والعمدة ومختصر التبريزي والتنبيه ثمَّ سَافر إِلَى منية أخميم فقطنها سبع سِنِين ثمَّ دخل الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَولي خطابة بَلَده فِيهَا ثمَّ بمشية أخميم سنة ثَلَاث وباشر لجَماعَة أُمَرَاء. وَدخل مَكَّة صُحْبَة سعد الدّين بن الْمرة مبَاشر جدة سنة أَرْبَعِينَ وَأقَام بهَا وزار الْمَدِينَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وناب فِي الْقَضَاء والخطابة بجدة عَن الْكَمَال بن ظهيرة مُدَّة ولاياته إِلَى أَن مَاتَ وَلم ينب عَن غَيره، وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا عطر الْأَخْلَاق. مَاتَ بجدة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَحمل فَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد.
697 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْعِزّ بن الشَّمْس المنوفي القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره وَقَرَأَ على الْعلم البُلْقِينِيّ فِي التدريب وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء عَنهُ فَمن بعده. وَجلسَ بحانوت بَاب الشعرة وقتا بل نَاب أَيْضا فِي منوف)
وإبيار والأعمال المرصفاوية والخانقاه السرياقوسية اسْتِقْلَالا بل شَارك فِي الْأَخِيرَة عِنْده وَاسْتقر فِي التدريس بناصريتها السرياقوسية وَكَذَا بالسودونية من عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوفَة بالدوادارية مِنْهَا لَكِن شَرِيكا لغيره وسافر قَاضِي الْمحمل مرَارًا وَلم يكن بِأَهْل لكل ذَلِك وَلَا كَانَ مَحْمُود السِّيرَة وَإِنَّمَا كَانَ ترقيه لملازمته خدمَة الزين الأستادار واختصاصه بِهِ بِحَيْثُ كَانَ يركب نفائس الْخَيل. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة خمس وَسبعين عَفا الله عَنهُ.
698 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْجمال أَو الْجلَال أَبُو السعادات بن الْمُحب أبي الْمَعَالِي بن الرضى بن الْمُحب بن الشهَاب بن الرضي الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / إِمَام الْمقَام وَابْن إِمَامه الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مكرم وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْحُسَيْن سَعَادَة ابْنة الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف المرشدي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وعقائد جمع الْجَوَامِع ومنظومة النزهة للبرهان الزمزمي والشاطبيتين والكافية وَالِي التَّمْيِيز من منظومة أبي الْقسم النويري وتصريف الزنجاني ومختصر الشافية قصارى الصّرْف وَعرض على جمَاعَة كالزين بن عَيَّاش وَأبي الْفَتْح المراغي وَقَالَ أَنه جود الْقُرْآن على أَولهمَا بل أفرد عَلَيْهِ السَّبْعَة مَا عدا حَمْزَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية بِتَمَامِهَا عرضا وَكَذَا قَرَأَهَا بحثا مَعَ ختمة للسبعة على الشهَاب الشوائطي وَأخذ الْفِقْه فِي الِابْتِدَاء عَن التقي الأرجاقي وَأبي البركات الهيثمي والزين قَاسم الزفتاوي وَإِمَام الكاملية وتكرر أَخذه للمنهاج(9/267)
عَن الثَّانِي وَقَرَأَ الْحَاوِي على الزين خطاب وَأخذ الْإِرْشَاد تقسيما عَن النُّور على الغزولي وَعَن إِمَام الكاملية أَخذ مُعظم شَرحه على الْبَيْضَاوِيّ الْأَصْلِيّ وَعَن الزمزمي منظومته للنزهة وَعَن الإِمَام الزَّاهِد الكافية ولازم أَبَا الْقسم النويري سنة مَوته فِيمَا حفظه من منظومته فِي النَّحْو وَغَيره وَفِي غير ذَلِك والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ توضيح ابْن هِشَام وعَلى النُّور السنهوري منطق ابْن الْحَاجِب وعَلى وَالِده فِي عقائد جمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا كلهم بِمَكَّة. وَدخل دمشق والقاهرة مرَّتَيْنِ وَحضر فِي الْقَاهِرَة دروس البُلْقِينِيّ فِي تكملته التدريب وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ جُزْء الْجُمُعَة وَغَيرهَا والمناوي فِي الْفِقْه وأصوله والمحلي وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على الْمِنْهَاج والشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه وَغَيرهَا وَابْن الْهمام فِي الْأَصْلَيْنِ والشمني وَغَيرهم)
كالتقي الحصني أَخذ عَنهُ تصديقات القطب والمحيوي الدمياطي ويعيش الغربي وزَكَرِيا والكوراني وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض والحساب على السجيني وَالسَّيِّد تلميذ ابْن المجدي وَابْن المنمنم وَفِي الشَّام دروس الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة وخطاب والزين الشاوي وَغَيرهم وَسمع على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والشوائطي والتقي بن فَهد والأبي وَأَبِيهِ مَا عينت بعضه فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الكازروني وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَخلق وتميز فِي الْفَضَائِل وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإقراء فِي القراآت وَالْفِقْه والعربية والأصلين وَغَيرهَا وَبَعْضهمْ والعربية والأصلين وَغَيرهَا وَبَعْضهمْ فِي الْإِفْتَاء أَيْضا وناب فِي الْإِمَامَة عَن أَبِيه فِي سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين فعارض بعض التّرْك لكَونه حِينَئِذٍ أَمْرَد وَكتب بموافقته أجوبة على جِهَة التعصب وَغَيرهَا وَعقد مجْلِس لذَلِك فانتصر لَهُ شَيْخه الزين قَاسم الزفتاوي وَكَانَ مجاورا فأهانه الْمُعْتَرض واستمرت الْإِمَامَة بَينه وَبَين أَبِيه ثمَّ أضيف إِلَيْهِمَا غَيره من إخْوَته، وَحلق بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَأخذ عَنهُ بعض الغرباء وَنَحْوهم من المبتدئين مَعَ ملازمته درس عَالم الْحجاز البرهاني بن ظهيرة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَكَذَا وَلَده الجمالي بل حضر عِنْدِي يَسِيرا وَصليت خَلفه كثيرا وخطب قَلِيلا حِين أذن لِأَبِيهِ فِي الخطابة فِي كائنة الْمُحب النويري وصاهر التقي بن فَهد على ابْنَته سعثا واستولدها عدَّة وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَورث لَهُ ولبنيه جملَة، وَغَيره أمتن مِنْهُ عقلا وحركة.
699 - مُحَمَّد الزين أَبُو البركات الطَّبَرِيّ / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشرى صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أَبِيه وَأبي الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ الزين بن عَيَّاش والزين الأميوطي والمحب(9/268)
الْمصْرِيّ وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَغَيرهم وشارك وَالِده وَإِخْوَته فِي إِمَامَة الْمقَام نوبا بَينهمَا وَرُبمَا توجه لبجيلة وَغَيرهَا بل أَكثر أوقاته فِي الْغَيْبَة وَقد صليت خَلفه وَلَيْسَ بمحمود السِّيرَة مَعَ أَنه أشبه من أَخَوَيْهِ قِرَاءَة.
مُحَمَّد إِمَام الدّين أَبُو الْكَرم شَقِيق اللَّذين قبله ويدعى مكرما / يَأْتِي.
مُحَمَّد أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ / أَخُو الْمُتَقَدِّمين. بيض لَهُ ابْن فَهد.
مُحَمَّد أَخُو اللَّذين قبله واسْمه أَيْضا عَامر. / سبق فِي عَامر.
701 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الزين بن الْبَدْر بن الزين بن الشَّمْس بن التَّاج الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي سبط الْعَلَاء عَليّ بن يحيى بن فضل الله الْعمريّ وَقَرِيب عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَأَبُو صَاحب التَّرْجَمَة. / ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن ومختصر الْفُرُوع وباشر بعد أَبِيه مشارفة البيمارستان، وَكَانَ دربا فِي الْمُبَاشرَة متين الْعقل سَمحا رَاغِبًا فِي الصّرْف للْفُقَرَاء منجمعا عَن النَّاس مَعَ ثقل حركته وسَمعه وَحج. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَدفن بتربة جده لأمه بِالْقربِ من تربة الدمارة خلف الصُّوفِيَّة الْكُبْرَى وَبَلغنِي أَنه قبل مَوته بأيام رأى توجه أهل البيمارستان لقطع الطوارئ فَقَالَ مَا بَقِي فِي الْحُضُور فَائِدَة ثمَّ انْقَطع فَلم يلبث أَن مَاتَ رَحمَه الله وإيانا.
702 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الْغَنِيّ الشَّمْس بن الشَّمْس بن الشّرف الششتري الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن عَمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن شرف الدّين وَيعرف كأبيه بِابْن شرف الدّين. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
703 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن فَايِد التَّاج أَبُو عبد الله بن الْكَمَال أبي عبد الله بن القَاضِي التَّاج بن القَاضِي الْكَمَال بن الْفَخر أبي الْعَبَّاس بن القَاضِي الْكَمَال بن القَاضِي الْجمال الْهِلَالِي الريغي نِسْبَة لريغ من الغرب الْأَدْنَى السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الريغي. / ولد فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بإسكندرية وَحفظ فِيهَا الْقُرْآن والرسالة واشتغل بهَا على القَاضِي ابْن عبد الْغفار وناب فِي قَضَائهَا زِيَادَة على عشْرين سنة وَكَانَ دينا عفيفا متواضعا. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَهُوَ من بَيت شهير فمحمد الرَّابِع فِي نسبه مِمَّن اخذ عَنهُ الْعِرَاقِيّ وَابْن ظهيرة وَذكره فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي درره وَكَذَا ترْجم فِيهَا وَالِده أَحْمد.
704 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن غُلَام الله بن صَالح(9/269)
بن حُسَيْن بن عَليّ بن سلمَان بن مقرب بن عنان النَّجْم أَبُو الْعَطاء بن الشَّمْس أبي الطّيب بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن أبي عبد الله بن نبيه الدّين أبي الْقسم الْقرشِي القطوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشاذلي ابْن أُخْت عبد الْغَنِيّ بن أبي عبد الله الأميوطي ابْن الْأَعْمَى الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النبيه / لقب جده الْأَعْلَى كَمَا ترى. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد الصنفي قَالَ وَكَانَ عَالما ورعا انْتفع عِنْده الشهَاب بن المحمرة وَغَيره وَكَذَا حفظ عِنْده الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ)
وألفية ابْن ملك والشاطبية وَغَيرهَا وَعرض على الْعِرَاقِيّ وَولده والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والدميري والزين الفارسكوري وَالشَّمْس بن الْقطَّان والبرشنسي والبيجوري وَعبد اللَّطِيف ابْن أُخْت الأسنوي فِي سنة تسع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا وأجازوه وَوصف الْعِرَاقِيّ جده بصاحبنا الشَّيْخ وَسمع مِنْهُ بِحَضْرَة الهيثمي بعض الْإِمْلَاء وتفقه بِجَمَاعَة كالبيجوري حضر عِنْده تَقْسِيم التَّنْبِيه والمنهاج وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وتلا عَلَيْهِ السَّبع وَأخذ فِي الْأُصُول عَن ابْن عمار والشهاب الصاروجي الْحَنْبَلِيّ وَقَرَأَ على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ الزهر البسام فِيمَن حوته عُمْدَة الْأَحْكَام من الْأَنَام وَبَعض النَّهر لشرح الزهر كِلَاهُمَا لَهُ، وَلزِمَ الِاشْتِغَال مُدَّة فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا على هَؤُلَاءِ وَغَيرهم وتعانى التوقيع ففاق فِيهِ صناعَة وَكِتَابَة وَكَثُرت أَتْبَاعه فِيهِ وَتردد النَّاس لَهُ بِسَبَبِهِ وَصَارَ المرجوع فِيهِ إِلَيْهِ هَذَا مَعَ مزاحمته الأدباء قَدِيما وَنَظره فِي كتب الْأَدَب ومتعلقاتها حَتَّى أَنه قَالَ فِي سُقُوط منار المؤيدية حَسْبَمَا أثْبته شَيخنَا فِي أنبائه وأنشدنيه النَّجْم لفظا:
(يَقُولُونَ فِي ميل الْمنَار تواضع ... وَعين وأقوال وعنيد جليها)
(فَلَا الْبُرْجِي أخنى وَالْحِجَارَة لم تَعب ... وَلَكِن عروس أثقلتها حليها)
وَقَالَ أَيْضا:
(بِجَامِع مَوْلَانَا الْمُؤَيد أنشئت ... عروس سمت مَا خلت قطّ مثالها)
(ومذ علمت أَن لَا نَظِير لَهَا انْثَنَتْ ... وأعجبها وَالْعجب عَنَّا أمالها)
ونحا فِي نظمها خلاف مَا نحاه شعراء وقته فِي هَذِه الْوَاقِعَة حَيْثُ عرض بَعضهم بالعيني وَبَعْضهمْ بشيخنا ابْن حجر وهما من مدرسيها وَبَعْضهمْ بِابْن الْبُرْجِي نَاظر عمارتها وَأول شَيْء نظمه بيتان مواليا وسببهما أَنه كَانَ يجلس فِي حَانُوت الشُّهُود وَبهَا قريب لَهُ يُقَال لَهُ أَبُو الْبَقَاء الْحُسَيْنِي كَانَ يحسن للأديب عويس الْعَالِيَة فمدحه يَوْمًا بقوله:
(أَبُو البقا ذَا الْحُسَيْنِي فِي الْكَرم آيَة ... عشاق مدحو الْمُحَرر نظمهم غايه)
(جيتو مجير سمح لي شلت لورايه ... بيضًا بمدحو وهب لي من ذهب مايه)(9/270)
فَقَالَ النَّجْم:
(أَبُو البقا ذَا الْحُسَيْنِي يَا أخي هُوَ الْبَدْر ... أقسم إِذا حل فِي الْبَلَد يغار الْبَدْر)
(عَمْرو همام سما نورو ليَالِي الْقدر ... هَذَا وَلَو كف من جود وسما فِي الْقدر)
)
وعرضهما على عويس فَقَالَ لَهُ مَا قصرت فَقَالَ لَهُ مَا أنصفتني بِهَذِهِ الْكَلِمَة كَأَنَّك احتقرتهما وَالْحَال أَنَّهُمَا أحسن من بيتيك لِأَنَّك هجوت الرجل قَالَ فاستعظم هَذَا فَقَالَ لَهُ النَّجْم نعم المايه شَيْء من آلَات المقامرين فكأنك نسبته إِلَى الْقمَار فَقَالَ لَهُ اسْكُتْ يَا صبي لَو كَانَ لبيتيك أَبْوَاب كَانَا ميضأة ثمَّ قَالَ اشْهَدْ على إقراري بِكَذَا فَأَجَابَهُ وَدفع إِلَيْهِ الورقة فَقَالَ أحسنتت وَلَكِن بَقِي من نعوتي الْعَلامَة فَقَالَ لَهُ مَا فَاتَ نلحقها بَين السطور ونعتذر عَنْهَا فِي الْأَخير فَقَالَ مازحا لَا جَزَاك الله خيرا وَضحك هُوَ وَالْجَمَاعَة وَقَالَ للممدح وَجب انقطاعي عَنْكُم إِذْ صَار هَذَا يتَحَلَّل عَليّ أَيْضا. وكتبت فِي المعجم وَغَيره من نظمه غير هَذَا وَلَو جمع نظمه وَأَكْثَره مِمَّا عمله فِي أَوَائِل الْقرن لَكَانَ فِي مُجَلد، وَقد حج فِي سنة ثَلَاثِينَ وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَاجْتمعَ فِي إسكندرية بِرَجُل يُقَال لَهُ الشريف أَبُو زيد الحسني الْمَعْرُوف بالمصافح وَصَافحهُ وَقَالَ أَن بَينه وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة، هُوَ كذب كَمَا أَشرت لنحوه فِي الخوافي قَرِيبا، وَاسْتقر فِي مُبَاشرَة البيبرسية سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بل نَاب فِي الْقَضَاء بِأخرَة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ مَعَ الِاسْتِقْرَار بِهِ فِي أَمَانَة الحكم وَنظر الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة، وَكَانَ فَاضلا ضابطا ذكيا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب ناثرا ناظما نظم فِي الْفُنُون كلهَا مَعَ تيسره عَلَيْهِ أَولا بخلافة آخر ذَاكِرًا لمحافيظه مَعَ شيخوخته حَتَّى أَن فقيهي الشهَاب بن أَسد كَانَ يُرْسِلنِي لمجاورة مكتبه لَهُ فأصحح عَلَيْهِ لوحي من التَّنْبِيه وَمن الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ فَكَانَ يسابقني بِالْقِرَاءَةِ عَن ظهر قلب مَعَ مزِيد نصح وتواضع وَحسن عشرَة وشكالة وكياسة وكرم بِحَيْثُ أَن الْعِزّ السنباطي التمس مِنْهُ كِتَابَة أسجال عَدَالَة وَلَده فَكَتبهُ وَأرْسل بِهِ إِلَيْهِ مَعَ شاش يُسَاوِي سَبْعَة دَنَانِير، وَصدق لهجة وَلكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه منهمكا فِي لذاته وَيُقَال أَنه أقلع قبل مماته بِيَسِير وَأَرْجُو لَهُ ذَلِك. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
705 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو المحاسن بن الشّرف أبي الْقسم بن الْجمال أبي النجا بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَأَبوهُ قُضَاة مَكَّة. ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة مِمَّن سمع مني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ورأيته يحضر دروس أَبِيه.(9/271)
706 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو عبد الله بن الْجلَال أبي السعادات بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكارزوني الْمدنِي الشَّافِعِي سبط أبي الْفرج المراغي / والماضي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه على خَاله الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي قرأهما إِلَّا من الْقَضَاء إِلَى آخِره وَقَرَأَ فِي أصُول الْفِقْه على الشهَاب الأبشيطي منظومة النَّسَفِيّ اللامية وَفِي الْعَرَبيَّة على الشّرف عبد الْحق السنباطي الجرومية بل سمع جلّ الألفية وَفِي الْفِقْه والأصلين قِرَاءَة وسماعا على زوج أمه السَّيِّد السمهودي وَسمع على أَبِيه وجده لأمه وخاله وعمة أمه فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي وَمِمَّا سَمعه على جده البُخَارِيّ والشفا وَالْكثير وَقَرَأَ على خَاله الْكتب السِّتَّة وَالشَّمَائِل والشفا والأذكار والرياض وأجزاء بل قِطْعَة من شرح البُخَارِيّ لِعَمِّهِ أبي الْفَتْح ولازم قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين المحيوي الحسني الْمَكِّيّ فِي سَماع الْكثير وَكَذَا سمع على أبي الْفضل بن الإِمَام الدِّمَشْقِي، وَأَجَازَ لَهُ النَّجْم عمر بن فَهد وَغَيره وَقَرَأَ عَليّ بِالْمَدِينَةِ وَسمع أَشْيَاء فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ لازمني فِي الثَّانِيَة أَيْضا حَتَّى قَرَأَ مُسْند الشَّافِعِي وَسمع بحث جلّ شرحي للألفية. وَهُوَ إِنْسَان فَاضل فهم ثِقَة كثير التَّحَرِّي فِي قِرَاءَته وسماعه وَفِي لِسَانه حبس عَن التَّكَلُّم لعَارض عرض لَهُ فِي صغره وَهُوَ فِي قِرَاءَته أخف وَعمل كراسة فِي صَاعِقَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فِيهَا نظم ونثر أرسل إِلَيّ بهَا وَأَنا بِمَكَّة وَمِمَّا نظمه مَعهَا:
(سَأَلتك يَا من لي بِعَين الرضى نظر ... وسد بسدل السّتْر عيبي أَو جبر)
(تمهد عُذْري كَون أَنِّي من الْبشر ... فمثلي من أَخطَأ وَمثلك من ستر)
بل لَهُ فِي الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ.
707 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْعلم بن الْبَهَاء بن الْعلم السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي قدوة الْمُحدثين والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بالسنباطي. / ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فقطن مَعَهُمَا الْقَاهِرَة وَتردد لبَعض الشُّيُوخ وَحضر تَقْسِيم الْكتب عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَكَذَا أَكثر من الْحُضُور عِنْد الْعَلَاء القلقشندي بل حضر يَسِيرا عِنْد القاياتي والونائي وَابْن المجدي وَسمع اتِّفَاقًا على النُّور الشلقامي خَاتمه من تفقه بالأسنوي حِين كَانَ يسمع فِي وَظِيفَة الطنبدي بالأزهر، وَكَذَا على التلواني ثمَّ استحلى السماع فرافق كلا من ابْن فَهد والتقي القلقشندي والبقاعي فِي كثير من(9/272)
مسموعاته بِالْقَاهِرَةِ)
وَتزَوج الْأَخير مِنْهُم أُخْته بل سمع بِقِرَاءَة الْعَلَاء القلقشندي وَأبي الْقسم النويري وَابْن حسان وَغَيرهم من الْأَئِمَّة ثمَّ رافق من بعدهمْ كالخضيري وكاتبه وَمن يليهم وَأكْثر المسموع جدا والشيوخ وَكتب الأمالي عَن شَيخنَا ولازمه بل قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى أم أَوْلَاده مُجْتَمعين المسلسل وَرُبمَا رتبته فِي كِتَابَة بعض الطباق وَكتب قَلِيلا على الزين بن الصَّائِغ، وَحج مَعَ أَبِيه ثمَّ بعده غير مرّة وجاور مرَّتَيْنِ وَسمع بالحرمين الْكثير وَكَذَا رافقني فِي الرحلة الحلبية وزار فِيهَا الْقُدس والخليل والرحلة السكندرية وَلم يفته مِمَّا تحملته فيهمَا إِلَّا النَّادِر بل لم يسمع مُطلقًا مَعَ أحد قدر مَا سَمعه معي حَتَّى سمع مني القَوْل البديع من تصانيفي وَسمعت مِنْهُ فِي جَانب معرة النُّعْمَان أَحَادِيث وَعظم انتفاعي بِهِ وحمدت مرافقته ومصاحبته وأفضاله المتوالي جوزي خيرا وَكَذَا انْتفع بِهِ الطّلبَة سِيمَا الغرباء فَإِنَّهُ صَار لِكَثْرَة ممارسته للسماع ذَا أنسة بِالطَّلَبِ وذوق للفن وعرفان بالشيوخ وَمَا لَهُم من المسموع غَالِبا وضبطا لكثير من أَلْفَاظ الحَدِيث والرواة واستحضار لفوائد متينة ومسائل منوعة وإلمام بِوَزْن الشّعْر كل هَذَا مَعَ انطباعه فِي الكياسة وَحسن المعاشرة وتحريه فِي التَّطْهِير والتطهر وتعففه وَعدم قبُوله لشَيْء من هَدِيَّة وَنَحْوهَا بل وَلَا يتعاطى لأحد وَلَو عظم عِنْده طَعَاما وَلَا شرابًا وَرُبمَا بر جمَاعَة من فُقَرَاء الطّلبَة مَعَ قُوَّة نَفسه وَعدم انثنائه غَالِبا عَمَّا يرومه وَاجْتمعَ عِنْده من الْكتب والأجزاء مَا يفوق الْوَصْف وَصَارَ مرجعا فِي الْكتب وتحصيلها لمن يروم ذَلِك وَانْفَرَدَ بِأخرَة يمعرفتها وتوصل بِهِ غير وَاحِد لتَحْصِيل مآربه مِنْهَا بيعا واشتراء وَلَو فَوت مستحقها الْوُصُول لَهَا وَله فِي ذَلِك مَالا أحب بثه.
وَمن محَاسِن شُيُوخه الْبَدْر حُسَيْن البوصيري والزين الزَّرْكَشِيّ وَالْجمال عبد الله الهيثمي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والعز بن الْفُرَات وَالْجمال عبد الله بن جمَاعَة وَأُخْته سارة وَعَائِشَة الحنبلية وقريبتها فَاطِمَة وَالشَّمْس البالسي والشرف يُونُس الواحي وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشاربيشي والتقي المقريزي. وَأَجَازَ لَهُ خلق فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا مِنْهُم الحافظان الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالشَّمْس بن نَاصِر الدّين وَعبد الرَّحْمَن بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ وَعَائِشَة ابْنة الشرائحي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي والتدمري، وَحدث غير وَاحِد مِمَّن لم يعلم لَهُم أَخذ عَن أهل الْفَنّ بِمُسْنَد أَحْمد وَأبي دَاوُد وَابْن ماجة وَغَيرهَا من الْكتب والأجزاء وَرُبمَا كَانَ تحديثه بمشاركة الْبَهَاء المشهدي وَابْن زُرَيْق وَابْن أبي شرِيف والمحب بن حسان وقبلي بِيَسِير حدث فِي الْحَرَمَيْنِ بِالْقَلِيلِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نَوَادِر الْوَقْت وَلم(9/273)
يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن)
ابْتَدَأَ بِهِ الضعْف فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَاسْتمرّ فِي تزايد بِحَيْثُ تحول إِلَى عدَّة أمكنة ولاطفه غير وَاحِد من الْأَطِبَّاء إِلَى أَن تخلى. وَمَات فِي سحر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِبَيْت بِالْقربِ من السابقية دَاخل الْقصر وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من قبر الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وتأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.
708 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف زين العابدين أَبُو الْفضل الْمَدْعُو بالفرغل ابْن الشَّمْس الْبكْرِيّ الدلجي الشَّافِعِي ابْن أُخْت الشهَاب الدلجي / والماضي أَبوهُ.
ولد وَحفظ الْقُرْآن وكتبا ولازمني مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي سَماع القَوْل البديع وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاشتغل عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي فِي الْفِقْه والعربية وَعَاد لبلده وتكرر مَجِيئه وَهُوَ فطن فِيهِ قابلية وَخير وَلكنه تزوج. وَمَات فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة.
709 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن موفق الدّين الشَّمْس بن الْبَدْر بن الْفَخر بن الشَّمْس بن الشّرف الديروطي الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن فَخر الدّين. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بديروط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على النُّور بن يفتح الله وَالشَّمْس بن الصَّائِغ وَحسن الشَّامي والملحة والعنقود كِلَاهُمَا فِي النَّحْو والرحبية وغالب الْمِنْهَاج الفرعي واشتغل فِيهِ على الْبَدْر بن الْخلال وَفِي الْفَرَائِض على الشَّمْس بن شرف السكندري وانتفع بِعَمِّهِ الشهَاب أَحْمد، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الديمي وَكَذَا قَرَأَ عَليّ وَسمع وَصَارَ أحد شُهُود بَلَده بل ولي الْقَضَاء بهَا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين.
710 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْعلم بن الْبَدْر الديروطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل جَامع آل ملك / وَابْن عَم الَّذِي قبله واجتماعهما فِي رَابِع المحمدين. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بديروط وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وتلاه لنافع على الْمَذْكُورين فِي الَّذِي قبله والرحبية والشاطبية واشتغل على عَمه وعَلى الْبَدْر حسن الشَّامي فِي الْفِقْه وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَسبعين فقطنها ولازم الديمي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ السِّتَّة وَغَيرهَا وعَلى الدَّلَائِل للبيهقي وَغَيرهَا وتكسب بالخياطة ثمَّ بِالشَّهَادَةِ وباشر الْإِمَامَة بالجامع الْمَذْكُور وَكَذَا الرياسة بِهِ بعد تدربه فِي الْمُبَاشرَة بالشمس البحطيطي وَقَرَأَ على ابْن رزين فِي)
بعض الرسائل.
711 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل ولي الدّين بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن شمس الدّين بن شمس الدّين بن مجد الدّين النحريري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. /(9/274)
هَكَذَا كتب لي نسبه وَرَأَيْت عِنْدِي أَنه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر فَالله أعلم وَقَالَ أَنه ولد فِي ثَانِي عشر إِحْدَى الجمادين سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبَدْر حسن الفيومي إِمَام الزَّاهِد وَأَنه حفظ الْعُمْدَة والمختصر للشَّيْخ خَلِيل وألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن أبي الْجُود وَالْقَاضِي ولي الدّين السنباطي وَأبي البركات وَيحيى العلمي المغربيين والسنهوري وحض ودروس أبي الْقسم النويري سِيمَا فِي ألفيته بِقِرَاءَة الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا أَخذ النَّحْو وَغَيره عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ والنحو فَقَط عَن الْجمال بن هِشَام وَالْأُصُول عَن الْعَلَاء الحصني بل فِي الْعَضُد وحاشيتيه بِقِرَاءَة الْخَطِيب الوزيري عَن التقي الحصني وَقَرَأَ الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ على السَّيِّد النسابة، وناب فِي الْقَضَاء من شَوَّال سنة سِتِّينَ عَن الولوي السنباطي فَمن بعده، وَحج فِي سنة سبع وَسبعين وتميز فِي الْفَضَائِل عَن كثيرين سِيمَا فِي الْقَضَاء والشروط وَذكر بالإقدام بِحَيْثُ مَنعه السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وَطَالَ مَنعه فِي الثَّانِيَة دهرا بِحَيْثُ بَاعَ كثيرا مِمَّا حصله من وظائف وَكتب وَلَوْلَا ارتفاقه بقريبه الزين عبد الْقَادِر الحمامي فِي حَيَاته ثمَّ بعد مَوته بالتحدث على أيتامه لَا نكشف حَاله. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نَوَادِر قُضَاة الْمَالِكِيَّة.
712 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب فتح الدّين بن الْمُحب بن الْبَدْر بن فتح الدّين الْقرشِي المَخْزُومِي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَيعرف كسلفه بِابْن المحرقي. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض عَليّ فِي جمَاعَة كالعبادي والبكري والطوخي وَابْن الْقطَّان والبقاعي من الشَّافِعِيَّة والأقصرائي والصيرامي والسيفي والمحب بن الشّحْنَة من الْحَنَفِيَّة وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ ولازم زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه والنحو وَقَرَأَ على الْبكْرِيّ بل حضر تقاسيمه وَقَرَأَ على السنهوري فِي الْعَرَبيَّة وعَلى نظام فِيهَا وَفِي الصّرْف وأصول الدّين وَعلي فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وعَلى الديمي نَحْو نصف البُخَارِيّ وَسمع على الشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني والزكي الْمَنَاوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ألفية النَّحْو رِوَايَة والخيضري وَآخَرين وَكتب على)
الهيتي وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ. وَهُوَ عَاقل متأدب كجماعة بَيتهمْ.
713 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بدر الدّين بن الشَّمْس الجلالي / الْمَاضِي أَبوهُ الْحَنَفِيّ. مِمَّن يخْطب عَن أَبِيه فِي الألجيهية وَفِي الجانبكية وَذَلِكَ فِيهَا أَكثر ويحضر دروس الْفُلُوس عَن أَبِيه وَتزَوج ابْنة إِبْرَهِيمُ بن الزين المنوفي بعد غَيرهَا واستولدها.(9/275)
714 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر النَّجْم بن الْمُحب بن الْكَمَال الْمرْجَانِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
715 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد جلال الدّين أَبُو الْيُسْر بن التقي الْجَعْفَرِي الأَصْل القاهري سبط الْعَلَاء بن الردادي الْحَنَفِيّ، أمه عزيزة أُخْت أبي الْفضل. /
ولد فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن والبهجة وَحضر عِنْد الْمَنَاوِيّ وجود الْخط وَسمع مَعَ أَبِيه الْخَتْم بالظاهرية وَجلسَ مَعَه شَاهدا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين بتفهنا وَترك أَوْلَادًا.
716 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن عِيسَى بن ماجد بن عَليّ الشّرف أَبُو السعادات بن الْبَدْر بن التَّاج بن الْبَدْر بن الضياء بن الْعِمَاد بن الشّرف بن الْفَخر الْحُسَيْنِي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأقباعي. / كَانَ أَبوهُ من عدُول مصر فولد لَهُ هَذَا فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ثمَّ تكسب بالبز ثمَّ أعرض عَنهُ وصاهر النُّور السفطي الْمَاضِي وخدمه ثمَّ اسْتَقر بعده فِي توقيع الدست ومباشرة الصرغتمشية والحجازية وَكتب عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء بل اسْتَقر فِي شَهَادَة بالديوان الْمُفْرد وَكَانَ وجيها ذَا شكالة وأبهة وَخط جيد وجودة مُبَاشرَة بِحَيْثُ ترشح لنقابة الْأَشْرَاف. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَدفن عِنْد صهره بتربة سودون النَّائِب بِالْقربِ من الطويلية سامحه الله وإيانا.
717 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْجمال أَبُو المكارم بن النَّجْم أبي الْمَعَالِي بن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي القاهري المولد الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الباسط الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَيُقَال لَهُ ابْن نجم الدّين. / ولد فِي نصف شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه حبشية لِأَبِيهِ وَحمل إِلَى مَكَّة فِي موسم الَّتِي بعْدهَا فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ)
وَجمع الْجَوَامِع والكافية الْعَرَبيَّة لِابْنِ الْحَاجِب وَمن أول ألفية ابْن ملك إِلَى الِاسْتِثْنَاء وَالنّصف الأول من التَّنْبِيه واشتغل بِمَكَّة على أَبِيه وقاضيها عَمه أبي السعادات فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَمن مَنَاسِك الشَّرْح الْكَبِير وَحضر عِنْد الْكَمَال السُّيُوطِيّ بحث الْحَاوِي الصَّغِير وَكَذَا حضر عِنْد الْبَدْر حُسَيْن الأهدل وَأحمد الضراسي فِي الْفِقْه وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ شرح الشمسية للقطب وَفِي كل من الكافية والألفية وَالتَّلْخِيص وعَلى ابْن قديد التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَحضر عِنْده بعض شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنوي وَبَعض شرح(9/276)
الشمسية للقطب وعَلى إِمَام الكاملية بعض شَرحه على الْبَيْضَاوِيّ وعَلى ابْن الْهمام بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة غَالب تحريره فِي الْأُصُول وعَلى ابْن سارة شرح إيساغوجي وَحضر عِنْده فِي التَّلْخِيص كَمَا أخبر باكير هَذَا فِي آخَرين بِمَكَّة كالبلاطنسي والصدر اليليمد الخافي وَأَنه دخل الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ فِيهَا تِلْكَ السّنة وَأخذ عَن شَيخنَا والقاياتي والونائي والبوشي والعيني وَالشَّمْس الكريمي والشمني وَابْن البُلْقِينِيّ والمناوي وَكَانَ فِي جملَة الْحَاضِرين لختم شرح البُخَارِيّ عِنْد مُؤَلفه الْعَيْنِيّ فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على الكريمي فِي جمع الْجَوَامِع وَحضر عِنْده فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وعَلى الشمني الشمسية وَحضر دروسه فِي كل من الْمُغنِي وحاشيته ومختصر ابْن الْحَاجِب وَكَذَا أحضر فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين على ابْن الْجَزرِي بعض أبي دَاوُد وَبَعض مُسْند أَحْمد وَسمع من أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ المرشدي الْبردَة وَغَيرهَا وَمن التقي المقريزي إمتاع الأسماع لَهُ وَمن أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي ختم ابْن حبَان وَمن أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَعَمه أبي السعادات وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التقي الفاسي وَابْن سَلامَة والتاج بن بردس وَأَخُوهُ الْعَلَاء وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ وَخلق، وناب فِي الْقَضَاء بجدة وَمَكَّة عَن عَمه أبي السعادات ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عَن ابْن عَمه الْبُرْهَان وَكَذَا خطب عَنهُ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمسين ثمَّ عَنهُ وَعَن أَخَوَيْهِ الْكَمَال أبي البركات والقخر أبي بكر فِي سنتي سِتّ وَسِتِّينَ وَالَّتِي بعْدهَا وتمول جدا من كَثْرَة معاملاته وجهاته وَنَحْو ذَلِك وتقلل من الْأَحْكَام وَأكْثر من الانجماع والاشتغال بِشَأْنِهِ مَعَ المداومة على الطّواف والتلاوة وَغَيرهمَا من الْعِبَادَات ودرس الْفِقْه وأصوله والعربية وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه وَابْن عَمه الفخري أَبُو بكر قَرَأَ عَلَيْهِ جانبا من ابْن عقيل وقريبه الْمُحب بن عبد الْحَيّ والشهاب الأبشيهي. مَاتَ فِي تَاسِع عشرى رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.) :::
718 - مُحَمَّد النَّجْم أَبُو الْمَعَالِي بن النَّجْم بن ظهيرة وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وأخو الَّذِي قبله وَأمه رَابِعَة ابْنة الخواجا دَاوُد بن عَليّ الكيلاني. / ولد بِمَكَّة بعد وَفَاة أَبِيه بسبعة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا فِي آخر يَوْم السبت رَابِع شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة فخلفه فِي اسْمه ولقبه وكنيته وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النوي ومنهاجه وَجمع الْجَوَامِع والجرومية وألفية النَّحْو والعوامل والبصروية وَالتَّلْخِيص والتهذيب فِي الْمنطق للتفتازاني وَعرض عَليّ جمع من المكيين والواردين عَلَيْهَا كالزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وَابْن عَمه الْبُرْهَان بن ظهيرة وَابْن عَمه الآخر الْمُحب بن أبي(9/277)
السعادات وَفَاته الْعرض على أبي السعادات فَإِنَّهُ وَإِن عرض فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَ القَاضِي مشتغلا فِي أَولهَا بالتوعك بِحَيْثُ مَاتَ فِي صفرها، هَذَا مَعَ أَن النَّجْم توغك أَيْضا بِحَيْثُ لم ينْتَه حفظه لكتبه إِلَّا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ، والتقي بن فَهد والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي المكيين والشهاب الشوائطي بل ظنا قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيعهَا فَهُوَ الَّذِي كَانَ يصحح لوحه عَلَيْهِ وَأبي الْفضل المغربي والشهاب بن الدقاق الْمصْرِيّ والمحيوي الطوخي والشهاب بن قرا والشريف التَّاج عبد الْوَهَّاب الْحُسَيْنِي والزين خطاب الدمشقيين وتدرب بالأخير فِي الْعَرَبيَّة فَإِنَّهُ كَانَ يلقنه من مُقَدّمَة شَيْخه الشَّمْس البصروي فِيهَا درسا درسا وَلَا ينْتَقل عَنهُ حَتَّى يحفظه وَكَذَا حضر دروسه فِي الْحَاوِي الصَّغِير وَغَيرهمَا والشهاب بن يُونُس وَأخذ عَنهُ أَيْضا فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَغَيره والعربية فَقَط عَن أبي الْقسم البجائي وَعَن الهواري المغربيين ولازم فِيهَا عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَكثر انتفاعه بِهِ وبتهذيبه وَظَهَرت آثاره فِيهِ وَهِي مَعَ الْمنطق عَن مظفر الطَّبِيب وتلميذه النَّيْسَابُورِي إِمَام الْحَنَفِيَّة البُخَارِيّ بِالْإِذْنِ لَهُ وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية حَتَّى بحث عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج الفرعي وتلقن مِنْهُ الذّكر وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشفا وَبَعض الصَّحِيح وَغير ذَلِك وَسَلام الله الْكرْمَانِي فِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَشهد بعض دروس عَمه أبي السعادات فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ وَأكْثر من مُلَازمَة ابْن عَمه الْبُرْهَان فِي دروسه الْفِقْهِيَّة والحديثية والتفسيرية وارتحل مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وبانفراده قبلهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين وَأخذ فيهمَا عَن الْعَبَّادِيّ والبكري فِي الْفِقْه وَكَذَا عَن زَكَرِيَّا والجوجري وَأكْثر من ملازمته فِي الْفِقْه وأصوله وَكَذَا من مُلَازمَة الكافياجي فِي فنون مُتعَدِّدَة وَعَن التقي الحصني الْمُخْتَصر وَعَن النظام الْحَنَفِيّ فِي التَّوْضِيح وَغَيره من كتب الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن السنهوري وَسمع على السَّيْف الْحَنَفِيّ قِطْعَة من شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَقَرَأَ)
عَلَيْهِ بعض الشفا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَأخذ بهَا فِي الْفِقْه عَن الشهَاب الأبشيطي وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء والتدريس حَسْبَمَا كتبت عبارَة جمهورهم فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وَسمع على عَمه أبي السعادات وَأبي الْفَتْح المراغي والشوائطي والتقي بن فَهد وَإِمَام الكاملية وَزَيْنَب الشوبكية فِي آخَرين بِمَكَّة والشهاب الشاوي والزين عبد الصَّمد الهرساني والزكي الْمَنَاوِيّ ونشوان فِي آخَرين مِمَّن تقدم وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَأبي الْفرج المراغي وَغَيره بِالْمَدِينَةِ، وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم شَيخنَا والعيسى وَسعد الديري وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن(9/278)
جمَاعَة والصالحي والرشيدي والتاج الشاوي والسراج عمر القمني والكمال بن الْبَارِزِيّ والزين بن عَيَّاش والسراج عبد اللَّطِيف الفاسي والبدر حُسَيْن بن العليف وَأَبُو الْيمن النويري والمحب المطري وَأَبُو الْفَتْح بن صلح فِي آخَرين من الْحَرَمَيْنِ وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة ودمشق وحلب وَغَيرهَا كَأبي جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي والتقي أبي بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة ولازمني بِمَكَّة فِي سنتي سِتّ وَسبع وَثَمَانِينَ حَتَّى حمل عني من تصانيفي وَغَيرهَا شَيْئا كثيرا دراية كشرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَرِوَايَة وَحصل بعض تصانيفي وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة أودعت الْكثير مِنْهَا فِي الْكَبِير وَنعم الرجل فضلا وتفننا وتحريا وصفاء وبهاء واهتماما بوظائف الْعِبَادَة وانجماعا عَن النَّاس وإتقانا لكثير مِمَّا يتحفظه ويبديه وتكررت زيارته الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَتزَوج بهَا ابْنة الْفَخر الْعَيْنِيّ بل كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سبع وَتِسْعين فَلَمَّا وَقع الطَّاعُون فر فِي الْبَحْر مَعَ الفارين إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى مَكَّة ثمَّ رَجَعَ وَهُوَ الْآن سنة ثَمَان وَتِسْعين وَعَاد مِنْهَا فِي موسمها وَأقَام بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا.
719 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَبُو الْفَتْح بن الْجلَال أبي السعادات الْقرشِي بن ظهيرة / ابْن عَم اللَّذين قبله. مَاتَ فِي سنة مولده سنة أَربع وَخمسين وَأمه فتاة لِأَبِيهِ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل وَيُسمى الْعَبَّاس بن الْجمال أبي المكارم الْقرشِي بن ظهيرة / ابْن عَم الْمَذْكُورين قبله. مضى فِي الْعَبَّاس.
720 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو بكر بن أبي المكارم الْقرشِي بن ظهيرة / أَخُو الَّذِي قبله.
مَاتَ صَغِيرا وَأمه حبشية لِأَبِيهِ.
721 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْخَيْر بن الرضى أبي حَامِد بن القطب أبي الْخَيْر بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي الشَّافِعِي بن ظهيرة / ابْن عَم الْمَذْكُورين قبله وأخو ظهيرة)
الْمَالِكِي الْمَاضِي، أمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد فِي آخر لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وألفية النَّحْو وأحضر على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي والمقريزي وَأبي شعر وَغَيرهم وأسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَلم ينجب. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
722 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد خير الدّين أَو قطب الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْجمال أبي السُّعُود بن أبي البركات بن أبي السُّعُود الْقرشِي الشَّافِعِي بن ظهيرة / ابْن عَم اللَّذين قبله وَابْن أُخْت المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الْمَاضِي. ولد حِين خُسُوف الْقَمَر من لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة(9/279)
بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وَغَيرهمَا وَعرض عَليّ جمَاعَة ولازم خَاله فِي الْعَرَبيَّة فتميز فِيهَا وَكَذَا لَازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه بِمَكَّة وبالقاهرة وَقد ارتحل إِلَيْهَا وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَغَيره وَسمع إِمَام الكاملية وَحلق لإقراء الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ حفيد الأهدل سنَن ابْن ماجة ونقم عَلَيْهِمَا ذَلِك بل وجد بِخَطِّهِ أَنه أكمل شرح خَاله للتسهيل وَذَلِكَ من بَاب التصغير وَشرح الجرومية وَسَماهُ رشف الشرابات السّنيَّة من مزج أَلْفَاظ الجرومية ولامية الْأَفْعَال لِابْنِ ملك والإيجاز للنووي فِي الْمَنَاسِك وصل فيهمَا إِلَى نَحْو النّصْف فَالله أعلم، وَكَانَ قد سمع أَبَا الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والأبي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَمن أجَاز لِابْنِ عَمه النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة مَعَ خَاله ثمَّ بِانْفِرَادِهِ وَكَذَا بِالْقَاهِرَةِ، وَهُوَ منجمع مَذْكُور بِسُكُون وتقل مَعَ حسن خطّ وخبرة بِالشُّرُوطِ ونظم ونثر وَقد قدمت زَوجته أم الْحسن ابْنة ابْن ظهيرة وسبطة التقي بن فَهد الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين لوفاء دينهَا مِمَّا حمله على تمكينها من الْمَجِيء الَّذِي لَا طائل وَرَاء عدم التَّوسعَة عَلَيْهَا وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فَاضل سَاكن. وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ النَّجْم بن فَهد:
(مَاذَا الجافايا ظَبْيَة الوعساء ... أضرمت نَار الهجر فِي أحشائي)
(وَأَنا الَّذِي أخلصت فِيك محبتي ... ووقفت مُخْتَارًا عَلَيْك ولائي)
وَقَوله وَقد برز لوداع بَعضهم ففاته:)
(لتقبيل الأكف حبيب قلبِي ... برزت إِلَى ثنيات الْوَدَاع)
(فَلم يقدر وَذَاكَ لسوء حظي ... فعدت ومقولي مثن وداع)
وَقَوله:
(ألق المفاتيح عِنْد الْبَاب منتظرا ... من الْإِلَه مفاتيحا تلِي فرجا)
(وَاسْتعْمل الصَّبْر فِي كل الْأُمُور فَإِن ... صبرت فِي الضّيق تلق بعده فرجا)
723 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلد الصّلاح بن الشَّمْس بن الشَّمْس بن الشّرف الْحِمصِي وَيعرف كسلفه بِابْن زهرَة. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
724 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْجمال أَبُو الْيمن بن الْبَدْر بن الغرز الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فِي كنف أَبِيه فِي رفاهية فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة وكتبت لَهُ إجَازَة وَقعت من أَبِيه موقعا وَسمع مني المسلسل واشتغل على أَبِيه وخالط من لم يرْتَفع بِهِ وَلذَا لما مَاتَ أَبوهُ أخرج السُّلْطَان عَنهُ أَشْيَاء من(9/280)
جهاته وَأَعْطَاهُ الأستادار تدريس الصَّالح واستناب عَنهُ فِيهِ وانتمى هُوَ لقراء الجوق فِيمَا بَلغنِي وَلبس لَهُ توجه لما يرقيه.
725 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السراج مُحَمَّد بن السَّيِّد البُخَارِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الله وَذَاكَ الْأَكْبَر وأبوهما شيخ الباسطية، وَأمه تركية لِأَبِيهِ. مِمَّن سمع عَليّ كثيرا بل قَرَأَ عَليّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين قَلِيلا وَلم يتصون وَتزَوج فِي سنة تسع وَتِسْعين.
726 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد جلال الدّين بن الولوي بن نَاصِر الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه ولقب شراميط.
ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فتدرب بِأَبِيهِ وجده قَلِيلا فِي كِتَابَة الأوراق وَنَحْوهَا وناب فِي الْقَضَاء مَعَ جهالته كأبيه ثمَّ لزم خدمَة الْعَلَاء بن الصَّابُونِي وَأَقْبل عَلَيْهِ زَكَرِيَّا فِي أَيَّام ولَايَته وَجلسَ بحانوب بَاب الشعرية مضافاص لمجلسهم الْمَعْرُوف بهم عِنْد حبس الرحبة مَعَ مجْلِس آخر بِظَاهِر بَاب زويلة وعدة بِلَاد كالمنية وشبا وجزيرة الْفِيل وبهتيت وعملها، وَكَانَ قد سمع بِقِرَاءَة ابْن عَمه وقرينه فِي السن الْبَدْر بن الأخميمي على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ والشريف النسابة والمحب بن الْأَشْقَر ختم البُخَارِيّ فِي سنة سِتِّينَ بل أجَاز لَهما فِي استدعاء مؤرخ بربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين جمَاعَة ذكرتهم فِي عَمه الصَّدْر أَحْمد مِنْهُم شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وتجار البالسية والمحب مُحَمَّد بن يحيى.) :::
727 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد التقي أَبُو الْفضل بن النَّجْم أبي النَّصْر بن الْجمال أبي الْخَيْر بن الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة الْجمال أبي عبد الله الْهَاشِمِي الْعلوِي الأصفوني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد النَّجْم عمر وَإِخْوَته والماضي بَقِيَّة نسبه فِي أَبِيه وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. / ولد فِي عَشِيَّة الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بأصفون الجبلين من صَعِيد مصر الْأَعْلَى بِالْقربِ من أسنا وَكَانَ وَالِده سَافر إِلَيْهَا لاستخلاص جِهَات مَوْقُوفَة على أمه خَدِيجَة ابْنة النَّجْم الأصفوني فَتزَوج هُنَاكَ بابنة ابْن عَم جده النَّجْم الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْمهَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم القرشية المخزومية وَهِي ابْنة عَم جده لأمه الْعَلامَة النَّجْم عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الأصفوني الْفَقِيه الشَّافِعِي فولد لَهُ مِنْهَا هُنَاكَ التقي ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين إِلَى بَلَده مَكَّة على طَرِيق الْقصير فِي الْبَحْر الْملح فحفظ بهَا الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَبَعض الْحَاوِي وَعرض على جمَاعَة وَسمع الأبناسي وَالْجمال بن ظهيرة وحبب إِلَيْهِ هَذَا الشَّأْن وَأول مَا طلبه سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فَسمع الْكثير من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وَكتب(9/281)
عَن من دب ودرج فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ ابْن صديق والزين المراغي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وقريبه الزين وَالشَّمْس الغراقي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأَبُو الطّيب السحولي والشهاب بن مُثبت وَالْجمال عبد الله العرياني وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة من المراغي أَيْضا ورقية ابْنة ابْن مزروع وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزرندي وَلَقي بِالْيمن الْمجد اللّغَوِيّ والموفق عَليّ بن أبي بكر الْأَزْرَق وَآخَرين فَسمع مِنْهُم وَكَانَ دُخُوله لَهَا مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس وَالثَّانيَِة فِي سنة سِتّ عشرَة. وَأَجَازَ لَهُ خلق كَثِيرُونَ مِنْهُم الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأكْثر من المسموع والشيوخ وجد فِي ذَلِك، وَجمع لَهُ وَلَده معجما وفهرستا اسْتَفَدْت مِنْهُمَا كثيرا وَكَانَ مِمَّن انْتفع فِي هَذَا الشان بالجمال بن ظهيرة وَالصَّلَاح خَلِيل الأقفهسي وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه شَيخنَا لقِيه بِمَكَّة فَأخذ عَنهُ وانتفع بِهِ بل واشتغل فِي الْفِقْه على ابْن ظهيرة وَالشَّمْس الغراقي وَابْن سَلامَة وأذنا لَهُ وَكَذَا ابْن الْجَزرِي فِي التدريس والإفتاء وتميز فِي هَذَا الشَّأْن وَعرف العالي والنازل وشارك فِي فنون الْأَثر وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَجمع المجاميع وَاخْتصرَ وانتقى وَخرج لنَفسِهِ ولشيوخه فَمن بعدهمْ وَصَارَ الْمعول فِي هَذَا الشَّأْن بِبِلَاد الْحجاز قاطبة عَلَيْهِ وعَلى وَلَده بِدُونِ مُنَازع، وَاجْتمعَ لَهُ من الْكتب مَا لم يكن فِي وقته)
عِنْد غَيره من أهل بَلَده وَكثر انْتِفَاع المقيمين والغرباء بهَا فَكَانَت أعظم قربَة خُصُوصا وَقد حَبسهَا بعد مَوته، وَله فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة عدَّة تصانيف مِنْهَا النُّور الباهر الساطع من سيرة ذِي الْبُرْهَان الْقَاطِع قرأته عَلَيْهِ بمولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشعب بني هَاشم من مَكَّة وَكَذَا فِي الْأَذْكَار أوسعها الْجنَّة بأذكار الْكتاب وَالسّنة وَله المطالب السّنيَّة العوالي بِمَا لقريش من المفاخر والمعالي وبهجة الدماثة بِمَا ورد فِي فضل الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وطرق الْإِصَابَة بِمَا جَاءَ فِي الصَّحَابَة ونخبة الْعلمَاء الأتقياء بِمَا جَاءَ فِي قصَص الْأَنْبِيَاء وتأميل نِهَايَة التَّقْرِيب وتكميل التذهيب بالتذهيب جمع فِيهِ بَين تَهْذِيب الْكَمَال ومختصريه للذهبي وَشَيخنَا وَغَيرهَا وَهُوَ كتاب حافل لَو ضم إِلَيْهِ مَا عِنْد مغلطاي من الزَّوَائِد فِي مَشَايِخ الرَّاوِي والآخذين عَنهُ لكنه لم يصل إِلَى مَكَّة وذيل على طَبَقَات الْحفاظ وأفرد زَوَائِد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ من النُّسْخَة الْأَخِيرَة بحياة الْحَيَوَان على النُّسْخَة الأولى إِلَى غَيرهَا مِمَّا أودع أسماءه فِي تصنيفه عُمْدَة الْمُنْتَحل وبلغه المرتجل كبشرى الورى مِمَّا ورد فِي حرا واقتطاف النُّور مِمَّا ورد فِي ثَوْر والإبانة مَا ورد فِي الْجِعِرَّانَة قرأتها عَلَيْهِ بمحالها من مَكَّة وَله بيتان وهما:
(قَالَت حَبِيبَة قلبِي عِنْدَمَا نظرت ... دموع عَيْني على الْخَدين تستبق)(9/282)
(فِي م الْبكاء وَقد نلْت المنى زَمنا ... فَقلت خوف الْفِرَاق الدمع يندفق)
وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَالْكِتَابَة وَالْقِيَام بِمَا يهمه من أَمر عِيَاله واهتمامه بِكَثْرَة الطّواف وَالصَّوْم وحرصه على الِاسْتِمْرَار على الشّرْب من مَاء زَمْزَم بِحَيْثُ يحملهُ مَعَه إِذا خرج من مَكَّة غَالِبا وبره بأولاده وأقاربه وَذَوي رَحمَه مَعَ سَلامَة صَدره وَسُرْعَة بادرته ورجوعه وَكَثْرَة تواضعه وبذل همته مَعَ من يَقْصِدهُ وامتهانه لنَفسِهِ وَغير ذَلِك، وتصدى للإسماع فَأخذ عَنهُ النَّاس من سَائِر الْآفَاق الْكثير وَكنت مِمَّن لَقيته فَحملت عَنهُ فِي الْمُجَاورَة الأولى الْكثير بِمَكَّة وَكثير من ضواحيها وَبَالغ فِي مدحي بِمَا أثْبته فِي المعجم وَغَيره وطالع فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة كثيرا من تصانيفي حَتَّى فِي مرض مَوته. وَلم يلبث أَن مَاتَ وَأَنا هُنَاكَ فِي صَبِيحَة يَوْم السبت سَابِع ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد مصلب ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا وَكنت مِمَّن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه والتردد إِلَى قَبره بعد تَفْرِقَة الربعة بِالْمَسْجِدِ أَيَّامًا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الإمتاع وَحصل مِنْهُ نُسْخَة بِخَط وَلَده الْفَاضِل عمر وهما مُحدثا الْحجاز كثيرا الاستحضار قَالَ وَأَرْجُو)
أَن يبلغ ابْنه عمر فِي هَذَا الْعلم مبلغا عَظِيما لذكائه واعتنائه بِالْجمعِ وَالسَّمَاع وَالْقِرَاءَة بَارك الله لَهُ فِيمَا آتَاهُ انْتهى. رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.
مُحَمَّد / شَقِيق الَّذِي قبله ويدعى عَطِيَّة. مضى فِيهِ.
728 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي السَّيِّد الْمُحب أَبُو السعادات وَأَبُو البركات بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف الحسني الإيجي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ عبيد الله وَيعرف كأبيه بِابْن عفيف الدّين. / ولد قبل صبح سَابِع شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ واشتغل وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد جده ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة أخبر بَعْضهَا أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى اليمني الْأَشْعَرِيّ مخدوعة رَحمَه الله وإيانا.
729 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد النُّور بن النُّور بن الْعَفِيف / ابْن عَم الَّذِي قبله والماضي أَبوهُ وجده. اشْتغل وتميز وَكَانَ صَالحا ورعا تجرد لِلْعِبَادَةِ وَحج غير مرّة وجاور وَدخل مصر فتعلل بهَا وَنزل بقبة البيمارستان فَلَمَّا نشط توجه لدمياط فَمَاتَ بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد اجْتمعت بِهِ فِي مَكَّة والقاهرة وَأخذ عني رَحمَه الله وإيانا.
730 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن إِبْرَهِيمُ الشّرف بن الشَّمْس بن الشّرف بن الشَّمْس بن الْفَخر بن الْبَدْر الْقرشِي الطنبدي ثمَّ القاهري(9/283)
الشَّافِعِي نزيل حارة عبد الباسط وَيعرف بالشرف الطنبدي. / ولد ظنا سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والتفهني والبساطي وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه فِي عدَّة تقاسيم عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَكَذَا أَخذ عَن القاياتي والونائي وَالشَّمْس البدرشي والبدر بن الْخلال وسبط ابْن اللبان بل والزين القمني وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن ابْن عمار وَفِي الحَدِيث عَن شَيخنَا قَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الثُّلُث من ابْن الصّلاح وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل واختص بقاضي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ عِنْده الْكثير من كتب الحَدِيث كالشفا وَنَحْوه وسافر مَعَه إِلَى مَكَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وتخلف عَنهُ للمجاورة فدام سِنِين حَتَّى رَجَعَ مَعَه أَيْضا حِين حجَّته التالية لهَذِهِ وَقَرَأَ هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي والمحب المطري وَكتب بِخَطِّهِ بِمَكَّة شرح الْمِنْهَاج للزنكلوني نَقله من خطه وَكَذَا كتب غير)
ذَلِك قبله وَبعده كالخادم للزركشي وَبَاعه لشدَّة حَاجته، وَتزَوج فَاطِمَة ابْنة الْبَهَاء الْمَنَاوِيّ أُخْت النُّور على الْمَاضِي بعد زَوجهَا الولوي السفطي وانجمع بعد موت الْبَدْر الْحَنْبَلِيّ عَن النَّاس وَقرر فِي مشيخة الْحُضُور المتجدد بعد الظّهْر فِي الباسطية وتجرع فاقة زَائِدَة مَعَ فَضِيلَة وتواضع وتودد وَلم تزل فاقته تتزايد حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.
731 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن النَّجْم الْقرشِي الباهي القاهري الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ برع فِي الْفُنُون وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالجمالية برحبة الْعِيد، وَكَانَ عَاقِلا صينا كثير التأدب تَامّ الْفَضِيلَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشرى ربيع الأول سنة تسع عشرَة بالطاعون عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة رَحمَه الله.
732 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الصَّدْر بن الصّلاح بن الْعَزِيز المليجي الأَصْل المنوفي المولد القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء وَيعرف بالصدر المليجي. / ولد على رَأس الْقرن تَقْرِيبًا بمنوف وَحفظ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري وَجَمَاعَة وقطن سعيد السُّعَدَاء دهرا بِدُونِ تزوج، وَكَانَ خيرا تَارِكًا للغيبة غير مُمكن أحدا مِنْهَا بِحَضْرَتِهِ لم يعْهَد لَهُ أَنه قبل من أحد شَيْئا وَلَو قل مَعَ الْحِرْص الزَّائِد وَالرَّغْبَة فِي الْجمع بِحَيْثُ يَدُور الْأَسْوَاق بِسَبَب الْتِقَاط مَا يرى فِيهِ غِبْطَة رَجَاء لربح يحصل لَهُ فِيهِ وَكَانَ يظنّ بِهِ لذَلِك مَالِيَّة كَبِيرَة فَلم يُوجد لَهُ كَبِير شَيْء بل(9/284)
صرح قبيل مَوته بِيَسِير بِأَن عِنْده عشْرين دِينَارا ذَهَبا وَفِضة. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل صفر سنة تسع وَسبعين بعد تعلله أشهرا وَصلي عَلَيْهِ بالخانقاه وَقت حُضُورهَا مَعَ أَنه كَانَ نقل بعد مَوته مِنْهَا إِلَى بَيت وإرثه فِي بَاب الْقوس حَتَّى خَرجُوا بنعشه وَدفن من يَوْمه بحوش صوفيتها رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا رَأَيْت عِنْدِي أنني كتبته من نظمه:
(لِسَان حَال الرّفْع نَادَى لنا ... مَا حل بِي شقّ على النَّاظر)
(فَإِن يكن كسري أَتَى خُفْيَة ... لَعَلَّ أَن أجبر بِالظَّاهِرِ)
733 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عِيسَى بن عبد الْمُنعم بن عمرَان بن حجاج الضياء بن الصَّدْر بن الشّرف بن الصَّدْر الْأنْصَارِيّ الصنهاجي الأَصْل السفطي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَولي مشيخة رِبَاط الْآثَار على شاطئ النّيل بعد أَبِيه فَأَقَامَ هُنَاكَ دهرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ خيرا فَاضلا مَشْهُورا بِالْخَيرِ والديانة سمع المسلسل على الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والقدسي وَعَلَيْهِم مَعَ الْمُطَرز بعض أبي دَاوُد وعَلى الشهَاب الْجَوْهَرِي سنَن ابْن ماجة ثمَّ سمع على خلد الآثاري بِقِرَاءَة الزين رضوَان منتقى من جُزْء هِلَال الحفار وَغَيره وَاسْتقر بعده فِي المشيخة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الآثاري الْمَاضِي.
734 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة الشَّمْس الملقب بالمقبول ابْن الشَّمْس بن الشَّيْخ فتح الدّين أبي الْفَتْح بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ أَحْمد وَذَاكَ الْأَكْبَر وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن تَقِيّ. / ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على جده أبي الْفَتْح وَأبي الْفرج المراغي والشهاب الأبشيطي ثمَّ حُسَيْن الفتحي والبدر حسن الْمرْجَانِي وَالْقَاضِي المحيوي الْحَنْبَلِيّ واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه الشَّمْس البلبيسي أَخذ عَنهُ الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَبِه انْتفع وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن السَّيِّد السمهودي وَأخذ أَيْضا قَلِيلا عَن التقي بن قَاضِي عجلون حِين اجتيازه لِلْحَجِّ وَقَرَأَ البُخَارِيّ على النُّور بن قريبَة الْمحلي حِين إِقَامَته بِالْمَدْرَسَةِ المزهرية وَحضر عِنْده غير ذَلِك بل لحضر قبل عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي وَعرض عَلَيْهِ بعض محافيظه وَبعد على أبي الْفضل بن الإِمَام الدِّمَشْقِي ولازم الشَّمْس البسكري فِي الْعَرَبيَّة وَسمع مني فِي الْمُجَاورَة الأولى بِالْمَدِينَةِ ثمَّ لازمني فِي الثَّانِيَة حَتَّى قَرَأَ(9/285)
الشفا والموطأ وَغَيرهمَا وَسمع الْكثير بحثا من شرحي على الألفية والتقريب وَكتب بِخَطِّهِ الْمَقَاصِد الْحَسَنَة، وَهُوَ من خِيَار فضلاء الْمَدِينَة مَعَ حسن فهم ومشاركة سِيمَا فِي الْفِقْه.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن كريم الدّين أَبُو الطّيب بن روق الْموقع. / فِي الكنى.
735 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن السَّيِّد الشَّمْس بن الْمُحب بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الحصني الأَصْل الْمَاضِي أَبوهُ حفيد أخي التقي أبي بكر الحصني / الْآتِي فِي الكنى. قدم الْقَاهِرَة فاشتغل كثيرا وتميز وَمن شُيُوخه إِمَام الكاملية وَكَذَا سمع مني وَخلف وَالِده)
فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فِي المشيخة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ سِيمَا فِي الْقيام بِالْمَعْرُوفِ وَلذَا تعدى بَعضهم بشكواه بِحَيْثُ طلب هُوَ والتقي بن قَاضِي عجلون وقدما الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَ مَا حكيته فِي حوادثها.
736 - مُحَمَّد بن الْعِزّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن صلح بن رَسُول الأماسي بِهَمْزَة ثمَّ مِيم مفتوحتين وَبعد الْألف سين مُهْملَة الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ / قَالَ أَنه سمع من أَبِيه يعنيى المتوفي سنة ثَمَان وَتِسْعين والراوي عَن الحجار وَالْمَذْكُور فِي مُعْجم شَيخنَا وإنبائه مَعَ ضبط نسبته، أجَاز لي على يَد الْبُرْهَان العجلوني وَقَالَ أَنه كَانَ يحفظ نكتا وَجُمْلَة من التَّارِيخ وَأَنه رأى شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين يُكرمهُ وَكَانَت إِجَازَته فِي سنة خمسين وَالظَّاهِر أَنه مَاتَ قريب ذَلِك.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ أَبُو عبد الله رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة. / يَأْتِي فِي الكنى.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن حُسَيْن أصيل الدّين أَبُو الْيُسْر بن الْمُحب أبي الطّيب بن الشَّمْس الأسيوطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْجمال مغلطاي الناصري / صَاحب الجمالية الْقَدِيمَة والماضي أَبوهُ. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وعقيدة الْغَزالِيّ وَعرض عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة وَأخذ الْمِنْهَاج عَن الْجَوْجَرِيّ وَفِي التَّقْسِيم عِنْد الشَّمْس الأبناسي الضَّرِير وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وَكتب على يس فأجاد بِحَيْثُ يَسْتَعِين بِهِ وَالِده فِي كثير من المكاتيب وَاسْتقر نَاظرا على مدرسة جده مَعَ جِهَات من وظائف ومباشرات وَغَيرهَا وشارك الْأَخ ثمَّ ابنيه فِي خزن كتب الباسطية وَحج وزوجه أَبوهُ وَرُبمَا تَعب من جِهَته بِحَيْثُ اسْتَعَانَ بتمراز فِي ضربه وأظن حَاله صلح بعد مَوته.(9/286)
738 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق الشَّمْس أَو الْمُحب أَبُو الطّيب بن أبي الْقسم بن أبي عبد الله النويري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَهُوَ بكنيته أشهر وَيعرف بِابْن أبي الْقسم النويري. / ولد سنة سبع واربعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتهذيب لأبي سعيد البرادغي وَهُوَ مُخْتَصر الْمُدَوَّنَة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء والمختصر للشَّيْخ خَلِيل وألفيتي الحَدِيث والنحو وألفية وَالِده فِي النَّحْو)
وَالصرْف وَالْعرُوض والقافية الْمُسَمَّاة بالمقدمات ومختصره فِي الْعرُوض والشاطبيتين والنخبة لشَيْخِنَا والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والمناوي والأقصرائي والشمني والكافياجي والعز الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ البوتيجي وَسعد بن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ ومحمود الْهِنْدِيّ الخانكي فِي آخَرين وَأخذ عَن التقي الحصني والسنهوري وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ شرح الألفية لِابْنِ عقيل وتميز فِي فنون وَصَارَ على طَريقَة حَسَنَة وَحج فِي الْبَحْر وَأخذ عني فِي الْمُجَاورَة ألفية الْعِرَاقِيّ أَو أَكْثَرهَا وَكتب عني مَا أمليته هُنَاكَ وَكَذَا قَرَأَ على المحيوي عبد الْقَادِر القَاضِي فِي توضيح ابْن هِشَام وَغَيره وعَلى ابْن أبي الْيمن فِي ابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيره وَطَائِفَة وَكَانَ قوي الحافظة حسن الفاهمة، وَلَا زَالَ يترقى فِي الْخَيْر بِحَيْثُ صَار يدرس وَرُبمَا أفتى وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والجيعانية وَغَيرهمَا وَكَانَ يرتفق بفائض وقف مدرسة أَبِيه، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة الْأَدَب والتودد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين مطعونا وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عوضه الله الْجنَّة.
739 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن عُثْمَان أَبُو الْخَيْر القنبشي الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الْخَطِيب. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض. أرخه ابْن فَهد، وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث بَين يَدي أبي الْبَقَاء بن الضياء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام.
740 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّمْس بن الْجَزرِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَيعرف بِابْن الْجَزرِي. ولد فِي ثَانِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأحضره أَبوهُ على ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل وإبرهيم بن أَحْمد السكندري فِي آخَرين وأسمعه على عبد الْوَهَّاب بن السلار بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة للسبع وَابْن الْمُحب وَابْن عوض وَابْن مَحْبُوب وَخلق كالسويداوي، وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين والشاطبيتين(9/287)
وَالْهِدَايَة نظم أَبِيه والتنبيه وألفيتي الحَدِيث والنحو ومنهاجي الْبَيْضَاوِيّ والبلقيني وَهُوَ فِي أصُول الدّين وَالتَّلْخِيص وَعرض على أَئِمَّة الْوَقْت وتلا على الْعَسْقَلَانِي وَأَبِيهِ وَغَيرهمَا وتفقه بالبلقيني والأبناسي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس، ذكره أَبوهُ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء مطولا وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: نزيل بِلَاد الرّوم ثمَّ دمشق)
وباشر بهَا الأتابكية إِلَى أَن مَاتَ مطعونا فِي صفر سنة أَربع عشرَة وعاش أَبوهُ بعده دهرا، وَكَانَ جيد الذِّهْن يستحضر كثيرا من الْفِقْه ويقرئ بالروايات ويخطب جيدا وَقد رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قد تسحب من أَبِيه لما توجه لبلاد الرّوم ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة برسالة ابْن عُثْمَان بِسَبَب الْمدرسَة الصلاحية وَكَانَت مَعَ وَالِده فَوَثَبَ عَلَيْهَا بعده القمني فنازعه فتعصب للقمني جمَاعَة فغلب ابْن الْجَزرِي فنازع الْجلَال بن أبي الْبَقَاء فِي تدريس الأتابكية ونظرها وَلم يزل إِلَى أَن فوضها لَهُ بِزَعْمِهِ ثمَّ تصالحا وفوضها لَهُ بِاخْتِيَارِهِ وباشرها حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ ابْن حجي: كَانَ ذكيا جيد الذِّهْن يستحضر التَّنْبِيه وَيقْرَأ بالروايات أَخذ ذَلِك عَن أَبِيه وَعَن صَدَقَة الضَّرِير يَعْنِي فَقِيه وَغَيرهمَا وَلم يكمل الْأَرْبَعين رَحمَه الله.
741 - مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر بن الْجَزرِي / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمشهد الْمَعْرُوف بمشامش من أَرض جلجولية وأحضره أَبوهُ على جمَاعَة بل أسمعهُ على التنوخي والسويداوي بِالْقَاهِرَةِ وعَلى ابْن أبي الْمجد وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ بِدِمَشْق وَقدم على أَبِيه وَهُوَ بالروم سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فصلى بِالْقُرْآنِ هُنَاكَ وَحفظ الْمُقدمَة والطيبة والجوهرة من تصانيف أَبِيه وَأخذ عَن أَبِيه القراآت وَذكره فِي طَبَقَات الْقُرَّاء، وَمَا علمت الْآن وَقت وَفَاته.
742 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو الْجُود وَأَبُو الطّيب بن أبي البركات الغراقي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وعماه. مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد قنطرة الموسكي وانصلح حَاله بِالنِّسْبَةِ لما تقدم.
743 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين أبي بكر الخوافي / الْمَاضِي، قدم مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَعشْرين فَاجْتمع بشيخنا وَقَالَ لَهُ عقب قَوْله لِأَبِيهِ مَا سبق فِي تَرْجَمته:
(أيا ملك العلى شمس الْمَعَالِي ... ضياؤك للورى كَاف ووافي)
(بنورك قد تجوهر كل خصم ... بِعَارِض جودك ارتوت الفيافي)
(ينظمك قد نثرت من اللآلي ... على الْآفَاق واظهرت الخوافي)
(بقيت لمحور الْإِسْلَام قطبا ... بذاتك قَائِم كل العوافي)(9/288)
744 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن وجيه الْجلَال بن الْعِزّ بن الْجلَال بن الْفَتْح بن السراج الشيشيني الْمحلي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. مِمَّن نَاب فِي عدَّة بِلَاد من الْمحلة حِين تَركهَا وَالِده لما كف عَن الزين زَكَرِيَّا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. / أَخَوان أَحدهمَا عمر مضى وَالْآخر أَبُو زرْعَة يَأْتِي فِي الكنى.
745 - مُحَمَّد معز الدّين أَبُو التقي هبة الرَّحْمَن / أَخُو اللَّذين قبله. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين قبل إِكْمَال عشر سِنِين.
746 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عواض بن نجا التَّاج ابْن النَّجْم بن الْكَمَال بن الْجمال بن الشَّمْس الْقرشِي الزبيرِي السكندري الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. / ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة وأسمع على مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن البوري جَامع التِّرْمِذِيّ وَمن أَوله إِلَى الْقِرَاءَة فِي الصُّبْح على الْعِمَاد بن أبي اللَّيْث السكندري وعَلى خَلِيل الْمَالِكِي الْمُوَطَّأ ليحيى بن يحيى بفوت وناب فِي قَضَاء بَلَده وَكَانَ كل من أَبِيه وجده وجد أَبِيه قُضَاته، وَحدث روى لنا عَنهُ الْمُوفق الأبي وَأَبُو حَامِد بن الضياء وَالصَّلَاح الحكري وَآخَرُونَ وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَقَالَ إِنَّه حضر فِي الثَّانِيَة سنة سِتّ وَخمسين وَكَذَا رَأَيْت من قَالَ أَنه حضر فِي الثَّانِيَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين بإسكندرية على الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن مكي بن إِسْمَعِيل بن مكي الزُّهْرِيّ أَرْبَعَة مجَالِس من أمالي أبي الْقسم بن بَشرَان بإجازته الْعَامَّة من أبي إِسْحَق الكاشغري أنابها أَبُو الْفَتْح بن البطي بِسَنَدِهِ، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز لي فِي استدعاء أَوْلَادِي وَمَات سنة تسع عشرَة وأظن النَّجْم زِيَادَة وَأَن وَالِده الْكَمَال بِدُونِ وَاسِطَة بَينهمَا وَهُوَ الَّذِي اقْتصر عَلَيْهِ ابْن مُوسَى وَقد ترجمت الْكَمَال بِهَامِش الدُّرَر لِأَن شَيخنَا أغفله مِنْهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
747 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَمِين الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الأخصاصي. / ولد فِي سادس عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وتميز فِي السلوك وَجلسَ فِي زَاوِيَة بِدِمَشْق لتربية المريدين وإغاثة الملهوفين وإنزال الواردين وَصَارَت لَهُ جلالة ووجاهة وَكلمَة مَقْبُولَة وَكتب على بعض الاستدعاآت فِي سنة سِتّ وَخمسين مَاتَ فِي حادي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير رَحمَه الله وإيانا.) (سقط)(9/289)
(سقط)
(لقد تعجبت مِمَّن يحتمي زَمنا ... عَن الطَّعَام لخوف الدَّاء والوجع)
(وَلَيْسَ ذَا حمية عَن ذَنبه أبدا ... خوفًا من النَّار والتوبيخ والفزع)
مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
750 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النَّجْم النوبي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْفَقِيه وَيعرف بالبديوي. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها بِيَسِير وَكَانَ قد حفظ الْمِنْهَاج والألفية والشاطبيتين وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا(9/290)
وَقَرَأَ القراآت على الشهَاب بن هَاشم رَفِيقًا لِابْنِ أَسد وَكَانَ ذَاكِرًا لَهَا مستحضر للشاطبية ولأكثر كتبه إِلَى آخر وَقت وتصدى لتعليم الْأَبْنَاء دهرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمع حافل لم ينبل مِنْهُم كَبِير أحد وَكَانَ سَاكِنا من صوفية البيبرسية والصلاحية رَحمَه الله وإيانا.
751 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو عبد الله البُخَارِيّ العجمي الْحَنَفِيّ وَسَماهُ بَعضهم عليا وَهُوَ غلط. / ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وَنقل عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه فِيمَا قَالَه لَهُ فِي حُدُود سنة سبعين بِبِلَاد الْعَجم وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وخاله الْعَلَاء عبد الرَّحْمَن والسعد التَّفْتَازَانِيّ فِي آخَرين وارتحل فِي شبيبته إِلَى الأقطار فِي طلب الْعلم إِلَى أَن تقدم فِي الْفِقْه والأصلين والعربية واللغة والمنطق والجدل والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَغَيرهَا من المعقولات والمنقولات وترقى فِي التصوف والتسليك وَمهر فِي الأدبيات، وَتوجه إِلَى بِلَاد الْهِنْد فقطن كلبرجا مِنْهَا وَنشر بهَا الْعلم والتصوف وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ ملكهَا وترقى عِنْده إِلَى الْغَايَة لما وقر عِنْده من علمه وزهده وورعه، ثمَّ قدم مَكَّة فجاور بهَا وانتفع بِهِ فِيهَا غَالب أعيانها ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا سِنِين وانثال عَلَيْهِ الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب وعظمه الأكابر فَمن دونهم بِحَيْثُ كَانَ إِذا اجْتمع مَعَه الْقُضَاة يكونُونَ عَن يَمِينه وَعَن يسَاره كالسلطان وَإِذا حضر عِنْده أَعْيَان الدولة بَالغ فِي وعظهم والإغلاظ عَلَيْهِم بل ويراسل السُّلْطَان مَعَهم بِمَا هُوَ أَشد فِي الإغلاظ ويحضه عَن إِزَالَة أَشْيَاء من الْمَظَالِم مَعَ كَونه لَا يحضر مَجْلِسه وَهُوَ مَعَ هَذَا لَا يزْدَاد إِلَّا إجلالا ورفعة ومهابة فِي الْقُلُوب وَكَانَ من ذَلِك سُؤَاله فِي أثْنَاء سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فِي إبِْطَال إدارة الْمحمل حسما لمادة الْفساد الَّذِي جرت الْعَادة بِوُقُوعِهِ عِنْد إِرَادَته فَأمر بِعقد مجْلِس عِنْد الْعَلَاء فِي ذَلِك فَكَانَ من قَول شَيخنَا يَنْبَغِي أَن ينظر فِي سَبَب إدارته فَيعْمل بِمَا فِيهِ الْمصلحَة مِنْهَا ويزال مَا فِيهِ الْمفْسدَة وَذَلِكَ أَن الأَصْل فِيهَا إِعْلَام أهل الْآفَاق بِأَن طَرِيق الْحجاز من مصر آمِنَة ليتأهب لِلْحَجِّ مِنْهُ من يُريدهُ لَا يتَأَخَّر لخشية خوف انْقِطَاع طَرِيقه كَمَا هُوَ الْغَالِب فِي طَرِيقه من الْعرَاق فالإدارة لَعَلَّهَا لَا بَأْس بهَا لهَذَا الْمَعْنى وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا من الْمَفَاسِد إِزَالَته مُمكنَة وَاتفقَ فِي هَذَا الْمجْلس إِجْرَاء ذكر ابْن)
عَرَبِيّ وَكَانَ مِمَّن يقبحه ويكفره وكل من يَقُول بمقاله وَينْهى عَن النّظر فِي كتبه فشرع الْعَلَاء فِي إبراز ذَلِك وَوَافَقَهُ أَكثر من حضر إِلَّا الْبِسَاطِيّ وَيُقَال أَنه إِنَّمَا أَرَادَ إِظْهَار قوته فِي المناظرة والمباحثة لَهُ وَقَالَ إِنَّمَا يُنكر النَّاس عَلَيْهِ ظَاهر الْأَلْفَاظ الَّتِي يَقُولهَا وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي كَلَامه مَا يُنكر إِذا حمل لَفظه على معنى صَحِيح بِضَرْب من التَّأْوِيل وانتشر الْكَلَام بَين الْحَاضِرين فِي ذَلِك قَالَ شَيخنَا وَكنت(9/291)
مائلا مَعَ الْعَلَاء وَأَن من أظهر لنا كلَاما يَقْتَضِي الْكفْر لَا نقره عَلَيْهِ وَكَانَ من جملَة كَلَام الْعَلَاء الْإِنْكَار على من يعْتَقد الْوحدَة الْمُطلقَة وَمن جملَة كَلَام الْمَالِكِي أَنْتُم مَا تعرفُون الْوحدَة الْمُطلقَة، فبمجرد سَماع ذَلِك استشاط غَضبا وَصَاح بِأَعْلَى صَوته أَنْت مَعْزُول وَلَو لم يعزلك السُّلْطَان يَعْنِي لتضمن ذَلِك كفره عِنْده بل قيل أَنه قَالَ لَهُ صَرِيحًا كفرت كَيفَ يعْذر من يَقُول بالوحدة الْمُطلقَة وَهِي كفر شنيع وَاسْتمرّ يَصِيح وَأقسم بِاللَّه أَن السُّلْطَان إِن لم يعزله من الْقَضَاء ليخرجن من مصر فأشير على الْبِسَاطِيّ بمفارقة الْمجْلس إخمادا للفتنة وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَأمر فإحضار الْقُضَاة عَنهُ فَحَضَرُوا فسئلوا عَن مجْلِس الْعَلَاء فقصه كَاتب السِّرّ وَهُوَ مِمَّن حضر الْمجْلس الأول بحضرهم وَدَار بَين شَيخنَا والبساطي فِي ذَلِك بعض كَلَام فتبرأ الْبِسَاطِيّ من مقَالَة ابْن عَرَبِيّ وَكفر من يعتقدها وَصوب شَيخنَا قَوْله فَسَأَلَ السُّلْطَان شَيخنَا حِينَئِذٍ مَاذَا يجب عَلَيْهِ وَهل تَكْفِير الْعَلَاء لَهُ مَقْبُول وماذا يسْتَحق الْعَزْل أَو التَّعْزِير فَقَالَ شَيخنَا لَا يجب عَلَيْهِ شَيْء بعد اعترافه بِمَا وَقع وَهَذَا الْقدر كَاف مِنْهُ وانفصل الْمجْلس وَأرْسل السُّلْطَان يترضى الْعَلَاء ويسأله فِي ترك السّفر فَأبى فَسلم لَهُ حَاله وَقَالَ يفعل مَا أَرَادَ وَيُقَال أَنه قَالَ للسُّلْطَان أَنا لَا أقيم فِي هَذِه الممالك إِلَّا بِشُرُوط ثَلَاث عزل الْبِسَاطِيّ وَنفي خَليفَة يَعْنِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَإِبْطَال مكس قطيا. وبلغنا أَنه خرج من الْقَاهِرَة غَضبا إِمَّا فِي هَذِه الْوَاقِعَة أَو غَيرهَا لدمياط ليسافر مِنْهَا فبرز الْبُرْهَان الأبناسي والقاياتي والونائي وَكلهمْ مِمَّن أَخذ عَنهُ إِلَيْهَا حَتَّى رجعُوا بِهِ وَكَانَ قبل بِيَسِير فِي السّنة بِعَينهَا وصل إِلَيْهِ بإشارته من صَاحب كلبرجا الْمشَار إِلَيْهَا ثَلَاثَة آلَاف شاش أَو أَكثر فَفرق مِنْهَا ألفا على الطّلبَة الملازمين لَهُ من جُمْلَتهَا مائَة للصدر بن العجمي ليوفي بهَا دينه وتعفف بَعضهم كالمحلي عَن الْأَخْذ بل فرق مَا عينه الْعَلَاء لَهُ مِنْهَا وَهُوَ ثَلَاثُونَ شاشا على الْفُقَرَاء وَامْتنع الْعَلَاء من إِعْطَاء بعض طلبته كالسفطي مَعَ طلبه مِنْهُ بِنَفسِهِ وَلم يدّخر لنَفسِهِ مِنْهَا شَيْئا وَعمل وَلِيمَة للطلبة فِي بُسْتَان ابْن عنان صرف عَلَيْهَا سِتِّينَ دِينَارا، ثمَّ بعد ذَلِك سنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَو قبلهَا تحول إِلَى دمشق فقطنها وصنف)
رسَالَته فاضحة الْمُلْحِدِينَ بَين فِيهَا زيف ابْن عَرَبِيّ وَقرأَهَا عَلَيْهِ شَيخنَا الْعَلَاء القلقشندي هُنَاكَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ثمَّ البلاطنسي وَآخَرُونَ وَكَذَا اتّفقت لَهُ حوادث بِدِمَشْق مِنْهَا أَنه كَانَ يسْأَل عَن مقالات التقي بن تَيْمِية الَّتِي انْفَرد بهَا فيجيب بِمَا يظْهر لَهُ من الْخَطَأ فِيهَا وينفر عَنهُ قلبه إِلَى أَن استحكم أمره عِنْده فَصرحَ بتبديعه ثمَّ تكفيره ثمَّ صَار يُصَرح فِي مَجْلِسه بِأَن من أطلق على ابْن تَيْمِية أَنه شيخ الْإِسْلَام فَهُوَ بِهَذَا الْإِطْلَاق كَافِر واشتهر ذَلِك فَانْتدبَ حَافظ الشَّام الشَّمْس بن نَاصِر الدّين(9/292)
لجمع كتاب سَمَّاهُ الرَّد الوافر على من زعم أَن من أطلق على ابْن تَيْمِية أَنه شيخ الْإِسْلَام كَافِر جمع فِيهِ كَلَام من أطلق عَلَيْهِ ذَلِك من الْأَئِمَّة الْأَعْلَام من أهل عصره من جَمِيع أهل الْمذَاهب سوى الْحَنَابِلَة وَذَلِكَ شَيْء كثير وَضَمنَهُ الْكثير من تَرْجَمَة ابْن تَيْمِية وَأرْسل مِنْهُ نُسْخَة إِلَى الْقَاهِرَة فقرظه من أئمتها شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والتفهني والعيني والبساطي بِمَا هُوَ عِنْدِي فِي مَوضِع آخر فَكَانَ مِمَّا كتبه الْبِسَاطِيّ وَهُوَ رمي مَعْذُور وَنَفث مصدور هَذِه مقَالَة تقشعر مِنْهَا الْجُلُود وتذوب لسماعها الْقُلُوب ويضحك إِبْلِيس اللعين عجبا بهَا ويشمت وينشرح لَهَا أباده الْمُخَالفين ونسبت ثمَّ قَالَ لَهُ لَو فَرضنَا أَنَّك اطَّلَعت على مَا يَقْتَضِي هَذَا من حَقه فَمَا مستندك فِي الْكَلَام الثَّانِي وَكَيف تصلح لَك هَذِه الْكُلية المتناولة لمن سَبَقَك وَلمن هُوَ آتٍ بعْدك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَهل يمكنك أَن تَدعِي أَن الْكل اطلعوا على مَا اطَّلَعت أَنْت عَلَيْهِ وَهل هَذَا إِلَّا استخفاف بالحكام وَعدم مبالاة ببنى الْأَنَام وَالْوَاجِب أَن يطْلب هَذَا الْقَائِل وَيُقَال لَهُ لم قلت وَمَا وَجه ذَلِك فَإِن أَتَى بِوَجْه يخرج بِهِ شرعا من الْعهْدَة كَانَ والأبرح بِهِ تبريحا يرد أَمْثَاله عَن الْإِقْدَام على أَعْرَاض الْمُسلمين انْتهى. وَكتب الْعَلَاء مطالعة إِلَى السُّلْطَان يغريه بالمصنف وبالحنابلة وَفِيه أَلْفَاظ مُهْملَة هُوَ عِنْدِي مَعَ كتاب قَاضِي الشَّام الشَّافِعِي الشهَاب بن محمرة وَفِي شرح الْقِصَّة طول وبلغنا عَن أبي بكر بن أبي الوفا أَن جنية كَانَت تَابِعَة الْعَلَاء وَكَانَت تَأتيه فِي شكل حسن وَتارَة فِي شكل قَبِيح فتتزيا لَهُ من بعيد وَهُوَ مَعَ النَّاس وَأَنه التمس مِنْهُ كِتَابَة تحصين وَنَحْوه لمنعها فَكتب لَهُ أَشْيَاء ولازمها فاستفاد مِنْهَا أَكثر مِمَّا كتب لَهُ غَيره قَالَ وَلم أنزل عنْدك وَلَا أكلت طَعَامك إِلَّا لِأَنَّهُ بَلغنِي عَنْك الْحجب قَالَ وَلم أعلم بذلك أحدا سواك واستكتمنيه فَلم أذكرهُ لأحد حَتَّى مَاتَ وَكَانَ الْعَلَاء يكون مَعَ النَّاس فتتراءى لَهُ فيغمض عَيْنَيْهِ وَيقْرَأ ذَاك التحصين سرا ويغيب عَن النَّاس فيظن أَنه خشوع وتلاوة وَذكر ثمَّ لم يتَّفق حجبها بِالْكُلِّيَّةِ إِلَّا على يَد إِبْرَهِيمُ الأدكاوي كَمَا أسلفته فِي تَرْجَمته وَقد تكَرر اجْتِمَاع الْعِزّ)
الْقُدسِي مَعَه بِبَيْت الْمُقَدّس وَبحث مَعَه فِي أَشْيَاء أَولهَا فِي كفر ابْن عَرَبِيّ أهوَ مُطَابقَة والتزام واتفقا على الثَّانِي بعد أَن كَانَ الْعَلَاء على الأول وَأنكر الْعِزّ عَلَيْهِ تحفيه فِي حرم الْأَقْصَى محتجا بِأَن كَعْب الْأَحْبَار دخله يمشي حبوا فانحل عَن المداومة على ذَلِك. وَمن محَاسِن كَلَامه قَوْله لِابْنِ الْهمام لما دخل عَلَيْهِ مرّة وَعِنْده جمَاعَة من مريديه وَجلسَ فِي حشي الْحلقَة قُم فاجلس هُنَا يَعْنِي بجانبه فَإِن هَذَا لَيْسَ بتواضع لكونك فِي نَفسك تعلم أَن كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ يجلك ويرفعك إِنَّمَا التَّوَاضُع أَن تجْلِس تَحت(9/293)
ابْن عبيد الله بِمَجْلِس السُّلْطَان أَو نَحْو هَذَا. وَكَانَ شَدِيد النفرة مِمَّن يَلِي الْقَضَاء وَنَحْوه وَلَكِن لما ولي مِنْهُم الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ قَضَاء الشَّام وَكَانَ الْعَلَاء حِينَئِذٍ بهَا سر وَقَالَ الْآن أَمن النَّاس على أَمْوَالهم وأنفسهم وَلما اجْتمع بِهِ ابْن رسْلَان فِي بَيت الْمُقَدّس عظمه جدا فِي حِكَايَة أسلفتها فِي تَرْجَمته. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ من أهل الدّين والورع وَله قبُول عِنْد الدولة وَأقَام بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة وتلمذ لَهُ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ، وَكَانَ يتقن فن الْمعَانِي وَالْبَيَان وَيذكر أَنه أَخذه عَن التَّفْتَازَانِيّ ويقرر الْفِقْه على المذهبين ثمَّ تحول إِلَى دمشق فاغتبطوا بِهِ وَكَانَ كثير الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ. وَمَات بهَا كَمَا قرأته بِخَط السَّيِّد التَّاج عبد الْوَهَّاب الدِّمَشْقِي فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمزة وَدفن بسطحها وأرخه الْعَيْنِيّ فِي ثَانِي الشَّهْر وَقَالَ أَنه كَانَ فِي الزّهْد على جَانب عَظِيم وَفِي الْعلم كَذَلِك وَبَعْضهمْ فِي خامسه وَقَالَ أَنه لم يخلف بعده مثله فِي تفننه وورعه وزهده وعبادته وقيامه فِي إِظْهَار الْحق وَالسّنة وإخماده للبدع ورده لأهل الظُّلم والجور قَالَ بَعضهم أَنه حج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ إِلَى دمشق فَانْقَطع بهَا ولازمه الشهَاب بن عرب شاه حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده: كَانَ يسْلك طَرِيقا من الْوَرع فيسمج فِي أَشْيَاء يحملهُ عَلَيْهَا بعده عَن معرفَة السّنَن والْآثَار وانحرافه عَن الحَدِيث وَأَهله بِحَيْثُ كَانَ ينْهَى عَن النّظر فِي كَلَام النَّوَوِيّ وَيَقُول هُوَ ظَاهر ويحض على كتب الْغَزالِيّ وأغلق أَبْوَاب الْمَسْجِد الْحَرَام بِمَكَّة مُدَّة حجه فَكَانَت لَا تفتح إِلَّا أَوْقَات الصَّلَوَات الْخمس وَمنع من نصب الْخيام وَإِقَامَة النَّاس فِيهِ أَيَّام الْمَوْسِم وأغلق أَبْوَاب مَقْصُورَة الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة وَمنع كَافَّة النَّاس من الدُّخُول إِلَيْهَا وَكَانَ يَقُول: ابْن تَيْمِية كَافِر وَابْن عَرَبِيّ كَافِر فَرد فُقَهَاء الشَّام ومصر قَوْله فِي ابْن تَيْمِية وَجمع فِي ذَلِك الْمُحدث ابْن نَاصِر الدّين مصنفا انْتهى. رَحمَه الله وإيانا.
752 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود جلال الدّين أَبُو الْبَقَاء بن أثير الدّين بن الْمُحب بن الشّحْنَة الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو لِسَان الدّين أَحْمد وحسين الماضيين والآتي أَبوهُ وجده قَرِيبا وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / مِمَّن نَشأ فحوله جده عَن مَذْهَبهم وأضافه لمَذْهَب الشَّافِعِي ليَكُون قَاضِي حلب ويستريح من مناكدة قُضَاة الشَّافِعِيَّة لَهُم فَأُجِيب وَاسْتقر فِي الْقَضَاء بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَحصل لَهُ جده الْخَادِم وَغَيره من كتب الْمَذْهَب وَلم يعلم لَهُ كَبِير اشْتِغَال وَصرف عَنهُ غير مرّة، وَقدم الْقَاهِرَة قبل ذَلِك وَبعده مرَارًا حَتَّى كَانَت منيته بهَا بعد تعلل طَوِيل معزولا فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن(9/294)
بتربة جده وَهُوَ مِمَّن سمع معي فِي بَيت الْمُقَدّس حِين كَانَ مَعَ جده فِيهِ على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَغَيرهمَا وَحج، وَكَانَ ذَا شكالة وهيئة غير مَحْمُود فِي دينه وَلَا معاملاته عَفا الله عَنهُ وإيانا.
753 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أثير الدّين بن الْمُحب بن الشّحْنَة الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَالِد الَّذِي قبله وَولد الْآتِي بعده وسبط الْعَلَاء بن خطيب الناصرية، أمه خَدِيجَة وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / ولد فِي ثامن عشرى صفر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد مُحَمَّد الأعزازي وَغَيره وَحفظ الْعُمْدَة والوقاية والمنار والملحة وَعرض بَعْضهَا على الْبُرْهَان الْحلَبِي بل سمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ على الْبَدْر بن سَلامَة بعض محفوظاته، وَأخذ عَن أَبِيه وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ من سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَعَن جده لأمه فِي خطابة الْجَامِع الْكَبِير بهَا أَيْضا ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فِي عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين إِلَى أَن تَركه لوَلَده لِسَان الدّين ثمَّ عَاد إِلَيْهِ بعد مَوته وَكَذَا اسْتَقل بالخطابة قبل ذَلِك بل بَاشر غَيرهمَا من الْوَظَائِف كنظر جيشها وقلعتها وَمن التداريس بَعْضهَا وَقدم الديار المصرية على أَبِيه غير مرّة وَحج مَعَه وَكَثُرت مخالطتي لَهُ فِيهَا بل وَفِي بَلَده وَسمعت خطبَته بهَا. وَهُوَ حسن الشكالة جيد التَّصَوُّر كثير التودد خير من أَخِيه عبد الْبر وَلَكِن ذَاك أفضل فِي الْجُمْلَة مَعَ سُكُون هَذَا وتواضعه وأدبه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثامن وَتِسْعين بحلب.
754 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْجلَال العباسي الخانكي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أحد صوفية الخانقاه ورفيق قُرَيْش الضَّرِير وصهره على عمته / والآتي أَبوهُ. ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين بخانقاه سرياقوس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الونائي الخانكي وَغَيره ثمَّ لَازم عبد الْحق السنباطي وَيس وَأخذ القراآت عَن)
الزين جَعْفَر السنهوري وتميز فِيهَا مَعَ إِلْمَام بِفُرُوع الْعِبَادَات وَنَحْوهَا ولازمني فِي أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وَمِمَّا سَمعه مني فِي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين مسلسل الْعِيد، وَفهم مَعَ خير وتقلل ورغبة فِي خدمَة الصَّالِحين وخطب بِالْمَدْرَسَةِ الجزمانية وَغَيرهَا.
755 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشهَاب غَازِي بن أَيُّوب بن حسام الدّين مَحْمُود شحنة حلب بن الختلو بن عبد الله الْمُحب أَبُو الْفضل بن الْمُحب أبي الْوَلِيد بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الشَّمْس أبي عبد الله الثَّقَفِيّ الْحلَبِي(9/295)
الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَالِد الْمَاضِي قَرِيبا وَعبد الْبر الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / ولد كَمَا حَقَّقَهُ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَأمه وَاسْمهَا من ذُرِّيَّة مُوسَى الَّذِي كَانَ حَاجِب حلب وَبنى بهَا مدرسة ثمَّ ولي نِيَابَة البيرة قلعة الرّوم وَمَات بالبيرة فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة. وَكَانَ مولد الْمُحب بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ عِنْد الشَّمْس الْغَزِّي وسافر مَعَ وَالِده إِلَى مصر قبل استكماله عشر سِنِين فَقَرَأَ فِي اجتيازه بِدِمَشْق عِنْد الشهَاب البابي وَفِي الْقَاهِرَة عِنْد البرديني وَكتب على ابْن التَّاج وَعبد الله الشريفي يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى حلب فأكمل بهَا الْقُرْآن عِنْد الْعَلَاء الكلزي وَحفظ فِي أصُول الدّين عُمْدَة النَّسَفِيّ وَغَيرهَا وَفِي القراآت الطّيبَة لِابْنِ الْجَزرِي وَفِي عُلُوم الحَدِيث والسيرة ألفيتي الْعِرَاقِيّ وَفِي الْفِقْه الْمُخْتَار ثمَّ الْوِقَايَة وَفِي الْفَرَائِض الياسمينية وَفِي أصُول الْفِقْه الْمنَار وَفِي النَّحْو الملحة والالفية والشذور وَبَعض توضيح ابْن هِشَام وألفية ابْن معطى وَفِي الْمنطق تَجْرِيد الشمسية وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان التَّلْخِيص إِلَى غَيرهَا من مناظيم أَبِيه وَغَيرهَا حَسْبَمَا قَالَه لي بِزِيَادَات وَأَنه كَانَ آيَة فِي سرعَة الْحِفْظ بِحَيْثُ أَنه حفظ ألفية الحَدِيث فِي عشرَة أَيَّام ورام فعل ذَلِك فِي ألفية النَّحْو فَقَرَأَ نصفهَا فِي نصف الْمدَّة وَمَا تيَسّر لَهُ فِي النّصْف الثَّانِي ذَلِك، وَعرض بعض محافيظه على عَمه أبي البشري والعز الحاضري والبدر بن سَلامَة وَكتب لَهُ فِيمَا قَالَه لي:
(سمح الزَّمَان بِمثلِهِ فأعجب لَهُ ... إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لشحيح)
(فَالْأَصْل ذَاك والخلال حميدة ... والذهن صَاف وَاللِّسَان فصيح)
وَأخذ عَن الْأَخيرينِ فِي الْفِقْه وَعظم انتفاعه بثانيهما وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي أُصَلِّي الدّيانَة وَالْفِقْه وَفِي الْمنطق تَجْرِيد الشمسية كَمَا أَخذه عَن مُؤَلفه أَحْمد الجندي واشتدت عنايته بملازمته وعنهما أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا عَن عَمه وَآخَرين كالشهاب بن هِلَال قَرَأَ عَلَيْهِ الحاجبية قَالَ وَكَانَ يتوقد ذكاء غير أَنه كَانَ ممتحنا بِابْن عَرَبِيّ وَلذَا مَا مَاتَ حَتَّى اخْتَلَّ عقله، ولازم الْبُرْهَان حَافظ بَلَده فِي)
فنون الحَدِيث وَحمل عَنهُ أَشْيَاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَتخرج بِهِ قَلِيلا وَضبط عَنهُ فَوَائِد وَقَالَ أَنه كَانَ يصرفهُ عَن الِاشْتِغَال بالْمَنْطق وَيَقُول لَهُ كَانَ جدك الْكَمَال يلوم وَلَده والدك على توسعه فِيهِ. وصاهر الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فَانْتَفع بِهِ وَكتب عَنهُ أَشْيَاء وَكَذَا أَخذ الْقَلِيل عَن شَيخنَا حِين قدومه عَلَيْهِم فِي سفرة آمد بعد أَن كَانَ راسله فِي سنة ثَمَان وَعشْرين يَسْتَدْعِي مِنْهُ الْإِجَازَة قَائِلا فِي استدعائه:
(وَإِذ عاقت الْأَيَّام عَن لثم تربكم ... وضن زماني أَن أفوز بطائل)(9/296)
(كتبت إِلَيْكُم مستجيزا لعلني ... أبل اشتياقي مِنْكُم بالرسائل)
وَفِي هَذِه السّنة أجَاز لَهُ من بعلبك الْبُرْهَان بن المرحل وَمن الْقَاهِرَة الشهَاب الوَاسِطِيّ والشهاب الْمَعْرُوف بالشاب التائب وَسمع فِي بَلَده من الشهابين أبي جَعْفَر بن العجمي وَابْن السفاح وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّاهِد وست الْعَرَب ابْنة إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة وَأخذ بحماة حِين توجهه لملاقاة عَمه إِذْ حج عَن النُّور مَحْمُود ابْن خطيب الدهشة وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة مُسْتقِلّا بِنَفسِهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَقي بِدِمَشْق حِينَئِذٍ الْعَلَاء بن سَلام والشهاب بن الحبال وتذاكر مَعَه وَسَأَلَهُ عَن السِّرّ فِي وصف الرجل بِالذكر فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا أبقت الْفَرَائِض فَلَا ولى رجل ذكر فَأجَاب بِأَنَّهُ ورد فِي بعض الْأَحَادِيث لفظ الرجل فَالْمُرَاد بِهِ الْأُنْثَى فالتأكيد لدفع التَّوَهُّم فَلْينْظر والْعَلَاء البُخَارِيّ وَسمع مذاكرته مَعَ ابْن خطيب الناصرية وبالقاهرة التقى المقريزي بل قَالَ أَنه جَاءَهُ صُحْبَة شَيخنَا للسلام عَلَيْهِ وَأَنه اتّفقت نادرة بديعة الِاتِّفَاق وَهِي أَن الْمُحب سَأَلَ من شَيخنَا عَن رَفِيقه لكَونه لم يكن شخصه فَأعلمهُ بِأَنَّهُ المقريزي وَأظْهر التَّعَجُّب من ذَلِك لكَونه فِيمَا سلف عِنْد إِشَاعَة مَجِيء وَالِده التمس من المقريزي لعدم سبق مَعْرفَته بِهِ استصحابه مَعَه للسلام فَفعل وجاءه ليتوجها فَلم يجده فانتظره حَتَّى جَاءَ ثمَّ توجها فَسَأَلَهُ الْوَالِد عني وَاتفقَ الْآن مثل ذَلِك فإنني تَوَجَّهت للتقي فَقيل لي أَنه بالحمام فانتظرته ثمَّ جِئْنَا فسلمنا فسألتم مني عَنهُ فتقارضنا فَالله أعلم. وَلم يستكثر من لِقَاء الشُّيُوخ بل وَلَا من المسموع وَاكْتفى بشيخه الْبُرْهَان مَعَ مَا قَدمته نعم هُوَ مُثبت فِي استدعاء النَّجْم بن فَهد الَّذِي أجَاز فِيهِ خلق من أَمَاكِن شَتَّى وَكَذَا لم يَتَيَسَّر لَهُ الِاشْتِغَال بالعروض مَعَ أَنه إِذا سُئِلَ النّظم فِي أَي بَحر مِنْهُ يفعل حَسْبَمَا قَالَه وَإِن عَمه الْعَلَاء سَأَلَهُ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَو نَحْوهَا أتحسن الْوَزْن فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ فعارض لي قَول الشَّاعِر:)
(أمط اللثام عَن العذار السابل ... ليقوم عُذْري فِيك بَين عواذلي)
فَقَالَ بديهة:
(اكشف لثامك عَن عذارك قاتلي ... لتَمُوت غبنا إِن رأتك عواذلي)
قَالَ فَاسْتحْسن الْعم ذَلِك، وَسمع من لفظ الزين قَاسم جَامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وَكَانَ يستمد مِنْهُ وَمن الْبَدْر بن عبيد الله حِين كَانَ وَلَده الصَّغِير يقْرَأ على كل مِنْهُمَا بِحَضْرَتِهِ كَمَا أَنه كَانَ يستمد من كَاتبه بالمشافهة والمراسلة وَنَحْوهمَا حِين كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ بل رُبمَا سمع بعض تصانيفه بِقِرَاءَة ابْنه أَو سبطه عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ وَأول مَا ولي من الْوَظَائِف اشتراكه مَعَ أَخِيه عبد اللَّطِيف فِي تدريس الأشتقتمرية والجردكية والحلاوية والشاذبختية برغبة أَبِيهِمَا لَهما عَنْهَا قبل مَوته ثمَّ اسْتَقل فِي سنة عشْرين(9/297)
بِالْأولَى وَعمل فِيهَا أجلاسا رتبه لَهُ شَيْخه الْبَدْر بن سَلامَة وَأنْشد الْبَدْر حِينَئِذٍ مشافها لَهُ:
(أَقْسَمت أَن جد وَطَالَ المدى ... روى الورى من بحره الزاخر)
(فَقل لمن بِالسَّبقِ قد فضلوا ... كم ترك الأول للْآخر)
وَقَضَاء الْعَسْكَر بِبَلَدِهِ برغبة التَّاج بن الْحَافِظ وإمضاء الْمُؤَيد إِذْ حل ركابه بحلب فِيهَا ثمَّ بتدريس الشاذبختية بعد ولد قَاضِي حلب يُوسُف الْكُوفِي ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ولاه إِيَّاه الْأَشْرَف إِذْ حل ركابه فِيهَا وَكَانَت الْوَظِيفَة كَمَا قَالَه شَيخنَا إِذْ ذَاك شاغرة مُنْذُ تحول باكير إِلَى الْقَاهِرَة بعد إِشَارَة شَيْخه الْبُرْهَان عَلَيْهِ بِالدُّخُولِ فِيهِ بِقَصْدِهِ الْجَمِيل ثمَّ كِتَابَة سرها وَنظر جوالها عوضا عَن الزين بن الرسام فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بالبذل مَعَ عناية صهره الولوي السفطي وَكَانَ قد تزوج ابْنَته بعد موت ابْنة ابْن خطيب الناصرية بل اسْتَقر أَيْضا فِي نظر جيشها وقلعتها وَالْجَامِع الْكَبِير النوري وَكَذَا فِي تدريس الجاولية والحدادية والتصدير بالجامع وخطابته مِمَّا تلقى بعضه عَن صهره الأول وَمَا يفوق الْوَصْف بِحَيْثُ صَارَت أُمُور المملكة الحلبية كلهَا معذوقة بِهِ ولَايَة وَإِشَارَة، وعظمت رياسته وتزايدت ضخامته واشتهرت كَثْرَة جهاته وكفاءته بِمَا يُنَاسِبهَا من صِفَاته فَانْطَلَقت الألسن بِذكرِهِ وانجر الْكَلَام لما لَا خير فِي إشاعته ونشره وَلم ينْهض أحد لمقاومته وَلَا التجري على مزاحمته خُصُوصا مَعَ تمكن صهره من الظَّاهِر وانقياد العظماء لِبَأْسِهِ القاهر فَلَمَّا انخفضت كَلمته وزالت طلاقته وبهجته تسوروا لجانبه وَكَاد أَن يدْفع عَن جلّ مآربه فبادر)
قصدا للخلاص من الضير إِلَى الانتماء للنحاس الْمَدْعُو أَبَا الْخَيْر فِي أَيَّام علوه وعزه لينْتَفع بإشارته ورمزه فَلم يلبث أَن انْقَلب على النّحاس الدست وَرمى من جَمِيع النَّاس بالمقت كَمَا هِيَ سنة الله فِي الْجَبَابِرَة ومنة الله على الطَّائِفَة الَّتِي بِالْحَقِّ قاهرة وَظهر أَن الْجمال كَانَ لصنيعه قد تأثر حَيْثُ انجمع عَن مساعدته بل مَا خَفِي أَكثر وَيُقَال أَن الْأَمِير قانم هُوَ الكافل بإلفاته عَنهُ والقائم وتوالت المحن بِصَاحِب التَّرْجَمَة وَرُبمَا ساعده الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَا لَهُ من السلطنة ونفوذ الْكَلِمَة وَاسْتمرّ فِي المكابدة ومزيد المناهدة بِمَا أضربت عَن إِيرَاده ببسط الْعبارَة واكتفيت بِمَا رمزت بِهِ فِي هَذِه الْإِشَارَة خوفًا من غائلة متساهلي المؤرخين فِي الْإِقْدَام على إِثْبَات مَا قد لَا يُوَافق الْوَاقِع بِيَقِين وَاخْتِلَاف الْأَغْرَاض فِي الْحَوَادِث والأعراض سِيمَا وَقد رَأَيْت الْمُحب صَار يتتبع الْكثير مِمَّا أثْبته بَعضهم فِيهِ بالكشط بِدُونِ مُلَاحظَة لاستمرار التئام الَّذِي لَهُ المؤرخ خطّ وَرُبمَا أثبت غير اسْمه أصلا لكَونه يرى أَنه لَيْسَ لذَلِك أَهلا(9/298)
وَلَكِن رَأَيْت الْعَيْنِيّ قَالَ حِين اسْتِقْرَار الْمُحب فِي جملَة وظائف أَنه اسْتَقر فِيهَا بعد حمله من الْأَمْوَال الجزيلة والهدايا الجليلة مَا يطول شَرحه وَعز ذَلِك على أهل بَلَده قَالَ وَلم يتَّفق قطّ مثل هَذَا فِي حلب وَلَكِن بالرشاء يصل الْمَرْء فِي هَذِه الْأَزْمَان إِلَى مَا يَشَاء وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، وَقَالَ البقاعي فِي تَرْجَمَة التيزيني وحصلت لَهُ كائنة مَعَ ابْن الشّحْنَة فِي سنة خمسين بغته فِيهَا وَأدْخل عَلَيْهِ الْخمر إِلَى بَيته من جِهَة ربيبه وزين لحاجب حلب حَتَّى أوقع بِهِ وسجنه وَله من هَذَا النمط بل وأفحش مِنْهُ مِمَّا يتحاكاه أهل بَلَده الْكثير وَلما ملوا مِنْهُ وَجه سَعْيه إِلَى رسوخ قدمه فِي الديار المصرية ليَكُون مرعيا فِي نَفسه وجماعته وجهاته الَّتِي تفوق الْوَصْف فاجتهد حَتَّى ولي كِتَابَة سرها فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين عوضا عَن ابْن الْأَشْقَر ببذل كثير جدا فَلم يتهن بمباشرتها مَعَ عَظِيم المملكة الْجمال بل صَار مَعَه كآحاد الموقعين وَمَعَ ذَلِك فَلم يستكمل فِيهَا سنة بل أُعِيد صَاحبهَا بعد ثَمَانِيَة أشهر وَأَيَّام ودام هَذَا بِالْقَاهِرَةِ مكروبا متعوبا مَرْعُوبًا مَشْغُول الخاطر لما استدانه فِيمَا لم يظفر مِنْهُ بطائل إِلَى أَن وَجه لبيت الْمُقَدّس فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة من الَّتِي تَلِيهَا بعد أَن زود من أفضال الْجمال بِمَا يرتفق بِهِ فوصله فِي سَابِع ذِي الْحجَّة فَأَقَامَ بِهِ ولقيته هُنَاكَ على طَريقَة حَسَنَة من الْعِبَادَة والتلاوة والاشتغال والإشغال بِحَيْثُ أَخْبرنِي أَنه يخْتم الْقُرْآن كل يَوْم وَأَنه جوده بِحَضْرَة الشَّمْس بن عمرَان شيخ الْقُرَّاء بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَأَنه كَانَ يكْتب فِي كل يَوْم كراسة فَالله أعلم وَلَكِن)
رَأَيْته هُنَاكَ أحضر بعض مماليكه وَأشْهد عَلَيْهِ أَنه إِن أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ أَو حلب أَو غَيرهمَا من الْبِلَاد الشامية أَو صَاحب أحدا من أعدائه أَو صادقه أَو نَحْو ذَلِك يكون مُشْركًا بِاللَّه عز وَجل وَنَحْو هَذَا فكربت لذَلِك وَمَا اسْتَطَعْت الْجُلُوس بل انصرفت وَيُقَال أَنه فِي مملكة ابْن عُثْمَان وَاسْتمرّ الْمُحب مُقيما بالقدس إِلَى إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَأذن لَهُ فِي الْعود للمملكة الحلبية بعد سعي شَدِيد أَو فِي الرُّجُوع لمصر فاختيرت بَلَده فَأَقَامَ بهَا بِدُونِ وَظِيفَة لرغبته عَن قَضَاء الْحَنَفِيَّة فِيهَا لِابْنِهِ الْكَبِير الْأَثِير من مُدَّة وأضيف حِينَئِذٍ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بهَا لحفيده الْجلَال أبي الْبَقَاء مُحَمَّد لمزيد تضررهم بِمن كَانَ يكون فِيهِ كالشهاب الزُّهْرِيّ وَنَحْوه مِمَّا أَظن تسليطهم عَلَيْهِ انتقاما من الله عز وَجل بِمَا عمله هُوَ مَعَ الْبُرْهَان السوبيني ذَاك العَبْد الصَّالح حَسْبَمَا سمعته يتبجح بحكايته غير مرّة فَلم يزل مُقيما بهَا إِلَى أَن ورد الْخَبَر بِمَوْت الْجمال فبادر لقدوم الْقَاهِرَة فوصلها فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا فأعيد إِلَى كِتَابَة السِّرّ أَيْضا ببذل يفوق الْوَصْف بعد صرف الْمُحب بن الْأَشْقَر وَاسْتقر بحفيده لِسَان(9/299)
الدّين أَحْمد فِي نيابتها وَلم يلبث أَن مَاتَ ابْن الْأَشْقَر وباشر حِينَئِذٍ مُبَاشرَة حَسَنَة على الْوَضع بأبهة وضخامة وبشاشة وَسَار مَعَ النَّاس سيرة مرضية بلين ورفق وتواضع ومداراة وَأنزل النَّاس مَنَازِلهمْ وَصرف الْأُمُور تصريفا حسنا وَأَقْبل عَلَيْهِ الْأَشْرَف إينال إقبالا زَائِدا ثمَّ كَانَ هُوَ المنشئ لعهده فِي مرض مَوته لوَلَده أَحْمد الملقب بالمؤيد إِذْ بُويِعَ فأبلغ حَسْبَمَا أوردته فِي تَرْجَمته من الذيل وَغَيره وَلم يعْدم مَعَ ذَلِك من كَلَام كثير بِحَيْثُ خَاضَ النَّاس فِي تطيره من النُّور الإنبابي والبرهان الرقي ورغبته فِي زوالهما بِمَا لم أثْبته وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد ابْن الديري وَظن جمعه لَهُ مَعَ كِتَابَة السِّرّ وإذعانهم لما أظهر التعفف باشتراطه فخاب رجاؤه حَيْثُ انْفَصل عَنْهَا بأخي الْمُنْفَصِل وناكده فِي الْقَضَاء أتم مناكدة وَظَهَرت بركَة الْمُنْفَصِل فيهمَا مَعًا لانفصال الْأَخ ثمَّ القَاضِي قبل استكمال عشرَة أشهر. وَمَات المستقر عوضه بعد خَمْسَة أشهر فأعيد وألزم بِالْحَجِّ فسافر وَهُوَ متلبس بِالْقضَاءِ مظْهرا التَّكَلُّف لذَلِك وأمير ركب الأول حِينَئِذٍ الشّرف يحيى بن يشبك الْفَقِيه زوج ابْنَته وَعَاد فدام فِي الْقَضَاء حَتَّى صرف ثمَّ أُعِيد ثمَّ صرف وَلم يتول بعْدهَا نعم اسْتَقر فِي مشيخة الشيخونية تصوفا وتدريسا مُضَافا لما كَانَ اسْتَقر فِيهِ فِي أثْنَاء ولَايَته الْقَضَاء من تدريس الحَدِيث بالمؤيدية ورام حوز جِهَات كَثِيرَة بالديار المصرية كَمَا فعل فِي المملكة الحلبية فَمَا قدر فَإِنَّهُ استنزل لنَفسِهِ عَن)
تصوف بالأشرفية برسباي ولولده الصَّغِير عَن إِعَادَة بالصرغتمشية لمناكدة ابْن الأقصرائي فِي مشيختهما وَزوج الابْن أَيْضا بابنة العضدي الصيرامي ليتوصل بهَا لمشيخة البرقوقية بعد أَن رام تَزْوِيجه بابنة الْبَدْر بن الصَّواف ليحوز أَمْوَاله وَغَيرهَا وَأكْثر من التسليط على خَازِن المحمودية لينزل لَهُ عَنْهَا فَمَا سمح بل عزل نَفسه عَن النِّيَابَة عَنهُ لينقطع حكمه فِيهِ وتلطف حِين كَانَ كَاتب السِّرّ بالبدر ابْن شَيخنَا ورغبه فِي الْوُقُوف بِهِ إِلَى السُّلْطَان ليعيد لَهُ مشيخة البيبرسية وينتزعها من ابْن القاياتي بِشَرْط رغبته لَهُ عَنْهَا بعد الْعود فَامْتنعَ وأبرز بعد موت ابْن عبيد الله نزولا مِنْهُ بِسَائِر مَا مَعَه من تدريس ومشيخة وَغير ذَلِك فَلم يصل لشَيْء مِمَّا ذكر بل دندن بالأميني الأقصرائي لتخرج وظائفه عَنهُ فِي حَيَاته حِين ظفر بِإِجَازَة بِخَطِّهِ زعم أَن فِيهَا مَا يدل على اختلاله وَصَارَ يَقُول قد أخرجت الشيخونية عَن فلَان حِين بلغ لنَحْو هَذَا الْحَد ويأبى الله إِلَّا مَا أَرَادَ وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور وَتوسع فِي التلفت للوظائف وَلَو لم تكن جليلة حَتَّى أَنه سعى فِيمَا كَانَ باسم الْبَدْر الهيثمي من تصوفات وأطلاب وَنَحْوهَا مَعَ كَونه ترك أَبَا شَيخا كَبِيرا من قُضَاة(9/300)
الشَّرْع واستكتب نَاظر البيبرسية والسعيدية على وظائف الشهَاب الْحِجَازِي فيهمَا فِي مرض كَانَ يتَوَقَّع مَوته فِيهِ ثمَّ نزل عَنْهُمَا بِخَمْسِينَ دِينَارا وتألم الشهَاب لذَلِك كثيرا وَمَا كَانَ بأسرع من عافيته وبقائه بعد ذَلِك نَحْو سنتَيْن وَكَثِيرًا مَا كَانَ يجْتَهد فِي السَّعْي فِيمَا لم يسْتَحقّهُ ثمَّ يرغب عَنهُ لمن لَيست فِيهِ أَهْلِيَّة كَمَا فعل فِي تدريس الحَدِيث بالحسنية وَأما أَخذه المرتبات فِي أوقاف الصَّدقَات وَنَحْوهَا كالسيفي والمخاصمة على أَخذه قبل الْمُسْتَحقّين فَأمر وَاضح وَكَذَا الِاسْتِنَابَة عَن الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة فِي كثير من الْبِلَاد كالشرفية والمنية وَغَيرهَا من القليوبية وَنَحْو ذَلِك وتعاطيه من النواب عَنهُ فِيهَا مَا يحاققهم عَلَيْهِ ويتلفت فِيهِ إِلَى الزِّيَادَة بِحَيْثُ يضج النواب ويسعون فِي إخْرَاجهَا عَنهُ فأخرجت الشرقية للنور البلبيسي والمنية لِابْنِ قمر ففوق الْوَصْف وَتوسع فِي إِتْلَاف كثير من أَمْوَال النَّاس بعد إرغابه حِين افتراضه مِنْهُم بِأَعْلَى الرِّبْح ثمَّ عِنْد الْمُطَالبَة يَبْدُو مِنْهُ من الإهانة لَهُم مَا لم يكن لوَاحِد مِنْهُم فِي حِسَاب وَمن ذَلِك فعله مَعَ ابْني ابْن شرِيف وَابْن حرمي وَابْن الطناني وَابْن المرجوشي وَابْن بنت الحلاوي وَمن لَا أحصرهم سِيمَا من أهل الْبِلَاد وَالْأَمر فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ أشهر من أَن يذكر وَلَو أَطَعْت الْقَلَم فِي هَذَا المهيع لامتلأت الكراريس. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فصيح الْعبارَة غَايَة فِي الذكاء وصفاء القريحة بديع النّظم والنثر سريعهما مُتَقَدم فِي الْكَشْف)
عَن اللُّغَة وَسَائِر فنون الْأَدَب محب فِي الحَدِيث وَأَهله إِلَّا حِين وجود هوى غيرمتوقف فِيمَا يَقُوله حِينَئِذٍ شَدِيد الْإِنْكَار على ابْن عَرَبِيّ وَمن نحا نَحوه نِهَايَة فِي حلاوة الْمنطق وَحسن الْعشْرَة والصحبة واستجلاب الخواطر مائل إِلَى النُّكْتَة اللطيفة والنادرة رَاغِب فِي الكمالات الدُّنْيَوِيَّة وأنواع الشّرف والفخار منصرف الهمة فِيمَا يتَوَصَّل بِهِ لذَلِك عَظِيم الْعِنَايَة فِي تَحْصِيل الْكتب وَلَو بِالْغَضَبِ والجحد حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا فِي منع ابْن شَيْخه الْبُرْهَان عَارِية كتب أَبِيه أصلا إِلَّا فِي النَّادِر خوفًا مِنْهُ كَمَا صرح لي بِهِ وَصَارَ هُوَ يذكرهُ بالقبيح من أجل هَذَا وَلَقَد توسل بِي عِنْده القَاضِي علم الدّين فِي رد مَا استعاره مِنْهُ وخازن المحمودية وَغَيرهمَا مَعَ ضيَاع شَيْء كثير لي عِنْده وَعند أَصْغَر ابنيه إِلَى الْآن وَكَذَا أَخذ للسنباطي أَشْيَاء وَجحد بَعْضهَا هَذَا وَهُوَ لَا يَهْتَدِي للكشف من كثير مِنْهَا وَلَا يعبر مِنْهَا إِلَّا لمن لَهُ شَوْكَة بهي المنظر حسن الشكالة والشيبة ذُو نفس أبيَّة وهمة علية ورياسة وكياسة وتهجد فِيمَا حكى لي وصبر على المحن والرزايا وَقُوَّة جأش ومبالغة فِي الْبَذْل ليتوصل بِهِ إِلَى أغراضه الدُّنْيَوِيَّة بِحَيْثُ يَأْتِي ذَلِك على مَا يتَحَصَّل لَهُ من جهاته الَّتِي سمعته يَقُول أَنَّهَا سَبْعَة آلَاف دِينَار فِي كل سنة ويستدين بالفوائد(9/301)
الجزيلة ثمَّ ينْقل عَلَيْهِ الْوَفَاء كَمَا أَشرت إِلَيْهِ قَرِيبا وَلَا يزَال لذَلِك يتشكى حَتَّى أَن الْعلم بن الجيعان يكثر تفقده لَهُ بالمبرات مَعَ كَونه رام مناطحة الْعلم فخذل وَكَذَا أسعفه الدوادار الْكَبِير مرّة بعد أُخْرَى وَأما الزين بن مزهر فَلم يزل يتفقده حَتَّى بِالطَّعَامِ مَعَ مزِيد جِنَايَته عَلَيْهِ حَتَّى مُوَاجهَة ومشافهة على أَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ لم يكن يقبل مِنْهُ شكواه وَلَا دَعْوَاهُ وَيَقُول بل هُوَ كثير الْأَمْوَال ورغبة فِي الانتقام عَن من يفهم عَنهُ مناوأة أَو مُعَارضَة مَا بِحَيْثُ لَا يتَخَلَّف عَن ذَلِك إِلَّا عِنْد الْعَجز وَيُصَرح بِمَا مَعْنَاهُ أثبت إِلَى أَن تَجِد مجالا فدق وَبت ويحكى عَنهُ فِي الاحتيال على الْإِتْلَاف مَا لَا أثْبته وَمِنْه مَا حَكَاهُ لي الزين قَاسم أَنه دس عَلَيْهِ من وضع فِي زيره شَيْئا بِحَيْثُ خرج على بدنه مَا كَاد أَن يصل إِلَى الجذام وَنَحْوه، كثير التأنق فِي ملبسه ومسكنه وَسَائِر تمتعاته وَهُوَ بالمباشرين أشبه مِنْهُ بالعلماء كَمَا صرح بِهِ لَهُ غير مرّة الكافياجي بل والعز الْحَنْبَلِيّ وَلم يكن يُقيم لَهُ وزنا فِي الْعلم كَمَا سمعته أَنا وغيري وَمِنْه وَمَا وجد بِخَطِّهِ فِي الْمِائَة التَّاسِعَة لَهُ من تَرْجَمته لَهُ فِيمَا قلدني فِيهِ قبل أَن أخبرهُ مِمَّا قلدت فِيهِ بَعضهم على مَا يشْهد بِهِ خطه الَّذِي عِنْدِي وَقَالَ لَهُ الْمَنَاوِيّ كَيفَ يَدعِي الْعلم من هُوَ مُسْتَغْرق فِي تمتعاته وتفكهاته ويبيت فِي لحف النِّسَاء لَيْلَة بِتَمَامِهِ الْعلم لَهُ أهل وَالْكَلَام فِيهِ كثير جدا لَا أقدر على)
حكايته وعَلى كل حَال فمجموعه حسن الظَّاهِر وَلِهَذَا كَانَ شَيخنَا يمِيل إِلَيْهِ خُصُوصا مَعَ رغبته فِي تَحْصِيل تصانيفه وَكَذَلِكَ لم أزل أسمع من صَاحب التَّرْجَمَة إِظْهَار محبته وَلَكِن مَعَ إدراج أَشْيَاء يلمح فِيهَا بِشَيْء ثمَّ رَأَيْته تَرْجمهُ فِي مُقَدّمَة شَرحه للهداية بقوله وَكَانَ كثير التنكيد فِي تاريخيه على مشايخه وأحبابه وَأَصْحَابه سِيمَا الْحَنَفِيَّة فَإِنَّهُ يظْهر من زلاتهم ونقائصهم الَّتِي لَا يعرى عَنْهَا غَالب النَّاس مَا يقدر عَلَيْهِ ويغفل ذكر محاسنهم وفضائلهم إِلَّا مَا ألجأته الضَّرُورَة إِلَيْهِ فَهُوَ سالك فِي حَقهم مَا سلكه الذَّهَبِيّ فِي حَقهم وَحقّ الشَّافِعِيَّة حَتَّى قَالَ السُّبْكِيّ أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من كَلَامه تَرْجَمَة شَافِعِيّ وَلَا حنبلي وَكَذَا يَقُول فِي شَيخنَا رَحمَه الله أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من كَلَامه تَرْجَمَة حَنَفِيّ مُتَقَدم وَلَا مُتَأَخّر وكل هَذَا لَيْسَ بجيد وَلَقَد جرح هَذَا الْكَلَام لما وقفت عَلَيْهِ قلبِي وَمَا حمله عَلَيْهِ إِلَّا مَا قَالَه فِي أَبِيه وَشَيخنَا هُوَ الْعُمْدَة فِي كل مَا يُثبتهُ من مدح وقدح وَهُوَ فِي الدرجَة الَّتِي رَفعه الله إِلَيْهَا فِي الِاقْتِدَاء والاتباع وَالْخُرُوج عَن ذَلِك خدش فِي الْإِجْمَاع
(إِذْ قَالَت حذام فصدقوها ... فَإِن القَوْل مَا قَالَت حذام)
وَلَو أعرض عَن هَذَا وَكَذَا عَمَّا هُوَ أشنع مِنْهُ فِي حق غير وَاحِد كالذهبي مؤرخ الْإِسْلَام وَمن قبله الْخَطِيب الَّذِي النَّاس بعده فِي هَذَا الشَّأْن عِيَال على كتبه وكالحنابلة(9/302)
حَيْثُ قَالَ فِيمَا سمعته مِنْهُ فِي كتب أَصْحَابنَا أَنه تعقد عَلَيْهِم الْجِزْيَة فِي أَلْفَاظ كثر دُعَاء الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ عَلَيْهِ بِسَبَبِهَا بل سَأَلَ فِيهِ من يتوسم استجابة دُعَائِهِ وَزَاد صَاحب التَّرْجَمَة حَتَّى دندن بالبخاري إِلَى غَيرهم مِمَّا أتألم من حكايته فضلا عَن إِيرَاده بعبارته لَكَانَ كالواجب ولسلم من المعاطب وطالما خَاضَ فِي كثير من أَنْسَاب النَّاس وكونهم غير عريقين فِي الْإِسْلَام وَهَذَا لَو كَانَ صَحِيحا كَانَ ذكره قبيحا وَقد صَار بنيه الصَّغِير مَعَ أَحْوَاله الظَّاهِرَة وخصاله المتنافرة المتكاثرة يقتفي أثر وَالِده فِي ذَلِك وَيتَكَلَّم فِي الْكِبَار وَالصغَار بِكَلَام قَبِيح بعضه عِنْدِي بِخَطِّهِ، وَفِي سنة تسع وَسبعين نسب إِلَيْهِ وصف البُلْقِينِيّ الْكَبِير وَولده بالعامية فاستفتى حفيده النَّاس فِي ذَلِك فاتفقوا على اسْتِحْقَاقه التعزيز البليغ وَصرح بَعضهم بِالنَّفْيِ وَعدم الْقبُول مِنْهُ لتوجيه ذَلِك بِكَوْن كل من لم يكن مُجْتَهدا هُوَ عَامي نسْأَل الله السَّلامَة وَقد امتدحه للتعرض لنائله فحول الشُّعَرَاء كالنواجي وسمعته يَقُول لَهُ فِي ولَايَته الأولى لكتابة السِّرّ مِمَّا سلك فِيهِ مَسْلَك غَالب الشُّعَرَاء وَالله لم يلها بعد القَاضِي الْفَاضِل مثلك وَابْن أبي السُّعُود وَكَانَ مغتبطا بِكَثْرَة محاضرته مرتبطا بفنائه)
وساحته وَمن يليهم كالبرهانين المليجي والبقاعي واضطرب أمره فِيهِ كعادته فِي السخط وَالرِّضَا فَمرَّة قَالَ أَنه أعظم رُءُوس السّنة وَمرَّة قَالَ كل شَيْء رَضِينَا بِهِ وسكتنا عَلَيْهِ إِلَّا التَّعَرُّض للْبُخَارِيّ وَمرَّة قَالَ مَا سلف فِي فعله مَعَ التيزيني وَمرَّة قَالَ حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ مِمَّا وقف عَلَيْهِ الْمُحب:
(إِن كَانَ بخل شحنة فِي نحسه ... قد جَاءَ بالثقيل والخفيف)
(فَإِنَّهُ المظنون فِيهِ إِذْ أَتَى ... إنذار خير الْخلق من ثَقِيف)
وَغَيره فَقَالَ:
(إِن كَانَ بخل شحنة فِي قَوْله ... كذب وَمِنْه الْوَعْد فِي تَحْلِيف)
(فَإِنَّهُ المظنون فِيهِ إِذْ أَتَى ... إنذارنا من كاذبي ثَقِيف)
وَقَالَ أَيْضا:
(لَا بدع لِابْنِ شحنة إِن فاق فِي ... كذب وبهتان لَهُ منيف)
(فَإِن خير الْخلق قد أنذرنا ... من كَاذِب يكون فِي ثَقِيف)
وَقَالَ أَيْضا:
(لَا بدع إِن كَانَ الْمُحب وَفِي ... بكذبة والصدق فِي تطفيف)
إِلَى غير هَذَا مِمَّا أردْت بِهِ إِظْهَار تنَاقض قَائِله مَعَ جر الْأَذَى للمحب من قبله مرَارًا وَلَكِن الْجَزَاء من جنس الْعَمَل فطالما نَالَ من الزين قَاسم حَيْثُ انتصر لَهُ مِنْهُ فِي بعض الْأَوْقَات الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ مَعَ مَا لَهُ عَلَيْهِ من حق المشيخة وَغَيرهَا بل قيل أَنه دس عَلَيْهِ كَمَا تقدم وَنَحْوه مَا اتّفق لَهُ مَعَ ابْن عبيد الله مَعَ مزِيد انتفاعه بسعيه وَمَعَ الأمشاطي مَعَ مزِيد ترقيع خلله وَدفع علله عِنْد الْأُمَرَاء وَغَيرهم من ذَوي الْحل وَالْعقد وَمَعَ ابْن قمر(9/303)
مَعَ تَحْصِيله لَهُ نفائس الْكتب وتقديمه لَهُ فِيهَا على نَفسه وَمَعَ أبي ذَر ابْن شَيْخه مَعَ مَا لِأَبِيهِ عَلَيْهِ من الْحُقُوق وَمَعَ ابْن أبي شرِيف مَعَ قِيَامه على وَالِده حَتَّى أقْرضهُ مبلغا لم يصل إِلَى كَمَاله وَمَعَ الزين بن الكويز والعز الفيومي وَغَيرهم مِمَّن تطول التَّرْجَمَة بهم حَتَّى وصل إِلَى الزيني بن مزهر الَّذِي لولاه لأخرجوا من الديار المصرية على عوائدهم فِي اسوأ حَال فَإِنَّهُ شافهه وَقد حضر عِنْده لجنازة بِمَا لَا أحب إثْبَاته وَأما كَاتبه فقد كَانَ الْمَنَاوِيّ يتعجب من مساعدته لَهُ فِي الْأُمُور الَّتِي كَانَ يقْصد بالتخجيل فِيهَا وَيُصَرح بذلك لبَعض أخصائه وَرُبمَا وَصفه بِأَنَّهُ شَيْخه، وَنَحْوه قَول ابْن أقبرس مشافهة)
رَأَيْتُك عِنْد ابْن الشّحْنَة كثيرا فَهَل تشحن مِنْهُ أَو يشحن مِنْك إِلَى غير هَذَا مِمَّا بسط ومبالغته فِي الثَّنَاء والمحبة والتعظيم وَالْوَصْف بِأَعْلَى الْأَوْصَاف فِي مَحل آخر مَعَ ضِدّه. وَقد حدث ودرس فِي الْفِقْه والأصلين والْحَدِيث وَغَيرهَا وَأفْتى وناظر وصنف، وَمن تصانيفه شرح الْهِدَايَة كتب مِنْهُ إِلَى آخر فصل الْغسْل فِي خمس مجلدات أَو أقل ثمَّ فتر عزمه عَنهُ وَمِنْهَا مِمَّا تضمنته مُقَدّمَة عدَّة مختصرات فِي أصُول الْكَلَام وأصول الْفِقْه وعلوم الحَدِيث وَسَماهُ المنجد المغيث فِي علم الحَدِيث والمناقب النعمانية وَمِنْهَا مِمَّا هُوَ مُفْرد بالتأليف كَالْكَلَامِ على تَارِك الصَّلَاة وسيرة نبوية واختصار الْمنَار وَسَماهُ تنوير الْمنَار واختصار النشر فِي القراآت لِابْنِ الْجَزرِي وَالْجمع بَين الْعُمْدَة وَيَقُول العَبْد فِي قصيدة بِزِيَادَات مفيدة واستيعاب الْكَلَام على شرح العقائد وَلكنه لم يكمل وَكَذَا الْكَلَام على التَّلْخِيص وَشرح مائَة الْفَرَائِض من ألفية أَبِيه وترتيب مبهمات ابْن بشكوال على أَسمَاء الصَّحَابَة وَقَالَ أَن شَيْخه الْبُرْهَان أَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ وَأَنه كَانَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وطبقات الْحَنَفِيَّة فِي مجلدات وَغير ذَلِك من نظم ونثر وَخرجت لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن شُيُوخ فيهم من أروى عَنهُ سَمعهَا عَلَيْهِ مَعَ غَيرهَا من مروياته بل وَقطعَة من الْقَامُوس للمقابلة الْفُضَلَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ أخي بعض الْأَجْزَاء ومجالس من تَفْسِير ابْن كثير وَكَانَ ابْتِدَاء لقيي لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكتب عَنهُ من أَصْحَابنَا النَّجْم ابْن فَهد وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجمال حُسَيْن الفتحي وَآخَرُونَ وَلزِمَ بعد عَزله الْأَخير من الْقَضَاء وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين منزله غَالِبا وَرُبمَا طُولِبَ بِشَيْء من الدُّيُون وَقد يشتكي إِلَى أَن اسْتَقر فِي الشيخونية وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَصَارَ يركب لمباشرتها تدريسا وتصوفا ثمَّ تزايد ضعف حركته فاستخلف وَلَده فِيهَا وَفِي المؤيدية وتوالت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض بِحَيْثُ انْقَطع عَن الْجُمُعَة وَاسْتمرّ على(9/304)
ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة بِمَا يقرب من الِاخْتِلَاط إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر الْمحرم سنة تسعين وَصلي عَلَيْهِ من يَوْمه برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن بتربته فِي نواحي تربة الظَّاهِر برقوق وذمته مَشْغُولَة بِمَا يفوق الْوَصْف وَقد بسطت تَرْجَمته فِي الذيل على الْقُضَاة وَغَيره بِمَا يضيق الْمحل عَنهُ رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ وأرضى عَنهُ أخصامه.
وَمِمَّا كتبته عَنهُ قصيدة نظمها وَهُوَ بالقدس أَولهَا:
(قلب الْمُحب بداء الْبَين مَشْغُول ... كَمَا حشاه بِنَار الْبعد مشعول)
)
(وطرفه اللَّيْل ساه ساهر درب ... فدمعه فَوق صحن الخد مسبول)
وَله مِمَّا يقْرَأ على قافيتين:
(قلت لَهُ لما وفى موعدي ... وَمَا لقلبي لسواه نفاق)
(وجاد بالوصل على وَجهه ... حبي سما كل حبيب وفَاق)
756 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجمال وَرُبمَا كَانَ يُقَال لَهُ قَدِيما نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْأَمِير نَاصِر الدّين أبي عبد الله بن القَاضِي نَاصِر الدّين بن القَاضِي بدر الدّين أبي عبد الله بن النُّور أبي الثَّنَاء الْحَمَوِيّ المعري المولد القاهري الْوَفَاة الْحَنَفِيّ أَخُو فرج وَابْن أخي الصّلاح خَلِيل وجد الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ لأمه وسبط الشَّمْس مُحَمَّد بن الرُّكْن بن سارة ابْن عَم الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن الرُّكْن الْمَاضِي كل مِنْهُم وَيعرف كسلفه بِابْن السَّابِق. / ولد فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمعرة وانتقل مِنْهَا فِي صغره إِلَى حماة فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَقطعَة من الْمُخْتَار وغالب الْمجمع وَجَمِيع منظومة ابْن وهبان وتنقيح صدر الشَّرِيعَة فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو والخزرجية فِي الْعرُوض وَأخذ فِي الْفِقْه وَالصرْف والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَدْر حسن الْهِنْدِيّ وَفِي النَّحْو أَيْضا وَغَيره من الْفُنُون الأدبية عَن النُّور بن خطيب الدهشة الشَّافِعِي ولازم التقي بن حجَّة وَكتب عَنهُ من نظمه وفوائده بل وَعَن عَمه الصّلاح خَلِيل وَالشَّمْس الْوراق الْحَنْبَلِيّ أَشْيَاء من نظم وَغَيره وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الشَّمْس بن الْأَشْقَر والشفا على الشَّمْس الْفِرْيَانِيُّ ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ فِي اجتيازه بِدِمَشْق عَن ابْن نَاصِر الدّين وَقَرَأَ على شَيخنَا الصَّحِيح وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى عَائِشَة الحنبلية الغيلانيات وعَلى قريبتها فَاطِمَة والعز بن الْفُرَات كِلَاهُمَا فِي سنَن الْبَيْهَقِيّ وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري والتقي المقريزي وَالشَّمْس الصَّفَدِي ولكمال ابْن الْبَارِزِيّ وَابْن يَعْقُوب والزين عبد الرَّحِيم الْمَنَاوِيّ فِي آخَرين وَلكنه لم يمعن فِي الطّلب وَوَصفه ابْن نَاصِر الدّين بالعالم الْفَاضِل البارع الْأَصِيل وَشَيخنَا بالأمير الْفَاضِل المشتغل المحصل الأوحد الماهر، وَمرَّة بالفاضل البارع الْأَصِيل الأوحد(9/305)
بَارك الله فِي حَيَاته وبلغه من الدَّرَجَات الْعَالِيَة أقْصَى غاياته، واشتغل فِيهَا أَيْضا بِالْعلمِ فَقَرَأَ على ابْن الديري فِي الْفِقْه وَقَالَ إِنَّهَا قِرَاءَة تفهم وتدبر وسؤال عَن مُشكل الْمسَائِل ومعضلها واجتهاد فِي تَحْصِيل الْوُقُوف على مداركها ومآخذها ولازمه كثيرا وَكَذَا)
لَازم ابْن الْهمام حَتَّى أَخذ عَنهُ بحثا أَكثر من ربع الْهِدَايَة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِمَّن لم أعلمهُ سمع مِنْهُم كالبساطي وناصر الدّين الفاقوسي وَابْن خطيب الناصرية وَابْن زهرَة الطرابلسي وَابْن مُوسَى اللَّقَّانِيّ ونشوان الحنبلية. وَحج غير مرّة وجاور أَيْضا مرَارًا وَقَرَأَ فِي بَعْضهَا على التقي بن فَهد وَسمع على الشّرف المراغي وسافر إِلَى حلب وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ فِي كنف الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لقرابة بَينهمَا بينتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير مُقْتَصرا عَلَيْهِ حَتَّى صَار مَعَ الْقَرَابَة الْمشَار إِلَيْهَا من أخصائه وَاسْتغْنى بذلك مَعَ مَا كَانَ لَهُ من الْجِهَات فِي بَلَده بِحَيْثُ اقتنى من نفائس الْكتب مَا خدم بعضه بالحواشي والفوائد المتينة وَكَانَ زَائِد الضنة بهَا لَا يفارقها غَالِبا حَتَّى فِي أَسْفَاره. وَقد صحبته قَدِيما وَسمع بِقِرَاءَتِي بل لَقيته بصالحية الْقَاهِرَة فَكتبت عَنهُ حَدِيثا وشعرا ثمَّ كثر اختصاصي بِهِ بعد وَكتب لي بِخَطِّهِ كراريس فِيهَا تراجم وفوائد سَمِعت مِنْهُ أَكْثَرهَا أَو جَمِيعهَا وَتردد إِلَيّ كثيرا وَكتب عني جملَة من الْمُتُون والأسانيد والتراجم خُصُوصا الْحَنَفِيَّة وَكَانَ كثير الإجلال لي والتعظيم لَا يقدم عَليّ فِي هَذَا الشَّأْن أحدا. وَنعم الرجل كَانَ لطف عشرَة وَحسن محاضرة ومزيد تودد وتواضع مَعَ أحبابه ورياسة وكياسة وكرم وفتوة وَكَثْرَة أدب وبهجة ومتانة لما يحفظه من التَّارِيخ وَالْأَدب الَّذِي هُوَ جلّ معارفه، تزوج كثيرا بِحَيْثُ أهاب التَّصْرِيح بِالْعدَدِ الَّذِي أعلمني بِهِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يخلف ولدا ذكرا. وَولي بِأخرَة خزانَة الْكتب بالظاهرية الْقَدِيمَة لتَكون كالحاصل لَهُ ثمَّ سَافر أثر ذَلِك إِلَى بَلَده فَأَقَامَ دون الشَّهْرَيْنِ وَرجع فوصل الْقَاهِرَة فِي رَجَب وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ كَذَلِك يَسِيرا وطلع لَهُ دمل فعولج بالبط وَغَيره وَآل أمره إِلَى أَن انْتَشَر دَاخل جَوْفه حَتَّى مَاتَ بِهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي محفل عَظِيم وَدفن بتربة الزيني بن مزهر وَذَلِكَ بعد أَن وقف من كتبه قبل بِمدَّة أَشْيَاء ثمَّ قوم بَاقِيهَا بِنَحْوِ أَرْبَعمِائَة دِينَار رَحمَه الله وإيانا.
757 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم كمحمد بن عَليّ بن أبي الْجُود التَّاج بن الْأَمِير نَاصِر الدّين السالمي القاهري ثمَّ الكركي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الْعِمَاد أَحْمد بن عِيسَى كركي القَاضِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الغرابيلي. / ولد سنة سِتّ(9/306)
وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ حَيْثُ كَانَ جده الْعِمَاد حَاكما فِيهَا وَنَقله أَبوهُ إِلَى الكرك حِين ولي إمرتها فَنَشَأَ بِهِ ثمَّ تحول بِهِ إِلَى الْقُدس سنة سبع وَعشْرين بل قبلهَا فاشتغل وَحفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات كالإلمام وألفية)
الحَدِيث والمختصر الْأَصْلِيّ والكافية لِابْنِ الْحَاجِب ولازم عمر الْبَلْخِي فِي الْعَضُد والمعاني والمنطق وَكَذَا لَازم نظام الدّين قَاضِي الْعَسْكَر وَالشَّمْس بن الديري حَتَّى مهر فِي الْفُنُون إِلَّا الشّعْر ثمَّ أقبل من سنة خمس وَعشْرين فِيمَا قيل على طلب الحَدِيث بكليته فَسمع الْكثير بِبَلَدِهِ وَقيد الوفيات وَنظر فِي التواريخ والعلل وَعرف العالي والنازل والأسماء والإسناد وبرع فِي ذَلِك جدا. وصنف التصانيف الْحَسَنَة كمؤلف فِي الْحمام جمع فِيهِ بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول أبان فِيهِ عَن فضل كَبِير وَنظر وَاسع ذكر فِيهِ مَا ورد فِي الْحمام من الْأَخْبَار والْآثَار مَعَ أَقْوَال الْعلمَاء فِي دُخُوله وَمَا يتَعَلَّق بالعورة وَاسْتِعْمَال المَال فِيهِ والاستياك وَالْوُضُوء وَالْغسْل وَقدر الْمكْث فِيهِ وَحكم الصَّلَاة فِيهِ وَأفضل الحمامات وأحسنها وَمَا يتَّصل بذلك من الطِّبّ وَحكم أُجْرَة الْحمام وَغير ذَلِك وَهُوَ نِهَايَة فِي الْجَوْدَة بل شرع فِي شرح على الْإِلْمَام وَله تعاليق وفوائد وَخرج لشَيْخِنَا القبابي جُزْءا من رِوَايَته. ورحل إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فلازم شَيخنَا وحرر مَعَه المشتبه من تصانيفه غَايَة التَّحْرِير وَاسْتمرّ ملازما لَهُ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ شَيخنَا وَدفن فِي تربة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حضرها ابْن الديري والمحب بن نصر الله والمقريزي وسألوا لَهُ التثبت وَعظم الأسف على فَقده. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ هم بِالْحَجِّ صُحْبَة ابْن الْمَرْأَة يَعْنِي رجبيا فَلم يتهيأ لَهُ ذَلِك ووعك حَتَّى مَاتَ، زَاد غَيره بِحَيْثُ كَانَ خُرُوج جنَازَته مَعَ خُرُوج الْحَج من بَاب النَّصْر، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ قد اغتبط بِهِ الطّلبَة لدماثة خلقه وَحسن وَجهه وَفعله وَأَنه كَانَ من الكملة فصاحة لِسَان وجرأة وَمَعْرِفَة بالأمور وقياما مَعَ أَصْحَابه ومروءة وتوددا وَشرف نفس وقناعة باليسير وإظهارا للغنى مَعَ قلَّة الشَّيْء وَأَنه عرض عَلَيْهِ الْكثير من الْوَظَائِف الجلية فَامْتنعَ وَاكْتفى بِمَا كَانَ يحصل لَهُ من شَيْء كَانَ لِأَبِيهِ، قَالَ وَكَانَ الأكابر يتمنون رُؤْيَته والاجتماع بِهِ لما يبلغهم من جميل أَوْصَافه فَيمْتَنع إِلَّا أَن يكون الْكَبِير من أهل الْعلم. وَقَالَ فِي مُعْجَمه نَحوه بِاخْتِصَار وَوَصفه فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالْحِفْظِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعِزّ السنباطي وَكَانَ يَحْكِي لنا من فَصَاحَته ووفور ذكائه وإقدامه وَقُوَّة جنانه وَشرف نَفسه ومروءته وتودده إِلَى أحبابه وقيامه مَعَهم(9/307)
ومعرفته بالأمور وقناعته عجائب بل حكى لي أَنه كَانَ يُمَيّز جمَاعَة شَيخنَا بِالْوَصْفِ الَّذِي وصفوا بِهِ لَهُ فِي بَلَده قبل مَعْرفَته بهم. وَكَذَا أَخذ عَنهُ ابْن قمر والبقاعي وَآخَرُونَ، وَمن شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم الْهَرَوِيّ وَابْن الْجَزرِي والقبابي والعز)
الْقُدسِي وَامْتنع حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ من الِاجْتِمَاع بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ محبَّة فِي شَيخنَا وَعين بَعضهم مِمَّا عرض عَلَيْهِ إِعَادَة الصلاحية قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يل وَظِيفَة قطّ جليلة وَلَا حقيرة بل كَانَ يتقنع من رزقة تلقاها عَن أَبِيه وَأوصى الْبرمَاوِيّ أَن يُرَاجع فِي تبييض تصانيفه قَالَ وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب إِلَّا إِطْلَاق لِسَانه فِي النَّاس انْتهى. وَالثنَاء عَلَيْهِ كثيرا جدا. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ لقد كنت أَقُول لِأَبِيهِ نَاصِر الدّين وَذَا صَغِير لما كنت أتفرس فِيهِ من النجابة: ابْنك هَذَا من الطين وَهُوَ ابْني فِي الدّين فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ صَار يكْتب إِلَيّ من الْقُدس بعد موت أَبِيه يسألني عَن الْمسَائِل فَأُجِيبَهُ وَفقه الله لاتباع السّنة رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.
758 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن سعيد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي شيخ القادرية بِبَيْت الْمُقَدّس والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سعيد. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أَبِيه سنَن أبي دَاوُد أنابه الْمَيْدُومِيُّ. وَكَانَ خيرا صوفيا بصلاحية بَيت الْمُقَدّس مِمَّن يجمع النَّاس كل صباح على الذّكر بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، كتب عَنهُ ابْن أبي عذيبة وسَاق نسبه مرّة بِزِيَادَة مُحَمَّد خَامِس وَجعل سعيدا بَين يحيى وَعبد الله ولقيه ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَأفَاد تَرْجَمته وَقَالا: مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى صفر سنة إِحْدَى وَخمسين رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْجَزرِي، / هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَسقط من نسبه بعد مُحَمَّد الرَّابِع عَليّ وَقد مضى.
انْتهى الْجُزْء التَّاسِع، ويتلوه الْعَاشِر أَوله: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أوحد الدّين.(9/308)
1 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أوحد الدّين بن بدر الدّين بن بهاء الدّين القاهري الشَّافِعِي الْآتِي كل من أَبِيه وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْجِي وَكَذَا رُبمَا يعرف بِابْن بعيزق وَلكنه بلقبه أشهر، وَأمه صَالِحَة ابْنة الْبَدْر مُحَمَّد بن السراج البُلْقِينِيّ. / حفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض ثمَّ تشاغل عَنْهَا إِلَى أَن مضى الْكثير من عمره فَعَاد إِلَى درسها فحفظها وَلزِمَ ابْن أَسد فِي تفهمهما وَاشْتَدَّ حرصه على ذَلِك وَلم يَنْفَكّ عَنهُ مَعَ الْحِرْص على مُلَازمَة السَّبع بِجَامِع الْحَاكِم صباحا وَمَسَاء والمداومة على الْجَمَاعَة والتلاوة ومباشرة حُضُور سعيد السُّعَدَاء كل يَوْم، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ فِي صغره على عمى الزين أبي بكر وَأكْثر من الِاجْتِمَاع على ابْن خَاله الولوي البُلْقِينِيّ وَرُبمَا حضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع مجْلِس ختم البُخَارِيّ)
بالظاهرية الْقَدِيمَة، وَلَا أستبعد سَمَاعه من شَيخنَا، وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد زَاد على السِّتين رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج بن التنسي. / مضى بِزِيَادَة مُحَمَّد خَامِس ابْن عَطاء الله بن عواض.
2 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو البركات بن الشَّمْس بن النَّجْم الْمَنَاوِيّ الأَصْل نسبه لمنية الرخا من الشرقية الخانكي أحد صوفيتها كأبيه الشَّافِعِي وَالِد أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كأبيه بالعباسي / نِسْبَة لفقيه أَبِيه لكَونه كَانَ من العباسة بالشرقية.
ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بالخانقاه. إِنْسَان خير سَاكن ثقيل السّمع مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَحضر قَلِيلا عِنْد النُّور البوشي وَحج فِي سنة أَرْبَعِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بِابْن عَيَّاش والكيلاني ورأيته سمع فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة على التقي بن فَهد وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر حُضُوره عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء بل يحْكى أَنه سمع على شَيخنَا وَأَنه اجْتمع مَعَ أَبِيه بِابْن الْجَزرِي بالخانقاه وَهُوَ مُتَوَجّه لِلْحَجِّ وَكَانَ وَالِده تنَازع هُوَ وَأَبُو الْقَاسِم النويري فِي شَيْء من القراآت فَسَأَلَاهُ عَن ذَلِك فَوجه كلا مِنْهُمَا، وانعزل عَن النَّاس وَأكْثر من زِيَارَة الْقُبُور والتجرد مَعَ الْعِفَّة بِحَيْثُ كَانَ المبتولي يَقُول لَا أعلم بالخانقاه فَقِيرا غَيره. وَلم يزل على حَاله حَتَّى ضعف زِيَادَة على شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ فِي سادس ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بمصلى الْبَدَل ثمَّ دفن جوَار الشَّيْخ مُحَمَّد الكويس رَحمَه الله وإيانا.
3 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشّرف القاياتي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ابْن(10/2)
عَم الشَّمْس القاياتي لأمه / كَانَ فِي أول أمره تَاجِرًا ذَا خبْرَة بِالْحِسَابِ مَعَ جودة الْكِتَابَة وَتزَوج بلقيس ابْنة التَّاج البُلْقِينِيّ وَولدت لَهُ عدَّة، واستنابه الْعلم البُلْقِينِيّ حِين احتقار أصهاره لَهُ بل عمله القاياتي فِي أَيَّامه أَمِين الحكم وَكَانَ متحريا بِحَيْثُ أَن الولوي السفطي فِيمَا بَلغنِي اسْتشْهد بنوابه لكَونه لم يسر أحد فِي الْقَضَاء كسيره عِنْد الظَّاهِر وَكَانَ حَاضرا فَلم يُوَافق هُوَ فَيُقَال أَن السفطي صرفه عَن الْقَضَاء لذَلِك. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله.
4 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّيِّد الطباطبي الْمصْرِيّ. / مِمَّن صَحبه الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَكَانَ مسلكا جَلِيلًا مَاتَ.
5 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب بن مَحْمُود بن الختلو الْمُحب أَبُو الْوَلِيد الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي ابْنه الْمُحب مُحَمَّد قَرِيبا وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. وَزَاد المقريزي فِي نسبه مُحَمَّدًا رَابِعا غَلطا. / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وارتحل فِي حَيَاة أَبِيه لدمشق والقاهرة فَأخذ عَن مشايخها وَمَا علمت من شُيُوخه سوى السَّيِّد عبد الله فقد أثْبته الْبُرْهَان الْحلَبِي بل قَالَ وَلَده أَن ابْن مَنْصُور والأنفي أذنا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس قبل أَن يلتحي وَأَنه بعد مُضِيّ سنة من وَفَاة وَالِده ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا وَنزل بالصرغتمشية فاشتهرت فضائله بِحَيْثُ عينه أكمل الدّين وسراج الدّين لقَضَاء بَلَده وأثنيا عَلَيْهِ فولاه إِيَّاه الْأَشْرَف شعْبَان وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسبعين عوضا عَن الْجمال إِبْرَاهِيم بن العديم وَرجع إِلَى بَلَده على قَضَائهَا فَلم تطل مدَّته فِي الْولَايَة بل صرف عَن قرب بالجمال الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ أُعِيد وَاسْتمرّ إِلَى بعد كائنة الناصري مَعَ الظَّاهِر برقوق فَعَزله لما كَانَ بحلب وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِسَبَب صحبته للناصري بل امتحنه بالمصادرة والسجن وَمَا كَفه عَن قَتله إِلَّا الله على يَد الْجمال مَحْمُود الإستادار مَعَ مساعدته على مقاصده وَلذَا امتدحه بعدة مدائح بِحَيْثُ اخْتصَّ بِهِ واستصحبه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا ملازما للاشتغال والإشغال والتصنيف وعظمه جكم حِين ولي نيابتها تَعْظِيمًا بَالغا وامتحن بِسَبَبِهِ فَلَمَّا قدمهَا النَّاصِر ولاه قضاءها فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة فاستمر ثمَّ لما اخْتلفت الدول حصلت لَهُ أنكاد من أجل أَنه ولي عَن شيخ لما كَانَ يحارب النَّاصِر قَضَاء دمشق فَلَمَّا قدم النَّاصِر سنة ثَلَاث عشرَة قبض عَلَيْهِ وعَلى جمَاعَة من جِهَة شيخ مِنْهُم التباني وقيدهم ثمَّ شفع فيهم فأطلقوا وحضروا إِلَى مصر فعني بِصَاحِب التَّرْجَمَة كَاتب السِّرّ فتح الله حَتَّى اسْتَقر فِي عدَّة وظائف كتدريس الجمالية بعد وَفَاة مدرسها مَحْمُود(10/3)
بن زادة وعظمه النَّاصِر بِحَيْثُ أَنه كَمَا قَالَ وَلَده جلس فِي المولد بِحَضْرَتِهِ مَعَ كَونه معزولا عَن قَضَاء حلب فَوق نَاصِر الدّين بن العديم قَاضِي مصر قَالَ حَتَّى ضج ابْن العديم من ذَلِك وَلم يجد لَهُ ناصرا، ثمَّ أَنه توجه مَعَ النَّاصِر إِلَى دمشق دَخلهَا مَعَه فولاه قَضَاء مصر فِي زمن حصاره بِدِمَشْق لكَون قاضيها نَاصِر الدّين بن العديم كَانَ اتَّصل بالمؤيد زمن الْحصار وَلكنه لم يُبَاشر بل وَلم يُرْسل لمصر نَائِبا فَلَمَّا انجلت الْقَضِيَّة بقتل النَّاصِر الَّذِي كَانَ ابْن العديم هُوَ الْحَاكِم بقتْله ونقم على الْمُحب انتماؤه إِلَيْهِ انْقَطع عَن الْمَجِيء بِدِمَشْق وَاسْتمرّ ابْن العديم فِي توجهه إِلَى مصر قاضيها وتقايض الْمُحب مَعَ الصَّدْر بن الأدمِيّ بوظائف لِابْنِ الأدمِيّ بِدِمَشْق عَن وظائف كَانَت حصلت للمحب بِمصْر كالجمالية)
وَأقَام الْمُحب بِدِمَشْق فَلَمَّا توجه نوروز بعد أَن اقتسم هُوَ وَشَيخ الْبِلَاد وَكَانَ نوروز كثير التَّعْظِيم للمحب ولاه كَمَا قَالَ وَلَده جَمِيع مَا هُوَ فِي قسمه من الْعَريش إِلَى الْفُرَات قَالَ فاقتصر مِنْهُ على بَلَده وَوصل صحبته إِلَيْهَا كل ذَلِك فِي سنة خمس عشرَة فَلم تطل أَيَّامه. وَمَات عَن قرب فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الآخر مِنْهَا وَصلي عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة تَحت القلعة وَدفن بتربة اشقتمر خَارج بَاب الْمقَام، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَمِمَّنْ حمل نعشه ملك الْأُمَرَاء نوروز ومدحه الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق المعري بقصيدة بائية أَولهَا:
(لم أدر أَن ظَبْي الألحاظ والهدب ... أمضى من الهندويات والقضب)
وَقد وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من الدُّرَر بِالْإِمَامِ الْعَلامَة، وَفِي إنبائه بالعلامة بل ترْجم لَهُ هُوَ فِيهِ وَقَالَ أَن اشْتغل قَدِيما ونبغ وتميز فِي الْفِقْه وَالْأَدب والفنون وَأَنه لما رَجَعَ من الْقَاهِرَة إِلَى حلب يَعْنِي قبل الْقرن أَقَامَ ملازما للاشتغال والتدريس وَنشر الْعلم لكنه مَعَ وَصفه لَهُ بِكَثْرَة الاستحضار وعلو الهمة وَالنّظم الْفَائِق والخط الرَّائِق قَالَ إِنَّه كَبِير الدَّعْوَى وَفِي تَارِيخه أَوْهَام عديدة، وَنَحْوه قَوْله فِي مُعْجَمه مَعَ وَصفه بمحبة السّنة وَأَهْلهَا أَنه عريض الدَّعْوَى لَهُ نظم كثير متوسط قَالَ وَلما فتح اللنك حلب حضر عِنْده فِي طَائِفَة من الْعلمَاء فَسَأَلَهُمْ عَن الْقَتْلَى من الطَّائِفَتَيْنِ من هُوَ مِنْهُم الشَّهِيد فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا فَهُوَ فِي سَبِيل الله فَاسْتحْسن كَلَامه وَأحسن إِلَيْهِ قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ لغزا فِي الْفَرَائِض فأجبته، وَلما حكى شَيخنَا فِي تَرْجَمَة الْجمال يُوسُف اللطي قَاضِي الْحَنَفِيَّة أَنه كَانَ قد اشْتهر عَنهُ أَنه يَقُول من أَكثر النّظر فِي كتاب البُخَارِيّ تزندق ويفتي بِإِبَاحَة أكل الحشيشة قَالَ إِن الْمُحب ذكر أَنه دخل عَلَيْهِ يَوْمًا فذاكره(10/4)
بأَشْيَاء وأنشده كَأَنَّهُ يُخَاطب غَيره وَإِنَّمَا عناه:
(عجبت لشيخ يَأْمر النَّاس بالتقى ... وَمَا راقب الرَّحْمَن يَوْمًا وَمَا اتَّقى)
(يرى جَائِزا أكل الحشيشة والربا ... وَمن يسمع الْوَحْي حَقًا تزندقا)
وَأَشَارَ شَيخنَا لذَلِك أَيْضا فِي تَرْجَمَة الْمَلْطِي من إنبائه حَيْثُ قَالَ وَعمل فِيهِ لمحب الدّين بن الشّحْنَة أبياتا هجاه بهَا كَانَ يزْعم أَنه أنشدها لَهُ بِلَفْظِهِ موهما أَنَّهُمَا لبَعض الشُّعَرَاء القدماء فِي بعض الْقُضَاة، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: شَيخنَا وَشَيخ الْإِسْلَام كَانَ إنْسَانا حسنا عَاقِلا دمث الْأَخْلَاق حُلْو النادرة عالي الهمة إِمَامًا عَالما فَاضلا ذكيا لَهُ الْأَدَب الْجيد وَالنّظم والنثر الفائقان وَالْيَد الطُّولى فِي جَمِيع الْعُلُوم قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من الْمعَانِي وَالْبَيَان وَحَضَرت عِنْده)
كثيرا وَكَانَت بَيْننَا صُحْبَة أكيدة، وصنف فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وعلوم شَتَّى وَأورد قصيدة ابْن زُرَيْق الْمشَار إِلَيْهَا، وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي من بيُوت الحلبيين مهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب والفرائض مَعَ جودة الْكِتَابَة ولطف المحاضرة وَحسن الشكالة يتوقد ذكاء وَله تصانيف لطاف، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه أفتى ودرس بحلب ودمشق والقاهرة وَكَانَ يحب الحَدِيث وَأَهله وَلَقَد قَامَ مقَاما عجز أقرانه عَنهُ وتعجب أهل زَمَانه مِنْهُ، وسَاق جَوَابه لتيمور الْمُتَقَدّم وَغَيره وَكَانَ الْمجْلس لَهُ بِحَيْثُ أوصى جماعته بِهِ وبالشرف الْأنْصَارِيّ وأصحابهما وَفِي إِيرَاد ذَلِك طول.
وَقَالَ وَلَده أَنه ألف فِي التَّفْسِير وَشرح الْكَشَّاف وَلم يكملهما وَألف لأجلي فِي الْفِقْه مُخْتَصرا فِي غَايَة الْقصر محتويا على مَا لم تحتو عَلَيْهِ المطولات جعله ضوابط ومستثنيات فَعدم مِنْهُ فِي بعض الْأَسْفَار وَاخْتصرَ منظومة النَّسَفِيّ فِي ألف بَيت مَعَ زِيَادَة مَذْهَب أَحْمد ونظم ألف بَيت فِي عشرَة عُلُوم إِلَى غير ذَلِك فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير وَعَامة الْعُلُوم قَالَ وَحَاصِل الْأَمر فِيهِ أَنه كَانَ مُنْفَردا بالرياسة علما وَعَملا فِي بَلَده وعصره وغرة فِي جبهة دهره ولي قَضَاء حلب ودمشق والقاهرة ثمَّ قَضَاء الشَّام كُله وَقدم حلب فقدرت وَفَاته بهَا وَسلم لَهُ فِي علومه الباهرة وبحوثه النيرة الظَّاهِرَة وانْتهى أمره إِلَى ترك التَّقْلِيد بل كَانَ يجْتَهد فِي مَذْهَب إِمَامه وَيخرج على أُصُوله وقواعده ويختار أقوالا يعْمل بهَا وَأثْنى على جَمِيع نظمه وَذكر أَن مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعِزّ الحاضري والبدر بن سَلامَة بحلب وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن الْأَذْرَعِيّ بِالشَّام وَابْن الْهمام وَابْن التنسي والسفطي وَابْن عبيد الله بِمصْر وقرأت بِخَط آخِرهم أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ حِين قدمهَا سنة ثَلَاث عشرَة وَلزِمَ دروسه إِلَى سَفَره فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا صُحْبَة الْعَسْكَر وَقَالَ أَن النَّاصِر قربه واستصحبه مَعَه فَالله أعلم بذلك كُله، وَمن تصانيفه(10/5)
أَيْضا اخْتِصَار تَارِيخ الْمُؤَيد صَاحب حماة مَعَ التذييل عَلَيْهِ إِلَى زَمَنه على طَرِيق الِاخْتِصَار وسيرة نبوية والرحلة القسرية بالديار المصرية، وَقد أوردت فِي تَرْجَمته من ذيل قُضَاة مصر فَوَائِد كَثِيرَة من نظمه ونثره ومطارحات وحكايات، وَمن نظمه:
(أَسمَاء عشر رَسُول الله بشرهم ... بجنة الْخلد عَمَّن زانها وَعمر)
(سعيد سعد على عُثْمَان طَلْحَة أَبُو ... بكر ابْن عَوْف ابْن جراح الزبير عمر)
وَقَوله:
(كنت بخفض الْعَيْش فِي رفْعَة ... منتصب الْقَامَة ظِلِّي ظَلِيل)
)
(فاحدودب الظّهْر وَهَا أضلعي ... تعد والأعين مني تسيل)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مودود الحافظي البُخَارِيّ. / يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد ثَالِث.
6 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن السلعوس بِفَتْح السِّين وَإِسْكَان اللَّام وَضم الْعين وَآخره مهملات الشَّمْس التَّاجِر الدِّمَشْقِي. / من بَيت رياسة بِدِمَشْق سمع من أبي مُحَمَّد بن أبي التائب، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا. مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة خمس وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم بن عَليّ بن أبي الْجُود نَاصِر الدّين الكركي الْمَقْدِسِي وَالِد التَّاج مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الغرابيلي. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة بالكرك وَكَانَ أَبوهُ من أعيانها فَنَشَأَ فِي نعْمَة واشتغل بِالْعلمِ والآداب وصاهر الْعِمَاد الكركي القَاضِي على ابْنَته وَسكن الْقَاهِرَة سِنِين ولي نِيَابَة قلعة الكرك وَلما عزل سكن الْقُدس إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة، وَكَانَ فَاضلا ذكيا عَارِفًا مستحضرا للوقائع يرجع إِلَى دين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. وَيُقَال أَنه مَاتَ فِي رَجَب وَهُوَ الْمَكْتُوب على عَمُود قَبره، وَطول المقريزي تَرْجَمته بالحكايات رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع. / هَكَذَا وَقع فِي إنباء شَيخنَا وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن منيع.
8 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصر قطب الدّين بن الشَّيْخ المعتقد الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الإيجي الصفوي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. حج مَعَ السَّيِّد أَحْمد بن صفي الدّين الإيجي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وجاور فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع مني أَحَادِيث كالمسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَحضر بعض الدُّرُوس بل سمع على الثُّلُث الْأَخير من البُخَارِيّ وَالنّصف الأول من تصنيفي فِي خَتمه وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة ودام حَتَّى مَاتَ السَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ بل تخلف بِمَكَّة ورأيته بهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ متعلل وَقيل لي أَنه اشْتغل بالكيمياء وَلم يظفر مِنْهَا بطائل إِلَّا أَنه افْتقر جدا هَذَا(10/6)
مَعَ فضيلته وَحسن أدبه وكرم أَصله فَالله يحسن عاقبتنا وإياه، وَهُوَ أَخُو عيان الْمَاضِي لأمه.
9 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن هبة الله كريم الدّين الْهوى ثمَّ القاهري / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: اشْتغل قَلِيلا وَولي حسبَة بَلَده ثمَّ تزيا للجند وَولي شدها فظلم وعسف ثمَّ قدم الْقَاهِرَة)
وَتقدم عِنْد النَّاصِر بالتمسخر فولاه الْحِسْبَة مرَارًا أَولهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس ونادمه.
مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَيُقَال أَنه هُوَ المشير على السُّلْطَان بِمَنْع الْوَارِث من مِيرَاثه وَلَو كَانَ ولدا بل يُؤْخَذ للديوان فعوملت تركته بذلك.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هِلَال. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ ثَالِث المحمدين.
10 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن سعيد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / سمع على الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ بسنن أبي دَاوُد، سمع مِنْهُ ابْنه. وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ صَاحب أَحْوَال وأوراد.
11 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عَليّ أَبُو الطّيب بن أبي عبد الله المغربي النقاوسي القسنطيني الْمَالِكِي. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بنقاوس من غربي قسنطينة، وَكَانَ وَالِده قاضيها ثمَّ تحول فِي حَيَاته بعد قِرَاءَته الْقُرْآن واشتغاله قَلِيلا إِلَى قسنطينة لطلب ثمَّ إِلَى تونس وَأخذ الْفِقْه عَن إِبْرَاهِيم الأخدري وأصوله مَعَ الْمنطق والعربية والمعاني عَن أَحْمد النخلي وَمُحَمّد الواصلي، وَتُوفِّي وَالِده فارتحل إِلَى الديار المصرية فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فجد فِي الِاشْتِغَال واختص بخطيب مَكَّة أبي الْفضل رَفِيقًا للخطيب الوزيري وَأخذ عَن الشمني فِي حَاشِيَته وَغَيرهَا كشرح نظم أَبِيه للنخبة وتكرر لَهُ عَنهُ والتقى الحصني فِي الْمنطق وَغَيره والشرواني فِي شرح الطوالع وَغَيره من طبيعي وإلهي ورياضي والكافياجي ولازم الْأمين الأقصرائي فِي التَّفْسِير وَغَيره وَالْفِقْه عَن يحيى العلمي وَآخَرين، وَطلب الحَدِيث وقتا وَأخذ عَن بقايا الشُّيُوخ وَكتب بعض الطباق وَسمع مني رَفِيقًا للقمصي مشيخة الرَّازِيّ والبردة وَحضر عِنْدِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَكَانَ يكثر مراجعتي مَعَ عقل وَسُكُون وفضيلة وَفِي غُضُون إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ حج ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتقر قَاضِي الْعَسْكَر لحفيد مولَايَ مَسْعُود ثمَّ أَرض عَنهُ لاختياره سكني تونس وَصَارَ أحد عدولها ودام سِنِين وامتدح صَاحبهَا بعد إِخْرَاج عبد الْمُؤمن بن إِبْرَهِيمُ بن عُثْمَان عَنْهَا زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَسْعُود بقصيدة أَولهَا:(10/7)
(ضحك الرّبيع وَجَاء سعد مقبل ... وَلَك الهنا ذهب الزَّمَان الممحل)
(فارفل فديتك فِي ميادين المنى ... هَذَا لِوَاء النَّصْر وافى يرفل)
(وأرح جواد الجدفي أثر العدى ... فسهام سعدك فِي الأعادي أنبل)
)
وسمعها مِنْهُ بعض فضلاء المغاربة وَلم يسمح بِعُود نسخته بهَا إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَن زَكَرِيَّا امتدح بِكَثِير وَلم يُطَابق الْوَاقِع فِي مدحه غَيْرك. ثمَّ تحول بعياله وجماعته قَاصِدا استيطان الْحجاز فَدخل الديار المصرية فَكَانَت إِقَامَته بهَا نَحْو ثَلَاثَة أشهر وَركب الْبَحْر من الطّور صُحْبَة نَائِب جدة فَدخل مَكَّة فِي أثْنَاء رَجَب ولقيته هُنَاكَ فدام بهَا على طَريقَة حَسَنَة فِي الانجماع وَالْعِبَادَة إِلَى أَن سَافر مَعَ الْمَدَنِيين إِلَى طيبَة فَقَدمهَا فِي أَوَاخِر سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فدام بهَا ولقيته حِينَئِذٍ بهَا وَكتب لي بِخَطِّهِ مَا عمله أَجَابَهُ لصَاحبه الْخَطِيب الوزيري وأقرأ هُنَاكَ بعض الطّلبَة وَذكر لي أَن عزمه استيطانها.
12 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ السَّيِّد قوام الدّين بن غياث الدّين الْعلوِي الْحُسَيْنِي الموسوي الكازروني القَاضِي. / ولد فِي غرَّة ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بكازرون وَسمع من الْمُوفق الزرندي الصَّحِيح وَمن الْعَفِيف الكازروني ثمَّ من وَلَده سعيد الدّين المقتفي فِي مولد الْمُصْطَفى لَهُ وَولي قَضَاء كازرون. وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه.
