيثا لَمْ يفهم وَكَانَ لَا يمّيز
3 - (القَاضِي الْحَنْبَلِيّ)
سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم نجم الدّين أَبُو المحامد النهرماوي الْحَنْبَلِيّ قَالَ لي الْحَافِظ نجم الدّين سعيد الذهلي الْحَنْبَلِيّ الحريري مولده تَقْرِيبًا سنة سبع وَأَرْبَعين وستّ مائَة ووفاته سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِبَغْدَاد سمع جَمِيع الْأَرْبَعين الطائيّة عَلَى الشَّيْخ الْمسند أبي البركات إِسْمَاعِيل بن عليّ بن أَحْمد بن الطبّال الْأَزجيّ بِسَمَاعِهِ من جَامعهَا الإِمَام أبي الْفتُوح محمّد بن محمّد بن عليّ الطَّائِي وحدّث بِهَا بِبَغْدَاد وسمعها مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم نجم الدّين سعيد الْمَذْكُور كَانَ شيخ الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد وفقيههم ومدّرسهم تفقّه عَلَى شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزريراني وَكَانَ يثني عَلَيْهِ بِمَعْرِِفَة الْفِقْه درّس بالمستنصرّية للطائفة الْحَنَابِلَة وتولّ قَضَاء الْحَنَابِلَة مَعَ التقشّف والصيانة والعفّة والديانة وَلَمْ يحكم بَيْنَ النَّاس مدّةً قبل وَفَاته واستقلّ وَلَده بالتدريس وَولي الْقَضَاء فِي حَيَاته
3 - (عون الدّين ابْن العجمي)
)
سُلَيْمَان بن عبد الْمجِيد بن الْحسن بن أبي غَالب عبد الله بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الأديب البارع عون الدّين ابْن العجمي الْحلَبِي الْكَاتِب ولد سنة ستّ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة بِدِمَشْق وشيّعه الْأَعْيَان وَالسُّلْطَان سمع من الافتخار الْهَاشِمِي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وَفتح الدّين ابْن القيسراني ومجد الدّين الْعقيلِيّ وَكَانَ كَاتبا مترسّلاً وشاعراً ولي الْأَوْقَاف بحلب وتقدّم عِنْد النَّاصِر وحظي عِنْده وَولي نظر الجيوش بِدِمَشْق وَكَانَ متأهّلاً للوزارة كَامِل الرياسة لطيف الشَّمَائِل وَمن شعره أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ أَنْشدني فتح الدّين ابْن القيسراني قَالَ أَنْشدني عون الدّين لنَفسِهِ من الوافر
(لَهِيبُ الخدِّ حينَ بَدا لِعَينِي ... هَفَا قلبِي إِلَيْهِ كالفراشِ)
(فأَحْرَقَهُ فَصَارَ عَلَيْهِ خالاً ... وَهَا أَثَرُ الدُخانِ عَلَى الْحَوَاشِي)
وَحضر يَوْمًا مجْلِس مخدومه الْملك النَّاصِر وأدار ظَهره إِلَى الطرّاحة فَقَالَ لَهُ أستاذ الدَّار(15/244)
السدّة وَرَاءَك فَقَالَ الْملك النَّاصِر سلمَان من أهل الْبَيْت فَقَالَ من الطَّوِيل
(رعى اللهُ مَلْكاً مَا لَهُ من مُشابهٍ ... يُمنُّ عَلَى الْعَافِي وَلَمْ يَكُ منّانا)
(لإحْسانِهِ أمْسيتُ حَسّامَ مَدْحِه ... وكنتُ سليماناً فأصبحتُ سَلْمانا)
وَفِي عون الدّين يَقُول سعد الدّين محمّد بن عَرَبِيّ يصف شعره من الطَّوِيل
(يَقُولُونَ عَوْنُ الدّين يُروَى لَمِجْدِهِ ... قريضُ كروضٍ باَكَريْه عِهادُهُ)
(فَقُلتُ لَهمُ هَذَا سُليمانُ عَصرِهِ ... يَدينُ لَهُ من كُلِّ عِلْمٍ مُرادُهُ)
(إِذا هُوَ أمْسى فِي القَريضِ مُفكَّراً ... عُرضْنَ عَلَيْهِ بالعَشِّي جِيادُهُ)
3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمَوِي)
سُلَيْمَان بن عبد الْملك كَانَ من خِيَار مُلُوك بني أميّة ولي الْخلَافَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ستّ وَتِسْعين بعد الْوَلِيد بالعهد من أَبِيه وروى قَلِيلا عَن أَبِيه وَعبد الرَّحْمَن بن هُنيدة وَكَانَتْ دَاره مَوضِع سِقَايَة جيرون وَكَانَ فصيحاً مفوّهاً مؤثراً للعدل يحبّ الْغَزْو مولده سنة ستّين وتوفيّ يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة تسع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ بمرج دابق عرضت لَهُ سعلة وَهُوَ يخْطب فَنزل وَهُوَ مَحْمُوم فَمَا جَاءَت الجمعةُ الأُخرى حتّى مَاتَ وَولي عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ جميل الْوَجْه وعزل عمّال الحجّاج وَأخرج من فِي سجون الْعرَاق وهمّ بِالْإِقَامَةِ فِي الْقُدس وحجّ فِي خِلَافَته سنة سبع وَتِسْعين وَقَالَ لعمر بن عبد الْعَزِيز لمّا رأى النَّاس فِي الْمَوْسِم أما)
ترى هَذَا الْخلق الَّذين لَا يحصي عَددهمْ إلاّ الله تَعَالَى وَلَا يسع رزقهم غَيره فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَؤُلَاءِ الْيَوْم رعيّتك وَغدا خصماؤك فَبكى بكاء شَدِيدا ثُمَّ قَالَ بِاللَّه أستعين وَكَانَ من الْأكلَة قَالَ ابْنه أكل أبي أَرْبَعِينَ دجَاجَة تشوى على النَّار على صغة الكباب وَأكل أَرْبعا وَثَمَانِينَ أكل بشحومها وَثَمَانِينَ جرذقةً وأتى الطَّائِف فَأكل سبعين رمّانةً وخروفاً وستّ دجاجات وأُتي بمكّوك زبيب طائفي فَأَكله أجمع وَقيل إنّه كَانَ لَهُ بُسْتَان فَجَاءَهُ رجل لضمنه فَدفع فِيهِ قدرا من المَال فاستؤذن فِي ذَلِكَ فَدخل الْبُسْتَان ليبصره وَجعل يَأْكُل من ثماره ثُمَّ إنّه أذن فِي ضَمَانه وَقبض الْمبلغ فلمّا قيل للضامن إحمل المالَ قَالَ كَانَ ذَلِكَ قبل أَن يدْخلهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقيل إنّه كَانَ إِذا رأى الْأكلَة يتمثّل من الرجز لَا لَقْمَ إِلَّا دونَ لَقْمِ سالمْ يَلْقم لَقْماً فوقَ لَقْمِ اللاقِمْ وَقيل إنّ سعيد بن خَالِد بن أسيد الْقرشِي دخل عَلَى سُلَيْمَان فتمّثل سُلَيْمَان من الْكَامِل(15/245)
(إِنِّي سمعتُ عَلَى الفِجِاجِ مُنادياً ... مَنْ ذَا يُعينُ عَلَى الفَتَى المِعْوانِ)
وَقَالَ لَهُ مَا حَاجَتك قَالَ دَيني قَالَ كم هُوَ قَالَ ثَلَاثُونَ ألف دِينَار فَقل هِيَ لَكَ وَوَصله بعد سعيد هَذَا إِذا سَأَلَهُ رجل شَيْئا وَلَمْ يكن عِنْده شَيْء قَالَ ادّان عليّ واكتبْ عليّ كتابا وَقَالَ سُلَيْمَان حِين حَضَره الْمَوْت من الرجز إنّ بَنيّ صَبْيةٌ صغارُ أفَلَح من كَانَ لَهُ كبارُ إنّ بَنيّ صَبْيَةٌ صَيْفيّون أفْلَحَ مَنْ كانَ لَهُ ربعيّون فَقَالَ لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز قَدْ أَفْلح من نزكّي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقيل إنّه جلس فِي بَيت أَخْضَر عَلَى وطاء أَخْضَر عَلَيْهِ ثِيَاب خُضر ثمّ نظر فِي الْمرْآة فأعجبه شبابه وجماله فَقَالَ كَانَ محمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبيا وَكَانَ أَبُو بكر صدّيقاً وَكَانَ عمر فاروقاً وَكَانَ عُثْمَان حييّاً وَكَانَ مُعَاوِيَة حَلِيمًا وَكَانَ يزِيد صبوراً وَكَانَ عبد الْملك سائساً وَكَانَ الْوَلِيد جبّاراً وَأَنا الْملك الشابّ فَمَا دَار عَلَيْهِ الشَّهْر حتّى مَاتَ وَأنْشد الْمَدَائِنِي لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك من الطَّوِيل)
(وهَوَّنَ وَجْدِي فِي شراحيلَ أنّني ... مَتى شئتُ لاقيتُ الَّذِي مَاتَ صاحِبُهْ)
قلت الأَصْل فِي هَذَا قَول الخنساء من الوافر
(وَلَوْلَا كَثْرَة الباكين حَولي ... عَلَى إخْوَانهمْ لقتلتُ نَفسِي)
وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز إنّ سُلَيْمَان ولي وَهُوَ إِلَى الشَّبَاب والترِفّه مَا هُوَ فَقَالَ لعمر بن عبد الْعَزِيز يَا أَبَا حَفْص إنَّا قَدْ وَلينا مَا ترى وَلَمْ يكن لَنَا بتدبيره علم فَمَا رأيتَ من مصلحَة العامّة فمُر بِهِ يُكتَب فَكَانَ من ذَلِكَ عزل عمّال الحجّاج وَإِخْرَاج من فِي سجون الْعرَاق وَإِخْرَاج أُعطية العراقييّن وَمن ذَلِكَ كِتَابه إنّ الصَّلَاة كَانَتْ أُميتت فأحيوها وردّوها إِلَى وقنها مَعَ أُمُور حَسَنَة كَانَ يسمع من عمر بن عبد الْعَزِيز فِيهَا وَقدم عَلَيْهِ مُوسَى بن نُصير من نَاحيَة الْمغرب ومسلمة بن عبد الْملك فَبينا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَبَر أنّ الرّوم خرجت عَلَى سَاحل حمص فسُبيت امرأةٌ وَجَمَاعَة فَغَضب سُلَيْمَان وَقَالَ مَا هُوَ إلاّ هَذَا نغزوهم ويغزوننا وَالله لأغزونّهم غَزْوَة أفتحُ فِيهَا القسطنطينيّة أَو أَمُوت دون ذَلِكَ فأغزى جمَاعَة أهلِ الشَّام والجزيرة والموصلِ فِي البرّ فِي نَحْو مائَة وَعشْرين ألفا وأغزى أهل مصر وإفريقية فِي الْبَحْر فِي ألف مركب وَعَلَى جمَاعَة النَّاس مسلمة ابْن عبد الْملك وأغزى دَاوُد بن سُلَيْمَان فِي جمَاعَة من أهل بَيته وَقدم سُلَيْمَان إِلَى دمشق وَمضى حتّى تزل دابق فَأمْضى الْبَعْث وَأقَام بهَا وَقَالَ عبد الْغَنِيّ وسُميّ سُلَيْمَان بن عبد الْملك مِفْتَاح الْخَيْر لأنّه اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ ابْن سِيرِين رحم الله سُلَيْمَان بن عبد الْملك افْتتح خِلَافَته بِخَبَر وختمها بِخَير(15/246)
إفتتح خِلَافَته بإحياء الصَّلَاة لمواقيتها وختمها بِأَن اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك عدّة أَوْلَاد مِنْهُم أيوّب وَعبد الْوَاحِد وَيزِيد وَإِبْرَاهِيم وَيحيى وَعبد الله وَالقَاسِم وَسَعِيد ومحمّد وَعمر وَعبد الرَّحْمَن وأمّ أيّوب
3 - (تَقِيّ الدّين التركماني الْحَنَفِيّ)
سُلَيْمَان بن عُثْمَان الْمُفْتِي الزَّاهِد الْوَرع بقيّة السّلف تقيّ الدّين التركماني الْحَنَفِيّ مدّرس الشبليّة نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق لمجد الدّين ابْن العديم ثمّ استعفى ولازم الأشغال وَكَانَ من أَعْيَان الحنفيّة وتوفيّ سنة تسعين وستمّائة
3 - (قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الْحَنَفِيّ)
سُلَيْمَان بن أبي العزّ بن وهيب الْمُفْتِي الْكَبِير الشَّيْخ صدر الدّين قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْفضل)
الْأَذْرَعِيّ ثمّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام عَالم متبحّر عَارِف بدقائق الْفِقْه وغوامضه انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة عَلَى الحنفيّة بِمصْر وَالشَّام وتفقّه عَلَى الشَّيْخ جمال الدّين الحصيري وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه بِدِمَشْق مدّةً ثمّ سكن مصر وَحكم بِهَا ودّرس بالصالحيّة ثُمَّ انْتقل إِلَى دمشق قبل مَوته فاتّفق موت مجد الدّين ابْن العديم فقُلِّدَ بعده الْقَضَاء فَلم يبْق فِيهِ ثَلَاثَة أشهر وَكَانَ الْملك الظَّاهِر بيبرس يحبّه ويبالغ فِي احترامه وَأذن لَهُ أَن يحكم حَيْثُ حلّ وَكَانَ لَا يكَاد يُفَارِقهُ فِي غَزَوَاته وحجّ مَعَه وَلَمْ يخلّف بعده مثله فِي مذْهبه وَلَهُ شعر مَاتَ سنة سبع وَسبعين وست مائَة عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بسفح قاسيون وَولي الْقَضَاء بعده حسام الدّين الرُّومِي
3 - (علم الدّين المنشد)
سُلَيْمَان بن عَسْكَر الخوراني علم الدّين أَبُو الرّبيع المنشد ونقيب المتعمّمين كَانَ يحفظ أَكثر ديوَان الصرصري فِي مدائح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يحضر الولائم والأفراح والخِيَم والمآتم وكلّ جمع يكون وَيقوم فِي آخر الْمجْلس وينشد من أمداح الصرصري ويؤدّي ذَلِكَ جيدا سالما من اللّحن والغلط والتصحيف لأنّه صحّح ذَلِكَ عَلَى الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ وَغَيره من أهل الْعلم وَإِذا جرى فِي ذَلِكَ الْمجْلس شَيْء ينشد قصيدةً مُنَاسبَة فِي الْمَعْنى من أمداح الصرصري ويحضر دروس الغزّاليّة وَيقوم عقيب الْفَرَاغ وينشد ويحجّ فِي كلّ سنة وَيكون فِي الركب مؤذّناً وَعَلَى الْجُمْلَة فَمَا خَلفه أحد فِي شَأْنه وتوفيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَكَانَ قَدْ سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وحجّ فِي وَقت وَأخذ مرسوم نَائِب الشَّام بِأَن يكون مُؤذنًا بالركب الشريف فكتبْتُ لَهُ مرسوماً عَلَى ظَاهر قصّته ونسخة ذَلِكَ لأنّه المنشد الَّذِي أضحت(15/247)
قصائده وَهِي غَايَة الْمَقْصُود والمطرب الَّذِي يُقَال فِيهِ هَذَا سُلَيْمَان وَقَدْ أُوتيّ مِزْمَارًا من مَزَامِير دَاوُد والحافظ الَّذِي يعرب إنشادَهُ والفصيح الَّذِي يَعْلُو بِهِ النّظم إِن شادَهْ لَو سَمعه الصرصري لعلم أنّه فِيمَا يُورِدهُ من كَلَامه متبصِّرْ وتحقّق أنّ السامعين لَهُ إِذا بكوا وخشعوا غرانيق مَاء تَحْتَ باز مصرصر كم حرّك سواكن الْقُلُوب بِلَفْظِهِ البديع وأجرت عِبَارَته العبراتِ من بَحر السَّرِيع وَجعل المحافل رياضاً لأنّه أَبُو الرّبيع فليؤذّن أذاناً إِذا سَمعه الركب أَقَامَ وَقَالُوا هَذَا المؤذّن الَّذِي هُوَ للنَّاس كلّهم إِمَام وَالله يرزقنا شَفَاعَة من يجلو علينا مدائحه وَيفِيض علينا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة منائحه بمنّة وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى)
3 - (عمّ السفّاح)
سُلَيْمَان بن عليّ بن عبد الله عبّاس أَبُو أيّوب وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي أحد أعمام السفاح والمنصور حدّث عَن أَبِيه وَعِكْرِمَة وروى عَنهُ ابناه محمّد وجعفر وَابْن أَخِيه عبد الْملك بن صَالح بن عليّ وَيُقَال عبد الله والأصمعي وَغَيرهم وَولي الْمَوْسِم فِي خلَافَة السفّاح وَولي الْبَصْرَة لَهُ وللمنصور
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة
وَسليمَان وَصَالح ابْنا عليّ هما لأمّ ولد وَكَانَ سُلَيْمَان كَرِيمًا جواداً مرّ بِرَجُل يسْأَله قَدْ تحمّل عشر ديات فَأمر لَهُ بِهَا كلّها وَكَانَ يعْتق فِي كل موسم عشيّة عَرَفَة مائَة نسمَة وَبَلغت صِلاتُهُ فِي الْمَوْسِم وقريش والأنصاري وَسَائِر النَّاس خَمْسَة أُلَّاف ألف
3 - (سُلَيْمَان بن عليّ الْمَعْرُوف بِابْن القصّار ذكره جحظة فِي أَخْبَار الطنبوريين وثلبة فِي نَفسه)
وأخلاقه ومدح صَنعته فِي الْغناء قَالَ أَبُو الْفرج فِي كتاب الأغاني أَخْبرنِي ذكاء وَجه الرزة قَالَ كنّا نَجْتَمِع مَعَ جمَاعَة من الطنبوريّين ونشاهدهم فِي دور الْمُلُوك وبحضرة السُّلْطَان فَمَا شاهدت أفضل من المشدود وَعمر والوادي وَابْن القصّار وَقَالَت قمريّة البكتمريّة كَانَتْ سِتّي الَّتِي ربّتني مغنّيةً شجيّة الصَّوْت حَسَنَة الْغناء وَكَانَتْ تعشق ابْن القصّار وَكَانَتْ عَلامَة مصيرة إِلَيْهَا أَن يجتاز فِي دجلة وَهُوَ يغنّي فَإِن قدرت عَلَى لِقَائِه أوصلته إِلَيْهَا وإلاّ مضى فاجتاز بِنَا فِي لَيْلَة مُقْمِرَة وَهُوَ يُغني من الرمل
(أَنا فِي يُمْنى يَديها ... وَهْيَ فِي يُسْرَى يَدَيَّهْ)
(إنّ هَذَا القَضاءَ ... فِيهِ جَورٌ يَا أُخَيَّهْ)
ويغنّي فِي آخِره ويلي ويلي يَا أبيّه وَكَانَتْ ستّي بَيْنَ يَدي مَوْلَاهَا فَمَا ملكت نَفسهَا أَن(15/248)
صاحتْ أحسنتَ وَالله يَا رجل فتفضّلْ وَأعد فَفعل وَشرب رطلا وَانْصَرف وَكَانَ مَوْلَاهَا يعرف الْخَبَر فتغافل عَنْهَا لموضعها من قبله
3 - (معِين الدّين البَروَاناه)
سُلَيْمَان بن عليّ الصاحب معِين الدّين البرواناه كَانَ أَبوهُ مهذب الدّين عليّ بن محمّد أعجمّياً
سكن الرّوم وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن ويعلّم أَوْلَاد مُسْتَوْفِي الرّوم
ثمّ إنّه نَاب عَنهُ ثمّ ولي مَوْضِعه فِي أيّام السُّلْطَان عَلَاء الدّين وَظَهَرت كِفَايَته فاستوزره ثمّ)
وزر لوَلَده غياث الدّين إِلَى أَن مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ورتّب عَلَاء الدّين بعده فِي وزارته وَلَده هَذَا فَعظم أمره إِلَى أَن استولى عَلَى ممالك الرّوم وصانع التتار وعمرت الْبِلَاد بِهِ وَكَاتب الْملك الظَّاهِر ثُمَّ نقم عَلَيْهِ أبغا وَنسبه إِلَى أنّه هُوَ الَّذِي جسرّ الظَّاهِر عَلَى دُخُول الرّوم وَحصل مَا وَقع من قتل أَعْيَان الْمغل فَبَكَتْ الخواتين وشُقّت الثِّيَاب بَيْنَ يَدي أبغا وَقَالُوا البرواناه هُوَ الَّذِي قَتَل رجالنا وَلَا بدّ من قَتله فَقتله وَكَانَ من دُهاة الْعَالم وشجعانهم لَهُ إقدام عَلَى الْأَهْوَال وخبرة بِجمع الْأَمْوَال قطعت أربعتُهُ وَهُوَ خيّ وأُلقي فِي مرجل وسُلق وَأكل الْمغل لَحْمه من غيظهم وفتلوا مَعَه الرّوم خلائق وَذَلِكَ سنة سبعين وستّ مائَة
3 - (عفيف الدّين التلمساني)
سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن ياتِينَنّ بياء آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف مَكْسُورَة وياء أُخْرَى سَاكِنة ونونين الثَّانِيَة مشدّدة الشَّيْخ الأديب البارع عفيف الدّين التلمساني كَانَ كُوفِي الأَصْل وَكَانَ يدّعي الْعرْفَان ويتكلّم فِي ذَلِكَ عَلَى اصْطِلَاح الْقَوْم قَالَ قطب الدّين رأيْتُ جمَاعَة ينسبونه إِلَى رقّة الدّين والميل إِلَى مَذْهَب النصيريّة وَكَانَ حسن الْعشْرَة كريم الْأَخْلَاق لَهُ حُرْمَة ووجاهة وخدم فِي عدّة جِهَات بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين خدم فِي جِهَات المكس وَغَيرهَا كتب عَنهُ بعض الطّلبَة وَكَانَ يتّهم بِالْخمرِ وَالْفِسْق والقيادة وَحَاصِل الْأَمر أنّه من غلاة الاتحّاديّة وَذكره شمس الدّين الْجَزرِي فِي تأريخه وَمَا كَأَنَّهُ عرف حَقِيقَة حَاله وَقَالَ عمل أَرْبَعِينَ خلْوَة فِي الرّوم يخرج من وَاحِدَة وَيدخل فِي أُخْرَى قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا الْكَلَام فِيهِ مجازفة ظَاهِرَة فإنّ مَجْمُوع ذَلِكَ ألف وستّ مائَة يَوْم قَالَ وَلَهُ فِي كلّ علم تصنميف وَقَدْ شرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَشرح مقامات النِفَّري
وَحكى بَعضهم قَالَ طلعْتُ إِلَيْهِ يَوْم قُبض فَقلت لَهُ كَيْفَ حالك قَالَ بِخَير من عرف الله كَيْفَ يجافه وَالله مُنْذُ عَرفته مَا خفته وَأَنا(15/249)
فرحان بلقائه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَحكى تِلْمِيذه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الفاشوشة قَالَ رَأَيْت ابْنه فِي مَكَان بَيْنَ يَدي ركبداريّة وَذَا يكبّس رجلَيْهِ وَذَا يبوسه فتألمّتُ لذَلِك وانقبضت وَدخلت إِلَى الشَّيْخ وَأَنا كَذَلِك فَقَالَ مَا لَكَ فَأَخْبَرته بِالْحَال الَّذِي وجدت وَلَده محمّداً عَلَيْهِ قَالَ أفرأيته فِي تِلْكَ الْحَال منقبضاً أَو حَزينًا قلت سُبْحَانَ الله كَيْفَ يكون هَذَا بل كَانَ أسرّ مَا يكون فهّون الشَّيْخ عليّ وَقَالَ لَا تحزن أَنْت إِذا كَانَ هُوَ مَسْرُورا فَقلت يَا سيّدي فرَجتَ عنيّ وعرفْتُ قدر الشَّيْخ وسعته وَفتح لي بَابا كنت عَنهُ)
محجوباً قلت وَحكى لي عَنهُ الشَّيْخ مَحْمُود بن طيّ الحافي قَالَ كَانَ عفيف الدّين يُبَاشر اسْتِيفَاء الخزانة بِدِمَشْق أَو الشَّهَادَة فَحَضَرَ الأسعد بن السديد الماعز إِلَى دمشق صُحْبَة السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ يَوْمًا يَا عفيف الدّين أُرِيد مِنْك أَن تعْمل لي أوراقاً بمصروف الخزانة وحاصلها وَأَصلهَا عَلَى عَادَة يطْلبهَا المستوفي من الْكتاب فَقَالَ نعم فطلبها مرّةً ومرّةً وَهُوَ يَقُول نعم فَقَالَ لَهُ فِي الآخر أَرَاك كلّما أطلب هَذِهِ الأوراق تَقول لي نعم وَأَغْلظ لَهُ فِي الْكَلَام فَغَضب الشَّيْخ عفيف الدّين وَقَالَ لَهُ والك لمن تَقول هَذَا الْكَلَام يَا كلب يَا ابْن الْكَلْب يَا خِنْزِير وَلَكِن هَذَا من عجز الْمُسلمين وَإِلَّا لَو بصقوا عَلَيْكَ بصقةً لأغرقوك وشقّ ثِيَابه وَقَامَ بهمّ بِالدُّخُولِ إِلَى السُّلْطَان فَقَامَ النَّاس إِلَيْهِ وَقَالُوا هَذَا مَا هُوَ كَاتب وَهُوَ الشَّيْخ عفيف الدّين التلمساني وَهُوَ مَعْرُوف بالجلالة وَالْإِكْرَام بَيْنَ النَّاس وَمَتى دخل إِلَى السُّلْطَان آذَاك عِنْده فَسَأَلَهُمْ ردّه وَقَالَ يَا مَوْلَانَا مَا بقيت أطلب مِنْك لَا أوراقاً وَلَا غَيرهَا أَو كَمَا قَالَ قَالَ لي الشَّيْخ أثير الدّين الْمَذْكُور أديب جيّد النّظم وَكَانَ كثير التقلّب تَارَة يكون شيخ صوفيّة وَتارَة يعاني الخدم قدم علينا القاهرةَ وَنزل بخانكاة سعيد السُّعَدَاء عِنْد صَاحبه شيخها إِذْ ذَاكَ الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي وَكَانَ منتحلاً فِي أَقْوَاله وأفعاله طَريقَة ابْن عَرَبِيّ صَاحب عنقاء مغرب انْتهى توفيّ عفيف الدّين سنة تسعين وستّ مائَة وأنشدني من لَفظه جمال الدّين مَحْمُود بن طيّ الحافي قَالَ أَنْشدني عفيف الدّين التلمساني لنَفسِهِ وَكَانَ يَصْحَبهُ كثيرا ويحفظ غَالب ديوانه من الطَّوِيل
(وَقَفْنا عَلَى المَغْنى قَديماً فَمَا أَغْنَى ... وَلَا دَلَّتِ الألفاظُ مِنْه عَلَى مَعْنَى)
(وَكم فِيهِ أمْسَينا وبِتنا بِرَيْعِهِ ... حَيَارى وأصبحنا حيارى كَمَا كُنّا)
(ثملْنا وملْنا والدموعُ مدامُنا ... وَلَوْلَا التصابي مَا ثملنا وَلَا ملنا)
(فَلم نرَ للغِيدِ الحِسانِ بِهِمْ سنا ... وهم من بدور التمّ فِي حسنها أسْنى)
(نُسائِلُ باناتِ الْحمى عَن قدودهم ... وَلَا سيمّا فِي لينها البانةَ الغنّا)
(ونَلْثِمُ تربَ الأرضِ أَن قَدْ مشت بِهِ ... سُلَمْى وَلُبْنى لَا سُلَيمَى وَلَا لَبْنى)
(فوا أسفا فِيهِ عَلَى يُوسُف الْحمى ... ويعقوبه تبيضُّ أعْيُنُهُ حُزْنِا)(15/250)
(وَلَيْسَ الشجي مِثلَ الخليّ لأجل ذَا ... بِهِ نَحْنُ نُحنا والحمامُ بِهِ غَنَّى)
(يُنَادي مناديهم ويصغي إِلَى الصدى ... فيسألنا عَنْهُم بِمثل الَّذِي قُلْنَا)
)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط
(للقُضبِ بالدَوْحِ أجْيابٌ وأجيادُ ... تَدْنو إليكَ وَتنْأى حِين تنآدُ)
(وللحباب عَلَى شطّي جداولها ... للسَيْفِ وَالْعقد نَضّاءٌ ونَضَادُ)
(وللنَسيمِ عَلَى الأفاقِ زَمْزَمَةٌ ... وللحمائِم بالأعواد أعوادُ)
(فهاتِ كأسَك أَو لُطفاً يقوم لَنَا ... مقامَ كأسك نَنقَى حِين ننقادُ)
(فَمَا المدامة أحلى من حَدِيثك إِذْ ... يجلوه للسمع إنْشَاء وإنشادُ)
(أوْ خُذْ حَديثَ غرامي وَاتخذ سكرا ... فَفِيهِ للسكر إسعاف وإسعادُ)
(بِي شادنٌ لغرامي شارِدٌ أبدا ... وللتصبّر نفّاء ونفَادُ)
(كم فِي غرامي بِهِ واشٍ وواشيةٌ ... وَكم مَعَ الدَّهْر حُسّابٌ وحُسَادُ)