13 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن نَاصِر الدّين بن الْعِزّ بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه يُوسُف وَيعرف كسلفه بِابْن المخلطة بِكَسْر اللَّام الْمُشَدّدَة كَمَا ضَبطه ابْن فَرِحُونَ وَلكنه على الْأَلْسِنَة بِفَتْحِهَا، وَيحيى جده / أَظُنهُ أَخُو قَاضِي إسكندرية الْفَخر أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله المترجم فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد الْبَدْر ظنا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة ثمَّ أقبل على الْعلم فَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وَأبي الْقسم النويري والبدر بن التنسي والزين طَاهِر ولازمه فِيهِ وَفِي غَيره وَكَذَا لَازم الشمني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ التَّلْخِيص وَشَرحه الْمُخْتَصر والموقف الأول من المواقف فِي علم الْكَلَام وأماكن فِي شَرحه للسَّيِّد والمقصد الأول من الْمَقَاصِد وَشَرحه وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ نبذة من الْمَقْصد الْخَامِس وَشَرحهَا والمعظم من كل من المطول ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشَرحه للعضد وحاشية الْعَضُد للتفتازاني وَمن أول الْبَيْضَاوِيّ إِلَى أتأمرون النَّاس بِالْبرِّ وَأخذ أَيْضا عَن الشرواني وَابْن الْهمام وَابْن حسان والتقي الحصني وَأكْثر عَنْهُم وَالْكثير من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ عَن(10/8)
الْعَلَاء القلقشندي)
وَكَذَا قَرَأَ فِي الْأُصُول فِي ابْتِدَائه على إِمَام الكاملية وَفِي الْفَرَائِض على أبي الْجُود وَفِي الْعرُوض وَغَيره على الأبدي ولازم النواجي فِي الْعرُوض وَفِي أَكثر فنون الْأَدَب وانتفع بِهِ وَفِي الْعَرَبيَّة على الرَّاعِي والعجيسي والهندي وَشرح المقامات بِأخرَة على الشهَاب الْحِجَازِي وَسمع على شَيخنَا والزينين ابْن الطَّحَّان والأميوطي وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة والرشيدي والصالحي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة فِي آخَرين وَهُوَ مِمَّن حضر قِرَاءَة البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وعني بالأدب وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى برع فِي الْفُنُون وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وعظمه الأكابر كالشمني وَابْن الْهمام وَكَانَ يعجبهما متانة تَحْقِيقه وتدقيقه وجودة إِدْرَاكه وتأمله بِحَيْثُ قَالَ ثَانِيهمَا أَنه يَصح وَصفه بالعالم. وَحج غير مرّة وجاور وَسمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَغَيره وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده واختص بالحسام بن حريز وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْجَوَاهِر لِابْنِ شَاس وَغَيرهَا وَهُوَ الَّذِي عينه لقَضَاء إسكندرية عقب الْجلَال الْبكْرِيّ وتلقى قبل ذَلِك تدريس الْمَالِكِيَّة بالمؤيدية عوضا عَن الْعِزّ بن الْبِسَاطِيّ وَكَذَا ولي التدريس بِأم السُّلْطَان والقمحية والإعادة بالصالحية وَغَيرهَا من الْجِهَات وناب عَن أَبِيه فِي نظر البيمارستان وَشرع فِي شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ مَوَاضِع مفرقة سبكا إِلَى غير ذَلِك من التَّعَالِيق وَالنّظم والنثر وَقد كثر اجتماعنا وَسمعت من فَوَائده وأبحاثه وَسمع بِقِرَاءَتِي ومرافقتي أَشْيَاء وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ لفظا وخطا وَأكْثر من ترغيبي فِي تبييض كتابي طَبَقَات الْمَالِكِيَّة وَمن التَّرَدُّد إِلَيّ بِسَبَب السُّؤَال عَن تراجم جمَاعَة مِنْهُم وطالع من تصانيفي جملَة وأمعن فِي تقريظها بِمَا أثْبته مَعَ غَيره فِي تَرْجَمته من مَوضِع آخر وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة ذكيا مفننا جم الْفَضَائِل ظريفا حسن الْعشْرَة لطيف الذَّات وافر الْعقل ذَا سياسة ودربة وتودد وتواضع كثير الْأَدَب والمحاسن لم ينتدب للْقَضَاء كأبيه بل لما توجه لقَضَاء إسكندرية اغتبط بِهِ أَهلهَا وأثنوا عَلَيْهِ كثيرا. وَلَا زَالَ كَذَلِك إِلَى أَن تعلل بالقولنج وَشبهه وَأرْسل يسْتَأْذن فِي الْقدوم فَأُجِيب وَقدم وَهُوَ فِي غَايَة التوعك فَلم تطل مدَّته بل مَاتَ بعد أَيَّام فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة سبعين وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح القلقشندي. / يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث.
14 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجي الْجمال التوريزي أَخُو الْفَخر أبي بكر وَعلي يشهر بِابْن بعلبند. / هَكَذَا سَاق النَّجْم بن فَهد نسبه. ولد بِبَلَدِهِ قيلان(10/9)
وَقدم مَعَ أَبِيه وَإِخْوَته إِلَى الْقَاهِرَة فقطنوها ثمَّ قدم مَعَ أَخَوَيْهِ مَكَّة وسافر مِنْهَا إِلَى الْيَمين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَولي بعدن التحدث فِي المتجر السلطاني ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة مصروفا ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ تسحب مِنْهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين لديون عَلَيْهِ فَقدم مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن فدام بِهِ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فدام حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وأرخه شَيخنَا فِي إنبائه سنة ثَمَان وَسَماهُ مُحَمَّد بن عَليّ وَلم يزدْ، وَدفن بالشبيكة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَهُوَ فِي عشر التسعين سامحه الله قَالَ وَهُوَ أَخُو عَليّ الْمَقْتُول فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ مَعَ كَونه لم يذكرهُ فِي الإنباء إِلَّا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.
15 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن عَيَّاش بتحتانية ثَقيلَة ومعجمة الشَّمْس الدِّمَشْقِي الجوخي التَّاجِر / أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَهَذَا أسن. ولد فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الْخَامِسَة على أبي الْحسن عَليّ بن الْعِزّ عمر بن أَحْمد بن عمر بن سعد الْمَقْدِسِي جُزْء ابْن عَرَفَة بِحُضُورِهِ لَهُ فِي الثَّالِثَة على ابْن عبد الدَّائِم وَكَذَا سَمعه على ابْن الخباز وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الشُّح، وَقَالَ فِي إنبائه: وَكَانَ ذَا ثروة وَاسِعَة وتحكى عَنهُ غرائب من شحه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس عشرَة. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده بِإِسْقَاط ثَالِث المحمدين خطأ سامحه الله وإيانا.
16 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ نَاصِر الدّين بن الْبَدْر الصرخدي الأَصْل الْحلَبِي الباحسيتي بموحدة ثمَّ حاء وسين مهملتين مكسورتين ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ فوقانية نِسْبَة لباحسينا خطة بحلب / كَانَ عدلا بهَا. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الظهير مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن العجمي بعض ابْن ماجة وَحدث. وَكَانَ خيرا دينا عدلا منجمعا عَن النَّاس لَهُ طلب وَبِيَدِهِ إِمَامَة مَاتَ قبل سنة أَرْبَعِينَ بحلب رَحمَه الله.
17 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْبَهَاء القاهري أَخُو عَليّ ووالد أوحد الدّين مُحَمَّد السَّابِقين وسبط السراج البُلْقِينِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْجِي ويلقب هُوَ ببعيزق بِمُهْملَة وزاي وقاف مصغر، / لقبه بذلك نَاصِر الدّين بن كلبك وَكَانَ جارهم. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي الْحمام وَقد جَازَ الْخمسين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه تزوج ابْنة الْبَدْر البُلْقِينِيّ)
ثمَّ فَارقهَا وباشر فِي عدَّة جِهَات وَكَانَ كثير الصلف. قلت وَحِينَئِذٍ فزوجته ابْنة خَاله وَاسْمهَا صَالِحَة وعَلى هَذَا فَهِيَ ابْنة أُخْرَى لخاله سوى الْمَنْكُوحَة لِأَبِيهِ.(10/10)
18 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْفضل بن أبي الْخَيْر النويري الْحَنَفِيّ لكَونه سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن الْمَاضِي. / مضى فِيمَن جده عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْمُحب بن الصفي الْعمريّ الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي / هَكَذَا رَأَيْته فِي طبقَة ختم البُخَارِيّ بخطي، وَقد مضى فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَكَأَنَّهُ الصَّوَاب.
19 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن نَاصِر الدّين البديوي. / مِمَّن سمع مني.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر القلقشندي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج بن الغرابيلي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم.
20 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن التَّاج البوشي الشَّافِعِي قاضيها وَيعرف بِابْن الْمَالِكِي. / رجل وجيه بناحيته عِنْده مسودة الْخَادِم للزركشي. عرض لَهُ الفالج مُدَّة طَوِيلَة وَكثر مَجِيئه لي هُوَ وَولده.
وَأَظنهُ بَقِي إِلَى قريب التسعين.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال بن الْبَدْر بن مزهر. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال بن الْعِزّ بن الْبَدْر القادري صَوَابه ابْن عبد الْعَزِيز / وَقد مضى.
21 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال الدنديلي القاهري أَخُو عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الشيخة. / حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وأماليه وَكَذَا سمع الْكثير من شَيخنَا ولازم خدمته فِي الْمُودع وَغَيره وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ وبولده وتكرر سَفَره على حمل الْحَرَمَيْنِ. وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْمجْلس الْأَخير وَغَيره وَكَانَ ذَا ثروة ومعاملة أنشأ دَارا بالجوانية وصاهر الولوي الأسيوطي على أُخْته وَكَانَت جميلَة ورام السّفر بهَا لمَكَّة فِي الْبَحْر فامتنعت فاسترضاها فِيمَا قيل بِكِتَابَة مسطور بِأَلف دِينَار وَقدر غرقها فِي الْبَحْر فَأَخذهَا مِنْهُ الْوَرَثَة وَكَذَا جب عبدا لَهُ لكَونه وجده مَعَ زَوْجَة لَهُ من بَيت الهياتمة الشُّهُود وَبلغ الظَّاهِر جقمق فَكَانَت حِكَايَة. وَمَات قريب السِّتين عَفا الله عَنهُ.) (سقط)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمدنِي وَيعرف بالمسكين. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله.
23 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن القطب بن الْأمين البدراني. / مِمَّن سمع من شَيخنَا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن القطب الحسني البُخَارِيّ(10/11)
الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة / وَإِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَشَيخ الباسطية. فِيمَن جده مُحَمَّد بن السَّيِّد.
24 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمولى الشَّمْس التبادكاني نِسْبَة لقرية من قرى مشْهد خُرَاسَان الشَّافِعِي وَيعرف بِالْقَاضِي / وَكَأَنَّهَا شهرة لأحد من أسلافه وَإِلَّا فَلم يل هُوَ وَلَا أَبوهُ الْقَضَاء. كَانَ مرجع تِلْكَ النواحي فِي الْفِقْه والسلوك مِمَّن أَخذ عَن الخافي والنظام عبد الْحق التبادكاني أجَاز للعلاء بن السَّيِّد عفيف الدّين ولولده فِي كِتَابَة طَوِيلَة مؤرخة بشوال سنة أَربع وَسبعين والْعَلَاء هُوَ الْمُفِيد لترجمته قَالَ وَكَانَ أَبوهُ عَالما صَالحا وَكَانَ لَقِي الْعَلَاء لصَاحب التَّرْجَمَة بمنية مَحل أبي سعيد بن أبي الْخَيْر من أَعمال خُرَاسَان وَسمع مِنْهُ أَشْيَاء مِنْهَا عدَّة أربعينات من جمعه وَشَرحه لمنازل السائرين وتخميسه للبردة وَهُوَ عَلامَة مَسْلَك مرشد وعظمه جدا فِي علمي الظَّاهِر وَالْبَاطِن وَكَانَ حَيا فِي سنة خمس وَسبعين.
25 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الحريري العقاد وَيعرف بالتنكزي / لِكَثْرَة عمله أشغال تنكز نَائِب الشَّام. ولد كَمَا بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع على ابْن الكويك بِقِرَاءَة شَيخنَا النَّسَائِيّ الْكَبِير وصحيح مُسلم بفوت فِيهِ وَسمع على غَيره مِمَّن تَأَخّر وقطنها وَحدث بالكتابين قرأتهما عَلَيْهِ مَعَ غَيره للْوَلَد، وَكَانَ شَيخا صَالحا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَاغِبًا فِي الإسماع جدا بِدُونِ تكلّف بارعا فِي صَنعته تدرب بِهِ فِيهَا جمَاعَة مَعَ استحضار لمتون وفوائد حفظهَا من المواعيد وَنَحْوهَا وَبَلغنِي أَنه ورث من زَوْجَة لَهُ أَزِيد من خَمْسمِائَة دِينَار فبثها فِي الْفُقَرَاء والأطفال وَآخر مَا عَلمته حدث فِي سنة سبعين وَمَات فِي الَّتِي تَلِيهَا وَرَأَيْت من زَاد بآخر نسبه عبد الرَّحْمَن بن عبد الستار.
26 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْمقري بن الحلبية. / ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة)
وَسمع من التنوخي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمن ابْن صديق. ذكره ابْن أبي عذيبة وَقَالَ أجَاز لنا.
27 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس القاهري ثمَّ الْمدنِي / أحد رُؤَسَاء مؤذنيها ووالد أَحْمد أبي الْجَمَاعَة. اسْتَقر فِي الرياسة بعيد الْقرن بعد مُبَاشَرَته لَهَا فِي قلعة الْجَبَل بِمصْر، وَكَانَ متميزا فِي الْمِيقَات ومتعلقاته بِحَيْثُ صنف فِي ذَلِك ونظم قصائد نبوية قيل أَنَّهَا تزيد على ألف وَعِنْدِي من نظمه أَبْيَات فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، وَكَذَا بَاشر الخطابة والإمامة مَعًا بِطيبَة نِيَابَة. وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين.
28 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْهوى السفاري الشَّافِعِي. / مِمَّن سمع مني.
29 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد صدر الدّين بن القطب بن الصَّدْر القاهري الكتبي خَادِم السنباطي والملقب لَهُ بمعلم السُّلْطَان / بِحَيْثُ صَار يعرف بذلك بَين كثيرين وَعند الْعَامَّة بلقبه، حج مَعَه وجاور وتكسب بالتجليد وَهُوَ أَجود من غَيره مَعَ كَونه(10/12)
متوسط الْأَمر فِي صناعته.
سمع مني يَسِيرا اتِّفَاقًا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصّلاح الحكري. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الشَّمْس بن الْحَمْرَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / يَأْتِي بِدُونِ مُحَمَّد الثَّالِث.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء البُخَارِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
30 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد علم الدّين ولقبه الْعَيْنِيّ جمال الدّين بن نَاصِر الدّين القفصي الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. ولي قَضَاء دمشق إِحْدَى عشرَة مرّة فِي مُدَّة خمس وَعشْرين سنة أَولهَا فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين بَاشر مِنْهَا ثَمَان سِنِين وَعشرَة أشهر وَمَات وَهُوَ قَاض وَكَذَا ولي حماة مرَارًا وحلب إِمَّا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. وَكَانَ عفيفا لَهُ عناية بِالْعلمِ مَعَ قُصُور فِي الْفَهم وَنقص عقل ولديه إكرام للطلبة وَكَانَ جده قد قدم دمشق فِي سنة تسع عشرَة فناب فِي الحكم وَكَانَ أَبوهُ جنديا وألبس وَلَده كَذَلِك ثمَّ شغله بِالْعلمِ وَهُوَ كَبِير وَدَار على الدُّرُوس واشتغل كثيرا. قَالَ ابْن خطيب الناصرية: أُصِيب فِي الْوَقْعَة الْكُبْرَى بِمَا لَهُ وأسرت لَهُ ابْنة وَسكن عقب الْفِتْنَة بقرية من قرى سمْعَان إِلَى أَن انزاح الططر عَن الْبِلَاد فَرجع إِلَى حلب على ولَايَته، قَالَ وَكَانَت بَيْننَا صُحْبَة وَكَانَ يكرمني وولاني عدَّة وظائف علمية ثمَّ توجه من حلب إِلَى دمشق فقطنها وَولي قضاءها. وَمَات بهَا على قَضَائِهِ فِي الْمحرم سنة خمس وَلم يكمل السِّتين. وَذكره)
شَيخنَا فِي إنبائه رَحمَه الله.
31 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِمَاد بن الْعِمَاد بن الْعِمَاد بن الْعِمَاد الْأَزْدِيّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن هِلَال ويلقب أَيْضا بالشمس واشتهر بهَا عِنْد كثيرين. / كَانَ من تجار الشاميين المتردد فِيهَا لمَكَّة وَبهَا توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقد تكهل وَبَلغنِي أَنه سمع من ابْن قواليح. قَالَه الفاسي.
32 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح النحريري القاهري وَيعرف بِابْن أَمِين الحكم. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: سمع على جمَاعَة من شُيُوخنَا وعني بِقِرَاءَة الصَّحِيح وشارك فِي الْفِقْه والعربية وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين وَدخل الْيمن فَقَرَأَ الحَدِيث بِصَنْعَاء وَغَيرهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بِأخرَة فوعك. وَمَات بالبيمارستان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن نَحْو الْخمسين. وَسبق فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النحريري فِيمَن جده إِسْمَعِيل مُتَأَخّر عَن هَذَا.
33 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد فتح الدّين السمنودي وَيعرف بِابْن مَحْمُود / مِمَّن سمع مني.
34 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد فتح الدّين الْقرشِي المَخْزُومِي السكندري. / ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن نباتة سيرة ابْن هِشَام وَحدث بهَا عَنهُ بِمَكَّة(10/13)
سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والأبي وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَانَ يذكر أَنه سمع الأسنائي والبهاء السُّبْكِيّ وَغَيرهمَا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ يتعانى التِّجَارَة فنهب مرّة وأملق وَأقَام بزبيد ينْسَخ لملك الْأَشْرَف ثمَّ حسنت حَاله وتبضع فربح ثمَّ والى الْأَسْفَار إِلَى أَن أثري.
وجاور بِمَكَّة ثمَّ ورد فِي الْبَحْر قَاصِدا الْقَاهِرَة فَمَاتَ بِالطورِ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سبع عشرَة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الْبَدْر المحرقي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب.
35 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشَّمْس القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الجليس شرِيف بن عبد الله الجمالي وَهُوَ ابْن أُخْت الشريف الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الْحَنَفِيّ / شيخ الجوهرية والماضي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن ومختصر الْخرقِيّ ولازم دروس الْمُحب بن نصر الله بل قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأَ على الْعِزّ الْكِنَانِي قبل ولَايَته فِي الْفِقْه وَهُوَ الَّذِي استنابه وعَلى البوتيجي البُخَارِيّ وسَمعه أَو معظمه على الْبُرْهَان الصَّالِحِي ثمَّ سمع وَمَعَهُ ابْنه مُحَمَّد)
على أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا. وتنزل فِي الْجِهَات وحرك الْخَطِيب ابْن أبي عمر حَتَّى كَاد أمره أَن يتم بعزل شَيْخه الْعِزّ الْكِنَانِي فَمَا أسعدا وَحج وَكَانَ جَامِدا. مَاتَ فِي جُمَادَى الولى سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين عَفا الله عَنهُ، وَخلف ابْنة تَحت أبي البركات الصَّالِحِي.
36 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد معِين الدّين الفارسكوري الأَصْل الدمياطي المولد وَالدَّار وَيعرف بلقبه. / أحد المتمولين من بَيت تِجَارَة ووجاهة حَتَّى كَانَ أَبوهُ على قَاعِدَة تجار دمياط يَنُوب فِيهَا عَن قضاتها وَنَشَأ هَذَا فَقِيرا جدا فَقَرَأَ الْقُرْآن أَو بعضه وتعانى اسْتِئْجَار الْغِيطَان وَنَحْوهَا وترقى حَتَّى زَادَت أَمْوَاله على الْوَصْف بِحَيْثُ أَنه قيل وجد بِبَعْض المعاصر خبيئة.
وَصَارَ ضخما عَظِيم الشَّوْكَة مبجلا زَائِد الِاعْتِبَار عِنْد الْجمال نَاظر الْخَاص حَتَّى أَنه روفع فِيهِ عِنْد الظَّاهِر جقمق فَمَا تمكن مِنْهُ من فعل غَرَضه بل ضرب المرافع وابتنى بدمياط مدرسة هائلة وَعمل بهَا شَيخا وصوفية، وَأكْثر الْحَج والمجاورة وَكَانَ يُقَال أَنه لقصد سبك الْفضة هُنَاكَ وَبَيْعهَا على الهنود وَنَحْوهم حَتَّى لَا يطلع عَلَيْهِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ فِي صغره متهتكا فابتلاه الله بالبرص وَلَا زَالَ يتزايد حَتَّى امْتَلَأَ بدنه وَصَارَ لَونه الْأَصْلِيّ لَا يعرف، وَمَات وَهُوَ كَذَلِك قَرِيبا من سنة سِتِّينَ عَن سنّ عالية واستمرت الْمَظَالِم منتشرة هُنَاكَ بِسَبَب أوقافه وَهلك بِسَبَبِهَا غير وَاحِد، وَهُوَ مولى جَوْهَر المعيني الْمَاضِي عَفا الله عَنهُ وإيانا.
37 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ابْن خطيب(10/14)
نقيرين: قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: اشْتغل قَلِيلا وترامى على الدُّخُول فِي المناصب إِلَى أَن ولي قَضَاء حلب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشرها مُبَاشرَة غير مرضية فعزل بعد سنة وَنصف بالشرف أبي البركات الْأنْصَارِيّ وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة ليسعى فَأَعَادَهُ الظَّاهِر إِلَى تغرى بردى نَائِب حلب فحصلت لَهُ محنة وإهانة وَحبس بالقلعة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء سنة سِتّ وَتِسْعين عوضا عَن الشّرف أَيْضا وَلم يلبث أَن صرف بعد سنة بالشمس مُحَمَّد الأخنائي الدِّمَشْقِي فسافر عَنْهَا وَاسْتمرّ يتنقل فِي الْبِلَاد بطالا إِلَى أَن أُعِيد لقَضَاء حلب فِي أول نِيَابَة شيخ بهَا من قبل النَّاصِر فرج فِي أَوَاخِر دولته ثمَّ عزل بعزل الْمُؤَيد ثمَّ عَاد بعد قتل النَّاصِر واستقرار شيخ مُدبر المملكة للخليفة المستعين، وَفِي غُضُون ذَلِك ولي قَضَاء دمشق مرّة وطرابلس أُخْرَى وَلما قَامَ نوروز بِدِمَشْق بعد قتل النَّاصِر قَرَّرَهُ فَلَمَّا قتل نوروز قبض عَلَيْهِ جقمق الدوادار باللجون وحبسه بصفد فِي سنة ثَمَانِي عشرَة بِإِذن الْمُؤَيد فَلَمَّا وصل الْمُؤَيد لدمشق فِي فتْنَة قانباي أخرج من محبسه مَيتا)
بدسيسة فِيمَا يُقَال من كَاتب السِّرّ لكَونه كَانَ يعاديه فِي الْأَيَّام الناصرية والنوروزية بِحَيْثُ كَانَ ابْن الْبَارِزِيّ يهدده بِهِ كل حِين وَأنكر السُّلْطَان مَوته ونقمه على ابْن الْبَارِزِيّ وَذَلِكَ فِي السّنة الْمَذْكُورَة، وَكَانَ كَرِيمًا سَمحا إِلَّا أَنه كثير التزوير والتعلق على أَمْلَاك النَّاس ووظائفهم بالتزوير، وَلم يكن مشكور السِّيرَة فِي الْأَحْكَام بحلب سِيمَا فِي ولَايَته الأولى. قَالَه ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فَقَالَ: كَانَ قَلِيل البضاعة كثير الجرأة كثيرا لبذل وَالعطَاء إِلَّا أَنه يتعانى التزوير بالوظائف وبالدور ينتزعها من أَهلهَا بذلك سامحه الله وإيانا.
38 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الطبلاوي الْوَزير. / مِمَّن نَشأ بِالْقَاهِرَةِ ورواس بِابْن عَمه الْعَلَاء عَليّ بن سعد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وأثرى فِي أَيَّامه ثمَّ نكب وَأخذ مِنْهُ مَال جزيل وعوقب إِلَى أَن تحرّك لَهُ حَظّ فِي الْأَيَّام الناصرية وباشر شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ الْوزر بعد الصاحب الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي رَمَضَان سنة سبع، وَاسْتقر عوضه فِي شدّ الدَّوَاوِين اقتمر. ذكره المقريزي فِي عقوده وَيعرف بِابْن ستيت.
39 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الرَّمْلِيّ الْكَاتِب. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ نَاصِر الدّين المجود صَاحب الْخط الْمَنْسُوب كتب على القلندري وَكتب النَّاس دهرا طَويلا فَكَانَ مِمَّن كتب عَلَيْهِ الْبَدْر بن قليج العلائي وَابْن عَمه أَبُو الْخَيْر بِبَيْت الْمُقَدّس ثمَّ تحول إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بِهِ دهرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فقطنه وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا من الْمَصَاحِف وَغَيرهَا. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة(10/15)
إِحْدَى وَله بضعَة وَثَمَانُونَ عَاما.
40 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين بن التَّاج بن الشّرف الْحَنَفِيّ سبط الشهَاب ابْن الناصح. / مِمَّن يرْوى عَن الْعِزّ بن جمَاعَة المفنن وناصر الدّين بن الْفُرَات وَعبيد البشكالسي، أَخذ عَنهُ نظام الْحَنَفِيّ.
41 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو البركات بن الْأمين بن عزوز بزايين معجمتين ورأيته مجودا بنُون آخِره بِخَط غير وَاحِد كالجمال البدراني الْأنْصَارِيّ التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عزوز. / اعتنى بالرواية وَأخذ عَن الْكَمَال بن خير والشهب المتبولي والكلوتاتي والواسطي والحفاظ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازمهما فِي كِتَابَة الأمالي واختص بشيخنا كثيرا وَابْن الْجَزرِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي والنور الفوى وَالشَّمْس الشَّامي بإسكندرية ودمشق وحلب والقاهرة وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَن ابْن خير البلدانيات)
الْأَرْبَعين للوادياشي بإجازته مِنْهُ وَعَن الوَاسِطِيّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة والبطاقة وَعَن ابْنة الشرائحي مشيخة الْفَخر وَعَن ابْن الْجَزرِي فِيهَا وَفِي مُسْند أَحْمد وَعَن الفوى من لفظ الكلوتاتي قِطْعَة كَبِيرَة من آخر سنَن الدَّارَقُطْنِيّ مَعَ الْيَسِير من أَولهَا وأثنائها، وَوَصفه الْجمال البدراني فِي الطَّبَقَة بالفقيه المشتغل المحصل الْفَاضِل، وَقَرَأَ معظمها على الشَّمْس الشَّامي بل قَرَأَ عَلَيْهِ سيرة ابْن هِشَام ومشيخة الْفَخر ومسند أبي بكر من مُسْند أَحْمد، وَحصل وتميز ورافق الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وَغَيره من الْمُحدثين وَرجع إِلَى بِلَاده فَصَارَ أشهر من بتونس فِي الرِّوَايَة وأمسهم بالصنعة فِي الْجُمْلَة وتصدى للأسماع فَأخذ عَنهُ جمَاعَة إِلَى أَن مَاتَ مطعونا فِيهَا سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين وسد بِهِ الْبَاب هُنَاكَ وَجِيء بكتبه بعد مُدَّة فبيعت وَكَانَ أَمِين الْأُمَنَاء بتونس بِمَعْنى أَن التُّجَّار وَنَحْوهم يتحاكمون إِلَيْهِ فِي العرفيات فَيَقْضِي بَينهم وَلَو بِالْحَبْسِ وَالضَّرْب رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب النستراوي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد.
42 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلامَة أَبُو عبد الله بن عِقَاب / قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس. مَاتَ بهَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين. أرخه ابْن عزم بعد أَن ذكره فِي الَّتِي قبلهَا ظنا غَالِبا.
34 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأندلسي ثمَّ التّونسِيّ الْمَالِكِي بن القماح. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ الْمُحدث بتونس سمع من أبي عبد الله بن عَرَفَة وَجَمَاعَة وَحج فَسمع من التَّاج بن مُوسَى خَاتِمَة من كَانَ يروي حَدِيث السلَفِي عَالِيا بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وبالقاهرة من التنوخي والعراقي وَجَمَاعَة يعْنى(10/16)
كالمليجي وَابْن حَاتِم والسويداوي، وَرجع إِلَى بِلَاده فعني بِالْحَدِيثِ واشتهر بِهِ، وكاتبني مرَارًا بمكاتبات تدل على شدَّة عنايته بذلك وَلَكِن بِقدر طاقته فِي الْبِلَاد وَقد ولي قَضَاء بعض الْجِهَات بالمغرب وَحدث بالكثير وروى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن البطرني مُسْند تونس وخاتمة أَصْحَاب ابْن الزبير بِالْإِجَازَةِ عَن غَيره من المشارقة. مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ، كتب إِلَيّ بوفاته من تونس الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن البرشكي وَقَالَ كَانَ حسن الْبشر سمح الْأَخْلَاق محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَحمَه الله وإيانا. قلت أجَاز فِي سنة خمس وَعشْرين لجَماعَة مِنْهُم ابْن شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الشفا شَيخنَا الشهَاب الأبدي بقرَاءَته لَهُ على الْخَطِيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحسن عَليّ القيجاطي.) (سقط)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الزَّرْكَشِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر.
46 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشريف الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي / إِمَام مَسْجِد العقيبة وناظر الْجَامِع بهَا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ حصلت لَهُ إهانة فِي أَيَّام حِصَار الظَّاهِر دمشق بعد خُرُوجه من الكرك على أَيدي المنطاشية فَلَمَّا ظهر الظَّاهِر رَحل هُوَ إِلَى الْقَاهِرَة وَادّعى على الَّذِي أهانه وَلم يزل بِهِ حَتَّى ضرتب عُنُقه لأمر أوجب ذَلِك وولاه السُّلْطَان جمع الْجَامِع. وَمَات فِي يَوْم تاسوعاء سنة إِحْدَى وَله نَحْو الْخمسين رَحمَه الله.
47 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النابتي القاهري وَيعرف بالخطيب. / مِمَّن سمع على قريب التسعين.
48 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الششتري الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد فِي سنة عشْرين بِالْبَصْرَةِ وَقدم مَكَّة فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويحض دروس قاضيها الْبُرْهَان وسافر غير مرّة إِلَى هُرْمُز آخرهَا مَعَ ولد لَهُ كَبِير ثمَّ إِلَى كنباية فغرقا فِي خورها سنة سِتّ وَسبعين تعريبا. ذكره ابْن فَهد.
49 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحِمصِي القادري الصُّوفِي الشَّافِعِي. / سمع من إِبْرَاهِيم بن فِرْعَوْن الصَّحِيح أَنا بِهِ الحجار وَحدث. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
50 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدلجي الأَصْل القاهري المهتار. / يَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَبِيه.
51 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السخاوي. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه(10/17)
وييض لَهُ وَرَأَيْت لَهُ منظومة فِي الِاصْطِلَاح قَالَ فِيهَا:
(وعمدتي فِي النَّقْل قَول شَيخنَا ... هُوَ الْعِرَاقِيّ بخاري عصرنا)
(وَابْن الصّلاح قبله وَالنَّوَوِيّ ... فَخذ منقحا لما عَنْهُم روى)
وفيهَا أَيْضا أول أَقسَام الحَدِيث:)
(لحظ مُحدث فِي الْإِسْنَاد حصر ... والمتن وَالَّذِي إِلَيْهِمَا يفر)
وَهَذِه الْمَنْظُومَة فِي مَجْمُوع بِخَطِّهِ فِي الْمدرسَة الزينية فِيهِ نظمه للتبريزي وَغير ذَلِك. وَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشارمساحي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصرخدي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ.
52 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْغَزِّي السكاكيني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القلقشندي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المَخْزُومِي الْقرشِي الدماميني الْمَالِكِي. / رَأَيْته كتب على استدعاء بعد الْخمسين فيحرر من هُوَ.
53 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المنوفي السُّبْكِيّ / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين بن القصي بعد الْخمسين.
54 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن عبد الله بن ظَاهر بِالْمُعْجَمَةِ الشَّمْس بن نَاصِر الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي النَّاسِخ نزيل شبرى / وخطيبها وشاهدها ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بجوجر وَقَرَأَ بهَا جلّ الْقُرْآن ثمَّ تحول مَعَ أَبَوَيْهِ فأكمله بمنية بدر وَحفظ فِيهَا الملحة والجرومية وَنَحْو نصف الْمِنْهَاج ثمَّ تحول مَعَهُمَا أَيْضا إِلَى شبرى الْخَيْمَة فَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج عِنْد جمَاعَة كالولوي البُلْقِينِيّ قاضيها وخطيبها الشهَاب بن عَاصِم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عِنْد الأبناسي وَابْن قَاسم وَابْن خطيب الفخرية بل حضر دروس الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الْبَدْر المارداني وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره وَكتب أَشْيَاء من تصانيفي وَكَذَا كتب غير نُسْخَة من طَبَقَات ابْن السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وَجُمْلَة وخطه متقن وفهمه حسن وَحج وجاور قَلِيلا واستوطن شبرى وانتفع بِهِ أَهلهَا فِي الشَّهَادَة، وَله فِيهَا تميز فِي الْجُمْلَة وَعمل الْعُقُود بهَا وَرُبمَا نظم. مَاتَ بعلة الاسْتِسْقَاء فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَجِيء بِهِ فِي نعش فَغسل وَدفن بِبَاب الْوَزير عوضه الله الْجنَّة.
55 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن ماجد بن ناهض الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّمْس بن الشّرف الرديني الشَّافِعِي / ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكتب(10/18)
بِخَطِّهِ أَنه)
فِي سنة سِتِّينَ فَالله أعلم بقرية منية رديني بمهملتين أَولهمَا مَضْمُومَة وَآخره نون من أَعمال الشرقية، وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على وَالِده والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَدخل الْقَاهِرَة فَعرض على الأبناسي وَابْن الملقن وأجازا لَهُ وَعَلَيْهِمَا تفقه وَكَذَا تفقه بالبلقيني وقريبه الْبَهَاء أبي الْفَتْح والزين الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب لَهُ بالفاضلية وَسمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَغَيره وبالكمال الدَّمِيرِيّ والبدر الطنبدي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْأُصُول والعربية فِي آخَرين وَأخذ فِي الألفية وتوضيحها وَغَيرهمَا من كتب الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام حِين إقرائه بِجَامِع الْحَاكِم وَفِي الْفَرَائِض بقرَاءَته عَن الشَّمْس الغراقي وَسمع البُخَارِيّ عَليّ التقي الدجوي فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ ضَابِط الْأَسْمَاء وبرع فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ الدَّمِيرِيّ فِي الْإِفْتَاء. وَولي الْقَضَاء ببلبيس وَغَيرهَا عَن التقي الزبيرِي ثمَّ عَن قَرِيبه الْعِزّ عبد الْعَزِيز الرديني ثمَّ عَن نور الدّين بن الملقن ثمَّ ولي عمل منية الرديني وأعمالها عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَمن بعده واشتهر بالعفة والديانة والصلابة فِي الْحق وَالْقِيَام على من لم يذعن للشَّرْع وَصَارَت لَهُ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة جلالة ووجاهة بِحَيْثُ قصدوه بالفتاوى وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وعولوا عَلَيْهِ فِيهَا وَفِي غَيرهَا، وَقد لَقيته بِمَجْلِس شَيخنَا فاستجزته لي ولأخوي وَغَيرهمَا من أَصْحَابنَا ثمَّ ارتحلت لبلده وحملت عَنهُ بعض مُسلم وَغَيره، وَكَانَ نير الشيبة جميل الْوَجْه مهابا حسن السمت ظَاهر الْوَقار. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَخمسين وَلم يخلف هُنَاكَ من يوازيه رَحمَه الله وإيانا.
56 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الْبَهَاء بن الشَّمْس بن الْجمال أبي الثَّنَاء الربعِي البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي ابْنه أَحْمد وَأَخُوهُ عبد الرَّحِيم والآتي أَبوهُمَا وَهُوَ سبط السراج بن الملقن. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو عَليّ الشَّمْس السعودي الضَّرِير فقيهنا والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية ابْن ملك، وَعرض على جمَاعَة، واشتغل بالفقه على البرهاني البيجوري وَالشَّمْس البرشنسي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَتزَوج ابْنَته وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي النَّحْو أَيْضا وَسمع على جده لأمه جُزْء الْقَدُورِيّ وَغَيره وعَلى التنوخي جُزْء أبي الجهم وَحدث بذلك سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذتهما عَنهُ، وناب فِي الْقَضَاء للجلال البُلْقِينِيّ فَمن بعده بل بَاشر فِي عدَّة جِهَات تلقاها عَن أَبِيه وَغَيره وسافر إِلَى دمياط وبلاد الصَّعِيد وَكَانَ أصيلا سَاكِنا. مَاتَ)
فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَدفن عِنْد وَالِده(10/19)
بِالْقربِ من البلالي من حوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن الشَّمْس البالسي. / فِي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن فشمس الدّين إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن مَحْمُود لَا وَاسِطَة بَينهمَا بل الْوَاسِطَة إِنَّمَا هُوَ لِابْنِهِ كَمَا مضى قبل.
57 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مودود الشَّمْس الْجَعْفَرِي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ. / استغل ببلاده ثمَّ قدم مَكَّة فجاور بهَا وانتفع النَّاس بِهِ فِي عُلُوم الْمَعْقُول. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن سِتّ وَسبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. ورأيته كتب وَهُوَ بِمَكَّة على استدعاء فِي ثَانِي عشر شهر وَفَاته وَقَالَ الجعفر الطياري النجار يَعْنِي الأَصْل الحافظي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ وَأَن مولده فِي رَابِع عشرى رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَله ذكر فِي الأميني يحيى الأقصرائي وَأَنه أجَاز لَهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بمنى وَأَنه روى البُخَارِيّ عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد عَن السراج عمر بن على الْقزْوِينِي بِسَنَدِهِ الَّذِي أوردته فِي التَّارِيخ الْكَبِير سمع مِنْهُ بعضه الْأمين. وَرَأَيْت من زَاد مُحَمَّدًا ثَالِثا فِي أول نسبه فَالله أعلم.
58 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّمْس الْحَنَفِيّ الْمَدْعُو بالشيخ البُخَارِيّ نزيل زَاوِيَة نصر الله بخان الخليلي. / كَانَ فَاضلا أَقرَأ الطّلبَة بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر للتفتازاني والعبري شرح الطوالع والمعاني وَالْبَيَان والبديع الزين زَكَرِيَّا وَكَذَا أَخذ عَنهُ فِيهَا خضر بن شماف، وصنف شرحا على دُرَر الْبحار فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَآخر على نظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وَكتب أَيْضا فِي أصُول الدّين وانتمى للشمس الرُّومِي الْكَاتِب فامتحن بِسَبَبِهِ وَكَاد ابْن المخلطة أَن يُوقع فِيهِ أمرا بِسَبَب كِتَابه فِي الْأُصُول فحال الْأمين الأقصرائي بَينه وَبَين مُرَاده وسافر عقب ذَلِك فقطن الشَّام وأقرأ الْفُضَلَاء أَيْضا وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ هُنَاكَ القَاضِي شمس الدّين بن عيد وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ أَظُنهُ قريب الْخمسين ظنا.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّمْس الدِّمَشْقِي بن السلعوس. / هَكَذَا فِي الأنباء بِإِسْقَاط مُحَمَّد الثَّالِث وَقد مضى.
59 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود صائن الدّين الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ / أحد شُهُود الحكم بِدِمَشْق. كَانَ)
يُفْتِي ويذاكر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
60 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود نَاصِر الدّين العجمي الأَصْل السمنودي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / حفظ الْقُرْآن وجوده على الشَّيْخ مظفر وتصدر لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ(10/20)
بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب فقهائه كالتقي العساسي وَولده وخاله الْجلَال الْمحلي وَولي حسبتها وقتا ثمَّ ترك، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ.
61 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أَبُو الْفضل المكراني الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن مَحْمُود. /
سمع من التقي الْحرَازِي والعز بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِمَا جُزْء ابْن نجيد وَكَانَ أحد الطّلبَة بدرس يلبغا وَيعْمل الْعُمر ويعاني حرفا كَثِيرَة. مَاتَ فِي أثْنَاء سنة أَربع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مزهر. / فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق.
62 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسَدّد الصفي بن الشَّمْس الكازروني الْمدنِي / الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
63 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو سعيد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن إِسْمَعِيل بن الْأُسْتَاذ أبي عَليّ الدقاق هُوَ الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْحَق بن عبد الرَّحِيم بن إِسْحَق أَو أَحْمد الْعَفِيف أَبُو المحامد بن سعيد الدّين أبي مُحَمَّد بن الضياء البلياني النَّيْسَابُورِي ثمَّ الكازروني الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَرْبَعِينَ الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي والعلائي وَأَبُو حَيَّان وَابْن الخباز والميدومي وَابْن غالي وَابْنَة الْكَمَال فِي آخَرين وَقَرَأَ على أَبِيه كتبا جمة، وَحج سنة أَربع واربعين ثمَّ توجه لمَكَّة ليحج أَيْضا فأدركه أَجله بِنَجْد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَدفن هُنَاكَ. ذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَقَالَ هُوَ أَو غَيره أَنه صنف الْكثير وَمن ذَلِك شرح البُخَارِيّ وَقَالَ أَنه استمد فِيهِ من ثلثمِائة شرح عَلَيْهِ كَذَا قَالَ وَعمل أَرْبَعِينَ فِي فضل الْعلم سَمعهَا عَلَيْهِ الطاووسي وَجمع أَسَانِيد نفيسة فِي كتاب سَمَّاهُ شعب الْأَسَانِيد فِي رِوَايَة الْكتب وَالْمَسَانِيد، وَذكره التقي الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ: الْعَلامَة الْخَيْر نسيم الدّين أَبُو عبد الله بن الْعَلامَة سعيد الدّين النَّيْسَابُورِي الأَصْل الكازروني المولد وَالدَّار الشَّافِعِي نزيل مَكَّة، هَكَذَا وجدت نسبه لأبي عَليّ الدقاق بِخَط بعض أَصْحَابنَا بل رَأَيْته بِخَطِّهِ فِيمَا أَظن وَذكر أَنه ولد بكازرون من)
بِلَاد فَارس سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا واشتغل فِيهَا على أَبِيه بِالْعلمِ وَسمع مِنْهُ بهَا بعض تصانيفه وَأَنه استجاز لَهُ من الْمزي وَغَيره من شُيُوخ دمشق وَهِي عِنْده بكازرون، سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من المولد النَّبَوِيّ لِأَبِيهِ وَكَانَ يرويهِ عَنهُ فِيمَا قَالَ وَكَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْفِقْه وَغَيره وَعبادَة كَثِيرَة وديانة متينة وأخلاق حَسَنَة جاور بِمَكَّة زِيَادَة على عشر سِنِين ملازما لِلْعِبَادَةِ وَالْخَيْر وإفادة الطّلبَة وَسمع بهَا من الْجمال الأميوطي(10/21)
والعفيف النشاوري ثمَّ توجه من مَكَّة إِلَى بِلَاده بأثر الْحَج من سنة ثَمَان وَتِسْعين فوصل إِلَيْهَا ثمَّ توجه لمَكَّة فأدركه الْأَجَل بلار فِي سنة إِحْدَى وَوصل الْخَبَر بوفاته لمَكَّة فِي الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ زار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فِي طَرِيق الْمَاشِي وَسَهل فِي طريقها أَمَاكِن مستصعبة وَفعل مثل ذَلِك فِي جبلي حراء وثور أجزل الله ثَوَابه على ذَلِك انْتهى. وَفِيه مُخَالفَة لما تقدم فِي مولده ولقبه وَغَيرهمَا وَكَأَنَّهُ اخْتَلَط عَلَيْهِ بِالَّذِي بعده كَمَا اخْتَلَط على غَيره مِمَّا يحْتَاج فيهمَا إِلَى تَحْقِيق.
64 - مُحَمَّد نسيم الدّين أَبُو عبد الله / أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بكازرون من بِلَاد فَارس وَنَشَأ بهَا، وَأَجَازَ لَهُ الْمزي وَغَيره وَسمع الْكثير على أَبِيه وَأخذ عَنهُ وَعَن غَيره الْعلم وبرع فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره مُشَاركَة حَسَنَة، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والنسك متين الدّيانَة حسن الْأَخْلَاق جاور بِمَكَّة كثيرا وَكَانَ قدومه لَهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ بهَا على الأميوطي والنشاوري وأقرأ النَّاس وانتفعوا بِهِ وَكَانَ حسن التَّعْلِيم غَايَة فِي الْوَرع فِي عصرنا، ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى بِلَاده فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فَأَقَامَ بهَا على عَادَته فِي الإسماع والإقراء ثمَّ رَجَعَ مُتَوَجها لمَكَّة فَأدْرك أَجله بلار فِي شَوَّال سنة عشر. ذكره الْعَفِيف الجرهي أَيْضا فِي مشيخته، وأرخ المقريزي وَشَيخنَا فِي إنبائه وَفَاته فِي سنة إِحْدَى زَاد شَيخنَا وَله خمس وَسِتُّونَ سنة وَهِي وَفَاة أَخِيه كَمَا تقدم.
65 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مقلد الْبَدْر الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وبرع فِي الْفِقْه والعربية والمعقول ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ اسْتَقل بقضائها نَحْو سنة وَلم تحمد مُبَاشَرَته فعزل، ثمَّ سَار إِلَى الْقَاهِرَة وسعى فأعيد وَرجع إِلَى بَلَده فأدركه أَجله بالرملة فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
66 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن سليم بِفَتْح الْمُهْملَة الججاوي. / كَانَ من أهل الْعلم بالهيئة)
وَولي وَظِيفَة التَّوْقِيت بالجامع الْأمَوِي ثمَّ انْتقل إِلَى ججا بَلَده فَمَاتَ هُنَاكَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
67 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد الشَّمْس الْمحلي الشَّافِعِي سبط أبي عبد الله الغمري وَيعرف كأبيه بِابْن أبي شاذي. / مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والنحو قَلِيلا وَقَرَأَ عَليّ فِي التَّقْرِيب للنووي تفهما وَفِي البُخَارِيّ وَسمع مني الْبَاب الأول من تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَغير ذَلِك، وَهُوَ خير عَاقل فهم. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي ظنا سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.(10/22)
68 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ ابْن عمرَان. / ولد فِي لَيْلَة الْعشْرين من رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا بالسبع على أَبِيه وتفقه بالزين قَاسم وَغَيره وَسمع على شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين ثمَّ على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي والزينين عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل وَعبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كأحمد بن حَامِد وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ وتميز وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس ثمَّ صرف. وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَكَذَا حج وجاور ثمَّ توجه أَيْضا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَرجع فدام بِبَيْت الْمُقَدّس يدرس ويفتي ويروي حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن من يَوْمه بمقبرة ماملا بِالْقربِ من أَبِيه وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله وإيانا.
69 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو الوفا / أَخُو الَّذِي قبله. مِمَّن سمع مَعنا بِبَيْت الْمُقَدّس كأخيه على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَأخذ عَن أَبِيه القراآت وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَأم بقانصوه اليحياوي حِين كَانَ منفيا عِنْدهم.
70 - مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح / أَخُو اللَّذين قبله. مِمَّن تشفع وَحفظ الْقُرْآن والبهجة واشتغل وَسمع كأخويه مَعنا بِبَيْت الْمُقَدّس وقطن الْقَاهِرَة وَأم بالزمام.
71 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي وَالِي نَاصِر الدّين وَرُبمَا نسب لجده فَقيل ابْن وَالِي وَقد يُخَفف فَيُقَال بوالي. / ولي الأستادارية الْكُبْرَى بالديار المصرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي عوضا عَن أرغون شاه النوروزي ثمَّ ترك حَتَّى ولي أتادارية دمشق وبهامات فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي.) :::
72 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس الشوبكي الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة / جاور بهَا سِنِين كَثِيرَة على خير وَتزَوج زوج أَخِيه الشهَاب أَحْمد وَولد لَهُ مِنْهَا أَوْلَاد وَكَانَ لَهُ بِالْعلمِ قَلِيل عناية. مَاتَ فِي سادس عشر الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي.
73 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو عبد الله الأندلسي الجزائري المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الفخار بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة لكَونهَا حِرْفَة جده. / ولد بالجزائر من الْمغرب وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَالْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى تلمسان وقطن مُدَّة حَرِيصًا على قِرَاءَة الْعلم على جمَاعَة من شيوخها كقاضي الْجَمَاعَة بهَا أبي عُثْمَان سعيد العقباني ثمَّ وصل إِلَى تونس فَأَقَامَ بهَا سنة أَو أَكثر بِقَلِيل وَحضر مجْلِس ابْن عَرَفَة فَعَظمهُ وَأكْرم مثواه بِحَيْثُ كَانَ يطْلب مِنْهُ الدُّعَاء وَكَذَا حضر مجْلِس قَاضِي الْجَمَاعَة أبي مهْدي عِيسَى الغبريني، ثمَّ ارتحل لِلْحَجِّ فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ أشهرا ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بعد الْحَج(10/23)
خَمْسَة أَعْوَام يُؤَدب فِيهَا الْأَبْنَاء. ذكره لي أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن الزين القيرواني نزيل مصر، وَحكى لي خَلِيل بن هرون الجزائري نزيل مَكَّة عَن رجل أثنى عَلَيْهِ وَوَصفه بالصلاح وَالْخَيْر أَنه كَانَ إِذا لقِيه يَقُول لَهُ أَرَاك مخروطا قَالَ فَقلت فِي نَفسِي كَأَنَّهُ يكاشفني فعزمت على امتحانه فَخرجت فِي اللَّيْل إِلَى بَاب منزلي عُريَانا واستغفرت الهل ثمَّ أَصبَحت فَغَدَوْت عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي أعرض عني قَالَ فَقلت لَهُ أيش جرى قَالَ تخرج لباب مَنْزِلك عُريَانا قَالَ استغفرت الله وَقلت لَا أَعُود فَقَالَ لي لَوْلَا الْأَدَب مَعَ الشَّرْع لأخبرت بِمَا يصنع الْإِنْسَان على فرَاشه أَو معنى هَذَا، وَهَذِه منقبة لِابْنِ الفخار، وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين الصَّالِحين الأخيار جاور بِمَكَّة من عَام ثَمَانمِائَة ثمَّ توفّي بهَا يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَدفن فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ يَوْم الْعِيد بالمعلاة. هَكَذَا تَرْجمهُ الفاسي وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه بلغ السِّتين وَقَالَ شَارك فِي الْفُنُون وَتقدم فِي الْفِقْه مَعَ الدّين وَالصَّلَاح وَكَانَ ابْن عَرَفَة يعظمه وَذكرت لَهُ كرامات وأظن أَنِّي اجْتمعت بِهِ أول السّنة رَحمَه الله وإيانا.
74 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصر الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الإيجي وَالِد القطب مُحَمَّد الْمَاضِي / كَانَ رجلا صَالحا من أَصْحَاب الخوافي. وَمَات بِمَكَّة سنة سِتِّينَ رَحمَه الله.
75 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن الشّرف هبة الله بن النَّجْم الصَّدْر بن نَاصِر الدّين بن الشّرف الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَالِد عمر الْمَاضِي والآتي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ وَهُوَ بِابْن هبة الله. / ولد فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة سبع وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الْعَلَاء بن عَائِشَة وَغَيره والمنهاج وَعرضه بالاقهرة فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبيجوري وَالشَّمْس بن الديري بل كَانَ أكمال حفظه عِنْد ثانيهم وأجازوه وَسمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وببلده على جمَاعَة كالشهاب بن الرسام والنور بن خطيب الدهشة وَعَلِيهِ وعَلى وَالِده اشْتغل فِي الْفِقْه وَكَذَا بحمص على الْبُرْهَان النقيراوي وبالقاهرة على البيجوري والقاياتي وَعنهُ أَخذ فِي الْأُصُول أَيْضا واشتغل فِي النَّحْو على الْبَدْر الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ وَنَقله من دمشق إِلَى حماة وَأحسن إِلَيْهِ وزوجه بهَا ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ جَريا على عَادَة الرؤساء وَولي قَضَاء بَلَده بعد الشهَاب الزُّهْرِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عقب تسلطن الظَّاهِر جقمق بعناية قَرِيبه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ ولامه أَبوهُ على الدُّخُول فِي الْقَضَاء بل هجره أَرْبَعَة أشهر حَتَّى ترضاه فَأَقَامَ فِيهِ نَحْو خمس عشرَة سنة وأضيفت إِلَيْهِ فِي أَثْنَائِهَا كِتَابَة سرها ثمَّ انْفَصل(10/24)
عَن الْقَضَاء خَاصَّة بالزين بن الخرزي وَكَذَا ولي بهَا تدريس الخطيبية والقرناصية وخطب بجامعها الْكَبِير بل ولي أَيْضا كِتَابَة سر حلب فِي سنة سبع وَسِتِّينَ عوضا عَن النُّور المعري فَأَقَامَ فِيهَا زِيَادَة على سنة وراسل فِي الاستعفاء بعد موت نائبها جَانِبك التاجي لكَونه هُوَ الْبَاعِث لَهُ على قبُوله أَولا لما بَينهمَا من الألفة حِين كَانَ نَائِبا عِنْدهم بحماة فأعيد ابْن المعري وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَآخر مَا دَخلهَا فِي سنة سِتِّينَ وَمَعَهُ ابناه عمر وَآخر أَصْغَر مِنْهُ فَكَانَت منية ثَانِيهمَا بهَا فجزع عَلَيْهِ شَدِيدا وَزَاد احتراقه عَلَيْهِ وَدَفنه بمقبرة الْبَارِزِيّ عِنْد ضريح الشَّافِعِي من القرافة وَرجع قبل استكماله فِيهَا شهرا إِلَى بَلَده وَكَذَا حج مَعَ وَالِده فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ بِنَفسِهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وزار بَيت الْمُقَدّس، وتولع بفن الْأَدَب وَاخْتصرَ مصَارِع الْعشَاء وَسَماهُ الْفَائِق من المصارع وَعمل مجموعا من كَلَام عشرَة من الشُّعَرَاء سَمَّاهُ انْشِرَاح الصَّدْر وَكَذَا لَهُ الْحسن الْجَمِيل من أَخْبَار القيسين وَجَمِيل وترسلات ومجاميع. ولقيته فِي رجوعي من حلب فَقَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا بإجازته من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وكتبت عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله يَسْتَدْعِي بعض أحبابه إِلَى بُسْتَان:
(حَدِيقَتِي قد حكى الزرقا بنفسجها ... والنرجس الغض فِيهَا أشبه الشهبا)
(فَاحْضُرْ وَلَا تخش يَا غُصْن الأراكة من ... لسن الوشاة وَلَا من أعين الرقبا)
وَكَذَا من نظمه فِي الْبِطِّيخ الْحَمَوِيّ الكمالي وَهُوَ على خلقَة ضميري مصري مُخَاطبا لقريبه)
الكمالي:
(تاه على الْبِطِّيخ جمعا سَيِّدي ... بطيخنا بِسَائِر الْخِصَال)
(لَكِن طأطأ لضميري رَأسه ... لقُرْبه الْيَوْم من الْكَمَال)
وَله مطارحات مَعَ غير وَاحِد من الشُّعَرَاء، وَحدث عَنهُ أَبوهُ فِي حَيَاته بِشَيْء من نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي وَغَيره، وَكَانَ أديبا فَاضلا بارعا ذَا ذوق ولطف وبيته عَال فِي الرياسة والحشمة وَقد رغب لِابْنِهِ السراج عمر عَن وَظِيفَة كِتَابَة سر بَلَده، وَتوجه لِلْحَجِّ ثمَّ عَاد وَهُوَ متعلل فاستمر أشهرا، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر أَو تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة خمس وَسبعين وَدفن بمقابر الشَّيْخ عمر بمَكَان أعده لَهُ هُنَاكَ رَحمَه الله وإيانا.
76 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هِلَال بن عَليّ بن صَفْوَان بن تامر بن مَنْصُور العامري الباعوني الأَصْل القاهري القادري وَيعرف بِابْن هِلَال / من نفر يُقَال لَهُم بَنو عَامر بباعونة من أَعمال صفد. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الجمالية المستجدة فِي رَمَضَان على الْعَادة وَقَرَأَ دروسا فِي التبريزي على الشَّمْس البوصيري ولازمه كثيرا وَكَذَا لَازم الْجمال يُوسُف الصفي وَغَيرهمَا وَسمع على(10/25)
الفوى وَشَيخنَا وَغَيرهمَا وَمن لفظ الكلوتاتي، وَحج وجاور وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَيَّامًا، وزار بَيت الْمُقَدّس وباشر التقدمة بِأَبْوَاب الْوُلَاة كسلفه وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الْخَيْر وَحل عَلَيْهِ نظر السادات فَكَانَ مَعَ ذَلِك يلازم الْجَمَاعَة وَيشْهد مجَالِس الْخَيْر مَعَ لطافة عشرَة وَأنس خدمَة لمن ينتسب للْعلم وَالصَّلَاح وَهُوَ مِمَّن صحب إِمَام الكاملية سفرا وحضرا وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ ثمَّ أعرض عَن التقدمة وأقلع عَنْهَا أصلا ولازم طَرِيقَته فِي الْخَيْر إِلَى أَن تعلل مديدة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
77 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَرقم أَبُو الْقَاسِم الأندلسي / قَاضِي وادياش ومؤرخها. مَاتَ بهَا فِي تَاسِع عشرى شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن عزم.
78 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ أبي عبد الله بن أبي زَكَرِيَّا الْحكمِي / نِسْبَة إِلَى الحكم بن سعد الْعَشِيرَة بن مذْحج وَبَنُو حكم قَبيلَة دخلُوا جَزِيرَة الأندلس مَعَ الْجَيْش الَّذين افتتحوها فاستوطنوا هُنَاكَ الأندلسي الغرناطي الْمَالِكِي وَيعرف باللبسي بِفَتْح اللَّام الْمُشَدّدَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَشْديد)
الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة نِسْبَة إِلَى لبسة حصن من مُعَاملَة وَادي آش. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة واشتغل بالعلوم وَقدم الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَأخذ عَن شَيخنَا وَظَهَرت لَهُ فضائله فَنَوَّهَ بِهِ عِنْد الْأَشْرَف حَتَّى ولاه فِي الَّتِي تَلِيهَا قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحماة فحمدت سيرته جدا وَسَار سيرة السّلف الصَّالح ثمَّ حنق على نائبها فِي بعض الْأُمُور فسافر إِلَى حلب مظْهرا إِرَادَة السماع على احافظها الْبُرْهَان فوصلها فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ فأنزله عِنْده فِي الْمدرسَة الشرفية بِبَيْت وَلَده أبي ذَر حَتَّى حمل عَنهُ أَشْيَاء وَوَصفه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي بعض مجاميعه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذِي الْفُنُون قَاضِي الْجَمَاعَة وَقَالَ إِنَّه إِنْسَان حسن إِمَام فِي عُلُوم مِنْهَا الْفِقْه والنحو وأصول الدّين وَغير ذَلِك نظيف اللِّسَان مُعظم للأئمة وَأهل الْعلم وَالْخَيْر مستحضر للتاريخ ولعلوم كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ مَعَ التؤدة والسكون وشبع النَّفس وَكَانَ فِي السّنة قبلهَا ورد الْقُدس فَقَرَأَ على الْعِزّ الْقُدسِي وَوَصفه أَيْضا بعلامة دهره وخلاصة عصره وَعين زَمَانه وإنسان أَو أَنه جَامع أشتات الْعُلُوم وفريد معرفَة كل منثور ومنظوم قَاضِي الْقُضَاة لَا زَالَت رايات الْإِسْلَام بِهِ منصورة وأعلام الْإِيمَان بِهِ منشورة ووجوه الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة بِحسن نظره محبورة، وَكَذَا قَرَأَ على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ ثمَّ سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم فَمَاتَ ببرصا مِنْهَا فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ، وَقد ذكره شَيخنَا(10/26)
فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: الشَّيْخ شمس الدّين المغربي الأندلسي النَّحْوِيّ ولي قَضَاء حماة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى الرّوم فَأَقَامَ بهَا وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ شعلة نَار فِي الذكاء كثير الاستحضار عَارِفًا بعدة عُلُوم خُصُوصا الْعَرَبيَّة وَقد قَرَأَ عَليّ فِي عُلُوم الحَدِيث وَكَانَ حسن الْفَهم رَحمَه الله وإيانا.
79 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف تَاج العارفين أَبُو المحاسن بن زين العابدين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده والماضي شقيقه عَليّ وَهَذَا أكبرهما سبط الشهَاب الشطنوفي. / ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وكتبا وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَحضر كثيرا من مجَالِس جده وَأَبِيهِ وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ فِي أَكثر جِهَات أَبِيهِمَا وَعَلِيهِ خفر وَأنس وروح لكنه فِي ضيق وتقلل بِحَيْثُ نزل عَن الْفَاضِلِيَّةِ وَغَيرهَا خُصُوصا بعد محنة صهره أبي زَوجته الْجمال إِبْرَاهِيم بن القلقشندي فَإِنَّهُ كَانَ يرتفق فِي الْجُمْلَة.
80 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الْعِزّ بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا السكندري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن المخلطة بخاء مُعْجمَة وَلَام مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ طاء مُهْملَة / وَهِي أم أحد آبَائِهِ. ولد قَرِيبا من سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وَسمع على السويداوي والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والكمال بن خير فِي آخَرين حَتَّى سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان. وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ ورقية ابْنة يحيى المدنية وَجَمَاعَة واشتغل بالفقه وَغَيره على أَئِمَّة عصره كالجمال الأقفهسي والبساطي وَمن هُوَ أقدم مِنْهُمَا وَأخذ إقليدس عَن الْجمال المارداني وتميز وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما فِي سنة سبع عشرَة وتصدى لذَلِك وراج أمره فِيهِ لمعرفته بِالْأَحْكَامِ ودربته فِيهَا واستحضاره لفروع مذْهبه لكنه كَانَ مقداما بِحَيْثُ ينْدب لتعازيز ذَوي الوجاهات ويفحش فِي شَأْنهمْ مِمَّا كَانَ الْأَنْسَب خِلَافه، وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالأشرفية برسباي بعد الزين عبَادَة ثمَّ نزع مِنْهُ لِوَلَدَيْهِ عملا بِشَرْط الْوَاقِف بعناية شيخ الْمَكَان وَرُبمَا أَقرَأ فِي الْفِقْه وَأفْتى وَحدث كتبت عَنهُ، وَحج فِيمَا عَلمته صُحْبَة الركب الرجبي سنة ثَلَاث وَخمسين وَلما اسْتَقر الْأَشْرَف إينال ولاه نظر البيمارستان لاختصاصه بِهِ عوضا عَن الشّرف الْأنْصَارِيّ فَلم تطل مدَّته وَمَات عَن قرب بعد أَن ذكر للْقَضَاء الْأَكْبَر فِي ربيع سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَ يَوْمًا صعبا لشدَّة مَا فِيهِ من السمُوم وَالرِّيح الْحَار وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ.(10/27)
81 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح نَاصِر الدّين بن الشّرف بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا بن الشّرف أبي النُّون الْعقيلِيّ القلقشندي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالقلقشندي. / ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة وَقَالَ مرّة أَنه فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَالْأول أصح بِمصْر وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا على البُلْقِينِيّ والعراقي وَأَجَازَ لَهُ، وَسمع على الْمُطَرز والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والشرف الْقُدسِي والنجم البالسي والتنوخي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الصَّحِيح وجزء أبي الجهم وَالشَّمْس بن مكين الْمَالِكِي والسويداوي وَالْفَخْر القاياتي وَجَمَاعَة، وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاور وَسمع من مجاورته على ابْن صديق الصَّحِيح وَغَيره وَكَذَا جاور بعْدهَا وَسمع بهَا على الزين المراغي واشتغل بهَا وبالقاهرة فِي الْفِقْه وَغَيره وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه بِمَكَّة الْجمال بن ظهيرة والفرائض والحساب والجبر حُسَيْن الزمزمي والفرائض وَنَحْوهَا بِالْقَاهِرَةِ ابْن المجدي)
ولازم الشهَاب الطنتدائي وَالشَّمْس البوصيري والغراقي واعتنى بِالْمُبَاشرَةِ عِنْد الْأُمَرَاء بل وَقع فِي الدرج وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بميدان الْقَمْح، وَكَانَ ذكيا يقظا كيسا بارعا حسن المحادثة حدث باليسير وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء. وَمَات فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين بإسكندرية على مَا بَلغنِي رَحمَه الله وإيانا. وَقد ترجمت جد أَبِيه فِي مَوضِع آخر.
82 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يس بن حُسَيْن المغربي الْبُحَيْرِي الأَصْل الصويني نِسْبَة لصوينة من أَعمال برهمتوش من الشرقية القاهري الْمَالِك. / ولد بصوينة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة واشتغل بالفقه والعربية والتصوف على الشَّمْس البرموني نزيل زَاوِيَة الْحَنَفِيّ وتولع بالنظم وَكتب إِلَيّ استدعاء نظما وأجبته وَسمع مني المسلسل.
83 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يس بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْبَدْر أَبُو الْفضل بن الشَّمْس أبي عبد الله الْأَزْهَرِي القاهري الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كأبيه بَان يس. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة واشتغل بالفقه والعربية على مدرسي الْوَقْت.
84 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْبَدْر الجعبري الدِّمَشْقِي / سمع من جمَاعَة واشتغل بِالْعلمِ وَولي بعض مدارس دمشق وَنظر الأسرى وَغَيرهَا بل قَضَاء صفد وَكَانَ مشكور السِّيرَة مائلا لمَذْهَب الظَّاهِر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
85 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي(10/28)
شامة. /
ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَكَانَ يذكر أَنه سمع الصَّحِيح بِجَامِع دمشق سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على سِتَّة عشر شَيخا مِنْهُم يحيى بن يُوسُف الرَّحبِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عوض وَأحمد بن مَحْبُوب والكمال بن النّحاس وَأَبُو المحاسن يُوسُف بن الصَّيْرَفِي وَأَنه سمع صَحِيح بن خُزَيْمَة من الْمُحب الصَّامِت. وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وَفِي أنباء شَيخنَا مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس أَبُو شامة الشَّامي كَانَ يزْعم أَنه أَنْصَارِي ولي قَضَاء طرابلس وَكِتَابَة سرها ثمَّ وكَالَة بَيت المَال بِدِمَشْق وَقبل ذَلِك ولي بهَا أَمَانَة الحكم بل نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ، وَكَانَ كثير السّكُون مَعَ إقدام وجرأة وَقد خمل فِي آخر دولة الْأَشْرَف وتغيب مُدَّة ثمَّ ظهر فِي دولة الظَّاهِر وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس فأظنه هَذَا حصل السَّهْو فِي اسْم أَبِيه وجده فيحرر.)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجي الْجمال التوريزي. / مضى بِزِيَادَة مُحَمَّد ثَالِث قبل يُوسُف.
86 - مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن حُسَيْن الْجمال الحسني الحصنكيفي الأَصْل الْمَكِّيّ ابْن أخي أَحْمد الْمَاضِي هُوَ وجده حُسَيْن والآتي أَبوهُمَا يُوسُف. / ولد كَمَا كَانَ يَقُول فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ونوزع فِيهِ وَأَنه بعد ذَلِك وباشر التأذين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ومشيخة الْقُرَّاء بِهِ وبالمحافل سِيمَا عِنْد الْقُبُور ثمَّ رغب عَن وَظِيفَة الْأَذَان وَاسْتمرّ على المشيخة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
87 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد الصّلاح أَبُو عبد الله وَرُبمَا لقب قبل بالصدر ابْن الشَّيْخ الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود الشَّمْس أبي عبد الله بن الْجمال الطرابلسي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الْمُقْرِئ وَفِي غَيرهَا بالطرابلسي / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وألفية الحَدِيث وَالْمُخْتَار وأصول الأخسيكتي الْمُنْتَخب والملحة وَعرض بهَا وبالقاهرة حِين أحضرهُ أَبوهُ إِلَيْهَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين على جمَاعَة مِنْهُم فِي بَلَده الشَّمْس بن زهرَة والحمصي وَمُحَمّد بن عمر النيني الشافعيون وَحسن بن أَحْمد النويري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمعبر وَعلي بن مُحَمَّد بن فتح الْموصِلِي الناصح الحنفيون وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الصَّدْر الْحَنْبَلِيّ وَفِي الْقَاهِرَة شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبوتيجي والعز بن عبد السَّلَام والسيرجي الشافعيون والعيني وَابْن الديري والأقصرائي والشمني وَابْن عبيد الله ونظام الحنفيون وَابْن التنسي وَابْن المخلطة وَيَعْقُوب المالكيون والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وفخر الدّين العجمي وأجازوه إِلَّا من رقم عَلَيْهِ من الْفَرِيقَيْنِ، رَجَعَ إِلَى بَلَده فَكَانَ يحضر دروس عالمها ابْن(10/29)
زهرَة لعدم حَنَفِيّ بهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض تصانيفه وَلم يلبث أَن مَاتَ فَصَارَ يجْتَمع عَلَيْهِ جمَاعَة من طلبة الْحَنَفِيَّة مَعَ علمه بِنَقص نَفسه فِي الْمَذْهَب حَتَّى كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الرُّجُوع إِلَى الديار المصرية فوصلها فِي سنة سبع وَخمسين فَنزل النظامية تَحت القلعة ولازم الْأمين الأقصرائي أتم مُلَازمَة حَتَّى أَخذ عَنهُ كتبا جمة مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع فِي فنون كَثِيرَة دراية وَرِوَايَة وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا وَبَعض كل من شرح الْكَنْز للفخر الزَّيْلَعِيّ وَالْهِدَايَة وتحفة الْحَرِيص شرح التَّلْخِيص للعلاء بن بلبان وشرحي الْمُغنِي للسراج الْهِنْدِيّ وللقاغاني وشروح الْمنَار للقوام الكاكي ولأكمل الدّين وللمصنف وَهُوَ الْكَشْف الصَّغِير)
وَمتْن الْمنَار والكنز والتوضيح والتلويح والعضد وحاشيته السعدية وَشرح العقائد وَابْن عقيل على الألفية والكشاف وَغير ذَلِك دراية بل وَالْكثير من ذَلِك وَمن غَيره أكمله عَلَيْهِ وَفِيه مَا تكَرر لَهُ أَخذه وصحيح البُخَارِيّ والتذكرة للقرطبي ومختصر جَامع الْأُصُول للشرف الْبَارِزِيّ وغالب مُسلم والشفا وَالْبَعْض من كل من شرح مَعَاني الْآثَار والمصابيح ومسند أبي حنيفَة للحارثي وَغَيرهَا رِوَايَة مَعَ أَخذه فِي غُضُون ذَلِك من ابْن الديري مَا بَين سَماع وَقِرَاءَة قِطْعَة من كل من التَّحْقِيق فِي أصُول الْفِقْه والفتاوى التاتارخانية وَالْهِدَايَة ومؤلفه الْكَوَاكِب النيرات وَكتبه بِخَطِّهِ وَجَمِيع قصيدته النعمانية وَغَيرهَا دراية وَالْبَعْض من كل من الصَّحِيحَيْنِ والشفا وَغَيرهَا رِوَايَة وَأَجَازَ لَهُ أَولهمَا سنة سِتِّينَ ثمَّ فِي سنة سبعين فِي الإقراء لعلمه بِكَمَال أَهْلِيَّته وجودة قريحته وَقُوَّة بصيرته وَوَصفه بالعلامة وَمرَّة بالعالم الْعَامِل الْوَرع الزَّاهِد الْمُحَقق المدقق الحبر الفهامة جَامع أشتات الْفَضَائِل بِأَحْسَن الخصائل الراقي دَرَجَات المتقنين سَيِّدي الشَّيْخ بل إجَازَة فِي الإقراء لما شَاءَ من الْكتب المذهبية والألفاظ الْعَرَبيَّة وَمَا يتَعَلَّق بهما من الْعُلُوم الشَّرِيفَة وَفِي الْإِفْتَاء والألفاظ الْعَرَبيَّة وَمَا يتَعَلَّق بهما من الْعُلُوم الشَّرِيفَة وَفِي الْإِفْتَاء بِشُرُوطِهِ الْمُعْتَبرَة لما علم من كَمَال أَهْلِيَّته وجودة قريحته واستقامة أريحيته مَعَ وَصيته بتقوى الله فِي سره وعلانيته وَكَذَا أذن لَهُ ثَانِيهمَا فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِجَمِيعِ مروياته وَمَا ينْسب إِلَيْهِ وَفِي الإقراء لما تبين لَهُ بمذاكرته وَسَمَاع كَلَامه من جودة فهمه وَحسن طَرِيقَته بل أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء لما يتحققه ويتحرر عِنْده وَوَصفه بالشيخ الْعَالم المحصل وكاذ أَخذ يَسِيرا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ بالمجمع وَسَائِر مروياته وَعَن التقي الشمني وَغَيرهم لَكِن يَسِيرا وَسمع ختم البُخَارِيّ بالكاملية على مَشَايِخ بِقِرَاءَة الديمي وأشير إِلَيْهِ باستحضار فروع مذْهبه مَعَ الْمُشَاركَة فِي غَيره وتنزل بعناية شَيْخه الْأمين فِي كثير من الْجِهَات وترتب لَهُ فِي الجوالي(10/30)
وَغَيرهَا وَأخذ فِي التَّحْصِيل والتضييق حَتَّى استنزل حَافظ الدّين بن الجلالي فِي مرض مَوته عَن تدريس الْحَنَفِيَّة بالألجيهية وخطابتها مَعَ خطابة البرقوقية وتحول لقاعة مشيخة الأولى بعد مَوته وَكَذَا استنزل أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ وَابْن عَم وَالِده فتح الدّين عَن تدريس الحَدِيث بالقانبيهية وَصَارَ بِأخرَة يكْتب على الفناوي بِإِشَارَة شَيْخه الْأمين والتنويه بِهِ ولازم خدمته فِي التهنئة وَغَيرهَا بِحَيْثُ عرف بِهِ وترقى بذلك مَعَ سرعَة حركته فِي الْكَلَام ومبادرته للكتابة فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بالصرغتمشية ثمَّ أخذت مِنْهُ للتاج بن عربشاه لما أعْطى الأشرفية)
برسباي تدريسا ومشيخة بعد التغيظ على الإِمَام الكركي إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات وَلَزِمَه الطّلبَة الظواهرية وَصَارَ الْمعول فِي الْفَتَاوَى عَلَيْهِ لتقدمه بِمُجَرَّد الاستحضار وَإِن كَانَ فيهم من هُوَ أمتن مِنْهُ تَحْقِيقا وَأحسن كلَاما وتصورا وَلذَا كَانَ الأمشاطي قبل الْقَضَاء وَبعده يحضه على التَّأَمُّل والتدبر وينهاه عَن سرعَة الْحَرَكَة فِي الْكَلَام وَالْكِتَابَة بِحَيْثُ قدم الشَّمْس الْغَزِّي لذَلِك وَرجحه عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك الْحجَّة فِي تَوليته لقَضَاء الْحَنَفِيَّة سِيمَا وَالْملك عَارِف بِسُرْعَة هَذَا، وَقد تنَازع مَعَ ابْن الْغَرْس فِي الْجُلُوس مرّة بعد أُخْرَى بِحَيْثُ تحامى الْبَدْر الْحُضُور مَعَه، هَذَا مَعَ عدم تحاشيه عَن التَّوَجُّه لبَعض الْأُمَرَاء فَمن دونهم للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَذكره بِعَدَمِ التبسط فِي معيشته وَكَثْرَة متحصله وَعدم مَشْيه الْمُنَاسب لما صَار إِلَيْهِ، وَقد حج غير مرّة مِنْهَا مَعَ قجماس سنة تَأمره على الْمحمل وَكَانَت تقع بَينه وَبَين الشَّمْس النوبي فِي هَذِه السفرة وَمَا يقاربها عِنْد الْأَمِير مجادلات وَأُمُور غير مرضية وَلَكِن ذَاك فِي الْجُمْلَة أشبه.
88 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْكَرِيم الْبَدْر بن الْكَمَال بن الْجمال بن كَاتب جكم / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والكافية وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وتدرب بالزين السنتاوي فقيهه فِي الِاشْتِغَال بِحَيْثُ عمل لَهُ حِين خَتمه عَلَيْهِ للمنهاج إجلاسا حافلا بالأزهر حَضَره الأكابر وَأدّى فِيهِ من حفظه الْمجْلس الَّذِي عمله أخي فِي أول مختومه ثمَّ ترقى للْقِرَاءَة عَليّ الْبكْرِيّ وَكَانَ يَوْم خَتمه أَيْضا حافلا استدعى لَهُ فِيهِ بالبيبرسية غَالب المدرسين وَكنت مِمَّن استدعى لَهُ فِي الْيَوْمَيْنِ فَلم أحضر وَاحِدًا مِنْهُمَا، وَأذن لَهُ الْبكْرِيّ يَوْمئِذٍ فِي التدريس والإفتاء بصرة فِيهَا فِيمَا قيل عشرَة آلَاف دِرْهَم وَكَذَا قَرَأَ على كل من الْجَوْجَرِيّ والكمال بن أبي شرِيف فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَأخذ عَن الزيني زَكَرِيَّا وَعرف بالذكاء فدرس فِي سنة تسعين بمدرسة جدة الْمِنْهَاج تقسيما(10/31)
لَازم حُضُوره الْكَمَال الطَّوِيل والحليبي وَأَحْيَانا مجلى وَابْن قريبَة وَرُبمَا حضر الْخَطِيب الوزيري ثمَّ اسْتمرّ يقسم كل سنة لَكِن بالأزهر ويحضر فِي ختومه الأكابر وَيفِيض على الْقُرَّاء الْخلْع ويجيز الشُّعَرَاء والوعاظ وَغَيرهم وَحمد بذلك وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَلَاح الدّين القليوبي كَاتب الْغَيْبَة طَبَقَات السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وَهُوَ من ملازميه والمتضلعين مَعَ شدَّة حرصه على مداومة سماطه فِي رَمَضَان مَعَ ثروته لشحه وسفالة نَفسه. وَبِالْجُمْلَةِ فالبدر ذكي وَلكنه اكْتسب من الْمشَار إِلَيْهِم إقداما بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لتعرضه لِابْنِ قَاسم وَقبل ذَلِك لشيخه الْبكْرِيّ مَعَ كَونه حَاضرا مَعَه فِي بعض)
ختومه وَكَانَ عِنْده قبل هَذَا بِوَاسِطَة تربية أغا ياقوت أدب وتأكد مَا تجدّد حِين ولي نظر الْجَيْش وَلم ينْتج حَاله وَمن فعله النَّاشِئ عَن سرعته إهانته للشاعر عبيد السلموني حَتَّى أَنه أَشَارَ إِلَيْهِ فِي ختم عِنْد القطب الخيضري كَانَ حَاضرا فِيهِ بقوله:
(فيالك قطب دونه الشَّمْس فِي الضيا ... وَدون سنا عليائه الْبَدْر آفل)
وَمِنْهَا:
(أَلا هَكَذَا فليطلب الْمجد والعلى ... وَإِلَّا فمجد الجاه وَالْمَال مائل)
(لَئِن كَانَ علم الْمَرْء بالجاه والغنى ... فَمَا السَّيْف إِلَّا غمده والحمائل)
وَمِنْهَا:
(فواحرباكم عز بالجاه جَاهِل ... وَكم نَالَ مِنْهُ مَا أَرَادَ أراذل)
وَمَا أحسن صَنِيع الزيني بن مزهر حِين حضر إِلَيْهِ الْمشَار إِلَيْهِ بقصيدة فِي بعض ختومه فَأَخذهَا حِين علم تعرضه لهَذَا وَكَانَ أَيْضا حَاضرا وَمَا مكن من إنشادها وَكَذَا لما وَقع بَينه وَبَين ابْن قَاسم فِي مدرسته وَقَامَ هَذَا عَن الْمجْلس أرسل بِابْن قَاسم إِلَيْهِ فَكَانَ ذَلِك عين الرياسة وَإِن تضمن نقصا وَهُوَ الْآن مَصْرُوف عَن نظر الْجَيْش بِعَمِّهِ. وصاهر وَهُوَ كَذَلِك البدري بن الجيعان على ابْنَته بعد ابْن عَم أَبِيهَا التاجي.
89 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر المحيوي بن التَّاج بن الْجمال أبي المحاسن الْكرْدِي الأَصْل الكرواني الأَصْل الْقَرَافِيّ ثمَّ الفوى الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف كجده بِابْن العجمي. / ولد فِي لَيْلَة النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بالقرافة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم عَمه الْبَدْر وَحفظ الْعُمْدَة والبداية فِي اخْتِصَار الْغَايَة وَبَعض الْمِنْهَاج وَعرض بَعْضهَا على الْعِمَاد الباريني وَغَيره وتفقه بِالنورِ الأدمِيّ وَالْجمال السمنودي وَغَيرهمَا وَحضر ميعاد السراج البُلْقِينِيّ فِي قَوْله وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء مؤرخ بثاني ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة جمَاعَة كَابْن صديق والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَخَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان وَأبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد البالسي وَابْن قوام وَابْن منيع.(10/32)
قطن فوة دهرا ولقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَبَالغ فِي الْإِكْرَام والاغتباط، وَكَانَ خيرا مستحضرا لجملة من الحَدِيث وَالشعر والمواعظ ذَا سمت حسن ووضاءة وَأَتْبَاع)
ومريدين مشارا إِلَيْهِ بالجلالة والتعظيم بعيد الصيت مَقْبُول الرسائل لإيجابي فِي الْحق أحدا انْتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَخمسين بفوة وَدفن بزاوية إِقَامَته مِنْهَا رَحمَه الله وإيانا.
90 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الكيال وبابن الذَّهَبِيّ. /
ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن أميلة ثامن المحامليات وعَلى عبد الرَّحْمَن بن غَنَائِم التدمري بعض مُسلم وعَلى الْمُحب الصَّامِت وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ ينزل بالقبيبات وَمَعَهُ أَذَان الْجَامِع الْأمَوِي، مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي.
91 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي الْجمال أَو الشَّمْس أَبُو عبد الله وَأَبُو بكر بن الشَّمْس أبي الْفضل الزعيفريني الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وتحول مِنْهَا وَهُوَ ابْن خمس مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى مَكَّة فحفظ الْقُرْآن ثمَّ الْمُخْتَار والمنتخب فِي أصُول الْفِقْه والفيني الحَدِيث والنحو وَالْفِقْه الْأَكْبَر فِي أصُول الدّين وإيساغوجي، وَعرض على البرهاني بن ظهيرة وَغَيره وَقَرَأَ فِي الِابْتِدَاء على الزين الهمامي فِي النَّحْو بل هُوَ الَّذِي حنفه وَإِلَّا فَإِنَّهُ ابْتَدَأَ شافعيا كسلفه وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج إِلَى شُرُوط الصَّلَاة ثمَّ أَخذ النَّحْو بِتَمَامِهِ عَن المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي ولازم قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة ثمَّ وَلَده فِي الْفِقْه وَكَذَا قَرَأَ على الْفَخر عُثْمَان الطرابلسي حِين جاور بهَا وَأخذ النَّحْو وَالْأُصُول وَغَيرهمَا عَن العلمي الْمَالِكِي والمختصر عَن عبد المحسن الشرواني وَعنهُ أَخذ الْعرُوض والحساب والأصلين والمنطق عَن عبد النَّبِي المغربي وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا عَن عبد الْحق السنباطي واختص بِعَبْد الْمُعْطِي كثيرا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي غُضُون ذَلِك فَأخذ عَن الصّلاح الطرابلسي وَالشَّمْس الأمشاطي وَغَيرهمَا كنظام وَالشَّمْس بن المغربي الْغَزِّي والبدر بن الغرز فِي الْفِقْه وَعَن الْجَوْجَرِيّ فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وعني فِي عُلُوم الحَدِيث وَقَرَأَ على السّنَن لأبي دَاوُد وَغَيرهَا ثمَّ لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة حَتَّى أَخذ عني شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكتبه هُوَ وَغَيره من تصانيفي وَحمل عني بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره شَيْئا كثيرا وكتبت لَهُ إجَازَة كتبت بَعْضهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير ولازم قَاضِي الْحَنَابِلَة الشريف المحيوي كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْأُصُول وَغَيره وَاسْتقر بِهِ الجمالي(10/33)
فِي مشيخة رِبَاط الشريف بعد الشَّيْخ عبد الله الْبَصْرِيّ أَظُنهُ بعناية الْحَنْبَلِيّ بل صَار يدرب وَلَده الصلاحي)
فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غَيره، وَهُوَ فَاضل بارع متقن منجمع عَن النَّاس مقبل على شَأْنه مَعَ استقامة وعقل وَأحسن معارفه الْعَرَبيَّة.
92 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى نَاصِر الدّين المنزلي الشَّافِعِي سبط سويدان وَبِه يشهر فَيُقَال لَهُ ابْن سويدان. / ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَنْزِلَة بني حسون من أَعمال الدهقلية والمرتاحية من أَرَاضِي الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والشاطبية وَبَعض عُمْدَة الْأَحْكَام وَجَمِيع التبريزي وَالنِّهَايَة المنسوبة للنووي كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه وَربع الْعِبَادَات وَالنِّكَاح من الْمِنْهَاج وَبَعض عُمْدَة الشَّاشِي وغالب ألفية ابْن ملك وَجَمِيع المطرزية وَبحث فِي الشاطبية على نور الدّين النعيمي وَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس الْيَمَانِيّ واعتنى بالنظم، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فَأجَاز لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ومدح الْجلَال البُلْقِينِيّ بقصيدة رائية طنانة فَأَعْجَبتهُ وَأَجَازَهُ عَلَيْهَا وَقَالَ ليته يسكن الْقَاهِرَة قَالَ فشق قَوْله ذَلِك عَليّ ثمَّ أَنى لم أر فِي بِلَادنَا بعد عيشة مرضية فعددت ذَلِك كَرَامَة لَهُ وَجمع من نظمه ديوانا سَمَّاهُ كنز الوفا فِي مديح الْمُصْطَفى وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ جَوَاهِر الْكَنْز المذخر فِي مدح خير الْبشر وَكله من بَحر الطَّوِيل ونظم فَرَائض الْمِنْهَاج وَسَماهُ وجهة الْمُحْتَاج ونزهة الْمِنْهَاج قرضه لَهُ شَيخنَا وَخمْس الْبردَة وبديعية الصفى الْحلِيّ تخميسا بديعا بِحَيْثُ يظنّ أَنَّهُمَا لوَاحِد وَكَذَا خمس أَبْيَات سَيِّدي عبد الْقَادِر الكيلاني الَّتِي أَولهَا مَا فِي المناهل منهل يستعذب وَنسخ بِخَطِّهِ الْجيد الْكثير كالصحيحين وَغَيرهمَا وَولي نظر الناصرية بدمياط وسكنها مُدَّة وَكَذَا ولي قَضَاء الْمنزلَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين ثمَّ عزل وَوَقع بَينه وَبَين قَرِيبه نور الدّين بن وحشية بِحَيْثُ انْتقل عَنْهَا لمنية ابْن سلسيل وَولي قضاءها وَصرف بالبدر بن كميل ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين ليسعى وَحدث بِشَيْء من نظمه كتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي وَغَيرهمَا، وَكَانَ شَيخا بهيا وقورا متوددا مبجلا فِي ناحيته مستحضرا لكثير من اللُّغَة مشاركا فِي النَّحْو والبديع ذَا خبْرَة تَامَّة بالعروض مَعَ الهيبة والسكون والكياسة والثروة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد قِرَاءَته للنَّاس مَجْلِسا من الشفا رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه:
(ومليحة فِي الْحَيّ قد ألفيتها ... وطلبتها من والديها عاريه)
(فاستعظما عَار العواري قلت لَا ... أَعنِي تكون من الملابس عَارِية)
وَقَوله:)
(وظبية نفتر من بَين معشرها ... أَشْكُو لَهَا وَشك تأهيلي وتغريبي)
(فَتَارَة تنثني عني وتنهرني ... وَتارَة تسمع الشكوى وتغري بِي)(10/34)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن علم الدّين الفارسكوري أَبُو الطّيب وَهُوَ بكنيته أشهر / يَأْتِي.
93 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الفرفور الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / كتب أَجزَاء فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
94 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو السعادات الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالشامي. / قدم الْقَاهِرَة فَسمع مني.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجمال التوريزي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده يُوسُف بن حاجي حِوَالَة على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.
95 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْعَزْم الْقُدسِي الحلاوي كَانَ لنزوله الحلاوية فِيهِ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَهُوَ بكنيته أشهر. / ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَأخذ عَن ابْن رسْلَان وماهر والعز الْقُدسِي وَغَيرهم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا أَيْضا عَن جمَاعَة كَابْن حسان ولازم إِمَام الكاملية واختص بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِحَيْثُ عرف بِهِ وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ وببيت الْمُقَدّس مَعنا وَقَبلنَا على التقي القلقشندي وَابْن جمَاعَة بل سمع رَفِيقًا لِابْنِ أبي شرِيف على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَوَصفه رَفِيقه بِالْإِمَامِ الْعَالم الصَّالح وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ باستدعائه أَيْضا وَفضل فِي الْعَرَبيَّة وَكتب على الجرومية شرحا، وَكَانَ مِمَّن قَامَ فِي كائنة الْكَنِيسَة بِحَيْثُ كثر تطلبه من الدولة وخشي على نَفسه من الْمُقَابلَة كَغَيْرِهِ فاختفى إِلَى أَن نجا بِنَفسِهِ وسافر لمَكَّة فقطنها على طَريقَة حَسَنَة من إقراء النَّحْو وَغَيره للمبتدئين متقنعا بِمَا كَانَ يبر بِهِ من التُّجَّار وَنَحْوهم حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشرى الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ دينا وسكونا وعقلا لَكِن وجد لَهُ من النَّقْد والكتب مَا لم يكن فِي الظَّن رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَمَوِيّ الْموقع. / مضى فِي ابْن صَلَاح بن يُوسُف.
96 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الصرخدي. / استجاز لشَيْخِنَا وَغَيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة وَمَا عَلمته الْآن وَالظَّاهِر أَنه كَانَ من طلبة الحَدِيث. وَقد تقدم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ هَذَا.
97 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن روح الدّين نور الدّين بن قطب الدّين الْعلوِي الإيجي / مِمَّن سمع مني)
بِمَكَّة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن محيي الدّين. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد أثير الدّين الخصوصي. / صَوَابه مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر.
98 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن الْعِزّ الموفي وَالِد يُوسُف الْآتِي. / ياشر التوقيع عِنْد جَانِبك نَائِب جدة بعد أَن عمل شَاهدا وتمول فِي بَابه جدا وباشر نظر الْأَوْقَاف(10/35)
وانتمى بعده لقايتباي فِي إمرته فَلَمَّا تسلطن ولاه نظر البيمارستان وَأمر جدة وصادره مرّة بعد أُخْرَى وأهانه جدا بِحَيْثُ نفد مَا بِيَدِهِ وَهُوَ أشبه من غَيره.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْبُرْجِي. / فِيمَن جده مُحَمَّد.
99 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر الحريري. / فِي سنة خمس وَسِتِّينَ.
100 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَدْر الطوخي الْوَزير. / ولي وزارة الشَّام ثمَّ الْقَاهِرَة مرَارًا وَلم يكن متكلفا فِي وزارته كَانَ يركب مَعَه الْوَاحِد وَغُلَامه وَرَاءه لكنه كَانَ ناهضا فِي مُبَاشَرَته وَيكثر الْحَج أَيَّام عطلته. مَاتَ معزولا فِي سنة سبع وَقد جَازَ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا.
101 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج بن الشَّمْس الريشي القاهري نقيب دروس الْحَنَابِلَة. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة مطعونا وَلم يبلغ الْخمسين وَكَانَ مَوْصُوفا بِحسن الْمُعَامَلَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
102 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج / إِمَام جَامع الصَّالح. مِمَّن اشْتغل بِالْعلمِ وَحضر مجَالِس شَيخنَا وَغَيره وخطب بالأزهر وجامع الإسمعيلي ورام النِّيَابَة عَن شَيخنَا فَلم يجبهُ بل كتب لبَعض نوابه بِالنّظرِ فِي عَدَالَته ثمَّ يَأْذَن لَهُ فِي الْجُلُوس شَاهدا، وَكَانَ مزرى الْهَيْئَة عديم التَّحَرِّي تلصق بِهِ أُمُور فظيعة بِحَيْثُ تحامى كَثِيرُونَ الصَّلَاة خَلفه كالقاياتي بل كَانَ يمْنَع. وَمَات قريب السِّتين تَقْرِيبًا، وَهُوَ من ذُرِّيَّة صَاحب سلَاح الْمُؤمن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن همام بل أَظن أَن جده تَاج الدّين مُحَمَّد الَّذِي غرق فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وترجمه شَيخنَا فِي الدُّرَر.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَاج الدّين بن الغرابيلي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسلم.
103 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد التقي الدِّمَشْقِي التَّاجِر بن الْخِيَار. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة)
وتفقه شافعيا ثمَّ رَجَعَ حنفيا وَلم ينجب واشتغل بِالتِّجَارَة وَولي الْحِسْبَة وَالْوكَالَة وهرب أَيَّام الْفِتْنَة ثمَّ رَجَعَ وَمَعَهُ مَال فَصَارَ يَشْتَرِي الْمَتَاع برخص فكسب كسبا جزيلا فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وتمزق مَاله. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخواجا الْجمال التوريزي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده يُوسُف.
104 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال المزجاجي الْيَمَانِيّ الصُّوفِي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وسلك على يَد إِسْمَاعِيل الجبرتي ونوه إِسْمَاعِيل بِذكرِهِ بل كَانَ المزجاجي يَقُول صَحِبت أَحْمد الرداد فِي خدمته خمْسا وَخمسين سنة مَا وَقع التناكر بَيْننَا فِي كلمة وَلَا الِاخْتِلَاف فِي حَرَكَة وَلَا سكنة ووسع عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا جدا وَكَانَت عِنْده نساخ برسم الْكِتَابَة لَهُ وَآخَرُونَ برسم الْمُقَابلَة ولكليهما رزق وَاسع وصير(10/36)
الْكل وَهُوَ ألف مُجَلد وَقفا بِمَسْجِد أنشأه مَعَ مزِيد بره للوافدين ودوامه على النّسك وَالْعِبَادَة وَالذكر حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَعشْرين وبخطى فِي مَوضِع بِتَقْدِيم السِّين ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَلَيْسَ عِنْده وَصفه بالحنفي وَأَظنهُ من جمَاعَة ابْن عَرَبِيّ.
105 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد حَافظ الدّين بن نَاصِر الدّين الْعِمَادِيّ الكردري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالبزازي. / مؤلف جَامع الْفَتَاوَى فِي مجلدين. أَقَامَ عِنْده ابْن عربشاه نَحْو أَربع سِنِين وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وأصوله وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَنْظُومَة وَكَذَا لقِيه القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَقَالَ أَنه كَانَ من أذكياء الْعَالم وجامع الْفَتَاوَى قدم بِهِ الْقَاهِرَة بعض الغرباء فحصله الْأمين الأقصرائي لَهُ أَو جماعته مُلَفقًا بخطوط وَمن تصانيفه أَيْضا المناقب وَزعم ابْن الشّحْنَة أَنه مَاتَ فِي أَوسط رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن الشَّمْس الدَّمِيرِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك.
106 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد سري الدّين بن الشامية المنوفي الأَصْل السكندري نزيل الْقَاهِرَة وَأحد الموقعين. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين.
107 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشّرف التَّمِيمِي الْمحلي الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا.
108 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْبَدْر السحماوي القاهري الشَّافِعِي الْموقع. / مَاتَ فِي لَيْلَة السبت منتصف ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ شَيخا سَاكِنا جَامِدا كثير التَّوَاضُع وَالْأَدب والحشمة مَعَ فَضِيلَة مَا بَاشر التوقيع أَزِيد من خمسين سنة بل خدم أَيْضا)
عِنْد جمَاعَة من أَعْيَان أُمَرَاء مصر أَوَّلهمْ يشبك الإينالي فِي سنة نَيف وَعشْرين وَآخرهمْ الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن تسلطن وَكَانَ يتَوَقَّع تَقْدِيمه لَهُ فَمَا قدر وَعمل لَهُ كتابا فِي مواكب التّرْك وَشبههَا. وَقد كثر اجتماعي مَعَه وفهمت مِنْهُ اعتناءه بالحوادث وَلَكِن لم أر شَيْئا من ذَلِك رَحمَه الله.
109 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس بن أبي عبد الله الخليلي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بالشهاب بن الهائم وَأخذ عَنهُ النَّحْو والفرائض والحساب وَغَيرهَا ولازمه كثيرا بِحَيْثُ صَار من أَعْيَان جماعته وأتقن الْمِيقَات وتلا بالسبع على بيررو وَغَيره وَسمع من أبي الْخَيْر بن العلائي وَالشَّمْس بن الْخَطِيب والنجم بن جمَاعَة وَغَيرهم وارتحل وناب كأبيه فِي الخطابة بالقدس وَأعَاد بالصلاحية نِيَابَة أَيْضا فِي زمن الْعِزّ الْقُدسِي عَن وَلَده، وَكَانَ خيرا فَاضلا قَلِيل الْغَيْبَة والحسد وَلم يتَزَوَّج قطّ. مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين.
110 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الأقفهسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سارة. /(10/37)
ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ حريريا ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْعلم فتفقه بالشرف السُّبْكِيّ وَكَانَ أحد من قَرَأَ فِي تقاسيمه فِي آخَرين بل قَرَأَ على الْبرمَاوِيّ ألفيته فِي الْأُصُول وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ يَسِيرا من الْفُنُون ولازم القاياتي دهرا فِي الْكَشَّاف وجامع المختصرات وَالْمُغني والدارحديثي والعضد وَشرح القطب والحاشية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وبواسطته تنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت وَكَذَا لَازم شَيخنَا وَغَيره وتعاطى التوقيع بِبَاب الْحَنَفِيّ يَسِيرا حِين غيبَة المحيوي الطوخي مَعَ الونائي وَلكنه لم يكن فِيهِ بالماهر. وَلَا زَالَ يدأب فِي الْعُلُوم مَعَ وفور ذكائه إِلَى أَن أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وَحسن التَّصَوُّر وجودة الْبَحْث والإفحام للخصم والبراعة فِي الْمنطق والأصلين مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والشهامة وَكَثْرَة التبسم بِحَيْثُ يتَوَهَّم من لَا يعرفهُ من ذَلِك شَيْئا وَقد حج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين صُحْبَة الركب الرجبي وأقرأ هُنَاكَ، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان بن ظهيرة وَابْن عَمه الْمُحب بن أبي السعادات وَآخَرُونَ وَبَلغنِي أَن الشهَاب الْخَواص أحد عُلَمَاء الْقَاهِرَة كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْأُصُول إِمَّا فِي الْعَضُد وَهُوَ الظَّاهِر أَو فِي غَيره وَكَانَ هُوَ وَابْن حسان كفرسي رهان وَتكلم مرّة هُوَ وَأَبُو الْقسم النويري فرام البقاعي مزاحمتهما فَأَشَارَ غليه لِيَسْكُت علما مِنْهُمَا بِهِ. وَحصل بِهِ مرّة مرض حاد بِحَيْثُ خرج من بَيته)
متجردا إِلَى الأشرفية. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى شَوَّال سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا.
111 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس النجانسي القاهري. / ولي الْحِسْبَة مرَارًا وَكَانَ جائرا فِي احكامه قَلِيل الْعلم مبالغا فِي السطوة بِالنَّاسِ وَلكنه أعف من غَيره. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ.
ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَيْضا أَنه كَانَ عَارِيا من الْعلم وناب أَولا فِي الْحِسْبَة عَن الْجمال مَحْمُود القيسراني ثمَّ اسْتَقل بهَا وَيُقَال أَنه مَاتَ من تَحت ضَرْبَة جمَاعَة من السوقة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الكيلاني الْمقري نزيل الْحَرَمَيْنِ. / يَأْتِي فِي ابْن أبي يزِيد.
112 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الجشي نِسْبَة لقرية من قرى الشَّام يُقَال لَهَا الجش الدِّمَشْقِي الْكَاتِب / مِمَّن كتب على الزَّيْلَعِيّ الشهير بَين الشاميين وتميز وَكتب مصاحف كَثِيرَة جدا وَغير ذَلِك وتصدى للتكتيب وانتفع بِهِ غَالب الشاميين وَكَانَ صَالحا خيرا. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السّبْعين.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الْحَمَوِيّ الْموقع نَاظر الْقُدس والخليل. مضى فِي مُحَمَّد بن صَلَاح بن يُوسُف.(10/38)
113 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الشَّرّ نبلالي نِسْبَة بلولة من قرى منوف المنوفي ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي وَيعرف بالمنوفي، / مِمَّن حفظ الْقُرْآن ولازم الْفَخر عُثْمَان المقسي فِي الْفِقْه وَكَذَا أَخذ عَن التقي الحصني وَغَيره كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ واستنابه وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده وَعظم اخْتِصَاصه بالأسيوطي بِحَيْثُ أثرى من إقباله بالتعايين والوصايا وَعمر الْأَمْلَاك وَصَارَ الْمعول فِي تِلْكَ الخطة عَلَيْهِ وحد قَاضِي الْمحمل كل ذَلِك مَعَ فَضله وخبرته بالمصطلح وَشدَّة تساهله وَذكره بِمَا لَا يرتضي.
114 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس الشوبكي. / قدم دمشق وتفقه بهَا وَتَوَلَّى فِيهَا وظائف وخطابه.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْبَهَاء السُّبْكِيّ. / مضى فِي مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد.
115 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد صَلَاح الدّين بن الْوَزير شمس الدّين الببائي / وَأمه أُخْت عبد الْقَادِر نَاظر الدولة. كَانَ زوجه سُلَيْمَان الخازن ابْنَته بعد غرق أَبِيه بِمدَّة، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَان اسْتَقر صهره هَذَا مَكَانَهُ.
116 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْحَمْرَاء / وَهِي شهرة لِأَبِيهِ كَانَ شيخ الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق بِحَيْثُ كَانَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة يرجحه على سَائِر حنفيتها ويعتمد فتواه كَمَا حَكَاهُ لي غير وَاحِد من ثِقَات بَلَده عَن الزين خطاب عَنهُ وَمن شُيُوخه يُوسُف الرُّومِي رَفِيقًا للسَّيِّد نَاصِر الدّين مُحَمَّد نقيب الْأَشْرَاف وَكَانَ شيخهما يرجح السَّيِّد فِي متانة التَّحْقِيق والإدراك وَهَذَا فِي كَثْرَة الْمَحْفُوظ بل رَأَيْت من يُؤَخِّرهُ فِي الْفِقْه مَعَ مزِيد سذاجة ومزيد تخيل وسلامة فطْرَة تُؤدِّي لإنكار أَشْيَاء رُبمَا يكون لَهُ فِي كثير مِنْهَا أتم مخلص مَعَ امتهانه لنَفسِهِ وإعراضه عَن طرق الرياسة مَعَ تحَققه بهَا وَرُبمَا يتَكَلَّم بِمَا يكون وَسِيلَة لتأخره عَن من هُوَ فِي عداد طلبته وَقد بَاشر تدريس الدماغية أَصَالَة والريحانية نِيَابَة عَن رَفِيقه السَّيِّد فِي حَيَاته والشبلية نِيَابَة أَيْضا عَن الْبَدْر ضفدع الْأَذْرَعِيّ ثمَّ اسْتَقل بهَا وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء، وَلم يخرج من دمشق لغير الْحَج، وَكَانَ قبله كثير التشكي من النزلة فَعِنْدَ الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة توجه بالمصطفى فِي صرفهَا ثمَّ أحرم متجردا فَلم يشتكها بعد، وَكَذَا كَانَ يكثر التَّزَوُّج فاتفق تزَوجه بِامْرَأَة حملت مِنْهُ وَظهر ذَلِك بعد فِرَاقه لَهَا فكرب لذَلِك وشكاه لبَعض الْعَلَاء قَالَ فاتفق أَنه صبحتئذ صليت مَعَه الصُّبْح فَأطَال فِي الْقُنُوت فملا فرغ قَالَ يتَوَهَّم من يأتم بِي دعائي لَهُم مَعَ إِنِّي إِنَّمَا دَعَوْت لنفي بِصَرْف هَذَا الْحمل رَجَاء تأمينهم فَلم يمض ذَاك الْيَوْم حَتَّى أَلْقَت الْحمل وَذكر ذَلِك كُله من يُحِبهُ فِي صَلَاحه وَرَأَيْت من يُشبههُ بالجلال(10/39)
الْبكْرِيّ الشَّافِعِي استحضارا وعقلا وصلاحا، وَأَقْبل أخرة على مطالعة الْأَحْيَاء وَنَحْوه وَلَكِن كتب إِلَى بعض أهل بَلَده أَنه كَانَ سيئ الْمُعَامَلَة فَالله أعلم. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين عَن تسع وَسبعين رَحمَه الله وإيانا. وَاسم جده أَيْضا مُحَمَّد.
117 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ الدنديلي شهد على عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي / فِي إجَازَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
118 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد غياث الدّين بن السَّيِّد صَاحب الشرواني الْعَلَاء مُحَمَّد العجمي الْآتِي. /
مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فقطن مَكَّة عِنْد وَصِيّه أَمَام مقَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس البُخَارِيّ ولازم السماع عَليّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعدهَا وجاور بِالْمَدِينَةِ مَعَ جمَاعَة ابْن الزَّمن قَلِيلا وَعَمله شيخ رباطه بِمَكَّة وقتا ثمَّ قدم عَلَيْهِ الْقَاهِرَة وَكَانَ بهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأَظنهُ سَافر قبل إِلَى الْهِنْد وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ لَهُ مُدَّة فِيهَا.
119 - مُحَمَّد بن محد الْمُحب الْحلَبِي وَيعرف بالنشاشيبي. / مِمَّن سمع من شَيخنَا.) :::
120 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الناصري الدلجي الأَصْل القاهري الأشرفي إينار المهتار. / نَشأ فِي خدمَة أستاذه حِين نيابته بغزة وَغَيرهَا وَعمل فِي إمرته ثمَّ فِي سلطنته مهتار الطشت خاناه وَصَارَت لَهُ حَرَكَة إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء أَيَّامه فِي رَمَضَان سقط من سلم الدهيشة فانكسر صلبه وَمكث أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ وَخَلفه وَلَده الْأَكْبَر عَليّ الملقب فطيس فِي الطشت خاناه وتضاخم ثمَّ اشْترك مَعَه أَخُوهُ مُحَمَّد وصارا فِي نوبتين ثمَّ بعد زَوَال دورتهما بخلع الْمُؤَيد واستقرار الظَّاهِر خشقدم صودر عَليّ من الدوادار الْكَبِير جَانِبك نَائِب جدة وَأخذ أماكنه الَّتِي أَنْشَأَهَا بِبَاب الْوَزير وَصَارَت لَيْسَ الْمكتب وَلم يتَعَرَّض لِأَخِيهِ لسياسته بِالنِّسْبَةِ لذاك بِغَيْر الْعَزْل فَلَزِمَ خدمَة خوند زَيْنَب الخاصكية فِي أوقافها وجهاتها بل أوقفت عَلَيْهِ رواقا من جملَة بَيت البُلْقِينِيّ الَّذِي صَار إِلَيْهَا فِي حارة بهاء الدّين حَتَّى مَاتَ بعْدهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتمرّ أَخُوهُ بِقَيْد الْحَيَاة إِلَى الْآن.
121 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الطبلاوي / خازندار قرقماس الجلب ثمَّ أَمِير سلَاح تمراز حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور إِلَى أَن رَجَعَ فِي الْبَحْر فِي جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا وَسمعت من يصفه بعقل وَتَدين وَأَنه الْآن يزِيد على الثَّمَانِينَ.
122 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق كَأَنَّهُ من بني شَارِح الْبردَة / وَغَيرهَا قدم مَكَّة فَأخذ عَنهُ الْفَخر بن ظهيرة فِي الْأُصُول وَغَيره.
123 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَيعرف بِابْن الْحَاج. / أَخذ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن كحيل علم الوثائق وَالْأَحْكَام وَمَا يتَعَلَّق بذلك وَقَالَ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين أَنه ابْن مائَة وَأَرْبَعَة أَعْوَام وَأَنه الْعدْل بتونس وخطيب جَامع الزيتونة(10/40)
وإمامه وَأَنه طلب للْقَضَاء سنة خمس عشرَة فَامْتنعَ وَشَيْخه فِي ذَلِك أَبُو الْقسم الغبريني.
124 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الجديدي القيرواني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه تفقه ثمَّ تزهد وَانْقطع وَظَهَرت لَهُ كرامات وَكَانَ يقْضِي حوائج النَّاس وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فجاور بِمَكَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ ورعه مَشْهُورا وَقيل أَنه مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ فِيهَا لَكِن أحَال بِهِ على مُحَمَّد بن سعيد وَلم أره هُنَاكَ نعم الَّذِي فِيهِ مُحَمَّد بن سعيد بن مَسْعُود الْمَاضِي. قلت وَقد ذكر الفاسي فِي مَكَّة صَاحب التَّرْجَمَة وأرخ وَفَاته سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.) (سقط)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح الْأَزْهَرِي الْمُؤَذّن الرسام. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله.
126 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الْحِجَازِي الْمكتب. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَكَانَ قد اشْتغل قَلِيلا وَكتب على ابْن الصَّائِغ وَسمع على شَيخنَا فِي رَمَضَان وقتا وَكَذَا حضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَصَحب الزين بن الكويز وَكتب أَوْلَاده وباشر عِنْده فِي بعض جِهَات الْخَاص، وَكَانَ مَاجِنًا فِيهِ ظرف فِي الْجُمْلَة سامحه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْمَعَالِي الْمدنِي المزجج. سمع على النُّور الْمحلي سبط الزبير فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي فِي سنة عشْرين. وَينظر أهوَ وَالِد أبي الْفرج مُحَمَّد الْمَاضِي وَلَكِن ذَاك اسْم أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود فَلَعَلَّهُ غَيره.
128 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الصَّفَدِي الشَّافِعِي. أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بعد الثَّلَاثِينَ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبيد القاهري الحلاوي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَصليت عَلَيْهِ من الْغَد، وَكَانَ خيرا فِي الْعَوام مديما للصَّلَاة وشهود المواعيد وَالصَّدَََقَة مَعَ الْفقر مُتَقَدما فِي صناعته بل يُقَال أَنه لم يخلف فِيهَا مثله وَكَانَ أَبوهُ ظريفا خَفِيف الرّوح رحمهمَا الله.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد العصياتي. فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن أَيُّوب. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أخي عبد الله الخامي جارنا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة. مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَزْهَرِي. شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة مؤرخه بِسنة إِحْدَى. مُحَمَّد بن مُحَمَّد البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير. قَرَأَ بالروايات واشتغل بالفقه. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. مُحَمَّد بن مُحَمَّد التباذكاني الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. لَهُ ذكر فِيهِ. مُحَمَّد بن مُحَمَّد النصاري الزنوري المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة. ولد(10/41)
بزنورة من أقْصَى الْمغرب، وَبهَا نَشأ ثمَّ ارتحل بعد موت أَبَوَيْهِ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين فحج ثمَّ استوطن الْمَدِينَة منشدا قَوْله:
(ببابكم حط الْفَقِير رحاله ... وَمَا خَابَ عبد أمكُم متوسلا)
(لقد جَاءَ يَبْغِي من نداكم قِرَاءَة ... وللعفو وَالْإِحْسَان أم مؤملا)
)
ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا منشدا لغيره:
(لَا كالمدينة منزل وَكفى بهَا ... شرفا حُلُول مُحَمَّد بفناها)
(حظيت ببهجة خير من وطئ الثرى ... وأجلهم قدرا فَكيف ترَاهَا)
وَكَانَ عَالما مدرسا فِي الْفِقْه والعربية واستفيض بَين كثيرين من الْمَدَنِيين أَنه كَانَ يخْتم الْقُرْآن بَين الْمغرب وَالْعشَاء وَأَنه كَانَ يكثر زِيَارَة قبا ومشهد حَمْزَة مَاشِيا وَلَا يتْرك فِي ذَلِك الْيَوْم تدريسه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب أَحْمد بن عقيبة القفصي وَتَأَخر إِلَى بعد الْأَرْبَعين، وَفِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة زيادات رَحمَه الله وإيانا.
135 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّرقسْطِي الأندلسي. / مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين.
136 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد السعودي شيخ الطَّائِفَة السعودية. مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بالزاوية، عوضه الله الْجنَّة. أرخه الْمُنِير.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّالِحِي الشَّافِعِي /. فِيمَن جده عبد بن فريج.
137 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصناع الأندلسي /. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
138 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد العصيري النابلسي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْخَيْر بن العلائي وطبقته، وروى المسلسل بالمحمدين. مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين. ذكره ابْن أبي عذيبة وَأَنه سمع مِنْهُ
139 -. مُحَمَّد بن مُحَمَّد النحريري ثمَّ القاهري وَيعرف بِابْن يُوشَع /. مِمَّن خدم عِنْد قَائِم قُشَيْر بِالْكِتَابَةِ فِي بعض الْبِلَاد ثمَّ بعده عِنْد الدوادار الْكَبِير أقبردي وتمول جدا ثمَّ وثب عَلَيْهِ واستأصل الرائب والحليب ثمَّ قَتله.
140 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. / رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين.
141 - مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد وَيعرف بشمس أحد المعتقدين بِمصْر /. أَقَامَ بدار الزَّعْفَرَان جوَار جَامع عَمْرو. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
142 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ اللاري /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
143 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ /. من بَيت ملك بل بناب فِي إمرة مَكَّة وَكَانَ خَاله عَليّ بن عجلَان لَا يقطع أمرا دونه وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وينظم الشّعْر مَعَ كرم وعقل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَقد جَازَ(10/42)
الْأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَطوله الفاسي وَقَالَ إِنَّه كَانَ نبيل الرَّأْي كثير الْإِطْعَام والمروءة وَله شعر وَأَنه دفن بالمعلاة.
144 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ أَمِين الدّين الشكيلي الْمدنِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْحَق الزرندي /. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد.
145 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن المنتجب الشَّمْس السرميني نزيل حلب ووالد الْعَلَاء عَليّ / الْمَاضِي. أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي بقوله كَانَ كَبِير الْقدر فِي الصّلاح وَالْعِبَادَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَكتب عَنهُ حِكَايَة وأرخ وَفَاته فِي الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَكَذَا وَصفه شَيخنَا بالعالم الرباني.
146 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خَلِيل الشَّمْس الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَالِد مَحْمُود / الَّاتِي وَابْن أُخْت الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن صَالح المرعشي الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أجا وَهُوَ لقب أَبِيه ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والقدوري والمنار وَفِي النَّحْو الضَّوْء واشتغل عِنْد الْبَدْر بن سَلامَة وَغَيره وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَلَقي شَيخنَا فِي سنة آمد فَأخذ عَنهُ ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ حِين دَخلهَا صُحْبَة خَاله فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأخذ حِينَئِذٍ عَن ابْن الديري ثمَّ كثر تردده إِلَى الْقَاهِرَة واصطحب بخطيب مَكَّة أبي الْفضل وبالأمير أزبك الظَّاهِرِيّ وَأم بِهِ وقتا وخالق النَّاس بالجميل ثمَّ ارْتقى لصحبة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي وراج بِسَبَب ذَلِك وسافر رَسُولا مِنْهُ وَمن السُّلْطَان إِلَى عدَّة ممالك كتبريز وَالروم وَغَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل مرَارًا وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر عوضا عَن النَّجْم القرمي وَقصد بالشفاعات خُصُوصا فِي أَوَاخِر عمره وَحمد النَّاس أمره فِيهَا وَكنت مِمَّن حمد أمره مَعَه وَتكلم عَنهُ فِي المؤيدية وَغَيرهَا وَحدث بالشفا وَترْجم فتوح الشَّام لِلْوَاقِدِي بالتركي نظما فِي اثْنَي عشر ألف بَيت وَعمل سفرة سوار وفيهَا مُنكر كَبِير، وَكَانَ عَاقِلا عَارِفًا ذكيا متوددا متواضعا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بحلب وَكَانَ توجه إِلَيْهَا عقب توعك طَال تعلله بِهِ ثمَّ نصل فَكَانَت منيته هُنَاكَ وَدفن عِنْد خَاله رحمهمَا الله وإيانا.
147 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَادل. / ثَلَاثَة حسينيون مدنيون حنفيون أَبُو الْفرج وَأَبُو السعادات وهما فِي الكنى لشهرتهما بالكنية وَالثَّالِث اشْتهر باسمه وَكَانَ فَاضلا كتب التوقيع بِالْمَدِينَةِ وتميز بِهِ معرفَة وخطا. مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين وأنجب أَبَا الْفَتْح وعليا من الذُّكُور.
148 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر الشَّمْس الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري(10/43)
أَخُو إِبْرَاهِيم الْوَاعِظ / وخطيب الأشرفية برسباي. ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحماة وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية.
149 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْفَقِيه عبد اللَّطِيف السكندري الحريري نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن مَحْمُود وبالسكندري. / ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بإسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْبلُوغ فقطنها بعد أَن حج وتكسب بنسج القماش السكندري وخالط الْفُضَلَاء والصلحاء كالولوي البُلْقِينِيّ والأبناسي وَغَيرهمَا وتودد إِلَيْهِم وَكَذَا أَكثر من تعَاطِي ضروراتي وَسمع مني، وَحج أَيْضا وجاور وداوم على الْجَمَاعَة وَالْأَخْبَار بِثُبُوت الْأَهِلّة عقب الترائي وَاسْتمرّ مرقيا بِجَامِع الغمري ثمَّ ترك صناعته وَصَارَ دلالا بالوراقين وَيُعلمهُم بأوقات الصَّلَاة وَلَا بَأْس بِهِ.
150 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ بن أصفر /. عينه الْأَمِير نَاصِر الدّين بن الأستادار جمال الدّين صَاحب المحمودية وَالْمَذْكُور فِي اواخر الْقرن الْمَاضِي بَاشر نِيَابَة إسكندرية وكشف الجيزية والحجوبية. وَقتل فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة عشرَة على يَد الْجمال البيري والأستادار. أرخه الْعَيْنِيّ والمقريزي وَهُوَ الَّذِي سمي جده عليا.
151 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ معِين الدّين الشِّيرَازِيّ الميراثي أَخُو مَسْعُود ومغيث. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله /. يَأْتِي فِي مغيث. 152 مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ أَبُو نصر الشرواني الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل الْأَزْهَر / مِمَّن سمع مني
. 153 مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشريف شمس الدّين الْحُسَيْنِي الْكرْدِي أَخُو عَليّ / الْمَاضِي ووارثه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى أَو الَّذِي قبله سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد أَن حج وجاور وشاخ.
154 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الْجمال أبي الثَّنَاء بن الشَّمْس الربعِي البالسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحِيم وَمُحَمّد يعرف بالبالسي. / ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل بالفقه على صهره السراج بن الملقن والبلقيني وَغَيرهمَا وَلم ينجب وَلكنه بِوَاسِطَة صهره)
حصل وظائف من إطلاب ومباشرات وشهادات حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي أَوَائِل ولَايَته بِالْقَاهِرَةِ وَفِي عدَّة بِلَاد وَصَارَ أحد الرؤساء مَعَ جودة خطه وحشمته وَقد سمع على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مالمعين الْقيم بالكاملية الْأَرْبَعين للنقفي أَنا بهَا الواني وعَلى صهره أَشْيَاء فِي آخَرين، وَحج سنة ثَمَانمِائَة وَسمع بِمَكَّة وبالقدس وإسكندرية وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء بِخَط صهره مؤرخ بشوال سنة سبعين من دمشق ابْن النَّجْم وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة والشهاب زغلش وَابْن الهبل وَزَيْنَب ابْنة الدماميسي والبرهان(10/44)
إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الجذامي السكندري وَأحمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَيَانِي أحد من سمع أَيْضا على الْفَخر وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَآخَرُونَ مِنْهُم ابْن رَافع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن حَازِم الْمَقْدِسِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَحْبُوب الشَّافِعِي وَحدث فِي أَوَاخِر عمره حِين ظُهُور هَذِه الْإِجَازَة عَنْهُم وَعَن غَيرهم باليسير سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء وتمرض مُدَّة حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ شَيخنَا وَقد زَاد على التسعين وَهُوَ صَحِيح السّمع وَالْبَصَر والأسنان رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار.
155 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد وسمى شَيخنَا فِي إنبائه جده إِسْحَق وَبَعْضهمْ مُحَمَّد بن مَحْمُود الزرندي ثمَّ الصَّالِحِي السمسار ولقبه زقى / بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْقَاف بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت عَلَيْهِ المسلسل وموافقات زَيْنَب ابْنة الْكَمَال بِسَمَاعِهِ مِنْهَا.
مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
156 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الشَّمْس الكيلاني الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعجمي. / ولد بعد التسعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي شرح ألفية أَبِيه وَغَيره وَسمع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن فضل الله وَالشَّمْس الشَّامي فِي آخَرين وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء، وَدخل الشَّام فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَخمسين ورأيته كتب بهَا على بعض الاستدعاآت وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَذَا تردد كثيرا لمَكَّة وجاور بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَقد قَارب السّبْعين وَدفن بشعب النُّور بِإِزَاءِ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أبي لكوط الدكالي من المعلاة، وَكَانَ فَاضلا نيرا خيرا طوَالًا حسن الشيبة مُخْتَصًّا بشيخنا الْعَلَاء القلقشندي لَقيته عِنْده غير مرّة رَحمَه الله وإيانا.
175 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن تَقِيّ الدّين مُحَمَّد تَقِيّ الدّين القاهري الْمَاوَرْدِيّ سبط ابْن العجمي وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بتقي الدّين بن مَحْمُود. / مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَجلسَ مَعَ الشُّهُود تجاه الصالحية وَقد تناقص أمره فِيمَا عرف بِهِ بعد مَنعه وقفل الْمجْلس بِسَبَبِهِ غير مرّة ورأيته فِيمَن قرض مَجْمُوع البدري وَقَالَ كتبه مُحَمَّد بن مَحْمُود الْحَنَفِيّ.
158 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن فَخر الدّين الشَّمْس الْخَوَارِزْمِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد وَيعرف بالمعيد / لكَونه كَانَ معيدا بدرس يلبغا. ولي إِمَامَة مقَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة بعد عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشيبي فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ تَركهَا لوَلَده قبل مَوته بأيام مَعَ سبق مُبَاشَرَته عَنهُ عشر سِنِين لعَجزه وَكَذَا ولي تدريس درس إيتمش ومشيخة رِبَاط رامشت، وَكَانَ جيد(10/45)
الْمعرفَة بالنحو وَالصرْف ومتعلقاتهما ذَا مُشَاركَة حَسَنَة فِي النَّحْو ونظم ونثر وحظ وافر من الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَقد سمع من الْعَفِيف المطري جُزْءا خرجه لَهُ الذَّهَبِيّ وَغير ذَلِك وَمن اليافعي والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي والأمين بن الشماع فِي آخَرين ودرس أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من فُقَهَاء مَكَّة وَغَيرهم وَكَذَا حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء بل روى عَن الحجار بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَكَانَ يَقُول أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه قَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد قل آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر وَالْقدر خَيره وشره من الله. وَمن نظمه:
(أهواك وَلَو حرصت من أهواكا ... الرّوح فدَاك رَبنَا أبقاكا)
(إِن مت يَقُول كل من يلقاني ... بِشِرَاك قَتِيل حبه بشراكا)
وَقَوله:
(أفنى بِكُل وجودي فِي محبته ... وأنثني بِبَقَاء الْحبّ مَا بقيا)
(لَا خير فِي الْحبّ إِن لم يفن صَاحبه ... وَكَيف يُوجد صب بعد مَا فنيا)
توفّي فِي سلخ جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ قد كف قبل مَوته بِنَحْوِ عشر سِنِين ثمَّ عولج فأبصر قَلِيلا بِحَيْثُ أَنه صَار يكْتب أسطرا قَليلَة. ذكره الفاسي بأطول من هَذَا وَتَبعهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: مُحَمَّد بن مَحْمُود بن بون أعَاد بدرس يلبغا بِمَكَّة فَعرف بالمعيد وَأم بمقام الْحَنَفِيَّة زِيَادَة عَن ثَلَاثِينَ سنة، وَحدث عَن الْعَفِيف والأمين الأقشهري وَغَيرهمَا وَحج خمسين حجَّة وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ مشاركا فِي الْفِقْه وَغَيره، وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الحجار. وَمَات وَقد جَازَ)
الثَّمَانِينَ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله. 3159 مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن إِسْمَعِيل الْجمال الْكرْمَانِي. / دخل الْيمن وَكَانَ مُولَعا بثلب الْعلمَاء بل قيل أَنه على عقيدة صَاحب القانون فِي بعث الْأَرْوَاح فَقَط وَلذَا نطق بِمَا أخرجه عَن الدّين فراموا إِرَاقَة دَمه بِدُونِ استنابة، وَمِنْهُم الشّرف إِسْمَعِيل بن الْمُقْرِئ فَقَامَ الْمُوفق النَّاشِرِيّ وحقن دَمه وَوَافَقَهُ الْجمال مُحَمَّد بن أبي بكر الْخياط وَمَعَ ذَلِك فَلم يسلما من أَذَاهُ. وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، ذكره النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة عَمه الْمُوفق.
160 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن شمس الدّين المرشدي العجمي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ. / ولد كَمَا ذكر بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَسبعين ثمَّ حمل بعد أَبِيه إِلَى مَكَّة وَصَارَ فِي كَفَالَة قاضيها الْحَنْبَلِيّ وبواسطته حفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ثمَّ منظومة الطير فِي التصوف، وسافر إِلَى الْعَجم فضم مَا كَانَ لِأَبِيهِ هُنَاكَ ثمَّ رَجَعَ فَقطعت عَلَيْهِ الطَّرِيق، وَدخل(10/46)
مَكَّة فَقِيرا مظْهرا للتقشف والتزهد وَمَا لَا يعجب مربيه فَكَانَ يزجره عَن ذَلِك بِمَا استوحش لأَجله مِنْهُ وَخرج عَنهُ ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ رَجَعَ بهيئة إملاق وَكَانَ يجْتَمع عَليّ بالحرمين وَأَظنهُ توجه إِلَى الديار المطرية.
مُحَمَّد بن مَحْمُود الْأَمِير نَاصِر الدّين بن الْأَمِير الأستادار جمال الدّين. / مضى فِيمَن جده عَليّ.
مُحَمَّد بن مَحْمُود نَاصِر الدّين بن العجمي، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مَحْمُود.
161 - مُحَمَّد بن مخلص بن مُحَمَّد الْكَمَال بن الضياء بن الْكَمَال الطَّيِّبِيّ القادري، / سمع من صَدَقَة الركني العادلي تصنيفه منهاج الطَّرِيق وَحدث بِهِ فِي سنة عشْرين.
162 - مُحَمَّد بن مَدين بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين البهواشي الْأَزْهَرِي. / سمع مني.
163 - مُحَمَّد بن مُرَاد بك بن مُحَمَّد بك بن با يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان. / صَاحب بِلَاد الرّوم الَّذِي صَار كرْسِي مَمْلَكَته قسطنطينة بعد فَتحه لَهَا واقتلاعه إِيَّاهَا من الفرنج وَيعرف كسلفه بِابْن عُثْمَان. اسْتَقر فِي المملكة بعد أَبِيه فِي سنة خمس وَخمسين، وَكَانَ قد أوصى بِهِ خَلِيلًا صَاحب شماخي وَأمر ابْنه أَن لَا يخرج عَنهُ فَكَانَ ملكا عَظِيما اقتفى أثر أَبِيه فِي المثابرة على دفع الفرنج بِحَيْثُ فاق مَعَ وَصفه بمزاحمة الْعلمَاء ورغبته فِي لقائهم وتعظيم من يرد عَلَيْهِ مِنْهُم وإهدائه فِي كل قَلِيل للمحيوي الكافياجي مَعَ مكاتباته الفائقة وانخفاضه عَن أَبِيه فِي اللَّذَّات وَله مآثر كَثِيرَة من مدارس وزوايا وجوامع. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَثَمَانِينَ)
فِي توجهه من إسطنبول لجِهَة برصا وَدفن بالبرية هُنَاكَ ثمَّ حول إِلَى إسطنبول فِي ضريح بِالْقربِ من أجل جوامعه بهَا وَجَاء خَبره فِي صفر كَمَا اتّفق فِي أَبِيه سَوَاء وَكَانَ لما بلغه قتل الدوادار تحرّك للخوف من التجري عَلَيْهِ وعدى بَحر إسطنبول وَمَشى قَلِيلا فأدركه أَجله فِي الرحلة الثَّانِيَة، وَاسْتقر بعده فِي المملكة وَلَده الْأَكْبَر أَبُو يزِيد الْمَعْرُوف بيلدرم وَمَعْنَاهُ الْبَرْق ويكنى بِهِ عَن الصاعقة وَورد وَلَده الآخر جَام الْمَقُول لَهُ أَيْضا جمجمة على السُّلْطَان بالديار المصرية مغاضبا لِأَخِيهِ فحج ثمَّ رَجَعَ وسافر فَأسرهُ الفرنج وتحرك أَخُوهُ لذَلِك فِيمَا قيل حَتَّى كَانَت حوادث تلف فِيهَا أَمْوَال وَرِجَال وَالله تَعَالَى يحسن الْعَاقِبَة.
164 - مُحَمَّد بن مرعي نب عَليّ الْبُرُلُّسِيّ / أحد أَعْيَان التُّجَّار ومتموليهم ووالدا أَحْمد الْمَاضِي.
مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ أَبوهُ من التُّجَّار أَيْضا.(10/47)
165 - مُحَمَّد بن مراهم الدّين الشَّمْس الشرواني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / وَهُوَ مَنْسُوب لمدينة بناها أنو شرْوَان مَحْمُود باد فأسقطوا أنو تَخْفِيفًا. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَحفظ الْقُرْآن وَلم يشْتَغل بِالْعلمِ إِلَّا بعد الْعشْرين فَأخذ عَن السَّيِّد مُحَمَّد بن الشريف الْجِرْجَانِيّ وَعَن القَاضِي زَاده الرُّومِي صَاحب شرح أشكال التأسيس وَكَانَ يرجحه على الأول فِي الرياضيات وَكَذَا أَخذ عَن عبد الرَّحْمَن القشلاغي وَمُحَمّد والركن الخافيين وهما غير الزين الخافي الشهير وَيُقَال أَن الشَّمْس لم يكن يرتضي طَرِيقَته فِي التصوف، وَتقدم فِي الْفُنُون، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاثِينَ وَنزل بزاوية التقي العجمي بالمصنع وَكَانَ يَقُول أَنَّهَا لم تزل منزلا لأفاضل الغرباء حَتَّى صَارَت مشيختها مُضَافَة لعَلي الْخُرَاسَانِي الْمُحْتَسب فانخفضت بل كَانَ يَحْكِي عَن تناقص مُطلق مصر أمرا عجبا فَإِنَّهُ قَالَ كنت إِذا كنت مَاشِيا بِالطَّرِيقِ وعارضني رَاكب وقف حَتَّى أَمر أَو أَقف اخْتِيَارا مني ثمَّ قدمت مرّة فَكَانَ الرَّاكِب يعلمني لأستند ثمَّ مرّة فَكَانَ يجاوزني بِدُونِ إِعْلَام ثمَّ مرّة فَكَانَ أهل الذِّمَّة يصدمونني. وانتمى لنصر الله الرَّوْيَانِيّ وَسكن مَعَه بالمنصورية وَقَرَأَ عَلَيْهِ الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ خُفْيَة ثمَّ أقرأه كَذَلِك لبَعض من يَثِق بكتمانه وَكَانَ يحض على إخفائه وَكَذَا أَقَامَ بِالشَّام وأقرأ فيهمَا وَفِي غَيرهمَا من الْأَمَاكِن واستوطن الْقَاهِرَة مُدَّة وَقُرِئَ عَلَيْهِ الْعَضُد وَشرح الطوالع مرَارًا وخدمهما وَغَيرهمَا من كتبه بحواش لَا يخرج فِيهَا غَالِبا بِالنِّسْبَةِ للعضد عَن حَاشِيَة النفتازاني إِلَّا بِبَعْض من حَاشِيَة الْجِرْجَانِيّ وَكَذَا لَا يعدو غَالِبا بِالنِّسْبَةِ لشرح الطوالع حَاشِيَة شرح تَجْرِيد الْأَصْبَهَانِيّ أَيْضا للشريف وَكَذَا قرئَ)
عَلَيْهِ شرح الْمِنْهَاج للسَّيِّد العبري وَشرح العقائد للتفتازاني والمطول والمختصر وَشرح المواقف واستوفاه عَلَيْهِ زَكَرِيَّا وَالْبَعْض من الْكَشَّاف بل وأقرأ الْيَسِير من شرح الْحَاوِي للقونوي وَمن شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وعظمت عناية الْفُضَلَاء بِالْأَخْذِ عَنهُ وَكَانَ يحضهم على الْأَدَب فِي الْجُلُوس والنطق وَغير ذَلِك على طَريقَة أَبنَاء الْعَجم وياقسون مِنْهُ جفَاء بِسَبَب ذَلِك لم يألفوه من غَيره وَإِذا غَابَ أحدهم عَن الْمَجِيء فِي وقته مَنعه من تعويضه بِالْقِرَاءَةِ فِي غَيره قصاصا. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ سوى من أَشرت إِلَيْهِ أَبُو البركات الغراقي وَابْن حسان والزين طَاهِر والشهاب اللكوراني والتقي الحصني والمحيوي الدماطي والنجم ابْن قَاضِي عجلون وَابْن أبي السُّعُود والجوجري وَآخَرُونَ مِنْهُم النَّجْم بن حجي والزين بن مزهر والشرف بن الجيعان وَعبد الْحق السنباطي وَابْن الصَّيْرَفِي وملا عَليّ الْكرْمَانِي وَعبد الله الكوراني وَكَانَ يُنَوّه بِهِ كثيرا وَمن لَا يحصي كَثْرَة، وَمِمَّنْ حضر عِنْده أخي أَبُو بكر وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ ونوه بِهِ مرّة فِي مباحثه وَكَذَا حضرت عِنْده يَسِيرا ورام(10/48)
أَبُو الْفضل المغربي حِين قدم الشَّام وَالشَّمْس إِذْ ذَاك بهَا الْأَخْذ عَنهُ فَامْتنعَ مُعَللا ذَلِك بِأَنَّهُ لم ير عِنْده أدبا وَكَانَ يقرئ مرّة فِي الْكَلَام فَدخل عَلَيْهِ بعض من لَا يَثِق بفهمه وَدينه فَقطع الْقِرَاءَة حَتَّى انْصَرف وَعلل ذَلِك بِأَنَّهُ قد يفهم الْأَمر على غير وَجهه وَيشْهد علينا بِمَا يَقْتَضِي أمرا مهولا، وَلما مَاتَ الشّرف السُّبْكِيّ قرر فِي تدريس الْفِقْه بالطيبرسية فعورض بالولوي الأسيوطي وتألم الشَّيْخ لذَلِك وَلذَا فِيمَا أَظن لما عينت لَهُ مشيخة الباسطية بِالْقَاهِرَةِ مَعَ كَونه سكنها أَبى، وَكَذَا امْتنع من تدريس التَّفْسِير بالمنصورية حِين عين لَهُ عقب شَيخنَا فِيمَا قيل مَعَ حُضُور أبي الْخَيْر النّحاس إِلَيْهِ بذكل وَعرض عَلَيْهِ أَن يكون لَهُ فِي الجوالي كل يَوْم دِينَار فَامْتنعَ وقنع بستين وبمثلها للسَّيِّد صَاحبه وَكَذَا أربى مشيخة سعيد السُّعَدَاء حِين عرضت عَلَيْهِ وَمَعَ ذَلِك كُله فالمتمس السُّكْنَى فِي مَكَان من الجيعانية ببولاق ينشأ عَنهُ حصر شيخ الْمدرسَة مَعَ كَونه من جماعته فَأُجِيب لذَلِك وَلم يلْتَفت لتألم الْمشَار إِلَيْهِ مَعَ ضعفه وعجزه، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا حسن التَّقْرِير لكنه فِي الجمة أمهر مِنْهُ فِي غَيرهَا متقنا لمَذْهَب التصوف مجيدا لكَلَام الْغَزالِيّ كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة مُعْتَقدًا فِي الْفُقَرَاء متواضعا مَعَهم شهما على بني الدُّنْيَا عديم التَّرَدُّد إِلَيْهِم خُصُوصا بعد وَفَاة الْمُحب بن الْأَشْقَر والكمال الْبَارِزِيّ حسن الْعشْرَة مَعَ من يألفه ظريفا خَفِيف اللِّحْيَة رفيع الْبشرَة كثير المحاسن وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَنه لَا يُمَيّز الشَّخْص الْبعيد ويطالع الْخط الدَّقِيق فِي اللَّيْل وَأَنه كَانَ فِي)
أول أمره لَا يقْرَأ فِي الْيَوْم أَكثر من درس ويطالعه قبل الْقِرَاءَة وَبعدهَا وَلم يكن يقرئ بِدُونِ مطالعة ويحض الطَّالِب عَلَيْهَا. وَقد حج وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وَفِي الآخر سَافر لمَكَّة فِي الْبَحْر فوصلها فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين وَكنت هُنَاكَ فقصدته للسلام فَبَالغ فِي الْإِكْرَام والترحيب والتلقيب بشيخ السّنة وَأعلم بعافية الْأَخ وَكَثْرَة شوقه إِلَيّ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا ابتهجت بِهِ وَاسْتمرّ مُقيما بِمَكَّة حَتَّى حج وجاور السّنة الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ الْحَج من الْأَحْيَاء وَغير ذَلِك لَكِن يَسِيرا وَرجع مَعَ الركب وَهُوَ متعلل فَأَقَامَ بالظاهرية الْقَدِيمَة أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة ثَلَاث وَسبعين مبطونا شَهِيدا وَقد جَازَ التسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بجوار الشَّيْخ عبد الله المنوفي وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن مُسَدّد بن
166 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو حَامِد وَأَبُو الْيمن بن ولي الدّين الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَبِه يعرف. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاجين وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على نَاصِر(10/49)
الدّين أبي الْفرج الكازروني والشهاب الأبشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَآخَرين ولازم الشهَاب فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن أبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَفِي الْأُصُول عَن سَلام الله الْكرْمَانِي وَقَرَأَ على الشهَاب أَيْضا فِي الْمنطق حَاشِيَته على شرح إيساغوجي للكاكي الْمُسَمَّاة إسعاف الإخوان مَعَ قِرَاءَة الأَصْل وعَلى ابْن يُونُس القطب شرح الرسَالَة الشمسية والتهذيب للتفتازاني كِلَاهُمَا فِي الْمنطق مَعَ قِطْعَة كَبِيرَة من الْمُخْتَصر وعَلى السَّيِّد السمهودي شرح العقائد وَأذن لَهُ الثَّلَاثَة فِي الإقراء والإفادة وارتحل فَسمع بِمَكَّة من النَّجْم عمر بن فَهد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وبحلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ من أبي ذَر بن الْبُرْهَان وبحمص من أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد وبالشام من الْبُرْهَان النَّاجِي والشهاب بن الأخصاصي وبالاقهرة قبل ذَلِك من إِمَام الكاملية وَكَذَا قَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَسمع مني المسلسل بالأولية وبيوم الْعِيد بشرطهما وعَلى دروسا فِي الِاصْطِلَاح ثمَّ لازمني حِين مجاورتي بِالْمَدِينَةِ فِي قِرَاءَة قِطْعَة صَالِحَة من أول شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم وَسمع من أثْنَاء الْكتاب أَيْضا دروسا وَغير ذَلِك وأجزت لَهُ بِمَا كتبت حَاصله فِي الْكَبِير، وسافر هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الرّوم ورجعا فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين. وَهُوَ أصيل فَاضل وجيه متودد.
167 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال الزواوي الْمَكِّيّ نزيل الْقَاهِرَة. /)
ولد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع الصَّحِيح على ابْن صديق وَكَذَا سمع من الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأبي الطّيب السحولي وَمُحَمّد بن عبد الله البهنسي الشفا هوت وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فِيمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والمراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَخلق وَتردد لجزيرة سواكن للتسبب فأثرى سِيمَا وَكَانَ يسامح فِي العشور بجدة لاعتقاد صَاحب مَكَّة فِي أَبِيه. ولقيته فِي رَجَب سنة خمسين بِالْقَاهِرَةِ فَأجَاز لي ولأخوي، وَرجع إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَخلف ذكرا وَأُنْثَى وتركة لَهَا صُورَة سامحه الله. وَكَانَ قد تزوج زَيْنَب ابْنة النوري على بن الزين بكرا واستولدها الذّكر الْمشَار إِلَيْهِ واسْمه أَحْمد وَهُوَ بالبهاليل أقرب.
168 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن غَزوَان وَهُوَ ابْن مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن الْجمال أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن غَزوَان / وَرُبمَا حذفت الْوَاسِطَة بَينه وَبَين أَبِيه كَمَا هُنَا. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. وَكَانَ مِمَّن سمع من شَيخنَا وَهُوَ ابْن عَم أبي سعد مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم.
169 - مُحَمَّد بن مَسْعُود جمال الدّين أَبُو شكيل الْعَدنِي قاضيها الشَّافِعِي الْيَمَانِيّ. /(10/50)
تفقه بالجمال بن كبن ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه واشتهر بِهِ وشارك فِي غَيره ودرس وَأفْتى وَأفَاد وَكتب على الْمِنْهَاج قِطْعَة كَثِيرَة الْفَوَائِد، وَولي قَضَاء عدن مُدَّة طَوِيلَة عزل فِي أَثْنَائِهَا مرَارًا. وَمَات وَهُوَ مَعْزُول فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَانَ كثير المَال والكتب مبتلى وأشغل نَفسه أَجِيرا بالعمارة عَفا الله عَنهُ.
170 - مُحَمَّد بن مَسْعُود الْقَائِد جمال الدّين الْعجْلَاني الشهير بِابْن قنفيا / بِكَسْر الْقَاف وَفتح النُّون بعْدهَا فَاء مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة. مَاتَ سنة خمس وَخمسين بِالْيمن صوب حلى وَدفن هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد.
171 - مُحَمَّد بن مَسْعُود النَّاشِرِيّ مَوْلَاهُم. / حفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ غير مرّة فِي الْمدرسَة الواثقية بزبيد وَغَيرهَا وَعلم الْقُرْآن وانتفع بِهِ جمَاعَة وجود الْخط وَكتب للسُّلْطَان فَمن دونه. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين بتعز وَدفن عِنْد قُبُور موَالِيه رَحمَه الله.
172 - مُحَمَّد بن مَسْعُود النحريري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / أَفَادَ الطّلبَة بهَا فِي الْفِقْه. وَمَات سنة خمس عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه. (سقط)
(أكْرم بِمَجْمُوع فَرد لَا نَظِير لَهُ ... بَحر جواهره تشفي من السقم)
(فَكل فن حوى مِنْهُ محاسنه ... كَمَا حوى أحسن الْأَخْلَاق والشيم)
174 - مُحَمَّد بن مُشْتَرك الناصري القاسمي / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون.
وَصفه ابْن تغرى بردى بصاحبنا.
175 - مُحَمَّد بن مصلح بن مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ / السقاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام الْمَاضِي وَلَده إِبْرَهِيمُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
176 - مُحَمَّد بن معالي بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن سَنَد الشَّمْس الْحَرَّانِي الْحلَبِي وَيعرف بِابْن معالي، / ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا بِخَطِّهِ واشتغل قَلِيلا وتنبه وَكَانَ يذاكر بأَشْيَاء وَسمع من الْبَدْر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الجوخي وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر ومحمود بن خَليفَة وَابْن قواليح وَغَيرهم وَسكن الْقَاهِرَة زَمنا وَأكْثر الْحَج والمجاورة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: لَقيته بِالْقَاهِرَةِ وَسمعت مِنْهُ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة تَرْجَمَة الداهري من مشيخة الْفَخر بن البُخَارِيّ. وَمَات سنة تسع بِمَكَّة يَعْنِي فِي ذِي الْقعدَة رَحمَه الله، وَذكره فِي إنبائه أَيْضا.
وترجمه الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ إِنَّه جاور بهَا نَحْو عشر سِنِين مُتَوَالِيَة وَبَين مَا علمه من(10/51)
مسموعاته، وَكَذَا ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه، والمقريزي فِي عقوده قَالَ واستفدت مِنْهُ وتأدبت بِهِ وَنعم الشَّيْخ وَلم أر من عين مذْهبه مِنْهُم نعم فِي نُسْخَتي من مُعْجم شَيخنَا الْحَنْبَلِيّ وجوزت تحريفها من الْحلَبِي وَلَكِن بعْدهَا شَامي فَالله أعلم.
مُحَمَّد بن معبد الْمدنِي. / هُوَ ابْن عَليّ بن معبد مضى.
177 - مُحَمَّد بن السراج معمر بن يحيى بن القطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقوي محب الدّين الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي جد أَبِيه والآتي أَبوهُ وجده، وَأمه ستيت ابْنة عبد الله بن عمر العرابي. ولد فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية والمختصر للشَّيْخ خَلِيل سمع مني بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ بعد ذَلِك وَكَانَ يخْطب بِمحل المولد النَّبَوِيّ فِي ليلته بِحَضْرَة النَّاظر وَغَيره فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده.
178 - مُحَمَّد بن مِفْتَاح بن فطيس القباني. / سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين)
بعض كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب. وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
179 - مُحَمَّد بن مُفْلِح بن عبد الْخَالِق الْمُحب أَبُو الْفضل الْيَمَانِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالسالمي / لصحبته يلبغا الْآتِي، وبابن مُفْلِح. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فَسمع من التنوخي وعزيز الدّين المليجي وَابْن أبي الْمجد وَالصَّلَاح الزفتاوي والتقي الدجوي وَآخَرين، وَطلب وقتا ورافق السالمي وَغَيره وَكتب الطباق بِخَطِّهِ الْجيد، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد ومحمود الْهِنْدِيّ وَسَماهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح، وَحج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وجاور قَلِيلا. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ بخانقاه سرياقوس. رَحمَه الله.
180 - مُحَمَّد بن مُفْلِح الْبناء / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين أرخه ابْن فَهد.
181 - مُحَمَّد بن مقبل بن سعد بن زَائِد بن مُسلم بن مُفْلِح ن ذؤابة بن صقر الْعقيلِيّ بِالضَّمِّ الهتيمي / بِضَم الْهَاء وَفتح الفوقانية، وَيعرف بِابْن فتيحة بفاء وفوقانية ومعجمة مصغر وَهِي أمه. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة فِي بشة من بِلَاد نجد ثمَّ صاهر قَبيلَة عنز بنواحي الْيمن وَقَالَ الشّعْر ومدح السَّيِّد أَبَا الْقسم بن عجلَان بقصيدة رائية أَولهَا:
(يَقُول مُحَمَّد حلي التسيد ... ولي فِي جدَاد القوافي ابتكار)
(حملت على الشّعْر يَا سَيِّدي ... وَلَا خير فِي شَاعِر ماينار)
وبأخرى مِنْهَا:
(يَا ملك يَا مَحْمُود يَا با زَاهِر ... يَا من تسير الْخلق فِي طاعاته)(10/52)
كتب عَنهُ البقاعي. وَمَا علمت مَتى مَاتَ.
182 - مُحَمَّد بن مقبل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / وَيعرف وَالِده بسُلْطَان غلَّة والدأبي الْقسم الْغلَّة. سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بعض كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ تَاجِرًا متسببا. مَاتَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين فِي لَيْلَة الْعَاشِر من شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
183 - مُحَمَّد بن الْحَاج مقبل بن عبد الله الشَّمْس أَبُو عبد الله الْحلَبِي الْقيم بجامعها والمؤذن بِهِ أَيْضا وَيعرف بشقير. / كَانَ وَالِده عَتيق بن زَكَرِيَّا البصروي التَّاجِر بِدِمَشْق صيرفيا فولد لَهُ ابْنه)
فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَسمع على الشهَاب بن المرحل ثلاثيات مُسْند عبد وموافقاته بِسَمَاعِهِ لَهَا على التقي عمر بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى الزبيدِيّ أنابها ابْن اللتي، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء الْبُرْهَان الْحلَبِي سِتَّة وَثَمَانُونَ نفسا مِنْهُم الصّلاح بن أبي عمر خَاتِمَة أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بحلب بعد أَن صَار على طَريقَة حَسَنَة وسيرة مرضية فَأخذت عَنهُ الْكثير. وَعمر بِحَيْثُ تفرد عَن أَكثر شُيُوخه وَاسْتمرّ مُنْفَردا مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة سبعين وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا بقوله قيم الْجَامِع والمؤذن بِهِ رَحمَه الله.
184 - مُحَمَّد بن مقبل بن هبة الْقَائِد جمال الدّين الْعمريّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
185 - مُحَمَّد بن منهال بدر الدّين القاهري. / نَاب فِي الْحِسْبَة وَغَيرهَا وَكَذَا بَاشر عِنْد بعض الْأُمَرَاء وَكَانَ يُرْخِي العذبة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
186 - مُحَمَّد بن منيف الْمَكِّيّ وَيعرف بالأزرق / توفّي فِي أَوَائِل شَوَّال سنة إِحْدَى بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي هَكَذَا.
187 - مُحَمَّد بن منيف الْهِنْدِيّ الويني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
188 - مُحَمَّد بن مهْدي بن حسن الخواجا جمال الدّين الطَّائِي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن مهْدي صهر الْجمال مُحَمَّد بن الطَّاهِر ووالد عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة صهره من المعلاة.
189 - مُحَمَّد بن مهذب بن ميرصيد بن عبد الله بن نور الله السَّيِّد ركن الدّين أَبُو المحاسن بن أبي الْقسم الْحُسَيْنِي الدلي الْهِنْدِيّ الأَصْل السيابيري المولد الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. / مِمَّن سمع مني بهَا فِي مجاورتي بعد الثَّمَانِينَ وَقَرَأَ عَليّ يَسِيرا ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي(10/53)
سنة ثَلَاث وَتِسْعين بهَا أَيْضا المصابيح وغالب البُخَارِيّ، وسافر بعد إِلَى الْهِنْد بنية الرُّجُوع فدام بهَا حَتَّى سنة تسع وَتِسْعين وَرُبمَا نسب إِلَى التَّشَيُّع. وَهُوَ مِمَّن لَهُ فَضِيلَة فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَنَحْوهمَا بِحَيْثُ يجْتَمع عَلَيْهِ الطّلبَة وَقد أَخذ عَن عبد المحسن ولطف الله وَالسَّيِّد عبد الله وَآخَرين ثمَّ فِي الْفِقْه وأصوله عَن الْمُحب بن جرباش وَعِنْده سُكُون ولطف وكتبت لَهُ إجَازَة.) :::
190 - مُحَمَّد بن مهنا بن طرنطاي نَاصِر الدّين العلائي الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مهنا / اشْتغل فِي الْفِقْه على غير وَاحِد وَأخذ الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وقنبر وَغَيرهمَا وجود الْخط على الوسيمي وَكَانَ فَاضلا خيارا درس بالأزهر وَغَيره وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كل ذَلِك مَعَ براعته فِي رمي النشاب والبندق وَالرمْح واللبخة والدبوس وَغَيرهَا من أَنْوَاع الفروسية وَنَحْوهَا أفادني شَيْئا من أمره الشَّمْس الأمشاطي. وَمَات فِي الطَّاعُون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن خمسين سنة رَحمَه الله وإيانا.
191 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمدنِي أحد فراشيها المزملاني. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
192 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الإِمَام أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل الْجمال الْمَدْعُو عبد الرَّزَّاق الْيَمَانِيّ ابْن أخي إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة، كَانَ رَئِيسا فِي أَهله وبلاده مُتَقَدما عِنْد السلاطين ذَا جاه ووجاهة عِنْد عرب تِلْكَ الْبِلَاد لمزيد إكرامه الوافدين ومهادنته لأمرائهم وأعيانهم ليتوصل بذلك إِلَى أغراضه وَمِمَّنْ كَانَ يرعاه وَيرجع لقَوْله على بن طَاهِر صَاحب الْيمن كل ذَلِك مَعَ تظلم أهل بَلَده مِنْهُ لميله إِلَى التَّحْصِيل بِكُل طَرِيق حَتَّى أثرى وَملك الْأَرَاضِي والنخيل وَكسب الْمَوَاشِي وَمَعَ ذَلِك فَمَا تحاشى عَن يَمِين فاجرة يتَوَصَّل بهَا إِلَى شَيْء دُنْيَوِيّ. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.
193 - مُحَمَّد بن مُوسَى نب إِبْرَهِيمُ الْبَدْر بن الشّرف بن الْبُرْهَان أَخُو عبد الرَّحْمَن ووالد عبد الْعَزِيز الماضيين. / مَاتَ فِي.
194 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس أَبُو الْبَقَاء بن الشّرف بن سعد الدّين الصَّالِحِي القاهري أَخُو أبي فتح الْمَاضِي وَعم عبد الْقَادِر الْعَنْبَري. / زعم أَنه سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَأَنه ينتمي للزبير بن الْعَوام أَيْضا وَأَنه كَانَ يحفظ الْقُرْآن والتنبيه ولازم الشريف الطباطبي وَمُحَمّد الأندلسي وَأحمد الْوراق تجرد ودام سِنِين متقشفا جدا بعد مزِيد التنعم. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَقد جَازَ التسعين وَشهد أَمِير الْمُؤمنِينَ الصَّلَاة عَلَيْهِ تقدم(10/54)
الْجَمَاعَة الْبُرْهَان بن أبي شرِيف رَحمَه الله.
195 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ربيع)
الآخر سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
196 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن أبي الْقسم مُوسَى بن الشَّمْس بن الشّرف الدمهوجي الأَصْل القاهري الْمحلي الشَّافِعِي. / ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيرهمَا وَسمع على الشّرف بن الكويك بعض الشفا لَقيته بالمحلة فَقَرَأت عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَانَ خيرا متواضعا محبا فِي الْعلم وَأَهله. مَاتَ بعد السِّتين رَحمَه الله.
197 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَائِذ ابو عبد الله الغماري المغربي الوانوغي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة / وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا. كَانَ كثير الْعِنَايَة بِالْعبَادَة وأفعال الْخَيْر مُعظما عِنْد النَّاس متواضعا لَهُم قَاضِيا لحوائجهم مَقْصُودا بِالْبرِّ الَّذِي يفضل عَن كِفَايَته مِنْهُ مَا ير بِهِ غَيره ويحكى عَنهُ أَنه أَصَابَته فاقة زَائِدَة فَبينا هُوَ طائف بِالْكَعْبَةِ إِذْ رأى المطاف ممتلئا ذَهَبا وَفِضة بِحَيْثُ غاصت رجله فِيهِ إِلَى فَوق قدمه فَقَالَ لَهَا يَعْنِي الدُّنْيَا تغريني تغريني وَلم يتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئا. وَكَانَ قدومه مَكَّة فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو قريبها وَهُوَ ابْن أَربع وَعشْرين سنة وَدخل الْيمن وجال فِيهَا كصنعاء وَمَا يَليهَا وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة غير مرّة وَكَانَ يحضر كثيرا مجْلِس الشريف عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر الفاسي وَيسْأل أسئلة كَثِيرَة بِسُكُون وتؤدة وَولي مشيخة رِبَاط الْمُوفق وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه سِنِين كَثِيرَة وَلم يكن أحد من الْقُضَاة يُعَارضهُ فِيمَا يختاره فِيهِ بل كَانَ صَاحب مَكَّة الشريف حسن بن عجلَان يُكرمهُ وَيقبل شفاعاته لحسن اعْتِقَاد الْجَمِيع فِيهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر صفر سنة سبع وَعشْرين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالشبيكة أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن هُنَاكَ عِنْد بعض أَوْلَاده وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حَتَّى للمخدرات وتزاحم الأكابر على حمل نعشه وَقل أَن كَانَت جَنَازَة مثلهَا فِي كَثْرَة الْجمع رَحمَه الله وإيانا. ذكره الفاسي أطول مِمَّا هُنَا وَلم يسم جده قلت وَيُحَرر تَارِيخ وَفَاته فقد رَأَيْت فِي أجايز المحيوي عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم مُحَمَّد الْمَالِكِي قَاضِي مَكَّة أَنه حضر عَلَيْهِ دروسا كَثِيرَة قِرَاءَة وسماعا ببحث وتحرير فِي ابْن الْحَاجِب والمختصر الفرعيين وَغَيرهمَا من كتب الْمَالِكِيَّة وَأذن لَهُ فِي التدريس لجَمِيع كتب الْمَالِكِيَّة وأرخ الْإِجَازَة بثالث ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكتب الشَّيْخ خطه بِتَصْحِيحِهِ.
198 - مُحَمَّد بن الشريف مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر(10/55)
الشطنوفي / الأَصْل)
الْآتِي أَبوهُ. جرده البقاعي.
199 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد زين العابدين أَبُو الْفضل بن الشّرف الظَّاهِرِيّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / مَعَ أَبِيه، والظاهرية بِالْمُعْجَمَةِ قَرْيَة من الشرقية، نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والطوالع وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وعرضها عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بل سمع عَليّ وَكثر توجهه لما لَا يرتضي وسافر لمصر بعد أُمُور وَهُوَ سنة تسع وَتِسْعين بهَا.
200 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال أَبُو البركات وَأَبُو المحاسن المراكشي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط الْعَفِيف اليافعي وَيعرف بِابْن مُوسَى. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الفرعيين وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على غير وَاحِد وَمن شُيُوخه فِي الْعلم بِمَكَّة الْجمال بن ظهيرة تفقه بِهِ كثيرا وَأخذ عَنهُ وَالشَّمْس المعيد أَخذ عَنهُ كثيرا فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وانتفع فِي الْعَرَبيَّة كثيرا بِزَوْج أمه خَلِيل بن هرون الجزائري وتفقه أَيْضا فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بالزين المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ تأليفه الْعمد فِي شرح الزّبد فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأكْثر عَنهُ من المرويات فِي الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا أذن لَهُ ابْن الْجَزرِي فِي الْإِفْتَاء والتدريس نظما وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الجمالي بن ظهيرة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَكَذَا انْتفع بالتقي الفاسي وبالصلاح الأقفهسي وتمهر فِي طَرِيق الطّلب وأدمن الِاشْتِغَال بالفقه وأصوله والفرائض والحساب والعربية وَالْعرُوض والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا حَتَّى برع وَتقدم كثيرا فِي الْأَدَب نظما ونثرا واشتدت عنايته بِالْحَدِيثِ وَتقدم فِيهِ كثيرا لجودة مَعْرفَته بالعلل وَالرِّجَال الْمُتَقَدّم مِنْهُم والمتأخر وبالمرويات وتمييز عاليها من نازلها مَعَ الْحِفْظ لكثير من الْمُتُون بِحَيْثُ لم يكن لَهُ بالحجاز فِيهِ نَظِير وارتحل سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا وَأكْثر من المسموع والشيوخ فَكَانَ من شُيُوخه بِمَكَّة ابْن صديق وبالمدينة المراغي وبدمشق عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وبالقاهرة ابْن الكويك وبإسكندرية الْكَمَال بن خير وببعلبك التَّاج بن بردس وبحلب حافظها الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبالقدس والخليل جمَاعَة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وبحمص وحماة وغزة والرملة وَغَيرهَا كاليمن أَخذ فِيهَا عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَعَاد من رحلته الشامية وَقد كملت مَعْرفَته. وَأَجَازَ لَهُ فِي صغره ابْن خلدون وَابْن عَرَفَة والنشاوري)
وَابْن حَاتِم والغياث العاقولي والعزيز المليجي والعراقي والهيثمي والمناوي وَابْن الميلق والتنوخي وَابْن فَرِحُونَ وَمَرْيَم الأذرعية وَغَيرهم.(10/56)
وصنفت شرحا لنخبة شَيخنَا ومختصرا مُسْتقِلّا فِي عُلُوم الحَدِيث كَابْن الصّلاح وَعمل شَيْئا على نمط الموضوعات لِابْنِ الْجَوْزِيّ وشيئا فِي تَارِيخ الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَلم يكمل وَاحِدًا مِنْهَا وَعمل لكل من المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالْجمال المرشدي مشيخة وَكَذَا شرع فِي مُعْجم للفاسي كتب مِنْهُ عدَّة كراريس فِي المحمدين وَعمل أَرْبَعِينَ نصفهَا موافقات وباقيها أبدال لجَماعَة من الشُّيُوخ وَأَرْبَعين متباينة الْأَسَانِيد والمتون كلهَا موافقات لأَصْحَاب الْكتب السِّتَّة دَالَّة على سَعَة مروياته وَقُوَّة حفظه وَلَكِن مَعَ عدم تقيد فِيهَا بِالسَّمَاعِ لم يبيضها وَترْجم شُيُوخ رحلته فِي مُجَلد أَفَادَ فِيهَا. وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا فِي سنة عشْرين وَولى بهَا الإسماع بِبَعْض الْمدَارِس بزبيد ثمَّ مَال إِلَى استيطانه فانتقل إِلَيْهِ بتعاليقه وأجزائه وَكتبه وَظهر لفضلائها تميزه فِي الحَدِيث وَغَيره فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ ونوهوا بِذكرِهِ ونعي خَبره إِلَى النَّاصِر صَاحب الْيمن فَمَال إِلَيْهِ وَزَاد فِي بره سِيمَا وَقد امتدحه بقصائد طنانة، وَتوجه مته فِي النّصْف الثَّانِي من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين فبرز من بعض المراسي الْقَرِيبَة من جدة حِين عاقهم الرّيح فِي يَوْم حَار وَركب وسط النَّهَار فرسا عريا وركضه كثيرا ليدرك الْحَج وَكَانَ بدنه ضَعِيفا فارداد بذلك ضعفا وَأدْركَ أَرض عَرَفَة فِي آخر لَيْلَة النَّحْر فِيمَا ذكر وَمَا أَتَى مني إِلَّا فِي آخر يَوْم النَّفر الأول لكَونه مَشى وعيي عَن الْمَشْي بِحَيْثُ وصل خَبره لأهل منى فَتوجه إِلَيْهِ من حمله ثمَّ نفر مِنْهَا إِلَى مَكَّة وَلم يزل عليلا وَرُبمَا أَفَاق قَلِيلا حَتَّى مَاتَ بعد صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرى ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن كتب وَصيته بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْخَمِيس وَدفن بالمعلاة بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَعظم الأسف على فَقده، وَقد عظمه الفاسي جدا وَقَالَ أَنه برع فِي الْعُلُوم وَتقدم كثيرا فِي الْأَدَب وَله فِيهِ النّظم الْكثير الْمليح لغوصه على الْمعَانِي الْحَسَنَة وَفِي الحَدِيث بِحَيْثُ لم يكن لَهُ فِيهِ نَظِير بالحجاز مَعَ حسن الْجمع والتأليف والإيراد لما يحاوله من النكت والأسئلة والإشكالات ووفور الذكاء وَسُرْعَة الْكِتَابَة وملاحتها ونشأته على العفاف والصيانة وَالْخَيْر والعناية الْكَثِيرَة بفنون الْعلم والْحَدِيث. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ ذَا مُرُوءَة وقناعة وصبر على الْأَذَى وَبِذَلِك لكتبه وفوائده مَوْصُوفا بِصدق اللهجة وَقلة الْكَلَام وَعدم مَا كَانَ عِنْد غَيره من أقرانه من اللَّهْو وَغَيره من صباه حَتَّى مَاتَ، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أَكثر عَن شُيُوخ الْعَصْر وَكتب عني النخبة وَشَرحهَا وَغير ذَلِك فِي)
سنة خمس عشرَة فَمَا بعْدهَا وتمهر وتيقظ وَكتب تراجم لشيوخه أتقنها، وَوَصفه فِي مَوضِع آخر بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل البارع الرّحال جمال الدّين سليل السّلف(10/57)
الصَّالِحين عُمْدَة الْمُحدثين نفع الله بِهِ، وَأذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وإفادته لمن أَرَادَ علما بنقوب فهمه وشفوف علمه، وترجمه التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه بِمَا تبع فِيهِ التقي الفاسي وَكَذَا تَرْجمهُ فِي ذيل طَبَقَات الْحفاظ والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ ثِقَة حجَّة فِي نَقله وَضَبطه ريض الْأَخْلَاق قَلِيل الْكَلَام جميل السِّيرَة لَهُ مُرُوءَة وَفِيه سماح مَعَ قنع بِمَا تيَسّر وصبر على الْأَذَى ورثاه أَبُو الْخَيْر بن عبد الْقوي بقصيدة أَولهَا
(من للمحابر والأقلام والكتب ... بعد ابْن مُوسَى وَمن للْعلم وَالْأَدب)
وَمن نظمه مِمَّا كتبه فِي مشيخة المراغي بعد ذكره لأسانيده:
(فِي زِيّ ذِي قصر بَدَت ... لكنه عين السمو)
(فاعجب لَهَا وَهِي القصي ... رة كَيفَ تنْسب للعلو)
وَمِمَّا كتبه على بديعية الزين شعْبَان الآثاري:
(وروضة للزين شعْبَان قد ... أربت على زهر حلافي ربيع)
(لَو لم تبْق نسج الحريري لما ... حاكت بِهَذَا النّظم رقم البديع)
201 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن يحيى بن عَليّ الْجمال اليمني النَّاسِخ. / وَصفه ابْن عزم بصاحبنا.
202 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى بن سُلَيْمَان الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَالِد المحمدين الماضيين وَيعرف بِابْن عمرَان. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بِالْعلمِ ولازم نَاصِر الدّين الأياسي فِي الْفِقْه وَغَيره فَانْتَفع بِهِ وَأَقْبل على القراآت فَتلا للسبع مَا عدا حَمْزَة بِبيع الْمُقَدّس على الشَّمْس القباقبي بل وتلا عَلَيْهِ للأربعة عشر لَكِن إِلَى آخر الْمَائِدَة خَاصَّة بِمَا تضمنته منظومته مجمع السرُور الَّتِي سَمعهَا من لَفظه بعد أَن قَرَأَهَا عَلَيْهِ مرَارًا وَكَذَا جمع للسبع على حبيب والتاج بن تمرية بعد أَن تَلا عَلَيْهِ لِحَمْزَة فَقَط وعَلى أَمِير حَاج الْحلَبِي لَكِن إِلَى آخر قَاف وبالعشر للزهراوين عَليّ بن الْجَزرِي بِمَا تضمنه النشر والطيبة كِلَاهُمَا لَهُ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَسمع عَلَيْهِ الطّلبَة بعد أَن سَمعهَا من حفيده جلال الدّين وَكَذَا سمع من)
الشَّمْس غير ذَلِك كجزئه الْمُشْتَمل على العشاريات والمسلسلات وَغَيرهَا وَمن شَيخنَا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ نغبة الظمآن لأبي حَيَّان وَغَيرهَا وَمن الفوى ختم صَحِيح مُسلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير فَسَمعهُ بقرَاءَته جمَاعَة مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الكركي الْمَاضِي وبرع فِي القراآت وتصدى لإقرائها وَصَارَ بِأخرَة عَلَيْهِ الْمعول فِيهَا بِتِلْكَ النواحي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت مِنْهُ وَأخذ عَنهُ جمَاعَة بِبَلَدِهِ(10/58)
وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة وَغَيرهَا وانتفعوا بِهِ لديانته ونصحه وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحب ابْن الشّحْنَة حِين إِقَامَته بِبَيْت الْمُقَدّس والكمال بن أبي شرِيف وارتحل إِلَيْهِ نَاصِر الدّين الأخميمي فَتلا عَلَيْهِ وَمَات قبل إكماله وَهُوَ هُنَاكَ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة ماملا بجوار عبد الله الزرعي رَحمَه الله وإيانا. ولعلي بن عبد الحمدي الْغَزِّي فِيهِ:
(يَا شمس علم بصبح الْعِزّ قد طلعت ... فِي برج سعد لَهَا من عنصر الشّرف)
(تيسير نشر الصِّبَا من كل طيبَة ... حويت يَا خير كنز الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ)
203 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف بن الشّرف اللَّقَّانِيّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ والماضي وَلَده عمر والعمدة والرسالة وألفية النَّحْو وعرضها على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَدَار على الشُّيُوخ وَضبط الْأَسْمَاء وَكتب الطباق وَأكْثر وَمن شُيُوخه فِي الرِّوَايَة التنوخي وَابْن الشيخة وعزي الدّين المليجي والمطرز والسويداوي والحلاوي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَغَيرهَا ثمَّ بَاشر الشَّهَادَة بعدة أوقاف وَكتب فِي الْإِنْشَاء وَولى قَضَاء الركب وَكَانَ نير الْهَيْئَة نقي الشيبة حسن الشكالة كثير العصبية والمروءة والمكارم حدث قبل مَوته باليسير وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ بمنزله جوَار جَامع الْأَزْهَر وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي الْجَامِع ثمَّ بمصلى بَاب النَّصْر وَصلي عَلَيْهِ فِيهِ شَيخنَا وَحضر جَمِيع مباشري الدولة نَاظر الْجَيْش فَمن دونه وَكَانَ الْجمع كثيرا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَنه نَشأ مَعَ أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بِهِ فِي الجوق وَكَانَ حسن الصَّوْت ثمَّ طلب الحَدِيث وقتا وَكتب أَسمَاء السامعين واعتمدوا عَلَيْهِ فِي ذَلِك ثمَّ اتَّصل بالشرف الدماميني حِين ولي نظر الْجَيْش ثمَّ بِفَتْح الله حِين ولي كِتَابَة السِّرّ فلازمه حَتَّى اسْتَقر شَاهد ديوانه وَغلب عَلَيْهِ فَلَمَّا زَالَت دولته وَاسْتقر ابْن الْبَارِزِيّ خدمه ولازمه حَتَّى غلب عَلَيْهِ أَيْضا وَاسْتقر بِهِ فِي ديوانه وباشر فِي عدَّة جِهَات، وَكَانَ كثير التودد وَالْإِحْسَان للْفُقَرَاء والمحبة)
فِي أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح رَحمَه الله.
204 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عَليّ الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / كَانَ اسْمه أَولا كمالا بِغَيْر إِضَافَة وَكَانَ يَكْتُبهُ كَذَلِك بِخَطِّهِ فِي كتبه ثمَّ تسمى مُحَمَّدًا وَصَارَ يكشط الأول وَكَأَنَّهُ لتَضَمّنه نوعا من التَّزْكِيَة مَعَ هجر اسْمه الْحَقِيقِيّ. ولد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا بِخَطِّهِ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتكسب بالخياطة ثمَّ أقبل على الْعلم وَأَخذه عَن الْبَهَاء أَحْمد بن التقي(10/59)
السُّبْكِيّ ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الْكَمَال أبي الْفضل النويري وتفقه أَيْضا بالجمال الأسنوي وَوصف ابْن الملقن فِي خطْبَة شَرحه بشيخنا وَكَذَا بَلغنِي أَخذه عَن البُلْقِينِيّ أَيْضا وَلَيْسَ بِبَعِيد وَأخذ الْأَدَب عَن الْبُرْهَان القيراطي والعربية وَغَيرهَا عَن الْبَهَاء بن عقيل وَسمع على مظفر الدّين الْعَطَّار والعرضي وَأبي الْفرج وَابْن الْقَارِي والحراوي وبمكة على الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال مُحَمَّد بن عمر بن حبيب فِي آخَرين كالعفيف المطري بِالْمَدِينَةِ وَمِمَّا سَمعه على الأول التِّرْمِذِيّ فِي سنة نَيف وَخمسين وَوَصفه الزَّيْلَعِيّ فِي الطَّبَقَة بالفاضل كَمَال الدّين كَمَال وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جلّ مُسْند أَحْمد أَو جَمِيعه وجزء الْأنْصَارِيّ وبرع فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية وَالْأَدب وَغَيرهَا وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكتب على ابْن ماجة شرحا فِي نَحْو خمس مجلدات سَمَّاهُ الديباجة مَاتَ قبل تحريره وتبييضه وَكَذَا شرح الْمِنْهَاج وَسَماهُ النَّجْم الْوَهَّاج لخصه من السُّبْكِيّ والأسنوي وَغَيرهمَا وَعظم الِانْتِفَاع بِهِ خُصُوصا بِمَا طرزه بِهِ من التتمات والخاتمات والنكت البديعة وَأول مَا ابْتَدَأَ من الْمُسَاقَاة بِنَاء على قِطْعَة شَيْخه الأسنوي فَانْتهى فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ اسْتَأْنف ونظم فِي الْفِقْه أرجوزة طَوِيلَة فِيهَا فروع غَرِيبَة وفوائد حَسَنَة وَله تذكرة مفيدة وحياة الْحَيَوَان وَهُوَ نَفِيس أجاده وَأكْثر فَوَائده مَعَ كَثْرَة استطراده فِيهِ من شَيْء إِلَى شَيْء وَله فِيهِ زيادات لَا تُوجد فِي جَمِيع النّسخ وأتوهم أَن فِيهَا مَا هُوَ مَدْخُول لغيره إِن لم تكن جَمِيعهَا لما فِيهَا من الْمَنَاكِير وَقد جردها بَعضهم بل اختصر الأَصْل التقي الفاسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَنبهَ على أَشْيَاء مهمة يحْتَاج الأَصْل إِلَيْهَا وَاخْتصرَ شرح الصَّفَدِي للأمية الْعَجم فأجاده وَرَأَيْت من غَرَائِبه فِيهِ قَوْله وَكَانَ بَعضهم يَقُول أَن المقامات وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء وكل ذَلِك من شغفهم وحبهم لَهَا نسْأَل الله الْعَافِيَة بِلَا محنة وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد رَحمَه الله مغرى بهَا وَأنْفق فِيهَا مَالا وعمرا)
انْتهى. وَإِنَّمَا استغربته بِالنِّسْبَةِ لما نسبه للتقي، وَقد تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ أَنه كَانَ أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وَشَاهد وَقفهَا لَهُ نظم جيد وحظ وافر من الْعِبَادَة وَالْخَيْر حَتَّى كَانَ بِأخرَة يسْرد الصَّوْم حدث بِالْقَاهِرَةِ وبمكة وَسمع مِنْهُ الصّلاح الأقفهسي فِي جَوف الْكَعْبَة والفاسي بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى وَعَاد ودرس بأماكن بِالْقَاهِرَةِ مِنْهَا جَامع الْأَزْهَر وَكَانَت لَهُ فِيهِ حَلقَة يشغل فِيهَا الطّلبَة يَوْم السبت غَالِبا وَمِنْهَا الْقبَّة البيبرسية كَانَ يدرس فِيهَا الحَدِيث وَكنت أحضر عِنْده فِيهَا بل كَانَ يذكر النَّاس بمدرسة ابْن البقري دَاخل بَاب النَّصْر فِي يَوْم(10/60)
الْجُمُعَة غَالِبا ويفيد فِي مَجْلِسه هَذَا أَشْيَاء حَسَنَة من فنون الْعلم وبجامع الظَّاهِر فِي الحسينية بعد عصر الْجُمُعَة غَالِبا ودرس أَيْضا بِمَكَّة وَأفْتى وجاور فِيهَا مُدَّة سِنِين مفرقة وتأهل فِيهَا بِأم أَحْمد فَاطِمَة ابْنة يحيى بن عياد الصنهاجي المكية وَولدت لَهُ أم حَبِيبَة وَأم سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن وَأول قدماته إِلَيْهَا على مَا أخْبرت عَنهُ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وجاور بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ جاور بهَا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ قدمهَا مَعَ الرجبية فدام حَتَّى حد ثمَّ قدمهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا قلت وَحضر موت شَيْخه الْبَهَاء بن السُّبْكِيّ حِينَئِذٍ وَنقل الْكَمَال عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ قبيل مَوته بِقَلِيل هَذَا جُمَادَى وَجَرت الْعَادة فِيهِ يَعْنِي لنَفسِهِ بحدوث أَمر مَا فَإِن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت أبي الْبَقَاء وَأَنا فِي قيد الْحَيَاة فَذَاك وَإِلَّا فاقرأ الْكتاب على قَبْرِي. هَكَذَا سمعته من لفظ شَيخنَا فِيمَا قَرَأَهُ بِخَط الدَّمِيرِيّ وَأَنه قَالَ لَهُ يَا سَيِّدي وصل الْأَمر إِلَى هَذَا الْحَد أَو نَحْو هَذَا فَقَالَ أَنه غرمني مائَة ألف قَالَ فَقلت لَهُ دِرْهَم فَقَالَ بل دِينَار انْتهى. قَالَ الفاسي: ثمَّ قدم مَكَّة فِي موسم سنة خمس وَسبعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج الَّتِي تَلِيهَا وفيهَا تأهل بِمَكَّة فِيمَا أَحسب ثمَّ قدمهَا فِي موسم سنة ثَمَانِينَ وَأقَام بهَا حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ قدمهَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأقَام حَتَّى حج فِي الَّتِي بعْدهَا وانفصل عَنْهَا فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ، حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بمقابر الصُّوفِيَّة سعيد السُّعَدَاء وَقَالَ المقريزي فِي عقوده صحبته سِنِين وَحَضَرت مجْلِس وعظه مرَارًا لإعجابي بِهِ وأنشدني وأفادني وَكنت أحبه ويحبني فِي الله لسمته وَحسن هَدْيه وَجَمِيل طَرِيقَته ومداومته على الْعِبَادَة لَقِيَنِي مرّة فَقَالَ لي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي أَقُول لشخص لقد بعد عهدي بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وَكثر شوقي إِلَيْهِ فَقَالَ قل لَا إِلَيْهِ إِلَّا الله الفتاح الْعَلِيم الرَّقِيب المنان فَصَارَ يكثر ذَلِك فحج فِي تِلْكَ السّنة رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: مهر فِي)
الْفِقْه وَالْأَدب والْحَدِيث وشارك فِي الْفُنُون ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وَفِي عدَّة أَمَاكِن وَوعظ فَأفَاد وخطب فأجاد وَكَانَ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما ومجاورة بالحرمين وتذكر عَنهُ كرامات كَانَ يخفيها وَرُبمَا أظهرها وأحالها على غَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وقياما ومجاورة بِمَكَّة بِالْمَدِينَةِ واشتهر عَنهُ كرامات وأخبار بِأُمُور مغيبات يسندها إِلَى المنامات تَارَة وَإِلَى بعض الشُّيُوخ أُخْرَى وغالب النَّاس يعْتَقد أَنه يقْصد بذلك السّتْر سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكنت أحب سمته وَيُقَال أَنه كَانَ فِي صباه أكولا نهما(10/61)
ثمَّ صَار بِحَيْثُ يُطيق سرد الصّيام، زَاد غَيره وَله أذكار يواظب عَلَيْهَا وَعِنْده خشوع وخشية وبكاء عِنْد ذكر الله سُبْحَانَهُ وق تزوج بابنتيه الْجمال مُحَمَّد والجلال عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ واستولداهما الأول أَبَا الْفَضَائِل مُحَمَّدًا وَعبد الرَّحْمَن وَالثَّانِي عبد الْغَنِيّ وَغَيره.