(وَكم عليّ إِذا مَا غبتُ عَنهُ وَكم ... لي حِين أحْضُرُ نقّال ونقّادُ)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الوافر
(نَدىً فِي الأقحوانة أمْ شرَابُ ... وطلٌ فِي الشَّقِيقَة أم رُضابُ)
(فَتلك وَهَذِه ثَغْرٌ وكأسٌ ... لذا ظَلْمٌ وَفِي هَذَا شرَابُ)
(وخُضرُ خمائلٍ كَجسُوم غِيدٍ ... قَدْ انتَقَشَتْ فَراقَ بِهَا الخِضابُ)
(يُرِيك بِهَا الشقيقُ سَوادَ هُدْبٍ ... وحمرةَ وجنةٍ فِيهَا التِهابُ)
(ووُرقُ حمائمٍ فِي كُلِّ فَنٍّ ... إِذا نَطَفَتْ لَها لحنٌ صَوابُ)
(لَهَا بالطلّ أزرار حِسانٌ ... وأطواقٌ وَمن وَرَقٍ ثِيابُ)
(كأنّ النَّهر سَيفٌ مشرفيٌّ ... لَهُ فِي كَفّ صينقلهِ اضطرابُ)
(تُجَرِّدُه يَمينُ الشمسِ طَوْراً ... وطوراً بالظَلالِ لَهُ قِرابُ)
(يعابُ السيفُ إِذْ فِي جانبَيه ... فُلولُ وَهْوَ مِنْهَا لَا يعابُ)
(فَإِن قُلتَ الحُبابُ انسابَ ذُعْراً ... ورُمتَ الرقش صَدَّقَك الحُبابُ)
(وللأغصانِ هَيْنمةُ تُحاكي ... حبائبَ رَقَّ بَيْنهم العِتابُ)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(وَفِي الحيّ هَيْفاءُ المَعاطفِ لَوْ بَدَت ... مَعَ البانِ كانَ الورُقُ فِيهَا تغنّتِ)(15/251)
(عجبْتُ لَهَا فِي حُسْنِها إِذْ تفرّدت ... لأيّة معنى بعد ذَاكَ تثنّتِ)
)
وَمن شعر عفيف الدّين أَيْضا من الْبَسِيط
(أفْدِي الَّتِي ابْتَسَمَتْ وَهْناً بكاظمةٍ ... فَكَانَ مِنْهَا هُدَى الساري بنعمانِ)
(وواجَهَتْها ظِباءُ الرمل فاكتسبتْ ... مِنْهَا محاسنَ أجْيادٍ وأجْفانِ)
(يسري النسيمُ بِعَطْفَيها فيصحبُه ... لُطفٌ يُميلُ عصُونَ الرند والبانِ)
(مرّت عَلَى جَانب الْوَادي وَلَيْسَ بِهِ ... ماءٌ فَقاضَ بِدَمْعي الجانِبُ الثَّانِي)
(مَوّهتُ عَنْهَا بسُلْمَى واستعَرْتُ لَهَا ... من وَصْفِها فاهتدى الشاني إِلَى شاني)
(نَجْني عليّ وَمَا أحْلى أليمَ هَوىً ... فِي حُبّها حِين ألجاني إِلَى الْجَانِي)
وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل
(إِن كَانَ قَتْلِي فِي الْهوى يَتَعَيَّنُ ... يَا قاتِلي فَبِسَيْفِ جَفْنِك أهْوَنُ)
(حَسْبي وحَسبك أَن تكونَ مدَامعي ... غسْلي وَفِي ثَوْب السَقامِ أُكفَّنُ)
(عَجَباً لخَدِّك وَردُه فِي بانةٍ ... والبانُ فَوْقَ الغصنِ مَالا يُمكِنُ)
(أدْنَتْه لي سنة الْكرَى فلثمتُه ... حَتَّى تَبَدَّلَ بالشقيقِ السَوْسَنُ)
(ووردتُ كَوْثَر ثَغْرِه فحسبتُني ... فِي جَنّةٍ من وَجْنتيه أسْكنُ)
(مَا راعني إلاّ بِلال الخالِ غَو ... قَ الخدِّ فِي صُبح الجَبين يُؤَذّنُ)
قلت هُوَ مثل قَول الحاجري من الطَّوِيل
(أقامَ بِلال الخالِ فِي صحنِ خدّه ... يُراقِبُ من لألاء غرّته الفجرا)
وَهَذَا أحسن من الأول وَأَخذه جمال الدّين ابْن نباتة فَقَالَ من الْبَسِيط
(وانْظُرْ إِلَى الخالِ فَوْقَ الثغرِ دون لمىً ... تجدْ بِلَالًا يُرَاعِي الصُّبْح فِي السحرِ)
وَمن شعر عفيف الدّين التلمساني من قصيدة من الطَّوِيل
(كأنّ الأقاحِي والشقيقُ تقابلا ... خُدودٌ جلاهنّ الصِبّى ومباسمُ)
(كأنَّ بِهَا للنرجس الغَضِّ أعْيُناً ... تَنَبَّهَ مِنْهَا البَعْضُ والبَعْضُ نائمُ)
(كأنَّ ظِلال القُضْبِ فوقَ غَديرِها ... إِذا اضطربَتْ تَحْتَ الرِياحِ أراقِمُ)
(كأنَ عِناء الْوَرق ألحانُ مَعبَدٍ ... إِذا رقصتْ تِلْكَ القُدود النواعمُ)
(كأنّ نِثار الشَّمْس تَحْتَ غُصونِها ... دنانيرُ فِي وقتٍ داراهمُ)(15/252)
(كأنّ بِهَا الغُدرانَ تَحْتَ جداولٍ ... مُتونُ دُروعٍ أُفرغتْ وصوارمُ)
)
(كأنّ ثِماراً فِي غصونٍ تَوَسْوَسَتْ ... لعارضِ خفّاقِ النسيم تمائمُ)
(كأنّ القُطوف الدانياتِ مواهبٌ ... فَفِي كلّ غُصْنٍ ماسَ فِي الدَوحِ ماتَمُ)
قلت شعر جيّد إِلَى الْغَايَة وَقَدْ جمعتُ ديوانه ورتَبته عَلَى الْحُرُوف مقفى عَلَى الرّفْع وَالنّصب والجرّ والسكون
3 - (زين الدّين الحافظي الطّيب)
سُلَيْمَان بن عليّ زين الدّين ابْن الْمُؤَيد خطيب عقرباء الحافظي قَالَ ابْن أبي أصيبعة اشْتغل بالطبّ عَلَى الْحَكِيم مهذّب الدّين عبد الرَّحِيم بن عليّ وحصّا الْعلم وَالْعَمَل وأتقن الْفُصُول والجمل وخدم بالطبّ الْملك الْحَافِظ نور الدّين أرسلان شاه بن لأبي بكر بن أيّوب وَكَانَ يَوْمئِذٍ صَاحب قلعة جعبر وَأقَام فِي خدمته وتمّيز عِنْده وأجزل رفده وخوّله فِي دولته واشتمل عَلَيْهِ وَكَانَ زين الدّين يعاني الْأَدَب وَالشعر وَالْكِتَابَة الْحَسَنَة وَكَانَ يعاني الجنديّة وداخل أَوْلَاد الْملك الْحَافِظ وَصَارَ حظيّاً مكيناً فِي دولتهم ولمّا مَاتَ الْحَافِظ وتسلّم الْملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحَمَّد بن غَازِي صَاحب حلب قلعة جعبر بمراسلات كَانَ فِيهَا زين الدّين الحافظي وانتقل زين الدّين إِلَى حلب وَصَارَت لَهُ عِنْد الْملك النَّاصِر يَد ومنزلة رفيعة وتزوّج زين الدّين بِابْنِهِ رَئِيس حلب واقتنى أَمْوَالًا كَثِيرَة وَلما ملك النَّاصِر دمشق وصل مَعَه إِلَى دمشق وَصَارَ مكيناً فِي دولته وَلذَلِك قلت فِيهِ من الطَّوِيل
(وَلَا زَالَ زين الدّين فِي كلّ منصبٍ ... لَهُ فِي سَمَاء الْمجد أَعلَى المراتبِ)
(أميرٌ حَوَى فِي العِلمِ كُلَّ فَضيلةٍ ... وفَاق الوَرَى فِي رأيِه والتجاربِ)
(إِذا كَانَ فِي طبٍّ فصَدرُ مجَالِسٍ ... وَإِن كَانَ فِي حربٍ فقَلْبُ الكتائبِ)
(فَفِي السِلم كم أحيى وليّاً بِطِبِّه ... وَفِي الْحَرْب كم أفتى العدى بالقواضيِ)
وَلَمْ يزل عِنْد النَّاصِر بِدِمَشْق إِلَى أَن جَاءَت رسل التتار يطْلبُونَ الْبِلَاد ويشترطون عَلَيْهِ يحملهُ من المَال إِلَيْهِم فَبعث النَّاصِر زينَ الدّين رَسُولا إِلَى هولاكو فَأحْسن إِلَيْهِ واستماله فَصَارَ من جِهَته ومازج التتار وتردّد فِي المراسلات مرّات وأطمع التتار فِي الْبِلَاد وهوّل عَلَى النَّاصِر أَمرهم وعظّم شَأْنهمْ وَوصف عساكرهم وصغّر شَأْن النَّاصِر وَمن عِنْده من العساكر حَتَّى أوقفهُ عَن الْحَرْب
فلمّا جَاءَت التتار إِلَى حلب ونازلها هولاكو قَرِيبا من شهر هرب النَّاصِر من دمشق إِلَى مصر)
وَخرجت عَسَاكِر مصر وملكها قطر فانكسر النَّاصِر وملكت التتار دمشق وَصَارَ زين الدّين بِأَمْر بِهَا وَيُنْهِي وَبَقِي مَعَه جمَاعَة حَتَّى كَانُوا يَدعُونَهُ الْملك زين الدّين ولمّا كُسر التتار عَلَى عين جالوت وَانْهَزَمَ ملك التتار وَمن مَعَه من دمشق توجّه زين الدّين الحافظي مَعَهم خوفًا عَلَى نَفسه من الْمُسلمين قَالَ الرشيد الفارقي كنت أقابل مَعَه صِحَاح(15/253)
الْجَوْهَرِي فلمّا أمّروه قلت وأنشدته من الْخَفِيف
(قبلَ لي الحافظيُّ قَدْ أمَروه ... قُلتُ مازال بالعَلاءِ جَديرا)
(وَسليمَان من خَصَائِصه المُل ... كُ فَلَا غَزْوَ أَن يكونَ أَمِيرا)
أحضرهُ هولاكو بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ ثَبت عِنْدِي خِيَانَتك وتلاعبك بالدول خدمتَ صَاحب بعلبك ثمّ خدمت صَاحب جعبر والناصر وخنت الْجَمِيع وانتقلتَ إليّ فأحسنتُ إِلَيْك فشرعت تكاتب صَاحب مصر وعدّد ذنُوبه وَقَتله وَقتل أَوْلَاده وأقاربه وَكَانُوا نَحوا من خمسين وَكَانَ من أَسبَاب ذَلِكَ كُتُبٌ بعثها إِلَى الظَّاهِر وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وستّين وستّ مائَة
3 - (قَاضِي الْقُضَاة)
سُلَيْمَان بن عمر بن سَالم قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الْأَذْرَعِيّ ابْن الْخَطِيب مجد الدّين الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالزرعي لكَونه حكم بزرع مدّةً توفيّ عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة ووفاته فِي سنة أَربع وثلثين وَسبع مائَة سمع من ابْن عبد الدَّائِم والكمال أَحْمد بن نعْمَة وَالْجمال ابْن الصير فِي جمَاعَة وَولي قَضَاء شيزر مُدَّة وناب عَن القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة بِدِمَشْق ثُمَّ بِمصْر ثُمَّ إنّ الْملك النَّاصِر ابْن قلاوون عزل ابْن جمَاعَة وولىّ الزرعي بعد قدومه من الكرك فَحكم سنة ثُمَّ أُعيد ابْن جمَاعَة ثُمَّ بَقِي بِمصْر عَلَى قَضَاء الْعَسْكَر ومدارس ثُمَّ ولي قَضَاء دمشق بعد نجم الدّين ابْن صصري وصرُف بعد سنة بِالْقَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي
3 - (أَبُو خَالِد الْأَحْمَر)
سُلَيْمَان بن عَمْرو هُوَ خَالِد الْأَحْمَر وَهُوَ ابْن عمّ شريك القَاضِي كَانَ جريّاً قدريّاً وقحاً من الْخَيْر بريّاً قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ من الدجّالين وَقَالَ ابْن معِين كذّاب وَكَانَ يضع الحَدِيث
وتوفيّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة
3 - (سُلَيْمَان بن عِيسَى أَخُو المضاء بن عِيسَى صحب أَبَا سُلَيْمَان الدَّارَانِي)
قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري سمعته يَقُول لأبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي إنّي أُرِيد أَن أعتق غلامي)
وأبيع كرمي وَنَفْسِي تَقول لي لَكَ ابْنة فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان شُدَّ يدك بغلامك وكرمك
3 - (علم الدّين الصُّوفِي)
سُلَيْمَان بت غَازِي بن يُوسُف علم الدّين الصُّوفِي أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حيّان من لَفظه للمذكور من الطَّوِيل
(إِذا الْمَرْء أضحى للمراد مُطلقًا ... وَحَازَ عنان النَّفس فهْو مُوَفَّقُ)
(وَإِن دَامَ محجوباً باهلٍ وموطنٍ ... فَلَا شكَّ فِي بَحر التساويف يغرَقُ)(15/254)
3 - (أَبُو الْقَاسِم الْموصِلِي)
سُلَيْمَان بن فَهد أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الْموصِلِي كَانَ كَاتبا أديباً شَاعِرًا رثى الشريف الرضيّ بقصيدة رَوَاهَا عَنهُ أَبُو مَنْصُور العكبري وَهِي من المتقارب
(عذيريَ مِن حادثٍ قَدْ طَرَقْ ... أمات العُدُوَّ وأحْيَى الفَلَقْ)
(وأذكرني الْعشْر رُزْءَ الْحُسَيْن ... بَردٍّ وأذْكَرَ تِلْكَ الحُرَقْ)
(عزاءٌ يخصّ بِهِ الْمُصْطَفى ... وحقٌّ بِهِ جَبرَيلٌ أحَقّ)
(فَمَا يتجسّم فِيهِ النِفاقُ ... وَلَا يتكلّف فِيهِ الملقْ)
(وَقَدْ كنتُ آملُ سبقي الرّضيّ ... ولكّنه لِشقائي سَبَقْ)
(وأكبَرُ وَسعيَ أنْ لَا أُقيم ... بأرضٍ لَهُ الحَينُ فِيهَا طَرقْ)
(وَقَدْ قُطِعْت بوفاة الرضيّ ... بيني وَبَين الْعرَاق العُلَقْ)
(أأسكن ظَاهرهَا بَعْدَمَا ... توسّد باطنّها وارتفقْ)
(أُرَى فوقَها وهُو من تحتِها ... عَلَى وَجهه من ثَراها طَبَقْ)
(ولمّا أحَسَّ فِراق الحياةِ ... وَقَدْ كَانَ مِنْهُ قَلِيل الفرَقْ)
(أجَدَّ الرحيلَ إِلَى جَدِّه ... فودَع تُربتَه وانطلقْ)
3 - (سُلَيْمَان بن فَيْرُوز وَيُقَال ابْن خاقَان أحد الْعلمَاء التقات أَبُو إِسْحَق الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي)
مَشْهُور بكنيته وَهُوَ من طبقَة الْأَعْمَش وَعَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول توفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (ابْن الزمكدم)
سُلَيْمَان بن الْفَتْح بن أَحْمد الْأَنْبَارِي أَبُو عليّ الْمَعْرُوف بالسرّاج وَيعرف بالزَمَكْدم وَهُوَ الْقوي)
الشَّديد وَهُوَ بِفَتْح الزَّاي وَالْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَبعدهَا دَال وَمِيم من أهل الْموصل لَهُ ديوَان مختارة فِي مجلّد توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره من الْكَامِل
(يَا طَيفُ مالَكَ لَا تُواصِلْ ... ألِبُخْلِها أصبحتَ باجِلْ)
(مِلْ نَحْو صَبٍَّ كَانَ نَحْ ... وَكَ فِي الرِّضَا والسخط مائلْ)(15/255)
وَمِنْه فِي الشمعة من الْكَامِل
(وجلوتَ سَوداء الدُجى ... بِذُبالةِ فِي رَأس ذابِلْ)
(حَلَتْ بِهِ فكأنهَّا ... لونُ المحبَ وجسمُ ناحِلْ)
وَمِنْه فِي الخيش من الْكَامِل والخيش فِي لفح الهجير لَنَا بِطيب القُرَ كافِلْ
(خَيشٌ بِهِ خيش الهوا ... ءِ لحرّ تمّوزٍ مقاتِلْ)
3 - (أَبُو الرّبيع الإسكندري)
سُلَيْمَان بن الْفَيَّاض الاسكندراني أَبُو الرّبيع تلميذ الْحَكِيم أميّة بن أبي الصَّلْت الْمصْرِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ أحد الشُّعَرَاء خرج من مصر ووافي الْعرَاق وَخرج مِنْهَا إِلَى خرسان وَوصل إِلَى بِلَاد الْهِنْد وتوفيّ بِهَا سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط
(تَوَجَّعَتْ أنْ رَأتْني ذاويَ الغُصُنِ ... وَكم أمالت صبا عهد الصِبي فتني)
(مَاذَا يُريُبك مِنْ نِضْوٍ حَلِيف نَويّ ... لسُنّة الْبَين مطروح عَلَى سَنَنِ)
(رمى بِهِ الغَرْبُ عَن قَوس النَوَى عَرَضاً ... بالشرَقِ أعْيَى عَلَى المهريّة الهُجُنِ)
(أرضٌ سَحَبتُ وأترابي تمائمنا ... طِفلاً وجرَرت فِيهَا مَاشِيا رسني)
(أنَّى التفتَّفَكَمْ رَوْضٍ عَلَى نهرٍ ... أَو استمعتَ فكم داعٍ عَلَى غُصُنِ)
(كم لي بباطنِ ذَاكَ الرّبع من فَرَحٍ ... ولي بباطن ذَاكَ القاع من حزنِ)
3 - (جدّ السلجوتيّة)
سُلَيْمَان بن قتلمش أَمِير قونية وجدّ سلاطين الرّوم قُتل فِي صفر سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة بالمصافّ بِأَرْض حلب وَقَامَ بعده ابْنه قلج أرسلان وَكَانَتْ قتلة سُلَيْمَان عَلَى حلب قَتله تتش لأنّه ورد إِلَيْهِ من دمشق وَمَعَهُ أرتق بك فلمّا الْتَقَوْا جَاءَ سليمّانَ سهم فِي وَجهه فَوَقع من فرسه ميّتاً وَدفن إِلَى جَانب مُسلم)
3 - (حَاجِب المستنجد)
سُلَيْمَان بن قطرمش بن ترْكَان شاه السَّمرقَنْدِي حَاجِب الإِمَام المستنجد كَانَ سيرته مَعَ النَّاس جميلَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(أشارت بأطراف البنان المُخَضَّبِ ... وضنّت بِمَا تَحْتَ النِقابِ المُذَهَّبِ)
(وعضّت عَلَى تفّاحة فِي يَمِينهَا ... بِذِي أُشُرِ غَذْبِ المذاقة أشنب)(15/256)
(وأومت بِهَا نحوي فقمتُ مبادراً ... إِلَيْهَا فَقَالَت هَلْ سمعْتَ بأشْعَبِ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(رخُصَتْ مفارقتي عَلَى رَجُلٍ ... وَلَيغْلُوَنَّ عَلَيْهِ مَا رخُصا)
(وَلأحرصَنَّ عَلَى قطيعتهِ ... وبِعادِهِ أضعافَ مَا حَرصا)
(وَلَقَد يعود السَّيْف مقدحةً ... ويُبدَّل الغُصْنُ الرَطيبُ عَصا)
3 - (ملك الرّوم)
سُلَيْمَان بن قلج أرسلان السُّلْطَان ركن الدّين ملك الرّوم حاصرَ أَخَاهُ بأنقرة حَتَّى نزل إِلَيْهِ بالأمان فغدر بِهِ وَقبض عَلَيْهِ فَلم يهمل بعده خَمْسَة أيّام وتوفيّ بالقولنج وَمَات فِي سَبْعَة أيّام سنة ستّ مائَة وَملك بعده وَلَده قلج أرسلان وَلَمْ يتمّ لَهُ أَمر
3 - (الْعَبْدي الْبَصْرِيّ)
سُلَيْمَان بن كثير الْعَبْدي الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين ضَعِيف الحَدِيث روى عَن حُصَيْن وَحميد الطَّوِيل أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين تقرّر أنَّه صَدُوق توفيّ سنة ثَلَاث وستّين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (وَزِير الْمَنْصُور)
سُلَيْمَان بن مجَالد بن أبي مجَالد الْوَزير من أهل الأردنّ كَانَ أَخا أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ من الرضَاعَة وَكَانَ مَعَه بالحميمة من أَرض الشَّام فلمّا أفضت إِلَيْهِ الْخلَافَة قربه وَأَدْنَاهُ وَكَانَ مَعَه كالوزير وَقدم مَعَه بَغْدَاد حِين بناها وولاّه الريّ وَولي لَهُ الخزائن إِلَى حِين وَفَاته فلمّا توفيّ ولىّ المصور ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بن صَالح بن مجَالد مَكَانَهُ
3 - (ابْن الطزارة النَّحْوِيّ)
سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحُسَيْن السبائي بِالسِّين الْمُهْملَة وبالباء الموحّدة المالقي)
النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الطراوة أَخذ عَن أبي الحجّاج الأعلم والأديب أبي بكر المرشاني وَأَبُو مَرْوَان سراج حمل عَنْهُم كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ عَالم الأندلس بالنحو فِي زَمَانه وَلَهُ كتاب المقدّمات عَلَى سِيبَوَيْهٍ وَأخذ عَنهُ أئمّة العربيّة بالأندلس وتوفيّ سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الوافر
(وقائلةٍ أتَهْفو للغواني ... وَقَدْ أضحى بَمفْرقِكِ النهارُ)(15/257)
(فقلتُ لَهَا حُثِثتُ عَلَى التصابي ... أحقّ الخّيلِ بالرَكض المعارُ)
وَمِنْه فِي فُقَهَاء مالقة من الْبَسِيط
(إِذا رَأَوْا جَمَلاً يَأْتِي عَلَى بُعدٍ ... مَدّوا إِلَيْهِ جَمِيعًا كَفَّ مقتنصِ)
(إِن جئتَهم فَارغًا لَزُّوك فِي قَرّنٍ ... وَإِن رَأوا رشوةً أفْتوك بالرُخَصِ)
وَمِنْه فِي قوم انتسبوا إِلَى كلبٍ وهم من جراوة من الوافر
(خَرجْتُمْ من جِراوةَ ثُمَّ قُلْتُمْ ... جراوة فِي التناسخ من كلابِ)
(صَدقْتُمْ لَيْسَ فِيكُم غير كلبٍ ... وَمن تَلِدون أَبنَاء الكلابِ)
وَمِنْه وَقَدْ خَرجُوا ليستسقوا عَلَى أثر قحط فِي يَوْم غامت سماؤه فَزَالَ ذَلِكَ عِنْد خُرُوجهمْ من الْكَامِل
(خَرجُوا ليستسقوا وَقَدْ نَشَأتْ ... بحريّة قمنٌ بِهَا السحُّ)
(حتّى إِذا اصطفّوا لدعوتهم ... وبد لأعينهم بِهَا نضحُ)
(كُشِفَ الغمامُ إِجَابَة لَهُمُ ... فكأنمّا خَرجُوا ليستصّحوا)
قلت أوردهُ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم لِابْنِ الطرواة وَقَالَ جَعْفَر ابْن الزبير لَيْسَ هَذَا من شعره هَذَا أقدمُ مِنْهُ ابْن الأبّار هَكَذَا وجدت هَذِهِ الأبيات منسوبةً إِلَيْهِ وَقَدْ سبقه إِلَى مَعْنَاهَا أَبُو عليّ المحسن ابْن القَاضِي أبي الْقَاسِم عليّ بن أبي الْفَهم التنَوخي صَاحب كتاب الْفرج بعد الشدّة فِي قَوْله من الطَّوِيل
(خرجنَا لنستسقي بيمن دُعَائِهِ ... وَقَدْ كَاد هدب الْغَيْم أَن يلبس الأرضا)
(فلمّا ابتدا يَدْعُو تقشّعت السما ... فَمَا تمّ إلاّ والغمامُ قَدْ ارفضا)
قلت الْحَلَاوَة الَّتِي فِي قَول الأوّل فكأنمّا خَرجُوا ليستصحوا لَيست فِي قَول الثَّانِي وَفِيه يَقُول أَبُو الْحسن عليّ بن عبد الْغَنِيّ الحصري من المتقارب)
(ولابنِ طاوةَ نحوٌ طريٌّ ... إِذا شمّه النَّاس قَالُوا خَرِي)
3 - (الْكَافِي قَاضِي الكرج)
سُلَيْمَان بن محمّد بن حُسَيْن بن محمّد أَبُو سعد الْبَلَدِي المتكلّم الْمَعْرُوف بالكافي الكرجي
قَاضِي الكرج بِالْجِيم برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف واشتهر بِحسن الْإِيرَاد وقوّة المناظرة وَالتَّحْقِيق وَقدم بَغْدَاد وَبحث مَعَ أسعد الميهني توفيّ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة
3 - (غياث الدّين سُلَيْمَان شاه)
سُلَيْمَان بن محمّد بن ملك شاه بن ألب أرسلان(15/258)
السلجوقي المدعوّ شاه أَخُو السُّلْطَان مَسْعُود
قدم بَغْدَاد أيّام المقتفي وخطب لَهُ بالسلطنة عَلَى مَنَابِر الْعِرَاقِيّ ونثر عَلَى الخطباء الذَّهَب ولُقّب غياث الدُّنْيَا وَالدّين وأُعطي الْأَعْلَام والكوسات وَخرج متوّجاً نَحْو الْجَبَل فلقي ملكشاه بن محمّد وَجَرت بَينهمَا حَرْب نصر فِيهَا سُلَيْمَان وَعَاد إِلَى بَغْدَاد عَلَى طَرِيق شهرزور فَخرج إِلَيْهِ عَسْكَر من الْموصل فظفروا بِهِ وحُبس إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين وَخمْس مائَة هَكَذَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي حُدُود الْخمسين ثُمَّ جَاءَ فِي سنة ستّ وَخمسين وَخمْس مائَة فَقَالَ سُلَيْمَان شاه ابْن السُّلْطَان محمّد ابْن السُّلْطَان ملكشاه السُّلْطَان السلجوقي كَانَ فَاسِقًا مدمن الْخمر أهوج أخرق قَالَ ابْن الْأَثِير شرب الْخمر فِي شهر رَمَضَان نَهَارا وَكَانَ يجمع المساخر وَلَا يلْتَفت إِلَى الْأُمَرَاء فأهمل الْأُمَرَاء والعسكر أمرّه وَلَا يحْضرُون بَابه وَكَانَ قَدْ ردّ الْأُمُور إِلَى الخْادم شرف الدّين كرد بار أحد مشائخ الخدّام السلجوقيّة وَكَانَ يرجع إِلَى دين وعقل فاتّفق أنّ السُّلْطَان شرب يَوْمًا بِظَاهِر همذان فَحَضَرَ عِنْده كردبار فكشف لَهُ بعض المساخر عَن سَوْءته فَخرج مغضباً ثمّ إنّه بعد أيّام عمد إِلَى مساخر سُلَيْمَان شاه فَقَتلهُمْ وَقَالَ إنمّا فعلت هَذَا صِيَانة لملك فَوَقَعت الوحشة ثُمَّ إنّ الْخَادِم عمل دَعْوَة وحضرها السُّلْطَان فَقبض الْخَادِم على السُّلْطَان بمعونة الْأُمَرَاء وَعلي وَزِير مَحْمُود بن عبد الْعَزِيز الجامدي فِي شوّال سنة خمس وَخمسين وَقتلُوا الْوَزير وَجَمَاعَة من خاصّة سُلَيْمَان شاه وحبسه فِي قلعة ثُمَّ بعث مَن خنقه فِي شهر ربيع الآخر سنة ستّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَقيل بل سمّه انْتهى قلت وَالظَّاهِر إنّ هَذَا هُوَ الأوّل
3 - (الصاحب فَخر الدّين ابْن الشيرجي)
سُلَيْمَان بن محمّد بن عبد الوهّاب هُوَ الرئيس الصاحب فَخر الدّين أَبُو الْفضل ابْن الشيرجي)
الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي سمع من الشَّيْخ تقيّ الدينّ الدّين ابْن الصّلاح والشرف المرسي وَلَمْ يحدّث وتعاني الْكِتَابَة وَولى نظر الدِّيوَان الْكَبِير وَكَانَ من أكَابِر الْبَلَد ورؤسائها الموصوفون بِالْكَرمِ والحشمة والسؤدد وَالْإِحْسَان لمّا استولى التتار عَلَى الْبَلَد أَعنِي دمشق أيّام قازان ألزموه بوزارتهم وَالسَّعْي فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال فَدخل فِي ذَلِكَ مكْرها وَكَانَ قَلِيل الْأَذَى فلمّا قلعهم الله تعالي مرض وَمَات سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمَشى الْأَعْيَان فِي جنَازَته إِلَى بَاب الْبَرِيد فجَاء مرسوم الْأَمِير علم الدّين أرجواش فردّهم ونهاهم عَن حُضُور الْجِنَازَة وضربوا النَّاس ولمّا وصلت الْجِنَازَة إِلَى بَاب القلعة أذن لوَلَده شرف الدّين فِي أتّباعها
3 - (ابْن الأبزلري)(15/259)
سُلَيْمَان بن محمّد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَبْزَارِيِّ تقدّم ذكره فِي سلمَان بن محمّد
3 - (الغثّ الحريري)
سُلَيْمَان بن محمّد الْفَقِير الحريري الْمَعْرُوف بالغثّ من مشاهير الْفُقَرَاء المداخلين لِلْأُمَرَاءِ صحب الشجاعي وَكَانَ لَهُ صُورَة وَفِيه مزدكة وقلّة خير وَكَانَ شَيخا مليح الشكل نوفي بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة
3 - (أَبُو مُوسَى الحامض)
سُلَيْمَان بن محمّد بن أَحْمد أَبُو مُوسَى النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالحامض كَانَ أحد الْمَذْكُورين الْعلمَاء بِنَحْوِ الكوفيّين أَخذ النَّحْو عَن ثَعْلَب وَجلسَ مَوْضِعه وَخَلفه بعد موتهز وروى عَنهُ أَبُو عمر الزَّاهِد وَأَبُو جَعْفَر الإصبهاني الْمَعْرُوف ببزرويه غُلَام نفطوية وَكَانَ دّيناً صالحاُ وَكَانَ أوحد النَّاس فِي الْبَيَان واللغة وَالشعر وَكَانَ قَدْ أَخذ عَن البصريّين وخلط النحوّين وَكَانَ حسن الوراقة فِي الضَّبْط وَكَانَ يتعصّب عَلَى البصريّين فِيمَا أَخذ عَنْهُم وإنمّا قيل لَهُ الحامض لشراسة أخلاقه وَأوصى بكتبه لأبي فاتك المقتدري بخلا بِهَا أَن تصير إِلَى أحد من أهل الْعلم وتوفيّ سنة خمس وَثَلَاث مائَة وَمن تصانيفه كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب السَّبق والنضال كتاب النَّبَات كتاب الْوَحْش كتاب فِي النَّحْو مُخْتَصر وَلَهُ غير ذَلِكَ
3 - (أَبُو السُّعُود الصَّقِيل)
سُلَيْمَان بن مَحْمُود بن أبي الْحسن بن مَحْفُوظ الْقرشِي أَبُو السُّعُود الصَّقِيل الْبَغْدَادِيّ سمع شَيْئا من الحَدِيث من أبي هَاشم عِيسَى بن أَحْمد الدوشابي وحدَّث باليسير وتوفيّ سنة ثلاثٍ)
وَعشْرين وستّ مائَة لَيْلَة عَاشُورَاء وَمن شعره من الطَّوِيل
(يَقُولُ رِجالٌ حاول الجُودَ من فَتىً ... سَجاياه فِيهِ مذ تَوَلىَّ تَوَلَتِ)
(وَمَا خَبَروا مثلي لِياماً خَبَرتُهم ... توالت تجاريبي لَهُم واستمرّتِ)
(وَقَدْ قَالَ لي قومٌ مقالةَ ناصحٍ ... وَمَا قَالَ إلاّ حُسْنَ رَأْيٍ وهمّتي)
(إِذا مَا يدٌ مدّت لتلتمس الغِنَى ... إِلَى غير من قَالَ أسألوني فَشُلَّتِ)
3 - (سُلَيْمَان بن مُسلم بن الْوَلِيد كَانَ سُلَيْمَان الْمَذْكُور ضريراً وَزعم الجاحظ أنّه من العُمي)
الشُّعَرَاء فِي كِتَابَة الَّذِي ذكر فِيهِ ذَوي العاهات وَسليمَان هَذَا أَبوهُ مُسلم صريع الغواني الْمَشْهُور وَكَانَ سُلَيْمَان كثير الْإِلْمَام ببَشّار وَالْأَخْذ مِنْهُ وَكَانَ مُتّهماً فِي دينه وَهُوَ الَّذِي يَقُول من المديد(15/260)
(إنّ فِي ذَا الجسمِ مُعْتَبَراً ... لِطَلوب الْعلم مُلتمسِهْ)
(هيكلٌ للروح يُنطِقُهُ ... عرفُه والصَوتُ من نَفَسِهْ)
(رُبَّ مَغْروسٍ يعاش بِهِ ... عَدِمتْه كفُّ مُغتَرسِهْ)
(وكذاك الدهرُ مَأتَمُه ... أقْربُ الْأَشْيَاء من عُرُسِهْ)
وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا وتُروَى لِأَخِيهِ خَارِجَة من الْبَسِيط
(تبَارك الله مَا أَسْخى بَني مَطَرٍ ... هُمُ كَمَا قِيل فِي بعضِ الأقاويلِ)
(بِيضُ المطابخِ لَا تَشكو وَلا ئدُهُمْ ... غَسلَ القٌدورِ وَلَا غسلَ المناديلِ)
3 - (أَبُو دَاوُد الجيلاني الشَّافِعِي)
سُلَيْمَان بن مظفّر بن غَانِم بن عبد الْكَرِيم أَبُو دَاوُد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل جيلان قدم بَغْدَاد شابّاً وَطلب الْعلم بعد الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة وَأقَام بالنظاميّة متفقّهاً عَلَى أحسن طَريقَة وأجمل سيرةٍ حتّى برع وَصَارَ من أحفظ أهل زَمَانه لمَذْهَب الشَّافِعِي وصنّف كتابا كَبِيرا فِي الْمَذْهَب يشْتَمل عَلَى خمس وَعشْرين مجلّدةً بخطّه وَكَانَ متديّناً عفيفاً وَعرض عَلَيْهِ الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ فأباها ثُمَّ تدريس لبَعض الْمدَارِس الشافعيّة فأبي وطُلب أَن يكون شَيخا بالرباط الناصري عِنْد تربة مَعْرُوف فأبي وَقَالَ مَا أصنع بالمشيخة وَقَدْ بَقِي الْقَلِيل فَكَانَ كَذَلِك وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة وَكَانَ يلقّب رضيّ الدّين
3 - (سُلَيْمَان بن معبد أَبُو دَاوُد السنجي الْمروزِي كَانَ محدّثاً حَافِظًا فصيحاً نحويّاً توفّي سنة)
)
ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
3 - (أَبُو سعيد الْقَيْس)
سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة الْقَيْسِي مَوْلَاهُم أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَبت ثَبت وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمس وستّين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (الْأَعْمَش)
سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش الإِمَام أَبُو محمّد الْأَسدي الْكَاهِلِي(15/261)
مَوْلَاهُم الْكُوفِي الْحَافِظ الْمُقْرِئ
أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام يُقَال إنّه وُلد بقرية من طبرستان يُقَال لَهَا أمه سنة إِحْدَى وستّين وتوفيّ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة رأى أنس بن مَالك وَهُوَ يصليّ وَلَمْ يثبت أنّه سمع مِنْهُ وَكَانَ يُمكنه السماع من جمَاعَة من الصَّحَابَة وروى عَن عبد الله ابْن أبي أوفى وَأبي وَائِل وَزيد بن وهب وَأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وخثيمة بن عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَمُجاهد وَأبي صَالح وَسَالم بن الْجَعْد وَأبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ وَالشعْبِيّ وهلال بن يسَاف وَيحيى بن وثاب وَأبي الضُّحَى وَسَعِيد بن جُبَير وَخلق كثير من كبار التَّابِعين وحدّث عَنهُ أُمَم لَا يُحصونَ قَالَ أَبُو حَفْص الفلاّس كَانَ يُسمَّى الْمُصحف من صِدقِهِ وَقَالَ القطّان وَهُوَ علاّمة الْإِسْلَام وَكَانَ صَاحب سنّة وَمَعَ جلالته فِي الْعلم وَالْفضل صَاحب ملح ومزاح سَأَلَهُ دَاوُد الحائك مَا تَقول فِي الصَّلَاة خلف الحائك قَالَ لَا بأسَ بِهَا عَلَى غير وضوء وَقيل مَا تَقول فِي شَهَادَة الحائك قَالَ تُقبَل مَعَ عَدْلَيْنِ قَالَ ابْن عُيَيْنَة سبق الْأَعْمَش أَصْحَابه بخصال كَانَ أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للْحَدِيث وَأعلم بالفرائض وَقَالَ عليّ بن سعيد النسوي سمعتُ أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَنْصُور أثبت أهل الْكُوفَة فَفِي حَدِيث الْأَعْمَش اضْطِرَاب كثير وَذكر أَبُو بكر ابْن الباغندي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله أيهّما أثبت فِي الحَدِيث مَنْصُور أَو الْأَعْمَش فَقَالَ مَنْصُور منصورا قَالَ وَكِيع سَمِعت الْأَعْمَش يَقُول لَوْلَا الشُّهْرَة لصلّيت الْفجْر ثمّ تسحّرت قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا كَانَ مَذْهَب الْأَعْمَش وَهُوَ عَلَى الَّذِي روى النَّسَائِيّ من حَدِيث عَاصِم عَن زرّ بن حُذَيْفَة قَالَ تسحّرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ هُوَ النَّهَار إلاّ أنّ الشَّمْس لَمْ تطلع قلت وَقَدْ أكد الإِمَام فَخر الدّين رحه مَذْهَب الْأَعْمَش ببحث قَالَ مِنْهُ لَو بحثنا عَن حَقِيقَة اللَّيْل فِي قَوْله تَعَالَى ثمّ أتمّوا الصّيام إِلَى اللَّيْل وجدنَا عبارَة عَن زمَان غيبَة الشَّمْس بِدَلِيل أنّ الله تَعَالَى سمّاها بعد الْمغرب لَيْلًا بعد بَقَاء الضَّوْء فِيهِ فَثَبت)
أَن يكون الْأَمر من الطّرف الأوّل وَمن النَّهَار كَذَلِك فَيكون قبل طُلُوع الشَّمْس لَيْلًا وإنْ لَمْ يُوجد النَّهَار إلاّ عِنْد طُلُوع القرص انْتهى قلت الصَّحِيح أنّ الْآيَة الْكَرِيمَة قَدْ بيّنت حُرْمَة أكل الصَّائِم فِي قَوْله تَعَالَى وُكلوا واشرْبوا حتّى يتبينَ لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود من الْفجْر فقد أبانت غَايَة الْأكل وَالشرب حتّى فَهَذَا نصّ صَرِيح فِي غَايَة مدّة أكل الصَّائِم وشربه فِي اللَّيْل وَالْأَعْمَش لَهُ نَوَادِر وغرائب روى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (ابْن مهنّا)
سُلَيْمَان بن مهنّا بن عِيسَى الْأَمِير علم الدّين أَمِير الْعَرَب قَدْ مر ذكر(15/262)
أَخِيه أَحْمد وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه مُوسَى وَذكر وَالِده مهنّا فِي حرف الْمِيم مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهُوَ شَقِيق أَخِيه أَحْمد كَانَ من الشجعان الْأَبْطَال يخشاه الْمغل والمسلمون وَيَأْكُل إقطاع صَاحب مصر وإقطاع ملك الْمغل وَلَمْ يزل لَهُ بالبلاد الفراتيّة نوّاب وشحانيّ يستخرجون لَهُ الْأَمْوَال من هيت والحديثة والأنبار وعانة وَكَانَ قَدْ توجّه مَعَ الْأَمِير شمس الدّين قراسنقر إِلَى بِلَاد التتار وَأقَام هُنَاكَ سبع عشرَة سنة وَجَاء مَعَ خربند إِلَى الرحبة وَكَانَ مَعَ الْمغل ثُمَّ جَاءَ إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة أَو مَا قبلهَا بِقَلِيل وَكَانَ إخْوَته وَأَبوهُ وعمّه فضل يرفدونه بِالذَّهَب وَغَيره ويخوّفونه من السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد بن قلاوون ويحذرونه من الْوُقُوع فِي بده وَأخذُوا يتعيّشون بِهِ عَلَى السُّلْطَان ويُمَنُّونه فلمّا فهم ذَلِكَ سُلَيْمَان ركب بِغَيْر علمهمْ وَمَا طلع خَبره إلاّ من مصر فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ هَؤُلَاءِ يَأْخُذُونَ الإقطاعات والإنعامات بسببي من السُّلْطَان وَخيَار من فيهم يسير لي مِائَتَيْنِ دِينَار فَإِذا رحت أَنا للسُّلْطَان زَالَ هَذَا كُله فَأقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان وَأمر لَهُ بإقطاع يعْمل لَهُ مبلغ أَربع مائَة ألف دِرْهَم وأنعم عَلَيْهِ بِمِائَتي ألف دِرْهَم وَلَمْ يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفيّ أَخُوهُ الْأَمِير مظفّر الدّين مُوسَى بالقعرة فُجاءةً فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَتْ تِلْكَ فِي فتْنَة الفخري والطنبغا وَهُوَ مَعَ الطنبغا عَلَى حلب فَقَالَ لَهُ أَنا أتوجّه إِلَى الفخري فجهّزه إِلَيْهِ فجَاء إِلَى الفخري وَهُوَ نازلٌ عَلَى خَان لاجين بِظَاهِر دمشق وتحيّز إِلَيْهِ وتوجّه إِلَى النَّاصِر أَحْمد بالكرك ورسم لَهُ بالإمارة عِوّضَ أَخِيه مُوسَى فاستقلّ بإمرة آال فضل إِلَى أَن توفيّ بسلميّة ظهر الِاثْنَيْنِ خَامِس عشْرين شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورسم الصَّالح بالامرة ليعث بن فضل واعتقل احْمَد بن مهنّا عَلَى مَا مّر فِي تَرْجَمته بالأحمدين وَكَانَ علم الدّين سُلَيْمَان الْمَذْكُور مفرط الْكَرم)
حكى لي الْأَمِير حسام الدّين لاجن الغتمي النَّائِب بالرحبة قَالَ كنت وَالِي البرّ بالرحبة وَكَانَ سُلَيْمَان بن مهنّا قَدْ أغار عَلَى قَفلٍ فَأَخذه فِي البرّية وَجَاء إِلَى الرحبة فجهّزتُ إِلَيْهِ رَأس غنم وأحضرت لَهُ من سنجار حمل شراب فلمّا أكل من الْكَبْش وَشرب قَلِيلا قَالَ لي يَا حسام خُذْ لَكَ هَذِهِ الفردة فأخذتها فَوَجَدتهَا ملأى قماشاً إسكندرانياً قَالَ فبعتُ مَا فِيهَا بمبلغ تسعين ألف دِرْهَم
3 - (أَبُو الرّبيع ابْن سَالم)
سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم بن حسّان الْحِمْيَرِي الكلَاعِي الأندلسي البالنسي الْحَافِظ الْكَبِير ولد فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي(15/263)
سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة كَانَ بقيّة أَعْلَام الحَدِيث ببلنسيّة عني أنمّ عناية بالتقييد وَالرِّوَايَة وَكَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الحَدِيث بَصيرًا بِهِ حَافِظًا حافلاً عارفاًبالجرح والتعديد ذكرا للمواليد والوفيات يتقدّم أهل زَمَانه فِي ذَلِكَ وَفِي حفظ أَسمَاء الرِّجَال خُصُوصا من تأخّر من زَمَانه وعاصره وَكتب الْكثير وَكَانَ الخطّ الَّذِي يَكْتُبهُ لَا نَظِير لَهُ فِي الإتقان والضبط مَعَ الاستبحار فِي الْأَدَب والإشتهار بالبلاغة فَردا فِي إنْشَاء الرسائل مجيداً فِي النّظم وَكَانَ هُوَ الْمُتَكَلّم عَن الْمُلُوك فِي مجَالِسهمْ والمبين عَنْهُم لما يريدونه فِي المحافل عَلَى الْمِنْبَر ولي خطابة بلنسيّة وَلَهُ تصانيف مفيدة فِي عدّة فنون ألف الِاكْتِفَاء فِي مغازي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالثَّلَاثَة الْخُلَفَاء فِي أَربع مجلّدات وَلَهُ كتاب حافل فِي معرفَة الصاحابة وَالتَّابِعِينَ لَمْ يكمله وَكتاب مِصْبَاح الظُّلم يشبه الشهَاب وَكتاب فِي أَخْبَار البُخَارِيّ وَسيرَته وَكتاب الْأَرْبَعين سوى مَا صنّف فِي الحَدِيث وَالْأَدب والخطب وَمن شعره من الْكَامِل
(أشجاه مَا فعل العِذارُ بخدِّه ... قلبِي شجا وهواي فِيهِ هيّجا)
(مَا رابه وَالْحسن يمزج وَردَه ... آساً ويخلط بالشقيق بَنَفْسَجا)
(وَلَقَد علمتُ بأنَّ قَلْبي صائرٌ ... كُرؤَةً لصدغيه غَداةَ تَصَوْلجا)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(ولمّا تَحَلَّى خَدُّه بِعِذارِه ... تسلّوا وَقَالُوا ذَنبُه غيرُ مغفورِ)
(وَهل تنكر العينُ اللجينَ مُنَيَّلاً ... أَو الْمسك مذروراً عَلَى صحن كافورِ)
(وحسبيَ مِنْهُ لَو تَغَيَّرَ خَدُّه ... تَمايُلُ غُصْنٍ والتفاتهُ بعفورِ)
)
وَمِنْه من المنسرح
(قَالُوا اكتَسَتْ بالعِذارِ وجنتُه ... هَل فِي الَّذِي قلتموه من باسِ)
(أكْلَفُ بالوَرْد وهْو منفردٌ ... فَكيف أسلوا إِذْ شِيبَ بالآسِ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(قَالُوا التحي واشتكي عَيْنَيْهِ قلت لَهُم ... نعم صَدقْتُمْ وَهل فِي ذَاكَ من عارِ)
(بنفسجٌ عِيضَ من وردٍ ونرجسةٍ ... تَحَوَّلتْ وردةً زينت باشفارِ)
(مَا مرّ من حسنه شَيْء بِلَا عوضٍ ... حسنٌ بحسنِ وأزهلرٌ بأزهارِ)
وَمِنْه من الوافر
(رياضٌ كالعروسِ إِذا تَجَلَّتْ ... وقَلَّ لَهَا مُشَابَهَةُ العَروسِ)
(فَمن زَهرٍ ضَحوكِ السنّ طَلْقٍ ... بجهمٍ مِنْ سَحائِبه عبوسِ)
(وقضبٍ تحْسبُ الْأَرْوَاح سقَّتْ ... معاطفها سلافةَ خندريسِ)(15/264)
(ونهرٍ مثل هنديَّ صقيلٍ ... تجرَّدَ فَوْقَ مَوْشيّ نفيسِ)
(تَوَلّت نَسْجَه السَحْبُ الغوادي ... وحالَتْ وَشْيَه أَيدي الشُموسِ)
وَمِنْه وَهُوَ جناس من الوافر
(بنفسي من أخِلاّئي خليلٌ ... سريٌ لَا يرى كالحَمْدِ مَالا)
(مَتى يَعدمْ مُملأة اللَّيَالِي ... عَلَى مَا يَبْتَغِي منهنّ مَالا)
(وَأكْثر مَا يكون إِلَيْك ميلًا ... إِذَا الزَّمن المساعد عَنْك مَالا)
(نَعَمْ وَقْفٌ عَلَيْكَ لسائِليه ... كأنء لَمْ يدرِ فِي الْأَلْفَاظ مَالا)
وَمِنْه مَا كتب عَلَى مشط فِضّو من المجتثّ
(تهوى محليّ النجومُ ... يَا بُعد مَا قَدْ ترومُ)
(كم لمّةٍ لكعابٍ ... بِهَا النفوسُ تهيمُ)
(سرَيْتُ فِيهَا شِهاباً ... حَواه ليلٌ بهيمُ)
(مَا صاغني من لُجَيْنٍ ... إِلَّا ظريفٌ كريمُ)
(مُشْطُ الحِسان بعَظْم ... ظُلْمٌ لعمري عظيمُ)
قَالَ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم كتبتُ إِلَيْهِ معمّياً بأسماء الطير من المجتثّ)
(إنْ شئتَ يَا دهرُ حارِبْ ... أَو شئتَ يَا دهرُ سالِمْ)
(فصارمي ومَجِنّي ... أَبُو الرّبيع ابْن سالمْ)
فراجعني بعد أنْ فكّها وَقَالَ من المحتثّ
(نعم فجاوب وسالمْ ... وصِلْ مُعلاناً وصارمْ)
(أَنا المِجَنُّ الَّذِي لَا ... تحيكُ فِيهِ الصوارمْ)
(أَنا الحُسام الَّذِي لَا ... يزالُ للضَيْم حاسمْ)
(فاحَكمْ بِمَا شئتَ إنّي ... بعضد صحبيَ حاكمْ)
قلت شعر جيّد وسَاق لَهُ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم شعرًا كثيرا
3 - (أَبُو أيّوب الْأَشْدَق)
سُلَيْمَان بن مُوسَى أَبُو الرّبيع وَيُقَال أَبُو أيّوب الْأَشْدَق مولى أبي سُفْيَان ابْن حَرْب روى عَن أبي أُمَامَة وَعَطَاء وَمَكْحُول وَنَافِع وَالزهْرِيّ وَغَيرهم(15/265)
وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَابْن جريج وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيرهم وروى لَهُ الْأَرْبَعَة قَالَ ابْن اهيعة مَا لقِيت مثله وَقَالَ النَّسَائِيّ هُوَ أحد الْفُقَهَاء وَلَيْسَ بالقويّ فِي الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ عِنْده مَنَاكِير وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا أعلم أحدا من أَصْحَاب مَكْحُول أفقه مِنْهُ وَلَا أثبت
توفيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَة وَقيل سنة خمس عشرَة
3 - (تَقِيّ الدّين السمهودي)
سُلَيْمَان بن مُوسَى بن بهْرَام تَقِيّ الدّين السمهودي ابْن الإِمَام قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَقِيها فَاضلا عَالما نحويّاً مقرئاً شَاعِرًا عروضياً وَكَانَ من الصَّالِحين اجْتمعت بِهِ وَلَا يعرف لَهُ شَيخا وَكَانَ جيّد الْحِفْظ حسن الْفَهم يعرف القرآات والنحو وَالْفِقْه والفرائض ويحفظ من الْأُصُول مسَائِل بأدلّتها وصنّف فِي الْعرُوض أرجوزةَ وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتقشّف ولد بسمهود سنة ثَمَان وَخمسين وستّ مائَة وتوفيّ بِهَا سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(لمِا فِي كَلَام الْعَرَب تسعةُ أوجهٍ ... تعجّبْ وصِفْ منكورةً وانْفِ واشْرُطِ)
(وصِلْها وزد واستُعمِلتْ مصدريّةً ... وَجَاءَت للاستفهام والكفّ فاضبطِ)
قلت قَدْ جمع ذَلِكَ بعض الأفاضل فِي بَيت فَقَالَ من الطَّوِيل)
(تعجّب بِمَا اشرِطْ زد صل انكره واصفاً ... وتستفهم انف المصدريّة وأكفُفا)
وَمن شعر تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الوافر
(أَضَاء النورُ وانقشع الظلامُ ... بمولد من لَهُ الشرفُ التمامُ)
(ربيعٌ فِي الشُّهُور لَهُ فّخارٌ ... عَظِيم لَا يُحَدُّ وَلَا يُرامُ)
(بِهِ كَانَتْ ولادَة من تسامت ... بِهِ الدُّنْيَا وطاب بِهَا المقامُ)
(نبيٌّ كَانَ قبل الْخلق طرّاً ... تَقَدَّمَ سَابِقًا وَهُوَ الخِتامُ)
3 - (سُلَيْمَان بن نجاح أبي الْقَاسِم مولى المؤيّد بِاللَّه ابْن الْمُسْتَنْصر الْأمَوِي أَمِير الْمُؤمنِينَ)
بالأندلس أَبُو دَاوُد الْمُقْرِئ قَرَأَ القرآات عَلَى أبي عَمْرو الداني وَأكْثر عَنهُ وَهُوَ أثبت النَّاس فِيهِ وروى عَن ابْن عبد البرّ وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَغَيرهم وتوفيّ سنة ستّ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة
3 - (الغمري)
سُلَيْمَان بن نجاح بن عبد الله أَبُو الرّبيع القوصي الغمري ولد بقوص سنة ستّن وَخمْس مائَة وتوفيّ بِدِمَشْق سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره(15/266)
من الْبَسِيط
(أَرَاك منقبضاً عنّي بِلَا سَبَبٍ ... وكنتَ بالْأَمْس يَا مولَايَ منبسِطا)
(وَمَا تعمّدتُ ذَنبا أستحقّ بِهِ ... هَذَا الصدودَ لعلّ الذَّنب كَانَ خطا)
وَإِن تكنْ غلطةً منّي عَلَى غررٍ قُلْ لي لعليّ أَن أسْتَدْرِكَ الغلطا
3 - (صدر الدّين الدَّارَانِي)
سُلَيْمَان بن هِلَال بن شبْل بن فلاح الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفْتِي الْقدْوَة الزَّاهِد العابد القَاضِي الخطيبُ صدر الدّين أَبُو الْفضل الْقرشِي الْجَعْفَرِي الحوراني الشَّافِعِي صَاحب النَّوَوِيّ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بقرية بشرّي من السوَاد وتوفيّ سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة قدم دمشق مراهقاً وَحفظ الْقُرْآن بمدرسة أبي عمر عَلَى الشَّيْخ نصر بن عبيد وَرجع إِلَى الْبِلَاد ثُمَّ قدم بعد سبع سِنِين وتفقّه بالشيخ تَاج الدّين وبالشيخ محيي الدّين وأتقن الْفِقْه وَأعَاد بالناصريّة وناب فِي الْقَضَاء لِابْنِ صصري مدّةً وَلَمْ يغيّر ثَوْبه القطني وَلَا عماّمته الصَّغِيرَة وتُحكى عَنهُ حكاياتُ فِي رفقه بالخصوم يُقَال إنّه كَانَ إِذا علم أنّ الْغَرِيم ضَعِيف يعجز عَن أُجْرَة رَسُول القَاضِي قَامَ مَعَ الْغَرِيم وَمَشى إِلَى بَيت الْغَرِيم أَو حانوته وَكَانَ خيّراً متواضعاً لِأَنَّهُ)
3 - (أَبُو أيّوب الْأمَوِي)
سُلَيْمَان بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو أيّاب وَيُقَال أَبُو الْغمر الْأمَوِي وأمّه أمّ حَكِيم بنت يحيى بن أبي الْعَاصِ سَأَلَ عَطاء وَالزهْرِيّ وَقَتَادَة وَلَهُ شعر وَكَانَ قَدْ سجنه الْوَلِيد بعد موت أَبِيه بعمان فلمّا قُتل الْوَلِيد خرج من السجْن وَلحق بِيَزِيد من الْوَلِيد فولاّه بعض حروبه إِلَى أَن كَسره مَرْوَان بن محمّد بِعَين الجرّ فهرب إِلَى تدمر ثُمَّ استأمن مَرْوَان بن محمّد ثُمَّ خلعه وَاجْتمعَ إِلَيْهِ نَحْو سبعين ألفا وطمع فِي الْخلَافَة فَبعث إِلَيْهِ مَرْوَان عسكراً فهُزم سُلَيْمَان وَمضى إِلَى حمص فتحصّن بِهَا فتوجّه إِلَيْهِ مَرْوَان فهرب وَلحق بِالضحاكِ بن قيس الْخَارِجِي وَبَايَعَهُ فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء من الطَّوِيل
(ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أظْهَرَ دِينَه ... وَصَلَّتْ قريشٌ خَلْفَ بكر بن وائلِ)
ثُمَّ إنّ المسوّدة ظَفرت بِهِ قَتَلُوهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَهُوَ الْقَائِل لأخته عَائِشَة(15/267)
بنت هِشَام وَقَدْ حضرت حَرْب الضَّحَّاك بن قيس الشاري من الطَّوِيل
(أعائشَ لَو أبصرْتِنا لَتَوَفَّرَتْ ... دموعُكِ لمّا جدفّ أهل البصائرِ)
(عَشيَّةَ رُحْنا والواء كأنَّه ... إِذا زَعْزَعَتْه الريحُ أشلاءُ طائرِ)
3 - (الْوَزير)
سُلَيْمَان بن وهب سعيد بن عَمْرو بن حُصَيْن بن قيس بن فناك كَانَ فناك كَاتبا ليزِيد بن أبي سُفْيَان لمّا ولي الشَّام ثمّ لمعاوية بعده وَوَصله مُعَاوِيَة بولده يزِيد وَفِي أيّامه مَاتَ واستكتب يزِيد ابْنه قيسا وَكتب قيس لمروان بن الحكم ثمّ لعبد الْملك ثُمَّ لهشام وَفِي أيّامه مَاتَ
واستكتب هِشَام ابْنه الحصي وَكتب لمروان بن محمّد آخر مُلُوك بني أميّة ثمّ صَار إِلَى يزِيد بن عمر ابْن هُبَيْرَة ولمّا خرج يزِيد إِلَى الْمَنْصُور أَخذ لحصين أَمَانًا فخدم الْمَنْصُور وَالْمهْدِي وتوفيّ فِي أيّامه فاستكتب الْمهْدي ابْنه عمرا ثُمَّ كتب لخال بن برمك ثمّ توفيّ وخلَّف سعيداً)