وروى لنا عَنهُ جمَاعَة مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وعرضا وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ:
(بمكارم الْأَخْلَاق كن متخلقا ... ليفوح ند شذائك الْعطر الندي)
(وَصدق صديقك إِن صدقت صداقة ... وادفع عَدوك بِالَّتِي فَإِذا الَّذِي)
205 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى الأيدوني العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / شيخ بَاشر النقابة بِأخرَة عِنْد ابْن المزلق لما عمل قَاضِي الشَّام وَكَذَا عِنْد ولد الخيضري وَيذكر بتمول مَعَ تقتير وغلسة وجاور بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل.
206 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن زين العابدين بن الشّرف بن الشَّمْس الحسني الْقَرَافِيّ الْحَنْبَلِيّ القادري / شيخ الطَّائِفَة القادرية والآتي أَبوهُ. مَاتَ عَن نَحْو خمس وَخمسين سنة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد تعلل مُدَّة طَوِيلَة وَصلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي محفل شهده أَمِير الْمُؤمنِينَ لصداقة كَانَت بَينهمَا فَمن دونه ثمَّ رجعُوا بِهِ إِلَى زَاوِيَة عدي بن مُسَافر مَحل سكناهُ من بَاب القرافة فَدفن عِنْد أَبِيه وجده رَحِمهم الله وَكَانَ إنْسَانا خيرا متوددا متواضعا منجمعا عَن النَّاس حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَسمع الحَدِيث بِهِ وبالقاهرة بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي بل حضر عِنْدِي فِي بعض مجَالِس الْإِمْلَاء رَحمَه الله.
207 - مُحَمَّد الشَّمْس القادري / أَخُو الَّذين قبله ووالد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي، اسْتَقر بعده فِي المشيخة شركَة لِابْنِ عَمهمَا بعناية صهره تغرى بردى الأستادار وَكَانَ غَرَض السُّلْطَان وَغَيره)
من الْخِيَار أَفْرَاد ابْن الْعم بذلك فَكَانَ كَذَلِك لم يلبث هَذَا أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل أَيْضا وَلم يكن كأخيه وَقد سمع قَلِيلا وَحضر أَيْضا عِنْدِي رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
208 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس المنوفي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِبْرَهِيمُ وَأحمد الماضيين / وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن زين الدّين وَهُوَ خير الثَّلَاثَة وأكبرهم مِمَّن يديم التِّلَاوَة ويحضر مَعَ شُيُوخ تصوفه بالمؤيدية ابْن الديري فَمن يَلِيهِ مَعَ سكونه ومعرفته وإنكاره على أَخِيه إِبْرَهِيمُ فِي مخالطته لِلْأُمَرَاءِ. مَاتَ على ظهر النّيل فِي سفينة بعد(10/62)
الطَّاعُون آخر سنة سبع وَتِسْعين أَو الَّتِي تَلِيهَا وَجِيء بِهِ مَحْمُولا فَدفن بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جُمُعَة ولي الدّين أَبُو زرْعَة بن الشّرف الْأنْصَارِيّ. / يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن لم يسم جده.
209 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْبَدْر بن الشّرف بن الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَيعرف كسلفه بِابْن الشهَاب مَحْمُود. / ولد فِي حُدُود الْخمسين وَيُقَال سنة سبعين تَقْرِيبًا وَنَشَأ بِدِمَشْق فاشتغل وتعانى الْأَدَب ونظم الشّعْر ولي توقيع الدست بحلب ووكالة بَيت المَال ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق يَسِيرا ثمَّ نظر الْجَيْش وَكَذَا ولي كِتَابَة سر طرابلس وَكَانَ رَقِيق الدّين كثير التَّخْلِيط والهجوم على المعضلات وتنسب إِلَيْهِ أَشْيَاء غير مرضية مَعَ كرم النَّفس والرياسة والذكاء والمروءة والعصبية كتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذيله من نظمه وَمَات فِي السجْن بِدِمَشْق خنقا فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة بِأَمْر الْجمال الأستادار لحقد كَانَ فِي نَفسه مِنْهُ أَيَّام خموله بحلب عَفا الله عَنهُ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة من أنبائه بِاخْتِصَار ثمَّ أَعَادَهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَزَاد فِي نسبه مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا تقدم وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي على الصَّوَاب. وَمن نظمه:
(أنزه مِنْك طرفِي فِي رياض ... وَسيف اللحظ مِنْك عَليّ ماضي)
(وَإِن يَك فِي دمي لَك بعض قصد ... فدونك سفكه فالقلب راضي)
(وَخذ من غنج طرفك لي أَمَانًا ... فقد وصلت صوارمه المواضي)
(وَكَيف أحاول الْإِنْصَاف يَوْمًا ... وَمن شكواي مِنْهُ عَليّ قَاضِي)
(بنفسي من يَصح بِهِ غرامي ... ومنشؤه من الحدق المراض)
)
(لَهُ لفظ وأخلاق وَخلق ... رياض فِي رياض فِي رياض)
210 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَحْمُود بن قُرَيْش الشَّمْس الصُّوفِي الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية وَيعرف بصهر الْخَادِم. / ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِجَامِع طولون وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة وَكَانَت مِمَّا سَمعهَا بِتَمَامِهَا عَلَيْهِ وبباكير وَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْهَا إِلَى الْبيُوع وبالتفهني وَابْن الْهمام واشتدت عنايته بملازمته لَهُ حَتَّى أَنه استنابه فِي مشيخة الشيخونية فِي بعض غيباته سنة وَثَلَاثَة أشهر وَقدمه عَليّ السيفي والزين قَاسم وَكَأَنَّهُ رام الصُّلْح بَينهمَا بِهِ مَعَ أَنه كَانَ يجله بِحَيْثُ كتب لَهُ فِي إِجَازَته على التَّحْرِير من تصانيفه أَنه اسْتَفَادَ نَحوا مِمَّا أَفَادَ، وَقَرَأَ على الشهَاب البوصيري ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ وعَلى قَارِئ الْهِدَايَة والدفري إِمَام جَامع قوصون والفوى وَالزَّرْكَشِيّ فِي آخَرين مِمَّن بعدهمْ كالزين رضوَان والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأخذ(10/63)
الطَّرِيق عَن الزين الحافي وَحج غير مرّة وَولي إِمَام الشيخونية دهرا وأقرأ الطّلبَة وقتا.
وَهُوَ إِنْسَان فَاضل دين منعزل عَن النَّاس ثمَّ توالى عَلَيْهِ الضعْف والهرم فَانْقَطع وأضر وَلزِمَ الوساد وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ وَسمع كَلَامه وَالْتمس دعاءه. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.
211 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الْمُحب بن الشّرف المنوفي القاهري / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة خمسين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض واشتغل قَلِيلا عِنْد الْفَخر المقسي والبكري وتنزل فِي الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الجورة مَعَ أَبِيه وَبعده وأثرى مِنْهَا بِحَيْثُ زَادَت نهمته فِي تَحْصِيل الْجِهَات وخطب نِيَابَة بمدرسة سودون من زَاده وبالزمامية وَغَيرهمَا مَعَ استقراره فِي خطْبَة الْجَامِع الْكَبِير بمنوف وشاع مَا افتعله رَفِيقًا للشرف بن روق حِين كَانَ رَفِيقًا لَهُ فِي الشَّهَادَة من أشهاد عَليّ خَادِم البيبرسية حِين كَانَ مَرِيضا برغبته لَهما عَمَّا بِيَدِهِ من وظيفتي التصوف والخدامة وسعيا فِي أَخذ خطابتها فَبلغ الْخَادِم ذَلِك فأنرك وُقُوعه مِنْهُ وَأشيع إِنْكَاره فَطلب مِنْهُمَا الْإِشْهَاد عَلَيْهِ فأخفياه ومزقاه فِيمَا قيل وَكَانَت وَاقعَة شنيعة. وطمحت نَفسه لقَضَاء منوف فسعى عِنْد الزين زَكَرِيَّا أول ولَايَته وأفحش فِي زِيَادَة مَا يحمل باسم الْحَرَمَيْنِ كل سنة حِين وَرُبمَا حضر عِنْدِي فِي البرقوقية وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن عِنْد أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء وَترك أَوْلَادًا رَحمَه الله.) (سقط)(10/64)
(سقط) مِمَّن تقدم فِي الْفَرَائِض والحساب وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ شَيخا خيرا سَاكِنا لَقيته بالصالحية.
وَمَات فِي.
216 - مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس الفيومي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / كَانَ خيرا سَاكِنا ذَا فَضِيلَة بِحَيْثُ يقرئ بعض الطّلبَة واستنابه الشّرف يحيى بن الجيعان فِي مشيخة مدرسة عَمه الْمُجَاورَة لبيتهم. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين ظنا رَحمَه الله وإيانا.
217 - مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّمْس المجدلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي بيض. / ذكره لي بلديه أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ وَأَنه جود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَتخرج بِهِ.
218 - مُحَمَّد بن مُوسَى نَاصِر الدّين أَبُو الْفضل الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي الْمَشْهُور. / ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فتدرب فِي التصوف والسلوك بجده الْمشَار إِلَيْهِ وَلبس مِنْهُ وَمن)
الشهَاب بن الناصح والخوافي الْخِرْقَة وانتفع بجده وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان بن خطيب عذراء وَأَقْبل على الْعِبَادَة والسلوك بِحَيْثُ صَار من شُيُوخ الصُّوفِيَّة وصنف فِيهِ ونظم ونثر وابتنى زَاوِيَة بميدان الْحَصَى من القبيبات وَكَانَ النَّاس يَجْتَمعُونَ عِنْده فِيهَا لَيْلَة من الْأُسْبُوع وَيتَكَلَّم عَلَيْهِم على قَاعِدَة أَرْبَاب الزوايا وَكثر أَتْبَاعه مَعَ سمت حسن ووجاهة بِحَيْثُ لَا ترد رسائله. مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بتربته الْمَعْرُوفَة بِهِ رَحمَه الله.
219 - مُحَمَّد بن مُوسَى ولي الدّين أَبُو زرْعَة بن الشّرف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي / خطيب جَامعهَا الْأَكْبَر. مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَهُوَ ابْن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جُمُعَة.
220 - مُحَمَّد بن مُوسَى الْعِرَاقِيّ، وَيعرف بالسقاء. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
مُحَمَّد بن مَوْلَانَا زَاده. / فِي ابْن أَحْمد بن أبي يزِيد.
221 - مُحَمَّد بن مَيْمُون الواصلي نِسْبَة لقرية بتونس التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي(10/65)
وَيعرف بالواصلي / مِمَّن أَخذ عَن عمر القلجاني وَكَانَ عَالما فِي الْفِقْه والْحَدِيث والأصلين والعربية. مَاتَ بالطاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بتونس أَفَادَهُ لي بعض ثِقَات أَصْحَابه.
222 - مُحَمَّد بن نَاصِر بن يُوسُف بن سَالم بن عبد الْغفار بن حفاظ الدِّمَشْقِي الْمزي. / فِي آخر جُزْء من الأَصْل: آخر الْجُزْء الرَّابِع من الضَّوْء اللامع لأهل الْقرن التَّاسِع لشَيْخِنَا الشَّيْخ الْعَلامَة الْحجَّة الفهامة شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَنَام أبي الْخَيْر مُحَمَّد شمس الدّين بن المرحوم زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر السخاوي القاهري الشَّافِعِي أدام الله حَيَاته للْمُسلمين آمين وانْتهى إِلَى هُنَا من خطه فِي مُدَّة آخرهَا يَوْم الْخَمِيس حادي عشر صفر الْخَيْر سنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بمنزل كَاتبه من مَكَّة المشرفة المفتقر إِلَى لطف الله وعونه عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي لطف الله بهم آمين وَالْحَمْد لله وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا.
الْحَمد لله أنهاه مطالعة الْفَقِير حسن الْعَطَّار الْمولى مشيخة الْأَزْهَر كَانَ الله لَهُ معينا آمين.
أنهاه مطالعة وَكَذَا مَا قبله الْفَقِير مُحَمَّد مرتضى الْحُسَيْنِي عَفا الله عَنهُ.
كَذَلِك أنهاه مطالعة وَكَذَا الجزءين قبله خلا الأول فَأَنَّهُ تغيب عَن الوجدان مستعيرا لَهُ من)
حَضْرَة الْأُسْتَاذ الْمُعظم السَّيِّد مُحَمَّد أَبُو الإقبال بن وفا خَليفَة بَيت السادات الوفائية أَطَالَ الله عمره وَشرح صدر وَأَنا الْفَقِير الْمُحب عبد الرَّحْمَن بن حسن الجبرتي واستفدت بمطالعته فَوَائِد جزى الله مُؤَلفه ومعيره ومستعيره خيرا حامدا ومستغفرا.
ثمَّ بِخَط الْمُؤلف مَا نَصه: الْحَمد لله أنهاه على قِرَاءَة ومقابلة مُفِيدا مجيدا محررا وللمحاسن مظْهرا كَاتبه الشَّيْخ الإِمَام الأوحد الْهمام الْعَالم المرشد والمحدث الْمُفِيد الرّحال الْمسند الْحَافِظ الْقدْوَة الْجُزْء عبد الْعَزِيز مُفِيد أهل الْحجاز ومسعد القاطنين فضلا عَن الغرباء بِمَا يسعفهم بِهِ بِدُونِ الْمجَاز نفع الله تَعَالَى بِهِ وَرَفعه فِي الدَّاريْنِ لأعلى رُتْبَة، وسَمعه مَعَه الشيخي الفاضلي ذُو الهمة الْعلية وَالنِّسْبَة إِلَى السادات الْأَئِمَّة الْعمريّ أَبُو بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ عرف بالشلح جمله الله تَعَالَى سفرا وحضرا وَحمله على نَجَائِب جوده وفضله مسَاء وبكرا. وانْتهى فِي يَوْم ثَانِي عشر رَجَب سنة تسع وَتِسْعين بِمَكَّة وأجزت لَهما رِوَايَته عني وَسَائِر مروياتي ومؤلفاتي. قَالَه وَكتبه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السخاوي مُؤَلفه ختم الله لَهُ بِخَير وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَسلم تَسْلِيمًا.(10/66)
المنيحي الْخَطِيب. كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ أَن مولده فِي تَاسِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَأَنه سمع على يحيى بن يُوسُف الرَّحبِي وَمُحَمّد بن الشهَاب أَحْمد المينحي خطيب المزة وَكَانَت إِجَازَته فِي سنة خمسين وَمَا رَأَيْته فِي الرحلة فَكَأَنَّهُ مَاتَ بَينهمَا.
223 - مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن عز الدّين الشَّمْس الأبشيهي وَيعرف بِابْن الْخَطِيب / مَاتَ بِمَكَّة وَأَنا بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
224 - مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن عَليّ الطنيخي. / مِمَّن سمع عَليّ قريب التسعين.
225 - مُحَمَّد بن مَنَافِع المسوفي ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي. / قدم الْمَدِينَة وَهُوَ مشار إِلَيْهِ بالفضيلة وَالصَّلَاح فأقرأ الْفِقْه وتزايد صَلَاحه وخيره وَسمع على الْجمال الكازروني والمحب المطري وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْمَاضِي وَكَانَ يتَوَقَّف فِي الإقراء مُدَّة ثمَّ أَنه جَاءَهُ يَوْمًا وَسَأَلَهُ فِي الْقِرَاءَة فتعجب هُوَ وَغَيره من ذَلِك بعد امْتِنَاعه فَلَمَّا مَاتَ أخْبرت زَوجته أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه وَمَعَهَا لإِمَام ملك وَهُوَ يَأْمُرهُ بالإقراء فتصدى حِينَئِذٍ لذَلِك وَكَانَ هَذَا بعد موت صَاحبه أَحْمد بن سعيد الجزيري وَبَلغنِي أَن أمه وَاسْمهَا مَرْيَم كَانَت تقرئ الطّلبَة فِي الْفِقْه. مَاتَ سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا.
226 - مُحَمَّد بن ناهض بن مُحَمَّد بن حسن بن أبي الْحسن الشَّمْس الْجُهَنِيّ الْكرْدِي الأَصْل الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة / ولد تَقْرِيبًا بحلب فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وتولع بالأدب فأبلغ نظما ونثرا وَسكن الْقَاهِرَة مُدَّة وتنزل فِي صوفية الجمالية ومدح أعيانها بل عمل سيرة الْمُؤَيد شيخ فأجاد مَا شَاءَ وقرضها لَهُ خلق فِي سنة تسع عشرَة وَمن نظمه: يَا رب إِنِّي ضَعِيف وفيك أَحْسَنت ظَنِّي فَلَا تخيب رجائي وَعَافنِي واعف عني وَقد ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ وَكَذَا جرده البقاعي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه سكن الْقَاهِرَة زَمَانا ومدح الْأَعْيَان وتعيش بِبيع الفقاع بِدِمَشْق ثمَّ ترك وَأقَام مُدَّة يستجدي بمدحه النَّاس حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حادي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ عِنْده فَوَائِد وكتبت عَنهُ من نظمه:
(كم دولة بفنون الظُّلم قد فنيت ... وَرَاح آثَارهم فِي عكسهم ومحوا)
(وَجَاء من بعدهمْ من يفرحون بهَا ... وَقَالَ سُبْحَانَهُ حَتَّى إِذا فرحوا)
وَكَذَا كتب عَنهُ عَن الولوي عبد الله بن أبي الْبَقَاء القَاضِي شعرًا.
227 - مُحَمَّد بن نجم الدّين نَاصِر الدّين الطَّبِيب وَيعرف بِابْن البندقي. / أَخذ عَن السراج البهادري وَفتح الدّين بن الباهي وتميز فِي الطِّبّ وشارك فِي غَيره من الْفَضَائِل وَاسْتقر فِي تدريس الطِّبّ بالمنصورية بعد شَيْخه السراج وتنازع هُوَ(10/67)
والشرف بن الخشاب بِحَيْثُ أهين ذَاك. وَمَات سنة بضع وَخمسين وَكَانَ يتجر بالسكر خَبِيرا بذلك.
228 - مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن أَحْمد الججاوي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع عَن سِتّ وَسبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
229 - مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فَرح بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر أَبُو عبد الله الْأَيْسَر صَاحب غرناطة بالأندلس وَيعرف بِابْن الْأَحْمَر / وَليهَا مُدَّة إِلَى أَن خلع مُحَمَّد بن المول ففر إِلَى مالقة وَجمع النَّاس لِحَرْب ابْن المول حَتَّى ملك غرناطة ثَانِيًا ثمَّ ثار عَلَيْهِ مُحَمَّد بن يُوسُف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن السُّلْطَان أبي فَارس عبد الْعَزِيز فَانْهَزَمَ إِلَى تونس فَأَقَامَ فِي كنف أبي فَارس مكرما مبجلا حَتَّى أُعِيد ثَالِثا وَقتل مُحَمَّد بن يُوسُف وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِمَّا أنْشدهُ لأبي فَارس معتذرا عَن تخطيه بنيه وَإِخْوَته وجلوسه فَوْقهم حِين علمه بِهَذَا:)
(إِن كنت أَخْطَأت فِي التخطي ... لي من الْعذر وَاضح ثناه)
(هَيْبَة مولَايَ أذهلتني ... فَلم تَرَ الْعين مَا سواهُ)
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول.
230 - مُحَمَّد بن أبي نصر الشَّمْس البُخَارِيّ وَيعرف بخواجة. / لقِيه الطاووسي بهراة وَهُوَ مُتَوَجّه مِنْهَا إِلَى مَكَّة فَسمع مِنْهُ حَدِيثا مُرْسلا فِيمَا زَعمه بل هُوَ بَاطِل وَهُوَ من قبل عِنْد سَمَاعه من الْمُؤَذّن كلمة الشَّهَادَة ظفري إبهاميه ومسهما على عَيْنَيْهِ وَقَالَ عِنْد الْمس اللَّهُمَّ احفظ حدقتي ونورهما ببركة حدقتي مُحَمَّد ونورهما صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يعم وَقَالَ أَنه كَانَ فَاضلا عَالما عَارِفًا معمرا أجَاز لي بل أذن لي بالإفتاء فِي إِحْدَى الجماديين سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.
231 - مُحَمَّد بن نَهَار الخوافي السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ. / قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين ليحج فَأكْرمه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَأخذ عَنهُ الطّلبَة فَكَانَ مِنْهُم النظام الْحَنَفِيّ حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ فَإِنَّهُ قَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَعْض من توضيح التَّنْقِيح لصدر الشَّرِيعَة وَمن تلويح التَّوْضِيح للتفتازاني وَأَجَازَ لي فَالله أعلم.
232 - مُحَمَّد بن الْفَقِيه هرون بن مُحَمَّد بن مُوسَى التتائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي / الْمَاضِي شقيقه قَاسم والآتي أَبوهُ وَأَخُوهُ لأمه يُوسُف التتائي قَالَ لي أَنه حفظ الْقُرْآن والعمدة ورسالة الْفُرُوع وألفية النَّحْو وغالب مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن يعِيش المغربي وَهِي وَالْفِقْه عَن يحيى العلمي وَكَذَا لَازم فِي الْفِقْه وَغَيره السنهوري والفرائض والحساب عَن الشهَاب السجيني فِي آخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفُنُون(10/68)
كالعلاء الحصني فَمن دونه وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وسافر الْقُدس وَالشَّام وحلب وَرُبمَا أَقرَأ. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَهُوَ صَغِير عوضه الله الْجنَّة.
233 - مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْجمال الْقَائِد الْعمريّ أَخُو مقبل / الْآتِي. مَاتَ بالعد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن بِهِ أرخه ابْن فَهد.
234 - مُحَمَّد بن هبة الله بن عمر بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله نَاصِر الدّين بن الشّرف بن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْمَاضِي. / من بَيت أصل وَعلم ورياسة، كَانَ أَبوهُ كَاتب سر حماة وناب جده فِي قَضَائهَا لِأَخِيهِ وَكَذَا نَاب أَبوهُ إِبْرَهِيمُ لِأَبِيهِ الشّرف. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه عَمه)
نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَأول من تفهم عَلَيْهِ النُّور الأدمِيّ بحث عَلَيْهِ فِي الملحة وَحفظ ثلث التسهيل وبحثه على الْجمال بن خطيب المنصورية وَأخذ الْفِقْه عَن القاياتي بِالْقَاهِرَةِ وَبحث شرح الألفية لِابْنِ عقيل على الْبَدْر الْهِنْدِيّ واستصحبه مَعَه فِي سنة تسع وَعشْرين من دمشق إِلَى حماة فأنزله عِنْده وزوجه وانتفع بِهِ هُوَ وَجَمَاعَة من حماة وَكَذَا بحث شرحها لِابْنِ المُصَنّف بِالْقَاهِرَةِ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وبدمشق على الشَّمْس القابوني وَكَانَ يخبر أَنه سمع البُخَارِيّ بالقدس بِقِرَاءَة الشَّمْس القلقشندي على أبي الْخَيْر بن العلائي وَهُوَ ثِقَة بل كَانَ متزهدا لَا يخالط أَقَاربه فِي رفعتهم فِي الدُّنْيَا ومناصبهم بل مُسْتَغْرق الْأَوْقَات فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَعرض عَلَيْهِ قَرِيبه القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ كِتَابَة سر الشَّام وقضاءها فِيمَا قيل فِي الْأَيَّام المؤيدية فَمَا قبل بل لما ولي وَلَده قَضَاء بَلَده هجره أَرْبَعَة أشهر، وَكَانَ صَالحا قَانِتًا تاليا متهجدا انْتفع بِهِ عَلَاء الدّين بن اللفت شيخ حماة الْآن. وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة وجاور بالقدس. مَاتَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَقيل فِي أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا رَحمَه الله وإيانا.
235 - مُحَمَّد بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو أبي البركات. / سمع على الْكَمَال الكازروني.
236 - مُحَمَّد بن همياوان بن أَحْمد / ملك كلبرجة وَابْن مُلُوكهَا، وَيُقَال لكل مِنْهُم شاه. قَامَ بتربيته وتمهيد ملكه الخواجا ملك التُّجَّار مَحْمُود الْآتِي فَلَمَّا ترعرع واستقل فتك بِهِ وَقَتله فَلم يلبث أَن قتل فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ فَكَانَ بَينهمَا سنة.
237 - مُحَمَّد بن وَارِث المغربي. / خدم الْمُنْتَصر بن أبي حمو صَاحب تلمسان ثمَّ أحس بِشَيْء فَقدم الْقَاهِرَة وَتعلق بالجمالي مَحْمُود الأستادار ثمَّ اخْتصَّ بِسَعْد الدّين إِبْرَهِيمُ(10/69)
بن غراب فأنعم عَلَيْهِ وَاسْتمرّ مُدَّة حَيَاته وعاش هُوَ بعده إِلَى بعد الْعشْرين وَكَانَ خيرا لَهُ عبَادَة ونسك. ذكره المقريزي فِي عقوده.
238 - مُحَمَّد الْمَدْعُو بَرَكَات بن ولي الدّين بن شمس الدّين بن عبد الْكَرِيم القليوبي القباني بِبَاب الْفتُوح رَفِيقًا لِابْنِ بهاء وَيعرف بِابْن المغاربة. / مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ بعد أَن ثقل سَمعه وَترك ابْنه ولي الدّين مُحَمَّدًا وَكَانَ صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن وَيشْهد الْجَمَاعَات وَفِيه خير أصلح مَسْجِدا تجاه خَان الوراقة وخلوة)
علو سطح جَامع الْحَاكِم وثب على وَلَده فِيهَا يُوسُف إِمَام الْجَامِع.
مُحَمَّد بن أبي وَالِي. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي وَالِي.
239 - مُحَمَّد بن لاجين نَاصِر الدّين بن حسام الدّين الرُّومِي الأَصْل القاهري / سبق ذكره فِي وَلَده مُحَمَّد.
240 - مُحَمَّد بن ياقوت. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا.
241 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن دغرة بن زهرَة الشَّمْس الحبراضي الأَصْل الدِّمَشْقِي الطرابلسي الشَّافِعِي وَالِد التَّاج عبد الْوَهَّاب الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زهرَة / بِضَم الزَّاي. ولد فِي سنة سِتِّينَ وَقيل كَمَا قرأته بِخَط وَلَده سنة ثَمَان وَخمسين بحبراض وانتقل مِنْهَا وَقد قَارب التَّمْيِيز إِلَى طرابلس وَقد قَرَأَ الْقُرْآن فحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن معطي وتفقه بِالنَّجْمِ بن الجابي والشمسين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه والصرخدي والشرف الْغَزِّي ثمَّ وَقع بَينهمَا بِحَيْثُ صَار الشَّمْس يتَكَلَّم فِيهِ والصدر الياسوفي والشريشي والزين الْقرشِي وَعنهُ أَخذ التَّفْسِير وَآخَرين، وَلَقي البُلْقِينِيّ لما قدم مَعَ الظَّاهِر برقوق فَأخذ عَنهُ وَكَانَ يُسَمِّيه شيخ الرَّوْضَة وَأخذ الْأُصُول عَن الشهَاب الزُّهْرِيّ والصرخدي، وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا وَسمع على ابْن صديق والكمال بن النّحاس ثَالِث حَدِيث أبي عَليّ بن خُزَيْمَة قَالَا أَنا بِهِ الحجار وَعلي التَّاج مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن رَاجِح وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن قواليح والمحب الصَّامِت وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة وتصدر بالجامع الْأمَوِي بعد موت شَيْخه ابْن الجابي على خير واستقامة فَلَمَّا كَانَ بعد الْفِتْنَة ضَاقَ بِهِ الْحَال فَتوجه إِلَى عجلون ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا يقرئ وَيحدث ويفتي ويخطب وأثرى وَصَارَ شيخ تِلْكَ الْبِلَاد، وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ إِمَامًا عَالما دينا جَلِيلًا فَقِيها شيخ الشَّافِعِيَّة فِي بَلَده بِلَا مدافع كَمَا وَصفه شَيخنَا فِي حوادث سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أنبائه تصدى لنشر الْعلم خمسين سنة وانتفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد أُخْرَى فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان السوبيني والبلاطنسي بل وَأخذ عَنهُ قَدِيما التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ(10/70)
أَنه انْتفع بِهِ كثيرا قَالَ وَهُوَ الَّذِي قرر فِي قلبِي اعْتِقَاد الإِمَام أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ رحمهمَا الله، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم حظيت بِهِ طرابلس وخطب بجامعها المنصوري مُدَّة طَوِيلَة واعتقده أَهلهَا وَغَيرهم وتبركوا بدعائه وَقصد بالفتاوى من الْجِهَات الْبَعِيدَة وصنف شرحا للتّنْبِيه فِي أَربع مجلدات احْتَرَقَ فِي الْفِتْنَة وشرحا)
للتبريزي فِي ثَلَاث مجلدات فِيهِ فَوَائِد وتفسيرا فِي نَحْو عشر مجلدات سَمَّاهُ فتح المنان فِي تَفْسِير الْقُرْآن وتعليقا على الشَّرْح وَالرَّوْضَة فِي ثَمَان مجلدات وَغير ذَلِك وَله تعليقة فِي مُجَلد كَبِير كالتذكرة يشْتَمل على تَفْسِير وَحَدِيث وَفقه وعربية وَوعظ القصيدة الَّتِي نظمها بموافقة المصريين فِي الِانْتِصَار لِابْنِ تَيْمِية وتكفير من كفره وَصرح بتكفير القَاضِي وَتَبعهُ أهل بَلَده حبا فِيهِ وتعصبا مَعَه فَلم يسع الْحِمصِي إِلَّا الْفِرَار لبعلبك ثمَّ كَاتب المصريين فجَاء المرسوم بالكف عَنهُ واستمراره على قَضَائِهِ فسكن الْأَمر كَمَا أُشير إِلَيْهِ فِي تَرْجَمته كل هَذَا مَعَ حسن الْأَخْلَاق ولين الْجَانِب والاقتصاد فِي ملبسه بِحَيْثُ يلبس الملوطة والعمامة الصَّغِيرَة والمحاسن الجمة. وَمَات بعد أَن أضرّ وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَالْخَيْر فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بطرابلس وَدفن بتربة الْجَامِع وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف بعده بهَا مثله رَحمَه الله وإيانا.
242 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن قَاسم الذويد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
243 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد أَبُو عبد الله النفزي الرندي / من بَيت علم وَصَلَاح لَهُ تخاريج ومسلسلات وَأم بِجَامِع الْقرَوِيين وقتا شركَة بَينه وَبَين غَيره. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ الْبَدْر أَبُو الْبَقَاء بن الجيعان. / فِي الكنى.
244 - مُحَمَّد الصّلاح أَبُو الْمَعَالِي بن الشّرف بن الجيعان / شَقِيق الَّذِي قبله وَهُوَ الْأَصْغَر. ولد فِي تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْأَزْهَر على الْعَادة وأنشئت لَهُ الْخطْبَة الَّتِي أَدَّاهَا فِي الْخَتْم والعقيدة الغزالية والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَقطعَة من تقريب الْأَسَانِيد وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة أَخذ النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والأصلين عَن ملا عَليّ الْكرْمَانِي وَكَذَا أَخذ النَّحْو وَالْبَعْض من أصُول الْفِقْه وَمن تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ عَن السنهوري وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه الصَّغِير للجرومية(10/71)
ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره بل كَانَ أحد الْقُرَّاء فِي بعض تقاسيمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشفا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ والعبادي بل كَانَ يقْرَأ على الشاوي فِي البُخَارِيّ بِحَضْرَتِهِ وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة كالزين شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا والجلال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي)
والبهاء بن الْمصْرِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب وَالشَّمْس الرَّازِيّ والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَأم هَانِئ الهورينية وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَتردد لزكريا يَسِيرا وانتفع بفقيهه الشهَاب السجيني وبمذاكرة من يرد عَلَيْهِ من الْفُضَلَاء وَقَرَأَ الشفا على الديمي وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء بِحَضْرَة وَالِده وأخويه ورام أَبوهُ قِرَاءَته عَليّ للْبُخَارِيّ فاعتذرت بِعَدَمِ تَوَجُّهِي فِي ذَلِك لأحد بِحَيْثُ تميز فِي الْفَضَائِل وتدرب بوالده فِي عُلُوم وَكَذَا فِي الدِّيوَان مَعَ جودة الْخط والتحري فِي الطَّهَارَة وَنَحْوهَا والجري على عَادَة بَيته فِي التَّوَاضُع ومزيد الْأَدَب سِيمَا بعد استقراره عقب أَخِيه أبي البركات فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ فَإِنَّهُ تزايدت محاسنه وَظَهَرت كمالاته وبراهينه وفصاحته وسيادته وَعدم تكَلمه غَالِبا إِلَّا بِمَا لَهُ فِيهِ مخلص حَتَّى كَانَ حَسَنَة من حَسَنَات وقته وَقد حج غير مرّة.
245 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن الْعلم بن الْفَخر القبطي / أحد كتاب المماليك كأبيه وجده وَيعرف بِابْن فخيرة تَصْغِير فَخر لقب جده. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَلَا بَأْس بِهِ تواضعا ومحبة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وإقبالا على الْجَمَاعَة مَعَ إِحْسَان وكياسة وكرم وتودد وشكل وَترك لمخالطة الكثيرين مِمَّا يدل لصِحَّة إقلاعه وَحسن إِسْلَامه وانتزاعه وَقد صاهره فتح الدّين بن البُلْقِينِيّ على ابْنَته. وَمَات عَنْهَا وَفِي سنة تسع وَتِسْعين أضيف إِلَيْهِ كِتَابَة ديوَان جَيش الشَّام بعد الْبَدْر الأنبابي بجريمة وَقع فِيهَا.
246 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْيَمَانِيّ الشاذلي. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَيُحَرر أمره.
247 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن أبي الْقسم الْمُحب الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الوجدية / نِسْبَة إِلَى وَجدّة إِحْدَى مدن فاس وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ ابْن الوجدي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ فَاضلا مفننا اشْتغل كثيرا فِي عدَّة فنون وَقَالَ الشّعْر فأجاد وَكَانَ حسن المذاكرة لَكِن كَانَ بعض المصريين ينْسبهُ إِلَى التزيد وَلَا يزَال بَينه وَبَين قُضَاة مذْهبه الشنآن يصادق الْوَاحِد مِنْهُم الآخر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين، وَهُوَ مِمَّن سمع على الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَسمعت عَلَيْهِ شَيْئا من مسموعه من الْحِلْية بل سَمِعت مِنْهُ(10/72)
أَكثر تصنيفه الَّذِي جمعه فِيمَا يتَعَلَّق بِصَوْم سِتّ شَوَّال وَحكى لي عَن القوام الإتقاني أَنه كَانَ يرَاهُ يدمن أكل الثوم النيئ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَاعْتَذر بِبرد دماغه وَاجْتمعَ بِي مرّة فرآني حَرِيصًا على سَماع الحَدِيث وَكتبه فَقَالَ لي)
اصرف بعض هَذِه الهمة إِلَى الْفِقْه فإنني أرى بطرِيق الفراسة أَن عُلَمَاء هَذَا الْبَلَد سينقرضون وسيحتاج إِلَيْك فَلَا تقصر بِنَفْسِك فنفعتني كَلمته وَلَا أَزَال أترحم عَلَيْهِ بِهَذَا السَّبَب وَرَأَيْت بِخَطِّهِ على شرح الْعُمْدَة لأبي عبد الله بن مَرْزُوق تقريظا فِيهِ من نظمه ونثره وَفِيه قصيدة فائية يَقُول فِيهَا:
(كل الْأَنَام إِلَى أبوابه اخْتلفُوا ... وبالدعاء لَهُ عَادوا وَمَا اخْتلفُوا)
وَرَأَيْت فِي ظَاهره بِخَط ابْن مَرْزُوق هَذَا نظم الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة القَاضِي محب الدّين بن الوجدية. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا.
248 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله الشَّمْس أَبُو الْقسم القاهري الشَّافِعِي المزين أَبوهُ. / مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وأربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بِحِفْظ متقن وَمَات وَقد جَازَ الْبلُوغ مطعونا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ عَن سِتّ عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَترك زَوجته حَامِلا فَوضعت بعده ابْنة وَهِي الْآن حَيَّة.
249 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الطّيب الْحَنَفِيّ / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو الجرومية والقدوري والمنار وَعرض عَليّ أَيْضا بل قَرَأَ عَليّ أَجزَاء من البُخَارِيّ وَسمع عَليّ غير ذَلِك واشتغل قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات بجاه أَبِيه وَحج مَعَه فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا فَمَاتَ أَبوهُ فِي أَثْنَائِهَا وَعَاد ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر وَاجْتمعَ بِي فِي مَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ مُسْند إِمَامه جمع ابْن الْمُقْرِئ وَالْبَعْض من جمع الْحَارِثِيّ وَسمع عَليّ جملَة وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، وَهُوَ فهم متميز لَهُ ذوق وأدب واستحضار فِي الْجُمْلَة وحرص وَقرر معي أَن مَا يذكر بِهِ من زَائِد الثروة لَا حَقِيقَة لَهُ، وَرجع فِي أثْنَاء الَّتِي بعْدهَا وانتفع بمؤدبه عبد الْخَالِق بن الْعقَاب سِيمَا بعد موت أَبِيه ولطف الله بِهِ فِي سد نوبَته مَعَ الْملك، وَتزَوج ابْنة قَاسم الرُّومِي وَمَاتَتْ تَحْتَهُ ثمَّ ابْنة مؤدبه فَمَاتَتْ أَيْضا.
250 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله أَبُو عبد الله البيوسقي المغربي نزيل بجاية. / أَخذ عَن النقاوسي شَارِح المفرجة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الأبدي الشفا.
251 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الشّرف العجيسي المغربي الأَصْل القاهري الناصري نِسْبَة للمدرسة الناصرية لسكناه فِيهَا الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بالعجيسي. / نَشأ فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن والرسالة والمختصر(10/73)
الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن أبي الْقسم النويري والأمين الأقصرائي والتقي الشمني وَآخَرين وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع طولون والأشرفية الْقَدِيمَة والخروبية وَغَيرهَا حفظا لمقام أَبِيه وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وَغَيرهَا، وَكَانَ عَاقِلا متوددا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين رَحمَه الله.
252 - مُحَمَّد بن يحيى أَو إِبْرَهِيمُ بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل بن أبي زَكَرِيَّا بن أبي مُحَمَّد التلمساني المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الإِمَام / وَهُوَ بكنيته أشهر. من بَيت شهير ارتحل فِي سنة عشر لِلْحَجِّ فَأَقَامَ بتونس أشهرا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فحج مِنْهَا وَعَاد إِلَيْهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى الشَّام فزار بَيت الْمُقَدّس وتزاحم عَلَيْهِ النَّاس بِدِمَشْق حِين علمُوا فضيلته وأجلوه وَأخذُوا عَنهُ، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فدام بهَا أشهرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه. ذكره المقريزي فِي عقوده هَكَذَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ صَاحب فنون عقلية ونقية قل علم إِلَّا ويشارك فِيهِ مُشَاركَة جَيِّدَة ويجاري أربابه مجاراة حَسَنَة مَعَ حسن السمت وفصاحة الْعبارَة وجودة الْكَلَام إِلَى طَريقَة جميلَة من تصوف وزهد وَشرف نفس وقناعة وإعراض عَن حب الشّرف والرياسة اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَرَأَيْت مِنْهُ مَا يسر النَّفس ويبهجها ثمَّ حكى عني حِكَايَة.
253 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا الشَّمْس الصَّالِحِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي مَعَ تَمام نسبه وَحَقِيقَة نسبته وَيعرف بِابْن يحيى. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: ولد قبل السِّتين وعني بالقراآت فأتقن السَّبع على جمَاعَة وَذكر لي أَنه رَحل إِلَى دمشق وتلا على ابْن اللبان وَطعن فِي ذَلِك بِأَن سنه تصغر عَنهُ وَكَذَا اشْتغل بالفقه وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية برغبة الشَّيْخ وَاجِد لَهُ عَنهُ بمبلغ كَبِير وَفِي إِمَامَة الْقصر بعناية قطلوبغا الكركي لكَونه قد اتَّصل بِهِ وَأم بِهِ وَكَذَا نَاب بجاهه فِي الحكم أَحْيَانًا ثمَّ ولي مشيخة الْقُرَّاء بالمؤيدية أول مَا فتحت وَمَا عَلمته تزوج بل كَانَ مُولَعا بالمطالب ينْفق مَا يتَحَصَّل لَهُ فِيهَا مَعَ التقتير على نَفسه. مَاتَ بعد أَن كف بَصَره فِي أَوَاخِر عمره واختل ذهنه فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. قلت وَبَلغنِي أَنه تزوج حارية الخواجا العامري قصدا لفعل السّنة خَاصَّة ثمَّ فَارقهَا عَفا الله عَنهُ.
254 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن يحيى الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِسْمَعِيل الشطرنجي الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف بِابْن يحيى. / مَاتَ فَجْأَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخلف فِيمَا قيل الْكثير من نقد وعقار وَغَيرهمَا وَهُوَ مِمَّن نَاب عَن ابْن الديري فَمن(10/74)
بعده ورام الأمشاطي تَفْوِيض الاستبدالات إِلَيْهِ من جِهَة السُّلْطَان لتنزهه إِذْ ذَاك عَنْهَا فَمَا وافقوه عَفا الله عَنهُ وإيانا.
مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو السُّعُود بن الْأمين الأقصرائي / يَأْتِي فِي الكنى.
255 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الْمُحب بن الْأمين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ قريب الْعِزّ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله الْمَاضِي وَزوج نشوان الْآتِيَة. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع من قَرِيبه نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد القَاضِي وَابْن عَمه الْجمال عبد الله بن عَليّ وَالْجمال عبد الله الْبَاجِيّ والنجم بن رزين والحلاوي والشهاب الْجَوْهَر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتنزل فِي كثير من الْجِهَات وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ وعقود الْأَنْكِحَة مرضيا فيهمَا بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ أعرض عَنهُ وَاقْتصر على الْعُقُود مَعَ الانجماع بمنزله غَالِبا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين رَحمَه الله.
256 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ ولي الدّين أَبُو الْيمن بن الشّرف الدمسيسي الأَصْل الصحراوي / الْآتِي أَبوهُ. عرض عَليّ الْعُمْدَة وحدثته بالمسلسل بِشَرْطِهِ وأجزت لَهُ ولشقيقه الْمُحب أبي السُّعُود مُحَمَّد وَلابْن شقيقتهما أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاجِر بالشرب والمعبر وَالْمَعْرُوف بِابْن عز الدّين. مَاتَا مَا عدا الْأَخير فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
257 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمار الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي سهل. /
مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وكتبا وأضيفت إِلَيْهِ جِهَات أَبِيه بعده كالصالح وناب عَنهُ فِيهِ ابْن تَقِيّ وَغَيره وَتزَوج ابْنة لمُحَمد المرجوشي. وَهُوَ عَاقل.
258 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمر الْبَهَاء بن النَّجْم بن الْبَهَاء بن حجي سبط الْكَمَال الْأَذْرَعِيّ / والآتي أَبوهُ. مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فأضيف تدريس التَّفْسِير بالمنصورية وَالْفِقْه بالبارزية من بولاق مَعَ غَيرهمَا من جهاته لَهُ واستنيب عَنهُ فِي ذَلِك وكفلته عمته فَقَرَأَ الْقُرْآن)
وأشغله النَّجْم بن عرب وَمَات فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين.
مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد زين العابدين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري. /
يَأْتِي فِي الألقاب.
مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الشاذلي نزيل مَكَّة. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَحفظ الْأَرْبَعين والشاطبية والرائية والألفية ومختصري ابْن(10/75)
الْحَاجِب الفرعي والأصلي وعرضها. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ.
260 - مُحَمَّد بن يحيى بن يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح الشّرف بن المحيوي أبي زَكَرِيَّا الْعقيلِيّ القلقشندي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد. / مَاتَ بِمَكَّة سنة أَربع عشرَة أرخهما ابْن فَهد.
مُحَمَّد بن يحيى الشَّمْس القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِسْمَعِيل الشطرنجي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ بن يحيى.
261 - مُحَمَّد بن يحيى الْخُرَاسَانِي نزيل دمشق / وَإِمَام القليجية بهَا كَانَ يفهم جيدا وَقَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ من خِيَار النَّاس. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
262 - مُحَمَّد بن يحيى الشارفي الْهَمدَانِي الْمُقْرِئ. / تَلا عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الملحاني بل لقِيه تلميذ الملحاني وَهُوَ شَيخنَا الشهَاب الشوائطي بحراز من بِلَاد الْيمن فِي سنة تسع فَتلا عَلَيْهِ ختمة للسبع.
263 - مُحَمَّد بن يحيى المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الركاع / لكَون أَبِيه كَانَ كثير الرُّكُوع بِحَيْثُ كَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مرَّتَيْنِ. مَاتَ فِي حُدُود سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَكَانَت وَفَاة أَبِيه فِي حُدُود السِّتين رحمهمَا الله.
264 - مُحَمَّد بن أبي يحيى بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ المسوفي. / قَالَ ابْن عزم صاحبنا.
265 - مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن حسن جمال الدّين ويدعى سُلْطَان حفيد الْكَمَال التبريزي الشَّافِعِي. / شَاب تَاجر يشْتَغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَالصرْف لَقِيَنِي بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ وَسمع لي غَيرهَا وأجزت لَهُ وَكَذَا لَقِيَنِي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بهَا وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ متزوج بابنة هبة الله.
266 - مُحَمَّد جلبي بن أبي يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان جق وَالِد مُرَاد بك / الْآتِي وَأَبوهُ وَصَاحب الأوجات وَمَا مَعهَا فِي بِلَاد الرّوم ويلقب كرسجي وَيعرف بِابْن عُثْمَان. مَاتَ فِي سنة)
خمس وَعشْرين وَاسْتقر بعده ابْنه. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَأقَام عِنْده الشهَاب بن عربشاه فترجم لَهُ تَفْسِير أبي اللَّيْث وَغَيره وباشر لَهُ الْإِنْشَاء وَقَالَ أَنه مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وَالظَّاهِر أَن الأول أصح.
267 - مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد الشَّمْس أَبُو عبد الله الكيلاني الْمُقْرِئ نزيل الْحَرَمَيْنِ / وَوجدت فِي مَوضِع تَسْمِيَة أَبِيه مُحَمَّدًا. أَخذ القراآت عَن ابْن الْجَزرِي وَغَيره وتميز فِيهَا وَدخل مَعَ ابْن الْجَزرِي الْيمن وَكَانَ يتضجر مِنْهُ أَحْيَانًا. قَالَه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة، وتصدى للإقراء بالحرمين دهرا فَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِمَّن تَلا عَلَيْهِ بِمَكَّة الحسان بن حريز وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي(10/76)
وَعلي والشهاب الديروطيان وَعمر النجار وَعبد الأول المرشدي وبالمدينة ابْن شرف الدّين، وَقدم الْقَاهِرَة بعيد الْخمسين وَمَات فِيهَا بالبيمارستان غَرِيبا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن بِقرب تربة الطَّوِيل بصحراء بَاب المحروق، وَكَانَ متعبدا متجردا إِلَّا من كتب حَسَنَة انْتقل بهَا مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وَسَاءَتْ أخلاقه فِيمَا بَلغنِي مُدَّة وَانْقطع عَن الإقراء وَيُقَال أَنه كَانَ يعين فِي مناكدة أبي الْفَتْح المراغي مَعَ أهل رِبَاط ربيع رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.
268 - مُحَمَّد بن أبي يزِيد من طرباي حَافظ الدّين الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَكَانَا خيرين سِيمَا أمه فحفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد الكافياجي ونظام وَغَيرهمَا وَطلب الحَدِيث وقتا فَسمع على الشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَابْن الهرساني والغراقي وَغَيرهم وَكَذَا أَخذ عني دراية وَرِوَايَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وجود الْكِتَابَة وتميز فِي الْفَضَائِل مَعَ أدب وعقل وتواضع ولطف عشرَة وَحسن هَيْئَة، وَحج مَعَ أَبِيه وترقى بعد مَوته وَلما اشتهرت كفاءته سِيمَا عِنْد السُّلْطَان اسْتَقر بِهِ فِي ضبط جِهَات قانصوه الشَّامي فأنبأ عَن يقظة ونهضة ودربة وسياسة وتقرب مِنْهُ الْفُضَلَاء فَمن دونهم بِحَيْثُ أَقرَأ الطّلبَة فنونا وأسمع كثيرا من مرويه وَصَارَ يحيى بعض ليَالِي الْأُسْبُوع بِالْقِرَاءَةِ وَنَحْوهَا وَرُبمَا يحضر عِنْده الْخَطِيب الوزيري بل والعلامة الإِمَام الكركي لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ حَتَّى كَانَ هُوَ الْمُقَرّر لشأنه بعد أَبِيه مَعَ سُلْطَانه وَكَذَا تكلم فِي جِهَات أَمِير سلَاح وقتا واقتنى كتبا جليلة ومحاسن جزيلة، وَنعم الرجل فضلا وذكاء وفهما وَقد أسمع أَخَاهُ قَدِيما ثمَّ فيأثناء سنة خمس وَتِسْعين استحضر الْخَطِيب بن أبي عمر لسَمَاع بَينهمَا بحضرتي بِحَيْثُ عددته من نَوَادِر وقته وَإِن كَانَ لَا يَخْلُو من حَاسِد ومعاند يمقته وَلذَا خالفني)
فِيهِ جمع ونسبوه إِلَى مظالم وَنَحْوهَا فَالله أعلم.
مُحَمَّد بن أبي يزِيد الدلجي. / مضى فِي قُرَيْش من الْقَاف.
269 - مُحَمَّد بن يسن بن عَليّ البلبيسي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ مراهق أَو مُمَيّز. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
270 - مُحَمَّد بن يس بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الشهير وَهُوَ ابْن أُخْت الشرفي الْأنْصَارِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن النُّور الْوراق وخلد المنوفي فِي الْعَرَبيَّة(10/77)
وَعَن السنهوري فِيهَا والجاربردي وَبَعض الْمُخْتَصر وَعَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون الألفية تقسيما وَغَيرهَا ولازم الْفَخر المقسي فِي تَقْسِيم الْفِقْه وَغَيره بل تدرب بِأَبِيهِ وقتا وَسمع على جمَاعَة كَأُمّ هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا وَحج وَأَقْبل على التِّجَارَة فتميز فِيهَا وَصَارَ بَيته موردا للغرباء مِنْهُم كابني الطَّاهِر وَابْن عِيسَى الْقَارِي لمزيد عقله وأدبه وتودده وعادت عَلَيْهِ ثَمَرَة ذَلِك بل رام السُّلْطَان جعله متكلما فِي ججة لاعْتِقَاده فِيهِ الْإِكْثَار سِيمَا من جِهَة خَاله فَمَا تخلص إِلَّا ببذل زِيَادَة على عشرَة آلَاف دِينَار وَيُقَال أَن حَاله تضعضع بذلك وَفِيه كَلَام وملام.
271 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس أَبُو الْفضل الدمرداشي ثمَّ النوبي القاهري الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالنوبي. / ولد كَمَا أخبر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِكفْر دمرداش بِالْقربِ من شنويه من الغربية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وعقائد النَّسَفِيّ والشاطبيتين والسخاوية والنتبيه وَبَعض نظمه لِابْنِ بيليك وَجَمِيع منظومة ابْن الْعِمَاد فِي النَّجَاسَات والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي فنون وبرع فِي الْفَضَائِل وَأكْثر من الاعتناء بالقراآت وتلا لأربعة وَعشْرين إِمَامًا فَأكْثر وَأجل شيوخها فِيهَا النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَعبد الدَّائِم والهيثمي وَابْن أَسد وَكتب لَهُ أَنه اسْتَفَادَ مِنْهُ لفضله وتحقيقه ومعرفته بأنواع الْعُلُوم وتدقيقه وَأَخذهَا بِبَيْت الْمُقَدّس عَن ابْن عمرَان وبدمشق عَن الزين خطاب وبإسكندرية عَن الشَّمْس المالقي وَانْفَرَدَ بتحقيقها والخوض فِي توجيهها والتبحر فِيهَا وصنف فِيهَا نظما ونثرا وَمن ذَلِك قصيدة لامية فِي أجوبته عَن أسئلة ابْن الْجَزرِي الْأَرْبَعين ورائية اشْتَمَلت على أَرْبَعِينَ لغزا فِيهَا بل صنف فِي غَيرهَا كقصيدة لامية فِي الصُّور)
الَّتِي يجب على الشَّارِع فِي الْحساب استحضارها وميمية فِي أصُول الدّين مَعَ تصوف وَفقه لَكِن فِي الْعِبَادَات مِنْهُ خَاصَّة والرشفة على التُّحْفَة فِي الْعَرَبيَّة تمم بهَا قَوَاعِد ابْن هِشَام وَمَا يطول ذكره وقرض لَهُ كثيرا مِنْهَا غير وَاحِد وَمِنْهُم زَكَرِيَّا وَابْن الحمصاني وكاتبه وَسمع ختم البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَمن أحضر مَعهَا وَأذن لَهُ جمَاعَة فِي الْإِفْتَاء والتدريس ولازمني فِي المصطلح وَأخذ عني شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي ونظم مِنْهُ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الزَّوَائِد على الْمَتْن فأضافه إِلَيْهِ وتصدى للإقراء بِالْقَاهِرَةِ والبرلس ودمياط والمحلة وَغَيرهَا كإسكندرية وقطنها وَولي فِيهَا بعض الْمدَارِس وناب عَن قضاتها وَمَا كنت أحب لَهُ ذَلِك واختص بِخَبَر بك من حَدِيد وقجماس وَحج مَعَه وَاسْتقر بِهِ إِمَام مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بعد أَن تحنف وَمَا حمد صَنِيعه فِي تحوله وَلذَا لم يلبث أَن صرفه النَّاظر عَنْهَا وتكرر(10/78)
سَفَره للشام وَغَيره مَعَ مزِيد حِدته وشدته فِي الْبَحْث وسعة تخيله وَعدم احْتِمَاله ومداراته مِمَّا كَانَ سَببا لإضافة مَا أنزهه عَنهُ إِلَيْهِ وَقد امتدحني بقصائد سَمِعت مِنْهُ بَعْضهَا مَعَ غَيرهَا من مناظيمه.
272 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْجمال أَبُو عبد الله بن الشّرف أبي مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمُتَّصِل نسبه بِصَاحِب الْعدة الْحُسَيْن بن عَليّ الطَّبَرِيّ وَيعرف بِابْن زبرق. ولد ظنا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ جُزْء ابْن نجيد وَمن التقي الْحرَازِي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ خَلِيل الْمَالِكِي والشهاب الْحَنَفِيّ وَطَائِفَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَولي النّظر على قليشان وقف الصّلاح يُوسُف بن أَيُّوب على الشيبانيين بالبحيرة من ديار مصر وَولي خطابة وَادي نَخْلَة وقتا وَكَانَ لَهُ بِهِ مَال. وَمَات بعد قدومه من جدة بِليَال فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه تبعا للفاسي، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَله سَبْعُونَ سنة رَحمَه الله.
273 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن عبد الْوَهَّاب الشَّمْس التفهني ثمَّ القاهري الكحال. / كَانَ أَبوهُ خيرا من أهل الْقُرْآن فَنَشَأَ هُوَ فتدرب فِي الطِّبّ والكحل وَمهر فِيهِ وَصَارَت لَهُ نوبَة فِي البيمارستان وخدم المرضى وَحج مَعَ الرجبية وَغَيرهَا ولابأس بِهِ وَأَخْبرنِي أَن مولده سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه اللهز
274 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَحْمُود بن إِدْرِيس بن فضل الله بن الشَّيْخ أبي إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله الْمجد أَبُو الطَّاهِر وَأَبُو عبد الله بن السراج أبي يُوسُف بن الصَّدْر أبي إِسْحَق بن الحسام بن السراج الفيروزابادي الشِّيرَازِيّ اللّغَوِيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ربيع الآخر وَقيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بكازرون من أَعمال شيراز وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع وجود الْخط ثمَّ نقل فِيهَا كتابين من كتب اللُّغَة وانتقل إِلَى شيراز وَهُوَ ابنثمان وَأخذ اللُّغَة وَالْأَدب عنوالده ثمَّ عَن القوام عبد الله بن مَحْمُود بن النَّجْم وَغَيرهمَا من عُلَمَاء شيراز وَسمع فِيهَا على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الصَّحِيح بل قَرَأَ عَلَيْهِ جَامع التِّرْمِذِيّ هُنَاكَ درسا بعد درس فِي شهور سنة خمس وَأَرْبَعين، وارتحل إِلَى الْعرَاق فَدخل وَاسِط وَقَرَأَ بهَا القراآت الْعشْر على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الديواني ثمَّ دخل بَغْدَاد فِي السّنة الْمَذْكُورَة فَأخذ عَن التَّاج مُحَمَّد بن السباك والسراج عمر(10/79)
بن عَليّ الْقزْوِينِي خَاتِمَة أَصْحَاب الرشيد بن أبي الْقسم وَعَلِيهِ سمع الصَّحِيح أَيْضا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَشَارِق للصغاني والمحيوي مُحَمَّد بن العاقولي وَنصر الله بن مُحَمَّد بن الكتبي والشرف عبد الله بن بكتاش وَهُوَ قَاضِي بَغْدَاد ومدرس النظامية وَعمل عِنْده معيدها سِنِين، ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فَدَخلَهَا سنة خمس وَخمسين فَسمع بهَا من النقي السُّبْكِيّ وَأكْثر من مائَة شيخ مِنْهُم ابْن الخباز وَابْن الْقيم وَمُحَمّد بن إمعيل بن الْحَمَوِيّ وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَأحمد بن مظفر النابلسي وَيحيى بن عَليّ بن مجلي بن الْحداد الْحَنَفِيّ وَغَيرهم ببعلبك وحماة وحلب وبالقدس من العلائي والبياني والتقي القلقشندي وَالشَّمْس السعودي وَطَائِفَة وقطن بِهِ نَحْو عشر سِنِين وَولي بِهِ تداريس وتصادير وَظَهَرت فضائله وَكثر الْأَخْذ عَنهُ فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الصّلاح الصَّفَدِي وأوسع فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة بعد أَن سمع بغزة والرملة فَكَانَ مِمَّن لقِيه بهَا الْبَهَاء بن عقيل وَالْجمال الأسنوي وَابْن هِشَام وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والقلانسي والمظفر الْعَطَّار وناصر الدّين التّونسِيّ وناصر الدّين الفارقي وَابْن نباتة والعرضي وَأحمد بن مُحَمَّد الجزائري وَسمع بِمَكَّة من الضياء خَلِيل الْمَالِكِي واليافعي والتقي الْحرَازِي وَنور الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَجَمَاعَة، وجال فِي الْبِلَاد الشمالية والمشرقية وَدخل الرّوم والهند وَلَقي جمعا جما من الْفُضَلَاء وَحمل عَنْهُم شَيْئا كثيرا تجمعهم مشيخته تَخْرِيج الْجمال بن مُوسَى المراكشي وَقَالَ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ أَن من مشايخه من أَصْحَاب الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والنجيب الْحَرَّانِي وَابْن عبد الدَّائِم)
والشرف الدمياطي الجم الْغَفِير وَالْجمع الْكثير من مَشَايِخ الْعرَاق وَالشَّام ومصر وَغَيرهَا وَأَن من مروياته الْكتب السِّتَّة وَسنَن الْبَيْهَقِيّ ومسند أَحْمد وصحيح ابْن حبَان ومصنف ابْن أبي شيبَة وَقَرَأَ البُخَارِيّ بِجَامِع الْأَزْهَر فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْقسم الفارقي وسَمعه على الشَّمْس مُحَمَّد السعودي بِقِرَاءَة الشهَاب أبي مَحْمُود الْحَافِظ وبدمشق على الْعِزّ بن الْحَمَوِيّ، وَقَرَأَ بعضه على التقي إِسْمَعِيل القلقشندي والحافظ أبي سعيد العلائي، وَقَرَأَ مُسلما على الْبَيَانِي بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي أَرْبَعَة عشر مَجْلِسا وعَلى نَاصِر الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن جهبل بِدِمَشْق تجاه نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَبَعضه قِرَاءَة وسماعا على ابْن الخباز والعز بن جمَاعَة والنجم أبي مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ وأخيه الزين أبي حَفْص وناصر الدّين الفارقي وجميعه سَمَاعا على الْجمال أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تجاه الْكَعْبَة وَسمع سنَن(10/80)
أبي دَاوُد على أبي حَفْص عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف وَأبي إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن يُونُس بن القواس وَقَرَأَ التِّرْمِذِيّ أَيْضا على ابْن قيم الضيائية والنجم أبي مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ وَابْن مَاجَه ببعلبك على الْخَطِيب الصفي أبي الْفَضَائِل عبد الْكَرِيم والعز بن المظفر والمصابيح على حَمْزَة بن مُحَمَّد كَمَا أوضحته فِي التَّارِيخ الْكَبِير ثمَّ دخل زبيد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَبعد وَفَاة قَاضِي الْأَقْضِيَة بِالْيمن كُله الْجمال الريمي شَارِح التَّنْبِيه فَتَلقاهُ الْملك الْأَشْرَف إِسْمَعِيل بِالْقبُولِ وَبَالغ فِي إكرامه وَصرف لَهُ ألف دِينَار سوى ألف كَانَ أَمر نَاظر عدن بتجهيزه بهَا وَاسْتمرّ مُقيما فِي كنفه على نشر الْعلم فَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَبعد مُضِيّ سنة وأزيد من شَهْرَيْن أضَاف إِلَيْهِ قَضَاء الْيمن كُله وَذَلِكَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بعد ابْن عجيل فارتفق بالْمقَام فِي تهَامَة وقصده الطّلبَة وقرؤا عَلَيْهِ الحَدِيث السُّلْطَان فَمن دونه فاستقرت قدمه بزبيد مَعَ الِاسْتِمْرَار فِي وظيفته إِلَى حِين وَفَاته وَهِي مُدَّة تزيد على عشْرين سنة بَقِيَّة حَيَاة الْأَشْرَف ثمَّ وَلَده النَّاصِر أَحْمد، وَكَانَ الْأَشْرَف قد تزوج ابْنَته لمزيد جمَالهَا ونال مِنْهُ برا ورفعة بِحَيْثُ أَنه صنف لَهُ كتابا وأهداه لَهُ على الطباق فملأها لَهُ دَرَاهِم، وَفِي أثْنَاء هَذِه الْمدَّة قدم مَكَّة أَيْضا مرَارًا فجاور بهَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة والطائف وَعمل فِيهَا مآثر حَسَنَة لَو تمت. وَكَانَ يحب الانتساب إِلَى مَكَّة مقتديا بالرضى الصغاني فَيكْتب بِخَطِّهِ الملتجئ إِلَى حرم الله تَعَالَى وَلم يقدر لَهُ قطّ أَنه دخل بَلَدا إِلَّا وأكرمه متوليها وَبَالغ مثل شاه مَنْصُور بن شُجَاع صَاحب تبريز)
والأشرف صَاحب مصر والأشرف صَاحب الْيمن وَابْن عُثْمَان ملك الرّوم وَأحمد بن أويس صَاحب بَغْدَاد وتمرلنك الطاغية وَغَيرهم، واقتنى من ذَلِك كتبا نفيسة، حَتَّى نقل الْجمال الْخياط أَنه سمع النَّاصِر أَحْمد بن إِسْمَعِيل يَقُول أَنه سَمعه يَقُول اشْتريت بِخَمْسِينَ ألف مِثْقَال ذَهَبا كتبا، وَكَانَ لَا يُسَافر إِلَّا وصحبته مِنْهَا عدَّة أحمال وَيخرج أَكْثَرهَا فِي كل منزلَة فَينْظر فِيهَا ثمَّ يُعِيدهَا إِذا ارتحل وَكَذَا كَانَت لَهُ دنيا طائلة وَلكنه كَانَ يَدْفَعهَا إِلَى من يمحقها بالإسراف فِي صرفهَا بِحَيْثُ بملق أَحْيَانًا وَيحْتَاج لبيع بعض كتبه فَلذَلِك لم يُوجد لَهُ بعد وَفَاته مَا كَانَ يظنّ بِهِ.
وصنفت الْكثير فَمن ذَلِك كَمَا كتبه بِخَطِّهِ مَعَ إدراجي فِيهِ أَشْيَاء عَن غَيره فِي التَّفْسِير بصائر ذَوي التَّمْيِيز فِي لطائف الْكتاب الْعَزِيز مجلدان وتنوير المقياس فِي تَفْسِير ابْن عَبَّاس أَربع مجلدات وتيسير فَاتِحَة الإياب فِي تَفْسِير فَاتِحَة الْكتاب مُجَلد كَبِير والدر النظيم المرشد إِلَى مَقَاصِد الْقُرْآن الْعَظِيم وَحَاصِل كورة الْخَلَاص فِي فَضَائِل سُورَة الْإِخْلَاص وَشرح قُطْبَة الحساف فِي شرح خطْبَة الْكَشَّاف. وَفِي الحَدِيث والتاريخ(10/81)
شوارق الْأَسْرَار الْعلية فِي شرح مَشَارِق الْأَنْوَار النَّبَوِيَّة أرعب مجلدات ومنح الْبَارِي بالشيح الفسيح المجاري فِي شرح صَحِيح البُخَارِيّ كمل ربع الْعِبَادَات مِنْهُ فِي عشْرين مجلدة ويخمن تَمَامه فِي أَرْبَعِينَ مجلدا وعمدة الْحُكَّام فِي شرح عُمْدَة الْأَحْكَام مجلدان وامتضاض السهاد فِي افتراض الْجِهَاد مُجَلد والإسعاد بالإصعاد إِلَى دَرَجَة الْجِهَاد ثَلَاث مجلدات والنفحة العنبرية فِي مولد خير الْبَريَّة وَالصَّلَاة والبشر فِي الصَّلَاة على خير الْبشر والوصل والمنى فِي فضل منى والمغانم المطابة فِي معالم طابة ومهيج الغرام إِلَى الْبَلَد الْحَرَام وإثارة الْحجُون لزيارة الْحجُون قَالَ إِنَّه عمله فِي لَيْلَة كَمَا فِي خطبَته وأحاسن اللطائف فِي محَاسِن الطَّائِف وَفصل الدرة من الخرزة فِي فضل السَّلامَة على الجنزة قَرْيَتَانِ بوادي الطَّائِف وروضة النَّاظر فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عبد الْقَادِر والمرقاة الوفية فِي طَبَقَات الْحَنَفِيَّة أَخذهَا من طَبَقَات عبد الْقَادِر الْحَنَفِيّ وَالْبُلغَة فِي تراجم أَئِمَّة النُّحَاة واللغة وَالْفضل الوفي فِي الْعدْل الأشرفي ونزهة الأذهان فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي مُجَلد وَتعين الغرفات للمعين على عين عَرَفَات ومنية السول فِي دعوات الرَّسُول والتجاريح فِي فوئد مُتَعَلقَة بِأَحَادِيث المصابيح وتسهيل طَرِيق الْوُصُول إِلَى الْأَحَادِيث الزَّائِدَة على جَامع الْأُصُول عمله وَكَذَا الْأَحَادِيث الضعيفة وَهُوَ فِي مجلدات للناصر وكراسة فِي علم الحَدِيث والدر الغالي فِي الْأَحَادِيث العوالي وسفر السَّعَادَة والمتفق وضعا والمختلف صقعا وَفِي اللُّغَة وَغَيرهَا اللامع)
الْمعلم العجاب الْجَامِع بَين الْمُحكم والعباب وزيادات امْتَلَأَ بهَا الوطاب واعتلي مِنْهَا الْخطاب ففاق كل مؤلف هَذَا الْكتاب يقدر تَمَامه فِي مائَة مُجَلد كل مُجَلد يقرب من صِحَاح الْجَوْهَرِي فِي الْمِقْدَار رَأَيْت بِخَطِّهِ أَيْضا أَنه كمل مِنْهُ مجاليد خَمْسَة والقاموس الْمُحِيط والقابوس الْوَسِيط الْجَامِع لما ذهب من لُغَة الْعَرَب شماطيط فِي جزءين ضخمين وَهُوَ عديم النظير ومقصود ذَوي الْأَلْبَاب فِي علم الْأَعْرَاب مُجَلد وتحبير الموشين فِيمَا يُقَال بِالسِّين والشين أَخذه عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي الْحَافِظ وَنقل عَنهُ أَنه تتبع أَوْهَام الْمُجْمل لِابْنِ فَارس فِي ألف مَوضِع مَعَ تَعْظِيمه لِابْنِ فَارس وثنائه عَلَيْهِ والمثلث الْكَبِير فِي خمس مجلدات وَالصَّغِير وَالرَّوْض المسلوف فِيمَا لَهُ اسمان إِلَى أُلُوف والدرر المبثثة فِي الْغرَر الْمُثَلَّثَة وبلاغ التَّلْقِين فِي غرائب اللعين وتحفة القماعيل فِيمَن يُسمى من الْمَلَائِكَة وَالنَّاس إِسْمَعِيل وَأَسْمَاء السراح فِي أَسمَاء النِّكَاح وَأَسْمَاء الغادة فِي أَسمَاء الْعَادة والجليس الأنيس فِي أَسمَاء الخندريس فِي مُجَلد وأنواء الْغَيْث فِي أَسمَاء اللَّيْث وَأَسْمَاء الْحَمد وترقيق الأسل(10/82)
فِي تصفيق الْعَسَل فِي كراريس ومزاد المزاد وَزَاد الْمعَاد فِي وزن بَانَتْ سعاد وَشَرحه فِي مُجَلد والنخب الطرائف فِي النكت الشرائف إِلَى غَيرهَا من مُخْتَصر ومطول. قَالَ التقي الْكرْمَانِي: كَانَ عديم النظير فِي زَمَانه نظما ونثرا بالفارسي والعربي جاب الْبِلَاد وَسَار إِلَى الْجبَال والوهاد ورحل وَأطَال النجعة وَاجْتمعَ بمشايخ كَثِيرَة عزيزة وَعظم بالبلاد أَقَامَ بدهلك مُدَّة عظمه سلطانها وبالروم مُدَّة وبجله ملكهَا وبفارس وَغَيرهَا وَورد بَغْدَاد فِي حُدُود سنة أَربع وَخمسين وَاجْتمعَ بوالدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ ورحل مَعَه إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى مصر وسمعا بِالْقَاهِرَةِ الصَّحِيح على الفارقي وفارقه وَالِدي فحج وَرجع إِلَى بَغْدَاد وَأقَام الْمجد بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ بالقدس ثمَّ بِالشَّام ثمَّ جاور بِمَكَّة مُدَّة عشر سِنِين أَو أَكثر وصنف بهَا تصانيف مِنْهَا شرح البُخَارِيّ سَمَّاهُ منح الْبَارِي وأظن أَنه لم يكمل والقاموس مطولا فِي مجلدات عديدة ثمَّ أمره وَالِدي باختصاره فاختصر فِي مُجَلد ضخم وَفِيه فَوَائِد عَظِيمَة وفرائد كَرِيمَة واعتراضات على الْجَوْهَرِي وَكَانَ كثير الاعتناء بتصانيف الصغاني وَيَمْشي على نهجه وَيتبع طَرِيقه ويقتدي بصنيعه حَتَّى فِي الْمُجَاورَة بِمَكَّة، وَفِي الْجُمْلَة كَانَ جملَة حَسَنَة وَفِي الآخر ورد بَغْدَاد من مَكَّة فِي حُدُود نَيف وَثَمَانِينَ وَاجْتمعَ بوالدي أَيْضا ثمَّ ذهب إِلَى الْهِنْد ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ ورد بَغْدَاد سنة ونيف وَتِسْعين بعد وَفَاة وَالِدي ولازمته أَيْضا واستفدت مِنْهُ شَيْئا كثيرا ثمَّ سَافر إِلَى بِلَاد فَارس ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة بعد أَن اجْتمع بتمرلنك فِي)
شيراز وعظمه وأكرمه وَوَصله بِنَحْوِ مائَة ألف دِرْهَم ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة من طَرِيق الْبَحْر ثمَّ دخل بِلَاد الْيمن أَنه لم يزل فِي ازدياد من علو الوجاهة والمكانة ونفوذ الشَّفَاعَة والمكانة ونفوذ الشَّفَاعَة والأوامر على قُضَاة الْأَمْصَار ورام فِي سنة تسع وَتِسْعين التَّوَجُّه لمَكَّة فَكتب إِلَى السُّلْطَان مَا مِثَاله وَمِمَّا ينهيه إِلَى الْعُلُوم الشَّرِيفَة أَنه غبر خَافَ عَلَيْكُم ضعف أقل العبيد ورقة جِسْمه ودقة بنيته وعلو سنه وَقد آل أمره إِلَى أَن صَار كالمسافر الَّذِي تحزم وانتقل إِذْ وَهن الْعظم بل وَالرَّأْس اشتعل وتضعضع السن وتقعقع الشن فَمَا هُوَ إِلَّا عِظَام فِي جراب وبنيان مشرف على خراب وَقد ناهز الْعشْر الَّتِي تسميها الْعَرَب دقاقة الرّقاب وَقد مر على المسامع الشَّرِيفَة غير مرّة فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَول سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بلغ الْمَرْء سِتِّينَ سنة فقد أعذر الله إِلَيْهِ فَكيف من نَيف على السّبْعين وأشرف على الثَّمَانِينَ وَلَا يجمل بِالْمُؤمنِ أَن تمْضِي عَلَيْهِ أَربع سِنِين وَلَا يَتَجَدَّد لَهُ شوق وعزم إِلَى بَيت رب الْعَالمين وزيارة سيد الْمُرْسلين وَقد ثَبت فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ ذَلِك(10/83)
وَأَقل العبيد لَهُ سِتّ سِنِين عَن تِلْكَ المسالك وَقد غلب عَلَيْهِ الشوق حَتَّى جلّ عمره عَن الطوق وَمن أقْصَى أمْنِيته أَن يجدد الْعَهْد بِتِلْكَ الْمعَاهد ويفوز مرّة أُخْرَى بتقبيل تِلْكَ الْمشَاهد وسؤاله من المراحم الحسنية الصَّدَقَة عَلَيْهِ بتجهيزه فِي هَذِه الْأَيَّام مُجَردا عَن الأهالي والأقوامقبل اشتداد الْحر وَغَلَبَة الأوام فَإِن الْفَصْل أطيب وَالرِّيح أزيب وَمن الْمُمكن أَن يفوز الْإِنْسَان بِإِقَامَة شهر فِي كل حرم ويحظى بالتملي من مهابط الرَّحْمَة وَالْكَرم وَأَيْضًا كَانَ من عَادَة الْخُلَفَاء سلفا وخلفا أَنهم كَانُوا يبردون الْبَرِيد عمدا قصدا لتبليغ سلامهم إِلَى حَضْرَة سيد الْمُرْسلين صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ مدَدا فَاجْعَلْنِي جعلني الله فدَاك ذَاك الْبَرِيد فَلَا أَتَمَنَّى شَيْئا سواهُ وَلَا أُرِيد:
(شوقي إِلَى الْكَعْبَة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوجادة الزادا)
(وَاسْتَأْذَنَ الْملك المنعام زيد علا ... واستودع الله أصحابا وأولادا)
فَلَمَّا وصل هَذَا إِلَى السُّلْطَان كتب فِي طرة الْكِتَابَة مَا مِثَاله: صدر الْجمال الْمصْرِيّ على لساني مَا يحققه لَك شفاها أَن هَذَا شَيْء لَا ينْطق بِهِ لساني وَلَا يجْرِي بِهِ قلمي فقد كَانَت الْيَمين عميا فاستنارت فَكيف يُمكن أَن تتقدم وَأَنت تعلم أَن الله تَعَالَى قد أَحْيَا بك مَا كَانَ مَيتا من الْعلم فبالله عَلَيْك إِلَّا مَا وهبت لنا بَقِيَّة هَذَا الْعُمر وَالله يَا مجد الدّين يَمِينا بارة أَنِّي أرى فِرَاق الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا وَلَا فراقك أَنْت الْيمن وَأَهله. وَذكره التقي الفاسي فَقَالَ: وَكَانَت لَهُ بِالْحَدِيثِ عناية غير)
قَوِيَّة وَكَذَا بالفقه وَله تَحْصِيل فِي فنون من الْعلم سِيمَا اللُّغَة فَلهُ فِيهَا الْيَد الطُّولى وَألف فِيهَا تواليف حَسَنَة مِنْهَا الْقَامُوس وَلَا نَظِير لَهُ فِي كتب اللُّغَة لِكَثْرَة مَا حواه من الزِّيَادَات على الْكتب الْمُعْتَمدَة كالصحاح، قلت وَقد ميز فِيهِ زياداته عَلَيْهِ فَكَانَت غَايَة فِي الْكَثْرَة بِحَيْثُ لَو أفردت لجاءت قدر الصِّحَاح أَو أَكثر فِي عدد الْكَلِمَات وَأما مَا نبه عَلَيْهِ من أَوْهَامه فشيء كثير أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الْهَامِش بصفر وأعراه من الشواهد اختصارا، وَنبهَ فِي خطبَته على الِاكْتِفَاء عَن قَوْله مَعْرُوف بِحرف الْمِيم وَعَن مَوضِع بِالْعينِ وَعَن الْجمع بِالْجِيم وَعَن جمع الْجمع بجج وَعَن الْقرْيَة بِالْهَاءِ وَعَن الْبَلَد بِالدَّال وَضبط ذَلِك بالنظم بَعضهم بل أثنى على الْكتاب الْأَئِمَّة نظما ونثرا وَتعرض فِيهِ لأكْثر أَلْفَاظ الحَدِيث والرواة وَوَقع لَهُ فِي ضبط كثيرين خطأ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد لم يكن بالماهر فِي الصَّنْعَة الحديثية وَله فِيمَا يَكْتُبهُ من الْأَسَانِيد أَوْهَام وَأما شَرحه على البُخَارِيّ فقد ملأَهُ بِغَرَائِب المنقولات سِيمَا أَنه لما اشتهرت بِالْيمن مقَالَة ابْن عَرَبِيّ وغلبت على عُلَمَاء تِلْكَ الْبِلَاد صَار يدْخل فِي شَرحه من قبوحاته الهلكية مَا كَانَ سَببا لشين الْكتاب الْمَذْكُور، وَلذَا قَالَ شَيخنَا أَنه رأى الْقطعَة الَّتِي كملت مِنْهُ فِي حَيَاة مُؤَلفه وَقد(10/84)
أكلتها الأرضة بكمالها بِحَيْثُ لَا يقدر على قِرَاءَة شَيْء مِنْهَا قَالَ وَلم أكن أَتَّهِمهُ بالمقالة الْمَذْكُورَة إِلَّا أَنه كَانَ يحب المداراة وَلَقَد أظهر لي إنكارها والغض مِنْهَا، ثمَّ ذكر الفاسي أَنه ذكر أَنه ألف شرح الْفَاتِحَة فِي لَيْلَة وَاحِدَة فَكَأَنَّهُ غير الْمشَار إِلَيْهِ وَكَذَا ألف ترقيق الأسل فِي لَيْلَة عِنْد مَا سَأَلَهُ بَعضهم عَن الْعَسَل هَل هُوَ قيء النحلة أَو خرؤها فَكَأَنَّهُ غير المتداول لكَونه فِي نَحْو نصف مُجَلد وَأَنه وقف على مُؤَلفه فِي علم الحَدِيث بِخَطِّهِ وَأَنه ذكر فِي مُؤَلفه فِي فضل الْحجُون من دفن فِيهِ من الصَّحَابَة مَعَ كَونهم لم يُصَرح فِي تراجمهم من كتب الصَّحَابَة بذلك بل وَمَا رَأَيْت وَفَاة كلهم بِمَكَّة فَإِن كَانَ فِي دفنهم بِهِ قَول من قَالَ أَنهم نزلُوا مَكَّة فَذَلِك غير لَازم لكَوْنهم كَانُوا يدفنون فِي أَمَاكِن مُتعَدِّدَة. وَقَالَ أَيْضا إِن النَّاس استغربوا مِنْهُ انتسابه للشَّيْخ أبي إِسْحَق وَكَذَا لأبي يكر الصّديق، وَلذَا قَالَ شَيخنَا لم أزل أسمع مَشَايِخنَا يطعنون فِي انتسابه إِلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَق مستندين إِلَى أَن أَبَا إِسْحَق لم يعقب قَالَ ثمَّ ارْتقى دَرَجَة فَادّعى بعد أَن ولى الْقَضَاء بِالْيمن بِمدَّة طَوِيلَة أَنه من ذُرِّيَّة أبي بكر الصّديق وَصَارَ يكْتب بِخَطِّهِ مُحَمَّد الصديقي وَلم يكن مدفوعا عَن معرفَة إِلَّا أَن النَّفس تأبى قبُول ذَلِك، وَقَالَ الْجمال بن الْخياط فِيمَا نَقله عَن خطّ الذَّهَبِيّ فِي الشَّيْخ أبي إِسْحَق أَنه لم يتأهل ظنا وَكَذَا أنكر عَلَيْهِ غَيره)
تَصْدِيقه بِوُجُود رتن الْهِنْدِيّ وإنكاره قَول الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان أَنه لَا وجود لَهُ وَيَقُول أَنه دخل قريته وَرَأى ذُريَّته وهم مطبقون على تَصْدِيقه قَالَ الفاسي وَله شعر كثير فِي بعضه قلق لجلبه فِيهِ ألفاظا لغوية عويصة ونثره أَعلَى وَكَانَ كثير الاستحضار لمستحسنات من الشّعْر والحكايات وَله خطّ جيد مَعَ الْإِسْرَاع وَسُرْعَة حفظ بَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ مَا كنت أَنَام حَتَّى أحفظ مِائَتي سطر وَقَالَ أَن أول قدومه مَكَّة فِيمَا علم سنة سِتِّينَ ثمَّ فِي سنة سبعين وَأقَام بهَا خمس سِنِين أَو سِتا مُتَوَالِيَة وتكرر قدومه لَهَا وارتحل مِنْهَا إِلَى الطَّائِف وَكَانَ لَهُ فِيهِ بُسْتَان وَكَذَا أنشأ بِمَكَّة دَارا على الصَّفَا عَملهَا مدرسة للأشرف صَاحب الْيمن وَقرر بهَا مدرسين وطلبة وَفعل بِالْمَدِينَةِ كَذَلِك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بعد موت الْأَشْرَف وَله بمنى وَغَيرهَا دور، وَحدث بِكَثِير من تصانيفه ومروياته سمع مِنْهُ الْجمال بن ظهيرة وروى عَنهُ فِي حَيَاته وَمَات قبله بِشَهْر.
وترجمه الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم الْجمال بقوله: كتب عَنهُ الصّلاح الصَّفَدِي وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وجال فِي الْبِلَاد وَلَقي الْمُلُوك والأكابر ونال وجاهة ورفعة وصنف التصانيف السائرة كالقاموس وَغَيره وَولي قَضَاء الْأَقْضِيَة بِبِلَاد الْيمن وَقدم مَكَّة وجاور بهَا مُدَّة وابتنى بهَا دَارا.
وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَقَالَ أَن آخر مَا اجْتمع بِهِ فِي مَكَّة سنة تسعين(10/85)
وقرأت عَلَيْهِ بعض مصنفاته وناولني قاموسه وأجازني وأفادني. وَكَذَا لقِيه شَيخنَا بزبيد فِي سنة ثَمَانمِائَة وَتَنَاول مِنْهُ أَكثر الْقَامُوس وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ أَشْيَاء وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وأنبائه وقرض لشَيْخِنَا تَعْلِيق التَّعْلِيق وعظمه جدا والتقي الفاسي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَأوردهُ فِي تَارِيخ مَكَّة وذيل التَّقْيِيد والبرهان الْحلَبِي أَخذ عَنهُ تحبير الموشين فِي آخَرين مِمَّن أخذت عَنْهُم كالموفق الأبي والتقي بن فَهد وَأَرْجُو إِن تَأَخّر الزَّمَان يكون آخر أَصْحَابه موتا على رَأس الْقرن الْعَاشِر، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية لَكِن بِاخْتِصَار جدا والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهمَا. مَاتَ وَقد متع بسمعه وحواسه فِي لَيْلَة عشرى شَوَّال سنة سبع عشرَة بزبيد وَقد ناهز التسعين وَكَانَ يَرْجُو وَفَاته بِمَكَّة فَمَا قدر رَحمَه الله وإيانا. أَنْشدني شَيْخي بِالْقَاهِرَةِ والموفق الأبي بِمَكَّة قَالَ كل مِنْهُمَا أَنْشدني الْمجد لنَفسِهِ مِمَّا كتبه عَنهُ الصَّفَدِي فِي سنة سبع وَخمسين:
(أحبتنا الأماجد إِن رحلتم ... وَلم ترعوا لنا عهدا وَإِلَّا)
(نودعكم ونودعكم قلوبا ... لَعَلَّ الله يجمعنا وَإِلَّا)
وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته بِأول مَا كتبته من الْقَامُوس فَوَائِد مِنْهَا قَول الأديب المفلق نور الدّين عَليّ)
بن مُحَمَّد بن العليف العكي العدناني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ الْقَامُوس
(مذ مد مجد الدّين فِي أَيَّامه ... من بعض أبحر علمه القاموسا)
(ذهبت صِحَاح الْجَوْهَرِي كَأَنَّهَا ... سحر الْمَدَائِن حِين ألْقى موس:)
275 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُدسِي الشَّافِعِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ النُّور البلبيسي بِجَامِع المقسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَظنهُ جد التَّاج المقسي لأمه وكتبته هُنَا ظنا.
276 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الإِمَام أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد العباسي الْهَاشِمِي القاهري ابْن أخي المستعين بِاللَّه الْعَبَّاس والمعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح دَاوُد وَسليمَان وأخو أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الْعَزِيز وإسمعيل للْأَب ووالد خَلِيل. / ولد فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة واشتغل عِنْد الشَّمْس البدرشي وَالْجمال الأمشاطي والكمال الأسيوطي والشهاب الشار مساحي وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَالسيف الحنفيين ولازم ثَانِيهمَا خمْسا وَعشْرين سنة وَذكر بِفضل وَخير وَكَونه خليقا للخلافة مَعَ التقلل والانجماع. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بالمشهد النفيسي وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله.
277 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق الْبُرُلُّسِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي / والآتي أَبوهُمَا. ولد قريب السِّتين وتعانى التِّجَارَة وكف بعد رمد طَوِيل.(10/86)
278 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله الْجمال بن الشّرف المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي الْمَاضِي حفيده النَّجْم مُحَمَّد بن التَّاج عبد الْوَهَّاب / وَأَبوهُ فِي محليهما، ذكر لي حفيده أَنه أَخذ عَن الوانوغي وَغَيره بل ارتحل إِلَى الْعَجم وَأقَام هُنَاكَ أَربع سِنِين وَأخذ عَن شُيُوخه فِي العقليات وتميز ودرس وناب فِي الْقَضَاء بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَألف فِي الْفِقْه وَعمل فِي الْمنطق مُقَدّمَة وَخمْس الْبردَة قَالَ وَمن نظمه:
(طلبت للقلب بالأسفار لي راحه ... فَلم تكن مهجتي فِي الْحق مرتاحه)
(مذ غبت عَن مربع الأحباب والساحه ... من كَانَ مثلي فَهَل يستأهل الراحه)
مَاتَ تَقْرِيبًا قريب الثَّلَاثِينَ.
279 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب أفضل الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / أَخذ عَن إِبْرَهِيمُ العجلوني واختص)
بِهِ من صغره وهلم جرا وتميز فِي الْفَضَائِل مَعَ عقل وتؤدة وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع من بقايا الشُّيُوخ وَكَذَا سمع بالقدس من جمَاعَة وتولع بالنظم وَتردد إِلَيّ كثيرا وَكتب عني أَشْيَاء وَسمع عَليّ مَنَاقِب الْعَبَّاس تأليفي بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وسمعته ينشد قَوْله:
(بروحي خود تخجل الشَّمْس فِي الضُّحَى ... بهَا مهج العشاق لَيست بناجيه)
(أَمُوت غراما من مَخَافَة خلفهَا ... وَأهْلك من هجرانها وَهِي ناجيه)
وَانْقطع بِمصْر للتكسب بِالشَّهَادَةِ قَلِيلا وَغَيره أروج مِنْهُ فِيهَا وَهُوَ الْآن فِي سنة تسع وَتِسْعين أمثل من بهَا فضلا وعقلا وانجماعا.
280 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْجمال الجاناتي الْمَكِّيّ سبط الْعَفِيف اليافعي أمه زَيْنَب وأخو الْجمال بن مُوسَى الْحَافِظ لأمه وَعبد الرَّحْمَن الماضيين. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا واشتغل بالفقه والعربية وتميز فيهمَا وانتفع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بِزَوْج أمه خَلِيل بن هرون الجزائري وأسمعه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ على جمَاعَة وسافر صحبته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى الْيمن فأدركه أَجله بزبيد مِنْهَا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّلَاثِينَ وَكَانَ كثير الإقبال على الْعلم ومطالعة كتبه وَفِيه خير وحياء.
281 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشَّمْس البخانسي الدِّمَشْقِي، / ولي حسبَة الشَّام ثمَّ الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَذَا ولي وزارة دمشق. مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
282 - مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي ثمَّ الْمَكِّيّ الْبَزَّاز / بدار الأمارة مِمَّن اشْترى دورا بِمَكَّة وعمرها. مَاتَ بهَا فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة حادي عشرى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَخلف دنيا وأولادا. أرخه ابْن فَهد.(10/87)
283 - مُحَمَّد بن يلبغا نَاصِر الدّين اليحياوي / أحد الْأُمَرَاء الصغار بِدِمَشْق وَكَانَ ينظر أَحْيَانًا فِي أَمر الْجَامِع الْأمَوِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
مُحَمَّد بن أبي الْيمن. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد. /
مُحَمَّد بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ / جمَاعَة مِنْهُم الزكي أَبُو الْخَيْر. مضوا فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
284 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الْمُؤَذّن. / ولد)
سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا قَالَه وَاقْتصر عَلَيْهِ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ فِي إنبائه أَنه قبيل الْخمسين وأسمع على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وأخيهما مُحَمَّد وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه كَانَ مُؤذنًا بالجامع الْأمَوِي جَهورِي الصَّوْت بِالْأَذَانِ مَعَ كبر سنه. مَاتَ بطرابلس سنة سِتّ وَقيل فِي صفر سنة سبع وَذكره فِي السنتين من إنبائه، وَتَبعهُ المقريزي فِي الثَّانِيَة فِي عقوده.
285 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس الدِّمَشْقِي الْقَارِي الأَصْل الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْقَارِي. / ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتعانى التِّجَارَة كأبيه وَعَمه وجماعته واشتغل بِبَلَدِهِ وبمكة وبالقاهرة عِنْد عبد الْحق السنباطي وتميز وشارك بفهمه وَتزَوج ابْنة عَمه الْحَاج عِيسَى وَاجْتمعَ بِي بِمَكَّة وسألني فِي الْقِرَاءَة وَعَن بعض الْمسَائِل بل التمس مني كِتَابَة شَيْء من أَشْرَاط السَّاعَة ليتحفظها الْأَبْنَاء فَعمِلت جُزْءا سميته القناعة بِمَا يحسن التَّعَرُّض لَهُ من أَشْرَاط السَّاعَة واغتبط بِهِ. وَنعم الرجل لطف الله بِهِ.
286 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ الشَّمْس المتبولي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير / أحد صوفية الجمالية وقراء صفتهَا. اشْتغل بالفقه والتجويد وتميز وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكَانَ يسمع مَعنا عِنْد شَيخنَا وَمن شُيُوخه فِي القراآت السَّبع التَّاج بن تمرية وَالشَّمْس العفصي وحبِيب العجمي وتكسب بالرياسة فِي الجوق وَنَحْوهَا وعاش إِلَى بعد السِّتين ظنا رَحمَه الله.
287 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عدب الدَّائِم فتح الدّين الزواوي القاهري خَال السراج بن الملقن. / سمع مَعَ ابْن اخته كثيرا على الأحمدين ابْن كشتغدي وَابْن عَليّ المشتولي وأفاده ابْن أُخْته فِيمَا قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَسمع عَلَيْهِ وَقَالَ أَنه كَانَ خياطا خيرا. مَاتَ سنة سبع، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
288 - مُحَمَّد ين يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الْقرشِي الزبيرِي الْبَصْرِيّ وَيعرف بِابْن دليم / وَبَاقِي نسبه فِي عَم أَبِيه عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهير بالجلال. قدم مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين(10/88)
ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى طيبَة ثمَّ عَاد فَمَاتَ فِي قفوله مِنْهَا قَرِيبا من سَاحل جدة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها سامحه الله. أرخه ابْن فَهد.
289 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس الديروطي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَالِد فَاطِمَة الْآتِيَة وَيعرف بِابْن الصَّائِغ. / حفظ الْقُرْآن الشاطبيتين وَغَيرهمَا وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْبُرْهَان الكركي وَبِه انْتفع وبلديه النُّور الديروطي بهَا بل وعَلى النُّور بن يفتح الله السكندري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَرَادَة، وَحج بعد الْأَرْبَعين فَتلا بالسبع أَيْضا إِلَى المفلحون على الزين بن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَأخذ أَيْضا عَن ابْن الزين النحريري والشهابين ابْن هَاشم والقلقيلي السكندري وسرور المغربي وَالشَّمْس العفصي وحبِيب العجمي والنور البلبيسي الإِمَام وطاهر وَابْن كزلبغا وَعبد الدَّائِم وَغَيرهم مِمَّن دب ودرج وتصدى للإقراء فِي بَلَده فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ مبارك التَّعْلِيم مَا قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا وانتفع وَلم يَنْفَكّ عَن التعيش بالحياكة. مَاتَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ بديروط وَدفن بهَا عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله.
290 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن نَاصِر الْبَهَاء بن الْجمال الباعوني الأَصْل الدِّمَشْقِي. / مِمَّن نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الفرفور وَرَأَيْت لَهُ أرجوزة ذيل بهَا على أرجوزة عَمه فِي التَّارِيخ الَّتِي انْتهى فِيهَا إِلَى الْأَشْرَف برسباي وصل فِيهَا إِلَى سُلْطَان وقتنا وَأطَال فِي متجدداته ومآثره بِحَيْثُ كَانَت أشبه شَيْء بترجمته.
291 - مُحَمَّد ين يُوسُف بن أَحْمد الشَّمْس أَبُو الْغَيْث الْمَدْعُو قَدِيما عبد الْقَادِر ابْن الْجمال أبي المحاسن الصفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ ابْن أُخْت الْجمال البدراني وَإِخْوَته وَيعرف بِابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي. / ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة سنة وَفَاة أَبِيه وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَعرض على غير وَاحِد كشيخنا والمحب بن نصر الله وَقَرَأَ الْفِقْه والفرائض على السَّيِّد النسابة والبوتيجي وَالْفِقْه خَاصَّة على الْعِمَاد بن شرف والفرائض فَقَط مَعَ النَّحْو على أبي الْجُود وأصول الْفِقْه على الْجمال الأمشاطي وَإِمَام الكاملية فِي آخَرين كالحناوي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والبرهان بن خضر وَابْن حسان وَأبي حَامِد بن التلواني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ مقدمته فِي النَّحْو التَّعْبِير ولازم شَيخنَا مُدَّة وَسمع عَلَيْهِ الْكثير وَكَذَا سمع على خلق بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَالشَّام وَغَيرهَا وَأقَام فِي كل من هَذِه الْأَمَاكِن زَمنا، وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ بِمَكَّة أَبُو الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وبالمدينة الْمُحب المطري وببيت الْمُقَدّس الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَكَانَ مَعنا فِي السماع بِدِمَشْق وَحضر فِيهَا دروس غير وَاحِد من علمائها كماهر فِي بَيت الْمُقَدّس وَأكْثر جدا وَلم يَنْفَكّ(10/89)
عَن السماع بِحَيْثُ سمع مِمَّن هُوَ دونه، وسافر أَيْضا إِلَى الْمحلة وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير وَابْن الْجَزرِي والبرماوي)
والواسطي وَخلق وَسمع من لفظ الكلوتاتي الثقفيات وَكَذَا سمع على رقية الثعلبية المنازع فِي شَأْنهَا وَحصل الْأَسَانِيد والتراجم والوفيات وَضبط وَقيد وَكتب بِخَطِّهِ جملَة وَأفَاد وألم بِالطَّلَبِ وشارك فِي الْجُمْلَة مَعَ مزِيد الاسْتقَامَة والتواضع والتقنع باليسير وَالتَّعَفُّف والتودد والانجماع عَن النَّاس جملَة وَالرَّغْبَة فِي لِقَاء الصَّالِحين حَتَّى صَار وَاحِدًا مِنْهُم والمداومة على حُضُور سعيد السُّعَدَاء الَّذِي لَيْسَ لَهُ غَيره وَقد اعتنى بِجمع مَنَاقِب أَبِيه فَحصل مِنْهَا جملَة وَهُوَ مِمَّن سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي بل لازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وراجعني كثيرا وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَلبس مني الْخِرْقَة على قَاعِدَته غير مرّة وَكتب نبذة من تصانيفي واستفدت مِنْهُ أَيْضا مَعَ مبالغته فِي إجلالي وحَدثني بعدة منامات رَآهَا لي وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن عِنْد أَبِيه بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ لَهُ مشْهد هائل وَيُقَال أَن تركته وجلها كتب بلغت نَحْو مِائَتي دِينَار رَحمَه الله وإيانا.
292 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر بن صَلَاح وَأسْقط غير وَاحِد أَبَا بكر الشَّمْس الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ عَم الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر الْمَاضِي وَيعرف بالحلاوي / إِمَّا للمدرسة الحلاوية بحلب لكَون أصلهم مِنْهَا كَمَا كَانَ يَقُوله أَو لكَون وَالِده وَكَانَ مُعْتَقدًا بَين النَّاس كَانَ يَبِيع الْحَلْوَى الناطف فِي طبق كَمَا قَالَه كَثِيرُونَ بل قَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه أَنه كَانَ من باعة أهل دمشق وَأَرَاذِلهمْ يَبِيع شقات الْبِطِّيخ تَحت القلعة بفلس وبفلسين وَيجْعَل الْفُلُوس فِي عبه. ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بَين الطّلبَة فأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة كالعماد بن كثير وَابْن أميلة وَنَحْوهمَا كَمَا كَانَ يخبر وَوجد سَمَاعه لبَعض الصَّحِيح من ابْن الكشك، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وتوصل لخدمة الْأَمِير يشبك وَعمل التوقيع عِنْده وَصَحب الْوَزير الْبَدْر الطوخي وَسعد الدّين بن غراب فأثرى واشتهر وترقى حَتَّى ولي نظر الأحباس مُدَّة وناب فِي الحكم وَولي الْحِسْبَة غير مرّة ثمَّ وكَالَة بَيت المَال سنة سبع وَعشْرين بعد موت ابْن التباني إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ حسن الشكالة كَبِير اللِّحْيَة جدا مُعظما عِنْد الأكابر وأرباب الدولة مزجى البضاعة فِي الْعلم وَلكنه حسن المحاضرة حُلْو النادرة ينمق الحكايات الشهيرة بِحَيْثُ يود السَّامع لَهَا أَنَّهَا لَا تَنْقَضِي. وَمِمَّنْ عظم اخْتِصَاصه بِهِ الزين عبد الباسط وَعين مرّة لكتابة السِّرّ فِي أَيَّام النَّاصِر فرج فَلم يتم ذَلِك. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ كثير المجازفة فِي النَّقْل حدث بِالْقَلِيلِ وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس شَوَّال وَقَالَ بَعضهم فِي صبح(10/90)
يَوْم الْجُمُعَة سادس)
رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بعد أَن تمرض نَحْو خَمْسَة أشهر بالفالج وَغَيره وَفِيه يَقُول بعض الشُّعَرَاء:
(إِن الحلاوي لم يصحب أَخا ثِقَة ... إِلَّا محا شومه مِنْهُ محاسنهم)
(السعد وَالْفَخْر والطوخي لازمهم ... فَأَصْبحُوا لَا ترى إِلَّا مساكنهم)
فالأولان ابْنا غراب والوزير الْبَدْر الطوخي زَاد شَيخنَا:
(وَابْن الْكوز وَعَن قرب أَخُوهُ ثوى ... والبدر والنجم رب اجْعَلْهُ ثامنهم)
هما ابْن الكويز الْعلم دَاوُد وَالصَّلَاح خَلِيل والبدر حسن بن الْمُحب المشير والنجم بن حجي.
وللشمس الدجوي الشَّاعِر فِيهِ أهاج مِنْهَا قَوْله:
(ظن الحلاوي جهلا أَن لحيته ... تغنيه فِي مجْلِس الْإِفْتَاء وَالنَّظَر)
(وأشعريتها طولا قد اعتزلت ... بِالْعرضِ باحثة فِي مَذْهَب الْقدر)
وَقد سبق فَقيل:
(إِن كَانَ بطول اللِّحْيَة يسْتَوْجب القضا ... فالتيس عدل مرتضى)
293 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن بهادر نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الأياسي بِكَسْر أَوله ثمَّ تَحْتَانِيَّة نِسْبَة لمعتق جده إِيَاس الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي. / ولد بغزة سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَكَانَ يَقُول لَا أعلم تَعْيِينه إِلَّا أَن الْفَقِيه عَليّ بن قيس قَالَ لي حج والدك سنة تسع وَخمسين فَولدت فِيهَا قَالَ وَأَنا أعرف أَن مولدِي فِي سنة حج وَالِدي وَإِنَّمَا اسْتَفَدْت تعْيين السّنة من ابْن قيس، وَنَشَأ بهَا وَسمع فِيمَا أخبر بعد الثَّمَانِينَ على قاضيها الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن خلف الصَّحِيحَيْنِ والموطأ والشفا بجامعها الْعَتِيق الْعمريّ وَأخذ عَن ابْن زقاعة فِي النَّحْو وَغَيره وَصَحب الشَّمْس العيزري وانتفع بِهِ وَحمل عَنهُ من نظمه وتصانيفه وَغير ذَلِك وَقدم عَلَيْهِم غَزَّة قَاضِيا الْمُوفق الرُّومِي الْحَنَفِيّ تلميذ أكمل الدّين فلازمه فِي الْفِقْه حَتَّى أَخذ عَنهُ الْكَنْز وَغَيره وَفِي الْعَرَبيَّة، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن خير الدّين خَلِيل الرُّومِي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْقُدس وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأجاد الرَّمْي وَغَيره من أَنْوَاع الفروسية، وَكتب حَوَاشِي على الشَّامِل لِابْنِ الْعِزّ وَغَيره بل شرى نظم الزّبد لِابْنِ رسْلَان، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء خلفا عَن سلف مَعَ زهده وصلاحه وانجماعه عَن النَّاس وتواضعه مَعَ وجاهته وجلالته عِنْد نواب بَلَده وَغَيرهم وَكَونه لم يُغير زِيّ التّرْك فِي ضيق أكمامه وثيابه وَأما عمَامَته فَكَانَت بمئزر وَلها)
عذبة على طَرِيق الصُّوفِيَّة وَمكث أَرْبَعِينَ سنة فأزيد مَا مس بِيَدِهِ درهما وَلَا دِينَارا وَلَا فكر فِي معيشته بل جهاته تحمل لزوجته فتتولى الْإِنْفَاق. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الحسام بن بريطع وَالشَّمْس بن المغربي القَاضِي وَقَالَ أَنه أنْشد عَنهُ من نظمه:(10/91)
(وَمَا الدَّهْر إِلَّا ليله ونهاره ... وَمَا النَّاس إِلَّا مُؤمن مكذب)
(فَإِن كنت لم تؤمن وَلم تَكُ كَافِرًا ... فَأَيْنَ إِذا يَا أَحمَق النَّاس تذْهب)
وَقَوله مذيلا ليقول العَبْد:
(وَلَا تستثن فِي الْإِيمَان واقنع ... بقول الصَّدْر نعْمَان الْكَمَال)
(إِذا صفت النُّفُوس كسبن نورا ... وشاهدن الْجمال مَعَ الجمالي)
والْعَلَاء الْغَزِّي فَقِيه الْمُؤَيد بن الْأَشْرَف إينال وبسفارة الشَّيْخ اسْتَقر بِهِ إينال حِين كَانَ نَائِب غَزَّة إِمَامه وَحدث أَخذ عَنهُ جمَاعَة كالعلاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَأَجَازَ لي على يَد ابْن قمر وَبَلغنِي أَنه أنشأ مدرسة تجاه دَاره، وَكَانَ فِي أول أمره مَشْهُورا بفرط التعصب لمذهبه وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بمدرسته وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله رَحمَه الله وإيانا.
294 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود الْبَدْر بن الْعِزّ الحلوائي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ.
قدم حلب فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فحج وَكتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية تَرْجَمَة وَالِده وَأقَام بحصن كيفا يشغل النَّاس بِالْعلمِ حَتَّى مَاتَ.
295 - مُحَمَّد الْجمال / أَخُو الَّذِي قبله قدم حلب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ طَالب ثمَّ سَافر إِلَى دمشق ثمَّ مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه فَقَدمهَا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَأكْرم ثمَّ طلبه صَاحب الْحصن من الْأَشْرَف فجهزه إِلَيْهِ فعوجل. وَمَات بِمصْر فِيهَا قَالَ وَكَانَ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم وَمَا أَظُنهُ أكمل الْأَرْبَعين سنة. قلت بل بَلغنِي أَنه أكمل السِّتين وَلَكِن كَانَت لحيته سَوْدَاء رَحمَه الله.
296 - مُحَمَّد الْجلَال / أَخُو اللَّذين قبله ووالد الْعِزّ وسف الْآتِي. قدم حلب أَيْضا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ثمَّ توجه مِنْهَا لمصر فَأكْرمه الْأَشْرَف ورتب لَهُ رواتب وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ طلبه صَاحب الْحصن مِنْهُ فجهزه إِلَيْهِ مكرما فَلَمَّا وصل لحمص مَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ظنا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْمُتَوَسّط والجاربردي وَغَيرهمَا التقى أَبُو بكر الحصني شيخ)
فضلاء الْوَقْت.
297 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن حُسَيْن أَبُو عبد الله الحسني الحصكفي الْمَكِّيّ وَالِد مُحَمَّد وأخو أَحْمد الماضيين وَيعرف بِابْن الْمُحْتَسب / سمع على التقي بن فَهد. ومولده فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَمَات وَهُوَ محرم فِي مغرب لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين بِأَرْض عَرَفَة بعد أَن نفر من الْموقف الشريف رَحمَه الله.
298 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن خلد بن نعيم ككبير ابْن مقدم بن مُحَمَّد بن حسن(10/92)
بن غَانِم بن عَليّ الْعِزّ أَبُو الطَّاهِر بن الْجمال الْبِسَاطِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمُحَقق / نسبه فِي الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان والآتي أَبوهُ. ولد فِي مستهل شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا وَأخذ عَن أَبِيه وَالْجمال الأقفاصي وَغَيرهمَا وَسمع على ابْن الكويك مشيخة الرَّازِيّ وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبوهُ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي بل وَفِي جملَة سامعي مُسلم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق، وَحدث باليسير فَأَسْمع الزين رضوَان وَلَده عَلَيْهِ حَدِيث وَحشِي من مشيخة الرَّازِيّ وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالمؤيدية وَالنَّظَر على القمحية بعد أَبِيه وَكَذَا استنابه فِي الْقَضَاء حَيْثُ مَا اجتاز قَرِيبه الشَّمْس الْبِسَاطِيّ فِي يَوْم موت أَبِيه وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده بل عين لقَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَلبس الخلعة بذلك فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ بَطل بعد يَوْمَيْنِ لكَونه لم يكن مَحْمُودًا وَلذَا جرحه الْمَنَاوِيّ فِي كائنة أبي الْخَيْر النّحاس وامتحن بِإِدْخَال سجن أولى الجرائم وَلزِمَ من ذَلِك توقف الولوي السنباطي فِي عوده إِلَى النِّيَابَة إِلَّا بعد ثُبُوت عَدَالَته وتنفيذها على شَافِعِيّ وَأذن السُّلْطَان فِيهَا وَضَمان دركه فِي الْمُسْتَقْبل فَفعل ذَلِك وَكَانَ الضَّامِن لَهُ الْبَدْر بن الرُّومِي النَّقِيب. وَاسْتمرّ مُؤَخرا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد أَن أجَاز عَفا الله عَنهُ وإيانا.
299 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن خطاب السَّيِّد الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ التازي. / سمع مني بِمَكَّة.
300 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد شمس الدّين أَو نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْجمال الطرابلسي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَالِد الصّلاح مُحَمَّد الْمَاضِي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عشرى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ القراآت عَن الشهَاب بن الْبَدْر وَغَيره وأتقن الْمِيقَات والحسان وَولي مشيخة زَاوِيَة أرغون شاه بِبَلَدِهِ حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَصفه السراج الْحِمصِي فِي عرض وَلَده بِالْقَاضِي مؤتمن الْمُلُوك والسلاطين وَغَيره)
بالشيخ الصَّالح الإِمَام إِمَام الْقُرَّاء وَشَيخ الْفَضَائِل طرا. وَآخر بالأخ فِي الله تَعَالَى وَالْوَلِيّ فِي ذَاته القَاضِي شمس الدّين الْكَاتِب وَقدم الْقَاهِرَة بولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين فعرضه على مشايخها ثمَّ رَجَعَ بِهِ رَحمَه الله.
301 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سلمَان بن مُحَمَّد الصَّالِحين ثمَّ النيربي بِفَتْح النُّون لسكناه النيرب وَيعرف بزريق / بِتَقْدِيم الْمُعْجَمَة. سمع على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْعَطَّار وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ نُسْخَة أبي مسْهر والعماد أبي بكر بن إِبْرَهِيمُ بن الْعِزّ وَأبي حَفْص البالسي وَعبد الهل بن خَلِيل الحرستاني(10/93)
وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ أَبوهُ قيمًا بِالْمَسْجِدِ الْعَتِيق بالصالحية. مَاتَ.
302 - مُحَمَّد ين يُوسُف بن سُلَيْمَان بن عبد الله الشَّمْس الْمصْرِيّ الْبَزَّاز الكتبي وَيعرف بالأمشاطي. / ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَسمع على الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْء ابْن الطلاية وعَلى الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن التكريتي جُزْء بيبي وعَلى الْجمال عبد الله الْبَاجِيّ فِي آخَرين كالمجد إِسْمَعِيل الْحَنَفِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والموفق الأبي والزين رضوَان وتكسب فِي حَانُوت بِبيع الْكتب دهرا وَعرف بالخبرة التَّامَّة فِيهَا مَعَ مُلَازمَة التِّلَاوَة وَالصِّيَام وَالْعِبَادَة وَحسن السِّيرَة. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني وَذكر لي مَا يدل على أَنه ولد سنة الطَّاعُون الْعَام. وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَت لَهُ معرفَة بالكتب وَهُوَ آخر من بَقِي بالكتبيين مِمَّن عاصر القدماء وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن يُوسُف بن صَلَاح الحلاوي. / مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن صَلَاح.
303 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر بدر بن الْجمال الْكرْدِي الكوراني القاهري الشَّافِعِي وَالِد ستيتة وَفَاطِمَة وشيختنا أم الْحسن الْمَذْكُورَات وَيعرف بِابْن العجمي. / تسلك بِأَبِيهِ وَكَانَ فَاضلا. مَاتَ بعد الثَّمَانمِائَة بِيَسِير. أَفَادَهُ لي ابْن أَخِيه عَليّ.
304 - مُحَمَّد تَاج الدّين أَخُو الَّذِي قبله ووالد مُحَمَّد وَعلي الماضيين. / مِمَّن تسلك بِأَبِيهِ وتصدر بعده للإرشاد فَانْتَفع بِهِ المريدون وَكَانَ فَاضلا وجيها روى لنا عَنهُ جمَاعَة وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ. مَاتَ سنة أَربع عشرَة عَن سبعين سنة وَدفن بالقرافة فِي زَاوِيَة أَبِيه.
أفادنيه وَلَده عَليّ أَيْضا.
مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الأمشاطي الكتبي. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده)
سُلَيْمَان أسْقطه المقريزي.
305 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن التقي الْقرشِي الدِّمَشْقِي. / ولد سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتعانى المباشرات إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ نوروز فِي الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ فِي كِتَابَة سرها، وَولي قَضَاء طرابلس فِي سنة سِتّ عشرَة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وباشر التوقيع. وَاسْتمرّ يَنُوب فِي كِتَابَة السِّرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَانَ فَاضلا فِي فنه سَاكِنا كثير التِّلَاوَة منجما عَن النَّاس. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
306 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْكَرِيم الْكَمَال بن الْجمال القاهري سبط الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وأخو أَحْمد ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الماضيين والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. / ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على مَشَايِخ(10/94)
الْوَقْت بل على السُّلْطَان وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْجلَال الْبكْرِيّ ولازمه بل وعَلى الْمَنَاوِيّ فِي آخَرين وَاسْتقر فِي نظر الجوالي بعد الْعَلَاء الصَّابُونِي فِي سنة سبعين وفيهَا حج حِين كَانَ صهره خير بك أَمِير الْمحمل وَكَانَ مَعَه الولوي الأسيوطي فَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ فِي ماضيه والنور البرقي واستصحب مَعَه الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج من تأليفي فَكَانَ يراجعني فِي بعض أَلْفَاظه ومعانيه وَرجع فاستمر فِي وَظِيفَة أَبِيه نظر الْجَيْش فِي سَابِع صفر الَّتِي تَلِيهَا بعد صرف التَّاج بن المقسي وَاسْتقر أَخُوهُ عوضه فِي نظر الجوالي وتشاهم وتضاخم وتزايدت وجاهته وَكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ وَالْتمس مني الْمَجِيء لَهُ للْقِرَاءَة عَليّ فاعتذرت بعادتي فِي ترك التَّرَدُّد لأحد بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا بَلغنِي عَن ابْن أبي شرِيف وسلك الْفَخر الديمي مسلكه حَيْثُ تردد لقِرَاءَة من يقرا عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ، وَكثر تعلله بالقولنج وَنَحْوه ومقاساته من الْملك مَا الله بِهِ عليم مرّة بعد أُخْرَى بِحَيْثُ وَضعه ليضربه إِلَى أَن اسْتَأْذن فِي الْحَج سنة تسع وَثَمَانِينَ وسافر فحج وَتَأَخر هُنَاكَ السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَتوجه فِي سَابِع جُمَادَى الأولى إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فوصلها فِي ثامن عشرَة وَقَرَأَ هُنَاكَ بالروضة النَّبَوِيَّة على الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي الشفا وباشر الْخدمَة مَعَ الخدام وَتصدق بِمَا قيل أَنه خَمْسمِائَة دِينَار مِمَّا لم يثبت وَكَانَ على خير وَعَاد فوصل مَكَّة فِي شعْبَان فَلم يلبث أَن مَاتَ بعد انْقِطَاعه ثَمَانِيَة أَيَّام فِي عصر يَوْم الْخَمِيس ثامن عشريه وَبَادرُوا لإخراجه ليدرك لَيْلَة الْجُمُعَة فِي قَبره فَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر بساعة بعد النداء عَلَيْهِ فَوق قبْلَة زَمْزَم وشيعه خلق ثمَّ دفن بفسقية كَانَ مَمْلُوك أَبِيه سنقر الجمالي أعدهَا)
لنَفسِهِ قَدِيما من المعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
307 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن علم بن نجيب الدّين الفارسكوري الحريري الشَّافِعِي / إِمَام الْجَامِع الْعَتِيق بِبَلَدِهِ والموقت بِهِ بل وخطيبه أَخُو إِبْرَهِيمُ الْمَاضِي وَذَاكَ أكبرهما وَيعرف بِابْن الْفَقِيه يُوسُف. ولد قبل القرين بِيَسِير وَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وخطب وَأم وَحج ولقيته بِبَلَدِهِ فَكتبت عَنهُ قَوْله:
(وَمَا أسفي إِلَّا لِأَنِّي واعظ ... وَمَا اتعظت نَفسِي وضيعت أوقاتي)
(تظن بِي الْأَصْحَاب خيرا وَلم يرَوا ... وَلم يعلمُوا حَالي وقبح خطيئاتي)
(وَمَا أحد مثلي بِهِ الذَّنب وَالْخَطَأ ... وتجميع وزر ثمَّ تَكْثِير زلات)
وكتبت عَنهُ من قبلي ابْن فَهد وَغَيره كالبقاعي، وَكَانَ مشاركا فِي الْوَقْت والفرائض والنحو وَغَيرهَا صَالحا خيرا. وَمَات بعد أَن كف تَقْرِيبًا سنة بضع وَسبعين.
308 - مُحَمَّد زين الدّين / شَقِيق الَّذِي قبله وأصغر أَخَوَيْهِ ووالد أبي الطّيب(10/95)
مُحَمَّد الْمَاضِي.
اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وتميز فِي كثير من القراآت وشارك فِي الْفِقْه والعربية وخطب كأخيه بل ولي أَمَانَة الحكم بِبَلَدِهِ مَعَ امْتِنَاعه من قَضَائِهِ وَكتب بِخَطِّهِ من الربعات والمصاحف جملَة وخطه جيد. وَمَات قبيل أَخِيه الَّذِي قبله بعيد السّبْعين.
309 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن خلف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلْطَان الْبَدْر المكني أَبَا الرضى القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ عَليّ والآتي أَبوهُمَا ويلقب بكتكوت. / ولد فِي الْمحرم سنة سبع أَو ثَمَان وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والجعبرية وَغَايَة المأمول فِي علم الْأُصُول لِابْنِ جمَاعَة والملحة ولامية الْأَفْعَال لِابْنِ ملك والخزرجية، وَعرض فِي سنة تسع عشرَة فَمَا بعْدهَا على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس بن الديري وقارئ الْهِدَايَة وَالْجمال الأقفاصي الْمَالِكِي فِي آخَرين وَسمع من الْأَوَّلين وَحضر دروسهما وَكتب عَن ثَانِيهمَا فِي أَمَالِيهِ وَكَذَا حضر دروس البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشرف السُّبْكِيّ فِي الْفِقْه واشتغل فِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي النَّحْو على الحناوي وَالشَّمْس بن الجندي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الأدبيات على الْبَدْر البشتكي والتقي بن حجَّة وَسمع الْكثير على ابْن الْجَزرِي من مروياته ومؤلفاته وتظمه وَكَذَا سمع بل وَقَرَأَ على الوَاسِطِيّ والزينين القمني وَالزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَأكْثر عَنهُ والشهاب بن المحمرة)
والفوى وَالشَّمْس الشَّامي والكلوتاتي وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ والكمال بن خير بإسكندرية والبرهان الباعوني بِالشَّام وَبحث هُنَاكَ فِي الْفِقْه أَيْضا على التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَالْجمال بن جمَاعَة بالقدس، وَدخل أَيْضا دمياط وَغَيرهَا وَثبتت عَدَالَته قَدِيما على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِشَهَادَة وَالِد الشّرف الْمَنَاوِيّ وَالْجمال عبد الله النابتي وَلَكِن لم يكْتب إسجاله إِلَّا بعد وَفَاته فِي الْأَيَّام العلمية، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَكتب التوقيع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَأول مَا ولي توقيع الْإِنْشَاء سنة سِتّ وَعشْرين وتوقيع الدست بعد وَفَاة الْبَدْر بن الْبُرْجِي بل كَانَ مِمَّن عين فِي صوفية المؤيدية فَلَمَّا شخص للْوَاقِف رَآهُ أَمْرَد فَامْتنعَ من تَقْرِيره ثمَّ عين فِي صوفية الأرفية وَاسْتقر فِي إِمَامَة الْقصر وَقِرَاءَة الحَدِيث بالمحمودية والعشقتمرية والإعادة للمحدثين بالظاهرية الْقَدِيمَة وَفِي درس الشَّافِعِي وَالشَّهَادَة بالعمائر السُّلْطَانِيَّة وباشر توقيع الحكم والعقود عَن شَيخنَا بل أذن لَهُ فِي سَماع الدَّعْوَى بِالْوَجْهِ البحري كدمياط وإسكندرية فِيمَا ذكر وَعَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي دهشور وبرنشت من عمل الجيزية ثمَّ فِي الجيزة ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ ومصر فباشره بعدة مراكز أَحدهَا باللوق وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده وَلم يحصل من ذَلِك على طائل مَعَ تموله وَمَا(10/96)
فِي حوزته من عقار وَكتب وجهات وضيق مصرفه. وَكَانَ بديع التنكيت كثير الاستحضار لما أدْركهُ من الوقائع والحوادث متقنا لذَلِك عَارِفًا لما بِالْأَيْدِي من الْوَظَائِف لَا يشذ عَنهُ من ذَلِك إِلَّا النَّادِر حسن المحاضرة قاسى النَّاس مِنْهُ شدَّة تمقته بِسَبَبِهَا كَثِيرُونَ وَلكنه حسن حَاله بِأخرَة وَصَارَ منخفض الجماح غَالِبا وتزايدت السخرية من مهملي الشبَّان بِهِ وامتحن بِضَرْب الْأَمِير أزبك وسجنه بِسَبَب غير مُسْتَحقّ لذَلِك وَعَسَى أَن يكفر عَنهُ بِهَذَا كُله. وَقد وَصفه شَيخنَا بالشيخ الْمُحدث المشتغل الْفَاضِل وَمرَّة بالفاضل الْمُحدث الْمجِيد الأوحد وَمرَّة بالموقع حَسْبَمَا قَرَأت ذَلِك بِخَطِّهِ وَكتب الْمُحب الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ بِسَبَبِهِ حِين تنَازع مَعَ الْعِزّ الفيومي فِي صرة بِسَمَاع الحَدِيث بالقلعة إِلَى جَوْهَر الخازنداري رِسَالَة يحضه فِيهَا على تَعْيِينهَا للبدر فَكَانَ فِيهَا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَيْضا أَن حاملها الشَّيْخ بدر الدّين لَهُ إِلْمَام بِعلم الحَدِيث النَّبَوِيّ وَقَرَأَ من كتبه كثيرا وَهُوَ أهل لسَمَاع البُخَارِيّ وَأولى من غَيره، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ قريب من هَذَا القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَاعْتَمدهُ التقي المقريزي فِي تَارِيخه وقرضت لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا أعنته فِي تخريجها وَكثر تردده إِلَيّ بِسَبَبِهَا ثمَّ مَا برح ملازما لي حَتَّى علقت من فَوَائده ونظم بعض شُيُوخه وَغير ذَلِك، بل وَمن نظمه مَا أسلفته فِي خير الدّين الريشي وتبعني)
فِي تقريضها غير وَاحِد وَحدث بعد ذَلِك بِكَثِير من مروياته قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن لم يعرف بِالطَّلَبِ وَكَانَ يمسك مَعَه نُسْخَة بالمقروءة وَمهما أشكل عَلَيْهِ يراجعني فِيهِ بعد وَأما البقاعي فَإِنَّهُ تَرْجمهُ لكَونه ساعده فِي جَامع الفكاهين بقوله القَاضِي أَبُو الرِّضَا أحد نواب الحكم والموقعين ثمَّ قَالَ فِي وَقت آخر الْفَاضِل الْمَشْهُور بكتكوت وَرُبمَا عرف بالعاق بتَشْديد الْقَاف لِأَنَّهُ كَانَ يعق أَبَوَيْهِ فَكَانَ أَبوهُ شَدِيد الْغَضَب عَلَيْهِ وَكَذَا بَلغنِي عَن أمه وَلَيْسَ ذَلِك بِبَعِيد لِأَنَّهُ مطبوع على الثقالة وكثافة الطَّبْع وَسُوء المزاج وَله وقائع مَشْهُورَة تنبئ عَن قلَّة اكتراث بِالدّينِ قَالَ وَطلب الحَدِيث فَقَرَأَ وَسمع فَأكْثر عَن مَشَايِخنَا وَغَيرهم وَلم يزل ينظم وينثر حَتَّى صَار يَقع على النُّكْتَة المقبولة وينظمها مطبوعة فِي الْحِين بعد الْحِين ثمَّ روى الْكثير من نظمه وَمن ذَلِك مَا كتب بِهِ للكمال بن الْبَارِزِيّ بِدِمَشْق:
(أمولائي كَمَال الدّين يَا من ... بِلَا بدع رقى رتب الْمَعَالِي)
(وحقك من فراقك زَاد نقصي ... لِأَنِّي قد حجبت عَن الكمالي)
قلت وَكَذَا تشاحن مَعَ أَخِيه بِحَيْثُ هجاه بِمَا هُوَ عِنْدِي فِي مَوضِع آخر بل سَمِعت أَنه جمع شَيْئا فِيهِ ذكر النَّاس وَلَقَد قَالَ لي الخواجا ابْن قاوان مَا رَأَيْت(10/97)
سلم من لِسَانه غَيْركُمْ فأضفت هَذَا لما أعتقده من جلالتكم أَو نَحْو هَذَا. وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا كَانَ فِي مَجْمُوعه من يزاحمه، ورام غير مرّة التَّوَجُّه على قَضَاء الْمحمل. فَمَا تيَسّر ثمَّ تحرّك للتوجه فِي موسم سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد أَن أوصى بِمَا فِيهِ خير وبر وَمن ذَلِك وقف منزل سكنه المطل على بركَة الْفِيل وَغير ذَلِك وَجعل النّظر فِيهِ للبدر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَأخذ مَعَه هَدَايَا برسم ابْن قاوان على نِيَّة الْمُجَاورَة فأدركه أَجله وَهُوَ مُتَوَجّه فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا وَبيع الْكثير مِمَّا كَانَ مَعَه فِي الطَّرِيق من سكر وَزَاد وَنَحْو ذَلِك رَحمَه الله وسامحه وإيانا.
مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ أَبُو الطّيب القنبشي الْمَكِّيّ التَّاجِر /. فِي الكنى.
310 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن يُوسُف الْحلَبِي النجار / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني.
مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر الشَّمْس الْبُحَيْرِي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بالخراشي. /
قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل على الزينين عبَادَة وطاهر وسافر مَعَه إِلَى مَكَّة وجاور مَعَه وَمَعَ غَيره وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه الْخَتْم فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وخطب بمدرسة ابْن الجيعان نِيَابَة وَكَانَ خيرا سليم)
الْفطْرَة مديما للحضور عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره، وَرُبمَا حضر عِنْد بعض متأخري الْمَالِكِيَّة.
مَاتَ فِي أَوَائِل شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمَا أَظُنهُ قصر عَن السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.
312 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن عبد الصَّمد الْجمال الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الحنيفي / بِفَتْح أَوله وَكسر ثَانِيه. حفظ الْأَرْبَعين النووية والعمدة فِي أصُول الدّين لحافظ الدّين النَّسَفِيّ والمنار فِي أصُول الْفِقْه والكنز فِي الْفِقْه وألفية شعْبَان الآثاري فِي النَّحْو الْمُسَمَّاة كِفَايَة الْغُلَام فِي إِعْرَاب الْكَلَام وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شعْبَان فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة والمنار فَقَط على الزين المراغي وَأَجَازَهُ واشتغل وَقرر فِي طلبة درس يلبغا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَسمع على الْجمال بن ظهيرة فِي سنة أَربع عشرَة مُسْند عَائِشَة للمروزي وَأَشْيَاء وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى نَخْلَة وأعمالها وَلَعَلَّه كَانَ إِمَامًا بِبَعْض محالها. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
313 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن قَاسم بن فَهد الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن كحليها. / مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
314 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقسم بن يُوسُف الغرناطي الْمواق. / مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.
315 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن بحتر بِضَم الْمُوَحدَة والفوقانية بَينهمَا مُهْملَة الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ. / سمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة على(10/98)
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله الْمَقْدِسِي وعَلى أَحْمد بن مُحَمَّد المرداوي وَعمر بن مُحَمَّد البالسي والمحب بن منيع من مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ إِلَى آخر المعجم الصَّغِير للطبراني، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ نزيل مَسْجِد الشركسية بالصالحية. مَاتَ.
320 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي الشَّمْس أَبُو الْفضل بن الْجمال الْقرشِي المَخْزُومِي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وأخو الشهَاب أَحْمد أبي مُحَمَّد الْمَذْكُورين ونزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن الزعيفريني. / سمع على شَيخنَا وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام بِقِرَاءَة ابْن حسان بل قَرَأَ على الْعِزّ بن الْفُرَات. وَذكر لي وَلَده أَن مَجْمُوع إِقَامَته بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا وَعشْرين سنة لم يتخللها إِلَّا الْيَسِير فِي الْحَج وَبَعض مجاورة بِمَكَّة وَكَانَ فَاضلا خيرا متعبدا كثير المحاسن أَخذ عَنهُ غير وَاحِد وَصَحبه يحيى بن أَحْمد الزندوي وَحكى لنا عَنهُ مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَكتب عَنهُ حُسَيْن الفتحي شَيْئا من نظم أَخِيه أَحْمد. مَاتَ فِي يَوْم)
الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَمن أرخه سنة سبع وَخمسين فقد غلط رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف السُّيُوطِيّ. / فِي ابْن أبي الْحجَّاج.
317 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد المقسي وَيعرف بزغلول. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
318 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن دَاوُد الشَّمْس ابْن شيخ الشيخونية الْعِزّ أبي المحاسن بن الْجمال الطهراني. بِالْمُهْمَلَةِ نِسْبَة لقرية من قرى الرّيّ الرَّازِيّ الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ القَاضِي وَيعرف بالرازي. / ولد فِي وَقت الزَّوَال يَوْم السبت ثَانِي عشر ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واستغل وَسمع على ابْن حَاتِم وَالْجمال عبدا لرحمن بن خير وَغَيرهمَا وتصدر بالزمامية الْمُجَاورَة لسويقة الصاحب وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وَكَانَ ينْسب إِلَى مزِيد تساهل سِيمَا فِي الاستبدالات وصاهره الشّرف عِيسَى الطنوني على ابْنَته وَحدث بالبخاري وَغَيره سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمَات وَقد عمر فِي أحد الربيعين سنة سبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.
319 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْفضل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى الْآتِي وَيعرف بزين الصَّالِحين. / ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة بمنوف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعقيدة الْغَزالِيّ والمنهاجين الفرعي والأصلي والملحة وألفية ابْن ملك عِنْد أَبِيه وَقدم الْقَاهِرَة فَعرض على جمَاعَة وقطنها مديما للاشتغال فِي الْفِقْه واصله والعربية وَغَيرهَا فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه الشّرف السُّبْكِيّ وَبِه انْتفع وَالْجمال الأمشاطي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشهاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة وَعنهُ أَخذ فِي ابْتِدَائه الْعَرَبيَّة وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا من الْفُنُون(10/99)
عَن ابْن المجدي وَفِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة فَقَط عَنَّا لحناوي وَسمع من شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكَذَا سمع الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى أذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وتصدى للإقراء فِي حَيَاة بعض شُيُوخه بِجَامِع الْأَزْهَر وبالناصرية وَغَيرهمَا كالمسجد الْكَائِن بِخَط الجوانية وبالمدرسة الكائنة بقنطرة طقزدمر جوَار سكنه، وَقسم الْكتب وَولي مشيخة التصوف بالبيبرسية بعد شَيْخه السُّبْكِيّ وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَخمسين وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا سَاكِنا قانعا متوددا رَحمَه الله وإيانا.)
(سقط) اشْتغل قَلِيلا وَسمع من شَيخنَا وَغَيره وتكسب وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ مُخْتَصًّا بِالْعَلَاءِ القلقشندي لسكناه بِمحل إِمَامَته خيرا سَاكِنا. مَاتَ قبل السِّتين وَأَظنهُ زاحم السّبْعين رَحمَه الله.
325 - مُحَمَّد بن يُوسُف الحمامي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
326 - مُحَمَّد بن يُوسُف السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بالمسلاتي / فَقِيه أهل الثغر. درس وَأفْتى، وَكَانَ عَارِفًا بالفقه مشاركا فِي غَيره انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعلم مَعَ الدّين وَالصَّلَاح. مَاتَ سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ولقيه يحيى العجيسي بالثغر فَسمع عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَهُوَ الْقَائِل أَنه يعرف بالمسلاتي رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن يُوسُف الصَّالِحِي الْمُؤَذّن. / مضى فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن عبد الحميد.(10/100)
مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي. / فِيمَن جده عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر. مُحَمَّد بن الْجمال يُوسُف الكيلاني نزيل الْقَاهِرَة وحالق لحيته بِحَيْثُ يُقَال لَهُ قر ندل.
قيل أَنه كَانَ من أكَابِر الْعلمَاء مَعَ ميله للتصوف وموافقته لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَقد اسْتَقر بِهِ الْملك فِي مشيخة الْقبَّة الَّتِي بالصحراء بعد تمنع وتورع، وَمن شُيُوخه الظهير التزمنتي وَكَانَ)
شافعيا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن يُوسُف الْمُطَرز. / فِيمَن جده يُوسُف بن مُحَمَّد.
328 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْجمال الْمَقْدِسِي / قَاضِي مقدشوه. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
329 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الحلاج / بحاء مُهْملَة ثمَّ لَام ثَقيلَة بعْدهَا جِيم. ولد قبيل الْقرن بِيَسِير وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَشهد لَهُ شَيخنَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من أنبائه أَنه زكى عَارِف بالطب وَغَيره وعَلى ذهنه فَوَائِد كَثِيرَة وَعِنْده استعداد قَالَ وَكَانَ يزْعم أَنه يعرف مائَة وَعشْرين علما انْتهى. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وانتفعوا بِهِ وَكَانَ من أَخذ عَنهُ الخواجا الشهَاب أَحْمد قاوان. مَاتَ فِي.
مُحَمَّد بن يُوسُف. / فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف.
330 - مُحَمَّد بن يُونُس بن حُسَيْن الْمُحب بن الشّرف ذِي النُّون الواحي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. كَانَ متكسبا بِالشَّهَادَةِ مديما للسماع عِنْد شَيخنَا فِي رَمَضَان ولكتابة الْإِمْلَاء مَعَ إِحْضَار عدَّة محابر وَأَقْلَام وورق يحسن بهَا لمن لَعَلَّه يحْتَاج لَهَا محتسبا بذلك. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله.
331 - مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر الْمُحب بن الشّرف بن الحسام بن الرُّكْن البكتمري الْحَنَفِيّ حفيد أم هَانِئ الهورينية وَابْن أخي السَّيْف الشهير ووالد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَيحيى الْآتِي جدهم وَيعرف بِابْن الحوندار. / ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن ثَلَاث سِنِين فَنَشَأَ فِي كنف عَمه الْمَذْكُور وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازم دروس عَمه وتدرب بِهِ، وَأَجَازَ لَهُ مَعَ أَبِيه فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ باستدعاء ابْن فَهد خلق وَزَوْجَة عَمه ابْنة الزين قَاسم الْحَنَفِيّ فاستولدها من ذكر. وَهُوَ خير متعبد سَاكن مشارك فِي الْجُمْلَة تنزل فِي الصرغتمشية والشيخونية وَغَيرهمَا من الْجِهَات وَأكْثر من الْحُضُور عِنْدِي فِي الأولى بل سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي على جدته وَابْن الملقن والحجازي وَخلق كُنَّا نستحضرهم مَعهَا وَنعم الرجل.
332 - مُحَمَّد الشَّمْس بن يُونُس. / مِمَّن ولي الْقَضَاء بالقدس وَغَيره، وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين وَتوجه بعد الْحَج رَاجعا فَأَدْرَكته الْمنية فَرَجَعُوا بِهِ إِلَى المعلاة فَدفن بهَا.(10/101)
333 - مُحَمَّد بن يُونُس نَاصِر الدّين الشاذلي سبط ابْن الميلق. / أحد المباشرين بِبَاب الشَّافِعِي)
وَكَانَ خصيصا بِابْن شَيخنَا ويلقب بالوزة. كَانَ أَبوهُ فَقِيرا فصاهر هُوَ الشَّمْس بن خَلِيل الْمُقْرِئ شَاهد وقف الأشرفية برسباي فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي أَكثر جهاته وَصَارَ يلبس الفرجية الهائلة وَنَحْو ذَلِك ويحضر سعيد السُّعَدَاء مَعَ كَون أَبِيه وأقربائه بهيئة الْفُقَرَاء وكانه لذَلِك لقب بِمَا تقدم، ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وباشر فِي الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَخمسين.
334 - مُحَمَّد بن يُونُس الدوادار. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ.
335 - مُحَمَّد بن القَاضِي أَمِين الدّين بن الْأَمِير سليم بن مُحَمَّد زَائِد الحصاري السَّمرقَنْدِي الشَّافِعِي. / سمع مني وَعلي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت هَل إجَازَة.
336 - مُحَمَّد جلال الدّين بن بدر الدّين بن إِبْرَهِيمُ الْمصْرِيّ الْوَكِيل أَبوهُ وَيعرف بِابْن نقيشة / بنُون وقاف ومعجمة مصغر مِمَّن سمع مني مَعَ فقيهه بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ اشْتغل بالتكسب هُنَاكَ.
337 - مُحَمَّد الشَّمْس بن سعد الدّين / الخازن لكتب الشيخونية وَالْمَعْرُوف أَبوهُ بالخادم لكَونه خَادِمهَا. جود الْكِتَابَة على ابْن الصَّائِغ ظنا وتصدى لتعليمها بالأزهر وَغَيره وَكَانَ خيرا سَاكِنا يقرئ أَيْضا النَّحْو وَغَيره وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْتِدَائه الشَّمْس البلبيسي الفرضي. وَمَات فِي سنة بضع وَسِتِّينَ وَأَظنهُ كَانَ حنبليا.
مُحَمَّد الشَّمْس بن الشّرف الششتري الْمدنِي الْمُقْرِئ. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الْغَنِيّ. مُحَمَّد بن بهاء الدّين بن الْبُرْجِي. مضى فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين الجهيني. / فِي ابْن أبي بكر بن أَحْمد.
338 - مُحَمَّد بن جمال الدّين بن درويش الأردبيلي نزيل حلب وأخو أحد فضلائها الْكَمَال مُحَمَّد الشَّافِعِي قدم الْقَاهِرَة صُحْبَة عبد الْقَادِر بن الْأَبَّار فَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وَرجع فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ.
مُحَمَّد بن شرف الدّين الششتري. / أُشير إِلَيْهِ قَرِيبا.
مُحَمَّد بن مجد الدّين المكراني الْمَكِّيّ. / فِي ابْن إِسْمَعِيل بن إِبْرَهِيمُ وَفِي ابْن عبد الْقَادِر بن إِبْرَهِيمُ.
مُحَمَّد بن مظفر الدّين. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد.)
مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين الجندي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن بخشيش. /
339 - مُحَمَّد بن نور الدّين الجيزي الأَصْل نزيل النحرارية. / صحب مُحَمَّد الْعَطَّار خَاتِمَة أَصْحَاب يُوسُف العجمي وزوجه بابنته ورزق مِنْهَا أَوْلَادًا وَأقَام بعده بزاويته فِي النحرارية(10/102)
فَانْتَفع بِهِ المريدون إِلَى ان مَاتَ بهَا قبيل الْخمسين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ مُحَمَّد الزيات المتوفي بِمَكَّة.
340 - مُحَمَّد بن الشَّيْخ فلَان الدّين الحلوائي. / مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرى صفر سنة تسع عشرَة مطعونا وَكَانَ كثير المجازفة فِي القَوْل سامحه الله. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
341 - مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن آملال وَمَعْنَاهُ بِلِسَان البربر الْأَبْيَض أَبُو عبد الله المغربي. / كَانَ مفتي الْمغرب فِي وقته وَلم تطل مدَّته فِيهَا أَقَامَ سنة ثمَّ مَاتَ بالطاعون الَّذِي كَانَ هُنَاكَ سنة سِتّ وَخمسين.
432 - مُحَمَّد الْبَدْر بن بطيخ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. / لَهُ ذكر فِي أَخِيه عَليّ.
343 - مُحَمَّد الْبَدْر بن الجباس. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ يخالط الولوي الأسيوطي والعضدي شيخ الظَّاهِرِيَّة وَغَيرهمَا ويتجر رَحمَه الله.
344 - ممد الْبَدْر بن أبي الهول أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين عَن اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ يُبَاشر فِي ديوَان الْأَشْرَاف وَغَيره.
مُحَمَّد الْبَدْر بن العصياتي الْحِمصِي. / مضى فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن أَيُّوب.
345 - مُحَمَّد الْبَدْر بن الْمصْرِيّ وَابْن الخريزاتي. / أحد من استنابه الصّلاح المكيني وَالشَّاهِد تجاه الصالحية. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة.
346 - مُحَمَّد الْبَدْر الْجَوْجَرِيّ نزيل التربة. / اتّفق هُوَ وَعبد الْقَادِر بن الرماح الْمَاضِي فِي التلبيس على الْملك فأشرك مَعَه فِي الضَّرْب وإيداع المقشرة حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَ يكْتب قَدِيما فِي توقيع الدرج وَله شَهَادَة فِي العمائر بأوقاف البيمارستان وَغير ذَلِك ثمَّ انْقَطع بزاوية اليسع الْمُجَاورَة لجامع مَحْمُود سفل الْجَبَل المقطم.
347 - مُحَمَّد الْبَدْر الْجَوْهَرِي الْمُقْرِئ فِي الأجواق كأبيه وَيعرف بِابْن عَرَفَات. / مَاتَ فِي ثَانِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
384 - مُحَمَّد الْبَدْر بن الكعكي. / مَاتَ فَجْأَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا وَكَانَ قد قرر فِي مشيختها الْمُحب بن جناق الْحَنْبَلِيّ لاختصاصه بِهِ وَلم يلبث أَن مَاتَ)
الْمُحب وتضعضع حَال الْوَاقِف سِيمَا بعد موت أمه الْمُغنيَة وَهُوَ مِمَّن بَاشر بندر جدة وقتا ثمَّ انْفَصل وخدم بِغَيْر إخْبَاره فِي ديوَان بيبرس خَال الْعَزِيز ثمَّ ترك ذَلِك وَلزِمَ بَيته بطالا مَعَ حشمة وإنسانية فِي الْجُمْلَة وَله مَكَان ظريف نزه بنواحي قنطرة الموسكي عَفا الله عَنهُ.
349 - مُحَمَّد الْبَدْر السنيتي. / كَانَ يذكر بمشاركة، وَمَات تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.(10/103)
مُحَمَّد الْبَدْر النويري الْحَنَفِيّ. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَهِيمُ.
مُحَمَّد الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الْمُحْتَسب. / فِي ابْن حسن بن عبد الله بل ابْن مُحَمَّد.
مُحَمَّد الْبَهَاء الْمحلي الفرضي ابْن الْوَاعِظ. / فِي مُحَمَّد بن أَحْمد.
350 - مُحَمَّد ملا جلال الدّين الدواني قَرْيَة بكازرون الشَّافِعِي / قَاضِي شيراز ومفتيها والفرد بِتِلْكَ النواحي، أَخذ عَنهُ فِي الْمنطق الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن حسن الصفوي وَهُوَ الْمُفِيد مَا أثْبته وَأَنه فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِقَيْد الْحَيَاة.
351 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الأدمِيّ الْجَوْهَرِي. / لَهُ نتائج الْفتُوح الْمُتَعَلّقَة بِالروحِ وَكَانَ مِمَّن يقرئ بعض كتب ابْن عَرَبِيّ مَعَ جمعه كراسة فِي الْخط على ابْن الفارض وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم كَانَ محلولا فقد ذكر لَهُ شَيخنَا فِي أول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من أنبائه حَادِثَة شنيعة وَوَصفه بِأَنَّهُ كَانَ من طلبة الْعلم اشْتغل كثيرا وتنزل فِي بعض الْمدَارِس ثمَّ ترك وأفادني غَيره أَنه مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ قَالَ وَكَانَ فَاضلا مفوها بِحَيْثُ كَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ مِمَّن يجله ويعظمه. وَمن شُيُوخه قنبر العجمي وَصَحب نصر الله الرَّوْيَانِيّ وبواسطته تمهر فِي كَلَام ابْن عَرَبِيّ.
352 - مُحَمَّد الشَّمْس بن التنسي القاهري نزيل مَكَّة / وَأحد خدام دَرَجَة الْكَعْبَة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِمَكَّة وَكَانَ من قريب بِالْقَاهِرَةِ عَفا الله عَنهُ.
353 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الجندي. / كَانَ رجلا صَالحا يقْرَأ الْقُرْآن ويقرئ بالطباق بل كَانَ يقرئ أَوْلَاد الظَّاهِر وبواسطته خالط سبطه أَبُو الْفَتْح المنصوري الفخري عُثْمَان بن الظَّاهِر بِحَيْثُ اشْتهر بِهِ وَكَذَا بواسطته أقرأه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الذَّهَبِيّ لكَونه هُوَ الَّذِي رباه لتزوجه أمه وَهُوَ طِفْل.
354 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْحَنْبَلِيّ شَاهد الْقيمَة. / كَانَ من كبار الْحَنَابِلَة وقدمائهم مَعَ الْوَرع وَقلة الْكَلَام وَكَونه على سمت السّلف. مَاتَ فِي رَابِع ربيع الأول سنة أَربع عشرَة وَقد بلغ السّبْعين.)
ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
355 - مُحَمَّد الشَّمْس بن خطيب قارا. / كَانَ متمولا ولي قَضَاء صفد وحماة وَغَيرهمَا يتنقل فِي ذَلِك، وَفِي آخر أمره تنجز مرسوما من السُّلْطَان بوظائف الكفيري ونيابة الحكم بِدِمَشْق وقدمها فَوجدَ الْوَظَائِف انقسمت بَين اهل الشَّام فَجمع أَطْرَافه وعزم على السَّعْي فِي قَضَاء دمشق وَركب الْبَحْر ليحضر بِمَا جمعه الْقَاهِرَة فغرق وَذهب مَاله وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
قَالَه شَيخنَا أَيْضا. (سقط)
356 - محم دبن السويفي السمكري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.(10/104)
357 - مُحَمَّد الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن شرف، / مِمَّن تميز فِي الْفَرَائِض وقلم الْغُبَار من الْحساب والجبر والمقابلة أَخذهَا بِبَلَدِهِ عَن حنيبات واللحام وبالقاهرة عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وناب فِي الْقَضَاء عَن الدرشابي وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ خيرا غَايَة فِي فنه. مَاتَ تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقد زاحم السّبْعين.
358 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الصياد الْمُقْرِئ، / بارع فِي القراآت مِمَّن تصدر للإقراء بِجَامِع ابْن الطباخ وَتلك النواحي فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَسمع قِرَاءَة ابْن طرطور بالجامع الْمشَار إِلَيْهِ فشكرها بعد أَن كَانَ قبل تجويده ذمها حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلم يدر على من قَرَأَ رَحمَه الله.
359 - مُحَمَّد الشَّمْس بن العجمي إِمَام العينية. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة. أرخه الْعَيْنِيّ لكَونه إِمَام مدرسته.
360 - مُحَمَّد الشَّمْس الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ وَيعرف بِابْن الْعيار. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ فِي أول أمره حائكا ثمَّ تعانى الِاشْتِغَال فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَن ابْن جَابر وَغَيره ثمَّ سكن دمشق ورتب لَهُ على الْجَامِع تصدير بعناية الْبَارِزِيّ، وَكَانَ حسن المحاضرة غير مَحْمُود فِي تعَاطِي الشَّهَادَة، زَاد غَيره أَنه أَخذ عَن الشَّمْس الهيتي نزيل حماة وَبِه تخرج وتميز وَله نظم من محاسنه مَا مدح بِهِ الْبُرْهَان بن جمَاعَة:
(إِن كَانَ للموى ندى فلأنت يَا ... قَاضِي الْقُضَاة عطاؤك الطوفان)
(أَو كَانَ سر للإله بخلقه ... قسما لأَنْت السِّرّ والبرهان)
قَالَ فَقَالَ لي يَا شيخ على أَي شَيْء سكنت يَاء القَاضِي قَالَ فَقلت على حد قَول الشَّاعِر:)
(وَلَو أَن واش بِالْيَمَامَةِ دَاره ... وداري بأقصى حضر موت اهْتَدَى ليا)
قَالَ فَقَالَ لي أَحْسَنت وأجازني جَائِزَة حَسَنَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين.
361 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الغرز القاهري الشَّافِعِي، / اشْتغل يَسِيرا وَجلسَ مَعَ رَفِيقه الشهَاب الشَّامي للشَّهَادَة ثمَّ انْعَزل وتقلل بتهذيب الشهَاب أَحْمد بن مظفر وَصَارَ إِلَى غَايَة جميلَة فِي الزّهْد والانجماع، وَلم يلبث أَن مَاتَ أَظُنهُ قريب السّبْعين عَن بضع وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وَكَانَ أَبوهُ نَقِيبًا.
362 - مُحَمَّد الشَّمْس التَّاجِر وَيعرف بِابْن قمر. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد توعك طَوِيل بالفالج وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي أَبنَاء جنسه، حج وجاور غير مرّة وتمول وَرغب فِي التَّقَرُّب من أهل الْخَيْر والتودد لَهُم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم بل هُوَ الَّذِي بنى الصهريج والسبيل والحوض وعلوها بلصق جَامع الغمري تجاه خوهة المغازليين رَحمَه الله.
363 - مُحَمَّد الشَّمْس الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن قمحية، / أحد أَعْيَان فضلاء دمشق وَإِمَام(10/105)
جَامع التَّوْبَة بهَا مَعَ قِرَاءَة الحَدِيث والتكسب بِالشَّهَادَةِ وَمِمَّنْ يصحب الْكَمَال بن السَّيِّد حَمْزَة والمحب بن قَاضِي عجلون وابتلي بالوسواس قَالَه لي البدري وَكتب عَنهُ فِي مَجْمُوعه قَوْله
(سيردي الْجِسْم مني فِي هوى من ... تناءى واسْمه فِي الْقلب كامن)
(لقد لعبت بقلبي مقلتاه ... وَمن غلب التصبر لست آمن)
وَقَوله:
(عبد الْعَزِيز تعز فِي ... روحي الَّتِي هِيَ رابحه)
(ويعز بِي هَذَا وَمَا ... شمت لوصلك رائحه)
وَقَوله:
(حَبِيبِي مَعْرُوف ببهجة حسنه ... وَلَا نكر عبد الْقَادِر الْفَرد ذُو البهجه)
(وحاجبه ذُو النُّون إِنْسَان إِنْسَان مقلتي ... غَدا فِيهِ يمشي من دموعي على لجه)
364 - مُحَمَّد الشَّمْس بن قيسون الدِّمَشْقِي / أَخذ القراآت عَن صَدَقَة المسحراني وَابْن الْجَزرِي وبرع فِيهَا وأدب الْأَبْنَاء وانتفع بِهِ فِي ذَلِك بل وَفِي القراآت، وَكَانَ دينا جَهورِي الصَّوْت مشاركا فِي يسير من الْفَضَائِل وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده فِي مكتبه القطب الخيضري، وَهُوَ الْمُفِيد لما أثْبته.) (سقط)
مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو البركات السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن ملك. / يَأْتِي فِي الكنى.
368 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْمُحب / أحد قراء الجوق كَانَ تلمذ للشمس الزرازري رَفِيق الطباخ.
مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَسَيَأْتِي قَرِيبا مُحَمَّد الشَّمْس الْمُقْرِئ ابْن النّحاس وَأَظنهُ هَذَا فيحرر.
369 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْمُرضعَة / صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِخَط الحجارين بِالْقربِ من دَار الْخلَافَة فِي طَرِيق المشهد النفيسي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة بِجَامِع طولون وَدفن بمدرسته، ومولده بعيد التسعين كَانَ فِي ابْتِدَائه تَاجر الْخَيل وَحصل لَهُ نمو مِنْهَا واتسعت دائرته بِحَيْثُ ابتنى الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَبَلغنِي أَنه كَانَ خيرا رَحمَه الله.(10/106)
370 - مُحَمَّد الشَّمْس الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ، / كَانَ من نبهاء الْحَنَابِلَة يحفظ الْمقنع وَهُوَ آخر طلبة الْمُوفق القَاضِي موتا وَلكنه قد ترك وَصَارَ يتكسب فِي حَانُوت بالصاغة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
371 - مُحَمَّد الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن المعلمة. / ولي حسبَة الْقَاهِرَة مُدَّة وَكَانَ مالكيا فَاضلا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا أَيْضا.
372 - مُحَمَّد الشَّمْس بن الْمُنِير / الْمُؤَذّن بالديار المصرية. توفّي من أثر عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث وَكَانَ قد سَافر صُحْبَة النَّاصِر لمحاربته. ذكره الْعَيْنِيّ وَينظر مَعَ الشَّمْس بن الكنتاني)
الْمَاضِي قَرِيبا.
373 - مُحَمَّد الشَّمْس بن النجار الدِّمَشْقِي. / كَانَ نجارا بارعا فِي صَنعته مُتَقَدما فِيهَا خُصُوصا فِي الْأَشْيَاء الدقيقة ثمَّ أعرض عَنْهَا وَأَقْبل على القراآت فَأَخذهَا عَن صَدَقَة المسحراني وَابْن الْجَزرِي بل واشتغل فِي فنون وأدب الْأَبْنَاء وَوعظ وَكَانَ خيرا وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده القطب الخيضري وَأفَاد تَرْجَمته وَيُحَرر مَعَ الشَّمْس بن قيسون الْمَاضِي قَرِيبا.
374 - مُحَمَّد الشَّمْس الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن النّحاس / كَانَ صهر الشَّمْس الزرزاري وَقَرَأَ على طَرِيقَته لَكِن لم يكن يدانيه بل كَانَ فِي رفقته من يقْرَأ أطيب صَوتا مِنْهُ نعم هُوَ مقدم عَلَيْهِم بِالسُّكُوتِ وَكَثْرَة المَال. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَقد تقدم قَرِيبا الشَّمْس مُحَمَّد بن الْمُحب وَأَظنهُ هُوَ فيحرر.
مُحَمَّد الشَّمْس بن النّحاس الدِّمَشْقِي الخواجا. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن إِسْمَعِيل.
375 - مُحَمَّد الشَّمْس بن النّحاس الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ / كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:
(هويت سوقيا لَهُ طلعة ... تفتن حسنا كل مَخْلُوق)
(فَلَا تَظنن بهَا فتْنَة ... بل فتن قَامَت على سوق)
وَقَوله:
(بروحي أَبَا بكر فديت ومهجتي ... مليحا ببدر التم فِي أفقه يزري)
(لَهُ طلعة كالبدر والغصن قده ... وناظره من بابل جَاءَ بِالسحرِ)
(أَقُول لعذالي أقصروا من ملامكم ... لِأَنِّي سنى أحب أَبَا بكر)
مَاتَ سنة تسعين على مَا يحرر.
376 - مُحَمَّد الشَّمْس بن النصار بنُون ثمَّ مُهْملَة ثقيل الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القطبية. / عمل على الْحَاوِي نكتا فِي مجلدين وَكَانَ تَامّ الْخِبْرَة بِهِ درس الطّلبَة فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَبَّادِيّ وأفادنيه وَأَن مِمَّن أَخذ عَنهُ أَيْضا عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وخلد المنوفي وَأحمد الْخَواص وَابْن كتيلة وَالشَّمْس بن شعيرات وَآخَرُونَ وَلم يعرف بِمن تفقه هُوَ وَلَا وَقت وَفَاته.
مُحَمَّد الشَّمْس بن الهيصم أَخُو التَّاج عبد(10/107)
الرَّزَّاق وَالْمجد عبد الْغَنِيّ وَالِد إِبْرَهِيمُ، / مضى فِي ابْن إِبْرَهِيمُ.
377 - مُحَمَّد الْمُحب بن الأصيفح الشَّافِعِي، / مِمَّن أَخذ عَن الشَّمْس بن أبي السُّعُود والمحلي)
وَمَات قبله بِقَلِيل وَكَانَ فَاضلا.
مُحَمَّد الْمُحب بن الجليس الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
378 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الطّيب بن الشَّيْخ الزرزاري القاهري الْفَقِيه الشَّافِعِي / شيخ الْفُقَرَاء بمقام اللَّيْث. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين رَحمَه الله.
379 - مُحَمَّد الْمُحب بن النويري القاهري / أحد المباشرين والموقعين بديوان الْإِنْشَاء، كَانَ ذَا عيانة بالتاريخ بِحَيْثُ أَنه رام جمع تَارِيخ للخلفاء يلْتَزم فِيهِ عشرَة أُمُور لم يلتزمها غَيره وَهِي ذكر المولد والوفاة وَاسم الْأَب وَالأُم وَأَوْلَاده الذُّكُور وَالْإِنَاث وَالْمذهب وَنقش الْخَاتم وَمن كَانَ فِي دولته وَمن مَاتَ فِي أَيَّامه وَشرع فِيهِ فَكتب مِنْهُ إِلَى قريب الثلاثمائة ثمَّ عجز عَن الْوَفَاء بِمَا الْتَزمهُ، مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن فَخر الدّين بن النيدي / فِي ابْن عُثْمَان بن عبد الله.
380 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن البيطار الشَّافِعِي / فِيمَا أَظن، كَانَ فِي ابْتِدَاء أمره يتعانى صناعَة البيطرة ثمَّ قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفرائض فمهر فِيهَا ثمَّ أقبل على الْفِقْه ففاق أقرانه وأقرأ فِي الْجَامِع مُدَّة مَعَ كَونه لم يتْرك الاسترزاق فِي حانوته، وَكَانَ صَالحا دينا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن التنسي، / كَذَا رَأَيْت اسْمه فِي النُّسْخَة من تَارِيخ المقريزي وَصَوَابه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقد مضى.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن تَيْمِية / فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم وَله ابْن شَاركهُ فِي اسْمه ولقبه مَعًا مضى أَيْضا.
381 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الشِّيرَازِيّ / نقيب الْجَيْش مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَخمسين سنة وَكَانَ تَامّ الْقَامَة كثير المداراة محببا إِلَى النَّاس لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه ودام فِي نقابة الْجَيْش مُدَّة طَوِيلَة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الطَّحَّان القاهري الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء فِي ابْن مُحَمَّد بن عَرَفَات.
382 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله المغربي قَاضِي فاس وَيعرف بِابْن رَاشد، / مَاتَ قبل الْخمسين.
383 - مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح بن الأسيد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / رَأَيْته كتب بِخَطِّهِ تقريظا لمجموع البدري فِي سنة ثَمَان وَسبعين نثرا ونظما فالنظم قَوْله أول ثَلَاثَة أَبْيَات:
(يَا وَاحِد الْعَصْر ثَانِي الْبَدْر فِي شرف ... أَبُو التقي الْمَقْصد الأسني لمن قصدا)
)
مُحَمَّد بن بطالة أحد المعتقدين. / مضى فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف.
384 - مُحَمَّد بن الْبَنَّا / نَاظر ديوَان الْأَمِير جكم الدوادار، ولي بعنايته نظر الأحباس(10/108)
وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس ربيع الأول سنة أَربع ذكره شَيخنَا أَيْضا.
مُحَمَّد بن حلفا. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر.
385 - مُحَمَّد بن الطولوني الدهان جارنا زوج سبطة الْفَقِيه السعودي. / مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي أَو الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
386 - مُحَمَّد الْمصْرِيّ الجبان وَيعرف بِابْن عبيد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد.
387 - مُحَمَّد الوزروالي المغربي قَاضِي الْمَدِينَة الْبَيْضَاء من الْمغرب وَيعرف اببن الْعجل / كَانَ نحويا صَالحا. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين أَو الَّتِي بعْدهَا.
388 - مُحَمَّد بن العظمة / دلال الإقطاعات وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن نَحْو التسعين غفر الله لَهُ.
389 - مُحَمَّد بن الْفَخر الْبَصْرِيّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ مُبَارَكًا.
390 - مُحَمَّد بن الكركي الجزار / كَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي اهل حرفته من مشاهيرهم ومتموليهم حج فِي غير مرّة وجاور. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة.
391 - مُحَمَّد بن المنجم / أحد المعتقدين مِمَّن يذكر بالجذب. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ بمدرسة الْأَشْرَف خَلِيل بن قلاوون الْمُجَاورَة للمشهد النفيسي بزاويته رَحمَه الله.
392 - مُحَمَّد الكتبي بن المهتار. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِالْقربِ من الْأَزْهَر.
393 - مُحَمَّد بن مهْدي الريشي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد.
394 - مُحَمَّد بن النَّاسِخ الْمَالِكِي الطرابلسي. / مِمَّن يُقيم بِدِمَشْق أَحْيَانًا، هُوَ الَّذِي ضرب رَقَبَة ابْن عبَادَة بطرابلس.
مُحَمَّد بن نقيب الْقصر الْمَعْرُوف بِابْن شفتر وَهُوَ وَالِد أَمِير حَاج. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ. (سقط)
مُحَمَّد أصيل الدّين الدمياطي. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم مضى.
396 - مُحَمَّد الْبَدْر الأقفاصي ثمَّ الْمصْرِيّ / صَاحب ديوَان الجاي كَانَ من الْأَعْيَان بِمصْر.
مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
397 - مُحَمَّد سعد الدّين الصُّوفِي شيخ لِابْنِ الشماع / وَصفه بالشيخ الْمولى الْكَامِل والفرد الْوَاصِل وَأَنه أَخذ عَن مُحَمَّد بن سِيرِين التبريزي عرف بالمغربي وسَاق سَنَده من جِهَة ابْن عَرَبِيّ.(10/109)
مُحَمَّد الشّرف الْأصيلِيّ صَاحب سبع الكاملية هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب. /
398 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الجالودي الشَّافِعِي نزيل دمياط / درس فِيهَا بالجامع الزكي مَحل إِقَامَته فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَقَالَ إِنَّه كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْعُلُوم سِيمَا أصُول الدّين وَالْفِقْه حسن الْأَخْلَاق ذَا لطف بالطلبة وَإنَّهُ توجه من دمياط إِلَى الْقَاهِرَة فَعدى عَلَيْهِ من قَتله وألقاه فِي الْبَحْر.
399 - مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الطرابلسي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالبخاري / قدم دمياط واشتهر بعلو الرُّتْبَة فِي الْعلم والإقراء فَتلا عَلَيْهِ الشّرف مُوسَى بن عبد الله البهوتي والتقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُقْرِئ الْمُحَقق.
400 - مُحَمَّد الشَّمْس الأثميدي الْأَزْهَرِي مؤدب الْأَطْفَال بالدهيشة / قتل وَهُوَ مُتَوَجّه من بَيته خَارج بَاب زويلة لصَلَاة الصُّبْح فِي الْأَزْهَر بالزقاق الضّيق بِالْقربِ من الكعكيبن فِي صبح يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَرَاح دَمه هدرا وَكَانَ خيرا عوضه الله الْجنَّة.
401 - مُحَمَّد شمس الدّين الْبُحَيْرِي / أحد قراء الدهيشة. مَاتَ فِي أثْنَاء ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين بعد ضرب السُّلْطَان لَهُ فِي أَوله وإيداعه المقشرة لجريمة.
مُحَمَّد الشَّمْس البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز. /
مضى.
مُحَمَّد الشَّمْس الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ. هُوَ ابْن عَليّ بن عِيسَى
مُحَمَّد الشَّمْس الْمَعْرُوف بالبلدي. / مضى فِي ابْن سَالم بن مُحَمَّد.)
مُحَمَّد الشَّمْس البهادري الطَّبِيب. / هَكَذَا رَأَيْت بَعضهم أثْبته، وَصَوَابه عمر بن مَنْصُور بن عبد الله سراد الدّين وَقد مضى.
402 - مُحَمَّد الشَّمْس التسترِي، / كَانَ عَالما ذكيا ذَا فنون وَقَالَ الطاووسي قَرَأت عَلَيْهِ المطول بِأَخْذِهِ لَهُ عَن بعض أَصْحَاب الْمُؤلف وَكَذَا قَرَأت عَلَيْهِ غَيره من الْكتب فِي سَائِر الْعُلُوم الأدبية وَهُوَ كَمَا قيل إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لعقيم وَكَانَت إِجَازَته لي غير مرّة مِنْهَا فِي شهور سنة سِتّ.
مُحَمَّد الشَّمْس التبسي المغربي / قَاضِي حماة، مضى فِي ابْن عِيسَى.
مُحَمَّد الشَّمْس التفهني الكحال، / اثْنَان ابْن مُحَمَّد بن عبد الله وَابْن يَعْقُوب.
403 - مُحَمَّد الشَّمْس الجدواني / الْمُفْتِي بِدِمَشْق. توفّي تَحت عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث ذكره الْعَيْنِيّ.
404 - مُحَمَّد الشَّمْس الحبار الْمصْرِيّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
405 - مُحَمَّد الشَّمْس الحباك، / مَاتَ فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ فِيمَا قيل مِمَّن يعاني الكيمياء وَوجدت عِنْده آلَات كَثِيرَة لذَلِك وَخلف تَرِكَة جلها(10/110)
كتب علمية فِي فنون مُتَفَرِّقَة عدتهَا نَحْو ألف وسِتمِائَة مجلدة وفيهَا نقد وَغَيره ووارثه بَيت المَال عَفا الله عَنهُ.
مُحَمَّد الشَّمْس الْحِجَازِي الْعَطَّار الْمُقْرِئ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. هُوَ ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله / مضى.
406 - مُحَمَّد الشَّمْس الْحلَبِي / أحد التُّجَّار. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين.
407 - مُحَمَّد الشَّمْس الحوراني الطرابلسي الْمُقْرِئ / لقِيه بطرابلس الشهَاب الْحلَبِي الضَّرِير فَأخذ عَنهُ القراآت وَقَالَ أَنه مِمَّن أَخذ عَن صَدَقَة المسحراني وَغَيره.
408 - مُحَمَّد الشَّمْس الخافي الْحَنَفِيّ / قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْحَجِّ فَتَلقاهُ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وصهره الْجمال نَاظر الْخَاص وطلع إِلَى السُّلْطَان فَأكْرمه جدا وأجرى عَلَيْهِ الرَّوَاتِب إِلَى أَن خرج إِلَى الْحَج وَكَذَا اجْتمع بولده الناصري مُحَمَّد وأضافه مرَارًا وَكَانَ الكافياجي يثني على علمه ويصفه بالجلالة بل كَانَ عين مملكة شاه رخ بن تيمورلنك وَولده. (سقط)
مُحَمَّد الشَّمْس الخانكي موقع مَكَّة. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد.
409 - مُحَمَّد الشَّمْس الخطيري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / طَالب قَرَأَ على الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي والطبقة وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ صهره الشهَاب الْعَبَّادِيّ وَغَيره)
وَحج قبيل مَوته ثمَّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين.
مُحَمَّد الشَّمْس الذَّهَبِيّ فِي الشَّمْس بن النّحاس. /
مُحَمَّد الشَّمْس / الريس فِي الْجَامِع الطولوني. فِي ابْن عبد الله بن أَيُّوب.
مُحَمَّد الشَّمْس زَاده شيخ الشيخونية / كَذَا سَمَّاهُ المقريزي وأرخه سنة تسع، وَمضى فِي زَاده وَأَنه مَاتَ سنة ثَمَان.
410 - مُحَمَّد الشَّمْس الزَّيْلَعِيّ الْكَاتِب المجود. / كَانَ عَارِفًا بالخط الْمَنْسُوب وبالميقات. تعلم النَّاس مِنْهُ وَأخذ عَنهُ غَالب أهل الْبَلَد وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَنّ بِدِمَشْق مَعَ مهارته فِي معرفَة الأعشاب أَخذ ذَلِك عَن ابْن القماح وَكَانَ يفضله على نَفسه فِيهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قلت وَينظر إِن كَانَ تقدم.
411 - مُحَمَّد الشَّمْس العاملي. / مِمَّن سمع من شَيخنَا. (سقط) بيبرس ونقيب الدُّرُوس وَأَبُو عبد الْقَادِر الحابي. مَاتَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
413 - مُحَمَّد الشَّمْس الْغَزِّي / نَائِب الْحَنْبَلِيّ فِي الْمدرسَة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
414 - مُحَمَّد الشَّمْس الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالقباقبي / كَانَ من قدماء الْحَنَابِلَة ومشايخهم وَكَانَ يتبذل وَيتَكَلَّم بِكَلَام الْعَامَّة ويفتي بِمَسْأَلَة الطَّلَاق وَقد أنْكرت عَلَيْهِ غير مرّة وَلم يكن ماهرا فِي الْفِقْه. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين(10/111)
وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
415 - مُحَمَّد الشَّمْس القادري من ذُرِّيَّة سَيِّدي عبد الْقَادِر الكيلاني. / مَاتَ فِي رَابِع صفر سنة أَرْبَعِينَ، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَشَيْخه.
416 - مُحَمَّد الشَّمْس القلقشندي / التَّاجِر كَانَ متمولا جدا سيئ الْمُعَامَلَة مقترا على نَفسه وَعِيَاله، مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وأتلف وَلَده بعده مَاله فِي مصارف غير مرضية كَمَا جرت بِهِ الْعَادة فِي المقترين عَفا الله عَنْهُمَا.
417 - مُحَمَّد الشَّمْس القليوبي صهر ابْن قَاسم الْوَاعِظ وَصَاحب الخواجا عبد الْغَنِيّ القباني أَو قَرِيبه. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة.
418 - مُحَمَّد الشَّمْس الْقطَّان بِبَاب الْفتُوح وَيعرف بالقيم / كَانَ ذَا فنون. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين. (سقط)
مُحَمَّد الشَّمْس الكركي الْحَنَفِيّ. هُوَ ابْن عمر / تقدم.
420 - مُحَمَّد الخواجا الشَّمْس الماحوزي / أحد تجار الكارم وَصَاحب القاعة الْمُجَاورَة لجامع الْأَزْهَر والجوهرية وَالنَّاس يتشاءمون بهَا. كَانَ مِمَّن اخْتصَّ بالمؤيد وَيتَكَلَّم على الْجَامِع بطرِيق النِّيَابَة عَن النظار فَكَانَ يحرج على النَّاس فِي الدُّخُول بالنعال بِدُونِ سَاتِر فِيمَا بَلغنِي بل وَسمعت أَنه أَزَال الكراسي الْمعدة للمصاحف وَغَيرهَا وَمِنْه أَنه كَانَ يَدُور فِيهِ وَمَعَهُ عَصا لردع من لَعَلَّه يُخَالِفهُ وقاسى المجاورون مِنْهُ شدَّة فَكَانُوا لذَلِك يتقصدونه بالمكروه بِحَيْثُ أَنه كَانَ يكْتب لَهُ أوراق فِيهَا بقلم غليظ لَا حول وَلَا قُوَّة وتلصق إِمَّا بمَكَان جُلُوسه أَو بطريقه لحول يسير كَانَ بِعَيْنِه واستفتى عَلَيْهِم فِي ذَلِك فَكتب لَهُ شَيخنَا لَا حول كنز من كنوز الْجنَّة،(10/112)
وَحج مرَارًا وَأَخْبرنِي من شَاهده فِي سنة قل الظّهْر فِيهَا وَهُوَ وَعِيَاله بِالطَّرِيقِ ومحفته بجانبه لَا يجد مَا يحملهم عَلَيْهَا مَعَ ضخامته مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين بِمَكَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
421 - مُحَمَّد الشَّمْس المسبحي / أحد زوار القرافة وَيعرف بالخطيب. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ. أرخه الْمُنِير.
مُحَمَّد الشَّمْس المكيسي. / فِي ابْن دَاوُد بن مُحَمَّد بن دَاوُد.
422 - مُحَمَّد الشَّمْس المناشفي شيخ صَالح عَابِد. / مَاتَ برباط ربيع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.
أرخه ابْن فَهد.
423 - مُحَمَّد الشَّمْس المنصوري ثمَّ القاهري / منوقع تمر بغاو كَاتب الْوَقْف بالألجيهية تلقاها)
عَن الْجمال بن عبد الْملك، مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين، وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة الْوَقْف نَاصِر الدّين البوصيري، وَكَانَت فِيهِ حشمة وبراعة فِي فنه. وَاسم أَبِيه صَلَاح.
424 - مُحَمَّد الشَّمْس المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالخالدي لكَونه ابْن أُخْت الشَّيْخ خَالِد بن أَيُّوب الْمَاضِي. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة رَحمَه الله، وَكَانَ قد اشْتغل على خَاله والمناوي وَغَيرهمَا وتسلك بِالثَّانِي وبرع مَعَ الْخَيْر وَالتَّقوى والانجماع والتقنع وَاسْتقر فِي مشيخة رواق الريافة حِين إِعْرَاض العاصفي عَنْهَا وَفِي صوفية الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
425 - مُحَمَّد الشَّمْس الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عَليّ. / كَانَت عِنْده فَضِيلَة وَله اشْتِغَال كثير وَلكنه كَانَ بطيء الْفَهم سيئ الْأَخْلَاق لم يصل إِلَى رُتْبَة أَخِيه وَقد امتحن فِي فتْنَة تمر وعذب أَنْوَاع الْعَذَاب ثمَّ خلص وَكَذَا ابْتُلِيَ بهم فِي الْوَقْعَة الثَّانِيَة ثمَّ قيل أَنه قتل، قَالَه التقي الْكرْمَانِي وكتبته هُنَا حدسا.
مُحَمَّد الصَّدْر المليجي. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر. /
426 - مُحَمَّد الصّلاح الكلائي / أحد المذكرين على طَرِيق الشاذلية. كَانَ شَاهدا بحانوت خَارج بَاب زويلة ثمَّ صحب حُسَيْنًا الحبار وَخَلفه فِي مَكَانَهُ فَصَارَ يذكر النَّاس وبدت مِنْهُ أَلْفَاظ مُنكرَة فِيهَا جرْأَة عَظِيمَة على كتاب الله وضبطت عَلَيْهِ أَشْيَاء مستقبحة وامتحن مرّة فَذكر لي الْحَافِظ الصّلاح الأقفهسي أَنه سَمعه يَقُول فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى من ذَا الَّذِي يشفع عِنْده من خل ذل نَفسه ذِي إِشَارَة للنَّفس يشف يحصل لَهُ الشِّفَاء عوا أَي افهموا، وَأَنه ذكر مَا سَمعه مِنْهُ للزين الفارسكوري ثمَّ مشيا مَعًا إِلَى السراج البُلْقِينِيّ فَأرْسل إِلَيْهِ وعزره وَمنعه من الْكَلَام على النَّاس فَأَقَامَ بعْدهَا قَلِيلا. وَمَات فِي مستهل ربيع الأول سنة إِحْدَى، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وثنا الشَّمْس الرَّشِيدِيّ أَنه توجه للبلقيني بِفُتْيَا فَسَأَلَهُ عَن مَحل سكنه فَأعلمهُ(10/113)
فَقَالَ هَل تعرف فِي فنطرة الموسكي فلَانا وسمى هَذَا ذكر لي عَنهُ أَنه يُفَسر الْقُرْآن بالتقطيع وسرد لَهُ مَا تقدم فأحضرته فَأنْكر فَقلت لَهُ أسرتك الْبَيِّنَة ثمَّ منعته، وأرخ الْعَيْنِيّ وَفَاته فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي ربيع الآخر وَأَنه دفن عِنْد شَيْخه حُسَيْن، قَالَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة. قلت وَقد حضر إِلَى سبط لَهُ يسألني عَن تَارِيخ مَوته فَذكر لي أَن اسْم وَالِده عمر وَأَنه كَانَ شافعيا ونسبته لكفر كلا من الغربية وَأَن شَيْخه الحبار مِمَّن أَخذ عَن ابْن اللبان. (سقط)
مُحَمَّد قوام الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام.
430 - مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الوفا الزرعي الأَصْل الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن وتعانى الشَّهَادَة ونظم الشّعْر فَأحْسن. وَكَانَ فَقِيرا جدا نَاقص الْحَظ إِلَى الْغَايَة مَعَ خفَّة روح وانبساط وَدَعوى عريضة وَرُبمَا سرق نظم غَيره مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِدِمَشْق مطعونا فَكَانَ أول من رُؤِيَ فِيهِ الطَّاعُون حِينَئِذٍ، ذكره ابْن أبي عذيبة وَكتب عَنهُ من نظمه:(10/114)
(قُم زوج الصَّهْبَاء بِابْن السما ... وَإِن لحاك العاذل الْفَاسِد)
(أما ترى الْورْد أَتَى شَاهدا ... واللوز فِي أغصانه عَاقد)
431 - مُحَمَّد الْمُحب الصُّوفِي الْحَنَفِيّ. / نَشأ بخانقيا فحبب إِلَيْهِ الْعلم وَتردد للأمين الأقصرائي وَغَيره ولازم نور الدّين الطنتدائي فِي الْفَرَائِض وَنَحْوهَا وَتزَوج ابْنة صاحبنا الْمُحدث ابْن)
قمر، وَفهم قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات بل أم فِي مجْلِس البيبرسية وَحصر دريهمات من التَّسَبُّب وَغَيره فسافر إِلَى مَكَّة فجاور بهَا مُدَّة وَدفعهَا الشَّخْص قراضا فَأكلهَا بِحَيْثُ قيل أَن ذَلِك سَبَب مَوته وَكَانَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ زاحم الْخمسين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مَعَ حرصه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَقرر تغرى بردى القادري فِي الْإِمَامَة ابْن صَاحبه الْكَمَال الطَّوِيل الشَّافِعِي وَلم يلْتَفت لكَونهَا فِيمَا أَظن للحنفية.