فَمَا زَالَ فِي خدمَة البرامكة وتحوّل وَلَده وهب إِلَى جَعْفَر ابْن يحيى ثمّ صَار بعده فِي جملَة كتاب الْفضل بن سهل ثمّ اسْتَكْتَبَهُ أَخُوهُ الْحسن بن سهل بعده وقلّده كرمان وَفَارِس فَأصْلح حالهَما ثمّ وجّه بِهِ إِلَى الْمَأْمُون برسالة من فَم الصُّلْح فغرق فِي طَرِيقه وَكتب سُلَيْمَان لِلْمَأْمُونِ وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة ثُمَّ لإيتاخ ثُمَّ لايتامش ثُمَّ ولي الوزارة للمعتمد وَلَهُ ديوَان رسائل وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ الْحسن المقدّم ذكره من أَعْيَان الرؤساء وَأَبْنَاء الزَّمَان ومدحهما خلق كثير من الشُّعَرَاء وَفِيه يَقُول أَبُو تمّام الطَّائِي من الْخَفِيف
(كلُّ شِعبٍ كُنْتُم بِهِ آلَ وهبٍ ... فهْو شِعْبي وشِعْب كلّ أديبٍ)
إِن قلبِي لكم لكا لكبد الحرى وقلبي لغيركم كالقلوبِ وَفِيه بقول البخْترِي من الْبَسِيط
(كأنّ آراءه والحزم يتبعهَا ... تُريه كلَّ خفيّ وهْو إعلانُ)
(مَا عابَ عَنْ عَيْنه فالقلبُ يكلؤه ... وإنْ تَتَمْ عينُه فالقلبُ يَقْظانُ)
وحُكي أنّه بلغ سُلَيْمَان أنّ الواثق نظر إِلَى أَحْمد بن الخصيب الْكَاتِب فأنشده من الطَّوِيل فَقَالَ إنّا لله أَحْمد بن الخصيب أمّ عَمْرو وأمّا الْأُخْرَى فَأَنا فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك فَإِنَّهُ نكبهما بعد أيّام ولمّا تولىّ سُلَيْمَان الوزارة وَقيل لمّا تولاّها ابْنه كتب إِلَيْهِ عبد الله بن(15/268)
عبيد الله بن طَاهِر من الطَّوِيل
(أَبى دَهْرُنا إسعافَنا فِي نفوسنا ... وأسعَفَنا فيمَنْ نُجِلُّ ونُكرمُ)
(فَقُلْنَا لَهُ نعماكَ فيهم أتمَّها ... ودَعْ أمرنَا إنَّ المهِمَّ المقدَّمُ)
(من النَّاس إنسانانِ دَيني عَلَيْهِمَا ... مليّان لَو شَاءَ لقد قضياني)
(خليليَّ أمّا أمّ عَمْرو فإنهّا ... وإمّا عَن الْأُخْرَى فَلَا تسلاني)
وتوفيّ سُلَيْمَان مَقْبُوضا عَلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
وَقَالَ الطَّبَرِيّ توفيّ فِي حبس الموفّق طَلْحَة وَكَانَ سُلَيْمَان بن وهب وَهُوَ حَدَثُ بتعشّق إِبْرَاهِيم بن سوار بن مَيْمُون وَكَانَ أحسن النَّاس وَجها وَكَانَ إِبْرَاهِيم يتعشّق مُغَنّيةً يُقَال لَهَا رخاص فَاجْتمعُوا يَوْمًا فَسَكِرَ إِبْرَاهِيم ونام فرأت سليمانَ يقبّل إبراهيمَ فلمّا انتبه لامته وَقَالَت كَيْفَ أصفو لَكَ وَقَدْ رَأَيْت دَلِيل تبدُّل فِيك فَهجر سليمانَ فَكتب سُلَيْمَان إِلَيْهِ من المجتثّ)
(قل للَّذي لَيْسَ لي مِنْ ... جَوَى هَوَاهُ خلاصُ)
(وَسَرَّ ذاكَ أُناساً ... لَهُم علينا اختِراصُ)
(ووازَرَتْهم وُشاةٌ ... عَلَى عَذابٍ جراصُ)
(فهاكَ فاقَتَصَّ منّي ... إنّ الجروحَ قِصاصُ)
قَالَ سُلَيْمَان بن وهب كنت قَدْ نشأت بالحضرة وتصرّفت فِي خدمَة الْخُلَفَاء فلمّا تقلّدت مصرَ صرت إِلَيْهَا وواليها محمّد بن خَالِد الصريفيني وَكَانَ فِي غَايَة العفاف والنزاهة فقبضت عَلَيْهِ لمّا وصلن إِلَى مصر وحبسته وقيّدته وَكَانَ بَلغنِي أنّ عِنْده ستّين بغلاً من بغال مصر المنتخبة فطالبته بإهدائها إليّ فَلم يعْتَرف لي بهَا وَكَانَ أَكثر أهل مصر يميلون إِلَيْهِ لحسن سيرته فاجتهدت فِي الْكَشْف عَلَيْهِ والتتبّع فَلم أَقف عَلَى خِيَانَة وَلَا ارتفاق فَأَقَامَ فِي حبسي مدّةً ثُمَّ إنّ أَخَاهُ أَحْمد بن خَالِد الصريفيني أصلح حَاله فِي الحضرة وَكَانَ مُتَمَكنًا مِنْهَا وَأخذ الْعَمَل لِأَخِيهِ محمّد كَمَا كَانَ وأنفذ الْكتب إِلَيْهِ وَسبق بِهَا كلّ خبر وَبعث محمّد الصريفيني إليّ عِنْد ذَلِكَ يَقُول يَا هَذَا قَدْ طَال حبسي وكشفت عليَّ فَلم تَجِد لي خِيَانَة وأشتهي أَن تحضرني مجلسك وَتسمع حجّتي وتزيل السفراء بيني وَبَيْنك عَلَى أَن نتّفق عَلَى مصادرة فطمعت بِهِ وقدّرت فِي نَفسِي الْإِيقَاع بِهِ فَأمرت بإحضاره فلمّا دخل رَأَيْت من كَثْرَة شَعره ووسخه وتأذّيه بالجبّة الصُّوف والقيد مَا غمّني فأجلسته بحضرتي وَقلت اذكر مَا تُرِيدُ فَقَالَ خلْوَة فصرَفت النَّاس فَأخْرج إليّ كتاب بِالصرْفِ وَقَالَ هَذَا كتاب بعض إخوانك فاقرأه فلمّا قرأته وددت أنّ أمّي لَمْ تلدني وَعرفت من فرقي إِلَى قدمي وأظلمت الدُّنْيَا فِي عَيْني(15/269)
وَلَمْ أشكّ فِي لبس الجبّة الصُّوف والقيد والمصر إِلَى تِلْكَ الْحَال فلمّا قَرَأت الْكتاب قُمْت إِلَيْهِ وَجَلَست مَعَه فَقَالَ لَا تشغل قَلْبك وابعثْ من يَأْخُذ مَا فِي رجْلي فَفعلت وأحضرت المزيّن فَأخذ من شعره وَدخل الحمّام وَخرج فَقَالَ هَات طَعَامك فتغدّينا جَمِيعًا وَأَنا أنظر إِلَيْهِ وَهُوَ لَا يكلّمني بِحرف فِي الْعَمَل ثُمَّ قَالَ أنأذن لي فِي الِانْصِرَاف فَقلت يَا سيّدي هَذِهِ الدَّار وَمَا فِيهَا بِأَمْرك فَقَالَ لَا وَلَكِن أنصرف السَّاعَة فَأَسْتَرِيح وأغدوا إِلَيْك وَمضى فختم عَلَى الدِّيوَان وَعَلَى مَا فِيهِ وسيرّ إِلَيّ فأحضرّهم ووكّل بهم وَقَالَ لي لَيْسَ بك حَاجَة إِلَى أَن تذكر شَيْئا من أَمر الْبَلَد فإنّي أحفظه وأعرفه وَقَدْ صَار إِلَيْك من الْبَلَد كَذَا وَكَذَا فأحضر الجهابذة وَأمرهمْ بِتَسْلِيم ذَلِكَ إليّ وأحضر لي البغالا الَّتِي كنت طلبتها مِنْهُ وَأَنا لَا أفتح الدِّيوَان وَلَا أنظر فِي شَيْء من حَاله)
وَأَنت فِي مصر فانصرفْ فِي حفظ الله وكلاءته ثُمَّ إنّه خرج معي مشيّعاً فَخرجت وَأَنا من أشكر النَّاس وأشدّهم حَيَاء مِنْهُ لِما عاملته بِهِ ولِما عاملني بِهِ
3 - (الْمدنِي)
سُلَيْمَان بن يسَار أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمدنِي وَيُقَال أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو أيّوب أَخُو عَطاء وَعبد الله مولى مَيْمُونَة زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَن زيد بن ثَابت وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وَعَائِشَة وأمّ سَلمَة ومَيْمُونَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَعَمْرو بن دِينَار وَقَتَادَة وَنَافِع وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَمَيْمُون بن مهْرَان وَغَيرهم توفيّ سنة سبع وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَتِسْعين وَقيل سنة مائَة وَقيل غير ذَلِكَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا مُجْتَهدا رفيع الذّكر قَالَ الْحسن بن محمّد بن الحنفيّة سُلَيْمَان عندنَا أفهم من سعيد بن المسيّب وَقَالَ مُصعب بن عُثْمَان كَانَ سُلَيْمَان بن يسَار من أحسن النَّاس
فَدخلت عَلَيْهِ امْرَأَة فراودته فَامْتنعَ فَقَالَت إِذا أفْضحُك فَتَركهَا فِي منزله وهرب فَحكى أنّه رأى فِي النّوم يُوسُف الصدّيق يَقُول أَنا يُوسُف الَّذِي هممتُ وَأَنت سُلَيْمَان الَّذِي لَمْ يهمّ وَعَن أبي الزنَّاد أنّ سُلَيْمَان كَانَ يَصُوم الدَّهْر
3 - (ابْن يزِيد بن عبد الْملك)
سُلَيْمَان بن يزِيد بن عبد الْملك كَانَ فِي جملَة من خرج عَلَى أَخِيه الْوَلِيد قتلته المسوّدة بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 - (فلك الدّين)
سُلَيْمَان بن أَخُو الْعَادِل لأمه لقبه فلك الدّين نوفيّ(15/270)
سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة رَحمَه الله تعاى ودُفن بداره بِدِمَشْق وَهِي الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بالفلكية بحارة الافتريس دَاخل بَاب الفراديس ووقّف عَلَيْهَا قَرْيَة الجمّان
3 - (الشريف الكحّال)
سُلَيْمَان بن قَالَ ابْن أبي أصيبعة هُوَ السيّد برهَان الدّين أَبُو الْفضل أَصله من مصر وانتقل إِلَى الشَّام شريفُ الأعراق لطيف الْأَخْلَاق حُلْو الشَّمَائِل مَجْمُوع الْفَضَائِل كَانَ عَالما بصناعة الْكحل وافر الْمعرفَة وَالْفضل متقناً للعلوم الأدبيّة بارعاً فِي فنون العربيّة متميّزاً فِي النّظم والنشر مُتَقَدما فِي علم الشّعْر وخدّم بالكحل السُّلْطَان النَّاصِر صَلَاح الدّين)
النَّاصِر يُوسُف بن أيّوب وَكَانَ لَهُ مِنْهُ الجامكّية السنيّة والمنزلة العليّة والإنعام العامّ
والفضّل التامّ وَلَمْ يزل مستمرّاً فِي خدمته متقدّماً فِي دولته إِلَى أَن توفيّ رَحمَه الله تَعَالَى
وللقاضي الْفَاضِل فِيهِ عَلَى سَبِيل المجون من الْكَامِل
(رَجُلٌ تَوَكَّلَ لي وكحّلني ... ففُجعتُ فِي عَيْني وَفِي عَيْني)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْكَامِل
(عادي بني العّباس حتّى إنّه ... سَلَبَ السوادَ من العيونِ بِكُحْلِهِ)
وَكَانَ أَبُو فضل الكحّال قَدْ أهْدى إِلَى شرف الدّين ابْن عنين وَهُوَ بالديار المصريّة خروفاً فَوَجَدَهُ هزيلاً فَكتب ابْن عنين إِلَيْهِ من الطَّوِيل
(أَبُو الْفضل وَابْن الْفضل أَنْت وأهلُه ... وعيرُ بديع أَن يكون لَكَ الفضلُ)
(أتَتْني أياديك الَّتِي لَا أعدّها ... بطرفة مَا وافيّ لَهَا قبلهَا مثلُ)
(أَتَانِي خَروفٌ مَا شَككت بأنّه ... حليفُ هوى قَدْ شفّه الهجر والعذرُ)
(إِذا قَامَ فِي شمس الظهيرة خِلتُه ... خيالاً سرى فِي ظُلْمةٍ مَا لَهُ ظِلُّ)
(فناشدتُه مَا تشْتَهي قَالَ قتّة ... وقاسمته مَا شفّه قَالَ لي الأكلُ)
(فأحضرتها خضراء مجّاجة الثرى ... مسلّمةً مَا حصّ أوراقها النفلُ)
(فظلّ يراعيها بعينٍ ضعيفةٍ ... وينشدها والدمع فِي الْعين مُنهَلُّ)
(أَتَت وحياض الْمَوْت بيني وَبَينهَا ... وجادتْ بوصلٍ حِين لَا ينفع الْوَصْل)
3 - (الصَّحَابِيّ)
سُلَيْمَان رجل من الصَّحَابَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد عُرْوَة بن رُوَيْم عَن شيخ من جرش عَنهُ أنّه سمع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إنّكم سَتَجِدُونَ أجناداً وَتَكون لكم(15/271)
ذمّة وخراج وَذكره أَبُو زرْعَة فِي مُسْند الشاميّين وَذكره أَبُو حَاتِم فِي كتاب الوحدان وَكِلَاهُمَا قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان صَاحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
3 - (صَاحب المصلىّ)
سُلَيْمَان صَاحب المصلىّ كَانَ من أَوْلَاد الْمُلُوك بخراسان صحب أَبَا مُسلم الخرساني فاستخصّه أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور فلمّا جرت قصّة عبد الله بن عليّ فرق أَبُو جَعْفَر خَزَائِن عبد الله عَلَى سُلَيْمَان وَغَيره من القوّاد وَأخذ كلّ وَاحِد شَيْئا جَلِيلًا فَاخْتَارَ سُلَيْمَان حَصِيرا للصَّلَاة)
من عمل مصر ذُكر أنّه كَانَ فِي خَزَائِن بني أميّة وأنهّم ذكرُوا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ لَهُ الْمَنْصُور إنّ هَذَا لَا يصلح أَن يكون إلاّ للخلفاء فِي خزائنهم فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَدْ حكَمتَ كلّ أحد فِي الخزائن فَأخذ كلّ أحد مَا أَرَادَ وَمَا مقصودي إِلَّا الْبركَة فَقَالَ خُذْهُ عَلَى شَرط وَهُوَ أَن تحمله فِي الأعياد وَالْجمع فتفرشه حتّى أصليّ عَلَيْهِ فَقَالَ نعم وَبَقِي عِنْده وَعند ذرّيته يتوارثونها
3 - (سُلَيْمَان الْمُصَاب)
مَجْنُون مخنّث مدنِي كَانَ يلْعَب مَعَ الصّبيان ويستقي لأمّه المَاء بالجرّة فَإِذا ملأها وَجعلهَا عَلَى رَأسه قَالَ لَيْت شعري أيّ شَيْء فِيك يَا جرّة ثُمَّ يُرسلها فَإِذا انْكَسَرت وَجرى المَاء وَحقّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبلغ الرشيد أنّه يغنّي أصواتاً لَا يُلحق فِيهَا فَبعث إِسْمَاعِيل بن جانع إِلَى الْمَدِينَة حتّى أَخذهَا مِنْهُ بالحيلة والخديعة وَمن أصواته من الطَّوِيل
(أَلا حيِّ قبل الْبَين من أَنْت وامقُهْ ... وَمن أَنْت مشتاق إِلَيْهِ وشائقهْ)
(وَمن لَا تداني دَاره غير فينةٍ ... وَمن أَنْت تبْكي كلّ يَوْم تعارِقُهْ)
وَمِنْهَا من الطَّوِيل
(أيا جَبَليَ نُعمانَ بِاللَّه خَلِّيا ... نسيم الصِّبَا تخلص إِلَيّ نسيمها)
(فإنّ الصِّبَا ريحٌ إِذا مَا تنشّقت ... عَلَى نفسِ محزونٍ تجلّتْ همومُها)
(الألقاب)
أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد(15/272)
السُّلَيْمَانِي الشَّاعِر عليّ بن عُثْمَان
(سماك)
3 - (الْكُوفِي)
سِماك بن جرب بن أَوْس بن خَالِد الذهلي الْبكْرِيّ الْكُوفِي أحد أئمّة الحَدِيث وَهُوَ أَخُو محمّد وَإِبْرَاهِيم روى عَن جَابر بن سَمُرَة والنعمان بن بشير وَأنس بن مَالك وَرَأى الْمُغيرَة بن شُعْبَة وروى عَن سعيد بن جُبَير وَمصْعَب ابْن سعد وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وثعلبة اللَّيْثِيّ وَلَهُ صُحْبَة وعبدِ الله بن عميرَة وعلقمة بن وَائِل ذكر أنّه أدْرك ثَمَانِينَ من الصَّحَابَة قَالَ كَانَ قَدْ ذهب بَصرِي فدعوت الله تَعَالَى فردّه عليّ قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة سمعته يَقُول رَأَيْت إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي النّوم فَقلت ذهب بَصرِي فَقَالَ انْزِلْ فِي الْفُرَات فاغمس رَأسك وَافْتَحْ عَيْنك فِيهِ فإنّ الله يردّ بَصرك فَفعلت ذَاكَ فَأَبْصَرت قَالَ الْعجلِيّ جَائِز الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة أسْند أَحَادِيث لَمْ يسندها غَيره وَقَالَ ابْن خرَاش فِي حَدِيثه لين وَقَالَ لَهُ ابْن الْمُبَارك ضَعِيف الحَدِيث وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة
وروى لَهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ
3 - (الهالكي الْكُوفِي)
سماك بن مخرمَة بن حمين الْأَسدي الهالكي الْكُوفِي قَالَ ابْن عَسَاكِر يُقَال إنّ لَهُ صُحْبَة وَقَدْ عَلَى عمر بن الخطّاب ودعا لَهُ وَكَانَ من وُجُوه أهل الْعرَاق وَإِلَيْهِ تًنسَب السيوف الهالكيّة وَإِلَيْهِ ينْسب مَسْجِد سماك بِالْكُوفَةِ وَهُوَ خَال سماك بن حَرْب وَقدم عَلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ لَهُ أَيهَا يَا سميّك بُنيّ مخرمَة فَقَالَ مهلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بل سماك بن مخرمَة وَالله مَا أَحْبَبْنَاك مُنْذُ أبغضناك وَلَا أبغضنا عليّاً مُنْذُ أحببناه وإنّ السيوف الَّتِي ضربناك بِهَا لَعلى عواتقنا وإنّ الْقُلُوب الَّتِي قَاتَلْنَاك بِهَا لبين جوانحنا وَذكر سيف بن عمر عَن محمّد وَطَلْحَة والمهلّب وَعمر وَسَعِيد قَالُوا قدم سماك بن مخرمَة وَسماك بن عبيد وَسماك بن خَرشَة فِي وُفُود من وُفُود أهل الْكُوفَة بالأخماس من همذان عَلَى عمر فنسبهم فانتسب لَهُ سماك وَسماك وَسماك فَقَالَ بَارك الله فِيكُم اللهمّ أسمُكْ بهم الْإِسْلَام وأيِّد بهم الْإِسْلَام قَالَ يحيى بن معِين مَاتَ بالرقّة
3 - (الصَّحَابِيّ سماك بن سعد)
سماك بن سعد بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ أَخُو بشير بن سعد وعمّ النُّعْمَان بن بشير شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه بشير بن سعد وَشهد سماك أُحداً وَمن وَلَده بشير ابْن ثَابت الَّذِي يروي عَنهُ شيعته)
3 - (الصَّحَابِيّ سماك بن ثَابت)
سماك بن ثَابت الْأنْصَارِيّ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج هُوَ(15/273)
مَذْكُور فِي الصَّحَابَة
3 - (أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ)
سماك بن خَرشَة وَيُقَال سماك بن أَوْس بن خَرشَة بن لوذان ابْن عبد ودّ ابْن ثَعْلَبَة بن الْخَزْرَج بن سَاعِدَة بن كَعْب بن الْخَزْرَج الْأَكْبَر أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ هُوَ مَشْهُور بكنيته
شهد بَدْرًا وَكَانَ أحد الشجعان وَلَهُ مقامات محمودة فِي مغاوي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ من كبار الْأَنْصَار اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة روى حمّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ رمى أَبُو دُجَانَة بِنَفسِهِ فِي الحديقة يَوْمئِذٍ فَانْكَسَرت رجله فقاتل حتّى قتل وَقَدْ قيل أنّه عَاشَ حتّى قتل مَعَ عليّ بصفّين قَالَ ابْن عبد البرّ حَدِيثه فِي الْحِرْز الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ضَعِيف وافع عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أُحد هُوَ وَمصْعَب بن عُمَيْر فكثرت فِيهِ الْجراحَة وَقتل مُصعب يَوْمئِذٍ وَأَبُو دُجَانَة ممّن اشْترك فِي قتل مُسَيْلمَة مَعَ عبد الله بن زيد بن عَاصِم ووحشّي بن حَرْب وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين عتبَة بن غَزوَان
وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة أَبُو دُجَانَة هُوَ الَّذِي قَاتل بِسيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أُحد
(الألقاب)
ابْن السماك الْوَاعِظ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد وَالْآخر الْقَدِيم اسْمه محمّد بن صبيح سم سَاعَة الطَّبِيب إِسْحَاق بن عمرَان ابْن سمجون الْفَقِيه قَاضِي غرناطة اسْمه عبد الله بن عليّ وَابْن سمجون الطَّبِيب اسْمه
(سمراء بنت نهيك الأَسدِية)
أدْركْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت عمرّ بالأسواق تَأمر بِالْمَعْرُوفِ وتنهى عَن الْمُنكر وتضرب النَّاس عَلَى ذَلِكَ بِسَوْط كَانَ مَعهَا روى عَنْهَا أَبُو بلج جَارِيَة بن بلج
(الألقاب)
السمسار اسْمه محمّد بن عبد الْوَاحِد السمسا يحيى بن هَاشم(15/274)
ابْن السمساني الْكَاتِب اسْمه محمّد بن عليّ السمساني المزوّق هبة الله بن محمّد السمساني الْكَاتِب عليّ بن عبيد الله
3 - (السمط بن ثَابت بن يزِيد)
3 - (بن شُرَحْبِيل بن السمط بن الْأسود الْكِنْدِيّ)
من أَشْرَاف أهل حمص قدم دمشق فِي عَسْكَر من أهل حمص للطلب بِدَم الْوَلِيد ابْن يزِيد فَهزمَ الْجَيْش بِقرب عذراء وَدخل السمط دمشق فَبَايع يزِيد بن الْوَلِيد النَّاقِص وَقيل إنّ أهل حمص ولّوه عَلَيْهِم لمّا خلعوا مَرْوَان بن محمّد وَقيل ولّوا غَيره
(البَجلِيّ الْكُوفِي)
سَمَّاعَة بن مِسْكين الْجبلي الْكُوفِي هُوَ الْقَائِل يهجو خَالِصَة مولاة الخيزران وَكَانَتْ سَوْدَاء ويفضل عتبَة صَاحِبَة أبي الْعَتَاهِيَة وَكَانَتْ بَيْضَاء من المتقارب
(عتبتِ عليَّ وَلَمْ تعتبي ... وَمَا لَكِ عِنْدِي رضى فاغضبي)
(أأنتِ كعتبةَ فِي لَوْنهَا ... وَفِي الخُلْق الطَّاهِر الطّيبِ)
(وإنّكِ فِي اللَّيْل شيطانةٌ ... تخبّأ من رجمه الكوكبِ)
(وَمن عَجَبٍ مَا ترَاهُ العُيو ... نُ دَهماءُ تعلو عَلَى أشهبِ)
(وتركب خافية الْمرْفقين ... أشدّ اخْتِلَافا من المسحبِ)
(كبعرة عَنْزِ عَلَى دمنة ... تقلّبها الريحُ فِي مَلْعَبِ)
(سمْعَان)
3 - (أَبُو سماّل الْأَسدي)
سمْعَان بن هُبَيْرَة أَبُو سَمّال بِفَتْح السِّين وَتَشْديد الْمِيم وَآخره لَام الْأَسدي الْكُوفِي شاعرٌ فصيح وَفد عَلَى مُعَاوِيَة وَكَانَ مَعَ طليحة عَلَى الردّة وَكَانَ لَا يغلق عَلَى دَاره بَابا كَانَ يُنَادي مناديه بالكناسة لينزل الأعرابُ من مَنَازِلهمْ أبي السمال أَلا وكلب خاصّةً فَقيل لَهُ لِمَ خصصتَ كَلْبا قَالَ لأنهّم لَيْسَ لَهُم بِالْكُوفَةِ كثير أهل فاتخّد عُثْمَان بن عفّان للأضياف منَازِل لمّا بلغه ذَلِكَ وعاش مائَة وَسبعا وستّين سنة قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان وَهُوَ الَّذِي شرب الْخمر عِنْد النَّجَاشِيّ فِي شهر رَمَضَان نَهَارا فهرب أَبُو سمال وحدّ عليّ ابْن أبي طَالب النَّجَاشِيّ وَمن شعره من الْبَسِيط
(لن نَدَّعِي معشراً لَيْسُوا بإخوتنا ... حتّى الْمَمَات وَإِن عزّوا وَإِن كرموا)
(إِذْ نَحن حيٌّ جَمِيع الْأَمر حلَتْنا ... غوراً تهَامَة والآسافُ والحرمُ)
(ثمّ استمرّت بهم دَار مُفَرِّقَةٌ ... بَيْنَ الْجَمِيع ودهرٌ زينه أضَمُ)(15/275)
3 - (أَبُو الحكم الْخُزَاعِيّ)
سمْعَان أَبُو الحكم بن شبوة الْخُزَاعِيّ وَهُوَ مولى بني كَعْب من خُزَاعَة وشبوة أمّه هُوَ الْقَائِل فِي طَلْحَة الطلحاة من الطَّوِيل
(هُوَ اللَّيْث يَوْم الوورعِ والغيث للورى ... إِذا ضنّ بِالْمَالِ الْبَخِيل المرنّدُ)
)
(وأوّلُ مَن يغشَى المنايا بِنَفسِهِ ... وآخِرُ من يبْقى إِذا مَا تبدّدوا)
(وَيُعْطِي اللهى حَتَّى ترَاهُ مُفنّداً ... وَمَا النَّاس إلاّ بِالَّذِي قَدْ تعوّدوا)
قلت من هُنَا أَخذ المتنبيّ وَالله أعلم قواه من الطَّوِيل
(لِكلّ امرىءٍ من دهره مَا تعوّدا ... وعادةُ سيف الدولة الطعْن فِي العِدَى)
(الألقاب)
السَّمْعَانِيّ الْحَافِظ أَبُو سعد عبد الْكَرِيم بن محمّد
وَلَده فَخر الدّين عبد الرَّحِيم
الْوَاعِظ السَّمْعَانِيّ الشَّافِعِي مَنْصُور بن محمّد
ابْن سمعون اسْمه محمّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل تقدّم ذكره فِي المحمّدين
أَبُو السمط الشَّاعِر اسْمه مَرْوَان بن أبي الْجنُوب
(المغربي الرياضي)
السموأل بن يحيى بن عَيَّاش المغربي ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحاسب كَانَ يهوديّاً فَأسلم وبرع فِي الْعُلُوم الرياضيّة وَكَانَ يتوقّد ذكاءً وَسكن أذربيجان ونواحيها مُدَّة قَالَ الموفّق عبد اللَّطِيف بلغ فِي العدديّات مبلغا لَمْ يصله أحد فِي زَمَانه وَكَانَ حادّ الذِّهْن جدا بلغ فِي صناعَة الْجَبْر الْغَايَة وَلَهُ كتاب الْمُفِيد الأوسد فِي الطبّ وَكتاب إعجاز المهندسين وَكتاب الردّ عَلَى الْيَهُود وَكتاب القوامي فِي الْحساب وتوفيّ فِي حُدُود سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة ورأيتُ بَعضهم قَدْ كتب فِي هَامِش التَّرْجَمَة فِي تأريخ ابْن النجّار الذيل عَلَى تأريخ بَغْدَاد قَالَ رَأَيْته بخطّة وَقَدْ ضبط اسْم جدّه عبّاس بِالْبَاء الموحّدة فِي أوّل كِتَابه الَّذِي ردّ فِيهِ عَلَى الْيَهُود وَفِي آخِره رِسَالَة بخطّه فِي ذكر مصنّفاته وعدّتها خَمْسَة وَثَمَانُونَ مصنّفاً فِي الْحساب والمساحة والجبر والهندسة والنجوم والطبّ وَالْأَدب وَغير ذَلِكَ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة جُمُعَة وَهِي تَاسِع عشْرين ذِي الحجّة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة فَأصْبح فَأسلم وَقَدْ عظّم نَفسه فأفرط(15/276)
(سَمُرة)
3 - (الْفَزارِيّ)