432 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين / أَمِير طبر نقيب الْجَيْش. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشرى رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ مشكورا، قَالَه المقريزي.
433 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الْبُرُلُّسِيّ / أحد موقعي الدست وَكَانَ يُوقع أَيْضا عَن الْخَلِيفَة وناظر الْخَاص، مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَأَرْبَعين.
434 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين البريدي القاهري الْحَنَفِيّ. / مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين بعد أَن كف وَكَانَ قد لَازم الحناوي وَالسَّيِّد النسابة بل اشْتغل قَدِيما واعتنى بمقدمة ابْن بَاب شاد فِي النَّحْو وارتقى حَتَّى صَار يقرئ فِيهِ مَعَ مَعْرفَته فِي التَّعْبِير وارتزاقه من إقطاع لَهُ رَحمَه الله.
435 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين البصروي. / تقدم إِلَى أَن ولي كِتَابَة السِّرّ فِي إمرة نيروز بِالشَّام بل ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِي الدولة الأشرفية ثمَّ عَزله الظَّاهِر جقمق. كل ذَلِك مَعَ حشمة ورياسة وَنقص بضَاعَة فِي الْعلم. مَاتَ بغزة سنة خمس وَأَرْبَعين. وَقد مضى فِي ابْن.
436 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين البهواشي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء مِمَّن قَرَأَ عَليّ قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ. وَمَات فِي لَيْلَة ثامن عشرى ربيع الأول سنة.
437 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين التَّاجِر ابْن عَم الشَّمْس محد بن عمر بن عُثْمَان بن الجندي الْمَاضِي. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخلف تَرِكَة وعاصبا وَمَعَ ذَلِك فضبط وَكيل الدولة تركته.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين التروجي الْمَالِكِي. / فِي ابْن عبد الله.
438 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الجلالي القادري / شيخ مُعْتَقد بِظَاهِر الحسينية بِالْقربِ من جَامع آل ملك. مَاتَ هُنَاكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة الظَّاهِر خشقدم، أرخه الْمُنِير.(10/115)
439 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الدجوي / الْموقع. نَاب فِي الحكم قَلِيلا وَوَقع عِنْد بعض الْأُمَرَاء.)
مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَظنهُ بلغ الْخمسين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين الملقب شفتر / نقيب السقاة. فِي ابْن عبد الْغَنِيّ.
440 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الشيحي. / تولى الوزارة للناصر ثمَّ عزل فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وصودر بِسَبَب أَنه ظهر عِنْده من يعْمل الزغل ويخرجه على النَّاس فَقبض عَلَيْهِ وعوقب حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي الوزارة سعد الدّين بن عطايا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
441 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين الطناحي / إِمَام الظَّاهِر ثمَّ النَّاصِر، وَفِي أَيَّام ثَانِيهمَا تولى نظر الأحباس وَحصل دنيا طائلة أهلكها فِي المطالب، وَكَانَ عَارِيا عَن الْعُلُوم جدا. مَاتَ سنة تسع، ذكره الْعَينَيْنِ وَهُوَ فِي حوادث أنباء شَيخنَا.
442 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين المغربي الأَصْل القاهري الْمُغنِي / أحد الْأَفْرَاد فِي مَعْنَاهُ وَيعرف بالمازوني. انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة إنشاد القصيد على دكة السماع وَالتَّسْبِيح على المياذن والإنشاد بطرِيق الْحجاز وارتقى فِي ذَلِك إِلَى غَايَة فاق فِيهَا، وتنافس الرؤساء فَمن دونهم فِي سَمَاعه وَكنت مِمَّن سَمعه ونال عزا وَسُمْعَة مَعَ عامية وَطَرِيقَة غير مرضية. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل بالفالج حَتَّى كَانَ لَا يقدر على النُّطْق فسبحان الْمُعْطِي الْمَانِع وَدفن من الْغَد وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَلم يخلف بعده مثله سامحه الله وإيانا.
مُحَمَّد نَاصِر الدّين النبراوي / أحد نواب الْحَنَفِيَّة. مضى فِي ابْن أَحْمد بن حُسَيْن.
443 - مُحَمَّد السطوحي وَيعرف بِابْن حبينة. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن من يَوْمه بِجَامِع أَرض الطبالة وَكَانَ من مريدي الشَّيْخ مُحَمَّد الفران، قَالَه الشَّمْس الْمُنِير.
444 - مُحَمَّد أَبُو الْحِيَل الْمَكِّيّ، / مِمَّن سمع من شَيخنَا.
مُحَمَّد أَبُو شامة الْوزر وَالِي المغربي. / كَانَ فَقِيها حَافِظًا. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي الطَّاعُون سنة سِتّ وَخمسين وَقد مضى فِيمَن لم يسم أَبوهُ أَيْضا فِيمَن يعرف بِابْن الْعجل.
445 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله البياتي المغربي نزيل قاعة الْحَنَفِيَّة من الصاحلية النجمية. / كَانَ عَالما بالطب والفراسة خيرا مُعْتَقدًا متصدقا مِمَّن صحب ابْن الْهمام ومؤاخيه عز الدّين بل)
وَشَيخنَا لكنه لما ولي الْقَضَاء انجمع عَنهُ. وَمَات فِي يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين، وَأَظنهُ مضى فِي ابْن.(10/116)
446 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله الخليلي الْمَقْدِسِي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / نَاب فِي الخطابة بِبَيْت الْمُقَدّس. وَمَات فِي سنة عشر.
447 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله صهر ابْن بطالة الأحمدي. / مَاتَ قَرِيبا من سنة سِتّ عشرَة.
448 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله العكرمي / نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا عِكْرِمَة وهم فَخذ من الشاوية عرب بِلَاد فاس المغربي، كَانَ صَالحا عَالما مُتَقَدما فِي علم الْكَلَام بِحَيْثُ أَنه عمل عقيدة لَطِيفَة وَنقل عَنهُ أَنه كَانَ يخْتم الْقُرْآن بَين صَلَاة الْمغرب وأذان الْعشَاء فَالله أعلم، مَاتَ بعد الْأَرْبَعين رَحمَه الله.
449 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله اللجام البجائي المغربي. / أَقرَأ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا، وَكَانَ حَيا سنة تسعين.
450 - مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْهوى نزيل جَامع عَمْرو وَأحد المعتقدين بَين المصريين وَيعرف بالسفاري. / كَانَ خيرا حسن السِّيرَة مَقْصُودا بالزيارة وَكنت مِمَّن زَارَهُ وَالْغَالِب عَلَيْهِ فِيمَا قيل الجذب. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَدفن بجوار الْمفضل بن فضَالة من القرافة الْكُبْرَى رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح بن حرمى. / فِي الكنى.
مُحَمَّد أَبُو الْفضل بن عرب / كَاتب ديوَان الأتابك أزبك.
مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ.
451 - مُحَمَّد حفيد عمر بن عبد الْعَزِيز البنداري الهواري أَخُو الْأَمِير إِسْمَعِيل / الْمَاضِي أَمِير عرب هوارة الْقبلية. قتل سنة إِحْدَى وَخمسين فِي مقتلة.
452 - مُحَمَّد حفيد يُوسُف بن نصر الخزرجي الْأنْصَارِيّ من بني الْأَحْمَر / صَاحب غرناطة ويلقب الْغَالِب بِاللَّه كَانَ فِي السلطنة سنة أَربع وَأَرْبَعين.
453 - مُحَمَّد باتي السلاوي الزيتوني الزبكي. / مَاتَ سنة تسع وَخمسين. 454 مُحَمَّد بيخا الشريف الحسني الملقب بالسيد الْكَبِير / رَأس الشِّيعَة ووزير الْعَلَاء بن أَحْمد شاه صَاحب كلبرجة وَرَئِيس أقطارها وملجأ قاصديها. مَاتَ فِي ثَانِي عشرى صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن سِتّ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن عزم، وَاسْتقر بعده ابْنه على الْمُخَاطب مصطفى خَان، ثمَّ)
مَاتَ عَن وَلدين حسن بيخا وَغَنَائِم فوزر ثَانِيهمَا وَهُوَ الْأَصْغَر وخوطب كأبيه بمصطفى خَان فَلَمَّا مَاتَ خَلفه أَخُوهُ وخوطب كهما إِلَى أَن قتل فِي حَرْب.
455 - مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري وَيعرف أَولا بالأقباعي ثمَّ بالإسطنبولي / لكَونهَا وَهِي الحبك وَنَحْوه كَانَت حرفته بل كَانَ أَيْضا بيبع النشا ويسقي بالقربة. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق. وَأخذ فِيهَا التصوف عَن الْبَدْر(10/117)
الأساطيري الْحلَبِي وَالشَّمْس الجرادقي وَالشَّيْخ مُحَمَّد المغربي الكشكشاني واختص فِيمَا قيل بالبلاطنسي وَحج فِي سنة سبع وَخمسين صحبته، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ أَو الَّتِي قبلهَا فتردد للخطيب أبي الْفضل النويري وَإِمَام الكاملية وزَكَرِيا فأظهروا اعْتِقَاده والتردد إِلَيْهِ ونوه أَوَّلهمْ بِهِ فاشتهر وَعظم اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وَصَارَت لَهُ سوق نافقة عِنْد الشّرف الْأنْصَارِيّ وَغَيره، وَقرر لَهُ على الجوالي المصرية والشامية وَكَانَ حَرِيصًا على الْجَمَاعَات نيرا أنسا عَاقِلا خَفِيف الرّوح رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة سَأَلَني مرّة عَن بعض الْأَحَادِيث الَّتِي أنكر عَلَيْهِ صَاحبه يحيى الْبكْرِيّ عزوه للْبُخَارِيّ فصوبت مقاله فسر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين فَغسل لَيْلًا وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح بالأزهر وَدفن بتربة الْأنْصَارِيّ رَحمَه الله وإيانا.
456 - مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ، / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين.
457 - مُحَمَّد الأقفاصي الْمَقْدِسِي الشَّيْخ / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
458 - مُحَمَّد الإيجي وَصِيّ الشَّيْخ مَنْصُور الكازروني، / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ، أرخهم ابْن فَهد.
459 - مُحَمَّد البباوي / بموحدتين نِسْبَة لببا الْكُبْرَى من الْوَجْه القبلي كَانَ فِيهَا خفيرا وراعيا وَقدم الْقَاهِرَة فخدم بعض الطباخين مرقدار ثمَّ عمل صَبيا لبَعض معاملي اللَّحْم ثمَّ ترقى فَصَارَ معاملا وَركب حمارا وتمول وَبَقِي رَأس جماعته وَمن عَلَيْهِ معول الوزراء فِي رواتب المماليك وَركب بغلا بِنصْف رجل واشتهر بَين الأكابر فولاه السُّلْطَان نظر الدولة طَمَعا فِي مَاله وتزيا بزِي الكتبة وَتسَمى بِالْقَاضِي بعد الْمعلم مَعَ كَونه عاميا جلفا ثمَّ رقاه إِلَى الْوزر وَلم يعلم وليه أوضع مِنْهُ مَعَ كَثْرَة من وليه من الأوباش فِي هَذَا الْقرن، وَلم يتَحَوَّل عَن عاميته ذرة وَلَا تطبع بِمَا ينْصَرف بِهِ عَنْهَا خردلة بل لزم طَرِيقَته فِي الْفُحْش والإفحاش وَصَارَ الرؤساء بِهِ فِي بلية وَقَالَ فِيهِ الشُّعَرَاء فقصروا وَبَالغ فِي الظُّلم والعسف والجبروت وَالِاسْتِخْفَاف بِالنَّاسِ ومزيد)
المصادرة والإقدام على الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ مستفيض وَلكنه كَانَ عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج الْمُحرمَة مظْهرا الْميل للصالحين مِمَّن يدْخل إِلَيْهِ مَعَ صدقه فِي الْجُمْلَة وتقريب لصاحبنا الْفَخر عُثْمَان المقسي بِحَيْثُ كَانَ يقْرَأ البُخَارِيّ عِنْده وَرُبمَا توسل بِهِ النَّاس إِلَيْهِ فِي بعض الشفاعات مَعَ أَنه صَار بِأخرَة لَا يجِيبه وشفعت عِنْده فِي جارنا البتنوني فَأَطْلقهُ من أَمر عَظِيم قرر عِنْده وَقَالَ لي أَنْت تَأْخُذهُ مني لمااذ فَقلت لله فَقَالَ قد أطلقته لله، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من مساوئ الزَّمَان. مَاتَ غريقا فِي بَحر النّيل فَإِنَّهُ عِنْد إِرَادَة دُخُول الْمركب خليج فَم الخور وافاه شرد الرّيح(10/118)
فَانْقَلَبَ بِمن فِيهِ فَكَانَ هُوَ مِمَّن غرق وَذَلِكَ وَقت الْغُرُوب من يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي الكهولة غير مأسوف عَلَيْهِ.
460 - مُحَمَّد البديوي السيلكوني القيراطي وَيعرف بحمام، أَصله تروجي ثمَّ سكندري سكن الْقَاهِرَة / مِمَّن أَخذ فن النغمة وَالضَّرْب عَن الْأُسْتَاذ ابْن خجا عبد الْقَادِر الرُّومِي العواد الْآخِذ عَن أَبِيه عبد الْقَادِر وتميز فِي ذَلِك وَمَا يُشبههُ وراج عِنْد غير وَاحِد من المباشرين كَابْن كَاتب المناخات وَأَبْنَاء النَّاس كَابْن تمر باي ونالته دنيا طائلة وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ فَقير لإذهابها أَولا فأولا، وَقد تخرج بِهِ جمَاعَة كإبراهيم بن قطلوبك وَأحمد جريبات وهما فِي الْأَحْيَاء وَمُحَمّد الدويك وَانْفَرَدَ كل مِنْهُم بِشَيْء فَالْأول أرأسهم وَالثَّانِي أحفظهم وَالثَّالِث أقدرهم على التصنيف وَرُبمَا يتفقده الْملك كل قَلِيل بل رتب لَهُ كسْوَة وتوسعة فِي رَمَضَان وَطَلَبه للقبة الدوادارية غير مرّة وَلَوْلَا شهامته وَعزة نَفسه بِحَيْثُ يثني على الرؤساء الماضين ويعيب على البَاقِينَ لَكَانَ رُبمَا يُزَاد وَقد مَسّه من شاهين الْغَزالِيّ لتحامقه عَلَيْهِ بعض الْمَكْرُوه حَيْثُ أَمر من صفعه وَبَالغ بِمَا كَانَ سَببا لضعف بَصَره بل عمي وَلذَا طرح النَّاس وَأقَام مُنْفَردا بخلوة بمدرسة الزيادية على بركَة الفهادي، هَذَا مَعَ اقتداره على الملق وَلكنه لَا يرى أحدا يحاكي من خالطه سِيمَا مَعَ إعجابه بِنَفسِهِ وَبَلغنِي أَنه زَائِد الوسواس كثير التَّرَدُّد فِي النِّيَّة وَالطَّهَارَة شَدِيد الْحِرْص على الصَّلَوَات جمَاعَة ومنفردا وَالِاجْتِهَاد فِي قَضَاء مَا فَاتَهُ بل توسع حَتَّى قضى مُدَّة حمله فِي بطن أمه، وَعمر حَتَّى قَارب التسعين وَهُوَ فريد فِي فنه.
461 - مُحَمَّد بلاش / أحد المعتقدين. مَاتَ بجدة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَوجد مَعَه مَا يزِيد على ألف دِينَار قيل أَنه دَفعهَا لِابْنِ عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي بعد أَن أقرّ أَنَّهَا للشرف الْأنْصَارِيّ رَحمَه الله وإيانا. (سقط)
مُحَمَّد البياتي المغربي. / مضى قَرِيبا بِزِيَادَة كنيته أبي عبد الله.
مُحَمَّد التبا ذكاني. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمولى شمس الدّين.
463 - مُحَمَّد الْمَعْرُوف بتجروم، / مَاتَ فِي خَامِس رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بسويقة اللَّبن ظَاهر بَاب الْفتُوح وَدفن هُنَاكَ بزاوية الشَّيْخ هرون من حدرة عكا(10/119)
وَكَانَ للعوام فِيهِ اعْتِقَاد ويدرجونه فِي المجاذيب نفع الله بهم. (سقط)
465 - مُحَمَّد التكروري / أحد الصُّوفِيَّة بالزمامية من مَكَّة. مِمَّن كَانَ يخْدم عبد المحسن الشاذلي الْيَمَانِيّ أَخا عبد الرؤوف، مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ عقب الصُّبْح من الْغَد وَدفن عِنْد جمَاعَة رِبَاط الْمُوفق بالحجون من المعلاة رَحمَه الله.
466 - مُحَمَّد الجبرتي شيخ الجبرت ونزيل مَكَّة، / مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ شافعيا طَالب علم ذَا فَضِيلَة مِمَّن لَازم البرهاني بن ظهيرة وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي تقاسيمه وأدب وَلَده أَبَا السُّعُود وَاسم أَبِيه عُثْمَان، أرخه ابْن فَهد.
مُحَمَّد الجبريني / اثْنَان أَحدهمَا ابْن أَحْمد بن علوان بن نَبهَان وَالْآخر ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن نَبهَان.
467 - مُحَمَّد الجيزي ثمَّ القاهري الزيات / بِبَاب النَّصْر عَامي مُعْتَقد للظَّاهِر وخشقدم والزين زَكَرِيَّا فَمن دونهمَا صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْعَطَّار وتلميذه ابْن نور الدّين وعادت عَلَيْهِ بركتهما وَحج فِي سنة سبعين وَكَانَ فِي التَّوَجُّه قَرِيبا منا فِي السّير فَأَعْلمنِي بمنام رَآهُ لي فِيهِ بشرى أَو اسْتندَ فِيهِ إِلَى الْمُشَاهدَة ثمَّ أَنه كَانَ بِمَكَّة يفرق الْخبز فِي كل لَيْلَة جُمُعَة وَاسْتمرّ جاورا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر لَيْلَة الْأَحَد سادس الْمحرم سنة سبع وَسبعين رَحمَه الله.
468 - مُحَمَّد شخص مُعْتَقد للعامة يعرف بحبقة. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بتربة قَاسم وَكَانَ مشهده حافلا. أرخه الْمُنِير.
469 - مُحَمَّد الحبشي نِسْبَة لبني حبش بِالْقربِ من تعز الْيَمَانِيّ / مِمَّن جلس بِمَكَّة لإقراء)
الْأَبْنَاء على المسطبة الْمُجَاورَة لباب الزِّيَادَة وَقَرَأَ عِنْده الْعِزّ ابْن أخي أبي بكر قَلِيلا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَكَانَ خيرا رَحمَه الله.
470 - مُحَمَّد الحراشي الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين.
471 - مُحَمَّد الحريري الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ / أدب الْأَطْفَال بهَا ثمَّ صَار يَبِيع الْكتب ثمَّ عمي وَانْقطع بمنزله وَصَارَ يخرج بِهِ إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام لقِرَاءَة المواليد حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين.
472 - مُحَمَّد الْحَقِيقِيّ بِمُهْملَة وقافين كالدقيقي اليمني نزيل رِبَاط الظَّاهِر بِمَكَّة / كَانَ مُبَارَكًا مديما للْجَمَاعَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مَعَ فَضِيلَة، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين أرخهم ابْن فَهد.
473 - مُحَمَّد الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ الشَّمْس الونائي الخانكي فِي سنة تسع عشرَة فَينْظر من هُوَ.
مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. فِي ابْن حسن بن عَليّ.(10/120)
474 - مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / آخر. كتب على استدعاء بعد الْخمسين وَأَن مولده سنة ثَمَان وَسَبْعمائة.
475 - مُحَمَّد الحنوسي الْغَزِّي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد.
476 - مُحَمَّد الخزرجي / أحد رسل الدولة ويلقب بزتحار لسمرته وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن بركَة وَهِي أمه. عَامي مَحْض يتشدق وَيَزْعُم أَنه من بَيت البُلْقِينِيّ وتربيته فيعادي شَيخنَا ويبارزه وَرُبمَا شافهه بِمَا لَا يَلِيق، وَكَانَ مِمَّن يستعاذ من شَره مَعَ كَونه مِمَّن لَا يذكر بِحَال. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين عَفا الله عَنهُ.
477 - مُحَمَّد خسرو العجمي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
478 - مُحَمَّد الخضري بِبَاب الْفتُوح وَيعرف بجعبوب. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا عِنْد كثيرين.
479 - مُحَمَّد الْخَواص / شيخ مُعْتَقد فِي المقادسة. مَاتَ هُنَاكَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ عِنْد الْمِحْرَاب الْكَبِير رَحمَه الله.
مُحَمَّد الدمدمكي. / فِي ابْن الدمدمكي.
480 - مُحَمَّد الذبحاني بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة والحاء الْمُهْملَة ثمَّ نون اليمني شيخ صَالح. /
مَاتَ بِالْيمن فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد. وَقَالَ فِي ذيله أَنه مَاتَ بِمَكَّة وَقد)
مضى مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد الذبحاني وَأَنه تَأَخّر عَن هَذَا.
481 - مُحَمَّد الرَّاشِدِي / مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن فَهد.
مُحَمَّد الرباطي. / يَأْتِي فِي مُحَمَّد الْقُدسِي.
482 - مُحَمَّد الرَّمْلِيّ التّونسِيّ / من تلامذة ابْن عَرَفَة درس وَأخذ عَنهُ بعض المقيدين مِمَّن أَخذ عني.
483 - مُحَمَّد الريَاحي المغربي الْمَالِكِي، / أَقَامَ فِي البرلس نَحْو سِتِّينَ سنة وانتفع بِهِ جمَاعَة من أَهلهَا وَغَيرهم وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه والأصلين مِمَّن أَخذ عَن ابْن مَرْزُوق وَغَيره. مَاتَ بعيد الْأَرْبَعين وَهُوَ رَاجع من زِيَارَة بَيت الْمُقَدّس بقرية بِقرب العباسة وَدفن بهَا وَكَانَ حسن الْخلق، أَفَادَهُ لي الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن الأقيطع الْمَاضِي وَهُوَ مِمَّن انْتفع بِهِ ونفع الله بِهِ.
484 - مُحَمَّد الزيموني شيخ صَالح / مُعْتَقد مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة خمسين وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق صَلَاة الْغَائِب رَحمَه الله.
485 - مُحَمَّد الخواجا الزَّاهِر البُخَارِيّ / لقِيه الشهَاب بن عربشاه فَأخذ عَنهُ وَقَالَ إِنَّه صنف تَفْسِيرا فِي مائَة مُجَلد وَأَنه كَانَ الْتزم فِي بعض أوقاته أَن لَا يخرج فِي وعظه وتذكيره عَن قَوْله تَعَالَى الله نور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى سُئِلَ فِي الِانْتِقَال عَنْهَا إِلَى غَيرهَا فَفعل وَأَنه مَاتَ بِطيبَة فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.(10/121)
486 - مُحَمَّد الزرهوني الْخَيْبَرِيّ نِسْبَة لخيبر قَرْيَة من جبل زرهون المغربي / ويلقب الدقون بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْقَاف وَآخره نون كَانَ مَعَ عاميته يتَكَلَّم فِي الْعلم كلَاما متينا. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني من المغاربة.
مُحَمَّد الزيات. / يَأْتِي فِي مُحَمَّد الْمصْرِيّ.
487 - مُحَمَّد السدار / شيخ مُعْتَقد تذكر لَهُ أَحْوَال وكرامات إِلَى المجاذيب أقرب مُقيم يزاوية جددتها أَو أنشأتها لَهُ خوند فِي مصر العتيقة. مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين فِيمَا قيل فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو فِي جمع جم فِيهِ غير وَاحِد من أَتبَاع السُّلْطَان وراموا دَفنه بتربته فَمَا أمكن فَرَجَعُوا بِهِ لزاويته رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.
88 - محمدالسدار آخر / مِمَّن يَبِيع السدر وَغَيره بحانوت بِجَانِب سَام بن نوح بِالْقربِ من)
المؤيدية مِمَّن كثر اعْتِقَاد الْعَامَّة فِيهِ وَذكرت لَهُ أَحْوَال. مَاتَ بعيد التسعين.
489 - مُحَمَّد السطوحي وَيعرف بالصاجاتي. / كَانَ مُعْتَقدًا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين بِبَاب الْبَحْر ظَاهر الْقَاهِرَة.
490 - مُحَمَّد الْمَدْعُو شكيكر برددار الزين بن مزهر / سقط بِهِ سلم من بَيت ببولاق فِي يَوْم الْأَحَد منتصف صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد غير مأسوف عَلَيْهِ.
مُحَمَّد السنقري الهمذاني / هُوَ ابْن بهاء الدّين مضى.
491 - مُحَمَّد السلاوي المغربي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين أرخه ابْن فَهد.
492 - مُحَمَّد السيوفي بحانوت / بَاب الصاغة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا مَذْكُورا بِالْخَيرِ رَحمَه الله.
493 - مُحَمَّد الشاذلي الْمُحْتَسب / كَانَ خردفوشيا ثمَّ صَار بلانا ثمَّ صحب ابْن الدماميني وترقى إِلَى أَن ولي حسبَة مصر ثمَّ الْقَاهِرَة مرَارًا بالرشوة بِوَاسِطَة بيبرس الدوادار مَعَ كَونه عريا من الْعلم غَايَة فِي الْجَهْل بِحَيْثُ حكى عَنهُ أَن ابْنا لَهُ مرض فعاده جمَاعَة من أَصْحَابه وَقَالُوا لَهُ لَا تخف فَالله تَعَالَى يعافيه فَقَالَ لَهُم هَذَا ابْن الله مهما شَاءَ فعل فِيهِ وَأَنه كَانَ يقْرَأ وَإِن جَهَنَّم لموعدهم أَجْمَعِينَ بِضَم الْجِيم فَإِذا أنكر عَلَيْهِ قَالَ هَذِه لُغَة حَكَاهُمَا الْعَيْنِيّ مَاتَ فِي صفر سنة عشر ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا.
494 - مُحَمَّد الشَّامي الْحداد تلميذ الْجمال عبد الله بن الشَّيْخ خَلِيل القلعي الدِّمَشْقِي الصُّوفِي الْوَاعِظ / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين.
مُحَمَّد الشبراوي / فِي ابْن سُلَيْمَان بن مَسْعُود.
495 - مُحَمَّد الشريف الحسني الزكراوي نِسْبَة لجده أبي زَكَرِيَّا الفاسي نزيل(10/122)
تونس / وَبهَا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَقد جَازَ الْخمسين وَكَانَ أديبا طَبِيبا لبيبا ولي البيمارستان بتونس وأقرأ العقليات مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه واعتناء بالتاريخ. أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني من المغاربة.
496 - مُحَمَّد الشفى / أحد المعتقدين الموصوفين عِنْد جمع بالجذب. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين وَدفن دَاخل بَاب القرافة عِنْد إسطبل الزرافة قَدِيما بتربة عمر الْكرْدِي رَحمَه الله.
497 - مُحَمَّد الشويمي / أحد المجاذيب المقيمين عِنْد الشَّيْخ مَدين وَكَانَ من قدماء أَصْحَابه مِمَّن)
زرته ودعا لي بالمغفرة عقب رُجُوعه من الْحَج. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن بزاوية صَاحبه.
498 - مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ الْمعلم الْخياط بِمَكَّة. / مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد أَن حصل لَهُ عرج وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.
499 - مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ الزَّعْفَرَانِي جاور بِمَكَّة / فَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع عمر النجار.
مُحَمَّد الصَّغِير. / فِي ابْن عَليّ بن قطلوبك.
500 - مُحَمَّد الصُّوفِي / وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة والذخيرة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم.
مُحَمَّد الضَّرِير الْأَزْهَرِي. / فِي ابْن عِيسَى بن إِبْرَهِيمُ. مُحَمَّد الْعَرَبِيّ المغربي شيخ رِبَاط الْمُوفق بِمَكَّة. مَاتَ فَجْأَة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة.
502 - مُحَمَّد العجمي الشمسي / نَائِب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ عَالما. أرخهما ابْن فَهد. مُحَمَّد البوشي وَيعرف بالعطار أحد أَتبَاع يُوسُف العجمي ومريديه حكى لنا عَنهُ جمَاعَة.
مُحَمَّد الغمري / اثْنَان مِمَّن أَخذ عَن الزَّاهِد بن أَحْمد بن يُوسُف وَابْن عمر الْوَلِيّ الشهير صَاحب الْجَوَامِع.
504 - مُحَمَّد فارصا. / أَخذ عَنهُ الْأمين الأقصرائي بِمَكَّة وَقَالَ كَانَ مَشْهُورا بالتقوى وَرجع فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين رَحمَه الله.
مُحَمَّد الفرنوي هُوَ ابْن عَليّ. /
505 - مُحَمَّد القادري الصَّالِحِي. كَانَ مُنْقَطِعًا بزاوية بصالحية دمشق وَله أَتبَاع لَهُم أذكار وأوراد يُنكرُونَ الْمُنكر وشيخهم فقليل الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ بل بَين المنقبض والمنبسط. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين بالطاعون ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
506 - مُحَمَّد القباقبي الدِّمَشْقِي / شيخ مُعْتَقد هُنَاكَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين بقرية بَرزَة ظَاهر دمشق وَخرج للصَّلَاة عَلَيْهِ خلق من الْأَعْيَان من الْقُضَاة وَنَحْوهم رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد القباقبي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ آخر. / مضى قَرِيبا فِي الملقبين بشمس الدّين.)(10/123)
(سقط) مَاتَ فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
511 - مُحَمَّد القناوي الحناط / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
مُحَمَّد القنشي. / هُوَ ابْن عَليّ بن خلد بن عَليّ بن مُوسَى.
مُحَمَّد القواس الدِّمَشْقِي / أحد المعتقدين. مضى فِي ابْن عبد الله.
512 - مُحَمَّد الْكَبِير خَادِم الشَّيْخ صَالح. / مَاتَ سنة إِحْدَى.
513 - مُحَمَّد الْكرْدِي الصُّوفِي الزَّاهِد المعمر. / كَانَ بخانقاه غمرشاه بالقنوات بِدِمَشْق ورعا جدا لَا يرزأ أحدا شَيْئا بل يُؤثر بِمَا عِنْده وتؤثر عَنهُ كرامات وكشف مَعَ عدم مخالطته لأحد وخضوعه لكل أحد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
مُحَمَّد الكمالي هُوَ ابْن عبد الله بن طغاي. /
514 - مُحَمَّد الكومي التّونسِيّ / أَخذ عَن أَحْمد الشماع وَعبد الله الْبَاجِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ أَصْحَابنَا الْأَصْلَيْنِ للفخر الرَّازِيّ. وَمَات بعد سنة ثَلَاث وَسبعين.
515 - مُحَمَّد الكويس / أحد المعتقدين. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بخانقاه سرياقوس وَكَانَ مُقيما فِيهَا وَبهَا دفن وَمِمَّنْ كَانَ يُبَالغ فِي اعْتِقَاده الزين قَاسم البُلْقِينِيّ وَقد زرته فِي تَوَجُّهِي إِلَى)
السفرة الشمالية فَدَعَا لي.
516 - مُحَمَّد الكيلاني الخواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد وَقد مضى فِي ابْن.
مُحَمَّد الماحوزي، / مضى فِي الملقبين شمس الدّين.(10/124)
517 - مُحَمَّد الماروسي بالرملة. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
مُحَمَّد الْمدنِي الْمَالِكِي. / هُوَ ابْن عَليّ بن معبد بن عبد الله مضى.
518 - مُحَمَّد المرجي الْخَواص / أحد المعتقدين. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بزاوية البيدغاني بسوق اللَّبن. أرخه الْمُنِير.
519 - مُحَمَّد الحسني المشامري بِالْمُعْجَمَةِ بعد الْمِيم المضمومة وَرُبمَا خفف فَكتب بِدُونِ ألف المغربي / كَانَ صَالحا فَاضلا. مَاتَ فِي سنة سِتِّينَ أَفَادَهُ لي بعض المغاربة الآخذين عني.
520 - مُحَمَّد المغربي الْعَطَّار بِمَكَّة أَخُو مَرْيَم الْآتِيَة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَتِسْعين بهَا وَاسم أَبِيه عَليّ.
521 - مُحَمَّد المغربي وَيعرف برطب. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين بجدة وَدفن بهَا وَهُوَ مِمَّن جاور بالحرمين مُدَّة ثمَّ صَار يزور الْمَدِينَة وَيظْهر صلاحا وَفِيه مقَال.
522 - مُحَمَّد المغربي نزيل جَامع عَمْرو / وَأحد المعتقدين المقصودين للتبرك والزيارة وَكنت مِمَّن سلم عَلَيْهِ مرّة، مَاتَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وَدفن بجوار الشّرف البوصيري من القرافة رَحمَه الله.
523 - مُحَمَّد المغربي المرابط أحد المعتقدين أَيْضا وَيعرف بخبزة. / كَانَ مُقيما بمسطبة مُرْتَفعَة بأحجار مرصوصة على بَاب قاعة البغاددة دَاخل بَاب النَّصْر بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم دهرا طَويلا لَا يبرح عَن مَكَانَهُ شتاء وصيفا لَيْلًا وَنَهَارًا وَالنَّاس يأتونه للزيارة من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة فضلا عَن دونهَا وَمِنْهُم من يَجِيئهُ بِالْأَكْلِ وَالدَّرَاهِم وَالثيَاب وَغَيرهَا ويسمونه مجذوبا ويذكرون لَهُ أحوالا وَقد رَأَيْته كثيرا وَالله أعلم بِحَالهِ مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَدفن من يَوْمه قبل صَلَاة الْجُمُعَة بتربة الْأَشْرَف إينال وبأمره بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَيُقَال أَنه وجد بِمحل جُلُوسه نَحْو خمس وَعشْرين ألف دِرْهَم.
مُحَمَّد المغربي اللبسي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عِيسَى مضى. / (سقط)(10/125)
(سقط)
مُحَمَّد نقيب الْقصر وَيعرف أَبوهُ بِابْن شفتر. / مضى فِيمَن يلقب نَاصِر الدّين قَرِيبا.
529 - مُحَمَّد الهبي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ وَالِد الْعَفِيف عبد الله الْمَاضِي / كَانَ من جمَاعَة إِسْمَعِيل الجبرتي فَسمع قَارِئًا يقْرَأ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم واخشوا يَوْمًا الْآيَة فَمَاتَ عِنْد سماعهَا بِحَضْرَة وَلَده وإخباره لمن أَخْبرنِي وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين رَحمَه الله.
530 - مُحَمَّد الْهَرَوِيّ نزيل رِبَاط الظَّاهِر بِمَكَّة / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ.
531 - مُحَمَّد الْهِلَالِي / الْقَائِد فِي مملكة حفيد أبي فَارس مُحَمَّد بن مُحَمَّد. صَار هُوَ وأخو أستاذه عُثْمَان لَهما الْحل وَالْعقد فَلَمَّا اسْتَقر عُثْمَان بعد أَخِيه قبض عَلَيْهِ وسجنه وغيبه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ قَرِيبا من سنة تسع وَثَلَاثِينَ.
532 - مُحَمَّد الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ / وكانه ابْن عبد الْقَادِر بن عمر السكاكيني الْمَاضِي مِمَّن شهد على ابْن عَيَّاش فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِإِجَازَة عبد الأول. (سقط)
(ذكر من اسْمه مَحْمُود)
534 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن إِسْمَعِيل بن مُوسَى السهروردي ثمَّ القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن قَرَأَ القراآت على ابْن الحمصاني وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ.
535 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر الزين بن البرهاني بن الديري الْمَقْدِسِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد كَمَا أخبر بِهِ مَعَ تردده فِيهِ فِي حَيَاة جده بعد انْفِصَاله عَن الْقَضَاء إِمَّا بعد توجهه لبيت الْمُقَدّس أَو قبيلها وَكَانَ توجهه فِي سنة سبع وَعشْرين. وَمَات فِيهَا هُنَاكَ بالمؤيدية ثمَّ أَنه(10/126)
جرى فِي أثْنَاء كَلَامه أَنه لما حج مَعَ أَبِيه وَعَمه كَانَ قد بلغ بِحَيْثُ كَانَت حجَّة الْإِسْلَام وَكَانَت فِي موسم سنة إِحْدَى وَخمسين فَيكون على هَذَا مولده بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَالْأول أشبه فَابْن عَمه البدري ولد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِيمَا يظْهر أسن مِنْهُ بِكَثِير وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْمُغني للخبازي فِي أُصُوله ونقم على أَبِيه كَونه لم يقرئه كتابا فِي الْفِقْه، والحاجبية واشتغل على عَمه القَاضِي سعد الدّين فِي الْفِقْه وَغَيره فِي الْكَنْز وَغَيره ولازمه كثيرا فِي سَماع الحَدِيث بِقِرَاءَة المحيوي الطوخي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن جَعْفَر العجمي نزيل المؤدية ثمَّ فِيهِ وَفِي غَيره عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة عَن وَفِي الْفَرَائِض عَن البوتيجي وناب فِي الْقَضَاء عَن عَمه فَمن شَاءَ الله بعده وَحج مَعَ أَبِيه فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ حِين حجت خوند وَابْنهَا، فَلَمَّا عَاد اسْتَقر فِي نظر الإصطبل باستعفاء الزيني بن مزهر المستقر فِيهَا بعد أَبِيه البرهاني فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بالشرف بن البقري وَاسْتمرّ مُنْقَطِعًا حَتَّى عَن نِيَابَة الْقَضَاء غَالِبا وَقَالَ أَنه عرض عَلَيْهِ فِي الْأَيَّام المؤيدية التَّكَلُّم فِي البيمارستان ثمَّ حج فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا جاور قبلهَا بعد الثَّمَانِينَ وتكرر دُخُوله لبيت الْمُقَدّس وَكَانَ بِهِ فِي سنة تسعين.
مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود.
536 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن أَحْمد بن حُسَيْن أَبُو الثنا بن أبي الطّيب الأقصرائي الأَصْل القاهري ابْن المواهبي / الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن عرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة. (سقط)
537 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والآتي جدهما قَرِيبا.
538 - مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والآتي جدهما قَرِيبا.
538 - مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم شاه سُلْطَان جانفور. /
539 - مَحْمُود بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ حميد اتلدين بن الْفَاضِل شهَاب الدّين الشكيلي الْمدنِي الشَّافِعِي / حفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وجود الْخط وَكَانَ ذكيا فَاضلا وَلَعَلَّه مَاتَ فِيهَا سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
540 - مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ المحيوي بن النَّجْم بن الْعِمَاد الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن الكشك / اشْتغل قَلِيلا وناب عَن أَبِيه بل اسْتَقل بِالْقضَاءِ وقتا وَلما كَانَت فتْنَة تمر دخل مَعَهم فِي الْمُنْكَرَات والمظالم وَبَالغ فِيهَا وَولي الْقَضَاء عَنْهُم ولقب قَاضِي المملكة واستخلف بَقِيَّة الْقُضَاة(10/127)
من تَحت يَده وخطب بالجامع فكرهه النَّاس ومقتوه وَلم يلبث أَن اطلع تمر على أَنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إِلَى أَن وصل تبريز فهرب وَدخل الْقَاهِرَة فَكتب توقيعه بِقَضَاء الشَّام فَلم يمضه نائبها شيخ وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بعد أَن كَانَ تفرق أَخُوهُ وَأَوْلَاده وظائفه ثمَّ صالحوه على بَعْضهَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
541 - مَحْمُود بن أَحْمد بن حسن بن إِسْمَعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَعِيل مظفر الدّين ابْن الإِمَام شهَاب الدّين العنتابي ويخفف بالعيني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الأمشاطي / نِسْبَة لجدهما لِأُمِّهِمَا الشَّيْخ الْخَيْر شمس الدّين لتجارته فِيهَا. ولد فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والنقاية فِي الْفِقْه لصدر الشَّرِيعَة وكافية ابْن الْحَاجِب ونظم نخبة شَيخنَا للعز الْحَنْبَلِيّ الْمُسَمّى نزهة النّظر والتلويح فِي الطِّبّ للخجندي واشتغل فِي الْفِقْه على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وَابْن)
عبيد الله وَعَن الثَّانِي أَخذ أَيْضا فِي النَّحْو وَغَيره وَعَن الثَّالِث والشرف بن الخشاب أَخذ الطِّبّ بل أَخذه بِمَكَّة عَن سَلام الله وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الْخَطِيب أبي الْفضل النويري فِي الشمسية وَأخذ الْمِيقَات عَن الشَّمْس الْمحلي وَسمع على الشَّمْس الشَّامي فِي ذيل مشيخة القلانسي وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري رَفِيقًا للسنباطي مقورء أبي الْقسم النويري من أول سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ ورقة وعَلى شَيخنَا وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل لدمشق غير مرّة وَحضر عِنْد أبي شعر مجَالِس من وعظه وَكَذَا حج غير مرّة وجاور وَسمع على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي، وزار الطَّائِف رَفِيقًا للبقاعي ورابط فِي بعض الثغور وسافر فِي الْجِهَاد واعتنى بالسباحة وبالتجليد وبرمي النشاب وعالج وثاقف وَرمى بالمدافع وَعمل صَنْعَة النفط والدهاشات وَأخذ ذَلِك عَن الأستاذين وَتقدم فِي أَكْثَرهَا إِلَى غَيرهَا من النكت والصنائع والفنون والبدائع وباشر الرياسة فِي عدَّة مدارس وَكَذَا الطِّبّ بل درس فِيهِ وصنف وتدرب فِيهِ جمَاعَة صَارَت لَهُم براعة وَمَشى للمرضى فللرؤساء على وَجه الاحتشام ولغيرهم بِقصد الاحتساب مَعَ عدم الإمعان فِي الْمَشْي ودرس الْفِقْه بالزمامية بِنَاحِيَة سويقة الصاحب تلقاها عَن الشَّمْس الرَّازِيّ وبدرس بكلمش الْمعِين لَهُ المؤيدية مَعَ الْإِمَامَة بالصالحية بعد أَخِيه وبالظاهرية الْقَدِيمَة بعد سعد الدّين الكماخي والطب بِجَامِع طولون والمنصورية بعد الشّرف بن الخشاب نِيَابَة عَن وَلَده ثمَّ اسْتِقْلَالا إِلَى غير ذَلِك من الْجِهَات وناب فِي الْقَضَاء عَن السعد بن الديري فَمن بعده على طَريقَة جميلَة ثمَّ أعرض عَنهُ بِحَيْثُ أَنه لم يُبَاشر عَن أَخِيه وَكَذَا أعرض عَن سَائِر مَا تقدم(10/128)
من الصناعات والفضائل سوى الطِّبّ وَشرح من كتبه الموجز للعلاء بن نَفِيس شرحا حسنا فِي مجلدين كتبه عَنهُ الأفاضل وتداول النَّاس نُسْخَة وقرضه لَهُ غير وَاحِد، وَكَذَا شرح اللمحة لِابْنِ أَمِين الدولة بل عمل قَدِيما لِابْنِ الْبَارِزِيّ وَهُوَ المشير عَلَيْهِ بِهِ كراسة يحْتَاج إِلَيْهَا فِي السّفر بل شرح النقاية استمد فِيهِ من شرح شَيْخه الشمني وَكَانَ قد قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء. وَهُوَ إِنْسَان زَائِد التَّوَاضُع والهضم لنَفسِهِ مَعَ الْعِفَّة والشهامة وخفة الرّوح ومزيد التودد لأَصْحَابه وَالْبر لَهُم والصلة لِذَوي رَحمَه وَالرَّغْبَة فِي أَنْوَاع القربات والتقلل بِأخرَة من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ جهده والإقبال على صَحبه من يتوسم فِيهِ الْخَيْر كإمام الكاملية ثمَّ ابْن الغمري وَله فيهمَا مزِيد الِاعْتِقَاد وَلما مَاتَ أَخُوهُ وَرثهُ وَضم مَا خصّه من نقد وَثمن كتب وَنَحْوهَا لما كَانَ فِي حوزته وأرصد ذك لجهات جددها سوى مَا فعله هُوَ وَأَخُوهُ قبله من صهريج بِالْقربِ)
من الخانقاه السرياقوسية وَسبع وَغير ذَلِك وَعمل تربة. وَحدث بِالْقَلِيلِ أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وصحبته سفرا وحضرا فَمَا رَأَيْت مِنْهُ إِلَّا الْخَيْر والتفضيل وبيننا ود شَدِيد وإخاء أكيد بل هُوَ من قدماء أحبابنا وَمِمَّنْ رغب فِي اللتكتاب القَوْل البديع من تصانيفي وَكَانَ يَجِيء يَوْمًا فِي الْأُسْبُوع لسماعه وَكَانَ تصنيفي الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج من أَجله وَمَعَ ضعف بدنه ودنياه لَا يتَخَلَّف عَن زيارتي فِي كل شهر غَالِبا مَعَ تكَرر فَضله وتقلله وسمعته يَحْكِي أَنه رأى وَهُوَ صبي فِي يَوْم ذِي غيم رجلا يمشي فِي الْغَمَام لَا يشك فِي ذَلِك وَلَا يتمارى وَوَصفه البقاعي بالشيخ ابْن الْفَاضِل وَقَالَ الطَّبِيب الحاذق ذُو الْفُنُون المجلد وَأَنه ولد فِي حُدُود سنة عشرَة انْتهى. وَهُوَ الْآن فِي سنة تسع وَتِسْعين مُقيم ببيته زَائِد الْعَجز عَن الْحَرَكَة ختم الله لَهُ بِخَير وَنعم الرجل رغب عَن جملَة من وظائفه كتدريس الظَّاهِرِيَّة لتلميذه الْعَلامَة الشهَاب بن الصَّائِغ.
542 - مَحْمُود بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن الشَّمْس / تَاجر شهير مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية.
543 - مَحْمُود بن أَحْمد وَاخْتلف عَليّ فِيمَن بعده فَقيل مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَقيل إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد وَكَأَنَّهُ أصح الزين الشكيلي الْمدنِي / أحد مؤذنيها والماضي عَمه مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. مِمَّن سمع فِي الْمَدِينَة. وَيُحَرر مَعَ مَحْمُود بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ الْمَاضِي قَرِيبا.
544 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد النُّور أَبُو الثَّنَاء بن الشهَاب الهمذاني الفيومي الأَصْل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن ظهير ثمَّ هُوَ بِابْن خطيب الدهشة. / تحول أَبوهُ من الفيوم إِلَى حماة فاستوطنها وَولي خطابة الدهشة بهَا وصنف الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي(10/129)
غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير مجلدين وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وديوان خطب وَغَيرهَا وَولد لَهُ ابْنه هَذَا فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع من الشهَاب المرداوي صَحِيح مُسلم وَمن قَاسم الضَّرِير صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْكَمَال المعري ثلاثياته فِي آخَرين وتفقه على علمائها فِي ذَلِك الْعَصْر وارتحل لمصر وَالشَّام فَأخذ عَن أئمتها أَيْضا إِلَى أَن تقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية واللغة وَغَيرهَا، وَولي بسفارة نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ قَضَاء حماة فِي أول دولة الْمُؤَيد فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وَصرف بالزين بن الخرزي الْمَاضِي فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَعشْرين فَلَزِمَ منزله متصديا للإقراء والإفتاء والتصنيف فَانْتَفع بِهِ عَامَّة الحمويين واشتهر ذكره وَعظم)
قدره وصنف الْكثير كمختصر الْقُوت للْأَذْرَعِيّ وَهُوَ فِي أَرْبَعَة أَجزَاء سَمَّاهُ إغاثة الْمُحْتَاج إِلَى شرح الْمِنْهَاج وَقيل إِنَّه سَمَّاهُ لباب الْقُوت وتكملة شرح الْمِنْهَاج للسبكي وَهُوَ فِي ثَلَاثَة عشر مجلدا والتحفة فِي المبهمات وَشرح ألفية ابْن مَالك وتحرير الْحَاشِيَة فِي شرح الكافية الشافية فِي النَّحْو لَهُ أَيْضا ثَلَاث مجلدات وتهذيب الْمطَالع لِابْنِ قرقول فِي سِتّ مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فَسَماهُ التَّقْرِيب فِي الْغَرِيب فِي جزءين جوده واليواقيت المضية فِي الْمَوَاقِيت الشَّرْعِيَّة وَعمل منظومة نَحْو تسعين بَيْتا فِي الْخط وصناعة الْكتاب وَشَرحهَا. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب بحماة مَعَ الدّين والتواضع المفرط والعفة والانكباب على المطالعة والإشغال والتصنيف والمشاركة فِي الْأَدَب وَغَيره وَحسن الْخط. وَكَذَا قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه انْفَرد مُدَّة بمشيخة حماة بعد موت رَفِيقه الْجمال بن خطيب المنصورية مَعَ زهد وتقشف قَالَ وَلَكِن كَانَت فِيهِ غَفلَة وَعِنْده تساهل فِيمَا يَنْقُلهُ ويقوله. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره كالتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه أَيْضا بِاخْتِصَار. وَقَالَ بعض الْحفاظ إِنَّه كَانَ صَالحا عَالما عَلامَة صَاحب نسك وتأله مَعْرُوفا بالديانة والصيانة ملازما للخير والتواضع. مَاتَ بحماة فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَعظم الأسف عَلَيْهِ وَقيل أَنه لما احْتضرَ تَبَسم ثمَّ قَالَ لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ. وَمن نظمه:
(وصل حَبِيبِي خبر لِأَنَّهُ قد رَفعه ... ينصب قلبِي غَرضا إِذْ صَار مَفْعُولا مَعَه)
وَمِنْه:
(أحضر صرف الراح حل ذُو تقى ... أعهده لم يقترف محرما)
(فَقلت مَا تشرب قد أسكرتني ... مِمَّا أرى فَقَالَ لي هَذَا وَمَا)
وَقَوله:
(غُصْن النقا لَا تحكه ... فَمَا لَهُ فِي ذَا شبه)
(فرامه قلت اتئد ... مَا أَنْت إِلَّا حطبه)
وَبَينه وَبَين الْبَدْر بن قَاضِي أَذْرُعَات مكاتبات منظومة، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من شعره(10/130)
الْجمال بن مُوسَى المراكشي والموفق الأبي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مرويه الْمُحب بن الشّحْنَة. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.) :::
545 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف بن مَحْمُود الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الثَّنَاء بن الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل العنتابي المولد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالعيني. / انْتقل أَبوهُ من حلب إِلَى عنتاب من أَعمالهَا فولي قضاءها وَولد لَهُ الْبَدْر بهَا وَذَلِكَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع عشرى رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن ولازم الشَّمْس مُحَمَّد الرَّاعِي بن الزَّاهِد ابْن أحد الآخذين عَن الرُّكْن قَاضِي قرم وأكمل الدّين ونظرائهما فِي الصّرْف والعربية والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الصّرْف والفرائض السِّرَاجِيَّة وَغَيرهمَا عَن الْبَدْر مَحْمُود بن مُحَمَّد العنتابي الْوَاعِظ الْآتِي وَقَرَأَ الْمفصل فِي النَّحْو والتوضيح مَعَ مَتنه التَّنْقِيح على الْأَثِير جِبْرِيل بن صَالح الْبَغْدَادِيّ تلميذ التَّفْتَازَانِيّ والمصباح فِي النَّحْو أَيْضا على خير الدّين الْقصير وَسمع ضوء الْمِصْبَاح على ذِي النُّون وتفقه بِأَبِيهِ وبميكائيل أَخذ عَنهُ الْقَدُورِيّ والمنظومة قِرَاءَة وَالْمجْمَع سَمَاعا وبالحسام الرهاوي قَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه الْبحار الزاخرة فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة ولازم فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والكشاف وَغَيرهمَا الْفَقِيه عِيسَى بن الْخَاص بن مَحْمُود السرماوي تلميذ الطَّيِّبِيّ وَالْجَار بردى، وبرع فِي هَذِه الْعُلُوم وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء بَلَده وارتحل إِلَى حلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي الْبَزْدَوِيّ وَسمع عَلَيْهِ فِي الْهِدَايَة وَفِي الأخسيكتي وَأخذ عَن حيدر الرُّومِي شَارِح الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة ثمَّ عَاد إِلَى لده وَلم يلبث أَن مَاتَ وَالِده فارتحل أَيْضا فَأخذ عَن الْوَلِيّ البهستي ببهستا وعلاء الدّين بكختاو الْبَدْر الكشافي بملطية ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده، ثمَّ حج وَدخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس فلقي فِيهِ الْعَلَاء أَحْمد بن مُحَمَّد السيرامي الْحَنَفِيّ فلازمه واستقدمه مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَررهُ صوفيا بالبرقوقية أول مَا فتحت فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ خَادِمًا ولازمه فِي الْفِقْه وأصوله والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا كقصة من أَوَائِل الْكَشَّاف وَكَذَا أَخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الشهَاب أَحْمد بن خَاص التركي ومحاسن الِاصْطِلَاح عَن مُؤَلفه البُلْقِينِيّ وَسمع على الْعَسْقَلَانِي الشاطبية وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ صَحِيح مُسلم والإلمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَقَرَأَ على التقي الدجوي الْكتب السِّتَّة ومسند عبد والدارمي وَقَرِيب الثُّلُث الأول من مُسْند أَحْمد وعَلى القطب عبد الْكَرِيم حفيد الْحَافِظ القطب الْحلَبِي بعض المعاجيم الثَّلَاثَة للطبراني وعَلى الشّرف بن الكويك الشفا وعَلى النُّور الفوى بعض الدَّارَقُطْنِيّ أَو جَمِيعه وعَلى(10/131)
تغرى برمش شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وعَلى الْحَافِظ الهيثمي فِي آخَرين، وَلبس الْخِرْقَة من نَاصِر الدّين القرطي. وَفِي غُضُون هَذَا)
دخل دمشق فَقَرَأَ بهَا بَعْضًا من أول البُخَارِيّ على النَّجْم بن الكشك الْحَنَفِيّ عَن الحجار وَكَانَ حنفيا عَن ابْن الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ حَسْبَمَا اسْتَفَدْت معنى كُله من خطه مَعَ تنَاقض فِي بعضه مَعَ ماكتبه مرّة أُخْرَى كَمَا بَينته فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُضَاة نعم رَأَيْت قِرَاءَته للجزء الْخَامِس من مُسْند أبي حنيفَة للحارثي على الشّرف بن الكويك وَوجدت بِخَط بعض الطّلبَة أَنه سمع على الْعِزّ بن الكويك وَالِد الشّرف، وَلم يزل الْبَدْر فِي خدمَة البرقوقية حَتَّى مَاتَ شيخها الْعَلَاء فَأخْرجهُ جركس الخليلي أَمِير آخور مِنْهَا بل رام إبعاده عَن الْقَاهِرَة أصلا مشيا مَعَ بعض حسدة الْفُقَهَاء فكفه السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ بعد يسير توجه إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد وَهُوَ فَقير مَشْهُور الْفَضِيلَة فتردد لقلمطاي العثماني الدوادار وتغرى بردى القردمي وجكم من عوض وَغَيرهم من الْأُمَرَاء بل حج فِي سنة تسع وَتِسْعين صُحْبَة تمربغا المشطوب وَقَالَ أَنه رأى مِنْهُ خيرا كثيرا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر برقوق سعى لَهُ جكم فِي حسبَة الْقَاهِرَة فاستقر فِيهَا فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا قبل تَمام شهر بالجمال الطنبدي ابْن عرب وتكررت ولَايَته لَهَا، وَكَانَ فِي مُبَاشَرَته لَهَا يُعَزّر من يُخَالف أمره بِأخذ بضاعته غَالِبا وإطعامها للْفُقَرَاء والمحابيس، وَكَذَا ولي فِي الْأَيَّام الناصرية عدَّة تداريس ووظائف دينية كتدريس الْفِقْه بالمحمودية وَنظر الأحباس ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وأعيد إِلَيْهَا فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية أول مَا فتحت وامتحن فِي أول دولته ثمَّ كَانَ من أخصائه وندمائه بِحَيْثُ توجه عَنهُ رَسُولا إِلَى بِلَاد الرّوم وَلما اسْتَقر الظَّاهِر ططر زَاد فِي إكرامه لسبق صحبته مَعَه بل تزايد اخْتِصَاصه بعد بالأشرف حَتَّى كَانَ يسامره وَيقْرَأ لَهُ التَّارِيخ الَّذِي جمعه باللغة الْعَرَبيَّة ثمَّ يفسره لَهُ بالتركية لتقدمه فِي اللغتين ويعلمه أُمُور الدّين حَتَّى حكى أَنه كَانَ يَقُول لولاه لَكَانَ فِي إسْلَامنَا شَيْء وَعرض عَلَيْهِ النّظر على أوقاف الْأَشْرَاف فَأبى وَلم يزل يترقى عِنْده إِلَى أَن عينه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة وولاه إِيَّاه مسئولا على حِين غَفلَة فِي ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين عوضا عَن التفهني لما اسْتَقر فِي مشيخة الشخونية ثمَّ صرفه على استكمال أَربع سِنِين ثمَّ أَعَادَهُ وسافر فِي جملَة رفقته صحبته سنة آمد حَتَّى وصل مَعَه إِلَى البيرة ثمَّ فَارقه وَأقَام فِي حلب حَتَّى رَجَعَ السُّلْطَان فرافقه، وَمَات الْأَشْرَف وَهُوَ قَاض ثمَّ صرف فِي أَيَّام وَلَده فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالسعد بن الديري، وَلزِمَ الْبَدْر بَيته مُقبلا على الْجمع والتصنيف مستمرا على تدريس الحَدِيث بالمؤيدية وَنظر الأحباس(10/132)
حَتَّى مَاتَ غير أَنه عزل عَن)
الأحباس بِالْعَلَاءِ بن أقبرس فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وتألم وَلم يجْتَمع الْقَضَاء والحسبة وَنظر الأحباس فِي آن وَاحِد لأحد قبله ظنا. وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة عَارِفًا بِالصرْفِ والعربية وَغَيرهَا حَافِظًا للتاريخ وللغة كثير الِاسْتِعْمَال لَهَا مشاركا فِي الْفُنُون ذَا نظم ونثر مقَامه أجل مِنْهُمَا لَا يمل من المطالعة وَالْكِتَابَة، كتب بِخَطِّهِ جملَة، وصنف الْكثير بِحَيْثُ لَا أعلم بعد شَيخنَا أَكثر تصانيف مِنْهُ، وقلمه أَجود من تَقْرِيره وكتابته طَريقَة حَسَنَة مَعَ السرعة حَتَّى استفيض عَنهُ أَنه كتب الْقَدُورِيّ فِي لَيْلَة بل سمع ذَلِك مِنْهُ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا قَالَ المقريزي أَنه كتب الْحَاوِي فِي لَيْلَة، اشْتهر اسْمه وَبعد صيته مَعَ لطف الْعشْرَة والتواضع وَعمر مدرسة مجاورة لسكنه بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَعمل بهَا خطية لكَونه كَمَا بَلغنِي كَانَ يُصَرح بِكَرَاهَة الصَّلَاة فِي الْأَزْهَر لكَون واقفه رَافِضِيًّا سبابا وحظي عِنْد غير وَاحِد من الْمُلُوك والأمراء، حدث وَأفْتى ودرس وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة من كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى بل أَخذ عَنهُ أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وقرض لي بعض تصانيفي وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ لفظا وَكِتَابَة بل علق شَيخنَا عَنهُ من فَوَائده بل سمع عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَحَادِيث لأجل البلدانيات بِظَاهِر عنتاب بِقِرَاءَة موقعه ابْن المهندس مَعَ مابينهما مَا يكون بَين المتعاصرين غَالِبا وَكَذَا كَانَ هُوَ يَسْتَفِيد من شَيخنَا خُصُوصا حِين تصنيفه رجال الطَّحَاوِيّ، وترجمه شَيخنَا فِي رفع الأصر وَفِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه فَقَالَ: وَهُوَ إِمَام عَالم فَاضل مشارك فِي عُلُوم وعندهحشمة ومروءة وعصبية وديانة انْتهى. وَلم يزل ملازما للْجمع والتصنيف حَتَّى مَاتَ بعد أَن صَار خُصُوصا بعد صرفه عَن نظر الأحباس يَبِيع من أملاكه وَكتبه سوى مَا وَقفه على مدرسته مِنْهَا وَهُوَ شَيْء كثير فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بعد أَن صلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ بالأزهر وَعظم الأسف على فَقده وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله، وَمن تصانيفه شرح البُخَارِيّ فِي أحد وَعشْرين مجلدا سَمَّاهُ عُمْدَة الْقَارِي استمد فِيهِ من شرح شَيخنَا بِحَيْثُ ينْقل مِنْهُ الورقة بكمالها وَرُبمَا اعْترض لَكِن قد تعقبه شَيخنَا فِي مُجَلد حافل بل عمل قَدِيما حِين رَآهُ تعرض فِي خطبَته لَهُ جُزْءا سَمَّاهُ الاستنصار على الطاعن المعثار بَين فِيهِ مَا نسبه إِلَيْهِ مِمَّا زعم انتقاده فِي خُصُوص الْخطْبَة، وقف عَلَيْهِ الأكابر من سَائِر الْمذَاهب كالجلال البُلْقِينِيّ اولشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري والشرف التباني وَالْجمال الأقفهسي والْعَلَاء بن المغلي فبينوا فَسَاد)
انتقاده وصوبوا صَنِيع شَيخنَا وأنزلوه مَنْزِلَته، وَطول الْبَدْر(10/133)
شَرحه بِمَا تعمد شَيخنَا حذفه من سِيَاق الحَدِيث بِتَمَامِهِ وتراجم الروَاة وَاسْتِيفَاء كَلَام اللغويين مِمَّا كَانَ الْقَصْد يحصل بِدُونِهِ وَغير ذَلِك، وَذكر لشَيْخِنَا عَن بعض الْفُضَلَاء تَرْجِيحه بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من البديع فَقَالَ بديهة هَذَا شَيْء نَقله من شرح لركن الدّين وَكنت قد وقفت عَلَيْهِ قبله وَلَكِن تركت النَّقْل مِنْهُ لكَونه لم يتم إِنَّمَا كتب مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة وخشيت من تعبي بعد فراغها فِي الاسترسال فِي هَذَا المهيع بِخِلَاف الْبَدْر فَإِنَّهُ بعْدهَا لم يتَكَلَّم بِكَلِمَة وَاحِدَة فِي ذَلِك، وَبِالْجُمْلَةِ فشرح الْبَدْر أَيْضا حافل لكنه لم ينتشر كانتشار شرح شَيخنَا وَلَا طلبه مُلُوك الْأَطْرَاف من صَاحب مصر وَلَا تنافس الْعلمَاء فِي تَحْصِيله من حَيَاة مُؤَلفه وهلم جرا ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء، وَشرح صَاحب التَّرْجَمَة كتبا كَثِيرَة مِنْهَا مَعَاني الْآثَار للطحاوي فِي عشر مجلدات وَقطعَة من سنَن أبي دَاوُد فِي مجلدين وَقطعَة كَبِيرَة من سيرة ابْن هِشَام سَمَّاهُ كشف اللثام وَجَمِيع الْكَلم الطّيب لِابْنِ تَيْمِية والكنز وَسَماهُ رمز الْحَقَائِق فِي شرح كنز الدقائق والتحفة وَالْهِدَايَة فِي أحد عشر مجلدا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَالْمجْمَع وَسَماهُ المستجمع وَقَالَ إِن تصنيفه لَهُ كَانَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة فِي حَيَاة كبار شُيُوخه فوقفوا عَلَيْهِ وقرضوه والبحار الزاخرة لشيخه فِي مجلدين وَسَماهُ الدُّرَر الزاهرة والمنار والشواهد الْوَاقِعَة فِي شُرُوح الألفية فِي تصنيفين كَبِير فِي مجلدين وصغير فِي مُجَلد وَهُوَ أشهرهما وَعَلِيهِ معول الْفُضَلَاء وَكتب على خطبَته شرحا ومراح الْأَرْوَاح وَسَماهُ ملاح الألواح وَقَالَ إِنَّه كَانَ أول تصانيفه صنفه وَله من الْعُمر تسع عشرَة سنة والعوامل الْمِائَة لعبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وقصيدة الساوي فِي الْعرُوض وعروض ابْن الْحَاجِب والتسهيل لِابْنِ ملك فِي مطول ومختصر وَاخْتصرَ الْفَتَاوَى الظَّهِيرِيَّة وَكَذَا الْمُحِيط فِي مجلدين وَسَماهُ الْوَسِيط فِي مُخْتَصر الْمُحِيط وَله حواش على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وعَلى التَّوْضِيح وعَلى شرح الجاربردى فِي التصريف وفوائد على شرح اللّبَاب للسَّيِّد وَتَذْكِرَة نحوية ومقدمة فِي الصّرْف وَأُخْرَى فِي الْعرُوض وَعمل سير الْأَنْبِيَاء وتاريخا كَبِيرا فِي تِسْعَة عشر مجلدا رَأَيْت مِنْهُ المجلد الْأَخير وانْتهى إِلَى سنة خمسين ومتوسطا فِي ثَمَانِيَة وَاخْتَصَرَهُ أَيْضا فِي ثَلَاثَة وتاريخ الأكاسرة بالتركية وطبقات الشُّعَرَاء وطبقات الْحَنَفِيَّة ومعجم شُيُوخه فِي مُجَلد وَرِجَال الطَّحَاوِيّ فِي مُجَلد وَاخْتصرَ تَارِيخ ابْن خلكان وَله تحفة الْمُلُوك فِي المواعظ وَالرَّقَائِق كتاب فِي ثَمَان مجلدات سَمَّاهُ مشارح الصُّدُور وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه سَمَّاهُ زين الْمجَالِس وَآخر ف يالنوادر وسيرة)
الْمُؤَيد نثر ونظم فِي أُخْرَى انتقد كثيرا من أبياتها شَيخنَا فِي جُزْء سَمَّاهُ قذى الْعين وقرظه غير وَاحِد مِمَّا هُوَ عِنْدِي وسرة(10/134)
الظَّاهِر ططر وسيرة الْأَشْرَف وَتَذْكِرَة متنوعة وَكتب على كل من الْكَشَّاف وَتَفْسِير أبي اللَّيْث وَتَفْسِير الْبَغَوِيّ، وَله نظم كثير فِيهِ المقبول وَغَيره فَمِنْهُ:
(ذكرنَا مدائح للنَّبِي مُحَمَّد ... طربنا فَلَا عود سكرنا وَلَا كرم)
(فَتلك مدامة يسوغ شرابها ... وَلَيْسَ يشوبها هم وَلَا إِثْم)
فِي أَبْيَات أودعتها القَوْل المنبي عَن ابْن عَرَبِيّ مَعَ كَلَامه فِيهِ وَفِي أَمْثَاله وَله تقريض على الرَّد الوافر لِابْنِ نَاصِر الدّين غَايَة فِي الِانْتِصَار لِابْنِ تَيْمِية وَكَذَا لَهُ تقريض على السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض وَمَا لَا أنهض لحصره. ولإكثاره وتقليده الصُّحُف وَنَحْوهَا يَقع فِي خطه بِالنِّسْبَةِ لما رَأَيْته من تَارِيخه أَشْيَاء أَشرت لبعضها مَعَ فَوَائِد مهمة فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُضَاة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه أخرج من البرقوقية خُرُوجًا شنيعا لأمور رمى بهَا الله أعلم بحقيقتها وشفع فِيهِ البُلْقِينِيّ حَتَّى أعفي من النَّفْي رَحمَه الله وإيانا.
مَحْمُود نب أَحْمد الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ. / اثْنَان تقدما أجلهما وأشهرهما الْبَدْر وَاسم جده مُوسَى وَثَانِيهمَا وَهُوَ فِي تلامذته المظفر وَاسم جده حسن بن إِسْمَعِيل.
مَحْمُود بن أَحْمد القَاضِي الْحَنَفِيّ بن الْعِزّ. / مضى فِيمَن جده إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد.
546 - مَحْمُود بن الْأَفْصَح الْهَرَوِيّ / الشَّيْخ الصَّالح مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد.
547 - مَحْمُود بن بختيار بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل المرسيفوني الرُّومِي نزيل حلب الْحَنَفِيّ. / ولد بمرسيفون من بِلَاد الرّوم سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فَأخذ بهَا عَن أَحْمد الجندي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا من الْأَدَب وسافر لتبريز فَأخذ بهَا عَن قاضيها مرتضى فِي علم الْكَلَام ثمَّ لحلب فقطنها مُدَّة تزيد على عشر سِنِين وَقَرَأَ بهَا على أبي ذَر نصف الصَّحِيح والمصابيح وَغَيرهمَا وَسمع عَلَيْهِ دروسا فِي الألفية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن عبد الرَّحْمَن الأرزنجاني وَقَرَأَ فِي التَّلْوِيح على الْعَلَاء على الْمَعْرُوف بقلدرويش الْخَوَارِزْمِيّ الشَّافِعِي وَدخل الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر صُحْبَة الزين بن الْعَيْنِيّ وَحضر بعض دروس الْجَوْجَرِيّ وَحَمْزَة والمغربي وَغَيرهمَا وَأقَام حَتَّى سَافر مِنْهَا لِلْحَجِّ فِي الْبَحْر فَقدم مَكَّة فِي أثْنَاء رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين فَأخذ عني بقرَاءَته شرح النخبة بحرا وَسمع على قِطْعَة من شرحي على الألفية وَجُمْلَة وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَاسْتمرّ حَتَّى حد ثمَّ عَاد، وَهُوَ)
فَاضل مشارك متأدب وَبَلغنِي أَنه بعد رُجُوعه تحول إِلَى الرها فقطنها وَصَارَ شيخها.
548 - مَحْمُود بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الْخياط أَخُو الخواجا مير أَحْمد. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
549 - مَحْمُود بن الْحُسَيْن الْكَمَال بن النظام الْخَوَارِزْمِيّ ثمَّ النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ /(10/135)
قَاضِي قُضَاة فَارس. قَالَ الطاووسي كَانَ جَامعا بَين الْمَنْقُول والمعقول قَرَأت عَلَيْهِ القطب على الشمسية فِي الْمنطق وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ فِي شهور سنة اثْنَتَيْ عشرَة.
550 - مَحْمُود بن خَلِيل بن الْمجد أبي البركات بن مُوسَى بن أبي الهول بدر الدّين / كَانَ أحد كتاب المماليك، وسافر مَعَ يشبك الدوادار فِي التجريدة الْمَقْتُول فِيهَا فَقتل أَيْضا أَو مَاتَ.
551 - مَحْمُود بن رستم الرُّومِي البرصاوي تَاجر الْأَشْرَف قايتباي ووالد مصطفى. / مَاتَ فِي.
مَحْمُود بن رَمَضَان بن مَحْمُود الدَّامغَانِي. /
552 - مَحْمُود بن الشَّيْخ زَاده الْحَنَفِيّ. / كَانَ كثير الْفضل وَالْعلم عَارِفًا بالعلوم الآلية أقبل على الحَدِيث سَمَاعا واشتغالا وناب عَن أَبِيه فِي مشيخة الشيخونية ووثب الْكَمَال بن العديم على وَالِده فَأَخذهَا وَهُوَ فِي مرض الْمَوْت مشنعا بخرفه وَلزِمَ من ذَلِك حرمَان صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهَا فقرره الْجمال الأستادار فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بمدرسته فانجبر بذلك. ذكره شَيخنَا فِي أَبِيه من إنبائه.
مَحْمُود بن شيرين / فِي ابْن يُوسُف بن مَسْعُود.
553 - مَحْمُود بن عبد الله بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الْقَارِي التَّاجِر شَقِيق عُثْمَان وَعبد الْكَرِيم الماضيين / وَمِمَّنْ سَافر للتِّجَارَة إِلَى الْهِنْد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا.
554 - مَحْمُود بن عبد الله الْبَدْر أَبُو الثَّنَاء الصرائي بِالسِّين وَالصَّاد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالكلستاني / بِضَم الْكَاف وَاللَّام ثمَّ مُهْملَة لكَونه كَانَ فِي مبدئه يكثر من قِرَاءَة كتاب السَّعْدِيّ العجمي الشَّاعِر الْمُسَمّى كلستان وَهُوَ بالتركي والعجمي حديقة الْورْد. اشْتغل ببلاده ثمَّ بِبَغْدَاد وَقدم دمشق خاملا فسكن باليعقوبة ثمَّ قدم مصر فِي شبيبته فاختص بالطنبغا الجوباني فَلَمَّا ولي نِيَابَة الشَّام قدم مَعَه وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة ثمَّ ولي مشيخة الأَسدِية بعد الياسوفي وتصديرا بالجامع الْأمَوِي ثمَّ رَجَعَ لمصر فَأعْطَاهُ الظَّاهِر برقوق وظائف كَانَت للجمال مَحْمُود القيسري كتدريس الشخونية والصرغتمشية فَلَمَّا رَضِي عَن الْجمال استعاد بَعْضهَا كالشيخونية)
ثمَّ لما سَار السُّلْطَان إِلَى حلب احْتَاجَ لمن يقْرَأ لَهُ كتبا وَردت عَلَيْهِ من اللنك فَلم يجد أحدا فاستدعى بِهِ وَكَانَ قد صحبهم فِي الطَّرِيق فقرأها وَكتب الْجَواب فأجاد فَأمره أَن يكون صُحْبَة قلمطاي الدوادار وَلم يلبث أَن اسْتَقر بِهِ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين بعد وَفَاة الْبَدْر بن فضل الله فِي كِتَابَة السِّرّ فباشرها بحشمة ورياسة وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَنه أصبح فِي ذَلِك الْيَوْم لَا يملك الدِّرْهَم الْفَرد فَمَا أَمْسَى إِلَّا وَعِنْده من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْجمال والمماليك والملابس والآلات مَا لَا يُوصف كَثْرَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ حسن الْخط جدا مشاركا فِي النّظم والنثر والفنون مَعَ طيش وخفة وَقَالَ(10/136)
الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا ذكيا فصيحا بالعربي والفارسي والتركي ونظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض. وَكَانَ فِي رَأسه خفَّة وطيش وعجلة وَعجب ثمَّ وَصفه بخفة الْعقل وَالْبخل المفرط وَأَنه قاسى فِي أول أمره من الْفقر شَدَائِد فَلَمَّا رَأس وأثرى أَسَاءَ لكل من أحسن إِلَيْهِ. وَجمع مَالا كثيرا لم ينْتَفع مِنْهُ بِشَيْء إِنَّمَا انْتفع بِهِ من استولى عَلَيْهِ بعده وَبَالغ الْعَيْنِيّ فِي ذمه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فقد أثنى عَلَيْهِ طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ وَالِده وَوَصفه بالبراعة فِي الْفُنُون العلمية، قَالَ شَيخنَا وقرأت بِخَطِّهِ لغزا فِي غَايَة الْجَوْدَة خطا ونظما. قلت لَيْسَ فِي كَلَام الْعَيْنِيّ مَا يمْنَع هَذَا بل هُوَ مُتَّفق مَعَ شَيخنَا فِي الْمَعْنى، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ كثير الوقيعة فِي كتاب السِّرّ لاقتصارهم على مَا رسمه لَهُم الشهَاب بن فضل الله وتسميتهم ذَلِك المصطلح وغضهم مِمَّن لَا يعرفهُ وحاول مرَارًا أَن يُغير المصطلح على طَريقَة أهل البلاغة ويعتني بمراعاة الْمُنَاسبَة فَكَانَ مِمَّن قَامَ بإنكار ذَلِك وشفع عَلَيْهِ فِيهِ نَاصِر الدّين الفاقوسي كَبِير الموقعين كَمَا سلف فِي تَرْجَمته فَلَمَّا رأى ذَلِك مِنْهُ غضب عَلَيْهِ وعزله وَقرر عوضه الصَّدْر أَحْمد بن الْجمال القيسري بن العجمي فَلَمَّا مَاتَ الكلستاني عَاد الفاقوسي. مَاتَ بحلب فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى بعد ضعفه سِتَّة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَخلف أَمْوَالًا جمة يُقَال أَنَّهَا وجدت مدفونة فِي كراسي المستراح وَجَرت بعده فِي وَصيته كائنة لشهودها كالزين التفهني الَّذِي ولي الْقَضَاء بعد فَقَرَأت بِخَط التقي الزبيرِي أَن السُّلْطَان أَمر ابْن خلدون أَن يفصل الْمُنَازعَة الَّتِي وَقعت بَين الأوصياء والحاشية فعزل الْأُمَرَاء أنفسهم فعزر ابْن خلدون التفهني ورفيقه بِالْحَبْسِ وأبطل الْوَصِيَّة بطرِيق بَاطِل لظَنّه أَن ذَلِك يُرْضِي السُّلْطَان فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك أنكرهُ وَأمر بإبقاء الْوَصِيَّة على حَالهَا، وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ فتح الدّين فتح الله بن مستعصم نقلا من رياسة الطِّبّ وَيُقَال أَن السُّلْطَان اخْتَارَهُ لَهَا بِغَيْر سعي مِنْهُ. وَمِمَّنْ)
تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَآخَرُونَ.
555 - مَحْمُود بن عبد الله الشّرف الدِّمَشْقِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الفرفور. / كَانَ يتَكَلَّم على جِهَات الزيني بن مزهر الشامية وسافر مَعَه فِي الرجبية فَمَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ.
556 - مَحْمُود بن عبد الله الصَّامِت / أحد المعتقدين فِي مصر. كَانَ شكلا بهيا حسن الصُّورَة كَبِير اللِّحْيَة منور الشيبة وَلَا يتَكَلَّم الْبَتَّةَ أَقَامَ بالجيزة مُدَّة طَوِيلَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَزَاد فِيهِ لَقيته مرَارًا.
557 - مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق(10/137)
النُّور بن الزين بن التقي الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه إِبْرَهِيمُ وَيعرف أَبوهُ بالأدمي ثمَّ بالحموي. ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بدرب الْحجاز وَنَشَأ بحماة فَأخذ بهَا عَن بلديه الشَّمْس بن الْأَشْقَر ثمَّ انْتقل مِنْهَا صُحْبَة أَبِيه وَلَقي جمعا من الْأَئِمَّة بِالشَّام وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة كَابْن نَاصِر الدّين وَابْن الهائم وَشَيخنَا وَكَذَا لَقِي بحلب الْبُرْهَان الْحَافِظ. وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ الْمَنَاوِيّ وتصدى للوعظ بعد وَالِده وخطب بالأشرفية أَيْضا وَحج وَمَات تَقْرِيبًا بعيد السِّتين وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى رَحمَه الله.
558 - مَحْمُود بن عبد الْعَزِيز التَّاج الفاروثي النَّحْوِيّ / مفتي الشَّافِعِيَّة بشيراز. قَالَ الطاووسي: اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا فِي مبادئ الْعلم وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ بشيراز فِي شهور سنة إِحْدَى عشرَة.
559 - مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الطرابلسي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بحلب وَسمع على ابْن صديق غَالب الصَّحِيح وناب فِي الْقَضَاء بطرابلس، وحد غير مرّة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا عدلا دينا لَهُ اشْتِغَال مَا. مَاتَ.
560 - مَحْمُود بن عبيد اللهبن عوض بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْجلَال بن التَّاج الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَإِخْوَته وَيعرف بِابْن عبيد الله. ولد فِي منتصف صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وانتقل مَعَ أَبِيه قبل استكماله شَهْرَيْن فسكن مدرسة أم السُّلْطَان بالتبانة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه والأخسيكتي فِي أُصُوله وَغَيرهَا)
وَعرض على الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالسيف الصيرامي والكمال بن العديم والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن خَاص وَهُوَ أول من أَخذ عَنهُ ووالده وانتفع بِهِ فِيهِ وَفِي النَّحْو وَالصرْف والأصلين وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون حَتَّى مَاتَ وقارئ الْهِدَايَة والتفهني وسافر صحبته إِلَى الْقُدس وَقَرَأَ عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي الْهِدَايَة وَسمع قِرَاءَة ابْن الْهمام فِي الْكَشَّاف وَكَذَا سمع فِي الْهِدَايَة وَغَيرهَا على الْعَلَاء البُخَارِيّ بل قَرَأَ هُوَ عَلَيْهِ فِي التَّلْوِيح وعَلى الشَّمْس الْهَرَوِيّ فِي الْعَضُد وعَلى أبي الْوَلِيد بن الشّحْنَة فِي الْأُصُول وَسمع عَلَيْهِ فِي مُغنِي ابْن هِشَام وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشمسين العجيمي والشطنوفي وَعَن ثَانِيهمَا شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَاجْتمعَ بالخوافي وَأخذ عَنهُ وَأكْثر من الِاشْتِغَال فِي الْفُنُون وَالْأَخْذ عَن الشُّيُوخ وَكتب لَهُ الْكَمَال بن العديم كَمَا رَأَيْته بِهَامِش قصَّة مؤرخة بِسنة سِتّ وَثَمَانمِائَة أعزه الله(10/138)
تَعَالَى بل ذكر لي أَنه أَقرَأ تصريف الْعزي فِي حَيَاة وَالِده وبحضرته فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَنه سمع الحَدِيث على النَّجْم بن الكشك والزين الْعِرَاقِيّ والهروي فَمن بعدهمْ، ودرس بِأم السُّلْطَان والأبو بكرية والأيتمشية عقب أَخِيه مُحَمَّد وبالمحمودية برغبة الْعَيْنِيّ لَهُ عَنهُ وبالتربة اليشبكية بالصحراء بِجَانِب تربة ياقوت الافتخاري وبجامع الْأَزْهَر بدرس خشقدم الزِّمَام وَأعَاد بالألجيهية وَكَذَا بالصرغتمشية لكنه رغب عَنْهَا خَاصَّة لعبد الْبر بن الشّحْنَة، وَولي مشيخة التصوف بالرسلانية بمنشية المهراني تلقاها عَن الشَّمْس التفهني فِي جِهَات أُخْرَى، وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني بعد امْتِنَاعه من قبُوله عَن نَاصِر الدّين بن الْكَمَال بن العديم حِين سَأَلَهُ فِيهِ وَاسْتمرّ يَنُوب إِلَيّ أثْنَاء الْأَيَّام السعدية فَأَعْرض عَنهُ وَكَانَ لِشِدَّتِهِ يُوَجه للتعازيز وَإِقَامَة الْحُدُود، وامتحن فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق بِدَعْوَى رتبها الشهَاب الْمدنِي وَأدْخلهُ حبس أولى الجرائم وَقبل ذَلِك سعى فِي قَضَاء دمشق فَلم يجب كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين من إنبائه، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وجاور فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدخل بَيت الْمُقَدّس كَمَا تقدم وَكَذَا سَافر إِلَى حلب مرَارًا أَولهَا صُحْبَة الْعَسْكَر سنة أَربع وَعشْرين وَآخِرهَا سنة تسع وَأَرْبَعين وتعدى إِلَى أَن دخل طرسوس لنلزهة وَدخل دمياط حِين إِقَامَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فِيهِ بِقصد السَّلَام عَلَيْهِ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَقِرَاءَة الْأَمِير عَلَيْهِ دهرا وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الأتراك بل أَخذ عَنهُ خلق من المبتدئين وَغَيرهم حَتَّى بِمَكَّة فِي مجاورته فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا لكَونه كَانَ حسن التَّعْلِيم لَا لطول بَاعه فِي الْعلم وَصَارَ فِيمَن تلمذ لَهُ غير)
وَاحِد من الْأَعْيَان وَكَانَ ينْتَفع فِي إقرائه بِمَا على كتبه من الْحَوَاشِي والتقاييد الَّتِي خدمها هُوَ أَو وَالِده بهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح بِبَيْت عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الصَّغِير الشهَاب بن الْعَطَّار وَكنت مِمَّن كثر اجتماعي مَعَه بِمَجْلِس الْأَمِير يشبك الْمَذْكُور وَسمع مني القَوْل البديع حِين أسمعته الْأَمِير إِجَابَة لرغبته فِيهِ واغتبط الْبَدْر بِالْكتاب الْمَذْكُور وحصله واستفدت مِنْهُ فِي غُضُون الأسماع أَشْيَاء بل واغتبط بِي أَيْضا، وَجَاءَنِي مرّة بِنَفسِهِ لدعوى عِنْده فِي الرسلانية نعم لما توجه لدمياط أَخذ مَعَه كراسة فِيهَا أَحَادِيث للأمير فنازعه الشهَاب الجديدي فِيهَا وَأرْسل يسألني عَنْهَا فبينت مَا فِيهَا من الْكَذِب والضعف وَنَحْو ذَلِك فانحرف وَلم الْتفت لانحرافه وَعلم صدق مقصدي فَرجع لصداقته، وَكَانَ عالي الهمة قَائِما مَعَ من يَقْصِدهُ خَبِيرا بجلب النَّفْع لَهُ حاد اللِّسَان قَادِرًا على التخجيل بالنكت وَنَحْوهَا سريع الانحراف كثير التلفت لنائل من يَصْحَبهُ، وَهُوَ الَّذِي أخر الْمَنَاوِيّ حِين إِرَادَته(10/139)
الصَّلَاة على صهره ابْن الْهمام وَقَالَ نَحن أَحَق بأئمتنا وَقدم ابْن الديري، وَمِمَّنْ انْتفع بِصُحْبَتِهِ ابْن الشّحْنَة ورام أَخذ وظائفه بعده وأظن أَنه عمل هَيْئَة نزُول فَمَا صعد وَأعْطيت للْإِمَام الكركي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة خمس وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
161 - مَحْمُود بن عُثْمَان بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد النَّجْم أَو الرُّكْن بن النُّور الكرمستيجي اللاري الشَّافِعِي. / لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فاستجازه بل وَالْتمس هُوَ من الطاووسي الْإِجَازَة أَيْضا قَالَ وَكَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ إِنَّه سمع من لفظ مُحَمَّد بن عبد الله الإيجي صَحِيح البُخَارِيّ ومشكاة المصابيح وَقَرَأَ على النسيم الكازروني معالم التَّنْزِيل وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وشيئا من أول الشفا وَغير ذَلِك وعَلى أَخِيه أبي عبد الله الكازروني الْحَاوِي الصَّغِير فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَغَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
562 - مَحْمُود بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الخساري السَّمرقَنْدِي الْهَرَوِيّ نزيل رِبَاط السِّدْرَة بِمَكَّة. /
مَاتَ بِهِ فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. (سقط)
564 - مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الزين والكمال أَبُو عَليّ الْهِنْدِيّ الأَصْل السرياقوسي الخانكي الملياني الشَّافِعِي الصُّوفِي وَالِد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالشيخ مَحْمُود. / ولد فِي تَاسِع صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَرَأَيْت بِخَط بَعضهم وَسبعين وَسَبْعمائة بالخانقاه الناصرية)
مُحَمَّد بن قلاوون وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة وتلاه بالسبع على شيخ الخانقاه الشَّمْس القليوبي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على اليافعي والشفا وَعنهُ وَعَن مَحْمُود بن مُؤمن أَخذ الْفِقْه وَعَن ثَانِيهمَا والصدر سُلَيْمَان البلبيسي الْحَكِيم فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ بِبَلَدِهِ مُسْند عبد عَليّ الْمُحب بن مُفْلِح اليمني الْمَالِكِي وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَحج فِي سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ فِي سنة سبع عشرَة وجاور وَقَرَأَ بِمَكَّة على الْكَمَال أبي الْفضل بن ظهيرة وَأبي الْحسن بن سَلامَة وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ السّنَن الْأَرْبَعَة والموطأ رِوَايَة يحيى بن يحيى ومشيخة الْفَخر وعَلى أَولهمَا تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع بالروضة النَّبَوِيَّة صَحِيح مُسلم على الزين المراغي وَلَقي بهَا الشَّمْس الغراقي فاشتغل عَلَيْهِ فِي الْفِقْه أَيْضا، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل إسكندرية وتكسب(10/140)
بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي صوفية الخانقاه الناصرية بِبَلَدِهِ وَولي نِيَابَة المشيخة بهَا وَكَذَا التصدير فِي القراآت والإمامة بمدرسة سودون من عبد الرَّحْمَن وَقد لقِيت مرَارًا وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا حسن الْهَيْئَة والأبهة سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس مُقبلا على شَأْنه ملازما بِأخرَة خلوته للكتابة وَالْقِرَاءَة والمطالعة ذَا وجاهة وَأَمَانَة. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَكَانَ وَصلهَا مَعَ الركب فحج وَرجع ليجاور بهَا فأدركه أَجله وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله وإيانا.
565 - مَحْمُود بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا بن أَحْمد النُّور أَبُو الرضى الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الصَّفَدِي. / برع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية بِحَيْثُ كَانَ قَرِيبا من أَخِيه فِيهَا وَأخذ التصوف أَيْضا من الخوافي وَغَيره من مَشَايِخ الْقَوْم، وانجمع عَن النَّاس بعد أَن كَانَ نَاب عَن أَخِيه ثمَّ ترك، وَدخل دمياط وَغَيرهَا وَأقَام بِمصْر مُدَّة كل ذَلِك مَعَ البشاشة والورع والتواضع والوضاءة. مَاتَ قبل أَخِيه رَحمَه الله وإيانا.
566 - مَحْمُود بن عَليّ الْجمال بن الشّرف المرشدي الْخَطِيب. / ولد فِي غرَّة شعْبَان سنة تسع واربعين وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي وَقَالَ: كَانَ شيخ الْخُلَفَاء المرشدية. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشرى شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
567 - مَحْمُود بن عَليّ الجندي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا.
568 - مَحْمُود بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِسْحَق الزين التَّمِيمِي الخليلي / الْمَاضِي)
أَبوهُ وجده. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ أَو قبلهَا تَقْرِيبًا بالخليل وَحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَبَعض الشاطبية وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد الداعية حِين قدم عَلَيْهِم وتلا تجويدا وَلأبي عَمْرو وَابْن كثير على عَليّ بن قَاسم الخليلي بهَا وَقَرَأَ على أَبِيه وعَلى عبيد التَّمِيمِي وبالقدس على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الحَدِيث وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فلازم الديمي فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ وَحسن الْأَعْرَج وَابْن قَاسم وَعنهُ أَخذ فِي حلّه ألفية النَّحْو وَفِي الصّرْف وَغَيرهمَا فِي آخَرين وَسمع مني المسلسل وَقَرَأَ على غير ذَلِك، وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فدام بهَا حَتَّى رَجَعَ مَعَ الغزاوي فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَفِي غُضُون ذَلِك أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نَحْو نصف سنة وَقَرَأَ هُنَاكَ على ابْن قريبَة، ثمَّ لَازم الْبُرْهَان النعماني فِي مصر وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَأخذ كتابي إِلَى رَئِيس الْمنزلَة وَغَيره فَقَرَأَ هُنَاكَ فِي البُخَارِيّ بِقصد الاسترزاق لمزيد(10/141)
فقره وَحَاجته وَهُوَ أصيل سَاكن لَهُ نظم مدح بِهِ أَبَا السُّعُود بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة وَغَيره وَقَالَ بحضرتي من ذَلِك أَشْيَاء.
569 - مَحْمُود بن عمر بن مَحْمُود بن إِيمَان الشّرف الْأَنْطَاكِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / هَكَذَا سَمَّاهُ الْحَافِظ بن مُوسَى والعيني والنجم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه وَآخَرُونَ وَسَماهُ شَيخنَا مسعودا وَالْأول أصح فَكَذَلِك هُوَ فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، قدم من بَلَده إِلَى حلب ثمَّ إِلَى دمشق فَسمع بهَا من ابْن كثير وَالصَّلَاح الصَّفَدِي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الصَّدْر بن مَنْصُور ولازمه وعَلى الشهَاب أبي الْعَبَّاس العنابي كتب ابْن ملك وَغَيرهَا من كتب الْأَدَب وَحصل الْعَرَبيَّة على طَريقَة ابْن الْحَاجِب إِلَى غَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وتصدى لإقراء النَّحْو بِجَامِع بني أُميَّة من سنة بضع وَسِتِّينَ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ لفقره يَأْخُذ الْأُجْرَة على التَّعْلِيم بل تعانى الشَّهَادَة فَلم يكن بالمحمود فِيهَا مَعَ تواضعه ولطافته وَحسن نوادره وجودة نظمه وإنشائه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه تقدم فِي الْعَرَبيَّة وفَاق فِي حسن التَّعْلِيم حَتَّى كَانَ يشارط عَلَيْهِ إِلَى أمد مَعْلُوم بمبلغ مَعْلُوم قَالَ وَكَانَ مزاحا قَلِيل التصون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس شعْبَان سنة خمس عشرَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ لقِيه الْجمال بن مُوسَى المراكشي فَأخذ عَنهُ هُوَ والموفق الأبي وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه كَانَ عَالما بالنحو انْتهى علمه إِلَيْهِ فِي وقته إِلَّا انه كَانَ منبوزا بقلة الدّين.
570 - مَحْمُود بن عمر بن مَنْصُور أفضل الدّين أَبُو الْفضل بن السراج القرمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بلقبه. / نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه على قَارِئ الْهِدَايَة والنظام السيرامي والتفهني وَغَيرهم وَقَرَأَ على الْبِسَاطِيّ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة ثمَّ الْعَلَاء البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْده حِين مَجِيء الْبُرْهَان الأدكاوي إِلَيْهِ وإجلاله الزَّائِد لَهُ بِحَيْثُ اقْتضى سُؤال بَعضهم لَهُ فِي تَقْرِير درسهم فَفعل فِي حِكَايَة طَوِيلَة، بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ ورافقه فِيهِ الشمني وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي وبرع واقرأ بعض الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ ذَا خبْرَة بِالْأَحْكَامِ فقصد بهَا وَرغب فِي الدَّرَاهِم ودام فِيهِ زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة واختص بالبدر الْعَيْنِيّ بِحَيْثُ قَرَّرَهُ خطيب مدرسته وَمَعَ ذَلِك فناب فِي الْحِسْبَة عَن يار على الْخُرَاسَانِي المستقر عوض مخدومه وَلم يلبث أَن أُعِيد الْبَدْر غليها فَلم يستنبه قصاصا وانتقاما، وَقد حج غير مرّة وجاور بِأخرَة وَأخذ عَنهُ هُنَاكَ بعض الطّلبَة. وَرجع وَهُوَ فِيمَا بَلغنِي مقلع عَن الْقَضَاء فَمَاتَ فِي رُجُوعه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشرَة ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بالقاع(10/142)
الْكَبِير وَحمل إِلَى بدر فَدفن بهَا وَهُوَ فِي عشر السّبْعين، وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ غير مرّة وَسمعت من فَوَائده بل عرضت عَلَيْهِ فِي الصغر بعض المحافيظ وَكَانَ ذَا فضل ومشاركة مَعَ أدب وحشمة، وَله ذكر فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين من أنباء شَيخنَا رَحمَه الله وإيانا.
571 - مَحْمُود بن أبي الْفَتْح الْجمال الشروستاني الشَّافِعِي / رَئِيس الْمُفْتِينَ فِي عصره والماهر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع بقطره أَخذ الْحَاوِي قِرَاءَة عَن نوح بن مُحَمَّد السمناني وَاخْتِيَار الدّين لُقْمَان منفردين بقراءتهما لَهُ على الْجمال مُحَمَّد ابْن الْمُؤلف بقرَاءَته لَهُ على أَبِيه وَكَذَا أَخذ شَرحه للقونوي عَن أَصْحَاب مُؤَلفه ومنهاج الْأُصُول مَعَ شَرحه للأسنوي عَن النُّور أبي الْفتُوح الطاووسي عَن وَالِده أبي الْخَيْر بقرَاءَته للمنهاج فِيمَا زعم على مُؤَلفه أَخذ عَنهُ الْكتب الْمَذْكُورَة الطاووسي واذن لَهُ فِي الإقراء والإفتاء وَذَلِكَ ي سنة تسع وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَالِده وَابْن خَاله لطف الله وَآخَرُونَ.
572 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الْبَدْر بن الشَّمْس الأقصرائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْأمين يحيى الْآتِي. / ولد سنة بضع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وتفقه واشتغل كثيرا وَمهر ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره من الْأَئِمَّة ودرس بالإيتمشية ثمَّ اتَّصل بالمؤيد فَعظم قدره سِيمَا وَقد أَقرَأ وَلَده إِبْرَهِيمُ فِي الْفِقْه وَقَررهُ فِي تدريس الْكَشَّاف بمدرسته وَكَذَا فِي أسماع الطَّحَاوِيّ)
وازدادت مَنْزِلَته عِنْد الظَّاهِر ططر، وَحج فِي سنة خمس عشرَة وَمَعَهُ أَخُوهُ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ولقيه الْعَفِيف الجرهي أَيَّام الْحَج وَأوردهُ فِي مشيخته وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ وَرجع فَلم يلبث أَن اعتل بالقولنج الصفراوي فِي اوائل شَوَّال من الَّتِي بعْدهَا فتمادى بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب الْوَزير وَدفن بتربة وَالِده بالصحراء رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة بارعا ذكيا مشاركا فِي فنون حسن المحاضرة والود كثير الْبشر مقربا عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهم قَائِما بِقَضَاء حوائج من يَقْصِدهُ كثير الْعقل والتؤدة جم المحاسن درس وافتى وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ وَغَيره وَتردد النَّاس لبابه وتحدثوا برقيه إِلَى العلياء فَلم يُمْهل بل عوجل بالوفاة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.
573 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة وَيُسمى عمر بن مُنِير الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِي موقع الدست بهَا وَيعرف بِابْن هِلَال الدولة. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَخذ عَن الصّلاح الصَّفَدِي وَبِه تخرج وَغَيره وَسمع من إِبْرَهِيمُ بن الشهَاب مَحْمُود، وَأَجَازَ لَهُ زَيْنَب ابْنة الْكَمَال. وَكَانَ كَاتبا مجودا ناظما ناثرا وَلم يكن ماهرا مَعَ شهرته بالخفة والرقاعة والضنة بِنَفسِهِ وَلَكِن كَانَ ابْن الشَّهِيد يعْتَمد(10/143)
عَلَيْهِ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فَجْأَة فِي سنة خمس وَله فَوق السِّتين فَإِن مولده سنة ثَلَاثِينَ أَو إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وعنوان نظمه أَن بعض الرؤساء أعطَاهُ فرجية خضراء فأنشده:
(مدحت إِمَام الْعَصْر صدقا حَقه ... وَمَا جِئْت فِيمَا قلت بدعا وَلَا نكرا)
(تبِعت أَبَا ذَر بمصداق لهجتي ... فَمن أجل هَذَا قد أظلتني الخضرا)
وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِحَذْف مَحْمُود من نسبه وَلم يترجمه المقريزي فِي عقوده فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود وَقَالَ إِنَّه قدم الْقَاهِرَة فِي الْفِتْنَة وَكتب بهَا فِي الْإِنْشَاء حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة وروى عَن مُحَمَّد بن سلمَان الصَّالِحِي عَنهُ الشّعْر السَّابِق.
574 - مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح بن غياث الدّين الدلي الأَصْل الأحمد أبادي المولد. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا أسلم جد جده مظفر على يَدي مُحَمَّد شاه صَاحب دُلي وَكَانَ عَاملا لَهُ على فتن من كجرات فَلَمَّا وَقعت الْفِتَن فِي مملكة دُلي وتقسمت الْبِلَاد كَانَ الَّذِي خص مظفر أكجرات ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْنه وسجنه وَاسْتقر عوضه وَلم يلبث أَن استفحل أَمر الْأَب بِحَيْثُ قتل وَلَده ثمَّ بعد سِنِين انتصر أَحْمد لِأَبِيهِ وَقتل)
جده وَاسْتقر فِي كجرات وَخَلفه ابْنه غياث الدّين ثمَّ ابْنه قطب الدّين ثمَّ أَخُوهُ دَاوُد فَلم يمْكث سوى أَيَّام وخلع وَاسْتقر أخوهم مَحْمُود شاه صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ حِين كَانَ ابْن خمس عشرَة سنة ودام فِي المملكة إِلَى الْآن وَأخذ من الْكفَّار قلعة الشابانية فابتناها مَدِينَة وسماها مُحَمَّد أباد وَمن جملَة ممالكه كنباية وَقد أُشير لبَعض مَا ذكر فِي أَحْمد أباد من الْأَنْسَاب.
575 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن زين الدّين الموسوي الرضوي الخوافي / مِمَّن عرض عَلَيْهِ الْمُحب بن أبي السعادات بن ظهيرة فِي سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ.
576 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الخواجا الْكَمَال الكيلاني أَخُو الشهَاب أَحْمد قاوان الْمَاضِي وَيُقَال لَهُ ملك التُّجَّار. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل على أَخِيه والحلاج وَغَيرهمَا وشارك فِي الْجُمْلَة وَلَقي شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأخذ عَنهُ مجَالِس من البخارى وتناوله مِنْهُ وَكَذَا سمع من الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَلَقي بِالشَّام أَيْضا بعض الْأَئِمَّة واختص بِصَاحِب كلبرجة وَغَيرهَا همياون شاه بن أَحْمد شاه فَرَأى من مزِيد تَدْبيره ووفور عقله مَا ملك بِهِ لبه فَوجه إِلَيْهِ قَصده ورقاه إِلَى أَن جعله ملك التُّجَّار ثمَّ رقاه حَتَّى دعِي بخواجا جهان ثمَّ لما أشرف على الْمَوْت أوصاه بأولاده فاستولى على المملكة وَقرر وَلَده نظام شاه وَلم يستكمل خمس عشرَة سنة فَلم يلبث أَن مَاتَ فقرر أَخَاهُ مُحَمَّد شاه وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وساس الخواجا(10/144)
الْأُمُور وَقَامَ بهَا أتم قيام وَثَبت قَوَاعِد مَمْلَكَته وَأدْخل فِيهَا أَمَاكِن لم تكن مُضَافَة إِلَيْهَا، وَلكنه استبد بِالتَّصَرُّفِ وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من تعَاطِي الرذائل فَضَاقَ ذرعا بذلك وأعمل الْحِيلَة فِي إعدامه بممالأة بعض من حسده وَقدر أَن السُّلْطَان توجه إِلَى بَلَده نرستك غازيا وصحبته الخواجا فَانْقَطع عَن الِاجْتِمَاع بِهِ نَحْو سَبْعَة عشرَة يَوْمًا لاشتغال السُّلْطَان بلهوه فوشى أعداؤه بِهِ إِلَيْهِ بِمَا غير خاطره مِنْهُ، وَأرْسل بعض خَواص السُّلْطَان من الوزراء إِلَى الخواجا افتياتا على لِسَان السُّلْطَان بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ وعتبه فِي التَّخَلُّف عَن حُضُوره إِلَيْهِ هَذِه الْمدَّة وَأَنه بلغه أَن عَسْكَر نرستك عزم على كبس عسكره اللَّيْلَة فَيَنْبَغِي التأهب والاستعداد لذَلِك فَظن صِحَة هَذَا الْخَبَر وصدروه عَن السُّلْطَان فاستعد وَلبس السِّلَاح وَكَانَ على مُقَدّمَة الْعَسْكَر وَلما تمّ لَهُم هَذَا أعلمُوا السُّلْطَان بِأَن الخواجا ألبس عسكره بِقصد الْوُثُوب عَلَيْك ليقتلك وَإِن شَككت فَأرْسل من يستعلمه لَك فَفعل فَرَأى تِلْكَ الْهَيْئَة وتمت المكيدة فملا كَانَ من الْغَد استدعاه السُّلْطَان فِي)
حَال سكره فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَكَلمهُ على عَادَته وَمَا كَانَ بأسرع من وثوب عبد حبشِي من عبيده فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على كتفه وَكرر عَلَيْهِ حَتَّى قَتله صبرا وَذَلِكَ فِي سادس صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ استدعي بِغُلَام الخواجا أسعد خَان وَكَانَ قد حضر مَعَه وَلكنه لم يدْخل فَلَمَّا دخل قتل أَيْضا وارتجت الممالك لذَلِك وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة وَأَنا بهَا فَعمل عزاؤه وَعظم الأسف على فَقده فقد كَانَ جوادا مفضالا كثير الْإِمْدَاد للواردين وعلماء غَالب الأقطار بِحَيْثُ كَاد انْفِرَاده بالمزيد من ذَلِك وَقصد لأَجله وَأمره يزِيد على الْوَصْف وَلم يلبث السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ أَن قتل فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَزَالَ ذَاك النظام وَكثر الْكَلَام وَورد أكبر أَوْلَاده وَهُوَ الخواجا على الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة تسعين فَأكْرم السُّلْطَان مورده وَقبل هديته وَاسْتمرّ حَتَّى سَافر فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَذكر بتعاظم زَائِد وتكبر كَبِير مَعَ اندلاق أَرْبَاب الدولة فَمن دونهم على بَابه، وَمَا انْشَرَحَ الخاطر للاجتماع بِهِ مَعَ مزِيد حبي فِي ابْن عَمه رَحمَه الله.
577 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الْقَارِي نِسْبَة لقارا وَيعرف بِابْن الأقسماري. / لقِيه نَاصِر الدّين بن زُرَيْق بِجَامِع بَلَده قارا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة من الصّلاح بن أبي عمر وَكَذَا أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجم أَبِيه مُجَردا.
578 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله نجم الدّين الْمَدْعُو زَائِدا لِكَثْرَة مَا كَانَ لِأَبَوَيْهِ من الْأَبْنَاء ابْن الشَّمْس القلهاتي من أَعمال هرموز الْحِجَازِي الشَّافِعِي. / ولد فِي أَيَّام منى بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَ أَبوهُ صَالحا(10/145)
تِلَاوَة وَعبادَة وورعا مِمَّن اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وقطن مَكَّة وَذكر بالفضيلة وَحسن الْخط مِمَّن يكْتب بِالْأُجْرَةِ مَعَ تعانيه السّفر للتكسب حَتَّى مَاتَ بمندوة فِي مستهل رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الثَّمَانِينَ ممتعا بحواسه. وَقَرَأَ زَائِد فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَحضر دروس القَاضِي وَغَيره وَلَكِن لم يتَوَجَّه لغير التكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام بِحَيْثُ صَار من أَعْيَان القائمين بهَا وَقصد فِيهَا. وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة.
579 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حسن الْبَدْر أَبُو الثَّنَاء الشاذلي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
580 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن صفي بن مُحَمَّد التَّاج أَبُو عبد الله الوراقي الذهلي الْحَنَفِيّ الْمَدْعُو خواجه بره. / كَانَ فَقِيها عَارِفًا محققا مدققا فِي مذْهبه ذَا يَد طولى فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والنحو وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ الصّلاح والتخلي لِلْعِبَادَةِ والتدريس قدم)
زبيد قَاصِدا الْحَج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَاجْتمعَ بمشايخ الصُّوفِيَّة وَكَانَ كثير الْبَحْث مَعَهم وَألف فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ المقتصد وأهداه للسُّلْطَان فأثابه عَلَيْهِ خَمْسمِائَة دِينَار وَكَذَا ألف فِي رُجُوعه بهَا أَيْضا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا تحفة السلاطين فِي الْغَزْو وَالْجهَاد وأهداه إِلَى السُّلْطَان أَيْضا فأثابه عَلَيْهِ كَذَلِك ذكره الخزرجي وكتبته هُنَا بِالظَّنِّ الْقوي.
581 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر العنتابي الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ. / أَخذ فِي بِلَاد الرّوم عَن الْمُوفق وَالْجمال الأقصرائيين ثمَّ قدم عنتاب فَنزل بِجَامِع مُؤمن مُدَّة يذكر النَّاس فَكَانَ يحصل لَهُم فِي مَجْلِسه رقة وخشوع وبكاء بِحَيْثُ تَابَ على يَده جمَاعَة، ثمَّ توجه إِلَى الْقُدس زَائِرًا فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فوعظ بجامعها الْعَتِيق. قَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ أخذت عَنهُ فِي سنة ثَمَانِينَ تصريف الْعزي والفرائض السِّرَاجِيَّة وَغَيرهمَا وَذكره فِيمَن مَاتَ سنة خمس وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه ثمَّ نقل عَن الْعَيْنِيّ أَنه قَالَ ذكرته فِيهَا تبركا وَإِلَّا فقد مَاتَ قبلهَا بِكَثِير كَمَا تقدم. قلت وَهَذَا من الْبَدْر عَجِيب.
582 - مَحْمُود نب مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف الصَّدْر بن القطب الششيني الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قطب. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالمحلة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ ابْن شهر مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد فقيهنا الشَّمْس السعودي وَنصف التَّنْبِيه وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت ميدان الْقَمْح وَغَيره وانتمى للولوي بن قَاسم نديم الْأَشْرَف لكَونه كَانَ زوجا لأخت الصَّدْر هَذَا بل وَتزَوج الصَّدْر أُخْت زَوجته الثَّانِيَة وَهِي ابْنة الشَّمْس السمنودي أخي الشَّيْخ عمر الشهير. وَآخر مَا حج مَعَ الرجبية(10/146)
رَفِيقًا لِابْنِهِ وسبطه الشهَاب الشيشيني الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي، وَأول حجاته صُحْبَة وَالِده سنة خمس وتكررت مجاورته بَينهمَا وَبَعضهَا فِي ظلّ ابْن قَاسم وتكسب أَيْضا هُنَاكَ بِالشَّهَادَةِ وَدخل مَعَه الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرَأى فِي أَيَّامه عزا وتضعضع حَاله فِي آخر الْوَقْت وَصَارَ لقدمه يشْهد على الخطوط وَلكنه لم يذكر عَنهُ فِي ذَلِك إِلَّا الْخَيْر سوى أَنه لَا يُؤَدِّي حَتَّى يَأْخُذ دِينَارا غَالِبا وَكتب بِخَطِّهِ التَّرْغِيب وَغَيره وَهُوَ مِمَّن اجْتمع بقريبه النُّور الهوريني وبفخر الدّين عُثْمَان الشيشيني عَم وَالِده وَلَا أستبعد سَمَاعه من أَولهمَا بل هُوَ مُحْتَمل فِي الثَّانِي أَيْضا وَكَثُرت مجالستين مَعَه بِمَكَّة والقاهرة واستفدت مِنْهُ فَوَائِد نثرية فِي تراجم)
جمَاعَة مِمَّن رَآهُمْ وخالطهم وَلم يكن بَعيدا عَن الضَّبْط بل كتبت عِنْده مَا أنْشدهُ إِيَّاه الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي حِين جُلُوسه قَاضِيا بِمَجْلِس الميدان لنَفسِهِ مَا نظمه فِي سُقُوط الْفِيل مَرْزُوق بالقنطرة بالبحمون قَرِيبا من قنطرة الْفَخر حَسْبَمَا أوردته فِي المعجم. وَلم يزل على فاقته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله أشهرا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَبِيه وأخيه فِي لحدهما من حوش البيبرسية رَحمَه الله.
583 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قطب رَسُول صَاحب كلبرجة. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
584 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد الشّرف أَو الزين ابْن التَّاجِر الشَّمْس الجيلاني الفومني الأَصْل البحري الرابغي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / شَاب فهم أَخذ عني دروسا من شرحي لألفية الحَدِيث والتقريب وكتبهما بِخَطِّهِ وَسمع على الشَّمَائِل وَالنّصف الأول من البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ سمع عَليّ فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ القَوْل البديع إِلَّا من أَوله إِلَى القَوْل فِي حكمهَا ثَالِثهَا، وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَهُوَ من ملازمي قَاضِي الْحَنَابِلَة هُنَاكَ وَغَيره من الْفُضَلَاء. وَقد سَافر لمصر فِي التِّجَارَة ودام بهَا نَحْو سنتَيْن وَكَانَ يحضر عِنْد قَاضِي الْحَنَابِلَة وَأثْنى عَلَيْهِ.
مَحْمُود بن مُحَمَّد الْبَدْر الأقصرائي. / فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد.
585 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خَلِيل الْمُحب بن الشَّمْس بن أجا الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ.
586 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد النُّور بن الشَّمْس بن الْبَدْر الْحِمصِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن العصياتي. / ولد فِي ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث واربعين وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فحفظ محافيظ أَبِيه إِلَّا الْمُغنِي وَهِي الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَأخذ عَن أَبِيه وبدمشق عَنَّا لبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب والنجم بن(10/147)
قَاضِي عجلون وَسمع على ابْن الصَّدْر قَاضِي طرابلس قِطْعَة من البُخَارِيّ وَزعم أَن لَهُ إجَازَة من الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَغَيرهمَا، وتحول إِلَى بَيت الْمُقَدّس فقطنه وَأخذ فِيهِ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَعقد الْوَعْظ فابتدأ من أول تَفْسِير الْقُرْآن إِلَى سُورَة النَّمْل وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي رَمَضَان من كل سنة، وَفِي غُضُون إِقَامَته بِهِ دخل الْقَاهِرَة فِي بعض ضروراته وَقَررهُ الشَّمْس بن الزَّمن فِي مشيخة تدريسه تصوفا ودرسا مَعَ إِعَادَة)
بالصلاحية، ولقيته بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقد قدمهَا مَعَ الركب من الَّتِي قبلهَا وَعقد بهَا الْمجْلس للتذكير أَيْضا فَشكر ثمَّ بَلغنِي عَنهُ أَشْيَاء أنْكرت عَلَيْهِ وَسَأَلَ هُوَ عَن اشْتِرَاط النِّيَّة للثَّواب الْمُتَرَتب على رُؤْيَة الْكَعْبَة فوافقته وَعَن الْمَنْع من دُخُول الْبَيْت للمتلبس بالنسك فأنكرته.
وَقد حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس وَأخذ القَوْل البديع فَكَتبهُ واستجازني لنَفسِهِ ولبنيه، وَحكى لي أَن وَالِده حكى لَهُ عَن جده لأمه الشَّمْس السُّبْكِيّ أَنه حصل لَهُ قبل مَوته ضَرَر فِي عَيْنَيْهِ وَأَنه حج فاتفق أَنه عثر فِي شخص فَقَالَ لَهُ أَنْت أعمى قَالَ نعم قَالَ فَاذْهَبْ إِلَى الْمُلْتَزم واسأل الهل فِي رد بَصرك تجب وَأَنه فعل وَلما فرغ وَأَرَادَ الِانْصِرَاف وتهيأ ليقوم أَصَابَهُ جِدَار الْبَيْت أَو عتبَة الْبَاب فَنزل الدَّم وَأبْصر، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده، واشتغل وتميز بذكائه ولطف عشرته وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب بعد ابْن الحلاوي ببذل كثير وَطلب للقاهرة فاعتنى بِهِ قانصوه الشَّامي بِحَيْثُ تَأَخّر الطّلب عَنهُ وَرجع صحبته فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين. وَنعم الرجل فَهُوَ الْآن أشبه قُضَاة حلب فِيهِ رياسة وحشمة وفضيلة.
587 - مَحْمُود بن مُحَمَّد الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْمُقْرِئ الْحَنَفِيّ. / مِمَّن انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء كراجح الْمَاضِي. وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو ثَلَاثِينَ سنة.
588 - مَحْمُود بن مَحْمُود بن عَليّ الحسني الْحُسَيْنِي العباسي الْأَصْفَهَانِي الْكرْمَانِي وَيعرف بماشاده. / ورد عَليّ وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ استدعاء طلب فِيهِ الْإِجَازَة لَهُ ولولديه ولبني أَخِيه ولجماعة من أَصْحَابه فَكتبت لَهُ بِمَا أوردت بعضه فِي الْكَبِير.
589 - مَحْمُود بن مصطفى الْجمال التركماني القرماني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. اسْتَقر بعده فِي مشيخة تربة قجا خَارج بَاب الْوَزير وتلقاها بعد مَوته الْأمين الأقصرائي وَكَذَا اسْتَقر بعد أَبِيه فيت دريس الْأَمِير بلاط السيفي الجاي.
590 - مَحْمُود بن مغيث الخلجي / صَاحب مندوة من الْهِنْد والمدرسة الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة عِنْد بَاب أم هَانِئ بل تعرف بدارها وَقرر فِي مشيخة التدريس والْحَدِيث بهَا إِمَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس البُخَارِيّ. وَمَات سنة بضع وَسبعين فاستقر بعده فِي(10/148)
السلطنة ابْنه غياث الدّين ويذاكر أَبوهُ بِصَدقَة وإكرام للوافدين عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ دشيشة هائلة بِمَكَّة فَانْقَطَعت بعد مَوته وَيُقَال أَن أَبَاهُ كَانَ وزيرا.
591 - مَحْمُود بن هرون بن عبد السَّلَام بن سهلان التقي بن روح الدّين بن الْأمين الخنجي. /)
قَالَ الطاووسي صحبته واستفدت مِنْهُ وَأَجَازَ لي فِي سنة ثَمَان عشرَة وَوَصفه بشيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بَقِيَّة الْأَوْلِيَاء العاملين وجده بشيخ الْإِسْلَام صَاحب الكرامات الظَّاهِرَة.
592 - مَحْمُود بن يُوسُف بن مَسْعُود الْكَمَال العجمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَأُخْته الشاعرة وَيعرف بِابْن شيرين / بِمُعْجَمَة مَكْسُورَة وآخرة نون. حفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع والمنار وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَبعد عرضه كَانَ مِمَّن نزله الْمُؤَيد فِي مدرسته حِين حَضرته لذَلِك بعد اختباره وسرده من كِتَابه الْمجمع مَا اقْتضى لَهُ تَنْزِيله واشتغل عِنْد قاري الْهِدَايَة وَحضر دروس الشَّمْس بن الديري وَولده وَسمع الْيَسِير. وَهُوَ مِمَّن كتبه صاحبنا ابْن فَهد فِي استدعائه المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ فِيهِ خلق، وَجلسَ عِنْد زوج لأمه بحانوت الجورة شَاهدا وَكَذَا فِي غَيره وتميز فِي الْفَضِيلَة وبرع فِي الصِّنَاعَة وناب عَن السعد بن الديري فَمن بعده بالجورة وَغَيرهَا وَكَانَ مَعَ شيخوخته وَقدمه يزاحم الرُّسُل وَرُبمَا يسْتَأْجر بَعضهم على قدر معِين ثمَّ يكون هُوَ الْمُقَرّر لحصتهم مَعَ الأخصام. وَقد ابتنى ملكا بالحبالين وَلم يحصل على طائل. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين عَن بضع وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَمِمَّنْ تدرب بِهِ المحيوي عبد الْقَادِر بن مظفر ففاق أَصله وَبَلغنِي أَن شيرين الْمَنْسُوب إِلَيْهِ هُوَ شيخ الخانقاه البيبرسية المتوفي كَمَا على لوح قَبره فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَسَماهُ مُحَمَّدًا، وَكَذَا أرخه المقريزي وَقَالَ أَنه اسْتَقر بعده فِي المشيخة النَّجْم الْمَلْطِي فَلم يلبث أَن مَاتَ يَعْنِي فِي ذِي الْقعدَة من السّنة وَكَانَ حنفيا وَكَذَا فِيمَا أَظن شيرين وَلَكِن قَرَأت فِي ذيل العبر للعراقي فِي السّنة وَالشَّيْخ الإِمَام الشّرف الوَاسِطِيّ شيخ الخانقاه الركنية بيبرس وَكَانَ لَهُ نظم حسن سَمِعت مِنْهُ وَيحْتَاج إِلَى النّظر فِي التئام هَذَا مَعَ مَا قبله وَاحْتِمَال كَونه أحد اللَّذين قبله بعيد وَكَذَا يبعد إِرَادَة الرِّبَاط بالبيبرسية من هَذِه الْعبارَة.
593 - مَحْمُود بن يُوسُف الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / صاهر خير الدّين الشنشي على ابْنَته فَاطِمَة ابْنة فَاطِمَة ابْنة أبي هُرَيْرَة بن النقاش فأولدها ابْنه أكمل الدّين مُحَمَّدًا.
594 - مَحْمُود بن بهاء الدّين الكيلاني وَيعرف بخواجا سُلْطَان. / مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
595 - مَحْمُود الزين بن الدويك / أحد رُؤُوس مباشري حرم الْقُدس. ذكر(10/149)
عِنْدِي بالديانة وإجادة)
الْفَرَائِض والحساب وَحسن الشكالة وَعظم اللِّحْيَة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين.
596 - مَحْمُود الشّرف الطرابلسي / خطيبها. مِمَّن قتل حِين خرج النَّائِب على رَعيته فِي طرابلس سنة اثْنَتَيْنِ.
597 - مَحْمُود الشَّمْس التمجاني بتاء مثناة ثمَّ مِيم ثمَّ جِيم وَآخره نون العجمي / التَّاجِر بِمَكَّة.
مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة السبت مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
598 - مَحْمُود ملاصفي الدّين الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي تلميذ غياث الدّين / الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ هُنَاكَ سِيبَوَيْهٍ الثَّانِي وَلذَا قيل لهَذَا التلميذ سِيبَوَيْهٍ الثَّالِث، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل نب حسن الصفوي الْمَاضِي وترجمه لي وَأَنه حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
599 - مَحْمُود خَان الطقتمشي المغلي من ذُرِّيَّة جنكز خَان. / كَانَت السلطنة باسمه وَهُوَ مَعَ اللنك لَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء وَحضر مَعَه قتال الشَّام وَغَيرهَا وَلما رجعُوا مَاتَ فِي سنة خمس قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية. مُخْتَصّ الطواشي.
600 - مخدم بن عقبل بن وبير بن نخبار / أَمِير الينبوع وَليهَا بعد معزى وَقتل فِي صفر سنة تسع وَخمسين وَاسْتقر بعده فِي الأمرة هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الضويمر.
601 - مخدوم بن برهَان الدّين الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن أَقرَأ الطّلبَة وَأخذ عَنهُ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان رَاجِح الْمَاضِي وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَاضلا. مَاتَ فِي سنة تسعين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَإنَّهُ جلس مَحل دَفنه وَكَانَ بَيته وَمحل إقرائه فَإِنَّهُ عمله مدرسة.
602 - مُدْلِج بن عَليّ بن مُحَمَّد نعير بن حيار بن مهنا / أَمِير الْعَرَب، وَليهَا بعد أَخِيه عذرا.
وَقتل فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَعشْرين سنة وَدفن بشمالي جبرين. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا ولخصه شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أَمِير آل فضل وَكَانَ ولي إمرة الْعَرَب بعد أَخِيه وَدخل فِي الطَّاعَة ثمَّ وَقع بَينه وَبَين ابْن عَمه قرقماس قَاتل أَخِيه غدرا الْوَقْعَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَوَادِث وَقتل هَذَا.
603 - مَدين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن يُونُس الْحِمْيَرِي المغربي ثمَّ الأشموني القاهري الْمَالِكِي وَالِد أبي السُّعُود الْآتِي. / أَصله من الْمغرب من بَيت كَبِير مَعْرُوف بالصلاح وَالْعلم فانتقل جد وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن أشموم جريس بالغربية وغالب أَهلهَا إِذْ ذَاك نَصَارَى وَبهَا عدَّة كنائس فولد لَهُ ابْنه مُحَمَّد فَنَشَأَ على طَريقَة حَسَنَة واجتهد فِي هدم تِلْكَ)
الْكَنَائِس وَبنى بهَا زَاوِيَة(10/150)
استوطنها الْمُسلمُونَ حَتَّى كَانَ مولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فحفظ الْقُرْآن ومختصر الشَّيْخ خَلِيل وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الأقفهسي والبساطي وَحضر مواعيد السراج البُلْقِينِيّ وتسلك بِأبي الْعَبَّاس الزَّاهِد وانتفع بهديه وإرشاده بعد أَن اجْتمع بِجَمَاعَة وخدمهم فَمَا أثر، ولازم التَّقْوَى وَالذكر والانجماع على الطَّاعَة إِلَى أَن ترقى وأشير إِلَيْهِ فِي حَيَاة شَيْخه بل كَانَ شَيْخه يجله ويعتمد عَلَيْهِ وَبعد وَفَاته بِمدَّة صَار يجلس فِي جَامِعَة بالمقسم ثمَّ انْتقل لزاوية صَاحبه عبد الرَّحْمَن بن بكتمر الْمَاضِي بِالْقربِ من جَامع شيخهما الْمَذْكُور إِلَى أَن بنيت لَهُ بجوارها زَاوِيَة هائلة فِي الْحسن والنظارة قل أَن يَبْنِي شيخ أَو عَالم نظيرها وأقيمت بهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَحِينَئِذٍ كثرت أَتْبَاعه وانتشر الآخذون عَنهُ فِي الديار المصرية وَكثير من الْقرى وَصَارَ الأكابر فَمن دونهم يهرعون لزيارته والتبرك بِهِ وواصلون الْفُقَرَاء بِالْبرِّ والإنعام وَالشَّيْخ بالهدايا والتحف حَتَّى أثرى وَكَثُرت أملاكه وأراضيه وَعظم الِانْتِفَاع بِهِ وبشفاعاته لمبادرة أَرْبَاب الدولة إِلَى قَضَاء مآربه حَتَّى قل أَن ترد لَهُ رِسَالَة، وَمِمَّنْ صَحبه وَانْقطع إِلَيْهِ وتخلى عَمَّا كَانَ فِيهِ من الأشغال والتفرغ لَهُ الزين عبَادَة الْمَالِكِي وراج أَمر الشَّيْخ كثيرا بِهِ كَمَا وَقع لأبي الْعَبَّاس السرسي مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ والمحيوي الدماطي وَمن لَا أحصرهم من الْعلمَاء والأجلاء فضلا عَن من دونهم وَصَارَت زاويته جَامِعَة للمحاسن، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وتلقنت مِنْهُ الذّكر على طريقتهم قَدِيما مرّة بعد أُخْرَى وَعرض عَلَيْهِ أخي بعض محافيظه وَكَانَ كثير الْميل إِلَيّ والمخاطبة لي بالشيخ شهَاب الدّين بِحَيْثُ يتَوَهَّم من حضر مِمَّن لم يلحظ أَنه غالط وَقَامَ مرّة على الولوي البُلْقِينِيّ منتصرا لي، وَنعم الشَّيْخ كَانَ جلالة وسمتا ووقارا وبهاء وعقلا ومراقبة وملازمة للطاعة واتباعا للسّنة وجمعا للنَّاس على ذكر الله وطاعته واقتدارا على الْعِبَادَة واستحضارا لكثير من فروع مذْهبه ولجملة من الْمُتُون حَتَّى أَنه سَأَلَ شَيخنَا عَن حَدِيث حسنوا نوافلكم فبها تكمل فرائضكم وَقَالَ لَهُ شَيخنَا مَا أعلمهُ فَقَالَ الشَّيْخ قد ذكره التَّاج الْفَاكِهَانِيّ وَعَزاهُ لِابْنِ عبد الْبر فَقَالَ شَيخنَا يُمكن إِلَى غير ذَلِك من النَّوَادِر والأشعار الرقيقة وسر الصَّالِحين وكراماتهم بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته مَعَ لطيف ممازجة وفكاهة وَأما فِي تَحْقِيق مَذْهَب الْقَوْم فَهُوَ حَامِل رايته والمخصوص بصريحه وإشارته مَعَ أَنه لم يكن يتَكَلَّم فِيهِ إِلَّا بَين خواصه وَله الْخِبْرَة التَّامَّة فِي استجلاب خواطر الْكَبِير وَالصَّغِير ومخاطبة كل بِمَا يَلِيق بِهِ ومذاكرته فِيمَا يخْتَص بمعرفته وكرامات)
يتداولها أَصْحَابه مِنْهَا أَنه عَاد الْعلم البُلْقِينِيّ فِي مرض أيس فِيهِ مِنْهُ فَقَالَ(10/151)
تعافى وتفتى وتصنف وتقضى فَكَانَ كَذَلِك وَذكره لَهُ مرّة مَجِيء أبي الْخَيْر النّحاس فَقَالَ يَأْبَى الله والمؤمنون ذَلِك فَلم يَجِيء إِلَّا بعد مَوته وَمَا بلغ قصدا وجاءه ابْن البرقي على لِسَان الْجمال نَاظر الْخَاص ليَتَكَلَّم بِمَا يحصل بِهِ رواج الولوي الأسيوطي فِي تَوْلِيَة السُّلْطَان لَهُ الْقَضَاء وبصرف ابْن البُلْقِينِيّ فَقَالَ إِذا كَانَ هَذَا الْحَال مَعَ ابْن البُلْقِينِيّ فَكيف بِمن وَمن لم يجب، وجاءه الْكَمَال إِمَام الكاملية ليودعه عِنْد سَفَره للحجاز فِي بعض حجاته فَقَالَ خلْوَة أحسن من هَذِه السفرة، فِي إشباه لهَذَا مِمَّا يقْصد بِهِ النصح والإرشاد كتسمية عبد الْقَادِر الوفائي بالجفائي، وَقد مكث دهرا إِلَى حِين وَفَاته لَا تفوته التَّكْبِيرَة الأولى من صَلَاة الصُّبْح وَيمْكث فِي مُصَلَّاهُ وَهُوَ على طَهَارَة إِلَى أَن يرْكَع الضُّحَى وَرُبمَا جلس بعد ذَلِك وَالْأَمر وَرَاء هَذَا. تعلل أَيَّامًا وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع ربيع الول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالشارع الْمُقَابل لجامع شَيْخه بِمحضر خلائق كثيرين وَدفن بزاويته وتأسف أنَاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.
604 - مُرَاد بك بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن با يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان الملقب غياث الدّين كرشجي / وَمَعْنَاهُ الوتري نِسْبَة للوتر لكَون أَبِيه مازحه يَوْمًا قَائِلا لَهُ مَا حالك مَعَ إخْوَتك بعدِي فَقَالَ أخنقهم بالوتر فَضَحِك وَأَعْجَبهُ وَقَالَ لَهُ عَافِيَة كرشجي فتم عَلَيْهِ ابْن يلدرم با يزِيد بن مُرَاد بك أرخان بن عَليّ أردن بن أرخان بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان جق صَاحب بِلَاد جَمِيع الأوجات والبلاد الَّتِي مَا وَرَاء بَحر الرّوم من الْمضيق بأسرها وَمن ذَلِك بر إصطنبول بأسره وبر صاوبولي وأدرنة وَهِي كرسيه الَّذين يُقيم بِهِ، ووالد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيُقَال لكل من مُلُوكهمْ خوندكار وَيعرف بِابْن عُثْمَان. ولد فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة وَملك بعد أَبِيه فِي سنة أَربع وَعشْرين وطالت أَيَّامه وَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَصَارَ من عُظَمَاء مُلُوك الرّوم وَأهْلك الله على يَدَيْهِ ملكا عَظِيما من مُلُوك بني الْأَصْفَر كَمَا أرخته فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، أَقَامَ فِي الْملك بعد أَبِيه دهرا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ قَائِما بِدفع الْكفَّار والتوجه لغزوهم مَعَ سذاجة فِيمَا عدا الْحَرْب وانهماك فِي لذاته ومحبة فِي الْعلمَاء ومآثره كَثِيرَة وأحواله فِي الطَّرفَيْنِ شهيرة. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خير مُلُوك زَمَانه حزما وعزما وكرما وشجاعة. مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَملك عَبده ابْنه عَفا الله عَنْهُمَا.
605 - المرتضى بن يحيى بن أَحْمد شرف الْإِسْلَام الْهَادِي السّني الشَّافِعِي. / كَانَ فِي سنة)
إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.(10/152)
606 - مرجان الأرفي برسباي شاد السواقي يُقَال لَهُ سِتّمائَة / اشْتغل فِي الْحساب والهيئة والهندسة والميقات وَصَحب عبد الْقَادِر بن همام الْمَاضِي وَكَانَ يَجِيء مَعَه للسماع على شَيخنَا.
مَاتَ وَقد أسن فِي سنة أرعب وَتِسْعين وَخلف مَوْجُودا كثيرا من كتب وَغَيرهَا.
607 - مرجان التَّقْوَى الظَّاهِرِيّ / وَولي مشيخة الخدام بعد سرُور الطربيهي سنة أَربع وَسبعين إِلَى أَن عزل فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده إينال الْفَقِيه.
608 - مرجان الرُّومِي الشريف تَاجر السُّلْطَان فِي المماليك ونزيل بَيت قراجا / بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر. كَانَ ذَا وجاهة وشكالة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بسبيل المؤمني، ثمَّ دفن بتربة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي عَفا الله عَنهُ.
609 - مرجان الْعَيْنِيّ / زمَان الْأَشْرَف ثمَّ النَّاصِر صاحبا الْيمن بل ولي إمرة زبيد. مَاتَ فِي سنة أرعب عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
610 - مرجان الزين العادلي المحمودي الحبشي الحصفي الطواشي. / أَصله من خدام الْعَادِل سُلَيْمَان صَاحب حصن كيفا اشْتَرَاهُ ورباه وأدبه وَأعْتقهُ واختص بِهِ. فَلَمَّا مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين خرج من الْحصن وَهُوَ فَقير فدار الْبِلَاد كفقراء الْعَجم وَدخل أذربيجان وَغَيرهَا وقاسى فقرا لكنه تأدب وتهذب بالأسفار إِلَى أَن قدم الْبِلَاد الشامية فاتصل بخدمه تعزى بردى المحمودي وَغَيره على حَاله فِي الْبُؤْس والقلة حَتَّى صَار من جملَة خدام الطباق بالقلعة ثمَّ مقدم بَعْضهَا فحسنت حَاله وَملك فرسا وَصَارَ يعلف الدَّجَاج ويقدمه لمقدم المماليك ونائبه ثمَّ لمغلباي طاز وَزَاد فِي التَّرَدُّد غليه إِلَى أَن قفز بِهِ الظَّاهِر جقمق وَعَمله نَائِب الْمُقدم بسفارته بعد توقفه فِي ذَلِك ثمَّ رقاه للتقدمة فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة ثمَّ عَزله الْأَشْرَف إينال ثمَّ أُعِيد ببذل وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أَمِير الأول فَسَاءَتْ سيرته وَرجع فصادر من كَانَ هُوَ مَعَه كالخادم وَله عَلَيْهِ من الأيادي مَا لَا يُوصف بِالضَّرْبِ وَالْمَال. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد قَارب السِّتين وَكَانَ جسيما طوَالًا أسود اللَّوْن ظَالِما عسوفا طماعا مُسْرِفًا على نَفسه سَيِّئَة من سيئات الدَّهْر وغلطاته اشْتَمَل على قبائح أنزه قلمي عَنْهَا وتبدل مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي أول مُبَاشَرَته التقدمة من المحاسن نسْأَل الله حسن الخاتمة.) (سقط)(10/153)
(سقط) مَاتَ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَدفن بالمرجوشية رَحمَه الله وإيانا.
613 - مَرْزُوق أَبُو جميلَة الناتوتي التكروري نزيل الْقَاهِرَة / وَأحد المعتقدين لكثيرين. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ.
614 - مرزه شاه بن الطاغية تيمور. / قتل فِي سنة ثَلَاث بِدِمَشْق على يَد الْعَسْكَر الْمصْرِيّ.
615 - مرشد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن نَاصِر الدّين بن التقي الحسني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. / نَاسخ من أقرباء بَيت ابْن السَّيِّد عفيف الدّين مجيد صَنْعَة التجليد والتذهيب وَنَحْوهمَا اشْتغل قَلِيلا ولازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة حَتَّى قَرَأَ عَليّ القَوْل البديع واستجلاب ارتقاء الغرف من نسختيه وتكررت كِتَابَته لأولهما وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء، وَهُوَ سَاكن فهم يتكسب بالنساخة وَنَحْوهَا أَكثر أوقاته مقل بِحَيْثُ تكَرر سَفَره للهند للاسترزاق وسافر فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا هُنَاكَ بعد كِتَابَته عدَّة من تصانيفي ودامت غيبته.
مرشد بن عِيسَى. / مضى فِي مُحَمَّد.
616 - مرداد بن مُحَمَّد الزغيمي الجزائري. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
617 - مرعي بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عَسَاكِر الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي تلميذ ابْن الأقيطع فَاضل / انْتفع بملازمة الْمشَار إِلَيْهِ وشارك فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن غَيره قيلا وَحضر عِنْدِي كثيرا من)
الدُّرُوس والإملاء وَكَذَا حضر عِنْد الخيضري وَحج وَلَا بَأْس بِهِ.
618 - مرعي بن عَليّ الْبُرُلُّسِيّ التَّاجِر وَالِد عَليّ وَمُحَمّد الماضيين. / مَاتَ فِي.
619 - مساعد بن حَامِد بن مساعد المصراتي المغربي الْمَالِكِي / أحد فضلائهم. تفقه بِجَمَاعَة كأحمد القسيطي المرابط المتوفي بِمَكَّة فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وبأبي الْقسم الهزبري المتوفي بطرابلس الْمغرب فِي هَذَا الأوان أَيْضا وَله اشْتِغَال(10/154)
بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق وَبَعض الْأُصُول وتعانى التِّجَارَة وَتردد إِلَى الْحجاز مرَارًا وَحج وجاور وَكَانَت أغلب إِقَامَته بِمصْر رَأَيْته بهَا. وَمَات بِالْهِنْدِ بعيد السّبْعين تَقْرِيبًا.
620 - مساعد بن ساري بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن الهواري الْمصْرِيّ السخاوي نزيل دمشق. / ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَطلب بعد كبره فَقَرَأَ على الصّلاح العلائي وَالْوَلِيّ المنفلوطي والبهاء بن عقيل والأسنوي وَغَيرهم وَمهر فِي الْفَرَائِض والميقات وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره ثمَّ سكن دمشق وَانْقطع بقرية عقربا وَكَانَ الرؤساء يزورونه وَهُوَ لَا يدْخل الْبَلَد مَعَ أَنه لَا يَقْصِدهُ أحد إِلَّا أَضَافَهُ وتواضع مَعَه وَكَانَ دينا متقشفا سليم الْبَاطِن حسن الملبس مستحضرا لكثير من الْفَوَائِد وتراجم الشُّيُوخ الَّذين لَقِيَهُمْ دميم الشكل جدا، وَله كتاب فِي الْأَذْكَار سَمَّاهُ بدر الْفَلاح فِي أذكار الْمسَاء والصباح، وَمَات بقرية عقربا شَهِيدا بالطاعون سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا الزمزمي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
621 - مساعد بن عَليّ بن فلاح بن سعيد بن مسعبر بن مُعْجم بن بطة بن الْمُرْتَفع بن عَليّ بن عمر بن عبد الْخَثْعَمِي الباشوتي وَهُوَ وَاد الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن ليلى. / ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقَالَ الشّعْر وَكتب عَنهُ القاعي قصيدة أَولهَا:
(قَالَ ابْن ليلى قَول ثَانِي شَاعِر ... حُلْو الروايا نذني لزامها)
622 - مُسَافر بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ القاهري الصُّوفِي. / ذكره شيخناف ي مُعْجَمه وَقَالَ أَنْشدني لنسفه مواليا فِيمَا كتبه لي وَقد فَاتَتْهُ النَّفَقَة الشامية بالخانقاه فِي شهور سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ:
(غوادي الْغَيْث من كفيك منغدقه ... قطر الْغَمَام كسيل الْبَحْر مندفقه)
(إِن كَانَ مَالِي حصل شامية النفقه ... عَسى من الْفضل يحصل شَيْء من الصدقه)
مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.) :::
623 - مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْمجد أَو الْمُوفق أَو الولوي أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو المحاسن بن الشَّمْس بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فقد رَأَيْت لَهُ حضورا فِي الثَّالِثَة فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة ثَلَاث واربعين فَمَا بعْدهَا على الْجمال الكازروني والمحب المطري وَأبي الْفَتْح المراغي فِي آخَرين مِمَّن أجَاز بل سمع عَلَيْهِم أشيا وَكَذَا سمع على زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس(10/155)
البالسي واشتغل على أَبِيه وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على السَّيِّد عَليّ الْمكتب، وَكَانَ وحيها أحد شُهُود الْحرم وَيتَكَلَّم فِي دشيشة الظَّاهِر جقمق، وصاهر أَبَا الْفرج الكازروني على ابْنَته واستولدها عدَّة أَبنَاء. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين قبل إِكْمَال الْخمسين رَحمَه الله وإيانا.
624 - مسرور الحبشي وَيعرف بالشبلي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. / مَاتَ معزولا لعَجزه فِي سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
625 - مَسْعُود بن إِبْرَهِيمُ النَّقِيب اليافعي. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
626 - مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن جمال الْهِنْدِيّ الكنبايتي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
627 - مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الركراكي ثمَّ المصمودي المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة / لَقِيَنِي بهَا فَقَرَأَ عَليّ موطأ إِمَامه قِرَاءَة تدبر واستيضاح وَكَذَا الشَّمَائِل وَالْقَوْل البديع من تصانيفي وألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لشَيْء مِنْهَا فِي تَارِيخ الْمَدِينَة. وَهُوَ إِنْسَان فَاضل مفنن مُتَقَدم فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه كثير الاستحضار للْمَذْهَب مَعَ التَّوَجُّه والانجماع وَكَثْرَة الصمت والتقلل والطي غَالب الدَّهْر وَالثنَاء عَلَيْهِ بَين الْمَدَنِيين مستفيض وَرُبمَا أَقرَأ الْفِقْه والعربية، وَكَانَ قدومه الْمَدِينَة فِي موسم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ مِمَّن زَاد على الثَّلَاثِينَ وَقد قَرَأَ على السَّيِّد السمهودي أَشْيَاء ولازم مجْلِس القَاضِي الْمَالِكِي الشمسي ثمَّ وَلَده وَتزَوج بعد مفارقتنا لَهُ فِي بَيت ابْن صَالح برغبة من أَبِيهَا فِيهِ وتعب مَعهَا بِحَيْثُ احْتَاجَ للمجيء إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقَرَأَ عَليّ حِينَئِذٍ مُسْند الشَّافِعِي وَغَيره بحثا وَرِوَايَة، وَسمع عَليّ بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ مُؤَلَّفِي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس، وسافر الصَّعِيد فَحصل من ابْن عمر وَغَيره مَا تجمل بِهِ فِي الْجُمْلَة وَرجع فلقيني
بالحرمين أَيْضا وأعطيته نُسْخَة من المناقب والتمست مِنْهُ قرَاءَتهَا بقبة الْعَبَّاس فورد عَليّ كِتَابه أَنه فعل وَظَهَرت ثَمَرَة ذَلِك بنزول الْغَيْث الْكثير وَحُصُول الْبركَة وَجَاءَنِي كِتَابه بعد ذَلِك فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين وَكلهَا مؤذنة بمزيد الْحبّ وَحسن الِاعْتِقَاد والأوصاف الجليلة وَقد تكَرر اجتماعه بِي سِيمَا بِالْمَدِينَةِ حِين كوني بهَا فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَنعم الرجل.
628 - مَسْعُود بن شعْبَان بن إِسْمَعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَعِيل بن مَسْعُود بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد بن هبة الله الشّرف أَبُو عبد الله الحساني الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أَصله من دير حسان وَنَشَأ فتفقه قَلِيلا ثمَّ صَار يَنُوب فِي أَعمال الْبر عَن الْقُضَاة ثمَّ ولي قَضَاء حلب عوضا عَن ابْن أبي الرضي ثمَّ عزل ثمَّ(10/156)
أُعِيد ثمَّ عزل بِابْن مهَاجر سنة تسعين وَسَبْعمائة ثمَّ ولاه الشهَاب الزُّهْرِيّ قَضَاء حمص، وَكَانَ جَاهِلا مقداما يعرف طرق السَّعْي وَله دربة فِي الْأَحْكَام واشتهر بِأخذ المَال من الْخُصُوم فَحكى لي نَائِب الحكم جمال الدّين بن الْعِرَاقِيّ الْحلَبِي وَكَانَ خصيصا بِهِ أَنه أوصاه أَن لَا يَأْخُذ من أحد من الْخَصْمَيْنِ إِلَّا من يتَحَقَّق أَنه الْغَالِب وَسَار مَعَ كمشبغا لما توجه للظَّاهِر عِنْد خُرُوجه من الكرك فَلم يزل صُحْبَة الظَّاهِر إِلَى أَن دخل الْقَاهِرَة فرعى لَهُ ذَلِك فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ قدمه فِي الْملك ولاه قَضَاء دمشق بعد قَضَاء حمص وَكَذَا ولي فِي الْفِتْنَة أَيْضا قَضَاء دمشق وَغَيرهَا وتنقل فِي الولايات إِلَى أَن اسْتَقر بطرابلس وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة تسع قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية بعد أَن عزل وَلَكِن لم يبلغهُ ذَلِك ظنا قَالَ وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا محتشما عِنْده مَكَارِم أَخْلَاق ومداراة للدولة ومحبة للْعُلَمَاء وَأنْشد عَنهُ نظما لغيره.
629 - مَسْعُود بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزواوي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ذكره ابْن فَهد مُجَردا وكتبته هُنَا تخمينا.
630 - مَسْعُود بن عبد الله عَتيق ابْن مَرْوَان. / شيخ روى عَن الْمَيْدُومِيُّ سمع مِنْهُ التقي القلقشندي بالخليل فِي سنة أَربع.
مَسْعُود بن عمر بن مَحْمُود الْأَنْطَاكِي. / هَكَذَا سَمَّاهُ شَيخنَا فِي إنبائه، وَصَوَابه مَحْمُود وَقد مضى.
631 - مَسْعُود بن قنيد بن مِثْقَال الحسني حسن بن عجلَان / وَزِير مَكَّة وَابْن وزيرها.
632 - مَسْعُود بن مبارك بن مَسْعُود بن خَليفَة بن عَطِيَّة المطبيز الْمَاضِي عَم أَبِيه عَطِيَّة. /
مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد أم أَوْلَاده ابْنة السلاوية وجده مَسْعُود هُوَ أَخُو عَطِيَّة الْوَاقِف.
633 - مَسْعُود بن مُحَمَّد الكجحاني / رَسُول تمرلنك. قدم الْقَاهِرَة وباشر نظر الْأَوْقَاف فِي الدولة المؤيدية. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَسُمي وَالِده مَحْمُودًا وَقَالَ مرت سيرته فِي الْحَوَادِث وَهِي من أقبح السّير.
634 - مَسْعُود بن مَحْمُود بن عَليّ الضياء بن النَّجْم بن الزين الشِّيرَازِيّ الميراثي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو المحمدين الماضيين وأسباط القطب الشِّيرَازِيّ. / سمع مني وَعلي فِي مَكَّة أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لشَيْء مِنْهَا فِي الْكَبِير.
مَسْعُود بن مَحْمُود الكجحاني. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد قَرِيبا.
635 - مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَالِد أبي سعد مُحَمَّد الماضيين. / ولد قَرِيبا من(10/157)
سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْجمال الأميوطي والنشاوري والشهاب بن ظهيرة والمحب النويري وَغَيرهم، قَالَ التقي الفاسي: وَأَقْبل على الِاشْتِغَال ولازم مجْلِس الْجمال بن ظهيرة كثيرا وتنبه فِي الْفِقْه وَكَانَ كثير الاستحضار لَهُ وللروضة وَرُبمَا أفتى لفظا مَعَ خير وديانة ومروءة، وَقَالَ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه أَنه حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ سَافر إِلَى الْيمن.
636 - مَسْعُود الْأَزْرَق. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
637 - مَسْعُود البركاتي الدوادار الْقَائِد فَتى السَّيِّد بَرَكَات. / مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
638 - مَسْعُود الحبشي / مولى نَائِب الشَّام قجماس، مِمَّن ترقى فِي أَيَّامه وساتقر بِهِ مهتار الطشتخاناه وفراش الخزانة وَغير ذَلِك، وَكثر مَاله وخدمه وَسَائِر جهاته وَكَانَ سفيره عِنْد الْملك فِي مهماته لقُوَّة جنانه وإقدامه وَلذَا كَانَ مِمَّن امتحن بعد مَوته. ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بسوق الْخَيل بِدِمَشْق وَلزِمَ مَعَ ذَلِك التِّجَارَة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس يَوْم عَرَفَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَخلف عدَّة أَوْلَاد أفناهم الطَّاعُون فِي الَّتِي تَلِيهَا بِمصْر وَالشَّام وَيُقَال أَنه سم مَوْلَاهُ فَالله أعلم.
مَسْعُود رَسُول تمرلنك. / فِي ابْن مُحَمَّد.
639 - مَسْعُود الصبحي نَائِب السَّيِّد حسن بن عجلَان / فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة لَعَلَّه على جدة فَإِنَّهُ ماطل الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن عجلَان فِي حِوَالَة لَهُ عَلَيْهِ من عَمه حسن فَلَطَمَهُ فَأخْرجهُ عَمه بِسَبَب ذَلِك من مَكَّة. قَالَه ابْن فَهد.
مَسْعُود الطَّائِي قَاضِي طرابلس. / فِي ابْن شعْبَان. مَسْعُود المطيبيز. / فِي ابْن مبارك قَرِيبا.
640 - مسلط بن وبير أَمِير يَنْبغ. / مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين.
641 - مُسلم كمحمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزكي أَبُو الْمَعَالِي بن النُّور الأسيوطي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. / ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل وقتا وَقَرَأَ على عَمه السَّيِّد الصّلاح مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ السُّيُوطِيّ أخي وَالِده لأمه يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَسمع عَليّ ابْن الكويك صَحِيح مُسلم وَغَيره وعَلى التقي الزبيرِي الرَّابِع من ثمانيات النجيب وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده لَكِن امْتنع القايات يمن استنابته مَعَ كَونه كَانَ من رفقائه فِي الشَّهَادَة بِجَامِع الصَّالح وَصَارَ يلوح بِشَيْء وَلما سَافر الصَّدْر بن روق جلس بالجورة وَأكْثر الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيره من التَّعْيِين عَلَيْهِ بل بَاشر(10/158)
أَمَانَة الحكم عِنْد الْمَنَاوِيّ وقتا وَرُبمَا استنيب فِي الخطابة بِجَامِع القلعة لَا لفصاحته وَكَانَ يُبَالغ فِي خدمَة الْقُضَاة حَتَّى أَنه كَانَ يعْمل للْعلم البُلْقِينِيّ غَدَاة يَوْم توجه إِلَى المحمودية فيتكلف لذَلِك بِمَا استكثره القَاضِي وَمنعه مِنْهُ ليتوفر وَصَارَ بِأخرَة من قدماء النواب وَقد حدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَكَانَ ذَا دربة بِالْأَحْكَامِ حسن السياسة عَارِفًا بالتوقيع تَاما لعقل غير ذَاكر لما يكون بَينه وَبَين مستنيبه أَو أَتْبَاعه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين بعد أَن أجَاز فِي استدعاء بعض الْأَوْلَاد عَفا الله عَنهُ وإيانا.
642 - مُسْند بن مُحَمَّد بن عبد الله أَخُو القطب الخيضري لِأَبِيهِ. / كَانَ على طَريقَة أسلافه فِي لِبَاس الْعَرَب وَحصل شَيْئا كثيرا فِي أَيَّام أَخِيه وَكَانَ قَائِما بِقَضَاء مآربه فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وينسبه للتقصير فِي شَأْنه. وَمَاتَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين ذَاك بِالْقَاهِرَةِ وَهَذَا بِدِمَشْق وَهُوَ أسنهما وأظن وَفَاته تَأَخَّرت عَنهُ فَإِنَّهُ أسْند وَصيته للسراج بن الصَّيْرَفِي وَلم يظْهر لَهُ كَبِير أَمر بِحَيْثُ قيل أَنه يزِيد على ألفي دِينَار واتهم بعض عِيَاله وَمَعَ لَك فمس الْوَصِيّ بعض الْمَكْرُوه وَلم يلبث أَن مَاتَ أَوْلَاده بالطاعون فَوضع النَّجْم ابْن أَخِيه يَده على مَا بَقِي لكَونه عصبته بل وَولده أَبُو
الْيمن كَانَ زوجا لابنتيه وَيحْتَاج كل هَذَا لتحرير.
643 - مُشْتَرك القاسمي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر ابْن أستاذه إِلَى أَن تَأمر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَاب بغزة غير مرّة ثمَّ توجه لدمشق على إمرة بهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَقيل أَن صَوَاب اسْمه أجترك كَمَا مضى فِي الْهمزَة وَلكنه هَكَذَا اشْتهر.
644 - مشيط بن أشعل بن عَليّ الجدي. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة.
645 - مشيعب بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ، من يصحب أُمَرَاء الراكز، وَدخل الْقَاهِرَة ونال بهَا برا.
وَمَات وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَيْهَا بالينبوع فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن بهَا. أرخهما ابْن فَهد.
646 - مِصْبَاح الصُّوفِي. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
647 - مصطفى بن تقطمر الزين أَبُو مُحَمَّد النظامي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن سمع الصَّحِيح فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على النَّجْم بن رزين بمدرسة الجاي ثمَّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشَّمْس الجلالي خَازِن المحمودية وَشَيخ الألجيهية الْكُبْرَى فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَذَا سمع عَلَيْهِ أَيْضا بِقِرَاءَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد القبيباتي الْمَعْرُوف(10/159)
بِابْن فريفير وَأَظنهُ كَانَ من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة.
648 - مصطفى بن زَكَرِيَّا بن أبدغمش القرماني القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْجمال مَحْمُود الْمَاضِي، / وسمى شَيخنَا فِي إنبائه وَالِده عبد الله وَقَالَ أَنه شَارك فِي الْفِقْه والفنون ودرس للحنفية بالصرغتمشية يَعْنِي بعد الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي وَقَررهُ سودون من زَاده فِي مدرسته أول مَا فتحت، زَاد غَيره أَنه اسْتَقر فِي مشيخة تربة الْأَمِير قجا السلحدار وَفِي تدريس الْأَمِير بِلَاد السيفي الجاي. وَحكى شَيخنَا فِي إنبائه من سنة سبع وَتِسْعين أَنه لما مَاتَ الْجلَال التباني رام وَلَده. مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَاسْتقر بعده فِي الصرغتمشية التفهني وَفِي السودونية الْبَدْر حسن الْقُدسِي وَفِي بَقِيَّة وظائفه ابْنه، وَله تصانيف مِنْهَا.
مصطفى بن عبد الله القرماني. / هُوَ الَّذِي قبله. (سقط)
أرخه ابْن فَهد.
653 - مطرق نَائِب قلعة دمشق. / تواطأ مَعَ شيخ ويشبك حِين سجنهما النَّاصِر فِي سنة عشر بهَا حَتَّى أطلقهما فَقتل لذَلِك وَجِيء بِرَأْسِهِ.
654 - مطيرق بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود(10/160)
الْعمريّ الْمَكِّيّ أحد أَعْيَان القواد الْعمرَة ووالد حصيرة. / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين.
أرخه ابْن فَهد.
655 - مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إِبْرَهِيمُ التركماني الْمُقْرِئ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا. / ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: الشَّيْخ الصَّالح الْوَلِيّ من خِيَار خلق الله قَرَأَ السَّبع على خَلِيل بن المشبب وَأخذ عني قَلِيلا وَانْقطع بالقرافة ثمَّ انْتقل إِلَى دير الطين ظَاهر مصر فَانْقَطع هُنَاكَ وأقرأ النَّاس وَهُوَ عديم النظير زهدا وورعا بَلغنِي أَنه توفّي سنة ثَلَاث كَذَا قَالَ وَالْحق أَنه من ذَاك الْقرن وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة تسع وَتِسْعين من إنبائه وأشرت لذَلِك فِي وَلَده من معجمي.
مظفر الشِّيرَازِيّ. / هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد.
657 - معَاذ بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي كأبيه وجده. / سمع على جده لأمه الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي وَلم يقتف طَرِيق وَالِده فِي التشفع من بنيه سواهُ.
658 - معَاذ بن مُوسَى بن فلَان بن معَاذ الطلخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / أَقَامَ فِي زَاوِيَة الْحَنَفِيّ ثمَّ صحب الْمَنَاوِيّ وَحضر دروسه وَزَاد وثوقه بِهِ بِحَيْثُ أَقَامَهُ فِي دواليبه وَكَانَ صَالحا قانعا، حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وعاش بعده مُدَّة منجمعا عَن النَّاس بالجزيرة وَكَانَ يزورني أَحْيَانًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة شَيْخه الْمَنَاوِيّ بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي بالقرافة وَقد جَازَ السِّتين وَكَانَ أَبوهُ صَالحا أَيْضا بِحَيْثُ كَانَ الْمَنَاوِيّ حِين تَقْرِير القَوْل بِوُجُوب تعلم أمراض الْقُلُوب وأدويتها على كل مُسلم إِلَّا من أُوتِيَ قلبا سليما يمثل بِهِ فَيَقُول كالشيخ مُوسَى. شهد بعض الْغَزَوَات مَعَ عبد الرَّحْمَن العجمي. وَمَات بِبَلَد الْخَلِيل رحمهمَا الله وإيانا.
659 - معتوق بن عمر بن معتوق بن الشَّيْخ إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف الشهير بالصفوى بن عمر بن عبد الرَّحْمَن قوام الدّين بن الطفونحي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ القاهري. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة وَكَانَ يذكر أَنه لبس الْخِرْقَة من الشريف عبد الرَّزَّاق بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعِمَاد أبي صَالح نصر بن عبد الرَّزَّاق ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني بلباسه لَهَا من أَبِيه فَالله أعلم ولبسها مِنْهُ الشَّمْس بن الْمُنِير وأرخه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين.
660 - مَعْرُوف اليشبكي الحبشي الظَّاهِرِيّ جقمق الطواشي / شاد الحوش اسْتَقر(10/161)
فِيهَا بعد صندل الْهِنْدِيّ الطاهري فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ نَفَاهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي ثَانِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين إِلَى قوص فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر رمضانها بألواح وَكَانَ من مساوئ أَبنَاء جنسه جرْأَة وإقداما وبلصا وحذقا عَفا الله عَنهُ، وَاسْتقر بعده فِي شادية الحوش سرُور الحبشي السيفي شرباش.
661 - معزى بن هجار بن وبير بن نخبار الْحُسَيْنِي وَالِد دارج الْمَاضِي / وأمير الينبوع اسْتَقر
فِيهَا بعد موت صَخْر بن مقبل إِلَى أَن انْفَصل بِعَمِّهِ هلمان بن وبير ثمَّ أُعِيد بعد عَمه الآخر سنقر بن وبير ثمَّ انْفَصل بِعَمِّهِ الآخر مسلط بن وبير ثمَّ أُعِيد حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وَاسْتقر عوضه مخدم بن عقيل بن وبير وَقد لقِيت صَاحب التَّرْجَمَة بِمحل ولَايَته فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأطلق لي مَا كَانَ معي عَفا الله عَنهُ.
662 - معزى الْعمريّ أَخُو الشريف رميثة ابْن صَاحب مَكَّة بَرَكَات بن حسن بن عجلَان. /
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين بالخبت من نَاحيَة الْيمن وَجِيء بِهِ فَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.
663 - معقل بن حباس بن معقل الْجَعْفَرِي الغدامسي نِسْبَة لغدامس من عمل طرابلس الْمغرب المغربي الْمَالِكِي. / رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَذكر لي أَنه جَازَ الْخمسين فَيكون مولده تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا وَأخذ عَن إِبْرَهِيمُ الأخدري ولازمه بِحَيْثُ عرف بِهِ وَتكلم فِي الْوَعْظ وجال بِلَاد الْمغرب وَلَقي الشريف أَحْمد قَاضِي الْجَمَاعَة بالأندلس الْمُتَقَدّم فِي العقليات بِحَيْثُ كَانَ أَبُو الْفضل البجائي يُبَالغ فِي وَصفه بهَا سِيمَا الْمنطق قَالَ وَهُوَ الْآن مُنْفَصِل عَن الْقَضَاء فِي قيد الْحَيَاة بتلمسان حَتَّى تميز فِي الْفَضَائِل وتحرك لِلْحَجِّ قَدِيما فوصل إِلَى إسكندرية ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَن كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقدم الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بِحَمْزَة وَأحمد بن عَاشر وطلع بِهِ إِلَى الْملك فَأعْطَاهُ مبلغا ثمَّ ركب الْبَحْر حَتَّى وصل مَكَّة فِي شعْبَان فدام بهَا حَتَّى حج، ولسعه عقرب أقعد مِنْهَا إِلَى أَن خرج مَعَ الْقَافِلَة لزيارة الْمَدِينَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة قبل أَن ينصل ثمَّ عَاد وجاور سنة أَربع وَتِسْعين ودام بهَا حَتَّى الْآن واقرأ الْفِقْه وقصدني غير مرّة للسلام.
664 - معمر كمحمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي السراج أَبُو الْيُسْر بِفتْحَتَيْنِ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي جده وَإِخْوَته والآتي أبوهم. / ولد وَقت الْخطْبَة من يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالأربعين النووية والرسالة الفرعية والألفية والملحة وعرضها والمنهاج الْأَصْلِيّ وَبَعض الْمُخْتَصر الفرعي، ولازم المحيوي عبد الْقَادِر قَاضِي مَكَّة(10/162)
والشهاب أَحْمد بن يُونُس المغربي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَيَعْقُوب المغربي فِي الْفِقْه خَاصَّة وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة ولازم فِيهَا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض والمنطق وَأكْثر عَنهُ جدا بِحَيْثُ)
كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ يرجحه على جلّ جماعته أَو كلهم وَكَذَا لَازم فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا يحيى العلمي وَفِي الْفِقْه واالعربية السنهوري واختص باللقاني كثيرا ولازمه فِي الْفِقْه وَغَيره سِيمَا فِي مُقَابلَة شرح البُخَارِيّ وَفِي الْمنطق عبد المحسن الشرواني وَحضر عِنْد عبد الْمُعْطِي فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ بل اخذ أصُول الدّين عَن الكافياجي والمعاني وَالْبَيَان عَن الشرواني والتقى الحصني وأصول الْفِقْه عَن إِمَام الكاملية وَعلم الحَدِيث عَن كَاتبه وَأكْثر من ملازمته بِالْقَاهِرَةِ وبالحرمين وَقَرَأَ الْكثير وَسمع بل أجَاز لَهُ شَيخنَا وَخلق باستدعاء النَّجْم بن فَهد وَكثر انتفاه فِي ابْتِدَائه بِزَوْج أُخْته النُّور الفاكهي، وتميز فِي ذَلِك كُله بِحَيْثُ أَقرَأ فِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بِحَضْرَة ثَالِث شُيُوخه وَأمره وَأصْلح إِمَام الكاملية فِي شَرحه لَهُ بإشارته وَكَانَ عَالم الْحجاز البرهاني يصغي إِلَى مباحثه ويميل إِلَى كَلَامه ويعتمده فِي نقل مذْهبه وَغَيره وَعرض عَلَيْهِ اللَّقَّانِيّ النِّيَابَة فَأبى بل ترشح لقَضَاء بَلَده وَكَاد أمره فِيهِ أَن يتم والإنصاف أَنه فَوق هَذَا وَأذن لَهُ جلّ شُيُوخه فِي الإقراء والإفتاء وتصدى لذَلِك فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَكَذَا أَقرَأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين مجاورته بهَا وَفِي غَيرهَا وَكتب على الْقطر شرحا بديعا قرضه لَهُ غير وَاحِد من المعتمدين وَكنت مِمَّن قرضه وَحمل عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا استكتابا وَقِرَاءَة وَهُوَ الْآن مشتغل بِالْكِتَابَةِ على الْمُخْتَصر أوقفني على بعضه فَأَعْجَبَنِي وحضضته على إكماله، وَمَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفُنُون زَائِد البارعة فِي الْأَدَب حسن الْإِنْشَاء نظما ونثرا امتدحني بقصيدة يَوْم خَتمه قِرَاءَة الْجَوَاهِر والدرر من تصنيفي وَبِغير ذَلِك ونظم مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ كتابي من الْخِصَال الْمُقْتَضِيَة للإظلال بِمَا راق بِحَيْثُ أودعتها فِي التصنيف الْمشَار إِلَيْهِ بعد أَن أنشدها بحضرتي وَكتب عَليّ وجيز الْكَلَام شعرًا حسنا وراسلني بمطالعات فائقة بل كتب إِلَيّ يَوْم موادعتي:
(سَلام على دَار الْغرُور لِأَنَّهَا ... مكدرة لذاتها بالفجائع)
(فَإِن جمعت بَين المحبين سَاعَة ... فعما قَلِيل أردفت بالموانع)
كل ذَلِك مَعَ متانة عقل ومزيد احْتِمَال وتواضع وديانة وَشرف نفس وإنصاف وأدب، ومحاسنه جمة قَول بِمَكَّة فِي مَجْمُوعه مثله وَكنت عِنْده بمَكَان. مَاتَ بعد انْقِطَاع يَوْمَيْنِ بِمَرَض حاد ظهر يَوْم الْأَحَد مستهل صفر سنة سبع وَتِسْعين، وَحَضَرت دَفنه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة)(10/163)
(سقط)
معِين بن صفي الحسني الْحُسَيْنِي الإيجي. / هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد.
666 - مغامس بن أَحْمد الزباع الحميضي الْمَكِّيّ / الْقَائِد الْكَبِير الْمُتَقَدّم بالشجاعة والفصاحة عِنْد بني عجلَان وُلَاة مَكَّة. مِمَّن ظلم الْحَاج ثمَّ تَابَ وتطلب بَرَاءَة الذِّمَّة وَلبس المرقعة وساح باكيا على مَا فرط مِنْهُ وَصَحب عمر العرابي ورافقه إِلَى الْيمن ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَخير نِسَاءَهُ وتعلل وأصابته جِرَاحَة فِي رجلَيْهِ فَكَانَ يُعِيد مَا يخرج مِنْهَا من الدُّود إِلَيْهَا وَيتَوَجَّهُ إِلَى الله أَن لَا يَمُوت إِلَّا بِحَضْرَة شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ فَأُجِيب فَإِنَّهُ تَمَادى فِي الضعْف خَمْسَة أشهر وَوصل الشَّيْخ لمَكَّة فَمَاتَ بِحَضْرَتِهِ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة من أثْنَاء هَذَا الْقرن. طوله ابْن فَهد وَفَاتَ الفاسي.
667 - مغلباي طاز الأبو بكري المؤيدي / شيخ من صغَار مماليكه ثمَّ صَار بعده خاصكيا ثمَّ أمره الْأَشْرَف إينال عشرَة ثمَّ عمله خجداشه الظَّاهِر خشقدم طبلخاناه وأمير حَاج الْمحمل ثمَّ مقدما فَلَمَّا خلع حموه وخجداشه الظَّاهِر بلباي نفي إِلَى دمياط فاستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ دينا خيرا كَرِيمًا شجاعا مَعَ سَلامَة بَاطِن وصدع بِالْحَقِّ وَكَثْرَة كَلَام ينشأ عَن نشوفة وَله جَامع بنواحي الصليبة تُقَام فِيهِ الْخطْبَة رَحمَه الله.
668 - مغلباي الأبو بكري المؤيدي شيخ الساقي. / كَانَ من خواصه وساقيه ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ)
صَار بعده طبلخاناه إِلَى أَن أمْسكهُ الأتابك ططر بِدِمَشْق فِي سنة أَربع وَعشْرين وأنعم بإقطاعه على صهره الْبَدْر حسن بن سودون الْفَقِيه وَلَعَلَّه كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ.
669 - مغلباي الأحمدي الأشرفي برسباي وَيعرف بميق. / كَانَ باشا بِمَكَّة عقب طوغان شيخ ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ أحد العشرات.
670 - مغلباي الأشرفي الشلبي. / كَانَ من المجردين لِابْنِ قرمان وَرجع وَهُوَ(10/164)
متوعك فَمَاتَ بعد أَرْبَعَة أَيَّام فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
671 - مغلباي الأشرفي برسباي / صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حاجبا بحلب ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة بطالا إِلَى أَن عمله شاد أوقاف الأشرفية بعد خجداشة قانصوه الأشرفي.
672 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي. / كَانَ جميلا جدا فاتصل بعد موت أستاذه بالأشرف برسباي لسابق خدمَة لَهُ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مسجونا فعمله خاصكيا ثمَّ ساقيا سِنِين ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة وَاسْتقر بِهِ فِي إتادارية الصُّحْبَة وَصَارَ لَهُ ذكر فِي الدولة وظلم وعسف وَأخذ دَار تمراز الناصري نَائِب السلطنة كَانَ بِالْقربِ من جَامع سودون من زَاده فَغير معالمها وَلَقي الْعمَّال مِنْهُ شَدَائِد وَلذَا لم يمتع بهَا وَأخرجه الظَّاهِر جقمق إِلَى دمشق على تقدمة بهَا فدام بهَا يَسِيرا ثمَّ بعث بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وسجنه بقلعتها حَتَّى مَاتَ بمحبسه فِي سنة أَربع واربعين وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا، وَكَانَ شَابًّا حسنا ذَا تؤدة وحشمة وَحسن سمت وكرم فِيمَا قيل بل كَانَ فِيمَا قيل سيء السِّيرَة ظَالِما بَخِيلًا سَفِيها سيئ الْأَخْلَاق جَبَانًا قَلِيل الْمعرفَة كثير الدَّعْوَى وَبعد جماله صَارَت لَهُ شَعرَات فِي حنكه قبيحة وشوارب بِحَيْثُ صَار شكلا مهولا مَعَ طول وَانْحِنَاء بأكتافه عَفا الله عَنهُ.
673 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي / أَيْضا صَار بعده من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة بل تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ مفرط الْقصر.
674 - مغلباي الشريفي. / أَصله للظَّاهِر خشقدم ثمَّ أعْتقهُ الْأَشْرَف قايتباي وتنقل حَتَّى صَار واليا ثمَّ سَافر فعدمت إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَلَمَّا قدم جبره بالتقدمة وَأعْطى الْولَايَة لقِيت الساقي. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين.
675 - مغلباي الشريفي آخر / من مماليك الْأَشْرَف قايتباي، شَاركهُ فِي الِاسْم وَالنِّسْبَة من)
العشرات. مَاتَ أَيْضا فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
676 - مغلباي الشهابي الناصري / كَانَ من مماليك الشهَاب أَحْمد بن الْجمال يُوسُف البيري الأستادار ثمَّ صَار للناصر فرج، وَاسْتمرّ من جملَة مماليكه إِلَى أَن عمل خاصكيا بعد موت الْمُؤَيد ثمَّ رَأس نوبَة الجمدارية فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ أخرجهَا عَنهُ الْأَشْرَف إينال لانضمامه مَعَ الْمَنْصُور وَاسْتمرّ بطالا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَرَأَيْت من أثنى عَلَيْهِ رَحمَه الله.
677 - مغلباي الظَّاهِرِيّ جقمق الساقي. / أمره أستاذه عشرَة وَلم يلبث إِلَّا نَحْو عشرَة أَيَّام.
وَمَات بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين فأنعم بإمرته على الَّذِي قبله.(10/165)
678 - مغلباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَابْن أُخْت الْأَشْرَف قايتباي. / تَأمر عشرَة. وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بالطاعون وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ وَحضر خَاله الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني.
مغيث بن مَحْمُود بن عَليّ الشيراز / ي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمضى فِي المحمدين.
679 - مِفْتَاح أَمِين الدّين البليني وَيعرف بالزفتاوي. / كَانَ من موَالِي الشريف أَحْمد بن عجلَان فصيره لِأَخِيهِ حسن فَنَشَأَ فِي خدمته حَتَّى كبر وبدت مِنْهُ نجابة وشهامة وشجاعة فاغتبط بِهِ بِحَيْثُ استنابه حِين تَأمر على إمرة مَكَّة وَبَعثه رَسُولا للناصر فِي سنة أَربع عشرَة وَآل أمره أَن قتل فِي مقتلة فِي رَمَضَان سنة عشْرين وَنقل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا. ذكره الفاسي مطولا.
680 - مِفْتَاح الحبشي الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ويلقب بقيعا. / مَاتَ تَحت الْعقُوبَة الزَّائِدَة بِسَبَب مَا أشيع من اختلاسه للأموال الخلجية الَّتِي كَانَ سفيرا عَلَيْهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وشق على البرهاني أخي مَوْلَاهُ وَتكلم مَعَ الشريف مُحَمَّد فِي طرد وَزِير جدة بدر الحبشي الملقب هجينا لكَونه الْمُتَوَلِي للعقوبة عَفا الله عَنهُ.
681 - مِفْتَاح الحبشي مولى الْمُوفق الأبي، / رباه بِمَكَّة وَعلمه الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة ثمَّ صَار لِابْنِهِ ابْن الخازن وخدم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَتعلم صَنْعَة التجليد وتكسب بهَا وَكَذَا بِالتِّجَارَة فِي حَانُوت بسوق أَمِير الجيوش وَكتب كتبا وَقَرَأَ عِنْد أبي السعادات البُلْقِينِيّ والطبناوي وَأخذ عني وَعِنْده عقل وحشمة.
682 - مِفْتَاح أَبُو عَليّ الدوادار الحسني / أحد القواد من عبيد السَّيِّد حسن نَائِب جدة فِي أَيَّام السَّيِّد بَرَكَات. مَاتَ فِي مقتلة بجدة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وحز رَأسه وطيف بِهِ مَعَ غَيره)
بجدة. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ جد عبد الْكَرِيم وَسنَان ابْني عَليّ.
683 - مِفْتَاح السحرتي وَيعرف بالمغربي / لمَوْلَاهُ الأول أكبر أهل دولة الجمالي صَاحب الْحجاز الْمُقدم عِنْده فِي مُبَاشرَة جدة من سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين خَارج مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بالمعلاة وَهُوَ وَابْنه من موَالِي الجمالي الْمشَار إِلَيْهِ.
684 - مِفْتَاح الطواشي الحبشي ثمَّ الْعَدنِي. / ولي إمرة عدن للأشرف. وَمَات سنة تسع عشرَة.
أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
685 - مِفْتَاح عَتيق المهتار نعْمَان. / كَانَ مهتار الطشتخاناه. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه شَيخنَا أَيْضا.
686 - مُفْلِح بن تركي الأجدل. / مَاتَ سنة بضع وَعشْرين.
687 - مُفْلِح الحبشي الْمَكِّيّ وَيعرف بالحنش. / كَانَ مؤدبا للأطفال كثير التِّلَاوَة(10/166)
بالباسطية. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
688 - مُفْلِح الحبشي فَتى عبد الرَّحْمَن بن الزكي أبي بكر الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
689 - مُفْلِح الحبشي الكمالي بن ظهيرة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة.
690 - مُفْلِح فَتى مُحَمَّد بن أَحْمد بن النّحاس. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
691 - مقبل بن سعيد بن مسيل بن جون بن عَليّ السَّعْدِيّ ثمَّ السَّمْتِي / كتب عَنهُ البقاعي فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَسْجِد المليسا من الطَّائِف قصيدة مِنْهَا:
(أبدع قوافي القيل فِي ابْن مطاعن ... ملك نشا مَا قطّ فِي شوره نكد)
692 - مقبل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بسُلْطَان غلَّة. / مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب ووقف سَبيله بمنى قبل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث عشرَة. وَمَات فِي صفر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
693 - مقبل بن نخبار أَمِير يَنْبع. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فِي ربيع الأول بمحبسه من اسكندرية.
693 - مقبل بن هبة بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد أَعْيَان القواد الْعمرَة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ إِمَّا فِي أوائلها أَو أواخرها أرخه ابْن فَهد.) :::
695 - مقبل الزين الأشقتمري الرُّومِي الطواشي الشَّافِعِي. / كَانَ جمدارا عِنْد الظَّاهِر ثمَّ وَلَده النَّاصِر ملازما للديانة محبا فِي الْفُقَهَاء اشْتغل بِالْعلمِ كثيرا وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير فَصَارَ يذاكر بِهِ مَعَ حسن التِّلَاوَة جدا، ثمَّ عمر مدرسة بالتبانة عِنْد مفرق الطّرق وَقرر فِيهَا مدرسين وطلبة وَكَانَ عِنْده بر ومعروف. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع ربيع الآخر سنة تسع عشرَة بالطاعون وَدفن بمدرسته وَكَانَ قد أسر مَعَ اللنكية من دمشق ثمَّ خلص وَحضر مَعَ الرُّسُل الواردين من اللنك فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وجاور عَاميْنِ متواليين قبل مَوته رَحمَه الله وإيانا.
696 - مقبل الزين الحسامي الرُّومِي. / أَصله لبَعض أُمَرَاء دمشق ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشَّيْخ شيخ قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن عمل خاصكيا وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى عمله دوادارا كَبِيرا بعد جقمق الأرغونشاوي حِين ولي نِيَابَة الشَّام بعد سنة عشْرين فباشرها إِلَى أَن فر من الْقَاهِرَة هُوَ وَغَيره خوفًا على أنفسهم حِين قبض مُدبر المملكة ططر على قجقار وَغَيره فحاربهم الْعَرَب أَصْحَاب الْإِدْرَاك بِظَاهِر خانقاه سرياقوس إِلَى أَن وصل إِلَى الطينة فَوجدَ بهَا غرابا مهيئا للسَّفر فَرَكبهُ بِمن مَعَه واحتاط الْعَرَب على خيولهم وأثقالهم وَسَار إِلَى الْبِلَاد الشامية فلحق بنائبها جقمق الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ(10/167)
من حزبه فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ أمسك مقبل أَيْضا فحبس مُدَّة ثمَّ أطلق وَأعْطِي تقدمة بِالشَّام إِلَى أَن نَقله الْأَشْرَف برسباي لنيابة صفد فِي سنة سبع وَعشْرين ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر ربيع الأول. وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة وَحسن الرَّمْي عِنْده كرم وحشمة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه حسنت سيرته فِي نِيَابَة صفد وَكَانَ فَارِسًا بطلا عَارِفًا بالسياسة وَاسْتقر بعده فِي نيابتها إينال الششماني الْمَاضِي.
697 - مقبل الزين الرُّومِي الزِّمَام بالدور السُّلْطَانِيَّة. / كَانَ رَأْسا فِي الخدام وَعِنْده حشمة ورياسة وَتَوَلَّى الزمامية فِي الدولة الناصرية فرج وَعظم ونالته السَّعَادَة وَعمر عدَّة أَمْلَاك ودور حَبسهَا على مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط البندقانيين بِالْقَاهِرَةِ للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بل فِيهَا وظائف وخزانة كتب وَغير ذَلِك وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة عشر وَخلف مَالا كثيرا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.
698 - مقبل الزين الزيني الطواشي نَائِب شيخ الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ. / مِمَّن سمع على أبي الْحسن الْمحلي سبط الزبير من الِاكْتِفَاء للكلاعي. (سقط)
مقبل صَاحب الينبع. / فِي ابْن نخبار قَرِيبا.
مقبل غلَّة السلطاني. / تقدم فِي ابْن عبد الله.
702 - مقدم بن عبد الله بن عَليّ بن جسار بن عمر الْعمريّ / أحد القواد. مَاتَ فِي مقتلة بجدة فِي صفر سنة سِتّ واربعين. أرخه ابْن فَهد.
703 - مقدم بن هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود / أَمِير يَنْبع.
704 - مكرد بن عمر الْعجلِيّ من عز زبيد. / مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين.
705 - مكرم بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن مكرم السراج أَبُو الْكَرم بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَهِيمُ / وَأَبوهُ من بَيت علم وجلالة. وفالة من عمل شيراز(10/168)
بَينهمَا عشرَة أَيَّام. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي عُلُوم مِنْهَا الْعَرَبيَّة على أَخِيه الْأَكْبَر الْجلَال يحيى وَسمع الحَدِيث على الشّرف الجرهي وَكَانَ فِي أَكثر أوقاته مشتغلا بِهِ مَعَ تصديه أَيْضا للْفَتْوَى والتدريس وَالْقَضَاء بِحَيْثُ تخج بِهِ كثير من الأفاضل. وَمَات فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَأَرْبَعين.
706 - مكرم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ إِمَام الدّين أَبُو الْكَرم وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّد عبد الله بن الْمُحب بن الرضى بن الْمُحب بن الشهَاب بن الرضى الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وشقيقه أَبُو أَبُو السعادات مُحَمَّد وَغَيره. / ولد فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده وَقَرَأَ فِي غَيره قَلِيلا واشتغل كَذَلِك وَأم فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا بمقام إِبْرَهِيمُ مناوبة مَعَ أَخَوَيْهِ ووالدهم، وَلذَا بِخُصُوصِهِ تؤدة وَسُكُون بِالنِّسْبَةِ لَهُم وَهُوَ مِمَّن لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة فِي أَشْيَاء وَكَذَا بعد ذَلِك سِيمَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقبلهَا ويعجبني سكونه)
وتقعدده وَهُوَ أخف وَطْأَة عِنْد جُمْهُور الْعَامَّة من أَخَوَيْهِ مَعَ صغر سنه وَقد أَمرته فِي سنة أَربع وَتِسْعين بأَشْيَاء فِي إِمَامَته فبادر لإِظْهَار الْقبُول وَالسُّرُور.
707 - مكي بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد القواد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين بالأطواء من بِلَاد الْيمن وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة.
708 - مكي بن سُلَيْمَان السندي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار / مؤدب الْأَطْفَال بهَا وَيُسمى أَحْمد أَيْضا وَلكنه لم يشْتَهر بِهِ وَيعرف بالعياشي نِسْبَة لشيخه ومربيه الزيني بن عَيَّاش.
ولد بهَا سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فِي خدمَة الزين بن عَيَّاش فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين ومنظومة شَيْخه غَايَة الْمَطْلُوب والمنهاج الفرعي وتلا بالسبع عَلَيْهِ إفرادا ثمَّ جمعا وتصدى لإقراء الْأَبْنَاء من سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَعلم دورا بعد دور وأثرى من ذَلِك مَعَ سيرة محمودة وَكَثْرَة تِلَاوَة وانعزال وينفع أحبابه بالقرض وَرُبمَا كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فِي مجاوراتي، وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة واستحضار للفن ومراجعة للتيسير واستمرار لحفظ الشاطبية وَفهم لَهَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين رَحمَه الله.
709 - ملج قيل أَنه أَخ للظَّاهِر جقمق وَأَنه وَالِد زَوجته أزبك الخازندار / رَأس نوبَة النوب بعد موت تنم نَائِب الشَّام فيحرر.
710 - ملج الظَّاهِرِيّ جقمق / نَائِب القلعة. مَاتَ فِي منتصف ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده.(10/169)
711 - ممجق بميمين أولاهما مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم مَكْسُورَة الظَّاهِرِيّ برقوق / من أصاغر مماليكه. صَار أَمِير عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ظنا وَكَانَ لَا بَأْس بِدِينِهِ.
712 - ممجق النوروزي نِسْبَة لنوروز الحافظي. / تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة القلعة ودام حَتَّى مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة أَو مستهل رَجَب سنة أَربع واربعين وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا اسْتَقر بعده فِي النِّيَابَة تغرى برمش الْفَقِيه، وتسميته قجق سَهْو.
713 - مَنْصُور بن أبي بكر بن مَنْصُور بن أبي بكر الجناني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي سبط الشَّيْخ سليم. / قطن مَكَّة مُدَّة وَكَانَ بهَا فِي مجاورتي الأولى فَسمع بِقِرَاءَتِي على أبي الْفَتْح المراغي.)
وَمَات بهَا فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة.
714 - مَنْصُور بن الْحسن بن عَليّ بن اخْتِيَار الدّين فريدون بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعِمَاد الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ الكازروني الشَّافِعِي. / عَالم أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي بل وَحضر عِنْد السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَبحث مَعَه ورافق السَّيِّد صفي الدّين الإيجي إِلَى الخواجا فاختليا عِنْده فِي آن وَاحِد وَقَالَ إِن شَيْخه ابْن الْجَزرِي أنْشد فِيهِ:
(يَا صَاح عرج نَحْو خَافَ تَجِد ... زينا يضاهي بشرا الحافي)
(حبرًا بدا فِي عصره قدوة ... فأعجب لهَذَا الظَّاهِر الخافي)
وصنف مَا ينيف على مائَة تأليف مِنْهَا لطائف الألطاف فِي تَحْقِيق التَّفْسِير وَنقد الْكَشَّاف وَشرح البُخَارِيّ وَلم يكملا وَحجَّة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الْكَفَرَة فِي نقد الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ، وَكَانَ مُتَقَدما فِي العقليات سنيا يصْبغ بالحمرة جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَت وقفتها الْجُمُعَة، وَاسْتمرّ مجاورا منجمعا عَن النَّاس لَا يخرج من بَيته غَالِبا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرى ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَدفن بالمعلاة ولقيه بهَا قبل مَوته بِسنة الْكَمَال مُوسَى الذؤالي وَحَمْزَة النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ وحدثاني بترجمته وبكلام لَهُ فِي ابْن عَرَبِيّ أثْبته فِي مُؤَلَّفِي فِيهِ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
715 - مَنْصُور بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب سعد الدّين بن الجيعان أَخُو عبد الْغَنِيّ وَعبد اللَّطِيف الماضيين / كَانَ وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين.
716 - مَنْصُور بن الصفي القطي. / كَانَ أَبوهُ من الكتبة فَنَشَأَ ابْنه على طَرِيقَته وَتخرج بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي ذَلِك وخدم فِي بعض جِهَات الْمُفْرد ثمَّ فِي ديوَان الْأَمِير قانم التَّاجِر بِحَيْثُ عرف بِهِ وسافر مَعَه إِلَى الْعرَاق حِين سَافر فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة(10/170)
جقمق رَسُولا لجهان شاه بن قرا يُوسُف ثمَّ إِلَى الرّوم حِين توجهه إِلَى مُرَاد بك بن عُثْمَان ثمَّ الْحجاز مرّة بعد أُخْرَى حِين كَانَ أَمِيرا فيهمَا فأثرى وتمول جدا وَاسْتقر فِي عمالة السابقية ثمَّ اتَّصل بالزين الأستادار وَتزَوج ابْنَته ورقاه لنظر الْمُفْرد بل ولي الوزارة بعده عودا على بَدْء فِي الْأَيَّام الإينالية ثمَّ الأستادارية كَذَلِك بل وَليهَا مرّة ثَالِثَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مسئولا فِيهَا وَبَالغ فِي تَقْوِيَة يَده وإلباسه فِي كل شهر خلعة جليلة مَعَ إركابه فرسا هائلا والإكثار من الدُّعَاء لَهُ وَرُبمَا جَاءَهُ لبيته وَاسْتمرّ على ذَلِك أَزِيد من سنة ثمَّ قبض عَلَيْهِ بِدُونِ ذَنْب ظَاهر وصادره وأهانه بالضر وَالْحَدِيد وَحكم فِيهِ أعداءه)
وَآل أمره إِلَى أَن أَمر الْمَالِكِي بقتْله فتقل عِنْد خيمة الغلمان فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من شَوَّال سنة سبعين بعد عمل مُسْتَند لقَتله ارتكبوا فِيهِ أمورا خطيرة وَحمل فِي تَابُوت ثمَّ غسل وَصلي عَلَيْهِ جمَاعَة ثمَّ دفن بتربة فِي الصَّحرَاء حذاء أمه وَكَانَت فِيمَا قيل خيرة تسمى فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عَليّ عريقة فِي الْإِسْلَام وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَسمع مِنْهُ التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ حِين الْقَتْل وَبعده وَأكْثر التِّلَاوَة قبل ذَلِك وتزايد الصُّرَاخ عَلَيْهِ من الْعَامَّة وأسمعوا أخصامه خُصُوصا ابْن كَاتب غَرِيب من السب وَالْمَكْرُوه مَا الله بِهِ عليم، وَقد عمر بجوار الْمدرسَة الشريفية من حارة بهاء الدّين قبل الْولَايَة بِهِ فِي الاستطراق وَصَارَ يعرف بِهِ وَقرب جمَاعَة من الْخِيَار كَالشَّمْسِ المسيري وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي أبي شُجَاع وَنَحْوه وَيحسن إِلَيْهِ وَجَمَاعَة برسم التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ عِنْده فِي كل يَوْم والشهابين ابْن أبي السُّعُود والحجاري وَكَانَ كثير الْبر لَهُ وأوذي بِسَبَبِهِ من جماعته طَائِفَة بِحَيْثُ مَاتَ بَعضهم وراج آخَرُونَ بِمَا كَانَ مدخرا عِنْدهم عَفا الله عَنهُ وإيانا.
717 - مَنْصُور بن طَلْحَة بن يَعْقُوب شيخ عرب تلمسان. / مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين.
718 - مَنْصُور بن عقيل بن مبارك بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين بالدكناء من وَادي مر وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا.
719 - مَنْصُور بن عَليّ بن عُثْمَان الزواوي ثمَّ البجائي فقيهها لما امْتنع أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي فَارس / من مبايعة ابْن أَخِيه أبي عَمْرو عُثْمَان بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي فَارس قَامَ مَعَه وَكَانَت لَهُ عصبَة وَقُوَّة بِحَيْثُ استبد ببجاية ثمَّ تراجع وَدخل بَينهمَا فِي الصُّلْح فَكَانَت حوادث لم يتحرر لي الْآن أمرهَا وَإِن أَشَارَ إِلَيْهَا المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَرَأَيْت من وَرَأَيْت من قَالَ أَنه الزواوي الْعَالم الشهير وَأَنه مَاتَ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بتونس وَكَانَ عَالما.(10/171)
720 - مَنْصُور بن عَليّ الْحلَبِي الجزيري. / هَكَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم وَيُحَرر قَوْله الْحلَبِي فَسَيَأْتِي قَرِيبا مَنْصُور الجزيري وَهُوَ مغربي.
721 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني.
722 - مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان بن عمر السّلمِيّ المتناني ومتنانة من أَعمال بجاية البجائي المغربي الْمَالِكِي. / ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ ثمَّ تحول إِلَى بجاية فِي سنة ثَمَان وَسبعين فاشتغل فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمنطق والفرائض والحساب وَغَيرهَا عِنْد سُلَيْمَان بن يُوسُف الحسناوي وَأبي الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد)
بالبجري وَأبي عبد الله مُحَمَّد اللجام فِي آخَرين وارتحل إِلَى تونس فَأخذ عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزلديوي ولد الْعَالم الشهير وَحضر مجَالِس أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْقسم الرصاع، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ليحج فَمَا تيَسّر لَهُ وتخلف فلازم الديمي فِي قِرَاءَة رِوَايَة وَكَذَا أَقرَأ عَليّ وعَلى اللَّقَّانِيّ والسنباطي وَآخَرين وكتبت لَهُ إجَازَة وَله تَمْيِيز فِي الْجُمْلَة وَأَخْبرنِي أَن من عدا الأول من شُيُوخه أَحيَاء وَأَن وَالِده مِمَّن يتفقه أَيْضا وَرُبمَا أَقرَأ فِي الْبَادِيَة وَهُوَ الْآن حَيّ أَيْضا ابْن خمس وَسِتِّينَ.
723 - مَنْصُور بن نَاجِي بن بسر بن ثامر اليمني خَادِم عبيد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ بِمَكَّة.
724 - مَنْصُور بن نَاصِر الحسني الْمَكِّيّ مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان / وَأحد القواد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين.
725 - مَنْصُور بن نَاصِر الْقَائِد. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخهم ثَلَاثَتهمْ ابْن فَهد.
726 - مَنْصُور بن الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الظَّاهِرِيّ سبط الْمُؤَيد أَحْمد بن الْأَشْرَف إينال. / مِمَّن سمع من حفظي بِحَضْرَة أَبِيه المسلسل. مَاتَ وَهُوَ صَغِير بالطاعون فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
727 - مَنْصُور آخر أَخ لَهُ من أَبِيه الْمُؤَيد أَحْمد بن إينال. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين بالطاعون وَكَانَ يقْرَأ بالجوق رياسة عوضه الله الْجنَّة.
728 - مَنْصُور أَبُو عَليّ الْفَارِسِي المغربي وَيعرف بِابْن الصَّواف. / كَانَ صَالحا لَهُ أَحْوَال وكرامات. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمسين.
729 - مَنْصُور الجزيري المغربي / الأديب مؤرخ الْمغرب. كَانَ حَيا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَله نظم فِي عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَهِيمُ وَمِنْه:
(لَئِن طَال حفضي عِنْد خدام بَابَكُمْ ... وَلم يؤثروا بِالرَّفْع إِلَّا مخازني)(10/172)
(سأنفق عمري فِي حِسَاب زمانهم ... وأغلق عَن كسب الْعُلُوم مخازني)
730 - مَنْصُور الْحَكِيم. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
731 - منكلى بغا الْعَلَاء الصَّالِحِي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالعجمي. / صيره النَّاصِر ابْن)
أستاذه من جملَة دوادارية السُّلْطَان وأرسله رَسُولا إِلَى تيمور فِي حُدُود سنة خمس ثمَّ رَجَعَ وَولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الْمُؤَيد وشدد على النِّسَاء حَتَّى قيل: لَا تمسك طرفِي منكلى خَلْفي علقتو مِائَتَيْنِ قبل مَا يعفي ثمَّ عزل وَاسْتقر من جملَة الْحجاب دهرا حَتَّى مَاتَ بعد تمرض طَوِيل فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد شاخ، وَكَانَ شَيخا قَصِيرا ذَا لحية مسترسلة يذاكر السماعات. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يكن مشكورا
732 - منكلى بغا قراجا الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد الطبلخانات بالديار المصرية. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عَن أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة وَدفن بتربته فِي الصَّحرَاء وَلم يتْرك سوى بنت. ذكره الْعَيْنِيّ.
733 - مُنِير الزين السيراجي / أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
734 - مُنِير بن جويعد بن بريم أحد زعماء ذَوي عمر. / مَاتَ سنة تسع وَخمسين.
735 - منيع بن موفق الْقَائِد الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
736 - مهار بن فَيْرُوز شاه بن مُحَمَّد تمّ بن بهم تمّ بن جرد بن شاه بن طغلق بن طبق شاه سيف الدّين بن قطب الدّين / صَاحب جَزِيرَة هُرْمُز والبحرين قتل أَبَاهُ واستبد بِالْملكِ وَعظم قدره وفخم أمره وَصَارَت فِي أَيَّامه هُرْمُز بندر الدُّنْيَا يَأْتِيهَا مراكب ممالك الْهِنْد والزيرك من بِلَاد الصين ويقصدها تجار خُرَاسَان وسمرقند وَغَيرهَا فامتلأت خزائنه وشكرت سيرته وعمرت بِلَاده. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَلم يؤرخ وَفَاته.
737 - مهْدي الذويد. / مَاتَ فِي سلخ ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
738 - مهنا بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الزين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الدنيسري ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَسمع من التَّاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ مِصْبَاح الظلام لجد وَالِده مُحَمَّد بن مُوسَى وَمن الْجمال الأميوطي قِطْعَة من سيرة ابْن سيد النَّاس، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَذكره الفاسي فَقَالَ: نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الخوزي بهَا(10/173)
جاور فِيهَا نَحْو أَرْبَعِينَ سنة أَو أَزِيد وَكَانَ فِيهِ خير وإحسان لجَماعَة من الْفُقَرَاء وخدم الْفُقَرَاء برباط الخوزي سِنِين ثمَّ ولي مشيخته نَحْو ثَلَاثِينَ سنة)
واشتهر بذلك عِنْد النَّاس. مَاتَ فِي آخر ربيع الأول سنة عشْرين وَهُوَ فِي عشر السّبْعين أَو جازها. وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
739 - مهنا بن حُسَيْن بن عَليّ الشّرف الْبَغْدَادِيّ / أحد شُيُوخ عُلَمَاء الْحَرْف. قَالَ المقريزي فِي عقوده صحبني سِنِين وَكَانَت عِنْده فَوَائِد. مَاتَ فِي حُدُود سنة عشر عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة.
مهنا بن طرنطاي. / صَوَابه مُحَمَّد بن طرنطاي وَلَكِن كنت كتبته هُنَا غَلطا.
740 - مهنا بن عبد الله الْمَكِّيّ. / كَانَ من كبار الصلحاء. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة عشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
741 - مهنا بن عَليّ بن حُسَيْن البندراوي نِسْبَة لبندرة بَين سنباط وطوخ وَهِي إِلَيْهَا أقرب ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / لَازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ جَمِيع شرح ألفية الْعِرَاقِيّ سَمَاعا فِي الْبَحْث إِلَّا مَا فَاتَهُ مِنْهُ فَقَرَأَ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد وَقَالَ إِن ذَلِك بحثا واستثارة للفوائد وَأذن لَهُ فِي قِرَاءَته وإقرائه وَكَذَا أَخذه بقرَاءَته عَن الشهَاب بن المحمرة وَقَالَ قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل واستكشاف واسترشاد وَقَرَأَ على شَيخنَا غير ذَلِك وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ قَائِم إجلالا للْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن القاياتي ورافقه فِي هَذَا كُله الصندلي فَإِنَّهُ كَانَ قد اخْتصَّ بِهِ وَلَزِمَه فِي طَرِيقَته بِحَيْثُ الْتحق بِهِ فِي الصّلاح وَالْخَيْر وَقَالَ فيهمَا الغمري أَنَّهُمَا خُلَاصَة النَّاس وَصَحب إِبْرَهِيمُ الأدكاوي واختلى عِنْده وَذكر بِالْولَايَةِ وَالْأَحْوَال السّنيَّة وَكَانَ يقْصد بِالصَّدَقَةِ فيقبلها ويعطيها الْفُقَرَاء بل رد هُوَ ورفيقه الْمَذْكُور مَا أوصى لَهما صَاحبهمَا سليم بِهِ وَهُوَ نصف مَاله إِلَى بَنَاته ونفذا وَصيته إِلَى قاعة السِّلَاح، وَلم يلبث أَن مَاتَ بعده بِنَحْوِ سِتَّة أَيَّام فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بهم.
742 - مهيزع بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان شَقِيق هيزع الْآتِي ويكنى أَبَا الْغَيْث. /
مَاتَ بالخبت فِي يَوْم الْأَحَد وَجِيء بِهِ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرى ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة فصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى المعلاة وَقد جَازَ الْعشْرين.
743 - مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر بن مُوسَى بن أبي بكر بن إِسْمَعِيل بن الشَّيْخ حسن الشّرف العشماوي الْمَالِكِي قريب عبد الْبَارِي الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني.
744 - مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ /، أمه أم ولد. كَانَ صَالحا متواضعا. مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين.)(10/174)
(سقط)
مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الله الشّرف السُّبْكِيّ. / فِيمَن جده مُوسَى بن عبد الله.
748 - مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْكَمَال الْيَمَانِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد اللَّطِيف الماضيين. /
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة واشتغل وتميز فِي الْفِقْه وَحضر مجَالِس الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ القَاضِي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء، ودرس وَأفْتى وَلما ملك بَنو طَاهِر زبيد أضيف إِلَيْهِ نظر الْمدرسَة الحسينية وتدريسها إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة تسع وَسبعين، وَقد كتب تَصْحِيحا على الْوَجِيز استمده من تَصْحِيح التقي عمر الفتي وَقطعَة على الْمِنْهَاج رَحمَه الله.
749 - مُوسَى بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام الشّرف الْأنْصَارِيّ السنكلومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالبرنكيمي. / ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببرنكيم من أَعمال الشرقية وتحول مَعَ أَبِيه إِلَى سنكلوم ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفُنُون وأشير غليه بِتمَام الْفَضِيلَة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة وَمن شُيُوخه الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَابْن المجدي والمناوي والشرواني وَابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والأمين الأقصرائي وَسمع على شَيخنَا ومستمليه وَابْن عَمه شعْبَان والزين بن خَلِيل القابوني وَآخَرين وتصدر للإقراء بالأزهر وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة، واستنابه الْمَنَاوِيّ فِي القضا فَوَافَقَ لأَجله ثمَّ)
ترك بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَكَذَا استقربه السَّعْدِيّ بن الجيعان فِي مشيخة مدرسته ببولاق أول مَا فتحت ثمَّ صَارَت إِلَيْهِ إمامتها وَكَذَا(10/175)
خطابتها برغبة الولوي بن تَقِيّ الدّين لَهُ عَنْهَا وقطنها من ثمَّ وَصَارَ يَجِيء إِلَى الْجَامِع مِنْهَا أَيَّام إقرائه ثمَّ ترك الْمَجِيء قبيل مَوته بسنوات ودرس أَيْضا فِي الْجَامِع الْبَارِزِيّ ببولاق نِيَابَة وَصَارَ مَقْصُودا فِيهِ بالاستفتاء بل رُبمَا قصد من غَيره حَتَّى كَانَ أحد الكتبة فِي كائنة ابْن الفارض، وَكَانَ فَاضلا مفننا حسن الْعشْرَة لطيفا متواضعا منجمعا عَن بني الدُّنْيَا عديم التَّرَدُّد إِلَيْهِم مُعْتَقدًا فِي الصَّالِحين بِحَيْثُ رغب فِي تَزْوِيج ابْنَته لأحد أَوْلَاد أبي الْعَبَّاس الغمري. تعلل أَيَّامًا وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشرى صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الصَّلَاة بالأزهر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
750 - مُوسَى بن أَحْمد بن عِيسَى الحرامي / بالمهملتين أَمِير حلى انْفَرد بأمرتها بعد أَخِيه دريب ثمَّ أخرجه حسن بن عجلَان مِنْهَا ثمَّ عَاد إِلَيْهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
751 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَمَال الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي ابْن عَم صاحبنا حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَاضِي. / قدمه الْفَقِيه يُوسُف بن يُونُس الْمقري رَئِيس الْيمن لمنصب الْقَضَاء بزبيد مضادة لِابْنِ عبد السَّلَام فَصَارَ بزبيد قاضيان.
752 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد الرداد وَيعرف بِابْن الزين / لقب أَبِيه زين العابدين.
من فُقَهَاء الْيمن الْأَحْيَاء فِي سنة سبع وَتِسْعين مِمَّن يدرس الْفِقْه ويقرئ القراآت وَهُوَ مشتغل بشرح الْإِرْشَاد.
753 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن أَيُّوب الشّرف الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة بجماعيل وَنَشَأ بمردا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق سنة سِتِّينَ فحفظ الْمقنع وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْفِقْه وأصوله والزين عبد الرَّحْمَن الطرابلسي نقيب ابْن الحبال والشهاب بن زيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وسيرة ابْن هِشَام وَغَيرهَا ولازم الْعَلَاء المرداوي والتقي الجراعي وتنزل وتنزل فِي الزاوية لأبي عمر وتكسب بِالتِّجَارَة وتميز، وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَاجْتمعَ بِي فِي أَوَاخِر جُمَادَى)
الثَّانِيَة فَقَرَأَ عَليّ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَسمع المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وحديثا من مُسْند أَحْمد، وكتبت لَهُ إجَازَة وَسمع مَعَه التقي البسطي الْحَنْبَلِيّ وتناولا ذَلِك.
754 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان الشّرف السُّبْكِيّ ثمَّ(10/176)
القاهري الشَّافِعِي وَيعرف فِي بَلَده كَمَا بَلغنِي بِابْن سيد الدَّار. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسبك العبيد وَتسَمى أَيْضا سبك الْحَد فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا وبالقاهرة وَكَانَ ارتحاله إِلَيْهَا وَهُوَ كَبِير فَأَشَارَ إِلَيْهِ حفيد الْبَهَاء بن التقي السُّبْكِيّ بالاشتغال فحفظ الْعُمْدَة وَالْحَاوِي والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على الأبناسي وَكَانَت بَينهمَا مصاهرة ولازمه فِي التفقه بِهِ فَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه فِيهِ بِهِ وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْبَدْر بن الطنبدي وَابْن أبي الْبَقَاء وأذنوا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس بل يُقَال أَن الأول اسْتَخْلَفَهُ فِي حلقته حِين حج حجَّته الَّتِي مَاتَ فِي رُجُوعه مِنْهَا وتلا لأبي عمر وعَلى شخص بالمقس يُقَال لَهُ ابْن الشَّيْخ وَبحث على من عداهُ فِي النَّحْو وَالْأُصُول أَخذ عَنْهُم ابْن المُصَنّف والتوضيح والمنهاج الْأَصْلِيّ بل بحث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب أَيْضا على الشهَاب المغراوي وانتفع فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا بمذاكرة رَفِيقه الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ وَسمع على الأبناسي والتنوخي والزين الْعِرَاقِيّ والطنبدي والشهاب الْجَوْهَرِي فِي آخَرين وحد غير مرّة الأولى فِي حُدُود سنة عشر وسافر إِلَى الْقُدس وَدخل الصَّعِيد، وتصدى للإقراء فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة طبقَة بعد طبقَة حَتَّى صَار غَالب الْأَعْيَان من طلبته، وَكَانَ فِي كل سنة يقرئ إِمَّا التَّنْبِيه أَو الْحَاوِي أَو الْمِنْهَاج تقسيما بالجامع الْأَزْهَر وَولي تدريس مدرسة ابْن غراب وَكَذَا الطيبرسية برغبة الشّرف بن الْعَطَّار لَهُ عَنهُ. وَكَانَ إِمَامًا ثبتا حجَّة فَقِيها يكَاد أَن يكون بِأخرَة أحفظ المصريين لَهُ يستوعب فِي تَقْرِيره كتبا مُعينَة على الْكتب الَّتِي يقرئها وَرُبمَا زَاد من غَيرهَا كل ذَلِك عَن ظهر قلب مشاركا فِي النَّحْو وَالْأُصُول غير أَنه لم يُوَجه قَصده لغير الْفِقْه كَهُوَ حسن التَّقْرِير جدا فِي كل ذك لَا ينْتَقل عَن الشَّيْء حَتَّى يفهمهُ الْجَمَاعَة مَعَ ثُبُوت كَلَامه فِي النَّفس مِمَّا هُوَ دَلِيل لعمارة بَاطِنه وَحسن قَصده مَعَ متين ديانته وتواضعه ومكارمه وإيثاره الانجماع عَن النَّاس وَإِذا اضْطر لحضور مجْلِس الحَدِيث عِنْد السُّلْطَان أَو غَيره لَا يتَكَلَّم أصلا وإكثاره من التِّلَاوَة وَعدم انفكاكه عَنْهَا سِيمَا لسورة الْكَهْف فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ويومها حَتَّى فِي مَرضه، ولطف عشرته وظرفه ومشيه على قانون السّلف خُصُوصا شَيْخه الأبناسي وَمن وَصَايَاهُ لَهُ ترك الْقَضَاء وَذكر)
شَيْئا آخر إِمَّا الشَّهَادَة أَو قِرَاءَة الصغار فوفى بهَا وَكَونه أطلس لَا شعر بِوَجْهِهِ يسكن الناصرية. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مرض فِي سادس عشر رَمَضَان يُقَال بِمَرَض السل فَإِن أَطْرَافه كَانَت ترى فِي ثِيَابه كَأَنَّهَا الخيوط وَلم يبْق مِنْهُ سوى الْجلد حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْمه(10/177)
فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَنه كَانَ متصديا لشغل الطّلبَة بالفقه جَمِيع نَهَاره وَأقَام على ذَلِك نَحْو عشْرين سنة وَلم يخلف بعده فِي ذَلِك نَظِيره قَالَ وَكَانَ سناطا يَعْنِي لَيست لَهُ لحية، قلت وقرأت بِخَط بعض المجازفين وَيُقَال أَنه وجد بعد مَوته خُنْثَى رَحمَه الله وإيانا.
755 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عمر الشّرف الدهمراوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابْن ملك ومختصر أبي شُجَاع واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والنحو، ولازم الشُّيُوخ مُدَّة وَصَحب الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وقتا وَرُبمَا سمع على شَيخنَا وتنزل فِي الجمالية وَغَيرهَا، وَكَانَ يسكن بِالْقربِ من حَوْض الصارم ويذاكر بعض الْمسَائِل بل لَهُ نظم كتب عَنهُ مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا مَعَ كَونه كَانَ يسألني عَن أَشْيَاء، وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى قريب السِّتين.
756 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو عمرَان بن الشهَاب الدؤالي الصريفيني الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالمكشكش / بمعجمتين وكافين الثَّانِيَة مَكْسُورَة. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل بِالْقربِ من زبيد وَأخذ عَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أبي بكر بن جعمان الذؤالي وخاله وَابْن عَمه الشّرف أبي الْقسم بن جعمان وَكَذَا عَن الطّيب النَّاشِرِيّ وَمَنْصُور الكازروني وَغَيرهم ولازمني فِي سنتي سِتّ وَسبع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة دراية وَرِوَايَة قِرَاءَة وسماعا واغتبط بذلك وَكتب شرحي على الْهِدَايَة الجزرية وأفادني كثيرا من مُتَأَخّر التراجم والوفيات والحوادث اليمنية وَكتب بِخَطِّهِ لي كراريس فِي ذَلِك وَكَذَا اختصر مؤلف شَيْخه فِي صلحاء الْيمن وَكتبه لي وَلَده، وَهُوَ فَاضل متميز بالمشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَنَحْوهمَا مَعَ أنسة بالتقييد واستحضار لكثير من أَحْوَال الْيمن وَأَهله وجودة خطّ ولتقلله كَانَ أَحْيَانًا يكْتب بِالْأُجْرَةِ، وَرُبمَا نظم وَقد امتدحني بِأَبْيَات أنشدنيها لفظا وكتبها لي بِخَطِّهِ وأذنت لَهُ فِي إجَازَة حافلة مُشْتَمِلَة على ماتحمله عني وَغير ذَلِك أوردت جملَة مِنْهَا فِي)
الْكَبِير، وَبعد رجوعي كَانَت كتبه ترد عَليّ مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ بِمَكَّة بل وَردت بعد رُجُوعه من بِلَاده لمَكَّة فِي سنتي ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين بالثناء الْبَالِغ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَجْمُوع حسن.
757 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب الرمثاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا ولازم الشّرف الْغَزِّي حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكَذَا أَخذ بِمَكَّة عَن ابْن ظهيرة وَأخذ الْفَرَائِض عَن الْمُحب الْمَالِكِي وَفضل فِيهَا وطرفا من الطِّبّ(10/178)
عَن الرئيس جمال الدّين وَكتب بِخَطِّهِ وَمهر وتعانى الزِّرَاعَة ثمَّ تزوج ابْنة شَيْخه الشّرف وَمَاتَتْ مَعَه فورث مِنْهَا مَالا ثمَّ بذل حَتَّى نَاب فِي الحكم بل ولي قَضَاء الكرك سنة أَربع عشرَة، وصاهر الأخنائي وامتحن مرّة.
قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي تَارِيخه كَانَ سيئ السِّيرَة عِنْده دهاء فتح أبوابا من الْأَحْكَام الْبَاطِلَة فاستمرت بعده. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَيُقَال إِنَّه سم. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
758 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الشّرف الحسني السرسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الناصرية. / حفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا بالسبع على التَّاج بن تمرية وَلكنه لم يكمل فأكمل على الزين طَاهِر، وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَغَيرهمَا كشيخنا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة، وَلم يكن بالبارع بلَى تردد لجَماعَة من الْأَعْيَان وزاحم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء وَنَحْوهم حَتَّى أَنه سعى فِي تدريس الحَدِيث بقبة البيبرسية عقب شَيخنَا ابْن خضر لظَنّه أَنه لَهُ لَا نيابه وَاسْتقر فِي نصف تدريس القراآت بالظاهرية الْقَدِيمَة وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات وَحج وحصلت لَهُ ماخولية فِي وَقت. وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد قَارب السِّتين ظنا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَخلف ولدا وتركة.
759 - مُوسَى بن أَحْمد الشّرف أَبُو البركات بن الشهَاب العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عيد / بِكَسْر الْمُهْملَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا دَال مُهْملَة. ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن الْقُضَاة الشَّمْس الصَّفَدِي وَحميد الدّين النعماني والحسان بن بريطع وقوام الدّين ويوسف الرُّومِي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض ولازم فِي أصُول الْفِقْه وَغَيره الأول وَفِي العقليات الثَّانِي وَالثَّالِث والأخيرين وَكَذَا مولى شيخ البُخَارِيّ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه لدرر الْبحار فِي الْفِقْه وَشَرحه لنظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وَأخذ فِي الْكَشَّاف قِرَاءَة وسماعا عَن الجم النعماني ابْن عَم الْمَاضِي ولازم فِي)
الْمعَانِي وَالْبَيَان حُسَيْنًا الجزيري الشَّافِعِي وَفِي الْعَرَبيَّة الْعَلَاء القابوني وَفِي الْمنطق الشَّمْس الكريمي حِين قدم عَلَيْهِم دمشق بل أنزلهُ عِنْده وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا مَعَ الْحساب الزين الشاغوري الشَّافِعِي صهره وَفِي شرح الشمسية عَن مولى حاجي وَفِي الْأَحْيَاء عَن الشهَاب الأقباعي وَفِي التصوف والقراآت عَن الشَّمْس الجرادقي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالنحوي وَفِي التصوف وَغَيره عَن الْجمل يُوسُف المغربي الوانوغي وَفِي القراآت فَقَط الشَّمْس بن النجار وَفِي التصوف وَحده البلاطنسي فِي مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَسمع على الْعَلَاء بن بردس والونائي وَغَيرهمَا بل قَرَأَ الصَّحِيح(10/179)
على الْبُرْهَان الباعوني وَأكْثر من الِاشْتِغَال جدا على طَريقَة جميلَة من السداد وَالْخَيْر حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة، وَقدم الديار المصرية مرّة بعد أُخْرَى وَأخذ عَن الشمني والأقصرائي وَابْن الديري والزين قَاسم والكافياجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه فِي كلمتي الشَّهَادَة وَآخَرين وَأم بمقام الْحَنَفِيَّة من الْجَامِع بل وَجلسَ فِيهِ وَفِي غَيره للتدريس، وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ حج فِي سنة أَربع وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر دروس عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكتب لَهُ، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَعْرض عَن النِّيَابَة بل والإفتاء خطا وعبته قَاسم الدِّمَشْقِي على ذَلِك لتقدمه عِنْده فِيهَا فَلم يلبث أَن ولاه الْأَشْرَف قايتباي حِين اجتيازه بِالشَّام قضاءها الْأَكْبَر مسئولا فِيهِ بعد الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون وحمدت سيرته وصمم فِي كثير من القضايا مَعَ استمراره على مُلَازمَة الِاشْتِغَال والإشغال إِلَى أَن انْفَصل عَن قرب بالتاج ابْن عربشاه لعدم انجراره فِي استبدال مَا طلب مِنْهُ، وَأقَام بعد الِانْفِصَال على طَرِيقه مُقبلا على الْعلم وَالْعِبَادَة مَعَ الإلحاح عَلَيْهِ من طلبته وَنَحْوهم فِي الْكِتَابَة بالسؤال فِي الْعود فَمَا وَافق إِلَى أَن استدعى بِهِ الْأَشْرَف أَيْضا بعد وَفَاة الأمشاطي فَقدم عَلَيْهِ وَمَعَهُ صهره الزين الشاغوري فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ فولاه الْقَضَاء وعظمه جدا وَسكن بالصالحية النجمية واستناب كل من كَانَ نَائِبا عَن الَّذِي قبله ثمَّ زَاد وَنَصّ وليم فِي سرعَة تقلبه فِي ذَلِك وَعدم تأنيه مِمَّا سَببه غَلَبَة سَلامَة بَاطِنه المؤدية إِلَى الهوج بل كَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ ومزيد التودد الْمُقْتَضِي لمحبة النَّاس وَالرَّغْبَة فِي المذاكرة بِالْعلمِ وعلق عزل نوابه على ارتشائهم وَبَلغنِي أَنه كَانَ نوى أَن يرتب لفقرائهم من معاليمه مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة ووظائف الْعِبَادَة والاتصاف بِحسن الشكالة وَالْوَقار واللحية النيرة وَقصر الْقَامَة وَقد سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا من غير وَاحِد م أهل بَلَده وَأَن البلاطنسي وخطابا كَانَا يرفعان من شَأْنه بل وَكتب إِلَيّ وَأَنا بِمَكَّة)
بِكَثِير من ذَلِك غير وَاحِد من الْقَاهِرَة مَعَ فضيلته ومزاحمته المتوسطة، ولأوصافه الجميلة وخيره أكْرمه الله بِسُرْعَة الِانْفِصَال عَن الْقَضَاء فِي البلدين فَفِي الشَّام بِالْعَزْلِ وَأما هُنَا فَإِنَّهُ قبل استكمال شَهْرَيْن من ولَايَته زلزلت الأَرْض وَسقط عَلَيْهِ سَاقِط من أَعلَى حفة إيوَان الْحَنَابِلَة من الصالحية مَحل سكنه وَذَلِكَ آخر يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة سِتّ فَقضى غَرِيبا شَهِيدا وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بسبيل المؤمني وَدَفنه بحوش تربته وَكَأن الزلزلة كَانَت لفقده رَحمَه الله وإيانا وَقَالَ الشهَاب المنصوري:
(زلزلت مصر يَوْم مَاتَ بهَا ... قَاضِي الْقُضَاة الْمُهَذّب الْحَنَفِيّ)(10/180)
(مَا زَالَ طول الْحَيَاة فِي شرف ... حَتَّى انْقَضى الْعُمر مِنْهُ بالشرف)
وَأَشَارَ إِلَى مَا قيل من سُقُوط شرافة عَلَيْهِ، وَمن نكته وَقد قيل لَهُ حِين طلب مِنْهُ عود ابْن دَاوُد أَنه يكْتب التَّارِيخ قَوْله هُوَ نَفسه تَارِيخ.
مُوسَى بن أَحْمد الحسني. / شهد على عبد الدَّائِم فِي إجَازَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد مضى فِيمَن جده مُوسَى قَرِيبا.
760 - مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الشّرف الْكِنَانِي الججيني بجيمين الثَّانِيَة مُشَدّدَة الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت ثَانِي الثقفيات، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكتب الْمَنْسُوب بل كَانَ شيخ الْكتاب بِدِمَشْق وَينزل بحارة جَامع تنكز. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع واربعين.
761 - مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن مَحْمُود الطَّائِفِي. / مِمَّن سمع مني.
762 - مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشّرف الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي وَالِد عبد السَّلَام الْمَاضِي / وَصفه الْمُحب بن ظهيرة بالشيخ الصَّالح. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة أَو قبيلها.
763 - مُوسَى بن حسن بن عمر بن عمرَان الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ متسببا ينتمي للبرهاني القَاضِي وَقدمه فِي الْإِعْلَام بتمييز الْجِرَاحَات.
764 - مُوسَى بن النَّاصِر حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون. / مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
765 - مُوسَى الشّرف بن الْبَدْر حسن / وَاسْتقر فِي نظر الدولة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بقاسم شغيتة ثمَّ فِي نظر الأحباس والأوقاف بعد الشّرف بن البقري وَبئسَ البديل. (سقط)(10/181)
(سقط)
(رام العذول سلوى عَن هوى رشأ ... ذاب الْفُؤَاد بِهِ من شدَّة الْأَلَم)
(فَقلت كَيفَ سلوى عَن هَوَاهُ وَقد ... أَمْسَى غرامي بِهِ نَار على علم)
مَاتَ تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
مُوسَى بن الزين فِي ابْن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد. /
769 - مُوسَى بن سعيد الشّرف الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن البابا. / كَانَ أَبوهُ يخْدم ابْن الْملك بالحسينية وَنَشَأ هُوَ على طَرِيقَته ثمَّ اشْتغل وَكتب الْخط الْحسن وشارك فِي الْفُنُون مَعَ التقلل والفقر وَالدَّعْوَى العريضة فِي معرفَة الطِّبّ والنجوم وَغير ذَلِك ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة فتح الله)
فَحصل وظائف بِدِمَشْق وأثرى وَحسنت حَاله، وَحج ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده، وَوجدت بِخَط المقريزي عَنهُ أَنه أخبرهُ أَنه جرب مرَارًا أَن من وضع شَيْئا فِي مَكَان وزم نَفسه مُنْذُ يَضَعهُ إِلَى أَن يبعد عَنهُ فَإِن النَّمْل لَا يقربنه.
770 - مُوسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الْكَرِيم الشّرف الشَّامي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي وَيعرف بِابْن عبد الْكَرِيم. / قَرَأَ الشاطبية من حفظه على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وتلا عَلَيْهِ بالسبع وتكسب فِي الْكتب وبرع فِي ذَلِك جدا. وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وترجمه.
771 - مُوسَى بن شاهين الشجاعي وَيعرف بِابْن الترجمان / لكَونهَا كَانَت وَظِيفَة أَبِيه. اسْتَقر فِي نقابة الْجَيْش بعد صرف أَمِير حَاج بن أبي الْفرج فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ صرف فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا.
772 - مُوسَى بن شكر. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
773 - مُوسَى بن الْمُؤَيد شيخ. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سلخ رَمَضَان سنة إِحْدَى(10/182)
وَعشْرين وَدفن فِي جَامع أَبِيه. أرخه الْعَيْنِيّ.
774 - مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن عَليّ بن عمر الشطنوفي ثمَّ القاهري وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الشريف شرف الدّين الشَّاهِد الشَّاعِر ذُو الشينات. ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَكَانَ فَاضلا شَاعِرًا ينظم الشّعْر المغسول سَمِعت مِنْهُ كثيرا من شعره. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَقد سمع مَعنا على بعض شُيُوخنَا وَكَانَ حسن المحاضرة وَبَينه وَبَين مرتضى ابْن إِبْرَاهِيم يَعْنِي المترجم فِي مُعْجم شَيخنَا أَيْضا معارضات كَثِيرَة فِيمَا يتَعَلَّق بعلي وَمُعَاوِيَة فَكَانَ هَذَا يظْهر التعصب لمعاوية ليغضب الشريف مرتضى فَيَقَع بَينهمَا ماجريات ظريفة انْتهى. وَقَالَ فِي إنبائه كَانَ حسن المحاضرة كَثِيرَة النادرة وينظم شعرًا كثيرا وسطا.
775 - مُوسَى بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وأبوهما وجدهما وَيعرف بالزمزمي / نِسْبَة لبئر زَمْزَم. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ المجدد لسبيل الوتش بطرِيق مني قَرِيبا من سَبِيل)
السِّت الْمَعْرُوف بِابْن مزنة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسبل فِيهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق وَكَانَ يتَكَلَّم فِي وقف عَلَيْهِ بنخلة وينسب لحجب الجان بِكِتَابَة وَغَيرهَا.
776 - مُوسَى بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد الشّرف السمديسي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْغفار. / ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا بالصحراء وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمختصر وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَأخذ عَن السنهوري واللقاني وَغَيرهمَا كالنور الْوراق فِي الْفِقْه وَغَيره وَعَن التقيين الشمني والحصني وَكَذَا الْعَلَاء الحصني فِي العقليات وجود الْخط عِنْد ابْن سعد الدّين وتميز فِي الْكِتَابَة والتجليد والتذهيب وَغَيرهَا وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبعين، وناب فِي الْقَضَاء عَن الحسام بن حريز فوض إِلَيْهِ يَوْم وَفَاته أَبِيه ثمَّ عَن من بعده وبرع فِي صناعته وَصَارَ أحد من عَلَيْهِ الْمعول أَيَّام اللَّقَّانِيّ وَكثر فِيهِ الْكَلَام وتناقص بعده قَلِيلا.
777 - مُوسَى بن عبد الله بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن قُرَيْش الشّرف الظَّاهِرِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / وفقيه الْأَيْتَام بمكتب السُّلْطَان بهَا. ولد بظاهرية العباسية وَمن الشرقية فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر فجوده على إِمَامه النُّور البلبيسي وَحفظ نصف الْمِنْهَاج وَحضر عِنْد الشهَاب الزواوي وَالْفَخْر المقسي بل قَرَأَ عَلَيْهِمَا وَكَذَا حضر عِنْد الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَلم يتَمَيَّز. وَحج مرَارًا ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة من سنة ثَلَاث وَسبعين(10/183)
وَاسْتقر بعد فِي الفقاهة الْمشَار غليها وَكَانَ بتردد إِلَيّ وَرُبمَا اسْتَعَانَ بِي فِي بعض الْأُمُور وَرَأَيْت من يذكرهُ بشر وَلَيْسَ بِبَعِيد وَإِن ساعد بعض من يرى ضَرُورَته لغَرَض مَا.
778 - مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ الشّرف بن الْجمال بن جمَاعَة الْمَقْدِسِي شَقِيق إِبْرَهِيمُ وسبط القَاضِي سعد الدّين بن الديري. / حفظ كتبا واشتغل عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وَسمع مَعنا وَهُوَ صَغِير على جده وَغَيره وَفضل ودرس مَعَ ديانَة وَخير وانجماع، وَحج وَله حِصَّة فِي الخطابة وَغير ذَلِك.
779 - مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الشّرف البهوتي ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن وَعبد السَّلَام الماضيين. / حفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على الشَّمْس البُخَارِيّ الطرابلسي حِين قدومه عَلَيْهِم دمياط وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج واشتغل فِيهِ يَسِيرا وَصَحب أَحْمد التكروري وَكَانَ)
يأثر عَنهُ كرامات وَأقَام بدمياط يُؤَدب الْأَطْفَال ويؤم بالجامع البدري مَعَ الْقيام بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَعدم الاكتراث بِمَا يقاسيه بِسَبَب ذَلِك مَعَ مزِيد سَلامَة الصَّدْر والسذاجة.
وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْمُقْرِئ وَقَالَ إِنَّه كَانَ يصحب سليما والشهاب الجديدي الْأَعْلَى فَلَمَّا تمرض مرض الْمَوْت تحول إِلَى الْقَاهِرَة ليتداوى بهَا من عَارض عرض لَهُ بِعَيْنيهِ وَسَأَلَ أَهله فِي دَفنه بجوارهما فَأَدْرَكته الْمنية بهَا فِي رَابِع شَوَّال سنة خمس وَخمسين فَصلي عَلَيْهِ وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر فِي جوارهما رَحمَه الله وإيانا.
مُوسَى بن عَطِيَّة الشّرف اللَّقَّانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن عمر بن عوض بن عَطِيَّة.
780 - مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشّرف التتائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَهِيمُ وَأحمد وَأبي بكر وَمُحَمّد وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بتتا قَرْيَة بالمنوفية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة مَعَ إخْوَته وأبيهم واشتغل بِالْعلمِ مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر ثمَّ حبب إِلَيْهِ المتجر وسافر فِيهِ إِلَى الْحجاز وَغَيرهَا وَأول مَا دَاخل الدولة كَانَ هُوَ المتوجه لمَكَّة بالأعلام برضى الظَّاهِر جقمق عَن السَّيِّد بَرَكَات بن حسن وَطَلَبه أَو وَلَده ليقابل وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَأَرْبَعين فَكَانَ وُصُوله لمَكَّة فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا فَبَلغهُ أَن السَّيِّد فِي حلى بني يَعْقُوب فَتوجه مَعَ النجاب إِلَيْهِ وبلغه الرسَالَة وَرجع مَعَه بولده فِي الْبر حَتَّى وصل الْقَاهِرَة وانتظم الْأَمر فِي عود السَّيِّد فنبل فِي عين الْملك وعد فِي الْأَعْيَان، وراج أمره فِي الدولة وتزايد تردده للسُّلْطَان مَعَ كَونه على هَيْئَة التُّجَّار بِحَيْثُ صَار أَبُو الْخَيْر النّحاس فِي أَيَّام محنته يَسْتَعْمِلهُ فِيمَا يروم إيصاله إِلَيْهِ إِلَى أَن استشعر بِعَدَمِ نصحه لَهُ وَأَنه رُبمَا يدس مَا فِيهِ إغراء للسُّلْطَان بِهِ فَأخذ حذره مِنْهُ واستوحش(10/184)
كل مِنْهُمَا من الآخر فَلَمَّا انطمست أَيَّام النّحاس كَانَ هُوَ المحاقق لَهُ بِحَيْثُ اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِيمَا كَانَ مَعَه من الوظائفوهي نظر الجوالي وَالْكِسْوَة والبيمارستان والخانقاه السعيدية وجامع عَمْرو ووكالة بَيت المَال وَغَيرهَا وَقَامَ بِالدَّعْوَى عَلَيْهِ والحوطة على موجوده وحواصله وَظَهَرت زِيَادَة كفاءته فَكَانَ انْتِهَاء ذَاك ابْتِدَاء الشّرف وَتردد النَّاس إِلَيْهِ وعولوا فِي كثير من مهماتهم عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ فِي تزايد من الترقي إِلَى أَن تملك الْأَشْرَف إينال فتقهقر قَلِيلا سِيمَا وَقد صرف عَن عدَّة وظائف بَعْضهَا برغبته وَلَكِن مَعَ اسْتِمْرَار صُورَة وجاهته فَلَمَّا مَاتَ الجمالي نَاظر الْخَاص خطب عوضه لنظر الْجَيْش وَقدم على كثير من السعاة فِيهِ فحسنت سيرته حَتَّى سَمِعت الشرفي بن الجيعان يثني على حذقه فِي)
المصطلح فِيهِ وإدراكه لما رتبه مَعَه فِي الْكِتَابَة وَأَن النَّجْم بن حجي لم يهتد لما اهْتَدَى لَهُ ثمَّ صرف عَنهُ بَان الديري مَعَ التَّعَرُّض لصَاحب التَّرْجَمَة بِأخذ مَال كثير بِدُونِ بَهْدَلَة، وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن ألزمهُ الْمُؤَيد بن إينال بِمُبَاشَرَة نظر الجوالي ووكالة بَيت المَال فباشرهما إِلَى أَن أكرهه الظَّاهِر خشقدم وَهُوَ متحير فِي نَفَقَة المماليك على الِاسْتِقْرَار فِي نظر الْخَاص بعد الزين بن الكويز مُضَافا لَهما فَقَامَ بالمر على مَا يُحِبهُ وسد النَّفَقَة بل ذكر بِحسن الْمَشْي فِيهَا قبل النَّفَقَة وَبعدهَا ثمَّ انْفَصل عَنْهَا إِلَى أَن اسْتَقر بعد قتل جَانِبك الجداوي مُدبر المملكة إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْولَايَة والعزل وَلم يزل أمره فِي ازدياد وتزايد تَعبه بِأخرَة جدا بِسَبَب مَا كَانَ يُفَوض إِلَيْهِ فِي مُقَدمَات التجاريد وَغَيرهَا وَصَارَ النّظر إِلَيْهِ من الْملك والدوادار فَمَا وَسعه إِلَّا الاسْتِئْذَان فِي السّفر لمَكَّة فَتوجه إِلَيْهَا فِي موسم سنة ثَمَانِينَ فحج وفوض إِلَيْهِ شَيْء من العمائر هُنَاكَ وبالمدينة، وعزم على الاستيطان بِمَكَّة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَخَوَيْهِ بتربته من المعلاة وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وأرضى عَنهُ أخصامه، وَكَانَ رَئِيسا شهما عَليّ الهمة كثير التودد للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ حسن الِاعْتِقَاد فيهم متأدبا مَعَهم زَائِد التَّوَاضُع والبذل والحزم وَالصَّبْر خَبِيرا بالسياسة وَالْقِيَام بِكُل مَا يسند إِلَيْهِ أنشأ أَمَاكِن بِالْقَاهِرَةِ وبولاق والصحراء وَغَيرهَا وَبَلغت عطاياه فِيمَا بَلغنِي مرّة للخطيب أبي الْفضل خَمْسمِائَة دِينَار وَلآخر ألف وَكَذَا كَانَت لَهُ ابْنة اسْمهَا مَارِيَة من عَائِشَة ابْنة الشّرف مُوسَى اللَّقَّانِيّ عمياء بذلك شَيْئا كثيرا جدا فِي زَوَال عماها بِحَيْثُ طلب مِنْهُ شخص ألف دِينَار وسمح لَهُ بهَا وَمَعَ ذَلِك فَمَا أَبْصرت، واشتهر اسْمه وَبعد صيته، وتغالى فِي التَّزْوِيج حَتَّى(10/185)
أَنه تزوج ابْنة الظَّاهِر ططر خُفْيَة ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج زَيْنَب ابْنة جرباش الكريمي أَمِير سلَاح زَوْجَة الظَّاهِر جقمق ونقم عَلَيْهِمَا ذَلِك من لم يتدبر واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَت بدارها قَرِيبا من قنطرة طقزدمر وَكَذَا تزَوجه زَوْجَة لنائب الشَّام أَظُنهُ جانم وَولدت لَهُ ثمَّ تزوج فَاطِمَة ابْنة الشرفي يحيى بن الملكي فِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بِمَكَّة وتسافل حَتَّى تزوج فرج الَّتِي كَانَت زوجا لعبد الْغَنِيّ صَاحب ابْن اسنبغا الطياري وَلم يحصل لَهُ رَاحَة من قبلهَا بِحَيْثُ قيل أَنَّهَا سمته وَكَانَت مَعَه بِمَكَّة وَظهر لَهُ شَيْء كثير جدا مِمَّا كَانَ مَعَه أَو تَركه وَكَانَ وَلَده الْأَكْبَر الْبَدْر مُحَمَّد قد غيب قبل مَجِيء خبر وَفَاته لعَجزه عَن سد مَا كَانَ خلف وَالِده فِي الْقيام بِهِ مِمَّا يُورد للذخيرة فَتحمل)
السُّلْطَان بِهِ وَأظْهر مَا اقْتضى للْوَلَد الطُّمَأْنِينَة بِحَيْثُ ظهر ثمَّ بعد أَيَّام جَاءَ الْخَبَر فصودر هُوَ وَغَيره من أقربائه وَأَتْبَاعه حَتَّى لم يسلم العَبْد الصَّالح إِبْرَهِيمُ أَخُوهُ. وَخلف عشرَة أَوْلَاد أكبرهم الْمشَار إِلَيْهِ ومارية شقيقته وَيحيى وَسعد الْمُلُوك وَأحمد الْمدنِي أشقاء وَزَيْنَب وسعادات شقيقتان من رُومِية وَخَدِيجَة من جركسية وَأحمد من زَوْجَة نَائِب الشَّام ويوسف من جركسية وَسَيَأْتِي الْإِشَارَة لَهُم بأبسط فِي الْأنْصَارِيّ من الْأَنْسَاب وَأَن مِمَّن صاهره على بَنَاته مِمَّن مَاتَ عَنْهُم ابْنا أختيه الشَّمْس مُحَمَّد بن الشَّيْخ يس والشهاب أَحْمد بن الشَّمْس السنوي وربيبه الْبَدْر بن أبي الْفرج وأخو زَوجته وَهُوَ خَال الَّذِي قبله إِبْرَهِيمُ ابْن بنت الْمَالِكِي.
781 - مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ القاهري ثمَّ الْحِجَازِي الْمَالِكِي / المعتقد. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة بضع وَخمسين وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وعني بِالْعلمِ فحفظ الْمُوَطَّأ وَكتب ابْن الْحَاجِب الثَّلَاثَة وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَحصل الْوَظَائِف ثمَّ تزهد وَطرح مَا بِيَدِهِ من الْوَظَائِف بِغَيْر عوض وَسكن الْجَبَل وَأعْرض عَن جَمِيع أُمُور الدُّنْيَا وَصَارَ يقتات مِمَّا تنبته الْجبَال وَلَا يدْخل الْبَلَد إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة ليشهدها ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَكَانَ يسكنهَا تَارَة وَالْمَدينَة أُخْرَى على طَرِيقَته، وَدخل الْيمن من خلال ذَلِك وساح فِي البراري كثيرا وَكَاشف وَظَهَرت لَهُ كرامات كَثِيرَة ثمَّ فِي الآخر أنس بِالنَّاسِ وَلَكِن كَانَ يعرض عَلَيْهِ المَال الْكثير فَلَا يقبله غَالِبا وَلَا يلْتَمس مِنْهُ شَيْئا بل يَأْمر بتفرقته على من يُعينهُ وَكَانَ يَأْخُذ من بعض التُّجَّار الشَّيْء بِثمن معِين وينادي عَلَيْهِ بِنَفسِهِ حَتَّى يَبِيعهُ بِمَا يدْفع مِنْهُ ثمنه وَينْفق على نَفسه الْبَقِيَّة، وَقد رَأَيْته بِمَكَّة سنة خمس عشرَة وَصَارَ من كَثْرَة التخلي ناشف الدِّمَاغ يخلط فِي كَلَامه كثيرا وَلكنه فِي الْأَكْثَر(10/186)
واعي الذِّهْن ويكاتب السُّلْطَان فَمن دونه بالعبارة الخشنة والردع الزَّائِد وَلَا يَقع بِيَدِهِ كتاب إِلَّا كتب فِيهِ مَا يَقع لَهُ سَوَاء كَانَ الْكَلَام منتظما أم لَا وَرُبمَا كَانَ حَاله شَبيه حَال المجذوب. مَاتَ فِي رَمَضَان وَقيل فِي شعْبَان سنة عشْرين، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَسمى جده مُوسَى وَقَالَ أَنه ولد بمنية الْقَائِد من عمل مصر وَنَشَأ بهَا وَشرع فِي حفظ مُخْتَصر أبي شُجَاع ثمَّ رغب فِي مَذْهَب مَالك وتنبه فِي الْفِقْه والعربية والقراآت والْحَدِيث، وَفضل وَمن شُيُوخه فِي الْعلم النُّور الحلاوي الْمَالِكِي والغماري، وروى الحَدِيث عَن ابْن الملقن وَجزم بِأَن مَوته فِي ثَانِي عشرى شعْبَان وَدفن بالمعلاة وَطول تَرْجَمته، وَذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه فَقَالَ مُوسَى بن عَليّ الْمَنَاوِيّ، وَأما فِي مُعْجَمه فَقَالَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ وَالْمُعْتَمد الأول.) :::
782 - مُوسَى بن عَليّ بن مُوسَى بن عَرِيش الْهَاشِمِي. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
783 - مُوسَى بن عَليّ بن يحيى بن جَمِيع الشّرف بن النُّور الصَّنْعَانِيّ الأَصْل الْعَدنِي أَخُو الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: اسْتَقر فِي وَظِيفَة أَبِيه بعدن وَهِي الرياسة على التُّجَّار والمتجر السلطاني، وَكَانَ حاذقا عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ وَالْكِتَابَة فصيحا لسنا وَلَكِن لم يكن صينا، وَقد قدم الْقَاهِرَة فِي وسط دولة النَّاصِر من نَحْو ثَلَاثِينَ سنة أَو أَكثر. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِالْيمن وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ حاذقا عَارِفًا بالأمور كثير الاستحضار للنوادر حسن المعاشرة بعيد الْغَوْر جَازَ الْخمسين وَختم بِهِ بَيت ابْن جَمِيع وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ كثير الاستحضار عِنْده سياسة وتدبير ومولده قبل التسعين وَسَبْعمائة بعدن وَقدم مَكَّة فَانْقَطع بهَا مُدَّة.
784 - مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى الشّرف البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي عَم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد نب عمرَان الْمَاضِي / مبَاشر الْمدرسَة الألجيهية. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة.
785 - مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف اللَّقَّانِيّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي / سمع السّنَن لِابْنِ مَاجَه فِي الْقُدس على إِبْرَهِيمُ الزيتاوي وَالْبُخَارِيّ بنزول وَحدث بِبَعْض ابْن مَاجَه قَرَأَ ذَلِك عَلَيْهِ الكلوتاتي وَأَجَازَ لشَيْخِنَا الشمني وَكَانَ من عدُول الْقَاهِرَة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ مُوسَى بن عَطِيَّة نِسْبَة لجده الْأَعْلَى وَوَصفه بالفقه. مَاتَ سنة عشر.
786 - مُوسَى بن عمر بن مُوسَى الشّرف الْخَطِيب. / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس وَعشْرين وَذكر الزين رضوَان أَنه سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة مجَالِس(10/187)
من البُخَارِيّ بالكاملية وَغَيرهَا من الْقَاهِرَة.
787 - مُوسَى بن عِيسَى بن يُوسُف بن مُفْلِح بن مَسْعُود بن عبد الحميد بن ابْن مُحَمَّد الشّرف أَبُو مُحَمَّد الزهْرَانِي الخالدي نِسْبَة للْعَرَب الَّذين يُقَال لَهُم بَنو خَالِد وَبَعض النَّاس يَقُول أَنه قرشي مخزومي الخلفي الشَّافِعِي الْفَاضِل الصَّالح وَيعرف بِصَاحِب الْخلف / بِضَم الْمُعْجَمَة. سمع من أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على بن عِيسَى بن مُوسَى)
بن غَانِم الْمصْرِيّ وَمُحَمّد بن سَالم بن إِبْرَهِيمُ الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ وَعَائِشَة ابْنة عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ وَفَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره واشتهر بالزهد والورع والكرامات وَكَانَت لَهُ عناية بتربية المريدين وإرشاد الْجَاهِلين وَالصَّبْر على الْإِنْفَاق وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر يُطِيل الصَّلَاة بِالْجَمَاعَة وَيقْرَأ فِيهَا الْقُرْآن على التوالي حَتَّى يختمه فِي الصَّلَوَات تَارَة جُزْءا وَتارَة بعضه على طَريقَة تشبه طَريقَة السّلف. ذكره التقي ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَخرج لَهُ من مروياته تحفة الْوَارِد وبغية الزَّاهِد وفرغه فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَعشْرين، وَذكره الفاسي فِي ذيل سير النبلاء فَقَالَ: عني بالفقه وَغَيره وَله معرفَة وحظ جيد من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَفِيه إِحْسَان للواردين إِلَيْهِ وَحصل كتبا كَثِيرَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، وَحج مَرَّات آخرهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَبَلغنِي أَنه أَخذ بِمَكَّة عَن قاضيها أبي الْفضل النويري رِوَايَة عَن قاضيها الْجمال بن ظهيرة فِي الْحَاوِي وَمَعَ وَالِده فِيمَا بَلغنِي عَن الْعَفِيف اليافعي قَالَ وأظن نسبته للْعَرَب الَّذين يُقَال لَهُم بَنو خلد سكان الرياضة ونواحيها. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشرى ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين بِبَلَدِهِ الْخلف والخليف، زَاد غَيره عَن نَيف وَتِسْعين سنة وحزن النَّاس عَلَيْهِ وقبره يزار وبنيت عَلَيْهِ قبَّة رَحمَه الله. قَالَ الفاسي ورثاءه بعض أَصْحَابنَا بِأَبْيَات أَولهَا:
(قد أظلم الجو بعد الضَّوْء والسدف ... بِمَوْت مُوسَى بن عِيسَى صَاحب الْخلف)
788 - مُوسَى بن قَاسم بن حُسَيْن الْمَكِّيّ وَيعرف بالذويد. / كَانَ يذكر بِخَير وَله ملك بِالْهَدةِ وَغَيرهَا من أَعمال مَكَّة، مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي.
789 - مُوسَى بن ماخوخ المغربي الْمُقْرِئ. / كَانَ ماهرا فِي القراآت أَخذهَا عَن الوهري وَأَخذهَا عَنهُ جمَاعَة، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. تَرْجمهُ لي زَرُّوق.
790 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل الْعِزّ عبد الْعَزِيز، / مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو الْمِائَة وَكَانَ نَاقص الْعقل تَرْجَمته فِي الوفيات.(10/188)
791 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق الشّرف بن الشَّمْس بن النُّور بن الْعِزّ الحسني القادري وَالِد المحمدين زين العابدين وشمس الدّين وأخو حسن الماضيين وأبوهما. / مَاتَ بالطاعون فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد أَبِيه بِيَسِير جدا وَدفن بزاوية)
عدي بن مُسَافر بِالْقربِ من بَاب القرافة رَحمَه الله.
792 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الجاناتي الْمَكِّيّ الرجل الصَّالح. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، قَالَ فِيهِ ابْن عزم: صاحبنا.
مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَزْهَرِي. / مِمَّن سمع مني.
مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَنَاوِيّ. / فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد قَرِيبا.
794 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن قبا الشّرف الموقت ابْن أُخْت الخليلي. / كَانَ أفضل من بَقِي بِالشَّام فِي علم الْهَيْئَة وَله فِي هَذِه الصِّنَاعَة تواليف مفيدة مَعَ أَنه لَا ينْسب نَفسه إِلَى علم لَا هَذَا وَلَا غَيره بل هُوَ خير عِنْده إنجماع عَن النَّاس وَعدم دُخُول فِيمَا لَا يعنيه وَبِيَدِهِ رياسة المؤذنين بِجَامِع تنكز وَغَيره. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
795 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف الحسني الفاسي الْحَنْبَلِيّ. / ولد بِبِلَاد كلبرجا من الْهِنْد وَقدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ وَله من الْعُمر مَا يزِيد على عشر سِنِين وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء والإمامة بِمَكَّة عَن عَمه عبد اللَّطِيف وَخرج من مَكَّة بعد الْخمسين لبلاد الْهِنْد.
796 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن أبي بكر الشّرف أَبُو البركات الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ابْن أخي الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْخَطِيب. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كنف عَمه فَأَقْرَأهُ واشتغل كثيرا وتفقه بالأذرعي وبالشمس مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ شَارِح الْحَاوِي، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن الأسنوي والولوي المنفلوطي والبلقيني وَغَيرهم وَسمع بهَا وبحلب وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي السماع أَحْمد بن مكي الأيكي زغلش والْعَلَاء مغلطاي، وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى حصل طرفا جيدا من كل علم ودرس بالأسدية والعصرونية من مدارس حلب وَولي قضاءها عَن الظَّاهِر برقوق فحمدت سيرته وَلكنه عزل مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا ولي خطابة جَامعهَا بعد موت الولوي بن عشائر، وَشرح الْغَايَة القصوى للبيضاوي فَكتب مِنْهُ قِطْعَة، وَكَانَ قَاضِيا فَاضلا دينا عفيفا خيرا كثير الْحيَاء لَا يواجه أحدا بمكروه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث(10/189)
وَدفن بحلب، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَأخر جُمُعَة عَن أبي بكر وَقَالَ إِنَّه أدمن)
الِاشْتِغَال حَتَّى مهر وَأفْتى ودرس وخطب بِجَامِع حلب واشتهر ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي زمن الظَّاهِر مرَارًا ثمَّ أسر مَعَ اللنكية فَلَمَّا رَجَعَ اللنك عَن الْبِلَاد الشامية أَمر بِإِطْلَاق جمَاعَة هُوَ مِنْهُم فَأطلق من أسرهم فِي شعْبَان فَتوجه إِلَى أرِيحَا وَهُوَ متوعك فَمَاتَ بهَا وَكَانَ فَاضلا دينا كثير الْحيَاء قَلِيل الشَّرّ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.
797 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشّرف الديسطي ثمَّ القاهري نزيل تربة النَّاصِر بن برقوق. / قَرَأَ على النُّور الْمحلي مُسْند الشَّافِعِي بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَذكره شَيخنَا الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ وَأَشَارَ لوفاته.
798 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّافِعِي إِمَام جَامع عَمْرو. / رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين.
مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الغيريني الْمَالِكِي. / مِمَّن قرض للفخر أبي بكر بن ظهيرة فِي سنة سبعين أَو بعْدهَا بعض تآليفه وَمَا عَلمته. وَينظر إِن كَانَ هُوَ مُوسَى الحاجبي الْآتِي.
799 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْكَمَال بن زين العابدين الصديقي الْبكْرِيّ الْمَكِّيّ الأَصْل الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الشهير جده بَان الرداد الْمَشْهُور وَيعرف هُوَ بِابْن زين العابدين / لقب أَبِيه. مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن عمر الفتي والنور بن عطيف نزيل مَكَّة وَالْقَاضِي الْجمال مُحَمَّد الطّيب النَّاشِرِيّ وَالشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي ويوسف بن يُونُس الجبائي الْمُقْرِئ الْمشَار إِلَيْهِ الْآن وَشرف بن عبد الله بن مَحْمُود الشيفكي الشِّيرَازِيّ حِين قدم عَلَيْهِم زبيد فِي الْفِقْه وَأَصله وتميز بِحَيْثُ هُوَ الْآن فَقِيه زبيد وَاسْتقر فِي مدرسة الْمَنْصُور عبد الْوَهَّاب الطاهري بعد شَيْخه الْفَتى وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه وَكتب على الْإِرْشَاد شرحا لم يبرزه إِلَى الْآن وَهُوَ خَال عَن اعْتِقَاد جده وَلم يكمل إِلَى الْآن الْخمسين.
800 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم الْكَمَال الضجاعي الزبيدِيّ / مفتيها ومحدثها وخطيبها. أَخذ الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد النَّاشِرِيّ وَأكْثر عَن الْمجد الفيروزابادي بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من الْأُمَّهَات وانتفع بِهِ فِي ذَلِك. أَفَادَهُ سميه مُوسَى الذوالي وَرفع من شَأْنه فِي تَرْجَمَة على بن هَاشم من كِتَابه صلحاء الْيمن وَكَانَ من أكبر القائمين على منتحلي ابْن عَرَبِيّ فِي الْيمن بِحَيْثُ أَنه كَانَ الْخَطِيب فِي جَامع زبيد بالمنشور الْمَكْتُوب بِالْإِشْهَادِ على الْكرْمَانِي بهجر كتب ابْن عَرَبِيّ. قَالَه الأهدل. (سقط)(10/190)
(سقط)
مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ يعد من الْأَعْيَان ذَوي الْبيُوت فِي الممالك مِمَّن لجده مَعَ الشريف حسن بن عجلَان وقائع.
803 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن نصر الشّرف أَبُو الْفَتْح البعلي الشَّافِعِي القَاضِي وَيعرف بِابْن السقيف. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْخَطِيب جلال الدّين والْحَدِيث عَن الْعِمَاد بن بردس وَغَيرهمَا واشتغل بِدِمَشْق عِنْد ابْن الشريشي وَالزهْرِيّ وَغَيرهمَا وَمهر وتصدى للإفتاء والتدريس بِبَلَدِهِ من أول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وهلم جرا وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه بِبَلَدِهِ وَولي قضاءها مرَارًا فحسنت سيرته، وَكَانَ كثير الْبر للطلبة سليم الْبَاطِن آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَهُ أوراد وَعبادَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن قَاضِي شُهْبَة.
804 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن الْهمام الشّرف بن النَّجْم الْمَقْدِسِي. / سمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزءا بن عَرَفَة والبطاقة ونسخة إِبْرَهِيمُ بن سعد وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي فِي استدعاء أَوْلَادِي. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
805 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشّرف المَخْزُومِي / المعامل بالطباق السُّلْطَانِيَّة. حج فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور سنتَيْن بعْدهَا، وَسمع مَعَ الْجَمَاعَة عَليّ وَمَعَ ابْن جرباش على ابْن الشوائطي، وَكَانَ يكثر الطّواف وَالصَّدَََقَة وَحُضُور المواعيد وَيذكر فِي الْجُمْلَة بِخَير بِالنِّسْبَةِ لطائفته.
608 - مُوسَى بن مُحَمَّد الشّرف العزيزي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / أحد النواب. مِمَّن أذن لَهُ الْعَبَّادِيّ فِي التدريس والإفتاء وَهُوَ مهمل ولي قَضَاء الْمحمل سنة بضع وَتِسْعين.
807 - مُوسَى بن مَنْصُور الشقباتي الجزائري. / مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ.
808 - مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الشّرف المنوفي القاهري الشَّافِعِي أَخُو زين الصَّالِحين مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بشرف الدّين المنوفي. / ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنوف وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك والملحة والورقات وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره واشتغل على الشّرف السُّبْكِيّ والتلواني والونائي وناب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِأخرَة فِي حَانُوت الجورة(10/191)
وامتحن حِين تكَلمه على جَامع منوف لما ولي قضاءها وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أعيانها وطلبوه إِلَى الْقَاهِرَة فأودع الترسيم على خُرُوجه من حِسَاب الْوَقْف مُدَّة تكَلمه فَلم ينْهض وخلص بعد كلفة، وخطب بمدرسة سودون من زَاده وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا خيرا مديما للتلاوة متميزا فِي صناعته قانعا متقللا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله.
809 - مُوسَى بن يُوسُف الشّرف بن الْجمال بن الصفي الكركي الشوبكي الملكي الْآتِي أَبوهُ نَاظر جَيش طرابلس وَقَرِيب الْجمال نَاظر الْخَاص. / أَصله من نَصَارَى الشوبك وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وتعانى الْكِتَابَة إِلَى أَن ولي نظر جَيش طرابلس مُدَّة ثمَّ صرف عَنْهَا وَسَار إِلَى أَبِيه بِدِمَشْق بعد أَن قدم الْقَاهِرَة وبذل مَا ألزم بِهِ وَهُوَ شَيْء كثير وَاسْتمرّ عِنْد أَبِيه حَتَّى مَاتَ الْبَهَاء بن حجي فاستقر عوضه فِي نظر جيشها على مَال بذله فَلم تشكر سيرته وعزل عَن قرب وأعيد لنظر جَيش طرابلس بسعيه فِيهِ لما لَهُ من الْأَمْلَاك وَغَيرهَا فدام حَتَّى مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد تكهل وَخلف مَالا كثيرا جدا وَأكْثر من عشرَة أَوْلَاد تولى أكبرهم مَكَانَهُ وَيُقَال أَنه كَانَ من قبائح الزَّمَان وَمَعَ قربه من دين النَّصْرَانِيَّة وقبح شكله كَانَ سيئ الْخلق زَائِد الزهو والترفع عَفا الله عَنهُ ورحم الْمُسلمين وإيانا.
810 - مُوسَى بن يُوسُف الشّرف بن الْجمال البوتيجي الْمصْرِيّ القاهري القسطي وَيعرف بِابْن كَاتب / غَرِيب. كَانَ أَبوهُ يُبَاشر فِي الدَّوَاوِين فَنَشَأَ على طَرِيقَته إِلَى أَن برع وَأول مَا تنبه كتب فِي قطيا ثمَّ فِي ديوَان الْوزر ثمَّ خدم عِنْد الزين الأستادار وصاهره بعد أَن كَانَ مصاهرا لِابْنِ الهيصم وترقى حَتَّى صَار نَاظر الْمُفْرد، وعاقبه مَنْصُور بن صفي أَشد عُقُوبَة ثمَّ ولي الأستادارية وفَاق فِي الظُّلم وأباد الْعباد والبلاد لمزيد حذقه ودهائه سِيمَا وقويت شوكته بِأخذ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي على يَده وَكَانَ أحد القائمين فِي قتل مَنْصُور الْمشَار إِلَيْهِ وتظاهر بالسرور بذلك. مَاتَ عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة الطريني من سوق الدريس تجاه مقَام الجعبري وَلم)
يحجّ بعد أَن أظهر الْعَزْم عَلَيْهِ لكَونه عوق. وَخلف أَوْلَادًا رحم الله الْمُسلمين.
مُوسَى الشّرف بن الْبُرْهَان. / فِي ابْن إِبْرَهِيمُ.
مُوسَى الشّرف الْأنْصَارِيّ اثْنَان مضيا ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة وَابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. /
811 - مُوسَى الصّلاح الأردبيلي ثمَّ الشرواني / أَخذ عَنهُ بلديه عبد المحسن بن عبد الصَّمد الْمنطق وَغَيره.
مُوسَى السُّبْكِيّ. / فِي ابْن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان.(10/192)
812 - مُوسَى الطرابلسي / رجل مغربي خير. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن بمقبرة رِبَاط الْمُوفق. ذكره ابْن فَهد عَن ابْن مُوسَى.
813 - مُوسَى العتال الْمصْرِيّ وَالِد مَرْيَم الْآتِيَة وَزوج مولاة الْعِزّ بن فَهد. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بِمَكَّة.
814 - مُوسَى المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالحاجبي / كَأَنَّهُ لمعرفته ابْن الْحَاجِب أَو حفظه لَهُ أَو نَحْو ذَلِك. أَقَامَ بِمَكَّة وأقرأ فِيهَا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا لَا يأنف من الْحُضُور عِنْد بعض طلبته. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء مستهل صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السِّتين ظنا.
815 - مُوسَى المغربي الْخياط. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ.
816 - مُوسَى المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس / وَأحد قراء السَّبع. مَاتَ فِيهِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
817 - مُوسَى اليمني الحراز. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَ مُبَارَكًا مشكورا.
818 - موفق الحبشي البرهاني الظهيري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح الْأَرْبَعَاء وَدفن بتربة موَالِيه المستجدة وَيُقَال أَنه خلف شَيْئا كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ يتجر سفرا وحضرا.
819 - موفق الحبشي فَتى السَّيِّد بَرَكَات. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
مولى شيخ. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود.
مُؤمن العنتابي. هُوَ عبد الْمُؤمن. /
820 - ملازاده بن عُثْمَان الْكَرْخِي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن تميز فِي فنون كالتفسير والقراآت والْحَدِيث)
والعقلي والنقلي وَمن شُيُوخه وَالِده وقاضي زَاده شَارِح الغميني وَغَيره وخواجا فضل الله وخواجا عِصَام الدّين وملا عَليّ القشي وملا عَلَاء الشَّاشِي وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَقصر نَفسه على الإقراء وتحرير مُشكل الْكتب وَحج وَلم يدْخل الْقَاهِرَة، وَهُوَ الْآن عِنْد سُلْطَان خُرَاسَان قَارب السّبْعين وَلم يتَزَوَّج قطّ مَعَ صِيَانة وَحسن خلق.
821 - مياج بن مُحَمَّد شيخ ركب المغاربة / كأسلافه. مِمَّن يذكر بصلاح وشهرة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين أرخه ابْن عزم وَفِي مَوضِع سنة سِتّ وَسبعين فغلط.
ميان مضى فِي إميان من الْهمزَة. /
822 - ميخائيل بن إِسْرَائِيل النَّصْرَانِي اليعقوبي الْمَدْعُو ولي الدولة أَخُو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ الْمَدْعُو فِي صغره بِهِبَة الله. / أسلم أَبوهُمَا وإبرهيم صَغِير فَلحقه وخدم الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَعظم وثوقه بِهِ وَحج بِهِ ثمَّ خدم غَيره من كتاب السِّرّ ثمَّ(10/193)
الأتابكية إِلَى أَن أمْسكهُ الْأَشْرَف قايتباي بعد هَلَاك أَخِيه وَأخذ مِنْهُ مَا افْتقر بِسَبَبِهِ إِلَى أَن طلبه الولوي الأسيوطي فاستكتبه فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ ثمَّ طلبه أَمِير سلَاح تمراز وَألبسهُ ديوانه عوضا عَن إِبْرَهِيمُ بن كَاتب غَرِيب.
هلك ميخائيل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ يخْدم فِي الإسطبلات القلعية ثمَّ اسْتَقر بِهِ الجمالي يُوسُف بن كَاتب جكم فِي الْخدمَة فِي الْخَاص بعد هَلَاك نَصْرَانِيّ آخر ملكي يلقب الشَّيْخ السعيد واختص بِهِ فَلَمَّا ولي نظر الْجَيْش خدم عِنْده فِيهِ أَيْضا ثمَّ بعد مَوته تكلم فِي كثير من جِهَات الذَّخِيرَة وَكَذَا خدم فِي الجوالي وَغَيرهَا وَيذكر بمداراة وَاحْتِمَال ومزيد خبْرَة بِالْمُبَاشرَةِ وبذل كثير للْمُسلمين وَغَيرهم بل ذكر لي بعض ذَوي الوجاهات من نواب للقضاة مِمَّن لَهُ علقَة فِيمَا يباشره أَنه أَكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا وَهُوَ يسوف بِهِ وَأَنه قَالَ لَهُ أما تخَاف عَاقِبَة ترددي إِلَيْك فَقَالَ لَهُ قد استفتيت فلَانا وَسَماهُ أهل على مُؤَاخذَة فِي تردد الْفُقَهَاء وَنَحْوهم إِلَى أَن حوائجهم فَقَالَ لَا قَالَ الحاكي فَقلت لَهُ لَو علم مِنْك التسويف مَعَ الْقُدْرَة على مُرَادهم من أول مرّة مَا أَفْتَاك بِهَذَا انْتهى. وَالْأَمر وَرَاء هَذَا وَآل أمره إِلَى أَن ضربه الْأَشْرَف قايتباي على مَال كثير بإغراء عبد الْكَرِيم بن جُلُود ضربا مؤلما كَانَ سَبَب هَلَاكه وَكَانَ مَا ذكرته فِي الوفيات وَاسْتمرّ فِي جهاته بنصراني آخر ملكي يُقَال لَهُ إِبْرَهِيمُ عرف بِهِ ثمَّ أسلم بعد.
ميرك القاسمي. / مضى فِي جيرك. (سقط)
(حرف النُّون)
828 - نابت بن إِسْمَعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أخي شَيخنَا الْبُرْهَان إِبْرَهِيمُ بن عَليّ. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة(10/194)
وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والبهجة والإرشاد وانتفع بِعَمِّهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على الْخَطِيب أبي الْفضل النويري البُخَارِيّ وَغَيره، وَكَانَ مجيدا عمل المواليد وَنَحْوهَا وَله نظم متوسط مَعَ سُكُون وَخير. مَاتَ فَجْأَة غريقا فِي سيل مَكَّة فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَإِنَّهُ حِين دخل عَلَيْهِ السَّيْل سِقَايَة الْعَبَّاس بَادر إِلَى الْخُرُوج فغرق فِي الْمَسْجِد وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بقبورهم من المعلاة وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(تشفع يَا مسيء بِذِي الْمَعَالِي ... إِمَام الرُّسُل خير الْأَنْبِيَاء)
(كريم الأَصْل طه من أَتَاهُ ... يروم الْأَمْن حل عَن الشَّقَاء)
(عَلَيْهِ صَلَاة رَبِّي كل حِين ... وَسلم فِي الصَّباح وَفِي الْمسَاء)
وَعِنْدِي من نظمه الْكثير وَهَذَا من عنوانه وَمن العجيب أَن آخر مناظيمه قصيدة كَأَنَّهَا شرح خَاله، وَلم يُوجد مِمَّن غرق فِي الْمَسْجِد مَعَ كثرتهم بالمطاف سواهُ.
829 - نَاصِر بن أَحْمد بن يُوسُف بن مَنْصُور بن فضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن بن عبد الْمُعْطِي بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْمُزنِيّ أَبُو زيان وَأَبُو عَليّ الْفَزارِيّ البسكري بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة وَيعرف بِابْن مزنى / بِفَتْح الْمِيم ثمَّ زايد سَاكِنة بعْدهَا نون. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ وَأخذ القراآت عَن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن التوزري وَكَانَ يعظمه فِي الْفَنّ جدا وَفِي الْفِقْه عَن أبي فَارس عبد الْعَزِيز بن يحيى الغساني الْبُرْجِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَهِيمُ الْخَطِيب وَأبي عبد الله بن عَرَفَة وَعِيسَى بن أَحْمد الغبريني وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح. وَقدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فحج فِيهَا وَأُصِيب فِي كثير من مَاله وَكتبه فِي جملَة مَا وَقع فِي ركب المغاربة من النهب وَاتفقَ وُقُوع النكبة من السُّلْطَان بوالده وَأهل بَيته ببلادهم لغضبه عَلَيْهِ وَكَانَ رَئِيسا، وَبلغ ابْنه ذَلِك فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَعطف عَلَيْهِ الولوي ابْن خلدون فسعى لَهُ حَتَّى نزل بالشيخونية وَسمع بهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ على التقي الدجوي ولازم شَيخنَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه واستفدت مِنْهُ وَكتب لي تَرْجَمَة مُطَوَّلَة وفيهَا واتصلت بِخِدْمَة سيدنَا فلَان فآنس الغربة وأنسى الْكُرْبَة وَأحسن المعونة وَكفى المؤونة وعمني خَيره وبره ووسعني حلمه وَصَبره قَالَ وَشرع صَاحب التَّرْجَمَة فِي جمع تَارِيخ للرواة لَو قدر أَن يبيضه لَكَانَ مائَة مجلدة وَكَانَ قد مارس ذَلِك إِلَى أَن صَار أعرف النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ جمع مِنْهُ فِي مسوداته مَا لَا يعد وَلَا يدْخل تَحت الْحَد وَلم يقدر لَهُ تبييضه وَمَات فتفرقت مسودته شذر مذر وَلَعَلَّ أَكْثَرهَا عمل بطائن المجلدات وَقَالَ نَحوه فِي الأنباء وَلَفظه وَكَانَ لهجا بالتاريخ وأخبار الروَاة جمَاعَة لذَلِك ضابطا(10/195)
لَهُ مكثرا مِنْهُ وأرد تبييض كتاب وَاسع فِي ذَلِك فأعجلته الْمنية ثمَّ قَالَ فِي المعجم وَكَانَ قد تحول من الشيخونية وَنزل البرقوقية بَين القصرين وَضعف فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وطالت علته وأفضت إِلَى رمد فقد مِنْهُ بَصَره جملَة وَكَانَ يترجى الْبُرْء فَلم يتَّفق ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي الْعشْرين من شعْبَان الَّتِي تَلِيهَا. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَقَالَ رَحمَه الله مَاذَا فَقدنَا من فَوَائده عوضه الله الْجنَّة.
830 - نَاصِر بن خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْعَادِل بن الْكَامِل بن الْأَشْرَف بن الْعَادِل الأيوبي. /
وثب على أَبِيه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين كَمَا أسلفته فِيهِ وَملك الْحصن فدام نَحْو سَبْعَة أشهر ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْن عَمه وربيب الْمَقْتُول حسن بن عُثْمَان فَقتله حمية واستدعى بِأَحْمَد أخي الْمَقْتُول حِين كَونه ملتجئا عِنْد السُّلْطَان جاهنشاه بتبريز للخوف من نَاصِر هَذَا فتملك الْحصن كَمَا أسلفته فِي الْهمزَة. (سقط)
ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة بعد أَن اشْتغل فِي بِلَاده وَلَقي جمَاعَة، وَفهم الْعَرَبيَّة وتميز فِي الطِّبّ وعالج بِهِ وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَرُبمَا جلس مَعَ الشُّهُود. وَقد تردد إِلَيّ قَلِيلا ورام الْأَخْذ عني وَكَانَ فخم الْعبارَة مَعَ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
835 - نَاصِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ نَاصِر الدّين بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / أمه فتاة لِأَبِيهِ حبشية سمع من أَبِيه وَأَجَازَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى عَن عشْرين سنة أَو زِيَادَة ذكره الفاسي.
836 - نَاصِر بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين البسطامي. / من تلامذة عبد الله البسطامي قطن الْقَاهِرَة وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
نَاصِر بن مِفْتَاح النويري الْمَكِّيّ / مُؤذن مَنَارَة بَاب الندوة بهَا. أَقَامَ(10/196)
كَذَلِك سِنِين وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة لمصَالح أَهله بَيت النويري فأدركه أَجله فِي رَمَضَان سنة سبع وَهُوَ فِي عشر الْخمسين. ذكره الفاسي.
838 - نَاصِر بن يشبك الدوادار أَخُو مَنْصُور. / مَاتَ أَيْضا فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين.
نَاصِر البسكري. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة.
839 - نَاصِر النوبي فَتى السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
840 - نانق الأشرفي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخهم ابْن فَهد.
841 - نانق المحمدي الظَّاهِرِيّ جقمق / كَانَ من أصاغر مماليكه فَأمره الظَّاهِر خشقدم عشرَة)
ثمَّ عمله أَمِير آخور ثَانِي ثمَّ شاد الشَّرّ بخاناه ثمَّ مقدما، وَأمره على الْمحمل فِي سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ الْأَشْرَف قايتباي رَأس نوبَة النوب. وَقتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
842 - نَاصِر المؤيدي / أَحْمد أحد العشرات. كَانَ حسن الشكالة ضخما. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
843 - نانق الظَّاهِرِيّ جقمق. / قَتله بعض الأجلاب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
844 - نَبهَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن علوان بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان الزين بن الشَّمْس الجبريني / نِسْبَة لقرية شَرْقي حلب مِنْهَا وَهُوَ قريب مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَاضِي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقيل سنة سِتّ وَالْأول أَكثر وَأَجَازَ لَهُ الْبَدْر النسابة الْكَبِير والقطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَابْن خلدون والتاج بن بردس وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين.
845 - نبيل أَبُو قطاية / مَمْلُوك لصَاحب أفريقية تقدم عِنْده حَتَّى صَار ضخما وتمول جدا وَكَثُرت أَوْلَاده وأحفاده ثمَّ ترقى عِنْد حفيده ثمَّ وَلَده عُثْمَان بِحَيْثُ صَارَت أَوْلَاده قوادا فِي الْبِلَاد أَيْضا بعدة أَمَاكِن إِلَى أَن أَخذه على حِين غَفلَة وَقتل أشر قتلة فِي سنة سبع وَخمسين وشجن أَوْلَاده سامحه الله.
846 - نجم بن عبد الله القابوني / أحد الْفُقَرَاء الصَّالِحين. صحب جمَاعَة من الصَّالِحين وَانْقطع بالقابون ظَاهر دمشق مُدَّة مُقبلا على الْعِبَادَة مُجْتَهدا فِيهَا، وتذكر عَنهُ كرامات وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَرَأَيْت من أرخه فِي الَّتِي بعْدهَا.
847 - نجيب الهرموزي العجمي الخواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
848 - نسيم بن رَاشد اليمني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات بهَا.(10/197)
849 - نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْجلَال أَبُو الْفَتْح التسترِي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد الْمُحب أَحْمد وَإِخْوَته. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه الشَّيْخ الصَّالح أَحْمد السقاء وأقرأه الْقُرْآن واشتغل بالفقه على وَلَده الشَّمْس مُحَمَّد بن السقا وَقَرَأَ الْأُصُول على الْبَدْر الأربلي وَالشَّمْس الْكرْمَانِي أَخذ عَنهُ الْعَضُد والعربية عَن الشَّمْس بن بكتاش وَسمع من الْجمال الخضري والكمال الْأَنْبَارِي وَأبي بكر بن قَاسم السنجاري)
والنور الفوي وحسين نب سالار بن مَحْمُود وَغَيرهم، واشتهر بالاشتغال بِالْحَدِيثِ وَولي غَالب تداريس الحَدِيث بهَا كالمستنصرية والمجاهدية وَمَسْجِد يانس وَكَانَ يذكر النَّاس فِيهَا مُدَّة وانتفعوا بذلك ثمَّ خرج مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لما شاع أَن اللنك قَصدهَا فوصل إِلَى دمشق فبالغوا فِي إكرامه ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين باستدعاء ابْنه وَكَانَ قد دَخلهَا قبله فاستقر فِي تدريس الحَدِيث بهَا بعد موت مَوْلَانَا زَاده فِي الْمحرم سنة إِحْدَى ومدح واقفها بقصيدة جَيِّدَة وَعمل فِي مدرسته مقامة وَكَذَا ولي بهَا تدريس الْحَنَابِلَة بعد موت الصّلاح مُحَمَّد بن الْأَعْمَى فِي سنة خمس وَتِسْعين وتصدى للتدريس والإفتاء وَكَانَ مقتدرا على النّظم والنثر وَله منظومة فِي الْفِقْه تزيد على سَبْعَة آلَاف بَيت. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اجْتمعت بِهِ فاستفدت مِنْهُ وَسمعت من إنشائه وَقد حدث بِجَامِع المسانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ بِإِسْنَاد نَازل. وقرأت من نظمه مدحا فِي بعض الْقُضَاة قَالَ فِيهِ:
(شُرَيْح وَيحيى لَو قاضاياه شَاهدا ... لكانا لَهُ بِالْفَضْلِ أعدل شَاهد)
(وَلَو شَاهد الحبران درسا من دروسه ... لأثنى وأولاه جميل المحامد)
وَقَالَ فِي إنبائه أَنه صنف فِي الْفِقْه وأصوله وَاخْتصرَ ابْن الْحَاجِب ونظم فِي الْفِقْه كتابا وَفِي الْفَرَائِض أرجوزة فِي مائَة بَيت جَيِّدَة فِي بَابهَا ومدائح نبوية. مَاتَ فِي عشرى صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد أَن مرض طَويلا. قلت وَحدثنَا عَنهُ الرَّشِيدِيّ وَغَيره. وَقَالَ التقي الْكرْمَانِي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ قَرَأَ على وَالِدي شرح الْمُخْتَصر للعضد وَأَجَازَهُ وَالِدي واستفدت أَنا مِنْهُ فَوَائِد جمة وَله تآليف مفيدة مِنْهَا مُخْتَصر فِي الْأُصُول ونظم غَرِيب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَكَانَ محاضرته حَسَنَة وحصلت لَهُ جَائِحَة بِبَغْدَاد مَعَ الشهَاب أَحْمد الإبياري أوجبت انْتِقَاله إِلَى ديار مصر فَأَقَامَ بهَا، وَأثْنى على وَالِده بِمَا أوردته فِي الْكَبِير، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
850 - نصر الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل الْجلَال الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الرَّوْيَانِيّ الكجوري الشَّافِعِي / وَرَأَيْت من نسبه جلاليا. ولد فِي سنة وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة(10/198)
بكجور إِحْدَى قرى رويان واشتغل وَأدْركَ الْمَشَايِخ وتجرد وبرع فِي علم الْحِكْمَة والفلسفة وتصوفها وشارك فِي الْفُنُون وَعرف الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكتب الْخط الْفَائِق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد الثَّمَانمِائَة مُجَردا واتصل بأمراء الدولة وراج عَلَيْهِم لما ينْسب إِلَيْهِ من معرفَة علم الْحَرْف وَعمل الأوفاق وَسكن الْمدرسَة المنصورية وَصَارَ لَهُ فِي البيمارستان الرَّوَاتِب السّنيَّة بل كَانَ هُوَ صَاحب الْحل)
وَالْعقد فِيهِ وَكَانَ فصيحا مفوها حسن التأني عَارِفًا بالأمور الدُّنْيَوِيَّة عريا عَن معرفَة الْفِقْه مفضالا مطعاما محبا للغرباء فهرعوا إِلَيْهِ ولازموه وَقَامَ بأمرهم وصيرهم سوقه الَّتِي ينْفق مِنْهَا وَينْفق بهَا واستخلص بِسَبَب ذَلِك من أَمْوَال الْأُمَرَاء وَغَيرهم مَا أَرَادَ حَتَّى كَانَ كثير من الْأُمَرَاء يفرد لَهُ من إقطاعه أَرضًا يصيرها لَهُ رزقة ثمَّ يسْعَى هُوَ حَتَّى يَشْتَرِيهَا ويحبسها مقتدرا على التَّوَصُّل لما يطْلب كثير العصبية والمروءة حسن السياسة وَالْعشرَة والمداراة عَظِيم الْأَدَب جميل المجالسة وقف دَاره الَّتِي كَانَ يسكنهَا بِالْقربِ من خَان الخليلي وَجعلهَا رِبَاطًا يأوي إِلَيْهِ الْفُقَرَاء والغرباء الواردون من الْبِلَاد وأرصد عَلَيْهِ رزقته الَّتِي كَانَت بأنبابه وَصَارَت مَشْهُورَة بزاوية نصر الله وَفتح لَهَا شباكا على الطَّرِيق فِي علم الْحَرْف والتصوف مِنْهَا غنية الطَّالِب فِيمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الْوَهم من المطالب وإعلام الشُّهُود بحقائق الْوُجُود وأقرأ كتاب الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ خُفْيَة فَكَانَ مِمَّن أَخذه عَنهُ الشَّمْس الشرواني وَلذَا قَالَ الْعَيْنِيّ: وَكَانَ يتهم بالاشتغال بِكِتَاب الفصوص وَنَحْوه قَالَ وَعرض عَلَيْهِ النَّاصِر كِتَابه السِّرّ فَأبى. مَاتَ بعد أَن قدم بَين يَدَيْهِ فِي شهر مَوته أَرْبَعَة أفراط وَاشْتَدَّ حزنه على الْأَخير فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون وَصلي عَلَيْهِ وَدفن بتربة السراج الْهِنْدِيّ وَقَول بَعضهم بزاويته غلط رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، ورأيته كتب على استدعاء ابْن شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، وسمى بَعضهم وَالِده عبد الله. وَقَالَ يُوسُف بن تغرى بردى أَن وَالِده هُوَ الَّذِي نوه بِهِ وَصَارَت لَهُ وجاهة فِي الدولة وَأَنه جمع الْكتب النفيسة وَله مُشَاركَة فِي فنون وفضيلة تَامَّة سِيمَا فِي علم الْحَرْف وَمَا أشبهه مَعَ معرفَة بالألسن الثَّلَاثَة الْعَرَبِيّ والعجمي والتركي، قَالَ وَكَانَ يتحف الْوَالِد بالهياكل والخواتم بل صنع لَهُ مرّة خَاتمًا يوضع على الثعبان يفر مِنْهُ أَو يَمُوت أعجب الْوَالِد إعجابا كثيرا وأنعم عَلَيْهِ برزقة فِي بر الجيزة نَحْو مائَة فدان وأظنها الْآن وَقفا على زاويته، وَكَذَا لَهُ حِكَايَة شَبيهَة بِهَذِهِ فِي يحيى بن أَحْمد بن عمرَان الْعَطَّار مَعَ إِنْكَاره لَهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَسَماهُ ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل.(10/199)
851 - نصر الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله الشَّمْس بن الزين بن الصاحب بن المقسي وَالِد التَّاج عبد الله الْمَاضِي. / تدرب فِي الْمُبَاشرَة وَعمل اسْتِيفَاء الدولة أَيَّام ابْن كَاتب المناخات وَغَيره وَكَانَ جيد الْكِتَابَة مفرط السّمن زَائِد النعم على طَريقَة أكبر المباشرين. مَاتَ فِي منتصف ربيع الآخر سنة خمسين.)
نصر الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الرَّوْيَانِيّ. / سبق قَرِيبا.
852 - نصر الله بن عَطاء بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم الْبَصْرِيّ الشهير بِابْن اللوكة. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد.
853 - نصر الله بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الصرخدي أحد الْفُضَلَاء. / مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
854 - نصر الله الشَّمْس أَبُو الْمَنْصُور القبطي القاهري كَاتب اللالا وَيعرف بكنيته وبابن كَاتب الورشة. / اسْتَقر فِي نظر الإسطبل فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد صرف الزين الْأَشْقَر الَّذِي صَار فِي الأستادارية بعد لما صَار، ثمَّ صرف فِي الشَّهْر بعده بعد اسْتِيفَاء الْقدر الَّذِي الْتزم بِهِ وَهُوَ سعمائة دِينَار بالتاج بن القلاقسي وَكَذَا كَانَ باسمه مُبَاشرَة البيبرسية ثمَّ أملق جدا وَرغب عَنْهَا وَصَارَ فِي حيّز المهملين. مَاتَ بعد الْخمسين أَو قريب ذَلِك وَرَأَيْت من قَالَ أَو ولَايَته لنظر الإسطبل بعد التَّاج بن القلاقسي فَالله أعلم.
855 - نصر الله الشَّمْس القبطي الْأَسْلَمِيّ القاهري وَيعرف بِابْن النجار / وَهِي حِرْفَة أَبِيه الْمُسَمّى مكينا وَكَانَ اسْمه قبل أَن يسلم ميخائيل أسلم على يَد الطنبغا المرقبي فِي أَيَّام الْمُؤَيد شيخ وخدم فِي ديوانه قبل ذَلِك وَبعده حَتَّى مَاتَ وارتقى بخدمته ثمَّ بِخِدْمَة غَيره من الْأُمَرَاء كتمرباي التمربغاوي رَأس نوبَة النوب وَكَانَ آخِرهم قانباي لجركسي وَاسْتقر بِهِ عَامل وَقفه وَبعده اسْتَقر فِي نظر الدولة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين أَوَائِل أَيَّام إينال ثمَّ عمل وزيرا فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا عِنْد عجز فرج بن النحال فدام نَحْو شهر ثمَّ هدده السُّلْطَان بالماقرع والشتم والتوبيخ وَهُوَ مُصَرح بِالْعَجزِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يلْتَفت لقَوْله وَاسْتمرّ فِي الترسيم أَيَّامًا ثمَّ خلع عَلَيْهِ بالاستمرار على كره مِنْهُ لعلمه بعجزه وَاسْتقر أَبُو الْفضل بن كَاتب السَّعْدِيّ فِي نظر الدولة وَلم يلبث الْوَزير إِلَّا يَسِيرا ثمَّ عزل فِي أول الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ وأعيد فرج وَقرر فِي نظر الدولة الشّرف حَمْزَة بن البشيري. وَمَات وَهُوَ وَالِد تَاج الدّين بن النجار مبَاشر ديوَان تغرى بردى ططر ثمَّ غَيره.
856 - نصر البزاوي الدِّمَشْقِي الْقَارِي. / مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة(10/200)
أَربع وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ صَالحا.
857 - نصر المغربي الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس / قدمه من بِلَاده فَأَقَامَ بِهِ قَرِيبا من عشْرين)
سنة على قدم التجرد والاشتغال بالعلوم وَالْعِبَادَة قانعا باليسير إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن هُنَاكَ ذكره الْعَيْنِيّ وَوَصفه بِالْعلمِ وَالْفضل والزهد رَحمَه الله.
858 - نعْمَان بن فَخر بن يُوسُف الشّرف أَبُو مُحَمَّد بن فَخر الدّين الْحَنَفِيّ. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ عَالما فَأخذ عَنهُ وَقدم دمشق قَدِيما وَجلسَ بالجامع الْأمَوِي بعد اللنك للإشغال ودرس أَيْضا بِغَيْرِهِ من الْأَمَاكِن كالعزية البرانية وَولي مشيخة الحسامية وسكنها وَكَذَا سكن النورية بعد الْفِتْنَة وَكَانَ ماهرا فِي الْفِقْه مفتيا مشاركا فِي أُصُوله والنحو والعقليات.
مَاتَ فِي عَاشر شعْبَان سنة عشْرين بالمرستان النوري من دمشق وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَذَلِكَ بعد أَن فرق كتبه وموجوده على الْفُقَرَاء. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا وَكَذَا ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه رحمهمَا الله.
859 - نعْمَة الله بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي الْمجد الْكَمَال الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد النُّور أَحْمد الْمَاضِي. / قَالَ لي إِنَّه ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَنه أَخذ عَن عَم أَبِيه الْجمال إِسْحَق بن يحيى الفالي فِي الْفِقْه وأصوله ثمَّ عَن قَرِيبه الْعِزّ إِبْرَهِيمُ بن مكرم حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وتصدى للإفتاء والتدريس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى مَاتَ فِي غرَّة رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
860 - نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد نور الدّين بن الشّرف بن الشَّمْس الْحُسَيْنِي الإيجي ثمَّ الْكرْمَانِي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب اليافعي. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي فَأخذ عَنهُ بعض عقيدة النَّسَفِيّ بل وَعرض شَيْئا مِمَّا صنفه وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ مِمَّن صحب الْعَضُد واليافعي وَأَبا الْفَتْح الطاووسي ومباركشاه وَغَيرهم، وتسلك وشاخ وأرشد مَعَ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم وَذكر بكرامات مخدوش فِيهَا بتقريره كَلَام ابْن عَرَبِيّ. ويلقب ي تِلْكَ الْبِلَاد بالولي. وَمَات فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد أسن بِحَيْثُ قيل أَنه جَازَ الْمِائَة وَبَالغ الطاووسي فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَله عقب، تَرْجمهُ لي بجل مَا أبديته السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن الصفي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإيجي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بل تزوج حفيدته خَدِيجَة ابْنة خَلِيل الْآتِيَة وَقَالَ إِنَّه كَانَ مرشدا صَالحا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
861 - نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد الماهاني الْكرْمَانِي وماهان من عواليها(10/201)
الْحَنَفِيّ. /
تجرد وساح وَحج قَدِيما وَأخذ عَن اليافعي وَغَيره وارتقى إِلَى قدم عَظِيم فِي الْعِبَادَة وَصَارَ لَهُ)
مريدون وَأَتْبَاع وَجلسَ بزاويته بماهان فتسلك بِهِ جمَاعَة وصنف فِي التصوف نظما ونثرا، وَذكرت لَهُ كرامات وأحوال بِحَيْثُ تزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ ومحبتهم إِيَّاه وَارْتَفَعت حرمته وتزايدت وجاهته، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة تحجبه حَتَّى لَا يظْهر لأَصْحَابه إِلَّا بعد الْعَصْر وَإِذا رَأَوْهُ خروا بأجمعهم حَتَّى تصل وُجُوههم إِلَى الأَرْض ثمَّ رفعوا رُءُوسهم وَقَامُوا بَين يَدَيْهِ وهم منكسون وَهُوَ يتَكَلَّم مَعَهم حَتَّى يفرغ وَلبس جماعته اللبابيد وَكَانَت لَهُ كَلِمَات بالعجمية لَطِيفَة سجعا ونظما على طَرِيق الْقَوْم فِيهَا مَا هُوَ رَقِيق اللَّفْظ وَالْمعْنَى وللهنود والأعاجم فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم. مَاتَ بماهان سنة تسع وَعشْرين عَن مائَة وتسع سِنِين، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَإِن أَتْبَاعه كَانَ يجهرون بِمَا لَا يحْتَملهُ أهل الشَّرَائِع عَفا الله عَنهُ.
862 - نعْمَة الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد الشّرف أَو الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْعَفِيف الْقرشِي الْبكْرِيّ الجرهي بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء كَمَا ضَبطه شَيخنَا وحقق لي غَيره من الْفُقَهَاء كسرهما مَعًا الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيُسمى أَحْمد من بَيت كَبِير. ولد فِي صفر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بشيراز وَسمع الْكثير من أَبِيه وَجَمَاعَة بِمَكَّة وحبب إِلَيْهِ الطّلب. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: شَاب فَاضل قدم الْقَاهِرَة من مَكَّة فِي طلب الحَدِيث فَسمع الْكثير ولازمني مُدَّة طَوِيلَة وَقَرَأَ عَليّ كثيرا وَطَاف على الشُّيُوخ واشتغل فِي عدَّة عُلُوم وَمهر وَفضل فِي مُدَّة يسيرَة، وعلق أَشْيَاء حَسَنَة وَجمع مجاميع ثمَّ توجه إِلَى بِلَاده فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ لزيارة وَالِده فبلغني أَنه تزوج وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَابِع رَجَب سنة أَرْبَعِينَ، زَاد غَيره فِي لَيْلَة جُمُعَة أول جُمُعَة مِنْهُ ببندر من بنادر هُرْمُز رَحمَه الله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار، وَأثْنى عَلَيْهِ وَأورد شَيخنَا فِي مُعْجَمه عَنهُ من نظمه مِمَّا كتب بِهِ إِلَيْهِ:
(يَا من علا بالعلى عَن وصف وصاف ... وفَاق جلّ الورى فِي كل أَوْصَاف)
(وَصَحَّ عَنهُ حَدِيث الْجُود ننقله ... عَن كَفه الْبَحْر أَو عَن سحب أسلاف)
(تواترا بلغ الْآفَاق واشتهرا ... عز الْغَرِيب لَدَى أفضاله الوافي)
(خفضت مَنْصُوب رايات العداة كَمَا ... رفعت حَالَة سوال الأرياف)
(قصدت حضرتك العلياء من وطني ... هجرت صُحْبَة إخْوَانِي وألاف)
(حرصا على الْعلم والتحصيل مُجْتَهدا ... لعلني أغترف من بحرك الصافي)(10/202)
)
(وَمَا أُرِيد سوى وَجه الْكَرِيم بِهِ ... عساه يجْبر تَقْصِير وإسرافي)
(هَذَا وسيلتي من فيض فضلك أَن ... تخصني بَين طلاب وَطواف)
(يَا ملْجأ لِذَوي الآمال قاطبة ... أنظر لمغترب للْعلم طواف)
(وارحمه ثمَّ أعنه فِي تطلبه ... فَأَنت مَعْدن إعطاف وإلطاف)
(عطفا لغربته كشفا لكربته ... جبرا لما يلتقي من دهره الجافي)
(الله يبقيك نورا يستضاء بِهِ ... فيهتدي بك دهرا كل أَصْنَاف)
وَقَالَ فِي إنبائه أَنه حصل كثيرا من تصانيفه وَمهر فِيهَا وَكتب الْخط الْحسن وَعرف الْعَرَبيَّة ثمَّ بلغه أَن وَالِده مَاتَ فَتوجه فِي الْبَحْر فوصل إِلَى الْبِلَاد وَرجع هُوَ وَأَخُوهُ قَاصِدين إِلَى مَكَّة فغرق فِي الحسا وَنَجَا أَخُوهُ فَلَمَّا وصل الْيمن ركب الْبَحْر إِلَى جدة فاتفق وُقُوع الْحَرِيق بهَا فَاحْتَرَقَ وَلكنه لم يمت مَعَ احتراق رجلَيْهِ رَحِمهم الله. قلت وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا على الْعَلَاء عَليّ بن عُثْمَان بن عمر بن صَالح بن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حَامِد الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي بهَا، وَلم يسلم هَذَا الْأَصِيل النَّبِيل الْفَاضِل الْكَامِل من أَذَى البقاعي لسَبَب غير طائل حَسْبَمَا حَكَاهُ لي القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والتوجع لصنيع البقاعي بِهِ.
نعْمَة الله السَّيِّد الإيجي ثمَّ الْكرْمَانِي أحد أَصْحَاب اليافعي / تقدم فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد قَرِيبا.
863 - نعم الله بن نعْمَة الله بن حبيب الله الكلبرجي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة / مِمَّن سمع مني بهَا.
864 - نعْمَة بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْوَلَد قطب الدّين بن السَّيِّد النُّور بن الصفي الحسني الإيجي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بسمرقند واستجازني لَهُ أَبوهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
865 - نعير بنُون ومهملة مصغر واسْمه مُحَمَّد بن حيار بِمُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة شمس الدّين أَمِير آل فضل بِالشَّام وَيعرف بنعير. / ولي الإمرة بعد أَبِيه وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ يلبغا الناصري وَلما عَاد الظَّاهِر من الكرك وَافق نعير منطاشا فِي الْفِتْنَة الشهيرة وَكَانَ مَعَه لما حاصر حلب ثمَّ راسل نعير نَائِب حلب إِذْ ذَاك كمشبغا فِي الصُّلْح وَسلمهُ منطاش ثمَّ غضب برقوق على نعير وطرده من الْبِلَاد فَأَغَارَ نعير)
على بني عَمه الَّذين قرروا بعده وطردهم فَلَمَّا مَاتَ برقوق أُعِيد نعير إِلَى إمرته ثمَّ كَانَ مِمَّن استنجد بِهِ دمرداش لما قدم اللنكية فَحَضَرَ بطَائفَة من الْعَرَب فَلَمَّا علم أَنه لَا طَاقَة لَهُ بهم نزح إِلَى الشرق فَلَمَّا نزح التتار رَجَعَ نعير إِلَى سلمية ثمَّ كَانَ مِمَّن حاصر دمرداش بحلب ثمَّ جرت بَينه وَبَين الْأَمِير(10/203)
جكم وقْعَة فَكسر نعير وَنهب وَجِيء بِهِ إِلَى حلب فَقتل فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَقد نَيف على السّبْعين وَكَانَ شجاعا جوادا مهيبا إِلَّا أَنه كثير الْغدر وَالْفساد بِمَوْتِهِ انْكَسَرت شَوْكَة آل مهنا وَكَانَ الظَّاهِر خدعه ووعده حَتَّى تسلم منطاش وغدر بِهِ وَلم يَفِ لَهُ الظَّاهِر بِمَا وعده بل جعل يعد ذَلِك عَلَيْهِ ذَنبا، وَولي بعده وَلَده الْعجل، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَهُوَ فِي المقريزي مطول. وَينظر مُحَمَّد بن حيار من التَّارِيخ الْكَبِير.
866 - نعير بن مَنْصُور / أَمِير الْمَدِينَة. مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة.
867 - نكباي الأزدمري / نَائِب طرسوس وَكَانَ قد ولي الحجوبية الْكُبْرَى بِدِمَشْق ونيابة حماة وَلم يكن بِهِ بَأْس. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين.
868 - نوروز الأشرفي برسباي وَيعرف بنوروز شكال. / كَانَ من خاصكية أستاذه ثمَّ تَأمر عشرَة ثمَّ سَافر فِي تجريدة سوار فَقتل هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين، وَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر فِيمَا قيل.
869 - نوروز الأشرفي برسباي آخر / صَار بعد أستاذه من الدوادارية الصغار زَمنا طَويلا إِلَى أَن تَأمر عشرَة ثمَّ سَافر مَعَ المجردين لسوار فَقتل أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين. وَكَانَ مهملا.
870 - نوروز الأشرفي برسباي آخر / كَانَ من خاصكيته وتأمر فِي أَيَّام خشقدم عشرَة. مَاتَ فِي عوده من تجريدة سوار فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين.
871 - نوروز الحافظي الظَّاهِرِيّ برقوق. / أول مَا رقاه خاصكيا ثمَّ أَمِير آخور عوضا عَن بكلمش سنة ثَمَانمِائَة وَكَانَ قبل ذَلِك أمره رَأس نوبَة صَغِيرا فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة ثمَّ رام الْقيام على السُّلْطَان فنم عَلَيْهِ بعض المماليك فَقبض عَلَيْهِ فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقيد وَحمل إِلَى إسكندرية فسجن بهَا ثمَّ نقل لدمياط ثمَّ أفرج عَنهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَاسْتقر رَأس نوبَة كَبِيرا وَصَارَ نَاظر الشيخونية وَحضر قتال إيتمش ثمَّ وقْعَة اللنك وَرجع مَعَ المنهزمين وَاسْتقر يتنقل فِي الْفِتَن كَمَا ذكر فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قتل فِي ربيع الآخر سنة سبع)
شَعْرَة، وَكَانَ متعاظما عبوسا مهابا شَدِيد الْبَأْس سفاكا للدماء ميشوم النقيبة مَا كَانَ فِي عَسْكَر إِلَّا انهزم وَلَا ضبط أَنه ظفر فِي وقْعَة قطّ، وَهُوَ الَّذِي عمر قلعة دمشق بعد اللنك. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ثمَّ نقل عَن الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ جبارا ظَالِما عسوفا بَخِيلًا، وَقَالَ كَذَا قَالَ، وَقد سَمِعت المقريزي يَقُول أَنه سَمعه يَقُول مَا مَعْنَاهُ إِنَّه ليشق عَليّ أَن لَا يكون فِي مماليك أستاذي الْملك الظَّاهِر رجلا كَامِلا فِي أُمُور المملكة وتدبير الرّعية والرفق بهم. وَقد أغفله ابْن خطيب(10/204)
الناصرية مَعَ أَنه من شَرطه وَلذَا استدركه ابْن قَاضِي شُهْبَة إِشَارَة وَلم يترجمه. وَقَالَ غَيره أَنه لما قتل حملت رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة على يَد جرباش كباشه وعلقت أَيَّامًا على بَاب زويلة وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا شجاعا رَئِيسا عفيفا ضخما معدودا من أكَابِر الْمُلُوك بلغت جوامك مماليكه وحواشيه بِدِمَشْق بعد عصيانه زِيَادَة على عشْرين ألف دِينَار فِي الشَّهْر وَقيل زِيَادَة على ثَلَاثِينَ، عَارِفًا بالحروب وَعِنْده دهاء وتدبير، وَلما كَانَ عَاصِيا هُوَ والمؤيد على النَّاصِر فرج كَانَ هُوَ الْأَكْبَر والمشار إِلَيْهِ وَكَانَ محببا لطائفة الجراكسة وَهُوَ الْمَطْلُوب عِنْد خجداشيته الظَّاهِرِيَّة وَلذَلِك تخلف بِدِمَشْق لظَنّه أَنهم لَا يعدلُونَ عَنهُ إِلَى غَيره. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ.
872 - نوروز الخضري الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد مماليكه بَاشر حجوبية حلب مُدَّة ثمَّ نقل إِلَى دمشق فَقتل بهَا بِسيف نائبها تنم الحسني بعد خُرُوجه عَن طَاعَة النَّاصِر فرج فِي سنة اثْنَتَيْنِ فَدفن فِي تربته بِدِمَشْق بسويقة ساروجا. وَهُوَ وَالِد الشهَاب أَحْمد شاد الأغنام الْمَاضِي عَفا الله عَنْهُمَا.
873 - نوروز الظَّاهِرِيّ دوادار الأتابك / قبل الأتابكية وَبعدهَا وَأحد العشرات. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر.
874 - نوروز أحد العشراوات وَكَاشف الصَّعِيد. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَسبعين وَاسْتقر عوضه سيباي.
875 - نور الله بن خوارزم بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو مُحَمَّد بن الْبُرْهَان بن الصَّدْر التبريزي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مَذْكُور بِمَا لَا أثْبته لكنه مِمَّن أَخذ عَن الخيضري فَذكره لِابْنِ الزَّمن حَتَّى اسْتَقر بِهِ عقب الشَّمْس المسيري فِي مشيخة رِبَاط السُّلْطَان بِمَكَّة وأفحش فِي حَقه ابْن نَاصِر والجيزي الْأَزْهَرِي النَّاسِخ وَغَيرهمَا وَآل الْأَمر إِلَى أَن تعصب مولى لِابْنِ الزَّمن هُوَ وَابْن)
أَخِيه حَتَّى أخرج الجيزي الْمشَار إِلَيْهِ بعد أَمر القَاضِي شخصا يُسمى أَبَا بكر بتحليف هَذَا عِنْد الْحجر الْأسود بِأَنَّهُ يعْتَقد تَقْدِيم أبي بكر ثمَّ عمر على عَليّ رَضِي الله عَنْهُم فَكَانَت نادرة لمطابقتها مَا هُوَ على الْأَلْسِنَة رَافِضِي وَيحلف بِأبي بكر، وَمَا كَانَ خُرُوج الجيزي مُوَافقا لغَرَض القَاضِي، وَبِالْجُمْلَةِ فنور الهل فِيهِ قوادح، وَقد سمع مني بِمَكَّة المسلسل وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَكَذَا أخصامه وَرجع خائبا وَمَا نَهَضَ الخيضري لتأييده.
نور / فِي أَحْمد بن عز الدّين بن نور الدّين.
876 - نوكار الناصري فرج أَبُو أَحْمد الْمَاضِي. / خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ بعد موت الْمُؤَيد عَاد إِلَى خدمَة السُّلْطَان وَصَارَ خاصكيا ثمَّ مقدم البريدية ثمَّ(10/205)
أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَأرْسل شاد جدة نَحْو سنتَيْن ثمَّ ضم إِلَى الإمرة الحجوبية الثَّانِيَة ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال إِلَى الزردكاشية وسافر وَهُوَ مَرِيض إِلَى ابْن قرمان ليلحق المجردين فَمَاتَ بغزة فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَكَانَ ذَا دعابة مَعَ كَثْرَة تِلَاوَته وعقله.
877 - نياز الْحَاجِب. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
(حرف الْهَاء)
878 - هابيل بن عُثْمَان قرايلك بن قطلوبك بن طر على / صَاحب الرها من قبل وَالِده ولاه إِيَّاهَا ليحارب العساكر المصرية والشامية ويدفعهم عَنْهَا فاستعد لذَلِك وحصن الْمَدِينَة وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا نازلها الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ونواب الْبِلَاد الشامية لم يثبت بل انْكَسَرَ وتحصن بقلعتها فملكوا الْمَدِينَة ونهبوا وأسروا ثمَّ حاصروا القلعة حَتَّى طلب الْأمان وَنزل إِلَى سودون من عبد الرَّحْمَن نَائِب الشَّام وَمَعَهُ تِسْعَة من أعوانه فَقبض عَلَيْهِم وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَحَملهمْ فِي الْقُيُود إِلَى مصر فرسم الْأَشْرَف بحبسه فِي برج من قلعتها وَلم يلبث أَن مَاتَ فِيهِ بالطاعون فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا.
879 - الْهَادِي بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن المرتضى بن الْهَادِي السَّيِّد الْجمال الحسني الصَّنْعَانِيّ الزيدي أَخُو مُحَمَّد. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ عني بالأدب ففاق فِيهِ ومدح الْمَنْصُور صَاحب صنعاء. مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. وَذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ وَله مؤلفات مِنْهَا الطرازين المعلمين فِي فَضَائِل الْحَرَمَيْنِ المحرمين)
وَالْقَصِيدَة البديعية فِي الْكَعْبَة اليمنية الثمنية أَولهَا:
(سرى طيف ليلى فابتهجت بِهِ وجدا ... وتوح قلبِي من لطائفه مجدا)
880 - هرون بن حسبن بن عَليّ بن زِيَادَة الشّرف الهربيطي الصحراوي الشَّافِعِي القادري نزيل تربة يلبغا بالصحراء. / ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ مرّة أَنه سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وَكتب عَن الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَسمع على التنوخي والفرسيسي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وأقرأ الْأَطْفَال بمكتب البيمارستان مُدَّة وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بتربة النَّاصِر بالصحراء خيرا صَالحا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين رَحمَه الله.
881 - هرون بن مُحَمَّد نب مُوسَى الزين أَبُو مُحَمَّد السماني الأَصْل والمولد التتائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي زوج وَالِدَة الْجمال يُوسُف التتائي ومربيه ووالد مُحَمَّد وقاسم. /(10/206)
ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بسمان من المنوفية وانتقل مَعَ خَاله إِلَى تتا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والرسالة والشاطبية وألفية النَّحْو وَجلسَ بِبَلَدِهِ يعلم الْأَبْنَاء فَانْتَفع بِهِ فِي ذَلِك أهل النواحي فَإِنَّهُ كَانَ مبارك التَّعْلِيم جيده لكَونه تَلا بالسبع على بعض الْقُرَّاء واستقدمه بَنو الْأنْصَارِيّ الْقَاهِرَة فِي سنة خمسين فاستوطنها وأقرأ أَوْلَاد رئيسهم الشّرف وَأخذ عَن أبي الْقسم النويري ولازمه حَتَّى سَافر الشَّيْخ وَكَذَا كتب عَن شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَكَانَ كثير التِّلَاوَة مديما للْقِيَام والتعبد سَاكِنا مَعَ حسن الْفَهم حج مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله وإيانا.
882 - هرون الجبرتي الشَّيْخ الصَّالح / خَليفَة الشَّيْخ أَحْمد الأهدل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
883 - هَاشم بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن أبي سعد بن غَزوَان بن حُسَيْن أَبُو عَليّ الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وحفيده أَبُو سعد مُحَمَّد وَيعرف بِابْن غَزوَان. / سمع فِي كبره من مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَغَيره صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بِبَعْضِه وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه والفاسي فِي تَارِيخه وَقَالَ رغبنا فِي السماع مِنْهُ لأجل اسْمه فَمَا قدر قَالَ وَكَانَ يتعانى التِّجَارَة ويسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن ثمَّ ترك مَعَ الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَبَلغنِي أَنه قَامَ أَرْبَعِينَ سنة أَو نَحْوهَا لَا يشرب إِلَّا مَاء زَمْزَم فِي مُدَّة مقَامه فِيهَا بِمَكَّة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة بهَا وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر التسعين بِتَقْدِيم التَّاء.) :::
884 - هَاشم بن قَاسم بن خَليفَة بن أبي سعد بن خَليفَة الْقرشِي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن فَهد.
885 - هَاشم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ بن عبد الله بن طَاهِر الزين الْمُسَمّى بعلي بن الشَّمْس الحسني الْجِرْجَانِيّ الأَصْل الشِّيرَازِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
886 - هَاشم بن مُحَمَّد بن مقبل العصامي / أحد القواد بِمَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها.
887 - هَاشم بن مَسْعُود بن خَليفَة بن عَطِيَّة الميبيز. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين. أرخهما ابْن فَهد.
هاني الْموقع. / مَاتَ.
888 - هبة الله واسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد المغربي الفاسي نزيل مَكَّة / وَشَيخ الإقراء على الْإِطْلَاق فِيمَا قَالَه ابْن عزم. مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ مِمَّن(10/207)
أَخذ القراآت عَن مُحَمَّد الصَّغِير شيخ فاس.
889 - هبة الله بن أَحْمد بن عُمَيْر الحسني الْمَكِّيّ / من أَعْيَان الْأَشْرَاف ذَوي عَليّ بن قَتَادَة الْأَصْغَر. صحب السَّيِّد حسن بن عجلَان قبل ولَايَته فَلَمَّا اسْتَقر أقبل عَلَيْهِ وحرص على تجميل حَاله فَلم يسْعد بذلك بل محق مَا ناله فِي اللَّهْو، وَاسْتمرّ فَقِيرا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة أَو قريبها فِي حَال اللَّهْو فِي أثْنَاء سنة تسع عشرَة وَكَانَ سَافر لبلاد الْعرَاق رَسُولا عَن صَاحبه صَاحب مَكَّة قبل بِسنتَيْنِ وَعَاد بِدُونِ طائل. ذكره الفاسي.
890 - هبة الله الفيلالي المغربي / من الْقُرَّاء الصلحاء. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ قد جاور بهَا أَكثر من سنة. أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني مِنْهُم.
891 - هبة المغربي الشريف. / مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.
هبيهب هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. /
892 - هجار بن مُحَمَّد بن مَسْعُود / أَمِير ينبوع.
893 - هجار بن وبير بن نخبار / أَمِير ينبوع أَيْضا. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين.
894 - هزاع بن صَاحب الْحجاز مُحَمَّد بن بَرَكَات أَخُو مهيزع وهيزع الْمَذْكُورين فِي مَحلهمَا، / وَهَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة. (سقط)
(لما أتيت ديار مصر سَائِلًا ... عَمَّن يرى يحوي بهَا الفضلين)
(علم الحَدِيث رِوَايَة ودراية ... وَله لِوَاء السَّبق فِي الصِّنْفَيْنِ)
(قَالُوا شُيُوخ لم يطيقوا عدهم ... فاعددهم بِالْألف والألفين)
(لَكِن سيدنَا وعالم عصرنا ... شيخ الشُّيُوخ إمامنا البُلْقِينِيّ)
(هم كالعيون لنا بهم إبصارنا ... وإمامنا الْمَذْكُور نور الْعين)
(أبقى لنا رب الْعباد حَيَاته ... وأناله الْخيرَات فِي الدَّاريْنِ)
وَرَأَيْت ابْن عزم قَالَ هِلَال البطاط مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ. فَكَأَنَّهُ هَذَا.
897 - هلمان بن غرير بن هيازع بن هبة الْحُسَيْنِي. / قتل كَمَا ذكر فِي زُهَيْر(10/208)
بن سُلَيْمَان فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.
898 - هلمان بن وبير بن نخبار وَقيل بميم بدل النُّون الْحُسَيْنِي صَاحب الينبع وأخو سنقر الْمَاضِي، / وَليهَا بعد عزل ابْن أَخِيه معزى بن هجار بن وبير فِي سنة تسع وَأَرْبَعين من الْقَاهِرَة فدام حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ عَليّ مَذْهَب قومه عِنْده أدب وتواضع وبشاشة وَكَلَام جلو طوَالًا أسمر اللَّوْن أسود اللِّحْيَة صديقا للسَّيِّد بَرَكَات بن حسن صَاحب مَكَّة بِحَيْثُ أَن هلمان هُوَ السَّاعِي لَهُ فِي ولَايَته الْأَخِيرَة.
همام بِضَم الْهَاء وَالتَّخْفِيف بن أَحْمد الْخَوَارِزْمِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا / أَيْضا مضى فِي المحمدين.
899 - همام كَذَلِك الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَالِد الْكَمَال بن الْهمام واسْمه عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود. / كَانَ فَاضلا خيرا ولي قَضَاء إسكندرية. وَمَات بهَا سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) :::
900 - همبلة بن. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين.
901 - هود بن عبد الله المحابري الدِّمَشْقِي. / مَاتَ فِي أَوَائِل سنة أَربع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
902 - هيازع بن عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين فِي شعْبَان مقتولا فِي الْحَرْب الَّذِي كَانَ بميثا بِقرب هدة بني جَابر.
903 - هيازع بن لبيدة بن إِدْرِيس بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ أَن الأتراك منعُوا من الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة فَصلي عَلَيْهِ خلف الْمقَام.
904 - هيزع بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني ابْن صَاحب الْحجاز. / ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة فِي توجه وَالِده لزيارة الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وبخطى أَيْضا أَنه ولد ببدر فِي رُجُوع أَبِيه من الزِّيَارَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وَهُوَ أصح وَنَشَأ فِي كنفه فحفظ الْقُرْآن وَانْفَرَدَ بذلك عَن سَائِر أَهله وَصلى بِهِ النَّاس على الْعَادة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بَين مقَام الْمَالِكِي والحنبلي ونصبت أخشاب لأجل الوقيد وَزَاد احتفالهم لذَلِك جدا وَهُوَ شَقِيق مهيزع الْمَاضِي وَهَذَا أسنهما. مَاتَ فِي تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين.
(حرف الْوَاو)
905 - وبير بن جويعد بن يريم بن صَبِيحَة بن عمر الْعمريّ. / قتل فِي مقتلة كَانَت نجدة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين.(10/209)
906 - وبير بن مُحَمَّد بن رشيد الْقَائِد نَائِب السَّيِّد عَليّ بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي. / قتل فِي شعْبَان سنة تسع وَعشْرين مَعَ جمَاعَة من الشرفاء ذَوي أبي نمي بشعب يُقَال لَهُ الميثا بقر بهدة بني جَابر. قَالَه ابْن فَهد.
907 - وبير بن مُحَمَّد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. / مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ بِبَعْض نواحي مَكَّة زحمل إِلَيْهَا فَدفن بمعلاتها.
908 - وبير بن نخبار بن مُحَمَّد بن عقيل بن رَاجِح بن إِدْرِيس بن حسن بن قَتَادَة الْحُسَيْنِي والدهلمان وهجار وسنقر وَعقيل. / أَقَامَ فِي إمرة الينبوع أَكثر من عشْرين سنة. وَقتل فِي سنة أَربع عشرَة وَقتل أَخُوهُ مقبل وَابْنه على قَتْلَى كَثِيرَة مِمَّن اتهموهم بتقله لِأَنَّهُ قتل غيلَة وَاسْتقر فِي إمرة يَنْبع بعده أَخُوهُ مقبل مُنْفَردا وَاسْتمرّ إِلَى أَن خلع بعد بضع عشرَة سنة فاستقر عقيل بن وبير مَكَانَهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَينظر مَعَ تَارِيخ موت هجار بن وبير هَذَا.
909 - ودي بِضَم أَوله ثمَّ فتح الدَّال الْمُهْملَة ابْن أَحْمد بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ / أحد القواد بهَا. أُصِيب فِي مقتلة فَأَقَامَ مُنْقَطِعًا أَيَّامًا. وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين.
910 - وردبش وَيُقَال بِهَمْزَة بدل الْوَاو قيل اسْمه جَانِبك الظَّاهِرِيّ جقمق / ولاه الْأَشْرَف قايتباي نِيَابَة البيرة ثمَّ قدمه بالديار المصرية ثمَّ لنيابة حلب عوضا عَن إزدمر قريب السُّلْطَان وَخرج مَعَ العساكر فَكَانَ مِمَّن قتل فِي شَوَّال أَو رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ.
911 - وريور أحد القواد لصَاحب الْحجاز. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين.
912 - وفا بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ / نقيب السقاة كأبيه وَعم أَبِيه الْمَاضِي ذكرهمَا وَيعرف بِابْن أخي شفتر.
913 - ولي الرُّومِي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ. / قطن الْجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة مديما لِلْعِبَادَةِ بِحَيْثُ ذكر فِي المعتقدين وَكَانَ مُشْتَمِلًا على محَاسِن وَيكْتب الْمَنْسُوب. مَاتَ فِي ابْتِدَاء الكهولة فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين. (سقط)
مضى فِي أميان.
915 - وَهبة تَقِيّ الدّين. / كَانَ يُبَاشر قبض لحم الدّور. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَوجد لَهُ أَكثر من عشْرين ألف دِينَار وَخلف أَربع بَنَات فَقَامَ الْوَزير تَاج الدّين حَتَّى أثبت أَنَّهُنَّ نصرانيات فمنعهن الْمِيرَاث وَحمل ذَلِك كُله إِلَى الظَّاهِر برقوق فَوَقع(10/210)
مِنْهُ موقعا وَألبسهُ خلعة هائلة. قَالَه شَيخنَا فِي حوادثها.
(حرف اللَّام ألف)
لاجين الجركسي. / مضى فِي أول حرف اللَّام.
لَاحق الزبيدِيّ الْمَكِّيّ. /
لاشين وَرُبمَا يُقَال لَهُ لاجين. /
(حرف الْيَاء الْأَخِيرَة)
916 - يس بن عبد الْكَبِير بن عبد الله بن أَحْمد الْحَضْرَمِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الصَّالح بن الصَّالح / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي ثَانِي عشرى ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَحمل نعشه على الرُّءُوس إِلَى أَن دفن بتربة أَبِيه من بَاب شبيكة وَكنت مِمَّن حضر الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دَفنه رَحمَه الله، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على الشَّيْخ أبي سعد فِي التَّنْبِيه حفظا وحلا وينسب لمعْرِفَة بِعلم الْحَرْف.
917 - يس بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الحجاري / الْمَاضِي أَبوهُ وَأحد الشُّهُود بِبَاب السَّلَام. مِمَّن سمع مني.
918 - يس بن عَليّ بن يس الزين البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ببلبيس وتحول مِنْهَا مَعَ أَبَوَيْهِ بعد إكماله حفظ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي وَغَيره بل جود بعضه على الْبُرْهَان وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَبَعض الشاطبية وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والسعد بن الديري وَآخَرين ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي سَماع أَشْيَاء من كتب الحَدِيث وَغَيره من الْعُلُوم كالعربية وَالصرْف والمنطق بل قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا فيا لمنهاج الفرعي والملحة وَكَذَا لَازم تقاسيم الْكتب)
الثَّلَاثَة والبهجة وَفِي الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمقري وَشرح الْمِنْهَاج للمحلي وَجمع الْجَوَامِع وَبَعض التَّلْخِيص بل قَرَأَ عَلَيْهِ نَحْو نصف الْمِنْهَاج الفرعي والزين زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف والحساب والفرائض وَغَيرهَا وخصوصا تصانيفه فاستوفى الْكثير مِنْهَا وَكتب مِنْهَا جانبا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة أَيْضا الْوراق والسنهوري وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْمنطق وَكَذَا أَخذ فِيهِ وَفِي غَيره عَن الكافياجي وَالْأُصُول أَيْضا وَغَيره عَن التقي الحصني بل قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من المطول وَأخذ فِي أصُول الدّين وَغَيره عَن الشرواني وَقَرَأَ عَليّ من تصانيفي شرح الْهِدَايَة الجزرية بحثا وَالْقَوْل البديع وارتياح الأكباد وكتبها واليسير من شرحي للألفية بل أَخذ عني جَمِيع شرح مؤلفها إِلَّا الْيَسِير(10/211)
ولازمني كثيرا رِوَايَة ودراية وَكَذَا سمع الْكثير بِقِرَاءَتِي على غير وَاحِد بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على جمَاعَة وَأخذ القراآت عَن جَعْفَر السنهوري والطب عَن مظفر الدّين الأمشاطي وبرع وتميز وتصدى للإقراء وانتفع بِهِ الطّلبَة وَاسْتقر بِهِ قجماس فِي مشيخة التصوف بمدرسته بل كَانَ قَرَّرَهُ فِي تدريس الْفِقْه بهَا وَلَكِن وثب عَلَيْهِ الْجَوْجَرِيّ وتألمنا لَهُ وَلم يمتع بهَا وَاسْتقر بِهِ جانم دوادار يشبك فِي خطابة مدرسته بِالْقربِ من جَامع قوصون وَحج وجاور غير مرّة أَولهَا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ فِيهَا عَن الْبُرْهَان بن ظهيرة فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع على جمَاعَة بل قَرَأَ بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَكَذَا الْحِلْية وَغَيرهَا على وَلَده النَّجْم فِي آخَرين وَهُوَ خير فَاضل قَانِع متواضع.
919 - يس بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد الزين العشماوي المولد ثمَّ البشلوشي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف باسمه. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن بعشما من الغربية ثمَّ تحول مَعَ أَهله فِي صغره إِلَى البشلوش من الشرقية وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن ملك وَأخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال بن هِشَام وَابْن قديد وَابْن المجدي والونائي والقاياتي ولازمه دهرا حَتَّى كَانَ مُعظم انتفاعه بِهِ وَكَانَ القاياتي يثني على حسن تصَوره وَأول مَا تنبه صَار يعلم فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ ثمَّ أقبل على السّفر بِشَيْء يسير للتِّجَارَة فِي الْبَحْر الْملح فنمي وَتزَوج أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ وأنجب مِنْهَا أَوْلَادًا وأثرى وَكثر مَاله بِسَبَب التِّجَارَة وحمدت معاملاته وواسى الْفُقَرَاء جهده سِيمَا القاياتي فَإِنَّهُ ارتفق بِمَا كَانَ يتكسب لَهُ فِيهِ وَأكْثر الْحَج والمجاورة وَآخر مَا جاور سنة إِحْدَى وَسبعين وَكنت هُنَاكَ، كل هَذَا مَعَ الانجماع عَن بني الدُّنْيَا حَتَّى عَن صهره إِلَّا فِي أَمر)
ضَرُورِيّ والإقبال على شَأْنه وَعدم الانفكاك عَن الْجَمَاعَات والمداومة على صَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَأَيَّام الْبيض وَرَجَب وَشَعْبَان وَنَحْوهَا والتلاوة والمطالعة والتهجد مَعَ السّكُون والتواضع والمحبة فِي أهل الْخَيْر والأبهة والتحري فِي مأكله ومشربه بِحَيْثُ لَا يَأْكُل إِلَّا من تِجَارَته وَلَا يشرب من مياه السبل عَظِيم النفرة من الْغَيْبَة والحرص على عدم التَّمْكِين مِنْهَا، وَعرضت عَلَيْهِ مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد ابْن حسان وَكَانَ صهره إِذْ ذَاك ناظرها فَمَا وَافق وَأَشَارَ إِلَى أَن رَفِيقه الزين خَالِد أَحَق بهَا مِنْهُ فقرر فِيهَا امتثالا لإشارته بل أَبى قبُولهَا بعد وَفَاته بِحَيْثُ أَن خَالِدا سَأَلَهُ فِي مرض مَوته أَن يرغب لَهُ عَنْهَا لعلمه بِعَدَمِ إعطائها لِبَنِيهِ فصمم على الِامْتِنَاع وَبِالْجُمْلَةِ فَالنَّاس فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والميل إِلَيْهِ كالمجمعين وَكنت مِمَّن يُحِبهُ فِي الله وَكَانَ لَهُ إِلَيّ مزِيد الْميل وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ شَهِيدا بالإسهال الْمُتَوَاتر فِي عصر سلخ سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع(10/212)
الْأَزْهَر من الْغَد افْتِتَاح السّنة وَدفن بتربة صهره بِالْقربِ من الزمامية رَحمَه الله وإيانا.
920 - يس بن مُحَمَّد بن مخلوف بن أبي الْقسم مُحَمَّد الجلالي بِالتَّخْفِيفِ القاهري الْحَنَفِيّ الْمكتب وَيعرف بيس الْمكتب. / ولد فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجلالة من الصَّعِيد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ ابْن سِتّ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل عِنْد الْأمين والمحب الأقصرائيين وَكتب على إِبْرَاهِيم الفرنوي وفَاق فِي النّسخ وبرع فِيمَا عداهُ وتصدى للتكتيب فَكَانَ مِمَّن كتب عَلَيْهِ جانم مَمْلُوك جَانِبك الجداوي فقر بِهِ من أستاذه وَصَارَ يؤم بِهِ وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ، وَحج وجاور وَمِمَّنْ كتب عَلَيْهِ حِينَئِذٍ الفخري أَبُو بكر بن ظهيرة، وَاسْتقر فِي التكتيب بالجيعانية الزينية والأشرفية برسباي وَغَيرهمَا وتوسل بِهِ النَّاس فِي قَضَاء حوائجهم عِنْده وخالقهم بتؤدة وعقل وَسُكُون، وَبعده تقلل من الْحَرَكَة إِلَى أَن كف بَصَره وانجمع ببيته بعد أَفعَال وأعمال.
921 - ياقوت افتخار الدّين الحبشي الفهدي فَتى الْعِمَاد يحيى بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ سمع من الْكَمَال بن حبيب بعض مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَبَعض المقامات وَمن غَيره يَعْنِي كالجمال الأميوطي والأبناسي والتقي الْبَغْدَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث لكنه أجَاز فِي بعض الاستدعاآت وَدخل بِلَاد الْيمن للاسترزاق، وَكَانَ مُعْتَبرا عِنْد غَالب النَّاس سِيمَا الْجمال بن ظهيرة وَفِيه خير)
ومروءة وعقل. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة بمقبرة موَالِيه.
922 - ياقوت الأرغو نشاوي الحبشي / مقدم المماليك تنقل بعد سَيّده أَمِير مجْلِس الظَّاهِر برقوق إِلَى أَن صَار مقدم المماليك وطالت أَيَّامه لحسن سيرته وتواضعه وسكونه وبره ومعروفه مَعَ بشاشته وصباحة وَجه، وَحج أَمِير الْمحمل مرَّتَيْنِ. مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء بعد أَن رتب فِيهَا شَيخا وطلبة وقراء ووقف عَلَيْهَا وَقفا جيدا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَاسْتقر عوضه نَائِبه خشقدم.
923 - ياقوت الباسطي فَتى أبي بكر بن الزين عبد الباسط. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ باسمه من وظائف مدرسة مَوْلَاهُ وَغَيرهَا مَا يزِيد معلومه فِيهِ على عشرَة دَنَانِير كل شهر فِيمَا قيل فتفرقها النَّاس عَفا الله عَنهُ.
ياقوت الحبشي الْمدنِي مولى نَاصِر الدّين أبي الْفرج الكازروني. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
925 - ياقوت الحبشي نِسْبَة لمولى لَهُ بَصرِي يُقَال لَهُ عبد الْعَزِيز أَو ابْن عبد الْعَزِيز الْكَمَال بن ظهيرة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين.(10/213)
ياقوت الحبشي الْفَخر / مقدم المماليك. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَالظَّاهِر أَنه الأرغو نشاوي الْمَاضِي قَرِيبا.
926 - ياقوت الرَّحبِي أحد الموَالِي / من التُّجَّار ذَوي الْيَسَار. مِمَّن يذكر بِخَير فِي الْجُمْلَة لَهُ فِي الْبَحْر الملج مركب أَو أَكثر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين.
927 - ياقوت السخاوي / نِسْبَة لمَوْلَاهُ الْغَرْس خَلِيل. صَار بعد سَيّده من ذَوي الوجاهات عمر دَارا بِرَأْس حارة برجوان وَتكلم فِي بلد الخشابية بتفويض من الظَّاهِر جقمق ثمَّ تقهقر. وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
928 - ياقوت الْعقيلِيّ / وَإِلَى سَاحل جدة للشريف بَرَكَات ثمَّ لوَلَده مُحَمَّد. مَاتَ مقتولا على يَد مولى لِابْنِ عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ حِين إِرَادَته حَبسه فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد.
929 - ياقوت الغياثي الحبشي فَتى السُّلْطَان غياث الدّين / صَاحب بنجالة. مَاتَ سنة خمس عشرَة.
930 - ياقوت مولى ابْن الحوام خَادِم الشهَاب بن حجي ودوادار أَخِيه النَّجْم بن حجي. / سمع)
وَمَات فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ بِدِمَشْق. أرخه ابْن اللبودي وَوَصفه بشيخنا الْمسند.
931 - ياقوت الحبشي الكمالي بن الْبَارِزِيّ، / اخْتصَّ بمولاه ثمَّ بعده كَانَ مَعَ ابْنة سَيّده بِبَيْت الجمالي نَاظر الْخَاص فَقَامَ بتربية بنيها سِيمَا الكمالي نَاظر الْجَيْش ثمَّ وَلَده بل هُوَ المربي لغالب بني مَوْلَاهُ وَحج، وَكَانَ عَاقِلا دينا سَاكِنا محبا فِي الْخَيْر وَأَهله لَهُ بر وَفضل فِي الْجُمْلَة وَهُوَ مِمَّن امتحن فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي وأهين بِالضَّرْبِ، وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين عَن سبعين سنة فأزيد.
932 - ياقوت عَتيق الخواجا بير مُحَمَّد الكيلاني، / مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَكَانَ تَاجِرًا خلف سَيّده على رَأس سراريه وَخلف دورا وعليا وَغَيره وَكَانَ عقب موت سَيّده صادره جَانِبك الجداوي.
(من اسْمه يحيى)
933 - يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن مُحَمَّد شرف الدّين الْأنْصَارِيّ القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ وأعمامه مِمَّن كَانَ بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ فِي الْأَذْكَار والموطأ.
934 - يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ التَّاج السكندري الأَصْل السرياقوسي الخانكي الْخَطِيب بجامعها الْكَبِير وخادم الصُّوفِيَّة بهَا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن حباسة / بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة ثمَّ مُهْملَة بعد الْألف وَآخره هَاء تَأْنِيث، ولد بعيد الْقرن وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي والملحة وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز(10/214)
ابْن جمَاعَة وَشَيخنَا وأجروه فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَسمع على الشّرف بن الكويك المسلسل وَغَيره واشتغل يَسِيرا وناب فِي قَضَاء بَلَده وَحج وجاور وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الصفي وَغَيره واستجيز لنا وَثقل سَمعه فِي اواخر عمره بِحَيْثُ حكى لنا أَن شخصا ادّعى على آخر عِنْده بمبلغ فَقَالَ للْمُدَّعى عَلَيْهِ أعندك كَذَا وَكَذَا وَذكر زِيَادَة على الْمبلغ الْمُدعى بِهِ لكَونه لم يسمعهُ وَالرَّسُول بَينهمَا كَذَلِك فَقَالَ الْخصم ارْجع بِنَا لِئَلَّا يزِيد الْأَمر وَنَحْو ذَلِك. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وَخَلفه فِي الْخدمَة وَلَده ثمَّ رغب عَنْهَا للشريف أَحْمد بن كِنْدَة.
935 - يحبى بن إِبْرَهِيمُ بن عمر بن شُعَيْب الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ سبط الشهَاب بن تمرية. / مِمَّن حفظ كتبا وَعرض، وزوجه أَبوهُ بابنة الشَّيْخ الْجَوْهَرِي وَمَاتَتْ)
تَحْتَهُ فَورثَهَا وعدله فِي اول ولَايَة عبد الْغَنِيّ بن تَقِيّ وَحج بِأُمِّهِ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين.
936 - يحبى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى الْجلَال بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي. /
ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والعربية على الْعِمَاد عبد الْكَرِيم وَإِمَام الدّين عبد الرَّحْمَن ابْني التقي عبد اللَّطِيف حَتَّى صَار من فحول الْعلمَاء وتصدى للإفتاء والتدريس وَالْقَضَاء ببلاده وَرُبمَا وصف بقاضي جرون وَتخرج بِهِ خلق مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين أَفَادَهُ بعض ثِقَات أَقَاربه مِمَّن أَخذ عني.
937 - يحيى بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن عَليّ الظَّاهِر بن النَّاصِر بن الْأَشْرَف صَاحب تهَامَة الْيمن ووالد الْأَشْرَف إِسْمَعِيل الْمَاضِي / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين واقيم بعده ابْنة فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل شعْبَان لَيْلًا فَقتل أكَابِر أهل الدولة كبرقوق وَكَانَ كَبِير المماليك الأتراك وعدة من رُؤَسَاء الْجند وَمن الأجناد الَّذين يدعونَ السقاليب حَتَّى أَضْعَف المملكة وَأثر ذَلِك حَتَّى خرجت الْأَعْرَاب المعازبة بِالْمُهْمَلَةِ ثمَّ زَاي عَن الطَّاعَة وَضعف أَمر تِلْكَ الْبِلَاد جدا. قلت وَأحمد فِي نِسْبَة زِيَادَة، وَقد مضى عبد الله بن إِسْمَعِيل بن عَليّ وَأَن لقبه الظَّاهِر وَيُسمى فِيمَا قيل يحيى وَأَنه مَاتَ فِي سلخ رَجَب الْمَذْكُور وَملك بعده ابْنه الْأَشْرَف فَيقْتَصر على تَرْجَمته فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ ويحال على الآخر وعَلى كل حَال فَأَحْمَد هُنَا زِيَادَة.
938 - يحيى بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف بن الْأَشْرَف بن الْعَادِل بن الْمُجَاهِد بن الْكَامِل بن الْعَادِل الأيوبي أَخُو الصَّالح خَلِيل الْمَاضِي وأبوهما. / قدم على الْأَشْرَف بآمد بتقدمة أَخِيه الْمشَار غليه فَخلع عَلَيْهِ وَكتب عهد أَخِيه. قَالَه شَيخنَا فِي أَبِيه من إنبائه.(10/215)
939 - يحيى بن أَحْمد بن شاذبك وَيعرف بقاصد الْحَبَشَة. / كَانَ أستادار الصُّحْبَة عِنْد الظَّاهِر جقمق فِي حَال إمرته لكَون أَبِيه أوصاه بِهِ فتربى عِنْده ثمَّ عينه رَسُولا لصَاحب الْحَبَشَة فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَاتفقَ مَا يُرَاجع من الْحَوَادِث، وَكَانَ بهيا سَاكِنا وقورا اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَحكى لي مَا اتّفق لَهُ فِي سَفَره، وَكَانَ متزوجا بأخت قَاسم بن قَاسم أحد نواب الْمَالِكِيَّة عديلا لِلشِّهَابِ الأبشيهي فَهُوَ متزوج أُخْتهَا. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السّبْعين بِيَقِين.) :::
940 - يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي. / مَاتَ سنة أَربع وَخمسين.
941 - يحيى بن أَحْمد بن عبد السَّلَام بن رحمون الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس القسنطيني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالعلمي / بِضَم الْعين وَفتح اللَّام وَرُبمَا سكنت نِسْبَة فِيمَا قَالَه لي إِلَى الْعلم. ولد ظنا بعيد الْقرن وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا على جمَاعَة مِنْهُم قَاضِي الْجَمَاعَة عمر القلشاني وَقدم الْقَاهِرَة وَقد فضل بِحَيْثُ قَالَ أَنه لم يكن يفْتَقر إِلَى أحد فِي الِاشْتِغَال وَلكنه تقوى بِالْأَخْذِ عَن ابْن الْهمام والقاياتي وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح ألفية الحَدِيث بِتَمَامِهِ وَأخذ عَن شَيخنَا بعضه بل حضر مَجْلِسه فِي الأمالي وَغَيرهَا وَحضر يَسِيرا عِنْد الْبِسَاطِيّ، وَحكى لي مباحثة وَقعت بَينه وَبَين الْقَرَافِيّ بِحَضْرَتِهِ وَأخذ صَحِيح مُسلم عَن الزين الزَّرْكَشِيّ مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وَمن ذَلِك بعض مشيخته تَخْرِيج النَّجْم بن فَهد وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ على الْجمال الكازروني من أول البُخَارِيّ إِلَى الشَّهَادَات وَعَاد فقطن الْقَاهِرَة وأدب أَوْلَاد القاياتي ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ إِلَى الحسام بن حريز وياقل أَن الحسام كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَلما ولي الْقَضَاء استنابه فِي تدريس المنصورية وارتفق بإحسانه وبره. وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للتدريس بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره. وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء سِيمَا فِي الْفِقْه وَصَارَ بِأخرَة أوحد الْجَمَاعَة فيهم، ثمَّ حج فِي سنة خمس وَسبعين فقطن مَكَّة على طَريقَة جميلَة من الانجماع عَن النَّاس والمداومة على الطّواف لَيْلًا والتلاوة والتهجد والإقراء حَتَّى انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء أَيْضا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا كالمنطق والمعاني وَالْبَيَان وأصول الدّين بل أَقرَأ شرح النخبة وَغَيره وروى البُخَارِيّ وَمُسلمًا والشفا وَغَيرهَا وَامْتنع من الْكِتَابَة على الْفتيا تورعا إِلَّا بِاللَّفْظِ كَمَا أَنه لم يَأْذَن لأحد فِيهَا وَفِي التدريس بهَا إِلَّا لمعمر وللبحيري أحد ملازميه بِالْقَاهِرَةِ وللبدر بن الْمُحب الْخَطِيب إِذْ جاور بل كَانَ يمْتَنع بِأخرَة من سَماع عرض الْأَطْفَال، وَعرض عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ قَضَاء الشَّام ثمَّ وَهُوَ بِمَكَّة قضاءها فَامْتنعَ وَتزَوج مَعَ(10/216)
شيخوخته بكرا، وَبَلغنِي أَنه كتب على الْمُدَوَّنَة والمختصر والرسالة وَالْبُخَارِيّ وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة وَبَالغ فِي التَّوَاضُع معي والإقبال عَليّ. مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة فِي تربة ابْن الزَّمن وَكَانَ مُقيما برباطه رَحمَه الله وإيانا.
942 - يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَلِيم الكرستي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْعَظِيم الْمَاضِي. / مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَجْأَة بِالْقَاهِرَةِ وَحمل إِلَى بَلَده فَدفن بهَا وَقد جَازَ السِّتين وَكَانَ أحد صوفيتها وأعيان شهودها، مِمَّن اشْتغل على النُّور البوشي والونائي وَغَيرهمَا وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَخلف البقاعي على زَوجته سعادات ابْنة البوشي الَّتِي هاجرها حَتَّى زهدت فِيهِ وَفِي وَلَدهَا مِنْهُ مَعَ مزِيد حبه فِيهَا فكاد أَن يَمُوت.
493 - يحيى بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن نَاصِر بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نَاصِر بن يحيى بن بحير الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْعِرَاقِيّ شَقِيق عَليّ الْمَاضِي. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة أَو الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَكَانَت وَفَاة أَبِيهِمَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ من الْقرن قبله. ذكره ابْن فَهد.
944 - يحيى بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف التنوخي الْحَمَوِيّ الأَصْل الكركي المولد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعَطَّار وَيُقَال أَنه من عرب تنوخ. / ولد فِي سادس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالكرك لكَون أَبِيه بعد أَن كَانَ مهمندارا بحماة ثمَّ أستادارا عِنْد نائبها مَأْمُور القلمطاي تحول مَعَه إِلَيْهَا لما ولي نيابتها فولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة من امْرَأَة تزوج بهَا هُنَاكَ. وَمَات فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فتحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي الْعَرَبيَّة سعد الدّين الْحَنَفِيّ خَادِم الشيخونية وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَطَائِفَة مِنْهُم بِقِرَاءَتِي الْكَامِل بن الْبَارِزِيّ وجود الْخط الْمَنْسُوب، وَنَشَأ صينا مَعَ جمال الصُّورَة وَحسن الشكالة وتعانى الْأَدَب فأجاد وصادق الزين بن الْخَرَّاط الْمَاضِي وانحرفا مَعًا عَن التقي بن حجَّة مَعَ تعصب الناصري بِنَا لبارزي لَهُ ومزيد اخْتِصَاص الشّرف ببيته لكَون ابنيه الْكَمَال وَأحمد كَانَا زَوْجَيْنِ لابنتي أَخِيه نَاصِر الدّين مُحَمَّد حَتَّى كَانَ الشّرف كَأحد ابنيه، وَأول مَا نَشأ تزيا بزِي الأجناد وخدم فِيمَا قيل عِنْد الشهَاب أستادار الْمحلة ثمَّ عِنْد نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ وَلما لم يظفر من ذَلِك بطائل أعرض عَنهُ وباشر توقيع الدست ثمَّ التوقيع عِنْد نَاظر الْجَيْش الزين عبد الباسط حِين سفر ابْن(10/217)
الْمصْرِيّ لبيت الْمُقَدّس على مشيخة الباسطية ثمَّ أعرض عَن التوقيع وَاقْتصر على منادمته فَلَمَّا مَاتَ ابْن الْمصْرِيّ اسْتَقر عوضه فِي المشيخة الْمشَار غليها وسافر لمباشرتها فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن أعرض عَنْهَا للتقي أبي بكر القلقشندي وَكَذَا اسْتَقر فِي الشَّهَادَة بالكسوة عوضا عَن السراج البلادري ثمَّ رغب عَنْهَا لأوحد)
الدّين بن السيرجي بِخَمْسِينَ دِينَارا، وَولي أَيْضا تدريس الطيبرسية الْمُجَاورَة للأزهر ونيابة نظرها وباشره مُبَاشرَة حَسَنَة ونمى من فائض وَقفهَا خَمْسمِائَة دِينَار ثمَّ ترك التدريس للشرف السُّبْكِيّ وَاسْتقر فِي نِيَابَة النّظر تغرى برمش الْفَقِيه وتسلم مِنْهُ المَال، وَقبل ذَلِك رغب لَهُ التقي أَبُو بكر اللوبياني عَن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض مَعَ كَونه إِذْ ذَاك كَانَ قريب عهد بلباس الْجند وَكَونه ديوانيا حَسْبَمَا قَالَه التقي بن قَاضِي شُهْبَة، وَحج مرَارًا مِنْهَا صُحْبَة كَاتب السِّرّ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَكَانَ يزْعم أَنه تكلّف فِيهَا مَعَ كَونه فِي شبه المنتمين لَهُ مبلغا كَبِيرا وَمَا كَانَ يجمل بِهِ ذكر هَذَا مَعَ مزِيد إِحْسَان الْكَمَال لَهُ وتخوله فِي إحسانه ورياسته بل لم يعرف إِلَّا بِهِ، وأعجب من هَذَا أَنه بَلغنِي أَنه رام الِاسْتِقْرَار فِي وظيفته وَكَاد أمره أَن يتم ثمَّ بَطل وكل هَذَا أدل دَلِيل على سوء طويته وَلذَا عادى شَيخنَا أتم عَدَاوَة لكَونه قدم عَلَيْهِ مرّة فِي رِسَالَة فَلم يَأْذَن لَهُ فِي الْجُلُوس وَصَارَ يبسبس لعشيره الولوي بن تَقِيّ الدّين وَيحسن لَهُ أمورا قابلهما الله عَلَيْهَا هَذَا مَعَ كَون شَيخنَا ذكره فِي مُعْجَمه وَأثْنى عَلَيْهِ بقوله سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه وَسمعت من لَفظه مناما رَآهُ وَفِيه أَبْيَات شعر لَهُ، وَهُوَ أحد الكملة فِي النّظم والنثر والخط وَلكنه كثير الانجماع مَعَ لطافة زَائِدَة وَلم يكمل الْخمسين حَتَّى أسْرع إِلَيْهِ الشي انْتهى. والمنام الْمشَار إِلَيْهِ قرأته بِخَط الشّرف رائية وَنَصه: رَأَيْت فِي بعض ليَالِي سنة سبع وَعشْرين كَأَنِّي مار فِي مرجة خضراء ذَات جداول وَمَعِي الشَّيْخ شمس الدّين بن عبد الرَّحِيم رَحمَه الله فَبينا نَحن نمشي إِذْ قَالَ لي يَا فلَان هَذَا الشَّيْخ جمال الدّين بن نباتة متكئ على جدول مِنْهَا فملنا نَحوه وَسلمنَا عَلَيْهِ فَرد السَّلَام فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي هَذَا يحيى بن الْعَطَّار ينظم على طريقتك ويحبك هُوَ وَابْن الْخَرَّاط ويغضان من بعض النَّاس يُشِير إِلَى ابْن حجَّة رَحمَه الله فَتَبَسَّمَ وَقَالَ اعرف أعرف وفارقناه فَلَمَّا انصرفنا خطر لي أَنِّي أَخْطَأت فِي عدم سُؤَالِي عَن أَحْوَال الْآخِرَة من رجل ميت مُسلم مَنْسُوب إِلَى قُرْآن وَحَدِيث واشتغالي بالْكلَام مَعَه فِي الشّعْر والتريض بِابْن حجَّة فَرَجَعت إِلَيْهِ بمفردي على الْفَوْر وَقلت لَهُ يَا سَيِّدي مَا الَّذِي رَأَيْت من أُمُور الْآخِرَة أَو نَحْو هَذَا فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ وأنشدني ارتجالا:(10/218)
(إِن أَنْت صدقت مَا جَاءَ الحَدِيث بِهِ ... وبالقديم كَلَام الله فِي الْأَزَل)
(وَجئْت فِي الْحَشْر مطلوقا بِلَا أحد ... يشكو عَلَيْك ولوف ي أَصْغَر الزلل)
(رَأَيْت فِي الْحَال مَا تقضى بِهِ عجبا ... وَلَو أتيت بظُلْم النَّفس كالجبل)
)
بل قَرَأت بِخَط شَيخنَا أَن الشّرف الْمَذْكُور أنْشدهُ بِظَاهِر حلب فِي سنة آمد قَالَ أَنْشدني الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن البرداد الْحلَبِي لنَفسِهِ قصيدة يهجو فِيهَا الشّرف التباني وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة:
(يَا بني التبَّان أَنْتُم ... أجور النَّاس وأجسر)
(كسْوَة الْبَيْت سرقتم ... وفعلتم كل مُنكر)
(هَل رَأَيْتُمْ حنفيا ... بَاعَ بَيت المَال مجهر)
الأبيات قَالَ شَيخنَا وَسمعت الشّرف يَقُول سَمِعت أخي وَكَانَ يخْدم فِي الدوادارية عِنْد قرقماس ابْن أخي دمرداش فِي سلطنة النَّاصِر فرج فَلَمَّا غلب شيخ ونوروز على المملكة وَاسْتقر نوروز بِالشَّام وَتوجه شيخ صُحْبَة المستعين إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ كَانَ من خلعه المستعين من السلطنة ثمَّ من الْخلَافَة مَا كَانَ وَاسْتقر فِي السلطنة ولي قرقماس نِيَابَة الشَّام فوصل إِلَى الرملة وَقد امْتنع نوروز وَأنكر مَا وَقع وَاسْتمرّ على اعْتِقَاد سلطنة المستعين وَعرف قرقماس أَنه لَا يُطيق مقاومته فاتفق أَن نوروز استمال طَائِفَة مِمَّن كَانَ مَعَ قرقماس فحسنوا لقرقماس أَن يلْحق بنوروز فَاسْتَشَارَ نوروز أخي قَالَ فأشرت عَلَيْهِ أَن لَا يفعل وَأَن يثبت على طَاعَة الْمُؤَيد لِأَنَّهُ بَالغ فِي إكرامه وَقدمه على خواصه فِي نِيَابَة الشَّام إِلَى غير ذكل حَتَّى كَاد يرجع عَن رَأْيه الأول ثمَّ عاوده التَّرَدُّد فِي ذَلِك فَقَالَ لي إِن معي لوحا دَفعه إِلَى نصر الله الجلالي من خاصيته أَن من أَرَادَ أمرا يعلقه أَمَامه فِي الْقبْلَة ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتي الاستخارة وَيَدْعُو فَأَنَّهُ إِذا انْتهى يجد من يَدْفَعهُ إِلَى إِحْدَى جهتي الْيَمين أَو الْيَسَار فَأَي الْجِهَتَيْنِ دفع إِلَيْهَا فالخيرة لَهُ فِيهَا فَخذ هَذَا اللَّوْح وَافْعل فِيهِ مَا ذكر وعد إِلَيّ بِالْجَوَابِ قَالَ فَأَخَذته وَدخلت إِلَى مَكَان خَال وعلقت اللَّوْح أَمَامِي وَصليت ودعوت فَحلف أَنه وجد من يَدْفَعهُ إِلَى جِهَة الشَّام بِغَيْر اخْتِيَاره وَأَنه عاود ذكل ثَلَاثًا قَالَ فَرَجَعت إِلَيْهِ وَقد خشيت أَن ينْسب الْعِصْيَان إِلَيّ فَقلت لَهُ مَا أحسست شَيْئا إِلَّا أَن الِاسْتِمْرَار على الطَّاعَة أولى فَنَادَى بالرحيل فَرَحل من مَعَه ظانين أَنه يقْصد جِهَة الشَّام فقصد جِهَة مصر وَدخل إِلَى الْمُؤَيد وَاسْتمرّ فِي خدمته إِلَى أَن حضر مَعَه فَكَانَ من الْقَبْض عَلَيْهِمَا مَعًا وإرسالهما إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَغير ذَلِك مَا كَانَ، قَالَ الشّرف فترددت أَنا إِلَى نصر الله مرَارًا ليوقفني على اللَّوْح الْمَذْكُور وجهدت كل الْجهد وَهُوَ مصر على(10/219)
إِنْكَار صُدُور ذَلِك مِنْهُ من أَصله وَعدم الِاعْتِرَاف بِشَيْء مِنْهُ قَالَ وَكَانَ ذَلِك من وفور عقله لِأَنَّهُ لَا يَأْمَن إِشَاعَة ذَلِك عَنهُ)
فيترتب عَلَيْهِ مَا يَقْتَضِي إِدْخَال الضَّرَر عَلَيْهِ. قلت وَرَأَيْت الشّرف حضر لعيادة شَيخنَا قبيل مَوته بأيام فَبَالغ شَيخنَا فِي التلطف مَعَه وحصلت بَينهمَا مذاكرة لَطِيفَة وَأظْهر شَيخنَا بشرى بالاجتماع بِهِ على جاري عَادَته فِي التودد مَعَ من يفهم عَنهُ شَيْئا وَأرْسل إِلَيْهِ بعد مُفَارقَته بتحف، ثمَّ حَدثنِي الْعِزّ السنباطي رَحمَه الله قَالَ رَأَيْت بعد موت شَيخنَا كَأَنِّي بَين يَدَيْهِ أَنا والولوي بن تَقِيّ الدّين وَكَانَ شَيخنَا دفع لِابْنِ تَقِيّ الدّين من الْقصب الْأَبْيَض قَلما بِغَيْر براية وَقَالَ لَهُ قل لصاحبك وسمى يحيى هَذَا: قد تقدم الْخصم وَالْمُدَّعى عَلَيْهِ فِي الطّلب وَالْحَاكِم لَا يحْتَاج إِلَى بَيِّنَة، قَالَ الْعِزّ فَلم نَلْبَث إِلَّا دون شهر وَمَات يحيى، وَنَحْو هَذَا قَول القَاضِي بكار لِأَحْمَد بن طولون عَن نَفسه وَقد ظلمه شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب وَالله القَاضِي، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ يحيى أديبا فَاضلا مفننا ذكيا ذَا عقل وافر وهيئة لَطِيفَة ونورانية ظَاهِرَة وحشمة وَسُكُون وكياسة وكرم وهمة عَظِيمَة مَعَ من يَقْصِدهُ وَقدم راسخ فِي فنون الْأَدَب وَلذَا انْتَمَى إِلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم ونفق سوقهم بسفارته ومحبة فِي الْمَعْرُوف حَتَّى أَنه كَانَ يبر الشَّيْخ مُحَمَّد البياتي صَاحب ابْن الْهمام وَكَذَا الشَّيْخ مَدين بل أعْطى ابْن شعيرات بعد انحطاط أمره فِي التِّجَارَة ثلثمِائة دِينَار لشدَّة اخْتِصَاصه بِهِ، كتب عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وَغَيرهم من نظمه ونثره، وأطراه البقاعي جدا لكَونه هُوَ وَابْن صَالح كَانَا من أَتْبَاعه وكتبت عَنهُ أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله:
(كتبت أَعتب من أهواه فِي ورق ... فَقَالَ لي الطرس زِدْنِي فَهُوَ مكتوبي)
(فَقلت يَا طرس حَتَّى أَنْت تعشقه ... فَقَالَ دَعْنِي فَأنى تَحت مَكْتُوب)
إِلَى غير هَذَا مِمَّا أودعته فِي المعجم والوفيات وَغير ذَلِك، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض بل لَهُ ذكر فِي عَليّ بن مُفْلِح، وَلم يزل على رياسته غير أَنه خدشها فِي آخر أمره بتردده للنحاس ومنادمته لَهُ حَتَّى مَاتَ فِي عصر يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي مصلى المؤمني بِمحضر فِيهِ السُّلْطَان تقدمهم الشَّافِعِي، ثمَّ دفن بتربة طيبغا الطَّوِيل بالصحراء لكَونهَا كَانَت تَحت نظر عشيره النّحاس سامحه الله وإيانا، قَالَ البقاعي على حَالَة حَسَنَة أخْبرت أَنه مَا زَالَ يذكر الله جَهرا فَلَمَّا عجز صَار سرا حَتَّى طلعت روحه مَعَ التبسم والإخبار بِرُؤْيَة الخضرة والياسمين، قَالَ وَكَانَت جنَازَته حافلة وَلَيْسَ لَهُ وَارِث وَعظم تأسف النَّاس عَلَيْهِ وأطبقوا على الثَّنَاء الْجَمِيل بِحَيْثُ أَن مبغضه لم يَسعهُ إِلَّا ذَلِك وَكَفاهُ فخرا أَن مبغضه لَا يَسْتَطِيع ذمه بعد مَوته قَالَ وَلم يخلف بعده)
مثله فِي كل خصْلَة من(10/220)
خصاله ورثيته بقصيدة فائية هِيَ فِي ديواني وَقَالَ أَن أَبَا الْفضل المغربي أخبرهُ أَنه سَمعه وَهُوَ فِي غَمَرَات الْمَوْت يَقُول إينال الأجرود بَقِي لرياسته خمس درج. وسَاق مَا أسلفته فِي تَرْجَمَة إينال فَالله أعلم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي، وَقَالَ كَمَا فِي النُّسْخَة أَن مولده سنة سبع وَثَمَانِينَ، وَكَانَ الأول أثبت، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ واشتغل فبرع فِي الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر البديع وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي عُلُوم ولازمني مُدَّة فبلوت مِنْهُ من الْفضل والأفضال وعزير الْمُرُوءَة وعلو الهمة وَجَمِيل المحاضرة مَا يقصر الْوَصْف إِن إِيرَاده إِلَى آخر تَرْجَمته. (سقط)
946 - يحيى بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمحلي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد / مِمَّن سمع مني.
947 - يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْفَقِيه الصَّالح الْفَاضِل الصَّدْر الْكَامِل الْعِمَاد الحاجر الْأَشْعَرِيّ الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. قَرَأَ فِي الْفُرُوع ابْتِدَاء على الْجمال الطّيب وَسمع ابْن الْجَزرِي والفاسي والبرشكي وَحصل بِخَطِّهِ كبا جمة وَقيد بَعْضهَا وَحج مرَارًا وانتقل من وَطنه زبيد فِرَارًا من الظُّلم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
948 - يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو وفا الْفَاضِل المعتقد أَبُو السيادات بن الشهَاب السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ المولد الْمَالِكِي الشاذلي الْمَاضِي أَبوهُ وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن وفا. ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَجلسَ بعد موت أَخِيه أبي الْفَتْح مَكَانَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَتكلم على النَّاس فرزق الْقبُول وَأكْثر النَّاس من التَّرَدُّد إِلَيْهِ للزيارة وَغَيرهَا وَلَكِن لم تطل مدَّته بل مَاتَ عَن قرب فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَدفن بمشهدهم من القرافة بِجَانِب أَخِيه. وَكَانَ حسن الصَّوْت فِي الْمِحْرَاب وَغَيره ذَا نظم على طريقتهم رَحمَه الله وإيانا.
يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد النفري السراج. /
949 - يحيى بن أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن يُوسُف محيي الدّين بن الشهابي بن الظَّاهِر بن الْأَشْرَف هزبر الدّين الغساني الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ختن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة الْجمال أبي النجا مُحَمَّد بن الضياء الْمَاضِي ووالد عمر وإسمعيل الْمَذْكُورين وَيعرف بِابْن ملك الْيمن. / اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على الْبَدْر بن)
الغرز حِين مجاورته بِمَكَّة الرسَالَة القشيرية وَاسْتقر فِي مشيخة الزمامية بِمَكَّة برغبة مجلى لَهُ عَنْهَا. مَاتَ فِي أَوَاخِر لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ وَقت طُلُوع الشَّمْس عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن(10/221)
بالمعلاة عِنْد أَبِيه بِالشعبِ الْأَقْصَى بِالْقربِ من فُضَيْل بن عِيَاض، وتلقى المشيخة عَنهُ النَّجْم بن يَعْقُوب قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِحجَّة كَونه غَرِيبا عملا بِشَرْط الْوَاقِف رَحمَه الله وإيانا. وَرَأَيْت بخطى فِي مَوضِع آخر يحيى بن أَحْمد الشّرف الْيَمَانِيّ ثما لمكي وَيعرف بِابْن سُلْطَان الْيمن لكَونه جده الظَّاهِر صَاحب الْيمن. مَاتَ بِمَكَّة عَن بضع وَخمسين وَهُوَ هَذَا فيحرر مِقْدَار سنة.
950 - يحيى بن أَحْمد بن يحيى الزندوني وَيُقَال لَهُ أَيْضا الزنداوي المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة. / ولد قبيل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ فِيهَا فَنَشَأَ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن وسافر إِلَى الْحَج فحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وجاور ثمَّ رَجَعَ وزار بَيت الْمُقَدّس وأقرأ فِي بعض نواحيه الْأَوْلَاد دون سنة، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بالأزهر يَسِيرا ثمَّ حج فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَكَانَت وَقْفَة الْجُمُعَة وجاور أَيْضا، ثمَّ قدم الْمَدِينَة فقطنها وتصدى فِيهَا لإقراء الْأَبْنَاء أَيْضا فَقَرَأَ عَلَيْهِ من أَهلهَا طبقَة بعد طبقَة وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وتلا على السَّيِّد الطباطبي تجويدا وَصَحب الشَّمْس الزعيفريني وَحكى لي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول من قَالَ جعلني الله فِي بركتك فَقل لَهُ نعم وَيَقُول أَيْضا اخْتصَّ أهل الْمَدِينَة بآيَات يحبونَ من هَاجر إِلَيْهِم فَإِن أعْطوا مِنْهَا رَضوا وَإِن لم يُعْطوا مِنْهَا إِذا هم يسخطون والمرجفون فِي الْمَدِينَة وَلَكِن الْمَعْنى بالآيتين الْأَخِيرَتَيْنِ أهل النِّفَاق. وَقد لَقيته بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلهَا كالمتفقين على الثَّنَاء على بركته وخيره ثمَّ قصدني وَنحن وإياه سائرين إِلَى مَكَّة بالصفراء وَبَالغ فِي الِاسْتِئْنَاس بِي. وَمَات فِي سنة خمس وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.
951 - يحيى بن أَحْمد بن قمر الدولة. / أحضر فِي الرَّابِعَة سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة الْكثير من الصَّحِيح على التنوخي ثمَّ سمع على ابْن الكويك وَغَيره.