سَمُرَة بن جُنْدُب الْفَزارِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة ولي إمرة الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ستّة أشهر هُنَا وَسنة أشهر هُنَا خلافةٌ لزياد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعشرة من أَصْحَابه أخركم موتا فِي النَّار فيهم سَمُرَة بن جُنْدُب فقد مان مّنا ثَمَانِيَة وَلَمْ يبْق غَيْرِي وَغير سَمُرَة فَلَيْسَ شَيْء أحبّ إليّ من أَن أكون ذقتُ الْمَوْت قبله وَقَالَ ابْن سِيرِين فِي رِسَالَة سَمُرَة إِلَى بنيه علم كثير وَقَالَ تَذَاكر سَمُرَة وَعمْرَان بن حُصَيْن فَذكر سَمُرَة أنّه حفظ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سكتتين سكتةً إِذا كبّر وسكتةً إِذا فرغ من قِرَاءَة وَلَا الضالّين فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِكَ عمرَان بن حُصَيْن فَكَتَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَة إِلَى أبي كَعْب وَكَانَ فِي جَوَاب أُبيّ أنّ سَمُرَة قَدْ صدق وَحفظ وَقَالَ ابْن سِيرِين كَانَ سَمُرَة فِيمَا علمت عَظِيم الْأَمَانَة صَدُوق الحَدِيث يحبّ الْإِسْلَام وَأَهله وَكَانَ قَدْ مَاتَ زوج أمّ سَمُرَة وَكَانَتْ امْرَأَة جميلَة فَقدمت الْمَدِينَة فخُطبت فَجعلت تَقول لَا أتزوّج إلاّ رجلا يكفل لي نَفَقَة سمرةَ حتّى يبلغ فَتَزَوجهَا رجل من الْأَنْصَار عَلَى ذَلِكَ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرض غلْمَان الْأَنْصَار فِي كلّ عَام فمرّ بِهِ غُلَام فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْث وَعرض عَلَيْهِ سَمُرَة من بعده فردّه فَقَالَ سَمُرَة يَا رَسُول الله لقد أجزت غُلَاما ورددتني وَلَو صارعتُه لصرعته فصارعه فصرعه سَمُرَة فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْث وَقَالَ لقد كنت عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما فَكنت أحفظ عَنهُ وَمَا يَمْنعنِي من القَوْل إلاّ أنّ هَهُنَا رجَالًا هم أسنّ منّي وَلَقَد صلّيت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على امْرَأَة مَاتَت فَقَامَ عَلَيْهَا الصَّلَاة وَسطهَا وروى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ وَالشعْبِيّ وعليّ بن ربيعَة وَقُدَامَة بن وبر وروى لَهُ الْجَمَاعَة وكنيته أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو سُلَيْمَان وَقيل أَبُو سعيد وَقَالَ أَبُو سَمُرَة الديني لمّا مرض سَمُرَة أَصَابَهُ برد شَدِيد فأوقدت لَهُ نَار فِي كَونه بَيْنَ يَدَيْهِ وكانون من خَلفه وَكَانَ عَن يمنه وكانون عَن شِمَاله فَجعل لَا ينْتَفع بذلك وَيَقُول كَيْفَ أصنع بِمَا فِي جوفي وَلَمْ يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ سنة ستّين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سقط فِي قدر مَمْلُوءَة مَاء حارّاً كَانَ يتعالج بِهِ من كزاز شَدِيد أَصَابَهُ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 - (أَبُو رَجَاء)
سَمُرَة بن عَمْرو بن جُنْدُب أَبُو جَاءَ السوَائِي روى عَنهُ ابْنه حَدِيثا وَاحِدًا لَيْسَ لَهُ غَيره عَن)
النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكون بعدِي اثْنَا عشر خَليفَة كلهم(15/277)
من قُرَيْش وَلَمْ يرو عَنهُ غَيره
وَابْنه جَابر بن سَمُرَة صَاحب وَلَهُ رِوَايَة وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حَرْب الْجِيم
3 - (أَبُو مجذورة)
سَمُرَة بن مِعير بن لوذان أَبُو مَحْذُورَة المؤذّن وَقَدْ تقدم ذكره فِي أَوْس بن معير فِي حرف الْهمزَة
3 - (الصَّحَابِيّ)
سَمُرَة الْعَدوي قَالَ ابْن عبد البّر لَا أَدْرِي عديّ قُرَيْش أَو غَيره روى عَنهُ جَابر بن عبد الله حَدِيثه مَعَ أبي الْيُسْر فِي إنظار الْمُعسر
3 - (أَبُو الْجَعْد)
سَمُرَة بن الْجَعْد أَبُو جعد أحد قعدة الْأزَارِقَة كَانَ فِي سمر الحجّاج بن يُوسُف فَلَمَّا سَار قَطَرِيّ إِلَى جيرفت من أَرض كرمان كتب إِلَى سَمُرَة بعيرّه بمقامه عَنْهُم من الطَّوِيل
(لشَتَّان مَا بَيْنَ ابْن جعد وبيننا ... إِذا نَحن رُحْنا فِي الْحَدِيد المظاهرِ)
(نُجالِدُ فرسانَ المهلّب كلّنا ... صَبورٌ عَلَى وَقعِ السُيوفِ البواترِ)
(وراحَ يجْرُّ الخزَّ نَحْو أميره ... أميرٌ بتقوى ربّه غير آمرِ)
(أَبَا الْجَعْد أنّ الْعلم والحلم والتقى ... وميراث آباءٍ كرام العناصرِ)
(ألم تَرَ أنّ الْمَوْت لَا بدّ نازلٌ ... وَلَا بدّ من بعث الأُلى فِي الْمَقَابِر)
(فسِرْ نحونا إنّ الْجِهَاد غنيمَة ... نُفِدْك ابتياعاً رابحاً غير خاسرِ)
فلمّا قَرَأَ كِتَابه لحق بهم وَكتب إِلَى الْحجَّاج من طَرِيقه من الطَّوِيل
(مَنْ مُبلِغُ الحجّاجِ أنّ سَمُرَة ... قلا كلّ دين غير دين الخوارِجِ)
(فأيّ امرىءٍ يَا بن يُوسُف ... ظفرتَ بِهِ لَو نلتَ علم الولائجِ)
(إِذا لرأيتَ الحقَّ مِنْهُ مُخَالفا ... لرأيك إِذا كنتَ امْرَءًا غير فالجِ)
وَهِي أَكثر من هَذَا
(الألقاب)
السَّمرقَنْدِي الطَّبِيب اسْمه محمّد بن عليّ
السَّمْعَانِيّ جمَاعَة مِنْهُم محمّد بن مَنْصُور(15/278)
)
(المَخْزُومِي الْمدنِي)
سُمَيّ مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي الْمدنِي أحْدْ الْأَثْبَات
سمع من مَوْلَاهُ وَسَعِيد بن المسيّب وَأبي صَالح ذكْوَان ووثّقه أَحْمد وَغَيره وقتلته الحروريّة يَوْم وقْعَة قُدَيد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
(سميّة أمّ عمّار بن يَاسر)
كَانَتْ أمة لأبي حُذَيْفَة بن الْمُغيرَة بن عبد الله ابْن عَمْرو بن مَخْزُوم فزوّجها من حليفه يَاسر بن عَامر بن مَالك الْعَنسِي وَالِد عمّار بن يَاسر فَولدت لَهُ عمّاراً فَأعْتقهُ أَبُو حُذَيْفَة وَكَانَتْ سمّية ممّن عُذِّبَ فِي الله وَصَبَرت عَلَى الْأَذَى فِي سَبِيل الله وَكَانَتْ من المبايعات الخيّرات الفاضلات وَخلف عَلَيْهَا بعد يَاسر الأزرقُ وَكَانَ غُلَاما روميّاً لِلْحَارِثِ بن كلدة فَولدت لَهُ سَلمَة بن الْأَزْرَق فَهُوَ أَخُو عمّار لأمّه كَذَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ غلط وإنمّا خلف الأورق عَلَى سميّة أمّ زِيَاد مولاة الْحَارِث بن كلدة فسلمة فِي قُبلها فَقَتلهَا وَمَاتَتْ قبل الْهِجْرَة فَقَالَ عمّار يَا رَسُول الله بلغ مِنّا أَو مِنْهَا الْعَذَاب كلَّ مبلغ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اصبر أَبَا الْيَقظَان اللَّهُمَّ لَا تعذّبْ أحدا من آل يَاسر بالنَّار
(الألقاب)
ابْن السمين اسْمه أَحْمد بن عبد الله
والخبّاز ابْن السمين اسْمه أَحْمد بن عليّ
السمين الدِّمَشْقِي صَدَقَة بن عبد الله
ابْن أبي سَمِينَة الْهَاشِمِي محمّد بن إِسْمَعِيل
السمين محمّد بن حَاتِم
ابْن السمينة يحيى بن يحيى
الْوَزير السميري اسْمه محمّد بن عليّ
ابْن سنا الْملك هبو الله بن جَعْفَر(15/279)
السناباذي الْوَاعِظ محمذد بن مَحْمُود
(سناء بنت أَسمَاء)
(بن الصَّلْت السلميّة)
تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَاتَتْ قبل أَن يدْخل بِهَا فِيمَا ذكر معمر بن المثني
(سِنَان)
3 - (الدؤَلِي الْمدنِي)
سِنَان بن أبي سِنَان الدؤَلِي الْمدنِي روى عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي وَاقد اللَّيْثِيّ وَجَابِر وتوفيّ سنة خمس وَمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
3 - (سِنَان بن أبي سِنَان)
3 - (وهب بن مُحصن الْأَسدي)
شهد بَدْرًا هُوَ وَأَبوهُ عُكّاشة ابْن مُحصن وشهدوا سَائِر الْمشَاهد وَسنَان أوّل من بَايع بيعَة الرضْوَان وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيّ قَالَ ابْن عبد البرّ وَالْأَشْهر أنّ اباه أَبَا سِنَان أوّل من بَايع بيعَة الرضْوَان وَالله أعلم
3 - (سِنَان بن صَيفيّ)
3 - (بن صَخْر بن خنساء الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ)
شهد الْعقبَة وَشهد بَدْرًا
3 - (سِنَان بن مقرّن)
أَخُو النُّعْمَان بن مقرّن لَهُ صُحْبَة
3 - (سِنَان بن عبد الله الْجُهَنِيّ)
روى عَنهُ ابْن عبّاس عَن عمّته أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمرهَا أَن تقضي عَن أمّها مشياً إِلَى الْكَعْبَة كَانَتْ نذرية أمّها
3 - (سِنَان بن تيم الْجُهَنِيّ)
يُقَال فِيهِ ابْن وبرة وغزا مَعَ رَسُول الله صلى الْمُريْسِيع وَكَانَ شعارهم يَوْمئِذٍ يَا مَنْصُور أمت أمت يُقَال إنَّه الَّذِي سمع عبد الله بن أبي بن سلول يَقُول لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة الْآيَة
وَقيل زيد بن أَرقم قَالَ ابْن عبد البرّ إنمّا سِنَان هُوَ هَذَا الَّذِي نَازع جَهْجَاه الْغِفَارِيّ يَوْمئِذٍ وَكَانَ جَهْجَاه يَقُود فرسا لعمر بن الخطّاب وَكَانَ أَجِيرا لَهُ فِي تِلْكَ الغواة فَبَيْنَمَا النَّاس عَلَى)
المَاء ازْدحم جَهْجَاه وَسنَان الْجُهَنِيّ فاقتتلا وصرخ الْجُهَنِيّ يَا معشر الْأنْصَارِيّ وصرخ جَهْجَاه يَا معشر(15/280)
الْمُهَاجِرين فَغَضب عبد الله بن أبيّ بن سلول فَقَالَ لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة
3 - (سِنَان الضمرِي)
اسْتَخْلَفَهُ أَبُو بكر رضه حِين خرج من الْمَدِينَة لقِتَال أهل الردّة
3 - (سِنَان بن سنّة الْأَسْلَمِيّ)
مدنِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة يُقَال إنّه عمّ حَرْمَلَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة
وَرَوَاهُ عَنهُ حَكِيم بن أبي حرّة وَيحيى ابْن هِنْد ومعاذ بن سعوة
3 - (سِنَان بن سَلمَة بن المحبّق)
3 - (الْهُذلِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن)
وَقيل أَبُو حبقرة روى وَكِيع عَن ابْنه أَنه قَالَ وُلدن يَوْم حَرْب النَّبِي فسمآني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا وَقيل إنّه يومَ وُلد قَالَ أَبوهُ لَسنانٌ أقَاتل بِهِ فِي سَبِيل الله تَعَالَى أحَبُّ إليّ مِنْهُ فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا وَكَانَ من الشجعان الْأَبْطَال الفرسان قَالَ أَبُو الْيَقظَان لمّا قُتل عبد الله بن سوّار كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد انْظُر رجلا يصلح لثغر الْهِنْد فوجّهْه فوجّه زِيَاد سنانَ بن سَلمَة بن المحبّق وَقَالَ خَليفَة بن خيّاط ولىّ زِيَاد سِنَان بن سَلمَة بن المحبّق غوز الْهِنْد بعد قتل رَاشد بن عَمْرو الْجريرِي وَذَلِكَ سنة خمسين ولسنان هَذَا خبر عَجِيب فِي غَزْو الْهِنْد توفيّ فِي آخر أيّام الحجّاج
3 - (سِنَان بن عَمْرو بن طلق)
وَهُوَ من بني سلامان بن سعد بن قضاعة يكنّى أَبَا المقنّع كَانَتْ لَهُ سَابِقَة وَشرف شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد
3 - (سِنَان بن ثَعْلَبَة)
3 - (بن عَامر بن مُجَبدِعَة الْأنْصَارِيّ)
شهد أحدا
3 - (سِنَان بن سَلمَة الْأَسْلَمِيّ)
بَصرِي روى عَنهُ قَتَادَة ومعاذ بن سُبْرَة قَالَ ابْن عبد البرّ فِي حَدِيثه اضْطِرَاب
3 - (الطَّبِيب)
)
سِنَان بن ثَابت بن قرّة كَانَ يلْحق بِأَبِيهِ فِي معرفَة علومه تمهّر فِي الطبّ وَكَانَتْ لَهُ قوّة بَالِغَة فِي علِمْنَ لهيئة وخدم المقتدر والراضي بالطبّ وأراده القاهر(15/281)
عَلَى الْإِسْلَام فهرب ثُمَّ أسلم وَخَافَ من القاهر فَمضى إِلَى خُرَاسَان وَعَاد وتوفيّ بِبَغْدَاد مُسلما بعلّة الذرب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يكنّى أَبَا سعيد وَمن تصانيفه رِسَالَة فِي تأريخ مُلُوك السريانيّين رِسَالَة فِي الاسْتوَاء رِسَالَة فِي سُهَيْل رِسَالَة إِلَى بجكم رِسَالَة إِلَى ابْن رائق رِسَالَة إِلَى أبي الْحسن عليّ بن عِيسَى الرسائل السلطانيّة رِسَالَة فِي النُّجُوم رِسَالَة فِي شرح مَذْهَب الصابئة رِسَالَة فِي قسْمَة الْجُمُعَة عَلَى الْكَوَاكِب السَّبْعَة رِسَالَة فِي الْفرق بَيْنَ المترسّل والشاعر رِسَالَة فِي أَخْبَار آبَائِهِ وأجداده وسلفه إصْلَاح كتاب أفلاطون فِي الْأُصُول الهندسيّة مقَالَة فِي الأشكال ذَوَات الخطوط المستقيمة الَّتِي تقع فِي الدائرة وَعَلَيْهَا استخراجه الشَّيْء الْكثير من الْمسَائِل الهندسيّة إِصْلَاحه فِي المثلّثات ونَقَلَ إِلَى العربيّ نواميس هرمس والسور والصلوات الَّتِي يصليّ بِهَا الصابئون
3 - (رَاشد الدّين الْإِسْمَاعِيلِيّ)
سِنَان بن سلمَان بن محمّد أَبُو الْحسن رَاشد الدّين الْبَصْرِيّ كَبِير الإسماعيليّة وَصَاحب الدعْوَة النزاريّة كَانَ أديباً فَاضلا عَارِفًا بالفلسفة وشيئاً من الْكَلَام وَالشعر وَالْأَخْبَار أحلّ لِقَوْمِهِ وَطْء المحرّمات من أمّهاتهم وأخواتهم وبناتهم وَأسْقط عَنْهُم صَوْم رَمَضَان وَهلك بحصن الْكَهْف سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ رجلا عَظِيما خفيّ الكيد بعيد الهمّة عَظِيم المخاريق ذَا قدرَة عَلَى الإواء وخديعة الْقُلُوب والعقول وكتمان السرّ واستخدام الطغام والغفلة
خدم رُؤَسَاء الإسماعيلية بِالْمَوْتِ وراض نَفسه وَقَرَأَ كيراً من كتب الفلاسفة والجدل والمغالط مثل رسائل إخْوَان الصفاء وَمَا شاكلها من الفلسفة الإقناعيّة المشوقة غير المبرهنة وَبنى بِالشَّام حصوناً لهَذِهِ الطَّائِفَة بَعْضهَا مستجدّ وَبَعضهَا كَانَ قَدِيما احتال فِي تحصيليها وتحصينها وتوعير مسالكها ودام لَهُ الْأَمر بِالشَّام نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة وسيرّ إِلَيْهِ دَاعِي دعاتهم من المَوت جماعاً ليقتلوه خوفًا من استبداده بالرياسة عَلَيْهِ وَكَانَ سِنَان يقتلهُمْ ويخدع بَعضهم ويثنيه عمّا جهّز فِيهِ
قَالَ سِنَان نشأتُ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ وَالِدي من مقدّميها وَوَقع هَذَا الحَدِيث فِي قلبِي وَجرى لي مَعَ إخوتي أَمر أحوجني إِلَى الإنصراف فَخرجت بِغَيْر زَاد وَلَا ركُوب وتوصّلت إِلَى المَوت)
فدخلتها وَبهَا الكيا محمّد وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ أَحدهمَا الْحسن وَالْآخر الْحُسَيْن فأقعدني مَعَهُمَا فِي الْمكتب وساواني بهما وَبقيت حَتَّى مَاتَ وَولي ابْنه الْحسن فانفذني إِلَى الشَّام فَخرجت مثل خروجي من الْبَصْرَة وَلَمْ أقَارِب بَلَدا إِلَّا فِي الْقَلِيل وَكَانَ قَدْ أَمرنِي بأوامر وحمّلني رسائل فَنزلت بالموصل فِي مَسْجِد التمارين وسرت مِنْهَا إِلَى الرقّة وَكَانَ معي رِسَالَة لبَعض الرفاق فزوّدني واكترى لي بَهِيمَة إِلَى حلب وَلَقِيت آخَرَ وأوصلته رِسَالَة فاكترى لي وأنفذني إِلَى الْكَهْف وَكَانَ الْأَمر أَن أقيم بِهَذَا الْحصن فأقمت حَتَّى توفّي الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ صَاحب الْأَمر متوليّ بعده الأخواجة عليّ بن مَسْعُود وَبِغير نصّ إلاّ بالأتّفاق ثمّ اتّفق الرئيس أَبُو مَنْصُور أَحْمد ابْن الشَّيْخ والرئيس فَهد فانفذا من قَتله فجَاء الْأَمر من(15/282)
الْمَوْت بقتل قَاتله وَإِطْلَاق فَهد وَمَعَهُ وصيّةً وَأمر أَن يَقْرَأها على الْجَمَاعَة وَهُوَ عهد عهدناه إِلَى الرئيس نَاصِر الدّين سِنَان وأمرناه بقرَاءَته عَلَى سَائِر الرفاق أعاذكم الله جميعَ الإخوان من اخْتِلَاف الآراء واتّباع الْأَهْوَاء إِذْ ذَاكَ فتْنَة الأوّلين وبلاء الآخرين وَفِيه عِبْرَة للمعتبرين وَمن تبرّأ من أَعدَاء الله وأعداء وليّة ودينة عَلَيْهِ مُوالَاة أَوْلِيَاء الله والاتحّاد بالوحدة سنّةِ جَامع الْكَلم كَلمه الله والتوحيد وَالْإِخْلَاص لَا إِلَه إلاّ الله عُروةِ الله الوثقى وحبله المتين أَلا فتمسّكوا بِهِ واعتصموا عبّاد الله الصَّالِحين فَلهُ صَلَاح الأوّلين وفلاح الآخرين اجْمَعُوا آراءكم لتعليم شخصٍ معَّينٍ بنصّ من الله ووليّه فتلقّوا مَا يُلقيه إِلَيْكُم من أوامره ونواهيه بِقبُول فَلَا وربّ الْعَالمين لَا تؤمنون حَتَّى تحكموه فِيمَا شجر بَيْنكُم ثُمَّ لَا تَجدوا فِي أَنفسكُم حرجاً ممّا قضى وتسلموا تَسْلِيمًا فَذَلِك الِاتِّحَاد بِهِ بالوحدة الَّتِي هِيَ أَيَّة الحقّ المنجِية من المهالك المؤدية إِلَى السَّعَادَة السرمدّية إذْ الْكَثْرَة عَلامَة الْبَاطِل المؤدّية الشقاوة المخزية وَالْعِيَاذ بِاللَّه من زَوَاله وبالواحد من إلهة شتّى وبالوحدة من الْكَثْرَة بالنصِّ والتعليم من الأدواء والأهواء الْمُخْتَلفَة وبالحقّ من الْبَاطِل وبالآخرة الْبَاقِيَة من الدُّنْيَا الملعونة الملعون مَا فِيهَا إِلَّا مَا أُريد بِهِ وَجه الله ليَكُون علمكُم وعملكم خَالِصا لوجهه الْكَرِيم يَا قوم إنمّا دنياكم ملعبة لأَهْلهَا فتووّدوا مِنْهَا لِلْأُخْرَى وَخير الزَّاد التَّقْوَى إِلَى أَن قَالَ أطِيعُوا أميركم وَلَو كَانَ عبدا حبشيّاً وَلَا تزكّوا أَنفسكُم انْتهى وَكَانَ سِنَان أعرج بِحجر وَقع عَلَيْهِ من الزلزلة الكائنة فِي أيّام نور الدّين فَاجْتمع أَصْحَابه إِلَيْهِ وَقَالُوا نقتلك لترجع إِلَيْنَا صَحِيحا فإنّا نكره أَن تكون فِينَا أعرج فَقَالَ اصْبِرُوا عَليّ لَيْسَ)
وأمّا الدعْوَة النزاريّة فَهِيَ نِسْبَة إِلَى نزار بن الْمُسْتَنْصر بِاللَّه معدّ بن الظَّاهِر عليّ بن الْحَاكِم العبيدي وَكَانَ نزار قَدْ بَايع لَهُ أَبوهُ وبثّ الدعاة لَهُ فِي الْبِلَاد مِنْهُم صبّاح الدعْوَة وَكَانَ ذَا سمت ووقار ونسك وذلق فَدخل الشَّام والسواحل فَلم يتمّ لَهُ مُرَاد فتوجّه إِلَى بِلَاد الْعَجم وتكلّم مَعَ أهل الْجبَال والغتم والجهلة وَقصد قلعة أَلَموت وَهِي حَصِينَة وَأَهْلهَا ضِعَاف الْعُقُول فُقَرَاء وَفِيهِمْ قوّة فَقَالَ لَهُم نحنُ قوم زهّاد نعْبد الله فِي هَذَا الْجَبَل ونشتري مِنْكُم نصف هَذِهِ القلعة بسبعة آلَاف دِينَار فباعوه إيّاها وَأقَام بِهَا هُوَ وجماعته فلماّ قوي استولى عَلَى الْجَمِيع وَبلغ عدّة قومه ثَلَاث مائَة ونيفاً واتّصل بمَاِك تِلْكَ النَّاحِيَة أنّ هَهُنَا قوما يفسدون عقائد النَّاس وهم فِي تزيّد فجَاء إِلَيْهِم وَنزل عَلَيْهِم وَأَقْبل عَلَى سكره ولذّاته فَقَالَ رجل من قوم صبّاح اسْمه عليّ اليعقوبي أَي شَيْء لي عنْدكُمْ إِن أَنا كفيتكم مؤونة هَذَا العدّو قَالُوا نذكرك فِي تسابيحنا قَالَ فَنزل من القلعة لَيْلًا وَقسم النَّاس أَربَاعًا فِي نواحي الْعَسْكَر ورتّب مَعَهم طبولاً وَقَالَ إِذا سَمِعْتُمْ الصَّباح فاضربوا الطبول ثُمَّ انتهز الفرصة من عزّة الْملك وهجم عَلَيْهِ فَقتله فصاح أَصْحَابه فَقتل الخواصّ عليّاً وَضرب(15/283)
أُولَئِكَ بالطبول فأرجفوا الْجَيْش وهجموا عَلَى وُجُوههم وَتركُوا الْخيام وَمَا فِيهَا فنقلوا الْجَمِيع إِلَى القلعة وَصَارَ لَهُم أَمْوَال وَسلَاح واستفحل أَمرهم
وأمّا نزار فخافت عمّته مِنْهُ فعاهدت أَعْيَان الدولة عَلَى قَتله وتولىّ أَخُوهُ الْأَمر وَصَارَ أهل الألَموت يدعونَ لنزار وَأخذُوا قلعةً أُخْرَى وتسرع أهل الْجَبَل من الأعجام إِلَى الدُّخُول فِي دعوتهم وباينوا المصريّين لكَوْنهم قتلوا نزاراً وبنوا قلعةً ثَالِثَة واتّسعت بِلَادهمْ وأظهروا شغل الهجوم بالسكاكين عَلَى الْمُلُوك سُنّة اليعقوبي فارتاع مِنْهُم الْمُلُوك وصانعوهم بالتحف والهدايا وبعثوا دَاعيا من دعاتهم فِي الْخمس مائَة أَو مَا بعْدهَا إِلَى الشَّام يعرف بِأبي محمّد فَملك بعد أُمُور جرت لَهُ قلاعاً من جبل السُماق وَكَانَتْ فِي يَد النصيريّة وَقَامَ بعده سِنَان هَذَا ولمّا طَال انْتِظَار نزار عَلَى الْقَوْم الَّذين دعاهم صبّاح قَالَ إنّه بَيْنَ أعداءٍ وبلادِ شاسعة وَلَا يُمكنهُ السلوك وَقَدْ عزم عَلَى الْقدوم خفيّة فِي بطن حَامِل وَيَجِيء سالما ويستأنف الْولادَة فرضوا بذلك ثُمَّ إنّه أحضر جَارِيَة مصريّةً قَدْ أحبلها وَقَالَ قَدْ اختفى فِي بطن هَذِهِ فَأخذُوا بعظّمونها ويتخشّعون فَولدت ولدا فسمّاه حسنا)
فلمذا تسلطن خوارزم شاه محمّد بن تكش وفخم أمره قصد بِلَادهمْ وَقَدْ حكم عَلَيْهِم بعد الصبّاح ابْنه محمّد ثُمَّ بعده الْحسن بن محمّد بن صبّاح فَرَأى الْحسن من الحزم التظاهر بِالْإِسْلَامِ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وستّ مائَة فادّعى أنّه رأى عليّاً فِي النّوم وَقَدْ أمره بِإِعَادَة شعار الْإِسْلَام من الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْأَذَان وَتَحْرِيم الْخمر وَقَالَ لِقَوْمِهِ أَلَيْسَ الدّين لي قَالُوا بلَى قَالَ فَتَارَة أرفع التكاليف وَتارَة أضعها فأطاعوه فَكتب بذلك إِلَى بَغْدَاد والنواحي وَأدْخل بِلَاده الْفُقَهَاء والمؤذنين وَجَاء رَسُوله ونائبه صَحبه رَسُول الْخَلِيفَة الْملك الظَّاهِر إِلَى حلب بِأَن يقتل النَّائِب الأوّل وَيُقِيم هَذَا النَّائِب لَهُ عَلَى القلاع الَّتِي لَهُم بِالشَّام فأكرمهم الظَّاهِر وخلصوا بإظهارهم الإسلامَ من خوارزم شاه وَمن شعر سِنَان الْمَذْكُور من السَّرِيع
(ألجأني الدهرُ إِلَى معشرٍ ... مَا فيهِم للخير مستمتعُ)
(إِن حدّثوا لَمْ يُفهِموا سَامِعًا ... أَو حُدِّثوا مَجّوا وَلَمْ يسمعوا)
(تقدّمي أخّرني فيهِم ... مَنْ ذَنْبُه الْإِحْسَان مَا يصنعُ)
قَالَ كَمَال الدّين ابْن العديم أَنْشدني بهاء الدّين الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن الخشّاب قَالَ أَنْشدني شيخ من الإسماعيليّة قَالَ أَنْشدني سِنَان لنَفسِهِ من السَّرِيع
(مَا أكثَر الناسَ وَمَا أقلّهم ... وَمَا أقلّ فِي الْقَلِيل النُجَبا)
(لَينَهُمُ إِذْ يَكُونُوا خُلِقوا ... مهذّبين صحبوا مهذّبا)
وَكتب إِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أيّوب جَوَابا من الْبَسِيط
(يَاذَا الَّذِي بِقراع السيفِ هدَّدَني ... لَا قَامَ مصرع جنبٍ أَنْت تصرعُهُ)(15/284)
(قَامَ الحمامُ إِلَى الْبَازِي يهدِّدُه ... وكشرّتْ لأُسِود الغابِ أضبُعُهُ)
(أضحى يسدّ فَم الأفعى بإصبعه ... يَكْفِيهِ مَاذَا تلاقي مِنْهُ إصْبَعُهُ)