952 - يحيى بن أَحْمد الذويد. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين بواسط من هدة بني جَابر وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا.
953 - يحيى بن أَحْمد العيدلي البجائي المغربي. / مَاتَ سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَكَانَ عابدا مشارا إِلَيْهِ. أفادنيه بعض الآخذين عني من المغاربة.) :::
954 - يحيى بن إِسْمَعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْمَاضِي حفيده يحيى بن أَحْمد بن يحيى قَرِيبا وَيُسمى أَيْضا عبد الله، / وَقد ذكره شَيخنَا بِزِيَادَة أَحْمد بَينه وَبَين إِسْمَعِيل وَالصَّوَاب حذفه. وَكَانَ استقراره فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ولقب بِالظَّاهِرِ هزبر الدّين بن الْأَشْرَف بن الناصروقال بَعضهم أَنه ملك الْيمن(10/222)
فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ فدام نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة وضعفت مَمْلَكَته وَخَربَتْ ممالك الْيمن فِي أَيَّامه لقلَّة محصوله بهَا من اسْتِيلَاء الْعَرَب على أَعمالهَا. وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَجَب، وَقَالَ بعض الآخذين عني أَنه ولي بعد خلع ابْن أَخِيه الْأَشْرَف إِسْمَعِيل بن النَّاصِر أَحْمد لصغره فَقَامَ بِالْملكِ وَظَهَرت نجدته وصرامته ودانت لَهُ الْبِلَاد والعباد وَعمر مدرسة بتعز وَأُخْرَى بعدن ووقف عَلَيْهِمَا الْأَوْقَاف الجليلة ووقف بِالْأولَى كتبا كَثِيرَة وطالت أَيَّامه غير أَنه كَانَ مُدعيًا فِي الْعُلُوم ويتكلف فِي أوراقه السجع الملحون كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن الْخياط فِي وفياته وَلَكِن كَانَ ابْن الْخياط لكَونه محبوبا عِنْد أهل بَلَده لَا يُحِبهُ الظَّاهِر جَريا على عَادَته فِي عدم محبته لِذَوي الوجاهات ويتجنى لَهُ الذُّنُوب وَرُبمَا قَصده بمكروه فَلم يقدره الله عَلَيْهِ. مَاتَ الظَّاهِر فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بزبيد وَحمل لمدرسته بتعز فَدفن بهَا وَاسْتقر بعده ابْنه الْأَشْرَف إِسْمَعِيل الْمَاضِي.
955 - يحيى بن إِيَاس بن عبد الله الجركسي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالحسيني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وكتبت لَهُ إجَازَة شرحت شَيْئا مِنْهَا فِي الْكَبِير.
956 - يحيى بن إِيَاس آخر إِن لم يكن الَّذِي قبله قريب لأمير آخور. / مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
957 - يحيى بن بركَة بن مُحَمَّد بن لاقي الشّرف الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن لاقي. / كَانَ أَبوهُ من أُمَرَاء دمشق فَنَشَأَ هُوَ فِي نعْمَة ثمَّ خدم أستادارا وَصَارَ أَيْضا من أمرائها وَصَحب نائبها الْمُؤَيد شيخ وَلَزِمَه وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فِي سنة خمس عشرَة فَلَمَّا تسلطن عمله مهمندارا بل أضَاف بل أضَاف إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي أستادارية الْحَلَال وَصَارَ من أَعْيَان الدولة إِلَى أَن تنكر عَلَيْهِ جقمق الأرغونشاوي الدوادار الْكَبِير بِسَبَب كَلَام نَقله عَنهُ للمؤيد تبين بُطْلَانه فرسم الْمُؤَيد حِينَئِذٍ بنفيه لدمشق فَأخْرج إِلَيْهَا على حمَار فَمَرض فِي أثْنَاء الطَّرِيق. وَمَات بِالْقربِ من غَزَّة فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَحمل إِلَى غَزَّة فَدفن بهَا وَاسْتقر بعده فِي المهمندارية)
إِبْرَهِيمُ الْمَدْعُو خرز. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة مرَارًا.
958 - يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْوَلَد محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا بن الْخَطِيب الْفَخر بن الْكَمَال أبي الْفضل الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وجده والآتي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ مَعَ أَبِيه.
959 - يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن(10/223)
عُثْمَان النَّجْم بن الزيني بن مزهر سبط الْبَهَاء بن حجي أمه زبيدة. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشرى صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن اثْنَتَيْ عشرَة سنة بعد أَن قَرَأَ غَالب الْقُرْآن وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد تجاه الحاجبية عِنْد مصلى بَاب النَّصْر فِي محفل لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد تقدمهم الولوي السُّيُوطِيّ لتوعك الْمُتَوَلِي وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس خُصُوصا خَاله وسميه النَّجْم يحيى على نضارته وبهجته وفطنته ورثاه الشُّعَرَاء ورثوا لِأَبِيهِ لَا سِيمَا أمه وَكَانَت بِسَبَبِهِ أَوْقَات طيبَة عوضهم الله الْجنَّة.
960 - يحيى بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن حسن العامري الحرضي الْيَمَانِيّ محدثها بل شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة وَصَالح الْيمن الشَّافِعِي. / جمع مصنفا سَمَّاهُ الْعدَد فِيمَا لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ أحد فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَآخر سَمَّاهُ غربال الزَّمَان فِي التَّارِيخ وَآخر سَمَّاهُ بهجة المحافل وبغية الأماثل فِي تَلْخِيص السّير والمعجزات وَالشَّمَائِل وَآخر سَمَّاهُ التُّحْفَة فِي الطِّبّ وَآخر سَمَّاهُ الرياض المستطابة فِي معرفَة من روى الصَّحِيحَيْنِ من الصَّحَابَة وَالْتمس مني أحد الآخذين عني صديق بن إِدْرِيس الْمَاضِي فِي سنة إِحْدَى وَسبعين تقريظ بعض تصانيفه وَبَلغنِي من بعض أَقَاربه وَغَيره من طلبته أَنه حج قبل ذَلِك وجاور وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وَأَنه سمع بِالْيمن على إِبْرَهِيمُ النَّحْوِيّ، وسافر لأبيات حُسَيْن فَأخذ تَفْسِير الْبَغَوِيّ عَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث الْحُسَيْنِي بَلَدا الكمراني وَأَنه كَانَ تفقهه بِأَبِيهِ حَتَّى تميز فِي ذَلِك وأقرأ الْفِقْه والْحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة، وَفَاته أَنه قَرَأَ على التقي بن فَهد وَكَانَ يفتخر بذلك.
وَمَات بحرمن فِي إِحْدَى الجمادين سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن سبع وَسبعين سنة ممتعا بسمعه وبصره وَدفن بجوار مَسْجده الَّذِي كَانَ يقرئ بِهِ من حرض، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه قدم عَلَيْهِ مَكَّة فِي يَوْم عيد الْفطر سنة تسع وَثَلَاثِينَ لزيارته وَسَمَاع الحَدِيث وَالْإِجَازَة يَعْنِي)
فَحصل لَهُ ذَلِك ثمَّ أورد عَنهُ عَن شيخ قدم عَلَيْهِ بوادي حرض فِي هَذَا الْعَام لَهُ نسك واجتهاد فِي الْعِبَادَة وكشف واطلاع حِكَايَة رَحمَه الله وإيانا.
961 - يحيى بن نَائِب الشَّام جانم الأشرفي برسباي / أحد المقدمين بِدِمَشْق. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ، وَله ذكر فِي الْحَوَادِث الخشقدمية وَقبلهَا.
962 - يحيى بن حسن بن عكاشة الربعِي الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ نزيل مَكَّة. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ونمانمائة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع بل وللعشر على الشَّمْس بن عمرَان والشهاب أَحْمد بن عَابِد وَسَعِيد بن معمر الضَّرِير وَعبد الله بن زقزوق وَغَيرهم واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره على نَاصِر الدّين الأياسي،(10/224)
وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فقطن مَكَّة وَأخذ بهَا عَن أبي الْبَقَاء وَأبي حَامِد ابْني أبي الضياء وَأبي الْوَقْت المرشدي بل وَعَن شَيْخه ابْن الْهمام فِي آخَرين مِمَّن ورد عَلَيْهَا من حنفية الرّوم والعجم وَغَيرهمَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَأبي الْيمن وَأبي السعادات وَغَيرهم وتلا فِيهَا للعشر أَيْضا على ابْن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَعمر النجار وَتوجه لزيارة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأخذ بهَا القراآت أَيْضا عَن الشَّمْس الششتري وَقَرَأَ بعض العقليات على الشهَاب الأبشيطي وَمُحَمّد بن الْمُبَارك المغربي وَالتَّفْسِير على بَعضهم وَسمع بهَا على نَاصِر الدّين الكازروني وَأبي الْفرج بن المراغي والقاضيين سعيد وَسعد الزرنديين وتصدى للْقِرَاءَة على الْعَامَّة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي كتب السّير والْحَدِيث والوعظ وَنَحْوهَا وَكَذَا الإحساسة بالطب قصد فِيهِ وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء كصحيح مُسلم فِي ثَلَاثِينَ جُزْءا حَرَّره وانتفع بِهِ والمنان فِي تَفْسِير الْقُرْآن للعلامي فِي أَرْبَعِينَ مجلدا، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والتواضع والسكون والتودد والتأني فِي الْقِرَاءَة. وَقد سَافر بِأخرَة إِلَى الشَّام لوفاء دُيُونه فَأَقَامَ سنتَيْن فَأكْثر وَرجع بِخَير وبر، وَدخل الْقَاهِرَة ووقف عَلَيْهِ ابْن قلبة بِمَكَّة نصف الْحمام الْمَعْرُوفَة بِهِ لقِرَاءَة أَشْيَاء فِي الْمَسْجِد، وَقد تكَرر اجتماعه عَليّ بِمَكَّة وَرُبمَا جَاءَنِي للطب وَأهْدى إِلَيّ مرّة بعد أُخْرَى وَنعم الرجل، وَهُوَ الآني فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ.
963 - يحيى بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاسِع المحيوي الحيحاني بمهملتين نِسْبَة لحيحانة بليدَة فِي الْمغرب المغربي الْمَالِكِي / قَاضِي دمشق. كَانَ مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه مَعَ فضيلته، لَهُ تعاليق جَيِّدَة وعلق بأطرافه بعض جذام فَصَبر. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ)
وَأَرْبَعين. أرخه المقريزي وَقَالَ كَانَ عفيفا فِي احكامه مهابا. وَذكره ابْن اللبودي.
964 - يحيى بن روبك أَبُو مُحَمَّد / شيخ النُّحَاة فِي عصره بِالْيمن، تفقه بِصَنْعَاء ثمَّ استوطن تعز ومدح الْمُلُوك وَقَامَت لَهُ رياسة مَعَهم. وَكَانَ على طَريقَة الْعَرَب فِي ارتجال الشّعْر. مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِي نخل وَادي زبيد وَدفن هُنَاكَ. قَالَه الْعَفِيف.
965 - يحيى بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا محيي الدّين أَبُو السُّعُود بن الزيني السنيكي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَخُوهُ وأبوهما. مِمَّن سمع على أَبِيه. وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين فِي رجبها وفجع بِهِ أَبوهُ.
966 - يحيى بن زيان بن عمر بن زيان أَبُو زَكَرِيَّا الوطاسي المريني اللمتوني الفاسي الْأَزْرَق وَزِير الْمغرب الْأَقْصَى ووالد يحيى الْآتِي / وَصَاحب فاس. كَانَ عادلا بِحَيْثُ أفردت تَرْجَمته بالتأليف. مَاتَ مقتولا ظلما فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث(10/225)
وَخمسين وَاسْتقر بعده قَرِيبه أَبُو حسون عَليّ بن يُوسُف بن زيان الْمَاضِي. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي قَالَ يحيى بن أبي زيان بن أبي مُحَمَّد بن الْوَزير بن أبي حسون عمر بن حمامة الوطاسي الْمَعْرُوف بالأزرق لزرقة عَيْنَيْهِ والقائم بِالْأَمر فِي مَدِينَة فاس، كَانَ أَبوهُ زيان من عظاء شُيُوخ بني مرين حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَعمر ابْنه هَذَا نَحْو سبع سِنِين فتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، ثمَّ بيض.
967 - يحيى كور بن سُلَيْمَان بن دلغادر التركماني أَخُو سوار الْمَاضِي. / كَانَ مِمَّن علق فِي الكلاليب مَعَ أَخِيه بِبَاب زويلة حَتَّى مَاتَ بعده بِيَوْم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين.
968 - يحيى بن سنقر بن عبد الله الأسعردي الدِّمَشْقِي. / جرده البقاعي وَقَالَ إِنَّه لم يجز.
يحيى بن سيف بن مُحَمَّد بن عِيسَى نظام الدّين بن سيف الدّين. / يَأْتِي فِي يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى.
969 - يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن الْعلم بن الْفَخر بن الْعلم الدمياطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / ولد فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتقريب الْأَسَانِيد والنخبة لشَيْخِنَا والمنهاج وألفيتي النَّحْو والْحَدِيث وشاطبيتي القراآت والرسم وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالبساطي وَيُقَال أَن)
فِي صدر إِجَازَته مِمَّا فِيهِ تنويه بِصَاحِب التَّرْجَمَة الْحَمد لله الَّذِي أشْبع بعد جوع وَأَيْقَظَ بعد هجوع وَقرب بعد إبعاد وعد بعد إيعاد، وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فتدرب بِالْمُبَاشرَةِ بأقربائه وجود الْقُرْآن على غير وَاحِد بل تلاه بِكَثِير من الرِّوَايَات على الزين طَاهِر وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا ولازم القاياتي فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح الشذور وصحيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَسنَن أبي دَاوُد وَكَذَا لَازم ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَسَائِر فنونه الَّتِي فاق فِيهَا مَعَ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعرض بمزيد الِاخْتِصَاص بِهِ وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس قَدِيما وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والتنويه بِذكرِهِ وَصرح بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي جماعته أمثل مِنْهُ وَصَارَت إِلَيْهِ سَائِر تصانيفه وتعاليقه أَو جلها، وَأكْثر من السماع من شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره بل لَازمه فِي عُلُوم الحَدِيث وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ واشتدت عنايته أَيْضا بملازمة الْعَلَاء القلقشندي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ فِيمَا بَلغنِي الْكتب السِّتَّة أَو جلها وَغَيرهَا بل وتكررت(10/226)
قِرَاءَته عَلَيْهِ للْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وانتفع بِهِ كثيرا وَأخذ الْفِقْه أَيْضا قَدِيما عَن الشّرف السُّبْكِيّ والجلال وبأخرة عَن الْعَبَّادِيّ والبكري وَمِمَّا قَرَأَهُ على الْعَبَّادِيّ إِلَى إحْيَاء الْموَات من الرَّوْض لِابْنِ الْمُقْرِئ وعَلى الْمحلي شَرحه للمنهاج بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأُصُول وَقَرَأَ الْمَتْن مَعَ شَرحه لِابْنِ الْعِرَاقِيّ على الشهَاب الأبشيطي وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا ولازمه هُوَ والمحلي فِي غير ذَلِك وَتردد للعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والحناوي وَالسَّيِّد النسابة والوروري وَغَيرهم من الْأَئِمَّة كَابْن الْهمام والشمني والكافياجي وغالب شُيُوخ الْعَصْر فِيمَا أَظن واستفاد مِنْهُم وَأخذ أصُول الدّين أَيْضا عَن الْأمين الأقصرائي والشرواني والمنطق وَغَيره عَن أبي الْفضل المغربي فِي قَدمته الأولى، وَلم يتحاش عَن الْأَخْذ عَن طبقَة تلِي هَذِه كالسنهوري قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية وتوضيحها وشروحه الجرومية ومختصر ابْن الْحَاجِب وَغَيرهَا وَكَذَا تردد إِلَيْهِ أَمَام الكاملية حَتَّى أَخذ عَنهُ شَيْئا من تصانيفه وَغَيرهَا وَقَرَأَ على الْفَخر الديمي فِي مدرسة عَمه الدَّلَائِل للبيهقي بل كَانَ يُشَارك وَلَده الصلاحي فِيمَن يتَرَدَّد إِلَيْهِ مِمَّن يليهم أَيْضا محبَّة فِي الْفَائِدَة والمذاكرة وَعدم أَنَفَة وَأكْثر من المذاكرة مَعَ المحيوي الدماطي والشهاب السجيني وَنَحْوهمَا مِمَّا هُوَ أبرع مِنْهُم وَكَذَا كَانَ الشاوي يتَرَدَّد لقِرَاءَة الصلاحي عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ حَتَّى قَرَأَ نَحْو نصفه الأول فِيمَا بَلغنِي وَمَا كَانَ الْقَصْد إِلَّا أَن تكون الْقِرَاءَة على كَاتبه فَمَا)
وَافق، نعم سمع مِنْهُ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا شَاركهُ بنوه فِي بَعْضهَا واستكتبه لَهُم بهَا، بل سمع الْكثير قبل على الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان فِي آخَرين بعدهمْ مِمَّا الْكثير مِنْهُ بِقِرَاءَتِي، وَأَجَازَ لَهُ فِي عدَّة استدعاآت خلق من الْآفَاق من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا، وَحج غير مرّة أَولهَا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على الْمُحب المطري وَغَيرهمَا وَصَحب السَّيِّد عفيف الدّين الإيجي وَغَيره من السادات، وَدخل دمياط ونواحيها للتداوي وَعرف من صغره بِقُوَّة الحافظة ووفور الذكاء وَسُرْعَة الْإِدْرَاك والفصاحة وَحسن الْعبارَة وَطيب النغمة وجودة الْخط مَعَ سرعته، وَاسْتمرّ فِي ازدياد من ذَلِك مَعَ مزِيد التَّوَاضُع وَالْأَدب وَالْعقل وَالِاحْتِمَال وَالصَّبْر على الْعَوَارِض الْبَدَنِيَّة وَغَيرهَا والدربة والسياسة وَالْبر التَّام بِأَبِيهِ وَالْقِيَام بخدمته إِلَى الْغَايَة مَعَ اقْتِدَاء أَبِيه بِجَمِيعِ أوامره وإشارته والتودد لأحبابه والمثابرة فِيمَا أخْبرت على التَّهَجُّد والتحري فِي الطَّهَارَة وَالنِّيَّة والإعراض عَن اللَّهْو واللغو جملَة والمحاسن الوافرة وَالرَّغْبَة التَّامَّة فِي تَحْصِيل الْكتب بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ مِنْهَا الْكثير(10/227)
فِي كل فن وَتوسع فِي استكتاب مَا يصدر من ذَلِك عَن الْفُضَلَاء أَو المتشبهين بهم إِمَّا بِنَفسِهِ أَو بِاسْتِعْمَال مُصَنفه فِيهِ وَمَا كنت أفهم عَنهُ فِي كثير من ذَلِك إِلَّا التودد وَإِلَّا فَفِيهِ مَا لَا يخفى عَن من هُوَ دونه وَلَو تفرغ لالتحق بالأعلام وَلكنه كَانَ قَائِما لَا ينْهض بِهِ غَيره حَتَّى عول عَلَيْهِ الْمُلُوك فَمن دونهم وديوان الْجَيْش لَا أعلم من يوازيه فِي استحضاره إِيَّاه وَضَبطه لَهُ متقن وترتيبه لبلاده وأسمائه بَين بِحَيْثُ كَانَ يَقُول لي كثيرا فِيهِ الْمُتَّفق والمفترق والمؤتلف والمختلف وَنَحْوهمَا من فنون الحَدِيث وَمَعَ تَعبه بِسَبَبِهِ لَا سِيمَا بعد وَفَاة وَالِده فَقل أَن تَخْلُو أوقاته حِين تفرغه مِنْهُ عَن مطالعة أَو مذاكرة أَو استفادة أَو إِفَادَة وقصده الْأَبْنَاء بِالْعرضِ فَكَانَ يبرهم بِمَا ينجبر بِهِ خاطرهم مِمَّا أعرض قُضَاة الْوَقْت فضلا عَن غَيرهم عَنهُ غَالِبا وَيكْتب لَهُم الْكِتَابَة الْحَسَنَة وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى فِي بعض الْمسَائِل واقرأ الطّلبَة فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَالْفِقْه وَمِمَّا أَقرَأ فِيهِ الرَّوْض لِابْنِ الْمُقْرِئ بل سَمِعت أَنه أَقرَأ فِي الفية الْعِرَاقِيّ وَهُوَ جدير بالتلقيب بِذِي الرياستين. وَلذَا لقبته بهَا قَدِيما، وَكَانَ جمال أَهله بل الممالك وَلم تزل الْفُضَلَاء من أَرْبَاب الْمذَاهب والفنون تهرع للقائه ويضرع من شَاءَ الله مِنْهُم إِلَى الله فِي استمراره وبقائه لمعاملته لَهُم بالجميل ومسالمته للمبتدئ مِنْهُم والجليل وَكَانَ فِي فقرائهم من هُوَ فِي الْبر عِنْده على مَرَاتِب فَمنهمْ من تصله بالشهر أَو)
بِالْمَوْسِمِ أَو بِالسنةِ أَو بِدُونِ تَوْقِيت، وَكنت مِمَّن أرى مِنْهُ مزِيد الإجلال والاحتفال وأسمع عَنهُ فِي الْغَيْبَة شرِيف الْمقَال مِمَّا يُؤذن بالإخلاص فِي الإقبال حَتَّى أَنه رَآنِي مرّة وَأَنا عِنْده مفارق الطّرق قَرِيبا من بَاب القنطرة فترجل عَن فرسه للسلام عَليّ بِحَيْثُ استحييت مِنْهُ بل وَاسْتمرّ مَاشِيا معي إِلَى بَاب الْمدرسَة المنكوتمرية وَأَنا أبالغ فِي كَفه عَن ذَلِك وَهُوَ يُبَالغ فِي التشوق والاستيحاش من انقطاعي عَنهُ التمس مني غير مرّة تعْيين وَقت للاجتماع بِهِ فَمَا قدر إِلَّا فِي النَّادِر وَلما صلى وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ بِالنَّاسِ عقب خَتمه الْقُرْآن على الْعَادة سَأَلَني فِي إنْشَاء خطْبَة لَهُ فامتثلت وَوَقعت عِنْده موقعا وَأرْسل خطه بالشكر عَلَيْهَا ثمَّ أرْسلهُ هُوَ وفقيهه السجيني لقراءتها وَكَذَا أرسلهما مَعَ أَخَوَيْهِ لعرض محفوظاته وَكَانَ يسألني عَن مَوَاضِع فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره وَطلب مني أَن أكتب شرحا لمنظومة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ، وراسلني وَأَنا بِمَكَّة بالاشتياق وَطيب الْكَلَام مَعَ غَيره مِمَّا يُؤذن بالاهتمام وَذَلِكَ وَشبهه مِمَّا يعد فِي محاسنه وأضربت عَن اسْتِيفَائه للخوف من الإطالة لكَونه أشرك معي غَيْرِي فِي الدُّعَاء بطول الْبَقَاء فَقلت لَهُ مثلكُمْ يقرن معي هَذَا فَقَالَ وَالله هَذَا ظلم منا وَفِي الْحَقِيقَة أَنْتُم أَنْتُم(10/228)
والاشتراك إِنَّمَا هُوَ فِي الصُّورَة خَاصَّة إِلَى غير ذَلِك من بليغ عباراته. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ قردا من مَجْمُوعه. وَلم يزل على جلالته ووجاهته حَتَّى مَاتَ بعلة حبس الْبَوْل والحصاة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشرى جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ ببيتهم المجاور لجامع أَبِيه ببركة الرطلي وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد تجاه الحاجبية عِنْد مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل إِلَى الْغَايَة مَا أعلم بعد مشْهد شَيخنَا نَظِيره وَمَشى فِيهِ الأتابك فَمن دونه من الْأُمَرَاء وَحمل الأكابر نعشه ثمَّ دفن بتربتهم تجاه الأشرفية برسباي بِجَانِب مِحْرَابهَا وَحصل التأسف على فَقده ورثي بعدة مَرَّات وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعَة مثله رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.
970 - يحيى من شاهين الْقَيْسِي الْحَنَفِيّ / إِمَام جَامع سنقر. لَازم الصّلاح الطرابلسي فِي قِرَاءَة كثير من الْكتب الْكِبَار وَغَيرهَا وَسَمَاع دروسه بِحَيْثُ تميز فِي الْجُمْلَة بل حضر قَلِيلا عِنْد الْأمين الأقصرائي وَجمع للسبع فأزيد على الزين جَعْفَر وَابْن الحمصاني وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية عِنْد قَبره، وَقَرَأَ فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة على الوزيري وَمن محافيظه سوى الشاطبية تَنْقِيح صدر الشَّرِيعَة وَالْمجْمَع مَعَ خير وعقل.
971 - يحيى بن صَدَقَة بن سبع. / مدرك زفتي كأبيه وَيعرف بجده. مِمَّن حج وَذكر فِي)
مجاورته ببر وَخير.
972 - يحيى بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالسُّلْطَان المستعين بِاللَّه بن المتَوَكل بن المعتضد العباسي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة ثمَّ نقل مَعَ أَبِيه إِلَى إسكندرية فَنَشَأَ بهَا فَلَمَّا توفّي أَبوهُ قدم الْقَاهِرَة وَسكن الدَّرْب الْأَصْفَر تجاه البيبرسية مُنْفَردا عَن أَقَاربه وأعمامه إِذْ مسكنهم بِالْقربِ من من المشهد النفيسي يُقَال لترفعه وشممه بِالْمَالِ وَلَكِن كَانَ من خِيَار النَّاس مشكور السِّيرَة سليما مِمَّا يعاب بِهِ قد ترشح للخلافة لما مَاتَ عَمه المعتضد دَاوُد وَادّعى أَن وَالِده عهد إِلَيْهِ ووعد بِالْمَالِ فَلم يتم لَهُ ذَلِك وَاسْتقر عَمه سُلَيْمَان فعز عَلَيْهِ وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد ظهر ثَانِي عشر الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وأخرجت جنَازَته م انلغد وَدفن بالصحراء فِي حوش اتَّخذهُ لنَفسِهِ ولأولاده وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَترك فِيمَا قيل مَالا جزيلا وَلم يخلف غير ابْنَتَيْن وَكَانَ خَفِيف اللِّحْيَة أصفر اللَّوْن إِلَى الطول أقرب مَعَ حشمة ورياسة وَتَدين رَحمَه الله وإيانا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.
973 - يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا أَبُو بكر الغرناطي. / كَانَ إِمَامًا فِي الْفَرَائِض والحساب مشاركا فِي الْفُنُون وصنف فِي الْفَرَائِض كتاب الْمِفْتَاح وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.(10/229)
974 - يحيى بن عبد الله نحوي تونس. /
975 - يحيى بن عبد الله الشّرف القاهري وَيعرف بالمزين. / ولد قريب الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحارة زويلة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على الْمُقْرِئ على المخبزي الضَّرِير بل تَلا عَلَيْهِ لنافع وَأبي عَمْرو وتدرب فِي الْجراح والجبر بالجمال بن عبد الْحق وبرع فِي ذَلِك بل فاق فِيهِ وخدم بِهِ الأكابر وَغَيرهم وَكَذَا تميز فِي الْحساب والديونة والمباشرات وَنَحْوهَا مَعَ مزِيد عقل ووفور أدب فترقى وتمول سِيمَا وَقد خدم ابْن الْأَشْرَف إينال الملقب بالمؤيد وَعمل صيرفيا عِنْده ثمَّ خدم الظَّاهِر خشقدم فِي عَارض حصل لَهُ فبرأ مِنْهُ وخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ فِي رياسة الجرائحيين والمجبرين شَرِيكا لأبي الْخَيْر النّحاس، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي خدمَة الْأَشْرَف قايتباي وجاور غير مرّة وَكَذَا صافر فِي عدَّة تجاريد مَعَ الْأَمِير أزبك والدوادار يشبك من مهْدي وَغَيرهم واختص بالمذكورين بل عظم اخْتِصَاصه بثانيهما وتزايدت رِعَايَة جَانِبه أَيَّامه فِي متاجره وَغَيرهَا وَقَررهُ فِي وظائف دينية كالتصوف بالأشرفية والصلاحية والبيبرسية وَغَيرهَا)
وابتنى دَارا هائلة بالحارة وموضعا آخر بالجنينة يشْتَمل على ربع ووكالة ولازال يترقى مَالا وحشمة مَعَ بر وإحسان وميل للخير حَتَّى مَاتَ الدوادار فتعب خاطره لعلمه بتلفت السُّلْطَان مَعَ تكَرر خدمته لَهُ سِيمَا حِين ذكر بوديعة لصديقه ابْن كَاتب غَرِيب فاستأذنه فِي السّفر ليحج بولده فَأذن لَهُ وسافر فِي موسم سنة سبع وَثَمَانِينَ فحج وجاور، وَلم يلبث أَن توعك فِي جدة فَحمل إِلَى مَكَّة فتزايد ضعفه إِلَى أَن مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي آخر يَوْم الْخَمِيس عَاشر رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا وَدفن من الْغَد وَخلف ولدا حنفيا وأثكل فِي حَيَاته ولدا شافعيا عرض كل مِنْهُمَا عَليّ بل قَرَأَ المتخلف عَليّ فِي البُخَارِيّ. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن بني حرفته عَفا الله عَنهُ.
976 - يحيى بن عبد الله الشّرف بن سعد الدّين الْكَاتِب صَاحب ديان الْجَيْش وَالِد يُوسُف وإبرهيم وأخو عبد الْغَنِيّ وَيعرف بِابْن بنت الملكي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالطاعون وَلم يكمل الْخمسين وَاسْتقر أَخُوهُ فِي وظيفته مشاركا لِوَلَدَيْهِ.
977 - يحيى بن عبد الله علم الدّين الْمصْرِيّ أبوكم. / بَاشر نظر الْأَسْوَاق ثمَّ ولي الوزارة فِي دولة النَّاصِر فرج عوضا عَن الْفَخر بن غراب ثمَّ الْخَاص عوضا عَن أَخِيه سعد الدّين بن غراب وَكَذَا ولي أَيْضا نظر الْجَيْش قبل الْبَدْر بن نصر الله ثمَّ خمل، وَحج غير مرّة وجاور بِمَكَّة مرّة مظْهرا التنصل من دين النَّصْرَانِيَّة مَعَ إكثاره من زِيَارَة الصَّالِحين. وَمَات فِي ثَانِي عشرى رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ(10/230)
بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ إِسْلَامه حسنا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا.
978 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ بن سعد بن سعيد الشّرف الْمصْرِيّ الأَصْل الرَّمْلِيّ الشّرف القادري. / مِمَّن سمع مني.
979 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرحيمن بن حسن النرلستي. / مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
980 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَعِيل المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا ابْن القَاضِي نَاصِر الدّين أَو زين الدّين أَو وجيه الدّين بن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو فتح الدّين مُحَمَّد وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن صَالح. / ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فصحب ابْن الْعَفِيف اليافعي وَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ على كل من وَالِده والشهاب بن عَيَّاش فِي البُخَارِيّ بل أَخذ بِأخرَة عَن شعْبَان الآثاري وَسمع من ابْن صديق والزين المراغي ثمَّ ابْن)
الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الأميوطي والأمين بن الشماع وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ، وناب فِي الْقَضَاء والإمامة والخطابة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ عَن أَخِيه أبي الْفَتْح وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ رَأَيْت من ذَلِك مجموعا فِيهَا الْخِصَال المكفرة لشَيْخِنَا انْتهى من كتَابَتهَا فِي سنة ثَمَان وعشرن والإجابة لما استدركته عَائِشَة على الصَّحَابَة للزركشي فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَكَانَ ينظم نظما مضحكا وَأَجَازَ للتقي بن فَهد وَغَيره، وَرَأَيْت من أرخ وَفَاته فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهَذَا غلط فقد كتب عَنهُ البقاعي فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فيحرر.
981 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن عَليّ بن عمر بن عقيل بِالْفَتْح بن زرمان بِتَقْدِيم الزَّاي الْمَفْتُوحَة بن عجنق بِفَتْح أَوله وثالثه وَسُكُون الْجِيم بَينهمَا بن يحيى بن أبي الْقسم الشّرف الْكِنْدِيّ الْعقيلِيّ بِالْفَتْح نِسْبَة لجده العجيسي كَأَنَّهُ نِسْبَة لعجيس بن امْرِئ الْقَيْس بن معبد بن الْمِقْدَاد بن عمر وَالَّذِي سرد نسبه إِلَيْهِ وَلَكِن قَالَ هُوَ أَن مولده بِأَرْض عجيسة البجائي الْمَالِكِي نزيل الْقَاهِرَة ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بالعجيسي. / ولد فِيمَا زَعمه فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِأَرْض عجيسة وَأَنه مكث فِي بطن أمه أَربع سِنِين وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا فِي بَلَده لنافع من جِهَة ورش خَاصَّة على ابْن عَمه على بن مُوسَى ثمَّ ارتحل فِي الطّلب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه ببجاية ابْن عَمه الْمَذْكُور وتلميذه يَعْقُوب بن يُوسُف وابو مهْدي عِيسَى اليليلتني الزواويين وقاضيها وعالمها أبي الْعَبَّاس النقاوسي شَارِح المفرجة وَأحمد بن يحيى بن صابر(10/231)
وبقسنطينة قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْخَطِيب بن القنفد وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وببونة الَّتِي يُقَال لَهَا بلد الْعنَّاب قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْقَابِض وبتونس قاضيها وعالمها أَبُو مهْدي عِيسَى الغبريني وَأَبُو عبد الله بن عَرَفَة إِمَام الْمغرب قاطبة وعنهما أَخذ التَّفْسِير والْحَدِيث وَبَعض هَؤُلَاءِ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَلزِمَ من بؤنة شيخها عَلامَة الْوَقْت أَبَا عبد الله مُحَمَّد المراكشي الأكمه صَاحب التصانيف مُدَّة تزيد على ثَلَاث سِنِين فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان والأصلين وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وانتفع بِهِ جدا وَكَذَا لَازم بتونس فِي النَّحْو والأصلين وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وانتفع بِهِ جدا وَكَذَا لَازم بتونس فِي النَّحْو والمنطق أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن خلفة الأبي، ولازال يدأب إِلَى أَن تقدم وَوجه عزمه إِلَى بِلَاد الْمشرق فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَنهُ فِي توجهه بِكُل من سقاقس وَقَابِس وطرابلس الْمغرب وسكندرية جمَاعَة من أَهلهَا)
وَلَقي بإسكندرية أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف المسلاتي الْمَالِكِي فَسمع مِنْهُ من البُخَارِيّ والبدر بن الدماميني وَكَاد أَن يستأسره الفرنج فخلصه الله، وَدخل الْقَاهِرَة فحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَورد دمشق وحلب فَمَا دونهَا وقطن الْقَاهِرَة متصديا للإقراء والتأليف والمطالعة بِحَيْثُ أَنه شرح ألفية ابْن ملك عدَّة شُرُوح مِنْهَا وَاحِد فِي أَربع مجلدات أَو ثَلَاث وَعمل تذكرة فِيهَا فَوَائِد وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء ابْن الْهمام وحظي عِنْد بني السفاح وَبني العديم وَبني الْبَارِزِيّ وَنَحْوهم لخبرته بمعاشرة من يُرِيد حَتَّى أَنه يكون عِنْده فِي غَايَة الْعِزَّة مَعَ احْتِمَاله لجفائه وإغلاظه، ودرس بالشيخونية عقب الزين عبَادَة وَقدم فِيهِ على ابْن عَامر بعد أَن عمل أجلاسا فِيهِ وَكَذَا رِجْس بِجَامِع ابْن طولون والأشرفية الْقَدِيمَة والخروبية وَغَيرهَا. وَكَانَ إِمَامًا نحويا بليغا فصيحا مفوها قوي الحافظة ذَاكِرًا لملح كَثِيرَة ونوادر متقنة حَافِظًا لجمل مستكثرة من أَخْبَار النَّاس الْمُتَقَدّمَة وأيامهم خُصُوصا وقائع الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فَإِنَّهُ يكَاد أَن يَأْتِي على مَا فِي الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر مِمَّا شان كِتَابه بِهِ ويسرد ذَلِك سردا، حُلْو الْكَلَام مَعَ من يُرِيد مَعَ إِظْهَار الشجَاعَة والبادرة الْفَاحِشَة وَالِاسْتِخْفَاف بِالنَّاسِ سِيمَا عُلَمَاء عصره وَرُبمَا يلقبهم بِالْأَلْقَابِ البشعة وَيذكر مَا لَعَلَّه يعرفهُ من أوليتهم وَكَانَ بَينه وَبَين أبي عبد الله الرَّاعِي المغربي أَيْضا مَا لَا خير فِيهِ واتصافه بِسوء الْخلق وَكَون أحد لَا يتَمَكَّن من المباحثة مَعَه والاستفادة مِنْهُ لذَلِك بل وَيَتَعَدَّى من اللِّسَان إِلَى الْبَطْش بِالْيَدِ وَبِهَذَا شان سؤدده وَكثر التمقت لَهُ بل صَار كَلَامه عِنْد كثيرين فِي حيّز الإطراح يسخرون بِهِ ويعجبون مِنْهُ مَعَ أَنه ليم بِسَبَبِهِ فَلم يفد، وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده وَرَأَيْت من تمقته للنَّاس(10/232)
أمرا عجبا مَعَ أنني كَلمته بِمَا أعانني الله عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي سمع الْهَاتِف يَقُول بعد سعد وَأحمد لَا يفرح أحد كَمَا بَينته فِي الْجَوَاهِر، أجَاز لي وأوردت فِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد وزوائد ونوادر. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشرى شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بمنزله من الْمدرسَة الناصرية عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا.
982 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَابْن عَم التقي مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. / ولد فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ واليافعي وعمدة الْأَحْكَام والشاطبيتين وَالْحَاوِي الصَّغِير والتنبيه)
والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع الأبناسي وَابْن صديق وَأَبا الْيمن الطَّبَرِيّ والشهاب بن مُثبت والزين الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَجَمَاعَة بِمَكَّة والزين المراغي ورقية ابْنة ابْن مزروع وَغَيرهم بِالْمَدِينَةِ والشرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ، وَأَجَازَ لَهُ الحافظان الْعِرَاقِيّ والهيثمي والجوهري وَطَائِفَة، وَدخل للاسترزاق وَنَحْوه مصر وَالشَّام وحلب وَالروم وغالب بِلَاد الْيمن وكنباية من بِلَاد الْهِنْد وَتوجه مِنْهَا إِلَى كلبرجة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الآخرية أَو أَوَائِل رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
983 - يحيى بن عبد الرَّزَّاق الزين القبطي القاهري الأستادار ابْن أُخْت نقيب الْجَيْش مُحَمَّد بن أبي الْفرج وَيعرف بالأشقر وبقريب ابْن أبي الْفرج. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن تخمينا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتدرب فِي الخدم الديوانية على كتبة الأقباط وخدم فِي جِهَات، وَولي نظر ديوَان الْمُفْرد غير مرّة فَلم ينْتج لَهُ فِيهِ أَمر وتكرر عَزله عَنهُ بِعَبْد الْعَظِيم بن صَدَقَة الْأَسْلَمِيّ وَكَانَا كفرسي رهان بل كَانَ خَصمه فِيهِ أرجح مِنْهُ وَآل الْأَمر إِلَى أَن تَركه لَهُ بعد اشتراكهما فِيهِ وَالشَّر قَائِم بيهما وَلم ينْفَصل مرّة إِلَّا وَعَلِيهِ من الدُّيُون الْكثير وَبعد تَركه سعى فِي نظر الإسطبل السلطاني بِمَال وعد بِهِ إِلَى أَن وليه فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن فرج كَاتب المماليك فَلم يلبث أَن عزل فِيهَا بِأبي الْمَنْصُور نصر الله الوزة وَلزِمَ دَاره فَقِيرا مملقا مديونا إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الْمُفْرد حِين ولَايَة قيزطوغان العلائي الأستادارية باشتراطه عَلَيْهِم فاستقرا فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين الأستادار عوضا عَن مُحَمَّد بن أبي الْفرج وَصَاحب التَّرْجَمَة عوضا عَن خَصمه عبد الْعَظِيم وتسلم فيزطوغان كلا مِنْهُمَا فأهانهما وَقرب صَاحب التَّرْجَمَة وركن إِلَيْهِ وَألقى إِلَيْهِ مقاليده(10/233)
وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ بِحَيْثُ قضى دُيُونه وترقع حَاله فَأخذ فِي مكيدته وَحسن إِلَيْهِ طلب الاستعفاء فَظن نصحه وَمَشى فِيهِ إِلَى أَن أُجِيب وَقرر عوضه فِيهَا الزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وَاسْتمرّ هَذَا مَعَه على عَادَته فِي الْمُفْرد ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر هُوَ فِيهَا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَقْبل سعده الدنيوي من ثمَّ وأضيفت إِلَيْهِ بعد الْحِسْبَة وأرخى الظَّاهِر جقمق لَهُ الْعَنَان فَلم يلْتَفت لكَلَام فِيهِ حَتَّى تمول جدا لشدَّة ظلمه وعسفه واستيلائه على أقاطيع ورزق مرصدة لمساجد نَحْوهَا ومصادرته لِذَوي الْأَمْوَال من الفلاحين والمشايخ وَغَيرهم بل اخترع مظالم وأمورا لم يَفْعَلهَا من قبله، وَبني من بعض فائض ذَلِك مدرسة بِجَانِب بَيته الَّذِي)
عمله بِالْقربِ من الْمدرسَة الفخرية بَين السورين بَالغ فِي شَأْنهَا ووقف فِيهَا كتبا هائلة وَعمل فِيهَا تصوفا وخطبة بل التمس من شَيخنَا الْمَجِيء إِلَيْهَا فِي يَوْم من الْأُسْبُوع وَفعل وَكَذَا أنشأ أُخْرَى بحذاء بَيته أَيْضا كَانَت مَسْجِدا قَدِيما وَعمل ببولاق جَامعا هائلا فِيهِ صوفية ودرس وَغير ذَلِك وحماما إِلَى غير ذَلِك من مدرسة بالحبانية وسحابة تحمل فِي الحجيج وسبل ومغاسل للموتى وربط وَمَا يفوق الْوَصْف من أَمْلَاك وأوقاف وَغَيرهَا، وَصَارَ إِلَى ضخامة وعظمة يحاكي فِيهَا الْجمال نَاظر الْخَاص وَلَكِن أَيْن الثرى من الثريا، وصاهره التَّاج بن المقسي على ابْنَته، وترقى من أَتْبَاعه غير وَاحِد وَرُبمَا أوذي من بَعضهم، ونكب بعد موت الظَّاهِر مرَارًا وصودر وعصر وَضرب وقاسى أهوالا وذلا ونفيا يطول شَرحه مَعَ بَسطه فِي الحوداث وَأحسن أَحْوَاله الْإِرْسَال بِهِ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فدام بهَا أشهرا وَكَانَت أول نكباته على يَد وَلَده الْمَنْصُور مَعَ مُبَالغَة أَبِيه الظَّاهِر فِي وَصيته بِجَمَاعَة هُوَ مِنْهُم وَأخذ مِنْهُ على دفعتين نَحْو مائَة ألف دِينَار ثمَّ لَا زَالَ الْأَخْذ مِنْهُ يتوالى بِحَيْثُ حل كثيرا من أوقافه كالكتب والبيوت، وصودر نَحْو عشْرين مرّة إِلَى أَن لزم بَيته وصادره أَيْضا الْأَشْرَف قايتباي مرّة بعد أُخْرَى وحبسه بالبرج من القلعة ثمَّ أعَاد ضربه إِلَى أَن أشرف على الْمَوْت وَحمل إِلَى البرج ودام بِهِ مَرِيضا يتداوى حَتَّى مَاتَ بِهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشرى ربيع الأول سنة ارْبَعْ وَسبعين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَدفن بمدرسته عَفا الله عَنهُ وَعَن الْمُسلمين.
984 - يحيى بن عبد الرَّزَّاق علم الدّين بن تَاج الدّين بن البقري ابْن عَم الشّرف وَالْمجد ابْني البقري وَهُوَ أسن الثَّلَاثَة. تدرب بأقربائه فِي الْمُبَاشرَة وخدم فِي جِهَات إِلَى أَن اسْتَقر فَينْظر الإسطبل بعد ابْن عَمه الشّرف.
985 - يحيى بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن التقي مُحَمَّد بن فَهد. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة(10/234)
سنة خمس وَتِسْعين عَن أشهر وَأمه كمالية ابْنة أبي بكر عَم أَبِيه.
986 - يحيى بن عبد الْعَزِيز التلمسني المغربي / من بَيت مَعْرُوف بالصلاح وَالْخَيْر لَهُم هُنَاكَ زَاوِيَة. مَاتَ بالجديدة مُنْصَرفه من الْحَج فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَسبعين عطشا وَدفن بجوار أَحْمد القوري رحمهمَا الله. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
987 - يحيى بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد الخانكي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد من أمة ذكي حاذق حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ عَليّ الْعُمْدَة حِين مجاورته مَعَ أَبِيه بِمَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين وتخلفا عَنَّا هُنَاكَ سنة)
أُخْرَى ثمَّ قدما أول سنة سِتّ فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وفجع بِهِ أَبوهُ عوضهما الله الْجنَّة وَأَظنهُ بلغ أَو قَارب.
988 - يحيى بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الشّرف بن الْفَخر بن الشّرف وَالِد أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن فخيرة / تَصْغِير أَبِيه. مِمَّن كتب فِي المماليك كأبيه وَولده.
989 - يحيى بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الشّرف الأسيوطي الأَصْل القاهري الظَّاهِرِيّ نِسْبَة للظاهرية الْقَدِيمَة الشَّافِعِي الشاذلي سبط الشَّمْس النحريري وَلذَا يعرف بالنحريري. / ولد بالظاهرية الْقَدِيمَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَجل الْمِنْهَاج واشتغل فِيهِ على الْبَدْر حسن الْأَعْرَج والسنتاوي واشتغل بتعليم الْأَبْنَاء وبالنساخة وَصَحب المتصوفة، وَحج وجاور سنة سبع وَتِسْعين وَقَرَأَ على السَّيِّد عبد الله فِي الْمِنْهَاج وعَلى القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي من نسخ كتبهَا بِخَطِّهِ بل وَأخذ عني بِالْقَاهِرَةِ أَشْيَاء، وَهُوَ سَاكن قَانِع فِي رفد أَخِيه وأبيهما.
990 - يحيى بن كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْوَجِيز فِي فروعهم وأصول ابْن اللحام وألفية النَّحْو وَعرض واشتغل على أَبِيه وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنتي ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين وَأَظنهُ عرض عَليّ بعض المحفوظات، وسافر بعد أَبِيه فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين بحرا إِلَى الْقَاهِرَة وكتبت سَلَامَته.
991 - يحيى بن عجلَان الأسيوطي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الشَّرِيفَة / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وسافر إِلَى الْحَبَشَة والهند والقاهرة وَالشَّام للاسترزاق، وَكَانَ ينْفد مَا يدْخل عَلَيْهِ أَولا فأولا، وَهُوَ مِمَّن سمع من شَيخنَا. وَيُقَال لَهُ الطَّائِي نِسْبَة لجد لَهُ اسْمه طي. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين.
992 - يحيى بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن شرف الدّين الرَّحبِي الأَصْل الْمَكِّيّ سبط يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الْمَالِكِي الْآتِي وَيعرف كأبيه(10/235)
بالمغيربي. / ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وختمه عِنْد الشُّرُوع فِي التَّاسِعَة وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية والرسالة وألفية النَّحْو عرض فِي سنة تسع وَسبعين على قُضَاة مَكَّة الْأَرْبَعَة وَعمر بن فَهد، واشتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد الْفَخر بن ظهيرة)
وأخيه البرهاني مَعَ ذكاء وَفهم ثمَّ تعانى التِّجَارَة بعد أَن أثبت الْبُرْهَان بن ظهيرة رشده وَسلمهُ مَاله وَلم يعْهَد لَهُ فِيمَا بَلغنِي ترشيد من هُوَ فِي حجره سواهُ، وسافر فِي التِّجَارَة لدمشق وتلقن فِي الْقَاهِرَة الذّكر من الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي وَله تردد إِلَيّ وَسَمَاع عَليّ ولي إِلَيْهِ زَائِد الْميل وَنعم هُوَ تواضعا وأدبا وفهما وذكاء وَحسن عشرَة بِحَيْثُ صَار بَيته بِمَكَّة وَغَيرهَا مألفا لأحبابه مَعَ عدم اتساع دائرته زَاده الله فضلا ورد عَلَيْهِ أَخَاهُ سالما غانما.
993 - يحيى بن عَليّ بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الْجمال الخفركي ثمَّ السجسْتانِي. / أَخذ عَنهُ الطاووسي وَوَصفه بالإرشاد وَأَنه شيخ الصُّوفِيَّة، قَالَ وَسمعت عَلَيْهِ آدَاب المريدين وقرأت عَلَيْهِ مُوضحَة الْأَسْرَار وَأَنه شيخ الصُّوفِيَّة، قَالَ وَسمعت عَلَيْهِ آدَاب المريدين وقرأت عَلَيْهِ مُوضحَة الْأَسْرَار ومرآة الناظرين فِي شرح منَازِل السائرين كِلَاهُمَا من تصنيفه وَكَذَلِكَ أجوبة أسئلتي الْأَرْبَعين الْمُسَمَّاة طراز الدقائق فِي إبراز الْحَقَائِق وَذَلِكَ فِي أَيَّام اعتزاله بشيراز سنة سبع وَعشْرين وَأَجَازَ لي.
994 - يحيى بن عَليّ بن قرا برج الشّرف الطشلاقي القاهري. / عَامي ينظم الأزجال والمواليا وَنَحْو ذَلِك وَيَأْتِي مِنْهُ بِمَا يستحسن مَعَ كَونه غَايَة فِي الْفَاقَة والهيئة الرثة وَهُوَ صَاحب تِلْكَ المنصوبة فِي القَاضِي الْمُوازِية لما عمله غَيره فِي الْفَقِيه والجندي وَقد كتبهَا عَنهُ الْمُحب بن جناق الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مِمَّن يكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وَسمعت مِنْهُ بَعْضهَا وأولها:
(من قَالَ أَنا قَاضِي مصاب لقد أصَاب ... أَنا الْفَقِيه واسمي عميد من الصَّعِيد)
كَانَ وَالِدي يرْعَى الحصيد مَعَ الدَّوَابّ وَكَذَا سَمِعت من نظمه أَشْيَاء وَمن ذَلِك قصيدة قَالَهَا فِي الْمَنَاوِيّ حِين ختمت عِنْده قِرَاءَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة فِيمَا أَظن وفيهَا فِي مدحي عدَّة أَبْيَات. مَاتَ قبل السّبْعين بِكَثِير.
995 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إقبرس الشّرف أَو الْأمين بن الْعَلَاء القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ ويرعف كَهُوَ بِابْن اقبرس. / ولد فِي أثْنَاء صفر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاجين وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين على شَيخنَا والطبقة وَأخذ فِي الْفَرَائِض عَن الشهَاب السارمساحي وَفِي الْأُصُول والعربية وَغَيرهمَا عَن ابْن الْهمام وتلميذه سيف الدّين بل لَازم التقي الحصني وَسمع يَسِيرا على شَيخنَا وتميز قَلِيلا وَأَظنهُ نظم ثمَّ أعرض عَن هَذَا كُله واشتغل بِالسَّفرِ وارتقى فِيهِ إِلَى أَن توالى عَلَيْهِ كسر المراكب فتضعضع)(10/236)
مَعَ حسن عشرته وتودده وأفضاله بِحَيْثُ سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من جمَاعَة كالعز السنباطي وَأَنه لم ينْتَفع مِمَّا صَار إِلَيْهِ من قبل أَبِيه بِشَيْء أَو نَحْو هَذَا وَكَذَا وَصفه البقاعي فِي أَبِيه بِالْفَضْلِ وَالدّين. وَأقَام قبيل مَوته بعد ضعف حَاله بالينبوع حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَتكلم فِي تركته الأتابك وَوجد لَهُ من كتب الْعلم مَا يبلغ ثمنه فِيمَا قيل الْألف رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة وَقد رَأَيْته كتب على شرح الْمُخْتَصر للبهاء الأبشيهي:
(حليت إِذْ جليت أبكار الْفِكر ... ذَات الْبَهَاء على خَلِيل بالدرر)
(سَام على بسط الْبِسَاطِيّ شوطا ... حاوى الْجَوَاهِر جلى حلي الْمُخْتَصر)
996 - يحيى بن الشَّيْخ الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الحصني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب قَرَأَ عَليّ قِطْعَة من أول البُخَارِيّ وَجَمِيع الْعُمْدَة وعَلى الديمي وَغَيره وَأَظنهُ اشْتغل قَلِيلا وعالج فِي جِهَات أَبِيه وَكَثِيرًا مَا يتظلم عِنْدِي من زوج أُخْته المحيوي النبراوي.
997 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي الأَصْل الْمَكِّيّ التَّاجِر. / مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين بعد مرض طَوِيل وَخلف تَرِكَة من عقار وَغَيره وبنين.
998 - يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد الشّرف العيزري الْغَزِّي الشَّافِعِي من ذُرِّيَّة الشَّمْس العيزري / الْعَالم الشهير الْمَاضِي. تكسب فِي بَلَده شَاهدا عِنْد قاضيه الشَّمْس بن النّحاس ثمَّ استنابه فَوَثَبَ عَلَيْهِ، واستقل هُوَ بِالْقضَاءِ فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ، ثمَّ عزل بعد قَلِيل وَعوض من أجل مَا بذله بِقَضَاء صفد عوضا عَن ابْن يُونُس فدام قَلِيلا ثمَّ صرف وَحضر إِلَيّ مَعَ صهره أبي الْخَيْر بن جِبْرِيل وأعيد لغزة ثمَّ صرف فِي ربيع الآخر سنة تسعين بِابْن النّحاس وَهُوَ الْآن يتجر بعد أَن أُعِيد لَهُ مَا كَانَ بذله فِيمَا قيل ثمَّ أُعِيد فِي سنة تسع وَتِسْعين حِين الترسيم على ابْن النّحاس وأهين هَذَا من النَّائِب على رسمه زعم.
999 - يحيى بن عَليّ بن يحيى الشّرف الْمُهَاجِرِي الْكرْدِي السنهوتي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد وإسمعيل الماضيين. / مِمَّن أَخذ عَن قَارِئ الْهِدَايَة واختص بالبوتيجي وَغَيره من الأكابر وتنزل فِي الْجِهَات، وَكَانَ موثوقا بضبطه وتقييده لكثير من الْأُمَرَاء. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين.
1000 - يحيبى بن عَليّ الشّرف القمنوني الْحَنَفِيّ نزيل الأشرفية وَيعرف بفقيه النَّاظر. / ولد)
سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة جرده البقاعي وَوَصفه بِالْعَدْلِ الْفَاضِل وَينظر مَعَ الَّذِي قبله.
يحيى بن عمر بن أَحْمد بن يُوسُف الشّرف القاهري الْمَالِكِي أحد الموقعين وَيعرف بالسفطي / نِسْبَة لخال أمه أحد شُهُود المراكز الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى لوجاهته(10/237)
فِي الْجُمْلَة بِالنِّسْبَةِ لِأَبِيهِ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتلقين لعبد الْوَهَّاب فِي الْفِقْه واشتغل فِيمَا قيل يَسِيرا عِنْد أبي الْقسم النويري وَجلسَ مَعَ قَرِيبه الْمَذْكُور شَاهدا فبرع فِي الشُّرُوط وترقى حَتَّى صَار أحد أَعْيَان الموقعين بل استنابه الحسام بن حريز فِي الْقَضَاء ثمَّ عمله نَقِيبًا فِي بَابه وباشرهما لمن بعده بل اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مُبَاشرَة أوقاف ابْنه ابْن الخازن وَقصد فِي القضايا المهمة فتمول وَأَنْشَأَ مَكَانا بالجودرية وَكَانَ حسن الْكِتَابَة والفهم لطيف الشكالة مَعَ ترفع وبأو زَائِد وتمقت للضعفاء وَنَحْوهم بِحَيْثُ خدش ذَلِك فِي محاسنه وَرُبمَا تكلم فِي ديانته. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشرى صفر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ فِي محفل عَظِيم بِجَامِع المارداني، وَدفن بالتنكزية بِالْقربِ من بَاب القرافة، وَخلف تَرِكَة هائلة سوى مَا اختلس لَهُ قبيل مَوته عَفا الله عَنهُ.
1002 - يحيى بن عمر بن أصلم / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَأمه أمة. مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَلم يتَأَخَّر بعد أَبِيه إِلَّا يَسِيرا.
1003 - يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن السراج الحوراني الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد الشَّافِعِي التَّاجِر نزيل مَكَّة والماضي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الحوراني. / ولد سنة سبعين أَو الَّتِي بعْدهَا تَقْرِيبًا بحماة، وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن، واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية، وَأخذ عَن أَحْمد الزبيدِيّ وَغَيره، وَمَات وَالِده فأسند وَصيته على أَخَوَيْهِ إِلَيْهِ، وَأَقْبل بعد على الْخَيْر وَقَرَأَ عَليّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة البُخَارِيّ ومصنفي فِي خَتمه وعدة الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي والشفا وأربعي النَّوَوِيّ وَقطعَة من أول أذكاره وَجَمِيع قصيدتي البوصيري الهمزية والبردة وَسمع مني المسلسل بِسُورَة الصَّفّ وبالأولية وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وَكَذَا المولد النَّبَوِيّ للعراقي بمحله الشريف وَعلي فِي صَحِيح مُسلم والمصابيح والرياض ودروسا من شرحي الألفية والتقريب وَبَعض الابتهاج وَغير ذَلِك. وَهُوَ ذكي فِيهِ قابلية ولديه فهم وأدب، وكتبت لَهُ إجَازَة افتتحتها بِالْحَمْد لله الَّذِي شرف الْمقبل على الْعلم سِيمَا الحَدِيث النَّبَوِيّ وَجعله يحيا وَصرف الْمُشْتَمل على الْفَهم السوي فِيمَا يجمع الْآخِرَة وَالدُّنْيَا، وَقد)
تعرض لَهُ ولبني عَمه بعد مَوته بل ولعمه قبل وسافر إِلَى الْهِنْد فِي حَيَاة عَمه ثمَّ بعده إِلَى الشَّام وَظهر أَنه كَانَ الْجَامِع لشملهم وَكثر تردده وَبَعض بني عَمه لمعقل المغربي فَقيل لقرابة أَو لغير ذَلِك.
1004 - يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد حييّ الدّين أَبُو زَكَرِيَّا بن النَّجْم أبي الْقسم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي(10/238)
شقيقه عبد الْعَزِيز وأبوهما وجدهما وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث عشرى ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ وألفية ابْن ملك وَمن الْمِنْهَاج إِلَى الرّجْعَة أَو الظِّهَار وَعرض على جمَاعَة كجده والشوائطي بل قَرَأَهَا كلهَا عَلَيْهِمَا وَآخَرين لَكِن على الْعَادة، واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ وأسمعه كثيرا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا واستجاز لَهُ جمَاعَة وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وَأكْثر ذَلِك معي فِي الْحجَّة الأولى بل سمع عَليّ كثيرا من تصانيفي وَغَيرهَا فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وَحضر مجَالِس إملائي، وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة والطائف وبجيلة زبيد ثمَّ إِلَى تعز ثمَّ إِلَى صنعاء وَفِي الثَّانِيَة إِلَى عدن وَسمع فِي جلها على جمَاعَة وَفِي زبيد على الْفَقِيه عمر الفتي شَيْئا من مصنفاته وَغَيرهَا وَرغب فِي السّفر لراحة خاطره وتفقه بِالنورِ الفاكهي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة والفرائض وَكَانَ بَصيرًا بهَا وَكَذَا حضر مجَالِس البرهاني بن ظهيرة وأخيه الفخري وَقَرَأَ على السَّيِّد السمهودي فِي الْمَنَاسِك وظنا فِي الْفَرَائِض وَفِي النَّحْو أَيْضا على أبي الْوَقْت المرشدي وَفِي الْمِيقَات على النُّور الزمزمي وَأبي الْفضل بن الإِمَام الشَّامي وَكَانَ بَصيرًا بِشَيْء مِنْهَا، وَكَانَ فَاضلا ذكيا فهامة سَاكِنا عَاقِلا صَالحا نيرا سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ لائحة رَاغِبًا فِي الصَّلَاة وَالطّواف وَالصِّيَام وَالْبر مَعَ التقلل جدا كَارِهًا مَعَ ذَلِك لتعاطي الزكوات وَالصَّدقَات الْوَاصِلَة لمَكَّة بل تعفف أخيرا عَنْهَا فَلم يقبلهَا فَكَانَ أَبوهُ أَو أَخُوهُ يَأْخُذهَا دفعا لمن لَعَلَّه لَا يُعجبهُ ذَلِك خَبِيرا بالشعر لَهُ فِيهِ ذوق حسن بِحَيْثُ انتخب من دواوينه شَيْئا كثيرا وَجمع مجاميع فِي ذَلِك بل جمع فَوَائِد كَثِيرَة من النكت والغرائب وَاخْتصرَ الْأَمْثَال للميداني وَعمل فِي الْأَوَائِل كتابا مُجَردا سَمَّاهُ الدَّلَائِل إِلَى معرفَة الْأَوَائِل، وفضائله كَثِيرَة ومحاسنه جمة كل ذَلِك مَعَ التؤدة وَعدم التكثر بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ وخبرته التَّامَّة بِكَثِير من الْأُمُور وَكَانَ لِأَبِيهِ وأخيه وأحبابه بِهِ جمال وَأنس، وَلم يزل فِي ترق من الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة حَتَّى مَاتَ)
بِمَكَّة بعد توعك نَحْو نصف شهر فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشرى ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة فِي قبر مبتكر عِنْد قُبُور أسلافه وَوَقع وَهُوَ على دكة المغتسل فِي اللَّيْل مطر عَم بدنه وَاسْتمرّ الْمَطَر إِلَى وَقت الصَّلَاة عَلَيْهِ بِدُونِ غيم وَنَحْوه فَاسْتَبْشَرَ وَالِده بِعُمُوم الرَّحْمَة وتأسف أهل مَكَّة وكل من يعرفهُ على فَقده وشيعه(10/239)
خلق لَا يُحصونَ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ قريب الْأَجَل من أَبِيه كَمَا أَن ابْنَته الَّتِي لم يتْرك غَيرهَا مَعَ أمه وأخيه قريبَة الْأَجَل مِنْهُ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
1005 - يحيى بن عمر الزياني الوصابي الْيَمَانِيّ / مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة خمس وَأَرْبَعين.
1006 - يحيى بن غَازِي من بَيت الْمُقَدّس. / توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين.
1007 - يحيى بن غَرِيب شاه ويلقب خَان جهان / وَزِير صَاحب الْهِنْد الغياث أبي المظفر أعظم شاه بن إسكندر شاه قتل فِي سنة أَربع عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
يحيى بن أبي الْفَضَائِل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
1008 - يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأمين أَبُو زَكَرِيَّا بن الشَّمْس أبي مُحَمَّد الأقصرائي الأَصْل نِسْبَة لأقصرا إِحْدَى مدن الرّوم القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر الْمَاضِي وَيعرف بالأقصرائي /. ولد فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ أَو الَّتِي بعْدهَا وَجزم مرّة بِالْأولَى بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنظومة والكنز والمنار والحاجبية وتلا لأبي عَمْرو بِمَكَّة وَهُوَ كَبِير فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين على الشهَاب أَحْمد الْيَمَانِيّ تلميذ الشهَاب بن عَيَّاش وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن خَاص ثمَّ أَخِيه الْبَدْر والسراج قَارِئ الْهِدَايَة وَكَذَا أَخذ عَن أَخِيه الْأُصُول وَعَن عبد اللَّطِيف البُخَارِيّ النَّحْو وَالصرْف وَعَن الشَّمْس الخواقي بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف قَاف وَقَرَأَ على الشَّمْس الفنري تَلْخِيص الْجَامِع، وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة ابْن أُخْته الْمُحب الْمَاضِي فِي توضيح صدر الشَّرِيعَة فِي أصُول الْفِقْه، وبالقراءة أَيْضا على حفيد ابْن مَرْزُوق التسهيل لِابْنِ ملك ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها كالنحو والأصلين وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا مُلَازمَة طَوِيلَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لمختصر جده لِابْنِ الصّلاح وَأخذ فِي الْأُصُول والمعاني وَغَيرهمَا أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ وَطَرِيق الْقَوْم عَن الزين الخوافي بِالْفَاءِ لما قدم الْقَاهِرَة واستفاد مِنْهُ وتلقن مِنْهُ الذّكر وَسمع على الشّرف بن الكويك الْخَتْم من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَمن مُسْند أبي حنيفَة للحارثي وعَلى تغرى)
برمش التركماني شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وعَلى مُحَمَّد فارصا قَالَ وَكَانَ مَشْهُورا بالتقوى وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا بِمَكَّة من صَحِيح مُسلم وَكَذَا سمع بهَا على شَيْخه الفنري من صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى ابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وروى البُخَارِيّ إجَازَة عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجَعْفَرِي الطياري الحافظي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ إجَازَة فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنى ومولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين بروايته لَهُ عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ(10/240)
الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد قِرَاءَة على أَولهمَا لبعضه وسماعا لبعضه وإجازة بسائره وإجازة من الْآخِرَة وَقَالَ ثَانِيهمَا أَنا بِهِ إجَازَة حَافظ الدّين أَبُو الْعِفَّة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله القلانسي النَّسَفِيّ البُخَارِيّ بسندهما وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والتاج بن التنسي والكمال ابْن خير وَخلق وَنَشَأ فِي غَايَة التصون وَعدم التدنس بِحَيْثُ كَانَ ابْن الْهمام يَقُول أَنه مَازِن بريبة، وشمر عَن ساعده فِي الْعُلُوم حَتَّى فاق، وَأذن لَهُ الْعِزّ وَغَيره من الشُّيُوخ فِي الإقراء والإفتاء والإفادة، وَلم يستكثر من السماع وَلَا من الشُّيُوخ فِي الْعلم بل اقْتصر على من انْتفع بِهِ علما وتهذيبا وَأول مَا تنزل طَالبا فِي الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية ثمَّ اسْتَقر بعد وَفَاة أَخِيه الْبَدْر فِي وَظِيفَة إسماعه بهَا وَابْن أختهما الْمُحب فِي تدريس التَّفْسِير بهَا وَقَالَ قَارِئ الْهِدَايَة حِينَئِذٍ لَو عكس كَانَ أولى إِشَارَة لتقدم الْأمين فِي الْفُنُون، وَكَذَا اسْتَقر فِي الإيتمشية عوضا عَن أَخِيه أَيْضا وَفِي تدريس الجانبكية من واقفها مَعَ الإسماع فِيهَا بل يُقَال أَنه لم يبنها إِلَّا لأَجله وَبَلغنِي أَن الكلوتات دَخلهَا فَوجدَ شَيخنَا الرَّشِيدِيّ يقْرَأ عَلَيْهِ بهَا فَقَالَ لَهُ عَمَّن تروي فَقَالَ إِنَّمَا أَقرَأ تبركا بِالْحَدِيثِ، وَفِي مشيخة تربة قجا خَارج بَاب الْوَزير عوضا عَن الْجمال مَحْمُود بن مصطفى القرماني وَفِي تدريس الأشرفية برسباي ومشيخة صوفيتها أَيْضا من واقفها عقب إِعْرَاض ابْن الْهمام عَنْهَا وسر الْوَاقِف بقبوله لِأَنَّهُ كَانَ أَولا توقف أدبا مَعَ ابْن الْهمام فراسله يحضه على الْقبُول وَحِينَئِذٍ رغب الْأمين عَن الجانبكية لِابْنِ أُخْته فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ إِلَيْهِ وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ بعد ابْن أُخْته مَا كَانَ باسمه من تدريس التَّفْسِير بالمؤيدية وَالْفِقْه مَعَ الحَدِيث بالصرغتمشية وَالْفِقْه بالجمالية وَغير ذَلِك، وَحج مرَارًا أَولهَا مَعَ أَخِيه فِي سنة خمس عشرَة وجاور بعد ذكل وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَدخل دمياط وإسكندرية وَتلك النواحي مودعا لِابْنِ أُخْته لما سَافر غازيا إِلَى قبرس، وَلَقي بإسكندرية بعض المعمرين إِلَى غَيرهَا من)
الْأَمَاكِن وتصدى للإقراء فانثالت عَلَيْهِ الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب فَأخذُوا عَنهُ وارتحل النَّاس بِسَبَب لقِيه من غَالب الْأَمَاكِن وأقرأ الْفِقْه والأصلين وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَحدث بِكَثِير من المطولات وَغَيرهَا وَخرجت لَهُ من مروياته أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا، وَحدث بهَا غير مرّة سَمعهَا مِنْهُ الْأَئِمَّة وفهرستا تداول الطّلبَة تَحْصِيله.
وَقصد بالفتاوى فِي النَّوَازِل الْكِبَار وَغَيرهَا ونفع الله بِهِ فِي ذَلِك كُله، واشتهر بِحُسَيْن التَّعْلِيم والإرشاد وإيضاح الْمُشكل بِاللَّفْظِ الْيَسِير والتأني من غير صخب وَلَا مزِيد حَرَكَة كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة(10/241)
التَّامَّة وَكَثْرَة التَّعَبُّد والتلاوة وَالذكر والتهجد ومحبة الصَّالِحين ومزيد الِاعْتِقَاد فيهم وزيارتهم والحرص على زِيَارَة ضريح إمامنا الشَّافِعِي وَاللَّيْث فِي كل جُمُعَة وَكَذَا سَيِّدي عبد الله المنوفي وعد التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا إِلَّا فِي فعل سنة وَنَحْوهَا والتواضع والتودد والاستجلاب للخواطر وَالِاحْتِمَال لمن يجافيه أَو ينتقصه وَالصَّبْر على مَا يبلغهُ من أَذَى والنصح التَّام لخلق الله وتعظيم أَبنَاء جنسه وَالِاجْتِهَاد فِي إِزَالَة الوحشة بَينهم والمسارعة إِلَى إغاثة الملهوف وَالرَّغْبَة التَّامَّة فِي إِيصَال الْبر للْفُقَرَاء وطلبة الْعلم من مَاله وبسفارته خُصُوصا أهل الْحَرَمَيْنِ والغرباء حَتَّى أَنه صَار محط رحالهم والمحبة فِي الْإِطْعَام بِحَيْثُ أَنه قل أَن يَأْكُل وَحده، والصدق فِي الْحق بِلِسَانِهِ وقلمه ومشافهته للملوك بالمواعظ والتخويفات فِي المواطن الَّتِي لَا يشركهُ فِي الْمُعَارضَة فِيهَا غَيره فَصَارَ بِهَذِهِ الْأَوْصَاف الحميدة والمناقب العديدة إِلَى ضخامة وعلو مكانة وأوامر مطاعة، واشتهر ذكره وَبعد صيته وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء مذْهبه مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ يمْتَنع، ثمَّ أسْند ذَلِك لأجل جماعته الشمسي الأمشاطي فَكَانَ لَهُ بذلك أتم فَخر وَجلسَ القَاضِي تَحْتَهُ بِمَجْلِس السُّلْطَان وَأمره وَالْتمس مِنْهُ الشهَاب حفيد الْعَيْنِيّ الِاسْتِقْرَار فِي مشيخة مدرسة جده قصدا للتجمل بِهِ وَحفظ مَا جدده بِسَبَبِهَا من الْأَوْقَاف فَمَا خَالف، وَفِي أثْنَاء ذَلِك رغب عَن وَظِيفَة الأشرفية لوَلَده أبي السُّعُود وباشرها تدريسا ومشيخة فَكَانَ ذَلِك من تتمات علوه وَلما هم الْأَشْرَف قيتباي للاستيلاء على فائض الْأَوْقَاف وَنَحْوه من الْأُمُور الَّتِي رام إحداثها محتجا بالاحتياج فِي تجهيز الْعَسْكَر لدفع بعض الخارجين، وَجمع الْقُضَاة عِنْده بِسَبَب ذَلِك كَانَ من جملَة من حضر فَقَامَ بأعباء دفع هَذِه النَّازِلَة أعظم قيام وَكفى الله الْمُؤمنِينَ شَرّ الْقِتَال وَمَا نَهَضَ غَيره لمشاركته فِي ذَلِك وكف الله عَنهُ ألسن المفسدين وأيديهم بِحسن نِيَّته وَجَمِيل سَرِيرَته وَلم يجد الْأَعْدَاء سَبِيلا إِلَى الْحَط من مِقْدَاره بل كَانَ ذَلِك سَببا فِي ارتقائه فَإِنَّهُ)
توعك بعد ذَلِك وَوصل علمه إِلَى السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ فَنزل إِلَيْهِ منزله فَسلم عَلَيْهِ وَبَالغ فِي التَّوَاضُع مَعَه ثمَّ كَانَ بسفارته وإشارته تجددي إيوَان الْمدرسَة الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي وَلزِمَ من ذَلِك استقامة مِحْرَابهَا وَعدم ارتضاء عوده كمحاريب تِلْكَ النَّاحِيَة وَكَانَ فِي ذَلِك منقبة للْإِمَام فَإِنَّهُ لم يكن بِالْوَقْفِ مَا يَفِي بعمارة الإيوان الْمَذْكُور لزِيَادَة المصروف فِيهِ على ألف دِينَار وَكَذَا اتّفق من إجلال الْمُلُوك لَهُ أَن الظَّاهِر خشقدم أرسل يستشيره فِيمَن يصلح لقَضَاء الشَّافِعِيَّة وَصَارَ يُرَاجِعهُ فِي ذَلِك حَتَّى تعين من وَافق على ولَايَته. وَبِالْجُمْلَةِ فَقل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله(10/242)
وَلِلنَّاسِ فِيهِ جمال، وَلم يزل على جلالته وَلَكِن ثقل أمره على الْأَشْرَف لمشافهته لَهُ مرّة بعد اخرى بِمَا لم ينْهض غَيره لذكره بِحَيْثُ قَالَ لَهُ بحضرتي مرّة لَا تتلفت لما فِي أَيدي النَّاس، وعاضر فِي الْمجْلس الْمَعْقُود بِسَبَب الْكَنِيسَة عِنْد الدوادار الْكَبِير بل فَارق الْمجْلس وَعز ذَلِك على الْمُتَّقِينَ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ لما حج فِي الركب الْمُضَاف للأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ وَهُوَ ضَعِيف الْحَرَكَة أمده السُّلْطَان بستمائة دِينَار والدوادار الْمشَار إِلَيْهِ بِنَقْد خَمْسمِائَة وبأزيد مِنْهَا فِي مَصْرُوف الِاحْتِيَاج، وسافر فِي محفة بأبهة وزار فِي جملَة الركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي توجهه ثمَّ حج وَرجع إِلَى وَطنه فَمَاتَ وَلَده أَبُو السُّعُود وَهُوَ رَاجع فَصَبر وتجلد حَتَّى دخل الْقَاهِرَة وَهُوَ محزون مكروب مَعَ كَونه لَا يظْهر إِلَّا التجلد بِحَيْثُ أَنه كلف للطلوع إِلَى السُّلْطَان للسلام عَلَيْهِ فَأجَاب والبسه جندة ثمَّ لم يلبث أَن تعلل أَيَّامًا. وَمَات فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بسبيل المؤمني فِي محفل شهده السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بتربة خَارج بَاب الْوَزير قَرِيبا من التنكزية وتأسف النَّاس على فَقده وَكثر ثناؤهم عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده مثله وقفل بَيت الأقصرائي، وَكنت مِمَّن صحبته قَدِيما وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكنت عِنْده بمَكَان حَسْبَمَا أثْبته فِي مَكَان آخر رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. وَقد بَالغ البقاعي فِي الْحَط عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وأتى بأكاذيب جَريا على عَادَته فِيمَن لم ينجر مَعَه إِلَى مقاصده الْفَاسِدَة هَذَا بعد ثنائه عَلَيْهِ وإجلاله لَهُ وَمَا تَأمل أَن التَّنَاقُض بِلَا سَبَب ديني يَقْتَضِيهِ يقْدَح فِي الْعَدَالَة نسألة الله كلمة الْحق فِي السخط والرضى.
1009 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر عماد الدّين بن الصَّامِت الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي مُحَمَّد الطّيب. / ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْحَاوِي وَالْكَافِي فِي الْفَرَائِض والطاهرية فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عَمه القَاضِي)
وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن الطّيب ولازمه إِلَى أَن مَاتَ وَعَن الْفَقِيه مُوسَى بن زين العابدين أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد الرداد وَيعرف بِابْن الزين، مِمَّن هُوَ الْآن حَيّ مشتغل بشرح الْإِرْشَاد، وَحج فِي سنة خمس وَسبعين ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين ولقيني فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَكتب مَعَه إِلَى حَمْزَة النَّاشِرِيّ بالثناء عَلَيْهِ فَقَالَ الْوَلَد الْفَقِيه الْعَلامَة فَقِيه عَالم فَاضل من مبارك قد صَار أَهلا للْفَتْوَى وكتبت لَهُ إجَازَة.
1010 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو الطّيب بن أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن(10/243)
ظهيرة. / ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَمَا أخبر بِهِ أَبوهُ وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج وَالْحَاوِي ثلاثتها فِي الْفِقْه وَعجب النَّاس من جمعه لَهَا حفظا وَانْفَرَدَ بذلك وَلَكِن أَعَانَهُ عَلَيْهِ شدَّة ذكائه وَسمع من ابْن صديق وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَغَيرهمَا وَحضر دروس ابْن عَمه الْجمال بن ظهيرة. واخترمته الْمنية شَابًّا فَمَاتَ فِي النّصْف الثَّانِي من جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس بزبيد من بِلَاد الْيمن وَقد جَازَ الْعشْرين بِيَسِير. ذكره الفاسي وَغَيره.
1011 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد شرف الدّين القاهري الْمُقْرِئ نزيل الصرغتمشية وَيعرف بِابْن الطَّحَّان. / ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وتلا بِالْقُرْآنِ لأبي عَمْرو من طَرِيق رواييه على ابْن الحمصاني وَكَذَا تَلا عَلَيْهِ لغيره، وجاور بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين وَبعدهَا وَسمع مني تصنيفي فِي المولد النَّبَوِيّ بمحله الشريف وَكَانَ مُقيما فِي رفد الباش أقبردي لتوجهه لضبط تعلقه وَتَقْرِيره هُوَ وَابْن جَانِبك عِنْده فِي المخاصمات مَا يعتمده مَعَ إِظْهَاره التعفف عَن كثير مِمَّا يفعل بِبَابِهِ بِحَيْثُ يَقُول أَنا عِنْده بِلَا جامكية وَلَا جراية فَالله أعلم، وَتوجه فِي أثْنَاء مجاورته للزيارة النَّبَوِيَّة هُوَ والمنصوري الْمُؤَذّن.
1012 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد المحيوي الدماطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالدماطي. /
ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل الْقرن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ ماورديا فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم كعمه نور الدّين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجامع المختصرات وَجمع الْجَوَامِع والتسهيل وألفية النَّحْو وتلخيص الْمِفْتَاح وَعرض على جمَاعَة كالعز ابْن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسهما بل وَعرض ربع الْمِنْهَاج على الشَّمْس الغراقي بِإِشَارَة شَيْخه البيجوري وتعجب النَّاس من ذَلِك لعدم جَرَيَان الْعَادة فِي الْأَغْلَب بِالْعرضِ إِلَّا بعد الْخَتْم فَمَا)
كَانَ بأسرع من وَفَاته فظهرت ثَمَرَة الْإِشَارَة وَمِمَّنْ كتب لَهُ فِي الْعرض إجَازَة نفيسة قَارِئ الْهِدَايَة وأظن أَنه عرض عَلَيْهِ كلا من التسهيل وجامع المختصرات بِتَمَامِهِ وَقَالَ لَهُ إِمَّا هُوَ أَو غَيره من شُيُوخه مَاتَ عمك بحسرة أَن يحفظه وَأَخذه بحثا عَن الْبُرْهَان البيجوري واشتدت عنايته فِي ملازمته إِيَّاه بِسَبَبِهِ ثمَّ عَن الشّرف السُّبْكِيّ تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَكَذَا أَخذ غَيره من كتب الْفِقْه عَنْهُمَا بل وَفِيه أَيْضا عَن الشهَاب الطنتدائي شَارِحه وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَهُوَ مِمَّن كتب على أَمَاكِن مِنْهُ وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي التسهيل وَكَذَا على الشَّمْس البوصيري وَحضر أَيْضا دروس النُّور بن لولو ثمَّ الونائي وَبَلغنِي أَنه عرض عَلَيْهِ استنابته حِين ولي قَضَاء الشَّام أَو نقابته وَكَانَ قد دَخلهَا فَأبى وَلَقي الشَّمْس بن زهرَة(10/244)
عَالم طرابلس بهَا حِين توجه للجون صُحْبَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فَأخذ عَنهُ وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء بن المغلي ولازم القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وارتحل لِابْنِ رسْلَان فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وكناه أَبَا الرّوح وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْعرُوض والميقات وَنَحْوهَا عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَكَذَا قَرَأَ على ابْن المجدي شَرحه للجعبرية وَقطعَة من الخبري ولازمه وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ جملَة من كثير من الْفُنُون وَقَرَأَ فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل أَو جَمِيعه على قَارِئ الْهِدَايَة ولازمه كثيرا لسكناهما مَعًا فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَفِي الْعرُوض على النواجي وَأكْثر من التَّرَدُّد لشَيْخِنَا حَتَّى كَانَ مِمَّن سمع من لَفظه بالبيبرسية الصَّحِيح وَكتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأكْثر من مرافقة شَيخنَا ابْن خضر عِنْده بل يُقَال إِنَّه أَخذ عَن الْبُرْهَان وَصَحب الشَّيْخ مَدين واغتبط بِهِ كثيرا وتنزل فِي صوفية المؤيدية أم بِمَسْجِد فِي الوراقين بعد عَمه بل جلس بحانوت هُنَاكَ وقتا وأقرأ فِي ابْتِدَائه الْأَطْفَال بحانوت عِنْد جَامع كَمَال بالحسينية وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال والتردد بِسَبَبِهِ لمشايخ الْوَقْت بِحَيْثُ لَازم كلا من الْمحلي وَابْن الْهمام والشرواني حَتَّى مَاتَ بل حضر بِمَكَّة عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي حِين الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَسمع بهَا على أبي الْفَتْح المراغي وَلم يكن مَعَ مداومته لذَلِك شَدِيد البراعة فِي الْعُلُوم وَأحسن مَا كَانَ عِنْده الْعَرَبيَّة حَتَّى أَنه شرح فِيهَا مُقَدّمَة شَيخنَا الحناوي والمفرجية وَإِن كَانَ كتب فِي الْفِقْه أَيْضا على تَنْقِيح اللّبَاب شرحا كَامِلا فِي مجلدين وعَلى أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة تكون نَحْو النّصْف من جَامع المختصرات شرحا مَشى فِيهِ أَولا على طَريقَة ثمَّ عدل عَنْهَا إِلَى غَيرهَا وَلَيْسَ مَا كتبه فِي كليهمَا بالطائل بل يُقَال إِنَّه رَجَعَ عَنْهُمَا مَعًا وَقد أَقرَأ جمعا من الطّلبَة لَكِن)
يَسِيرا وَتردد لبَعض الْأَعْيَان بِسَبَب ذَلِك وبهذه الْوَاسِطَة اسْتَقر بِهِ الْجمال نَاظر الْخَاص فِي مشيخة التصوف بمدرسته الَّتِي استجدها جوَار الصاحبية أول مَا فتحت واختص بالشرف بن الجيعان وانتفع كل مِنْهُمَا بِصُحْبَة الآخر وترافقا فِي الْأَخْذ عَن بعض الشُّيُوخ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَوْلَاده وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِم بِحَيْثُ اشْتهر بصحبتهم وَصَحب الْعِزّ الْمَالِكِي رَفِيق ابْن الْهمام الْمَاضِي وَتزَوج بعده بِزَوْجَتِهِ وَكَذَا كَانَ كثير التَّرَدُّد لزاوية الشَّيْخ مَدين بِسَبَب الذّكر والإقراء وَغير ذَلِك فِي حَيَاته وَبعد مماته لكنه فِي حَيَاته أَكثر وناب عَن ابْن البدرشي فِي درس خشقدم الزِّمَام بالأزهر وقتا وَكَذَا فِي مشيخة الحبرني بالقرافة لكَونه كَانَ من جمَاعَة أَبِيه وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعلم وَزوج صَاحب التَّرْجَمَة الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ(10/245)
وَابْنَة لَهُ كَذَا زوج ابْنة أُخْرَى لَهُ للزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي الْأَزْهَرِي أحد الْفُضَلَاء. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ خيرا متواضعا حسن الْمُلْتَقى بشوشا متوددا طارحا للتكلف متقشفا مُتَمَكنًا فِي حب ذَوي الوجاهات مستديما حفظ كتبه لَا سِيمَا جَامع المختصرات والمرور عَلَيْهَا سفرا وحضرا إِلَى آخر وَقت قل أَن يُفَارق حمل محفظته ومحبرته وَلم يكن كَبِير أحد يتَمَكَّن من مُرَاجعَته وَالْكَلَام مَعَه فِي شَيْء مِمَّا يقْرَأ عَلَيْهِ لسرعة انحرافه، أَكثر من الْحَج والمجاورة بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَ مَعَه خدمَة فِيهَا وَرُبمَا بَاشَرَهَا بِنَفسِهِ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل كَمَا تقدم الشَّام وطرابلس وَغَيرهمَا بل وَدخل صُحْبَة أَبِيه بِلَاد الْمغرب مرَّتَيْنِ وَرَأى أَبَا فَارس متملكها، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت كَلَامه ورأيته وَهُوَ يقرئ بزاوية الشَّيْخ مَدين وَقدم مَكَّة فِي مجاورتي الثَّانِيَة وَلم يسمح لي بالإخبار بمولده وَلَا بِكَثِير من شُيُوخه لَا لِمَعْنى وَمَا حمدت مِنْهُ ذَلِك، وَلم يزل على حَاله إِلَى موسم سنة ثَمَان وَسبعين فحج وَرجع وَهُوَ متوعك مفؤد مفلوج بِحَيْثُ لم يدْخل الْمَسْجِد النَّبَوِيّ إِلَّا مَحْمُولا وَسُئِلَ الْإِقَامَة هُنَاكَ ليتمرض فَمَا قدر وَاسْتمرّ فِي مسيره مَعَ الركب حَتَّى مَاتَ غَرِيبا مبطونا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع الْمحرم سنة تسع وَسبعين فِي أثْنَاء وَادي عنتر وَصلى عَلَيْهِ عِنْد انتهائه الشهَاب عبد الحميد الْمَالِكِي وَدفن هُنَاكَ، وَلم يخلف بعده كَبِير أحد يوازيه فِي الْقدَم من الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله وإيانا.
1013 - يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر قريط الْعِمَاد الْحَنَفِيّ. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا.
1014 - يحيى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ محيي الدّين بن الشَّمْس الكازروني ثمَّ الْمدنِي. /
1015 - يحيى بن مُحَمَّد بن حسن بن مَرْزُوق المرزوقي الْجبلي بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / تفقه على الرضى بن الرداد، وَسمع من عَليّ ابْن شَدَّاد، واشتغل كثيرا، وَكَانَ عابدا دينا خيرا يتعانى السماعات على طَرِيق الصُّوفِيَّة ويجتمع عِنْده النَّاس لذَلِك.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَقد بلغ الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1016 - يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النَّجْم الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن الْمدنِي. / سمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَقيل أَنه خرج لنَفسِهِ معجما لطيفا، وَولي كِتَابَة سر الشَّام وَنظر جَيش حلب، وَكَانَ فَاضلا يستحضر نبذة جَيِّدَة من التَّارِيخ وفوائد. مَاتَ معزولا بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن نَحْو السِّتين. ذكره ابْن أبي عذيبة.
1017 - يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد بن فلاح بن عمر الشّرف الْعَبْسِي القاهري(10/246)
الشَّافِعِي وَيعرف بالقباني / حِرْفَة جده وَأما أَبوهُ فَكَانَ من تجار الكارم. مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن وَيكثر تِلَاوَته بل قيل أَنه قَرَأَ ربع الْمِنْهَاج. وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين عَن نَحْو ثَلَاث وَسِتِّينَ وَنَشَأ ابْنه وَكَانَ مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْبِسَاطِيّ وَلم يجز والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَهُ والشهاب بن المجدي والزين عبَادَة فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعد الْخِصَال المكفرة وَسمع عَلَيْهِ بذل الماعون واليسير من فتح الْبَارِي وَغير ذَلِك وتلا للسبع جمعا على الشهَاب القلقيلي السكندري وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير للداني وَكَذَا تَلا جمعا لربع الْقُرْآن على الزين رضوَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء ولبعضه على الشهَاب أَحْمد الطلياوي وَإِلَى المفلحون على ابْن الحصري وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي وعَلى الشهَاب العقبي وَأخذ مُعظم السَّبع أَيْضا عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَجُمْلَة من أصُول الْفِقْه وَغَيرهَا على الشَّمْس الشنشي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أَخذ الْيَسِير من الْفِقْه عَن الْعَلَاء القلقشندي فِي تَقْسِيم لم يتهيأ إكماله كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ وَعَن الْمَنَاوِيّ وَقَرَأَ جُزْء الْجُمُعَة على الْعلم البُلْقِينِيّ وعَلى الزين طَاهِر فِي الْعَرَبيَّة وَبَعض القراآت وعَلى ابْن الْهمام دروسا من تحريره وَبَعضهَا سَمَاعا وعَلى الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل سمع عَلَيْهِ عدَّة من دروسه وعَلى شَيخنَا بعض الدُّرُوس فِي الشَّرْح الْمَذْكُور بِقِرَاءَة ابْن الصَّيْرَفِي بل حضر بعض دروس القاياتي فِي الأشرفية وَسمع على الْجلَال الْمحلي أَمَاكِن من تَفْسِيره وَقَرَأَ على ابْن الديري، وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وقتا وَتردد لشيوخ الرِّوَايَة سوى من تقدم كالرشيدي)
والصالحي والعز بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَعبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَحج فِي سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ جاور سنة تسع وَخمسين وَأخذ بِمَكَّة عَن أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا كالشهاب الشوائطي وتلا عَلَيْهِ للسبع إِلَى المفلحون وبالمدينة عَن ابْن فَرِحُونَ، وَحصل الْكتب النفيسة والأجزاء واستملى على التقي القلقشندي لظَنّه معرفَة ممليه وَتزَوج ابْنة ابْن الْهمام بعد موت أَبِيهَا عقب فِرَاق الْمَنَاوِيّ لَهَا وقاسى مِنْهَا شدَّة فَمَا احتملها وَصَارَ يُصَرح بجنها وَنَحْو ذَلِك فَلم يلبث أَن عرض لَهُ مَا يقرب من الْجُنُون وَزَاد وسواسه وصبه المَاء وَعدم وثوقه بكبير أحد، وتضعضع حَاله جدا بعد الثروة من التِّجَارَة وَغَيرهَا وَبَاعَ أَكثر مَا كَانَ حازه من كتب الْعلم سِيمَا الحَدِيث مِمَّا لم يكن يسمح بِرُؤْيَتِهِ فضلا عَن عاريته بل سَمِعت شَيخنَا الزين رضوَان وَهُوَ يتألم من إبطائه بِمَا يستعيره وَرُبمَا دَعَا عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ فِي تناقص(10/247)
إِلَى أَن رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين بهيئة مزرية جدا وَقد انهرم وَانْقطع جلّ وسواسه، وَكَانَ قدومه بِسَبَب مُطَالبَة بِإِرْث قَلِيل وَالْتمس مني التَّكَلُّم مَعَ قاضيها فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ فَفعلت وَأكْثر من الْحُضُور عِنْدِي رِوَايَة ودراية بل قَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ عَليّ من شرح الألفية للناظم وَكتب من شرحي لَهَا يَسِيرا وَكثر تعجبه مِمَّا لم ينْهض لفهمه وَرُبمَا تكلم بِمَا لَا يلاقي مَا الْكَلَام فِيهِ هَذَا مَعَ أَنه نظم النخبة لشَيْخِنَا قَدِيما وقرضه لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الديري وَأذن لَهُ بل كتبه عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَصَارَ فِي أثْنَاء اجتماعه عَليّ يقْرَأ عَليّ مِنْهُ وَيسْأل فِي تَقْرِير مَا وَضعه عَن غير تدبر وَلَا تفهم مِنْهُ فَكنت أقرره لَهُ وَكتب مِنْهُ بِخَطِّهِ نُسْخَة للْقَاضِي وَعرضه على عبد الْمُعْطِي وَغَيره فَمَا لَاق عِنْد كثيرين، وأعلمني بِأَنَّهُ جمع بشرى الْأَنَام سيرة خير الْكِرَام وبغية السول فِي مدح الرَّسُول وَالْكَوَاكِب الضوية فِي مدح خير الْبَريَّة وَالْمَجْمُوع الْحسن من الْخلق الْحسن وَفتح الْمُنعم على مُسلم والابتهاج على الْمِنْهَاج وَلم يكملا والمنتقى من أبي دَاوُد وَمن أمد والمتباينات الَّتِي قَالَ أَنه أمْلى بَعْضهَا وعشاريات الصَّحَابَة وأصول قِرَاءَة أبي عَمْرو وَغير ذَلِك، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الطّلبَة بل قَالَ لي أَن سبط شَيخنَا سمع مِنْهُ شَيْئا أوردهُ فِي متبايناته، وَأما أَنا فَكتبت عَنهُ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين حِين اجتماعه عَليّ بِمَكَّة قَوْله:
(يَا مُرِيد الْخَيْر أخْلص عَمَلك ... وتخلص من دنيء شغلك)
(وانو خيرا لامرئ مَا قد نوى ... إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ لَك)
(وَافْعل الْخَيْر فَإِن لم تستطع ... كفت النِّيَّة وَالْأَجْر فلك)
)
وَقَوله:
(إِن كنت تبغي فِي الْعلَا للجنان ... عَلَيْك يَا صَاح بِحِفْظ اللِّسَان)
(فَهَل وُجُوه النَّاس كبت سوى ... حصائد الألسن من ذِي لِسَان)
وَبِالْجُمْلَةِ فنظمه رَكِيك وفهمه بطيء وَلم يتَمَيَّز وَلَا كَاد بل هُوَ جامد راكد.
1018 - يحيى بن مُحَمَّد بن صديق بن يحيى المرزوقي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي / مِمَّن جاور بالحرمين واشتغل فيهمَا بالفقه والنحو، ولقيني بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَكتب الْمَقَاصِد الْحَسَنَة من تأليفي وقرأه، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ التِّبْيَان للنووي وَسمع الْكثير من الْكتب السِّتَّة وتصافنيفي فِي ختومها وَنَحْو الثُّلُث الأول من الشفا مَعَ خَتمه ومؤلفي فِيهِ وَبَعض الشَّمَائِل والرياض، وَغير ذَلِك مَعَ سَمَاعه للمسلسل من لَفْظِي، وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَصفته فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد الْكَامِل الْمقبل على الْخَيْر علما وَعَملا والمشتمل على المحاسن(10/248)
اللائقة بالنبلاء أعَاد الله عَليّ من بركاته وَزَاد فِي معلوماته وحسناته وتفعه ونفع بِهِ وَوصل أَسبَاب الْخيرَات بِسَبَبِهِ وَيسر لَهُ الطَّرِيق والرفيق وَنشر عَلَيْهِ سحائب جوده وَكَرمه ليرتوي مِنْهَا فِي الْإِرْشَاد وَالتَّحْقِيق مِمَّن قطن بالحرمين الشريفين وفطن من الْعُلُوم لما تقر بِهِ الْعين من فقه وعربية وَغَيرهمَا مِمَّا تنبه بِهِ للفضائل الزكية مَعَ مصاحبته للأدب ومجانبته لكل من يبعده عَن كل مَا إِلَيْهِ انتدب وتقنعه باليسير وترفعه عَمَّا يشين ويضير فَكَانَ بذلك مُنْفَردا عَن جلّ أقرانه متوحدا بالتوجه لعرفانه وَكنت مِمَّن لازمني وبالاستفادة ساومني، إِلَى آخر مَا كتبت وسافر من مَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة مِنْهَا.
1019 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد الكلبشاوي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني.
1020 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشّرف ابْن شَيخنَا الشَّمْس بن الْجمال الرَّشِيدِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد بعد التَّرَاوِيح فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بجوار جَامع أَمِير حُسَيْن وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع على أَبِيه وَغَيره وخطب بعده بالجامع الْمَذْكُور وَأثْنى النَّاس على خطابته وقراءته فِي الْمِحْرَاب مَعَ شكالته وبهائه فخطبه الأتابك أزبك للخطابة بجامعه بل وَاسْتقر بِهِ إِمَامه وسافر معهه فِي بعض التجاريد واستناب فِي بَعْضهَا مرّة من خَلفه وَلم ينْتَقل عَن تواضعه وأدبه مَعَ كسله وفتوره عَن الِاشْتِغَال وَرُبمَا شهد بالحانوت الَّذِي عِنْد القنطرة)
وَطَلَبه الزيني بن مزهر فَخَطب بمدرسته عِنْد صَلَاة بعض القصاد بهَا لكَونه أَخطب من خطيبها.
1021 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأصبحي المغربي الْمَالِكِي. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَذكر أَنه سمع من صَحِيح مُسلم على أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَمن الْمُوَطَّأ على أبي الْقسم الغبريني وَحمل كتاب ابْن الصّلاح عَن أبي الْحسن البطرني وَأَجَازَ لَهُ الوادياشي وَأَبُو الْعَبَّاس بن يَرْبُوع واشتغل فِي عدَّة فنون وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: قدم حَاجا فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَكتب لنا بِالْإِجَازَةِ ولزين خاتون ابْنَتي وَغَيرهَا بإفادة ابْن درباس، وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده قَالَ وَله معرفَة بفنون فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الْجمال الأصبحي التلمساني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة سمع من أبي الْحسن البطرني وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأبي الْقسم الغبريني وَأَجَازَ لَهُ الوادياشي وَابْن يَرْبُوع وَغَيرهمَا وشارك فِي الْفِقْه(10/249)
وَمهر فِي الْعَرَبيَّة. مَاتَ بعد أَن أضرّ وَهُوَ رَاجع من الْحَج فِي الْمحرم سنة تسع وَله خمس وَسِتُّونَ سنة، وَأَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي الَّتِي قبلهَا.
1022 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله الشّرف بن الْعلم أبي الْخَيْر بن الشَّمْس أخي الْعلم يحيى أبي كم الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف بِابْن أبي كم. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وتدرب بوالده وَغَيره فِي الْمُبَاشرَة وصاهر ابْن كَاتب السَّيِّئَات على أُخْته وباشر ديوَان جمع من الْأُمَرَاء كيشبك من حيدر أحد المقدمين مُضَافا لتكلمه فِي تجهيز مَا يحمل للمحرمين وجهاته عَن البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان لمزيد ميله إِلَيْهِ، وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة صحبته إِذْ توجه للنَّظَر فِي عمَارَة الْمَدِينَة وَالْأولَى بمفرده فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فِي الْبَحْر حَيْثُ كَانَ يشبك جن أَمِير الْمحمل، وَهُوَ خير متودد فِيهِ بر ورغبة فِي الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ قَائِم بِأَمْر جَامع ابْن ميالة بَين السورين لمجاورته لَهُ جدده وَأصْلح فِيهِ أَشْيَاء وَنعم الرجل. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَوضع نَاظر الْخَاص يَده على زريبة بقر لَهُ وَغَيرهَا وَلم يلبث أَن خلص صهره أَخُو زَوجته ابْن كَاتب السَّيِّئَات وَلم يتَمَكَّن من أَخذ شَيْء رَحمَه الله.
1023 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا بن القطب أبي الْخَيْر الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد معمر وَفضل وجعفر ودريس / وَهُوَ أكبرهم الماضيين وَأَبوهُ. ولد فِي ربيع الآخر)
سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا على عفة وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمع كَثِيرُونَ باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحمد فِيهَا ونظم قَلِيلا وَكتب عَنهُ صَاحبه النَّجْم بن فَهد، ولقيته بِمَكَّة فَكتبت عَنهُ من نظمه عدَّة مقاطيع مِنْهَا:
(أَلا لَيْت شعري هَل أقبل مبسما ... بِهِ اللُّؤْلُؤ الرطب الْأَصَم نظيم)
(وَهل أردن مِنْهُ زلالا ليشتفي ... فؤاد تلظى بالغرام سقيم)
وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَدفن عِنْد أَبِيه وجده بالمعلاة رَحِمهم الله وإيانا.
1024 - يحيى بن الْأَمِير مُحَمَّد الملقب بالمسعود ابْن صَاحب الْمغرب أبي عمر وَعُثْمَان بن الْأَمِير أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي فَارس / ولي الْمغرب بعد جده فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
1025 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الشّرف بن الْمُحب البلبيسي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي / إِمَامه وَابْن أئمته والماضي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه.
حفظ الْقُرْآن وجوده وَأم نِيَابَة عَن أَبِيه ثمَّ اسْتِقْلَالا ونوزع من جمَاعَة من المجاورين لكَونه قاصرا فبادر القَاضِي زَكَرِيَّا وَحكم بِصِحَّة الصَّلَاة خَلفه(10/250)
وَمنع من يتَعَرَّض لَهُ مُرَاعَاة لسلفه.
1026 - يحيى بن الخواجا الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الدقوقي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
1027 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الرَّجَاء الشّرف بن الشَّمْس الدمسيسي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي سبط الشَّمْس الغراقي أمه شَقِيقَة أبي البركات وأخوته والماضي أَبوهُ وَيعرف بالدمسيسي / ودمسيس من الشرقية تجاه سنباط. ولد فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بتربة يلبغا من الصَّحرَاء وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي والشاطبيتين وألفية النَّحْو وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ والزين البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا بل أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الْجمال الدمياطي وخاله أبي البركات ولازمه فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا تردد فِي الْفِقْه للمناوي والعبادي ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي التقاسيم وَالْفَخْر المقسي فِي تقاسيم الْكتب الْأَرْبَعَة المتداولة بل قَرَأَ على أَولهمَا شرح شَيْخه الْمحلي على الْمِنْهَاج وَجل شَرحه لجمع الْجَوَامِع وعَلى ثَانِيهمَا إِلَى الْقيَاس من العبري شرح الْبَيْضَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِمَا غير ذَلِك وَأكْثر من أَخذ الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ وَكَذَا أَخذ فِيهِ وَفِي غَيره عَن أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا على السَّيِّد شيخ)
الجوهرية ونظام الحنفيين بل قَرَأَ على ثَانِيهمَا فِي الطوالع وَكَذَا أَخذ عَن كريم الدّين العقبي واختص بالكافياجي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْقَوَاعِد وَكَثِيرًا من تصانيفه ولازمه فِي فنون وتدرب فِي الْكِتَابَة بِسُلَيْمَان بن دَاوُد الْهِنْدِيّ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَقَالَ لي أَنه حضر مجَالِس شَيخنَا وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء وناب فِي الْقَضَاء عَن أبي السعادات فَمن بعده بعد تكسبه بِالشَّهَادَةِ وقتا واختص بالأسيوطي كثيرا وأضيف إِلَيْهِ فِي أَيَّامه قَضَاء الجيزة وجامعها برغبة الْجلَال الْبكْرِيّ لَهُ عَن ذَلِك فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين فَقَرَأت بِخَطِّهِ للأسيوطي أَنه رغب عَنهُ للشَّيْخ الإِمَام الْعَالم شرف الدّين مفتي الْمُسلمين خَليفَة الحكم الْعَزِيز بالديار المصرية لما علم من ديانته وعفته وكفايته، وَكَذَا راسل الكافياجي الأسيوطي فِي ذَلِك وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي بعْدهَا وَحضر عِنْدِي هُنَاكَ قَلِيلا وأقرأ هُنَاكَ فِي شرح الْمحلي وَغَيره وَكَذَا أَقرَأ هُنَا مَعَ مداومته على الِاشْتِغَال حَتَّى أَنه قَرَأَ على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ على أَخِيه الْبُرْهَان وَعلي فِي التَّقْرِيب للنووي وَفِي شرحي لَهُ وحصله واغتبط بذلك جدا وأمعن فِي التَّرَدُّد إِلَيّ والابتهاج بِي ثمَّ لَا زَالَ ينْقل عَن الكافياجي ثناءه لي وإجلاله(10/251)
غيبَة وحضورا ولي بِوُجُودِهِ سرُور كَبِير فقضاياه جلية وسجاياه علية وَنعم الرجل عقلا وفهما وأدبا وتواضعا وأصلا.
1028 - يحيى بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَأمه حبشية لِأَبِيهِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي كَفَالَة عَمه وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وَسمع عَليّ وعَلى عميه وَغَيرهم وَهُوَ فطن يقظ شهم. مَاتَ بِمَكَّة قبل إِكْمَال الْعشْرين فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد عَمه بِقَلِيل وَدفن بتربتهم عوضه الله الْجنَّة.
1029 - يحيى بن مُحَمَّد بن عمار الشّرف أَبُو سهل عمار بن الشَّمْس الْمصْرِيّ القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عمار وَهُوَ بكنيته أشهر وَهُوَ سبط الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء عَليّ الْحَنْبَلِيّ أمه ألف. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس قية الصَّالح والقمحية وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي)
السنباطي فَمن بعده ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس البرقوقية لكَونهَا كَانَت وَظِيفَة وَالِده ورام بعد موت أبي الْجُود أَخذ تدريس البرقوقية لكَونهَا كَانَ وَظِيفَة وَالِده ثمَّ رام أَخذهَا بعد الْقَرَافِيّ فعورض مَعَ مساعدة قَرِيبه الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ لَهُ فِي الْمرة الثَّانِيَة وَاسْتقر فِيهِ السنهوري وَكَذَا رام مِنْهُ قاضيه بت مَا أُقِيمَت عِنْده الْبَيِّنَة بِهِ فِي ابْن بكير القبطي مِمَّا يتَضَمَّن قَتله فجبن عَن ذَلِك وَثقل عَلَيْهِ وبرز قَرِيبه الْعِزّ أَيْضا لمعاونته وَاسْتظْهر بِفُتْيَا أبي الْجُود وَسلم أَبُو سهل وَهُوَ مِمَّن أسْند الْعِزّ وَصيته إِلَيْهِ، وَكَانَ رَحمَه الله سَاكِنا متواضعا عَاقِلا متحريا حج صُحْبَة الرجبية المزهرية بِأُمِّهِ عِيَاله وَقبل ذَلِك وَسمع على التقي بن فَهد وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بِالْقربِ من قبر الْعِزّ بحوش قريب من تربة كوكاي رَحمَه الله وإيانا.
1030 - يحيى بن مُحَمَّد بن عمر بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن مزكى النَّجْم أَبُو زَكَرِيَّا بن الْبَهَاء بن النَّجْم بن الْعَلَاء السَّعْدِيّ الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي سبط الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن حجي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَوهم ابْن أبي عذيبة فَقَالَ فِي تَرْجَمَة جده سنة سبع(10/252)
بِدِمَشْق وَقدم الْقَاهِرَة بعد سنّ التَّمْيِيز فأكمل الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْقرشِي وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة ثَمَان واربعين وَقَرَأَ إِذْ ذَاك على شَيخنَا حَدِيثا أوردهُ عَنهُ فِي الْخطْبَة وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الأَصْل والكافية وعرضها على شَيخنَا بل عرض الْمِنْهَاج على السفطي والمختصر على البُلْقِينِيّ وكل مِنْهُمَا بِحَضْرَة السُّلْطَان وتفقه بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ ثمَّ بالمناوي والمحلي قِرَاءَة وسماعا وَمِمَّا قَرَأَهُ على الأول ثَلَاثَة أَربَاع الْمِنْهَاج وعَلى الثَّانِي قِطْعَة من أول شرح الْبَهْجَة وعَلى الثَّالِث أَكثر من نصف شَرحه على الْمِنْهَاج وَعَلِيهِ قَرَأَ شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَكَذَا سمع بعض تَحْرِير ابْن الْهمام عَلَيْهِ وَالْكثير من الْعَضُد مَعَ شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للعبري وغالب شرح الطوالع للأصبهاني على الشرواني بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرح العقائد وَقطعَة كَبِيرَة من شرح التَّجْرِيد والحاشية عَلَيْهِ للسَّيِّد وَفِي الْحِكْمَة وَأكْثر من ملازمته وعَلى الشمني الْمُغنِي فِي الْعَرَبيَّة بِكَمَالِهِ مَعَ حَاشِيَة الشَّيْخ عَلَيْهِ وَفِي الِابْتِدَاء على الْجمال عبد الله الكوراني الْمُتَوَسّط فِي النَّحْو وعَلى الْبُرْهَان الْحلَبِي الملحة وَشَرحهَا للْمُصَنف كَانَ كل مِنْهُمَا يَجِيئهُ بجامكية وعَلى ثَانِيهمَا قَرَأَ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض)
والسراجية وَشَرحهَا بل انْتفع فِي الْفَرَائِض والحساب بالبدر المارداني وعَلى الْجمال أَولهمَا فِي الْمنطق بل قَرَأَ قِطْعَة من شرح الشمسية على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وَسمع الحَدِيث على جده وَفِي ذَلِك ختم الصَّحِيح بالظاهرية الْقَدِيمَة عَلَيْهِ فِي جملَة الْأَرْبَعين بل قرئَ عِنْده البُخَارِيّ على الشاوي وَالنَّسَائِيّ على الهرساني وَغير ذَلِك، وَلم يكثر من الرِّوَايَة بل أجَاز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ برمضان سنة سبع وَأَرْبَعين خلق كالعز بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والرشيدي والصالحي والتاج عبد الْوَهَّاب الشاوي وَسمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تأليفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ مَا أودعته فِي الْكَبِير وَكَانَ يكثر الاستمداد مني غير مقدم على أحدا رَاغِبًا فِي كل مَا أجمعه وَاسْتقر بعد وَالِده فِيمَا كَانَ باسمه من التداريس والأنظار وَغَيرهَا كالشامية البرانية والناصرية البرانية والجوانية والرواحية وَظِيفَة النَّوَوِيّ والأسدية وناب عَنهُ فيخا البلاطنسي ثمَّ الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة، وَولي نظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن الزيني بن مزهر يَسِيرا فَمَا انطبع فِيهِ وَكَذَا اسْتَقر بعد السيفي الْحَنَفِيّ فِي تدريس التَّفْسِير بالمنصورية وأقرأ فِيهِ الْكَشَّاف قِرَاءَة فائقة استوفى فِيهَا الْحَوَاشِي وَنَحْوهَا وامتلأت الْأَعْين بِحسن تأديته حفظا وتقريرا بل أَقرَأ الطّلبَة كثيرا من الْفُنُون والكتب وتزاحموا عَلَيْهِ فِي آخر وَقت وَفرغ نَفسه لَهُ وحمدوا تواضعه وتودده ومزيد محبته فِي الْفُضَلَاء والتنويه بهم ولين عريكته وَشدَّة حيائه وَكَثْرَة أدبه وجوده(10/253)
بِالْمَالِ والكتب الَّتِي اجْتمع لَهُ مِنْهَا الْكثير مِيرَاثا وَشِرَاء واستكتابا لشدَّة شغفه بهَا سِيمَا مَا يَتَجَدَّد لفضلاء وقته من التصانيف، وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه كَثِيرَة ورياسته فِي الْعلم وَالنّسب شهيرة وللشعراء فِيهِ المدائح فللشهاب المنصوري:
(أبرمت يَا دنيا أمورا بَعْضهَا ... بخل الورى وَالْبخل شَرّ مَسْلَك)
(فعظمي يحيى بن حجي إِنَّمَا ... يحيى جواد حَيْثُ حل برمك)
وَكَذَا لأبي الْخَيْر بن النّحاس مَا سَيَأْتِي فِيهِ، وَيُقَال أَنه مائلا لِابْنِ عَرَبِيّ وَوجد فِي كتبه من تصانيفه مَا لم يجْتَمع عِنْد غَيره وَقَامَت غاغة بِسَبَبِهَا لم تنْتج إِلَّا ضَرَرا، وَقد حج صَغِيرا فِي سنة خمس وَأَرْبَعين مَعَ وَالِده ثمَّ فِي سنة خمسين مَعَ جده الْكَمَال ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهِي حجَّة الْإِسْلَام صُحْبَة الْأَمِير أزبك ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين صُحْبَة الركب الرجبي وزار بَيت الْقُدس فِي صغره أَيْضا. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من يَوْمه بعد صَلَاة الظّهْر بِجَامِع الْأَزْهَر فِي محفل كَبِير جدا وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَدفن)
عِنْد أَبِيه وجده لأمه وَأمه بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي عوضه الله الْجنَّة وَكَانَ قد رغب عَن الشامية البرانية وَغَيرهَا من جهاته.
1031 - يحيى بن أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ أَبُو الْغَيْث المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الشاذلي. / مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه والنحو وَفضل وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَالشَّام مرَّتَيْنِ وَسمع غير وَاحِد بل سمع مني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَذَا بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ شرح العقائد عَن الْبَدْر بن الْغَرْس فِي مجاورته بِمَكَّة وَشهد لَهُ بِكَوْنِهِ أَهلا للرواية والدراية وتفقه وَكتبه مَعَ غَيره بِخَطِّهِ الْجيد الْمُشْتَمل على التقاييد النافعة وَكَانَ مَعَ فَضله عَاقِلا. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد جَازَ الْأَرْبَعين.
1032 - يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن البرديني. / تزوج ابْنة القَاضِي نَاصِر الدّين الأخميمي الْحَنَفِيّ وَخلف وَالِده فِي جهاته وَسكن بهَا الحبانية بمدرسة الزيني الأستادار وَصَارَ بعناية صهره أحد نواب الشَّافِعِي الَّذين جددهم.
1033 - يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلوف بن عبد السَّلَام الشّرف أَبُو زَكَرِيَّا بن سعد الدّين بن القطب بن الْجمال بن الشهَاب بن الزين الحدادي الأَصْل الْمَنَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد زين العابدين مُحَمَّد وَيعرف بالمناوي. / ولد فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة كَمَا أَخْبرنِي بِهِ زَاد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ ظنا، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ(10/254)
والعمدة والتنبيه والملحة وألفيتي الحَدِيث والنحو وَكَذَا الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ظنا وتفقه بالشمسين الْبرمَاوِيّ والغراقي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ولازمه كثيرا فِيهِ وَفِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا لكَونه كَانَ زوج أُخْته بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَسمع عَلَيْهِ الْكثير حَتَّى بِبَعْض الضواحي بل فِي بعض مناهل الْحجاز واستملى عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ بعد الزين عبد الرَّحِيم الهيثمي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة أحد المجلسين اللَّذين أملاهما بهَا وَكَذَا أَخذ النَّحْو أَيْضا عَن الشطنوفي والفرائض والحساب وَالْعرُوض والقوافي عَن نَاصِر الدّين البارنباري والحساب خَاصَّة عَن الْعِمَاد بن شرف وَأخذ عَن ابْن الْهمام فِي آخَرين وجد حَتَّى أذن لَهُ غير وَاحِد فِي الإقراء والإفتاء وتسلك بإبراهيم الأدكاوي وَالسَّيِّد الطباطبي وجالس الزين الخوافي وَغَيره وَنظر فِي كَلَام الْقَوْم فتبحر فِيهِ واختلى مرَارًا وتصدى للتسليك فِي حَيَاة السَّيِّد وَغَيره من شُيُوخه، وَحج مَعَ وَالِده ثمَّ مَعَ شَيْخه الْوَلِيّ وَسمع هُنَاكَ على ابْن سَلامَة وَكَذَا)
أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَغَيره بل سمع فِي الْقَاهِرَة على الشّرف بن الكويك والجمالين عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَابْن فضل الله والشمسين الشَّامي وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والزينين ابْن النقاش والقمني والشهب الوَاسِطِيّ والكلوتاتي وَشَيخنَا والنور الفوى والكمال بن خير والبدر حُسَيْن البوصيري وَلكنه لم يكثر إِلَّا عَن شَيْخه الْوَلِيّ وأجاظ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والصدر السويفي وَالْفَخْر الدنديلي والبدر الدماميني والشموس البوصيري والبيجوري والبنهاوي وَابْن البيطار وَابْن الزراتيتي وَأَبُو عبد الله حفيد ابْن مَرْزُوق وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وَلكنه لم يمعن فِيهَا بل لزم الِاشْتِغَال والمطالعة وَالْعِبَادَة حَتَّى تقدم فِي الْعلم وَالْعَمَل واشتهر بإجادة الْفِقْه وَصَارَ لَهُ سجية فعكف النَّاس عَلَيْهِ للْقِرَاءَة وانتصب لذَلِك فَأخذ عَنهُ الْفِقْه مَعَ الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف وَغير ذَلِك، وَلَكِن فنه الذيطار اسْمه بِهِ الْفِقْه وَصَارَ يقسم فِي كل سنة كتابا، وَلما مَاتَ القاياتي حلق بالأزهر وهرع الْفُضَلَاء للأخذ عَنهُ فَذكر وراج أمره وَقصد بالفتاوى فِي الوازل وَنَحْوهَا ونوه شَيْخه ابْن الْهمام بِذكرِهِ عِنْد الظَّاهِر وَغَيره بِحَيْثُ قَرَّرَهُ فِي تدريس الشَّافِعِي وَالنَّظَر عَلَيْهِ ثمَّ فِي الْقَضَاء بالديار المصرية وحمدت مُبَاشَرَته فيهمَا دروسا وسيرة بِالنِّسْبَةِ لعدم اعْتِمَاد حكم بَاطِل وتعاطى رشوة، واشتهر اسْمه وَبعد صيته وتزاحم النَّاس عِنْده بل رَحل إِلَيْهِ وَكَثُرت تلامذته والمتصدر مِنْهُم فِي حَيَاته وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة بل رُبمَا أَخذ عَنهُ طبقَة ثَالِثَة، وَحدث بغالب مروياته سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير وَأخذ عَنهُ الْفِقْه تقسيما وَغَيره وَخرجت(10/255)
لَهُ أَرْبَعِينَ وفهرستا وَكَذَا خرج لَهُ الزين رضوَان شَيْئا بل سمع مني تصنيفي القَوْل البديع وَمَا كَانَ يقدم على أحدا وَبَالغ فِي الثَّنَاء لفظا وخطا كَمَا بَينته مَعَ بسط تَرْجَمته فِي ذيل الْقُضَاة والمعجم والوفيات وَكَانَ يمِيل إِلَى تَكْمِيل نَفسه بِحَيْثُ يكثر الْمُرَاجَعَة وَالتَّحْقِيق من خَواص أحبابه، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر دينا وصلاحا وتعبدا واقتفاء للسّنة وتواضعا وكرما وبذلا وتوددا وَحَالا وَقَالا مَعَ الشهامة والتوجه للْفُقَرَاء وَالرَّغْبَة فِي الْبَذْل لَهُم وللطلبة فَوق طاقته بِحَيْثُ يستدين لذَلِك وَيتَصَدَّق بعمامته الَّتِي يكون جَالِسا بهَا وبثوبه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا شاهدت الْكثير مِنْهُ ومزيد السماح وَكَونه بِحَسب الْقَرَائِن لَا وَقع للدنيا عِنْده بِحَيْثُ لم يكن يتعاطاها بِيَدِهِ والخبرة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة والأخروية والفحولة وَحسن العقيدة بِحَيْثُ كتب خطه فِي وَاقعَة ابْن عَرَبِيّ وتبرأ من كتبه ومطالعاتها وَنعم الصَّنِيع، وَحسن الْعشْرَة والمداعبة واللطف والمحاسن الَّتِي قل أَن رَأَيْتهَا بعده فِي غَيره ولشيخه ابْن)
الْهمام أَبْيَات فِي مدحه وَكَذَا لغيره من فحول الشُّعَرَاء فِيهِ القصائد الطنانة كالنواجي، وَله تصانيف ونظم ونثر وفوائد وَلم يعْدم مَعَ أَوْصَافه الجليلة وخصاله الجميلة من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه وَهُوَ يكابد ويناهد سِيمَا بعد موت الظَّاهِر مَعَ كَونه مِمَّن بَالغ فِي الْوَصِيَّة بِهِ مَعَ وَلَده الْمَنْصُور، وامتحن مرَارًا أشقها عَلَيْهِ فِي آخر عمره حِين صرف بالصلاح المكيني مَعَ كَونه مِمَّن لم يكن يرفع لَهُ رَأْسا فَمَا احْتمل وَلكنه لم يَنْقَطِع سوى يَوْمَيْنِ وَكَانَ فيهمَا متماسكا جدا بِحَيْثُ أَنه إِذا عَاده من الْعَادة جَارِيَة بِالْقيامِ لَهُ يقوم. وَمَات بداره الَّتِي جددها ووسعها من سويقة الصاحب فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي سَبِيل المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي مشْهد حافل لم يعْهَد بعد مشْهد شَيخنَا مثله وَدفن بتربته جوَار ضريح الشَّافِعِي ورثاه الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَغَيره وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ حَتَّى من كَانَ يكرههُ وتأسفوا على فَقده خُصُوصا الْخِيَار حَتَّى أَن إِمَام الكاملية مكث أَيَّامًا لَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا توجعا وتحزنا وَجَاء الْعلم بذلك وَأَنا بِمَكَّة فارتجت وصلوا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب، وَلم يخلف بعده فِي الإقبال على الْمَذْهَب غَيره مَعَ بديع أَوْصَافه وعظيم إنصافه واعترافه رَحمَه الله وإيانا وَأعَاد علينا من بركاته، وَمِمَّا قَالَه بِأخرَة:
(إِلَى الله أَشْكُو محنة أشغلت بالي ... فَمن هُوَ لَهَا ربع اصْطِبَارِي غَدا بالي)
(وَمَالِي مأمول سوى سيد الورى ... فَإِنِّي بِذَاكَ الجاه علقت آمالي)
إِلَى أَن قَالَ:
(أيا سيدا لَا زَالَ طول حَيَاته ... إِذا سَأَلُوهُ لَا يرد لتسآلي)(10/256)
(لقد ضَاقَ ذرعي من أُمُور كَثِيرَة ... وَأَنت ملاذي فِي تغير أحوالي)
(وَإِن كنت يَا مولَايَ عبدا مقصرا ... فحلمك يَا مولَايَ أَعلَى وَأولى لي)
وَمَعَ مزِيد قِيَامه مَعَ البقاعي فِي كائنة أبي الْعَبَّاس بِحَيْثُ قَالَ مِمَّا لَا أستبعده أَنه ساعده فِيهَا بِخَمْسِينَ دِينَارا ومبادرته للكتابة على بعض مِمَّا صدر عَنهُ بحث انكف من كَانَ لَهُ غَرَض فِي الانتام مِنْهُ قَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه كَانَ يحب منصب الْقَضَاء محبَّة شَدِيدَة، وَاعْتَمدهُ غَيره فِي هَذَا مَعَ أَنه قَالَ لي وَالله لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا طرقت لَهُم عتبَة وَلكنه كَمَا قيل وجدت أكره النَّاس فِي الدُّخُول لهَذَا الشَّأْن أحرصهم على الْوُقُوع فِيهِ والأعمال بِالنِّيَّاتِ. يحيى بن
1034 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف الشّرف بن الْمُحب الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِيَحْيَى الْبكْرِيّ. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ وَقَرَأَ يَسِيرا فِي النَّحْو على مُحَمَّد بن زيان المغربي الْمَالِكِي نزيل المؤيدية والقرافي بل صاهره وتدرب بِهِ فِي صناعَة الشُّرُوط وتميز فِيهَا يَسِيرا وتكسب بهَا وقتا عِنْده وَعند غَيره ورام فَامْتنعَ قَاضِي الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ إرعاء لشيخوختهما، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء واشتغل قَلِيلا عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي ثمَّ الْمحلي والمناوي وَأخذ بِمَكَّة عَن البلاطنسي فِي مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَكَذَا أَخذ فِي التصوف عَن الشرواني ورافق البقاعي فِي تِلْكَ الدُّرُوس الْيَسِيرَة عِنْد أبي الْفضل المغربي بل زعم البقاعي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الظَّاهِر خصيصا بِهِ بِحَيْثُ ترافق مَعَه فِي دُخُول دمياط وإسكندرية ورتبه فِي عمل حِسَاب جَامع الفكاهين حِين رسم عَلَيْهِ بِسَبَب مَا فِي جِهَته من متحصله وَهُوَ زِيَادَة على أَرْبَعمِائَة دِينَار وَلم يظْهر البقاعي دافعا مرضيا، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ أحد صوفية المؤيدية ثمَّ رغب عَنْهَا بِأخرَة بعد امْتِنَاعه من حُضُور الدَّرْس بعد الْمحلي عِنْد ابْن المرخم مَعَ حُضُور من لم يفهم عَنهُ عِنْده، وَصَارَ يحضر فِي درس الحَدِيث عِنْد ابْن الشّحْنَة بعد التقي القلقشندي وَرُبمَا تكلم كَمَا بَلغنِي وَكَانَ قد تردد لشَيْخِنَا فِي قِرَاءَة الصَّحِيح بعد الْعشَاء حَتَّى قَرَأَ نَحْو نصفه وَقدر انْفِصَال شَيخنَا بالقاياتي فَلم يرع لَهُ حَقه بل بَاشر النقابة عِنْده رَفِيقًا لغيره وَحضر بِقُوَّة عين آخر النَّهَار للْقِرَاءَة على الْعَادة فَقَالَ لَهُ شَيخنَا قصر اللَّيْل فَانْقَطع بل فعل مَا هُوَ أبلغ فَإِنَّهُ كَانَ رَسُول القاياتي يطْلب ولد شَيخنَا مِنْهُ للحضور عِنْده بِسَبَب الْحساب، وَمَا حمد النَّاس لَهُ ذَلِك سِيمَا وَلم(10/257)
يكن عِنْد أَبِيه أجل من شَيخنَا، وَقد صحب مُحَمَّدًا الفوى والشهاب الأبشيطي والإسطنبولي وَآخَرين واغتبط بِعِيسَى المغربي الزلباني وبواسطته اخْتصَّ بتمراز الشمسي الْأَمِير فَلَمَّا مَاتَ الْعِزّ الأنبابي نَائِب الْحِسْبَة كَانَ ساعده فِي أَخذ كثير من وظائفه كالخطابة والإمامة والمباشرة وَغَيرهَا بِجَامِع الخطيري بعد أَن كَانَ عينهَا القَاضِي لِأَخِيهِ وكلنه لم ينْهض لمقاومة الْأَمِير لَكِن بعد استخلاصه لكتاب الْوَقْف من تَرِكَة الْعِزّ وَمَا تمكن يحيى من أَخذه مِنْهُ ورام التَّوَصُّل بِي فِي أَخذه وَوَضعه بخزانة كتب الْجَامِع لكَونهَا باسمي فَمَا أَجَبْته لَكِن بِدُونِ إِظْهَار مُخَالفَة بل قلت لَهُ كن القاصد عني بِطَلَبِهِ ثمَّ رام مني أَيْضا أَخذ النُّسْخَة الَّتِي كَانَت عِنْد الْعِزّ أَيْضا من صَحِيح البُخَارِيّ وتلطفت حَتَّى أَخَذتهَا من تركته فامتنعت إِلَّا من جُزْء أَو جزءين وَكَذَا اسْتَعَانَ بِهِ البقاعي فِي أَخذ دَلَائِل النُّبُوَّة)
للبيهقي مني وَتردد قاصده إِلَيّ مرّة بعد أُخْرَى وَأخذ فِي إِعْمَال الْحِيلَة لظَنّه اخْتِصَاص البقاعي بِالْمَنْعِ ففجأة الْمَوْت وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الْعَصْر بِجَامِع الْأَزْهَر وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة الصلاحية وَأَظنهُ جَازَ السِّتين.
وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يكن من الموسومين بِالْعلمِ وَلكنه كَانَ خَبِيرا بدنياه يتعانى التِّجَارَة مَعَ سُكُون وجمود رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنَّا.
1035 - يحيى بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن عُثْمَان بِمُحَمد بن أبي فَارس. / اسْتَقر بعد جده ثمَّ قَتله ابْن عَمه عبد الْمُؤمن بن إِبْرَهِيمُ بن عُثْمَان وَاسْتقر عوضه، ثمَّ دخل عَلَيْهِ زَكَرِيَّا بن يحيى الْمَذْكُور خُفْيَة بمساعدة أهل تونس ففر عبد الْمُؤمن إِلَى الغرب فحشدوا مَعَه إِلَى محاصر تونس فَهَزَمَهُمْ أَهلهَا وَكَانَ بَينهم مقتلة أَكْثَرهَا من الْعَرَب والفتنة قَائِمَة فِي سنة بضع وَتِسْعين ثمَّ سكنت.
1036 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الشاذلي الْمَالِكِي. نزيل مَكَّة وجد يحيى بن عَليّ بن أَحْمد الْمَاضِي لأمه. / ولد فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بإسكندرية وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَمَات بِمَكَّة فِي صبح يَوْم السبت خَامِس عشرى شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا فِيهِ فَضِيلَة وَهُوَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن رَحمَه الله.
1037 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن عياد بياء مثناة تَحْتَانِيَّة الصنهاجي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي سبط الْمُحدث عَليّ بن أَحْمد الفوى. / سمع بِمَكَّة م ابْن صديق وَغَيره وَحضر دروس الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي بِمَكَّة والتاج بهْرَام بِالْقَاهِرَةِ فِي كِتَابه الشَّامِل رَفِيقًا للتقي الفاسي فيهمَا وترجمه فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ رجلا حسنا عَاملا.(10/258)
مَاتَ بِمَكَّة فِي أحد الربيعين أَو الجماديين سنة سبع وَدفن بالمعلاة عَن ثَلَاثِينَ سنة رَحمَه الله.
1038 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن مصلح المنزلي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. / كَانَ رجلا صَالحا يشبه أَن يكون مجذوبا، حج مَعَ أَخِيه فِي الْبَحْر فبمجرد وُصُوله لمَكَّة مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين قبل أَخِيه بأشهر وكأنهما سافرا لمنيتهما رحمهمَا الله وإيانا.
1039 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بِنَا لأهدل الْيَمَانِيّ ابْن عَم حُسَيْن ين صديق الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة أَشْيَاء فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ إِنْسَان خير. (سقط) :::
1040 - يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد التقي بن الشَّمْس السعيدي نِسْبَة لسَعِيد بن زيد أحد الْعشْرَة الْكرْمَانِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد يُوسُف الْآتِي وأخو عبد الحميد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْكرْمَانِي. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بدرب شهدة الكاتبة من بَغْدَاد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والكافية والشافية كِلَاهُمَا لِابْنِ الْحَاجِب وتصريف الْعزي وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه كلهَا عِنْد الْجلَال أسعد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْحَنَفِيّ أحد تلامذة وَالِده وأعرب عَلَيْهِ غَالب الْقُرْآن وَكَذَا حفظ الملحة وَبَعضهَا عِنْد الشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد الْمَالِكِي وَعَلِيهِ تدرب فِي الْكِتَابَة وبالشمس الرَّازِيّ الْكَاتِب واليزدي وتأدب بالعز الأبوسحاقي وانتفع بِهِ وَحصل مِنْهُ فَوَائِد جمة وَكَذَا أَخذ فِي الأدبيات بل وَفِي العقليات أَيْضا عَن الْعَلَاء البنبيهي وَقَرَأَ بعض الْمنطق على القَاضِي الْعَلَاء الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ والطب وَغَيره على الشَّمْس مُحَمَّد المحولي والضياء الطَّبِيب وَغَيرهمَا والهيئة على الْفَخر النبلي وَبَعض الْمِفْتَاح على الْعِزّ الخنجي والطوالع للبيضاوي على سعد الدّين الشبانكاري وَبَعض آدَاب الْبَحْث للسمرقندي وَشرح الطوالع على مَوْلَانَا زَاده وَسمع عَلَيْهِ بعض شرح الشمسية أَيْضا وَأخذ الْوَعْظ عَن الجمالين ابْن الدّباغ وَابْن الدواليبي الحنبليين وَغَيرهمَا وَبحث فِي الْحَاوِي وَهُوَ دون الْبلُوغ عِنْد النُّور صَالح الإيدجي وَكَذَا قَرَأَ بعضه بِمَكَّة على الْمُحب اللّغَوِيّ بل وَأخذ عَنهُ اللُّغَة أَيْضا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض قاموسه والعباب والمحكم وَجَمِيع خطّ الفتيان واختصار الْحِفْظ وَالنِّسْيَان ولازم غير وَاحِد من أَصْحَاب الْفُنُون سِيمَا من كَانَ يجْتَمع على أَبِيه واستفاد مِنْهُم كثيرا فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي صغره السَّيْف الْأَبْهَرِيّ. وَكتب عَن جمَاعَة من نظمهم ونثرهم وَرَأَيْت لَهُ كراسة أفرد فِيهَا أَسمَاء شُيُوخه وَنَحْوهم واستفدت مِنْهَا أَشْيَاء وَلَكِن جلّ انتفاعه إِنَّمَا كَانَ بوالده فَإِنَّهُ لَازمه سفرا وحضرا وجاب مَعَه نَحْو خمسين(10/259)
مَدِينَة حَتَّى كَانَ مَعَه فِي مجاورته سنتي خمس وست وَسبعين وَكَانَ مِمَّن فر مَعَه من بَغْدَاد حِين طرقها تمرلنك بعساكره حَتَّى وصلا إِلَى الشَّام فَكَانَ ذَلِك سَببا لانتقاله وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْكتب السِّتَّة سَمَاعا غير مرّة وأعرب عَلَيْهِ غَالب الْقُرْآن وَسمع عَلَيْهِ الْكَشَّاف وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ غير مرّة وَكَذَا النُّقُود والردود من تصانيفه وَشَرحه للْبُخَارِيّ مرَارًا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعضه وَجَمِيع كَافِيَة ابْن الْحَاجِب فِي النَّحْو وشافيته فِي الصّرْف والمنهاج الْأَصْلِيّ وَشَرحه للبرهان العبري والطوالع للبيضاوي وَشَرحه للشمس الْأَصْبَهَانِيّ والمطالع فِي الْمنطق وَشَرحه للقطب التحتاني مَعَ أسئلة واعتراضات لَهُ على القطب والفوائد)
الغياثية لشيخه الْعَضُد وَشَرحه على أَبْيَات البديع وَبَعض المقامات الحريرية وَجَمِيع الْإِيضَاح لِابْنِ الْحَاجِب فِي شرح الْمفصل فِي مُدَّة سِنِين وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه وشروحه كالتعليق والتعليقة والطوسي وَسمع عَلَيْهِ الْوَجِيز وَشَرحه الْعَزِيز فِي نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة حِين إلقائه الدُّرُوس بِبَعْض مدارس بَغْدَاد ومفتاح السكاكي وغالب شروحه وَشَرحه لشرح شَيْخه الْعَضُد على الْمُخْتَصر والمواقف والجواهر كِلَاهُمَا فِي أصُول الْكَلَام لشيخه الْعَضُد مَعَ شرح أَولهمَا الْمُسَمّى بالكواشف وَثَانِيهمَا الْمُسَمّى بالزواهر، وَسمع الحَدِيث بِمَكَّة على الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْمُعْطِي وَالْمجد اللّغَوِيّ والنور الْخُرَاسَانِي وببغداد على النُّور عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن الزرندي، وَقدم الْقَاهِرَة على رَأس الْقرن فَنزل تَحت نظر السراج البُلْقِينِيّ فِي جَامع الْحَاكِم ولازمه فِي قِرَاءَة الْفَوَائِد الجسام على قَوَاعِد ابْن عبد السَّلَام وَغَيرهَا وَكتب من فَتَاوِيهِ جملَة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ عَن الْعِرَاقِيّ ألفيته وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الملقن وَقَرَأَ على الغماري فِي شرح الْمطَالع فِي آخَرين وَقَرَأَ حِين كَانَ بنواحي الشَّام على التَّاج بن بردس فِي مُسلم وَاسْتقر بِهِ الْمُؤَيد وَهُوَ مَعَه هُنَاكَ فِي نظر وقف الأسرى وإفتاء دَار الْعدْل وترقى فِي الْفُنُون وَشرح البُخَارِيّ انتزعه من شرح أَبِيه وَغَيره وَشرح مُسلما وَاخْتصرَ الرَّوْض وتحفة المودود لِابْنِ الْقيم سَمَّاهُ الْمَقْصُود من تحفة المودود والأوائل لشَيْخِنَا ومفاخرة الْقَلَم وَالدِّينَار لِابْنِ مَاكُولَا وَعمل كتابا فِي الطِّبّ وَغير ذَلِك نظما ونثرا، وَجلسَ للإفادة من صغره فِي حَيَاة أَبِيه فَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو الشهَاب أَحْمد ابْن شَيْخه الْجمال بن الدواليبي الْحَنْبَلِيّ.
ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة قَدِيما وَسكن دمشق وخدم الْمُؤَيد قَدِيما ثمَّ قدم مَعَه الْقَاهِرَة مرّة بعد أُخْرَى وَولي نظر البيمارستان وصنف وَهُوَ سريع الْخط جيده لَدَيْهِ مسَائِل وفوائد وفضائل وَأَجَازَ فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أَنه كف قبل مَوته بِدُونِ السّنة أَصَابَهُ رمد فآل أمره إِلَى أَن كف. وَأما المقريزي فَقَالَ إِنَّه كَانَ(10/260)
فَاضلا فِي عدَّة فنون قدم من بَغْدَاد قبل سنة ثَمَانمِائَة وَأشهر شرح أَبِيه على البُخَارِيّ وَصَحب الْأَمِير شيخ المحمودي وسافر مَعَه إِلَى طرابس لما ولي نيابتها وتقلب مَعَه فِي أطوار تِلْكَ الْفِتَن وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة فَلَمَّا تسلطن عمله نَاظر المرستان المنصوري قَالَ وَكَانَ ثقيل السّمع، وَقَالَ غَيره أَنه صحب الأكابر كشيخ وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ جعله أَمَامه وَتوجه مَعَه إِلَى طرابلس لما وَليهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَاسْتمرّ مَعَه وَلما مَاتَ صرف عَن البيمارستان وَقرر لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَلزِمَ منزله حَتَّى مَاتَ)
مطعونا فِي يَوْم الْخَمِيس من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بدرب شهيدة بحارة الرّوم السُّفْلى من الْقَاهِرَة فولد بدرب شهدة وَمَات بدرب شهيدة وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من قبر القاياتي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَأَنه قدم هُوَ وَأَخُوهُ الْقَاهِرَة قبيل سنة ثَمَانمِائَة بشرح أَبِيهِمَا على البُخَارِيّ فأعجب بِهِ الْفُقَهَاء يَوْمئِذٍ وتداولوا كِتَابَته فاشتهر بِالْقَاهِرَةِ وبلاد الشَّام من حِينَئِذٍ وَتعلق هُوَ بحصبة شيخ وَتوجه مَعَه لطرابلس على إِمَامَته بِهِ ثمَّ صَار مَعَه بِدِمَشْق حِين نيابتها وتقلب مَعَه إِلَى أَن قدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فَصَارَ من جملَة أخصائه وجلسائه وولاه نظر المرستان فَلَمَّا انْقَضتْ الْأَيَّام المؤيدية صرف عَنهُ وَقرر لَهُ راتب، إِلَى أَن قَالَ وَهُوَ جيد الْخط سريع الْكِتَابَة لَدَيْهِ فَضَائِل رَحمَه الله وإيانا وَعِنْدِي من نظمه فِي الْجَوَاهِر.
1041 - يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ أَحْمد وأبوهما الملقب الذاكر وَهَذَا أكبر الْأَخَوَيْنِ. حفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار والمنار وأربعي النَّوَوِيّ وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
1042 - يحيى بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشّرف يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر البكتمري الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَهُوَ شَقِيق أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَالثَّلَاثَة أَسْبَاط الزين قَاسم الْحَنَفِيّ، أمّهم عزيزة وَهُوَ حفيد أخي السَّيْف الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتميز وَفهم الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحضر عِنْد نظام وَنَحْوه وَالصَّلَاح الطرابلسي ولازمني فِي دروس الصرغتمشية، وحمدت سكونه وأدبه وفهمه وَتزَوج ابْنة خَاله أفضل الدّين بن قَاسم. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين بعد تعلله أشهرا قبل الطَّاعُون عوضه الله وأباه الْجنَّة.
1043 - يحيى بن مُحَمَّد الشّرف الكركري القاهري / أحد المتصرفين بِأَبْوَاب الْقُضَاة. أجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَدْي وَغَيرهَا أجَاز لنا. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله.(10/261)
1044 - يحيى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الغرناطي الْمَالِكِي / قاضيهم بالقدس بعناية الخيضري لاختلاطه بِهِ وَتزَوج هُنَاكَ وَلكنه لم تطل مدَّته لعدم مداراته بِحَيْثُ عزل وَجَاء الْقَاهِرَة فَمَا أُجِيب للعود وَدخل الصَّعِيد مرّة بعد أُخْرَى وَحصل دريهمات وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَتزَوج بهَا بكرا فَوَجَدَهَا فِيمَا زعم ثَيِّبًا فغالبه أَهلهَا ونسبوه بِالشَّوْكَةِ لأمر قَبِيح وَأخذُوا مِنْهُ جملَة وَطَلقهَا بعد)
الْبَرَاءَة، ورام قَضَاء دمشق فَلم يُمكنهُ فَلم أَطْرَافه وَتوجه إِلَى الْقصير فَقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَركب الْبَحْر وَهُوَ كَذَلِك إِلَى الينبوع فزار الْمَدِينَة ثمَّ وصل لمَكَّة وأكرمه قاضيها وَغَيره وَحضر عِنْد القَاضِي وسافر لليمن فطتمن منيته بِأبي عَرِيش بلد الْحكمِي فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد أَن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي الَّتِي قبلهَا وَلم يكمل الْأَرْبَعين، وَيذكر بفضيلة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَاسْتقر بعده سنة سِتّ وَتِسْعين فِي قَضَاء الْقُدس أَبُو عبد الله بن الأزيرق الَّذِي كَانَ قَاضِي الْجَمَاعَة بمالقة وَغَيرهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ رَحمَه الله.
يحيى بن مُحَمَّد التلمساني المغربي الشاذلي. / فِيمَن جده يحيى قَرِيبا.
1045 - يحيى بن مُحَمَّد الجبرتي الْجَوْزِيّ من فُقَرَاء الشَّيْخ حُسَيْن الْجَوْزِيّ. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
1046 - يحيى بن مكرم بن الْمُحب الطَّبَرِيّ /. ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمضى فِي شقيقه عبد الْمُعْطِي أَنَّهُمَا سمعا عَليّ فِي سنة تسع وَتِسْعين.
1047 - يحيى بن مَنْصُور التوسي الْمَالِكِي / من فضلاء التونسيين والمعتقدين فيهم. حج وَرجع فَمَاتَ بَين خليص ورابع سنة تسع وَقد بلغ السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه عقب يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى التلمساني الْمَاضِي فَكَأَنَّهُ غَيره.
1048 - يحيى بن مُوسَى نب عَليّ الدواري قَاضِي الزيدية بصعدة. /
1049 - يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن زكي بِوَزْن ابْنه الشّرف بن الشّرف بن الشهَاب بن الزكي العساسي بمهملات أولاها مَفْتُوحَة وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة نِسْبَة لمنية عساس السمنودي الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. / ولد بمنية عساس سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتبريزي فِي الْفِقْه والملحة والنحو والقريبة للعز الديريني وَهِي سِتّمائَة بَيت وَخَمْسَة وَثَمَانُونَ بَيْتا وَالْمِيزَان الوفي فِي معرفَة اللّحن الْخَفي لَهُ أَيْضا وخطب بِبَلَدِهِ كأبيه وأجداده وَشهد بَينهم ثمَّ انْتقل إِلَى سمنود سنة أَربع عشرَة بعد موت وَالِده فبحث بهَا فِي التبريزي على الشَّيْخ عمر بن عِيسَى، وَحج فِي سنة عشْرين وَالَّتِي تَلِيهَا وَتردد للقاهرة غير مرّة وَكَانَ مُخْتَصًّا بالجد أبي الْأُم بل بَلغنِي أَنه كَانَ أَخُوهُ من الرَّضَاع ونظم الخصائص النَّبَوِيَّة وَكَذَا رفع لشَيْخِنَا سؤالا منظوما عَن مَسْجِد بسمنود فَأَجَابَهُ عَنهُ نظما وَكِلَاهُمَا(10/262)
مُودع فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ ابْن فَهد وَابْن الإِمَام والبقاعي قصيدة أَولهَا:)
(جَمْرَة الْحبّ أشعلت فِي الحشاء ... نَار وجد تضرمت بالهواء)
وَأُخْرَى أَولهَا:
(لِأَجلِك يَا ليلى سهرت اللياليا ... وعاديت فِيك كل من كَانَ رَاضِيا)
مَاتَ فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَلم يكمل السّبْعين رَحمَه الله.
1050 - يحيى بن هويذف المعابدي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ.
1051 - يحيى بن يحيى بن أَحْمد بن الْحسن المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا القبابي بموحدتين نِسْبَة إِلَى قباب قَرْيَة من أشموم الرُّمَّان من الشرقية القاهري الشَّافِعِي نزيل دمشق. / ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالقباب وَكَانَ أَبوهُ خَطِيبًا فَمَاتَ عَنهُ صَغِيرا فتنزل فِي مكتب الْأَيْتَام بمدرسة حسن فَقَرَأَ الْقُرْآن والتنبيه وَالْحَاوِي مَعًا ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الطنبدي ولازم الأبناسي فَانْتَفع بِهِ كثيرا وَأخذ علم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والعربية عَن الْمُحب بن هِشَام والمعقولات عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَتقدم على أقرانه فِي جَمِيعهَا وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ وَغَيره بالإفتاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ قدم دمشق فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَنزل بالقيمرية وَسمع من الْمُحب الصَّامِت جُزْء الخليلي وَأخذ عَن الزُّهْرِيّ والقرشي وَابْن الشريشي وشهدوا لَهُ بالفضيلة حَتَّى قَالَ الزُّهْرِيّ مَا قدم علينا من مصر مثله وَأذن لَهُ هُوَ وَغَيره بالإفتاء أَيْضا وَكَانَ حِين قدومه مَشْهُورا باستحضار الرَّوْضَة بل كَانَ عَارِفًا بدقائق الْحَاوِي ثمَّ جلس للإقراء بِجَامِع بني أُميَّة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء ثمَّ ترك الإقراء وَأَقْبل على الْوَعْظ وصنف فِيهِ كتابا وَتكلم على النَّاس بالجامع فأكبوا عَلَيْهِ وراج فِيهِ أمره واشتهر بالفصاحة وَحسن الْأَدَاء وانتفع بِهِ كثير من الْعَامَّة ثمَّ لما وسع الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن منجك مَسْجِد الْقصب تكلم فِيهِ على آيَة إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله وَحضر عِنْده الشهَاب بن المحمرة القَاضِي وَغَيره من عُلَمَاء دمشق وَكَانَ مَجْلِسا جَلِيلًا، وَسكن بعد الْفِتْنَة الْعُظْمَى بَيت روحاء فَأَقَامَ وَدخل إِلَى دمشق مَعَ من دَخلهَا من الشاميين ثمَّ عَاد فلازم عمل الميعاد وَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ عِنْد نوروز، ودرس فِي دمشق بعدة مدارس كالرواحية وناب فِي الشامية البرانية وَأعَاد بالشامية الْكُبْرَى، وناظر الفحول وزاحم الْعلمَاء فاشتهر أمره واتضح علمه وَبَان مِقْدَاره وناب فِي الحكم عَن الأخنائي والنجم بن حجي فَمن بعدهمَا، وَكَانَ عَارِفًا بِالْقضَاءِ يقظا لكنه كَانَ يشين نَفسه بِالْأَخْذِ على الْأَحْكَام ويتهافت فِي ذَلِك)
دون سَائِر رفقته مَعَ الْغناء وَعدم الْحَاجة(10/263)
وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن ضعف بَصَره جدا ثمَّ أضرّ وَلم يتْرك مَعَ هَذَا الحكم بل كَانَ يُؤْخَذ بِيَدِهِ فَيعلم بالقلم ثمَّ لما مَاتَ أقرانه وخلت دمشق مِنْهُم عَاد إِلَى الْجَامِع الْأَعْظَم فَاجْتمع عَلَيْهِ الطّلبَة بل غَالب فضلاء دمشق وقسموا عَلَيْهِ التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي فِي أشهر قَليلَة من ثَلَاث سِنِين بِدُونِ مطالعة وَرُبمَا اسْتَعَانَ بمطالعة بعض أَصْحَابه لَهُ، وافتى زَمنا قبل الضَّرَر وَبعده وَيكْتب عَنهُ حِينَئِذٍ ثمَّ يكْتب هُوَ اسْمه، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها واعظا فصيحا ذكيا جيد الذِّهْن مشاركا فِي عدَّة فنون حسن التَّقْرِير قَادِرًا على إِيصَال الْمعَانِي للإفهام مَعَ لين العريكة وسهولة الانقياد والمروءة والعصبية وَقلة الْحَسَد وَلما تزايد ضعف بَصَره انْقَطع بمنزله مديما للتلاوة ويبرز فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس للإشغال فِي الْجَامِع إِلَى أَن مرض بالقولنج فَتغير مزاجه ثمَّ عوفي مِنْهُ ثمَّ عاوده فضاقت أخلاقه لذَلِك وَلم يزل يتزايد بِهِ إِلَى توفّي فِي منزله بِمَسْجِد الْقصب بعد عصر يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة أَرْبَعِينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة الْبَاب الصَّغِير شَرْقي سَيِّدي بِلَال بِالْقربِ من جادة الطَّرِيق وَكثر الأسف عَلَيْهِ وَكَانَت جنَازَته حافلة وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ السراج الْحِمصِي مَعَ كَونه أوصى للشَّيْخ أَحْمد الأقباعي فَلم يلْتَفت لذَلِك ورثاه جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا، وَذكره شَيخنَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ من إنبائه فَقَالَ اجْتمع بِي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بالعادلية الصُّغْرَى وَذكر أَنه قَرَأَ على شُيُوخنَا الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَغَيرهمَا وَسمع من ابْن الْمُحب وَسمعت عَلَيْهِ جُزْءا من حَدِيثه وَسمع عَليّ شَيْئا. وَمَات فِي صفر وَلكنهَا من سنة أَرْبَعِينَ وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته فَقَالَ الشَّيْخ الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ وأرخ مولده فِي أَوَاخِر سنة سِتِّينَ أَو أول الَّتِي تَلِيهَا وَقَالَ أَن حفظه للحاوي بعد كبره وتميز وَفضل، وترجمه بِمَا اعْتمد عَلَيْهِ شَيخنَا فِي إنبائه.
1052 - يحيى بن أبي زَكَرِيَّا يحيى بن زيان بن عمر بن زيان بن الْأَزْرَق الوطاسي المغربي المريني الفاسي / الْوَزير الْمَاضِي أَبوهُ. ذبح هُوَ وَابْن عَمه مُحَمَّد بن أبي حسون الْمَاضِي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
1053 - يحيى ابْن الْأَمِير الْخَيْر الْفَقِيه يشبك المؤيدي سبط الْمُؤَيد شيخ، أمه أسية ووالد أَحْمد الْمَاضِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي عز فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وجود الْكِتَابَة عِنْد الْبُرْهَان الفرنوي وَغَيره كيس وَتقدم فِيهَا بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء)
بديعة وَكَانَ مَعَ ذَلِك مُتَقَدما فِي الفروسية بِسَائِر أَنْوَاعهَا كالرمح وَالسيف والدبوس والنشاب وسوق الْخَيل بِحَيْثُ أَنه سَاق الْمحمل عدَّة سِنِين باشا، مَعَ حسن المحاضرة والشكالة ولطف الْعشْرَة(10/264)
والظرف وجودة الْفَهم ومزيد الْإِسْرَاف على نَفسه، وَهُوَ من كَانَ يسمع مني بِحَضْرَة أَبِيه فِي القَوْل البديع وَغَيره، وَكَذَا من شُيُوخه فِي الْفِقْه وَنَحْوه الْبَدْر بن عبيد الله وبواسطته تزوج ابْنة الْمُحب بن الشّحْنَة واستولدها ابْنة مَاتَت فِي حياتهما وفارقها وَعظم ميل أَبِيه إِلَيْهِ ومحبته فِيهِ حَتَّى أَنه كَانَ المستبد بِكَثِير من الْأُمُور أَيَّام مُبَاشَرَته الدوادارية الْكُبْرَى مَعَ شدَّة مبالغته فِي طواعية وَالِده ومزيد خدمته لَهُ، وَقد رقاه الظَّاهِر خشقدم وَأمره بعد سنطباي وَغَيره وَصَارَ أَمِير أَرْبَعِينَ، وسافر فِي أَيَّامه إِلَى الْحجاز أَمِير الركب الأول وَإِلَى الْبِلَاد الشامية لتقليد بعض النواب وَرجع بِمَال كثير وابتدأ بِهِ التوعك من ثمَّ بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت وتحدث بِهِ النَّاس حَتَّى سمعته وَأَنا بِمَكَّة وَنزل السُّلْطَان للسلام عَلَيْهِ وعالجه الْأَطِبَّاء خُصُوصا المظفر مَحْمُود الأمشاطي حَتَّى نجع ثمَّ انْتقض عَلَيْهِ بعد بِمدَّة وتنوعت بِهِ الْأَمْرَاض كالسل وَنَحْوه بل يُقَال أَنه عرض لَهُ دَاء الْأسد وَأقَام مُدَّة وَاخْتلف الْأَطِبَّاء عَلَيْهِ وَأَكْثرُوا لَهُ من الحقن إِلَى أَن انتحل وتخلى مِمَّا عَسى ن يكون كل هَذَا سَببا للتكفير عَنهُ. وَمَات وَأَبوهُ فِي دمياط وَأمه تقالبه يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع حافل جدا فِيهِ السُّلْطَان، وَدفن بالمؤيدية مدرسة جده، وَبَلغنِي عَن الْمُحب بن الشّحْنَة أَنه لم يخلف بعده فِي أَبنَاء التّرْك مثله سامحه الله وإيانا وعوضه وأبويه الْجنَّة، وَقد كَانَ زَائِد الْميل إِلَيّ اقْتِدَاء بِأَبِيهِ فيا لتعظيم بِحَيْثُ أنني لما قدمت من مَكَّة فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ إِذْ ذَاك ضَعِيفا تَوَجَّهت للسلام عَلَيْهِ فَبَالغ فِي التألم من أجل كَون تدريس المؤيدية لم يتْرك لي حَتَّى جِئْت وَإنَّهُ هُوَ وَأَبوهُ عَجزا عَن دفع ابْن عبيد الله الْمُسْتَعْمل من ابْن الشّحْنَة فِي تَقْرِيره فِيهِ فخففت ألمه وأرحت خاطره.
1054 - يحيى بن يُوسُف بن عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي البسطي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وجده والآتي أَبوهُ الْمَالِكِي. / مِمَّن قَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ مِمَّن يتكسب فِي بيع الْبسط، وَأكْثر من الْقِرَاءَة على شيخ سوقهم التقي الْحَنْبَلِيّ وَحضر يَسِيرا فِي الْفِقْه عِنْد الزين بن صَدَقَة.
1055 - يحيى بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد المغربي الْمَالِكِي. / ولد بِبِلَاد مكناسة الزَّيْتُون فِي)
شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة فِي أَعْوَام بضع عشرَة وَثَمَانمِائَة بعد جولاته فِي فاس وأعمالها، وَدخل الأندلس وأفريقية وَحج وزار الْمَدِينَة وَأقَام بالبلاد الشامية سِنِين، وَتردد إِلَيّ كثيرا وَنعم الرجل. قَالَه المقريزي فِي عقوده وسَاق عَنهُ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الفاسي فِي كرامات الْآل(10/265)
حِكَايَة ذكرتها فِي الارتقاء وَلم يؤرخ وَفَاته.
1056 - يحيى بن يُوسُف ين مُحَمَّد بن عِيسَى النظام بن السَّيْف الصيرامي بِالْمُهْمَلَةِ صادا أَو سينا ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ مَعَ الْخلاف فِي إِثْبَات مُحَمَّد وحذفه والماضي وَلَده عبد الرَّحْمَن وَرُبمَا قيل لَهُ يحيى بن سيف. ولد قبل الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة أَظُنهُ بتبريز لكَون وَالِده كَانَ قد تحول إِلَيْهَا، وَلزِمَ وَالِده خَاصَّة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة مَعَه حِين استدعى لمشيخة البرقوقية من واقفها بعد موت شيخها الْعَلَاء السيرامي فِي سنة تسعين وَهُوَ مراهق وَتقدم بذكائه وصفاء فكره وَذكر بالفضيلة التَّامَّة وَحسن الشكالة ومزيد الْعِفَّة فَلَمَّا مَاتَ وَالِده اسْتَقر عوضه فِي مشيخة البرقوقية مَعَ وجود أَخ لَهُ أسن مِنْهُ وَذَلِكَ بنقرير أقباي فِي غيبَة النَّاصِر بن الْوَاقِف فَلَمَّا حضر النَّاصِر أقره عَلَيْهَا وَعَكَفَ حِينَئِذٍ على التدريس والإقراء بِحَيْثُ أَقرَأ الْفُضَلَاء من سَائِر الْمذَاهب الْكتب المشكلة فِي الْفُنُون كالعضد والمطول وَشرح المواقف وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والكشاف، وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ بمزيد الذكاء والديانة من غير وَاحِد من أَصْحَابه وَرُبمَا قدم فِي التَّحْقِيق ومتانته على الْعِزّ بن جمَاعَة، وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ التقي الشمني أَخذ عَنهُ الْمنطق والمطول بِتَمَامِهِ وَكَأَنَّهُ لذَلِك كتب عَلَيْهِ النظام شرحا طَويلا وجد بِخَطِّهِ، وَأخذ عَنهُ غير ذَلِك ولازمه مُلَازمَة تَامَّة فِي العقليات وَغَيرهَا حَتَّى فِي الْفِقْه كالهداية لَكِن كَانَ ذَلِك قبل تحنقه، وَبَلغنِي أَن التقي كَانَ يضايقه حَتَّى أَنه قَالَ لَهُ مرّة الْتزم أحد الشقين وَأَنا أناظرك فِي الآخر، وَصَارَت مَذْكُورَة فِي جلالة التقي، واختص النظام بالمؤيد بِحَيْثُ كَانَ يبيت عِنْده كثيرا من اللَّيَالِي ويسامره لوثوقه بِهِ وبعقله وخدم كتبه كالهداية وَغَيرهَا من كتب الْفِقْه وَكَثِيرًا من كتب العقليات كالمعاني وَالْبَيَان بحواش متقنة متينة بل كتب على تصنيف ابْن عَرَبِيّ الفتوحات أَو الفصوص أَمَاكِن جَيِّدَة بَين فِيهَا زيفه فِي اعْتِقَاده، هَذَا مَعَ قَول الْعَيْنِيّ بعد تصدير تَرْجَمته بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل أَنه لم يكن صَاحب مواد من الْعُلُوم وَلكنه يقوى على الدُّرُوس بذكائه، وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية إِنَّه كَانَ فَاضلا نبيها وشكلا حسنا مَعَ الْمُرُوءَة والعصبية والإنسانية، وَقَالَ غَيره برع فِي الْفِقْه والأصلين واللغة والعربية والمعاني وَالْبَيَان والجبر)
والمقابلة والمنطق والطب وَالْحكمَة والهيئة وغالب الْفُنُون مَعَ الدّيانَة والصيانة والفصاحة وَكَثْرَة الْخَيْر وَقُوَّة المناظرة والمباحثة ومزيد الشهامة ووفور الْحُرْمَة وَالْوَقار والمهابة ووجاهته فِي الدول، وَحكى لنا غير وَاحِد أَن الْعَلَاء بن المغلي الْحَنْبَلِيّ قَالَ لَهُ فِي مباحثة بِحَضْرَة الْمُؤَيد يَا شيخ(10/266)
نظام الدّين اسْمَع مني مذهبك وسرد لَهُ تِلْكَ المسئلة من حفظه فَمشى النظام مَعَه فِيهَا وَلَا زَالَ يَنْقُلهُ حَتَّى دخل بِهِ إِلَى علم الْمَعْقُول فَوقف الْعَلَاء وَرَأى النظام أَنه استظهر عَلَيْهِ فصاح فِي الْمَلأ طاح الْحِفْظ يَا شيخ هَذَا مقَام التَّحْقِيق فَلم يرد عَلَيْهِ وعدت فِي فَضَائِل النظام، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي إنبائه أَنه كَانَ حسن التَّقْرِير والتدريس جيد الْفَهم قويه قَلِيل التَّكَلُّف كثير الْإِنْصَاف متواضعا مَعَ صِيَانة وَلم يكن فِي أَبنَاء جنسه مثله قَالَ وَلما وَقع الطَّاعُون استكان وخضع وخشع ولازم الصَّلَاة على الْأَمْوَات بالمصلى إِلَى أَن قدر الله أَنه مَاتَ بالطاعون، زَاد غَيره وَقت صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرَة جُمَادَى الأولى وَعَن بَعضهم فِي يَوْم السبت ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد بِبَاب النَّصْر وَدفن بتربتهم تجاه تربة جمال الدّين بِالْقربِ من البرقوقية وَهِي الْآن مجاورة لتربة شاذبك شاد الْخَلِيل، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار قَالَ يحيى بن سيف الْعَلامَة نظام الدّين شيخ الظَّاهِرِيَّة برقوق هُوَ أعلم من جَمِيع من ذكر فِي هَذَا الْمحل كَأَنَّهُ مِمَّن اسْمه يحيى رَحمَه الله وإيانا.
1057 - يحيى بن الْجمال يُوسُف بن التقي يحيى بن الْأُسْتَاذ الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف التقي الْكرْمَانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده قَرِيبا والآتي أَبوهُ. ولد فِي يَوْم الْأَحَد سادس رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والبهجة وألفية النَّحْو عِنْد الْفَقِيه عمر التتائي، وَعرض على الْمَنَاوِيّ والبلقيني وَغَيرهمَا وَسمع على جمَاعَة وجاور مَعَ وَالِده سنة خمس وَسِتِّينَ وَقبلهَا أشهرا من سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا وَالْفَخْر المقسي فِي الْفِقْه وَالشَّمْس الكركي فِي الصّرْف والعربية فِي آخَرين وجود الْخط على يس وَكتب بِهِ لنَفسِهِ وَلغيره وتميز وَحضر عِنْدِي قَلِيلا وانعزل مُقبلا على شَأْنه متقنعا باليسير مَعَ عقل وأدب وَفضل.
1058 - يحيى بن يُوسُف بن يحيى الحمامي الْمَكِّيّ. / اشْتغل فِي الْفِقْه وتعانى التِّجَارَة وسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن وَإِلَى ظفار وَإِلَى مصر ثمَّ عَاد لمَكَّة وَبهَا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة)
ثَلَاثِينَ بعد مرض طَوِيل وَكَانَ قد تملك بِمَكَّة عقارا. ذكره الفاسي.
1059 - يحيى كَاتب السِّرّ بن الأرسوبي. / مَاتَ سنة تسع عشرَة.
1060 - يحيى بن الشّرف بن بَريَّة المنفلوطي وَالِد إِبْرَهِيمُ / وَأحد الكتبة. مِمَّن خدم بِالْمُبَاشرَةِ عِنْد ابْن حريز ثمَّ بعده كتب فِي الدِّيوَان ثمَّ بَطل وَانْقطع حَتَّى مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ وَكَانَ قد صاهر مَنْصُور بن صفي الأستادار على أُخْته واستولدها ابْنه إِبْرَهِيمُ(10/267)
وباشر عَن صهره فِي السابقية وَرَأَيْت مِنْهُ فِي الْمُبَاشرَة دربة وقعددا بل كَانَ بِالنِّسْبَةِ لأقربائه أشبههم وَهُوَ ابْن كريم الدّين أخي شمس الدّين مُحَمَّد وَالِد أبي الْبَقَاء وَأبي الْفَتْح عَفا الله عَنهُ.
1061 - يحيى الشّرف القبطي القاهري وَيعرف بِابْن صنعية. / مِمَّن خدم بِالْكِتَابَةِ ثمَّ ترقى بسفارة الحسام بن حريز للوزر عوضا عَن الْعَلَاء بن الأهناسي فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَلم يلبث أَن انْفَصل عَنْهَا فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر فِي أول سنة خمس وَسبعين بعد موت الْبُرْهَان الرقي فِيمَا كَانَ باسمه من توقيع وَغَيره وباشر التوقيع فِي خدمَة كَاتب السرمدة ثمَّ انْقَطع. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمصْر.
1062 - يحيى محيي الدّين المغربي المالطي قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَاسْتقر بعده الشّرف يَعْقُوب المغربي أَيْضا.
يحيى الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ / مولدا ومنشأ ابْن قيم الجوزية. كثر الْإِقَامَة بِالْقَاهِرَةِ مِنْهَا بعد التسعين عدَّة سِنِين وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمَاضِي.
1063 - يحيى البجيلي. / أَصله من بجيلة زهران من ضواحي مَكَّة. أَقَامَ بِمَكَّة يتعبد حَتَّى اشْتهر. وَمَات سنة عشْرين. ذكره شَيخنَا أَيْضا.
يحيى التلمساني. / فِي ابْن مُحَمَّد بن يحيى.
1064 - يحيى الشَّامي نزيل مَكَّة / الشَّاهِد بَاب السَّلَام. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
يحيى قَاصد الْحَبَشَة. / فِي ابْن أَحْمد بن شَاذ بك.
1056 - يحيى المغربي. الركاع / لَهُ ذكر فِي وَلَده مُحَمَّد وَإنَّهُ كَانَ كثير الرُّكُوع يخْتم الْقُرْآن فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة. مَاتَ فِي حُدُود السِّتين.
1066 - يحيى المغربي الظهري. / كَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الصّلاح. مَاتَ قَرِيبا من سنة أَربع وَسِتِّينَ. ذكره بعض الآخذين عني.) :::
1067 - يحيى الهواري المغربي الْمَالِكِي. / قدم الْمَدِينَة فأقرأ بهَا الْفِقْه والعربية ووغيرهما وانتفع بِهِ جمَاعَة وَتوجه مِنْهَا لمَكَّة فِي الْبَحْر فغرق قبل وُصُوله إِلَيْهَا فِي ثامن عشرى شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ عَالما صَالحا رَحمَه الله.
1068 - يخشباي المؤيدي ثمَّ الأشرفي برسباي. / أَصله من كِتَابِيَّة شيخ ثمَّ نقل إِلَى الْأَشْرَف برسباي فَأعْتقهُ وَصَارَ خاصكيا ثمَّ دوادارا صَغِيرا ثمَّ أَمِير آخور ثَانِي ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ بلادا حَتَّى صَار من الطبلخانات ثمَّ كَانَ مَعَ الْعَزِيز ابْن أستاذه وَكَانَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بِبَاب السلسلة والإسطبل لغيبة أَمِير آخور كَبِير فِي التجريدة فأغلق بَاب السلسلة وَفعل أَشْيَاء حقدها الظَّاهِر جقمق فَلَمَّا استفحل أمره وَوَقع الصُّلْح(10/268)
على قبض أَرْبَعَة من الخاصكية ونزول هَذَا من الإسطبل لزم بَيته إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَأرْسل إِلَى إسكندرية مُقَيّدا وَلم يلبث أَن أثبت كفره وَهُوَ فِي السجْن وَحكم بِضَرْب عُنُقه فَضرب بعد الْأَعْذَار فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ مَعَ هَذَا مَعَ أَنه استحكم بحقن دَمه قبل حَبسه لما استشعر عزمهم على فتله فَلم يلتفتوا لما مَعَه، وَكَانَ شَابًّا طوَالًا جميلا مليح الشكل يعلوه اصفرار مَعَ شجاعة وَقُوَّة وذوق وَمَعْرِفَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة بأنواع الملاعب والملاهي والفروسية، وَقد ذكر شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ أَنه أخرج من السجْن وَادّعى عَلَيْهِ بِأَنَّهُ سبّ شريفا من أهل منفلوط وَهُوَ حسام الدّين مُحَمَّد بن حريز قاضيها وَثَبت ذَلِك عَلَيْهِ فِي الْقَاهِرَة واتصل بقاضي إسكندرية فأعذر إِلَيْهِ فَأنْكر ثمَّ حلف أَنه لم يفعل فَقيل لَهُ أَن الْإِنْكَار لَا يُفِيد بعد قبُول الشَّهَادَة فاستسلم للْقَتْل فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِعَدَمِ الدَّافِع وَضرب عُنُقه. وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ جبارا ظَالِما شريرا عَفا الله عَنهُ.
يخلف الْوَقَّاد. /
1069 - يربغا دوادار سودون الحمزاوي. / قتل أَيْضا فِي سنة عشر.
1070 - يربغا / أحد الْحجاب بِدِمَشْق. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ قد حج بالركب الشَّامي فِي السّنة قبلهَا وَعَاد وَهُوَ مَرِيض. أرخه اللبودي.
1071 - برشباي الإينالي المؤيدي شيخ، / صَار بعده خاصكيا وَاسْتمرّ حَتَّى عمله الظَّاهِر جقمق أَمِير آخور رَابِع ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ أَمِير آخور ثَالِث ثمَّ ثَانِي بل صَار من الطبلخانات وَعظم وضخم وَاشْترى بَيت الأتابك أيتمش بِقرب بَاب الْوَزير وجدده وسد بَابه من جِهَة الطَّرِيق وَاسْتمرّ بِبَاب سره بجوار بَاب جَامع سنقر ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور وَحمل إِلَى إسكندرية ثمَّ نَقله)
الْأَشْرَف إِلَى دمياط ثمَّ أَعَادَهُ وَأمره عشرَة ثمَّ طبلخانات ثمَّ عينه لمَكَّة على التّرْك المقيمين بهَا، وَبنى بِنَاحِيَة المعلاة مَسْجِدا عِنْد سَبِيل القديدي يعلق عِنْده الْحَيَّات لخفة عقله فاستمر حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى وَوهم من أرخه فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد ناهز السِّتين وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل تَامّ الْخلقَة فِيهِ سُكُون وحشمة مَعَ إِسْرَاف على نَفسه سامحه الله.
1072 - يرش الدواداري جَانِبك. / مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
1073 - يزِيد بن إِبْرَهِيمُ بن جماز شيخ بني سعد. / خرج عَلَيْهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَدْر بن عَطِيَّة شيخ بني وَائِل وَابْن أخي مهنا بن عَطِيَّة نَهَارا فِي طَائِفَة إِلَى أَن أدركوه بدجوة فَقَتَلُوهُ مَعَ جمَاعَة من أَتْبَاعه مِنْهُم مَمْلُوك من جِهَة السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سلخ ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَكَانَ فِيمَا قيل شجاعا متدينا يحب الْعلمَاء والصلحاء(10/269)
وَيكثر من الصَّوْم وَالْإِطْعَام وَيبعد المفسدين وتألم النَّاس لذَلِك غفر الله لَهُ وَعَفا عَنهُ.
1074 - يشبك بن إزدمر الظَّاهِرِيّ برقوق. / ولد بِبِلَاد جركس وَقدم مَعَ أَبِيه فاشتراهما الظَّاهِر فِي أول أمره وَقدم وَالِده ثمَّ عمل ابْنه خاصكيا إِلَى أَن أظهر فِي وقْعَة تمر من الشجَاعَة والإقدام مَا اشْتهر وَحمل بعد قتل أَبِيه فِي المعركة إِلَى تمر وَبِه نَيف عَن ثَلَاثِينَ جرحا مَا بَين ضَرْبَة سيف وطعنة رمح فأعجبه وَأمر بمداواته والتلطف بِهِ حَتَّى تعافى فاحتال حَتَّى فر وَعَاد إِلَى النَّاصِر فعمله أَمِير عشرَة وَلَا زَالَ حَتَّى قدمه وَعَمله رَأس نوبَة النوب ثمَّ ولي نِيَابَة حماة ثمَّ حلب فِي أَيَّام نوروز الحافظي لِأَنَّهُ كَانَ من حزبه إِلَى أَن ظفر بهما الْمُؤَيد فَقَتَلَهُمَا مَعَ غَيرهمَا فِي سنة سبع عشرَة، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا جميلا شجاعا كَرِيمًا مقداما رَأْسا فِي جذب الْقوس وَالرَّمْي يضْرب بِهِ الْمثل فِي ذَلِك صاهر تغرى بردى الأتابكي على إِحْدَى بَنَاته الصغار وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَلم يزدْ على قَوْله كَانَ مَشْهُورا بالشجاعة والفروسية وَتوقف فِي قَول الْعَيْنِيّ كَانَ ظَالِما لم يشْتَهر عَنهُ خير بِأَنَّهُ بَاشر نظر الشيخونية قَالَ وَرَأَيْت أَهلهَا يبتهلون بِالدُّعَاءِ لَهُ وَالشُّكْر مِنْهُ.
1075 - يشبك من جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بالصوفي. / صَار بعد أستاذه خاصكيا ثمَّ امتحن فِي أَيَّام الْأَشْرَف لكَونه مِمَّن اتهمَ بِمَعْرِِفَة مَحل جَانِبك الصُّوفِي حِين هرب من سجن إسكندرية وعاقبه حَتَّى أشرف على الْمَوْت ثمَّ نَفَاهُ ثمَّ أَعَادَهُ خاصكيا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر بِحِصَّة فِي شبين الْقصر ثمَّ عمله ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ صيره من رُءُوس النواب وَتوجه إِلَى)
الْحجاز مقدما على المماليك السطانية ثمَّ عَاد إِلَى أَن رسم بنفيه إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ شفع فِيهِ فأنعم عَلَيْهِ بتقدمة فِي حلب فَأَقَامَ هُنَاكَ إِلَى أَن ولي نِيَابَة حماة بعد عزل شَاذ بك الجكمي ثمَّ بعد أشهر نقل إِلَى نِيَابَة طرابلس فدام بهَا وَقدم فِي أثْنَاء ولَايَته لَهَا الْقَاهِرَة ثمَّ رَجَعَ ثمَّ طلب فَقبض عَلَيْهِ وَنفي إِلَى دمياط ثمَّ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى دمياط ثمَّ طلب فَأرْسل إِلَى الْقُدس ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأتابكية دمشق فِي سنة سِتّ وَخمسين وسافر مِنْهَا أَمِيرا على الركب الشَّامي ثمَّ عَاد إِلَّا يَسِيرا. وَمَات فِي سنة سِتّ وَخمسين وسافر مِنْهَا أَمِيرا على الركب الشَّامي ثمَّ عَاد إِلَّا يَسِيرا.
وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل مَعَ طمع وَسُوء سيرة وَعَفا الله عَنهُ.