فوقفنا عَلَى تَفْصِيله وجمله وَعلمنَا مَا تهدّدنا بِهِ من قَوْله وَعَمله وَيَا لله الْعجب من ذُبَابَة تظنّ بأذن فيل ولبعوضةٍ تعدّ فِي التماثيل قَدْ قَالَهَا من قبلك قوم آخَرُونَ فدمّرنا عَلَيْهِم وَمَا كَانُوا يصنعون أللحقّ تدحضون وللباطل تستنصرون وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أيّ مُنْقَلب ينقلون وَلَئِن صدر قَوْلك فِي قطع رَأْسِي وقلعِك لقلاعي من الْجبَال الرواسِي وَتلك أمانّي كَاذِبَة وخيلات غير صائبة فإنّ الْجَوَاهِر لَا تَزُول بالأعراض كَمَا أنّ الْأَرْوَاح لَا تضمحلّ بالأمراض وَإِن عدنا إِلَى الظَّوَاهِر وعدلنا عَن البواطن فلّنا فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة مَا أوذي نبيّ مَا)
أوذي وَقَدْ علمت مَا جرى عَلَى عترته وشيعته وَالْحَال مَا حَال وَالْأَمر مَا زَالَ وَالله الْحَمد فِي الْآخِرَة وَالْأولَى وَقَدْ علمْتُم ظَاهر حَالنَا وكيفيّة رجالنا وَمَا يتمنّونْه من الْفَوْت ويتقرّبون بِهِ إِلَى حِيَاض الْمَوْت وَفِي الْمثل أَو للبطّ تُهدّد بالشطّ فهيتي للبلى أسباباً وتدرذع للرزايا دلبابا فلأظهرنّ عَلَيْكَ مِنْك وَتَكون كالباحث عَن حتفه بظلفه وَمَا ذَاكَ عَلَى الله بعزيز فَإِذا وقفت عَلَى كتَابنَا هَذَا فَكُن لأمرنا بالمرصاد وَمن حالك عَلَى اقتصاد واقْرأ أوّل النَّحْل أَو آخر صَاد
وَقَالَ كَمَال الدّين ابْن العديم قَالَ نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل قَالَ أَخْبرنِي الْمُنْتَخب ابْن دفترخوان قَالَ أَرْسلنِي صَلَاح الدّين إِلَى سِنَان زعيم الإسماعيليّة حِين وَثبُوا عَلَى صَلَاح الدّين فِي المرّة الثَّالِثَة بِدِمَشْق وَمَعِي القطب النَّيْسَابُورِي وَأرْسل مَعنا تخويفاً وتهديداً فَلم يجبهُ بل كتب فِي الطرّة عَلَى كتاب صَلَاح الدّين وَقَالَ لَنَا هَذَا جوابكم جَاءَ الْغُرَاب إِلَى الْبَازِي يهدده الأبيات الثَّلَاثَة ثمّ قَالَ لَنَا إنّ صَاحبكُم يحكم عَلَى ظواهر جنده وَأَنا أحكم عَلَى بواطن جندي وَدَلِيله مَا تشاهد الْآن ثُمَّ دَعَا بِعشْرَة من صبيان القاعة وَكَانَ عَلَى حصنه المنيف فاستخرج سكّيناً وَأَلْقَاهَا إِلَى الخَنْدَق وَقَالَ من أَرَادَ هَذِهِ فليُلقِ نَفسه خلفهَا فتبادروا خلفهَا وتباً أَجْمَعِينَ فتقطّعوا فعدنا إِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين وعرّفناه الْحَال فَصَالحه وَقَالَ الشَّيْخ قطب الدّين فِي تأريخه إنّ سِنَانًا سيرّ رَسُولا إِلَى صَلَاح الدّين رَحمَه الله وَأمره أَن لَا يُؤْذِي رسَالَته إلاّ خلْوَة ففتّشه صَلَاح الدّين فَلم يجد مَعَه مَا يخافه فأخلى لَهُ الْمجْلس إلاّ نَفرا يَسِيرا فَامْتنعَ من أَدَاء الرسَالَة حَتَّى يخرجُوا فَأخْرجهُمْ كلّهم سوى مملوكّين فَقَالَ هَات رِسَالَتك فَقَالَ أمرتُ أَن لَا أقولها إِلَّا خلْوَة قَالَ هَذَانِ مَا يخرجَانِ فَإِن أردْت أَن تذكر رِسَالَتك وإلاّ قُم قَالَ فلِمَ لَا يخرج هذَان قَالَ لأنّهما مثل أَوْلَادِي فَالْتَفت الرَّسُول إِلَيْهِمَا وَقَالَ لَهما إِذا أمرتكما عَن مخدومي بقتل هَذَا السُّلْطَان هَل تقتلانه فقلا نعم وجذبا سيفيهما فبهت السُّلْطَان وَخرج الرَّسُول وَأَخذهمَا مَعَه وجنح صَلَاح الدّين إِلَى الصُّلْح وَدخل فِي مرضاته(15/285)
وَكتب رَاشد الدّين سِنَان الْمَذْكُور إِلَى سَابق الدّين عُثْمَان صَاحب شيرز يعزّيه بأَخيه صَاحب جعبر من الْكَامِل
(إنّ المنايا لَا يَطّأْنَ بمنسمٍ ... إلاّ عَلَى أكتاف أهل السؤدَدِ)
)
(فَلِئَنْ صَبَرتَ وَأَنت سيّد معشرٍ ... صُبُرٍ وَإِن تجزع فَغير مفنَّدِ)
(هَذَا التناصر بِاللِّسَانِ وَإِن يكن ... غير الْحمام أَتَاك منّي باليدِ)
وَمن شعره أَيْضا من الْكَامِل
(لَو كنتَ تعلم كلّ مَا علم الورى ... طُرّاً لكنتَ صَديق كلّ العالَمِ)
(لكِن جهلتَ فصرت تحسب أنّ من ... يهوى خلاف هَوَاك لَيْسَ بعالِمِ)
3 - (ابْن المحبّق)
سِنَان بن سَلمَة بن المُحَبق بضمّ الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وبكسر الْبَاء الموّحدة وَبعدهَا قَاف الْهُذلِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن أحد الشجعان الْمَذْكُورين ولد يَوْم الْفَتْح فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا لَهُ رِوَايَة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
(الألقاب)
أَبُو سِنَان الْأَسدي الصَّحَابِيّ اسْمه وهب بن مُحصن
السنبسي الشَّاعِر محمّد بن خَليفَة بن حُسَيْن
السنبلي اسْمه أَحْمد بن صَالح
السنجاري قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين يُوسُف بن الْحسن
وَأَخُوهُ برهَان الدّين الْخضر بن الْحسن
(سنجر)
3 - (معزّ الدّين السلجوقي)
سنجر بن ماكشاه بن ألب رسْلَان بن جغربيك بن مِيكَائِيل بن سُلَيْمَان بن سلجوق السُّلْطَان أَبُو الْحَارِث معزّ الدّين ابْن السُّلْطَان ابْن السُّلْطَان ابْن السُّلْطَان سُلْطَان خُرَاسَان وغزنة وَمَا وَرَاء النَّهر خُطب لَهُ بالعراق وَالشَّام والجزيرة وآذربيجان وأرّان وديار بكر والحرمين ولُقّب السُّلْطَان الْأَعْظَم واسْمه بالعربي أَحْمد بن الْحسن بن(15/286)
محمّد بن دَاوُد كَذَا ذكره السَّمْعَانِيّ تولىّ المملكة نِيَابَة عَن أَخِيه بركياروق ثُمَّ اسْتَقل بالسلطنة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَكَانَ وقوراً حييّاً سفوقاً ناصحاً كثير الصفح صَارَت أيّام دولته تأريخاً للملوك جلس عَلَى سَرِير الْملك قَرِيبا من ستيين سنة حَارب العزّ وأسروه ثُمَّ تخلّص بعد مُدَّة ولاصطبح مرّةً خَمْسَة أيّام فَبلغ مَا وهبه فِيهَا من الذَّهَب سبع مائَة ألف دِينَار سوى الْخلْع وَالْخَيْل وَقَالَ لَهُ خازنه يَوْمًا اجْتمع فِي خزانتك ألف ثوب ديباج أطلس وَقَالَ يقبح بمثلي أَن يُقَال مالَ إِلَى المالِ ثُمَّ أذن لِلْأُمَرَاءِ فَدَخَلُوا ففرّق عَلَيْهِم الثِّيَاب وَاجْتمعَ عِنْده من الْجَوْهَر ألف وَثَلَاث مائَة رطلا من الْجَوَاهِر وَبَقِي فِي الْأسر نَحْو خمس سِنِين ووُلد سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَانْقطع بِمَوْتِهِ استبداد الْمُلُوك السلجوقيّة بخراسان وَاسْتولى عَلَى أَكثر مَمْلَكَته خوارزم شاه أَلتُن بن محمّد بن أنوشتكين رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ
3 - (صَاحب الجزيرة)
سنجر شاه بن غَازِي بن مودود السُّلْطَان عزّ الدّين الأتابكي صَاحب جَزِيرَة ابْني عمر توفيّ فِي قولٍ سنة أَربع وستّ مائَة وَقيل سنة خمس
3 - (علم الدّين الحصني)
سنجر الْأَمِير علم الدّين الحصني كَانَ من أُمَرَاء الألوف نَاب فِي سلطنة دمشق فِي وَقت
وتوفيّ سنة أَربع وَسبعين وستّ مائَة
3 - (علم الدّين التركستاني)
سنجر الْأَمِير علم الدّين التركستاني كَانَ ذَا حُرْمَة وتجملَ مَعَ الشجَاعَة الموصوفة والإقدام
توفيّ سنة سبع وَسبعين وستّ مائَة وَدفن بسفح قاسيون
3 - (الصَّالِحِي الدوادار)
)
سنجر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين الصَّالِحِي الدوادار من أَعْيَان الْأُمَرَاء المصرّيين توفيّ بِالْقَاهِرَةِ سنة ستّ وَثَمَانِينَ وستّ مائَة وَهُوَ أستاذ الْأَمِير سيف الدّين كجكن المنصوري
3 - (الْمُجَاهِد الْحلَبِي الْكَبِير)
سنجر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين الْحلَبِي الْكَبِير أحد الموصوفين بالشجاعة والفروسيّة شهد عدّة حروب وَكَانَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ وَولي نِيَابَة دمشق آخر سنة ثَمَان وَخمسين وتسلطن بِهَا أيّاماً وَتسَمى بِالْملكِ الْمُجَاهِد وَلَمْ يتمّ ذَلِكَ وَبَقِي فِي الْحَبْس مدّةً ثُمَّ إنّ الْأَشْرَف أخرجه وأكرمه وَرفع مَنْزِلَته وَكَانَ من بقايا الْأُمَرَاء(15/287)
الصالحيّة وَهُوَ الَّذِي حَارب سُنقُر الْأَشْقَر وطرده عَن الْبِلَاد وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وستّ مائَة وَكَانَ الْملك المظفّر قطز لمّا حضر للملتقى التتار وكسرهم وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة اسْتعْمل عَلَى حلب عَلَاء الدّين ابْن صَاحب الْموصل وَاسْتعْمل عَلَى دمشق الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحلَبِي الْمَذْكُور فلمّا بلغ علمَ الدّين قتلة الْملك المظفّر عَلَى مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته حلّف علم الدّين الأمراءَ لنَفسِهِ وَدخل القلعة وتسلطن ولُقّب الْمُجَاهِد وخطب لَهُ بِدِمَشْق فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين مَعَ الْملك الظَّاهِر بيبرس وَأمر بِضَرْب الدَّرَاهِم باسميهما وغلبت الأسعار وَبَقِي الْخبز رطلا بِدِرْهَمَيْنِ والجبن أُوقِيَّة بدرهم وَنصف ولمّا كَانَ فِي المحرّم سنة تسع وَخمسين وستّ مائَة اتّفق الْأُمَرَاء عَلَى خلع الْحلَبِي وحصروه بالقلعة وَجرى بَينهم بعض قتال وَخرج إِلَيْهِم وَقَاتلهمْ وَلما رأى الْغَلَبَة خرج فِي اللَّيْل بعد أَيَّام من بَاب سرَ قريب من بَاب توما وَقصد بعلبك فعصى فِي قلعتها وَبَقِي فِيهَا قَلِيلا فَقدم عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري وَأمْسك الْحلَبِي من القلعة وقيّده وسيّره إِلَى مصر فحبسه الظَّاهِر مدّةً طَوِيلَة
3 - (سنجر بن عبد الله)
3 - (الْأَمِير علم الدّين)
كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء بِمصْر وأكابرهم وممّن يُخشَى جَانِبه ولمّا تمكّن الْملك الظَّاهِر أخرجه إِلَى الشَّام ليأمنه وأقطعه إقطاعاً جيّداً عدّة قُرىً فِي بعلبك فتوجّه إِلَى بعلبك للإشراف عَلَى مَاله بِهَا من الإقطاع فَأَدْرَكته منيّته بِهَا سنة تسع وستّين وستّ مائَة
3 - (قطب الدّين الياغز)
سنجر بن عبد الله المستنصري الْأَمِير قطب الدّين الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالياغز من مماليك)
الإِمَام الْمُسْتَنْصر ولمّا أُخذت بَغْدَاد كَانَ هُوَ فِي جملَة من هرب مِنْهَا وَوصل إِلَى الشَّام وَكَانَ مُحْتَرما فِي الدولة الظاهريّة وَعِنْده معرفَة ونباهة وَحسن عشرَة ويحاضر بالأشعار والحكايات وتوفيّ سنة تسع وستّين وستّ مائَة
3 - (مَمْلُوك الإِمَام النَّاصِر)
سنجر بن عبد الله الناصري صهر طاشتكين كَانَ ذليلاً بَخِيلًا مَعَ كَثْرَة الْأَمْوَال والبلاد تولىّ إمرة الحاجّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَاعْترضَ للحاجّ رجل بدويّ فِي نفر يسير فذلّ وَلَمْ يلقه وَمَعَهُ خمس مائَة فَارس وَطلب البدويّ مُهِمّ خمسين ألف دِينَار فجمعها سنجر من الحاجّ وضيّق ولمّا ورد الحاجّ إِلَى بَغْدَاد وكلّ الْخَلِيفَة عَلَيْهِ وَأخذ الْمبلغ من مَاله وَأَعَادَهُ عَلَى أربابه وعزله بطاشتكين وتوفيّ سنة عشر وست مائَة(15/288)
3 - (علم الدّين الشجاعي)
سنجر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين الشجاعي المنصوري وَزِير الديار المصرّية ومشدّ دواوينها ونائب سلطنة دمشق كَانَ رجلا طَويلا تامّ الْخلق أَبيض اللَّوْن أسود اللِّحْيَة عَلَيْهِ وقار وهيبة وَسُكُون وَفِي أَنفه كبر وَفِي أخلاقه شراسة وَفِي طَبِيعَته جبروت وانتقام وظلم وعسف وَلَهُ خبْرَة تامّة بالسياسة والعمارة ولي شدّ الديار المصريّة ثُمَّ الوزارة ثُمَّ ولي نِيَابَة دمشق فلطف بِأَهْلِهَا وقلّل شرّه فدام فِيهَا سنتَيْن ثُمَّ عُزل بعّز الدّين الْحَمَوِيّ وَكَانَ يعرض فِي تجمّل وهيئة لَا تبغي إلاّ للسُّلْطَان وَكَانَ فِي الْجُمْلَة لَهُ ميل إِلَى أهل الدّين وتعظيم الْإِسْلَام
وعمِل الوزارة أوّل دولة الناصريّة أَكثر من شهر ثُمَّ قُال شَرَّ قتلةٍ وَعصى فِي القلعة وَجَرت أُمُور ذُكر يعضها فِي تَرْجَمَة الْأَشْرَف وترجمة أَخِيه النَّاصِر فلمّا كَانَ فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وستّ مائَة عجز وَطلب الْأمان فَلم يعطوه وطلع إِلَيْهِ بعض الْأُمَرَاء وَقَالَ انزلُ إِلَى عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَمشى مَعَه فَضَربهُ واحدٌ طيرّ يَده ثُمَّ طيّر آخر رَأسه وعلّق رَأسه فِي الْحَال عَلَى سور القلعة ودقّت البشائر وطافت المشاعليّة بِرَأْسِهِ وجبوا عَلَيْهِ وَالنَّاس يسبّونه لظلمه وعسفه يُقَال إنّ المشاعليّة كلنوا يطفون بِرَأْسِهِ عَلَى بيُوت كتاب القبط فبلغت اللَّطْمَة عَلَى وَجهه بالمداس نصفا والبولة عَلَيْهِ درهما فَلَا قُوّة إِلَّا بِاللَّه وَفِي الشجاعي يَقُول السراج الورّاق وَمن خطّه نقلت من المتقارب
(أباد الشجاعيَّ ربُّ العبادْ ... وعُقباه فِي الْحَشْر أَضْعَاف ذلكْ)
)
(عصى رأسُه فالعصا نعشُهُ ... وشُيّع فِي نَار مالِكْ)
(وَلَمْ يَدَع السَّيْف فِي رَأسه ... من الْكبر إلاّ نصيب اللوالِكْ)
ووُجد بخطّ الشجاعي بعد مَوته من الْكَامِل
(إنْ كَانَتْ الْأَعْضَاء خَالَفت الَّذِي ... أُمرتْ بِهِ فِي سالف الأزمانِ)
(فسَلُوا الفؤادَ عَن الَّذِي أودعتُمُ ... فِيهِ من التَّوْحِيد والإيمانِ)
(تَجِدُوهُ قَدْ أدّى الْأَمَانَة فيهمَا ... فهَبُوا لَهُ مَا زلّ بالأركانِ)
أَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ أَخْبرنِي وَالِدي عَن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن الشَّيْخ الشَّمْس الدّين شيخ الْجَبَل قَالَ كنت ليةً نَائِما فَاسْتَيْقَظت وَكَانَ من أنبهني وَأَنا أحفظ كأنّما قَدْ أنشدت ذَلِكَ من الْبَسِيط
(عِنْد الشجاعيّ أَنْوَاع مُنوعةٌ ... من الْعَذَاب فَلَا ترحمه يَا اللهُ)
(لَمْ تُغنِ عَنهُ ذنوبُ قَدْ تحمّلها ... من الْعباد وَلَا مالٌ وَلَا جاهُ)(15/289)
قَالَ ثمّ جَاءَنَا الْخَبَر بعد أيّام قَلَائِل بقتْله وَكَانَتْ قتلته فِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي أُنْشِدَ فِيهَا الشّعْر وَكَانَ قَدْ قَارب الْخمسين وَكَانَ زوج أمّ الْأَمِير بدر الدّين بَيدَرا وَهُوَ الَّذِي عمر البيمارستان المنصوري بَيْنَ القصرين بِالْقَاهِرَةِ فِي مدّة فَأتى بذلك الْعَمَل الْعَظِيم وَفرغ مِنْهُ فِي هَذِهِ المدّة الْقَرِيبَة وَكَانَ يسْتَعْمل الصنّاع والفعول بالبندق حَتَّى لَا يفوتهُ من هُوَ بعيد عَنهُ فِي أَعلَى سقالة أَو غَيرهَا وَيُقَال إنّه وَقع بعض الفعول من أَعلَى الصقالة بجنبه وَمَات فَمَا اكثرتَ لَهُ وَلَا تغيّر من مَكَانَهُ وَأمر بدفنه وَهَذَا الْمَكَان بِمَا فِيهِ من القبّة والمدارس والمأذنة والبيمارستان لَا يُدرَك بِالْوَصْفِ وَلَا يحاط بِهِ علما إلاّ بِالْمُشَاهَدَةِ وامتدحه معِين الدّين ابْن توَلّوا بقصيدة عِنْد فَرَاغه من العْمل أوّلها من الْكَامِل
(أنشأتَ مدرسةً ومارستاناً ... لِتُصحَّح الأديانَ والأبدانا)
وامتدحه شرف الدّين محمّد بن مُوسَى الْقُدسِي وَكَانَ كَاتبه بقصيدةٍ ميميّةٍ ذكرت مِنْهَا شَيْئا فِي تَرْجَمَة الْقُدسِي وَكَانَ قَدْ رّبا أوّلاً بِدِمَشْق عِنْد امْرَأَة تعرف بستّ قجا جوَار الْمدرسَة المنكلانيّة وانتقل إِلَى مصر وتعلّم الخطّ وَقَرَأَ الْأَدَب واتّصل بالأمير سيف الدّين قلاوون الألفي فلمّا تمّلك تقدّم عِنْده وعزّ الدّين أيبك الشجاعي الَّذِي عمل شدّ الدَّوَاوِين بِمصْر أظنّه كَانَ مَمْلُوكه وَالله أعلم وَفِي الشجاعي يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي وَقَدْ وسّع الميدان بِدِمَشْق)
أيّام الْملك الْأَشْرَف وَمن خطّه نقلت من الْكَامِل
(عَلِمَ الأميرُ بأنّ سلطانَ الورى ... يَأْتِي دمشقَ ويُطلِق الأموالا)
فلأجل ذَلِكَ زَاد فِي ميدانها لتَكونَ أوسَعَ للجواد مجالا وَفِيه يَقُول وَقَدْ أَمر بِدِمَشْق أَن لَا يلبس النِّسَاء خفافاً وَلَا عمائم من المجتثّ
(هَذَا الْأَمِير غَيُورٌ ... لأنّه قَدْ أزالا)
(عمائماً وخفافاً ... عَلَى النِّسَاء ثقالا)
(وغارَ لمذا تَبرَّج ... نَ والتزمْنَ الحِجالا)
(والآن عُدْنَ نسَاء ... وكُنَّ قبلُ رِجالا)
3 - (علم الدّين الدواداري)
سنجر الْأَمِير الْكَبِير الْعَالم المحدّث أَبُو مُوسَى التركي البرلي الدواداري ولد سنة نَيف وَعشْرين وست مائَة وتوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَقدم من التّرْك فِي حُدُود الْأَرْبَعين وستّ مائَة وَكَانَ مليح الشكل مُهيباً كَبِير الْوَجْه خَفِيف اللِّحْيَة صَغِير الْعين رَبُعَةً من الرِّجَال حَسَنَ الخَلق والخُلق فَارِسًا شجاعاً ديّناً خيّراً(15/290)
عَالما فَاضلا مليح الحظّ حَافِظًا لكتاب الله قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى الشَّيْخ جِبْرِيل الدلاصي وَغَيره وَحفظ الْإِشَارَة فِي الْفِقْه لسليم الرَّازِيّ وَحصل لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وسماعه سنة بضعٍ وَخمسين وَسمع الْكثير وَكتب بخطّه وحصّل الْأُصُول وخرّج لَهُ الْمزي جزءين عوالي وَخرج لَهُ البرزالي معجماً فِي أَرْبَعَة عشر جُزْءا وخرّج لَهُ ابْن الظَّاهِرِيّ قبل ذَلِكَ شَيْئا
وحجّ ستّ مَرَّات وَكَانَ يُعرف عِنْد المَكِّيّين بالستوري لِأَنَّهُ أوّل من سَار بكسوة البيع بعد أخْذِ بَغْدَاد من الديار المصريّة وَقبل ذَلِكَ كَانَتْ تأتيها الأسبتار من الْخَلِيفَة وحجّ مرّة هُوَ وَاثْنَانِ من مصر عَلَى الهجن وَكَانَ من الْأُمَرَاء فِي أيّام الظَّاهِر ثمّ أعطي أمريّة بحلب ثمّ قدم دمشق وَولي الشدّ مُدَّة ثُمَّ كَانَ من أَصْحَاب سنقر الْأَشْقَر ثُمَّ أمسك ثُمَّ أُعِيد إِلَى رتبته وَأكْثر وَأعْطِي خبْزًا وتقدمةً عَلَى ألف وتنقلّت بِهِ الْأَحْوَال وعلت رتبته فِي دولة الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين وقدّمه عَلَى الْجَيْش فِي غَزْوَة سيس وَكَانَ لطيفاً مَعَ أهل الصّلاح والْحَدِيث يتواضع لَهُم ويحادثهم ويؤانسهم ويصلهم وَلَهُ مَعْرُوف كَبِير وأوقات بالقدس ودمشق وَكَانَ مَجْلِسه عَامِرًا بلعلماء وَالشعرَاء والأعيان وَسمع الْكثير بِمصْر وَالشَّام والحجاز روى عَن)
الزكي عبد الْعَظِيم والرشيد العطّار والكمال الضَّرِير وَابْن عبد السَّلَام والشرف المرسي وَعبد الْغَنِيّ بن بَنِينَ وَإِبْرَاهِيم بن بِشَارَة وَأحمد بن حَامِد الأرتاحي وَإِسْمَاعِيل بن عزّون وَسعد الله بن أبي الْفضل التنّوخي وَعبد الله بن يُوسُف بن اللمط وَعبد الرَّحْمَن بن يُوسُف المنبجي ولاحق الأرتاحي وَأبي بكر بن مَكَارِم وَفَاطِمَة بنت الملثم بِالْقَاهِرَةِ وَفَاطِمَة نت الحزّام الحميريّة بِمَكَّة وَابْن عبد الدَّائِم وَطَائِفَة بِدِمَشْق وَهبة الله بن زوين وَأحمد بن النّحاس بلإسكندرية وَعبد الله بن عليّ بن معزوز بمنية بني خصيب وبأنطاكيّة وحلب وبعلبك والقدس وقوص والكرك وصفد وحماة وحمص وينبع وطيبة والفيّوم وجدّة وقلّ من أَنْجَب من التّرْك مثله وَسمع مِنْهُ خلق بِدِمَشْق والقاهرة وَشهد الْوَقْعَة وَهُوَ ضَعِيف ثُمَّ التجأ بِأَصْحَابِهِ إِلَى حصن الأكراد فتوفيذ بِهِ لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث شهر رَجَب سنة تأريخ تقدم انْتهى مَا ترْجم لَهُ بِهِ الشَّيْخ شمس الدّين قلت وَكَانَ الشَّيْخ فتح الدّين بِهِ خصيصاً ينَام عِنْده ويسامره فَقَالَ لي كَانَ الْأَمِير علم الدّين قَدْ لبس بالفقيري وتجرّد وجاور بمكّة وَكتب الطباق بخطّه وَكَانَتْ فِي وَجهه أثار الضروب من الحروب وَكَانَ إِذا خرج إِلَى غَزْوَة خرج طلبه وَهُوَ فِيهِ وَإِلَى جَانِبه شخص يقْرَأ عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ أَحَادِيث الْجِهَاد وَقَالَ إنّ السُّلْطَان حسام الدّين لاجين رتّبه فِي شدّ عمَارَة جَامع ابْن طولون وفوّض أمره إِلَيْهِ فعمره وعمّر وُقُوفه وقرّر فِيهِ دروس الْفِقْه والْحَدِيث والطبّ وَجعل من جملَة ذَلِكَ وَقفا يختصّ بالديكة الَّتِي تكون فِي سطح الْجَامِع فِي مَكَان مَخْصُوص بهَا وَزعم أنّ الديكة تُعين المُوَقّتين وتوقظ المؤذنين فِي السحر وَضمن ذَلِكَ كتاب الْوَقْف فلمّا قُرئ عَلَى السُّلْطَان أعجبه مَا اعْتَمدهُ فِي ذَلِك فلمّا انْتهى إِلَى ذكر الديكة أنكر ذَلِكَ وَقَالَ أبطلوا هَذَا لَا يضْحك النَّاس(15/291)
علينا وَكَانَ سَبَب اخْتِصَاص فتح الدّين بِهِ أنّه سَأَلَ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي عَن وَفَاة البُخَارِيّ فَمَا استحضر تأريخها ثُمَّ إنّه فتح الدّين عَن ذَلِكَ فَأَجَابَهُ فحظي عِنْده وقرّبه فَقيل لَهُ إنّ هَذَا تلميذ الشَّيْخ شرف الدّين فَقَالَ وليَكُنْ وغالب رُؤَسَاء دمشق وكبارها وعلمائها نشؤه وَجمع الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني مدائحه فِي مجلّدتين أَو وَاحِدَة وَكتب ذَلِكَ بخطّه وَكتب إِلَيْهِ عَلَاء الدّين الوداعي يعزّيه بِولد توفيّ اسْمه عمر وَمن خطّه نقلت من الْكَامِل
(قُلْ لِلأميرِ وعَزِّهِ فِي نَجْلِهِ ... عُمَرَ الَّذِي أجْرى الدموعَ أُجاجا)
(حاشاك يُظلم ربعُ صبرك بعد من ... أَمْسَى لسكّان الْجنان سِرَاجًا)
)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا وَمن خطّه نقلت من الْخَفِيف
(علمُ الدّين لَمْ يَزَل فِي طِلابِ ال ... علمِ والزُهدِ سائحاً رحّالا)
(فترى الناسَ بَيْنَ راوٍ وراءٍ ... عِنْده الْأَرْبَعين والأبدالا)
وَقَالَ فِيهِ لمّا أَخذ فِي دويرة الشمشاطي بَيْتا من الْكَامِل
(لِدُوَبرِهِ الشَّيْخ الشميشاطي من ... دون الْبِقَاع فضيلةٌ لَا تُجهَلُ)
(هِيَ موطنُ للأولياء ونُزهةٌ ... فِي الدّين وَالدُّنْيَا لمن يتأمَلُ)
(كمُلتْ مَعَاني فَضْلِها مُذْ حَلَّها ال ... عَلَمُ الفريد القانت المتبتِّلُ)
(إنّي لأُنشدُ كلمّا شاهدتها ... مَا مثل منزلَة الدويرة مَنزِلُ)
أَنْشدني إجَازَة الْحَافِظ فتح الدّين محمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سيّد النَّاس العميري قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري من الوافر
(سَلوا عَن موقفي يَوْم الخميسِ ... وَعَن كرّات خيلي فِي الخميسِ)
(شرِيتُ دَمَ العِدَى فرَوِيتُ مِنْهُ ... فشربي مِنْهُ لَا خمرَ الكؤوسِ)
(وجاورت الْحجاز وساكنيه ... وَكَانَ البيتُ فِي ليلِي أنيسي)
(وأتْقنَتُ الحديثَ بكلّ قطرٍ ... سَمَاعا عَالِيا ملْء الطروسِ)
(أُباحث فِي الْوَسِيط لكّ حبر ... وألْقى القوَ فِي حرّ الوطيسِ)
(فكم لي من جلادٍ فِي الأعادي ... وَكم لي من جدالٍ فِي الدروسِ)
3 - (علم الدّين الجاولي)
سنجر الْأَمِير علم الدّين الجاولي كَانَ أوّلاً نَائِب الشوبك(15/292)
بِغَيْر عدّة ثُمَّ إنّه نقل مِنْهَا وجُعل أَمِيرا فِي أَيَّام سلاّر والجاشنكير وَكَانَ يعْمل الْأُسْتَاذ داريّة للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَيدخل إِلَيْهِ مَعَ الطَّعَام عَلَى الْعَادة وَكَانَ يُرَاعِي مصَالح السُّلْطَان ويقترّب إِلَيْهِ فلمّا حضر من الكرك جهّزه إِلَى غزّة نَائِبا وَإِلَى الْقُدس بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ونابلس وقاقون ولُدّ والرملة وأقطعه إقطاعاً هائلاً كَانَ إقطاع مماليكه فِيهَا مَا يعْمل عشْرين ألفا وَخَمْسَة وَعشْرين ألفا وَعمل نِيَابَة غزّة عَلَى القالب الجائر وَكَانَ كريم الدّين الْكَبِير يرعاه وَيكْتب إِلَيْهِ مَعَ كلّ بريد يخرج لَو أمكنه فِي كلّ يَوْم وَرَدَ مِنْهُ إِلَيْهِ كتاب يستعرض فِيهِ مراسمه وخِدَمَه وَكَذَلِكَ فَخر الدّين نَاظر الجُيوش وَكَانَ لَهُ إدلال عَلَى الْكِبَار فَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز وتراسل عَلَيْهِ هُوَ)
وَالْقَاضِي كريم الدّين فَأمر السُّلْطَان بإمساكه فاعتُقل قَرِيبا من ثَمَانِي سِنِين فِيمَا أظنّ ثُمَّ أفرَجَ عَنهُ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة أَو تسع وَعشْرين وأمّره أَرْبَعِينَ فَارِسًا مديدةً ثمّ أمّره مائَة وقدّمه عَلَى ألف وَجعله من أُمَرَاء المشور وَلَمْ يزل عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَكَانَ هُوَ الَّذِي تولىّ غسله وَدَفنه ولمّا توليّ السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر رسم لَهُ بنيابة حما فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بِهَا مدّةً تقَارب الثَّلَاثَة أشهر ثُمَّ رسم لَهُ بنيابة غزّة ثالنياً فتوجّه إِلَيْهَا وَأقَام بِهَا مدّةً قريبَة من مدّة نِيَابَة حماه ثُمَّ طُلب إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ بِمصْر فتوجّه إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ الْآن بِهَا مُقيم وَقَدْ أجَاز لي بخطّة وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَعمر بغزّة حمّاما هائلاً إِلَى الْغَايَة ومدرسةً وجامعاً عديم النظير وَعمر الخان للسبيل بغزّة وَعمر الخان الْعَظِيم فِي قاقون وَلَهُ التربة الملحية الأنيقة الَّتِي عَلَى الكبس بِالْقَاهِرَةِ وجدّد إِلَى جَانبهَا عمَارَة هائلةً وَهُوَ الَّذِي مدّن غزّة ومصرّها وَبنى بِهَا البيمارستان ووقف عَلَيْهِ عَن الْملك النَّاصِر أوقافاً جليلةً وَجعل النّظر فِيهِ لنوّاب غزّة وَعمر بغزّة الميدان وَالْقصر وَبنى الخان بقرية الكتيبة وَبنى القناطر بغابة أرسوف وَكَلّ عمائره ظريفة متقنة محكمَة وَقَدْ وضع شرحاً عَلَى مُسْند الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ آخر وَقت يُفْتِي وَيخرج خطّه بالإفتاء عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِي ولمّا خرج الْأَمِير جمال الدّين نَائِب الكرك إِلَى نِيَابَة طرابلس فوّض السُّلْطَان إِلَيْهِ نظر الْوَقْف والبيمارستان المنصوري وَلَهُ حُنُوّ زَائِد عَلَى من يَخْدمه أَو ينتمي إِلَيْهِ أَو يعرفهُ وَهُوَ آخر من نوجّه من مقدّمي الألوف إِلَى الكرك لحصار النَّاصِر أَحْمد وَهُوَ الَّذِي أَخذ الكرك وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَاسِع شهر رَمَضَان يَوْم الْجُمُعَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن بتربته الَّتِي بالكبش عَلَى بركَة الْفِيل وَأسْندَ وصيّته إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي رَأس نوبَة وَكَانَ الْأَمِير علم الدّين الجاولي قَدْ أخرج أيّام سلاّر والجاشنكير إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بِدِمَشْق وَلَمْ يقدر سلاّر عَلَى ردّ البرجيّة عَنهُ وَاشْترى بِدِمَشْق تِلْكَ المرّة الدَّار الَّتِي هِيَ الْآن قبالة التنكزي من جِهَة الشمَال وَوَقع بَينه وَبَين تنكر بِسَبَبِهَا(15/293)
3 - (علم الدّين الْحِمصِي)
سنجر الْأَمِير علم الدّين الْحِمصِي تنقّل فِي الولايات وباشر نِيَابَة الرحبة فَأحْسن إِلَى أَهلهَا ونفق فيهم مستحقّاتهم كَامِلَة وَحمل مِنْهَا المَال إِلَى دمشق فِيمَا أظنّ مبلغ مائَة ألف دِرْهَم فِي)
عَام وَاحِد وَهَذَا لَمْ يعْهَد فِي أيّام غَيره ثمّ توجّه لشدّ حلب ثُمَّ طُلب إِلَى مصر وجُعل مشدّاً مَعَ الجمالي الْوَزير ثُمَّ خرج إِلَى طرابلس مشدّاً ثُمَّ توجّه إِلَى حلب ثُمَّ طُلب إِلَى شدّ الدَّوَاوِين بِمصْر فَأَقَامَ مدّةً ثُمَّ حضر إِلَى دمشق مدّةً وَأقَام بِهَا ثُمَّ استعفى وَخرج إقطاعه لِابْنِ الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش فتوجّه إِلَى طرابلس وَلَمْ يدخلهَا وَمَات فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ ذَا دين متين لَا يقْصد غير الحقّ الْمَحْض وَلَا لَهُ حظّ نفس مَعَ أحد
سنجة ألف حَفْص بن عمر
3 - (سنّد بن عليّ)
قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم فِي كتاب حسن العقبي حدّثني أَبُو كَامِل شُجَاع بن أسلم الحاسب قَالَ كَانَ أَحْمد ومحمّد ابْنا مُوسَى بن شَاكر فِي أيّام المتوّكل بكيدان كلّ من ذُكر بالتقدّم فِي معرفَة فأشخصا سَنَد بن عليّ إِلَى مَدِينَة السَّلَام وباعداه عَن المتوّكل ودبّرا عَلَى يَعْقُوب بن إِسْحَق الْكِنْدِيّ حَتَّى ضربه المتوذكل ووجّها إِلَى دَاره وأخذا كتبه بأسرها وأفرادها فِي خزانَة سُمّيت الكنديّة ومكّن لَهما هَذَا استهتار المتوّكل بالآلات المتحرّكة وتقدّم إِلَيْهِمَا فِي حفر النَّهر الْمَعْرُوف بالجعفري فأستد أمره إِلَى أَحْمد بن كثير الفرغامي الَّذِي عمل المقياس الْجَدِيد بِمصْر وَكَانَتْ مَعْرفَته أوفى من توفيقه لأنّه مَا تمّ لَهُ عمل قطّ فغلط فِي فوهة النَّهر الْجَعْفَرِي وَجعلهَا أَخفض من سائره فَصَارَ مَا يغمر الفوهةً لَا يغمر سَائِر النَّهر فدافع أَحْمد ومحمّد ابْنا مُوسَى فِي أمره واقتضاهما المتوّكل فسُعِيَ بهما إِلَيْهِ فأنفذ مستحثّاً فِي إِحْضَار سَنَد بن عليّ من مَدِينَة السَّلَام فَوَافى فلمّا تحقّق ابْنا مُوسَى حُضُور سَنَد بن عليّ أيقنا الْهَلَاك ويئسا من الْحَيَاة فَدَعَا بِهِ المتوّكل وَقَالَ مَا ترك هَذَانِ الرديّان شَيْئا من سوء القَوْل إلاّ وَقَدْ ذكراك عِنْدِي بِهِ وَقَدْ أتلفا جملَة من مَالِي فِي هَذَا النَّهر فأخرجْ إِلَيْهِ وتأمله وَأَخْبرنِي بالغلط فِيهِ فإنّي قَدْ آلَيْت عَلَى نَفسِي إِن كَانَ الْأَمر عَلَى مَا وُصف لي أنّي أصلبهما عَلَى شاطئه وكلّ هَذَا بِعَين ابْني مُوسَى وسمعهما فَخرج وهما مَعَه وَقَالَ محمّد بن مُوسَى لسند يَا أَبَا الطيّب إِن قدرَة الحرّ تذْهب حفيظته وَقَدْ فزعنا إِلَيْك فِي أَنْفُسنَا الَّتِي هِيَ أنفسَ أعلاقنا وَمَا ننكر أنّنا أسأنا إِلَيْك وَالِاعْتِرَاف يهدم الاقتراف فخّلّصنْنا كَيْفَ شِئْت فَقَالَ وَالله إنّكما لتعلمان مَا بيني وَبَين الْكِنْدِيّ من الْعَدَاوَة والمباعدة ولكنّ الحقّ أولى مَا اتبع أَكَانَ من الْجَمِيل مَا أتيتما إِلَيْهِ من أَخذ كتبه وَوَاللَّه للا(15/294)
ذكرتكما بصالحة حتّى تردّوا عَلَيْهِ كتبه فتقدّم محمّد بن)
مُوسَى بِحمْل كتب الْكِنْدِيّ إِلَيْهِ وَأخذ خطّه باستيفائها فوردت رقْعَة الْكِنْدِيّ بتسلّمها عَن آخرهَا فَقَالَ قَدْ وَجب لَكمَا عليّ ذمام بردَ كتب هَذَا الرجل ولكما ذمام بالمعرفة الَّتِي لَمْ تلاعياها فيّ وَالْخَطَأ فِي هَذَا النَّهر يسْتَتر أَرْبَعَة أشهر بزيالة دجلة وَقَدْ أجمع الحسّاب عَلَى أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا يبلغ هَذَا المدّى وَأَنا أخبرهُ السَّاعَة أنّه لَمْ يَقع مِنْكُمَا خطأ فِي هَذَا النَّهر إبْقَاء عَلَى أرواحكما فَإِن صدق المنجّمون إفاتنا الثَّلَاثَة وَإِن كذبُوا وَجَازَت مدّة حَتَّى تنقص دجلة وتنضب أوقع بِنَا ثلاثتنا فشكروا لَهُ هَذَا لقَوْل واسترقهما بِهِ وَدخل عَلَى المتوّكل وَمَا غَلطا وزادت دجلة وَجرى المَاء فِي النَّهر فاستتر حَاله وقُتل المتوّكل بعد شَهْرَيْن وَسلم محمّد وَأَخُوهُ ابْنا مُوسَى بعد شدّة الْخَوْف ممّا توقّعاه
3 - (سندر)
3 - (مولى زنباع الجذامي)
لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عمر بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جدّه قَالَ كَانَ لزنباع الجذامي عبد يُقَال لَهُ سندر فَوَجَدَهُ يُقبّل جَارِيَة لَهُ فخصاه وجدع أَنفه فَأتى سندر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسل إِلَى زنباع فَقَالَ من مُثِّلَ بِهِ أَو أُحرق بالنَّار فَهُوَ حرّ وَهُوَ مولى الله وَرَسُوله فاعتق سندراً فَقَالَ سندر يَا رَسُول الله أوص بِي فَقَالَ أوصِي بك كلّ مُسلم
فلمّا نوفيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى سندر أَبَا بكر فَقَالَ احفظْ فيّ وصيِّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعاله أَبُو بكر حَتَّى توفيّ ثُمَّ أَتَى بعده عمّر فَقل لَهُ إِن شِئْت أَن تقيم عِنْدِي أجريتُ عَلَيْك وإلاّ فَانْظُر أيّ الْمَوَاضِع أحبّ إِلَيْك فأكتبُ لَكَ فَاخْتَارَ مصر فَكتب لَهُ إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ أَن احفظ فِيهِ وصيّة رَسُول الله فأقطع لَهُ أَرضًا وَاسِعَة وداراً وَكَانَ يعِيش فيهمَا ولمّا مَاتَ سندر قُبضتْ فِي مَال الله وَعمر إِلَى زمن عبد الْملك وَكَانَ لَهُ مَال كثير رَقِيق وَغَيره وَكَانَ جَاهِلا مُنْكرا
(سِندي)
3 - (صَاحب بَيت الْحِكْمَة لِابْنِ خاقَان)
سندي بن عليّ الورّاق صَاحب بَيت الْحِكْمَة لِلْفَتْحِ بن خاقَان روى عَن الْعُتْبِي وروى عَنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن محمّد بن عبيد الله بن صَالح بن شيخ عميرَة الْأَسدي
3 - (أَمِير دمشق)
السندي بن شاهك الْأَمِير أَبُو مَنْصُور مولى أبي جَعْفَر الْمَنْصُور ولي إمرة دمشق للرشيد ثُمَّ وَليهَا بعد الْمِائَتَيْنِ وَكَانَ ذميم الخُلق سلليّاً كاسمه قَالَ(15/295)
الجاحظ كَانَ لَا يسْتَحْلف المكاري وَلَا الفلاّح وَلَا الملاّح وَلَا الحائك بل يَجْعَل القَوْل قَول المدّعي وتوفيّ بِبَغْدَاد سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ ويُروَى أنّه هدم سُور دمشق وَقَدْ ضرب رجلا طَوِيل اللِّحْيَة فَجعل يَقُول العفوَ يَا ابْن عمّ رَسُول الله فَقَالَ وَيلك أهاشميّ أَنا فَقَالَ يَا سيّدي تُرِيدُ لحية وعقلاً
3 - (قَاضِي قزيون)
السندي بن عبدويه الْكَلْبِيّ الرَّازِيّ أَبُو الْهَيْثَم قَاضِي قزيون وهمذان واسْمه سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن روى عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان وَأبي بكر النَّهْشَلِي وَجَرِير بن حَازِم وَعَمْرو بن أبي قيس وروى عَنهُ أَحْمد بن الْفُرَات ومحمّد بن حَمَّاد الظهراني ومحمّد بن عمّار وَرَآهُ أَبُو حَاتِم وَسمع كَلَامه ورُوي أنّ أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ قَالَ مَا رَأَيْت بالريّ أعلم من السندي بن عبدوية وَمن يحيى الضريس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين يَقع حَدِيثه بعلّو فِي جزأي ابْن أبي ثَابت وتوفيّ بعد الْمِائَتَيْنِ
(سنقر)
3 - (مبارز الدّين الْحلَبِي الْكَبِير)
سنقر الْحلَبِي الْكَبِير الْأَمِير مبارز الدّين الصلاحي من كبار الدولة بحلب كريم لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة مَعَ صَلَاح الدّين وَغَيره توفيّ بِدِمَشْق سنة عشْرين وستّ مائَة
وَورثه الْأَمِير ظهير الدّين غَازِي وَكَانَ سنقر مُقيما بحلب ثُمَّ انْتقل إِلَى ماردين فخاف الْأَشْرَف مِنْهُ فَبعث إِلَى المعظّم وَقَالَ مادام المبارز فِي الشّرف مَا آمنُ عَلَى نَفسِي فَأرْسل المعظّم الظهير غَازِي ابْن المبارز إِلَى أَبِيه وَقَالَ أَنا أعْطِيه نابلس وأيشّ أَرَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحب ماردين لَا تفعل فَهَذِهِ خديعة وَأَنا والقلعة والخزائن لَكَ فَسَار إِلَى الشَّام سنة ثَمَان وَعشرَة وَوصل إِلَى دمشق وَخرج المعظّم إِلَى لِقَائِه وَلَمْ ينصفه وَنزل دَار شبْل الدولة الحسامي بقاسيون الَّتِي انْتَقَلت إِلَى الصوفيّة وَأقَام والمعظم معرض عَنهُ يماطله حَتَّى تفرّق أَصْحَابه عَنهُ وَكَانَ مَعَه من المَال وَالْخَيْل المسوّمة العربيّة وَالْجمال وَالْبِغَال وَالسِّلَاح والمماليك شَيْء كثير ففرّق الْجَمِيع فِي الْأُمَرَاء والأكابر فلمّا طَال عَلَيْهِ الأمد أَقَامَ عشْرين يَوْمًا لَا يَدخل فُؤَاده غير المَاء وَمَات كمداً فِي شعْبَان وَقَالَ وَلَده الظهير وصل إِلَى الشَّام مَا قِيمَته مَعَ أبي المبارز مائَة ألف دِينَار وَمَات وَلَيْسَ لَهُ كفن حَتَّى كَفنه شبْل الدولة ولمّا مَاتَ وجدوا فِي صندوقه دستوراً فِيهِ جملَة مَا أنْفق فِي نعال الْخَيل ثَمَانِيَة عشر ألف دِرْهَم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فَسَأَلت كَاتبه عَن ذَلِك فَقَالَ مَا يتعلّق هَذَا بنعال دوابّه ولكنّه كَانَ يستعرض الْفرس الثمين فينعله ويركبه فَإِن صلح اشْتَرَاهُ وَإِن لَمْ يصلح أعْطى صَاحبه مِائَتي دِرْهَم(15/296)
3 - (مظفّر الدّين وَجه السَّبع)
سنقر الْأَمِير مظفّر الدّين وَجه السَّبع صَاحب بِلَاد خوزستان وَكَانَ أحد الشجعان الْمَذْكُورين حجّ بِالنَّاسِ سنة واثنتين وستّ مائَة وَفَارق الركب وقفّز إِلَى الْعَادِل صَاحب الشَّام لمنافرة جرت بَينه وَبَين الْخَادِم الَّذِي عَلَى سَبِيل الْوَزير نَاصِر بن مهْدي وتلقّاه الْعَادِل وأكرمه وَأقَام عِنْده ستّ سِنِين وَكَانَ من كبار الدولة فلمّا عُزل الْوَزير عَاد إِلَى الْعرَاق وَبَقِي هُنَاكَ وتوفيّ سنة خمس وَعشْرين وستّ مائَة
3 - (شمس الدّين الْأَقْرَع)
سنقر الْأَمِير شمس الدّين أَقرع أحد مماليك المظفّر غَازِي ابْن الْعَادِل صَاحب مَيَّافاِقين كَانَ)
من كبار الْأُمَرَاء بالديار المصرّية فأمسكه الظَّاهِر وحبسه وتوفيّ سنة سبعين وستّ مائَة
3 - (شمس الدّين الألفي)
سنقر الألفي الظَّاهِرِيّ الْأَمِير شمس الدّين لمّا أفضت السلطنة إِلَى الْملك السعيد وَأمْسك الفارقاني رُتّب هَذَا فِي نِيَابَة السلطنة بِمصْر فَبَقيَ مدّةً وَكَانَ حسن السِّيرَة محبوباً إِلَى النَّاس ثُمَّ استعفى فصرف بِسيف الدّين كوندك وتوفيّ معتقلاً بالإسكندرية سنة ثَمَان وست مائَة وَكَانَ فِيهِ دين وَفضل وأدب وَكَانَ من أَبنَاء الْأَرْبَعين
3 - (الْأَشْقَر)
سنقر الْأَشْقَر الْأَمِير الْكَبِير الْملك الْكَامِل شمس الدّين الصَّالِحِي كَانَ من أَعْيَان البحريّة حَبسه الْملك النَّاصِر بحلب أَو غَيرهَا قَالَ لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله كَانَ حَبسه بجعبر وَقَالَ أَخْبرنِي بذلك لُؤْلُؤ العزّي البريدي وَكَانَ مَمْلُوك نَائِب جعبر فِي ذَلِكَ الْوَقْت فلمّا استولى هولاكو عَلَى الْبِلَاد وجده مَحْبُوسًا فَأخْرجهُ وأنعم عَلَيْهِ وَأَخذه مَعَه فَبَقيَ عِنْد التتار مكرّماً وتأهّل وجاءته الْأَوْلَاد وَجَاء ابْنه إِبْرَاهِيم رَسُولا عَن الْملك بوسعيد إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد فِي سنة تسع وَعشْرين فِيمَا أظنّ ورأيته بِالْقَاهِرَةِ ثُمَّ إنّ الْملك الظَّاهِر خوشداشه حرص علا خلاصه فَوَقع ابْن صَاحب سيس فِي أسره فَاشْترط عَلَى وَالِده أَن يسْعَى فِي خلاص سنقر الْأَشْقَر فيّسر الله أمره وخلص وَكَانَ مصافيا للْملك الظَّاهِر وهما من جملَة الأجناد وَكَانَ نطير الظَّاهِر أيّام المعزّ ولمّا ملك الظَّاهِر ذكر صحبته وَقَالَ الظَّاهِر يَا أُمَرَاء لَو وقعتُ فِي الْأسر مَا كُنْتُم تَفْعَلُونَ فقبّلوا الأَرْض فَقَالَ هَذَا سنقر الْأَشْقَر مثلي وَقَدْ خلص من الْأسر وَخرج الظَّاهِر وتلقّاه سرّاً وَمَا شعر الْأُمَرَاء بِهِ إلاّ وَقَدْ خرجا من المخيّم مَعًا ثُمَّ أعطَاهُ من الْأَمْوَال وَالْعدَد وَالْخَيْل والغلمان مَا أصبح بِهِ من أكبر أُمَرَاء الدولة وبادر الْأُمَرَاء إِلَيْهِ بالتقادم وَبَقِي الظَّاهِر يجهّز إِلَيْهِ كل يَوْم(15/297)
خلعةً بكلوته زركش وكلابند ذهب وحياصة ذهب وَفرس وَألف دِينَار وأقطع مائَة فَارس وَعمل نِيَابَة دمشق سنة ثَمَان وَسبعين وتسلطن بِهَا فِي آخر السّنة وَذَلِكَ أنّه جَاءَ إِلَى دمشق نَائِبا عَن الْعَادِل سلامش ابْن الظَّاهِر فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري قَدْ عَاد مشدّ الدَّوَاوِين كَمَا كَانَ أَولا فإنّه كَانَ نَائِب الْغَيْبَة بِدِمَشْق ولمّا كَانَ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر رَجَب خلعوا الْعَادِل سلامش وسلطنوا الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون وَلَمْ يخْتَلف عَلَيْهِ اثْنَان وَوصل)
إِلَى دمشق أَمِير يحلف لَهُ الْأُمَرَاء فَحَلَفُوا وَلَمْ يحلف سنقر الْأَشْقَر وكاسر وَلَمْ يُرضه خلع ابْن الظَّاهِر ودُقّت البشائر بِدِمَشْق فِي سَابِع عشْرين شهر رَجَب وَفِي رَابِع عشْرين الحجّة ركب سنقر الْأَشْقَر من دَار السَّعَادَة وَبَين يَدَيْهِ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والجند وَدخل الْبَلَد وأتى بَاب القلعة فهجمها رَاكِبًا وَدخل وَجلسَ عَلَى تخت الْملك وحلفوا لَهُ وتلقّب بالكامل ودُقّت البشائر وَنُودِيَ فِي الْبَلَد سلطنته وَكَانَ محبّباً إِلَى النَّاس وَحلف لَهُ الْقُضَاة والأكابر وَقبض عَلَى الْوَزير تَقِيّ الدّين ابْن البيّع واستوزر مجد الدّين ابْن كيسرات وَلَمْ يحلف لَهُ الْأَمِير ركن الدّين الجالق فَقبض عَلَيْهِ وحبسه وَقبض عَلَى نَائِب القلعة حسام الدّين لاجين المنصوري وَفِي مستهلّ سنة تسع وَسبعين وستّ مائَة ركب من القلعة بأبّهة الْملك وشعار السلطنة وَدخل الميدان وَبَين يَدَيْهِ الْأُمَرَاء بِالْخلْعِ وسيّر سَاعَة وَعَاد إِلَى القلعة وجهّز عسكراً فنزلوا عِنْد غزّة وَكَانَ عَسْكَر المصريّين بغزّة فأظهروا الْهَرَب ثُمَّ إنّهم كَرَوا عَلَى الشاميّين ونهبوهم وهزموهم إِلَى الرملة ثُمَّ فِي خَامِس المحرّم وصل عِيسَى بن مهنّا وَدخل فِي طَاعَة الْكَامِل فَبَالغ فِي إكرامه وَأَجْلسهُ إِلَى جَانِبه عَلَى السماط ثُمَّ قدم عَلَيْهِ أَحْمد بن حجي أَمِير آل مرى فَأكْرمه ووليّ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلّكان تدريس الأمينيّة وعزل نجم الدّين ابْن سنى الدولة وَفِي آخر المحرّم جهّز الْمَنْصُور عسكراً من مصر لِحَرْب الْكَامِل مقدّمة الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحلَبِي وَفِي صفر خرج الْكَامِل وَنزل عَلَى الجسورة واستخدم الْجند ونفق وَجمع خلقا من البلا وَحضر مَعَه ابْن مهنّا وَابْن حجي بعربهما وجاءه نجدة عَسْكَر حماة وحلب والتقوا بُكرة النَّهَار عَلَى الجسور والتحم الْحَرْب واستمرّ الْقِتَال إِلَى الرَّابِعَة وَقَاتل سنقر الْأَشْقَر بِنَفسِهِ وَحمل عَلَيْهِم وبيّن فخامر عَلَيْهِ صَاحب حماة وَأكْثر عساكره وَانْهَزَمَ بَعضهم وتحيّز الْبَعْض إِلَى المصريّين فوليَّ الْكَامِل وسلك الدَّرْب الْكَبِير إِلَى القطيفة وَلَمْ يتبعهُ أحد وَفِي ذَلِكَ يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي وَمن خطّه نقلت من الْكَامِل
(أيقنت أنّ فَتى عُنَينٍ كَاذِبًا ... فِي قَوْله قل لي مَتى ومزوّر)
(قَدْ أَفْلح الحميّ يَوْم فراره ... لمّا تلاقى جَيش مصر وسنقر)
وَقَالَ أَيْضا من الْكَامِل
(ألْمِم بِقَبْر فَتى غنين قَائِلا ... مَا كنت فِي فنّ الهجاء خَبِيرا)(15/298)
(قَدْ أَفْلح الحمويّ يَوْم فراره ... عَن سنقرٍ حَتَّى انثنى مكسورا)
)
قلت يُرِيد قَوْله قل لي مَتى أَفْلح صَاحب حماة فِي أبياته الْمَشْهُورَة
وتوجّه ابْن مهنّا مَعَه ولازمه وَنزل بِهِ وبمن مَعَه فِي بريّة الرحبة فتوجّهت إِلَيْهِ العساكر وضايقته وتوجّه نجدةً لَهُم الْأَمِير عزّ الدّين الأفرم فَفَارَقَ الكاملُ ابنَ مهنّا وتوجّه إِلَى الْحُصُون الَّتِي بيد نوّابه وَهِي صهيون وبلاطنس وبرزية وعكّار وجبلة واللاذقية وشيزر والشغر وبكاس وَكَانَ قَدْ انهزم يَوْم الْوَقْعَة الحاجّ ازدمر الْأَمِير إِلَى جبل الجرد وَأقَام عِنْدهم واحتمى بهم ثُمَّ إنّه مضى إِلَى خدمَة الْكَامِل فِي طَائِفَة من الحلبيّين فأنزله بشيزر يحفظها وطلع الْكَامِل إِلَى صهيون وَكَانَ قَدْ سيّر أَهله إِلَيْهَا وخزائنه وتحرّك فِي الْبِلَاد التتار وانجفل النَّاس أمامهم ونازل عَسْكَر مصر شيزر وضايقوها بِلَا محاصرة وتردّدت الرُّسُل بَينهم وَبَين الْكَامِل ولمّا دهم التتار الْبِلَاد خرج الْعَسْكَر من دمشق وَعَلَيْهِم الرُّكْن أباجو وَقدم من مصر بكتاش النجمي فِي ألفن فسيّر هَؤُلَاءِ إِلَى الْكَامِل يَقُولُونَ إنّ العدوّ قَدْ دَهَمَنا وَمَا سَببه إلاّ هَذَا الْخلف الَّذِي بَيْننَا وَمَا يَنْبَغِي هَلَاك الرعيّة فِي الْوسط والمصلحة اجتماعنا عَلَى ردّ العدوّ فَنزل عَسْكَر الْكَامِل من صهيون والحاجّ ازدمر من شيزر وَنزل الْمَنْصُور إِلَى الشَّام وهادن أهل عكّا وَقبض عَلَى جمَاعَة أُمَرَاء مِنْهُم كوندك بِحَمْرَاء بيسان وهرب الهاروني وَالسَّعْدِي وَنَحْو ثَلَاث مائَة فَارس وَخَرجُوا عَلَى حميّة إِلَى الْكَامِل وَلَحِقُوا بِهِ وجُهّزت المناجيق لحصار شيزر فتسلّموها ثُمَّ إنّ الرُّسُل تردّت بَيْنَ الْمَنْصُور والكامل فَوَقع الصُّلْح بَينهمَا وَنُودِيَ فِي دمشق لِاجْتِمَاع الْكَلِمَة ودقّت البشائر وعوّضه الْمَنْصُور عَن شيزر بِكفْر طَابَ وفامية وأنطاكيّة والسويديّة ودركوش بضياعها عَلَى أَن يُقيم ستّ مائَة فَارس عَلَى جَمِيع مَا تَحْتَ يَده من الْبِلَاد وكوتب بالمقرّ العالي المولوي السيّدي وَلَمْ يُصرّح لَهُ بِالْملكِ وَلَا بالأمير ثُمَّ فِي جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة جَاءَت أَخْبَار التتار فَكَانَت وَاقعَة حمص وَحضر الْكَامِل وَمن عِنْده من الْأُمَرَاء للغزاة وَبَالغ الْمَنْصُور فِي احترام الْكَامِل وأبلى الْكَامِل والأمراء فِي ذَلِكَ الْيَوْم بلَاء حسنا وانتصر الْمُسلمُونَ فِي آخر الْأَمر وَعَاد الْمَنْصُور إِلَى دمشق وَفِي خدمته الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا قَدْ قفزوا إِلَى الْكَامِل وودّع الْكَامِل المنصورَ من حمص وتوجّه إِلَى صهيون ولمّا كَانَ فِي المحرّم سنة ستّ وَثَمَانِينَ وستّ مائَة حضر طرنطائي من مصر فِي تجمّل زَائِد وتوجّه بالعساكر إِلَى حِصَار الْكَامِل وَأخذ صهيون مِنْهُ وتوجّه حسام الدّين لاجين إِلَى برزية وَفتحهَا عَاجلا وَكَانَ بِهَا خيل للكامل فَلَمَّا أخذت ضعف الْكَامِل وأذعن لتسليم صهيون بعد)