1076 - يشبك من سلمَان شاه المؤيدي الْفَقِيه. / ولد على رَأس الْقرن وأحضر من بِلَاد جركس فِي سنة ثَمَانمِائَة فتنزل فِي الطباق وَصَارَ من خاصكية أستاذه ثمَّ ترقى إِلَى أَن تزوج ابْنة آسِيَة وَتكلم فِي أوقافه وَصَارَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي رَأس نوبَة الجمدارية إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر بأمرة عشرَة بعد وَفَاة تمر النوروزي ثمَّ زيد عدَّة قرى إِلَى أَن بَقِي من أُمَرَاء الطبلخاناة وَكَانَ من جملَة مَا أنعم عَلَيْهِ بِهِ(10/270)
شبين الْقصر ثمَّ لما استقدم ولدا لِابْنِ أَخِيه من بِلَاده وَاشْتَرَاهُ طلع بِهِ إِلَيْهِ لينزله فِي المماليك الْكِتَابِيَّة فرقاه عَن ذَلِك إِكْرَاما لِعَمِّهِ وَقرر لَهُ أَلفَيْنِ والعليق وتوابعهما بل قرر لوَلَده يحيى سبط الْمُؤَيد مثله وسافر فِي أَيَّامه غير مرّة لغزو الفرنج وَظَهَرت كفاءته وفروسيته وَكَذَا سَافر بعده للجون غير مرّة وَفِي عدَّة تجاريد وَغَيرهَا واختص بالجمالي نَاظر الْخَاص وانتفع النَّاس بسفارته عِنْده، وَلَا زَالَ على إمرته دولة بعد أُخْرَى إِلَى أَن اسْتَقر خجداشه الظَّاهِر خشقدم فقدمه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ عمله دوادارا كَبِيرا بعد قتل جَانِبك الجداوي فَكَانَت ولَايَته من التنفيسات وباشرها حَتَّى كَانَت الْوَقْعَة الَّتِي خلع فِيهَا الظَّاهِر بلباي وتسلطن تمربغا وَاجْتمعَ عِنْده كثير من المقدمين وَغَيرهم من الْكِبَار وَالصغَار بِقصد الْقيام بنصر بلباي وساعدهم غَيرهم وَوَقع الْحَرْب وَلم ينحز كَهُوَ لقِتَال بل صَار يسوف بطالبه مِنْهُ وقتا بعد وَقت لعدم ميله إِلَى الشَّرّ وحسبان العواقب الأخروية وَإِلَّا فَلَو وافقهم على مَا راموه مِنْهُ لبلغوا قصدهم ثمَّ لم يلبث أَن تسحب فَلم يعرف أَيْن توجه وَنهب بَيته، وَاسْتقر فِي المملكة تمربغا فقرر عوضه فِي الدوادارية خير بك ثمَّ ظهر صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَيَّام فِي بَيت الأتابك قايتباي فشفع فِيهِ ليتوجه لبيت الْمُقَدّس بطالا ثمَّ حول إِلَى دمياط وَأقَام بهَا إِلَى أَن أنعم)
عَلَيْهِ الْأَشْرَف قايتباي بِالْعودِ إِلَى الديار المصرية بعد موت وَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا إِلَى أَن مَاتَ بعد توعكه مُدَّة طَوِيلَة وتحوله بِسَبَبِهِ لبيت مَنْصُور بن صفي المجاور لربع قانم من بولاق فِي يَوْم السبت سادس عشرى ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَحمل فِي محفة وَهُوَ ميت لبيت أزدمر المسرطن زوج ابْنَته بقناطر السبَاع وجهز وَصلى عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان وَالْأَرْبَعَة وَجمع جم ثمَّ دفن بتربة تجاه صهريج منجك فِيهَا قُبُور أَوْلَاده، وَكَانَ قد لَازم الِاشْتِغَال بالفقه والقراآت والْحَدِيث فَكَانَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ أَيَّامًا فِي الْأُسْبُوع الْبَدْر بن عبيد الله بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْهِدَايَة وَغَيرهَا والشهاب الْحلَبِي الضَّرِير الْمُقْرِئ بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة قراآت نظرا فِي الْمُصحف وَكَذَا ابْن أَسد وَغَيره من الْقُرَّاء وكاتبه فَقَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَغير ذَلِك بل وَسمع من لَفْظِي قَدِيما القَوْل البديع من تصانيفي بِتَمَامِهِ واغتبط بِهِ، ثمَّ بعد عوده من دمياط فِي أَيَّام بطالته سمع من لَفْظِي أَيْضا ارتياح الأكباد وَكَذَا الْيَسِير من القَوْل التَّام فِي فضل الرَّمْي بِالسِّهَامِ وَغَيرهَا وَكَانَ يَقُول لَا أَزَال أَقرَأ عَلَيْك حَتَّى ألْقى الله وَأَنا طَالب علم، بل قد لَقِي قَدِيما بِالْقَاهِرَةِ وَبَيت الْمُقَدّس الشَّمْس ين الديري وَسمع كثيرا من مجالسه ثمَّ حضر عِنْد وَالِده القَاضِي سعد الدّين وَحصل(10/271)
تكملته لشرح الْهِدَايَة وَعند شَيخنَا والمحب بن نصر الله فِي آخَرين، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة خمس وَعشْرين وَآخِرهَا وَهُوَ فِي الدوادارية صُحْبَة وَلَده أَمِير الركب الأول، وَكَانَ أَمِيرا حسنا يفهم كثيرا من مسَائِل الْعلم ويستحضر أَشْيَاء مَعَ الدّين والتواضع المفرط والهضم لنَفسِهِ بِحَيْثُ يمْنَع من يطريه أَو يُبَالغ فِي مدحه وَالرَّغْبَة فِي لِقَاء الْعلمَاء والفضلاء والمذاكرة مَعَهم والتنويه بذكرهم وَحسن الِاعْتِقَاد وَالتَّصَدُّق باليسير والقانون الْمُتَوَسّط بل دون ذَلِك فِي ملبسه ومركبه وَسَائِر أَحْوَاله والهمة مَعَ من يَقْصِدهُ بِحَيْثُ يُفْضِي بِهِ إِلَى التعصب الَّذِي رُبمَا ينقمه عَلَيْهِ الأخيار وَمَا أَظن بِهِ تعمد الْقيام فِي بَاطِل، هَذَا كُله مَعَ تقدمه فِي الفروسية والرماية وَكَونه مِمَّن أحكم الْأُمُور بالتجارب. وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ ينطوي على محَاسِن جمة وَمَا أعرف خلف فِي أَبنَاء جنسه مثله رَحمَه الله وإيانا.
1077 - يشبك من مهْدي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالصغير. / كَانَ مِمَّن حج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين هُوَ وَجَمَاعَة من إخْوَته كتغرى بردى القادري صُحْبَة أَمِير الأول الطواشي عبد اللَّطِيف مقدم المماليك واغاة طبقتهم وَاتفقَ فِي تِلْكَ السّنة تناوش بِعَرَفَة بَين جمَاعَة الشريف وَالْعرب الجالبين للغنم فَكَانَ فِيمَا قَالَه لي مِمَّن حجز بَينهمَا بعد قتل جمَاعَة من الطَّائِفَتَيْنِ)
أَكْثَرهم من الْعَرَب واستفتى القَاضِي سعد الدّين بن الديري وَكَانَ قد حج فِي تِلْكَ السّنة عَن تحركهم لِلْقِتَالِ فِي هَذَا الْيَوْم فأفتاهم بِمَا خفف بِهِ عَنْهُم وَبعد انْتِهَاء الْوُقُوف قَالَ أَنه وجد أعجميا أَو نَحوه وَهُوَ يبكي وينتحب ويلتمس من يرجع مَعَه لعرفة ليأمن على نَفسه فِي أَخذ مَا كَانَ ستره من مَاله بِالْأَرْضِ حِين الْوَقْعَة خوفًا عَلَيْهِ وَيكون لَهُ النّصْف مِنْهُ وَأَنه توجه فِي طَائِفَة مَعَه حَتَّى أَخذه وَهُوَ شَيْء كثير وَأَنَّهُمْ سمحوا لَهُ بِمَا وعدهم بِهِ فَلم يَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئا فَالله أعلم ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ بِحِفْظ السَّبِيل فِي دولة ابْن أستاذه بل هُوَ أنهض القائمين بذلك وَأبْدى حِينَئِذٍ من الفروسية والشجاعة مَا ذكر بِهِ من ثمَّ وَلذَا كَانَ مِمَّن أمسك فِي أول ولَايَة الْأَشْرَف إينال ثمَّ نفي إِلَى قوص ثمَّ أُعِيد وَصَارَ بعد أحد الدوادارية الصغار وصاهر الْأمين الأقصرائي على ابْنة أُخْته أُخْت الإِمَام محب الدّين ثمَّ أرْسلهُ الظَّاهِر خشقدم فِي أول سنة إِحْدَى وَسبعين كاشف الصَّعِيد بأسره ونائب الْوَجْه القبلي بِكَمَالِهِ إِلَى أسوان بعد أَن كَانَت هَذِه النِّيَابَة متروكة مُدَّة وأنعم عَلَيْهِ مَعهَا بأمرة عشرَة فباشر بِحرْمَة وافرة بِحَيْثُ مهد الْبِلَاد وأبطل أجواق مغاني الْعَرَب الَّتِي جرت عَادَة الْكَشَّاف باستصحابها مَعَهم وَجَرت هُنَاكَ حروب وخطوب بَينه وَبَين عرب هوارة وأنكى فيهم وجرح بل اشرف على التّلف، وَعين الظَّاهِر(10/272)
لذَلِك تجريدة رَأسهَا قرقماش أَمِير سلَاح وَاشْتَدَّ بأسه وَكَثُرت أَمْوَاله وتزايدت وجاهته ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ الْأَشْرَف قايتباي فِي السلطنة وَشد عزمه لقبولها وَهُوَ الرَّسُول مِنْهُ إِلَى الظَّاهِر تمربغا يَأْمُرهُ بالتوجه من الْقصر إِلَى البحرة وَحِينَئِذٍ اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى عوضا عَن خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم وعول عَلَيْهِ فِي كل أَمر وَصَارَ هُوَ الْمرجع وَبَالغ فِي نصحه بِحَيْثُ أَنه رام حِين ورد عَن الْعَسْكَر المجهز لسوار مَا ورد التَّوَجُّه لدفعه فَمَنعه السُّلْطَان لمسيس حَاجته إِلَيْهِ فساعد فِي النَّفَقَة للتجريدة بِحمْل عشْرين ألف دِينَار سوى مَا أعطَاهُ لبَعض الْأُمَرَاء وَسوى مَا قَرَّرَهُ على أَعْيَان المباشرين والرؤساء والخدام من الطواشية وَهُوَ شَيْء كَبِير كل على حسب مقَامه، ولمزيد وثوقه بِهِ كَانَ هُوَ المتوجه لمسك الظَّاهِر تمربغا لما خرج والتوجه بِهِ إِلَى إسكندرية ثمَّ كَانَ هُوَ باش الْعَسْكَر المتوجه لدفع سوار واحتال حَتَّى أحضرهُ فِي طَائِفَة، وَكَانَ أمرا مهولا أفرده إِمَامه الشَّمْس ين أجا بِالْجمعِ فَبَالغ، وأضيف إِلَيْهِ الْوزر فَقطع وَوصل وَرفع وخفض وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ الأستادارية، وبقوة بأسه كَانَ فصل النزاع فِي عود الْكَنِيسَة الَّتِي زعم الْيَهُود قدمهَا بِبَيْت الْمُقَدّس وهدمها الْمُسلمُونَ فأعيدت وَاعْتذر هُوَ عِنْدِي بِأَن قِيَامه لَيْسَ محبَّة فيهم)
وَلَكِن للوفاء بعهدهم، إِلَى غير ذَلِك من الْحَوَادِث كهدمه السَّبِيل الَّذِي أنشأه أَمِير سلَاح جَانِبك الْفَقِيه عِنْد رَأس سويقة منعم وَغير خاطر السُّلْطَان عَلَيْهِ حَتَّى نفي وَاسْتقر بعده فِي إمرة سلَاح وأضيف إِلَيْهِ النّظر على خانقتي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والصالح وَمَا لَا ينْحَصر، وَبِالْجُمْلَةِ فَصَارَت الْأُمُور كلهَا لَا تخرج عَنهُ وارتقى لما لم يصل إِلَيْهِ فِي وقتنا غَيره من أَبنَاء جنسه، وَكَانَ مَسْكَنه قبل الدوادارية قاعة الماس مُقَابل جَامعه ثمَّ بعْدهَا أَولا فِي بَيت تمربغا الْمَعْرُوف بِبَيْت منجك اليوسفي وَأدْخل فِيهِ زيادات ضخمة من جِهَات مُتعَدِّدَة كل زِيَادَة مِنْهَا دَار إمرة على حِدة ثمَّ أَخذ بَيت قوصون المواجه لباب السلسلة وَزَاد فِيهِ أَيْضا أَزِيد مِمَّا فِي الَّذِي قبله وَجعل لَهُ بَابا من الشَّارِع وَبني وكَالَة بخان الخليلي وربعا وَعمل بِالْقربِ مِنْهُ سَبِيلا ومدرسة وَمُقَابل مدرسة حسن ربعا وحوضا وسبيلا للأموات ومكتبا للأيتام وَمَا لَا أنهض لشرحه وجرف من جَامع آل ملك إِلَى الريدانية طولا وعرضا وأزال مَا هُنَاكَ من الْقُبُور فضلا عَن غَيرهَا وَجعل ذَلِك ساباطا يعلوه مكعبا وَعمل مزدرعات هُنَاكَ وحفر بِئْرا عَظِيما يعلوه أَربع سواق إِلَى غَيرهَا من بحرة هائلة للتفرج وحوض كَبِير ثمَّ يخرج من الساباط من بَاب عَظِيم إِلَى قبَّة عَظِيمَة وتجاهها غيط حسن يصل للسميساطية فِيهِ أشتال كَثِيرَة وَأَنْشَأَ(10/273)
قبلي هَذِه الْقبَّة تربة عَظِيمَة جدا فِيهَا شيخ وصوفية وتجاه التربة مدرسة وبجانبها سَبِيل للشُّرْب وحوض للبهائم وبحرة عَظِيمَة يجْرِي المَاء مِنْهَا إِلَى مزروعات وبالقرب من المطرية قبَّة هائلة وبجانبها مدرسة فِيهَا خطْبَة وأماكن تفوق الْوَصْف إِلَى غَيرهَا مِمَّا لَا ينْحَصر وَصَارَ ذَلِك من أبهج المتنزهات بِحَيْثُ يتَكَرَّر نزُول اللسطان للقبة الثَّانِيَة ومبيته بهَا بخواصه فَمن دونهم، وَلَا زَالَ يسترسل فِي العمائر إِلَى أَن اجْتهد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا بل وَالَّتِي قبلهمَا فِي إِلْزَام النَّاس بإصلاح الطرقات وتوسعتها وَهدم الْكثير مِمَّا أحدث أَو كَانَ قَدِيما وتوعرت الطرقات إِمَّا بِكَثْرَة الْهدم وارتدامها بالأتربة وَنَحْوهَا أَو بغيبة أَرْبَاب بعض الْأَمَاكِن بِحَيْثُ تصير الْأَمَاكِن بَعْضهَا منخفض وَبَعضهَا مُرْتَفع وتضرر الْمَارَّة بِهَذَا وعطب كثير من النَّاس والبهائم وَرُبمَا يصرف على الْغَائِب ثمَّ يرجع عَلَيْهِ كالديون اللَّازِمَة إِلَى أَن أصلحت عَامَّة الشوارع والطرقات ووسعت وَهدم لذَلِك كثير من الدّور والحوانيت بِحَق وَغَيره بل ندب بعض قُضَاة السوء لذَلِك وَالْحكم بِهِ وَنَشَأ عَن هَذَا تَجْرِيد جَامع الصَّالح والفكاهين وزخرفتهما وَظَهَرت أَمَاكِن كَانَت خفيت وَقد وَقع شَيْء من هَذَا فِي الْجُمْلَة أول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكَانَ)
نَاظرا لما يذكر بِهِ دهرا مَعَ الصَّدقَات المنتشرة والصلات الغزيرة وَالرَّغْبَة فِي الفات ذَوي الْفَضَائِل والفنون إِلَيْهِ ومباحثتهم وإلقاء الْمسَائِل عَلَيْهِم وعلو الهمة ومزيد الشهامة ومتين التَّصَوُّر والفهم وَسُرْعَة الْحَرَكَة ومحبة الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلذَا كثر مادحه وَتحصل الْكتب النفيسة شِرَاء واستكتابا وَلَو شرحت تَفْصِيل مَا أجملته لَكَانَ مجلدا، وَقد تكَرر اجتماعي بِهِ وَكَانَ حَرِيصًا على ذَلِك بِحَيْثُ رغب فِي تَحْصِيل أَشْيَاء من تصانيفي وأسمع بعض أَوْلَاده مني بِحَضْرَتِهِ المسلسل وَلَو وَافَقت على مزِيد الِاجْتِمَاع بِهِ لتزايد إقباله وَلَكِن الْخيرَة فِيمَا قدر. وَلم يزل على عَظمته إِلَى أَن سَافر باشا لعسكر هائل إِلَى حلب بعد اجْتِمَاع سَائِر العساكر الشامية وَمَا أضيف إِلَيْهَا بهَا وَاقْتضى رَأْيه الْمسير للبلاد العراقية فَقطع الْفُرَات وَتوجه إِلَى الرها فَكَانَ ضرب عُنُقه صبرا على يَد أحد أُمَرَاء يَعْقُوب بن حسن باك فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَجِيء بجثته فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة فتلقاها السُّلْطَان وَجَمِيع المقدمين فَمن دونهم ودفنت بتربته الْمشَار غليها وارتجت النواحي لقَتله وَكَانَ سَفَره بعد أَن نظر فِي حَال الضُّعَفَاء وَصرف لأهل المؤيدية نَحْو سنتَيْن ثمَّ لأهل سعيد السُّعَدَاء سنة فَمَا دونهَا ثمَّ للبيبرسية ثلث سنة وتأسى بِهِ غَيره من النظار فِي ذَلِك وَعتق جملَة من مماليكه وَرُبمَا تحدث بانكساره وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُصَرح بِأَنَّهُ لَا يخضع لغير الْأَشْرَف وأفعاله شاهدة لذَلِك عَفا الله عَنهُ وإيانا.
يشبك الْأَشْقَر. /
يَأْتِي قَرِيبا.(10/274)
يشبك الْأَعْرَج. وَهُوَ يشبك الساقي. /
يشبك الأفقم. هُوَ الموساوي. /
1078 - يشبك الأنالي / وَقيل لَهُ ذَلِك لقدومه مَعَ أمه من بِلَاده فأنالي بالتركي لَهُ أم المؤيدي شيخ. رقاه أستاذه حَتَّى صَار أستادارا ثمَّ قدم فِي الدولة المظفرية وَعم لرأس نوبَة النوب ثمَّ قبض عَلَيْهِ ططر وحبسه فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ شَابًّا مليح الشكل حشما كَرِيمًا ذَا مُرُوءَة وتعصب.
1079 - يشبك الإسحاقي الأشرفي برسباي وَيعرف بيشبك جن. / مِمَّن قدمه الْأَشْرَف قايتباي بعد أَن كَانَ عمله أَولا أَمِير آخور ثَانِي بعد جَانِبك الْفَقِيه وَاسْتمرّ مقدما حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين وَعمل أَمِير الْمحمل فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَذكره بِسوء كَبِير.
1080 - يشبك الأشرفي إينال وَيعرف بالأشقر أستادار الصُّحْبَة. / كَانَ من جملَة الخاصكية وَلم)
يتأمر. مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ.
1081 - يشبك الباسطي الزيني عبد الباسط. / كَانَ سكنه تجاه بَاب سر مدرسة سَيّده وَكَانَ خيرا. مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
1082 - يشبك باش قلق / وَمَعْنَاهُ ثَلَاثَة آذان الْمُؤَيد شيخ. صَار بعده خاصكيا ثمَّ أخرج فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي على إمرة بِدِمَشْق وتنقل إِلَى أَن استنابه الظَّاهِر خشقدم فِي صفد فَلم تشكر سيرته فأعيد إِلَى دمشق على تقدمة إِلَى أَن مَاتَ بعد عوده من تجريدة سوار سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد بلغ السّبْعين.
1083 - يشبك البجاسي تنبك. / اشْتَرَاهُ الْأَشْرَف ينَال بعد مَوته فِي حَال إمرته وَأعْتقهُ فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة فِي حلب وسافر أَمِير الركب الْحلَبِي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فصادف موت أستاذه فأنعم عَلَيْهِ الْمُؤَيد بتقدمة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر خشقدم على إمره بحلب ثمَّ جعله نَائِب ملطية ثمَّ عَاد ألى أتابكية حلب ثمَّ نَقله لنيلبة حماة فِي سنة سبعين ثمَّ لنيابة حلب بعد بردبك الظَّاهِرِيّ فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين.
1084 - يشبك الجكمي من عوض. / تنقل بعد أستاذه حَتَّى اتَّصل بِخِدْمَة الْمُؤَيد فِي إمرته فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة ثمَّ عمله دوادارا ثَانِيًا فباشرها إِلَى أَن توجه أَمِير حَاج الْمحمل فِي موسم سنة تسع عشرَة فَلَمَّا قضى الْمَنَاسِك وَوصل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فر مِنْهَا إِلَى الْعرَاق تخوفا من الْمُؤَيد وَلحق بقرًا يُوسُف صَاحب بَغْدَاد وتبريز فَلَمَّا مَاتَ الْمُؤَيد قدم على ططر فِي دمشق فَرَحَّبَ بِهِ ثمَّ لما تسلطن عمله أَمِير آخور كَبِير وَقدم مَعَه الديار المصرية فسكن الإسطبل السلطاني على الْعَادة فَلم يلبث ططر أَن مَاتَ فانضاف هَذَا لجانبك الصُّوفِي فَقبض عَلَيْهِمَا(10/275)
الْأَشْرَف وسجنهما بإسكندرية فَلَمَّا تسلطن كَاد أَن يُطلقهُ فاتفق مَا اقْتضى تخليده فِيهِ حَتَّى مَاتَ بالطاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ شَابًّا جميلا كَرِيمًا حسن الْخلق والخلق عَاقِلا انْقَضى عمره فِي الشتات وَالْحَبْس رَحمَه الله.
1085 - يشبك الجمالي نَاظر الْخَاص الجاركسي أَخُو شاهين وسنقر الماضيين / لَا فِي النّسَب وَزوج أم أَوْلَاده مَوْلَاهُ ابْنة الكمالي بن الْبَارِزِيّ. مِمَّن حج غير مرّة على إمرة الْحَاج وَولي الْحِسْبَة مُدَّة فَشَكَرت سيرته فِي ذَلِك كُله لعقله وتؤدته وتأدبه مَعَ الْعلمَاء وملازمته للتلاوة وَالْعِبَادَة والتوجه لقِرَاءَة الحَدِيث عِنْده والتفات الْملك إِلَيْهِ بِحَيْثُ عَاده فِي مَرضه وَمكث عِنْده)
طَويلا وَكَانَ على عمَارَة القرين بِالْقربِ من الخطارة فَعمل هُنَاكَ مَسْجِدا وحوضا وبستانا وخانا، وسافر فِي التجاريد بل فِي الرسلية بهدية لملك الرّوم وَاسْتقر بِهِ أحد المقدمين فِي الزردكاشية الْكُبْرَى وَله النّظر على أوقاف مَوْلَاهُ بِسَائِر الْأَمَاكِن وَهُوَ الْآن أحد رُءُوس الْأُمَرَاء وخيارهم مِمَّن انْتَمَى إِلَيْهِ الْجمال الصاني فِي ديوانه بعد أبي الْيمن بن البرقي.
1086 - يشبك جنب الظَّاهِرِيّ جقمق. / ترقى إِلَى أَن صَار رَأس نوبَة ثَانِي فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين وَنزل فَصلي عَلَيْهِ وَكَانَ ضخما متهتكا بِحَيْثُ قيل أَنه مَاتَ وَهُوَ ثمل سامح الله.
يشبك جن. / مضى قَرِيبا.
1087 - يشبك الحمزاوي سودون الظَّاهِرِيّ. / تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر جقمق دوادارية السُّلْطَان بحلب ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة غَزَّة فِي سنة خمسين بعد عزل حطط ثمَّ إِلَى صفد بعد انْتِقَال بيغوت الْأَعْرَج مِنْهَا إِلَى حماة. وَمَات بهَا فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشرى رَمَضَان سنة خمس وَخمسين، وَكَانَ دينا خيرا مشكور السِّيرَة.
يشبك الدوادار الناصري أتابك العساكر. هُوَ يشبك الشَّعْبَانِي. /
1088 - يشبك الساقي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأعرج. / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ بعده انْضَمَّ مَعَ يشبك الشَّعْبَانِي فِي تِلْكَ الحروب والوقائع بِحَيْثُ أَصَابَته جراحات كَادَت تهلكه وَلزِمَ الْفراش أشهرا ثمَّ قَامَ أعرج وَقد بَطل شقَّه الْأَيْمن وانضم بعد مَعَ نوروز الحافظي وولاه نِيَابَة قلعة حلب بعد قتل النَّاصِر فرج إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه مُدَّة ثمَّ أخرجه لمَكَّة بل رام نَفْيه إِلَى الْيمن خوفًا على من يحجّ من مماليكه من تَعْلِيمه إيَّاهُم الشَّرّ فشفع فِيهِ وَأقَام بِمَكَّة حَتَّى شفع فِيهِ طوغان أَمِير آخور ورسم بتوجهه للقدس بطالا إِلَى أَن أحضرهُ ططر وَهُوَ مُدبر المملكة فَلَزِمَ خدمته وَصَارَ ططر يستشيره ثمَّ لما سَافر بالمظفر إِلَى الْبِلَاد الشامية خَلفه بِالْقَاهِرَةِ عِنْد حريمه فسكن مَعَهم بِبَيْت فتح الله بِالْقربِ من السَّبع(10/276)
قاعات وَصَارَ يجلس على الْبَاب كالزمام ثمَّ لحق بالأمير وَرجع مَعَه وَقد صَار سُلْطَانا فأنعم عَلَيْهِ بأَشْيَاء كَثِيرَة، ثمَّ قدمه الْأَشْرَف برسباي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين فسكن طبقَة الزِّمَام وَمن القلعة وعظمه جدا إِلَى أَن عمله أتابكا بعد قجق الشَّعْبَانِي وَنزل فسكن بدار الأتابك على الْعَادة وَعز عَلَيْهِ نُزُوله من القلعة بِحَيْثُ قبل أَنه قَالَ لَو علمت أنني أنزل من الطَّبَقَة مَا قبلت الأتابكية، وانحط قدره بعد ذَلِك لبعده عَن الْملك إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ)
السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته بالصحراء بِالْقربِ من جَامع طشتمر حمص أَخْضَر، وَخلف مَالا جما وَابْنَة تزَوجهَا الصَّالح مُحَمَّد بن ططر ثمَّ بعد مَوته تزَوجهَا الْأَشْرَف وَطَلقهَا وروجها ليخشى باي مَمْلُوكه الْمَاضِي، وَكَانَ عَاقِلا سبوسا زَائِد الدهاء وَالْمَكْر عَارِفًا بِأُمُور المملكة واستجلاب خواطر الْمُلُوك مِمَّن يُنْفِقهُ وَيكْتب الْمَنْسُوب بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه مَعَ مُشَاركَة مَا وَإِظْهَار تدين وَعبادَة وعفة وَلكنه مسيك حَرِيص على الْجمع يحدث نَفسه بالترقي وَيُعْجِبهُ الثَّنَاء على تمر لكَونه كَانَ أعرج وَقد وصل لما وصل وَرُبمَا يَقُول الْمُلُوك لَا تطلب مِنْهُم الفروسية إِنَّمَا الْمَطْلُوب مِنْهُم الْمعرفَة وَالتَّدْبِير والسياسة. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ اشْتَرَاهُ برقوق وَهُوَ شَاب ثمَّ تَأمر فِي أول دولة النَّاصِر فرج وَخرج من الْقَاهِرَة فِي كائنة جكم ونوروز ببركة الْحَبَش فتنقل فِي تِلْكَ السنين فِي الْفِتَن إِلَى أَن قتل النَّاصِر فَصَارَ من فريق نوروز فَأرْسلهُ إِلَى قلعة حلب ليحفظها وَكَانَ من إخْوَة ططر وَقد صَار من فريق الْمُؤَيد فَلم يزل يراسله حَتَّى حضر عِنْد الْمُؤَيد فَلَمَّا قتل نوروز أَرَادَ الْمُؤَيد قتل يشبك فشفع فِيهِ ططر وَأمر بتسفيره إِلَى مَكَّة بطالا فَتوجه إِلَيْهَا وَدخل الْيمن ثمَّ سعى لَهُ إِلَى أَن عَاد إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ بطالا فَلَمَّا تمكن ططر أَمر بإحضاره فوصل إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق وَتوجه مَعَه إِلَى حلب فأقامه فِي حفظ قلعتها ثمَّ لما رَجَعَ وتسلطن أحضرهُ فَأمره ثمَّ كَانَ من كبار القائمين بسلطنة الْأَشْرَف فرعى لَهُ ذَلِك وَأَسْكَنَهُ مَعَه بالقلعة ثمَّ صيره أتابك العساكر بعد قطج، وَكَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء محبا فِي الْحق وَفِي أهل الْخَيْر كثير الدّيانَة وَالْعِبَادَة كَارِهًا لكثير مِمَّا يَقع على خلاف مُقْتَضى الشَّرْع انْتهى. وَينظر فِيمَا بَينه وَبَين مَا تقدم من المخالفات وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
1089 - يشبك السودوني الأتابكي وَيعرف بالمشد. / يُقَال أَنه لسودون الجلب نَائِب حلب فَلَمَّا مَاتَ استولى عَلَيْهِ يشبك الْأَعْرَج وَكَانَ حِينَئِذٍ نَائِب قلعتها بِغَيْر طَرِيق ثمَّ بَاعه لططر بِمِائَة دِينَار، فَلَمَّا بلغ ذَلِك أيتمش الخضري وَكَانَ(10/277)
متحدثا على أَوْلَاد النَّاصِر فرج قَالَ أَن الْأَعْرَج افتات فِي بَيْعه وسودون مَوْلَاهُ لَا وَارِث لَهُ سوى أَوْلَاد النَّاصِر ثمَّ بَاعه ثَانِيًا لططر، واختص بططر حَتَّى عمله شاد الشَّرّ بخاناه عِنْده فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه ثمَّ عمله شاد الشَّرّ بخاناه السُّلْطَانِيَّة ثمَّ بلغ الْأَشْرَف فِي سلطنته التَّرَدُّد فِي مُعْتقه فَاشْتَرَاهُ من أنَاس بِأَلف دِينَار وَأعْتقهُ ثمَّ رقاه للتقدم فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ عمله حَاجِب الْحجاب وَاسْتمرّ إِلَى أَن تجرد مَعَ الْأُمَرَاء إِلَى الْبِلَاد الشامية وَعَاد مَعَهم فِي سلطنة الْعَزِيز فَخلع عَلَيْهِ باستمراره على)
الحجوبية ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى إمرة مجْلِس ثمَّ بعد يويمات إِلَى إمرة سلَاح ثمَّ بعد أشهر إِلَى الأتابكية فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَاسْتمرّ يترقى لإقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ فِي كَثْرَة الإنعام وَقبُول الشَّفَاعَة والتوقير حَتَّى أثرى وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله لَا يزْدَاد إِلَّا إمساكا وانهماكا فِيمَا لَا يرتضى لَكِن خُفْيَة خوفًا من الظَّاهِر لبغضه الْقَبِيح، إِلَى أَن مرض فدام مُدَّة وتعطلت حركته ثمَّ عوفي وَركب ثمَّ عَاد مَرضه فَلَزِمَ الْفراش أَيَّامًا. وَمَات وَهُوَ فِي الكهولة فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء قبل إكمالها وَلم يثن عَلَيْهِ أحد بِخَير نعم كَانَ سَاكِنا عَاقِلا حشما عريا إِلَّا من رمي النشاب على عُيُوب فِي رميه وَهُوَ فِي ابْتِدَائه أحسن مِنْهُ فِي آخِره.
1090 - يشبك الشَّعْبَانِي الأتابكي الظَّاهِرِيّ برقوق. / رقاه أستاذه إِلَى التقدمة والخازندارية ثمَّ صَار بعده لالاه لِابْنِهِ النَّاصِر واقلب على الفات الْأُمَرَاء والجلبان الظَّاهِرِيَّة إِلَيْهِ فانضم عَلَيْهِ خلائق، وَحِينَئِذٍ قَامَ بترشيد النَّاصِر حَتَّى يستبد بالأمور دون الأتابك أيتمش ورسم بنزوله من السلسلة لداره بِالْقربِ من بَاب الْوَزير كَمَا كَانَ فِي أَيَّام الظَّاهِر فثارت الْفِتْنَة لذَلِك وانكسر أيتمش بِمن مَعَه وَخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية فاستقر بيبرس الدوادار أتابكا عوضه ويشبك دوادارا عوض بيبرس وَأخذ أمره فِي التزايد والارتقاء وَصَارَ مُدبر المملكة إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ جكم من عوض وَغَيره فقاتلوه وقبضوا عَلَيْهِ وسجنوه بإسكندرية فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة، وَاسْتقر جكم عوضه فِي الدوادارية ثمَّ وَقع بَينه وَبَين سودون طاز أَمِير آخور فَقبض على جكم وحبسه مَكَان يشبك وأعيد إِلَى الدوادارية ثمَّ ولاه النَّاصِر بعد عوده إِلَى الْملك أتابكا ثمَّ استوحش مِنْهُ فَخرج عَاصِيا وَوَافَقَهُ جمَاعَة فَخرج إِلَيْهِم النَّاصِر فهزموه وَآل الْأَمر إِلَى اختفاء يشبك ثمَّ ظهر بالأمان وأعيد إِلَى رتبته وسافر إِلَى الْبِلَاد الشامية مَعَ النَّاصِر فَلَمَّا وَصلهَا قبض عَلَيْهِ هُوَ وَشَيخ وحبسهما بقلعة دمشق فاحتالا حَتَّى خلصا فوافاهما نوروز على بلعبلك فَقتل يشبك(10/278)
فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة عشر وَأرْسل بِرَأْسِهِ إِلَى النَّاصِر فطيف بهَا وعلقت أَيَّامًا، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا وقورا سيوسا ضخما عالي الهمة متجملا فِي شئونه كلهَا عَفا الله عَنهُ. وَقد أغفله ابْن خطيب الناصرية فاستدرك ابْن قَاضِي شُهْبَة اسْمه خَاصَّة.
يشبك الصَّغِير. هُوَ يشبك من مهْدي. /
1091 - يشبك طاز المؤيدي شيخ. / صَار بعده من أُمَرَاء دمشق ثمَّ نقل إِلَى حجوبية طرابلس)
ثمَّ إِلَى نِيَابَة الكرك ثمَّ إِلَى أتابكية دمشق فَدَخلَهَا وَهُوَ متوعك فَلم تطل مدَّته. وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت سيرته مشكورة.
1092 - يشبك الظَّاهِرِيّ جقمق الساقي. / قلعت عينه فِي الْوَقْعَة المنصورية وَاسْتمرّ منفيا مُدَّة ثمَّ أُعِيد وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع ثمَّ كمل لَهُ حَتَّى صَار أَمِير عشرَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بلعب الرمْح مَشْهُورا بالإقدام.
1093 - يشبك العثماني الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من أَعْيَان خاصكيته ثمَّ ترقى فِي دولة النَّاصِر إِلَى التقدمة ثمَّ خرج عَن طَاعَته وانضم لشيخ ونوروز إِلَى أَن حوصر النَّاصِر فَأَصَابَهُ سهم لزم مِنْهُ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل صفر سنة خمس عشرَة وَصلى عَلَيْهِ شيخ وَدَفنه خَارج دمشق.
1094 - يشبك القرمي الظَّاهِرِيّ جقمق. / عمل ولَايَة الْقَاهِرَة فِي أَيَّام ابْن أستاذه ثمَّ امتحن وتأمر عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن مَاتَ فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
1095 - يشبك الكركي قطلوبغا. / تنقل من بعد أستاذه فِي الخدم حَتَّى تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق عشرَة وَصَارَ من رُءُوس نوبه وَلَكِن لم تطل مدَّته فِي الإمرة. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَكَانَ غَايَة فِي الشُّح نشف جلده على عظمه عَفا الله عَنهُ.
يشبك المشد. هُوَ السودوني. /
1096 - يشبك المشد نَائِب حلب. / كَانَ شَابًّا جَاهِلا فَاسِقًا ظَالِما عسوفا طماعا اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد وَهُوَ نَائِب طرابلس بِأَلف دِينَار كَمَا سَمعه الْعَيْنِيّ من الْمُؤَيد، ثمَّ ترقى عِنْده إِلَى أَن عمله شاد الشربخاناه ثمَّ أعطَاهُ تقدمة ثمَّ نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة حلب وَلم يشْتَهر عَنهُ مَعْرُوف، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدمه أستاذه فَكَانَ عِنْده حِين نيابته بحلب شاد الشربخاناه فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة ولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ نَقله مِنْهَا إِلَى حلب سنة عشْرين، وَكَانَ شَابًّا فَارِسًا شهما شجاعا بنى بحلب مَسْجِدا بِالْقربِ من الشاذ بخنية وجنينة بِالْقربِ مِنْهُ وتربة ومكتب أَيْتَام ثمَّ قتل بعده فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين، وَنسبه بَعضهم يوسفيا.
1097 - يشبك الموساوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأفقم. / كَانَ أعْطى تقدمة بالديار المصرية فِي أَيَّام النَّاصِر ابْن أستاذه ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس بعد نِيَابَة غَزَّة مُدَّة(10/279)
طَوِيلَة، قَالَ الْعَيْنِيّ وظلم أَهلهَا ظلما كثيرا فَاحِشا وَكَانَ أفقم سيئ المعتقد رَدِيء الْمَذْهَب متجاهرا باللواط.
قتل بإسكندرية فِي سنة أَربع عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. (سقط)
يشبك اليوسفي. هُوَ المشد. /
1101 - يشبك أَخُو الْأَشْرَف برسباي وَهُوَ أسنهما. / استقدمه أَخُوهُ من جركس فِي سلطنته وأنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناة ثمَّ قدمه فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَحضر أَخُوهُ جنَازَته وَدَفنه فِي حوشه، وَكَانَ سليم الْبَاطِن مائلا إِلَى الْخَيْر والشفقة يسير على قَاعِدَة الْبِلَاد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ كَانَ أسن من أَخِيه وَلَكِن ذَاك أسْرع إِلَيْهِ الشيب دونه طعن فَأَقَامَ أَيَّامًا يسيرَة وَيُقَال أَنه مَاتَ سَاجِدا، وَكَانَ شَدِيد العجمة وَيعلم اللِّسَان التركي وَلم يفقه بالعربي إِلَّا الْيَسِير فِيهِ عصبَة لمن يلتجئ إِلَيْهِ وَمَكَارِم أَخْلَاق، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ جيدا متواضعا متعصبا ساعيا فِي قَضَاء حوائج النَّاس.
1102 - يشبك أَمِير آخور. / قتل فِي مصاففة بَين عَسْكَر الْأَشْرَف وعَلى دولات فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ.
1103 - يشبك حَاجِب طرابلس. / أَصله من مماليك قانباي البهلوان نَائِب حلب وَولي بعده نِيَابَة المرقب بالبذل ثمَّ حجوبية طرابلس كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ثَالِث الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
1104 - يَعْقُوب شاه بن أسطا عَليّ الأرزنجاني ثمَّ التبريزي ثمَّ القاهري المهمندار. / ولد سنة عشروثمانمائة تَقْرِيبًا بأرزنجان وتحول مِنْهَا مَعَ عمته إِلَى تبريز فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن)
وَكَانَ زَوجهَا أَبُو يزِيد صَاحب ديوَان السُّلْطَان قرا يُوسُف متملك بَغْدَاد وتبريز(10/280)
وَمَا والاها فتدرب بِهِ بِحَيْثُ أَنه لما انْتقل الْأَمر لوَلَده إسكندر صَار المرجوع فِي ضبط أُمُور الزَّوْج إِلَيْهِ مُدَّة ثمَّ لما قَارب الْعشْرين انْتقل مَعَ عمته إِلَى الديار المصرية فوصلها ثَانِي سني الْأَشْرَف فَنزل فِي طبقَة القاعة ثمَّ فِي طبقَة الْمُقدم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مَعَ خشقدم اليشبكي إِذْ صَار مقدم المماليك وَحج مَعَه حِين كَانَ أَمِير الأول ثمَّ مَعَ قانم التَّاجِر حِين تَأمر على الْمحمل بل كَانَ فِي الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يُوسُف فَلم ينْهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن الْبَارِزِيّ إِلَيْهِ لعلمه بتقدمه فِي قِرَاءَة المطالعات الْوَارِدَة من الرّوم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها وَاسْتقر من ثمَّ فِي قِرَاءَة المطالعات الْوَارِدَة عَنْهُم بل رام أَن يقرره أحد الدوادارية لأجل الْقِرَاءَة فَلم يتهيأ، ثمَّ بعد دهر اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي المهمندارية الْكُبْرَى بعد موت تمرباي التمرازي فِي سنة أَربع وَسبعين نقلا لَهُ من المهمندارية الأولى مُضَافا لما مَعَه من قِرَاءَته المطالعات لسابق اخْتِصَاص بِهِ حِين الأمرة كَمَا اخْتصَّ بِغَيْرِهِ من الْأُمَرَاء كقانم بل اخْتصَّ قبل ذَلِك وَبعده بالخطيب أبي الْفضل النويري وبالسيد الْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَنَحْوهمَا، وَسمع ختم البُخَارِيّ بالكاملية بِقِرَاءَة الديمي على عدَّة شُيُوخ وَتكلم فِي أَشْيَاء كوقف الْحَاجِب وَنَحْوه، وَعظم اخْتِصَاصه بيشبك من مهْدي ووسع دَاره بل وجدد مَسْجِدا بِقُرْبِهِ وَعمل علوه بَيْتا أسكن بِهِ الزين السنتاوي وسبيلا بجانبه وسلك فِي أُمُوره طَرِيقا وسطا بل دونه وتمول جدا فِيمَا يظْهر سِيمَا وَهُوَ فِي الْإِمْسَاك بمَكَان وَأظْهر التأدب والتواضع وَالْكَلَام المفارق للْفِعْل بِحَيْثُ صَار فِي جلّ مَا يبديه توقف، وَكثر تعلله بأعضائه وتناقصت حركته وَهُوَ مُسْتَمر على المهندارية وَالْقِرَاءَة، وزار بَيت الْمُقَدّس وترقى فِي جبذ الْقوس والثقيل وَالرَّمْي وَمَعْرِفَة فنون الرمْح علما وَعَملا والصراع وتراتيب المملكة وترتيب العساكر بِحَيْثُ انْفَرد فِي ذَلِك وَعمل درجا فِي تَرْتِيب خُرُوج الْمُلُوك وإطلابها وعساكرها إِلَى الْأَسْفَار من تجاريد وَغَيرهَا أوقفني عَلَيْهِ.
1105 - يَعْقُوب شاه الكمشبغاوي الظَّاهِرِيّ برقوق. / رقاه أستاذه حَتَّى قدمه وَعَمله حاجبا ثَانِي ثمَّ بعده كَانَ مِمَّن انْتَمَى لأيتمش، وَآل أمره إِلَى أَن قتل بقلعة دمشق فِي منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناف على الثَّلَاثِينَ، وَكَانَ تركيا شجاعا مقداما جميل الصُّورَة أَبيض حسن الْقَامَة رَضِي الْخلق فهما ذكيا فصيحا حسن الْمُشَاركَة مُولَعا بِجمع الْكتب النفيسة وغرائب الْأَشْيَاء.) :::
1106 - يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم وَيعرف بِأبي الْحَمد. / كَانَ مُقيما بقرية التنضب(10/281)
من وَادي نَخْلَة الشامية يعْقد بهَا الْأَنْكِحَة وَيكْتب الوثائق وَله بالوادي عقار وَسُمْعَة عِنْد الْعَرَب شهيرة كَبِيرَة بل عَلَيْهِ اعتمادهم مَعَ خير ومروءة وعقل وَأمه مَكِّيَّة وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة وَيُقِيم بهَا. وَبهَا مَاتَ بعد الْحَج سنة ثَلَاث عشرَة أَو فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَقد جَازَ السِّتين ظنا غَالِبا. ذكره الفاسي وَأنْشد عَنهُ شعرًا لغيره وَقَالَ أَنه سَأَلَهُ عَن أَكثر مَا علمه من تمر النخيل فَذكر أَن ثَلَاث نخلات ببشرى من وَادي نَخْلَة جد مِنْهَا نَيف وَأَرْبَعُونَ صَاعا مكيا وَأَظنهُ قَالَ خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ صَاعا قَالَ وَهَذَا عَجِيب.
1107 - يَعْقُوب بن أَحْمد الْأَنْبَارِي الْمَكِّيّ. / قَالَ الفاسي ذكر لي أَنه قَرَأَ الْقُرْآن بِمَكَّة على السراج الدمنهوري وأظن أَنه قَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الرِّوَايَات وَأما قِرَاءَته عَلَيْهِ بِبَعْضِهَا فأحققها عَنهُ وَكَانَ يُسَافر من مَكَّة طلبا للرزق إِلَى الْيمن وَغَيره. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَدفن بالمعلاة.
1108 - يَعْقُوب بن إِدْرِيس بن عبد الله بن يَعْقُوب الشّرف الرُّومِي النكدي نِسْبَة لنكدة من بِلَاد ابْن قرمان الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بقرًا يَعْقُوب. / ولد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي بِلَاده على الشَّمْس الفناري وَسمع البُخَارِيّ على الشَّمْس الْهَرَوِيّ وجد فِي الطّلب حَتَّى فضل وَمهر فِي الْأُصُول والعربية والمعاني، وَحج وَهُوَ شَاب فِي سنة تسع عشرَة، وَدخل حلب فَاجْتمع بِهِ ابْن خطيب الناصرية وَوَصفه بالفضيلة وَالْعلم والذكاء وَأَنه عَالم الْبِلَاد القرمانية، وَدخل الْقَاهِرَة بعد ذَلِك فَيُقَال أَن الْأَمِير ططر أعطَاهُ ألف دِينَار، وَحصل كتبا كَثِيرَة وَكَانَ مُقيما بلارندة من بِلَاد ابْن قرمان يدرس ويفتي بل كتب على المصابيح شرحا يُقَال أَنه وصل فِيهِ إِلَى النّصْف وَكَذَا قيل أَنه كتب على الْهِدَايَة وَأَن لَهُ حَوَاشِي على الْبَيْضَاوِيّ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بلارندة عَن نَحْو أَربع وَأَرْبَعين سنة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.
1109 - يَعْقُوب بن جلال بن أَحْمد بن يُوسُف الشّرف وَيُسمى أَيْضا أَحْمد بن إجلال الدّين وَيُسمى أَيْضا رَسُولا الرُّومِي القاهري التباني لسكناه بالتبانة خَارِجهَا الْحَنَفِيّ وَيعرف بالتباني. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وتفقه على أَبِيه وَغَيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والعقليات وَكَانَ يستحضر كثيرا من فروع الْحَنَفِيَّة وَأحب الحَدِيث وَشرع فِي شرح)
الْمَشَارِق، كل ذَلِك مَعَ بشاشة الْوَجْه وطلاقة اللِّسَان وكرم النَّفس جودا وسخاء مِمَّن درس وَأفْتى(10/282)
وَأول مَا ولي تدريس مدرسة الجاي وخطابتها وإمامتها فِي حُدُود سنة تسعين ثمَّ مشيخة تربة قجا السلحدار وَكَذَا ولي مشيخة قوصون مُدَّة لكنه رغب عَنْهَا ثمَّ ولي نظر الْقُدس بعناية أيتمش ثمَّ صرف عَنهُ وَجَرت لَهُ مَعَ النَّاصِر فرج خطوب ثمَّ اتَّصل بالمؤيد فَعظم قدره وَولي فِي أَيَّامه مشيخة الشيخونية وَنظر الْكسْوَة ووكالة بَيت المَال ثمَّ صرف عَن الْكسْوَة خَاصَّة بِسَبَب جَائِحَة حصلت لَهُ مَعَ الدوادار بِسَبَبِهَا وَلَو تصون مَا تقدمه أحد وَلذَا بعد الْمُؤَيد رقت حَاله جدا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَقد زَاد فِيمَا قَالَه الْعَيْنِيّ على السّبْعين، وَاسْتقر بعده فِي الْوكَالَة نور الدّين السفطي شَاهد الْأَمِير الْكَبِير وَفِي الشيخونية السراج قَارِئ الْهِدَايَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَفِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية الشّرف يَعْقُوب ابْن فَقِيه بن أَحْمد الرُّومِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ بن التباني كَانَ إِمَامًا فَاضلا مستحضرا حسن الشكالة ولي وكَالَة بَيت المَال بِالْقَاهِرَةِ وَنظر الْحَرَمَيْنِ ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي مشيخة الشيخونية وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَأَظنهُ هَذَا وَلَكِن قَوْله فِي أَيَّام الْأَشْرَف سَهْو، وَقَالَ بَعضهم كَانَ ذَا همة عالية وَمَكَارِم وَصدقَة وبر وإيثار وَكلمَة مسموعة ووصلة بالأمراء والأكابر سِيمَا وَقد اخْتصَّ بالمؤيد فتزايدت ضخامته وَتردد النَّاس إِلَيْهِ لحوائجهم مَعَ الدّيانَة والصيانة.
1110 - يَعْقُوب بك بن حسن بك بن عَليّ بك بن قريلوك عُثْمَان أَبُو المظفر / صَاحب الشرق وسلطان العراقين وَعم حُسَيْن مرزا بن مُحَمَّد أغرلو الْمُقِيم بِالْقَاهِرَةِ قتل أَخَاهُ أَبَا الْفَتْح خَلِيلًا المستقر فِي السلطنة بعد أَبِيهِمَا حسن بك وَاسْتقر وقدمت ابْنَته مَعَ أمهَا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين لتزوج لِابْنِ أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ. وَمَات المترجم عَن قرب وَلم تلبث هِيَ بعد زواجه لَهَا إِلَّا قَلِيلا وَمَاتَتْ فِي طاعون الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ مَاتَ الزَّوْج عِنْد دُخُوله الْمَدِينَة من آخرهَا عَفا الله عَنْهُم.
1111 - يَعْقُوب بن دَاوُد بن سيف أرعد الحطي وَيُقَال لَهُ النَّاصِر ملك الْحَبَشَة. / ورد كِتَابه فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْوَصِيَّةِ بالنصارى وكنائسهم.
يَعْقُوب بن رَسُول التباني. / مضى قَرِيبا.
1112 - يَعْقُوب بن عبد الله الخاقاني الفاسي. / كَانَ من أَبنَاء البربر وَتعلق بالاشتغال فَلَمَّا رأى الْفساد الْحَادِث بفاس بِسَبَب الْفِتْنَة بَين السعيد وَبَين أبي سعيد فِي سنة سبع عشرَة صَار يَأْمر)
بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر ويكف أَيدي الْمُفْسد فَتَبِعَهُ جمَاعَة وقويت شوكته بِحَيْثُ حاول مُلُوك فاس الْقَبْض عَلَيْهِ فأعياهم أمره إِلَى أَن قتل أَبُو سعيد وَأرْسل ابْن الْأَحْمَر يَعْقُوب المريني إِلَى فاس فَلم يتم الْأَمر(10/283)
فَأرْسل أَبَا زيان بن أبي طريف بن أبي عنان فحاصر فاس، وَقد اشتدت شَوْكَة صَاحب الترجة واستفحل أمره ففتك فِيمَن بَقِي من بني مرين وساعد أَبَا زيان وَقَامَ بأَمْره فَدخل فاس وَقتل عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي وعدة من أَقَاربه كَمَا شرح فِي مَحَله من الْحَوَادِث سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ أرسل ابْن الْأَحْمَر مُحَمَّد بن أبي سعيد فَعَسْكَرَ على فاس ففر مِنْهُ أَبُو زيان فَمَاتَ بِبَعْض الْجبَال وَقتل هَذَا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ مُحَمَّد عَن قرب فأقيم ابْن أَخِيه عبد الرَّحْمَن فثار بِهِ أهل فاس فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا وَلَده وأخاه وَأَقَامُوا رجلا من ولد أبي سعيد، وَقَامَ بمكناسة وَهِي على مرحلة من فاس أَبُو عمر بن السعيد وَقَامَ بتازة وَهِي على مرحلة وَنصف من فاس آخر من ولد السعيد أَيْضا فَصَارَ فِي مَسَافَة مرحلَتَيْنِ ثَلَاثَة مُلُوك لَيْسَ بِأَيْدِيهِم من المَال إِلَّا مَا يُؤْخَذ ظلما فتلاشى الْحَال وَخَربَتْ الديار وَقتلت الرِّجَال وَالْحكم لله. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه نقلا عَن خطّ المقريزي فِيمَا نَقله عَن من يَثِق بِهِ من المغاربة القادمين لِلْحَجِّ فَالله أعلم.
1113 - يَعْقُوب بن عبد الله الجاباتي الفاسي الْبَرْبَرِي. / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين.
1114 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن بكار بن أظوال المغربي الفاسي الْمَالِكِي قَاضِي الْجَمَاعَة بمدينتي فاس وتازة وَيعرف بِابْن الْمعلم اليشفرى. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وأرجوزة ابْن بري بِرِوَايَة نَافِع والخرازة فِي الرَّسْم والرسالة والمدونة لسَحْنُون وتلقين عبد الْوَهَّاب وَفِي الْحساب التَّلْخِيص لِابْنِ الْبناء والحصار وَفِي الْفَرَائِض أرجوزة ابْن إِسْحَق التلمساني والحوفي وَابْن عَرَفَة وَفِي النَّحْو ألفية ابْن ملك وتلا لنافع على جمَاعَة أَجلهم الْحَاج إِبْرَهِيمُ وَمُحَمّد الصَّغِير والوهري، وَأخذ الحَدِيث عَن عبد الرَّحْمَن الثعالبي وَمُحَمّد بن وزَكَرِيا التلمساني وَالْفِقْه عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن معطي العبدوسي وَمُحَمّد بن آمدلال وَعلي بن عبد الرَّحْمَن الأنفاسي وَأحمد بن عمر الزجلدي وَحسن بن مُحَمَّد المغيلي والفرائض والحساب عَن عبد الله بن مُحَمَّد المكناسي، وَحج فِي سنة خمس وَسبعين من طَرِيق الشَّامي بعد إِقَامَته بِدِمَشْق مُدَّة وَكَانَ يثني على أَهلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان الَّتِي تَلِيهَا، ولقيه البقاعي قَالَ فرأيته إِمَامًا عَلامَة فِي غَايَة من جودة الذِّهْن وَحسن المحاضرة)
وَجَمِيل السمت وَالْهدى والدل يعرف كثيرا من الْعُلُوم وَأَنه حضر مَجْلِسه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ فِي المناسبات وسافر عقب ذَلِك إِلَى إسكندرية رَاجعا إِلَى بِلَاده فَبَلغنَا فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسبعين أَنه توفّي وَهُوَ ذَاهِب فِي الْبَحْر وَكَانَ مَعَه ولد مراهق فَبَلغنَا أَنه مَاتَ أَيْضا رحمهمَا(10/284)
الله فَلَقَد كَانَ للْأَب سمت يشْهد بالصلاح وذل يترجمه بالصلاح. قلت كل هَذَا لكَونه زعم أَنه سمع من مناسباته نسْأَل الله السَّلامَة.
يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب. / هَكَذَا كتبته مُجَردا فِي سنة خمس وَسبعين من الوفيات وَقلت ينظر هُوَ وَولده من تعاليقي وَالظَّاهِر أَنه الَّذِي قبله.
1115 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم الشّرف أَبُو يُوسُف الدميسني ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمقري نزيل تربة جوشن ظَاهر بَاب النَّصْر وَرُبمَا قيل لَهُ الجوشني. / أَخذ القراآت عَن أبي بكر بن الجندي وإسمعيل الكفتي والتقي الْبَغْدَادِيّ وبرع فِيهَا بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين رضوَان وَقَالَ أَنه عَارِفًا بالفن مَعَ الزّهْد وَالصَّلَاح والتقشف، وَاسْتقر بِأخرَة فِي مشيخة القراآت بالشيخونية عقب الغماري وَكَانَ يَقُول مَتى يستفتح من فتح بعد الْعَصْر وَلم يلبث أَن مَاتَ.
1116 - يَعْقُوب بن عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد العباسي بن أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل وَأمه ابْنة عَم أَبِيه المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع سُلَيْمَان / فَهُوَ عريق الْأَبَوَيْنِ ولد وَتزَوج وأنجب أَوْلَادًا وَذكر بالصلاح والانجماع.
1117 - يَعْقُوب بن عبد الْوَهَّاب التفهني ثمَّ القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد أَحْمد الْأَطِبَّاء مِمَّن مضى وَيعرف بالتفهني. / شيخ صَالح معمر قطن الْقَاهِرَة مُدَّة وَقَرَأَ على الْكُرْسِيّ بِجَامِع الغمري وَكَانَ على قِرَاءَته أنس. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ عَن تسعين سنة أَو نَحْوهَا.
يَعْقُوب بن عَليّ بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن الْحسن الصنهاجي. /
1118 - يَعْقُوب بن على اللمتوني المالكى. / كَانَ بِمَكَّة وَعرض عَلَيْهِ ظهيرة فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
1119 - يَعْقُوب بن عمر بن يَعْقُوب بن أويس الخواجا الشّرف الْكرْدِي ثمَّ القاهري وَالِد أبي بكر الْآتِي ويلقب كرد كاز. / من تجار الكارم الموصوفين بِالْخَيرِ وَالْجَلالَة وَلَو لم يكن لَهُ سوى مُعْتقه الْحَاج بشير لكفاه، وَقد صاهر الشَّمْس الحلاوي الْمَاضِي على ابْنَته. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.)
يَعْقُوب بن فَقِيه بن أَحْمد الشّرف بن التباني. / مضى فِي ابْن جلال بن أَحْمد قَرِيبا.
1120 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق الْبُرُلُّسِيّ أَبُو أَحْمد وَمُحَمّد وَأحد الْأَعْيَان من التُّجَّار. / كَانَ أَبوهُ جمالا وَنَشَأ هُوَ كَذَلِك ثمَّ تعانى التِّجَارَة وَتزَوج بابنة القلاقسي أُخْت تَاج الدّين وَورث مِنْهَا لنَفسِهِ ولولده مِنْهَا وَلَا زَالَ ينْتَقل فِي المَال إِلَى أَن بلغ نَحْو مائَة ألف دِينَار وتناقص حَاله بعد أسره بِسَبَب مَا افتك بِهِ نَفسه من الفرنج وَإِتْلَاف ولديه فِي غيبته وَغير ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وَهِي تقَارب خمسين، وَأسْندَ(10/285)
وَصيته لصهره الْبَدْر حسن بن عليبة وَمَعَ ذَلِك فَلم يستبد بِالتَّصَرُّفِ إِلَّا وَلَده، وَيُقَال أَنه أَخذ مِنْهُ للسُّلْطَان عشرَة آلَاف دِينَار وَأَنه أوصى بِنَحْوِ أَلفَيْنِ فألف يَشْتَرِي بهَا عقارا ليوقف على قراء وصدقات وَنَحْوهَا عِنْد قَبره وَالْبَاقِي مِنْهُ أَرْبَعمِائَة لأهل الْحَرَمَيْنِ بِالسَّوِيَّةِ بَينهمَا يتَوَلَّى تَفْرِقَة مَا للمدينة النُّور السمهودي وَمَا لمَكَّة ابْن الْعِمَاد وَبَينهمَا مائَة ولمجاوري الْأَزْهَر مائَة وَثَمَانُونَ ولمفرقها الْمعِين عشرُون وَلابْن الغمري مائَة فِي أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة محبا فِي الصَّالِحين مَعَ حسن الْعشْرَة والمعاملة والتواضع وَصدق اللهجة وَعدم التبسط فِي معيشته وأحواله كلهَا كنظائره غَالِبا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بإسكندرية عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَدفن بِجَانِب ضريح ياقوت العرشي رَحمَه الله وإيانا.
1121 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأتريبي ثمَّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / أَصله من أتريب بالشرقية وَقدم الْمحلة فَأَقَامَ تَحت نظر أبي عبد الله مُحَمَّد الغمري مَعَ جماعته وَحفظ الْقُرْآن وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى مَاتَ، وانتمى بعده للشَّيْخ مَدين ثمَّ صَار بعد يجْتَمع مَعَ ابْن أُخْته مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم وناله من الطَّائِفَتَيْنِ بتردده إِلَيْهِ جفَاء وَمَعَ ذَلِك فَمَا انكف، وَقد أم بِجَامِع الغمري بِالْقَاهِرَةِ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَطَلَبه الشَّافِعِي وَكَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهِ مَاشِيا بل لَازم الْحُضُور عِنْد الْمَنَاوِيّ فِي الْفِقْه وَكَذَا أَخذ عَن غَيره كَابْن قَاسم والأبناسي وَقَرَأَ على البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ قِرَاءَة مهذبة محررة، ولازم مجالسي فِي الْإِمْلَاء بل كَانَ مِمَّن سمع على شَيخنَا، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه مَعَ حسن التَّصَوُّر والمداومة على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة والتحري فِي الطَّهَارَة وَصرف أوقاته فِي أَنْوَاع الطَّاعَة بِحَيْثُ كَانَ فريدا بَين الْفُقَرَاء. مَاتَ فِي سحر يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَسبعين عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة بعد أَن تعلل نَحْو سنة وتفتح فِي أَعْضَائِهِ أَمَاكِن وَهُوَ صابر محتسب، وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع)
الْحَاكِم وَدفن بِجَانِب قبر الزين عبَادَة بتربة مَعْرُوفَة بالشيخ مَدين تجاه الكلبكية خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
1122 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد أَبُو يُوسُف الصنهاجي المغربي الحلفاوي / لسكناه مدرسة السُّلْطَان أبي يُوسُف بن عبد الْحق المريني بالحلفاويين. الْأُسْتَاذ الْمُقْرِئ الثائر بفاس. أَخذ القراآت السَّبع رِوَايَة ودراية عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الْقَيْسِي الكفيف وَأبي الْحجَّاج يُوسُف بن منحوت الْآخِذ لَهَا بمراكش عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الصفار، وارتحل حَتَّى برع فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والقراآت واشتهر بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَولي مشيخة الْمدرسَة الْمَذْكُورَة. وَلم يزل على أجمل طَريقَة حَتَّى(10/286)
كَانَت الْفِتْنَة بَين السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَأبي سعيد عُثْمَان بن أَحْمد فِي سنة بضع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا أوردهُ المقريزي فِي عقوده مطولا.
1123 - يَعْقُوب بن يُوسُف بن عَليّ الشّرف الْقرشِي المغربي الْمَالِكِي / القَاضِي، مِمَّن سمع من شَيخنَا، وَولي قَضَاء حلب ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة وَكَذَا ولي قضاءها بعد مُحي الدّين يحيى المغربي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ورأيته كتب وَهُوَ فِيهَا على بعض الاستدعاآت المؤرخة سنة سِتّ وَخمسين. وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَدفن بمقابر الْبَاب الصَّغِير.
1124 - يَعْقُوب الْمجد بن منقورة. / كَانَ كَاتب بَيت المَال ثمَّ اسْتَقر فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ فِي نظر الدولة فَلم يلبث سوى ثَلَاثَة أَيَّام وضربه السُّلْطَان ضربا مبرحا كَاد يَمُوت مِنْهُ وَوَضعه فِي الْحَدِيد وَسلمهُ للوالي على مَال كثير آل أمره فِيهِ إِلَى ثَلَاثَة آلَاف دِينَار بَاعَ فِيهَا تعلقاته وأثاثه واقترض وَصَارَ مثلَة.
1125 - يَعْقُوب الْحصن التَّاجِر نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا بعد أَن سقط لَهُ بعض ثناياه وابدلها بسن ذَهَبا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخلف شَيْئا كثيرا وَولدا اسْمه مُحَمَّد ودارا بِمَكَّة وبجدة.
1126 - يَعْقُوب الزعبي. / مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.
1127 - يعمر بن بهادر الذكرى / من أُمَرَاء التركمان. مَاتَ هُوَ وَولده بالطاعون أول ذِي الْقعدَة سنة سبع عشرَة.
1128 - يعِيش بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن أبي عفيف الحسني. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة)
ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
1129 - يعِيش المغربي / الْمَالِكِي الْمُقِيم بسطح الْأَزْهَر. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد الْمحلي بأسبوع وَكَانَ عَالما خيرا رَحمَه الله.
يكن بن. /
1130 - يلباي الخازنداري الأشرفي قايتباي / أحد العشراوات. كَانَ خازندارا أستاذه فِي حَال إمرته. مَاتَ مطعونا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
1131 - يلباي الإينالي المؤيدي. / جركسي الْجِنْس الْملك الظَّاهِر قدم بِهِ إينال ضضغ الْأَمِير الشهير الَّذِي صَار بعد إمرته تَاجر المماليك وَإِلَيْهِ تنْسب الإينالية كيرشباي فَاشْتَرَاهُ الْمُؤَيد مِنْهُ وَجعله فِي طبقَة الرفرف ثمَّ صَار بعده خاصكيا وَكَانَ يُقَال لَهُ فِي ابْتِدَائه يلباي تلِي يَعْنِي الْمَجْنُون لجرأة كَانَت فِيهِ وحدة مزاج، وَاسْتمرّ خاصكيا وأقطعه الْأَشْرَف برسباي ثلث قَرْيَة طحورية من الشرقية، ثمَّ نَقله ابْنه الْعَزِيز لقريبة بنها الْعَسَل عوضا عَن أيتمش المؤيدي، وَجعله الظَّاهِر(10/287)
جقمق ساقياص ثمَّ أمره عشرَة وصيره من رُءُوس النوب، فَلَمَّا اختفى الْعَزِيز وَاتفقَ قَبضه على يَده وإحضاره سر الظَّاهِر كثيرا وأقطعه زِيَادَة على مَا مَعَه سرياقوس وصيره من الطبلخاناة فدام حَتَّى قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور فِي جملَة المؤيدية وحبسه بإسكندرية وَأخرج أقطاعه ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف وأرسله إِلَى دمياط بطالا ثمَّ أَعَادَهُ بعد أَيَّام، وَلم يلبث أَن قتل سونجبغا اليونسي الَّذِي كَانَ اسْتَقر فِي أقطاعه فَرجع إِلَيْهِ ثمَّ عمله أَمِير آخور ثَانِي بعد موت خيربك المؤيدي الْأَشْقَر ثمَّ قدمه فِي أَوَاخِر دولته فَلَمَّا تسلطن خجداشة الظَّاهِر خشقدم نَقله إِلَى حجوبية الْحجاب بعد بيبرس خَال الْعَزِيز ثمَّ إِلَى الآخورية الْكُبْرَى بعد برسباي البجاسي ثمَّ إِلَى الأتابكية بعد موت قانم فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر ارْتقى إِلَى السلطنة فِي آخر يَوْم السبت وَقت الْمغرب عَاشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين ولقب بِالظَّاهِرِ أبي سعيد وَلم يكن لَهُ مِنْهَا سوى الِاسْم لغَلَبَة خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم الدوادار الثَّانِي على التَّدْبِير وَالْأَمر وَالنَّهْي وَلَكِن لم تطل مدَّته بل خلع قبل تَمام شَهْرَيْن بِالظَّاهِرِ تمربغا وَحمل إِلَى إسكندرية فشجن بهَا وَيُقَال أَنه لم يتَّفق لأحد من مُلُوك التّرْك كَبِير مِمَّن مَسّه الرّقّ أَنه خلع فِي أقل من هَذِه الْمدَّة وَقَبله المظفر بيبرس الجاشنكير خلع قبل استكمال سنة، وَاسْتمرّ فِي محبسه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين وَسنة نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ ضخما حشما كثير السّكُون وَالْوَقار متدينا وجيها فِي الدول لم ير مَكْرُوها قطّ إِلَّا سجنه أَيَّام الْمَنْصُور، سليم الْفطْرَة جدا طارحا للتكلف)
فِي شئونه كلهَا لم يكْتب وَلَا قَرَأَ مَوْصُوفا بالبخل مَعَ مزِيد ثروته وَمن يَوْم تسلطن أَخذ فِي النَّقْص وَظهر عَجزه وَالظَّاهِر أَنه لَو دَامَ لما حصل بِهِ كَبِير ضَرَر لقلَّة أَذَاهُ ومزيد صفائه ومحبته لنفع الْمُسلمين فَللَّه الْأَمر.
1132 - يلبغا البهائي / نَائِب إسكندرية. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَكَانَ جيدا وَاسْتقر بعده اسنبغا الطياري.
1133 - يلبغا التركي الجاركسي نِسْبَة لجاركس القاسمي المصارع. / صَار خاصكيا بعد موت الْمُؤَيد فَلَمَّا تملك الظَّاهِر جقمق قربه لكَونه من مماليك أَخِيه وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة وصيره من رُءُوس النوب ثمَّ ولاه رَأس نوبَة وَلَده الناصري مُحَمَّد ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فَقَط وَبَقِي على مَا عَداهَا إِلَى أَن استنابه فِي دمياط وَجعله من جملَة الطلبخاناه ثمَّ عَزله عَن دمياط فَقَط قبل مَوته بِيَسِير وَقدم الْقَاهِرَة فاستمر بهَا إِلَى أَن مرض وطالت علته فَأخْرج الْأَشْرَف إينال إقطاعه وَلزِمَ بَيته مَرِيضا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين وَقد زَاد على السّبْعين،(10/288)
وَكَانَ فِيمَا قيل مُسْرِفًا على نَفسه مهملا عَفا الله عَنهُ.
1134 - يلبغا أَبُو الْمَعَالِي السالمي الظَّاهِرِيّ برقوق الْحَنَفِيّ. كَانَ يذكر أَنه سمرقندي وَأَن أَبَوَيْهِ سمياه يُوسُف وَأَنه سبي فجلب إِلَى مصر مَعَ تَاجر اسْمه سَالم فنسب إِلَيْهِ وَاشْتَرَاهُ برقوق وصيره من الخاصكية يَعْنِي لمهارته ورتبه لقِرَاءَة كتاب الْكَلم الطّيب عِنْده، ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ لَهُ بعد الْقَبْض عَلَيْهِ فِي أَخذ صفد فَحَمدَ لَهُ ذَلِك، وولاه نظر سعيد السُّعَدَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين ووعده بالأمرة وَلَكِن لم يعجلها لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي صفر سنة ثَمَانمِائَة وَمن قَالَ فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فقدوهم أمره عشرَة وَقَررهُ فِي شعبانها نَاظر الشيخونية فباشره بعنف وَكَذَا اتّفق لَهُ فِي سعيد السُّعَدَاء فَإِنَّهُ أخرج مَكْتُوب وَقفهَا ورام الْمَشْي على شَرط الْوَاقِف، وَجَرت خطوب وحروب بِحَيْثُ عمل فِيهَا بعض الشُّعَرَاء، وَكَانَ يترقب نِيَابَة السلطنة فَمَا تمّ، ثمَّ جعله أحد الأوصياء فَقَامَ بتحليف مماليك السُّلْطَان لوَلَده النَّاصِر وَأول مَا نسب إِلَيْهِ من الْجور أَنه أنْفق فِي المماليك نَفَقَة الْبيعَة على أَن الدِّينَار بأَرْبعَة وَعشْرين ثمَّ نُودي بعد فرَاغ النَّفَقَة أَن الدِّينَار بِثَلَاثِينَ فَحصل الضَّرَر التَّام بذلك، وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال بعد فَعمل الأستادارية الْكُبْرَى وَالْإِشَارَة وَغَيرهَا حَسْبَمَا شرح فِي أماكنه، وَمن محاسنه فِي مباشراته أَنه قرر مَا يُؤْخَذ فِي ديوَان المرتجع على كل مقدم خمسين ألفا وعَلى الطبلخانات عشْرين ألفا وعَلى العشراوات)
خَمْسَة آلَاف فاستمرت إِلَى آخر وَقت وَكَانَ المباشرون فِي دواوين الْأُمَرَاء قبل هَذَا إِذا قبض على الْأَمِير أَو مَاتَ يلقون شدَّة من جورة المتحدث على المرتجع فَلَمَّا تقرر هَذَا كتب بِهِ ألواحا ونقشها على بَاب الْقصر وَهِي مَوْجُودَة إِلَى الْآن، وَهُوَ الَّذِي رد سعر الْفُلُوس إِلَى الْوَزْن وَكَانَ قد فحشت جدا بالعد حَتَّى صَار وزن الْفُلُوس خروبتين، وَفعل من المحاسن مَا يطول شَرحه وَسَار فِي الأستادارية سيرة حَسَنَة عفيفة وأبطل مظالم كَثِيرَة مِنْهَا تَعْرِيف منية بني خصيب وَضَمان الْعَرَصَة وإخصاص الغسالين، وأبطل وفر الشون وَكسر الويبة الَّتِي كَانَ يُكَال بهَا وَعمل ويبة صَحِيحَة وأبطل مَا كَانَ مقررا على برد دَار الدِّيوَان الْمُفْرد والمقرر على شاد الْمُسْتَخْرج، وَركب فِي صفر سنة ثَلَاث فَكسر مَا بمنية الشيرج وناحية شبرى من جرار الْخمر على كثرتها وَهدم كَنِيسَة النَّصَارَى وتشادد فِي النّظر فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وخاشن الْأُمَرَاء وعارضهم فَأَبْغضُوهُ وَقَامَ فِي سنة ثَلَاث أَيْضا فَجمع الْأَمْوَال لمحاربة تمرلنك زعم فشنعت عَلَيْهِ القالة كَمَا شرح فِي مَحَله وَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِ فِي رَجَب مِنْهَا وتسلمه ابْن غراب وَعمل أستادارا وأهانه(10/289)
وعوقب وعصر وَنفي إِلَى دمياط ثمَّ أحضر فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَقرر فِي الوزارة وَالْإِشَارَة فباشرها على طَرِيقَته فِي العسف فَقبض عَلَيْهِ وعوقب أَيْضا وسجن ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعمل مُشِيرا فَجرى على عَادَته وَسلم لجمال الدّين الأستادار وَكَانَ قد ثار بَينهمَا الشَّرّ فعاقبه ونفاه إِلَى إسكندرية فرجمته الْعَامَّة فِي حَال سيره فِي النّيل، وَلم يزل بالسجن إِلَى أَن بذل فِيهِ جمال الدّين للناصر مَالا جزيلا فَأذن فِي قَتله فَقتل فِي محبسه خنقا وَهُوَ صَائِم فِي رَمَضَان بعد صَلَاة عصر يَوْم الْجُمُعَة سنة إِحْدَى عشرَة وَمَا عَاشَ جمال الدّين إِلَّا دون عشرَة أشهر، وَكَانَ طول عمره يلازم الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلكنه لم يفتح عَلَيْهِ مِنْهُ بِشَيْء سوى أَنه يَصُوم يَوْمًا بعد يَوْم وَيكثر التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل وَالذكر وَالصَّدَََقَة وَيُحب الْعلمَاء والفضلاء ويجمعهم وَفِيه مُرُوءَة وهمة عالية مَعَ كَونه سريع الانفعال طائشا لحوحا مصمما على الْأَمر الَّذِي يُريدهُ وَلَو كَانَ فِيهِ هَلَاكه ويستبد بِرَأْيهِ غَالِبا ويبالغ فِي حب ابْن عَرَبِيّ وَغَيره من أهل طَرِيقَته وَلَا يُؤْذِي من يُنكر عَلَيْهِ، وَقد لَازم سَماع الحَدِيث مَعنا مُدَّة وَكتب بِخَطِّهِ الطباق بل وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكَانَ سمع من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ بِدِمَشْق وَمن جمَاعَة بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَغَيرهمَا وأقدم الْعَلَاء بن أبي الْمجد من دمشق حَتَّى أسمع البُخَارِيّ مرَارًا.
وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن أَبنَاء جنسه، وَقد عظمه المقريزي جدا فِي عقوده وَغَيرهَا وَقَالَ أَنه)
كَانَ لي مجلا ومعظما وقلما رَأَيْت مثله وَلَوْلَا مَا ذكرته لكمل، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه بِمَا أوردت حَاصله عَفا الله عَنهُ وإيانا.
1135 - يلبغا السودوني / حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق وَأحد الْأَعْيَان من أمرائها. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَاسْتقر بعده فِي الحجوبية جركس وَالِد تنم الحسني نقلا من حجوبية طرابلس
1136 - يلبغا الكزلي نِسْبَة لكزل العجمي الظَّاهِرِيّ. / ترقى فِي أَيَّام أستاذه حَتَّى صَار خاصكيا ثمَّ نقل على إمرة بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ بهَا فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ عَارِفًا بفنون الرمْح لَا بَأْس بِهِ.
يلبغا الْمَجْنُون. / يَأْتِي قَرِيبا.
1137 - يلبغا المنجكي الأشرفي. / مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة.
1138 - يلبغا المؤيدي شيخ وَيعرف بالمجنون / لطيشه وحدة مزاجه. كَانَ أحد أُمَرَاء دمشق وَبهَا مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين.
1139 - يلبغا الناصري / نِسْبَة لجالبه الظَّاهِرِيّ برقوق الأتابكي. أَصله من أَعْيَان خاصكية أستاذه ثمَّ قدمه النَّاصِر وَلَده ثمَّ ولاه الحجوبية الْكُبْرَى وَلما تجرد إِلَى الْبِلَاد الشامية جعله نَائِب غيبته بِالْقَاهِرَةِ، وَحين قدم الْمُؤَيد مَعَ المستعين عمله(10/290)
أَمِير مجْلِس ثمَّ لما تسلطن الْمُؤَيد نَقله إِلَى الأتابكية وسافر مَعَه لقِتَال نوروز وَعَاد وَهُوَ مَرِيض فَلَزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي رَمَضَان سنة سبع عشرَة وَدفن من الْغَد وَكَانَ جَلِيلًا مُعظما وقورا دينا خيرا متواضعا مائلا للخير وَالْمَعْرُوف وَاقْتصر شَيخنَا فِي إنبائه على قَوْله: كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء رَحمَه الله.
1140 - يلخجا من مامش الناصري. / أَصله للظَّاهِر برقوق اشْتَرَاهُ مَعَ أَبَوَيْهِ وأنعم بهم على وَلَده عبد الْعَزِيز الملقب بالمنصور وَجعل أَبَاهُ من مماليك الأطباق وتربى الْوَلَد مَعَ الْوَلَد إِلَى أَن تسلطن بعد خلع أَخِيه النَّاصِر فرج فَلَمَّا عَاد النَّاصِر وَحبس أَخَاهُ جعل هَذَا خاصكيا ثمَّ ساقيا وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ وأثرى مَعَ الحشم والمماليك والبرك، كل ذَلِك قبل استكمال الْعشْرين، فَلَمَّا قتل أستاذه وَاسْتقر الْمُؤَيد عَزله عَن السِّقَايَة وَاسْتقر فِي جملَة الخاصكية وحظي عِنْده أَيْضا لكَونه محببا فِي الْأُمَرَاء بِحَيْثُ يتَرَدَّد إِلَيْهِ أعيانهم، وَلما هرب مقبل الدوادار من الْقَاهِرَة حِين كَون ططر مُدبر المملكة انْضَمَّ إِلَيْهِ ودخلا مَعَ نَائِب الشَّام جقمق الأرغونشاوي فَلَمَّا انْكَسَرَ اختفى هَذَا مُدَّة بِدِمَشْق ثمَّ ظهر وَعَاد صُحْبَة الظَّاهِر ططر إِلَى الْقَاهِرَة ودام على خاصكيته مَعَ عَظمته وَكَثْرَة مَا بِيَدِهِ من الإقطاعات ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بأمرة عشرَة وَجعله من رُءُوس)
النوب وسافر فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَمِير الركب الأول ثمَّ اسْتَقر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مشدا على بندر جدة رَفِيقًا للكريمي ابْن كَاتب المناخات ثمَّ عَاد فأنعم عَلَيْهِ الْعَزِيز بطبلخانات، ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ نَائِب غَزَّة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخرج إِلَيْهَا فِي تجمل زَائِد فَلم يلبث أَن تعلل وَلزِمَ الْفراش مُدَّة وَبَطل أحد شقيه واستعفى وَطلب الْعود فأعفي وَكتب بتوجهه إِلَى الْقُدس فَمَاتَ قبل وُصُول الْخَبَر إِلَيْهِ بغزة فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَدفن بِجَامِع ابْن عُثْمَان ظَاهر غَزَّة وَوهم الْعَيْنِيّ حَيْثُ قَالَ أَنه مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس، وَكَانَ تركيا شجاعا مقداما كَرِيمًا جميلا بِحَيْثُ كَانَ يضْرب بحسنه فِي شبيبته الْمثل خَفِيف اللِّحْيَة كاملها أَخْضَر اللَّوْن بَالغ ابْن تغرى بردى فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأَنه كَانَ أَحَق بالأتابكية من غَيره وَأما الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ قَالَ أَنه لم يكن مشكور السِّيرَة لِأَنَّهُ كَانَ يرتكب أَخذ أَمْوَال النَّاس ظلما كَفِعْلِهِ مَعَ أهل البرلس حِين توجه لأخذ خراجها فَإِنَّهُ ارْتكب هُنَاكَ مَا ارْتَكَبهُ غَيره من الظلمَة المفسدين، زَاد غَيره أَنه أَمر فِي مَرضه بتوسيط جمَاعَة كَانُوا فِي سجنه من جِهَة حطط حاجبها المستقر الْآن فِي نيابتها عَفا الله عَنهُ.
1141 - ينتمر المحمدي الْحَاجِب. / كَانَ من المقدمين فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وَقتل فِي وَاقعَة(10/291)
أيتمش فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه المقريزي وَغَيره.
يهود بن الْيَهُودِيّ التازي. /
1142 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الصَّفَدِي. / كَانَ شَيخا حسنا مُعظما مُعْتَقدًا وَله كَلَام على طَرِيق الصُّوفِيَّة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ بصفد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1143 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الله بن دَاوُد بن أبي الْفضل بن أبي المنجب ابْن أبي الفتيان الْجمال الدَّاودِيّ الطَّبِيب. / مَاتَ فِي أول رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على التسعين.
ذكره شَيخنَا أَيْضا وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ جمال الدّين ابْن الطَّبِيب برهَان الدّين بن الطَّبِيب تَقِيّ الدّين الَّذِي هُوَ أول من أسلم من آبَائِهِ من أهل بَيت يعْتَرف لَهُم عَامَّة الْيَهُود بِأَنَّهُم من ولد دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام. ولد فِي نَحْو سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وبرع فِي الطِّبّ وعالج بِهِ دهرا طَويلا وعاشر الأكابر بِمَا فِيهِ من فَضِيلَة وَجَمِيل محاضرة وَحسن معاشرة، وَجَاز الثَّمَانِينَ وَهُوَ يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشتَاء لصِحَّة بدنه. وَمَات عَن نَحْو مائَة سنة ثمَّ أنْشد عَنهُ حِين قَالَ لَهُ كَيفَ أَنْتُم:
(أسائل عَن أخباركم فيسرني ... سَمَاعي الَّذِي أرجوه فِيكُم وأطلب)
)
(إِذا كُنْتُم فِي نعْمَة وسلامة ... فَمَا أَنا إِلَّا فيهمَا أتقلب)
1144 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عبد الله الْجمال الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. / قدم من بِلَاده إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة واشتغل فِي الْفِقْه على علمائها ثمَّ قدم حلب وَحضر الْمدَارِس مَعَ الْفُقَهَاء وناب فِي قَضَاء تيزين عَن الشّرف الْأنْصَارِيّ وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه وفروعه مُقْتَصرا عَلَيْهَا. مَاتَ بتيزين فِي سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ عَنهُ أَنه اشْتغل كثيرا فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَررهُ الْأنْصَارِيّ فِي قَضَاء الْبَاب ثمَّ تيزين.
1145 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن عمر بن حُسَيْن التلواني الأَصْل القاهري الأقمري سبط ابْن الْحَاجِب، أمه جَان خاتون ابْنة عمر بن مُحَمَّد بن الجمالي عبد الله بن بكتمر الْحَاجِب / صَاحب الْأَوْقَاف الْكَثِيرَة والمدرسة بجوار الدَّار الهائلة خَارج بَاب النَّصْر الَّتِي لم يبْق لاستحقاقها غير بنيها والماضي أَبوهُ وجده، مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَلم يتصون.
1146 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن عَليّ الحوراني وَيعرف بِابْن الكفيف. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لي فِي استدعاء الصرخدي سنة اثْنَتَيْنِ.
1147 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف الْحلَبِي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي خَادِم القَاضِي الشهَاب بن زُرَيْق. / سمع من أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن يُونُس وَعبد الله الحرستاني وَحدث. سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالنجم بن فَهد. وَمَات.(10/292)
1148 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق. / ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا واشتغل بالفنون فبرع وَقدم دمشق وَقد أُشير إِلَيْهِ بِالْعلمِ فتصدر للإفادة بالجامع فَانْتَفع بِهِ غير وَاحِد وصنف فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَانَ جيدا دينا مَاتَ فِي رَحمَه الله.
1149 - يُوسُف بن إِبْرَهِيمُ الوانوغي المغربي الْحَنَفِيّ. / قدم دمشق فَكَانَ بوابا فِي بعض طواحينها والفضلاء يَأْخُذُونَ عَنهُ فنون الْعلم بل شرح شَوَاهِد الزّجاج وانْتهى من تصنيفه فِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشّرف بن عيد فِي التصوف وَغَيره.
1150 - يُوسُف بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد القاهري الصحراوي الشَّافِعِي بواب التربة الأشرفية برسباي شركَة لِأَخِيهِ كأبيه وَيعرف بِابْن الشَّامي. / كَانَ عَاقِلا فضل فِي فنون وَمن شُيُوخه ملا عَليّ الْكرْمَانِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ الْخمسين وَدفن بحوش التربة الْمَذْكُورَة عِنْد أَبِيه رَحمَه الله. (سقط)
شَاب قدم الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي سنة تسعين فَسمع مني أَشْيَاء.
1152 - يُوسُف بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمُحب بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري / أحد الْأُخوة وَأمه حرَّة مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية.
1153 - يُوسُف بن أَحْمد بن دَاوُد الْعَيْنِيّ نِسْبَة لعين البندق من أَعمال الشغر ثمَّ الشغري الشَّافِعِي نزيل حلب / وَيُقَال لَهُ الشغري لكَونه نَشأ بهَا وَإِلَّا فمولده بِالْعينِ، وَهُوَ غير الشهَاب الشغري نزيل حلب أَيْضا وَصَاحب التَّرْجَمَة أفضلهما رَأَيْت لَهُ نظم تصريف الْعزي مَعَ شَرحه وَشرح النّظم وَكَذَا نظم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَقطعَة من الْمِنْهَاج الفرعي وَشرح الْبَهْجَة فِي ثَمَان مجلدات وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فِيمَا بَلغنِي رَحمَه الله.
1154 - يُوسُف بن أبي الْيُسْر أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن الصَّائِغ / الْمَاضِي أَبوهُ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ ثقيل الْبدن خَفِيف الرّوح كثير المجون حسن المذاكرة ولي تدريس الدماعية وَنظر الرِّبَاط الناصري. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة.
1155 - يُوسُف بن أَحْمد بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورانشاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الْملك الْجَلِيل الْعَالم صَلَاح الدّين بن النَّاصِر بن الْعَادِل بن الْمُجَاهِد بن الْكَامِل بن الموحد بن الْمُعظم بن الصَّالح بن الْكَامِل بن الْعَادِل بن أَيُّوب الأيوبي الحصني. ولد سنة بضع وَسبعين فِي حجر المملكة وَنَشَأ شجاعا بطلا ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ فمهر فِيهِ(10/293)
وتفنن فِي عدَّة عُلُوم ونظم الشّعْر فأجاد وَرغب عَن الْملك وزهد فِي الدُّنْيَا وَأَقْبل على الْآخِرَة فَرَحل عَن بِلَاده طَالبا ثغرا يُجَاهد فِيهِ الْكفَّار فَدخل الْقَاهِرَة سنة سبع عشرَة فلازمني طَويلا وَبحث على مختصري النخبة وعلقها بِخَطِّهِ ومختصر الْكرْمَانِي فِي عُلُوم الحَدِيث أَيْضا وَكَانَ مَعَه ثمَّ كتب عني شرح النخبة وَكَانَ يستحسنه جدا وَحضر فِي إملائي على شرح البُخَارِيّ واستفدت مِنْهُ وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ شكلا بهيا ونفسا رضية، كثير الْعِبَادَة حسن التِّلَاوَة شجي الصَّوْت سليم الْفطْرَة ملوكي الْأَدَب بطلا شجاعا قَلِيل النظير، وَلم يزل قَاصِدا التَّوَجُّه لدمياط أَو غَيره من الثغور لنِيَّة المرابطة إِلَى أَن اسْتشْهد بالطاعون فِي سنة تسع عشرَة بعد أَن عدته فِي مَرضه فَوَجَدته فِي الغمرات فَقلت)
لَهُ كَيفَ تجدك فَقَالَ طيب، وَلما مَاتَ وَدفن اتّفق أَن الْقُرَّاء قرؤوا على جنَازَته سُورَة يُوسُف وَلم يعْهَد ذَلِك من قراء الْجَنَائِز ثمَّ اتّفق أَنه دُلي فِي قَبره عِنْد انْتِهَاء قراءتهم إِلَى قَوْله تَعَالَى كَذَلِك لنصرف عَنهُ السوء والفحشاء إِنَّه من عبادنَا المخلصين فَكَانَ هَذَا من الِاتِّفَاق النَّادِر لكَون اسْمه يُوسُف. قلت وَهُوَ مِمَّن أنزلهُ القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ بمدرسته وَقَرَأَ على القَاضِي واختص بِهِ الْجد حِينَئِذٍ واستأنس كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ رحمهمَا الله وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
1156 - يُوسُف بن أَحْمد بن غَانِم الْمَقْدِسِي النابلسي سبط التقي القلقشندي. / ولي قَضَاء نابلس زَمَانا ثمَّ قَضَاء صفد ثمَّ خطابة الْقُدس لما مَاتَ الْعِمَاد الكركي ثمَّ سعى عَلَيْهِ ابْن السائح قَاضِي الرملة بِمَال كثير فعزل فَقدم دمشق متمرضا. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1157 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم الْأَمِير الْجمال أَبُو المحاسن العثماني البيري ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ القاهري الأستادار أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَكَانَ يعرف أَولا بِابْن الحريري ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ بأستادار بجاس. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بالبيرة وَكَانَ أَبوهُ خطيبها وصاهر الشَّمْس عبد الله بن يُوسُف بن سحلول وَزِير حلب على أُخْته فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فَهُوَ قريب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول فَنَشَأَ فِي كنف خَاله الْمَذْكُور وَكَانَ أَولا بزِي الْفُقَهَاء وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي الْفِقْه والعربية مِنْهَا ألفية ابْن معطي وعرضها على أبي عبد الله بن جَابر الأندلسي وَأخذ عَنهُ فِي شرحها لَهُ بحلب وَسمع عَلَيْهِ بديعيته وَغَيرهَا، ثمَّ ارتحل على فاقة عَظِيمَة لدمشق فتزيا للجند وخدم بلاصيا عِنْد الشَّيْخ عَليّ كاشف بر دمشق وَغَيره. وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبعين فخدم أستادارا عِنْد الْأَمِير بجاس فطالت مدَّته عِنْده بِحَيْثُ تزوج ابْنَته وَعرف بِهِ(10/294)
وَعظم قدره وَمحله، وَكَذَا بَاشر الأستادارية عِنْد جمَاعَة من الْأُمَرَاء كبيبرس الأتابك وسودون الحمزاوي وأثرى وَعمر الدّور الْكِبَار مِنْهَا فِي دَاخل الْقصر بجوار الْمدرسَة السابقية منزلا حسنا فَيُقَال أَنه وجد فِيهِ خبيئة للفاطميين. واشتهر ذكره بالعصبية والمروءة وَقَضَاء حوائج النَّاس فَقَامَ بأعباء كثير من الْأُمُور وَصَارَ مقصدا للملهوفين يقْضِي حوائجهم ويركب مَعَهم إِلَى ذَوي الجاه فتزايدت وجاهته ونفذت كَلمته وَصَحب سعد الدّين إِبْرَهِيمُ بن غراب فَنَوَّهَ بِذكرِهِ بِحَيْثُ أَنه لما فر يشبك الشَّعْبَانِي وَمَعَهُ ابْن)
غراب عرض عَلَيْهِ الْوزر فَأبى وَسَأَلَ فِي الأستادارية فاستقر فِيهَا فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانمِائَة بعد أَن رسم عَلَيْهِ فِي بَيت شاد الدَّوَاوِين يَوْم وَلَيْلَة وَذَلِكَ عوض ابْن قيمار المستقر بعد ابْن غراب فَشَكَرت سيرته مَعَ استمراره على التحدث فِي أستادارية بيبرس ثمَّ وَقع بَينه وَبَين السالمي لتهور السالمي فَقبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة واستبد بِالْأَمر وَلم يلبث أَن تمكن ابْن غراب فرام الفتك بِجَمَال الدّين ثمَّ اشْتغل عَنهُ بمرضه حَتَّى هلك فاستولى حِينَئِذٍ على الْأُمُور واستضاف الوزارة وَنظر الْخَاص والكشف بِالْوَجْهِ البحري بل اسْتَقر مشير الدولة. ثمَّ لماقتل يشبك صفا لَهُ الْوَقْت وَصَارَ عَزِيز مصر على الْحَقِيقَة لَا يعْقد أَمر إِلَّا بِهِ وَلَا تنفصل مشورة إِلَّا عَن رَأْيه وَلَا يخرج أقطاع وَلَو قل إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يستخدم أحد من الْأُمَرَاء وَلَو عظم كَاتبا عِنْده إِلَّا من جِهَته وَلَا تبَاع دَار حَتَّى تعرض عَلَيْهِ وَلَا يثبت مَكْتُوب على قَاض حَتَّى يَسْتَأْذِنهُ وَلَا يُبَاع شَيْء من الْجَوْهَر والصيني وَلَا من آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا من الفرو وَالصُّوف وَالْحَرِير وَلَا من كتب الْعلم النفيسة حَتَّى تعرض عَلَيْهِ وَلَا يَلِي أحد وَظِيفَة وَلَو قلت حَتَّى نواب الْقُضَاة إِلَّا بأَمْره ثمَّ تجَاوز ذَلِك حَتَّى صَار لَا يتحكم أَمِير فِي فلاحه حَتَّى يؤامره وَلَا تكْتب وَصِيَّة حَتَّى تعرض عَلَيْهِ أَو يَأْذَن فِيهَا وخضع لَهُ الْآمِر والمأمور وَكثر تردد النَّاس إِلَى بَابه حَتَّى كَانَ رُؤَسَاء الدولة من الدوادار وَكَاتب السِّرّ فَمن دونهمَا ينزلون فِي ركابه إِلَى منزله وَلَا يصدر أحد مِنْهُم إِلَّا عَن رَأْيه وَاتفقَ مَجِيء الدوادار الْكَبِير قجاجق الظَّاهِرِيّ برقوق إِلَيْهِ مرّة لما بَينهمَا من أكيد الصُّحْبَة وَجلسَ من جِهَة عين جمال الدّين الذاهبة واشتغل جمال الدّين بإنهاء أشغال النَّاس والإسراع بالتعليم ليخلو بِهِ فَأخذ قجاجق قصَّة مِمَّا كتب عَلَيْهِ ورملها فَلَمَّا رأى جمال الدّين ذَلِك قَامَ إِلَيْهِ وأهوى ليده ليقبلها فَمَنعه من ذَلِك وَقدم لَهُ الْجمال تقدمة هائلة وَصَارَ يعْتَذر لَهُ ويشكر صَنِيعه وعد ذَلِك فِي فخره لكَون الدوادار الْكَبِير لَا يفعل ذَلِك للسُّلْطَان إِنَّمَا هِيَ وَظِيفَة رَأس نوبَة النوب وَمَا يفعل الْآن خُرُوج عَن(10/295)
المصطلح، ثمَّ شرع فِي انتهاك حُرْمَة الْأَوْقَاف فَحلهَا أَولا فأولا حَتَّى استبدل الْقُصُور الزاهرة المنيفة بِالْقَاهِرَةِ كقصر بشتك والحجازية وَغَيرهَا بِشَيْء من الطين فِي الجيزة وَغَيرهَا وَكَانَ قبل ذَلِك يتوقى فِي الظَّاهِر فَرُبمَا رام استبدل بعض الْمَوْقُوفَات فيعسر عَلَيْهِ القَاضِي الَّذِي مذْهبه جَوَازه إِلَى أَن تَجْتَمِع شُرُوط الْجَوَاز فيبادر هُوَ فيدس بعض الفعلة إِلَى ذَلِك الْمَكَان فِي اللَّيْل فَيفْسد فِي أساسه حَتَّى يكَاد يسْقط فَيُرْسل من يحذر سكانه فَإِذا اشْتهر ذَلِك بَادر الْمُسْتَحق إِلَى الِاسْتِبْدَال وَمن غفل)
مِنْهُم أَو تمنع سقط فنقص من قِيمَته مَا كَانَ يَدْفَعهُ لَهُ لَو كَانَ قَائِما ثمَّ بطلت هَذِه الْحِيلَة لما زَاد تمكنه بإعانة الْحَنَفِيّ تَارَة والحنبلي أُخْرَى حَتَّى أَن القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز رافق ابْن العديم الْحَنَفِيّ فِي جَنَازَة فَفتح لَهُ انتهاك حُرْمَة الْأَوْقَاف بِكَثْرَة الِاسْتِبْدَال فَقَالَ لَهُ إِن عِشْت أَنا وَالْقَاضِي مجد الدّين سَالم يَعْنِي الْحَنْبَلِيّ لَا يبْقى فِي بلدكم وقف وَالْعجب أَن رُؤَسَاء الْعَصْر كَانُوا يُنكرُونَ أَفعاله فِي الْبَاطِن رِعَايَة لَهُ أَو فرقا مِنْهُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَن قتل فتوارد الْجَمِيع على اتِّبَاعه فِيمَا سنّ حَتَّى لم يسلم مِنْهُ أحد مِنْهُم وَلم يزل الْأَمر يتزايد، ثمَّ لم يزل الْجمال يترقى وَيحصل الْأَمْوَال ويداري بالكثير مِنْهَا ويمتن على النَّاصِر بِكَثِير من الْأَمْوَال الَّتِي ينفقها عَلَيْهِ إِلَى أَن كَاد يغلب على الْأَمر وَفِي الآخر صَار يَشْتَرِي بني آدم الْأَحْرَار من السُّلْطَان فَكل من تغير عَلَيْهِ اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي إهلاكه وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِمَال معِين يعجل حمله إِلَى النَّاصِر ويتسلم ذَلِك الرجل فيهلكه فَهَلَك على يَده خلق كثير جدا وَأَكْثَرهم فِي التَّحْقِيق من أهل الْفساد، وَفِي الْجُمْلَة كَانَ قد نفذ حكمه فِي الإقليمين مصر وَالشَّام وَلم يفته من المملكة سوى اسْم السلطنة مَعَ أَنه كَانَ رُبمَا مدح باسم الْملك وَلَا يُغير ذَلِك وَلَا يُنكره إِلَى أَن قدر تخيل النَّاصِر مِنْهُ فِي سَفَره للبلاد الشامية للقبض على شيخ وَكَانَ مَعَه وَإنَّهُ تمالأ عَلَيْهِ وَإنَّهُ يُرِيد مسكه وَوجد أعداؤه سَبِيلا إِلَى الْحَط عَلَيْهِ عِنْده وَعدم نصحه بِحَيْثُ تغير مِنْهُ وَلما وصل إِلَى بلبيس وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة قبض عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وحاشيته إِلَّا أَخَاهُ فَإِنَّهُ فر فِي طَائِفَة ثمَّ لما دخل القلعة أَمر كَاتب السِّرّ بالحوطة على موجوده فاستعان فِي ذَلِك بالقضاة وَاسْتمرّ جمال الدّين وَولده يخرجَانِ ذخيرة بعد أُخْرَى إِلَى أَن قَارب جملَة مَا تحصل من موجودهما ألف ألف دِينَار، وأحضره النَّاصِر مرّة وتلطف بِهِ ليخرج بَقِيَّة مَا عِنْده وجد وأكد الْيَمين واعترف بخطأه واستغفر فرق لَهُ وَأمر بمداواته فَقَامَتْ قِيَامَة أعدائه وألبوه عَلَيْهِ إِلَى أَن أذن لَهُم فِي عُقُوبَته وَسلمهُ لَهُم فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى مَاتَ خنقا بيد حسام الدّين الْوَالِي وَقطعت رَأسه ثمَّ أحضرت بَين يَدي النَّاصِر فَردهَا وَأمر(10/296)
بدفنه وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَلَقَد رَأَيْت لَهُ بعد قَتله مناما صَالحا حَاصله أنني ذكرت وَأَنا فِي النّوم مَا كَانَ فِيهِ وَمَا صَار إِلَيْهِ وَمَا ارْتكب من الموبقات فَقَالَ لي قَائِل إِن السَّيْف محاء للخطايا فَلَمَّا استيقظت اتّفق أَنِّي نظرت هَذَا اللَّفْظ بِعَيْنِه فِي صَحِيح ابْن حبَان فِي أثْنَاء حَدِيث فرجوت لَهُ بذلك الْخَيْر والعمرى لقد ارتكبوا فِي حَقه مُنْذُ قبض إِلَى أَن قتل مَا لم)
يرتكبه فِي حق من دونه فِيمَا كَانَ فِيهِ من الإهانة والإفراط فِي ظلم البرآء من أَهله حَتَّى وضعت امْرَأَته سارة ابْنة الْأَمِير بجاس وَهِي حَامِل على دست نَار فَأسْقطت وَرَأَتْ من الذل مَا لَا يُوصف وَمَاتَتْ بعد ذَلِك قهرا. زَاد غَيره أَنه دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة وَأخرج النَّاصِر غَالب أوقافه حَتَّى مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط بَاب الْعِيد وَسميت الناصرية وَلذَلِك أبقى لَهَا مَا بَقِي من وَقفهَا، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ أَنه كَانَ أَمِيرا كَبِيرا مُحْتَرما ذَا حُرْمَة وافرة إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْولَايَة والعزل وَسَائِر أُمُور المملكة بِغَيْر مُزَاحم، مَعَ الْعقل والمكارم والمحبة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وإكرامهم قَالَ وَقد مدحه الزين طَاهِر بن حبيب بقصيدة، قلت وَكَذَا مدحه شَيخنَا بقصيدة طنانة، بل قَالَ فِي مُعْجَمه أَنه سمع مِنْهُ من لَفظه من بديعية المغربي الْأَعْمَى بِسَمَاعِهِ لَهَا مِنْهُ بالبيرة وترجمه فِيهِ برئيس المباشرين قاطبة وَأَنه انتظم الدَّوَاوِين كلهَا ولقب نظام الْملك وَغلب على الْأَمر بِحَيْثُ لم يكن لأحد مَعَه كَلَام قَالَ وَكَانَ جوادا ممدحا رَئِيسا جمع كثيرا من المفسدين وأبادهم بِالْمَوْتِ وَالْقَتْل إِلَى أَن نكب وَقتل وَأطَال المقريزي فِي عقوده ثمَّ ابْن تغرى بردى تَرْجَمته وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا قَصِيرا جدا أَعور دميما قَبِيح الشكل سفاكا للدماء بطاشا محبا لجمع الْأَمْوَال وَأَخذهَا من غير اسْتِحْقَاق وصرفها كَذَلِك نسْأَل الله السَّلامَة.
1158 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن بشر اليمني نزيل مَكَّة وَيعرف باللقسة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
1159 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال الدّين جمال الدّين بن الشهَاب بن الشَّمْس الأندجاني الأَصْل السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ / وأندجان من فرغانة. ولد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسمرقند وَنَشَأ فاشتغل فِي الْعُلُوم على جمَاعَة أَجلهم مَحْمُود العلماشاني وَمُحَمّد البُخَارِيّ وَطَاف كثيرا من الْبِلَاد كبغداد، وَحج فِي سنة خمس وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وسافر فِي أول سنة سبع وزار الْمَدِينَة وأقرأ بِمَكَّة الْمُتَوَسّط والطوالع ولقيني فِي آخر سنة سِتّ فَقَرَأَ عَليّ بَدْء الْوَحْي من البُخَارِيّ وأجزته.
1160 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الزبيرِي(10/297)
الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَاضِي عَمه عبد الْكَرِيم وَيعرف بدليم. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة.
أرخه ابْن فَهد.) :::
1161 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال الملتاني السجْزِي الأَصْل الكجراتي الأحمدأبادي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِأَحْمَد أباد وَأخذ عَن بلديه نظام الدّين الملقب غوث الْملك فِي العقليات كشرح المواقف واللوامع بعد أَن أَخذ عَن غَيره فِي المبادئ من نَحْو وَصرف وتميز فِي الْكَلَام والمنطق والنجوم والتواريخ وَغَيرهَا وتصدى لإقراء الطّلبَة فِي العقليات وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان مَحْمُود فِي الْحِسْبَة بالمماليك ويستخلف من تَحت يَده، حَدثنِي بذلك غير وَاحِد من طلبته مِمَّن أَخذ عني.
1162 - يُوسُف بن أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْجمال أَبُو المحاسن بن الشهَاب الباعوني الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَهِيمُ وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن الباعوني. / ولد فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانمِائَة بقاعة الخطابة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق وَهُوَ فِي الرَّابِعَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس خطيب الشامية وَالشَّمْس البصروي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْعَلَاء القابوني وَغَيرهمَا الْعَرَبيَّة وَحفظ أَيْضا الْمنْهَج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك وَبحث على الشهَاب الْغَزِّي فِي الْمِنْهَاج الفرعي ثمَّ فِي الْفِقْه أَيْضا على الْبُرْهَان بن خطيب عذراء ثمَّ على الشمسين الْبرمَاوِيّ والكفيري وَمِمَّا بَحثه على الْبرمَاوِيّ فِي قَوَاعِد العلاني وَفِي أصُول الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ دروسا فِي النَّحْو وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي بِدِمَشْق والزين القبابي بِبَيْت الْمُقَدّس والتدمري بالخليل والشهاب بن رسْلَان بالرملة وَلَقي التَّاج بن الغرابيلي فَأخذ عَنهُ ورغبه فِي الطّلب لهَذَا الشَّأْن فَمَا تيَسّر وباشر التوقيع بِدِمَشْق وَغَيره ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأكب على الْعلم إِلَى أَن ألزمهُ النَّجْم بن حجي بِكِتَابَة سر صفد فباشرها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء بهَا وتكررت ولَايَته لَهما مرّة بعد أُخْرَى وناب فِي قَضَاء دمشق عَن الْبَهَاء بن حجي ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بعد أَن كَانَ اسْتَقل بِهِ فِي طرابلس ثمَّ حلب وحمدت سيرته فِي مباشراته كلهَا سِيمَا البيمارستان النوري حَيْثُ ضبط تَركه ودخله وَصَرفه واستفضل من ذَلِك مَا عمر مِنْهُ فِيهِ مَكَانا عَظِيما يعرف بِهِ وَاشْترى أَمَاكِن وأضافها لوقفه لمزيد عفته وسياسته وتصميمه فِي الْأُمُور وَعزة نَفسه وجلالته ووجاهته ووقعه فِي النُّفُوس مَعَ وفور ذكائه ورقة لطافته وبديع نظمه ونثره وَحسن شكالته وبزته ووفور مروءته وَمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من كَثْرَة التِّلَاوَة وَالصَّدَََقَة وَصَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس غَالِبا وَالْقِيَام)
والتهجد والمحاسن(10/298)
الجمة بِحَيْثُ نوه باحتضاره لقَضَاء الديار المصرية، وَقد درس بعدة أَمَاكِن كالعادلية الصُّغْرَى وَغَيرهَا اسْتِقْلَالا والشامية الجوانية والعزيزية نِيَابَة وَحج غير مرّة وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولقيته بهَا وببلده، وَكَانَ فَقِيه النَّفس سريع النّظم مَعَ حسنه نظم من الْمِنْهَاج الفرعي قِطْعَة ثمَّ بدا لَهُ أَن من لم ينظم الْعلم كالبهجة لَا يَنْبَغِي لَهُ النّظم ففتر عزمه وَشرع فِي كتاب على نمط عنوان الشّرف بِزِيَادَة علم الهندسة فَكتب مِنْهُ نصف كراس وَمَا كتبته عَنهُ:
(إِن غلقت أَبْوَاب رزق الْفَتى ... وَعَاد صفر الْكَفّ والجيب)
(يضرع إِلَى مَوْلَاهُ فِي فتحهَا ... فَعنده مفاتح الْغَيْب)
وترجمته مبسوطة فِي المعجم وَبِه ختم المعتبرون من قُضَاة دمشق. مَاتَ مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء دهرا للتوسع فِي ولاته إِلَى حد قل أَن عهد نَظِيره بعد أَن حج بأولاده وَعِيَاله وزار الْقُدس والخليل بالصالحية فِي آخر ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ يُقَال مسموما وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون رَحمَه الله وإيانا. وَخلف أَوْلَاد كثيرين ذُكُورا وإناثا.
1163 - يُوسُف بن أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْجمال أَبُو المحاسن بن الْمُحب الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي رَابِع شَوَّال سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام والخرقي وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة كشيخنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ على أَبِيه مُسْند إِمَامه وَغَيره وَأخذ عَنهُ الْفِقْه غير مرّة بل ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول والجرجانية فِي النَّحْو وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الصّرْف وَغَيره وَعَن أبي الْجُود فِي الْفَرَائِض والحساب وَسمع أَيْضا على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى أبي عبد الله بن الْمصْرِيّ سنَن ابْن ماجة وعَلى الشَّمْس الشَّامي فِي سنة تسع وَعشْرين الأول من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَغير ذَلِك وعَلى ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء بن بردس بِالْقَاهِرَةِ وَمن الْبُرْهَان الْحلَبِي بهَا حِين كَانَ مَعَ أَبِيه سنة آمد المسلسل بالأولية فِي آخَرين، وَدخل بعد مَوته الشَّام غير مرّة وَأخذ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عَن ابْن قندس وَابْن زيد واللؤلؤي والبرهان الباعوني وَابْن السَّيِّد عفيف الدّين، وَأَجَازَ لَهُ خلق بل أذن لَهُ وَالِده فِي التدريس والإفتاء وَأذن لَهُ فِي الْعُقُود والفسوخ بل وَالْقَضَاء وَكَذَا أذن لَهُ شَيخنَا وَغَيره فِي الإقراء، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الْفِقْه بالمنصورية والبرقوقية وَحضر عِنْده فيهمَا الْقُضَاة والأعيان وَكَذَا اسْتَقر بعد الْعِزّ)
الْحَنْبَلِيّ فِي المؤيدية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وَمَعَ ذَلِك فَاحْتَاجَ لقلَّة تَدْبيره وَسُوء تصرفه وتبذيره إِلَى الْمُبَاشرَة بديوان الْأَمِير(10/299)
تمراز ليرتفق بمعلومها وَأكْثر من التشكي وامتهان نَفسه ومخالطته قبل ذَلِك وَبعده لِذَوي السَّفه بِحَيْثُ طمع فِيهِ نَاصِر الدّين بن الأخميمي الإِمَام شيخ البرقوقية وانتقص من معلومه فِيهَا محتجا بِزِيَادَتِهِ فِيهِ على بَقِيَّة المدرسين وَمَعَ ذَلِك فَمَا صرف لَهُ شَيْئا هَذَا مَعَ توسله بأميره وَبِغَيْرِهِ وَله شَهَادَة عَلَيْهِ بالرضى بمشاركة رفقته وسافر فِي غُضُون ذَلِك لمَكَّة بعد رغبته عَن المؤيدية واستتابته قَاضِي مذْهبه فِيمَا عَداهَا فحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وَأقَام بِكُل مِنْهُمَا أشهرا، ولقيته بكليهما، وأنشدني أبياتا قَالَ إِنَّهَا من نظمه وَكنت رُبمَا سايرته فِي الرُّجُوع وَهُوَ فِي غَايَة من الْفَاقَة، وَقد درس وَأفْتى وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ بعض صغَار الطّلبَة، وَكَانَ يستحضر كثيرا من الْفُرُوع وَغَيرهَا، وَفِي تصَوره توقف وَمَعَ ذَلِك فَلَو كَانَ متصونا مَا تقدم عَلَيْهِ بعد الْعِزّ غَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة رَابِع الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ بمنزله من المنصورية وَدفن عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
1164 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال الرُّومِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالأدهمي. / اخْتصَّ بالبرهان بن الديري ثمَّ بالناصري مُحَمَّد بن قانباي اليوسفي المهمندار وتنزل فِي الْجِهَات وَرَافِع فِي قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس بن المغربي الْغَزِّي فَلم يصل مِنْهُ لغرضه.
1165 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال الصفي بِالتَّشْدِيدِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الصَّفّ من الأطفيحية ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بالشيخ يُوسُف الصفي. /
حفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَبحث فِي الْفِقْه وأصوله على الْجمال الأقفهسي ثمَّ الْعلم الأخنائي وَمِمَّا بحث فِيهِ مَعَ الرسَالَة مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي بل أَخذ عَن الحناوي فِي الْفِقْه والعربية فِي آخَرين وَكَذَا بحث فِي الْمِنْهَاج الفرعي على الشَّمْس البرشنسي وكانه ليحيط بمسائل الْخلاف، وَلَقي الْجمال يُوسُف العجمي وَأخذ عَن وَلَده تَاج الدّين وَصَحب أَبَا بكر الْموصِلِي رَفِيقًا للبلالي وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب بن الناصح وَمُحَمّد القرمي وَابْن زقاعة ولازم ميعاد السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ وَلَده الْجلَال والحموي وَغَيرهم، وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وجاور بالحرمين وَبَيت الْمُقَدّس كثيرا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ شَيخا مهابا كثير الْبر والإيثار للْفُقَرَاء قَائِما بأحوالهم يَأْخُذ لَهُم من الْأَغْنِيَاء وَله كرامات كَثِيرَة وَاتفقَ فِي آخر عمره أَن شخصا جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَهُوَ يَقُول لي قل للشَّيْخ)
يُوسُف يزورنا فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس، ثمَّ عَاد فَمَاتَ يَعْنِي فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَعشْرين عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ فأزيد بعد أَن صلى عَلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ بِصَحْنِ جَامع الْحَاكِم فِي مشْهد حافل وَدفن بِالْقربِ من الْكَمَال الدَّمِيرِيّ فِي مَقْبرَة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أحد صوفيتها وَلِلنَّاسِ فِيهِ(10/300)
اعْتِقَاد كثير وَقد وَصفه شَيخنَا فِي عرض وَلَده بالشيخ الْمُقْتَدِي المرحوم وَفِي مَوضِع آخر بالشيخ الْقدْوَة الْفَاضِل الْعَامِل الْكَامِل بَقِيَّة السّلف الصَّالِحين. وَوَصفه العلمي البُلْقِينِيّ بالشيخ الصَّالح الْقدْوَة ولي الله. وأفرد لَهُ وَلَده تَرْجَمَة فِي كراسة وَفِي أَصْحَابنَا غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عَنهُ كإمام الكاملية وفقيهنا الْبَدْر حُسَيْن وَكَانَ خادمه سفرا وحضرا وَحكى لنا كثيرا من كراماته إِنَّه كَانَ كلما يطْلب مِنْهُ يخرج لَهُ الدَّرَاهِم من فَمه بعد علمه أَنه لَيْسَ مَعَه شَيْء وَأَنه قَالَ لَهُ يَا سَيِّدي هَل فِي فِيك دَار الضَّرْب أَو كَمَا قَالَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
1166 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الْفراء. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: عَامي مطبوع ينظم الزجل جيدا كتب إِلَيّ قِطْعَة أَولهَا:
(قَمِيصِي ذهب واتفضض ... وشعري وهتك ستري)
(غسلته اتمزق فاض دمعي ... عاينوا بعيني تجْرِي)
(من قد عَم علمه حلمه ... أوهبني قَمِيص عَمْرو عَام)
(صَار خليع جَدِيد واتمزق ... وأخلع الْبدن والأكمام)
(قلت أَنا أشتكيه للفاضل ... زكي الْعَام شيخ الْإِسْلَام)
(يقبل دَعْوَى فِي حَقه ... وَيجْبر بِعِلْمِهِ كسْرَى)
(ويرفي صَحِيح مَا انمزق ... وَيقبل بحلمه عُذْري)
(تَفْسِير السّنَن وَالْمُخْتَار ... جو من بعض فتح الْبَارِي)
(بشرح البُخَارِيّ علمك ... صَار مُحِيط كَمَا الما جاري)
(وأطراف المسانيد أَعْطَيْت ... الْعشْرَة صَار العاري)
(خصالك تكفر ذَنبي ... مقدم مُؤخر عمري)
(وَأما الْأَرْبَعين تشهد لَك ... المتباينة والدرى)
(يَا كنز الْعُلُوم بالشاف ... شَرحه عَن لِسَان الْمِيزَان)
(مَا اشْتبهَ علينا النِّسْبَة ... من أصُول بَيَان التِّبْيَان)
)
(بتهذيب صَحِيح التَّهْذِيب ... يَا رَوْضَة الْمَرْء بالبدر)
(كم قَالَ فِي البُخَارِيّ مُسلم ... متظلل ببقانا مصري)
وَهِي طَوِيلَة تحْتَاج لتحرير.
1167 - يُوسُف بن أَحْمد الْجمال الملكاوي / أحد الْفُضَلَاء بِدِمَشْق. درس وخطب وَكَانَ يمِيل إِلَى اعْتِقَاد الْحَنَابِلَة مَعَ الدّين وَالْخَيْر. . مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
1168 - يُوسُف بن أَحْمد الشَّمْس الْحكمِي. / شيخ صَالح يحفظ الْقُرْآن ويلازم الْجَمَاعَات. ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ مُخْتَصرا.(10/301)
1169 - يُوسُف بن أَحْمد الأرزنجاني الرُّومِي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الصَّحرَاء وَيعرف بسنان / سمع مَعنا على شَيخنَا فِي مُسْند أبي يعلى ثمَّ قَرَأَ عَليّ بعد دهر مجَالِس من البُخَارِيّ بحثا واستفادة، وسافر لدمشق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة للسعي فِي شَيْء من وظائف الشَّام فَنزل بزاوية نصر الله من خَان الخليلي وأقرأ بهَا فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره وطلع إِلَى السُّلْطَان فَلم يُكرمهُ بل لامه على الطُّلُوع وَيُقَال أَنه أظهر مطالعة من ملك الشرق نسب إِلَى التزيد فِيهَا وَرُبمَا ظن أَنه جاسوس.
وَأَقْبل عَلَيْهِ الكافياجي وأنزله تَحت نظره بالتربة الأشرفية ثمَّ بالشيخونية وَصَارَ يقرئ فِيهَا وسافر لبيت الْمُقَدّس وَالشَّام ثمَّ عَاد بِسَبَب الخاتونية فَأُجِيب وَحِينَئِذٍ أنزلهُ الدوادار بتربته وَقَررهُ شَيخا بهَا ولقيته هُنَاكَ فَسَأَلته عَن وَاقعَة جرت لَهُ مَعَ البقاعي بِالشَّام وَبَالغ معي فِي الْأَدَب وَصَارَ يحضر مجْلِس السُّلْطَان. وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين فَجْأَة رَحمَه الله وإيانا.
1170 - يُوسُف بن أَحْمد الأندلسي التّونسِيّ. / أَخذ عَن عمر وَأحد القلجانيين وَمُحَمّد بن أبي الْقَاسِم المشدالي وَغَيرهم وبرع فِي أصُول الدّين وشارك فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَهُوَ الْآن فِي سنة تسعين حَيّ زَاد على السِّتين.
1171 - يُوسُف بن إِسْمَعِيل بن يُوسُف بن إِسْمَعِيل بن يُوسُف بن إِسْمَعِيل بن عمر بن سبع بن ثَابت بن معمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن قيس بن سعد بن عبَادَة هَكَذَا قرأته بِخَطِّهِ وَفِيه نظر الْجمال بن الْعِمَاد الْأنْصَارِيّ الجزرجي السَّاعِدِيّ الأنبابي بِفَتْح الْهمزَة فِيمَا ضَبطه شَيخنَا الشَّافِعِي الصَّالح بن الصَّالح وَيعرف بالأنبابي. / ولد سنة سِتِّينَ ظنا وَقَرَأَ كَمَا قَالَ شَيخنَا على شُيُوخنَا فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَالْأُصُول كالعراقي والعز بن جمَاعَة وَأكْثر)
جدا وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يعْتَقد فِي ناحيته ثمَّ صَار ابْنه كَذَلِك مَعَ الْخُشُوع والتعبد والإكثار من الْحَج وَالْعِبَادَة وملازمة الإشغال والاشتغال واتساع الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَ، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد وَكَانَت وَفَاته فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخلف مَالا كثيرا جدا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه، وَمن شُيُوخه التقي الْبَغْدَادِيّ سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وتلا عَلَيْهِ بالسبع وَابْن الشيخة سمع عَلَيْهِ مُسْند أَحْمد والتنوخي سمع عَلَيْهِ جُزْء الْأنْصَارِيّ وجزء أبي الجهم وَغَيرهمَا وتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن وَحمل عَنهُ شَرحه للحاوي والأبناسي وأذنوا لَهُ بالإفتاء والتدريس وَأخذ الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والعربية وَالْأُصُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَبِه خَتمهَا والمقريزي فِي عقوده.
1172 - يُوسُف بن إينال باي بن قجماس بن أنس جمال الدّين / وجده هُوَ الْمَنْسُوب إِلَيْهِ التربة القجماسية بِالْقربِ من تربة أَخِيه الظَّاهِر برقوق بن أنس(10/302)
لكَونه أكملها وَإِلَّا فَهِيَ إنْشَاء أَخِيه لَهُ.
ولد فِي الْعشْر الأول من صفر سنة ثَمَانمِائَة فِيمَا ذكر وَهُوَ وَأَبوهُ وجده وجد أَبِيه مُسلمُونَ، كَانَ أَبوهُ أَمِير آخو كَبِير فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة ثمَّ الناصرية وَفِي أَيَّامه مَاتَ، وَنَشَأ ابْنه صَاحب التَّرْجَمَة فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض الْكتب عِنْد شَيخنَا الزين رضوَان وَسمع بإفادته على التقي الدجوي بعض مُسلم وَأَجَازَ لَهُ باستدعائه جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، أجَاز لنا وَكَانَ أحد الْحجاب دهرا وَمِمَّنْ يذكر بالتبذير وَغَيره ثمَّ كف فَترك الحجوبية وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين وَصلي عَليّ بالمؤمني ثمَّ دفن بتربة جده عَفا الله عَنهُ وإيانا.
1173 - يُوسُف بن بَابا بن عمر بن مَحْمُود بن رستم الْجمال الكدواني بِضَم الْكَاف ثمَّ دَال مُهْملَة نِسْبَة لقبيلة من الأكراد الْكرْدِي الشَّافِعِي. / إِنْسَان خير لازمني بِمَكَّة وَالْمَدينَة فَأخذ عني أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وكتبت لَهُ إجَازَة عينت شَيْئا مِنْهَا فِي الْكَبِير وَهُوَ الْآن سنة تسع وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ على خير كَبِير وتجرع فاقة ويحج مِنْهَا كل سنة.
يُوسُف بن بدر الكومي. هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف / يَأْتِي.
1174 - يُوسُف بن برسباي الْعَزِيز الْجمال أَبُو المحاسن بن الْأَشْرَف الدقماقي الظَّاهِرِيّ الأَصْل القاهري. / ولد بقلعة الْجَبَل فِي إِحْدَى الجماديين سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأمه أمة لِأَبِيهِ جركسية اسْمهَا جلبان تزَوجهَا بعد أَن وَلدته لَهُ وَمَاتَتْ فِي أَيَّامه، وَنَشَأ الْعَزِيز إِلَى أَن عهد لَهُ بالسلطنة فِي مرض مَوته وَمَات بعد أَيَّام فَملك، وَذَلِكَ بعد عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر)
ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فدام دون مائَة يَوْم إِلَى أَن خلعه الأتابك جقمق بعد حروب وَاسْتقر عوضه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا ولقب بِالظَّاهِرِ وَأَسْكَنَهُ بقاعة البربرية من دور الْحَرِيم السلطاني فتسحب مِنْهَا عقب صَلَاة الْمغرب من رَمَضَان على حِين غَفلَة بعد أَن غير زيه بتحسين بعض أَتْبَاعه ذَلِك لَهُ وإيهامه أَن مماليك أَبِيه مَعَه فَلم ير لذَلِك حَقِيقَة فَسقط فِي يَده وتحير واختفى حِينَئِذٍ إِلَى أَن ظفر بِهِ جلباي المستقر بعد فِي السلطنة كَمَا سلف وَهُوَ إِذْ ذَاك أَمِير عشرَة فِي أَوَاخِر شَوَّال بإرشاد خَاله بيبرس لوقت مروره واعتذاره بِكَوْنِهِ لَا يحسن بِهِ هُوَ مسكه وَذَلِكَ بعد أَن مس جمَاعَة بِسَبَب اختفائه مزِيد الضَّرَر بل وسط بَعضهم فسر الظَّاهِر بذلك أتم سرُور وسر أحبابه بِحَيْثُ أَن المبشر جَاءَ لشَيْخِنَا بعد الْعشَاء بذلك وَأَعْطَاهُ دِينَارا وأنعم الْملك على جلباي بقرية سرياقوس زِيَادَة على مَا مَعَه فحبس بالدور السُّلْطَانِيَّة أَيَّامًا فِي قاعة العواميد عِنْد خوند(10/303)
البارزية ثمَّ أرْسلهُ إِلَى إسكندرية فسجن إِلَى أَن أفرج عَنهُ الظَّاهِر خشقدم فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأذن لَهُ فِي السُّكْنَى بدار مِنْهَا وبالركوب لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا من جِهَة بَاب الْبَحْر خَاصَّة فسكن الْعَزِيز بدار عَظِيمَة بالثغر وشيد بنيانها وَأقَام فِيهَا بتجمل زَائِد ودام على ذَلِك أَزِيد من سنتَيْن ثمَّ مرض نَحْو ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
1175 - يُوسُف بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال بن التقي الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الخشاب وبسبط ابْن الوردي فأمه خَدِيجَة ابْنة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد قريب الزين بن الوردي من جِهَة أَنه جد أبي الْعَلَاء لأمه وحفيد عَم جده عبد الْخَالِق. / ولد فِي خَامِس عشرى شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْبَهْجَة والكافية والشاطبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْفَخر عُثْمَان الْكرْدِي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن عَليّ الْخَوَارِزْمِيّ الْمَدْعُو بقول درويش وَعلي بن مُحَمَّد الشرابي الْكرْدِي، وخطبه أَمِير سلَاح تمراز حِين كَانَ بحلب فِي التجريدة ليَكُون إِمَامه فَأم بِهِ من مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين واغتبط بِهِ أتم اغتباط بِحَيْثُ استصحبته مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة مستمرا على وظيفته ثمَّ عَاد مَعَه إِلَى التجريدة أَيْضا فِي ثَانِي عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَلم يلبث أَن تغير عَنهُ فِي سنة أَربع لمزيد نصحه فِي ضبط ديوانه بِحَيْثُ ثقل ذَلِك على الآكلين فوشوا بِهِ عِنْده إِلَى أَن تعدى وضربه مرَارًا واختفى إِلَى أَن توسل بِمن تكلم لَهُ فِي موادعته لَهُ)
حِين السّفر فِي سنة خمس للتجريدة أَيْضا وتخلف هُوَ بِالْقَاهِرَةِ فاستدعى بِهِ السُّلْطَان واستخبره عَن الْأُمُور وَعَن الدِّيوَان وَكتب لَهُ شَيْئا مَعَ تصنيفي رفع الشكوك فِي مفاخر الْمُلُوك فأنعم عَلَيْهِ بِمِائَة دِينَار وَأمره بِأَن يكون سنبل مبلغا عَنهُ كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلما قدمت التجريدة تقلل من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ مُطلقًا وَكَانَ قبل ذَلِك اجْتمع بِي وَأخذ عني الْمُؤلف الْمشَار إِلَيْهِ والتوجه للرب بدعوات الكرب وَسمع مني أَشْيَاء كالمسلسل وَغَيره وَمن ذَلِك الْفرج بعد الشدَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَكَذَا تكَرر اجتماعه بِي وَأخذ عَن الْبُرْهَان بن أبي شرِيف والزين زَكَرِيَّا وَغَيرهمَا. وَهُوَ إِنْسَان مهذب عَاقل حسن الْخط بديع اللطف مَعَ إِلْمَام بِالْفَضْلِ.
1176 - يُوسُف بن أبي بكر بن عَليّ الْجمال أَبُو عبد الله القاهري الشَّافِعِي نزيل الجمالية / وَأحد صوفيتها بل سكن الْعَارِض بالقرافة وقتا لتزوجه بابنة عمر البسطامي وَيعرف بالأمشاطي. أَخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والجلال البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا ثمَّ كَانَ مِمَّن يحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ فِي البُخَارِيّ بل سمع على الشّرف بن الكويك وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا(10/304)
كَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي. بل لَا أستبعد أَخذه عَن أقدم مِنْهُم، وَتقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وتصدى لإقرائه بالجمالية وبالأزهر والعارض فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن إِسْمَعِيل الرئيس الْأَزْهَرِي وَابْن الفالاتي وَابْن الصفي قَرَأَ عَلَيْهِ الورقات ثمَّ قِطْعَة من اللمع، وَكَانَ عَالما صَالحا نيرا عضته دَابَّة فِي كتفه فاستمر حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ بعد الْأَرْبَعين تَقْرِيبًا وَدفن بتربة خَلِيل المشبب تجاه الْعَارِض وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.
1177 - يُوسُف بن أبي بكر الْمَدْعُو سَيْفا بن عمر بن سيف بن يُوسُف بن سيف بن يُوسُف بن سيف بن عبد الرَّحْمَن الْجمال المعري الأَصْل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سيف. / ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمعرة النُّعْمَان وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد أَن أَقَامَ بحماة يَسِيرا فِي سنة أَربع فَرَأى البُلْقِينِيّ وَحضر فِيمَا قيل دروسه وَسمع من الصَّدْر الأبشيطي وَغَيره وتفقه بالبدر الطنبدي، واشتغل فِي الْفَرَائِض على الشَّمْس الغراقي وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الشَّمْس الشطنوفي ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وَتردد للمشايخ ودام فِيهَا إِلَى سنة إِحْدَى وَعشْرين فَعَاد إِلَى حماة وقطنها وَكتب بهَا التوقيع عَن كتاب سرها ثمَّ ترك بِأخرَة وَحج وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ الْعَلَاء بن الدنيف الْمَاضِي. مَاتَ سنة سبع أَو ثَمَان وَخمسين بحماة رَحمَه الله، وَمن نظمه:)
(وَطَالَ قَالَ لي تَنْبِيه بهجته ... فَهَل لحسنى فِي ذَا الْعَصْر من هاجي)
(فَقلت كلا وَلَا فِيك الْخلاف إِذا ... يَا حاوي الْحسن مدحي فِيك منهاجي)
1178 - يُوسُف بن تغرى بردى الْجمال أَبُو المحاسن بن الأتابكي بالديار المصرية ثمَّ نَائِب الشَّام البشبغاوي الظَّاهِرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال تَحْقِيقا سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدار منجك اليوسفي جوَار الْمدرسَة الحسنية وَمَات أَبوهُ بِدِمَشْق على نيابتها وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي حجر أُخْته عِنْد زَوجهَا الناصري بن العديم الْحَنَفِيّ ثمَّ عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ لكَونه كَانَ خَلفه عَلَيْهَا وَحفظ الْقُرْآن ثمَّ فِي كبره فِيمَا زعم مُخْتَصر الْقَدُورِيّ وألفية النَّحْو وإيساغوجي واشتغل يَسِيرا وَقَالَ أَنه قَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس والْعَلَاء الروميين وَفِي الصّرْف على ثَانِيهمَا وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه على الْعَيْنِيّ وَأبي الْبَقَاء بن الضياء الْمَكِّيّ والشمني ولازمه أَكثر وَعَلِيهِ اشْتغل فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل والكافياجي وَعَلِيهِ حضر فِي الْكَشَّاف والزين قَاسم واختص بِهِ كثيرا وتدرب بِهِ وَقَرَأَ فِي الْعرُوض على النواجي والمقامات الحريرية على القوام الْحَنَفِيّ وَعَلِيهِ اشْتغل فِي النَّحْو أَيْضا بل أَخذ عَنهُ قِطْعَة جَيِّدَة من علم الْهَيْئَة وَقَرَأَ أقرابادين فِي الطِّبّ على سَلام الله وَفِي(10/305)
البديع وَبَعض الأدبيات على الشهَاب بن عربشاه وَكتب عَن شَيخنَا من شعره وَحضر دروسه وانتفع فِيمَا زعم بمجالسته وَكَذَا كتب بِمَكَّة عَن قاضيها أبي السعادات ابْن ظهيرة من شعره وَشعر غَيره وَعَن الْبَدْر بن العليف وَأبي الْخَيْر بن عبد الْقوي وَغَيرهم من شعراء الْقَاهِرَة، وتدرب كَمَا ذكر فِي الْفَنّ بالمقريزي والعيني وَسمع عَلَيْهِمَا الحَدِيث، وَكَذَا بالقلعة عِنْد نائبها تغرى برمش الْفَقِيه عَليّ بن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصُّحْبَة، وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَآخَرُونَ. وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين واعتنى بِكِتَابَة الْحَوَادِث من سنة أَرْبَعِينَ وَزعم أَنه أوقف شَيْخه المقريزي على شَيْء من تَعْلِيقه فِيهَا فَقَالَ دنا الْأَجَل إِشَارَة إِلَى وجود قَائِم بأعباء ذَلِك بعده وَأَنه كَانَ يرجع إِلَى قَوْله فِيمَا يذكرهُ لَهُ من الصَّوَاب بِحَيْثُ يصلح مَا كَانَ كتبه أَولا فِي تصانيفه، بل سمعته يرجح نَفسه على من تقدمه من المؤرخين من ثلثمِائة سنة بِالنِّسْبَةِ لاختصاصه دونهم بِمَعْرِِفَة التّرْك وأحوالهم ولغاتهم ورأته إِذْ أرخ وَفَاة الْعَيْنِيّ قَالَ فِي تَرْجَمته أَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ قَالَ لَهُ وهما فِي الْجِنَازَة: خلا الجواشارة إِلَى أَنه تفرد وَمَا رَأَيْته ارتضى وَصفه لَهُ بذلك من حِينَئِذٍ فَقَط فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّه رَجَعَ من الْجِنَازَة فَأرْسل لَهُ مَا يدل على أَن الْعَيْنِيّ كَانَ يَسْتَفِيد)
مِنْهُ بل سمعته يصف نَفسه بالبراعة فِي فنون الفروسية كلعب الرمْح وَرمي النشاب وسوق البرجاس وَلعب الكرة والمحمل وَنَحْو ذَلِك، وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ حسن الْعشْرَة تَامّ الْعقل إِلَّا فِي دَعْوَاهُ فَهُوَ حمق والسكون لطيف المذاكرة حَافِظًا لِأَشْيَاء من النّظم وَنَحْوه بارعا حَسْبَمَا كنت أتوهمه فِي أَحْوَال التّرْك ومناصبهم وغالب أَحْوَالهم مُنْفَردا بذلك لَا عهد لَهُ بِمن عداهم وَلذَلِك تكْثر فِيهِ أَوْهَامه وتختلط أَلْفَاظه وأقلامه مَعَ سلوك أغراضه وتحاشيه عَن مجاهرة من أدبر عَنهُ بإعراضه وَمَا عَسى أَن يصل إِلَيْهِ تركي، وَقد تقدم عِنْد الجمالي نَاظر الْخَاص بِسَبَب مَا كَانَ يطريه بِهِ فِي الْحَوَادِث وتأثل مِنْهُ دنيا وَصَارَ بعده إِلَى جَانِبك الجداوي فَزَاد فِي وجاهته واشتهرت عِنْد أَكثر الأتراك وَمن يلوذ بهم من المباشرين وشبههم فِي التَّارِيخ براعته وبسفارته عِنْد جَانِبك خلص البقاعي من ترسيمه حِين ادّعى عَلَيْهِ عِنْده بِمَا فِي جِهَته لجامع الفكاهين لكَون البقاعي مِمَّن كَانَ يكثر التَّرَدُّد لبابه ويسامره بِلَفْظِهِ وخطابه وَرُبمَا حمله على إِثْبَات مَا لَا يَلِيق فِي الوقائع والحوادث مِمَّا يكون مُوَافقا لغرضه خُصُوصا فِي تراجم النَّاس وأوصافهم لما عِنْده من الضغن والحقد كَمَا وَقع لَهُ فِي أبي الْعَبَّاس الْوَاعِظ وَابْن أبي السُّعُود، وَكَانَ إِذا سَافر يسْتَخْلف فِي كِتَابَة الْحَوَادِث وَنَحْوهَا التقي القلقشندي، وَقد صنف المنهل الصافي والمستوفي(10/306)
بعد الوافي فِي سِتّ مجلدات تراجم خَاصَّة على حُرُوف المعجم من أول دولة التّرْك وَالدَّلِيل الشافي على المنهل الصافي ومورد اللطافة فِيمَن ولي السلطنة والخلافة والبشارة فِي تَكْمِلَة الْإِشَارَة للذهبي وَحلية الصِّفَات فِي الْأَسْمَاء والصناعات مُشْتَمل على مقاطيع وتاريخ وأدبيات رتبه على حُرُوف المعجم وَغير ذَلِك وفيهَا الْوَهم الْكثير والخلط الغزير مِمَّا يعرفهُ النقاد وَالْكثير من ذَلِك ظَاهر لكل وَمِنْه السقط فِي الْأَنْسَاب كتسمية الحجار أَحْمد بن نعْمَة مَعَ كَون نعْمَة جده الْأَعْلَى وكحذفه مَا يتَكَرَّر من الْأَسْمَاء فِي النّسَب أَو الزِّيَادَة فِيهِ بِأَن يكون فِي النّسَب ثَلَاثَة محمدين فيجعلهم أَرْبَعَة أَو أَرْبَعَة فيجعلهم خَمْسَة. وَالْقلب كَأَن يكون المترجم طَالبا لواجد فَيَجْعَلهُ شَيخا لَهُ. والتصحيف والتحريف كالغرافي بِالْفَاءِ والغين الْمُعْجَمَة يَجعله مرّة بِالْقَافِ وَمرَّة بِالْعينِ وَالْقَاف مخففا وكالحسامية بالخشابية وَتِسْعين بسبعين وَعَكسه وَابْن سكر حَيْثُ ضَبطه بالشين الْمُعْجَمَة وفريد الدّين بمؤيد الدّين. والتغيير كسليمان من سلمَان وَعَكسه وَعبد الله من أبي عبد الله وَسعد من سعد الله ونبا حَيْثُ جعله عليا وَعبد الْغفار صَاحب الْحَاوِي حَيْثُ جعله عبد الْوَهَّاب وَابْن أبي جَمْرَة الْوَلِيّ الشهير حَيْثُ جعله مُحَمَّدًا وَصَلَاح الدّين خَلِيل بن)
السَّابِق أحد رُؤَسَاء الشَّام سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَعبد الرَّحْمَن البوتيجي الشهير جعله أَبَا بكر وَأحمد بن عَليّ القلقشندي صَاحب صبح الْأَعْشَى سمى وَالِده عبد الله. والتكرير فَيكْتب الرجل فِي موضِعين مرّة فِي إِبْرَهِيمُ وَمرَّة فِي أَحْمد وَرُبمَا تنبه لذَلِك فَيجوز كَونه أَخا ثَانِيًا. وإشهار المترجم بِمَا لَا يكون بِهِ مَشْهُورا حَيْثُ يروم التَّشَبُّه بِابْن خلكان أَو الصَّفَدِي فِيمَا يكتبانه بِهَامِش أول التَّرْجَمَة لسُهُولَة الْكَشْف عَنهُ ككتابته مُقَابل تَرْجَمَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي جد قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة المحيوي عبد الْقَادِر مانصه ابْن طراد النَّحْوِيّ الْحِجَازِي. أَو وَصفه بِمَا لم يَتَّصِف بِهِ كالصلاح بن أبي عمر حَيْثُ وَصفه بِالْحَافِظِ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ بالعلامة وناصر الدّين بن المخلطة بقوله أَنه لم يخلف بعده مثله ضخامة وعلما وَمَعْرِفَة ودينا وعفة. وَتَعْبِيره بِمَا لَا يُطَابق الْوَاقِع كَقَوْلِه فِي الْبُرْهَان بن خضر تفقه بِابْن حجر. أَو شَرحه لبَعض الألقاب بِمَا لَا أصل لَهُ حَيْثُ قَالَ فِي ابْن حجر نِسْبَة إِلَى آل حجر يسكنون الْجنُوب الآخر على بِلَاد الْحُرِّيَّة وأرضهم قابس. أَو لحنه الْوَاضِح وَمَا أشبهه كأزوجه فِي زوجه والحياة فِي الحيا وَالْمجَاز فِي المزاج وأجعزه فِي أزعجه واليكابة فِي الكآبة والحطيط فِي الحضيض ومنتضمه فِي منتظمه وظنين فِي ضنين. بل وَيذكر فِي الْحَوَادِث مَا لم يتَّفق كَأَنَّهُ كَانَ يكْتب بِمُجَرَّد السماع كَقَوْلِه فِي الشهَاب بن عربشاه مَعَ زَعمه أَنه من شُيُوخه أَنه اسْتَقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحماة فِي صفر سنة أَربع وَخمسين عوضا عَن ابْن الصَّواف وَأَن ابْن الصَّواف(10/307)
قدم فِي الْعشْر الثَّانِي من الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ فأعيد فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة، وَهَذَا لم يتَّفق كَمَا أَخْبرنِي بِهِ الجمالي بن السَّابِق الْحَمَوِيّ وَكفى بِهِ عُمْدَة سِيمَا فِي أَخْبَار بَلَده وَكَقَوْلِه عَن جانم أَنه لما أَمر بِرُجُوعِهِ من الخانقاه إِلَى الشَّام توجه كَاتب السِّرّ ابْن الشّحْنَة لتحليفه فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرى رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ فَإِن هَذَا كَمَا قَالَ ابْن الشّحْنَة الْمشَار إِلَيْهِ لم يَقع وَكَقَوْلِه لِابْنِ صَلَاح الدّين بن الكويز اسْتَقر فِي وكَالَة بَيت المَال عوضا عَن الشّرف الْأنْصَارِيّ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَفِي ظَنِّي أَن المستقر حِينَئِذٍ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ الزين بن مزهر، وَيذكر فِي الوفيات تعْيين مجَال دفن المترجمين فيغلط كَقَوْلِه فِي نصر الله الرَّوْيَانِيّ أَنه دفن بزاويته، إِلَى غير ذَلِك من تراجمه الَّتِي يُقَلّد فِيهَا بعض المتعصبين كَمَا تقدم، أَو يسْلك فِيهَا الْهوى كترجمته لمنصور بن صفي وجانبك الجداوي بل سَمِعت غير وَاحِد من أَعْيَان التّرْك ونقادهم العارفين بالحوادث والذوات يصفونه بمزيد الْخلَل فِي ذَلِك وَحِينَئِذٍ فَمَا بَقِي ركون لشَيْء مِمَّا يبديه وعَلى كل حَال فقد كَانَ لَهُم بِهِ)
جمال. وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكَانَ يُبَالغ فِي إجلالي إِذا قدمت عَلَيْهِ ويخصني بتكرمة للجلوس وَالْتمس مني اخْتِصَار الخطط للمقريزي وكتبت عَنهُ مَا قَالَ إِنَّه من نظمه فِيمَن اسْمهَا فَائِدَة وَهُوَ:
(تِجَارَة الصب غَدَتْ ... فِي حب خود كاسده)
(وَرَأس مَالِي هبة ... لفرحتي بفائده)
وابتنى لَهُ تربة هائلة بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف إينال ووقف كتبه وتصانيفه بهَا، وتعلل قبل مَوته ينحو سنة بالقولنج وَاشْتَدَّ بِهِ الْأَمر من أَوَاخِر رَمَضَان بإسهال دموي بِحَيْثُ انتحل وتزايد كربه وَتمنى الْمَوْت لما قاساه من شدَّة الْأَلَم إِلَى أَن قضى فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين وَدفن من الْغَد بتربته وَعَسَى أَن يكون كفر عَنهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
1179 - يُوسُف بن حسن بن أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي سنة بضع وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وناب فِي الْقَضَاء وَهُوَ حَيّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَبَلغنِي أَنه خرج لِخَدِيجَة ابْنة عبد الْكَرِيم الْآتِيَة أَرْبَعِينَ.
1180 - يُوسُف بك بن حسن بك بن عَليّ بك شَقِيق يَعْقُوب الْمَاضِي. / مَاتَ مطعونا أَيْضا فِي صفر أَو ربيع سنة سِتّ وَتِسْعين.
1181 - يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مَسْعُود بن عَليّ بن عبد الله الْجمال أَبُو المحاسن الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن خطيب المنصورية. / ولد فِي ثَالِث(10/308)
عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بحماة وَغَيرهَا وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الْبَهَاء الأخميمي وَالْفِقْه عَن التقي الْحِمصِي والتاج السُّبْكِيّ وَالْجمال بن الشريشي والصدر بن الخابوري والنحو واللغة والفرائض والحساب وَالْبَيَان عَن السّري أبي الْوَلِيد إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هَانِئ اللَّخْمِيّ الْمَالِكِي وَعَلِيهِ سمع الْمُوَطَّأ وَغَيره. ودأب وَحصل وَكَانَ عَالما مفننا حاذقا عَارِفًا بالفقه وأصوله وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير والنحو وَغَيرهَا يحفظ تائية ابْن الفارض وينشد مِنْهَا كثيرا وَجُمْلَة من أشعار الْعَرَب، درس وَأفْتى وَعمل الاهتمام فِي شرح أَحَادِيث الْأَحْكَام فِي نَحْو سِتّ مجلدات كبار أَو خَمْسَة وَشرح فَرَائض الْمِنْهَاج الفرعي فِي مُجَلد وألفية ابْن معطي وَله نظم حسن وشهرة بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا ودرس بالعصرونية بحماة وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن المغلي وَابْن خطيب الناصرية وَابْن الْبَارِزِيّ، وانتهت إِلَيْهِ مشيخة الْعلم بالبلاد الشمالية ورحل النَّاس)
إِلَيْهِ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا قَالَ ابْن حجي فاق الأقران، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه تبعا لغيره جد ودأب وَحصل إِلَى أَن تميز وَمهر وفَاق أقرانه فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا من الْعُلُوم وَشرح الاهتمام مُخْتَصر الْإِلْمَام فِي سِتّ مجلدات كتبت عَن الْعَلَاء بن خطيب الناصرية عَنهُ قصيدة دالية نبوية. قلت أوردهَا الْعَلَاء فِي تَرْجَمته من تَارِيخه وَهِي طَوِيلَة أَولهَا:
(أيعذل المستهام المغرم الصادي ... إِذا حدا باسم سكان الْحمى الْحَادِي)
(لَا تنكروا وجد معشوق أضرّ بِهِ ... بعد وَقد قرب البادي من النادي)
(إِذا تعارفت الْأَرْوَاح وائتلفت ... فَلَا يضر تناء بَين أجساد)
(هذي ريَاح الرضى بالوصل قد عصفت ... وكوكب السعد فِي أفق السنا باد)
وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَهُ مؤلفات عديدة وتلامذة كَثِيرَة ونظم جيد أَنْشدني عَنهُ الْعَلَاء قصيدة مليحة نظمها لما حج وزار الْمَدِينَة أجَاز لي فِي استدعاء الصرخدي. وَكَانَت وَفَاته بحماة فِي شَوَّال سنة تسع وَدفن بظاهرها من جِهَة الْقبْلَة رَحمَه الله وإيانا.
1182 - يُوسُف بن حسن بن مُحَمَّد بن سَالم شيخ الزيدية بوادي ينبوع وَيعرف بالفقيه يُوسُف. /
مَاتَ بهَا فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَسبعين عَن سنّ عالية، وَكَانَ مَذْكُورا بِالْعلمِ سِيمَا مذْهبه وَبِه فِيمَا أَظن انْقَطع الْعَارِف بِالْجُمْلَةِ بِهِ وَقد سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ بذلك من غير وَاحِد غفر الله لنا وَله.
1183 - يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود الْعِزّ بن الْجلَال بن الْعِزّ أَو الْبَهَاء السرائي الأَصْل التبريزي الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْبَدْر وَالْجمال والجلال وَيعرف بالحلوائي / بِفَتْح أَوله وَسُكُون اللَّام مَهْمُوز. ولد فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه ببلاده(10/309)
وَقَرَأَ على الْجلَال الْقزْوِينِي والبهاء الخونجي والعضد وَاجْتمعَ فِي بَغْدَاد بالكرماني وَأخذ عَنهُ الحَدِيث وَشَرحه للْبُخَارِيّ وَمهر فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وَأقَام بتبريز يدرس وينشر الْعلم ويصنف فَلَمَّا بلغه أَن ملك الدعدع وَهُوَ طقتمش خَان قصد تبريز لكَونه أرسل لصَاحِبهَا فِي أَمر طلبه مِنْهُ رَسُولا جميل الصُّورَة فتولع بِهِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مرسله أعلمهُ بِمَا صنع صَاحب تبريز وَأَنه اغتصبه نَفسه أَيَّامًا وَهُوَ لَا يَسْتَطِيع الطواعية وتفلت مِنْهُ فَغَضب حِينَئِذٍ أستاذه وَجمع عسكره وأوقع بِأَهْل تبريز فَخر بهَا وَكَانَ أول مَا نازلها سَأَلَ عَن علمائها فَجمعُوا لَهُ فآواهم فِي مَكَان وَأكْرمهمْ فَسلم مَعَهم نَاس كَثِيرُونَ مِمَّن اتبعهم ثمَّ لما نزح عَنْهُم تحول عزي الدّين إِلَى ماردين فَأكْرمه صَاحبهَا وَعقد لَهُ)
مَجْلِسا حَضَره فِيهِ علماؤها كسريجا والهمام والصدر فأقروا لَهُ بِالْفَضْلِ ثمَّ لما ولي إمرة تبريز أَمِير زاه بن اللنك راسله للقدوم عَلَيْهِ فَأَجَابَهُ فَبَالغ فِي إكرامه وَأمره بالاستقرار فِيهَا وبتكملة مَا كَانَ شرع فِي تصنيفه ثمَّ تحول بِأخرَة إِلَى الجزيرة لما كثر الظُّلم بتبريز فقطنها حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة أَربع وَلذَا ذكره شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ من إنبائه رَحمَه وإيانا، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا حسن الْخلق والخلق زاهدا عابدا معرضًا عَن أُمُور الدُّنْيَا لم يلمس بِيَدِهِ دِينَارا وَلَا درهما مُقبلا على الْعلم لَا يرى إِلَّا مَشْغُولًا بِهِ تصنيفا وإقراء ومطالعة مَعَ الْقيام بوظائف الْعِبَادَة لم تقع مِنْهُ كَبِيرَة وَلم ير مهموما قطّ، وَقد حج ثمَّ زار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وجار بهَا سنة وَكَانَ يذكر أَنه لما أَتَاهَا جلس عِنْد الْمِنْبَر فَرَأى وَهُوَ جَالس بِجَانِب الْمِنْبَر بالروضة الشَّرِيفَة مغمض الْعَينَيْنِ أَن الْمِنْبَر على أَرض من الزَّعْفَرَان قَالَ ففتحت عَيْني فَرَأَيْت الْمِنْبَر على مَا عهِدت أَولا فأغمضت عَيْني فرأيته على الزَّعْفَرَان وتكرر ذَلِك كَذَلِك، وَمن تصانيفه شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وأربعي النَّوَوِيّ والأسماء الْحسنى وحاشية عَليّ الْكَشَّاف وعَلى شرح الشافية فِي الصّرْف، وجده مَحْمُود قيل أَنه مِمَّن أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ وَغَيره.
1184 - يُوسُف بن حسن بن مَرْوَان بن فَخر بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عَليّ بن وهب الْجمال التتائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَيعرف بالتتائي وبالهاروني. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بتتا وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة الْفَقِيه هرون الْمَاضِي لكَونه خلف وَالِده بعد مَوته على أمه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة والمختصر كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة كالبلقيني والمناوي وَابْن الديري والأقصرائي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن يعِيش المغربي والشهاب ابْن عبَادَة والتقي الشمني وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الدّين وَالْفِقْه عَن العلمي والسنهوري(10/310)
وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الْفِقْه والعربية أَيْضا ولازم النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي تَقْسِيم ألفية النَّحْو وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمُخْتَصر، وَأخذ عني أَشْيَاء رِوَايَة ودراية وَقَالَ أَنه قَرَأَ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ فِي ألفية الحَدِيث وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع الْكثير بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ وَكتب الطباق وتميز مَعَ فَضِيلَة وبراعة فِي الْفِقْه وركون إِلَى الرَّاحَة وَإِن قَالَ لي أَنه مشتغل بِالْكِتَابَةِ على الْمُخْتَصر وَكتب مِنْهُ قِطْعَة وتقنع وباسمه نصف خزن كتب سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات. وَقد حج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَقد التمس مني تَجْرِيد مَا سَمعه مَعَ الْوَلَد بِقِرَاءَتِي خَال عَن الْإِسْنَاد فَكتبت لَهُ ذَلِك فِي كراسة)
افتتحت وَصفه فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد البارع الَّذِي صَار متميزا مفننا عَالما مُبينًا مُسْتَحقّا التصدي للإرشاد والإفادة وإسعاد المستفتي بِمَا يتَخَلَّص بِهِ من وصف الغباوة والبلادة وَأَنه قد أقبل على التَّوَجُّه للسماع والتفقه فِي كثير من الْأَنْوَاع بِحَيْثُ اندرج فِي الْمُحدثين بل هُوَ أَحَق بِهَذَا الْوَصْف من كثيرين لمزيد يقظته فِيهِ ومديد ملازمته لِذَوي الوجاهة والتوجيه وَكَذَا قرضت لَهُ مَا كتبه من شرح الْمُخْتَصر وَسمعت أَنه مِمَّن فوض إِلَيْهِ نِيَابَة الْقَضَاء مَعَ كراهيته فِي ذَلِك بل وكرهته لَهُ وَإِن بَلغنِي عدم مُبَاشَرَته إِيَّاه.
1185 - يُوسُف بن حُسَيْن بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول الكرادي الأَصْل القرمي القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه الْمُحب الْأَشْقَر وَيعرف بأبن أخي ابْن ابْن الْأَشْقَر. / نَشأ فِي عز عَمه وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي الْإِعَادَة بِجَامِع طولون وَفِي مشيخة زَاوِيَة نصر الله الرَّوْيَانِيّ بخان الخليلي وَفِي غير ذَلِك وانجمع بِأخرَة مَعَ التقلل حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين وَقد زَاد على السّبْعين رَحمهَا لله وَعَفا عَنهُ.
1186 - يُوسُف بن حُسَيْن بن يُوسُف بن يَعْقُوب الحصنكيفي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وابناه أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَأحمد. / كَانَ يَنُوب فِي حسبتها عَن الْعِزّ بن الْمُحب النويري ثمَّ عَن الْجمال بن ظهيرة وَذَلِكَ من حِين وَفَاة أَبِيه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا كَانَ يقْرَأ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَغَيره من الْمجَالِس الَّتِي يجْتَمع فِيهَا النَّاس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس رَجَب سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السِّتين. ذكره الفاسي.
1187 - يُوسُف بن حُسَيْن الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل دمشق والماضي وَلَده الزين عبد الرَّحْمَن الْوَاعِظ. / كَانَ عَالما صَالحا مُعْتَقدًا مائلا إِلَى الْأَثر وَالسّنة مُنْكرا على الأكراد فِي عقائدهم وبدعتهم، تفقه وَحصل قَالَ الشهَاب الملكاوي: قدمت من حلب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ كَبِير يشار إِلَيْهِ. زَاد غَيره أَنه ولي مشيخة الخانقاه الصلاحية وَأعَاد بالظاهرية وَكَانَت لَهُ اختيارات مِنْهَا الْمسْح على الجوربين مُطلقًا وَكَانَ يَفْعَله وَله فِيهِ(10/311)
مؤلف لطيف جمع فِيهِ أَحَادِيث وآثارا وَمِنْهَا تزوج الصَّغِيرَة الَّتِي لَا أَب لَهَا وَلَا جد بل قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ يمِيل إِلَى ابْن تَيْمِية ويعتقد صَوَاب مقاله فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول وَلذَا كَانَ من يُحِبهُ يجْتَمع إِلَيْهِ وَكَانَ وَقع بَينه وَبَين وَلَده بِسَبَب العقيدة وتهاجرا مُدَّة إِلَى أَن وَقعت فتْنَة اللكنية فتصالحا ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وَأحسن إِلَيْهِ وَلَده فِي فاقته. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه. (سقط)
نَشأ بحلب وَحفظ الْقُرْآن وتفقه بالشهاب بن أبي الرضى ولازمه وَكَانَ تَرْبِيَته وَقَرَأَ عَلَيْهِ القراآت السَّبع، ثمَّ سَافر إِلَى ماردين فَقَرَأَ بهَا القراآت على الزين سربجا وَولي قَضَاء ملطية سِنِين ثمَّ قَضَاء حلب مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا ولي قَضَاء طرابلس أَيْضا عودا على بَدْء وَقَضَاء صفد وَكِتَابَة سرها وَدخل الْقَاهِرَة. وَكَانَ ذكيا فَاضلا عَارِفًا بالنحو وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه حسن الشكالة فائق الْكِتَابَة ذَا نظم جيد وَمِنْه أول قصيدة كتب بهَا لبَعْضهِم:
(أوجهك هَذَا أم سنا الْبَدْر لامع ... فقد أشرقت بِالنورِ مِنْك الْمطَالع)
(حَدِيثك للسمار خير فكاهة ... وذكرك بِالْمَعْرُوفِ وَالْعرْف شَائِع)
مَاتَ بطرابلس فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة تسع وَعشْرين. ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي إنبائه.
1189 - يُوسُف بن خلد بن نعيم بن مقدم بن مُحَمَّد بن حسن بن غَانِم أَو عليم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْجمال أَبُو المحاسن الطَّائِي الْبِسَاطِيّ القاهري الْمَالِكِي ابْن عَم الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الشهير ووالد الْعِزّ مُحَمَّد الماضيين. / ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بأَخيه الْعلم سُلَيْمَان وَشَيخ الْمَذْهَب خَلِيل بن إِسْحَق وَيحيى الرهوني وَابْن مَرْزُوق وَنور الدّين الحلاوي وَعَن السراج عمر بن عَادل الْحَنْبَلِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة والحساب وَعَن الكلائي الْفَرَائِض فِي آخَرين كالتاج الْقَرَوِي وبرع فِي فنون وناب فِي الحكم عَن أَخِيه فَمن بعده إِلَى أَن انجمع عَن ابْن خلدون ثمَّ سعى عَلَيْهِ فاستقل بِهِ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وتكرر عوده إِلَيْهِ بعد صرفه إِمَّا بِهِ أَو بِغَيْرِهِ وَآخر مَا ولي الْحِسْبَة ثَلَاثَة أشهر من سنة ثَلَاث وَعشْرين أَو الَّتِي بعْدهَا، ودرس بالمؤيدية وَغَيرهَا، وَكَانَ كَمَا قَالَ الْجمال البشبيشي فَاضلا فِي عُلُوم شرح مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل والبردة وَبَانَتْ سعاد وَالْقَصِيدَة الفلكية فِي الألغاز الْفَرْضِيَّة وَله أَيْضا محاضرة خَواص الْبَريَّة فِي الألغاز الْفِقْهِيَّة ونظم ونثر وأفرد جُزْءا فِي شرح قَوْله فِي بَانَتْ سعاد حرف أَخُوهَا أَبوهَا من مهجنة وعمها خالها وتصوير ذَلِك فِي الْآدَمِيّين سَمَّاهُ الإفصاح والإرشاد وَشرح ألفية ابْن ملك وأعرب(10/312)
من الطارقية إِلَى آخر الْقُرْآن. قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ عَارِفًا بصناعة الْقَضَاء غير أَنه لم يكن مشكورا فِيهِ وَلَا كَانَ مُتَقَدما فِي معرفَة مذْهبه وَلَا غَيره من الْعُلُوم كَذَا قَالَ. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين فَجْأَة يُقَال أَنه سقط من سلم سطوح (سقط)
يُوسُف بن سيف المعري. / فِي ابْن أبي بكر بن عمر بن سيف.
1192 - يُوسُف بن شاهين الْجمال أَبُو المحاسن بن الْأَمِير أبي أَحْمد العلائي قطلوبغا الكركي القاهري الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي / سبط شَيخنَا والماضي أَبوهُ. ولد كَمَا قرأته بِخَط جده فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ عِنْد صَلَاة الْعشَاء ثامن ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ عَزِيزًا مكرما فِي حجر جديه واستجيز لَهُ غير وَاحِد من المسندين مِنْهُم الْكَمَال بن خير وَسمع على جده كثيرا بل قَرَأَ لَهُ على تجار البالسية جُزْءا وَسمع على غَيره يَسِيرا وَكَانَ بزِي أَبنَاء الْجند حَتَّى فِي الْمَذْهَب فأشير إِلَيْهِ بالتزيي بالفقهاء وبالانتماء للشَّافِعِيَّة وَقرر فِي نظر المنكوتمرية لكَونه أرشد الْمَوْجُودين من ذُرِّيَّة الْوَاقِف وَقَرَأَ حِينَئِذٍ على الْبُرْهَان بن خضر والبدر بن الْقطَّان يَسِيرا وَكَذَا قَرَأَ على جده فِيمَا شَاهَدْنَاهُ التَّقْرِيب وَغَيره وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وقابل عَلَيْهِ أَشْيَاء من تصانيفه وَقَرَأَ عَلَيْهِ دَاخل الْبَيْت البُخَارِيّ والنخبة(10/313)
وَتردد مَعنا يَسِيرا إِلَى الْعِزّ بن الْفُرَات وَقُرِئَ عِنْده الْيَسِير على غَيره من المسندين كالزين شعْبَان وَابْن يَعْقُوب وَعبد الرَّحِيم الْمَنَاوِيّ)
والسويفي وَمَا أَكثر من ذَلِك بل كنت أقصد التجوه بِهِ عِنْد ابْن الْفُرَات فَلَا يتَّفق إِلَّا فِي الْيَسِير من الْأَوْقَات، وَحج فِي حَيَاة جديه سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ثمَّ بعد ذَلِك وَلما مَاتَ جده اشْتغل يَسِيرا فَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَحضر التَّقْسِيم عِنْد الْعَلَاء القلقشندي ويسيرا عِنْد الْجلَال الْمحلي وَكَذَا حضر عِنْد الأبدي فِي الْعرُوض وَنَحْوه وَتردد لغَيرهم وعاونه الشَّمْس الْمحلي الَّذِي كَانَ منتميا للولوي بن البُلْقِينِيّ فِي نظم أَشْيَاء مِنْهَا مرثية فِي جده كتبتها فِي الْجَوَاهِر وَمِنْهَا قصيدة حاكى بهَا جده الَّذِي حاكى بهَا ابْن كثير أَولهَا:
(بني شاهين قد زَادَت خطيئته ... لَا واخذ الله من قد خَاضَ فِي خَبره)
(بني شاهين مَا أغباه من رجل ... فالحقد وَالْمَكْر وَالْمَكْرُوه من سيره)
(بني شاهين مَا أهداه من هذر ... يَقُول مَا شَاءَ فِي ورد وَفِي صَدره)
وَقَرَأَ على الرَّشِيدِيّ جملَة وَحصل خُصُوصا عِنْد انْتِهَاء غَالب المعتبرين من شُيُوخ الرِّوَايَة فَإِنَّهُ قَامَ وَطلب وَدَار على الْمُتَأَخِّرين وَأكْثر من كِتَابَة الْأَجْزَاء وَغَيرهَا وَكَانَ فيهمَا كحاطب ليل، وصاهر أكبر القائمين فِي مقاهرة جده الولوي الْمشَار إِلَيْهِ فَتزَوج أُخْته واستولدها أَوْلَادًا ومدحه لما ولي الشَّام بقوله كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ:
(بشر بِلَاد الشَّام مَعَ سكانها ... بولِي دين قد وَليهَا حَاكما)
(حبر إِمَام ناسك متعفف ... بالعز لم يبرح مهابا راحما)
وَبِقَوْلِهِ أَيْضا:
(لتهن بك العلياء يَا شيخ عصره ... وَيَا عَالما حَاز الْكَمَال بأسره)
(وَيَا مُفردا فِي وقتنا بولائه ... فدم فِي أَمَان بِالْوَلَاءِ وَنَصره)
وَأنكر الْعُقَلَاء هَذَا كُله وقاسى مشقة وَآل الْأَمر إِلَى الْفِرَاق وهجوها بقصيدة بعد أَن سَافر إِلَى الشَّام وَكيلا عَنْهَا وَعَن أُخْتهَا فِي ضبط تَرِكَة أخيهما الْمشَار إِلَيْهِ مِمَّا كَانَ الأولى بِهِ خِلَافه وَلم يحصل على طائل نعم أَخذ فِي هَذِه السفرة عَن من أدْركهُ هُنَاكَ من بقايا المسندين وامتدح قاضيه ابْن الخيضري بقوله:
(لتهن بك العلياء يَا قطب عصره ... وَيَا حَافِظًا حَاز الفخار بأسره)
(وَيَا مُفردا فِي وقتنا بذكائه ... فدم فِي أَمَان بالهناء وَنَصره)
وَتزَوج بعْدهَا امْرَأَة كَبِيرَة ورث مِنْهَا قدرا توصل بِهِ لتزوج أُخْت عبد الْبر بن الشّحْنَة وَصَارَ)
فِي وسط بَيتهمْ وَأَعْطَاهُ جده نصف ترتيبه لطبقات الْحفاظ للذهبي وأرشده للتكميل عَلَيْهِ فَفعل وَلكنه لم يتم إِلَّا بعد وَفَاته وَسَماهُ رونق الْأَلْفَاظ لمعجم الْحفاظ وَالْتمس من العلمي البُلْقِينِيّ تقريظه فَرَآهُ نقل عَن جده أَشْيَاء فأفحش فِي إنكارها بِهَامِش النُّسْخَة(10/314)
فِي غير مَا مَوضِع مِمَّا لَا أحب ذكره لما تضمن من انتقاص شَيخنَا ثمَّ اسْترْضى حَتَّى كتب وَكَانَ فِي غنية عَن هَذَا وَكَذَا كتب لَهُ القطب الخيضري على الْكتاب اسْمه بعد وَصفه إِيَّاه فِي الْخطْبَة بشيخه الْعَلامَة حَافظ الْوَقْت وَكَذَا وصف التقي القلقشندي بشيخه وَمَا عَلمته قَرَأَ على وَاحِد مِنْهُمَا وَإِن وَقع فَلَيْسَ مِمَّا يفتخر بِهِ، وَقَالَ أَيْضا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه صنف تَعْرِيف الْقدر بليلة الْقدر والمنتجب بشرح المنتجب فِي عُلُوم الحَدِيث للعلاء التركماني وروى الظمآن من صافي الزلالة بتخريج أَحَادِيث الرسَالَة وبلوغ الرَّجَاء بالخطب على حُرُوف الهجاء والنفع الْعَام بخطب الْعَام ومنحة الْكِرَام بشرح بُلُوغ المرام وَالْمجْمَع النفيس بمعجم اتِّبَاع ابْن إِدْرِيس فِي أَربع مجلدات والفوائد الوفية بترتيب طَبَقَات الصُّوفِيَّة والنجوم الزاهرة بأخبا قُضَاة مصر والقاهرة وَقد رَأَيْت هَذَا الْكتاب خَاصَّة وَهُوَ مُخْتَصر لخص فِيهِ رفع الأصر من نُسْخَتي وَكتب من هوامشها مَا أثْبته من تراجم من تَأَخّر وَزَاد أَشْيَاء مُنكرَة وأساء الصَّنِيع جدا حَيْثُ وصف تصنيف جده بقوله وجدت فِيهِ بعض إعواز فِي مَوَاضِع مِنْهَا إسهابه فِي بعض التراجم وإجحافه فِي بَعْضهَا وَمِنْهَا إخلاله بتحرير من تَكَرَّرت ولَايَته والاقتصار على ذكر بَعْضهَا وَمِنْهَا إغفاله ذكر من أَخذ المترجم عَنهُ وبمن صرف فِي الْغَالِب وَمِنْهَا إهماله بعض تراجم أسقطها أصلا رَأْسا ولعلها كَانَت فِي زجاجات فَلم يظفر بهَا المبيض إِلَى أَن قَالَ وأناقش الْمُؤلف فِي مَوَاضِع قد قلد فِيهَا غَيره وَهِي مُنكرَة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من الْكتاب وَإِذا تَأمل الْمنصف يتَحَقَّق أَن الصَّوَاب مَا حررناه وَأَن شَيخنَا رَحمَه الله لم يحرر هَذَا الْكتاب فَهَذَا الْموضع من الْمَوَاضِع الَّتِي قلد فِيهَا بعض من صنف من الْقُضَاة وَلم يحررها وَفَوق كل ذِي علم عليم انْتهى. وَلذَلِك كتب الْمُحب بن الشّحْنَة قبل مصاهرته إِذْ وقف على هَذَا مَا نَصه: كَأَنَّهُ ينْسب جده إِلَى الْقُصُور فِي البلاغة وَإِلَى قلَّة الْمعرفَة بالأدب وَأَنه أبْصر مِنْهُ بِذَاكَ ثمَّ بَين أَن الصَّوَاب جزازات لَا زجاجات قلت وَالْإِنْكَار عَلَيْهِ فِي هَذَا الصَّنِيع أَنه لَو فرض صِحَة قَوْله فَكيف وَتلك كَلِمَات رام أَن يَعْلُو بهَا فهبط، وَمن القبائح الَّتِي رَأَيْتهَا فِي هَذَا الْمُخْتَصر أَنه عقد فصلا فِيمَن حصلت لَهُ محنة بعد دُخُوله فِي المنصب بِضَرْب أَو سجن أَو إِتْلَاف روح وَكَأَنَّهُ جعل لمن تَأَخّر مُسْتَندا وَكَذَا عقد لمن ولي)
الْقَضَاء من الموَالِي تَرْجَمَة وَذكر لبَعض أَصْحَابه أَنه قصد بذلك أَن يكون لَهُ بهم أُسْوَة إِذا ولي وَبِاللَّهِ يَا أخي اعذرني فِيمَا أَشرت إِلَيْهِ فَحق شَيخنَا مقدم، وَعمل جُزْءا جرد فِيهِ أَسمَاء الشُّيُوخ الَّذين أَجَازُوا لَهُ وَنَحْوهم فِي كراريس لَا تراجم فِيهَا وَقع لَهُ فِيهِ تَحْرِيف أَسمَاء لكَون اعْتِمَاده فِيهَا على النَّقْل من الاستدعاآت(10/315)
ومواضع سقط عَلَيْهِ من الْأَنْسَاب فَلَزِمَ تَكْرِير الْوَاحِد فِي موضِعين فَأكْثر وَهُوَ لَا يشْعر وَرُبمَا يكون تكرارهما فِي مَوضِع وَاحِد وأماكن يضبطها بالحروف أَو بالقلم وَهِي خطأ ومواضع لَا يحسن قرَاءَتهَا فيخليها من النقط فضلا عَن الضَّبْط وأماكن يحذف مَا تكون شهرة الْمَرْء بِهِ بِحَيْثُ يمر عَلَيْهِ من يعرفهُ فيظنه آخر لعدم اشتهاره بذلك بل رُبمَا يكون ذَاك الْوَصْف مَعَ ذَلِك للمذكور تنقيصا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا الْحَامِل على التَّعَرُّض لَهُ مَا سبق وَمن كَانَ هَذَا شَأْنه فِي شُيُوخه لَا يَلِيق بِهِ أَن يصنف فضلا عَمَّا تقدم وَسمعت أَنه خرج لنَفسِهِ المتباينات والمعجم والفهرست ولشيخه الخيضري المعجم وللبهاء المشهدي العشاريات وَأَشْيَاء كلهَا خبط وخلط وَإِن لم أرها نعم رَأَيْت مُعْجم الخيضري وَهُوَ مهمل لمهمل. وَمن رام تَفْصِيل مَا أجملته فليأت بِمَا شَاءَ مِمَّا عينته وَقد كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَبَعض ذَلِك بِالْأُجْرَةِ وَلَيْسَ خطه بالطائل لَا سندا وَلَا متْنا بل وَلَا يعْتَمد عَلَيْهِ فِي كثير مِمَّا يبديه لتساهله ورأيته كتب عَليّ بعض الاستدعاآت:
(يَقُول عبيد الله يُوسُف أَنه ... أجَاز لَهُم لفظا كتابا بِخَطِّهِ)
(فيروون مَا يروي سَمَاعا محققا ... ويروون مَا عِنْدِي مجَازًا بِشَرْطِهِ)
(وَمَا حررت كفاي من كل نخبة ... وَمَا قلته نظما ونثرا بضبطه)
وَقد ولي الخطابة بِجَامِع ابْن شرف الدّين وأخيرا بِالْمَدْرَسَةِ المزهرية أول مَا فتحت ثمَّ نقل عَنْهَا لمشيخة الصُّوفِيَّة بهَا بعد ابْن قَاسم ومشيخة التصوف بوقف قراقوش فِي خَان السَّبِيل وتدريس الحَدِيث بالبيبرسية برغبة الزين قَاسم وبالمنصورية برغبة بني الْأَمَانَة وَقِرَاءَة الحَدِيث بِجَامِع الفكاهين ثمَّ أخيرا بَين يَدي السُّلْطَان فِي القلعة حِين انْفِصَال الإِمَام الكركي والتحدث على جِهَات لم يحسن التَّصَرُّف فِيهَا وبواسطة ذَلِك تلاشى أَمر الْمدرسَة المنكوتمرية وفرط فِي أَشْيَاء من كتب وَغَيرهَا بِحَيْثُ أملق وَرغب عَن وظائفه وَبَاعَ كتبه وَمَا صَار إِلَيْهِ من جدته من رزق وأملاك وَنَحْوهَا وأنفد ذَلِك عَن آخِره مَعَ استبدال قاعة سكن جده وَغَيرهَا من الْأَوْقَاف الَّتِي كَانَ يتحدث إِلَيْهَا مِمَّا صَار ثمنه أَو أَكْثَره فِي جِهَته وضيع حق الله فِي ذَلِك وَحقّ الْآدَمِيّين)
فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَلَوْلَا لطف الله بِهِ فِي استقراره عقب الدَّمِيرِيّ فِي حواصل البيمارستان بعناية الخيضري بِحَيْثُ ارتفق بملومها والمنفوع لَكَانَ الْأَمر أَشد، وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَت تَحْتَهُ ابْنة المحبي بن الشّحْنَة وَلم يحصل بعْدهَا على طائل ثمَّ مَاتَ هُوَ فِي أَوَائِل سنة تسع وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَكَانَ قد رام التَّوَصُّل لكتب جده بعد مَوته بِمَا كَانَ السَّبَب لإتلاف أَكْثَرهَا وهجا خَاله بِسَبَبِهَا وَغَيره فَقَالَ:
(قُولُوا لخالي الَّذِي قد كنت راجيه ... عِنْد الشدائد فِي تَقْدِيم إجلالي)(10/316)
(ضيعت كتبا بِلَا حق خسرت بهَا ... دنيا وَأُخْرَى فقد آذيت يَا خَالِي)
وَقَالَ أَيْضا:
(قُولُوا لخال قد غَدا خَالِيا ... من عقله وَالْعلم وَالْمَال)
(أخليت دَار الحبر من كتبهَا ... وَيحك مذ أَدْعُوك يَا خَالِي)
فِي أَشْيَاء اقْتَضَت لخاله التحرك عَلَيْهِ حِين بلغه أَنه انْتقصَ جده بِأَمْر لَا يجوز نسبته إِلَيْهِ وَبلغ صَاحب التَّرْجَمَة من بعض الْمُفْتِينَ لَهُ المهولين فِي كِتَابَته فَتوجه للْقَاضِي علم الدّين واعترف عِنْده بذلك وَعمل مصْلحَته بِحَيْثُ سد الْبَاب عَن تطرق خَاله إِلَيْهِ وَكَذَا ذكر وَالِد نَفسه بِمَا لَا يُعجبهُ لَا لِمَعْنى يَقْتَضِيهِ حَيْثُ قَالَ وَكَانَ فِي خلقه شدَّة وزعارة، وَنسبه إِلَى الخسة، وعَلى كل حَال فَهُوَ إِنْسَان سَاكن حسن الْفَهم متعبد بِالصَّوْمِ منجمع عَن النَّاس لكنه من أَبنَاء التّرْك مستبد بِرَأْي نَفسه مَعَ نقص رَأْيه وعقله والأنسب فِي حَقه السُّكُوت وَالله تَعَالَى يحسن عاقبتنا وإياه، وَقد كتبت عَنهُ وَنحن بعمريط من الشرقية فِي سنة إِحْدَى وَخمسين مَا قَالَ أَنه لَهُ وَهُوَ:
(وَرب غُصْن غنج طرفه ... ذِي وجنة حمرا وَقد قويم)
(سَأَلته مَا الِاسْم يَا باخلا ... بالوصل قل لي قَالَ عبد الْكَرِيم)
وقرضهما لَهُ الشهَاب الْحِجَازِي والبقاعي بِمَا أوردته فِي البقاعي من المعجم وجازف فترجمه بِمَا أوردهُ بنصه فَقَالَ ولد بعد سنة خمس وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ مقربا عِنْد الْمُؤَيد فَلَمَّا مَاتَ ساءت حَاله ثمَّ توفيت زَوجته فربي يُوسُف هَذَا عِنْد جده مدللا، وَكَانَ متزييا بزِي الأجناد متمذهبا لأبي حنيفَة، وَرمى النشاب فأجاد فَلَمَّا بلغ آنس رشدا فحج سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَلَمَّا رَجَعَ تحول شافعيا وَأَقْبل على الِاشْتِغَال بِعلم الحَدِيث وَكِتَابَة مصنفات جده وسماعها عَلَيْهِ وقراءتها بِنَفسِهِ وأكب على سَماع الْأَجْزَاء والكتب فَسمع ابْن الْفُرَات وَكَثِيرًا من أكَابِر الْمَشَايِخ)
فَفتح عَلَيْهِ وبرع فِي مُدَّة يسيرَة مَعَ الِاشْتِغَال بِغَيْر ذَلِك من الْعلم وصيانة النَّفس واستئلاف الطّلبَة ثمَّ اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي التزيي بزِي الْفُقَهَاء فَأذن لَهُ فزاده ذَلِك خيرا مَعَ الدّين والعفة وَترك تعَاطِي الرياسة فِي دولة جده أَو التفاته إِلَى شَيْء من تعلقات الْقَضَاء وَرغب عَمَّا كَانَ سَمَّاهُ جده باسمه من ذَلِك، وَفرغ للاشتغال بِالْعلمِ ذهنه وأنصب فِي طلبه عينه وَأذنه ونظم الشّعْر ثمَّ سَاق عَنهُ الْمَقْطُوع الْمَاضِي، وفيهَا مجازفات كَثِيرَة لأغراض فَاسِدَة، وَمِمَّا أبرزه قَدِيما مقامة قرضها لَهُ الْبَدْر ابْن المخلطة وكاتبه بِمَا أوردته فِي تَرْجَمته من المعجم رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
1193 - يُوسُف بن شرنكار العنتابي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتعانى القراآت فمهر فِيهَا وانتفعوا بِهِ وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِلِسَان الْوَعْظ فصيح(10/317)
اللِّسَان حُلْو الْمنطق مليح الْوَجْه لَهُ يَد فِي التَّفْسِير. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين عَن خمس وَسِتِّينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه نقلا عَن الْعَيْنِيّ وَرَأَيْت بخطي نقلا عَن الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ فَاضلا فِي بعض الْعُلُوم. وَمَات بعنتاب سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن قريب السّبْعين فَالله أعلم.