حِصَار شهر بِشُرُوط اشترطها وَالْتزم بِهَا طرنطائي وذبّ عَنهُ ذبّاً عَظِيما ووفى لَهُ بِمَا اشْتَرَطَهُ عَلَى نقل ثقله بِجَمَال وَظهر وَحضر بعياله ورخته صُحْبَة طرنطائي فَأعْطَاهُ الْمَنْصُور إمرة مائةٍ وَبَقِي وافر الْحُرْمَة إِلَى آخر الدولة المنصورية ولمّا كَانَ فِي آخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة أمْسكهُ الْملك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين وخُنق معتقلاً رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ رنكه جاخ أسود بَيْنَ(15/299)
أبيضين ثُمَّ فَوْقه وَتَحْته أَحْمَرَانِ وَفِيه يَقُول كَمَال الدّين ابْن العطّار وَقَدْ تسلطن بِدِمَشْق من الطَّوِيل
(أَتَى الأشقرّ المُلْكُ الَّذِي بّشرتْ بِهِ ... مَلاحمُ من قيل الأعاريب والفُرسِ)
(سيَبْلُغُ أقْصَى الشرّقِ وَالْمغْرب ملكهُ ... ألم ترَ أنّ الشرقَ والغربَ للشمسِ)
ولمّا جرّت المجانيق إِلَى حصاره بصهيون قَالَ الوداعي وَمن خطّه نقلت من الْخَفِيف
(جَلَبَ الْمُسلمُونَ غَلّةَ غِلٍّ ... مشتريها المغبون والمخذول)
عرضوا عينهَا بعرضة صهيون وَكَانَ الكيّال عزرائيلً
(فاستعاضوا عَنْهَا الشَّهَادَة نَقْدا ... والنسيّات فِي الْجنان المقيلُ)
3 - (سنقر الْأَمِير)
شمس الدّين الجمالي مملوم الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأفرم أعرِفه وَهُوَ فِي جملَة البريديّة بِدِمَشْق المحروسة ولمّا جَاءَ الفخري وَجرى لَهُ مَا جرى جعل أَخَاهُ سيف الدّين بِهَا در نَائِبا فِي بعلبك ثُمَّ إنّه أَخذ طبلخاناة بعد موت الفخري فِيمَا أظنّ ولمّا توفيّ تعصّب الجراكسة مَعَ أَخِيه شمس الدّين سنقر وخلصوا لَهُ الإمرة ونيابة فتوجّه إِلَى بعلبك ثُمَّ إنّه حضر فِي أيّام الْكَامِل من استخرج مِن شمس الدّين ميراثَ سيف الدّين بهادر الجمالي الْمَذْكُور مِنْهُ فَقَامَ فِي القضيّة الْأَمِير سيف الدّين يَلبُغا والأمير فَخر الدّين أيّاز وَشهد لَهُ جمَاعَة من أُمَرَاء دمشق بأنّه أَخُوهُ وخمدت القضيّة بعد أَن عُزل من النِّيَابَة فِي بعلبك ثُمَّ إنّه عَاد إِلَيْهَا وباشر النِّيَابَة جيّداً إِلَى أَن كتب الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه إِلَى بَاب السُّلْطَان فِي ولَايَة الْأَمِير بدر الدّين بكتاش المنكورسي نِيَابَة بعلبك وَنقل الْأَمِير شمس الدّين سنقر إِلَى طرابلس فورد المرسوم وتوجّه إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بِهَا تَقْدِير شَهْرَيْن وأو أَكثر ثُمَّ توفيّ فِي طاعون طرابلس فِي أوّل شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى
3 - (الزيني المعمّر الْمسند)
)
سنقر بن عبد الله الزيني الشَّيْخ الْمسند الخيرّ المعمّر عَلَاء الدّين أَبُو سعيد الأرمني ثُمَّ الْحلَبِي القضائي وُلد سنة ثَمَان عشرَة وستّ مائَة وجُلب إِلَى حلب سنة أَربع وَعشْرين وشراه قَاضِي حلب زين الدّين ابْن الْأُسْتَاذ وَسمع مَعَ أَوْلَاده كثيرا وَكَتَبُوا لَهُ فِي صفر وأنّه لَا يفهم بالعربي ثُمَّ سمع فِي سنة خمس وَمَا بعْدهَا سمع من الموفّق عبد اللَّطِيف وعزّ الدّين ابْن الْأَثِير وَابْن سداد بهاء الدّين وَابْن روزبه وَسمع الثلاثيّات من ابْن الزبيدِيّ بِدِمَشْق وَسمع بِبَغْدَاد من الأنجب الحمامي وَعبد اللَّطِيف ابْن القبيطي وَجَمَاعَة(15/300)
وَسمع بِمصْر من عبد الرَّحِيم بن الطُّفَيْل وعُمِّر وتفرّد وروى الْكثير وَمَا حدث بِبَعْض مروياته وَأكْثر عَن ابْن خَلِيل وَسمع مِنْهُ المعجم الْكَبِير بِكَمَالِهِ وخرّج لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين مشيخةً وخرّج لَهُ أَبُو عَمْرو المقاتلي وَأكْثر عَنهُ ابْن حبيب وولداه وتوفيّ سنة ستّ وَسبع مائَة
3 - (شمس الدّين الأعسر)
سنقر الْأَمِير شمس الدّين الأعسر المنصوري كَانَ من كبار الْأُمَرَاء توفيّ سنة تسع وَسبع مائَة تولىّ شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وستّ مائَة كَانَ مَمْلُوك الْأَمِير عزّ الدّين أيدمر الظَّاهِرِيّ النَّائِب بِالشَّام ودواداره وَكَانَتْ نَفسه تكبر عَن الدواداريّة ولمّا عُزل مخدومه وأُرسل إِلَى الديار المصريّة فِي الدولة المنصوريّة عُرضت مماليكه عَلَى السُّلْطَان فَاخْتَارَ مِنْهُم سنقر فَاشْتَرَاهُ وولاّه نِيَابَة الْأُسْتَاذ داريّة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وأمّره ورتَبه فِي شدّ الدَّوَاوِين والأستاذ داريّة وَأقَام بِالشَّام وَلَهُ صُورَة كَبِيرَة وشهرة كَبِيرَة إِلَى أَن توفيذ الْمَنْصُور وَولي الْأَشْرَف وَكَانَ فِي خاطر الْوَزير شمس الدّين ابْن السلعوس مِنْهُ فطْلب إِلَى مصر وعوقب وصودر فتوصّل بتزويج ابْنه الْوَزير فَأَعَادَهُ إِلَى الْحَالة الأولى وَلَمْ يزل إِلَى الدولة العادليّة كتبغا ووزارة الصاحب فَخر الدّين ابْن الخليلي فَقبض عَلَى الْأَمِير شمس الدّين سنقر الْمَذْكُور وَعَلَى الْأَمِير سيف الدّين اسندمر وصودرا وأُخذ من شمس الدّين سنقر الْمَذْكُور قَرِيبا من خمس مائَة ألف دِرْهَم أهانه الْوَزير غير مرذة وعزله بِفَتْح ابْن صبرَة بِاشْتِرَاط شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ أَن لَا يُبَاشر مَعَ الأعسر لأنّه خائن فتوجّه الأعسر صحبتهم إِلَى مصر وأمّا وثب حسام الدّين لاجين عَلَى كتبغتا وتسلطن وَوصل الْأَمِير سيف الدّين قبجق نَائِب الشَّام وَولي الأعسر الوزارة وسلّم إِلَيْهِ شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ فَلم يعامله كَمَا عَامله ثُمَّ إنّ الأعسر قبض عَلَيْهِ وَولي الوزارة أَيْضا بعد ذَلِك وعامل النَّاس بالجميل وتوجّه لكشف الْحُصُون فِي)
سنة سبع مائَة وأواخرها ورُتّب عِوضّه عزّ الدّين أيبك الْبَغْدَادِيّ فاستمرّ أَمِير مائَة وَعشرَة مقدم ألف وحجّ صَحبه الْأَمِير سيف الدّين سلاّر وتوفيّ بِمصْر بعد أمراض اعترته وَقَالَ الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل يمدحه بموشّحة عَارض بِهَا السراج المحّار وَجَاء مِنْهَا فِي مديح الأعسر
(يَا قرحَة الحزون ... وفرجةُ لمن يرى)
(إِن صُلت بالجفون ... وصدت من جفي الْكرَى)
(فَلَيْسَ لي يحميني ... سوى الَّذِي فاق الورى)
(شمس الْعلَا وَالدّين ... أبي سعيد سنقرا)(15/301)
(مولى حوى كلّ هُلا ... وسؤدد من مُعشر فرسانِ)
(وَقَدْ صفا ثُمَّ حلا ... فِي المورد للمعسر والعانِ)
وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين والوداعي وَمن خطّه نقلت لمّا سبق النَّاس والأمراء أَجْمَعِينَ فِي عمَارَة الميدان من الطَّوِيل
(لقد جاد شمس الدّين بالمالِ والقِرّى ... فَلَيْسَ لَهُ فِي حَلْبة الْفضل لاحِقُ)
(وأعجز فِي هَذَا الْبناء بسبقه ... وكلّ جواد فِي الميادين سابقُ)
وَفِيه يَقُول لما أمره السُّلْطَان بِقطع الأخشاب من وَادي مرتبين للمجانيق من المتقارب
(مرتبين شكرا لإحسانها ... فقد أطربتنا بعيدانها)
(وَلَوْلَا الْأَمِير لما واصلتْ ... وَلَا طاوعت بعد عصيانها)
(أَتَانَا بِهَا وهْي مأسورة ... وأسِرةٌ أُسْدَ غيطانها)
(ولَمْ نَرَ من قبله غائراً ... أَتَى بالديار وسكّانها)
(فَلَا عدمتْ عدلّه ملّةٌ ... يدبّر دولة سلطانها)
3 - (المنصوري)
سنقر شاه الْأَمِير شمس الدّين المنصوري وَكَانَ من الْأُمَرَاء الْكِبَار ذَا مَال وخيل وَسلَاح وَكَانَ مبخلاً جدّاً وَجَاء إِلَى صفد نَائِبا فِي سنة أَربع تَقْرِيبًا وَأقَام تَقْدِير ثَلَاث سِنِين وتوفيّ بِهَا فِي سنة سبع وَكَانَ قَدْ جَاءَ إِلَيْهَا بعد بتخاص وَكَانَ الجوكندار الْكَبِير قَدْ اُخرج إِلَى الصبيبة فَلَمَّا توفيّ سنقر شاه جَاءَ الجوكندار إِلَيْهَا نَائِبا وَكَانَ سنقر شاه متمرضا قيل إِنَّه)
3 - (سنُين أَبُو جميلَة الضمرِي)
وَيُقَال السّلمِيّ روى عَنهُ ابْن شهَاب أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح(15/302)
(الألقاب)
بنوسني الدولة جمَاعَة مِنْهُم نجم الدّين قَاضِي الْقُضَاة محمّد بن أَحْمد
وَمِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين يحيى بن هبة الله
وَولده قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين أَحْمد بن يحيى
ابْن السّني الْحَافِظ أَبُو بكر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَق
ابْن السنينيرة الشَّاعِر اسْمه عبد الرَّحْمَن بن محمذد بن محمّد
السهروردي الشَّيْخ شهَاب الدّين عمر بن محمّد
عمّه عمر بن محمّد أَيْضا
السهروردي الْمَقْتُول مُحَمَّد بن حبش(15/303)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(سهل 5235)
3 - (أَبُو طَاهِر الْأَصْبَهَانِيّ)
سهل بن عبد الله بن الفرخان أَبُو طَاهِر الْأَصْبَهَانِيّ العابد سمع هِشَام بن عمار وحرملة بن يحيى وَالْمُسَيب بن وَاضح وَغَيرهم كَانَ مجاب الدعْوَة لَقِي أَحْمد ابْن عَاصِم الْأَنْطَاكِي وَأحمد بن أبي الْحوَاري وَأَبا يُوسُف الغسولي وَعبد الله بن خبيق ونظراءهم بِالشَّام وَكتب بِمصْر وَالشَّام الحَدِيث الْكثير وَتُوفِّي سنة نَيف وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 5236
3 - (سهل بن مَالك)
سهل بن مَالك بن عبيد بن قيس وَيُقَال سهل بن عبيد بن قيس قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يَصح سهل بن عبيد وَلَا سهل بن مَالك وَلَا يثبت لأَحَدهمَا صُحْبَة وَلَا رِوَايَة يُقَال إِنَّه حجازي سكن الْمَدِينَة لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْنه مَالك بن سهل أَو يُوسُف بن سهل من قَالَ سهل بن مَالك جعل ابْنه يُوسُف بن سهل وَمن قَالَ سهل بن عبيد جعل ابْنه مَالك بن سهل وَحَدِيثه يَدُور على خَالِد بن عَمْرو الْقرشِي الْأمَوِي وَهُوَ مُنكر الحَدِيث متروكه يروي عَن سهل بن يُوسُف ابْن سهل بن مَالك عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي رَاض عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَسَعِيد وَعبد الرَّحْمَن الحَدِيث فِي فضل الصَّحَابَة وَالنَّهْي عَن سبهم وَفِي آخِره يَا أَيهَا النَّاس ارْفَعُوا أَلْسِنَتكُم عَن الْمُسلمين إِذا مَاتَ الرجل مِنْهُم فَقولُوا فِيهِ خيرا حَدِيث مُنكر مَوْضُوع يُقَال فِيهِ إِنَّه من الْأَنْصَار وَلَا يَصح وَفِي إِسْنَاد حَدِيثه مَجْهُولُونَ(16/5)
ضعفاء غير معروفين يَدُور على سهل بن يُوسُف بن سهل بن مَالك عَن أَبِيه عَن جده وَكلهمْ لَا يعرف 5237
3 - (أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز)
سهل بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز روى عَنهُ مُعَاوِيَة بن الريان توفّي بِالشَّام سنة تسع وَتِسْعين من الْهِجْرَة قَالَ عَمْرو ابْن مهَاجر بَعَثَنِي عمر بن عبد الْعَزِيز لحفر قبر أَخِيه سهل وَقَالَ احْفِرْ لَهُ قدر طولك أَو إِلَى الْمنْكب وَلَا تبعد لَهُ فِي الأَرْض فَإِن أَعلَى الأَرْض أطهر من أَسْفَلهَا 5238
3 - (ابْن الحنظلية الصَّحَابِيّ)
سهل بن عَمْرو بن عدي الْأنْصَارِيّ الأوسي وَهُوَ سهل ابْن الحنظلية صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَايَعَهُ تَحت الشَّجَرَة وَسكن دمشق وداره بهَا فِي حجر الذَّهَب مِمَّا يَلِي السُّور
وَكَانَ متعبداً لَا يكَاد يفرغ من الْعِبَادَة وَكَانَ لَا يُولد لَهُ فَقَالَ لِأَن يكون لي سقط فِي الْإِسْلَام أحب إِلَيّ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وقبره فِي مَقَابِر بَاب الصَّغِير فِي الْحُجْرَة الَّتِي فِيهَا قبر مُعَاوِيَة قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر رَأَيْت ذَلِك فِي حجر منقور عَتيق فِي قبْلَة الْحُجْرَة أَن فِي ذَلِك الْمَكَان قبر مُعَاوِيَة وَابْن الحنظلية وفضالة بن عبيد وواثلة بن الْأَسْقَع وَأَوْس بن أَوْس الثَّقَفِيّ وَمَات فِي صدر خلَافَة مُعَاوِيَة 5239)
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سهل بن حنيف الْأنْصَارِيّ وَالِد أبي أُمَامَة وأخو عُثْمَان شهد الْمشَاهد وَله رِوَايَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة كَانَ يكنى أَبَا سعيد وَقيل أَبَا سعد وَقيل أَبَا عبد الله وَقيل أَبَا الْوَلِيد وَقيل أَبَا ثَابت وَثَبت مَعَ(16/6)
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَجعل ينضخ بِالنَّبلِ عَن وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نبلوا سهلاً فَإِنَّهُ سهل ثمَّ صحب عليا وَشهد مَعَه صفّين وَصلى عَليّ عَلَيْهِ وَكبر سِتا روى عَنهُ ابْنه وَجَمَاعَة 5240
3 - (الخزرجي)
سهل بن أبي حثْمَة الخزرجي كَانَ دَلِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أحد وَشهد الْمشَاهد كلهَا سوى بدر ولد سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَقبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين وَلكنه حفظ عَنهُ فأتقن وَذكر أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ أَنه سمع رجلا من وَلَده يَقُول كَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة وروى عَنهُ نَافِع بن جُبَير وَبشير بن يسَار وَعبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود وَابْن شهَاب قَالَ ابْن عبد الْبر مَا أَظن ابْن شهَاب سمع مِنْهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 5241
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سهل بن قيس بن أبي كَعْب بن الْقَيْن بن كَعْب بن سَواد بن غنم بن كَعْب ابْن سَلمَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا 5242
3 - (الْأنْصَارِيّ)
سهل بن عتِيك بن النُّعْمَان بن عَمْرو بن عتِيك الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة ثمَّ شهد بَدْرًا وَلَا عقب لَهُ قَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ جُمْهُور أهل السّير سهل بن عتِيك وَقَالَ أَبُو معشر سهل بن عبيد قَالَ الطَّبَرِيّ وَهُوَ خطأ عِنْدهم 5243
3 - (ابْن بَيْضَاء)
سهل بن بَيْضَاء أَخُو سُهَيْل وَصَفوَان أمّهم الْبَيْضَاء اسْمهَا دعد كَانَ مِمَّن أظهر إِسْلَامه بِمَكَّة وَهُوَ الَّذِي مَشى إِلَى النَّفر الَّذين قَامُوا فِي شَأْن الصَّحِيفَة الَّتِي كتبهَا قُرَيْش على بني هَاشم حَتَّى اجْتمع لَهُ نفر تبرأوا من الصَّحِيفَة وأنكروها وهم(16/7)
هِشَام بن عَمْرو بن ربيعَة)
والمطعم بن عدي بن نَوْفَل وَرَبِيعَة بن الْأسود ابْن الْمطلب بن أَسد وَأَبُو البخْترِي بن هِشَام بن الْحَارِث بن أَسد وَزُهَيْر بن أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة وَفِي ذَلِك يَقُول الشَّاعِر الطَّوِيل
(جزى الله رب النَّاس رهطاً تتابعوا ... على ملإ يهدي لخير ويرشد)
(قعُودا إِلَى جنب الْحطيم كَأَنَّهُمْ ... مقاولة بل هم أعز وأمجد)
(هم رجعُوا سهل بن بَيْضَاء رَاضِيا ... فسر أَبُو بكر بهَا وَمُحَمّد)
(ألم يأتكم أَن الصَّحِيفَة مزقت ... وَأَن كل من لم يرضه الله مُفسد)
(أعَان عَلَيْهَا كل صقر كَأَنَّهُ ... إِذا مَا مَشى فِي رَفْرَف الدرْع أجرد)
وَلما كتم سهل إِسْلَامه أخرجته قُرَيْش إِلَى بدر فاسر يَوْمئِذٍ مَعَ الْمُشْركين فَشهد لَهُ عبد الله بن مَسْعُود أَنه رَآهُ بِمَكَّة يُصَلِّي فخلي عَنهُ قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَمَات بِالْمَدِينَةِ وَبهَا مَاتَ أَخُوهُ سُهَيْل وَصلى عَلَيْهِمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد وَقيل إِنَّه مَاتَ بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 5244
3 - (العامري)
سهل بن عَمْرو العامري أَخُو سُهَيْل بن عَمْرو كَانَ من مسلمة الْفَتْح وَمَات فِي خلَافَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ أَو صدر خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ 5245
3 - (الخزرجي)
سهل بن عدي بن زيد بن عَامر الخزرجي قتل يَوْم أحد شَهِيدا 5246
3 - (أحد اليتيمين)
سهل بن رَافع بن أبي عَمْرو لَهُ أَخ يُسمى سهيلاً وهما اليتيمان اللَّذَان كَانَ لَهما المربد الَّذِي بنى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد كَانَا يتيمين فِي حجر أبي أُمَامَة أسعد بن زُرَارَة وَلم يشْهد بَدْرًا وشهدها أَخُوهُ سُهَيْل 5247
3 - (السَّاعِدِيّ)
سهل بن سعد بن مَالك الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس(16/8)
قَالَ كنت يَوْم المتلاعنين ابْن خمس عشرَة سنة كَانَ مِمَّن خَتمه بالرصاص الْحجَّاج توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد بلغ مائَة سنة وَهُوَ آخر من مَاتَ بِالْمَدِينَةِ من الصَّحَابَة وَكَانَ اسْمه حزنا فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سهلاً ولأبيه أَيْضا صُحْبَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بن كَعْب)
وَغَيره وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5248
3 - (وَالِد ابْني سهل)
سهل وَالِد الْوَزير الْفضل والوزير الْحسن ابْني سهل توفّي بعد قتل وَلَده الْفضل بِقَلِيل سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث 5249
3 - (أَبُو الْفضل الْهَرَوِيّ الْمُؤَذّن)
سهل بن أَحْمد بن عِيسَى أَبُو الْفضل الْمُؤَذّن هروي معمر توفّي سنة سِتِّينَ وثلاثمائة 5250
3 - (الصعلوكي الشَّافِعِي)
سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو الطّيب ابْن الإِمَام أبي سهل الْعجلِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الصعلوكي النَّيْسَابُورِي درس الْفِقْه وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْخلق وَكَانَ فِي مَجْلِسه أَكثر من خَمْسمِائَة محبرة روى عَنهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَجَمَاعَة وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ أنظر من رَأينَا سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْأَصَم وأقرانهما وَجمع رئاسة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَخرجت لَهُ الْفَوَائِد وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أديباً متكلماً وَلما مَاتَ أَبوهُ الإِمَام أَبُو سهل مُحَمَّد كتب إِلَيْهِ أَبُو نصر عبد الْجَبَّار يعزيه عَن وَالِده الْبَسِيط
(من مبلغ شيخ أهل الْعَصْر قاطبة ... عني رِسَالَة محزون وأواه)
(أولى البرايا بِحسن الصَّبْر محتسباً ... من كَانَ فتياه توقيعاً عَن الله 5251)
3 - (الأرغياني الشَّافِعِي)
سهل بن أَحْمد بن عَليّ الْحَاكِم أَبُو الْفَتْح الأرغياني(16/9)
بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف ألف وَنون الْفَقِيه الشَّافِعِي الزَّاهِد أحد الْأَئِمَّة تفقه على القَاضِي حُسَيْن وَأخذ الْأُصُول وَالتَّفْسِير عَن شهفور الإسفرايني وَعَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَترك الْقَضَاء بِنَاحِيَة أرغيان وَتعبد وَتُوفِّي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلما رَجَعَ من مَكَّة دخل على الشَّيْخ الْعَارِف الْحسن السمناني شيخ وقته زَائِرًا فَأَشَارَ عَلَيْهِ بترك المناظرة فَتَركهَا وَلم يناظر بعد ذَلِك وعزل نَفسه عَن الْقَضَاء وَبنى للصوفية دويرة من مَاله وَأقَام بمنزله مَشْغُولًا بالتصنيف وَالْعِبَادَة حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى 5252
3 - (أَبُو حَاتِم السجسْتانِي)
سهل بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الإِمَام أَبُو حَاتِم السجسْتانِي ثمَّ الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ صَاحب)
المصنفات اخذ عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ والأصمعي ووهب بن جرير وَيزِيد بن هَارُون وَأبي عَامر الْعَقدي وَقَرَأَ الْقُرْآن على يَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ وَحمل النَّاس عَنهُ الْقُرْآن والْحَدِيث والعربية وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَكَانَ جمَاعَة للكتب يتجر فِيهَا وَله الْيَد الطُّولى فِي اللُّغَة وَالشعر وَالْعرُوض والمعمى وَلم يكن حاذقاً فِي النَّحْو وَله إِعْرَاب الْقُرْآن وَكتاب مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة والمقصور والممدود وَكتاب المقاطع والمبادي والقراءات والفصاحة والوحوش وَاخْتِلَاف الْمَصَاحِف وَكتاب الطير وَكتاب النحلة وَكتاب القسي والنبال والسهام وَكتاب السيوف والرماح وَكتاب الدرْع والترس وَكتاب الحشرات وَكتاب الزَّرْع وَكتاب الهجاء وَكتاب خلق الْإِنْسَان وَكتاب الْإِدْغَام وَكتاب اللبأ وَاللَّبن والحليب وَكتاب الْكَرم وَكتاب الشتَاء والصيف وَكتاب النَّحْل وَالْعَسَل وَكتاب الْإِبِل وَكتاب العشب وَكتاب الخصب والقحط وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على الْأَخْفَش مرَّتَيْنِ وَكَانَ إِذا اجْتمع مَعَ أبي عُثْمَان الْمَازِني فِي دَار عِيسَى بن جَعْفَر الْهَاشِمِي تشاغل وبادر بِالْخرُوجِ خوفًا من أَن يسْأَله مَسْأَلَة فِي النَّحْو لِأَنَّهُ لم يكن فِيهِ حاذقاً وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد يحضر حلقته ويلازم الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَهُوَ غُلَام وسيم فِي نِهَايَة الْحسن فَعمل فِيهِ أَبُو حَاتِم الْكَامِل المجزوء(16/10)