1194 - يُوسُف بن صاروجا بن عبد الله جمال الدّين وَيعرف بالحجازي / تنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الخدم وَعمل أستادارا وَكَانَ عَارِفًا بالأمور وَتقدم فِي أَوَاخِر دولة النَّاصِر عِنْد الدوادار طوغان وَكَانَ زوج ابْنَته ويدعوه أبي وَكثر ذَلِك حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ أَبُو طوغان. مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1195 - يُوسُف بن صَدَقَة المحرقي الأَصْل القاهري أَخُو عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم الماضيين والمتشبه بِالتّرْكِ وَأحد الزردكاشية وَيعرف بِابْن صَدَقَة. / مَاتَ بالتجريدة سنة خمس وَتِسْعين قبل إِكْمَال السِّتين.
1196 - يُوسُف بن صفي جمال الدّين الكركي الشوبكي بن الصفي والدموسي الْمَاضِي. / كَانَ أَبوهُ من نَصَارَى الكرك فتظاهر بِالْإِسْلَامِ هُوَ ووالد الْعلم دَاوُد ابْن الكويز فِي كائنة لِلنَّصَارَى أَشَارَ إِلَيْهَا شَيخنَا فِي تَرْجَمَة دَاوُد سنة سِتّ وَعشْرين من إنبائه وخدم هَذَا كَاتبا عِنْد الْعِمَاد أَحْمد المقيري قَاضِي الكرك فَلَمَّا وصل الْقَاهِرَة كَانَ فِي خدمته بِبَابِهِ وَابْنه مَعَه وَكِلَاهُمَا فِي هَيْئَة مزرية حَتَّى مَاتَ الْعِمَاد فخدم الْجمال عِنْد الْبُرْهَان الْمحلي بِالْكِتَابَةِ فَحسن حَاله وَركب الْحمار وَبعده توجه لبلاده وخدم بِالْكِتَابَةِ هُنَاكَ إِلَى أَن ولاه الْمُؤَيد بسفارة قَرِيبه الْعلم بن الكويز نظر)
جَيش طرابلس فَكثر مَاله بهَا، وَاتفقَ قدومه الْقَاهِرَة فِي آخر أَيَّام ابْن الكويز فَلَمَّا مَاتَ وعد بِمَال كثير حَتَّى اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَكَانَت كَمَا قَالَ المقريزي أقبح حَادِثَة رأيناها وَلم يلبث أَن عزل فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا بالهروى. قَالَ المقريزي: وأذكرتني ولَايَته بعد ابْن الكويز قَول أبي الْقسم خلف بن فرج الألبيري الْمَعْرُوف بالسمير وَقد هلك وَزِير يَهُودِيّ لباديس بن جينويه الْحِمْيَرِي أَمِير غرناطة من بِلَاد الأندلس فاستوزر بعد الْيَهُودِيّ وزيرا نَصْرَانِيّا: كل يَوْم إِلَى ورا بدل الْبَوْل بالخرى فزمانا تهودا وزمانا تنصرا
(وسيصبو إِلَى المجو ... س إِن الشَّيْخ عمرا)
وَاسْتمرّ الْجمال بعد صرفه بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن ولي نظر جَيش دمشق فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عوض الشريف الشهَاب أَحْمد بن عدنان، ثمَّ عزل فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ بالبهاء بن حجي ثمَّ أُعِيد فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر فِي كِتَابَة سرها(10/318)
عوضا عَن النَّجْم يحيى بن الْمدنِي ثمَّ أُعِيد إِلَى نظر جيشها فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ وَقد عمر فِي لَيْلَة السبت ثامن عشر رَجَب سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ بَعيدا عَن كل فَضِيلَة ومكرمة وَمن الْجَهْل بمَكَان وَلذَا قَالَ المقريزي مَا قَالَ، وَقد قَالَ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة الْعلم دَاوُد من إنبائه أَنه اسْتَقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ قَرِيبه جمال الدّين يُوسُف وَكَانَ قد قدمه فِي عهد الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي نظر الْجَيْش بطرابلس فاتفق أَن الشأرف لما ولي نيابتها فِي أَيَّام الْمُؤَيد تقرب إِلَيْهِ وخدمه فَصَارَت لَهُ بِهِ معرفَة فَلَمَّا مَاتَ الْعلم قَرَّرَهُ فِي وظيفته فباشرها قَلِيلا بِسُكُون وَعدم شَره وتلطف بِمن يَقْصِدهُ وحلاوة لِسَان ثمَّ صرف بعد قَلِيل.
1197 - يُوسُف بن أبي الطّيب القنشي الْمَكِّيّ الْبَزَّاز وَالِده الْعَطَّار / هُوَ. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
1198 - يُوسُف بن عبد الله الضياء بن الْجمال الْهَرَوِيّ وَيعرف ببا يُوسُف. / لقِيه الطاووسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنزله فِي ظَاهر هراة وَذكر لَهُ أَنه زَاد سنه على ثلثمِائة سنة بِسبع سِنِين وَاسْتظْهر الطاووسي لذَلِك بِأَن عدَّة من شُيُوخ بَلَده قَالُوا نَحن رَأَيْنَاهُ من طفوليتنا على هَيئته الْآن وَأخْبرنَا آبَاؤُنَا بِمثل ذَلِك وَحِينَئِذٍ قَرَأَ عَلَيْهِ الطاووسي شَيْئا بِالْإِجَازَةِ)
الْعَامَّة وَالله أعلم.
1199 - يُوسُف بن عبد الله الْجمال الضَّرِير الْحَنَفِيّ / أحد الْفُضَلَاء فِي مذْهبه. مَاتَ فِي سنة تسع وَقد جَازَ الْخمسين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1200 - يُوسُف بن عبد الله الْجمال المارديني الْحَنَفِيّ أَخُو أبي بكر الْآتِي. / قدم الْقَاهِرَة وَوعظ النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَحصل كثيرا من الْكتب مَعَ لين الْجَانِب والتواضع وَالْخَيْر والاستحضار لكثير من التَّفْسِير والمواعظ. مَاتَ بالطاعون فِي سنة تسع عشرَة وَقد جَازَ الْخمسين وَخلف تَرِكَة جَيِّدَة ورثهَا أَخُوهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ ذكره شَيخنَا أَيْضا ويختلج فِي ظَنِّي أَنه الَّذِي قبله وَالصَّوَاب فِي وَفَاته تسع عشرَة لَا تسع.
1201 - يُوسُف بن عبد الله البوصيري نزيل الْقَاهِرَة / وَأحد من يَعْتَقِدهُ النَّاس من المجذوبين.
مَاتَ فِي سادس عشرى شَوَّال سنة عشْرين ويحكي عَنهُ بعض أهل الْقَاهِرَة كرامات. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَمِمَّنْ حكى لنا من كراماته الْجلَال القمصي وَدفن بجواره فِي تربة ابْن نصر الله.
1202 - يُوسُف بن عبد الله / وَاخْتلف هُوَ وَعَمه عبد الرَّحْمَن فِيمَن بعده فَمرَّة قَالَ هُوَ يُوسُف وَمرَّة قَالَ الْعم أَحْمد بن أَحْمد وَقَرَأَ على الديمي وَعلي قَلِيلا وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْأَمَاكِن(10/319)
لقِرَاءَة البُخَارِيّ على طَريقَة شَيْخه الديمي وَأم بِجَامِع الْحَاكِم كأبيه ولازم خدمَة تغرى بردى الأستادار مُدَّة وندبه فِي أَيَّام الدوادار لمشارفة الطرحي فِي تجهيزهم وَنَحْوه ثمَّ أبعده.
1203 - يُوسُف بن عبد الله الْمقري. / كَانَ مُقيما بمشهد ابْن أبي بكر بِمصْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1204 - يُوسُف بن عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد يحيى وَأحمد الْمَذْكُورين وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الحميد. / حفظ الْقُرْآن وجوده والمنهاج واشتغل عِنْد خلد المنوفي وَغَيره، وَحج غير مرّة وجاور وأقرأ الْأَبْنَاء وقتا وَهُوَ أحد المنزلين فِي تربة الْأَشْرَف قايتباي.
1205 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الْجمال بن الزين أبي الْفرج وَأبي هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْمُوفق الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ابْن الذَّهَبِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن نَاظر الصاحبة / مدرسة هُنَاكَ. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على)
وَالِده وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن غشم المرداوي وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَدْي وَفَاطِمَة وَعَائِشَة ابْنَتي ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذت عَنهُ بهَا ثمَّ بِبَلَدِهِ أَشْيَاء وَكَانَ أصيلا فَاضلا أديبا كتب التوقيع للنظام بن مُفْلِح وقتا. وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وَدفن بسفح قاسيون رَحمَه الله.
1206 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الْجمال التادفي ثمَّ الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالتادفي. / ولد بتادف من أَعمال الْبَاب سنة بضع وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَنَشَأ بحلب فتعانى الْغَزل وَالْقِرَاءَة على الْقُبُور إِلَى أَن اخْتصَّ بسالم بن سَلامَة بن سلمَان الْحَمَوِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة بحلب فحنبله وَوَقع بَين يَدَيْهِ بل نَاب عَنهُ، وَكَانَ جميلا وَتزَوج بِامْرَأَة يُقَال لَهَا الصفيراء ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج بابنة الشَّمْس الديل الْأنْصَارِيّ وَهِي سمراء لكَون أمهَا أمة سَوْدَاء فَقَالَ قَاضِي الْبَاب الشهَاب بن سراج:
(ولرب قَاض أَحْمَر من كعبة ... مَا كَانَ قطّ لَهُ يَد بَيْضَاء)
(لعبت بِهِ الصَّفْرَاء أول عمره ... والآن قد لعبت بِهِ السَّوْدَاء)
وامتحن بِالضَّرْبِ والإشهار من الشهَاب الزُّهْرِيّ لشهادة شَهِدَهَا الْمُحب بن الشّحْنَة ثمَّ لما قتل مخدومه سَالم رام من الْعَلَاء بن مُفْلِح الِاسْتِنَابَة فَامْتنعَ لقرب عَهده مِمَّا تقدم فانتمى للزين عمر بن السفاح فساعده عِنْد الْجمال نَاظر الْخَاص بِحَيْثُ أَن الْعَلَاء لما انْتقل لقَضَاء دمشق عوضه فِي حلب ببذل معجز وَتَقْرِير سنوى، وتكرر صرفه عَنهُ إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف قايتباي كِتَابَة سرها وَنظر(10/320)
الْجَيْش أَيْضا عوضا عَن الْكَمَال المعري حِين حَبسه بالقلعة مُضَافا للْقَضَاء، ثمَّ صرف عَن الثَّلَاثَة السَّيِّد بن أبي مَنْصُور بسفارة الخيضري مَعَ مَال بذله وَتَقْرِير أَيْضا وَطلب هَذَا إِلَى الْقَاهِرَة فنقم عَلَيْهِ أَنه بَاطِن فِي قتل ابْن الصوة، وَحبس بالمقشرة بِحجَّة مَا تَأَخّر عَلَيْهِ من المَال الْمُلْتَزم بِهِ فدام بهَا نَحْو خمس سنة إِلَى أَن أطلق بعناية يشبك الجمالي وأعيد للْقَضَاء فِي مستهل صفر سنة خمس وَتِسْعين، وَفِي غُضُون ذَلِك صرف ابْن أبي مَنْصُور عَن الوظيفتين بِكَمَال الدّين مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء بن الشّحْنَة، وَرَأَيْت بخطي فِي مَوضِع آخر أَنه ولي قَضَاء حلب فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وأضيف إِلَيْهِ فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي عدَّة وظائف كنظر الْجَيْش والقلعة والجوالي وَكِتَابَة السِّرّ ثمَّ أودع قلعة حلب أشهرا ثمَّ حمل إِلَى الْقَاهِرَة فَسلم)
للدوادار الْكَبِير ثمَّ للوالي ثمَّ أودع فِي اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين المقشرة بِسَبَب مَا تجمد عَلَيْهِ فِي الْجَيْش قيل أَزِيد من عشْرين ألف دِينَار، وَذكر بِفضل بل قيل أَنه صنف مِمَّا قرضه لَهُ السَّعْدِيّ قَاضِي مصر قَالَ وَهُوَ حسن الشكالة وَالْكِتَابَة فصيح الْعبارَة مصاهر لبيت ابْن الشّحْنَة.
1207 - يُوسُف بن الْمجد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن الجيعان / أحد الْأُخوة والتالي لعبد الْقَادِر مِنْهُم. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا. وَمَات مطعونا فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث وَخمسين.
1208 - يُوسُف بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجمال أَبُو المحاسن بن الْبَارِزِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وأخواه لِأَبِيهِ خَاصَّة مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر، أمه تركية لِأَبِيهِ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن ملك وَعرض عَليّ فِي الْجَمَاعَة بل سمع مني وَمن الشاوي وَغَيره ولازم قَرِيبه النَّجْم بن حجي فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن السنتاوي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَعَن الْجَوْجَرِيّ وتميز قَلِيلا وصاهر الصّلاح بن الجيعان على ابْنَته وَحج وَيذكر بتدين وَخير وَسُكُون.
1209 - يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْجمال التّونسِيّ الأَصْل السنباطي الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. / قَالَ لي وَلَده أَنه ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بسنباط وَأَنه حفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وعرضها على جمَاعَة وَاسْتمرّ يُكَرر عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ واشتغل بِالْعلمِ ورافق الشَّمْس البوصيري وَرَأَيْت وصف البوصيري لَهُ فِي عرض وَلَده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة، وَكَذَا رافق الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ فتح بل من شُيُوخه الأسنوي لَازمه وَكتب عَنهُ شَرحه على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والقطعة وَحضر دروس الأبناسي والبلقيني وبرع فِي الْعلم خُصُوصا علم الإكحال وَكَانَ يستحضر الْمُفْردَات لِابْنِ البيطار، وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وَقصد فِيهَا بالفتاوى وَرُبمَا أَخذ الْأُجْرَة(10/321)
عَلَيْهَا، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة بل مكث نَحْو أَرْبَعِينَ سنة سوى مَا تخللها من سفر وَنَحْوه يَتْلُو كل يَوْم ختمة يختمها عِنْد قبر وَالِده. وَمَات فِي ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة خمس عشرَة بسنباط رَحمَه الله وإيانا.
1210 - يُوسُف بن عبد الْغفار الْجمال الْمَالِكِي. / مِمَّن حفظ ابْن الْحَاجِب وتفقه وَسمع الشفافي سنة سبع عشرَة على الْكَمَال بن خير وَوصف فِي الطَّبَقَة بِالْقَاضِي الْأَجَل وناب فِي قَضَاء)
إسكندرية عَن الْجمال بن الدماميني والشهاب التلمساني وَكَذَا نَاب فِي الْقَاهِرَة وَجلسَ بِجَامِع الفكاهين وَغَيره وَكَانَ لين الْجَانِب عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.
1211 - يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن العظائم جمال الدّين الصمادي الحوراني الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي نزيل باسطية مَكَّة وَيعرف بالحموي / مِمَّن سمع بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
1212 - يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن بركَة الْجمال بن الكريمي بن السَّعْدِيّ القاهري سبط الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وأخو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ ووالد الْكَمَال مُحَمَّد والشهاب أَحْمد نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن كَاتب جكم / لكَون جده كَانَ كَاتبا عِنْده. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فأحضر لَهُ ولأخيه كَمَا قَالَ شَيخنَا فِيهِ من أقرأهما الْقُرْآن وعلمهما الْكِتَابَة وَالْعلم فَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عِنْده وتدرب بِهِ فِي الْكِتَابَة الشَّمْس بن البهلوان ظنا وَأخذ طرفا من الْفِقْه والعربية عَن الزين السندبيسي وَمن الْعَرَبيَّة وَحدهَا عَن أبي عبد الله الرَّاعِي وَكَذَا أَخذ عَن يحيى الدماطي وَآخَرين وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وأخيه وجده لأمه وصرفوه فِي بعض الْأُمُور إِلَى أَن برع فِي الْكِتَابَة والحساب وَمَا يلْتَحق بِهِ وَتكلم فِي أقطاع الناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف برسباي ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي الْوزر بعد تسحب قَرِيبه الْأمين بن الهيصم فباشره على كره مِنْهُ يَسِيرا إِلَى أَن أعفي بعد دون أَرْبَعَة أشهر لشكواه من قلَّة المتحصل وَكَثْرَة المصروف وَلزِمَ من ذَلِك أَخذ مَال كثير مِنْهُ وَمن أَخِيه وَلزِمَ الجمالي بَيته إِلَى أَن مَاتَ أَخُوهُ فولاه الْأَشْرَف فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين نظرا لخاص فباشرها نَحْو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَى أَن مَاتَ، وترقى فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جدا وصاهر الكمالي بن الْبَارِزِيّ على ابْنَته وَاسْتمرّ فِي مزِيد الترقي وأضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش عوضا عَن المحيي بن الْأَشْقَر فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين بل صَارَت الْأُمُور كلهَا معذوقة بِهِ وتدبير الممالك تَحت إِشَارَته وَأَنْشَأَ بِالْقربِ من سكنه بسويقة الصاحب مدرسة حَسَنَة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة والصوفية ووقف بهَا كتبا شريفة وَكَذَا قَامَ بعمارة الْمدرسَة الفخرية الْمُجَاورَة لبيته أَيْضا حِين سُقُوط منارتها على وَجه جميل وَعمل بالكوم(10/322)
الْأَبْيَض مدرسة وَقرر بهَا شَيخا وصوفية إِلَى غَيرهَا من الْأَمَاكِن المبتكرة والمجددة بِالْقَاهِرَةِ وأعمالها كالخطارة وَكَذَا بِمَكَّة المشرفة وَغَيرهَا مِمَّا فِي اسْتِيفَائه مَعَ مآثره وأنواع بره من الإنعام وَالصَّدَََقَة طول، وَبِالْجُمْلَةِ)
فمحاسنه جمة وَكَانَ رَئِيسا عَاقِلا وقورا حَلِيمًا ممدحا ذَا سياسة بديعة وَفهم جيد وَاحْتِمَال ومداراة وَتَأمل للعاقبة الدُّنْيَوِيَّة مَعَ إجلال للْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء ومحبة فِي الصَّالِحين وخضوع لَهُم وحسبك أَنه مَا ناكده أحد فأفلح وَلَا التجأ إِلَيْهِ ملهوف إِلَّا وأنجح وأسعده الله فِي خاصته وجماعته وَذكر غير هَذَا متعذرا وَاسْتمرّ على ترقيه ووجاهته حَتَّى مَاتَ وَقت التَّسْبِيح من ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَغسل من الْغَد ثمَّ صلي عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد سوى السُّلْطَان بل جلس وَلَده بدار المتوفي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَتوجه كلهم أَو جمهورهم إِلَى مَحل دَفنه بتربته الَّتِي كَانَ شرع فِي عمارتها وَهِي تجاه تربة الْأَشْرَف إينال وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَكثر الأسف على فَقده وَقد أَشَارَ شَيخنَا إِلَى حسن تربية أَبِيه لَهُ رَحمَه الله وسامحه وَعَفا عَنهُ.
1213 - يُوسُف بن عبد اللَّطِيف بن يُوسُف الْجمال الصردي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين وَيعرف بِخِدْمَة النَّجْم بن حجي. / مِمَّن سمع مني وَأخذ فِي الْفِقْه عَن بعض الْفُضَلَاء ولازم حُضُور مجْلِس مخدومه وَبعده انهبط ولديه عقل وَسُكُون.
1214 - يُوسُف بن عُثْمَان بن عمر بن مُسلم كمحمد بن عمر الْكِنَانِي بالمثناه الثَّقِيلَة الصَّالِحِي. / ولد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار الْمُنْتَقى من مُسْند عبد وَسمع من الشّرف بن الْحَافِظ وَعلي بن يُوسُف الصُّورِي وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الصرخدي وَعَائِشَة ابْنة مُسلم الحرانية وَأَجَازَ لَهُ الرضى الطَّبَرِيّ فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَابْن سعد وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهم، وَحدث بالكثير وَكَانَ خيرا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي، وَمَات فِي نصف صفر سنة اثْنَتَيْنِ قبل دخولي دمشق يَعْنِي فدخوله فِي رمضانها عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَذكره فِي إنبائه أَيْضا وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
1215 - يُوسُف بن عُثْمَان الْبُرُلُّسِيّ / قطن زاية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَذكر بصلاح وَأَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه زِيَادَة على أَرْبَعِينَ مرّة ودام التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر.
1216 - يُوسُف بن علم بن نجيب جمال الدّين بن علم الدّين بن نجيب الدّين الفارسكوري الشَّافِعِي الْفَقِيه وَالِد إِبْرَهِيمُ وَالشَّمْس مُحَمَّد والزين مُحَمَّد الْمَذْكُورين / مَعَ ذكر لَهُ فيهم. مِمَّن تميز فِي الْفِقْه والقراآت والعربية والفرائض وَأم بالجامع الْكَبِير بِبَلَدِهِ وأقرا الطّلبَة وَعلم الْأَبْنَاء وَقَالَ)
لأصغر بنيه الزين قَرَأَ عِنْدِي أَزِيد من ثَمَانمِائَة ولد لَيْسَ فيهم الين من قراءتك وَرُبمَا اشْتغل بالخياطة لنَفسِهِ. وَمَات فِي هَذَا الْقرن.(10/323)
1217 - يُوسُف بن عَليّ بن أَحْمد بن قطب الْجمال بن النُّور السُّيُوطِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / نقيب الْقُرَّاء وَابْن نقيبهم. ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية بَين القصرين وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع على الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد المحيي السُّيُوطِيّ جُزْءا بن عَرَفَة وَحدث بِهِ بإفادتي سَمعه عَلَيْهِ، وَكَانَ صَالحا يذكر أَنه سمع على جوَيْرِية الهكارية وَلَيْسَ بِبَعِيد.
وَقد حج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الشَّام ودمياط وإسكندرية والصعيد. وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى صفر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله.
1218 - يُوسُف بن عَليّ بن خلف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلْطَان الْعدْل الْجمال أَبُو المحاسن بن الْعَلَاء الدَّمِيرِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَعلي الماضيين. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَقيل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بل قيل سنة سِتِّينَ بدميرة وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فأكلمه بهَا وَعَاد إِلَى بَلَده فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها عِنْد ابْن عَمه الصفي إِبْرَهِيمُ الدَّمِيرِيّ وَكَانَ من أهل الْعلم يُقَال لَهُ الْقُدسِي لسكناه بالقدس مُدَّة فنزله فِي مكتب الْأَيْتَام وَحفظ التبريزي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو، وَعرض على الأبناسي والبلقيني وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ فِيمَا أخبر وَأَنه تفقه على الأول والأخير وَسمع بعض دروس النَّحْو وَسمع على النَّجْم بن رزين وَالْجمال الْبَاجِيّ والسويداوي والحلاي والجوهري وَأم إِبْرَاهِيم خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد القدسية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا الْوَرع لِأَحْمَد وعَلى الأول البُخَارِيّ خلا الْمجْلس الْعَاشِر وَلم يجدد وعَلى الثَّالِث الْجُزْء الثَّالِث وَالتسْعين من المعجم الْكَبِير للطبراني وباشر ديوَان بني الأسياد ثمَّ نَاب عَن الصَّدْر الأدمِيّ فِي أوقاف الْحَنَفِيَّة وَعَن نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ فِي نظر بَيت المَال والصندوق وَعَن التقي بن حجَّة فِي الطيبرسية وَوَقع فِي ديوَان الْإِنْشَاء، وَحج غير مرّة وجاور فِي بَعْضهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت البندقانيين وَلَزِمَه بِأخرَة مُقْتَصرا عَلَيْهِ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا حدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره قَرَأَ عَلَيْهِ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ الصَّحِيح والورع وَغَيرهمَا قِرَاءَة وسماعا. وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا.
1219 - يُوسُف بن عَليّ بن زين الدّين بن شكر المتبولي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة. (سقط)
يُوسُف بن عَليّ بن ضوء الصَّفَدِي الأَصْل الْحَنَفِيّ. / يَأْتِي قَرِيبا بِزِيَادَة مُحَمَّد قبل ضوء. 1221 يُوسُف بن عَليّ بن عبيد السنتاوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. /(10/324)
مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل على الزواوي وزَكَرِيا وَآخَرين، بل رافق الثَّانِي فِي السماع على شَيخنَا، وَكَذَا سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَكَانَ خيرا لونا وَاحِدًا مِمَّن حج وَأم بالأقبغاوية وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وتجرع فاقة سِيمَا بعد انْقِطَاعه وتوالى ضعفه وابتلائه فِي بدنه بل كف وَلم يَنْفَعهُ صَاحبه بِشَيْء يذكر فِي أَيَّام قَضَائِهِ. وَمَات ظنا فِي سنة خمس وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين.
1222 - يُوسُف بن عَليّ بن الزين عمر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ مَسْعُود البعلي المرحل وَيعرف بالجنثاني بِكَسْر الْجِيم ثمَّ نون سَاكِنة ثمَّ مُثَلّثَة وَأَظنهُ قريب الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. / ولد قبيل التسعين ببعلبك وَسمع بهَا على ابْن الزعبوب الصَّحِيح أَنا بِهِ الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيته بِبَلَدِهِ فَقَرَأت الثلاثيات وَكَانَ خيرا يكْتَسب من الرّحال. مَاتَ بعد السِّتين أَو محاذيها رَحمَه الله.
يُوسُف بن عَليّ بن أبي الْغَيْث. / فِيمَن جده مُوسَى بن أبي الْغَيْث.
1223 - يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْجمال الصَّفَدِي الأَصْل الْقُدسِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النَّقِيب. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِدُونِ مُحَمَّد وَقَالَ سمع على أبي مَحْمُود الْمَقْدِسِي جُزْءا خرجه لنَفسِهِ أَوله المسلسل أجَاز فِي الاستدعاء الَّذِي فِيهِ رَابِعَة. قلت وَسمع مِنْهُ الْمُوفق الأبي مَعَ الْحَافِظ ابْن مُوسَى سنة خمس عشرَة.
1224 - يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عَطاء بن إِبْرَهِيمُ بن مُوسَى الفارسكوري الشَّافِعِي البلان. / أَصله من فارسكور فانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فولد بهَا وَذَلِكَ فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا أَو قبلهَا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى فارسكور فارتزق بِالْخدمَةِ فِي الْحمام وَبحث فُصُول ابْن معطي والملحة على الشَّيْخ الْعَلامَة مُحَمَّد السكندري الحريري، وتعانى النّظم فبرع فِيهِ وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعدة قصائد كتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي وَآخَرُونَ وَكنت مِمَّن كتب عَنهُ بفارسكور وَكَانَت عدمت عينه فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه فلمسها بِيَدِهَا لشريفة فَصحت مَعَ ثقل سَمعه وَكَونه على الهمة كثير)
الْمَحْفُوظ أنسا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(كم من لئيم مَشى بالزور يَنْقُلهُ ... لَا يَتَّقِي الله لَا يخْشَى من الْعَار)
(يود لَو أَنه للمرء يهلكه ... وَلم ينله سوى إِثْم وأوزار)
(فَإِن سَمِعت كلَاما فِيك جاوزه ... وخل قَائِله فِي غيه ساري)
(فَمَا تبالي السما يَوْمًا إِذا نبحت ... كل الْكلاب وَحقّ الْوَاحِد الْبَارِي)
(وَقد وَقعت بِبَيْت نظمه دُرَر ... قد صاغه حاذق فِي نظمه دَاري)
(لَو كل كلب عوى ألقمته حجرا ... لأصبح الصخر مِثْقَالا بِدِينَار)
وَمن قصائده ميمية أَولهَا:(10/325)
(نشرت طي فُؤَادِي فكم علما ... ومبهم الشوق أضحى فِي الْهوى علما. مَاتَ.)
1225 - يُوسُف بن عَليّ بن مُوسَى بن أبي الْغَيْث صَلَاح الدّين البعلي الْحَنْبَلِيّ الْبَزَّاز. / سمع فِي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة من أبي الظَّاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقزْوِينِي وَعمر بن إِبْرَهِيمُ بن بشر الأول من أمالي القَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة وَوصف بِالْفَضْلِ، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد.
1226 - يُوسُف بن عَليّ الْمَكِّيّ الْحلْوانِي / ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه وَأنْشد من نظمه:
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بوادي منى حَيْثُ الحجيج نزُول)
(وَهل أردن مَاء الْعسيلَة صاديا ... ليشفى عليل أَو يبل غليل)
1227 - يُوسُف بن عَليّ بن نصر الله الْخُرَاسَانِي الأَصْل الخانكي الْحَنَفِيّ شَقِيق مُحَمَّد الْمَاضِي / وَهَذَا أكبر. ولد بالخانقاه سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ فِي عز أَبِيه فحفظ الْقُرْآن، واشتغل قَلِيلا فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَسمع على من سبق من أَخِيه، وتعانى الفروسية وَتقدم فِي كثير من فنونها بِحَيْثُ أَنه امتحن بجر قَوس عجز عَنهُ جمَاعَة بِحَضْرَة الظَّاهِر جقمق فجره وكسره وَكَانَ يَقُول أَنه أَقَامَ مُدَّة يتألم من كتفه بِسَبَب جَرّه لَهُ وَلذَا نزل فِي ديوَان السلطنة وتنزل فِي صوفية الخانقاه بل هُوَ أحد جمَاعَة الدوادارية السودونية وخادمها وَحج غير مرّة وجاور. مَاتَ بعيد التسعين بالخانقاة وَدفن عِنْد أَبِيه بهَا عَفا الله عَنهُ.
1228 - يُوسُف بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس المظفر بن الْمَنْصُور بن الْأَشْرَف / مُلُوك)
الْيمن. اسْتَقر بعد موت ابْن عَمه الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل فِي سنة خمس وَأَرْبَعين.
1229 - يُوسُف بن عمر بن عَليّ الْحَمَوِيّ وَيعرف بالشامي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
1230 - يُوسُف بن عمر بن يُوسُف الْحَمَوِيّ الْحلَبِي النجار. / مِمَّن سمع مني.
1231 - يُوسُف بن عمر الأنفاسي / شَارِح الرسَالَة. مَاتَ سنة بضع عشرَة.
1232 - يُوسُف بن عمر / أَمِير هراة. مَاتَ سنة سِتّ عشرَة.
1233 - يُوسُف بن عمر الدمياطي. / كَانَ أَبوهُ من مقدمي أجنادها ثمَّ هُوَ من أجنادها ويتكسب مَعَ ذَلِك بالخياطة فَلَمَّا أرسل بالأمير تمراز إِلَيْهَا نزل فِي بَيت كَانَ مُضَافا لَهُم يعرف بالفرسيسي فَقَامَتْ أمه بخدمته أتم قيام وَكَانَ هَذَا أَيْضا يَخْدمه بالخياطة وَغَيرهَا فَلَمَّا عَاد الْأَمِير إِلَى الْقَاهِرَة صَارَت الْأُم هِيَ الْمرجع فِي بَيته وترقى ابْنهَا عِنْده حَتَّى عمله خازندارا وتمول جدا وَصَارَت لَهُ فِي دمياط الْأَمْلَاك والسمعة وَبعد مُدَّة حصل لَهُ ثقل فِي لِسَانه كَأَنَّهُ ابْتِدَاء فالج فأحضر لَهُ الْأَطِبَّاء إِلَى أَن عجز وَاقْتضى(10/326)
رَأْيه أَن استأصل مَا كَانَ مَعَه وَصَارَ بعد ذَلِك الْعِزّ وركوب الْخَيل يمشي مَعَ عَجزه وَعدم تمكنه إِلَّا بالاستناد للحائط وَنَحْوه فسبحان الْمعز المذل.
1234 - يُوسُف بن عِيسَى سيف الدّين السيرامي الْحَنَفِيّ وَالِد النظام يحيى الْمَاضِي وَقد يختصر لقبه فَيُقَال سيف / ويترجم لذَلِك فِي السِّين الْمُهْملَة كَمَا لشَيْخِنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه بل كَانَ هُوَ يكْتب فِي الْفَتَاوَى وَنَحْوهَا سيف السيرامي كَانَ منشؤه بتبريز، ثمَّ قدم حلب لما طرقها اللنك فاستوطنها إِلَى أَن استدعاه الظَّاهِر برقوق وَقَررهُ فِي مشيخة مدرسته الَّتِي استجدها عوضا عَن الْعَلَاء السيرامي سنة تسعين فلزمها متصديا لنفع النَّاس بالتدريس والإفتاء وَكَذَا ولاه الظَّاهِر مُضَافا لمدرسته مشيخة الشيخونية بعد وَفَاة الْعِزّ الرَّازِيّ وَأذن لَهُ فِي استنابة وَلَده الْكَبِير مَحْمُود عَنهُ فِي مدرسته فدام مُدَّة ثمَّ ترك على الشيخونية وَاقْتصر على الظَّاهِرِيَّة، وَكَانَ دينا خيرا كثير الْعِبَادَة متواضعا حَلِيمًا كثير الصمت قانعا بالكفاف مُتَقَدما فِي فنون ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَقَالَ فِيهِ كَانَ عَارِفًا بالفقه والمعاني والعربية وَغَيرهَا سَمِعت الْعِزّ بن جمَاعَة يثني على علومه وَاجْتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده، وَذكره التقي الْكرْمَانِي فَقَالَ حضرت مَجْلِسه واستفدت مِنْهُ وَكَانَ من فضلاء تبريز ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَتَوَلَّى مشيخة مدرسة البرقوقية وَكَانَت عِنْده لكنة ورداءة عبارَة يَأْتِي فِي أثْنَاء كَلَامه بِأَلْفَاظ زَائِدَة مثل نعم كَمَا قلت)
ومثلا وَأطَال الله بقاك وأحسنت وَنَحْو ذَلِك، وَلَكِن عِنْده فَضِيلَة تَامَّة خُصُوصا فِي الْمَعْقُول ومشاركة فِي غَيره مَعَ تواضع وأخلاق حَسَنَة وَنَشَأ لَهُ ولدان قرآ الْيَسِير على والدهما ثمَّ ذهب أَحدهمَا إِلَى بِلَاد الرّوم وَاسْتمرّ الآخر عِنْده بِمصْر انْتهى. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشر بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ جزم بِكَوْن اسْمه يُوسُف وترجمه فِي الْيَاء الْأَخِيرَة المقريزي وَأما ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: قيل اسْمه يُوسُف، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى وَمُحَمّد غلط.
1235 - يُوسُف بن قَاسم بن فَهد الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن كحيلها. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
1236 - يُوسُف بن أبي الْقسم ين أَحْمد بن عبد الصَّمد الْجمال أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ، / سمع من الْجمال الأميوطي وَالشَّمْس بن سكر وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين الْأَذْرَعِيّ والأسنائي وَمُحَمّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار بن قَاضِي الزبداني وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَأَبُو الْيمن بن الكويك وَابْن الْقَارئ والآمدي وَآخَرُونَ. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ الفاسي أَنه اشْتغل بالفقه وَكَانَ لَهُ إِلْمَام بِهِ بِحَيْثُ يذاكر بمسائل مَعَ نظم وَدين وَخير وتحر كثير فِي الشَّهَادَة.(10/327)
مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
1237 - يُوسُف بن قراجا الْحَنَفِيّ. / رَأَيْته كتب فِي عرض سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ.
1238 - يُوسُف بن قطلوبك جمال الدّين صهر ابْن المزوق. / مِمَّن ولي ولَايَة الْعَرَبيَّة وكشف الجسور. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَاسْتقر بعده مُحَمَّد بن غرلو.
1239 - يُوسُف بن ماجد بن النحال أَخُو فَرح الْمَاضِي. / مَاتَ بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَ معتنيا بِالتِّجَارَة تَارِكًا للمباشرات عَفا الله عَنهُ.
1240 - يُوسُف بن مبارك بن أَحْمد الْجمال الصَّالِحِي / بواب المجاهدية. كَانَ يقْرَأ بالألحان فِي صباه هُوَ والْعَلَاء عُصْفُور الْموقع وَذَلِكَ قبل الطَّاعُون الْكَبِير وَلكُل مِنْهُمَا طَائِفَة تتعصب لَهُ ثمَّ انْتقل هَذَا إِلَى الصالحية وعصفور إِلَى الْقَاهِرَة. وَمَات هَذَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1241 - يُوسُف بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبَّاس الدكرنسي الشَّافِعِي الْعَطَّار أَبوهُ. /
سكن مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ فِي جمَاعَة وتدرب بالبدر)
حسن الطلخاوي فِي الِاشْتِغَال والوراقة وَجلسَ تَحت نظره شَاهدا مَعَ مداومة النساخة قانعا بِالْقَلِيلِ وَرُبمَا بَاشر فِي بعض الْأَمَاكِن وَهُوَ فطن فهم عَاقل.
1242 - يُوسُف بن مُحَمَّد الْمَدْعُو بدر بن أَحْمد بن يُوسُف الْجمال الكومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء / وَأحد صوفيتها. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ وسعبمائة وَكَانَ شَيخا فَاضلا خيرا جَلِيلًا متعبدا مُنْقَطِعًا إِلَى الله اشْتغل وَسمع الْكثير على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ولازمه فِي دروس القانبيهية وَكَانَ أَقَامَ بهَا مُدَّة قبل سعيد السُّعَدَاء وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَكَذَا سمع النُّور الفوى والطبقة أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا. وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بمقابر الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله وإيانا.
1243 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال أَبُو المحاسن الججيني الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ الْقطَّان / بسوقها وَأَظنهُ ابْن عَم مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على أبي الهول الْجَزرِي وَمن لفظ الْمُحب الصَّامِت أَشْيَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون وَهُوَ جد الشهَاب أَحْمد بن خَلِيل اللبودي لأمه رَحمَه الله.
1244 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال التزمنتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمُجبر / نِسْبَة لصدقة الْمُجبر لكَونه خلف أَبَاهُ على أمه فرباه. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة مُدَّة فَانْتَفع بِهِ فِي النَّحْو وَالْأُصُول(10/328)
وَغَيرهمَا وَسمع كَمَا أخبر عَليّ التقي بن حَاتِم صَحِيح البُخَارِيّ وكما فِي الطَّبَقَة على الشّرف ابْن الكويك صَحِيح مُسلم بفوت، وَحج وزار الْقُدس والخليل وَدخل دمشق وإسكندرية وَغَيرهمَا وتصدى للتدريس فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وباشر مشيخة سعيد السُّعَدَاء نِيَابَة عَن الشهَاب بن المحمرة حِين توجهه إِلَى الشَّام قَاضِيا عَلَيْهِ ثمَّ وثب عَلَيْهِ فِيهَا فَلَمَّا عَاد الشهَاب انتزعها مِنْهُ، وَكَانَ إِمَامًا خيرا فَقِيها فَاضلا متثبتا بل صَار معدودا فِي أَعْيَان الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ ولشدة صداقته بالعلمي البُلْقِينِيّ نَاب فِي الْقَضَاء عَنهُ وَصَارَ يحضر مَعَه مجَالِس الحَدِيث بالقلعة وَلذَا قَالَ شَيخنَا:
(دعاوى فَاعل كثرت فَسَادًا ... وَمن سمع الحَدِيث بِذَاكَ يخبر)
(وَلَوْلَا إِنَّه خشِي انكسارا ... لما طلب الْإِعَانَة بالمجبر)
)
وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ كَانَ فَاضلا اشْتغل كثيرا وَدَار على الشُّيُوخ ودرس فِي أَمَاكِن وناب فِي الحكم عَن القَاضِي علم الدّين وَكَانَ صديقه وَقد حصل لَهُ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وجع فِي رجلَيْهِ أضربه وَأظْهر عَلَيْهِ الْهَرم وَلم يزل بِهِ حَتَّى انْقَطع فِي بَيته بِجَامِع المارداني إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.
1245 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّيِّبِيّ القاهري الشَّافِعِي الوفائي نزيل الحسينية. / مِمَّن سمع مني.
1246 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْأَمِير إِسْمَعِيل بن مَازِن. / اسْتَقر شيخ لهانة وأمير هوارة البحرية بِنَاحِيَة البهنساوية فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين عوضا عَن عَليّ بن غَرِيب حِين قبض عَلَيْهِ الكاشف وجهزت مَعَه تجريدة تشْتَمل على ثلثمِائة مَمْلُوك باشهم أَبُو يزِيد أحد أُمَرَاء العشرات.
1247 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله وَأبي الْعِزّ بن المعتصم بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العباسي / آخر الْأُخوة الْخَمْسَة المستقرين فِي الْخلَافَة وأولهم المستعين بِاللَّه الْعَبَّاس ثمَّ المعتضد بِاللَّه دَاوُد ثمَّ شقيقه المستكفي بِاللَّه سُلَيْمَان ثمَّ الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة وَعم المستقر بعده المتَوَكل على الله أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الشّرف يَعْقُوب الْمَاضِي ذكرهم. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَنَشَأ فِي حجر السَّعَادَة إِلَى أَن بُويِعَ لَهُ بالخلافة فِي الْأَيَّام الإينالية بعد أَخِيه الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة فِي أَوَائِل رَجَب سنة تسع وَخمسين وَظهر بذلك مصداق رُؤْيَاهُ تعْيين الْخلَافَة لَهُ من الْخَلِيل إِبْرَهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام فدام فِيهَا نَحْو أَربع وَعشْرين سنة أسْكنهُ الظَّاهِر خشقدم حِين بلغه قدوم جانم نَائِب الشَّام بالقلعة وَلم يُمكنهُ من السُّكْنَى بمنزله الْمُعْتَاد إِلَى أَن توفّي بعد تمرضه(10/329)
نَحْو عَاميْنِ بالفالج فِي ضحى يَوْم السبت رَابِع عشرى الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَغسل من فوره ثمَّ صلي عَلَيْهِ بالقلعة عِنْد بَاب الْقلَّة فِي مشْهد فِيهِ السُّلْطَان وَجمع من الْأُمَرَاء كالحاجب الْكَبِير وَغَيره من المقدمين والقضاة مَا عدا الْحَنَفِيّ والمشايخ وَدفن بالمشهد النفيسي على عَادَتهم وَقد بلغ التسعين أَو جازها وَسمعت من يَقُول سنة على التَّحْرِير خمس وَثَمَانُونَ سنة وَدون أَرْبَعَة أشهر بأيام رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي كثير التِّلَاوَة فِي الْمُصحف)
سَاكِنا بهيا مجاب الدَّعْوَى صَادِق المنامات قلد فِي أَيَّامه خَمْسَة مُلُوك وصاهر العلمي البُلْقِينِيّ على ابْنَته ألف أم تَقِيّ الدّين بن الرسام واستولدها ابْنة ثمَّ فَارقهَا.
يُوسُف بن مُحَمَّد بن بيرم خجا. / فِي قرا يُوسُف من الْقَاف.
1248 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن حسن بن صَالح البهنسي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
1249 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحسن الْجمال الخليلي ابْن الْبُرْهَان. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل ومشيخة كُلَيْب وجزء البطاقة ومجالس الْخلال الْعشْرَة ونسخة إِبْرَهِيمُ بن سعد ومنتقى العلائي من ثمانيات النجيب وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ التقي القلقشندي نُسْخَة إِبْرَهِيمُ بن سعد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَابْن مُوسَى والموفق الأبي أَشْيَاء فِي سنة خمس عشرَة بل أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين.
1250 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكفرسبي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / أَخذ الْفِقْه عَن التقي بن قندس وكمل تفقهه بتلميذه الْعَلَاء المرداوي وَسمع معي لما كنت بِدِمَشْق تبعا للتقي شَيْخه.
1251 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن طوغان / الْمَاضِي أَبوهُ وجده شَاب أتلف أوقاف جده وَهُوَ غير متصون كأبيه بل أَسْوَأ مِمَّن لَا يذكر بِحَال.
1252 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الزين بن الشَّمْس بن الْجمال بن الشّرف بن الْعِزّ بن أحد أَصْحَاب الْعِزّ الديريني الشارمساحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكتب وَيعرف بالزين الشارمساحي وبالخطيب. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بشارمساح وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية الحَدِيث والنحو والعمدة والأذكار للنووي وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ والجعبرية فِي الْفَرَائِض وفصيح ثَعْلَب وَالتَّلْخِيص وإيساغوجي فِي الْمنطق وَغَيرهَا وَعرض بَعْضهَا على شَيخنَا والعيني والأذكار على الرَّشِيدِيّ بل عرض على الظَّاهِر جقمق وأنعم عَلَيْهِ وَأخذ عَن الْمحلي والعبادي الْفِقْه ولازمه كثيرا وَعَن الْخَواص فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وشارك فِي الْفِقْه مديما للْحِفْظ للحاوي وتكسب فِي سوق الْكتب وَصَارَ أخْبرهُم وصاهر الشَّمْس السنسي على سبطته واستولدها(10/330)
ابْنا عرض على عدَّة كتب وَحج وَنعم الرجل.
1253 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال السكندري / قاضيها الْحميدِي بِالضَّمِّ نِسْبَة إِلَى)
امْرَأَة ربته يُقَال لَهَا أم حميد الْحَنَفِيّ. نَشأ بإسكندرية وتفقه حَتَّى برع وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَأخذ عَنهُ شَيخنَا ابْن الْهمام فِي النَّحْو وَغَيره. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ وَكَانَ مُوسِرًا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وقرأت بِخَطِّهِ فِي مَوضِع آخر عَن نَيف وَسبعين سنة قَالَ وأظن أنني رَأَيْته وَوَافَقَ غَيره على كَونه زَاد على الثَّمَانِينَ. وَقَالَ كَانَ بارعا فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم مثريا يتعانى المتجر ذَا فضل وأفضال مَعَ عفة وديانة وصيانة درس بالثغر وَأفْتى إِلَى أَن مَاتَ وحمدت سيرته فِي الْقَضَاء.
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ صحبته فِي مجاورتي بِمَكَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَنعم الرجل كَانَ فِي دينه وفضيلته رَحمَه الله.
1254 - يُوسُف بن علم الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد جمال الدّين النويري ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ كَمَال الدّين مُحَمَّد. / مِمَّن حفظ كتبا وعرضها وَعرف بالذكاء وَهُوَ أكبر إخْوَته واشتغل قَلِيلا، وتعانى الزِّرَاعَة بِبَلَدِهِ بِحَيْثُ يُسَافر إِلَيْهَا فِي ذَلِك.
1255 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقسم الْجمال أَبُو المحاسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي الفلاحي الأَصْل نِسْبَة إِلَى الفلاحين بِالتَّخْفِيفِ وَآخره نون قَرْيَة من أَعمال تونس من الْمغرب السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بالفلاحي. / ولد بعد فجر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانمِائَة بإسكندرية وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فانتقل مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو من طَرِيق الدوري خَاصَّة على حبيب العجمي وَحفظ الرسَالَة وغالب الْمُخْتَصر الفرعي وَجَمِيع ألفية ابْن ملك ثمَّ أقبل على الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والعربية والحساب والفرائض وَغَيرهَا، وَمن شُيُوخه الْجمال الأقفاصي والبساطي ثمَّ أَبُو عبد الله الرَّاعِي وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا والرشيدي فِي آخَرين وَصَارَ فِي غُضُون ذَلِك يتَرَدَّد إِلَى بَلَده وَمن شُيُوخه بهَا الشهَاب أَحْمد الصنهاجي وَسَعِيد الْمَهْدَوِيّ والشريف الجزائري وَزعم أَنه سمع فِيهَا الْمُوَطَّأ على الْكَمَال بن خير وَكَذَا الشفا بِقِرَاءَة البرشكي فِي سنة خمس وَعشْرين ثمَّ قطنها وناب عَن قضاتها بل ولي مشيخة بعض مدارسها والخطابة بِبَعْض جوامعها وحسبتها ولاه إِيَّاهَا تنم نائبها فِي سنة تسع وَأَرْبَعين لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ أَنه سَافر مَعَه إِلَى حماة لما ولي نيابتها فِي سنة إِحْدَى وَخمسين، وَقد لَقيته بِمَكَّة سنة سِتّ وَخمسين)
ثمَّ بعْدهَا بِبَلَدِهِ وكتبت عَنهُ بالموضعين أَشْيَاء بل كتب لي بِخَطِّهِ كراسة من نظمه(10/331)
ونثره، وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي فنون لَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب مَعَ تواضع وخفة روح وَسُرْعَة حَرَكَة وَتجوز فِيمَا بيدَيْهِ. مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين بِمَكَّة وَتقدم البرهاني للصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دفن بِبَاب المعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(وقائلة لي بعد الْخمسين قد مَضَت ... من الْعُمر فِي شرب وسرب وأتراب)
(أرى فِيك أَخْلَاق الشَّبَاب وَقد بدا ... عذارك مسودا كلون غراب)
(فَقلت لَهَا لَا تعجبين فَإِنَّمَا ... سَواد عِذَارَيْ من سوالف أحبابي)
وَكتب عَنهُ البقاعي مَا سقته فِي الوفيات.
1256 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرج الْجمال بن أبي رَاجِح الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عمر وَيعرف بِابْن أبي رَاجِح. /
اسْتَقر فِي حجابة الْكَعْبَة بعد يحيى بن أَحْمد الشيبي فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ أَو فِي الَّتِي تَلِيهَا.
وَمَات فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بهَا. أرخه ابْن فَهد.
1257 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْجمال بن القَاضِي فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَسمع من الْجمال الأميوطي والزين الْعِرَاقِيّ وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ رَحمَه الله.
1258 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر الْجمال أَبُو المحاسن المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد ناصرا لدين مُحَمَّد وَيعرف بالمرداوي. / أحد الرُّءُوس من الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق حج فِي سنة خمس وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا. مَاتَ.
يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى السيرامي. / مضى فِي ابْن عِيسَى بِدُونِ وَاسِطَة.
1259 - يُوسُف بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. مَاتَ فِي رَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد راهق وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَاشْتَدَّ أَسف أَبِيه عَلَيْهِ وَلم يكن لَهُ الْآن ولد ذكره غَيره. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.) :::
1260 - يُوسُف بن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده سبط أبي الْفضل بن الردادي وَيعرف كسلفه بِابْن المخلطة. ولد فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وأحضر وَهُوَ فِي الأولى بالكاملية بِقِرَاءَتِي على السَّيِّد النسابة وَغَيره. وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ خَاله جلال الدّين بن الردادي، وَاسْتقر فِي جِهَات أَبِيه بعده كتدريس المؤيدية وَأم السُّلْطَان والقمحية وناب عَنهُ اللَّقَّانِيّ مُتَبَرعا فَلَمَّا ترعرع قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْمُخْتَصر والإرشاد لِابْنِ عَسْكَر ولازم دروس السنهوري(10/332)
قِرَاءَة وسماعا فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا قَرَأَ على اللَّقَّانِيّ فِي الْفِقْه والأبناسي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا كَزَوج أمه ابْن قَاسم الشَّافِعِي وَدَاوُد وَحضر عِنْدِي سَماع أَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ بَعْضًا وَنسخ بِخَطِّهِ شرح الرسَالَة للأقفهسي وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَلم يحصل على طائل وَتزَوج ورزق الْأَوْلَاد، وَحج وَرُبمَا درس فِي بعض وظائفه كَأُمّ السُّلْطَان بل وبالمؤيدية وَلَو أقبل بكليته على الِاشْتِغَال لرجي لَهُ الْخَيْر.
1261 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال بن الْبَدْر أبي الْفَتْح المنوفي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ كَاتب المماليك وَيعرف بِابْن أبي الْفَتْح المنوفي. / بَاشر عَن أَبِيه فِي البيمارستان وأهانه الأتابك أزبك بإغراء ابْن سَالم ثمَّ اسْتَقر فِي كِتَابَة المماليك بعد عبد الْكَرِيم بن جُلُود وَيذكر باحتشام فِي الْجُمْلَة ورغبة فِي ذَوي اللطف والفضائل وَالظَّاهِر من شكالة بلادته وغباوته وَقد صادره السُّلْطَان مرّة بمرافعة عشير لَهُ وضيق عَلَيْهِ فِي الدِّيوَان.
1262 - يُوسُف بن الْمُحب أبي الْفضل مُحَمَّد بن الشّرف مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى الْجمال أَبُو المحاسن المنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن المنوفي. / نَشأ شَاهدا وداوم الْجُلُوس عِنْد جده وَأَبِيهِ ثمَّ مَعَ غَيرهمَا كل ذَلِك بالجورة وَحضر دروس السابقية والبرقوقية وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَليّ فِي الْأَذْكَار للنووي وَفِي التَّقْرِيب والتيسير لَهُ وَكتب بعض شرحي لَهُ وَكَذَا قَرَأَ على زَكَرِيَّا وخطب وَحج وَخلف وَالِده فِي جهاته مَعَ غَيرهَا وَتزَوج، وَهُوَ جيد الْفَهم وَالْأَدب عَاقل.
1263 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن نَاصِر جمال الدّين الْبُحَيْرِي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالشيخ يُوسُف الْبُحَيْرِي. / حفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة واشتغل قَلِيلا وسافر لمَكَّة فجاور بهَا سِنِين على قدم التَّجْرِيد بل حكى عَن نَفسه أَنه كَانَ يحتطب فِيهَا ثمَّ عَاد وأقرأ الْأَبْنَاء مُدَّة ثمَّ لَازم)
الْإِقَامَة بالأزهر مَعَ تزَوجه وَأَوْلَاده مديما فِيهِ الطَّهَارَة واستقبال الْقبْلَة إِلَى أَن حج أَيْضا وَعَاد وَهُوَ متوعك فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَقد زَاد على السِّتين وَلم يَنْقَطِع فِي تمرضه عَن جُلُوسه بالجامع إِلَى أَن انتحل وَصَارَ لَا يُطيق النهوض وَالْحَرَكَة إِلَّا بِجهْد وَمَعَ ذَلِك فَلَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة إِلَّا قَائِما، وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا مهابا متين الْعقل عَارِفًا بأحوال النَّاس نَافِذ الْكَلِمَة قل أَن ترد شفاعاته مَعَ مجافاته للرؤساء غَالِبا وَعدم التفاته لَهُم، وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر وَكَانَت جنَازَته حافلة تقدم النَّاس الْعَيْنِيّ وَكثر أَسف كثيرين عَلَيْهِ وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ يَدعِي أَنه من الْمَشَايِخ الواصلين وَلم يكن لَهُ أصل بل كَانَ عريا من الْعلم وَمن طرق الصّلاح يجذب النَّاس إِلَيْهِ بطرق مُخْتَلفَة بحيل وتصنع وَيَأْخُذ على الْحَاجَات بِحَيْثُ حصل من ذَلِك شَيْئا كثيرا وَالله أعلم.
1264 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر القاهري الشَّافِعِي المحوجب(10/333)
وَالِد عَليّ الْمَاضِي / وَأَبوهُ من الثَّامِنَة. سمع من عبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي الْأَخْلَاق للصفراوي بِقِرَاءَة الشَّمْس النشوي الْمُقْرِئ وَكتب على استدعاء فِيهِ ابْن شَيخنَا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.
1265 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود الْعِزّ بن الْجلَال بن الْعِزّ السرائي الأَصْل التبريز الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بالحلوائي. / ولد سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة حصن كيفا وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا صُحْبَة أَبِيه فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَقي إِذْ ذَاك شَيخنَا وَغَيره ثمَّ لما كَانَ الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ مُقيما بِبَيْت الْمُقَدّس لَازمه وانتمى إِلَيْهِ بِحَيْثُ صَار من خواصه وَكَذَا صحب الْخَطِيب أَبَا الْفضل النويري ولازمه وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر، وَكَانَ أصيلا فَاضلا لطيف الْعشْرَة ظريفا لَهُ نظم ونثر لَقيته مرَارًا وَسمعت من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله:
(وناحت حمامات الرياض بحرقة ... فخلت قُلُوب العاشقين ممزقه)
وَجعله بدل ثَانِي الأبيات المنسوبة للزمخشري وَهِي:
(تغنت على فرع الْأَرَاك مطوقة ... فَردَّتْ خليات الْقُلُوب مشوقه)
(وأشوق مِنْهَا صَوت حاد مبكر ... حدا بحدوج الْمَالِكِيَّة أينقه)
(تخَالف مَا بيني وَبَين أحبتي ... فلي عِنْدهم مقت وَعِنْدهم لي مقه)
مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله. (سقط)
يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجمال أَبُو الْحجَّاج الأسيوطي. / يَأْتِي فِي الكنى.
1267 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف نور الدّين بن صَلَاح الدّين بن نور الدّين الباسكندي الهرموزي قاضيها الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ عَنهُ إِبْرَهِيمُ بن وَكَانَ من سنة خمسين.
1268 - يُوسُف بن مُحَمَّد الْجمال النّحاس الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن القطب. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ كَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود ثمَّ ولي الْحِسْبَة مرّة ثمَّ نَاب فِي الحكم ثمَّ سعى فِي الْقَضَاء بعد فتْنَة اللنك فَوَلِيه مرَارًا وَكَانَ عريا عَن الْعلم مَعَ كَون مُبَاشَرَته غير محمودة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَلم يكمل السّبْعين.
يُوسُف بن مُحَمَّد التركماني وشهرته بقرًا يُوسُف / وَلذَا قَدمته فِي الْقَاف.
يُوسُف بن مُحَمَّد غير مَنْسُوب / كَمَا رَأَيْته فِي شَهَادَة على بعض الْقُرَّاء بِالْإِجَازَةِ مؤرخه بِسنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَظنهُ الْبُحَيْرِي الْأَزْهَرِي الْمَاضِي فِيمَن جده نَاصِر قَرِيبا.
يُوسُف بن مُحَمَّد. / فِي الْعجل بن نعير.
1269 - يُوسُف بن مكي بن عُثْمَان بن عَليّ بن حسن البقاعي قريب إِبْرَهِيمُ بن(10/334)
عمر. / قَالَ أَنه ولد فِي حُدُود سنة خمسين وَسَبْعمائة بقرية خربة روحا من جبل الْبِقَاع العزيزي وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالفقه وَغَيره، وَكَانَ دينا خيرا مطرح النَّفس يعرف الشُّرُوط، وَبَالغ فِي وَصفه وَأَنه علمه الْكِتَابَة والشروط وَقتل فِي الْفِتْنَة الَّتِي قتل فِيهَا وَالِده فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين فَالله أعلم.
1270 - يُوسُف بن مَنْصُور بن أَحْمد الْجمال الْمَقْدِسِي وَيعرف بِابْن التائب. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَلزِمَ الشهَاب بن الهائم مُدَّة وَفضل وتنزل فِي الْجِهَات واشتغل فِي الْعَرَبيَّة وَعمل المواعيد وياقل أَنه سمع الْكثير على أبي الْخَيْر بن العلائي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فَالله أعلم نعم سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل القلقشندي الأول من مسلسلات العلائي بِسَمَاعِهِ لَهُ على مخرجه وللمسلسل بالأولية الْمخْرج فِيهِ عَالِيا على الْمَيْدُومِيُّ. ولقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأته عَلَيْهِ وَيُقَال إِنَّه من المنتمين لِابْنِ عَرَبِيّ وَقد أذن لَهُ خَليفَة المغربي فِي التَّلْقِين سنة خمس وَعشْرين فَلَعَلَّهُ سلفه. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا)
بِبَيْت الْمُقَدّس.
1271 - يُوسُف بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي تكبن بن عبد الله الْجمال أَبُو المحاسن بن الشّرف الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالجمال الْمَلْطِي. / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بملطية واصله من خرت برت، وَقدم حلب فِي شبابه وَحفظ الْقُرْآن ومتونا واشتغل بهَا حَتَّى مهر ثمَّ ارتحل إِلَى الديار المصرية وَهُوَ كَبِير فَأخذ عَن علمائها كالقوام شَارِح الْهِدَايَة فَإِنَّهُ لَازمه كثيرا بالصرغتمشية وَكَانَ معيدا فِيهَا مُدَّة حَيَاته فَلَمَّا مَاتَ أَخذ عَن أرشد الدّين وَأَمْثَاله.
قَالَه الْعَيْنِيّ وَكَذَا أَخذ عَن الْعَلَاء التركماني وَابْن هِشَام وَسمع من مغلطاي والعز بن جمَاعَة وَحدث عَن أَولهمَا بالسيرة النَّبَوِيَّة والدر المنظوم من كَلَام الْمَعْصُوم وَذكر أَنه سمع الأولى مِنْهُ سنة سِتِّينَ وَحصل وَعَاد إِلَى حلب وَقد صَار أحد أَئِمَّة الْحَنَفِيَّة يستحضر الْكَشَّاف وتفقه على مَذْهَبهم فشغل بهَا الطّلبَة وَأفْتى وَأفَاد إِلَى أَن انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَفِيَّة فِيهَا مَعَ الثروة وولاه تغرى بردى تدريس جَامعه بهَا ثمَّ استدعاه الظَّاهِر برقوق على الْبَرِيد لما مَاتَ الشَّمْس الطرابلسي وَقَالَ حِينَئِذٍ أَنا الْآن ابْن خمس وَسبعين فَحَضَرَ من حلب فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانمِائَة وَنزل عِنْد الْبَدْر الكلستاني كَاتب السِّرّ إِلَى أَن خلع عَلَيْهِ فِي الْعشْرين مِنْهُ بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة فَكَانَت مُدَّة الفترة مائَة وَعشرَة أَيَّام فباشر مُبَاشرَة عَجِيبَة فَإِنَّهُ قرب الْفُسَّاق واستكثر من استبدال الْأَوْقَاف وَقتل مُسلما بنصراني بل اشْتهر أَنه كَانَ يُفْتِي بِأَكْل الْحَشِيش وبوجوه من الْحِيَل فِي أكل الرِّبَا وَأَنه كَانَ يَقُول من نظر فِي كتاب البُخَارِيّ تزندق وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ الكلستاني فِي سنة إِحْدَى اسْتَقر فِي تدريس الصرغتمشية مُضَافا للْقَضَاء وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن(10/335)
حجي فِي علمه وَأَنه لم يكن مَحْمُودًا فِي مُبَاشَرَته. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ يتَصَدَّق على الْفُقَرَاء فِي كل يَوْم بِخَمْسَة وَعشْرين درهما يصرف بهَا فُلُوسًا لَا يخل بذلك وَلم يكن يقطع زَكَاة مَاله مَعَ بعض شح وطمع وتغفيل وَأَنه أَقَامَ بحلب قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة فَكَانَ يكْتب فِي كل يَوْم على أَكثر من خمسين فَتْوَى بِدُونِ مطالعة لقُوَّة استحضاره وَأَنه حصل بحلب مَالا كثيرا فنهب أَكْثَره فِي اللنكية قَالَ وَهُوَ أحد مشايخي قَرَأت عَلَيْهِ من كتاب الْبَزْدَوِيّ مجَالِس مُتعَدِّدَة فِي حلب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَاخْتصرَ مَعَاني الْآثَار للطحاوي سَمَّاهُ المعتصر وصنف غَيره، قَالَ وَكَانَ ظريفا لطيفا خَفِيفا جميل الصُّورَة حسن اللِّحْيَة مَرْبُوع الْقَامَة وَإِلَى الْقصر أقرب وَكَذَا قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ السِّيرَة والدرر الْمَذْكُورين وَأَنه كَانَ فَاضلا كثير الِاشْتِغَال)
والإشغال مُجْتَهدا فِي تَحْصِيل الْعلم وَالْمَال وَله ثروة زَائِدَة حصلها بحيلة الْعينَة، وَلما هجم اللنك الْبِلَاد عقد مجْلِس بالقضاة وَالْعُلَمَاء لمشاطرة النَّاس فِي أَمْوَالهم فَقَالَ الْمَلْطِي إِن كُنْتُم تَفْعَلُونَ بِالشَّوْكَةِ فَالْأَمْر لكم، وَأما نَحن فَلَا نفتي بِهَذَا وَلَا يحل أَن نعمل بِهِ فِي الْإِسْلَام فانكف الْأُمَرَاء عَن التَّعَرُّض لذَلِك ثمَّ عَن ارتجاع الْأَوْقَاف والإقطاع بزعم الِاسْتِعَانَة بذلك فِي دفع تمرلنك، وَكَانَ ذَلِك معدودا فِي حَسَنَاته مَعَ كَونه لم تحمد سيرته فِي الْقَضَاء وَكَونه نسب إِلَيْهِ مَا تقدم وَلكنه قد ثَبت أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر، وَقَالَ شَيخنَا فِي رفع الأصر وَغَيره أَن الْمُحب بن الشّحْنَة دخل عَلَيْهِ فذاكره يَوْمًا بأَشْيَاء وأنشده هجوا فِيهِ موهما أَنه لبَعض الشُّعَرَاء القدماء فِي بعض الْقُضَاة وَهُوَ:
(عجبت لشيخ يَأْمر النَّاس بالتقى ... وَمَا راقب الرَّحْمَن يَوْمًا وَمَا اتَّقى)
(يرى جَائِزا أكل الحشيشة والربا ... وَمن سمع الْوَحْي حَقًا تزندقا)
مَاتَ فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وشغر منصب الْقَضَاء بعده قَلِيلا إِلَى أَن اسْتَقر أَمِين الدّين بن الطرابلسي، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا بِمَا قَالَ بعض المؤرخين أَن الْحَامِل لَهُ عَلَيْهِ الْعَدَاوَة مَعَ كَونه لم ينْفَرد بِكَثِير مِمَّا قَالَه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
ي 1272 يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الْجمال المنوفي خطيبها بجامعها الْعَتِيق الشَّافِعِي وَالِد زين الصَّالِحين مُحَمَّد والشرف مُوسَى الماضيين. / مِمَّن تميز فِي الْمِيقَات وَعمل فِيهِ مُقَدّمَة.
1273 - يُوسُف بن مُوسَى بن الجيوشي شيخ بني مُصعب. / قتل فِي مقتلة فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
1274 - يُوسُف بن يحيى بن عبد الله الْجمال بن الشّرف بن سعد الدّين ابْن بنت الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَهِيمُ. / ولد فِي سادس رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فاستقر فِي وظيفته صحابة ديوَان الْجَيْش بمشاركة عَمهمَا(10/336)
إِلَى أَن تأهل ابْن شَيخنَا على ابْنَته لَطِيفَة وَكَانَ المهم فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِحَضْرَة جدها وقبيل وَفَاته وَاسْتمرّ مَعهَا حَتَّى أولدها وَمَاتَتْ نفسَاء فَتزَوج بعْدهَا ابْنة للشرفي يحيى بن الجيعان وَمَاتَتْ تَحْتَهُ كَذَلِك وَحج وَنعم عقلا وأدبا وحشمة.
1275 - يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْجمال بن التقي بن الشَّمْس الْكرْمَانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَولده يحيى. / ولد فِي صفر)
سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بحارة الرّوم وَأمه فتاة لِأَبِيهِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير بعد أَن أسْند وَصيته لِلشِّهَابِ بن يَعْقُوب وَنَشَأ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان المنزلاوي والعمدة وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو عرض على جمَاعَة كشيخنا وَابْن الديري بل حضر بعض مجَالِس أَولهمَا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن يس نزيل المؤيدية وَكَذَا لَازم أحد صوفيتها الشهَاب المسيري بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ ثمَّ لَازم الشَّمْس البامي فِي أَشْيَاء مِنْهَا شرح جده على البُخَارِيّ وَحضر الْيَسِير من دروس الْمَنَاوِيّ وَابْن البُلْقِينِيّ بل سمع عَلَيْهِمَا وعَلى ابْن الديري وَخلق مَعنا وَهُوَ مِمَّن سمع جُزْء الْأنْصَارِيّ وَغَيره بالصالحية وَختم البُخَارِيّ بالظاهرية بل قَرَأَ على الرَّشِيدِيّ فِي الشفا وَغَيره وَكتب على الْجمال بن حجاج، وَدخل دمياط والفيوم للنزهة بل حج فِي سنة سِتّ وَخمسين ورافقنا فِي الْبَحْر وَاشْتَدَّ الِاخْتِصَاص بِهِ ولازمني فِيمَا قرأته هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوائطي بِمَكَّة وَكَذَا بالأماكن الَّتِي توجهنا إِلَيْهَا كمنى وغارثور وحراء وَعمرَة الْجِعِرَّانَة وَبعد رُجُوعه أَكثر من السماع مَعنا وَمَعَ غَيرهَا، ثمَّ حج فِي الْبَحْر أَيْضا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ثمَّ فِي موسم سنة أَربع وَسِتِّينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين وجاور بقيتها مَعَ سنة أَربع، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَجمع من تخاميس الْبردَة مَا ينيف على سِتِّينَ، مَعَ فَضِيلَة وحشمة وعقل وتقنع وتودد وتواضع ومحاسن وَرُبمَا ارتفق بِهِ أَبُو الطّيب الأسيوطي وَكَانَ زَائِد الِاخْتِصَاص بِهِ بِحَيْثُ نزله فِي جِهَات وَنعم الرجل.
1276 - يُوسُف بن يَعْقُوب بن شرف بن حسام بن مُحَمَّد بن حجي بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي. / ولد فِي سلخ سنة ثَمَانمِائَة واشتغل ببلاده ثمَّ قدم حلب فأقرأ الطّلبَة وَأفْتى، وَكَانَ فَاضلا خيرا أجَاز فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمَات بعد ذَلِك.
1277 - يُوسُف بن يَعْقُوب الْجمال الْكرْدِي الشَّافِعِي آخر غير الَّذِي قبله. / قدم بِبَيْت الْمُقَدّس قَدِيما وَنزل فِي فُقَهَاء صلاحيته وتصدر للقراء فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة(10/337)
وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وَسمع بِقِرَاءَتِي هُنَاكَ بعض الأجزء وَكَانَ فَاضلا متعبدا حسن العقيدة تكَرر قدومه للقاهرة. وَمَات عَن سنّ عالية فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بماملا رَحمَه الله.
1278 - يُوسُف بن يغمور الْجمال القاهري. / ولد بهَا فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا وَصَارَ خاصكيا فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر ثمَّ مقدم البريدية فِي آخر أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ نَقله الظَّاهِر)
جقمق إِلَى نِيَابَة قلعة صفد ثمَّ صرفه عَنْهَا إِلَى أتابكيتها، وَقدم حِينَئِذٍ الْقَاهِرَة فأعيد إِلَى النِّيَابَة الْمَذْكُورَة، وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله.
1279 - يُوسُف بن يُوسُف بن حجاج الْجمال الكومي. / مِمَّن سمع على قريب التسعين.
1280 - يُوسُف بن يُونُس الجبائي التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالمقري وبالفقيه يُوسُف عَظِيم الْيمن كُله فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة. / مِمَّن أَخذ عَن الشهَاب الضراسي وَابْن كبن وَابْن الْخياط والقراآت عَن الْعَفِيف النَّاشِرِيّ تلميذ ابْن الْجَزرِي قيل وَابْن الْمقري وَأَنه أجَاز لَهُ ابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا وتميز فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والقراآت وَصَارَ فَقِيه الْيمن مقرئها وَلما وقف على شرحي للألفية مَعَ الشهَاب الزبيدِيّ لم يسمح بعوده إِلَيْهِ بل أرغبه فِيهِ أتم إرغاب وَقَالَ هَذَا كَلَام منور، حَكَاهُ لي الشهَاب وَقَالَ أَنه جَازَ الثَّمَانِينَ أَو قاربها، وَقَالَ لي غَيره أَنه ولد سنة سِتّ عشرَة وَرَأَيْت شَيْخه الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة الطّيب القَاضِي وصف يُوسُف هَذَا بِالْقَاضِي شمس الدّين وَأَنه عَاد مَعَ عَليّ بن طَاهِر الطّيب فِي مرض مَوته، وَرَأَيْت بِخَط الْمقري نَفسه فِي إجَازَة أَنه أَخذ عَن الْجمال بن كبن الْفِقْه فبقراءته من أول الرَّوْضَة إِلَى آخر الْفَرَائِض وَبَعض الْوَسِيط للغزالي وَسمع عَلَيْهِ الْكثير من الْمِنْهَاج والتنبيه بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَعْض من البُخَارِيّ وَمن التِّرْمِذِيّ وَجَمِيع مُسلم وَكَذَا سيرة ابْن هِشَام والشفا قِرَاءَة وسماعا وَأَنه أَخذ عَن النفيس الْعلوِي ثمَّ لَقِي شَيخنَا الشهَاب الشوائطي حِين قدم عَلَيْهِم الْيمن فشافهه بِالْإِجَازَةِ وَكَثُرت جهاته وانتشرت دُنْيَاهُ ومشاححته وَلم يسمح بكبير شَيْء للواردين فضلا عَن غَيرهم بل حجر على وَلَده حِين علم مِنْهُ إكرام الوافدين وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه.
1281 - يُوسُف بن الجاكي سبط الزين القمني، أمه فَاطِمَة. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَلم يكن مِمَّن يذكر.
1282 - يُوسُف الْجمال أَبُو المحاسن الفارسكوري الشَّافِعِي نزيل دمياط وَيعرف بِابْن قعير. /
مِمَّن أَخذ عَنهُ بدمياط التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الْعَالم القَاضِي.
1283 - يُوسُف الْجمال أَبُو المحاسن الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي تلميذ النَّجْم السكاكيني. / مِمَّن لقِيه الشَّيْخ عبد الله الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة، رَأَيْت لَهُ مؤلفا سَمَّاهُ الرسَالَة الْمُعَارضَة(10/338)
فِي الرَّد على الرافضة وَكَذَا اختصر الملحة نظما.
1284 - يُوسُف الْجمال بن المنقار الْحلَبِي. / بَاشر كِتَابَة سر حلب وَنظر جيشها والقلعة)
والبيمارستان والأستادارية فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ صرف عَنْهَا وَذكر لي بمزيد ذكاء.
1285 - يُوسُف بن مهاوش. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
1286 - يُوسُف الْجمال بن النحريري الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي. / مِمَّن كَانَ يتناوب فِي السَّعْي فِيهِ هُوَ وَابْن جنغل الْمَاضِي إِلَى أَن وَافقه ذَاك على تَقْرِير قدر يومي فِي بِدَفْعِهِ لَهُ بِشَرْط إعراضه عَن السَّعْي وَترك المنصب لَهُ. وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ مقلا فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَتِسْعين مصروفا، وَكَانَ يكثر الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة وَرُبمَا يتَرَدَّد إِلَيّ وَكَانَ مزري الْهَيْئَة مشاركا من بَيت.
1287 - يُوسُف الْجمال الحلاج الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي. / مِمَّن أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ وَغَيره وَتقدم فِي الْفَضَائِل، وَشرح الْحَاوِي شرحا متوسطا وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كولده وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الجاجرمي شيخ التقي الحصني، وَوصف التقي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ صَاحب التَّرْجَمَة فَقَالَ مِمَّن تشد إِلَيْهِ الرّحال ويعول عَلَيْهِ فِي كشف الْمقَال وَالْحَال زبدة الأفاضل الماهرين الْمَاجِد الْهمام جمال الدُّنْيَا وَالدّين.
1288 - يُوسُف الْجمال السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ / ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب بعد عزل الشَّمْس ابْن أَمِين الدولة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وعشرن وَمَات فِي الَّتِي بعْدهَا قيل مسموما وأعيد الْمُنْفَصِل وَكَانَ فَاضلا مَعَ إعجاب بِنَفسِهِ وَدَعوى من غير زَائِد وصف. ذكره الْعَيْنِيّ.
1289 - يُوسُف الْجمال الشَّامي نزيل مَكَّة والمندرج فِي التُّجَّار وَيعرف بِابْن رَيْحَانَة. / مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين بهَا بعد خُرُوجه من الْحمام بِيَسِير وَيُقَال أَن سَبَب ذَلِك إهانة اتِّبَاع النَّاس لشكوى ابْن عبد اللَّطِيف التَّاجِر.
1290 - يُوسُف الْجمال المنفلوطي. / أَخذ القراآت عَن الشريف أبي الْقسم بن حريز تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو من طَرِيق الدوري خَاصَّة الحسام بن حريز.
يُوسُف الْجمال الهدباني. / يَأْتِي قَرِيبا.
1291 - يُوسُف القطب النّحاس قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق. / مَاتَ سنة أَربع عشرَة.
1292 - يُوسُف النَّجْم التعزي. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا.
1293 - يُوسُف شاه العلمي دَاوُد بن الكويز. / كَانَ بديع الْجمال فَلَمَّا مَاتَ سَيّده خدم عِنْد الزين عبد الباسط ثمَّ عِنْد يشبك الْأَعْرَج وَولي نظر القرافتين وشادية الْحَرَمَيْنِ وقتا عقب صهره أبي بكر المصارع ثمَّ المعلمية وَأقَام فِيهَا مُدَّة ثمَّ عزل عَنْهَا، وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى)
الأولى سنة سِتّ وَسبعين.(10/339)
يُوسُف ولد كَاتب السِّرّ. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد.
1294 - يُوسُف أَبُو أَحْمد / معلم السجانين بالمقشرة. مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
يُوسُف الأندلسي الْمَالِكِي / مفتي تونس. مَاتَ.
يُوسُف الْبُحَيْرِي المعتقد الشهير بالأزهري. / فِي ابْن مُحَمَّد بن نَاصِر.
يُوسُف التادفي. / فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن.
1295 - يُوسُف الدّباغ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ يُؤَدب الْأَبْنَاء بِمَكَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة بِحَيْثُ صَار غَالب فقهائها وفضلائها مِمَّن تعلم عِنْده مَعَ ظرف ولطافة ونوادر وَصَوت حسن فِي الإنشاد وفضيلة، قد قَرَأَ فِي صغره كتبا. وَمَات سنة تسع وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ، وَقَالَ التقي الفاسي: الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَيعرف بالدباغ.
جاور بِمَكَّة زِيَادَة على عشْرين سنة وأدب أطفالها وأنجب عِنْده جمَاعَة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَعمل طباخا بالمسعى ثمَّ عَاد لمصر وأدب بعض المماليك وَبهَا مَاتَ.
1296 - يُوسُف الرُّومِي الطوقاتي السيواسي نزيل دمشق / وَشَيخ الْحَنَفِيَّة والعالم بالعقليات بهَا، أَخذ عَنهُ الأكابر كَابْن الْحَمْرَاء وَالسَّيِّد نقيب الْأَشْرَاف وَمن بعدهمْ كالزين بن الْعَيْنِيّ وَابْن عيد، وَكَانَ صَالحا. مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ.
1297 - يُوسُف الرُّومِي. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
1298 - يُوسُف الزيني بن مزهر، / كَانَ فِي خدمته على يَهُودِيَّته متميزا عِنْده لما رأى من صدقه ونجابته وتصرفه بِحَيْثُ كَانَ مَعَ ذَلِك هُوَ الْقَائِم بعمارة الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا، وَرُبمَا كَانَ فِي غُضُون ذَلِك يطالع كتب الْمُسلمين فآل بِهِ ذَلِك كُله إِلَى الاهتداء لدين الْإِسْلَام، وسر القَاضِي لَهُ وأحبابه حَتَّى أَنه أرسل بِهِ إِلَيّ لِأَنِّي كنت حِينَئِذٍ حصل لي عَارض فِي يَمِين انْقَطَعت بِهِ، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته فِي خدمته ثمَّ فِي خدمَة وَلَده.
1299 - يُوسُف السُّلَيْمَانِي الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ / نَائِب إِمَام الصَّخْرَة. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين، كَانَ فَاضلا صَالحا.
يُوسُف الصفي. / فِي ابْن أَحْمد بن يُوسُف.
يُوسُف فَقِيه الزيدية والمقيم بينبع. / مضى فِي ابْن حسن بن مُحَمَّد بن سَالم.
يُوسُف الْكرْدِي. / فِي ابْن يَعْقُوب.) :::
1300 - يُوسُف المدوني / أَكثر من درسه الْمُدَوَّنَة المغربي. كَانَ صَالحا. مَاتَ بفاس قَرِيبا من سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. أَفَادَهُ لي بعض من أَخذ عني.(10/340)
1201 - يُوسُف الهدباني الْكرْدِي / من قدماء الْأُمَرَاء. تَأمر فِي دولة النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون، وَكَانَ مولده تَقْرِيبًا سنة أرعب وَسَبْعمائة، وتنقل فِي الولايات وَولي تقدمة وصودر غير مرّة، وَفِي الْأَخير كَانَ نَائِب القلعة عِنْد موت الظَّاهِر فتخيل النَّائِب تنم وَأَخذهَا مِنْهُ فَلَمَّا غلب النَّاصِر فرج صودر، وَكن يكثر شتم الأكابر على سَبِيل المزاح ويحتملون ذَلِك، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه، وَقَالَ غَيره: الْأَمِير جمال الدّين الهيذباني ولي نِيَابَة قلعة دمشق وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَكَانَ محببا عِنْد الْمُلُوك وَفِيه دعابة مفرطة مَعَ محاضرة حَسَنَة. مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ بِدِمَشْق.
1302 - يُوسُف اليمني الْفَقِيه الْمُؤَدب للأبناء الْأَعْرَج. / مِمَّن يكثر التِّلَاوَة وَفِيه بركَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
1303 - يُونُس بن أبي إِسْحَق اليمني القَاضِي محيي الدّين. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد وَتوقف فِي اسْمه أهوَ يُوسُف أَو يُونُس وَقَالَ يحرر.
1304 - يُونُس بن إِسْمَعِيل بن يُونُس بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري. / رَأس الْمَوْجُودين من بني عمر وأمير عرب هوارة الْقبلية وَيعرف بِابْن عمر، تلقى ذَلِك عَن أَبِيه فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَعرف بالكفاءة والنهضة وَالْحُرْمَة والشجاعة التَّامَّة بِحَيْثُ فاق فِي ذَلِك ذويه لَكِن مَعَ الْوَصْف بقلة الدّين حَتَّى فاقهم فِيهِ أَيْضا لأَنهم بَيت فِيهِ ديانَة وَعبادَة فِي الْجُمْلَة سِيمَا جدهم عمر، فَلَمَّا كَانَ يشبك من مهْدي كاشفا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين سَافر إِلَى جرجة فَخرج عَلَيْهِ يُونُس هَذَا وَقتل من مماليكه ثَلَاثِينَ سوى الأتباع وجرح هُوَ وَرجع مكسور فاستقروا فِي الإمرة عوضه بِابْن عَمه سُلَيْمَان بن عِيسَى بن يُونُس وَمَا نَهَضَ الكاشف لأكْثر من هَذَا وحاول مسكه مرّة بعد أُخْرَى فَمَا أمكن، وَفِي غُضُون ذَلِك عصى سُلَيْمَان فاستقروا بأَخيه أَحْمد عوضه وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَسبعين وَيُقَال أَنه كَانَ أحسن حَالا مِنْهُ وَمَا كَانَ بأسرع من تَجْرِيد يشبك الْمشَار إِلَيْهِ بعد عشر سِنِين وَهُوَ فِي عَظمته وَأمْسك بالاحتيال سُلَيْمَان وَأحمد وَغَيرهمَا وَقدم بهم فاستقر بِأَحْمَد وأودع سُلَيْمَان البرج حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون ثمَّ مَاتَ الْمُتَوَلِي فِي مَحل ولَايَته وَقرر فِي الإمرة ابْن أَخِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان وَبِالْجُمْلَةِ فاستمر صَاحب التَّرْجَمَة)
مشتتا مضيقا عَلَيْهِ حَتَّى أمسك هُوَ وَجَمَاعَة من بنيه وأقاربه ثمَّ لم يلبث هَذَا أَن سقط عَن فرسه فِيمَا قيل فحزت رَأسه وجهزت إِلَى الْقَاهِرَة فطيف بهَا الْأَسْوَاق فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشرى ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ علقت على بَاب زويلة وَقد قَارب السِّتين وَارْتجَّ الْأُمَرَاء وَغَيرهم بِسَبَبِهِ.
1305 - يُونُس بن الطنبغا الشّرف السلاخوري. / مِمَّن سمع مني.
1306 - يُونُس بن إِيَاس بن عبد الله القاهري الْمَالِكِي نزيل الفخرية بَين السورين. /(10/341)
ولد كَمَا رَآهُ بِخَط أمه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ مِمَّا يحْتَاج إِلَى تَحْقِيق فِي كثير مِنْهُ أَنه أَخذ فِي الْفِقْه عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهمَا عَن ابْن الْهمام وَفِي الْأَدَب عَن التقي بن حجَّة وَابْن الْخَرَّاط والسراج عمر الأسواني ثمَّ الشّرف يحيى بن الْعَطَّار، وَسمع مَعنا الْكثير على جمَاعَة وَمن ذَلِك فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وانجمع عَن النَّاس مَعَ فضيلته وَحسن عشرته وسكونه ومجاميعه المفيدة ولحيته النيرة، وَقد رَأَيْته فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين يمشي بهمة بِحَيْثُ كدت أرتاب فِي مولده.
1307 - يُونُس بن تغرى بردى الوزيري القاهري. / مِمَّن سمع مني.
1308 - يُونُس بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الشّرف ذُو النُّون الزبيرِي الواحي الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الجزار وَالِده بجيم وزاي وَآخره مُهْملَة وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بِيُونُس الألواحي. / ولد فِي سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الأسنوي والكلائي وألبس الْخِرْقَة من الزين أبي الْفرج بن الْقَارِي بل سمع عَلَيْهِ وعَلى الْبَهَاء بن خَلِيل والتقي الْبَغْدَادِيّ والحراوي وخليل بن طرنطاي والعز بن الكويك وَجُوَيْرِية الهكارية وَابْن الشيخة والبلقيني ولازم دروسه فِي آخَرين وَخرج لَهُ الزين رضوَان مشيخة، وَحج غير مرّة وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وَقدمه فِي فتْنَة عبد الْمُؤمن الْوَاعِظ وَقَامَ فِيهَا قيَاما عَظِيما وَذَلِكَ بعد سنة ثَلَاثِينَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وخطب بِجَامِع آل ملك وَأم بالمصلى بِبَاب النَّصْر وَغَيرهمَا وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء برغبة الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلاوي المغربي لَهُ عَنْهَا، وَحدث وَتفرد، سمع مِنْهُ الأكابر وَأخذ مَا يعطاه على ذَلِك لِحَاجَتِهِ من غير اشْتِرَاط مَعَ الْخَيْر وسلامة الصَّدْر والكلمات الظريفة والحوادث اللطيفة كَقَوْلِه حِين قَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي الشاطبية وَصَارَ يعجرف فِي أبياتها:)
وَالله يَا سَيِّدي مَا قَالَ سَيِّدي الشاطبي هَكَذَا، وَقَوله مِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا: إِذا تزوج الشَّيْخ ينتابه فَرح صبيان الحارة، وَقَوله حِين طلبه الْعلم البُلْقِينِيّ لكَونه لم يقم لَهُ إِذْ مر عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ كَيفَ تكون شَاهدا وتجلس مَكْشُوف الْعَوْرَة فَأنْكر هَذَا وَسَأَلَهُ أهوَ متنور أم لَا فَكَانَ مضحكة، وَقَوله لِابْنِ فَهد وَقد قَالَ لَهُ استخرت الله وكنيتك أَبَا الْفَتَاوَى قل فِي الْخَيْر، وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص على الاستفتاء فِي الْحَوَادِث بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده من ذَلِك جملَة وَصَارَ فِيهِ عديم الْمثل. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بالخوخة ظَاهر جَامع آل ملك جوَار الشَّيْخ إِسْحَق، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ أَنه حدث فِي آخر عمره واستحلى ذَلِك وأعجب بِهِ وحرص عَلَيْهِ وَكَانَ يحب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ ويشدد فِي ذَلِك مَعَ(10/342)
قصوره فِي الْعلم ويتخيل الشَّيْء أَحْيَانًا فيلح فِي كَونه لَا يجوز أنكر قَدِيما كَون ملك الْمَوْت يَمُوت واستفتى القدماء وَكَانَ سمع فِي ميعاد السراج البُلْقِينِيّ شَيْئا من ذَلِك فَصَارَ الشَّيْخ وَآل بَيته يمقتونه من ذَلِك الْوَقْت، وَسمع الْخَطِيب يذكر فِي خطْبَة الْجُمُعَة فِي ذكر عمر أَنه مُنْذُ أسلم فر الشَّيْطَان مِنْهُ فَأنْكر عَلَيْهِ وَقَالَ لَا تقل مُنْذُ أسلم يَقع فِي ذهن الْعَاميّ أَن فِي ذَلِك نقصا لعمر واستفتى فِيهِ فَبَالغ وَسمع مدرسا يذكر مَسْأَلَة الصّرْف وَقَول أبي سعيد لِابْنِ عَبَّاس إِلَى مَتى توكل النَّاس الرِّبَا فَاشْتَدَّ إِنْكَاره ونزه ابْن عَبَّاس عَن هَذَا واستفتى فِيهِ أَيْضا وَاجْتمعَ عِنْده من الْفَتَاوَى من هَذَا الْجِنْس مَا لَو جلد لجاء فِي خمس مجلدات وَكَانَ كثير الابتهال والتوجه وَلَا يعْدم فِي طول عمره عاميا يتسلط عَلَيْهِ وخصوصا مِمَّن يجاوره، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وأرخ مولده سنة خمس وَسِتِّينَ وَقَالَ كَانَ يُنكر الْمُنكر بحدة وَشدَّة مِمَّن تردد إِلَيّ مرَارًا وَنعم الرجل أَخْبرنِي قَالَ سَمِعت الشَّيْخ عبد الله بن خَلِيل اليمني يَقُول سُبْحَانَ المتفضل الْمُنعم على مستحقي النقم سُبْحَانَ الْحَلِيم مَعَ تمكن الْقُدْرَة. رَحمَه الله وإيانا.
1309 - يُونُس بن رَجَب الزبيرِي القاهري الْمَكِّيّ حفيد الَّذِي قبله وشقيق الشَّمْس مُحَمَّد ووالد الْمُحب مُحَمَّد الماضيين / وَأحد التُّجَّار مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن ويحضر بعض دروس الْمَالِكِيَّة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بكنباية وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ رَحمَه الله.
1310 - يُونُس بن صَدَقَة المحرقي الأَصْل القاهري أَخُو عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم الماضيين وَيعرف بِابْن صَدَقَة. / مِمَّن تشبه بِالتّرْكِ وخدم وسافر للجون وَفِي عدَّة تجاريد. وَمَات فِي الَّتِي فِي سنة خمس وَتِسْعين مِنْهَا وَلم يبلغ السِّتين، وَكَانَ أحد الزردكاشية.) :::
1311 - يُونُس بن عَليّ بن خَلِيل بن منكلى الشّرف الْحَنَفِيّ المهمندار / أَيَّام الظَّاهِر. ولد فِي لَيْلَة رَابِع عشر رَمَضَان سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَالْمُخْتَار وَعرض على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعيني والمحب بن نصر الله فِي آخَرين، وَرَأَيْت بعض الطّلبَة كتب عَنهُ مَا أنْشدهُ لَهُ ابْن الْمُرضعَة لنَفسِهِ: نَحن فِي مجْلِس لَهو قد تحققنا مجازه ونسجنا الْبسط ثوبا فَتصدق كن طرازه وَوَصفه بالبشاشة وَحسن المحاضرة.
1312 - يُونُس بن عمر بن جربغا الزيني الْعمريّ الْحَنَفِيّ / وَالِد عمر الْمَاضِي وجده. كَانَ جده نَائِبا بطرابلس وَبهَا مَاتَ وَأما وَالِده فَعمل الدوادارية لجمال الدّين الأستادار ولسودون من عبد الرَّحْمَن وَغَيرهمَا. وَمَات فِي آخر الْأَيَّام الأشرفية برسباي بعد أَن أَنْجَب هَذَا. وَكَانَ مولده بعد سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَربع الْعِبَادَات من الْقَدُورِيّ وَلزِمَ خدمَة فَيْرُوز النوروزي وَعمل الدوادارية عِنْده فأثرى وَحصل الإقطاعات والدور وَتوجه فِي(10/343)
بعض ضرورات الْأَشْرَف إينال إِلَى الشَّام فَزَاد تموله وراموا بعد وَفَاة مخدومه الِاسْتِقْرَار فِي الوزارة فاستعان بقايتباي لاختصاصه بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الدّفع عَن نَفسه فَلم يجد بدا من ذَلِك وَاسْتقر فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم بعد الْمجد بن البقري وَقرر مَعَه البباوي نَاظر الدولة وباشر الزيني الْوزر فَلم ينْتج فِيهِ وَظهر عَجزه وَعدم كِفَايَته فصرف عَاجلا بالبباوي بعد أَن تكلّف هَذَا أَمْوَالًا جمة كَاد ينْكَشف حَاله بهَا لَوْلَا قايتباي، وَلزِمَ بَيته فِي حارة الزيني عبد الباسط مُقْتَصرا على المطالعة وَالنَّظَر فِي التَّارِيخ وَنَحْوه وَكَأَنَّهُ جمع فِي التَّارِيخ شَيْئا فَإِنَّهُ كَانَ التمس مني تَرْجَمَة عبد الباسط وَابْن زنبور وَغَيرهمَا بل اختصر حَيَاة الْحَيَوَان، وَسمعت أَنه كَانَ عفيفا عَن القاذورات محبا فِي الْعلمَاء بِحَيْثُ تردد للكافياجي وَغَيره وَأما الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهِ كثيرا لإقراء وَلَده، وَاجْتمعَ بِي مرّة فأظهر مزِيد الْأَدَب والتودد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين وَدفن من الْغَد، وَيُقَال أَنه كَانَ مسيكا غفر الله لَهُ ورحمه وإيانا.
1313 - يُونُس بن فَارس الشّرف أَبُو الْبر القادري القاهري الْحَنَفِيّ / ولد فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَصَحب الْعِزّ الْحَرَّانِي القادري وتسلك بِهِ وَبِغَيْرِهِ من الْمَشَايِخ فِي الطَّرِيق وَلذَا انتسب قادريا، وَطلب الحَدِيث وقتا قبلنَا، وَسمع بِقِرَاءَتِي أَيْضا وَكتب الْيَسِير من الْأَجْزَاء)
وَنَحْوهَا وطبق وَضبط فِي الدَّارَقُطْنِيّ بِمَجْلِس شَيخنَا وارتحل إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا وَأخذ عَن ابْن نَاصِر الدّين وَكتب عَنهُ متبايناته وَكَذَا قَرَأَ فِي بَيت الْمُقَدّس على ابْن الْمصْرِيّ سنَن ابْن مَاجَه فِي آخَرين، وخطه جيد وَلكنه لم يتأهل مَعَ دين وتواضع وعفاف ومحبة للصالحين، وَقد حج كثيرا مَاشِيا وراكبا وَلَا أستبعد أَن يكون سمع هُنَاكَ وَحدث باليسير وَكتب فِي الأجايز وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ إجَازَة لبَعض من عرض عَلَيْهِ الْكَنْز من الْمَدَنِيين فِي سنة سبع وَخمسين، قَالَ فِيهَا أَنه حضر معظمه على السراج قاري الْهِدَايَة بقرَاءَته لَهُ على الْعَلَاء السيرامي وسَاق سَنَده. مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله.
1314 - يُونُس بن مُحَمَّد بن خجا بردى القاهري القادري الْمَالِكِي / الْمَاضِي جده كَانَ كل من جده ثمَّ أَبِيه حنفياص فولد لَهُ هَذَا فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وجده بزاويته الَّتِي بِقرب مضَارب الخيم من الرملة وَكَانَ مؤدبه مالكيا فَأَقْرَأهُ فِي الرسَالَة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على المحيوي بن تَقِيّ وقاضي الْجَمَاعَة المغربي قَلِيلا، وَحج مَعَ جده قبل بُلُوغه ثمَّ بعد ذَلِك حِين إِقَامَة أَبِيه بِمَكَّة مُدَّة ثَمَان سِنِين وتكرر لَهُ ذَلِك ليجتمع لَهُ مَعَ الْحَج زِيَارَة أَبِيه، وَفِي غُضُون ذَلِك وسع الزاوية الْمشَار(10/344)
إِلَيْهَا وَعمل لَهَا منارا ومكتبا للأيتام وسبيلا وَغير ذَلِك كقبتين على قَبْرِي جده وَشَيْخه إينال كل هَذَا بِإِشَارَة الشَّيْخ عبد الْقَادِر الطشطوخي أحد المعتقدين، وَحج أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بِي حِينَئِذٍ فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَكتب القَوْل البديع وأحضر لي محضرا كتبت لَهُ الْإِجَازَة فِيهِ وألبسته الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة وأذنت لَهُ، وَعِنْده أدب وَفِي رَائِحَة الْخَيْر بَارك الله فِيهِ وَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت شيخ القادرية فانزعج كثيرا وَانْقطع عَلَيْهِ، ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أحسن الله رُجُوعه، وَأَبوهُ إِلَى الْآن فِي الْأَحْيَاء.
1315 - يُونُس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الْحلَبِي صَاحب ميسرَة بهَا وَيعرف بِابْن وَالِي الْحجر. / تزوج جوَيْرِية ابْنة الْمُحب بن الشّحْنَة بكر أَو سَافَرت لَهُ إِلَى حلب فأقامت تَحْتَهُ.
1316 - يُونُس بن مُحَمَّد الْكَمَال بن التَّاج الْحُسَيْنِي الشنيكي الجوبري الشَّافِعِي / مفتي الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الْبِلَاد كلهَا. قَالَ الطاوسي صحبته سفرا وحضرا فاستفدت مِنْهُ كثيرا وَأَجَازَ لي وَأذن لي بالإفتاء بل أَمرنِي وَأَنا مَعَه بِالْبَصْرَةِ بِالْكِتَابَةِ على سُؤال جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ فامتثلت وَذَلِكَ فِي سنة)
تسع عشرَة.
1317 - يُونُس بن يُوسُف بن الشَّيْخ إِدْرِيس الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
1318 - يُونُس بن يُونُس بن أَحْمد الفرماوي الْأَزْهَرِي. / مِمَّن قَرَأَ على الْعُمْدَة بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء.
1319 - يُونُس بن قَاضِي الصنمين نقيب الشَّافِعِي. / لم يكن مَحْمُود السِّيرَة فِيمَا يُقَال. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1320 - يُونُس الأقباي أقباي المؤيدي نَائِب الشَّام وَيعرف بالبواب وبالمشد. / اتَّصل بعد أستاذه بِخِدْمَة الْمُؤَيد ثمَّ صَار خاصكيا فِي الدولة المظفرية ثمَّ بوابا فِي الأشرفية ثمَّ ساقيا فِي الظَّاهِرِيَّة ثمَّ أَمِير عشرَة، واختص بِالظَّاهِرِ فَلم يلبث أَن نَقله لسد الشربخاناه ثمَّ قدمه وَلَده ثمَّ ولاه الْأَشْرَف الدوادارية الْكُبْرَى لكَونه كَانَ فِي الْفِتْنَة من حزبه، وزوجه ابْنَته الصُّغْرَى الْبكر، وَسَار سيرة حَسَنَة بِحرْمَة وافرة وعظمة زَائِدَة وتكرم على مماليكه مَعَ كثرتهم وتقريب للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ وتأدب مَعَهم وانتفع بِصُحْبَة النُّور أخي حُذَيْفَة لَهُ فِي التَّنْبِيه على الْخَيْر والإرشاد إِلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن من يَوْمه بتربته الْعَظِيمَة الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة، وَكَانَ شجاعا مقداما غارقا بأنواع الفروسية وَغَيرهَا ذَا ذوق وحشمة مَعَ الشكالة الْحَسَنَة والهيئة الجميلة والطول الْفَائِق حَتَّى عد من حَسَنَات زَمَنه رَحمَه الله وإيانا.
1321 - يُونُس الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف ببلطا وبالرماح. / كَانَ من أَعْيَان(10/345)
خاصكية أستاذه ثمَّ رقاه لنيابة حماة ثمَّ طرابلس ثمَّ كَانَ بعده مِمَّن وَافق تنما الحسني نَائِب الشَّام، وَآل أمره إِلَى الْقَبْض عَلَيْهِ وسجنه بقلعة دمشق ثمَّ قتل بمحبسه فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ جركسيا رَدِيء الأَصْل شَابًّا مليحا شجاعا مقداما ظَالِما غشوما قتل جمَاعَة من طرابلس بل لما عصى مَعَ تنم قتل قاضيها الْحَنَفِيّ والمالكي وخطيبها بِغَيْر جرم فَلم يلبث أَن قَتله الله.
وبلطا بِفَتْح الْمُوَحدَة وَلَام سَاكِنة مُهْملَة هُوَ باللغة التركية اسْم للمسحة الْآلَة الَّتِي يحْفر بهَا.
1322 - يُونُس الركني بيبرس الأتابك ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق وَيعرف بالأعور. / تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد من أُمَرَاء الطبلخانات وخازندارا ثمَّ نَقله لنيابة غَزَّة وَبعده أمسك وَحبس مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَصَارَ من المقدمين بِدِمَشْق ثمَّ أَعَادَهُ الْأَشْرَف لنيابة غَزَّة ثمَّ)
انْتقل لصفد ثمَّ رَجَعَ لدمشق مقدما، وَقدم الْقَاهِرَة على الظَّاهِر جقمق فَأحْسن إِلَيْهِ وَرجع إِلَى أَن أخرج الظَّاهِر إقطاعه ودام بِدِمَشْق بطالا حَتَّى مَاتَ نقيرا سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه جدا قَلِيل الْبركَة فِي رزقه عَفا الله عَنهُ.
1323 - يُونُس العلائي الناصري فرج. / صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد ثمَّ أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وصيره من رُؤُوس النوب وناب فِي نِيَابَة القلعة بعد سفر تغرى برمش فِي غَزْوَة رودس فَلَمَّا عَاد رَجَعَ إِلَى وظيفته وَلذَا كَانَ يُقَال لَهُ وَأمر أَن يكون فِي الْوَظِيفَة حِين سفر تغرى برمش مرّة أُخْرَى رَضِي بهَا حِين الْأَمر بِنَفْي تغرى برمش سنة إِحْدَى وَخمسين ثمَّ أرْسلهُ خجداشه الْأَشْرَف إينال نَائِب إسكندرية ثمَّ عمله من الطبلخانات بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدمه وَوَجهه بتشريف قانباي الحمزاوي للشام فائري ثمَّ عمله أَمِير آخور حَتَّى مَاتَ وَقد جَازَ السّبْعين فِي صَبِيحَة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بالطاعون، وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء، وَلم يكن يرْعَى إِلَّا للسُّلْطَان عَفا الله عَنهُ.
1324 - يُونُس المزين الجرائحي. / مِمَّن أَخذ القراآت عَن الزراتيتي وتصدر فِي حَيَاته بل كَانَ شَيْخه يُرْسل إِلَيْهِ بالمبتدئين. ودام على ذَلِك دهرا إِلَى أَن كبر. وَمَات ظنا بعد السِّتين أَو قَرِيبا مِنْهَا، وَمِمَّنْ جود عَلَيْهِ الْمُحب بن الْأَمَانَة.
1325 - يُونُس أحد العشرات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان. أرخه الْعَيْنِيّ.
1326 - يُونُس مَمْلُوك الخواجامير أَحْمد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة.
آخر مُعْجم الْأَسْمَاء. ختم الله بِخَير لنا ولأحبابنا. وَبِه انْتهى المجلد الْخَامِس من الأَصْل انْتهى الْجُزْء الْعَاشِر، ويتلوه الْحَادِي عشر أَوله: كتاب الكنى.)(10/346)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(كتاب الكنى)
وأذكر فِيهِ من لم يعلم اسْمه أَو علم وَلَكِن لم يشْتَهر بِهِ أَو اشْتهر وَلَكِن بهَا أَكثر
(حرف الْألف)
(أَبُو ابراهيم) شريك صهري هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف أَبُو أَحْمد بن أبي حمو مُوسَى بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن يغمراش بن زيان بن ثَابت بن مُحَمَّد بن زكدان بن سدوكسن بن أطَاع الله بن عَليّ بن قَاسم وَهُوَ عبد الْبر صَاحب تلمسان وَالْمغْرب الْأَوْسَط مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَولي بعده أَخُوهُ أَبُو يحيى (أَبُو الاسباط) هُوَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد (أَبُو اسحق) بن أبي بكر بن مَنْصُور الْجمال بن النظام اليزدي ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْوَاعِظ صوفي مَسْلَك أَخذ عَن الزين أبي بكر الخوافي وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فعقد مجْلِس الْوَعْظ بالأزهر من أول رَجَب وازدحم الْعَامَّة وَبَعض الْخَاصَّة للحضور عِنْده وَذكروا عَنهُ شَيْئا عجبا فِي سَعَة الْحِفْظ وَقُوَّة الاقتدار على التَّمْثِيل بِمَا يقرب بِهِ إِلَى الأفهام الْبَعِيدَة وَمَا عسر من الْمعَانِي العويصة وأكرمه الظَّاهِر خشقدم وَغَيره وَأخذ عَنهُ جمَاعَة الْخِرْقَة وتلقين الذّكر وسافر فِي الْبَحْر لمَكَّة فوصلها وَأَنا هُنَاكَ وَعقد الميعاد أَيْضا وَلم يظفر بطائل وَقد رَأَيْته وَسمعت كَلَامه هُنَاكَ وَاسْتمرّ حَتَّى حج ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن فوفد على عَليّ بن طَاهِر فأعجبه كَلَامه وَوَقع عِنْده موقعا عَظِيما وأكرمه وأنعم عَلَيْهِ بِمِائَة دِينَار ذَهَبا وَأَقْبل عَلَيْهِ الْعَامَّة أَيْضا إقبالا زَائِدا بِحَيْثُ حسده أكَابِر الْفُقَهَاء ووشوا بِهِ إِلَى ابْن طَاهِر بِمَا غير خاطره مِنْهُ بِحَيْثُ لم ير مِنْهُ بعد ذَاك الْأنس والإقبال وهم كَمَا قَالَه بعض اليمانين ظَالِمُونَ لَهُ قَالَ وَإِلَّا فالرجل كَانَ من عباد الله الصَّالِحين على طَرِيق السّلف فِي تصوفه مَعَ حسن الِاعْتِقَاد والبراءة عَن الانتقاد وَلكنه امتحن وَجرى الزَّمَان على عَادَته فِي معاندة أولي الْفَضَائِل وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح وَرَأَيْت من سَمَّاهُ أَحْمد بن أبي يَعْقُوب اسحق بن ابراهيم الْحُسَيْنِي أَبَا الْحسنى أما الشِّيرَازِيّ الْوَاعِظ وَفِيه نظر وَالْأول أثبت مَاتَ غريقا بعد ذَلِك بِقَلِيل قريب حلى ابْن يَعْقُوب وَهُوَ رَاكب السَّفِينَة ليتوجه(11/2)
لمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الآخر سنة سِتّ وَسبعين فجيء بِهِ لحلى وَدفن بِهِ رَحمَه الله وإيانا (أَبُو أُمَامَة) بن النقاش هُوَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد
(حرف الْبَاء الْمُوَحدَة)
(أَبُو البركات) بن أَحْمد بن الزين هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الجبرتي الْحَنَفِيّ سعد الدّين مضى فِي المحمدين وَكَذَا ابْنه صَبر الدّين مُحَمَّد 3 (أَبُو البركات) وَيُسمى مُحَمَّدًا بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد صحصاح بن مُحَمَّد الخانكي الشهير أَبوهُ بِابْن حرفوش ولد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي قبلهَا بالخانقاه السرياقوسية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَسمع منى المسلسل وعَلى أَشْيَاء كجل النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وسيرة ابْن سيد النَّاس وَالْكثير من التِّرْمِذِيّ واليسير من بواقي الْكتب السِّتَّة وسيرة ابْن هِشَام مَعَ مُؤَلَّفِي فِي ختم البُخَارِيّ وَختم سيرة ابْن سيد النَّاس وَجَمِيع ذخر الْمعَاد للبوصيري وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَرجع إِلَى بَلَده مَعَ أمه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وتخلف أَبوهُ وتسبب بورك فِيهِ وَفِي أَبِيه (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال يَأْتِي فِي أبي البركات الدلوالي 4 (أَبُو البركات) بن الجيعان الولوي أَحْمد بن الشرفي يحيى بن العلمي شَاكر بن عبد الْغَنِيّ القاهري شَقِيق أبي الْبَقَاء وَصَلَاح الدّين وأوسطهم ولد فِي حادي عشرى رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيرهمَا وأسمعه على جمَاعَة كالزين شعْبَان بن حجر والشهابين الْحِجَازِي والشاوي والجلال بن الملقن والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأم هَانِئ الهورينية وكاتبه فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَالشَّمْس بن الْعِمَاد وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وَابْن الديري وَابْن الْهمام والأقصرائي من الْحَنَفِيَّة والولوي السنباطي وَأَبُو الْجُود من الْمَالِكِيَّة والعز الْحَنْبَلِيّ وقريبته نشوان وَآخَرُونَ من الْقَاهِرَة وَأَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوايطي والموفق الأبي وَأَبُو السعادات بن ظهيرة من الشَّافِعِيَّة وَأَبُو الْبَقَاء وَأَبُو حَامِد ابْنا ابْن الضياء من الْحَنَفِيَّة وَآخَرُونَ من مَكَّة والمحب المطري وَأَبُو الْفَتْح بن صَالح وَغَيرهمَا من الْمَدِينَة والزين ماهر والتقي أَبُو بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة وَأَبُو بكر بن أبي الوفا وَغَيرهم من بَيت الْمُقَدّس والنظام بن مُفْلِح وقريبه الْبُرْهَان وَعبد الرَّحْمَن(11/3)
ابْن أبي بكر بن دَاوُد والشهاب أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبَادَة وَغَيرهم من دمشق وصالحيتها وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء والضياء بن النصيبي وَآخَرُونَ من حلب فِي طَائِفَة من غير هَذِه الْأَمَاكِن باستدعائي وغيري وتدرب بولده فِي الْمُبَاشرَة وخالط المحيوي الدماطي والشهاب السجيني والسراج الْعَبَّادِيّ وَإِمَام الكاملية وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم سِيمَا النُّور السنهوري بل قَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا من متن الحاجبية وَمن شَرحه الصَّغِير على الجرومية وَحضر قَلِيلا عِنْد الْبكْرِيّ والجوجري وَأخذ بِنَفسِهِ فِي التَّنْبِيه عَن زَكَرِيَّا والزين السنتاوي وَعبد الْحق السنباطي وَنَحْوهم وعَلى ملا على الكيلاني فِي الأنموذج للزمخشري وَقَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ والأذكار وَسمع منى المسلسل بالعيد وبالأولية وَأَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وَحج وترقى بذكائه وَحسن أدبه ووفائه إِلَى أَن خطبه السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي وَقد تفرس فِيهِ النجابة لنيابة كِتَابَة السِّرّ بعد النُّور الأنبابي وَقدمه على غَيره مِمَّن مد عُنُقه إِلَيْهَا فحمدت مُبَاشَرَته ونمت أَمْوَاله وجهاته وسلك التَّوَاضُع والاحتشام وَمَا يجلب التودد من أَنْوَاع الْكَلَام فازدحم النَّاس بِبَابِهِ وَدخل فِي أُمُور يجبن غَيره عَنْهَا لقُوَّة جنانه وخطابه وَاسْتمرّ فِي نموه وعلوه حَتَّى مَاتَ بمنزلهم من بركَة الرطلي بعد انْقِطَاع أَيَّام قَلَائِل فِي صبح يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس على فَقده رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ وَاسْتقر بعده أَخُوهُ صَلَاح الدّين وَترك عدَّة أَوْلَاد عبد الْكَرِيم وَأحمد وَفَاطِمَة وَعَائِشَة وَفرج بورك فيهم 5 (أَبُو البركات) بن الشَّيْخ حُسَيْن بن حسن الْكَمَال بن الفتحي الْمَكِّيّ واسْمه إِسْمَاعِيل وَكَثِيرًا مَا تحذف أَدَاة الكنية فَيُقَال بَرَكَات وَهُوَ شَقِيق أَحْمد وَمُحَمّد وَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة وأحركهم ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَقدم مَعَ أَبِيه وبمفرده الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع على بهَا وبمكة وَلَيْسَ بمرضي (أَبُو البركات) بن الزين هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن القَاضِي (أَبُو البركات) بن سَالم الْحَنْبَلِيّ (أَبُو البركات) بن أبي السُّعُود هُوَ مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو البركات) بن الضياء هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد 6 (أَبُو البركات) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الضياء هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد ابْن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء ولد فِي شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ مقتولا بِأَحْمَد أباد من كنباية(11/4)
7 - (أَبُو البركات) أَو بَرَكَات بن الظريف أحد الأجلاء من قراء الجوق وقدمائهم وَكَانَ فِيمَا يُقَال من الْعِفَّة بمَكَان وَهُوَ من خَواص جمَاعَة الشهابي بن الْعَيْنِيّ فِي أَيَّام إمرته مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين (أَبُو البركات) بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ {أَبُو البركات) بن عبد الرَّزَّاق بن مُوسَى مجد الدّين الصُّوفِي الشَّافِعِي الْكَاتِب الْمُقْرِئ مِمَّن يعرف ببني الجيعان لاختصاصه بهم واسْمه إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد كَمَا أَنه أَيْضا يكنى بِأبي الْجُود وَلكنه بِأبي البركات أشهر وَيعرف قَدِيما بِابْن كَاتب قاعة الذَّهَب ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتردد مَعَ عَمه فِي صغره لناصر الدّين الشاطر فَلم يكن مَعَ كَونه صَغِيرا يحمد أمره بل وَلَا كثيرا من الشُّيُوخ الَّذين كَانَ يراهم عِنْده وَلما مَاتَ عَمه توجه للاشتغال فَأخذ عَن الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة وَطَاف مَعَ ابْن بطيخ فِي الأسباع وَنَحْوهَا وجوده على الزين طَاهِر وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا فِي رَمَضَان عدَّة سِنِين وَكَذَا سمع ختم البُخَارِيّ عِنْد أم هَانِئ الهورينية وَمن شاركها وَسمع غير ذَلِك ولازم ابْن حسان فِي الْفِقْه والعربية والأصلين مَعَ البلبيسي والسهيلي والمنهلي والمنوفي وزين العابدين وَغَيرهم وانتفع بِهِ وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية فِي الْأُصُول وَغَيره وتميز وبرع فِي الديونة وَكتب فِي عدَّة جِهَات بعناية الْمشَار إِلَيْهِم بل زوجه سعد الدّين إِبْرَاهِيم أحد رؤوسهم حظية لَهُ فَكَانَ يثني عَلَيْهَا وَمَاتَتْ بعد دهر مَعَه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فدفنها بِالبَقِيعِ وَبنى على قبرها حاجزا بعد منع الْمَالِكِي وَغَيره لَهُ من ذَلِك وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات وَأكْثر من الْحَج والمجاورة فِي الْحَرَمَيْنِ على طَرِيقَته فِي التقشف وَقصر الثِّيَاب وَعدم التبسط فِي الْمَعيشَة والتشدد فِي إِنْكَار الْمُنكر والانحراف عَن المائلين لِابْنِ عَرَبِيّ بِحَيْثُ امْتنع من الصَّلَاة على إِمَام الْمقَام الْمُحب الطَّبَرِيّ وَإِظْهَار التألم لمشاهدة الْمُنكر وَسَمَاع من يقْرَأ بِدُونِ تجويد حسا وَمعنى حَتَّى أَنه كَانَ يبعد عَن من يأتم بِهِ مِمَّن لَا يحس حَتَّى لَا يسمعهُ وَحضر بِالْمَدِينَةِ عِنْد الشهَاب الأبشيطي وَغَيره وَسمع من الشّرف عبد الْحق السنباطي فِي مجاورته بهَا القَوْل البديع من تصنيفي ثمَّ سَمعه مني مَعَ جملَة من الدُّرُوس وَغَيرهَا هُنَاكَ أَيْضا وَأَخْبرنِي أَن أَبَاهُ وَعَمه كَانَا فائقين فِي الْمُبَاشرَة وَأَن أَبَاهُ مَاتَ وَهُوَ ابْن أَربع سِنِين وَكَانَ كَمَا أخبرهُ بِهِ عَمه يَدْعُو الله أَن لَا يكون وَلَده مباشرا وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان خير حسن الْفَهم جيد الذَّوْق مشارك فِي الْفَضَائِل مائل لأهل الْخَيْر والظرف كثير الْبر لكثير من الْفُقَرَاء سرا محب فِي الِانْفِرَاد مَعَ شدَّة فِي خلقه رُبمَا تصل بِهِ لنَوْع(11/5)
جفَاء كثير التِّلَاوَة على قدم فائق وبيننا أنس ومحبة سِيمَا فِي الْمُجَاورَة بالحرمين بل كَانَ من أَصْحَاب الْوَالِد وَكَانَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة فَسمع على أَيْضا الْكِفَايَة فِي طَرِيق الْهِدَايَة فِي ابْن عَرَبِيّ وَوَقعت عِنْده موقعا وتألمنا بِسَبَب مَا فقد لَهُ فِيهَا وَحِينَئِذٍ ألزمته ربيبته أَن يكون مَعهَا ثمَّ إِنَّه جاور وَهِي مَعَه الَّتِي تَلِيهَا بِالْمَدِينَةِ وَعَاد فجاور سنة سِتّ بِمَكَّة ثمَّ رجعا مَعَ الركب إِلَى الْمَدِينَة فدام بمفرده بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين بعد تعلل طَوِيل وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا (أَبُو البركات) بن عبد الْقَادِر النويري فِي مُحَمَّد 9 (أَبُو البركات) بن عبد الْكَافِي الشَّامي الْمدنِي ابْن أُخْت نَاصِر الدّين أبي الْفرج الكازروني وسبط وَالِده الْجمال الكازروني سمع عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ 10 (أَبُو البركات) بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عبد الله وَمُحَمّد ووالد عبد الرَّحْمَن وَعبد الْوَهَّاب الماضين سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة (أَبُو البركات) بن عزوز فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد (أَبُو البركات) بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد مضى 1 (أَبُو البركات) بن عَليّ بن مُحَمَّد الطنبداوي مِمَّن سمع منى بِمَكَّة (أَبُو البركات) بن عَليّ هُوَ أَبُو البركات بن ظهيرة مضى قَرِيبا (أَبُو البركات) بن الفاكهي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله 1 (أَبُو البركات) بن مَالك الْقرشِي السكندري قاضيها واسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن مَالك أَيْضا مالكي الْمَذْهَب ولي قَضَاء الاسكندرية فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة عوضا عَن الْعَفِيف مَعَ نقص بضاعته وَلكنه استناب النوبي والمتيجي وَكَانَ عَارِفًا بطرِيق الْقَضَاء والوثائق سيوسا مِمَّن حج وجاور سِنِين قَالَ إِنَّهَا أَرْبَعَة وَجلسَ بِبَاب السَّلَام مَعَ الشُّهُود وَكَانَ يفتح عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَلم يكن فِي نِيَّته الدُّخُول فِي الْقَضَاء مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ باسكندرية عَفا الله عَنهُ (أَبُو البركات) بن مجد الدّين ويلقب هُوَ صدر الدّين فِي أَحْمد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم (أَبُو البركات) بن الْمُحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد (أَبُو البركات) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر 13 (أَبُو البركات) بن مُوسَى بن أبي الهول سعد الدّين وَالِد خَلِيل وَإِبْرَاهِيم ولي كِتَابَة المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَقد زاحم الْمِائَة ممتعا بحواسه وقوته (أَبُو البركات) بن أبي الْهدى فِي ابْن عبد الْوَهَّاب قَرِيبا (أَبُو البركات) بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن(11/6)
مفرج الزين بن الْجمال أبي المحاسن بن الْجمال أبي رَاجِح بن النُّور أبي الْحسن بن أبي رَاجِح بن أبي غَانِم الْعَبدَرِي الشبيي الحَجبي الْمَكِّيّ شيخ الحجبة وفاتح الْكَعْبَة وَابْن شيخها بل سلالة مشايخها ولد بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمَكَّة وَاسْتقر فِي المشيخة بعد عَمه السراج عمر بن أبي رَاجِح فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقدم على أَوْلَاد الْمُتَوفَّى لمراعاتهم الأسن فِي التَّقْدِيم وَكَانَ فَقِيرا سَاكِنا مَاتَ بعد تعلل طَوِيل فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة (أَبُو البركات) الجيعاني فِي ابْن عبد الرَّزَّاق قَرِيبا (أَبُو البركات) الخانكي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم تقدم 15 (أَبُو البركات) الدلوالي نِسْبَة لدلى أصل مملكة الْهِنْد الْمَكِّيّ أحد الْعُدُول بِبَاب السَّلَام مِنْهَا كأبيه وجده وَهُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ ابْن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن يَعْقُوب بن شهَاب بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الْكَمَال الدلوالي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتنزل فِي طلبة درس يلبغا الخاصكي وَكَأَنَّهُ تَلقاهُ عَن أَبِيه ثمَّ نزل عَنهُ بِأخرَة وَكَانَ سَاكِنا مُتَقَدما فِي الوثائق والاسجالات ذَا حَظّ فِيهَا بِحَيْثُ يشتط على قاصديه فِيهَا فِي الْأُجْرَة وينفد ذَلِك فِي معيشته أَولا فأولا مَعَ كَثْرَة طَوَافه وتعففه عَن الشَّهَادَة على الْخط وَفِي الرشد وَنَحْوهمَا وتناقص أمره بِأخرَة فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن على أَبِيه بالمعلاة وَلم يخلف بعده بِمَكَّة مثله 16 (أَبُو البركات) الشيشيني كَمَال الدّين بن قطب الدّين واسْمه مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الشييشيني الْمحلي ثمَّ القاهري كَانَ فِي أَوله قزازا بِبَلَدِهِ ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَعمل حوشكاشا بِبَاب قَرِيبه من جِهَة النِّسَاء الولوي بن قَاسم وبواسطة انتمائه لَهُ زوجه القَاضِي نور الدّين بن الْكَبِير ابْنَته بعد توقف أَبِيهَا لعدم الْكَفَاءَة فاعتنى بِهِ ابْن قَاسم واستنابه عَنهُ فِي قَضَاء دمياط وَكَانَت إِذْ ذَاك مُضَافَة إِلَيْهِ فَزَوجهَا لَهُ وَدخل بهَا فَلم يلبث أَن مَاتَت وورثها فَترفع حَاله ثمَّ تزوج بعْدهَا الشَّرِيفَة ابْنة أُخْت جِهَة شَيخنَا بعناية الْمشَار إِلَيْهِ أَيْضا واستنابه شَيخنَا فِي الْقَضَاء وَمَاتَتْ فِي عصمته فَورثَهَا أَيْضا وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده بل انْتَمَى للجمال نَاظر الخاس بعناية ابْن البرقي وقتا وَكَانَ مشاركا فِي الصِّنَاعَة لَا يذكر بِعلم وَلَا غَيره مَعَ أَنه قَرَأَ مجَالِس على الْبُرْهَان السوبيني وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَلم يزل على قَضَائِهِ إِلَى أَن حج وتعلل فِي رُجُوعه فَتَابَ وَالْتزم عدم الْعود إِلَى الْقَضَاء ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ وَهُوَ بِالْقربِ من الريدانية(11/7)
وَدخل الْقَاهِرَة مَيتا فصلى عَلَيْهِ فِي يَوْم السبت رَابِع عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِجَامِع الْأَزْهَر وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ (أَبُو البركات) الصَّالِحِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر 17 (أَبُو البركات) الْعَسْقَلَانِي الخانكي وَهُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم والدأبي بكر الْآتِي كَانَ خيرا صَالحا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين بالخانقاه وَابْنه بِمَكَّة عَن نَحْو الثَّمَانِينَ رَحمَه الله (أَبُو البركات) الغراقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف (أَبُو البركات) الفتحي المغربي وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 1 {أَبُو البركات) الهيثمي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان أَبُو الْبَقَاء بن لاقاضي نَاصِر الدّين الأخميمي قَاضِي الْحَنَفِيَّة أَبوهُ وسبط الْعَضُد الصيرامي وشقيق سعد الدّين وَاسم كل مِنْهُمَا مُحَمَّدًا وَسعد الدّين أصغرهما مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين 19 (أَبُو الْبَقَاء) بن البُلْقِينِيّ الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْعلم صَالح بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي سبط الولوي مُحَمَّد بن عبد الله البُلْقِينِيّ الْمَاضِي ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والتفهني والبسطاي والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ خلق وَأخذ الْعَرَبيَّة والقطب وَغَيرهمَا عَن التقي الحصني وَالْفِقْه عَن وَالِده والشهاب الْمحلي والفرائض عَن أبي الْجُود وَطَائِفَة وَلكنه لم يمعن وناب عَن أَبِيه وَكَانَ ذكيا فَاضلا حسن الْعشْرَة متوددا أناب قبل مَوته بِنَحْوِ عَام حِين اجْتمع شَمله بحفيدة عَمه الْبَدْر وَمَات فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وتوجع لَهُ أَبوهُ وَدَفنه بمدرستهم رَحمَه الله وإيانا (أَبُو الْبَقَاء) الأحمدي أحد الْفُضَلَاء من سوق الْحَاجِب هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف 20 (أَبُو الْبَقَاء) بن بَريَّة هُوَ ابْن شمس الدّين مُحَمَّد بن كريم الدّين ابْن أخي يحيى الْمَاضِي وأخو أبي الْفَتْح الْآتِي مبَاشر منفلوط مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ سيوسا عَاقِلا ظَالِما عَفا الله عَنهُ 2 (أَبُو الْبَقَاء) بن الجيعان الْبَدْر مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ شَقِيق المحمدين أبي البركات وَصَلَاح الدّين وَهُوَ الْأَكْبَر ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين الْمُوَافق لثاني توت وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وعدة كتب واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْجُزْء الْأَخير من الْمُسْتَخْرج(11/8)
على مُسلم لأبي نعيم على السَّيِّد النسابة وَأبي الْحسن الأبودري والتاج مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العرياني والأخوين الْجمال عبد الله والزين عبد الرَّحْمَن بني أَحْمد القمني والمسلسل على السَّيِّد والرشيدي والشهاب بن يَعْقُوب والقطب الْجَوْجَرِيّ والعز التكروري والقرافي وثلاثيات البُخَارِيّ على هَؤُلَاءِ السِّتَّة وَعبد الصَّمد الزَّرْكَشِيّ وَعبد الْملك الطوخي والعماد أبي البركات الْهَمدَانِي الجابي وَالشَّمْس بن أنس والمحب ابْن الألواحي والنور البلبيسي والجمالين يُوسُف الدَّمِيرِيّ وَابْن أَيُّوب والشهاب الْحَنْبَلِيّ الكتبي وَالْكثير مِنْهُ على الشهَاب الشاوي وختمه فَقَط على الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ وَالْجمال ابْن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأم هاني الهورينية وبلدانيات السلَفِي على الْأَخِيرَة وَقطعَة من آخر الْأَدَب الْمُفْرد على الزين شعْبَان بن حجر وَأَشْيَاء على وَمنى وَمن ذَلِك المسلسل بالأولية وبيوم الْعِيد وَغير ذَلِك من تصانيفي كمؤلفي فِي ختم مُسلم وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا خلق كشيخنا وَمن ذكر فِي أَخِيه أبي البركات وَغَيرهم وأقرأه الشهَاب السجيني وَغَيره الْقُرْآن وَغَيره وتدرب بِأَبِيهِ وَغَيره من أقربائه فِي الْمُبَاشرَة واشتغل فِي الْعلم على جمَاعَة مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم وَغَيرهم كالشرفي يحيى الدماطي والسراج الْعَبَّادِيّ والجلال الْبكْرِيّ والكمال إِمَام الكاملية وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وملا على والنور السنهوري فِي آخَرين بل قَرَأَ فِي التَّقْسِيم على الْعَبَّادِيّ وَكَذَا قَرَأَ على غَيره وَكَثُرت مخالطته لغير وَاحِد من الْفُضَلَاء وَرُبمَا قَرَأَ بعض بنيه على بَعضهم بِحَضْرَتِهِ فترقى بذلك كُله وتميز بِحسن ذكائه وَقُوَّة فاهمته فِي صَرِيحه وإيمائه وَجمع بعض التآليف المفيدة واتضع مَعَ الْعلمَاء فانتشرت محاسنه العديدة وَلَو تفرغ لذَلِك لَكَانَ من نَوَادِر زَمَانه وزواهر وقته وأوانه وَلكنه قَامَ من الْمُهِمَّات السُّلْطَانِيَّة بِمَا لم يبرمه غَيره وتودد للخاص وَالْعَام فتزايد بره وخيره وَقرب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ورتب من الْخيرَات مَا لَا يقصر فِيهِ عَن دَرَجَة المفلحين حَتَّى صَار وحيدا فِي مَعْنَاهُ فريدا فِي مقْصده ومغزاه وتزاحم النَّاس على بَابه وتصامم عَن الْمَكْرُوه وأربابه وَصَارَ بَيته ملْجأ للوافدين وملاذا للقاصدين وَكَانَ مَعَ ذَلِك حِين حج وانتفع بِهِ الْفُقَرَاء وعَلى الْمعَارض لَهُم احْتج وَكَذَا سَافر لكل من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا من الْأَمَاكِن البهية للنَّظَر فِي الْمصَالح وَلم يعْدم فِي سَفَره مِمَّن يحملهُ مَعَه من عَالم وَصَالح وابتنى مدرسة بالزاوية الْحَمْرَاء بِالْقربِ من قناطر الأوز تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَتعلم بهَا(11/9)
الْأَوْقَات بالدرج والساعات إِلَى غير ذَلِك من القربات والأيادي المناسبات فَالله تَعَالَى يحفظه فِي دينه ودنياه ويخفض عدوه الَّذِي بالسوء جاهره وباداه أَو أضمره غير ملتفت لعقباه وَيخْتم لَهُ بالصالحات ويريه فِي نَفسه وأخيه مَا تقربه الْأَعْين من الكرامات والمسامحات وَكَانَ قد التمس منى فِي حَيَاة وَالِده وجده تصنيف كتاب فِي الْأَشْرَاف حِين صَار يتَكَلَّم فِي وقف الْأَشْرَاف رَجَاء رَغْبَة الْملك فِي التَّوَجُّه إِلَيْهِم ثمَّ بعدهمَا فِي الذيل على دوَل الْإِسْلَام للذهبي فأجبته وَذكرت من أَوْصَافه فِي خطبتها مَا يحسن إثْبَاته هُنَا ووقعا عِنْده موقعا وانتفع بهما النَّاس فَكَانَ بذلك مشاركا فِي الثَّوَاب بِدُونِ إلباس وَكَذَا عِنْده من تصانيفي جملَة وَلم تزل المسرات واصلة إِلَى من قبله فِي السّفر والحضر والمبشرات بِلَفْظِهِ وقلمه مُتَوَالِيَة فِي رفع الكدر جوزى خيرا 2 (أَبُو الْبَقَاء) بن الجيعان آخر هُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف ولد سنة إِحْدَى واربعين وَثَمَانمِائَة بدرب ابْن ميالة من بركَة الرطلي وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومختصر أبي شُجَاع ولازم الديمي فِي أَشْيَاء وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشُّكْر لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحج فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَاسْتقر مَعَ أَخِيه بعد أَبِيه فِي جهاته وَهُوَ مفرط السّمن منجمع عَن كثيرين كتب بِخَطِّهِ من تصانيفه القَوْل البديع وَسمع مني الْيَسِير مِنْهُ وَمن غَيره ثمَّ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِمَا مَعَ الْمُتَكَلِّمين فِي أوقاف الزِّمَام وسافر فِي أثْنَاء ذَلِك بحرا مَعَ نَائِب جدة بعد أَن قصدني بمنزلي وودعني فجاور بَقِيَّة سنته وَرجع بعد الِانْفِصَال عَن الْمَوْسِم وَسَلَامه على أَيْضا حِين قدمت مَعَ الركب سنة سِتّ وَتِسْعين وَتوجه بِلَاد الْيمن فَمَاتَ بكمران مِنْهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ رَحْمَة الله وعوضه خيرا وَعَفا عَنهُ 23 (أَبُو الْبَقَاء) بن الزين هُوَ ابْن عبد الله بن أَحْمد بن حسن ابْن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ وَأمه خَدِيجَة المدعوة سَعَادَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي أحضر على الزين أبي بكر المراغي بل وَسمع عَلَيْهِ وعَلى خَاله أَحْمد بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن أبي بكر المرشديين وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد المطري وَابْن سَلامَة وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ بهَا بالطاعون(11/10)
سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء (أَبُو الْبَقَاء) بن الضياء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد 24 (أَبُو الْبَقَاء) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر التقي الْهَاشِمِي السّلمِيّ الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد التَّاجِر صهر الناصري مُحَمَّد بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ ووالد إِبْرَاهِيم وَأحمد وأخو الْعَفِيف عبد الله والْعَلَاء على الماضين والتقي أَصْغَر الثَّلَاثَة وَيعرف بالهاشمي أحد التُّجَّار المعتبرين مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا 25 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الرضى اليمني ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا لَهُ اطلَاع على السّير وَالْأَخْبَار والتواريخ والْآثَار مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ قَالَه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ 26 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الرَّحِيم سيف الدّين بن أبي الصَّفَا بن أبي الْوَفَاء الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وشقيقه الْكَمَال أَبُو الوفا مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ويدعى وَهُوَ الْأَصْغَر سَيْفا فَاضل مفنن دين 27 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد الْمُحب بن الْبُرْهَان الْحَلِيمِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القادري الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه هِيَ ابْنة خَال السَّيِّد الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن القادري الْمَاضِي ولد سنة خمس وَخمسين بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأحضره فِي الرَّابِعَة معي بِدِمَشْق على الْبُرْهَان الباعوني والشهب الأحمدين ابْن الزين عمر بن عبد الْهَادِي وَابْن زيد وَابْن الشَّرِيفَة والشمسين بن جوارش وَابْن الْخياط قيم القلانسية وَالْغَرْس خَلِيل بن الجوازة وَالْجمال يُوسُف ابْن النَّاظر الصاحبة وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَفَاطِمَة ابْنة خَلِيل الهرستاني وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ باستدعائي جمَاعَة وأسممه وَالِده على وتكرر قدومه للقاهرة بعد موت وَالِده وأكرمه السُّلْطَان رِعَايَة لِأَبِيهِ مَعَ اشتماله على الْأَدَب والسكون والبهاء وَبِيَدِهِ مشيخة تصوف بالصالحية (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد السَّيِّد بن أَحْمد التقي بن الْبُرْهَان بن الْعَلَاء الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي تلميذ ابْن حجَّة وَيعرف بِابْن الصَّواف لقِيه النَّجْم بن فَهد بحلب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكتب عَنهُ قَوْله
(رَأَيْت يَوْمًا رجلا أحمقا ... قد أَمَاتَهُ القل والفقر)
(لم يمتلك وَالله ملوطة ... وَعِنْده مَعَ فقره كبر)
29 - (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن زاك الرضي اليعلائي(11/11)
نسبا الْحرَازِي الشَّافِعِي وَيُسمى عبد الله حفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَغَيرهَا وتدرب بِأَبِيهِ فِي ذَلِك ثمَّ ارتحل بعد مَوته لتعز فَتلا للسبع بل وللعشر على الْمُوَافق أبي الْحسن على بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشرعبي الشَّافِعِي الْمَاضِي واشتغل فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفَقِيه عمر بن مُحَمَّد الجبني وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة حَيّ جَازَ الكهولة متصد للقراءات انتفق بِهِ فِيهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد السرجي الْمَاضِي 30 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن جعمان الرضي الملقب بِالصديقِ السريفي الذوالي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده فَقِيه فَاضل مدرس كتبت لَهُ بِالْإِجَازَةِ فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين ولأشقائه الشرفين أبي الْقَاسِم وَإِسْمَاعِيل وَالْفَخْر إِسْحَق ولأخوته لِأَبِيهِ الشَّمْس عَليّ وَإِدْرِيس وَعبد الفتاح وَسَائِر إخْوَته الذُّكُور وَالْإِنَاث على يَد بعض الآخذين عني بسؤاله 3 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن قدامَة الْعِمَاد الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالفرائضي ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار وَأبي عبد الله بن الزراد وَأبي بكر بن الرضى وَأحمد بن الزبداني وَأبي الْعَبَّاس بن الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَخلق وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَأَبُو بكر بن يُوسُف الْمزي وَآخَرُونَ وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ مُسْند الصالحية كَانَ عسرا فِي التحديث فسهل الله لي خلقه إِلَى أَن أكثرت عَنهُ فِي مُدَّة يسيرَة مَاتَ فِي أَيَّام حِصَار دمشق بالتتار وَقيل بعد رحيله عَنْهَا سنة ثَلَاث رَحمَه الله وَذكره فِي أنبائه أَيْضا والفاسي فِي ذيله والمقريزي فِي عقوده 3 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء بن الحسام المزازي الكازروني الطاووسي فِي سنة تسع عشرَة بالمزاز وَهُوَ ابْن مائَة وَإِحْدَى وَعشْرين سنة فَأخذ عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَوَصفه بالشيخ المعمر الصَّالح الكسوب العابد الزَّاهِد 33 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو مُوسَى الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن مطير تفقه وَسمع الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ صَالحا حسن الْأَخْلَاق وَوَصفه الْوَجِيه اليافعي فِي رسَالَته لِلشِّهَابِ أَخِيه بسيدي الْفَقِيه الصَّالح الْعَامِل الْعَالم الْوَرع وَأَنه بقدومه عَلَيْهِم فِي هَذَا الْعَام حصلت الزِّيَادَة والشرف والأنس التَّام وفاضت بركته على من رَآهُ من أهل الْخَيْر وَشهد لَهُ السادات بعلو الشَّأْن فَالْحَمْد لله على ذَلِك وَلَكِن لم يحصل بِهِ التملي وَحَال الحرمان عَن تأدية(11/12)
بعض مَا يجب من حَقه وَحصل الأسف الشَّديد بعد فِرَاقه 34 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح بن إِبْرَاهِيم الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعِرَاقِيّ ولد فِي لَيْلَة ثامن رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على النُّور على الديروطي ثَلَاث ختمات لأبي عَمْرو إفرادا ثمَّ جمعا وببعضه على الشهَاب الشوائطي وَحضر فِي صغره مجْلِس الزين بن عَيَّاش وَحفظ الْمِنْهَاج ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو والشاطبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزين خطاب وامام الكاملية وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي وَإِبْرَاهِيم الشرعبي وَعنهُ أَخذ فِي الْحساب وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وَغَيرهمَا وَخلف وَالِده فِي الاعتمار والانجماع ومزيد التودد والتوجه للطائف وَالْمَدينَة لَكِن أَحْيَانًا مَعَ الْقيام بالبيمارستان وَغَيره وَسيرَته حميدة وَقد زَاد على أَبِيه بِحِفْظ الْقُرْآن وتلاوته وَعدم ذكره للنَّاس وَفَاته فقد الأقوام الناظرين فِي الْمصَالح الَّذين كَانَت تجْرِي خيراتهم على يَد أَبِيه فِي المرستان وَغَيره بِحَيْثُ كثرت دُيُونه وَعِيَاله وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتوجه مِنْهَا لدمشق فِي الْمُطَالبَة بِشَيْء يتَعَلَّق بالبيمارستان ثمَّ توجه لزيارة بَيت الْمُقَدّس فَاعْتَمَرَ وَعَاد لمَكَّة وَأرْسل بولده عبد الرَّحْمَن فِي الَّتِي بعْدهَا فَفعل كأبيه وَلم يحصل لَهما الْغَرَض وتزايدت الدُّيُون وتعب خاطره بِكَثْرَة عِيَاله وَقلة متحصله وَنعم الرجل 35 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد الصَّدْر بن التقي الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو النظام عمر ووالد الْعَلَاء على الماضيين وَأَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ قَلِيلا واستنابه وَهُوَ صَغِير واستنكر النَّاس ذَلِك ثمَّ نَاب لِابْنِ عبَادَة وَشرع فِي عمل المواعيد وشاع اسْمه وراج بَين الْعَوام وَكَانَ على ذهنه كثير من التَّفْسِير وَالْأَحَادِيث والحكايات مَعَ قُصُور شَدِيد فِي الْفِقْه وَولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع عشرَة ثمَّ عزل بعد خَمْسَة أشهر وَاسْتمرّ على عمل المواعيد حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ غَيره أَنه رُبمَا كتب على الْفَتَاوَى مَعَ مَا يبديه من مدارس الْحَنَابِلَة وَعين يَوْم الْخَمِيس لوفاته وَأَنه دفن بالروضة وَقد جَازَ الْأَرْبَعين 36 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الهيصمي الجلاد اليمني الطَّبِيب مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن معتوق مضى فِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله(11/13)
37 - (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف التقي البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة بَينهمَا نون وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فتعانى الحياكة كأبيه ثمَّ أقبل على الْقُرْآن فحفظه فِي وَمن يسير عِنْدَمَا قَارب الْبلُوغ مَعَ استمراره لمعاونة أَبِيه فِي الحياكة ثمَّ قَرَأَ بعض الْعُمْدَة فِي الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد وَالْتمس من وَالِده شِرَاء نُسْخَة بالمقنع فَمَا تيَسّر فَأعْطَاهُ بعض الطّلبَة نسخته بالتنبيه للشَّافِعِيَّة فحفظ بعضه ثمَّ تَركه وَحفظ الْمقنع والطوفى فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا وتفقه بالتاج بن بردس ولازمه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا صَحِيح البُخَارِيّ والسيرة لِابْنِ هِشَام وَكَذَا أذن لَهُ من قبله الشّرف بن مُفْلِح وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا جدا ثمَّ قدم دمشق فاستوطنها وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن القطب اليونيني وَغَيره والمعاني وَالْبَيَان عَن جمَاعَة من الدمشقيين والقادمين إِلَيْهَا مِنْهُم يُوسُف الرُّومِي وَالْأُصُول عَن الْبَدْر العصياتي والمنطق عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا على إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة وَقَرَأَ على الشَّمْس بن نَاصِر الدّين منظومته فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا وَأخذ الْيَسِير عَن شَيخنَا وَسمع فِي مُسْند إِمَامه على الشهَاب بن نَاظر الصاحبة وَكَذَا سمع على غَيره وَلزِمَ الإقبال على الْعُلُوم حَتَّى تفنن وَصَارَ متبحرا فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير والتصوف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان مشاركا فِي أَكثر الْفَضَائِل مَعَ الذكاء المفرط واستقامة الْفَهم وَقُوَّة الْحِفْظ والفصاحة والطلاقة فَحِينَئِذٍ عكف الطّلبَة عَلَيْهِ وَأَقْبلُوا بكليتهم لَهُ وانتدب لإقرائهم حَتَّى كَبرت تلامذته ونبغ مِنْهُم غير وَاحِد وَأَحْيَا الله بِهِ هَذَا الْمَذْهَب بِدِمَشْق وَوعظ النَّاس بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الْخَاص وَالْعَام كل ذَلِك مَعَ الدّين المتين والورع الثخين ومزيد التقشف والتواضع والزهد والورع والعفاف والتحري فِي الطَّهَارَة وَغَيرهَا والمثابرة على أَنْوَاع الْخَيْر كَالصَّوْمِ والتهجد والحرص على الِانْقِطَاع والخمول وَعدم الشُّهْرَة وغزارة الْمُرُوءَة والإيثار وَالتَّصَدُّق مَعَ الْحَاجة والإعراض عَن بني الدُّنْيَا جملَة وَعَن وظائف الْفُقَهَاء بِالْكُلِّيَّةِ والتكسب بالحياكة غَالِبا والتودد للطلبة بل وَإِلَى سَائِر الْفُقَهَاء حَتَّى صَار مُنْقَطع القرين واشتهر اسْمه وَبعد صيته وَصَارَ لأهل مذْهبه بِهِ مزِيد فَخر وَلم يشغل نَفسه بتصنيف بل لَهُ حواش وتقييدات على بعض الْكتب كفروع ابْن مُفْلِح بِحَيْثُ جردت فِي مُجَلد وَقد امتحن بهَا بَين الشَّافِعِيَّة والحنابلة بِدِمَشْق(11/14)
وَعقد لَهُ مجْلِس حافل عِنْد النَّائِب وتعصبوا عَلَيْهِ فَلم ينهضوا لمقاومته وَقدم مصر فَعَظمهُ الأكابر خُصُوصا شَيخنَا وابتهج بقدومه عَلَيْهِ وَأهْدى لَهُ شَيْئا من ملبوسه وَكتبه ولقيته إِذْ ذَاك وَسمع بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وانتفعت بلحظه ودعائه ثمَّ لَقيته بصالحية دمشق فَبَالغ فِي إكرامي بِمَا لَا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي وَلزِمَ السماع معي هُوَ والأعيان من طلبته وأعانني فِي تَحْصِيل بعض الْكتب والأجزاء وعزم على السّفر معي إِلَى حلب وبعلبك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بِسَبَب يرجع إِلَى الْإِخْلَاص وَلما رجعت إِلَى الْقَاهِرَة أرْسلت إِلَيْهِ هَدِيَّة فَأحْسن بقبولها وَأظْهر سُرُورًا وَقد وَصفه تِلْمِيذه الْعَلَاء المرداوي بِأَنَّهُ عَلامَة زَمَانه فِي الْبَحْث وَالتَّحْقِيق وَقَالَ ابْن أبي عذيبة شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بالروضة جوَار الْمُوفق بن قدامَة وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ 3 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْفَخر بن الشهَاب المرشدي الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالفخر المرشدي وَالِد مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الصَّمد ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه على ابْن الْجَزرِي بعدة رِوَايَات وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ والعمدة والمنهاج الفرعي وَعرض على الْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة والنجم الْمرْجَانِي وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَنَقله أَبوهُ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَسمع بهَا الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أَهلهَا القاضيان عبد الرَّحْمَن بن صلح وَنور الدّين عَليّ بن أبي الْفَتْح الزرندي وَالْجمال الكازروني وَبحث عَلَيْهِ نصف تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيرهم ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَسمع بهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازم الْحَج والاعتمار من الْجِعِرَّانَة مُدَّة إِقَامَته فِيهَا وَدخل الْيمن والقاهرة وَالشَّام ورحل إِلَى أدرنة من بِلَاد الرّوم فَمَا دونهَا وَحضر هُنَاكَ غزَاة على سَاحل الْبَحْر الْأَخْضَر وباشر فِيهَا الْقِتَال وَقَرَأَ قصيدة البوصيري الهمزية على الشَّمْس الفنري وَسمع عَليّ بحلب على الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبدمشق على ابْن نَاصِر الدّين وَأبي شعر وَأبي زكنون وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الكفيري والشهاب بن المحمرة وَعرض بهَا الْمِنْهَاج على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأَجَازَهُ وَكَذَا أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْجمال بن الشرايحي والشهابان الحسباني وَابْن حجي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَدخل مصر أَيْضا وَأجَاب بهَا عَن ذَاك اللغز الَّذِي أَوله تَقول فتاة المنحنى بعد بعْدهَا وَقد سمحت من بعد صد وإعراض(11/15)
وَكَانَ ذكيا عَاقِلا سَاكِنا ظريفا لطيف الْعشْرَة غزير الْحِفْظ لأيام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا كثير المخالطة للموجودين مِنْهُم وَالْحِفْظ لكَلَام مَعَ مُشَاركَة فِي الطِّبّ واللغة كتب الْمَنْسُوب وخالط الأكابر وَالْعُلَمَاء كالكمال بن الْبَارِزِيّ والعز الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ وَكتب عَنهُ البقاعي من شعره وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا لَقيته بِمَكَّة وَغَيرهَا مرَارًا واستفدت مِنْهُ وَأَجَازَ وَفِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ 39 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْمصْرِيّ الْبَنَّا ذكره ابْن فَهد مُجَردا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح يَأْتِي قَرِيبا 40 (أَبُو بكر) بن أبي ذَر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْحلَبِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِأَبِيهِ ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض واشتغل على أَبِيه وَغَيره وأسمعه مَعنا فِي حلب سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وتدرب فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَنَحْوه فَلَمَّا تعلل أَبوهُ خَلفه فِي الْقِرَاءَة بالجامع وَاسْتمرّ بعد مَوته حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين بعد موت ولد لَهُ مراهق أَو نَحوه وتخلف لَهُ ابْن صَغِير لم يبْق نم بَيتهمْ فِيمَا قيل غَيره وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا 4 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو أبي الْقَاسِم وَابْن أخي أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي قَرِيبا ويلقب بِالصديقِ وَيعرف كسلفه بِابْن مطير كَانَ متأهلا لوظيفتهم فَقِيها خيرا مدرسا قَالَه الأهدل 4 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الزين النابلسي الأَصْل الدمشق الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده نزيل الْقَاهِرَة وَصَاحب النَّجْم يحيى بن حجي وَيعرف كسلفه بِابْن فلاح بِالتَّخْفِيفِ مِمَّن نَشأ بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَحضر بهَا بعض الدُّرُوس وقطن الْقَاهِرَة فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ لاخْتِصَاص أَبِيه بالكمال ولازم الانتماء للنجم الْمشَار إِلَيْهِ وَوَافَقَهُ فِي الْأَخْذ عَن جلّ شُيُوخه كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلى والشرواني والشمني وَكَذَا أَخذ عَن ابْن حسان وَلَا أستبعد أَن يكون أَخذ بِدِمَشْق عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وَغَيرهمَا نعم أَخذ عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون ثمَّ عَن أَخِيه التقي وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية بل سمع مني قَلِيلا وسألني عَن أَشْيَاء وتميز وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وأظن كَانَ كِتَابه الْحَاوِي فقد فقد كَانَت لَهُ عناية بشرحه للقونوي وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر دُخُوله الْبِلَاد الشامية لقبض جِهَات صَاحبه وَأُخْته وَبني عبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ ثمَّ بعده لوَلَده وَبَقِيَّة الْمشَار إِلَيْهِم وَصَارَ لذَلِك يركب(11/16)
الْفرس ويتبعه الجنيب مَعَ خبر وعقل ولطف وَحسن عشرَة وخفة روح وتواضع وتنزه وَعدم حصر وتناقص حَاله بِأخرَة بِحَيْثُ قطن الشَّام وَتزَوج بهَا وَجلسَ شَاهدا بِبَاب الْجَابِيَة بل بِبَاب قاضيه الشهَاب بن الفرفور وَلم يحصل من ذَلِك على طائل وَصَارَ يَبِيع كتبه أَولا فأولا وهش ثمَّ بدا لَهُ التَّوَجُّه لطرابلس ليخبر أمره فِي استيطانها فَأم باينال نائبها وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فِيمَا بَلغنِي وَأَنه لم يقصر على السّبْعين رَحمَه الله وإيانا 43 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم التقي بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبُرْهَان الباحسيتي الْحلَبِي وباحسيتا حارة مِنْهَا بحذاء بَاب الْفرج الْمصْرِيّ الأَصْل الشَّافِعِي البسطامي وَيعرف هُنَاكَ بِابْن الْمصْرِيّ ولد فِي أول سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو آخر الَّتِي قبلهَا بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عبيد البابي وَبِه تفقه وَكَذَا اشْتغل على الزين عبد الرَّزَّاق العجمي وجنيد الْكرْدِي ولازم الْبُرْهَان الْحلَبِي حَتَّى سمع مِنْهُ الْكثير من المطولات كالصحيحين وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وَأخذ طَرِيق الْقَوْم عَن أبي بكر الحيشي البسطامي وَفضل أحد المنسوبين لسيدي عبد الْقَادِر بل ارتحل فَسمع على الشهَاب بن الرسام بحماة وَقَرَأَ على ابْن نَاصِر الدّين بِدِمَشْق صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وعَلى شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ قِطْعَة كَبِيرَة من أول صَحِيح مُسلم وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع المفنن وَالَّذِي قبله بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود الْمُحدث البارع الْخَطِيب وَسمع أَيْضا من الْجمال أَحْمد بن الْفَخر أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الهمامي وَقدم بعد دهر الْقَاهِرَة فلازم الْحُضُور عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَسمع دروسا كَثِيرَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل قَرَأَ مشيخة ابْن شَاذان على ثمَّ على الشهَاب الشاوي وَأخذ عَن الزكي الْمَنَاوِيّ المسلسل وَبَعض سنَن أبي دَاوُد واستجاز عليا حفيد يُوسُف العجمي وَغَيره ثمَّ قدم مرّة أُخْرَى فَكتب القَوْل البديع من تصانيفي وَمَا عملته فِي ختم البُخَارِيّ وسمعهما من لَفْظِي ولازمني حَتَّى سَافر فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأقَام بهما يَسِيرا وَدخل الرّوم وَغَيرهَا وَتكلم على النَّاس فأجاد وخطب وَوعظ وَهُوَ خير نير فَاضل مستحضر لِأَشْيَاء جَيِّدَة من متون ومهمات وَغير ذَلِك مَعَ أنسة بِالْعَرَبِيَّةِ وَآخر مَا لَقيته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة ثمَّ بلغتني وَفَاته فِي سنة تسعين أَو الَّتِي تَلِيهَا على مَا يحرر وَخلف ولدا سيء السِّيرَة 44 (أَبُو بكر) بن أَحْمد الطّيب بن أبي بكر بن أَحْمد دعسين بن عَليّ بن عبد الله(11/17)
ابْن مُحَمَّد دعسين بن مُبين بِضَم أَوله ثمَّ مُوَحدَة وَآخره نون الْقرشِي نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا القرشية بِالْيمن كَانَ جده عَالما لَهُ تصانيف مِنْهَا شرح لأبي دَاوُد فِي أَربع مجلدات مَاتَ عَنهُ مسودة وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَترك ابنيه مُحَمَّدًا وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وأحمدا الملقب بالطيب مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة ولثانيهما صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ فَقِيها محققا متصوفا صحب عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم المخا واختص بِهِ وَحمل عَنهُ كثيرا من كتب التصوف وَكتب الشاذلية وَولي قَضَاء موزع مديدة ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَلزِمَ التدريس والإفتاء حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ذكرهم الأهدل بِنَحْوِ هَذَا 45 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الرضى عبد الحميد الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحِيم وَعبد المحسن وَأمه يَمَانِية ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أجَاز ابْن عَمه الكريمي عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن ظهيرة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بِمَكَّة 46 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الأدكاوي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن وهيب تَصْغِير جد لَهُ أَعلَى اسْمه عبد الْوَهَّاب يُقَال أَنه من المهتدين ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بأدكو وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو والملحة والرحبية فِي الْفَرَائِض وَنصف الْمِنْهَاج وَعرض جَمِيع الألفية على الشَّمْس المالقي وأماكن مِنْهَا على الْبَدْر بن المخلطة وَمُحَمّد بن عبد الْكَرِيم التلمساني وَابْن سَلامَة ولازم التقي الأوجاقي فِي الْفِقْه والأصلين والنحو وَحضر دروس الْبُرْهَان بن أبي شرِيف فِي الْفِقْه وزار بَيت الْمُقَدّس بل وصل لحلب فِي التِّجَارَة وَدخل طرابلس وبيروت ودولب القماش فِي بَلَده وَقَامَ وَقعد وناب عَن زَكَرِيَّا بادكو بعد صرف نور الدّين بن الفويطي وَكَانَت قلاقل بل نَاب قبل عَن الْمُحب أخي السُّيُوطِيّ وَتردد إِلَيّ كثيرا وَهُوَ متشدق مُتَكَلم لَهُ فهم وخبرة بالمخاصمات وَلذَا أعرض الزيني زَكَرِيَّا عَن استنابته وأضافها لغيره 47 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن العجمي الْحلَبِي البلان بحمام شيخو وَيعرف جده بالبقيار ذكره البقاعي هَكَذَا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر الزين الشنواني يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ 4 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري أحد الْأُخوة وَأمه فتاة لِأَبِيهِ تركية مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ(11/18)
بالظاهرية وَمَات تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ 49 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر التقي أَبُو الصدْق بن الشهَاب بن أبي الرّبيع الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ كتبا واشتغل فِي فنون وَمن شُيُوخه الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَانَ يَحْكِي عَنهُ فِي استشكال لاقرابه قَرِيبه بتزويج النَّبِي
ابْنَته من عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أَنَّهَا لَيست قريبَة فَإِنَّهَا ابْنة ابْن عَمه وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة بل شَاركهُ فِي بعض شُيُوخه وَسمع من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جلّ الصَّحِيح فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب بن الْعِمَاد الحسباني وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وتصدى لنفع الطّلبَة فَأخذ عَنهُ الأماثل ودرس بالعادلية الصُّغْرَى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَقْدِسِي وَكتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ ورأيته قرط تصنيف النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي مَسْأَلَة ذَبَائِح أهل الْكتاب بِمَا أثْبته فِي تَرْجَمته فِي المعجم وَكَذَا قرض لغيره وَكَانَ أحد أوعية الْعلم وأعيان النواب مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت سلخ ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين بِدِمَشْق وَتوقف النَّاس فِي مَوته وَزعم بَعضهم أَنه أسكت فَأخر إِلَى يَوْم الْأَحَد فَلَمَّا تحقق مَوته غسل وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَحمل حَاجِب الْحجاب نعشه من منزله بالعادلية الصُّغْرَى إِلَى وسط الْجَامِع وَدفن بمقبرة الْبَاب الشَّرْقِي وَكَانَت جنَازَته حافلة بالأعيان رَحمَه الله وإيانا 50 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْفَخر الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالشامي سمع على الصّلاح بن أبي عمر جُزْء الْهَيْثَم بن كُلَيْب وَمن ابْن أميلة التِّرْمِذِيّ بفوت وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة القَاضِي وَالْفَخْر عُثْمَان النويري النَّسَائِيّ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ كَانَ خيرا دينا اشْتغل كثيرا وتيقظ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر وناب فِي الحكم وَأكْثر التَّوَجُّه إِلَى الشَّام ومصر مَاتَ فِي الْمحرم سنة عشر عَن سِتِّينَ سنة وَقد أسْرع إِلَيْهِ الشيب جدا وَذكره الفاسي فِي ذيله فَقَالَ وَكَانَت لَهُ نباهة فِي الْفِقْه تفقه فِي الْمَدِينَة بالزين المراغي وَأخذ عَن غَيره بِمصْر وَالشَّام وناب فِي الحكم بِالْمَدِينَةِ عَن الزين عبد الرَّحْمَن الفارسكوري أشهرا قَليلَة وَكَانَ فِيهِ خير وَدين وأدب ومذاكرة حَسَنَة مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ 5 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الله الزكي المهجمي الأَصْل الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي وَيعرف بِابْن الهليس بِكَسْر الْهَاء وَاللَّام وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على التنوخي وَابْن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والصردي وَابْنَة الْأَذْرَعِيّ وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ من مَكَّة الشَّمْس بن سكر وَمن بَيت الْمُقَدّس أَبُو الْخَيْر(11/19)
العلائي وَمن دمشق أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ فِي آخَرين مِنْهَا وَمن غَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ نَشأ فِي حَال بزَّة وترفه ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ بعد أَن جَازَ الْعشْرين ولازم الشُّيُوخ وَسمع معي من عوالي شُيُوخه فَأكْثر جدا وَأَجَازَ لَهُ عَامَّة من أخذت عَنهُ فِي الرحلة الشامية ورافقني فِي الِاشْتِغَال على الأبناسي والبلقيني والعراقي وَغَيرهم ثمَّ دخل الْيمن فِي سنة ثَمَانِي مائَة فاستمر بالمهجم وبعدن إِلَى أَن عَاد من قريب فسكن مصر ثمَّ ضعف بالذرب واختل عقله جدا وسئم مِنْهُ جِيرَانه فنقلوه إِلَى البيمارستان المنصوري فَأَقَامَ بِهِ نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ وَصليت عَلَيْهِ ودفنته بالتربة البيبرسية فِي يَوْم الْأَحَد سلخ الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا 5 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر الْمَكِّيّ الصَّيْرَفِي مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ 53 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر الجبرتي الشَّافِعِي نزيل طيبَة مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 54 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الكركي الصَّالِحِي وَيعرف براجح ولد تَقْرِيبًا بعد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت والعماد الْحَنْبَلِيّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول صَحِيح البُخَارِيّ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بسفح قاسيون وَدفن بِهِ رَحمَه الله 55 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن قنان فَخر الدّين الدِّمَشْقِي الأَصْل الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ وَهُوَ بلقبه أشهر ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ منظومة النَّسَفِيّ وَنصف الْمجمع وَعرض على الشَّمْس الخجندي والمحب الطَّبَرِيّ وَأبي الْفرج المراغي وَسعد الدّين سعيد الزرندي القَاضِي والبدر ابْن عبيد الله وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي مجاورته بِمَكَّة فِي الْفِقْه فِي قسم من تَقْسِيم مجمع الْبَحْرين وعَلى نور الدّين الفنري فِي الْمنطق فِي مجاورته أَيْضا وأنشدني عَنهُ قَوْله مجيبا لمن مدحه ببيتين
(كَيفَ السرُور لمَذْهَب هُوَ عاري ... عَمَّا يزجيه رضى الستار)
(لَكِن بسركم ارتجي كرما لَهُ ... أَن الرِّجَال لمعدن الْأَسْرَار)
(على الْإِلَه إِذا وقفت يجيبني ... أَن لَا يُنَادي يَا فناري نَار)
وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء بل لَهُ منسك لطيف واختص بالشمس بن الزَّمن وَقدم على السُّلْطَان من قبله مرّة ثمَّ قدمهَا أُخْرَى وأثرى وَهُوَ عَاقل متودد متأدب ذُو عِيَال وَلَا يَخْلُو من افضال وَبِيَدِهِ بِالْمَدِينَةِ الشمسية مَوضِع بهج فِيهِ بُسْتَان وبحرة وَكَذَا بقباء وَغير ذَلِك وَقد تزوج ابْنَته القَاضِي(11/20)
صَلَاح الدّين بن صَالح ثمَّ النَّجْم بن ظهيرة واستولدها وَسكن عِنْدهم بالشمسية الْمشَار إِلَيْهَا 56 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن شرف الزين الْحَنْبَلِيّ الميقاتي أحد الشُّهُود بحانوتهم بالحلوانيين كتب بِخَطِّهِ أَنه ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَالله أعلم مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين ظنا 57 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ وَيعرف بالقرعان بِضَم الْقَاف ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون تَاجر مَسْتُور فِي حَانُوت بقيسارية طيلان مِمَّن سمع مني (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عمر الشّرف بن الشهَاب العجلوني مضى فِي المحمدين وسمى شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَالِده مُحَمَّد أَيْضا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن فلاح مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر قَرِيبا 5 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ التقي بن الشهَاب الحوارني الْحَمَوِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد نزيل مَكَّة وَيعرف كأبيه بِابْن الحوراني وَهُوَ ابْن عَم يحيى بن عمر الْمَاضِي وَزوج أُخْته شَاب ولد فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بِمَكَّة عِنْد حسن الطلخاوي فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه والعربية وزوجه أَبوهُ ابْنة أَخِيه عمر واستولدها ولازمني فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة حَتَّى سمع بِقِرَاءَة ابْن عَمه الْمَذْكُور الصَّحِيح سوى قِطْعَة من أَوله هِيَ جزآن وَنصف فَسَمعَهَا من لَفْظِي وَقَرَأَ هُوَ بَعْضهَا مَعَ بعض أربعي النَّوَوِيّ وحدثته بباقيها مَعَ المسلسل بالأولية وَسورَة الصَّفّ وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع مني وعَلى أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة 59 (أَبُو بكر) بن الْمُحب أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ مَاتَ وَهُوَ ابْن نصف شهر فِي سلخ ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة 60 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الطنبداوي الْمَكِّيّ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 6 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف التقي بن الشهَاب بن الشَّمْس بن النَّجْم بن الشّرف الْأَسدي الشهبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَحَمْزَة من بَيت كَبِير أَشرت لمن عَرفته مِنْهُم فِي المعجم وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي شُهْبَة لكَون النَّجْم وَالِد جده أَقَامَ قَاضِيا بشهبة السَّوْدَاء أَرْبَعِينَ سنة ولد فِي رَابِع عشري ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة بعد أَن أحضرهُ على وَالِده فِي الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وَمِمَّا حمله عَنهُ البُخَارِيّ فاشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم كَمَا قرأته بِخَطِّهِ(11/21)
سراج البُلْقِينِيّ قَالَ وَهُوَ أعلاهم والشهب الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والملكاوي الشرفان الشريشي والغزي وَالْجمال الطيماني والزين الْقرشِي الْحَافِظ والبدر بن مَكْتُوم وَالشَّمْس الصرخدي وَسمع كَمَا بِخَطِّهِ من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والْعَلَاء بن أبي الْمجد وَابْن صديق وكما يخط بَعضهم من غَيرهم وَمن جده الشَّمْس وتدرب على التَّارِيخ بالشهاب بن حجي وَله على تَارِيخه ذيل انْتهى فِيهِ إِلَى سنة أَرْبَعِينَ كَذَا عمل مُخْتَصرا لطيفا مُفِيدا فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة استمد فِيهِ بل وَفِي سَائِر تعاليقه التاريخية من تصانيف شَيخنَا ومراسلاته حَسْبَمَا يُصَرح بِالنَّقْلِ عَنهُ وَعَلِيهِ فِيهَا عدت مؤاخذات وفنه الَّذِي طَار اسْم بِهِ هُوَ الْفِقْه قد انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِيهِ بِبَلَدِهِ بل صَار فَقِيه الشَّام وعالمها ورئيسها ومؤرخها وتصدى للإفتاء والتدريس فَانْتَفع بِهِ خلق وَحدث بِبَلَدِهِ وببيت الْمُقَدّس سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي ودرس بالسرورية والأمجدية والمجاهدية والظاهرية والناصرية والعذراوية والركنية وَغَيرهَا وناب فِي تدريس الشاميتين وَصَارَ الْأَعْيَان فِي وقته بِبَلَدِهِ من تلامذته ورحل إِلَيْهِ من الْأَمَاكِن النائية كل ذَلِك مَعَ الذكاء والفصاحة والشهامة والديانة وَحسن الْخلق والمحاسن الوافرة وَمن تصانيفه سوى مَا تقدم شرح الْمِنْهَاج سَمَّاهُ كِفَايَة الْمُحْتَاج إِلَى تَوْجِيه الْمِنْهَاج وَلكنه لم يكمل وقف فِيهِ مَكَان وقف السُّبْكِيّ فِي الْخلْع فِي أَربع مجلدات وَشرح التَّنْبِيه سَمَّاهُ كَافِي النبيه وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن الْكَمَال ابْن الْبَارِزِيّ وَلم يلبث أَن صرف بالبهاء بن حجي لكَونه خطب فِي وَاقعَة إينال الجكمي للعزيز يُوسُف بن الْأَشْرَف برسباي ثمَّ أُعِيد بعد الونائي فِي شَوَّال الَّتِي تَلِيهَا وانفصل عَن قرب أول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَانْقطع للْعلم وسافر قبيل مَوته بِجَمِيعِ عِيَاله لزيارة بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان وَقصد الشهَاب أَبَا البقا الزبيرِي بِالْمَدْرَسَةِ الطولونية لزيارته فَقيل أَنه تكلم على بعض الْمحَال من البُخَارِيّ بِحَضْرَة المزور بِمَا أبهت بِهِ من حضر حَتَّى قَالَ بَعضهم لَو كَانَ هُنَا ابْن حجر لم يتَكَلَّم بِأَكْثَرَ وَلَا أحسن وتحققوا بذلك تقدمه فِيمَا عدا الْفِقْه أَيْضا وَلما انْقَضى أربه من الزِّيَارَة عَاد فَمَاتَ فَجْأَة وَهُوَ جَالس يصنف ويكلم وَلَده الْبَدْر بعد عصر يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد سلفه وَكَانَ لَهُ مشْهد لم ير لأحد من أهل عصره مثله وتأسف الدمشقيون على فَقده وَمن الْغَرِيب مَا حَكَاهُ وَلَده أَنه قبل مَوته أَظُنهُ بِيَوْم ذكر موت الْفجأَة وَأَنه إِنَّمَا أَخذه أَسف للْكَافِرِ وَأما الْمُؤمن فَهُوَ لَهُ رَحْمَة وَقرر(11/22)
ذَلِك تقريرا شافيا قلت وَقد ترْجم البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز من صَحِيحه موت الْفجأَة وَقد تَرْجمهُ بعض الْمُتَأَخِّرين فَقَالَ أَنه نَاب مُدَّة بشهامة وصرامة وَحُرْمَة وَكلمَة نَافِذَة ثمَّ اسْتَقل مرَّتَيْنِ وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب فِي زَمَانه بل رياسة الشَّام كلهَا وَصَارَ مرجعها إِلَيْهِ ومعولها فِي مشكلاتها عَلَيْهِ ورزق من ذَلِك مَا لم يرزقه فِيهِ غَيره حَتَّى قَالَ الحسام الْحَنَفِيّ أَنه لم يحصل لشافعي قطّ مَا حصل لَهُ فَإِنَّهُ يرى نَص الشَّافِعِي فِي مَسْأَلَة فتواه على خِلَافه فَيعْمل بهَا لكَونه عِنْدهم أخبر بِنَصّ الشَّافِعِي من غَيره وَلم يدانه فِي زَمَانه بل وَلَا قبله من مدد فِي معرفَة فروع الشَّافِعِيَّة سِيمَا تَخْرِيج كَلَام الْمُتَأَخِّرين أحد وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير بِحَيْثُ لَو قَالَ الْقَائِل أَنه كتب مِائَتي مُجَلد لم يتَجَاوَز وخطه فائق دَقِيق وَبيع فِي تركته نَحْو سَبْعمِائة مُجَلد كَاد أَن يستوفيها مطالعة وَألف التَّارِيخ الْكَبِير ابْتَدَأَ فِيهِ من سنة مِائَتَيْنِ إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَفِي أَثْنَائِهِ خرم أكمله بعض تلامذته وذيلا على تواريخ الْمُتَأَخِّرين الذَّهَبِيّ والبرزالي وَابْن رَافع وَابْن كثير وَغَيرهم وابتدأه من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة إِلَى سنة نَيف وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِي ثَمَان مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فِي مجلدين ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد وَكتب حوادث زَمَنه إِلَى يَوْم وَفَاته وَعمل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا يُحْصى اختصارا وانتقاء وجمعا قَالَ الْعِزّ الْقُدسِي دخلت دمشق قبل الْفِتْنَة فَلم أر فِيهَا وَلَا سَمِعت مِمَّن نَشأ أحسن مِنْهُ صُورَة وسيرة وَكَانَ شكلا حسنا يلبس القماش النفيس ويركب البغال المثمنة مُعظما مكرما وقورا لَا يُخَاطب غَالِبا إِلَّا جَوَابا عَلَيْهِ جلالة ومهابة عِنْده نفرة من النَّاس وَبَعض حِدة مزاج لم أر مثله فِي مَعْنَاهُ وَلما أرسل الظَّاهِر جقمق رَسُوله لشاه رخ كَانَ أحد أَرْبَعَة سَأَلَهُ عَنْهُم فَأَجَابَهُ ببقائهم فَقَالَ الْحَمد لله بعد فِي النَّاس بَقِيَّة حج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقدم الْقُدس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين للزيارة ثمَّ عَاد إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم الْخَمِيس عَاشر ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَجْأَة وَأخرج من الْغَد بعد أَن صلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة فِي مشْهد حافل لم يعْهَد نَظِيره فِي هَذِه الْأَزْمَان وَمَشى فِيهِ النَّائِب والحجاب والقضاة ونوابهم وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء وَسَائِر النَّاس وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير عِنْد أَبِيه وجده بِالْقربِ من تربة بِلَال ورؤيت لَهُ منامات كَثِيرَة حَسَنَة ذكرهَا وَلَده فِي مجلدة وافرد من مناقبه أَيْضا جملَة ورثى بمراث كَثِيرَة فِيهَا مرثية للشمس الْقُدسِي أَولهَا
(عَلَيْك تَقِيّ الدّين تبْكي الْمنَازل ... لقد كنت مأمولا إِذا أم نَازل)(11/23)
ولمحمد الْفراش أَولهَا
(لموتك أَيهَا الصَّدْر الرئيس ... تعطل الدارس والمدروس)
وَلم يخلف بعده مثله وَكَانَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء درس بالتقوية وَذكر الْخلاف فِي موت الْفجأَة ثمَّ قَالَ وَأَنا أختاره لمن هُوَ على بَصِيرَة لِأَن أقل مَا فِيهِ أَمن الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت ثمَّ ركب مِنْهَا فَلَمَّا اسْتَوَى على بغلته قَالَ لوَلَده الْبَدْر وَالله يَا بني مَا بَقِي فِينَا شَيْء ثمَّ توجه للناصرية فدرس بهَا وجره الْكَلَام إِلَى فضل الْمَوْت يَوْم الْجُمُعَة وليلتها ثمَّ سَأَلَ الله الْوَفَاة فِي ذَلِك فَأجَاب الله دَعوته فَإِنَّهُ لما كَانَ ثَانِي يَوْم بعد الْعَصْر وَهُوَ جَالس يحدث وَلَده والقلم بِيَدِهِ وَهُوَ يكْتب فَوضع الْقَلَم فِي الدواة واستند إِلَى المخدة والتوى رَأسه فَقَامَ إِلَيْهِ وَلَده فَوَجَدَهُ قد مَاتَ بِحَيْثُ قَالَ وَلَده وَالله وَالله مَا أعلم أَنه حصل لَهُ من ألم الْمَوْت مَا يحصل من ألم الفصادة إِلَّا دون ذَلِك رَحمَه الله وإيانا 6 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزكي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير وَيعرف بالسعودي ولد تَقْرِيبًا قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَأخْبر أَن أمه سَافَرت بِهِ فِي صغره إِلَى اسكندرية فَرَآهُ الشَّيْخ نَهَارا فَقَالَ لَهَا أَنه يكف بعد قَلِيل وَأَنه يكون فِي آخر عمره خيرا مِنْهُ فِي أَوله وَلَا يَمُوت إِلَّا مَسْتُورا فَكف وسنه خَمْسَة أشهر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج أَو التَّنْبِيه والشاطبية والكافية الشافية وَاسْتمرّ على حفظهَا إِلَى آخر وَقت وَعرض على السراج البُلْقِينِيّ والأبناسي والعز بن الكويك وأجازوا لَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآن بِمصْر على الصَّدْر السفطي شيخ الْآثَار وتلا بالسبع عَلَيْهِ وعَلى مظفر وخليل المشبب وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ الشاطبيتين وَالْفَخْر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَسمعت أَنه كَانَ يرجحه على سَائِر شُيُوخه بل قيل أَنه أَخذهَا عَن التقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ وَبحث فِي الْفِقْه على ابْن الْقطَّان وَغَيره وَسمع دروسا فِي النَّحْو على الشَّمْس الغماري وَلكنه لم يتَمَيَّز فِي غير الْقرَاءَات مَعَ حذق بتعبير الرُّؤْيَا وَحج فِي سنة أَربع عشرَة وجاور بقيتها مَعَ سنتَيْن بعْدهَا وَدخل الْيمن وأقرأ بتعز وسافر إِلَى طرابلس وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين جَعْفَر السنهوري الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون وَلم يكن يسمح بِالْإِجَازَةِ إِلَّا لمن يقْرَأ وَمَا أَظن قَصده فِي ذَلِك إِلَّا جميلا وَإِن قَالَ البقاعي أَنه مُجَرّد حرمَان لَهُ لسوء بَاطِنه وَقد فَاتَهُ خير كثير وَمَا اكْتفى بذلك حَتَّى قَالَ لَهُ أَنْت شيخ قد أعمى الله بصيرتك كَمَا أعمى بَصرك وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَبُو بكر الزكي بن الْمقري ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وتعانى الِاشْتِغَال بالقراءات وَكَانَ قد أضرّ فَحمل عَن الْعَسْقَلَانِي خَاتِمَة أَصْحَاب الصَّائِغ وَأَجَازَ لَهُ وَمهر فِي تَعْبِير المنامات(11/24)